مقدمات التحقيق
مقدمة التحقيق
بسم الله الرّحمن الرّحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وبعد، فهذا كتاب قيم في علم من علوم القراءات وهو علم الوقف والابتداء، أحببت أن أعلق عليه بما يفيد وأن أقوم نصه واعتمدت في ذلك على الطبعة الوحيدة للكتاب والتي طبعت بمطبعة الحلبي واجتهدت في إصلاح نصها وتحقيقه والتعليق عليها بما يفيد إن شاء الله قدر الإمكان والطاقة، والله خير مسئول أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتب:
شريف أبو العلا العدوي(1/5)
شريف أبو العلا العدوي
ترجمة المؤلف (1)
(القرن الحادي عشر الهجري القرن السابع عشر الميلادي) هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم الأشموني الشافعي. فقيه، مقرئ. من تصانيفه: منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، والقول المتين في بيان أمور الدين.
__________
(1) انظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (1/ 275).(1/6)
مقدمة المؤلف
خطبة الكتاب
بسم الله الرّحمن الرّحيم (1)
الحمد لله (2) الذي نوّر قلوب أهل القرآن بنور معرفته تنويرا، وكسا (3)
وجوههم من إشراق ضياء بهجته نورا، وجعلهم من خاصة أحبابه إكراما لهم وتوقيرا، فجعل صدورهم أوعية كتابه ووفقهم لتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ليعظم لهم بذلك أجورا، فترى وجوههم كالأقمار تتلألأ من الإشراق
بسم الله الرّحمن الرّحيم قال سيدنا ومولانا قاضي القضاة، شيخ المشايخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، عمدة المحققين، زين الملة والدين، أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعيّ، متع الله
__________
(1) الباء فيها قيل: إنها زائدة فلا تحتاج إلى ما تتعلق به، أو للاستعانة، أو للمصاحبة، متعلقة بمحذوف، إما أن يكون فعل والتقدير أبدأ أو أفعل، أو متعلقة باسم، أو متعلقة بحال، أي ابتدئ متبركا ومستعينا بالله، أو مصدر مبتدأ خبره محذوف، أي ابتدائي باسم الله ثابت أو دائم، والله أعلم على الذات العلية الواجبة للوجود المستحقة لجميع المحامد، والرحمن الرحيم: اسما مبالغة مشتقان من الرحمة، على وزن فعلان وفعيل، وقيل: إن الرحمن: يعم جميع الخلق، والرحيم مختص بالمؤمنين، وانظر: «نهاية المحتاج» للشمس الرملي (1/ 2016) «القاموس المحيط» (4/ 344)، «شرح جوهرة التوحيد» (3).
(2) افتتح المصنف رحمه الله بعد التيمن بالبسملة بحمد الله، أداء لحق شيء مما يجب عليه نظير إنعام الله عليه بإنجاز هذا الكتاب، واقتداء بالقرآن الكريم، وبالسنة النبوية المطهرة، حيث كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفتتح خطبه دائما بالحمد، ولم ينقل عنه غير ذلك، وأما حديث كل أمر ذي بال فقد اختلفت فيه أنظار النقاد والراجح: ضعفه وانظر «فتح الباري» شرح حديث «إنما الأعمال» رقم (1).
(3) كسا: ألبس: أي جعل على وجوههم لباس النور دليلا على التقوى والطاعة.(1/7)
وتبتهج سرورا، وقد أخبر عنهم الصادق المصدوق ممثلا بأنهم جراب مملوء مسكا وأعظم بذلك فخرا وتبشيرا، فيا لها من نعمة طهروا بها تطهيرا، وجاوزوا بها عزّا ومهابة وتحبيرا، فهم أعلى الناس درجات في الجنان تخدمهم فيها الملائكة الكرام عشيّا وبكورا، ويقال لهم في الجنة تهنئة لهم وتبشيرا، {إِنَّ هََذََا كََانَ لَكُمْ جَزََاءً وَكََانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً} فسبحانه من إله عظيم تعالى في ملكه {عَمََّا} يقول الظالمون {عُلُوًّا كَبِيراً}، {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمََاوََاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلََّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلََكِنْ لََا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كََانَ حَلِيماً غَفُوراً} أحمده سبحانه وتعالى حمد من قام بواجب تجويد (1) كلامه ومعرفة وقوفه (2) ونسأله من فيض فضله وإحسانه لطفا وعناية وتيسيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يغدو قلب قائلها مطمئنا مستنيرا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا صلّى الله عليه وسلّم عبده ورسوله الذي اختاره الله من القدم حبيبا ونبيّا ورسولا، وأرسله إلى الثقلين بشيرا ونذيرا، وقد أخذ له العهد والميثاق على سائر المخلوقات وكتب له بذلك منشورا:
أما بعد (3): فيقول العبد الفقير القائم على قدمي العجز والتقصير،
بوجوده الأنام، وحرسه بعينه التي لا تنام، بجاه سيدنا محمد أشرف الأنام، وآله وصحبه البررة الكرام.
__________
(1) التجويد: لغة هو التحسين، واصطلاحا: قراءة القرآن الكريم على نحو مخصوص بصفة مخصوصة كما نقل إلينا وتواتر.
(2) الوقف: هو القطع لغة، واصطلاحا: هو قطع القراءة مع أخذ نفس، مع نية الاستئناف.
السكت: هو قطع القراءة بدون تنفس مع نية الاستئناف. وسوف يأتي تفريق المصنف بين هذه الأشياء.
(3) أما بعد: لفظة تسمى: فصل الخطاب، وهي لقطع الكلام الذي قبلها عما بعدها انظر: السبع كتب المفيدة لعلوي السقاف (ص 63).(1/8)
الراجي عفو ربه القدير، أحمد بن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الكريم، عامل الله الجميع بفضله العميم، وأسكنهم من إحسانه جنات النعيم: هذا تأليف لم يسألني فيه أحد لعلمهم أني قليل البضاعة، غير دريّ بهذه الصناعة، فإني والله لست أهلا لقول ولا عمل، وإني والله من ذلك على وجل، لكن الكريم يقبل من تطفل، ولا يخيب من عليه عوّل، فإني بالعجز معلوم، ومثلي عن الخطأ غير معصوم، وبضاعتي مزجاة (1)، وتسمع بالمعيديّ خير من أن تراه (2)، فشرعت فيما قصدت، وما لغيري وجدت، وذلك بعد لبثي حينا من الدهر أتروّى وأتأمل، وأنا إلى جمع ما تشتت من ذلك أميل، قادني إلى ذلك أمل ثواب الآخرة، سائلا من المولى الكريم الصواب والإعانة، متبرئا من حولي وقوّتي إلى من لا حول ولا قوّة إلا به، والمأمول من ذي العزة والجلال، أن ينفع به في الحال والمآل، وأن يكون تذكرة لنفسي في حياتي. وأثرا لي بعد وفاتي، فلا تكن ممن إذا رأى صوابا غطاه، وإذا وجد سهوا نادى عليه وأبداه، فمن رأى خطأ منصوصا عليه فليضفه بطرّته إليه والنصّ عليه. [البسيط]:
يا من غدا ناظرا فيما كتبت ومن ... أضحى يردّد فيما قلته النّظرا
سألتك الله إن عاينت لي خطأ ... فاستر عليّ فخير الناس من سترا
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله على آلائه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصفيائه. وبعد:
فهذا مختصر المرشد في الوقف والابتداء الذي ألفه العلامة أبو محمد الحسن بن عليّ بن سعيد العماني رحمه الله تعالى وقد التزم أن يورد فيه جميع ما أورده أهل هذا
__________
(1) مزجاة: قليلة.
(2) مثل مشهور عند العرب يقال عند ما يكون شخص ما له سيط وسمعة، ثم إذا رآه الإنسان اكتشف أنه غير ذلك تماما، وانظر: «مجمع الأمثال» للميداني (1/ 157).(1/9)
فالموافق تكفيه الإشارة، ولا ينفع الحسود تطويل العبارة، وعلى الله اعتمادي في بلوغ التكميل، وهو حسبي ونعم الوكيل، وسميته:
منار الهدى، في بيان الوقف والابتداء (1)
مقدما أمام المقصود فوائد وتنبيهات تنفع القارئ وتعينه على معرفة الوقف والابتداء ليكون على بصيرة إذا خاض في هذا البحر الزخار، الذي لا يدرك له قرار، ولا يسلك إلى قنته ولا يصار، من أراد السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولا، ومن رام الوصول إلى إحصائه لم يجد إلى ذلك سبيلا قد أودع الله فيه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغيّ، فترى كل ذي فنّ منه يستمد، وعليه يعتمد، جعله للحكم مستودعا ولكل علم منبعا، وإلى يوم القيامة نجما طالعا، ومنارا لامعا، وعلما ظاهرا، ولا يقوم بهذا الفن (2) إلا من له باع في العربية، عالم بالقراءات، عالم بالتفسير، عالم باللغة التي نزل القرآن بها على خير خلقه، مزيل الغمة بعثه به بشيرا ونذيرا إلى خير أمة،
الفنّ، وأنا أذكر مقصود ما فيه مع زيادة بيان محل النزول وزيادة أخرى غالبها عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقري، وسميته:
المقصد لتلخيص ما في المرشد فأقول: الوقف يطلق على معنيين: أحدهما القطع الذي يسكت القارئ عنده.
__________
(1) حذف همزة كلمة «الابتداء» وهذا جائز على بعض لغات العرب، وقد ورد ذلك أيضا في كتاب الله الكريم في قراءة «حمزة» عند الوقف حيث إنه يحذف الهمزة عند الوقف، ووافقه في ذلك هشام.
(2) شرع الشيخ يبين شروط من يتكلم في هذا العلم الشريف وبين أنه لا يتكلم فيه إلا متمكن من آلة هذه العلوم التي ذكر، وإن علمنا ذلك فينبغي علينا أن نتوقف عند علامات الوقف والابتداء المختلفة التي وضعها علماء القراءات وأن لا نتجاوزها، ولا نقيس ذلك بمجرد العقول والاستحسان، فالأمر أصعب مما قد يتخيل، فمن قال في القرآن برأيه وهو غير عالم فهو مخطئ وإن كان ما قاله صوابا.(1/10)
شهد به كتابه المبين، عن لسان رسوله الصادق الأمين، جعله كتابا فارقا بين الشك واليقين، أعجز الفصحاء معارضته، وأعيا الألباء مناقضته، وأخرس البلغاء مشاكلته، جعل أمثاله عبرا للمتدبرين، وأوامره هدى المستبصرين، ضرب فيه الأمثال، وفرّق فيه بين الحرام والحلال، وكرّر القصص والمواعظ بألفاظ لا تمل، وهي مما سواها أعظم وأجلّ، ولا تخلق على كثرة الترديد، بل بكثرة تلاوتها حسنا وحلاوة ولا تزيد، قد حثنا على فهم معانيه، وبيان أغراضه ومبانيه، فليس المراد حفظ مبناه، بل فهم قارئه معناه، قال تعالى: {أَفَلََا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى ََ قُلُوبٍ أَقْفََالُهََا} فقد ذمّ الله اليهود حيث يقرءون التوراة من غير فهم فقال: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لََا يَعْلَمُونَ الْكِتََابَ إِلََّا أَمََانِيَّ} (1)
فعلى العاقل الأديب، والفطن اللبيب، أن يربأ بنفسه عن هذه المنزلة الدنية، ويأخذ بالرتبة السنية، فيقف على أهم العلوم وآكدها المتوقف عليها فهم الكتاب والسنة، وهي بعد تجويد ألفاظه خمسة: علم العربية، والصرف، واللغة، والمعاني، والبيان.
وثانيهما: المواضع التي نصّ عليها القراء، فكل موضع منها يسمى وقفا وإن لم يقف القارئ عنده، ومعنى قولنا هذا وقف: أي موضع يوقف عنده، وليس المراد أن كل موضع من ذلك يجب الوقف عنده، بل المراد أنه يصلح عنده ذلك وإن كان في نفس القارئ طول، ولو كان في وسع أحدنا أن يقرأ القرآن كله في نفس واحد ساغ له ذلك، والقارئ كالمسافر، والمقاطع التي ينتهي إليها القارئ كالمنازل التي ينزلها المسافر، وهي مختلفة بالتامّ والحسن وغيرهما مما يأتي كاختلاف المنازل في الخصب ووجود الماء والكلأ وما يتظلل به من شجر ونحوه، والناس مختلفون في الوقف فمنهم من جعله على مقاطع الأنفاس، ومنهم من جعله على رءوس الآي، والأعدل أنه قد يكون في
__________
(1) في هذه الآية إشارة إلى أن المرء يجب أن يعقل ما يقرأ ويتدبره ولا يكتف بترديده فحسب بل يجب أن يعمل به أيضا، وإلا أصبح كاليهود عياذا بالله تعالى، كما قال عز وجل في آية أخرى {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتََابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هََذَا الْأَدْنى ََ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنََا}.(1/11)
فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة
الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفنّ وهو فنّ جليل:
قال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: لقد عشنا برهة من دهرنا، وأن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلّى الله عليه وسلّم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأينا اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده وكل حرف منه ينادي: أنا رسول الله إليك لتعمل بي وتتعظ بمواعظي. قال النحاس: فهذا يدل على أنهم كانوا يتعلمون الوقوف كما يتعلمون القرآن حتى قال بعضهم: إن معرفته تظهر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة (1)
أوساط الآي. وإن كان الاغلب في أواخرها، وليس آخر كل آية وقفا، بل المعاني معتبرة والأنفاس تابعة لها، والقارئ إذا بلغ الوقف وفي نفسه طول يبلغ الوقف يليه فله مجاوزته إلى ما يليه فما بعده، فإن علم أن نفسه لا يبلغ ذلك فالأحسن أن لا يجاوزه كالمسافر إذا لقي منزلا خصبا ظليلا كثير الماء والكلأ وعلم أنه إن جاوزه لا يبلغ المنزل الثاني واحتاج إلى النزول في مفازة لا شيء فيها من ذلك فالأوفق له أن لا يجاوزه، فإن
__________
(1) المقصود من ذلك أن كل واحد قد يوظف الوقف في القرآن العظيم على هواه إذا لم يكن عالما من أهل السنة، فإنه حتما سيقف على الجزء الذي يبرر مذهبه الفاسد، أما المثل الذي ضربه الشيخ، فهو يقصد به المعتزلة، لأنهم ينفون المشيئة لله في خلق أفعال العباد على مذهبهم الفاسد في نفى صفة خلق الله لأفعال العباد، وهم يرون كما هو معلوم أن العباد هم الذين يختارون ويخلقون أفعالهم بأنفسهم، وهذا كلام باطل، لأنه ليس معنى أن يختار العباد أفعالهم أنهم يخلقونها أو يفعلونها بمشيئتهم دون مشيئة الله فالله تعالى يقول: {وَمََا تَشََاؤُنَ إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ رَبُّ الْعََالَمِينَ}، وليس هذا موضع بسط الكلام في هذه المسألة، ففيما قلنا كفاية والله أعلم، وللتفصيل عليك بالعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية فقد(1/12)
كما لو وقف على قوله {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مََا يَشََاءُ وَيَخْتََارُ}، فالوقف على يختار هو مذهب أهل السنة لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق فليس لأحد أن يختار، بل الخيرة لله تعالى، أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه. وقال عليّ كرّم الله وجهه في قوله تعالى {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. وقال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه. وحكى أن عبد الله بن عمر قد قام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين، وعند تمامها نحر بدنة. أخرجه مالك في الموطأ، وقول الصحابي (1) كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم: أي ولم يخالفه غيره ولم يكن للرأي فيه مجال. وهذا لا دخل للرأي فيه، فلو خالفه غيره أو كان للرأي فيه مجال لا يكون قوله حجة. واشتهر هذا الفنّ عن جماعة من الخلف، وهم:
نافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني القارئ (2) وعن صاحبه يعقوب بن
عرض له أي للقارئ عجز بعطاس أو قطع نفس أو نحوه عند ما يكره الوقف عليه عاد من أوّل الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض. ولئلا يكون الابتداء بما بعده موهما للوقوع في محذور كقوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللََّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قََالُوا} فإن ابتدأ بما يوهم ذلك كان مسيئا إن عرف معناه. وقال ابن الأنباري: لا إثم عليه، لأن نيته الحكاية عمن قاله وهو غير معتقد له، ولا خلاف أنه لا يحكم بكفره من غير تعمد واعتقاد لظاهره.
__________
أجاد وأفاد في هذا المبحث كعادته.
(1) قول الصحابي له حكم المرفوع بثلاثة شروط: 1أن لا يعلم له مخالف. 2ليس للرأي فيه مجال. 3ليس معروفا بالأخذ عن أهل الكتاب.
(2) هو إمام حرم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو رويم، وأصله من أصفهان، ونشأ بالمدينة، وأقام بها، وكان من الطبقة الثالثة، وانظر ترجمته في: «معرفة القراء الكبار» (1/ 107 111)، «غاية النهاية» (2/ 334330)، «السبعة» (6453)، «التاريخ الكبير» (8/ 87)، «الكامل» (7/ 2515)، «مشاهير علماء الأمصار» (141)، «وفيات الأعيان»(1/13)
إسحاق الحضرمي البصري (1)، وعن أبي حاتم السجستاني (2)، وعن محمد ابن عيسى (3)، وعن أحمد بن موسى (4)، وعن عليّ بن حمزة الكسائي (5)،
ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف، وأن يقف على أواخر الآي إلا ما كان منها شديد التعلق بما بعده كقوله تعالى {وَلَوْ فَتَحْنََا عَلَيْهِمْ بََاباً مِنَ السَّمََاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ} وقوله:
__________
(5/ 368، 369)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 338336)، «ميزان الاعتدال» (4/ 242)، «تقريب التهذيب» (2/ 295)، «شذرات الذهب» (1/ 270).
(1) هو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وكان حسن القراءة كثير الرواية، مشتهرا بجودة التلاوة عالما بالنحو واللغة، وانظر ترجمته في «معرفة القراء الكبار» (1/ 157، 158)، «غاية النهاية» (2/ 389386)، «طبقات ابن سعد» (7/ 304)، «تاريخ خليفة» (472)، «طبقات النحويين» (54)، «وإنباه الرواة» (4/ 45)، و «وفيات الأعيان» (6/ 392390)، «الكاشف» (3/ 290)، «بغية الوعاة» (2/ 328)، «تهذيب الكمال» (3/ 1549).
(2) هو الإمام سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد، أبو حاتم السجستاني، إمام البصرة في النحو والقراءات واللغة والعروض، عرض على يعقوب الحضرمي، وغيره، روى عنه القراءة: الزردقي، وغيره، توفي سنة 255هـ، وقيل سنة 250هـ وانظر: «غاية النهاية» (1/ 320)، «معرفة القراء» (1/ 219).
(3) هو محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين، أبو عبد الله التيمي الأصبهاني، إمام في القراءات، كبير مشهور، أخذ القراءة عن خلاد بن خالد، ونمير، وغيرهما روى القراءة عنه الفضل بن شاذان، وعبد الله بن أحمد البلخي، وغيرهما، صنف كتاب الجامع في القراءات، وكتاب في العدد، وغيرهما مات سنة 253، وقيل سنة 242هـ. «غاية النهاية» (2/ 223)، «معرفة القراء» (1/ 223).
(4) هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي، الحافظ الأستاذ، أبو بكر بن مجاهد البغدادي، شيخ الصنعة، وأول من سبع السبعة، ولد سنة 245هـ ببغداد وتوفي سنة 324هـ، وانظر: «غاية النهاية» (1/ 139)، «معرفة القراء» (1/ 269).
(5) هو أبو الحسن على بن حمزة الكسائي، أعلم أهل الكوفة في زمانه بعلم العربية، ومنه نشأ علم الكوفيين، وكان علما مشهورا في زمانه، وكان يؤدب الأمين والمأمون ابني الرشيد، ومات في الري في قرية من أعمالها تعرف بأرنبوية في سنة 289هـ وانظر: «معرفة القراء الكبار»(1/14)
وعن القراء الكوفيين (1)، وعن الأخفش سعيد (2)، وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى (3)،
{لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} * لأن اللام في الأول واللام في الثاني متعلقان بالآية قبلهما. ثم الوقف على مراتب: أعلاها التامّ، ثم الحسن، ثم الكافي، ثم الصالح ثم المفهوم، ثم
__________
(1/ 128120)، «غاية النهاية» (1/ 540535)، «السبعة» (78، 79)، «التاريخ الكبير» (6/ 268)، «الجرح والتعديل» (6/ 182)، «مراتب النحويين» (120، 121)، «طبقات النحويين» (130127)، «الفهرست» لابن النديم (4544)، «تاريخ بغداد» (11/ 415403)، «الأنساب» (482)، «وفيات الأعيان» (3/ 297295)، «السير» (9/ 134131)، «البداية والنهاية» (10/ 202201)، «بغية الوعاة» (2/ 162 164)، «طبقات المفسرين» للدوري (1/ 403399)، «شذرات الذهب» (1/ 321).
(1) القراء الكوفيون جماعة وأشهرهم وأهمهم معرفة هم:
1 - الإمام: أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي، وانظر ترجمته في معرفة القراء الكبار (1/ 9488)، «غاية النهاية» (1/ 349346)، «طبقات خليفة» (159)، «وفيات الأعيان» (3/ 9)، «السير» (5/ 256).
2 - الإمام: أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الفرضى وانظر ترجمته في «معرفة القراء» (1/ 118111)، «غاية النهاية» (1/ 261)، «السير» (7/ 90)، «ميزان الاعتدال» (1/ 605)، «شذرات الذهب» (1/ 240).
3 - الإمام أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب، أبو محمد البزار البغدادي، أحد القراء العشرة وأحد الرواة عن حمزة في نفس الوقت، وانظر «غاية النهاية» (1/ 272)، «معرفة القراء» (1/ 208)، وقد مر ذكر الإمام الكسائي وترجمته في الترجمة السابقة.
(2) هو أبو الحسن، سعيد بن مسعد المجاشعي بالولاء، النحوي البلخي، المعروف بالأخفش الأوسط، أحد نحاة البصرة، أخذ النحو عن سيبويه، وزاد في العروض بحر الخبب توفي سنة 215هـ، انظر «وفيات الأعيان» (2/ 380)، «بغية الوعاة» (1/ 590).
(3) هو أبو عبيدة معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمي البصري النحوي، العلامة مولى بني تميم بن مرة انظر ترجمته في «تاريخ خليفة» (19)، «المعارف» (543)، «سؤالات الآجري» لأبي داود (3/ 302)، «المعرفة» ليعقوب الفسوي (3/ 315)، «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (489)، «الجرح والتعديل» (8/ ت 1175)، «الثقات» (9/ 196)، «أخبار النحويين البصريين» (5552)، «تاريخ الخطيب» (13/ 258252)، «وفيات الأعيان»(1/15)
وعن محمد بن يزيد (1) والقتبي والدينوري (2)، وعن أبي محمد الحسن بن علي العماني (3) وعن أبي عمرو عثمان الداني (4)، وعن أبي جعفر محمد بن
الجائز، ثم البيان، ثم القبيح، فأقسامه ثمانية، ومنهم من جعلها أربعة: تام مختار،
__________
(5/ 235)، «السير» (9/ 445)، «تذكرة الحفاظ» (1/ 371)، «الكاشف» (3/ 5665)، «العبر» (1/ 359)، «الميزان» (4/ ت 869)، «شذرات الذهب» (2/ 24)، «تهذيب الكمال» (28/ ت 6107)، «تهذيب التهذيب» (10/ 248246).
(1) هو إمام النحو: أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي، البصري النحوي، الأخباري (صاحب الكامل) انظر ترجمته في «طبقات النحويين واللغويين» (1011)، «تاريخ بغداد» (3/ 380)، «المنتظم» (6/ 9)، «معجم الأدباء» (19/ 122110)، «إنباه الرواة» (3/ 253241)، «وفيات الأعيان» (4/ 313)، «العبر» (2/ 74)، «الوافي بالوفيات» (5/ 216)، «البداية والنهاية» (11/ 79)، «طبقات القراء» (2/ 280)، «لسان الميزان» (5/ 430)، «النجوم الزاهرة» (3/ 117)، «الشذرات» (2/ 190)، «طبقات المفسرين» (2/ 267)، «بغية الوعاة» (1/ 269).
(2) هو عبد الله بن مسلم بن عتيبة، أبو محمد الدينوري وقيل المروزي، نزل بغداد وصنف وجمع وزاع صيته وانظر ترجمته مفصلة في: «طبقات النحويين واللغويين» للزبيدي (116)، «تاريخ بغداد» (10/ 170)، «المنتظم» (5/ 102)، «إنباه الرواة» (2/ 143)، «وفيات الأعيان» (3/ 42)، «تذكرة الحفاظ» (2/ 133)، «الميزان» (2/ 503)، «العبر» (2/ 65)، «البداية» (11/ 48)، «اللسان» (3/ 359357)، «الشذرات» (2/ 170169)، «بغية الوعاة» (2/ 6463)، «السير» (13/ 269).
(3) هو الحسن بن علي بن عبيدة، أبو محمد الكوفي، المقرئ النحوي قرأ بالروايات على سبط الخياط، وأبي منصور بن خيرون وغيرهم، كان رأسا في القراءات وتصدى للإقراء مدة وتوفي في شوال سنة 582هـ وانظر «معرفة القراء الكبار» (2/ 504)، «إرشاد الأريب» (3/ 155)، «إنباه الرواة» (1/ 316)، «مرآة الزمان» (8/ 249)، ««المختصر المحتاج» (1/ 285)، «المشتبه» (343)، «غاية النهاية» (1/ 224)، «النجوم الزاهرة» (6/ 104)، «بغية الوعاة» (1/ 511).
(4) هو الإمام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم، الإمام العلم المعروف في زمانه بابن الصيرفي وفي زماننا بأبي عمرو الداني، لنزوله بدانية ولد سنة 371هـ، وتوفي(1/16)
طيفور السجاوندي (1)، وعن أبي جعفر يزيد بن القعقاع (2) أحد أعيان التابعين وغيرهم من الأئمة الأعلام، والجهابذة العظام، بأن أحدهم آخذا بزمام التحقيق والتدقيق، وتضرب إليه أكباد الإبل من كل مكان سحيق.
[الطويل]:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وما حكاه ابن برهان عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة من أن تسمية الوقوف بالتام والحسن والقبيح بدعة ومعتمد الوقف على ذلك مبتدع. قال لأن القرآن معجز وهو كالقطعة الواحدة فكله قرآن وبعضه قرآن، فليس على ما
وكاف جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك، وهذا اختاره أبو عمرو. ومنهم من جعلها ثلاثة: مختار وهو التامّ. وجائز وهو الكافي الذي ليس بتامّ، وقبيح وهو ما ليس بتامّ ولا كاف، ومنهم من جعلها قسمين: تام، وقبيح، فالتامّ هو الموضع الذي يستغني عما بعده كقوله في البقرة {وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقوله في الفاتحة: {وَإِيََّاكَ}
__________
بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة 444، ودفن بعد العصر وشيعه خلق عظيم، وانظر ترجمته في «جذوة المقتبس» (305)، «بغية الملتمس» (399)، «إرشاد الأريب» (12/ 121)، «إنباه الرواة» (2/ 341)، «تذكرة الحفاظ» (3/ 1120)، «العبر» (3/ 207)، «مرآة الجنان» (3/ 62)، «الديباج المذهب» (2/ 84)، «غاية النهاية» (1/ 503)، «معرفة القراء الكبار» (1/ 345)، «طبقات المفسرين» (159)، وللداودي (1/ 373)، «الشذرات» (3/ 272).
(1) هو الإمام العلامة أبو جعفر محمد بن طيفور السجاوندي، للكتاب في الوقف والابتداء وقد طبع مؤخرا.
(2) هو يزيد بن القعقاع، الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور ثقة صالح كبير القدر، وهو شيخ الإمام نافع، عرض القراءة على مولاه عبد الله بن عياش وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وروى عنهم، توفي سنة 103، وانظر تاريخ ابن معين (3/ 192)، «معرفة القراء» (1/ 7672)، «غاية النهاية» (2/ 382).(1/17)
ينبغي (1)، وضعف قوله غنيّ عن البيان بما تقدم عن العلماء الأعلام، ويبعده قول أهل هذا الفنّ: الوقف على رءوس الآي سنة متبعة، والخير كله في الاتباع، والشر كله في الابتداع، ومما يبين ضعفه ما صح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه نهى الخطيب لما قال: «من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما» ووقف. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: «بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى» ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع، فلا يجمع بين من أطاع ومن عصى، فكان ينبغي للخطيب أن يقف على قوله: فقد رشد.
ثم يستأنف: ومن يعصهما فقد غوى. وإذا كان مثل هذا مكروها مستقبحا في الكلام الجاري بين الناس فهو في كلام الله أشدّ كراهة وقبحا وتجنبه أولى وأحق، وفي الحديث «أن جبريل أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال اقرإ القرآن على حرف.
فقال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف» (2) كل شاف ما لم تختم آية
{نَسْتَعِينُ} لكن الأول أتمّ لكونه آخر صفة المتقين، وما بعده صفة الكافرين. والثاني وإن استغنى عما بعده، لكن له به تعلق ما، لأن قوله {اهْدِنَا} سؤال من المخاطب، وقوله:
{إِيََّاكَ نَعْبُدُ} موجه للمخاطب، فمن حيث أن الكلام كله صادر من المتكلم إلى المخاطب كان في أوّله تعلق بما في آخره، ومن حيث أن قوله {وَإِيََّاكَ نَسْتَعِينُ} آخر الثناء على الله تعالى كان مستغنيا عما بعده، فالتام يتفاوت، فالأعلى تامّ، وما دونه تامّ لكنه يسمى حسنا أيضا، ومنه الوقف على قوله تعالى في الصافات: {مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ} هو وقف تام، لكن على {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} أتمّ، لأنه آخر القصة، ولذلك
__________
(1) هذا القول غير سليم تماما، لأن تقسيمات الوقوف لا تنافي إعجاز القرآن بل إن الوقوف السليمة تزيد المعنى وضوحا وبهاء وجلاء، وليس المقصود بالوقف القبيح مثلا أن القرآن العظيم به قبيح، بل إن المقصود أن ذلك المعنى الذي ينشأ عن وقف ما سوف يحيل المعنى وهذا هو وجه قباحته، والله أعلم.
(2) أخرج البخاري في صحيحه (6/ 222) من رواية ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال أقرأني جبريل عليه السلام على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف. وهو(1/18)
عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب، فالمراد بالحروف لغات العرب: أي أنها مفرقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه (1)، على أنه قد جاء في القرآن ما قد قرئ بسبعة أوجه وعشرة أوجه
يسمى الأول حسنا أيضا، ولا يشترط في التام أن يكون آخر القصة بل أن يستغنى عما
__________
عند البخاري أيضا من حديث عمر (9/ 2321)، وهو عند أحمد في «المسند» (1/ 263 264).
(1) هذا وجه مستبعد جدّا، وترده دلائل كثيرة، ولا يحتمله معنى الحديث وليس هذا مجال الرد عليها، ولكن الراجح الذي استقر عليه المحققون من علماء القراءات واختاره ابن الجزري وانتصر له، أن القراءات كلها صحيحها وشاذها، وضعيفها ومنكرها، اختلافها كلها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وهي:
الأول: أن يكون الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو «يحسب» بفتح السين وكسرها».
الثاني: أن يكون بتغير في المعنى فقط دون تغير في الصورة نحو: {فَتَلَقََّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمََاتٍ} فقرئت آدم مرة بالرفع على أنها فاعل ومرة بالنصب على أنها مفعول مقدم.
الثالث: أن يكون في الحروف مع التغير في المعنى لا السورة نحو: «يتلوا تتلوا».
الرابع: أن يكون في الحروف مع التغيير في الصورة لا المعنى نحو: «الصراط، السراط».
الخامس: أن يكون في الحروف والصورة نحو: يأتل، يتأل.
السادس: أن يكون في التقديم والتأخير نحو: «فيقتلون، ويقتلون» على بناء الأول للمعلوم والثاني للمجهول والعكس.
السابع: أن يكون في الزيادة والنقصان نحو: «وأوحى، ووحى».
فهذه الأوجه السبعة لا يخرج الاختلاف عنها.
إذا فجميع القراءات سبعية، أو عشرية، صحيحة، أو شاذة، نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما قال «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه»، وعلى هذا فليس المقصود بهذه الأحرف هي القراءات السبع التي بين أيدينا فهناك ثلاثة زائدة عليهم، وهي متواترة أيضا، وإنما المقصود ما بيناه، واعلم أن القراءة لكي تكون مقبولة يجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط وهي:(1/19)
كمالك يوم الدين، وفي البحر أن في قوله {وَعَبَدَ الطََّاغُوتَ} اثنتين وعشرين قراءة، وفي {أُفٍّ} * لغات أوصلها الرماني إلى سبعة وثلاثين لغة.
قال في فتح الباري: قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وقال مكي ابن أبي طالب، وأما من ظن أن قراءة هؤلاء القراء السبعة، وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما. قال: ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة ووافق خط المصحف العثماني لا يكون قرآنا وهذا غلط عظيم (1)، إذ لا شك أن هذه القراءات السبع مقطوع بها من عند
بعده كما تقرر كقوله تعالى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللََّهِ} فإنه مبتدأ وخبر، فهو مستغن عن غيره وإن كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحدة. وبذلك علم أن الوقف الحسن هو التام، لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل الحسن ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كما تقرر لتعلقه به لفظا ومعنى كقوله تعالى {الْحَمْدُ لِلََّهِ رَبِّ الْعََالَمِينَ}
و {الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} و {مََالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لأن المراد مفهوم، والابتداء برب العالمين وبالرحمن الرحيم وبملك يوم الدين قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها. والكافي ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا معنويّا كالوقف على {حُرِّمَتْ}
__________
1 - موافقتها لرسم المصحف ولو احتمالا.
2 - موافقتها لوجه من وجوه اللغة.
3 - صحة إسنادها إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وقد جمع الإمام ابن الجزري هذه الشروط الثلاثة فقال في طيبته:
فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي ... وصح إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان
وللاستزادة راجع «الإرشادات الجلية» (16، 17).
(1) هذا كلام صحيح، لأن قراءات الأئمة الثلاثة المتممة للعشرة هي قراءات متواترة أيضا عن النبي(1/20)
الله تعالى، وهي التي اقتصر عليها الشاطبي وبالغ النووي في أسئلته حيث قال: لو حلف الإنسان بالطلاق الثلاث أن الله قرأ القراءات السبع لا حنث عليه، ومثلها الثلاث التي هي قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف، وكلها متواتر تجوز القراءة به في الصلاة وغيرها، واختلف فيما وراء العشرة، وخالف خط المصحف الإمام، فهذا لا شك فيه أنه لا تجوز قراءته في الصلاة ولا في غيرها، وما لا يخالف تجوز القراءة به خارج الصلاة (1). وقال ابن عبد البر: لا تجوز القراءة بها ولا يصلى خلف من قرأ بها. وقال ابن الجزري: تجوز مطلقا إلا في الفاتحة للمصلي، انظر شرح العباب للرملي. والشاذ ما لم يصح سنده نحو {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} بفتح الفاء و {إِنَّمََا يَخْشَى اللََّهَ مِنْ عِبََادِهِ الْعُلَمََاءُ} برفع الله ونصب العلماء، وكذا كل ما في إسناده ضعف لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم سواء وافق الرسم أم لا. قال مكي: ما روى في القرآن ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به ويكفر جاحده، وهو ما نقله الثقات ووافق العربية وخط المصحف. وقسم صح نقله عن الأجلاء وصح في العربية،
{عَلَيْكُمْ أُمَّهََاتُكُمْ} وعلى {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبََاتُ} والصالح والمفهوم دونهما كالوقف على قوله تعالى {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} فهو صالح، فإن قال {وَبََاؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللََّهِ} كان كافيا، فإن بلغ {يَعْتَدُونَ} كان تاما، فإن بلغ {عِنْدَ رَبِّهِمْ} كان مفهوما، والجائز ما خرج عن ذلك ولم يقبح. والبيان سيأتي بيانه. والقبيح
__________
صلّى الله عليه وسلّم، وهي داخلة بلا شك في معنى الأحرف السبعة، وهذا مما يقطع باستحالة أن يكون معنى الأحرف السبعة هي القراءات السبع، وقد ألف الإمام ابن الجزري خصيصا لهذا الغرض كتاب منجد المقرئين، ليبين أن القراءات الثلاثة متواترة داخلة في الأحرف السبعة، ليرد على بعض المتوهمين نفي ذلك، وأثبت تواترها، فراجع ذلك فإنه مفيد.
(1) يجب الانتباه إلى أن ما خالف خط المصحف الإمام وضعف إسناده، أو لم يوافق وجها من وجوه النحو، فليس قرآنا فلا يجوز قراءته داخل الصلاة ولا خارجها على أنه قرآن، وإنما قد يستأنس به فقط، وأما كونه يفيد في الأحكام أم لا فهذا خلاف في الأصول شهير.(1/21)
وخالف لفظه الخط فيقبل ولا يقرأ به. وقسم نقله ثقة ولا وجه له في العربية أو نقله غير ثقة فلا يقبل وإن وافق خط المصحف. فالأول كملك ومالك (1)
والثاني كقراءة ابن عباس «وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة» (2)
واختلف في القراءة بذلك، فالأكثر على المنع لأنها لم تتواتر، وإن ثبتت بالنقل فهي منسوخة بالعرضة الأخيرة. ومثال الثالث وهو ما نقله غير ثقة كثير، وأما ما نقله ثقة ولا وجه له في العربية فلا يكاد يوجد. وقد وضع السلف علم القراءات دفعا للاختلاف في القرآن، كما وقع لعمر بن الخطاب مع أبيّ بن كعب حين سمعه يقرأ سورة الفرقان على غير ما سمعها هو من النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأخذه ومضى به إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم كل واحد أن يقرأ، فقرأ كل واحد ما سمعه، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم هكذا أنزل (3)، ولا شك أن القبائل كانت ترد على النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان يترجم لكل أحد بحسب لغته، فكان يمدّ قدر الألف والألفين والثلاثة لمن لغته كذلك، وكان يفخم لمن لغته كذلك، ويرقق لمن لغته كذلك، ويميل لمن لغته كذلك. وأما ما يفعله قراء زماننا من أن القارئ كل آية يجمع ما فيها من اللغات (4)، فلم يبلغنا وقوعه عن رسول الله
ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور كالوقف على بسم ورب وملك، وعلى قوله {لَقَدْ سَمِعَ اللََّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قََالُوا} وقوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قََالُوا} * ويسنّ للقادر
__________
(1) قرأ: عاصم والكسائي ويعقوب وخلف {مََالِكِ} بإثبات الألف بعد الميم، على اسم الفاعل، وقرأ باقي العشرة ملك على الصفة المشبهة بحذف الألف وراجع «البهجة المرضية» (8)، «إرشاد المريد» (29).
(2) الذي يبدو أن هذا تفسير منه لا قراءة، وقد يكون سبب الخلط من الرواة الذين سمعوا منه ذلك التفسير فظنوه قراءة، والله أعلم.
(3) أخرجه أحمد في «المسند» بإسناد صحيح من حديث عمرو بن العاص.
(4) جمع القراءات التي في الآية الواحدة حال القراءة أو الصلاة من البدع، وإنما ينبغي لمن جمع القراءات أن ينتهي بكل قراءة إلى تمام المعنى ثم يبدأ من جديد بالقراءة الأخرى، وذلك حتى لا تختلط المعاني ببعضها، وتختلط الوجوه.(1/22)
صلّى الله عليه وسلّم ولا عن أحد من أصحابه. قاله الشعراوي في [الدرر المنثورة في بيان زبدة العلوم المشهورة] وينبغي للقارئ أن يقطع الآية التي فيها ذكر النار أو العقاب عما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة، ويقطعها أيضا عما بعدها إن كان بعدها ذكر النار: نحو قوله {وَكَذََلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحََابُ النََّارِ} (1) هنا الوقف، ولا يوصل ذلك بقوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} (2) ونحو {يُدْخِلُ مَنْ يَشََاءُ فِي رَحْمَتِهِ} (3) هنا الوقف، ولا يوصله بما بعده ونحو {وَاتَّقُوا اللََّهَ إِنَّ اللََّهَ شَدِيدُ الْعِقََابِ} (4) هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله {لِلْفُقَرََاءِ} ونحو قوله في التوبة: {وَاللََّهُ لََا يَهْدِي الْقَوْمَ الظََّالِمِينَ} (5) هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهََاجَرُوا} (6) وكذا كل ما هو خارج عن حكم الأول، فإنه يقطع. قال السخاوي: ينبغي للقارئ أن يتعلم وقف جبريل، فإنه كان يقف في سورة آل عمران عند قوله {صَدَقَ اللََّهُ} (7) ثم يبتدئ {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرََاهِيمَ حَنِيفاً} (8) والنبي صلّى الله عليه وسلّم يتبعه، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقف في سورة البقرة والمائدة عند قوله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرََاتِ} (9) وكان يقف على قوله: {سُبْحََانَكَ مََا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مََا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} (10) وكان يقف {قُلْ هََذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللََّهِ} (11) ثم يبتدئ {عَلى ََ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ}
على شيء من الوقوف أن يقدّم منها الأعلى مرتبة. ولا بدّ للقارئ من معرفة أمور تتعلق بالوقف والابتداء وقد أوردتها في أبواب.
__________
(1) غافر: 6.
(2) غافر: 7.
(3) الإنسان: 31.
(4) الحشر: 7.
(5) التوبة: 19.
(6) التوبة: 20.
(7) آل عمران: 95.
(8) آل عمران: 95.
(9) المائدة: 48.
(10) المائدة: 116.
(11) يوسف: 108.(1/23)
{اتَّبَعَنِي} (1) وكان يقف {كَذََلِكَ يَضْرِبُ اللََّهُ الْأَمْثََالَ} (2) ثم يبتدئ {لِلَّذِينَ اسْتَجََابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى ََ} (3) وكان يقف {وَالْأَنْعََامَ خَلَقَهََا} (4) ثم يبتدئ {لَكُمْ فِيهََا دِفْءٌ} (5) وكان يقف {أَفَمَنْ كََانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كََانَ فََاسِقاً} (6) ثم يبتدئ {لََا يَسْتَوُونَ} (7) وكان يقف {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى ََ فَحَشَرَ} (8) ثم يبتدئ {فَنََادى ََ فَقََالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ََ} (9) وكان يقف {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (10) ثم يبتدئ {تَنَزَّلُ الْمَلََائِكَةُ} (11) فكان صلّى الله عليه وسلّم يتعمد الوقف على تلك الوقوف، وغالبها ليس رأس آية، وما ذلك إلا لعلم لدنيّ علمه من علمه وجهله من جهله، فاتباعه سنة في جميع أقواله وأفعاله.
الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء
وهو لغة الكف عن الفعل والقول، واصطلاحا قطع الصوت آخر الكلمة زمنا ما، أو هو قطع الكلمة عما بعدها، والوقف والقطع والسكت بمعنى، وقيل القطع عبارة عن قطع القراءة رأسا، والسكت عبارة عن قطع الصوت زمنا
الباب الأول: في ألف الوصل وهي تدخل على فعل الأمر المجرّد دون ماضيه ومضارعه ومصدره، وعلى الجميع غير المضارع إذا كان فعلها مزيدا فيه، وعلى الاسم للتعريف أو لغيره، وزيدت في ذلك للحاجة إليها، لأن فعل الأمر المجرّد مثلا ساكن ولا يمكن الابتداء به فاجتلبت الألف ليتوصل بها إلى النطق بالساكن وكان حقها
__________
(1) يوسف: 108.
(2) الرعد: 17.
(3) الرعد: 18.
(4) النحل: 5.
(5) النحل: 5.
(6) السجدة: 18.
(7) السجدة: 18.
(8) النازعات: 22، 23.
(9) النازعات: 23، 24.
(10) القدر: 3.
(11) القدر: 4.(1/24)
ما دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، والناس في اصطلاح مراتبه مختلفون كل واحد له اصطلاح، وذلك شائع لما اشتهر أنه لا مشاحة في الاصطلاح، بل يسوغ لكل أحد أن يصطلح على ما شاء كما صرّح بذلك صدر الشريعة وناهيك به: قال ابن الأنباري والسخاوي (1): مراتبه ثلاثة: تام، وحسن، وقبيح. وقال غيرهما أربعة: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك. وقال السجاوندي خمسة: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوّز لوجه،
السكون، لأن الحروف حقها البناء عليه إلا أنهم اضطروا إلى حركتها بالابتداء بها فكسرت إن انفتح، أو انكسر عين الفعل كاعلموا واهدنا، وتضم إن انضمّ كاذكروا،
__________
(1) اعلم أن الوقف على أربعة أقسام:
اختياري: وهو أن يقصد لذاته من غير عروض سبب من الأسباب، وهذا هو الذي نتكلم عنه.
اضطراري: وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس ونحوه، كبخر ونسيان فحينئذ يجوز الوقف على أي كلمة كانت وإن لم يتم المعنى لكن يجب الابتداء من الكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء بها، وإلا أتى بالمعنى من أوله.
انتظاري: وهو أن يقف على كلمة ليعطف عليها غيرها حين جمعه لاختلاف الروايات.
اختياري: لبيان المقطوع والموصول والثابت من المحذوف وهو متعلق بالرسم، ولا يوقف عليه إلا لعذر كانقطاع نفس أو سؤال ممتحن أو تعليم قارئ كيف يقف، أما ما يفعله البعض من الوقف دون أدنى داع وإنما لحاجة في نفوسهم فلا ينبغي.
وأما الوقف الاختياري الذي نتكلم عنه أرجحها ما ذكره الداني وابن الجزري أنه أربعة أقسام:
تام وكاف وحسن وقبيح.
فالتام: هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لفظا ولا معنى.
والكافي: هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لفظا بل معنى فقط.
والحسن: هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا، بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة.
والقبيح: هو الوقف على لفظ غير مفيد لعدم تمام الكلام.
وانظر «نهاية القول المفيد» (153).(1/25)
ومرخص ضرورة. وقال غيره ثمانية: تامّ، وشبيه، وناقص، وشبيه، وحسن، وشبيه، وقبيح، وشبيه، وجميع ما ذكروه من مراتبه غير منضبط ولا منحصر، لاختلاف المفسرين والمعربين، لأنه سيأتي أن الوقف يكون تاما على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على آخر إذ الوقف تابع للمعنى. واختلفوا فيه أيضا فمنهم من يطلق الوقف على مقاطع الأنفاس على القول بجواز إطلاق السجع في القرآن، ونفيه منه أجدر، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أسجع كسجع الكهان؟» فجعله مذموما، ولو كان فيه تحسين الكلام دون تصحيح المعنى. وفرق بين أن يكون الكلام منتظما في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود منه، وبين أن يكون منتظما دون اللفظ، لأن في القرآن اللفظ تابع للمعنى: وفي السجع المعنى تابع للفظ، ومنهم من يطلقه على رءوس الآي، وأن كل موضع منها يسمى وقفا، وإن لم يقف القارئ عليه، لأنه ينفصل عنده الكلامان، والأعدل أن يكون في أواسط الآي، وإن كان الأغلب في أواخرها كما في آيتي المواريث، ففيهما ثلاثة عشر وقفا ف {يُوصِيكُمُ اللََّهُ} وما عطف عليه فيه تعلق معنوي لأن عطف الجمل، وإن كان في اللفظ منفصلا، فهو في المعنى متصل فآخر الآية الأولى {عَلِيماً حَكِيماً} وآخر الثانية {تِلْكَ حُدُودُ اللََّهِ}
كما سيأتي مفصلا في محله إن شاء الله تعالى، وليس آخر كل آية وقفا، بل المعتبر المعاني، والوقف تابع لها فكثيرا ما تكون آية تامة، وهي متعلقة بآية
واعتبرت حركة عينه لأنها لا تتغير، بخلاف فائه ولامه، وإنما كسرت في نحو: امشوا واقضوا مع أن عينه مضمومة نظرا لأصله، لأن أصله امشيوا واقضيوا بكسر عينه استصقلت الضمة على الياء فنقلت إلى العين فسكنت الياء والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فإن دخلت عليها همزة الاستفهام وهي لا تدخل على فعل الأمر سقطت لعدم الحاجة إليها حينئذ وتبقى همزة الاستفهام مفتوحة كقوله تعالى:
{أَفْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} {أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللََّهِ عَهْداً} {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} وإن(1/26)
أخرى ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها، أو حالا مما قبلها أو صفة أو بدلا، كما يأتي التنبيه عليه في محله. وإذا تقاربت الوقوف بعضها من بعض لا يوقف عند كل واحد إن ساعده النفس. وإن لم يساعده وقف عند أحسنها، لأن ضيق النفس عن بلوغ التمام يسوّغ الوقف، ولا يلزم الوقف على رءوس الآي، كذا جعل شيخ الإسلام طول الكلام مسوّغا للوقف. قال الكواشي: وليس هذا العذر بشيء، بل يقف عند ضيق النفس، ثم يبتدئ من أوّل الكلام حتى ينتهي للوقف المنصوص عليه، كما يأتي في سورة الرعد، ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، وهذا هو الأحسن ولو كان في وسع القارئ أن يقرأ القرآن كله في نفس واحد ساغ له ذلك.
مطلب تنوع الوقف
(1):
ويتنوع الوقف نظرا للتعلق خمسة أقسام، لأنه لا يخلو إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله لا لفظا، ولا معنى، فهو التام، أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح، أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا، وهو
بني الفعل للمفعول ضمت الألف نحو: {ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} {اضْطُرَّ} * {اؤْتُمِنَ}
انطلق به. وأما الداخلة على الاسم فهي مفتوحة في الابتداء إن صحبتها لام التعريف نحو: {الْمُفْلِحُونَ} *، {الدََّارُ} *، {الْآخِرَةِ} * فإن دخلت عليها همزة الاستفهام أبدلت
__________
(1) وهناك أيضا نوع من أنواع الوقوف وهو وقف التعسف وهو من الوقوف القبيحة، وقد ظهر هذا النوع بين بعض أهل زماننا وهو أن يقف مثلا على قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} ثم يبدأ العقبة فك رقبة، أو {ثُمَّ جََاؤُكَ يَحْلِفُونَ} ثم الابتداء بالله إن أردنا، ومنه {سُبْحََانَكَ مََا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مََا لَيْسَ لِي} ثم الابتداء {بِحَقٍّ} فهذه الوقوف وأشباهها ينبغي علينا تجنبها والسير وراء خطى العلماء في الوقوف وقد أشار إلى ذلك الشمس ابن الجزري في النشر وقوله عنه صاحب الثغر الباسم وراجع: «نهاية القول المفيد» (171).(1/27)
الكافي، أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا، وهو الحسن، والخامس متردّد بين هذه الأقسام، فتارة يتصل بالأول، وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا، لأنه قد يكون الوقف تاما على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على غير ذلك وأمثلة ذلك تأتي مفصلة في محلها.
مطلب مراتب الوقف:
وأشرت إلى مراتبه بتامّ أو أتمّ، وكاف وأكفى، وحسن، وأحسن، وصالح وأصلح، وقبيح، وأقبح، فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما في الرتبة فأعلاها الأتمّ ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح، ويعبر عنه بالجائز. وأما وقف البيان، وهو أن يبين معنى لا يفهم بدونه كالوقف على قوله تعالى: {وَتُوَقِّرُوهُ} (1) فرق بين الضميرين، فالضمير في وتوقروه للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي تسبحوه لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد، والتام على قوله:
{وَأَصِيلًا} * وكالوقف على قوله: {لََا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} (2) ثم يبتدئ {الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللََّهُ لَكُمْ} (3) بين الوقف على عليكم أن الظرف بعده متعلق
مدّة ولم تسقط لئلا يلتبس الخبر بالاستفهام لانفتاح كل منهما، وإن لم تصحبها لام التعريف كسرت على الأصل في التقاء الساكنين، وذلك في تسعة أسماء: اسم وامرؤ وامرأة، واثنان واثنتان، وابن وابنم، وابنة واست.
الباب الثاني: في الياءات وهي ضربان: ياءات تثبت خطّا، وياءات تحذف استغناء بالكسرة قبلها، فالثابتة لا تحذف لفظا ولا وصلا ولا وقفا وهي تقع حشو الآية لا آخرها نحو:
__________
(1) الفتح: 9.
(2) يوسف: 92.
(3) يوسف: 92.(1/28)
بمحذوف، وليس متعلقا باسم لا، لأن اسمها حينئذ شبيه بالمضاف، فيجب نصبه وتنوينه. قاله في الإتقان. فالتامّ سمى تامّا، لتمام لفظه بعد تعلقه وهو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله لا لفظا ولا معنى. وأكثر ما يوجد عند رءوس الآي غالبا، وقد يوجد قرب آخرها كقوله: {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهََا أَذِلَّةً} (1) هنا التمام، لأنه آخر كلام بلقيس، ثم قال تعالى: {وَكَذََلِكَ يَفْعَلُونَ} (2) وهو أتمّ، ورأس آية أيضا، ولا يشترط في التام أن يكون آخر قصة كقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللََّهِ} (3) فهو تام، لأنه مبتدأ وخبر، وإن كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحدة ونحوه: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جََاءَنِي} (4) هنا التام، لأنه آخر كلام الظالم أبي بن خلف، ثم قال تعالى: {وَكََانَ الشَّيْطََانُ لِلْإِنْسََانِ خَذُولًا} (5) وهو أتمّ، ورأس آية أيضا، وقد يوجد بعد رأس الآية كقوله: {مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ} (6) هنا التامّ، لأنه معطوف على المعنى: أي تمرون عليهم بالصبح وبالليل، فالوقف عليه تامّ،
إني أعلم، وأنصارى إلى الله، وطهر بيتي للطائفين، وهي كثيرة إلا أن فيها ما له نظائر محذوفة خطّا. فلا بد من معرفتها لئلا تلتبس الثابتة بالمحذوفة فيذهب القارئ إلى جواز حذف الثابت منها وحاذفه لاحن، فالثابتة في البقرة: {وَاخْشَوْنِي}، وفي آل عمران: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللََّهُ}، وفي
__________
(1) النمل: 34.
(2) النمل: 34.
(3) الفتح: 29.
(4) الفرقان: 29.
(5) الفرقان: 29.
(6) الصافات: 137: 138.(1/29)
وليس رأس آية، وإنما رأسها مصبحين، و {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} (1) أتمّ، لأنه آخر القصة، ومثله {يَتَّكِؤُنَ وَزُخْرُفاً} (2) رأس الآية يتكئون، وزخرفا هو التمام، لأنه معطوف على سقفا، ومن مقتضيات الوقف التام الابتداء بالاستفهام ملفوظا به أو مقدّرا، ومنها أن يكون آخر قصة وابتداء أخرى وآخر كل سورة، والابتداء بياء النداء غالبا، أو الابتداء بفعل الأمر، أو الابتداء بلام القسم، أو الابتداء بالشرط، لأن الابتداء به ابتداء كلام مؤتنف أو الفصل بين آية عذاب بآية رحمة أو العدول عن الإخبار إلى الحكاية أو الفصل بين الصفتين المتضادتين، أو تناهي الاستثناء أو تناهي القوم أو الابتداء بالنفي أو النهي، وقد يكون الوقف تامّا على تفسير وإعراب وقراءة، غير تامّ على آخر نحو {وَمََا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللََّهُ} (3) تامّ إن كان والراسخون مبتدأ خبره يقولون على أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه، غير تام إن كان معطوفا على
الأنعام: {قُلْ إِنَّنِي هَدََانِي رَبِّي}، وفي الأعراف: {الْمُهْتَدِي}، وفي هود:
{فَكِيدُونِي}، وفي يوسف: {وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، و {مََا نَبْغِي}، وفي الحجر: {أَبَشَّرْتُمُونِي} وفي الكهف: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي}، وفي مريم:
{فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ}، وفي طه: {فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي}، وفي القصص:
{أَنْ يَهْدِيَنِي} وفي يس: {وَأَنِ اعْبُدُونِي}. وفي المنافقين: {لَوْلََا أَخَّرْتَنِي}، ومن ذلك: {فَلََا تَسْئَلْنِي} في الكهف عند الجمهور. وروى عن ابن عامر حذف الياء فيه. وأما قوله: {بِهََادِي الْعُمْيِ}، وهما موضعان في النمل والروم. قال ابن الأنباري: فالياء محذوفة منه في الروم دون النمل،
__________
(1) الصافات: 138.
(2) الزخرف: 34، 35.
(3) آل عمران: 7.(1/30)
الجلالة، وأن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه: كما سيأتي بأبسط من هذا في محله. والكافي ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده واستغناء ما بعده عنه بأن لا يكون مقيدا له، وعود الضمير إلى ما قبل الوقف لا يمنع من الوقف، لأن جنس التام، والكافي جميعه كذلك، والدليل عليه ما صح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال لي رسول الله «اقرأ عليّ» فقلت يا رسول الله أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ فقال: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، قال:
فافتتحت سورة النساء فلما بلغت شهيدا، قال لي: «حسبك» (1) ألا ترى أن الوقف على شهيدا كاف وليس بتام، والتامّ {وَلََا يَكْتُمُونَ اللََّهَ حَدِيثاً} (2)
لأنه آخر القصة وهو في الآية الثانية، وقد أمره النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقف دون التامّ مع قربه، فدل هذا دلالة واضحة على جواز الوقف على الكاف، لأن قوله يومئذ إلخ ليس قيدا لما قبله، وفي الحديث نوع إشارة إلى أن ابن مسعود كان صيتا.
قال عثمان النهدي: صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد فوددنا أنه لو قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله، وكان أبو موسى الأشعري كذلك،
فمن وقف على التي في النمل أثبت، ومن وقف على التي في الروم جوّز الحذف كما في الخط والجمهور يحذفون كل الياءات المحذوفة عند الوقف عليها اتباعا للمصحف، وكان يعقوب يثبت الياءات كلها في الوقف وإن كانت محذوفة في الخط إلا المنوّن والمنادي كهاد ووال ويا قوم ويا عباد وسيأتي بيانه. وأما نظائر هذه الياءات وهي محذوفة خطا، ففي آل عمران: {وَمَنِ اتَّبَعَنِ}، وفي المائدة: {وَاخْشَوْنِ}، وفي الأنعام: {وَقَدْ هَدََانِ}، وفي الأعراف: {ثُمَّ كِيدُونِ}، وفي الإسراء: {أَخَّرْتَنِ}، وفيها وفي الكهف:
__________
(1) صحيح: أخرجه البخاري (9/ 81)، وأحمد في المسند (1/ 374) من حديث ابن مسعود.
(2) النساء: 42.(1/31)
ورد أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سمع صوته وهو يقرأ القرآن. فقال «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» كان داود عليه السلام إذا قرأ الزبور تدنو إليه الوحوش حتى تؤخذ بأعناقها، والمراد بقوله: وآتاه الله الملك هو الصوت الحسن. قاله السمين: وعلامته أن يكون ما بعده مبتدأ أو فعلا مستأنفا أو مفعولا لفعل محذوف، نحو وعد الله، وسنة الله أو كان ما بعده نفيا أو إن المكسورة أو استفهاما أو بل أو ألا المخففة أو السين أو سوف، لأنها للوعيد، ويتفاضل في الكفاية، نحو {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} (1) صالح {فَزََادَهُمُ اللََّهُ مَرَضاً} (2) أصلح منه، بما كانوا يكذبون أصلح منهما، وقد يكون كافيا على تفسير وإعراب وقراءة، غير كاف على آخر، نحو {يُعَلِّمُونَ النََّاسَ السِّحْرَ} (3) كاف إن جعلت ما نافية، حسن إن جعلتها موصولة، وتأتي أمثلة ذلك مفصلة في محالها، والحسن ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها، إذ ما بعده مع ما قبله كلام واحد من جهة المعنى كما تقدم، أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا نحو: الحمد لله حسن، لأنه
{الْمُهْتَدِ}، وفي الكهف: {إِنْ تَرَنِ}، {أَنْ يُؤْتِيَنِ}، {مََا كُنََّا نَبْغِ}، {أَنْ يَهْدِيَنِ}. وفي المؤمن والزخرف: {اتَّبِعُونِ}، فالجمهور على حذفها لفظا كما حذفت خطّا ويعقوب يثبتها وصلا ووقفا والياءات الواقعة آخر الآيات كقوله: {فَارْهَبُونِ} *، {فَاتَّقُونِ} *، {وَلََا تَكْفُرُونِ}، {وَأَطِيعُونِ} *، والقراء على حذف الياء منها وصلا ووقفا إلا يعقوب فأثبتها في الحالين.
__________
(1) البقرة: 10.
(2) البقرة: 10.
(3) البقرة: 102.(1/32)
في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، وإن رفع ربّ على إضمار مبتدأ أو نصب على المدح وبه قرئ، وحكى سيبويه الحمد لله أهل الحمد برفع اللام ونصبها، فلا يقبح الابتداء به كأن يكون رأس آية نحو {رَبِّ الْعََالَمِينَ} * يجوز الوقف عليه، لأنه رأس آية، وهو سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله لما ثبت متصل الإسناد إلى أمّ سلمة رضي الله عنها «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قرأ قطع قراءته يقول: بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم ثم يقف، ثم يقول الحمد لله ربّ العالمين ثم يقف، ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف» (1) وهذا أصل معتمد في الوقف على رءوس الآي، وإن كان ما بعد كلّ مرتبطا بما قبله ارتباطا معنويّا، ويجوز الابتداء بما بعده لمجيئه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد يكون الوقف حسنا على قراءة، غير حسن على أخرى، نحو الوقف على {مُتْرَفِيهََا} (2) فمن قرأ أمرنا بالقصر والتخفيف وهي قراءة العامة من الأمر: أي أمرناهم بالطاعة فخالفوا فلا يقف على مترفيها، ومن قرأ آمرنا (3)
بالمد والتخفيف بمعنى كثرنا، أو قرأ أمّرنا بالقصر والتشديد من الإمارة بمعنى
ذكر ياءات حذفت خطأ لسقوطها درجا والعربية توجب إثباتها وهي الياءات التي هي لامات الفعل، وكلها في محل الرفع نحو: وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما، ويقص الحق، حقّا علينا ننج المؤمنين، لهاد الذين آمنوا، فيوقف عليها بالحذف تبعا للخط ويعقوب يثبتها وقفا، وحذفت من: إن يردن الرحمن في يس، وليست من الياءات، لأنها ليست من نفس الكلمة، وحذفت من الواد، ووقف عليها الكسائي بالياء حيث جاء وخالف أصله في اتباع الكتابة.
__________
(1) صحيح: رواه أبو داود (1466)، والترمذي (2924)، والنسائي (3/ 214)، وأحمد في المسند (6/ 294).
(2) الإسراء: 16.
(3) قراءة المد والتخفيف قراءة يعقوب، وأما قراءة أمّرنا بالقصر والتشديد فشاذة.(1/33)
سلطنا حسن الوقف على مترفيها، وهما شاذان لا تجوز القراءة بهما، وقد يكون الوقف حسنا والابتداء قبيحا نحو {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيََّاكُمْ} (1)
الوقف حسن، والابتداء بإياكم قبيح لفساد المعنى، إذ يصير تحذيرا عن الإيمان بالله تعالى. ولا يكون الابتداء إلا بكلام موفّ للمقصود. والجائز هو ما يجوز الوقف عليه وتركه، نحو {وَمََا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} (2) فإن واو العطف تقتضي عدم الوقف، وتقديم المفعول على الفعل يقتضي الوقف، فإن التقدير ويوقنون بالآخرة، لأن الوقف عليه يفيد معنى وعلامته أن يكون فاصلا بين كلامين من متكلمين، وقد يكون الفصل من متكلم واحد كقوله {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} (3)
الوقف جائز فلما لم يجبه أحد أجاب نفسه بقوله: {لِلََّهِ الْوََاحِدِ الْقَهََّارِ} (4)
وكقوله: {وَقَوْلِهِمْ إِنََّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} (5) هنا الوقف. ثم يبتدئ رسول الله على أنه منصوب بفعل مقدّر، لأن اليهود لم يقرّوا بأن عيسى رسول الله، فلو وصلنا عيسى ابن مريم برسول الله لذهب فهم من
ذكر ياءات مقرونة بنون الجمع حال النصب والجرّ، والنون محذوفة للإضافة، والياء ثابتة خطّا فتثبت لفظا في الوقف نحو: حاضري المسجد الحرام، ومحلى الصيد، والمقيمي الصلاة، ولا ترد وقفا إذ لم تثبت خطّا، ولأن حكم الإضافة لم يزل بالوقف، وإلا لوجب أن لا يجرّ ما بعد الياء، لأن الجرّ إنما كان بالإضافة وقد زالت، فمن زعم ردّ النون فقد أخطأ وخرق الإجماع وزاد في القرآن ما ليس منه.
__________
(1) الممتحنة: 1.
(2) البقرة: 4.
(3) غافر: 16.
(4) غافر: 16.
(5) النساء: 157.(1/34)
لا مساس له بالعلم أنه من تتمة كلام اليهود فيفهم من ذلك أنهم مقرّون أنه رسول الله وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه ويقتضي وجوب الوقف على ابن مريم وبرفعه إلى التامّ. والقبيح وهو ما اشتدّ تعلقه بما قبله لفظا ومعنى ويكون بعضه أقبح من بعض نحو {إِنَّ اللََّهَ لََا يَسْتَحْيِي} (1)، {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} (2) فإنه يوهم غير ما أراده الله تعالى، فإنه يوهم وصفا لا يليق بالباري سبحانه وتعالى، ويوهم أن الوعيد بالويل للفريقين، وهو لطائفة مذكورين بعده، ونحو {لََا تَقْرَبُوا الصَّلََاةَ} (3) يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية، فإن رجع ووصل الكلام بعضه ببعض غير معتقد لمعناه فلا إثم عليه، وإلا أثم مطلقا وقف أم لا، ومما يوهم الوقف على الكلام المنفصل الخارج عن حكم ما وصل به، نحو {إِنَّمََا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى ََ} (4) لأن
ذكر ياءات تثبت خطا وتحذف لفظا في الوصل للساكن بعدها وتثبت في الوقف وهي كثيرة نحو: {الْقَتْلى ََ الْحُرُّ}، {مُوسَى الْكِتََابَ} *، {وَيَأْبَى اللََّهُ}، {يُوَفَّى الصََّابِرُونَ}.
ذكر المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ياؤه محذوفة خطّا فكذا لفظا نحو: {يََا قَوْمِ اعْبُدُوا اللََّهَ} *، {يََا قَوْمِ اذْكُرُوا}، {يََا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا}، {رَبِّ ارْجِعُونِ}، {رَبِّ اغْفِرْ لِي} *، و {يََا عِبََادِ فَاتَّقُونِ}، و {يََا عِبََادِ الَّذِينَ آمَنُوا} وهما في الزمر، لكنهم أثبتوها خطّا في {يََا عِبََادِيَ الَّذِينَ}
__________
(1) البقرة: 26.
(2) الماعون: 4.
(3) النساء: 43.
(4) الأنعام: 36.(1/35)
الموتى لا يسمعون ولا يستجيبون، إنما أخبر الله عنهم أنهم يبعثون ومنه {وَعَدَ اللََّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيََاتِنََا} (1) ونحو: {لِلَّذِينَ اسْتَجََابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى ََ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ} (2) ونحو: {مَنْ يَهْدِ اللََّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ} (3)
ونحو: {فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا} (4) ونحو: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصََانِي} (5) وشبه ذلك من كل ما هو خارج عن حكم الأول من جهة المعنى، لأنه سوّى بالوقف بين حال من آمن ومن كفر، وبين من ضلّ ومن اهتدى فهذا جليّ الفساد، ويقع هذا كثيرا ممن يقرأ تلاوة لحرصه على النفس فيقف على بعض الكلمة دون بعض، ثم يبني على صوت غيره ويترك ما فاته، ومثل ذلك ما لو بني كل واحد على قراءة نفسه، إذ لا بدّ أن يفوته ما قرأه بعضهم، والسنة المدارسة، وهو أن يقرأ شخص حزبا ويقرأ الآخر عين ما قرأه الأول وهكذا، فهذه هي السنة التي كان يدارس جبريل النبي صلّى الله عليه وسلّم بها في رمضان، فكان جبريل يقرأ أولا ثم يقرأ النبي صلّى الله عليه وسلّم عين ما قرأه جبريل. قال تعالى: {فَإِذََا قَرَأْنََاهُ} (6) أي على لسان جبريل {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (7) وأما الأقبح فلا يخلو: إما أن يكون الوقف والابتداء قبيحين، أو يكون الوقف
{آمَنُوا} في العنكبوت، و {يََا عِبََادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} في الزمر فتثبت في الوقف، واختلفوا في: يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف فعن أبي عمرو أنه وجدها
__________
(1) المائدة: 109.
(2) الرعد: 18.
(3) الأعراف: 178.
(4) آل عمران: 20.
(5) إبراهيم: 36.
(6) القيامة: 18.
(7) القيامة: 18.(1/36)
حسنا والابتداء قبيحا، فالأول كأن يقف بين القول والمقول نحو {وَقََالَتِ الْيَهُودُ} (1) ثم يبتدئ {عُزَيْرٌ ابْنُ اللََّهِ} (2) أو {وَقََالَتِ النَّصََارى ََ} (3)، ثم يبتدئ {الْمَسِيحُ ابْنُ اللََّهِ} (4) أو {قََالَتِ الْيَهُودُ} (5) ثم يبتدئ {يَدُ اللََّهِ مَغْلُولَةٌ} (6) أو {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قََالُوا} ثم يبتدئ {إِنَّ اللََّهَ ثََالِثُ ثَلََاثَةٍ} (7)
وشبه ذلك من كل ما يوهم خلاف ما يعتقده المسلم. قال أبو العلاء الهمداني: لا يخلو الواقف على تلك الوقوف: إما أن يكون مضطرّا أو متعمدا، فإن وقف مضطرّا وابتدأ ما بعده غير متجانف لإثم ولا معتقد معناه لم يكن عليه وزر، وقال شيخ الإسلام: عليه وزر إن عرف المعنى، لأن الابتداء
ثابتة في مصاحف أهل المدينة فكان يثبتها وصلا ووقفا، وأهل الكوفة يحذفونها فيهما.
وعن أبي بكر عن عاصم فتحها والوقف عليها بالياء، وكل ما ذكر من العباد مضافا غير منادى فياؤه ثابتة كقوله: {يَرِثُهََا عِبََادِيَ الصََّالِحُونَ}، {قُلْ لِعِبََادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا}، {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبََادِيَ الشَّكُورُ}، ويوقف عليها بالياء إلا قوله: {فَبَشِّرْ عِبََادِ}. فأكثر القراء على أنها محذوفة خطّا فكذا تحذف لفظا في الوقف، وقيل بتحريكها وصلا فيجب إثباتها وقفا، ومثلها في ذلك الياء في {يََا عِبََادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} في الزمر، وفي {فَمََا آتََانِيَ اللََّهُ} في النمل.
ذكر المنوّن يوقف عليه بغير ياء عند الأكثر تبعا للخط نحو: باق وهاد ومهتد ومفتر، وابن
__________
(1) التوبة: 30.
(2) التوبة: 30.
(3) التوبة: 30.
(4) التوبة: 30.
(5) المائدة: 64.
(6) المائدة: 64.
(7) المائدة: 73.(1/37)
لا يكون إلا اختياريّا. وقال أبو بكر بن الأنباري: لا إثم عليه وإن عرف المعنى، لأن نيته الحكاية عمن قاله وهو غير معتقد لمعناه، وكذا لو جهل معناه، ولا خلاف بين العلماء أن لا يحكم بكفره من غير تعمد واعتقاد لمعناه، وأما لو اعتقد معناه فإنه يكفر مطلقا وقف أم لا، والوصل والوقف في المعتقد سواء. إذا علمت هذا عرفت بطلان قول من قال: لا يحلّ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف على سبعة عشر موضعا، فإن وقف عليها وابتدأ ما بعدها فإنّه يكفر ولم يفصل، والمعتمد ما قاله العلامة النكزاوي أنه لا كراهة إن جمع بين القول والمقول، لأنه تمام قول اليهود والنصارى، والواقف على ذلك كله غير معتقد لمعناه، وإنما هو حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم، ووعيد ألحقه الله بالكفار، والمدار في ذلك على القصد وعدمه، وما نسب لابن الجزري من تكفير من وقف على تلك الوقوف ولم يفصل فنفي ذلك نظر نعم إن صحّ عنه ذلك حمل على ما إذا وقف عليها معتقدا معناها فإنه يكفر سواء وقف أم لا، والقارئ والمستمع المعتقدان ذلك سواء، ولا يكفر المسلم إلا
كثير يثبت بعضها كما هو مبين في محله لزوال التنوين المانع من ثبوت الياء وصلا، فإن عرّف الاسم بأل كالداعي والمهتدي جاز إثبات الياء وحذفها وصلا ووقفا في الرفع والجر.
أما في النصب فلا تحذف الياء بحال سواء كان الاسم معرّفا أو منوّنا نحو: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدََّاعِيَ}، {وَدََاعِياً إِلَى اللََّهِ بِإِذْنِهِ}، لخفة الفتحة وأما لام الأفعال المضارعة من ذوات الواو فثابتة خطّا كقوله تعالى: {يَمْحُوا اللََّهُ مََا يَشََاءُ}، وإن حذفت لفظا، وقد حذفت خطا ولفظا في أربعة مواضع استغناء عنها بالضمة وللاتقاء الساكنين وهي: {وَيَدْعُ الْإِنْسََانُ}، {وَيَمْحُ اللََّهُ الْبََاطِلَ}، و {يَوْمَ يَدْعُ الدََّاعِ}، و {سَنَدْعُ الزَّبََانِيَةَ}، وعلى حذفها في الجميع الجمهور، وأثبتها فيه يعقوب، وما ثبت خطّا لم يحذف وقفا، وواو الجمع تثبت خطّا ووقفا نحو: صالوا {الْجَحِيمِ}، {وَامْتََازُوا الْيَوْمَ}، {وَلََا تَسُبُّوا الَّذِينَ}، وما حذف من الكلمة من واو وياء للجازم غير ما مرّ.(1/38)
إذا جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وما نسب لابن الجزري من قوله:
[الرجز] مغلولة فلا تكن بواقف ... فإنه حرام عند الواقف
ما لم يكن قد ضاق منك النفس ... فإن تكن تصغى فأنت القبس
ولا على إنّا نصارى قالوا ... أيضا حرام فاعرفن ما قالوا
ولا على المسيح ابن الله ... فلا تقف واستعذن بالله
فإنه كفر لمن قد علما ... قد قاله الجزري نصّا حسبما
وقس على الأحكام فيما قد بقي ... فإنه الحقّ فعي وحقق
ولا تقل يجز على الحكاية ... فإنه قول بلا دراية
مخالف للأئمة الأعلام، وما جزاء من خالفهم إلا أن يمحى اسمه من ديوان العقلاء فضلا عن الفضلاء، وما علمت وجه تكفيره الواقف على قوله (1): {فَلَمََّا أَضََاءَتْ مََا حَوْلَهُ} (2) وهو وقف جائز على أن جواب لما محذوف، وعليه فلا كراهة في الابتداء بقوله: {ذَهَبَ اللََّهُ بِنُورِهِمْ} (3) قال السمين: قال ابن عصفور: يجوز أن يكون الله قد أسند إلى نفسه ذهابا يليق
فهو محذوف خطّا ولفظا ووصلا ووقفا نحو: {وَلََا تَقْفُ مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}، {قََالُوا ادْعُ لَنََا رَبَّكَ} *، {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ} *، ونحو: {اتَّقِ اللََّهَ} *، {وَلْتَأْتِ طََائِفَةٌ} منهم، {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}.
__________
(1) لم يفهم الشيخ مراد كلام الشيخ ابن الجزري، إنما مراده من تعمد ذلك الوقف دون عذر واعتقده فإنه بلا شك يكفر، بالإضافة إلى أن ابن الجزري لم يعمم إطلاق حكم الكفر وإنما أطلقه على من وقف على مواضع نسبة الولد والعجز لله سبحانه وتعالى والعياذ بالله تعالى وتعمد ذلك واعتقده كما أسلفنا، ولم يعمم الحكم على بقية الوقوف القبيحة.
(2) البقرة: 17.
(3) البقرة: 17.(1/39)
بجلاله، كما أسند المجيء والإتيان على معنى يليق به تعالى: فلعل تكفيره الواقف لاحظ أن الله لا يوصف بالذهاب ولا بالمجيء، وكذلك لا وجه لتكفيره الواقف على قوله: {لَفِي خُسْرٍ} (1) مع أن الهمداني والعبادي قالا: إنه جائز، والكتابة على بقية ما نسب لابن الجزري تطول أضربنا عنها تخفيفا، ويدخل الواقف على الوقوف المنهي عنها في عموم قوله صلّى الله عليه وسلّم في حق من لم يعمل بالقرآن: «رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه» كأن يقرأه بالتطريب والتصنع، فهذه تخلّ بالمروءة وتسقط العدالة. قال التتائي: ومما يردّ الشهادة التغني بالقرآن: أي بالألحان التي تفسد نص القرآن ومخارج حروفه بالتطريب وترجيع الصوت من لحن بالتشديد طرب. وأما الترنم بحسن الصوت، فهو حسن، فقد ورد «أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سمع صوت عبد الله بن قيس المكنى بأبي موسى الأشعري، وهو يقرأ القرآن، فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» (2).
تنبيهات
:
التنبيه
الأول: يجب (3) اتباع ما رسم في المصحف العثماني
من
الباب الثالث: في هاء التأنيث كطلحة وحمزة ونعمة وشجرة أكثرها مكتوب بالهاء، وبعضها بالتاء كما سيأتي
__________
(1) العصر: 2.
(2) رواه البخاري (9/ 81)، ومسلم (793)، والترمذي (3854).
(3) اعلم أنه يجب على كل مسلم أن يتلقى ما كتبته الصحابة بالقبول والتسليم فقد اجتمع على كتابة المصحف الشريف اثنا عشر ألفا من الصحابة رضي الله عنهم وناهيك بهذا إجماع، فكيف المخالفة وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشََاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مََا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى ََ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مََا تَوَلََّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسََاءَتْ مَصِيراً}، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: تحرم مخالفة خط المصحف العثماني في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك، ونقل الجعبري وغيره إجماع الأئمة الأربعة على وجوب اتباع مرسوم المصحف العثماني، وقال الخراز في عمدة البيان في الزجر(1/40)
المقطوع والموصول، وما كتب بالتاء المجرورة، وما كتب بالهاء، وتأتي مفصلة في محالها. كل ما في القرآن من ذكر إنما من كل حرفين ضم أحدهما إلى الآخر، فهو في المصحف الإمام حرف واحد، فلا تفصل أن عن ما إن كان لا يحسن موضع ما الذي نحو {إِنَّمََا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} فلا يقال إن الذي نحن مصلحون، وإن كان يحسن موضع ما الذي نحو {إِنَّ مََا تُوعَدُونَ لَآتٍ}
فهما حرفان، ولم يقطع في القرآن غيره، وكل ما في القرآن من ذكر عما، فهو حرف واحد إلا قوله تعالى: {فَلَمََّا عَتَوْا عَنْ مََا نُهُوا عَنْهُ} فهما حرفان، لأن المعنى الذي نهوا عنه، ولم يقطع في القرآن غيره، وكل ما في القرآن من ذكر ماذا فلك فيه وجهان. أحدهما: أن تجعل ما مع ذا كلمة واحدة، وذا ملغاة.
بيانهما في الباب الآتي ويجوز كتابة الجميع بالهاء وبالتاء، ولم يختلفوا في الوصل أنها تاء وإنما اختلفوا في الوقف عليها والاختيار عند أكثرهم اتباع الخط. وقيل: إن شئت وقفت بالهاء وإن شئت وقفت بالتاء، فعليه الهاء والتاء أصلان. وقيل التاء أصل، لأنها حرف إعراب ولأنك تقول قامت وقعدت، ويوقف عليها في لغة طيئ في امرأة وجارية.
وقيل الهاء أصل في الأسماء للفرق بينها وبين الأفعال لكثرة ما كتب بالهاء في الأسماء
__________
عن مخالفة رسم المصاحف:
فواجب على ذوي الأذهان ... أن يتبعوا المرسوم في القرآن
ويعتدوا بما رآه نظرا ... إذ جعلوه للأنام وزرا
وكيف لا يحب الاقتداء ... لما أتى نصابه الشفاء
إلى عياض أنه من غيرا ... حرفا من القرآن عمدا كفرا
زيادة أو نقصا أو أن يبدلا ... شيئا من الرسم الذي تأصلا
واعلم أن كل ما كتب في المصحف على غير أصل لا يقاس عليه غيره من الكلام لأن القرآن يلزمه لكثرة الاستعمال ما لا يلزم غيره، واتباع المصحف في هجائه واجب والطاعن في هجائه كالطاعن في تلاوته، وقد تواطأ إجماع الأمة حتى قالوا في جميع هجائه أنه كتب بحضرة جبريل عليه السلام وأقره جبريل فدل ذلك على أنه توقيفي من عند الله عز وجل وانظر نهاية القول المفيد (184)، تحبير التيسير (77).(1/41)
والثاني: أن تجعل ما وحدها استفهاما محلها رفع على الابتداء وذا اسما موصولا بمعنى الذي محله رفع خبر ما، لأنها لم تلغ، فهما كلمتان، واشترطوا في استعمال ذا موصولة أن تكون مسبوقة بما، أو من الاستفهاميتين نحو قوله:
[الكامل] وقصيدة تأتي الملوك غريبة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها
أي من الذي قالها، وإن لم يتقدّم على ذا ما ولا من الاستفهاميتان لم يجز أن تكون موصولة، وأجازه الكوفيون تمسكا بقول الشاعر: [الطويل] عدس ما لعباد عليك إمارة ... نجوت وهذا تحملين طليق
فزعموا أن التقدير والذي تحملينه طليق، فذا موصول مبتدأ وتحملين صلة والعائد محذوف وطليق خبر وعدس اسم صوت تزجر به البغلة، وفيه الشاهد على مذهب الكوفيين أن هذا بمعنى الذي، ولم يتقدم على ذا ما، ولا من الاستفهاميتان، ومن ذلك {وَيَسْئَلُونَكَ مََا ذََا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} (1) فمن نصب العفو له وجهان. أحدهما: جعل ماذا كلمة واحدة ونصبه بينفقون ونصب العفو بإضمار ينفقون: أي ينفقون العفو. الثاني: جعل ماذا حرفين ما وحدها استفهاما محلها رفع على الابتداء، وذا اسما موصولا بمعنى الذي محله رفع خبر ما لأنها لم تلغ ونصب العفو بإضمار ينفقون. وكل ما فيه من
وقلة ما كتب بالتاء فيها، ووقف الجمهور بالتاء على: {وَلََاتَ حِينَ}، و {أَفَرَأَيْتُمُ اللََّاتَ}، وذات من {ذََاتَ بَهْجَةٍ} بالتاء إن وقف لضرورة، وإلا فليس ذلك وقفا، ووقف أبو جعفر وابن كثير وابن عامر ورويس عن يعقوب على يا أبت بالهاء والباقون بالتاء والوقف على ملكوت والطاغوت والتابوت بالتاء، وعلى {هَيْهََاتَ هَيْهََاتَ} بالتاء عند من كسرها تشبيها لها بتاء الجمع في نحو عرفات، وبالهاء عند من فتحها، وعلى
__________
(1) البقرة: 219.(1/42)
ذكر أينما فهو في الإمام كلمة واحدة في قوله {فَأَيْنَمََا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللََّهِ} (1) في البقرة، و {أَيْنَمََا يُوَجِّهْهُ لََا يَأْتِ بِخَيْرٍ} (2) في النحل، و {أَيْنَ مََا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} (3) في الشعراء. وكل ما فيه من ذكر كل ما، فكل مقطوعة عن ما. قال الزجاجي: إن كانت كلما ظرفا فهي موصولة وإن كانت شرطا فهي مقطوعة كقوله: {وَآتََاكُمْ مِنْ كُلِّ مََا سَأَلْتُمُوهُ} (4) فكل مقطوعة من غير خلاف، وما عدا ذلك فيه خلاف وكل ما فيه من ذكر أمّن فهو بميم واحدة إلا أربعة مواضع فبميمين، وهي: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} (5)
في النساء، و {أَمْ مَنْ أَسَّسَ} (6) في التوبة، و {أَمْ مَنْ خَلَقْنََا} (7) في الصافات، و {أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً} (8) في فصلت. وكل ما فيه من ذكر: فإن لم فهو بنون إلا قوله: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} (9) في هود: وكل ما فيه من ذكر إما فهو بغير نون إلا قوله: {وَإِنْ مََا نُرِيَنَّكَ} (10) في الرعد فبنون. وكل ما فيه من ذكر ألا فبغير نون كلمة واحدة إلا عشر مواضع فبنون اثنان في الأعراف {حَقِيقٌ عَلى ََ أَنْ لََا أَقُولَ} (11)، و {أَنْ لََا يَقُولُوا عَلَى اللََّهِ إِلَّا الْحَقَّ} (12)، و {أَنْ لََا مَلْجَأَ مِنَ اللََّهِ} (13) في التوبة، واثنان في هود: {وَأَنْ}
التوراة بالهاء عند الجمهور، وبها عند حمزة، وعلى مرضات بالهاء عند الكسائي، وبالتاء عند حمزة.
__________
(1) البقرة: 115.
(2) النحل: 76.
(3) الشعراء: 92.
(4) إبراهيم: 34.
(5) النساء: 109.
(6) التوبة: 109.
(7) الصافات: 11.
(8) فصلت: 40.
(9) هود: 14.
(10) الرعد: 40.
(11) الأعراف: 105.
(12) الأعراف: 169.
(13) التوبة: 118.(1/43)
{لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} (1) و {أَنْ لََا تَعْبُدُوا إِلَّا اللََّهَ} (2). الثاني: {أَنْ لََا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً} (3) في الحج، و {أَنْ لََا تَعْبُدُوا الشَّيْطََانَ} (4) في يس، {وَأَنْ لََا تَعْلُوا عَلَى اللََّهِ} (5) في الدخان، و {أَنْ لََا يُشْرِكْنَ بِاللََّهِ شَيْئاً} (6) في الممتحنة، و {أَنْ لََا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ} (7) في ن. وكل ما فيه من ذكر كيلا ولكيلا فموصول كلمة واحدة في آل عمران {لِكَيْلََا تَحْزَنُوا} (8) وفي الحج {لِكَيْلََا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} (9)، وثانية الأحزاب: {لِكَيْلََا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} (10). وفي الحديد {لِكَيْلََا تَأْسَوْا} (11)، وأما {كَيْ لََا يَكُونَ دُولَةً} (12) في الحشر، و {لِكَيْ لََا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} (13) في الأحزاب فهما كلمتان. وكل ما فيه من ذكر نعمة فبالهاء إلا في أحد عشر موضعا، فهي بالتاء المجرورة {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} * (14) في البقرة وآل عمران، و {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} (15) في المائدة، و {بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} (16) في إبراهيم، وفيها {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللََّهِ لََا تُحْصُوهََا} (17)، وثلاثة في النحل {وَبِنِعْمَتِ اللََّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (18)،
الباب الرابع: فيما جاء من هاء التأنيث مكتوبا بالتاء ومكتوبا بالهاء فالنعمة كتبت بالهاء إلا في أحد عشر موضعا فبالتاء، وهي: واذكروا نعمت الله
__________
(1) هود: 14.
(2) هود: 26.
(3) الحج: 26.
(4) يس: 60.
(5) الدخان: 19.
(6) الممتحنة: 12.
(7) القلم: 24.
(8) آل عمران: 153.
(9) الحج: 5.
(10) الأحزاب: 50.
(11) الحديد: 23.
(12) الحشر: 7.
(13) الأحزاب: 37.
(14) البقرة: 231، آل عمران: 103.
(15) المائدة: 117.
(16) إبراهيم: 28.
(17) إبراهيم: 34.
(18) النحل: 72.(1/44)
و {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللََّهِ} (1)، و {اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} (2)، و {بِنِعْمَتِ اللََّهِ} (3) في لقمان، و {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} (4) في فاطر، فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون (5) في الطور. وكل امرأة ذكرت فيه مع زوجها فهي بالتاء المجرورة كامرأت عمران، وامرأت العزيز معا بيوسف، وامرأت فرعون، وامرأت نوح، وامرأت لوط، ولم تذكر امرأة باسمها في القرآن إلا مريم في أربعة وثلاثين موضعا.
التنبيه الثاني: (6) يكره اتخاذ القرآن معيشة وكسبا،
والأصل في ذلك ما رواه عمران بن حصين مرفوعا: «من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيأتي قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به» وفي تاريخ البخاري بسند صالح: «من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات». قاله السيوطي في الإتقان: أي لأن في قراءته عنده نوع إهانة ينزه القرآن عنها، ونصب عشر على أنه مفعول لعن ونائب الفاعل مستتر يعود إلى من. وللسيوطي في الجامع «من أخذ على القرآن أجرا فذاك حظه من القرآن» حل عن أبي هريرة، وفيه
عليكم واحدة في البقرة وواحدة في آل عمران: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} في المائدة، و {بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللََّهِ}، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللََّهِ} في إبراهيم، {وَبِنِعْمَتِ اللََّهِ}، و {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللََّهِ}، {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} في النحل، و {بِنِعْمَتِ اللََّهِ} في لقمان، و {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} في فاطر، وبنعمت بك في الطور، والرحمة كتبت بالهاء إلا في سبعة مواضع فبالتاء، وهي: و {يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللََّهِ} في
__________
(1) النحل: 83.
(2) النحل: 114.
(3) لقمان: 31.
(4) فاطر: 3.
(5) الطور: 29.
(6) اختلف العلماء في أخذ الأجرة على تعليم القرآن فمنعه: الزهري وأبو حنيفة، وقال جماعة:
يجوز ما لم يشترط، وهو قول الحسن والشعبي وابن سيرين، وذهب مالك والشافعي وأحمد إلى الجواز وانظر المغنى (13/ 276)، والتبيان (47).(1/45)
«من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم» هب عن بريدة ويدخل في الوعيد كل من ركن إلى ظالم، وإن لم يرفع منه شيئا لعموم قوله {وَلََا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النََّارُ} (1) وقراءة القرآن أو غيره عنده تعدّ ميلا وركونا، قال السمين: ولما كان الركون إلى الظالم دون مشاركته في الظلم واستحق العقاب على الركون دون العقاب على الظلم أتى بلفظ المسّ دون الإحراق. وهذا يسمى في علم البديع الاقتدار وهو أن يبرز المتكلم المعنى الواحد في عدة صور اقتدارا على نظم الكلام، وركن من بابي علم وقتل، قرأ العامة: ولا تركنوا بفتح التاء والكاف ماضيه ركن بكسر الكاف من باب علم، وقرأ قتادة بضم الكاف مضارع ركن بفتح الكاف من باب قتل، والمراد بالظالم من يوجد منه الظلم، سواء كان كافرا أو مسلما.
التنبيه الثالث (2): اعلم أن كل كلمة تعلقت بما بعدها وما بعدها من تمامها لا يوقف عليها كالمضاف دون المضاف إليه
، ولا على المنعوت دون نعته ما لم يكن رأس آية، ولا على الشرط دون جوابه، ولا على الموصوف دون صفته، ولا على الرافع دون مرفوعه، ولا على الناصب دون منصوبه، ولا على المؤكد دون توكيده، ولا على المعطوف دون المعطوف عليه ولا على البدل دون
البقرة، و {إِنَّ رَحْمَتَ اللََّهِ قَرِيبٌ} في الأعراف، و {رَحْمَتُ اللََّهِ وَبَرَكََاتُهُ} في هود، و {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ} في مريم، و {فَانْظُرْ إِلى ََ آثََارِ رَحْمَتِ اللََّهِ} في الروم، و {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ}، و {رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ} في الزخرف. والسنة كتبت بالهاء إلا في خمسة مواضع فبالتاء، وهي {سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} في الأنفال، و {إِلََّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ}، و {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللََّهِ تَبْدِيلًا}، و {لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللََّهِ تَحْوِيلًا} في فاطر، و {سُنَّتَ اللََّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ} في المؤمن. والمرأة كتبت بالهاء إلا في سبعة مواضع، فبالتاء
__________
(1) هود: 113.
(2) انظر نهاية القول المفيد (166)، (171).(1/46)
المبدل منه، ولا على أن أو كان أو ظن وأخواتهنّ، دون اسمهن، ولا اسمهنّ دون خبرهنّ ولا على المستثنى منه دون المستثنى، لكن إن كان الاستثناء منقطعا فيه خلاف: المنع مطلقا لاحتياجه إلى ما قبله لفظا، والجواز مطلقا لأنه في معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه. الثالث التفصيل، فإن صرح بالخبر جاز وإن لم يصرح به فلا، قاله ابن الحاجب في أماليه. ولا يوقف على الموصول دون صلته. ولا على الفعل دون مصدره، ولا على حرف دون متعلقه. ولا على شرط دون جوابه، سواء كان الجواب مقدّما أو مؤخرا، فالمقدّم كقوله:
{قَدِ افْتَرَيْنََا عَلَى اللََّهِ كَذِباً} (1) لأن قوله إن عدنا متعلق بسياق الكلام والافتراء مقيد بشرط العود، والمؤخر كقوله: {غَيْرَ مُتَجََانِفٍ لِإِثْمٍ} (2) فإن قوله فإن الله جزاء من في: {فَمَنِ اضْطُرَّ}، ولا على الحال دون ذيها، ولا على المبتدإ دون خبره، ولا على المميز دون مميزه. ولا على القسم دون جوابه،
وهي {امْرَأَتُ عِمْرََانَ} في آل عمران، و {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} ثنتان في يوسف، و {امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ} في القصص، و {امْرَأَتَ نُوحٍ}، و {امْرَأَتَ لُوطٍ}، و {امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} في التحريم. والكلمة تكتب بالهاء إلا في ثلاثة مواضع فبالتاء، وهي: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} في الأعراف، وحقت كلمت ربك في يونس، وحقت كلمت ربك في المؤمن. والمعصية تكتب بالهاء إلا في موضعين فبالتاء وهما: معصيت الرسول ثنتان في المجادلة. واللعنة تكتب بالهاء إلا في موضعين فبالتاء، وهما: {لَعْنَتَ اللََّهِ}
في آل عمران، و {لَعْنَتَ اللََّهِ} في النور، والشجرة تكتب بالهاء إلا في موضع واحد فبالتاء، وهو: إن شجرت الزقوم في الدخان، والثمرة تكتب بالهاء إلا في موضع واحد فبالتاء وهو: {وَمََا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرََاتٍ} في فصلت، وتكتب لومة لائم في المائدة بالهاء، و {بَقِيَّتُ اللََّهِ} في هود بالتاء، {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي} في القصص بالتاء، ويجوز في جميع المستثنيات أن يوقف عليه بالهاء.
__________
(1) الأعراف: 89.
(2) المائدة: 3.(1/47)
ولا على القول دون مقوله لأنهما متلازمان كل واحد يطلب الآخر، ولا على المفسر دون مفسره لأن تفسير الشيء لا حق به ومتمم له، وجار مجرى بعض أجزائه، ويأتي التنبيه على ذلك في محله.
التنبيه الرابع (1): إذا اضطر القارئ ووقف على ما لا ينبغي الوقف عليه حال الاختيار
فليبتدئ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى، فإن غير فليبتدئ بما قبلها ليصح المعنى المراد، فإن كان وقف على مضاف فليأت بالمضاف إليه أو وقف على المفسر فليأت بالمفسر، أو على الأمر فليأت بجوابه، أو على المترجم فليأت بالمترجم نحو: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخََالِقِينَ} (2) فلا يوقف عليه حتى يأتي بالمترجم.
التنبيه الخامس (3): قال ابن الجزري: ليس كل ما يتعسفه بعض القراء مما يقتضي وقفا يوقف عليه
كان يقف على قوله: {أَمْ لَمْ} * تنذر، ويبتدئ هم {لََا يُؤْمِنُونَ} * على أنها جملة من مبتدإ وخبر، وهذا ينبغي أن يردّ ولا يلتفت إليه وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء وكأن يقف على
الباب الخامس في الهاءات التي تزاد في آخر الكلمة للوقف عليها تزاد الهاء وقفا للعوض عن حرف حذف. ولبيان حركة الساكن، فالتي للعوض لازمة وجائزة، فاللازمة تكون في فعل الأمر المعتلّ الفاء واللام نحو شه من وشى يشي، وعه من وعى يعي، وله من ولى يلي، وليس في القرآن منه شيء فلا يجوز حذفها منه وقفا لئلا تصير الكلمة على حرف واحد، وهو ممتنع إذ أقلّ حروف الكلمة حرفان:
حرف يبتدأ به وحرف يوقف عليه، ويستغنى عنها وصلا تقول: ش ثوبك، وع كلاما،
__________
(1) انظر: نهاية القول المفيد (155).
(2) الصافات: 125.
(3) انظر: نهاية القول المفيد (171).(1/48)
قوله: {ثُمَّ جََاؤُكَ يَحْلِفُونَ} ثم يبتدئ {بِاللََّهِ إِنْ أَرَدْنََا}، ونحو: {وَمََا تَشََاؤُنَ إِلََّا أَنْ يَشََاءَ}. ثم يبتدئ: {اللََّهُ رَبُّ الْعََالَمِينَ}، ونحو: {فَلََا جُنََاحَ} ثم يبتدئ: {عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمََا}، ونحو: {سُبْحََانَكَ مََا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مََا لَيْسَ لِي} ثم يبتدئ: {بِحَقٍّ}، وهو خطأ من وجهين.
أحدهما: أن حرف الجرّ لا يعمل فيما قبله. قال بعضهم: إن صح ذلك عن أحد كان معناه إن كنت قلته فقد علمته بحق. الثاني: أنه ليس موضع قسم.
وجواب آخر أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز، وإن كانت للقسم لم يجز. لأنه لا جواب هاهنا، وإن كان ينوي بها التأخير كان خطأ، لأن التقديم والتأخير مجاز ولا يستعمل المجاز إلا بتوقيف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو حجة قاطعة، ونحو: {ادْعُ لَنََا رَبَّكَ} * ثم يبتدئ: {بِمََا عَهِدَ عِنْدَكَ} * وجعل الباء حرف قسم، ونحو: {يََا بُنَيَّ لََا تُشْرِكْ} ثم يبتدئ: {بِاللََّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وذلك خطأ، لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ما
ول أمرا، ويجوز حذفها من المضارع وقفا لانتفاء المحذور، ويستغنى عنها وصلا والاختيار إلحاقها به في غير القرآن، تقول لم يشه ولم يعه ولم يله. أما في القرآن نحو: {وَمَنْ تَقِ السَّيِّئََاتِ}، فلا يجوز إلحاقها به تبعا للمصحف، ولئلا يزاد فيه ما ليس منه، ويجوز حذفها عند الأكثر في الأمر من معتلّ اللام وفي مضارعه المجزوم نحو: اغزه واخشه وارمه ولم يغزه ولم يخشه ولم يرمه، بل واجب القرّاء حذفها في ذلك من القرآن اتباعا للخط، ولئلا يلتبس بضمير المفعول كقوله تعالى: {وَيَخْشَ اللََّهَ}، {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ}، {يََا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللََّهَ} وأما قوله تعالى: {فَبِهُدََاهُمُ اقْتَدِهْ}، فالهاء فيه ثابتة خطّا، واختلف فيها فقيل إنها ضمير المصدر: أي اقتد الاقتداء، وقيل هاء السكت وعليه الأكثر. وقال الزجاج: إنها لبيان الحركة. ثم قال: فإن وصلت حذفت الهاء، والوجهان جيدان، لكن أكثر القرّاء على إثباتها وصلا كما أثبتوها وقفا تبعا للخط، ومثل اقتده، لم يتسنه إن جعلت الهاء للسكت بناء على أنه من سانيت، ومن قال إنه من سانهت كانت الهاء عنده أصلية، والوجهان جاريان فيه وفي اقتده وصلا. أما الوقف عليهما فبالهاء إجماعا.(1/49)
ذكرت الباء تعين الإتيان بالفعل كقوله: {وَأَقْسَمُوا بِاللََّهِ} *، {يَحْلِفُونَ بِاللََّهِ} *، ولا تجد الباء مع حذف الفعل، ونحو: {وَإِذََا رَأَيْتَ ثَمَّ} ثم يبتدئ:
{رَأَيْتَ نَعِيماً} وليس بشيء لأن الجواب بعده، وثم ظرف لا ينصرف فلا يقع فاعلا ولا مفعولا، وغلط من أعربه مفعولا لرأيت، أو جعل الجواب محذوفا والتقدير إذا رأيت الجنة رأيت فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ونحو: {كَلََّا لَوْ تَعْلَمُونَ}، ثم يبتدئ {عِلْمَ الْيَقِينِ}
بنصب علم على إسقاط حرف القسم وبقاء عمله وهو ضعيف، وذلك من خصائص الجلالة فلا يشركها فيه غيرها عند البصريين، وجواب القسم {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} أي والله لترونّ الجحيم كقول امرئ القيس: [الطويل] فقالت يمين الله مالك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فينبغي تجنبه وتحرّيه لأنه محض تقليد، وعلم العقل لا يعمل به إلا إذا وافقه نقل وسقت هذا هنا ليجتنب فإني رأيت من يدعي هذا الفنّ يقف على تلك الوقوف فيلقى في أسماع الناس شيئا لا أصل له وأنا محذر من تقليده واتباعه، وكذا مثله ممن يتشبه بأهل العلم وهم عنهم بمعزل، اللهم أرنا الحق حقا فنتبعه، والباطل باطلا فنجتنبه.
التنبيه السادس (1): ينبغي للقارئ أن يراعي في الوقف الازدواج والمعادل والقرائن والنظائر.
قال ابن نصير النحوي: فلا يوقف على الأول حتى
والتي لبيان حركة الساكن تلحق أنواعا: منها نون التثنية وجمع المذكر السالم نحو رجلين ورجلان ومسلمين ومسلمون فيقال: رأيت رجلينه ومسلمينه وجاءني رجلانه ومسلمونه لتسلم كسرة النون في التثنية وفتحتها في الجمع عند الوقف. ولا يجوز إلحاقها بنون مساكين، لأنها ليست نون جمع. وقد تلحق بالنون الداخلة على الأفعال
__________
(1) انظر نهاية القول المفيد (155).(1/50)
يأتي بالمعادل الثاني، لأنه به يوجد التمام وينقطع تعلقه بما بعده لفظا نحو:
{لَهََا مََا كَسَبَتْ وَعَلَيْهََا مَا اكْتَسَبَتْ} {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ}، {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهََارِ وَيُولِجُ النَّهََارَ فِي اللَّيْلِ} *، {مَنْ عَمِلَ صََالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسََاءَ فَعَلَيْهََا} * والأولى الفصل والقطع بين الفريقين، ولا يخلط أحدهما مع الآخر بل يقف على الأول. ثم يبتدئ بالثاني.
التنبيه السابع (1): كل ما في القرآن من ذكر الذين والذي يجوز فيه الوصل بما قبله نعتا،
والقطع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو مبتدإ حذف خبره إلا في سبعة مواضع فإنه يتعين الابتداء بها: {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ يَتْلُونَهُ} (2) في البقرة، وفيها أيضا: {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ يَعْرِفُونَهُ} (3)، وفيها. أيضا: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبََا} (4)، وفي التوبة: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهََاجَرُوا} (5)، وفي الفرقان: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى ََ وُجُوهِهِمْ} (6)، وفي غافر: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} (7) لا يجوز وصلها بما قبلها لأنه يوقع في
نحو يضربان ويضربون تشبيها لها بنون التثنية والجمع فيقال يضربانه ويضربونه، وإنما فعلوا ذلك لأن النون فيما ذكر خفية وقعت بعد ساكن فكرهوا إسكانها وقفا لخفائها،
__________
(1) انظر نهاية القول المفيد (155).
(2) البقرة: 121.
(3) البقرة: 146.
(4) البقرة: 275.
(5) التوبة: 20.
(6) الفرقان: 34.
(7) غافر: 7.(1/51)
محظور كما بين فيما تقدم، وفي سورة الناس: {الَّذِي يُوَسْوِسُ} (1) على أنه مقطوع عما قبله، وفصل الرماني إن كانت الصفة للاختصاص امتنع الوقف على موصوفها لأنها لتعريفه فيلزم أن تتبعه في إعرابه ولا تقطع وإن كانت للمدح لا لتعريفه جاز القطع والإتباع والقطع أبلغ من إجرائها لأن عاملها في المدح غير عامل الموصوف.
التنبيه الثامن (2): أصل بلى عند الكوفيين بل التي للإضراب
زيد الياء
إسكانها وقفا لخفائها، هذا كله فيما وقع في غير القرآن، أما ما وقع فيه فلا يجوز عند
__________
(1) الناس: 5.
(2) بلى وقعت في القرآن في اثنتين وعشرين موضعا، وهي على ثلاثة أقسام:
أقسم يختار الوقف عليه: وهو عشرة مواضع:
1 - قوله تعالى: {أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللََّهِ مََا لََا تَعْلَمُونَ بَلى ََ} البقرة.
2 {إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ بَلى ََ} البقرة.
3 {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قََالَ بَلى ََ} البقرة.
4 {وَيَقُولُونَ عَلَى اللََّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بَلى ََ} آل عمران.
5 {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قََالُوا بَلى ََ} الأعراف.
6 {مََا كُنََّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى ََ} النحل.
7 {بِقََادِرٍ عَلى ََ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى ََ} يس.
8 {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنََاتِ قََالُوا بَلى ََ} غافر 9 {بِقََادِرٍ عَلى ََ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ََ بَلى ََ} الأحقاف.
10 {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} الانشقاق.
ب قسم يمتنع الوقف عليه:
1 - قوله تعالى: {أَلَيْسَ هََذََا بِالْحَقِّ قََالُوا بَلى ََ وَرَبِّنََا} الأنعام.
2 {مَنْ يَمُوتُ بَلى ََ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا} النحل.
3 {قُلْ بَلى ََ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} سبأ.
4 {بَلى ََ قَدْ جََاءَتْكَ آيََاتِي} الزمر.(1/52)
في آخرها علامة لتأنيث الأداة ليحسن الوقف عليها يعنون بالياء الألف، وإنما سموها ياء لأنها تمال وتكتب بالياء، لأنها للتأنيث كألف حبلى. وقال البصريون: بلى حرف بسيط، وتحقيق المذهبين في غير هذا، وهي للنفي المتقدم في اثنتين وعشرين موضعا في ست عشرة سورة يمتنع الوقف على سبعة، وخمسة فيها خلاف، وعشرة يوقف عليها أشار إلى ذلك العلامة السيوطي نظما فقال: [الكامل] حكم بلى في سائر القرآن ... ثلاثة عن عابد الرحمن
أعني السيوطي جامع الإتقان ... عن عصبة التفسير والبرهان
فالوقف في سبع عليها قد منع ... لما لها تعلق بما جمع
قالوا بلى في سورة الأنعام ... والنحل وعدا عن ذوي الأفهام
ما روى عن يعقوب، وتفصيله يعرف من محله، ومنها النون التي هي ضمير جمع
__________
5 {قََالُوا بَلى ََ وَرَبِّنََا} الأحقاف.
6 {قُلْ بَلى ََ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} التغابن.
7 {بَلى ََ قََادِرِينَ عَلى ََ أَنْ نُسَوِّيَ بَنََانَهُ} القيامة.
ج قسم مختلف فيه:
1 - قوله تعالى: {بِثَلََاثَةِ آلََافٍ مِنَ الْمَلََائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى ََ} آل عمران.
2 {قََالُوا بَلى ََ وَلََكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذََابِ} الزمر.
3 {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنََّا لََا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوََاهُمْ بَلى ََ وَرُسُلُنََا} الزخرف.
4 {قََالُوا بَلى ََ وَلََكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ} الحديد.
5 {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ، قََالُوا بَلى ََ قَدْ جََاءَنََا} الملك.
وأما لفظ نعم فالواقع منه في القرآن أربعة مواضع يوقف منها على واحد والثلاثة الباقية لا يوقف عليها ولا يبدأ إلا بما قبلها، والذي يوقف عليه:
قوله تعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مََا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قََالُوا نَعَمْ} الأعراف.
وانظر نهاية القول المفيد (174)، التمهيد (ق 15).(1/53)
وقل بلى في سبأ قد استقرّ ... كذا بلى قد فاتلونها في الزمر
قالوا بلى في آخر الأحقاف ... وفي التغابن للذكي الوافي
وقل بلى في سورة القيامة ... فاحذر من التفريط والملامة
وخمسة فيها خلاف زبرا ... بالمنع والجواز حيث حرّرا
بلى ولكن قد أتى في البقرة ... وفي الزمر بلى ولكن حرّره
بلى ورسلنا أتى في الزخرف ... وفي الحديد مثلها عنهم قفي
قالوا بلى في الملك ثم جوّزوا ... في ثالث الأقسام وقفا أبرزوا
وعدّها عشر سوى ما قد ذكر ... لم تخف عن فهم الذكيّ المستقرّ
قوله وعدها أي ما الاختيار جواز الوقف عليه وهو العشرة الباقية.
التنبيه التاسع (1): اعلم أن كلا حرف لا حظ له في الإعراب،
وكذا
المؤنث مشدّدة أو مخففة نحو: فأتمهن، يأكلهنّ، منهنّ، أرضعن لكم، يتربصن، فالنحويون يجيزون إلحاق الهاء بها وقفا كما في الوقف على إنّ وأنّ المشدّدتين، لكن إلحاقها بالمشدّدة أحسن منه بالمخففة، ومنع ذلك القرّاء إلا يعقوب فيجيزه في المشدّدة، ومنها ما الاستفهامية المجرورة، وهي عمّ وفيم وبم ولم وممّ فيلحق بها الهاء يعقوب والبزيّ
__________
(1) ولفظ كل الواقع منه في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا في خمس عشرة سورة وهي كلها مكية وفي القسم الأخير منه، قال السيوطي في الإتقان قال مكي هي أربعة أقسام:
القسم الأول: ما يحسن الوقف عليها على معنى الردع وهو الاختيار ويجوز الابتداء بها على معنى حقّا وذلك أحد عشر موضعا:
الأول والثاني بمريم: {عِنْدَ الرَّحْمََنِ عَهْداً كَلََّا} و {لَهُمْ عِزًّا كَلََّا}.
والثالث بالمؤمنين: {فِيمََا تَرَكْتُ كَلََّا}.
والرابع في سبأ: {شُرَكََاءَ كَلََّا}.
والخامس والسادس بالمعارج: {ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلََّا}، {جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلََّا}.
والسابع والثامن بالمدثر: {أَنْ أَزِيدَ كَلََّا}، {مُنَشَّرَةً كَلََّا}.(1/54)
جميع الحروف لا يوقف عليها إلا بلى ونعم، وكلا. وحاصل الكلام عليها أن
بخلاف عنهما، ومنها هو وهي فيلحق بهما الهاء يعقوب، واتفقوا على إلحاقها بكتابيه
__________
والتاسع بالمطففين: {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَلََّا}.
والعاشر بالفجر: {أَهََانَنِ كَلََّا}.
والحادي عشر بالهمزة: {أَخْلَدَهُ كَلََّا}.
القسم الثاني: ما لا يحسن الوقف عليها ولا الابتداء بها بل توصل بما قبلها وبما بعدها وهو موضعان:
الأول من سورة النبأ: {ثُمَّ كَلََّا سَيَعْلَمُونَ}.
الثاني من ألهاكم التكاثر: {ثُمَّ كَلََّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}.
القسم الثالث: ما يحسن الوقف عليها ولا يجوز الابتداء بها، بل توصل بما قبلها وهو موضعان في الشعراء: {أَنْ يَقْتُلُونِ قََالَ كَلََّا}، {إِنََّا لَمُدْرَكُونَ قََالَ كَلََّا}.
القسم الرابع: ما لا يحسن الوقف عليها ولكن يبتدأ بها وهو الثماني عشرة الباقية:
بسورة المدثر موضعان: {كَلََّا وَالْقَمَرِ}، {كَلََّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ}.
وبسورة القيامة ثلاثة مواضع: {كَلََّا لََا وَزَرَ}، {كَلََّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعََاجِلَةَ}، {كَلََّا إِذََا بَلَغَتِ التَّرََاقِيَ}.
وبسورة النبأ موضع: {كَلََّا سَيَعْلَمُونَ} *.
وبسورة عبس موضعان: {عَنْهُ تَلَهََّى كَلََّا إِنَّهََا تَذْكِرَةٌ}، {ثُمَّ إِذََا شََاءَ أَنْشَرَهُ كَلََّا لَمََّا}.
وبسورة الانفطار موضع: {رَكَّبَكَ كَلََّا بَلْ}.
وبسورة التطفيف ثلاثة مواضع: {لِرَبِّ الْعََالَمِينَ كَلََّا}، إن {مََا كََانُوا يَكْسِبُونَ كَلََّا}، {تُكَذِّبُونَ كَلََّا إِنَّ}.
وبسورة الفجر موضع: {حُبًّا جَمًّا كَلََّا إِذََا}.
وبسورة العلق ثلاثة مواضع: {كَلََّا إِنَّ الْإِنْسََانَ}، {كَلََّا لَئِنْ لَمْ}، {كَلََّا لََا تُطِعْهُ}.
وبسورة التكاثر موضعان: {كَلََّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} *، {كَلََّا لَوْ تَعْلَمُونَ}.
وقد جمع هذه المواضع بعضهم فقال:
بكاف كلا معا والمؤمنين سبأ ... وسال حقا بها حرفان قد وقعا
أزيد كلا وما يتلو منشرة ... والثاني في سورة التطفيف فاستمعا
وقبل بل لا الذي في الفجر قد ذكروا ... وبعد أخلده حرف أتى اتبعا(1/55)
فيها أربعة أقوال: يوقف عليها في جميع القرآن، لا يوقف عليها في جميعه، لا يوقف عليها إذا كان قبلها رأس آية، الرابع التفصيل، إن كانت للردع والزجر وقف عليها وإلا فلا. قاله الخليل وسيبويه، وهي في ثلاثة وثلاثين موضعا في خمس عشرة سورة في النصف الثاني، وسئل جعفر بن محمد عن كلا لم لم تقع
وماليه وحسابيه وسلطانيه وماهيه وقفا تبعا للخط. واختلفوا فيه وصلا كما هو مبين في محله.
الباب السادس: في الوقف على هاء الكناية ويقال لها هاء الضمير، فإن كانت لمؤنث لحقتها ألف وقفا ووصلا، لأنها من مخرجها، ولأنها كهي في الخفاء فضمت الألف إليها لبيانها فيقال ضربها وضربتها وبها، وإن كانت لمذكر لحقتها وصلا وواو إن انفتح ما قبلها أو انضم وياء إن انكسر ما قبلها فيقال ضربهو وضربتهو ونهي، ويحذفان وقفا، لأنهم يحذفونهما، وهما من نفس الكلمة ففيما إذا زيدتا أولى، وإنما لم تحذف الألف في المؤنث، لأنهم جعلوها فاصلة بين المذكر والمؤنث. وقال بعض النحاة: والياء بعد الكسرة بدل من الواو وهو الأصل إلا أنهم كرهوا الخروج من كسرة إلى ضمة فكسرت الهاء وانقلبت الواو ياء كما في ميراث، والحجازيون يضمون الهاء بكل حال فيقولون مررت بهو وبدار هو الأرض، وهذا يدل على أن الأصل هو الواو، وما ذكر في المذكر أوّلا هو إجماع القرّاء. ومن العرب من يختلس الضمة والكسرة وصلا، وهذه اللغة لا تجري في القرآن. نعم تجري فيه عند ابن كيسان إن حذفت الياء للجازم كقوله تعالى: نؤته، ومن يأته، وف (أ) لقه فإن سكن ما
__________
وكلها جوزوا وقفا بها وكذا ... وقفا بما قبلها يا من لذاك وعا
وثان ألهاكم والثان في نبأ ... فالوقف فيها وفيما قبلها منعا
وموضعا الشعراء جاز الوقوف بها ... لا وقف ما قبلها في الموضعين معا
وفي البواقي اعكسا أقسام أربعة ... تمت مهذبة قد عز من قنعا
هذا وعن بعضهم جاز الوقوف على ... جميعها ثم بعض مطلقا منعا
وانظر نهاية القول المفيد (176174)، التمهيد لابن الجزري (ق 15أب).(1/56)
في النصف الأول منه؟ فقال لأن معناها الوعيد فلم تنزل إلا بمكة إيعادا للكافر.
التنبيه العاشر (1): اعلم أن ترتيب السور وتسميتها وترتيب آيها وعدد السور مسموع
من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومأخوذ عنه، وهو عن جبريل، فكان جبريل يعلمه عند نزول كل آية أن هذه تكتب عقب آية كذا في سورة كذا، وجمعته الصحابة من غير زيادة ولا نقصان، وترتيب نزوله غير ترتيبه في التلاوة والمصحف، وترتيبه في اللوح المحفوظ كما هو في مصاحفنا كل حرف كجبل قاف، ولم يزل يتلقى القرآن العدول عن مثلهم إلى أن وصل إلينا وأدّوه أداء شافيا، ونقله عنهم أهل الأمصار وأدّوه إلى الأئمة الأخيار وسلكوا في نقله وأدائه الطريق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم والسماع دون الاستنباط والاختراع، ولذلك صار مضافا إليهم وموقوفا عليهم إضافة تمسك ولزوم واتبع لا إضافة استنباط، ورأي واختراع بل كان بإعلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه فعنه أخذوا رءوس الآي آية آية. وقد أفصح الصحابة بالتوقيف بقوله: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلمنا العشر فلا نتجاوزها إلى عشر أخر حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل» وتقدّم أن عبد الله بن عمر قام على حفظ
قبل الهاء فإن كان ياء كسرت الهاء، وإلا ضمت، واختلف القرّاء في إثبات الياء بعد الهاء المكسورة والواو بعد المضمومة وصلا، فمن أثبتهما فعلى الأصل، ومن حذفهما كره أن يجمع بين ساكنين في نحو: اضربهي، واضربيهو، لأن الهاء ليست بحاجز حصين، والوقف عليها بالسكون أو بالروم أو بالإشمام بشرطهما المعروف في محله.
الباب السابع في الوقف على آخر الكلمة المتحركة منوّنة وغير منوّنة الوقف عليها يكون بالسكون وهو الأصل سواء تحركت بضمة أم بكسرة أم بفتحة، وبالإشمام إن تحركت بضمة وهو ضمّ الشفتين بعد السكون، وبالروم إن تحركت بضمة أو
__________
(1) انظر نهاية القول المفيد (184).(1/57)
سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم خصوصا من دعا له النبي صلّى الله عليه وسلّم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس: «قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لما رأيت جبريل لم يره خلق إلا عمى إلا أن يكون نبيا ولكن يكون ذلك في آخر عمرك».
التنبيه الحادي عشر (1): أوّل من اقتصر على جمع قراءة السبعة المشهورين أثناء المائة الرابعة: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد.
واختلاف القرّاء اختلاف تنوّع وتغاير لا اختلاف تضادّ وتناقض،
كسرة، وهو اختلاس الضمة أو الكسرة وانتزاعها إلى محل الواو أو الياء، ويفارق الإشمام بأنه يدركه البصير والأعمى، والإشمام لا يدركه إلا البصير، واختص به الضمّ لإمكان الإشارة إلى محله بخلافها إلى محل الكسر والفتح، والروم في المفتوح ليس بحسن لأنه غير مضبوط لخفاء الألف، والمنصوب المنون يبدل تنوينه ألفا في الوقف إيذانا بوجوده في الوصل، واختاروا الألف لشبهها بالتنوين، لأنها تهوى في خرق الفم وهو يهوى في الخياشيم وكان القياس أن يقفوا على المرفوع والمجرور المنونين بالواو والياء إلا أن الوقف عليه بالواو يخرج عن الأصل، إذ ليس في كلامهم اسم آخره واو مضموم ما قبلها، ولو وقف على المجرور بالياء لالتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم وقد حققت ذلك كله في شرح الشافية. واعلم أن القرّاء اختلفوا في الظنونا، والرسولا، والسبيلا، فمنهم من يثبت الألف فيها وقفا ويحذفها وصلا، ومنهم من يثبتها فيهما، ومنهم من يحذفها فيهما.
وذلك مذكور في محله، ومن نوّن: قواريرا وسلاسلا، في هل أتى وثمودا في هود
__________
(1) ثم توارد العلماء بعد ذلك حتى جاء الإمام أبو عمرو الداني وألف التيسير في القراءات السبع ثم جاء الإمام ابن الجزري وألف تحبير التيسير ليجمع فيه القراءات العشرة المتواترة، ليدفع توهم من ظن أن القراءات المتواترة سبعة فقط، ثم ألف النشر و «طيبة النشر» التي هي نظم للنشر ليجمع فيه كل القراءات المتواترة فجمع فيها زهاء ألف طريق للقراءات فحفظ الله عز وجل ذلك العلم المبارك بهذا الرجل وجعله سببا في خدمة كتابه، اللهم اجعلنا كذلك آمين.(1/58)
فإن هذا محال أن يكون في كلام الله تعالى. وهو إما في اللفظ فقط والمعنى واحد. وإما فيهما مع جواز اجتماعهما في شيء واحد أو اختلافهما معا مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، بل يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد. فالأول كالاختلاف في الصراط، والثاني نحو مالك بالألف وملك بغيرها، والثالث نحو {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} مشدّدا ومخففا، فمعنى المشدّد أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، ومعنى المخفف أن الرسل توهموا أن قومهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به، فالظنّ في الأولى يقين، وفي الثانية شك، والضمائر الثلاثة للرسل، فكل قراءة حق وصدق نزلت من عند الله نقطع بذلك ونؤمن به.
التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة
، ونقله عنهم التابعون. فمن أهل المدينة عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، ومن أهل مكة عطاء بن أبي رباح وطاوس. ومن أهل الكوفة أبو عبد الرحمن السلمى وزر بن حبيش وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب. ومن أهل البصرة الحسن البصري وابن سيرين ومالك بن دينار وثابت البناني وأبو مجلز. ومن أهل الشام
والفرقان والعنكبوت والنجم وصلا أثبت ألفها وقفا، ومن لم ينوّن حذفها: ومنهم من يثبت الألف وقفا وإن لم ينوّن وصلا، واتفقوا على تنوين مصرا في: اهبطوا مصرا، ويوقف عليها بالألف: ومنع الحسن صرفها فتحذف الألف، ومن نوّن تترى في سورة المؤمنين وقف عليها بالألف ولا تمال، ومن منع صرفها جعلها بوزن فعلى وقرأها وصلا ووقفا بالألف وجاز إمالتها، وأجمعوا على الوقف بالألف في: {لََكِنَّا هُوَ اللََّهُ رَبِّي} واختلفوا في الوصل فمنهم من أثبتها ومنهم من حذفها. وكل ما في القرآن من أيها يوقف عليه بالألف إلا في ثلاثة مواضع وهي: أيه المؤمنون في النور، وأيه الساحر في الزخرف. و {أَيُّهَ الثَّقَلََانِ} في الرحمن فيجوز الوقف عليها بالهاء تبعا للخط.(1/59)
كعب الأحبار فكان هؤلاء لا يرون بأسا بعدّ الآي، وروى أن عليّا عدّ الم آية، وكهيعص آية، وحم آية، وكذا بقية الحروف أوائل السور فهي عنده كلمات لا حروف لأن الحرف لا يسكت عليه ولا ينفرد وحده في السورة وقد يطلق الحرف على الكلمة والكلمة على الحرف مجازا، فما عدّه أهل الكوفة عن أهل المدينة ستة آلاف آية ومائتا آية وسبع عشرة آية. ثم عدّ ثانيا ستة آلاف آية ومائتي آية وأربع عشرة آية، وعدّه المكيون ستة آلاف آية ومائتي آية وتسع عشرة آية، وعدّه الكوفيون ستة آلاف آية ومائتي آية وثلاثين وست آيات، وعدّه البصريون ستة آلاف ومائتين وأربع آيات. وأما عدد كلمه وحروفه على قول عطاء بن يسار فسبعة وسبعون ألفا وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة.
وحروفه ثلاثة مائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا. وقال ابن عباس حروف القرآن ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفا. فحروف القرآن متناهية ومعانيها غير متناهية، وفي الجامع الصغير «القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابرا
الباب الثامن: في كلا وهي حرف على الأصح والوقوف عليها مختلفة الأحوال، فمنها ما يصلح للوقف عليه والابتداء به، ومنها ما لا يصلح لهما، ومنها ما يصلح لأحدهما دون الآخر، وسنذكر كلا منها في السورة التي هي فيها. والوارد منها في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا كلها في النصف الأخير وتكون لمعان، لأنها قد تكون حرف ردع وزجر نحو:
{رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صََالِحاً فِيمََا تَرَكْتُ}، {كَلََّا إِنَّهََا كَلِمَةٌ هُوَ قََائِلُهََا}.
ونحو: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمََنِ عَهْداً كَلََّا سَنَكْتُبُ مََا يَقُولُ}، وقد تكون حرف جواب بمعنى إي ونعم نحو: {وَمََا هِيَ إِلََّا ذِكْرى ََ لِلْبَشَرِ كَلََّا وَالْقَمَرِ}، معناه إي والقمر، وقد تكون بمعنى ألا الاستفتاحية نحو: {كَلََّا إِنَّ كِتََابَ الْأَبْرََارِ}، {كَلََّا إِنَّ كِتََابَ الفُجََّارِ}، وقد تكون بمعنى حقا. ونقله ابن الأنباري عن المفسرين نحو:
{كَلََّا إِنَّ الْإِنْسََانَ لَيَطْغى ََ}، و {كَلََّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ}، وردّ الأول بأن إن لا(1/60)
محتسبا كان له بكل حرف زوجان من الحور العين» طس عن عمر. قال أبو نصر: غريب الإسناد والمتن.
أوّل من جمع الناس في القرآن على حرف واحد، ورتب سوره عثمان بن عفان، وأوّل من نقطه أبو الأسود الدؤلي بأمر عبد الملك بن مروان، وعدد نقطه مائة ألف وخمسون ألفا وإحدى وخمسون نقطة، وعدد جلالاته ألفان وستمائة وأربعة وتسعون. وليس الاختلاف في عدد الحروف اضطرابا في عدّها بل هو إما باعتبار اللفظ أو الخط. لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ، والشارع إنما اعتبر رسمها دون لفظها، لقوله في الحديث: «اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «تعلموا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول الم حرف ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة» أما ترى أن الم في الكتابة ثلاثة أحرف، وفي اللفظ تسعة أحرف، فلو كانت الكلمة تعدّ حروفها لفظا على سبيل البسط دون رسمها لوجب أن يكون لقارئ الم تسعون حسنة، إذ هي في اللفظ تسعة
تكسر بعد حقا ولا بعد ما هو بمعناها، وإذا كانت للردع والزجر جاز الوقف عليها والابتداء بما بعدها. وإذا صلحت لذلك ولغيره جاز الوقف عليها والابتداء بها على اختلاف التقديرين.
الباب التاسع في الكلمتين اللتين ضمت إحداهما إلى الأخرى فصارتا كلمة واحدة لفظا وهي ضربان: أحدهما أن يضمّ المعنى أيضا فلا يفصل بينهما بحال، لأنهما كلمة واحدة. وثانيهما أن لا يضمّ المعنى فيجوز الفصل بينهما لضرورة، وكذا هما في الخط ضربان: أحدهما أن تكتبا منفصلتين. والثاني أن تكتبا متصلتين، والوقف عليهما مبنيّ(1/61)
أحرف، فلما قال الصحابي وبعضهم يرفعه أنها ثلاثة أحرف وأن لقارئها ثلاثين حسنة لكل حرف عشر حسنات ثبت أن حروف الكلمة إنما تعدّ خطّا لا لفظا، وأن الثواب جار على ذلك، والمضاعفة مختلفة فنوع إلى عشرة ونوع إلى خمسين، كما هو في لفظ: «من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف خمسون حسنة» والمعتبر ما رسم في المصحف الإمام.
التنبيه الثالث عشر (1): اختلف في الحروف التي في أوائل السور.
قال الصدّيق والشعبي والثوري وغيرهم: هي سرّ الله تعالى في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه. قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يحسن الوقف عليه، والأولى الوقف على آخرها اتباعا للرسم العثماني، وبعضهم جعلها أسماء للسور. وحاصل الكلام فيها أن فيها أقوالا
على الخط، فمن ذلك قوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ مََا ذََا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}،فماذا على وجهين: أحدهما أن تكون ما مع ذا كلمة واحدة، والآخر أن تكون ذا بمعنى الذي فيكونان كلمتين، فالعفو على الأول منصوب بفعل مقدّر: أي قل ينفقون العفو، وعلى الثاني مرفوع خبر مبتدإ محذوف: أي قل الذي ينفقونه هو العفو، ومن الأول قوله تعالى في النحل: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مََا ذََا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قََالُوا خَيْراً}. ومن الثاني قوله فيها: {وَإِذََا قِيلَ لَهُمْ مََا ذََا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قََالُوا أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}، ومن ذلك قوله تعالى: {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى ََ}، وقوله: {أَوَآبََاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} *، قرئ بإسكان الواو وفتحها، فمن فتحها بجعلها واو عطف والهمزة للاستفهام كانت مع ما بعدها كلمة واحدة، لأنها وحدها لا
__________
(1) المختار في هذه الحروف أحد أمرين:
الأول: إما أن الله تعالى استأثر بعلمها.
الثاني: أن الله تعالى أنزلها على جهة الإعجاز وكأنه يقول للكفار هذه الحروف التي تؤلفون منها كلامكم هي الحروف التي ألف منها القرآن العظيم ومع تشابه أجناس الحروف، فلن تستطيعوا أن تأتوا بمثله، وللتفصيل انظر التفسير الكبير للرازي (1/ 356)، روح المعاني للآلوسي (1/ 98).(1/62)
توجب الوقف عليها وأقوالا توجب عدمه، وهي مأخوذة من أسماء الله تعالى، ف الر وحم ون هي حروف الرحمن مفرّقة، وكل حرف مأخوذ من أسمائه تعالى، زاد الشعبي: لله تعالى في كل كتاب سرّ، وسرّه في القرآن فواتح السور، في ثمانية وعشرين حرفا في فواتح تسع وعشرين سورة عدد حروف المعجم، وهي مع التكرير خمسة وسبعون حرفا، وبغير تكرير أربعة عشر حرفا وهي نصف جميع الحروف، وتسمى الحروف النورانية، جمعها بعضهم في قوله: * من قطعك صله سحيرا * فبعضها أتى على حرف ك ص وق ون، وبعضها على حرفين ك طه وطس ويس وحم، وبعضها على ثلاثة أحرف ك الم وطسم. وبعضها على أربعة أحرف ك المص والمر، وبعضها على خمسة نحو كهيعص حمعسق ولم تزد على الخمسة شيئا، ما كتبت على شيء أو ذكرت عليه إلا حفظ من كل شيء.
مطلب علوم القرآن ثلاثة (1):
وفيها أسرار وحكم أودعها الله فيها معلومة عند أهلها، لأن علوم القرآن
تستقلّ بنفسها ومن أسكنها كانت أو التي للعطف وهي مستقلة فتكون كلمة وما بعدها كلمة، فعلى الأول لا يجوز الوقف على الواو، وعلى الثاني يجوز. وأما الواوات في قوله: {أَوَعَجِبْتُمْ} *، {أَوَلَيْسَ اللََّهُ}، {أَوَكُلَّمََا عََاهَدُوا}، {أَوَلَمََّا أَصََابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ}، {أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ} فواوات عطف لا يجوز الوقف عليها، ومن ذلك:
كالوهم أو وزنوهم، فكل منهما كلمة واحدة لأن الضمير المنصوب مع ناصبه كلمة واحدة هنا وإن كان المعنى كالوا لهم أو وزنوا لهم، ولو كانا كلمتين لكتب بينهما ألف كما كتبوها في جاءوا وذهبوا، فلا يجوز الوقف على كالوا ووزنوا. وعن عيسى بن عمر وحمزة أنهما كانا يقرءان كالوا لهم أو وزنوا لهم فيجوز على مذهبهما الوقف على الواو
__________
(1) الشيخ رحمه الله تعالى لا يقصد تقسيم علوم القرآن من الناحية التقعيدية النظرية، وإنما يقصد تقسيمه من ناحية العموم، وهو تقسيم جيد.(1/63)
ثلاثة: علم لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه، وهو ما استأثر الله به، كمعرفة ذاته وأسمائه وصفاته، والثاني ما أطلع الله عليه نبيه. والثالث علوم علمها نبيه وأمره بتعليمها. قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم، لأن معاني القرآن لا تتناهى والتعرض لحصر جزئياتها غير مقدور للبشر {مََا فَرَّطْنََا فِي الْكِتََابِ مِنْ شَيْءٍ} قال الشافعي: جميع ما حكم به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فهو ما فهمه من القرآن، وما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله، وقال بعضهم ما من شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله تعالى، وقال ابن برهان: ما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم من شيء فهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمه عنه من عمه.
مطلب استخراج عمر النبي صلّى الله عليه وسلّم من القرآن (1):
وقد استخرج بعضهم عمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللََّهُ نَفْساً إِذََا جََاءَ أَجَلُهََا} فإنها رأس ثلاث وستين سورة، وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده، ومن أراد البحر العذب فعليه بالإتقان ففيه العجب العجاب.
عند الضرورة والابتداء بقوله هم إجراء مجرى قولهم قاموا هم وقعدوا هم. ومن ذلك قوله: {وَإِذََا مََا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}، فغضبوا كلمة وهم كلمة، وموضع هم رفع، لأنه مؤكد للضمير المرفوع، وقوله: {لَا انْفِصََامَ} كلمتان، وقوله: {لَانْفَضُّوا} كلمة واحدة واللام للتأكيد، وكذا قوله: ولأاوضعوا وقوله: ولأاذبحنه، وكتب هذان في المصحف بزيادة ألف بعد لا كما ترى ومن ذلك قوله تعالى: {وَمََا لِيَ لََا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي}، فما كلمة، وهي حرف نفي، ولي كلمة أخرى: أي لا مانع لي من عبادته، بخلافهما في قوله: {مََا لِيَ لََا أَرَى} الكهف. ومال هذا الرسول في الفرقان،
__________
(1) لا دليل على هذا الكلام، وينبغي أن لا يحمل على محمل الاحتجاج، والتسليم.(1/64)
مطلب ثواب القارئ:
التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ.
أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعا: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه» وأخرج أيضا من حديث ابن عمر مرفوعا: «من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات» والمراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه، وليس المراد الإعراب المصطلح عليه، وهو ما يقابل اللحن إذ القراءة به ليست قراءة ولا ثواب فيها، وإطلاق الإعراب على النحو اصطلاح حادث، لأنه كان لهم سجية لا يحتاجون إلى تعلمه، وتفسير القرآن لا يعلم إلا بأن يسمع من النبي صلّى الله عليه وسلّم، لأنه كلام متكلم لم تصل الناس إلى مراده بالسماع منه، بخلاف كلام غيره، ولهذا كان كلام الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل له حكم المرفوع، فلا يفسر بمجرّد الرأي والاجتهاد لخبر «من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» (1) أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي، وثبت متصل الإسناد إلى شداد بن أوس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهبّ متى هب» وفيه: «ما من رجل يعلم ولده القرآن إلا توّج يوم القيامة بتاج في الجنة» وفيه: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل القرآن كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند الله آخر آية تقرؤها» (2).
وفمال الذين كفروا في المعارج فكلمتان، واختار الأصل أنهما كلمة واحدة، ووقف على ما في ذلك أبو عمرو والكسائي بخلاف عنه، والباقون على اللام، واختار ابن
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند بنحوه (1/ 269).
(2) أخرجه الترمذي (2914)، وأحمد في المسند (1/ 223)، وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان وفيه لين، ورواه الحاكم (1/ 554) وصححه كعادته، وتعقبه الذهبي بأن قابوسا فيه لين، ورواه أبو داود (1464) بإسناد فيه كلام، وأخرجه الدارمي (3310) عن ابن مسعود موقوفا.(1/65)
مطالب
مطلب أهل الجنة يقرءون فيها:
وفيه دليل على أن أهل الجنة يقرءون فيها، وفيه: «من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية أو مائتي آية كتب من القانتين. ومن قرأ خمسمائة آية إلى ألفي آية أصبح وله قنطار من الأجر» (1).
مطلب كيفية قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم:
وصحّ عن عائشة كيفية قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم: كان يصلي النافلة جالسا حين أسنّ قبل موته بسنة فكان يقرأ قاعدا حتى إذا أراد أن يركع قام وقرأ نحوا من ثلاثين أو أربعين آية ثم يركع، وفيه: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» (2) قوله أقواما: أي درجة أقوام، وهم من آمن به، وعمل بمقتضاه ويضع به آخرين، وهم من أعرض عنه ولم يحفظ وصاياه، وفيه: «أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل السبع المثاني، وفضلت بالمفصل» وفيه دلالة على أن القرآن كان مؤلفا من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد، وفيه دلالة على أن سورة الأنفال سورة مستقلة وليست من براءة، والسبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس، والمئون ما كان فيه مائة آية أو قريب منها بزيادة يسيرة أو نقصان يسير.
مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال (3):
وعن عليّ وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: «ليس من مسلم قرأ
الجزري الوقف على ما لكل القراء. فمن وقف على «ما» ابتدأ بما بعدها، ومن وقف على
__________
(1) رواه أبو داود (1398) وإسناده لا يخلو من ضعف.
(2) رواه مسلم (817).
(3) ناقشنا هذه المسألة عما قريب وراجع المغني مع الشرح الكبير (14/ 379).(1/66)
القرآن إلا وله في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار، فإن أخذها في الدنيا، وإلا أخذها غدا بين يدي الله عزّ وجل» وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لا يفرض من بيت المال إلا لمن قرأ القرآن.
مطلب الاستعاذة (1):
اعلم أن الاستعاذة يجب قطعها من التسمية ومن أوّل السورة، لأنها ليست من القرآن، وكذا آمين يستحب قطعه من: {وَلَا الضََّالِّينَ}، لئلا يصل القرآن لما ليس منه. قال تعالى: {فَإِذََا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ مِنَ الشَّيْطََانِ الرَّجِيمِ} أي إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ، لأن الاستعاذة إنما تكون قبل القراءة، دلت الآية أن الله أمرنا بالاستعاذة عند قراءة القرآن، وليس المعنى إذا استعذت فاقرأ، ولو كان المعنى كذلك لم تكن الآية تدل على أنا أمرنا بالاستعاذة قبل القراءة، بل كانت تدل على أنا أمرنا بالقراءة بعد الاستعاذة، وجائز أن نستعيذ من الشيطان الرجيم ثم لا نقرأ شيئا. قال أبو بكر بن الأنباري، فلو كان كما قال السجستاني: إن الآية من المقدّم والمؤخر: أي إذا
اللام ابتدأ بما بعدها. واتفقوا على كتابة اللام منفصلة، ومن ذلك قوله: أحد عشر كوكبا، فأحد وعشر كلمتان فيجوز الوقف على أوّلهما للضرورة، ومن ذلك يومئذ وحينئذ، فمجموع كل منهما كلمة واحدة فلا يوقف على أوّلها بحال، لاتصاله مع إذ خطا سواء أعرب يوم أم بني خلافا لبعضهم فيما إذا أعرب، ومن ذلك قوله: {أَيَأْمُرُكُمْ}
__________
(1) الاستعاذة ليست قرآنا بالإجماع، والمرضى فيها المتلقى عن السلف، الموافق للتنزيل هو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإلى هذا ذهب أبو عمرو وعاصم، وروى عن أكثر العلماء، ويجهر في غير الصلاة، ورواية عن الشافعي في الصلاة أيضا، ومحلها قبل القراءة إجماعا، ولا يصح قول بخلافه عن أحد ممن يعتبر قوله والله أعلم.
وانظر: النشر (1/ 257243)، الإقناع (1/ 154149)، الإتحاف (19، 20)، هداية القاري (566561).(1/67)
استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن لوجب على كل مستعيذ بالله من الشيطان أن يقرأ القرآن، وليس الأمر كذلك. وأما أوّل التوبة، فمن كان مذهبه التسمية وصل آخر الأنفال بأوّل التوبة معربا، ومنهم من وصل غير معرب كأنه واقف واصل كراهة أن يأتي بالتسمية في أوّل التوبة، والوقف على آخر التعوّذ تامّ لأن الاستعاذة لا تعلق لها بما بعدها لا لفظا ولا معنى، لأنا مأمورون به عند التلاوة، وإن لم يكن من القرآن.
مطلب البسملة (1):
واختلف في البسملة فقيل إنها ليست من القرآن وإنما كتبت للفصل
{بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، فبعد وإذ كلمتان، لأن إذ هنا عاملة للجرّ في الجملة بعدها، فلا تكون مبنية مع غيرها، وجميع ما ذكر يعرف اتصاله وانفصاله من جهة المعنى، لا من جهة صورة الخط، وكل ما في كتاب الله تعالى من قوله: أمّن، فهو بميم واحدة إلا في أربعة مواضع فبميمين، وهي: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} في النساء، و {أَمْ مَنْ أَسَّسَ} في التوبة، و {أَمْ مَنْ خَلَقْنََا} في الصافات، و {أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً}
في فصلت، وكل ما فيه من قوله: {فَإِنْ لَمْ} *، فهو بنون إلا قوله: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} في هود، وكل ما فيه من قوله عما فهو بغير نون إلا قوله تعالى: {عَنْ مََا نُهُوا}
__________
(1) اختلف القراء في كون البسملة آية من القرآن في أوائل الفاتحة وباقي السور أم لا فذهب نافع وابن كثير وعاصم والكسائي ويعقوب إلى الجهر بالاستعاذة والبسملة في الفاتحة وفي جميع القرآن، إلا بين الأنفال والتوبة، وتابعهم أبو عمرو في الجهر بالاستعاذة وبالبسملة إلا في الفصل بين كل سورتين، فكان يتركها ويصل أواخر السور بأوائل ما يليها ولا يعربها، كقوله: «ولا الضالين الم» لا يحرك النون إذا وصلها بالم، بل يسكت عليها سكتة خفيفة ثم يصلها، وكذلك يفعله بأواخر السور كلها، وعنه وجه آخر وهو القطع بالبسملة مثلهم، ووجه ثالث وهو إخفاؤها في القرآن كله ووصله ببعضه كحمزة كما سيأتي وشاركه في هذا الوجه أيضا ابن عامر وورش أحد رواة نافع، وذهب حمزة إلى الجهر بالاستعاذة والبسملة في فاتحة الكتاب فقط ويخفيها في سائر القرآن. انظر النشر (1/ 270، 271)، إرشاد المبتدع (200)، الإقناع (1/ 155 163)، الاستذكار (2/ 182172)، تفسير ابن كثير (1/ 16).(1/68)
بين السور، وهو قول ابن مسعود ومذهب مالك، والمشهور من مذهب قدماء الحنفية، وعليه قراء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها، وقيل آية من القرآن نزلت للفصل والتبرّك بها، وهو الصحيح، وقيل آية تامّة من كل سورة، وهو قول ابن عباس وابن عمر وسعيد بن جبير والزهري وعطاء وعبد الله بن المبارك وعليه قراء مكة والكوفة وفقهاؤهما، وهو القول الجديد للشافعي. وقيل آية تامّة في الفاتحة، وبعض آية في البواقي، وقيل بعض آية في الكل، قاله المفتي أبو السعود في تفسيره، والوقف على آخر البسملة تامّ، لأن الحمد مبتدأ لانقطاعه عما قبله لفظا ومعنى.
مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها (1):
واعلم أن لك في وصل أوائل السور بأواخرها ووصل الآيات بعضها ببعض أربعة أوجه: وهي أن تقول {الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ} فتسكن الميم وتقطع الهمزة من الحمد، وهذه قراءة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لأنه كان يقف على آخر كل آية
{عَنْهُ} في الأعراف فبنون، وكل ما فيه من قوله وأما فهو بغير نون إلا قوله تعالى: {وَإِنْ مََا نُرِيَنَّكَ} في الرعد فبنون، وكل ما فيه من قوله ألا فبغير نون إلا في عشرة مواضع فبنون: اثنان في الأعراف: {حَقِيقٌ عَلى ََ أَنْ لََا أَقُولَ عَلَى اللََّهِ}، و {أَنْ لََا يَقُولُوا عَلَى اللََّهِ إِلَّا الْحَقَّ}، وواحد في التوبة: {أَنْ لََا مَلْجَأَ مِنَ اللََّهِ إِلََّا إِلَيْهِ}، واثنان في هود:
{وَأَنْ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ}، و {أَنْ لََا تَعْبُدُوا إِلَّا اللََّهَ}، وواحد في الحج: {أَنْ لََا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً}، وواحد في يس: {أَنْ لََا تَعْبُدُوا الشَّيْطََانَ}، وواحد في الدخان: {أَنْ لََا تَعْلُوا عَلَى اللََّهِ}، وواحد في الممتحنة: {أَنْ لََا يُشْرِكْنَ بِاللََّهِ شَيْئاً}، وواحد في: ن
__________
(1) وصل أواخر السور بالتي بعدها فيها ثلاثة أوجه جائزة وهي:
1 - قطع الجميع.
2 - وصل الجميع.
3 - قطع آخر السورة عن أول السورة والبسملة. وأما الوجه الرابع وهو وصل آخر السورة بالبسملة فممتنع لئلا يظن أن البسملة من السورة الفائتة، وأما عند حمزة ومن وافقه في وجه له فوصل الجميع كما أسلفنا لأنه يسقط البسملة وانظر النشر (1/ 271)، روح المعاني (1/ 37).(1/69)
ويبتدئ بالذي بعدها. الثاني أن تقول {الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلََّهِ} فتكسر الميم وتحذف الألف من الحمد، لأنها ألف وصل. الثالث {الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلََّهِ} بفتح الميم من الرحيم، لأنك تقدر الوقف على الميم لأنها رأس آية. ثم تلقى حركة همزة الوصل عليها وتحذفها. وهذا الوجه ردئ لم يقرأ به أحد، وإنما سمعه الكسائي من العرب، ولا يجوز لأحد أن يقرأ به لأنه لا إمام له. الرابع أن تقول {الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلََّهِ} فتكسر الميم وتقطع الهمزة. كقول الشاعر: [الطويل] أرى كلّ ذي مال يعظّم أمره ... وإن كان نذلا خامل الذّكر والاسم
سورة الفاتحة (1)
مكية مدنية، لأنها نزلت مرتين، مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين حوّلت القبلة، وهي سبع آيات إجماعا، لكن عدّ بعضهم البسملة
والقلم: {أَنْ لََا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} واختلفوا في {أَنْ لََا إِلََهَ إِلََّا أَنْتَ}
في الأنبياء، وما كان فيه من ذلك نون فللقارئ أن يقف عليها عند الضرورة، وكتب كي لا في النحل والحشر كلمتين، ولكيلا في آل عمران والحج وثاني الأحزاب وفي الحديد كلمة واحدة، وكتب: {يَوْمَ هُمْ بََارِزُونَ} في المؤمن، و {يَوْمَ هُمْ عَلَى النََّارِ يُفْتَنُونَ} في الذاريات كلمتين، و {يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} في المعارج، و {يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} في الطور كلمة واحدة كما ترى.
سورة الفاتحة، مكية مدنية لأنها نزلت مرّتين: مرّة بمكة، ومرّة بالمدينة، والوقف على آخر التعوّذ تام وإن لم
__________
(1) سورة الفاتحة مكية على الراجح وأما القول بأنها مدنية فهو قول مجاهد وهو مروي عنه بسند صحيح كما في الإتقان (1/ 30)، ونقل السيوطي أن الحسين بن فضل قال: «هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله: «وقد قال السيوطي: الأكثرون على أنها مكية ودلّل على مكيتها» وانظر الإتقان (1/ 30)، وقد حاول المصنف هاهنا أن يجمع بين القولين، ولكن الصحيح ما قدمنا، لأن أكثر المفسرين على ذلك.(1/70)
منها. والسابعة {صِرََاطَ الَّذِينَ} إلى آخرها وإن لم تكن منها. فالسابعة {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ} إلى آخرها، وكلمها مع البسملة تسع وعشرون كلمة، وبغيرها خمس وعشرون كلمة، وحروفها بالبسملة وبقراءة (ملك) بغير ألف مائة وأحد وأربعون حرفا. قاله الإسنوي. على أن ما حذف رسم لا يحسب، لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ دون الخط. وبيان ذلك أن الحروف الملفوظ بها ولو في حالة كألفات الوصل، وهي بها مائة وسبعة وأربعون حرفا، وقد اتفق علماء الرسم على حذف ست ألفات: ألف اسم من بسم، وألف بعد لام الجلالة مرتين، وبعد ميم الرحمن مرتين، وبعد عين العالمين. والحق الذي لا محيص عنه اعتبار اللفظ عليه، فهل تعتبر ألفات الوصل نظرا إلى أنها قد يتلفظ بها في حالة الابتداء أولا لأنها محذوفة من اللفظ غالبا؟ كل محتمل. والأوّل أوجه، فتحسب مائة وسبعة وأربعين حرفا غير شدّاتها الأربعة عشر، وفيها أربعة وقوف تامّة على أن البسملة آية تامّة منها لا تعلق لها بما بعدها، لأنها جملة من مبتدإ وخبر: أي ابتدائي بسم الله أو في محل نصب، وعلى كل تقدير هو تامّ. قال المازري في شرح التلقين: وإذا كانت قرآنا فهلا كفر الشافعي مالكا وأبا حنيفة في مخالفتهما له في ذلك، كما يكفر هو وغيره من خالف في كون الحمد لله ربّ العالمين قرآنا. قيل لم يثبتها الشافعي قرآنا مثل ما أثبت غيرها، بل أثبتها حكما وعملا لأدلة اقتضت ذلك عنده، ومعنى حكما: أن الصلاة لا تصح إلا بها فهي آية حكما لا قطعا. واختلف هل ثبوت البسملة قرآنا بالقطع، أو بالظن؟ الأصح أن ثبوتها بالظن حتى يكفي فيها أخبار الآحاد، وتعلق الأحكام مظنون، ولا يحكم بكونها قرآنا إلا بالنقل المتواتر قطعا ويقينا، بل ولا نكفر بيقينيّ لم يصحبه تواتر، ولما لم ينقلوا إلينا كون البسملة قرآنا، كما نقلوا غيرها، ولا ظهر ذلك منهم، كما ظهر في غيرها من الآي وجب القطع بأنها ليست من الفاتحة ولم يقل أحد من السلف إن البسملة آية
من كل سورة إلا الشافعي، وقد أثبتها نصف القراء السبعة ونصفهم لم يثبتها، والمصحح للقسمة أن لنافع راويين أثبتها أحدهما والآخر لم يثبتها، وقوّة الشبهة بين الفريقين منعت التكفير من الجانبين اه، وفيها ثلاثة وعشرون وقفا، أربعة تامة وستة جائزة يحسن الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بما بعدها، لأن التعلق فيها من جهة اللفظ والوقف حسن، إذ الابتداء لا يكون إلا مستقلا بالمعنى المقصود، وثلاثة عشر يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها، فالتامّة أربعة: البسملة، والدين، ونستعين. والضالين على عدّ أهل الكوفة، وثلاثة على عدّ أهل المدينة والبصرة، وهو الدين، ونستعين والضالين، ومن قوله اهدنا إلى آخرها سؤال من العبد لمولاه متصل بعضه ببعض فلا يقطع لشدّة تعلق بعضه ببعض. والجائزة الحمد لله، والعالمين، والرحيم، وإياك نعبد، والمستقيم، وأنعمت عليهم، لكونه رأس آية، وإنما جاز الوقف عليها على وجه التسامح، ولا ينبغي الوقف على الأخير سواء نصب غير بدلا أو نعتا أو حالا، أو على الاستثناء. قال أبو العلاء الهمداني: ومن قرأ غير بالرفع خبر مبتدإ محذوف حسن الابتداء به، وهي قراءة شاذة (1). والثلاثة عشر التي يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها: الحمد، ومالك، ورب، ويوم، وإياك فيهما، واهدنا،(1/71)
منها. والسابعة {صِرََاطَ الَّذِينَ} إلى آخرها وإن لم تكن منها. فالسابعة {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ} إلى آخرها، وكلمها مع البسملة تسع وعشرون كلمة، وبغيرها خمس وعشرون كلمة، وحروفها بالبسملة وبقراءة (ملك) بغير ألف مائة وأحد وأربعون حرفا. قاله الإسنوي. على أن ما حذف رسم لا يحسب، لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ دون الخط. وبيان ذلك أن الحروف الملفوظ بها ولو في حالة كألفات الوصل، وهي بها مائة وسبعة وأربعون حرفا، وقد اتفق علماء الرسم على حذف ست ألفات: ألف اسم من بسم، وألف بعد لام الجلالة مرتين، وبعد ميم الرحمن مرتين، وبعد عين العالمين. والحق الذي لا محيص عنه اعتبار اللفظ عليه، فهل تعتبر ألفات الوصل نظرا إلى أنها قد يتلفظ بها في حالة الابتداء أولا لأنها محذوفة من اللفظ غالبا؟ كل محتمل. والأوّل أوجه، فتحسب مائة وسبعة وأربعين حرفا غير شدّاتها الأربعة عشر، وفيها أربعة وقوف تامّة على أن البسملة آية تامّة منها لا تعلق لها بما بعدها، لأنها جملة من مبتدإ وخبر: أي ابتدائي بسم الله أو في محل نصب، وعلى كل تقدير هو تامّ. قال المازري في شرح التلقين: وإذا كانت قرآنا فهلا كفر الشافعي مالكا وأبا حنيفة في مخالفتهما له في ذلك، كما يكفر هو وغيره من خالف في كون الحمد لله ربّ العالمين قرآنا. قيل لم يثبتها الشافعي قرآنا مثل ما أثبت غيرها، بل أثبتها حكما وعملا لأدلة اقتضت ذلك عنده، ومعنى حكما: أن الصلاة لا تصح إلا بها فهي آية حكما لا قطعا. واختلف هل ثبوت البسملة قرآنا بالقطع، أو بالظن؟ الأصح أن ثبوتها بالظن حتى يكفي فيها أخبار الآحاد، وتعلق الأحكام مظنون، ولا يحكم بكونها قرآنا إلا بالنقل المتواتر قطعا ويقينا، بل ولا نكفر بيقينيّ لم يصحبه تواتر، ولما لم ينقلوا إلينا كون البسملة قرآنا، كما نقلوا غيرها، ولا ظهر ذلك منهم، كما ظهر في غيرها من الآي وجب القطع بأنها ليست من الفاتحة ولم يقل أحد من السلف إن البسملة آية
من كل سورة إلا الشافعي، وقد أثبتها نصف القراء السبعة ونصفهم لم يثبتها، والمصحح للقسمة أن لنافع راويين أثبتها أحدهما والآخر لم يثبتها، وقوّة الشبهة بين الفريقين منعت التكفير من الجانبين اه، وفيها ثلاثة وعشرون وقفا، أربعة تامة وستة جائزة يحسن الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بما بعدها، لأن التعلق فيها من جهة اللفظ والوقف حسن، إذ الابتداء لا يكون إلا مستقلا بالمعنى المقصود، وثلاثة عشر يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها، فالتامّة أربعة: البسملة، والدين، ونستعين. والضالين على عدّ أهل الكوفة، وثلاثة على عدّ أهل المدينة والبصرة، وهو الدين، ونستعين والضالين، ومن قوله اهدنا إلى آخرها سؤال من العبد لمولاه متصل بعضه ببعض فلا يقطع لشدّة تعلق بعضه ببعض. والجائزة الحمد لله، والعالمين، والرحيم، وإياك نعبد، والمستقيم، وأنعمت عليهم، لكونه رأس آية، وإنما جاز الوقف عليها على وجه التسامح، ولا ينبغي الوقف على الأخير سواء نصب غير بدلا أو نعتا أو حالا، أو على الاستثناء. قال أبو العلاء الهمداني: ومن قرأ غير بالرفع خبر مبتدإ محذوف حسن الابتداء به، وهي قراءة شاذة (1). والثلاثة عشر التي يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها: الحمد، ومالك، ورب، ويوم، وإياك فيهما، واهدنا،
يكن من القرآن، لأنا مأمورون به عند القراءة، وعلى البسملة تامّ بل أتم، وتقديره ابتدائي بسم الله. أو أبتدئ بسم الله، وعلى (الحمد) غير جائز، لأنه لا يفيد، وقس به ما يشبهه، وعلى (لله) قبيح للفصل بين النعت والمنعوت، وعلى (ربّ) غير جائز لما مرّ، وللفصل بين المتضايفين اللذين هم كشيء واحد (العالمين) صالح، لأنه رأس آية، وليس تاما للزوم الابتداء بعده بالمجرور بغير جارّ (الرحيم) كاف وليس تاما، كذلك (الدين) تام و (نعبد) جائز وليس حسنا للفصل بين المتعاطفين (نستعين) تامّ
__________
(1) قراءة شاذة لا تصح الصلاة بها ولا تعتبر قرآنا لأن ما يعتبر قرآنا هو ما اجتمعت فيه ثلاثة شروط كما أسلفنا وهي موافقة وجه من وجوه النحو ولو احتمالا، 2أن يحتملها، الرسم، 3أن يصح إسنادها.(1/72)
والصراط، وصراط، والذين، وغير. والمغضوب، وعليهم الثاني، ولا شك أن الواقف على تلك الوقوف أحق أن يوسم بالجهل كما لا يخفى، وبيان قبحها يطول.
سورة البقرة (1)
مدنية، مائتا آية وثمانون وخمس آيات في المدني والشامي والمكي،
(المستقيم) جائز وليس حسنا وإن كان آخر آية، لأن ما بعده بدل منه وهو متعلق به (أنعمت عليهم) جائز وليس حسنا، لأن ما بعده مجرور نعتا أو بدلا أو منصوب حالا أو استثناء وكل منهما متعلق به وقال أبو عمرو: حسن وليس بتام ولا كاف سواء جرّ ما بعده أم نصب (ولا الضالين) تامّ (آمين) ليست من القرآن، والمختار فصلها عما قبلها.
وجوّز وصلها به. ومعناها استجب، وحركت النون وإن كان حقها السكون الذي هو الأصل في المبنيّ لالتقاء الساكنين، ولم تكسر لكسرة الميم ومجيء الياء الساكنة قبلها.
واختير الفتح لأنه أخفّ الحركات وتشبيها له بليس وكيف.
سورة البقرة مدنية والوقف على {الم} ونحوه مما يأتي في أوائل السور تام إن جعل خبر مبتدإ
__________
(1) ذكر المصنف رحمه الله تعالى أنها مائتان وست في الكوفي وسبع في البصري وخمس في المدني والشامي والمكي وهاكم بيان هذا الاختلاف:
{الم} (1) آية في الكوفي.
{مَرَضاً وَلَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ} (10) آية في الشامي.
{مُصْلِحُونَ} (11) آية في غير الشامي.
{خََائِفِينَ} (114) و {قَوْلًا مَعْرُوفاً} (235) آية في البصري.
{مِنْ خَلََاقٍ} (200) في المدني الأخير.
{لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (219) سماوي ومدني أخير.
{الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (255) مكي، بصري ومدني أخير.
{مََا ذََا يُنْفِقُونَ} (219) مدني، مكي.
{يََا أُولِي الْأَلْبََابِ} (197) غير مدني، مكي.(1/73)
وست في الكوفي، وسبع في البصري، وكلمها ستة آلاف كلمة ومائة وإحدى وعشرون كلمة، وحروفها خمسة وعشرون ألف وخمسمائة حرف، وفيها مما يشبه رءوس الآي، وليس معدودا منها بإجماع اثنا عشر موضعا {مََا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلََاقٍ}، {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتََابَ}، {فَإِنَّمََا هُمْ فِي شِقََاقٍ}، {وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرََاتِ} {فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النََّارَ} {طَعََامُ مِسْكِينٍ} {مِنَ الْهُدى ََ وَالْفُرْقََانِ} {وَالْحُرُمََاتُ قِصََاصٌ} {عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرََامِ} {الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} {يَسْئَلُونَكَ مََا ذََا يُنْفِقُونَ} الأول، ولا شهيد. والمكي يعدّها.
يبني الوقف على الم، والوصل على اختلاف المعربين في أوائل السور، هل هي مبنية أو معربة؟ وعلى أنها معربة عدّها الكوفيون آية. لأن هذه الحروف إذا وقف عليها كان لها محل من الإعراب، وتصير جملة مستقلة بنفسها، ففيها ونظائرها ستة أوجه، وهي لا محل لها أو لها المحل، وهو الرفع بالابتداء أو الخبر، والنصب بإضمار فعل أو النصب على إسقاط حرف القسم كقوله: [الوافر] إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد
وكقوله: [الطويل] فقالت يمين الله ما لك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
محذوف: أي هذه أو هذا الم، أو منصوبا بمحذوف: أي اقرأ أو خذ الم أو جعل كل حرف منه مأخوذ من كلمة. ومعناه أنا الله أعلم. وقال أبو حاتم هو حسن. وقال أبو عمرو قال أبو حاتم هو كاف. وقال غيره ليس بتام ولا كاف لأن معناه يا محمد. وقيل هو قسم. وقيل تنبيه انتهى. وقيل مبتدأ خبره {ذََلِكَ الْكِتََابُ} وقيل عكسه، وعلى كل من هذه الأوجه لا يوقف عليه، بل على الكتاب إن جعل لا ريب لا شك، وإن جعل بمعنى حقا فالوقف على لا ريب. والوقف على الوجهين تامّ. وللثاني شرط يأتي،
__________
{النُّورِ} (257) مدني.
وانظر التلخيص (206)، الإتحاف (125)، الفرائد الحسان (31).(1/74)
وكقوله: [الوافر] تمرون الديار فلم تعوجوا ... كلامكمو عليّ إذا حرام
أو الجر بإضمار حرف القسم: أي إنها مقسم بها حذف حرف القسم وبقي عمله، ونحو الله لأفعلنّ، وذلك من خصائص الجلالة فقط لا يشركها فيه غيرها {الم} تام. إن رفع ذلك بهدى، أو هدى به، أو رفع بما عاد من الهاء المتصلة بفي، أو رفع بموضع لا ريب فيه كأنك قلت ذلك الكتاب حق بهدى، أو رفع ذلك بالكتاب، أو الكتاب به، أو رفع ذلك بالابتداء والكتاب نعت أو بدل، ولا ريب فيه خبر المبتدإ، وكاف: إن جعلت خبر مبتدإ محذوف أي هذه أو هذا الم، وحسن: إن نصبت بمحذوف: أي اقرأ الم وليست بوقف إن جعلت على إضمار حرف القسم. وأن ذلك الكتاب قد قام مقام جوابها، وكأنه قال وحق هذه الحروف أن هذا الكتاب يا محمد هو الكتاب الذي وعدت به على لسان النبيين من قبلك فهي متعلقة بما بعدها لحصول الفائدة فيه فلا تفصل منه لأن القسم لا بدّ له من جواب وجوابه بعده، والقسم يفتقر إلى أداة، وهنا الكلام عار من أداة القسم، وليست الم وقفا أيضا إن جعلت مبتدأ وذلك خبره، وكذا لا يكون الم وقفا إن جعل ذلك مبتدأ ثانيا، والكتاب خبره، والجملة خبر الم وأغنى الربط باسم الإشارة، وفيه نظر من حيث تعدّد الخبر، وأحدهما جملة، لكن الظاهر جوازه كقوله: {فَإِذََا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى ََ} إن جعل تسعى خبرا، وأما إن جعل صفة فلا وإن جعل الم مبتدأ وذلك مبتدأ ثانيا، والكتاب بدل أو عطف بيان حسن الوقف على الكتاب، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ خبره لا ريب، أو جعل ذلك مبتدأ والكتاب،
والوقف على ذلك غير جائز، لأن الكتاب إما بيان له وهو الأصح أو خبر له، وعلى الكتاب مفهوم إن جعل خبرا لذلك لا صفة له {لََا رَيْبَ} تام إن رفع هدى بفيه، أو بالابتداء وفيه خبره.(1/75)
ولا ريب فيه خبران له، أو جعل لا ريب فيه خبرا عن المبتدإ الثاني، وهو وخبره خبر عن الأول، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة، وأن لها محلا من الإعراب، ولا يجوز الوقف على ذلك، لأن الكتاب إما بيان لذلك وهو الأصح، أو خبر له أو بدل منه فلا يفصل مما قبله، والوقف على {لََا} قبيح لأن لا صلة لما بعدها مفتقرة إليه، والوقف على {رَيْبَ} تامّ: إن رفع هدى بفيه أو بالابتداء وفيه خبره، وكاف إن جعل خبر لا محذوفا لأن العرب يحذفون خبر لا كثيرا، فيقولون لا مثل زيد أي في البلد، وقد يحذفون اسمها ويبقون خبرها يقولون لا عليك أي لا بأس عليك، ومذهب سيبويه أنها واسمها في محل رفع بالابتداء، ولا عمل لها في الخبر إن كان اسمها مفردا، فإن كان مضافا أو شبيها به فتعمل في الخبر عنده كغيره.
ومذهب الأخفش أن اسمها في محل رفع وهي عاملة في الخبر، والتقدير هنا لا ريب فيه، فيه هدى، ففيه الأول هو الخبر وبإضمار العائد على الكتاب يتضح المعنى، وردّ هذا أحمد بن جعفر، وقال لا بدّ من عائد، ويدل على خلاف ذلك قوله تعالى في سورة السجدة: {تَنْزِيلُ الْكِتََابِ لََا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعََالَمِينَ} لأنه لا يوقف على ريب اتفاقا لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع. وهذا تعسف من جماعة من النحاة أضمروا محلا متصلا به خبر لا، واكتفى بالمحل لأن خبر لا التبرئة لا يستنكر إضماره في حال نصب الاسم ولا رفعه، نقول إن زرتنا فلا براح بالرفع، وإن
{فِيهِ} تام إن جعل {هُدىً} خبر مبتدإ، محذوف أو مبتدأ خبره فيه محذوفا أو مرفوعا بفيه محذوفا. وقيل تامّ. وقيل كاف، وإن جعل خبرا لذلك الكتاب أو حالا منه: أي هاديا لم يجز الوقف على فيه {لِلْمُتَّقِينَ} تامّ: إن جعل الذين خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره: {أُولََئِكَ عَلى ََ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ}، أو منصوبا بأعنى، وإن جرّ صفة للمتقين جاز الوقف على ذلك وليس حسنا وإن كان رأس آية. وقال أبو عمرو(1/76)
زرتنا فلا براح بنصبه وهم يضمرون في كلا الوجهين. وهذا غير بعيد في القياس عندهم ولو ظهر المضمر لقيل لا ريب فيه هدى. وهذا صحيح في العربية. والوقف على {فِيهِ} تام: إن رفع هدى بالابتداء خبره محذوف أو رفع بظرف محذوف غير المذكور تقديره فيه فيه هدى، وكاف: إن جعل خبر مبتدإ محذوف أي هو، وحسن: إن انتصب مصدرا بفعل محذوف، وليس بوقف إن جعل هدى خبرا لذلك الكتاب، أو حالا منه أو من الضمير في فيه أي هاديا، أو من ذلك، ففي هدى ثمانية أوجه: الرفع من أربعة والنصب من أربعة {لِلْمُتَّقِينَ} تام: إن رفعت الذين بالابتداء، وفي خبره قولان: أحدهما أولئك الأولى والثاني أولئك الثانية والواو زائدة وهذان القولان منكران لأن والذين يؤمنون يمنع كون أولئك الأولى خبرا، ووجود الواو يمنع كون أولئك الثانية خبرا أيضا والأولى تقديره محذوفا أي هم المذكورون، وحسن: إن نصب الذين بأعنى أو أمدح أو أذكر، لأن النصب إنما يكون بإضمار فعل فنصبه بالفعل المضمر، وهو في النية عند ابتدائك بالمنصوب، فلا يكون فاصلا بين العامل والمعمول، لأنك إذا ابتدأت بالمعمول فكأنك مبتدئ بالعامل معه وتضمره حال ابتدائك بالمعمول وليس المتقين بوقف إن جرّ الذين صفة لهم أو بدلا من هم أو عطف بيان لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه لأنهما كالشيء الواحد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ففي
الوقف عليه حسن وهو نظير ما قدمت عنه في أنعمت عليهم. قال ومثل ذلك يأتي في نظائره، نحو: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرََاشاً}، ونحو: بصير بالعباد {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} جائز، وكذا: ويقيمون الصلاة {يُنْفِقُونَ} تامّ: إن جعلت الواو بعدها للاستئناف، وإلا فجائز وليس بحسن، وإن كان رأس آية. وقال ابن الأنباري إنه حسن. وقال أبو عمرو إنه كاف. وقيل تامّ {وَمََا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} كاف إن جرّ الذين الأول أو نصب بما مرّ أو رفع بجعله خبر مبتدإ محذوف وعطف الذين الثاني(1/77)
محل الذين ثلاثة أوجه: الجرّ من ثلاثة وهو كونه صفة للمتقين أو بدلا من هم أو عطف بيان والنصب من وجه واحد وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبرا لمبتدإ محذوف، أو مبتدأ والخبر ما ذكرناه فيما تقدم {بِالْغَيْبِ}، و {الصَّلََاةَ} جائزان: والأولى وصلهما لعطف يقيمون الصلاة على يؤمنون {يُنْفِقُونَ} تامّ: على استئناف ما بعده، وكاف إن جعل الذين الأوّل منصوبا على المدح أو مجرورا على الصفة أو مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أي هم المذكورون، فعلى هذه التقديرات الثلاث يكون، والذين يؤمنون مستأنفا جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، ولا وقف من قوله {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} إلى {يُوقِنُونَ} فلا يوقف على أولئك لأن ما الثانية عطف على ما الأولى، ولا على من قبلك لأنها عطف على ما قبلها، ولا على الآخرة، لأن الباء من صلة يوقنون، وموضع بالآخرة نصب بالفعل بعدها وقدّم المجرور اعتناء به أو للفاصلة، وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم، وتقدير الكلام وهم يوقنون بالآخرة، وإن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ، والخبر محذوفا تقديره هم المذكورون، والذين الثاني عطفا على الذين الأوّل جاز الوقف على من قبلك {يُوقِنُونَ} تامّ إن جعل أولئك مبتدأ خبره على هدى من ربهم، وليس بوقف إن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ خبره أولئك على هدى للفصل بين المبتدإ والخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مِنْ رَبِّهِمْ} ليس بوقف منصوص عليه فلا يحسن تعمده، فإن وقف عليه واقف جاز. قاله العماني.
{الْمُفْلِحُونَ} تام: وجه تمامه أنه انقضاء صفة المتقين وانقطاعه عما بعده لفظا ومعنى، وذلك أعلى درجات التمام، وأولئك مبتدأ أوّل، وهم مبتدأ ثان،
عليه، فإن استؤنف الأول أو الثاني لم يجز الوقف على ذلك لما يلزم من الوقف على ما بين المبتدإ والخبر وهو: أولئك على هدى {يُوقِنُونَ} تامّ: وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل أولئك مبتدأ، فإن جعل خبرا لم يحسن الوقف على ذلك إلا مع تجوّز {مِنْ رَبِّهِمْ} جائز {الْمُفْلِحُونَ} تامّ {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} تامّ: إن جعلت التسوية خبر إنّ، وإن(1/78)
والمفلحون خبر الثاني والجملة خبر الأول، ويجوز أن يكون هم فصلا، والخبر المفلحون فيكون من قبيل الإخبار بالمفرد وهو أولى، إذ الأصل في الخبر الإفراد، ويجوز أن يكون بدلا من أولئك الثانية أو مبتدأ كما تقدم. هذا ما يتعلق بالوقوف، وأما ما يتعلق بالرسم العثماني، فقد اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الذال التي للإشارة في نحو ذلك، وذلكم حيث وقع، ومن لكنه، ولكن حيث وقع من أولئك وأولئك حيث وقع، ورسموا أولئك بزيادة واو قبل اللام قيل للفرق بينها وبين إليك جارا ومجرورا. قال أبو عمرو في المقنع: كمل ما في القرآن من ذكر الكتاب، وكتاب معرّفا ومنكرا فهو بغير ألف إلا أربعة مواضع فإنها كتبت بالألف أوّلها في الرعد {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتََابٌ}
وفي الحجر: {إِلََّا وَلَهََا كِتََابٌ مَعْلُومٌ}، وهو الثاني فيها، وفي الكهف: {مِنْ كِتََابِ رَبِّكَ}، وهو الثاني منها، وفي النمل: {تِلْكَ آيََاتُ الْقُرْآنِ وَكِتََابٍ مُبِينٍ}، ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكاة والحياة ومناة حيث وقعت لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به لحكم ذكروها علمها من علمها وجهلها من جهلها فلا يسأل عنها، ولذا قالوا: خطان لا يقاس عليهما خط المصحف الإمام وخط العروض، كما يأتي التنبيه على ذلك في محله. قال مجاهد: أربع آيات من أوّل البقرة في صفة المؤمنين، والمفلحون آخرها، وآيتان في نعت الكفار، وعظيم آخرهما، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية كلها متصل بعضها ببعض، وقدير آخرها {إِنَّ} حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، الذين: اسمها، وكفروا صلة وعائد، ولا يؤمنون خبر إنّ وما بينهما جملة معترضة بين اسم إن
جعلتها جملة معترضة بين اسم إنّ وخبرها بجعل خبرها لا يؤمنون، فالوقف على لا يؤمنون تامّ وعلى أم لم تنذرهم ليس بحسن وبتقدير جعل جملة التسوية خبر إنّ يحتمل أن تكون جملة لا يؤمنون خبرا ثانيا وأن يتعلق به ختم يجعل ختم حالا: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على لا يؤمنون كاف.(1/79)
وخبرها، فعلى هذا الوقف على {لََا يُؤْمِنُونَ} تام، وإن جعلت سواء خبر إن كان الوقف على أم لم تنذرهم تامّا أيضا، لأنك أتيت بإن واسمها وخبرها كأنه قال لا يؤمنون أأنذرتهم أم لم تنذرهم. فإن قلت: إذا جعلت لا يؤمنون خبر إنّ، فقد عم جميع الكفار، وأخبر عنهم على وجه العموم أنهم لا يؤمنون. قيل الآية نزلت في قوم بأعيانهم، وقيل عامّة نزلت في جميع الكفار كأنه سلى النبي صلّى الله عليه وسلّم بأن أخبر عنهم أن جميعهم لا يؤمنون وإن بذل لهم نصحه، ولم يسلم من المنافقين أحد إلا رجلان، وكان مغموصا عليهما في دينهما. أحدهما أبو سفيان، والثاني الحكم بن العاصي. وإن جعلت سواء مبتدأ وأ أنذرتهم وما بعده في قوّة التأويل بمفرد خبرا، والتقدير سواء عليهم الإنذار وعدمه كان كافيا {أَأَنْذَرْتَهُمْ} ليس بوقف لأن أم لم تنذرهم عطف عليه، لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر وهما بمنزلة حرف واحد، وقيل الوقف على تنذر. ثم يبتدئ هم لا يؤمنون على أنها جملة من مبتدإ وخبر. وهذا ينبغي أن يردّ ولا يلتفت إليه، وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء، ومفعول أأنذرتهم الثاني محذوف تقديره العذاب على كفرهم. وإن لم تجعل لا يؤمنون خبر إنّ كان الوقف على أم لم تنذرهم ويكون ختم حالا متعلقا بلا يؤمنون: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم. قاله العماني: أي لأن ختم متعلق بالأول من جهة المعنى، وإن جعلته استئنافا دعاء عليهم ولم تنو الحال كان الوقف على لا يؤمنون تامّا {عَلى ََ قُلُوبِهِمْ} صالح: إن قدّرت الختم على القلوب خاصة، وإن قدّرته بمعنى وختم على سمعهم أيضا لم يكن على قلوبهم وقفا لأن الثاني معطوف على الأول. فإن قيل: إذا كان الثاني معطوفا على الأول فلم
{عَلى ََ قُلُوبِهِمْ} جائز {وَعَلى ََ سَمْعِهِمْ} تامّ: وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ.(1/80)
أعيد حرف الجر؟ فالجواب: أن إعادة الحرف لمعنى المبالغة في الوعيد أو أن المعنى وختم على سمعهم فحذف الفعل وقام الحرف مقامه {وَعَلى ََ سَمْعِهِمْ} تامّ: إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف: أي ترفع غشاوة بالفعل المضمر قبل الظرف، لأن الظرف لا بدّ له أن يتعلق بفعل إما ظاهر أو مضمر.
فإذا قلت في الدار زيد كأنك قلت استقرّ في الدار زيد. وقال الأخفش والفراء:
إن معنى الختم قد انقطع. ثم استأنف، فقال وعلى أبصارهم غشاوة، وكرّر لفظ على ليشعر بتغاير الختمين، وهو أن ختم القلوب غير ختم الأسماع، وقد فرّق النحويون بين مررت بزيد وعمرو، وبين مررت بزيد وبعمرو، فقالوا في الأوّل هو مرور واحد، وفي الثاني هما مروران، وقرأ عاصم وأبو رجاء العطاردي غشاوة بالنصب بفعل مضمر: أي وجعل على أبصارهم غشاوة، فلا يرون الحق فحذف الفعل، لأن ما قبله يدل عليه كقوله: [الكامل] يا ليت زوجك قد غدا ... متقلدا سيفا ورمحا
أي وحاملا رمحا لأن التقليد لا يقع على الرمح كما أن الختم لا يقع على العين، وعلى هذا يسوغ الوقف على سمعهم أو على إسقاط حرف الجرّ ويكون: وعلى أبصارهم معطوفا على ما قبله: أي ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم بغشاوة، فلما حذف حرف الجرّ وصل الفعل إليه فانتصب كقوله: [الوافر] تمرّون الديار فلم تعوجوا ... كلامكمو عليّ إذا حرام
أي تمرون بالديار. وقال الفراء: أنشدني بعض بني أسد يصف فرسه:
هذا إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف: أي استقرّ، أو حصل على أبصارهم غشاوة، وإن نصبتها كما روي عن عاصم إما بختم أو بفعل دل عليه ختم: أي وجعل على أبصارهم غشاوة، أو بنزع الخافض، وأصله بغشاوة، فالوقف على سمعهم على الثاني من الأوجه(1/81)
علفتها تبنا وماء باردا ... حتى غدت همّالة عيناها
فعلى هذا لا يوقف على سمعهم لتعلق آخر الكلام بأوّله، وقال آخر:
إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزجّجن الحواجب والعيونا
والعيون لا تزجج وإنما تكحل، أراد وكحلن العيون، فجواز إضمار الفعل الثاني وإعماله مع الإضمار في الأبيات المذكورة لدلالة الفعل الأوّل عليه {غِشََاوَةٌ} حسن: سواء قرأ غشاوة بالرفع أو بالنصب (1) {عَظِيمٌ} تام: لأنه آخر قصة الكفار، ورسموا أنذرتهم بألف واحدة كما ترى، وكذا جميع ما وقع من كل استفهام فيه ألفان أو ثلاثة اكتفاء بألف واحدة كراهة اجتماع صورتين متفقتين نحو أأمنتم، أأنت قلت للناس، وقالوا أآلهتنا خير، ورسموا وعلى أبصارهم بحذف الألف التي بعد الصاد، وحذفوا الألف التي بعد الشين في غشاوة، ولا وقف من قوله: ومن الناس إلى قوله بمؤمنين، فلا يوقف على آمنا بالله، ولا على وباليوم الآخر، لأن الله أراد أن يعلمنا أحوال المنافقين أنهم يظهرون خلاف ما يبطنون، والآية دلت على نفي الإيمان عنهم، فلو وقفنا على: وباليوم الآخر، لكنا مخبرين عنهم بالإيمان، وهو خلاف ما تقتضيه الآية، وإنما أراد تعالى أن يعلمنا نفاقهم، وأن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له {بِمُؤْمِنِينَ} تام: إن جعل ما بعده استئنافا بيانيا كأن قائلا يقول: ما بالهم قالوا آمنا ويظهرون الإيمان وما هم بمؤمنين، فقيل {يُخََادِعُونَ اللََّهَ} وليس بوقف إن
الثلاثة كاف، وقال أبو عمرو: لا يوقف عليه انتهى. وعلى الآخرين جائز {غِشََاوَةٌ}
صالح. وقال أبو عمرو كاف، فإن أراد أنه صالح فلا خلاف، وقس عليه نظائره مما يأتي {عَظِيمٌ} تام {وَمََا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} صالح. وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل يخادعون حالا: أي ومن الناس من يقول آمنا بالله مخادعين، فإن كان مستأنفا فالوقف تامّ {وَالَّذِينَ}
__________
(1) قراءة النصب شاذة.(1/82)
جعلت الجملة بدلا من الجملة الواقعة صلة لمن، وهي يقول وتكون من بدل الاشتمال، لأن قولهم مشتمل على الخداع أو حال من ضمير يقول، ولا يجوز أن يكون يخادعون في محل جرّ صفة لمؤمنين، لأن ذلك يوجب نفي خداعهم، والمعنى على إثبات الخداع لهم، ونفي الإيمان عنهم: أي وما هم بمؤمنين مخادعين وكل من الحال والصفة قيد يتسلط النفي عليه وعليهما، فليس بوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {وَالَّذِينَ آمَنُوا} حسن:
لعطف الجملتين المتفقتين مع ابتداء النفي، ومن قرأ وما يخدعون بغير ألف بعد الخاء كان أحسن، وقرأ أبو طالوت (1) عبد السلام بن شداد وما يخدعون إلا أنفسهم بضم الياء وسكون الخاء ورفع أنفسهم بدلا من الضمير في يخدعون كأنه قال: «وما يخدع إلا أنفسهم» أو بفعل مضمر كأنه قال وما يخدعون إلا نخدعهم أنفسهم، ولا يجوز الوقف على أنفسهم، لأن ما بعدهم جملة حالية من فاعل واما يخادعون أي وما يخادعون إلا أنفسهم غير شاعرين بذلك، إذ لو شعروا بذلك ما خادعوا الله ورسوله والمؤمنين، وحذف مفعول يشعرون للعلم به: أي وما يشعرون وبال خداعهم {وَمََا يَشْعُرُونَ} كاف: رسموا يخدعون في الموضعين بغير ألف بعد الخاء كما ترى {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} صالح: وقال ابن الأنباري حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به، لأن الفاء للجزاء فهو توكيد {مَرَضاً} كاف: لعطف الجملتين المختلفتين {أَلِيمٌ} ليس بوقف لأن قوله بما
{آمَنُوا} تامّ و {إِلََّا أَنْفُسَهُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده حال من فاعل يخادعون. وقال أبو عمرو: الوقف على: والذين آمنوا، وعلى: إلا أنفسهم كاف {وَمََا يَشْعُرُونَ} كاف {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} صالح. وقال أبو عمرو كاف. وقول ابن الأنباري: إنه حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به {مَرَضاً} صالح {يَكْذِبُونَ} تام: وقال أبو عمرو كاف. وقيل تام:
{مُصْلِحُونَ} كاف {الْمُفْسِدُونَ} ليس بوقف لتعلق ما بعده به {لََا يَشْعُرُونَ} تامّ.
__________
(1) قراءة شاذة، والمتواتر قراءتان هما: يخادعون بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدال وقراءة نافع وابن كثير وأبو عمرو، والباقون {يَخْدَعُونَ} كحفص، وانظر البدور الزاهرة (21).(1/83)
متعلقة بالموصوف {يَكْذِبُونَ} كاف: ولا وقف إلى مصلحون، فلا يوقف على تفسدوا لأن في الأرض ظرف للفساد، ولا على في الأرض، لأن قالوا جواب إذا، ولا على قالوا لأن إنما نحن حكاية {مُصْلِحُونَ} كاف: لفصله بين كلام المنافقين، وكلام الله عز وجل في الردّ عليهم {الْمُفْسِدُونَ} ليس بوقف لشدّة تعلقه بما بعده عطفا واستدراكا {لََا يَشْعُرُونَ} كاف: الناس ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا {السُّفَهََاءُ} الأول كاف: لحرف التنبيه بعده {السُّفَهََاءُ} الثاني ليس بوقف للاستدراك بعده {لََا يَعْلَمُونَ} أكفى. قال أبو جعفر: وهذا قريب من الذي قبله من جهة الفصل بين الحكاية عن كلام المنافقين وكلام الله في الردّ عليهم {قََالُوا آمَنََّا} ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم غير المعنى المراد، ويثبت لهم الإيمان، وإنما سموا النطق باللسان إيمانا وقلوبهم معرضة تورية منهم وإبهاما، والله سبحانه وتعالى أطلع نبيه على حقيقة ضمائرهم، وأعلمه أن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له وأنه كان استهزاء منهم {إِنََّا مَعَكُمْ} ليس بوقف: إن جعل ما بعده من بقية القول، وجائز: إن جعل في جواب سؤال مقدّر تقديره كيف تكونون معنا وأنتم مسالمون أولئك بإظهار تصديقكم، فأجابوا إنما نحن مستهزءون {مُسْتَهْزِؤُنَ} كاف: وقال أبو حاتم السجستاني: لا أحب الابتداء بقوله: {اللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} ولا {وَاللََّهُ خَيْرُ الْمََاكِرِينَ} * حتى أصله بما قبله. قال أبو بكر بن الأنباري: ولا معنى لهذا الذي ذكره لأنه يحسن الابتداء بقوله: {اللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} على معنى الله يجهلهم ويخطئ فعلهم، وإنما فصل: الله يستهزئ بهم ولم يعطفه
وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ {السُّفَهََاءُ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ. وقال أبو عمرو أكفى مما قبله {قََالُوا آمَنََّا} ليس بوقف، لأن الله تعالى لم يرد أن يعلمنا أنهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، بل أراد أن يعلمنا نفاقهم، وأن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له، وذلك لا يحصل إلا به مع ما بعده {مُسْتَهْزِؤُنَ} كاف، وإن كره أبو حاتم الابتداء بقوله: {اللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}، وبقوله: {وَاللََّهُ خَيْرُ الْمََاكِرِينَ} *، إذ لا وجه لكراهته، إذ المعنى أنه تعالى(1/84)
على قالوا لئلا يشاركه في الاختصاص بالظرف، فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصا بحال خلوّهم إلى شياطينهم، وليس الأمر كذلك {يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} صالح: ووصله أبين لمعنى المجازاة، إذ لا يجوز على الله الاستهزاء، وظهور المعنى في قول الله: الله يستهزئ بهم مع اتصاله بما قبله يظهر في حال الابتداء بضرب من الاستنباط، وفي حال الاتصال يظهر المعنى من فحوى الكلام كذا وجه أبو حاتم، وأما وجه الوقف على مستهزءون أنه معلوم أن الله لا يجوز عليه معنى الاستهزاء، فإذا كان ذلك معلوما عرف منه معنى المجازاة: أي يجازيهم جزاء الاستهزاء بهم، وقيل معنى الله يستهزئ بهم بجهلهم، وبهذا المعنى يكون الوقف على يعمهون كافيا، وعلى الأوّل يكون تاما، انظر النكزاوي {يَعْمَهُونَ} كاف: لأن أولئك الذين اشتروا الضلالة منفصل لفظا لأنه مبتدأ وما بعده الخبر، ومتصل معنى لأنه إشارة لمن تقدّم ذكرهم {بِالْهُدى ََ} صالح: لأن ما بعده بدون ما قبله مفهوم {تِجََارَتُهُمْ} أصلح:
{مُهْتَدِينَ} كاف: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد اللام من أولئك، وأولئك حيث وقع، والألف التي بعد اللام من الضللة، والألف التي بعد الجيم من تجرتهم كما ترى {نََاراً} وكذا ما حوله ليسا بوقف، لأنهما من جملة ما ضربه الله مثلا للمنافقين بالمستوقد نارا، وبأصحاب الصيب، والفائدة لا تحصل إلا بجملة المثل {ذَهَبَ اللََّهُ بِنُورِهِمْ} كاف: على استئناف ما بعده، وأن جواب لما محذوف تقديره خمدت، وليس بوقف إن جعل هو وما قبله من جملة المثل {لََا يُبْصِرُونَ} كاف: إن رفع ما بعده خبر مبتدإ
يجازيهم على استهزائهم ومكرهم {يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} جائز {يَعْمَهُونَ} تامّ {بِالْهُدى ََ}
صالح {تِجََارَتُهُمْ} جائز {مُهْتَدِينَ} تام. وقال أبو عمرو كاف {نََاراً} ليس بوقف، وكذا {مََا حَوْلَهُ} لأنهما من جملة ما ضرب الله مثلا للمنافقين في تعلقهم بظاهر الإسلام لحقن دمائهم، والمثل يؤتى به على وجهه، لأن الفائدة إنما تحصل بجملته {ذَهَبَ اللََّهُ}(1/85)
محذوف أي هم وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول ثان لترك وإن نصب على الذم جاز ذلك كقوله: [الوافر] سقوني الخمر ثم تكنّفوني ... عداة الله من كذب وزور
فنصب عداة على الدم، فمنهم من شبه المنافقين بحال المستوقد، ومنهم من شبههم بحال ذوي صيب: أي مطر على أن أو للتفصيل {لََا يَرْجِعُونَ}
صالح: وقيل لا يوقف عليه لأنه لا يتم الكلام إلا بما بعده، لأن قوله أو كصيب معطوف على كمثل الذي استوقد نارا أو كمثل أصحاب صيب، فأو للتخيير أي أبحناكم أن تشبهوا هؤلاء المنافقين بأحد هذين الشيئين أو بهما معا، وليست للشك، لأنه لا يجوز على الله تعالى {مِنَ السَّمََاءِ} ليس بوقف لأن قوله: {فِيهِ ظُلُمََاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} من صفة الصيب، وكذا من الصواعق لأن حذر مفعول لأجله أو منصوب بيجعلون، وإن جعل يجعلون خبر مبتدأ محذوف أي هم يجعلون حسن الوقف على برق {حَذَرَ الْمَوْتِ} حسن: وقيل كاف {بِالْكََافِرِينَ} أكفى: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الميم من ظلمت، وما شاكله من جمع المؤنث السالم، وحذفوا الألف التي بعد الصاد من أصبعهم والتي بعد الكاف من الكفرين، وما كان مثله من الجمع المذكر السالم كالصالحين والقنتين ما لم يجيء بعد الألف همزة أو حرف مشدد، نحو السائلين والضالين، فنثبت الألف في ذلك اتفاقا {أَبْصََارَهُمْ}، حسن:
{بِنُورِهِمْ} جائز {لََا يُبْصِرُونَ} تام. وقال أبو عمرو كاف، هذا على رفع ما بعده فمن نصبه كابن مسعود فليس ذلك وقفا إن نصب على أنه مفعول ثان لترك، فإن نصب على الذمّ جاز ذلك {لََا يَرْجِعُونَ} صالح. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ {وَبَرْقٌ} ليس بوقف لتعلق ما بعده به {حَذَرَ الْمَوْتِ} حسن وقال أبو عمرو تامّ {بِالْكََافِرِينَ} تامّ {قََامُوا} تامّ. وقال أبو عمرو كاف {يَخْطَفُ أَبْصََارَهُمْ} جائز {مَشَوْا فِيهِ} ليس بوقف لمقابلة ما بعده به {قََامُوا} تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ {وَأَبْصََارِهِمْ} كاف(1/86)
{كُلَّمََا} وردت في القرآن على ثلاثة أقسام، قسم مقطوع اتفاقا من غير خلاف، وهو قوله تعالى: {مِنْ كُلِّ مََا سَأَلْتُمُوهُ}. وقسم مختلف فيه، وهو كلما ردوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمة، وكلما جاء أمة رسولها، وكلما ألقى فيها فوج. وما هو موصول من غير خلاف، وهو كلما أضاء لهم مشوا فيه {مَشَوْا فِيهِ} ليس بوقف لمقابلة ما بعده له فلا يفصل بينهما {قََامُوا}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف و {أَبْصََارَهُمْ} كاف: للابتداء بإن {قَدِيرٌ}
تام: باتفاق، لأنه آخر قصة المنافقين {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} كاف: إن جعل الذي مبتدأ وخبره الذي جعل لكم الأرض، أو خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، وحسن إن نصب بمقدّر، وليس بوقف إن جعل نعتا لربكم، أو بدلا منه، أو عطف بيان {خَلَقَكُمْ} ليس بوقف، لأن والذين من قبلكم معطوف على الكاف، وإن جعل الذي جعل لكم الثاني منصوبا بتتقون كان الوقف على والذين من قبلكم حسنا وكان قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ليس بوقف لفصله بين البدل والمبدل منه، وهما كالشيء الواحد ومن حيث كونه رأس آية يجوز {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ} يحتمل الذي النصب والرفع، فالنصب من خمسة أوجه نصبه على القطع، أو نعت لربكم، أو بدل منه، أو مفعول تتقون، أو نعت النعت: أي الموصول الأول، والرفع من وجهين: أحدهما: أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، أو مبتدأ خبره فلا تجعلوا، فإن جعل الذي جعل لكم
{قَدِيرٌ} تامّ. قال مجاهد: أربع آيات أوّل البقرة في نعت المؤمنين: يعني إلى المفلحون، وآيتان في نعت الكافرين: يعني إلى عذاب عظيم، وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين:
يعني إلى قدير، فهذه الوقوف الثلاثة هي أعلى درجات التامّ، لأنها آخر الآيات والقصص {تَتَّقُونَ} صالح، لأنه آخر آية، وليس بحسن، لأن ما بعده بدل من الذي خلقكم. وقال أبو عمرو حسن {وَالسَّمََاءَ بِنََاءً} صالح عند بعضهم، وأباه آخرون، وهو الأجود، لأن ما بعده إلى قوله: رزقا لكم: من تمام صلة الذي من قوله: الذي جعل لكم ولا يفصل بين الصلة والموصول. وقال أبو عمرو: الوقف عليه كاف {رِزْقاً لَكُمْ} صالح، وليس بحسن(1/87)
خبرا عن الذي الأول، أو نعتا لربكم، أو بدلا من الأول، أو نعتا لم يوقف على تتقون، وإن جعل الثاني خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب بفعل محذوف كان الوقف كافيا {وَالسَّمََاءَ بِنََاءً} حسن: إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، وداخلا في صلة الذي جعل لكم، فلا يفصل بين الصلة والموصول {رِزْقاً لَكُمْ} صالح: وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بما قبله {أَنْدََاداً} ليس بوقف، لأن جملة وأنتم تعلمون حال، وحذف مفعول تعلمون: أي وأنتم تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} كاف: {مِنْ مِثْلِهِ} جائز: وليس بوقف إن عطف: وادعوا على: فأتوا بسورة {صََادِقِينَ} كاف {وَلَنْ تَفْعَلُوا} ليس بوقف، لأن فاتقوا جواب الشرط، وقوله: {وَلَنْ تَفْعَلُوا} معترضة بين الشرط وجزائه وحذف مفعول لم تفعلوا ولن تفعلوا اختصارا، والتقدير فإن لم تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، ولن تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، والوقف على {النََّارَ} لا يجوز، لأن التي صفة لها {النََّاسُ} صالح: لما ورد «أن أهل النار إذا اشتدّ أمرهم يبكون ويشكون فتنشأ لهم سحابة سوداء مظلمة فيرجون الفرج، ويرفعون الرءوس إليها، فتمطرهم حجارة كحجارة الزجاج وتزداد النار إيقادا والتهابا» وقيل الوقف على الحجارة حسن: إن جعل أعدّت مستأنفا: أي هي أعدّت. قال ابن عباس: هي حجارة الكبريت، لأنها تزيد على سائر الأحجار بخمس خصال: سرعة وقودها، وبطء طفئها، ونتن ريحها، وزرقة لونها، وحرارة جمرها {لِلْكََافِرِينَ} تامّ {الْأَنْهََارُ} حسن: إن جعلت الجملة بعدها مستأنفة: كأنه
لأن ما بعده متعلق به مع ما قبله. وقال أبو عمرو تامّ {أَنْدََاداً} ليس بوقف {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} تامّ {مِنْ مِثْلِهِ} جائز {صََادِقِينَ} تامّ {وَالْحِجََارَةُ} صالح: إن جعل أعدّت مستأنفا {لِلْكََافِرِينَ} تامّ {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ} مفهوم {مُتَشََابِهاً} مفهوم وقال أبو عمرو كاف {مُطَهَّرَةٌ} جائز وليس بحسن. وقال أبو عمرو كاف {خََالِدُونَ} تامّ {مَثَلًا}(1/88)
قيل لما وصفت الجنات ما حالهما؟ فقيل كلما رزقوا. قالوا: فليس لها محل من الإعراب، وقيل محلها رفع: أي هي كلما. وقيل محلها نصب على الحال وصاحبها إما الذين آمنوا، وإما جنات، وجاز ذلك، وإن كانت نكرة، لأنها تخصصت بالصفة، وعلى هذين تكون حالا مقدّرة، لأن وقت البشارة بالجنات لم يكونوا مرزوقين ذلك، وقيل صفة لجنات أيضا، وعلى كون الجملة حالا أو صفة لا يكون حسنا {رِزْقاً} ليس بوقف، لأن قالوا جواب كلما {مِنْ قَبْلُ}
جائز {مُتَشََابِهاً} قال أبو عمرو: كاف، ومثله مطهرة إن جعل ما بعده مستأنفا {خََالِدُونَ} تامّ. وكتبوا كلما هنا، وكلما أضاء لهم متصلة، وحذفوا الألف التي بعد النون من جنت، والألف التي بعد الهاء من الأنهر، والألف التي بعد الشين من متشبها، والألف التي بعد الخاء من خلدون كما ترى {مَثَلًا مََا} يبني الوقف على ما، وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لما، وبعوضة قرئ بعوضة بالرفع والنصب والجرّ فنصبها من سبعة أوجه: كونها منصوبة بفعل محذوف تقديره أعني بعوضة، أو صفة لما، أو عطف بيان لمثلا، أو بدلا منه أو مفعولا بيضرب، ومثلا حال تقدمت عليها أو مفعولا ثانيا ليضرب، أو منصوبة على إسقاط بين، والتقدير ما بين بعوضة، فلما حذفت بين أعربت بعوضة كإعرابها، أنشد الفراء: [البسيط] يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم ... ولا حبال محبّ واصل يصل
أراد ما بين قرن إلى قدم وعليه لا يصلح الوقف على ما لأنه جعل إعراب بين فيما بعدها ليعلم أن معناها مراد فبعوضة في صلة ما ورفعها أي بعوضة من ثلاثة أوجه كونها خبرا لمبتدإ محذوف: أي ما هي بعوضة أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها: أي أيّ شيء بعوضة أو المبتدأ محذوف أي هو بعوضة، وجرها
{مََا} جائز وليس بحسن، فمثلا مفعول يضرب وما صفة لمثلا زادت النكرة شياعا، وبعوضة بدل من ما {فَمََا فَوْقَهََا} تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ {مِنْ رَبِّهِمْ} صالح(1/89)
من وجه واحد، وهي كونها أي بعوضة بدلا من مثلا على توهم زيادة الباء، والأصل أن الله لا يستحي بضرب مثل بعوضة، وهو تعسف ينبو عنه بلاغة القرآن العظيم والوقف يبين المعنى المراد، فمن رفع بعوضة على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف كان الوقف على ما تاما، ومن نصبها أي بعوضة بفعل محذوف كان كافيا لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها لفظا لا معنى، وكذلك يكون الوقف على ما كافيا إذا جعلت ما توكيدا لأنها إذا جعلت تأكيدا لم يوقف على ما قبلها، وأما لو نصبت بعوضة على الاتباع لما ونصبت ما على الاتباع لمثلا، فلا يحسن الوقف على ما، لأن بعوضة متممة لما كما لو كانت بعوضة صفة لما، أو نصبت بدلا من مثلا أو كونها على إسقاط الجار أو على أن ما موصولة، لأن الجملة بعدها صلتها، ولا يوقف على الموصول دون صلته أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها، أو جرت بعوضة بدلا من مثلا، ففي هذه الأوجه السبعة لا يوقف على ما لشدّة تعلق ما بعدها بما قبلها، وإنما ذكرت هذه الأوجه هنا لنفاستها لأنها مما ينبغي تحصيله وحفظه. هذا ما أردناه أثابنا الله على ما قصدناه، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف {فَمََا فَوْقَهََا}
كاف: {مِنْ رَبِّهِمْ} جائز: لأن. أما الثانية معطوفة على الأولى، لأن الجملتين وإن اتفقتا فكلمة أما للتفصيل بين الجمل {بِهََذََا مَثَلًا} كاف: على استئناف ما بعده جوابا من الله للكفار، وإن جعل من تتمة الحكاية عنهم كان جائزا {كَثِيراً} الثاني حسن: وكذا الفاسقين على وجه، وذلك أن في الذين الحركات الثلاث الجر من ثلاثة أوجه: كونه صفة ذم للفاسقين أو بدلا منهم أو
{بِهََذََا مَثَلًا} كاف إن جعل ما بعده مستأنفا جوابا من الله لكلام الكافرين، وإن جعل من تمام الحكاية عن الكفار لم يحسن الوقف على ذلك ولا يبعد أن يكون جائزا {وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} كاف {إِلَّا الْفََاسِقِينَ} تامّ: إن جعل ما بعده مستأنفا، وجاز إن جعل صفة له {مِيثََاقِهِ} صالح، وكذا في الأرض {الْخََاسِرُونَ} تامّ {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} كاف، وأنكره(1/90)
عطف بيان، والنصب من وجه واحد، وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ، والخبر جملة أولئك هم الخاسرون، فإن رفع بالابتداء كان الوقف على الفاسقين تامّا لعدم تعلق ما بعده بما قبله لا لفظا ولا معنى، وإن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين كان كافيا، وإن نصب بتقدير أعني كان حسنا، وليس بوقف إن نصب صفة للفاسقين أو بدلا منهم أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مِيثََاقِهِ} جائز: لعطف الجملتين المتفقتين {فِي الْأَرْضِ} صالح: إن لم يجعل أولئك خبر الذين، وإن جعل خبرا عن الذين لم يوقف عليه لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره {الْخََاسِرُونَ} تام {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللََّهِ} ليس بوقف لأن بعده واو الحال، فكأنه قال كيف تكفرون بالله والحال أنكم تقرون أن الله خالقكم ورازقكم {فَأَحْيََاكُمْ} كاف: عند أبي حاتم على أن ما بعده مستأنف وبخهم بما يعرفونه ويقرون به، وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتا إذا كانوا نطفا في أصلاب آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت. فقال تعالى موبخا لهم: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللََّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوََاتاً فَأَحْيََاكُمْ} ثم ابتدأ فقال: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وقيل ثم يميتكم ليس مستأنفا، وقال أبو حاتم: مستأنف وإن ثم لترتيب الأخبار: أي ثم هو يميتكم وإذا كان كذلك كان ما بعدها مستأنفا. قال الحلبي على الأزهرية: إذا دخلت ثم على الجمل لا تفيد الترتيب، وقد خطأ ابن الأنباري أبا حاتم، واعترض عليه اعتراضا لا يلزمه، ونقل عنه أن الوقف على قوله فأحياكم فأخطأ في الحكاية عنه ولم يفهم عن الرجل ما قاله، وقوله إن القوم لم يكونوا
بعضهم {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} كاف {تُرْجَعُونَ} تامّ {جَمِيعاً} مفهوم، وقيل حسن. وقال أبو عمرو: كاف {سَبْعَ سَمََاوََاتٍ} تامّ، وكذا عليم {خَلِيفَةً} قيل تامّ وردّ بأن ما بعده(1/91)
يعترفون بأنهم كفار ليس بصحيح، بل كانوا مقرّين بالكفر مع ظهور البراهين والحجج ومعاينتهم إحياء الله البشر من النطف. ثم إماتته إياهم {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} حسن {تُرْجَعُونَ} تام {جَمِيعاً} حسن: لأن ثم هنا وردت على جهة الإخبار لتعداد النعم، لا على جهة ترتيب الفعل كقوله: {اللََّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} فتجاوز هذا ووصله أحسن {سَبْعَ سَمََاوََاتٍ} كاف {عَلِيمٌ} تام: ورسموا فأحييكم بالياء. قال أبو عمرو في باب ما رسم بالألف من ذوات الياء من الأسماء والأفعال. فقال يكتب بالياء على مراد الإمالة سواء اتصل بضمير أم لا، نحو المرضى والموتى واحديها ومجريها وآتيكم وآتيه وآتيها ولا يصليها، واتفقوا على حذف الألفين من لفظ السموات وسموت حيث وقع، وسواء كان معرّفا أو منكرا إلا في سورة فصلت، فإنهم اتفقوا على إثبات الألف التي بين الواو والتاء في قوله: {سَبْعَ سَمََاوََاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} {خَلِيفَةً} قيل تام: ورد بأن ما بعده جواب له ووصله أولى {الدِّمََاءَ} حسن: لأنه آخر الاستفهام {وَنُقَدِّسُ لَكَ} أحسن: {مََا لََا تَعْلَمُونَ} تام: قيل علم الله من إبليس المعصية قبل أن يعصيه وخلقه لها، ولا وقف من قوله: {وَعَلَّمَ} إلى {مََا عَلَّمْتَنََا} فلا يوقف على الملائكة لأن، فقال متعلق بما قبله، ولا على صادقين، لأن قالوا سبحانك جواب الملائكة، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {إِلََّا مََا عَلَّمْتَنََا} حسن: {الْحَكِيمُ} كاف {بِأَسْمََائِهِمْ} الأول حسن: والثاني ليس بوقف، لأن قوله: قال ألم أقل لكم جواب لما {وَالْأَرْضِ} جائز {تَكْتُمُونَ} تام {اسْجُدُوا لِآدَمَ} صالح: وقيل
جواب له فهو كاف {وَنُقَدِّسُ لَكَ} كاف {مََا لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {صََادِقِينَ} حسن.
وقال أبو عمرو كاف {الْحَكِيمُ} أحسن أو أكفى مما قبله، والوقف على ما قبله من قوله:
إلا ما علمتنا: جائز {بِأَسْمََائِهِمْ} كاف {تَكْتُمُونَ} تامّ {اسْجُدُوا لِآدَمَ} جائز {مِنَ الْكََافِرِينَ} كاف {حَيْثُ شِئْتُمََا} جائز {مِنَ الظََّالِمِينَ} حسن. وقال أبو عمرو كاف(1/92)
لا يوقف عليه للفاء {إِلََّا إِبْلِيسَ} أصلح لأن أبى واستكبر جملتان مستأنفتان جوابا لمن قال: فما فعل؟ وهذا التقدير يرقيه إلى التامّ، وقال أبو البقاء: في موضع نصب على الحال من إبليس: أي ترك السجود كارها ومستكبرا، فالوقف عنده على واستكبر {الْكََافِرِينَ} كاف: على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل معطوفا على ما قبله.
فائدة: أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ضمرة. قال بلغني أن أوّل من سجد لآدم إسرافيل فأثابه الله أن كتب القرآن في جبهته اه. من الحبائك {الْجَنَّةَ} جائز: ومثله حيث شئتما على استئناف النهي، للظالمين، كاف:
وقيل حسن لأن الجملة بعده مفسرة لما أجمل قبلها {فِيهِ} حسن: لعطف الجملتين المتفقتين {اهْبِطُوا} حسن: إن رفع بعضكم بالابتداء وخبره لبعض عدوّ وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير، في اهبطوا أي اهبطوا متباغضين بعضكم لبعض عدوّ والوقف على عدو أحسن {إِلى ََ حِينٍ} كاف {كَلِمََاتٍ} ليس بوقف لأن الكلمات كانت سببا لتوبته {فَتََابَ عَلَيْهِ} كاف {الرَّحِيمُ} تام {مِنْهََا جَمِيعاً} حسن. ولا وقف من قوله، فإما إلى عليهم فلا يوقف على هدى ولا على هداى، لأن {فَمَنْ تَبِعَ}
جواب إما فلا يفصل بين الشرطين وهما إن ومن وجوابهما، وقال السجاوندى:
جواب الأول وهو إن محذوف تقديره فاتبعوه وجواب من فلا خوف عليهم والوقف على عليهم حينئذ جائز {يَحْزَنُونَ} تامّ: {أَصْحََابُ النََّارِ} صالح:
بأن يكون هم فيها مبتدأ وخبرا بعد خبر لأولئك نحو الرمان حلو حامض {خََالِدُونَ} تام اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الياء من آيتنا وآيت
{مِمََّا كََانََا فِيهِ} كاف، وكذا: اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ، إلى حين، وفتاب عليه {التَّوََّابُ الرَّحِيمُ} تامّ {مِنْهََا جَمِيعاً} كاف {فَلََا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} جائز {يَحْزَنُونَ}
تامّ {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز بقبح {خََالِدُونَ} تامّ {أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} جائز بقبح، وكذا(1/93)
ربك وآيت الله وآيتي والآيات حيث وقع، وسواء كان معرفا بالألف واللام أو منكرا، واستثنوا من ذلك موضعين في سورة يونس {وَإِذََا تُتْلى ََ عَلَيْهِمْ آيََاتُنََا بَيِّنََاتٍ} * وإذا لهم مكر في آياتنا فاتفقوا على إثبات الألف فيهما وحذفوا الألف التي بعد الخاء في خلدون حيث وقع كما ترى {يََا بَنِي إِسْرََائِيلَ}
ليس بوقف لأن قوله اذكروا أمر لهم وما قبله تنبيه عليهم {أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}
جائز: ومثله أوف بعهدكم، وقيل لا يوقف عليه لإيهام الابتداء بإياى أنه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ وإن كان معلوما أن الحكاية من الله، والمراد بالعهد الذي أمرهم بالوفاء به هو ما أخذ عليهم في التوراة من الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وما أمرهم به على ألسنة الرسل، إذ كان اسمه صلّى الله عليه وسلّم وصفاته موجودة عندهم في التوراة والإنجيل {فَارْهَبُونِ} كاف {لِمََا مَعَكُمْ} جائز {كََافِرٍ بِهِ} حسن: والضمير في به للقرآن أو للتوراة، لأن صفة محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها فبكتمانهم لها صاروا كفارا بالتوراة فنهوا عن ذلك الكفر {ثَمَناً قَلِيلًا}
جائز: وفيه ما تقدم من الإيهام بالابتداء بإياي {فَاتَّقُونِ} كاف: بالباطل ليس بوقف لأنه نهى عن اللبس والكتمان معا: أي لا يكن منكم لبس ولا كتمان، فلا يفصل بينهما بالوقف {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} تام {الزَّكََاةَ} جائز {الرََّاكِعِينَ} تام: اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد ياء النداء من قوله: يبني إسرائيل أو يبني آدم حيث وقع، وكذا حذفوا الألف التي بعد الباء من البطل كما ترى ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكوة والنجوة ومنوة والحيوة كما تقدم، وحذفوا الألف بعد الراء من الركعين كما ترى {الْكِتََابَ}
{أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} لقبح الابتداء بقوله: وإياي فارهبون، لأن الرهبة لا تكون إلا من الله تعالى {فَارْهَبُونِ} كاف {لِمََا مَعَكُمْ} جائز {أَوَّلَ كََافِرٍ بِهِ} صالح {فَاتَّقُونِ} تامّ {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} تامّ {وَآتُوا الزَّكََاةَ} جائز {مَعَ الرََّاكِعِينَ} تامّ {تَتْلُونَ الْكِتََابَ}
كاف {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تامّ. وقال أبو عمرو: فيه وفي فاتقون وأنتم تعلمون ومع الراكعين(1/94)
حسن: والكتاب التوراة {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تامّ: ومفعول تعقلون محذوف: أي قبح ما ارتكبتم من ذلك {وَالصَّلََاةِ} حسن: {الْخََاشِعِينَ الَّذِينَ} يحتمل الحركات الثلاث، فتامّ إن رفع موضعه أو نصب، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله {مُلََاقُوا رَبِّهِمْ} ليس بوقف، لأن وأنهم معطوف على أن الأولى، فلا يفصل بينهما بالوقف {رََاجِعُونَ} تام: للابتداء بعد بالنداء {أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} ليس بوقف، لأن وأنى، وما في حيزها في محل نصب لعطفها على المفعول وهو نعمتي كأنه قال: اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وتفضيلي إياكم على العالمين، والوقف {عَلَى الْعََالَمِينَ} حسن غير تامّ لأن قوله: واتقوا يوما عطف على اذكروا نعمتي لا استئناف العالمين، والوقف {عَلَى الْعََالَمِينَ}
حسن غير تامّ لأن قوله: واتقوا يوما عطف على اذكروا نعمتي لا استئناف والوقف على {شَيْئاً}، وعلى {عَدْلٌ} جائز {يُنْصَرُونَ} كاف إن علق إذ باذكروا مقدرا مفعولا به فيكون من عطف الجمل، وتقديره واذكروا إذ أنجيناكم {مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} ليس بوقف، يسومونكم حال من آل فرعون ولا يفصل بين الحال وذيها بالوقف، وإن جعل مستأنفا جاز {سُوءَ الْعَذََابِ} ليس بوقف، لأن يذبحون تفسير ليسومونكم، ولا يوقف على المفسر دون المفسر، وكذا لو جعل جملة يذبحون بدلا من يسومونكم لا يوقف على ما قبله، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه {نِسََاءَكُمْ} حسن {عَظِيمٌ} كاف، ومثله تنظرون. قال جبريل: يا محمد ما أبغضت أحدا كفرعون، لو رأيتني وأنا أدسّ الطين في فيّ فرعون مخافة أن يقول كلمة يرحمه الله بها {ظََالِمُونَ} كاف،
كاف {وَالصَّلََاةِ} كاف {الْخََاشِعِينَ} جائز {إِلَيْهِ رََاجِعُونَ} تامّ {الْعََالَمِينَ} حسن لا تام، لاحتمال أن الواو بعده للعطف على اذكروا، لا للاستئناف، والوقف على شيئا، وعلى شفاعة، وعلى عدل جائز {وَلََا هُمْ يُنْصَرُونَ} كاف {مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} قبيح إن جعل يسومونكم حالا، وإن جعل استئنافا فجائز بلا قبح {نِسََاءَكُمْ} صالح {عَظِيمٌ} كاف(1/95)
ومثله {تَشْكُرُونَ} إن علق إذ باذكر مقدّرا وليس بوقف إن عطف على ما قبله ومن حيث كونه رأس آية يجوز {تَهْتَدُونَ} كاف {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}
حسن إن كانت التوبة في القتل فيكون فاقتلوا بدلا من فتوبوا {عِنْدَ بََارِئِكُمْ} كاف إن كانت الفاء في قوله فتاب متعلقة بمحذوف: أي فامتثلتم وفعلتم فتاب عليكم، أو قتلتم فتاب عليكم {فَتََابَ عَلَيْكُمْ} كاف {الرَّحِيمُ} أكفى منه، وقال أبو عمرو تامّ.
فائدة: ذكر موسى في القرآن في مائة وعشرين موضعا {نَرَى اللََّهَ جَهْرَةً} جائز، وجهرة مصدر نوعي في موضع الحال من الضمير في نرى: أي ذوي جهرة، أو جاهرين بالرؤية {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} وتشكرون، والسلوى و {رَزَقْنََاكُمْ} كلها حسان {يَظْلِمُونَ} كاف {خَطََايََاكُمْ} حسن {الْمُحْسِنِينَ} كاف {قِيلَ لَهُمْ} جائز على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق بما قبله {مِنَ السَّمََاءِ} ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق بما قبله {يَفْسُقُونَ} تامّ: ورسموا خطاياكم بوزن قضاياكم، وبها قرأ أبو عمرو هنا وفي نوح مما خطاياهم بألف قبل الياء وألف بعدها في اللفظ محذوفة في الخط جمع تكسير مجرورا بالكسرة المقدّرة على الألف وهو بدل من ما، وقرأ الباقون خطيئاتكم ومما خطيائاتهم بالياء والهمز والتاء جمع تصحيح مجرورا بالكسرة الظاهرة، ورسموا يا قوم اذكروا. يا قوم استغفروا، يا عباد فاتقون من كل اسم منادى إضافة المتكلم إلى نفسه بلا ياء فالياء منه ساقطة وصلا ووقفا
{تَنْظُرُونَ} كاف {وَأَنْتُمْ ظََالِمُونَ} صالح {تَشْكُرُونَ} كاف {تَهْتَدُونَ} كاف {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} مفهوم {عِنْدَ بََارِئِكُمْ} كاف، وكذا: فتاب عليكم {التَّوََّابُ الرَّحِيمُ} حسن. وقال أبو عمرو تامّ {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} كاف وكذا تشكرون(1/96)
اتباعا للمصحف الإمام {الْحَجَرَ} جائز وإنما انحطت مرتبته لأن الفاء داخلة على الجزاء المحذوف، والتقدير فضرب فانفجرت، وكانت العصا من آس الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى لها شعبتان يتقدان في الظلمة نورا {عَيْناً} حسن {مَشْرَبَهُمْ} أحسن منه {مِنْ رِزْقِ اللََّهِ} صالح {مُفْسِدِينَ} كاف {وَبَصَلِهََا} حسن غير تامّ، لأن أتستبدلون الآية فيها جملتان: الأولى من كلام الله لبني إسرائيل على جهة التوبيخ فيما سألوه، وقيل من كلام موسى، وذلك أنه غصب لما سألوه هذا فقال {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى ََ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} والثانية وهي اهبطوا مصرا من كلام الله، وهذا هو المشهور، وعليه فيكون الوقف على خير تاما، لأنهما كلامان، ومن جعلهما كلاما واحدا كان الوصل أولى {مََا سَأَلْتُمْ} حسن، ويقارب التامّ، لأن الواو بعده للاستئناف وليست عاطفة {وَالْمَسْكَنَةُ} حسن {مِنَ اللََّهِ}
أحسن منه {بِغَيْرِ الْحَقِّ} كاف {يَعْتَدُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا، إلى قوله: عند ربهم فلا يوقف على هادوا، ولا على الصابئين ولا على صالحا، لأن فلهم خبر إنّ فلا يفصل بين اسمها وخبرها {عِنْدَ رَبِّهِمْ}
كاف على أن الواوين بعده للاستئناف وليس بوقف إن جعلتا للعطف
{وَالسَّلْوى ََ} حسن، وكذا رزقناكم {يَظْلِمُونَ} كاف {خَطََايََاكُمْ} كاف {الْمُحْسِنِينَ} حسن {يَفْسُقُونَ} كاف. وقال أبو عمرو تام: {الْحَجَرَ} صالح {اثْنَتََا عَشْرَةَ عَيْناً} حسن، وكذا مشربهم {مِنْ رِزْقِ اللََّهِ} جائز {مُفْسِدِينَ} كاف {وَبَصَلِهََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقوله: أتستبدلون إلى: اهبطوا مصرا. قيل الجملتان حكاية عن موسى عليه السلام حين غضب على قومه. وقيل من قول الله تعالى.
وقيل الأولى حكاية عن موسى عليه السلام، والثانية من قوله تعالى، وهذا هو المشهور، فعليه الوقف على خير تامّ، وعلى الأولين كاف. وقيل تامّ {مََا سَأَلْتُمْ} حسن {وَالْمَسْكَنَةُ} صالح. وقال أبو عمرو تامّ {مِنَ اللََّهِ} أحسن منه {بِغَيْرِ الْحَقِّ} كاف {يَعْتَدُونَ} تامّ {عِنْدَ رَبِّهِمْ} جائز، وكذا عليهم {يَحْزَنُونَ} حسن. وقال أبو عمرو(1/97)
{يَحْزَنُونَ} تام إن علق إذ باذكر مقدّرا، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله {فَوْقَكُمُ الطُّورَ} حسن على مذهب البصريين، لأنهم يضمرون القول: أي قلنا خذوا ما آتيناكم بقوّة فهو منقطع مما قبله، والكوفيون يضمرون أن المفتوحة المخففة تقديره أن خذوا، فعلى قولهم لا يحسن الوقف على الطور {بِقُوَّةٍ} جائز {تَتَّقُونَ} تامّ {مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ} جائز، قوله: {مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ} أي من بعد قيام التوراة، أو من بعد الميثاق، أو من بعد الأخذ {الْخََاسِرِينَ} تامّ، ومثله خاسئين {لِلْمُتَّقِينَ} كاف إن تعلق إذ باذكر مقدّرا فيكون محل إذ نصبا بالفعل المقدّر، وصالح إن عطف على قوله: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} لتعلق المعطوف بالمعطوف عليه {أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} حسن، ومثله {هُزُواً} بإبدال الهمزة واوا اتباعا لخط المصحف الإمام {مِنَ الْجََاهِلِينَ} كاف {مََا هِيَ} حسن {وَلََا بِكْرٌ} كاف إن رفع عوان خبر مبتدإ محذوف: أي هي عوان فيكون منقطعا من قوله: {لََا فََارِضٌ وَلََا بِكْرٌ} وليس بوقف إن رفع على أنه صفة لبقرة، لأن الصفة والموصوف كالشيء الواحد، فكأنه قال إنها بقرة عوان، قاله الأخفش. قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط، لأنها إذا كانت نعتا لها لوجب تقديمها عليهما فلما لم يحسن أن تقول، إنها بقرة عوان بين ذلك لا فارض ولا بكر لم يجز، لأن ذلك كناية عن الفارض البكر فلا يتقدم المكنى على الظاهر، فلما بطل في المتقدم بطل في المتأخر، انظر السخاوي، وكررت لا لأنها متى وقعت قبل خبر أو نعت
تامّ {فَوْقَكُمُ الطُّورَ} صالح.
{تَتَّقُونَ} كاف. وقال أبو عمرو تامّ {مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ} حسن {مِنَ الْخََاسِرِينَ}
كاف، وكذا خاسئين {لِلْمُتَّقِينَ} حسن {أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} صالح وكذا هزؤا {مِنَ الْجََاهِلِينَ} كاف {مََا هِيَ} كاف {وَلََا بِكْرٌ} كاف إن جعل عوان خبر المبتدإ محذوف: أي هي عوان بين ذلك أي بين الكبيرة والصغيرة {بَيْنَ ذََلِكَ} كاف، وكذا تؤمرون، وما لونها، وفاقع لونها، وتسرّ الناظرين {مََا هِيَ} جائز، وكذا تشابه علينا(1/98)
أو حال وجب تكريرها تقول زيد لا قائم ولا قاعد، ومررت به لا ضاحكا ولا باكيا، ولا يجوز عدم التكرار إلا في الضرورة خلافا للمبرّد وابن كيسان {بَيْنَ ذََلِكَ} كاف، وكذا ما تؤمرون، ومثله ما لونها، والوقف على {صَفْرََاءُ}
حسن غير تامّ، لأن فاقع لونها من نعت البقرة، وكذا فاقع لونها، لأنه نعت البقرة ومن وقف على فاقع وقرأ يسرّ بالتحتية صفة للون لا للبقرة لم يقف على لونها لأن الفاقع من صفة الأصفر، لا من صفة الأسود. واختلف الأئمة في صفراء قيل من الصفرة المعروفة ليس فيها سواد ولا بياض حتى قرنها وظلفها أصفران، وقيل صفراء بمعنى سوداء {لَوْنُهََا} جائز {النََّاظِرِينَ} كاف {مََا هِيَ} جائز، ومثله: تشابه علينا {لَمُهْتَدُونَ} كاف، ومثله {لََا ذَلُولٌ}
إن جعل {تُثِيرُ} خبر مبتدإ محذوف. وقال الفراء: لا يوقف على ذلول، لأن المعنى ليست بذلول فلا تثير الأرض، وقال هذه البقرة وصفها الله بأنها تثير الأرض ولا تسقي الحرث. قال أبو بكر: وهذا القول عندي غير صحيح، لأن التي تثير الأرض لا يعدم منها سقي الحرث، وما روى عن أحد من الأئمة أنهم وصفوها بهذا الوصف ولا ادّعوا لها ما ذكره هذا الرجل، بل المأثور في تفسيرها ليست بذلول فتثير الأرض وتسقي الحرث، وقوله أيضا يفسد بظاهر الآية، لأنها إذا أثارت الأرض كانت ذلولا، وقد نفى الله هذا الوصف عنها، فقول السجستاني لا يؤخذ به ولا يعرّج عليه، والوقف على تثير الأرض كاف، ومثله الحرث إن جعل ما بعدها خبر مبتدإ محذوف {لََا شِيَةَ فِيهََا} أكفى منهما {بِالْحَقِّ} جائز، لأن فذبحوها عطف على ما قبله ولا يوقف على {كََادُوا}، لأن خبرها لم يأت {يَفْعَلُونَ} كاف {فَادََّارَأْتُمْ فِيهََا} حسن
{لَمُهْتَدُونَ} كاف {لََا ذَلُولٌ} كاف إن جعل تثير الأرض خبر مبتدإ محذوف، وكذا تثير الأرض ولا تسقي الحرث إن جعل ما بعد كل منهما خبر مبتدإ محذوف {لََا شِيَةَ فِيهََا} أكفى من ذلك {جِئْتَ بِالْحَقِّ} حسن {يَفْعَلُونَ} كاف، وكذا: {فَادََّارَأْتُمْ}(1/99)
{تَكْتُمُونَ} كاف {بِبَعْضِهََا} جائز، والأولى وصله، لأن في الكلام حذفا:
أي اضربوه يحيا، أو فضرب فحيي، ثم وقع التشبيه في الإحياء المقدّر: أي مثل هذا الإحياء للقتيل يحيي الله الموتى، وإن جعل ما بعده مستأنفا، وأن الآيات غير إحياء الموتى وأن المعجزة في الإحياء لا في قول الميت قتلني فلان، فموضع الحجة غير موضع المعجزة، وقول الميت حق لا يحتاج إلى يمين، وعلى هذا يكون كافيا {الْمَوْتى ََ} حسن على استئناف ما بعده، وتكون الآيات غير إحياء الموتى، وليس بوقف إن جعل ويريكم آياته بإحيائه الموتى فلا يفصل بينهما {تَعْقِلُونَ} تامّ، وثم لترتيب الأخبار و {قَسْوَةً}، و {الْأَنْهََارُ}، و {مِنْهُ الْمََاءُ}، و {مِنْ خَشْيَةِ اللََّهِ} كلها حسان. وقال أبو عمرو في الأخير كاف للابتداء بالنفي {تَعْمَلُونَ} كاف لمن قرأ بالفوقية وتامّ لمن قرأ يعملون بالتحتية، لأنه يصير مستأنفا {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} ليس بوقف، لأن قوله:
{وَقَدْ كََانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} في موضع الحال: أي أفتطمعون في إيمانهم والحال أنهم كاذبون محرّفون لكلام الله، وعلامة واو الحال أن يصلح موضعها إذ {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} كاف {قََالُوا آمَنََّا} حسن {بِمََا فَتَحَ اللََّهُ عَلَيْكُمْ} ليس بوقف، لأن بعده لام العلة والصيرورة {عِنْدَ رَبِّكُمْ} كاف {تَعْقِلُونَ} تام {وَمََا يُعْلِنُونَ} كاف {أَمََانِيَّ} حسن: على استئناف ما بعده {يَظُنُّونَ}
أحسن {ثَمَناً قَلِيلًا} حسن: ومثله أيديهم على استئناف ما بعده {يَكْسِبُونَ} كاف {مَعْدُودَةً} حسن {عَهْداً} وكذا لن {يُخْلِفَ اللََّهُ}
{فِيهََا}، وما كنتم تكتمون، وببعضها، وتعقلون {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} تامّ. وقال أبو عمرو كاف {الْأَنْهََارُ} كاف، وكذا منه الماء {مِنْ خَشْيَةِ اللََّهِ} حسن. وقال أبو عمرو كاف {وَمَا اللََّهُ بِغََافِلٍ عَمََّا يَعْمَلُونَ} تامّ. قال أبو عمرو: إن قرئ يعملون بالياء التحتية، لأنه حينئذ استئناف، ومن قرأه بالفوقية فالوقف على ذلك كاف لاتصال ذلك بالخطاب المتقدّم في قوله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} حسن {قََالُوا آمَنََّا} مفهوم {عِنْدَ رَبِّكُمْ} صالح {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تام {وَمََا يُعْلِنُونَ} كاف {إِلََّا يَظُنُّونَ} صالح وكذا(1/100)
{عَهْدَهُ} ليس بوقف لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، وهما بمنزلة حرف واحد {مََا لََا تَعْلَمُونَ} كاف: ثم تبتدئ {بَلى ََ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً} قال شيخ الإسلام: بلى هنا، وفي: بلى من أسلم الوقف على بلى خطأ، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق قبلهما، وهو لن في قوله لن تمسنا، وفي الثاني لن يدخل الجنة، وقال أبو عمرو: بوقف على بلى في جميع القرآن ما لم يتصل بها شرط أو قسم، والتحقيق التفصيل والرجوع إلى معناها، وهي حرف يصير الكلام المنفي مثبتا بعد أن كان منفيا عكس نعم، فإنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا سواء كان نفيا أو إثباتا على مقتضى اللغة فبلى هنا ردّ لكلام الكفار لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، فردّ عليهم بلى تمسكم النار، بدليل قوله: هم فيها خالدون، لأن النفي إذا قصد إثباته أجيب ببلى، وإذا قصد نفيه أجيب بنعم، تقول ما قام زيد فتقول بلى أي قد قام، فلو قلت نعم فقد نفيت عنه القيام، وبذلك فرّق النووي بينهما بقوله ما استفهم عنه بالإثبات كان جوابه نعم، وما استفهم عنه بالنفي كان جوابه بلى، ونقل عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قََالُوا بَلى ََ} لو قالوا نعم لكفروا يريد أن النفي إذا أجيب بنعم كان تصديقا فكأنهم أقرّوا بأنه ليس ربهم كذا نقل عنه، وفيه نظر إن صح عنه، وذلك أن النفي صار إثباتا، فكيف يكفرون بتصديق التقرير وهو حمل المخاطب على الإقرار وصارت نعم واقعة بعد الإثبات فتفيد الإثبات بحسب اللغة، وهذا إذا كان النفي إنكاريا. أما لو كان تقريريا فلا يكون في معنى النفي إجماعا، ولا يجوز مراعاة المعنى إلا في الشعر كقوله: [الوافر]
ثمنا قليلا. وقال أبو عمرو كاف فيهما {مِمََّا يَكْسِبُونَ} تامّ. قال أبو عمرو كاف {مَعْدُودَةً} صالح {مََا لََا تَعْلَمُونَ} حسن {بَلى ََ} ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به، لأنه من تتمة الجواب، ومنه قوله تعالى فيما يأتي بلى من أسلم وجهه فالوقف على(1/101)
أليس الليل يجمع أمّ عمرو ... وإيّانا فذاك بنا تداني
نعم وترى الهلال كما أراه ... ويعلوها المشيب كما علاني
فأجاب النفي المقرون بالاستفهام بنعم وهو قليل جدا مراعاة للمعنى لأنه إيجاب كأنه قال الليل يجمعنا. قيل هو ضرورة، وقيل نظر إلى المعنى. وقيل نعم ليست جوابا لأ ليس بل جوابا لقوله: فذاك بنا تداني، والفقهاء سوّوا بينهما فيما لو قال شخص لآخر أليس لي عندك عشرة. فقال الآخر نعم أو بلى لزمه الإقرار بذلك على قول عند النحاة أن نعم كبلى، لكن اللزوم في بلى ظاهر، وأما نعم فإنما لزم بها الإقرار على عرف الناس لا على مقتضى اللغة، لأنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا نفيا أو إثباتا، وعليه قول ابن عباس فالوقف تابع لمعناها والتفصيل أبين، فلا يفصل بين بلى وما بعدها من الشرط كما هنا أو اتصل بها قسم نحو {قََالُوا بَلى ََ وَرَبِّنََا} * فلا يفصل بينها وبين الشيء الذي توجبه، لأن الفصل ينقض معنى الإيجاب كما جزم بذلك العلامة السخاوي وأبو العلاء الهمداني وأبو محمد الحسن بن عليّ العماني:
بفتح العين المهملة وتشديد الميم نسبة إلى عمان مدينة البلقاء بالشأم دون دمشق، لا العماني بالضم والتخفيف نسبة إلى عمان قرية تحت البصرة وبها جبل جمع الله الذوات عليه، وخاطبهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أنك ربنا لا ربّ لنا غيرك، ولا إله لنا سواك، كذا يستفاد من السمين وغيره
بلى في الآيتين خطأ، ففيه ردّ على أبي عمرو حيث قال: الوقف على بلى كاف في جميع القرآن، لأنه ردّ للنفي المتقدّم. نعم إن اتصل به قسم كقوله تعالى: {قََالُوا بَلى ََ وَرَبِّنََا} *، و {قُلْ بَلى ََ وَرَبِّي} * لم يوقف عليه دونه، وما قاله أبو عمرو أوجه {أَصْحََابُ النََّارِ}
مفهوم، وكذا أصحاب الجنة، وهو ظاهر إن جعلت الجملة بعد كل منهما مستأنفة، لا إن أعربت حالا كما حكى عن ابن كيسان، أو خبرا ثانيا {خََالِدُونَ} * في الموضعين تامّ {إِلَّا اللََّهَ} تامّ. وقال أبو عمرو كاف {وَالْمَسََاكِينِ} مفهوم {حُسْناً} صالح {وَأَقِيمُوا}(1/102)
{أَصْحََابُ النََّارِ} جائز {خََالِدُونَ} تامّ {أَصْحََابُ الْجَنَّةِ} جائز {هُمْ فِيهََا} فيه وجهان، وذلك أن أولئك في الموضعين مبتدأ وأصحاب بعدهما خبر، وهم فيها خبر ثان فهما خبران. وهذا يتوجه عليه سؤال. وذلك أنهم قالوا الجملة إذا اتصلت بجملة أخرى فلا بدّ من واو العطف لتعلق إحداهما بالأخرى، فالجواب أن قوله أصحاب النار خبر وهم فيها خبر فهما خبران عن شيء واحد، فاستغنى عن إدخال حرف العطف بينهما نحو الرمان حلو حامض، ففي قوله هم فيها وجهان الوقف على أنها جملة مستأنفة من مبتدإ وخبر بعد كل منهما، وليس وقفا إن أعربت حالا {خََالِدُونَ} تامّ {إِلَّا اللََّهَ} حسن و {إِحْسََاناً} مصدر في معنى الأمر، أي وأحسنوا أو استوصوا بالوالدين إحسانا، وكذا يقال في وقولوا للناس حسنا {وَالْمَسََاكِينِ} جائز، ووصله أولى لأن ما بعده معطوف على ما قبله {حُسْناً} صالح، ومثله الصلاة، وكذا الزكاة {مُعْرِضُونَ} كاف: ومثله {تَشْهَدُونَ} على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال بمعنى متظاهرين {وَالْعُدْوََانِ} حسن. ومثله إخراجهم، وكذا ببعض، وكذا الحياة الدنيا، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف {الْعَذََابِ} كاف {تَعْمَلُونَ} تام سواء قرئ بالفوقية أو بالتحتية وتمامه على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده صفة لما قبله {بِالْآخِرَةِ} جائز على أن الفعل بعده مستأنف، وعلى أن الفاء للسبب والجزاء يجب الوصل {يُنْصَرُونَ} أتمّ مما قبله {بِالرُّسُلِ} حسن {الْبَيِّنََاتِ}
صالح {الْقُدُسِ} كاف {اسْتَكْبَرْتُمْ} صالح، وقوله ففريقا منصوب بالفعل
{الصَّلََاةَ} جائز، وكذا وآتوا الزكاة {مُعْرِضُونَ} كاف، وكذا تشهدون {وَالْعُدْوََانِ}
صالح {إِخْرََاجُهُمْ} حسن، وكذا ببعض، والحياة الدنيا، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف {أَشَدِّ الْعَذََابِ} كاف {تَعْمَلُونَ} تامّ سواء قرئ بالتاء الفوقية أو بالتحتية. وقال أبو عمرو كاف. ثم قال وقال أبو حاتم: تامّ {وَلََا هُمْ يُنْصَرُونَ} أتمّ منه {بِالرُّسُلِ} كاف(1/103)
بعده: أي كذبتم وقتلتم فريقا {تَقْتُلُونَ} كاف {غُلْفٌ} صالح، لأن بل إعراض عن الأول وتحقيق للثاني {بِكُفْرِهِمْ} ليس بوقف إن نصب قليلا حالا من فاعل يؤمنون: أي فجمعا قليلا يؤمنون: أي المؤمن منهم قليل، وجائز إن نصب بمصدر محذوف: أي فإيمانا قليلا، أو نصب صفة لزمان محذوف: أي فزمانا قليلا يؤمنون {مََا يُؤْمِنُونَ} كاف {مُصَدِّقٌ لِمََا مَعَهُمْ} ليس بوقف لأن الواو بعده للحال، ومثله في عدم الوقف كفروا، لأن جواب لما الأولى دلّ عليه جواب الثانية {كَفَرُوا بِهِ} حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده {الْكََافِرِينَ} تام {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} تام: إن جعل محل أن رفعا خبر مبتدإ محذوف: أي هو أن يكفروا، أو جعل مبتدأ محذوف الخبر، وليس بوقف إن جعلت أن مبتدأ وما قبلها خبرا، أو جعلت بدلا من الضمير في به إن جعلت ما تامّة {مِنْ عِبََادِهِ} حسن {عَلى ََ غَضَبٍ} أحسن {مُهِينٌ} تام {عَلَيْنََا} جائز: لأن ما بعده جملة مستأنفة الأخبار، وكذا بما وراءه لفصله بين الحكاية وبين كلام الله. قال السدي: بما وراءه أي القرآن {لِمََا مَعَهُمْ}
حسن {مِنْ قَبْلُ} ليس بوقف لأن ما بعده شرط جوابه محذوف: أي إن كنتم آمنتم بما أنزل عليكم فلم قتلتم أنبياء الله، فهي جملة سيقت توكيدا لما قبلها، وقيل إن نافية بمعنى ما: أي ما كنتم مؤمنين لمنافاة ما صدر منكم الإيمان {مُؤْمِنِينَ} تام. اتفق علماء الرسم على وصل بئسما، والقاعدة في ذلك أن كل ما في أوّله اللام فهو مقطوع كما يأتي التنبيه عليه في محله {ظََالِمُونَ}
{الْبَيِّنََاتِ} مفهوم {الْقُدُسِ} حسن. وقال أبو عمرو كاف {اسْتَكْبَرْتُمْ} صالح {تَقْتُلُونَ} كاف {قُلُوبُنََا غُلْفٌ} صالح {مََا يُؤْمِنُونَ} تام {مُصَدِّقٌ لِمََا مَعَهُمْ} ليس بوقف {كَفَرُوا بِهِ} حسن {عَلَى الْكََافِرِينَ} تامّ. وقال أبو عمرو كاف {مِنْ عِبََادِهِ}
صالح {عَلى ََ غَضَبٍ} كاف {مُهِينٌ} تام {لِمََا مَعَهُمْ} كاف {مُؤْمِنِينَ} تامّ {ظََالِمُونَ} كاف {فَوْقَكُمُ الطُّورَ} حسن {وَاسْمَعُوا} حسن {وَعَصَيْنََا} صالح {بِكُفْرِهِمْ} حسن {مُؤْمِنِينَ} تام {صََادِقِينَ} تام {أَيْدِيهِمْ} كاف {بِالظََّالِمِينَ}(1/104)
كاف: وثم لترتيب الأخبار {الطُّورَ} جائز، لأن ما بعده على إضمار القول:
أي قلنا خذوا {وَاسْمَعُوا} حسن {وَعَصَيْنََا} صالح {بِكُفْرِهِمْ} حسن {مُؤْمِنِينَ} تامّ: ومثله {صََادِقِينَ} أيديهم كاف {بِالظََّالِمِينَ} تام. وقال أبو عمرو كاف {عَلى ََ حَيََاةٍ} تام عند نافع لأن قوله: يودّ أحدهم عنده جملة في موضع الحال من قوله: ومن الذين أشركوا، ويجوز أن يكون ومن الذين أشركوا في موضع رفع خبرا مقدّما تقديره ومن الذين أشركوا قوم يودّ أحدهم لو يعمر ألف سنة، فعلى هذا يكون الوقف على حياة تاما، والأكثر على أن الوقف على أشركوا وهم المجوس، كان الرجل منهم إذا عطس قيل له زي هز رسال: أي عش ألف سنة، فاليهود أحرص على الحياة من المجوس الذين يقولون ذلك، وذلك أن المجوس كانت تحية ملوكهم هذا عند عطاسهم ومصافحتهم {أَلْفَ سَنَةٍ} حسن: وقيل كاف، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا {أَنْ يُعَمَّرَ} أحسن: منه {يَعْمَلُونَ} تامّ {مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ}
حسن: إن رفعت هدى {لِلْمُؤْمِنِينَ} تامّ {وَمِيكََالَ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت {لِلْكََافِرِينَ} تامّ {بَيِّنََاتٍ} كاف {الْفََاسِقُونَ}
تامّ، للاستفهام بعده {عَهْداً} ليس بوقف، لأن نبذه جواب لما قبله {فَرِيقٌ مِنْهُمْ} جائز {لََا يُؤْمِنُونَ} تام: وقال أبو عمرو: كاف {مُصَدِّقٌ لِمََا مَعَهُمْ}
ليس بوقف لأن جواب لما منتظر {أُوتُوا الْكِتََابَ} جائز: إن جعل مفعول أوتوا الواو، والثاني الكتاب، وليس بوقف إن جعل الكتاب مفعولا أوّل، وكتاب الله مفعول نبذ كما أعربه السهيلي ووراء منصوب على الظرفية كذا
تام. وقال أبو عمرو كاف، وقيل تام: {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} تام. وقال أبو عمرو: كاف، كلاهما بناء على جعله معطوفا على ما قبله: أي وأحرص من الذين أشركوا وإن جعل متعلقا بما بعده فالوقف على حياة، وهو تامّ {أَلْفَ سَنَةٍ} كاف: وكذا أن يعمر {بِمََا يَعْمَلُونَ} تامّ: وكذا للمؤمنين، وعدوّ للكافرين، وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف(1/105)
في السمين {وَرََاءَ ظُهُورِهِمْ} ليس بوقف، لأن كأنهم لا يعلمون جملة حالية وصاحبها فريق، والعامل فيها نبذ والتقدير مشبهين للجهال {لََا يَعْلَمُونَ}
كاف: ومثله {عَلى ََ مُلْكِ سُلَيْمََانَ} والوقف على وما كفر سليمان. قال نافع وجماعة، تامّ: وقال أبو عمرو: ليس بتامّ ولا كاف بل حسن، وعلى كل قول فيه البداءة بلكن، وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات وواقعة بين كلامين متغايرين، فما بعدها متعلق بما قبلها استدراكا وعطفا {وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا} حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال أو خبر لكن {السِّحْرَ} كاف إن جعلت ما نافية، ثم يبتدئ {وَمََا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ}
أي لم ينزل عليهما سحر ولا باطل، وإنما أنزل عليهما الأحكام وأمرا بنصرة الحق وإبطال الباطل، وليس بوقف إن جعلت ما بمعنى الذي: أي ولكنّ الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر، والذي أنزل على الملكين بفتح اللام ومن قرأ بفتحها وقف على الملكين ويبتدئ ببابل هاروت وماروت، والذي قرأ بكسر اللام أراد بهما داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، قوله: هاروت وماروت هما في موضع خفض عطف بيان في الأول والثاني عطف عليه، أو بدلان من الملكين، وبابل قال ابن مسعود: هي في سواد الكوفة، وهما لا ينصرفان للعلمية والعجمة أو العلمية والتأنيث. والوقف على هاروت وماروت تام سواء جعلت ما نافية أو بمعنى الذي، وبابل لا ينصرف أيضا وهو في موضع خفض للعلمية والتأنيث لأنه اسم بقعة، وقرأ الزهري والضحاك هاروت وماروت برفعهما خبر مبتدإ محذوف، فعلى هذه القراءة يوقف على بابل، أو
{بَيِّنََاتٍ} كاف {الْفََاسِقُونَ} تامّ، وقال أبو عمرو: كاف {نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} جائز {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {لََا يَعْلَمُونَ} كاف، وكذا ملك سليمان {وَمََا كَفَرَ سُلَيْمََانُ} تامّ. قاله نافع وجماعة. وقال أبو عمرو: ليس بتامّ ولا كاف، بل(1/106)
مرفوعان بالابتداء وببابل الخبر: أي هاروت وماروت ببابل، فعلى هذه القراءة بهذا التقدير يكون الوقف على الملكين، وهذا الوقف أبعد من الأول لبعد وجهه عند أهل التفسير ونصبهما بإضمار أعني فيكون الوقف على بابل كافيا ونصبهما بدلا من الشياطين على قراءة نصب النون، وعلى هذه القراءة لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. قوله وما كفر سليمان ردّ على الشياطين، لأنهم زعموا أن سليمان استولى على الملك بالسحر الذي ادّعوه عليه فعلى هذا يكون قوله: {وَمََا كَفَرَ سُلَيْمََانُ} ردّا على اليهود، والسبب الذي من أجله أضافت اليهود السحر إلى سليمان بزعمهم فأنزل الله براءته، وما ذاك إلا أن سليمان كان جمع كتب السحر تحت كرسيه لئلا يعمل به، فلما مات ووجدت الكتب قالت الشياطين بهذا كان ملكه، وشاع في اليهود أن سليمان كان ساحرا، فلما بعث الله محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالرسالة خاصموه بتلك الكتب وادّعوا أنه كان ساحرا، فأنزل الله {وَاتَّبَعُوا مََا تَتْلُوا الشَّيََاطِينُ} الآية، فأنزل الله براءته {حَتََّى يَقُولََا} ليس بوقف لفصله بين القول والمقول، وحتى هنا حرف جرّ، وتكون حرف عطف، وتكون حرف ابتداء تقع بعدها الجمل كقوله: [الطويل] فما زالت القتلى تمجّ دماءها ... بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل
والغاية معنى لا يفارقها في هذه الأحوال الثلاثة: إما في القوّة أو
هو حسن {وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا} صالح {يُعَلِّمُونَ النََّاسَ السِّحْرَ} كاف إن جعلت ما جحدا، وإن جعلت بمعنى الذي لم يوقف على ذلك {هََارُوتَ وَمََارُوتَ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {فَلََا تَكْفُرْ} كاف إن جعل ما بعده معطوفا على ما تقدّم، وحسن إن جعل ما بعده مستأنفا: أي فهم يتعلمون {بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} حسن {إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ}
كاف {وَلََا يَنْفَعُهُمْ} حسن {مِنْ خَلََاقٍ} صالح. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ} اثنان أوّلهما صالح وثانيهما تامّ. وقال أبو عمرو في الأول كاف، وفي(1/107)
الضعف أو غيرها {فَلََا تَكْفُرْ} كاف إن جعل ما بعده معطوفا على {يُعَلِّمُونَ النََّاسَ السِّحْرَ} وعلى المعنى: أي فلا تكفر فيأتون فيتعلمون، وقيل عطف على محل {وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا} لأن موضعه رفع، أو على خبر مبتدإ محذوف: أي فهم يتعلمون {وَزَوْجِهِ}، و {بِإِذْنِ اللََّهِ}، {وَلََا يَنْفَعُهُمْ} كلها حسان {لَمَنِ اشْتَرََاهُ} ليس بوقف، لأن قوله: {مََا لَهُ}
جواب القسم، فإن اللام في {لَمَنِ اشْتَرََاهُ} موطئة للقسم، ومن شرطية في محل رفع بالابتداء {وَمََا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلََاقٍ} جواب القسم {مِنْ خَلََاقٍ} حسن، وكذا {يُعَلِّمُونَ} الأول {وَاتَّقَوْا} ليس بوقف، لأن جواب لو بعد و {يَعْلَمُونَ} الثاني تامّ، لأنه آخر القصة {رََاعِنََا} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وجائز لمن قرأ {رََاعِنََا} بالتنوين، وتفسيرها لا تقولوا حقّا مأخوذ من الرعونة، والوقف عليها في هذه القراءة سائغ {وَاسْمَعُوا} حسن {أَلِيمٌ} تامّ {مِنْ رَبِّكُمْ} كاف {مَنْ يَشََاءُ}
أكفى {الْعَظِيمِ} تامّ {أَوْ نُنْسِهََا} ليس بوقف لأن قوله: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهََا} جواب الشرط كأنه قال: أيّ آية ننسخها أو ننسأها نأت بخير منها {أَوْ مِثْلِهََا} حسن. وقال أبو حاتم السجستاني تامّ، وغلطه ابن الأنباري وقال لأن قوله: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللََّهَ عَلى ََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} تثبيت وتسديد لقدرة الله تعالى على المجيء بما هو خير من الآية المنسوخة وبما هو أسهل فرائض منها {قَدِيرٌ} تامّ للاستفهام بعده {وَالْأَرْضِ} كاف للابتداء بعده بالنفي {وَلََا}
الثاني تامّ، لأنه آخر القصة {وَاسْمَعُوا} كاف {عَذََابٌ أَلِيمٌ} تام، وأبو عمرو عكس ذلك {مِنْ رَبِّكُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مَنْ يَشََاءُ} كاف {الْعَظِيمِ} تامّ {أَوْ مِثْلِهََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ {قَدِيرٌ} تامّ {وَالْأَرْضِ}
مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف {وَلََا نَصِيرٍ} صالح {مِنْ قَبْلُ} تامّ {سَوََاءَ السَّبِيلِ}
تامّ. وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف {كُفََّاراً} كاف، وقيل تام، نقل الأصل الأول عن أبي حاتم. ثم قال: وليس عندي بكاف ولا جيد إن نصب حسدا بالعامل قبله، وإنما يكون(1/108)
{نَصِيرٍ} تامّ للابتداء بالاستفهام بعده {مِنْ قَبْلُ} تامّ للابتداء بالشرط {السَّبِيلِ} تامّ {كُفََّاراً} كاف إن نصب حسدا بمضمر غير الظاهر، لأن حسدا مصدر فعل محذوف: أي يحسدونكم حسدا، وهو مفعول له: أي يردّونكم من بعد إيمانكم كفارا لأجل الحسد، وليس بوقف إن نصب حسدا بالعامل قبله سواء نصب حسدا على أنه مصدر أو أنه مفعول له، إذ لا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف {الْحَقُّ} حسن {بِأَمْرِهِ} أحسن منه {قَدِيرٌ}
تامّ {الزَّكََاةَ} حسن {عِنْدَ اللََّهِ} أحسن منه {بَصِيرٌ} تامّ {أَوْ نَصََارى ََ}
حسن {أَمََانِيُّهُمْ} أحسن منه {صََادِقِينَ} تامّ {بَلى ََ} ليس بوقف، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق. والمعنى أن اليهود قالوا: لن يدخل الجنة أحد إلا من كان يهوديا، والنصارى قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا، فقيل لهم بلى يدخلها من أسلم وجهه، فقوله بلى ردّ للنفي في قولهم لن يدخل الجنة أحد، وتقدم ما يغني عن إعادته {عِنْدَ رَبِّهِ} جائز، وقرئ شاذا {وَلََا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} بحذف المضاف إليه وإبقاء المضاف على حاله بلا تنوين: أي ولا خوف شيء عليهم {يَحْزَنُونَ} تامّ {عَلى ََ شَيْءٍ} في الموضعين جائز، والأول أجود لأن الواو في قوله: وهم يتلون الكتاب للحال {يَتْلُونَ الْكِتََابَ} حسن على أن الكاف في كذلك متعلقة بقول أهل الكتاب: أي قال الذين لا يعلمون، وهم مشركو العرب مثل قول اليهود والنصارى، فهم في الجهل سواء، ومن وقف على كذلك ذهب إلى أن الكاف
كافيا إن نصب بمضمر سواء فيهما نصب بأنه مصدر أو مفعول له وتقدير المضمر يحسدونكم أو يردّونكم {مََا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} كاف وكذا بأمره {قَدِيرٌ} تامّ {وَآتُوا الزَّكََاةَ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {عِنْدَ اللََّهِ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {أَوْ نَصََارى ََ}
كاف {تِلْكَ أَمََانِيُّهُمْ} حسن. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ {صََادِقِينَ} كاف وقيل حسن {بَلى ََ} تقدّم {عِنْدَ رَبِّهِ} جائز، وكذا {لََا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلََا هُمْ يَحْزَنُونَ} تامّ {عَلى ََ شَيْءٍ} في الموضعين مفهوم {يَتْلُونَ الْكِتََابَ} كاف {كَذََلِكَ} ليس بوقف(1/109)
راجعة إلى تلاوة اليهود وجعل {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتََابَ} راجعا إلى النصارى:
أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود، وأن أحد الفريقين يتلو الكتاب كما يتلو الفريق الآخر، فكلا الفريقين أهل كتاب، وكل فريق أنكر ما عليه الآخر، وهما أنكرا دين الإسلام كإنكار اليهود النصرانية وإنكار النصارى اليهودية من غير برهان ولا حجة، وسبيلهم سبيل من لا يعرف الكتاب من مشركي العرب، فكما لا حجة لأهل الكتاب لإنكارهم دين الإسلام لا حجة لمن ليس له كتاب وهم مشركو العرب فاستووا في الجهل {مِثْلَ قَوْلِهِمْ}
حسن، لأن فالله مبتدأ مع فاء التعقيب، قاله السجاوندي {يَخْتَلِفُونَ} تامّ {فِي خَرََابِهََا} حسن {خََائِفِينَ} كاف، لأن ما بعده مبتدأ وخبر، ولو وصل لصارت الجملة صلة لهم {لَهُمْ فِي الدُّنْيََا خِزْيٌ} جائز {عَظِيمٌ} تامّ {وَالْمَغْرِبُ} حسن {تُوَلُّوا} ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط، لأن أين اسم شرط جازم وما زائدة وتولوا مجزوم بها، وزيادة ما ليست لازمة لها بدليل قوله: أين تصرف بنا العداة تجدنا ... وهي ظرف مكان والناصب لها
ما بعدها {وَجْهُ اللََّهِ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ على قراءة ابن عامر قالوا: بلا واو أو بها وجعلت استئنافا، وإلا فالوقف على ذلك حسن، لأنه من عطف الجمل {سُبْحََانَهُ} صالح: أي تنزيها له عما نسبه إليه المشركون فلذلك صلح الوقف على سبحانه {وَالْأَرْضِ} كاف لأن ما بعده مبتدأ وخبر {قََانِتُونَ} تام {وَالْأَرْضِ} جائز لأن إذا، إذا أجيب بالفاء كانت شرطية {كُنْ} جائز إن
ومن وقف عليه جعله راجعا إلى تلاوة اليهود وجعل وهم يتلون الكتاب راجعا إلى النصارى أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود {مِثْلَ قَوْلِهِمْ} صالح {يَخْتَلِفُونَ} تامّ {فِي خَرََابِهََا} صالح. وقال أبو عمرو كاف {خََائِفِينَ} كاف {عَذََابٌ عَظِيمٌ} تامّ {فَثَمَّ وَجْهُ اللََّهِ} كاف {وََاسِعٌ عَلِيمٌ} تامّ إن قرئ قالوا بلا واو أو بالواو وجعلت استئنافا وإلا فالوقف على ذلك كاف، وأطلق أبو عمرو أن الوقف عليه كاف {سُبْحََانَهُ} مفهوم {وَالْأَرْضِ} كاف {قََانِتُونَ} تام {السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ}(1/110)
رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره، فهو وليس بوقف لمن نصب يكون على جواب الأمر أو عطفا على يقول فعلى هذين الوجهين لا يوقف على {كُنْ} لتعلق ما بعده به من حيث كونه جوابا له {فَيَكُونُ} تامّ على القراءتين {أَوْ تَأْتِينََا آيَةٌ} حسن، ومثله: مثل قولهم {تَشََابَهَتْ قُلُوبُهُمْ}
كاف {يُوقِنُونَ} تامّ {وَنَذِيراً} حسن على قراءة ولا تسأل بفتح التاء والجزم، وهي قراءة نافع، وهي تحتمل وجهين. أحدهما: أن يكون أمره الله بترك السؤال، والثاني أن يكون المعنى على تفخيم ما أعدّ لهم من العقاب. أو هو من باب تأكيد النهى نحو لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن، ومن قرأ بضم التاء والرفع استئنافا له وجهان أيضا: أحدهما أن يكون حالا من قوله {إِنََّا أَرْسَلْنََاكَ بِالْحَقِّ} فيكون منصوب المحل معطوفا على بشيرا ونذيرا: أي إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا: وغير مسئول عن أصحاب الجحيم، فعلى هذه القراءة لا يوقف على ونذيرا إلا على تسامح. الثاني أن تكون الواو للاستئناف، ويكون منقطعا عن الأول على معنى ولن تسأل أو ولست تسأل أو ولست تؤاخذ فهو على هذا منقطع عما قبله فيكون الوقف على ونذيرا كافيا {الْجَحِيمِ} تامّ {مِلَّتَهُمْ} حسن: ومثله الهدى {مِنَ الْعِلْمِ} ليس بوقف، لأن نفى الولاية والنصرة متعلق بشرط اتباع أهوائهم فكان في الإطلاق خطر، فلذلك جاء الجواب {مََا لَكَ مِنَ اللََّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلََا نَصِيرٍ} لأن اللام في {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ} مؤذنة بقسم مقدّر قبلها، فلا يفصل بين الشرط وجوابه
صالح {كُنْ} جائز، وقال أبو عمرو كاف، هذا إن رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف وإلا لم يوقف عليه {فَيَكُونُ} تامّ على القراءتين، ومثل ذلك يأتي في أمثاله الواقعة في القرآن {أَوْ تَأْتِينََا آيَةٌ} كاف: وكذا مثل قولهم، وتشابهت قلوبهم {يُوقِنُونَ} تامّ {وَنَذِيراً} حسن: إن قرئ {وَلََا تُسْئَلُ} بفتح التاء، والجزم أو بضمها والرفع استئنافا، فإن رفع حالا فالوقف على ذلك جائز {أَصْحََابِ الْجَحِيمِ} كاف {مِلَّتَهُمْ} حسن {هُوَ الْهُدى ََ} صالح {وَلََا نَصِيرٍ} تامّ {يُؤْمِنُونَ بِهِ} حسن. وقال أبو عمرو كاف،(1/111)
بالوقف وكذا يقال فيما يأتي {وَلََا نَصِيرٍ} تامّ {يُؤْمِنُونَ بِهِ} حسن: وقيل تامّ، الذين مبتدأ، وفي خبره قولان: أحدهما أنه يتلونه وتكون جملة أولئك مستأنفة، والثاني أن الخبر هو أولئك يؤمنون به ويكون يتلونه في محل نصب حالا من المفعول في آتيناهم، وعلى كلا القولين هي حال مقدرة، لأن وقت الإيتاء لم يكونوا تالين، ولا كان الكتاب متلوا. وقال أبو البقاء: ولا يجوز أن يكون يتلونه خبرا لئلا يلزم أن كل مؤمن يتلو الكتاب حق تلاوته بأيّ تفسير فسرت التلاوة، وكذا جعله حالا، لأنه ليس كل مؤمن على حالة التلاوة بأي تفسير فسرت التلاوة {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ} ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف {الْخََاسِرُونَ} تام {الْعََالَمِينَ} كاف {عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} جائز {يُنْصَرُونَ} تامّ، قرأ ابن عامر إبراهام بألف بعد الهاء في جميع ما في هذه السورة ومواضع أخر، وجملة ذلك ثلاثة وثلاثون موضعا، وما بقي بالياء {فَأَتَمَّهُنَّ} و {إِمََاماً}، و {ذُرِّيَّتِي} كلها حسان {الظََّالِمِينَ} كاف {وَأَمْناً} حسن: على قراءة واتخذوا بكسر الخاء أمرا لأنه يصير مستأنفا، ومن قرأ بفتح الخاء ونسق التلاوة على جعلنا فلا يوقف على وأمنا لأن واتخذوا عطف على {وَإِذْ جَعَلْنَا} كأنه قال: واذكروا إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا، وإذ اتخذوا {مُصَلًّى} حسن:
على القراءتين {السُّجُودِ} تامّ {مِنَ الثَّمَرََاتِ} ليس وقفا، لأن من آمن بدل بعض من كل من أهله {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} حسن. وقيل
وذلك يجعل أولئك يؤمنون به خبر الذين آتيناهم الكتاب ومن أجاز الوقف على حق تلاوته جعل يتلونه حق تلاوته خبر الذين آتيناهم الكتاب {الْخََاسِرُونَ} تامّ {عَلَى الْعََالَمِينَ} كاف {عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} حسن {وَلََا هُمْ يُنْصَرُونَ} كاف: وقال أبو عمرو تامّ {فَأَتَمَّهُنَّ} صالح وكذا إماما، ومن ذرّيتي {الظََّالِمِينَ} كاف: وقال أبو عمرو تامّ {وَأَمْناً} حسن على قراءة واتخذوا بكسر الخاء على الأمر، وجائز على قراءته بفتحها على الخبر {مُصَلًّى} حسن على القراءتين، وقال أبو عمرو كاف {وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}(1/112)
تامّ لأن ما بعده من قول الله لما روى عن مجاهد في هذه الآية. قال استرزق إبراهيم لمن آمن بالله واليوم الآخر قال تعالى ومن كفر فأرزقه {عَذََابِ النََّارِ}
جائز {الْمَصِيرُ} تامّ {وَإِسْمََاعِيلُ} كاف، إن جعل ربنا مقولا له ولإبراهيم:
أي يقولان ربنا، ومن قال إنه مقول إسماعيل وحده وقف على البيت ويكون قوله وإسماعيل مبتدأ وما بعده الخبر، وقد أنكر أهل التأويل هذا الوجه ولم يذكر أحد منهم فساده. والذي يظهر والله أعلم أنه من جهة أن جمهور أهل العلم أجمعوا على أن إبراهيم وإسماعيل كلاهما رفعا القواعد من البيت، فمن قال إنه من مقول إسماعيل وحده، وإن إسماعيل كان هو الداعي وإبراهيم هو الباني وجعل الواو للاستئناف قد أخرجه من مشاركته في رفع القواعد، والصحيح أن الضمير لإبراهيم وإسماعيل {تَقَبَّلْ مِنََّا} حسن {الْعَلِيمُ} تامّ {مُسْلِمَةً لَكَ} حسن {مَنََاسِكَنََا} صالح: ومثله علينا {الرَّحِيمُ} تامّ {مِنْهُمْ} ليس بوقف لأن يتلو صفة للرسول كأنه قال رسولا منهم تاليا {وَيُزَكِّيهِمْ} حسن {الْحَكِيمُ} تامّ {نَفْسَهُ} كاف لفصله بين الاستفهام والإخبار {فِي الدُّنْيََا} حسن: وليس منصوصا عليه {الصََّالِحِينَ} أحسن منه. وقيل كاف على أن العامل في إذ قال أسلمت: أي حين أمره بالإسلام.
قال أسلمت أو يجعل ما بعده بمعنى اذكر إذ قال له ربه أسلم. وليس بوقف إن
كاف: وقال أبو عمرو تامّ {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} تام {إِلى ََ عَذََابِ النََّارِ} جائز {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} كاف {وَإِسْمََاعِيلُ} كاف، إن جعل ربنا مقولا له ولإبراهيم: أي يقولان ربنا، ومن قال إنه مقول له وحده وقف على البيت {تَقَبَّلْ مِنََّا} مفهوم: وقال أبو عمرو كاف {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} تامّ، وقال أبو عمرو أكفى مما قبله، وقال ابن الأنباري {مُسْلِمَيْنِ لَكَ} حسن {أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} كاف {مَنََاسِكَنََا} صالح {وَتُبْ عَلَيْنََا} مفهوم، وقال أبو عمرو كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {وَيُزَكِّيهِمْ} صالح، وقال أبو عمرو كاف {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} تامّ {إِلََّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} كاف: وكذا في الدنيا {لَمِنَ الصََّالِحِينَ} مفهوم {أَسْلِمْ} كاف {الْعََالَمِينَ} تامّ {بَنِيهِ} جائز {وَيَعْقُوبُ}(1/113)
جعل منصوب المحل من قوله قبله: ولقد اصطفيناه في الدنيا كأنه قال ولقد اصطفيناه حين قال له ربه أسلم، فإذ منصوب المحل لأنه ظرف زمان، واختلفوا في قوله: إذ قال له ربه أسلم متى قيل له ذلك أبعد النبوّة أم قبلها؟ والصحيح أنه كان قبلها حين أفلت الشمس. فقال إني بريء مما تشركون وكان القول له إلهاما من الله تعالى فأسلم لما وضحت له الآيات وأتته النبوة وهو مسلم. وقال قوم معنى قوله: {إِذْ قََالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} أي استقم على الإسلام وثبت نفسك عليه وكان القول له بوحي وكان ذلك بعد النبوّة والله أعلم بالصواب. قاله النكزاوي {أَسْلِمْ} كاف {الْعََالَمِينَ} تامّ {بَنِيهِ} حسن: إن رفع ويعقوب على الابتداء: أي ويعقوب وصى بنيه فالقول والوصية منه وليس بوقف إن عطف على إبراهيم: أي ووصى يعقوب بنيه، لأن فيه فصلا بين المعطوف والمعطوف عليه، وكذا لا يوقف على بنيه على قراءة يعقوب بالنصب عطفا على بنيه: أي ووصى إبراهيم يعقوب ابن ابنه إسحاق بجعل الوصية من إبراهيم والقول من يعقوب {وَيَعْقُوبُ} أحسن منه للابتداء بعده بياء النداء {يََا بَنِيَّ} ليس بوقف لآن في الكلام إضمار القول عند البصريين وعند الكوفيين لإجراء الوصية مجرى القول وأن الله هو القول المحكى، فلذا لم يجز الوقف على ما قبله لفصله بين القول والمقول {مُسْلِمُونَ} تامّ، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري: أي لم تشهدوا وقت حضور أجل يعقوب فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به. وقيل لا تموتن إلا وأنتم مسلمون: أي محسنون الظن بالله تعالى {الْمَوْتُ} ليس بوقف لأنّ إذ بدل من إذ الأولى ومن قطعها
أجوز منه {وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} كاف، وكذا {مِنْ بَعْدِي} وإله آبائك: صالح، إن نصب ما بعده بفعل أي يعنون إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وليس بوقف إن جر ذلك بالبدلية من آبائك، وهو ما عليه الأكثر {إِلََهاً وََاحِداً} كاف: إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا {مُسْلِمُونَ} حسن: على الوجهين {قَدْ}(1/114)
عنها وقف على الموت {إِذْ قََالَ لِبَنِيهِ} ليس بوقف أيضا لفصله بين القول والمقول {مِنْ بَعْدِي} حسن، ومثله {آبََائِكَ} إن نصب ما بعده بفعل مقدّر وليس بوقف إن جرّت الثلاثة بدل تفصيل من آبائك {وَإِسْحََاقَ} ليس بوقف، لأن إلها منصوب على الحال ومعناه نعبد إلها في حال وحدانيته فلا يفصل بين المنصوب وناصبه، وكذا لا يوقف على إسحاق إن نصب إلها على أنه بدل من إلهك بدل نكرة موصوفة من معرفة كقوله: {بِالنََّاصِيَةِ نََاصِيَةٍ}، والبصريون لا يشترطون الوصف مستدلين بقوله: [الوافر] فلا وأبيك خير منك إنّي ... ليؤذيني التّحمحم والصّهيل
فخير بدل من أبيك وهو نكرة غير موصوفة {وََاحِداً} حسن: وقيل كاف إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا أي نعبده في حال الإسلام {مُسْلِمُونَ} تامّ {قَدْ خَلَتْ} حسن هنا وفيما يأتي لاستئناف ما بعده، ومثله {كَسَبَتْ} هنا وفيما يأتي. وكذا {كَسَبْتُمْ}
هنا وفيما يأتي على استئناف ما بعده، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف {يَعْمَلُونَ} تامّ {أَوْ نَصََارى ََ} ليس بوقف لأن تهتدوا مجزوم على جواب الأمر، والأصل فيه تهتدون، فحذفت النون للجازم عطفا على جواب الأمر
{خَلَتْ} هنا وفيما يأتي صالح {لَهََا مََا كَسَبَتْ} هنا وفيما يأتي: مفهوم {وَلَكُمْ مََا كَسَبْتُمْ} هنا وفيما يأتي صالح. وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف {يَعْمَلُونَ} تامّ {تَهْتَدُوا} حسن. وقال أبو عمرو تامّ {حَنِيفاً} صالح إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم من المشركين، وكاف إن جعل ذلك استئنافا، وأطلق أبو عمرو أنه كاف {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ، وكذا: ونحن له مسلمون {فَقَدِ اهْتَدَوْا} حسن. وقال أبو عمرو كاف {فِي شِقََاقٍ} صالح، وكذا قوله:
فسيكفيكهم الله {الْعَلِيمُ} تامّ {صِبْغَةَ اللََّهِ} صالح {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللََّهِ صِبْغَةً}
صالح. وقال أبو عمرو كاف {لَهُ عََابِدُونَ} تامّ {وَهُوَ رَبُّنََا وَرَبُّكُمْ} صالح {وَلَكُمْ}(1/115)
{تَهْتَدُوا} حسن: وقال أبو عمرو تامّ {حَنِيفاً} صالح: إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم، وعلى هذا التقدير لا ينبغي الوقف على حنيفا إلا على تجوّز لأن ما بعده من تمام الكلام الذي أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقوله، وكاف: إن جعل ذلك استئنافا وانتصب ملة على أنه خبر كان أي بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملة: أو نصب على الإغراء أي الزموا ملة، أو نصب بإسقاط حرف الجر، والأصل نقتدي بملة إبراهيم، فلما حذف حرف الجرّ انتصب {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ {مِنْ رَبِّهِمْ} جائز: ومثله منهم {مُسْلِمُونَ} تامّ {فَقَدِ اهْتَدَوْا} حسن: ومثله {فِي شِقََاقٍ}
للابتداء بالوعد مع الفاء {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللََّهُ} صالح: لاحتمال الواو بعده للابتداء والحال {الْعَلِيمُ} تامّ: إن نصب ما بعده على الإغراء أي الزموا، والصبغة دين الله، وليس بوقف إن نصب بدلا من ملة {صِبْغَةَ اللََّهِ} حسن {صِبْغَةَ} أحسن منه: لاستئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال {عََابِدُونَ} تامّ {وَرَبُّكُمْ} حسن: ومثله أعمالكم {مُخْلِصُونَ} كاف: إن قرئ أم يقولون بالغيبة. وجائز على قراءته بالخطاب، ولا وقف من قوله: أم يقولون إلى قوله: أو نصارى، فلا يوقف على أم يقولون، ولا على الأسباط لأن كانوا خبر إن، فلا يوقف على اسمها دون خبرها {أَوْ نَصََارى ََ} كاف: على القراءتين. وقال الأخفش تامّ: على قراءة من قرأ أم تقولون بالخطاب لأن من قرأ به جعله استفهاما متصلا بما قبله، ومن قرأ بالغيبة جعله استفهاما منقطعا عن الأول فساغ أن يكون جوابه ما بعده {أَمِ اللََّهُ}
{أَعْمََالُكُمْ} صالح {مُخْلِصُونَ} كاف: على قراءة أم يقولون بالغيبة، وصالح على قراءته بالخطاب لأن المعنى حينئذ: اتحاجوننا في الله، أم تقولون إن الأنبياء كانوا على دينكم {أَوْ نَصََارى ََ} كاف {أَمِ اللََّهُ} تامّ {مِنَ اللََّهِ} حسن. وقال أبو عمرو كاف {عَمََّا تَعْمَلُونَ} تامّ، وكذا {كََانُوا يَعْمَلُونَ} {كََانُوا عَلَيْهََا} كاف {وَالْمَغْرِبُ}(1/116)
تامّ {مِنَ اللََّهِ} حسن {تَعْمَلُونَ} تامّ {عَلَيْهََا} كاف: للابتداء بالأمر {وَالْمَغْرِبُ} جائز: وليس منصوصا عليه {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {شَهِيداً}، و {عَقِبَيْهِ}، و {هَدَى اللََّهُ} كلها حسان {إِيمََانَكُمْ} كاف: للابتداء بإن {رَحِيمٌ} تام {فِي السَّمََاءِ} صالح: لأن الجملتين وإن اتفقا فقد دخل الثانية حرفا توكيد يختصان بالقسم والقسم مصدر. قاله السجاوندي {تَرْضََاهََا} جائز: لأن الفاء لتعجيل الموعد {الْحَرََامِ} حسن {شَطْرَهُ}
أحسن منه {مِنْ رَبِّهِمْ} كاف {يَعْمَلُونَ} تامّ {بِكُلِّ آيَةٍ} ليس بوقف لأن قوله: ما تبعوا قبلتك جواب الشرط {قِبْلَتَكَ} جائز {قِبْلَتَهُمْ} حسن {بَعْضٍ} أحسن منه {مِنَ الْعِلْمِ} ليس بوقف لأن إنك جواب القسم، لا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف {الظََّالِمِينَ} تامّ {أَبْنََاءَهُمْ} حسن {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} تامّ: على أن الحق مبتدأ وخبره من ربك أو مبتدأ والخبر محذوف أي الحق من ربك يعرفونه أو الحق خبر مبتدإ محذوف أي هو الحق من ربك، أو مرفوع بفعل مقدّر أي جاءك الحق من ربك، فعلى هذه الوجوه يكون تامّا وليس بوقف إن نصب الحق بدلا من الحق أي ليكتمون الحق من ربك، وعلى هذا لا يوقف على يعلمون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} جائز {الْمُمْتَرِينَ} تامّ {الْخَيْرََاتِ} حسن، ومثله جميعا {قَدِيرٌ}
صالح {مُسْتَقِيمٍ} تامّ، وكذا: عليكم شهيدا {عَلى ََ عَقِبَيْهِ} كاف {هَدَى اللََّهُ}
حسن. وقال أبو عمرو تامّ {إِيمََانَكُمْ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {فِي السَّمََاءِ} حسن {قِبْلَةً تَرْضََاهََا} مفهوم، وكذا {الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ}، {وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} حسن وقال أبو عمرو كاف {مِنْ رَبِّهِمْ} كاف، وكذا {عَمََّا يَعْمَلُونَ}، {مََا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ}
مفهوم {بِتََابِعٍ قِبْلَتَهُمْ} حسن {بِتََابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ} حسن. وقال أبو عمرو كاف {لَمِنَ الظََّالِمِينَ} تامّ {كَمََا يَعْرِفُونَ أَبْنََاءَهُمْ} كاف {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} تامّ، وكذا: الحق من ربك، والممترين {الْخَيْرََاتِ} حسن، وكذا جميعا. وقال أبو عمرو فيهما كاف {قَدِيرٌ} تامّ وقال أبو عمرو: كاف {الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} كاف، وكذا: للحق من ربك(1/117)
تامّ {الْحَرََامِ} كاف: ومثله من ربك {عَمََّا يَعْمَلُونَ} تامّ: سواء قرئ بتاء الخطاب أو بياء الغيبة {الْحَرََامِ} الأخير حسن {شَطْرَهُ} ليس بوقف للام العلة بعده ولا يوقف على حجة إن كان الاستثناء متصلا، وعند بعضهم يوقف عليه إن كان منقطعا لأنه في قوة لكن فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله.
واخشوني بإثبات الياء وقفا ووصلا، ومثله في إثبات الياء: فاتبعوني يحببكم الله، في آل عمران وفي الأنعام: {قُلْ إِنَّنِي هَدََانِي}، وفي الأعراف: {فَهُوَ الْمُهْتَدِي}، وفي هود: {فَكِيدُونِي}، وفي يوسف: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، وفيها: {مََا نَبْغِي}، وفي الحجر: {أَبَشَّرْتُمُونِي}، وفي الكهف: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي}، وفي مريم: {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ}، وفي طه: {فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي}، وفي القصص: {أَنْ يَهْدِيَنِي}، وفي يس: {وَأَنِ اعْبُدُونِي}، وفي المنافقين: {لَوْلََا أَخَّرْتَنِي} هذه كلها بالياء الثابتة كما هي في مصحف عثمان بن عفان، وما ثبت فيه لم يجز حذفه في التلاوة بحال، لا في الوصل ولا في الوقف، وقطعوا حيث عن ما في وحيث ما كنتم في الموضعين {وَاخْشَوْنِي} جائز، وتبتدئ: ولأتمّ نعمتي، وكذا كل لام قبلها واو ولم يكن معطوفا على لام كي قبلها، فإن عطف على لام قبلها كقوله تعالى:
{وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ} فإنه معطوف على لتبتغوا فضلا، لأن لام العلة في التعلق كلام كي، فلا يوقف على فضلا من ربكم، ولا على مبصرة لشدة التعلق كما سيأتي {تَهْتَدُونَ} تام إن علق كما بقوله: {فَاذْكُرُونِي}،
{عَمََّا يَعْمَلُونَ} تامّ {الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} صالح {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} تامّ: إن علق ما بعده بقوله بعد فاذكروني، وليس بوقف إن علق ذلك بقوله قبل ولأتمّ {مََا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} كاف {وَلََا تَكْفُرُونِ} تامّ {وَالصَّلََاةِ} كاف: وكذا {مَعَ الصََّابِرِينَ}، و {أَمْوََاتٌ}، و {لََا تَشْعُرُونَ} {وَالثَّمَرََاتِ} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {وَبَشِّرِ الصََّابِرِينَ} تامّ. وقال أبو عمرو كاف: هذا إن جعل الذين مبتدأ خبره أولئك إلخ، وليس(1/118)
وليس بوقف إن علق بقوله قبل: ولأتمّ: أي فاذكروني {كَمََا أَرْسَلْنََا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ} فإن جزاء هذه النعمة هو ذكرى والشكر لي، وعلى هذا لا يوقف على تعلمون لتعلق الكاف بما بعدها من قوله فاذكروني، ولا يوقف على تهتدون إن علقت الكاف بما قبلها من ولأتمّ، والمعنى على هذا أن الله أمرهم بالخشية ليتمّ نعمته عليهم في أمر القبلة كما أنعم عليهم بإرسال الرسول، وعلى هذا التأويل يوقف على تعلمون {أَذْكُرْكُمْ} كاف على أن الكاف من قوله كما متعلقة بما قبلها {وَلََا تَكْفُرُونِ} تام للابتداء بالنداء {وَالصَّلََاةِ} جائز عند بعضهم، وبعضهم لم يقف عليه، وجعل قوله: {إِنَّ اللََّهَ} جواب الأمر، ومثله يقال في {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللََّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وفي النهي ولا تعتدوا {إِنَّ اللََّهَ مَعَ الصََّابِرِينَ} كاف، ومثله: أموات، وكذا: لا تشعرون، والثمرات {الصََّابِرِينَ} تامّ: إن رفع الذين مبتدأ، وخبره أولئك، أو رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن نصب بأعني مقدرا، وليس بوقف إن جعل نعتا للصابرين أو بدلا منهم، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه بالوقف {مُصِيبَةٌ} ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا {رََاجِعُونَ} تام: ما لم يجعل أولئك خبرا لقوله: {الَّذِينَ إِذََا أَصََابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف {وَرَحْمَةٌ} جائز {الْمُهْتَدُونَ} تامّ {مِنْ شَعََائِرِ اللََّهِ} كاف، ومن وقف على {جُنََاحَ}
وابتدأ {عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمََا} ليدلّ على أن السعي بين الصفا والمروة واجب فعليه إغراء: أي عليه الطواف، وإغراء الغائب ضعيف، والفصيح إغراء
بوقف إن جعل ذلك نعتا للصابرين. وأولئك مبتدأ خبره ما بعده بل الوقف على راجعون وهو وقف تامّ {وَرَحْمَةٌ} صالح {الْمُهْتَدُونَ} تامّ {مِنْ شَعََائِرِ اللََّهِ} كاف {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمََا} حسن وقال أبو عمرو كاف {شََاكِرٌ عَلِيمٌ} تامّ وكذا {التَّوََّابُ الرَّحِيمُ} ولا بأس بالوقف على: أجمعين {خََالِدِينَ فِيهََا} كاف. وقال أبو عمرو صالح {وَلََا هُمْ يُنْظَرُونَ} تامّ {إِلََهٌ وََاحِدٌ} جائز {الرَّحْمََنُ الرَّحِيمُ} تام: وكذا:(1/119)
المخاطب. يروى أن المسلمين امتنعوا من الطواف بالبيت لأجل الأصنام التي كانت حوله للمشركين، فأنزل الله هذه الآية: أي فلا إثم عليه في الطواف في هذه الحالة. وقيل إن الصفا والمروة كانا آدميين فزنيا في جوف الكعبة فمسخا فكره المسلمون الطواف بهما، فأنزل الله الرخصة في ذلك {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمََا}
حسن. وقيل كاف {شََاكِرٌ عَلِيمٌ} تام {فِي الْكِتََابِ} ليس بوقف، لأن أولئك خبر إن فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، ومثله اللاعنون للاستثناء بعده {أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} جائز {الرَّحِيمُ} تامّ {وَهُمْ كُفََّارٌ} ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد {أَجْمَعِينَ} ليس بوقف ولم ينص أحد عليه، ولعل وجه عدم حسنه أن خالدين منصوب على الحال من ضمير عليهم ومن حيث كونه رأس آية يجوز {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن. وقال أبو عمرو صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا {يُنْظَرُونَ} تامّ {إِلََهٌ وََاحِدٌ} جائز، لأن ما بعده يصلح أن يكون صفة أو استئناف إخبار {الرَّحِيمُ} تامّ: ولا وقف من قوله: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمََاوََاتِ} إلى {يَعْقِلُونَ} فلا يوقف على الأرض، ولا على النهار، ولا على الناس ولا بعد موتها، ولا بين السماء والأرض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد {يَعْقِلُونَ} تام. فإن قيل: لم ذكر في هذه الآية أدلة ثمانية وختمها بيعقلون، وفي آخر آل عمران ذكر ثلاثة وختمها بأولي الألباب فلم لا عكس؟ لأن ذا اللب أحضّ وأقوى على إتقان الأدلة الكثيرة والنظر فيها من ذي العقل، كذا أفاده بعض مشايخنا {كَحُبِّ}
لقوم يعقلون {كَحُبِّ اللََّهِ} حسن. وقال أبو عمرو كاف {أَشَدُّ حُبًّا لِلََّهِ} حسن:
وقال أبو عمرو تامّ {إِذْ يَرَوْنَ الْعَذََابَ} مفهوم لمن قرأ ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من: أن القوّة لله وإنّ الله شديد العذاب، وإلا فليس بوقف، بل الوقف على شديد العذاب، وهو وقف صالح {بِهِمُ الْأَسْبََابُ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مِنََّا} صالح {حَسَرََاتٍ عَلَيْهِمْ} كاف {مِنَ النََّارِ} تامّ {طَيِّباً} صالح، وكذا:(1/120)
{اللََّهِ} حسن، ومثله {حُبًّا لِلََّهِ} وقال أبو عمرو فيهما تام {الْعَذََابَ} حسن لمن قرأ: ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من أن القوّة لله وأن الله شديد العذاب، وهو نافع ومن وافقه من أهل المدينة، وحذف جواب لو تقديره لرأيت كذا وكذا والفاعل السامع مضمرا كقول الشاعر: [الطويل] فلو أنّها نفس تموت سوية ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا
أراد لو ماتت في مرة واحدة لاستراحت، ومن فتح أن فالوصل أولى لأن التقدير ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لعلموا أن القوّة لله فأن من صلة الجواب إلا أنه حذف الجواب لأن في الكلام ما يدل عليه أو هي منصوبة بيرى: أي ولو يرى الذين ظلموا وقت رؤيتهم العذاب أن القوّة لله جميعا لرأيتهم يقولون إن القوّة لله جميعا، فعلى هذين لا يوقف على العذاب {شَدِيدُ الْعَذََابِ} حسن من حيث كونه رأس آية وليس وقفا، لأن إذ بدل من إذ قبله {الْأَسْبََابُ} كاف {مِنََّا} حسن، قاله الكلبي، لأن العامل في {كَذََلِكَ يُرِيهِمُ} فكأنه قال: يريهم الله أعمالهم السيئة كتبري بعضهم من بعض، والمعنى تمني الاتباع لو رجعوا إلى الدنيا حتى يطيعوا ويتبرءوا من المتبوعين مثل ما تبرأ المتبوعون منهم أولا {حَسَرََاتٍ عَلَيْهِمْ} كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا {مِنَ النََّارِ} تامّ للابتداء بالنداء {طَيِّباً}
حسن {الشَّيْطََانِ} أحسن منه {مُبِينٌ} تامّ {وَالْفَحْشََاءِ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {تَعْلَمُونَ} كاف {آبََاءَنََا} كذلك للابتداء بالاستفهام {يَهْتَدُونَ} تام {وَنِدََاءً} كاف {لََا يَعْقِلُونَ} تام للابتداء بالنداء {مََا رَزَقْنََاكُمْ} جائز وليس منصوبا عليه {تَعْبُدُونَ} تامّ {لِغَيْرِ اللََّهِ} جائز
خطوات الشيطان {عَدُوٌّ مُبِينٌ} تامّ {مََا لََا تَعْلَمُونَ} كاف، وكذا: آباءنا {وَلََا يَهْتَدُونَ} تامّ {وَنِدََاءً} كاف {لََا يَعْقِلُونَ} تام {مََا رَزَقْنََاكُمْ} جائز {تَعْبُدُونَ}(1/121)
{فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {ثَمَناً قَلِيلًا} ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعد {النََّارَ} جائز {وَلََا يُزَكِّيهِمْ} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل في موضع الحال لا يوقف عليه ولا على النار قبله {أَلِيمٌ} تامّ، ومثله: بالمغفرة، وكذا: {عَلَى النََّارِ} {بِالْحَقِّ} كاف {بَعِيدٍ}
تامّ، ولا وقف من قوله: {لَيْسَ الْبِرَّ} إلى {وَآتَى الزَّكََاةَ} لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على {وَالْمَغْرِبِ} لاستدراك ما بعده، ولا يوقف على {مَنْ آمَنَ بِاللََّهِ}، لأن الإيمان بالله منفردا من غير تصديق بالرسل وبالكتب وبالملائكة لا ينفع، ولا على {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} ولا على {وَالنَّبِيِّينَ} لأن ما بعده معطوف على ما قبله. وأجاز بعضهم الوقف عليه لطول الكلام، ولا يوقف على {وَابْنَ السَّبِيلِ} لأن ما بعده معطوف على ما قبله {وَآتَى الزَّكََاةَ} تامّ {وَالْمُوفُونَ} مرفوع خبر مبتدإ محذوف: أي وهم الموفون، والعامل في إذا الموفون: أي لا يتأخر إيفاؤهم بالعهد عن وقت إيقاعه، فإنّه أبو حيان، وليس بوقف إن عطف على الضمير المستتر في من آمن كأنه قال: ولكن ذوي البرّ من آمن ومن أقام الصلاة، ومن آتى الزكاة، ومن أوفى {إِذََا عََاهَدُوا} حسن {وَالصََّابِرِينَ} منصوب على المدح كقول الشاعر: [مخلع البسيط] لا يبعدنّ قومي الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر
النازلين بكلّ معترك ... والطيبون معاقد الأزر
وقد ينصبون ويرفعون على المدح {وَحِينَ الْبَأْسِ} كاف غير تامّ. وقال أبو حاتم السجستاني تام. قال السخاوي: وما قاله خطأ، لأن قوله: {أُولََئِكَ}
تامّ {بِهِ لِغَيْرِ اللََّهِ} مفهوم {فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ} كاف {غَفُورٌ رَحِيمٌ} تام {إِلَّا النََّارَ}
صالح {عَذََابٌ أَلِيمٌ} تامّ {عَلَى النََّارِ} تامّ {الْكِتََابَ بِالْحَقِّ} كاف {بَعِيدٍ} تامّ {وَحِينَ الْبَأْسِ} كاف. وقيل تامّ {صَدَقُوا} مفهوم {الْمُتَّقُونَ} تامّ {فِي الْقَتْلى ََ}(1/122)
{الَّذِينَ صَدَقُوا} خبر وحديث عنهم، فلا يتم الوقف قبله {الْمُتَّقُونَ} تامّ {فِي الْقَتْلى ََ} حسن إن رفع ما بعده بالابتداء، وليس بوقف إن رفع بالفعل المقدّر، والتقدير أن يقاص الحرّ بالحرّ، ومثله الأنثى بالأنثى {بِإِحْسََانٍ} جائز {وَرَحْمَةٌ} كاف {عَذََابٌ أَلِيمٌ} تامّ {فِي الْقِصََاصِ حَيََاةٌ} كاف، كذا قيل، وليس بشيء، لأن الابتداء بالنداء المجرّد لا يفيد إلا أن يقترن بالسبب الذي من أجله نودي فتقول {يََا أَيُّهَا النََّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} *، {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللََّهَ} * ومن قال يضمر قبل النداء فعل تقديره: اعلموا يا أولي الألباب قوله فاسد، لأن الأوامر والنواهي التي تقترن بالنداء لا نهاية لها، فإذا أضمر أحدها لم يتميز عن أخواته. رسموا أولى بواو بعد الهمزة في حالتي النصب والجرّ فرقا بينهما وبين إلى التي هي حرف جرّ: كما فرّق بين أولئك التي هي اسم إشارة وبين إليك جارا ومجرورا، أولي منادى مضاف وعلامة نصبه الياء {تَتَّقُونَ} تامّ، حذف مفعوله تقديره القتل بالخوف من القصاص {إِنْ تَرَكَ خَيْراً} حسن، كذا قيل، وليس بشيء، لأن قوله الوصية مرفوعة بكتب الذي هو فعل ما لم يسم فاعله، وأقيمت الوصية مقام الفاعل فارتفعت به، والمعنى فرض عليكم الوصية: أي فرض عليكم أن توصوا وأنتم قادرون على الوصية، أو مرفوعة باللام في {لِلْوََالِدَيْنِ} بمعنى فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله، ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنها مرفوعة بالابتداء، وما بعدها، وهو قوله:
حسن {بِالْأُنْثى ََ} كاف {بِإِحْسََانٍ} صالح {وَرَحْمَةٌ} كاف {عَذََابٌ أَلِيمٌ} حسن {تَتَّقُونَ} تامّ {إِنْ تَرَكَ خَيْراً} قيل حسن، وردّ بأن قوله الوصية مرفوع إما بكتب أو باللام في للوالدين بمعنى فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنه مرفوع بالابتداء، وما بعده خبره، أو خبره محذوف أي الإيصاء كتب عليكم، فعليه يحسن(1/123)
{لِلْوََالِدَيْنِ} خبرها، ومفعول كتب محذوف: أي كتب عليكم أن توصوا، ثم بين لمن الوصية، أو خبره محذوف: أي الإيصاء كتب: أي فرض عليكم الوصية للوالدين والأقربين، فعلى هذا يحسن الوقف على خيرا {بِالْمَعْرُوفِ}
كاف إن نصب حقا على المصدر كأنه قال: أحقّ ذلك اليوم عليكم حقا، أو وجب وجوبا، أو كتب عليكم الوصية {حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} كاف و {يُبَدِّلُونَهُ} و {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، و {فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ} كلها حسان {رَحِيمٌ}
تامّ للابتداء بالنداء {تَتَّقُونَ} جائز، لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بكتب، لأن أياما منصوب على الظرف أي كتب عليكم الصيام في أيام معدودات، فلا يفصل بين الظرف وبين ما عمل فيه من الفعل. وقيل منصوب على أنه مفعول ثان لكتب: أي كتب عليكم أن تصوموا أياما معدودات، والوقف على {مَعْدُودََاتٍ} و {مِنْ أَيََّامٍ أُخَرَ} و {طَعََامُ مِسْكِينٍ} كلها حسان {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} أحسن مما قبله {تَعْلَمُونَ} تامّ إن رفع شهر بالابتداء وخبره {الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} وكاف إن رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي المفترض عليكم، أو هي أو الأيام شهر رمضان، ومثل ذلك من نصبه على الإغراء، أو حسن إن نصب بفعل مقدر: أي صوموا شهر رمضان وليس بوقف إن جعل بدلا من أياما معدودات كأنه قال أياما معدودات شهر رمضان، والبدل والمبدل منه كالشيء الواحد أو بدلا من الصيام على أن تجعله اسم ما لم يسم فاعله أي كتب عليكم شهر رمضان {وَالْفُرْقََانِ}
الوقف على {خَيْراً} {بِالْمَعْرُوفِ} كاف إن نصب حقا على المصدر، وليسب بوقف إن نصب ذلك بكتب {عَلَى الْمُتَّقِينَ} حسن {يُبَدِّلُونَهُ} كاف، وكذا: سميع عليم، وفلا إثم عليه {رَحِيمٌ} تامّ {تَتَّقُونَ} جائز. لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بكتب عليكم الصيام {مَعْدُودََاتٍ} حسن {مِنْ أَيََّامٍ أُخَرَ} هنا وفيما يأتي حسن وقال أبو عمرو كاف {طَعََامُ مِسْكِينٍ} كاف {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} كاف {تَعْلَمُونَ} تامّ إن رفع شهر رمضان بالابتداء، وجعل ما بعده خبرا، وكاف إن رفع(1/124)
كاف: وقيل تامّ للابتداء بالشرط {فَلْيَصُمْهُ}، و {مِنْ أَيََّامٍ أُخَرَ}، و {الْعُسْرَ} كلها حسان. وقال أحمد بن موسى {وَلََا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
كاف على أن اللام في قوله: ولتكملوا العدة متعلقة بمحذوف تقديره وفعل هذا لتكملوا العدة وهو مذهب الفراء. وقال غيره اللام متعلقة بيريد مضمرة والتقدير ويريد لتكملوا العدة قاله النكزاوي {تَشْكُرُونَ} تامّ {فَإِنِّي قَرِيبٌ} حسن: ومثله {إِذََا دَعََانِ} والياءان من الداع ودعان من الزوائد لأن الصحابة لم تثبت لها صورة في المصحف العثماني، فمن القرّاء من أسقطها تبعا للرسم وقفا ووصلا، ومنهم من يثبتها في الحالين، ومنهم من يثبتها وصلا ويحذفها وقفا:
مطلب: عدد ياءات الزوائد
وجملة هذه الزوائد اثنان وستون ياء فأثبت أبو عمرو وقالون هاتين الياءين وصلا وحذفاها وقفا كما سيأتي مبينا في محله {يَرْشُدُونَ} تامّ {إِلى ََ نِسََائِكُمْ} حسن: وقيل كاف. لأن هن مبتدأ، والوقف على {لَهُنَّ}، و {عَنْكُمْ}، و {لَكُمْ} كلها حسان، وقيل الأخير أحسن منهما لعطف الجملتين المتفقتين مع اتفاق المعنى {مِنَ الْفَجْرِ} جائز {إِلَى اللَّيْلِ}
ذلك بأنه خبر مبتدإ محذوف، وصالح إن رفع ذلك بأنه بدل من الصيام {وَالْفُرْقََانِ}
كاف. وقيل تامّ {فَلْيَصُمْهُ} كاف {تَشْكُرُونَ} تامّ {فَإِنِّي قَرِيبٌ} صالح، وكذا {إِذََا دَعََانِ} {يَرْشُدُونَ} تامّ {إِلى ََ نِسََائِكُمْ} كاف، وكذا: لباس لكم {لِبََاسٌ لَهُنَّ} تامّ {وَعَفََا عَنْكُمْ} صالح، وكذا: ما كتب الله لكم {إِلَى اللَّيْلِ} كاف، وكذا في المساجد {فَلََا تَقْرَبُوهََا} حسن. وقال أبو عمرو كاف {يَتَّقُونَ} حسن.
وقال أبو عمرو: تام {تَعْلَمُونَ} تامّ {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ} صالح، أو مفهوم، وكذا نظائره: ك {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرََامِ قِتََالٍ فِيهِ}، و {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ}
وأبى الوقف عليه جماعة لأن ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما {وَالْحَجِّ} كاف، وكذا.(1/125)
حسن: وكذا المساجد {فَلََا تَقْرَبُوهََا} حسن: وقال أبو عمرو: كاف {يَتَّقُونَ} تامّ {إِلَى الْحُكََّامِ} وبالإثم، ليسا بوقف للام العلة في الأول ولواو الحال في الثاني {تَعْلَمُونَ} تامّ {عَنِ الْأَهِلَّةِ} جائز: وأبى الوقف عليه جماعة لأن ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما {وَالْحَجِّ} كاف {مِنْ ظُهُورِهََا} ليس بوقف لتعلق ما بعده به عطفا واستدراكا {مَنِ اتَّقى ََ} كاف:
ومثله من أبوابها {تُفْلِحُونَ} تامّ {وَلََا تَعْتَدُوا} صالح: لأن قوله: إن الله جواب للنهي قبله، فله به بعض تعلق {الْمُعْتَدِينَ} تامّ {مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} حسن: ومثله من القتل {حَتََّى يُقََاتِلُوكُمْ فِيهِ} كاف: للابتداء بالشرط مع الفاء {فَاقْتُلُوهُمْ} جائز لأن قوله: كذلك جزاء الكافرين منقطع في اللفظ متصل المعنى {الْكََافِرِينَ} كاف {رَحِيمٌ} اكفى منه {فِتْنَةٌ}
ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله {الدِّينُ لِلََّهِ} حسن {الظََّالِمِينَ} تامّ {قِصََاصٌ} كاف {عَلَيْكُمْ} حسن {وَاتَّقُوا اللََّهَ}
أحسن {الْمُتَّقِينَ} تامّ {إِلَى التَّهْلُكَةِ} حسن {وَأَحْسِنُوا} جائز: لأن إن جواب الأمر، فهو منقطع لفظا متصل معنى {الْمُحْسِنِينَ} كاف {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ} حسن: لمن رفع والعمرة على الاستئناف، فلا تكون العمرة واجبة، وبها قرأ الشعبي وعامر وتأولها أهل العلم بأن الله أمر بإتمام الحج إلى انتهاء مناسكه. ثم استأنف الإخبار بأن العمرة لله ليدل على كثرة ثوابها، وللترغيب
من اتقى، ومن أبوابها {تُفْلِحُونَ} تامّ {وَلََا تَعْتَدُوا} صالح {الْمُعْتَدِينَ} تامّ {مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} كاف {مِنَ الْقَتْلِ} حسن {حَتََّى يُقََاتِلُوكُمْ فِيهِ} كاف {فَاقْتُلُوهُمْ} صالح {الْكََافِرِينَ} كاف {رَحِيمٌ} حسن {الدِّينُ لِلََّهِ} صالح {الظََّالِمِينَ} تامّ {قِصََاصٌ} كاف، وكذا: بمثل ما اعتدى عليكم {الْمُتَّقِينَ} تامّ {وَأَحْسِنُوا} صالح {الْمُحْسِنِينَ} حسن {وَالْعُمْرَةَ لِلََّهِ} كاف، ومن قرأ العمرة بالرفع فله الوقف على: وأتموا الحج {مِنَ الْهَدْيِ} حسن {الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} كاف {أَوْ}(1/126)
في فعلها، وليس بوقف لمن نصبها عطفا على الحج فتكون داخلة في الوجوب، وبهذه القراءة قرأ العامة {لِلََّهِ} كاف ومثله {مِنَ الْهَدْيِ}، و {مَحِلَّهُ}، و {أَوْ نُسُكٍ}، و {مِنَ الْهَدْيِ} وإذا للشرط مع الفاء، وجوابها محذوف:
أي فإذا أمنتم من خوف العدوّ أو المرض فامضوا {إِلَى الْحَجِّ} ليس بوقف لأن قوله: فما استيسر جواب الشرط، وموضع ما رفع، فكأنه قال فعليه ما استيسر من الهدى فحذف الخبر لأن الكلام يدل عليه، وقيل موضعها نصب بفعل مضمر كأنه قال فيذبح ما استيسر من الهدى {إِذََا رَجَعْتُمْ} حسن {كََامِلَةٌ} أحسن منه.
فائدة:
من الإجمال بعد التفصيل قوله: {فَصِيََامُ ثَلََاثَةِ أَيََّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذََا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كََامِلَةٌ}، أعيد ذكر العشرة لدفع توهم أن الواو في وسبعة بمعنى أو فتكون الثلاثة داخلة فيها وأتى بكاملة لنفي احتمال نقص في صفاتها وهي أحسن من تامة، فإن التمام من العدد قد علم. قاله الكرماني {الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} حسن.
مطلب ما ينفع القارئ:
فائدة تنفع القارئ: حذفت النون في حاضري في حالتي النصب والجرّ للإضافة مع إثبات الياء خطا ساقطة في اللفظ وصلا، ومثله غير محلي الصيد في المائدة، والمقيمي الصلاة في الحج، وفي التوبة غير معجزي الله في الموضعين، وفي مريم إلا آتي الرحمن عبدا، وفي القصص: وما كنا مهلكي القرى، فالياء في هذه المواضع كلها ثابتة خطا ولفظا في الوقف. وساقطة وصلا لالتقاء الساكنين،
{نُسُكٍ} صالح {مِنَ الْهَدْيِ} كاف {كََامِلَةٌ} حسن، وكذا: المسجد الحرام {الْعِقََابِ} تامّ {مَعْلُومََاتٌ} كاف {فِي الْحَجِّ} تام. وقال أبو عمرو كاف، ولا وقف على شيء مما قبله في الآية، سواء رفع أم نصب، فإن رفع الرفث والفسوق ونصب(1/127)
وأجمعوا على أن ما بعد الياء مجرور مضاف إليه، لأن الوصف المقرون بأل لا يضاف إلا لما فيه أل أو لما أضيف لما فيه أل، نحو المقيمي الصلاة، ونحو الضارب رأس الجاني، ومن لا مساس له بهذا الفنّ يعتقد أو يقلد من لا خبرة له أن النون تزاد حالة الوقف، ويظنّ أن الوقف على الكلمة يزيل حكم الإضافة، ولو زال حكمها لوجب أن لا يجرّ ما بعد الياء، لأن الجرّ إنما أوجدته الإضافة، فإذا زالت وجب أن يزول حكمها وأن يكون ما بعدها مرفوعا، فمن زعم ردّ النون فقد أخطأ، وزاد في القرآن ما ليس منه {الْعِقََابِ} تامّ {مَعْلُومََاتٌ} كاف، يبني الوقف على {فُسُوقَ} ووصله على اختلاف القراء والمعربين في رفع رفث وما بعده، فمن قرأ برفعهما والتنوين وفتح جدال، وبها قرأ أبو عمرو وابن كثير فوقفه على فسوق تامّ، ولا يوقف على شيء قبله. ثم يبتدئ، ولا جدال في الحج، وليس فسوق بوقف لمن نصب الثلاثة وهي قراءة الباقين، واختلف في رفع رفث وفسوق، فقيل بالابتداء والخبر محذوف تقديره كائن أو مستقرّ في الحج، أو رفعهما على أن لا بمعنى ليس والخبر محذوف أيضا، ففي الحج عن الأوّل خبر ليس، وعلى الثاني خبر المبتدأ وعليهما الوقف على فسوق كاف، ومن نصب الثلاثة لم يفصل بوقف بينهما {وَلََا جِدََالَ فِي الْحَجِّ} كاف: وقيل تامّ على جميع القراءات أي لا شك في الحج أنه ثبت في ذي الحجة {مِنْ خَيْرٍ} ليس بوقف لأن يعلمه الله جواب الشرط {يَعْلَمْهُ اللََّهُ} تام: ووقف بعضهم على وتزودوا فارقا بين الزادين، لأن أحدهما زاد الدنيا، والآخر زاد الآخرة {التَّقْوى ََ} كاف، وعند قوم {وَاتَّقُونِ} ثم يبتدئ يا أولي الألباب وليس بشيء لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد إلا أن يقرن بالسبب الذي من أجله نودي و {الْأَلْبََابِ} تام {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنََاحٌ} ليس بوقف {مِنْ رَبِّكُمْ} حسن:
الجدال وقف على الفسوق، وهو وقف كاف {يَعْلَمْهُ اللََّهُ} تام {التَّقْوى ََ} كاف {يََا أُولِي الْأَلْبََابِ} تامّ {مِنْ رَبِّكُمْ} كاف، وكذا {الْمَشْعَرِ الْحَرََامِ} {كَمََا هَدََاكُمْ}(1/128)
ومثله الحرام {كَمََا هَدََاكُمْ} ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال. وقال الفرّاء:
إن بمعنى ما، واللام بمعنى إلا: أي وما كنتم من قبله إلا من الضالين، والهاء في قبله راجعة إلى الهدى أو إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وعند قوم كما هداكم لأن الواو تصلح حالا واستئنافا، وأن بمعنى قد، قاله السجاوندي وعلى هذا يجوز الوقف عليه، والصحيح أنها مخففة من الثقيلة {الضََّالِّينَ} كاف، وثم للترتيب الأخبار {أَفََاضَ النََّاسُ} جائز {وَاسْتَغْفِرُوا اللََّهَ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ، ومثله ذكرا {مِنْ خَلََاقٍ} كاف، وكذا: عذاب النار، ومثله كسبوا {الْحِسََابِ} تامّ باتفاق {مَعْدُودََاتٍ} كاف، لأن الشرط في بيان حكم آخر، والمعدودات هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر والأيام المعلومات هي يوم النحر ويومان بعده، فيوم النحر معلوم للنحر غير معدود للرمي إلا للعقبة، واليومان بعده معدودان معلومان، والرابع معدود غير معلوم {فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ} الأول جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهذا جار في كل معادل كما تقدم و {عَلَيْهِ} الثاني ليس بوقف لتعلق ما بعده: أي لمن اتقى الله في حجه وغيره {لِمَنِ اتَّقى ََ} حسن. وقال أبو عمرو كاف {تُحْشَرُونَ} تامّ {عَلى ََ مََا فِي قَلْبِهِ} قيل ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال {الْخِصََامِ} كاف، ومثله {لِيُفْسِدَ فِيهََا} لمن رفع {وَيُهْلِكَ} بضم الياء والكاف من أهلك على الاستئناف. أو خبر مبتدإ محذوف: أي وهو
حسن و {الضََّالِّينَ}، {مِنْ حَيْثُ أَفََاضَ النََّاسُ} جائز {وَاسْتَغْفِرُوا اللََّهَ} كاف، وكذا: {رَحِيمٌ} و {أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}، و {مِنْ خَلََاقٍ}، و {عَذََابَ النََّارِ}، و {مِمََّا كَسَبُوا} {الْحِسََابِ} حسن. وقال أبو عمرو تامّ {مَعْدُودََاتٍ} كاف، وكذا: {فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ} الأوّل {لِمَنِ اتَّقى ََ} حسن. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ {تُحْشَرُونَ}
تامّ {عَلى ََ مََا فِي قَلْبِهِ} ليس بوقف {أَلَدُّ الْخِصََامِ} كاف، وكذا: والنسل، ومن قرأ {وَيُهْلِكَ} بالرفع على الاستئناف فله الوقف على {لِيُفْسِدَ فِيهََا} {لََا يُحِبُّ الْفَسََادَ} حسن {أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} جائز {فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ} كاف {وَلَبِئْسَ الْمِهََادُ} تامّ {مَرْضََاتِ اللََّهِ} كاف. وقال أبو عمرو تامّ {بِالْعِبََادِ} تامّ {كَافَّةً} صالح،(1/129)
يهلك و {الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} مفعولان بهما: أي ليفسد فيها ويهلك، وليس بوقف لمن رفعه عطفا على يشهد، أو نصبه نسقا على ليفسد. وحكى ابن مقسم عن أبي حيوة الشامي أنه قرأ ويهلك بفتح الياء والكاف معا، والحرث والنسل برفعهما كأنه قال: ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل على يده، والوقف إذا على والنسل كقراءة الجماعة، ويهلك بضم الياء وفتح الكاف، ونصب الحرث والنسل عطفا على ليفسد، والرابعة ويهلك بضم الكاف مضارع هلك ورفع ما بعده، وكذا مع فتح اللام، وهي لغة شاذة لفتح عين ماضيه، وليست عينه، ولا لامه حرف حلق {وَالنَّسْلَ} كاف، ومثله الفساد {بِالْإِثْمِ} جائز {جَهَنَّمُ} كاف {الْمِهََادُ} تامّ {مَرْضََاتِ اللََّهِ} كاف {بِالْعِبََادِ} تام {كَافَّةً} جائز: وكافة حال من الضمير في ادخلوا: أي ادخلوا في الإسلام في هذه الحالة {الشَّيْطََانِ} كاف: للابتداء بأنه، ومثله مبين {حَكِيمٌ} تام: للابتداء بالاستفهام {مِنَ الْغَمََامِ} كاف: لمن رفع الملائكة على إضمار الفعل أي وتأتيهم {الْمَلََائِكَةُ} والوقف على والملائكة حسن: سواء كانت الملائكة مرفوعة أو مجرورة لعطفها على فاعل يأتيهم أي وأتتهم الملائكة، وليس بوقف لمن قرأ بالجر وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع عطفا على الغمام كأنه قال في ظلل من الغمام وفي الملائكة، وعليه فلا يوقف على الغمام ولا على الملائكة بل على: وقضي الأمر، وهو حسن {الْأُمُورُ} تام {بَيِّنَةٍ} حسن: لانتهاء الاستفهام {الْعِقََابِ} تامّ {آمَنُوا} حسن، ومثله يوم القيامة {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ {وََاحِدَةً} ليس بوقف لفاء العطف بعده {مُنْذِرِينَ} جائز، لأن مبشرين حالان من النبيين
وكذا: خطوات الشيطان {عَدُوٌّ مُبِينٌ} كاف {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} تامّ {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمََامِ} جائز، وإن قال ابن كثير إنه كاف، لأن قوله: والملائكة معطوف على فاعل يأتيهم قبله، ومن قرأ والملائكة بالجر عطفا على الغمام لم يقف على الغمام {وَالْمَلََائِكَةُ} صالح على القراءتين {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} حسن {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} تامّ {بَيِّنَةٍ} حسن {شَدِيدُ الْعِقََابِ} تامّ {مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} حسن. وقال أبو عمرو(1/130)
حال مقارنة لأن بعثهم كان وقت البشارة والنذارة، وقيل حال مقدرة {فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} حسن، ومثله بغيا بينهم {بِإِذْنِهِ} كاف. فإن قلت ما معنى الهداية إلى الاختلاف والهداية إلى الاختلاف ضلال؟ فالجواب أن أهل الكتاب اختلفوا وكفر بعضهم بكتاب بعض فهدى الله المؤمنين فآمنوا بالكتب كلها فقد هداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق، لأن الكتب التي أنزلها الله تعالى حق وصدق، واختلفوا في القبلة، فمنهم من يصلي إلى المشرق، ومنهم من يصلي إلى المغرب، ومنهم من يصلي إلى بيت المقدس، فهدانا الله إلى الكعبة، واختلفوا في عيسى فجعلته اليهود ولد زنا، وجعلته النصارى إلها، فهدانا الله للحق فيه.
مطلب: عدد الأنبياء الذين في القرآن:
فائدة:
الذي في القرآن من الأنبياء ثمانية وعشرون نبيّا، وجملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والمرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّا، وكانت العرب على دين إبراهيم إلى أن غيره عمرو بن لحيّ {مُسْتَقِيمٍ} تام {مِنْ قَبْلِكُمْ}
حسن للفصل بين الاستفهام والإخبار، لأن ولما يأتكم عطف على أم حسبتم:
أي أحسبتم وأ لم يأتكم. قاله السجاوندي، ولما أبلغ في النفي من لم، والفرق بين لما ولم أن لما قد يحذف الفعل بعدها بخلاف لم، فلا يجوز حذفه فيها إلا
كاف {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} كاف {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ {وَمُنْذِرِينَ} حسن {فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} حسن وقال أبو عمرو كاف، والوقف على {كََانَ النََّاسُ أُمَّةً وََاحِدَةً} ليس بجيد، وإن قيل إنه حسن، لأن ما بعده متعلق به {بَغْياً بَيْنَهُمْ} مفهوم، وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ {مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ} كاف، وكذا: مستقيم {خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ} صالح، وإن قيل إنه حسن {مَتى ََ نَصْرُ اللََّهِ} حسن، وقال أبو عمرو كاف {قَرِيبٌ} تامّ {مََا ذََا}(1/131)
لضرورة {مَتى ََ نَصْرُ اللََّهِ} حسن، وقال أبو عمرو كاف للابتداء بأداة التنبيه {قَرِيبٌ} تامّ {يُنْفِقُونَ} حسن {وَابْنِ السَّبِيلِ} أحسن منه للابتداء بالشرط، وما مفعول: أي أيّ شيء تفعلوا {عَلِيمٌ} تامّ {كُرْهٌ لَكُمْ} حسن {خَيْرٌ لَكُمْ} كاف، ومثله شرّ لكم {لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {قِتََالٍ فِيهِ} حسن {كَبِيرٌ} تامّ: لأن وصدّ مرفوع بالابتداء وما بعده معطوف عليه، وخبر هذه الأشياء كلها أكبر عند الله، فلا يوقف على {الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} لأن خبر المبتدإ لم يأت فلا يفصل بينهما بالوقف {أَكْبَرُ عِنْدَ اللََّهِ} حسن، وقال الفراء:
وصدّ معطوف على كبير، وردّ لفساد المعنى لأن التقدير عليه قل قتال فيه كبير وقتال فيه كفر. قال أبو جعفر: وهذا القول غلط من وجهين. أحدهما أنه ليس أحد من أهل العلم يقول القتال في الشهر الحرام كفر، وأيضا فإن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله، ولا يكون إخراج أهل المسجد منه عند الله أكبر من القتل، والآخر أن يكون وصدّ عن سبيل الله نسقا على قوله: {قُلْ قِتََالٌ}
فيكون المعنى قل قتال فيه وصدّ عن سبيل الله وكفر به كبير. وهذا فاسد لأن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله إشارة، قاله النكزاوي {مِنَ الْقَتْلِ}
أحسن منه {إِنِ اسْتَطََاعُوا} كاف {وَهُوَ كََافِرٌ} ليس بوقف لأن ما بعده إلى من اتصف بالأوصاف السابقة {وَالْآخِرَةِ} صالح لأن ما بعده يجوز أن يكون عطفا على الجزاء، ويجوز أن يكون ابتداء إخبار عطفا على جملة الشرط. قاله أبو حيان. {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز: ويجوز في هم أن يكون خبرا ثانيا
{يُنْفِقُونَ} هنا وفيما يأتي مفهوم على ما من {وَابْنِ السَّبِيلِ} كاف {بِهِ عَلِيمٌ} تامّ {كُرْهٌ لَكُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {خَيْرٌ لَكُمْ} كاف: وكذا شرّ لكم {لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {قِتََالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {أَكْبَرُ عِنْدَ اللََّهِ} حسن، وهو خبر قوله: وصد عن سبيل الله مع ما عطف عليه {أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} حسن أيضا.
وقال أبو عمرو فيهما: كاف {إِنِ اسْتَطََاعُوا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف(1/132)
لأولئك، وأن يكون هم فيها خالدون جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، أو تقول أصحاب خبر وهم فيها خبر آخر، فهما خبران عن شيء واحد وتقدم ما يغني عن إعادته {خََالِدُونَ} تامّ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن ما بعده خبر إن {رَحْمَتَ اللََّهِ} بالتاء المجرورة: كاف {رَحِيمٌ} تامّ {وَالْمَيْسِرِ} جائز {لِلنََّاسِ} حسن {مِنْ نَفْعِهِمََا} كاف {مََا ذََا يُنْفِقُونَ} حسن لمن قرأ العفو بالرفع و {الْعَفْوَ} كاف {تَتَفَكَّرُونَ} ليس بوقف لأن ما بعده متعلق به لأنه في موضع نصب بما قبله وهو تتفكرون أو متعلق بقوله يبين الله فعلى هذين الوجهين لا يوقف على تتفكرون، لأن في الوقف عليه فصلا بين العامل والمعمول {وَالْآخِرَةِ} تامّ {عَنِ الْيَتََامى ََ} حسن: عند بعضهم {خَيْرٌ}
أحسن منه {فَإِخْوََانُكُمْ} كاف {مِنَ الْمُصْلِحِ} حسن. ومثله: لأعنتكم {حَكِيمٌ} تامّ {حَتََّى يُؤْمِنَّ} حسن: لأن بعده لام الابتداء {وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} كاف: ولو هنا بمعنى إن: أي وإن أعجبتكم {حَتََّى يُؤْمِنُوا}
حسن: لأن بعده لام الابتداء {وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} كاف {إِلَى النََّارِ} حسن:
للفصل بين ذكر الحق والباطل، والوصل أولى، لأن المراد بيان تفاوت الدعوتين مع اتفاق الجملتين {بِإِذْنِهِ} كاف {يَتَذَكَّرُونَ} تامّ {الْمَحِيضِ} جائز:
وكذا: {فَاعْتَزِلُوا النِّسََاءَ فِي الْمَحِيضِ}، {حَتََّى يَطْهُرْنَ} بالتخفيف
{وَالْآخِرَةِ} مفهوم {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز {فِيهََا خََالِدُونَ} تامّ {رَحْمَةِ اللََّهِ}
كاف {رَحِيمٌ} تامّ {وَالْمَيْسِرِ} مفهوم. وتقدّم بما فيه {وَمَنََافِعُ لِلنََّاسِ} صالح {مِنْ نَفْعِهِمََا} كاف {مََا ذََا يُنْفِقُونَ} مفهوم، وتقدّم بما فيه {قُلِ الْعَفْوَ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به أو يبين الله لكم {وَالْآخِرَةِ} تامّ {عَنِ الْيَتََامى ََ} مفهوم وتقدّم {إِصْلََاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ} صالح {فَإِخْوََانُكُمْ} كاف: وكذا من المصلح {لَأَعْنَتَكُمْ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {حَكِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {حَتََّى يُؤْمِنَّ} صالح {وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}
كاف {حَتََّى يُؤْمِنُوا} صالح {وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} كاف {إِلَى النََّارِ} حسن {بِإِذْنِهِ}(1/133)
والتشديد، فمن قرأ بالتخفيف فإن الطهر يكون عنده بانقطاع الدم فيجوز له الوقف عليه لأنه وما بعده كلامان، ومن قرأ بالتشديد فإن الطهر يكون عنده بالغسل، فلا يجوز له الوقف عليه لأنه وما بعده كلام واحد {أَمَرَكُمُ اللََّهُ}
حسن {يُحِبُّ التَّوََّابِينَ} جائز {الْمُتَطَهِّرِينَ} تامّ {حَرْثٌ لَكُمْ} ليس بوقف، لأن قوله نساؤكم متصل بقوله: فأتوا لأنه بيان له، لأن الفاء كالجزاء:
أي إذا كنّ حرثا فأتوا {أَنََّى شِئْتُمْ} حسن، ومثله لأنفسكم {مُلََاقُوهُ}
كاف {الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {عُرْضَةً لِأَيْمََانِكُمْ} حسن، إن جعل موضع أن تبرّوا رفعا بالابتداء والخبر محذوف: أي أن تبرّوا وتتقوا وتصلحوا بين الناس أفضل من اعتراضكم باليمين، وليس بوقف إن جعل موضع أن نصبا بمعنى العرضة كأنه قال ولا تعترضوا بأيمانكم لأن تبروا فلما حذف اللام وصل الفعل فنصب، فلا يوقف على لأيمانكم للفصل بين العامل والمعمول، ولو جعل كما قال أبو حيان أن تبرّوا وما بعده بدلا من أيمانكم لكان أولى في عدم الوقف، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف {بَيْنَ النََّاسِ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {قُلُوبُكُمْ} كاف {حَلِيمٌ} تامّ {أَشْهُرٍ} حسن {رَحِيمٌ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {قُرُوءٍ}، {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}، و {إِصْلََاحاً}، و {بِالْمَعْرُوفِ}، و {دَرَجَةٌ} كلها حسان، والأخير أحسن مما قبله {حَكِيمٌ} تامّ {مَرَّتََانِ}
حسن {بِإِحْسََانٍ} أحسن منه {حُدُودَ اللََّهِ} الأول كاف دون الثاني، لأن
كاف {يَتَذَكَّرُونَ} تامّ {عَنِ الْمَحِيضِ} تقدم ذكره {قُلْ هُوَ أَذىً} مفهوم {حَتََّى يَطْهُرْنَ} صالح {أَمَرَكُمُ اللََّهُ} كاف {التَّوََّابِينَ} جائز {الْمُتَطَهِّرِينَ} تام {أَنََّى شِئْتُمْ} كاف: وكذا لأنفسكم، وملاقوه. وقال أبو عمرو {مُلََاقُوهُ} تامّ، ولو وقف على: {وَاتَّقُوا اللََّهَ} جاز {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {بَيْنَ النََّاسِ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} كاف {غَفُورٌ حَلِيمٌ} تامّ {أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} مفهوم {رَحِيمٌ}
كاف {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} تامّ {ثَلََاثَةَ قُرُوءٍ} كاف {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} حسن: وكذا إصلاحا {بِالْمَعْرُوفِ} كاف: وكذا عليهنّ درجة {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} تامّ {الطَّلََاقُ}(1/134)
الفاء فيه للجزاء {فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} أكفى: مما قبله {فَلََا تَعْتَدُوهََا} تامّ {الظََّالِمُونَ} كاف: ومثله غيره وحدود الله {يَعْلَمُونَ} تامّ {بِمَعْرُوفٍ}
حسن {لِتَعْتَدُوا} تام {نَفْسَهُ} كاف: ومثله هزوا، و {يَعِظُكُمْ بِهِ}
{وَاتَّقُوا اللََّهَ} صالح {عَلِيمٌ} تام {بِالْمَعْرُوفِ} حسن، ومثله: واليوم الآخر {وَأَطْهَرُ} كاف {لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {الرَّضََاعَةَ} حسن: وكذا وكسوتهنّ بالمعروف، ووسعها على القراءتين، لكن من قرأ لا تضارّ بالفتح أحسن لأنهما كلامان، ومن قرأ بالرفع فالوصل أولى لأنه كلام واحد {مِثْلُ ذََلِكَ} أحسن {عَلَيْهِمََا} كاف {بِالْمَعْرُوفِ} حسن {وَاتَّقُوا اللََّهَ} جائز {بَصِيرٌ} تامّ {وَعَشْراً} حسن: ومثله بالمعروف {خَبِيرٌ} * تامّ {فِي أَنْفُسِكُمْ} حسن {عَلِمَ اللََّهُ} ليس بوقف، لأن ما بعده مفعول علم {قَوْلًا مَعْرُوفاً} كاف {أَجَلَهُ} حسن {فَاحْذَرُوهُ} كاف {حَلِيمٌ} تامّ {فَرِيضَةً} كاف: على القراءتين في تماسوهنّ، قرأ حمزة والكسائي بالألف، والباقون تمسوهنّ من غير ألف {وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} حسن: عند أبي حاتم إن
{مَرَّتََانِ} صالح، وقيل: حسن {بِإِحْسََانٍ} كاف: وكذا أن لا يقيما حدود الله، وفيما افتدت به {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلََّا يُقِيمََا حُدُودَ اللََّهِ} ليس بوقف {فَلََا تَعْتَدُوهََا} تامّ.
وقال أبو عمرو كاف {الظََّالِمُونَ} حسن {زَوْجاً غَيْرَهُ} كاف: وكذا أن يقيما حدود الله {يَعْلَمُونَ} تام، وقيل كاف {أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} حسن: وقال أبو عمرو كاف {ضِرََاراً لِتَعْتَدُوا} تام {نَفْسَهُ} كاف وكذا هزوا، ويعظكم به {وَاتَّقُوا اللََّهَ}
صالح {عَلِيمٌ} تام {بِالْمَعْرُوفِ} كاف {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} صالح. وقال أبو عمرو:
كاف {وَأَطْهَرُ} كاف {لََا تَعْلَمُونَ} تام {الرَّضََاعَةَ} حسن، وكذا {كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وإلا وسعها. وقال أبو عمرو: في {إِلََّا وُسْعَهََا} كاف {بِوَلَدِهِ} صالح {مِثْلُ ذََلِكَ} أصلح منه وقال أبو عمرو إنه: كاف {فَلََا جُنََاحَ عَلَيْهِمََا} كاف: وكذا ما آتيتم بالمعروف {وَاتَّقُوا اللََّهَ} جائز {بَصِيرٌ} تام {وَعَشْراً} صالح {بِالْمَعْرُوفِ} كاف {خَبِيرٌ} تام {فِي أَنْفُسِكُمْ} حسن {قَوْلًا مَعْرُوفاً} تام {أَجَلَهُ} حسن. وقال أبو عمرو: {فَاحْذَرُوهُ} كاف {غَفُورٌ حَلِيمٌ} تامّ {فَرِيضَةً} كاف {وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ}(1/135)
نصب متاعا على المصدر بفعل مقدّر، وأنه غير متصل بما يليه من الجملتين، وليس بوقف إن نصب على الحال من الواو في: {وَمَتِّعُوهُنَّ} وقرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص قدره بفتح الدال {الْمُحْسِنِينَ} كاف.
ومثله: عقدة النكاح، وأقرب للتقوى وبينكم {بَصِيرٌ} تامّ {الْوُسْطى ََ}
حسن: وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله، لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه. الوسطى عند الإمام مالك هي الصبح، وعند أبي حنيفة وأحمد، وفي رواية عند مالك أنها العصر، لقوله صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا» قاله النكزاوي {قََانِتِينَ} كاف {أَوْ رُكْبََاناً} حسن. لأن إذا وفي معنى الشرط {تَعْلَمُونَ}
تام {أَزْوََاجاً} حسن، إن رفع ما بعده بالابتداء: أي فعليهم وصية لأزواجهم، أو رفعت وصية بكتب: أي كتب عليهم وصية ولأزواجهم صفة والجملة خبر الأول، وليس بوقف لمن نصب وصية على المصدر: أي يوصون وصية. وقال العماني:
والذين مبتدأ وما بعده صلة إلى قوله: {أَزْوََاجاً}، وما بعده أزواجا خبر المبتدأ سواء نصبت أو رفعت، فلا يوقف على أزواجا لأن هذه الجملة في موضع خبر المبتدأ، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره و {لِأَزْوََاجِهِمْ} حسن إن نصب ما بعده بفعل مقدّر من لفظه: أي متعوهن متاعا أو من غير لفظه ويكون مفعولا: أي جعل الله لهنّ متاعا إلى الحول، وليس بوقف إن نصب حالا مما قبله {غَيْرَ إِخْرََاجٍ} كاف: ومثله من معروف {حَكِيمٌ} تامّ.
مطلب فيما اتفق عليه من قطع في عن ما:
اتفق علماء الرسم على قطع في عن ما الموصولة في قوله هنا: {فِي مََا}
لا يوقف عليه اختيارا لاتصال ما بعده به {عَلَى الْمُحْسِنِينَ} كاف: وكذا: عقدة النكاح {أَقْرَبُ} إلى التقوى حسن وقال أبو عمرو: كاف {بَيْنَكُمْ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {الْوُسْطى ََ} صالح، وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله، لأنه عطف جملة على(1/136)
{فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ}. الثاني في البقرة دون الأول، وفي قوله: {قُلْ لََا أَجِدُ فِي مََا أُوحِيَ إِلَيَّ} بالأنعام، وفي قوله: {لَمَسَّكُمْ فِيمََا أَفَضْتُمْ فِيهِ} بالنور، وفي قوله: {فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ} بالأنبياء، وفي قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مََا آتََاكُمْ} * في الموضعين بالمائدة والأنعام، وفي قوله: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مََا لََا تَعْلَمُونَ} بالواقعة، و {فِي مََا رَزَقْنََاكُمْ} في الروم، و {فِي مََا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} كلاهما بالزمر. وأما قوله: {فِي مََا هََاهُنََا آمِنِينَ} في الشعراء فهو من المختلف فيه، وغير ما ذكر موصول بلا خلاف، فمن ذلك أول موضع في البقرة: {فِيمََا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، و {فِيمَ كُنْتُمْ} في النساء، و {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرََاهََا} في النازعات، فموصول باتفاق {بِالْمَعْرُوفِ} جائز إن نصب حقا بفعل مقدر: أي أحقّ ذلك حقا وليس بمنصوص عليه {الْمُتَّقِينَ} كاف {تَعْقِلُونَ} تامّ {حَذَرَ الْمَوْتِ} ليس بوقف لوجود الفاء، وفي الحديث: «إذا سمعتم أن الوباء بأرض فلا تقدموا عليها، وإن وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه»، وفهم من قوله: «فرارا منه» أنه لو كان الخروج لا على وجه الفرار بل لحاجة فإنه لا يكره، وهذه الآية نزلت في قوم فرّوا من الطاعون وقالوا نأتي أرضا لا نموت فيها، فأماتهم الله، فمرّ بهم نبيّ فدعا الله فأحياهم بعد ثمانية أيام حتى نتنوا وكانوا أربعين ألفا، وبعض تلك الرائحة موجودة في أجساد نسلهم من اليهود إلى اليوم، وهذه الموتة كانت قبل انقضاء آجالهم، ثم بعثهم ليعلمهم أن الفرار من الموت لا يمنعه إذا حضر الأجل {ثُمَّ أَحْيََاهُمْ} حسن {عَلَى النََّاسِ} ليس بوقف للاستدراك بعده
جملة، فهو كالمنفصل عنه {قََانِتِينَ} كاف {أَوْ رُكْبََاناً} صالح {تَعْلَمُونَ} تامّ {غَيْرَ إِخْرََاجٍ} كاف، وكذا: من معروف {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} تامّ {وَلِلْمُطَلَّقََاتِ مَتََاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} جائز {الْمُتَّقِينَ} حسن {تَعْقِلُونَ} تامّ {أَحْيََاهُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لََا يَشْكُرُونَ} تامّ {وَقََاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللََّهِ} جائز {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(1/137)
{لََا يَشْكُرُونَ} تامّ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} جائز، وليس بمنصوص عليه {عَلِيمٌ} تام {حَسَناً} حسن لمن رفع ما بعده على الاستئناف، وليس بوقف لمن نصبه جوابا للاستفهام {كَثِيرَةً} حسن، ومثله: ويبسط. وقال أبو عمرو: فيهما كاف {تُرْجَعُونَ} تامّ {مِنْ بَعْدِ مُوسى ََ} جائز، لأنه لو وصله لصار إذ ظرفا لقوله: {أَلَمْ تَرَ}، وهو محال، إذ يصير العامل في إذ تر، بل العامل فيها محذوف: أي إلى قصة الملأ، ويصير المعنى ألم تر إلى ما جرى للملإ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} حسن {أَلََّا تُقََاتِلُوا} كاف {أَلََّا نُقََاتِلَ فِي سَبِيلِ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن الجملة المنفية بعده في محل نصب حال مما قبله كأنه قيل ما لنا غير مقاتلين {وَأَبْنََائِنََا} حسن، ومثله {قَلِيلًا} منهم {بِالظََّالِمِينَ} تامّ {مَلِكاً} حسن، ومثله: من المال {وَالْجِسْمِ} كاف، ومثله: من يشاء {عَلِيمٌ} تامّ {مِنْ رَبِّكُمْ} جائز، وليس بمنصوص عليه و {الْمَلََائِكَةُ} كاف، ومثله {مُؤْمِنِينَ}. وقال أبو عمرو تامّ {بِالْجُنُودِ}
ليس بوقف لأن قال جواب لما {بِنَهَرٍ} حسن للابتداء بالشرط مع الفاء {فَلَيْسَ مِنِّي} جائز للابتداء بشرط آخر مع الواو {فَإِنَّهُ مِنِّي} حسن، لأن ما بعده من الاستثناء في قوّة لكن، فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله {بِيَدِهِ} كاف، ومثله قليلا منهم، {آمَنُوا مَعَهُ} ليس بوقف، لأن قالوا جواب لما فلا يفصل بينهما {وَجُنُودِهِ} كاف {مُلََاقُوا اللََّهِ} ليس بوقف للفصل بين القول ومقوله {بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف، ومثله: {الصََّابِرِينَ}
تامّ {أَضْعََافاً كَثِيرَةً} حسن {وَيَبْصُطُ} جائز. وقال أبو عمرو: كاف {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} تامّ {نُقََاتِلْ فِي سَبِيلِ اللََّهِ} صالح، وكذا {أَلََّا تُقََاتِلُوا} وقال أبو عمرو فيه: كاف {وَأَبْنََائِنََا} كاف، وكذا: {إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} {بِالظََّالِمِينَ} تام {طََالُوتَ مَلِكاً} كاف، وكذا من المال، والجسم، ومن يشاء {وََاسِعٌ عَلِيمٌ} تامّ {سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} جائز {تَحْمِلُهُ الْمَلََائِكَةُ} كاف وكذا: {مُؤْمِنِينَ} {بِالْجُنُودِ} ليس بوقف.(1/138)
{وَجُنُودِهِ} الثاني ليس بوقف لأن قالوا جواب لما {صَبْراً} جائز، ومثله:
وثبت أقدامنا {الْكََافِرِينَ} كاف لفصله بين الإنشاء والخبر، لأن ما قبله دعاء وما بعده خبر {بِإِذْنِ اللََّهِ} حسن وإن كانت الواو في وقتل للعطف، لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه، وبعضهم وقف على فهزموهم بإذن الله دون ما قبله لمكان الفاء، لأن الهزيمة كانت قتل داود وجالوت، وفي الآية حذف استغنى عنه بدلالة المذكور عليه. ومعناه فاستجاب لهم ربهم ونصرهم فهزموهم بنصره لأن ذكر الهزيمة بعد سؤال النصر دليل على أنه كان على معنى الإجابة فيتعلق قوله {فَهَزَمُوهُمْ} بالمحذوف، وتعلق المحذوف الذي هو الإجابة بالسؤال المتقدم، وعلى هذا لم يكن الوقف على {الْكََافِرِينَ} تاما قاله النكزاوي، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مِمََّا يَشََاءُ} تام {لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} ليس بوقف للاستدراك بعده {الْعََالَمِينَ} تامّ {نَتْلُوهََا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} جائز {الْمُرْسَلِينَ} تامّ، ومثله {عَلى ََ بَعْضٍ} وجه تمامه أنه لما قال {فَضَّلْنََا بَعْضَهُمْ عَلى ََ بَعْضٍ} أي بالطاعات انقطع الكلام واستأنف كلاما في صفة منازل الأنبياء مفصلا فضيلة كل واحد بخصيصية ليست لغيره كتسمية إبراهيم خليلا، وموسى كليما وإرسال محمد إلى كافة الخلق، أو المراد فضلهم بأعمالهم، فالفضيلة في الأول شيء من الله تعالى لأنبيائه، والثانية فضلهم بأعمالهم التي استحقوا بها الفضيلة، فقال في صفة
وقال أبو عمرو فيه: تامّ {بِنَهَرٍ} صالح {فَلَيْسَ مِنِّي} مفهوم {بِيَدِهِ} كاف وكذا:
{إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}، {وَجُنُودِهِ} و {بِإِذْنِ اللََّهِ} قال أبو عمرو في الأخير: كاف {مَعَ الصََّابِرِينَ} حسن {أَفْرِغْ عَلَيْنََا صَبْراً} جائز، وكذا: {وَثَبِّتْ أَقْدََامَنََا} {عَلَى الْقَوْمِ الْكََافِرِينَ} صالح {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف {مِمََّا يَشََاءُ} تامّ، وكذا {عَلَى الْعََالَمِينَ}، وكذا {نَتْلُوهََا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ}، و {الْمُرْسَلِينَ}، و {فَضَّلْنََا بَعْضَهُمْ عَلى ََ بَعْضٍ}، ومن وقف على قوله: {كَلَّمَ اللََّهُ} ونوى بما بعده استئنافا فوقفه كاف، أو نوى به عطفا فوقفه صالح {دَرَجََاتٍ} حسن {بِرُوحِ الْقُدُسِ} كاف {وَلََكِنِ}(1/139)
منازلهم في النبوّة غير الذي يستحقونه بالطاعة {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللََّهُ} يعني موسى عليه السلام {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجََاتٍ} يعني محمدا صلّى الله عليه وسلّم، ولو وصل لصار الجارّ وما عطف عليه صفة لبعض فينصرف الضمير في بيان المفضل بالتكليم إلى بعض فيكون موسى من هذا البعض المفضل عليه غيره، لا من البعض المفضل على غيره بالتكليم. وقيل الوقف على بعض حسن، ومثله {مَنْ كَلَّمَ اللََّهُ} ومن وقف عليه ونوى بما بعده استئنافا كان كافيا، وإن نوى به عطفا كان صالحا {دَرَجََاتٍ} حسن، ومثله {الْبَيِّنََاتِ}، و {بِرُوحِ الْقُدُسِ}، و {اخْتَلَفُوا}، و {مَنْ كَفَرَ} أحسن {مَا اقْتَتَلُوا} الأولى وصله، لأن لكن حرف استدراك يقع بين ضدين. والمعنى ولو شاء الله الاتفاق لاتفقوا ولكن شاء الاختلاف فاختلفوا {مََا يُرِيدُ} تامّ للابتداء بعده بالنداء {وَلََا شَفََاعَةٌ} كاف {الظََّالِمُونَ} تامّ لأن ما بعده مبتدأ، و {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ}
خبر {إِلََّا هُوَ} كاف إن رفع ما بعده مبتدأ وخبرا، أو خبر مبتدإ محذوف:
أي هو الحيّ، أو جعل الحيّ مبتدأ وخبره {لََا تَأْخُذُهُ} وليس بوقف إن جعل بدلا من {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} أو بدلا من هو وحده، وإذا جعل بدلا حلّ محل الأوّل فيصير التقدير: الله لا إله إلا الله، وكذا لو جعل بدلا من الله، أو جعل خبرا ثانيا للجلالة. السابع جعل الحيّ صفة لله، وهو أجودها لأنه قرئ {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} بنصبهما على القطع، والقطع إنما هو في باب النعت، تقول جاءني عبد الله العاقل بالنصب وأنت تمدحه، وكلمني زيد الفاسق بالنصب تذمّه.
ولا يقال في هذا الوجه الفصل بين الصفة والموصوف بالخبر. لأنا نقول إن ذلك
{اخْتَلَفُوا} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مَنْ كَفَرَ} كاف {مََا يُرِيدُ} تامّ {وَلََا شَفََاعَةٌ} كاف {الظََّالِمُونَ} تامّ {اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} صالح {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} كاف {وَلََا نَوْمٌ} حسن {وَمََا فِي الْأَرْضِ} تامّ {إِلََّا بِإِذْنِهِ} حسن {وَمََا خَلْفَهُمْ} كاف، وكذا: {بِمََا شََاءَ}، و {الْأَرْضِ} {حِفْظُهُمََا} صالح {الْعَظِيمُ} تامّ {لََا إِكْرََاهَ فِي}(1/140)
جائز، تقول زيد قائم العاقل، ويجوز الفصل بينهما بالجملة المفسرة في باب الاشتغال نحو زيدا ضربته العاقل، على أن العاقل صفة لزيد، أجريت الجملة المفسرة مجرى الجملة الخبرية في قولك زيد ضربته العاقل، فلما جاز الفصل بالخبر جاز بالمفسرة {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} كاف {وَلََا نَوْمٌ} حسن: السنة ثقل في الرأس، والنعاس في العينين، والنوم في القلب وكررت لا في قوله {وَلََا نَوْمٌ}
تأكيدا وفائدتها انتفاء كل منهما. قال زهير بن أبي سلمى: [البسيط] لا سنة في طوال الدّهر تأخذه ... ولا ينام ولا في أمره فند
{وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف للاستفهام بعده {بِإِذْنِهِ} حسن، لانتهاء الاستفهام {وَمََا خَلْفَهُمْ} كاف، كذا: {بِمََا شََاءَ}، و {الْأَرْضِ}، و {حِفْظُهُمََا} وقيل كلها حسان {الْعَظِيمُ} تامّ {فِي الدِّينِ} حسن، ومثله: {مِنَ الْغَيِّ} {وَيُؤْمِنْ بِاللََّهِ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {الْوُثْقى ََ} وصله أولى، لأن الجملة بعده حال للعروة: أي استمسك بها غير منفصمة {لَا انْفِصََامَ لَهََا} كاف، ورسموا {لَا انْفِصََامَ} كلمتين، لا كلمة، وانفصام كلمة {عَلِيمٌ} تامّ {وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} ليس بوقف، لأن يخرجهم ويخرجونهم حال أو تفسير للولاية، والعامل معنى الفعل في ولي:
أي الله يليهم مخرجا لهم، أو مخرجين إلى النور، قاله السجاوندي {إِلَى النُّورِ} حسن {الطََّاغُوتُ} حسن عند نافع {إِلَى الظُّلُمََاتِ} كاف {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز {خََالِدُونَ} تام {فِي رَبِّهِ} ليس بوقف لأن {أَنْ آتََاهُ اللََّهُ الْمُلْكَ} مفعول من أجله {الْمُلْكَ} جائز إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن علق بقوله: {أَلَمْ تَرَ} كأنه قال ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم
{الدِّينِ} صالح {مِنَ الْغَيِّ} كاف وكذا: {لَا انْفِصََامَ لَهََا} {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} تامّ {إِلَى النُّورِ} كاف {أَوْلِيََاؤُهُمُ الطََّاغُوتُ} مفهوم {إِلَى الظُّلُمََاتِ} كاف {خََالِدُونَ} تامّ {أَنْ آتََاهُ اللََّهُ الْمُلْكَ} جائز وليس بحسن، وإن قيل به. وقال أبو عمرو:(1/141)
في الوقت الذي قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، فإذ في موضع نصب على الظرف، والعامل فيه ألم تر، وليس ظرفا لإيتاء الملك، إذ المحاجة لم تقع وقت أن آتاه الله الملك، بل إيتاء الله الملك إياه سابق على المحاجة {وَيُمِيتُ}
حسن {وَأُمِيتُ} أحسن مما قبله. وقيل ليس بوقف، لأن قال عامله في إذ {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} كاف {الظََّالِمِينَ} جائز ووصله أحسن، لأن التقدير أرأيت كالذي حاجّ إبراهيم، أو كالذي مرّ على قرية، فلما كان محمولا عليه في المعنى اتصل به، أو لأن قوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى ََ قَرْيَةٍ} جملة حالية مقرونة بالواو، وقد سوّغت مجيء الحال، لأن من المسوّغات كون الحال جملة مقرونة بواو الحال أو كالذي معطوف على معنى الكلام، فموضع الكاف نصب بتر أو زائدة للتأكيد أو أن أو بمعنى الواو كأنه قال: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه والذي مرّ على قرية، فهو عطف قصة على قصة {عَلى ََ عُرُوشِهََا} جائز، لأن ما بعده من تتمة ما قبله، قاله السجاوندي {بَعْدَ مَوْتِهََا} حسن، لأنه آخر المقول {ثُمَّ بَعَثَهُ} صالح {كَمْ لَبِثْتَ} كاف، ومثله: أو بعض يوم {مِائَةَ عََامٍ} جائز، ومثله: لم يتسنه {آيَةً لِلنََّاسِ}
حسن، وكذا: {نَكْسُوهََا لَحْماً}، لأنه آخر البيان: وقيل: من {طَعََامِكَ} إلى {لَحْماً} كلام معطوف بعضه على بعض، ومن وصل يتسنه بما بعده حسن له الوقف على: حمارك، ومن جعل الواو في: {وَلِنَجْعَلَكَ} مقحمة لم يقف على: حمارك {فَلَمََّا تَبَيَّنَ لَهُ} ليس بوقف، لأن قال جواب لما {قَدِيرٌ} تامّ {الْمَوْتى ََ} جائز {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} كاف {قََالَ بَلى ََ} لا يجوز الوقف على بلى، ولا الابتداء بها. أما الوقف عليها فإنك إذا وقفت عليها كنت مبتدئا
كاف {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} صالح {قََالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} كاف {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الظََّالِمِينَ} صالح، وكذا: ثم بعثه {قََالَ كَمْ لَبِثْتَ} كاف، وكذا: أو بعض يوم {لَمْ يَتَسَنَّهْ} صالح {آيَةً لِلنََّاسِ} صالح(1/142)
بلكن وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي أو النفي بعد الإثبات. وأما الابتداء بها، فإنك لو ابتدأت بها كنت واقفا على قال الذي قبلها وهي كلمة لا يوقف عليها بوجه، لأن القول يقتضي الحكاية بعده، ولا ينبغي أن يوقف على بعض الكلام المحكي دون بعض، هذا كله مع الاختيار، قاله النكزاوي، ولو وقع الجواب بنعم بدل بلى كان كفرا، لأن الاستفهام قد أكد معنى النفي، وبلى إيجاب النفي، سواء كان مع النفي استفهام أم لا كما تقدم الفرق بينهما بذلك وإبراهيم لم يحصل له شك في إحياء الموتى، وإنما شكّ في إجابة سؤاله {قَلْبِي} كاف: أي ليصير له علم اليقين وعين اليقين.
ومن غرائب التفسير ما ذكره ابن فورك في تفسيره في قوله: {وَلََكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} أن السيد إبراهيم عليه السلام كان له صديق وصفه بأنه قلبه: أي ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآه عيانا، قاله السيوطي في الاتقان {سَعْياً} حسن. وقيل كاف {حَكِيمٌ} تامّ {سَبْعَ سَنََابِلَ} كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متعلقا بما قبله {مِائَةُ حَبَّةٍ} كاف، ومثله: لمن يشاء {عَلِيمٌ} تامّ إن جعل الذين بعده مبتدأ وخبره {لَهُمْ أَجْرُهُمْ} وجائز إن جعل بدلا مما قبله {وَلََا أَذىً} حسن ثم تبتدئ لهم أجرهم، وليس بوقف إن جعل: لهم خبر الذين {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}
كاف {يَحْزَنُونَ} تامّ {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} كاف: على أن قول خبر مبتدأ محذوف: أي المأمور به قول معروف، أو جعل مبتدأ خبره محذوف تقديره قول معروف أمثل بكم، وليس وقفا إن رفعت قول بالابتداء، ومعروف صفة وعطفت ومغفرة عليه، وخير خبر عن قول، وكذا ليس وقفا إن جعل خير خبرا
{لَحْماً} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {نُحْيِ الْمَوْتى ََ} صالح {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} كاف {قََالَ بَلى ََ} تقدّم الكلام على الوقف على بلى. {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {يَأْتِينَكَ سَعْياً} كاف {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} تامّ {مِائَةُ حَبَّةٍ} كاف، وكذا: لمن يشاء {وََاسِعٌ عَلِيمٌ} تامّ {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} كاف، وكذا: يحزنون، ويتبعها(1/143)
عن قول، وقوله: يتبعها أذى في محل جرّ صفة لصدقة، كذا يستفاد من السمين {أَذىً} حسن. وقيل: كاف {حَلِيمٌ} تامّ للابتداء بالنداء، والأذى ليس بوقف لفصله بين المشبه والمشبه به: أي لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس، وإن جعلت الكاف نعتا لمصدر: أي إبطالا كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس كان حسنا {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} كاف {صَلْداً} صالح. وقال نافع: تامّ، وخولف لاتصال الكلام بعضه ببعض {مِمََّا كَسَبُوا} كاف {الْكََافِرِينَ} تامّ. ولما ضرب المثل لمبطل صدقته وشبهه بالمنافق ذكر من يقصد بنفقته وجه الله تعالى فقال: ومثل الذين الآية {بِرَبْوَةٍ} ليس بوقف، لأن أصابها صفة ثانية لجنة أو لربوة {ضِعْفَيْنِ} جائز للابتداء بالشرط مع الفاء {فَطَلٌّ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ، ولا وقف من قوله:
أيودّ إلى فاحترقت، لأنه كلام واحد صفة لجنة {الثَّمَرََاتِ} ليس بوقف، لأن هذا مثل من أمثال القرآن والمثل يؤتى به على وجهه إلخ ليفهم الكلام، إذا وقف على بعضه لم يفد المعنى المعنى المقصود بالمثل، لأن الواو للحال {فَاحْتَرَقَتْ} كاف، لأنه آخر قصة نفقة المرائي والمانّ في ذهابها وعدم النفع بها {تَتَفَكَّرُونَ} تامّ {الْأَرْضِ} حسن، ووقف بعضهم على {الْخَبِيثَ}
وليس بشيء لإيهام المراد بالقصد، لأنه يحتمل أن يكون المعنى لا تقصدوا أكله، أو لا تقصدوا كسبه، وإذا احتمل واحتمل وقع اللبس، فإذا قلت منه علم أن المراد به لا تقصدوا إنفاق الخبيث الذي هو الرديء من أموالكم، فإذا كان كذلك علم أن الوقف على الخبيث ليس جيدا، ووقف نافع على تنفقون، وخولف لاتصال ما بعده به. قال أبو عبيدة: سألت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن قوله تعالى: {وَلََا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} الآية؟ فقال: كانوا يصرمون
أذى {وَاللََّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} تام {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} كاف {مِمََّا كَسَبُوا} تامّ، وكذا:
للكافرين، و {فَطَلٌّ}. وبصير {فَاحْتَرَقَتْ} كاف {تَتَفَكَّرُونَ} تامّ {مِنَ الْأَرْضِ} حسن، وكذا: إلا أن تغمضوا فيه {غَنِيٌّ حَمِيدٌ} تام {بِالْفَحْشََاءِ} كاف(1/144)
الثمرة فيعزلون الخبيث، فإذا جاءت المساكين أعطوهم من الرديء فأنزل الله هذه الآية. وقيل: منه تنفقون مستأنف ابتداء إخبار وأن الكلام تمّ عند قوله الخبيث، ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: منه تنفقون وهذه يردّه المعنى {تُنْفِقُونَ}
حسن، وكذا: فيه {حَمِيدٌ} تامّ {بِالْفَحْشََاءِ} كاف، ومثله: فضلا {عَلِيمٌ} تامّ، ومثله: من يشاء، للابتداء بالشرط على قراءة، ومن يؤت بفتح الفوقية، وكاف على قراءة يعقوب يؤت بكسر الفوقية. قالوا وعلى قراءته للعطف أشبه إلا أنه من عطف الجمل، وعلى قراءة من فتح الفوقية يحتمل الاستئناف والعطف، وقراءة من فتح الفوقية معتبرة بما بعد الكلام وهو قوله:
{فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً}، فكان ما بعده على لفظ ما لم يسم فاعله بالإجماع، وقراءة من كسر الفوقية معتبرة بما قبلها وهو قوله: يؤتي الحكمة من يشاء: أي يؤتي الله الحكمة من يشاء، ومن يؤته الله الحكمة فحذف الهاء كما حذف في قوله تعالى: {أَهََذَا الَّذِي بَعَثَ اللََّهُ رَسُولًا}، أراد بعثه الله رسولا، والهاء مرادة في الآيتين، ... والحذف عندهم كثير منجلي ... أي حذف العائد
المنصوب المتصل جائز. قال عبد الله بن وهب: سألت الإمام مالكا عن الحكمة في قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} فقال: هي المعرفة بدين الله تعالى والتفقه فيه والاتباع له، والياء من يؤت الثانية محذوفة على القراءتين {خَيْراً كَثِيراً} كاف {الْأَلْبََابِ} تامّ {يَعْلَمُهُ} كاف {مِنْ أَنْصََارٍ} تامّ {فَنِعِمََّا هِيَ} كاف {خَيْرٌ لَكُمْ} تامّ على قراءة من قرأ ونكفر بالنون والرفع: أي ونحن نكفر، وكاف لمن قرأه بالتحتية والرفع: أي والله يكفر وليس بوقف لمن قرأ نكفر بالجزم وعطفه على محل الفاء من قوله فهو:
وكذا: فضلا، وواسع عليم {مَنْ يَشََاءُ} تامّ {خَيْراً كَثِيراً} كاف {أُولُوا الْأَلْبََابِ} تامّ {يَعْلَمُهُ} كاف {مِنْ أَنْصََارٍ} تامّ {فَنِعِمََّا هِيَ} كاف {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، لكن من قرأ ونكفر بالجزم لم يقف على {خَيْرٌ لَكُمْ} لأن نكفر معطوف على(1/145)
وكذا من قرأه بالياء والرفع أو النون والرفع وجعله معطوفا على ما بعد الفاء إلا أن يجعله من عطف الجمل فيكون كافيا وفيها إحدى عشرة قراءة انظرها وما يتعلق بها في المطولات، وإظهار الفريضة خير من إخفائها بخمس وعشرين ضعفا، ولا خلاف أن إخفاء النافلة خير من إظهارها {مِنْ سَيِّئََاتِكُمْ} كاف {خَبِيرٌ} تامّ {هُدََاهُمْ} ليس بوقف للاستدراك بعده {مَنْ يَشََاءُ} حسن.
وعند أبي حاتم تامّ للابتداء بالشرط {فَلِأَنْفُسِكُمْ} حسن: ومثله وجه الله {لََا تُظْلَمُونَ} تامّ: إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه: أي للفقراء حق واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدّم: أي والإنفاق للفقراء {فِي الْأَرْضِ} حسن: ومثله من التعفف، وكذا بسيماهم {إِلْحََافاً}
كاف: للابتداء بالشرط {عَلِيمٌ} تامّ: والفقراء هم أهل الصفة أحصرهم الفقر والضعف في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم تكن لهم عشائر ولا منازل يأوون إليها كانوا قريبا من أربعمائة رجل كانوا يتعلمون القرآن بالليل ويتفهمون بالنهار ويجاهدون في سبيل الله {سِرًّا وَعَلََانِيَةً} ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وكل ما كان من القرآن يستقبله فاء فالوقف عليه أضعف منه إذا استقبله واو {عِنْدَ رَبِّهِمْ} جائز: وكذا فلا خوف عليهم {يَحْزَنُونَ} تامّ {مِنَ الْمَسِّ} حسن: ومثله الربوا، وكذا: {وَحَرَّمَ الرِّبََا}، وقيل كاف للابتداء بالشرط، كان الرجل يداين الرجل إلى أجل. فإذا جاء الأجل قال المداين أخرني إلى أجل كذا وأزيدك في مالك كذا. فإذا قيل له هذا الربا. قالوا إن زدناهم وقت البيع أو وقت الأجل فكله سواء. فهذا قولهم: إنما البيع مثل
جواب الشرط، فلا يفصل بينهما {مِنْ سَيِّئََاتِكُمْ} كاف {خَبِيرٌ} تامّ {مَنْ يَشََاءُ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {فَلِأَنْفُسِكُمْ} كاف، وكذا: ابتغاء وجه الله {لََا تُظْلَمُونَ}
تامّ: إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه: أي للفقراء المذكورين حقّ واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدّم: أي والإنفاق للفقراء المذكورين يوفّ إليكم {فِي}(1/146)
الربوا، فأكذبهم الله عزّ وجلّ. فقال: وأحل الله البيع وحرّم الربوا. ورسموا الربوا بواو وألف في المواضع الأربعة كما ترى {فَلَهُ مََا سَلَفَ} حسن {وَأَمْرُهُ إِلَى اللََّهِ} كاف: للابتداء بالشرط {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز {خََالِدُونَ} تامّ {الصَّدَقََاتِ} كاف {أَثِيمٍ} تامّ {عِنْدَ رَبِّهِمْ} جائز ولا خوف عليهم كذلك {يَحْزَنُونَ} تام: للابتداء بيا النداء، ومثله مؤمنين {وَرَسُولِهِ} جائز على القراءتين فآذنوا بالمدّ وكسر الذال من آذن: أي أعلموا غيركم بحرب من الله ورسوله، وبها قرأ حمزة، فأذنوا بإسكان الهمزة وفتح الذال والقصر من أذن بكسر الذال وهي قراءة الباقين {رُؤُسُ أَمْوََالِكُمْ} حسن: لاستئناف ما بعده {وَلََا تُظْلَمُونَ} تامّ {إِلى ََ مَيْسَرَةٍ} حسن. وقال الأخفش تام: لأن ما بعده في موضع رفع بالابتداء تقديره وتصدّقكم على المعسر بما عليه من الدين خير لكم. قاله الزجاج، وقال غيره: وتصدّقكم على الغريم بالإمهال عليه خير لكم: أي أن الثواب الذي يناله في الآخرة بالإمهال وترك التقضي خير مما يناله في الدنيا {تَعْلَمُونَ} تامّ {إِلَى اللََّهِ} حسن: على قراءة أبي عمرو {تُرْجَعُونَ} ببناء الفعل للفاعل بفتح التاء وكسر الجيم، وتوفي مبني للمفعول بلا خلاف فحسن الفصل بالوقف، لاختلاف لفظ الفعلين في البناء.
وأما على قراءة الباقين ترجعون ببناء الفعل للمفعول موافقة لتوفي، فالأحسن الجمع بينهما بالوصل، لأن الفعلين على بناء واحد {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ {فَاكْتُبُوهُ} حسن، ومثله: بالعدل، وعلمه الله، وفليكتب إذا علقنا الكاف في كما بقوله فليكتب، ومن وقف على {وَلََا يَأْبَ كََاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ}، ثم
{الْأَرْضِ} صالح، وكذا {مِنَ التَّعَفُّفِ} وقال أبو عمرو فيه: كاف {إِلْحََافاً} كاف {بِهِ عَلِيمٌ} تامّ {عِنْدَ رَبِّهِمْ} جائز، وكذا: ولا خوف عليهم {وَلََا هُمْ يَحْزَنُونَ} تامّ {مِنَ الْمَسِّ} حسن، وكذا: مثل الربا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف {وَحَرَّمَ الرِّبََا} كاف {وَأَمْرُهُ إِلَى اللََّهِ} حسن: وقال أبو عمرو: كاف {أَصْحََابُ النََّارِ} صالح {خََالِدُونَ} تامّ {وَيُرْبِي}(1/147)
يبتدئ كما علمه الله فليكتب فقد تعسف و {عَلَيْهِ الْحَقُّ}، {وَلْيَتَّقِ اللََّهَ رَبَّهُ} و {مِنْهُ شَيْئاً}، و {وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} كلها حسان، ووقف بعضهم أن يملّ هو، ووصله أولى لأن الفاء في قوله: فليملل جواب الشرط، وأول الكلام فإن كان الذي عليه الحق {مِنْ رِجََالِكُمْ} حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء {مِنَ الشُّهَدََاءِ} كاف: إن قرئ أن تضل بكسر الهمزة على أنها شرطية وجوابها فتذكر بشدّ الكاف ورفع الراء استئنافا، وبها قرأ حمزة ورفع الفعل لأنه على إضمار مبتدإ: أي فهي تذكر، وليس بوقف إن قرئ بفتح الهمزة على أنها أن المصدرية، وبها قرأ الباقون لتعلقها بما قبلها. واختلفوا بماذا تتعلق؟ فقيل بفعل مقدر: أي فإن يكونا رجلين فاستشهدوا رجلا وامرأتين، لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل تتعلق بفعل مضمر على غير هذا التقدير، وهو أن تجعل المضمر قولا مضارعا تقديره، فإن لم يكونا رجلين فليشهد رجل وامرأتان، لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل تتعلق بخبر المبتدإ الذي في قوله: فرجل وامرأتان وخبره فعل مضمر تقديره فرجل وامرأتان يشهدون لأن تضل إحداهما، فلا يحسن الوقف على الشهداء لتعلق أن بما قبلها فالفتحة قراءة حمزة فتحة التقاء الساكنين، لأن اللام الأولى ساكنة للإدغام في الثانية، والثانية مسكنة للجزم، ولا يمكن إدغام في ساكن، فحركت الثانية بالفتحة هروبا من التقائهما وكانت الحركة فتحة لأنها أخف الحركات، والقراءة الثانية أن فيها مصدرية ناصبة للفعل بعدها والفتحة فيها حركة إعراب بخلافها فإنها فتحة التقاء ساكنين، وأن وما في حيزها في محل نصب أو جرّ
{الصَّدَقََاتِ} كاف {كَفََّارٍ أَثِيمٍ} تام، وكذا: يحزنون {مُؤْمِنِينَ} حسن {وَرَسُولِهِ}
صالح، وكذا: رءوس أموالكم {وَلََا تُظْلَمُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {إِلى ََ مَيْسَرَةٍ}
كاف {تَعْلَمُونَ} تامّ {تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ} حسن {وَهُمْ لََا يُظْلَمُونَ} تامّ {فَاكْتُبُوهُ} كاف، وكذا: بالعدل، وكما علمه الله، وفليكتب {عَلَيْهِ الْحَقُّ} جائز، وكذا(1/148)
بعد حذف حرف الجرّ والتقدير لأن تضل، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف الكاف ونصب الراء من أذكرنه. أي جعلته ذاكرا للشيء بعد نسيانه، انظر السمين {الْأُخْرى ََ} كاف، ومثله إذا ما دعوا، لإثبات الشهادة وبذل خطوطهم إذا دعاهم صاحب الدين إلى ذلك، وهذا قول قتادة، وقيل إذا ما دعوا لإقامة الشهادة عند الحاكم فليس لهم أن يكتموا شهادة تحملوها. وهو قول مجاهد والشعبي وعطاء لأن الشخص إذا تحملها تعين عليه أداؤها إذا دعي لذلك ويأثم بامتناعه ولا يتعين عليه تحملها ابتداء بل هو مخير {إِلى ََ أَجَلِهِ}
حسن: ومثله تديرونها بينكم، وكذا: لا تكتبوها، وقيل كاف للابتداء بالأمر {تَبََايَعْتُمْ} كاف: للابتداء بالنهي بعده، ومثله ولا شهيد، وكذا: فسوق بكم {وَاتَّقُوا اللََّهَ} جائز: وليس بمنصوص عليه {وَيُعَلِّمُكُمُ اللََّهُ} كاف {عَلِيمٌ} تام {مَقْبُوضَةٌ} كاف: للابتداء بالشرط واستئناف معنى آخر.
ورسموا اؤتمن بواو لأنه فعل مبني لما لم يسم فاعله فيبتدأ به بضم الهمزة لأنها ألف افتعل وكان أصله اأتمن جعلت الهمزة الساكنة واوا لانضمام ما قبلها. فإن قيل: لما صارت ألف ما لم يسم فاعله مضمومة، فقل لأن فعل ما لم يسم فاعله يقتضي اثنين فاعلا ومفعولا وذلك أنك إذا قلت ضرب دل الفعل على ضارب ومضروب فضموا أوّله لتكون الضمة دالة على اثنين أو يقال إذا ابتدئ بالهمز الساكن فإنه يكتب بحسب حركة ما قبله أوّلا أو وسطا أو آخرا نحو ائذن لي واؤتمن والبأساء ومثله واضطر {وَلْيَتَّقِ اللََّهَ رَبَّهُ}، {وَلََا تَكْتُمُوا الشَّهََادَةَ}، و {قَلْبُهُ} كلها حسان {عَلِيمٌ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف: ومثله
وليتق الله ربه {مِنْهُ شَيْئاً} كاف، وكذا: وليه بالعدل، ومن رجالكم {مِنَ الشُّهَدََاءِ} كاف:
إن قرئ إن تضلّ بكسر الهمزة، وليس بوقف إن قرئ بفتحها {إِحْدََاهُمَا الْأُخْرى ََ} كاف، وكذا: إذا ما دعوا {إِلى ََ أَجَلِهِ} صالح {أَلََّا تَكْتُبُوهََا} كاف، وكذا: إذا تبايعتم، ولا شهيد، وفسوق بكم {وَاتَّقُوا اللََّهَ} جائز {وَيُعَلِّمُكُمُ اللََّهُ} كاف {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} تام(1/149)
{يُحََاسِبْكُمْ بِهِ اللََّهُ} إن رفع ما بعده على الاستئناف: أي فهو يغفر، وليس بوقف إن جزم عطفا على يحاسبكم، فلا يفصل بينهما بالوقف {لِمَنْ يَشََاءُ}
جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني {مَنْ يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} تامّ إن رفع والمؤمنون بالفاعلية عطفا على الرسول، ويدل لصحة هذا قراءة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وآمن المؤمنون فأظهر الفعل ويكون قوله: كل آمن مبتدأ وخبرا يدل على أن جميع من ذكر آمن بمن ذكر، أو المؤمنون مبتدأ أول، وكل مبتدأ ثان، وآمن خبر عن كل، وهذا المبتدأ وخبره خبر الأول، والرابط محذوف تقديره منهم، وكان الوقف على: من ربه حسنا لاستئناف ما بعده، والوجه كونها للعطف ليدخل المؤمنون فيما دخل فيه الرسول من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بخلاف ما لو جعلت للاستئناف، فيكون الوصف للمؤمنين خاصة بأنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله دون الرسول، والأولى أن تصف الرسول والمؤمنين بأنهم آمنوا بسائر هذه المذكورات {وَرُسُلِهِ}
حسن لمن قرأ نفرّق بالنون، وليس بوقف لمن قرأ لا يفرّق بالياء بالبناء للفاعل:
أي لا يفرّق الرسول كأنه قال: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلهم آمن، فحذف الضمير الذي أضاف كل إليه، ومن أرجع الضمير في يفرّق بالياء لله تعالى كان متصلا بما بعده، فلا يوقف على رسله لتقدم ذكره تعالى، فلا يقطع عنه {وَأَطَعْنََا} كاف، لأن ما بعده منصوب على المصدر بفعل مضمر
{مَقْبُوضَةٌ} كاف {وَلْيَتَّقِ اللََّهَ رَبَّهُ} كاف، وكذا {وَلََا تَكْتُمُوا الشَّهََادَةَ} وكذا آثم قلبه {بِمََا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {يُحََاسِبْكُمْ بِهِ اللََّهُ} صالح: إن رفع ما بعده، وليس بوقف إن جزم ذلك لأنه معطوف على يحاسبكم فلا يفصل بينهما {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشََاءُ} صالح {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {وَالْمُؤْمِنُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وذلك على قراءة لا نفرّق بالنون لأنه منقطع عما قبله، ومن قرأه بالياء فلا يقف على ذلك لأن: لا يفرّق راجع إلى قوله: كل آمن(1/150)
كأنهم قالوا اغفر لنا غفرانا: أي مغفرة، أو نسألك غفرانك، أو أوجب لنا غفرانك: أي مغفرتك فيكون منصوبا على المفعول به، فلا يكون له تعلق بما قبله على كل تقدير {الْمَصِيرُ} تامّ {إِلََّا وُسْعَهََا} صالح، ومثله: ما كسبت، وكذا: وعليها ما اكتسبت. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهو أحسن للابتداء بالنداء {أَوْ أَخْطَأْنََا}، و {مِنْ قَبْلِنََا}، و {مََا لََا طََاقَةَ لَنََا بِهِ} كلها حسان. وقال أبو عمرو: كافية للابتداء فيها بالنداء ولكن الواو لعطف السؤال على السؤال، وتؤذن بأن كل كلمة ربنا تكرار {وَاعْفُ عَنََّا}، {وَاغْفِرْ لَنََا}، {وَارْحَمْنََا} كلها حسان، واستحسن الوقف على كل جملة منها، لأنه طلب بعد طلب ودعاء بعد دعاء {أَنْتَ مَوْلََانََا} ليس بوقف لمكان الفاء بعده واتصال ما بعدها بما قبلها على جهة الجزاء، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الوقف والابتداء بما بعدها {الْكََافِرِينَ} تامّ، وفي الحديث: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرءان في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان».
سورة آل عمران (1)
مائتا آية اتفاقا، وكلمها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وخمسمائة وعشرون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس
بالله فلا يقطع عنه {مِنْ رُسُلِهِ} كاف على القراءتين، وكذا: سمعنا وأطعنا {الْمَصِيرُ} تامّ {إِلََّا وُسْعَهََا} صالح {لَهََا مََا كَسَبَتْ} جائز {وَعَلَيْهََا مَا اكْتَسَبَتْ} حسن، وكذا: أو أخطأنا، ومن قبلنا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف {مََا لََا طََاقَةَ لَنََا بِهِ} كاف {وَاعْفُ عَنََّا}
صالح {وَاغْفِرْ لَنََا} مفهوم {وَارْحَمْنََا} صالح. وقال أبو عمرو: كاف لا يحسن الوقف على {أَنْتَ مَوْلََانََا} لمكان الفاء بعده، آخر السورة تامّ.
سورة آل عمران مدنية
__________
(1) ذكر الشيخ أنها مائتا آية اتفاقا وهذا أمر مختلف فيه لأنها مائتا آية إلا آية في الشامي ومائتا آية(1/151)
معدودا باتفاق تسعة مواضع: {لَهُمْ عَذََابٌ شَدِيدٌ} {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللََّهِ الْإِسْلََامُ} {فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} {أَفَغَيْرَ دِينِ اللََّهِ يَبْغُونَ} {أُولََئِكَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ} {مَنِ اسْتَطََاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} {مِنْ بَعْدِ مََا أَرََاكُمْ مََا تُحِبُّونَ}
{يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعََانِ} {مَتََاعٌ قَلِيلٌ}. {الم} تقدّم ما يغني عن إعادته، ونظائرها مثلها في فواتح السور، واختلف هل هي مبنية أو معربة وسكونها للوقف؟ أقول {إِلََّا هُوَ} تامّ إن رفع ما بعده على الابتداء: ونزل عليك الخبر، أو رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعلت الله مبتدأ وما بعده جملة في موضع رفع صفة الله، لأن المعنى يكون: الله الحيّ القيوم لا إله إلا هو، والحيّ القيوم الخبر، فلا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف، وكذا لو أعربت الحيّ بدلا من الضمير لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} تامّ: إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، وخبره نزل عليك الكتاب، والوقف على بالحق لا يجوز لأن مصدّقا حال مما قبله: أي حال مؤكدة لازمة: أي نزل عليك الكتاب في حال التصديق للكتب التي قبله {لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ} كاف على استئناف ما بعده، وإن كان ما
و {الم} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة {اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} حسن: إن رفعت ما
__________
في الباقي عند أبي معشر، ولكن الباقي لم يعتبر هذا الخلاف فقال السخاوي في جمال القراء (1/ 200): هي مائتا آية في جميع العدد، وقال ابن الجوزي: سورة آل عمران مائتا آية بلا خلاف في جملتها إلا ما حكى عن بعض الرواة أنها تنقص آية على أهل الشام قال: لأنه لم يعدوا {حَتََّى تُنْفِقُوا مِمََّا تُحِبُّونَ} آية.
انظر: «فنون الأفنان» (281) والخلاف في ست آيات هي {الم} (1)، {وَالْإِنْجِيلَ} الثاني (48): كوفي {وَأَنْزَلَ الْفُرْقََانَ} (4): غير كوفي. {مِمََّا تُحِبُّونَ} (92): علوي. {وَرَسُولًا إِلى ََ بَنِي إِسْرََائِيلَ} (49): بصري. الإنجيل الأول (3): غير شامي وانظر «التلخيص» (230)، جمال القراء (1/ 200) فنون الأفنان (281)، الإتحاف (169).(1/152)
بعده معطوفا على ما قبله، إلا أنه من عطف الجمل فيوقف على ما قبله على قول {وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ} ليس بوقف. قال أبو حاتم السجستاني: ولا ينظر إلى ما قاله بعضهم إن من قبل تامّ، ويبتدئ هدى للناس: أي وأنزل الفرقان هدى للناس، وضعف هذا التقدير لأنه يؤدّى إلى تقديم المعمول على حرف النسق وهو ممتنع لو قلت: قام زيد مكتوفا، وضربت هندا: يعني مكتوفة لم يصح فكذلك هذا، والمراد بالمعمول الذي قدّم على النسق هو قوله: {هُدىً لِلنََّاسِ}، والمراد بالنسق هو واو قوله: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقََانَ} الذي هو صاحب الحال. فتقدير الكلام وأنزل الفرقان هدى: أي هاديا، وإن جعل محل هدى رفعا جاز: أي هما هدى للناس قبل نزول القرآن أو هما هدى للناس إلى الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم {هُدىً لِلنََّاسِ} تامّ عند أبي حاتم {وَأَنْزَلَ الْفُرْقََانَ} أتمّ لانتهاء القصة {عَذََابٌ شَدِيدٌ} تامّ عند نافع، ومثله: ذو انتقام {فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف عليه، أو أن السامع ربما يتوهم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض فقط، فينفي هذا التوهم بقوله: {وَلََا فِي السَّمََاءِ}»، والوقف على في السماء تامّ {فِي الْأَرْحََامِ} ليس بوقف لأن قوله:
كيف يشاء متعلق بالتصوير {كَيْفَ يَشََاءُ} تامّ، ومثله: الحكيم {الْكِتََابَ} ليس بوقف، لأن قوله منه آيات متعلق به كتعلق الصفة بالموصوف، وآيات محكمات متعلق بمنه على معنى من الكتاب آيات محكمات ومنه أخر متشابهات، ولو جاز هذا الوقف لجاز أن يقف على قوله:
ومن قوم موسى. ثم يبتدئ أمّة يهدون بالحق، ولا يقول هذا أحد لأنهم
بعده بأنه خبر لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفعت ذلك بأنه صفة الله {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} تامّ:
إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وكاف إن جعلته خبرا ووقفت على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، لأن خبره: نزل عليك الكتاب {مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ} كاف، وكذا: هدى للناس {وَأَنْزَلَ الْفُرْقََانَ} تامّ: لتمام القصة {عَذََابٌ شَدِيدٌ} كاف {ذُو انْتِقََامٍ} تامّ،(1/153)
يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع، ونقل بعضهم أن الوقف عند نافع على منه ولم يذكر له وجها، ووجهه والله أعلم أنه جعل الضمير في منه كناية عن الله: أي هو الذي أنزل عليك الكتاب من عنده فيكون منه بمعنى من عنده، ثم يبتدئ آيات محكمات: أي هو آيات محكمات، والوقف على {مُحْكَمََاتٌ} جائز: {أُمُّ الْكِتََابِ} حسن {مُتَشََابِهََاتٌ} كاف، لاستئناف التفصيل معللا اتباع أهل الزيغ المتشابه بعلتين: ابتغاء فتنة الإسلام، وابتغاء التأويل، وكلاهما مذموم. فقال: ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، والوقف على {تَأْوِيلِهِ} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {إِلَّا اللََّهُ} وقف السلف وهو أسلم لأنه لا يصرف اللفظ عن ظاهره إلا بدليل منفصل، ووقف الخلف على العلم ومذهبهم أعلم: أي أحوج إلى مزيد علم لأنهم أيدوا بنور من الله تعالى لتأويل المتشابه بما يليق بجلاله والتأويل المعين لا يتعين لأن من المتشابه ما يمكن الوقوف عليه، ومنه ما لا يمكن، وبين الوقفين تضادّ ومراقبة. فإن وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر، وقد قال بكل منهما طائفة من المفسرين، واختاره العز بن عبد السلام، وقد روى ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه وسلّم وقف على إلا الله، وعليه جمع من السادة النجباء كابن مسعود وغيره: أي إن الله استأثر بعلم المتشابه كنزول عيسى ابن مريم وقيام الساعة، والمدة التي بيننا وبين قيامها، وليس بوقف لمن عطف الراسخون على لفظ الجلالة: أي ويعلم الراسخون تأويل المتشابه أيضا، ويكون قوله يقولون جملة في موضع الحال من الراسخون: أي قائلين آمنا به. وقيل لا يعلم جميع المتشابه إلا الله تعالى وإن كان الله قد أطلع نبيه صلّى الله عليه وسلّم على بعضه، وأهل قوما من أمته لتأويل بعضه، وفي المتشابه ما يزيد على ثلاثين قولا، وهذا تقريب للكلام
وكذا: في السماء، وكيف يشاء، والعزيز الحكيم، وقال أبو عمرو: في السماء، ويشاء كاف(1/154)
على هذا المبحث البعيد المرام الذي تزاحمت عليه أفهام الأعلام. وقال السجستاني: الراسخون غير عالمين بتأويله، واحتجّ بأن {وَالرََّاسِخُونَ} في موضع وأما. وهي لا تكاد تجيء في القرآن حتى تثني أو تثلث كقوله: أما السفينة، وأما الغلام، وأما الجدار، فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر.
وهنا قال: فأما الذين في قلوبهم زيغ، ولم يقل بعده وأما، ففيه دليل على أن قوله: {وَالرََّاسِخُونَ} مستأنف منقطع عن الكلام قبله. وقال أبو بكر: وهذا غلط، لأنه لو كان المعنى وأما الراسخون في العلم فيقولون لم يجز أن تحذف أما والفاء، لأنهما ليستا مما يضمر {وَالرََّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} صالح على المذهب الثاني على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع نصب على الحال، وإن جعل {آمَنََّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنََا} كلاما محكيّا عنهم فلا يوقف على آمنا به، بل على قوله: كلّ من عند ربنا، وهو أحسن، لأن ما بعده من كلام الله: أي كل من المحكم والمتشابه، فهو انتقال من الكلام المحكي عن الراسخين إلى شيء أخبر الله به ليس بحكاية عنهم {آمَنََّا بِهِ} حسن على المذهبين {مِنْ عِنْدِ رَبِّنََا} كاف. وقوله: وما يذكر إلا أولوا الألباب معترض ليس بمحكيّ عنهم، لأنه من كلام الله {الْأَلْبََابِ} تامّ، وقيل كاف، لأن ما بعده من الحكاية آخر كلام الراسخين {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنََا} حسن، ومثله:
رحمة، للابتداء بأن {الْوَهََّابُ} تامّ: وإن كان ما بعده من الحكاية داخلا في جملة الكلام المحكي لأنه رأس آية وطال الكلام {لََا رَيْبَ فِيهِ} كاف، لأن ما بعده من كلام الله، لا من كلام الراسخين، وحسن إن جعل التفاتا من الخطاب
{الْكِتََابَ} صالح {مُحْكَمََاتٌ} جائز {أُمُّ الْكِتََابِ} حسن {وَأُخَرُ مُتَشََابِهََاتٌ} كاف {تَأْوِيلِهِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {وَمََا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللََّهُ} تام، على قول الأكثر، أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه، وليس بوقف على قول غيرهم أن الراسخين يعلمون تأويله {آمَنََّا بِهِ} صالح على المذهبين، ويجوز أن يوقف على: {وَالرََّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} على(1/155)
إلى الغيبة: أي حيث لم يقل إنك، بل قال إن الله، والاسم الظاهر من قبيل الغيبة {الْمِيعََادَ} تامّ {شَيْئاً} جائز، ومثله: وقود النار، يبني الوقف والوصل على اختلاف مذاهب المعربين في الكاف من {كَدَأْبِ} بماذا تتعلق؟ فقيل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف: أي دأبهم في ذلك كدأب آل فرعون، أو في محل نصب. وفي الناصب لها تسعة أقوال. أحدها: أنها نعت لمصدر محذوف والعامل فيه كفروا: أي إن الذين كفروا به كفرا كدأب آل فرعون: أي كعادتهم في الكفر، أو منصوبة بكفروا مقدّرا، أو النصاب مصدر مدلول عليه بلن تغني: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون، أو منصوبة بوقود: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي لن تغني عنهم مثل ما لم تغن عن أولئك، أو منصوبة بفعل مقدّر مدلول عليه بلفظ الوقود: أي توقد بهم كعادة آل فرعون ويكون التشبيه في نفس الإحراق، أو منصوبة بكذبوا، والضمير في كذبوا لكفار قريش وغيرهم من معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام: أي كذبوا تكذيبا كعادة آل فرعون في ذلك التكذيب.
التاسع أن العامل فيها {فَأَخَذَهُمُ اللََّهُ} أي فأخذهم الله كأخذه آل فرعون، وهذا مردود، فإن ما بعد فاء العطف لا يعمل فيما قبلها {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ}
تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ منقطعا عما قبله، وخبره كذبوا، أو خبر مبتدإ، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {بِذُنُوبِهِمْ} كاف {الْعِقََابِ} تامّ {إِلى ََ جَهَنَّمَ} جائز {الْمِهََادُ} تامّ {الْتَقَتََا} كاف: لمن رفع فئة بالابتداء، وسوّغ الابتداء بها التفصيل، وثم صفة محذوفة تقديرها فئة مؤمنة تقاتل في سبيل
المذهب الثاني، ويبتدأ بيقولون على معنى ويقولون آمنا به، لكن الأجود خلافه، إذ المشهور أن هذه الجملة على هذا المذهب حال {رَبِّنََا} حسن {وَمََا يَذَّكَّرُ إِلََّا أُولُوا الْأَلْبََابِ} كاف: لأن ما بعده من الحكاية وإن كان هو ليس منها. وقال أبو عمرو: في ربنا، و {أُولُوا الْأَلْبََابِ} تامّ(1/156)
الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت، فحذف من الجملة الأولى ما أثبت مقابله في الجملة الثانية، ومن الثانية ما أثبت مقابله في الأولى، وهو من النوع المسمى بالاحتباك من أنواع البديع، وهي قراءة العامة. وليس بوقف لمن قرأ فئة بالجرّ تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة صفة، أو بدل من فئتين بدل تفصيل نحو: [البسيط] حتّى إذا ما استقلّ النجم في غلس ... وغودر البقل ملويّ ومحصود
أي بعضه ملوي وبعضه محصود، ويجوز عربية نصب فئة، وكافرة على الحال من الضمير: أي التقتا مختلفتين، وقرئ فئة بالنصب على المدح: أي أمدح فئة وأخرى كافرة بالنصب على الذمّ: أي وأذم أخرى، وعلى هاتين القراءتين ليس بوقف، والوصل أولى، {رَأْيَ الْعَيْنِ} حسن. وقيل كاف {مَنْ يَشََاءُ} تام {لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصََارِ} أتمّ منه ولا وقف من قوله: زين للناس إلى والحرث، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد {وَالْحَرْثِ} حسن، ومثله:
الدنيا {الْمَآبِ} تامّ. قال السدّي: حسن المنقلب هو الجنة، أصل المآب المأوب نقلت حركة الواو إلى الهمزة الساكنة قبلها فقلبت الواو ألفا، وهو هنا اسم مصدر: أي حسن الرجوع {مِنْ ذََلِكُمْ} كاف: لتناهي الاستفهام إلى الإخبار ثم يبتدئ {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنََّاتٌ} برفع جنات على الابتداء،
{إِذْ هَدَيْتَنََا} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} صالح {الْوَهََّابُ} تامّ:
وإن كان ما بعده من الحكاية، لأنه رأس آية وطال الكلام {لََا رَيْبَ فِيهِ} كاف {الْمِيعََادَ} تامّ {مِنَ اللََّهِ شَيْئاً} جائز {وَقُودُ النََّارِ} جائز إن علق به وبكفروا كدأب، وكاف إن علق بكذبوا بعدها، أو جعل {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} خبرا لمبتدإ محذوف: أي عادتهم في كفرهم وتظاهرهم على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كعادة آل فرعون في تظاهرهم على موسى عليه السلام {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ}
تام: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن عطف ذلك عليه {بِذُنُوبِهِمْ} كاف {الْعِقََابِ} تامّ {إِلى ََ جَهَنَّمَ} مفهوم {الْمِهََادُ} تامّ {الْتَقَتََا} حسن. وقال أبو عمرو:(1/157)
وللذين خبره، والكلام مستأنف في جواب سؤاله مقدر كأنه قيل: ما الخير؟
فقيل: الذين اتقوا عند ربهم جنات، مثل قوله: قل أفأنبئكم بشرّ من ذلكم.
ثم قال: النار وعدها الله الذين كفروا، ويضعف هذا الوقف من جعل قوله:
{عِنْدَ رَبِّهِمْ} متعلقا بخير، وإن رفع جنات خبر مبتدإ محذوف تقديره ذلك جنات كاف الوقف على {عِنْدَ رَبِّهِمْ} حسنا، وليس بوقف لمن خفض جنات بدلا من خير، ولا يوقف على ما قبل جنات، ولا عند ربهم، وأزواج مطهرة، ورضوان بالجرّ في الجميع لعطفه على ما قبله {جَنََّاتٌ} جائز، لأن تجري في محل رفع، أو نصب، أو جرّ على حسب القراءتين {وَرِضْوََانٌ مِنَ اللََّهِ} كاف {بِالْعِبََادِ} تامّ. قال أصحاب الدرّ النظيم: أؤنبئكم رسموها بواو بعد ألف الاستفهام صورة للهمزة المضمومة كما ترى، وحذفوا الألف بعد النون في جنات في جميع القرآن اتفاقا، وفي محل الذين يقولون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فمن رفعه خبر مبتدإ محذوف أو نصبه بمقدّر كان الوقف على {بِالْعِبََادِ} تاما، أو كافيا، وليس بوقف لمن جرّه بدلا من قوله {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا}، أو نعتا للعباد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {ذُنُوبَنََا} جائز {وَقِنََا عَذََابَ النََّارِ} كاف: إن نصب ما بعده على المدح بإضمار أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين يقولون، أو مخفوضا نعتا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {بِالْأَسْحََارِ} تامّ: إن قرئ {شَهِدَ اللََّهُ} فعلا ماضيا بمعنى أعلم بانفراده بالوحدانية، أو قضى الله: أو قرئ شهداء الله بالرفع
كاف {رَأْيَ الْعَيْنِ} كاف {مَنْ يَشََاءُ} تامّ {لِأُولِي الْأَبْصََارِ} أتمّ منه {وَالْحَرْثِ} كاف {الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {حُسْنُ الْمَآبِ} تامّ {مِنْ ذََلِكُمْ} كاف {جَنََّاتٌ} جائز {وَرِضْوََانٌ مِنَ اللََّهِ} كاف {بَصِيرٌ بِالْعِبََادِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أو منصوبا بأعني، وإن جعل مجرورا بدلا من قوله:
للذين اتقوا، أو نعتا للعباد لا يحسن الوقف على {بِالْعِبََادِ} إلا بتجوّز، لأنه رأس آية {ذُنُوبَنََا} كاف، وكذا: {وَقِنََا عَذََابَ النََّارِ}، إن جعل ما بعده منصوبا على المدح، وإن(1/158)
على إضمار مبتدإ محذوف والإضافة: أي هم شهداء الله وليس بوقف إن قرئ شهد مبنيا للمفعول: أي شهد انفراده بالألوهية أو قرئ شهداء الله جمعا منصوبا مضافا إلى الله حالا، أو على المدح جمع شهيد أو شاهد، أو قرئ شهدا الله بضم الشين والهاء وفتح الدال منوّنا ونصب الجلالة أو قرئ شهد الله بضم الشين والهاء وفتح الدال وضمها مضافا لاسم الله، فالرفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم شهد الله والنصب على الحال، وهو جمع شهيد كنذير ونذر، أو قرئ شهد الله بضم الدال ونصبها وبلام الجرّ ونسبت هذه القراءة للإمام عليّ كرّم الله وجهه {بِالْقِسْطِ} حسن {الْحَكِيمُ} تامّ لمن قرأ {إِنَّ الدِّينَ} بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها، وهو الكسائي، لأن محلها نصب، لأنها مع مدخولها معمول لشهد، وإن المعمولة لعامل يجب فتح همزتها ما لم تكن لقول، أو بإضمار حرف الجرّ كأنه قال: {شَهِدَ اللََّهُ أَنَّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ}، ل «إ» ن الدين عند الله الإسلام، أو بأن الدين عند الله الإسلام وعلى هذا فلا يوقف على: بالقسط، ولا على: الحكيم، لئلا يفصل بين العامل ومعموله بالوقف {الْإِسْلََامُ} كاف، ومثله: بغيا بينهم {الْحِسََابِ} تامّ للابتداء بالشرط {وَمَنِ اتَّبَعَنِ} حسن للابتداء بأمر يشمل أهل الكتاب والعرب، والأول مختص بأهل الكتاب فلم يكن الثاني من جملة الشرط. قاله السجاوندي {أَأَسْلَمْتُمْ} حسن لتناهي الاستفهام إلى الشرط {فَقَدِ اهْتَدَوْا} حسن للابتداء بشرط آخر. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {الْبَلََاغُ}
كاف {بِالْعِبََادِ} تامّ للابتداء بإن {بِغَيْرِ حَقٍّ} جائز لمن قرأ ويقاتلون بألف بعد القاف لعدول المعنى عن قوله: ويقتلون بغير ألف، وليس بوقف لمن قرأ
جعل بدلا من الذين يقولون لم يحسن الوقف على النار إلا بتجوّز، لأنها رأس آية {بِالْأَسْحََارِ} تامّ {بِالْقِسْطِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {الْحَكِيمُ} تامّ: على قراءة من كسر همزة إن، وليس بوقف على قراءة من فتحها، لأنها مع مدخولها معمولة لشهد بمعنى أخبر، ولا يوقف حينئذ على: بالقسط، ولا على: الحكيم، لئلا يفصل بين العامل ومعموله(1/159)
ويقتلون بغير ألف لفصله بين اسم إن وخبرها، وقوله: {فَبَشِّرْهُمْ} في موضع خبر إن، وإن جعل خبر إن أولئك الذين حبطت أعمالهم، فلا يوقف على أليم، ولا على الناس للعلة المذكورة {أَلِيمٍ} كاف {وَالْآخِرَةِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف للابتداء بالنفي مع اتحاد المقصود {مِنْ نََاصِرِينَ} تامّ، ومثله:
معرضون {مَعْدُودََاتٍ} صالح، لأن الواو بعده تصلح للعطف وللحال: أي وقد غرّهم أو قالوا مغرورين {يَفْتَرُونَ} كاف {لََا رَيْبَ فِيهِ} جائز. وقال نافع: تامّ وخولف في هذا، لأن ما بعده معطوف على الجملة قبله، فهو من عطف الجمل {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ {مَنْ تَشََاءُ} جائز في المواضع الأربعة، وقد نصّ بعضهم على الأوّل منها والأخير، والوجه أنها شيء واحد {بِيَدِكَ الْخَيْرُ}
كاف {قَدِيرٌ} تامّ {فِي النَّهََارِ} جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني، ومثله: من الميت، ومن الحيّ {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ للابتداء بالشرط {فَلَيْسَ مِنَ اللََّهِ فِي شَيْءٍ}. قال أبو حاتم السجستاني: كاف، ووافقه أبو بكر بن الأنباري ولم يمعن النظر، وأظنه قلده، وكان يتحامل على أبي حاتم ويسلك معه ميدان التعصب، تغمدنا الله وإياهم برحمته، ولعل وجه هذا الوقف أنه رأى الجملة مركبة من الشرط والجزاء، وهو قوله: ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء، استأنف بعده إلا على معنى إلا أن يكون الخوف يحمله عليه، فعلى هذا التأويل يسوغ الوقف على شيء، وأجاز الابتداء بإلا هنا، وفيه ضعف، لأن إلا حرف استدراك يستدرك بها الإثبات
{الْإِسْلََامُ} كاف، وكذا: بغيا بينهم، وسريع الحساب، ومن اتبعن {أَأَسْلَمْتُمْ} صالح، وكذا: فقد اهتدوا. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {الْبَلََاغُ} كاف {بِالْعِبََادِ} تام. وكذا، بعذاب أليم {وَالْآخِرَةِ} صالح: وقال أبو عمرو: كاف {مِنْ نََاصِرِينَ} تامّ {مُعْرِضُونَ}
كاف، وكذا: يفترون {لََا رَيْبَ فِيهِ} مفهوم {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ {مَنْ تَشََاءُ} مفهوم في المواضع المذكورة {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {فِي النَّهََارِ} جائز وكذا في الليل، ومن الميت، ومن الحيّ {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ: وكذا، من دون المؤمنين {فَلَيْسَ مِنَ اللََّهِ فِي شَيْءٍ}(1/160)
بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات، فهي متعلقة بما قبلها في جميع الأحوال، مع أن أبا حاتم في باب الوقف والابتداء هو الإمام المقتدى به في هذا الفنّ، ووافقه الكواشي وقال: إلا أن يجعل حرف الاستثناء بمعنى اللهمّ والله أعلم بكتابه.
وفصل أبو العلاء الهمداني حيث قال: من العلماء من قال: إذا كان بعد الاستثناء كلام تامّ جاز الابتداء بإلا إذا لم يتغير معنى ما قبلها نحو: {أَسْفَلَ سََافِلِينَ}، وقوله: بشرهم {بِعَذََابٍ أَلِيمٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}، وكقوله:
{وَيَلْعَنُهُمُ اللََّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تََابُوا} وأما لو تغير بالوقف معنى ما قبله نحو:
{فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلََّا خَمْسِينَ عََاماً}، {وَمََا خَلَقْنَا السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضَ وَمََا بَيْنَهُمََا إِلََّا بِالْحَقِّ}، ونحو: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}، {فَسَجَدَ الْمَلََائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلََّا إِبْلِيسَ} *، فلا يبتدأ بإلا. وأما إذا لم يكن بعد إلا كلام تامّ، بل كان متعلقا بما قبله فلا يوقف دونه. وقال ابن مقسم: إذا كان الاستثناء متصلا فالوقف على ما بعدها أحسن نحو: {تَوَلَّوْا إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}
، {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}، {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلََّا خَمْسِينَ عََاماً}، إلا أن يكون الاستثناء بعد الآية فيوقف على ما قبل إلا لتمام الآية، وعلى ما بعدها لتمام الكلام نحو: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلََّا عِبََادَكَ} *، {إِذْ نَجَّيْنََاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلََّا عَجُوزاً}. وإن كان منقطعا عما قبله فالوقف على ما قبل إلا أجود، وعلى ما بعدها حسن، ثم ما كان منه رأس آية ازداد حسنا في الوقف، فمن المنقطع قبل تمام الآية قوله: {لِئَلََّا يَكُونَ لِلنََّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ}
هنا الوقف، ثم يبتدأ: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا}، وكذلك: {لََا يُحِبُّ اللََّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلََّا مَنْ ظُلِمَ}، {لََا يَسْمَعُونَ فِيهََا لَغْواً إِلََّا سَلََاماً}، {لََا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى ََ}، والتامّ في ذلك كله آخر الآية. وأما المنقطع بعد تمام الآية، فقوله: {إِنََّا أُرْسِلْنََا إِلى ََ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلََّا آلَ لُوطٍ إِنََّا}
كاف، وهو بعيد {مِنْهُمْ تُقََاةً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَيُحَذِّرُكُمُ اللََّهُ}(1/161)
{لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنََا}، {عَذََابٌ وََاصِبٌ إِلََّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ}، {بَرْداً وَلََا شَرََاباً إِلََّا حَمِيماً}، {أَسْفَلَ سََافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}، فإن اللفظ لفظ الاستثناء والتقدير الرجوع من إخبار إلى إخبار، ومن معنى إلى معنى، وللعلماء في ذلك اختلاف كبير يطول شرحه. وحاصله أن الاستثناء إن كان يتعلق بالمستثنى منه لم يوقف قبل إلا، وإن كان بمعنى لكن، وأن ما بعده ليس من جنس ما قبله نحو: {لََا يَعْلَمُونَ الْكِتََابَ إِلََّا أَمََانِيَّ}، {إِلَّا ابْتِغََاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ََ}، {إِلَّا اتِّبََاعَ الظَّنِّ}، إذ لم يستثن الظنّ من العلم، لأن اتباع الظنّ ليس بعلم، المعنى لكنهم يتبعون الظنّ، والنحويون يجعلون هذا الاستثناء منقطعا، إذ لم يصح دخول ما بعد إلا فيما قبلها، ألا ترى أن الأمانيّ ليست من الكتاب، وتكون إلا بمعنى الواو عند قوم نحو قوله: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، وكقوله: {إِلََّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً}، ونحو قوله: {وَمََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلََّا خَطَأً}. قال أبو عبيدة بن المثنى: إلا بمعنى الواو، لأنه لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدا ولا خطأ. ومن الاستثناء ما يشبه المنقطع كقوله: {وَمََا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقََالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلََا فِي السَّمََاءِ وَلََا أَصْغَرَ مِنْ ذََلِكَ وَلََا أَكْبَرَ إِلََّا فِي كِتََابٍ مُبِينٍ}، فقوله: {إِلََّا فِي كِتََابٍ}
منقطع عما قبله، إذ لو كان متصلا لكان بعد النفي تحقيقا، وإذا كان كذلك وجب أن يعزب عن الله تعالى مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منها إلا في الحال التي استثناها، وهو قوله: {إِلََّا فِي كِتََابٍ مُبِينٍ} وهذا لا يجوز أصلا، بل الصحيح الابتداء بإلا على تقدير الواو: أي وهو أيضا في كتاب مبين، ونحو ذلك قوله:
{وَمََا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلََّا يَعْلَمُهََا} إلى قوله: {فِي كِتََابٍ مُبِينٍ}، ومعنى:
{فَلَيْسَ مِنَ اللََّهِ فِي شَيْءٍ} أي: ليس من توفيق الله وكرامته في شيء، أو ليس فيه لله حاجة، أي: لا يصلح لطاعته ولا لنصرة دينه. وقال الزجاج:
{نَفْسَهُ} كاف. وقيل تامّ {الْمَصِيرُ} تامّ، وكذا: يعلمه الله {وَمََا فِي الْأَرْضِ}(1/162)
معناه من يتول غير المؤمنين فالله بريء منه {تُقََاةً} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {نَفْسَهُ} كاف {الْمَصِيرُ} تامّ {يَعْلَمْهُ اللََّهُ} كاف لاستثناء ما بعده، وليس معطوفا على جواب الشرط، لأن علمه تعالى بما في السموات وما في الأرض غير متوقف على شرط، ومثله: وما في الأرض {قَدِيرٌ} كاف، إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن نصب بيحذّركم الأولى، وكذا إن نصب بالمصير للفصل بين المصدر ومعموله كأنه قال: تصيرون إليه يوم تجد كل، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ويضعف نصبه بقدير، لأن قدرته تعالى على كل شيء لا تختص بيوم دون يوم، بل هو متصف بالقدرة دائما ويضعف نصبه بتودّ: أي تودّ يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرّها تتمنى بعد ما بينها وبين ذلك اليوم وهوله {مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً} تامّ، إن جعلت ما مبتدأ، وخبرها تودّ، ومن جعلها شرطية، وجوابها تودّ لم يصب، ولم يقرأ أحد إلا بالرفع ولو كانت شرطية لجزم تودّ، ولو قيل يمكن أن يقدّر محذوف: أي فهي تودّ أو نوى بالمرفوع التقديم ويكون دليلا للجواب لا نفس الجواب لكان في ذلك تقديم المضمر على ظاهره في غير الأبواب المستثناة، وذلك لا يجوز، وقراءة عبد الله من سوء ودّت تؤيد كون ما شرطية مفعولة بعملت، وفي الكلام حذف تقديره تسرّ به، ومن سوء محضرا حذف تسرّ من الأول ومحضرا من الثاني، والمعنى وتجد ما عملت من سوء محضرا تكرهه،
كاف {قَدِيرٌ} تامّ: إن نصب يوم تجد باذكر مقدّرا، وكاف إن نصب ذلك بالمصير، أو يحذركم الله نفسه {مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً} تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفا على: ما عملت من خير، بل الوقف على: وما عملت من سوء {أَمَداً بَعِيداً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {نَفْسَهُ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {بِالْعِبََادِ} تامّ {ذُنُوبَكُمْ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {وَالرَّسُولَ} مفهوم {الْكََافِرِينَ} تامّ {عَلَى الْعََالَمِينَ} جائز {مِنْ بَعْضٍ} كاف، وقيل تامّ {سَمِيعٌ}(1/163)
وليس بوقف إن عطف وما عملت من سوء على ما عملت من خير {أَمَداً بَعِيداً} حسن: وكرّر التحذير تفخيما وتوكيدا كما في قوله: [المديد] لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
{نَفْسَهُ} كاف {بِالْعِبََادِ} تامّ {يُحْبِبْكُمُ اللََّهُ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {ذُنُوبَكُمْ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {وَالرَّسُولَ} حسن:
للابتداء بالشرط مع الفاء {فَإِنْ تَوَلَّوْا} ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد {الْكََافِرِينَ} تام: العالمين جائز: من حيث كونه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، لأن ذرية حال من اصطفى: أي اصطفاهم حال كونهم ذرية بعضها من بعض، أو بدل من آدم وما عطف عليه على قول من يطلق الذرية على الآباء والأبناء فلا يفصل بين الحال وذيها، ولا بين البدل والمبدل منه، فإن نصبت ذرية على المدح كان الوقف على العالمين كافيا {مِنْ بَعْضٍ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ: على قول أبي عبيدة معمر بن المثنى أن إذ زائدة لا موضع لها من الإعراب والتقدير عنده {قََالَتِ امْرَأَتُ عِمْرََانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ} على أنه مستأنف. وهذا وهم من أبي عبيدة، وذلك أن إذ اسم من أسماء الزمان فلا يجوز أن يلغى لأن اللغو إنما يكون في الحروف، وموضع إذ نصب بإضمار فعل: أي اذكر لهم وقت إذ قالت قاله المبرد والأخفش فهي مفعول به لا ظرف، وقال الزجاج الناصب له اصطفى مقدرا مدلولا عليه باصطفى الأوّل: أي اصطفى آل عمران إذ قالت، فعلى هذين الوجهين لا يوقف على عليم لتعلق ما بعده بما قبله: أي سمع دعاءها ورجاءها، فإذ متعلقة بالوصفين معا {مُحَرَّراً}
{عَلِيمٌ} كاف، وكذا: فتقبل مني، و: {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} {وَضَعْتُهََا أُنْثى ََ} تامّ، وقال أبو عمرو: كاف، هذا على قراءة من سكن التاء من قوله: {وَاللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا وَضَعَتْ} لأنه إخبار من الله تعالى فهو مستأنف، ومن قرأ بضم التاء لم يقف على أنثى {بِمََا وَضَعَتْ} صالح على قراءة من سكن التاء، وليس بوقف على قراءة ضمها(1/164)
جائز: وهو حال من الموصول، وهو ما في بطني، والعامل فيها نذرت، ولا يستحسن لتعلق الفاء بما قبلها {فَتَقَبَّلْ مِنِّي} تامّ: عند نافع للابتداء بإن {الْعَلِيمُ} كاف: ومثله: أنثى لمن قرأ وضعت بسكون التاء لأنه يكون إخبارا من الله عن أمّ مريم، وما بعده من كلام الله فهو منفصل من كلام مريم ومستأنف، وبها قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن قرأ بضم التاء وهو ابن عامر وأبو بكر عن عاصم، وعليه فلا يوقف على أنثى الأول والثاني لأنهما من كلامها فلا يفصل بينهما، فكأنها قالت اعتذارا إني وضعتها وأنت يا رب أعلم بما وضعت {بِمََا وَضَعَتْ} جائز: على قراءة سكون التاء، وليس بوقف لمن ضمها {كَالْأُنْثى ََ}
جائز: إن جعل من كلام الله، وليس بوقف إن جعل ما قبله من كلام أمّ مريم، ولا وقف من وإني سميتها مريم إلى الرجيم، فلا يوقف على مريم، سواء قرئ وضعت بسكون التاء أو بكسرها على خطاب الله لها لأنه معطوف على إني وضعتها. وما بينهما معترض بين المعطوف والمعطوف عليه مثل {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} اعترض بجملة لو تعلمون بين المنعوت الذي هو القسم وبين نعته الذي هو عظيم، وهنا بجملتين، الأولى والله أعلم بما وضعت، والثانية وليس الذكر كالأنثى، قرأ نافع وإني بفتح ياء المتكلم التي قبل الهمزة المضمومة، وكذلك كل ياء وقع بعدها همزة مضمومة إلا في موضعين، فإن الياء تسكن فيهما بعهدي أوف آتوني أفرغ {الرَّجِيمِ} كاف: وقيل تامّ:
{نَبََاتاً حَسَناً} حسن: عند من خفف وكفلها، لأن الكلام منقطع عن الأول
{كَالْأُنْثى ََ} جائز: على القراءة الأولى، حسن على الثانية {وَإِنِّي سَمَّيْتُهََا مَرْيَمَ} جائز {الرَّجِيمِ} تامّ، وكذا {نَبََاتاً حَسَناً} إن قرئ وكفلها بالتخفيف، فإن شدّد لم يوقف على حسنا لأن كفلها حينئذ معطوف على أنبتها: أي وكفلها الله زكريا {وَكَفَّلَهََا زَكَرِيََّا} صالح: على القراءتين {عِنْدَهََا رِزْقاً} صالح، وكذا: أنى لك هذا(1/165)
بتبدّل فاعله. فإن فاعل المخفف زكريا، وفاعل المشدّد ضمير اسم الرب عز وجلّ: أي وكفلها الله زكريا، وليس بوقف لمن شدّد، لأن الفعلين معا لله تعالى: أي أنبتها الله نباتا حسنا وكفلها الله زكريا، وبها قرأ حمزة والكسائي وعاصم، وقصر زكريا غير عاصم، فإنه قرأ بالمدّ، فمن مدّ أظهر النصب، ومن قصر كان في محل النصب وخفف الباقون ومدّوا زكريا مرفوعا: أي ضمها زكريا إلى نفسه، ومن حيث إنه عطف جملة على جملة يجوز عند بعضهم {وَكَفَّلَهََا زَكَرِيََّا} جائز: على القراءتين، ومثله رزقا، وكذا: هذا منصوص عليهما {مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} كاف: إن جعل ما بعده من كلام الله، وجائز إن جعل من الحكاية عن مريم أنها قالت: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، والأولى وصله بما بعده {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ: وقيل كاف لأن ما بعده متعلق به من جهة المعنى، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
لما رأى زكريا عليه السلام فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، قال إن الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدا، فعند ذلك دعا زكريا ربه {طَيِّبَةً} حسن: للابتداء بأن {الدُّعََاءِ} تامّ {الْمِحْرََابِ} حسن:
على قراءة من كسر همزة إن على إضمار القول: أي قالت إن الله وقد جاء إضمار القول كثيرا، من ذلك قوله: {وَالْمَلََائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بََابٍ سَلََامٌ عَلَيْكُمْ} أي: يقولون سلام عليكم. فإن تعلقت إن المكسورة بفعل مضمر ولم تتعلق بما قبلها من الكلام حسن الابتداء بها والوقف على ما قبلها، وليس بوقف لمن فتحها لأن التقدير بأن الله فحذف الجار ووصل الفعل إلى ما
{مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} كاف: إن جعل ما بعده من قوله الله تعالى، وصالح إن جعل ذلك من الحكاية عن أمّ مريم {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ {رَبَّهُ} حسن {ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} صالح {سَمِيعُ الدُّعََاءِ} تامّ {فِي الْمِحْرََابِ} حسن على قراءة من كسر همزة إن الله، وليس بوقف على قراءة من فتحها {مِنَ الصََّالِحِينَ} حسن {مََا يَشََاءُ} تامّ {آيَةً} كاف،(1/166)
بعده فهو منصوب المحل بقوله: {فَنََادَتْهُ} لأنه فعل يتعدى إلى مفعولين.
أحدهما الهاء، والثاني أن الله. وأما من أقام النداء مقام القول فلا يقف على المحراب، وكذا: على قراءة من قرأ: أن الله بفتح الهمزة على تقدير بأن الله: أي بهذا اللفظ لتعلق ما بعد المحراب بما قبله انظر النكزاوي {الصََّالِحِينَ} كاف:
وقيل تامّ {عََاقِرٌ} حسن: ووقف بعضهم على كذلك على أن الإشارة بكذلك إلى حال زكريا وحال امرأته كأنه قال ربّ على أيّ وجه يكون لنا غلام ونحن بحال كذا؟ فقال له كما أنتما يكون لكما الغلام والكلام تمّ في قوله:
كذلك، وقوله: الله يفعل ما يشاء جملة مبينة مقرّرة في النفس وقوع هذا الأمر المستغرب، وعلى هذا يكون كذلك متعلقا بمحذوف، والله يفعل ما يشاء جملة منعقدة من مبتدإ وخبر، وليس بوقف إن جعلت الكاف في محل نصب حال من ضمير ذلك: أي يفعله حال كونه مثل ذلك أو جعلت في محل رفع خبر مقدّم، والجلالة مبتدأ مؤخر اه. سمين {مََا يَشََاءُ} تامّ: وهو رأس آية {اجْعَلْ لِي آيَةً} حسن: ومثله رمزا، وقيل تام للابتداء بالأمر {وَالْإِبْكََارِ}
تام: على أن إذ منصوبة المحل بمضمر تقديره واذكر، وحسن إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله من عطف الجمل {الْعََالَمِينَ} تامّ: للابتداء بالنداء {الرََّاكِعِينَ} حسن {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} كاف: عند أبي حاتم، ومثله: يكفل مريم ويختصمون {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} جائز: ويبتدئ اسمه المسيح بكسر الهمزة، ومثله عيسى ابن مريم إن جعل عيسى خبر مبتدإ محذوف: أي هو عيسى، وليس بوقف إن جعل اسمه المجموع من قوله: {الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} كما
وكذا: {إِلََّا رَمْزاً}، و {الْإِبْكََارِ}. وقال أبو عمرو في الأبكار تامّ {الْعََالَمِينَ} تامّ {مَعَ الرََّاكِعِينَ} حسن {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} كاف، وكذا: {يَكْفُلُ مَرْيَمَ}، و {يَخْتَصِمُونَ} {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} صالح، وقيل تامّ {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ} صالح.
وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ {وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} جائز {وَكَهْلًا} جائز {وَمِنَ}(1/167)
في الكشاف، أو جعل عيسى بدلا من المسيح أو عطف بيان، وابن مريم صفة لعيسى {وَالْآخِرَةِ} جائز: ومثله المقرّبين عند من جعل ويكلم مستأنفا على الخبر. والأوجه أن وجيها، ومن المقرّبين ويكلم، ومن الصالحين. هذه الأربعة أحوال انتصبت عن قوله بكلمة، والمعنى أن الله يبشرك بهذه الكلمة موصوفة بهذه الصفات الجميلة، ولا يجوز أن تكون من المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم ولا من الهاء في اسمه، انظر تعليل ذلك في المطوّلات، فلا يوقف على كهلا، لأن ومن الصالحين معطوف على وجيها: أي وجيها ومقرّبا وصالحا، أو يبشرك بعيسى في حال وجاهته وكهولته وتقريبه وصلاحه {الصََّالِحِينَ} تامّ {بَشَرٌ} كاف: ومثله ما يشاء {كُنْ} جائز {فَيَكُونُ} تامّ: لمن قرأ:
ونعلمه بالنون على الاستئناف، وكاف لمن قرأ بالياء التحتية عطفا على يبشرك من عطف الجمل {وَالْإِنْجِيلَ} حسن، إن نصب ورسولا بمقدر: أي ونجعله رسولا، وليس بوقف لمن عطفه على وجيها فيكون حالا: أي ومعلما الكتاب، وهو ضعيف لطول الفصل بين المتعاطفين، وكذا على قراءة البزي، ورسول بالجرّ عطفا على بكلمة منه: أي يبشرك بكلمة منه ورسول لبعد المعطوف عليه والمعطوف {مِنْ رَبِّكُمْ} كاف، لمن قرأ إني أخلق بكسر الهمزة وهو نافع على الاستئناف أو على التفسير، فسّر بهذه الجملة قوله: بآية كأن قائلا قال وما الآية. فقال إني أخلق، ونظيرها يأتي في قوله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسى ََ}
{الصََّالِحِينَ} تامّ {بَشَرٌ} كاف، وكذا: يخلق ما يشاء {كُنْ فَيَكُونُ} تقدم في البقرة، وقال الأصل هنا: فيكون تام لمن قرأ ونعلمه بالنون، وكاف لمن قرأه بالياء لأنه معطوف على يبشرك {وَالْإِنْجِيلَ} جائز {بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} صالح، إن قرئ: إني أخلق بكسر الهمزة، وليس بوقف إن قرئ بفتحها {بِإِذْنِ اللََّهِ} صالح في الموضعين. وقال أبو عمرو: كاف {فِي بُيُوتِكُمْ} كاف، وكذا {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ومصدّقا منصوب بجئت مقدّرا {بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} كاف: {وَأَطِيعُونِ} تامّ: {فَاعْبُدُوهُ} حسن(1/168)
{عِنْدَ اللََّهِ}، فجملة خلقه مفسرة للمثل، وكما في قوله: {وَعَدَ اللََّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ}، ثم فسر الوعد بقوله {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ}، فالاستئناف يؤتى به تفسيرا لما قبله، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بدلا من أنى قد جئتكم أو جعله في موضع خفض بدلا من آية بدل كل من كل إن أريد بالآية الجنس أو جعلت خبر مبتدإ محذوف: أي هي أنى، فقوله أنى يجوز أن يكون في موضع رفع أو نصب أو جرّ على اختلاف المعاني وفتحها على إسقاط الخافض فموضعها جرّ: أي بأنى، ويجري الخلاف المشهور بين سيبويه والخليل في محل أنى نصب عند سيبويه وجرّ عند الخليل {بِإِذْنِ اللََّهِ} جائز: في الموضعين {فِي بُيُوتِكُمْ} كاف، ومثله: مؤمنين إن نصب ومصدقا بفعل مقدّر: أي وجئتكم مصدّقا لما بين يديّ، وليس بوقف إن نصب عطفا على رسولا أو على الحال مما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، وجواب إن كنتم محذوف: أي انتفعتم بهذه الآية وتدبرتموها {حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله {مِنْ رَبِّكُمْ} حسن {وَأَطِيعُونِ} كاف {فَاعْبُدُوهُ} حسن. وقيل كاف {مُسْتَقِيمٌ} تامّ {إِلَى اللََّهِ} الأول حسن، والثاني ليس بوقف، لأن آمنا في نظم الاستئناف مع إمكان الحال: أي قد آمنا كذلك {مُسْلِمُونَ} كاف: ومثله الشاهدين {وَمَكَرَ اللََّهُ} حسن {الْمََاكِرِينَ} كاف {مُتَوَفِّيكَ} جائز، ومثله: ورافعك إليّ، وليس منصوصا عليهما، والأولى وصلهما. وقيل هو من المقدّم والمؤخر: أي رافعك إليّ حيا ومتوفيك {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} حسن، إن جعل
{مُسْتَقِيمٌ} تامّ: إلى الله حسن، وكذا: نحن أنصار الله و {آمَنََّا بِاللََّهِ} وكذا {بِأَنََّا مُسْلِمُونَ} ومع الشاهدين {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللََّهُ} كاف، وكذا خير الماكرين {مُتَوَفِّيكَ} جائز، وكذا: رافعك إليّ {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} حسن. وقال أبو(1/169)
الخطاب في اتبعوك للنبي صلّى الله عليه وسلّم والذين اتبعوه هم المسلمون: أي وجاعل الذين اتبعوك يا محمد فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فهو منقطع عما قبله في اللفظ وفي المعنى، لأنه استئناف خبر له، ومعنى قوله فوق الذين كفروا: أي في الحجة وإقامة البرهان، وقيل في اليد والسلطنة والغلبة، ويؤيد هذا ما في الصحيح عن ثوبان. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تزال طائفة من أمّتي على الحق ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» وقيل يراد بالخطاب عيسى، وليس بوقف إن جعل الخطاب لعيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ولا يخفى أن المذكور في الآية الشريفة إنما هو عيسى لكون الكلام مع اليهود الذين كفروا به وراموا قتله، وما في خط شيخ الإسلام وفي النسخ القديمة:
موسى لعله سبق قلم أو تصحيف من الناسخ، وفي ترتيب هذه الأخبار الأربعة: أعني متوفيك ورافعك ومطهرك وجاعل ترتيب حسن، وذلك أن الله تعالى بشره أولا بأنه متوفيه ومتولّي أمره فليس للكفار المتوعدين له بالقتل سلطان ولا سبيل ثم بشره ثانيا بأنه رافعه إليه: أي إلى سمائه محل أنبيائه وملائكته ومحل عبادته ليسكن فيها ويعبد ربه مع عابديه. ثم ثلاثا بتطهيره من أوصاف الكفرة وأذاهم وما قذفوه به. ثم رابعا برقعة تابعيه على من خالفه ليتم بذلك سروره، وقدّم البشارة بنفسه لأن الإنسان بنفسه أهم قال تعالى:
{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نََاراً} وفي الحديث: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» {إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ} جائز: تختلفون كاف: للتفصيل بعده {وَالْآخِرَةِ}
كاف أيضا للابتداء بالنفي {مِنْ نََاصِرِينَ} تامّ {أُجُورَهُمْ} حسن {الظََّالِمِينَ} كاف، لأن ذلك مبتدأ، ومن الآيات في محل رفع خبر
عمرو: تامّ، ومحلهما إذا جعل الخطاب فيما بعده للنبي صلّى الله عليه وسلّم. فإن جعل الخطاب كله لعيسى عليه السلام فليس ذلك بوقف {إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ} مفهوم {تَخْتَلِفُونَ}
حسن {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ} كاف {مِنْ نََاصِرِينَ} حسن: أجورهم كاف، وكذا:(1/170)
{الْحَكِيمِ} تام {كَمَثَلِ آدَمَ} حسن: وليس بتام ولا كاف لأن خلقه من تراب تفسير للمثل وهو متعلق به فلا يقطع منه. وقال يعقوب: تامّ، وخلقه من تراب مستأنف، وإنما لم يكن خلقه متصلا به لأن الأعلام لا يتصل بها الماضي، فلا تقول مررت بزيد قام، لأن قام لا يكون صفة لزيد ولا حالا لأنه قد وقع وانقطع. فإن أضمرت في الكلام قد جاز أن يتصل الماضي بالأعلام لأن الجمل بعد المعارف أحوال، وفي جملة خلقه من تراب وجهان: أظهرهما أنها مفسرة لوجه التشبيه فلا محل لها من الإعراب. والثاني أنها في محل نصب على الحال من آدم، وقد معه مقدّرة لتقرّبه من الحال والعامل فيها معنى التشبيه، والضمير في خلقه عائد على آدم لا على عيسى لفساد المعنى {كُنْ} جائز: لاستئناف ما بعده، وما بعد الأمر ليس جوابا له وإنما أراد تعالى فهو يكون على الاستئناف، فلذلك انقطع عما قبله، وليس بوقف على قراءة الكسائي من نصب ما بعد الفاء، وذلك أن ما بعدها معطوف على ما عملت فيه كن، واختلف في المقول له كن، فالأكثر على أنه آدم وعليه يسأل، ويقال إنما يقال له كن قبل أن يخلقه لا بعده وهنا خلقه ثم قال له كن ولا تكوين بعد الخلق، فالجواب أنه تعالى أخبرنا أوّلا بأنه خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى. ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: إني مخبركم بعد خبري الأول أني قلت له كن فكان مثل قوله: [الخفيف] إنّ من ساد ثم ساد أبوه ... ثمّ قد ساد قبل ذلك جدّه
ومعلوم أن الأب متقدّم عليه والجدّ متقدّم على الأب، فالترتيب يعود إلى الخبر لا إلى الوجود {فَيَكُونُ} تام {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} جائز: أي الذي أنبأك به في قصة عيسى الحق من ربك أو هو الحق من ربك أو أمر عيسى، فهو خبر
الظالمين {الْحَكِيمِ} تامّ {كَمَثَلِ آدَمَ} حسن {كُنْ فَيَكُونُ} تقدّم {الْمُمْتَرِينَ}
تامّ: وكذا الكاذبين {الْقَصَصُ الْحَقُّ} كاف {وَمََا مِنْ إِلََهٍ إِلَّا اللََّهُ} حسن، وكذا(1/171)
مبتدإ محذوف {الْمُمْتَرِينَ} تامّ، ولا وقف من قوله: فمن حاجك إلى الكاذبين فلا يوقف على من العلم لأن جواب الشرط لم يأت بعد {الْكََاذِبِينَ} تامّ {الْحَقُّ} كاف {إِلَّا اللََّهُ} حسن، لأن من إله مبتدأ ومن زائدة وإلا الله خبر، أي ما إله إلا الله {الْحَكِيمُ} تامّ، ومثله: بالمفسدين:
وكذا بيننا وبينكم عند نافع إن رفع ما بعده على أنه خبر مبتدأ محذوف. فإن العادة أنه لا يبتدأ بإلا لأن الغالب أنها تكون في محل نصب أو جرّ فهي مفتقرة إلى عاملها، وهنا كأن قائلا قال ما الكلمة؟ فقيل هي ألا نعبد إلا الله.
وهذا وإن كان جائزا عربية رفعه، فالأحسن وصله، وليس بوقف إن جعلت أن وما في حيزها في محل رفع بالابتداء والظرف قبلها خبر، وكذا لا يوقف على بينكم إن جعلت أن فاعلا بالظرف قبلها، وحينئذ يكون الوقف على سواء. ثم يبتدئ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله. وهذا فيه بعد من حيث المعنى، وكذا لا يوقف عليه إن جرّ على أنه بدل من كلمة بتقدير تعالوا إلى كلمة وإلى ألا نعبد إلا الله، لأن ما بعده معطوف على ما قبله ورسموا ألا نعبد بغير نون بعد الألف {مِنْ دُونِ اللََّهِ} تامّ: للابتداء بعده بالشرط. ومثله مسلمون {إِلََّا مِنْ بَعْدِهِ} كاف: للابتداء بالاستفهام {تَعْقِلُونَ} تامّ {فِيمََا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} جائز: للاستفهام بعده {لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} كاف: لاستئناف ما بعده {وَأَنْتُمْ لََا تَعْلَمُونَ} تامّ: للابتداء بالنفي بعده {وَلََا نَصْرََانِيًّا} ليس بوقف، لأن لكن حرف يقع بين نقيضتين، وهما هنا اعتقاد الباطل والحق {مُسْلِماً} جائز {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ الذين {اتَّبَعُوهُ وَهََذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ}
{الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وقال أبو عمرو: فيهما كاف {بِالْمُفْسِدِينَ} تامّ، وكذا {بَيْنَنََا وَبَيْنَكُمْ} إن رفع ما بعده على أنه خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جرّ على أنه بدل من كلمة {أَلََّا نَعْبُدَ إِلَّا اللََّهَ} جائز {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف {بِأَنََّا مُسْلِمُونَ}
تامّ {إِلََّا مِنْ بَعْدِهِ} صالح {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تامّ {لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} كاف {وَأَنْتُمْ لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {وَلََا نَصْرََانِيًّا} جائز {حَنِيفاً مُسْلِماً} صالح {مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(1/172)
{آمَنُوا} كاف: فأولى الناس في محل نصب اسم إن، والذين في محل رفع خبرها، واللام في للذين لام التوكيد، وهذا النبيّ عطف على للذين، والذين آمنوا في محل رفع بالعطف على النبيّ والوقف على آمنوا. وقال النكزاوي:
اختلف في ضمير اتبعوه، فقيل هو ضمير جماعة المسلمين راجع إلى الذين.
وقيل راجع إلى القوم الذين كانوا في زمن إبراهيم فآمنوا به واتبعوه كقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل. وقال يعقوب: الوقف على اتبعوه كاف، ويبتدأ وهذا النبيّ على الاستئناف، والأجود العطف، ويدل على صحته الحديث المسند: «إن لكل بيت وليّا، وإن وليي إبراهيم عليه الصلاة والسلام» ثم قرأ هذه الآية اه. مع حذف، وقرأ أبو السمال العدوي: وهذا النبيّ بالنصب عطفا على الهاء في اتبعوه كأنه قال اتبعوه واتبعوا هذا النبيّ، ذكره ابن مقسم، والوقف على هذا الوجه على آمنوا، ومن نصب النبي على الإغراء وقف على اتبعوه، ثم يبتدئ وهذا النبيّ بالنصب كأنه قال: واتبعوا هذا النبيّ على لفظ الأمر، وهذا أضعف الأوجه. وقرئ بالجرّ عطفا على بإبراهيم: أي أن أولى الناس بإبراهيم وبهذا النبيّ، وعلى هذا كان ينبغي أن يثني الضمير في اتبعوه فيقول اتبعوهما، اللهم إلا أن يقال هو من باب {وَاللََّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} {وَالَّذِينَ آمَنُوا} حسن {وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}
حسن {وَمََا يَشْعُرُونَ} تامّ، ومثله: تشهدون، وكذا: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، آخره ليس بوقف لحرف الترجي بعده، لأن الإنسان يترجى بها شيئا يصل إليه بسبب من الأسباب {يَرْجِعُونَ} صالح، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، وأن الواو بعده للعطف، فإن جعلت للاستئناف كان الوقف على
تامّ، وكذا: والذين آمنوا، و: وليّ المؤمنين {لَوْ يُضِلُّونَكُمْ} كاف {وَمََا يَشْعُرُونَ}
تام، وكذا: وأنتم تشهدون، وأنتم تعلمون {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} صالح: وإن كان رأس آية، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، فإن جعلت الواو في {وَلََا تُؤْمِنُوا}(1/173)
{يَرْجِعُونَ} كافيا {دِينَكُمْ} تامّ: يبني الوقف على {هُدَى اللََّهِ} ووصله بما بعده على اختلاف القراء والمعربين فللقرّاء في محل أن يؤتى خمسة أوجه، وللمعربين فيه تسعة أوجه، والوقف تابع لها في تلك الأوجه ولهذا قال الواحدي: وهذه الآية من مشكلات القرآن. وقال غيره هي أشكل ما في السورة، قرأ العامة أن يؤتى بفتح الهمزة والقصر. ومعناها قالت اليهود بعضهم لبعض لا تصدّقوا ولا تقرّوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والحكمة إلا لمن تبع اليهودية، وقرأ ابن محيصن وحميد فوق العشرة بمدّ الهمزة على الاستئناف التوبيخي الإنكاري، وقرأ ابن كثير في السبع على قاعدته بتسهيل الثانية بين بين من غير مدّ بينهما على الاستفهام ولام العلة والعلل محذوفان:
أي إلا أن يؤتى أحد دبرتم ذلك وقلتموه فحذفت اللام، ونصبت أن ومدخولها: أي محلهما كأنه قال: لا تؤمنوا إلا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، وقرأ الأعمش وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن جبير إن يؤتى بكسر الهمزة على أنها نافية: أي ما يؤتى أحد مثل ما أوتيتم خطاب من النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمته، والوقف على دينكم، لأن ما بعده يكون منقطعا عن الأوّل، وقرأ الحسن أن يؤتى بفتح الهمزة وكسر الفوقية وفتح التحتية مبنيا للفاعل وأحد فاعل والمفعول الأول محذوف: أي أحدا وأبقى الثاني وهو مثل، والتقدير أن يؤتى أحد أحدا مثل ما أوتيتم، هذا توجيه القراءات. وأما توجيه الإعراب ففي محل أن يؤتى تسعة أوجه: ثلاثة من جهة الرفع. وأربعة من جهة النصب. وواحد من جهة الجرّ. وواحد محتمل للنصب والجرّ. ويوقف على: هدى الله في أربعة منها، وهي إن قرئ أن يؤتى بالاستفهام، لأن الاستفهام له صدر الكلام، سواء قرئ بهمزة محققة أو مسهلة، أو نصب أن على الاشتغال أو علق
للاستئناف فالوقف على {يَرْجِعُونَ} كاف {لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} تامّ، وكذا: قل إن الهدى هدى الله، هذا إن قرئ {أَنْ يُؤْتى ََ أَحَدٌ} بالاستفهام، أو علق بالهدى، فإن(1/174)
بالهدى، أو أنّ إن بمعنى ما وليس بوقف إن أعرب أن بدلا من: هدى الله، أو خبرا، لأن أو معمولا لما قبله، أو متعلقا بما قبله، أو متعلقا بلا تؤمنوا، أو قرئ أن يؤتى بالفتح والقصر، لأنه يصير علة لما قبله كما ستراه. فالأول من أوجه الرفع أن يؤتى يصح أن يكون محله رفعا على أنه مبتدأ على قول من يرفع في نحو: أزيد ضربته والخبر محذوف: أي إيتاء أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه أو تقرّون به: أي لا تصدقوا بذلك فهو إنكار أن يؤتي أحد مثل الذي أوتوه من التوراة وغيرها فهو حينئذ من كلام اليهود بعضهم لبعض، والوقف على {هُدَى اللََّهِ} تامّ، لأنه من كلام الله. والثاني من أوجه الرفع أنّ أن يؤتي بدل من هدى الله الذي هو خبر إن: أي إن الهدى هدى الله هو أن أن يؤتي أحد كالذي جاءنا نحن فيكون من كلام اليهود، والثالث من أوجه الرفع أن يؤتى خبر إن. وأما أوجه النصب: فأحدها أن بفتح الهمزة بمعنى لا، نقل ذلك بعضهم عن الفراء، فأقام أن مقام ما، وأو بمعنى إلا، فأن ومدخولها في محل نصب بالقول المحذوف: أي وقولوا لهم لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا أن يحاجوكم، وردّ بأن جعل أن المفتوحة للنفي غير محفوظ، بل هو قول مرغوب عنه. والثاني من أوجه النصب أن يكون مفعولا بمحذوف: أي إذا كان الهدى هدى الله فلا تنكروا أن يؤتى أحد، واستبعده أبو حيان بأن فيه حذف حرف النهي وحذف معموله وهو غير محفوظ، وردّ عليه تلميذه السمين بأنه متى دلّ دليل على حذف العامل جاز على أيّ وجه كان. والثالث من أوجه النصب هو أنّ أن يؤتى مفعول لأجله: أي ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد، أو مخافة أن يحاجوكم، أو أنّ آن يؤتى بالمدّ على الاستفهام مفعول لأجله أيضا، فليس هو من قول اليهود: أي الخوف أن يؤتى أحد قلتم
علق بقوله ولا تؤمنوا، وجعل {قُلْ إِنَّ الْهُدى ََ هُدَى اللََّهِ} اعتراضا فليس شيء من ذلك بوقف، والتقدير على الاستفهام أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه على وجه(1/175)
ذلك، ونقل ابن عطية الإجماع على أن ولا تؤمنوا من مقول اليهود غير سديد.
والرابع من أوجه النصب أن يؤتى منصوب على الاشتغال: أي تذكرون أن يؤتى أحد تذكرونه، فتذكرونه مفسر بكسر السين، ولكونه في قوّة المنطوق صحّ أن يفسر. وأما وجه الجرّ فأن أصلها لأن، فأبدلت لام الجرّ مدّة كقراءة ابن عامر آن كان ذا مال بهمزة محققة ومسهلة أو محققتين، وبها قرأ حمزة وعاصم: أي لأن كان ذا مال. والوجه المحتمل هو أن أن يؤتى متعلق بلا تؤمنوا على حذف حرف الجرّ: أي ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد ولا يؤمنوا بأن يحاجوكم فيكون أن يؤتى وما عطف عليه مفعولا لقوله ولا تؤمنوا، وعلى هذا لا يوقف على: من {تَبِعَ دِينَكُمْ}، لأن أن متصلة بما قبلها فلا يفصل بين الفعل والمفعول. ويجوز أن لا تقدّر الباء فتقول ولا تؤمنوا إن يؤتى أحد النبوّة والكتاب إلا لمن تبع دينكم، فأن يؤتى من تمام الحكاية عن اليهود، وقوله:
{قُلْ إِنَّ الْهُدى ََ هُدَى اللََّهِ} اعتراض بين الفعل والمفعول، وإن جعل أن يؤتى متصلا بالهدى بتقدير قل إن الهدى هدى الله أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون، وأن لا يحاجوكم كان الوقف على {لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} اه. من أبي حيان وتلميذه السمين ملخصا، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، ولكن ما ذكر فيه كفاية، غفر الله لمن نظر بعين الإنصاف، وستر ما يرى من الخلاف {عِنْدَ رَبِّكُمْ} حسن {بِيَدِ اللََّهِ} كاف: لأن يؤتيه لا يتعلق بما قبله مع أن ضميري فاعله ومفعوله عائدان إلى الله وإلى الفضل، قاله السجاوندي {مَنْ يَشََاءُ} كاف، ومثله: واسع عليم، وكذا: من يشاء {الْعَظِيمِ} تامّ {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} حسن {قََائِماً} كاف: لأن ذلك مبتدأ {سَبِيلٌ}
حسن {يَعْلَمُونَ} كاف. وقيل تامّ {بَلى ََ} ليس بوقف. وقيل
التوبيخ لهم بذلك ليتمسكوا بما هم عليه {عِنْدَ رَبِّكُمْ} كاف، وكذا: يؤتيه من يشاء {وَاللََّهُ وََاسِعٌ عَلِيمٌ} حسن {مَنْ يَشََاءُ} كاف {الْعَظِيمِ} تامّ {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} صالح {قََائِماً} كاف {فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} صالح {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(1/176)
وقف، لأن بلى جواب للنفي السابق: أي بلى عليهم سبيل العذاب بكذبهم، وتقدّم في البقرة ما يغني عن إعادته {الْمُتَّقِينَ} تامّ {فِي الْآخِرَةِ} جائز {وَلََا يُزَكِّيهِمْ} كاف {أَلِيمٌ} تامّ {وَمََا هُوَ مِنَ الْكِتََابِ} كاف على استئناف ما بعده، ومثله: ويقولون هو من عند الله. وقوله {وَمََا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} أكفى منهما {يَعْلَمُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله: و {مََا كََانَ لِبَشَرٍ}
إلى {تَدْرُسُونَ} فلا يوقف على النبوّة لا تساق ما بعده على ما قبله، لأن ما بعده جملة سيقت توكيدا للنفي السابق: أي ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوّة، ولا له أن يقول كما تقول: ما كان لزيد قيام ولا قعود على انتفاء كل منهما، فهي مؤكدة للجملة الأولى، والجملة وإن كانت في اللفظ منفصلة فهي في المعنى متصلة، إذ شرط عطف الجملة على الجملة أن يكون بينهما مناسبة بجهة جامعة نحو زيد يكتب ويشعر. وسبب نزولها: أن أبا رافع القرظي اليهودي والرئيس من نصارى نجران قالا: يا محمد تريد أن نعبدك ونتخذك ربّا؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم معاذ الله، ما بذلك أمرت، ولا إليه دعوت، فانتفاء القول معطوف على أن يؤتيه فلا يفصل بينهما بالوقف، ولا يوقف على {مِنْ دُونِ اللََّهِ} لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا، وما رأيت أحدا دعم هذين الوقفين بنقل تستريح النفس به {تَدْرُسُونَ} كاف على قراءة ولا يأمركم بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على أن يؤتيه الله: أي ولا أن يأمركم: ففاعل يأمركم في الرفع الله تعالى: أي ولا
تامّ {بَلى ََ} تقدّم {الْمُتَّقِينَ} تامّ {فِي الْآخِرَةِ} مفهوم {وَلََا يُزَكِّيهِمْ} صالح {عَذََابٌ أَلِيمٌ} حسن {وَمََا هُوَ مِنَ الْكِتََابِ} كاف، وكذا: هو من عند الله وما هو من عند الله {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف: واستبعده الأصل لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا {تَدْرُسُونَ} كاف إن قرئ {وَلََا يَأْمُرَكُمْ} بالرفع، وليس بوقف إن قرئ ذلك بالنصب، لأنه معطوف على: أن يؤتيه الله، وفاعل يأمركم في الرفع(1/177)
يأمركم الله وفي النصب لبشر: أي ما كان لبشر أن يأمركم {أَرْبََاباً} كاف {مُسْلِمُونَ} تامّ {النَّبِيِّينَ} صالح، فرقا بين النبيين وضمير الأمم على قول من يقول إن الكاف والميم في آتيتكم ضمير الأمم، وتقدير ذلك: واذكر يا محمد حين أخذ الله العهد على النبيين والميثاق فأمرهم أن يخبروا الأمم عن الله تعالى فقال لهم: قولوا للأمم عني مهما أوتيتم من كتاب وحكمة ثم يجيئكم رسول مصدّق لما معكم من ذلك الكتاب والحكمة لتؤمننّ به ولتنصرنه. وقال بعضهم: إن قوله {ثُمَّ جََاءَكُمْ} بمعنى إن جاءكم رسول، يعني إن أتاكم ذكر محمد لتؤمننّ به، أو ليكوننّ إيمانكم به كالذي عندكم في التوراة. وقيل الكاف والميم ضمير الأنبياء كأنه أوجب على كل نبيّ إن جاءه رسول بعده أن يؤمن به ويصدّقه وينصره، وعلى هذا لا يوقف على النبيين، لأن الخطاب للأنبياء لا للأمم ولا يوقف على قوله: وحكمة، ولا على قوله: لما معكم، لأن جواب القسم لم يأت، وهو قوله: لتؤمننّ به ولتنصرنه، وهذا أوفى بتأدية المراد، إذ ليس فيه الفصل بين المتلازمين، وهما القسم وجوابه وأحدهما يطلب الآخر {وَلَتَنْصُرُنَّهُ} كاف {إِصْرِي} صالح. وقيل: كاف {قََالُوا أَقْرَرْنََا} كاف {مِنَ الشََّاهِدِينَ} تامّ {الْفََاسِقُونَ} كاف {يَبْغُونَ} حسن: لمن قرأ بالياء التحتية، وقرأ ترجعون بالتاء الفوقية لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأهما بالتحتية أو بالفوقية، والأولى الوصل، لأن التقدير: أتبغون غير دين الله هذه صفته وهو الله تعالى؟ فلا يفصل بينهما كذلك: من في السموات والأرض {طَوْعاً وَكَرْهاً} جائز لمن قرأ {يُرْجَعُونَ} بالتحتية،
الله، وفي النصب بشر {أَرْبََاباً} كاف، وكذا: مسلمون {وَلَتَنْصُرُنَّهُ} كاف {إِصْرِي} صالح {قََالُوا أَقْرَرْنََا} كاف، وكذا: {مِنَ الشََّاهِدِينَ} {الْفََاسِقُونَ}
حسن {يَبْغُونَ} كاف، واستبعده الأصل، لأن ما بعده متعلق به {كَرْهاً} صالح على(1/178)
وكاف لمن قرأه بالفوقية ترجعون تامّ: ولا وقف من {قُلْ آمَنََّا} إلى {مِنْ رَبِّهِمْ} فلا يوقف على {الْأَسْبََاطِ} لعطف ما بعده على ما قبله {مِنْ رَبِّهِمْ} جائز، لأن ما بعده حال: أي آمنا غير مفرّقين {مِنْهُمْ} صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا {مُسْلِمُونَ} تامّ {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} جائز {مِنَ الْخََاسِرِينَ} تامّ {حَقٌّ} تامّ عند نافع وخولف في هذا، لأن قوله {وَجََاءَهُمُ الْبَيِّنََاتُ} معطوف على ما قبله، ولكن هو من عطف الجمل فيجوز {الْبَيِّنََاتُ} كاف، وكذا: الظالمين {أَجْمَعِينَ} جائز، لأنه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، غير أن {خََالِدِينَ} حال من الضمير في عليهم، والعامل الاستقرار أو الجارّ لقيامه مقام الفعل {خََالِدِينَ فِيهََا} أحسن. ومعنى خلودهم في اللعنة استحقاقهم لها دائما {وَلََا هُمْ يُنْظَرُونَ} جائز عند بعضهم. وقيل لا يجوز للاستثناء، وتقدّم ما فيه {غَفُورٌ رَحِيمٌ} تامّ، ومثله الضالون {وَلَوِ افْتَدى ََ بِهِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقرأ عكرمة لن نقبل بنون العظمة، وتوبتهم بالنصب أيضا مفعول به، ورسموا ملء بلام واحدة، ومثلها الخبء، ودفء من كل ساكن قبل الهمز {أَلِيمٌ} كاف {مِنْ نََاصِرِينَ} تامّ ومثله: تحبون للابتداء بالنفي، وهو رأس آية عند أهل الحجاز {بِهِ عَلِيمٌ} تامّ {عَلى ََ نَفْسِهِ} ليس بوقف لتعلق حرف الجرّ بما قبله {التَّوْرََاةُ} كاف عند أبي حاتم. وقال نافع: تامّ {صََادِقِينَ} كاف. وقيل تام للابتداء بالشرط بعده {الظََّالِمُونَ} تامّ {صَدَقَ اللََّهُ} حسن عند بعضهم
قراءة {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} بالياء التحتية، وكاف على قراءته بالياء الفوقية وإليه ترجعون تامّ {مِنْ رَبِّهِمْ} صالح {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {مِنَ الْخََاسِرِينَ} تامّ {الْبَيِّنََاتُ} كاف {الظََّالِمِينَ} حسن {أَجْمَعِينَ} جائز، لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق باللعنة قبله {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن {وَلََا هُمْ يُنْظَرُونَ} جائز عند بعضهم {غَفُورٌ رَحِيمٌ} تامّ {وَلَوِ افْتَدى ََ بِهِ} حسن. وقال(1/179)
{حَنِيفاً} أحسن منه {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ للابتداء بأن {مُبََارَكاً} كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، وهو هدى مستأنفا، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب معطوفا على مباركا {لِلْعََالَمِينَ} كاف ومثله: بينات، على أن ما بعده خبر مبتدإ: أي منها مقام إبراهيم، أو أحدها مقام إبراهيم ارتفع آيات بالفاعلية بالجار والمجرور، لأن الجار متى اعتمد رفع الفاعل، وهذا أولى من جعلها جملة من مبتدإ وخبر، لأن الحال والنعت والخبر الأصل فيها أن تكون مفردة، فما قرب منها كان أولى، والجار قريب من المفرد، ولذلك يقدّم المفرد ثم الظرف ثم الجملة. قال تعالى:
{وَقََالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمََانَهُ} فقدّم الوصف بالمفرد وهو مؤمن، وثنى بما قرب منه، وهو من آل فرعون، وثلث بالجملة وهو يكتم إيمانه، وليس بينات بوقف إن جعل مقام بدلا من آيات، أو عطف بيان {مَقََامُ إِبْرََاهِيمَ} كاف، للابتداء بالشرط مع الواو، لأن الأمن من الآيات، وهذا إن جعل مستأنفا، وليس بوقف إن عطف عليه {وَمَنْ دَخَلَهُ كََانَ آمِناً} لمن قرأ آيات بالجمع، ومن أفرده كان وقفه مقام إبراهيم كأنه قال: فيه آية بينة هي مقام إبراهيم الذي هو الحجر، أو المقام الحرم كله كما فسر ذلك مجاهد، لأن الآية مفردة فوجب أن يكون تفسيرها كذلك. وبالوقف على {آمِناً} تامّ {حِجُّ الْبَيْتِ} كاف: إن جعل من خبر مبتدإ محذوف كأنه قيل: من المفروض عليه؟ قيل هو من استطاع، وليست من فاعلا بالمصدر لما يلزم عليه أنه إذا لم
أبو عمرو: كاف {عَذََابٌ أَلِيمٌ} كاف {مِنْ نََاصِرِينَ} تامّ، وكذا: مما تحبون، و: {بِهِ عَلِيمٌ}. وقال أبو عمرو في مما تحبون: كاف {التَّوْرََاةُ} كاف، وكذا: صادقين {الظََّالِمُونَ} تامّ {قُلْ صَدَقَ اللََّهُ} كاف {حَنِيفاً} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ {لِلْعََالَمِينَ} كاف: وكذا: فيه آيات بينات {مَقََامُ إِبْرََاهِيمَ}
كاف: إن جعل ما بعده استئنافا، وليس بوقف إن جعل ذلك عطفا عليه {وَمَنْ دَخَلَهُ}(1/180)
يحج المستطيع تأثم الناس كلهم، وذلك باطل باتفاق، على أن حجّ مصدر مضاف لمفعوله: أي ولله على الناس أن يحج من استطاع منهم البيت، والأفصح أن يضاف المصدر لفاعله كقوله: [البسيط].
أفنى تلادي وما جمعت من نشب ... قرع القواقيز أفواه الأباريق
يروى بنصب أفواه على إضافة المصدر، وهو قرع إلى فاعله، وبالرفع على إضافته إلى مفعوله، وإذا اجتمع فاعل ومفعول مع المصدر العامل فيهما، فالأولى إضافته لمرفوعه فيقال: يعجبني ضرب زيد عمرا، ولا يقال ضرب عمرو زيد وليس البيت بوقف إن جعل من بدلا من الناس بدل بعض من كل، والتقدير: ولله حجّ البيت على من استطاع إليه سبيلا من الناس {سَبِيلًا}
كاف {الْعََالَمِينَ} تامّ، لأنه آخر القصة {بِآيََاتِ اللََّهِ} كاف {تَعْمَلُونَ} تامّ {مَنْ آمَنَ} ليس بوقف، لأن ما بعده جملة حالية: أي باغين لها عوجا، ومثله: عوجا {وَأَنْتُمْ شُهَدََاءُ} كاف للابتداء بعده بالنفي {تَعْمَلُونَ} تام {كََافِرِينَ} كاف {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف لتناهي الاستفهام، وللابتداء بالشرط {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {حَقَّ تُقََاتِهِ} جائز {مُسْلِمُونَ} كاف للابتداء بالأمر {بِحَبْلِ اللََّهِ جَمِيعاً} كاف على استئناف ما بعده. وقيل صالح، وهو الأظهر، لأن ما بعده معطوف على ما قبله {وَلََا تَفَرَّقُوا} أكفى مما قبله، ولا يوقف على {عَلَيْكُمْ} لأن ما بعده تفسير، ولا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف، فالناصب لإذ الفعل الذي
{كََانَ آمِناً} تامّ {حِجُّ الْبَيْتِ} كاف: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف: وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من {النََّاسِ} {سَبِيلًا} كاف. وقيل: تامّ {عَنِ الْعََالَمِينَ}
تامّ {بِآيََاتِ اللََّهِ} كاف {عَلى ََ مََا تَعْمَلُونَ} تامّ {وَأَنْتُمْ شُهَدََاءُ} كاف {عَمََّا تَعْمَلُونَ} تامّ {كََافِرِينَ} كاف {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {حَقَّ تُقََاتِهِ} صالح {وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} كاف {بِحَبْلِ اللََّهِ}(1/181)
بعده وهو قوله: {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} كأنه لما قال واذكروا نعمة الله عليكم قيل ما هذه النعمة؟ قال: هي تأليفه بين قلوبكم في الوقت الذي كنتم فيه أعداء فيكون الكلام خرج على وجه التفسير للنعمة، ويجوز أن تكون إذ منصوبة باذكروا يعني مفعولا به، ولا يجوز أن تكون ظرفا لفساد المعنى لأن اذكروا مستقبل، وإذ ظرف لما مضى من الزمان، وعلى كل حال لا يوقف على عليكم، انظر العماني والسمين {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوََاناً} صالح: على أن الواو في وكنتم عاطفة {فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهََا} حسن {تَهْتَدُونَ} كاف، ومثله:
المنكر على استئناف ما بعده، وجائز إن جعلت الواو بعده للعطف لأنه من عطف الجمل {الْمُفْلِحُونَ} تامّ {الْبَيِّنََاتُ} كاف على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله {عَظِيمٌ} جائز، وليس بحسن لأن ما بعده عام فيه ما قبله، وإنما جاز لكونه رأس آية: أي {وَأُولََئِكَ لَهُمْ عَذََابٌ عَظِيمٌ} يوم كذا، ولا يجوز نصبه بعذاب لأنه مصدر، وقد وصف قبل أخذ متعلقاته، وشرطه أن لا يتبع قبل العمل ومعمولاته من تمامه، فلا يجوز إعماله، فلو أعمل وصفه وهو عظيم جاز، ولا يجوز الوقف على عذاب لفصله بين الصفة والموصوف {وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} كاف: إن لم يوقف على عظيم، وجائز إن وقف عليه {بَعْدَ إِيمََانِكُمْ} جائز: تكفرون، كاف {فَفِي رَحْمَتِ اللََّهِ}
كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال
{جَمِيعاً} صالح: إن جعل الواو بعده للاستئناف، لا للعطف {وَلََا تَفَرَّقُوا} كاف {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوََاناً} صالح {فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهََا} كاف {تَهْتَدُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {عَنِ الْمُنْكَرِ} كاف: إن جعلت الواو بعده للاستئناف، وصالح إن جعلت للعطف {الْمُفْلِحُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {الْبَيِّنََاتُ} صالح {عَظِيمٌ} كاف: لأنه رأس آية، وليس بحسن لأن ما بعده متعلق به {وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}
كاف: إن لم يقف على {عَظِيمٌ}، وصالح إن وقف عليه {بَعْدَ إِيمََانِكُمْ} صالح(1/182)
كأنه قال في حال الخلود يتنعمون {خََالِدُونَ} تامّ: وقيل كاف {بِالْحَقِّ}
كاف {لِلْعََالَمِينَ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {الْأُمُورُ} تامّ {وَتُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ} حسن {خَيْراً لَهُمْ} أحسن منه {الْفََاسِقُونَ} كاف {إِلََّا أَذىً}
أكفى منه: وأذى منصوب بالاستثناء المتصل، وهو مفرغ من المصدر المحذوف:
أي لن يضروكم ضررا إلا ضررا يسيرا لا نكاية فيه ولا غلبة {الْأَدْبََارَ} حسن:
قوله: {وَإِنْ يُقََاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبََارَ} إن حرف شرط جازم وعلامة الجزم فيهما حذف النون. وقوله: {ثُمَّ لََا يُنْصَرُونَ} كاف لأنه مستأنف لرفع الفعل بالنون التي هي علامة رفعه فهو منقطع عما قبله لأن ما قبله مجزوم لأنه ليس مترتبا على الشرط بل التولية مترتبة على المقاتلة. فإذا وجد القتال وجدت التولية، والنصر منفيّ عنهم أبدا، سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا لأن مانع النصر هو الكفر. فإذا وجد الكفر منع صاحبه النصر فهي جملة معطوفة على جملة الشرط والجزاء {ثُمَّ لََا يُنْصَرُونَ} كاف {مِنَ النََّاسِ} حسن. فسر حبل الله: بالإسلام، وحبل الناس: بالعهد والذمة {بِغَضَبٍ مِنَ اللََّهِ} أحسن منه {الْمَسْكَنَةُ} أحسن منهما {بِغَيْرِ حَقٍّ} كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده سببا لما قبله {يَعْتَدُونَ} كاف {لَيْسُوا سَوََاءً} تامّ: على أن الضمير في ليسوا لأحد الفريقين، وهو من تقدم ذكره في قوله: منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون: أي ليس الجميع سواء: أي ليس من آمن كمن لم يؤمن وترتفع أمّة بالابتداء والجار والمجرور قبله الخبر. وهذا قول
{تَكْفُرُونَ} كاف {فَفِي رَحْمَتِ اللََّهِ} صالح {خََالِدُونَ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {بِالْحَقِّ} كاف {لِلْعََالَمِينَ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {الْأُمُورُ} تامّ {وَتُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {خَيْراً لَهُمْ} كاف {الْفََاسِقُونَ}
حسن {إِلََّا أَذىً} كاف، وكذا الأدبار {ثُمَّ لََا يُنْصَرُونَ} حسن {وَحَبْلٍ مِنَ النََّاسِ}
صالح، وكذا: بغضب من الله {الْمَسْكَنَةُ} كاف، وكذا بغير حق ويعتدون {لَيْسُوا}(1/183)
نافع ويعقوب والأخفش وأبي حاتم وهو الأصح. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى لا يجوز الوقف عليه لأن أمّة مرفوعة بليسوا، وجمع الفعل على اللغة المرجوحة، نحو: وأسرّوا النجوى. فالواو في ليسوا للفريقين اللذين اقتضاهما، سواء، لأنه يقتضي شيئين، والصحيح أن الواو ضمير من تقدّم ذكرهم وليست علامة الجمع، فعلى قول أبي عبيدة الوقف على يعتدون تام: ولا يوقف على سواء، والضمير في ليسوا عائد على أهل الكتاب، وسواء خبر ليس يخبر به عن الاثنين وعن الجمع. وسبب نزولها إسلام عبد الله بن سلام وغيره، وقول الكفار ما آمن بمحمد إلا شرارنا ولو كانوا أخيارا ما تركوا دين آبائهم. قاله ابن عباس {وَهُمْ يَسْجُدُونَ} تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده وهو يؤمنون بدلا من يسجدون أو جعل يؤمنون في موضع الحال من الضمير في يسجدون ويكون الفعل المتصل بالضمير العامل في الحال فلا يوقف على يسجدون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه ولا بين الحال وصاحبها ولا العامل فيها، ولا يصح لأن الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوصاف لهم مطلقة غير مختصة بحال السجود {فِي الْخَيْرََاتِ} كاف {مِنَ الصََّالِحِينَ} تام: إن قرئ ما بعده بالفوقية فيهما لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، فكأنه رجع من قصة إلى قصة أخرى، وكاف إن قرئ بالتحتية فيهما جريا على نسق الغيبة ردّا على قوله: {مِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ أُمَّةٌ قََائِمَةٌ} فلن تكفروه كاف {بِالْمُتَّقِينَ} تامّ {شَيْئاً} جائز: وضعف هذا الوقف، لأن الواو في وأولئك للعطف {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز {خََالِدُونَ} تام
{سَوََاءً} تامّ {وَهُمْ يَسْجُدُونَ} تام {فِي الْخَيْرََاتِ} صالح {مِنَ الصََّالِحِينَ} تامّ: إن قرئ: وما تفعلوا بالتاء الفوقية، لأنه انتقل من الغيبة إلى الخطاب فإنه انتقل من قصة إلى أخرى وكاف إن قرئ ذلك بالياء التحتية فلن تكفروه! حسن {بِالْمُتَّقِينَ} تامّ {مِنَ اللََّهِ شَيْئاً} صالح، وكذا: أصحاب النار {هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ} تام {فَأَهْلَكَتْهُ}(1/184)
{فَأَهْلَكَتْهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَمََا ظَلَمَهُمُ اللََّهُ} ليس بوقف للاستدراك والعطف {يَظْلِمُونَ} تامّ: للابتداء بعده بالنداء {مِنْ دُونِكُمْ}
ليس بوقف، لأن جملة لا يألونكم خبالا مفسرة لحال البطانة الكافرة، والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما، وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذمّيّا وتلا هذه الآية عليه، وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة ألا يكتب عنك؟ فقال: إذا أتخذ بطانة سوء لأنه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بغضنا وتكذيب نبينا، وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا. ومر أحسن قول الطرطوشي لما دخل على الخليفة بمصر وكان من الفاطميين، ورآه سلّم قياده لوزيره الراهب ونفذ كلمته المشئومة حتى في الطرطوشي ورآه مغضبا عليه فأنشده: [الرجز] يا أيّها الملك الذي جوده ... يطلبه القاصد والراغب
إن الذي شرّفت من أجله ... يزعم هذا أنّه كاذب
فغضب الخليفة عند سماع ذلك، فأمر بالراهب فسحب وضرب وقتل، وأقبل على الطرطوشي وأكرمه بعد عزمه على أذيته، وإذا كانوا هم الظلمة كما هم بمصر، فهم كما قيل فيهم: [الكامل] لعن النصارى واليهود لأنّهم ... بلغوا بمكرهم بنا الآمالا
جعلوا أطباء وحسّابا لكي ... يتقاسموا الأرواح والأموالا
وجاءت لهذا الملك امرأة، وكان وزيره يهوديّا وكاتبه نصرانيّا، وقالت له فبالذي أعزّ اليهود بموسى والنصارى بعيسى، وأذلّ المسلمين بك إلا نظرت في
حسن. وقال أبو عمرو كاف {يَظْلِمُونَ} تامّ {خَبََالًا} كاف {وَدُّوا مََا عَنِتُّمْ} كاف {مِنْ أَفْوََاهِهِمْ} صالح {صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} حسن، وكذا: تعقلون. وقال أبو عمرو:
فيهما تامّ {بِالْكِتََابِ كُلِّهِ} صالح {مِنَ الْغَيْظِ} كاف. وكذا: بغيظكم {بِذََاتِ}(1/185)
ظلامتي {مََا عَنِتُّمْ} حسن: فما مصدرية: أي ودّوا عنتكم: أي هم لا يكتفون ببغضكم حتى يصرّحوا بذلك بأفواههم {أَكْبَرُ} أحسن مما قبله للابتداء بقد {تَعْقِلُونَ} كاف {بِالْكِتََابِ كُلِّهِ} صالح {آمَنََّا} الأولى وصله، لأن المقصود بيان تناقض أحوالهم في النفاق {مِنَ الْغَيْظِ} كاف، ومثله: بغيظكم للابتداء بإن {الصُّدُورِ} تامّ {تَسُؤْهُمْ} حسن: للابتداء بالشرط {يَفْرَحُوا بِهََا} أحسن منه: لتناهي وصف الذم لهم وللابتداء بالشرط {كَيْدُهُمْ شَيْئاً} كاف: للابتداء بإن {مُحِيطٌ} تامّ {لِلْقِتََالِ}
كاف {عَلِيمٌ} تامّ: إن نصبت إذ باذكر مقدّرا وليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبلها، والتقدير والله سميع عليم إذ همت طائفتان: أي سمع ما أظهروه وعلم ما أضمروه حين هموا {تَفْشَلََا} حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو بعده للحال {وَاللََّهُ وَلِيُّهُمََا} أحسن مما قبله {الْمُؤْمِنُونَ} كاف {أَذِلَّةٌ} حسن عند نافع {تَشْكُرُونَ} كاف: إن نصبت إذ باذكر مقدرا، وليس بوقف إن جعلت إذ متعلقة بما قبلها، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مُنْزَلِينَ} كاف: وبلى وما بعدها جواب للنفي السابق الذي دخلت عليه ألف الاستفهام وما بعد بلى في صلته فلا يفصل بينهما، ولا وقف من قوله: بلى إلى مسوّمين فلا يوقف على فورهم ولا على هذا، لأن جواب الشرط لم يأت بعد وهو يمددكم فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف {مُسَوِّمِينَ} كاف، ومثله قلوبكم به {الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} جائز: لأنه رأس آية،
{الصُّدُورِ} تامّ {تَسُؤْهُمْ} مفهوم {يَفْرَحُوا بِهََا} صالح {كَيْدُهُمْ شَيْئاً} كاف، وكذا: محيط، وللقتال، وعليم {وَلِيُّهُمََا} حسن، وكذا: المؤمنون {وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ}
صالح {تَشْكُرُونَ} كاف {مُنْزَلِينَ} حسن {بَلى ََ} تقدّم الكلام عليها {مُسَوِّمِينَ} حسن {قُلُوبُكُمْ بِهِ} كاف {الْحَكِيمِ} مفهوم {خََائِبِينَ} تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب(1/186)
والأولى وصله لأن لام كي في قوله، ليقطع متعلقة بما قبلها بقوله: ولقد نصركم: أي ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفا من الذين كفروا. وقيل معناه إنما وقع التأييد من الله تعالى في إمدادكم بالملائكة ليقطع طرفا من الذين كفروا، فعلى كل حال اللام متعلقة بما قبلها فلا يفصل بينها وبين ما قبلها بالوقف {خََائِبِينَ} تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فليس منصوبا بما قبله، أو إنما كان تامّا لاختلاف نزول الآيتين في غزوتين، لأن من أوّل القصة إلى خائبين نزل في غزوة بدر، ومن قوله: ليس لك من الأمر شيء إلى ظالمون نزل في غزوة أحد وبينهما مدّة، روي عن أنس بن مالك أنه قال: «لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبي صلّى الله عليه وسلّم وشجّ وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله: ليس لك من الأمر شيء» وكاف: إن جعلت أو بمعنى إلا أو حتى كأنه قال ليس يؤمنون إلا أن يتوب عليهم، فجعلوا أو بمعنى إلا، وقد أجازه الزجاج وأجاز أيضا أن تكون أو بمعنى حتى كأنه قال ليس يؤمنون حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر: [الكامل] فقلت له لا تبك عينك إنّما ... تحاول ملكا أو نموت فنعذرا
بتقدير حتى، فعلى هذين الوجهين يكون الوقف على خائبين كافيا، وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع. وهذا قول أبي حاتم والأخفش، لأنهما جعلا أو يتوب منصوبا عطفا على ليقطع، وجعلا ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين {ظََالِمُونَ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف: على
عليهم، وكاف: إن جعل أو بمعنى إلا أو حتى وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع، وجعل ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين، فعلى هذا لا يوقف إلا على ظالمون {ظََالِمُونَ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشََاءُ} صالح {وَيُعَذِّبُ}(1/187)
استئناف ما بعده {لِمَنْ يَشََاءُ} جائز: وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني وهو: ويعذب من يشاء {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشََاءُ}
كاف {رَحِيمٌ} تامّ {مُضََاعَفَةً} كاف {تُفْلِحُونَ} تامّ {لِلْكََافِرِينَ}
كاف {تُرْحَمُونَ} تامّ: على قراءة سارعوا بلا واو لأنه يصير منقطعا عما قبله فهو كلام مستأنف. وبها قرأ نافع وابن عامر، وكاف: على قراءته بواو، وإنما نقصت درجته عن التمام مع زيادة الواو، لأنه يكون معطوفا على ما قبله إلا أنه من عطف الجمل {عَرْضُهَا السَّمََاوََاتُ وَالْأَرْضُ} ليس بوقف لأن ما بعده صفة جنة أي جنة واسعة معدّة للمتقين {لِلْمُتَّقِينَ} تامّ: إن جعل الذين ينفقون مبتدأ خبره أولئك جزاؤهم مغفرة، وجائز: إن جعل الذين في محل جرّ نعتا أو بدلا من المتقين، ففي محل الذين الرفع والجرّ، وإن نصب بتقدير أعني أو أمدح كان كافيا {وَالْعََافِينَ عَنِ النََّاسِ} كاف {الْمُحْسِنِينَ} تام: إن جعل الذين ينفقون نعتا أو بدلا للمتقين وجعل {وَالَّذِينَ إِذََا فَعَلُوا فََاحِشَةً} مبتدأ وإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أو مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو بين المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو جائز
{مَنْ يَشََاءُ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {مُضََاعَفَةً} كاف {تُفْلِحُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لِلْكََافِرِينَ} كاف {تُرْحَمُونَ} تام: على قراءة سارعوا بلا واو، وكاف على قراءته بواو {لِلْمُتَّقِينَ} تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره {أُولََئِكَ جَزََاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ} وصالح إن جعل ذلك نعتا له، ولولا أنه رأس آية لم يكن وقفا {وَالْعََافِينَ عَنِ النََّاسِ} حسن: إن جعل الذين نعتا للمتقين، وليس بحسن إن جعل ذلك مبتدأ للفصل بين المبتدإ والخبر، لكنه مفهوم لحسن الابتداء بقوله تعالى: {وَاللََّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
ولأن الكلام الذي بين المبتدإ والخبر طال فجاز الوقف في أثنائه إذا حسن الابتداء بما بعده {وَاللََّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} تامّ، إن جعل {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} نعتا {لِلْمُتَّقِينَ} وجعل والذين إذا فعلوا فاحشة مبتدأ. فإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أم مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو صالح(1/188)
لأنه رأس آية {لِذُنُوبِهِمْ} حسن: وقيل كاف للابتداء بالاستفهام، ومثله: إلا الله، والجمع بين فاستغفروا ومن يغفر أولى لشدة اتصالهما {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
تامّ: إن جعل الذين ينفقون الأول نعتا أو بدلا، والثاني عطفا عليه، وليس بوقف إن جعل أولئك خبر الذين الأول للفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن {الْعََامِلِينَ} تامّ: لانقضاء القصة {سُنَنٌ} جائز:
وليس بمنصوص عليه لمكان الفاء {الْمُكَذِّبِينَ} تامّ: ومعنى الآية، قد مضى من قبلكم قوم كانوا أهل سنن فأهلكوا بمعاصيهم وافتياتهم على أنبيائهم {لِلْمُتَّقِينَ} تامّ {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} ليس بوقف، لأن إن كنتم شرط فيما قبله {قَرْحٌ مِثْلُهُ} حسن، ومثله: بين الناس على أن اللام في وليعلم متعلقة بتداولها المحذوف بتقدير {وَلِيَعْلَمَ اللََّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدََاءَ}
نداولها بينكم، وليس بوقف إن جعلت اللام متعلقة بتداولها الظاهر. قاله أبو جعفر: ونقله عنه النكزاوي {شُهَدََاءَ} كاف {الظََّالِمِينَ} تام، ومثله:
الكافرين {أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} تامّ: عند نافع وخولف لأن ما بعده متعلق به، لأن الله أراد أن يعلمنا أن الطمع في دخول الجنة مع تضييع الجهاد وغيره هو الطمع الكاذب والظنّ الفاسد فقال أم حسبتم الآية: أي لا تدخلون الجنة إلا بوجود الجهاد منكم والمصابرة عليه وبفعل الطاعات، فعلى هذا لا معنى للوقف، لأن فائدة الكلام فيما بعده {جََاهَدُوا مِنْكُمْ} حسن: لمن قرأ ويعلم بالرفع وهو أبو حيوة على الاستئناف: أي وهو يعلم، والوقف على
لأنه رأس آية {لِذُنُوبِهِمْ} صالح {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللََّهُ} أصلح منه. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، وإنما يصلح الوقف عليهما إن جعل الذين الأوّل نعتا، والثاني عطفا عليه، وإلا فلا يصلح إلا بتجوّز للفصل بين المبتدإ والخبر، ووجه الجواز طول الكلام بينهما وقصر النفس عن بلوغ التمام {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} تامّ: إن جعل للذين الأوّل نعتا، والثاني عطفا عليه {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْعََامِلِينَ} تامّ {سُنَنٌ}(1/189)
منكم، وليس بوقف لمن نصبه على جواب النفي، وكذا على قراءة من قرأ ويعلم بالجرّ عطفا على: ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم {الصََّابِرِينَ}
كاف {أَنْ تَلْقَوْهُ} ليس بوقف لمكان الفاء {تَنْظُرُونَ} تامّ {إِلََّا رَسُولٌ}
جائز: لأن الجملة بعده تصلح أن تكون صفة أو مستأنفة {الرُّسُلُ} حسن {أَعْقََابِكُمْ} كاف: لتناهي الاستفهام والابتداء بالشرط. وهذا يقرّ بأنه إلى التمام {شَيْئاً} حسن {الشََّاكِرِينَ} تامّ {إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ} حسن: عند نافع والأخفش، على أن كتابا منصوب بمقدّر تقديره كتب الله كتابا، ومؤجلا نعته {مُؤَجَّلًا} كاف وقيل تامّ {نُؤْتِهِ مِنْهََا} الأوّل حسن، والثاني أحسن منه {الشََّاكِرِينَ} تامّ {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قََاتَلَ} كاف: قرئ قتل بغير ألف وقاتل بألف، فمن قرأ قتل بغير ألف مبنيّا للمفعول بإسناد القتل للنبيّ فقط عملا بما شاع يوم أحد، ألا إن محمدا قد قتل فالقتل واقع على النبيّ فقط كأنه قال: كم من نبي قتل ومعه ربيون كثير فحذف الواو كما تقول جئت مع زيد بمعنى، ومعي زيد: أي قتل ومعه جموع كثيرة، فما وهنوا بعد قتله. هذا بيان هذا الوقف. ثم يبتدئ: معه ربيون كثير، فربيون مبتدأ ومعه الخبر، فما وهنوا لقتل نبيهم، ولو وصله لكان ربيون مقتولين أيضا، فقتل خبر لكأينّ التي بمعنى كم، ومن نبيّ تمييزها، وبها قرأ ابن عباس وابن كثير ونافع وأبو عمرو، وليس
صالح {الْمُكَذِّبِينَ} تامّ {لِلْمُتَّقِينَ} حسن، وكذا: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ {قَرْحٌ مِثْلُهُ} كاف {بَيْنَ النََّاسِ} كاف (عند بعضهم) وهو غلط، لأن ما بعده متعلق بما قبله {شُهَدََاءَ} كاف، وكذا: الظالمين والكافرين، وقال أبو عمرو: في الكافرين تامّ {وَيَعْلَمَ الصََّابِرِينَ} حسن {تَلْقَوْهُ} صالح {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} مفهوم {عَلى ََ أَعْقََابِكُمْ} صالح، وكذا: فلن يضرّ الله شيئا {الشََّاكِرِينَ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ} مفهوم {كِتََاباً مُؤَجَّلًا} حسن {نُؤْتِهِ مِنْهََا} الأول صالح، والثاني كاف {الشََّاكِرِينَ} تامّ {وَكَأَيِّنْ}(1/190)
بوقف لمن قرأ قاتل بألف مبنيّا للفاعل بإسناد القتل للربيين، لأن رفعهم بقاتل، فكأنه قال: كم من نبيّ قاتل معه ربيون وقتل بعضهم فما وهن الباقون لقتل من قتل منهم وما ضعفوا وما استكانوا وما جبنوا عن قتال عدوّهم فلا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف، وعليها يكون الوقف على استكانوا، وعلى الأولى على قتل {الصََّابِرِينَ} تام على القراءتين {فِي أَمْرِنََا} جائز، ومثله:
أقدامنا، وليس منصوصا عليهما {الْكََافِرِينَ} كاف: لفصله بين الإنشاء والخبر، لأن ما قبله دعاء وهو إنشاء، وما بعده خبر، وذلك من مقتضيات الوقف كما تقدم نظيره في البقرة، ومثله: الآخرة {الْمُحْسِنِينَ} تامّ {خََاسِرِينَ} كاف {مَوْلََاكُمْ} صالح، لأن الواو تصلح أن تكون للاستئناف وللحال {خَيْرُ النََّاصِرِينَ} تامّ {سُلْطََاناً} جائز {وَمَأْوََاهُمُ النََّارُ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {بِإِذْنِهِ} حسن للابتداء بحتى، لأنها حرف يبتدأ بما بعده على وجه الاستئناف، وجواب إذا محذوف تقديره انهزمتم أو انقسمتم، وقدّره الزمخشري منعكم نصره. وقيل امتحنتم {مََا تُحِبُّونَ} حسن، ومثله:
الآخرة لفصله بين من عصى ومن ثبت. وقيل: كاف، لأن الذي بعده مخاطبة للذين تقدّموا، لأن الذين عصوا ليس هم الذين صرفوا، والذين صرفوا هم الذين ثبتوا، فأمرهم النبي صلّى الله عليه وسلّم أن ينحازوا لينضم بعضهم إلى بعض. قاله النكزاوي، لأن الرسول أجلس الرماة بسفح الجبل وقال لهم الزموا هذا المكان غلبنا أو نصرنا. فقال بعضهم نذهب فقد نصر أصحابنا، فتركوا المركز لطلب
{مِنْ نَبِيٍّ قََاتَلَ مَعَهُ} قرئ قتل بالبناء للمفعول، وقاتل بالبناء للفاعل وعليهما الوقف على {وَمَا اسْتَكََانُوا} وهو كاف: وقيل على الأول الوقف على قتل {الصََّابِرِينَ} كاف {إِسْرََافَنََا فِي أَمْرِنََا} جائز: وكذا: أقدامنا {الْكََافِرِينَ} كاف، وكذا: الآخرة {الْمُحْسِنِينَ} تامّ {خََاسِرِينَ} كاف {بَلِ اللََّهُ مَوْلََاكُمْ} صالح {خَيْرُ النََّاصِرِينَ} تامّ {وَمَأْوََاهُمُ النََّارُ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {بِإِذْنِهِ} صالح {مََا تُحِبُّونَ} حسن {يُرِيدُ}(1/191)
الغنيمة، وبعضهم ثبت به حتى قتل ثم صرفكم معشر المسلمين عنهم:
يعني عن المشركين: أي ردّكم بالهزيمة عن الكفار ليظهر المخلص من غيره {وَلَقَدْ عَفََا عَنْكُمْ} كاف: راجع إلى الذي عصوا {الْمُؤْمِنِينَ} تامّ: على استئناف ما بعده. وقيل لا يوقف عليه، لأن قوله: إذ تصعدون العامل في إذ {وَلَقَدْ عَفََا عَنْكُمْ} أي: الوقت الذي انهزمتم وخالفتم أمر نبيكم، فعلى هذا التأويل لا يوقف على عنكم، لأن فيه فصلا بين العامل والمعمول {وَلََا تَلْوُونَ عَلى ََ أَحَدٍ} كاف: على استئناف ما بعده {مََا أَصََابَكُمْ}
كاف {تَعْمَلُونَ} تام {طََائِفَةً مِنْكُمْ} كاف، لأن وطائفة مبتدأ والخبر قد أهمتهم وسوّغ الابتداء بالنكرة التفصيل {أَنْفُسُهُمْ} جائز، إن جعل خبر وطائفة، وليس بوقف إن جعل الخبر يظنون بالله والوقف على الجاهلية {الْجََاهِلِيَّةِ} جائز. وقال أحمد بن جعفر: تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل يقولون في موضع الحال من الضمير في يظنون، أو خبرا بعد خبر {مِنْ شَيْءٍ} كاف {كُلَّهُ لِلََّهِ} حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من يظنون أيضا، ويكون حالا بعد حال، وكذا لو جعل يخفون نعتا لطائفة {مََا لََا يُبْدُونَ لَكَ} حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل نعتا بعد نعت، أو خبرا بعد خبر {هََاهُنََا} كاف للابتداء بالأمر بعد {إِلى ََ مَضََاجِعِهِمْ} حسن إن علقت اللام في {وَلِيَبْتَلِيَ} بمحذوف: أي فعل ذلك لينفذ الحكم فيكم
{الْآخِرَةَ} صالح {عَفََا عَنْكُمْ} كاف، وكذا: على المؤمنين. وقال أبو عمرو: على المؤمنين تامّ: والوقف اختيارا على: {وَلََا تَلْوُونَ عَلى ََ أَحَدٍ}، وعلى: {فَأَثََابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ} غلط، لتعلق ما بعدهما بهما ولا: {مََا أَصََابَكُمْ} كاف، وكذا: بما تعملون {طََائِفَةً مِنْكُمْ} حسن {قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} صالح إن جعل خبرا لقوله: وطائفة، وليس بوقف إن جعل الخبر ما بعده {ظَنَّ الْجََاهِلِيَّةِ} صالح على القولين {مِنْ شَيْءٍ}(1/192)
وليبتلي إلخ وليس بوقف إن علقت لام كي بما قبلها {مََا فِي قُلُوبِكُمْ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {الْجَمْعََانِ} ليس بوقف، لأن إنما خبر إن {مََا كَسَبُوا} حسن {عَفَا اللََّهُ عَنْهُمْ} كاف للابتداء بعد بإن {حَلِيمٌ} تامّ للابتداء بياء النداء {وَمََا قُتِلُوا} تامّ عند الأخفش، لأنه آخر كلام المنافقين، واللام في ليجعل متعلقة بمحذوف: أي لا تكونوا كهؤلاء ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم دونكم، وقدّره الزمخشري: لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول واعتقاده ليجعل وليس بوقف إن علقت بقالوا: أي أنهم لم يقولوا لجعل الحسرة، إنما قالوا ذلك لعلة فصار مآل ذلك إلى الحسرة والندامة {فِي قُلُوبِهِمْ} كاف، ومثله: وبميت، وبصير، وتجمعون، وتحشرون. ورسموا {لَانْفَضُّوا} كلمة واحدة، وهي لام التوكيد دخلت على انفضوا. ورسموا لا إلى الله بعد لام ألف، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به، وذلك لا يخفى على العظماء الذين كتبوا مصحف عثمان بن عفان أشار الشاطبي إليه في الرائية في قوله:
وكلّ ما فيه مشهور بسنته ... ولم يصب من أضاف الوهم والغيرا
ردّ بذلك على الملحدة الذين يقولون: إن القرآن غيره الذين كتبوه وحرّفوه، فأضافوا الوهم والتغيير لكتاب المصحف فكيف وهم السادة الأبرار؟
وهم زيد بن ثابت. وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن
كاف {كُلَّهُ لِلََّهِ} صالح، وكذا: ما لا يبدون لك {هََاهُنََا} كاف، وكذا: إلى مضاجعهم، وما في قلوبكم، وردّ الأصل الثاني لتعلق ما بعده بما قبله {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {مََا كَسَبُوا} كاف، وكذا: عفا الله عنهم {حَلِيمٌ} تامّ {فِي قُلُوبِهِمْ} كاف. وكذا: يحيى ويميت، وبصير، ويجمعون {تُحْشَرُونَ} تامّ {لِنْتَ}(1/193)
هشام، ومجمع بن حارثة، فكيف يصح تفريط هؤلاء النجباء {لِنْتَ لَهُمْ}
حسن {مِنْ حَوْلِكَ} أحسن {فِي الْأَمْرِ} صالح {عَلَى اللََّهِ} كاف {الْمُتَوَكِّلِينَ} تامّ، ومثله: فلا غالب لكم، للابتداء بعده بالشرط {مِنْ بَعْدِهِ} كاف {الْمُؤْمِنُونَ} تامّ {أَنْ يَغُلَّ} كاف: للابتداء بالشرط، قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {أَنْ يَغُلَّ} بفتح التحتية وضم الغين: أو يخون، والباقون بضم الياء وفتح الغين. قيل معناه أن يخوّن: أو ينسب إلى الخيانة.
وقيل أن يخان: يعنى أن يؤخذ من غنيمته {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} جائز {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ {وَمَأْوََاهُ جَهَنَّمُ} حسن {الْمَصِيرُ} تامّ {عِنْدَ اللََّهِ} كاف {بِمََا يَعْمَلُونَ} تامّ {عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ليس بوقف، لأن العامل في إذ من بتقدير لمن من الله على المؤمنين منه أو بعثه، فبعثه مبتدأ، ومحل الظرف خبر، وقرئ شاذا لمن منّ الله {مُبِينٍ} تامّ {مِثْلَيْهََا} ليس بوقف، لأن الاستفهام الإنكاري دخل على قلتم: أي أقلتم أنى هذا لما أصابتكم مصيبة، وهي ما نزل بالمؤمنين يوم أحد من قتل سبعين منهم، والمثلان هو قتلهم يوم بدر سبعين وأسرهم سبعين {أَنََّى هََذََا} حسن {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} كاف للابتداء بأن {قَدِيرٌ} تامّ ولا وقف من قوله، وما أصابكم إلى أو ادفعوا، فلا يوقف على الجمعان، ولا على فبإذن الله، لأن اللام في: وليعلم المؤمنين من تمام خبر المبتدإ الذي هو: وما أصابكم، لأن ما بمعنى الذي، وهي مبتدأ وخبرها فبإذن الله،
{لَهُمْ} صالح {مِنْ حَوْلِكَ} كاف {فِي الْأَمْرِ} صالح {عَلَى اللََّهِ} كاف {الْمُتَوَكِّلِينَ} حسن {فَلََا غََالِبَ لَكُمْ} صالح {مِنْ بَعْدِهِ} كاف {الْمُؤْمِنُونَ} تام {أَنْ يَغُلَّ} حسن {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} صالح {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ و {مَأْوََاهُ جَهَنَّمُ}
كاف {الْمَصِيرُ} حسن {عِنْدَ اللََّهِ} كاف {بِمََا يَعْمَلُونَ} تامّ {لَفِي ضَلََالٍ مُبِينٍ}
حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {أَنََّى هََذََا} صالح {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} كاف {قَدِيرٌ}(1/194)
وقوله: وليعلم المؤمنين عطف على فبإذن الله من جهة المعنى، والتقدير وهو بإذن الله، وهو ليعلم المؤمنين، ودخلت الفاء في الخبر، لأن ما بمعنى الذي يشبه خبرها الجزاء، ومعنى فبإذن الله: أي ما أصابكم كان بعلم الله، وليعلم المؤمنين: أي ليظهر إيمان المؤمنين، ويظهر نفاق المنافقين، وإذا كان {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} من جملة الخبر لم يفصل بينه وبين المبتدإ: أي فلا يوقف على:
{فَبِإِذْنِ اللََّهِ}، ولا على المؤمنين، ولا على نافقوا لما ذكر {أَوِ ادْفَعُوا} كاف، ومثله: لاتبعناكم {لِلْإِيمََانِ} حسن {فِي قُلُوبِهِمْ} كاف، ومثله: يكتمون إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أو جعل في موضع رفع بالابتداء، وما بعده الخبر، أو في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلا من الذين نافقوا، أو جعل في موضع رفع بدلا من الضمير في يكتمون، أو جعل نعتا لما قبله، ففي محل الذين الحركات الثلاث: الجرّ على أنه تابع لما قبله نعتا، والرفع والنصب على القطع {وَقَعَدُوا} ليس بوقف، لأن {لَوْ أَطََاعُونََا مََا قُتِلُوا} معمول قالوا، والتقدير قالوا لإخوانهم لو أطاعونا ما قتلوا وقعدوا عن القتال على التقديم والتأخير {مََا قُتِلُوا} كاف على القراءتين: تشديد التاء وتخفيفها {صََادِقِينَ} تامّ {أَمْوََاتاً} كاف عند أبي حاتم وتامّ عند محمد ابن عيسى، لأن بل بعد أمواتا ليست عاطفة، ولو كانت عاطفة لاختلّ المعنى،
تامّ: والوقف اختيارا على: فبإذن الله غلط لتعلق ما بعده بما قبله {أَوِ ادْفَعُوا} كاف، وكذا: لاتبعناكم {لِلْإِيمََانِ} صالح {فِي قُلُوبِهِمْ} كاف {يَكْتُمُونَ} حسن: إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلا من الذين نافقوا، والوقف على {وَقَعَدُوا} خطأ {مََا قُتِلُوا} كاف {صََادِقِينَ} تامّ {أَمْوََاتاً} كاف {بَلْ أَحْيََاءٌ} صالح: إن جعل ما بعده ظرفا ليرزقون، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لأحياء.(1/195)
وتقدير الكلام بل هم أحياء، وهو عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف {بَلْ أَحْيََاءٌ} جائز إن جعل {عِنْدَ رَبِّهِمْ} ظرفا ليرزقون كأنه قال: يرزقون عند ربهم، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لقوله أحياء كأنه قال: بل هم عند ربهم أحياء، لأن فيه الفصل بين الظرف وما عمل فيه، والوقف على {بَلْ أَحْيََاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} لأنك جعلت الظرف لأحياء ثم ابتدأت بيرزقون فرحين، وهذا الوقف ينبئ عن اجتماع الرزق والفرح في حالة واحدة فلا يفصل بينهما وكثير من القراء يتعمده، وليس بخطإ، وهو منصوص عليه، والله أعلم بكتابه. قاله الكواشي تبعا لغيره وفيه شيء إذ التعلق هنا من جهة اللفظ وإن كان الوقف في نفسه حسنا دون الابتداء بما بعده، إذ الابتداء لا يكون إلا اختياريّا مستقلا بالمعنى المقصود، وهنا ليس كذلك، وتعمد الوقف لا يكون إلا لمعنى مقصود كمن لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب، فإنه يقف على أبدا، ومن ذلك تعمد الوقف على رءوس الآي للسنة، وهنا لا معنى للوقف لشدّة تعلق ما بعده بما قبله، والنص عليه من غير بيان كالعدم، والوقف على {يُرْزَقُونَ} جائز لكونه رأس آية، وليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون {مِنْ فَضْلِهِ} جائز {مِنْ خَلْفِهِمْ} ليس بوقف، لأن أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور على أنه بدل اشتمال من الذين، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف {يَحْزَنُونَ} كاف {وَفَضْلٍ} تامّ على قراءة من كسر همزة إن على الاستئناف. وبها قرأ الكسائي، وليس بوقف على قراءة من فتحها
نعم يصلح الوقف حينئذ على الظرف ثم يبتدئ بيرزقون، فإن وقف على {يُرْزَقُونَ}
جاز، لكنه ليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون {مِنْ فَضْلِهِ} صالح {وَلََا هُمْ يَحْزَنُونَ} حسن {وَفَضْلٍ} تامّ على قراءة من كسر همزة وإن الله، ليس بوقف على قراءة من فتحها {أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ إن رفع ما بعده بالابتداء، أو نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ ذلك بأنه نعت للمؤمنين {مِنْ بَعْدِ مََا أَصََابَهُمُ}(1/196)
عطفا على ما قبلها، والتقدير يستبشرون بنعمة من الله وفضل وبأن الله لا يضيع، وعلى هذا فلا يوقف على: وفضل، لعطفه على ما قبله {أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ إن رفع الذين بالابتداء وما بعده الخبر أو رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين استجابوا، وكاف إن نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعت المؤمنين أو بدلا منهم {أَصََابَهُمُ الْقَرْحُ} حسن: إن جعل الذين استجابوا نعت المؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ و {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا} خبرا، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف ويرتفع أجر عظيم بقوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا}، والوقف على {أَجْرٌ عَظِيمٌ} تام: على أن ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من الذين استجابوا قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {فَاخْشَوْهُمْ} جائز، ومثله: إيمانا، لأن هذا عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف {الْوَكِيلُ} كاف {وَفَضْلٍ} ليس بوقف لأن {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} في موضع الحال تقديره: فانقلبوا سالمين لم يمسهم سوء، والوقف على {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} تام: عند نافع على استئناف ما بعده، وعند أبي حاتم {رِضْوََانَ اللََّهِ} أتم منه {عَظِيمٍ} تامّ {يُخَوِّفُ أَوْلِيََاءَهُ} كاف: وتامّ عند أبي حاتم قال: لأن المعنى يخوّف الناس أولياءه، أو يخوّفونكم أولياءه، أو بأوليائه. وقال غيره: بل الوقف على قوله: فلا
{الْقَرْحُ} حسن: إن جرّ الذين استجابوا نعتا للمؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ و {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ} خبره {أَجْرٌ عَظِيمٌ} تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بتامّ إن جعل ذلك بدلا من الذين قبله، لكن الوقف عليه صالح لطول الكلام {وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} صالح، لأنه رأس آية {وَفَضْلٍ} ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله {رِضْوََانَ اللََّهِ} كاف {عَظِيمٍ}
تامّ {يُخَوِّفُ أَوْلِيََاءَهُ} كاف، وكذا: فلا تخافوهم {مُؤْمِنِينَ} حسن. وقال أبو عمرو:(1/197)
تخافوهم. وقال نافع: بل الوقف على: وخافون. قاله النكزاوي {مُؤْمِنِينَ}
كاف ومثله: في الكفر للابتداء بإن {شَيْئاً} الأوّل جائز على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من اسم بالله، والعامل {لَنْ يَضُرُّوا} والتقدير مريدا لإحباط أعمالهم، وأعيد ذكر الله تفخيما وتوكيدا لإزالة الشك، إذ جائز أن يتوهم أن المراد غيره فلا يوقف على شيئا {فِي الْآخِرَةِ} حسن {عَظِيمٌ} تامّ {شَيْئاً} جائز {أَلِيمٌ} تامّ {لِأَنْفُسِهِمْ} كاف. وقال الأخفش: تامّ {إِثْماً} صالح {مُهِينٌ} كاف:
للابتداء بالنفي {مَنْ يَشََاءُ} كاف للابتداء بالأمر {وَرُسُلِهِ} كاف للابتداء بالشرط {عَظِيمٌ} تامّ {خَيْراً لَهُمْ} كاف {بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} أكفى منه {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن {وَالْأَرْضِ} كاف {خَبِيرٌ} تامّ {لَقَدْ سَمِعَ اللََّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قََالُوا} ليس بوقف لقبح الابتداء بما بعده. ويوهم الوقوع في محذور، وإن اعتقد المعنى كفر، سواء وقف أم لا، وإن اعتقد حكايته عن قائليه غير معتقد معناه فلا يكفر، لأن حاكي الكفر لا يكفر، ووصله بما بعده أسلم، وينبغي أن يخفض بها صوته حذرا من التشبيه بالكفر {وَنَحْنُ أَغْنِيََاءُ} تامّ، إذ لو وصله بما بعده لصار ما بعده من مقولهم، وهو إخبار من الله عن الكفار {بِغَيْرِ حَقٍّ} صالح: لمن قرأ سيكتب بالياء التحتية وبالبناء للمفعول، ورفع قتلهم وما عطف عليه، ويقول بالياء: أي ويقول الله أو الزبانية، وليس بوقف لمن قرأ سنكتب بالنون وبناء الفعل للفاعل ونصب
تامّ {فِي الْكُفْرِ} حسن {شَيْئاً} في الموضعين صالح، وكذا: في الآخرة {عَظِيمٌ}
تامّ، وكذا: عذاب أليم {لِأَنْفُسِهِمْ} كاف {لِيَزْدََادُوا إِثْماً} مفهوم {مُهِينٌ} تامّ {مِنَ الطَّيِّبِ} كاف {مَنْ يَشََاءُ} صالح {رُسُلِهِ} كاف {عَظِيمٌ} تامّ {هُوَ خَيْراً لَهُمْ} كاف {بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} أكفى منه {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن {وَالْأَرْضِ} صالح {خَبِيرٌ} تامّ {فَقِيرٌ} وقف كفر إن عرف المعنى واعتقده لا إن قصد حكاية عمن قاله(1/198)
قتلهم، ونقول بالنون {الْحَرِيقِ} كاف {لِلْعَبِيدِ} تامّ: إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين، أو نصب بتقدير أعني وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين الأول، أو جعل في محل جرّ نعتا للعبيد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {تَأْكُلُهُ النََّارُ} كاف: وتامّ عند نافع {وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} كاف للابتداء بعده بالاستفهام {صََادِقِينَ} تامّ للابتداء بالشرط ومثله، المنير، و {ذََائِقَةُ الْمَوْتِ}، و {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} و {فََازَ} كلها حسان عند أبي حاتم {الْغُرُورِ} تامّ {وَأَنْفُسِكُمْ} جائز {أَذىً كَثِيراً} كاف {الْأُمُورِ} تامّ {وَلََا تَكْتُمُونَهُ} جائز {ثَمَناً قَلِيلًا} حسن {مََا يَشْتَرُونَ} تامّ {بِمََا أَتَوْا} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {بِمََا لَمْ يَفْعَلُوا} جائز، كذا نقل عن نافع، وهو غير جيد، والأولى وصله، لأن قوله: {فَلََا تَحْسَبَنَّهُمْ}
بدل مما قبله سواء قرئ بالتحتية أو بالفوقية، أو على قراءة من قرأ الأول بالتحتية والثاني بالفوقية على اختلاف المعاني والإعراب وجعل الثاني معطوفا على الأوّل، لأن المعطوف والمعطوف عليه كالشيء الواحد لأنه قد استغنى عن مفعولي بحسب الأولى بذكر مفعولي الثانية على قراءته بالتحتية، وعلى قراءته بالفوقية حذف الثاني فقط. وقال ابن عطية: لا يصح أن يكون بدلا لوجود الفاء فإنها تمنع من البدل {بِمَفََازَةٍ مِنَ الْعَذََابِ} كاف {عَذََابٌ أَلِيمٌ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} تامّ: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف تقديره لهم الجنة، أو الخبر {رَبَّنََا مََا خَلَقْتَ هََذََا بََاطِلًا}
{وَنَحْنُ أَغْنِيََاءُ} حسن {عَذََابَ الْحَرِيقِ} كاف {لِلْعَبِيدِ} تامّ: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بحسن إن جعل ذلك بدلا من الذين الأول، لكنه جائز، لأنه رأس آية، ولأن الكلام قد طال {تَأْكُلُهُ النََّارُ} كاف، وكذا: وبالذي قلتم، وصادقين، والمنير، وذائقة الموت، ويوم القيامة. وقال أبو عمرو: في المنير: تامّ {فَقَدْ فََازَ} حسن.
وقال أبو عمرو: كاف {الْغُرُورِ} تامّ {وَأَنْفُسِكُمْ} مفهوم {أَذىً كَثِيراً} كاف(1/199)
بتقدير يقولون كما قدّره شيخ الإسلام وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعنى، وليس بوقف إن جعل نعتا له، أو بدلا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {جُنُوبِهِمْ} جائز: إن جعل {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللََّهَ} نعتا أو بدلا، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل مبتدأ، وكذا الكلام على الأرض {بََاطِلًا} ليس بوقف، لاتحاد الكلام في تنزيه الباري عن خلقه الباطل {النََّارِ} كاف، ومثله: فقد أخزيته، ومن أنصار، وفآمنا، والأبرار، كلها وقوف كافية {عَلى ََ رُسُلِكَ} جائز، ومثله: يوم القيامة {الْمِيعََادَ} كاف:
لأنه آخر كلامهم {فَاسْتَجََابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} صالح على قراءة عيسى بن عمر {أَنِّي لََا أُضِيعُ} بكسر الهمزة على الاستئناف، وليس بوقف على قراءة الجماعة بفتحها {أَوْ أُنْثى ََ} كاف. وقال أبو حاتم تامّ. ثم يبتدئ {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} أي في المجازاة بالأعمال: أي مجازاة النساء على الأعمال كالرجال، وأنه لا يضيع لكم عملا وأنه ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله. قال تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم، فعلى هذا {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} مبتدأ وخبر {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} تامّ: لأنه كلام مستقلّ بنفسه كقوله: إنما المؤمنون إخوة، وكقوله: «كلكم من آدم» فبعضكم مبتدأ وخبره من بعض، وقوله: فالذين هاجروا، مبتدأ وخبره: لأكفرنّ عنهم، وقوله:
{وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ} عطف على الخبر {الْأَنْهََارُ} ليس بوقف، لأن ثوابا منصوب على الحال والعامل فيه ولأدخلنهم أو مفعولا له أو مصدرا {مِنْ عِنْدِ اللََّهِ}
{الْأُمُورِ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {وَلََا تَكْتُمُونَهُ} مفهوم {ثَمَناً قَلِيلًا} صالح {يَشْتَرُونَ} تامّ {بِمََا لَمْ يَفْعَلُوا} صالح {بِمَفََازَةٍ مِنَ الْعَذََابِ} كاف {عَذََابٌ أَلِيمٌ}
تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} تامّ إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره ربنا: أي يقولون ربنا، وكاف إن جعل ذلك نعتا له أو بدلا منه {جُنُوبِهِمْ} صالح: إن جعل {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللََّهَ} نعتا أو بدلا، أو خبر مبتدإ(1/200)
كاف {الثَّوََابِ} تامّ {فِي الْبِلََادِ} كاف: لأن ما بعده خبر مبتدإ محذوف:
أي هو متاع أو مبتدأ محذوف الخبر: أي تقلبهم متاع قليل. وقال أبو حاتم:
تامّ، وغلط لأن ما بعده متعلق بما قبله، لأن المعنى تقلبهم في البلاد وتصرّفهم فيها متاع قليل. وقال أبو العلاء الهمداني: الوقف على قليل، ثم يبتدئ: ثم مأواهم جهنم وضعف للعطف بثم إلا أنه عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف عند بعضهم {ثُمَّ مَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ} كاف {الْمِهََادُ} جائز:
لحرف الاستدراك بعده، ومن حيث كونه رأس آية {خََالِدِينَ فِيهََا} ليس بوقف لأن نزلا حال من جنات قبله، وإن جعل مصدرا والعامل فيه ما دلّ عليه الكلام لأنه لما قال لهم ذلك دلّ على أنزلوا إنزالا كان الوقف على خالدين فيها كافيا {مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} كاف: للابتداء بالنفي نص عليه أبو حاتم السجستاني {لِلْأَبْرََارِ} تامّ {خََاشِعِينَ لِلََّهِ} حسن عند الأكثر، وزعم بعضهم أن الوقف على خاشعين. ثم يبتدئ لله وهو خطأ، لأن اللام في لله لا تتصل بما بعدها، لأن لله من صلة خاشعين فلا يقطع عنه {ثَمَناً قَلِيلًا} حسن: وقيل كاف:
على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرا بعد خبر لأن ولمن اسمها دخلت عليها اللام، وحمل على لفظ من فأفرد الضمير في يؤمن ثم حمل على المعنى فجمع في وما أنزل إليهم وفي خاشعين، وعلى هذا فلا يوقف على قليلا ولا على الله لأن يشترون حال بعد حال: أي خاشعين غير
محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ وكذا الكلام في السموات والأرض وقنا {عَذََابَ النََّارِ} كاف، وكذا: فقد أخزيته، ومن أنصار وفآمنا، ومع الأبرار {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} صالح {الْمِيعََادَ} كاف، وكذا، من ذكر أو أنثى {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} تامّ لأنه كلام مستقل كقوله: إنما المؤمنون إخوة {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ} جائز {مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} كاف {حُسْنُ الثَّوََابِ} تامّ {فِي الْبِلََادِ} كاف، وكذا: ومأواهم جهنم، وقوله:
{وَبِئْسَ الْمِهََادُ}، و {نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللََّهِ}، {خَيْرٌ لِلْأَبْرََارِ} تامّ {خََاشِعِينَ لِلََّهِ}(1/201)
مشترين {عِنْدَ رَبِّهِمْ} كاف {الْحِسََابِ} تامّ {وَرََابِطُوا} جائز {وَاتَّقُوا اللََّهَ} ليس بوقف لحرف الترجي. وهو في التعلق كلام كي، آخر السورة تام.
سورة النساء مدنية (1)
وهي مائة آية وخمس وسبعون آية في المدني والمكي والبصري، وست في الكوفي، وسبع في الشامي، وكلمها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون كلمة، وحروفها ستة عشر ألف حرف وثلاثون حرفا وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا، منها إجماعا ستة مواضع {فَلََا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}، {إِلى ََ أَجَلٍ قَرِيبٍ}، {وَأَرْسَلْنََاكَ لِلنََّاسِ رَسُولًا}، {وَاللََّهُ يَكْتُبُ مََا يُبَيِّتُونَ}، {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرََاهِيمَ حَنِيفاً}، {وَلَا الْمَلََائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} ولا وقف من أوّلها إلى ونساء، فلا يوقف على من نفس واحدة لا تساق ما بعده على ما قبله، ومثله كثيرا {وَنِسََاءً} تام {وَالْأَرْحََامَ} كاف: على قراءتي نصبه وجرّه، فمن قرأ بالنصب عطف على لفظ الجلالة: أي واتقوا الأرحام: أي لا تقطعوها، أو على محل به نحو مررت بزيد وعمرا بالنصب لأنه في موضع نصب لأنه لما شاركه في الاتباع على اللفظ تبعه على الموضع، وانظر هذا مع ما قاله السمين في سورة الإنسان لا يعطف إلا على محل الحرف الزائد، وما هنا ليس كذلك، وقرأ بالجرّ عطفا على الضمير في به على مذهب الكوفيين وهي قراءة حمزة، وحمزة
صالح {ثَمَناً قَلِيلًا} حسن {عِنْدَ رَبِّهِمْ} كاف {سَرِيعُ الْحِسََابِ} تامّ {وَرََابِطُوا}
مفهوم، آخر السورة تام.
سورة النساء مدنية {وَنِسََاءً} تامّ {وَالْأَرْحََامَ} كاف: على قراءتي نصبه وجرّه، ووجه نصبه: واتقوا
__________
(1) سورة النساء مائة وسبعون وست في الكوفي، وسبع في الشامي، الخمس في الباقي والخلاف في آيتين: {أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (44) سماوي، {فَيُعَذِّبُهُمْ عَذََاباً أَلِيماً} (173) شامي.
وانظر: «التلخيص» (242)، «جمال القراء» (1/ 202).(1/202)
أخذها عن سليمان بن مهران الأعمش وحمران بن أعين ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجعفر بن محمد الصادق، وعرض القرآن على جماعة، منهم سفيان الثوري والحسن بن صالح، ومنهم إمام الكوفة في القراءات والعربية أبو الحسن الكسائي، ولم يقرأ حرفا من كتاب الله إلا بأثر صحيح، وكان حمزة إماما ضابطا صالحا جليلا ورعا مثبتا ثقة في الحديث وغيره وهو من الطبقة الثالثة، ولد سنة ثمانين وأحكم القرآن، وله خمس عشرة سنة، وأمّ الناس سنة مائة، وعرض عليه القرآن من نظرائه جماعة، وما قرأ به حمزة مخالف لأهل البصرة، فإنهم لا يعطفون على الضمير المخفوض إلا بإعادة الخافض، وكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون، ومن ذلك قول الشاعر: [الطويل] إذا أوقدوا نارا لحرب عدوهم ... فقد خاب من يصلى بها وحميمها
بجر حميمها عطفا على الضمير المخفوض في بها، وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون، ولا التفات لمن طعن في هذه القراءة كالزجاج وابن عطية، وما ذهب إليه البصريون، وتبعهم الزمخشري من امتناع العطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار غير صحيح، بل الصحيح مذهب الكوفيين في ذلك، وعلى هاتين القراءتين، أعنى نصبه وجرّه كاف. وقرئ والأرحام بالرفع على أنه مبتدأ حذف خبره كأنه قيل والأرحام محترمة: أي واجب حرمتها فلا تقطعوها، حثهم الشارع على صلة الأرحام، ونبههم على أنه كان من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون: أي يحلفون بها، فنهاهم عن ذلك، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرّم إجماعا، وعلى هذا يكون الوقف حسنا وليس
الأرحام، ووجه جرّه عطفه على الضمير على مذهب الكوفيين، وقيل الوقف على أمّا به على النصب فبالإغراء، وأمّا على الجرّ فبالقسم: أي وربّ الأرحام {رَقِيباً} حسن(1/203)
بوقف لمن خفض الأرحام على القسم والتقدير بالله وبالأرحام كقولك أسألك بالله وبالرحم، وقيل الوقف على به، وإن نصب ما بعده على الإغراء بمعنى عليكم الأرحام فصلوها فالوقف على به كاف عند يعقوب، وتام عند الأخفش، وخالفهما أبو حاتم ووقف على تساءلون به والأرحام على قراءتي النصب والجرّ {رَقِيباً} كاف {الْيَتََامى ََ أَمْوََالَهُمْ} جائز {بِالطَّيِّبِ} كاف:
عند نافع {إِلى ََ أَمْوََالِكُمْ} حسن {كَبِيراً} كاف {وَرُبََاعَ} حسن {أَيْمََانُكُمْ} حسن {أَلََّا تَعُولُوا} كاف: وقال نافع تامّ: وهو رأس آية {نِحْلَةً} كاف: للابتداء بالشرط {مَرِيئاً} حسن: ومن وقف على فكلوه وجعل هنيئا مريئا دعاء: أي هنأكم الله وأمرأكم كان جائزا، ويكون هنيئا مريئا من جملة أخرى غير قوله: فكلوه لا تعلق له به من حيث الإعراب بل من حيث المعنى، وانتصب مريئا على أنه صفة وليس وقفا إن نصب نعتا لمصدر محذوف: أي فكلوه أكلا هنيئا، وكذلك إن أعرب حالا من ضمير المفعول فهي حال مؤكدة لعاملها، وعند الأكثر معناه الحال، ولذلك كان وصله أولى {قِيََاماً} جائز: لاتفاق الجملتين {مَعْرُوفاً} كاف {النِّكََاحَ} حسن: عند بعضهم، وبعضهم وقف على وابتلوا اليتامى، وجعل حتى لانتهاء الابتداء لا للابتداء: أي غيا الابتداء بوقت البلوغ، لأن الآية لم تتعرّض لسن البلوغ. ثم ابتدأ {حَتََّى إِذََا بَلَغُوا النِّكََاحَ} والجواب مضمر: أي حتى إذا بلغوا النكاح زوّجوهم وسلموا إليهم أموالهم فحذف الجواب لأن في قوله: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً} دلالة عليه {رُشْداً} ليس بوقف لشدة اتصاله بما بعده {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوََالَهُمْ} حسن {أَنْ يَكْبَرُوا} أحسن منه: وقال أبو عمرو: كاف {فَلْيَسْتَعْفِفْ} حسن {بِالْمَعْرُوفِ} كاف، للابتداء
{بِالطَّيِّبِ} كاف، وكذا: إلى أموالكم {حُوباً كَبِيراً} حسن {وَرُبََاعَ} صالح {أَيْمََانُكُمْ} حسن {أَلََّا تَعُولُوا} كاف {نِحْلَةً} صالح {هَنِيئاً مَرِيئاً} كاف(1/204)
بالشرط {فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} حسن {حَسِيباً} تام {وَالْأَقْرَبُونَ} الأول حسن: وقيل كاف على استئناف ما بعده، ومثله: أو كثر إن نصب نصيبا بمقدر {مَفْرُوضاً} تامّ {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} حسن: وقال أبو عمرو: كاف {قَوْلًا مَعْرُوفاً} تامّ: وقيل كاف {عَلَيْهِمْ} حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الفاء في قوله: {فَلْيَتَّقُوا اللََّهَ} جواب قوله:
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ} {سَدِيداً} تامّ {نََاراً} حسن {وَسَيَصْلَوْنَ} قرئ بفتح الياء وضمها، فمن قرأ وسيصلون بضم الياء مبنيا للمفعول كان أحسن مما قبله {سَعِيراً} تامّ: على القراءتين {فِي أَوْلََادِكُمْ} حسن: على استئناف ما بعده {الْأُنْثَيَيْنِ} كاف، ومثله: ما ترك لمن قرأ واحدة بالرفع على أن كان تامّة، وحسن لمن قرأ بنصبها على أنها خبر كان {فَلَهَا النِّصْفُ}
حسن: لانتهاء حكم الأول {السُّدُسُ} ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله {لَهُ وَلَدٌ} حسن: ومثله فلأمه الثلث، وكذا: فلأمه السدس، وعند أبي حاتم لا يحسن الوقف حتى يقول من بعد وصية يوصى بها أو دين، لأن هذا الفرض كله إنما يكون بعد الوصية والدين. قاله النكزاوي {أَوْ دَيْنٍ} تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره لا تدرون، وكاف إن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم آباؤكم، وأيهم أقرب مبتدأ وخبر علق عنه تدرون. لأنه من أفعال القلوب،
{قِيََاماً} صالح {قَوْلًا مَعْرُوفاً} حسن {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوََالَهُمْ} صالح {أَنْ يَكْبَرُوا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {فَلْيَسْتَعْفِفْ} جائز {بِالْمَعْرُوفِ} كاف {فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} جائز {حَسِيباً} تامّ، وكذا: نصيبا مفروضا {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}
صالح. وقال أبو عمرو: كاف {قَوْلًا مَعْرُوفاً} تامّ {خََافُوا عَلَيْهِمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {سَدِيداً} تامّ {نََاراً} كاف {سَعِيراً} تامّ {فِي أَوْلََادِكُمْ} صالح {مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} كاف، وكذا: ثلثا ما ترك {فَلَهَا النِّصْفُ} حسن {إِنْ كََانَ لَهُ وَلَدٌ} كاف وكذا: فلأمّه الثلث، وفلأمّه السدس، وقوله: أو دين، وأيهم أقرب لكم(1/205)
والجملة في محل نصب {أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً} حسن: عند من نصب فريضة على المصدر: أي فرض ذلك فريضة أو نصبها بفعل مقدر: أي أعني، وليس بوقف إن نصب على الحال مما قبلها {فَرِيضَةً مِنَ اللََّهِ} كاف: للابتداء بأنّ {حَكِيماً} أكفى: ولم يبلغ درجة التمام لاتصال ما بعده بما قبله معنى {لَهُنَّ وَلَدٌ} حسن، وكذا: أو دين، ومثله: إن لم يكن لكم ولد، وكذا: أو دين، وكذا، منهما السدس كلها حسان {أَوْ دَيْنٍ} الأخير ليس بوقف، لأن غير منصوب على الحال من الفاعل في يوصى {غَيْرَ مُضَارٍّ} حسن: إن نصب بعده بفعل مضمر: أي يوصيكم الله وصية، والوقف على {وَصِيَّةً مِنَ اللََّهِ} كاف {حَلِيمٌ} حسن: أي حيث لم يعجل بالعقوبة حين ورثتم الرجال دون النساء، وقلتم لا نورّث إلا من قاتل بالسيف أو طاعن بالرمح {تِلْكَ حُدُودُ اللََّهِ} تامّ: للابتداء بالشرط بعده {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن {الْعَظِيمُ} تامّ: للابتداء بعده بالشرط {خََالِداً فِيهََا} جائز {مُهِينٌ} تامّ:
لأنه آخر القصة {أَرْبَعَةً مِنْكُمْ} حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء {سَبِيلًا}
تامّ {فَآذُوهُمََا} حسن {عَنْهُمََا} أحسن مما قبله. وقيل كاف للابتداء بإن {رَحِيماً} تامّ {بِجَهََالَةٍ} ليس بوقف، لأن ثم لترتيب الفعل، وكذا: من قريب لمكان الفاء {يَتُوبُ اللََّهُ عَلَيْهِمْ} كاف {حَكِيماً} أكفى مما قبله ولا
نفعا. وقال أبو عمرو: في أو دين في الموضعين تامّ {فَرِيضَةً مِنَ اللََّهِ} مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف {عَلِيماً حَكِيماً} تامّ {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ} صالح {أَوْ دَيْنٍ} حسن {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ} صالح {أَوْ دَيْنٍ} كاف: وقياس نظيره السابق أن يقال حسن {فَلِكُلِّ وََاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ} صالح {أَوْ دَيْنٍ} وهو الأخير ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله {غَيْرَ مُضَارٍّ} صالح، وكذا: وصية من الله. وقال أبو عمرو: فيهما كاف {وَاللََّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {تِلْكَ حُدُودُ اللََّهِ} حسن وقال أبو عمرو: تامّ {خََالِدِينَ فِيهََا} صالح {الْعَظِيمُ} حسن {خََالِداً فِيهََا} جائز {عَذََابٌ مُهِينٌ} تامّ {أَرْبَعَةً مِنْكُمْ} كاف {سَبِيلًا} تامّ {فَآذُوهُمََا} صالح(1/206)
وقف من قوله: وليست التوبة إلى أليما، فلا يوقف على السيئات، ولا على الموت، ولا على إني تبت الآن، لأن قوله: ولا الذين يموتون عطف على وليست، والوقف على المعطوف عليه دون المعطوف قبيح، فكأنه قال:
{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئََاتِ} الذين هذه صفتهم {وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفََّارٌ} فالذين مجرور المحل عطفا على الذين يعملون: أي ليست التوبة لهؤلاء ولا لهؤلاء، فسوّى بين من مات كافرا وبين من لم يتب إلا عند معاينة الموت في عدم قبول توبتهما، وإن جعلت وللذين مستأنفا مبتدأ وخبره أولئك حسن الوقف على الآن، ويبتدئ وللذين يموتون، واللام في وللذين لام الابتداء وليست لا النافية وإن جعلت قوله أولئك مبتدأ، وأعتدنا خبره حسن الوقف على كفار، وقيل إن أولئك إشارة إلى المذكورين قبل أولئك {أَلِيماً}
تامّ: للابتداء بالنداء {كَرْهاً} كاف: على استئناف ما بعده، وجعل قوله:
ولا تعضلوهنّ مجزوما بلا الناهية، وليس بوقف إن جعل منصوبا عطفا على أن ترثوا فتكون الواو مشركة عاطفة فعلا على فعل: أي ولا أن تعضلوهنّ، وإن قدّرت أن بعد لا كان من باب عطف المصدر المقدر على المصدر المقدر لا من باب عطف الفعل على الفعل، انظر أبا حيان، ولا تعضلوهنّ ليس بوقف للام العلة {مُبَيِّنَةٍ} جائز {بِالْمَعْرُوفِ} تام للابتداء بالشرط والفاء {خَيْراً كَثِيراً} كاف: وقيل تام {مَكََانَ زَوْجٍ} ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال:
أي وقد آتيتم {مِنْهُ شَيْئاً} حسن {مُبِيناً} كاف {غَلِيظاً} تام {إِلََّا مََا قَدْ سَلَفَ} كاف: للابتداء بعده بأن {سَبِيلًا} تام {أُمَّهََاتُكُمْ} كاف، ومثله ما بعده لأن التعلق فيما بعده من جهة المعنى فقط. وقال أبو حاتم
{فَأَعْرِضُوا عَنْهُمََا} كاف {رَحِيماً} تامّ {يَتُوبُ اللََّهُ عَلَيْهِمْ} كاف {عَلِيماً حَكِيماً} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {وَهُمْ كُفََّارٌ} تامّ، وكذا: عذابا أليما {كَرْهاً} كاف: إن جعل ما بعده مجزوما بالنهي وليس بوقف إن جعل ذلك منصوبا(1/207)
السجستاني: الوقف على كل واحدة من الكلمات إلى قوله في الآية الثانية {إِلََّا مََا مَلَكَتْ أَيْمََانُكُمْ} كاف {وَبَنََاتُ الْأُخْتِ} جائز: للفرق بين التحريم النسبي والسببي، والوقف على {مِنَ الرَّضََاعَةِ}، و {فِي حُجُورِكُمْ}، و {دَخَلْتُمْ بِهِنَّ}، و {فَلََا جُنََاحَ عَلَيْكُمْ}، و {مِنْ أَصْلََابِكُمْ}، و {إِلََّا مََا قَدْ سَلَفَ}، و {رَحِيماً} كلها وقوف جائزة، لأن التعلق فيها من جهة المعنى والنفس يقصر عن بلوغ التمام {أَيْمََانُكُمْ} كاف: إن انتصب كتاب بإضمار فعل: أي الزموا كتاب الله، وعند الكوفيين أنه منصوب على الإغراء وهو بعيد، والصحيح أن الإغراء إذا تأخر لم يعمل فيما قبله، وتأول البصريون قول الشاعر: [الرجز] يا أيها المائح دلوي دونكا ... إنّي رأيت الناس يحمدونكا
على أن دلوي منصوب بالمائح: أي الذي ماح دلوي، والمشهور أن ذلك من باب المبتدإ والخبر، وأن دلوي مبتدأ ودونك خبره، وما استدل به الكسائي على جواز تقديم معمول اسم الفعل عليه، وأن دونك اسم فعل ودلوي معموله لا يتعين، في الصحاح: الماتح بالمثناة الفوقية المستقي من أعلى البئر، والمائح بالتحتية الذي يملأ دلوه من أسفلها {كِتََابَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} كاف: إن قرئ وأحل ببنائه للفاعل، وليس بوقف إن قرئ بضم الهمزة مبنيا للمفعول عطف على حرّمت {غَيْرَ مُسََافِحِينَ} جائز {فَرِيضَةً} كاف، ومثله: من بعد
عطفا على: أن ترثوا: أي ولا أن تعضلوهنّ {بِفََاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} صالح، وكذا: بالمعروف {خَيْراً كَثِيراً} كاف وكذا: منه شيئا، ومبنيا {غَلِيظاً} حسن {إِلََّا مََا قَدْ سَلَفَ}
كاف {وَسََاءَ سَبِيلًا} تامّ {وَبَنََاتُ الْأُخْتِ} صالح، وكذا: وأخواتكم من الرضاعة {فِي حُجُورِكُمْ} مفهوم {دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} صالح {فَلََا جُنََاحَ عَلَيْكُمْ} مفهوم، وكذا:
من أصلابكم {إِلََّا مََا قَدْ سَلَفَ} صالح {رَحِيماً} تامّ {إِلََّا مََا مَلَكَتْ أَيْمََانُكُمْ}
كاف: إن قرئ: وأحل ببنائه للفاعل وإلا فصالح، ومثله فيهما {كِتََابَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ}(1/208)
الفريضة {حَكِيماً} تامّ: لأنه تمام القصة {الْمُؤْمِنََاتِ} كاف {بِإِيمََانِكُمْ}
جائز: وقيل كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال على المعنى: أي فانكحوا مما ملكت أيمانكم غير معايرين بالأنساب، لأن بعضكم من جنس بعض في النسب والدين، فلا يترفع الحرّ عن نكاح الأمة عند الحاجة إليه، وما أحسن قول أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه:
[البسيط] الناس من جهة التمثيل أكفاء ... أبوهم آدم والأمّ حوّاء
{بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} جائز، ومثله: بإذن أهلهنّ {بِالْمَعْرُوفِ} ليس بوقف، لأن محصنات غير مسافحات حالان من مفعول وآتوهن {أَخْدََانٍ}
حسن: وقيل تام: سواء قرئ أحسن مبنيّا للفاعل أو للمفعول. قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم أحسن بضم الهمزة وكسر الصاد مبنيّا للمفعول والباقون بفتحهما بالبناء للفاعل. ومعنى الأولى: فإذا أحصن بالتزويج فالحصن لهنّ هو الزوج. ومعنى الثانية: فإذا أحصن فروجهنّ أو أزواجهنّ {مِنَ الْعَذََابِ} جائز {مِنْكُمْ} حسن، ومثله: خير لكم: أي وصبركم عن نكاح الإماء خير لكم لئلا يرق ولدكم ويبتذل، وفي سنن أبي داود وابن ماجة من حديث أنس. قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوّج الحرائر» {رَحِيمٌ} تامّ {عَلَيْكُمْ} حسن {حَكِيمٌ} تامّ، ومثله: عظيما {عَنْكُمْ} كاف: على قراءة وخلق بضم
{غَيْرَ مُسََافِحِينَ} صالح {فَرِيضَةً} كاف وكذا: من بعد الفريضة {عَلِيماً حَكِيماً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {مِنْ فَتَيََاتِكُمُ الْمُؤْمِنََاتِ} كاف {بِإِيمََانِكُمْ}
جائز {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} صالح، وكذا: بإذن أهلهنّ {أَخْدََانٍ} تامّ {مِنَ الْعَذََابِ} جائز {الْعَنَتَ مِنْكُمْ} كاف، وكذا: خير لكم {رَحِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} كاف {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} حسن، وكذا: عظيما(1/209)
الخاء، وعلى قراءته بفتحها الوصل أولى لأنهما كلام واحد {ضَعِيفاً}
تامّ: للابتداء بيا النداء {عَنْ تَرََاضٍ مِنْكُمْ} حسن {أَنْفُسَكُمْ} كاف:
للابتداء بإن {رَحِيماً} تامّ {نُصْلِيهِ نََاراً} حسن {يَسِيراً} تام للابتداء بالشرط، ومثله: كريما {عَلى ََ بَعْضٍ} حسن {مِمَّا اكْتَسَبُوا} ومثله: مما اكتسبن، وكذا، من فضله {عَلِيماً} تامّ: ووقف بعضهم على {مِمََّا تَرَكَ}
إن رفع الوالدان بخبر مبتدإ محذوف جوابا لسؤال مقدّر، كأنه قيل ومن الوارث؟ فقيل هم الوالدان والأقربون: أي لكل إنسان موروث جعلنا موالي:
أي ورّاثا مما ترك، ففي ترك ضمير يعود على كلّ، وهنا تمّ الكلام، ويتعلق مما ترك بموالي لما فيه من معنى الوراثة وموالي مفعول أوّل لجعل، ولكل جار ومجرور هو الثاني قدّم على عامله، ويرتفع الوالدان على أنه خبر مبتدإ محذوف إلى آخر ما تقدّم، وعلى هذا فكلام جملتان ولا ضمير محذوفا في جعلنا وإن قدّرنا: ولكل إنسان وارث مما تركه الوالدان والأقربون جعلنا موالي:
أي موروثين، فيراد بالموالي الموروث ويرتفع الوالدان بترك، وتكون ما بمعنى من، والجار والمجرور صفة للمضاف إليه كل، والكلام على هذا جملة واحدة، وفي هذا بعد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره ولم يحكم أمره {وَالْأَقْرَبُونَ} كاف: لأن والذين بعده مبتدأ، والفاء في خبره لاحتمال عمومه معنى الشرط {نَصِيبَهُمْ} كاف للابتداء بعده بإن {شَهِيداً} تامّ {مِنْ أَمْوََالِهِمْ} حسن. وقيل تامّ: لأن فالصالحات
{أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} كاف: على قراءة خلق بضم الخاء، وصالح على قراءته بفتحها {ضَعِيفاً} تامّ {عَنْ تَرََاضٍ مِنْكُمْ} حسن {أَنْفُسَكُمْ} كاف {رَحِيماً} حسن {نُصْلِيهِ نََاراً} صالح {يَسِيراً} تامّ، وكذا: كريما {عَلى ََ بَعْضٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِمَّا اكْتَسَبُوا} كاف، وكذا: مما اكتسبن: ومن فضله {عَلِيماً} حسن، وكذا والأقربون. وقال أبو عمرو: كاف {نَصِيبَهُمْ} كاف {شَهِيداً} تامّ {مِنْ}(1/210)
مبتدأ وما بعده خبر إن، وللغيب متعلق بحافظات {بِمََا حَفِظَ اللََّهُ} كاف، ومثله: واضربوهنّ للابتداء بالشرط مع اتحاد الكلام، ومثله: سبيلا {كَبِيراً}
تامّ {بَيْنِهِمََا} الأوّل ليس بوقف لمكان الفاء بَيْنَهُمَا الثاني كاف {خَبِيراً} تامّ {بِهِ شَيْئاً} كاف: على استئناف ما بعده على معنى:
وأحسنوا بالوالدين إحسانا. وقال الأخفش: لا وقف من قوله: {وَاعْبُدُوا اللََّهَ} إلى {أَيْمََانُكُمْ} لأن الله أمركم بهذه، فلا يوقف على شيئا، ولا على إحسانا ولا على وابن السبيل، لا تساق ما بعده على ما قبله {وَمََا مَلَكَتْ أَيْمََانُكُمْ} كاف: للابتداء بإنّ {فَخُوراً} تامّ إن رفع الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره أولئك قرناء السوء، وكذا إن جعل مبتدأ خبره {إِنَّ اللََّهَ لََا يَظْلِمُ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ} وكذا إن جعل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وإن جعل في موضع نصب بتقدير أعني كان الوقف على {فَخُوراً} كافيا، وليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من الضمير المستكنّ في فخورا، أو من من، أو نعتا لمن، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، ولا بين النعت والمنعوت {مِنْ فَضْلِهِ} حسن {مُهِيناً} تامّ إن منه، ولا بين النعت والمنعوت {مِنْ فَضْلِهِ} حسن {مُهِيناً} تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا مبتدأ، والكلام فيه كالذي قبله من الرفع والنصب والجرّ، فالرفع بالابتداء والنصب بتقدير أعني والجرّ عطفا على الكافرين {وَلََا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} تامّ للابتداء بالشرط {فَسََاءَ قَرِيناً} كاف، ومثله: رزقهم الله
{أَمْوََالِهِمْ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {بِمََا حَفِظَ اللََّهُ} كاف، وكذا: واضربوهنّ، وسبيلا {كَبِيراً} حسن {يُوَفِّقِ اللََّهُ بَيْنَهُمََا} كاف {خَبِيراً} تامّ {بِهِ شَيْئاً}
كاف، وكذا: وما ملكت أيمانكم {فَخُوراً} ليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من من، وإن جعل مرفوعا مبتدأ خبره {إِنَّ اللََّهَ لََا يَظْلِمُ} كان وقفا تاما {مََا آتََاهُمُ اللََّهُ مِنْ فَضْلِهِ} صالح، وكذا: مهينا. وقال أبو عمرو في الأوّل: كاف {وَلََا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}
تامّ، وكذا: فساء قرينا. وقال أبو عمرو في الأول: كاف {رَزَقَهُمُ اللََّهُ} كاف {عَلِيماً} تامّ. ومحل هذه الوقوفات الأربعة إذا جعل الذين يبخلون منصوبا، فإن(1/211)
{عَلِيماً} تامّ: ومحل هذه الوقوف الأربعة ما لم يجعل الذين يبخلون مبتدأ وخبره {إِنَّ اللََّهَ لََا يَظْلِمُ} فإن كان كذلك لم يوقف عليها، لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف {مِثْقََالَ ذَرَّةٍ} حسن، ومن قرأ {حَسَنَةً} بالرفع كان أحسن {أَجْراً عَظِيماً} حسن. وقال بعضهم: لا يوقف عليه لأن قوله فكيف توكيد لما قبله: معناه إن الله لا يظلم مثقال ذرّة في الدنيا فكيف في الآخرة إذا جئنا من كل أمة بشهيد {عَظِيماً} حسن، ومثله: بشهيد {شَهِيداً}
كاف {الْأَرْضُ} جائز: إن كان ما بعده داخلا في التمني، وإلا فالوقف عليه حسن، قرأ نافع وابن عامر تسوى بتشديد السين، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم بضم التاء وتخفيف السين مبنيّا للمفعول، وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والتخفيف، وجواب لو محذوف تقديره لسروا بذلك {حَدِيثاً} تامّ {تَغْتَسِلُوا} كاف: أي لا تقربوا مواضع بالصلاة جنبا حتى تغتسلوا {صَعِيداً طَيِّباً} ليس بوقف لمكان الفاء، أو لما كانت الجمل معطوفة بأو صيرتها كالشيء الواحد {وَأَيْدِيكُمْ} كاف للابتداء بعده بإن {غَفُوراً}
تامّ {السَّبِيلَ} كاف {بِأَعْدََائِكُمْ} حسن {وَلِيًّا} جائز للفصل بين الجملتين المستقلتين {نَصِيراً} كاف: إن جعل من الذين خبرا مقدّما:
ويحرفون جملة في محل رفع صفة لموصوف محذوف: أي من الذين هادوا ناس أو قوم أو نفر يحرّفون الكلم عن مواضعه، فحذف الموصوف واجتزئ
جعل مرفوعا بالابتداء وخبره {إِنَّ اللََّهَ لََا يَظْلِمُ} لم يكن في هذه الوقوفات كاف ولا تامّ للفصل بين المبتدإ والخبر، بل كلها صالحة لبعد ما بينهما {مِثْقََالَ ذَرَّةٍ} كاف {عَظِيماً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {عَلى ََ هََؤُلََاءِ شَهِيداً} كاف {لَوْ تُسَوََّى بِهِمُ الْأَرْضُ} صالح: إن جعل ما بعده داخلا في التمنى، وإلا فالوقف عليه حسن {حَدِيثاً} تامّ {تَغْتَسِلُوا} كاف، وكذا: أيديكم {غَفُوراً} تامّ {السَّبِيلَ}
كاف، وكذا: بأعدائكم {بِاللََّهِ وَلِيًّا} جائز {نَصِيراً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف.(1/212)
بالصفة عنه، أو تقول حذف المبتدأ وأقيم النعت مقامه، وكذا إن جعل من الذين خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين هادوا، وليس بوقف إن جعل من الذين حالا من فاعل يريدون، أو جعل بيانا للموصول في قوله: ألم تر إلى الذين أوتوا، لأنهم يهود ونصارى، أو جعل بيانا لأعدائكم وما بينهما اعتراض أو علق بنصيرا، وهذه المادة تتعدّى بمن. قال تعالى: {وَنَصَرْنََاهُ مِنَ الْقَوْمِ}، {فَمَنْ يَنْصُرُنََا مِنْ بَأْسِ اللََّهِ} وأما على تضمين النصر معنى المنع: أي منعناه من القوم، وكذلك: وكفى بالله مانعا ينصره من الذين هادوا، فهي ستة أوجه: يجوز الوقف على {نَصِيراً} في وجهين: وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد {وَرََاعِنََا} حسن: إن جعل ليّا مصدرا، أي: يلوون ليّا بألسنتهم ودلّ المصدر على فعله، وليس بوقف إن جعل مفعولا من أجله: أي يفعلون ذلك من أجل الليّ، وقرئ راعنا بالتنوين، وخرّج على أنه نعت لمصدر محذوف، أي قولا راعنا متصفا بالرعن {فِي الدِّينِ} حسن {وَأَقْوَمَ} ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ:
للابتداء بيا النداء {مُصَدِّقاً لِمََا مَعَكُمْ} ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله {أَصْحََابَ السَّبْتِ} كاف {مَفْعُولًا} تامّ {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} جائز {لِمَنْ يَشََاءُ} كاف للابتداء بالشرط {عَظِيماً} تامّ {أَنْفُسَهُمْ} كاف. وقال الأخفش: تام. وقيل ليس بتامّ لأن ما بعده متصل به، والتفسير يدل على ذلك. قال مجاهد، كانوا يقدمون الصبيان يصلون بهم ويقولون هؤلاء أزكياء
ومحلهما إذا علق ما بعده بمبتدإ محذوف: أي من الذين هادوا أناس، فإن علق بما قبله كأن يقدر: وكفى بالله ناصرا لكم من الذين هادوا لم يحسن الوقف على {نَصِيراً}
إلا بتجوّز، لأنه رأس آية {فِي الدِّينِ} صالح، وكذا: وأقوم. وقال أبو عمرو فيهما:
كاف {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ {أَصْحََابَ السَّبْتِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مَفْعُولًا} تامّ {لِمَنْ يَشََاءُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عَظِيماً} تامّ(1/213)
لا ذنوب لهم {بَلِ اللََّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشََاءُ} أي ليست التزكية إليكم لأنكم مفترون، والله يزكي من يشاء بالتطهير فبعض الكلام متصل ببعض، قاله النكزاوي {مَنْ يَشََاءُ} جائز {فَتِيلًا} كاف {نَصِيراً} كاف {عَلَى اللََّهِ الْكَذِبَ} جائز {مُبِيناً} تامّ {سَبِيلًا} كاف، ومثله: لعنهم الله للابتداء بالشرط {نَصِيراً} كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري {نَقِيراً}
كاف، النقير: النقرة التي في ظهر النواة والفتيل خيط رقيق في شقّ النواة، والقطمير القشرة الرقيقة فوق النواة، وهذه الثلاثة في القرآن ضرب بها المثل في القلة، والثفروق بالثاء المثلثة والفاء غلافة بين النواة والقمع الذي يكون في رأس التمرة كالغلافة، وهذا لم يذكر في القرآن {مِنْ فَضْلِهِ} حسن: لتناهي الاستفهام. وقيل ليس بوقف لمكان الفاء {عَظِيماً} كاف {مَنْ صَدَّ عَنْهُ}
كاف {سَعِيراً} تامّ {نََاراً} كاف: لاستئناف ما بعده لما فيه من معنى الشرط {الْعَذََابَ} كاف للابتداء بإن {حَكِيماً} تامّ {الْأَنْهََارُ} ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله {أَبَداً} حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده {مُطَهَّرَةٌ} كاف {ظَلِيلًا} تامّ {إِلى ََ أَهْلِهََا} حسن: إن كان الخطاب عامّا، لأن قوله: {أَنْ تَحْكُمُوا} معطوف على أن تؤدوا: أي أن تؤدّوا وأن تحكموا بالعدل إذا حكمتم، فأن تؤدّوا منصوب المحل، إما على إسقاط حرف الجرّ، لأن حذفه يطرد مع أن، وليس بوقف إن كان الخطاب ولاة المسلمين {بِالْعَدْلِ} كاف، ومثله: يعظكم به {بَصِيراً} تامّ {مِنْكُمْ} كاف:
{أَنْفُسَهُمْ} كاف {مَنْ يَشََاءُ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {فَتِيلًا} حسن {عَلَى اللََّهِ الْكَذِبَ} صالح {مُبِيناً} تامّ {سَبِيلًا} حسن، وكذا: لعنهم الله {نَصِيراً} صالح، وكذا: نقيرا {مِنْ فَضْلِهِ} مفهوم {عَظِيماً} كاف، وكذا: من صدّ عنه {سَعِيراً} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {نََاراً} صالح {لِيَذُوقُوا الْعَذََابَ}
كاف {حَكِيماً} تامّ {أَبَداً} صالح {مُطَهَّرَةٌ} جائز {ظَلِيلًا} تامّ {أَنْ تَحْكُمُوا}(1/214)
للابتداء بالشرط مع الفاء، واليوم الآخر كذلك {تَأْوِيلًا} تامّ {وَمََا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} جائز: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير في يزعمون، وهو العامل في الحال {إِلَى الطََّاغُوتِ} حسن {أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} أحسن مما قبله {بَعِيداً} حسن: {وَإِلَى الرَّسُولِ} ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت، وهو رأيت فلا يفصل بينهما بالوقف {صُدُوداً} تامّ: ولا وقف من قوله: {فَكَيْفَ} إلى {وَتَوْفِيقاً} فلا يوقف على: أيديهم، ولا على: يحلفون، وبعضهم تعسف ووقف على يحلفون وجعل بالله قسما، وإن أردنا جواب القسم وإن نافية بمعنى ما: أي ما أردنا في العدول عنك عند التحاكم إلا إحسانا وتوفيقا وليس بشيء لشدة تعلقه بما بعده، لأن الأقسام المحذوفة في القرآن لا تكون إلا بالواو، فإن ذكرت الباء أتى بالفعل كقوله: وأقسموا بالله: أي يحلفون بالله، ولا تجد الباء مع حذف الفعل أبدا، والمعتمد أن الباء متعلقة بيحلفون، وليست باء القسم كما تقدم، ويأتي إن شاء الله تعالى في سورة لقمان في قوله: {يََا بُنَيَّ لََا تُشْرِكْ بِاللََّهِ}
بأوضح من هذا {وَتَوْفِيقاً} كاف {مََا فِي قُلُوبِهِمْ} جائز، ومثله: وعظهم {بَلِيغاً} تامّ {بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف، ومثله: {تَوََّاباً رَحِيماً}، وبعضهم وقف على قوله: فلا، وابتدأ {وَرَبِّكَ لََا يُؤْمِنُونَ} وجعل لا ردا لكلام تقدمها، تقديره فلا يفعلون، أو ليس الأمر كما زعموا من أنهم آمنوا بما أنزل إليك، ثم استأنف قسما بعد ذلك بقوله: {وَرَبِّكَ لََا يُؤْمِنُونَ}، وهو توجيه حسن
{بِالْعَدْلِ} كاف، وكذا: يعظكم به {بَصِيراً} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} كاف، وكذا: واليوم الآخر {تَأْوِيلًا} تامّ. وقال أبو عمرو كاف {إِلَى الطََّاغُوتِ} صالح، وكذا: أن يكفروا به {بَعِيداً} حسن {صُدُوداً} كاف: وإن تعلق ما بعده بما قبله لطول الكلام {وَتَوْفِيقاً} حسن {فِي قُلُوبِهِمْ} صالح {وَعِظْهُمْ} جائز {بَلِيغاً} تامّ {بِإِذْنِ اللََّهِ} كاف {رَحِيماً} حسن {فَلََا}(1/215)
يرقيه إلى التمام، والأحسن الابتداء بها بناء على أنها توطئة للنفي بعدها فهو آكد {تَسْلِيماً} كاف: أكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز فيه، ومثله:
{إِلََّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} على القراءتين رفعه بدل من الضمير في فعلوه ونصبه على الاستثناء {تَثْبِيتاً} حسن. قال الزمخشري: وإذا جواب سؤال مقدر كأنه قيل: وماذا يكون لهم بعد التثبيت؟ فقيل وإذا لو ثبتوا لآتيناهم، لأن إذا جواب وجزاء عليه، فلا يوقف على: تثبيتا، ولا على عظيما، لأن قوله: وإذا لآتيناهم ولهديناهم من جواب لو. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح {مُسْتَقِيماً} تام {وَالصََّالِحِينَ} حسن {رَفِيقاً} كاف {مِنَ اللََّهِ} حسن {عَلِيماً} تامّ للابتداء بياء النداء {جَمِيعاً} كاف {لَيُبَطِّئَنَّ} تام للابتداء بالشرط مع الفاء {شَهِيداً} كاف {مَوَدَّةٌ} ليس بوقف، لأن قوله: {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} معترضة بين قوله: {لَيَقُولَنَّ} ومعمول القول، وهو {يََا لَيْتَنِي} سواء جعلت للجملة التشبيهية محلا من الإعراب نصبا على الحال من الضمير المستكن في ليقولنّ، أو نصبا على المفعول بيقولنّ، فيصير مجموع جملة التشبيه وجملة التمني من جملة المقول، أو لا محل لها لكونها معترضة بين الشرط وجملة القسم وأخرت والنية بها التوسط بين الجملتين، والتقدير ليقولنّ يا ليتني أنظر أبا حيان، وتوسمه شيخ الإسلام بجائز، لعله فرّق به بين الجملتين {مَعَهُمْ} كاف: لمن رفع ما بعد الفاء على الاستئناف: أو فأنا أفوز، وبها قرأ الحسن: وليس بوقف لمن رفعه عطفا على كنت وجعل كنت بمعنى أكون على معنى يا ليتني أكون فأفوز فيكون
جائز: بناء على أنه ردّ لما قبله، والذي ابتدأ به، وهو الأحسن بني على أنه توطئة للنفي بعده، فهو آكد {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} حسن {إِلََّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} كاف {تَثْبِيتاً}
صالح {مُسْتَقِيماً} تامّ {وَالصََّالِحِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {رَفِيقاً}
حسن {مِنَ اللََّهِ} كاف {عَلِيماً} تامّ {جَمِيعاً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ(1/216)
السكون معهم والفوز العظيم متمنين معا، لأن الماضي في التمني بمنزلة المستقبل، لأن الشخص لا يتمنى ما كان، إنما يتمنى ما لم يكن، فعلى هذا لا يوقف على معهم، لاتساق ما بعده على ما قبله ونصبه على جواب التمني، والمصيبة الهزيمة، والفضل الظفر والغنيمة، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين في الظاهر تهكما وهم في الباطن أعدى عدوّ لهم، فكان أحدهم يقول وقت المصيبة: قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا، ويقول وقت الغنيمة والظفر: يا ليتني كنت معهم، فهذا قول من لم تسبق منه مودّة للمؤمنين {فَوْزاً عَظِيماً} تام: للأمر بعده {بِالْآخِرَةِ} تامّ: للابتداء بالشرط ومثله:
عظيما {الظََّالِمِ أَهْلُهََا} حسن {وَلِيًّا} جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الدعوات {نَصِيراً} تامّ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} جائز، وكذا: الطاغوت {أَوْلِيََاءَ الشَّيْطََانِ} كاف: للابتداء بأن {ضَعِيفاً} تامّ {وَآتُوا الزَّكََاةَ} جائز، ومثله: أو أشدّ خشية، وكذا القتال، لأن لولا بمعنى هلا، وهلا بمعنى الاستفهام، وهو يوقف على ما قبله و {قَرِيبٍ} و {قَلِيلٌ} كلها وقوف جائزة. وقال نافع: تامّ، لأن الجملتين وإن اتفقتا فالفصل بين وصفي الدارين لتضادهما مستحسن {لِمَنِ اتَّقى ََ} حسن على القراءتين في يظلمون، قرأ ابن كثير والأخوان ولا يظلمون بالغيبة جريا على الغائبين قبله.
والباقون بالخطاب التفاتا {فَتِيلًا} كاف {أَيْنَمََا تَكُونُوا} جائز: يجوز أن يتصل بقوله ولا تظلمون ثم يبتدئ بيدرككم الموت، والأولى وصله، انظر
{لَيُبَطِّئَنَّ} مفهوم {شَهِيداً} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مَوَدَّةٌ} جائز {فَوْزاً عَظِيماً} حسن، وكذا: بالآخرة، وأجرا عظيما {الظََّالِمِ أَهْلُهََا} مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف {نَصِيراً} تامّ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} مفهوم {الطََّاغُوتِ} صالح {أَوْلِيََاءَ الشَّيْطََانِ} كاف {ضَعِيفاً} تامّ {وَآتُوا الزَّكََاةَ} جائز {خَشْيَةً} صالح، وكذا:(1/217)
ضعفه في أبي حيان {الْمَوْتُ} ليس بوقف، لأن ما بعده مبالغة فيما قبله فلا يقطع عنه {مُشَيَّدَةٍ} حسن {مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} حسن، ومثله: من عندك {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} كاف: أي خلقا وتقديرا {حَدِيثاً} تام، اتفق علماء الرسم على قطع اللام هنا عن هؤلاء، وفي {مََا لِهََذَا الْكِتََابِ} في الكهف و {مََا لِهََذَا الرَّسُولِ} في الفرقان و {فَمََا لِ الَّذِينَ كَفَرُوا} في المعارج. وقال أبو عمرو: في هذه الأربعة اللام منفصلة عما بعدها. وجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي من أن مال فيها جارية مجرى ما بال وما شأن، وأن قوله مال زيد وما بال زيد بمعنى واحد، وقد صحّ أن اللام في الأربعة لام جرّ اه. أبو بكر اللبيب على الرائية باختصار، وأبو عمرو يقف على ما وقف بيان، إذ لا يوقف على لام الجرّ دون مجرورها، والكسائي قال:
عليها وعلى اللام منفصلة عما بعدها اتباعا للرسم العثماني، وليست اللام في هذه الأربعة متصلة بما كما قد يتوهم أنهما حرف واحد {فَمِنَ اللََّهِ}
حسن: فصلا بين النقيضين {فَمِنْ نَفْسِكَ} كاف، أي: وأنا كتبتها عليك، قيل في قوله: {فَمِنْ نَفْسِكَ} أن همزة الاستفهام محذوفة والتقدير أفمن نفسك نحو قوله: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهََا عَلَيَّ} التقدير أو تلك نعمة، وقرأت عائشة رضي الله عنها فمن نفسك بفتح ميم من ورفع السين على الابتداء والخبر، أي: أيّ شيء نفسك حتى تنسب إليها فعلا {رَسُولًا} حسن {شَهِيداً} تامّ {فَقَدْ أَطََاعَ اللََّهَ} كاف: للابتداء بالشرط {حَفِيظاً}
حسن {وَيَقُولُونَ طََاعَةٌ} كاف: على استئناف ما بعده وارتفع طاعة على أنه خبر مبتدإ محذوف: أي أمرنا طاعة لك. وقيل ليس بوقف لأن الوقف عليه
قريب، وقليل {لِمَنِ اتَّقى ََ} مفهوم {فَتِيلًا} حسن {مُشَيَّدَةٍ} كاف، وكذا: من عند الله {مِنْ عِنْدِكَ} صالح {مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} كاف {حَدِيثاً} تام {فَمِنْ نَفْسِكَ} كاف، وكذا: رسولا {شَهِيداً} تامّ {فَقَدْ أَطََاعَ اللََّهَ} صالح، وكذا:(1/218)
يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك، وسياق الكلام في بيان نفاقهم، وذلك لا يتم إلا بوصله إلى تقولوا {غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} حسن، ومثله: ما يبيتون {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ} كاف {وَكِيلًا} تامّ {الْقُرْآنَ} حسن: لانتهاء الاستفهام على قول من قال: المعنى ولو كان ما تخبرونه مما ترون من عند غير الله لاختلف فيه، ومن قال المعنى، ولو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، فعلى هذا يكون كافيا لأن كلام الناس يختلف فيه ويتناقض. إما في اللفظ والوصف. وإما في المعنى بتناقض الأخبار أو الوقوع على خلاف المخبر به أو اشتماله على ما يلتئم وما لا يلتئم، أو كونه يمكن معارضته، والقرآن ليس فيه شيء من ذلك، كذا في أبي حيان {اخْتِلََافاً كَثِيراً} كاف {أَذََاعُوا بِهِ} يبنى الوقف على ذلك والوصل على اختلاف المفسرين في المستثنى منه، فقيل مستثنى من فاعل اتبعتم: أي لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم. فإنه لم يتبعه قبل إرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم، وذلك القليل كقس بن ساعدة وعمرو بن نفيل وورقة بن نوفل ممن كان على دين عيسى عليه السلام قبل البعثة، وعلى هذا فالاستثناء منقطع، لأن المستثنى لم يدخل تحت الخطاب، وقيل الخطاب في قوله: لاتبعتم لجميع الناس على العموم، والمراد بالقليل أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم خاصة: أي هم أمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا طائفة منهم، ويؤيد هذا القول حديث «ما أنتم فيمن سواكم من الأمم إلا كالرّقة البيضاء في الثور الأسود» وقيل مستثنى من قوله: لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وقيل مستثنى من الضمير في أذاعوا به. وقيل مستثنى من الاتباع كأنه قال: لاتبعتم الشيطان اتباعا غير قليل وقيل مستثنى من قوله: {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} أي: إلا قليلا منكم لم يدخله الله في فضله ورحمته، فيكون
حفيظا {وَيَقُولُونَ طََاعَةٌ} ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك {غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صالح، وكذا: ما يبيتون {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ} كاف(1/219)
الممتنع من اتباع الشيطان ممتنعا بفضله ورحمته، فعلى الأول يتم الكلام على أذاعوا به. ولا يوقف على منهم حتى يبلغ قليلا، لأن الأمر إذا ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الجماعة ولم يكن للاستثناء من المستنبطين معنى وجعله مستثنى من قوله: ولولا فضل الله عليكم ورحمته بعيد لأنه يصير المعنى {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} لاتبع الجماعة الشيطان، والكلام في كونه استثناء منقطعا أو متصلا، وعلى كل قول مما ذكر يطول شرحه، ومن أراد ذلك فعليه بالبحر المحيط، فيه العذب العذاب والعجب العجاب، وما ذكرناه هو ما يتعلق بما نحن فيه. وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف {يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} كاف {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ: للابتداء بالأمر {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} جائز: لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا {الْمُؤْمِنِينَ} حسن {كَفَرُوا} كاف {تَنْكِيلًا} تامّ: للابتداء بالشرط {نَصِيبٌ مِنْهََا} جائز:
للابتداء بالشرط، وعلى قاعدة يحيى بن نصير لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يأتي بالثاني وهو كفل منها و {كِفْلٌ مِنْهََا} كاف {مُقِيتاً} تامّ {أَوْ رُدُّوهََا} كاف {حَسِيباً} تامّ {إِلََّا هُوَ} جائز {لََا رَيْبَ فِيهِ} كاف {حَدِيثاً} تامّ {فِئَتَيْنِ} جائز: عند أبي حاتم. قاله الهمداني. وقال النكزاوي: ليس بوقف لأن قوله: والله أركسهم بما كسبوا من تمام المعنى، لأن هذه الآية نزلت في قوم هاجروا من مكة إلى المدينة سرّا فاستثقلوها فرجعوا إلى مكة سرّا. فقال بعض المسلمين إن لقيناهم قتلناهم وصلبناهم لأنهم قد ارتدوا. وقال قوم أتقتلون قوما على دينكم من أجل أنهم استثقلوا المدينة.
{وَكِيلًا} تامّ {الْقُرْآنَ} صالح، وكذا: اختلافا كثيرا، وأذاعوا به {يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} كاف، وكذا: إلا قليلا {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} صالح، وكذا: وحرّض المؤمنين {الَّذِينَ كَفَرُوا} كاف {تَنْكِيلًا} تامّ {نَصِيبٌ مِنْهََا} مفهوم {كِفْلٌ مِنْهََا} كاف {مُقِيتاً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {أَوْ رُدُّوهََا} كاف {حَسِيباً} تامّ {اللََّهُ لََا إِلََهَ}(1/220)
فخرجوا عنها فبين الله نفاقهم. فقال: {فَمََا لَكُمْ فِي الْمُنََافِقِينَ فِئَتَيْنِ} أي:
مختلفين {وَاللََّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمََا كَسَبُوا} أي ردّهم إلى الكفر فعتب الله على كونهم انقسموا فيهم فرقتين، وفئتين حال من الضمير المتصل بحرف الجرّ {مَنْ أَضَلَّ اللََّهُ} كاف لانتهاء الاستفهام {سَبِيلًا} أكفى مما قبله {سَوََاءً} حسن {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} أحسن مما قبله: للابتداء بالشرط {وَجَدْتُمُوهُمْ} كاف {وَلِيًّا وَلََا نَصِيراً} تقدّم ما يغني عن إعادته فلا وقف من قوله: {وَلََا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا} إلى {أَوْ يُقََاتِلُوا قَوْمَهُمْ}، فلا يوقف على نصيرا ولا على ميثاق ولا على صدورهم لاتصال الكلام بعضه ببعض {أَوْ يُقََاتِلُوا قَوْمَهُمْ} كاف. ومثله: {فَلَقََاتَلُوكُمْ} للابتداء بالشرط مع الفاء {السَّلَمَ} ليس بوقف لأن جواب فإن لم يأتي بعد {سَبِيلًا} كاف {قَوْمَهُمْ} جائز: {أُرْكِسُوا فِيهََا} حسن: تقدّم أن كلما أنواع ثلاثة: ما هو مقطوع اتفاقا وهو قوله: من كل ما سألتموه في إبراهيم. ونوع مختلف فيه، وهو كلما ردّوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمّة، وكلما جاء أمّة، وكلما ألقي فيها فوج، والباقي موصول اتفاقا {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} صالح {مُبِيناً}
تامّ: إلا خطأ ليس بوقف. جعل أبو عبيدة والأخفش إلا في معنى ولا، والتقدير ولا خطأ والضراء جعل إلا في قوة لكن على معنى الانقطاع: أي لكن من قتله خطأ فعليه تحرير رقبة، فعلى قوله يحسن الابتداء بإلا، ولا يوقف على خطأ، إذ المعنى فيما بعده {إِلََّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} كاف: للابتداء بحكم آخر، ومثله: مؤمنة في الموضعين {مُتَتََابِعَيْنِ} جائز: إن نصب توبة بفعل مقدر.
{إِلََّا هُوَ} جائز {لََا رَيْبَ فِيهِ} كاف، وكذا حديثا. وقال أبو عمرو: فيه تامّ {بِمََا كَسَبُوا} كاف {مَنْ أَضَلَّ اللََّهُ} حسن، وكذا: له سبيلا، وقال أبو عمرو: في الأول كاف {فَتَكُونُونَ سَوََاءً} صالح، وكذا: سبيل الله. وقال أبو عمرو في الأول: كاف {حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} كاف، وكذا: يقاتلوا قومهم {سَبِيلًا} حسن {قَوْمَهُمْ}
جائز، وكذا: أركسوا فيها {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} صالح {مُبِيناً} تام {إِلََّا خَطَأً}(1/221)
أي: يتوب الله عليه توبة، وليس بوقف إن نصب بما قبله لأنه مصدر وضع موضع الحال {تَوْبَةً مِنَ اللََّهِ} كاف {حَكِيماً} تام: للابتداء بالشرط، ومثله: عظيما للابتداء بيا النداء {فَتَبَيَّنُوا} حسن {لَسْتَ مُؤْمِناً} صالح:
لأن ما بعده يصلح أن يكون حالا: أي لا تقولوا مبتغين أو استفهاما بإضمار همزة الاستفهام: أي أتبتغون. قاله السجاوندي {الدُّنْيََا} حسن، ومثله:
كثيرة {فَتَبَيَّنُوا} كاف: للابتداء بأن {خَبِيراً} تامّ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}
ليس بوقف، سواء قرئ بالرفع صفة لقوله: القاعدون، أو بالنصب حالا مما قبله أو بالجرّ صفة للمؤمنين {وَأَنْفُسِهِمْ} الأول حسن. وقال الأخفش تامّ: لأن المعنى لا يستوي القاعدون والمجاهدون، لأن الله قسم المؤمنين قسمين قاعد ومجاهد، وذكر عدم التساوي بينهما {دَرَجَةً} حسن ومثله: الحسنى {أَجْراً عَظِيماً} ليس بوقف لأن ما بعده بدل من أجرا، وإن نصب بإضمار فعل حسن الوقف على عظيما {وَرَحْمَةً} حسن {رَحِيماً} تامّ {فِيمَ كُنْتُمْ} جائز، ومثله: في الأرض {فِيهََا} كاف: لتناهي الاستفهام بجوابه {جَهَنَّمُ} حسن {مَصِيراً} تقدّم ما يغني عن إعادته، وهو رأس آية وما بعده متعلق بما قبله لأن قوله إلا المستضعفين منصوب على الاستثناء من الهاء والميم في مأواهم، وصلح ذلك لأن المعنى فأولئك في جهنم، فحمل الاستثناء على المعنى فهو متصل، وأيضا فإن قوله: لا يستطيعون حيلة جملة في موضع الحال من المستضعفين، والعامل في الحال هو العامل في المستثنى بتقدير إلا
صالح. وقال أبو عمرو: كاف {إِلََّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} كاف، وكذا رقبة مؤمنة، في الموضعين، ومن الله {حَكِيماً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {عَظِيماً} تامّ {فَتَبَيَّنُوا} صالح {الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} مفهوم، وكذا: كثيرة {فَتَبَيَّنُوا} كاف {خَبِيراً} تامّ {وَأَنْفُسِهِمْ} حسن {عَلَى الْقََاعِدِينَ دَرَجَةً} كاف {الْحُسْنى ََ}
صالح {أَجْراً عَظِيماً} ليس بوقف، وإن كان رأس آية، لأن ما بعده بدل منه أو تأكيد(1/222)
المستضعفين غير مستطيعين حيلة، وإن جعل منقطعا، وأن هؤلاء المتوفين إما كفار أو عصاة بالتخلف فلم يندرج فيهم المستضعفون. وهذا أوجه، وحسن الوقف على مصيرا {سَبِيلًا} جائز {عَنْهُمْ} حسن. قال أبو عمرو في المقنع: اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الواو الأصلية في موضع واحد، وهو هنا: عسى الله أن يعفو عنهم لا غير. وأما قوله تعالى: {أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي}، وقوله: {وَنَبْلُوَا أَخْبََارَكُمْ}، و {لَنْ نَدْعُوَا}، فإنهن كتبن بالألف بعد الواو {عَفُوًّا غَفُوراً} تامّ: للابتداء بالشرط {وَسَعَةً} كاف، للابتداء بالشرط أيضا، ولا وقف من قوله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ} إلى {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللََّهِ} فلا يوقف على ورسوله ولا على الموت، لأن جواب الشرط لم يأت، وهو {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللََّهِ} وهو كاف {رَحِيماً} تام {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلََاةِ} تامّ لتمام الكلام على قصر صلاة المسافر، وابتدئ إن خفتم على أنهما آيتان والشرط لا مفهوم له، إذ يقتضي أن القصر مشروط بالخوف، وأنها لا تقصر مع الأمن، بل الشرط فيما بعده وهو صلاة الخوف، وإن أمنوا في صلاة الخوف أتموها صلاة أمن: أي إن سفرية فسفرية وإن حضرية فحضرية، وليس الشرط في صلاة القصر. ثم افتتح تعالى صلاة الخوف فقال تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ} على إضمار الواو، أي: وإن خفتم كما تقدّم في {مَعَهُ رِبِّيُّونَ} ولا ريب لأحد في تمام القصة وافتتاح قصة أخرى، ومن وقف على كفروا وجعلها آية مختصة بالسفر معناه خفتم أم لم تخافوا فلا جناح عليكم أن تقصروا الصلاة في السفر، فقوله: من الصلاة مجمل، إذ يحتمل القصر من عدد الركعات والقصر من هيئات الصلاة،
له {وَرَحْمَةً} صالح {رَحِيماً} تامّ {فِيمَ كُنْتُمْ} صالح، وكذا: في الأرض و {مَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ} {مَصِيراً} ليس بوقف، وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده به. وقال أبو عمرو: كاف {سَبِيلًا} صالح، وكذا: عنهم {غَفُوراً} حسن. وقال أبو عمرو:(1/223)
ويرجع في ذلك إلى ما صح في الحديث، انظر أبا العلاء الهمداني {مُبِيناً} تامّ {أَسْلِحَتَهُمْ} حسن، ومثله: من ورائكم، وكذا: أسلحتهم، وهو أحسن لانقطاع النظم مع اتصال المعنى {مَيْلَةً وََاحِدَةً} حسن {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ} كاف: للابتداء بإن {مُهِيناً} تامّ {وَعَلى ََ جُنُوبِكُمْ} كاف: للابتداء بالشرط، ومثله: فأقيموا الصلاة {مَوْقُوتاً} تامّ {فِي ابْتِغََاءِ الْقَوْمِ} كاف {كَمََا تَأْلَمُونَ} حسن: لأن قوله:
وترجعون مستأنف غير متعلق بقوله: إن تكونوا وليس بوقف إن جعلت الواو للحال.
أي: والحال أنتم ترجون {مََا لََا يَرْجُونَ} كاف {حَكِيماً} تامّ {بِمََا أَرََاكَ اللََّهُ}
حسن {خَصِيماً} كاف، ومثله واستغفر الله للابتداء بإن {رَحِيماً} تامّ {أَنْفُسَهُمْ} كاف، ومثله: أثيما، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل يستخفون نعتا لقوله: خوّانا، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مِنَ الْقَوْلِ} حسن {مُحِيطاً} تامّ: إن جعل ها أنتم مبتدأ، وهؤلاء خبرا، أو أنتم خبرا مقدّما وهؤلاء مبتدأ مؤخرا، أو أنتم مبتدأ وهؤلاء منادى وجادلتم خبر {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف: للاستفهام بعده {وَكِيلًا} تامّ: قال علماء الرسم: كل ما في كتاب الله من ذكر أمن فهو بميم واحدة إلا في أربعة مواضع فبميمين، هنا: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}، وفي التوبة: {أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيََانَهُ}، وفي الصافات: {أَمْ مَنْ خَلَقْنََا}، وفي حم السجدة: {أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً}، وما سوى ذلك فبميم واحدة {غَفُوراً رَحِيماً} كاف، ومثله: على نفسه {حَكِيماً} تام {بِهِ}
تامّ {وَسَعَةً} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {عَلَى اللََّهِ} كاف {رَحِيماً} حسن.
وقال أبو عمرو: تامّ {الَّذِينَ كَفَرُوا} كاف {مُبِيناً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {أَسْلِحَتَهُمْ} مفهوم، وكذا: من ورائكم {حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} حسن، وكذا: ميلة واحدة. وقال أبو عمرو في الأوّل: كاف {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ} كاف، وكذا: مهينا، وعلى جنوبكم، و: فأقيموا الصلاة {مَوْقُوتاً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {فِي ابْتِغََاءِ الْقَوْمِ}
كاف {مََا لََا يَرْجُونَ} صالح {حَكِيماً} تامّ {بِمََا أَرََاكَ اللََّهُ} حسن. وقال أبو عمرو:(1/224)
{بَرِيئاً} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {مُبِيناً} تامّ {أَنْ يُضِلُّوكَ} حسن، ومثله: من شيء، وما لم تكن تعلم {عَظِيماً} تامّ {بَيْنَ النََّاسِ} حسن، {عَظِيماً} تام {نُصْلِهِ جَهَنَّمَ} حسن {مَصِيراً} تامّ {أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} جائز {لِمَنْ يَشََاءُ} كاف: للابتداء بالشرط {بَعِيداً}
كاف {إِلََّا إِنََاثاً} جائز: للابتداء بالنفي {مَرِيداً} ليس بوقف، لأن ما بعده نعت له {لَعَنَهُ اللََّهُ} حسن: لأن ما بعده غير معطوف على، لعنه الله {نَصِيباً مَفْرُوضاً} ليس بوقف لعطف الخمس التي أقسم إبليس عليها، وهي اتخاذ نصيب من عباد الله وإضلالهم وتمنيته لهم إلى قوله: خلق الله، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، قوله فليغيرن خلق الله، أي دين الله، وقيل الخصاء. قالهما ابن عباس. وقال مجاهد: الفطرة يعني أنهم ولدوا على الإسلام فأمرهم الشيطان بتغييره. وعن الحسن: أنه الوشم. وهذه الأقوال ليست متناقضة لأنها ترجع إلى الأفعال. فأما قوله: لا تبديل لخلق الله. وقال هنا فليغيرنّ خلق الله. فإن التبديل هو بطلان عين الشيء فهو هنا مخالف للتغيير. قال محمد بن جرير: أولاها أنه دين الله، وإذا كان ذلك معناه فقد دخل فيه كل ما نهى الله عنه من خصاء ووشم وغير ذلك من المعاصي، لأن الشيطان يدعو إلى جميع المعاصي اه. نكزاوي {خَلْقَ اللََّهِ} حسن
كاف {خَصِيماً} كاف. وقال أبو عمرو: تام {وَاسْتَغْفِرِ اللََّهَ} صالح {رَحِيماً}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {أَنْفُسَهُمْ} كاف {أَثِيماً} حسن {مِنَ الْقَوْلِ}
صالح {مُحِيطاً} حسن {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} حسن، وكذا: وكيلا، و: رحيما. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {عَلى ََ نَفْسِهِ} صالح {حَكِيماً} تامّ {مُبِيناً} حسن، وقال أبو عمرو: فيهما كاف {أَنْ يُضِلُّوكَ} حسن {مِنْ شَيْءٍ} كاف {مََا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} صالح {عَظِيماً} تامّ {بَيْنَ النََّاسِ} حسن. وكذا أجرا عظيما. وقال أبو عمرو: في الأول كاف وفي الثاني تامّ {نُصْلِهِ جَهَنَّمَ} كاف {مَصِيراً} تامّ {لِمَنْ يَشََاءُ} حسن، وكذا: بعيدا و {لَعَنَهُ اللََّهُ} و: خلق الله. وقال أبو عمرو في الثاني(1/225)
{مُبِيناً} كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير المستتر في: خسر، والعامل في الحال خسر، لأنه لا يجوز الفصل بين الحال والعامل فيها والاستئناف في ذلك أظهر. قاله النكزاوي {وَيُمَنِّيهِمْ} حسن {إِلََّا غُرُوراً} كاف، ومثله: محيطا {أَبَداً} ليس بوقف، لأن وعد منصوب بما قبله فهو مصدر مؤكد لنفسه، وحقّا مصدر مؤكد لغيره فوعد مؤكد لقوله: {سَنُدْخِلُهُمْ}، وحقّا مؤكد لقوله: وعد الله، وقيل تمييز {حَقًّا} حسن {قِيلًا} تامّ: إن جعل ليس بأمانيكم مخاطبة للمسلمين مقطوعا عما قبله مستأنفا، وإن جعل مخاطبة للكفار الذين تقدّم ذكرهم كان الوقف حسنا، وبكلا القولين قال أهل التفسير، فمن قال إنه مخاطبة للمسلمين مسروق، قال احتج المسلمون وأهل الكتاب. فقال المسلمون نحن أهدى منكم. فقال تعالى: {لَيْسَ بِأَمََانِيِّكُمْ وَلََا أَمََانِيِّ أَهْلِ الْكِتََابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} ومن قال إنه مخاطبة للكفار وأنه متصل بما قبله مجاهد. قال مشركو العرب لن نعذب ولن نبعث. وقال أهل الكتاب:
{نَحْنُ أَبْنََاءُ اللََّهِ وَأَحِبََّاؤُهُ}، و {لَنْ تَمَسَّنَا النََّارُ إِلََّا أَيََّاماً مَعْدُودَةً} وديننا قبل دينكم ونبينا قبل نبيكم، واختار هذا القول محمد بن جرير ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، ولا يقطع ما بعده عما قبله إلا بحجة قاطعة. قاله النكزاوي {أَهْلِ الْكِتََابِ} كاف. وقال ابن الأنباري تامّ: لأنه آخر القصة على قول من جعل قوله: من يعمل سوءا يجز به عاما للمسلمين وأهل الكتاب، ومن جعله خاصا للمشركين جعل الوقف على ما قبله كافيا، فمن قال إنه عام لجميع الناس، وإن كلّ من عمل سيئة جوزي بها أبيّ بن كعب وعائشة، فمجازاة الكافر النار، ومجازاة المؤمن نكبات الدنيا، ومن قاله إنه
منهما: تامّ، وفي البقية كاف {مُبِيناً} كاف {وَيُمَنِّيهِمْ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {إِلََّا غُرُوراً} كاف {مَحِيصاً} تامّ {حَقًّا} حسن، وكذا: قبلا، وأهل(1/226)
خاص بالكفار ابن عباس والحسن البصري، واختار الأول ابن جرير. وقال إن التخصيص لا يكون إلا بتوقيف وقد جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يدل على أنه عام {نَصِيراً} تامّ للابتداء بالشرط {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {نَقِيراً} تامّ {وَهُوَ مُحْسِنٌ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {حَنِيفاً} حسن: وقال أبو عمرو: تامّ {خَلِيلًا} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {مُحِيطاً} تامّ {فِي النِّسََاءِ} جائز {قُلِ اللََّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} جائز عند بعضهم، وقيل ليس بوقف لأن قوله: وما يتلى معطوف على اسم الله، ويبنى الوقف والوصل على إعراب «ما» من قوله:
{وَمََا يُتْلى ََ عَلَيْكُمْ}، فمحلها يحتمل الرفع والنصب والجرّ، فالرفع عطف على لفظ الله، أو عطف على الضمير المستكنّ في يفتيكم، أو على الابتداء والخبر محذوف: أي ما يتلى عليكم في يتامى النساء يبين لكم أحكامهنّ، والنصب على تقدير ويبين الله لكم ما يتلى عليكم، والجرّ على أن الواو للقسم، أو عطف على الضمير المجرور في فيهنّ. قاله محمد بن أبي موسى.
قال أفتاهم الله فيما سألوا عنه وفيما لم يسألوا عنه، إلا أن هذا ضعيف، لأنه عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وهو رأي الكوفيين، ولا يجيزه البصريون إلا في الشعر، فمن رفع «ما» على الابتداء كان الوقف على فيهنّ كافيا، وليس بوقف لمن نصبها أو جرّها، والوقف على: ما كتب لهنّ، وأن تنكحوهنّ، والولدان لا يسوغ، لأن العطف صيرهنّ كالشيء الواحد {بِالْقِسْطِ} حسن. وقال أحمد بن موسى: تام {عَلِيماً} تامّ {صُلْحاً}
الكتاب. وقال أبو عمرو في الأخير: كاف عند ابن الأنباري، وهو عندي تامّ: لأنه تمام القصة {نَصِيراً} تامّ، وكذا: نقيرا {حَنِيفاً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {خَلِيلًا}
تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} صالح {مُحِيطاً} حسن، {فِي النِّسََاءِ} مفهوم {قُلِ اللََّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} جائز: عند بعضهم {بِالْقِسْطِ} حسن {بِهِ عَلِيماً} تامّ {صُلْحاً}(1/227)
حسن {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} أحسن منه {الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} كاف: للابتداء بالشرط {خَبِيراً} تامّ {وَلَوْ حَرَصْتُمْ} كاف: عند أبي حاتم، وتامّ عند نافع {كَالْمُعَلَّقَةِ} كاف، ومثله: رحيما، للابتداء بالشرط {كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ}
كاف {حَكِيماً} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف: أي ولله ما حوته السموات والأرض فارغبوا إليه في التعويض ممن فارقتموه فإنه يسد الفاقة، ويلمّ الشعث، ويغني كلا من سعته، يغني الزوج بأن يتزوّج غير من طلق، أو برزق واسع، وكذا المرأة، فعلى هذا تمّ الكلام على قوله: من قبلكم {وَإِيََّاكُمْ} تامّ عند نافع، وخالفه أهل العربية في ذلك. قال الأخفش: لا يتم الكلام إلا بقوله:
{وَإِيََّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللََّهَ} للابتداء بالشرط، وليس ما بعده داخلا في معمول الوصية، فهي جملة مستأنفة. وقيل معطوفة على: {اتَّقُوا اللََّهَ}، وضعف لأن تقدير القول ينفي كون الجملة الشرطية مندرجة سواء جعلت أن مفسرة أو مصدرية {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلََّهِ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ} أي:
ليس به حاجة إلى أحد، ولا فاقة تضطره إليكم، وكفركم يرجع عليكم عقابه {وَلِلََّهِ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {حَمِيداً} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف: إذا فهمت هذا علمت ما أسقطه شيخ الإسلام، وهو ثلاثة وقوف: وهو وما في الأرض مرّتين، وحميدا. والحكمة في تكرير {وَلِلََّهِ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ} أن ذلك لاختلاف معنى الخبرين عما في السموات والأرض، فإن لله تعالى ملائكة وهم أطوع له تعالى منكم، ففي
مفهوم {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} حسن {الشُّحَّ} كاف {خَبِيراً} حسن {وَلَوْ حَرَصْتُمْ}
كاف، وكذا: كالمعلقة {رَحِيماً} حسن {مِنْ سَعَتِهِ} كاف {حَكِيماً} تام {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {وَكِيلًا} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {وَيَأْتِ بِآخَرِينَ} كاف {قَدِيراً} تامّ {وَالْآخِرَةِ} كاف {بَصِيراً} تامّ: وقال أبو عمرو: كاف {وَالْأَقْرَبِينَ}
كاف {أَوْلى ََ بِهِمََا} صالح {أَنْ تَعْدِلُوا} حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف(1/228)
كل واحدة فائدة. وقال ابن جرير: كررت تأكيدا {وَكَفى ََ بِاللََّهِ وَكِيلًا} تامّ:
للابتداء بالشرط {وَيَأْتِ بِآخَرِينَ} كاف: لانتهاء الشرط بجوابه، لكن أجمع العادّون على ترك عدّ هذا، ومثله: ولا الملائكة المقرّبون حيث لم يتشاكل طرفاهما {قَدِيراً} تامّ {وَالْآخِرَةِ} كاف {بَصِيراً} تامّ {لِلََّهِ} ليس بوقف، لأن {وَلَوْ عَلى ََ أَنْفُسِكُمْ} مبالغة فيما قبله {وَالْأَقْرَبِينَ} كاف، للابتداء بالشرط {أَوْلى ََ بِهِمََا} جائز {أَنْ تَعْدِلُوا} كاف {خَبِيراً} تامّ {أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} كاف {بَعِيداً} تامّ: ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا إلى سبيلا، فلا يوقف على: ثم ازدادوا كفرا، لأن خبر إن لم يأت بعد {سَبِيلًا}
تامّ: لانتهاء خبر إنّ {أَلِيماً} كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ} أو جعل خبر مبتدإ محذوف أو نصب على الذمّ، كأنه قال:
أذمّ الذين، وليس بوقف إن جعل صفة للمنافقين، أو بدلا منهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} كاف: على القول الثاني: أعني إن الذين نعت أو بدل، وليس بوقف إن جعل الذين مبتدأ والخبر يبتغون للفصل بين المبتدإ والخبر {عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ} جائز عند نافع {جَمِيعاً} كاف {فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} جائز {مِثْلُهُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {جَمِيعاً}
كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره {فَاللََّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} أو خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، أو نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للمنافقين على اللفظ، أو تابع لهم على المحل، لأن اسم الفاعل إذا أضيف
{خَبِيراً} تامّ، وكذا: الذي أنزل من قبل، و: بعيدا {سَبِيلًا} كاف. وقال أبو عمرو:
تام {عَذََاباً أَلِيماً} حسن: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره: أيبتغون عندهم العزة، وجائز إن جعل ذلك نعتا للمنافقين. ووجه الجواز أنه رأس آية {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} كاف:
على القول الثاني، وليس بوقف على القول الأوّل للفصل بين المبتدإ والخبر {لِلََّهِ جَمِيعاً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ} حسن. وقال أبو عمرو:(1/229)
إلى معموله جاز أن يتبع معموله لفظا وموضعا، تقول: هذا ضارب هند العاقلة بجرّ العاقلة ونصبها، لكن إن رفع {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ} على الابتداء، و:
{فَاللََّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيََامَةِ} الخبر لا يوقف على بكم، ولا معكم، ولا على المؤمنين، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف، وإن نصب أو جرّ ساغ الوقف على الثلاث. فيسوغ على {بِكُمْ} للابتداء بالشرط، وعلى {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} لانتهاء الشرط بجوابه، وللابتداء بشرط آخر {وَإِنْ كََانَ لِلْكََافِرِينَ نَصِيبٌ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو قالوا {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} حسن: إن جعل {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ} نعتا أو بدلا {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن إن جعل ما بعده عاما للكافرين، أي: ليس لهم حجة في الدنيا ولا في الآخرة، وليس بوقف إن جعل ذلك لهم في الآخرة فقط {سَبِيلًا} تامّ {وَهُوَ خََادِعُهُمْ} حسن {كُسََالى ََ} كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال، والعامل فيها قاموا {إِلََّا قَلِيلًا} كاف: إن نصب ما بعده بإضمار فعل على الذم، وليس بوقف إن نصب على الحال من فاعل يراءون، أو من فاعل ولا يذكرون. قال أبو زيد:
مذبذبين بين الكفر والإسلام. روى في الحديث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين» أي: المتردّدة إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع، «إذا جاءت إلى هذه نطحتها، وإذا جاءت إلى هذه نطحتها، فلا تتبع هذه ولا هذه» {وَلََا إِلى ََ هََؤُلََاءِ} الثانية: كاف {سَبِيلًا} تامّ {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} حسن {مُبِيناً} تامّ {مِنَ النََّارِ}
تامّ {جَمِيعاً} كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره {فَاللََّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للمنافقين {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} حسن، على القول الثاني {يَوْمَ الْقِيََامَةِ}
حسن {سَبِيلًا} تامّ {وَهُوَ خََادِعُهُمْ} صالح {وَلََا إِلى ََ هََؤُلََاءِ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} تامّ {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} كاف {مُبِيناً} تامّ {مِنَ النََّارِ}(1/230)
حسن: للابتداء بالنفي {نَصِيراً} ليس بوقف، إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء، وتقدّم التفصيل فيه في قوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة {مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف:
للابتداء بسوف، واتفق علماء الرسم على حذف الياء من يؤت اتباعا للمصحف العثماني وحذفت في اللفظ لالتقاء الساكنين، وبني الخط على ظاهر التلفظ به في الإدراج وسوّغ لهم ذلك استغناؤهم عنها، لانكسار ما قبلها، والعربية توجب إثباتها، إذ الفعل مرفوع وعلامة الرفع فيه مقدّرة لثقلها، فكان حقها أن تثبت لفظا وخطا، إلا أنها حذفت لسقوطها في الدرج، وكذا مثلها في يقض الحق في الأنعام و {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} في يونس و {لَهََادِ الَّذِينَ آمَنُوا} في الحج و {بِهََادِ الْعُمْيِ} في الروم، وفي الصافات {إِلََّا مَنْ هُوَ صََالِ الْجَحِيمِ}، وفي ق: {يُنََادِ الْمُنََادِ}، وفي القمر: {فَمََا تُغْنِ النُّذُرُ}. كل هذه كتبت بغير ياء والوقف عليها كما كتبت ويعقوب أثبتها حال الوقف، ولا يمكن إثباتها حال الوصل لمجيء الساكنين بعدها {أَجْراً عَظِيماً} تامّ {وَآمَنْتُمْ} حسن {شََاكِراً عَلِيماً} تامّ: إن قرئ {إِلََّا مَنْ ظُلِمَ} بالبناء للمفعول، وبها قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وحمزة وأبو عمرو والكسائي وابن كثير وابن عامر، لأن موضع من صب على الاستثناء، والاستثناء منقطع، فعلى قراءة هؤلاء يتم الوقف على: عليما و {مِنَ الْقَوْلِ}
ليس بوقف إن جعلت من فاعلا بالجهر كأنه قال: لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم، فلا يكده جهده به. والمصدر إذا دخلت عليه أل، أو أضيف عمل عمل الفعل،، كذلك إذا نوّن نحو قوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما، وقرأ الضحاك وزيد بن أسلم {إِلََّا مَنْ ظُلِمَ} بفتح الظاء واللام، فعلى هذه القراءة يصح في إلا الاتصال والانقطاع، ويكون من التقديم والتأخير وكأنه قال: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلا من ظلم، فعلى
جائز {نَصِيراً} ليس بوقف، إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء {مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عَظِيماً} تامّ {وَآمَنْتُمْ} صالح {شََاكِراً عَلِيماً} تامّ: إن قرئ {إِلََّا}(1/231)
هذا لا يوقف على عليما {إِلََّا مَنْ ظُلِمَ} كاف {عَلِيماً} حسن: لأن ما بعده متصل به من جهة المعنى {قَدِيراً} تامّ: ولا وقف من قوله: إن الذين يكفرون إلى حقا، فلا يوقف على: ورسله، ولا على: ببعض، ولا على:
سبيلا، لأن خبر إن لم يأت وهو أولئك {حَقًّا} كاف {مُهِيناً} تامّ {أُجُورَهُمْ} كاف {رَحِيماً} تامّ {مِنَ السَّمََاءِ} حسن {مِنْ ذََلِكَ}
ليس بوقف لمكان الفاء {أَرِنَا اللََّهَ جَهْرَةً} جائز، ومثله: بظلمهم وثم لترتيب الأخبار، لا لترتيب الفعل {فَعَفَوْنََا عَنْ ذََلِكَ} حسن {مُبِيناً} كاف {فِي السَّبْتِ} جائز {غَلِيظاً} كاف. وقيل: تام: على أن الباء تتعلق بمحذوف تقديره: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم. قاله الأخفش وقتادة. وقال الكسائي:
هو متعلق بما قبله، وقول قتادة ومن تابعه أولاها بالصواب. قاله النكزاوي {غُلْفٌ} جائز {قَلِيلًا} كاف، ومثله: عظيما، والوقف على {ابْنَ مَرْيَمَ}
وقف بيان، ويبتدئ رسول الله على أنه منصوب بإضمار أعني، لأنهم لم يقرّوا بأن عيسى ابن مريم رسول الله، فلو وصلنا عيسى ابن مريم بقوله: رسول الله لذهب فهم السامع إلى أنه من تتمة كلام اليهود الذين حكى الله عنهم، وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه إلى التمام، لأنه أدلّ على المراد، وهو من باب صرف الكلام لما يصلح له، ووصله بما بعده أولى، فإن رسول الله عطف بيان أو بدل أو صفة لعيسى كما أن عيسى بدل من المسيح. وأيضا فإن قولهم رسول الله هو على سبيل الاستهزاء منهم به كقول فرعون {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} وهذا غاية في بيان هذا الوقف لمن تدبر،
{مَنْ ظُلِمَ} بالبناء للمفعول، وإلا فلا لتعلقه بقوله: {مََا يَفْعَلُ اللََّهُ بِعَذََابِكُمْ}، {إِلََّا مَنْ ظُلِمَ} كاف {سَمِيعاً عَلِيماً} تامّ، وكذا: قديرا {حَقًّا} كاف {مُهِيناً} تامّ {أُجُورَهُمْ} كاف {رَحِيماً} تامّ {مِنَ السَّمََاءِ} صالح {بِظُلْمِهِمْ} جائز: عند بعضهم {فَعَفَوْنََا عَنْ ذََلِكَ} جائز {مُبِيناً} صالح {غَلِيظاً} كاف {غُلْفٌ} جائز(1/232)
ولله الحمد {وَلََكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} حسن ووقف نافع على {لَفِي شَكٍّ مِنْهُ}
أي: وما قتلوا الذي شبه لهم يقينا أنه عيسى، بل قتلوه على شك، ومنهم من وقف على {مََا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ} وجعل الاستثناء منقطعا ووقف على قتلوه وجعل الضمير لعيسى وابتدأ يقينا وجعل يقينا متعلقا بما بعده: أي يقينا لم يقتلوه، فيقينا نعت لمصدر محذوف، وهو تقرير لنفي القتل، وليس قتلوه بوقف إن نصب يقينا برفعه لما فيه أن ما بعد بل يعمل فيما قبلها، وذلك ضعيف. وقيل الضمير في قتلوه يعود على العلم: أي ما قتلوا العلم يقينا على حدّ قولهم: قتلت العلم يقينا والرأي يقينا، بل كان قتلهم عن ظنّ وتخمين.
وقيل يعود على الظنّ فكأنه قيل: وما صحّ ظنهم وما تحققوه يقينا فهو كالتهكم بهم، والذي نعتقده أن المشبه هو الملك الذي كان في زمان عيسى لما رفعه الله إليه وفقدوه أخرج لهم شخصا وقال لهم هذا عيسى فقتله وصلبه، ولا يجوز أن يعتقد أن الله ألقى شبه عيسى على واحد منهم كما قال وهب بن منبه لما هموا بقتل عيسى وكان معه في البيت عشرة قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل ويدخل الجنة. فكل واحد منهم بادر فألقى شبهه على العشرة ورفع عيسى، فلما جاء الذين قصدوا القتل وشبه عليهم فقالوا ليخرج عيسى وإلا قتلناكم كلكم، فخرج واحد منهم فقتل وصلب. وقيل إن اليهود لما هموا بقتله دخل عيسى بيتا، فأمر الله جبريل أن يرفعه من طاق فيه إلى السماء، فأمر ملك اليهود رجلا بإخراجه، فدخل عليه البيت فلم يجده، فألقى الله شبه عيسى على ذلك الرجل، فلما خرج ظنوا أنه عيسى فقتلوه وصلبوه ثم قالوا:
إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟ واختلفوا، فأنزل الله تعالى قوله: {وَمََا قَتَلُوهُ وَمََا صَلَبُوهُ وَلََكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} وهذا وأمثاله
{فَلََا يُؤْمِنُونَ إِلََّا قَلِيلًا} صالح، وكذا: {بُهْتََاناً عَظِيماً}، و {رَسُولَ اللََّهِ}، و {شُبِّهَ لَهُمْ}. وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف {لَفِي شَكٍّ مِنْهُ} جائز {إِلَّا اتِّبََاعَ}(1/233)
من السفسطة وتناسخ الأرواح الذي لا تقول به أهل السنة {وَمََا قَتَلُوهُ} تامّ إن جعل يقينا متعلقا بما بعده كما تقدّم، أي: بل رفعه الله إليه يقينا، وإلا فليس بوقف {بَلْ رَفَعَهُ اللََّهُ إِلَيْهِ} كاف، ومثله: حكيما {قَبْلَ مَوْتِهِ}
جائز: لأن قوله: {وَيَوْمَ الْقِيََامَةِ} ظرف كونه شهيدا، لا ظرف إيمانهم، فالواو للاستئناف، والضمير في به وفي موته لعيسى. وقيل إنه في به لعيسى، وفي موته للكتابي. قالوا: وليس بموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ويعلم أنه نبيّ، ولكن ذلك عند المعاينة والغرغرة، فهو إيمان لا ينفعه {شَهِيداً} كاف: ولا وقف من قوله: {فَبِظُلْمٍ} إلى قوله بالباطل فلا يوقف على {أُحِلَّتْ لَهُمْ}
لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على: {كَثِيراً}، ولا على: نهوا عنه {بِالْبََاطِلِ} حسن {أَلِيماً} تامّ. وقال بعضهم: ليس بعد قوله: {فَبِمََا نَقْضِهِمْ} وقف تام إلى أليما على تفصيل في لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها كما هنا، وإذا تلاها مفرد فلا يصلح الابتداء بها {مِنْ قَبْلِكَ}
حسن إن نصب ما بعده على المدح أي أمدح المقيمين، وإنما قطعت هذه الصفة عن بقية الصفات لبيان فضل الصلاة على غيرها، وهو قول سيبويه والمحققين، وليس بوقف إن عطف على بما أنزل إليك، أي: يؤمنون بالكتاب وبالمقيمين، أو عطف على ما من قوله: {وَمََا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} فإنها في موضع جرّ أو عطف على الضمير في منهم {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلََاةَ} حسن: على استئناف ما بعده بالابتداء والخبر فيما بعده، أو جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: هم
{الظَّنِّ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَمََا قَتَلُوهُ} تامّ: إن جعل يقينا متعلقا بما بعده: أي يقينا لم يقتلوه، بل رفعه الله إليه، وإلا فليس بوقف {يَقِيناً} كاف، إن جعل متعلقا بما قبله، وإلا فليس بوقف {بَلْ رَفَعَهُ اللََّهُ إِلَيْهِ} صالح {حَكِيماً} حسن {شَهِيداً} صالح. وقال أبو عمرو: في الثلاثة كاف {بِالْبََاطِلِ} كاف {أَلِيماً} تامّ.
وقال أبو عمرو: كاف {وَمََا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} حسن إن جعل ما بعده منصوبا على(1/234)
المؤتمون، وليس بوقف إن عطف على {الرََّاسِخُونَ}، {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}
كاف: إن جعل أولئك مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل خبر الراسخون {أَجْراً عَظِيماً} تامّ {مِنْ بَعْدِهِ} كاف: وتامّ عند نافع {وَسُلَيْمََانَ}
حسن، ومثله {زَبُوراً} إن نصب رسلا بإضمار فعل يفسره ما بعده: أي قد قصصنا رسلا عليك، أي: قصصنا أخبارهم، فهو على حذف مضاف، فهو من باب الاشتغال، وجملة قد قصصناهم مفسرة لذلك الفعل المحذوف، وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله، لأن معناه إنا أوحينا إليك وبعثنا رسلا، وقرأ الجمهور زبورا بفتح الزاي جمع جمع لأنك تجمع زبورا زبرا، ثم تجمع زبرا زبورا وقرأ حمزة بضم الزاي جمع زبر، وهو الكتاب يعني أنه في الأصل مصدر على فعل جمع على فعول نحو فلس وفلوس فهو مصدر واقع موقع المفعول به. وقيل على قراءة العامة جمع زبور على حذف الزوائد: يعني حذفت الواو منه فصار زبرا كما قالوا: ضرب الأمير ونسج اليمن. قاله أبو علي الفارسي {عَلَيْكَ} حسن، ومثله، تكليما إن نصب رسلا على المدح، وليس بوقف إن نصب ذلك على الحال من مفعول أوحينا، أو بدلا من رسلا قبله، لأنه تابع لهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {بَعْدَ الرُّسُلِ} كاف {حَكِيماً} تامّ: لأن لكن إذا كان بعدها ما يصلح جملة صلح الابتداء بما بعدها، كذا قيل {بِعِلْمِهِ} صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مبتدأ وحالا مع اتحاد المقصود {يَشْهَدُونَ} حسن {شَهِيداً} تامّ {بَعِيداً} كاف
المدح، وإن جعل معطوفا على ما أنزل، أو على الضمير في منهم. فلا يحسن الوقف عليه {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} حسن: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل ذلك خبرا لقوله {الرََّاسِخُونَ}، {أَجْراً عَظِيماً} تامّ {مِنْ بَعْدِهِ} كاف، وكذا:
سليمان {زَبُوراً} صالح، وكذا: لم نقصصهم عليك {تَكْلِيماً} حسن: إن نصب {رُسُلًا} على المدح، وصالح إن نصب ذلك على الحال من مفعول أوحينا، لأنه رأس(1/235)
{طَرِيقاً} ليس بوقف إن أريد بالطريق الأولى العموم وكان استثناء متصلا، وإن أريد بها شيئا خاصا، وهو العمل الصالح كان منقطعا {أَبَداً} كاف {يَسِيراً} تامّ: للابتداء بعد بالنداء {خَيْراً لَكُمْ} حسن {وَالْأَرْضِ}
كاف {حَكِيماً} تامّ {إِلَّا الْحَقَّ} كاف {رَسُولُ اللََّهِ} حسن {وَكَلِمَتُهُ} أحسن مما قبله إن عطف {وَرُوحٌ مِنْهُ} على الضمير المرفوع في ألقاها، وليس بوقف إن جعل ألقاها نعتا لقوله: وكلمته، وهي معرفة، والجملة في تأويل النكرة، وفي موضع الحال من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة:
أي وكلمة الله ملقيا إياها. وقيل ألقاها لا يصلح نعتا لكلمة لما ذكر، ولا حالا لعدم العامل فكان استئنافا مع أن الكلام متحد. ومن غريب ما يحكى أن بعض النصارى ناظر عليّ بن الحسين بن واقد المروزي. وقال: في كتاب الله ما يشهد أن عيسى جزء من الله، وتلا {وَرُوحٌ مِنْهُ} فعارضه ابن واقد بقوله:
{وَسَخَّرَ لَكُمْ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} وقال: يلزم أن تكون تلك الأشياء جزءا من الله تعالى، وهو محال بالاتفاق، فانقطع النصراني وأسلم. وروي عن أبيّ بن كعب أنه قال: لما خلق الله أرواح بني آدم أخذ عليهم الميثاق، ثم ردّها إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى، فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى، فلهذا قال {وَرُوحٌ مِنْهُ}
ومعنى كون عيسى روح الله أن جبريل نفخ في درع مريم بأمر الله، وإنما سمى النفخ روحا لأنه ريح يخرج عن الروح. قاله بعض المفسرين، أو أنه ذو روح، وأضيف إلى الله تشريفا {وَرُوحٌ مِنْهُ} تام، لأنه آخر القصة {فَآمِنُوا بِاللََّهِ}
آية {بَعْدَ الرُّسُلِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {حَكِيماً} صالح، وكذا:
يشهدون. وقال أبو عمرو في حكيما: كاف {شَهِيداً} تامّ، وكذا: بعيدا، وكذا: أبدا {يَسِيراً} تامّ {خَيْراً لَكُمْ} حسن {وَالْأَرْضِ} كاف {حَكِيماً} تام {إِلَّا الْحَقَّ}
كاف {رَسُولُ اللََّهِ} صالح {وَرُوحٌ مِنْهُ} كاف. وقال أبو عمرو: تام لأنه آخر القصة.(1/236)
{وَرُسُلِهِ} جائز، ومثله: ثلاثة، أي: هم ثلاثة، فالنصارى زعموا أن الأب إله، والابن إله، والروح إله، والكل إله واحد، وهذا معلوم البطلان ببديهة العقل أن الثلاثة لا تكون واحدا، وأن الواحد لا يكون ثلاثة {خَيْراً لَكُمْ} حسن.
وقيل: كاف. وقيل: تامّ {إِلََهٌ وََاحِدٌ} حسن، ووقع نافع على {سُبْحََانَهُ}
وخولف في ذلك، لأن أن متعلقة بما قبلها {وَلَدٌ} تامّ، ولا يجوز وصله بما بعده لأنه لو وصله لصار صفة له، فكان المنفيّ ولدا موصوفا بأنه يملك السموات والأرض، والمراد نفي الولد مطلقا {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {وَكِيلًا} تامّ {الْمُقَرَّبُونَ} كاف للشرط بعده {جَمِيعاً} تامّ {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {عَذََاباً أَلِيماً} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {وَلََا نَصِيراً} تامّ، وكذا: مبينا ولا وقف من قوله: فأما الذين إلى مستقيما فلا يوقف على {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} ولا على {وَفَضْلٍ} لاتساق ما بعدهما على ما قبلهما {مُسْتَقِيماً} تام {فِي الْكَلََالَةِ} كاف على استئناف ما بعده، لأن في الكلالة متعلق بيفتيكم وهو من إعمال الثاني، لأن في الكلالة يطلبها يستفتونك ويفتيكم فأعمل الثاني، ورسم الهمداني يستفتونك بالحسن تبعا لبعضهم تقليدا ولم يدعمه بنقل يبين حسنه، ومقتضى قواعد هذا الفنّ أنه لا يجوز، لأن جهتي الإعمال مثبتة إحداهما بالأخرى، فلو قلت ضربني زيد وسكتّ. ثم قلت: وضربت زيدا لم يجز، ونظيره في شدّة التعلق قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيََاتِنََا} *، {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} فقطرا منصوب بأفرغ على إعمال الثاني إذ تنازعه آتوني وأفرغ {وَإِذََا قِيلَ لَهُمْ تَعََالَوْا يَسْتَغْفِرْ}
وقيل: كاف {وَرُسُلِهِ} جائز {وَلََا تَقُولُوا ثَلََاثَةٌ} مفهوم {خَيْراً لَكُمْ} صالح، وكذا: إله واحد {أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {وَكِيلًا} تامّ {الْمُقَرَّبُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {جَمِيعاً} كاف، وكذا: من فضله {وَلََا نَصِيراً} تامّ {مُبِيناً} كاف {مُسْتَقِيماً} تامّ {فِي الْكَلََالَةِ} كاف، وكذا: نصف(1/237)
{لَكُمْ رَسُولُ اللََّهِ} فيستغفر مجزوم على جواب الأمر، ورسول الله يطلبه عاملان: أحدهما يستغفر، والآخر تعالوا فأعمل الثاني عند البصريين، ولذلك رفعه. ولو أعمل الأول لكان التركيب تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله اه.
أبو حيان بزيادة للإيضاح. وهذا غاية في بيان ترك هذا الوقف ولله الحمد {نِصْفُ مََا تَرَكَ} كاف: لأن ما بعده مبتدأ {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهََا وَلَدٌ} حسن {مِمََّا تَرَكَ} كاف، للابتداء بالشرط بحكم جامع للصنفين {الْأُنْثَيَيْنِ}
حسن {أَنْ تَضِلُّوا} كاف، ووقف يعقوب على قوله: {يُبَيِّنُ اللََّهُ لَكُمْ}، وخولف في ذلك لأن أن متعلقة بما قبلها على قول الجماعة، وحمله البصريون على حذف مضاف، أي يبين الله لكم كراهة أن تضلوا، وحمله الكوفيون على حذف «لا» بعد أن، أي: لئلا تضلوا ونظيرها {إِنَّ اللََّهَ يُمْسِكُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولََا} أي: لئلا تزولا، فحذفوا لا بعد أن وحذفها شائع ذائع، قال الشاعر: [الوافر] رأينا ما رأى البصراء منها ... فآلينا عليها أن تباعا
أي: أن لا تباعا، وقيل مفعول البيان محذوف، أي: يبين الله لكم الضلالة لتجتنبوها، لأنه إذا بين الشرّ اجتنب، وإذا بين الخير ارتكب، فالوقف على هذه الأقوال كلها على قوله: {أَنْ تَضِلُّوا}، وعلى آخر السورة تام، ورسموا: إن امرؤا بواو وألف، ومثله: {الرِّبَوا} * حيث وقع كما مرّ التنبيه عليه.
ما ترك {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهََا وَلَدٌ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} حسن.
وقال أبو عمرو: كاف {أَنْ تَضِلُّوا} كاف، آخر السورة: تام.(1/238)
سورة المائدة مدنية (1)
إلا بعض آية منها، نزلت عشية عرفة يوم الجمعة، وهو قوله تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} إلى {دِيناً} وهي مائة وعشرون آية في المكي، واثنتان وعشرون في المدني والشامي، وعشرون وثلاث آيات في البصري، وكلمها ألف وثمانمائة وأربع كلمات، وحروفها أحد عشر ألفا وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: {اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً} {جَبََّارِينَ} {سَمََّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} {أَفَحُكْمَ الْجََاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} من الذين استحق عليهم الأوّلين على قراءة من قرأ بالجمع {بِالْعُقُودِ} تام، للاستئناف بعده {إِلََّا مََا يُتْلى ََ عَلَيْكُمْ} ليس بوقف لأن غير منصوب على الحال من الواو في أوفوا أو من الكاف في أحلت لكم {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} كاف، وقال نافع تامّ {مََا يُرِيدُ} تامّ {وَرِضْوََاناً} حسن، ومثله: {فَاصْطََادُوا} ورسموا غير محلي الصيد، وغير معجزي الله في الموضعين، والمقيمي الصلاة بياء، وكان الأصل محلين الصيد وغير معجزين الله، والمقيمين الصلاة. فسقطت النون للإضافة، وسقطت الياء لسكونها وسكون اللام، ولا وقف من قوله: {وَلََا يَجْرِمَنَّكُمْ}
سورة المائدة مدنية {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} تامّ {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} كاف {مََا يُرِيدُ} تامّ {وَرِضْوََاناً} مفهوم {فَاصْطََادُوا} حسن، وكذا: {أَنْ تَعْتَدُوا}. وقال أبو عمرو في الأربعة: كاف
__________
(1) سورة المائدة مائة وعشرون وثلاث في البصري، واثنان في العلوي، وعشرون في الكوفي والخلاف في ثلاث آيات:
{أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} (1)، و {يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} (15) غير كوفي، {فَإِنَّكُمْ غََالِبُونَ}
(23): بصري. انظر: «التلخيص» (249).(1/239)
إلى {أَنْ تَعْتَدُوا} فلا يوقف على المسجد الحرام، والوقف على {تَعْتَدُوا}
و {التَّقْوى ََ} و {الْعُدْوََانِ} و {اتَّقُوا اللََّهَ} كلها حسان. وقال أبو عمرو في الأربعة: كاف {الْعِقََابِ} تامّ: ولا وقف من قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ} إلى (الأزلام)، فلا يوقف على به، ولا على أكل السبع، ولا على ما ذكيتم، ولا على النصب لاتساق بعضها على بعض {بِالْأَزْلََامِ} حسن {فِسْقٌ} أحسن منه. وقال أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى تامّ. وقال الفراء: ذلكم فسق انقطع الكلام عنده، حكى أنه قيل للكندي: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن. فقال: نعم أعمل لكم مثل بعضه، فاحتجب أياما. ثم خرج فقال والله لا يقدر أحد على ذلك، إني افتتحت المصحف فخرجت سورة المائدة.
فإذا هو نطق بالوفاء، ونهى عن النكث وحلل تحليلا عاما. ثم استثنى بعد استثناء. ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين {مِنْ دِينِكُمْ} جائز، وكذا: واخشون. وقال أبو عمرو: في الأول: تام، وفي الثاني كاف {دِيناً}
حسن: {لِإِثْمٍ} ليس بوقف لاتصال الجزاء بالشرط {رَحِيمٌ} تامّ {أُحِلَّ لَهُمْ} حسن: فصلا بين السؤال والجواب، وقيل لا يوقف عليه حتى يؤتى بالجواب {الطَّيِّبََاتُ} ليس بوقف للعطف. فإن التقدير: وصيد ما علمتم بحذف المضاف. قاله السجاوندي {مُكَلِّبِينَ} كاف: على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل في موضع الحال من الضمير في مكلبين ومكلبين حال من الضمير في علمتم فلا يوقف على ذلك كله، وفي الحديث: «إذا أرسلت كلبك فأمسك فكل وإن أكل فلا تأكل. وإذا لم ترسله فأخذ وقتل فلا يكون حلالا إلا أن تدركه حيّا فتذبحه فحلال» {مِمََّا عَلَّمَكُمُ اللََّهُ} حسن
{وَالْعُدْوََانِ} كاف. وكذا: واتقوا الله {الْعِقََابِ} تام {بِالْأَزْلََامِ} صالح {ذََلِكُمْ فِسْقٌ} حسن، وكذا: واخشون. وقال أبو عمرو في الأوّل: تام، وفي الثاني كاف {دِيناً} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {مََا ذََا أُحِلَّ لَهُمْ} صالح، وكذا: مكلبين و {مِمََّا}(1/240)
{اسْمَ اللََّهِ عَلَيْهِ} كاف {وَاتَّقُوا اللََّهَ} أكفى منه {الْحِسََابِ} تامّ {الطَّيِّبََاتُ} كاف: لأن ما بعده مبتدأ خبره حلّ لكم، ومثله: وطعامكم حلّ لهم، إن جعل والمحصنات مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على الطيبات ولا يوقف على شيء بعده إلى أخدان، والوقف على أخدان، تامّ: عند أحمد بن موسى للابتداء بعد بالشرط، وقيل المراد بالإيمان المؤمن به وهو الله تعالى وصفاته وما يجب الإيمان به فهو مصدر واقع موقع المفعول كضرب الأميد ونسج اليمن وقيل ثم محذوف: أي بموجب الإيمان وهو الله سبحانه وتعالى {فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} جائز {مِنَ الْخََاسِرِينَ} تامّ: للابتداء بيا النداء {بِرُؤُسِكُمْ} جائز: لمن قرأ وأرجلكم بالنصب عطفا على {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} إيذانا بأن فرض الرجلين الغسل لا المسح، وهو الثابت عن رسول الله في الأحاديث المتواترة {إِلَى الْكَعْبَيْنِ} حسن: لابتداء شرط في ابتداء حكم {فَاطَّهَّرُوا} كاف، ولا وقف من قوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى ََ}
إلى {وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}، فلا يوقف على سفر، ولا على الغائط، ولا على طيبا لاتساق الكلام بعضه ببعض {وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} تامّ: عند نافع والأخفش للابتداء بالنفي {مِنْ حَرَجٍ} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {تَشْكُرُونَ} حسن: واثقكم به، ليس بوقف لأن إذ ظرف المواثقة {وَأَطَعْنََا} حسن {وَاتَّقُوا اللََّهَ} أحسن منه {الصُّدُورِ} تامّ: للابتداء
{عَلَّمَكُمُ اللََّهُ} وقال أبو عمرو فيهما: كاف {اسْمَ اللََّهِ عَلَيْهِ} كاف، وكذا: واتقوا الله {الْحِسََابِ} تامّ {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبََاتُ} كاف، وكذا: وطعامكم حلّ لهم. هذا إن جعل قوله: والمحصنات مستأنفا. فإن جعل معطوفا على الطيبات لم يوقف عليهما إلا بتجوّز {أَخْدََانٍ} كاف {فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} جائز {مِنَ الْخََاسِرِينَ} تام {وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ} صالح: لمن قرأ وأرجلكم بالنصب ليعلم أنه عطف على الوجوه والأيدي لا على الرءوس {إِلَى الْكَعْبَيْنِ} مفهوم {فَاطَّهَّرُوا} كاف {وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} حسن، وكذا: تشكرون. وقال أبو عمرو: في الأول كاف {وَأَطَعْنََا} كاف، وكذا: واتقوا الله(1/241)
بياء النداء {بِالْقِسْطِ} صالح: وتامّ عند نافع {أَلََّا تَعْدِلُوا} كاف، ومثله: للتقوى {وَاتَّقُوا اللََّهَ} أكفى منهما، والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها ولا يجمع بينها {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ، ومثله: الصالحات، وإنما كان تامّا لأن قوله: لهم مغفرة بيان وتفسير للوعد كأنه قدّم لهم وعدا، فقيل أيّ شيء وعده لهم؟ فقيل لهم مغفرة وأجر عظيم. قاله الزمخشري. وقال أبو حيان: الجملة مفسرة لا موضع لها من الإعراب ووعد يتعدّى لمفعولين. أو لهما الموصول. وثانيهما محذوف تقديره الجنة، والجملة مفسرة لذلك المحذوف تفسير السبب للمسبب لأن الجنة مترتبة على الغفران وحصول الأجر، وكونها بيانا أولى لأن تفسير الملفوظ به أولى من ادعاء تفسير شيء محذوف وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد، انظر أبا حيان {عَظِيمٌ} تامّ، ومثله: الجحيم {عَنْكُمْ} حسن {وَاتَّقُوا اللََّهَ} أحسن منه: كل ما في كتاب الله من ذكر نعمة فهو بالهاء إلا أحد عشر موضعا فهو بالتاء المجرورة وهي: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} في البقرة، {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} في آل عمران، و {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} هنا في هذه السورة، و {بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} في إبراهيم، وفيها: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللََّهِ لََا تُحْصُوهََا}، و {بِنِعْمَتِ اللََّهِ}، و {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللََّهِ}، و {اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} في النحل، و {بِنِعْمَتِ اللََّهِ} في لقمان، و {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} في فاطر، وبنعمت ربك في الطور {الْمُؤْمِنُونَ} تامّ {بَنِي إِسْرََائِيلَ} جائز، للعدول عن الإخبار إلى الحكاية {نَقِيباً} جائز: لأن ما بعده معطوف على ما قبله لأنه عدول عن الحكاية إلى الإخبار عكس ما
{الصُّدُورِ} تامّ {بِالْقِسْطِ} صالح {أَلََّا تَعْدِلُوا} كاف، وكذا: للتقوى، واتقوا الله {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ، وكذا: وعملوا الصالحات، وأجر عظيم، والجحيم {فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} كاف، وكذا: واتقوا الله {الْمُؤْمِنُونَ} حسن {نَقِيباً} صالح. وقال أبو عمرو في الأول تامّ، وفي الثاني كاف {إِنِّي مَعَكُمْ} تامّ {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ} كاف، وكذا:(1/242)
قبله {إِنِّي مَعَكُمْ} تامّ: للابتداء بلام القسم، وجوابه لأكفرن {الْأَنْهََارُ}
حسن، وقيل كاف {السَّبِيلِ} تامّ {لَعَنََّاهُمْ} جائز: لأن ما بعده معطوف على ما قبله {قََاسِيَةً} جائز، وقيل على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال من الهاء في لعناهم وهو العامل في الحال، أي: لعناهم محرّفين، وعليه فلا يوقف عليه ولا على ما قبله لأن العطف يصير الشيئين كالشيء الواحد {عَنْ مَوََاضِعِهِ} حسن، ومثله:
ذكروا به. وقال نافع: تام {إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} حسن. ومثله: واصفح {الْمُحْسِنِينَ} تامّ عند الأخفش على أن ما بعده منقطع عما قبله لأنه في ذكر أخذ الميثاق على النصارى، وهو الإيمان بالله وبمحمد صلّى الله عليه وسلّم، إذا كان ذكره موجودا في كتبهم كما قال تعالى: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرََاةِ وَالْإِنْجِيلِ} وإنما كان تاما لأن قوله: ومن الذين متعلق بمحذوف على أنه خبر مبتدإ محذوف قامت صفته مقامه والتقدير: ومن الذين قالوا إنا نصارى قوم أخذنا ميثاقهم، الضمير في ميثاقهم يعود على ذلك المحذوف. وهذا وجه من خمسة أوجه في إعرابها ذكرها السمين، فانظرها إن شئت {مِمََّا ذُكِّرُوا بِهِ}
الثاني جائز {يَوْمِ الْقِيََامَةِ} كاف {يَصْنَعُونَ} تامّ {عَنْ كَثِيرٍ} كاف.
وقال أبو عمرو: تامّ، وهو رأس آية عند البصريين {مُبِينٌ} كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع رفع نعتا لكتاب، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {سُبُلَ السَّلََامِ} حسن، وقيل تامّ {بِإِذْنِهِ}
كاف على استئناف ما بعده {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {ابْنُ مَرْيَمَ} الأول، كاف {جَمِيعاً} تامّ {وَمََا بَيْنَهُمََا} كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف
سواء السبيل. وقال أبو عمرو: في الثاني تام {قُلُوبَهُمْ قََاسِيَةً} صالح، وكذا: عن مواضعه {ذُكِّرُوا بِهِ} كاف، وكذا: إلا قليلا منهم، وكذا: {وَاصْفَحْ}، و {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} و {إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ}، {بِمََا كََانُوا يَصْنَعُونَ} تامّ {وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ}
صالح. وقال أبو عمرو: تام، وقيل كاف، وهو رأس آية عند البصريين {وَكِتََابٌ مُبِينٌ}(1/243)
إن جعل ما بعده خبرا بعد خبر على القول به بمعنى أنه مالك وخالق {يَخْلُقُ مََا يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {وَأَحِبََّاؤُهُ} حسن {بِذُنُوبِكُمْ} كاف لتناهي الاستفهام {مِمَّنْ خَلَقَ} تامّ عند نافع على استئناف ما بعده {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشََاءُ} كاف، ومثله: وما بينهما {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} تامّ {عَلى ََ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} ليس بوقف لتعلق أن بما قبلها {وَلََا نَذِيرٍ} حسن بجرّ نذير على لفظ بشير، ولو قرئ برفعه مراعاة لمحله لجاز لأن من في من بشير زائدة وهو فاعل بقوله: ما جاءنا ولكن القراءة سنة متبعة، وليس كل ما تجوزه العربية تجوز القراءة به {فَقَدْ جََاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ: إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعول به {عَلَيْكُمْ} ليس بوقف لتعلق إذ بما قبلها {مُلُوكاً}
حسن: إن جعل ما بعده لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم وهو قول سعيد بن جبير، وليس بوقف لمن قال إنه لقوم موسى، وهو قول مجاهد، يعني بذلك المنّ والسلوى وانفلاق البحر وانفجار الحجر والتظليل بالغمام، وعليه فلا يوقف على ملوكا لأن ما بعده معطوف على ما قبله {مِنَ الْعََالَمِينَ} كاف {كَتَبَ اللََّهُ لَكُمْ}
حسن، ومثله: {خََاسِرِينَ}، و {جَبََّارِينَ}، و {حَتََّى يَخْرُجُوا مِنْهََا}
كلها حسان {دََاخِلُونَ} كاف {أَنْعَمَ اللََّهُ عَلَيْهِمَا} ليس بوقف لأنه لا يوقف على القول دون المقول، وهو: ادخلوا عليهم الباب {عَلَيْهِمُ الْبََابَ}
كاف، وكذا: غالبون وهو رأس آية عند البصريين {مُؤْمِنِينَ} كاف
كاف، وكذا: سبل السلام و {بِإِذْنِهِ} {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {ابْنُ مَرْيَمَ} كاف {جَمِيعاً} تام {يَخْلُقُ مََا يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {وَأَحِبََّاؤُهُ} حسن {بِذُنُوبِكُمْ} كاف، وكذا: بشر ممن خلق {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشََاءُ} تامّ {وَمََا بَيْنَهُمََا} كاف {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} تامّ {وَلََا نَذِيرٍ} صالح {بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} كاف {قَدِيرٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً} صالح. وقال أبو عمرو: تامّ {مِنَ الْعََالَمِينَ} حسن {كَتَبَ اللََّهُ لَكُمْ} كاف، وكذا: خاسرين {جَبََّارِينَ} صالح، وكذا: حتى يخرجوا منها {دََاخِلُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: في هذين، كاف {عَلَيْهِمُ الْبََابَ} كاف، وكذا:(1/244)
{مََا دََامُوا فِيهََا} جائز {قََاعِدُونَ} كاف. واعلم أن في: وأخي ستة أوجه، ثلاثة من جهة الرفع، واثنان من جهة النصب، وواحد من جهة الجرّ، فالأوّل من أوجه الرفع عطفه على الضمير في أملك، ذكره الزمخشري وجاز ذلك للفصل بينهما بالمفعول المحصور، ويلزم من ذلك أن موسى وهارون لا يملكان إلا نفس موسى فقط، وليس المعنى على ذلك بل الظاهر أن موسى يملك أمر نفسه وأمر أخيه، أو المعنى: وأخي لا يملك إلا نفسه لا يملك بني إسرائيل، وقيل لا يجوز لأن المضارع المبدوء بالهمز لا يرفع الاسم الظاهر، لا تقول أقوم زيد. الثاني عطفه على محل إن واسمها، أي: وأخي كذلك، أي: لا يملك إلا نفسه كما في قوله: {أَنَّ اللََّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}، وكما في قوله:
{أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ} بالرفع على قراءة الكسائي، فقوله: بالنفس متعلق بمحذوف خبر. الثالث أن وأخي مبتدأ حذف خبره. أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه فقصته كقصتي، والجملة في محل رفع خبر. قاله محمد بن موسى اللؤلؤي، وخولف في ذلك لأن المعنى أن قوم موسى خالفوا عليه إلا هارون وحده. الوجه الأوّل: من وجهي النصب أنه عطف على اسم إن.
والثاني: إنه عطف على نفسي الواقع مفعولا لأملك. السادس: أنه مجرور عطفا على الياء المخفوضة بإضافة النفس على القول بالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض. وهذا الوجه لا يجيزه البصريون، فمن وقف على نفسي وقدّر وأخي مبتدأ حذف خبره: أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه فوقفه تامّ، ومن وقف على وأخي عطفا على نفسي أو عطفا على الضمير في أملك، أي: لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا، أو على اسم إن أي إني وأخي كان حسنا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد {الْفََاسِقِينَ}
غالبون، وهو رأس آية عند البصريين {مُؤْمِنِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مََا دََامُوا فِيهََا} صالح {قََاعِدُونَ} حسن {لََا أَمْلِكُ إِلََّا نَفْسِي} تامّ: عند بعضهم إن قدّر وأخي مبتدأ خبره محذوف: أي وأخي كذلك: أي لا يملك إلا نفسه، والأكثر للوقف على(1/245)
كاف لأنه آخر كلام موسى عليه السلام يبني الوقف على قوله: عليهم أو على سنة، والوصل على اختلاف أهل التأويل في أربعين هل هي ظرف للتيه بعده أو للتحريم قبله، فمن قال إن التحريم مؤبد وزمن التيه أربعون سنة وقف على {مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} ويكون على هذا أربعين منصوبا على الظرف والعامل فيه يتيهون، ومن قال إن زمن التحريم والتيه أربعون سنة فأربعين منصوب بمحرمة وقف على يتيهون في الأرض على أن يتيهون في موضع الحال. فإن جعل مستأنفا جاز الوقف على أربعين سنة. وهذا قول ابن عباس وغيره. وقال يحيى ابن نصير النحوي: إن كانوا دخلوا الأرض المقدّسة بعد الأربعين فالوقف على سنة. ثم حللها لهم بعد الأربعين وإن لم يكونوا دخلوها بعد الأربعين فالوقف على محرّمة عليهم اه. وقيل إنهم أقاموا في التيه أربعين سنة. ثم سار موسى ببني إسرائيل وعلى مقدّمته يوشع بن نون وكالب حتى قتل من الجبارين عوج ابن عنق فقفز موسى في الهواء عشرة أذرع، وطول عصاه عشرة أذرع فبلغ كعبه فضربه فقتله. وقال محمد بن إسحاق: سار موسى ببني إسرائيل ومعه كالب زوج مريم أخت موسى، وتقدّم يوشع ففتح المدينة ودخل فقتل عوجا.
وقال قوم إن موسى وهارون ما كانا مع بني إسرائيل في التيه لأن التيه كان عقوبة، وإنما اختصت العقوبة ببني إسرائيل لعتوّهم وتمرّدهم كما اختصت بهم سائر العقوبات التي عوقبوا بها على يد موسى، وكان موسى قال: {فَافْرُقْ بَيْنَنََا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفََاسِقِينَ} وكان قدر التيه ستة فراسخ. قال أبو العالية:
وأخي وهو كاف، وهو على هذا عطف على نفسي أو على الضمير في أملك: أي لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا أو على اسم إن أي إني وأخي {الْفََاسِقِينَ} حسن، وفي قوله:
{فَإِنَّهََا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}. وجهان: أحدهما أن أربعين منصوب بمحرّمة فالوقف على سنة، ويبتدأ بيتيهون: أي هم يتيهون في الأرض، والثاني أنه منصوب بيتيهون، فالوقف على محرّمة عليهم، ويبتدأ بأربعين سنة، والوقف على كل من القولين(1/246)
وكانوا ستمائة ألف، سماهم الله فاسقين بهذه المعصية. قال النكزاوي: ولا عيب في ذكر هذا لأنه من متعلقات هذا الوقف. والحكمة في هذا العدد أنهم عبدوا العجل أربعين يوما، فجعل لكل يوم سنة، فكانوا يسيرون ليلهم أجمع حتى إذا أصبحوا إذ هم في الموضع الذي ابتدءوا منه، ويسيرون النهار جادّين حتى إذا أمسوا إذ هم بالموضع الذي ارتحلوا عنه {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} كاف {الْفََاسِقِينَ} تامّ {بِالْحَقِّ} حسن: إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن جعل ظرفا لقوله: {اتْلُ} لأنه يصير الكلام محالا، لأن إذ ظرف لما مضى لا يعمل فيه اذكر، لأنه مستقبل، بل التقدير اذكر ما جرى لابني آدم وقت كذا {مِنَ الْآخَرِ} جائز {لَأَقْتُلَنَّكَ} حسن {مِنَ الْمُتَّقِينَ} كاف {لَأَقْتُلَنَّكَ}
جائز {رَبَّ الْعََالَمِينَ} كاف {النََّارِ} حسن {الظََّالِمِينَ} كاف، وكذا: من الخاسرين {فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف للام العلة بعده {سَوْأَةَ أَخِيهِ} حسن {سَوْأَةَ أَخِي} صالح {مِنَ النََّادِمِينَ} ومن أجل ذلك: وقفان جائزان، والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها، ولا يجمع بينها، وتعلق من أجل ذلك يصلح بقوله فأصبح، ويصلح بقوله كتبنا، وأحسنها النادمين، وإن تعلق من أجل ذلك بكتبنا أي من أجل قتل قابيل أخاه كتبنا على بني إسرائيل، فلا يوقف على الصلة دون الموصول. قال أبو البقاء، لأنه لا يحسن الابتداء بكتبنا هنا، ويجوز تعلقه بما قبله، أي: فأصبح نادما بسبب قتله أخاه، وهو الأولى، أو بسبب حمله، لأنه لما قتله وضعه في جراب وحمله أربعين يوما حتى أروح،
كاف {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} كاف {الْفََاسِقِينَ} تامّ {مِنَ الْآخَرِ} صالح {لَأَقْتُلَنَّكَ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {مِنَ الْمُتَّقِينَ} حسن {رَبَّ الْعََالَمِينَ} كاف، وكذا: من أصحاب النار، والظالمين، ومن الخاسرين، وسوأة أخيه. وقال أبو عمرو: في الكل تامّ {سَوْأَةَ أَخِي} صالح {مِنَ النََّادِمِينَ} تامّ: بناء على المشهور من جعل {مِنْ أَجْلِ ذََلِكَ} متعلقا بكتبنا، فإن علق بما قبله فالوقف عليه، أي: فأصبح نادما من أجل(1/247)
فبعث الله غرابين، فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر، ثم حفر بمنقاره ورجليه مكانا وألقاه فيه وقابيل ينظر، فندمه من أجل أنه لم يواره أظهر: لكن يعارضه خبر «الندم توبة» إذ لو ندم على قتله لكان توبة، و «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» فندمه إنما كان على حمله، لا على قتله، كذا أجاب الحسين بن الفضل لما سأله عبد الله بن طاهر والي خراسان وسأله عن أسئلة غير ذلك، انظر تفسير الثعالبي وحينئذ فالوقف على النادمين هو المختار، والوقف على {النََّادِمِينَ} تامّ {قَتَلَ النََّاسَ جَمِيعاً} كاف، للابتداء بالشرط {أَحْيَا النََّاسَ جَمِيعاً} حسن. وقال الهمداني: تامّ في الموضعين {بِالْبَيِّنََاتِ} جائز:
لأن ثم لترتيب الأخبار {لَمُسْرِفُونَ} تامّ {فَسََاداً} ليس بوقف لفصله بين المبتدإ، وهو جزاء وخبره وهو أن يقتلوا {مِنَ الْأَرْضِ} كاف، ومثله: في الدنيا {عَظِيمٌ} فيه التفصيل السابق {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} جائز:
لتناهي الاستثناء مع فاء الجواب {رَحِيمٌ} تامّ، للابتداء بعد بياء النداء {الْوَسِيلَةَ} جائز، ومثله: في سبيله قاله النكزاوي، والأولى وصله، لأنه لا يحسن الابتداء بحرف الترجي، لأن تعلقه كتعلق لام كي {تُفْلِحُونَ} تامّ {يَوْمِ الْقِيََامَةِ} ليس بوقف {مََا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ} كاف: لتناهي خبر إن {أَلِيمٌ} تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من قوله: ليفتدوا وهو العامل في الحال {مِنْهََا} كاف {مُقِيمٌ} تامّ {مِنَ اللََّهِ} كاف، ومثله: حكيم، وكذا: يتوب عليه
قتله أخاه {قَتَلَ النََّاسَ جَمِيعاً} كاف {أَحْيَا النََّاسَ جَمِيعاً} حسن، وكذا: لمسرفون.
وقال أبو عمرو: فيهما تامّ {مِنَ الْأَرْضِ} كاف، وكذا: في الدنيا، وعذاب عظيم. وقيل لا يوقف على: عظيم، لأن الابتداء بحرف الاستثناء لا يحسن إلا عند الضرورة {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} جائز. وقال أبو عمرو: كاف {رَحِيمٌ} تامّ {الْوَسِيلَةَ} مفهوم {تُفْلِحُونَ} تامّ {مََا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {أَلِيمٌ} حسن(1/248)
{رَحِيمٌ} تامّ للاستفهام بعد {وَالْأَرْضِ} جائز {لِمَنْ يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {فِي الْكُفْرِ} ليس بوقف {قُلُوبُهُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف على أن سماعون مبتدأ. وما قبله خبره، أي: ومن الذين هادوا قوم سماعون، فهو من حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامة، ونظيرها قول الشاعر:
وما الدّهر إلا تارتان فمنهما ... أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح
أي: تارة أموت فيها، وليس بوقف إن جعل خبر مبتدإ محذوف، أي:
هم سماعون راجعا إلى الفئتين، وعليه فالوقف على هادوا، والأول أجود، لأن التحريف محكي عنهم، وهو مختص باليهود، ومن رفع سماعون على الذمّ وجعل {وَمِنَ الَّذِينَ هََادُوا} عطفا على {مِنَ الَّذِينَ قََالُوا} كان الوقف على هادوا أيضا {سَمََّاعُونَ لِلْكَذِبِ} كاف، على استئناف ما بعده، أي:
يسمعون ليكذبوا والمسموع حقّ، وإن جعل {سَمََّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} تابعا للأول لم يوقف على ما قبله {لِقَوْمٍ آخَرِينَ} ليس بوقف، لأن الجملة بعده صفة لهم {لَمْ يَأْتُوكَ} تامّ، على استئناف ما بعده فإن جعل {يُحَرِّفُونَ}
في محل رفع نعتا {لِقَوْمٍ آخَرِينَ} أي: لقوم آخرين محرفين لم يوقف على ما قبله، وكذا إن جعل في موضع نصب حالا من الذين هادوا لم يوقف على ما قبله {مِنْ بَعْدِ مَوََاضِعِهِ} جائز {فَاحْذَرُوا} كاف: على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل نصب حالا بعد حال، أو في
{مِنْهََا} كاف {مُقِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {نَكََالًا مِنَ اللََّهِ} كاف، وكذا:
حكيم. وينوب عليه {رَحِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {لِمَنْ يَشََاءُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {قُلُوبُهُمْ} حسن، وقال أبو عمرو: كاف هذا إن جعل {سَمََّاعُونَ}
مبتدأ وما قبله خبره، أي: ومن الذين هادوا قوم سماعون، فإن جعل خبرا لمبتدإ محذوف(1/249)
موضع رفع نعتا لقوله: {سَمََّاعُونَ} أو في موضع خفض نعتا لقوله: لقوم آخرين {شَيْئاً} كاف، على أن أولئك مستأنف مبتدأ خبره الموصول مع صلته وأن يطهر محله نصب مفعول يرد، وقلوبهم المفعول الثاني {قُلُوبُهُمْ} كاف، وليس بوقف إن جعل خبر أولئك {لَهُمْ فِي الدُّنْيََا خِزْيٌ} جائز {عَظِيمٌ} كاف {سَمََّاعُونَ لِلْكَذِبِ} أي: هم سماعون أكالون للسحت {أَكََّالُونَ لِلسُّحْتِ} حسن، ومثله: أو أعرض عنهم.
وقيل: كاف، للابتداء بالشرط {فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً} حسن {بِالْقِسْطِ}
كاف، ومثله: المقسطين، ومن بعد ذلك، لتناهي الاستفهام {بِالْمُؤْمِنِينَ} تامّ {هُدىً وَنُورٌ} جائز، ولا وقف من قوله: {يَحْكُمُ بِهَا} إلى {شُهَدََاءَ}
و {شُهَدََاءَ}، و {اخْشَوْنِ}، و {ثَمَناً قَلِيلًا} كلها وقوف كافية {الْكََافِرُونَ} تامّ {بِالنَّفْسِ} حسن: على قراءة من رفع ما بعده بالابتداء، وهو الكسائي، وجعله مستأنفا مقطوعا عما قبله ولم يجعله مما كتب عليهم في التوراة، وليس بوقف إن جعل والعين وما بعده معطوفا على محل النفس، لأن محلها رفع، أي: وكتبنا عليهم فيها النفس بالنفس، أي: قلنا لهم النفس بالنفس، أو جعل معطوفا على ضمير النفس، أي: إن النفس مأخوذة هي بالنفس والعين معطوفة على هي، فلا يوقف على قوله بالنفس، وليس وقفا
لم يوقف على {قُلُوبُهُمْ} بل على {وَمِنَ الَّذِينَ هََادُوا} عطفا على {وَمِنَ الَّذِينَ قََالُوا} والوقف عليه حينئذ تام {سَمََّاعُونَ لِلْكَذِبِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف، ويبتدأ بما بعده: أي هم سماعون لقوم آخرين {لَمْ يَأْتُوكَ} تامّ {مِنْ بَعْدِ مَوََاضِعِهِ}
مفهوم. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {فَاحْذَرُوا} كاف، وكذا: من الله شيئا. وأن يطهر قلوبهم {خِزْيٌ} صالح {عَظِيمٌ} حسن، وقال أبو عمرو فيهما: كاف {أَكََّالُونَ لِلسُّحْتِ} كاف، وكذا: أو أعرض عنهم {فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً} صالح {بِالْقِسْطِ}
كاف {الْمُقْسِطِينَ} حسن. قال أبو عمرو: كاف {مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ} كاف {بِالْمُؤْمِنِينَ}
تامّ {هُدىً وَنُورٌ} مفهوم {عَلَيْهِ شُهَدََاءَ} كاف {وَاخْشَوْنِ} جائز. وقال أبو عمرو:(1/250)
أيضا لمن نصب و {الْجُرُوحَ} وما قبله، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد {بِالسِّنِّ} حسن: على قراءة من رفع {وَالْجُرُوحَ قِصََاصٌ} ثم يبتدئ به، لأنه غير داخل في معنى ما عملت فيه أن معطوفة بعضها على بعض، وهي كلها مما كتب عليهم في التوراة {وَالْجُرُوحَ قِصََاصٌ} كاف:
مطلقا، سواء نصب والجروح أو رفعها {فَهُوَ كَفََّارَةٌ لَهُ} كاف، ومثله:
الظالمون {مِنَ التَّوْرََاةِ} الأول حسن، ولا وقف من قوله: {وَآتَيْنََاهُ الْإِنْجِيلَ}
إلى {لِلْمُتَّقِينَ} فلا يوقف على: {وَنُورٌ}، لأنه في موضع الحال، ومصدقا عطف عليه، ولا يوقف على المعطوف عليه دون المعطوف، ولا على التوراة الثاني، لأن {هُدىً} بعده حال من الإنجيل أو من عيسى، أي: ذا هدى، أو جعل نفس الهدى مبالغة {لِلْمُتَّقِينَ} كاف، على قراءة الجماعة {وَلْيَحْكُمْ} بإسكان اللام، وجزم الفعل استئناف أمر من الله تعالى، وليس بوقف على قراءة حمزة فإنه يقرأ {وَلْيَحْكُمْ} بكسر اللام ونصب الميم على أنها لام كي، وإن جعلت اللام على هذه القراءة متعلقة بقوله: {وَآتَيْنََاهُ الْإِنْجِيلَ} فلا يوقف على {لِلْمُتَّقِينَ} أيضا، وإن جعلت اللام متعلقة بمحذوف تقدير الكلام فيه: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه أنزلناه عليهم جاز الوقف على {لِلْمُتَّقِينَ} والابتداء بما بعده لتعلق لام كي بفعل محذوف {بِمََا أَنْزَلَ اللََّهُ فِيهِ} كاف {الْفََاسِقُونَ} تامّ {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}
جائز، ومثله: بما أنزل الله {مِنَ الْحَقِّ} كاف، ومثله: ومنهاجا {أُمَّةً}
كاف {ثَمَناً قَلِيلًا} كاف {الْكََافِرُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {بِالنَّفْسِ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا على قراءة من رفع ما بعده {بِالسِّنِّ} حسن على قراءة من رفع {وَالْجُرُوحَ قِصََاصٌ} كاف مطلقا {فَهُوَ كَفََّارَةٌ لَهُ} حسن، وكذا:
الظالمون. وقال أبو عمرو فيه: تامّ {مِنَ التَّوْرََاةِ} كاف {لِلْمُتَّقِينَ} حسن {بِمََا أَنْزَلَ اللََّهُ فِيهِ} كاف {الْفََاسِقُونَ} تامّ {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} صالح {مِنَ الْحَقِّ} كاف، وكذا:(1/251)
{وََاحِدَةً} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {فِي مََا آتََاكُمْ} حسن، ومثله:
فاستبقوا الخيرات {جَمِيعاً} ليس بوقف لفاء العطف بعده {تَخْتَلِفُونَ}
تام: على استئناف ما بعده وقطعه عما قبله، ويكون موضع {وَأَنِ احْكُمْ}
رفعا بالابتداء والخبر محذوف تقديره: ومن الواجب أن احكم بينهم بما أنزل الله، وليس بوقف إن جعل {وَأَنِ احْكُمْ} في موضع نصب عطفا على الكتاب: أي وأنزلنا إليك الكتاب أن احكم بينهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. ورسموا في مقطوعة عن ما: في ليبلوكم في ما، باتفاق {مََا أَنْزَلَ اللََّهُ إِلَيْكَ} تامّ عند نافع {ذُنُوبِهِمْ} حسن {لَفََاسِقُونَ} كاف، على قراءة تبغون بالفوقية، لأنه خطاب بتقدير: قل لهم أفحكم الجاهلية تبغون؟
فهو منقطع عما قبله، وليس بوقف لمن قرأ {يَبْغُونَ} بالتحتية لأنه راجع إلى ما تقدّمه من قوله: {وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النََّاسِ لَفََاسِقُونَ} فهو متعلق به، فلا يقطع عنه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {يُوقِنُونَ} تامّ، وكذا: أولياء ينبغي أن يوقف هنا، لأن لو وصل لصارت الجملة صفة لأولياء فيكون النهي عن اتخاذ أولياء صفتهم أن بعضهم أولياء بعض فإذا انتفى هذا الوصف جاز اتخاذهم أولياء، وهو محال، وإنما النهي عن اتخاذهم أولياء مطلقا، قاله السجاوندي، وهو حسن، ومثله: بعض {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} كاف، ومثله: الظالمين {دََائِرَةٌ} حسن {مِنْ عِنْدِهِ} ليس بوقف لفاء العطف بعده {نََادِمِينَ}
قرئ يقول بغير واو، ورفع اللام: وقرئ بالواو ورفع اللام، وقرئ بالواو ونصب
ومنهاجا، وفيما آتاكم {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرََاتِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} مفهوم {مََا أَنْزَلَ اللََّهُ إِلَيْكَ} كاف، وكذا: ببعض ذنوبهم {لَفََاسِقُونَ}
حسن، وكذا: يبغون {يُوقِنُونَ} تامّ، وكذا: والنصارى أولياء، و {بَعْضُهُمْ أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ} وقال أبو عمرو فيهما: كاف {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} كاف، وكذا: الظالمين، ودائرة {نََادِمِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف هذا إن قرئ ويقول بالرفع مع الواو وبدونها، فإن(1/252)
اللام، فنادمين كاف لمن قرأ ويقول بالرفع مع الواو، وبها قرأ الكوفيون وبدونها، وبها قرأ الحرميون وابن عامر على الاستئناف، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب عطفا على يأتي، وبها قرأ أبو عمرو، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {جَهْدَ أَيْمََانِهِمْ} ليس بوقف، لأن قوله: {إِنَّهُمْ} جواب القسم، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف {إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} حسن {خََاسِرِينَ} تامّ، ولا يوقف على ويحبونه، لأن {أَذِلَّةٍ} نعت لقوله {بِقَوْمٍ}، واستدلّ بعضهم على جواز تقديم الصفة غير الصريحة على الصفة الصريحة بهذه الآية، فإن قوله:
{يُحِبُّهُمْ} صفة، وهي غير صريحة، لأنها جملة مؤولة وقوله: أذلة أعزة صفتان صريحتان، لأنهما مفردتان، ويحبهم ويحبونه معترض بين الصفة وموصوفها {عَلَى الْكََافِرِينَ} تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع النعت لقوله: بقوم، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {لَوْمَةَ لََائِمٍ} كاف، ومثله: من يشاء {عَلِيمٌ} تامّ، ومثله: راكعون والغالبون، وأولياء، لأنه لو وصله لصارت الجملة صفة لأولياء كما تقدم {مُؤْمِنِينَ} كاف {وَلَعِباً} حسن {لََا يَعْقِلُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلُ} ليس بوقف لعطف: وإن أكثركم، على أن آمنا: أي لا يعيبون منا شيئا إلا الإيمان بالله، ومثل هذا لا يعدّ عيبا كقوله النابغة: [الطويل] ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب
قرئ بالنصب عطفا على يأتي لم يحسن الوقف على {نََادِمِينَ} لكنه صالح، لأنه رأس آية، ولأن الكلام طال {إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} صالح {خََاسِرِينَ} تام {الْكََافِرِينَ} حسن، وكذا: {لَوْمَةَ لََائِمٍ}. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {مَنْ يَشََاءُ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {رََاكِعُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {هُمُ الْغََالِبُونَ} تامّ {وَالْكُفََّارَ أَوْلِيََاءَ} كاف {مُؤْمِنِينَ} حسن {وَلَعِباً} صالح {لََا يَعْقِلُونَ} تام، وكذا: فاسقون {مَثُوبَةً عِنْدَ}(1/253)
يعني: إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعدّه أحد عيبا، فانتفى العيب عنهم بدليله {فََاسِقُونَ} تامّ {مَثُوبَةً عِنْدَ اللََّهِ} كاف، لتناهي الاستفهام، وعلى أن ما بعده مرفوع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو من لعنه الله، وليس بوقف إن جعل من في موضع خفض بدلا من قوله: بشر، وفي موضع نصب بمعنى: قل هل أنبئكم من لعنه الله؟ أو في موضع نصب أيضا بدلا من قوله: {بِشَرٍّ} على الموضع {وَعَبَدَ الطََّاغُوتَ} حسن لمن قرأ وعبد الطاغوت فعلا ماضيا {السَّبِيلِ} كاف، وكذا: خرجوا به، ومثله: يكتمون {السُّحْتَ} جائز {يَعْمَلُونَ} كاف {السُّحْتَ} جائز {يَصْنَعُونَ} تامّ.
ورسموا لبئس وحدها وما وحدها كلمتين، وقالوا: كل ما في أوّله لام فهو مقطوع {مَغْلُولَةٌ} جائز عند بعضهم: أي ممنوعة من الإنفاق، وهذا سبّ لله تعالى بغير ما كفروا به، وتجاوزه أولى، ليتصل قوله: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} وهو جزاء قولهم: {يَدُ اللََّهِ مَغْلُولَةٌ} {بِمََا قََالُوا} حسن، ولا يجوز وصله بما بعده، لأنه يصير قوله: {بَلْ يَدََاهُ مَبْسُوطَتََانِ} من قول اليهود ومفعول قالوا، وليس كذلك بل هو ردّ لقولهم {يَدُ اللََّهِ مَغْلُولَةٌ} {مَبْسُوطَتََانِ} ليس بوقف، لأن قوله ينفق من مقصود الكلام فلا يستأنف، وفي الإتقان قال النووي: ومن الآداب إذا قرأ نحو: {وَقََالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللََّهِ مَغْلُولَةٌ} أو {وَقََالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللََّهِ وَقََالَتِ النَّصََارى ََ الْمَسِيحُ ابْنُ اللََّهِ} من كل ما يوهم أن يخفض صوته بذلك اه. إذ كل ما خطر بالبال أو توهم بالخيال فالربّ جلّ جلاله على خلافه.
{اللََّهِ} كاف: إن جعل ما بعده مرفوعا خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك مجرورا تبعا بتقدير: بشرّ من ذلك من لعنه الله {وَالْخَنََازِيرَ} كاف إن قرئ {وَعَبَدَ الطََّاغُوتَ} فعلا عطفا على لعنه الله، وليس بوقف إن قرئ {وَعَبَدَ الطََّاغُوتَ} بإضافة عبد إلى الطاغوت، لأنه معطوف على الخنازير، فلا يفصل بينهما {وَعَبَدَ الطََّاغُوتَ}
حسن {سَوََاءِ السَّبِيلِ} كاف وكذا: خرجوا به، ويكتمون {وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} صالح(1/254)
وقيل: ينفق كيف يشاء مستأنف، ومفعول يشاء محذوف، وجواب كيف محذوف أيضا، والتقدير ينفق كيف يشاء أن ينفق، ولا يجوز أن يعمل في كيف ينفق، لأن اسم الشرط لا يعمل فيه ما قبله، بل العامل فيه يشاء، لأن كيف لها صدر الكلام وما كان له صدر الكلام لا يعمل فيه إلا حرف الجرّ والمضاف {كَيْفَ يَشََاءُ} كاف {وَكُفْراً} جائز {يَوْمِ الْقِيََامَةِ} حسن. ومثله: أطفأها الله على استئناف ما بعده. وليس بوقف إن جعلت الواو للحال، أي: وهم يسعون {فَسََاداً} كاف {الْمُفْسِدِينَ} تامّ {النَّعِيمِ} كاف. ومثله:
أرجلهم {مُقْتَصِدَةٌ} حسن {يَعْمَلُونَ} تامّ، للابتداء بعد بياء النداء {مِنْ رَبِّكَ} حسن، للابتداء بالشرط {رِسََالَتَهُ} كاف، ومثله: من الناس {الْكََافِرِينَ} تامّ {مِنْ رَبِّكُمْ} كاف {وَكُفْراً} جائز {الْكََافِرِينَ} تامّ {وَالنَّصََارى ََ} ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعده {يَحْزَنُونَ} تامّ {رُسُلًا} كاف {بِمََا لََا تَهْوى ََ أَنْفُسُهُمْ} ليس بوقف لأن ما بعده جواب كلما، أي: كلما جاءهم رسول كذبوه وقتلوه، أي: كذبوا فريقا وقتلوا فريقا {يَقْتُلُونَ} كاف، ومثله: وصموا إذا رفع كثير على الاستئناف خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك كثير منهم، وليس بوقف إن جعل بدلا من الواو في عموا وصموا لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، فمن أضمر المبتدأ جعل قوله: كثير
{يَعْمَلُونَ} حسن {السُّحْتَ} صالح {يَصْنَعُونَ} تامّ {مَغْلُولَةٌ} مفهوم، وكذا:
غلت أيديهم {بِمََا قََالُوا} صالح {كَيْفَ يَشََاءُ} كاف {طُغْيََاناً وَكُفْراً} صالح {يَوْمِ الْقِيََامَةِ} كاف، وكذا: فسادا {الْمُفْسِدِينَ} حسن {النَّعِيمِ} كاف {أَرْجُلِهِمْ}
حسن {مُقْتَصِدَةٌ} صالح {يَعْمَلُونَ} تامّ {مِنْ رَبِّكَ} صالح {رِسََالَتَهُ} كاف، وكذا: من الناس {الْكََافِرِينَ} تامّ {مِنْ رَبِّكُمْ} كاف {وَكُفْراً} صالح {الْكََافِرِينَ}
تامّ {وَلََا هُمْ يَحْزَنُونَ} حسن {رُسُلًا} كاف {بِمََا لََا تَهْوى ََ أَنْفُسُهُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده جواب كلما، أي: كلما جاءهم رسول كذبوه أو قتلوه، أي: كذبوا فريقا(1/255)
هو العمى والصمم، ومن جعله بدلا جعل قوله: {كَثِيرٌ} راجعا إليهم، أي:
ذوو العمى والصمم ولا يحمل ذلك على لغة أكلوني البراغيث لقلة استعمالها وشذوذها {مِنْهُمْ} كاف {بِمََا يَعْمَلُونَ} تام {ابْنُ مَرْيَمَ} حسن {وَرَبَّكُمْ} كاف، ومثله: النار {مِنْ أَنْصََارٍ} تامّ {ثََالِثُ ثَلََاثَةٍ} حسن، ولا يجوز وصله بما بعده لأنه يوهم السامع أن قوله: {وَمََا مِنْ إِلََهٍ إِلََّا إِلََهٌ وََاحِدٌ} من قول النصارى الذين يقولون بالتثليث وليس الأمر كذلك، بل معناه ثالث ثلاثة آلهة لأنهم يقولون الآلهة ثلاثة، الأب والابن وروح القدس. وهذه الثلاثة إله واحد، ومستحيل أن تكون الثلاثة واحدا والواحد ثلاثة، وتقدّم ما يغني عن إعادته، ومن لم يرد الآلهة لم يكفر، لقوله تعالى: {مََا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ََ ثَلََاثَةٍ إِلََّا هُوَ رََابِعُهُمْ وَلََا خَمْسَةٍ إِلََّا هُوَ سََادِسُهُمْ} وفي الحديث «ما ظنك باثنين الله ثالثهما» وتجنب ما يوهم مطلوب {إِلََّا إِلََهٌ وََاحِدٌ} كاف، واللام في قوله:
ليمسنّ جواب قسم محذوف تقديره والله {أَلِيمٌ} كاف، وكذا: يستغفرونه {رَحِيمٌ} تامّ {الرُّسُلُ} جائز: لأن الواو للاستئناف ولا محل للعطف {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} جائز: ولا يجوز وصله لأنه لو وصله لاقتضى أن تكون الجملة صفة لها، ولا يصح ذلك لتثنية ضمير كان {الطَّعََامَ} حسن {يُؤْفَكُونَ} كاف، وكذا: ولا نفعا {الْعَلِيمُ} تامّ {غَيْرَ الْحَقِّ} كاف {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ} تامّ، عند نافع، وقال غيره جائز لأن ما بعده معطوف عليه، والظاهر أنه جائز لاختلاف معنى الجملتين {السَّبِيلِ} تامّ {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} حسن {يَعْتَدُونَ}
وقتلوا فريقا {يَقْتُلُونَ} حسن {كَثِيرٌ مِنْهُمْ} كاف {بِمََا يَعْمَلُونَ} تامّ {الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} صالح {وَرَبَّكُمْ} كاف، وكذا: النار {مِنْ أَنْصََارٍ} تامّ {ثََالِثُ ثَلََاثَةٍ} صالح {إِلََهٌ وََاحِدٌ} كاف {أَلِيمٌ} حسن {وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} كاف {رَحِيمٌ} تام {الطَّعََامَ}
حسن. وقال أبو عمرو كاف {يُؤْفَكُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {وَلََا نَفْعاً}
كاف {الْعَلِيمُ} تامّ {غَيْرَ الْحَقِّ} كاف {سَوََاءِ السَّبِيلِ} تامّ {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}(1/256)
كاف {فَعَلُوهُ} كاف، ومثله يفعلون {كَفَرُوا} جائز {خََالِدُونَ} كاف {أَوْلِيََاءَ} ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا {فََاسِقُونَ} تامّ {أَشْرَكُوا} حسن، ومثله: نصارى للابتداء بذلك بأن {وَرُهْبََاناً} ليس بوقف لأن ما بعده عطف على بأن منهم المجرورة بالباء {لََا يَسْتَكْبِرُونَ} كاف {الْحَقِّ} الأول حسن: لأن يقولون يصلح حالا لقوله: عرفوا ويصلح مستأنفا، والحق الثاني ليس بوقف لأن الواو للحال، أي: ونحن نطمع وإن جعلت للاستئناف حسن الوقف على الثاني أيضا {الشََّاهِدِينَ} تامّ، لأن وما لنا ما استفهامية مبتدأ ولنا خبر، أي: أيّ شيء كائن لنا ولا نؤمن جملة حالية {الصََّالِحِينَ} كاف {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن {الْمُحْسِنِينَ} تامّ، ومثله: الجحيم {وَلََا تَعْتَدُوا} كاف، ومثله: المعتدين، وقيل تامّ {طَيِّباً}
كاف {مُؤْمِنُونَ} تامّ، في أيمانكم ليس بوقف للاستدراك بعده {الْأَيْمََانَ}
حسن، ومثله، رقبة، وكذا: أيام، وقيل كاف {إِذََا حَلَفْتُمْ} حسن:
{أَيْمََانِكُمْ} أحسن منه: إن جعلت الكاف في كذلك نعتا لمصدر محذوف، أي: يبين الله لكم آياته تبيينا، مثل ذلك التبيين، وليس بوقف إن جعلت حالا من ضمير المصدر {تَشْكُرُونَ} تامّ {الشَّيْطََانِ} حسن {تُفْلِحُونَ}
أحسن {وَعَنِ الصَّلََاةِ} حسن، للابتداء بالاستفهام {مُنْتَهُونَ} كاف، ومثله: واحذروا. وقال نافع تام، للابتداء بالشرط {الْمُبِينُ} تامّ {وَأَحْسَنُوا} كاف {الْمُحْسِنِينَ} تامّ، للابتداء بياء النداء بعده (الغيب)
كاف {يَعْتَدُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {فَعَلُوهُ} كاف {يَفْعَلُونَ} حسن.
وقال أبو عمرو: تامّ {الَّذِينَ كَفَرُوا} صالح {خََالِدُونَ} كاف {فََاسِقُونَ} تامّ {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} صالح {نَصََارى ََ} كاف {لََا يَسْتَكْبِرُونَ} حسن، وكذا: مع الشاهدين. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ: فإن وقف على {مِنَ الْحَقِّ} فصالح {الصََّالِحِينَ} كاف {خََالِدِينَ فِيهََا} صالح {الْمُحْسِنِينَ} حسن {الْجَحِيمِ} تامّ(1/257)
كاف، للابتداء بالشرط {أَلِيمٌ} تام {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} كاف {مِنَ النَّعَمِ}
جائز، قرأ أهل الكوفة، فجزاء مثل بتنوين جزاء ورفعه ورفع مثل، وباقي السبعة برفعه مضافا إلى مثل، وقرأ محمد بن مقاتل بتنوين جزاء ونصبه ونصب مثل ومن النعم صفة لجزاء، سواء رفع جزاء ومثل أو أضيف جزاء إلى مثل، أي:
كائن من النعم {وَبََالَ أَمْرِهِ} حسن، ومثله: عما سلف {مِنْهُ} كاف {ذُو انْتِقََامٍ} تامّ {وَطَعََامُهُ} حسن، إن نصب متاعا بفعل مقدّر، أي: متعكم به متاعا، وليس بوقف إن نصب متاعا مفعولا له، أي: أحل لكم تمتيعا لكم لأنه يصير كله كلاما واحدا فلا يقطع، لأن متاعا مفعول له مختص بالطعام كما أن نافلة في قوله: {وَوَهَبْنََا لَهُ إِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ نََافِلَةً} مختصة بيعقوب لأنه ولد الولد بخلاف إسحاق فإنه ولده لصلبه، والنافلة إنما تطلق على ولد الولد دون الولد، فقد خصص الزمخشري كونه مفعولا له بكون أحلّ مسندا لطعامه، وليس علة لحلّ الصيد، وإنما هو علة لحلّ الطعام فقط لأن مذهبه أن صيد البحر منه ما يؤكل وما لا يؤكل وأن طعامه هو المأكول وأنه لا يقطع التمثيل إلا بالمأكول منه طريّا، وقديدا، ومذهب غيره أنه مفعول له باعتبار صيد البحر وطعامه {وَلِلسَّيََّارَةِ} حسن ومثله: حرما {تُحْشَرُونَ} تامّ {وَالْقَلََائِدَ} حسن {وَمََا فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف لعطف وإن الله على ما
{وَلََا تَعْتَدُوا} كاف {الْمُعْتَدِينَ} حسن {طَيِّباً} كاف {مُؤْمِنُونَ} تام {الْأَيْمََانَ}
صالح، وكذا: تحرير رقبة {ثَلََاثَةِ أَيََّامٍ} كاف {إِذََا حَلَفْتُمْ} صالح {وَاحْفَظُوا أَيْمََانَكُمْ} كاف {تَشْكُرُونَ} تامّ {الشَّيْطََانِ} مفهوم {تُفْلِحُونَ} حسن {وَعَنِ الصَّلََاةِ} مفهوم {مُنْتَهُونَ} حسن {وَاحْذَرُوا} كاف {الْمُبِينُ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {وَأَحْسَنُوا} كاف {الْمُحْسِنِينَ} تامّ {بِالْغَيْبِ} كاف {أَلِيمٌ} تامّ {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} كاف {وَبََالَ أَمْرِهِ} صالح {عَمََّا سَلَفَ} حسن {فَيَنْتَقِمُ اللََّهُ مِنْهُ}
كاف {ذُو انْتِقََامٍ} تامّ {وَطَعََامُهُ} كاف {وَلِلسَّيََّارَةِ} حسن {حُرُماً} كاف(1/258)
قبله، ومثله الوقف على العقاب لعطف ما بعده على ما قبله {رَحِيمٌ} تامّ {إِلَّا الْبَلََاغُ} كاف {تَكْتُمُونَ} تامّ: والطيب ليس بوقف لأن ما بعده مبالغة فيما قبله فلا يقطع عنه {الْخَبِيثُ} كاف، وجواب لو محذوف، أي:
ولو أعجبك كثرة الخبيث لما استوى مع الطيب أو لما أجدى {تُفْلِحُونَ} تامّ، للابتداء بعده بياء النداء {تَسُؤْكُمْ} تام، للابتداء بعده بالشرط {تُبْدَ لَكُمْ} حسن {عَنْهََا} كاف، وكذا: حليم {كََافِرِينَ} تام، وقيل لا يوقف من قوله: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيََاءَ} إلى قوله: {عَفَا اللََّهُ عَنْهََا} لأن التقدير لا تسألوا عن أشياء عفا الله عنها لأن الجملة من قوله:
{إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}، وما عطف عليها من الشرط والجزاء في محل جرّ صفة لأشياء، والأشياء التي نهوا عن السؤال عنها ليست هي الأشياء التي سألها القوم فهو على حذف مضاف تقديره قد سأل مثلها قوم، وقيل الضمير في عنها للمسألة المدلول عليها بقوله: {لََا تَسْئَلُوا} أي: قد سأل هذه المسألة قوم من الأولين، قيل الضمير في سألها لأشياء، ولا يتجه لأن المسئول عنه مختلف قطعا. فإن سؤالهم غير سؤال من قبلهم. فإن سؤالهم أين ناقتي وما في بطن ناقتي، وسؤال أولئك غير هذا، نحو: {أَنْزِلْ عَلَيْنََا مََائِدَةً مِنَ السَّمََاءِ}، {أَرِنَا اللََّهَ جَهْرَةً}، {اجْعَلْ لَنََا إِلََهاً كَمََا لَهُمْ آلِهَةٌ}، ولا يوقف من قوله: ما جعل الله من بحيرة، إلى قوله: لا يعقلون، والبحيرة هي الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن في آخرها ذكر شقوا أذنها وخلوا سبيلها لا تركب ولا تحلب ولا تطرد عن ماء ولا مرعى، والسائبة هي التي تسيب للأصنام، أي:
تعتق، والوصيلة هي الشاة التي تنتج سبعة أبطن. فإن كان السابع أنثى لم
{تُحْشَرُونَ} تام {وَالْقَلََائِدَ} كاف {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} تامّ، وكذا: غفور رحيم {الْبَلََاغُ} كاف {تَكْتُمُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} كاف {تُفْلِحُونَ} تامّ {تَسُؤْكُمْ} مفهوم {لََا يَعْقِلُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ(1/259)
تنتفع النساء منها بشيء إلا أن تموت فيأكلها الرجال والنساء، وإن كان ذكرا ذبحوه وأكلوه جميعا، وإن كان ذكرا وأنثى. قالوا: وصلت أخاها فتترك مع أخيها فلا تذبح. ومنافعها للرجال دون النساء. فإذا ماتت اشترك الرجال والنساء فيها. والحام الفحل من الإبل الذي تنتج من صلبه عشرة أبطن فيقولون قد حمى ظهره فيسيبونه لآلهتهم فلا يحمل عليه شيء. قاله أبو حيان {وَلََا حََامٍ} ليس بوقف لأن ما بعده استدراك بعد نفي، والمعنى ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب يجعلون البحيرة وما بعدها من جعل الله، نسبوا ذلك الجعل لله تعالى افتراء على الله و {لََا يَعْقِلُونَ} كاف {آبََاءَنََا} حسن {وَلََا يَهْتَدُونَ} تامّ {أَنْفُسَكُمْ} صالح، أي: يصلح أن يكون ما بعده مستأنفا وحالا، أي: احفظوا أنفسكم غير مضرورين، قرأ الجمهور يضرّكم بضم الرّاء مشدّدة، وقرأ الحسن لا يضركم بضم الضاد وإسكان الراء، وقرأ إبراهيم النخعي لا يضركم بكسر الضاد، وسكون الراء، وقرأ أبو حيوة لا يضرركم بإسكان الضاد وضم الراء الأولى والثانية ومن فاعل، أي: لا يضركم الذي ضلّ وقت اهتدائكم {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} حسن {تَعْمَلُونَ} تام، ولا وقف من قول: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهََادَةُ} إلى {مُصِيبَةُ الْمَوْتِ}، فلا يوقف على {حِينَ الْوَصِيَّةِ}، ولا على {مِنْكُمْ}، ولا على {مِنْ غَيْرِكُمْ}، ولا على {فِي الْأَرْضِ} لأن خبر المبتدأ وهو شهادة لم يأت. وفي خبره خمسة أوجه. أحدها: أنه اثنان على حذف مضاف، إما من الأول أو من الثاني لأن شهادة معنى من المعاني، واثنان جثمان، أو الخبر محذوف، واثنان مرفوعان بالمصدر الذي هو شهادة والتقدير فيما فرض الله عليكم أن يشهد اثنان أو الخبر إذا حضر أو الخبر حين الوصية، أو اثنان فاعل سدّ مسدّ الخبر ورفع اثنان من خمسة أوجه أيضا كونه خبر الشهادة أو فاعلا بشهادة أو فاعلا
{آبََاءَنََا} حسن {وَلََا يَهْتَدُونَ} تامّ {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} صالح {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}(1/260)
بيشهد مقدّرا أو خبر مبتدأ، أي: الشاهدان اثنان، أو فاعل سدّ مسدّ الخبر {مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} حسن {مِنْ بَعْدِ الصَّلََاةِ} و {لَوْ كََانَ ذََا قُرْبى ََ} ليسا بوقف للعطف في الأول وفي الثاني، لأن ولا نكتم شهادة الله عطف على قوله: لا نشتري فتكون من جملة المقسم عليه فلا يفصل بينهما بالوقف {شَهََادَةَ اللََّهِ} جائز: وكاف عند يعقوب على قراءته بالإضافة. وقال يحيى بن نصير:
ومثلها من قرأ شهادة منونة منصوبة، ثم يبتدئ آلله بالمد على القسم، أي:
والله إنا إذا لمن الآثمين، وقرئ شهادة الله بالتنوين والضم ونصب الجلالة، وقرئ شهادة بالتنوين والنصب آلله بالمدّ والجرّ، وقرئ شهادة بإسكان الهاء والوقف، ويبتدئ آلله بالمد والجرّ، وقرئ شهادة بإسكان الهاء أيضا والوقف من غير مدّ والجرّ، فالأوّل قراءة الجمهور مفعول به، وأضيفت إلى الله لأنه هو الآمر بها وبحفظها ولا نكتم شهادة الله ولا نضيع وما سواها شاذ، وبيان هذه القراءات يطول أضربنا عنه تخفيفا {لَمِنَ الْآثِمِينَ} حسن {الْأَوْلَيََانِ} كاف: وبعضهم وقف على {فَيُقْسِمََانِ} بتقدير يقولان بالله لشهادتنا والأجود تعلق بالله بيقسمان {الظََّالِمِينَ} كاف {بَعْدَ أَيْمََانِهِمْ} حسن {وَاسْمَعُوا} أحسن منه {الْفََاسِقِينَ} تام: إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن نصب باتقوا، أي: اتقوا الله يوم جمعه الرسل لأن أمرهم بالتقوى يوم القيامة لا يكون إذ لا تكليف فيه، وإن جعل بدلا من الجلالة كاف غير جيد، لأن الاشتمال لا يوصف به الباري {مََا ذََا أُجِبْتُمْ} جائز {لََا عِلْمَ لَنََا} حسن
حسن {تَعْمَلُونَ} تامّ {مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} صالح {شَهََادَةَ اللََّهِ} زعموا أنه وقف ولا أحبه إذ لا يحسن الابتداء بما بعده {الْآثِمِينَ} صالح {الْأَوْلَيََانِ} كاف، وكذا:
فيقسمان، ويبتدأ بما بعده بتقدير يقولان بالله لشهادتنا، والأجود تعلق بالله بيقسمان {الظََّالِمِينَ} حسن {بَعْدَ أَيْمََانِهِمْ} كاف، وكذا: واسمعوا، والفاسقين. وقال أبو عمرو: تام، يوم منصوب باتقوا {لََا عِلْمَ لَنََا} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {عَلََّامُ}(1/261)
{الْغُيُوبِ} تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا {وَعَلى ََ وََالِدَتِكَ} كاف إن علق إذ باذكر مقدّرة لا باذكر المذكورة قبل، أي: واذكر إذا أيدتك {وَكَهْلًا}
حسن، ومثله: الإنجيل و {بِإِذْنِي} في المواضع الأربعة جائز، على أن إذ في كل من الأربعة منصوبة باذكر مقدّرة فيسوغ الوقف على الإنجيل، وعلى بإذني في المواضع الأربعة لتفصيل النعم، وإن لم تعلق إذ بمقدّر فلا يوقف على واحدة منها {بِالْبَيِّنََاتِ} جائز {مُبِينٌ} كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرة، أي: اذكر إذا أوحيت {وَبِرَسُولِي} صالح، لاحتمال أن عامل إذ كلمة قالوا، ويحتمل أن كلمة قالوا مستأنفة {مُسْلِمُونَ} كاف {مِنَ السَّمََاءِ} الأولى كاف، ومثله: مؤمنين، ومن الشاهدين {مِنَ السَّمََاءِ} الثانية ليس بوقف لأن جملة: تكون لنا في محل نصب صفة لمائدة، والصفة والموصوف كالشيء الواحد، فلا يفصل بينهما بالوقف {وَآيَةً مِنْكَ} حسن، وعند بعضهم وارزقنا {الرََّازِقِينَ} كاف {عَلَيْكُمْ} حسن، للابتداء بالشرط مع الفاء {الْعََالَمِينَ} تامّ إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن، ومثله: بحق. ووقف بعضهم على: ما ليس لي ثم يقول بحق. وهذا خطأ من وجهين. أحدهما: أن حرف الجرّ لا يعمل فيما قبله الثاني أنه ليس موضع قسم، وجواب آخر: أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز، وإن كانت للقسم لم يجز لأنه لا جواب هنا، وإن كان ينوي بها التأخير وأن الباء متعلقة بقلته، أي: إن كنت قلته فقد علمته بحق فليس خطأ على المجاز،
{الْغُيُوبِ} تام {وَكَهْلًا} صالح، وكذا: والإنجيل {بِإِذْنِي} في المواضع الثلاثة مفهوم، وكذا: بالبينات {مُبِينٌ} صالح، وكذا: بأننا مسلمون وقال أبو عمرو فيهما: تامّ {مِنَ السَّمََاءِ} كاف، وكذا: مؤمنين {مِنَ الشََّاهِدِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {وَآيَةً مِنْكَ} صالح: وكلام أبي عمرو يقتضي أنه كاف {الرََّازِقِينَ} حسن، وكذا: من العالمين، وقال أبو عمرو فيهما: كاف {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف، وكذا: بحقّ {فَقَدْ}(1/262)
لكنه لا يستعمل كما صح سنده عن أبي هريرة. قال لقن عيسى عليه الصلاة والسلام حجته، ولقنه الله في قوله لما قال تعالى: {يََا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنََّاسِ} الآية. قال أبو هريرة: عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لقنه الله حجته» بقوله: {سُبْحََانَكَ مََا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مََا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} سبحانك، أي: تنزيها لك أن يقال هذا أو ينطق به {فَقَدْ عَلِمْتَهُ} حسن، ومثله: ما في نفسك {الْغُيُوبِ} تامّ {أَنِ اعْبُدُوا اللََّهَ} جائز: بناء على أن قوله:
ربي وربكم من كلام عيسى، على أعني، لا على أنه صفة {رَبِّي وَرَبَّكُمْ}
حسن، على استئناف ما بعده {فِيهِمْ} حسن {الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} أحسن مما قبله {شَهِيدٌ} تام، للابتداء بالشرط {عِبََادُكَ} حسن {الْحَكِيمُ} تامّ {صِدْقُهُمْ} كاف. لاختلاف الجملتين من غير عطف {أَبَداً} حسن، وقيل كاف على استئناف ما بعده {وَرَضُوا عَنْهُ}
كاف {الْعَظِيمُ} تامّ، وما فيهنّ، كاف: آخر السورة تام.
سورة الأنعام مكية
(1)
روى سليمان بن مهران عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال:
{عَلِمْتَهُ} حسن ما في {نَفْسِكَ} صالح {الْغُيُوبِ} تامّ {وَرَبَّكُمْ} صالح {فِيهِمْ} كاف، وكذا: عليهم {شَهِيدٌ} تامّ {عِبََادُكَ} صالح {الْحَكِيمُ} تامّ {صِدْقُهُمْ} كاف {أَبَداً} صالح {وَرَضُوا عَنْهُ} مفهوم {الْعَظِيمُ} تامّ {وَمََا فِيهِنَّ} كاف: آخر السورة تامّ.
سورة الأنعام مكية {يَعْدِلُونَ} تامّ {قَضى ََ أَجَلًا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا الأجل أجل
__________
(1) سورة الأنعام: مكية إلا ثلاث آيات وهن: قوله تعالى: {قُلْ تَعََالَوْا} (153151)، وهي مائة وستون وخمس في الكوفي، وست في البصري والشامي، وسبع في الباقي، والخلاف في أربع: {وَالنُّورَ} (1) حجازي، {بِوَكِيلٍ} (66) كوفي، {كُنْ فَيَكُونُ} (73) غير كوفي. {إِلى ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (161) غير كوفي. انظر التلخيص (254).(1/263)
نزلت سورة الأنعام ليلا بمكة جملة واحدة يقودها أو معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح من قرأها صلّى عليه أولئك ليله ونهاره. قال الصاغاني في العباب في حديث ابن مسعود: الأنعام من نواجب أو من نجائب القرآن. قال نجائبه أفضله ونواجبه لبابه الذي ليس عليه نجب، وهي مائة وخمس وستون آية في الكوفي، وست في البصري، وسبع في المدني والمكي، اختلافهم في أربع آيات، وجعل الظلمات والنور عدّها المدنيان والمكي، قل لست عليكم بوكيل، وكلهم عدّ إلى صراط مستقيم. الأول: وكلمها ثلاثة آلاف واثنان وخمسون كلمة، وحروفها اثنا عشر ألفا وأربعمائة واثنان وخمسون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: {مِنْ طِينٍ}، {إِنَّمََا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ}، {إِلََّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}، {وَهََذََا صِرََاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً}، {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}. {وَالنُّورَ} حسن: عدّها المدنيان والمكي آية، لأن الحمد لا يكون واقعا على: ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، فثم لترتيب الأخبار وليست عاطفة بل هي للتعجب والإنكار. قال الحلبي على الأزهرية عن بعضهم: إذا دخلت ثم على الجمل لم تفد الترتيب وليست لترتيب الفعل كقوله: {اللََّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ}، فهذا وصله وتجاوزه أحسن، ويبتدأ بثم إذا كان أول قصة كقوله: {ثُمَّ بَعَثْنََا مِنْ بَعْدِهِمْ} *، {ثُمَّ أَرْسَلْنََا رُسُلَنََا تَتْرََا} فليست هنا عاطفة، بل هي تعجب وإنكار {يَعْدِلُونَ} تامّ {مِنْ طِينٍ} ليس منصوبا عليه {أَجَلًا} حسن. وقال مجاهد: هو أجل الدنيا وأجل مسمى أجل البعث، أي: ما بين الموت والبعث لا يعلمه غيره، أو أجل الماضين، والثاني أجل الباقين، أو الأوّل النوم، والثاني الموت. قاله الصفدي في تاريخه {تَمْتَرُونَ} كاف {وَهُوَ اللََّهُ} حسن، إن جعل هو ضمير عائدا على الله تعالى وما بعده خبره. وجعل قوله: في
الحياة، والأجل في قوله: {وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ} أجل ما بين الموت والبعث {تَمْتَرُونَ}(1/264)
السموات وفي الأرض متعلقا بيعلم، أي: يعلم سرّكم وجهركم في السموات وفي الأرض، فتكون الآية من المقدّم والمؤخر، نظيرها {الْحَمْدُ لِلََّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى ََ عَبْدِهِ الْكِتََابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً} أي: أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وليس بوقف إن جعلت الجملة خبرا ثانيا، أو جعلت هي الخبر، والله بدل، أو جعل ضمير هو ضمير الشأن وما بعده مبتدأ وخبره يعلم. انظر أبا حيان {وَفِي الْأَرْضِ} حسن، أي: معبود فيهما {وَجَهْرَكُمْ} جائز {تَكْسِبُونَ} كاف، ومثله: معرضين {لَمََّا جََاءَهُمْ}
جائز، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها لأنها لتأكيد الواقع {يَسْتَهْزِؤُنَ} تام، ولا وقف من قوله: {أَلَمْ يَرَوْا}، إلى {بِذُنُوبِهِمْ} فلا يوقف على: {مِنْ قَرْنٍ}، ولا على {مََا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ}، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على {مِدْرََاراً} {بِذُنُوبِهِمْ} حسن {آخَرِينَ} أحسن مما قبله {مُبِينٌ} كاف {عَلَيْهِ مَلَكٌ} حسن {لََا يُنْظَرُونَ} كاف، ومثله: {مََا يَلْبِسُونَ} ماضية ليس مفتوح الموحدة ومضارعه بكسرها، مأخوذ من الإلباس، في الأمر، لا من اللبس الذي ماضيه مكسور الباء ومضارعه بفتحها {مِنْ قَبْلِكَ} حسن، عند بعضهم {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ، ومثله: المكذبين {قُلْ لِلََّهِ} كاف {الرَّحْمَةَ} حسن، إن جعلت اللام في {لَيَجْمَعَنَّكُمْ} جواب قسم محذوف كأنه قال: والله ليجمعنكم، وليس بوقف إن جعلت اللام جوابا لكتب لأن كتب أجرى مجرى القسم فأجيب بجوابه، وهو ليجمعنكم، كما في قوله: {لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} قال السجاوندي قال الحسن: أقسم وأحلف
حسن. وقال أبو عمرو: تامّ و {فِي الْأَرْضِ} حسن {وَجَهْرَكُمْ} جائز {تَكْسِبُونَ}
حسن. وقال أبو عمرو: تام {مُعْرِضِينَ} كاف {يَسْتَهْزِؤُنَ} تام {بِذُنُوبِهِمْ}
صالح. وقال أبو عمرو: كاف {آخَرِينَ} حسن، وكذا: سحر مبين. وقال أبو عمرو فيهما: تام {عَلَيْهِ مَلَكٌ} صالح {لََا يُنْظَرُونَ} تام، وكذا: يلبسون، ويستهزءون،(1/265)
وأشهد ليس بيمين حتى يقول بالله، أو نواه. والأصح أنها في جواب قسم محذوف، لأن قوله {كَتَبَ} وعد ناجز، وليجمعنكم وعيد منظر {لََا رَيْبَ فِيهِ} تام، إن رفع الذين على الابتداء والخبر {فَهُمْ لََا يُؤْمِنُونَ} وليس بوقف إن جعل الذين في موضع خفض نعتا للمكذبين، أو بدلا منهم {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {وَالنَّهََارِ} كاف {الْعَلِيمُ} تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن {وَلََا يُطْعَمُ} كاف {مَنْ أَسْلَمَ} حسن {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كاف، ومثله: عظيم {فَقَدْ رَحِمَهُ} كاف {الْمُبِينُ} تام، للابتداء بالشرط {إِلََّا هُوَ} حسن {قَدِيرٌ} تامّ {فَوْقَ عِبََادِهِ} حسن {الْخَبِيرُ} تام {أَكْبَرُ شَهََادَةً} حسن.
وقال نافع: الوقف على {قُلِ اللََّهُ} ثم يبتدئ {شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}
والوقف على {وَبَيْنَكُمْ} حسن {وَمَنْ بَلَغَ} أحسن، والتفسير يدلّ على ما قاله محمد ابن كعب القرظي: من بلغته آية من كتاب الله فكأنما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم تلا: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هََذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} وقيل من بلغ، أي: احتلم لأن من لم يبلغ الحلم غير مخاطب. وقال نافع: الوقف على {قُلِ اللََّهُ} فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره قل هو الله، ويبتدئ {شَهِيدٌ} على أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره هو شهيد بيني وبينكم {قُلْ لََا أَشْهَدُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {تُشْرِكُونَ} تامّ {أَبْنََاءَهُمُ}
كاف. وقيل: تام، إن جعل الذين في محل رفع على الابتداء والخبر فهم لا
والمكذبين {قُلْ لِلََّهِ} كاف، وكذا: الرحمة {لََا رَيْبَ فِيهِ} تامّ {لََا يُؤْمِنُونَ}
حسن. وقال أبو عمرو: تام {وَالنَّهََارِ} كاف {الْعَلِيمُ} تام {وَلََا يُطْعَمُ} كاف {مَنْ أَسْلَمَ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} حسن، وكذا: عظيم.
وقال أبو عمرو: فيهما وفي بقية رءوس الآي الآتية تامّ {فَقَدْ رَحِمَهُ} كاف، وكذا:
المبين {إِلََّا هُوَ} صالح {قَدِيرٌ} حسن {فَوْقَ عِبََادِهِ} صالح {الْخَبِيرُ} حسن {أَكْبَرُ شَهََادَةً} مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف {بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} كاف {وَمَنْ بَلَغَ}
حسن. وكذا: قل لا أشهد. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {مِمََّا تُشْرِكُونَ} تام(1/266)
يؤمنون، ودخلت الفاء في الخبر لما في إبهام الذين من معنى الشرط، وليس بوقف إن جعل الذين نعتا لقوله: {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ}، أو بدلا منهم {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {بِآيََاتِهِ} كاف، ومثله: الظالمون. وقيل تام: إن علق يوم باذكر محذوفة مفعولا به، وليس بوقف إن علق بمحذوف متأخر تقديره: ويوم نحشرهم كان كيت وكيت فترك ليبقى على الإبهام الذى هو أدخل في التخويف {تَزْعُمُونَ} كاف، ومثله: مشركين، ويفترون {إِلَيْكَ} تامّ عند الأخفش، ومثله: وقرأ {لََا يُؤْمِنُوا بِهََا} حسن {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} كاف، على استئناف ما بعده {وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} حسن، للابتداء بالنفي مع واو العطف {وَمََا يَشْعُرُونَ} كاف {وَلَوْ تَرى ََ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النََّارِ} حسن، وجواب لو محذوف، أي: لرأيت أمرا فظيعا شنيعا وحذف ليذهب الوهم إلى كل شيء فيكون ذلك أبلغ في التخويف {يََا لَيْتَنََا نُرَدُّ} جائز: على قراءة رفع الفعلين بعده على الاستئناف، أي: ونحن لا نكذب ونحن من المؤمنين رددنا أم لا، وأيضا العامل قد أخذ معموليه، لأن نا اسم ليت، وجملة نردّ في محل الرفع خبر، وذلك من مقتضيات الوقف، وليس بوقف على قراءة نصبهما جوابا للتمني، ولا على قراءة رفعهما عطفا على نردّ، فيدخلان في التمني، ولا على قراءة رفع الأوّل ونصب الثاني، إذ لا يجوز الفصل بين التمني وجوابه {مِنَ}
{أَبْنََاءَهُمُ} حسن وقال أبو عمرو: كاف {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {بِآيََاتِهِ} كاف {الظََّالِمُونَ} حسن {تَزْعُمُونَ} كاف {مُشْرِكِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {يَفْتَرُونَ} تامّ {مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} صالح {وَقْراً} كاف، وكذا: لا يؤمنون بها، وأساطير الأولين {وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} حسن، وكذا: يشعرون {وَلَوْ تَرى ََ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النََّارِ} هنا و {عَلى ََ رَبِّهِمْ} فيما يأتي كاف، وجواب لو محذوف أي لرأيت أمرا فظيعا {يََا لَيْتَنََا نُرَدُّ} جائز: على قراءة رفع الفعلين بعده استئنافا، أي: ونحن لا نكذب ونحن من المؤمنين رددنا أم لا، وليس بوقف على قراءة نصبهما جوابا للتمنى، ولا على قراءة(1/267)
{الْمُؤْمِنِينَ} كاف {مِنْ قَبْلُ} حسن {لِمََا نُهُوا عَنْهُ} جائز، على أن التكذيب إخبار من الله على عادتهم وما هم عليه من الكذب في مخاطبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فيكون منقطعا عما قبله، وليس بوقف إن رجع إلى ما تضمنته جملة التمني بالوعد بالإيمان، إذ التقدير: يا ليتنا يكون لنا ردّ مع انتفاء التكذيب وكوننا من المؤمنين {لَكََاذِبُونَ} كاف {الدُّنْيََا} حسن، للابتداء بالنفي {بِمَبْعُوثِينَ}
كاف، وقيل: تامّ. ونقل عن جماعة ممن يجهل اللغة أنهم يكرهون الوقف على هذا وأشباهه كقوله: {إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}، وقوله: {إِنَّكُمْ لَسََارِقُونَ}، وقوله: {فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النََّارِ}، وقوله: {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً}، وقوله: {وَقََالُوا اتَّخَذَ اللََّهُ وَلَداً}، وليس كما ظنوا، وذلك جهل منهم، لأن الوقف على ذلك كله وما أشبهه مما ظاهره كفر، تقدم أن الابتداء بما ظاهره ذلك غير معتقد لمعناه لا يكره ولا يحرم، لأن ذلك حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم ووعيد ألحقه الله بالكفار والوقف والوصل في ذلك في المعتقد سواء بل ومثل ذلك المستمع أيضا، وتقدّم ما يغني عن إعادته {عَلى ََ رَبِّهِمْ} حسن ومثله: بالحقّ، وكذا: وربنا {تَكْفُرُونَ} تام {بِلِقََاءِ اللََّهِ}
جائز، إن جعلت حتى ابتدائية، وليس بوقف إن جعلت غائية لتكذيبهم، لا لخسرانهم، لأنه لا يزال بهم التكذيب إلى قولهم يا حسرتنا وقت مجيء الساعة، فالساعة ظرف للحسرة، والعامل في إذا قوله: يا حسرتنا {فَرَّطْنََا فِيهََا} تامّ: عند نافع على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة حالية وذو الحال الضمير في قالوا {عَلى ََ ظُهُورِهِمْ} حسن {مََا}
رفعهما عطفا على {نُرَدُّ} فيدخلان في التمني، ولا على قراءة رفع الأوّل ونصب الثاني، إذ لا يجوز الفصل بين التمني وجوابه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف، وكذا: من قبل {لَكََاذِبُونَ} حسن، وكذا: بمبعوثين {بِالْحَقِّ} كاف، وكذا: بلى وربنا {تَكْفُرُونَ}
تامّ {بِلِقََاءِ اللََّهِ} مفهوم عند بعضهم، وكذا: فرّطنا فيها {عَلى ََ ظُهُورِهِمْ} حسن،(1/268)
{يَزِرُونَ} أحسن مما قبله {وَلَهْوٌ}، و {يَتَّقُونَ} كلها حسان يعقلون تامّ، وعند من قرأ {تَعْقِلُونَ} بالفوقية أتمّ {الَّذِي يَقُولُونَ} جائز، ومثله:
فإنهم لا يكذبونك. قال بعضهم: لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها {يَجْحَدُونَ} تامّ {نَصْرُنََا} حسن {لِكَلِمََاتِ اللََّهِ} أحسن مما قبله {الْمُرْسَلِينَ} كاف، اتفق علماء الرسم على زيادة الياء في تسعة مواضع:
أفائن مات، ومن نبإى المرسلين، وتلقائ نفسي، وإيتائ ذي القربى، ومن آناء الليل، وأ فائن مت، و: أو من ورائ حجاب، وبأييد، وبأييكم المفتون، ورسموا هذه كلها بزيادة الياء، وترسم بالحمرة كما ترى لحكم علمها من علمها وجهلها من جهل سنة متبعة {بِآيَةٍ} حسن، لأن جواب الشرط محذوف تقديره: فافعل أحد الأمرين ابتغاء النفق وابتغاء السلم، ومثله: الهدى {مِنَ الْجََاهِلِينَ} كاف {يَسْمَعُونَ} حسن {يَبْعَثُهُمُ اللََّهُ} جائز {يُرْجَعُونَ}
تامّ {آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} حسن {عَلى ََ أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً} ليس بوقف لحرف الاستدراك {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {أَمْثََالُكُمْ} حسن، ومثله: من شيء {يُحْشَرُونَ} تامّ {الظُّلُمََاتِ} كاف، للابتداء بالشرط {يُضْلِلْهُ} حسن {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {صََادِقِينَ} كاف {إِيََّاهُ تَدْعُونَ} جائز، لأن جواب إن الشرطية منتظر محذوف تقديره، إن كنتم صادقين فأجيبوا {إِنْ شََاءَ} حسن ومفعول شاء محذوف تقديره إن شاء كشفه {مََا تُشْرِكُونَ} تامّ {يَتَضَرَّعُونَ} كاف
وكذا: ما يزرون، ولهو {لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} كاف افلا يعقلون تامّ {الَّذِي يَقُولُونَ} صالح {يَجْحَدُونَ} تامّ {نَصْرُنََا} صالح، وكذا: لكلمات الله {الْمُرْسَلِينَ} كاف {بِآيَةٍ} حسن، وكذا: من الجاهلين. وقال أبو عمرو في الأول:
كاف {يَسْمَعُونَ} تامّ {يَبْعَثُهُمُ اللََّهُ} صالح {يُرْجَعُونَ} تامّ {آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {أَمْثََالُكُمْ} حسن {مِنْ شَيْءٍ} مفهوم {يُحْشَرُونَ} تامّ {فِي الظُّلُمََاتِ} كاف {يُضْلِلْهُ} صالح {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {صََادِقِينَ} تامّ {بَلْ إِيََّاهُ}(1/269)
{تَضَرَّعُوا} جائز، كذا قيل {قُلُوبُهُمْ} مثله على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة داخلة تحت الاستدراك، فيكون الحامل على ترك التضرّع قسوة قلوبهم وإعجابهم بأعمالهم التي كان الشيطان سببا في تحسينها لهم، وهذا أولى {يَعْمَلُونَ} كاف، وقيل: تامّ {أَبْوََابَ كُلِّ شَيْءٍ} حسن {مُبْلِسُونَ} كاف، على استئناف ما بعده {الَّذِينَ ظَلَمُوا} جائز {رَبِّ الْعََالَمِينَ} تامّ {يَأْتِيكُمْ بِهِ} حسن، وقيل: كاف. وقيل: تام {يَصْدِفُونَ}
تامّ {أَوْ جَهْرَةً} لم ينص أحد عليه لكن نصوا على نظيره ووسموه بالتمام في قوله: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذََابَ الْخُلْدِ} للاستفهام بعده، وشرطوا في النظير أن يكون منصوصا عليه، فهذا مثله، لأن جملة {هَلْ يُهْلَكُ} معناها النفي، أي: ما يهلك إلا القوم الظالمون ولذلك دخلت إلا، فهو جائز {الظََّالِمُونَ} كاف {وَمُنْذِرِينَ} حسن {عَلَيْهِمْ} جائز {يَحْزَنُونَ} تامّ، ومثله: يفسقون {خَزََائِنُ اللََّهِ} حسن {الْغَيْبَ} أحسن مما قبله {إِنِّي مَلَكٌ} جائز: وهذه الأجوبة الثلاثة لما سأله المشركون، فالأول جواب لقولهم: إن كنت رسولا فاسأل الله يوسع علينا خيرات الدنيا.
والثاني: جواب إن كنت رسولا فأخبرنا بما يقع في المستقبل من المصالح والمضارّ، فنستعد لتحصيل تلك ودفع هذه. والثالث: جواب قولهم: مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق {مََا يُوحى ََ إِلَيَّ} كاف، ومثله:
البصير، للابتداء بالاستفهام {تَتَفَكَّرُونَ} تامّ {إِلى ََ رَبِّهِمْ}، {وَلََا}
{تَدْعُونَ} جائز {مََا تُشْرِكُونَ} تامّ {يَتَضَرَّعُونَ} كاف {قُلُوبُهُمْ} جائز {يَعْمَلُونَ} كاف {أَبْوََابَ كُلِّ شَيْءٍ} صالح {مُبْلِسُونَ} كاف {رَبِّ الْعََالَمِينَ}
تامّ {يَأْتِيكُمْ بِهِ} حسن {يَصْدِفُونَ} تامّ {الظََّالِمُونَ} تامّ {وَمُنْذِرِينَ} كاف {عَلَيْهِمْ} جائز {يَحْزَنُونَ} حسن {يَفْسُقُونَ} تامّ {خَزََائِنُ اللََّهِ} جائز، وكذا:
لا أعلم الغيب {إِنِّي مَلَكٌ} مفهوم {مََا يُوحى ََ إِلَيَّ} كاف، وكذا: البصير(1/270)
{شَفِيعٌ} ليسا بوقف، لأن ليس لهم في موضع الحال وذو الحال الواو في:
يحشرون، والعلة في الثاني الابتداء بحرف الترجي، وهو في التعلق كلام كي، أي: وأنذرهم رجاء أن تحصل لهم التقوى {يَتَّقُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله:
{وَلََا تَطْرُدِ الَّذِينَ} إلى {الظََّالِمِينَ} فلا يوقف على من شيء فيهما، لأن فتطردهم جواب للنفي وفتكون جواب النهي لأن {وَلََا تَطْرُدِ} نهي وجوابه فتكون وبعده في التقدير: ما عليك من حسابهم من شيء فهو نفي مقدّم من تأخير، لأنه لو تأخر لكان في موضع الصفة وعليك في موضع خبر المبتدإ كأنه قال: ما شيء من حسابهم عليك وجواب النفي فتطردهم على التقديم والتأخير، فينتفي الحساب والطرد، وصار جواب كل من النهي والنفي على ما يناسبه، فجملة النفي وجوابه معترضة بين النهي وجوابه {الظََّالِمِينَ} كاف {مِنْ بَيْنِنََا} حسن للاستفهام بعده {بِالشََّاكِرِينَ} كاف {سَلََامٌ عَلَيْكُمْ} حسن {الرَّحْمَةَ} كاف، على قراءة من قرأ أنه بكسر الهمزة استئنافا وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بكسر الهمزة فيهما، وعاصم وابن عامر يفتحان الأولى والثانية، وليس بوقف لمن فتحهما بجعله مع ما بعده بيانا للرحمة، فلا يوقف على ما قبل الأولى، ولا على ما قبل الثانية، لأن الثانية معطوفة على الأولى، فهي منصوبة من حيث انتصبت، فلو أضمر مبتدأ، أي فأمره أنه غفور رحيم، أو هو أنه {غَفُورٌ رَحِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {نُفَصِّلُ الْآيََاتِ} ليس بوقف، لأن اللام في: ولتستبين متعلقة بما
{تَتَفَكَّرُونَ} تامّ {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} حسن {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} كاف، وكذا: {مِنَ الظََّالِمِينَ} {مِنْ بَيْنِنََا} حسن، وكذا: بالشاكرين {سَلََامٌ عَلَيْكُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الرَّحْمَةَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا على قراءة إنه بكسر الهمزة استئنافا. وأما على قراءته بالفتح بجعله مع ما بعده بيانا للرحمة فليس بوقف، فإن جعل ذلك على هذه القراءة خبر مبتدإ محذوف كان الوقف على الرحمة كافيا(1/271)
قبلها {الْمُجْرِمِينَ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف {أَهْوََاءَكُمْ} ليس بوقف. لأن إذا متعلقة بقوله: لا أتبع، وإذا منعناها الجزاء، أي: قد ضللت إن اتبعت أهواءكم {مِنَ الْمُهْتَدِينَ} كاف {مِنْ رَبِّي} جائز {وَكَذَّبْتُمْ بِهِ} حسن، ومثله: {مََا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ}. {إِلََّا لِلََّهِ} جائز، ومثله: يقض الحق، وعند من قرأ {يَقُصُّ} بالصاد أحسن، وتقدم أن رسم يقض بغير ياء بعد الضاد {الْفََاصِلِينَ} كاف. وقيل: تامّ {بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} كاف {بِالظََّالِمِينَ} تامّ {إِلََّا هُوَ} حسن. وقال العباس بن الفضل: تامّ {وَالْبَحْرِ} حسن، ومثله:
في ظلمات الأرض، لمن قرأ {وَلََا رَطْبٍ وَلََا يََابِسٍ} بالرفع على الابتداء، وبما قرأ الحسن وهي قراءة شاذة، وليس بوقف لمن رفع ذلك على أنه معطوف على المحل في قوله: من ورقة، لأن من زائدة وورقة فاعل تسقط، ويعلمها مطلقا قبل السقوط ومعه وبعده، ويعلمها في موضع الحال من ورقة وهي حال من النكرة كما تقول ما جاء أحد إلا راكبا، وبعضهم وقف على قوله: ولا يابس، ثم استأنف خبرا آخر بقوله: {إِلََّا فِي كِتََابٍ مُبِينٍ} بمعنى وهو في كتاب مبين أيضا. قال: لأنك لو جعلت قوله: {إِلََّا فِي كِتََابٍ} متصلا بالكلام الأول لفسد المعنى إن اعتقد أنه استثناء آخر مستقل يعمل فيه {يَعْلَمُهََا} فينقلب معناه إلى الإثبات أي: لا يعلمها إلا في كتاب، وإذا لم يكن إلا في كتاب وجب أن يعلمها في كتاب، فإذا الاستثناء الثاني بدل من الأول أي: وما تسقط من ورقة إلا هي في كتاب ويعلمها اه. سمين. أما لو جعله استثناء مؤكدا للأوّل لم يفسد المعنى، وجعله أبو البقاء استثناء منقطعا تقديره: لكن
{غَفُورٌ رَحِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {نُفَصِّلُ الْآيََاتِ} جائز {سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} حسن {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف {مِنَ الْمُهْتَدِينَ} تامّ {وَكَذَّبْتُمْ بِهِ} حسن، وكذا: ما تستعجلون به {يَقُصُّ الْحَقَّ} جائز {الْفََاصِلِينَ} تامّ {بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}
كاف {بِالظََّالِمِينَ} حسن، وكذا: {إِلََّا هُوَ}، و: {مََا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}، و: {فِي كِتََابٍ مُبِينٍ}(1/272)
هو في كتاب مبين، وبهذا التقرير يزول الفساد {إِلََّا فِي كِتََابٍ مُبِينٍ} تامّ {أَجَلٌ مُسَمًّى} جائز، لأن ثم لترتيب الأخبار مع اتحاد المقصود {تَعْمَلُونَ}
تامّ {فَوْقَ عِبََادِهِ} جائز، ومثله: حفظة {لََا يُفَرِّطُونَ} حسن {مَوْلََاهُمُ الْحَقِّ} كاف، للاستفهام بعده {الْحََاسِبِينَ} تامّ {وَخُفْيَةً} جائز، لاحتمال الإضمار، أي: يقولون لئن أنجيتنا وتعلق لئن بمعنى القول في تدعونه أصح، وفي: لئن أنجيتنا اجتماع الشرط والقسم، وقرأ الكوفيون أنجانا، والباقون أنجيتنا بالخطاب، وقد قرأ كل بما رسم في مصحفه {الشََّاكِرِينَ} كاف، وكذا:
تشركون، وبأس بعض، ويفقهون، وهو الحق، وبوكيل، ومستقرّ للابتداء بالتهديد مع شدّة اتصال المعنى، وتعلمون للابتداء بالشرط، وفي {حَدِيثٍ غَيْرِهِ} و {الظََّالِمِينَ} كلها وقوف كافية، وقيل كلها حسان {مِنْ شَيْءٍ}
جائز، ولكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها، أي: ولكن هي ذكرى {يَتَّقُونَ} تامّ {الْحَيََاةُ الدُّنْيََا} جائز {بِمََا كَسَبَتْ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت صفة نفس {وَلََا شَفِيعٌ} حسن، وقيل كاف، للابتداء بالشرط مع العطف {لََا يُؤْخَذْ مِنْهََا} حسن {بِمََا كَسَبُوا} كاف، على استئناف ما بعده {يَكْفُرُونَ} تامّ، ولا وقف إلى حيران فلا يوقف على قوله: {وَلََا يَضُرُّنََا}، ولا على: بعد إذ هدانا الله {حَيْرََانَ} تامّ، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل صفة لحيران وهو أولى لأن تمام التمثيل
{عِبََادِهِ} مفهوم، وكذا: حفظة {لََا يُفَرِّطُونَ} صالح {مَوْلََاهُمُ الْحَقِّ} حسن {الْحََاسِبِينَ} تامّ {مِنَ الشََّاكِرِينَ} حسن، وكذا: تشركون، وبأس بعض {يَفْقَهُونَ}
كاف، وكذا: وهو الحق {عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} حسن {مُسْتَقَرٌّ} كاف {تَعْلَمُونَ}
حسن {فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} كاف {الظََّالِمِينَ} حسن {يَتَّقُونَ} كاف {الْحَيََاةُ الدُّنْيََا} صالح {وَلََا شَفِيعٌ} كاف {لََا يُؤْخَذْ مِنْهََا} حسن {بِمََا كَسَبُوا} كاف {يَكْفُرُونَ} تامّ {حَيْرََانَ} حسن، وكذا ائتنا. وقال أبو عمرو في الأول: كاف {هُوَ}(1/273)
حيران، والمعنى أن أبويه والمسلمين يقولون له تابعنا على الهدى {ائْتِنََا}
حسن. ومثله: الهدى {الْعََالَمِينَ} جائز. قال شيخ الإسلام: وليس بحسن، وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله لأن التقدير، وأمرنا بأن نسلم، وأن أقيموا الصلاة {وَاتَّقُوهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {تُحْشَرُونَ} كاف، ومثله: بالحق إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن عطف على هاء واتقوه، أو جعل يوم خبر. قوله: قوله الحق والحق صفة، والتقدير قوله الحق كائن يوم يقول كما تقول اليوم القتال أو الليلة الهلال أو عطف على السموات للفصل بين المتعاطفين {كُنْ} جائز، وكن معمول لقوله، يقول، وقوله: فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره فهو بكون. وهذا تمثيل لإخراج الشيء من العدم إلى الوجود بسرعة، لا أن ثم شيئا يؤمر أو يرجع إلى القيامة يقول للخلق موتوا فيموتون وقوموا فيقومون {فَيَكُونُ} حسن، ومثله: قوله الحق {فِي الصُّورِ} كاف، إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع ذلك نعتا للذي خلق أو قرئ بالخفض بدلا من الهاء في قوله، وله الملك، وهي قراءة الحسن والأعمش وعاصم {وَالشَّهََادَةِ} كاف {الْخَبِيرُ} تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به {لِأَبِيهِ} جائز، لمن رفع آزر على النداء. ثم يبتدئ آزر، وليس بوقف لمن خفضه بدلا من الهاء في أبيه أو عطف بيان، وبذلك قرأ السبعة وهو مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف
{الْهُدَى} كاف {لِرَبِّ الْعََالَمِينَ} جائز: وليس بحسن وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله {وَاتَّقُوهُ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {تُحْشَرُونَ} كاف {بِالْحَقِّ} كاف، إن نصب قوله: ويوم يقول باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن عطف ذلك على هاء واتقوه أو على السموات للفصل بين المتعاطفين {كُنْ} صالح، وتقدم الكلام عليه في سورة البقرة {فَيَكُونُ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {قَوْلُهُ الْحَقُّ} حسن {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} كاف: إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع ذلك نعتا للذي خلق {وَالشَّهََادَةِ} كاف، وكذا: الخبير. وقال أبو عمرو: تامّ {لِأَبِيهِ آزَرَ}(1/274)
والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل، وكذا: إن جعل آزر خبر مبتدإ محذوف، أي: هو آزر فيكون بيانا لأبيه، نحو {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذََلِكُمُ النََّارُ} على المعنى هي النار {أَصْنََاماً آلِهَةً} حسن، للابتداء بأن مع اتحاد المقول {مُبِينٍ} حسن، ومثله: والأرض، وليكون من الموقنين، واللام متعلقة بمحذوف، أي: أريناه الملكوت وبعضهم جعل الواو في وليكون زائدة فلا يوقف على الأرض بل على الموقنين، واللام متعلقة بالفعل قبلها إلا أن زيادة الواو ضعيفة، ولم يقل بها إلا الأخفش، أو أنها عاطفة على علة محذوفة، أي:
ليستدل وليكون أو ليقيم الحجة على قومه بإفراد الحق، وكونه لا يشبه المخلوقين {الْمُوقِنِينَ} كاف {هََذََا رَبِّي} حسن {الْآفِلِينَ} كاف {هََذََا رَبِّي}
حسن، على حذف همزة الاستفهام، أي أهذا ربي كقوله: [الطويل] طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي وذو الشيب يلعب
وقوله: وتلك نعمة تمنها عليّ تقديره: وأذر الشيب وأ تلك {الضََّالِّينَ}
كاف، هذا أكبر، حسن: تشركون، كاف، وكذا: حنيفا ومن المشركين {وَحََاجَّهُ قَوْمُهُ} حسن {وَقَدْ هَدََانِ} أحسن مما قبله لانتهاء الاستفهام لأن:
وقد هدان جملة حالية وصاحبها الياء في أتحاجوني، أي: أتحاجوني فيه حال كوني مهديّا من عنده، ولا أخاف استئناف إخبار. وقوله: في الله، أي: في شأنه ووحدانيته. قاله نافع. قال المعرب والظاهر انقطاع الجملة القولية عما
صالح، فإن قرئ آزر بالضم على النداء جاز الوقف على قوله: لأبيه للفرق بين القراءتين {أَصْنََاماً آلِهَةً} صالح {مُبِينٍ} حسن {وَالْأَرْضِ} كاف وكذا:
وليكون من الموقنين، واللام متعلقة بمحذوف، أي: ونريه الملكوت، ومنهم من جعل الواو زائدة فلا يوقف على الأرض بل على الموقنين. {هََذََا رَبِّي} صالح {الْآفِلِينَ} كاف {هََذََا رَبِّي} صالح {الضََّالِّينَ} كاف {هََذََا أَكْبَرُ} صالح {تُشْرِكُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {حَنِيفاً} كاف {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَحََاجَّهُ قَوْمُهُ} صالح، وكذا: وقد(1/275)
قبلها {شَيْئاً} حسن، ومثله: علما، وقيل كاف {أَفَلََا تَتَذَكَّرُونَ} كاف {سُلْطََاناً} حسن {تَعْلَمُونَ} تام، لتناهي الاستفهام إلى ابتداء الأخبار، ولو وصله بما بعده لاشتبه بأن الذين آمنوا متصل بما قبله، بل هو مبتدأ خبره، أولئك لهم الأمن لأن جواب أن منتظر محذوف تقديره إن كنتم من أهل العلم فأخبروني، أي: الفريقين المشركين أم الموحدين أحق بالأمن. وأضاف أيا إلى الفريقين، ويعني فريق المشركين وفريق الموحدين، وعدل عن أينا أحق بالأمن أنا أم أنتم احترازا من تجريد نفسه فيكون ذلك تزكية لها {بِظُلْمٍ} ليس بوقف لأن خبر المبتدإ لم يأت وهو: {أُولََئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ} أو الذين مبتدأ وأولئك مبتدأ ثان ولهم الأمن خبر أولئك والجملة من أولئك وما بعده خبر عن الأول، لا إن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين ووقف نافع على بظلم كان التقدير عنده، فأي الفريقين أحق بالأمن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أم الذين لم يؤمنوا؟ فعلى هذا وصلت الذين بما قبله، وابتدأ بأولئك {لَهُمُ الْأَمْنُ} جائز {وَهُمْ مُهْتَدُونَ} تامّ {عَلى ََ قَوْمِهِ} كاف، على استئناف ما بعده، من نشاء كذلك {عَلِيمٌ} تامّ {وَيَعْقُوبَ} حسن، ومثله: كلا هدينا لأن نوحا مفعول لما بعده، ولو وصل بما بعده لالتبس بأنه مفعول لما قبله {وَنُوحاً هَدَيْنََا} حسن {مِنْ قَبْلُ} كاف، على أن الضمير في: ومن ذريته عائد على نوح لأنه أقرب مذكور لأنه ذكر لوطا، وليس هو من ذرية إبراهيم لأن لوطا ابن أخي إبراهيم فهو من ذرية نوح، والمعنى ونوحا هدينا من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وعدّ من جملة الذرية يونس، وليس هو أيضا من ذرية إبراهيم إلا أن يقال أراد وهدى يونس ولوطا، فعلى هذا التقدير
هذان {رَبِّي شَيْئاً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عِلْماً} كاف {أَفَلََا تَتَذَكَّرُونَ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {سُلْطََاناً} صالح {تَعْلَمُونَ} تام {الْأَمْنُ} جائز {وَهُمْ مُهْتَدُونَ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {مَنْ نَشََاءُ} كاف، وكذا: عليم. وقوله(1/276)
يكون الوقف على واليسع كافيا. وقال ابن عباس: هؤلاء الأنبياء مضافون إلى ذرية إبراهيم وإن كان منهم من لم تلحقه ولادة من جهتين من قبل أبّ وأمّ لأن لوطا ابن أخي إبراهيم، والعرب تجعل العمّ أبا كما أخبر الله عن ولد يعقوب، {قََالُوا نَعْبُدُ إِلََهَكَ وَإِلََهَ آبََائِكَ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ}، فإسماعيل عمّ يعقوب، فعلى هذا لم يكن الوقف على كلا هدينا ولا على نوحا هدينا من قبل، والوقف على هذا التأويل على قوله: وإلياس. وإسماعيل منصوب بفعل مضمر وما بعده معطوف عليه بتقدير ووهبنا له اه. نكزاوي {وَهََارُونَ}
حسن {الْمُحْسِنِينَ} كاف {وَإِلْيََاسَ} حسن {الصََّالِحِينَ} كاف {وَلُوطاً}
حسن {الْعََالَمِينَ} كاف، على استئناف ما بعده ويكون التقدير ومن هو من آبائهم، وكذا: إن قدرته وهدينا بعض آبائهم، فمن على هذا التقدير للتبعيض لأن هذه الأسماء ترتب آخرها على أوّلها {وَإِخْوََانِهِمْ} جائز، على إضمار الخبر، المعنى ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم من هو صالح. ثم قال:
واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم و {مُسْتَقِيمٍ} كاف {مِنْ عِبََادِهِ}
حسن {يَعْمَلُونَ} كاف {وَالنُّبُوَّةَ} كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء {بِكََافِرِينَ} تامّ {اقْتَدِهْ} حسن، وقيل تامّ، وأكثر القرّاء يستحسنون الوقف على كل هاء سكت لأن هاء السكت إنما اجتلبت للوقف خاصة {أَجْراً} حسن، للابتداء بالنفي لأن إن بمعنى ما {لِلْعََالَمِينَ} تامّ {مِنْ شَيْءٍ} حسن، ومثله: للناس، سواء قرئ ما بعده بالغيبة أم بالخطاب، وقيل إن قرئت، أي: الأفعال الثلاثة وهي يجعلونه قراطيس ويبدونها ويخفون بالغيبة
ويعقوب ومن قبل {كُلًّا هَدَيْنََا} جائز {وَهََارُونَ} كاف، وكذا: {الْمُحْسِنِينَ}. وقوله:
{وَإِلْيََاسَ}، و: {مِنَ الصََّالِحِينَ}. وقوله: {وَلُوطاً}، و {الْعََالَمِينَ}. {وَإِخْوََانِهِمْ} صالح {مُسْتَقِيمٍ}
كاف، وكذا: من عباده {يَعْمَلُونَ} حسن {وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} كاف وكذا:
بكافرين، و: فبهداهم اقتده {ذِكْرى ََ لِلْعََالَمِينَ} تامّ {مِنْ شَيْءٍ} حسن {وَهُدىً}(1/277)
مخاطبة لليهود، وقوله: {وَعُلِّمْتُمْ مََا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلََا آبََاؤُكُمْ} مخاطبة للمسلمين كان كافيا لأن ما بعده استئناف، وهي قراءة مجاهد وابن كثير وأبي عمرو مخاطبة لمشركي العرب، وإن قرئت بالتاء الفوقية فليس بوقف لأن ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدّم في قوله: {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتََابَ}
فلا يقطع بعضه من بعض {قُلِ اللََّهُ} حسن، الجلالة فاعل بفعل محذوف، أي: قل أنزله الله أو هو مبتدأ والخبر محذوف، أي: الله أنزله {يَلْعَبُونَ} تامّ وقال نافع: التام قل الله {وَمَنْ حَوْلَهََا} حسن {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ} جائز، والذين مبتدأ خبره يؤمنون ولم يتحد المبتدأ والخبر لتغاير متعلقهما {يُحََافِظُونَ} كاف، وقيل تامّ {مِثْلَ مََا أَنْزَلَ اللََّهُ} حسن، وقيل تامّ {غَمَرََاتِ الْمَوْتِ} كاف، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما، والظالمون مبتدأ خبره في غمرات الموت {بََاسِطُوا أَيْدِيهِمْ} جائز. قال ابن عباس: باسطوا أيديهم بالعذاب {أَنْفُسَكُمُ} حسن: على تقدير محذوف، أي: يقولون أخرجوا أنفسكم، وهذا القول في الدنيا، وقيل في الآخرة، والمعنى خلصوا أنفسكم من العذاب، والوقف على قوله: اليوم، والابتداء بقوله: تجزون عذاب الهون، وقيل اليوم منصوب بتجزون، والوقف حينئذ على أنفسكم، والابتداء بقوله: اليوم، والمراد باليوم وقت الاحتضار أو يوم القيامة {غَيْرَ الْحَقِّ} كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على بما كنتم
{لِلنََّاسِ} كاف، سواء قرئ ما بعده بالغيبة أم بالحضور، وقيل إن قرئ ذلك بالغيبة فالوقف كاف لأن ما بعده استئناف، أو بالحضور فليس بوقف لأن ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدّمه في قوله: قل من أنزل الكتاب {قُلِ اللََّهُ} حسن. فإن وقف على قوله: ولا آباؤكم لم يقف على قل الله، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على قل الله كاف {يَلْعَبُونَ} تام، وقال في الأصل حسن {وَمَنْ حَوْلَهََا} حسن {يُؤْمِنُونَ بِهِ} صالح {يُحََافِظُونَ} تامّ {مََا أَنْزَلَ اللََّهُ} حسن {وَلَوْ تَرى ََ إِذِ الظََّالِمُونَ فِي غَمَرََاتِ}(1/278)
معللا جزاء العذاب بكذبهم على الله وباستكبارهم عن آياته {تَسْتَكْبِرُونَ}
كاف، وقيل تامّ، لأنه آخر كلام الملائكة {وَرََاءَ ظُهُورِكُمْ} حسن، للابتداء بالنفي {شُرَكََاءُ} أحسن {بَيْنَكُمْ} كاف، {تَزْعُمُونَ}: تام {وَالنَّوى ََ}
حسن، وقيل كان استئناف ما بعده {مِنَ الْحَيِّ} كاف {تُؤْفَكُونَ} حسن، وقيل وصله أحسن لأن فالق الإصباح تابع لما قبله {الْإِصْبََاحِ} حسن، على قراءة وجعل فعلا ماضيا، أي: فلق وجعل ونصب الليل والشمس والقمر، وهي قراءة الكوفيين، وأما على قراءة الباقين وجاعل فالوقف على حسبانا، فعلى قراءة غير الكوفيين الناصب للشمس والقمر، فعل مقدّر تقول: هذا ضارب زيد الآن أو غدا وعمرا فنصب عمرا بفعل مقدّر لا على موضع المجرور باسم الفاعل، وعلى رأي الزمخشري النصب على محل الليل ومنه قوله: [البسيط] هل أنت باعث دينار لحاجتنا ... أو عبد ربّ أخي عون بن مخراق
بنصب عبد {حُسْبََاناً} حسن، على القراءتين {الْعَلِيمِ} كاف {وَالْبَحْرِ} حسن {يَعْلَمُونَ} تامّ {وَمُسْتَوْدَعٌ} حسن {يَفْقَهُونَ} تامّ.
قال ابن عباس: مستقرّ في الأرض ومستودع عند الله، وقال ابن مسعود:
مستقرّ في الرحم ومستودع في القبر أو مستودع في الدنيا {كُلِّ شَيْءٍ}
جائز، والوقف على خضرا، وعلى متراكبا حسن {دََانِيَةٌ} كاف، لمن رفع جنات مبتدأ، والخبر محذوف تقديره لهم جنات أو مبتدأ، والخبر. محذوف
{الْمَوْتِ} كاف، وجواب لو محذوف {أَنْفُسَكُمُ} حسن {غَيْرَ الْحَقِّ} كاف، إن جعل ما بعده استئنافا لا معطوفا على كنتم {تَسْتَكْبِرُونَ} حسن {وَرََاءَ ظُهُورِكُمْ}
كاف {شُرَكََاءُ} حسن {بَيْنَكُمْ} كاف {تَزْعُمُونَ} تامّ {وَالنَّوى ََ} حسن {مِنَ الْحَيِّ} كاف {تُؤْفَكُونَ} حسن {فََالِقُ الْإِصْبََاحِ} حسن، على قراءة و: جعل الليل، وأما على قراءة: وجاعل الليل، فالوقف على حسبانا، وهو على القراءتين كاف {الْعَلِيمِ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {وَالْبَحْرِ} كاف {يَعْلَمُونَ} حسن. وقال(1/279)
تقديره وجنات من أعناب أخرجناها وهي قراءة الأعمش، ولا يصح رفعه عطفا على قنوان لأن الجنة من الأعناب لا تكون من القنوان، ومعنى دانية، أي: قريبة تدنو بنفسها لمن يجنيها، وليس بوقف لمن نصب جنات عطفا على حبّا أو على نبات وإن نصبتها بفعل مقدر، أي: وأخرجنا به جنات كانت الوقوف على خضرا وعلى متراكبا وعلى دانية كافية {مِنْ أَعْنََابٍ} جائز {وَغَيْرَ مُتَشََابِهٍ}
حسن، وقيل كاف، {وَيَنْعِهِ} كاف، وينعه من باب ضرب. يقال ينع الثمر يينع ينعا وينوعا إذا نضج وأدرك وأينع مثله، أي: وانظروا إلى إدراكه واحمراره قرأ الأخوان إلى ثمره بضمتين، والباقون بفتحتين {يُؤْمِنُونَ} تامّ {شُرَكََاءَ الْجِنَّ} كاف، ومثله: وخلقهم وهو أكفى لمن قرأ: وخلقهم بفتح اللام، وفي الجنّ الحركات الثلاث، فالرفع على تقديرهم الجنّ جوابا لمن قال من الذين جعلوا لله شركاء، فقيل هم الجنّ، وبها قرأ أبو حيوة والنصب على أنه مفعول ثان لجعل، وضعف قول من نصبه بدلا من شركاء لأنه لا يصح للبدل، أي: يحلّ محلّ المبدل منه. فلا يصح وجعلوا لله الجنّ وبالنصب قرأ العامة والجنّ بالجرّ والإضافة. وبها قرأ شعيب بن أبي حمزة ويزيد بن قطيب {بِغَيْرِ عِلْمٍ}
كاف، وقيل تامّ للابتداء بالتنزيه {يَصِفُونَ} تامّ، على استئناف ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هو بديع أو مبتدأ وخبره ما بعده من قوله: أنى يكون له ولد، وعليه فلا يوقف على الأرض لئلا يفصل بين المبتدإ وخبره، وإن جعل بديع بدلا من قوله: لله أو من الهاء في سبحانه أو نصب على المدح جاز الوقف على الأرض {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صََاحِبَةٌ} حسن، ومثله: كل شيء {عَلِيمٌ}
أحسن منهما {إِلََّا هُوَ} و {فَاعْبُدُوهُ} و {وَكِيلٌ} كلها حسان، ومثلها
وكذا: خضرا {مُتَرََاكِباً} حسن. وقال أبو عمرو كاف {دََانِيَةٌ} كاف {مِنْ أَعْنََابٍ} صالح {وَغَيْرَ مُتَشََابِهٍ} حسن، وكذا: وينعه، ولقوم يؤمنون {شُرَكََاءَ الْجِنَّ}
كاف، وكذا: وخلقهم {بِغَيْرِ عِلْمٍ} حسن {يَصِفُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} صالح(1/280)
الأبصار الثاني {الْخَبِيرُ} تامّ من ربكم، حسن: للابتداء بالشرط {فَعَلَيْهََا}
كاف، للابتداء بالنفي، ومثله: بحفيظ {يَعْلَمُونَ} تامّ، للابتداء بالأمر {مِنْ رَبِّكَ} كاف {إِلََّا هُوَ} حسن {الْمُشْرِكِينَ} كاف {مََا أَشْرَكُوا} حسن، ومثله: حفيظا {بِوَكِيلٍ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} ليس بوقف لمكان الفاء {بِغَيْرِ عِلْمٍ} كاف {عَمَلَهُمْ} حسن، وثم لترتيب الأخبار لا لترتيب الفعل {يَعْمَلُونَ} كاف، ومثله: {لَيُؤْمِنُنَّ بِهََا} {عِنْدَ اللََّهِ} تامّ {وَمََا يُشْعِرُكُمْ} أتمّ: على قراءة أنها بكسر الهمزة، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو استئناف أخبار عنهم أنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية وما يشعركم، أي: وما يدريكم إيمانهم إذا جاءت فأخبر الله عنهم بما علمه منهم فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون على الاستئناف، وليس بوقف على قراءتها بالفتح وما استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبرها وهي تتعدى المفعولين. الأول ضمير الخطاب، والثاني محذوف، أي: وأيّ شيء يدريكم إذا جاءتهم الآيات التي يقترحونها لأن التقدير على فتحها لأنها إذا جاءت لا يؤمنون أو بأنها، وقد سأل سيبويه الخليل عنها. فقال هي بمنزلة قول العرب: أين السوق أنك تشتري لنا شيئا، أي: لعلك، فعلى قوله وقفت على يشعركم كما وقفت في المكسورة أيضا، فمن أوجه الفتح كونها بمعنى لعل أو كونها على تقدير العلة. قال الزمخشري:
وما يشعركم وما يدريكم أن الآيات التي يقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون،
{وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صََاحِبَةٌ} كاف، وكذا كل شيء {عَلِيمٌ} حسن، وكذا لا إله إلا هو {فَاعْبُدُوهُ} كاف {وَكِيلٌ} حسن {الْخَبِيرُ} تامّ {مِنْ رَبِّكُمْ} صالح {فَعَلَيْهََا}
كاف، وكذا بحفيظ {يَعْلَمُونَ} تامّ {مِنْ رَبِّكَ} كاف {إِلََّا هُوَ} صالح {الْمُشْرِكِينَ} حسن {مََا أَشْرَكُوا} صالح، وكذا: حفيظا {بِوَكِيلٍ} حسن {بِغَيْرِ عِلْمٍ} كاف {عَمَلَهُمْ} صالح {يَعْمَلُونَ} حسن، وكذا: ليؤمننّ بها {عِنْدَ اللََّهِ}(1/281)
يعني أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها وأنتم لا تدرون، وذلك أن المؤمنين كانوا طامعين إذا جاءت تلك الآيات ويتمنون مجيئها. فقال تعالى وما يدريكم أنهم لا يؤمنون لما سبق في علمي أنهم لا يؤمنون، فعلى هذا لا يوقف على يشعركم، وقد قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وقرأ الدوري رواية بالاختلاس مع كسر همزة أنها فيهما، وقرأ ابن كثير بصلة الميم بالضم مع كسر همزة إنها، وقرأ الباقون بضم الراء مع فتح همزة: أنها وأما بإسكان الراء وفتح الهمزة. فلا يقرؤها أحد لا من السبعة ولا من العشرة، والكلام على سؤال سيبويه لشيخه الخليل بن أحمد، وما يتعلق بذلك يطول أضربنا عنه تخفيفا، وفيما ذكرنا غاية، ولله الحمد. وروى عن قنبل أنه قال: سمعت أحمد بن محمد القوّاس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس إلا في ثلاثة مواضع نتعمد الوقف عليها في آل عمران {وَمََا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللََّهُ} ثم نبتدئ {وَالرََّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} وفي الأنعام {وَمََا يُشْعِرُكُمْ} ثم نبتدئ {أَنَّهََا إِذََا جََاءَتْ لََا يُؤْمِنُونَ} بكسر الهمزة، وفي النحل {إِنَّمََا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} ثم نبتدئ {لِسََانُ الَّذِي} وزيد عنه موضع رابع في: يس {مِنْ مَرْقَدِنََا} ثم نبتدئ {هََذََا مََا وَعَدَ الرَّحْمََنُ} اه النكزاوي {لََا يُؤْمِنُونَ} كاف {أَوَّلَ مَرَّةٍ}
حسن {يَعْمَهُونَ} تامّ {إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {يَجْهَلُونَ} كاف، ومثله: غرورا {مََا فَعَلُوهُ} جائز {وَمََا يَفْتَرُونَ}
كاف على أن قوله: ولتصغى متعلق بمحذوف تقديره: وفعلوا ذلك. وقيل لا يوقف على هذه المواضع الثلاثة، لأن قوله: ولتصغى معطوف على: زخرف القول، وهو من عطف المصدر المسبوك على المصدر المفكوك، فلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، لأن ترتيب هذه المفاعيل في غاية الفصاحة، لأنه
تامّ {وَمََا يُشْعِرُكُمْ} تامّ: على قراءة إنها بكسر الهمزة استئنافا وليس بوقف على قراءتها بالفتح، والمعنى على الأولى وما يشعركم إيمانهم {لََا يُؤْمِنُونَ} كاف {أَوَّلَ}(1/282)
أوّلا يكون الخداع، فيكون الميل، فيكون الرّضا، فيكون فعل الاقتراف، فكأن كل واحد مسبب عما قبله، فلا يفصل بينها بالوقف {مُقْتَرِفُونَ} كاف {حَكَماً} حسن عند نافع على استئناف ما بعده، ومثله مفصلا {مِنَ الْمُمْتَرِينَ} تامّ {وَعَدْلًا} حسن {لِكَلِمََاتِهِ} كاف للابتداء بالضمير المنفصل {الْعَلِيمُ} تامّ {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} حسن {يَخْرُصُونَ} كاف، وكذا: عن سبيله للابتداء بالضمير المنفصل {بِالْمُهْتَدِينَ} تامّ {مُؤْمِنِينَ}
كاف، ومثله: إليه، وبغير علم، وبالمعتدين، وباطنه، كلها وقوف كافية {يَقْتَرِفُونَ} تامّ {لَفِسْقٌ} حسن {لِيُجََادِلُوكُمْ} حسن {لَمُشْرِكُونَ} تام {بِخََارِجٍ مِنْهََا} حسن {يَعْمَلُونَ} كاف {لِيَمْكُرُوا فِيهََا} حسن {وَمََا يَشْعُرُونَ} كاف {رُسُلُ اللََّهِ} تامّ رسالاته كاف {يَمْكُرُونَ} كاف.
وقيل تامّ للابتداء بالشرط {لِلْإِسْلََامِ} كاف. ومثله: في السماء {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {مُسْتَقِيماً} كاف {يَذَّكَّرُونَ} تامّ {عِنْدَ رَبِّهِمْ} حسن {يَعْمَلُونَ} تام لمن قرأ: تحشرهم بالنون، لأنه استئناف وإخبار من الله تعالى بلفظ الجمع، فهو منقطع عما قبله، ومن قرأ بالتحتية يقف على: يعملون أيضا، لأنه إخبار عن الله في قوله: {وَهُوَ وَلِيُّهُمْ} فهو متعلق به من جهة
{مَرَّةٍ} صالح {يَعْمَهُونَ} تامّ {إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ} مفهوم عند بعضهم {يَجْهَلُونَ}
حسن، وكذا: غرورا {يَفْتَرُونَ} كاف {مُقْتَرِفُونَ} حسن {مُفَصَّلًا} صالح {مِنَ الْمُمْتَرِينَ} حسن {وَعَدْلًا} كاف {لِكَلِمََاتِهِ} صالح {الْعَلِيمُ} تامّ {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} حسن {إِلََّا يَخْرُصُونَ} تامّ {عَنْ سَبِيلِهِ} كاف، وكذا: {بِالْمُهْتَدِينَ}، و {مُؤْمِنِينَ}
{مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} حسن، وكذا: بغير علم وبالمعتدين {وَبََاطِنَهُ} تام، وكذا:
يقترفون، و: لفسق {لِيُجََادِلُوكُمْ} كاف {لَمُشْرِكُونَ} تامّ {بِخََارِجٍ مِنْهََا} كاف {يَعْمَلُونَ} حسن، وكذا: ليمكروا فيها {وَمََا يَشْعُرُونَ} كاف {رُسُلُ اللََّهِ} تام رسالاته حسن. وقال أبو عمرو: كاف {يَمْكُرُونَ} حسن {لِلْإِسْلََامِ} كاف، وكذا: {فِي السَّمََاءِ}، و {لََا يُؤْمِنُونَ}. {مُسْتَقِيماً} حسن {يَذَّكَّرُونَ} تامّ. وقال أبو عمرو:(1/283)
المعنى، فهو أنزل من التام، فلا يقطع عنه {مِنَ الْإِنْسِ} الأول حسن، ومثله:
أجلت لنا. وفي السجاوندي: يسكت على: قال، ثم يبتدئ: بقوّة الصوت:
النار إشارة إلى أن النار مبتدأ بعد القول، وليست فاعلة بقال إيماء لأنه واقف واصل، وإن قال منفصل عما بعده لفظا {إِلََّا مََا شََاءَ اللََّهُ} كاف {عَلِيمٌ}
تامّ، وكذا: يكسبون، ومعنى {نُوَلِّي} نسلط بعضهم على بعض حتى ننتقم من الجميع، وكذلك ظلمة الجنّ على ظلمة الإنس. وقيل نكل بعضهم إلى بعض فيما يختارونه من الكفر كما نكلهم غدا إلى رؤسائهم الذين لا يقدرون على تخليصهم من العذاب، أي: كما نفعل ذلك في الآخرة كذلك نفعل بهم في الدنيا، وهذا أولى، قاله النكزاوي {هََذََا} حسن، ومثله: على أنفسنا {الْحَيََاةُ الدُّنْيََا} جائز {كََافِرِينَ} تامّ، ومثله: غافلون، وكذا:
درجات مما عملوا، على قراءة: تعملون بالفوقية، لأنه استئناف خطاب على معنى: قل لهم يا محمد، وليس بوقف على قراءته بالتحتية حملا على ما قبله من الغيبة لتعلقه بما قبله، وهو {وَلِكُلٍّ دَرَجََاتٌ مِمََّا عَمِلُوا} فلا يفصل بعضه من بعض تعملون تامّ على القراءتين {ذُو الرَّحْمَةِ} حسن {آخَرِينَ}
تامّ {لَآتٍ} حسن، وقيل كاف.
كاف {عِنْدَ رَبِّهِمْ} مفهوم {يَعْمَلُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: إنما يوقف عليه إن قرئ ويوم نحشرهم بالنون لأنه استئناف وإخبار من الله تعالى بلفظ الجمع للتعظيم فهو منقطع عما قبله، وأما على قراءة من قرأه بالياء فلا يوقف عليه، لأن ذلك إخبار عن الله المتقدّم في قوله: وهو وليهم، فهو متعلق به فلا يقطع عنه {مِنَ الْإِنْسِ} كاف، وكذا: أجلت لنا، و: ما شاء الله {حَكِيمٌ عَلِيمٌ} حسن {يَكْسِبُونَ} تامّ {يَوْمِكُمْ هََذََا} كاف {عَلى ََ أَنْفُسِنََا} حسن {كََافِرِينَ} تامّ، وكذا: غافلون {مِمََّا عَمِلُوا} كاف. وقال أبو عمرو: إنما يوقف عليه على قراءة عما تعملون بالتاء الفوقية لأنه استئناف، وأما على قراءته بالتحتية فلا يوقف عليه، لأن ما(1/284)
اتفق علماء الرسم على أن «إنّ ما» كلمتان: إن كلمة، وما كلمة في هذا المحل، وليس في القرآن غيره {بِمُعْجِزِينَ} تامّ {إِنِّي عََامِلٌ} حسن، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها الكلام، لأنها لتأكيد الواقع {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}
كاف إن جعلت من مبتدأ والخبر محذوف، تقديره: من له عاقبة الدار فله جزاء الحسنى، وليس بوقف إن جعلت من في موضع نصب، لأن من للاستفهام ووقوع تعلمون على الجملة الاستفهامية، أي: فسوف تعلمون أيكم تكون له عاقبة الدار، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {عََاقِبَةُ الدََّارِ} حسن {الظََّالِمُونَ} تامّ {نَصِيباً} حسن {بِزَعْمِهِمْ} جائز، ومثله: {لِشُرَكََائِنََا}، وكذا: فلا يصل إلى الله، للفصل بين الجملتين المتضادّتين {إِلى ََ شُرَكََائِهِمْ}
حسن {مََا يَحْكُمُونَ} كاف، ومثله: دينهم {مََا فَعَلُوهُ} جائز {يَفْتَرُونَ} كاف، وكذا: {حِجْرٌ}، ومثله: {افْتِرََاءً عَلَيْهِ} {يَفْتَرُونَ} كاف {عَلى ََ أَزْوََاجِنََا} حسن للابتداء بالشرط {شُرَكََاءُ} كاف، ومثله: وصفهم {حَكِيمٌ عَلِيمٌ} تامّ {عَلَى اللََّهِ} حسن {أُكُلُهُ} تامّ عند نافع وخولف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله {وَغَيْرَ مُتَشََابِهٍ} كاف {حَصََادِهِ} حسن {وَلََا تُسْرِفُوا} أحسن {الْمُسْرِفِينَ} كاف، على استئناف ما بعده، وإن عطف على جنات، أي: وأنشأ من الأنعام حمولة وفرشا كان جائزا لكونه رأس آية، ومثل هذا يقال في {مُبِينٌ} لأن، {ثَمََانِيَةَ} منصوب بإضمار أنشأ، كأنه قال: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنََّاتٍ مَعْرُوشََاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشََاتٍ} و {مِنَ الْأَنْعََامِ ثَمََانِيَةَ}
بعده متعلق بما قبله وهو: {وَلِكُلٍّ دَرَجََاتٌ مِمََّا عَمِلُوا}. عما تعملون تامّ، وكذا آخرين {لَآتٍ} صالح {بِمُعْجِزِينَ} تامّ {إِنِّي عََامِلٌ} صالح {عََاقِبَةُ الدََّارِ} جائز {لََا يُفْلِحُ الظََّالِمُونَ} حسن {نَصِيباً} جائز، وكذا: بزعمهم، ولشركائنا {إِلى ََ شُرَكََائِهِمْ} حسن، وكذا: {مََا يَحْكُمُونَ} {دِينَهُمْ} كاف {مََا فَعَلُوهُ} صالح {وَمََا يَفْتَرُونَ} حسن {حِجْرٌ} كاف، وكذا: {افْتِرََاءً عَلَيْهِ} {يَفْتَرُونَ} حسن {شُرَكََاءُ}(1/285)
{أَزْوََاجٍ}، {حَمُولَةً وَفَرْشاً} جائز عند نافع {خُطُوََاتِ الشَّيْطََانِ} كاف {مُبِينٌ} حسن إن نصب، ثمانية بالعطف على معمول، أنشأ، أو نصب بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب بدلا من، حمولة، أو مما رزقكم الله لتعلق ما بعده بما قبله {وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} جائز، لأن ما بعده استئناف أمر من الله تعالى، ومثله: أم الأنثيين، إن كان حرّم الذكور، فكل ذكر حرام، وإن كان حرّم الإناث، فكل أنثى حرام، واحتج عليهم بهذا لأنهم أحلوا ما ولد حيّا ذكر للذكور وحرّموه على الإناث، وكذا إن قالوا: الأنثيان، وكانوا يحرّمون أيضا الوصيلة وأخاها على الرجال والنساء، وإن قالوا حرّم: ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين، فكل مولود منها حرام، وكلها مولود، فكلها إذن حرام، فتخصيص التحريم للبعض دون البعض تحكم، فمن أين جاء هذا التحريم {أَرْحََامُ الْأُنْثَيَيْنِ} جائز، لأن: أم الأنثيين منصوب بأنشأ {صََادِقِينَ} حسن، أي: إن الله حرّم ذلك {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ} جائز أيضا، وكذا الأنثيين، ومثله: أرحام الأنثيين {إِذْ وَصََّاكُمُ اللََّهُ بِهََذََا} كاف فإنه لم يأتكم بني به ولستم تؤمنون بكتاب، فهل شهدتم الله حرّم هذا. وقيل لا وقف من قوله:
{ثَمََانِيَةَ أَزْوََاجٍ} إلى قوله: {إِذْ وَصََّاكُمُ اللََّهُ بِهََذََا}، لأن ذلك كله داخل في قوله: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدََاءَ} أي: على تحريم ذلك، لأنه لو جاء التحريم بسبب الذكور لحرّم جميع الذكور، ولو جاء التحريم بسبب الإناث لحرّم جميع الإناث، ولو جاء بسبب اشتمال الرّحم عليه لحرّم الكل.
كاف، وكذا: وصفهم {حَكِيمٌ عَلِيمٌ} تامّ {عَلَى اللََّهِ} حسن {مُهْتَدِينَ} تامّ {مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ} مفهوم {مُتَشََابِهٍ} كاف، وكذا: يوم حصاده، وكذا: ولا تسرفوا {الْمُسْرِفِينَ} حسن {حَمُولَةً وَفَرْشاً} صالح {خُطُوََاتِ الشَّيْطََانِ} كاف {مُبِينٌ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا إن نصب {ثَمََانِيَةَ أَزْوََاجٍ} بالعطف على معمول أنشأ أو بإضمار كلوا. فإن نصب بدلا من حمولة، أو: مما رزقكم الله فليس ذلك وقفا(1/286)
اتفق علماء الرسم على أن ما كان من الاستفهام فيه ألفان أو ثلاثة، نحو {آلذَّكَرَيْنِ} و {أَإِلََهٌ مَعَ اللََّهِ} * فهو بألف واحدة اكتفاء بها كراهة اجتماع صورتين متفقتين {بِغَيْرِ عِلْمٍ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {يَطْعَمُهُ} جائز: إن جعل الاستئناف منقطعا، لأن المستثنى منه ذات، والمستثنى معنى، وذلك لا يجوز، وكذا لا يجوز إن جعل مفعولا من أجله، والعامل فيه أهلّ مقدّما عليه، نظيره في تقديم المفعول من أجله على عامله، قوله: [الطويل] طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي وذو الشيب يلعب
فاسم يكون ضمير مذكر يعود على: محرّما، أي: إلا أن يكون المحرّم ميتة وليس بوقف إن جعل الاستثناء متصلا: أو إلا أن يكون ميتة وإلا دما مسفوحا وإلا لحم خنزير {رِجْسٌ} ليس بوقف، لأن قوله: أو فسقا مقدّم في المعنى، كأنه قال: إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو فسقا، فهو منصوب عطفا على خبر يكون، أي: إلا أن يكون فسقا، أو نصب على محل المستثنى، وقيل وقف إن نصب فسقا بفعل مضمر تقديره، أو: يكون فسقا، وقرأ ابن عامر: إلا أن تكون ميتة بالتأنيث ورفع ميتة، فتكون تامّة، ويجوز أن تكون ناقصة والخبر محذوف، أي: إلا أن تكون تلك ميتة {أُهِلَّ لِغَيْرِ اللََّهِ بِهِ} حسن {رَحِيمٌ} كاف {ظُفُرٍ} حسن، وهو للإبل والنعام، وعند أهل اللغة: أن ذا الظفر من الطير: ما كان ذا مخلب، وقوله:
{شُحُومَهُمََا} قال ابن جريج: هو كل شحم لم يكن مختلطا بعظم ولا على عظم، وهذا أولى لعموم الآية، وللحديث المسند عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
لتعلق ما بعده بما قبله {إِذْ وَصََّاكُمُ اللََّهُ بِهََذََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {بِغَيْرِ عِلْمٍ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {طََاعِمٍ يَطْعَمُهُ} جائز: عند بعضهم {إِلََّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} حسن، عند بعضهم {فَإِنَّهُ رِجْسٌ} حسن، وكذا: لغير الله به، و: رحيم(1/287)
«قاتل الله اليهود حرّمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» إلا ما حملت ظهورهما، أي: إلا شحوم الجنب وما علق بالظهر فإنها لم تحرّم عليهم {أَوِ الْحَوََايََا} واحدتها حاوية بتخفيف الياء، وحوية بتشديد الياء:
هي ما تحوّى من البطن، أي: ما استدار منها {بِعَظْمٍ} حسن، ومثله:
ببغيهم {لَصََادِقُونَ} تامّ، أي: حرّمنا عليهم هذه الأشياء لأنهم كذبوا، فقالوا: لم يحرّمها الله علينا، وإنما حرّمها إسرائيل على نفسه فاتبعناه {وََاسِعَةٍ} كاف {الْمُجْرِمِينَ} تامّ {مِنْ شَيْءٍ} حسن، ومثله: بأسنا، وكذا: فتخرجوه لنا {تَخْرُصُونَ} تامّ {الْحُجَّةُ الْبََالِغَةُ} حسن للابتداء:
بالمشيئة {أَجْمَعِينَ} كاف {هََذََا} حسن، ومثله: معهم، وكذا: بالآخرة على استئناف ما بعده وقطعه عما قبله، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {يَعْدِلُونَ} تامّ، أي: يجعلون له عديلا وشريكا {مََا حَرَّمَ رَبُّكُمْ} حسن، ثم يبتدئ: عليكم أن لا تشركوا على سبيل الإغراء، أي: الزموا نفي الإشراك وإغراء المخاطب فصيح، نقله ابن الأنباري. وأما إغراء الغائب فضعيف، والوقف على: عليكم جائز إن جعل موضع أن رفعا مستأنفا تقديره. هو أن لا تشركوا، أو نصبا، أي: وحرّم عليكم أن لا تشركوا، ولا زائدة، ومعناه: حرم عليكم الإشراك، وليس بوقف إن علق عليكم بحرّم، وهو اختيار البصريين، أو علق: باتل، وهو اختيار الكوفيين، فهو من باب الإعمال، فالبصريون يعملون الثاني، والكوفيون يعملون الأول، وكذا إن جعلت أن بدلا من ما، أو جعلت أن بمعنى: لئلا تشركوا، أو بأن لا تشركوا لتعلق الثاني بالأول {شَيْئاً} حسن، ومثله: إحسانا على استئناف
{الْمُجْرِمِينَ} تامّ {مِنْ شَيْءٍ} كاف، وكذا: بأسنا {فَتُخْرِجُوهُ لَنََا} حسن {إِلََّا تَخْرُصُونَ} تامّ، وكذا: أجمعين {هََذََا} كاف {فَلََا تَشْهَدْ مَعَهُمْ} حسن {بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} تامّ {وَبِالْوََالِدَيْنِ إِحْسََاناً} حسن {مِنْ إِمْلََاقٍ} صالح {وَإِيََّاهُمْ} كاف،(1/288)
النهي بعده، أي: وأحسنوا بالوالدين إحسانا، فإحسانا مصدر بمعنى الأمر {مِنْ إِمْلََاقٍ} جائز {وَإِيََّاهُمْ} كاف، ومثله: وما بطن، للفصل بين الحكمين، وكذا: بالحق {تَعْقِلُونَ} كاف {أَشُدَّهُ} حسن، ومثله: بالقسط على استئناف ما بعده للفصل بين الحكمين وليس بوقف إن جعل ما بعده حالا، أي: أوفوا غير مكلفين {إِلََّا وُسْعَهََا} جائز، ولا يوقف على: فاعدلوا، لأن قوله: {وَلَوْ كََانَ} مبالغة فيما قبله بالأمر بالعدل {وَلَوْ كََانَ ذََا قُرْبى ََ}
جائز {أَوْفُوا} كاف، لأنه آخر جواب إذا {تَذَكَّرُونَ} تامّ: على قراءة حمزة والكسائي: وإن هذا بكسر همزة إن وتشديد النون، ويؤيدها قراءة الأعمش و {هََذََا صِرََاطِي} بدون إنّ، وجائز على قراءة من فتح الهمزة وشدّد أن، وبها قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وعاصم، وكذا على قراءة ابن عامر، ويعقوب {وَأَنَّ هََذََا} بفتح الهمزة وإسكان النون، وعلى قراءتهما تكون أن معطوفة على: {أَلََّا تُشْرِكُوا}، فلا يوقف على: {تَعْقِلُونَ}، وجائز أيضا على قراءة ابن عامر غير أنه يحرّك الياء من: صراطي، وإن عطفتها على: أتل ما حرم، أي: وأتل عليكم أن هذا، فلا يوقف على ما قبله إلى قوله:
{فَاتَّبِعُوهُ} والوقف على {فَاتَّبِعُوهُ} حسن، ومثله: عن سبيله {تَتَّقُونَ}
كاف {وَرَحْمَةً} ليس بوقف، لأنه لا يبدأ بحرف الترجي {يُؤْمِنُونَ} تامّ {فَاتَّبِعُوهُ} حسن {تُرْحَمُونَ} جائز، وما بعده متعلق بما قبله، أي:
فاتبعوه لئلا تقولوا، لأن أن منصوبة بالإنزال، كأنه قال: وهذا كتاب أنزلناه
وكذا: ما بطن، وبالحق {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} حسن {حَتََّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} صالح {بِالْقِسْطِ} كاف {إِلََّا وُسْعَهََا} صالح {ذََا قُرْبى ََ} مفهوم {وَبِعَهْدِ اللََّهِ أَوْفُوا}
كاف {تَذَكَّرُونَ} حسن، وقال أبو عمرو: تام، وهذا على قراءة وإن هذا بكسر الهمزة. أما على قراءة فتحها فليس ذلك وقفا {فَاتَّبِعُوهُ} حسن {عَنْ سَبِيلِهِ}
كاف، وكذا: {تَتَّقُونَ} {يُؤْمِنُونَ} حسن {فَاتَّبِعُوهُ} كاف {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(1/289)
لئلا تقولوا إنما أنزل {مِنْ قَبْلِنََا} جائز {لَغََافِلِينَ} ليس بوقف لعطف، أو تقولوا على: أن تقولوا، ومن حيث كونها رأس آية يجوز {وَرَحْمَةٌ} حسن.
وقيل كاف للابتداء بالاستفهام {وَصَدَفَ عَنْهََا} كاف {يَصْدِفُونَ} تامّ للابتداء بالاستفهام {آيََاتِ رَبِّكَ} الأولى حسن، ويوم منصوب بلا ينفع، وإيمانها فاعل ينفع واجب تأخيره لعود الضمير على المفعول، نحو: ضرب زيد غلامه، ونحو: {وَإِذِ ابْتَلى ََ إِبْرََاهِيمَ رَبُّهُ} {خَيْراً} كاف {مُنْتَظِرُونَ} تامّ {فِي شَيْءٍ} كاف {يَفْعَلُونَ} تامّ للابتداء بالشرط {أَمْثََالِهََا} كاف:
على القراءتين، أعني تنوين عشر، ورفع: أمثالها، أو بالإضافة {إِلََّا مِثْلَهََا}
حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الفريقين، ولا يوقف: على أمثالها، لأن العطف يصير الشيئين كالشيء الواحد {يُظْلَمُونَ} تامّ {مُسْتَقِيمٍ} جائز إن نصب دينا بإضمار فعل تقديره: هداني دينا قيما، أو على أنه مصدر على المعنى، أي: هداني هداية دين قيم، أو نصب على الإغراء، أي: الزموا دينا، وليس بوقف إن جعل بدلا من محل {إِلى ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ} لأن: هدى تارة يتعدى بإلى، كقوله {إِلى ََ صِرََاطٍ} وتارة بنفسه إلى مفعول ثان، كقوله: {وَهَدَيْنََاهُمَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ} {حَنِيفاً} كاف، للابتداء بالنفي {الْمُشْرِكِينَ} تامّ {الْعََالَمِينَ}
حسن {لََا شَرِيكَ لَهُ} أحسن منه لانتهاء التنزيه {وَبِذََلِكَ أُمِرْتُ} أحسن منهما {أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} تامّ {كُلِّ شَيْءٍ} حسن {إِلََّا عَلَيْهََا} كاف
جائز: وليس بحسن وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله {أَهْدى ََ مِنْهُمْ} صالح {وَرَحْمَةٌ} كاف {وَصَدَفَ عَنْهََا} حسن، وكذا: بما كانوا يصدفون. وقال أبو عمرو فيه: تامّ {بَعْضُ آيََاتِ رَبِّكَ} كاف {فِي إِيمََانِهََا خَيْراً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مُنْتَظِرُونَ} تامّ {فِي شَيْءٍ} كاف {يَفْعَلُونَ} تامّ {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثََالِهََا} كاف {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ {صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ} صالح {حَنِيفاً} كاف {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ(1/290)
{وِزْرَ أُخْرى ََ} حسن، لأن ثم لترتيب الأخبار مع اتّحاد المقصود {تَخْتَلِفُونَ} تامّ: هو من الوقوف المنصوص عليها، ولعل إسقاط شيخ الإسلام له سبق قلم، أو أنه تبع فيه الأصل الذي اختصره {فِي مََا آتََاكُمْ}
كاف {سَرِيعُ الْعِقََابِ} جائز، فصلا بين التحذير والتبشير، وارتضاه بعضهم فرقا بين الفريقين المقابلين، ولا يخلط أحدهما بالآخر وقال أبو حاتم السجستاني: لا أقف على سريع العقاب حتى أقول: وإنه لغفور رحيم، ومثله: ما في سورة الأعراف، لأن الكلام مقرون بالأول، وهو بمنزلة قوله:
{نَبِّئْ عِبََادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذََابِي هُوَ الْعَذََابُ الْأَلِيمُ} فإن الثاني مقرون بالأول ومحمول عليه فلا يوقف على أحدهما حتى يؤتى بالثاني، هذا ما ذهب إليه أبو حاتم السجستاني، ووافقه على ذلك يحيى بن نصير الشهير بالنحوي، رحم الله الجميع وجزاهما الله أحسن الجزاء، آخر السورة تام.
اتفق علماء الرسم على قطع: في ما أوحي، في وحدها، وما وحدها، وفي ما آتاكم، في وحدها، وما وحدها كما مرّ التنبيه عليه.
{لِلََّهِ رَبِّ الْعََالَمِينَ} حسن {لََا شَرِيكَ لَهُ} كاف، وكذا: وبذلك أمرت {أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} تامّ {رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {إِلََّا عَلَيْهََا} كاف {وِزْرَ أُخْرى ََ} صالح. {فِي مََا آتََاكُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، ولا وقف على:
سريع العقاب، بل على غفور {رَحِيمٌ}، آخر السورة للمقارنة بينهما، ومثله قوله في الأعراف: لسريع العقاب.(1/291)
سورة الأعراف مكية (1)
إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان أو الخمس آيات، إلى قوله: وإذ نتقنا الجبل فمدني، وهي مائتان وخمس آيات في البصري والشامي، وست في المدني والمكي والكوفي، اختلافهم في خمس آيات المص عدّها الكوفي مخلصين له الدين، عدّها البصري والشامي كما بدأكم تعودون، عدّها الكوفي، ضعفا من النار عدّها المدنيان والمكي الحسنى على بني إسرائيل، الثالث عدّها المدنيان، وكلهم عدّ بني إسرائيل الأول والثاني ولم يعدّوا الرابع ولا قوله: من الجنّ والإنس. وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: فدلاهما بغرور، ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين، وخرّ موسى صعقا، عذابا شديدا، وكلمها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وثلاثمائة وعشرة أحرف {المص} تقدّم أن في الحروف التي في فواتح السور الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجه والجرّ من وجه، فالرفع كونها مبتدأ والخبر فيم بعدها أو خبر مبتدإ محذوف، والنصب كونها مفعولا لفعل محذوف، والجرّ على إضمار حرف القسم أو هي قسم. فعلى أنها مبتدأ أو خبر مبتدأ أو مفعول فعل محذوف، فالوقف عليها كاف، وإن جعل كتاب خبر مبتدأ محذوف
سورة الأعراف مكية إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان، أو الخمس آيات فمدني {المص} تقدم
__________
(1) وهي مائتان وست في الكوفي والحجازي، وخمس في الباقي والخلاف في خمس آيات:
{المص} (1) كوفي. {تَعُودُونَ} (29) كوفي. {لَهُ الدِّينَ} (29) بصري وشامي.
{ضِعْفاً مِنَ النََّارِ} (38) حجازي. {الْحُسْنى ََ عَلى ََ بَنِي إِسْرََائِيلَ} حجازي. «التلخيص» (265)، «جمال القراء» (1/ 22).(1/292)
تقديره هذا كتاب كان الوقف على: المص تاما، وإن جعل في موضع جرّ على القسم والجواب محذوف جاز الوقف عليها، وليس بوقف إن جعل قسما وما بعده جوابه، والتقدير وهذه الحروف إنّ هذا الكتاب يا محمد هو ما وعدت به، وحينئذ فلا يوقف على المص، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة، وأن لها محلا من الإعراب {كِتََابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} جائز، لأن كتاب خبر مبتدإ محذوف، وأنزل جملة في موضع رفع صفة لكتاب، أي: كتاب موصوف بالإنزال إليك {حَرَجٌ مِنْهُ} كاف، إن علقت لام كي بفعل مقدّر، أي: أنزلناه إليك لتنذر به وليس بوقف إن علقت بأنزل {لِتُنْذِرَ بِهِ} حسن، إن جعل ما بعده مستأنفا خبر مبتدإ محذوف، أي: وهو ذكرى للمؤمنين وحذف مفعول لتنذر، أي: لتنذر الكافرين، ليس بوقف إن عطفت، وذكرى على كتاب لتعلق اللام بأنزل أو عطفته على لتنذر، أي: وتذكرهم {وَذِكْرى ََ لِلْمُؤْمِنِينَ} تامّ إن جعل الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد أمّته، وليس بوقف إن جعل الخطاب للأمّة وحدها، لأنه يكون الإنذار بمعنى القول، أي لتقول يا محمد اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مِنْ رَبِّكُمْ} جائز {أَوْلِيََاءَ}
كاف. وقال أبو حاتم: تام {تَذَكَّرُونَ} تامّ {قََائِلُونَ} كاف. وقيل: تام {ظََالِمِينَ} كاف، ومثله: المرسلين. وقيل ليس بكاف لعطف {فَلَنَقُصَّنَّ}
على {فَلَنَسْئَلَنَّ} {بِعِلْمٍ} أكفى منهما {غََائِبِينَ} تامّ {الْحَقُّ} حسن.
الكلام عليه في سورة البقرة {كِتََابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} صالح {حَرَجٌ مِنْهُ} كاف {لِتُنْذِرَ بِهِ} صالح إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وإن جعل معطوفا على قوله: لتنذر فليس بوقف {لِلْمُؤْمِنِينَ} تامّ {مِنْ رَبِّكُمْ} جائز {أَوْلِيََاءَ} كاف {تَذَكَّرُونَ}
حسن. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ {قََائِلُونَ} كاف، وكذا: ظالمين، والمرسلين {بِعِلْمٍ}
صالح {غََائِبِينَ} حسن، وكذا: الحق {الْمُفْلِحُونَ} كاف {يَظْلِمُونَ} تامّ(1/293)
وقيل: كاف، للابتداء بالشرط {الْمُفْلِحُونَ} كاف {يَظْلِمُونَ} تامّ {مَعََايِشَ} كاف، وقيل: تامّ، ومعايش جمع معيشة فلا يهمز، لأن ياءه أصلية عين الكلمة غير زائدة ولا منقلبة. وأما الهمز في بضائع ورسائل فمنقلب عن ألف، وفي عجائز عن واو {تَشْكُرُونَ} تامّ {ثُمَّ صَوَّرْنََاكُمْ}
جائز، ومثله: لآدم، والوصل أوضح لعطف الماضي على فعل الأمر بفاء التعقيب {إِلََّا إِبْلِيسَ} جائز {مِنَ السََّاجِدِينَ} كاف {إِذْ أَمَرْتُكَ}
حسن: لما فيه من الفصل بين السؤال والجواب، وذلك أن الفعل الذي بعده جواب إلا أن الفاء حذفت منه وما استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبر ما، أي: أيّ شيء منعك من السجود، أو أن لا تسجد، أو ما الذي دعاك أن لا تسجد {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} جائز {مِنْ طِينٍ} كاف، ومثله: من الصاغرين، ويبعثون، والمنظرين {الْمُسْتَقِيمَ} جائز {وَعَنْ شَمََائِلِهِمْ} كاف، عند العباس بن الفضل، وقال غيره: ليس بكاف لاتصال ما بعده به. قاله النكزاوي {شََاكِرِينَ} كاف {مَدْحُوراً} تامّ، عند نافع وأبي حاتم على أن اللام التي بعده لام الابتداء، ومن موصولة، ولأملأن جواب قسم محذوف بعد من {تَبِعَكَ} لسد جواب القسم مسدّه وذلك القسم المحذوف جوابه في موضع خبر من الموصولة {أَجْمَعِينَ} كاف {مِنْ حَيْثُ شِئْتُمََا} جائز {الظََّالِمِينَ}
كاف {مِنْ سَوْآتِهِمََا} جائز. وقيل: كاف {الْخََالِدِينَ} كاف {النََّاصِحِينَ} حسن. وقيل: ليس بوقف للعطف {بِغُرُورٍ} أحسن مما قبله
{مَعََايِشَ} كاف {تَشْكُرُونَ} تامّ {لِآدَمَ} كاف {مِنَ السََّاجِدِينَ} تامّ {إِذْ أَمَرْتُكَ} كاف {مِنْ طِينٍ} صالح {مِنَ الصََّاغِرِينَ} كاف، وكذا: يبعثون، ومن المنظرين {الْمُسْتَقِيمَ} صالح {وَعَنْ شَمََائِلِهِمْ} كاف {شََاكِرِينَ} حسن، وكذا:
مدحورا {أَجْمَعِينَ} تامّ {مِنْ حَيْثُ شِئْتُمََا} مفهوم {مِنَ الظََّالِمِينَ} كاف {مِنْ سَوْآتِهِمََا} صالح {مِنَ الْخََالِدِينَ} كاف {لَمِنَ النََّاصِحِينَ} صالح {بِغُرُورٍ} كاف،(1/294)
{مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} كاف، لأنه آخر جواب لما {مُبِينٌ} حسن {أَنْفُسَنََا}
صالح. وقيل: ليس بوقف لأن ما بعده متصل به {مِنَ الْخََاسِرِينَ} كاف {اهْبِطُوا} حسن. وقال الأخفش تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره {لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير في اهبطوا، أي: اهبطوا متباغضين {عَدُوٌّ} كاف {إِلى ََ حِينٍ}
تامّ، ومثله: تخرجون {وَرِيشاً} كاف، على قراءة {وَلِبََاسُ التَّقْوى ََ} بالرفع خبر مبتدإ محذوف، وبها قرأ حمزة وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفا على لباسا، أي: أنزلنا لباسا وأنزلنا لباس التقوى، وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي {ذََلِكَ خَيْرٌ} كاف، على القراءتين، أي:
لباس التقوى خير من الثياب، لأن الفاجر وإن ليس الثياب الفاخرة فهو دنس.
وقيل: لباس التقوى الحياء {مِنْ آيََاتِ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن ما بعده حرف ترجّ، وهو لا يبدأ به {يَذَّكَّرُونَ} تامّ {مِنَ الْجَنَّةِ} ليس بوقف، لأن ينزع حال من الضمير في الشيطان لتسببه في ذلك {سَوْآتِهِمََا} كاف. وقال أبو حاتم: تامّ للابتداء بعده بأنه، وليس بوقف على قراءة عيسى بن عمر أنه بفتح الهمزة، والتقدير لأنه {مِنْ حَيْثُ لََا تَرَوْنَهُمْ} تامّ {لََا يُؤْمِنُونَ} كاف {أَمَرَنََا بِهََا} حسن، وجه حسنه أنه فاصل بين الاعتقادين، إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقا لحصول العلم، وقولهم والله أمرنا بها افتراء عليه تعالى، إذ كل كائن مراد لله تعالى وإن لم يكن مرضيّا له ولا آمرا به، وما ليس بكائن
وكذا: من ورق الجنة {عَدُوٌّ مُبِينٌ} حسن {ظَلَمْنََا أَنْفُسَنََا} صالح {مِنَ الْخََاسِرِينَ}
تامّ {اهْبِطُوا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عَدُوٌّ} كاف {إِلى ََ حِينٍ} حسن {تُخْرَجُونَ} تامّ {وَرِيشاً} حسن: على قراءة {وَلِبََاسُ التَّقْوى ََ} بالرفع مبتدأ، وليس بوقف على قراءة {ذََلِكَ} بالنصب عطفا على لباسا {ذََلِكَ خَيْرٌ} حسن {يَذَّكَّرُونَ} تامّ {سَوْآتِهِمََا} كاف {لََا تَرَوْنَهُمْ} تام {لََا يُؤْمِنُونَ} كاف {أَمَرَنََا}(1/295)
ليس بمراد له تعالى. إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس ووزيريه أبوي جهل ولهب، إذ هم مكلفون بالإيمان نظرا للحالة الراهنة لقدرتهم ظاهرا وإن كانوا عاجزين عنه باطنا لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون، إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه، فامتنع وجود الإيمان منه، وإذا كان وجود الإيمان ممتنعا فلا تتعلق الإرادة به لأنها تخصيص أحد الشيئين بالفعل أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد {بِالْفَحْشََاءِ} أحسن مما قبله. وقال نافع: تامّ {مََا لََا تَعْلَمُونَ} كاف، وكذا: بالقسط {كُلِّ مَسْجِدٍ} جائز، ومثله: له الدين على أن الكاف في محل نصب نعت المصدر محذوف تقديره تعودون عودا مثل ما بدأكم، وتامّ إن نصب فريقا بهدى أو جعلت الجملتان مستأنفتين، وليس بوقف إن نصبتا حالين من فاعل تعودون، أي: تعودون فريقا مهديا، وفريقا حاقا عليه الضلالة. والوقف حينئذ على الضلالة. ويدل لهذا ما في مصحف أبيّ بن كعب: كما بدأكم تعودون فريقين فريقا هدى. وفريق حق عليهم الضلالة، فنصب فريقا الثاني بإضمار فعل يفسره ما بعده، أي: وأضلّ فريقا، فهو من باب الاشتغال، وروى عن محمد بن كعب القرظي أنه قال في هذه الآية يختم للمرء بما بدئ به، ألا ترى أن السحرة كانوا كفارا. ثم ختم لهم بالسعادة، وأن إبليس كان مع الملائكة مؤمنا ثم عاد إلى ما بدئ به، فعلى هذه التأويلات لا يوقف على تعودون، قاله النكزاوي {الضَّلََالَةُ} حسن {مِنْ}
{بِهََا} حسن {بِالْفَحْشََاءِ} كاف {مََا لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {بِالْقِسْطِ} كاف {كُلِّ مَسْجِدٍ} صالح {تَعُودُونَ} حسن، وكذا: الضلالة {مِنْ دُونِ اللََّهِ} جائز {مُهْتَدُونَ} تامّ {وَاشْرَبُوا} كاف، وكذا: ولا تسرفوا {الْمُسْرِفِينَ} تامّ {مِنَ الرِّزْقِ} كاف {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف عند بعضهم على قراءة رفع: خالصة، وليس بوقف على قراءة نصبها {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لِقَوْمٍ}(1/296)
{دُونِ اللََّهِ} جائز {مُهْتَدُونَ} تامّ {مَسْجِدٍ} جائز {وَاشْرَبُوا} حسن {وَلََا تُسْرِفُوا} أحسن مما قبله {الْمُسْرِفِينَ} تامّ {مِنَ الرِّزْقِ} حسن، وكذا: في الحياة الدنيا على قراءة نافع خالصة بالرفع استئنافا خبر مبتدإ محذوف تقديره هي خالصة للمؤمنين يوم القيامة أو الرفع خبر بعد خبر، والخبر الأول هو للذين آمنوا والتقدير قل الطيبات مستقرّة للذين آمنوا في الحياة الدنيا وهي خالصة لهم يوم القيامة، وإن كانوا في الدنيا تشاركهم الكفار فيها، وليس بوقف على قراءة باقي السبعة بالنصب على المحل من الضمير المستكنّ في الجار والمجرور، الواقع خبرا لهي، والتقدير قل هي مستقرّة للذين آمنوا في حال خلوصها لهم يوم القيامة و {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن {يَعْلَمُونَ} كاف، ولا وقف من قوله: قل إنما حرّم ربي إلى ما لا تعلمون، فلا يوقف على ولا على: بغير الحق، ولا على: سلطانا لا تساق الكلام بعضه ببعض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد {مََا لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {أَجَلٌ} جائز {أَجَلُهُمْ} ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت {وَلََا يَسْتَقْدِمُونَ} تامّ، لانتهاء الشرط بجوابه {آيََاتِي} ليس بوقف، لأن الفاء في جواب إن الشرطية في قوله: إمّا يأتينكم {عَلَيْهِمْ} جائز {يَحْزَنُونَ} تامّ {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز: {خََالِدُونَ}، تامّ {بِآيََاتِهِ} حسن، وكاف عند أبي حاتم {مِنَ الْكِتََابِ} حسن، وتامّ: عند نافع {يَتَوَفَّوْنَهُمْ} ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن {عَنََّا} جائز {كََافِرِينَ} تامّ {فِي النََّارِ} كاف {لَعَنَتْ أُخْتَهََا} حسن {جَمِيعاً} ليس بوقف لأن قالت
{يَعْلَمُونَ} تامّ {مََا لََا تَعْلَمُونَ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {أَجَلٌ} صالح {وَلََا يَسْتَقْدِمُونَ} تامّ {عَلَيْهِمْ} جائز {يَحْزَنُونَ} تامّ {أَصْحََابُ النََّارِ} مفهوم {خََالِدُونَ} حسن {بِآيََاتِهِ} كاف، وكذا: من الكتاب {مِنْ دُونِ اللََّهِ} صالح {كََافِرِينَ} تامّ {فِي النََّارِ} كاف {لَعَنَتْ أُخْتَهََا} صالح {مِنَ النََّارِ} كاف {لََا}(1/297)
جواب إذا فلا يفصل بينهما بالوقف {ضِعْفاً مِنَ النََّارِ} حسن {لََا تَعْلَمُونَ} كاف {مِنْ فَضْلٍ} حسن {تَكْسِبُونَ} تامّ. ولا وقف إلى قوله:
في سمّ الخياط، فلا يوقف على عنها، ولا على أبواب السماء {فِي سَمِّ الْخِيََاطِ} حسن، والكاف نعت لمصدر محذوف، أي: مثل ذلك الجزاء نجزي {نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} كاف {غَوََاشٍ} حسن، {الظََّالِمِينَ} تامّ {إِلََّا وُسْعَهََا}
جائز، إن جعلت جملة {لََا نُكَلِّفُ} خبر والذين آمنوا، وليس بوقف إن جعلت جملة أولئك الخبر، وتكون جملة لا نكلف اعتراضا بين المبتدأ والخبر، وفائدة الاعتراض تنبيه الكفار على أن الجنة مع عظم محلها يوصل إليها بالعمل اليسير من غير مشقة {أَصْحََابُ الْجَنَّةِ} جائز {خََالِدُونَ} كاف {مِنْ غِلٍّ} جائز، على استئناف ما بعده، قيل إن أهل الجنة إذا سيقوا إليها وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من واحدة منهما فينزع ما في صدورهم من غلّ، فهو الشراب الطهور، ويشربون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلن يسغبوا ولن يشحنوا بعدها أبدا اه كواشي {الْأَنْهََارُ} حسن، وقيل كاف {لِهََذََا} كاف على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، حسن على قراءة من قرأه بلا واو، وجوابه لولا الجملة قبلها، وهو وما كنا لنهتدي، أي: من ذوات أنفسنا {لَوْلََا أَنْ هَدََانَا اللََّهُ} فأن وما في حيزها في محل رفع بالابتداء والخبر محذوف، وجواب لولا مدلول عليه بقوله: وما كنا لنهتدي، وقرأ الجماعة «وما كنا» بواو وهو كذا في مصاحف الأمصار وفيها وجهان: أظهرهما أنها واو الاستئناف والجملة بعدها مستأنفة، والثاني
{تَعْلَمُونَ} حسن {مِنْ فَضْلٍ} كاف {تَكْسِبُونَ} تامّ {سَمِّ الْخِيََاطِ} كاف {الْمُجْرِمِينَ} حسن {غَوََاشٍ} صالح {الظََّالِمِينَ} تامّ، وكذا: خالدون، ويجوز الوقف على وسعها، إن جعل خبر المبتدأ، وإن وقف على أصحاب الجنة كان مفهوما {مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهََارُ} كاف {هَدََانََا لِهََذََا} كاف، على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، وحسن على(1/298)
أنها حالية، وقرأ ابن عامر {مََا كُنََّا لِنَهْتَدِيَ} بدون واو، والجملة محتملة الاستئناف والحال وهي في مصحف الشاميين كذا، فقد قرأ كل بما في مصحفه اه. سمين {لَوْلََا أَنْ هَدََانَا اللََّهُ} حسن، ومثل: بالحق {تَعْمَلُونَ}
تامّ {حَقًّا} كاف، لأنه آخر الاستفهام {قََالُوا نَعَمْ} أكفى منه {الظََّالِمِينَ}
كاف، وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فكاف إن جعل الذين في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله أو بدلا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {عِوَجاً} جائز، ومثله: {كََافِرُونَ} من حيث كونه رأس آية يجوز {حِجََابٌ} كاف {بِسِيمََاهُمْ} حسن، وقيل كاف {أَنْ سَلََامٌ عَلَيْكُمْ} حسن، وقيل الوقف لم يدخلوها، ثم يبتدئ وهم يطمعون، أي: في دخولها، فقوله: وهم يطمعون مستأنف غير متصل بالنفي، لأن أصحاب الأعراف قالوا لأهل الجنة قبل أن يدخلوها سلام عليكم، أي: سلمتم من الآفات لأنهم قد عرفوهم بسيما أهل الجنة، فيكون المعنى على هذا لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها، فيكون النفي واقعا على الدخول لا على الطمع. وهذا أولى، وإن جعلت النفي واقعا على الطمع لم يجز الوقف على لم يدخلوها، وكذلك أنك تريد لم يدخلوها طامعين، وإنما دخلوها في غير طمع، فيكون النفي منقولا من الدخول إلى الطمع، أي:
دخلوها وهم لا يطمعون كما تقول ما ضربت زيدا، وعنده أحد معناه ضربت
قراءة من قرأه بلا واو {بِالْحَقِّ} حسن {تَعْمَلُونَ} تامّ {حَقًّا} كاف {قََالُوا نَعَمْ}
أكفى منه {عَلَى الظََّالِمِينَ} جائز وقيل كاف {وَبَيْنَهُمََا حِجََابٌ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {بِسِيمََاهُمْ} حسن، وكذا: أن سلام عليكم، ويطمعون. قال بعضهم، وكذا: لم يدخلوها {مَعَ الْقَوْمِ الظََّالِمِينَ} تامّ، وكذا: تستكبرون، وبرحمة {تَحْزَنُونَ} تامّ {مِمََّا رَزَقَكُمُ اللََّهُ} كاف {عَلَى الْكََافِرِينَ} تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره(1/299)
زيدا وليس عنده أحد، والأوّل أولى عند الأكثر {يَطْمَعُونَ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ: بسيماهم ليس بوقف لأن ما بعده نعت رجالا {تَسْتَكْبِرُونَ} تامّ {بِرَحْمَةٍ} حسن، لتناهي الاستفهام والإقسام وكلام الملائكة قد انقطع. قال الله لهم ادخلوا الجنة فحسنه باعتبارين. فإن نظرت إلى الانقطاع من حيث الجملة كان تامّا، وإن نظرت إلى التعلق من حيث المعنى كان حسنا، وقيل ليس بوقف لأن أهل الأعراف قالوا لأهل النار {مََا أَغْنى ََ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمََا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} فأقسم أهل النار أن أهل الأعراف لا يدخلون الجنة، فقال الله تعالى: {أَهََؤُلََاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لََا يَنََالُهُمُ اللََّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لََا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلََا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} فعلى هذا لا يوقف على برحمة للفصل بين الحكاية والمحكي عنه عن كلام الملائكة وكلام أهل النار أو كلام الله تعالى، والحكاية والمحكي كالشيء الواحد اه نكزاوي مع زيادة للإيضاح يحزنون تامّ {وَنََادى ََ أَصْحََابُ النََّارِ أَصْحََابَ الْجَنَّةِ}
ليس بوقف لأن قوله: أن أفيضوا منصوب بأن المصدرية أو المفسرة {مِمََّا رَزَقَكُمُ اللََّهُ} حسن، وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع على أنه مبتدأ وخبره {فَالْيَوْمَ نَنْسََاهُمْ} والوقف {عَلَى الْكََافِرِينَ}
حينئذ تامّ، ومثله: إن رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للكافرين أو بدلا منهم أو عطف بيان {الْحَيََاةُ الدُّنْيََا} حسن {هََذََا} ليس بوقف لأن وما كانوا معطوف على ما في {كَمََا نَسُوا} وما فيهما مصدرية والتقدير كنسيانهم وكونهم جحده بآيات الله: أي فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا كانوا بآياتنا يجحدون، أي: بجحدهم لآياتنا {يَجْحَدُونَ} تامّ {يُؤْمِنُونَ} كاف، ومثله: إلا تأويله، لأن يوم منصوب بما
{فَالْيَوْمَ نَنْسََاهُمْ} وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للكافرين بل الوقف على الحياة الدنيا، وهو كاف {يَجْحَدُونَ} تامّ {يُؤْمِنُونَ} حسن، وقال أبو عمرو: تامّ {إِلََّا}(1/300)
بعده وهو يقول فلذلك انفصل مما قبله، والجملة بعد يوم في تقدير مصدر، أي: يوم إتيان تأويله {بِالْحَقِّ} حسن، ومثله: كنا نعمل {أَنْفُسَهُمْ} جائز {يَفْتَرُونَ} تامّ {عَلَى الْعَرْشِ} حسن {حَثِيثاً} أحسن مما قبله على قراءة ما بعده بالرفع مستأنفا منقطعا عما قبله على الابتداء والخبر، وبها قرأ ابن عامر هنا، وفي النحل برفع الشمس وما عطف عليهما ورفع مسخرات، ووافقه حفص عن عاصم في النحل خاصة على رفع {وَالنُّجُومَ مُسَخَّرََاتٍ} وليس بوقف على قراءة الباقين بالنصب في الموضعين عطفا على السموات، لأن ما بعدها معطوف على ما قبله، ومسخرات حال من هذه المفاعيل {بِأَمْرِهِ}
حسن، وقيل كاف على القراءتين {أَلََا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} كاف {رَبُّ الْعََالَمِينَ} تامّ {وَخُفْيَةً} كاف {الْمُعْتَدِينَ} تامّ، أي: في الدعاء بأن يدعو الشخص وهو متلبس بالكبر أو بالجهر والصياح، وفي الحديث «لستم تدعون أصمّ ولا غائبا، إنما تدعون سميعا قريبا» {وَطَمَعاً} كاف {الْمُحْسِنِينَ} تامّ {رَحْمَتِهِ} جائز {مِنْ كُلِّ الثَّمَرََاتِ} حسن، والكاف في ذلك نعت لمصدر محذوف، أي: تخرج الموتى إخراجا كإخراجنا هذه الثمرات {تَذَكَّرُونَ} تامّ {بِإِذْنِ رَبِّهِ} كاف، على استئناف ما بعده {إِلََّا نَكِداً}
حسن، والنكد في اللغة النزر القليل. قال مجاهد: يعني أن في بني آدم الطيب والخبيث {يَشْكُرُونَ} تامّ {اعْبُدُوا اللََّهَ} حسن غيره، أحسن منه
{تَأْوِيلَهُ} كاف {كُنََّا نَعْمَلُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {أَنْفُسَهُمْ} جائز {يَفْتَرُونَ} تامّ {حَثِيثاً} حسن: على قراءة ما بعده بالرفع على الابتداء والخبر، وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفا على السموات {بِأَمْرِهِ} حسن. وكذا: ألا له الخلق والأمر {الْعََالَمِينَ} تامّ {وَخُفْيَةً} كاف {الْمُعْتَدِينَ} تامّ {وَطَمَعاً} كاف {مِنَ الْمُحْسِنِينَ} تامّ {رَحْمَتِهِ} صالح {مِنْ كُلِّ الثَّمَرََاتِ} حسن {تَذَكَّرُونَ} تامّ {بِإِذْنِ رَبِّهِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {إِلََّا نَكِداً} كاف {يَشْكُرُونَ} تامّ {غَيْرُهُ} كاف، وكذا: {عَظِيمٍ}، و {مُبِينٍ} {الْعََالَمِينَ} حسن، وكذا: ما لا تعلمون،(1/301)
على القراءتين جرّه نعتا له على اللفظ ورفعه نعتا له على المحل {عَظِيمٍ}
كاف، ومثله: مبين، وكذا العالمين على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع رفع نعت رسول للفصل بين النعت والمنعوت {مََا لََا تَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: ترحمون {فِي الْفُلْكِ} جائز {بِآيََاتِنََا} كاف {عَمِينَ} تامّ: لأنه آخر القصة {هُوداً} حسن، ومثله: اعبدوا الله {غَيْرُهُ} كاف، ومثله: {تَتَّقُونَ}، وكذا: {الْكََاذِبِينَ}. {الْعََالَمِينَ} أحسن، وقيل كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل رفع نعت رسول {رِسََالََاتِ رَبِّي} جائز {أَمِينٌ} كاف للاستئناف الإنكاري التوبيخي {لِيُنْذِرَكُمْ} حسن، ومثله: بسطة {تُفْلِحُونَ} كاف {آبََاؤُنََا}
جائز {مِنَ الصََّادِقِينَ} كاف، ومثله: وغضب، وكذا: من سلطان، لأنه آخر الاستفهام {فَانْتَظِرُوا} حسن {الْمُنْتَظِرِينَ} كاف {بِرَحْمَةٍ مِنََّا} جائز، ومثله {بِآيََاتِنََا}. {مُؤْمِنِينَ} تامّ، لأنه آخر القصة {صََالِحاً} جائز، ومثله:
اعبدوا الله {غَيْرُهُ} كاف، ومثله: من ربكم، وآية، وفي أرض الله {بِسُوءٍ} ليس بوقف لمكان الفاء {أَلِيمٌ} كاف، ولا وقف من قوله:
واذكروا، إلى: بيوتا، لا تساق ما بعده {بُيُوتاً} كاف {آلََاءَ اللََّهِ} جائز {مُفْسِدِينَ} كاف {مِنْ رَبِّهِ} جائز {مُؤْمِنُونَ} كاف ومثله: كافرون،
وترحمون. وقال أبو عمرو في الثلاثة: كاف {فِي الْفُلْكِ} صالح {بِآيََاتِنََا} كاف {عَمِينَ} تامّ {هُوداً} مفهوم {غَيْرُهُ} كاف {تَتَّقُونَ} تامّ {مِنَ الْكََاذِبِينَ} كاف {الْعََالَمِينَ} حسن، وكذا: ناصح أمين. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {لِيُنْذِرَكُمْ}
كاف. وكذا: بسطة {تُفْلِحُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {آبََاؤُنََا} صالح {مِنَ الصََّادِقِينَ} حسن، وكذا: وغضب {مِنْ سُلْطََانٍ} كاف {الْمُنْتَظِرِينَ} حسن {بِرَحْمَةٍ مِنََّا} صالح {مُؤْمِنِينَ} تامّ {صََالِحاً} مفهوم {غَيْرُهُ} كاف، وكذا: من ربكم، ولكم آية، وفي أرض الله {أَلِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {بُيُوتاً}
كاف {آلََاءَ اللََّهِ} صالح {مُفْسِدِينَ} تامّ {مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ} كاف {مُؤْمِنُونَ}(1/302)
ومثله: المرسلين {جََاثِمِينَ} كاف {وَنَصَحْتُ لَكُمْ} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {النََّاصِحِينَ} تامّ: لأنه آخر القصة، وانتصب لوطا بإضمار وأرسلنا {الْفََاحِشَةَ} جائز {الْعََالَمِينَ} حسن {مِنْ دُونِ النِّسََاءِ} جائز {مُسْرِفُونَ} كاف، ومثله: من قريتكم {يَتَطَهَّرُونَ} أكفى {الْغََابِرِينَ}
كاف {مَطَراً} جائز {الْمُجْرِمِينَ} تامّ {شُعَيْباً} جائز، ومثله: اعبدوا الله {غَيْرُهُ} كاف {مِنْ رَبِّكُمْ} جائز {وَالْمِيزََانَ} كاف، ومثله: أشياءهم، وكذا: بعد إصلاحها، ومؤمنين، وعوجا، وفكثركم {الْمُفْسِدِينَ} تامّ للابتداء بالشرط {لَمْ يُؤْمِنُوا} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو:
فاصبروا، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف {بَيْنَنََا} حسن {الْحََاكِمِينَ} تامّ، وفي قوله {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنََا} جواز إطلاق العود على من لم يتقدّم فعله، لأن الرسل لم تكن في ملتهم قبل، لأنهم لم يدخلوا في ملة أحد من الكفار، فالمراد بالعود الدخول، ومنه حديث «الجهنميين عادوا حمما» أي: صاروا، لأنهم كانوا حمما ثم عادوا حمما {فِي مِلَّتِنََا} حسن، ومثله: كارهين. وقيل ليس بوقف لبشاعة الابتداء بما بعده، وإذا كان محكيا عن السيد شعيب كان أشنع، ولكن الكلام معلق بشرط هو بعقبه، والتعليق بالشرط إعدام و {نَجََّانَا اللََّهُ مِنْهََا}، و {إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ رَبُّنََا}، و {كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً}، و {عَلَى اللََّهِ تَوَكَّلْنََا}، و {بَيْنَ قَوْمِنََا بِالْحَقِّ} كلها وقوف حسان
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {كََافِرُونَ} كاف، وكذا: من المرسلين {جََاثِمِينَ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {النََّاصِحِينَ} تامّ {الْفََاحِشَةَ} صالح، وكذا: من العالمين، {مُسْرِفُونَ} تامّ {مِنْ قَرْيَتِكُمْ} جائز {يَتَطَهَّرُونَ} كاف، وكذا: من الغابرين {مَطَراً} جائز {الْمُجْرِمِينَ} تامّ {شُعَيْباً} مفهوم {غَيْرُهُ} كاف {مِنْ رَبِّكُمْ} مفهوم {الْمِيزََانَ} صالح {أَشْيََاءَهُمْ} جائز {بَعْدَ إِصْلََاحِهََا} كاف {مُؤْمِنِينَ} حسن، وكذا: عوجا {فَكَثَّرَكُمْ} كاف {الْمُفْسِدِينَ} حسن {فَاصْبِرُوا} جائز {بَيْنَنََا} صالح {الْحََاكِمِينَ} تامّ {مِلَّتِنََا} كاف، وكذا: كارهين،(1/303)
{الْفََاتِحِينَ} تامّ {لَخََاسِرُونَ} كاف، ومثله: جاثمين، على استئناف ما بعده مبتدأ خبره: كأن لم يغنوا فيها، وليس بوقف إن جعل ما بعده نعتا لما قبله، أو بدلا من الضمير في أصبحوا أو حالا من فاعل كذبوا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} حسن. وقيل تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره {كََانُوا هُمُ الْخََاسِرِينَ}، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من الذين قبله {الْخََاسِرِينَ} كاف {وَنَصَحْتُ لَكُمْ} جائز، لأن كيف للتعجب فتصلح للابتداء، أي: فكيف أحزن على من لا يستحق أن يحزن عليه؟ {كََافِرِينَ} تامّ {يَضَّرَّعُونَ} كاف {حَتََّى عَفَوْا} جائز. وقال الأخفش: تامّ. قال أبو جعفر: وذلك غلط، لأن وقالوا معطوف على عفوا، إلا أنه من عطف الجمل المتغايرة المعنى {لََا يَشْعُرُونَ} كاف، ومثله:
يكسبون، وكذا: نائمون لمن حرّك الواو، وليس بوقف على قراءة من سكنها، وهو نافع، وابن عامر، وابن كثير، وقرأ الباقون بفتحها. ففي قراءة من سكن الواو جعل أو بجملتها حرف عطف ومعناه التقسيم، ومن فتح الواو جعلها للعطف ودخلت عليها همزة الاستفهام مقدمة عليها، لأن الاستفهام له صدر الكلام وإن كانت بعدها تقديرا عند الجمهور {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} كاف، ومثله: مكر الله {الْخََاسِرُونَ} تامّ للاستفهام بعده {بِذُنُوبِهِمْ} جائز، للفصل بين الماضي والمستقبل، فإن نطبع: منقطع عما قبله، لأن أصبناهم ماض ونطبع مستقبل.
وقال الفراء: تام، لأن {نَطْبَعُ عَلى ََ قُلُوبِهِمْ} ليس داخلا في جواب لو، ويدل عليه ذلك قوله: فهم لا يسمعون. والوقف على {لََا يَسْمَعُونَ}
ونجانا الله منها {رَبُّنََا} حسن، وكذا: كل شيء علما، وتوكلنا {الْفََاتِحِينَ} تامّ {لَخََاسِرُونَ} كاف {جََاثِمِينَ} حسن {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} حسن، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره {كََانُوا هُمُ الْخََاسِرِينَ} وصالح إن جعل ذلك بدلا من الذين كفروا {الْخََاسِرِينَ} كاف {قَوْمٍ كََافِرِينَ} تامّ {يَضَّرَّعُونَ} كاف {حَتََّى عَفَوْا} صالح {لََا يَشْعُرُونَ} حسن، وكذا: يكسبون {نََائِمُونَ} كاف وكذا: يلعبون، و: أفأمنوا(1/304)
تامّ {مِنْ أَنْبََائِهََا} حسن. ومثله: بالبينات لعطف الجملتين المختلفتين، لأن ضمير {فَمََا كََانُوا لِيُؤْمِنُوا} لأهل مكة، وضمير {جََاءَتْهُمْ} للأمم السابقة مع أن الفاء توجب الاتصال، وكذا: من قبل {الْكََافِرِينَ} كاف للابتداء بالنفي، ومثله: من عهد {لَفََاسِقِينَ} تامّ، وثم وردت لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها لأنها جاءت أول قصة أخرى {فَظَلَمُوا بِهََا} حسن، للفصل بين الماضي والمستقبل مع العطف بالفاء {الْمُفْسِدِينَ} تامّ {الْعََالَمِينَ} حسن، ورأس آية.
كل ما في كتاب الله من ذكر أن لا، فهو بغير نون إلا في عشرة مواضع فهو بنون: منها: حقيق على أن لا أقول، والوقف على {حَقِيقٌ} أحسن على قراءة نافع علىّ بتشديد ياء المتكلم على أن الكلام تمّ عند قوله: حقيق، لأن حقيق نعت رسول، أي: رسول حقيق من ربّ العالمين أرسلت، وعلى هذا لا يوصف على العالمين، لأن حقيق صفة رسول، أو خبر بعد خبر، وليس حقيق وقفا إن جعلت: أن لا أقول أن وصلتها مبتدأ وحقيق خبرا، أو حقيق مبتدأ وأن لا أقول خبرا، أو أن لا أقول فاعل بحقيق، وهذا أعذب الوجوه لوضوحه لفظا ومعنى، وقرأ العامة على حرف جرّ مجردا من ياء المتكلم {إِلَّا الْحَقَّ}
حسن {مِنْ رَبِّكُمْ} جائز {بَنِي إِسْرََائِيلَ} كاف: ورأس آية {الصََّادِقِينَ}
حسن {مُبِينٌ} جائز {لِلنََّاظِرِينَ} حسن، ومثله: لساحر عليم، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله {مِنْ أَرْضِكُمْ} حسن: إن جعل {فَمََا ذََا تَأْمُرُونَ} من كلام فرعون. ويؤيد كونه
مكر الله {الْقَوْمُ الْخََاسِرُونَ} تامّ {بِذُنُوبِهِمْ} صالح {لََا يَسْمَعُونَ} تامّ {مِنْ أَنْبََائِهََا} حسن {مِنْ قَبْلُ} كاف {الْكََافِرِينَ} حسن {مِنْ عَهْدٍ} كاف، وكذا:
لفاسقين {فَظَلَمُوا بِهََا} صالح {الْمُفْسِدِينَ} تامّ {رَبِّ الْعََالَمِينَ} حسن، وكذا: إلا الحق {بَنِي إِسْرََائِيلَ} كاف، وكذا: الصادقين {مُبِينٌ} صالح {لِلنََّاظِرِينَ} حسن {مِنْ أَرْضِكُمْ} كاف، إن جعل {فَمََا ذََا تَأْمُرُونَ} من كلام فرعون وما قبله حكاية(1/305)
من كلامه {قََالُوا أَرْجِهْ} و {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} فهو قول الملإ، وليس بوقف إن جعل من كلام الملإ وخاطبوا فرعون وحده بقولهم تأمرون تعظيما له كما تخاطب الملوك بصيغة الجمع، أو قالوا ذلك له ولأصحابه، ويجوز أن تكون ماذا كلها اسما واحدا مفعولا ثانيا لتأمرون والمفعول الأول محذوف وهو ياء المتكلم، والتقدير: بأيّ شيء تأمرونني. ويجوز أن تكون ما وحدها استفهاما مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي خبر عنها، وتأمرون صلة ذا، ومفعول تأمرون محذوف، وهو ضمير المتكلم، والثاني الضمير العائد على الموصول، والتقدير: فأيّ شيء تأمروننيه، أي: تأمرونني به {تَأْمُرُونَ} كاف {حََاشِرِينَ} رأس آية وليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ، ولا يوقف على: حاشرين، لأن قوله: يأتوك جواب قوله: وأرسل، فلا يفصل بين الأمر وجوابه {سََاحِرٍ عَلِيمٍ} كاف، ومثله: نحن الغالبين {قََالَ نَعَمْ} جائز {الْمُقَرَّبِينَ} حسن {الْمُلْقِينَ} كاف {قََالَ أَلْقُوا} حسن، ومثله:
واسترهبوهم {بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} تامّ {عَصََاكَ} جائز عند بعضهم، وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده يفسر ما قبله {مََا يَأْفِكُونَ} كاف، ومثله: يعملون، وصاغرين، وساجدين، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده حالا من فاعل انقلبوا {الْعََالَمِينَ} ليس بوقف، لأن ما بعده بدل مما قبله {رَبِّ مُوسى ََ وَهََارُونَ} تامّ، وقدم موسى هنا على هارون وإن كان هارون أسنّ منه لكبره في الرتبة، أو لأنه هنا وقع فاصلة كما قدم هارون على موسى في طه لوقوعه فاصلة، ومات هارون قبل موسى بثلاث سنين {قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ}
عن الملأ، وليس بوقف إن جعل ذلك حكاية عن الملأ {تَأْمُرُونَ} كاف {حََاشِرِينَ}
رأس آية، وليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ {سََاحِرٍ عَلِيمٍ} حسن {الْغََالِبِينَ} كاف من {الْمُقَرَّبِينَ} حسن {الْمُلْقِينَ} كاف {بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} تامّ {عَصََاكَ} صالح {يَأْفِكُونَ} كاف، وكذا: يعملون، وصاغرين {سََاجِدِينَ} صالح(1/306)
كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول {أَهْلَهََا} جائز، على أن اللام في قوله: {لِتُخْرِجُوا مِنْهََا أَهْلَهََا} من صفة مكرتموه. ومن جعلها متعلقة بمحذوف تقديره، فعلتم ذلك لتخرجوا وقف على المدينة. وقال نافع: تامّ {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: أجمعين، وكذا: منقلبون {لَمََّا جََاءَتْنََا} حسن {صَبْراً} جائز {مُسْلِمِينَ} تام {فِي الْأَرْضِ} جائز، إن نصب {وَيَذَرَكَ} عطفا على جواب الاستفهام، وهو {لِيُفْسِدُوا} بإضمار أن والمعنى أنى يكون الجمع بين تركك موسى وقومه للإفساد وبين تركهم إياك وعبادة آلهتك، أي: إن هذا مما لا يمكن، وليس قصد الملأ بذلك زندقة فرعون على موسى وقومه، وليس بوقف إن قرئ بالرفع على أنذر، كما يروى عن الحسن أنه كان يقرأ {وَيَذَرَكَ} بالرفع، وكذا إن نصب عطفا على ما قبله، أو جعل جملة في موضع الحال، فلأهل العربية في إعراب ويذرك خمسة أوجه انظرها إن شئت {وَآلِهَتَكَ} حسن، ومثله: نساءهم {قََاهِرُونَ} تامّ {وَاصْبِرُوا} كاف، للابتداء بإن {مِنْ عِبََادِهِ} حسن {لِلْمُتَّقِينَ} كاف {مََا جِئْتَنََا} حسن {فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن بعده فاء السببية {تَعْمَلُونَ} تامّ {يَذَّكَّرُونَ} كاف {لَنََا هََذِهِ} حسن، والمراد بالحسنة: العفاية والرفاء، والسيئة: البلاء والعقوبة {وَمَنْ مَعَهُ} كاف {عِنْدَ اللََّهِ} الأولى وصله {لََا يَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: بمؤمنين ومفصلات، وقوما مجرمين، ومن وقف على: ادع لنا ربك وابتدأ بما عهد عندك وجعل الباء حرف
{رَبِّ مُوسى ََ وَهََارُونَ} تامّ {قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} كاف {أَهْلَهََا} صالح {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} كاف، وكذا: أجمعين، ومنقلبون {جََاءَتْنََا} حسن {صَبْراً} كاف {مُسْلِمِينَ} تامّ {وَآلِهَتَكَ} حسن {قََاهِرُونَ} تامّ {وَاصْبِرُوا} حسن {مِنْ عِبََادِهِ} كاف {لِلْمُتَّقِينَ} حسن {مََا جِئْتَنََا} كاف {كَيْفَ تَعْمَلُونَ} تامّ {يَذَّكَّرُونَ} كاف {لَنََا هََذِهِ} صالح {وَمَنْ مَعَهُ} تامّ، كذا: {لََا يَعْلَمُونَ}. {بِمُؤْمِنِينَ}(1/307)
قسم، فقد تعسف وأخطأ، لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ذكرت الباء لا بدّ من الإتيان بالفعل معها بخلاف الواو {بِمََا عَهِدَ عِنْدَكَ} جائز {بَنِي إِسْرََائِيلَ} حسن، ورأس آية أيضا {يَنْكُثُونَ} كاف {فَانْتَقَمْنََا مِنْهُمْ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده نفس الانتقام {غََافِلِينَ} كاف {يُسْتَضْعَفُونَ} ليس بوقف، لأن مشارق الأرض منصوب على أنه مفعول ثان لأورثنا. قال السجستاني: نصبوا مشارق بأورثنا، ولم ينصبوها بالظرف، ولم يريدوا في مشارق الأرض وفي مغاربها. قال أبو بكر بن الأنباري: فإنكاره النصب على الظرفية خطأ، لأن في مشارق ومغارب وجهين: أحدهما أنها منصوبة بأورثنا على غير معنى محل، وهو الذي يسميه الكسائي صفة، ويسميه الخليل ظرفا. والثاني أن تنصب التي بأورثنا وتنصب مشارق ومغارب على المحل، كأنك قلت: وأورثنا القوم الأرض التي باركنا فيها في مشارق الأرض ومغاربها، فلما حذف الجارّ نصبا، وإذا نصبت مشارق ومغارب بوقوع الفعل عليها على غير معنى المحل جعلت {الَّتِي بََارَكْنََا فِيهََا} نعت مشارق ومغارب وعليهما فلا يوقف على {يُسْتَضْعَفُونَ}
والوقف على {وَمَغََارِبَهَا} حسن، إن جعلت التي باركنا فيها منقطعا عما قبله. قال الأخفش، باركنا فيها هو تمام الكلام {بِمََا صَبَرُوا} كاف، ومثله:
يعرشون و {أَصْنََامٍ لَهُمْ}، و {كَمََا لَهُمْ آلِهَةٌ} كلها حسان {تَجْهَلُونَ}
كاف {مََا هُمْ فِيهِ} جائز {يَعْمَلُونَ} كاف، ومثله: العالمين على قراءة الجماعة غير ابن عامر في قوله: وإذ أنجيناكم بالنون على لفظ الجمع، لأن كلام موسى قد تم، وليس بوقف على قراءة ابن عامر: وإذ أنجاكم على لفظ الواحد
كاف، وكذا مفصلات {مُجْرِمِينَ} حسن {بَنِي إِسْرََائِيلَ} كاف، وكذا ينكثون {غََافِلِينَ} حسن {بََارَكْنََا فِيهََا} كاف، وكذا بما صبروا، ويعرشون، وعلى أصنام لهم {آلِهَةٌ} صالح {تَجْهَلُونَ} تامّ {مََا هُمْ فِيهِ} جائز، {مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ} حسن،(1/308)
الغائب لأن ما بعده متصل بكلام موسى وإخباره عن الله تعالى في قوله:
{أَغَيْرَ اللََّهِ أَبْغِيكُمْ إِلََهاً}، فهو مردود عليه فلا يقطع منه اه. نكزاوي {سُوءَ الْعَذََابِ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل بدلا من:
يسومونكم {نِسََاءَكُمْ} حسن {عَظِيمٌ} تامّ {أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} حسن {وَأَصْلِحْ} جائز على استئناف النهي، نهاه عن اتباع سبيلهم، وأمره إياه بالإصلاح على سبيل التأكيد لا لتوهم أنه يقع منه خلاف الإصلاح، لأن منصوب النبوّة منزه عن ذلك {الْمُفْسِدِينَ} تامّ، و: كلمه ربه: ليس بوقف، لأن قال جواب لما {إِلَيْكَ} حسن، ومثله: لن تراني. ومثله: إلى الجبل للابتداء بالشرط مع الفاء، ومثله: فسوف تراني، وصعقا، قرأ الأخوان: دكاء بالمدّ بوزن حمراء، والباقون دكا بالقصر والتنوين {أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {وَبِكَلََامِي} جائز {الشََّاكِرِينَ} كاف {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بما قبله أو أبدل منه أو نصب على المفعول من أجله، أي: كتبنا له تلك الأشياء للاتعاظ والتفصيل {لِكُلِّ شَيْءٍ} حسن، ومثله: بأحسنها الفاسقين تامّ {بِغَيْرِ الْحَقِّ} كاف، للابتداء بالشرط {لََا يُؤْمِنُوا بِهََا} كاف، للابتداء بالشرط أيضا {سَبِيلًا} حسن {يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} كاف {غََافِلِينَ} تامّ {أَعْمََالُهُمْ} حسن {يَعْمَلُونَ}
تامّ {لَهُ خُوََارٌ} حسن، ومثله: سبيلا لئلا تصير الجملة صفة سبيلا، فإن الهاء ضمير العجل، وكذا ظالمين. وقال أبو جعفر فيهما: تامّ {قَدْ ضَلُّوا} ليس
وكذا على العالمين {سُوءَ الْعَذََابِ} كاف، وكذا: نساءكم {عَظِيمٌ} حسن {أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} كاف {الْمُفْسِدِينَ} تامّ {أَنْظُرْ إِلَيْكَ} كاف، وكذا: فسوف تراني {إِلَى الْجَبَلِ} مفهوم {صَعِقاً} كاف {أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {وَبِكَلََامِي} صالح {مِنَ الشََّاكِرِينَ} كاف {لِكُلِّ شَيْءٍ} صالح {بِأَحْسَنِهََا} كاف {الْفََاسِقِينَ}
حسن {بِغَيْرِ الْحَقِّ} كاف {لََا يُؤْمِنُوا بِهََا} صالح، وكذا: لا يتخذوه سبيلا {يَتَّخِذُوهُ}(1/309)
بوقف، لأن قالوا بعده جواب لما {الْخََاسِرِينَ} كاف {أَسِفاً} ليس بوقف، لأن قال جواب لما، ورسموا بئسما موصولة كلمة واحدة باتفاق، وتقدم الكلام على ذلك {مِنْ بَعْدِي} كاف، للابتداء بالاستفهام، ومثله: أمر ربكم {يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} حسن، اتفق علماء الرسم على رسم {ابْنَ أُمَّ} ابن كلمة وأمّ كلمة على إرادة الاتصال، ويأتي الكلام على التي في طه {يَقْتُلُونَنِي} جائز، ووصله أحسن، لأن الفاء في جواب شرط مقدّر، أي: إذا هموا بقتلي فلا تشمتهم بضربي {الظََّالِمِينَ} تامّ {فِي رَحْمَتِكَ} حسن {الرََّاحِمِينَ} تامّ {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف. وقيل: تامّ إن جعل، إن الذين اتخذوا العجل وما بعده من كلام موسى، وهو أشبه بسياق الكلام. وقوله: في الحياة الدنيا آخر كلامه. ثم قال تعالى: {وَكَذََلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} ولا يبلغ درجة التمام إن جعل ذلك من كلام الله تعالى إخبارا عما ينال عباد العجل، ومخاطبة لموسى بما ينالهم. ويدلّ عليه قوله: وكذلك نجزي المفترين، وعلى هذا لم يتمّ الوقف علي قوله في الحياة الدنيا، ولكنه كاف {الْمُفْتَرِينَ} تامّ {وَآمَنُوا} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {الْغَضَبُ} ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت، وهو قوله:
أخذ الألواح فلا يفصل بينهما بالوقف {الْأَلْوََاحَ} حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل: وفي نسختها جملة في محل نصب حالا من الألواح أو من ضمير موسى {يَرْهَبُونَ} كاف، وقيل: تامّ {لِمِيقََاتِنََا} حسن {وَإِيََّايَ} كاف، ومثله السفهاء منا {إِنْ هِيَ إِلََّا فِتْنَتُكَ} جائز، لأن الجملة لا توصف بها المعرفة: ولا عامل يجعلها حالا. قاله السجاوندي {وَتَهْدِي مَنْ}
{سَبِيلًا} كاف {غََافِلِينَ} تامّ {أَعْمََالُهُمْ} حسن، وكذا: يعملون {لَهُ خُوََارٌ} كاف {سَبِيلًا} حسن، وكذا: ظالمين، و: من الخاسرين {مِنْ بَعْدِي} كاف، وكذا: أمر ربكم، و: يجرّه إليه {يَقْتُلُونَنِي} صالح {الظََّالِمِينَ} تامّ {فِي رَحْمَتِكَ} صالح {الرََّاحِمِينَ} تامّ {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف {الْمُفْتَرِينَ} تامّ، وكذا: رحيم(1/310)
{تَشََاءُ} حسن، ومثله: وارحمنا {الْغََافِرِينَ} كاف {هُدْنََا إِلَيْكَ} حسن، ومثله: من أشاء للفصل بين الجملتين {كُلَّ شَيْءٍ} كاف في محل الذين بعد يؤمنون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجهين والجرّ من ثلاثة، فتامّ إن رفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر إما الجملة الفعلية من قوله: يأمرهم بالمعروف أو الجملة الاسمية، وكاف إن نصب الذين أو رفع على المدح وليس بوقف إن جرّ بدلا من الذين يتقون أو نعتا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {وَالْإِنْجِيلِ} كاف على استئناف ما بعده. وقيل: تامّ، لأن ما بعده يحتمل أن يكون خبر مبتدإ محذوف، أي: هو يأمرهم، وأن يكون نعتا لقوله: مكتوبا أو بدلا، أي:
يجدونه آمرا أو صلة للذي قائما مقام يجدونه كالبدل من تلك الجملة، أي:
الأمي الذي يأمرهم. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح، والأمي بضم الهمزة، وهي قراءة العامة نسبة إلى الأمّة أو إلى الأمّ، فهو مصدر لأمّ يؤمّ، أي: قصد يقصد. والمعنى أن هذا النبي مقصود لكل أحد، وفيه نظر، لأنه لو كان كذلك لقيل الأمي بفتح الهمزة، وقد يقال إنه من تغيير النسبة أو نسبة لأمّ القرى، وهي مكة. أول من أظهر الكتابة أبو سفيان بن أمية عم أبي سفيان بن حرب {كََانَتْ عَلَيْهِمْ} حسن {أُنْزِلَ مَعَهُ} ليس بوقف لأن أولئك خبر قوله: فالذين {الْمُفْلِحُونَ} تامّ {جَمِيعاً} حسن، إن رفع ما بعده أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ نعتا للجلالة أو بدلا منها. لكن فيه الفصل بين الصفة والموصوف بقوله: إليكم جميعا، وأجاز ذلك الزمخشري واستبعده أبو
{الْأَلْوََاحَ} كاف {يَرْهَبُونَ} حسن {لِمِيقََاتِنََا} صالح {وَإِيََّايَ} حسن، وكذا السفهاء منا {تُضِلُّ بِهََا مَنْ تَشََاءُ} صالح {وَتَهْدِي مَنْ تَشََاءُ} حسن {الْغََافِرِينَ}
كاف {إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ} حسن، وكذا: من أشاء {كُلَّ شَيْءٍ} كاف {يُؤْمِنُونَ}
حسن، إن نصب الذي بعده أو رفع على المدح، وصالح إن رفع بدلا من الذين قبله وإن(1/311)
البقاء {وَالْأَرْضِ} حسن، لأن الجملة بعده تصلح أن تكون مبتدأ أو حالا {يُحيِي وَيُمِيتُ} حسن {وَكَلِمََاتِهِ} جائز، للأمر بعده {تَهْتَدُونَ} تامّ {يَعْدِلُونَ} كاف {أُمَماً} حسن، وإن اتفقت الجملتان، لكن أوحينا عامل إذ استسقاه فلم يكن معطوفا على قطعنا، فإن تفريق الأسباط لم يكن في زمن الاستسقاء و {الْحَجَرَ}، و {عَيْناً}، و {مَشْرَبَهُمْ}، و {السَّلْوى ََ}، و {رَزَقْنََاكُمْ} كلها حسان {يَظْلِمُونَ} كاف {خَطِيئََاتِكُمْ} حسن {الْمُحْسِنِينَ} كاف {غَيْرَ الَّذِي قِيلَ} لهم ليس بوقف لمكان الفاء {يَظْلِمُونَ} كاف {شُرَّعاً} جائز {لََا تَأْتِيهِمْ} تامّ، على القول بعدم الإتيان بالكلية، فإنهم كانوا ينظرون إلى الحيتان في البحر يوم السبت، فلم يبق حوت إلا اجتمع فيه، فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تظهر إلى السبت المقبل.
فوسوس إليهم الشيطان وقال لهم: إن الله لم ينهكم عن الاصطياد وإنما نهاكم عن الأكل فاصطادوا. وقيل قال لهم: إنما نهيتم عن الأخذ، فاتخذوا حياضا على ساحل البحر فتأتي إليها الحيتان يوم السبت، فإذا كان يوم الأحد خذوها، ففعلوا ذلك ثم اعتدوا في السبت، فاصطادوا فيه وأكلوا وباعوا فمسخ الله شبانهم قردة ومشايخهم خنازير، فمكثوا ثلاثة أيام ثم هلكوا ولم يبق ممسوخ فوق ثلاثة أيام أبدا. وأما من قال إن الإتيان في غير يوم السبت كان أقل من يوم السبت، أو بطلب ونصب: لأن التشبيه من تمام الكلام، فالوقف على كذلك. قال مجاهد: حرمت عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت تأتيهم فيه شرّعا لأمنها ولا تأتيهم في غيره إلا أن يطلبوها. فقوله: كذلك، أي: تأتيهم شرعا. وهنا تمّ الكلام، ونبلوهم: مستأنف. ومحل الكاف نصب بالإتيان على
كان فيه فصل بين البدل والمبدل منه لطول الكلام {وَالْإِنْجِيلِ} كاف {كََانَتْ عَلَيْهِمْ} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {هُمُ الْمُفْلِحُونَ} تامّ، وكذا: والأرض {يُحيِي وَيُمِيتُ} كاف {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} حسن {يَعْدِلُونَ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {أَسْبََاطاً أُمَماً} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {الْحَجَرَ} كاف، وكذا: عشرة عينا،(1/312)
الحال، أي: لا تأتي مثل ذلك الإتيان أو الكاف صفة مصدر بعده محذوف، أي: نبلوهم بلاء كذلك، فالوقف على كذلك حسن فيهما أو تامّ {يَفْسُقُونَ} كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به {قَوْماً} ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لقوله: قوما كأنه قال لم تعظون قوما مهلكين {عَذََاباً شَدِيداً} حسن {يَتَّقُونَ} كاف، إن رفع معذرة على أنه مبتدأ محذوف، أي: قالوا موعظتنا معذرة، وقرأ حفص عن عاصم معذرة بالنصب بفعل مقدّر، أي: نعتذر معذرة، أو نصب بالقول، لأن المعذرة تتضمن كلاما، والمفرد المتضمن لكلام إذا وقع بدل القول نصب المفعول به: كقلت قصيدة وشعرا {يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} جائز {يَفْسُقُونَ} كاف، كل ما في كتاب الله من ذكر عما، فهو بغير نون بعد العين إلا هنا في قوله: عن ما نهوا عنه، فهو ينون كما ترى {خََاسِئِينَ} حسن وقيل: كاف {سُوءَ الْعَذََابِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لَسَرِيعُ الْعِقََابِ} جائز، ووصله أولى للجمع بين الصفتين ترغيبا وترهيبا كما تقدم {رَحِيمٌ} كاف، ومثله: أمما، ودون ذلك، ويرجعون {سَيُغْفَرُ لَنََا} جائز، يأخذوه، حسن {إِلَّا الْحَقَّ} كاف، ومثله: ما فيه، وكذا: يتقون، تعقلون، تام وإن جعل والذين يمسكون مبتدأ وليس بوقف إن عطف على قوله: إن الذين يتقون، فلا يوقف على يتقون. ولا على تعقلون، وإن جعل والذين مبتدأ وخبره {إِنََّا لََا نُضِيعُ} لم يوقف على قوله: {وَأَقََامُوا الصَّلََاةَ} لأنه لا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف، لأن المصلحين هم الذين يمسكون بالكتاب، وفي قوله: وأقاموا الصلاة إعادة المبتدإ بمعناه، والرابط بينهما
و {مَشْرَبَهُمْ}، و {السَّلْوى ََ}، و {مََا رَزَقْنََاكُمْ}، و {يَظْلِمُونَ}. {خَطِيئََاتِكُمْ} صالح. وقال أبو عمرو:
كاف {الْمُحْسِنِينَ} حسن {يَظْلِمُونَ} كاف {لََا تَأْتِيهِمْ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وزعم بعضهم أن الوقف على {كَذََلِكَ} تامّ {يَفْسُقُونَ} حسن {عَذََاباً شَدِيداً}
كاف {يَتَّقُونَ} حسن {يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} صالح {يَفْسُقُونَ} كاف، وكذا:(1/313)
العموم في المصلحين أو ضمير محذوف تقديره المصلحين منهم {الْمُصْلِحِينَ} تامّ {وََاقِعٌ بِهِمْ} حسن {تَتَّقُونَ} تامّ، إن علق إذ باذكر مقدرا مفعولا به، وإن عطف على ما أو على {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} لم يتم الكلام على ما قبله، واختلف في شهدنا هل هو من كلام الله أو من كلام الملائكة أو من كلام الذرية؟ فعلى أنه من كلام الملائكة وأن الذرية لما أجابوا ببلى قال الله للملائكة اشهدوا عليهم فقالت الملائكة شهدنا، فبلى آخر قصة الميثاق فاصلة بين السؤال والجواب، فالوقف على بلى تامّ لأنه لا تعلق له بما بعده، لا لفظا ولا معنى، وعلى أنه من كلام الذرية فالوقف على شهدنا، وأن متعلقة بمحذوف، أي:
فعلنا ذلك أن تقولوا يوم القيامة، فإذا لا يوقف على بلى لتعلق ما بعدها بما قبلها لفظا ومعنى، وقال ابن الأنباري: لا يوقف على بلى، ولا على شهدنا لتعلق أن بقوله: وأشهدهم، فالكلام متصل بعضه ببعض {غََافِلِينَ} ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله {مِنْ بَعْدِهِمْ} حسن، للابتداء بالاستفهام {الْمُبْطِلُونَ} كاف {يَرْجِعُونَ} تامّ {الْغََاوِينَ} كاف {وَاتَّبَعَ هَوََاهُ} حسن، وقيل كاف لأن ما بعده مبتدأ {أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} حسن، فهو لا يملك ترك اللهث {بِآيََاتِنََا} كاف {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ {مَثَلًا} جائز، إن جعل الفاعل مضمرا
خاسئين {سُوءَ الْعَذََابِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لَسَرِيعُ الْعِقََابِ} جائز {رَحِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {أُمَماً} كاف، وكذا: دون ذلك، و {يَرْجِعُونَ}
{سَيُغْفَرُ لَنََا} صالح {يَأْخُذُوهُ} حسن {إِلَّا الْحَقَّ} كاف {وَدَرَسُوا مََا فِيهِ} حسن {يَتَّقُونَ} كاف {تَعْقِلُونَ} تامّ. {الْمُصْلِحِينَ} كاف {وََاقِعٌ بِهِمْ} صالح {تَتَّقُونَ} تامّ {قََالُوا بَلى ََ شَهِدْنََا} منهم من قال الوقف على {بَلى ََ} فشهدنا من كلام الملائكة لما قال الله تعالى لذرّية آدم حين مسح ظهره وأخرجهم منه {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} {قََالُوا بَلى ََ} فأقرّوا له بالعبودية، فقال الله تعالى للملائكة اشهدوا، فقالوا:
شهدنا. وقيل: من كلام الله تعالى والملائكة. ومنهم من قال الوقف على {شَهِدْنََا}(1/314)
تقديره ساد مثلهم مثلا ويكون القوم خبر مبتدإ محذوف تقديره هم القوم، وليس بوقف إن جعل القوم فاعلا بساء لأنه لا يفصل بين الفعل والفاعل {يَظْلِمُونَ} تامّ {فَهُوَ الْمُهْتَدِي} حسن، بإثبات الياء وصلا ووقفا باتفاق القرّاء هنا خلافا لما في سورتي الكهف والإسراء. فإن أبا عمرو ونافعا يثبتانها وصلا والباقون يحذفونها فيهما وقفا ووصلا {الْخََاسِرُونَ} تامّ {وَالْإِنْسِ}
كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده موضع النعت لقوله: كثيرا {لََا يَسْمَعُونَ بِهََا} حسن {أَضَلُّ} كاف (غافلون) تامّ {فَادْعُوهُ بِهََا} كاف، ومثله: في أسمائه {يَعْمَلُونَ} تام، ومثله: يعدلون {لََا يَعْلَمُونَ} كاف، على استئناف ما بعده {وَأُمْلِي لَهُمْ} كاف، للابتداء بعده بأن {مَتِينٌ} {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا} أتمّ، للابتداء بعده بالنفي {مِنْ جِنَّةٍ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف للابتداء بعد النفي، والمعنى أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإنه منتف عنه بلا محالة، ولا يمكن لمن أمعن الفكر أن ينسب ذلك إليه {مُبِينٌ} تامّ {مِنْ شَيْءٍ} ليس بوقف، لأن {وَأَنْ عَسى ََ} متعلق بينظروا فهو في محل جرّ عطفا على ملكوت، أي: أو لم ينظروا في أن الأمر والشأن، عسى أن يكون، فإن يكون فاعل عسى، وهي حينئذ تامة لأنها متى رفعت إن وما في حيزها كانت تامة {أَجَلُهُمْ} كاف، للابتداء بالاستفهام، أي: إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فكيف يؤمنون بغيره {يُؤْمِنُونَ} تامّ، فلا هادي له، كاف، على قراءة ونذرهم
فشهدنا من كلام بني آدم، والوقف على التقديرين كاف. وقال ابن الأنباري: ليس شهدنا بوقف لتعلق أن بأشهدهم بتقدير كراهة أن تقولوا {غََافِلِينَ} لا يوقف عليه، لأن ما بعده معطوف على ما قبله {مِنْ بَعْدِهِمْ} حسن وكذا: المبطلون {يَرْجِعُونَ}
تامّ {الْغََاوِينَ} كاف {وَاتَّبَعَ هَوََاهُ} صالح {أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} كاف، وكذا: كذبوا بآياتنا {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ، وكذا: يظلمون، والخاسرون، فإن وقف على المهتدين، فصالح(1/315)
بالنون والرفع على الاستفهام، لأنه منقطع عنه، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع، وليس بوقف لمن قرأ ويذرهم بالياء والجزم لأنه معطوف على موضع الفاء، وذلك أن موضعها جزم لأنها جواب الشرط وجوابه مجزوم أنشد هشام:
[الكامل] أيّا صدقت فإنّني لك كاشح ... وعلى انتقاصك في الجباية أزددي
فجزم أزددي عطفا على محل الفاء، وأنشد الأخفش البصري:
دعني وأذهب جانبا ... يوما وأكفك جانبا
فجزم وأكفك عطفا على محل الفاء، وقرأ حمزة والكسائي {وَيَذَرُهُمْ}
بالياء والجزم، وقرأ عاصم وأبو عمرو: ويذرهم بالياء والرفع. فإن جعلته معطوفا على ما بعد الفاء لم يجز الوقف على ما قبله، وإن جعلته مستأنفا وقفت على ما قبله {يَعْمَهُونَ} تامّ {مُرْسََاهََا} حسن {عِنْدَ رَبِّي} جائز: لاختلاف الجملتين {إِلََّا هُوَ} كاف: عند أبي عمرو، وعند نافع تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن {إِلََّا بَغْتَةً} تامّ {حَفِيٌّ عَنْهََا} كاف، للأمر بعده، أي عالم ومعتن بها وبالسؤال عنها {قُلْ إِنَّمََا عِلْمُهََا عِنْدَ اللََّهِ} الأولى وصله للاستدراك بعده {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {مََا شََاءَ اللََّهُ} حسن، وقيل كاف {مِنَ الْخَيْرِ} ليس بوقف لعطف {وَمََا مَسَّنِيَ السُّوءُ} على جواب لو {وَمََا مَسَّنِيَ السُّوءُ} تامّ، إن فسر السوء بالجنون الذي نسبوه إليه فكان ابتداء بنفي بعد وقف، أي: ما بي
{مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} كاف، وكذا: لا يسمعون بها، و: بل هم أضلّ {هُمُ الْغََافِلُونَ}
تامّ {فَادْعُوهُ بِهََا} حسن وكذا: في أسمائه، ويعملون {وَبِهِ يَعْدِلُونَ} تامّ {لََا يَعْلَمُونَ} حسن، وكذا: وأملي لهم {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} تامّ، وكذا: أو لم يتفكروا {مِنْ جِنَّةٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مُبِينٌ} تامّ {قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} كاف {يُؤْمِنُونَ} تامّ {فَلََا هََادِيَ لَهُ} حسن، على قراءة «ويذرهم» بالرفع، وليس بوقف على قراءة ذلك بالجزم عطفا على محله {يَعْمَهُونَ} تامّ {مُرْسََاهََا} صالح {إِلََّا}(1/316)
جنون {إِنْ أَنَا إِلََّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أو المعنى لو علمت الغيب من أمر القحط لاستكثرت من الطعام وما مسني الجوع، والأولى أن يحمل السوء على الجنون الذي نسبوه إليه {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} تامّ {لِيَسْكُنَ إِلَيْهََا} حسن، ومثله: فمرّت به {الشََّاكِرِينَ} كاف {فِيمََا آتََاهُمََا} كاف، أيضا لانقضاء قصة آدم وحوّاء عليهما السلام وما بعده تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم، ولو كانت القصة واحدة لقال عما يشركان كقوله: دعوا الله ربهما، فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما {يُشْرِكُونَ} كاف، ومثله: يخلقون وينصرون و {لََا يَتَّبِعُوكُمْ} قرأ نافع بتخفيف الفوقية، ومثله: {يَتَّبِعُهُمُ الْغََاوُونَ} في الشعراء، والباقون بالتشديد فهما لغتان {صََامِتُونَ} تامّ، ومثله: أمثالكم {صََادِقِينَ} كاف، وكذا: بها الأخيرة، وفي المواضع الثلاثة لا يجوز الوقف لأن أم عاطفة، والمعنى يقتضي الوصل لأن الاستفهام قد يحمل على الابتداء به {فَلََا تُنْظِرُونِ} تامّ {الْكِتََابَ} كاف، على استئناف ما بعده {الصََّالِحِينَ} تامّ، على القراءتين، وقرأ العامّة والتي مضافا لياء المتكلم المفتوحة أضاف الولي إلى نفسه، وقرئ ولي الله بياء مشدّدة مفتوحة، وجرّ الجلالة بإضافة الولي إلى الجلالة {يَنْصُرُونَ} كاف {لََا يَسْمَعُوا} جائز {لََا يُبْصِرُونَ} تامّ {الْجََاهِلِينَ} كاف، ومثله: بالله {عَلِيمٌ} تامّ {مُبْصِرُونَ}
كاف لأن {وَإِخْوََانُهُمْ} مبتدأ ويمدّونهم خبر {لََا يُقْصِرُونَ} كاف، ومثله:
{هُوَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَالْأَرْضِ} كاف {إِلََّا بَغْتَةً} تامّ {حَفِيٌّ عَنْهََا} صالح {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {مََا شََاءَ اللََّهُ} حسن، وكذا: وما مسني السوء وقيل تامّ. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {يُؤْمِنُونَ} تامّ {لِيَسْكُنَ إِلَيْهََا} كاف.
وكذا: فمرّت به {مِنَ الشََّاكِرِينَ} حسن {فِيمََا آتََاهُمََا} كاف {يُشْرِكُونَ} حسن.
وقال أبو عمرو في الأول: تامّ، وفي الثاني كاف {صََامِتُونَ} تامّ {إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {يَسْمَعُونَ بِهََا} كاف {فَلََا تُنْظِرُونِ} تامّ {الْكِتََابَ} كاف {الصََّالِحِينَ} تامّ {يَنْصُرُونَ} حسن {لََا يَسْمَعُوا} صالح. وقال(1/317)
اجتبيتها، وكذا: من ربي {وَهُدىً وَرَحْمَةٌ} ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله {يُؤْمِنُونَ} تامّ {وَأَنْصِتُوا} ليس بوقف لحرف الترجي بعده وتعلقه كتعلق لام كي {تُرْحَمُونَ} تامّ {وَالْآصََالِ} جائز {الْغََافِلِينَ} تامّ {وَيُسَبِّحُونَهُ} جائز، آخر السورة تامّ.
سورة الأنفال مدنية (1)
إلا سبع آيات أوّلها {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ} الآيات السبع فمكي، وهي سبعون وخمس آيات في الكوفي. وست في المدني والمكي والبصري، وسبع وسبعون في الشامي اختلافهم في ثلاث آيات {ثُمَّ يُغْلَبُونَ} عدّها البصري والشامي {لِيَقْضِيَ اللََّهُ أَمْراً كََانَ مَفْعُولًا} الأول لم يعدّها الكوفي بنصره، وبالمؤمنين لم يعدّها البصري وكلمها ألف ومائتان وأحد وثلاثون كلمة، وحروفها خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ثمانية مواضع: {أُولََئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ}، {رِجْزَ الشَّيْطََانِ}، {فَوْقَ الْأَعْنََاقِ}، {عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ}، {إِلَّا الْمُتَّقُونَ}، {يَوْمَ الْفُرْقََانِ}، {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعََانِ}، {أَمْراً كََانَ مَفْعُولًا}. الثاني بعده: وإلى الله ترجع الأمور
أبو عمرو في الأول: تامّ، وفي الثاني كاف {لََا يُبْصِرُونَ} تامّ {الْجََاهِلِينَ} حسن {فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {مُبْصِرُونَ} صالح. وقال أبو عمرو: تامّ {لََا يُقْصِرُونَ} كاف، وكذا: لولا اجتبيتها {مِنْ رَبِّي} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {يُؤْمِنُونَ} تامّ {تُرْحَمُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {الْغََافِلِينَ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام.
سورة الأنفال مدنية وقيل: إلا قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيات السبع فمكيّ
__________
(1) سورة الأنفال سبعون وخمس في الكوفي، وسبع في الشامي، وست في الباقي والخلاف في ثلاثة مواضع: {مَفْعُولًا} (42): غير كوفي، {وَبِالْمُؤْمِنِينَ} (62)، غير بصري، {يُغْلَبُونَ} (36) بصري وشامي، «التلخيص» (275)، «الإتحاف» (235).(1/318)
{عَنِ الْأَنْفََالِ} جائز. وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما قبله {وَالرَّسُولِ} كاف، لأن عنده انقضى الجواب. وقيل حسن لعطف الجملتين المختلفتين بالفاء {ذََاتَ بَيْنِكُمْ} كاف {مُؤْمِنِينَ} تام {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}
حسن {وَعَلى ََ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} تامّ، إن رفع الذين على الابتداء والخبر {أُولََئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} أو رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله أو نعتا أو عطف بيان {يُنْفِقُونَ} حسن إن لم يجعل أولئك خبر للذين للفصل بين المبتدإ والخبر {حَقًّا} كاف. وقيل: تامّ {كَرِيمٌ} كاف، إن علقت الكاف في كما بفعل محذوف، وذكر أبو حيان في تأويل «كما» سبعة عشر قولا.
حاصلها: أن الكاف نعت لمصدر محذوف أي: الأنفال ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك ربك، أو أصلحوا ذات بينكم إصلاحا كما أخرجك ربك، أو وأطيعوا الله ورسوله طاعة محققة كما أخرجك ربك أو على ربهم يتوكلون توكلا حقيقيّا كما أخرجك ربك، أو هم المؤمنون حقّا كما أخرجك ربك، أو استقرّ لهم درجات استقرارا ثابتا كاستقرار إخراجك، فعلى هذه التقديرات الست لا يوقف على ما قبل الكاف لتعلقها بما قبلها، وإن علقت بما بعدها بتقدير يجادلونك مجادلة كما أخرجك ربك فهي متعلقة بما بعدها، أو لكارهون كراهية ثابتة كما أخرجك ربك، أو إن الكاف بمعنى إذ وما زائدة نحو {وَأَحْسِنْ كَمََا أَحْسَنَ اللََّهُ إِلَيْكَ} فمعناه وأحسن إذ أحسن الله إليك، لأن كما على هذا متعلقة بمضمر، فيسوغ الوقف على ما قبل كما، والتقدير: اذكر إذ
{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفََالِ} صالح أو مفهوم وتقدم ذكره مع نظائره في سورة البقرة {لِلََّهِ وَالرَّسُولِ} كاف، وكذا: ذات بينكم {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} تامّ، وكذا: يتوكلون، إن جعل ما بعده مبتدأ، فإن جعل بدلا من {الَّذِينَ إِذََا ذُكِرَ}(1/319)
أخرجك ربك، أو إن الكاف بمعنى على، والتقدير: امض على الذي أخرجك وإن كرهوا ذلك كما في كراهتهم له أخرجك ربك أو إن الكاف في محل رفع، والتقدير: كما أخرجك ربك فاتق الله، أو أنها في محل رفع أيضا، والتقدير: {لَهُمْ دَرَجََاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}. هذا وعد حق كما أخرجك، أو هي في محل رفع أيضا، والتقدير: أصلحوا ذات بينكم ذلكم خير لكم كما أخرجك ربك، أو هي في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هذا الحال من تنفيلك الغزاة على ما رأيت في كراهتهم لها كحال إخراجك للحرب، أو هي صفة لخبر مبتدأ، وحذف هو وخبره، والتقدير:
قسمتك الغنائم حق كما كان إخراجك حقا، أو أن التشبيه وقع بين إخراجين: إخراج ربك إياك من مكة وأنت كاره لخروجك وكان عاقبة ذلك الإخراج النصر والظفر كإخراجهم إياك من المدينة وبعض المؤمنين كاره يكون عقب ذلك الخروج النصر والظفر كما كان عاقبة ذلك الخروج الأول. السابع عشر: إنها قسم مثل {وَالسَّمََاءِ وَمََا بَنََاهََا} بجعل الكاف بمعنى الواو. قاله أبو عبيدة، ومعناه: والذي أخرجك كما قال: {وَمََا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ََ}
أي: والذي خلق الذكر والأنثى، وبهذه التقارير يتضح المعنى ويكون الوقف لأن الوقف تابع للمعنى، فإن كانت الكاف متعلقة بفعل محذوف، أو متعلقة بيجادلونك بعدها، أو جعلت الكاف بمعنى إذ، أو بمعنى على، أو بمعنى القسم حسن الوقف على كريم، وجاز الابتداء بالكاف، وليس بوقف إن جعلتها متصلة بيسألونك أو بغير ما ذكر، واستيفاء الكلام على هذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وفيما ذكر غاية في بيان ذلك ولله الحمد
{اللََّهُ} كان الوقف على ذلك جائزا ولا يضرّ الفصل بين البدل والمبدل منه، لأن ذلك آخر آية، وعلى الوجه الأول لا يوقف على {يُنْفِقُونَ} للفصل بين المبتدإ والخبر {حَقًّا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {رِزْقٌ كَرِيمٌ} كاف، إن علق كما بقوله: قل الأنفال لله، وإلا فتام، ولا نصرّ في الأول الفصل بين المتعلق والمتعلق به، لأن ذلك رأس آية، ولأن الكلام قد طال {بِالْحَقِّ} كاف، وكذا: {لَكََارِهُونَ} وإنما يصلح الوقف عليهما إذا لم يتعلق كما بيجادلونك(1/320)
{لَكََارِهُونَ} كاف، على استئناف ما بعده {بَعْدَ مََا تَبَيَّنَ} جائز {يَنْظُرُونَ} تامّ {أَنَّهََا لَكُمْ} صالح {تَكُونُ لَكُمْ} حسن {الْكََافِرِينَ}
ليس بوقف، لتعلق ما بعده بما قبله {الْمُجْرِمُونَ} كاف. وقيل تام إن علق إذ باذكر مقدرة، وكاف إن علق بقوله: ليحقّ الحقّ ويبطل الباطل، أي: يحقّ الحقّ وقت استغاثتكم. وهو قول ابن جرير، وهو غلط، لأن ليحقّ مستقبل، لأنه منصوب بإضمار أن، وإذ ظرف لما مضى، فكيف يعمل المستقبل في الماضي. قاله السمين {رَبَّكُمْ} حسن {مُرْدِفِينَ} كاف، ومثله: به قلوبكم، للابتداء بالنفي {إِلََّا مِنْ عِنْدِ اللََّهِ} حسن {حَكِيمٌ} تامّ: إن نصب إذ باذكر مقدرة، وليس بوقف إن جعل إذ بدلا ثانيا من إذ يعدكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، قرأ نافع {يُغَشِّيكُمُ النُّعََاسَ} بضم التحتية وسكون المعجمة ونصب النعاس، وقرأ أبو عمرو {يُغَشِّيكُمُ النُّعََاسَ} برفع النعاس، وقرأ الباقون {يُغَشِّيكُمُ النُّعََاسَ} بتشديد الشين المعجمة ونصب النعاس {أَمَنَةً مِنْهُ} جائز {بِهِ الْأَقْدََامَ} كاف، إن علق إذ بمحذوف {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} تامّ {الرُّعْبَ} حسن {فَوْقَ الْأَعْنََاقِ} ليس بوقف للعطف {كُلَّ بَنََانٍ} حسن ومثله: ورسوله الأول {الْعِقََابِ} تامّ {فَذُوقُوهُ} جائز بتقدير: واعلموا أن للكافرين، أو بتقدير مبتدإ تكون أن خبره، أي: وختم أن، وليس بوقف إن جعلت وأن بمعنى مع أن، أو بمعنى وذلك أن {عَذََابَ}
{يَنْظُرُونَ} كاف {تَكُونُ لَكُمْ} صالح {دََابِرَ الْكََافِرِينَ} ليس بوقف، لتعلق ما بعده به {الْمُجْرِمُونَ} تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا، وكاف إن علق بقوله: ليحقّ الحقّ ويبطل الباطل {رَبَّكُمْ} حسن {مُرْدِفِينَ} كاف، وكذا: قلوبكم، ومن عند الله، وحكيم {أَمَنَةً مِنْهُ} جائز {بِهِ الْأَقْدََامَ} صالح {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} كاف {الرُّعْبَ} صالح، وكذا: كل بنان {وَرَسُولَهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْعِقََابِ} كاف، وكذا: فذوقوه. ثم يبتدأ: وأنّ للكافرين، بتقدير: واعلموا أن للكافرين {عَذََابَ النََّارِ} تام {الْأَدْبََارَ} حسن {مِنَ اللََّهِ} كاف، وكذا: ومأواه(1/321)
{النََّارِ} تامّ {الْأَدْبََارَ} كاف، للابتداء بالشرط {مِنَ اللََّهِ} حسن {وَمَأْوََاهُ جَهَنَّمُ} أحسن منه {الْمَصِيرُ} تام {قَتَلَهُمْ} حسن {وَلََكِنَّ اللََّهَ رَمى ََ}
ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله، إذ معناه ليبصرهم ويختبرهم وإن جعلت اللام في {وَلِيُبْلِيَ} متعلقة بمحذوف بعد الواو تقديره وفعلنا ذلك، أي:
قتلهم ورميهم ليبلي المؤمنين كان وقفا حسنا {بَلََاءً حَسَناً} كاف، ومثله:
عليم {الْكََافِرِينَ} تامّ {الْفَتْحُ} حسن، للفصل بين الجملتين المتضادتين مع العطف {خَيْرٌ لَكُمْ} كاف، على استئناف ما بعده {نَعُدْ} جائز {وَلَوْ كَثُرَتْ} كاف على قراءة وإن بكسر الهمزة، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وليس بوقف إذ قرئ بفتحها لتعلق ما بعدها بما قبلها «وإن» قد عمل فيها ما قبل الواو، وبفتحها قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر، وذلك على تقدير مبتدإ تكون أن في موضع رفع، أي: ذلكم وأن، أو في موضع نصب، أي: واعلموا أن الله مع المؤمنين، والوقف على {الْمُؤْمِنِينَ} تامّ، للابتداء بياء النداء {وَرَسُولَهُ} تامّ {تَسْمَعُونَ} كاف. وقيل: جائز لعطف: ولا تكونوا على قوله: ولا تولوا {لََا يَسْمَعُونَ} تامّ {لََا يَعْقِلُونَ} كاف، ومثله: لأسمعهم {مُعْرِضُونَ}
تام: للابتداء بياء النداء {لِمََا يُحْيِيكُمْ} كاف وقبله حسن، بتقدير:
واعلموا أنه، وليس بوقف إن جعل وأنه معطوفا على ما قبله {تُحْشَرُونَ}
جهنم {الْمَصِيرُ} حسن {قَتَلَهُمْ} صالح {رَمى ََ} ليس بوقف، لتعلق ما بعده به، إذ معناه ليبصرهم ويختبرهم {بَلََاءً حَسَناً} كاف {عَلِيمٌ} حسن {الْكََافِرِينَ} تامّ {خَيْرٌ لَكُمْ} كاف {وَلَوْ كَثُرَتْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف. هذا إن قرئ: وإن الله بكسر الهمزة، فإن قرئ بفتحها فليس الوقف على ذلك بحسن ولا كاف لتعلق ما بعده بما قبله، إذ التقدير: ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين، ذلكم وأن الله مع المؤمنين {مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {وَرَسُولَهُ} مفهوم {تَسْمَعُونَ} كاف {لََا يَسْمَعُونَ} تامّ {لََا يَعْقِلُونَ} كاف، وكذا: لأسمعهم {مُعْرِضُونَ} تامّ {لِمََا يُحْيِيكُمْ} حسن، وكذا:(1/322)
كاف {خَاصَّةً} حسن {الْعِقََابِ} كاف {تَشْكُرُونَ} تامّ {تَعْلَمُونَ}
كاف {عَظِيمٌ} تامّ {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} كاف {الْعَظِيمِ} تامّ {أَوْ يُخْرِجُوكَ}
حسن، ومثله: ويمكرون {وَيَمْكُرُ اللََّهُ} أحسن منه {الْمََاكِرِينَ} كاف. وقيل:
تامّ {مِثْلَ هََذََا} حسن، ولا بشاعة في الابتداء بما بعده، لأنه حكاية عن قائلي ذلك {الْأَوَّلِينَ} كاف، ومثله: أليم {وَأَنْتَ فِيهِمْ} حسن، على أن الضمير في {مُعَذِّبَهُمْ} للمؤمنين والضمير في {لِيُعَذِّبَهُمْ} للكفار، ليفرق بينهما. وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكفار {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
تامّ، لأن الله لا يهلك قرية وفيها نبيها، وما كان الله معذبهم لو استغفروه من شركهم وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم لا يستغفرون من كفرهم، بل هم مصرّون على الكفر والذنوب {أَوْلِيََاءَهُ} كاف {إِلَّا الْمُتَّقُونَ} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {وَتَصْدِيَةً} حسن، قرأ العامة صلاتهم بالرفع {مُكََاءً} بالنصب، وقرأ عاصم {وَمََا كََانَ صَلََاتُهُمْ}
بالنصب ورفع: مكاء، وخطأ الفارسي هذه القراءة. وقال: لا يجوز أن يخبر عن النكرة بالمعرفة إلا في ضرورة كقول حسان: [الوافر] كأنّ سبيئة من بيت رأس ... يكون مزاجها عسل وماء
وخرّجها أبو الفتح على أن المكاء والتصدية اسما جنس، واسم الجنس تعريفه وتنكيره متقاربان، وهذا يقرب من المعرّف بأل الجنسية حيث وصفه بالجملة كما توصف به النكرة كقوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهََارَ} وقوله: [الكامل]
تحشرون {خَاصَّةً} كاف {الْعِقََابِ} حسن {تَشْكُرُونَ} تامّ {تَعْلَمُونَ} حسن {أَجْرٌ عَظِيمٌ} تامّ {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} كاف {الْعَظِيمِ} حسن {أَوْ يُخْرِجُوكَ} كاف، وكذا: ويمكرون، ولا يجمع بينهما {وَيَمْكُرُ اللََّهُ} حسن، وكذا: خير الماكرين، وأساطير الأوّلين، وبعذاب أليم، وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف، وفي {خَيْرُ الْمََاكِرِينَ} تامّ {وَأَنْتَ فِيهِمْ} كاف، على قول من جعل الضمير في {مُعَذِّبَهُمْ}(1/323)
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني ... فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني
وقرأ مكي بالقصر والتنوين، وجمع الشاعر بين القصر والمدّ في قوله:
[الوافر] بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
ونظير هذه القراءة ما قرئ به قوله {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمََاءُ بَنِي إِسْرََائِيلَ} برفع الآية وهي ضعيفة وذلك أنه جعل اسم يكن نكرة، وخبرها معرفة، وهذا قلب ما عليه الباب ومن ذلك قول القطامي [الوافر]:
قفي قبل التفرق يا ضباعا ... ولا يك موقف منك الوداعا
وذلك أن قوله: {أَنْ يَعْلَمَهُ} في موضع نصب خبر يكن ونصب آية من وجهين: إما أن تكون خبرا ليكن وأن يعلمه اسمها، فكأنه قال: أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل آية لهم {تَكْفُرُونَ} تامّ {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ}
حسن {يُغْلَبُونَ} كاف، ورأس آية في البصري والشامي، لأن: والذين مبتدأ {يُحْشَرُونَ} ليس بوقف لتعلق لام: ليميز بقوله: {يُحْشَرُونَ} ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مِنَ الطَّيِّبِ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {فِي جَهَنَّمَ} كاف {الْخََاسِرُونَ} تامّ {مََا قَدْ سَلَفَ} حسن، للابتداء بالشرط {الْأَوَّلِينَ} كاف.
كل ما في كتاب الله من ذكر سنة الله، فهو بالهاء: إلا في خمسة مواضع فهو بالتاء المجرورة هنا: {سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} و {إِلََّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ}
للمؤمنين، والضمير في ليعذبهم للكافرين ليفرق بينهما، وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكافرين {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} تامّ {أَوْلِيََاءَهُ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {وَتَصْدِيَةً} كاف {تَكْفُرُونَ} تامّ {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ}
كاف، وكذا: يغلبون، وفي جهنم {الْخََاسِرُونَ} تامّ {مََا قَدْ سَلَفَ} صالح {سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} كاف {كُلُّهُ لِلََّهِ} صالح {بَصِيرٌ} كاف {مَوْلََاكُمْ} حسن، وقال أبو(1/324)
{فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللََّهِ تَبْدِيلًا}، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللََّهِ تَحْوِيلًا} ثلاثتهن في فاطر و {سُنَّتَ اللََّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ} في غافر {كُلُّهُ لِلََّهِ} كاف، للابتداء بعد بالشرط {بَصِيرٌ} كاف، ومثله: مولاكم {النَّصِيرُ} تامّ، ولا وقف من قوله: واعلموا إلى الجمعان، فلا يوقف على ابن السبيل لتعلق حرف الشرط بما قبله، أي: واعلموا هذه الأقسام إن كنتم مؤمنين، وإن جعل: إن كنتم شرطا جوابه مقدّر لا متقدّم، أي: إن كنتم آمنتم فاعلموا أن حكم الخمس ما تقدم أو فاقبلوا ما أمرتم به كان الوقف على: ابن السبيل كافيا {الْجَمْعََانِ} كاف، وكذا: قدير، ومثله: أسفل منكم {لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعََادِ} وصله أحسن لحرف الاستدراك. وقيل يجوز بتقدير ولكن جمعكم هنا، والأوّل أولى {كََانَ مَفْعُولًا} ليس بوقف لتعلق لام ليهلك بما قبلها {عَنْ بَيِّنَةٍ} الثاني أحسن {عَلِيمٌ} كاف على استئناف ما بعده، ولا يوقف عليه إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، أي: وإن الله لسميع عليم {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللََّهُ فِي مَنََامِكَ قَلِيلًا} و {قَلِيلًا} حسن {فِي الْأَمْرِ} لا يوقف عليه، لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا {سَلَّمَ} كاف، وكذا: الصدور و {قَلِيلًا} تامّ إن جعل المعنى: واذكروا إذ يريكموهم، وإن جعل معطوفا على ما قبله كان كافيا {مَفْعُولًا} حسن {الْأُمُورُ} تامّ: للابتداء بعد بياء النداء {تُفْلِحُونَ}
كاف، ومثله: ورسوله {رِيحُكُمْ} حسن {وَاصْبِرُوا}! أحسن منه {الصََّابِرِينَ} كاف، ومثله: عن سبيل الله، وكذا: محيط {جََارٌ لَكُمْ}
حسن، ومثله: برئ منكم و {مََا لََا تَرَوْنَ} و {أَخََافُ اللََّهَ} كلها حسان
عمرو: كاف {وَنِعْمَ النَّصِيرُ} تامّ {الْتَقَى الْجَمْعََانِ} كاف {قَدِيرٌ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} كاف، وكذا: من حيّ عن بينة، وعليم {قَلِيلًا} صالح {سَلَّمَ} كاف {الصُّدُورِ} صالح {كََانَ مَفْعُولًا} كاف {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} تامّ {تُفْلِحُونَ} حسن {وَرَسُولَهُ} كاف {رِيحُكُمْ} صالح، وكذا:
واصبروا {الصََّابِرِينَ} حسن {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} كاف، وكذا: محيط {جََارٌ لَكُمْ}
صالح، وكذا: ما لا ترون {أَخََافُ اللََّهَ} كاف، وكذا: شديد العقاب {دِينُهُمْ}(1/325)
{الْعِقََابِ} كاف إن جعلت التقدير: اذكر إذ يقول {دِينُهُمْ} تامّ: لأنه آخر كلام المنافقين {حَكِيمٌ} تامّ {كَفَرُوا} بيان بين بهذا الوقف المعنى المراد على قراءة، يتوفى بالتحتية أن الفاعل هو ضمير يتوفى عائد على الله وأن الذين كفروا في محل نصب مفعول يتوفى، والملائكة مبتدأ، والخبر: يضربون، وأن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وكذا: إن جعل الذين كفروا فاعل، يتوفى بالتحتية، والمفعول محذوف. تقديره: يستوفون أعمالهم، والملائكة مبتدأ، وما بعده الخبر، فعلى هذين التقديرين الوقف على كفروا، وليس بوقف لمن قرأ: تتوفى بالفوقية أو التحتية، والملائكة فاعل، ويضربون في موضع نصب حال من الملائكة، وحينئذ الوقف على: الملائكة، ويبتدئ {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ} فبين به أن الملائكة هي التي تتوفاهم، ولم يصل الملائكة بما بعده لئلا يشكل بأن الملائكة ضاربة لا متوفاة، والأولى أن لا يوقف على: كفروا، ولا على الملائكة، بل على قوله: وأدبارهم، أي: حال الإدبار والإقبال، وجواب لو محذوف تقديره: لرأيت أمرا عجيبا وشيئا هائلا فظيعا {الْحَرِيقِ} كاف {لِلْعَبِيدِ} جائز، والأولى وصله بكدأب آل فرعون، وتقدّم ما يغني عن إعادته في آل عمران فعليك به إن شئت. والدأب: العادة، أي: كدأب الكفار في مآلهم إلى النار مثل مآل آل فرعون لما أيقنوا أن موسى
حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {حَكِيمٌ} تامّ {وَلَوْ تَرى ََ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا} زعم بعضهم أنه وقف، وبعضهم أن الوقف على: الملائكة، ويبتدأ بيضربون أي: هم يضربون، والوقف على الموضعين عند القائل به وقف بيان وأراد الأوّل أن يبين به أن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وأن الله هو الذي يتوفاهم، وأراد الثاني أن يبين به أن الملائكة هي التي تتوفاهم بقرينة {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنََا} ولم يصل لئلا يشكل بأن الملائكة ضاربة لا متوفاة. والاختيار أن لا يوقف على الموضعين، بل على: وأدبارهم، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا فظيعا {الْحَرِيقِ} كاف {لِلْعَبِيدِ} صالح، والأحسن وصله بكدأب آل فرعون والذين من قبلهم، فيوقف عليه {بِذُنُوبِهِمْ} كاف، وكذا:(1/326)
نبيّ فكذبوه، كذلك هؤلاء جاءهم محمد صلّى الله عليه وسلّم فكذبوه، فأنزل الله بهم عقوبة كما أنزل بآل فرعون {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} جائز، ثم يبتدئ {كَفَرُوا بِآيََاتِ اللََّهِ فَأَخَذَهُمُ اللََّهُ بِذُنُوبِهِمْ} {بِذُنُوبِهِمْ} كاف، ومثله: العقاب {عَلِيمٌ}
جائز، وفيه ما تقدم من أن الكاف في محل نصب أو في محل رفع {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} كأمّة شعيب وصالح وهود ونوح {آلِ فِرْعَوْنَ} حسن، على استئناف ما بعده {ظََالِمِينَ} تامّ {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ، إن جعل الذين بعده مبتدأ والخبر فيما بعده، وكذا إن جعل خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، أو في موضع نصب بتقدير أعني الذين، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين قبله، وهو الأحسن، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {لََا يَتَّقُونَ}
كاف، ومثله: يذكرون، وكذا: على سواء {الْخََائِنِينَ} تامّ {سَبَقُوا} حسن لمن قرأ {إِنَّهُمْ} بكسر الهمزة مستأنفا، وهذا تمام الكلام، أي: لا تحسب من أفلت من الكفار يوم بدر فأتونا، بل لا بدّ من أخذهم في الدنيا، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بتقدير: لأنهم لا يعجزون فهي متعلقة بالجملة التي قبلها {لََا يُعْجِزُونَ} كاف ومثله، ومن رباط الخيل {وَعَدُوَّكُمْ} حسن، وتام عند الأخفش، ويجعل قوله: {وَآخَرِينَ} منصوبا بإضمار فعل غير معطوف على ما قبله، لأن النصب بالفعل أولى، وليس بوقف إن جعل وآخرين معطوفا على {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي: وتؤتوا آخرين، أو معطوفا على {وَعَدُوَّكُمْ} أي: وترهبون آخرين، والتفسير يدل على هذين التقديرين
العقاب {مََا بِأَنْفُسِهِمْ} صالح، وكذا: عليم، وكذا: آل فرعون {ظََالِمِينَ} تامّ، وكذا:
لا يؤمنون، إن جعل الذين بعده مبتدأ، وإن جعل بدلا من الذين قبله، وهو الأحسن لم يكن الوقف تاما، بل كاف (لا يثبتون) كاف، وكذا: يذكرون، وعلى سواء {الْخََائِنِينَ} تامّ {سَبَقُوا} حسن، لمن قرأ إنهم بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها {لََا يُعْجِزُونَ} صالح {وَمِنْ رِبََاطِ الْخَيْلِ} كاف {لََا تَعْلَمُونَهُمُ} صالح(1/327)
{لََا تَعْلَمُونَهُمُ} حسن، لأنهم يقولون: لا إله إلا الله ويغزون معكم.
وقيل {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لََا تَعْلَمُونَهُمُ} هم الجنّ تفر من صهيل الخيل، وأنهم لا يقربون دارا فيها فرس، والتقدير على هذا: وترهبون آخرين لا تعلمونهم وهم الجن، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول لا بني قريظة وفارس هم يعلمونهم لأنهم كفار وهم حرب لهم، قاله النكزاوي {اللََّهُ يَعْلَمُهُمْ} تامّ {يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} جائز {لََا تُظْلَمُونَ} كاف، ومثله: على الله، وكذا: العليم، وحسبك الله {بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} الأوّل كاف، ومثله: ألف بينهم {حَكِيمٌ} تامّ و {حَسْبُكَ اللََّهُ} كاف على استئناف ما بعده {وَمَنِ اتَّبَعَكَ} في محل رفع بالابتداء، أي: ومن اتبعك حسبهم الله، وليس بوقف إن جعل ذلك في محل رفع عطفا على اسم الله أو في محل جرّ عطفا على الكاف {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {عَلَى الْقِتََالِ} حسن، ومثله: مائتين للابتداء بالشرط، ولا يفقهون كذلك {ضَعْفاً} كاف، وقيل تامّ {مِائَتَيْنِ} حسن للابتداء بالشرط، ومثله: بإذن الله {مَعَ الصََّابِرِينَ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} كاف على استئناف ما بعده، لأن المعنى: حتى يقتل من بها من المشركين أو يغلب عليها، أو هو على تقدير أداة الاستفهام، أي: أتريدون {عَرَضَ الدُّنْيََا}
حسن، لأن ما بعده مستأنف مبتدأ {وَاللََّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} أحسن منه {حَكِيمٌ} كاف، ومثله: عظيم {طَيِّباً} حسن {وَاتَّقُوا اللََّهَ} أحسن
{اللََّهُ يَعْلَمُهُمْ} تامّ {يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} مفهوم {لََا تُظْلَمُونَ} حسن {عَلَى اللََّهِ}
كاف {الْعَلِيمُ} حسن، وكذا: حسبك الله {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} تامّ {أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {حَسْبُكَ اللََّهُ} كاف، إن جعل: ومن اتبعك في محل رفع بالابتداء بتقدير: ومن اتبعك من المؤمنين كذلك، أو في محل نصب بتقدير، يكفيك الله ويكفي من اتبعك من المؤمنين، وليس بوقف إن جعل ذلك في محل رفع عطفا على اسم الله أو في محل جرّ عطفا على الكاف {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {عَلَى الْقِتََالِ} حسن،(1/328)
{رَحِيمٌ} تامّ {مِنَ الْأَسْرى ََ} ليس بوقف، لأن ما بعده مقول قل. قرأ أبو عمرو: من الأسارى بزنة فعالى بضم الفاء وكسر اللام، والباقون بزنة فعلى بفتح الفاء وإسكان العين وفتح اللام. وقرأ أبو جعفر من العشرة: أيديكمو من الأسارى بألف بعد السين بغير إمالة. وقرأ ابن عامر وعاصم بعدم الصلة وبالقصر من غير إمالة. وأما بغير الصلة وضم الهمزة وفتح السين، وبغير إمالة فلم يقرأ بها أحد لا من العشرة ولا من السبعة {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} كاف، ومثله:
رحيم. وقيل: تامّ {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} إلى أولياء بعض فلا يوقف على في سبيل الله {أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ} حسن. وقيل كاف. وقيل تامّ {حَتََّى يُهََاجِرُوا} حسن للابتداء بالشرط {مِيثََاقٌ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ} حسن.
وقيل كاف للابتداء بالشرط، أي: إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير و {كَبِيرٌ} كاف، ولا وقف من قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} إلى {حَقًّا}
فلا يوقف على {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} ولا على: ونصروا، لأن خبر: والذين أولئك، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف {حَقًّا} كاف {كَرِيمٌ} تامّ {فَأُولََئِكَ مِنْكُمْ} كاف، ومثله: في كتاب الله «آخر السورة» تام.
وكذا: لا يفقهون {ضَعْفاً} كاف، وكذا: بإذن الله {مَعَ الصََّابِرِينَ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} صالح {عَرَضَ الدُّنْيََا} مفهوم {الْآخِرَةَ} صالح {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} حسن، وكذا: عذاب عظيم {طَيِّباً} جائز {وَاتَّقُوا اللََّهَ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} كاف {رَحِيمٌ} حسن {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ} حسن {حَتََّى يُهََاجِرُوا} صالح {مِيثََاقٌ} كاف {بَصِيرٌ} تامّ {أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ} صالح. وقال أبو عمرو فيه وفي الأوّل: كاف {وَفَسََادٌ كَبِيرٌ} تامّ {حَقًّا}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {كَرِيمٌ} تامّ {فَأُولََئِكَ مِنْكُمْ} حسن، وقال أبو عمرو:
كاف {فِي كِتََابِ اللََّهِ} كاف آخر السورة تام.(1/329)
سورة التوبة مدنية (1)
إلا آيتين من أخرها {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ} إلى آخرها، فإنهما نزلتا بمكة، وإنما تركت البسملة في براءة لأنها نزلت لرفع الأمان. قال حذيفة بن اليمان:
إنكم تسمونها التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه، أو لأنها تشبه الأنفال وتناسبها، لأن في الأنفال ذكر العهود، وفي براءة نبذها فضمت إليها، وقيل لما اختلفت الصحابة في أنهما سورة واحدة هي سابعة السبع الطوال، أو سورتان تركت بينهما فرجة ولم تكتب البسملة، وهي مائة وتسع وعشرون آية في الكوفي، وثلاثون في عد الباقي اختلافهم في ثلاث آيات {أَنَّ اللََّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} عدّها البصري {إِلََّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذََاباً أَلِيماً} عدّها الشامي {وَعََادٍ وَثَمُودَ} عدّها المدنيان والمكي، وكلمها ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة، وعلى قراءة ابن كثير ثمانية وتسعون كلمة، وحروفها عشرة آلاف وثمانمائة وسبعة وثلاثون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ستة عشر موضعا: عاهدتم من المشركين بعده، ثم لم ينقصوكم شيئا على أن أهل البصرة قد جاء عنهم خلاف فيه، وفي قوله: {بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، والصحيح عنهم ما قدمناه، والذي في أوّل السورة مجمع على عدّه، وقاتلوا المشركين، برحمة منه ورضوان، وقلبوا لك الأمور، وفي الرقاب، ويؤمن للمؤمنين من يلمزك في الصدقات عذابا
سورة التوبة مدنية وقيل: إلا الآيتين آخرها فمكيتان {عََاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كاف، وكذا: مخزي الكافرين، وكذا: ورسوله {فَهُوَ}
__________
(1) سورة التوبة مائة وعشرون وتسع في الكوفي، وثلاثون في الباقي، والخلاف في ثلاثة آيات:
{بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (3) بصري، {وَعََادٍ وَثَمُودَ} (70) حجازي، {يُعَذِّبْكُمْ عَذََاباً أَلِيماً} (39) شامي، «التخليص» (278).(1/330)
أليما، وهو الثاني، ما على المحسنين من سبيل، ألّا يجدوا ما ينفقون من المهاجرين والأنصار، وتفريقا بين المؤمنين فيقتلون ويقتلون، أن يستغفروا للمشركين ما يتقون، أنهم يفتنون {عََاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كاف، ورأس آية {غَيْرُ مُعْجِزِي اللََّهِ} ليس بوقف لعطف وأن الله على ما قبله {الْكََافِرِينَ}
كاف، إن لم يعطف وأذان على براءة {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} حسن، على قراءة الحسن البصري، إن الله بكسر الهمزة على إضمار القول وليس بوقف لمن فتحها على تقدير بأن، لأن أن متعلقة بما قبلها وموضعها إما نصب أو جر، وهي قراءة الجماعة ورسولُه كاف، إن رفع ورسوله عطفا على مدخول إن قبل دخلوها، إذ هو قبلها رفع على الابتداء أو رفع عطفا على الضمير المستكنّ في بريء، أي: بريء هو ورسوله، وإن رفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره ورسوله بريء منهم، وحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه فعليه يحسن الوقف على المشركين ولا يحسن على ورسوله، وقد اجتمعت القراء على رفع ورسوله إلا عيسى بن عمرو، ابن أبي إسحاق فإنهما كانا ينصبان، فعلى مذهبهما يحسن الوقف على ورسوله ولا يحسن على المشركين لأن ورسوله عطف على لفظ الجلالة، أو على أنه مفعول معه، وقرأ الحسن ورسوله بالجر على أنه مقسم به: أي ورسوله إن الأمر كذلك وحذف جوابه لفهم المعنى، وعليها يوقف على المشركين أيضا. وهذه القراءة يبعد صحتها عن الحسن للإيهام، حتى يحكى أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ ورسوله بالجرّ. فقال الأعرابي:
إن كان الله بريئا من رسوله فأنا بريء، فأنفذه القارئ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فحكى الأعرابي الواقعة، فحينئذ أمر بتعليم العربية، ويحكى أيضا عن عليّ كرّم الله وجهه، وعن أبي الأسود الدؤلي. قال أبو البقاء: ولا يكون ورسوله عطفا على من المشركين لأنه يؤدي إلى الكفر. وهذا من الواضحات اه.
{خَيْرٌ لَكُمْ} جائز و {غَيْرُ مُعْجِزِي اللََّهِ} الثاني كاف {بِعَذََابٍ أَلِيمٍ} ليس بوقف(1/331)
سمين مع زيادة للإيضاح {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} جائز {غَيْرُ مُعْجِزِي اللََّهِ} الثاني، حسن {بِعَذََابٍ أَلِيمٍ} ليس بوقف للاستثناء بعده، وقيل يجوز بجعل إلا بمعنى الواو ويبتدأ بها ويسند إليها {إِلى ََ مُدَّتِهِمْ} كاف، ومثله: المتقين، وقيل تامّ {كُلَّ مَرْصَدٍ} كاف، ومثله: سبيلهم {رَحِيمٌ} تامّ {كَلََامَ اللََّهِ}
جائز {مَأْمَنَهُ} حسن {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} حسن {فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} كاف {الْمُتَّقِينَ} تامّ {وَلََا ذِمَّةً} حسن {قُلُوبُهُمْ}
جائز {فََاسِقُونَ} كاف، ومثله: عن سبيله، وكذا: يعملون {وَلََا ذِمَّةً}
حسن {الْمُعْتَدُونَ} كاف، ومثله: في الدين، ويعلمون، وأئمة الكفر، قرأ ابن عامر أنهم لا إيمان لهم بكسر الهمزة، أي: لا تصديق لهم، والباقون بفتحها جمع يمين، يعني نفي الأيمان عن الكفار إن صدرت منهم، وبذلك قال الشافعي، وقال أبو حنيفة: يمين الكافر لا تكون يمينا شرعية {يَنْتَهُونَ}
كاف، ومثله: أوّل مرة، وقال الأخفش: تامّ، وخولف في هذا، لأن ما بعده متعلق بما قبله، وقال بعضهم: الوقف أتخشونهم، لأن اسم الله مبتدأ مع الفاء وخبره أحق، أو أن تخشوه مبتدأ وأحق خبره قدم عليه، والجملة خبر الأول {مُؤْمِنِينَ} كاف {قُلُوبِهِمْ} حسن، على القراءة المتواترة برفع يتوب مستأنفا، وليس بوقف على قراءة ابن أبي
للاستثناء بعده {إِلى ََ مُدَّتِهِمْ} كاف، وكذا: المتقين، وكل مرصد، وسبيلهم. وقال أبو عمرو في {الْمُتَّقِينَ} تامّ {رَحِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {مَأْمَنَهُ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ}
كاف {الْمُتَّقِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {إِلًّا وَلََا ذِمَّةً} صالح. وقال أبو عمرو:
كاف {فََاسِقُونَ} حسن {عَنْ سَبِيلِهِ} كاف {يَعْمَلُونَ} حسن {الْمُعْتَدُونَ}
كاف، وكذا: في الدين {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} حسن، وكذا: أئمة الكفر {يَنْتَهُونَ}
حسن {أَوَّلَ مَرَّةٍ} كاف {مُؤْمِنِينَ} تامّ، وكذا: غيظ قلوبهم {عَلى ََ مَنْ يَشََاءُ}(1/332)
إسحاق، ويتوب بالنصب على إضمار أن أو جوابا للأمر بالواو فيكون القتال سببا للتوبة {مَنْ يَشََاءُ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {وَلِيجَةً} كاف {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ: بالكفر، حسن: على استئناف ما بعده، أي: ما كان لهم أن يعمروه في حال إقرارهم بالكفر، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من قوله: للمشركين، وعليه فلا يوقف على بالكفر، ولا على أعمالهم {خََالِدُونَ} تامّ ومثله: {مِنَ الْمُهْتَدِينَ} {فِي سَبِيلِ اللََّهِ}
حسن، لا يستوون عند الله أحسن منه {الظََّالِمِينَ} تامّ، لانقطاع ما بعده عما قبله لفظا ومعنى {عِنْدَ اللََّهِ} حسن {الْفََائِزُونَ} كاف {وَجَنََّاتٍ} جائز {مُقِيمٌ} ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله {أَبَداً} كاف {عَظِيمٌ}
تامّ {عَلَى الْإِيمََانِ} كاف: للابتداء بعده بالشرط {الظََّالِمُونَ} تامّ: ولا وقف من قوله: قل إن كان إلى قوله: يأمره لعطف المذكورات على آباؤكم، وخبر كان أحب، ولا يوقف على اسم كان دون خبرها {بِأَمْرِهِ} كاف {الْفََاسِقِينَ} تام {كَثِيرَةٍ} حسن، وقيل كاف على إضمار فعل تقديره ونصركم {يَوْمَ حُنَيْنٍ} وليس بوقف إن جعل، ويوم حنين معطوفا على قوله:
في مواطن، ومنهم من وقف على حنين، لأن ويوم عطف على محل مواطن عطف ظرف زمان على ظرف مكان، وذلك جائز تقول: مررت أمامك ويوم الجمعة، وهو جيد {عَنْكُمْ شَيْئاً} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال {بِمََا رَحُبَتْ} جائز
حسن {حَكِيمٌ} تامّ {وَلِيجَةً} كاف {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ {بِالْكُفْرِ} حسن {حَبِطَتْ أَعْمََالُهُمْ} جائز {خََالِدُونَ} حسن {مِنَ الْمُهْتَدِينَ} تامّ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} صالح {لََا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللََّهِ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {عِنْدَ اللََّهِ} جائز {الْفََائِزُونَ} حسن {وَجَنََّاتٍ} مفهوم {أَبَداً} كاف {عَظِيمٌ} تامّ {عَلَى الْإِيمََانِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الظََّالِمُونَ} تامّ {يَأْتِيَ اللََّهُ بِأَمْرِهِ} حسن.(1/333)
{مُدْبِرِينَ} حسن وثم لترتيب الأخبار {وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهََا} صالح:
على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله، ولكنه من عطف الجمل المتغايرة المعنى {وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} كاف، وكذا:
الكافرين، ومثله من يشاء {رَحِيمٌ} تامّ {نَجَسٌ} حسن، على استئناف ما بعده {بَعْدَ عََامِهِمْ هََذََا} كاف، وقيل تامّ {إِنْ شََاءَ} كاف {حَكِيمٌ}
تامّ: ولا وقف إلى صاغرون، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد {صََاغِرُونَ} تامّ {عُزَيْرٌ ابْنُ اللََّهِ} جائز، ومثله: المسيح ابن الله، وقيل كاف لتناهي مقول الفريقين، ورسموا ابن بألف في الموضعين، لأن ألف ابن إنما تحذف إذا وقع ابن صفة بين علمين ونسب لأبيه، فلو نسب لجدّه: كقولك محمد ابن هشام الزهري لم تحذف الألف، لأن هشاما جدّه، أو نسب إلى أمّه لم تحذف أيضا كعيسى ابن مريم، أو نسب إلى غير أبيه لم تحذف أيضا كالمقداد ابن الأسود، فأبوه الحقيقي عمرو، وتبناه الأسود فهو كزيد ابن الأمير أو زيد ابن أخينا {بِأَفْوََاهِهِمْ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الفريقين، أي: مضاهين قول الذين كفروا من قبل، وحينئذ لا يوقف من قوله: وقالت اليهود إلى: يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، لاتصال الكلام بعضه ببعض {مِنْ قَبْلُ} كاف {أَنََّى يُؤْفَكُونَ} تامّ {وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} حسن، وقيل تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل حالا، أي: اتخذوه غير مأمورين باتخاذه {إِلََهاً}
وقال أبو عمرو: كاف {الْفََاسِقِينَ} تامّ {مَوََاطِنَ كَثِيرَةٍ} مفهوم {مُدْبِرِينَ} صالح، وكذا: الكافرين {عَلى ََ مَنْ يَشََاءُ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {عََامِهِمْ هََذََا} حسن {إِنْ شََاءَ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ، وكذا: صاغرون {وَقََالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللََّهِ} جائز {وَقََالَتِ النَّصََارى ََ الْمَسِيحُ ابْنُ اللََّهِ} كاف، وكذا: من قبل {أَنََّى يُؤْفَكُونَ} حسن {وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} تامّ {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} حسن: وقال أبو عمرو فيهما: كاف(1/334)
{وََاحِداً} حسن {يُشْرِكُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {الْكََافِرُونَ} تامّ، على استئناف ما بعده وإن جعل ما بعده متعلقا بما قبله لم يتم: إلا أن يتمّ نوره، وكذا: الدين كله ليس بوقف، لأن لو قد اكتفى عن جوابها بما قبلها {الْمُشْرِكُونَ} تامّ {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} حسن، وقال أبو عمرو:
تام إن جعل والذين يكنزون في محل رفع بالابتداء وخبره فبشرهم، وليس بوقف إن جعل في محل نصب عطفا على إن كثيرا، وكأنه قال: إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون، والذين يكنزون يأكلون أيضا {فِي سَبِيلِ اللََّهِ}
الثاني ليس بوقف لمكان الفاء {بِعَذََابٍ أَلِيمٍ} كاف، إن نصب يوم بمحذوف يدل عليه عذاب، أي: يعذبون يوم يحمى أو نصب باذكر مقدرا، وليس بوقف إن نصب يوم بقوله: أليم، أو بعذاب، ولكن نصبه بعذاب لا يجوز لأنه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، فلا يجوز إعماله. وهذا الشرط في عمله النصب للمفعول به لا في عمله في الظرف والجار والمجرور، لأن الجوامد قد تعمل فيه مع عمله في المتعلق، ولو أعمل وصفه وهو أليم لجاز، أي: أليم عظيم قدره يوم يحمى عليها {وَظُهُورُهُمْ} كاف، على استئناف ما بعده، لأن بعده قولا محذوفا تقديره، فيقال هذا الكي جزاء {مََا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ}
و {لِأَنْفُسِكُمْ} جائز {تَكْنِزُونَ} تامّ {وَالْأَرْضَ} جائز {حُرُمٌ} حسن
{يُشْرِكُونَ} حسن {الْكََافِرُونَ} تام، وكذا: المشركون {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} حسن.
وقال أبو عمرو: تامّ، هذا إن جعل {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ} في محل رفع بالابتداء وخبره:
فبشرهم. فإن جعل في محل نصب عطفا على كثيرا وكأنه قال: إن كثيرا منهم ليأكلون، والذين يكنزون يأكلون أيضا، لكن لم يكن الوقف حسنا ولا تاما {بِعَذََابٍ أَلِيمٍ} كاف، وكذا: وظهورهم {تَكْنِزُونَ} تام {أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} كاف {ذََلِكَ الدِّينُ}(1/335)
{الْقَيِّمُ} حسن {أَنْفُسَكُمْ} كاف، على أن الضمير فيهنّ يعود على أربعة، فلا يوقف من قوله: منها أربعة إلى قوله: أنفسكم، وإن جعل الضمير في فيهنّ يعود على اثنا عشر لم يوقف من قوله: يوم خلق السموات والأرض إلى قوله: ذلك الدين القيم. قاله يعقوب، ثم قال: والصحيح في ذلك أن عود الضمير لا يمنع الوقف على ما قبله، لأن بعض التامّ والكافي جميعه كذلك.
قاله النكزاوي {كَافَّةً} كاف {الْمُتَّقِينَ} تامّ {فِي الْكُفْرِ} حسن: لمن قرأ:
يضل بضم الياء وفتح الضاد مبنيا للمفعول، وبها قرأ الأخوان وحفص، والباقون مبنيا للفاعل من أضلّ، وليس بوقف لمن قرأ بفتح الياء وكسر الضاد يجعل الضلالة والزيادة من فعلهم كأنه قال زادوا في الكفر فضلوا {مََا حَرَّمَ اللََّهُ} حسن {أَعْمََالِهِمْ} كاف {الْكََافِرِينَ} تامّ {إِلَى الْأَرْضِ}
حسن، وقيل كاف للاستفهام بعده {مِنَ الْآخِرَةِ} أحسن منه {إِلََّا قَلِيلٌ} كاف، للابتداء بعده بالشرط وليست إلا حرف استثناء في الموضعين، وإنما هي إن الشرطية أدغمت النون في اللام، وسقطت النون في: تنفروا وسقوطها علامة الجزم، وجواب الشرط يعذبكم، وتقديرهما: إن لم تنفروا، إن لم تنصروه {قَوْماً غَيْرَكُمْ} حسن، ومثله:
شيئا {قَدِيرٌ} كاف {إِنَّ اللََّهَ مَعَنََا} حسن {فَأَنْزَلَ اللََّهُ}
{الْقَيِّمُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} كاف، وكذا: كما يقاتلونكم كافة {مَعَ الْمُتَّقِينَ} تامّ {فِي الْكُفْرِ} حسن: لمن قرأ {يُضَلُّ} بضم الياء مع فتح الضاد أو كسرها، وليس بحسن لمن قرأ بفتح الياء وكسر الضاد، لأنه يجعل الزيادة والضلالة من فعلهم، كأنه قال: زادوا في الكفر فضلوا، بخلافة على القراءتين الأوليين فإنه منقطع عن الأول فحسن الوقف على ذلك {فَيُحِلُّوا مََا حَرَّمَ اللََّهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {سُوءُ أَعْمََالِهِمْ} كاف {الْكََافِرِينَ} تامّ {إِلَى الْأَرْضِ} كاف، وكذا: من الآخرة، وإلا قليل وشيئا، وقدير. وقال أبو عمرو في إلا قليل وقدير: تامّ {إِنَّ اللََّهَ مَعَنََا} كاف(1/336)
{سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} كاف، إن جعل الضمير في عليه للصديق رضي الله عنه، وهو المختار كما روى عن سعيد بن جبير، وإن جعل الضمير في عليه للنبي صلّى الله عليه وسلّم لم يكف الوقف عليه {السُّفْلى ََ} تامّ: لمن قرأ، وكلمة الله بالرفع، وبها قرأ العامة وهي أحسن لأنك لو قلت: وجعل {كَلِمَةُ اللََّهِ هِيَ الْعُلْيََا} بالنصب عطفا على مفعولي جعل لم يكن حسنا، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على كلمة الذين كفروا هي السفلى، وبها قرأ علقمة والحسن ويعقوب، قال أبو البقاء: وهو ضعيف لثلاثة أوجه، أحدها وضع الظاهر موضع المضمر كقول الشاعر: [الخفيف] لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
إذ لو كان كذلك لكان (وجعل كلمته هي العليا) وقراءته بالنصب إذن جائزة معروفة في كلام العرب. الثاني أن فيه دلالة على أن كلمة الله كانت السفلى فصارت عليا، وليس كذلك. الثالث توكيد مثل ذلك ب هي بعيد، إذ ليس القياس أن تكون إياها. وقيل ليست توكيدا، لأن المضمر لا يؤكد المظهر. اه سمين.
{هِيَ الْعُلْيََا} كاف، على القراءتين {حَكِيمٌ} تامّ، للابتداء بالأمر وانتصب {خِفََافاً وَثِقََالًا} على الحال من فاعل {انْفِرُوا} {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} حسن {تَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: الشقة على استئناف ما بعده، أي:
يقولون بالله لو استطعنا، أو بالله متعلق بسيحلفون {مَعَكُمْ} حسن
{فَأَنْزَلَ اللََّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} كاف، إن جعل الضمير في عليه للصديق رضي الله عنه، وهو المختار {السُّفْلى ََ} تامّ: لمن قرأ {وَكَلِمَةُ اللََّهِ} بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على {كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا} {الْعُلْيََا} كاف، على القراءتين {حَكِيمٌ}
تامّ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} كاف {تَعْلَمُونَ} حسن، وكذا: الشقة {مَعَكُمْ} كاف، وكذا: أنفسهم {لَكََاذِبُونَ} تامّ. وزعم بعضهم أن الوقف على {عَفَا اللََّهُ عَنْكَ}(1/337)
{يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ} أحسن منه {لَكََاذِبُونَ} كاف وزعم بعضهم أن الوقف على: عفا الله عنك، وغرّه أن الاستفهام افتتاح كلام، وليس كما زعم لشدّة تعلق ما بعده به، ووصله بما بعده أولى، وقول من قال: لا بدّ من إضمار شيء تكون حتى غاية له، أي: وهلا تركت الإذن لهم حتى يتبين لك العذر، الكلام في غنية عنه ولا ضرورة تدعو إليه لتعلق ما بعده به {الْكََاذِبِينَ}
كاف، ومثله: وأنفسهم، وبالمتقين، ويتردّدون {لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} وصله بما بعده أولى لحرف الاستدراك بعده، قرأ العامة عدّة بضم العين وتاء التأنيث، أي: من الماء والزاد والراحلة، وقرئ {لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} بفتح العين، وضمير له عائد على الخروج {فَثَبَّطَهُمْ} جائز {الْقََاعِدِينَ} كاف. قيل هو من كلام بعضهم لبعض. وقيل من كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم، والقاعدون النساء والصبيان {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} حسن: على أن الواو للاستئناف، وليس بوقف إن جعلت الجملة حالا من مفعول يبغونكم، أو من فاعله، ورسموا: ولا أوضعوا بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعلم زيادتها من جهة اللفظ، بل من جهة المعنى، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به {سَمََّاعُونَ لَهُمْ} كاف، ومثله:
بالظالمين، وكذا: كارهون {وَلََا تَفْتِنِّي} حسن: نزلت في الجد بن قيس. قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: هل لك في جلاد بني الأصفر: وكان لهم بنات لم يكن في وقتهنّ أجمل منهنّ، فقال الجد بن قيس ائذن لي في التخلف ولا تفتني بذكر بنات بني الأصفر، فقد علم قومي أني لا أتمالك عن النساء إذا رأيتهن.
واختلف في الابتداء بقوله: ائذن لي، فالكسائي يبدأ بهمزتين الثانية منهما ساكنة، ومن أدرج الألف في الوصل ابتدأ بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة، لأن القاعدة في الابتداء بالهمزة أن يكتب الساكن بحسب حركة ما قبله
كاف، وليس كذلك لتعلق ما بعده به {وَتَعْلَمَ الْكََاذِبِينَ} تامّ {وَأَنْفُسِهِمْ} كاف، وكذا: بالمتقين، ويتردّدون. وزعم بعضهم أنه يوقف على {لَهُ عُدَّةً} ولا أراه جيدا {مَعَ الْقََاعِدِينَ} حسن {سَمََّاعُونَ لَهُمْ} كاف {بِالظََّالِمِينَ} حسن، وكذا: كارهون،(1/338)
أوّلا، أو وسطا، أو آخرا نحو ائذن وائتمن والبأساء، واقرأ وجئناك هيئ، والمؤتون، وتسؤهم، لأن اللفظ يكتب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء به والوقف عليه {سَقَطُوا} حسن: معناه في الإثم الذي حصل بسبب تخلفهم عن النبي صلّى الله عليه وسلّم {بِالْكََافِرِينَ} كاف {تَسُؤْهُمْ} حسن: للابتداء بالشرط {فَرِحُونَ} تامّ {لَنََا} جائز {مَوْلََانََا} حسن {الْمُؤْمِنُونَ} كاف {الْحُسْنَيَيْنِ} حسن، يعني الغنيمة أو الشهادة {أَوْ بِأَيْدِينََا} حسن {فَتَرَبَّصُوا} أحسن منه للابتداء بعد بإنا {مُتَرَبِّصُونَ} أحسن منهما.
وقيل: لا وقف من قوله: قل هل تربصون إلى متربصون، لأن ذلك كله داخل تحت القول المأمور به، والوقف على المواضع المذكورة في هذه الآية للفصل بين الجمل المتغايرة المعنى {لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} جائز {فََاسِقِينَ} كاف، ومثله:
كارهون {وَلََا أَوْلََادُهُمْ} حسن: إن جعل في الحياة الدنيا متصلا بالعذاب كأنه قال: إنما يريد الله ليعذبهم بها: أي بالتعب في جمعها وإنفاقها كرها، وهو قول أبي حاتم وقيل: ليس بوقف، لأن الآية من التقديم، والتأخير لاتصال الكلام بعضه ببعض، أي: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها، أي: في الآخرة، وهذا الشرط معتبر في قوله:
وقوله: ولا تفتنى {سَقَطُوا} كاف {بِالْكََافِرِينَ} تامّ {تَسُؤْهُمْ} صالح {فَرِحُونَ}
تامّ {كَتَبَ اللََّهُ لَنََا} جائز {هُوَ مَوْلََانََا} حسن، وكذا: المؤمنون {إِلََّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} صالح: ولا أحبه، لأن فائدة الكلام فيما بعده {أَوْ بِأَيْدِينََا} كاف {مُتَرَبِّصُونَ} حسن {لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} مفهوم {فََاسِقِينَ} تامّ {كََارِهُونَ} كاف {وَلََا أَوْلََادُهُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن أريد بالعذاب إنفاق الذهب والفضة في الدنيا، لأنهم كانوا ينفقونها كرها، فإن أريد به عذاب الآخرة بتقدير، فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة، لم يكن ذلك وقفا، وهذا الشرط معتبر في قوله تعالى {وَأَوْلََادُهُمْ} الآتي {وَهُمْ كََافِرُونَ}
كاف {قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} حسن، وكذا: يجمحون {فِي الصَّدَقََاتِ} مفهوم(1/339)
و {أَوْلََادُهُمْ} الآتي {وَهُمْ كََافِرُونَ} حسن، ومثله: {إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ} الأول {يَفْرَقُونَ} كاف، ومثله يجمحون {فِي الصَّدَقََاتِ} حسن، وهو حرقوص بن زهير التميمي ذو الخويصرة رأس الخوارج {رَضُوا} جائز: للفصل بين الشرطين، وجواب الأول لا يلزم فيه المقارنة، بخلاف الثاني فجاء بإذا الفجائية، وإنهم إذا لم يعطوا فاجأ سخطهم ولم يكن تأخيره لما جبلوا عليه من محبة الدنيا والشره في تحصيلها، ومفعول {رَضُوا} أي: رضوا ما أعطوا {يَسْخَطُونَ} كاف {حَسْبُنَا اللََّهُ} حسن ومثله: ورسوله، على استئناف ما بعده، وقيل: ليس بوقف، لأن من قوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا} إلى {رََاغِبُونَ} متعلق بلو، وجواب لو محذوف تقديره: لكان خيرا لهم. وقيل جوابها وقالوا والواو زائدة، وهذا مذهب الكوفيين، وقوله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون: هاتان الجملتان كالشرح لقوله: حسبنا الله، ولذلك لم يتعاطفا لأنهما كالشيء الواحد، لاتصال منع العطف. قاله السمين {رََاغِبُونَ} تامّ {وَابْنِ السَّبِيلِ} جائز، لأن ما بعده منصوب في المعنى بما قبله، لأنه في معنى المصدر المؤكد، أي: فرض الله هذه الأشياء عليكم فريضة {فَرِيضَةً مِنَ اللََّهِ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {هُوَ أُذُنٌ} حسن، وكاف إن نوّن أذن وخير ورفعا، ومن قرأ {قُلْ} هو {أُذُنُ خَيْرٍ} بخفض الراء على الإضافة، وهي القراءة المتواترة كان وقفه على {مِنْكُمْ} حسنا على القراءتين {وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} كاف: لمن قرأ {وَرَحْمَةٌ} بالرفع مستأنفا، أي: وهو رحمة،
{يَسْخَطُونَ} كاف {حَسْبُنَا اللََّهُ} صالح {وَرَسُولُهُ} كاف {رََاغِبُونَ} تامّ {فَرِيضَةً مِنَ اللََّهِ} كاف {حَكِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {هُوَ أُذُنٌ} صالح.
وقال أبو عمرو: كاف {لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} تامّ {عَذََابٌ أَلِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {لِيُرْضُوكُمْ} كاف {مُؤْمِنِينَ} تامّ {خََالِداً فِيهََا} كاف {الْعَظِيمُ}
حسن {بِمََا فِي قُلُوبِهِمْ} كاف {مََا تَحْذَرُونَ} حسن {نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} صالح. وقال(1/340)
وليس بوقف لمن رفعها عطفا على، أذن، وكذا من جرّها عطفا على خير.
والمعنى إننا نقول ما شئنا ثم نأتي فنعتذر فيقبل منا، فقال الله: قل أذن خير لكم، أي: إن كان الأمر على ما تقولون فهو خير لكم، وليس الأمر كما تقولون ولكنه يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، أي: إنما يصدّق المؤمنين {آمَنُوا مِنْكُمْ} كاف، ومثله: أليم، وكذا {لِيُرْضُوكُمْ} على استئناف ما بعده تامّ {خََالِداً فِيهََا} كاف ومثله: العظيم و {بِمََا فِي قُلُوبِهِمْ}، و {قُلِ اسْتَهْزِؤُا}، و {مََا تَحْذَرُونَ}، و {نَلْعَبُ} كلها وقوف كافية {تَسْتَهْزِؤُنَ} حسن {لََا تَعْتَذِرُوا} أحسن منه. وقيل: تامّ {بَعْدَ إِيمََانِكُمْ} كاف، سواء قرئ تعف بضم التاء مبنيا للمفعول، أي: هذه الذنوب، أو قرئ تعذب بضم التاء مبنيا للمفعول أيضا طائفة نائب الفاعل، وبها قرأ مجاهد، وقرئ نعف بنون العظمة ونعذب كذلك طائفة بالنصب على المفعولية، وبها قرأ عاصم، وقرأ الباقون إن يعف تعذب مبنيا للمفعول ورفع طائفة على النيابة والنائب في الأول الجارّ بعده {مُجْرِمِينَ} حسن، ومثله:
من بعض لأنه لو وصل بما بعده لكانت الجملة صفة لبعض، وهي صفة لكل المنافقين {أَيْدِيَهُمْ} جائز {فَنَسِيَهُمْ} كاف، ومثله: الفاسقون {خََالِدِينَ فِيهََا} جائز {هِيَ حَسْبُهُمْ} حسن {وَلَعَنَهُمُ اللََّهُ} أحسن منه {مُقِيمٌ}
ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله. وقيل حسن لكونه رأس آية، وذلك على قطع الكاف في قوله: {كَالَّذِينَ} عما قبلها، أي: أنتم كالذين فالكاف في
أبو عمرو: كاف {تَسْتَهْزِؤُنَ} حسن {لََا تَعْتَذِرُوا} تامّ، وكذا: بعد إيمانكم، وكانوا مجرمين {فَنَسِيَهُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْفََاسِقُونَ} تامّ {خََالِدِينَ فِيهََا} صالح، وكذا: هي حسبهم، ولعنهم الله. وأصلحها لعنهم الله {عَذََابٌ مُقِيمٌ}
ليس بوقف لتعلق ما بعده به {كَالَّذِي خََاضُوا} تامّ {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ} جائز {الْخََاسِرُونَ} تامّ {وَالْمُؤْتَفِكََاتِ} كاف {بِالْبَيِّنََاتِ} صالح {يَظْلِمُونَ} تامّ {أَوْلِيََاءُ}(1/341)
محل رفع خبر مبتدإ محذوف {وَأَوْلََاداً} جائز {بِخَلََاقِهِمْ} ليس بوقف، لاتساق ما بعده على ما قبله {كَالَّذِي خََاضُوا} كاف على استئناف ما بعده {وَالْآخِرَةِ} جائز {الْخََاسِرُونَ} كاف {وَالْمُؤْتَفِكََاتِ} حسن، ومثله:
بالبينات، للابتداء بعد بالنفي {يَظْلِمُونَ} تامّ {أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ} جائز {وَرَسُولَهُ} حسن {سَيَرْحَمُهُمُ اللََّهُ} أحسن منه. وقيل كاف: للابتداء بإن {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: وعد الله إلى عدن، فلا يوقف على، الأنهار، لأن خالدين حال مما قبله، ولا على فيها، لاتساق ما بعده على ما قبله {فِي جَنََّاتِ عَدْنٍ} كاف، ومثله: أكبر {الْعَظِيمُ} تامّ، لانتهاء صفة المؤمنين بذكر ما وعدوا به من نعيم الجنات {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} جائز {وَمَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ} حسن {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} كاف {مََا قََالُوا} حسن.
حلف الجلاس بن سويد من المنافقين إن كان محمد صادقا فنحن شرّ من الحمير {بِمََا لَمْ يَنََالُوا} كاف وكذا: من فضله، للابتداء بالشرط مع الفاء {يَكُ خَيْراً لَهُمْ} كاف، للابتداء بالشرط أيضا، وللفصل بين الجملتين {وَالْآخِرَةِ} كاف: للابتداء بالنفي {وَلََا نَصِيرٍ} تامّ {مِنَ الصََّالِحِينَ}
حسن، ومثله: معرضون {يَكْذِبُونَ} تامّ {الْغُيُوبِ} كاف، إن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ خبره {سَخِرَ اللََّهُ مِنْهُمْ} وليس بوقف إن جعل بدلا من الضمير في: نجواهم، ولا وقف من قوله: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ}
إلى قوله: {سَخِرَ اللََّهُ مِنْهُمْ} فلا يوقف على: في الصدقات، ولا على:
{بَعْضٍ} صالح {وَرَسُولَهُ} كاف وكذا: سيرحمهم الله {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} تامّ {فِي جَنََّاتِ عَدْنٍ} كاف، وكذا: ورضوان من الله أكبر {الْعَظِيمُ} تامّ {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}
صالح {وَمَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ} كاف {الْمَصِيرُ} حسن {مََا قََالُوا} كاف {بِمََا لَمْ يَنََالُوا}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِنْ فَضْلِهِ} كاف، وكذا: الآخرة {وَلََا نَصِيرٍ} حسن.
وقال أبو عمرو: تامّ {مِنَ الصََّالِحِينَ} صالح، وكذا: معرضون {يَكْذِبُونَ} تامّ {عَلََّامُ}(1/342)
جهدهم، ولا على: فيسخرون منهم، لأن خبر المبتدأ لم يأت، وهو سخر الله منهم. والوقف على {سَخِرَ اللََّهُ مِنْهُمْ} جائز {أَلِيمٌ} كاف {أَوْ لََا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} جائز: للابتداء بالشرط {فَلَنْ يَغْفِرَ اللََّهُ لَهُمْ} كاف ومثله:
ورسوله {الْفََاسِقِينَ} تامّ: ولا وقف من قوله {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ} إلى قوله:
{فِي الْحَرِّ} فلا يوقف على: رسول الله، ولا على: في سبيل الله {فِي الْحَرِّ} كاف، ومثله: أشدّ حرا، لأن جواب لو محذوف، أي: لو كانوا يفقهون حرارة النار لما قالوا: لا تنفروا في الحرّ، ولو وصل لفهم أن نار جهنم لا تكون أشدّ حرّا إن لم يفقهوا ذلك {يَفْقَهُونَ} كاف، ومثله كثيرا لأن جزاء إما مفعول له أو مصدر لفعل محذوف، أي: يجزون جزاء {يَكْسِبُونَ}
كاف، ومثله: معي عدوّا، وقيل لا وقف من قوله: {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا} إلى {مَعَ الْخََالِفِينَ} لأن ذلك كله داخل في القول {أَوَّلَ مَرَّةٍ} جائز {مَعَ الْخََالِفِينَ} كاف. والوقف على {قَبْرِهِ}، و {فََاسِقُونَ}، و {أَوْلََادُهُمْ}، و {كََافِرُونَ}، و {مَعَ الْقََاعِدِينَ}، و {مَعَ الْخَوََالِفِ}، و {لََا يَفْقَهُونَ}
كلها وقوف كافية {وَأَنْفُسِهِمْ} جائز {الْخَيْرََاتُ} كاف {الْمُفْلِحُونَ} تامّ {خََالِدِينَ فِيهََا} كاف {الْعَظِيمُ} تامّ {لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} تامّ، عند نافع، وقال غيره: ليس بتامّ، لأن قوله {وَقَعَدَ الَّذِينَ} معطوف على وجاء {وَرَسُولَهُ} كاف {أَلِيمٌ} تامّ: ولا وقف من قوله: ليس على الضعفاء، إلى قوله ورسوله، فلا يوقف على المرضى، ولا على حرج لاتساق الكلام {وَرَسُولِهِ} كاف، للابتداء بالنفي، ومثله: من سبيل، وكذا: رحيم، وجاز
{الْغُيُوبِ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {سَخِرَ اللََّهُ مِنْهُمْ} صالح {أَلِيمٌ} تامّ {أَوْ لََا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} صالح {فَلَنْ يَغْفِرَ اللََّهُ لَهُمْ} كاف، وكذا: ورسوله {الْفََاسِقِينَ} تامّ {فِي الْحَرِّ} كاف، وكذا: يفقهون {بِمََا كََانُوا يَكْسِبُونَ} حسن، وكذا: معي عدوّا، ومع الخالفين، وعلى قبره، وفاسقون، وكذا: وأولادهم وكافرون، ومع القاعدين، ومع(1/343)
الوقف عليه إن عطف ما بعده عليه لكونه رأس آية. وقيل تامّ، على أنه منقطع عما بعده، لأن الذين بعده نزل في العرباض بن سارية وأصحابه ولا وقف من قوله: ولا على الذين إلى قوله ما ينفقون، فلا يوقف على قوله عليه لأن قوله:
{تَوَلَّوْا} علة لأتوك، ولا على حزنا، لأن قوله: ألا يجدوا مفعول من أجله.
والعامل فيه حزنا فيكون ألا يجدون علة العلة: يعني أنه علل فيض الدمع بالحزن، وعلل الحزن بعدم وجدان النفقة، وهو واضح، انظر السمين.
{مََا يُنْفِقُونَ} تامّ {أَغْنِيََاءُ} جائز، لأن رضوا يصلح أن يكون مستأنفا ووصفا {الْخَوََالِفِ} حسن {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ، على استئناف ما بعده {إِلَيْهِمْ} حسن {لََا تَعْتَذِرُوا} أحسن منه {لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ} أحسن منهما {مِنْ أَخْبََارِكُمْ} كاف: لاستيفاء بناء المفاعيل الثالث: الأول نا.
والثاني من أخباركم ومن زائدة. والثالث حذف اختصارا للعلم به والتقدير:
نبأنا الله من أخباركم كذا {وَرَسُولُهُ} حسن {تَعْمَلُونَ} كاف، وقيل: تامّ {لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} جائز، ومثله: فأعرضوا عنهم، وكذا: إنهم رجس ومأواهم جهنم، وما بعده منصوب بما قبله في المعنى، لأنه إما مفعول له، أو مفعول لمحذوف، أي: يجزون جزاء {لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ} كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء {الْفََاسِقِينَ} تامّ {عَلى ََ رَسُولِهِ} كاف، ومثله: حكيم {الدَّوََائِرَ}
حسن. وقيل: كاف {السَّوْءِ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {الرَّسُولِ} كاف {قُرْبَةٌ لَهُمْ} حسن {فِي رَحْمَتِهِ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {بِإِحْسََانٍ}
الخوالف، ولا يفقهون {الْمُفْلِحُونَ} تامّ {خََالِدِينَ فِيهََا} كاف {الْعَظِيمُ} تامّ {وَرَسُولَهُ} حسن {أَلِيمٌ} تامّ {وَرَسُولِهِ} حسن {مِنْ سَبِيلٍ} صالح، وكذا:
رحيم. وجاز الوقف عليه وإن عطف ما بعده عليه، لأنه رأس آية، ولطول الكلام بينهما {مََا يُنْفِقُونَ} حسن، وكذا: مع الخوالف {لََا يَعْلَمُونَ} تام {رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ}
مفهوم، وكذا: لا تعتذروا {لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ} كاف {مِنْ أَخْبََارِكُمْ} صالح، وكذا،(1/344)
ليس بوقف، لأن قوله: رضي الله عنهم خبر والسابقون، فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف. وكان عمر بن الخطاب يرى أن الواو ساقطة من قوله: والذين اتبعوهم، ويقول إن الموصول صفة لما قبله حتى قال له زيد بن ثابت إنها بالواو، فقال ائتوني بثان فأتوه به، فقال له تصديق ذلك في كتاب الله في أول الجمعة {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمََّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} وأوسط الحشر {وَالَّذِينَ جََاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ} وآخر الأنفال {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهََاجَرُوا} وروى أنه سمع رجلا يقرؤها بالواو فقال أبيّ: إنها بلا واو فدعاه، فقال أقرأنيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإنك لتبيع القرظ بالينبع، قال صدقت وإن شئت قل شهدنا وغبتم ونصرنا وخذلتم وأوينا وطردتم ومن ثم قال عمر لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يرفعها أحد بعدنا {وَرَضُوا عَنْهُ} صالح {أَبَداً} أصلح {الْعَظِيمُ} تامّ {مُنََافِقُونَ} كاف، إن جعل وممن حولكم خبرا مقدما ومنافقون مبتدأ مؤخرا ومن الأعراب لبيان الجنس، أو جعل ومن أهل المدينة خبرا مقدما، والمبتدأ بعده محذوفا قامت صفته مقامه والتقدير: ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق، ويجوز حذف هذا المبتدأ الموصوف بالفعل كقولهم: منا ظعن ومنا أقام، يريدون منا جمع ظعن وجمع أقام، ويكون الموصوف بالتمرّد منافقو المدينة، ويكون من عطف المفردات إذا عطفت خبرا على خبر وليس بوقف إن جعلت مردوا جملة في موضع النعت لقوله: منافقون، أي: وممن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ} جائز. والأولى وصله
عملكم ورسوله {تَعْمَلُونَ} تامّ {لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} مفهوم، وكذا: فأعرضوا عنهم، و:
إنهم رجس {يَكْسِبُونَ} حسن {الْفََاسِقِينَ} تامّ {عَلى ََ رَسُولِهِ} كاف {حَكِيمٌ}
تامّ {بِكُمُ الدَّوََائِرَ} كاف، وكذا: دائرة السوء {عَلِيمٌ} تامّ {الرَّسُولِ} كاف {قُرْبَةٌ لَهُمْ} صالح {فِي رَحْمَتِهِ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {وَرَضُوا عَنْهُ} صالح، وأصلح منه:
خالدين فيها أبدا {الْعَظِيمُ} حسن {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ} صالح، لكن الأجود وصله بما(1/345)
بما بعده لتعلقه به {لََا تَعْلَمُهُمْ} حسن، وكذا: نحن نعلمهم {عَظِيمٍ}
تامّ، وقيل كاف، لأن قوله: وآخرون معطوف على قوله: منافقون إن وقف على المدينة، ومن لم يقف كان معطوفا على قوم المقدر أو خبر مبتدأ محذوف، أي: ومنهم آخرون {وَآخَرَ سَيِّئاً} جائز {أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ، فلما تاب عليهم قالوا يا رسول الله خذ أموالنا لله وتصدّق بها. فقال رسول الله: «ما أمرت في أموالكم بشيء»، فأنزل الله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوََالِهِمْ}» الآية.
{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} كاف، للابتداء بإن، وكذا: سكن لهم، ومثل ذلك عليم، والرحيم {وَالْمُؤْمِنُونَ} حسن {تَعْمَلُونَ} كاف، وما بعده عطف على الأول، أي: ومنهم آخرون {وَإِمََّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} كاف، ومثله: حكيم على استئناف ما بعده، وهو مبتدأ محذوف الخبر، تقديره منهم أو فيما يتلى عليكم، أو فيم يقص عليكم على قراءة من قرأ والذين بغير واو وبالواو عطفا على ما قبله لأنه عطف جملة على جملة فكأنه استئناف كلام آخر، وليس بوقف على قراءة نافع وابن عامر بغير واو إن أعرب بدلا من قوله: وآخرون مرجون {مِنْ قَبْلُ} جائز {الْحُسْنى ََ} كاف {لَكََاذِبُونَ} تامّ إن لم تجعل لا تقم فيه أبدا خبر قوله: والذين اتخذوا، وليس وقفا إن جعل الذين مبتدأ
بعده لتعلقه به {لََا تَعْلَمُهُمْ} كاف: وأجود منه: نحن نعلمهم {عَظِيمٍ} كاف {وَآخَرَ سَيِّئاً} صالح {أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {سَكَنٌ لَهُمْ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {الرَّحِيمُ} حسن {وَالْمُؤْمِنُونَ} صالح {تَعْمَلُونَ} كاف، وكذا:
يتوب عليهم {حَكِيمٌ} تامّ: ولو على قراءة من قرأ {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} بالواو عطفا على ما قبله لأنه عطف جملة على جملة، فكأنه استئناف كلام آخر {إِلَّا الْحُسْنى ََ}
كاف {لَكََاذِبُونَ} تامّ، إن لم يجعل لا تقم فيه أبدا خبرا عن الذين اتخذوا وإلا فلا يتم الوقف بل يكون كافيا {لََا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً} حسن، وكذا: أحق أن تقوم فيه. وقال(1/346)
وخبره لا يزال بنيانهم، فلا يوقف عليه ولا على شيء قبل الخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {أَبَداً} حسن، للابتداء بلام الابتداء أو جواب قسم محذوف وعلى التقديرين يكون لمسجد مبتدأ وأسس في محل رفع نعتا له وأحق خبره، ونائب الفاعل ضمير المسجد على حذف مضاف، أي: أسس بنيانه {أَنْ تَقُومَ فِيهِ} حسن، إن جعل فيه الثانية خبرا مقدما ورجال مبتدأ مؤخرا، وليس وقفا إن جعل صفة لمسجد ورجال فاعل بها، وهو أولى من حيث إن الوصف بالمفرد أصل، والجار قريب من المفرد، انظر السمين {أَنْ يَتَطَهَّرُوا} كاف {الْمُطَّهِّرِينَ} تام {وَرِضْوََانٍ خَيْرٌ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {فِي نََارِ جَهَنَّمَ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ على أن قوله:
{لََا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً} خبر الذين، أو على تقدير ومنهم الذين. فإن جعلت لا يزال خبر الذين، فلا يتم الوقف على الظالمين {قُلُوبِهِمْ} كاف {حَكِيمٌ}
تامّ {الْجَنَّةَ} جائز، والقرآن كاف، للابتداء بعد بالشرط والاستفهام التقريري، أي: لا أحد أوفى بعهده من الله تعالى، فإخلافه لا يجوز على الله تعالى إذ إخلافه لا يقدّم عليه الكرام، فكيف بالغني الذي لا يجوز عليه قبيح قط {مِنَ اللََّهِ} جائز {بََايَعْتُمْ بِهِ} كاف {الْعَظِيمُ} تام، إن رفع ما بعده على الاستئناف أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ بدلا من المؤمنين، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ولا وقف من قوله: التائبون إلى لحدود الله، ولم يأت بعاطف بين هذه الأوصاف لمناسبتها لبعضها إلا في صفة الأمر
أبو عمرو فيهما: كاف {أَنْ يَتَطَهَّرُوا} كاف {الْمُطَّهِّرِينَ} تامّ {فِي نََارِ جَهَنَّمَ} كاف {الظََّالِمِينَ} تامّ {قُلُوبِهِمْ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {وَالْقُرْآنِ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {بِعَهْدِهِ مِنَ اللََّهِ} صالح {بََايَعْتُمْ بِهِ} كاف {الْعَظِيمُ} تام، إن رفع ما بعده أو نصب على المدح، وكاف إن جعل ذلك بدلا من المؤمنين وإنما جاز مع كونه بدلا من ذلك لطول الكلام بينهما {لِحُدُودِ اللََّهِ} مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف، ورفع الأسماء المذكورة قبله، إما بالمدح أو بالابتداء وحذف الخبر تقديره التائبون إلخ لهم الجنة أو(1/347)
بالمعروف والنهي عن المنكر لتباين ما بينهما. فإن الأمر طلب فعل، والنهي طلب ترك، وقيل الواو واو الثمانية لأنها دخلت في الصفة الثامنة كقوله:
{وَثََامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} لأن الواو تؤذن بأن ما بعدها غير ما قبلها، والصحيح أنها للعطف {لِحُدُودِ اللََّهِ} حسن: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} تام: للابتداء بالنفي {الْجَحِيمِ} كاف {وَعَدَهََا إِيََّاهُ} حسن. وقال نافع: تامّ {تَبَرَّأَ مِنْهُ}
حسن {حَلِيمٌ} تامّ {مََا يَتَّقُونَ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {وَالْأَرْضِ} جائز {وَيُمِيتُ} كاف، للابتداء بالنفي {وَلََا نَصِيرٍ} تامّ {فَرِيقٍ مِنْهُمْ} جائز، والأولى وصله لتنوّع توبة التائبين، والتوبة تشعر بذنب. وأما النبي فملازم للترقي فتوبته رجوع من طاعة إلى أكمل منها {ثُمَّ تََابَ عَلَيْهِمْ} الأول كاف، ومثله: رحيم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على قوله: والأنصار، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {خُلِّفُوا} جائز، لأن المعنى: لقد تاب الله على النبيّ وعلى الثلاثة، ويرتقي لدرجة الحسن بهذا التقدير {إِلََّا إِلَيْهِ} جائز. وثم لترتيب الأخبار {لِيَتُوبُوا} كاف {الرَّحِيمُ} تام، ومثله: الصادقين {عَنْ نَفْسِهِ} حسن. وقال أحمد بن موسى: تامّ {عَمَلٌ صََالِحٌ} كاف {الْمُحْسِنِينَ} كاف. وقال أبو حاتم: لا أحب الوقف على المحسنين لأن قوله: ولا ينفقون نفقة معطوف على ولا ينالون، وقيل تامّ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على
بكونها بدلا من الضمير في يقاتلون {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} تام {أَصْحََابُ الْجَحِيمِ} كاف {وَعَدَهََا إِيََّاهُ} صالح {تَبَرَّأَ مِنْهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لَأَوََّاهٌ حَلِيمٌ} تام، وكذا: ما يتقون، و: عليم. وقال أبو عمرو: في ما يتقون كاف {يُحْيِي وَيُمِيتُ} كاف {وَلََا نَصِيرٍ} تام {قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} مفهوم عند بعضهم ولا أحبه {ثُمَّ تََابَ عَلَيْهِمْ} كاف، وكذا: رحيم وإن تعلق به ما بعده لأنه رأس آية. ثم {تََابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} كاف {الرَّحِيمُ} تام، وكذا: مع الصادقين {عَنْ نَفْسِهِ} كاف، وكذا: عمل صالح، والمحسنين {إِلََّا كُتِبَ لَهُمْ} كاف، وليس بتام، لأن لام: ليجزيهم الله لام كي،(1/348)
قوله: لا يصيبهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {إِلََّا كُتِبَ لَهُمْ} ليس بوقف لأن لام ليجزيهم الله لام كي، وهي لا يبتدأ بها لأنها متعلقة بما قبلها.
وقال أبو حاتم السجستاني تام، لأن اللام لام قسم حذفت منه النون تخفيفا، والأصل ليجيزينهم، فحذفوا النون وكسروا اللام بعد أن كانت مفتوحة فأشبهت في اللفظ لام كي فنصبوا بها كما نصبوا بلام كي. قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط، أن لام القسم لا تكسر ولا ينصب بها، ولو جاز أن يكون معنى ليجزيهم ليجزينهم لقلنا: والله ليقم عبد الله بتأويل والله ليقومنّ. وهذا معدوم في كلام العرب، واحتج بأن العرب تقول في محل التعجب أكرم بعبد الله فيجزمونه لشبهه لفظ الأمر، وقال أبو بكر بن الأنباري: وليس هذا بمنزلة ذاك لأن التعجب عدل إلى لفظ الأمر، ولام القسم لم توجد مكسورة قط في حال ظهور اليمين ولا في إضماره. قال بعضهم:
ولا نعلم أحدا من أهل العربية وافق أبا حاتم في هذا القول، وأجمع أهل العلم باللسان على أن ما قاله وقدره في ذلك خطأ لا يصح في لغة ولا قياس، وليست هذه لام قسم. قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم، أي: يخطئه فيه ويعيب عليه هذا القول. ويذهب إلى أنها لام كي متعلقة بقوله: كتب اه نكزاوي مع زيادة للإيضاح، ويقال مثل ذلك في نظائره {مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ} تامّ، كافة حسن، ولا وقف من قوله: فلولا نفر إلى يحذرون، فلا يوقف على في الدين لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على إذا رجعوا إليهم لأنه لا يبتدأ بحرف الترجي لأنها في التعلق كلام زكي {يَحْذَرُونَ} تامّ {غِلْظَةً} حسن {الْمُتَّقِينَ} تامّ {هََذِهِ إِيمََاناً} كاف،
فهي متعلقة بما قبلها. وقال أبو حاتم: تام لأن اللام لام قسم والأصل ليجزينهم الله فحذفت النون وكسرت اللام فأشبهت لام كي فنصبوا بها {يَعْمَلُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {كَافَّةً} مفهوم {يَحْذَرُونَ} تام {فِيكُمْ غِلْظَةً} كاف، وكذا: مع المتقين {إِيمََاناً} صالح، وكذا: يستبشرون {كََافِرُونَ} تامّ {مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} كاف، ولا أحبه(1/349)
ومثله: يستبشرون {إِلَى رِجْسِهِمْ} حسن {كََافِرُونَ} تامّ، على قراءة من قرأ ولا ترون بالتاء الفوقية، يعني به المؤمنين، لأنه استئناف وإخبار، ومن قرأ بالتحتية لم يقف على كافرون، لأن ما بعده راجع إلى الكفار وهو متعلق به، وأيضا فإن الواو واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام {أَوْ مَرَّتَيْنِ} كاف، وكذا: ولا هم يذكرون، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {ثُمَّ انْصَرَفُوا} حسن. وقال الفراء:
كاف لأن المعنى عنده: وإذا ما أنزلت سورة فيها ذكر المنافقين وعيبهم قال بعضهم لبعض: هل يراكم من أحد إن قمتم. فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد {صَرَفَ اللََّهُ قُلُوبَهُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده متصل بالصرف إن جعل خبرا، وإن جعل دعاء عليهم جاز {لََا يَفْقَهُونَ} تامّ {مِنْ أَنْفُسِكُمْ}
كاف، وقرئ من أنفسكم بفتح الفاء، أي: من أشرفكم من النفاسة، وقيل الوقف على عزيز لأنه صفة رسول، وفيه تقديم غير الوصف الصريح، وهو من أنفسكم لأنه جملة على الوصف الصريح وهو عزيز لأنه مفرد ومنه {وَهََذََا كِتََابٌ أَنْزَلْنََاهُ مُبََارَكٌ} * فأنزلناه جملة ومبارك مفرد، ومنه {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
وهي غير صريحة لأنها جملة مؤوّلة بمفرد، وقوله: أذلة أعزة صفتان صريحتان لأنهما مفردتان كما تقدم، وقد يجاب بأن من أنفسكم متعلق بجاء، وجوّز الحوفي أن يكون عزيز مبتدأ وما عنتم خبره، والأرجح أنه صفة رسول لقوله:
بعد ذلك حريص فلم يجعله خبرا لغيره، وادعاء كونه خبر مبتدإ محذوف لا حاجة إليه فقوله: حريص عليكم خطاب لأهل مكة، وبالمؤمنين رءوف رحيم عام لجميع الناس، وبالمؤمنين متعلق برءوف، ولا يجوز أن تكون المسألة من التنازع لأن من شرطه تأخر المعمول عن العاملين، وإن كان بعضهم قد خالف ويجيز زيدا ضربته فنصب زيدا بعامل مضمر وجوبا تقديره ضربت زيدا ضربته، وإنما كان الحذف واجبا، لأن العامل مفسر له، وقيل نصب زيدا
{يَذَّكَّرُونَ} كاف {ثُمَّ انْصَرَفُوا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لََا يَفْقَهُونَ} تام(1/350)
بالعامل المؤخر، وقال الفراء: الفعل عامل في الظاهر المتقدّم وفي الضمير المتأخر اه. من الشذور {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {رَؤُفٌ رَحِيمٌ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ، ولم يجمع الله بين اسمين من أسمائه تعالى لأحد غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم {حَسْبِيَ اللََّهُ} جائز، ومثله: إلا هو، وكذا:
عليه توكلت، والجمهور على جرّ الميم من العظيم صفة للعرش، وقرأ ابن محيصن برفعها نعتا لرب. قال أبو بكر الأصم: وهذه القراءة أحبّ إليّ لأن جعل العظيم صفة له تعالى أولى من جعله صفة للعرش، آخر السورة تام.
سورة يونس عليه السلام مكية (1)
إلا قوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ} الآيتين أو الثلاث. قال ابن عباس: فيها من المدني {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} الآية نزلت في اليهود بالمدينة، وهي مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع في عدّ الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} عدّها الشامي {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشََّاكِرِينَ} لم يعدّها الشامي. و {شِفََاءٌ لِمََا فِي الصُّدُورِ} عدّها الشامي، وكلهم لم يعدّوا الر والمرّ في الست سور، وكلمها ألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون كلمة، وحروفها سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وستون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا
{مِنْ أَنْفُسِكُمْ} كاف {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {رَحِيمٌ}
كاف. وقال أبو عمرو: تام {إِلََّا هُوَ} حسن، آخر السورة تام.
سورة يونس عليه السلام مكية إلا قوله: فإن كنت في شك الآيتين أو الثلاث أو قوله: ومنهم من يؤمن به الآية فمدني {الر} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة {الْحَكِيمِ} كاف. وقال أبو عمرو:
__________
(1) هي مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (22)، {وَشِفََاءٌ لِمََا فِي الصُّدُورِ} (57) شامي، {مِنَ الشََّاكِرِينَ} (22) غير شامي. «التلخيص» (282).(1/351)
بإجماع موضع واحد، وهو {وَلَقَدْ بَوَّأْنََا بَنِي إِسْرََائِيلَ} {الر} تقدم ما يغني عن إعادته في سورة البقرة {الْحَكِيمِ} تامّ، للابتداء بالاستفهام الإنكاري {أَنْ أَنْذِرِ النََّاسَ} حسن، سواء أعربنا أن أوحينا اسم كان وعجبا الخبر أو عكسه، والتقدير أكان إيحاؤنا بالإنذار والتبشير إلى رجل منهم عجبا، وأن أنذر الناس تفسيرا وجعلت كان تامة. وأن أوحينا بدلا من عجبا بدل اشتمال أو كل من كل، وجعل هذا نفس العجب مبالغة {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أحسن مما قبله، وليس بوقف على قول من يقول إن قوله:
قال الكافرون جواب أن أوحينا. وهذا إشارة إلى الوحي. قاله أبو حاتم: والمراد بالقدم الصدق محمد صلّى الله عليه وسلّم وهي مؤنثة يقال قدم حسنة. قال حسان:
لنا القدم العليا إليك وخلفنا ... لأوّلنا في طاعة الله تابع
أي: ما تقدم لهم في السؤدد {لَسََاحِرٌ مُبِينٌ} أتمّ مما قبله {عَلَى الْعَرْشِ} حسن، ومثله في الحسن: يدبر الأمر {إِلََّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} كاف، ومثله: فاعبدوه، وكذا: تذكرون {جَمِيعاً} حسن: سواء أعرب جميعا حال من المضاف وهو مرجع أو من المضاف إليه، وهو الكاف، وهو صحيح لوجود شرطه، وهو كون المضاف صالحا للعمل في الحال، ومثله: حقّا لمن قرأ إنه يبدأ الخلق بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها، وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع. فإنه كان يقرأ أنه بفتح الهمزة، فعلى قراءته لا يوقف على حقا، لأن ما قبلها عامل فيها بل يوقف على {وَعْدَ اللََّهِ} ثم يبتدئ حقّا أنه يبدأ الخلق. وقال أبو حاتم: موضع أن بالفتح نصب بالوعد لأنه مصدر مضاف لمفعوله، فكأنه قال وعد الله، فعلى قوله: لا يوقف على ما قبل حقّا ولا على
تامّ {عِنْدَ رَبِّهِمْ} تام، وكذا: لسحر مبين، وهي أتم {عَلَى الْعَرْشِ} حسن، وكذا: يدبر الأمر، ومن بعد إذنه. وقال أبو عمرو في الأخير، كاف {فَاعْبُدُوهُ} كاف {تَذَكَّرُونَ}
حسن {مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً} كاف {حَقًّا} حسن، لمن قرأ إنه يبدأ بكسر(1/352)
ما بعده وقيل موضعه رفع، أي: حقّا أنه يبدأ الخلق كما قال الشاعر:
أحقّا عباد الله أن لست داخلا ... ولا خارجا إلا عليّ رقيب
فرفع أن بعد حقّا لأنها لا تكسر بعد حقّا ولا بعد ما هو بمعناها، وقيل موضعها جرّ على إضمار حرف الجرّ، أي: وعد الله حقّا بأنه، وقرئ وعد الله فعل وفاعل {ثُمَّ يُعِيدُهُ} فيه ما مرّ في براءة من أن لام ليجزي لام كي {بِالْقِسْطِ} تام، لفصله بين ما يجزي به المؤمنون وما يجزي به الكافرون، وهو من عطف الجمل {يَكْفُرُونَ} تام، والحساب حسن. سئل أبو عمرو عن الحساب أتنصبه أم تجرّه، أي: هل تعطفه على عدد فتنصبه أو على السنين فتجرّه.
فقال: لا يمكن جرّه إذ يقتضي ذلك أن يعلم عدد الحساب، ولا يقدر أحد أن يعلم عدده {إِلََّا بِالْحَقِّ} كاف، على قراءة نفصل بالنون، وهي قراءة، وليس بوقف لمن قرأ بالتحتية، لأن الكلام يكون متصلا لأن ما بعده راجع إلى اسم الله تعالى في قوله، ما خلق الله ذلك فلا يقطع منه {يَعْلَمُونَ} تامّ ومثله، يتقون، ولا وقف من قوله: إن الذين لا يرجون إلى يكسبون، فلا يوقف على الدنيا لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على واطمأنوا بها كذلك، ولا على الغافلون، لأن أولئك خبر إن، فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، وكثيرا ما تكون آية تامة، وهي متعلقة بآية أخرى في المعنى لكونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو حالا مما قبلها، وإن جعل أولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثانيا والنار خبر الثاني.
والثاني وخبره خبر أولئك كان الوقف على غافلون كافيا {يَكْسِبُونَ} تامّ {بِإِيمََانِهِمْ} حسن {فِي جَنََّاتِ النَّعِيمِ} تامّ، عند أحمد بن موسى
الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها {ثُمَّ يُعِيدُهُ} كاف وليس بتامّ لأن لام ليجزي لام كي ويأتي فيه ما مر في براءة {بِالْقِسْطِ} تامّ، وكذا: يكفرون والحساب {إِلََّا بِالْحَقِّ}
حسن. وقال أبو عمرو في الجميع: كاف {يَعْلَمُونَ} تامّ، وكذا: يتقون، ويكسبون(1/353)
{سُبْحََانَكَ اللََّهُمَّ} حسن. قال سفيان، إذا أراد أحد من أهل الجنة أن يدعو بالشيء إليه. قال سبحانك اللهم. فإذا قالوها مثل بين يديه، فهي علامة بين أهل الجنة وخدمهم، فإذا أرادوا الطعام قالوها أتاهم حالا ما يشتهون. فإذا فرغوا حمدوا الله تعالى فذلك قوله: وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين {فِيهََا سَلََامٌ} أحسن مما قبله لأن الجملتين وإن اتفقتا فقد اعترضت جملة معطوفة أخرى لأن قوله: وآخر دعواهم معطوف على دعواهم. الأول فدعواهم مبتدأ وسبحانك منصوب بفعل مقدّر لا يجوز إظهاره هو الخبر والخبر هنا هو نفس المبتدإ، والمعنى أن دعاءهم هذا اللفظ فدعوى يجوز أن تكون بمعنى الدعاء، ويدل عليه اللهم، لأنه نداء في معنى يا الله، ويجوز أن يكون هذا الدعاء بمعنى العبادة، فدعوى مصدر مضاف للفاعل {رَبِّ الْعََالَمِينَ} تامّ {أَجَلُهُمْ}
حسن، للفصل بين الماضي والمستقبل، أي: ولو يعجل الله للناس الشرّ في الدعاء كاستعجالهم بالخير لهلكوا {يَعْمَهُونَ} تام {أَوْ قََائِماً} حسن، ومثله: مسه، وزعم بعضهم أن الوقف على قوله: فلما كشفنا عنه ضرّه مرّ، وليس بشيء، لأن المعنى استمرّ على ما كان عليه من قبل أن يمسه الضرّ ونسي ما كان فيه من الجهل والبلاء ونسي سؤاله إيانا {يَعْمَلُونَ} تامّ: عند أبي عمرو {لَمََّا ظَلَمُوا} ليس بوقف، لعطف {وَجََاءَتْهُمْ} على {ظَلَمُوا} أي: لما حصل لهم هذان الأمران: مجيء الرسل بالبينات وظلمهم أهلكوا {وَمََا كََانُوا لِيُؤْمِنُوا} حسن، والكاف من كذلك في موضع نصب على المصدر المحذوف،
{بِإِيمََانِهِمْ} كاف {فِي جَنََّاتِ النَّعِيمِ} صالح، وكذا: سبحانك اللهم {سَلََامٌ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {رَبِّ الْعََالَمِينَ} تام {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} كاف {يَعْمَهُونَ} تام {أَوْ قََائِماً} كاف، وكذا: ضر مسه {يَعْمَلُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {وَمََا كََانُوا لِيُؤْمِنُوا} كاف، وكذا المجرمين: وتعملون {أَوْ بَدِّلْهُ} حسن.
وقال أبو عمرو فيه: كاف، وفي تعملون تام {يُوحى ََ إِلَيَّ} حسن. وقال أبو عمرو:(1/354)
أي: مثل ذلك الجزاء، وهو الإهلاك {نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} كاف، ومثله:
تعملون {بَيِّنََاتٍ} ليس بوقف، لأن قال جواب إذا فلا يفصل بينهما {أَوْ بَدِّلْهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِنْ تِلْقََاءِ نَفْسِي} جائز، للابتداء بأن النافية، وتقدم أن تلقائي من المواضع التسعة التي زيدت فيها الياء كما رسمت في مصحف عثمان {يُوحى ََ إِلَيَّ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، للابتداء بإني {عَظِيمٍ} تامّ {مََا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ} جائز، على قراءة قنبل، ولأدراكم به بغير نفي فهو استفهام وإخبار بإيقاع الدراية من الله تعالى، فهو منقطع من النفي الذي قبله، وليس بوقف لمن قرأ {وَلََا أَدْرََاكُمْ} بالنفي، لأنه معطوف على ما قبله من قوله: ما تلوته عليكم، فهو متعلق بالتلاوة، وأدخل معها في النفي فلا يقطع منها، وقرأ ابن عباس والحسن وابن سيرين وأبو رجاء: ولا أدرأكم به، بهمزة ساكنة بعد الرّاء مبدلة من ألف، والألف منقلبة عن ياء لانفتاح ما قبلها، وهي لغة لعقيل حكاها قطرب. وقيل الهمزة أصلية وإن اشتقاقه من الدرء وهو الدفع {وَلََا أَدْرََاكُمْ بِهِ} جائز، على القراءتين {مِنْ قَبْلِهِ} كاف، للابتداء بالاستفهام بعده {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تامّ {بِآيََاتِهِ} كاف {الْمُجْرِمُونَ} تامّ {وَلََا يَنْفَعُهُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده من مقول الكفار {عِنْدَ اللََّهِ} كاف، لانتهاء مقولهم ومثله، ولا في الأرض {عَمََّا يُشْرِكُونَ}
تامّ {فَاخْتَلَفُوا} حسن {يَخْتَلِفُونَ} تامّ، المعنى: ولولا كلمة سبقت من ربك لأهلك الله أهل الباطل وأنجى أهل الحق {آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} جائز، لأن الأمر مبتدأ بالفاء، ومثله: الغيب لله {فَانْتَظِرُوا} أرقى منهما، لأن جواب الأمر
كاف {عَظِيمٍ} تامّ {وَلََا أَدْرََاكُمْ بِهِ} صالح {مِنْ قَبْلِهِ} كاف {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تامّ {بِآيََاتِهِ} كاف {الْمُجْرِمُونَ} حسن {عِنْدَ اللََّهِ} تامّ وقال أبو عمرو: كاف {وَلََا فِي الْأَرْضِ} كاف {يُشْرِكُونَ} تامّ {فَاخْتَلَفُوا} حسن، وكذا: يختلفون. وقال أبو عمرو في الأول: كاف {مِنْ رَبِّهِ} صالح {الْغَيْبُ لِلََّهِ} مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف(1/355)
منقطع لفظا متصل معنى {مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} تامّ {فِي آيََاتِنََا} حسن، ومثله:
أسرع مكرا {مََا تَمْكُرُونَ} تامّ: سواء قرئ بالفوقية أم بالتحتية {فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} حسن، وقرئ: ينشركم من النشر والبثّ، ويسيركم من التيسير، لأن حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا إلا قوله: {حَتََّى إِذََا بَلَغُوا النِّكََاحَ} فإنها لانتهاء الابتداء، وجواب إذا قوله: جاءتها ريح {مِنْ كُلِّ مَكََانٍ} حسن، ومثله: له الدين، لأن {دَعَوُا اللََّهَ} جواب سؤال مقدّر كأنه قيل: فما كان حالهم في تلك الشدّة؟ قيل دعوا الله ولم يدعوا سواه {مِنَ الشََّاكِرِينَ}
كاف، ومثله: بغير الحق {عَلى ََ أَنْفُسِكُمْ} تامّ، لمن قرأ متاع بإضمار مبتدأ محذوف تقديره: هو متاع، أو ذلك متاع، وكذا: لو نصب بمحذوف، أي:
تبغون متاع، أو رفع بغيكم على الابتداء وعلى أنفسكم في موضع الخبر، وفيه ضمير عائد على المبتدإ تقديره، إنما بغيكم مستقرّ على أنفسكم، وهو متاع، فعلى متعلقة بالاستقرار، وكذا لو رفع بغيكم على الابتداء والخبر محذوف تقديره: إنما بغيكم على أنفسكم من أجل متاع الحياة مذموم، وليس بوقف إن رفع خبرا عن قوله بغيكم على أنفسكم متعلق بالبغي، فلا ضمير في قوله: على أنفسكم، لأنه ليس بخبر المبتدإ، فهو ظرف لغو أو نصب متاع ببغيكم، أو نصب على أنه مفعول من أجله، أي: من أجل متاع، وبالنصب قرأ حفص عن عاصم.
على أن متاع ظرف زمان، أي: زمن متاع، وقرأ باقي السبعة متاع بالرفع {تَعْمَلُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله {إِنَّمََا مَثَلُ} إلى {وَالْأَنْعََامُ} فلا يوقف
{مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {فِي آيََاتِنََا} حسن، وكذا: أسرع مكرا. وقال أبو عمرو في الثاني: كاف {تَمْكُرُونَ} تامّ {فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} صالح، وقال أبو عمرو فيهما: كاف {مِنَ الشََّاكِرِينَ} حسن {بِغَيْرِ الْحَقِّ} تامّ {إِنَّمََا بَغْيُكُمْ عَلى ََ أَنْفُسِكُمْ} تامّ لمن قرأ {مَتََاعَ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف، أو بالنصب بمحذوف تقديره: تبتغون متاع الحياة الدنيا، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع على(1/356)
على قوله: فاختلط، وزعم يعقوب الأزرق أنه هنا وفي الكهف تامّ على استئناف ما بعده جملة مستأنفة من مبتدإ وخبر، وفي هذا لوقف شيء من جهة اللفظ والمعنى، فاللفظ أن نبات فاعل بقوله فاختلط، أي: فنبت بذلك المطر أنواع من النبات يختلط بعضها ببعض. وفي المعنى تفكيك الكلام المتصل الصحيح والمعنى الفصيح وذهاب إلى اللغو والتعقيد {وَالْأَنْعََامُ} حسن، لأن حتى ابتدائية تقع بعدها الجمل كقوله: [الطويل] فما زالت القتلى تمجّ دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
والغاية معنى لا يفارقها كما تقدم في قوله: {حَتََّى يَقُولََا إِنَّمََا نَحْنُ فِتْنَةٌ} {قََادِرُونَ عَلَيْهََا} ليس بوقف، لأن أتاها جواب إذا {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} حسن، والكاف في كذلك نعت لمصدر محذوف، أي: مثل هذا التفصيل الذي فصلناه في الماضي نفصله في المستقبل لقوم يتفكرون و {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ {وَاللََّهُ يَدْعُوا إِلى ََ دََارِ السَّلََامِ} جائز {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {وَزِيََادَةٌ} حسن. وقيل: كاف، وقيل: تامّ. قال الحسن: الحسنى العمل الصالح، والزيادة الجنة. وقيل النظر إلى وجه الله الكريم كما روى عن صهيب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا أريد أن أنجزكموه، فيقولون ما هو؟ ألم تبيض وجوهنا؟ أم تزحزحنا عن النار؟ ألم تدخلنا الجنة؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فو الله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم منه». وقيل واحدة من الحسنات بواحدة وزيادة تضعف عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف {وَلََا ذِلَّةٌ} كاف {أَصْحََابُ الْجَنَّةِ} جائز لأن قوله: {هُمْ فِيهََا} يصلح أن يكون جملة مستقلة مبتدأ
أنه خبر بغيكم، أو بالنصب ببغيكم {تَعْمَلُونَ} تامّ {وَالْأَنْعََامُ} صالح {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ، وكذا:
مستقيم {وَزِيََادَةٌ} كاف، وكذا: ولا ذلة {أَصْحََابُ الْجَنَّةِ} صالح أو مفهوم(1/357)
وخبرا، ويصلح أن يكون أصحاب خبرا وهم فيها خبرا ثانيا فهما خبران لأولئك نحو الرمان حلو حامض {خََالِدُونَ} تامّ، لأن {وَالَّذِينَ كَسَبُوا} مبتدأ، وجزاء مبتدأ ثان وخبره بمثلها {ذِلَّةٌ} حسن، ومثله: من عاصم، لأن الكاف لا تتعلق بعاصم مع تعلقها بذلة قبلها معنى، لأن رهق الذلة سواد الوجه وتغيره، وكون وجوههم مسودّة هو حقيقة لا مجازا، وكنى بالوجه عن الجملة لكونه أشرفها ولظهور السرور فيه {مُظْلِماً} حسن. وقيل: كاف {أَصْحََابُ النََّارِ} جائز، وفيه ما تقدم {خََالِدُونَ} تامّ، وانتصب يوم بفعل محذوف، أي: ذكرهم أو خوّفهم {مَكََانَكُمْ} ليس بوقف لعطف، أنتم وشركاؤكم لأن مكانكم اسم فعل بمعنى اثبتوا فأكد وعطف عليه أنتم وشركاؤكم، ومكانكم اسم فعل لا يتعدّى، ولهذا قدّر باثبتوا، لأن اسم الفعل إن كان الفعل لازما كان لازما، وإن كان متعديا كان متعديا نحو: عليك زيدا لما ناب مناب الزم تعدّى.
وقال ابن عطية: أنتم مبتدأ والخبر مخزيون أو مهانون، فيكون مكانكم قد تمّ، ثم يبتدئ أنتم وشركاؤكم، وهذا لا ينبغي أن يقال، لأن فيه تفكيكا لأفصح كلام. ومما يدل على ضعفه قراءة من قرأ {وَشُرَكََاءَكُمْ} بالنصب على المعية والناصب له اسم الفعل {أَنْتُمْ وَشُرَكََاؤُكُمْ} جائز، للعدول مع الفاء {فَزَيَّلْنََا بَيْنَهُمْ} حسن {تَعْبُدُونَ} أحسن مما قبله {لَغََافِلِينَ} كاف {مََا أَسْلَفَتْ} حسن، ومثله: الحق {يَفْتَرُونَ} تامّ. ولا وقف من قوله: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ} إلى قوله: {وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} فلا يوقف على الأرض، لأن بعده
{خََالِدُونَ} تامّ {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} مفهوم، وكذا: من عاصم: عند بعضهم {مُظْلِماً} كاف {خََالِدُونَ} تامّ {فَزَيَّلْنََا بَيْنَهُمْ} كاف، وكذا: تعبدون {لَغََافِلِينَ} حسن {مَوْلََاهُمُ الْحَقِّ} جائز {يَفْتَرُونَ} تام {وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} صالح {فَسَيَقُولُونَ اللََّهُ} جائز {أَفَلََا تَتَّقُونَ} حسن {رَبُّكُمُ الْحَقُّ} صالح {تُصْرَفُونَ}(1/358)
الدلائل الدالة على فساد مذهبهم مفصلة واعترافهم بأن الرازق والمالك والمخرج والمدبر هو الله تعالى أمرا لا يمكنهم إنكاره {وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} جائز {فَسَيَقُولُونَ اللََّهُ} كاف، لأن الأمر يبتدئ بالفاء {أَفَلََا تَتَّقُونَ} كالذي قبله {رَبُّكُمُ الْحَقُّ} أحسن {إِلَّا الضَّلََالُ} أحسن منه {تُصْرَفُونَ} كاف، ومثله: لا يؤمنون، وكذا: ثم يعيده الأول {تُؤْفَكُونَ} تامّ، عند أبي عمرو {إِلَى الْحَقِّ} الأوّل: كاف، ومثله: للحق على استئناف ما بعده {إِلََّا أَنْ يُهْدى ََ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، للاستفهام بعده. وقال بعضهم: فما لكم، ثم يبتدئ {كَيْفَ تَحْكُمُونَ} أي: على أي: حالة تحكمون أن عبادتكم الأصنام حتى وصواب {كَيْفَ تَحْكُمُونَ} تام: استفهام آخر، فهما جملتان:
أنكر في الأولى وتعجب من اتباعهم من لا يهدي ولا يهتدي، وأنكر في الثانية حكمهم بالباطل وتسوية الأصنام بربّ العالمين {إِلََّا ظَنًّا} كاف، ومثله: شيئا {بِمََا يَفْعَلُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله: {وَمََا كََانَ} إلى قوله: {لََا رَيْبَ فِيهِ} قال نافع: تامّ، ويكون التقدير هو من رب العالمين. قاله النكزاوي {الْعََالَمِينَ} كاف للابتداء بالاستفهام بعده {افْتَرََاهُ} جائز {صََادِقِينَ}
كاف {تَأْوِيلُهُ} حسن، وتامّ عند أحمد بن جعفر {مِنْ قَبْلِهِمْ} جائز {الظََّالِمِينَ} كاف {مَنْ لََا يُؤْمِنُ بِهِ} حسن {بِالْمُفْسِدِينَ} كاف {وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ} حسن {مِمََّا تَعْمَلُونَ} كاف {يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} حسن {لََا يَعْقِلُونَ} كاف {يَنْظُرُ إِلَيْكَ} حسن {لََا يُبْصِرُونَ} تام {شَيْئاً} الأولى
حسن {لََا يُؤْمِنُونَ} تام {ثُمَّ يُعِيدُهُ} صالح {تُؤْفَكُونَ} حسن. وقال أبو عمرو:
تام {إِلَى الْحَقِّ} كاف، وكذا: للحق {إِلََّا أَنْ يُهْدى ََ} صالح، وقال أبو عمرو: كاف {فَمََا لَكُمْ} حسن: بمعنى التوبيخ {كَيْفَ تَحْكُمُونَ} تام {إِلََّا ظَنًّا} كاف، وكذا شيئا {بِمََا يَفْعَلُونَ} تام {مِنْ رَبِّ الْعََالَمِينَ} كاف {افْتَرََاهُ} زعموا أنه صالح {صََادِقِينَ} كاف، وكذا: تأويله {الظََّالِمِينَ} حسن، وقال أبو عمرو: تامّ {مَنْ لََا يُؤْمِنُ بِهِ} حسن، وكذا: بالمفسدين، ولكم عملكم {مِمََّا تَعْمَلُونَ} تامّ {يَسْتَمِعُونَ}(1/359)
وصف للاستدراك بعده {يَظْلِمُونَ} كاف، قرأ الأخوان بتخفيف لكن، ومن ضرورة ذلك كسر النون لالتقاء الساكنين وصلا ورفع الناس، والباقون بالتشديد ونصب الناس {يَتَعََارَفُونَ بَيْنَهُمْ} حسن {مُهْتَدِينَ} كاف {مَرْجِعُهُمْ}
جائز: وثم لترتيب الأخبار {مََا يَفْعَلُونَ} تامّ {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ} حسن، وقيل: كاف: لأن جواب إذا منتظر {لََا يُظْلَمُونَ} كاف، ومثله: صادقين {إِلََّا مََا شََاءَ اللََّهُ} حسن، ومثله: لكل أمة أجل {وَلََا يَسْتَقْدِمُونَ} تامّ {أَوْ نَهََاراً} حسن {الْمُجْرِمُونَ} كاف {آمَنْتُمْ بِهِ} حسن، التقدير: قل لهم يا محمد عند نزول العذاب تؤمنون به، قالوا: نعم، قال يقال لكم: الآن تؤمنون وقد كنتم بالعذاب تستعجلون استهزاء به، وليس شيء من العذاب يستعجله عاقل، إذ العذاب كله مرّ المذاق {تَسْتَعْجِلُونَ} كاف، ومثله: عذاب الخلد {تَكْسِبُونَ} تامّ {أَحَقٌّ هُوَ} حسن، الضمير في هو عائد على العذاب. قيل الوقف على الحق بجعل السؤال والجواب والقسم كلاما واحدا، وقيل إي وربي، ثم يبتدأ {إِنَّهُ لَحَقٌّ} على الاستئناف فإن جعل قوله: {إِنَّهُ لَحَقٌّ} جواب القسم، أي: إي وربي إنه لحقّ. فلا يجوز الوقف على وربي، لأن القسم واقع على قوله: إنه لحقّ، أي: نعم والله، لأن إي بمعنى نعم في القسم خاصة، فلا يفصل منه. وقيل على إي. وقيل على أحقّ. والوقف على {إِنَّهُ لَحَقٌّ} تامّ: إن جعل {وَمََا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} مستأنفا، وليس بوقف إن جعل معطوفا، وما
{إِلَيْكَ} كاف {لََا يَعْقِلُونَ} حسن {يَنْظُرُ إِلَيْكَ} كاف {لََا يُبْصِرُونَ} تامّ {النََّاسَ شَيْئاً} قيل إنه وقف، ولا أحبه {يَظْلِمُونَ} تامّ {يَتَعََارَفُونَ بَيْنَهُمْ} حسن، وكذا: مهتدين، وما يفعلون، وقال أبو عمرو في الأول: كاف {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ}
صالح {لََا يُظْلَمُونَ} كاف {صََادِقِينَ} حسن، وكذا: ما شاء الله وقال أبو عمرو في الثاني: كاف {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ} كاف {وَلََا يَسْتَقْدِمُونَ} تامّ، وكذا: المجرمون {آمَنْتُمْ بِهِ} صالح {وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} كاف {تَكْسِبُونَ} تامّ {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} الآية. الوقف فيها على {لَحَقٌّ} بجعل السؤال والجواب والقسم(1/360)
حجازية أو تميمية {بِمُعْجِزِينَ} تام {لَافْتَدَتْ بِهِ} حسن، ومثله: العذاب {بِالْقِسْطِ} تامّ، ومثله: لا يظلمون {وَالْأَرْضِ} حسن {وَعْدَ اللََّهِ حَقٌّ}
الأولى وصله لحرف الاستدراك بعده {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {تُرْجَعُونَ} تامّ:
للابتداء بعده بياء النداء {لِلْمُؤْمِنِينَ} كاف {فَبِذََلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} حسن، ويزيد حسنا عند من خالف بين التحتية والفوقية في الحرفين {مِمََّا يَجْمَعُونَ}
كاف {وَحَلََالًا} حسن: للابتداء بعد بالاستفهام، وهو ما حرّموا من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحام، قل آلله أذن لكم، بهذا التحريم والتحليل، وأم بمعنى بل، أي: بل على الله تفترون التحليل والتحريم، وهو حسن بهذا التقدير، وليس بوقف إن جعلت أم متصلة {تَفْتَرُونَ} كاف {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عَلَى النََّاسِ} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {لََا يَشْكُرُونَ} تامّ {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} حسن. وقيل: كاف، وقيل: تامّ {وَلََا فِي السَّمََاءِ} كاف، إن قرئ ما بعده بالرفع بالابتداء، وكذا إن جعل الاستئناف منقطعا عما قبله، أي: وهو مع ذلك في كتاب مبين، والعرب تضع إلا في موضع الواو ومنه قول القائل:
وكلّ أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان
أي: والفرقدان، ومن ذلك قوله: {وَمََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلََّا خَطَأً} قال أبو عبيدة: إلا بمعنى الواو، لأنه لا يحلّ للمؤمن قتل المؤمن عمدا
كلاما واحدا. وقيل على {إِي وَرَبِّي} كما تقول: بلى والله، وقيل على إي، وقيل على أحقّ هو كنظيره في: يسألونك عن الأهلّة، والوقف على {لَحَقٌّ} تامّ: إن جعل {وَمََا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} مستأنفا، فإن جعل معطوفا فلا وقف {بِمُعْجِزِينَ} تامّ، وكذا: لا افتدت به {الْعَذََابَ} صالح {بِالْقِسْطِ} تامّ، وكذا: لا يظلمون {وَالْأَرْضِ} حسن {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ، وكذا: ترجعون، و: للمؤمنين {مِمََّا يَجْمَعُونَ} حسن، وكذا:
وحلال. و {تَفْتَرُونَ}، و: {يَوْمَ الْقِيََامَةِ}. وقال أبو عمرو فيه: كاف {لََا يَشْكُرُونَ} تام،(1/361)
ولا خطأ، وهنا لو كان متصلا لكان بعد النفي تحقيقا، وإن كان كذلك وجب أن لا يعزب عن الله تعالى مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منهما إلا في الحالة التي استثناها، وهو: إلا في كتاب مبين، فيعرب، وهو غير جائز، بل الصحيح الابتداء بإلا على تقدير الواو، أي: وهو أيضا في كتاب مبين، وقال أبو شامة:
ويزول الإشكال أيضا بأن تقدّر قبل قوله: {إِلََّا فِي كِتََابٍ مُبِينٍ} ليس شيء من ذلك إلا في كتاب مبين، ويجوز الاستثناء من يعزب، ويكون يعزب بمعنى يبين ويذهب المعنى لم يبن شيء عن الله تعالى بعد خلقه له إلا وهو في اللوح المحفوظ مكتوب {يَحْزَنُونَ} تامّ: إن رفع الذين على الابتداء والخبر لهم البشرى، أو جعل الذين في محل رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين، أو نصب بأعني مقدرا، وليس بوقف في خمسة أوجه: وهي كونه نعتا على موضع أولياء أو بدلا من الموضع أيضا، أو بدلا من أولياء على اللفظ، أو على إضمار فعل لائق والجر بكونه بدلا من الهاء في عليهم، ففي إعراب الذين ثمانية أوجه:
أربعة في الرفع، وثلاثة في النصب، وواحد في الجرّ {يَتَّقُونَ} تامّ: إن لم يجعل، لهم البشرى خبرا لقوله: الذين، وليس بوقف إن جعل خبرا {وَفِي الْآخِرَةِ} حسن. وقيل تامّ. والمعنى لهم البشرى عند الموت وإذا خرجوا من قبورهم. وقال عطاء: لهم البشرى في الحياة الدنيا عند الموت، تأتيهم الملائكة بالرحمة والبشارة من الله تعالى، وتأتي أعداء الله بالغلظة والفظاظة، وفي الآخرة عند خروج روح المؤمن تعرج بها إلى الله تعالى تزف كما تزف العروس تبشر برضوان الله تعالى، وفي الحديث «لا نبوّة بعدي إلا المبشرات»، قيل يا رسول الله وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له» وفيه «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، فأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا» {لََا تَبْدِيلَ لِكَلِمََاتِ اللََّهِ} حسن {الْعَظِيمُ} تامّ {وَلََا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} أتمّ. ثم
وكذا: تفيضون فيه {وَلََا فِي السَّمََاءِ} كاف: إن قرئ ما بعده بالرفع بالابتداء، وإلا فليس بوقف {كِتََابٍ مُبِينٍ} تامّ، وكذا: ولا هم يحزنون، إن جعل {الَّذِينَ آمَنُوا}(1/362)
يبتدئ إن العزة، وإن كان من المستحيل أن يتوهم أحد أن هذا من مقول المشركين، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارا ولما حزن النبي صلّى الله عليه وسلّم بل هو مستأنف ليس من مقولهم، بل هو جواب سؤال مقدّر كأن قائلا قال لم لا يحزنه قولهم وهو مما يحزن؟ أجيب بقوله: {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلََّهِ جَمِيعاً} ليس لهم منها شيء، ولو وصل لتوهم عود الضمير إلى الأولياء، وقول الأولياء لا يحزن الرسول بل هو مستأنف تسلية عن قول المشركين وليس بوقف لمن قرأ أن العزة بفتح الهمزة، وبها قرأ أبو حيوة على حذف لام العلة، أي: لا يحزنك قولهم لأجل أن العزة لله، وبالغ ابن قتيبة. وقال فتح إن كفر وغلوّ على أن إن تصير معمولة لقولهم، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارا كما تقدم {جَمِيعاً} حسن {الْعَلِيمُ} تامّ {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} حسن، ومثله: شركاء للنفي بعده، أي: ما يعبدون من دون الله شركاء {إِلَّا الظَّنَّ} كاف {يَخْرُصُونَ} تامّ {مُبْصِراً} كاف {يَسْمَعُونَ} تامّ {سُبْحََانَهُ} حسن {هُوَ الْغَنِيُّ} أحسن منه، أي: عن الأهل والولد {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف، للابتداء بالنفي، أي: ما عندكم حجة بهذا القول {مِنْ سُلْطََانٍ بِهََذََا} حسن {مََا لََا تَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: لا يفلحون و: متاع في الدنيا {يَكْفُرُونَ} تامّ {نَبَأَ نُوحٍ} جائز: ولا يوصل بما بعده لأنه لو وصل لصار إذ ظرفا لأتل بل هو ظرف لمقدر، أي: اذكر إذ قال، ولا يجب نصب إذ باتل لفساده إذ اتل مستقبل وإذ ظرف لما مضى {تَوَكَّلْتُ}
حسن {وَشُرَكََاءَكُمْ} أحسن منه: لمن نصب شركاءكم عطفا على أمركم، وبه قرأ العامة، ومن قرأ شركاؤكم بالرفع مبتدأ محذوف الخبر، أي: وشركاؤكم
مبتدأ فإن جعل وصفا لأولياء الله لم يكن ذلك وقفا، وعليه فالوقف التامّ عند {يَتَّقُونَ} {وَفِي الْآخِرَةِ} تامّ {لََا تَبْدِيلَ لِكَلِمََاتِ اللََّهِ} صالح {الْعَظِيمُ} تامّ، وكذا: ولا يحزنك قولهم، و: العليم {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} حسن {شُرَكََاءَ} كاف {يَخْرُصُونَ} تام {مُبْصِراً} كاف {يَسْمَعُونَ} تامّ {سُبْحََانَهُ} حسن، والأحسن الوقف على: هو الغنى {وَمََا فِي الْأَرْضِ} كاف {مِنْ سُلْطََانٍ بِهََذََا} حسن {مََا لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {لََا يُفْلِحُونَ} كاف {يَكْفُرُونَ} تامّ {نَبَأَ نُوحٍ} حسن،(1/363)
فليجمعوا أمرهم كان الوقف على أمركم كافيا، وليس بوقف إن جعل وشركاؤكم بالرفع عطفا على الضمير في أجمعوا، وهي قراءة شاذة رويت عن الحسن، وهي مخالفة للمصحف الإمام الذي تقوم به الحجة لأن في القراءة بالرفع الواو وهي ليست في المصحف الإمام، وكذا: لا يوقف على أمركم إن نصب شركاءكم بفعل مضمر، أي: وادعوا شركاءكم أو نصب مفعولا معه، أي: مع شركائكم {عَلَيْكُمْ غُمَّةً} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على {فَأَجْمِعُوا} لم يوقف على أمركم، ولا على شركائكم ولا على غمة لاتساق بعضها على بعض، وقرئ بالجرّ على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه مجرورا على حاله كقوله: [الطويل] أكلّ امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقد بالليل نارا
أي: وكل نار، أي: وأمر شركائكم، فحذف أمر وأبقى ما بعده على حاله {وَلََا تُنْظِرُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} جائز، ومثله: على الله {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} كاف {خَلََائِفَ} حسن، ومثله: بآياتنا {الْمُنْذَرِينَ} كاف، لأن ثم لترتيب الأخبار لأنها جاءت في أول القصة {بِالْبَيِّنََاتِ} ليس بوقف لمكان الفاء {مِنْ قَبْلُ} حسن: لأن كذلك منقطع لفظا متصل معنى {الْمُعْتَدِينَ}
كاف، ومثله: {قَوْماً مُجْرِمِينَ}، و: {لَسِحْرٌ مُبِينٌ}. {لَمََّا جََاءَكُمْ} حسن على إضمار، أي: تقولون للحق لما جاءكم هذا سحر. قال تعالى: أسحر هذا، فدل هذا على المحذوف قبله {أَسِحْرٌ هََذََا} تامّ: إن جعلت الجملة بعده استئنافية لا حالية،
عند بعضهم، وهو عندي مفهوم {تَوَكَّلْتُ} صالح {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكََاءَكُمْ}
مفهوم، سواء نصب شركاءكم أم رفع {وَلََا تُنْظِرُونِ} صالح {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} كاف {خَلََائِفَ} صالح، وكذا: المنذرين {مِنْ قَبْلُ} حسن، قاله ابن عباد، {الْمُعْتَدِينَ}
كاف، وكذا: مجرمين و: لسحر مبين {لَمََّا جََاءَكُمْ} حسن {أَسِحْرٌ هََذََا} تامّ: إن جعلت الجملة بعده استئنافية لا حالية {وَلََا يُفْلِحُ السََّاحِرُونَ} حسن {بِمُؤْمِنِينَ} تام(1/364)
أي: أسحر هذا الذي جئت به من معجز العصا واليد، وكان تامّا لأنه آخر كلام موسى عليه السلام {السََّاحِرُونَ} كاف {فِي الْأَرْضِ} حسن، للابتداء بالنفي {بِمُؤْمِنِينَ} كاف، ومثله: عليم، وكذا: ملقون {مََا جِئْتُمْ بِهِ} حسن، لمن قرأ السحر بالمدّ على الاستفهام خبر مبتدإ محذوف، أي: هو السحر أو مبتدأ والخبر محذوف، أي: السحر هو، وليس بوقف لمن قرأ السحر على الخبر لا على الاستفهام على البدل من «ما» في قوله: ما جئتم به لاتصاله بما قبله، وبالمدّ قرأ أبو عمرو بن العلاء على جهة الإنكار عليهم، لأن موسى عليه السلام لم يرد أن يخبر السحرة أنهم أتوا بسحر لأنهم يعلمون أن الذي أتوا به سحر، ولكنه أراد الإنكار عليهم، فلو أراد إخبارهم بالسحر لما قالوا له أنت ساحر، وقد جئت بالسحر، لقال لهم ما جئتم به هو السحر على الحقيقة، وليس بوقف لمن قرأه بهمزة وصل، لأن ما بمعنى الذي مبتدأ خبره السحر والوقف عنده السحر، وفي الوجه الأول سيبطله و {سَيُبْطِلُهُ} حسن {الْمُفْسِدِينَ} كاف، ومثله: المجرمون {أَنْ يَفْتِنَهُمْ} حسن {فِي الْأَرْضِ}
جائز لاتصال ما بعده به من جهة المعنى {الْمُسْرِفِينَ} كاف، ومثله: مسلمين {تَوَكَّلْنََا} حسن {الظََّالِمِينَ} جائز، وقيل ليس بوقف للعطف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {الْكََافِرِينَ} كاف، وقيل تامّ {بُيُوتاً} جائز {وَأَقِيمُوا الصَّلََاةَ} حسن، للفصل بين الأمرين لأن قوله: وبشر خطاب لمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وإن أريد به موسى فلا بدّ من العدول {الْمُؤْمِنِينَ} كاف {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} ليس بوقف، لأن قوله: ليضلوا متعلق بقوله: آتيت {عَنْ سَبِيلِكَ} كاف، وقيل
{عَلِيمٍ} كاف، وكذا: أنتم ملقون {مََا جِئْتُمْ بِهِ} حسن: لمن قرأ آلسحر بالمدّ، أي:
أيّ شيء جئتم به، وليس بوقف لمن قرأه بهمزة وصل لأن لما بمعنى الذي وهو مبتدأ خبره السحر {السِّحْرُ} تامّ: والتقدير على قراءة المدّ: آلسحر هو {إِنَّ اللََّهَ سَيُبْطِلُهُ} حسن {الْمُفْسِدِينَ} كاف {كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} تامّ {أَنْ يَفْتِنَهُمْ} حسن {لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} تامّ(1/365)
تامّ، لأن موسى استأنف الدعاء فقال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى ََ أَمْوََالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى ََ قُلُوبِهِمْ فَلََا يُؤْمِنُوا} قال ابن عباس: صارت دراهمهم حجارة منقوشة صحاحا أثلاثا وأنصافا ولم يبق معدن إلا طمس الله عليه فلم ينتفع به أحد، واشدد على قلوبهم، أي: امنعها من الإيمان فلا يؤمنوا، ولا حجة بدعاء موسى على فرعون بما ذكر على جواز الدعاء على الظالم بسوء الخاتمة للفرق بين الكافر الميئوس منه والمؤمن العاصي المقطوع له بالجنة، إما أولا أو ثانيا بل يجوز الدعاء على الظالم بعزله لزوال ظلمه بذلك كان ظالما له أو لغيره أو بمؤلمات في جسده، ولا يجوز الدعاء عليه بسوء الخاتمة، ولا بفقد أولاده، ولا بوقوعه في معصية {الْأَلِيمَ} حسن {فَاسْتَقِيمََا} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {بَغْياً وَعَدْواً} حسن، {حَتََّى إِذََا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ} ليس بوقف لأن قال جواب إذا، فلا يفصل بينها وبين جوابها {قََالَ آمَنْتُ} حسن، لمن قرأ إنه بكسر الهمزة على الاستئناف، وبها قرأ حمزة والكسائي ويحيى بن وثاب والأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم بفتحها لأن أن منصوبة به لأن الفعل لا يلغى إذا قدر على إعماله، وعلى قراءته بفتحها لا يوقف على آمنت {بَنُوا إِسْرََائِيلَ} جائز {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} كاف. وقيل تامّ: لأن ما بعده ليس من كلام فرعون. قال السدّي: بعث الله ميكائيل. فقال له أتؤمن الآن وقد عصيت قبل. وروى أن جبريل سدّ فاه عند ذلك بحال البحر ودسه به مخافة أن تدركه الرحمة، وليس هذا رضا بالكفر لأن سدّه سدّ باب الاحتمال البعيد، ولا يلزم من إدراك الرحمة له صحة إيمانه، لأنه في حالة اليأس لأنه لم يكن مخلصا في إيمانه ولم يكره جبريل إيمانه، وإنما فعل ذلك غضبا لله تعالى لا رضا بكفره،
{مُسْلِمِينَ} كاف {تَوَكَّلْنََا} حسن {الظََّالِمِينَ} جائز {الْكََافِرِينَ} تامّ {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} حسن {عَنْ سَبِيلِكَ} كاف {الْأَلِيمَ} حسن {فَاسْتَقِيمََا} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {بَغْياً وَعَدْواً} صالح {قََالَ آمَنْتُ} حسن، لمن قرأ أنه بكسر الهمزة،(1/366)
لأن الرضا به كفر {مِنَ الْمُفْسِدِينَ} كاف {لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} حسن {لَغََافِلُونَ} تامّ {مِنَ الطَّيِّبََاتِ} حسن، للابتداء بالنفي مع الفاء، ومثله:
جاءهم العلم {يَخْتَلِفُونَ} تام {مِنْ قَبْلِكَ} حسن {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}
جائز {مِنَ المُمْتَرِينَ} كاف، على استئناف النهي بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله {مِنَ الْخََاسِرِينَ} تامّ، لا يؤمنون، ليس بوقف لأن لو تعلقها بما قبلها، أي: لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون {الْأَلِيمَ}
تامّ عند يعقوب، وليس بجيد لأن الكلام متصل بعضه ببعض، وكذا: عنده {فَنَفَعَهََا إِيمََانُهََا} وجعل يعقوب الاستثناء منقطعا من غير الجنس، والتقدير:
لكن قوم يونس، فقوم يونس لم يندرجوا في قوله: قرية وإلى الانقطاع ذهب سيبويه والفراء والأخفش، وقيل متصل كأنه قيل ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم يونس، وهم أهل نينوى من بلاد الموصل كانوا يعبدون الأصنام، فبعث الله إليهم سيدنا يونس عليه السلام، فأقاموا على تكذيبه سبع سنين، وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام فلم يرجعوا حتى دنا الموعد فغامت السماء غيما أسود اذا دخان شديد فهبط حتى غشى مدينتهم فهابوا فطلبوا يونس فلم يجدوه فأيقنوا صدقه فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم، وفرّقوا بين كل والدة وولدها، فحنّ بعضها إلى بعض، وعلت الأصوات والضجيج، وأخلصوا التوبة، وأظهروا الإيمان، وتضرّعوا إلى الله تعالى، فرحمهم وكشف عنهم، وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة اه بيضاوي {إِلى ََ حِينٍ} تامّ {جَمِيعاً} جائز {مُؤْمِنِينَ} كاف
وإلا فليس بوقف {بَنُوا إِسْرََائِيلَ} صالح عند بعضهم، وليس بجيد {مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
حسن {مِنَ الْمُفْسِدِينَ} كاف، وكذا: آية {لَغََافِلُونَ} تامّ {مِنَ الطَّيِّبََاتِ} كاف، وكذلك: جاءهم العلم {يَخْتَلِفُونَ} حسن. وكذا: من قبلك. وقال أبو عمرو: فيهما تام {مِنَ المُمْتَرِينَ} كاف {مِنَ الْخََاسِرِينَ} تامّ {الْأَلِيمَ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {إِلى ََ حِينٍ} تامّ {جَمِيعاً} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {مُؤْمِنِينَ} تامّ {بِإِذْنِ}(1/367)
{إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف لمن قرأ: ونجعل الرجس بالنون، وحسن لمن قرأ بالتحتية لتعلقه بما قبله {لََا يَعْقِلُونَ} كاف {وَالْأَرْضِ}
حسن، يجوز في ماذا أن تكون كلمة واحدة استفهاما مبتدأ، وفي السموات خبره، ويجوز أن تكون ما وحدها مبتدأ، وذا كلمة وحدها، وذا اسم موصول بمعنى الذي وفي السموات صلتها وهو خبر المبتدإ، وعلى التقديرين فالمبتدأ والخبر في محل نصب بإسقاط الخافض {لََا يُؤْمِنُونَ} كاف، ومثله: من قبلهم، وكذا: من المنتظرين {وَالَّذِينَ آمَنُوا} تامّ: على أن الكاف في محل رفع، أي: الأمر كذلك يحق علينا ننج المؤمنين، وعلى أنها في محل نصب نعتا لمصدر محذوف، أي: إنجاء مثل ذلك يحق علينا ننج المؤمنين، فيوقف على كذلك. ثم يبتدأ به لتعلقه بما بعده من جهة المعنى فقط، وعلى أنها متعلقة بما قبلها كأنه قال ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك. فالتشبيه من تمام الكلام، والوقف على كذلك، ولا يبتدأ بها لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها، ورسموا ننج المؤمنين بحذف الياء بعد الجيم كما ترى {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {يَتَوَفََّاكُمْ} حسن {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف، إن جعل ما بعده بمعنى، وقيل لي أن أقم وجهك، أي: وأوحى إليّ أن أقم. فإن أقم معمولة بقوله، وأمرت مراعى فيها المعنى لأن معنى قوله: أن أكون، كن من المؤمنين، فهما أمران، وجوّز سيبويه أن توصل بالأمر والنهي، والغرض وصل أن بما تكون معه في معنى المصدر، والأمر والنهى دالان على المصدر دلالة غيرهما من الأفعال {حَنِيفاً} جائز، وهو حال من الضمير في أقم أو من المفعول {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كاف {وَلََا يَضُرُّكَ} حسن، للابتداء بالشرط وهي جملة
{اللََّهِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، لمن قرأ ونجعل الرجس بالنون، وحسن لمن قرأه بالياء لتعلقه بما قبله {لََا يَعْقِلُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {لََا يُؤْمِنُونَ} كاف، وكذا: من قبلهم، ومن المنتظرين {وَالَّذِينَ آمَنُوا} حسن.
وقال أبو عمرو: كاف {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {يَتَوَفََّاكُمْ} صالح {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} حسن.(1/368)
استئنافية، ويجوز أن تكون معطوفة على جملة الأمر، وهي أقم فتكون داخلة في صلة أن بوجهيها أعني كونها تفسيرية أو مصدرية {مِنَ الظََّالِمِينَ} تامّ، ومثله: إلا هو للابتداء بالشرط، وكذا: فلا رادّ لفضله عند أحمد بن جعفر {الرَّحِيمُ} أتم منهما {مِنْ رَبِّكُمْ} حسن، ومثله: لنفسه. وقال يحيى بن نصير النحوي، لا يوقف على الأول من المقابلين والمزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بالوقف بينهما، ولا يخلط أحدهما مع الآخر {فَإِنَّمََا يَضِلُّ عَلَيْهََا} أحسن مما قبله {وَمََا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} تامّ، يجوز في ما أن تكون حجازية أو تميمية لخفاء النصب في الخبر {حَتََّى يَحْكُمَ اللََّهُ} صالح، لاحتمال الواو للاستئناف والعطف، والوصل أظهر لشدّة اتصال المعنى، آخر السورة تام.
سورة هود عليه السلام مكية (1)
إلا قوله: {وَأَقِمِ الصَّلََاةَ طَرَفَيِ النَّهََارِ}. الآية، وقيل إلا قوله: {فَلَعَلَّكَ تََارِكٌ}. الآية، وقوله: {أُولََئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} فمدنيّ، وهي مائة آية وإحدى وعشرون آية في المدني الأخير والمكي والبصري، واثنتان في الأول والشامي،
وقال أبو عمرو: كاف {وَلََا يَضُرُّكَ} صالح {مِنَ الظََّالِمِينَ} كاف، وكذا: إلا هو، و:
فلا رادّ لفضله {الرَّحِيمُ} تام {مِنْ رَبِّكُمْ} صالح {بِوَكِيلٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام.
سورة هود عليه السلام مكية إلا قوله: {أَقِمِ الصَّلََاةَ}. الآية، وقيل إلا: {فَلَعَلَّكَ تََارِكٌ}. الآية، و: {أُولََئِكَ}
__________
(1) وهي مائة وعشرون وست: سماوي، وثلاث في الكوفي، وآيتان في المدني والشامي، وآية في الباقي، الخلاف في سبع: {بَرِيءٌ مِمََّا تُشْرِكُونَ} (54) كوفي، {يُجََادِلُنََا فِي قَوْمِ لُوطٍ} (74) غير بصري، {مِنْ سِجِّيلٍ} (82)، مكي وإسماعيل، {مَنْضُودٍ} (82) غير مكي وإسماعيل، {إِنََّا عََامِلُونَ} (121) غير مكي وإسماعيل، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (86) حجازي، {مُخْتَلِفِينَ} (118) غير حجازي، «التلخيص» (288)، «الإتحاف» (254).(1/369)
وثلاث في الكوفي، واختلافهم في سبع آيات {أَنِّي بَرِيءٌ مِمََّا تُشْرِكُونَ} عدّها الكوفي ولم يعدّها الباقون {يُجََادِلُنََا فِي قَوْمِ لُوطٍ} لم يعدّها البصري، وكلهم عدّ إلى قوم لوط {مِنْ سِجِّيلٍ} عدّها المدني الأخير والمكي، منضود لم يعدّها المدني الأخير والمكي {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} عدها المدنيان والمكي {وَلََا يَزََالُونَ مُخْتَلِفِينَ} لم يعدّها المدنيان والمكي {إِنََّا عََامِلُونَ} لم يعدّها المدني الأخير والمكي، وكلمها ألف وتسعمائة وخمس عشرة كلمة، وحروفها سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وستون حرفا كحروف سورة يونس عليه السلام، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا منها بإجماع، ستة مواضع:
{وَمََا يُعْلِنُونَ}. {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} الأول، {وَفََارَ التَّنُّورُ}، {فِينََا ضَعِيفاً}، {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} الثاني، {ذََلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ}. {الر} تام، إن جعل كتاب خبر مبتدأ محذوف تقديره، هذا كتاب كما قال الشاعر:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا
أراد هذه خولان، وكذا: إن جعل كتاب مبتدأ حذف خبره، وليس بوقف إن جعل الر مبتدأ وكتاب خبره لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف، وكذا: إن جعلت الر مقسما بها وما بعدها جواب ولا وقف من قوله: كتاب أحكمت آياته إلى قوله: إلا الله، فلا يوقف على خبير إن جعل موضع {أَلََّا تَعْبُدُوا} نصبا بفصلت أو بأحكمت لأن أن بعده في محلها الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، والعامل فيها إما فصلت وهو المشهور. وإما أحكمت عند الكوفيين، فتكون المسألة من الإعمال، لأن المعنى أحكمت لئلا تعبدوا أو قلت لئلا تعبدوا، فالرفع على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدإ محذوف، أي:
تفصيله أن لا تعبدوا إلا الله أو هو أن لا تعبدوا، والنصب فصلت أن لا تعبدوا فتكون أن تفسيرية، والجرّ فصلت بأن لا تعبدوا، والوقف على {خَبِيرٍ}
كاف إن رفع ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ، وليس بوقف إن نصب تفسيرا لما
{يُؤْمِنُونَ بِهِ}. الآية: فمدني {الر} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة {إِلَّا اللََّهَ}(1/370)
قبله أو جرّ كما تقدم، ومعنى أحكمت آياته بالفضل، ثم فصلت بالعدل، أو أحكمت آياته في قلوب العارفين، ثم فصلت أحكامه على أبدان العارفين، وخص بالأحكام في قوله: منه آيات محكمات، وعمم هنا لأنه أوقع العموم بمعنى الخصوص، كقولهم أكلنا طعام زيد يريدون بعضه قاله ابن الأنباري، ولا يوقف على بشير لأن قوله: وأن استغفروا ربكم معطوف على ما قبله داخل في صلة أن {إِلَّا اللََّهَ} حسن، وقيل كاف {فَضْلَهُ} كاف، للابتداء بعده بالشرط، ومثله: كبير {إِلَى اللََّهِ مَرْجِعُكُمْ} صالح، لاحتمال الواو بعده للحال والاستئناف {قَدِيرٌ} كاف و {مِنْهُ} حسن، وقيل: كاف {ثِيََابَهُمْ} ليس بوقف لأن عامل حين قوله بعد، يعلم، أي: ألا يعلم سرّهم وعلنهم حين يفعلون كذا. وهذا معنى واضح. وقيل يجوز لئلا يلزم تقييد علمه تعالى بسرّهم وعلنهم بهذا الوقت الخاص، وهو تعالى عالم بذلك في كل وقت. وهذا غير لازم لأنه إذا علم سرّهم وعلنهم في وقت التغشية التي يخفى السرّ فيها فأولى في غيرها، وهذا بحسب العادة. قاله السمين {وَمََا يُعْلِنُونَ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تام {عَلَى اللََّهِ رِزْقُهََا} جائز {وَمُسْتَوْدَعَهََا} كاف {مُبِينٍ} تامّ، أي: في اللوح قبل أن يخلقها، ومستقرّها هو أيام حياتها، ومستودعها هو القبر، قاله الربيع. ويدل على هذا التفسير قوله: في وصف الجنة {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقََاماً} وفي وصف النار {إِنَّهََا سََاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقََاماً} قاله النكزاوي {أَحْسَنُ عَمَلًا} حسن {سِحْرٌ مُبِينٌ} كاف {مََا يَحْبِسُهُ} حسن، وقيل كاف، وقيل تامّ {مَصْرُوفاً}
صالح، وكذا: فضله، بل هو أصلح منه {يَوْمٍ كَبِيرٍ} كاف {قَدِيرٌ} حسن، وكذا:
ليستخفوا منه. وقال أبو عمرو: في الأولين تامّ، وفي الثالث كاف {وَمََا يُعْلِنُونَ} كاف {بِذََاتِ الصُّدُورِ} تامّ {وَمُسْتَوْدَعَهََا} حسن، وكذا: مبين. وقال أبو عمرو فيه: تامّ {أَحْسَنُ عَمَلًا} كاف وكذا: سحر مبين {مََا يَحْبِسُهُ} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {يَسْتَهْزِؤُنَ} كاف، وكذا: {كَفُورٌ}، والسيئات عني {فَخُورٌ} كاف، عند بعضهم.(1/371)
{عَنْهُمُ} حسن، على استئناف ما بعده {يَسْتَهْزِؤُنَ} تام {كَفُورٌ} كاف، ومثله: السيئات عني، وفخور على أن الاستثناء منقطع بمعنى لكن الذين صبروا، فالذين مبتدأ والخبر {أُولََئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} وهو قول الأخفش، وقال الفراء: هو متصل، وعليه فلا يوقف على فخور بل على الصالحات، وعلى قول الأخفش لا يوقف على الصالحات لفصله بين المبتدإ وخبره {كَبِيرٌ} تام {مَعَهُ مَلَكٌ} حسن {إِنَّمََا أَنْتَ نَذِيرٌ} أحسن منه {وَكِيلٌ} كاف {افْتَرََاهُ} جائز {صََادِقِينَ} كاف رسموا جميع ما في كتاب الله من قوله:
فإن لم بنون إلا قوله هنا: فإلم يستجيبوا لكم فهو بغير نون إجماعا {بِعِلْمِ اللََّهِ} ليس بوقف لاتساق ما بعده على ما قبله {مُسْلِمُونَ} تامّ {لََا يُبْخَسُونَ} كاف {إِلَّا النََّارُ} حسن {فِيهََا} أحسن منه، على قراءة من رفع وباطل على الاستئناف خبر مقدّم إن كان من عطف الجمل ولفظة «ما» من قوله: ما كانوا هي المبتدأ وإن كان باطل خبرا بعد خبر ارتفع ما بباطل على الفاعلية، وهي قراءة العامة، وليس بوقف على قراءة ابن مسعود وأنس، وباطلا بالنصب، أي: وكانوا يعملوا باطلا فيها. وكذا ليس وقفا لمن قرأ وبطل {يَعْمَلُونَ} تامّ {شََاهِدٌ مِنْهُ} كاف. وقيل تامّ، أي: ويتلو القرآن شاهد من الله تعالى، وهو جبريل، وهذا على قراءة العامة برفع كتاب ومن نصبه وبها قرأ محمد بن السائب الكلبي عطفا على الهاء في يتلوه، أي: ويتلو القرآن وكتاب موسى شاهد من الله، وهو جبريل، فوقفه ورحمة، وعن عليّ كرّم الله وجهه.
قال: ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان، فقال رجل من
قال: لأن ما بعده في تقدير المبتدإ {الصََّالِحََاتِ} حسن {وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {مَعَهُ مَلَكٌ} صالح {إِنَّمََا أَنْتَ نَذِيرٌ} كاف {وَكِيلٌ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ} كاف {إِلََّا هُوَ} صالح {مُسْلِمُونَ} تامّ، وكذا: لا يبخسون {إِلَّا النََّارُ} صالح {مََا صَنَعُوا فِيهََا} حسن {مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ}(1/372)
قريش: فأنت أيّ شيء نزل فيك؟ فقال: ويتلوه شاهد منه. وقيل الشاهد لسانه صلّى الله عليه وسلّم. وفي الشاهد أقوال كثيرة كلها توجب الوقف على منه {يُؤْمِنُونَ بِهِ}
كاف، للابتداء بالشرط {مَوْعِدُهُ} حسن، ومثله: في مرية منه على قراءة إنه بكسر الهمزة وليس بوقف لمن فتحها وهو عيسى بن عمر {مِنْ رَبِّكَ} الأولى وصله لحرف الاستدراك بعده {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {كَذِباً} حسن. وقيل:
كاف {عَلى ََ رَبِّهِمْ} كاف، على استئناف ما بعده {عَلى ََ رَبِّهِمْ} الثاني.
قال محمد بن جرير: تم الكلام. ثم قال الله تعالى: {أَلََا لَعْنَةُ اللََّهِ عَلَى الظََّالِمِينَ} فعلى قوله لا يوقف على {الظََّالِمِينَ} لأن الله إنما لعن الظالمين الذين وصفهم خاصة بقوله: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} الآية {كََافِرُونَ}
كاف {فِي الْأَرْضِ} حسن، للابتداء بالنفي {مِنْ أَوْلِيََاءَ} تامّ عند نافع، وكذا: العذاب. ثم يبتدأ {مََا كََانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمََا كََانُوا يُبْصِرُونَ}
أي: لم يكونوا يستمعون القرآن ولا ما يأتي به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لشدّة العداوة، فلذلك كانت ما نفيا، ولذلك حسن الوقف على العذاب. وقيل: ما بمعنى الذي ومعها حرف جرّ محذوف، أي: يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع، فلما حذفت الباء تخفيفا وصل الفعل فنصب، وعلى هذا لا يوقف على العذاب {يُبْصِرُونَ} كاف، على القولين في ما {أَنْفُسَهُمْ}
جائز {يَفْتَرُونَ} كاف، لا وقف بين أن لا ردّ لإنكارهم البعث وأنهم يستحقون النار، كأنه قال: حقّ وجوب النار لهم. وقال الفراء: جرم مع لا كلمة واحدة معناها لا بدّ، فحينئذ لا يوقف على دون جرم {الْأَخْسَرُونَ} تامّ
تامّ {وَرَحْمَةً} حسن {يُؤْمِنُونَ بِهِ} تامّ {مَوْعِدُهُ} كاف، وكذا: منه {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {كَذِباً} كاف، وكذا: على ربهم، المراد به الثاني، وهم كافرون {مِنْ أَوْلِيََاءَ} صالح، وكذا: العذاب {يُبْصِرُونَ} كاف {أَنْفُسَهُمْ} مفهوم {يَفْتَرُونَ}
كاف {الْأَخْسَرُونَ} تامّ {الْجَنَّةِ} صالح {خََالِدُونَ} تامّ {وَالسَّمِيعِ} كاف،(1/373)
{أَصْحََابُ الْجَنَّةِ} جائز {خََالِدُونَ} تامّ {وَالسَّمِيعِ} حسن {مَثَلًا}
أحسن منه {تَذَكَّرُونَ} تام {إِلى ََ قَوْمِهِ} كاف، لمن قرأ {إِنِّي لَكُمْ} بكسر الهمزة على إضمار القول، وبها قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة على أن قوله: {أَنْ لََا تَعْبُدُوا إِلَّا اللََّهَ} متعلق بما بعد إني، وليس بوقف لمن فتحها وجعلها متعلقة بأرسلنا، وبفتحها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي لأن {أَنْ لََا تَعْبُدُوا} بدل من قوله: {إِنِّي لَكُمْ} {مُبِينٌ} كاف، على أن ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله {إِلَّا اللََّهَ} حسن {أَلِيمٍ} كاف {بََادِيَ الرَّأْيِ} جائز. وقيل: حسن، للابتداء بالنفي {مِنْ فَضْلٍ} أحسن منه {كََاذِبِينَ} كاف {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ}
حسن. قرأ الأخوان: {فَعُمِّيَتْ} بضم العين وتشديد الميم، والباقون بالفتح والتخفيف {لَهََا كََارِهُونَ} حسن، ومثله: مالا، وكذا: على الله، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {آمَنُوا} حسن {مُلََاقُوا رَبِّهِمْ} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {تَجْهَلُونَ} كاف، وكذا: إن طردتهم، وكذا: تذكرون {إِنِّي مَلَكٌ} جائز {لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللََّهُ خَيْراً} حسن. وقيل: كاف. وقيل: تام، وقيل: ليس بوقف، لأن قوله: {وَلََا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ} إلخ جوابه {إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظََّالِمِينَ} وقوله: {اللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا فِي أَنْفُسِهِمْ} اعتراض بينهما {جِدََالَنََا} جائز {الصََّادِقِينَ} كاف، والوقف على: {إِنْ شََاءَ}، و {بِمُعْجِزِينَ}، أن يغويكم، أي: يضلكم كلها
وكذا: مثلا {تَذَكَّرُونَ} تامّ {نُوحاً إِلى ََ قَوْمِهِ} كاف: لمن قرأ {إِنِّي لَكُمْ} بالكسر بإضمار القول، وليس بوقف لمن قرأه بالفتح {يَوْمٍ أَلِيمٍ} كاف {بََادِيَ الرَّأْيِ} صالح {كََاذِبِينَ} حسن، وكذا: كارهون {عَلَى اللََّهِ} صالح {تَجْهَلُونَ} حسن {إِنْ طَرَدْتُهُمْ} كاف {أَفَلََا تَذَكَّرُونَ} حسن {إِنِّي مَلَكٌ} صالح {لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللََّهُ خَيْراً} جائز: لطول الكلام، وليس بجيد، لأن قوله: {وَلََا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ}(1/374)
وقوف كافية، والوقف على: أن أنصح لكم، على أن في الآية تقديما وتأخيرا، وتقدير الكلام، إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم، فجواب الشرط الأول محذوف أو الشرط الثاني هو جواب الشرط الأول. قال أبو البقاء: حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشرط الأول، لأن الشرط الثاني معمول للأول، لأنه مقيد له نحو: إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك فقولك إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني، وإذا كان كذلك صار الشرط مقدما في الذكر مؤخرا في المعنى حتى إن أتاه ثم كلمه لم يجب الإكرام، ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب الإكرام على المرتضى من أقوال في توالي شرطين ثانيهما قيد للأول مع جواب واحد كقوله:
[البسيط] إن تستعينوا بنا إن تذعروا تجدوا ... منّا معاقل عزّ زانها كرم
أي: إن تستعينوا بنا مذعورين، ومثله: إن وهبت نفسها للنبيّ، إن أراد النبيّ أن يستنكحها، وظاهر القصة يدل على عدم اشتراط تقدم الشرط الثاني على الأول، وذلك أن إرادته عليه الصلاة والسلام للنكاح إنما هو مرتب على هبة المرأة نفسها له، وكذا الواقع في القصة لما وهبت أراد نكاحها ولم يروا أنه أراد نكاحها فوهبت وهو يحتاج إلى جواب اه سمين. قال الزمخشري: لا يسند إلى الله هذا الفعل، ولا يوصف بمعناه وللمعتزلي أن يقول، ولا يتعين أن تكون إن شرطية، بل هي نافية، والمعنى ما كان الله يريد أن يغويكم، قال أبو حيان: قلت: لا أظن أحدا يرضى بهذه المقالة وإن كانت توافق مذهبه
وقيل في الآية إضمار، أي: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله في مقدوره إضلالكم، فعلى هذا يوقف على لكم، ثم يبتدئ: إن
إلخ جوابه: إني إذا لمن الظالمين، وقوله: {اللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا فِي أَنْفُسِهِمْ}، اعتراض بينهما {الظََّالِمِينَ} تامّ {مِنَ الصََّادِقِينَ} حسن {إِنْ شََاءَ} كاف، وكذا: {بِمُعْجِزِينَ}،(1/375)
كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم، أي: فهو ربكم، فيكون قد حذف الفاء في هذا القول من جواب الشرط كما قال الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشرّ بالشرّ عند الله مثلان
أي: فالله يشكرها: فعلى هذا القول لا يوقف على: يغويكم، لأن ما بعده جواب الشرط، وإنما أتى بإن الشرطية دون الواو لاختلاف الفاعل في المحلين، وإنما سقنا هذا برمته لنفاسته لبيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام في بيانه لاستفرغ عمره، ولم يحكم أمره. انظر السمين، {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام {افْتَرََاهُ} حسن {مِمََّا تُجْرِمُونَ} كاف {مَنْ قَدْ آمَنَ} ليس بوقف لمكان الفاء {يَفْعَلُونَ} كاف {وَوَحْيِنََا} جائز {ظَلَمُوا} حسن، على استئناف ما بعده، لأن إن كالتعليل لما قبلها {مُغْرَقُونَ} كاف {سَخِرُوا مِنْهُ} حسن. وقيل كاف:
لأنه جواب كلما، وقوله: قال مستأنف على تقدير سؤال سائل {كَمََا تَسْخَرُونَ} كاف، ومثله: فسوف تعلمون، لأن فسوف للتهديد فيبدأ بها الكلام، لأنها لتأكيد الواقع إن جعلت من في محل رفع بالابتداء والخبر:
يخزيه، وليس بوقف لمن جعلها في موضع نصب مفعولا لقوله: تعلمون، وليست رأس آية لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف {مُقِيمٌ} كاف، لأن حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا {التَّنُّورُ} ليس بوقف، لأن: قلنا جواب إذا {زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} جائز، ثم يبتدئ: وأهلك، أي:
وأهلك الله، من الهلاك جميع الخلائق إلا من سبق عليه القول، فما بعده الاستثناء خارج مما قبله يعني إبليس ومن آمن. قاله أبو العلاء الهمداني
وأن يغويكم {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {مِمََّا تُجْرِمُونَ} تامّ {يَفْعَلُونَ} حسن {وَوَحْيِنََا} صالح {مُغْرَقُونَ} كاف {سَخِرُوا مِنْهُ} صالح وكذا: تسخرون {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} ليس بوقف ولا آية، لتعلق ما بعده به {مُقِيمٌ}(1/376)
{وَأَهْلَكَ} ليس بوقف، لأن الوقف يشعر بأنه أمر يحمل جميع أهله، وتعلق الاستثناء أيضا يوجب عدم الوقف {وَمَنْ آمَنَ} تامّ، اتفاقا للابتداء بالنفي، وأيضا من مفعول به عطف على مفعول، احمل {إِلََّا قَلِيلٌ} أتم {وَمُرْسََاهََا}
كاف، ومثله: رحيم وكذا: كالجبال {فِي مَعْزِلٍ} حسن، إن جعل ما بعده على إضمار قول، وليس بوقف إن جعل متصلا بنادى، ومعنى في معزل، أي:
من جانب من دين أبيه، وقيل من السفينة {مَعَ الْكََافِرِينَ} كاف {مِنَ الْمََاءِ} حسن {مِنْ أَمْرِ اللََّهِ} جائز، على أن الاستئناف منقطع، أي: لكن من رحمة الله معصوم، والصحيح أنه متصل. والوقف على {مَنْ رَحِمَ} حسن.
وقال أبو عمرو: كاف، وخبر لا محذوف، أي: لا عاصم موجود، ولا يجوز أن يكون الخبر اليوم لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة، ويجوز أن يكون الفاعل بمعنى المفعول، والمفعول بمعنى الفاعل كقوله: {مِنْ مََاءٍ دََافِقٍ}، أي:
مدفوق، وعيشة راضية أي: مرضية {مِنَ الْمُغْرَقِينَ} كاف، وكذا: أقلعي {وَغِيضَ الْمََاءُ} جائز، ومثله: الأمر {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} كاف، والواو بعده للاستئناف، لا للعطف، لأنه فرغ من صفة الماء وجفافه {الظََّالِمِينَ} تامّ {مِنْ أَهْلِي} حسن {وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ} أحسن مما قبله {الْحََاكِمِينَ} كاف، وكذا: {لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} كاف، على قراءة من قرأ إنه عمل غير صالح، برفع عمل وتنوينه وفتح الميم، وبها قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة وابن عامر، وذلك على أن الضمير في إنه الثاني يعود إلى السؤال، كأنه قال:
سؤالك يا نوح إياي أن أنجيه كافرا ما ليس لك به علم عمل غير صالح، فعلى
كاف {وَمَنْ آمَنَ} تامّ، وكذا: إلا قليل {وَمُرْسََاهََا} كاف {رَحِيمٌ} حسن، وكذا:
كالجبال، وقال أبو عمرو: في الأول تام {مَعَ الْكََافِرِينَ} كاف {مِنَ الْمََاءِ} صالح {إِلََّا مَنْ رَحِمَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِنَ الْمُغْرَقِينَ} حسن {أَقْلِعِي} كاف، وكذا: على الجوديّ {الظََّالِمِينَ} تامّ {الْحََاكِمِينَ} كاف، وكذا: من أهلك وغير صالح،(1/377)
هذا يحسن الوقف على: من أهلك، ويحسن الابتداء بما بعده، لأنه منقطع مما قبله، وليس بوقف على أن الضمير في إنه عائد على ابن نوح، والتقدير: إن ابنك ذو عمل غير صالح فحذف ذو وأقيم عمل مقامه كما تقول عبد الله إقبال وإدبار، أي: ذو إقبال وإدبار، وليس بوقف أيضا على قراءة الكسائي إنه عمل غير صالح بالفعل الماضي بكسر الميم وفتح اللام ونصب غير نعتا لمصدر محذوف تقديره، إنه عمل عملا غير صالح فلا يوقف على من أهلك لأن الضمير في إنه الثاني يعود على الضمير في إنه ليس من أهلك الأول. فبعض الكلام متصل ببعضه فوصله بما قبله أولى، لأنه مع ما قبله كلام واحد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد {مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} كاف على استئناف ما بعده، ومثله: الجاهلين {بِهِ عِلْمٌ} حسن، للابتداء بالشرط {مِنَ الْخََاسِرِينَ} كاف، ومثله ممن معك، وقيل: تام، لأن وأمم مبتدأ محذوف الصفة، وهي المسوغة للابتداء بالنكرة، أي: وأمم منهم، أو مبتدأ، ولا تقدر صفة، والخبر سنمتعهم في التقديرين، والمسوغ التفصيل {أَلِيمٌ} تامّ {نُوحِيهََا إِلَيْكَ} حسن، ومثله من قبل هذا، وقوله: {فَاصْبِرْ} أحسن مما قبله، للابتداء بإن {لِلْمُتَّقِينَ} تامّ لانتهاء القصة {أَخََاهُمْ هُوداً} جائز {اعْبُدُوا اللََّهَ} حسن، ومثله غيره للابتداء بالنفي، أي: ما أنتم في عبادتكم الأوثان إلا مفترون و {مُفْتَرُونَ} كاف {أَجْراً} حسن، ومثله: فطرني، وقيل كاف، على استئناف الاستفهام {تَعْقِلُونَ} كاف {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} ليس بوقف، لأن جواب الأمر لم يأت بعد، وكذا: لا يوقف على مدرارا لعطف ما بعده على ما قبله، والعطف يصير الشيئين كالشيء الواحد {إِلى ََ قُوَّتِكُمْ}
وما ليس لك به علم {مِنَ الْجََاهِلِينَ} حسن {لِي بِهِ عِلْمٌ} مفهوم {مِنَ الْخََاسِرِينَ}
حسن، وكذا: ممن معك {أَلِيمٌ} كاف {نُوحِيهََا إِلَيْكَ} حسن {مِنْ قَبْلِ هََذََا}
صالح {لِلْمُتَّقِينَ} تامّ {أَخََاهُمْ هُوداً} مفهوم {مُفْتَرُونَ} حسن {أَجْراً} صالح، وكذا: فطرني {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} كاف وكذا: مجرمين {بِبَيِّنَةٍ} صالح {بِمُؤْمِنِينَ}(1/378)
كاف {مُجْرِمِينَ} كاف {بِبَيِّنَةٍ} حسن، ومثله: عن قولك {بِمُؤْمِنِينَ}
كاف، ومثله: بسوء، وقيل: تام، لأنه آخر كلامهم {مِنْ دُونِهِ} جائز {ثُمَّ لََا تُنْظِرُونِ} كاف ومثله: وربكم، وكذا بناصيتها، ومستقيم، وإليكم كلها وقوف كافية {قَوْماً غَيْرَكُمْ} جائز: لاستئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا {شَيْئاً} كاف {حَفِيظٌ} تام {بِرَحْمَةٍ مِنََّا} جائز لأن التقدير، وقد نجيناهم {غَلِيظٍ} تامّ {عَنِيدٍ} كاف، وقيل تامّ {وَيَوْمَ الْقِيََامَةِ} كاف، للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله: كفروا ربهم {قَوْمِ هُودٍ} تامّ، لانتهاء القصة {أَخََاهُمْ صََالِحاً} جائز، ومثله: اعبدوا الله {غَيْرُهُ} حسن، على القراءتين، رفعه نعت لإله على المحل وجرّه نعت له على اللفظ {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهََا} جائز {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} كاف {مُجِيبٌ} تامّ {قَبْلَ هََذََا} حسن، على استئناف الاستفهام، وإن كان داخلا في القول {آبََاؤُنََا} حسن {مُرِيبٍ} كاف، ومثله: إن عصيته وكذا: غير تخسير {لَكُمْ آيَةً} جائز، ومثله: في أرض الله، وقيل: حسن {بِسُوءٍ} ليس بوقف لمكان الفاء {قَرِيبٌ} كاف {فَعَقَرُوهََا} جائز، ومثله: ثلاثة أيام {مَكْذُوبٍ} كاف {بِرَحْمَةٍ مِنََّا} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}
كاف، ومثله: العزيز {جََاثِمِينَ} ليس بوقف إن جعل ما بعده نعتا لما قبله، أو بدلا من الضمير في أصبحوا، وإن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف كان تامّا {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهََا} حسن، ومثله: كفروا ربهم {لِثَمُودَ} تام {قََالُوا}
حسن {بِسُوءٍ} كاف {ثُمَّ لََا تُنْظِرُونِ} تامّ، وكذا: ربي وربكم {آخِذٌ بِنََاصِيَتِهََا}
كاف، وكذا: مستقيم، وشيئا {حَفِيظٌ} حسن، وكذا: غليظ {عَنِيدٍ} جائز {وَيَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن {كَفَرُوا رَبَّهُمْ} كاف {قَوْمِ هُودٍ} تامّ {أَخََاهُمْ صََالِحاً}
مفهوم {مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ} حسن {تُوبُوا إِلَيْهِ} كاف {مُجِيبٌ} حسن {مُرِيبٍ}
كاف {إِنْ عَصَيْتُهُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وجوابه محذوف {غَيْرَ تَخْسِيرٍ}
كاف {لَكُمْ آيَةً} جائز {فِي أَرْضِ اللََّهِ} كاف، وكذا عذاب قريب {ثَلََاثَةَ أَيََّامٍ}(1/379)
{سَلََاماً} حسن: أي سدادا من القول، والمعنى سلمنا سلاما أو قولا ذا سلامة لم يقصد به حكاية {قََالَ سَلََامٌ} جائز، وسلام خبر مبتدإ محذوف، أي:
أمري وأمركم سلام، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: عليكم سلام {حَنِيذٍ}
كاف {لََا تَخَفْ} جائز، وقال نافع: تامّ، وخولف لأن الكلام متصل {قَوْمِ لُوطٍ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال {فَضَحِكَتْ} تامّ، على أن لا تقديم في الكلام ولا تأخير، ويكون المعنى أنهم لما لم يأكلوا من طعام إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم خافهم، فلما تبينوا ذلك في وجهه قالوا لا تخف فضحكت امرأته سرورا بالبشارة بزوال الخوف، وهذا قول السدي، والرسل هنا جبريل وميكائيل وإسرافيل، ذكره جماعة من المفسرين. وقال قتادة: ضحكت من غفلة القوم وقد جاءهم العذاب، وقال وهب: ضحكت تعجبا من أن يكون لها ولد وقد هرمت. وقيل ضحكت حين أخبرتهم الملائكة أنهم رسل، وقيل كانت قالت لإبراهيم سينزل بهؤلاء القوم عذاب فلما جاءت الرسل سرّت بذلك. وقيل ضحكت من إبراهيم إذ خاف من ثلاثة وهو يقوم بمائة رجل. وقال مجاهد: ضحكت بمعنى حاضت. قال الفراء:
لم أسمعه من ثقة، ووجهه أنه كناية. وقال الجمهور: هو الضحك المعروف، وقيل هو مجاز معبر به عن طلاقة الوجه وسروره بنجاة أخيها لوط وهلاك قومه {فَبَشَّرْنََاهََا بِإِسْحََاقَ} كاف، لمن قرأ يعقوب بالرفع بالابتداء، والتقدير:
ويعقوب من وراء إسحاق، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم، أو رفع يعقوب على أنه فاعل، أي: واستقرّ لها من وراء إسحاق يعقوب، وجائز لمن قرأه بالنصب عطفا على موضع بإسحاق،
صالح {مَكْذُوبٍ} كاف، وكذا: يومئذ، والعزيز {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهََا} حسن {بُعْداً لِثَمُودَ} تامّ {قََالُوا سَلََاماً} كاف، وكذا: حنيذ {قََالُوا لََا تَخَفْ} صالح.
وكذا: إلى قوم لوط، وفضحكت. وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ {فَبَشَّرْنََاهََا بِإِسْحََاقَ}
كاف لمن قرأ {يَعْقُوبَ} بالرفع بالابتداء، والتقدير: ويعقوب من وراء إسحاق، وجائز(1/380)
أي: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب، ومراد من نصب لم يدخل يعقوب في البشارة، لأنه يفسد أن ينسق على إسحاق الأول لدخول من بينهما، إذ لا يجوز مررت بعبد الله ومن بعده محمد، ومن نصب لم يرد هذا الوجه. وإنما أراد أن يضمر فعلا ينصبه به كما تقول: مررت بعبد الله ومن بعده محمدا على معنى وجزت من بعده محمدا، وليس بوقف إن جرّ يعقوب تقديرا، والمعنى فبشرناها بإسحاق ويعقوب، وضعف للفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف، وهذا بعيد، والصحيح أنه منصوب بفعل مقدّر دلّ عليه المظهر، والتقدير: وآتيناها من وراء إسحاق يعقوب، فيعقوب ليس مجرورا عطفا على إسحاق، لأن متى كان المعطوف عليه مجرورا أعيد مع المعطوف الجارّ {وَمِنْ وَرََاءِ إِسْحََاقَ يَعْقُوبَ} حسن، ومثله: شيخا {عَجِيبٌ} كاف {مِنْ أَمْرِ اللََّهِ} حسن {أَهْلَ الْبَيْتِ} كاف {مَجِيدٌ} تامّ {وَجََاءَتْهُ الْبُشْرى ََ}
صالح، على أن جواب لما محذوف، أي: أقبل يجادلنا، فيجادلنا حال من فاعل أقبل، وليس بوقف إن جعل جوابها يجادلنا، وكذا إن جعل يجادلنا حالا من ضمير المفعول في جاءته {فِي قَوْمِ لُوطٍ} كاف، وقيل تامّ، وهو رأس آية في غير البصري، وذلك أن لوطا لم يعرف أنهم ملائكة، وعلم من قومه ما هم عليه من إتيان الفاحشة لأنهم كانوا في أحسن حال فخاف عليهم، وعلم أنه يحتاج إلى المدافعة عن أضيافه {مُنِيبٌ} تامّ {أَعْرِضْ عَنْ هََذََا} حسن ومثله: أمر ربك {غَيْرُ مَرْدُودٍ} كاف، ومثله: عصيب، أي: شديد {إِلَيْهِ}
حسن، ومثله: السيئات، وكذا: هنّ أطهر لكم {ضَيْفِي} كاف، استئناف على الاستفهام {رَشِيدٌ} كاف {مِنْ حَقٍّ} جائز {مََا نُرِيدُ} حسن، وهو إتيان الذكور {شَدِيدٍ} كاف، وجواب لو محذوف تقديره، لبطشت بكم
لمن قرأه بالنصب حملا على المعنى، والتقدير: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب من ورائه، لأن البشارة في معنى الهبة {وَمِنْ وَرََاءِ إِسْحََاقَ يَعْقُوبَ} حسن، وكذا: بعلي(1/381)
{لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} حسن، ومثله: بقطع من الليل على قراءة من قرأ: إلا امرأتك بالرفع بدلا من أحد، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب استثناء من قوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}، وهي قراءة الباقين، ويجوز نصبه استثناء من أحد، والوقف على الليل كما قرئ: ما فعلوه إلا قليلا بالنصب و {إِلَّا امْرَأَتَكَ} حسن، على القراءتين. قال قتادة والسدي: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط فأتوا لوطا نصف النهار، وهو في أرض له يعمل فيها، وقد قال الله لهم لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم، فاستضافوه فانطلق بهم، فلما مشى ساعة قال لهم: أما بلغكم أمر هذه القرية؟ قالوا: وما أمرهم؟
قال أشهد بالله إنهم لشرّ أهل قرية في الأرض عملا فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك أحد إلا أهل بيت لوط عليه السلام، فخرجت امرأته فأخبرت قومها وقالت: إنّ في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاء قومه يهرعون إليه، أي: يسرعون في المشي، فقال لهم حين حضروا وظنوا أنهم غلمان: هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم من نكاح الرجال: يعني بالتزويج، ولعله في ذلك الوقت كان تزويجه بناته من الكفرة جائزا كما زوّج النبي صلّى الله عليه وسلّم ابنته من عتبة بن أبي لهب والعاص بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين، وقيل أراد نساء أمته كما قرئ في الشاذ ({النَّبِيُّ أَوْلى ََ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوََاجُهُ أُمَّهََاتُهُمْ}
وهو أب لهم). انتهى النكزاوي. قال ابن عباس: أغلق لوط بابه والملائكة معه وهم يعالجون سور الدار، فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب بسببهم قالوا: {يََا لُوطُ إِنََّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب، فاستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له. فقام في الصورة التي خلقه الله عليها فنشر جناحه وضرب وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم،
شيخا، وعجيب {مِنْ أَمْرِ اللََّهِ} تامّ {أَهْلَ الْبَيْتِ} كاف {مَجِيدٌ} حسن {فِي قَوْمِ لُوطٍ} كاف {مُنِيبٌ} تامّ، وكذا: غير مردود {يَوْمٌ عَصِيبٌ} حسن(1/382)
فصاروا لا يعرفون الطريق ولا يهتدون إلى بيوتهم، فانصرفوا وهم يقولون:
النجاة النجاة سحرونا {مََا أَصََابَهُمْ} حسن، ومثله: موعدهم الصبح فهو منقطع عما قبله، وذلك أنه روى أن الملائكة لما قالت للوط عليه السلام، إنهم يهلكون في الصبح. قال لهم لوط: لا تؤخروهم إلى الصبح كأنه يريد العجلة قالوا له: {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} وإنما قرّبوا عليه لأن قلوب الأبدال لا تحتمل الانتظار، وبقريب كاف {مَنْضُودٍ} حسن: إن نصب مسوّمة بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب نعتا للحجارة كأنه قال: وأمطرنا عليهم حجارة مسوّمة {عِنْدَ رَبِّكَ} كاف {بِبَعِيدٍ} تامّ لانتهاء القصة {أَخََاهُمْ شُعَيْباً} جائز، ومثله: {مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ} على القراءتين رفعه نعتا لإله على المحل، وجرّه نعت له على اللفظ {وَالْمِيزََانَ} حسن، ومثله: بخير، أي: برخص الأسعار {مُحِيطٍ} كاف {بِالْقِسْطِ} حسن، ومثله أشياءهم {مُفْسِدِينَ} تامّ {مُؤْمِنِينَ} كاف. ورسموا بقيت الله بالتاء المجرورة كما ترى {بِحَفِيظٍ}
حسن {مََا نَشََؤُا} كاف، ورسموا نشواء بواو وألف بعد الشين كما ترى {الرَّشِيدُ} كاف {رِزْقاً حَسَناً} تام، وفي الكلام حذف تقديره {وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً} أفتأمرونني أن أعصيه مع هذه النعم التي له عليّ {أَنْهََاكُمْ عَنْهُ} تامّ {مَا اسْتَطَعْتُ} حسن {إِلََّا بِاللََّهِ} كاف، ومثله: أنيب {أَوْ قَوْمَ صََالِحٍ} حسن {بِبَعِيدٍ} كاف {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}
حسن {وَدُودٌ} كاف {ضَعِيفاً} حسن، للابتداء بلو لا، ومثله: لرجمناك {بِعَزِيزٍ} كاف، ومثله: من الله فصلا بين الاستخبار والإخبار {ظِهْرِيًّا}
{السَّيِّئََاتِ} صالح {فِي ضَيْفِي} كاف، وكذا: رشيد {مََا نُرِيدُ} حسن {شَدِيدٍ} كاف {لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} مفهوم {إِلَّا امْرَأَتَكَ} كاف، وكذا: ما أصابهم وموعدهم الصبح {بِقَرِيبٍ} حسن {عِنْدَ رَبِّكَ} تامّ، وكذا: ببعيد {أَخََاهُمْ شُعَيْباً} مفهوم {مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ} جائز {وَالْمِيزََانَ} كاف {يَوْمٍ مُحِيطٍ} حسن {مُفْسِدِينَ} تامّ {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} كاف {بِحَفِيظٍ} حسن {مََا نَشََؤُا}(1/383)
كاف، ومثله: محيط {إِنِّي عََامِلٌ} حسن، ثم يبتدئ سوف تعلمون لأنه وعيد فهو منقطع عما قبله، وتعلمون ليس بوقف ولا رأس آية، لأن من في موضع نصب مفعول تعلمون وإن جعلت من في محل رفع بالابتداء والخبر يخزيه. قال الفضل بن العباس: كان تامّا، ورأس آية أيضا على الاستئناف، ورد بأنه ليس رأس آية إجماعا، ويجوز أن تكون من استفهامية وما بعدها الخبر، أي: سوف تعلمون الشقيّ الذي يأتيه عذاب يخزيه والذي هو كاذب أم غيرهما {وَمَنْ هُوَ كََاذِبٌ} حسن، ومثله: وارتقبوا {رَقِيبٌ} كاف {بِرَحْمَةٍ مِنََّا} حسن، ومثله: جاثمين إن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف وليس بوقف إن جعلت ما بعدها متعلقا بما قبلها بدلا من جاثمين أو حالا من الضمير في أصبحوا {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهََا} حسن {بَعِدَتْ ثَمُودُ} تامّ {وَسُلْطََانٍ مُبِينٍ} ليس بوقف، لأن حرف الجر وما بعده موضعه نصب بأرسلنا {وَمَلَائِهِ} جائز {أَمْرَ فِرْعَوْنَ} حسن، وقيل كاف {بِرَشِيدٍ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} جائز {النََّارَ} حسن {الْمَوْرُودُ} كاف {لَعْنَةً} ليس بوقف، لأن ويوم القيامة معطوف على موضع في هذه كأنه قال: وألحقوا لعنة في الدنيا ولعنة يوم القيامة {وَيَوْمَ الْقِيََامَةِ} تامّ، ويبتدئ بئس الرفد، وقيل لعنة واحدة في الدنيا، ويوم القيامة بئس ما يوعدون به، فهي لعنة واحدة، وهذا لا يصح لأنه
كاف {الرَّشِيدُ} حسن {رِزْقاً حَسَناً} تامّ {أَنْهََاكُمْ عَنْهُ} كاف {مَا اسْتَطَعْتُ} حسن {إِلََّا بِاللََّهِ} كاف {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} حسن {أَوْ قَوْمَ صََالِحٍ} تامّ {بِبَعِيدٍ} كاف {وَدُودٌ} حسن {ضَعِيفاً} جائز، وكذا:
لرجمناك {بِعَزِيزٍ} حسن {ظِهْرِيًّا} كاف {مُحِيطٌ} حسن {إِنِّي عََامِلٌ}
جائز، وكذا: كاذب {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} ليس بوقف ولا آية لما مرّ في نظيره {رَقِيبٌ} حسن {بِرَحْمَةٍ مِنََّا} كاف {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهََا} حسن {بَعِدَتْ ثَمُودُ} تامّ {أَمْرَ فِرْعَوْنَ} حسن. وكذا: برشيد، وقال أبو عمرو: فيهما كاف {فَأَوْرَدَهُمُ النََّارَ} كاف {الْمَوْرُودُ} حسن {وَيَوْمَ الْقِيََامَةِ} كاف(1/384)
يؤدي إلى إعمال بئس فيما تقدم عليها، وذلك لا يجوز لعدم تصرّفها. أما لو تأخر لجاز {الْمَرْفُودُ} كاف {نَقُصُّهُ عَلَيْكَ} جائز {وَحَصِيدٌ} كاف {أَنْفُسَهُمْ} حسن {أَمْرُ رَبِّكَ} كاف، وكذا: تتبيب، وكذا: ظالمة {شَدِيدٌ} تامّ {الْآخِرَةِ} حسن {مَجْمُوعٌ} ليس بوقف لأن الناس مرفوع به كأنه قال مجموع الناس له، أي: فيه، أي: ستجمع له الناس و {لَهُ النََّاسُ}
جائز {مَشْهُودٌ} كاف {مَعْدُودٍ} جائز {إِلََّا بِإِذْنِهِ} تامّ، عند نافع {وَسَعِيدٌ} كاف {فَفِي النََّارِ} جائز {وَشَهِيقٌ} ليس بوقف، لأن خالدين حال مقدّرة مما قبله {وَالْأَرْضُ} ليس بوقف لحرف الاستثناء بعده {مََا شََاءَ رَبُّكَ} كاف، ومثله: فعال لما يريد، وفي هذا الاستثناء أربعة عشر قولا، أظهرها أنه استثناء من قوله: ففي النار وفي الجنة، أي: إلا الزمان الذي شاء الله، فلا يكونون في النار ولا في الجنة، وهو الزمان الذي يفصل الله فيه بين الخلق يوم القيامة، لأنه زمان يخلو فيه الشقيّ والسعيد من دخول النار والجنة أو أن إلا بمعنى قد، أي: قد شاء ربك، انظر السمين، ففي الجنة ليس بوقف لأن خالدين حال، فلا يفصل بين الحال وذيها {وَالْأَرْضُ} ليس بوقف لحرف الاستثناء بعده {إِلََّا مََا شََاءَ رَبُّكَ} الثاني حسن: إن نصب عطاء بفعل مضمر، أي: يعطون عطاء، وليس بوقف إن نصب بما قبله لأن المصدر يعمل فيه معنى ما قبله، ومعنى عطاء إعطاء كنباتا، أي: إنباتا {غَيْرَ مَجْذُوذٍ}
تامّ، ومثله: هؤلاء للابتداء بالنفي {مِنْ قَبْلُ} كاف {غَيْرَ مَنْقُوصٍ} تامّ
{الْمَرْفُودُ} حسن، وكذا: حصيد {أَنْفُسَهُمْ} صالح، وكذا: أمر ربك {تَتْبِيبٍ}
كاف، وكذا: ظالمة {شَدِيدٌ} حسن {الْآخِرَةِ} كاف {لَهُ النََّاسُ} صالح {مَشْهُودٌ} حسن {مَعْدُودٍ} صالح {إِلََّا بِإِذْنِهِ} كاف، وكذا: سعيد {مََا شََاءَ رَبُّكَ} * في الموضعين: حسن، وكذا: لما يريد وغير مجذوذ {هََؤُلََاءِ} تامّ {مِنْ قَبْلُ}
حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، والثاني: أكفى منه {غَيْرَ مَنْقُوصٍ} تامّ(1/385)
{فَاخْتُلِفَ فِيهِ} كاف، ومثله: لقضي بينهم {مُرِيبٍ} تام، على قراءة من شدد النون والميم، وقرئ إن مخففة وكلا اسمها وإعمالها مخففة ثابت في لسان العرب، ففي كتاب سيبويه أن زيد المنطلق بتخفيف أن، فبالتخفيف قرأ نافع وابن كثير وأبو بكر عن عاصم والباقون بالتشديد، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة لما هنا مشددة، وفي يس: وإن كل لما جميع لدينا، وفي الزخرف: وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا، وفي الطارق: إن كل نفس لما عليها حافظ. قال صاحب الكشاف: أعجب كلمة كلمة لما إن دخلت على ماض كانت ظرفا، وإن دخلت على مضارع كانت حرفا جازما نحو لما يخرج، وتكون اسما مبنيا لاتحاده بين كونه اسما وكونه حرفا كمنذ، فإنه مبني حال الاسمية لمجيئه اسما على صورة الحرف فكذلك لما {أَعْمََالَهُمْ} كاف {خَبِيرٌ} تامّ، للابتداء بعده بالأمر {وَمَنْ تََابَ مَعَكَ} حسن {وَلََا تَطْغَوْا} أحسن مما قبله {بَصِيرٌ} تام، حكي عن بعض الصالحين أنه رأى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المنام، فقال له يا رسول الله، روي عنك أنك قلت شيبتني هود وأخواتها، فما الذي شيبك في هود أقصص الأنبياء أو هلاك الأمم؟ فقال: «لا ولكن قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمََا أُمِرْتَ}» أي: لأن الاستقامة درجة بها تمام الأمر وكماله، وهي مقام لا يطيقه إلا الأكابر، قاله الفخر الرازي {فَتَمَسَّكُمُ النََّارُ} حسن، ومثله: من أولياء {ثُمَّ لََا تُنْصَرُونَ} تامّ {مِنَ اللَّيْلِ} كاف، ومثله: السيئات. قال مجاهد: الحسنات هي: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر
{فَاخْتُلِفَ فِيهِ} حسن، وكذا: لقضى بينهم، وقال أبو عمرو فيهما: كاف {مُرِيبٍ} تامّ {رَبُّكَ أَعْمََالَهُمْ} كاف {بِمََا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} حسن {وَمَنْ تََابَ مَعَكَ} كاف، وكذا: ولا تطغوا {بَصِيرٌ} تامّ {فَتَمَسَّكُمُ النََّارُ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِنْ أَوْلِيََاءَ} كاف {ثُمَّ لََا تُنْصَرُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {مِنَ اللَّيْلِ} كاف، وكذا: السيئات {لِلذََّاكِرِينَ} حسن، وكذا: المحسنين، وممن(1/386)
{لِلذََّاكِرِينَ} كاف {وَاصْبِرْ} جائز {الْمُحْسِنِينَ} تامّ {مِمَّنْ أَنْجَيْنََا مِنْهُمْ}
حسن، ومثله: فيه {مُجْرِمِينَ} تامّ، ومثله: مصلحون، أي: ما كان الله ليهلكهم وهذه حالتهم {أُمَّةً وََاحِدَةً} حسن {خَلَقَهُمْ} تامّ، إن جعل قوله: ولذلك خلقهم بمعنى وللاختلاف في الشقاء والسعادة خلقهم، وإن قدرته بمعنى {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنََّاسِ أَجْمَعِينَ}
ولذلك خلقهم على التقديم والتأخير كان الوقف على من رحم ربك كافيا وابتدأ ولذلك خلقهم إلى أجمعين، ويكون الوقف على أجمعين كافيا. قاله النكزاوي. {كَلِمَةُ رَبِّكَ} ليس بوقف، لأن لأملأن تفسير للكلمة فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف {أَجْمَعِينَ} تامّ {فُؤََادَكَ} حسن {الْحَقُّ} ليس بوقف، لأن وموعظة معطوفة على الحقّ، والوقف على، وموعظة حسن إن جعل ما بعدها منصوبا بفعل مقدر، أو جعل وذكرى مبتدأ، والخبر ما بعدها، وليس بوقف إن رفع ما بعدها عطفا عليها {لِلْمُؤْمِنِينَ} كاف {عَلى ََ مَكََانَتِكُمْ} حسن {عََامِلُونَ} أحسن مما قبله {وَانْتَظِرُوا} جائز {مُنْتَظِرُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} جائز، ومثله: فاعبده {وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} كاف، آخر السورة تام.
أنجينا منهم {مُجْرِمِينَ} تامّ، وكذا: مصلحون {أُمَّةً وََاحِدَةً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {خَلَقَهُمْ} تامّ، وكذا: أجمعين {فُؤََادَكَ} كاف {لِلْمُؤْمِنِينَ} حسن {عََامِلُونَ} جائز {مُنْتَظِرُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} جائز {وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام.(1/387)
سورة يوسف عليه السلام مكية (1)
إلا أربع آيات، من أوّلها ثلاث آيات، والرابعة قوله: {لَقَدْ كََانَ فِي يُوسُفَ} الآية، وهي مائة وإحدى عشرة آية إجماعا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: منهنّ سكينا، معه السجن فتيان، يأت بصيرا، لأولي الألباب، وكلمها ألف وسبعمائة وستة وسبعون كلمة، وحروفها سبعة آلاف وستة وستون حرفا.
{الر} تقدم هل هي مبنية كأسماء الأعداد أو معربة، ولها محل من الإعراب تقدّم ما يغني عن إعادته {الْمُبِينِ} تامّ، ومثله: تعقلون {هََذَا الْقُرْآنَ} حسن {الْغََافِلِينَ} تامّ إن قدرت اذكر {إِذْ قََالَ يُوسُفُ} فإن جعلت إذ داخلة في الصلة، أي: لمن الغافلين ذلك الوقت، فلا يتم الكلام على الموصول دون الصلة، والمعتمد أن العامل في إذ قال يا بني إذ تبقى على وضعها الأصلي من كونها ظرفا لما مضى، وحينئذ فلا يوقف على ساجدين، أي: قال يعقوب يا بني وقت قول يوسف له كيت وكيت. وهذا أسهل الوجوه. إذ فيه إبقاء إذ على كونها ظرفا ماضيا، والوقف على: ساجدين ومبين، وإسحاق وقوف كافية {حَكِيمٌ} تام {لِلسََّائِلِينَ} كاف، إن علق إذ
سورة يوسف عليه السلام مكية {الر} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة {الْمُبِينِ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {تَعْقِلُونَ} تامّ {الْغََافِلِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {سََاجِدِينَ} حسن {لَكَ كَيْداً} كاف، وكذا: عدوّ مبين، وإبراهيم وإسحاق {حَكِيمٌ} تامّ {لِلسََّائِلِينَ}
__________
(1) وهي مائة وإحدى عشرة ولا خلاف في عد آياتها، وهناك أربع آيات مدنية وهي أول ثلاث آيات في السورة من قوله تعالى: {الر} إلى قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغََافِلِينَ}. والآية الرابعة: قوله تعالى: {لَقَدْ كََانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيََاتٌ لِلسََّائِلِينَ} (7).(1/388)
باذكر مقدرا، وليس بوقف إن علق إذ بما قبلها {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} كاف، ومثله: مبين، ولا يكره الابتداء بما بعدها، إذ القارئ ليس معتقدا معناه، وإنما هو حكاية قول قائل حكاه الله عنه (1) {وَجْهُ أَبِيكُمْ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {صََالِحِينَ} كاف {لََا تَقْتُلُوا يُوسُفَ} جائز {فِي غَيََابَتِ الْجُبِّ} ليس بوقف لأن يلتقطه جواب الأمر، وقرأ نافع غيابات الجب في الموضعين والباقون بالإفراد {فََاعِلِينَ} كاف، ومثله: لناصحون ونلعب حسن {لَحََافِظُونَ} كاف، ومثله: غافلون، ولخاسرون {فِي غَيََابَتِ الْجُبِّ}
يبنى الوقف على الجبّ على اختلاف التقادير. فإن جعل جواب لما محذوفا تقديره فعلوا به ما أجمعوا عليه من الأذى أو سروا بذهابهم به وإجماعهم على ما يريدون، والواو في أوحينا عاطفة على ذلك المقدر ولم يجعل وأوحينا جواب لما لعدم صحته، وذلك أن الإيحاء كان بعد إلقائه في الجبّ، فليس مرتبا على عزمهم على ما يريدون، وإنما يترتب الجواب المقدر، وبهذا يحسن الوقف على الجبّ، ويحسن أيضا على استئناف وأوحينا ولم يجعل داخلا تحت جواب لما، وليس بوقف إن جعل جواب لما {قََالُوا يََا أَبََانََا إِنََّا ذَهَبْنََا} أو جعل جواب لما قوله: وأوحينا على مذهب الكوفيين أن الواو زائدة، أي: فلما ذهبوا به أوحينا، وعلى هذين التقديرين لا يوقف على الجبّ {وَهُمْ لََا يَشْعُرُونَ} كاف {يَبْكُونَ} جائز، ومثله: فأكله الذئب للابتداء بالنفي {صََادِقِينَ} كاف {بِدَمٍ كَذِبٍ} جائز {أَمْراً} حسن {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}
كاف، ولا يوقف على قوله: عصبة، ولا على قوله: ضلال مبين، لبشاعة الابتداء بما بعدهما {قَوْماً صََالِحِينَ} تامّ، وكذا: غافلين {لَنََاصِحُونَ} حسن (نرتع ونلعب) مفهوم {لَحََافِظُونَ} كاف، وكذا: غافلون {لَخََاسِرُونَ} حسن، وكذا: لا يشعرون.
وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ {يَبْكُونَ} صالح، وكذا: فأكله الذئب {صََادِقِينَ}
__________
(1) نعم إن لم يعتقد القارئ معناه وإلا لو اعتقد معناه لكفر والعياذ بالله تعالى، وإن خاف على سامع اللبس كان يكون حديث عهد بإسلام أو بسماع قرآن فحينئذ الأفضل له أن يقرأ بما فيه أمن اللبس.(1/389)
تامّ، أي: فصبري صبر جميل، فصبري مبتدأ وصبر خبره وجميل صفة حذف المبتدأ وجوبا لنيابة المصدر مناب الفعل، إذ جيء به بدلا من اللفظ بفعله {عَلى ََ مََا تَصِفُونَ} كاف {دَلْوَهُ} حسن {هََذََا غُلََامٌ} أحسن مما قبله {بِضََاعَةً} كاف {بِمََا يَعْمَلُونَ} تامّ {مَعْدُودَةٍ} حسن، والواو بعده تصلح للعطف وللحال، أي: وقد كانوا فيه من الزاهدين، وهو تام عند أبي عمرو {وَلَداً} كاف {مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحََادِيثِ} حسن {غََالِبٌ عَلى ََ أَمْرِهِ}
ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده {لََا يَعْلَمُونَ} حسن {وَعِلْماً} جائز {الْمُحْسِنِينَ} كاف {هَيْتَ لَكَ} حسن، ومثله، معاذ الله ومثواي {الظََّالِمُونَ} كاف، ومثله: وهمت به، وبهذا الوقف يتخلص القارئ من شيء لا يليق بنبيّ معصوم أن يهمّ بامرأة وينفصل من حكم القسم قبله في قوله: ولقد همت ويصير وهم بها مستأنفا إذا الهمّ من السيد يوسف منفي لوجود البرهان، والوقف على برهان ربه، ويبتدئ كذلك، أي: عصمته كذلك، فالهمّ الثاني غير الأول، وقيل الوقف على وهمّ بها، وإن الهمّ الثاني كالأول، أي: ولقد همت به وهمّ بها كذلك، وعلى هذا لولا أن رأى برهان ربه متصل بقوله: لنصرف عنه، أي: أريناه البرهان لنصرف عنه ما همّ به، وحينئذ الوقف على الفحشاء. قيل قعد منها مقعد الرجل من المرأة فتمثل له
حسن {بِدَمٍ كَذِبٍ} صالح {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً} حسن {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} تامّ، أي: فصبر جميل أولى، أو فصبري صبر جميل {عَلى ََ مََا تَصِفُونَ}
حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {فَأَدْلى ََ دَلْوَهُ} مفهوم {هََذََا غُلََامٌ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {بِضََاعَةً} كاف {بِمََا يَعْمَلُونَ} حسن {مَعْدُودَةٍ} مفهوم {مِنَ الزََّاهِدِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} كاف {مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحََادِيثِ} حسن، وكذا: لا يعلمون. وقال أبو عمرو في الأول: كاف {وَعِلْماً}
صالح {الْمُحْسِنِينَ} كاف، وكذا هيت لك {مَثْوََايَ} جائز {الظََّالِمُونَ} حسن(1/390)
يعقوب عليه السلام عاضّا إصبعه يقول يوسف يوسف. وفي الإتقان {لَوْلََا أَنْ رَأى ََ بُرْهََانَ رَبِّهِ} أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: لولا أن رأى برهان ربه. قال: رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط، وتقدير الكلام: لولا أن رأى برهان ربه لواقعها، ولا يرد على هذا: وما أبرئ نفسي، لأنه لم يدّع براءة نفسه من كل عيب وإن برئ من هذا العيب، أو قاله في ذلك الوقت هضما لنفسه. والوقف على هذا على الفحشاء لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يقطع. وقد ذكروا في معنى البرهان وهمّ يوسف بها أشياء لا يحسن إسنادها ولا إسناد مثلها إلى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. والكلام على ذلك يستدعي طولا أضربنا عنه تخفيفا، وفيما ذكر غاية ولله الحمد {الْمُخْلَصِينَ} كاف {لَدَى الْبََابِ} حسن {أَلِيمٌ}
كاف {عَنْ نَفْسِي} حسن {مِنْ أَهْلِهََا} ليس بوقف، لتعلق التفصيل الذي بعده بما قبله {مِنَ الْكََاذِبِينَ} جائز، ومثله: من الصادقين. وفي الحديث عن ابن عباس «أنه تكلم أربعة وهم صغار: ابن ماشطة ابنة فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم» {مِنْ كَيْدِكُنَّ} جائز {عَظِيمٌ} تامّ {عَنْ هََذََا} حسن، ومثله: لذنبك {الْخََاطِئِينَ} كاف {عَنْ نَفْسِهِ} جائز {حُبًّا} حسن {مُبِينٍ} كاف {عَلَيْهِنَّ} حسن {حََاشَ لِلََّهِ} حسن: وقرأ أبو عمرو حاشا بالألف وصلا، وغيره بغيرها {مََا هََذََا بَشَراً} جائز {كَرِيمٌ} كاف. وقال يحيى بن نصير النحوي: تامّ
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} كاف وكذا: برهان ربه و {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشََاءَ} وهو أكفى منهما {الْمُخْلَصِينَ} حسن {لَدَى الْبََابِ} كاف {أَلِيمٌ} حسن، وكذا: عن نفسي {مِنَ الْكََاذِبِينَ} صالح {فَكَذَبَتْ} جائز {مِنَ الصََّادِقِينَ} كاف {مِنْ كَيْدِكُنَّ} جائز {عَظِيمٌ} تامّ، وكذا: أعرض عن هذا، و: من الخاطئين {ضَلََالٍ مُبِينٍ} حسن {عَلَيْهِنَّ} كاف عند بعضهم {كَرِيمٌ} حسن {لُمْتُنَّنِي فِيهِ} كاف(1/391)
{لُمْتُنَّنِي فِيهِ} كاف، ومثله: فاستعصم. وقيل: تامّ {مِنَ الصََّاغِرِينَ} كاف {مِمََّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} حسن {مِنَ الْجََاهِلِينَ} كاف {فَاسْتَجََابَ لَهُ رَبُّهُ}
جائز عند نافع، لأن الماضي بعده بمعنى الأمر، فكأنه قال: ربّ اصرف عني كيدهنّ و {كَيْدَهُنَّ} كاف، وكذا: العليم {حَتََّى حِينٍ} تامّ {فَتَيََانِ}
حسن، ومثله: خمرا، فصلا بين القصتين مع اتفاق الجملتين {الطَّيْرُ مِنْهُ}
حسن، ومثله: بتأويله {الْمُحْسِنِينَ} كاف، وكذا: قبل أن يأتيكما، وكذا:
علمني ربي: وقال الأخفش، تامّ {كََافِرُونَ} كاف {وَيَعْقُوبَ} حسن.
وقيل: كاف، للابتداء بالنفي بعده {مِنْ شَيْءٍ} كاف {وَعَلَى النََّاسِ}
ليس بوقف، لتعلق ما بعده استدراكا وعطفا {لََا يَشْكُرُونَ} تامّ {الْقَهََّارُ}
كاف {مِنْ سُلْطََانٍ} تامّ {إِلََّا لِلََّهِ} حسن، ومثله: إلا إياه {ذََلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وصله أولى {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً} حسن، للفصل بين الجوابين مع اتفاق الجملتين، ومثله: من رأسه، لأن قوله: {قُضِيَ الْأَمْرُ}
جواب قولهما ما رأينا، وذلك أنهما رجعا عن الرؤيا لما فسرها السيد يوسف عليه الصلاة والسلام قالا كذبنا وما رزينا شيئا، فقال لهما: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان {تَسْتَفْتِيََانِ} تامّ، وأفرد الأمر وإن كان أمر هذا غير أمر هذا لتخصيص أحدهما بالخطاب بعد الفراغ منهما بالجواب {عِنْدَ رَبِّكَ} جائز،
{فَاسْتَعْصَمَ} حسن، وقال أبو عمرو: كاف، وقيل: تامّ {مِنَ الصََّاغِرِينَ}
تامّ {مِمََّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} صالح {مِنَ الْجََاهِلِينَ} كاف، وكذا: كيدهنّ {الْعَلِيمُ} حسن {حَتََّى حِينٍ} تامّ {فَتَيََانِ} صالح {الطَّيْرُ مِنْهُ} كاف {مِنَ الْمُحْسِنِينَ} حسن {قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمََا} أحسن، وقال أبو عمرو: كاف {مِمََّا عَلَّمَنِي رَبِّي} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {كََافِرُونَ} صالح {وَإِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ}
حسن، وكذا: من شيء، وعلى الناس. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {لََا يَشْكُرُونَ}
تامّ {الْقَهََّارُ} حسن {مِنْ سُلْطََانٍ} تامّ {إِلََّا إِيََّاهُ} حسن {لََا يَعْلَمُونَ}
تامّ {فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً} صالح {مِنْ رَأْسِهِ} حسن {تَسْتَفْتِيََانِ} تامّ(1/392)
ومثله: ذكر ربه {بِضْعَ سِنِينَ} تامّ {وَأُخَرَ يََابِسََاتٍ} كاف، ومثله:
تعبرون، وأضغاث أحلام، وبعالمين {فَأَرْسِلُونِ} تامّ، باتفاق {وَأُخَرَ يََابِسََاتٍ} الثاني ليس بوقف لحرف الترجي، وهو في التعلق كلام كي {يَعْلَمُونَ} كاف {دَأَباً} جائز، وكذا: تأكلون، وتحصنون، ويغاث الناس، لمن قرأ: وفيه تعصرون بالتاء الفوقية لرجوعه من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} كاف {ائْتُونِي بِهِ} حسن، ومثله:
أيديهنّ {عَلِيمٌ} تامّ {عَنْ نَفْسِهِ} حسن، ومثله: من سوء، وكذا: عن نفسه {لَمِنَ الصََّادِقِينَ} تامّ، عند من جعل قوله: {ذََلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} من كلام يوسف، وإنما أراد ليعلم العزيز أني لم أخنه بالغيب، وقد كان مجاهد يقول: ذلك ليعلم الله أني لم أخنه بالغيب، وليس بوقف لمن جعل ذلك من كلام العزيز، وتجاوزه أحسن، ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
وأما من جعله من كلامها فالوقف على الصادقين حسن. وقال ابن جريج: إن في الكلام تقديما وتأخيرا أي: إن ربي بكيدهنّ عليم ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب، وعلى هذا لا يوقف على الصادقين، وجعل الوقف على قوله: بالغيب كافيا، وقال إن يوسف تكلم بهذا الكلام قبل خروجه من السجن، وخولف في هذا، قالوا: لأنه لو كان كافيا لكسرت أنّ. قلت: وهذا لا يلزم، لأنه ابتدأ وأن الله، أي: بتقدير: اعلموا أن الله {الْخََائِنِينَ} كاف. وقيل: تامّ {وَمََا}
{عِنْدَ رَبِّكَ} صالح {بِضْعَ سِنِينَ} تامّ {وَأُخَرَ يََابِسََاتٍ} في الموضعين كاف {بِعََالِمِينَ} حسن {فَأَرْسِلُونِ} تامّ {يَعْلَمُونَ} كاف {دَأَباً} صالح، وكذا: مما تأكلون، و: مما تحصنون {يُغََاثُ النََّاسُ} صالح، لمن قرأ {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} بالتاء لرجوعه من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأه بالياء {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} حسن.
وقال أبو عمرو: تامّ {ائْتُونِي بِهِ} صالح {أَيْدِيَهُنَّ} جائز {عَلِيمٌ} تامّ {عَنْ نَفْسِهِ} كاف {مِنْ سُوءٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عَنْ نَفْسِهِ} صالح،(1/393)
{أُبَرِّئُ نَفْسِي} حسن: فيه حذف، أي: وما أبرئ نفسي عن السوء {لَأَمََّارَةٌ بِالسُّوءِ} أحسن، على أن الاستثناء منقطع، أي: ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة، وليس بوقف إن جعل متصلا مستثنى من الضمير المستكنّ في أمارة بالسوء، أي: إلا نفسا رحمها ربي، فيكون أراد بالنفس الجنس، وفيه إيقاع «ما» على من يعقل، والمشهور خلافه {رَحِيمٌ} تامّ {أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} حسن، ومثله: أمين {خَزََائِنِ الْأَرْضِ} جائز {عَلِيمٌ} كاف {لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} جائز، لأن قوله: {يَتَبَوَّأُ} يصلح مستأنفا وحالا، أي: مكنا له متبوّأ منزلا {حَيْثُ يَشََاءُ} كاف، لمن قرأه بالتحتية، وجائز لمن قرأه بالنون {مَنْ نَشََاءُ} جائز {الْمُحْسِنِينَ} كاف، ومثله: يتقون، وكذا:
منكرون، و: من أبيكم، للابتداء بالاستفهام {أُوفِي الْكَيْلَ} جائز {الْمُنْزِلِينَ} كاف: للابتداء بالشرط، ومثله: ولا تقربون، ولفاعلون، ويرجعون {مِنَّا الْكَيْلُ} جائز، ومثله: نكتل {لَحََافِظُونَ} كاف {مِنْ قَبْلُ} حسن لانتهاء الاستفهام إلى الإخبار، وكذا: حفظا {الرََّاحِمِينَ}
كاف ومثله: ردّت إليهم، لانتهاء جواب لما {مََا نَبْغِي} كاف، وأثبت القرّاء الياء في نبغي وصلا ووقفا. وفي «ما» وجهان: يجوز أن تكون نافية، والتقدير: يا أبانا ما نبغي منك شيئا، وعليها يكون الوقف كافيا، ويجوز أن تكون استفهامية مفعولا مقدّما واجب التقديم، لأن له صدر الكلام، فكأنهم قالوا: أي شيء نبغي ونطلب؟ وقال بعضهم: إن مع نبغي فاء محذوفة، فيصير
وكذا: لمن الصادقين {كَيْدَ الْخََائِنِينَ} تامّ {رَحِمَ رَبِّي} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} صالح {أَمِينٌ} حسن، وكذا: عليم، و: حيث يشاء، وقال أبو عمرو في الأخير: كاف، لمن قرأه بالياء، وصالح لمن قرأه بالنون {مَنْ نَشََاءُ} صالح {الْمُحْسِنِينَ} حسن {يَتَّقُونَ} تامّ {مُنْكِرُونَ} حسن {خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} صالح {وَلََا تَقْرَبُونِ} كاف، وكذا: لفاعلون، ويرجعون {لَحََافِظُونَ} حسن {مِنْ قَبْلُ} صالح {الرََّاحِمِينَ} حسن، وكذا: ما نبغي، وقال أبو عمرو فيه: كاف {رُدَّتْ إِلَيْنََا} مفهوم(1/394)
التقدير ما نبغي، فهذه بضاعتنا ردّت إلينا، فلا يحسن الوقف على نبغي، لأن قوله: {رُدَّتْ إِلَيْنََا} توضيح لقولهم ما نبغي، فلا يقطع منه، وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد {كَيْلَ بَعِيرٍ} جائز {كَيْلٌ يَسِيرٌ} كاف {مَوْثِقاً مِنَ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن جواب الحلف لم يأت، لأن يعقوب لما كان غير مختار لإرسال ابنه علق إرساله بأخذ الموثق عليهم، وهو الحلف بالله، إذ به تؤكد العهود، وتشدّد، ولتأتنني جواب الحلف. قال السجاوندي: وقف بعضهم بين قال وبين الله في قوله: قال الله وقفة لطيفة، لأن المعنى قال يعقوب: الله على ما نقول وكيل، غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول، فالأحسن أن يفرّق بينهما بقوّة الصوت إشارة إلى أن الله مبتدأ بعد القول، وليس فاعلا بقال كما تقدم في الأنعام في: قال النار، إذ الوقف لا يكون إلا لمعنى مقصود وإلا كان لا معنى له لشدة التعلق وكان النص عليه مع ذلك كالعدم وكان الأولى وصله، ويمكن أن يقال إن له معنى، وهو كون الجملة بعد قال ليست من مقول الله، وليس لفظ الجلالة فاعلا به، بل الفاعل ضمير يعقوب والله مبتدأ ووكيل الخبر، والجملة في محل نصب مقول قول يعقوب {إِلََّا أَنْ يُحََاطَ بِكُمْ} حسن، ومثله: وكيل، ومتفرّقة، ومن شيء، وإلا لله، وعليه توكلت، كلها حسان {الْمُتَوَكِّلُونَ} كاف، وقال أبو عمرو: تامّ {أَبُوهُمْ} جائز، لأن جواب لما محذوف تقديره سلموا بإذن الله {قَضََاهََا}
حسن {لِمََا عَلَّمْنََاهُ} ليس بوقف، لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {أَخََاهُ} جائز {يَعْمَلُونَ} كاف {فِي رَحْلِ أَخِيهِ}
جائز، عند نافع {لَسََارِقُونَ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {تَفْقِدُونَ} كاف
{كَيْلٌ يَسِيرٌ} حسن، وكذا: إلا أن يحاط بكم، ووكيل، وقال أبو عمرو: في أن يحاط بكم كاف {مِنْ أَبْوََابٍ مُتَفَرِّقَةٍ} كاف، وكذا: من شيء {إِلََّا لِلََّهِ} جائز {الْمُتَوَكِّلُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {قَضََاهََا} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} حسن.
وقال أبو عمرو فيهما: كاف {رَحْلِ أَخِيهِ} مفهوم، عند بعضهم، وليس بجيد(1/395)
{صُوََاعَ الْمَلِكِ} جائز {بِهِ زَعِيمٌ} كاف، ومثله: سارقين، وكذا: كاذبين {جَزََاؤُهُ} الثاني حسن: والكاف في محل نصب نعت مصدر محذوف، أي: مثل ذلك الجزاء، وهو الاسترقاق {نَجْزِي الظََّالِمِينَ} كاف {أَخِيهِ}
الثاني: حسن {كِدْنََا لِيُوسُفَ} كاف، للابتداء بالنفي، وكذا: إلا أن يشاء الله، لمن قرأ نرفع بالنون أو بالياء، لكن الأوّل أكفى، لأن من قرأ بالنون انتقل من الغيبة إلى التكلم واستئناف أخبار، ومن قرأ بالياء جعله كلاما واحدا فلا يقطع بعضه من بعض {مَنْ نَشََاءُ} كاف، على القراءتين {عَلِيمٌ} تامّ، أي: وفوق جميع العلماء عليم، لأنه من العامّ الذي يخصصه الدليل ولا يدخل الباري في عمومه {مِنْ قَبْلُ} كاف، ومثله: ولم يبدها لهم، وقيل:
لا يجوز، لأن ما بعده يفسر الضمير في أسرّها، فهذا بمنزلة الإضمار في أن {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكََاناً} كاف. قال قتادة: هي الكلمة التي سرّها يوسف في نفسه، أي: أنتم شرّ مكانا في السرقة، لأنكم سرقتم أخاكم وبعتموه {بِمََا تَصِفُونَ} كاف {فَخُذْ أَحَدَنََا مَكََانَهُ} حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول {مَتََاعَنََا عِنْدَهُ} ليس بوقف، لتعلق إذا بما قبلها {لَظََالِمُونَ} تامّ {نَجِيًّا} حسن، يبنى الوقف على: موثقا من الله، والوصل على اختلاف المعربين في ما وخبرها من قوله: ما فرطتم،
{لَسََارِقُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {مََا ذََا تَفْقِدُونَ} كاف {صُوََاعَ الْمَلِكِ}
صالح {بِهِ زَعِيمٌ} كاف، وكذا: سارقين، وكاذبين، وجزاؤه، والظالمين، ووعاء أخيه {كِدْنََا لِيُوسُفَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {يَشََاءَ اللََّهُ} كاف، لمن قرأ نرفع بالنون، وكذا بالياء، لكن الأول أكفى، لأن من قرأ بالنون انتقل من الغيبة إلى التكلم، ومن قرأ بالياء جعله كلاما واحدا {مَنْ نَشََاءُ} كاف {عَلِيمٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {مِنْ قَبْلُ} صالح {وَلَمْ يُبْدِهََا لَهُمْ} مفهوم {شَرٌّ مَكََاناً} صالح. وقال أبو عمرو:
كاف {بِمََا تَصِفُونَ} حسن، وكذا: من المحسنين، و: لظالمون. وقال أبو عمرو فيهما:
تامّ {نَجِيًّا} صالح {مَوْثِقاً مِنَ اللََّهِ} صالح، وقال أبو عمرو: كاف. هذا إن جعلت(1/396)
وفيها خمسة أوجه: وهي كونها مصدرية مبتدأ والخبر من قبل، أو مصدرية أيضا مبتدأ والخبر في يوسف، أو زائدة مؤكدة، أو مصدرية في محل نصب، أو مصدرية في محل نصب أيضا، فإن جعلت مصدرية في محل رفع مبتدأ والخبر من قبل، أي: وقع من قبل تفريطكم في يوسف كان كافيا، وكذا إن جعلت مصدرية في محل رفع مبتدأ والخبر قوله في يوسف، أي: وتفريطكم كائن أو مستقرّ في يوسف فيتعلق الظرفان وهما من قبل وفي يوسف بالفعل الذي هو فرطتم، أو جعلت زائدة للتوكيد فيتعلق الظرف بالفعل بعدها، أي:
ومن قبل فرطتم في يوسف، وليس بوقف إن جعلت ما مصدرية محلها نصب معطوفة على أن أباكم قد أخذ، أي: ألم تعلموا أخذ أبيكم الميثاق وتفريطكم في يوسف، وليس بوقف أيضا إن جعلت مصدرية محلها نصب عطفا على اسم أن، أي: ألم تعلموا أن أباكم وأن تفريطكم من قبل في يوسف، وحينئذ يكون في خبر أن هذه المقدرة وجهان: أحدهما هو من قبل.
والثاني: هو في يوسف، وليس بوقف أيضا إن جعلت مصدرية على أن محلها نصب بتعلموا بتقدير: ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله وأنتم تعلمون تفريطكم في يوسف {فِي يُوسُفَ} كاف، للابتداء بالنفي مع الفاء {أَوْ يَحْكُمَ اللََّهُ لِي} جائز، لأن الواو تصلح للحال والاستئناف {الْحََاكِمِينَ} تام {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} حسن، ومثله: بما علمنا {حََافِظِينَ}
كاف {أَقْبَلْنََا فِيهََا} حسن، على استئناف ما بعده {لَصََادِقُونَ} كاف
«ما» فيما بعده صلة أو مصدرية على أن محلها رفع بالابتداء، فإن جعلت مصدرية على أن محلها نصب بتعلموا بتقدير: ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله وأنتم تعلمون تفريطكم، فلا وقف على ذلك {فِي يُوسُفَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {خَيْرُ الْحََاكِمِينَ} تامّ {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} صالح {حََافِظِينَ} كاف {وَإِنََّا لَصََادِقُونَ} أكفى منه {أَنْفُسُكُمْ أَمْراً} حسن، وكذا فصبر جميل، وقال أبو(1/397)
{أَمْراً} حسن {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} أحسن مما قبله {جَمِيعاً} حسن {الْحَكِيمُ} كاف {عَلى ََ يُوسُفَ} جائز، على انقطاع ما بعده {كَظِيمٌ}
كاف، والوقف على الهالكين، وإلى الله، كافيان {مََا لََا تَعْلَمُونَ} أكفى منهما {مِنْ رَوْحِ اللََّهِ} حسن {الْكََافِرُونَ} تامّ {مُزْجََاةٍ} ليس بوقف، للعطف بالفاء، ومعنى مزجاة مدفوعة يدفعها عنه كل أحد، وألفها منقلبة عن واو {عَلَيْنََا} كاف، ومثله: المتصدّقين، وجاهلون {لَأَنْتَ يُوسُفُ} حسن {قََالَ أَنَا يُوسُفُ وَهََذََا أَخِي} أحسن مما قبله {قَدْ مَنَّ اللََّهُ عَلَيْنََا} كاف {الْمُحْسِنِينَ} أكفى منه {لَخََاطِئِينَ} كاف {لََا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} بيان بين به أن قوله: {الْيَوْمَ} ليس ظرفا لقوله: لا تثريب، وإنما هو متعلق بمحذوف أي: ادعوا، ثم استأنف {الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللََّهُ لَكُمْ} بشرهم بالمغفرة لما اعترفوا بذنبهم وتابوا فتيب عليهم. وقيل متعلق بقوله: لا تثريب. والوقف على اليوم قاله نافع ويعقوب. ثم ابتدأ يوسف فقال: يغفر الله لكم. فدعا لهم بالمغفرة لما فرط منهم، قال أبو حيان ردّا على الزمخشري قوله: إن اليوم متعلق بقوله: لا تثريب عليكم. أما كون اليوم متعلقا بتثريب فهذا لا يجوز، لأن التثريب مصدر وقد فصل بينه وبين معموله بقوله: عليكم، وعليكم إما أن يكون خبرا أو صفة لتثريب، ولا يجوز الفصل بينهما، لأن معمول المصدر من تمامه وأيضا لو كان اليوم متعلقا بتثريب لم يجز بناؤه وكان يكون من قبل الشبيه بالمضاف
عمرو فيه: كاف {بِهِمْ جَمِيعاً} صالح {الْحَكِيمُ} كاف {كَظِيمٌ} حسن {مِنَ الْهََالِكِينَ} كاف، وكذا: إلى الله {مََا لََا تَعْلَمُونَ} أكفى منهما {مِنْ رَوْحِ اللََّهِ}
صالح {الْكََافِرُونَ} كاف، وكذا: وتصدّق علينا {الْمُتَصَدِّقِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {جََاهِلُونَ} كاف {لَأَنْتَ يُوسُفُ} صالح {وَهََذََا أَخِي} أصلح منه {مَنَّ اللََّهُ عَلَيْنََا} كاف {الْمُحْسِنِينَ} حسن وكذا: الخاطئين {لََا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} وقف بيان. وقال أبو عمرو: كاف {يَغْفِرُ اللََّهُ لَكُمْ} وقف بيان أيضا(1/398)
معربا منوّنا، وبناؤه هنا على قلة، انظر المعنى، ومعنى لا تثريب: لا تعبير، ولا بأس، ولا لوم، ولا أذكركم ذنبكم بعد اليوم. وأصل التثريب الفساد، وهي لغة أهل الحجاز: ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا زنت امرأة أحدكم فليحدّها الحدّ، ولا يثرّبها» أي: لا يعيرها بالزنا. ثم دعا لهم يوسف بالمغفرة وجعلهم في حلّ فقال: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. وقد قال صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكة: «ماذا تظنون؟» قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فكن خير آخذ، فقال:
«وأنا أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم» {الرََّاحِمِينَ} كاف. وقيل: تام {يَأْتِ بَصِيراً} حسن {أَجْمَعِينَ} تامّ {تُفَنِّدُونِ} كاف، ومثله: القديم. قيل: أرادوا بذلك حبه ليوسف {فَارْتَدَّ بَصِيراً} حسن: والبشير هو أخوه يهوذا، وهو الذي جاء بقميص الدم وأعطاه يعقوب في نظير البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن جدّه وهنّ: يا لطيفا فوق كل لطيف، اللطف بي في أموري كلها كما أحب، ورضني في دنياي وآخرتي {مََا لََا تَعْلَمُونَ} كاف {ذُنُوبَنََا} حسن {خََاطِئِينَ} كاف، وكذا: أستغفر لكم ربي {الرَّحِيمُ} تامّ {آوى ََ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} جائز، لانتهاء جواب لما {آمِنِينَ} حسن {سُجَّداً} جائز، ومثله: من قبل، وحقّا، ومن السجن على استئناف ما بعده، ولم يقل من الجب استعمالا للكرم لئلا يذكر إخوته صنيعهم {بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} كاف، للابتداء بأن، ومثله: لما يشاء {الْحَكِيمُ} تامّ {مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحََادِيثِ} كاف، إن نصب فاطرا بنداء ثان أو نصب بأعني مقدّرا، وليس بوقف إن جعل نعتا لما قبله أو بدلا منه {وَالْأَرْضِ} جائز، ومثله: والآخرة {مُسْلِماً} ليس بوقف لعطف ما بعده
{الرََّاحِمِينَ} تامّ {أَجْمَعِينَ} حسن {أَنْ تُفَنِّدُونِ} كاف {الْقَدِيمِ} حسن، وكذا: ما لا تعلمون {خََاطِئِينَ} كاف {أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} صالح {الرَّحِيمُ} حسن {آمِنِينَ} كاف {رَبِّي حَقًّا} حسن، وكذا: إخوتي {لِمََا يَشََاءُ} كاف {الْحَكِيمُ} تامّ، وكذا: تأويل الأحاديث {بِالصََّالِحِينَ} حسن، وكذا: نوحيه إليك {يَمْكُرُونَ} تامّ(1/399)
على ما قبله {بِالصََّالِحِينَ} تامّ {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} حسن، للابتداء بالنفي {وَهُمْ يَمْكُرُونَ} كاف، وقيل تامّ {بِمُؤْمِنِينَ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} حسن {لِلْعََالَمِينَ} كاف {فِي السَّمََاوََاتِ} جائز: على قراءة عكرمة، والأرض بالرفع مبتدأ، والخبر جملة يمرّون عليها، وكذا: من قرأ بالنصب على الاشتغال، أي:
يطئون الأرض، ويروى عن ابن جريج أنه كان ينصب الأرض بفعل مقدّر، أي: يجوزون الأرض. وهذه القراءة ضعيفة في المعنى، لأن الآيات في السموات وفي الأرض، والضمير في عليها للآية فتكون يمرّون حالا منها. وقال أبو البقاء: حالا منها ومن السموات فيكون الحال من شيئين، وهذا لا يجوز لأنهم لا يمرّون في السموات إلا أن يراد يمرّون على آياتهما، فعلى هذه القراءة الوقف على السموات أيضا، وكذا: من نصبها بيمرّون، وليس بوقف لمن جرّها عطفا على ما قبلها {يَمُرُّونَ عَلَيْهََا} حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال {مُعْرِضُونَ} كاف، وقيل: تامّ، وكذا: مشركون، ولا يعشرون {أَدْعُوا إِلَى اللََّهِ} حسن، تقدم أنه صلّى الله عليه وسلّم كان يتعمد الوقف على ذلك. ثم يبتدئ {عَلى ََ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} إن جعل أنا مبتدأ، وعلى بصيرة خبرا، وليس بوقف إن جعل على بصيرة متعلقا بأدعو، وأنا توكيدا للضمير المستكن في أدعو، ومن اتبعني معطوف على ذلك الضمير، والمعنى أدعو أنا إليها، ويدعو إليها من اتبعني على بصيرة. قال ابن مسعود: من كان مستنا فليستنّ بأصحاب نبيه الذين اختارهم الله لصحبته ويتمسك بأخلاقهم، وليس بوقف أيضا إن جعل على بصيرة حالا من ضمير أدعو وأنا فاعلا بالجار والمجرور النائب عن ذلك المحذوف {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} حسن،
{بِمُؤْمِنِينَ} كاف {لِلْعََالَمِينَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {مُعْرِضُونَ} تامّ، وكذا:
مشركون، ولا يشعرون {إِلَى اللََّهِ} حسن، إن جعل أنا مبتدأ وعلى بصيرة خبره، وليس بوقف إن جعل ذلك متعلقا بأدعو {وَمَنِ اتَّبَعَنِي}(1/400)
اتفق علماء الرسم على إثبات الياء في اتبعني هنا خاصة كما هو كذلك في جميع المصاحف العثمانية {وَمََا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ {مِنْ أَهْلِ الْقُرى ََ}
كاف، ومثله: من قبلهم للابتداء بلام الابتداء، وكذا: واتقوا لمن قرأ تعقلون بالتاء الفوقية {تَعْقِلُونَ} تامّ {نَصْرُنََا} حسن، لمن قرأ فننجي مخففا، ولا يوقف على نشاء، وليس بوقف لمن قرأ فننجي مشدّدا، ويوقف على نشاء وهو كاف. الضمائر الثلاثة في {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} للرسل ومعنى التشديد في كذبوا أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، والتخفيف أن الرسل توهموا أن نفوسهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به من النصر أو العقاب، وأنكرت عائشة رضي الله عنها قراءة التخفيف بهذا التأويل. فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يوعد بشيء أخلف فيه، وعائشة قالت: معاذ الله لم تكن الرسل لتظنّ أن لا نصر لهم في الدنيا، ومعاذ الله أن تنسب إلى شيء من ذلك لتواتر هذه القراءة. وأحسن ما وجهت به هذه القراءة أن الضمير في {وَظَنُّوا} عائد إلى المرسل إليهم لتقدّمهم، وأن الضمير في أنهم، وكذبوا عائد على الرسل، أي:
وظنّ المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا، أي: كذبهم من أرسلوا إليهم بالوحي وبنصرهم عليهم {الْمُجْرِمِينَ} كاف، وقيل تامّ {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} حسن {كُلِّ شَيْءٍ} ليس بوقف لأن ما بعده منصوب بالعطف على ما قبله، وقرأ حمران بن أعين وعيسى الكوفي تصديق وتفصيل وهدى ورحمة برفع الأربعة، أي: ولكن هو تصديق، والجمهور بنصب الأربعة، آخر السورة تام، قال ابن عطاء، لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استروح.
حسن {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ، وكذا: من أهل القرى، و: من قبلهم، وقال أبو عمرو فيهما: كاف {اتَّقَوْا} صالح {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} كاف {مَنْ نَشََاءُ} حسن {الْمُجْرِمِينَ} تامّ {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} حسن، آخر السورة تام.(1/401)
سورة الرعد مكية (1)
إلا قوله: {وَلََا يَزََالُ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا} الآية، وقيل مدنية إلا قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً} الآيتين، وهي أربعون وثلاث آيات في الكوفي، وأربع في المدني، وخمس في البصري، وسبع في الشامي، اختلافهم في خمس آيات {لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} لم يعدّها الكوفي {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى ََ وَالْبَصِيرُ} عدّها الشامي {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمََاتُ وَالنُّورُ} لم يعدّها الكوفي {أُولََئِكَ لَهُمْ سُوءُ} العذاب عدّها الشامي، {مِنْ كُلِّ بََابٍ} لم يعدّها المدنيان، وكلمها ثمانمائة وخمس وخمسون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف حرف وخمسمائة وستة أحرف، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضع واحد، وهو قوله: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمََنِ}.
{المر} تقدم الكلام على مثلها. قال أبو روق: هذه الحروف التي في فواتح السور غنائم الله، والوقف عليها تامّ، لأن المراد معنى هذه الحروف، وقيل: هي قسم كأنه قال: والله إن تلك آيات الكتاب، فعلى هذا التقدير لا
سورة الرعد مكية إلا قوله: {وَلََا يَزََالُ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا}
الآية، وقيل: مدنية إلا قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً} الآيتين.
{المر} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة {تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ} تامّ {الْحَقُّ}
__________
(1) وهي أربعون وثلاث في الكوفي، وأربع في الحجازي، وخمس في البصري وسبع في الشامي، والخلاف في خمس آيات: {لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} (5) غير كوفي، {وَالنُّورُ} (16) غير كوفي، {مِنْ كُلِّ بََابٍ} (23) غير حجازي، {سُوءَ الْحِسََابِ} (21) شامي، {الْأَعْمى ََ وَالْبَصِيرُ} (16) شامي. «التلخيص» (298)، «الإتحاف» (269).(1/402)
يوقف عليها، وقيل أراد بها التوراة والإنجيل والكتب المتقدّمة. قاله النكزاوي {آيََاتُ الْكِتََابِ} تامّ، إن جعل الذي مبتدأ والحق خبره، وليس بوقف إن جعل والذي في محل جرّ بالعطف على الكتاب، وحينئذ لا وقف على ما قبل الذي، وكذا: إن جرّ الذي بالقسم وجوابه ما قبله، ولا وقف على ما قبل الذي، وكذا: إن جعل الذي صفة للكتاب، قال أبو البقاء: وأدخلت الواو في لفظه كما أدخلت في النازلين والطيبين، يعني: أن الواو تدخل على الوصف كما هو في بيت خرنق بنت هفان في قولها حين مدحت قومها:
لا يبعدنّ قومي الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر
والنازلين بكلّ معترك ... والطيبين معاقد الأزر
فعطفت الطيبين على النازلين، وهما صفتان لقوم معينين {الْحَقُّ}
كاف، على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الحق، وكذا: إن جعل الذي مبتدأ والحق خبرا، وإن جعل المر مبتدأ وتلك آيات خبرا، والذي أنزل عطف عليه جاز الوقف على من ربك. ثم يبتدئ الحق، أي: هو الحق، وكذا: إن جعل الحق مبتدأ، ومن ربك خبره، أو على أن من ربك الحق كلاهما خبر واحد، وليس بوقف إن جرّ الحق على أنه نعت لربك، وبه قرئ شاذا، وعليها لا يوقف على الحق لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف فتلخص أن في الحق خمسة أوجه. أحدها: خبر أوّل أو ثان، أو هو وما قبله خبر، أو خبر مبتدأ محذوف، أو صفة للذي إذا جعلناه معطوفا على آيات {لََا يُؤْمِنُونَ}
تامّ {تَرَوْنَهََا} حسن، على أن: بغير عمد متعلق برفع، أي: رفع السموات بغير عمد ترونها، فالضمير من ترونها يعود على عمد كأنه قال للسماوات عمد ولكن لا ترى. وقال ابن عباس: إنها بعمد ولكن لا ترونها. قال:
كاف، وهو خبر {وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ} {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {تَرَوْنَهََا} حسن {ثُمَّ}(1/403)
وعمدها جبل ق المحيط بالدنيا، وهو من زبرجد أخضر من زبرجد الجنة، والسماء مقبية فوقه كالقبة وخضرتها من خضرته، فيكون ترونها في موضع الصفة لعمد، والتقدير بغير عمد مرئية، وحينئذ فالوقف على السموات كاف، ثم يبتدئ بغير عمد ترونها، أي: ترونها بلا عمد. وقال الكواشي:
الضمير في ترونها يعود إلى السموات، أي: ترون السموات قائمة بغير عمد، وهذا أبلغ في الدلالة على القراءة الباهرة. وإذا الوقف على عمد ليبين أحد التأويلين من الآخر. ثم يبتدئ ترونها، أي: ترونها كذلك، فترونها مستأنف فيتعين أن لا عمد لها البتة لأنها سالبة تفيد نفي الموضوع وإن قلنا إن ترونها صفة تعين أن لها عمدا، وحاصله أنهما شيئان. أحدهما: انتفاء العمد والرؤية معا، أي: لا عمد، فلا رؤية سالبة تصدق بنفي الموضوع لأنه قد ينفي الشيء لنفي أصله نحو: {لََا يَسْئَلُونَ النََّاسَ إِلْحََافاً} أي: انتفى الإلحاف لانتفاء السؤال. الثاني: أن لها عمدا ولكن غير مرئية كما قال ابن عباس: ما يدريك أنها بعمد لا ترى {عَلَى الْعَرْشِ} جائز، ومثله: والقمر {مُسَمًّى} حسن {الْآيََاتِ} ليس بوقف لحرف الترجي وهو في التعلق كلام كي {تُوقِنُونَ}
تامّ {وَأَنْهََاراً} كاف، ومثله: اثنين يغشى الليل النهار {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ {مُتَجََاوِرََاتٌ} كاف: إن جعل وجنات مبتدأ وخبره محذوف تقديره وفيها جنات، وليس بوقف إن عطف جنات على قطع، وكذا ليس بوقف إن جرّ جنات عطفا على ما عمل فيه سخّر، أي: وسخر لكم جنات من أعناب، وبها قرأ الحسن البصري، وعليها يكون الوقف على متجاورات كافيا، ويجوز أن يكون مجرورا حملا على كل، أي: ومن كل الثمرات ومن جنات {مِنْ أَعْنََابٍ} كاف، لمن رفع ما بعده بالابتداء
{اسْتَوى ََ عَلَى الْعَرْشِ} صالح {وَالْقَمَرَ} حسن {لِأَجَلٍ مُسَمًّى} تامّ، وكذا توقنون {وَأَنْهََاراً} كاف: عند بعضهم {اثْنَيْنِ} كاف، وكذا: النهار {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ {وَجَنََّاتٌ مِنْ أَعْنََابٍ} كاف: لمن قرأ ما بعده بالرفع بالابتداء {وَغَيْرُ صِنْوََانٍ} صالح(1/404)
{وَغَيْرُ صِنْوََانٍ} جائز: لمن قرأ تسقى بالتاء الفوقية، ويفضل بالتحتية أو بالنون، أو قرأ يسقى بالتحتية، وتفضل بالنون. فإن قرئا معا بالتحتية، وهي قراءة حمزة والكسائي كان كافيا، وكذا: بماء واحد لمن قرأ: وتفضل بالنون، وكذا: في الأكل {يَعْقِلُونَ} تامّ {جَدِيدٍ} كاف {كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ}
جائز، ومثله: في أعناقهم و {أَصْحََابُ النََّارِ} لعطف الجمل مع تكرار أولئك للتفصيل دلالة على عظم الأمر {خََالِدُونَ} تامّ {الْمَثُلََاتُ} كاف:
والمثلات العقوبات واحدتها مثلة {عَلى ََ ظُلْمِهِمْ} كاف: على استئناف ما بعده {الْعِقََابِ} تامّ {مِنْ رَبِّهِ} حسن {إِنَّمََا أَنْتَ مُنْذِرٌ} كاف: على استئناف ما بعده، وجعل الهادي غير محمد صلّى الله عليه وسلّم، وفسر الهادي بعليّ كرّم الله وجهه لقوله فيه «والله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» وليس بوقف إن جعل الهادي محمّدا صلّى الله عليه وسلّم. والمعنى إنما أنت منذر وهاد، وضعف عطف هاد على منذر لأن فيه تقديم معمول اسم الفاعل عليه لكونه فرعا في العمل عن الفعل والعطف يصير الشيئين كالشيء الواحد فلا يوقف على منذر، وقد وقف ابن كثير على هاد وواق ووال هنا وباق في النحل بإثبات الياء وقفا ووصلا، وحذفها الباقون وصلا ووقفا، ومعنى هاد: أى داع يدعوهم إلى الله تعالى لا بما يطلبون، وفي الحديث «إن وليتموها أبا بكر، فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة، وإن وليتموها عمر فقوىّ أمين لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن وليتموها عليّا فهاد مهتد» (وما تزداد) تامّ، ومثله:
بمقدار، والمتعال {وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} حسن: للفصل بين المتقابلات، ومثله يقال فى: مستخف بالليل وسارب بالنهار، حسنه أبو حاتم وأبو بكر،
{بِمََاءٍ وََاحِدٍ} حسن: إن قرئ تسقى بالتاء، ويفضل بالياء أو بالنون، أو قرئ يسقى بالياء ونفضل بالنون، وإن قرئا معا بالياء فكاف {فِي الْأُكُلِ} كاف {يَعْقِلُونَ} تام {جَدِيدٍ} كاف {خََالِدُونَ} تامّ {الْمَثُلََاتُ} حسن {عَلى ََ ظُلْمِهِمْ} صالح {الْعِقََابِ} تامّ {مِنْ رَبِّهِ} حسن {إِنَّمََا أَنْتَ مُنْذِرٌ} كاف {قَوْمٍ}(1/405)
والظاهر أنهم حسناه لاستغناء كل جملة عما بعدها لفظا أو ليفرّقا بين علم الله وعلم غيره وأباه غيرهما. وقال كله كلام واحد فلا يفصل بينهما، وانظر ما وجهه {وَمِنْ خَلْفِهِ} حسن: إذا كانت من بمعنى الباء: أى يحفظونه بأمر الله، وإن علق من أمر الله بمبتدإ محذوف: أى هو من أمر الله كان الوقف على يحفظونه. ثم يبتدئ من أمر الله على أن معنى ذلك الحفظ من أمر الله: أى من قضائه. قال الشاعر:
أمام وخلف المرء من لطف ربّه ... كوال تنفي عنه ما هو يحذر
وقال الفراء: المعنى فيه على التقديم والتأخير: أى له معقبات من أمر الله من بين يديه ومن خلفه يحفظونه، وعلى هذا لا يوقف على من خلفه {مِنْ أَمْرِ اللََّهِ} كاف: على الوجوه كلها. فإن قلت كيف يتعلق حرفان متحدان لفظا ومعنى بعامل واحد، وهما من الداخلة على: من بين يديه، ومن الداخلة على: من أمر الله، فالجواب إن من الثانية مغايرة للأولى فى المعنى كما ستعرف اه سمين، والمعقبات ملائكة الليل والنهار لأنهم يتعاقبون، وإنما أنث لكثرة ذلك منهم نحو نسابة وعلامة. وقيل ملك معقب ملائكة معقبة، وجمع الجمع معقبات. قاله الصاغانى فى العباب فى اللغة {مََا بِأَنْفُسِهِمْ} تامّ: للابتداء بالشرط، ومثله: فلا مردّ له {مِنْ وََالٍ}
كاف {الثِّقََالَ} جائز: لاختلاف الفاعل مع اتفاق اللفظ {مِنْ خِيفَتِهِ}
حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله {مَنْ يَشََاءُ} صالح، ومثله: في الله: لاحتمال الواو الحال والاستئناف {الْمِحََالِ} كاف: على استئناف ما بعده، وهو رأس آية، والمحال بكسر الميم:
{هََادٍ} تامّ {تَزْدََادُ} حسن، وكذا: بمقدار، والمتعال. قيل {وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} وليس بشيء {بِالنَّهََارِ} كاف {مِنْ أَمْرِ اللََّهِ} تامّ {بِأَنْفُسِهِمْ} كاف، وكذا: فلا مردّ له {مِنْ وََالٍ} حسن {مِنْ خِيفَتِهِ} صالح {شَدِيدُ الْمِحََالِ} حسن {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} تامّ(1/406)
القوّة والإهلاك وبها قرأ العامة. وقرأ الأعرج والضحاك بفتحها {دَعْوَةُ الْحَقِّ} تامّ لانتهاء جدال الكفار وجدالهم فى إثبات آلهة مع الله تعالى {لِيَبْلُغَ فََاهُ} جائز {وَمََا هُوَ بِبََالِغِهِ} تامّ: للابتداء بالنفي {فِي ضَلََالٍ}
تام {طَوْعاً وَكَرْهاً} حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على من، أي: ولله ينقاد من في السموات والأرض طوعا وكرها {وَالْآصََالِ} تامّ، ومثله: قل الله {وَلََا ضَرًّا} كاف {وَالْبَصِيرُ} ليس بوقف لعطف أم على ما قبلها {وَالنُّورُ} كاف: لأن أم بمعنى ألف الاستفهام وهو أوضح فى التوبيخ على الشرك {الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {كُلِّ شَيْءٍ} كاف {الْقَهََّارُ} تامّ على استئناف ما بعده استئناف إخبار منه تعالى بهذين الوصفين: الوحدانية والقهر، وليس بوقف إن جعل وهو الواحد القهار داخلا تحت الأمر بقل {زَبَداً رََابِياً} حسن، ومثله: زبد مثله، ومثله: والباطل و {جُفََاءً}
جائز: لأن الجملتين وإن اتفقتا، فكلمة إما للتفصيل بين الجمل، وذلك من مقتضيات الوقف، وقد فسر بعضهم الماء بالقرآن والأودية بالقلوب، وإن بعضها احتمل شيئا كثيرا، وبعضها لم يحتمل شيئا، والزبد مثل الكفر.
فإنه وإن ظهر وطفا على وجه الماء لم يمكث، والهداية التى تنفع الناس تمكث، وهو تفسير بغير الظاهر {فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} حسن، وقيل كاف {الْأَمْثََالَ} تامّ: وهو رأس آية، وهو من وقوف النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يتعمد الوقف عليها، ويبتدئ: للذين استجابوا، ومثله: فى التمام لربهم الحسنى وهى الجنة {لَافْتَدَوْا بِهِ} حسن. قال أبو عمرو: كاف على
وكذا: ببالغه، وفى ضلال {وَالْآصََالِ} حسن، وكذا: قل الله. وقال أبو عمرو فى الأول: تامّ، فى الثانى: كاف {وَلََا ضَرًّا} كاف {وَالنُّورُ} صالح {الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْقَهََّارُ} حسن {زَبَداً رََابِياً} كاف، وكذا: زبد مثله،، الباطل {فِي الْأَرْضِ} حسن، وقال أبو عمرو: كاف {الْأَمْثََالَ} تامّ وكذا:(1/407)
استئناف ما بعده {سُوءُ الْحِسََابِ} جائز {جَهَنَّمُ} كاف {الْمِهََادُ} تامّ {كَمَنْ هُوَ أَعْمى ََ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْأَلْبََابِ} تامّ: إن جعل الذين مبتدأ وخبره أولئك لهم عقبى الدار وكذلك إن جعل الذين فى محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن جعل الذين فى محل نصب بتقدير أعنى الذين. وليس بوقف إن جعل الذين نعتا لما قبله، أو بدلا منه، أو عطف بيان {الْمِيثََاقَ} كاف: عند أبي حاتم. ومثله:
سوء الحساب. قال شيخ الإسلام: وجاز الوقف عليهما وإن كان ما بعدهما معطوفا على ما قبلهما لطول الكلام. قال الكواشى: وليس هذا العذر بشيء، لأن الكلام وإن طال لا يجوز الوقف فى غير موضع الوقف المنصوص عليه، بل يقف عند ضيق النفس ثم يبتدئ من قبل الموضع الذي وقف عليه على ما جرت عليه عادة أصحاب الوقف، ولا وقف من قوله والذين صبروا إلى عقبى الدّار، فلا يوقف على: علانية، ولا على السيئة {عُقْبَى الدََّارِ}
كاف. وقيل تامّ: إن جعل جنات مبتدأ. وما بعده الخبر أو خبر مبتدإ محذوف وليس بوقف إن جعل جنات بدلا من عقبى، ومن حيث كونه رأس آية لا يجوز {وَذُرِّيََّاتِهِمْ} تامّ: عند نافع، والواو فى: والملائكة للاستئناف. قال مقاتل: يدخلون الجنة فى مقدار يوم وليلة من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف والهدايا من الله تعالى، ومن كل باب رأس آية فى غير المدنيين
الحسنى {لَافْتَدَوْا بِهِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {جَهَنَّمُ} كاف {الْمِهََادُ} تامّ {كَمَنْ هُوَ أَعْمى ََ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {أُولُوا الْأَلْبََابِ} تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبره أولئك لهم عقبى الدار وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا لما قبله {وَلََا يَنْقُضُونَ الْمِيثََاقَ} كاف، كذا: سوء الحساب، وجاز الوقف عليهما، وإن كان ما بعدهما معطوفا على ما قبلهما لطول الكلام {عُقْبَى الدََّارِ} حسن، وكذا: ذرياتهم، ومن كل باب. وقال أبو عمرو في الأخير: كاف {فَنِعْمَ عُقْبَى الدََّارِ} تامّ {لَهُمُ}(1/408)
والكوفي، تقول الملائكة: سلام عليكم بما صبرتم {صَبَرْتُمْ} جائز {فَنِعْمَ عُقْبَى الدََّارِ} تامّ: والمخصوص بالمدح محذوف: أى فنعم عقبى الدار الجنة، أو فنعم عقبى الدار الصبر {وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن قوله أولئك خبر والذين ينقضون، فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} جائز {وَلَهُمْ سُوءُ الدََّارِ} تامّ {وَيَقْدِرُ} حسن، ومثله:
بالحياة الدنيا، للابتداء بالنفي {إِلََّا مَتََاعٌ} تامّ {مِنْ رَبِّهِ} كاف، ومثله:
من أناب: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره ما بعده أو خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {بِذِكْرِ اللََّهِ} الأولى كاف: للابتداء بأداة التنبيه {الْقُلُوبُ} تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ والخبر طوبى لهم وليس بوقف إن جعل الذين آمنوا بدلا من الذين قبله، لأن البدل والمبدل منه كالشيء الواحد، فلا يوقف على: بذكر الله، ولا على: طوبى لهم {وَحُسْنُ مَآبٍ}
تامّ {أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ} كاف: على استئناف ما بعده {بِالرَّحْمََنِ} حسن:
وكاف عند أبي حاتم {إِلََّا هُوَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مَتََابِ}
تامّ: إن جعل جواب لو محذوفا، وليس بوقف إن جعل مقدّما، والتقدير: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال، أو كذا وكذا لكان هذا القرآن، أو ما آمنوا كما قال الشاعر:
فلو أنّها نفس تموت سوية ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا
{اللَّعْنَةُ} جائز {سُوءُ الدََّارِ} تامّ {وَيَقْدِرُ} كاف، وقيل تامّ {بِالْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف {إِلََّا مَتََاعٌ} تامّ {آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} كاف، وكذا: من أناب: عند بعضهم، وليس بجيد، لأن ما بعده نعت له {بِذِكْرِ اللََّهِ} كاف {تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} تام {وَحُسْنُ مَآبٍ}
حسن، وكذا: أوحينا إليك {بِالرَّحْمََنِ} صالح {إِلََّا هُوَ} حسن. وقال أبو عمرو فى(1/409)
أي لو أن نفسى تموت في مرة واحدة لاسترحت، أو لهان عليّ، ولكنها تخرج قليلا قليلا فحذف لدلالة الكلام عليه، ومن قال معناه: وهم يكفرون بالرحمن، وإن أجيبوا إلى ما سألوا لشدّة عنادهم فلا يوقف على الرحمن {الْمَوْتى ََ} كاف ومثله: جميعا، والأول، وكذا الثانى، ولا وقف إلى قوله: وعد الله {الْمِيعََادَ} تامّ {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} كاف: للابتداء بالتوبيخ {عِقََابِ} تامّ {بِمََا كَسَبَتْ} كاف. وقال الأخفش: تامّ: لأن من استفهامية مبتدأ خبرها محذوف تقديره كمن ليس كذلك من شركائهم التي لا تضرّ ولا تنفع وما بعده مستأنف وجائز لمن جعل قوله وجعلوا حالا بإضمار قد {شُرَكََاءَ}
جائز، مثله: قل سموهم، وتامّ عند أحمد بن جعفر للاستفهام {مِنَ الْقَوْلِ} كاف، ومثله: مكرهم لمن قرأ وصدّوا ببنائه للفاعل، وليس بوقف لمن قرأه ببنائه للمفعول: أى بضم الصاد لعطفه على: زين، وبها قرأ الكوفيون هنا وفي غافر فى قوله: وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصدّ عن السبيل، وباقي السبعة ببنائهما للفاعل {مِنْ هََادٍ} كاف، ومثله: فى الحياة الدنيا {أَشَقُّ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف: لاتفاق الجملتين مع النفى فى الثانية {مِنْ وََاقٍ} تامّ {الْمُتَّقُونَ} حسن: إن جعل مثل مبتدأ محذوف الخبر: أي فيما نقصّ عليك مثل الجنة، وكذا إن جعل تجري مستأنفا، أو جعل لفظة مثل زائدة فيقال: الجنة التى وعد المتقون كيت وكيت، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره تجري. قال الفراء: وجعله خبرا خطأ عند البصريين. قال: لأن المثل
الأربعة: كاف {وَإِلَيْهِ مَتََابِ} تامّ {الْمَوْتى ََ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْأَمْرُ جَمِيعاً} تامّ {النََّاسَ جَمِيعاً} حسن {وَعْدُ اللََّهِ} كاف {الْمِيعََادَ} تامّ {أَخَذْتُهُمْ} صالح {عِقََابِ} تامّ {بِمََا كَسَبَتْ} كاف، وكذا: قل سموهم، ومن القول {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ} حسن: لمن قرأ وصدّوا ببنائه للفاعل، وليس بوقف لمن قرأه ببنائه للمفعول لزين {وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} حسن، وكذا: من هاد. وقال أبو(1/410)
لا تجري من تحته الأنهار، وإنما هو من صفات المضاف إليه وشبهته أن المثل هنا بمعنى الصفة، وهذا ذكره أبو البقاء، نقل نحوه الزمخشري، ونقل غيره عن الفراء فى الآية تأويلين أحدهما على حذف لفظة أنها. والأصل صفة الجنة أنها تجري، وهذا منه تفسير معنى لا إعراب وكيف يحذف أنها من غير دليل.
والثاني أن لفظة مثل زائدة. والأصل الجنة تجري من تحتها الأنهار، وزيادة مثل كثيرة في لسانهم، ومنه: ليس كمثله شيء، فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به، وكذا ليس المتقون وقفا إن جعل تجرى حالا من الضمير فى وعد، أي: وعدها مقدّرا جريان أنهارها، أو جعل تجري تفسيرا للمثل فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف كما يؤخذ من عبارة السمين {الْأَنْهََارُ} جائز: ووصله أولى، لأن ما بعده تفسير لما قبله {وَظِلُّهََا} تامّ، عند من جعل تجري خبرا لمثل بإضمار إن، أي: إن تجري {اتَّقَوْا} جائز، والوصل أحسن، لأن الجمع بين الحالتين أدلّ على الانتباه {النََّارُ} تامّ {بِمََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} جائز {بَعْضَهُ} حسن {وَلََا أُشْرِكَ بِهِ} جائز {مَآبِ} تامّ {عَرَبِيًّا} حسن {مِنَ الْعِلْمِ} ليس بوقف، للفصل بين الشرط وجوابه، لأن اللام في ولئن مؤذنة بقسم مقدّر قبلها، ولذلك جاء الجواب «مالك» {وَلََا وََاقٍ} تامّ {وَذُرِّيَّةً} كاف:
للابتداء بالنفي {إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ} قال أبو حاتم ويحيى بن نصير النحوي: تم الكلام، ومثله: لكل أجل كتاب {وَيُثْبِتُ} كاف {الْكِتََابِ} تامّ. قال
عمرو فيهما: كاف {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف {أَشَقُّ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِنْ وََاقٍ} تامّ {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} حسن: إن جعل مبتدأ لخبر محذوف أو عكسه، تقديره: مثل الجنة فيما نقصّ عليك، أو فيما نقصّ عليك مثل الجنّة، أي:
صفتها، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره تجري إلخ {الْأَنْهََارُ} جائز {وَظِلُّهََا} تامّ، وكذا: تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار {بِمََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} صالح {بَعْضَهُ} حسن وكذا: مآب، وقال أبو عمرو في الأول: كاف {عَرَبِيًّا} صالح {وَلََا وََاقٍ} تامّ {وَذُرِّيَّةً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ} تامّ، وكذا:(1/411)
الضحاك: يمحو الله ما يشاء من ديوان الحفظة ما ليس فيه ثواب ولا عقاب، ويثبت ما فيه ثواب أو عقاب. وسئل الكلبي عن هذه الآية، فقال: يكتب القول كله حتى إذا كان يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عقاب نحو: أكلت وشربت ودخلت وخرجت وهو صادق. ويثبت ما كان فيه الثواب أو عليه العقاب اه نكزاوي.
واتفق علماء الرسم على رسم يمحوا هنا بالواو والألف مرفوع بضمة مقدّرة على الواو المحذوفة لالتقاء الساكنين. فالواو هنا ثابتة خطّا محذوفة لفظا، وقد حذفت لفظا وخطأ في أربعة مواضع استغناء عنها بالضمة ولالتقاء الساكنين هي: ويدع الإنسان، ويمح الله الباطل، و: يوم يدع الداع، و: سندع الزبانية وما ثبت خطّا لا يحذف وقفا.
ورسموا أيضا {وَإِنْ مََا نُرِيَنَّكَ} إن وحدها بكلمة وما وحدها كلمة.
وجميع ما في كتاب الله من ذكر إما فهو بغير نون كلمة واحدة {وَعَلَيْنَا الْحِسََابُ} تامّ {مِنْ أَطْرََافِهََا} حسن، ومثله: لحكمه {الْحِسََابِ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ} ليس بوقف لمكان الفاء {جَمِيعاً} حسن، ومثله: كل نفس {عُقْبَى الدََّارِ} تامّ {لَسْتَ مُرْسَلًا} حسن، ومثله: وبينكم، لمن قرأ {وَمَنْ عِنْدَهُ} بكسر ميم من وكسر الدال و {عِلْمُ الْكِتََابِ} جعلوا من حرف جرّ، وعنده مجرور بها، وهذا الجار خبر مقدّم وعلم مبتدأ مؤخر، وبها قرأ عليّ وأبيّ وابن عباس وعكرمة وابن جبير وعبد الرحمن بن أبي بكر والضحاك وابن أبي إسحاق ومجاهد ورويس، والضمير في عنده لله تعالى، وهي قراءة مروية عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شاذة فوق العشر، وليس بوقف لمن قرأ {وَمَنْ عِنْدَهُ} بفتح الميم والدال وعلم بكسر العين فاعل بالظرف أو مبتدأ وما قبله
كتاب {وَيُثْبِتُ} حسن، وكذا: أم الكتاب. وقال أبو عمرو في الأول: كاف {وَعَلَيْنَا الْحِسََابُ} تامّ، وكذا: من أطرافها {لِحُكْمِهِ} جائز {سَرِيعُ الْحِسََابِ} حسن، وكذا:(1/412)
الخبر، وهي قراءة العامة، وعليها فالوقف آخر السورة لاتصال الكلام بعضه ببعض ولا يوقف على: بينكم، لأنه تعالى عطف من عنده علم الكتاب في الشهادة على اسمه تعالى. وقرأ الحسن وابن السميفع {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتََابِ} بمن الجارة وعلم مبني للمفعول، والكتاب نائب الفاعل، وعليها يحسن الوقف على: بينكم، وقرئ علم الكتاب بتشديد علم. قال أبو عبيدة: لو صحت هذه القراءة لما عدوناها إلى غيرها، والضمير في هذه القراءات لله تعالى {الْكِتََابِ} تامّ.
سورة إبراهيم عليه السلام مكية (1)
إلا قوله تعالى: ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفرا، الآيتين، فمدنيّ وهي إحدى وخمسون آية في البصرى، واثنان في الكوفي، وأربع في المدنيين والمكي، وخمس في الشامي، اختلافهم في سبع آيات: لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور، لم يعدّهما الكوفي والبصري {وَعََادٍ وَثَمُودَ} لم يعدّها الكوفي والشامي {بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} عدّها المدني الأوّل، والكوفي والشامي، {وَفَرْعُهََا فِي السَّمََاءِ} لم
المكر جميعا، وكل نفس. وقال أبو عمرو: فيهما تام {عُقْبَى الدََّارِ} تامّ {لَسْتَ مُرْسَلًا} كاف، آخر السورة: تام. ومن قرأ: ومن عنده أم الكتاب بكسر ميم من وقف على: شهيدا بيني وبينكم، ثم على آخر السورة.
سورة إبراهيم عليه السلام مكية إلا قوله: ألم تر إلى الذين بدّلوا، الآيتين، فمدني {الر} تقدم الكلام عليه
__________
(1) مكية إلا قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} [28، 29] وهي خمسون وآية في البصري، وآيتان في الكوفي، وأربع في الحجازي، وخمس في الشامي، والخلاف في سبع:
{النُّورِ} فيهما [1، 5] علوي، {بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} [19] مدني، سماوي، {اللَّيْلَ وَالنَّهََارَ}
[33] غير بصري. {وَفَرْعُهََا فِي السَّمََاءِ} [24] غير مدني، {عَمََّا يَعْمَلُ الظََّالِمُونَ} [42] شامي، {وَعََادٍ وَثَمُودَ} [9] حجازي، بصري. «التلخيص» (301)، «الإتحاف» (271).(1/413)
يعدّها المدني الأول {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهََارَ} لم يعدّها البصري {عَمََّا يَعْمَلُ الظََّالِمُونَ} عدّها الشامي، وكلمها ثمانمائة وإحدى وثلاثون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثلاثون حرفا وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: وسخر لكم الشمس والقمر دائبين، إلى أجل قريب، غير الأرض والسموات، سرابيلهم من قطران.
{الر} تقدم الكلام عليه، ولا وقف من أوّلها إلى الحميد، وهو تام لمن قرأ الله بالرفع على الابتداء والخبر {الَّذِي لَهُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ} وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ بدلا مما قبله. أو عطف بيان، قرأ نافع وابن عامر برفع الجلالة والباقون بالجرّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} تامّ {شَدِيدٍ} كاف، لمن رفع ما بعده مبتدأ خبره أولئك، أو قطع على الذم، أو نصب بإضمار فعل تقديره أذم، وليس بوقف إن جرّ صفة للكافرين، أو بدلا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز من جعل الذين {يَصُدُّونَ} مجرور المحل وقف على: عوجا وابتدأ: أولئك في ضلال بعيد {بَعِيدٍ} تامّ {لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} كاف، لأن قوله:
فيضل حكم مبتدأ آخر خارج عن تعليل الإرسال. قاله السجاوندي، وقرأ العامة بلسان بزنة كتاب، أي: بلغة قومه، وقرئ بلسن قومه بكسر اللام وسكون السين. قيل هما بمعنى واحد، وقيل: اللسان يطلق على العضو المعروف وعلى اللغة، وأما اللسن فخاص باللغة. ذكره ابن عطية. قال الجلال:
كلّ ثلاثي ساكن الوسط يجوز تحريكه. قال شيخ شيوخنا الأجهوري بشروط
{الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} تامّ: لمن قرأ الله بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ، لأنه يدل مما قبله {وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {شَدِيدٍ} تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ، وجائز إن جعل ذلك نعتا للكافرين، وإنما جاز على هذا، لأنه رأس آية، وعليه يوقف عند قوله: ويبغونها عوجا، بخلافه على الأول، لأن قوله: {أُولََئِكَ فِي ضَلََالٍ}(1/414)
ثلاثة صحة عينه وصحة لامه وعدم التضعيف، فإن اعتلت عينه نحو سود، أو لامه نحو عمى، أو كان مضعفا نحو عنّ جمع أعن لم يجز ضم عينه اه، فمن ذكر اللسان قال في جمعه ألسنة كحمار وأحمرة، ومن أنّث قال في جمعه ألسن كذراع وأذرع، وقد لسن بالكسر فهو لسن وألسن، وقوم لسن بضم اللام انظر شرحه على ألفية العراقي، والضمير في قومه يعود على رسول المذكور، وقيل يعود على محمد صلّى الله عليه وسلّم قاله الضحاك وغلط إذ يصير المعنى أن التوراة وغيرها نزلت بلسان العرب ليبين لهم محمد التوراة وغيرها {وَيَهْدِي مَنْ يَشََاءُ} كاف، ولم يفصل بينهما، لأن الجمع بينهما أدلّ على الانتباه {الْحَكِيمُ} تامّ {بِأَيََّامِ اللََّهِ} كاف، للابتداء بإن {شَكُورٍ} أكفى مما قبله إن نصب إذ باذكر مقدّرة فيكون من عطف الجمل، ويحتمل أن يكون عطفا على إذ أنجاكم من آل فرعون {سُوءَ الْعَذََابِ} ليس بوقف، لأن ويذبحون معطوف عليه، وأتى بالواو هنا ولم يأت بها في البقرة لأن العطف بالواو يدلّ على المغايرة، فإنّ سوم سوء العذاب كان بالذبح وبغيره. ولم يأت بها في البقرة لأنه جعل الفعل تفسيرا لقوله {يَسُومُونَكُمْ} {نِسََاءَكُمْ} كاف، على استئناف ما بعده {عَظِيمٌ} تامّ {لَأَزِيدَنَّكُمْ} جائز عند نافع {لَشَدِيدٌ} كاف، جميعا ليس بوقف لأن الفاء مع إنّ جزاء إن تكفروا، فلا يفصل بين الشرط وجزائه {حَمِيدٌ} كاف، وقيل تام للابتداء بالاستفهام {وَثَمُودَ} كاف، إن جعل والذين مبتدأ خبره لا يعلمهم، وإن جعل والذين في موضع خفض عطفا على قوم نوح كان الوقف على من بعدهم كافيا {لََا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللََّهُ} تامّ، عند نافع {فِي أَفْوََاهِهِمْ} جائز، ومثله: بما أرسلتم به
خبر المبتدإ، فلا يفصل بينهما {فِي ضَلََالٍ بَعِيدٍ} تامّ {لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} كاف، وكذا:
من يشاء {الْحَكِيمُ} تامّ {بِأَيََّامِ اللََّهِ} كاف {شَكُورٍ} حسن {نِسََاءَكُمْ} كاف، وكذا: عظيم {لَأَزِيدَنَّكُمْ} مفهوم {لَشَدِيدٌ} حسن {حَمِيدٌ} تامّ، وكذا: وعاد(1/415)
{إِلَيْهِ مُرِيبٍ} كاف {أَفِي اللََّهِ شَكٌّ} ليس بوقف لأن ما بعده نعت لما قبله {وَالْأَرْضِ} جائز فصلا بين الاستخبار والإخبار على أن ما بعده مستأنف، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال مما قبله {مُسَمًّى}
حسن، ومثله: مثلنا على استئناف ما بعد، لأن يريدون لا يصلح وصفا لبشر.
فالاستفهام مقدّر، أي: أتريدون {آبََاؤُنََا} حسن {بِسُلْطََانٍ مُبِينٍ} تامّ، وقيل: حسن {إِلََّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} ليس بوقف للاستدراك بعده ولجواز الوقف مدخل لقوم {مِنْ عِبََادِهِ} كاف، للابتداء بالنفي، ومثله: بإذن الله {الْمُؤْمِنُونَ} كاف {سُبُلَنََا} كاف {عَلى ََ مََا آذَيْتُمُونََا} حسن {الْمُتَوَكِّلُونَ} تامّ {فِي مِلَّتِنََا} جائز {الظََّالِمِينَ} ليس بوقف {مِنْ بَعْدِهِمْ} تامّ: عند نافع وأبي حاتم {وَعِيدِ} كاف {وَاسْتَفْتَحُوا} حسن:
إن لم تبتدأ به، وإلا فلا يحسن الوقف لما فيه من الابتداء بكلمة والواقف عليه {جَبََّارٍ عَنِيدٍ} كاف، وقيل لا يوقف عليه، لأن جملة: من ورائه جهنم في محل جرّ صفة لجبار {جَهَنَّمُ} كاف على استئناف ما بعده، وكذا إن عطف على محذوف تقديره يدخلها ويسقى، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله {صَدِيدٍ} حسن: على استئناف ما بعده، وإلا بأن جعلت جملة:
يتجرّعه صفة لما أو حالا من الضمير في يسقى فلا يوقف على صديد {وَمََا هُوَ بِمَيِّتٍ} كاف {غَلِيظٌ} تامّ {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} تامّ: على أن
وثمود: إن جعل ما بعده مبتدأ، فإن جعل معطوفا فليس ذلك وقفا، بل الوقف على:
من بعدهم، وهو وقف كاف {إِلَّا اللََّهُ} كاف {إِلَيْهِ مُرِيبٍ} حسن {مِثْلُنََا} مفهوم {مِنْ عِبََادِهِ} كاف، وكذا: بإذن الله {الْمُؤْمِنُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عَلى ََ مََا آذَيْتُمُونََا} كاف {الْمُتَوَكِّلُونَ} تامّ {فِي مِلَّتِنََا} صالح {مِنْ بَعْدِهِمْ}
كاف، وكذا: وخاف وعيد. وقال أبو عمرو: تام {وَاسْتَفْتَحُوا} حسن، إن لم يبتدأ به، وإلا فليس بحسن لما فيه من الابتداء بكلمة والوقف عليها {جَبََّارٍ عَنِيدٍ} كاف،(1/416)
خبر مثل محذوف، أي فيما يتلى عليكم أو يقصّ. قال سيبويه: وقال ابن عطية: مثل مبتدأ وأعمالهم مبتدأ ثان، وكرماد خبر الثاني، والجملة خبر الأول. قال أبو حيان: وهذا عندي أرجح الأقوال. وكذا يوقف على بربهم إن جعلت وأعمالهم جملة مستأنفة على تقدير سؤال، كأنه قيل: كيف مثلهم؟
فقيل أعمالهم كرماد، كما تقول زيد عرضه مصون وماله مبذول، فنفس عرضه مصون هو نفس صفة زيد، وليس بوقف إن جعل خبر مثل: قوله أعمالهم، أو جعل مثل مبتدأ وأعمالهم بدل منه بدل كل من كل {فِي يَوْمٍ عََاصِفٍ} جائز على استئناف ما بعده، وعاصف على تقدير عاصف ريحه، ثم حذف ريحه وجعلت الصفة لليوم مجازا، والمعنى أن الكفار لا ينتفعون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا إذا احتاجوا إليها في الآخرة لإشراكهم بالله، وإنها هي كرماد ذهبت به ريح شديدة الهبوب فمزقته في أقطار الأرض لا يقدرون على جمع شيء منه. فكذلك الكفار. قاله الكواشي {عَلى ََ شَيْءٍ}
كاف {الْبَعِيدُ} تامّ {بِالْحَقِّ} حسن: للابتداء بالشرط، ومثله: جديد {وَمََا ذََلِكَ عَلَى اللََّهِ بِعَزِيزٍ} أحسن منهما، لأن به تمام الكلام {تَبَعاً}
حسن، للابتداء بالاستفهام و {مِنْ شَيْءٍ}، و {لَهَدَيْنََاكُمْ}، و {أَمْ صَبَرْنََا} كلها وقوف حسان {مِنْ مَحِيصٍ} تام، لما فرغ من محاورة الأتباع لرؤسائهم الكفرة ذكر محاورة الشيطان وأتباعه من الإنس، ولا وقف من قوله:
وقال الشيطان إلى قوله: من قبل، لأن ذلك كله داخل في القول، لأنها قصة واحدة، وقيل يوقف على: فأخلفتكم، وفاستجبتم لي، ولوموا أنفسكم، وما
وكذا: بميت {غَلِيظٌ} تامّ {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} حسن: إن جعل خبره محذوفا، أي: فيما نقصّ عليك مثل الذين كفروا بربهم أو مثل الذين كفروا بربهم شرّ مثل، وليس بوقف إن جعل خبره أعمالهم إلخ {عَلى ََ شَيْءٍ} كاف {الْبَعِيدُ} تامّ {بِالْحَقِّ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {جَدِيدٍ} حسن، وكذا: بعزيز {مِنْ}(1/417)
أنتم بمصرخيّ، للابتداء بأني، ولا يقال الابتداء بإني كفرت رضا بالكفر، لأنا نقول ذاك إذا كان القارئ يعتقد معنى ذلك، وليس هو شيئا يعتقده الموحد إنما هو حال مقول الشيطان، ومن كره الابتداء بقوله: إني كفرت، يقول نفي الإشراك واجب كالإيمان بالله تعالى، وهو اعتقاد نفي شريك الباري، وذلك هو حقيقة الإيمان. قال الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطََّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللََّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ََ} وما في قوله: {بِمََا أَشْرَكْتُمُونِ} يحتمل أن تكون مصدريّة، ومعنى: {إِنِّي كَفَرْتُ} إني تبرأت اليوم من إشراككم إياي من قبل هذا اليوم في الدنيا، ويحتمل أن تكون موصولة، والعائد محذوف، والتقدير إني كفرت من قبل، أي: حين أبيت السجود لآدم بالذي أشركتمونيه، وهو الله تعالى {مِنْ قَبْلُ} تامّ عند أبي عمرو، لأنه آخر كلام الشيطان، وحكى الله ما سيقوله في ذلك اليوم لطفا من الله بعباده ليتصوّروا ذلك ويطلبوا من الله تعالى النجاة منه ومن كل فتنة. وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد، وطالما قلد بعض القرّاء بعضا ولم يصيبوا حقيقة {لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ} تامّ {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} حسن {سَلََامٌ} تامّ {فِي السَّمََاءِ}
حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الصفة لشجرة، والكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله، وفي الحديث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن لله عمودا من نور أسفله تحت الأرض السابعة ورأسه تحت العرش، فإذا قال العبد أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اهتزّ ذلك العمود فيقول الله اسكن، فيقول كيف أسكن ولم تغفر لقائلها» فقال صلّى الله عليه وسلّم: «أكثروا من هزّ العمود» والكلمة الخبيثة هي الشرك، والشجرة الخبيثة هي الحنظلة {بِإِذْنِ رَبِّهََا} حسن. لأنه آخر وصف الشجرة
{شَيْءٍ} صالح {مِنْ مَحِيصٍ} تامّ {فَأَخْلَفْتُكُمْ} مفهوم، وكذا: ولوموا أنفسكم(1/418)
{يَتَذَكَّرُونَ} تامّ {مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ} كاف، للابتداء بالنفي {مِنْ قَرََارٍ}
تامّ {وَفِي الْآخِرَةِ} حسن، ومثله: الظالمين {مََا يَشََاءُ} تامّ {كُفْراً} حسن {دََارَ الْبَوََارِ} تامّ عند نافع على أن جهنم منصوب بفعل مضمر، ويكون من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، وليس بوقف إن جعلت جهنم بدلا من قوله دار البوار، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، أو عطف بيان لها، ويصلح أيضا أن يكون يصلونها حالا لقوله: وأحلوا قومهم، أي: أحلوا قومهم صالين جهنم {يَصْلَوْنَهََا} كاف، عند أبي حاتم، لأنه جعل جهنم بدلا من دار البوار، فإن جعل مستأنفا كان الوقف على دار البوار كافيا {وَبِئْسَ الْقَرََارُ} تامّ {عَنْ سَبِيلِهِ} كاف {إِلَى النََّارِ} تامّ، ومثله: ولا خلال {رِزْقاً لَكُمْ} حسن، والوقف على بأمره، والأنهار، ودائبين، والنهار كلها وقوف حسان، وإنما حسنت هذه الوقوف مع العطف لتفصيل النعم وتنبيها على الشكر عليها {مََا سَأَلْتُمُوهُ} تامّ، على قراءة كلّ بالإضافة إلى ما، وهي قراءة العامة على أن ما اسم ناقص أو نكرة موصوفة أراد وآتاكم من كلّ ما سألتموه، أي: لو سألتموه، وإن قرأ من كلّ بالتنوين جاز الوقف عليها، لأن معنى ما في هذا الوقف النفي، كأنه قال: وآتاكم من كلّ، يعني ما تقدّم ذكره مما لم تسألوه، وذلك أننا لم نسأل الله شمسا ولا قمرا ولا كثيرا من نعمه، وهي قراءة سلام بن المنذر، فمن أضاف جعل «ما» بمعنى الذين، ومن
{مِنْ قَبْلُ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {أَلِيمٌ} تامّ {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} كاف {تَحِيَّتُهُمْ فِيهََا سَلََامٌ} تامّ، وكذا: يتذكرون، ومن قرار {وَفِي الْآخِرَةِ} حسن، وقال أبو عمرو:
كاف {الظََّالِمِينَ} صالح {مََا يَشََاءُ} تامّ {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهََا} كاف، إن جعل بدلا من دار البوار، فإن جعل مستأنفا فالوقف على دار البوار كاف أيضا {وَبِئْسَ الْقَرََارُ}
تامّ {عَنْ سَبِيلِهِ} كاف {إِلَى النََّارِ} تامّ، وكذا: ولا خلال {رِزْقاً لَكُمْ} حسن(1/419)
وقف على كل جعل ما نافية {لََا تُحْصُوهََا} تامّ عند نافع {كَفََّارٌ} تامّ {آمِناً} حسن {الْأَصْنََامَ} تامّ {مِنَ النََّاسِ} حسن {فَإِنَّهُ مِنِّي} تامّ عند نافع للابتداء بالشرط فصلا بين النقيضين مع اتحاد الكلام. وقال ابن نصير النحوي: إذا كان خبر إن مختلفين لم أستحسن الوقف على أحدهما حتى آتي بالآخرة، فقوله: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} لم أستحسن الوقف عليه حتى أقول: {وَمَنْ عَصََانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} {رَحِيمٌ} كاف {الْمُحَرَّمِ}
حسن، وقيل: ليس بوقف لأن ليقيموا متعلق بأسكنت، وربنا دعاء معترض {يَشْكُرُونَ} كاف، ومثله: ونعلن، وفي السماء وإسحاق كلها وقوف كافية {لَسَمِيعُ الدُّعََاءِ} أكفى مما قبله للابتداء بالنداء {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} كذلك للنداء بعده عند أحمد بن جعفر، أي واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة {رَبَّنََا وَتَقَبَّلْ دُعََاءِ} كاف، ورأس آية، قرأ أبو عمرو وحمزة وورش والبزيّ بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا، والباقون يحذفونها وصلا ووقفا {الْحِسََابُ} تامّ {الظََّالِمُونَ} حسن، لمن قرأ نؤخرهم بالنون {الْأَبْصََارُ}
ليس بوقف، لأن مهطعين مقنعي حالان من المضاف المحذوف، أي: أصحاب الأبصار، أي: تشخص فيه أبصارهم، وقيل مهطعين منصوب بفعل مقدّر، أي: تبصر مهطعين، والإهطاع: الإسراع في المشي {مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ} جائز، على استئناف النهي {طَرْفُهُمْ} كاف. وقال أبو حاتم، تامّ، وخولف لأن قوله: وأفئدتهم يصلح أن يكون من صفات أهل المحشر، أي: قلوبهم خالية
{بِأَمْرِهِ} كاف، وكذا الأنهار، ودائبين {وَالنَّهََارَ} حسن {سَأَلْتُمُوهُ} تامّ {لََا تُحْصُوهََا} كاف {كَفََّارٌ} تامّ {أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنََامَ} حسن {مِنَ النََّاسِ} أحسن منه {رَحِيمٌ} حسن، وكذا: المحرّم، ويشكرون {وَمََا نُعْلِنُ} تامّ، وكذا: ولا في السماء {لَسَمِيعُ الدُّعََاءِ} حسن، وكذا: ومن ذريتي، ودعائي {الْحِسََابُ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {الظََّالِمُونَ} حسن {إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} كاف، وليس بشيء {وَأَفْئِدَتُهُمْ}(1/420)
عن الكفر، ويحتمل أن يكون صفة الكفرة في الدنيا، أي: قلوبهم خالية من الخير {هَوََاءٌ} تامّ {الْعَذََابُ}، و {قَرِيبٍ} ليسا بوقف لأن قوله: نجب جواب أخرنا {وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} كاف {مِنْ قَبْلُ} جائز، للابتداء بالنفي {مِنْ زَوََالٍ} تامّ، لأن ما بعده خطاب لغيرهم. فإن جعل قوله: وسكنتم معطوفا على أقسمتم وجعل الخطابات لجهة واحدة، فلا يتم الوقف على زوال {فَعَلْنََا بِهِمْ} جائز {الْأَمْثََالَ} كاف {مَكْرَهُمْ} جائز، ومثله: وعند الله مكرهم {الْجِبََالُ} كاف، ومثله: وعده رسله، وكذا: ذو انتقام، وقيل تام إن جعل العامل في الظرف مضمرا. فإن جعل العامل فيه ذو انتقام، أي: ينتقم يوم تبدّل لم يتمّ الوقف للفصل بين العامل والمعمول {وَالسَّمََاوََاتُ} حسن {الْقَهََّارِ} كاف، على استئناف ما بعده {فِي الْأَصْفََادِ} جائز، ومثله: من قطران {النََّارُ} ليس بوقف لاتصال الكلام بما قبلها. وقال أبو حاتم، اللام لام قسم وليست لام كي {مََا كَسَبَتْ} حسن {الْحِسََابِ} تامّ {لِلنََّاسِ}
جائز، على أن ما بعده معطوف على محذوف يدل عليه ما تقدّم تقديره وأعلمنا به لينذروا به أو فعلنا ذلك لينذروا به. أو هذه عظة كافية ليوعظوا ولينذروا به دلّ على المحذوف الواو، والأكثرون على أن الوقف على آخر السور تام.
{هَوََاءٌ} تامّ، وكذا: ونتبع الرسل {مِنْ زَوََالٍ} حسن، وكذا: الأمثال {الْجِبََالُ}
كاف، وكذا: رسله {ذُو انتِقََامٍ} كاف، إن جعل ما بعده بدلا من يوم يقوم الحساب، وليس بوقف إن جعل ذلك معمولا له {وَالسَّمََاوََاتُ} حسن {الْقَهََّارِ} كاف {فِي الْأَصْفََادِ} صالح {وُجُوهَهُمُ النََّارُ} حسن {كَسَبَتْ} صالح {سَرِيعُ الْحِسََابِ}(1/421)
سورة الحجر مكية (1)
تسع وتسعون آية إجماعا، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل، وكلمها ستمائة وأربع وخمسون كلمة، وحروفها ألفان وسبعمائة وأحد وسبعون حرفا.
{الر} تقدم الكلام عليها {مُبِينٍ} تامّ {مُسْلِمِينَ} كاف، للأمر بعده {الْأَمَلُ} جائز: للابتداء بالتهديد لأنه يبتدأ به الكلام لتأكيد الواقع.
وقيل ليس بوقف لأن ما بعده جواب لما قبله {يَعْلَمُونَ} تام، للابتداء بالنفي {مَعْلُومٌ} كاف {وَمََا يَسْتَأْخِرُونَ} تامّ {لَمَجْنُونٌ} جائز، لأن لو ما بمعنى لولا، والاستفهام له الصدارة، وجواب لو ما في سورة «ن» {مََا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} ولا مانع من تعلق آية بآية ليست من السورة، وإنما صح ذلك لأن القرآن كله كسورة واحدة كما صرحوا من أن {لِإِيلََافِ قُرَيْشٍ} متعلق بقوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} الملائكة ليس بوقف لأن ما بعده شرط قد قام ما قبله مقام جوابه {مِنَ الصََّادِقِينَ} تامّ، لأنه آخر كلام المستهزئين {بِالْحَقِّ} حسن، للابتداء بالنفي {مُنْظَرِينَ} تامّ {الذِّكْرَ}
جائز، إن جعل الضمير في له للنبي صلّى الله عليه وسلّم ويتمّ المعنى، وهو قول شاذ لأنه لم
حسن. وقال أبو عمرو: تام آخر السورة تام.
سورة الحجر مكية {الر} تقدم الكلام عليه {مُبِينٍ} تامّ، وكذا: مسلمين، والأمل، ويعلمون، وكتاب معلوم، وما يستأخرون {لَمَجْنُونٌ} جائز {مِنَ الصََّادِقِينَ} تامّ {إِلََّا بِالْحَقِّ} صالح {مُنْظَرِينَ} تامّ {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} كاف عند بعضهم {لَحََافِظُونَ} تامّ {شِيَعِ الْأَوَّلِينَ} حسن {يَسْتَهْزِؤُنَ} كاف،
__________
(1) وهي تسع وتسعون آية، ولا خلاف في عد الآيات.(1/422)
يتقدّم له ذكر، فيعود الضمير عليه، أي: يحفظ محمدا صلّى الله عليه وسلّم أن يناله سوء، أي: وإنا لمحمد لحافظون له من الشياطين تكفل بحفظه، وقيل تقدم له ذكر في قوله: {يََا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} وفي {لَوْ مََا تَأْتِينََا بِالْمَلََائِكَةِ} وإن جعل الضمير في له للقرآن، وهو الذكر، أي: وإنا للقرآن لحافظون له من الشياطين فهو تكفل بحفظه، فلا يعتريه زيادة ولا نقص، ولا تحريف، ولا تبديل، بخلاف غيره من الكتب المتقدمة، فإنه تعالى لم يتكفل بحفظها ولذلك وقع فيها الاختلاف، وعلى هذا فلا يحسن الوقف عليه كحسنه في الوجه الأول، لأن الكلام يكون متصلا {لَحََافِظُونَ} تامّ {فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ}
كاف، ومثله: يستهزءون {الْمُجْرِمِينَ} حسن إن جعل الضمير في نسلكه عائدا على التكذيب المفهوم من قوله: يستهزءون، وليس بوقف إن جعل الضمير في نسلكه للذكر وقوله: لا يؤمنون به تفسير له، فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف {لََا يُؤْمِنُونَ بِهِ} حسن، عند بعضهم لأن ما بعده متصل بما قبله، إذ هو تخويف وتهديد لمشركي قريش في تكذيبهم واستهزائهم {سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} كاف {يَعْرُجُونَ} ليس بوقف لأن قوله: لقالوا جواب لو وإن كان رأس آية {أَبْصََارُنََا} جائز {مَسْحُورُونَ} تامّ {لِلنََّاظِرِينَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله {شَيْطََانٍ رَجِيمٍ} ليس بوقف للاستثناء بعده ولجواز الوقف مدخل لقوم {شِهََابٌ مُبِينٌ} كاف {رَوََاسِيَ} حسن، ومثله:
وكذا: في قلوب المجرمين عند بعضهم. ولا يؤمنون به، وسنة الأولين {مَسْحُورُونَ} تامّ {شِهََابٌ مُبِينٌ} كاف {بِرََازِقِينَ} تامّ {خَزََائِنُهُ} جائز {بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} كاف، وكذا: بخازنين، والوارثون، والمستأخرين {يَحْشُرُهُمْ} جائز {عَلِيمٌ} تامّ {مَسْنُونٍ} مفهوم {السَّمُومِ} حسن {سََاجِدِينَ} كاف، وكذا: مع الساجدين في الموضعين، ومسنون، ويوم الدين، ويوم يبعثون، والمعلوم {الْمُخْلَصِينَ} حسن، وكذا:(1/423)
موزون {بِرََازِقِينَ} تامّ {خَزََائِنُهُ} حسن، لاتفاق الجملتين مع الفصل {بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} كاف، ومثله: فأسقيناكموه، وقيل جائز: لأن الواو بعده تصلح للابتداء وللحال، و {بِخََازِنِينَ}، و {نُحْيِي وَنُمِيتُ}، و {الْوََارِثُونَ}، و {الْمُسْتَأْخِرِينَ}، {يَحْشُرُهُمْ} كلها وقف كافية {حَكِيمٌ عَلِيمٌ} تامّ {مَسْنُونٍ} جائز {السَّمُومِ} كاف، ومثله: مسنون وساجدين {أَجْمَعُونَ} ليس بوقف للاستثناء بعده {إِلََّا إِبْلِيسَ} جائز {السََّاجِدِينَ} كاف، ثم ابتدأ، قال: يا إبليس، ومثله: مع الساجدين الثاني إلى قوله: مسنون {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} جائز {الدِّينِ} كاف، وكذا:
يبعثون {مِنَ الْمُنْظَرِينَ} ليس بوقف لتعلق إلى بما قبلها {الْمَعْلُومِ} كاف، وهي النفخة الأولى، وبها تموت الخلق كلهم {أَجْمَعِينَ} ليس بوقف، وإن كان رأس آية للاستثناء بعده، ولا يفصل بين المستثنى والمستثنى منه {الْمُخْلَصِينَ} حسن {مُسْتَقِيمٌ} كاف للابتداء بأن، ومثله: من الغاوين {أَجْمَعِينَ} كاف، على استئناف ما بعده {أَبْوََابٍ} جائز {مَقْسُومٌ}
تامّ، فصلا بين ما أعدّ لأهل النار، وما أعدّ لأهل الجنة {وَعُيُونٍ} حسن، لأن التقدير يقال لهم ادخلوها {آمِنِينَ} كاف، ومثله: متقابلين، وكذا: نصب {بِمُخْرَجِينَ} تامّ {الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ليس بوقف (1) لأن قوله: وأن عذابي
مستقيم {مِنَ الْغََاوِينَ} كاف {أَجْمَعِينَ} صالح {أَبْوََابٍ} مفهوم {مَقْسُومٌ} تام {آمِنِينَ} حسن {مُتَقََابِلِينَ} كاف {بِمُخْرَجِينَ} تامّ {الْأَلِيمُ} كاف، وكذا:
وجلون، وبغلام عليم، وتبشرون ومن القانطين، والضالون، والمرسلون {قَدَّرْنََا} صالح
__________
(1) والصحيح أنه يمكن أن يوقف عليها لأن هذه الكلمات وقعت في رأس الآية، ومن المعلوم والمستفيض من سنة سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن الوقوف على رءوس الآي سنة وهي سنة متبعة تناقلها الخلف عن السلف، فينبغي اتباع سنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الوقف، ولو كانت لا تصلح وقفا لورد في السنة ما ينبهنا إلى ذلك، وطالما لم يرد ما ينبهنا إلى ذلك، فالأمر على عمومه وإطلاقه بأن يقف الإنسان على رأس كل آية.(1/424)
معطوف على أني {الْأَلِيمُ} تامّ {عَنْ ضَيْفِ إِبْرََاهِيمَ} حسن، لأنه لو وصله بما بعده لصار إذ ظرفا لقوله: {وَنَبِّئْهُمْ}، وذلك غير ممكن {فَقََالُوا سَلََاماً} حسن، وهو منقطع من جملة محكية بقالوا: فليس منصوبا به لأن القول لا ينصب المفردات، وإنما ينصب ثلاثة أشياء، الجمل نحو، قال إني عبد الله، والمفرد المراد به لفظه، نحو يقال له إبراهيم، أو قلت زيدا، أي: قلت هذا اللفظ، والمفرد المراد به الجملة، نحو: قلت قصيدة وشعرا، أو اقتطع من جملة كقوله:
إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة ... معتّقة مما تجيء به التجر
أو كان المفرد مصدرا، نحو قلت قولا أو صفة، نحو حقّا أو باطلا، فإنه يتسلط عليه القول. وسليم ينصبون بالقول مطلقا، أي: بلا شرط تقول، قلت عمرا منطلقا، وقل ذا مشفقا ونحو ذلك. وأما غيرهم فلا يجري القول مجرى الظنّ إلا بشروط أن يكون مضارعا مبدوأ بتاء بعد أداة الاستفهام غير مفصول عنها بغير ظرف أو مجرور أو معمول، وذلك نحو أتقول زيدا منطلقا، واغتفر الفصل بالحرف نحو أعندك تقول عمرا مقيما. وبالمجرور نحو أفي الدار تقول زيدا جالسا، وبالمفعول نحو أزيدا تقول منطلقا، فسلاما منصوب بمقدر تقديره، سلمت سلاما من السلامة، أو سلمنا سلاما من التحية، وقيل سلاما نعت لمصدر محذوف تقديره، فقالوا قولا سلاما {إِنََّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} كاف، ومثله: بغلام عليم، وكذا: الكبر، وتبشرون {بِالْحَقِّ} جائز {الْقََانِطِينَ} كاف، ومثله الضالون، والمرسلون، مجرمين، ليس بوقف للاستثناء، ولجواز الوقف مدخل لقوم {إِلََّا آلَ لُوطٍ} حسن {إِنََّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ} ليس بوقف للاستثناء {قَدَّرْنََا} جائز، وقيل ليس بوقف لأن إنها واسمها وخبرها في محل نصب مفعول قدرنا، وإنما كسرت الهمزة
{لَمِنَ الْغََابِرِينَ} كاف، وكذا: منكرون {يَمْتَرُونَ} جائز {لَصََادِقُونَ} كاف(1/425)
من إنها لدخول اللام في خبرها {الْغََابِرِينَ} كاف {فَلَمََّا جََاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ} ليس بوقف لأن قال بعده جواب لما {مُنْكَرُونَ} كاف {يَمْتَرُونَ} جائز، ومثله: وأتيناك بالحق {وَإِنََّا لَصََادِقُونَ} كاف {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} جائز، ومثله: واتبع أدبارهم، ومثله: منكم أحد. وهذا مخالف لما في سورة هود لأن ذاك بعده استثناء. وهذا ليس كذلك {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}
حسن، ذلك الأمر ليس بوقف لأن ما بعده، وهو أن دابر بدل من ذلك إذا قلنا الأمر عطف بيان، أو بدل من لفظ الأمر، سواء قلنا إنه بيان أو بدل مما قبله.
حذف منه الجار، أي: بأن دابر، وحينئذ ففيه الخلاف المشهور بين الخليل وسيبويه، هل هو في محل نصب أو جرّ {مُصْبِحِينَ} حسن {يَسْتَبْشِرُونَ} جائز، ومثله، تفضحون {وَلََا تُخْزُونِ} حسن، ومثله:
العالمين {فََاعِلِينَ} تامّ، للابتداء بلام القسم، وعمرك مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره لعمرك قسمي، والوقف على لعمرك قبيح لأن ما بعده جواب له {يَعْمَهُونَ} كاف، على استئناف ما بعده {مُشْرِقِينَ} جائز، أي: كان الهلاك حين أشرقت الشمس {فَجَعَلْنََا عََالِيَهََا سََافِلَهََا} جائز، على استئناف ما بعده {مِنْ سِجِّيلٍ} كاف {لِلْمُتَوَسِّمِينَ} جائز {مُقِيمٍ} كاف {لِلْمُؤْمِنِينَ} تامّ، لتمام القصة {لَظََالِمِينَ} ليس بوقف للعطف بالفاء {فَانْتَقَمْنََا مِنْهُمْ} جائز {مُبِينٍ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} جائز، ومثله: معرضين، وكذا: آمنين {مُصْبِحِينَ} ليس بوقف، لاتصال المعنى {يَكْسِبُونَ} تامّ،
{تُؤْمَرُونَ} حسن، وكذا: مصبحين {يَسْتَبْشِرُونَ} كاف {فَلََا تَفْضَحُونِ} جائز {وَلََا تُخْزُونِ} كاف، وكذا: العالمين {فََاعِلِينَ} تامّ {يَعْمَهُونَ} كاف، وكذا: من سجيل {لِلْمُتَوَسِّمِينَ} جائز {مُقِيمٍ} كاف {لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} حسن {مُبِينٍ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} مفهوم {مُعْرِضِينَ} صالح {يَكْسِبُونَ} تامّ، وكذا: إلا بالحق(1/426)
لتمام القصة {إِلََّا بِالْحَقِّ} حسن، ومثله: لآتية {الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} كاف، وهو العفو من غير عتاب {الْخَلََّاقُ الْعَلِيمُ} تامّ {الْعَظِيمَ} كاف {أَزْوََاجاً مِنْهُمْ} حسن، على استئناف النهي، وليس بوقف إن جعل النهي الثاني معطوفا على النهي الذي قبله {وَلََا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} أحسن مما قبله لاستئناف الأمر، وإن جعل النهي الثالث معطوفا على الأوّل لم يفصل بينهما بوقف {لِلْمُؤْمِنِينَ} كاف {الْمُبِينُ} حسن، إن علقت الكاف بمصدر محذوف تقديره آتيناك سبعا من المثاني إيتاء كما أنزلنا، أو إنزالا كما أنزلنا، أو أنزلنا عليهم العذاب كما أنزلنا، لأن آتيناك بمعنى أنزلنا عليك، أو علقت بمصدر محذوف، العامل فيه مقدّر تقديره متعناهم تمتيعا كما أنزلنا، وليس بوقف إن نصب بالنذير، أي: النذير عذابا كما أنزلنا على المقتسمين وهم قوم صالح، لأنهم قالوا لنبيتنه وأهله، فأقسموا على ذلك {الْمُقْتَسِمِينَ} ليس بوقف، لأن الذين من نعتهم أو بدل المقتسمين هم عظماء كفار قريش أقسموا على طريق مكة يصدّون عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فمنهم من يقول: الذي جاء به محمد سحر، ومنهم من يقول: أساطير الأوّلين، ومنهم من يقول: هو كهانة، فأنزل الله بهم خزيا وأنزل: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ كَمََا أَنْزَلْنََا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ}
أو هم اليهود، فقد جرى على بني قريظة وبني النضير ما جرى، وجعل المتوقع بمنزلة الواقع، وهو من الإعجاز، لأنه إخبار بما سيكون وقد كان {عِضِينَ}
كاف {أَجْمَعِينَ} ليس بوقف، لأن ما بعده مفعول ثان لقوله: لنسألنهم {يَعْمَلُونَ} تامّ، وكذا: المشركين، ومثله: المستهزئين، إن جعل الذين مبتدأ خبره، فسوف يعلمون {يَعْلَمُونَ} تامّ، وليس بوقف إن جعل صفة
{الْجَمِيلَ} حسن {الْعَلِيمُ} تامّ، وكذا: العظيم {أَزْوََاجاً مِنْهُمْ} صالح، وكذا:
ولا تحزن عليهم {جَنََاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} كاف {عِضِينَ} حسن، وكذا يعملون، وعن المشركين {الْمُسْتَهْزِئِينَ} تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ خبره، فسوف يعلمون، فإن جعل(1/427)
للمستهزئين، ويكون الوقف على إلها آخر، وكذا لا يوقف على المستهزئين إن جعل الذين بدلا من المستهزئين {إِلََهاً آخَرَ} حسن، للابتداء بالتهديد والوعيد على استهزائهم وجعلهم إلها مع الله {بِمََا يَقُولُونَ} جائز، ومثله، بحمد ربك {مِنَ السََّاجِدِينَ} كاف، للابتداء بالأمر {وَاعْبُدْ رَبَّكَ} ليس بوقف، لاتصال ما بعده بما قبله، لأن العبادة وقتت بالموت، أي: دم على التسبيح والسجود والعبادة حتى يأتيك الموت، آخر السورة: تام.
سورة النحل مكية (1)
إلا قوله: وإن عاقبتم إلى آخرها فمدنيّ. أنزلت حين قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وهي مائة وثماني وعشرون آية إجماعا، وكلمها ألف وثمانمائة وإحدى وأربعون كلمة، وحروفها سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة أحرف، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا منها بإجماع تسعة مواضع، {وَمََا يُعْلِنُونَ} الثاني، والأوّل رأس آية بلا خلاف، {وَمََا يَشْعُرُونَ}، لهم {مََا يَشََاؤُنَ}، {الْمَلََائِكَةُ طَيِّبِينَ}، {مََا يَكْرَهُونَ}، {أَفَبِالْبََاطِلِ يُؤْمِنُونَ}، {هَلْ يَسْتَوُونَ}، {وَمََا عِنْدَ اللََّهِ بََاقٍ}، {مَتََاعٌ قَلِيلٌ}. {فَلََا تَسْتَعْجِلُوهُ} تامّ، لمن قرأ تشركون بالفوقية، ومن قرأ بالتحتية كان أتمّ. قال أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه:
صفة له فليس وقفا، بل الوقف على: إلها آخر {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} تامّ {مِنَ السََّاجِدِينَ} جائز، آخر السورة: تامّ.
سورة النحل مكية إلا قوله: وإن عاقبتم، إلى آخرها فمدني.
{فَلََا تَسْتَعْجِلُوهُ} تامّ {عَمََّا يُشْرِكُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {فَاتَّقُونِ} تامّ {بِالْحَقِّ} كاف {يُشْرِكُونَ} حسن {مُبِينٌ} صالح، أو كاف
__________
(1) وهي مكية إلا ثلاثا {وَإِنْ عََاقَبْتُمْ} [126، 127، 128] وهي مائة وعشرون وثمان، ولا خلاف في عد آياتها. «التلخيص» (306).(1/428)
العرب تقول أتاك الأمر وهو متوقع بعد، ومنه أتى أمر الله، أي: أتى أمر وعده فلا تستعجلون وقوعا {يُشْرِكُونَ} تامّ {مِنْ عِبََادِهِ} جائز، على أن ما بعده بدل من مقدّر محذوف، أي: يقال لهم، أن أنذروا قومكم. قاله نافع، وليس بوقف إن أبدل أن أنذروا من قوله، بالروح، أو جعلت تفسيرية بمعنى أي {فَاتَّقُونِ} تامّ {بِالْحَقِّ} حسن {يُشْرِكُونَ} كاف، ومثله: مبين، وكذا:
والأنعام خلقها. وقيل الوقف على: لكم، فعلى الأول الأنعام منصوبة بخلقها على الاشتغال، وعلى الثاني منصوبة بفعل مقدّر معطوف على الإنسان {دِفْءٌ وَمَنََافِعُ} كاف، عند أبي عمرو، ومثله {وَمِنْهََا تَأْكُلُونَ} على استئناف ما بعده، وكذا: تسرحون {إِلََّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} كاف {رَحِيمٌ}
تامّ، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، أي: وخلق الخيل لتركبوها وزينة، وهو تامّ. قال التتائي قال مالك: أحسن ما سمعت في الخيل والبغال والحمير أنها لا تؤكل، لأن الله تعالى قال فيها: لتركبوها وزينة.
وقال في الأنعام: لتركبوا منها ومنها تأكلون، فذكر الخيل والبغال والحمير للزينة، وذكر الأنعام للركوب والأكل {مََا لََا تَعْلَمُونَ} تامّ، عند أبي حاتم ويعقوب {قَصْدُ السَّبِيلِ} جائز {وَمِنْهََا جََائِرٌ} حسن، فقصد السبيل طريق الجنة، ومنها جائر طريق النار. وقال قتادة: قصد السبيل حلاله وحرامه وطاعته، ومنها جائر سبيل الشيطان. وقال ابن المبارك وسهل بن عبد الله:
{وَالْأَنْعََامَ خَلَقَهََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف. وقيل الوقف على: لكم، فعلى الأول الوقف على {مُبِينٌ} صالح، وعلى الثاني كاف {دِفْءٌ وَمَنََافِعُ} صالح وقال أبو عمرو: كاف {تَأْكُلُونَ} كاف، وكذا: تسرحون {بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} أحسن مما قبله.
وقال أبو عمرو: تامّ {رَحِيمٌ} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {لِتَرْكَبُوهََا وَزِينَةً} تامّ {مََا لََا تَعْلَمُونَ} حسن، وكذا: ومنها جائر {أَجْمَعِينَ} تامّ {فِيهِ تُسِيمُونَ} حسن {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرََاتِ} كاف، وكذا: يتفكرون {اللَّيْلَ وَالنَّهََارَ} تامّ، لمن رفع ما بعده(1/429)
قصد السبيل السنة، ومنها جائر أهل الأهواء والبدع، وقرئ شاذا: ومنكم جائر، وهي مخالفة للسواد {أَجْمَعِينَ} تامّ {مََاءً} جائز، على أن لكم مستأنفا، وشراب مبتدأ وإن جعل في موضع الصفة متعلقا بمحذوف صفة لما، وشراب مرفوع به فلا وقف {فِيهِ تُسِيمُونَ} كاف، على قراءة من قرأ تنبت بالنون وهي أعلى من قراءته بالتحتية، وبها قرأ عاصم. وقيل:
كاف أيضا على قراءته بالنون أو بالتحتية {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرََاتِ} كاف، ومثله: يتفكرون {وَالنَّهََارَ} حسن، لمن رفع ما بعده بالابتداء أو الخبر، وليس بوقف لمن نصبه، وعليه فوقفه على: بأمره، وعلى قراءة حفص {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرََاتٌ} برفعهما، فوقفه على: والقمر {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
كاف، إن نصب ما بعده بالإغراء، أي: اتقوا ما ذرأ لكم {مُخْتَلِفاً أَلْوََانُهُ}
حسن {يَذَّكَّرُونَ} كاف {تَلْبَسُونَهََا} حسن {مَوََاخِرَ فِيهِ} جائز، لأنه في مقام تعداد النعم {تَشْكُرُونَ} كاف {وَسُبُلًا} ليس بوقف لحرف الترجي، وهو في التعلق كلام كي {تَهْتَدُونَ} جائز، لكونه رأس آية {وَعَلََامََاتٍ} تامّ، عند الأخفش، قال الكلبي: أراد بالعلامات الطرق بالنهار والنجوم بالليل، وقال السدّي: وبالنجم هم يهتدون، يعني الثريا وبنات نعش والجدى والفرقدان بها يهتدون إلى القبلة والطرق في البرّ والبحر. قال قتادة:
إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء: زينة للسماء، ومعالم للطرق، ورجوما للشيطان، فمن قال غير هذا فقد تكلف ما لا علم له به {يَهْتَدُونَ} تامّ
بالابتداء والخبر، ومن نصبه لم يقف على ذلك، ومن رفع والنجوم مسخرات فقط وقف على والقمر {بِأَمْرِهِ} كاف {يَعْقِلُونَ} حسن، إن نصب ما بعده بالإغراء أي، اتقوا ما ذرأ لكم، وكاف إن نصب ذلك عطفا على معمول سخر. وجوّز وإن كان فيه فصل بين المتعاطفين لطول الكلام {مُخْتَلِفاً أَلْوََانُهُ} صالح {يَذَّكَّرُونَ} تامّ {تَلْبَسُونَهََا} صالح {مَوََاخِرَ فِيهِ} مفهوم {تَشْكُرُونَ} كاف {وَعَلََامََاتٍ} حسن(1/430)
{كَمَنْ لََا يَخْلُقُ} حسن، للاستفهام بعده وجيء بمن في الثاني لاعتقاد الكفار أن لها تأثيرا، فعوملت معاملة أولى العلم كقوله:
بكيت على سرب القطا إذ مررن بي ... فقلت ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعلّي إلي من قد هويت أطير
فأوقع على السرب من لما عاملها معاملة العقلاء {تَذَكَّرُونَ} كاف، ومثله: لا تحصوها {رَحِيمٌ} تامّ {وَمََا تُعْلِنُونَ} كاف، على قراءة عاصم هو وما بعده بالتحتية، وحسن لمن قرأ تعلنون بالفوقية وما بعده بالتحتية {لََا يَخْلُقُونَ شَيْئاً} جائز {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} كاف، إذا رفعت أموات على أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: هم أموات، وليس بوقف إن جعل أموات خبرا ثانيا لقوله: وهم يخلقون، وكذا إن جعل يخلقون وأموات خبرين، وليس يخلقون بوقف أيضا إن جعل والذين مبتدأ وأموات خبرا، والتقدير: والذين هذه صفتهم أموات غير أحياء، لأنها أصنام، ولذلك وصفها بالموت {وَمََا يَشْعُرُونَ} ليس بوقف، لأن أيان ظرف منصوب بيشعرون. وقيل منصوب بما بعده، لا بما قبله، لأنه استفهام. وقيل أيان ظرف لقوله: إلهكم إله واحد، يعني: أن الإله واحد يوم القيامة ولم يدّع أحد الإلهية في ذلك اليوم بخلاف الدنيا فإنه قد وجد فيها من ادّعى ذلك، وعلى هذا فقد تمّ الكلام على يشعرون إلا أن هذا القول مخرج لأيان عن موضوعها وهي إما شرط، وإما استفهام إلى محض الظرفية {أَيََّانَ يُبْعَثُونَ} تامّ، ومثله: إله واحد {مُنْكِرَةٌ} جائز {مُسْتَكْبِرُونَ} كاف، ووقف الخليل وسيبويه على لا، وذلك أن لا عندهما ردّ لمن أنكر البعث. وقال أهل الكوفة، جرم مع لا كلمة
{يَهْتَدُونَ} تامّ {كَمَنْ لََا يَخْلُقُ} جائز {تَذَكَّرُونَ} حسن وكذا: لا تحصوها، ورحيم {وَمََا تُعْلِنُونَ} كاف، لمن قرأه، وما بعده بالياء أو بالتاء، وحسن لمن قرأه بالتاء(1/431)
واحدة معناها لا بدّ، وحينئذ لا يوقف على لا {وَمََا يُعْلِنُونَ} كاف، ومثله:
المستكبرين {مََا ذََا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} ليس بوقف، لأن قالوا جواب ماذا، فلا يفصل بينهما بالوقف، وما وذا كلمة واحدة استفهام مفعول بأنزل، ويجوز أن تكون ما وحدها كلمة مبتدأ، وذا بمعنى الذي خبر ما وعائدها في أنزل محذوف، أي: أيّ شيء أنزل ربكم؟ فقيل أنزل أساطير الأولين {وَالْأَوَّلِينَ}
حسن، إن جعلت اللام في ليحملوا لام الأمر الجازمة للمضارع، وليس بوقف إن جعلت لام العاقبة والصيرورة، وهي التي يكون ما بعدها نقيضا لما قبلها، أي: لأن عاقبة قولهم ذلك، لأنهم لم يقولوا: أساطير الأولين ليحملوا، فهو كقوله: ليكون لهم عدوّا وحزنا، وكاملة حال و {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} جائز، بتقدير: ويحملون من أوزار الذين يضلونهم {بِغَيْرِ عِلْمٍ} كاف {مََا يَزِرُونَ} تامّ {مِنْ فَوْقِهِمْ} جائز، ومثله: لا يشعرون، و {يُخْزِيهِمْ} و {تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} كلها وقوف جائزة {الْكََافِرِينَ} تامّ، إن جعل الذين مبتدأ خبره، فألقوا السلم، وزيدت الفاء في الخبر، أو جعل خبر مبتدإ محذوف، وكاف إن نصب على الذمّ، وليس بوقف إن جرّ صفة للكافرين أو أبدل مما قبله، أو جعل بيانا له {ظََالِمِي أَنْفُسِهِمْ} جائز، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل خبر الذين، أو عطف على الذين تتوفاهم {مِنْ سُوءٍ} تامّ عند الأخفش لانقضاء كلام الكفار، فمن سوء مفعول نعمل زيدت فيه من، أي:
ما كنا نعمل سوءا، فردّ الله أو الملائكة عليهم ببلى، أي: كنتم تعملون
وما بعده بالياء {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} حسن {أَمْوََاتٌ غَيْرُ أَحْيََاءٍ} تامّ، وكذا: أيان يبعثون، وإله واحد {مُسْتَكْبِرُونَ} حسن {وَمََا يُعْلِنُونَ} كاف، {الْمُسْتَكْبِرِينَ}
حسن {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} حسن، إن جعلت لام ليحملوا لام الأمر، وجائز: إن جعلت لام كي بمعنى العاقبة {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} مفهوم {بِغَيْرِ عِلْمٍ} حسن. وقال أبو عمرو:
كاف {مََا يَزِرُونَ} تامّ {مِنْ فَوْقِهِمْ} جائز {لََا يَشْعُرُونَ} صالح، وإنما جوّز وإن(1/432)
السوء. وقيل: الوقف على بلى، والأول أوجه {بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} كاف.
وقيل: وصله أولى لمكان الفاء بعده {خََالِدِينَ فِيهََا} كاف، عند أبي حاتم، وعند غيره جائز {الْمُتَكَبِّرِينَ} تامّ {أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} كاف، لأن قالوا مستأنف {خَيْراً} تامّ، أي: قالوا أنزل خيرا، فخيرا مفعول أنزل، فإن قلت: لم رفع أساطير ونصب خيرا؟ قلت: فصلا بين جواب المقرّ وجواب الجاحد، يعني: أن المتقين لما سئلوا أطبقوا الجواب على السؤال بينا مكشوفا مفعولا للإنزال فقالوا خيرا، وهؤلاء عدولا بالجواب عن السؤال فقالوا أساطير الأولين، وليس هو من الإنزال في شيء، وليس خيرا بوقف إن جعل ما بعده جملة مندرجة تحت القول مفسرة لقوله: خيرا، وذلك أن الخير هو الوحي الذي أنزل الله فيه أن من أحسن في الدنيا بالطاعة فله حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة، وكذا إن جعل بدلا من قوله: خيرا {حَسَنَةٌ} كاف، ومثله: خير {الْمُتَّقِينَ} تامّ، إن رفع جنات خبر مبتدإ محذوف، أي: لهم جنات، أو جعل مبتدأ، و {يَدْخُلُونَهََا} في موضع الخبر، وجائز إن رفعت جنات نعتا، أو بدلا مما قبلها لكونه رأس آية، وقول السخاوي وغيره وإن رفعت جنات بنعم لم يوقف على {الْمُتَّقِينَ} مخالف لما اشترطوه في فاعل نعم من أنه لا يكون إلا معرّفا بأل نحو: نعم الرجل زيد، أو مضافا لما فيه أل نحو: فنعم عقبى الدار، ولنعم دار المتقين كما هنا، أي: غالبا، ومن غير الغالب قوله في الحديث «نعم عبد
تعلق به ما بعده لأنه رأس آية {يُخْزِيهِمْ} جائز {تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} صالح {الْكََافِرِينَ} تامّ، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وجائز إن جعل ذلك نعتا له، وإنما جوّز لأنه رأس آية {ظََالِمِي أَنْفُسِهِمْ} صالح {مِنْ سُوءٍ} حسن. وأجاز قوم الوقف على بلى، والاختيار الأول واقتصر أبو عمرو على الثاني وقال إنه تامّ {بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} كاف {خََالِدِينَ فِيهََا} صالح. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ {الْمُتَكَبِّرِينَ}
تامّ {أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} كاف {قََالُوا خَيْراً} تامّ {حَسَنَةٌ} كاف، وكذا: خير، والمتقين،(1/433)
الله خالد بن الوليد»، ويجوز كونها فيه {الْأَنْهََارُ} حسن {مََا يَشََاؤُنَ}
جائز {الْمُتَّقِينَ} تامّ، إن رفع الذين بالابتداء والخبر يقول {طَيِّبِينَ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، وطيبين حال من مفعول، تتوفاهم {سَلََامٌ عَلَيْكُمْ} ليس بوقف، لأن ادخلوا مفعول يقولون، أي: تقول خزنة الجنة {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} و {تَعْمَلُونَ}
تامّ {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} كاف، ومثله: من قبلهم، و {يَظْلِمُونَ}، و {مََا عَمِلُوا} كلها وقوف كافية {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ {وَلََا آبََاؤُنََا} كاف، ومثله:
من شيء، ومن قبلهم، كلها كافية {الْمُبِينُ} تامّ {الطََّاغُوتَ} كاف، ومثله: الضلالة {الْمُكَذِّبِينَ} تام {مَنْ يُضِلُّ} كاف ومثله: من ناصرين {جَهْدَ أَيْمََانِهِمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده جواب القسم كأنه قال: قد حلفوا لا يبعث الله من يموت {مَنْ يَمُوتُ} كاف، لأنه انقضاء كلام الكفار ثم يبتدئ بلى يبعث الله الرسول ليبين لهم الذي يختلفون فيه ولحديث:
«كل نبيّ عبدي ولم يك ينبغي له أن يكذبني». وقال نافع: من يموت بلى، لأن بلى ردّ لكلامهم وتكذيب لقولهم، وما بعدها منصوب بفعل مضمر، أي:
وعدكم الله وعدا {لََا يَعْلَمُونَ} جائز {الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله {كََاذِبِينَ} تامّ {كُنْ} حسن لمن قرأ، فيكون
ويدخلونها، ومن تحتها الأنهار، وما يشاءون {الْمُتَّقِينَ} تامّ، إن رفع ما بعده خبر مبتدأ محذوف، وجائز إن جعل ذلك نعتا له، لأنه رأس آية {طَيِّبِينَ} صالح، وكذا: سلام عليكم {بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} تامّ {تَأْتِيَهُمُ الْمَلََائِكَةُ} جائز عند بعضهم ولا أستحسنه، لأنه كلام واحد {أَمْرُ رَبِّكَ} كاف، وكذا: من قبلهم {يَظْلِمُونَ} حسن {مََا عَمِلُوا} كاف {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ {وَلََا آبََاؤُنََا} صالح {مِنْ شَيْءٍ} كاف، وكذا: من قبلهم {الْمُبِينُ} تامّ {الطََّاغُوتَ} كاف، وكذا: الضلالة {الْمُكَذِّبِينَ} تامّ {مَنْ يُضِلُّ} كاف {مِنْ نََاصِرِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مَنْ يَمُوتُ}(1/434)
بالرفع، وليس بوقف لمن نصب فيكون {فَيَكُونُ} تامّ، على القراءتين {حَسَنَةً} كاف. قال يحيى بن سلام: الحسنة هي المدينة المشرفة {وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ} يعني: الجنة نزلت في صهيب وبلال وخباب وعمار بن ياسر عذبهم المشركون بمكة وأخرجوهم من ديارهم، ولحق منهم طائفة الحبشة. ثم بوأهم الله دار الهجرة وجعلهم أنصارا لنبوئنهم في الدنيا حسنة أنزلهم المدينة وأطعمهم الغنيمة. فهذا هو الثواب في الدنيا {أَكْبَرُ} جائز، وجواب لو محذوف، أي: لو كانوا يعلمون لما اختاروا الدنيا على الآخرة، ولو وصله لصار قوله: ولأجر الآخرة معلقا بشرط أن لو كانوا يعلمون وهو محال. قاله السجاوندي {لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ} تامّ، إن جعل الذين بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب بتقدير أعني، وجائز إن رفع بدلا من الذين قبله، وكذا: لو نصب بدلا من الضمير في لنبوّئنهم {يَتَوَكَّلُونَ}
تامّ {إِلَيْهِمْ} جائز، ومثله: لا تعلمون إن جعل بالبينات والزبر متعلقا بمحذوف صفة لرجالا لأن إلا لا يستثنى بها شيئان دون عطف أو بدلية، وما ظن غير ذلك معمولا لما قبل إلا قدّر له عامل، أو أنه متعلق بمحذوف جوابا لسؤال مقدّر يدل عليه ما قبله كأنه قيل بم أرسلوا؟ فقيل: أرسلوا بالبينات والزبر، فالبينات متعلق بأرسلنا داخلا تحت حكم الاستثناء مع رجالا، أي: وما أرسلنا إلا رجالا بالبينات، فقد استثنى بإلا شيئان: أحدهما رجالا، والآخر بالبينات، وليس بوقف إن علق بنوحي لأن ما بعد إلا لا يتعلق بما قبلها،
كاف، ويأتي في {بَلى ََ} ما مرّ {لََا يَعْلَمُونَ} جائز، وليس بحسن لتعلق ما بعده بما قبله، وإنما جوّز لأنه رأس آية {يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} جائز {كََاذِبِينَ} تامّ {كُنْ فَيَكُونُ} تقدّم الكلام عليه في سورة البقرة {فِي الدُّنْيََا حَسَنَةً} حسن {أَكْبَرُ}
جائز {لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ} تامّ، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف وجائز إن جعل ذلك نعتا للذين هاجروا {يَتَوَكَّلُونَ} تامّ {نُوحِي إِلَيْهِمْ} جائز، وكذا:(1/435)
وكذا: إن علق بقوله: لا تعلمون على أن الشرط في معنى التبكيت والإلزام كقول الأجير: إن كنت عملت لك فأعطني حقي {وَالزُّبُرِ} كاف {مََا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صالح {يَتَفَكَّرُونَ} تام، للابتداء بالاستفهام بعده، ولا وقف من قوله: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ} إلى {رَحِيمٌ}، فلا يوقف على قوله: بهم الأرض وتجاوزه أولى، وكذا: لا يشعرون، ومثله: بمعجزين، وكذا: على تخوّف للعطف على كل بأو و {رَحِيمٌ} تامّ {مِنْ شَيْءٍ} جائز، ومثله: والشمائل {سُجَّداً لِلََّهِ} حسن {دََاخِرُونَ} تامّ {مِنْ دََابَّةٍ} جائز، والملائكة أرقى مما قبله، أي: وتسجد له الملائكة طوعا {لََا يَسْتَكْبِرُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مِنْ فَوْقِهِمْ} جائز {مََا يُؤْمَرُونَ} تامّ، ومثله: إلهين اثنين للابتداء بإنما {إِلََهٌ وََاحِدٌ} جائز، وكره بعضهم الابتداء بما بعده لأن الرهبة لا تكون إلا من الله تعالى فإذا ابتدأ ب «فإياي» فكأنه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ، وإن كان معلوما أن الحكاية من الله تعالى كما تقدم في أول البقرة {فَارْهَبُونِ} كاف {وَالْأَرْضِ} جائز {وََاصِباً} حسن، للابتداء بالاستفهام واصبا، أي: دائما {تَتَّقُونَ} تامّ {فَمِنَ اللََّهِ} حسن {تَجْئَرُونَ} كاف، وثم لترتيب الأخبار مع شدّة اتصال المعنى {يُشْرِكُونَ}
لا تعلمون {وَالزُّبُرِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مََا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صالح {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ {بِهِمُ الْأَرْضَ} جائز {لََا يَشْعُرُونَ} صالح، وكذا: بمعجزين {رَحِيمٌ} تامّ {مِنْ شَيْءٍ} صالح، وكذا: والشمائل {دََاخِرُونَ} تامّ {مِنْ دََابَّةٍ}
مفهوم، وكذا: والملائكة وهو أحسن {لََا يَسْتَكْبِرُونَ} كاف {مِنْ فَوْقِهِمْ} جائز {مََا يُؤْمَرُونَ} تامّ {إِلََهَيْنِ اثْنَيْنِ} صالح {وََاحِدٌ} مفهوم، ولا أحبه لكراهة الابتداء بما بعده {فَارْهَبُونِ} حسن {وَالْأَرْضِ} صالح {وََاصِباً} كاف {تَتَّقُونَ} تامّ، إن(1/436)
كاف، إن جعلت اللام لام الأمر بمعنى التهديد، وليس بوقف إن جعلت للتعليل، أي: إنما كان غرضهم بشركهم كفران النعمة، وكذا: إن جعلت للصيرورة والمآل، أي: صار أمرهم ليكفروا وهم لم يقصدوا بأفعالهم تلك أن يكفروا، بل آل أمرهم ذلك إلى الكفر بما أنعم عليهم {بِمََا آتَيْنََاهُمْ} حسن {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: مما رزقناهم، وكذا: تفترون {سُبْحََانَهُ}
تامّ، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على لله البنات، أي: ويجعلون لهم ما يشتهون، ويصير: ولهم ما يشتهون مفعول ويجعلون، فلا يوقف على سبحانه. قال الفراء: فجعله منصوبا عطفا على البنات يؤدّي إلى تعدّي فعل الضمير المتصل وهو واو، ويجعلون إلى ضميره المتصل، وهو هم في لهم. قال أبو إسحاق: وما قاله الفراء خطأ لأنه لا يجوز تعدّي فعل الضمير المتصل ولا فعل الظاهر إلى ضميرهما المتصل إلا في باب ظنّ وأخواتها من أفعال القلوب، وفي فقد وعدم، فلا يجوز زيد ضربه ولا ضربه زيد، أي:
ضرب نفسه ولا ضربتك ولا ضربتني، بل يؤتى بدل الضمير المنصوب بالنفس، فنقول ضربت نفسك وضربت نفسي، ويجوز زيد ظنه قائما وظنه زيد قائما، وزيد فقده وعدمه، وفقده وعدمه زيد، ولا يجوز تعدّي فعل الضمير المتصل إلى ظاهره في باب من الأبواب، فلا يجوز زيد ضربه، أي:
ضرب نفسه. وفي قوله إلى ضميرهما المتصل قيدان. أحدهما كونه ضميرا، فلو كان ظاهرا كالنفس لم يمنع، نحو زيد ضرب نفسه وضرب نفسه زيد، والثاني كونه متصلا، فلو كان منفصلا جاز، نحو زيد ما ضرب إلا إياه، وما
جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل ذلك متعلقا بما قبله {فَمِنَ اللََّهِ} كاف، وكذا: تجأرون، بلى أولى لأنه رأس آية {بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} جائز {بِمََا آتَيْنََاهُمْ} كاف {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {مِمََّا رَزَقْنََاهُمْ} كاف {تَفْتَرُونَ}(1/437)
ضرب زيد إلا إياه، وعلل هذه المسألة وأدلتها مذكورة في غير هذا الموضوع، انظرها في شرح التسهيل. قاله السمين مع زيادة للإيضاح {مََا يَشْتَهُونَ}
كاف، مسودّا ليس بوقف لأن ما بعده من تتمته {كَظِيمٌ} كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {مََا بُشِّرَ بِهِ} جائز {فِي التُّرََابِ} حسن للابتداء بأداة التنبيه، وذكر الضمير في به ويمسكه حملا على لفظ ما وإن كان أريد به الأنثى {مََا يَحْكُمُونَ} تامّ {مَثَلُ السَّوْءِ} حسن. قال الكواشي: السوء بالفتح، الرداءة والفساد، وبالضم: الضرّ والمكروه، وقيل بالفتح: الصفة، وبالضم: المضرّة والمكروه، ولا تضم السين من قوله: ما كان أبوك امرأ سوء، ولا من ظننتم ظنّ السوء، لأنه ضدّ قولك رجل صدق، وليس للسوء هنا معنى من عذاب أو بلاء فيضمّ، راجعه في سورة براءة إن شئت {وَلِلََّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى ََ} كاف {الْحَكِيمُ} تامّ، ولا وقف إلى قوله: {مُسَمًّى}، فلا يوقف على بظلمهم لأن جواب لو لم يأت، ولا على من دابة للاستدراك بعده {إِلى ََ أَجَلٍ مُسَمًّى} صالح {وَلََا يَسْتَقْدِمُونَ} تامّ {مََا يَكْرَهُونَ} كاف، ومثله: الحسنى {النََّارَ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {مُفْرَطُونَ} تامّ {أَعْمََالَهُمْ} جائز، ومثله: فهو وليهم اليوم {عَذََابٌ أَلِيمٌ} تامّ {اخْتَلَفُوا فِيهِ} ليس بوقف لأن
حسن {سُبْحََانَهُ} كاف. وقال أبو عمرو: تام {مََا يَشْتَهُونَ} كاف، وكذا: كظيم، وما بشر به {فِي التُّرََابِ} حسن {مََا يَحْكُمُونَ} تامّ {مَثَلُ السَّوْءِ}
حسن {الْأَعْلى ََ} مفهوم {الْحَكِيمُ} تامّ {مِنْ دَابَّةٍ} مفهوم {إِلى ََ أَجَلٍ مُسَمًّى} صالح {وَلََا يَسْتَقْدِمُونَ} تامّ {مََا يَكْرَهُونَ} كاف {أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى ََ} حسن {مُفْرَطُونَ} تامّ {أَعْمََالَهُمْ} صالح، وكذا: وليهم اليوم(1/438)
ما بعده نصب على أنهما مفعول من أجله عطف على ليبين والناصب لهما أنزلنا {يُؤْمِنُونَ} تامّ {مََاءً} ليس بوقف لمكان الفاء {بَعْدَ مَوْتِهََا} حسن {يَسْمَعُونَ} تامّ {لَعِبْرَةً} جائز، لمن قرأ نسقيكم بالنون استئنافا لأنه يجوز أن تكون الجملة خبر مبتدإ محذوف، أي: هي، أي: العبرة نسقيكم، ويجوز أن تكون مفسرة للعبرة كأنه قيل كيف العبرة، فقيل نسقيكم من بين فرث ودم لبنا خالصا، لأنه إذا استقرّ علف الدابة في كرشها طبخته، فكان أسفله فرثا، وأوسطه لبنا، وأعلاه دما، سبحانه من عظيم ما أعظم قدرته {لِلشََّارِبِينَ} تامّ، إن جعل ما بعده مستأنفا متعلقا بتتخذون، وجائز إن جعل معطوفا على مما في بطونه، أي: ونسقيكم مما في بطونه، ونسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب، والوقف على هذا على قوله، والأعناب و {رِزْقاً حَسَناً} كاف {يَعْقِلُونَ}
تامّ {بُيُوتاً} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {يَعْرِشُونَ} كاف.
ومثله: ذللا {مُخْتَلِفٌ أَلْوََانُهُ} حسن: يخرج من أفواه النحل، وذلك أن العسل ينزل من السماء فينبت في أماكن فيأتي النحل فيشربه. ثم يأتي الخلايا التي تصنع له والكوى التي تكون في الحيطان، فيلقيه في الشمع المهيأ للعسل في الخلايا، لا كما يتوهمه بعض الناس أن العسل من فضلات الغذاء، وأنه قد استحال في المعدة عسلا، ونزل من السماء عشرة أشياء مع العسل، قاله الكواشي. قال ابن حجر: فعلى أنه يخرج من فم النحل فهو مستثنى من القيء على أنه من دبرها فهو مستثنى من الروث، وقيل من ثقبتين تحت جناحها، فلا استثناء إلا بالنظر إلى أنه كاللبن، وهو من غير المأكول نجس اه. قال السمين:
{يَسْمَعُونَ} تامّ {لِلشََّارِبِينَ} كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وصالح إن جعل معطوفا على ما {فِي بُطُونِهِ} وتامّ إن جعل معمولا لتتخذون {وَرِزْقاً حَسَناً} كاف {يَعْقِلُونَ} تامّ {بُيُوتاً} جائز {وَمِمََّا يَعْرِشُونَ} كاف {ذُلُلًا} حسن {مُخْتَلِفٌ أَلْوََانُهُ} حسن، إن أعيد الضمير في فيه على القرآن، وليس بحسن إن أعيد على العسل(1/439)
نقلوا في العسل التذكير والتأنيث، وجاء القرآن على التذكير في قوله: من عسل مصفى، وكنى بالعسل عن الجماع لمشابهتهما، قال عليه الصلاة والسلام: «لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» و {مُخْتَلِفٌ أَلْوََانُهُ}
حسن إن جعل الضمير في فيه للقرآن، أي: في القرآن من بيان الحلال والحرام والعلوم شفاء للناس، وليس بوقف إن أعيد على العسل المذكور {فِيهِ شِفََاءٌ لِلنََّاسِ} كاف {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ {يَتَوَفََّاكُمْ} حسن {شَيْئاً} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {فِي الرِّزْقِ} كاف: للابتداء بعد بالنفي ولاختلاف الجملتين {فَهُمْ فِيهِ سَوََاءٌ} كاف، المالك والمملوك الكلّ مرزوقون. قال بعضهم في الرزق:
ولا تقولنّ لي فضل على أحد ... الفضل لله ما للناس أفضال
{يَجْحَدُونَ} كاف، وقيل: تام {أَزْوََاجاً} جائز، ومثله: حفدة {مِنَ الطَّيِّبََاتِ} كاف، للابتداء بالاستفهام {يَكْفُرُونَ} كاف، ومثله: ولا يستطيعون، وكذا: الأمثال {وَأَنْتُمْ لََا تَعْلَمُونَ} تامّ، ولا وقف من قوله:
ضرب الله إلى قوله: وجهرا، فلا يوقف على لا يقدر ولا على حسنا للعطف في كل {سِرًّا وَجَهْراً} جائز {هَلْ يَسْتَوُونَ} حسن، لأنه من تمام القول {لََا يَعْلَمُونَ} كاف {رَجُلَيْنِ} جائز. أحدهما أبكم وهو أبو جهل، والذي يأمر بالعدل: عمار بن ياسر العنسي بالنون نسبة إلى عنس، وعنس حي من مذحج وكان حليفا لبني مخزوم رهط أبي جهل، وكان أبو جهل يعذبه على الإسلام
المذكور في قوله: شراب مختلف ألوانه {فِيهِ شِفََاءٌ لِلنََّاسِ} كاف {يَتَفَكَّرُونَ} تامّ {ثُمَّ يَتَوَفََّاكُمْ} كاف، وكذا: شيئا {قَدِيرٌ} تامّ {فِي الرِّزْقِ} صالح {فَهُمْ فِيهِ سَوََاءٌ} حسن {يَجْحَدُونَ} تامّ {وَحَفَدَةً} جائز {مِنَ الطَّيِّبََاتِ} حسن {يُؤْمِنُونَ} جائز {يَكْفُرُونَ} كاف، وكذا: ولا يستطيعون، و: لله الأمثال {وَأَنْتُمْ لََا تَعْلَمُونَ} تامّ {يَسْتَوُونَ} حسن {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {رَجُلَيْنِ} صالح(1/440)
ويعذب أمّه سمية وكانت مولاة لأبي جهل فقال لها يوما: إنما آمنت بمحمد لأنك تحبيه لجماله، ثم طعنها بحربة في قبلها فماتت، فهي أول شهيدة في الإسلام، وقيل الكلّ الصنم عبدوه، وهو لا يقدر على شيء فهو كلّ على مولاه يحمله إذا ظعن، ويحوّله من مكان إلى آخر. فقال الله: هل يستوي هذا الصنم الكلّ ومن يأمر بالعدل فهو استفهام، ومعناه التوبيخ فكأنه قال: لا تسوّوا بين الصنم وبين الخالق جل جلاله، وفي الكلام حذف المقابل لقوله: أحدهما أبكم كأنه قيل، والآخر ناطق متصرّف فيما له، وهو خفيف على مولاه، أينما يوجهه يأت بخير، وحذفت الياء من يأت بخير تخفيفا كما حذفت في قوله: يوم يأت لا تكلم نفس، أو حذفت على توهم الجازم، قرأ طلحة وعلقمة، أينما يوجه بهاء واحدة ساكنة للجزم والفعل مبني للمفعول، وقرئ «أينما يوجه» فعلا ماضيا فاعله ضمير الأبكم، انظر السمين {عَلى ََ مَوْلََاهُ} جائز، لأن الجملة بعد صفة أحدهما {أَيْنَمََا يُوَجِّهْهُ لََا يَأْتِ بِخَيْرٍ} حسن {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ} ليس بوقف لأن ومن معطوف على الضمير المستكن في يستوي وهو توكيد له {بِالْعَدْلِ} صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا {مُسْتَقِيمٍ}
تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن، للابتداء بعد بالنفي {أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} كاف {قَدِيرٌ} تام {شَيْئاً} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {تَشْكُرُونَ} تامّ {فِي جَوِّ السَّمََاءِ} كاف، للابتداء بالنفي {إِلَّا اللََّهُ} أكفى منه {يُؤْمِنُونَ} تامّ {سَكَناً} جائز {إِقََامَتِكُمْ} حسن، على استئناف ما بعده {إِلى ََ حِينٍ} كاف {ظِلََالًا} جائز، ومثله: أكنانا {الْحَرَّ} ليس بوقف لأنه لم يعد الفعل بعده كما أعاده في الذي قبله، وإنما
{مَوْلََاهُ} جائز، وكذا: لا يأت بخير {مُسْتَقِيمٍ} تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن {أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} كاف {قَدِيرٌ} تامّ {لََا تَعْلَمُونَ شَيْئاً} جائز {تَشْكُرُونَ} تام {إِلَّا اللََّهُ}
كاف {يُؤْمِنُونَ} تامّ {سَكَناً} جائز، وكذا: إقامتكم {إِلى ََ حِينٍ} تامّ {ظِلََالًا}(1/441)
أراد تقيكم الحرّ والبرد، فاجتزئ بذكر الحرّ لأن ما يقي من الحرّ يقي من البرد {بَأْسَكُمْ} جائز {عَلَيْكُمْ} ليس بوقف لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام كي {تُسْلِمُونَ} تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: المبين {يُنْكِرُونَهََا} جائز. قال السدّى: نعمة الله، يعني نبوّة محمد صلّى الله عليه وسلّم. ثم ينكرونها، وقيل هو قول الشخص لولا فلان لكان كذا، ولولا فلان لما كان كذا، وفي الحديث «إياكم ولو فإنها تفتح عمل الشيطان» {الْكََافِرُونَ} تامّ، ومثله: يستعتبون، وكذا: ينظرون، ولا وقف من قوله: {وَإِذََا رَأَى} إلى قوله: {مِنْ دُونِكَ} و {مِنْ دُونِكَ} جائز {إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} ليس بوقف، لأن ما بعده خطاب العابدين للمعبودين واجهوا من كانوا يعبدونهم بأنهم كاذبون {لَكََاذِبُونَ} كاف {السَّلَمَ} جائز {يَفْتَرُونَ} تام، ومثله:
يفسدون إن نصب إذ باذكر مقدرا فيكون من عطف الجمل مفعولا به {مِنْ أَنْفُسِهِمْ} حسن. وقال نافع: تامّ {عَلى ََ هََؤُلََاءِ} حسن {تِبْيََاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} ليس بوقف لأن ما بعده منصوب بالعطف على ما قبله {لِلْمُسْلِمِينَ} تامّ، ورسموا وإيتاي بزيادة ياء بعد الألف كما ترى {ذِي الْقُرْبى ََ} كاف {وَالْبَغْيِ} أكفى، وقيل: صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا {تَذَكَّرُونَ} تامّ {إِذََا عََاهَدْتُمْ} حسن، ومثله: بعد توكيدها {كَفِيلًا} كاف، ومثله: تفعلون {أَنْكََاثاً} حسن، لأن الاستفهام بعده مقدّر، أي: تتخذون وقيل: الاستفهام لا يضمر ما لم يأت بعده أم وليس في
جائز، وكذا: أكنانا {بَأْسَكُمْ} حسن {تُسْلِمُونَ} حسن، وكذا: البلاغ المبين {ثُمَّ يُنْكِرُونَهََا} جائز {الْكََافِرُونَ} حسن {يُسْتَعْتَبُونَ} كاف، وكذا: ينظرون {مِنْ دُونِكَ} صالح {لَكََاذِبُونَ} كاف {السَّلَمَ} جائز {يَفْتَرُونَ} تامّ {يُفْسِدُونَ}
حسن، وكذا: على هؤلاء {لِلْمُسْلِمِينَ} تامّ {الْقُرْبى ََ} كاف {وَالْبَغْيِ} تامّ {تَذَكَّرُونَ} حسن {إِذََا عََاهَدْتُمْ} صالح {كَفِيلًا} كاف، وكذا: تفعلون، وأنكاثا(1/442)
الآية ذكر أم، وأجاز الأخفش حذفه إذا كان في الكلام دلالة عليه، وإن لم يكن بعده أم، وجعل منه: وتلك نعمة تمنها عليّ {دَخَلًا بَيْنَكُمْ} ليس بوقف لأن أن موضعها نصب بما قبلها {هِيَ أَرْبى ََ مِنْ أُمَّةٍ} كاف، للابتداء بإنما، ومثله:
يبلوكم الله به. وقال نافع: تام {تَخْتَلِفُونَ} تامّ {أُمَّةً وََاحِدَةً} ليس بوقف للاستدراك بعده {وَيَهْدِي مَنْ يَشََاءُ} كاف {تَعْمَلُونَ} تامّ: على استئناف النهي بعده عن اتخاذ الأيمان على العموم، سواء كانت في مبايعة أو قطع حقوق مالية أم لا {دَخَلًا بَيْنَكُمْ} ليس بوقف أيضا لأن فنزل منصوب على جواب النهي فلا يفصل منه {بَعْدَ ثُبُوتِهََا} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} جائز {عَظِيمٌ} تام {ثَمَناً قَلِيلًا} كاف:
للابتداء بإنما {تَعْلَمُونَ} كاف، ومثله: ينفذ، وكذا: باق على قراءة من قرأ ولنجزينه بالنون لعدوله عن المفرد إلى الجمع لفظا مع أنهما ضميرا من، ومن قرأ بالتحتية فوصله أحسن {يَعْمَلُونَ} تامّ {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد، ومثله: في عدم الوقف: طيبة لعطف ما بعده على جواب الشرط {يَعْمَلُونَ} تامّ: للابتداء بالشرط {الرَّجِيمِ} كاف، على استئناف ما بعده {عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا} جائز {يَتَوَكَّلُونَ} كاف {مُشْرِكُونَ} تامّ {مَكََانَ آيَةٍ} ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا فلا يفصل بين الشرط وجوابه وقوله: والله أعلم بما ينزل جملة اعتراضية بين الشرط وجوابه {مُفْتَرٍ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} حسن، إن جعل موضع وهدى رفعا على الاستئناف، وليس بوقف إن جعل موضعه نصبا
ومن أمّة، ويبلوكم الله به {تَخْتَلِفُونَ} تامّ {وَيَهْدِي مَنْ يَشََاءُ} كاف {كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} تامّ وكذا: عظيم {ثَمَناً قَلِيلًا} كاف {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} تامّ {بََاقٍ}
حسن {يَعْمَلُونَ} تامّ {يَعْمَلُونَ} حسن {مِنَ الشَّيْطََانِ الرَّجِيمِ} كاف، وكذا:
يتوكلون {بِهِ مُشْرِكُونَ} تامّ {مُفْتَرٍ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {لِلْمُسْلِمِينَ} أتمّ(1/443)
{لِلْمُسْلِمِينَ} تامّ {إِنَّمََا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} تامّ: وجملة لسان الذي مستأنفة.
وقيل حال من فاعل يقولون، أي: يقولون ذلك والحالة هذه، أي: علمهم بأعجمية هذا البشر، وآياته عربية هذا القرآن كانت تمنعهم من تلك المقالة.
قاله أبو حيان. قال ابن عباس: كان في مكة غلام أعجميّ لبعض قريش: يقال به بلعام، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلمه الإسلام ويوقفه عليه. فقال المشركون إنما يعلمه بلعام النصراني، فنزلت على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية، وقيل: غير ذلك {أَعْجَمِيٌّ} جائز {مُبِينٌ} تامّ {لََا يُؤْمِنُونَ بِآيََاتِ اللََّهِ} ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعد، وهو لا يهديهم الله، وقوله: {لََا يَهْدِيهِمُ اللََّهُ} قيل:
كاف على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده في موضع الحال {أَلِيمٌ} تامّ {بِآيََاتِ اللََّهِ} جائز {الْكََاذِبُونَ} تامّ، لأن من كفر في محل رفع، وهو شرط محذوف الجواب لدلالة جواب من شرح عليه، والمعنى من كفر بالله فعليهم غضب إلا من أكره، ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب، وإن جعل من بدلا من الذين لا يؤمنون أو من الكاذبون لم يتم الوقف على الكاذبون، ولم يجز الزجاج إلا أن تكون بدلا من الكاذبون، انظر أبا حيان {مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمََانِ} ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا {غَضَبٌ مِنَ اللََّهِ} كاف، على استئناف ما بعده {عَظِيمٌ} كاف {عَلَى الْآخِرَةِ}
ليس بوقف لعطف وإن على بأنهم لأن موضعها نصب بما قبلها {الْكََافِرِينَ}
تامّ {أَبْصََارِهِمْ} جائز {الْغََافِلُونَ} تامّ {فِي الْآخِرَةِ} جائز إن جعل أنهم متصل بفعل محذوف تقديره لا جرم أنهم يحشرون في الآخرة، وإلا فليس بوقف {الْخََاسِرُونَ} كاف {وَصَبَرُوا} حسن، وكذا: لغفور رحيم، إن
منه {إِنَّمََا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} تام {عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} تامّ {لََا يَهْدِيهِمُ اللََّهُ} جائز {أَلِيمٌ} تامّ {بِآيََاتِ اللََّهِ} جائز {الْكََاذِبُونَ} تامّ {غَضَبٌ مِنَ اللََّهِ} جائز {عَظِيمٌ} كاف {الْكََافِرِينَ} تامّ، وكذا: الغافلون {الْخََاسِرُونَ} كاف {لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} حسن: إن(1/444)
نصب يوم بفعل مقدر تقديره، اذكر يوم فهو مفعول به، وكذا: يجوز نصبه برحيم، ولا يلزم من ذلك تقييد رحمته تعالى بالظرف، لأنه إذا رحم في هذا اليوم فرحمته في غيره أولى وأحرى. قاله السمين، وحينئذ فلا يوقف على رحيم {مََا عَمِلَتْ} جائز {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ: ولا وقف من قوله: وضرب الله إلى يصنعون. فلا يوقف على: مطمئنة، ولا على: من كل مكان، ولا على: بأنعم الله {يَصْنَعُونَ} كاف {فَأَخَذَهُمُ الْعَذََابُ} جائز {ظََالِمُونَ}
تامّ {طَيِّباً} جائز {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن الشرط الذي بعده جوابه الذي قبله {تَعْبُدُونَ} تامّ {لِغَيْرِ اللََّهِ بِهِ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {الْكَذِبَ} الثاني حسن، لا الأول، لأن قوله: {هََذََا حَلََالٌ وَهََذََا حَرََامٌ}
داخل في حكاية قولهم تفسير للكذب فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف، ولا يوقف على حلال، ولا على حرام لأن اللام موضعها نصب بما قبلها {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللََّهِ الْكَذِبَ} ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت وهو لا يفلحون، وهو تامّ {مَتََاعٌ قَلِيلٌ} حسن، على استئناف ما بعده {أَلِيمٌ}
كاف {مِنْ قَبْلُ} حسن {يَظْلِمُونَ} حسن {وَأَصْلَحُوا} قال السجاوندي: ليس بوقف لتكرار إن مع اتحاد الخبر، وحسنه أبو العلاء الهمداني {رَحِيمٌ} تامّ {حَنِيفاً} كاف، وهو حال من إبراهيم {مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
كاف، على أن شاكرا حال من الهاء في: اجتباه، لتعلقه به كأنه قال، اختاره في حال ما يشكر نعمه، ومن جعل شاكرا خبر كان كان وقفه على: لأنعمه،
جعل ما بعده منصوبا به، وليس بوقف إن جعل منصوبا بالإغراء، أي: اتقوا يوم تأتي {مََا عَمِلَتْ} جائز {لََا يُظْلَمُونَ} تامّ، وكذا: يصنعون {ظََالِمُونَ} حسن. وقال أبو عمرو فيه، وفي رءوس الآي الآتية: تامّ {طَيِّباً} جائز {تَعْبُدُونَ} تامّ {لِغَيْرِ اللََّهِ بِهِ} كاف {رَحِيمٌ} حسن {الْكَذِبَ} تام، وكذا: يفلحون، وأليم {مِنْ قَبْلُ}
حسن، وكذا: يظلمون {رَحِيمٌ} تام {حَنِيفاً} جائز {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كاف(1/445)
لتعلقه به، ومن أعرب شاكرا بدلا من: حنيفا، فلا يوقف على شيء من: إن إبراهيم إلى لأنعمه، لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يقطع {مُسْتَقِيمٍ} كاف {وَآتَيْنََاهُ فِي الدُّنْيََا حَسَنَةً} حسن قال ابن عباس: هو الثناء الحسن. وروى عنه أنها العافية والعمل الصالح في الدنيا {لَمِنَ الصََّالِحِينَ} حسن {حَنِيفاً}
جائز {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تام {اخْتَلَفُوا فِيهِ} كاف. وقال نافع: تامّ. قال الكلبي: أمرهم موسى بالجمعة وقال تفرّغوا لعبادة الله في كل سبعة أيام يوما واحدا، فاعبدوه يوم الجمعة ولا تعلموا فيه صنعتكم شيئا، واجعلوا ستة أيام لصنعتكم، فأبوا وقالوا لا نريد إلا اليوم الذي فرغ الله فيه من الخلق ولم يخلق الله فيه شيئا، وهو يوم السبت فجعل عليهم وشدّد فيه، وجاءهم عيسى بالجمعة، فقالوا لا نريد أن يكون عيد اليهود بعد عيدنا، فاتخذوا الأحد، فقال تعالى: إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه: يعني في يوم الجمعة، تركوا تعظيم يوم الجمعة الذي فرض الله تعظيمه عليهم واستحلوه واختاره نبينا، فدل ذلك على أنه كان في شريعة إبراهيم التي أمر الله نبيه باتباعها، وبين أن السبت لم يكن في شريعة: إبراهيم عليه الصلاة والسلام {يَخْتَلِفُونَ} تامّ {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} كاف: للابتداء بالأمر، وكذا: بالتي هي أحسن {عَنْ سَبِيلِهِ} جائز {بِالْمُهْتَدِينَ} تامّ {مََا عُوقِبْتُمْ بِهِ} كاف {لِلصََّابِرِينَ}
حسن {وَاصْبِرْ} جائز {وَمََا صَبْرُكَ إِلََّا بِاللََّهِ} حسن {وَلََا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}
كاف {مِمََّا يَمْكُرُونَ} تامّ، آخر السورة: تام.
{لِأَنْعُمِهِ} أكفى منه {مُسْتَقِيمٍ} حسن {حَسَنَةً} كاف، وكذا الصالحين {حَنِيفاً} جائز {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تامّ {اخْتَلَفُوا فِيهِ} حسن {يَخْتَلِفُونَ} تامّ {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} كاف {أَحْسَنُ} تامّ {عَنْ سَبِيلِهِ} صالح {بِالْمُهْتَدِينَ} تامّ {مََا عُوقِبْتُمْ بِهِ} كاف {لِلصََّابِرِينَ} حسن {وَاصْبِرْ} مفهوم {إِلََّا بِاللََّهِ} جائز، وكذا: ولا تحزن عليهم {مِمََّا يَمْكُرُونَ} تامّ، آخر السورة تام.(1/446)
سورة الإسراء مكية (1)
إلا قوله: وإن كادوا ليفتنونك، الآيات الثمان، فمدنيّ وهي مائة وإحدى عشرة آية في الكوفي وعشر في عدّ الباقين، اختلافهم في آية واحدة {لِلْأَذْقََانِ سُجَّداً} عدّها الكوفي. وكلمها ألف وخمسمائة وثلاثة وثلاثون كلمة، وحروفها ستة آلاف وأربعمائة وستون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع ستة مواضع: أولى بأس شديد، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا، إلا أن كذب بها الأوّلون، أو معذبوها عذابا شديدا، ورحمة للمؤمنين، ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصمّا {مِنْ آيََاتِنََا} كاف {الْبَصِيرُ} تامّ {وَكِيلًا} كاف، لمن قرأ تتخذوا بالفوقية وما بعده منصوب أعني، أو بتقدير النداء، أي: يا ذرّية من حملنا، لأنه يصير في الثلاث منقطعا عما قبله، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية ونصب ذرّية مفعولا ثانيا ليتخذوا، وكذا ليس بوقف لمن نصب ذرّيّة بقوله: أن لا تتخذوا، أو رفع ذرّية بدلا من الضمير في يتخذوا على قراءته بالتحتية وكان وقفه على ذلك: مع نوح {شَكُوراً} تامّ {كَبِيراً} كاف {خِلََالَ الدِّيََارِ}
حسن {مَفْعُولًا} كاف ومثله: نفيرا {لِأَنْفُسِكُمْ} كاف. وقال يحيى بن
سورة الإسراء مكية إلا قوله: وإن كادوا ليفتونك، الآيات الثمان، فمدنيّ.
{مِنْ آيََاتِنََا} كاف {الْبَصِيرُ} تامّ {مِنْ دُونِي وَكِيلًا} كاف، إن نصب ما بعده بأعني، وليس بوقف إن نصب بيتخذوا، أو بالبدلية من وكيلا أو بالنداء على قراءة تتخذوا بالتاء الفوقية {شَكُوراً} تام {كَبِيراً} كاف {خِلََالَ الدِّيََارِ} جائز
__________
(1) وهي مائة وإحدى عشرة آية في الكوفي، وعشر في الباقي، الخلاف في آية: {سُجَّداً}
[107] كوفي. «التلخيص» (310).(1/447)
نصير النحوي: لا يوقف على أحد المقابلين حتى يأتي بالثاني، وكذا كان يقول في كل معادلين {فَلَهََا} حسن {أَوَّلَ مَرَّةٍ} ليس بوقف، لأن ما بعده موضعه نصب بالفسق على ما قبله {تَتْبِيراً} كاف {أَنْ يَرْحَمَكُمْ} أكفى:
للابتداء بعده بالشرط وقال الأخفش: تامّ. والمعنى: إن تبتم وانزجرتم عن المعاصي عسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم إلى المعصية مرّة ثالثة عدنا إلى العقوبة {عُدْنََا} حسن {حَصِيراً} تامّ {هِيَ أَقْوَمُ} كاف، لاستئناف ما بعده، ولا وقف من قوله: ويبشر إلى أليما، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على: كبيرا، لعطف وإن على ما قبلها {أَلِيماً} تامّ {بِالْخَيْرِ} حسن:
وحذفوا الواو من أربعة أفعال مرفوعة لغير جازم من قوله: ويدع الإنسان، ويمح الله الباطل، ويدع الداع بسورة القمر، وسندع الزبانية اكتفاء بالضمة عن الواو. وقيل: حذفت تنبيها على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل وشدّة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود قاله في الإتقان {عَجُولًا} تامّ {آيَتَيْنِ} حسن {مُبْصِرَةً} ليس بوقف، لأن بعده لام العلة {وَالْحِسََابَ}
كاف، وانتصب {كُلَّ شَيْءٍ} بفعل مضمر دلّ عليه ما بعده، كأنه قال:
وفصلنا كل شيء فصلناه كقول الشاعر:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا
والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي وأخشى الرّياح والمطرا
كأنه قال: وأخشى الذئب أخشاه، فهو من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، أو نصب على مذهب الكوفيين بالفعل الذي بعده وكذا:
{مَفْعُولًا} كاف {أَكْثَرَ نَفِيراً} حسن {فَلَهََا} كاف {تَتْبِيراً} حسن، وكذا: أن يرحمكم وقال أبو عمرو: كاف {عُدْنََا} كاف {حَصِيراً} تامّ {هِيَ أَقْوَمُ} جائز {أَلِيماً} تامّ {بِالْخَيْرِ} صالح {عَجُولًا} تامّ {آيَتَيْنِ} كاف {وَالْحِسََابَ} تامّ(1/448)
كل شيء فصلناه تفصيلا، والوقف على {تَفْصِيلًا} كالذي قبله، لأن كل الثانية منصوبة بفعل مقدّر أيضا {فِي عُنُقِهِ} حسن: لمن قرأ، ويخرج بالتحتية، أي: يخرج الطائر كتابا وهي قراءة أبي جعفر، وكذا على قراءة، ونخرج بالنون مضارع أخرج، وبها قرأ أبو عمرو، وقرأ ابن عامر {يَلْقََاهُ}
بضم الياء التحتية وتشديد القاف مضارع لقي بالتشديد، والباقون بالفتح والسكون والتخفيف مضارع لقي {مَنْشُوراً} كاف {كِتََابَكَ} جائز {حَسِيباً} تامّ، للابتداء بعد بالشرط {لِنَفْسِهِ} جائز، والأولى وصله لعطف جملتي الشرط {عَلَيْهََا} حسن {وِزْرَ أُخْرى ََ} كاف، للابتداء بالنفي {رَسُولًا} تامّ {مُتْرَفِيهََا} جائز، لمن قرأ آمرنا بالمدّ والتخفيف، وهي قراءة حسن وقتادة ويعقوب بمعنى كثرنا وكذا من قرأ {أَمَرْنََا} بالقصر والتشديد بمعنى سلطنا من الإمارة، وهي قراءة أبي عثمان النهدي وأبي العالية ومجاهد، وهي شاذة، وليس بوقف لمن قرأ {أَمَرْنََا} بالقصر والتخفيف أي:
أمرناهم بالطاعة فخالفوا، وهي قراءة العامة. قال أبو العالية: وأنا أختارها، لأن المعاني الثلاثة: الأمر، والإمارة، والكثرة مجتمعة فيها {تَدْمِيراً} كاف، ومثله: من بعد نوح {بَصِيراً} تامّ {لِمَنْ نُرِيدُ} كاف، ومثله: جهنم، لأن قوله: {يَصْلََاهََا} يصلح مستأنفا، أي: هو يصلاها، ويصلح حالا من الضمير في له، أي: جعلنا جهنم له حال كونه صاليا. قاله السجاوندي {مَدْحُوراً} كاف {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {مَشْكُوراً} حسن {كُلًّا نُمِدُّ} جائز عند يعقوب، على أن ما بعده
{تَفْصِيلًا} كاف، وكذا: في عنقه {مَنْشُوراً} حسن {حَسِيباً} تامّ {لِنَفْسِهِ}
جائز ولا أحبه {يَضِلُّ عَلَيْهََا} كاف {وِزْرَ أُخْرى ََ} حسن {رَسُولًا} كاف {تَدْمِيراً} حسن، وكذا: من بعد نوح {بَصِيراً} تامّ {مَدْحُوراً} حسن، وكذا: مشكورا {كُلًّا نُمِدُّ} صالح، وكذا: هؤلاء وهؤلاء، لكن الأول أصلح(1/449)
مبتدأ، و {مِنْ عَطََاءِ رَبِّكَ} الخبر، وليس بوقف إن جعل {هََؤُلََاءِ وَهَؤُلََاءِ}
بدلا من {كُلًّا} بدل كل من كل على جهة التفصيل، فمن عطاء ربك موصول بما قبله، والمعنى يرزق المؤمن والكافر من عطاء ربك {مِنْ عَطََاءِ رَبِّكَ} كاف {مَحْظُوراً} تامّ {عَلى ََ بَعْضٍ} حسن {تَفْضِيلًا} تامّ، ومثله: مخذولا {إِلََّا إِيََّاهُ} كاف، لأن قوله {وَبِالْوََالِدَيْنِ إِحْسََاناً} معه إضمار فعل، تقديره وأحسنوا بالوالدين إحسانا، أو أوصيكم بالوالدين إحسانا، وحذف هذا الفعل لأن المصدر يدل عليه، وليس بوقف إن جعل {وَبِالْوََالِدَيْنِ إِحْسََاناً} معطوفا على الأول وداخلا فيما دخل فيه {إِحْسََاناً}
حسن. وقيل: كاف، ولا يوقف على: الكبر، ولا على: كلاهما، لأن قوله: فلا تقل لهما أفّ، جواب الشرط، لأن إن هي الشرطية زيدت عليها «ما» توكيدا لها، فكأنه قال: إن بلغ أحدهما أو كلاهما الكبر فلا تقل لهما أفّ، وقرأ حمزة والكسائي يبلغانّ، فالألف للتثنية والنون مشددة مكسورة بعد ألف التثنية، فعلى قراءتهما يجوز الوقف على الكبر على جهة الشذوذ، وذلك أن فاعل يبلغنّ متصل به وهي الألف، وقرأ غيرهما يبلغن، فأحدهما فاعل يبلغن، وأو كلاهما عطف على أحدهما {أُفٍّ} حسن، ومثله: تنهرهما {قَوْلًا كَرِيماً} كاف {مِنَ الرَّحْمَةِ} جائز {صَغِيراً} تامّ {نُفُوسِكُمْ} جائز {صََالِحِينَ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {غَفُوراً} تامّ {وَابْنَ السَّبِيلِ} جائز {تَبْذِيراً} كاف {الشَّيََاطِينِ} جائز. وقيل: كاف {كَفُوراً} تامّ {تَرْجُوهََا} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد وهو:
{مِنْ عَطََاءِ رَبِّكَ} تام. وقال أبو عمرو: كاف {مَحْظُوراً} تامّ، بل أتم مما قبله {عَلى ََ بَعْضٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {تَفْضِيلًا} تامّ، وكذا: مخذولا {إِلََّا إِيََّاهُ} كاف {إِحْسََاناً} حسن {قَوْلًا كَرِيماً} جائز، وكذا: من الرحمة {صَغِيراً}
حسن {غَفُوراً} أحسن منه {تَبْذِيراً} كاف {الشَّيََاطِينِ} جائز {كَفُوراً} كاف(1/450)
فقل لهم قولا ميسورا، وهو تامّ: ولا وقف إلى: محسورا، فلا يوقف على:
عنقك ولا على: كل البسط، لأن جواب النهي لم يأت بعد {مَحْسُوراً} تامّ {وَيَقْدِرُ} كاف {بَصِيراً} تام {خَشْيَةَ إِمْلََاقٍ} جائز، ومثله: وإياكم {كَبِيراً} كاف {وَلََا تَقْرَبُوا الزِّنى ََ} جائز، وكذا: فاحشة {سَبِيلًا} كاف {إِلََّا بِالْحَقِّ} كاف، عند أبي حاتم وتامّ عند العباس بن الفضل {سُلْطََاناً}
جائز. وقيل: كاف، على قراءة من قرأ: فلا تسرف، بالتاء الفوقية خطابا للوليّ، أي: فلا تسرف أيها الوليّ فنقتل من لم يقتل، أو في التمثيل بالقاتل، فعلى هذا التقدير لا يوقف على سلطانا، بل على: في القتل، وهو حسن، ومن قرأ بالتحتية فالوقف عنده على: منصورا، وفسره ابن عباس: فلا يسرف وليّ المقتول فيقتص لنفسه من غير أن يذهب إلى وليّ الأمر فيعمل بحمية الجاهلية ويخالف أمر الله. وقال غيره فلا يسرف وليّ المقتول فيقتل غير القاتل، أو يقتل اثنين بواحد، وقرئ: لوليه. ويروى: لوليها، أي: وليّ النفس. قال أبو جعفر:
وهذه قراءة على التفسير، فلا يجوز أن يقرأ بها لمخالفتها المصحف الإمام {فِي الْقَتْلِ} كاف، ومثله: منصورا {أَشُدَّهُ} حسن، ومثله: بالعهد، على تقدير مضاف، أي: فإن ذا العهد كان مسئولا إن لم يف للمعاهد، وظاهر الآية أن العهد هو المسئول من المعاهد أن يفي به ولا يضيعه {مَسْؤُلًا} كاف، ومثله: المستقيم {تَأْوِيلًا} تامّ {بِهِ عِلْمٌ} كاف {مَسْؤُلًا} تامّ {مَرَحاً}
حسن {طُولًا} كاف {سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ} حسن، على قراءة من قرأ سيئة بالتأنيث والنصب، وجعله خبر كان وينصب {مَكْرُوهاً} بفعل مقدّر،
{مَيْسُوراً} حسن، وكذا محسورا {وَيَقْدِرُ} كاف {بَصِيراً} تامّ {خَشْيَةَ إِمْلََاقٍ} صالح، وكذا: وإياكم {كَبِيراً} حسن {وَلََا تَقْرَبُوا الزِّنى ََ} جائز {سَبِيلًا} كاف {إِلََّا بِالْحَقِّ} حسن {سُلْطََاناً} مفهوم {مَنْصُوراً} حسن، وكذا: حتى يبلغ أشدّه {مَسْؤُلًا} كاف، وكذا: المستقيم {تَأْوِيلًا} تامّ(1/451)
تقديره: وكان مكروها ففصل بينهما لئلا يتوهم أنه نعت لما قبله، وليس بوقف إن جعل مكروها خبرا ثانيا. وأما من قرأ سيئة بالرفع والتذكير على أنه اسم كان ومكروها الخبر، فالوقف عليه كاف، وبها قرأ ابن عامر والكوفيون، وعليها فلا يوقف على: سيئة، لئلا يبتدأ بمنصوب لا دليل في الكلام على إعرابه، ولا على معناه، فلا فائدة فيه، وأضاف السيئ إلى هاء المذكور إشارة إلى جميع ما تقدم وفيه السيئ والحسن ولم يقل مكروهة، لأن السيئة تؤوّل بتأويل السيئ.
ويؤيد هذه القراءة قراءة عبد الله: كل ذلك كان سيئاته مكروها بالجمع مضافا للضمير، راجع السمين {مِنَ الْحِكْمَةِ} حسن {إِلََهاً آخَرَ} ليس بوقف، لأن جواب النهي لم يأت {مَدْحُوراً} تامّ {إِنََاثاً} جائز {عَظِيماً} تامّ {لِيَذَّكَّرُوا} جائز، للابتداء بالنفي {نُفُوراً} كاف {كَمََا يَقُولُونَ} ليس بوقف، لأن قوله: {إِذاً لَابْتَغَوْا} جواب لو {سَبِيلًا} حسن، ومثله: كبيرا، على استئناف ما بعده {وَمَنْ فِيهِنَّ} كاف. قال الحسن: وإن من شيء فيه روح. وقال ابن عباس: وإن من شيء حيّ. وروى موسى بن عبيد عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه. قال: يا بنيّ آمرك أن تقول سبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وتسبيحهم، وبها يرزقون. قال: وإن من شيء إلا يسبح بحمده» وقال المقداد: إن التراب يسبح ما لم يبتلّ، فإذا ابتلّ ترك التسبيح، وإن الجواهر تسبح ما لم ترفع من مواضعها، فإذا رفعت تركت التسبيح، وإن الورق يسبح ما دام على الشجر، فإذا سقط ترك التسبيح، وإن الماء ما دام جاريا يسبح، فإذا ركد ترك التسبيح، وإن الثوب يسبح ما دام نظيفا، فإذا اتسخ ترك التسبيح، وإن
{بِهِ عِلْمٌ} صالح {مَسْؤُلًا} تامّ {مَرَحاً} صالح {طُولًا} حسن {مَكْرُوهاً} صالح {مِنَ الْحِكْمَةِ} حسن {مَدْحُوراً} تامّ {عَظِيماً} أتمّ منه {إِلََّا نُفُوراً} حسن، وكذا: سبيلا، و: علوّا كبيرا، ومن فيهنّ {تَسْبِيحَهُمْ} كاف {حَلِيماً غَفُوراً} حسن {مَسْتُوراً} كاف وفي(1/452)
الوحوش إذا صاحت سبحت، فإذا سكتت تركت التسبيح، وإن الطير تسبح ما دامت تصيح. فإذا سكتت تركت التسبيح، وإن الثوب الخلق لينادي في أول النهار: اللهم اغفر لمن أفناني اه النكزاوي. والجمهور على أن التسبيح بلسان المقال والعقل لا يحيله، إذا لم نأخذ الحياة من تصويتها، بل من إخبار الصحابة بذلك، إذ خلق الصوت في محل لا يستلزم خلق الحياة والعقل، وتسبيح الجمادات كالطعام والحصى معناه أن الله تعالى خلق فيه اللفظ الدالّ على التنزيه حقيقة، إذ لو كان بلسان الحال لم يقل ولكن. وقيل بلسان الحال باعتبار دلالته على الصانع، وأنه منزّه عن النقائص وإضافة التسبيح إليه مجاز، لأن اللفظ إنما يضاف حقيقة لمن قام به {إِلََّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} ليس بوقف، لتعلق ما بعده به استدراكا {تَسْبِيحَهُمْ} كاف {غَفُوراً} تامّ {مَسْتُوراً}
كاف {وَفِي آذََانِهِمْ وَقْراً} حسن، وقيل: كاف: للابتداء بالشرط {نُفُوراً}
تام، ومثله: مسحورا {فَضَلُّوا} جائز {سَبِيلًا} كاف، ومثله: جديدا على استئناف ما بعده، وجائز إن علق ما بعده بما قبله {أَوْ حَدِيداً} ليس بوقف لأن أو خلقا منصوب بالوقف على ما قبله {فِي صُدُورِكُمْ} جائز. قال عبد الله بن عمر: الموت. وقيل: الجبال {مَنْ يُعِيدُنََا} حسن، ومثله: أوّل مرّة، وقيل: كاف لاختلاف الجملتين لأن السين للاستئناف، وقد دخلته الفاء {مَتى ََ هُوَ} كاف، ومثله: قريبا إن نصب يوم بمقدّر، أي: يعيدكم يوم يدعوكم، وجائز إن جعل ظرفا لقريبا {بِحَمْدِهِ} حسن {إِلََّا قَلِيلًا} تام {هِيَ أَحْسَنُ} حسن، ومثله: ينزغ بينهم {مُبِيناً} تامّ {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} كاف، ومثله: يعذبكم {وَكِيلًا} تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن، ومثله:
{آذََانِهِمْ وَقْراً} كاف {نُفُوراً} تامّ، وكذا: مسحورا {سَبِيلًا} كاف {جَدِيداً}
حسن {فِي صُدُورِكُمْ} مفهوم، وكذا: من يعيدنا، و: أوّل مرّة {مَتى ََ هُوَ}
صالح. وقال أبو عمرو: كاف {قَرِيباً} كاف، وكذا: يوم يدعوكم، ويوم منصوب(1/453)
على بعض {زَبُوراً} تامّ {وَلََا تَحْوِيلًا} كاف، ومثله: عذابه {مَحْذُوراً}
تامّ، للابتداء بالشرط {شَدِيداً} كاف {مَسْطُوراً} تامّ. قال مقاتل: أما الصالحة فتهلك بالموت. وأما الطالحة فبالعذاب. وقال ابن مسعود: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكها، كان ذلك في اللوح المحفوظ مكتوبا. أي:
لأن المعصية إذا خفيت لا تتعدى فاعلها. فإذا ظهرت للعامة والخاصة كانت سببا للهلاك بالفقر والوباء والطاعون {الْأَوَّلُونَ} حسن، وقيل: كاف لأن الواو للاستئناف {فَظَلَمُوا بِهََا} جائز {تَخْوِيفاً} تامّ {أَحََاطَ بِالنََّاسِ}
حسن، ومثله: للناس، وكذا: في القرآن، وهي شجرة الزقوم التي قال الله فيها {إِنَّهََا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} أي: خلقت من النار، وقيل:
هي أبو جهل، وقيل هي التي تفرّع منها ناس في الإسلام وهم ظالمون، قد أحدثوا فيه ما لا يجوز فيه، وسئل الإمام أحمد عن شخص منهم هل تلعنه.
فقال: هل رأيتني ألعن أحدا {وَنُخَوِّفُهُمْ} جائز، أي: ونخوّفهم بشجرة الزقوم، فما يزيدهم التخويف إلا طغيانا كبيرا، و {كَبِيراً} تامّ {لِآدَمَ}
جائز، ومثله: إلا إبليس {طِيناً} كاف، لاتحاد فاعل فعل قبله وفعل بعده بلا حرف عطف. قاله السجاوندي {كَرَّمْتَ عَلَيَّ} جائز، للابتداء بلام القسم {الْقِيََامَةِ} ليس بوقف لأن ما بعده قد قام مقام جواب القسم والجزاء {إِلََّا قَلِيلًا} كاف {مَوْفُوراً} جائز، أكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز فيه، ومثله: بصوتك {وَعِدْهُمْ} حسن، لتناهي المعطوفات وللعدول من الخطاب إلى الغيبة، إذ لو جرى على سنن
بمقدّر، تقديره: يعيدكم يوم يدعوكم {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ {هِيَ أَحْسَنُ} صالح {مُبِيناً}
تامّ {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} كاف {يُعَذِّبْكُمْ} حسن {وَكِيلًا} تامّ {وَالْأَرْضِ}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عَلى ََ بَعْضٍ} جائز {زَبُوراً} حسن، وكذا:
تحويلا {وَيَخََافُونَ عَذََابَهُ} كاف {مَحْذُوراً} تامّ {شَدِيداً} صالح {مَسْطُوراً} تامّ، وكذا: الأولون {فَظَلَمُوا بِهََا} صالح {تَخْوِيفاً} تامّ(1/454)
الكلام الأوّل لقال: وما تعدهم بالتاء الفوقية {إِلََّا غُرُوراً} تامّ {سُلْطََانٌ}
كاف {وَكِيلًا} تامّ {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {رَحِيماً} تامّ {إِلََّا إِيََّاهُ}
حسن، ومثله: أعرضتم {كَفُوراً} كاف، وكذا: وكيلا على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على حرف الاستفهام، وجاز لكونه رأس آية {بِمََا كَفَرْتُمْ} جائز {تَبِيعاً} تامّ {فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} جائز {تَفْضِيلًا} تامّ. قال ابن عباس: كل شيء يأكل بفيه إلا ابن آدم فإنه يأكل بيديه. وقال الضحاك كرّمه بالنطق والتمييز وفضلناهم عن كثير، المراد جميع ما خلقنا غير طائفة من الملائكة. والعرب قد تضع الأكثر والكثير في موضع الجميع والكل كما قال: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كََاذِبُونَ} والمراد به جميع الشياطين، وقال زيد بن أسلم في قوله: ولقد كرّمنا بني آدم. قالت الملائكة ربنا إنك أعطيت بني آدم ما يأكلون فيها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك، فأعطنا في الآخرة فقال:
وعزّتي وجلالي: لا أجعل ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان {بِإِمََامِهِمْ} كاف، أي بنبيهم، وقيل: بكتابهم الذي أنزل عليهم، وقيل:
كل يدعى بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم، وقيل: بأعمالهم. قال السمين: قال الزمخشري: ومن بدع التفاسير أن الإمام جمع أم. وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمّهاتهم دون آبائهم، وأن الحكمة فيه رعاية حق عيسى عليه السلام، وإظهار شرف الحسن والحسين، ولئلا تفتضح أولاد الزنا اه.
فتيلا: كاف، ومثله: سبيلا، وكذا: علينا غيره وخليلا وقليلا كلها وقوف كافية {نَصِيراً} تامّ: لأن إن بمعنى ما، أي: ما كادوا يستفزونك إلا
{إِلََّا غُرُوراً} تامّ {عَلَيْهِمْ سُلْطََانٌ} كاف {وَكِيلًا} تامّ {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {رَحِيماً} حسن {إِلََّا إِيََّاهُ} كاف وكذا: أعرضتم، وكفورا {وَكِيلًا} مفهوم، لا حسن لتعلق ما بعده بما قبله {تَبِيعاً} تامّ {مِنَ الطَّيِّبََاتِ} جائز {تَفْضِيلًا} تامّ، إن نصب ما بعده بإضمار كاحذر أو اذكر، وكاف إن نصب بتقدير، يعيدكم الذي فطركم، وإنما لم يكن تاما لتعلق ما بعده بما قبله وكان كافيا لبعد ما بين الكلامين {بِإِمََامِهِمْ} جائز {فَتِيلًا} تامّ، وكذا: سبيلا {خَلِيلًا} حسن {قَلِيلًا} صالح(1/455)
ليخرجوك منها و {مِنْهََا} كاف {إِلََّا قَلِيلًا} كاف، إن نصبت سنة بفعل مقدّر، أي: سنّ الله ذلك سنة من قد أرسلنا قبلك، أو يعذبون كسنة من أرسلنا قبلك، فلما سقطت الكاف عمل الفعل، وجائز إن نصبتها بما قبلها لكونها رأس آية {مِنْ رُسُلِنََا} حسن {تَحْوِيلًا} تامّ {إِلى ََ غَسَقِ اللَّيْلِ}
حسن، إن نصب ما بعده على الإغراء، أي: الزموا قرآن الفجر أو وعليك قرآن الفجر، كذا قدّره الأخفش وتبعه أبو البقاء، والأصول تأبى هذا لأن أسماء الأفعال لا تعمل مضمرة، والأجود الوقف على {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} لأنه معطوف على الصلاة، أي: أقم الصلاة وقرآن الفجر، أي: صلاة الفجر {مَشْهُوداً}
كاف، على استئناف ما بعده وقطعه عما قبله {نََافِلَةً لَكَ} حسن، كذا قيل، والأولى وصله لأن قوله، عسى وعد واجب على قوله: فتهجد وعسى كلمة ترجّ للإجابة فتوصل بالدعاء {مَحْمُوداً} كاف {مُخْرَجَ صِدْقٍ}
حسن، مدخل ومخرج بضم الميم فيهما هنا باتفاق القراء، لكن إن أردت المصدر فتحت ميم مخرج ومدخل، وإن أردت المكان ضممتهما {نَصِيراً}
تامّ {الْبََاطِلُ} كاف {زَهُوقاً} تامّ {لِلْمُؤْمِنِينَ} حسن {خَسََاراً} تامّ {وَنَأى ََ بِجََانِبِهِ} جائز، عند بعضهم، والأولى وصله لعطف جملة الظرف على الجملة قبلها {يَؤُساً} كاف {عَلى ََ شََاكِلَتِهِ} حسن، أي: على نيته، وقيل: على دينه، وقيل: على طريقته {سَبِيلًا} تامّ {عَنِ الرُّوحِ} جائز، للفصل بين السؤال والجواب، وكذا: يقال في نظير ذلك {مِنْ أَمْرِ رَبِّي}
حسن. قيل: لم يبين الله تعالى عن أيّ شيء سألوه من أمر الروح فلم يجبهم.
إذ كان في كتبهم إن أجابكم عن الروح فليس بنبيّ، والروح بعض الإنسان
{نَصِيراً} تام {مِنْ رُسُلِنََا} حسن {تَحْوِيلًا} تامّ {إِلى ََ غَسَقِ اللَّيْلِ} كاف، ذكره أبو حاتم، والأجود الوقف على: وقرآن الفجر، لأنه معطوف على الصلاة {مَشْهُوداً}
حسن {نََافِلَةً لَكَ} كاف {مَحْمُوداً} حسن، وكذا: نصيرا {الْبََاطِلُ} صالح {زَهُوقاً} تامّ {لِلْمُؤْمِنِينَ} كاف {خَسََاراً} تامّ {يَؤُساً} حسن {سَبِيلًا} تامّ(1/456)
ومنزلتها فيه الأعضاء التي لا يعيش إلا بها فلم يعرف النبي صلّى الله عليه وسلّم عما ذا سألوه من أمر الروح عن قدمها أو حدوثها أو جوهر أو عرض، أو هي الإنسان الحي أو غيره أو بعضه؟ وقيل: أراد بالروح القرآن فنزلت الآية. قال ابن عباس: أرسلت قريش إلى اليهود يسألونهم في شأن محمد هل هو نبيّ أم لا؟ فقالوا: نجده في التوراة كما وصفتموه. وهذا زمانه ولكن اسألوه عن ثلاث: فإن أخبركم بخصلتين ولم يخبركم بالثالثة، فاعلموا أنه نبيّ فاتبعوه، سلوه عن أصحاب الكهف وذكروا لهم قصتهم. واسألوه عن ذي القرنين. فإنه كان ملكا، وكان من أمره كذا وكذا، واسألوه عن الروح. فإن أخبركم عن الثلاث فلا ندري ما هو. فسألته قريش عنها. فقال: ارجعوا غدا أخبركم ولم يقل إن شاء الله تعالى ففتر عنه الوحي ثلاثة أيام، وقيل: خمسة عشر يوما، ففرحت قريش ووجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في نفسه فنزل عليه {وَلََا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فََاعِلٌ} الآية.
وهذا تأديب من الله تعالى لنبيه حين سئل ووعدهم أن يجيبهم غدا ولم يستثن {إِلََّا قَلِيلًا} تامّ {أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ} جائز {وَكِيلًا} جائز، لكونه رأس آية ولجواز الوقف مدخل القوم، أي: ولكن رحمة من ربك غير مذهوب بالقرآن امتنانا من الله ببقائه محفوظا {مِنْ رَبِّكَ} كاف {كَبِيراً} تامّ {لََا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} ليس بوقف لأن ما قبله قد قام مقام جواب لو فكأنه قال: لو كان بعضهم لبعض ظهيرا لا يأتون بمثله، ولا يأتون جواب القسم المحذوف، وقيل:
جواب الشرط، واعتذروا عن رفعه بأن الشرط ماض فهو كقوله:
وإن أتاه خليل يوم مسغبة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم
فأجاب الشرط مع تقدّم اللام الموطئة في لئن الداخلة على الشرط، وهو دليل للفراء ومن تبعه، وعلى كلا التقديرين ليس بوقف لفصله بين الشرط
{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} مفهوم، وتقدّم نظيره في سورة البقرة {إِلََّا قَلِيلًا} كاف،(1/457)
وجوابه {ظَهِيراً} تامّ {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} جائز {كُفُوراً} كاف {يَنْبُوعاً}
جائز، ومثله: تفجيرا وقبيلا، لأن كلا منهما رأس آية، وجميع الأفعال معطوفة على ما عملت فيه حتى، فكأنه قال: حتى تفجر لنا، أو تكون لك، أو ترقى في السماء و {فِي السَّمََاءِ} جائز، للابتداء بالنفي بعد طول القصة {نَقْرَؤُهُ} تامّ، لتناهي المعطوفات، ولمن قرأ: قل سبحان ربي بالأمر، وكاف لمن قرأ: قال سبحان ربي، لأن ما بعده خبر عن الرسول فهو متصل بذلك {بَشَراً رَسُولًا} تامّ في الموضعين {الْهُدى ََ} ليس بوقف لأن فاعل منع لم يأت بعد، وهو أن قالوا، وأن يؤمنوا مفعول ثان لمنع، والتقدير: وما منع الناس من الإيمان وقت مجيء الهدى إياهم إلا قولهم: {أَبَعَثَ اللََّهُ بَشَراً رَسُولًا} و {بَشَراً رَسُولًا}، و {مَلَكاً رَسُولًا} في الموضعين تامّ و {مُطْمَئِنِّينَ} ليس بوقف لأن ما بعده جواب لو {وَبَيْنَكُمْ} كاف {بَصِيراً} تام {الْمُهْتَدِ} كاف، للابتداء بالشرط، وقرأ نافع وأبو عمرو بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا هنا، وفي الكهف وحذفها الباقون في الحالتين {مِنْ دُونِهِ} كاف، لأن الواو لا تحتمل الحال والعطف فكانت استئنافا {وَصُمًّا} حسن {مَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ} أحسن منه، لأن كلما منصوبة بما بعدها، ومعنى خبت: سكن لهبها بعد أن أكلت لحومهم وجلودهم. فإذا بدلوا غيرها عادت كما كانت {سَعِيراً} كاف {وَرُفََاتاً} ليس بوقف لأن ما بعده بقية القول {جَدِيداً} تامّ، لتمام القول {لََا رَيْبَ فِيهِ} حسن، لانتهاء الاستفهام
وكذا: إلا رحمة من ربك {عَلَيْكَ كَبِيراً} تامّ، وكذا: ظهيرا {كُفُوراً} كاف {يَنْبُوعاً} جائز، وكذا: تفجيرا وقبيلا، لأن كلا منهما رأس آية، ولطول الكلام {كِتََاباً نَقْرَؤُهُ} تامّ. وقال أبو عمرو: لمن قرأ: قل سبحان ربي بالأمر، وكاف لمن قرأ.
«قال سبحان ربي» لأن ما بعده خبر عن الرسول فهو متصل بذلك {بَشَراً رَسُولًا} * في الموضعين تامّ، وكذا: ملكا رسولا {بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} كاف {بَصِيراً} تامّ {فَهُوَ الْمُهْتَدِ} كاف، وكذا: أولياء من دونه {وَصُمًّا} صالح {سَعِيراً} حسن {خَلْقاً}(1/458)
{إِلََّا كُفُوراً} تامّ {خَشْيَةَ الْإِنْفََاقِ} كاف {قَتُوراً} تام {بَيِّنََاتٍ} جائز، ومثله: بني إسرائيل إن نصب إذ باذكر مقدّرا، أي: فاسأل عن قصة بني إسرائيل إذ جاءهم، سلّى نبيه محمدا بما جرى لموسى مع فرعون وقومه، وليس بوقف إن جعل إذ معمولا لآتينا ويكون قوله: فاسأل بني إسرائيل اعتراضا {مَسْحُوراً} كاف {بَصََائِرَ} حسن. وقال الدينوري: تامّ، أي: أنزلها بصائر، فبصائر حال من مقدر بناء على أن ما بعد إلا لا يكون معمولا لما قبلها، وقيل: ما قبلها يعمل فيما بعدها وإن لم يكن مستثنى ولا مستثنى منه ولا تابعا له {لَقَدْ عَلِمْتَ} ليس بوقف على القراءتين في علمت، فقد قرأ الجمهور علمت بفتح التاء على خطاب موسى لفرعون وتبكيته في قوله:
إنه مسحور، أي: قد علمت أن ما جئت به ليس سحرا، وقرأ الكسائي علمت بضم التاء بإسناد الفعل لضمير موسى، أي: إني متحقق أن ما جئت به هو منزل من عند الله {مَثْبُوراً} كاف، و {جَمِيعاً}، و {الْأَرْضَ}
و {لَفِيفاً} كلها وقوف كافية. قال السجاوندي: ما قيل لفيفا بيان وعد الآخرة في المآل وما بعده بيان حقيقة القرآن في الحال بأنه حق وما جاء به حق {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنََاهُ} حسن، للمغايرة بين الحقين، فالأوّل التوحيد، والثاني الوعد والوعيد {وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} تامّ، للابتداء بالنفي {وَنَذِيراً} كاف، إن نصبت قرآنا بفعل مقدّر فكأنه قال وفرقنا قرآنا فرقناه، وليس بوقف إن نصبته عطفا على ما قبله ويكون من عطف المفردات، أو نصب بفرقناه، أو نصب بأرسلناك، أي: وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا، أي: رحمة لهم {عَلى ََ مُكْثٍ} جائز، أي: تؤدة وتطاول في المدّة شيئا بعد شيء
{جَدِيداً} تامّ {لََا رَيْبَ فِيهِ} مفهوم {إِلََّا كُفُوراً} تامّ {خَشْيَةَ الْإِنْفََاقِ} كاف {قَتُوراً} تامّ {بَيِّنََاتٍ} صالح {مَسْحُوراً} حسن {بَصََائِرَ} مفهوم عند بعضهم {مَثْبُوراً} كاف {اسْكُنُوا الْأَرْضَ} كاف {لَفِيفاً} حسن {وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} تام {وَنَذِيراً} كاف {عَلى ََ مُكْثٍ} صالح، وقال أبو(1/459)
{تَنْزِيلًا} تامّ {أَوْ لََا تُؤْمِنُوا} حسن، ومثله: سجدا على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على يخرّون {سُبْحََانَ رَبِّنََا} حسن، وإن مخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة، والمعنى أن ما وعد به من إرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم، وإنزال القرآن عليه قد فعله وأنجزه فإن بمعنى قد {لَمَفْعُولًا} كاف {يَبْكُونَ} جائز، وهو حال من الضمير في ويخرّون. فكأنه قال ويخرّون للأذقان باكين {خُشُوعاً} تامّ {أَوِ ادْعُوا الرَّحْمََنَ} حسن، ثم يبتدئ أيّا ما تدعوا، وذلك أنّ أيّا منصوبة بتدعوا على المفعول به والمضاف إليه محذوف، أي: أيّ الاسمين وهما لفظ الله والرحمن، وتدعوا مجزوم بها فهي عاملة معمولة {تَدْعُوا} ليس بوقف لأن ما بعده جواب الشرط {الْحُسْنى ََ} كاف {وَلََا تُخََافِتْ بِهََا} جائز {سَبِيلًا} تامّ، على استئناف ما بعده {وَلَداً} حسن، ومثله: الملك، وكذا: من الذل، آخر السورة تامّ.
سورة الكهف مكية (1)
إلا قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} الآية فمدنيّ، وهي مائة وخمس آيات في
عمرو: كاف {تَنْزِيلًا} تامّ {أَوْ لََا تُؤْمِنُوا} صالح {لَمَفْعُولًا} كاف {خُشُوعاً}
تامّ {الْحُسْنى ََ} كاف {وَلََا تُخََافِتْ بِهََا} صالح {سَبِيلًا} حسن، آخر السورة تامّ.
سورة الكهف مكية إلا قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} الآية فمدنيّ، والوقف أولى على عوجا، ويبتدأ
__________
(1) وهي مائة وخمس في الحجازي، وست في الشامي، وعشر في الكوفي، وإحدى عشرة في البصري، والخلاف في إحدى عشرة آية: {زِدْنََاهُمْ هُدىً} [13] غير شامي. {هََذِهِ أَبَداً}
[35] غير شامي ومدني أخير. {إِلََّا قَلِيلٌ} [22] مدني أخير، {ذََلِكَ غَداً} [23] غير مدني أخير {بَيْنَهُمََا زَرْعاً} [32] غير مدني، مكي، {فَأَتْبَعَ سَبَباً} [85]، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً} [89]، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً} [92] عراقي، {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمََالًا} [103] سماوي،(1/460)
المدنيين والمكي، وست في الشامي، وعشر في الكوفي، وإحدى عشرة في البصري، اختلافهم في إحدى عشرة آية {وَزِدْنََاهُمْ هُدىً} لم يعدّها الشامي {مََا يَعْلَمُهُمْ إِلََّا قَلِيلٌ} عدّها المدني الأخير {إِنِّي فََاعِلٌ ذََلِكَ غَداً}
لم يعدّها المدنيّ {وَجَعَلْنََا بَيْنَهُمََا زَرْعاً} لم يعدّها المدني الأول، والمكي، {أَنْ تَبِيدَ هََذِهِ أَبَداً} لم يعدها المدنيّ الأخير والشامي {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً} لم يعدها المدني الأول، والمكي {فَأَتْبَعَ سَبَباً}. {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً}. {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً}
ثلاثتهن، عدّها الكوفي والبصري {عِنْدَهََا قَوْماً} لم يعدّها المدني الأخير والكوفي {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمََالًا} لم يعدّها المدنيان والمكي. وكلمها ألف وخمسمائة وسبع وسبعون كلمة. وحروفها ستة آلاف وثلاثمائة وستون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل. وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع، بأسا شديدا.
بسلطان بين، بنيانا، مراء ظاهرا، ولم تظلم منه شيئا {عِوَجاً} حسن، وهو رأس آية باتفاق. ثم تبتدئ قيما، أي: أنزل قيما، فقيما حال من الهاء، في أنزله المحذوف دل عليه أنزل، بين الوقف على عوجا أن قيما منفصل عن عوجا، وقيل: في الآية تقديم وتأخير كأنه قال: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا على أن قيما نصب على الحال من الكتاب، وفيه الفصل بين الحال وذيها بقوله: ولم يجعل له عوجا. والأول أولى لأنه رأس آية ويخلص به من كراهة الابتداء بلام كي، يقال في دينه عوج بكسر العين، وفي العصا عوج بفتحها، فالفتح في الأجسام والكسر في المعاني {أَبَداً} جائز، وسمه شيخ الإسلام بجائز مع أن ما بعده معطوف على ما
بقيما، أي: أنزله قيما، وقيل: إنما يوقف على قيما، لأن المعنى أنزل الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، ورجح الأول بأنه رأس آية، وبأن الوقف على عوجا تخلص به من كراهة
__________
بصري {عِنْدَهََا قَوْماً} [86] غير كوفي وإسماعيل. «التلخيص» (315)، «فنون الأفنان» (29)، «جمال القراء» (1/ 206)، «الإتحاف» (287)، «الإتقان» (1/ 192).(1/461)
قبله، لأن هذا من عطف الجمل عند بعضهم {وَلَداً} تامّ، لأنه قد تمّ قول الكفار وانقضى. ثم استأنف {مََا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلََا لِآبََائِهِمْ} وذلك نفي لما قالوه فهو كالمتعلق به من جهة المعنى {وَلََا لِآبََائِهِمْ} حسن، وقيل: تام، لأنه قد تم الردّ عليهم. ثم ابتدأ الإخبار عن مقالتهم {مِنْ أَفْوََاهِهِمْ} حسن، وهي مقالتهم اتخذ الله ولدا {إِلََّا كَذِباً} كاف، وهو رأس آية {أَسَفاً} تامّ {زِينَةً لَهََا} ليس بوقف لأن اللام بعده موضعها نصب بالجعل، وكذا:
لنبلوهم، لأن أيهم وإن كان ظاهرها الاستفهام، فهو في المعنى متصلة بما قبلها {عَمَلًا} كاف، ومثله: جرزا، وقيل: تام لتمام القصة، وأيضا الابتداء بأم، وهي بمعنى ألف الاستفهام التقريري {عَجَباً} تامّ. قاله العباس بن الفضل:
على أن إذ بمعنى اذكر إذ أوى، وخولف في هذا، فقيل: إن إذ هنا متعلقة بما قبلها، فلا يوقف على عجبا {مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} جائز، فصلا بين الدعوتين {رَشَداً} كاف، ومثله: عددا على استئناف ما بعده {أَمَداً} تامّ، أي:
الحزبين مبتدأ ومضاف إليه، وأحصى أفعل تفضيل خبر، وأمدا تمييز لأن الأمد هو الغاية، وهو عبارة عن المدّة، وليس هو محصيا بل يحصي، ومثل إعماله في التمييز أيضا {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مََالًا وَأَعَزُّ نَفَراً} هم أحسن أثاثا ورئيا، وقيل: أحصى فعل ماض وأمدا مفعول {بِالْحَقِّ} كاف، ومثله: وزدناهم هدى على استئناف ما بعده، وهو رأس آية في غير الشامي {عَلى ََ قُلُوبِهِمْ}
ليس بوقف {وَالْأَرْضِ} جائز {إِلََهاً} حسن، واللام في لقد للتوكيد، أي:
لقد قلنا إذ دعونا من دونه إلها قولا ذا شطط، أي: جور {شَطَطاً} كاف،
الابتداء بلام كي، والوقفان عليهما صالحان، وإن كان الأول أصلح {أَبَداً} جائز {وَلَداً} تامّ، وكذا: ولا لآبائهم {مِنْ أَفْوََاهِهِمْ} صالح، و: إلا كذبا {أَسَفاً}
تامّ {أَحْسَنُ عَمَلًا} كاف، وكذا: جرزا {عَجَباً} مفهوم {مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً}
جائز {رَشَداً} كاف {سِنِينَ عَدَداً} مفهوم {أَمَداً} تامّ {بِالْحَقِّ} حسن(1/462)
على استئناف ما بعده {مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} كاف، للابتداء بلو لا وهي هنا للتحضيض بمعنى هلا يأتون على عبادتهم الأصنام بحجة واضحة، ولا يجوز أن تكون هذه الجملة التحضيضية صفة لآلهة لفساده معنى وصناعة، لأنها جملة طلبية {بَيِّنٍ} حسن {كَذِباً} كاف، لأن ذا منصوبة بفعل محذوف تقديره: فقال بعضهم لبعض وقت اعتزالهم {إِلَّا اللََّهَ} تامّ، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله لأن قوله: {فَأْوُوا} عند الفراء جواب إذ، لأنها قد تكون للمستقبل كإذا ومثل هذا في الكلام إذا فعلت كذا فانج بنفسك، فلا يحسن الفصل في هذا الكلام دون الفاء، لأن هنا جملا محذوفة دلّ عليها ما تقدم مرتبطة بعضها ببعض، والتقدير: فأووا إلى الكهف، فألقى الله عليهم النوم واستجاب دعاءهم وأرفقهم في الكهف بأشياء {مِرفَقاً} كاف، قرأ الجمهور بكسر الميم وفتح الفاء، ونافع وابن عامر بالعكس {ذََاتَ الْيَمِينِ وَذََاتَ الشِّمََالِ} حسن {فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} تامّ، لأن ذلك مبتدأ، ومن آيات الله الخبر، أو ذلك خبر مبتدإ محذوف، أي الأمر ذلك، ومن آيات الله حال {مِنْ آيََاتِ اللََّهِ} حسن {الْمُهْتَدِ} كاف، للابتداء بالشرط، ومثله: مرشدا {وَهُمْ رُقُودٌ} حسن، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا، قرأ العامة {نُقَلِّبُهُمْ} بالنون، وقرئ بالتحتية، أي: الله أو الملك {وَذََاتَ الشِّمََالِ} حسن، لأن الجملة بعده تصلح مستأنفة وحالا {بِالْوَصِيدِ} كاف، والوصيد باب الكهف أو الفناء، وباسط اسم فاعل حكاية حال ماضية ولذا عمل في المفعول لكن يشترط في عمل اسم الفاعل كونه
{وَزِدْنََاهُمْ هُدىً} صالح، وكذا: والأرض {شَطَطاً} حسن {آلِهَةً} كاف {بِسُلْطََانٍ بَيِّنٍ} حسن {كَذِباً} كاف. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ {وَمََا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللََّهَ} لا يحسن الوقف عليه لتعلق ما بعده به {مِرفَقاً} كاف، وكذا: في فجوة منه.
وقال أبو عمرو فيهما: تامّ {مِنْ آيََاتِ اللََّهِ} تامّ {الْمُهْتَدِ} كاف، وكذا: مرشدا.(1/463)
بمعنى الحال أو الاستقبال. ومعنى حكاية الحال الماضية أن تقدّر كأنك موجود في ذلك الزمان، أو تقدر ذلك الزمان كأنه موجود الآن، واسم الفاعل حقيقة في الحال إذا كان محكوما به نحو، زيد تائب، وإذا كان محكوما عليه فلا يكون حقيقة في الحال كما في قوله: والسارق والسارقة فاقطعوا. الزانية والزاني فاجلدوا، فإنه يقتضى على هذا أن الأمر بالقطع أو الجلد لا يتعلق إلا بمن تلبس بالسرقة أو الزنا حال التكلم، أي: حال نزول الآيتين، لا على من تلبس بهما بعد، مع أن الحكم عامّ. قاله ابن عبد السلام. وقال السبكي: اسم الفاعل حقيقة في حال التلبس بالفعل سواء قارن حال التكلم حال التلبس أو تقدمه {رُعْباً} كاف {بَيْنَهُمْ} حسن، ومثله: لبثتم، وكذا: أو بعض يوم {أَعْلَمُ بِمََا لَبِثْتُمْ} ليس بوقف، ومثله: المدينة، لمكان الفاء فيهما {وَلْيَتَلَطَّفْ} جائز {أَحَداً} كاف {فِي مِلَّتِهِمْ} جائز، للابتداء بالنفي {أَبَداً} كاف، ولا وقف من قوله: وكذلك أعثرنا عليهم، إلى: بينهم أمرهم، فلا يوقف على: حق، لعطف وإن على ما قبلها، ولا على: لا ريب فيها، لأن إذ ظرف لأعثرنا، فهي ظرف للإعثار عليهم، أي: أعثرنا على الفتية، أو معمولة ليعلموا، والأولى أن تكون مفعولا لمحذوف، أي: اذكر إذ يتنازعون بينهم أمرهم، فيكون من عطف الجمل. تنازعوا في شأن الفتية، فقال المسلمون: نبني عليهم مسجدا، وقال الكفار: نبني عليهم بنيانا على قاعدة ديننا {بُنْيََاناً} حسن، وكذا: ربهم أعلم بهم {مَسْجِداً} تامّ {رََابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} جائز، للفصل بين المقالتين {رَجْماً بِالْغَيْبِ} حسن.
وقال الزجاج {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ} تامّ، لأنه آخر كلام المتنازعين في حديثهم
ورقود، وذات الشمال، وبالوصيد ورعبا {بَيْنَهُمْ} صالح، وكذا: لبثتم، وبعض يوم {بِكُمْ أَحَداً} حسن {فِي مِلَّتِهِمْ} جائز {إِذاً أَبَداً} كاف {بُنْيََاناً} حسن {رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} تامّ {مَسْجِداً} حسن، وقال أبو عمرو: تامّ {رََابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}(1/464)
قبل ظهورهم عليهم، والواو في وثامنهم قيل: هي واو الثمانية، وهي الواقعة بعد السبعة إيذانا بأنها عدد تامّ، وأن ما بعدها مستأنف، كذا قيل: والصحيح أن الواو للعطف على الجملة السابقة، أي: يقولون هم سبعة وثامنهم كلبهم، ثم أخبروا إخبارا ثانيا أن ثامنهم كلبهم، فهما جملتان {وَثََامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}
كاف {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} جائز، للابتداء بالنفي {إِلََّا قَلِيلٌ} كاف، ورأس آية في المدني الأخير {مِرََاءً ظََاهِراً} جائز {أَحَداً} تامّ، لتوكيد الفعل بعده بالنون وما قبله مطلق.
رسموا الشائ بألف بعد الشين كما ترى {ذََلِكَ غَداً} ليس بوقف لوجود الاستثناء بعده {إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ} تامّ.
اعلم أنه لا يصح رجوع الاستثناء لقوله: إني فاعل ذلك غدا، لأن مفعول يشاء إما الفعل وإما الترك، فإن كان الفعل، فالمعنى إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله فعله فلا أفعله ولا يخفى فساده، إذ ما يشاء الله وقوعه وجب وقوعه وإن كان الترك فهو فاسد أيضا من حيث تعلق النهي به، إذ قوله: إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله تركه صحيح لكن تعلق النهي بهذا فاسد، إذ يفيد أن الله نهى عن قول القائل: إني فاعل ذلك إلا أن يشاء الله تركه، مع أنه لا ينهى عن ذلك فتعين أن يرجع الاستثناء للنهي، أي: لا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غدا في حال من الأحوال إلا في حال كون القول ملتبسا بذكر إلا أن يشاء الله، فهو استثناء مفرغ، وفيه حذف الباء وحذف المضاف. قاله شيخ مشايخنا الأجهوري تغمده الله برحمته ورضوانه {إِذََا نَسِيتَ} حسن {رَشَداً} كاف {تِسْعاً} تامّ {بِمََا لَبِثُوا} حسن، ومثله: والأرض
مفهوم {بِالْغَيْبِ} صالح {وَثََامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} حسن {إِلََّا قَلِيلٌ} كاف {مِرََاءً ظََاهِراً} جائز {مِنْهُمْ أَحَداً} كاف {إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ} تام {إِذََا نَسِيتَ} صالح {رَشَداً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {وَازْدَادُوا تِسْعاً} تامّ، وكذا: لبثوا(1/465)
{وَأَسْمِعْ} كاف، للابتداء بالنفي، ومن وليّ فاعل أو مبتدأ، و {مِنْ وَلِيٍّ}
حسن، على قراءة من قرأ {وَلََا يُشْرِكُ} بالتحتية ورفع الكاف مستأنفا لاختلاف الجملتين، وليس بوقف لمن قرأه بالفوقية وجزم الكاف على النهي، وحينئذ فلا يوقف من قوله: أبصر به وأسمع، إلى: أحدا، و {أَحَداً} تامّ، على القراءتين {مِنْ كِتََابِ رَبِّكَ} جائز، ومثله: لكلماته {مُلْتَحَداً} كاف {وَالْعَشِيِّ} ليس بوقف، لأن قوله: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} في موضع الحال كأنه قال: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم يريدون وجهه، أي: يدعون الله في هذه الحالة {وَجْهَهُ} كاف {وَلََا تَعْدُ عَيْنََاكَ عَنْهُمْ} جائز، لأن ما بعده يصلح حالا، لأن الخطاب للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم أي: لا تصرف عيناك النظر عن عمار وصهيب وسلمان ونحوهم لما قال المشركون: إن ريح جباههم تؤذينا، ويصلح استفهاما محذوفا، أي: أتريد زينة الحياة الدنيا، وقرئ {وَلََا تَعْدُ} بضم الفوقية من أعدى، وقرئ ولا تعد من عدي بالتشديد {الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} حسن، ومثله: عن ذكرنا، وكذا: واتبع هواه {فُرُطاً} تامّ {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} حسن، والحقّ خبر مبتدإ محذوف تقديره: وهذا الحقّ أو الحق مبتدأ، ومن ربكم الخبر، وقرأ أبو السمال قعنب: وقل الحقّ بضم اللام اتباعا لحركة القاف ونصب الحقّ، أي: وقل القول الحق {فَلْيَكْفُرْ} كاف، وقال السجاوندي: لا يوقف عليه، لأنه أمر تهديد بدلالة {إِنََّا أَعْتَدْنََا} ولو فصل بين الدال والمدلول عليه لصار الأمر مطلقا والأمر المطلق للوجوب فلا يحمل على غيره إلا بدلالة نظير قوله:
اعملوا ما شئتم {نََاراً} جائز {سُرََادِقُهََا} كاف، والسرادق حائط من نار محيط، ولا يوقف على: كالمهل، لأن ما بعده صفة لماء {الْوُجُوهَ} حسن
{وَالْأَرْضِ} صالح {وَأَسْمِعْ} كاف {مِنْ وَلِيٍّ} حسن {فِي حُكْمِهِ أَحَداً} تامّ {مُلْتَحَداً} حسن {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} كاف {زِينَةَ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} حسن {فُرُطاً}
تامّ {فَلْيَكْفُرْ} كاف، وكذا: سرادقها {يَشْوِي الْوُجُوهَ} حسن {بِئْسَ الشَّرََابُ}(1/466)
{بِئْسَ الشَّرََابُ} جائز {مُرْتَفَقاً} تامّ، لتناهي صفة النار، ومثله في التمام {مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} إن جعل إنا لا نضيع خبر إنّ الأولى، ونظير هذا قول الشاعر: [البسيط] إنّ الخليفة إنّ الله سربله ... سربال ملك به ترجى الخواتيم
فجعل إن الثانية خبر إنّ الأولى، أيّ: إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نضيع أجرهم، أو يجازيهم الله على أعمالهم الحسنة، أو لا نترك أعمالهم تذهب ضياعا، بل نجازيهم عليها، وليس بوقف إن جعل قوله {أُولََئِكَ لَهُمْ جَنََّاتُ عَدْنٍ} خبر إنّ الأولى، لأنه لا يوقف على اسم إنّ دون خبرها، وجملة {إِنََّا لََا نُضِيعُ} اعتراض بين اسم إن وخبرها {وَإِسْتَبْرَقٍ} ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله وهمزة إستبرق همزة قطع وقرأ ابن محيصن بوصل الهمزة في جميع القرآن اه سمين {عَلَى الْأَرََائِكِ} تامّ {نِعْمَ الثَّوََابُ} كاف {مُرْتَفَقاً} تامّ، ووسم أبو حاتم السجستاني {نِعْمَ الثَّوََابُ} بالكافي، ومرتفقا بالتمام. قال: ومعناه حسنت الجنة مرتفقا. قال الكواشي: ولو وسم {نِعْمَ الثَّوََابُ} بالجائز ومرتفقا بالتمام لكان فيما أراه أوجه، ولا وقف بعد قوله: ظالم لنفسه إلى منقلبا، فلا يوقف على: أبدا، ولا على قائمة لتعلق الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى {رَجُلَيْنِ} جائز {زَرْعاً} كاف {آتَتْ أُكُلَهََا} جائز {شَيْئاً} كاف، والوقف على: نهرا، وثمر، ونفرا، ولنفسه، وأبدا، كلها حسان، وضعف قول من كره الابتداء بما يقوله منكر البعث، وهو قوله: وما أظنّ الساعة قائمة، لأنه إخبار وحكاية قول قائلها حكاها الله عنه
صالح {مُرْتَفَقاً} تامّ، وكذا: من أحسن عملا، إن جعل: إنا لا نضيع إلخ خبر إن الذين آمنوا، بخلاف ما إذا جعل خبره: أولئك لهم إلخ وجعل: إنا لا نضيع إلخ اعتراضا بين المبتدإ وخبره {عَلَى الْأَرََائِكِ} تامّ {نِعْمَ الثَّوََابُ} كاف {مُرْتَفَقاً}
تامّ {رَجُلَيْنِ} صالح {زَرْعاً} كاف، وكذا: منه شيئا، ونهرا، ونفرا،(1/467)
{مُنْقَلَباً} حسن {خَلَقَكَ مِنْ تُرََابٍ} ليس بوقف، لأن ثم للعطف {رَجُلًا} كاف، لتمام الاستفهام، ولكن إن تلتها جملة صلح الابتداء بها على بعد، وإذا تلاها مفرد كانت عاطفة فلا يصلح الابتداء بها، وهنا تلتها جملة. وأصل لكنا لكن أنا، نقلت حركة همزة أنا إلى نون لكن وحذفت الهمزة فالتقى مثلان فأدغم. وإعرابها أنا مبتدأ، وهو مبتدأ ثان، وهو ضمير الشأن، والله مبتدأ ثالث، وربي خبر الثالث، والثالث وخبره خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول، والرابط بين الأول وخبره الياء في ربي {أَحَداً}
كاف {مََا شََاءَ اللََّهُ} جائز {إِلََّا بِاللََّهِ} حسن، لتمام المقول {وَوَلَداً}
جائز وجواب إنّ محذوف تقديره، إن ترني أنا أقلّ منك مالا وولدا تحتقرني لقلة المال مع اتحاد القائل والمقول له، ولا وقف من قوله: فعسى ربي إلى طلبا، فلا يوقف على من جنتك ولا على: من السماء، ولا على: زلقا، للعطف في كلّ واتصال الكلام بعضه ببعض {طَلَباً} كاف، والوقف على {بِثَمَرِهِ}، و {أَنْفَقَ فِيهََا}، و {عُرُوشِهََا} كلها وقوف جائزة {بِرَبِّي أَحَداً} كاف، ومثله: من دون الله {مُنْتَصِراً} تامّ، على استئناف الجملة بعده وقطعها عما قبلها بأن تقدّر هنالك بجملة فعلية، والولاية فاعل بالظرف قبلها، أي:
استقرّت الولاية لله على رأي الأخفش من حيث أن الظرف رفع الفاعل من غير اعتماد على نفي أو استفهام، ولا يوقف على: من دون الله، ولا على:
منتصرا، إن جعل {هُنََالِكَ} من تتمة ما قبله، أي: ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله هنالك والابتداء بقوله: الولاية لله، فتكون جملة من مبتدإ وخبر أي: في تلك الحالة يتبين نصر الله وليه، وقرأ الأخوان الولاية بكسر الواو، وحكي عن أبي عمرو والأصمعي أن كسر الواو لحن، قالا: لأن فعالة إنما تجيء فيما كان صنعة نحو خياطة وتجارة وعطارة وحياكة، أو معنى متقلد نحو
ولنفسه {مُنْقَلَباً} حسن {سَوََّاكَ رَجُلًا} كاف، وكذا: {بِرَبِّي أَحَداً} وإلا بالله {مََالًا وَوَلَداً} صالح {طَلَباً} كاف {بِرَبِّي أَحَداً} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف(1/468)
ولاية وقضاية وفعالة بالفتح للأخلاق الحميدة نحو السماحة والفصاحة، وفعالة بالضم لما يطرح من المحتقرات نحو كناسة وغسالة وليس هناك تولي أمور {لِلََّهِ الْحَقِّ} تامّ، لمن رفعه، وهو أبو عمرو والكسائي، ورفعه من ثلاثة أوجه. أحدها أنه صفة للولاية. الثاني أنه خبر مبتدإ محذوف، أي هو: أي ما أوحيناه إليك الحقّ. الثالث أنه مبتدأ وخبره محذوف، أي: الحقّ ذلك، وحسن لمن جرّه صفة للجلالة، وقرأ زيد بن علي وأبو حيوة، لله الحقّ نصبا على المصدر المؤكد لمضمون الجملة نحو: هذا عبد الله الحقّ لا الباطل {ثَوََاباً} ليس بوقف لعطف {وَخَيْرٌ} على {خَيْرٌ} الأول {عُقْباً} تامّ {الرِّيََاحُ} كاف {مُقْتَدِراً} تامّ {الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} كاف، فصلا بين المعجل الفاني والمؤجل الباقي مع اتفاق الجملتين لفظا {خَيْرٌ} ليس بوقف، لتعلق الظرف بما قبله {أَمَلًا} تامّ. وفي الحديث «أنه صلّى الله عليه وسلّم خرج على قومه فقال:
«خذوا جنتكم»، فقالوا يا رسول الله من عدوّ حضر؟ قال: «بل من النار»، قالوا: وما جنتنا؟ قال: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، فإنهنّ يأتين يوم القيامة مقدّمات ومجنبات ومعقبات، وهنّ الباقيات الصالحات» {بََارِزَةً} ليس بوقف، لأن التقدير: وقد حشرناهم {مِنْهُمْ أَحَداً} كاف {صَفًّا} جائز، ومثله: أوّل مرة. لأن بل قد يبتدأ بها مع أن الكلام متحد {مَوْعِداً} كاف {مِمََّا فِيهِ}
جائز {إِلََّا أَحْصََاهََا} كاف، لاستئناف ما بعده {حََاضِراً} كاف {أَحَداً}
تامّ {إِلََّا إِبْلِيسَ} جائز {عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} كاف، للابتداء بالاستفهام بعده {مِنْ دُونِي} جائز {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} تامّ {بَدَلًا} كاف {وَلََا خَلْقَ}
{مُنْتَصِراً} تامّ {لِلََّهِ الْحَقِّ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عُقْباً} تامّ {الرِّيََاحُ}
كاف {مُقْتَدِراً} تامّ {زِينَةُ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {أَمَلًا}
تامّ {مِنْهُمْ أَحَداً} كاف {صَفًّا} صالح {مَوْعِداً} تامّ {مِمََّا فِيهِ} صالح {أَحْصََاهََا} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {حََاضِراً} تامّ، وكذا: أحدا {عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}(1/469)
{أَنْفُسِهِمْ} حسن. ومن قرأ {وَمََا كُنْتُ} بفتح الفوقية كان أحسن، وبها قرأ الحسن والجحدري وأبو جعفر خطابا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقرأ العامة بضمها {عَضُداً} تامّ {فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} جائز {مَوْبِقاً} كاف، أي: سجنا.
وقال عكرمة: نهر في النار يسيل نارا على حافته حيات مثل البغال الدهم، فإذا ثارت لتأخذهم استغاثوا بالاقتحام في النار منها. وأصل الموبق الهلاك، يقال أوبقه يوبقه إباقا، أي: أهلكه {مُوََاقِعُوهََا} جائز {مَصْرِفاً} تامّ {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} حسن {جَدَلًا} تامّ، ومثله قبلا {وَمُنْذِرِينَ} كاف، على استئناف ما بعده {الْحَقَّ} حسن {هُزُواً} تامّ {يَدََاهُ} كاف {وَقْراً}
تامّ، ومثله: إذن أبدا {ذُو الرَّحْمَةِ} كاف، عند أبي عمرو {لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذََابَ} تامّ {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ} حسن {مَوْئِلًا} كاف {لَمََّا ظَلَمُوا}
حسن {مَوْعِداً} تامّ {حُقُباً} كاف {حُوتَهُمََا} جائز {سَرَباً} حسن، ومثله: غداءنا، ونصبا، والحوت، كلها حسان {إِلَّا الشَّيْطََانُ} ليس بوقف، لأن قوله: {أَنْ أَذْكُرَهُ} بدل من الهاء في {أَنْسََانِيهُ} بدل ظاهر من مضمر {أَنْ أَذْكُرَهُ} كاف {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ} كاف، إن جعل عجبا من كلام موسى، ويقوي هذا خبر: «كان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا» فكأنه قال: أعجب لسيره في البحر. قالوا: وكان مشويا مأكولا بعضه، فلذلك كان مضيه وذهابه عجبا، وليس بوقف إن جعل من تتمة كلام يوشع، لأن ذلك كلام واحد {عَجَباً} كاف، أي: أعجب لذلك عجبا، فعجبا
حسن {لَكُمْ عَدُوٌّ} تامّ، وكذا: بدلا، وأنفسهم، وعضدا {مَوْبِقاً} حسن. وقال أبو عمرو:
تامّ {مَصْرِفاً} تامّ {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} كاف. {جَدَلًا} تامّ، وكذا: قبلا {وَمُنْذِرِينَ} كاف {هُزُواً} تامّ {يَدََاهُ} كاف {وَقْراً} تامّ، وكذا: إذا أبدا {ذُو الرَّحْمَةِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْعَذََابَ} تامّ {مَوْئِلًا} حسن {مَوْعِداً} تامّ {حُقُباً} حسن، وكذا:
سربا، و: نصبا {الْحُوتَ} صالح {أَنْ أَذْكُرَهُ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ} كاف إن جعل {عَجَباً} من كلام موسى، وليس بوقف إن جعل من تتمة كلام يوشع، لأن ذلك كلام واحد {عَجَباً} كاف، أي: أعجب لذلك عجبا، أو يفعل فعلا عجبا(1/470)
منصوب على المصدرية {مََا كُنََّا نَبْغِ} حسن، حذف نافع وأبو عمرو والكسائي الياء وقفا وأثبتوها وصلا، وابن كثير أثبتها في الحالتين، والباقون حذفوها وقفا ووصلا اتباعا للرسم العثماني على لغة هذيل يجتزون بالكسرة عن الياء {عَلى ََ آثََارِهِمََا} تامّ {قَصَصاً} جائز، أي: يقصان الأثر قصّا {مِنْ لَدُنََّا عِلْماً} كاف، ومثله: رشدا {مَعِيَ صَبْراً} جائز، ومثله: خبرا {صََابِراً} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله {أَمْراً} كاف {مِنْهُ ذِكْراً} جائز.
ورسموا {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلََا تَسْئَلْنِي} بياء {فَانْطَلَقََا} أحسن مما قبله، لأن حتى بعد إذا ابتدائية {خَرَقَهََا} حسن {لِتُغْرِقَ أَهْلَهََا} جائز {إِمْراً}
حسن، ومثله: صبرا {بِمََا نَسِيتُ} جائز {عُسْراً} حسن {فَانْطَلَقََا}
أحسن منه {فَقَتَلَهُ} جائز، وقيل: ليس بوقف لأن قال جواب إذا {بِغَيْرِ نَفْسٍ} جائز، فصلا بين الاستخبار والإخبار {نُكْراً} كاف، ومثله: معي صبرا {فَلََا تُصََاحِبْنِي} جائز، ومثله: عذرا {فَانْطَلَقََا} أحسن مما قبله {فَأَقََامَهُ} جائز {أَجْراً} كاف {بَيْنِي وَبَيْنِكَ} حسن، على استئناف ما بعده {صَبْراً} تامّ {غَصْباً} كاف {وَكُفْراً} جائز {رُحْماً} كاف {صََالِحاً} جائز. كان ذلك الكنز ذهبا وفضة، ولو سقط الجدار لأخذ، وكان أبوهما صالحا ذكر أنهما حفظا لصلاح أبيهما ولم يذكر منهما صلاحا، وكان بينهما وبين الأب الذي حفظا به سبعة آباء {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} كاف {عَنْ}
{مََا كُنََّا نَبْغِ} صالح. وقال أبو عمرو: تامّ {عَلى ََ آثََارِهِمََا} كاف {قَصَصاً} صالح، أي: يقصان الأرض قصّا {مِنْ لَدُنََّا عِلْماً} حسن {رُشْداً} كاف {مَعِيَ صَبْراً}
صالح {خُبْراً} حسن {لَكَ أَمْراً} كاف، وكذا: ذكرا، وخرقها، وشيئا إمرا، ومعي صبرا، وعسرا، ولو وقف على: نسيت جاز {فَقَتَلَهُ} صالح {نُكْراً} كاف، وكذا:
معي صبرا، وعذرا {فَأَقََامَهُ} صالح {أَجْراً} كاف {بَيْنِي وَبَيْنِكَ} حسن {صَبْراً}(1/471)
{أَمْرِي} تامّ، ومثله: صبرا لأنه آخر القصة {ذِي الْقَرْنَيْنِ} جائز {مِنْهُ ذِكْراً}
كاف {فِي الْأَرْضِ} حسن، ومثله: سببا {فَأَتْبَعَ سَبَباً} أحسن منه {حَمِئَةٍ} جائز {قَوْماً} كاف، ومثله: حسنا، وكذا: نكرا {جَزََاءً}
جائز، لمن قرأ بالنصب وهو حمزة والكسائي وحفص، ووقفوا عليها بالألف، وليس بوقف لمن رفع وأضاف {الْحُسْنى ََ} جائز، وكذا: يسرا {سَبَباً} كاف {سِتْراً} جائز. وقد اختلف في الكاف من كذلك، فقيل: في محل نصب، وقيل: في محل رفع. فإن كانت في محل رفع، أي: الأمر كذلك، أي: بلغ مطلع الشمس كما بلغ مغربها، أو كما وجد عند مغربها قوما وحكم فيهم وجد عند مطلعها قوما وحكم فيهم، أو كما أتبع سببا إلى مغرب الشمس كذلك أتبع سببا إلى مطلعها، وكذلك إن كانت الكاف في محل نصب، أي:
فعلنا مثل ذلك، فعلى هذه التقديرات التشبيه من تمام الكلام وصار ما بعد الكاف وما قبلها كالكلام الواحد فيبتدئ، وقد أحطنا وإن لم تكن الكاف لا في محل رفع، ولا في محل نصب كان التشبيه مستأنفا منقطع لفظا متصل معنى، فيبتدئ كذلك، أي: علمناهم ليس لهم ما يستترون به، فالستر بكسر السين اسم لما يستتر به. وأما بالفتح فهو مصدر، فكذلك من الكلام الثاني {خُبْراً} كاف، وكذا: ثم أتبع سببا {قَوْماً} ليس بوقف لأن الجملة بعده صفة لقوما {قَوْلًا} كاف، ومثله: في الأرض {خَرْجاً} ليس بوقف {سَدًّا} كاف، ومثله: خير على استئناف الأمر {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} ليس بوقف لأن قوله: أجعل مجزوم على جواب الأمر، فكأنه قال: إن تعينوني أجعل
تامّ {غَصْباً} كاف، وكذا: رجما، وكنزهما، ورحمة من ربك، وعن أمري {صَبْراً}
تامّ {مِنْهُ ذِكْراً} حسن {عِنْدَهََا قَوْماً} كاف، وكذا: حسنا، ونكرا {الْحُسْنى ََ}
صالح {يُسْراً} مفهوم، وكذا: سببا {سِتْراً} تامّ، وقيل الوقف على: كذلك {خُبْراً} صالح {سَبَباً} صالح، أو مفهوم {قَوْلًا} كاف. وكذا: سدّا، وخير، و:(1/472)
بينكم وبينهم ردما و {رَدْماً} كاف، على استئناف ما بعده، وإن وصلته بآتوني كان الوقف على الحديد أحسن منه، وهي قراءة حمزة. وعلى قراءته يبتدئ آتوني {قََالَ انْفُخُوا} جائز {نََاراً} ليس بوقف لأن قال جواب إذا {قِطْراً} كاف، ومثله: أن يظهروه، وكذا: نقبا {رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} حسن، وأباه بعضهم لأن ما بعده أيضا من بقية كلام الإسكندر وهو قوله: فإذا جاء وعد ربي، فلا يقطع عما قبله {دَكََّاءَ} كاف {حَقًّا} تامّ، لأنه آخر كلام ذي القرنين {فِي بَعْضٍ} حسن {جَمْعاً} كاف، ومثله: عرضا إذا جعلت ما بعده منقطعا عما قبله، وليس بوقف إن جرّ نعتا للكافرين أو بدلا منهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {عَنْ ذِكْرِي} حسن {سَمْعاً} كاف {أَوْلِيََاءَ}
تامّ، ومثله نزلا وأعمالا إن جعل ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف، أي:
هم الذين، أو في موضع نصب بمعنى أعني، وليس بوقف إن جعل تفسير للأخسرين كأنه قال: من هم؟ فقال: هم الذين ضلّ سعيهم، وكذا: إن جعل بدلا {صُنْعاً} تامّ، إن رفع الذين بالابتداء أو خبر مبتدإ محذوف أو رفع نعتا أو بدلا من الأخسرين، وليس بوقف إن جعل الذين مبتدأ، والخبر أولئك الذين كفروا {وَزْناً} كاف {هُزُواً} تامّ {نُزُلًا} ليس بوقف لأن خالدين منصوب على الحال مما قبله، فلا يفصل بين الحال وذيها بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن {حِوَلًا} تامّ {لِكَلِمََاتِ رَبِّي} الأولى ليس بوقف لأن جواب لو لنفد، ولو الثانية جوابها محذوف
ردما، فإن وصلته بآتوني كان الوقف على الحديد حسنا {قََالَ انْفُخُوا} صالح {قِطْراً}
كاف، وكذا: نقبا {رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} صالح {حَقًّا} تامّ {فِي بَعْضٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {جَمْعاً} كاف {سَمْعاً} تامّ {أَوْلِيََاءَ} حسن {نُزُلًا} تامّ {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمََالًا} تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل نعتا للأخسرين {صُنْعاً} تامّ، على التقدير الثاني {وَزْناً} كاف {هُزُواً} تام، وكذا:(1/473)
تقديره لم تنفد الكلمات وهذا هو الأكثر في لسان العرب تأخير جواب لو، وليس هو المتقدّم عليها خلافا للمبرد وأبي زيد النحوي والكوفيين، والوقف على كلمات ربي الثانية حسن لوجهين. أحدهما حذف جواب لو، والثاني أن قوله: ولو جئنا التفات من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم، وذلك من مقتضيات الوقف وعلاماته {مَدَداً} تامّ ومثله: مثلكم {يُوحى ََ إِلَيَّ}
جائز، على قراءة من قرأ، إنما يوحى إليّ بكسر الهمزة مستأنفا، وليس بوقف لمن فتحها وموضعها رفع، لأنه قد قام مقام الفاعل في يوحى والموحى إليه صلّى الله عليه وسلّم مقصور على استئثار الله تعالى بالوحدانية، وقول أبي حيان: يلزم الزمخشري انحصار الوحي في الوحدانية مردود بأنه حصر مجازي باعتبار المقام {إِلََهٌ وََاحِدٌ} كاف، للابتداء بالشرط {عَمَلًا صََالِحاً} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وإنما وسمه شيخ الإسلام بجائز، إذ عطف الجمل وإن كان في اللفظ منفصلا فهو في المعنى متصل، وجائز لمن قرأ يشرف بالرفع مستأنفا، أي: ليس يشرك، وفي الحديث «من حفظ عشر آيات أو عشرين من أوّل الكهف عصم من فتنة الدجال» وقال: «من قرأ سورة الكهف فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة. فإن خرج الدجال في تلك الأيام الثمانية عصمه الله من فتنته» نقله الكواشي، وقال الفضيل: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس إشراك، والإخلاص الخلاص من هذين.
حولا، ومددا {إِلََهٌ وََاحِدٌ} كاف {عَمَلًا صََالِحاً} جائز، آخر السورة: تامّ.(1/474)
سورة مريم عليها السلام مكية (1)
وهي تسع وتسعون آية في المدني الأخير والمكي، وثمان في عدّ الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات {كهيعص} عدّها الكوفي {فِي الْكِتََابِ إِبْرََاهِيمَ} عدّها المدنيّ الأخير والمكي {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمََنُ مَدًّا} لم يعدّها الكوفي.
وكلمها تسعمائة واثنتان وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وثمانمائة وحرفان، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: شيئا، عتيا، الذين اهتدوا هدى، لتبشر به المتقين. قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يوقف على كل حرف منها، والصحيح الوقف على آخرها لأنهم كتبوها كالكلمة الواحدة، فلا يوقف على بعضها دون بعض. وقال الشعبي: لله في كلّ كتاب سرّ، وسرّه في القرآن فواتح السور، وقد تقدّم هل هي مبنية أو معربة؟ أقوال، فعلى أنها معربة الوقف عليها تام، لأن المراد معنى هذه الحروف على أن كهيعص خبر مبتدإ محذوف أو مبتدإ حذف خبره أو في محل نصب بإضمار فعل تقديره اتل. وليست بوقف إن جعلت في موضع رفع على الابتداء، وذكر رحمت الخبر، أو جعلت حروفا أقسم الله بها، فلا يوقف عليها حتى يؤتى بجواب القسم إلا أن تجعله محذوفا بعده فيجوز الوقف عليها {زَكَرِيََّا} كاف، إن علق إذ بمحذوف، وليس بوقف إن جعل العامل فيه ذكر
سورة مريم عليها السلام مكية وقيل إلا سجدتها، وقيل إلا: فخلف من بعدهم خلف الآيتين فمدنيّ {كهيعص} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة {عَبْدَهُ زَكَرِيََّا} ليس بوقف
__________
(1) وهي تسع وتسعون في المكي وإسماعيل، وثمان في الباقي، والخلاف في ثلاث آيات:
{كهيعص} [1] كوفي، {مَدًّا} [79] غير كوفي. {فِي الْكِتََابِ إِبْرََاهِيمَ} [41] مكي ومدني أخير، وانظر: «التلخيص» (322).(1/475)
أو رحمت، وإنما أضاف الذكر إلى رحمت لأنه من أجلها كان {خَفِيًّا} كان على استئناف ما بعده وجائز إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، وإنما أخفى دعاءه عن الناس لئلا يلام على طلب الولد بعد ما شاخ وكبر سنه، وكان يومئذ ابن خمس وتسعين سنة {شَقِيًّا} كاف، ومثله: وليّا على قراءة من قرأ:
يرثني ويرث بالرفع على الاستئناف، والأولى الوصل سواء رفعت ما بعده أو جزمت، فالجزم جواب الأمر قبله، ولا يفصل بين الأمر وجوابه، والرفع صفة لقوله: وليّا، أي: وليا وارثا العلم والنبوّة، فلا يفصل بين الصفة وموصوفها {مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} جائز {رَضِيًّا} كاف {اسْمُهُ يَحْيى ََ} ليس بوقف، لأن الجملة بعده صفة غلام {سَمِيًّا} كاف، ومثله: عتيّا، وشيئا، وآية {سَوِيًّا}
تامّ، ووقف بعضهم على ثلاث ليال. ثم قال سويّا، أي: إنك ليس بك خرس ولا علة {وَعَشِيًّا} كاف {بِقُوَّةٍ} حسن {صَبِيًّا} ليس بوقف، لأن وحنانا منصوب عطفا على الحكم، فكأنه قال: وآتيناه حنانا من لدنا، والحنان التعطف، ومنه قول الشاعر:
وقالت حنان ما أتى بك هاهنا ... أذو نسب أم أنت بالحيّ عارف
وقال أبو عبيد:
تحنّن عليّ هداك المليك ... فإنّ لكلّ مقام مقالا
وقال:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض
وإن جعل مصدرا منصوبا بفعل مقدّر نحو: سقيا ورعيا جاز الوقف عليه
لتعلق ما بعده به {نِدََاءً خَفِيًّا} كاف، وكذا: شقيّا {مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} صالح {رَضِيًّا} تامّ {سَمِيًّا} كاف. وكذا: عتيّا {وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} تامّ {آيَةً} كاف {سَوِيًّا} تامّ، وكذا: وعشيّا {بِقُوَّةٍ} جائز {وَزَكََاةً} كاف، وكذا: تقيّا(1/476)
{وَزَكََاةً} كاف، ومثله: تقيّا، إن نصب ما بعده بفعل مقدّر، أي: وجعلناه برّا، وليس بوقف إن عطف على تقيّا، وتقيّا خبر لكان {عَصِيًّا} كاف {حَيًّا} تامّ، إذا ظرف لما مضى لا يعمل فيه اذكر، لأنه مستقبل، بل التقدير اذكر ما جرى لمريم وقت كذا {شَرْقِيًّا} جائز {حِجََاباً} حسن {بَشَراً سَوِيًّا} كاف، ومثله: أعوذ بالرحمن منك، لأن قوله: إن كنت تقيّا، شرط وجوابه محذوف دلّ عليه ما قبله، أي: فإني عائدة منك، أو فلا تتعرّض لي، أو فستتعظ. وقيل: إن تقيّا كان رجلا فاسقا فظنت أنه هو ذلك الرجل، فمن ذلك تعوّذت منه، ويجوز أن تكون للمبالغة، أي: إن كنت تقيّا فإني أعوذ منك، فكيف إذا لم تكن كذلك؟ فعلى هذا لا يجوز الوقف على منك {تَقِيًّا} كاف. ومثله: زكيّا، وكذا: بغيا {عَلَيَّ هَيِّنٌ} جائز، إن جعلت اللام للقسم، وهو غير جيد، لأن لام القسم لا تكون إلا مفتوحة، وليس بوقف إن جعلت لام كي معطوفة على تعليل محذوف تقديره لنبين به قدرتنا ولنجعله وهو أوضح. وما قاله أبو حاتم السجستاني، من أن اللام للقسم حذفت منه النون تخفيفا، والتقدير، ولنجعله مردود، لأن اللام المكسورة لا تكون للقسم كما تقدّم في براءة {رَحْمَةً مِنََّا} كاف {مَقْضِيًّا} تامّ {قَصِيًّا} كاف {إِلى ََ جِذْعِ النَّخْلَةِ} جائز، ومثله: قبل هذا {مَنْسِيًّا}
كاف {أَلََّا تَحْزَنِي} حسن {سَرِيًّا} كاف، من قرأ، تساقط بتشديد السين، وهي قراءة الجمهور غير حفص، أصله تتساقط فأدغمت التاء في السين، وكذا:
من قرأ تساقط بحذف التاء فعليهما فنصب رطبا على التمييز. وأما من قرأ تساقط بضم التاء وكسر القاف مضارع ساقط أو يساقط بضم الياء وكسر
{عَصِيًّا} حسن {حَيًّا} تامّ {شَرْقِيًّا} صالح {حِجََاباً} كاف {بَشَراً سَوِيًّا}
تامّ، وكذا: تقيّا، وزكيّا، وبغيّا {عَلَيَّ هَيِّنٌ} تامّ، وكذا: ورحمة منا {مَقْضِيًّا}
كاف، وكذا: قصيّا، ومنسيّا، وسريّا، ورطبا جنيّا، ولا أراه في الأخير جيدا(1/477)
القاف فرطبا مفعول به، ومن قرأ يساقط بالتحتية جعله للجذع، ومن قرأ بالفوقية جعله للنخلة {جَنِيًّا} كاف، وأباه بعضهم لأن ما بعده جواب الأمر، وهو قوله: فكلي {وَقَرِّي عَيْناً} كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء {مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جواب الشرط فقولي، وبين هذا الجواب وشرطه جملة محذوفة تقديرها فلما ترينّ من البشر أحدا فسألك الكلام فقولي، وبهذا المقدّر يتخلص من إشكال، وهو أن قولها:
فلن أكلم اليوم إنسيّا كلام فيكون تناقضا لأنها كلمت إنسيّا بهذا الكلام {إِنْسِيًّا} كاف {تَحْمِلُهُ} حسن، بمعنى حاملة له {فَرِيًّا} كاف، يا أخت هارون، هارون هذا كان من عباد بني إسرائيل كانت مريم تشبهه في كثرة العبادة، وليس هو هارون أخا موسى بن عمران، فإن بينهما مئينا من السنين، قال ابن عباس: هو عمران بن ماثان جدّ عيسى من قبل أمه. وقال الكلبي: كان هارون أخا مريم من أبيها، وقيل: كان هارون رجلا فاسقا شبهوها به، وقد ذكرت مريم في القرآن وكرّر اسمها في أربعة وثلاثين موضعا: ولم يسمّ في القرآن من النساء غيرها {امْرَأَ سَوْءٍ} جائز {بَغِيًّا} كاف، وكذا: فأشارت إليه، ومثله: صبيّا {قََالَ إِنِّي عَبْدُ اللََّهِ} جائز، ومثله: نبيّا {أَيْنَ مََا كُنْتُ}
حسن، وقيل: كاف {حَيًّا} حسن إن نصب برّا بمقدر أو على قراءة من قرأ:
وبرّ بوالدتي، وعلى قراءة العامّة وبرّا بالنصب عطفا على مباركا من حيث كونه رأس آية يجوز {بِوََالِدَتِي} حسن {شَقِيًّا} تامّ، ومثله: حيّا {ذََلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} كاف، لمن قرأ قول الحق بالنصب، وهو عاصم وابن عامر على أن قول مصدر مؤكد لمضمون الجملة، أي: هذا الإخبار عن عيسى ابن مريم ثابت صدق فهو من إضافة الموصوف إلى الصفة كقولهم: وعد الصدق، أي: الموعد
{وَقَرِّي عَيْناً} صالح {إِنْسِيًّا} كاف {تَحْمِلُهُ} صالح {فَرِيًّا} حسن، وكذا:
فأشارت إليه، وصبيّا. وقال أبو عمرو في الثاني: كاف، وفي الثالث تامّ {أَيْنَ مََا كُنْتُ}
كاف، وكذا: بوالدتي {شَقِيًّا} حسن، وكذا: حيّا {عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} كاف إن(1/478)
الصدق، وكذا كاف إن رفع قول على قراءة من قرأه برفع اللام على أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك قول الحق أو ذلك الكلام قول الحق، أو هو قول الحق يراد به عيسى ابن مريم لا ما تدّعونه عليه، فليس هو بابن لله تعالى كما تزعم النصارى ولا لغير رشدة كما تزعم اليهود، وليس بوقف إن رفع قول بدلا من عيسى، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف {يَمْتَرُونَ} تام {سُبْحََانَهُ} حسن، والوقف على من ولد، وابتدئ بسبحانه كان الوقف حسنا أيضا {كُنْ} جائز {فَيَكُونُ} تامّ، لمن قرأ: وإن الله بكسر الهمزة على الابتداء أو خبر مبتدإ محذوف، أي: والأمر إنّ الله، قاله الكسائي: وليس بوقف لمن قرأ بفتحها عطفا على الصلاة فتكون إن في موضع خفض بإضمار الجار، أي: وأوصاني بالصلاة وبالزكاة، وبأن الله ربي فعلى هذا لا يوقف على فيكون، ولا على ما بين أوّل القصة إلى هنا إلا على سبيل التسامح لطول الكلام، وقياس سيبويه أن هذه الآية تكون من المقدّم والمؤخر فتكون أن منصوبة بقوله: فاعبدوه فكأنه قال فاعبدوا الله لأنه ربي وربكم، أو نصب إن عطفا على قوله: إذا قضى أمرا، أي: وقضى بأن الله ربي وربكم فتكون أن في محل نصب {فَاعْبُدُوهُ} تام، ومثله: مستقيم {مِنْ بَيْنِهِمْ} حسن، لأن ما بعده مبتدأ {عَظِيمٍ} كاف، وقيل: تامّ {يَوْمَ يَأْتُونَنََا} تجاوزه أجود للاستدراك بعده، ولجواز الوقف مدخل لقوم {مُبِينٍ} كاف {إِذْ قُضِيَ}
نصب قول الحق، وليس بوقف إن رفع {يَمْتَرُونَ} تامّ {سُبْحََانَهُ} كاف، ولو وقف على من ولد وابتدأ بسبحانه كان كافيا أيضا {كُنْ} صالح أو كاف {فَيَكُونُ} تامّ لمن قرأ: وإنّ الله بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها عطفا على بالصلاة أو بتقدير، وقضى بأن الله ربي ردّا على قوله: إذا قضى أمرا، وإن علق بقوله: فاعبدوه أو بما يفسره، أي: فاعبدوه لأنه ربي وربكم حسن الوقف على فيكون {فَاعْبُدُوهُ} تامّ {مُسْتَقِيمٌ} حسن، وكذا: من بينهم {عَظِيمٍ} تام {يَوْمَ يَأْتُونَنََا} كاف(1/479)
{الْأَمْرُ} حسن، ومثله: وهم في غفلة، وليسا بوقف إن جعلا حالين من الضمير المستتر في: ضلال مبين، أي: استقرّوا في ضلال مبين على هاتين الحالتين السيئتين، وكذا: إن جعلا حالين من مفعول أنذرهم، أي: أنذرهم على هذه الحالة وما بعدها. وعلى الأول يكون قوله: وأنذرهم اعتراضا {لََا يُؤْمِنُونَ}
تامّ {وَمَنْ عَلَيْهََا} جائز {يُرْجَعُونَ} تامّ {فِي الْكِتََابِ إِبْرََاهِيمَ} جائز {نَبِيًّا} كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن جعل إذ منصوبا بكان أو صدّيقا، أي: كان جامعا لمقام الصدّيقين والأنبياء حين خاطب أباه بتلك المخاطبات {عَنْكَ شَيْئاً} كاف {مََا لَمْ يَأْتِكَ} حسن {سَوِيًّا} كاف، ومثله: لا تعبد الشيطان، وكذا: عصيّا، ووليّا. وقال بعضهم: ليس وليّا بوقف، وإنما الوقف عن آلهتي. وقال بعضهم: الوقف على إبراهيم ويجعل النداء متعلقا بأوّل الكلام، أي: يا إبراهيم {أَرََاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي} و {عَنْ آلِهَتِي} تامّ عند نافع وأحمد بن جعفر. ثم يبتدئ يا إبراهيم على الاستئناف {لَأَرْجُمَنَّكَ} حسن {مَلِيًّا} كاف، ومثله: سلام عليك للابتداء بسين الاستقبال، ومثله: ربي، وكذا: بي حفيّا {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن {وَأَدْعُوا رَبِّي} جائز، والوصل أولى، لأن عسى كلمة ترجّ للإجابة فتوصل بالدعاء {رَبِّي شَقِيًّا} كاف {مِنْ دُونِ اللََّهِ} الثاني ليس بوقف، لأن وهبنا له جواب فلما {وَيَعْقُوبَ} حسن، لأن كلا منصوب بجعلنا ولذلك لم يكن معطوفا على ما قبله {جَعَلْنََا نَبِيًّا} كاف {مِنْ رَحْمَتِنََا} حسن {عَلِيًّا} كاف {مُوسى ََ} جائز، للابتداء بإن، ومثله: مخلصا {نَبِيًّا} كاف {الْأَيْمَنِ}
{مُبِينٍ} تامّ، وكذا: لا يؤمنون {وَمَنْ عَلَيْهََا} جائز {يُرْجَعُونَ} تامّ {فِي الْكِتََابِ إِبْرََاهِيمَ} مفهوم، وكذا: نبيّا {وَلََا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً} تامّ وكذا: سويّا {الشَّيْطََانَ}
كاف {عَصِيًّا} تامّ، وكذا: وليّا، و: بإبراهيم، ومليّا {سَلََامٌ عَلَيْكَ} كاف، وكذا:
ربي وحفيّا، وشقيّا، وإسحاق ويعقوب {جَعَلْنََا نَبِيًّا} حسن {عَلِيًّا} تامّ {مُوسى ََ}(1/480)
حسن، ومثله: نجيا {نَبِيًّا} تامّ {إِسْمََاعِيلَ} جائز، ومثله: صادق الوعد {نَبِيًّا} كاف {بِالصَّلََاةِ وَالزَّكََاةِ} حسن {مَرْضِيًّا} تامّ {إِدْرِيسَ} جائز {نَبِيًّا} كاف، ومثله: عليا {مَعَ نُوحٍ} جائز، ومثله: إسرائيل، وإن جعل من ذرية إبراهيم وما بعده مستأنفا على تقدير كونه وما بعده خبر مبتدإ محذوف تقديره قوم موصوفون، إذا تتلى عليهم إلخ كان كافيا، والأصح أن الكل عطف على آدم إلى قوله: اجتبينا {وَاجْتَبَيْنََا} كاف {وَبُكِيًّا} كاف {الشَّهَوََاتِ} جائز: للابتداء بالتهديد {غَيًّا} جائز، لكونه رأس آية. قال عبد الله بن عمر: والغيّ واد في جهنم {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} الأولى وصله وما بعده إلى بالغيب، فلا يوقف على شيئا، لأن جنات عدن بدل من الجنة، وإن نصب جنات بفعل مقدّر حسن الوقف على شيئا، وكذا: يحسن الوقف عليه على قراءة من قرأ: جنات بالرفع على إضمار مبتدإ محذوف تقديره تلك جنات عدن، وبها قرأ أبو حيوة والحسن وعيسى بن عمر والأعمش: وقرأ العامة بكسر التاء {بِالْغَيْبِ} حسن {مَأْتِيًّا} كاف {إِلََّا سَلََاماً} استثناء منقطع، لأن سلام الملائكة ليس من جنس اللغو، فهو من وادي قوله:
مفهوم {رَسُولًا نَبِيًّا} كاف {نَجِيًّا} حسن. وقال أبو عمرو، كاف {هََارُونَ نَبِيًّا} تامّ {فِي الْكِتََابِ إِسْمََاعِيلَ} مفهوم {رَسُولًا نَبِيًّا} صالح {وَالزَّكََاةِ} مفهوم {مَرْضِيًّا} تامّ {فِي الْكِتََابِ إِدْرِيسَ} مفهوم {صِدِّيقاً نَبِيًّا} كاف {عَلِيًّا}
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَاجْتَبَيْنََا} كاف {وَبُكِيًّا} حسن. وقال أبو عمرو:
تام {الشَّهَوََاتِ} صالح {يَلْقَوْنَ غَيًّا} جائز، لأنه رأس آية ولا أحبه لتعلق ما بعده به، والوقف على {وَعَمِلَ صََالِحاً} أصلح منه، فإن وقف على غيا لم يقف على وعمل صالحا لأن المعنى عليه. لكن من تاب إلخ، فمن مبتدأ خبره فأولئك يدخلون الجنة ولا يفصل بين المبتدأ والخبر {الْجَنَّةَ} صالح، والأحسن أن لا يوقف عليه ولا على شيئا، لأن {جَنََّاتِ عَدْنٍ} بدل من الجنة {بِالْغَيْبِ} كاف، وكذا: مأتيا {إِلََّا سَلََاماً} حسن،(1/481)
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب
يعني إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعدّه أحد عيبا، فانتفى عنهم العيب بدليله {وَعَشِيًّا} كاف {تَقِيًّا} تامّ {رَبِّكَ} حسن، ومثله:
ما بين ذلك {نَسِيًّا} تامّ، إن جعل ربّ خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك ربّ:
وجائز، إن جعل بدلا من ربك. وجاز وإن تعلق به ذلك، لأنه رأس آية {وَمََا بَيْنَهُمََا} كاف، ومثله: لعبادته {سَمِيًّا} تامّ {أَإِذََا مََا مِتُّ} ليس بوقف، لفصله بين القول والمقول، وهما كشيء واحد {حَيًّا} تام {أَنََّا خَلَقْنََاهُ مِنْ قَبْلُ} لا يحسن الوقف عليه، لأن {وَلَمْ يَكُ شَيْئاً} معطوف على ما قبله {وَلَمْ يَكُ شَيْئاً} حسن، وقيل: تامّ {وَالشَّيََاطِينَ} جائز، ومثله: جثيا {مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ} ليس بوقف لأن موضع أي: نصب وإن كانت في اللفظ مرفوعة، وسأل سيبويه الخليل بن أحمد عنها فقال: هي مرفوعة على الحكاية بمنزلة قول الأخطل:
ولقد أبيت من الفتاة بمنزل ... فأبيت لا حرج ولا محروم
كأنه قال: الذي يقال لا هو حرج ولا محروم، وكأنه في الآية قال: من كل شيعة الذي يقال أيهم أشدّ، ومن قرأ {أَيُّهُمْ} بالنصب لا يسوغ له الوقف على {شِيعَةٍ} على حالة من الأحوال {عِتِيًّا} جائز، ومثله: صليا، لأنهما رأسا آية {وََارِدُهََا} كاف و {مَقْضِيًّا} جائز {جِثِيًّا} تامّ، ولا وقف إلى قوله: نديا، فلا يوقف على: بينات، لأن قال جواب إذا، ولا على الذين
وكذا: وعشيّا {مَنْ كََانَ تَقِيًّا} تامّ {بِأَمْرِ رَبِّكَ} حسن، وكذا: وما بين ذلك {نَسِيًّا} تامّ، إن جعل، رب السموات خبر مبتدإ محذوف، وجائز إن جعل بدلا من ربك وجاز وإن تعلق به ذلك، لأنه رأس آية {وَمََا بَيْنَهُمََا} كاف، وكذا: لعبادته {سَمِيًّا} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {حَيًّا} تامّ، وكذا: شيئا {جِثِيًّا} صالح، وكذا: عتيا {صِلِيًّا} تامّ {وََارِدُهََا} كاف {مَقْضِيًّا} تامّ {جِثِيًّا} صالح(1/482)
آمنوا، لأن ما بعده مقول قال: {نَدِيًّا} كاف، ومثله: من قرن، وكذا: ورئيا، وكذا: مدّا، وجواب إذا محذوف تقديره: إذا رأوا العذاب أو الساعة آمنوا {وَإِمَّا السََّاعَةَ} جائز، للابتداء بالتهديد {وَأَضْعَفُ جُنْداً} تامّ، ومثله:
هدى، عند أبي حاتم وكذا: مردّا، وولدا، لأنه آخر كلامهم {الْغَيْبَ} ليس بوقف، لأن أم معادلة للهمزة في {أَطَّلَعَ} فلا يفصل بينهما، لأنهما كالشيء الواحد {عَهْداً} تامّ و {كَلََّا} أتمّ منه، لأنها للردع والزجر. قاله الخليل وسيبويه. وقال أبو حاتم: هي بمعنى ألا الاستفتاحية، وهذه هي الأولى من لفظ {كَلََّا} الواقع في القرآن في ثلاثة وثلاثين موضعا في خمس عشرة سورة، وليس في النصف الأول منها شيء. وسئل جعفر بن محمد عن {كَلََّا} لم لم يقع في النصف الأول منها شيء؟ فقال: لأن معناها الوعيد والتهديد فلم تنزل إلا بمكة، لأن أهلها جبابرة، فهي ميعاد للكفار، وأحسن ما قيل في معنى كلا إنها تنقسم قسمين، أحدهما: أن تكون ردعا وزجرا لما قبلها، أو تكون بمعنى ألا بالتخفيف، فإن كانت للردع والزجر حسن الوقف عليها ويبتدأ بما بعدها، وهذا قول الخليل بن أحمد وإن كانت بمعنى ألا أو حقا فإنه يوقف على ما قبلها ويبتدأ بها، وهذا قول أبي حاتم السجستاني، وإذا تدبرت جميع ما في القرآن من لفظ {كَلََّا} وجدته على ما قاله الخليل كما تقدم {مَدًّا} جائز، ولا يوقف على يقول لعطف ما بعده على ما قبله {فَرْداً} كاف {عِزًّا}
جائز {كَلََّا} تام، لأنها للردع والزجر كالتي قبلها {ضِدًّا} تامّ {أَزًّا}
جائز، ومثله: فلا تعجل عليهم {عَدًّا} كاف، إن نصب يوم بمضمر، أو قطع
{نَدِيًّا} حسن، وكذا: ورئيا {مَدًّا} صالح {جُنْداً} تامّ، وكذا: هدى، ومردّا {وَوَلَداً} جائز {عَهْداً} تامّ، وأتم منه الوقف على: كلا لأنها زجر وردّ لما قبلها.
وقيل: إنها بمعنى حقّا. وإلا لم يحسن الوقف على {عَهْداً} دون {كَلََّا} {مَدًّا}
صالح {فَرْداً} كاف {عِزًّا} حسن، ويأتي في كلا ما مرّ فيها آنفا {ضِدًّا} تامّ {أَزًّا} صالح {تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ} مفهوم {عَدًّا} كاف، إن نصب ما بعده بالإغراء،(1/483)
عما قبله بالإغراء، وجائز إن نصب بنعدّ لهم، وإنما جاز، لأنه رأس آية {وَفْداً} جائز، وإنما جاز مع العطف، لأن هذا من عطف الجمل عند بعضهم {وِرْداً} حسن لئلا تشتبه بالجملة بعد التي لنفي شفاعة معبوداتهم، وردّا لقولهم: {هََؤُلََاءِ شُفَعََاؤُنََا عِنْدَ اللََّهِ} بالوصف لهم بالجملة {عَهْداً} جائز.
وقيل: تامّ، لأنه لو وصل لا يعطف {وَقََالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمََنُ وَلَداً} على {اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمََنِ عَهْداً}، وإن كان اتخذ موحدا على لفظ من، فإن قالوا عائد على معنى من، لأن من يصلح للجمع فيؤدي إذا إلى إثبات الشفعة لمن قال: اتخذ الرحمن ولدا، قاله السجاوندي، وتفيده عبارة أبي حيان، فانظرها إن شئت {وَلَداً} جائز {إِدًّا} كاف، ومعنى {إِدًّا} أي: منكرا {يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} جائز، قرأ أبو عمرو وأبو بكر بالياء والنون هنا وفي الشورى، وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وحفص عن عاصم بالياء والتاء وتشديد الطاء فيهما، وقرأ حمزة وابن عامر في هذه السورة بالياء والنون، وفي الشورى بالياء والتاء وتشديد الطاء {هَدًّا} ليس بوقف، لأن أن موضعها نصب بما قبلها، أي: بأن دعوا {وَلَداً} كاف. وقيل: تامّ {أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً} تامّ.
رسموا {آتِي الرَّحْمََنِ} بالياء كما ترى {عَبْداً} كاف، ومثله: عدّا {فَرْداً} تامّ، ومثله: ودّا، وكذا: لدّا، أي: شدادا في الخصومة، وهم الكفار {مِنْ قَرْنٍ} حسن {مِنْ أَحَدٍ} ليس بوقف، لعطف ما بعده بأو على ما قبله، آخر السورة: تامّ.
وجائز إن نصب بنعدّ، وإنما جاز لأنه رأس آية {وِرْداً} مفهوم {عَهْداً} صالح {اتَّخَذَ الرَّحْمََنُ وَلَداً} جائز {شَيْئاً إِدًّا} كاف {يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} مفهوم {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمََنِ وَلَداً} كاف {أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً} حسن {عَبْداً} كاف {عَدًّا} حسن {فَرْداً} تامّ {وُدًّا} كاف {قَوْماً لُدًّا} حسن {مِنْ قَرْنٍ} صالح، آخر السورة تام.(1/484)
سورة طه عليه الصلاة والسلام مكية (1)
مائة وثلاثون واثنتان في البصري، وأربع في المدنيين والمكيّ. وخمس في الكوفي، وأربعون في الشامي، وكلمها ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعون كلمة، وحروفها خمسة آلاف ومائتان وحرفان، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: فاعبدني، ولا برأسي، منها جميعا، معيشة ضنكا، لكان لزاما.
{طه} كاف، لمن جعلها اسما أو افتتاحا للسورة، فتكون في موضع نصب بفعل مضمر تقديره: اتل، أو اقرأ، وليس بوقف لمن فسر {طه} بيا إنسان لاتصاله بما بعده، أو سكن الهاء، بمعنى طإ الأرض بقدميك، فهو فعل أمر والهاء مفعول أو للسكت، أو مبدلة من الهمزة، أي: قلبوا الهمزة هاء فصار طه، وليس طه بوقف إن جعل طه قسما جوابه {مََا أَنْزَلْنََا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}
فلا يفصل بين القسم وجوابه، وأما الطاء والهاء حمزة وورش والكسائي. وأمال
سورة طه عليه السلام مكية {طه} تقدم الكلام عليه في سورة البقرة {لِمَنْ يَخْشى ََ} كاف، وكذا: العلى
__________
(1) وهي مائة وثلاثون وخمس في الكوفي، وأربع في الحجازي، واثنان في البصري، وأربعون في الشامي، والخلاف في إحدى وعشرين آية: {طه} [1]، و {مََا غَشِيَهُمْ} [78]، و {ضَلُّوا} [92] كوفي، {الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} [131]، و {مِنِّي هُدىً} [123] غير كوفي، {كَثِيراً} * فيهما (33، 34] غير بصري، {مَعَنََا بَنِي إِسْرََائِيلَ} [47]، و {أَوْحَيْنََا إِلى ََ مُوسى ََ} [77]، و {وَلََا تَحْزَنَ} [40] و {فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} [40] شامي، {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [41] سماوي، {مَحَبَّةً مِنِّي} [39] علوي، {فُتُوناً} [40] بصري، شامي.
{إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [89] و {وَعْداً حَسَناً} [86] إسماعيل، {أَلْقَى السََّامِرِيُّ} [87] غير إسماعيل، {أَسِفاً} [86] مدني، مكي، {إِلََهُ مُوسى ََ} [88] مدني، مكي {فَنَسِيَ}
[88] غير مدني، مكي {صَفْصَفاً} ح 106] سماوي، بصري وانظر: «التلخيص» (ص 326).(1/485)
أبو عمرو الهاء فقط والباقون بفتحهما {لِتَشْقى ََ} ليس بوقف، للاستثناء بعده {لِمَنْ يَخْشى ََ} كاف، إن نصب ما بعده بفعل مقدّر، أي: نزّله تنزيلا، وليس بوقف إن نصب تنزيلا بدل اشتمال من تذكرة أو جعل تنزيلا حالا لا مفعولا له، لأن الشيء لا يعلل بنفسه، إذ يصير التقدير، ما أنزلنا القرآن إلا للتنزيل {الْعُلى ََ} كاف، ومثله: استوى. ومنهم من يجعل {لَهُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ} من صلة استوى وفاعل استوى ما الموصولة بعده، أي: استوى الذي له ما في السموات، فعلى هذا يكون الوقف على العرش تامّا، كذا يروى عن ابن عباس وإنه كان يقف على العرش وهو بعيد، إذ يبقى قوله: {الرَّحْمََنُ عَلَى الْعَرْشِ} كلاما تامّا، ولا يصح ذلك. انظر السمين {الثَّرى ََ} تامّ، ومثله: وأخفى {إِلََّا هُوَ} حسن {الْحُسْنى ََ} تامّ {حَدِيثُ مُوسى ََ} ليس بوقف، لأن إذ ظرف منصوب بما قبله، وهو الإتيان، ومن وقف جعل إذ ظرفا منصوبا بمحذوف مقدّما، أي: اذكر إذ، أو بعده، أي: إذا رأى نارا كان كيت وكيت {إِذْ رَأى ََ نََاراً} جائز، ومثله: امكثوا {هُدىً} كاف {نُودِيَ يََا مُوسى ََ} حسن، لمن قرأ إني بكسر الهمزة، لأن النداء بمعنى القول، وهي تكسر بعده، وليس بوقف لمن فتحها، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وموضعها رفع، لأنه قام مقام الفاعل في نودي، وحذف تعظيما {نَعْلَيْكَ}
جائز، للابتداء بإن {طُوىً} كاف، ومثله: وأنا اخترتك، لمن قرأ: وأنا اخترتك بالتخفيف، فأنا مبتدأ، وليس بوقف على قراءة حمزة وأنا اخترناك بفتح الهمزة، وأنا بالتشديد عطفا على أن بفتح الهمزة {لِمََا يُوحى ََ} ليس بوقف، لأن قوله: {إِنَّنِي أَنَا اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا أَنَا} بيان وتفسير للإبهام في: لما يوحى، فلا يفصل بين المفسر والمفسر
{اسْتَوى ََ} تامّ، وكذا: الثرى، و: أخفى {إِلََّا هُوَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {الْحُسْنى ََ} تامّ {هُدىً} كاف. وقال أبو عمرو: تامّ {طُوىً} حسن. وقال(1/486)
{فَاعْبُدْنِي} جائز. وقيل: لا يجوز للعطف {لِذِكْرِي} تامّ، واستحسن أبو جعفر أن خبر أكاد محذوف تقديره: أكاد أظهرها، أو آتى بها لقربها إلا إن كان أخفى من الأضداد بمعنى الإظهار، فالوقف على أكاد والأكثر على الوصل.
وحاصل معنى الآية أنه يحتمل الظهور والستر، فإذا كان معناها الظهور اتصلت بما بعدها في المعنى تقديره: أظهرها لتجزى، وإذا كان معناها الستر تعلقت اللام بما قبلها، أي: هي آتية لتجزى وهو تفصيل حسن {بِمََا تَسْعى ََ}
كاف، ومثله: فتردى {يََا مُوسى ََ} كاف {عَلى ََ غَنَمِي} جائز {أُخْرى ََ}
كاف {يََا مُوسى ََ} جائز {تَسْعى ََ} كاف، سيرتها الأولى، كذلك على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على: خذها، وعليه فلا يوقف على، لا تخف، ولا على: الأولى {آيَةً أُخْرى ََ} جائز، إن أضمر فعل بعدها، أي:
فعلنا ذلك لنريك من آياتنا، فمن آياتنا مفعول لنريك. والثاني الكبرى، أو من آياتنا المفعول الثاني، والكبرى صفة لآياتنا، وهو المختار {الْكُبْرى ََ} تامّ، لاستئناف الأمر {طَغى ََ} كاف {مِنْ لِسََانِي} ليس بوقف، لأن قوله:
{يَفْقَهُوا قَوْلِي} جواب قوله: واحلل عقدة {يَفْقَهُوا قَوْلِي} جائز، ومثله:
من أهلي، إن نصب هارون بفعل مقدّر، أي: أخص هارون، وكذا يوقف على أهلي إن جعل أخي مبتدأ واشدد خبره، وليس من أهلي بوقف إن جعل هارون بدلا من وزيرا، ويوقف على أهلي إن جعلت همزة أشدد همزة وصل، وليس أهلي، وكذا: أخي بوقف على قراءة ابن عامر، أشدد بفتح همزة المتكلم وجزم الفعل جوابا للأمر في قوله: واجعلي لي وزيرا، فكأنه قال: اجعل لي وزيرا اشدد
أبو عمرو: كاف {فَاعْبُدْنِي} جائز {لِذِكْرِي} تامّ {بِمََا تَسْعى ََ} كاف. وقيل:
الوقف على أكاد أخفيها {فَتَرْدى ََ} تامّ {يََا مُوسى ََ} كاف {مَآرِبُ أُخْرى ََ} حسن {يََا مُوسى ََ} صالح. وقال أبو عمرو: كاف {تَسْعى ََ} كاف، وكذا: الأولى {الْكُبْرى ََ} تامّ {طَغى ََ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {يَفْقَهُوا قَوْلِي} صالح(1/487)
به أزري وأشركه بضم الهمزة وجزم الفعل، لأنه يجزم أشدد جوابا لقوله:
واجعل، وأشركه عطف عليه، وعلى قراءته لا يوقف على {أَزْرِي} لعطف ما بعده على ما قبله، وعلى قراءة غير فالوقف على {أَزْرِي} حسن، وذلك أنّ وأشركه دعاء ثان، فالوقف فاصل بين الدعوتين، ولا يوقف من قوله: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً} إلى {كَثِيراً} الثاني، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، وإن جعلت همزة أشدد همزة وصل جاز {كَثِيراً} الثاني كاف {بَصِيراً} تامّ {سُؤْلَكَ يََا مُوسى ََ} جائز، عند قوم. ثم لا وقف من قوله: ولقد مننا إلى أليم، فلا يوقف على {أُخْرى ََ} للتعليل بعده، ولا على: يوحى، لأن أن اقذفيه تفسير ما يوحي، فلا يفصل بين المفسر والمفسر، أو أن مصدرية ومحلها نصب بدل من ما فيما يوحي {فِي الْيَمِّ} حسن {بِالسََّاحِلِ} ليس بوقف، لأن قوله: {يَأْخُذْهُ} جواب الأمر، وهو قوله: فليلقه {وَعَدُوٌّ لَهُ} جائز {مَحَبَّةً مِنِّي} ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله على قراءة الجمهور، ولتصنع بكسر لام كي ونصب الفعل. ومن قرأ: ولتصنع بسكون اللام والجزم وقف على: عيني، ولو وصله لصار إذا ظرفا لتصنع، وليس بظرف له، ومن قرأ:
ولتصنع بفتح التاء والنصب، أي: لتعمل أنت يا موسى بمرأى مني فلا يوقف على: عيني {مَنْ يَكْفُلُهُ} جائز {وَلََا تَحْزَنَ} كاف، لأنه آخر الكلام ورأس آية {فُتُوناً} حسن، ومثله: على قدر يا موسى، ولنفسي، وبآياتي، وذكري {طَغى ََ} جائز {أَوْ يَخْشى ََ} كاف {قَوْلًا لَيِّناً} ليس بوقف، لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام كي. وقرأ أبو معاذ {قَوْلًا لَيِّناً} فخفف لين كميّت وميت. قال السدّي: أوحى الله إلى موسى أن يذهب إلى فرعون هو
{أَخِي} جائز: إن جعلت همزة {اشْدُدْ} همزة وصل، وإلا فلا، لأن أشدد حينئذ للمتكلم جوابا للأمر {كَثِيراً} جائز {بَصِيراً} تامّ {يََا مُوسى ََ} صالح، وكذا:
وعدوّ له، ومن يكفله، ولا تحزن {فُتُوناً} كاف، وكذا: قدر يا موسى. وقيل: الوقف على قدر {فِي ذِكْرِي} صالح، وكذا: طغى {أَوْ يَخْشى ََ} كاف {يَطْغى ََ} حسن(1/488)
وهارون، وأن يقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. فقال له موسى: هل لك أن يردّ الله عليك شبابك ويردّ مناكحك ومشاربك، وإذا متّ دخلت الجنة وتؤمن؟ فكان هذا القول اللين، فركن إليه وقال مكانك حتى يأتي هامان، فلما جاء قال له أتعبد بعد أن كنت تعبد أنا أردّك شابا فخضبه بالسواد، فكأنه أول من خضب، وفي الرواية ليس في القرآن من الله لفظ لعلّ، وعسى إلا وقد كان فلما قال تعالى: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ََ} تذكر وخشي حيث لم ينفعه بعد أن أدركه الغرق {أَوْ أَنْ يَطْغى ََ} حسن {لََا تَخََافََا} جائز، ومثله: وأرى {رَسُولََا رَبِّكَ} ليس بوقف لمكان الفاء {وَلََا تُعَذِّبْهُمْ} حسن، لأن قد لتوكيد الابتداء، ومثله: بآية من ربك {الْهُدى ََ} كاف، ومثله: وتولى، وكذا: يا موسى و {ثُمَّ هَدى ََ}، و {الْأُولى ََ}، و {فِي كِتََابٍ} كلها وقوف كافية {وَلََا يَنْسى ََ} تامّ، لأنه آخر كلام موسى وما بعده من كلام الله مستأنف، فالذي خبر مبتدإ محذوف أو منصوب بإضمار أمدح، وليس بوقف إن جعل بدلا أو صفة لربي، وعليهما فلا يوقف على: في كتاب {سُبُلًا}
ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {مََاءً} حسن لأنه آخر كلام موسى على القول الثاني. ثم قال تعالى: {فَأَخْرَجْنََا بِهِ} إلى قوله: أنعامكم {شَتََّى} كاف، ومثله: أنعامكم {لِأُولِي النُّهى ََ} تامّ، ومثله: {تََارَةً أُخْرى ََ}، و {فَكَذَّبَ وَأَبى ََ}، و {بِسِحْرِكَ يََا مُوسى ََ} كلها وقوف تقرب من التام {بِسِحْرٍ مِثْلِهِ} جائز، ومثله موعدا {مَكََاناً سُوىً} كاف {يَوْمُ الزِّينَةِ} ليس بوقف، سواء رفع يوم أو نصب لأن قوله، وأن يحشر الناس ضحى موضع أن رفع لمن رفع يوم أو نصب لمن نصبها. وقرئ شاذا، وأن تحشر بتاء
{أَسْمَعُ وَأَرى ََ} مفهوم {مِنْ رَبِّكَ} حسن، وكذا: الهدى، وتولى أحسن {يََا مُوسى ََ} كاف، وكذا: ثم هدى، والأولى {مِنَ السَّمََاءِ مََاءً} صالح {مِنْ نَبََاتٍ شَتََّى} حسن {أَنْعََامَكُمْ} صالح {لِأُولِي النُّهى ََ} حسن {تََارَةً أُخْرى ََ} تامّ {فَكَذَّبَ وَأَبى ََ} كاف {بِسِحْرٍ مِثْلِهِ} صالح، وكذا: موعدا {سُوىً} كاف،(1/489)
الخطاب، وأن يحشر بياء الغيبة ونصب الناس في القراءتين والضمير فيهما لفرعون، أي: وأن تحشر يا فرعون أو أن يحشر فرعون الناس {ثُمَّ أَتى ََ} كاف {بِعَذََابٍ} حسن، لاختلاف الجملتين {مَنِ افْتَرى ََ} كاف {بَيْنَهُمْ} جائز {النَّجْوى ََ} كاف، على قراءة من قرأ: إن هذان لساحران على أن إن حرف جواب كنعم، وهذان مبتدأ ولساحران خبره واللام زائدة: كذا أوّله بعضهم بجعل إن بمعنى نعم، وحكي أن رجلا قال لابن الزبير: لعن الله ناقة حملتني إليك. فقال إن وراكبها، أي: نعم، ولعن راكبها، وفيه دخول اللام على خبر المبتدإ غير المؤكد بإن المكسورة، ومثله: لا يقع إلا ضرورة كقوله:
أمّ الحليس لعجوز شهر به ... ترضى من اللّحم بعظم الرّقبه
{الْمُثْلى ََ} كاف، ومثله: صفا، وكذا: من استعلى، وأوّل من ألقى {بَلْ أَلْقُوا} جائز {تَسْعى ََ} كاف، ومثله: خيفة موسى {لََا تَخَفْ} جائز {الْأَعْلى ََ} كاف {مََا صَنَعُوا} حسن، ومثله: كيد ساحر {حَيْثُ أَتى ََ}
كاف، وقرئ كيد سحر بغير ألف وعليها يكون الوقف كافيا {سُجَّداً} جائز {بِرَبِّ هََارُونَ وَمُوسى ََ} كاف {قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} حسن، على استئناف ما بعده {عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} جائز، لتضمن اللام والنون معنى القسم. كذا قيل، وفيه نظر لأن الكلام صادر من واحد، فلا وقف إلى وأبقى ولو كان صادرا من اثنين لكان الوقف عليه، وعلى جذوع النخل كذلك {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}
حسن، للابتداء بلام القسم {عَذََاباً وَأَبْقى ََ} كاف {وَالَّذِي فَطَرَنََا} حسن، الواو للقسم، ودليل جوابه ما قبله، وهو لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات
وكذا: ضحى {ثُمَّ أَتى ََ} حسن، وكذا: بعذاب {مَنِ افْتَرى ََ} كاف، وكذا:
النجوى، وصفا، ومن استعلى، ومن ألقى {بَلْ أَلْقُوا} صالح {تَسْعى ََ} كاف، وكذا: خيفة موسى {لََا تَخَفْ} جائز {الْأَعْلى ََ} كاف {مََا صَنَعُوا} حسن.
وكذا كيد ساحر {حَيْثُ أَتى ََ} جائز، وكذا: هارون وموسى {أَنْ آذَنَ لَكُمْ} صالح(1/490)
كما تقول لن أقوم والله، فما قبل القسم قد كفى عن جوابه، والجواب محذوف، أي: وحق الذي فطرنا لا نؤثرك على الحق، والأصح أن الواو للعطف على ما جاءنا، أي: وعلى الذي فطرنا لما لاحت لهم حجة الله في المعجز {مََا أَنْتَ قََاضٍ} حسن، ومثله: الحياة الدنيا {خَطََايََانََا} ليس بوقف، لأن موضع ما نصب بالعطف على خطايانا، أي: ويغفر لنا ما أكرهتنا عليه من السحر، فما اسم ناقص، ومن جعل ما نافية وقف على خطايانا {مِنَ السِّحْرِ} تامّ {وَأَبْقى ََ} تامّ، على أن ما بعده من كلام الله، وليس بوقف إن جعل من كلام السحرة {مُجْرِماً} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {جَهَنَّمَ}
جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن كان صفة لها {وَلََا يَحْيى ََ}
كاف {الدَّرَجََاتُ الْعُلى ََ} كاف، إن رفعت جنات على الاستئناف خبر مبتدإ محذوف وجائز إن رفعتها بدلا من الدرجات، وإنما جاز الوقف لأنه رأس آية {خََالِدِينَ فِيهََا} حسن {مَنْ تَزَكََّى} تامّ {يَبَساً} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفة لطريقا، بمعنى لا تخاف فيه، وكذا ليس بوقف على قراءة حمزة، لا تخف بالجزم جواب الأمر وهو فاضرب، أي: أن تضرب لهم طريقا في البحر لا تخف دركا. ثم تبتدئ ولا تخشى، فلا نافية، أي: أي وأنت لا تخشى غرقا، وإن جعلته مجزوما بالعطف على لا تخف لم يوقف على دركا، ويجوز جعل لا تخاف جواب الأمر وأثبتوا الألف فيه قياسا على قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد
{عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} مفهوم {عَذََاباً وَأَبْقى ََ} حسن، وكذا: والذي فطرنا، و: ما أنت قاض، وهذه الحياة الدنيا {مِنَ السِّحْرِ} تامّ، وكذا: خير وأبقى {وَلََا يَحْيى ََ} كاف {الدَّرَجََاتُ الْعُلى ََ} صالح، وإنما جاز ذلك مع أن جنات بدل من الدرجات لأنه رأس آية {خََالِدِينَ فِيهََا} تامّ وكذا: من تزكى {فِي الْبَحْرِ يَبَساً} صالح {وَلََا تَخْشى ََ}(1/491)
{وَلََا تَخْشى ََ} تامّ {مََا غَشِيَهُمْ} كاف {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} جائز {وَمََا هَدى ََ} تامّ، للابتداء بالنداء {مِنْ عَدُوِّكُمْ} جائز، ومثله: الأيمن {وَالسَّلْوى ََ} كاف {وَلََا تَطْغَوْا فِيهِ} ليس بوقف لأن فيحلّ منصوب بإضمار أن بعد الفاء في جواب النهي {غَضَبِي} كاف، للابتداء بالشرط {فَقَدْ هَوى ََ} كاف، ومثله: ثم اهتدى، وكذا: يا موسى {عَلى ََ أَثَرِي}
جائز {لِتَرْضى ََ} كاف {مِنْ بَعْدِكَ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله {السََّامِرِيُّ} كاف، ومثله: أسفا، وكذا: وعدا حسنا {الْعَهْدُ} حسن، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام كأنه قال أأردتم أن يحلّ عليكم {مَوْعِدِي} حسن {بِمَلْكِنََا} ليس بوقف لحرف الاستدراك، وقرئ بتثليث الميم بفتحها وضمها وكسرها تقول: ملك الله كل شيء ملكا بضم الميم، وملك غيره الشيء ملكا وملكا بفتحها وكسرها، وبهما قرئ هنا {فَقَذَفْنََاهََا} جائز، ومثله: السامريّ {فَنَسِيَ} تامّ، للابتداء بالاستفهام {وَلََا نَفْعاً} كاف، على أن معطوف لا الثانية داخل. وإن جعل في معنى النفي المستأنف حسن الوقف على قولا. والأول أقوى في المعنى لأنه أراد أن ينفي القول مع ترك الضرّ والنفع {فُتِنْتُمْ بِهِ} حسن {وَأَطِيعُوا أَمْرِي} كاف {عََاكِفِينَ} ليس بوقف لأن ما بعده علة في زوال ما قبل حتى لأنهم غيوا عبادتهم إلى رجوع موسى و {مُوسى ََ} كاف {أَلََّا تَتَّبِعَنِ}
جائز، أن هي الناصبة للمضارع ويسبك مصدرا، أي: ما منعك من اتباعي،
تامّ، ومن قرأ: لا تخف بالجزم جواب الأمر، وهو فاضرب لم يقف على يبسا، والتقدير أن تضرب لهم طريقا في البحر لا تخف دركا وأنت لا تخشى غرقا، والوقف في هذه القراءة على تخف {دَرَكاً} كاف {مََا غَشِيَهُمْ} كاف {وَمََا هَدى ََ} تامّ {وَالسَّلْوى ََ} حسن {عَلَيْكُمْ غَضَبِي} كاف {فَقَدْ هَوى ََ} تامّ، وكذا: ثم اهتدى {يََا مُوسى ََ} كاف {عَلى ََ أَثَرِي} مفهوم {لِتَرْضى ََ} كاف {السََّامِرِيُّ} حسن(1/492)
أي: أيّ شيء منعك، فموضع أن نصب مفعول ثان لمنع ولا زائدة، أي: ما منعك أن تتبعني {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} كاف {وَلََا بِرَأْسِي} جائز، للابتداء بأن {قَوْلِي} كاف، ومثله: يا سامريّ اسمه موسى بن ظفر من أهل مصر كان من القوم الذين يعبدون البقر، ولما همّ موسى عليه السلام بقتله أوحى الله إليه لا تقتله إنه كان سخيّا، وقيل فيه:
إذا المرء لم يخلق سعيدا من الأزل ... فخاب مربيه وخاب المؤمّل
فموسى الذي ربّاه جبريل كافر ... وموسى الذي ربّاه فرعون مرسل
{لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} جائز، ولم يبلغ درجة التمام، لأن ما بعده كالجواب {نَفْسِي} كاف {لََا مِسََاسَ} حسن. يعني لا تخالط الناس إلى أن تموت {لَنْ تُخْلَفَهُ} جائز، ومثله: ظلت عليه عاكفا، لأن اللام التي بعده معها قسم محذوف فكأنه قال والله لنحرّقنه {نَسْفاً} تامّ {إِلََّا هُوَ} حسن {عِلْماً} تامّ {مََا قَدْ سَبَقَ} حسن، ومثله: ذكرا، وكذا وزرا {خََالِدِينَ فِيهِ} كاف، خالدين حال من فاعل يحمل {حِمْلًا} تامّ، إن نصب يوم بالإغراء وجائز إن نصب بدلا من يوم القيامة، لأنه رأس آية {زُرْقاً} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال {عَشْراً} كاف {يَوْماً} تامّ {نَسْفاً} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفا على ما قبله {أَمْتاً} كاف، إن جعل يومئذ
{أَسِفاً} كاف {وَعْداً حَسَناً} حسن، وكذا: موعدي {بِمَلْكِنََا} مفهوم، وكذا:
فقذفناها {فَنَسِيَ} تامّ، وكذا: ولا نفعا {فُتِنْتُمْ بِهِ} حسن {وَأَطِيعُوا أَمْرِي} كاف، وكذا: موسى {تَتَّبِعَنِ} جائز {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} حسن، وكذا:
قولي {يََا سََامِرِيُّ} كاف، وكذا لنفسي {لََا مِسََاسَ} حسن {لَنْ تُخْلَفَهُ} صالح {نَسْفاً} تامّ {إِلََّا هُوَ} جائز {عِلْماً} تامّ {مََا قَدْ سَبَقَ} حسن، وكذا ذكرا، ووزرا {خََالِدِينَ فِيهِ} كاف {حِمْلًا} تامّ، إن نصب ما بعده بالإغراء، وجائز إن(1/493)
متعلقا بيتبعون، وجائز إن جعل متعلقا بما قبله. قال مجاهد: لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، أي: لا ارتفاعا ولا انخفاضا {لََا عِوَجَ لَهُ} جائز: ومثله:
للرحمن {إِلََّا هَمْساً} كاف الشفاعة ليس بوقف لأن ما بعد إلا منصوب بما قبلها، أي: لا تنفع الشفاعة إلا الرجل المأذون له في شفاعته {قَوْلًا} تامّ {وَمََا خَلْفَهُمْ} جائز {عِلْماً} تامّ {لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} كاف {ظُلْماً} تامّ، للابتداء بالشرط {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط فلا يفصل بينهما {وَلََا هَضْماً} تامّ، ومثله: ذكرا {الْمَلِكُ الْحَقُّ} حسن، ومثله: وحيه، وكذا علما، ومثله: عزما {إِلََّا إِبْلِيسَ أَبى ََ} كاف {وَلِزَوْجِكَ} جائز {فَتَشْقى ََ} كاف، مثله: تعرى لمن قرأ وإنك بكسر الهمزة على الاستئناف وبها قرأ نافع وعاصم وليس بوقف لمن قرأها بالفتح، لأنها محمولة على ما قبلها من اسم إن، أي: إن لك انتفاء الجوع والعري وانتفاء الظمإ والضحى فيها {وَلََا تَضْحى ََ} كاف {الشَّيْطََانُ} جائز، ومثله: لا يبلى {فَأَكَلََا مِنْهََا} ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء أوجبه ما قبلها {مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} حسن {فَغَوى ََ} جائز، ووصله بما بعده أجود {وَهَدى ََ} تامّ {مِنْهََا جَمِيعاً} كاف، على استئناف ما بعده مبتدأ وخبره عدوّ، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع نصب حالا من الضمير في اهبطا، أي: اهبطا في هذه الحالة بعضكم لبعض عدوّ، و {عَدُوٌّ} كاف،
نصب بدلا من يوم القيامة لأنه رأس آية {إِلََّا عَشْراً} كاف {إِلََّا يَوْماً} تامّ، وكذا:
ولا أمتا {لََا عِوَجَ لَهُ} صالح {إِلََّا هَمْساً} كاف {وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} تامّ، وكذا به علما {لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} حسن {مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} تامّ، وكذا: ولا هضما، ولهم ذكرا، والملك الحق، ووحيه، وعلما، وعزما {إِبْلِيسَ أَبى ََ} كاف {فَتَشْقى ََ} صالح {وَلََا تَعْرى ََ} كاف، لمن قرأ: وإنك بكسر الهمزة {وَلََا تَضْحى ََ} تامّ {لََا يَبْلى ََ}
كاف، وكذا: من ورق الجنة {فَغَوى ََ} صالح، وإن وصل بما بعده فأحسن {وَهَدى ََ}(1/494)
ولا وقف من قوله، فأما إلى يشقى، فلا يوقف على هدى ولا على هداي لأن فلا جواب إما وإما هذه كلمتان إن التي للشرط، ودخلت عليها ما وهذه خلاف أما التي للعطف فإنها كلمة واحدة {وَلََا يَشْقى ََ} حسن {ضَنْكاً}
جائز، لمن قرأ ونحشره بالنون ورفع الفعل على الاستئناف، وليس بوقف على قراءة أبان بن ثعلبة في آخرين بسكون الراء بالجزم عطفا على محل جزاء الشرط، وهو الجملة من قوله: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} فإن محلها الجزم قال في الخلاصة:
والفعل من بعد الجزا إن يقترن ... بالفا أو الواو بتثليث قمن
وجزم أو نصب لفعل إثر فا ... أو واو فإن بالجملتين اكتنفا
وقرئ أيضا بياء الغيبة. قال بعضهم: والمعيشة الضنك أن يسلب العبد القناعة حتى لا يشبع {أَعْمى ََ} الأول كاف، والثاني ليس بوقف، لأن بعده واو الحال، كأنه قال لم حشرتني أعمى، وقد كانت هذه حالتي {بَصِيراً}
كاف، ومثله تنسى {مَنْ أَسْرَفَ} ليس بوقف، لأن ما بعده من تمام شرطه {بِآيََاتِ رَبِّهِ} كاف، لأن بعده لام الابتداء {وَأَبْقى ََ} تامّ {فِي مَسََاكِنِهِمْ}
حسن {لِأُولِي النُّهى ََ} تامّ {مِنْ رَبِّكَ} ليس بوقف، لأن جواب لولا لم يأت بعد وهو: {لَكََانَ لِزََاماً} و {لِزََاماً} جائز عند بعضهم، أي: وله أجل مسمى، وليس بوقف إن عطف وأجل مسمى على كلمة، أي: ولولا أجل مسمى لكان العذاب لازما لهم، وأصل اللزام الأخذ باليد أو عطف على الضمير عائد على الأخذ العاجل المدلول عليه بالسياق، وقد قام الفصل بالخبر مقام التوكيد، والتقدير، ولولا سبقت كلمة من ربك لكان الأخذ العاجل
حسن {مِنْهََا جَمِيعاً} كاف، وكذا: لبعض عدوّ {وَلََا يَشْقى ََ} حسن {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيََامَةِ أَعْمى ََ} كاف، وكذا: بصيرا، وتنسى {بِآيََاتِ رَبِّهِ} تامّ، وكذا: أشدّ(1/495)
وأجل مسمى لازمين لهم كما كانا لازمين لعاد وثمود ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل، انظر السمين {وَقَبْلَ غُرُوبِهََا} حسن، ومثله:
ترضى {أَزْوََاجاً مِنْهُمْ} ليس بوقف إن نصب زهرة بدلا من موضع الموصول أو بدلا من محل به أو نصب على الحال من الهاء في به، ويجوز أن تنصب بفعل مقدر، أي: جعلناهم زهرة أو نصبت على الذمّ أو نصبت على المفعول به، أي: متعناهم زهرة الحياة الدنيا، أي: من زهرة كقوله تعالى: {وَاخْتََارَ مُوسى ََ قَوْمَهُ} أي: من قومه وقول الراعي: اخترتك الناس إذ رثت خلائقهم أي:
من الناس فلما حذف من وصل الفعل فنصب {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} تامّ، ومثله:
وأبقى {عَلَيْهََا} حسن، ومثله رزقا و {نَرْزُقُكَ} أحسن منه {لِلتَّقْوى ََ}
تامّ {مِنْ رَبِّهِ} كاف، ومثله: الأولى {بِعَذََابٍ مِنْ قَبْلِهِ} ليس بوقف: لأن قوله: لقالوا جواب لو، وكذا: لولا أرسلت إلينا رسولا، ليس بوقف لأن قوله:
فنتبع منصوب بإضمار أن بعد الفاء لأنه في تأويل هلا أرسلت إلينا رسولا. وهذا معناه التحضيض والأمر، وهو يكون لمن فوق المخاطب سؤالا وطلبا {وَنَخْزى ََ}
كاف {فَتَرَبَّصُوا} حسن، لأن ما بعده في تأويل الجواب لما قبله، وهو وعيد من الله تعالى فلا يفصل جوابه عنه لأنه لتأكيد الواقع، والوقف على متربص أحسن، لأن جملة التهديد داخلة في الأمر، آخر السورة: تام.
وأبقى {فِي مَسََاكِنِهِمْ} حسن {لِأُولِي النُّهى ََ} تامّ، وكذا: وأجل مسمى {وَقَبْلَ غُرُوبِهََا} كاف {تَرْضى ََ} حسن {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} تامّ، وكذا: وأبقى {لََا نَسْئَلُكَ رِزْقاً} صالح {نَحْنُ نَرْزُقُكَ} تام وكذا: للتوقى {مِنْ رَبِّهِ} كاف، وكذا: الأولى {وَنَخْزى ََ} حسن، وكذا: فتربصوا، آخر السورة: تامّ.(1/496)
سورة الأنبياء عليهم السلام مكية بإجماع (1)
وهي مائة واثنتا عشرة آية، وكلمها ألف ومائة وثمانية وستون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وثمانمائة وتسعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان: بل أكثرهم لا يعلمون، ولا يشفعون، ولا وقف من أوّل السورة إلى معرضون، فلا يوقف على حسابهم، لأن الجملة بعده في موضع الحال، فكأنه قال: اقترب للناس حسابهم في حال غفلتهم {مُعْرِضُونَ} كاف، ولا يوقف على استمعوه، لأن قوله: وهم يلعبون جملة في موضع الحال أيضا كأنه قال في حال غفلتهم ولعبهم، ويجوز أن يكون حالا مما عمل فيه استمع، أي: إلا استمعوه لاعبين {يَلْعَبُونَ} جائز، وإن كان ما بعده منصوبا على الحال من ضمير استمعوه. فهي حال بعد حال، فهي حال متداخلة {قُلُوبُهُمْ} حسن {النَّجْوَى} كاف، إن جعل ما بعده مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ وخبره الجملة من قوله: هل هذا إلا بشر مثلكم أو نصب بأعني أو رفع الذين بفعل مقدّر تقديره يقول الذين، وليس بوقف في بقيّة الأوجه، وحاصلها أن في محل الذين الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجرّ. فالرفع من ستة أوجه: أحدها: أنه بدل من واو وأسرّوا. أو أنه فاعل والواو علامة جمع دلت على جمع الفاعل أو الذين مبتدأ، وأسرّوا جملة خبرية قدّمت على المبتدإ، ويعزى هذا للكسائي أو الذين مرفوع بفعل مقدّر تقديره يقول الذين، أو أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين أو مبتدأ وخبره الجملة من قوله: هل هذا إلا بشر مثلكم، والنصب من وجهين: أحدهما الذمّ، والثاني
سورة الأنبياء عليهم السلام مكية {مُعْرِضُونَ} تامّ {لََاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} كاف، وكذا: وأسرّوا النجوى إن جعل ما
__________
(1) وهي مائة واثنتا عشرة آية في الكوفي، وإحدى عشرة آية في الباقي والخلاف في آية واحدة هي:
{وَلََا يَضُرُّكُمْ} [66] كوفي، وانظر: «التلخيص» (332).(1/497)
إضمار أعني، والجرّ من وجهين أيضا: أحدهما النعت، والثاني البدل من الناس، والتقدير: اقترب للناس الذين ظلموا حسابهم وهم في غفلة، ويعزى هذا للفراء، وفي رفع الذين بفعله وهو أسروا بعد إلا أنه جمع على لغة قليلة كما قال الشاعر:
ولكن ديافي أبوه وأمّه ... بحوران يعصرن السليط أقاربه (1)
أراد يعصر أقاربه السليط فجمع وإنما لم يوقف على ظلموا لأن قوله: هل هذا إلا بشر هو النجوى كقوله: فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. قال أنتم شرّ مكانا، والكلمة التي أسرّها هي قوله: أنتم شرّ مكانا، وقد علمت ما يخصنا من هذه الأوجه {مِثْلُكُمْ} كاف، للابتداء بالاستفهام {السِّحْرَ}
ليس بوقف لأن جملة، وأنتم تبصرون في موضع الحال، فكأنه قال وهذه حالتكم {تُبْصِرُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} جائز {الْعَلِيمُ} كاف {أَحْلََامٍ}
جائز، و: مثله: افتراه، و: بل هو شاعر، وذلك أن كل جملة تقوم بنفسها إلا أنها ليست تامة وإنما فصل بينها لاختلافهم في مقالاتهم في نسبة السحر إليه {بِآيَةٍ} ليس بوقف لأن موضع الكاف جرّ. على النعت لآية {الْأَوَّلُونَ}
كاف، ومثله: أهلكناها للاستفهام بعدها {أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ} تامّ {نُوحِي إِلَيْهِمْ} حسن {لََا تَعْلَمُونَ} تام {الطَّعََامَ} كاف، ومثله: خالدين {الْوَعْدَ} ليس بوقف، لأن بعده تفسير له وهو النجاة والإهلاك وهو الوعد
بعده مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أو منصوبا بأعني، وليس بوقف إن جعل بدلا من الضمير في أسرّوا {مِثْلُكُمْ} كاف {تُبْصِرُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} جائز {الْعَلِيمُ}
كاف {بَلْ هُوَ شََاعِرٌ} صالح {الْأَوَّلُونَ} تامّ {أَهْلَكْنََاهََا} كاف {أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ}
تامّ {لََا تَعْلَمُونَ} حسن {لََا يَأْكُلُونَ الطَّعََامَ} كاف، وكذا: خالدين {الْمُسْرِفِينَ}
تامّ {فِيهِ ذِكْرُكُمْ} جائز {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تامّ {آخَرِينَ} كاف، وكذا: يركضون،
__________
(1) قدم الشاعر المفعول به وأخّر الفاعل وهذا جائز.(1/498)
{الْمُسْرِفِينَ} تامّ {فِيهِ ذِكْرُكُمْ} حسن {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تامّ {آخَرِينَ}
كاف {بَأْسَنََا} ليس بوقف، لأن قوله: إذا هم جواب لما {يَرْكُضُونَ} كاف {لََا تَرْكُضُوا} جائز {تُسْئَلُونَ} كاف، ومثله: ظالمين {خََامِدِينَ} تامّ، ومثله: لاعبين {مِنْ لَدُنََّا} تامّ، إن جعلت إن بمعنى ما، أي: ما كنا فاعلين، وليس بوقف إن جعلت إن شرطية وجوابها محذوف لدلالة لو عليه، والتقدير لو كنا فاعلين اتخذناه ولكنا لا نفعل ذلك {فََاعِلِينَ} كاف {فَيَدْمَغُهُ}
ليس بوقف لأن قوله: فإذا هو زاهق تفسير لما يكون من الدمغ وهو مهلك للشرّ، فكذلك الحق يهلك الباطل {فَإِذََا هُوَ زََاهِقٌ} حسن {مِمََّا تَصِفُونَ}
تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن، وقيل: كاف على استئناف ما بعده بجعل من مبتدإ خبره لا يستكبرون وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفا على ما قبله ويكون الوقف على: ومن عنده، ثم يبتدئ لا يستكبرون عن عبادته {وَلََا يَسْتَحْسِرُونَ} كاف، إن جعل يسبحون مستأنفا. وليس بوقف إن جعل في موضع مسبحين، أي: لا يكلون من التسبيح ولا يسأمون {لََا يَفْتُرُونَ} كاف {يُنْشِرُونَ} تامّ، نعت لآلهة. ينشرون، أي: يحيون ويخلقون، يقال أنشر الله الموتى: أي أحياهم ونشروا، أي: أحيوا، ومنه قول الشاعر أعشى قيس:
لو أسندت ميتا إلى نحرها ... عاش ولم ينقل إلى قابر
حتى يقول الناس ممّا رأوا ... يا عجبا للميت الناشر
أي: الحي بعد موته {لَفَسَدَتََا} كاف {يَصِفُونَ} تامّ {عَمََّا يَفْعَلُ}
حسن {وَهُمْ يُسْئَلُونَ} كاف {آلِهَةً} حسن ومثله: برهانكم لأن هذا
وتسألون، وظالمين {خََامِدِينَ} تامّ {لََاعِبِينَ} حسن {مِنْ لَدُنََّا} تام: إن جعلت إن بمعنى ما، وإلا فليس بوقف {فََاعِلِينَ} كاف، وكذا: زاهق {تَصِفُونَ} حسن {وَالْأَرْضِ} كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل ذلك عطفا على ما(1/499)
مبتدأ، والجملة مفعول قل {وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} حسن، ومثله: الحق على قراءة من قرأ بالنصب، وهي قراءة العامة مفعولا لقوله: لا يعلمون، أو هو مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة كما تقول: هذا عبد الله الحق لا الباطل، ومن قرأه بالرفع وهو الحسن على إضمار مبتدإ، أي: هو الحق كما قال الشاعر:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا
أي: هذه خولان جاز الوقف على: يعلمون {مُعْرِضُونَ} تامّ {إِلََّا نُوحِي إِلَيْهِ} ليس بوقف، لأن أنه قد قامت مقام الفاعل في يوحى كأنه قال:
إلا يوحى إليه التوحيد وأن لا يعبد غيره {فَاعْبُدُونِ} كاف، ومثله: سبحانه، وكذا: مكرمون {لََا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} تامّ، عند نافع على استئناف ما بعده {يَعْمَلُونَ} كاف {وَمََا خَلْفَهُمْ} حسن {لِمَنِ ارْتَضى ََ} أحسن منه {مُشْفِقُونَ} كاف {مِنْ دُونِهِ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {جَهَنَّمَ} حسن {الظََّالِمِينَ} تامّ {فَفَتَقْنََاهُمََا} حسن. والرتق: الفصل، أي: فصل بينهما بالهواء، وقرأ ابن كثير: ألم ير الذين بغير واو، وعليها فهو أحسن مما قبله {حَيٍّ} كاف، للاستفهام بعده {يُؤْمِنُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وإن عطف على ما قبله لم يوقف على قوله: يؤمنون {رَوََاسِيَ} ليس بوقف، لأن قوله: {أَنْ تَمِيدَ} موضعه نصب بالجعل، وقال المبرّد وهو على حذف مضاف تقديره: كراهة أن تميد بهم، فحذف كراهة وأقيم ما بعدها مقامها. وقال آخرون: أراد لئلا تميد بهم، وكذلك: سبلا، ليس
قبله {يَسْتَحْسِرُونَ} كاف {لََا يَفْتُرُونَ} صالح {يُنْشِرُونَ} تامّ {لَفَسَدَتََا} كاف {يَصِفُونَ} تامّ {عَمََّا يَفْعَلُ} كاف، وكذا: يسألون وآلهة، وبرهانكم، وذكر من قبلي، والحق إن قرئ بالنصب، ومن قرأه بالرفع وقف على: لا يعلمون {مُعْرِضُونَ} تامّ {فَاعْبُدُونِ} حسن {سُبْحََانَهُ} كاف، وكذا: مكرمون، ويعملون، وخلفهم {ارْتَضى ََ} صالح {مُشْفِقُونَ} حسن {جَهَنَّمَ} كاف {نَجْزِي الظََّالِمِينَ} تامّ(1/500)
بوقف، وذلك أن قوله: يهتدون في معنى ليهتدوا، وهذا إذا جعلت لعلّ من صلة جعل الأوّل، وإن جعلت من صلة جعل الثاني كان الوقف على بهم حسنا {يَهْتَدُونَ} كاف {مَحْفُوظاً} جائز {مُعْرِضُونَ} تامّ {وَالْقَمَرَ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة في محل نصب حالا من الشمس والقمر واستبدّ الحال بهما دون الليل والنهار {يَسْبَحُونَ} تامّ {الْخُلْدَ} حسن {الْخََالِدُونَ} تامّ {الْمَوْتِ} حسن {وَالْخَيْرِ} جائز، إن نصب فتنة بفعل مقدّر، ليس بمرضي، لأنه يصير المعنى: فتنكم فتنة، وليس بوقف إن نصبت فتنة مفعولا لأجله، أو مصدرا في موضع الحال، أي: قانتين وتجاوزه إلى فتنة أولى، لأن إلى التي بعده من صلة ترجعون و {تُرْجَعُونَ} تامّ {إِلََّا هُزُواً} حسن، إن جعل قوله: {إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلََّا هُزُواً} هو الجواب، وإذا لم يحتج إلى الفاء في الجواب، بخلاف أدوات الشرط فإنها إذا كان الجواب مصدّرا بما النافية فلا بدّ من الفاء نحو: إن تزرنا فلا نسيء إليك، وليس بوقف إن جعل جواب إذا محذوفا تقديره، وإذا رآك الذين كفروا قالوا هذا القول {يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} حسن، متعلق بذكر محذوف تقديره بسوء {كََافِرُونَ}
تامّ {مِنْ عَجَلٍ} حسن، العجل بلغة حمير: الطين {فَلََا تَسْتَعْجِلُونِ}
كاف، ومثله: صادقين، وكذا ينصرون، وجواب لو محذوف تقديره: لو يعلم الذين كفروا ما ينزل بهم من العذاب يوم القيامة ما استعجلوا به، ولما قالوا:
{مَتى ََ هََذَا الْوَعْدُ} {بَغْتَةً} جائز، لأن ما بعد الفاء تفسير لها. ومثله:
فتبهتهم {يُنْظَرُونَ} تامّ {بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} ليس بوقف، لأن ما بعده كالجواب لما قبله. ومعنى حاق وجب ونزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزءون
{فَفَتَقْنََاهُمََا} كاف، وكذا: حيّ {أَفَلََا يُؤْمِنُونَ} حسن {أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} صالح {لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} كاف {مَحْفُوظاً} صالح {مُعْرِضُونَ} تامّ {وَالْقَمَرَ} حسن {يَسْبَحُونَ} تامّ، وكذا: الخالدون {ذََائِقَةُ الْمَوْتِ} كاف {فِتْنَةً} صالح {وَإِلَيْنََا تُرْجَعُونَ} كاف {هُزُواً} مفهوم {يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} كاف {كََافِرُونَ} تامّ {مِنْ}(1/501)
بالرسل من أجل الإيعاد به {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ {مِنَ الرَّحْمََنِ} كاف، يقال كلأه الله يكلؤه كلاءة بالكسر: كذا ضبطه الجوهري فهو كالئ ومكلوء قال ابن هرمة:
إنّ سلمى والله يكلؤها ... ضنّت بشيء ما كان يرزؤها
{مُعْرِضُونَ} كاف، ومثله: من دوننا، فصلا بين الاستفهام والإخبار {وَلََا هُمْ مِنََّا يُصْحَبُونَ} كاف، ومثله: العمر، وكذا: من أطرافها {الْغََالِبُونَ} تامّ {بِالْوَحْيِ} حسن، قرأ ابن عامر ولا تسمع الصم الدعاء بضم التاء الفوقية وكسر الميم من أسمع رباعيّا خطابا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونصب الصمّ مفعولا، والباقون بتحتية مفتوحة من سمع ثلاثيا ورفع الصم فاعلا {مََا يُنْذَرُونَ} كاف {مِنْ عَذََابِ رَبِّكَ} ليس بوقف لأن ما بعده جواب لما قبله {ظََالِمِينَ} تامّ {لِيَوْمِ الْقِيََامَةِ} جائز {شَيْئاً} حسن، ومن قرأ {مِثْقََالَ} بالرفع كان أحسن {مِنْ خَرْدَلٍ} ليس بوقف، لأن أتينا جواب الشرط، قرأ نافع مثقال بالرفع والباقون بنصبها {بِهََا} حسن {حََاسِبِينَ} تامّ {الْفُرْقََانَ} حسن {وَضِيََاءً} منصوب بفعل مقدّر تقديره: وجعلناه ضياء، والفرقان و: التوراة، وهو الضياء، وليس بوقف إن جعلت الواو عاطفة أو زائدة، وقرأ ابن عباس {ضِيََاءً} بغير واو {لِلْمُتَّقِينَ} كاف، إن رفع الذين خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، أو نصب بتقدير أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا {بِالْغَيْبِ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس
{عَجَلٍ} كاف، وكذا: تستعجلون {صََادِقِينَ} تامّ {يُنْصَرُونَ} كاف {يُنْظَرُونَ} تامّ، وكذا: يستهزءون {مِنَ الرَّحْمََنِ} كاف {مُعْرِضُونَ} صالح {مِنْ دُونِنََا} كاف، وكذا: يصحبون {عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} تامّ {مِنْ أَطْرََافِهََا} كاف {الْغََالِبُونَ} تامّ، وكذا:
أنذركم بالوحي {يُنْذَرُونَ} كاف {ظََالِمِينَ} تامّ {شَيْئاً} كاف {أَتَيْنََا بِهََا} جائز {حََاسِبِينَ} تامّ {لِلْمُتَّقِينَ} جائز، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف(1/502)
بوقف إن جعل جملة في موضع الحال {مُشْفِقُونَ} تامّ {أَنْزَلْنََاهُ} كاف، للاستفهام بعده {مُنْكِرُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلُ} حسن، إن جعل {إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ} منصوبا بعالمين، وليس بوقف إن جعل إذ منصوبا بآتينا أو برشده، والتقدير: ولقد آتينا إبراهيم رشده في الوقف الذي قال فيه لأبيه وقومه ما ذكر، وهو بعيد من المعنى بهذا التقدير، وحينئذ لا يوقف على {عََالِمِينَ} في الوجهين، لأن إذ إن كانت متصلة بالفعل الأوّل فلا يجوز الوقف على ما بعد الناصب دون المنصوب، وكذا إن كانت متصلة بالثاني. انظر السمين {عََالِمِينَ} كاف {عََاكِفُونَ}، و {عََابِدِينَ}، و {مُبِينٍ}، و {مِنَ اللََّاعِبِينَ} كلها وقوف كافية {فَطَرَهُنَّ} حسن. وقيل: تامّ {مِنَ الشََّاهِدِينَ} كاف، ومثله: مدبرين {إِلََّا كَبِيراً لَهُمْ} ليس بوقف، لاتصال حرف الترجي بجعلهم فلا يفصل فكأنه قال: جعلهم لهذا {يَرْجِعُونَ}
كاف {مَنْ فَعَلَ هََذََا بِآلِهَتِنََا} جائز، على جعل من استفهامية والجملة من قوله: {إِنَّهُ لَمِنَ الظََّالِمِينَ} مستأنفة، وليس بوقف إن جعلت من موصولة بمعنى الذي والجملة من إنه إلخ في محل رفع خبر الموصول، والتقدير: الذي فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين {فَتًى يَذْكُرُهُمْ} جائز، على استئناف ما بعده {إِبْرََاهِيمُ} كاف، ومثله: يشهدون، وكذا: بإبراهيم {قََالَ بَلْ فَعَلَهُ} تامّ، أي: فعله من فعله، أبهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام الفاعل تعريضا للمعنى المقصود الذي أراده فرارا من الوقوع في الكذب، فهو منقطع عما بعده لفظا ومعنى، فهو تامّ، قاله الكسائي، وقوله: {كَبِيرُهُمْ هََذََا} جملة من مبتدأ وخبر استئنافية لا تعلق لها بما قبلها، أو هي إخبار بأن هذا الصنم المشار إليه أكبر الأصنام، وهذا صدق محض، بخلاف ما لو جعل كبيرهم فاعلا بفعله فإنه
إن جعل نعتا له {مُشْفِقُونَ} حسن {مُنْكِرُونَ} تام {عََالِمِينَ} صالح {عََاكِفُونَ}
كاف وكذا: عابدين، ومبين، ومن اللاعبين {فَطَرَهُنَّ} صالح {مِنَ الشََّاهِدِينَ}(1/503)
يحتاج إلى تأويل ذكروه، وهو حسن، لأنه من المعاريض. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«إنّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب» ومن جوّز الكذب في إبطال باطل وإحقاق حقّ فهو حسن جائز بالإجماع. فإن قلت: السؤال وقع عن الفاعل لا عن الفعل فإنهم لم يستفهموه عن الكسر بل عن الكاسر لها فلم صدّر في جوابه بالفعل دون الاسم؟ قلت: الجواب مقدّر دلّ عليه السياق، لأنه بل لا تصلح أن يصدر بها الكلام، والتقدير: ما فعلته، بل فعله تلويحا بغيره وحيث كان السؤال مضمر فالأكثر التصريح بالفعل، ومن غير الأكثر قوله:
{يُسَبِّحُ لَهُ فِيهََا بِالْغُدُوِّ وَالْآصََالِ} في قراءته بالبناء للمفعول، فرجال في جواب سؤال مقدّر تقديره: من يسبحه؟ فقال يسبحه رجال. قال في الخلاصة:
ويرفع الفاعل فعل أضمرا ... كمثل زيد في جواب من قرا
وقرئ فعله، أي: فلعله، قال الفراء: فليس فعله فعلا، بل هو التقاء علّ حرف عطف دخل على علّ التي للترجي وحذفت اللام الأولى فصار فعله، أي: فلعله، ثم حذفت اللام الأولى وخففت الثانية، واستدلّ على مذهبه بقراءة ابن السميفع اليماني فعله بتشديد اللام، والحامل له على هذا خفاء صدور هذا الكلام من إبراهيم، وهذا مرغوب عنه. انظر السمين، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد {كَبِيرُهُمْ هََذََا} جائز، لأن كبيرهم مبتدأ وهذا خبره أو نعت كبيرهم، أو بدل منه، وقوله: {فَسْئَلُوهُمْ} دليل الجواب قد قام مقامه مقدّما عليه كأنه قال: إن كانوا ينطقون فسئلوهم. ومعلوم أن الأصنام لا تنطق، وأن النطق عليها مستحيل، فلما علق بهذا المستحيل من الفعل مستحيل أيضا، فإذا علم استحالة النطق عليها علم استحالة الفعل
كاف، وكذا: مدبرين، ويرجعون، والظالمين، وإبراهيم، ويشهدون، ويا إبراهيم. {إِنْ}(1/504)
أيضا {يَنْطِقُونَ} كاف {الظََّالِمُونَ} جائز، ومثله: على رءوسهم {يَنْطِقُونَ} كاف، ما هؤلاء ما حجازية وهؤلاء اسمها وينطقون خبرها، أو هي تميمة لا عمل لها {وَلََا يَضُرُّكُمْ} كاف {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن {تَعْقِلُونَ} كاف {وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده شرط فيما قبله، وما قبله جواب له، فإن جعل قوله: {وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ} هو الجواب حسن الوقف على: {حَرِّقُوهُ}، و {فََاعِلِينَ}، و {عَلى ََ إِبْرََاهِيمَ}
و {الْأَخْسَرِينَ}، و {لِلْعََالَمِينَ} كلها وقوف كافية {إِسْحََاقَ} كاف عند نافع إن نصب نافلة حالا من يعقوب فقط، لأن النافلة مختصة به، لأنها ولد الولد، بخلاف إسحاق فإنه ولد لصلبه، والتقدير: ووهبنا له يعقوب حالة كونه نافلة، ويكون من عطف الجمل، وليس بوقف إن نصب نافلة انتصاب المصدر من معنى العامل، وهو: وهبنا لا من لفظه، فهي كالعاقبة والعافية فيكون شاملا لإسحاق ويعقوب لأنهما زيدا لإبراهيم بعد ابنه إسماعيل، فلا يفصل بينهما، وكذا لا يصح الوقف على إسحاق إن عطف يعقوب على إسحاق عطف مفرد على مفرد من غير إضمار فعل لتعلق ما بعده بما قبله من جهة المعنى، لأنه معطوف على ما قبله {صََالِحِينَ} كاف {بِأَمْرِنََا} جائز {فِعْلَ الْخَيْرََاتِ} ليس بوقف، لأن ما بعده عطف على ما قبله {الزَّكََاةِ}
حسن {عََابِدِينَ} تامّ لأنه آخر قصة إبراهيم أيضا إن قدّر وآتينا لوطا، وإن عطف لوطا على الضمير المنصوب في نجيناه كان جائزا من حيث كونه رأس
{كََانُوا يَنْطِقُونَ} كاف. وقيل: يجوز الوقف على: بل فعله: أن فعله من فعله. وقيل على: بل فعله كبيرهم هذا {الظََّالِمُونَ} صالح {يَنْطِقُونَ} كاف، وكذا: ولا يضرّكم {مِنْ دُونِ اللََّهِ} صالح {تَعْقِلُونَ} كاف، وكذا: فاعلين {عَلى ََ إِبْرََاهِيمَ} حسن، وكذا: الأخسرين {لِلْعََالَمِينَ} كاف {نََافِلَةً} حسن، وكذا:
صالحين {عََابِدِينَ} تامّ، لأنه آخر قصة إبراهيم {حُكْماً وَعِلْماً} صالح(1/505)
آية {وَعِلْماً} جائز {الْخَبََائِثَ} كاف، ومثله: فاسقين {فِي رَحْمَتِنََا}
حسن {مِنَ الصََّالِحِينَ} تامّ، لأنه آخر القصة، وإن قدّر مع إذ فعل محذوف، أي: واذكر نوحا لتكون كل قصة على حيالها كان زيادة في التمام، وإن عطف على لوطا كان جائزا من حيث كونه رأس آية {الْعَظِيمِ} كاف {بِآيََاتِنََا} حسن {إِنَّهُمْ كََانُوا قَوْمَ سَوْءٍ} جائز {أَجْمَعِينَ} تامّ، إن نصب ما بعده بمقدّر، وجائز إن عطف على لوطا {فِي الْحَرْثِ} ليس بوقف، لأن قوله: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ} ظرف للحكم {غَنَمُ الْقَوْمِ} جائز {شََاهِدِينَ}
حسن {فَفَهَّمْنََاهََا سُلَيْمََانَ} كاف {حُكْماً وَعِلْماً} جائز، ومثله: الجبال على استئناف ما بعده كأن قائلا قال: كيف سخرهنّ؟ فقال: يسبحن، وليس بوقف إن عطف على الجبال {يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} حسن، على القراءتين، النصب عطفا على الجبال، والرفع عطفا على الضمير في: يسبحن {فََاعِلِينَ} كاف {لَبُوسٍ لَكُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده اللام علة في إيجاب الفعل الذي قبلها، أي: ليكون لبسها وقاية لكم في حربكم وسببا لنجاتكم من عدوّكم {مِنْ بَأْسِكُمْ} حسن {شََاكِرُونَ} كاف، إن نصب الريح بفعل مضمر، أي: وسخرنا الريح لسليمان، وعلى قراءة عبد الرحمن بن هرمز بالرفع، فالوقف تامّ على: شاكرون {بََارَكْنََا فِيهََا} حسن {عََالِمِينَ}
كاف {دُونَ ذََلِكَ} حسن {حََافِظِينَ} تام، لأنه آخر القصة، وأيوب منصوب بفعل مضمر، أي: واذكر أيوب {الرََّاحِمِينَ} كاف، ومثله: ما به
{الْخَبََائِثَ} كاف، وكذا: فاسقين {فِي رَحْمَتِنََا} صالح {مِنَ الصََّالِحِينَ} تامّ {الْعَظِيمِ} كاف {بِآيََاتِنََا} صالح {أَجْمَعِينَ} تامّ {فَفَهَّمْنََاهََا سُلَيْمََانَ} حسن {حُكْماً وَعِلْماً} صالح {يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} كاف، وكذا:
فاعلين {شََاكِرُونَ} حسن {بََارَكْنََا فِيهََا} كاف، وكذا: عالمين {دُونَ ذََلِكَ} صالح {حََافِظِينَ} تامّ {الرََّاحِمِينَ} كاف وكذا: ما به من ضرّ(1/506)
من ضرّ {لِلْعََابِدِينَ} تامّ. قال الحسن وقتادة: أحيا الله من مات من أهله وأعطاه مثلهم معهم {وَذَا الْكِفْلِ} حسن {مِنَ الصََّابِرِينَ} كاف {مِنَ الصََّالِحِينَ} تامّ: إن نصب ذا النون بفعل مضمر، أي: واذكر ذا النون {مُغََاضِباً} جائز، ومثله: نقدر عليه. وقيل: ليس بوقف، لأنه يحتاج إلى ما بعده ليبين معناه، وقال الفراء: نقدر، بالتخفيف بمعنى نقدر بالتشديد، أي:
لن نقدّر عليه العقوبة كما في قول الشاعر:
ولا عائد ذاك الذي قد مضى لنا ... تباركت ما تقدّر يقع فلك الشّكر
وقيل: معناه نضيق عليه بسبب مغاضبته ومفارقته لقومه لأجل إبائهم وعليه لا وقف من قوله: {فَنََادى ََ} إلى {مِنَ الظََّالِمِينَ} فلا يوقف على أنت، ولا على سبحانك، لأنه كله داخل في حكاية النداء {مِنَ الظََّالِمِينَ}
كاف، فاستجبنا له ليس بوقف لاتصال الفجأة بالإجابة {مِنَ الْغَمِّ} حسن {الْمُؤْمِنِينَ} تامّ. لأنه آخر القصة {إِذْ نََادى ََ رَبَّهُ} حسن، إذا أضمر القول بعده، أي: قارب {رَبِّ لََا تَذَرْنِي فَرْداً} وليس بوقف إن جعلت الجملة متصلة بالنداء، لأن فيه معنى القول {فَرْداً} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة بعده حالا {الْوََارِثِينَ} كاف، ويجوز فاستجبنا له {يَحْيى ََ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {زَوْجَهُ}
حسن، ومثله: في الخيرات، وكذا: ورهبا {خََاشِعِينَ} تامّ، لأنه آخر قصة {مِنْ رُوحِنََا} حسن، المراد بفرجها فرج القميص، أي: لم يعلق بثوبها ريبة وفروج القميص أربعة الكمان والأعلى والأسفل {لِلْعََالَمِينَ} تامّ
{لِلْعََابِدِينَ} تامّ {وَذَا الْكِفْلِ} حسن {مِنَ الصََّابِرِينَ} كاف {مِنَ الصََّالِحِينَ} تامّ {مِنَ الظََّالِمِينَ} كاف، وكذا: من الغمّ {الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {الْوََارِثِينَ}
كاف {لَهُ زَوْجَهُ} حسن {خََاشِعِينَ} تام، وكذا: للعالمين {فَاعْبُدُونِ} كاف {أَمْرَهُمْ}(1/507)
{فَاعْبُدُونِ} كاف {أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} حسن {رََاجِعُونَ} تامّ {لِسَعْيِهِ}
جائز {كََاتِبُونَ} تامّ {أَهْلَكْنََاهََا} ليس بوقف، لأن أن منصوبة بما قبلها {لََا يَرْجِعُونَ} تامّ {يَنْسِلُونَ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جواب إذا اقترب الوعد والواو زائدة، وإن جعل جوابها يا ويلنا، ولا وقف من قوله: {حَتََّى إِذََا فُتِحَتْ} إلى {ظََالِمِينَ} وهو كاف. ومن وقف فإذا هي يريد فإذا هي واقعة يعني يوم القيامة، ثم يبتدئ شاخصة أبصار الذين كفروا على أن الفاء في جواب إذا السابقة، وإذا الثانية الفجائية، وهي ضمير القصة مبتدأ أو هي زائدة وأبصار مبتدأ ثان وشاخصة خبره، والجملة خبر عن ضمير القصة {حَصَبُ جَهَنَّمَ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الحال {وََارِدُونَ} كاف {آلِهَةً} ليس بوقف، لأن قوله: {مََا وَرَدُوهََا} جواب لو {مََا وَرَدُوهََا} حسن {خََالِدُونَ} كاف {زَفِيرٌ} جائز، على استئناف ما بعده {لََا يَسْمَعُونَ}
تامّ {الْحُسْنى ََ} ليس بوقف، لأن أولئك خبر إن {مُبْعَدُونَ} كاف {حَسِيسَهََا} حسن، لأن بعده مبتدأ خبره خالدون والمبتدأ في حكم الانفصال عما قبله {خََالِدُونَ} كاف {الْأَكْبَرُ} جائز، قيل: الفزع الأكبر ذبح الموت بين الجنة والنار، وينادى: يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت {الْمَلََائِكَةُ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل هذا يومكم معه إضمار قول، أي: قائلين لكم هذا يومكم
{بَيْنَهُمْ} حسن، وكذا: راجعون {لِسَعْيِهِ} كاف {كََاتِبُونَ} تامّ {لََا يَرْجِعُونَ}
كاف، وكذا: أبصار الذين كفروا إن جعل جواب إذا فتحت قوله: {اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} والواو زائدة أو جعل جوابها محذوفا دلّ عليه فإذا هي شاخصة إلى آخره، وإن جعل جوابها يا ويلنا، أي: قالوا يا ويلنا كان الوقف على كنا ظالمين، والوقف عليه على الوجه الثلاثة كاف {لَهََا وََارِدُونَ} تامّ {مََا وَرَدُوهََا} حسن، وكذا: خالدون {لََا}(1/508)
{تُوعَدُونَ} كاف، إن نصب يوم بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بما قبله والتقدير، وتتلقاهم الملائكة يوم نطوى السماء، وحينئذ فلا يوقف على الملائكة، ولا على توعدون {لِلْكُتُبِ} كاف، والسجل، الصحيفة، وقيل:
السجل كاتب كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم والأول أولى لتعدد كتابه صلّى الله عليه وسلّم فالكاتب لا يعرف ولا يحمل كتاب الله على ما لا يعرف، وقيل السجل: اسم ملك يطوي السماء كطي الملك لكتاب الصحيفة التي يكتب فيها أعمال العباد فهو مصدر مضاف لفاعله، وقرأ الأخوان وحفص للكتب جمعا، والباقون للكتاب بالإفراد {نُعِيدُهُ} كاف: إن نصب وعدا بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بنعيده {عَلَيْنََا} كاف و {فََاعِلِينَ} تامّ {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} ليس بوقف، لأن قوله: أن الأرض في موضع نصب بكتبنا {الصََّالِحُونَ} تامّ، ومثله:
عابدين، وكذا للعالمين {يُوحى ََ إِلَيَّ} ليس بوقف، لأن إنما موضعها رفع، لأنه قد قام مقام الفاعل في يوحى {إِلََهٌ وََاحِدٌ} حسن، للابتداء بالاستفهام {مُسْلِمُونَ} كاف {عَلى ََ سَوََاءٍ} تامّ، للابتداء بالنفي، لأن إن بمعنى ما، أي: ما أدري، وما في قوله: {مََا تُوعَدُونَ} فاعل بقريب، أي: أيقرب ما توعدون أم يبعد {مََا تُوعَدُونَ} كاف {مِنَ الْقَوْلِ} جائز {مََا تَكْتُمُونَ}
كاف {إِلى ََ حِينٍ} تامّ {بِالْحَقِّ} حسن، وقرأ حفص {قََالَ رَبِّ} على الخبر، والباقون قل علي الأمر، لأن قوله: {وَرَبُّنَا} مبتدأ خارج عن المقول، آخر السورة تامّ.
{يَسْمَعُونَ} تامّ {مُبْعَدُونَ} كاف، وكذا: حسيسها {خََالِدُونَ} حسن {الْأَكْبَرُ}
جائز {الْمَلََائِكَةُ} مفهوم {تُوعَدُونَ} كاف، وكذا: نعيده، ووعدا علينا {فََاعِلِينَ}
تامّ، وكذا: الصالحون، وعابدين، وللعالمين {إِلََهٌ وََاحِدٌ} صالح {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
حسن {عَلى ََ سَوََاءٍ} كاف {مََا تُوعَدُونَ} حسن {مََا تَكْتُمُونَ} كاف {إِلى ََ حِينٍ} تامّ، وكذا: {قََالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} وآخر السورة.(1/509)
سورة الحج مكية (1)
إلا قوله: {وَمِنَ النََّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللََّهَ} الآيتين، وقيل: إلى {خَصْمََانِ} فمدني، وهو سبعون وأربع آيات. وكلمها ألف ومائتان وإحدى وتسعون كلمة. وحروفها خمسة آلاف ومائة وخمسة وسبعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ثلاثة مواضع: لهم ثياب من نار، فأمليت للكافرين، في آياتنا معجزين {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} كاف {عَظِيمٌ}
تامّ، إن نصب يوم بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بما قبله {حَمْلَهََا}
حسن، ومثله: سكارى الأول، دون الثاني لأن لكن لا بدّ أن تقع بين متنافيين وهما الحالتان. حالة هينة، وهي الذهول، وعذاب الله، وهو ليس بهين {شَدِيدٌ} تامّ {مَرِيدٍ} كاف، من تولاه ليس بوقف، لأن قوله: فأنه يضله موضع أن الثانية كموضع الأولى والأولى نائب الفاعل، والثانية عطف عليها {السَّعِيرِ} تامّ، ولا وقف من قوله: {يََا أَيُّهَا النََّاسُ} إلى {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ}
فلا يوقف على من تراب، ولا على غير مخلقة {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} حسن، لمن قرأ ونقر بالرفع والواو ليست للعطف بل استئنافية وبرفعها قرأ العامة، وليس بوقف
سورة الحج مكية إلا قوله: {وَمِنَ النََّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللََّهَ عَلى ََ حَرْفٍ} الآيتين. وقيل: إلا {هََذََانِ خَصْمََانِ} فمدنيّ {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} كاف {شَيْءٌ عَظِيمٌ} أكفى منه {شَدِيدٌ} تامّ {مَرِيدٍ} حسن {السَّعِيرِ} تامّ {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} حسن. لمن قرأ {وَنُقِرُّ} بالرفع،
__________
(1) مكية إلا ست آيات وهن: {هََذََانِ خَصْمََانِ} [19] إلى قوله تعالى: {صِرََاطِ الْحَمِيدِ}
[24]، وهي سبعون وثمان في الكوفي وست في الحجازي وخمس في البصري وأربع في الشامي والخلاف في أربع آيات: {الْحَمِيمُ} [19]، {وَالْجُلُودُ} [20] كوفي، {وَقَوْمُ لُوطٍ} [43] حجازي وكوفي، {وَعََادٌ وَثَمُودُ} [42] غير شامي. وانظر: «الإتقان» (1/ 32)، و «الإتحاف» لابن البنا (313).(1/510)
لمن قرأ ونقر، وتخرجكم بالنصب فيهما، وبها قرأ عاصم ويعقوب تعليل معطوف على تعليل {مُسَمًّى} حسن، ومثله: أشدكم، وكذا: من يتوفى {إِلى ََ أَرْذَلِ الْعُمُرِ} ليس بوقف، لأن لام التعليل متصلة بما قبلها {شَيْئاً}
تامّ {هََامِدَةً} حسن، للابتداء بالشرط {وَرَبَتْ} جائز {بَهِيجٍ} كاف.
ولا وقف من قوله: {ذََلِكَ بِأَنَّ اللََّهَ هُوَ الْحَقُّ} إلى {مَنْ فِي الْقُبُورِ} فلا يوقف على الحق، لأن أن الثانية معطوفة على أن الأولى ولا على الموتى، ولا على قدير، ولا على لا ريب فيها للعطف، لأنه صيرها كالشيء الواحد، ومن حيث أن قدير رأس آية يجوز {مَنْ فِي الْقُبُورِ} تامّ {مُنِيرٍ} ليس بوقف، لأن قوله: ثاني عطفه حال من الضمير المستكن في يجادل، أي: معرضا، وقيل: لاويا عنقه {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} حسن {لَهُ فِي الدُّنْيََا خِزْيٌ} كاف، ومثله، عذاب الحريق على استئناف ما بعده {ذََلِكَ بِمََا قَدَّمَتْ يَدََاكَ} ليس بوقف، لأن قوله وأن الله ليس بظلام موضع أن خبر عطفا على ما فى قوله بما قدمت يداك المعنى وبأن الله ليس بظلام، وإن جعلت أن جر في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف: أي والأمر أن الخ حسن الوقف على يداك، ومثله:
على قراءة من قرأ في الشاذ، وإن الله بكسر الهمزة على الابتداء {لِلْعَبِيدِ}
تامّ {عَلى ََ حَرْفٍ} جائز: وفيه الفصل بين المفسر والمفسر، لأن قوله فإن أصابه الخ تفسير للحرف {اطْمَأَنَّ بِهِ} تامّ: عند نافع {عَلى ََ وَجْهِهِ} حسن، والآخرة كاف، ومثله المبين على استئناف ما بعده، واختلف في إعراب يدعو الثانية. وحاصله أن فيه وجوها عشرة ذكرها أبو حيان والذى يخصنا منها ثلاثة، وذلك أن يدعو إما أن تجعل مسلطة على الجملة من قوله: {لَمَنْ ضَرُّهُ}
وليس بوقف لمن قرأه بالنصب {أَشُدَّكُمْ} حسن {شَيْئاً} تامّ {بَهِيجٍ} كاف {فِي الْقُبُورِ} تامّ {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ} حسن {لَهُ فِي الدُّنْيََا خِزْيٌ} كاف، وكذا: الحريق {لِلْعَبِيدِ} تامّ {حَرْفٍ} صالح، وكذا: اطمأنّ به، وعلى وجهه، والوقف عليه أصلحها {الدُّنْيََا وَالْآخِرَةَ} كاف {الْخُسْرََانُ الْمُبِينُ} حسن {وَمََا لََا يَنْفَعُهُ} كاف(1/511)
{أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} أولا، فإن جعلت مسلطة عليها، وأن يدعو بمعنى يقول واللام للابتداء، ومن اسم موصول مبتدأ وضرّه مبتدأ ثان، وأقرب خبر الثاني، وخبر من محذوف تقديره يقول للذي ضرّه أقرب من نفعه إلهي كما قال الشاعر: [الكامل] يدعو عنيتر والرّماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
أراد يقول يا عنيتر، فالجملة في محل نصب بيدعو لأنها مسلطة عليها، فلا يوقف على يدعو لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولبئس المولى مستأنف، ونسب هذا لأبي عليّ الفارسي وإن لم تجعل يدعو مسلطة على الجملة، وأن يدعو الثانية توكيد ليدعو الأولى ولا معمول لها، وفي تكريرها إيذان بأنه مقيم على الضلال، فكأنه قيل يدعو من دون الله الذي لا يضرّه ولا ينفعه، فتكون الجملة معترضة بين المؤكد والمؤكد، فلا تقتضي مفعولا ثانيا، وعلى هذا يحسن الوقف على يدعو، وقوله: لمن ضرّه مستأنف واللام للابتداء ومن مبتدأ، وضرّه مبتدأ ثان، وأقرب خبر الثاني، والجملة خبر الأوّل أو الخبر محذوف دلّ عليه لبئس المولى، والتقدير لمن ضرّه أقرب من نفعه إلهه، والجملة صلة، ويجوز أن يكون يدعو من متعلق الضلال، وأن ذلك اسم موصول بمعنى الذي عند الكوفيين، إذ يجيزون في أسماء الإشارة كلها أن تكون موصولة، والبصريون لا يكون عندهم من أسماء الإشارة موصول إلا إذا بشرط أن يتقدّم عليها ما أو من الاستفهاميتان فهو مبتدأ والضلال خبره والجملة صلة والموصول وصلته في محل نصب مفعول يدعو، والمعنى يدعو الذي هو الضلال البعيد. وهذا تكلف، إذ لو كان كذلك لانتصب الضلال، وقوله: هو عماد والعماد لا يمنع الإعراب كقوله: تجدوه عند الله هو خيرا فخيرا مفعول ثان لتجدوه، وعلى هذا يوقف على يدعو، والكلام على بقية الوجوه يستدعي طولا إذ لو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره ولم
{الْبَعِيدُ} حسن، وكذا: أقرب من نفعه، واللام في لمن ضرّه لام اليمين أو زائدة، ومن(1/512)
يحكم أمره. وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وفيما ذكر كفاية ولله الحمد {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} تامّ {الْأَنْهََارُ} حسن، وقيل: كاف {مََا يُرِيدُ}
تامّ {وَالْآخِرَةِ} ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد. وهو فليمدد، وهكذا لا وقف إلى ما يغيظ، فلا يوقف على السماء، ولا على فلينظر لأن الجملة وإن كانت في اللفظ منفصلة فهي في المعنى متصلة {مََا يَغِيظُ}
كاف {بَيِّنََاتٍ} ليس بوقف لأن موضع أن نصب بما قبلها عطفا على مفعول أنزلناه، أي: وأنزلنا أن الله يهدي أو على حذف حرف الجر، أي: ولأن الله يهدي من يريد أنزلناه، وليس بوقف أيضا إن جعلت أن الله خبر أن الأولى كقول الشاعر:
إنّ الخليفة إنّ الله سربله ... سربال ملك به ترجى الخواتيم
وإن جعلت أن في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، والأمر أن الله يهدي حسن الوقف على بينات {مَنْ يُرِيدُ} تامّ، ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا إلى يوم القيامة لاتصال الكلام بعضه ببعض في المعنى، فلا يوقف على والنصارى، ولا على والمجوس، ولا على أشركوا لأن إن الثانية خبر إن الأولى كما تقدم في البيت {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن {شَهِيدٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: ألم تر إلى الدواب فلا يوقف على، والجبال {وَكَثِيرٌ مِنَ النََّاسِ} أحسن مما قبله على أن ما بعده مبتدأ وخبره حق أو فاعل لفعل محذوف، أي: وسجد كثير من الناس وأبى كثير فحق عليه العذاب، وليس بوقف إن عطف على ما قبله وجعل داخلا في جملة الساجدين أي: وكثير من الكفار يسجدون، وهم
في محل نصب، أي: يدعو والله من ضرّه أقرب من نفعه {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} تامّ {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ} حسن {مََا يُرِيدُ} تامّ {مََا يَغِيظُ} حسن {مَنْ يُرِيدُ} تامّ {يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن {شَهِيدٌ} تامّ، وكذا: وكثير من الناس إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا،(1/513)
اليهود والنصارى، ومع ذلك فالعذاب عليهم {الْعَذََابُ} حسن {مِنْ مُكْرِمٍ} كاف {مََا يَشََاءُ} تامّ {فِي رَبِّهِمْ} حسن، ومثله: من نار {الْحَمِيمُ} جائز، لأن يصهر يصلح مستأنفا وحالا {مََا فِي بُطُونِهِمْ} ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله {وَالْجُلُودُ} جائز، ورأس آية في الكوفي {مِنْ حَدِيدٍ} كاف {أُعِيدُوا فِيهََا} حسن {عَذََابَ الْحَرِيقِ}
تامّ، للابتداء بإن {الْأَنْهََارُ} حسن، ومثله: من ذهب لمن قرأ: ولؤلؤا بالنصب، أي: ويؤتون لؤلؤا، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ عطفا على محل: من ذهب {وَلُؤْلُؤاً} حسن {حَرِيرٌ} كاف {الْحَمِيدِ} تامّ، لأنه آخر القصة {الَّذِي جَعَلْنََاهُ لِلنََّاسِ} حسن، إن رفع سواء مبتدأ وما بعده جملة في محل رفع خبر، وكذا: إن جعل خبرا مقدّما، والعاكف مبتدأ مؤخرا وبالرفع قرأ العامة، وليس بوقف لمن نصب سواء مفعولا ثانيا لجعلناه وهو حفص، أو بالرفع على جعل الجملة مفعولا ثانيا لجعلنا لاتصاله بما قبله فلا يقطع منه وخبر إن الذين كفروا محذوف أي: هلكوا {وَالْبََادِ} تامّ، في الوجوه كلها {بِظُلْمٍ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {أَلِيمٍ} تامّ {مَكََانَ الْبَيْتِ} ليس بوقف، لأن ما بعده منصوب بما قبله بناء على أن الخطاب في
وليس بوقف إن جعل معطوفا عليه {حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذََابُ} حسن، وكذا: من مكرم {مََا يَشََاءُ} تامّ {فِي رَبِّهِمْ} كاف، وكذا: والجلود، ومن حديد، و: أعيدوا فيها {عَذََابَ الْحَرِيقِ} تامّ {الْأَنْهََارُ} كاف، وكذا: من ذهب لمن قرأ: ولؤلؤا بالنصب، أي: ويحلون لؤلؤا، وليس بوقف لمن قرأه بالجر قاله أبو حاتم، وأنا لا أحبّ الوقف عليه بحال. فإن وقف عليه كان جائزا لمن قرأ بالنصب، وقبيحا لمن قرأه بالجر {وَلُؤْلُؤاً} حسن {حَرِيرٌ} كاف {الْحَمِيدِ} تام {الَّذِي} جعلناه للناس تامّ، إن جعل جعلناه بمعنى نصبناه لاكتفائه بمفعول واحد، وإلا فليس بوقف سواء قرئ بالنصب مفعولا ثانيا وما بعده مرفوع به، أم بالرفع خبرا لما بعده، والجملة مفعول ثان وخبر: إن الذين كفروا محذوف، أي: هلكوا {وَالْبََادِ} حسن {أَلِيمٍ} تامّ {الرُّكَّعِ}(1/514)
قوله: أن لا تشرك بي شيئا لإبراهيم عليه السلام، وعلى أنه خطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام يكون الوقف على البيت تامّا {شَيْئاً} حسن، على استئناف الأمر {السُّجُودِ} كاف، وقرأ الحسن وابن محيصن آذن بالمدّ والتخفيف بمعنى أعلم، وليس بوقف على أن الخطاب لإبراهيم، وعليه فلا يوقف من قوله: وإذ بوّأنا لإبراهيم إلى عميق، فلا يوقف على شيئا، ولا على السجود لأن العطف يصيرهما كالشيء الواحد، ولا يوقف على الحج لأن يأتوك جواب الأمر {عَمِيقٍ} جائز، وقيل: لا يجوز لأن ما بعد اللام سبب في إيجاب ما قبلها {مَنََافِعَ لَهُمْ} ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله {مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعََامِ} جائز، ومثله: البائس الفقير، وكذا: بالبيت العتيق، وقيل: الوقف على ذلك بجعل ذلك مبتدإ حذف خبره أو خبر مبتدأ محذوف: أي: ذلك لازم لكم أو الأمر ذلك أو الزموا ذلك الأمر الذي وصفناه. ثم تبتدئ: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمََاتِ اللََّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} و {عِنْدَ رَبِّهِ} جائز، ومثله: يتلى عليكم، وكذا: الأوثان، وكذا: قول الزور، وفيه الفصل بين الحال وذيها لأن قوله: حنفاء حال من فاعل اجتنبوا، والأولى وصله، ومثله: الوقف على لله، لأن غير مشركين به حال مؤكدة، إذ يلزم من كونهم حنفاء عدم الإشراك {غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} تامّ، للابتداء بالشرط {مِنَ السَّمََاءِ} ليس بوقف، لأن قوله: فتخطفه الطير بيان لما قبله، ولا يوقف على الطير، لأن أو تهوى عطف على تخطفه {سَحِيقٍ} جائز، وقيل: الوقف على
{السُّجُودِ} كاف {عَمِيقٍ} صالح {بَهِيمَةِ الْأَنْعََامِ} حسن {الْبََائِسَ الْفَقِيرَ} صالح {بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} حسن، ذلك، زعم بعضهم أنه وقف بجعله مبتدأ حذف خبره وخبر المبتدإ محذوف، أي: ذلك لازم لكم، أو الأمر ذلك، أو مفعولا لمحذوف، أي: افعلوا ذلك واحفظوا {عِنْدَ رَبِّهِ} صالح، وكذا: ما يتلى عليكم، وقول الزّور {مُشْرِكِينَ بِهِ} كاف، وكذا: سحيق، ذلك تقدّم نظيره آنفا {فَإِنَّهََا مِنْ تَقْوَى}(1/515)
ذلك إشارة إلى اجتناب الرجس والزور {شَعََائِرَ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد {الْقُلُوبِ} كاف {أَجَلٍ مُسَمًّى} جائز {الْعَتِيقِ}
تامّ {بَهِيمَةِ الْأَنْعََامِ} حسن {إِلََهٌ وََاحِدٌ} جائز {فَلَهُ أَسْلِمُوا} حسن {الْمُخْبِتِينَ} في محل الذين الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجرّ من ثلاثة. فإن رفعت الذين خبر مبتدإ محذوف كان الوقف على المخبتين تاما، وكذا: إن رفع مبتدأ والخبر محذوف أو جعل في محل نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل نعتا أو بدلا أو بيانا لما قبله {عَلى ََ مََا أَصََابَهُمْ} ليس بوقف لأن قوله: والمقيمي الصلاة عطف على: الصابرين {يُنْفِقُونَ} تامّ: ورسموا والمقيمي بياء كما ترى وانتصب والبدن على الاشتغال فكأنه قال: وجعلنا البدن جعلناها كما قال الشاعر:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا
والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي وأخشى الرياح والمطرا
{مِنْ شَعََائِرِ اللََّهِ} حسن، ومثله: لكم فيها خير، ومثله: صواف، وتقرأ صواف على ثلاثة أوجه: صواف بتشديد الفاء، أي: مصطفة لأنها تصف ثم تنحر، وصوافي بالياء جمع صافية، أي: خوالص لله، وبها قرأ الحسن وصوافن بالنون واحدتها صافنة، أي: إن البدن تنحر قائمة وتشدّ واحدة من قوائمها فتبقى قائمة على ثلاثة، وبها قرأ ابن عباس، فعند الحسن يوقف على الياء، وعند ابن عباس يوقف على النون، والباقون يقفون على الفاء مشدّدة {جُنُوبُهََا} ليس بوقف، لأن ما بعده الفاء جواب إذا، وكذا:
{الْقُلُوبِ} كاف {أَجَلٍ مُسَمًّى} جائز {الْعَتِيقِ} حسن {مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعََامِ} كاف {إِلََهٌ وََاحِدٌ} جائز {فَلَهُ أَسْلِمُوا} حسن {يُنْفِقُونَ} حسن {لَكُمْ فِيهََا خَيْرٌ}(1/516)
فكلوا منها، لأن: وأطعموا القانع والمعترّ معطوف على فكلوا، ومثله:
سخرناها لكم، لأن قوله: لعلكم تشركون معناه لتشكروا فإنما وقع التسخير للشكر {وَالْمُعْتَرَّ} حسن {تَشْكُرُونَ} تامّ {مِنْكُمْ} حسن {عَلى ََ مََا هَدََاكُمْ} جائز {الْمُحْسِنِينَ} تامّ {عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} كاف {كَفُورٍ} تامّ {بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} حسن {لَقَدِيرٌ} في محل الذين الحركات الثلاث، الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجر من ثلاثة، فإن رفع خبر بالابتداء والخبر محذوف، أو نصب بتقدير أعني كان تاما، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين الأول أو نعتا للذين يقاتلون، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه. ولا بين النعت والمنعوت بالوقف {بِغَيْرِ حَقٍّ} ليس بوقف لأن قوله: {إِلََّا أَنْ يَقُولُوا} موضعه جرّ صفة لحق فلا يقطع عنه كأنه قال: ما أخرجوا من ديارهم إلا بقولهم ربنا الله {بِبَعْضٍ} ليس بوقف، لأن قوله:
لهدّمت جواب لو {وَصَلَوََاتٌ} جائز. ثم نبتدئ ومساجد بإضمار خبر، أي: ومساجد كذلك أو بإعادة الفعل للتخصيص، أي: لهدمت لأن الله خصّ المساجد بذكر الله، أو لأن الضمير بعد يعود عليها خاصة كما عاد على الصلاة في قوله: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها، ومن جعل الضمير عائدا على جميعها أراد لهدمت كنائس زمن موسى وصوامع وبيع زمن عيسى، ومساجد زمن نبينا وكان الوقف، كثيرا {مَنْ يَنْصُرُهُ} حسن {عَزِيزٌ} تامّ، إن رفع الذين بالابتداء والخبر محذوف أو عكسه وحسن إن جرّ بدلا أو نعتا لما
صالح، وكذا: صواف {وَالْمُعْتَرَّ} كاف {تَشْكُرُونَ} حسن {مِنْكُمْ} كاف، وكذا:
هداكم {الْمُحْسِنِينَ} تامّ {الَّذِينَ آمَنُوا} حسن {كَفُورٍ} تامّ، وكذا: ظلموا، ولقدير إن جعل ما بعده في محل رفع بأنه خبر مبتدإ محذوف، فإن جعل نعتا: للذين يقاتلون كان الوقف على: ظلموا حسنا، وعلى تقدير صالحا {رَبُّنَا اللََّهُ} حسن {كَثِيراً} تامّ {مَنْ يَنْصُرُهُ} حسن {عَزِيزٌ} تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ لخبر محذوف أو عكسه(1/517)
قبله {الْمُنْكَرِ} حسن {الْأُمُورِ} تامّ {وَأَصْحََابُ مَدْيَنَ} حسن {وَكُذِّبَ مُوسى ََ} كاف {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} حسن، للابتداء بالتهديد والتوبيخ {نَكِيرِ} كاف {وَهِيَ ظََالِمَةٌ} جائز {عَلى ََ عُرُوشِهََا} ليس بوقف، لأن قوله: وبئر معطلة مجرور عطفا على: من قرية، ولا يوقف على معطلة لأن قوله: وقصر مجرور عطفا على بئر {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} كاف، وقيل: تامّ {يَسْمَعُونَ بِهََا} جائز، وقيل: كاف للابتداء بأن مع الفاء {الْأَبْصََارُ} ليس بوقف، لأن لكن لا بدّ أن تقع بين متباينين وهنا ما بعدها مباين لما قبلها {فِي الصُّدُورِ} تامّ {بِالْعَذََابِ} جائز {وَعْدَهُ} حسن {مِمََّا تَعُدُّونَ} تامّ {ثُمَّ أَخَذْتُهََا} حسن {الْمَصِيرُ} تامّ، ومثله: مبين، وكذا: كريم {مُعََاجِزِينَ}
أي: مثبطين، ليس بوقف، وهكذا إلى الجحيم، وهو تام لتناهي خبر الذين {وَلََا نَبِيٍّ} ليس بوقف لأن حرف الاستثناء بعده وهو الذي به يصح معنى الكلام {فِي أُمْنِيَّتِهِ} حسن {ثُمَّ يُحْكِمُ اللََّهُ آيََاتِهِ} كاف، ومثله: حكيم إن علقت اللام بعده بمحذوف، وليس بوقف إن علقت بيحكم وحينئذ لا يوقف: على آياته، ولا على: حكيم، ولا على: مرض لارتباط الكلام بما بعده، لأن قوله: والقاسية مجرور عطفا على:
للذين في قلوبهم مرض {وَالْقََاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} تامّ {بَعِيدٍ} جائز:
لكونه رأس آية {فَيُؤْمِنُوا بِهِ} ليس بوقف، لأن قوله: فتخبت
وحسن إن جعل مجرورا بدلا مما مرّ لطول الكلام {وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} حسن {عََاقِبَةُ الْأُمُورِ} تامّ {وَأَصْحََابُ مَدْيَنَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَكُذِّبَ مُوسى ََ} كاف، وكذا: ثم أخذتهم، ونكير {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} تامّ {يَسْمَعُونَ بِهََا}
صالح {فِي الصُّدُورِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَعْدَهُ} كاف {تَعُدُّونَ}
حسن، وكذا: ثم أخذتها. وقال أبو عمرو في الأوّل: تامّ {الْمَصِيرُ} تامّ {مُبِينٌ}
كاف، وكذا: كريم {أَصْحََابُ الْجَحِيمِ} تامّ {فِي أُمْنِيَّتِهِ} مفهوم {ثُمَّ يُحْكِمُ اللََّهُ آيََاتِهِ} صالح، وكذا: حكيم {وَالْقََاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} تامّ(1/518)
منصوب عطفا على ما قبله {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} حسن وقال العماني: لا يوقف من قوله: الجحيم إلى فتخبت له قلوبهم، إلا على سبيل التسامح لارتباط الكلام بعضه ببعض وذلك أن اللام في {لِيَجْعَلَ مََا يُلْقِي الشَّيْطََانُ}
لام كي، وهي متعلقة بما قبلها، واللام في {وَلِيَعْلَمَ} لام كي أيضا معطوفة على اللام الأولى. والمعنى أن الله قد أحكم آياته وأبطل وسوسة الشيطان بما ألقاه على لسان نبيه ليجعل رجوع النبيّ عما ألقاه الشيطان محنة واختبارا للمنافقين والقاسية قلوبهم، وليعلم المؤمنون أن القرآن حقّ لا يمازجه شيء {إِلى ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ} تامّ، ومثله: عقيم، على استئناف ما بعده {يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} حسن، وإن كان ما بعده متصلا بما قبله في المعنى لكونه بيانا للحكم {فِي جَنََّاتِ النَّعِيمِ} تامّ {بِآيََاتِنََا} ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وإنما دخلت الفاء في خبر الذين لما تضمن المبتدأ معنى الشرط كما في قوله: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلََاقِيكُمْ} أراد: من فرّ من الموت لقيه كقوله:
ومن هاب أسباب المنية يلقها ... ولو رام أن يرقى السّماء بسلّم
{مُهِينٌ} تامّ {أَوْ مََاتُوا} ليس بوقف، لأن ما بعده خبر الذين وإن كان معه قسم محذوف {رِزْقاً حَسَناً} حسن {خَيْرُ الرََّازِقِينَ} كاف {يَرْضَوْنَهُ} حسن {حَلِيمٌ} تامّ. وقيل: الوقف على ذلك، أي: ذلك لهم {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} ليس بوقف، لأن الذي بعده قد قام مقام جواب الشرط {لَيَنْصُرَنَّهُ اللََّهُ} كاف {غَفُورٌ} تامّ، ولا وقف إلى: بصير، فلا يوقف
{فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} أتمّ منه {مُسْتَقِيمٍ} أتمّ منهما، فإن وقف على {شِقََاقٍ بَعِيدٍ} جاز، لأنه رأس آية {يَوْمٍ عَقِيمٍ} حسن {يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} كاف، وكذا: في جنات النعيم {عَذََابٌ مُهِينٌ} تامّ {رِزْقاً حَسَناً} حسن، وكذا: خير الرازقين {يَرْضَوْنَهُ} كاف {لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} حسن، وكذا: لينصرنه الله، وغفور، و:(1/519)
على: ويولج النهار في الليل، لأن إنّ موضعها جرّ بالعطف على ما قبلها {بَصِيرٌ} تامّ {الْحَقُّ} ليس بوقف، وكذا لا يوقف على الباطل، لأن {وَأَنَّ اللََّهَ} موضعها جرّ بالعطف على ما قبلها {الْكَبِيرُ} تامّ {مََاءً} حسن، لأن قوله: {فَتُصْبِحُ} ليس في جواب الاستفهام في قوله: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة لا يتسبب عما دخل عليه الاستفهام، وهي رؤية المطر، وإنما تسبب ذلك عن نزول المطر نفسه، فلو كانت العبارة أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة ثم دخل الاستفهام لصحّ النصب انتهى شذور، أو إنّ المستقبل لا يعطف على الماضي وهو: ألم تر، بل فتصبح مستأنفا ولو كان جوابا لكان منصوبا بأن كقول جميل بن معمر العدوي الشاعر صاحب بثينة:
ألم تسأل الربع القواء فينطق ... وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق
برفع ينطق، أي: فهو ينطق {مُخْضَرَّةً} كاف {خَبِيرٌ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {الْحَمِيدُ} تامّ، وكذا: سخر لكم ما في الأرض، على قراءة عبد الرحمن بن هرمز، والفلك بالرفع والإجماع على خلافها، وليس بوقف على قراءة العامة والفلك بالنصب عطفا على ما قبله {بِأَمْرِهِ} جائز {إِلََّا بِإِذْنِهِ} حسن {رَحِيمٌ} تامّ {أَحْيََاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} في الثلاث جائز، لأن كل جملة من الثلاث مستأنفة، لأن ثم لترتيب الأخبار لا لترتيب الفعل، كقوله: {اللََّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} فوصل هذه أجود {لَكَفُورٌ} تامّ {هُمْ نََاسِكُوهُ} جائز ومثله:
سميع بصير {الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} تامّ {مُخْضَرَّةً} حسن {لَطِيفٌ خَبِيرٌ} تامّ {وَمََا فِي الْأَرْضِ} حسن {الْحَمِيدُ} تامّ {فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} جائز {إِلََّا بِإِذْنِهِ} حسن. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ {رَحِيمٌ} تامّ {ثُمَّ}(1/520)
في الأمر {وَادْعُ إِلى ََ رَبِّكَ} كاف {مُسْتَقِيمٍ} تامّ، ومثله: تعملون، وكذا: تختلفون {وَالْأَرْضِ} كاف، وكذا: في كتاب {يَسِيرٌ} تامّ {بِهِ سُلْطََاناً} ليس بوقف، لأن قوله {وَمََا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ} موضعه نصب بالعطف على ما الأولى {بِهِ عِلْمٌ} حسن {مِنْ نَصِيرٍ} تامّ {بَيِّنََاتٍ}
ليس بوقف، لأن ما بعده جواب إذا {الْمُنْكَرَ} جائز. وقيل: كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة مفسرة لما قبلها {عَلَيْهِمْ آيََاتُنََا} كاف {مِنْ ذََلِكُمُ} تامّ، إن رفعت النار بالابتداء وما بعدها خبر أو عكسه، أي: هي النار، أو بنصبها بتقدير أعني، وبها قرأ الضحاك، أو نصبت على اشتغال الفعل عن المفعول، وليس بوقف على قراءتها بالجر بدلا من قوله بشرّ، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف {كَفَرُوا} حسن {الْمَصِيرُ}
تامّ {فَاسْتَمِعُوا لَهُ} كاف، وليس بوقف إن جعل ما بعده تفسيرا للمثل إلى قوله: يستنقذوه منه {وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} حسن {لََا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} تامّ، لأنه آخر المثل، ومثله: المطلوب {حَقَّ قَدْرِهِ} كاف {عَزِيزٌ} تامّ {وَمِنَ النََّاسِ}
حسن، ومثله: بصير، وقيل: كاف، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وصفة {وَمََا خَلْفَهُمْ} حسن {الْأُمُورُ} تامّ {اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} حسن {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ}
ليس بوقف لأن لعل في التعلق كلام كي {تُفْلِحُونَ} كاف {حَقَّ جِهََادِهِ}
كاف، ومثله: اجتباكم {مِنْ حَرَجٍ} كاف: إن نصب {مِلَّةَ} بالإغراء، أي: الزموا ملة أبيكم، وليس بوقف إن نصب بنزع الخافض، أو نصب ملة
{يُحْيِيكُمْ} حسن {لَكَفُورٌ} تام {نََاسِكُوهُ} كاف {مُسْتَقِيمٍ} تامّ، وكذا تعملون، و: تختلفون {وَالْأَرْضِ} كاف، وكذا: في كتاب {عَلَى اللََّهِ يَسِيرٌ} تامّ {بِهِ عِلْمٌ} كاف {مِنْ نَصِيرٍ} تامّ {الْمُنْكَرَ} صالح {عَلَيْهِمْ آيََاتُنََا} حسن، وكذا: من ذلكم. وقال أبو عمرو فيهما: كاف {الَّذِينَ كَفَرُوا} صالح {الْمَصِيرُ}
تامّ، وكذا: فاستمعوا له {وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} حسن {لََا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} تام، وكذا:
المطلوب، وحق قدره، وعزيز {وَمِنَ النََّاسِ} حسن، وكذا: بصير {وَمََا خَلْفَهُمْ}
كاف {الْأُمُورُ} تام {وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ} حسن، وكذا: تفلحون {حَقَّ جِهََادِهِ}(1/521)
بدلا من الخير. وقال الفراء: لا يوقف على من حرج، لأن التقدير عنده كملة أبيكم ثم حذفت الكاف، لأن معنى: وما جعل عليكم في الدين من حرج، وسع الله عليكم الدين كملة أبيكم. فلما حذفت الكاف انتصبت ملة، لاتصالها بما قبلها، والقول بأن ملة منصوبة على الإغراء أولى، لأن حذف الكاف لا يوجب النصب. وقد أجمع النحويون أنه إذا قيل زيد كالأسد ثم حذفت الكاف لم يجز النصب، وأيضا فإن قبله: اركعوا واسجدوا، فالظاهر أن يكون هذا على الأمر أن اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم، فإلى الأول ذهب ابن عباس ومجاهد قالا: قوله: هو سماكم، أي: الله سماكم المسلمين من قبل، أي: من قبل هذا القرآن في الكتب كلها وفي الذكر وفي هذا القرآن. وقال الحسن هو: أي إبراهيم سماكم المسلمين من قبل يريد في قوله: {رَبَّنََا وَاجْعَلْنََا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنََا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} فإذا هو صلّى الله عليه وسلّم سأل الله لهم هذا الاسم فعلى الأوّل الوقف على: هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا:
تام، وعلى الثاني الوقف على: هو سماكم المسلمين من قبل، كاف، وعلى الأول تكون اللام في: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ} متعلقة بمحذوف، وهو المختار من وجهين: أحدهما: أن قوله: {رَبَّنََا وَاجْعَلْنََا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} الآية، ليس تسمية، وإنما هو دعاء. والثاني ورد الخبر «إن الله سمانا المسلمين» كما روي أنه صلّى الله عليه وسلّم قال: «تداعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله» وليس بوقف، أي: على الأول إن علقت اللام بما قبلها. انظر النكزاوي، وفي كون إبراهيم دعا الله فاستجاب له وسمانا المسلمين ضعف، إذ قوله: {وَفِي هََذََا} عطف على: من قبل، وهذا إشارة إلى القرآن فيلزم أن إبراهيم سمانا المسلمين في القرآن، وهو غير واضح، لأن القرآن نزل بعد إبراهيم بمدد، فلذلك ضعف رجوع الضمير إلى إبراهيم، والمختار رجوعه إلى الله تعالى، وبدل له
كاف، وكذا: اجتباكم {مِنْ حَرَجٍ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف. وهذا إن نصب {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرََاهِيمَ} بالإغراء، أي: الزموها، فإن نصب بنزع الخافض فليس ذلك(1/522)
قراءة أبي: الله سماكم المسلمين بصريح الجلالة، أي: سماكم في الكتب السابقة، وفي هذا القرآن أيضا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد {النََّاسِ} كاف، وقيل: تام {وَآتُوا الزَّكََاةَ} جائز، ومثله: هو مولاكم، وقيل:
كاف. آخر السورة تامّ.
سورة المؤمنون مكية
(1)
مائة آية وثمان عشر آية في الكوفي، وتسع عشرة في عدّ الباقين اختلافهم في آية واحدة {وَأَخََاهُ هََارُونَ} لم يعدّها الكوفي، وكلمها ألف وثمانمائة وأربعون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وثمانمائة وحرفان، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان: وفار التنور، ذا عذاب شديد.
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} تامّ، إن جعل الذين مبتدأ خبره: أولئك هم الوارثون، وكذا إن جعل خبر مبتدإ محذوف تقديره: هم الذين، وكذا إن نصب بتقدير أعني، وعلى الأول لا وقف من قوله: خاشعون إلى الوارثون، ومن حيث كونها رءوس آيات يجوز، ولا يؤثر فيها كون كل منها معطوفا، أو نعتا، أو بدلا، لأن الوقف على رءوس الآيات سنة متبعة كما تقدّم {الْفِرْدَوْسَ} تامّ، إن جعل ما بعده جملة مستقلة من مبتدأ وخبر، وليس
بوقف {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرََاهِيمَ} حسن {شَهِيداً}. {عَلَى النََّاسِ} كاف {وَآتُوا الزَّكََاةَ}
صالح، وكذا: واعتصموا بالله {هُوَ مَوْلََاكُمْ} جائز، آخر السورة تام.
سورة المؤمنون مكية {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} تامّ، إن جعل الذين مبتدأ خبره: أولئك هم الوارثون، وإلا فجائز، وعلى الأوّل: فخاشعون، وما بعده من المعطوفات جائز، وعلى الثاني كاف، ولا يؤثر في ذلك كون كل منها معطوفا أو نعتا، لأنه رأس آية {الْوََارِثُونَ} تام، إن جعل ما
__________
(1) وهي مائة وثمان عشرة في الكوفي، وتسع عشرة في الباقي، والخلاف في آية واحدة هي قوله تعالى: {وَأَخََاهُ هََارُونَ} [45] غير كوفي. وانظر التلخيص (339).(1/523)
بوقف إن جعل في موضع نصب حالا {خََالِدُونَ} تامّ، في الحديث «ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإن مات ودخل النار ورث منزله أهل الجنة، وذلك قوله: هم الوارثون» ذكره البغوي بغير سند {مِنْ طِينٍ} كاف والمراد بالإنسان آدم دون ذرّيّته، لأنه انسل من الطين، وقوله: جعلناه نطفة عائد على ذرّيّته وإن كان لم يذكر لشهرته وليس عائدا على آدم، لأنه لم يخلق من نطفة، بل انسلّ من الطين، أي: استخرج منه.
قال أمية بن أبي الصلت:
خلق البرية من سلالة منتن ... وإلى السلالة كلّها ستعود
{فِي قَرََارٍ مَكِينٍ} جائز، ومثله: لحما، وكذا: آخر {الْخََالِقِينَ} كاف، ومثله: لميتون {تُبْعَثُونَ} تامّ {طَرََائِقَ} حسن {غََافِلِينَ} كاف {فِي الْأَرْضِ} حسن {لَقََادِرُونَ} كاف {وَأَعْنََابٍ} جائز، ومثله: كثيرة {وَمِنْهََا تَأْكُلُونَ} كاف، على أن قوله: {وَشَجَرَةً} منصوب بفعل مضمر تقديره، وأنشأنا شجرة، أو أنبتنا شجرة، وليس بوقف إن عطفت {شَجَرَةً}
على: جنات، وحينئذ لا يوقف على: وأعناب، ولا على: كثيرة، ولا على:
تأكلون {لِلْآكِلِينَ} تامّ {لَعِبْرَةً} حسن، وقيل: كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله {فِي بُطُونِهََا} حسن، ومثله: كثيرة {تَأْكُلُونَ} جائز {تُحْمَلُونَ} تامّ {اعْبُدُوا اللََّهَ} حسن، ومثله: من إله غيره، على القراءتين جرّه نعتا لإله على اللفظ ورفعه نعتا له على المحل {تَتَّقُونَ} كاف.
بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل نعتا له، وعليه فقوله: {يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ}
تامّ، على القول بأن ما بعده مبتدأ، وعلى القول بأنه حال فليس بوقف {هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ} تام {مِنْ طِينٍ} كاف {فِي قَرََارٍ مَكِينٍ} صالح، وكذا: العظام لحما {خَلْقاً آخَرَ} كاف، وكذا: أحسن الخالقين، ولميتون {تُبْعَثُونَ} تام {سَبْعَ طَرََائِقَ} حسن، وكذا: وما كنا عن الخلق غافلين، وفي الأرض. وقال أبو عمرو في الأول: تام، وفي الثاني: كاف {لَقََادِرُونَ} كاف {لِلْآكِلِينَ} حسن.(1/524)
ورسموا الملأ هنا بواو وألف بعد اللام كما ترى {مِثْلُكُمْ} ليس بوقف، لأن قوله يريد صفة بشر، فلا يقطع عنه {أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ}
حسن {مَلََائِكَةً} جائز، للابتداء بالنفي {الْأَوَّلِينَ} كاف، على استئناف ما بعده {بِهِ جِنَّةٌ} جائز {حَتََّى حِينٍ} كاف، ومثله: كذبون {وَوَحْيِنََا}
حسن {التَّنُّورُ} ليس بوقف، لأن قوله: فاسلك جواب فإذا، وليس رأس آية {وَأَهْلَكَ} وصله أولى، لأن حرف الاستثناء هو الذي به يصح معنى الكلام، فما بعده كالعلة لما قبله، ومنهم من وقف على: زوجين اثنين، ثم قال: وأهلك: أي: وأهلك الله من الهلاك جميع الخلائق إلا من سبق عليه القول منهم فما بعد الاستثناء خارج مما قبله: يعني إبليس {الْقَوْلُ مِنْهُمْ} كاف {ظَلَمُوا} جائز، لأن أنهم كالتعليل لما قبلها {مُغْرَقُونَ}
كاف، ومثله: من القوم الظالمين، على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله {خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} كاف {لَآيََاتٍ} جائز {لَمُبْتَلِينَ} كاف، ومثله:
قرنا آخرين {رَسُولًا مِنْهُمْ} ليس بوقف {مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ} حسن. وقيل:
كاف، على استئناف ما بعده {تَتَّقُونَ} كاف، ولا وقف من قوله: وقال الملأ من قومه إلى مما تشربون، فلا يوقف على: بلقاء الآخرة، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على: وأترفناهم في الحياة الدنيا، لأن قوله: ما هذا مقول الذين كفروا، فلا يفصل بين القول والمقول، ولا على بشر مثلكم، لأن ما بعده صفة بشر، فلا يقطع منه {مِمََّا تَشْرَبُونَ} كاف، ومثله: لخاسرون {وَعِظََاماً}
وقال أبو عمرو: تامّ {لَعِبْرَةً} صالح {مِمََّا فِي بُطُونِهََا} كاف {كَثِيرَةٌ} جائز.
وكذا: تأكلون {تُحْمَلُونَ} تامّ {مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ} جائز {أَفَلََا تَتَّقُونَ} كاف {أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} مفهوم {فِي آبََائِنَا الْأَوَّلِينَ} صالح، ولا أحبه، وإنما جاز لأنه رأس آية {حَتََّى حِينٍ} كاف، وكذا: كذبون، ووحينا، ومن كل زوجين اثنين {وَأَهْلَكَ}
أكفى مما قبله على ما مرّ فيه في سورة هود {إِلََّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ} كاف، وكذا: مغرقون {الظََّالِمِينَ} حسن {خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} كاف. وكذا: المبتلين، وقرنا آخرين(1/525)
ليس بوقف، لأن قوله: إنكم مخرجون، متعلق بما قبله {مُخْرَجُونَ} جائز.
وقيل: لا وقف إلى: بمؤمنين، لأن الكلام مقول الكفار فلا يقطع بعضه عن بعض، وإن هيهات هيهات إنكار واستبعاد للبعث بعد أن ماتوا بقولهم: وما نحن له بمؤمنين، أي: بمصدّقين. وفي هيهات لغات. إحداها: هيهات هيهات بفتح التاء فيهما. الثانية: هيهات هيهات بضم التاء فيهما. الثالثة: هيهات هيهات بكسر التاء فيهما. الرابعة: هيهات هيهات بسكون التاء فيهما.
الخامسة: هيهات هيهات بالكسر والتنوين بتقديره نكرة، لأن أسماء الأفعال ما نوّن منها كان نكرة، وما لم ينوّن كان معرفة نحو: صه بالسكون، وصه بالتنوين. السادسة: هيهات هيهات بالرفع والتنوين. السابعة: هيهاتا هيهاتا بالنصب والتنوين {تُوعَدُونَ} جائز، ومثله: بمبعوثين {بِمُؤْمِنِينَ} كاف، لأنه آخر كلام الكفار، وليس من قوله، و: قال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا، إلى قوله: وما نحن له بمؤمنين، وقف يختار، لأن ما بينهما حكاية عن قول الكافر، ويجوز الوقف فيما بينهما على رءوس الآي {بِمََا كَذَّبُونِ} حسن {نََادِمِينَ} كاف {بِالْحَقِّ} ليس بوقف لمكان الفاء {غُثََاءً} حسن {الظََّالِمِينَ} كاف، ومثله: قرونا آخرين وكذا: يستأخرون، وثم لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها إذا جاءت في أوّل قصة أخرى كما هنا {تَتْرََا} حسن:
لأن كلما يبتدأ بها {كَذَّبُوهُ} تامّ عن الأخفش {بَعْضاً} جائز {أَحََادِيثَ} حسن {لََا يُؤْمِنُونَ} تامّ {مُبِينٍ} ليس بوقف، لأن حرف الجرّ وما بعده موضعه نصب بأرسلنا، فهو متصل به {قَوْماً عََالِينَ} كاف {مِثْلِنََا} جائز {عََابِدُونَ} كاف {مِنَ الْمُهْلَكِينَ} تامّ {يَهْتَدُونَ} كاف، على استئناف ما بعده خبر آخر، وجائز إن عطف على ما قبله {آيَةً} كاف،
{مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ} جائز {أَفَلََا تَتَّقُونَ} حسن {مِمََّا تَشْرَبُونَ} صالح، وكذا: لخاسرون، ومخرجون، ولما توعدون، وبمبعوثين {بِمُؤْمِنِينَ} حسن، وكذا بما كذبون {نََادِمِينَ}
كاف، وكذا: غثاء، و: الظالمين {قُرُوناً آخَرِينَ} حسن {يَسْتَأْخِرُونَ} كاف، وكذا:(1/526)
وإنما قال آية ولم يقل آيتين لأنها قصة واحدة، وهي ولادتها له من غير ذكر {وَمَعِينٍ} تامّ، للابتداء بياء النداء، بناء على أن ما بعده خطاب لنبينا وحده كقوله: {الَّذِينَ قََالَ لَهُمُ النََّاسُ} وهو نعيم بن مسعود الأشجعي وحده ليدل بذلك على أن الرسل أمروا بأكل الطيبات، وهو الحلال الذي طيبه الله لآكليه، وليس بوقف لمن قال إنه خطاب لعيسى ابن مريم، واحتج بما روي أن عيسى كان يأكل من غزل أمه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز (صالحين) جائز. وقيل: كاف {عَلِيمٌ} تام: لمن قرأ: وإن هذه بكسر الهمزة عطفا على إني، وهو حمزة والكسائي وعاصم، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها عطفا على بما فتكون إنّ في موضع خفض، والتقدير: عليم بأن هذه، وبها قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وإن نصبت بإضمار فعل نحو، واعلموا أن فتكون إن في موضع نصب كان الوقف على عليم جائزا {أُمَّةً وََاحِدَةً} كاف، على استئناف ما بعده {فَاتَّقُونِ} كاف {زُبُراً} حسن {فَرِحُونَ} أحسن منه {حَتََّى حِينٍ} كاف، وقد اختلف في «ما» من إنما هل هي مصدرية حرف واحد أو موصولة، فهي حرفان، فعلى أنها مصدرية حرف واحد هو مذهب الكسائي، رواه خلف عنه، وعليه يوقف على بنين لأنه قد حصل بعد فعل الحسان نسبة من مسند ومسند إليه، نحو حسبت إنما ينطلق زيد، وإنما يضرب بكر فينسبك منها ومما بعدها مصدر هو اسم إن والجملة خبر إن، وقيل: لا يوقف على بنين لأن نسارع خبر إن على أن إنما حرفان وما بمعنى الذي بدليل عود الضمير من به إليها وهي اسم إن وصلتها نمدّهم، ومن مال حال من الموصول أو بيان له، ونسارع خبر إن والعائد محذوف، أي: نسارع لهم به أو فيه. قاله
تترى، وكذبوه، و: أحاديث {لََا يُؤْمِنُونَ} حسن {عََالِينَ} كاف، وكذا: عابدون {مِنَ الْمُهْلَكِينَ} تامّ {يَهْتَدُونَ} حسن {آيَةً} كاف {وَمَعِينٍ} تامّ {صََالِحاً}
جائز {عَلِيمٌ} تامّ، لمن قرأ {وَإِنَّ هََذِهِ} بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها عطفا على ما، فإن نصب بإضمار فعل نحو: واعلموا {إِنَّ هََذِهِ أُمَّتُكُمْ}(1/527)
أبو إسحاق وهشام بن معاوية عن الضرير كما يقول أبو سعيد، رويت عن الخدري تريد رويت عنه فأظهرت الهاء، فقلت عن الخدري، قال الشاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغّض الموت ذا الغنى والفقيرا
أي: لا أرى الموت يسبقه شيء، فأظهر الهاء، وقول من قال إن يحسبون يتعدى لمفعولين، وأن نسارع لهم المفعول الثاني، والتقدير: أيحسبون أن إمدادنا لهم بالمال والبنين مسارعة منها لهم في الخيرات فغلط ومخالفة لقول أبي حاتم إن إن إذا وقعت بعد حسب وأخواتها لم تحتج إلى مفعول ثان. قال تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مََالَهُ أَخْلَدَهُ} وهنا قد نابت أن عن المفعولين. فأن كافية عن اسم يحسبون وخبرها فلا يؤتى بمفعول ثان بعد أن، وقرئ إنما بكسر الهمزة على الاستئناف، وعليها فمفعولا حسب محذوفان اقتصارا أو اختصارا، وقرئ يسارع بالتحتية، أي: يسارع الله أو يسارع لهم الذي يمدون به، وقرئ يسارع بالتحتية مبنيا للمفعول، وفي الخيرات نائب الفاعل، والجملة خبر إن، والعائد محذوف، أي: يسارع لهم به، وقرئ نسرع لهم بالنون من أسرع، والحذف اختصارا ما كان لدليل، والحذف اقتصارا ما كان لغير دليل.
وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد {فِي الْخَيْرََاتِ} كاف {بَلْ لََا يَشْعُرُونَ} تامّ، وهو إضراب عن الحسبان المستفهم عنه استفهام تقريع، ولا وقف من قوله: إن الذين هم من خشية ربهم إلى راجعون، لأن أولئك يسارعون خبر، إن الذين هم من خشية ربهم وما بينهما من رءوس الآي جائز لطول الكلام، وبالنفس يضيق عن بلوغ التمام. فلا يوقف على مشفقون، ولا على يؤمنون، ولا على لا يشركون، ولا على راجعون لعطف الأسماء المنصوبة على اسم إن {سََابِقُونَ} تامّ {إِلََّا وُسْعَهََا} حسن، ومثله: ينطق بالحق {لََا يُظْلَمُونَ} كاف {مِنْ هََذََا} حسن، إن جعل الضمير في: ولهم أعمال
كاف الوقف على {عَلِيمٌ} جائزا {فَاتَّقُونِ} كاف {زُبُراً} تامّ {فَرِحُونَ} كاف {حَتََّى حِينٍ} حسن {فِي الْخَيْرََاتِ} كاف {لََا}(1/528)
للكفار، وتام إن جعل كناية عن المؤمنين للفصل بين الكفار والمسلمين {عََامِلُونَ} كاف، ومثله: يجأرون {لََا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ} حسن، وكذا: لا تنصرون {تُتْلى ََ عَلَيْكُمْ} حسن {تَنْكِصُونَ} كاف، إن نصب مستكبرين حالا من فاعل تهجرون، وليس بوقف إن جعل حالا من الضمير في تنكصون، ووقف أبو حاتم على مستكبرين على أن الضمير في به يرجع إلى البيت واستكبارهم به أنهم أحق به من غيرهم وأنهم ولاته ويفتخرون بذلك، وكذا:
إن جعل من صلة سامرا لأنهم كانوا يسمرون حول البيت بذكر القرآن والطن فيه ولا يطوفون بالبيت، ومن جعل الضمير في به يرجع إلى القرآن وقف على تنكصون، أي: يجعلون سمرهم وحديثهم في القرآن. ثم يبتدئ مستكبرين به، أي: بالقرآن واستكبارهم به أنهم إذا سمعوه كذبوه وطعنوا فيه {تَهْجُرُونَ} تام {الْأَوَّلِينَ} كاف، ومثله: منكرون، وكذا: جنة {بِالْحَقِّ}
حسن {كََارِهُونَ} كاف، وكذا: من فيهن {بِذِكْرِهِمْ} حسن {مُعْرِضُونَ} صالح {خَرْجاً} جائز {خَيْرُ الرََّازِقِينَ} كاف، ومثله:
مستقيم، وكذا: لناكبون، ويعمهون، وما يتضرعون {مُبْلِسُونَ} تامّ {وَالْأَفْئِدَةَ} كاف، وكذا: ما تشكرون {فِي الْأَرْضِ} حسن {تُحْشَرُونَ}
كاف {وَيُمِيتُ} حسن، ومثله: النهار {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} تامّ، الأولون حسن، ومثله لمبعوثون {هََذََا مِنْ قَبْلُ} كاف {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} تامّ {تَعْلَمُونَ}
{يَشْعُرُونَ} تامّ، وكذا: سابقون، وما بينهما من رءوس الآي جائز لطول الكلام، ولكون كل منها رأس آية {إِلََّا وُسْعَهََا} كاف {لََا يُظْلَمُونَ} صالح {مِنْ هََذََا} حسن، إن جعل ما بعده كناية عن الكافر، وتامّ إن جعل ذلك كناية عن المؤمنين {لَهََا عََامِلُونَ}
حسن {يَجْأَرُونَ} كاف {لََا تُنْصَرُونَ} حسن {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ} كاف {تَهْجُرُونَ} تامّ {الْأَوَّلِينَ} صالح، وكذا: منكرون {جِنَّةٌ} كاف {كََارِهُونَ}
حسن {وَمَنْ فِيهِنَّ} كاف {مُعْرِضُونَ} صالح {الرََّازِقِينَ} حسن، وكذا: مستقيم، و: لناكبون، ويعمهون {وَمََا يَتَضَرَّعُونَ} كاف {مُبْلِسُونَ} حسن، وقال أبو(1/529)
حسن {لِلََّهِ} أحسن منه، وقال أبو عمرو: كاف {تَذَكَّرُونَ} كاف {الْعَظِيمِ} حسن {سَيَقُولُونَ لِلََّهِ} أحسن منه {تَتَّقُونَ} كاف {تَعْلَمُونَ} حسن {سَيَقُولُونَ لِلََّهِ} أحسن منه {تُسْحَرُونَ} كاف {بِالْحَقِّ} جائز {لَكََاذِبُونَ} تامّ {مِنْ إِلََهٍ} جائز، لأنه نفي عام يفيد استغراق الجنس، ولهذا جاء، إذا لذهب كل إله بما خلق {عَلى ََ بَعْضٍ}
كاف، للابتداء بالتنزيه {يَصِفُونَ} تامّ، لمن قرأ عالم بالرفع، وهو نافع وحمزة والكسائي وأبو بكر على أنه خبر مبتدإ محذوف، أي: هو عالم وجائز لمن قرأه بالجر وهم الباقون {يُشْرِكُونَ} تامّ {مََا يُوعَدُونَ} ليس بوقف، لأن قوله: فلا تجعلني جواب الشرط، وهو إما لأنها كلمتان إن التي للشرط ودخلت عليها ما وهذه خلاف أما التي للعطف فإنها كلمة واحدة وربّ منادي معترض بين الشرط وجوابه {الظََّالِمِينَ} تامّ {لَقََادِرُونَ} كاف {السَّيِّئَةَ} حسن، والمراد بالتي هي أحسن شهادة أن لا إله إلا الله، والسيئة الشرك {بِمََا يَصِفُونَ} كاف {أَنْ يَحْضُرُونِ} تامّ، ومثله كلا لأنها بمعنى الردع والزجر عن طلب الرجوع إلى الدنيا، وفي الحديث «إذا عاين المؤمن الموت قالت له الملائكة: نرجعك فيقول إلى دار الهموم والأحزان، بل قدوما إلى الله تعالى، وأما الكافر فيقول: ارجعون لعلي أعمل صالحا فلا يجاب لما سأل ولا
عمرو: تامّ {وَالْأَفْئِدَةَ} كاف {مََا تَشْكُرُونَ} حسن، وكذا: تحشرون و {يُحْيِي وَيُمِيتُ}، و {النَّهََارِ} تامّ {أَفَلََا تَعْقِلُونَ} حسن {الْأَوَّلُونَ} صالح، وكذا:
لمبعوثون {هََذََا مِنْ قَبْلُ} كاف {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} تامّ {تَعْلَمُونَ} كاف {لِلََّهِ} في الثلاثة صالح. وقال أبو عمرو: كاف {تَذَكَّرُونَ} تامّ {الْعَظِيمِ} كاف {تَتَّقُونَ} تامّ {تَعْلَمُونَ} كاف {تُسْحَرُونَ} حسن {لَكََاذِبُونَ} تامّ {مِنْ إِلََهٍ}
صالح، وكذا: بما خلق {عَلى ََ بَعْضٍ} حسن {عَمََّا يَصِفُونَ} تامّ لمن قرأ: عالم بالرفع، وكاف لمن قرأه بالجرّ {يُشْرِكُونَ} تامّ {مََا يُوعَدُونَ} حسن {الظََّالِمِينَ} تامّ {لَقََادِرُونَ} حسن، وكذا: أحسن السيئة وبما يصفون. وقال أبو عمرو: (في(1/530)
يغاث» {هُوَ قََائِلُهََا} حسن {يُبْعَثُونَ} تامّ، ومثله: ولا يتساءلون، والمفلحون وخالدون على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال مما قبله {كََالِحُونَ} تام {تُكَذِّبُونَ} حسن، ومثله:
شقوتنا {ضََالِّينَ} كاف، ومثله: ظالمون، وكذا ولا تكلمون {وَارْحَمْنََا}
جائز {الرََّاحِمِينَ} ليس بوقف لمكان الفاء بعده {ذِكْرِي} حسن، أي:
شغلكم الاستهزاء بعمار وسلمان وبلال لا أن المؤمنين أنسوهم ذكر الله {تَضْحَكُونَ} كاف، ومثله: بما صبروا لمن كسر همزة إنهم على الاستئناف وهي قراءة الكوفيين إلا عاصما، وليس بوقف لمن فتحها، لأنها متعلقة بما قبلها إذ هي المفعول الثاني لجزيت بتقدير إني جزيتهم اليوم بصبرهم الفوز بالجنة مع الأمن من الأهوال فلا يقطع ذلك {الْفََائِزُونَ} تامّ {عَدَدَ سِنِينَ} جائز، وقيل: كاف {أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} جائز {الْعََادِّينَ} تامّ، ومثله: تعلمون للابتداء بالاستفهام {عَبَثاً} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {لََا تُرْجَعُونَ} تامّ {الْمَلِكُ الْحَقُّ} حسن، ومثله: إلا هو إن رفع ربّ على الابتداء أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع بدلا من هو {الْكَرِيمِ} تامّ {آخَرَ} ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لها فلا يفصل بينهما بالوقف، وكذا لا يوقف على: لا برهان له به، لأن الفاء في فإنما جواب من {عِنْدَ رَبِّهِ}
كاف {الْكََافِرُونَ} تامّ {وَارْحَمْ} جائز، آخر السورة تام.
الأولين) كاف {أَنْ يَحْضُرُونِ} كاف {كَلََّا} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ لأنها بمعنى الردّ لما قبلها، وجوّز بعضهم أنها بمعنى حقا فيوقف على ما قبلها ويبتدأ بها {هُوَ قََائِلُهََا} حسن {يُبْعَثُونَ} كاف، وكذا: ولا يتساءلون، والمفلحون، وخالدون {كََالِحُونَ} تامّ {تُكَذِّبُونَ} حسن {ضََالِّينَ} كاف، وكذا: ظالمون {وَلََا تُكَلِّمُونِ} حسن {الرََّاحِمِينَ} ليس بوقف لأن ما بعده من تمام الكلام قبله {تَضْحَكُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {بِمََا صَبَرُوا} كاف، لمن كسر همزة أنهم، وليس بوقف لمن فتحها {الْفََائِزُونَ} كاف، وكذا: عدد سنين، والعادّين، وقال(1/531)
سورة النور مدنية (1)
وهي ستون وآيتان في المدنيين والمكي، وأربع في عدّ الباقين، اختلافهم في آيتين: بالغدوّ والآصال، ويذهب بالأبصار، وهو الثاني لم يعدّهما المدنيان والمكي، وكلهم عدّ القلوب والأبصار، وكلمها ألف وثلاثمائة وست عشرة كلمة، وحروفها خمسة آلاف وستمائة وثمانون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان، لهم عذاب أليم بعده في الدنيا والآخرة، ولو لم تمسسه نار، يجوز في سورة الرفع والنصب فبالرفع قرأ الأمصار على الابتداء أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هذه سورة، وقرأ عيسى بن عمر بالنصب على الاشتغال، أي: أنزلنا سورة أنزلناها أو بتقدير اتل سورة وسوّغ الابتداء بالنكرة الوصف المقدر كأنه قيل سورة معظمة أنزلناها و {أَنْزَلْنََاهََا}
جائز، إن كان ما بعده مستأنفا، وأما الوقف على وفرضناها. فإن جعل لعلكم تذكرون متصلا بأنزلنا حسن الوقف عليه، وإن جعل متصلا بفرضناها لا يحسن الوقف عليه {مِائَةَ جَلْدَةٍ} حسن {فِي دِينِ اللََّهِ} ليس بوقف، لأن الشرط الذي بعده ما قبله قد قام مقام جوابه، وهو فعل النهي {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} حسن {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف {أَوْ مُشْرِكَةً} جائز، ومثله: أو مشرك {عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {ثَمََانِينَ جَلْدَةً} جائز، إن كان القاذف حرّا، وإن كان عبدا أربعين، ولا بدّ أن يكون المقذوف عفيفا من الزنا حتى لو زنى في عمره
أبو عمرو في الأول والثالث: تامّ {تَعْلَمُونَ} حسن {لََا تُرْجَعُونَ} تامّ، وكذا: الكريم {عِنْدَ رَبِّهِ} كاف {الْكََافِرُونَ} تامّ، وكذا: آخر السورة.
سورة النور مدنية {وَفَرَضْنََاهََا} جائز {تَذَكَّرُونَ} تامّ {مِائَةَ جَلْدَةٍ} كاف {الْآخِرِ}
__________
(1) وهي ستون وآيتان في الحجازي، وأربع في الباقي والخلاف في آيتين: {وَالْآصََالِ} [36]، (الأبصار) [43] غير حجازي. وانظر: «التلخيص» (342).(1/532)
مرة واحدة وقذفه قاذف فلا حدّ عليه {أَبَداً} تامّ، إن جعل الاستثناء من قوله: الفاسقون بناء على أن شهادة القاذف لا تقبل وإن تاب، وليس بوقف إن جعل الاستثناء من قوله: ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا بناء على أن شهادة القاذف تقبل إذا تاب وأن بالتوبة يرتفع اسم الفسق عنه، وسواء تاب بعد إقامة الحدّ عليه أو قبله لقوله: إلا الذين تابوا، وحاصله أن الفاسق إما أن يجيء تائبا وأقيم عليه الحدّ وتاب، أو لم يحد ولم يتب، أو تاب ولم يحدّ، أو حدّ ولم يتب، فالأول تقبل شهادته مطلقا لأنه زال عنه اسم القذف وزال ما ترتب عليه من ردّ الشهادة، والثاني والثالث لا تقبل مطلقا، والرابع اختلف فيه مالك والشافعي وأصحاب الرأي، فمالك يقول بقبول شهادته في غير ما حدّ فيه بخصوصه، والشافعي يقول بقبول شهادته، وإن فيما حدّ فيه لأن الحدود عنده كفارات للذنوب، وأصحاب الرأي يقولون لا تقبل شهادة المحدود وإن تاب {غَفُورٌ رَحِيمٌ} تامّ، على سائر الأوجه {إِلََّا أَنْفُسُهُمْ} ليس بوقف، لأن قوله: فشهادة أحدهم وما بعده خبر والذين، ومثله في عدم الوقف أربع شهادات بالله لأن إن جواب القسم، فإنها وإن كانت مكسورة فإن الفعل الأول قد عمل في موضعها ورفع أربع ونصبه يستوي الوقف، قرأ العامّة أربع بالنصب على المصدر والعامل فيه شهادة والناصب للمصدر مصدر مثله.
وقرأ الأخوان وحفص برفع أربع خبر قوله: فشهادة أو فشهادة خبر مبتدإ محذوف، أي: فالحكم أو الواجب عليه شهادة، أو شهادة فاعل بفعل مقدّر،
حسن. وقال أبو عمرو: كاف {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {أَوْ مُشْرِكٌ} كاف {عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} تامّ {ثَمََانِينَ جَلْدَةً} صالح {أَبَداً} كاف، إن جعل الاستثناء بعده من الفاسقين فقط بناء على أن شهادة القاذف لا تقبل وإن تاب، وليس بوقف إن جعل الاستثناء من قوله: ولا تقبلوا شهادة أبدا، وما بعده بناء على أن شهادة القاذف تقبل إذا تاب {الْفََاسِقُونَ} ليس بوقف على الوجهين {رَحِيمٌ} تامّ {لَمِنَ}(1/533)
أي: فيكفي شهادة {الصََّادِقِينَ} كاف، لمن قرأ: والخامسة بالرفع على الابتداء والخبر فيما بعد، وجائز لمن نصبها عطفا على أربع شهادات، وبها قرأ حفص عن عاصم {لَعْنَتَ اللََّهِ عَلَيْهِ} ليس بوقف، لأن ما بعده شرط فيما قبله {الْكََاذِبِينَ} كاف، ومثله: لمن الكاذبين، فمن قرأ: والخامسة بالرفع على الابتداء والخبر فيما بعده كان الوقف على الكاذبين كافيا. ومن قرأ: والخامسة بالنصب عطفا على أربع كان جائزا لكونه رأس آية {الصََّادِقِينَ} تامّ {وَرَحْمَتُهُ} ليس بوقف، لأن قوله بعد: وإن الله في موضع رفع عطفا على ما قبله، وجواب لولا محذوف تقديره لأهلككم، ونظيره قول امرئ القيس:
فلو أنّها نفس تموت سوية ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا
أراد لو ماتت نفسي في مرة واحدة لاسترحت، ولكنها تخرج قليلا قليلا {تَوََّابٌ حَكِيمٌ} تامّ {لََا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ} جائز، وقيل: كاف {خَيْرٌ لَكُمْ} كاف، ومثله: من الإثم {عَظِيمٌ} تام: قرأ العامة كبره بكسر الكاف وضمها، قيل الضم في السنّ، والكسر الإثم، يقال في المضموم كبر القوم، أي:
أكبرهم سنا أو مكانة. قاله السمين: والمشهور أنه عبد الله بن أبيّ ابن سلول، وسلول أمّ أبيه {بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} ليس بوقف لأن قوله: وقالوا عطف على ظن داخل تحت لولا التحضيضية، أي: هلا ظنوا وقالوا، وفي الآية تنبيه ودليل على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في حق أخيه أن يبني الأمر فيه على ظنّ حسن، وأن لا يصدق في أخيه قول عائب ولا طاعن {إِفْكٌ مُبِينٌ} تامّ
{الصََّادِقِينَ} حسن، إن قرئ: والخامسة بالنصب عطفا على أربع شهادات، لكنه على قراءتها بالرفع أحسن {الْكََاذِبِينَ} كاف {لَمِنَ الْكََاذِبِينَ} حكمه حكم، لمن الصادقين فيما تقرّر {إِنْ كََانَ مِنَ الصََّادِقِينَ} حسن. وقال أبو عمرو تامّ {تَوََّابٌ حَكِيمٌ} تامّ:
وجواب لولا محذوف، أي: ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنه توّاب حكيم(1/534)
{بِأَرْبَعَةِ شُهَدََاءَ} جائز، لأن إذا أجيبت بالفاء فكانت شرطا في ابتداء حكم، فكانت الفاء للاستئناف {الْكََاذِبُونَ} كاف {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ} ليس بوقف، لأن جواب لولا لم يأت بعد {عَظِيمٌ} كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا وكان من عطف الجمل، وجائز إن علق بما قبله لكونه رأس آية {هَيِّناً} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله، لأن الواو للحال والوصل أولى {عِنْدَ اللََّهِ عَظِيمٌ} كاف {بِهََذََا} جائز، على استئناف التنزيه، وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله وجعل داخلا في القول تحت لولا التحضيضية، أي: هلا قلتم سبحانك {هََذََا بُهْتََانٌ عَظِيمٌ} و {عَظِيمٌ} كاف {لِمِثْلِهِ أَبَداً} ليس بوقف، لأن ما قبله جواب لما بعده {مُؤْمِنِينَ} كاف {لَكُمُ الْآيََاتِ} جائز {حَكِيمٌ} تامّ {لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ} ليس بوقف لتعلق الظرف {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ} حسن {لََا تَعْلَمُونَ} كاف، وجواب لولا محذوف تقديره لعاقبكم، ومن قال إن قوله: ما زكا منكم جواب لولا الأولى، فلا وقف حتى يأتي بجواب الثانية {رَحِيمٌ} تامّ {خُطُوََاتِ الشَّيْطََانِ} حسن {وَالْمُنْكَرِ} تامّ {أَبَداً} جائز {مَنْ يَشََاءُ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ {فِي سَبِيلِ اللََّهِ} كاف، ومثله: وليصفحوا للابتداء بأداة التنبيه، وكذا: أن يغفر الله لكم {رَحِيمٌ} تامّ {وَالْآخِرَةِ} حسن {عَظِيمٌ} كاف، إن نصب يوم تشهد بمقدر، وليس بوقف إن نصب بقوله:
لأهلككم {شَرًّا لَكُمْ} صالح {خَيْرٌ لَكُمْ} كاف {مِنَ الْإِثْمِ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {عَظِيمٌ} كاف، وكذا: مبين، وبأربعة شهداء {الْكََاذِبُونَ} حسن {عَظِيمٌ} صالح، وإن تعلق به ما بعده، لأنه رأس آية {عِنْدَ اللََّهِ عَظِيمٌ} كاف {بُهْتََانٌ عَظِيمٌ} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف {لَكُمُ الْآيََاتِ} صالح {حَكِيمٌ} تامّ {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ} حسن، وكذا: لا تعلمون {رَحِيمٌ} تامّ {خُطُوََاتِ الشَّيْطََانِ}
صالح {وَالْمُنْكَرِ} كاف {مِنْ أَحَدٍ أَبَداً} صالح {مَنْ يَشََاءُ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ(1/535)
عذاب، وردّ بأنه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، لأن من شرطه أن لا يتبع لأن معموله من تمامه، فلا يجوز إعماله، لأن المصدر واسم الفاعل إذا وصفا فلا يعملان، فلو أعمل وصفه وهو عظيم لجاز، أي: عذاب عظيم قدره يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم {يَعْمَلُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، ويكون العامل في يومئذ قوله: يوفيهم، وإن جعل يومئذ بدلا من قوله:
يوم تشهد كان جائزا لكونه رأس آية {دِينَهُمُ الْحَقَّ} جائز {الْمُبِينُ} تامّ {لِلْخَبِيثِينَ} جائز، ومثله: للخبيثات، وكذا: للطيبين، ومثله: للطيبات، على استئناف ما بعده {مِمََّا يَقُولُونَ} كاف، يعني بذلك عائشة أم المؤمنين، وصفوان رضي الله عنهما {كَرِيمٌ} تامّ للابتداء بياء النداء {عَلى ََ أَهْلِهََا}
حسن {تَذَكَّرُونَ} كاف {حَتََّى يُؤْذَنَ لَكُمْ} حسن ومثله: فارجعوا، وكذا: أزكى لكم {عَلِيمٌ} تامّ {مَتََاعٌ لَكُمْ} كاف {وَمََا تَكْتُمُونَ} تامّ {فُرُوجَهُمْ} جائز {أَزْكى ََ لَهُمْ} كاف، ومثله: بما يصنعون، على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف على ما قبله، ولا يوقف من قوله: قل للمؤمنين إلى يصنعون، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد {إِلََّا مََا ظَهَرَ مِنْهََا} كاف {عَلى ََ جُيُوبِهِنَّ} حسن، ولا وقف من قوله: ولا يبدين زينتهنّ إلى قوله: عورات النساء، لأن العطف صير المعطوفات ولو كثرت كالشيء الواحد، ولكن لضيق النفس عن بلوغ آخر المعطوفات وعن تمام الكلام يجوز الوقف على أحدها، ثم يبتدئ به {عَلى ََ عَوْرََاتِ النِّسََاءِ}
{فِي سَبِيلِ اللََّهِ} حسن {وَلْيَصْفَحُوا} أحسن منه {أَنْ يَغْفِرَ اللََّهُ لَكُمْ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ {عَظِيمٌ} كاف، وكذا: يعملون {دِينَهُمُ الْحَقَّ} جائز {الْمُبِينُ} تامّ {لِلْخَبِيثِينَ} صالح {لِلْخَبِيثََاتِ} مفهوم {لِلطَّيِّبِينَ} صالح {لِلطَّيِّبََاتِ} مفهوم {مِمََّا يَقُولُونَ} صالح {كَرِيمٌ} تامّ {عَلى ََ أَهْلِهََا} صالح {تَذَكَّرُونَ} كاف، وكذا:
يؤذن لكم، وأزكى لكم {عَلِيمٌ} تامّ {مَتََاعٌ لَكُمْ} كاف {وَمََا تَكْتُمُونَ} تامّ(1/536)
كاف، ومثله: من زينتهنّ.
واعلم أن كل ما في كتاب الله تعالى من {يََا أَيُّهَا} * يوقف عليه بالألف إلا في ثلاثة مواضع يوقف عليها بغير ألف: أيه المؤمنون هنا، وأيه الساحر في الزخرف، و {أَيُّهَ الثَّقَلََانِ} في الرحمن، رسمت هذه الثلاثة بغير ألف بعد الهاء اتباعا لمصحف عثمان اكتفاء بالفتحة عن الألف {الْمُؤْمِنُونَ} ليس بوقف، لأن حرف الترجي لا يبتدأ به، لأنه في التعلق كلام كي {تُفْلِحُونَ} تامّ، لتناهي المهيات، ومثله: وإمائكم {مِنْ فَضْلِهِ} حسن {وََاسِعٌ عَلِيمٌ} تامّ، ومثله: من فضله، لأن والذين يبتغون مبتدأ خبره الجملة {إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً} كاف، فصلا بين الأمرين، وهما فكاتبوهم وآتوهم، لأن قوله: {فَكََاتِبُوهُمْ} على الندب، وقوله: {وَآتُوهُمْ مِنْ مََالِ اللََّهِ} على الإيجاب، وهو قول الشافعي وليس بوقف على قول من قال إنهما واجبان وكذا على قول من قال: ليس بواجب على السيد أن يكاتب عبده، ولا أن يعطيه شيئا، وإنما يستحب له أن يسقط عنه شيئا من آخر نجومه، وهو قول الإمام مالك، والمراد بقوله: خيرا المال، أو القوّة على الكسب أو الصلاح أو الأمانة، والآية تقتضي عدم الأمر عند انتفاء الخيرية وانتفاء الأمر يصدق بالجواز {الَّذِي آتََاكُمْ} تامّ، إن أردن تحصنا، أي: أو لم يردن، فمفهوم الشرط معطل، لأن الإكراه لا يكون مع الإرادة، فالنهي عن الإكراه مشروط بإرادة التعفف، أما إن كانت مريدة للزنا فلا يتصور الإكراه {إِنْ أَرَدْنَ}
و {أَزْكى ََ لَهُمْ} حسن، وكذا: يصنعون {مََا ظَهَرَ مِنْهََا} كاف {جُيُوبِهِنَّ} حسن {عَوْرََاتِ النِّسََاءِ} كاف {مِنْ زِينَتِهِنَّ} حسن، وكذا: تفلحون. وقال أبو عمرو:
فيهما تامّ {وَإِمََائِكُمْ} كاف، وكذا: من فضله {وََاسِعٌ عَلِيمٌ} حسن {مِنْ فَضْلِهِ}
تامّ، وكذا: آتاكم {عَرَضَ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {رَحِيمٌ} تامّ {لِلْمُتَّقِينَ} أتمّ منه {وَالْأَرْضِ} حسن، وكذا: فيها مصباح، وفي زجاجة، وقال أبو(1/537)
{تَحَصُّناً} ليس بوقف للام العلة بعده {عَرَضَ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} حسن. وقيل:
كاف، للابتداء بالشرط {غَفُورٌ رَحِيمٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: ولقد أنزلنا إلى للمتقين، فلا يوقف على: مبينات، ولا على: من قبلكم، للعطف في كليهما {لِلْمُتَّقِينَ} أتمّ مما قبله {وَالْأَرْضِ} حسن {مِصْبََاحٌ} كاف، ومثله: في زجاجة {زَيْتُونَةٍ} جائز، ومثله: ولا غربية، وقيل: كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفة لشجرة، لأن فيه قطع نعت النكرة، وهو قليل {نََارٌ} حسن، ومثله: على نور، وكذا: من يشاء {الْأَمْثََالَ لِلنََّاسِ} كاف {عَلِيمٌ} تامّ، إن علق {فِي بُيُوتٍ} بيسبح بعد، أي: يسبح رجال في بيوت، ومثله: إن علق بمحذوف، أي: يسبحونه في بيوت، وليس بوقف إن جعل في بيوت حالا للمصباح والزجاجة والكوكب، أي: وهي في بيوت أذن الله في بنائها، وليس {عَلِيمٌ} بوقف أيضا إن جعل {فِي بُيُوتٍ} صفة لمشكاة، أي: كمشكاة في بيوت، أو صفة لمصباح، أو صفة لزجاجة أو تعلق بتوقد، وعلى هذه الأقوال كلها لا يوقف على: عليم {فِيهَا اسْمُهُ} كاف، إن لم تعلق قوله: في بيوت بيسبح، وإلا فليس بوقف، لأن ما بعده صفة بيوت {وَالْآصََالِ} حسن، لمن قرأ {يُسَبِّحُ} بفتح الموحدة، وبها قرأ ابن عامر وأبو بكر، وليس بوقف لمن كسرها، والفاعل رجال، وعلى قراءة ابن عامر ففيها نائب الفاعل ورجال في جواب سؤال مقدّر فعل بفعل مقدّر كأنه قيل: من المسبح؟ فقيل: يسبحه رجال، وعلى قراءة الباقين يسبح بكسر الموحدة فوقفه على رجال، ولا يوقف على الآصال للفصل بين
عمرو: في الثلاثة كاف {زَيْتُونَةٍ} صالح، وكذا ولا غربية {تَمْسَسْهُ نََارٌ} حسن، وكذا: نور على نور، ومن يشاء، وللناس. وقال أبو عمرو: في الأربعة كاف {عَلِيمٌ}
تامّ {فِيهَا اسْمُهُ} كاف، إن لم يتعلق قوله {فِي بُيُوتٍ} بيسبح، وإلا فليس بوقف {وَالْآصََالِ} حسن، لمن قرأ: يسبح بفتح الباء، وليس بوقف لمن قرأه بكسرها للفصل(1/538)
الفعل وفاعله، ثم يبتدئ: لا تلهيهم تجارة، ومن فتح الباء وقف على الآصال، ثم يبتدئ: رجال، وابن عامر قد أخذ القرآن عن عثمان بن عفان قبل أن يظهر اللحن في لسان العرب {عَنْ ذِكْرِ اللََّهِ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {وَإِيتََاءِ الزَّكََاةِ} جائز: إن جعل {يَخََافُونَ} مستأنفا، وليس بوقف إن جعل نعتا ثانيا لرجال، أو حالا من مفعول: تلهيهم، ويوما مفعول به، لا ظرف على الأظهر، وتتقلب صفة ليوما {وَالْأَبْصََارُ} كاف، إن علقت اللام في {لِيَجْزِيَهُمُ} بمحذوف تقديره، فعلوا ذلك ليجزيهم أحسن ما عملوا.
وقال أبو حاتم السجستاني: أصل ليجزيهم ليجزينهم بفتح اللام وبنون توكيد، فحذفت النون تخفيفا ثم كسرت اللام وأعملت إعمال لام كي لشبهها لها في اللفظ اه، وردّوا على أبي حاتم وأجمع أهل اللسان على أن ما قاله أبو حاتم وقدره في ذلك خطأ لا يصح في لغة ولا قياس، وليست هذه لام قسم. قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم ويخطئه فيه ويعيب عليه هذا القول، ويذهب إلى أنها لام كي. وحينئذ لا يوقف على: الأبصار، والمعنى يسبحون ويخافون ليجزيهم ثوابهم {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {بِغَيْرِ حِسََابٍ} تامّ {الظَّمْآنُ مََاءً} حسن، لأن حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا إلا قوله: {حَتََّى إِذََا بَلَغُوا النِّكََاحَ}، فإنها لانتهاء الابتداء كما تقدم عن السجاوندي {فَوَفََّاهُ حِسََابَهُ} كاف، والضمير في جاءه وفي لم يجده وفي ووجد وفي عنده وفي فوفاه وفي حسابه الست ترجع
بين الفاعل وفعله {وَإِيتََاءِ الزَّكََاةِ} صالح، إن جعل {يَخََافُونَ يَوْماً} مستأنفا، وجائز إن جعل من تتمة نعت رجال {وَالْأَبْصََارُ} تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، بناء فيهما على أن أصل {لِيَجْزِيَهُمُ} ليجزينهم بفتح اللام وبنون توكيد فحذفت النون تخفيفا ثم كسرت اللام وأعملت إعمال لام كي لشبهها لها في اللفظ، ومن جعل اللام لام كي لم يقف على: الأبصار {مِنْ فَضْلِهِ} كاف {بِغَيْرِ حِسََابٍ}
تامّ {فَوَفََّاهُ حِسََابَهُ} حسن {سَرِيعُ الْحِسََابِ} كاف، وإن كان بعده حرف العطف،(1/539)
إلى الظمآن، لأن المراد به الكافر. قاله الزمخشري: وهو حسن {سَرِيعُ الْحِسََابِ} كاف، لمن جعل أو بمعنى الواو كقوله: ولا تطع منهم آثما أو كفورا، أي: وكفورا. والمعنى: وكفرهم كظلمات، وجائز لمن جعله متصلا بما قبله وإن كان بعده حرف العطف لأنه رأس آية {يَغْشََاهُ مَوْجٌ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع النعت لما قبله {مِنْ فَوْقِهِ سَحََابٌ} كاف، لمن قرأ {ظُلُمََاتٌ} بالرفع منونا على إضمار مبتدإ، أي: هي ظلمات أو ظلمات مبتدأ، والجملة من قوله: {بَعْضُهََا فَوْقَ بَعْضٍ} خبر، ذكره الحوفي، وفيه نظر، إذ لا مسوغ للابتداء بهذه النكرة، وليس بوقف لمن قرأه بالجرّ بدلا من {كَظُلُمََاتٍ} كما رواه ابن القواس وابن فليح، وقرأ البزي: سحاب ظلمات بإضافة سحاب لظلمات جعل الموج المتراكم كالسحاب، وعليها فلا يوقف على: سحاب {بَعْضُهََا فَوْقَ بَعْضٍ}
كاف {لَمْ يَكَدْ يَرََاهََا} تامّ، للابتداء بالشرط، ومثله: فما له من نور {صَافََّاتٍ} كاف، ومثله: وتسبيحه {بِمََا يَفْعَلُونَ} تامّ، إن جعلت الضمائر في {عَلِمَ صَلََاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} عائدة على كلّ، أي: كلّ قد علم هو صلاة نفسه وتسبيحه، وهو أولى لتوافق الضمائر، لأن المعنى: وهو عليم بما يفعلونه، وإظهار المضمر أفخم، وأنشد سيبويه:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغّض الموت ذا الغنى والفقيرا
وإن جعل الضمير في {عَلِمَ} عائدا على الله، وفي {صَلََاتَهُ}
لأنه رأس آية {يَغْشََاهُ مَوْجٌ} صالح، وكذا: من فوقه موج {سَحََابٌ} كاف، وهذا لمن قرأ {ظُلُمََاتٌ} بالرفع، ومن قرأه بالجرّ بدلا من: كظلمات لم يقف على شيء منها ومن قرأ {سَحََابٌ ظُلُمََاتٌ} بالإضافة لم يقف على: ظلمات {فَوْقَ بَعْضٍ} كاف {لَمْ يَكَدْ يَرََاهََا} تامّ، وكذا: فما له من نور {صَافََّاتٍ} كاف، وكذا: تسبيحه(1/540)
{وَتَسْبِيحَهُ} عائدان على كل أو بالعكس، أي: علم كل صلاة الله وتسبيحه، أي: اللذين أمر الله بهما عباده بأن يفعلا كإضافة الخلق إلى الخالق كان الوقف على: تسبيحه {وَالْأَرْضِ} حسن {الْمَصِيرُ} تامّ {مِنْ خِلََالِهِ} حسن {عَنْ مَنْ يَشََاءُ} كاف {بِالْأَبْصََارِ} كاف، ومثله: النهار و {لِأُولِي الْأَبْصََارِ} تامّ {مِنْ مََاءٍ} حسن {عَلى ََ بَطْنِهِ} جائز، ومثله: على رجلين {عَلى ََ أَرْبَعٍ} كاف، ومثله: ما يشاء {قَدِيرٌ} تامّ {مُبَيِّنََاتٍ} كاف {مُسْتَقِيمٍ} تامّ، على استئناف ما بعده {وَأَطَعْنََا} جائز {مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ} حسن {بِالْمُؤْمِنِينَ} تامّ، ومثله معرضون، وكذا: مذعنين، عند أحمد بن موسى {وَرَسُولِهِ} جائز، وما بعده متصل بما قبله من جهة المعنى.
والمعنى أن يحيف الله عليهم ورسوله، ولكن ظلموا أنفسهم ونافقوا، ودلّ على هذا قوله: بل أولئك هم الظالمون و {الظََّالِمُونَ} تامّ {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ}
ليس بوقف، لأن أن يقولوا هو اسم كان، وقول المؤمنين خبرها، فلا يفصل بينهما {وَأَطَعْنََا} حسن {الْمُفْلِحُونَ} تامّ {وَيَتَّقْهِ} ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط فلا يفصل بينهما بالوقف، ومثله في التمام الفائزون {لَيَخْرُجُنَّ} حسن {لََا تُقْسِمُوا} أحسن منه، ثم تبتدئ طاعة، أي: هي طاعة، أو أمر أمركم طاعة على حذف المبتدإ، أو طاعة مبتدأ ومعروفة صفة والخبر محذوف: أي أمثل وأولى، أو طاعة فاعل بفعل محذوف، أي: ولتكن منكم طاعة، وضعف ذلك بأن الفعل لا يحذف إلا إذا تقدم ما يشعر به
{يَفْعَلُونَ} تامّ {وَالْأَرْضِ} جائز {الْمَصِيرُ} تامّ {مِنْ خِلََالِهِ} كاف وكذا: عمن يشاء {بِالْأَبْصََارِ} تامّ، وكذا: والنهار، ولأولي الأبصار {مِنْ مََاءٍ} صالح {عَلى ََ أَرْبَعٍ} كاف، وكذا: ما يشاء. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ {قَدِيرٌ} تامّ {مُبَيِّنََاتٍ} كاف، وكذا: مستقيم، ومن بعد ذلك، وبالمؤمنين، ومعرضون، ومذعنين، ورسوله، وقال أبو عمرو: في الثلاثة التي قبل الأخير تامّ {الظََّالِمُونَ} تامّ {سَمِعْنََا وَأَطَعْنََا} كاف {الْمُفْلِحُونَ} تامّ، وكذا: فائزون، و: لا تقسموا {طََاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} كاف {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} كاف(1/541)
كقوله: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهََا} في قراءة من قرأه بالبناء للمفعول، وقرأ زيد بنصب طاعة بفعل مضمر، أي: أطيعوا طاعة {مَعْرُوفَةٌ} كاف {بِمََا تَعْمَلُونَ} تامّ {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} حسن، وليس بكاف، لأن الذي بعده داخل في الخطاب، وربما غلط في هذا الضعيف في العربية فيتوهم أن: فإن تولوا لغائب وأنه منقطع مما قبله في اللفظ وفي المعنى وليس الأمر كذلك، وعدوله من الخطاب إلى الغيبة موجب للوقف، بل هو على حذف إحدى التاءين، والتقدير فإن تتولوا، فهو خطاب. والدليل على ذلك أن ما بعده:
وعليكم ما حملتم، ولو كان لغائب لكان وعليهم ما حملوا، فدلّ هذا على أن الخطاب كله متصل، وبعده أيضا: وإن تطيعوه تهتدوا {مََا حُمِّلْتُمْ}
حسن {تَهْتَدُوا} أحسن مما قبله. وقيل: تام {الْمُبِينُ} تامّ. ولا وقف من قوله: وعد الله إلى آمنا، فلا يوقف على: من قبلهم، ولا على: ارتضى لهم، لدخول ما بعده في الوعد لعطفه على ما قبله {أَمْناً} حسن، على استئناف ما بعده كأن قائلا قال: ما بالهم يستحلفون ويؤمنون؟ فقال: يعبدونني، وليس بوقف إن جعل حالا من وعد الله، أي: وعدهم الله ذلك في حال عبادتهم وإخلاصهم، ولا محل ليعبدونني من الإعراب على التقدير الأول وعلى الثاني محله نصب {شَيْئاً} تامّ، للابتداء بالشرط {الْفََاسِقُونَ} تامّ {وَآتُوا الزَّكََاةَ} جائز {تُرْحَمُونَ} تامّ {مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} حسن {النََّارُ} أحسن مما قبله {الْمَصِيرُ} تامّ، ولا وقف من قوله: يا أيها الذين آمنوا إلى صلاة العشاء، فلا يوقف على: ملكت أيمانكم، ولا على: من قبل صلاة الفجر، ولا على: من الظهيرة، للعطف في كل {صَلََاةِ الْعِشََاءِ}
{مََا حُمِّلْتُمْ} جائز {تَهْتَدُوا} حسن {الْمُبِينُ} تامّ {أَمْناً} كاف، وكذا: شيئا، وقال أبو عمرو: فيهما تامّ {الْفََاسِقُونَ} تامّ {وَآتُوا الزَّكََاةَ} جائز {تُرْحَمُونَ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} صالح، وكذا: ومأواهم النار {الْمَصِيرُ} تامّ {صَلََاةِ الْعِشََاءِ} كاف، وإن قرئ ثلاث عورات بالنصب بدلا من ثلاث مرات، لكنه على قراءتها بالرفع أحسن(1/542)
كاف، لمن رفع ثلاث على الابتداء والخبر لكم: أو خبر مبتدإ محذوف، أي:
هذه الخصال ثلاث عورات، أو هي ثلاث عورات لكم، وليس بوقف لمن قرأ ثلاث عورات بالنصب بدلا من ثلاث مرّات، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف {عَوْرََاتٍ لَكُمْ} حسن، ومثله: بعدهنّ برفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أي: هم طوّافون، أي: المماليك والصغار طوّافون عليكم، أي:
يدخلون عليكم في المنازل غدوة وعشية إلا في تلك الأوقات، وبعضكم مبتدأ والخبر، على بعض، أو طوّافون مرفوع بيطوفون مضمرة، فعلى هذا يحسن الوقف على قوله: عليكم، وليس بوقف لمن قرأ طوّافين نصبا على الحال، وقرأ ابن أبي عبلة طوّافين أيضا بالنصب على الحال من ضمير عليهم {عَلى ََ بَعْضٍ} كاف، ومثله: لكم الآيات {حَكِيمٌ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ}
كاف، وكذا: آياته {حَكِيمٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: {وَالْقَوََاعِدُ مِنَ النِّسََاءِ}، إلى قوله: {بِزِينَةٍ} و {بِزِينَةٍ} حسن، ومثله: خير لهنّ {عَلِيمٌ} تامّ، ولا وقف من قوله: ليس على الأعمى حرج، إلى قوله: أو صديقكم، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد. وقيل: يوقف على قوله، ولا على المريض حرج، وليس بجيد، والأولى وصله {أَوْ صَدِيقِكُمْ} حسن، ومثله: أو أشتاتا.
وقيل: تامّ، لأن إذا قد أجيبت بالفاء فكانت شرطا في اقتداء حكم فكانت الفاء للاستئناف {طَيِّبَةً} حسن {الْآيََاتِ} ليس بوقف لتعلق حرف الترجي بما قبله، فهو كلام كي {تَعْقِلُونَ} تامّ {حَتََّى يَسْتَأْذِنُوهُ} حسن،
{لَكُمْ} تامّ {بَعْدَهُنَّ} حسن، وكذا: على بعض. وقال أبو عمرو: فيهما كاف {لَكُمُ الْآيََاتِ} كاف {حَكِيمٌ} تامّ {مِنْ قَبْلِهِمْ} كاف، وكذا آياته {حَكِيمٌ}
تامّ {بِزِينَةٍ} كاف، وكذا: خير لهنّ {عَلِيمٌ} تامّ {أَوْ صَدِيقِكُمْ} حسن {أَوْ أَشْتََاتاً} كاف وكذا: مباركة طيبة {تَعْقِلُونَ} تامّ، وكذا: حتى يستأذنوه {وَرَسُولِهِ} كاف {لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} جائز {لَهُمُ اللََّهَ} كاف {رَحِيمٌ} تامّ،(1/543)
ومثله، ورسوله، وكذا: لمن شئت منهم {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللََّهَ} أحسن مما قبله {غَفُورٌ رَحِيمٌ} تامّ، وكذا: بعضا. وقيل: كاف. والمعنى لا تخاطبوا الرسول كما يخاطب بعضكم بعضا، ولكن خاطبوه بالتفخيم والتعظيم والإجلال، أو لا تغضبوه ولا تعصوه فيدعو عليكم فيستجاب له، فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره، فإن دعاءه مستجاب، وهو تامّ على القولين {لِوََاذاً}
حسن {أَلِيمٌ} تامّ {وَالْأَرْضِ} حسن ومثله: ما أنتم عليهم. وقيل: تامّ، للعدول من الخطاب إلى الغيبة {وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} ليس بوقف لعطف قوله: {فَيُنَبِّئُهُمْ} على ما قبله {بِمََا عَمِلُوا} كاف، آخر السورة: تامّ.
سورة الفرقان مكية (1)
إلا قوله: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى رحيما فمدنيّ.
وهي سبع وسبعون آية ليس فيها اختلاف، وكلمها ثمانمائة واثنتان وسبعون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا باجتماع ستة مواضع: وهم يخلقون، قوم آخرون، أساطير الأولين، التي وعد المتقون، ما يشاءون خالدين، في السماء بروجا. ورءوس آيها على الألف إلا في موضع واحد فإنه
وكذا: بعضا {لِوََاذاً} كاف {أَلِيمٌ} تامّ {وَالْأَرْضِ} صالح، وكذا: ما أنتم عليه {بِمََا عَمِلُوا} كاف، وقال أبو عمرو: تامّ. آخر السورة تام.
سورة الفرقان مكية إلا قوله: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، إلى رحيما فمدني {نَذِيراً} تامّ، إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وصالح إن جعل ذلك بدلا
__________
(1) وهي سبع وسبعون آية، ولا خلاف في عد آياتها، وهي مكية إلا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لََا يَدْعُونَ مَعَ اللََّهِ إِلََهاً آخَرَ} إلى {رَحِيماً} فمدني.(1/544)
على اللام وهو قوله: السبيل {نَذِيراً} تامّ، إن جعل ما بعده (1) خبر مبتدإ محذوف تقديره: هو الذي، وكذا إن نصب بتقدير أعني، وجائز إن جعل بدلا أو عطف بيان {فِي الْمُلْكِ} كاف، على استئناف ما بعده، وإن عطف على ما قبله كان الوقف على تقديرا تاما {آلِهَةً} ليس بوقف {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على آلهة داخلا في نعتها (2) {وَلََا نَفْعاً} جائز {نُشُوراً} تامّ {قَوْمٌ آخَرُونَ} حسن {وَزُوراً} أحسن منه، وهو رأس آية {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} ليس بوقف لاتصال الكلام بقوله: اكتتبها {وَأَصِيلًا} كاف، ومثله: والأرض {رَحِيماً} تامّ {مََا لِهََذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعََامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوََاقِ} حسن.
واتفق علماء الرسم على قطع مال عن هذا، وكذا: مال هؤلاء القوم في النساء، ومال هذا الكتاب في الكهف، وفمال الذين كفروا في المعارج كتبوا هذه الأربعة منفصلة عما بعدها كلمتين، ووجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي من أن مال أجري مجرى ما بال وما شأن، وأن قوله: مال زيد وما بال
من {الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقََانَ} وإنما صلح وإن كان فيه فصل بين البدل والمبدل منه، لأنه رأس آية {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وإن جعل معطوفا على ما قبله فالوقف على: تقديرا، وهو كاف {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} كاف {وَلََا نُشُوراً} تامّ، وإن وقف على قوله {وَلََا نَفْعاً} كان جائزا {قَوْمٌ آخَرُونَ} صالح، وكذا: وزورا {وَأَصِيلًا} تامّ {وَالْأَرْضِ} كاف {رَحِيماً} حسن {وَيَمْشِي فِي}
__________
(1) أي يقصد قوله تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} فإما أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف، ومفعول وتقدير فعله أعني وعلى هذين الوجهين يكون الوقف تاما، أما إن جعل بدلا أو عطف بيان فهو جائز.
(2) لا يصح الوقف إن جعل قوله تعالى: {وَهُمْ يُخْلَقُونَ} معطوفا على قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} أي: جعل معطوفا على آلهة لأن المعنى حينئذ لا يكمل لو وقفنا فلزم الوصل حتى يتم المعنى.(1/545)
زيد بمعنى واحد، وقد صح أن اللام في الأربعة لام جرّ. والأصل أن الرسم سنة متبعة لا يعلل. وقيل: لا يحسن الوقف على الأسواق، لأن ما بعده من تمام الحكاية إلى يأكل منها، فلا يوقف على الأسواق، ولا على نذيرا للعطف بأو {يَأْكُلُ مِنْهََا} كاف، لتناهي الحكاية {مَسْحُوراً} تامّ {فَضَلُّوا} جائز {سَبِيلًا} تامّ {الْأَنْهََارُ} جائز، لمن قرأ: ويجعل بالرفع على الاستئناف، وبما قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وليس بوقف لمن جزمه عطفا على جواب الشرط {قُصُوراً} كاف، إن جعلت بل متعلقة بما يليها، أي: بل كذبوا بالساعة، فكيف يلتفتون إلى ما قلت: وإن عطفت بل كذبوا على ما حكى من قولهم كان جائزا، والمعنى قد أتوا بأعجب مما قالوا فيك، وهو تكذيبهم بالساعة لأنهم لا يقرون بالمعاد {سَعِيراً} كاف، على استئناف ما بعده، ومثله: وزفيرا للابتداء بالشرط {ثُبُوراً} حسن، ومثله: ثبورا واحدا {كَثِيراً} كاف {الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} حسن {وَمَصِيراً} كاف {خََالِدِينَ} حسن {مَسْؤُلًا} تامّ، إن نصب يوم بفعل مقدّر {مِنْ دُونِ اللََّهِ} كاف، لمن قرأ: نحشرهم بالنون والياء التحتية في: فيقول لعدوله من التكلم إلى الغيبة، وليس بوقف لمن قرأهما بالنون وهو ابن عامر، وكذا: من قرأهما بالياء وهو ابن كثير وحفص {السَّبِيلَ} كاف {قََالُوا سُبْحََانَكَ}
جائز، للابتداء بالنفي {مِنْ أَوْلِيََاءَ} إن قلنا إن لكن لا بدّ أن تقع بين متنافيين فليس بوقف، لأن ولكن هو الذي يصح به معنى الكلام ولجواز الوقف مدخل لقوم، ومن أولياء مفعول على زيادة من لتأكيد النفي {حَتََّى نَسُوا الذِّكْرَ}
جائز، أي: أكثرت عليهم وعلى آبائهم النعم فلم يؤدّوا شكرها، فكان ذلك
{الْأَسْوََاقِ} مفهوم {يَأْكُلُ مِنْهََا} حسن، وكذا: مسحورا {سَبِيلًا} تامّ {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً} كاف، لمن جزم يجعل ولمن رفعه، لكن للثاني أن يقف على الأنهار أيضا {سَعِيراً} كاف {وَزَفِيراً} صالح {ثُبُوراً} حسن {ثُبُوراً كَثِيراً} تامّ {وُعِدَ}(1/546)
سببا للإعراض عن ذكر الله {قَوْماً بُوراً} كاف {بِمََا تَقُولُونَ} جائز، لمن قرأ: يستطيعون بالياء التحتية للعدول من الخطاب إلى الغيبة، وليس بوقف لمن قرأه بتاء الخطاب، والمراد عبادها، وبها قرأ: حفص والباقون بياء الغيبة، والمراد الآلهة التي كانوا يعبدونها من عاقل وغيره، ولذلك غلب العاقل فجيء بواو الضمير {وَلََا نَصْراً} كاف، وقيل: تام، للابتداء بالشرط {كَبِيراً} تامّ {مِنَ الْمُرْسَلِينَ} ليس بوقف، لأن إلا إنهم ليأكلون الطعام تحقيق بعد نفي وكسروا إن بعد إلا لأن في خبرها اللام، وقيل: كسرت لأن الجملة بعد إلا في موضع الحال. قال ابن الأنباري: والتقدير إلا وإنهم، يعني أنها حالية تقدّر معها الواو وبيانا للحالية، والعامّة على كسر همزة إن، وقرأ سعيد بن جبير بفتحها على زيادة اللام {فِي الْأَسْوََاقِ} كاف {فِتْنَةً} حسن {أَتَصْبِرُونَ} أحسن منه ولا يجمع بينهما، لأن قوله: أتصبرون متعلق بما قبله والتقدير، وجعلنا بعضكم لبعض فتنة لننظر أتصبرون على ما نختبركم به من إغناء قوم وفقر آخرين، وصحة قوم وإسقام غيرهم، أم لا تصبرون {بَصِيراً} تام: ولا وقف إلى قوله: أو نرى ربنا، فلا يوقف على الملائكة للعطف بأو بعد {رَبَّنََا} حسن، وقيل: تام، للابتداء بلام القسم {كَبِيراً}
تامّ، إن نصب يوما باذكر مقدّرا فيكون من عطف الجمل أو نصب بيعذبون مقدّرا، ولا يجوز أن يعمل فيه نفس بشرى لأنها مصدر، والمصدر لا يعمل فيما قبله {لِلْمُجْرِمِينَ} ليس بوقف {حِجْراً مَحْجُوراً} كاف، أي: وتقول
{الْمُتَّقُونَ} صالح، وكذا مصيرا {خََالِدِينَ} كاف، وكذا: مسئولا {مِنْ دُونِ اللََّهِ}
مفهوم {ضَلُّوا السَّبِيلَ} كاف، وكذا: قوما بورا، ولا نصرا {كَبِيراً} تامّ {فِي الْأَسْوََاقِ} كاف، وكذا: فتنة، وأ تصبرون، لكن لا أحب الجمع بينهما، وقال أبو عمرو:
في أتصبرون تامّ {بَصِيراً} تامّ {رَبَّنََا} حسن. وقال أبو عمرو: كاف عند أبي حاتم وغيره، وهو عندي تام {كَبِيراً} تامّ {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلََائِكَةَ} كاف، إن نصب يوم باذكر(1/547)
الملائكة حجرا محجورا، أي: حراما محرّما أن يكون للمجرمين البشري، قال الشاعر:
حنّت إلي النخلة القصوى فقلت لها ... حجر حرام إلى تلك الدّهاريس
ووقف الحسن وأبو حاتم على: ويقولون حجرا على أن حجرا من قول المجرمين، ومحجورا من قول الله ردّا عليهم. فقال: محجورا عليكم أن تعاذوا بالذال المعجمة، أي: لا عياذ لكم من عذابنا ومما نريد أن نوقعه بكم أو تجاروا كما كنتم في الدنيا فحجر الله عليهم ذلك يوم القيامة. والأول قول ابن عباس، وبه قال الفراء: قاله ابن الأنباري. وقرأ الحسن وأبو رجاء حجرا بضم الحاء والعامة بكسرها وحكى أبو البقاء فيه فتح الحاء، وقرئ بها فهي ثلاث لغات قرئ بها، وقيل: إن ذلك من مقول الكفار قالوه لأنفسهم، قاله قتادة فيما ذكره الماوردي، وقيل: هو من مقول الكفار للملائكة، وهي كلمة استعاذة وكانت معروفة في الجاهلية إذا لقي الرجل من يخافه، قال حجرا محجورا، أي: حراما عليك التعرّض لي، وانتصابه على معنى حجرت عليه أو أحجر الله عليك كما تقول: سقيا ورعيا، فحجرا محجورا من المصادر المنصوبة بأفعال متروك إظهارها وضعت للاستعاذة، يعني: أن المجرمين إذا رأوا الملائكة وهم في النار قالوا: نعوذ بالله منكم أن تتعرّضوا لنا فتقول الملائكة حجرا محجورا أن تعاذوا من شرّ هذا اليوم قاله الحسن انتهى من تفسير القرطبي، وفي السمين: وحجرا من المصادر الملتزم إضمار ناصبه ولا يتصرف فيه، قاله سيبويه. يقول الرجل للرجل تفعل كذا فيقول: حجرا، وهو من حجره إذا منعه، لأن المستعيذ طالب من الله أن يمنع عنه المكروه منعا، ويحجره
مقدّرا، وليس بوقف إن نصب بقوله لا بشرى {حِجْراً مَحْجُوراً} كاف. قال ابن عباس: هو من قول الملائكة، أي: يقولون حراما محرما أن يكون للمجرمين البشرى، وقيل: هو من قول المجرمين، وقيل: حجرا تامّ، وهو من قول المجرمين، ومحجورا من قول(1/548)
حجرا: ومحجورا صفة مؤكدة للمعنى كقولهم: ذيل ذائل وموت مائت، والحجر العقل لأنه يمنع صاحبه عما لا يليق، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف. وما ذكر غاية في بيانه ولله الحمد {مَنْثُوراً} تامّ، ومثله: مقيلا إن نصب يوم تشقق بمحذوف أو بالظرفية لقوله: الملك، وإن جعل توكيدا ليوم يرون فكافيان {تَنْزِيلًا} تامّ {لِلرَّحْمََنِ} كاف {عَسِيراً} تامّ، إن نصب يوم بمحذوف، وجائز إن عطف على يوم تشقق، ويعض مضارع عضّ وزنه فعل بكسر العين، وحكى الكسائي فتحها في الماضي، قاله السمين {سَبِيلًا} كاف، ومثله: خليلا على استئناف ما بعده، واللام في قوله: لقد جواب قسم محذوف، والمراد بالظالم هنا عقبة ابن أبي معيط، والخليل أمية ابن خلف لعنهما الله ولم يصرّح باسمه لئلا يكون الوعيد خاصا ومقصورا عليه بل هو يتناول من فعل مثل فعلهما، إذ ما من ظالم إلا وله خليل خاص به {بَعْدَ إِذْ جََاءَنِي} تام لأنه آخر كلام الظالم وما بعده من كلام الله تعالى. وهذا إن جعل ما بعده مستأنفا. فإن جعل الكلام متصلا من قوله: يا ليتني اتخذت إلى آخر كلامه، فلا وقف إلى على آخره {خَذُولًا} تام، ومثله: مهجورا {مِنَ الْمُجْرِمِينَ} حسن {وَنَصِيراً} تام {جُمْلَةً وََاحِدَةً كَذََلِكَ}
كاف، إن جعل التشبيه من تمام الكلام، أي: هلا نزل القرآن على محمد صلّى الله عليه وسلّم جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى كغيرها من الكتب. قال تعالى: {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤََادَكَ} أي: أنزلناه مفرّقا لنثبت به فؤادك، أي: لنقوّي به قلبك، وقيل: لتحفظه لأنه كان أميّا، والأحسن الوقف على {جُمْلَةً وََاحِدَةً} ثم تبتدئ بكذلك،
الله تعالى: أي محجورا عليكم أن تعاذوا وتجاروا كما كنتم في الدنيا {مَنْثُوراً}، و {مَقِيلًا} تامان: إن نصب {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ} بمحذوف أو بالظرفية لقوله: الملك، وإن جعل توكيدا ليوم يرون الملائكة فكافيان {تَنْزِيلًا} تامّ، إن لم يجعل {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ}
ظرفا للملك، وإلا فجائز {لِلرَّحْمََنِ} جائز. وقال أبو عمرو كاف {عَسِيراً} كاف {سَبِيلًا} صالح، وكذا: خليلا وإنما صلحا للفاصلة ولطول الكلام {بَعْدَ إِذْ جََاءَنِي}
تامّ، وكذا: خذولا، ومهجورا {مِنَ الْمُجْرِمِينَ} حسن، وقال أبو عمرو تامّ {وَنَصِيراً}(1/549)
فكذلك على الأوّل من قول المشركين، وعلى الثاني من قول الله {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤََادَكَ} جائز {تَرْتِيلًا} كاف {تَفْسِيراً} تامّ، لعدم تعلق ما بعده لأنه مبتدأ باتفاق وخبره أولئك، فلا يوقف على جهنم {سَبِيلًا} تامّ {وَزِيراً} جائز، والوصل أولى لمكان الفاء {بِآيََاتِنََا} حسن، لمن قرأ: فدمّرناهم، وهي قراءة العامة فعل ماض معطوف على محذوف، أي: فذهبا فبلغا الرسالة فكذبوهما.
قال تعالى: فدمّرناهم، أي: أدّت الرسالة إلى دمارهم، وليس بوقف على قراءة من قرأ: فدمّرنهم بالأمر وتشديد النون لأنه كلام واحد، وهي قراءة علي، وعنه أيضا: فدمر بهم بزيادة باء الجرّ بعد فعل الأمر. ونقل الزمخشري عنه أيضا فدمرتهم بتاء المتكلم، وقرئ فدمرنهم بتخفيف النون، عزاها المرادي لبعضهم، ولم يذكرها السمين {تَدْمِيراً} كاف، إن نصب قول نوح بفعل مضمر تقديره، وأغرقنا قوم نوح أغرقناهم على الاشتغال، وليس بوقف إن نصب عطفا على الضمير المنصوب في دمرناهم {لِلنََّاسِ آيَةً} حسن، لأن وأعتدنا مستأنف غير معطوف ولا متصل {عَذََاباً أَلِيماً} كاف، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن عطف على الضمير في جعلناهم، وحينئذ لا يوقف على آية، ولا على أليما {وَأَصْحََابَ الرَّسِّ} عند بعضهم {كَثِيراً} كاف {الْأَمْثََالَ} حسن {تَتْبِيراً} تامّ {مَطَرَ السَّوْءِ} جائز {يَرَوْنَهََا} حسن {نُشُوراً} تام {إِلََّا هُزُواً} حسن، ومثله: رسولا عند أبي حاتم. وقال غيره: لا يحسن، لأن
تامّ {جُمْلَةً وََاحِدَةً كَذََلِكَ} كاف، والمعنى كنزول التوراة والإنجيل. ثم يبتدئ لنثبت به فؤادك، أي: أنزلناه متفرّقا لذلك، والأحسن الوقف على جملة واحدة، ويسمى وقف بيان. ثم يبتدئ كذلك، وكذلك على الأول من قول المشركين، وعلى الثاني من قول الله تعالى: {فُؤََادَكَ} صالح {تَرْتِيلًا} تامّ، وكذا: وأحسن تفسيرا، وسبيلا {وَزِيراً} صالح {بِآيََاتِنََا} بيان على قراءة فدمّرناهم، وليس بوقف على قراءة فدمّرنهم بالأمر وتشديد النون {تَدْمِيراً} كاف، وكذا: للناس آية، أليما، وكثيرا، وله الأمثال {تَتْبِيراً} تامّ {يَرَوْنَهََا} كاف {نُشُوراً} حسن {إِلََّا هُزُواً} جائز(1/550)
الكلام متصل من قوله: وإذا رأوك، وعليه لا يوقف على هزوا، ولا على رسولا {لَوْلََا أَنْ صَبَرْنََا عَلَيْهََا} تامّ، لتناهي مقولهم، وجواب لولا محذوف تقديره لأضلنا {مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا} تامّ {هَوََاهُ} جائز {وَكِيلًا} كاف، على استئناف ما بعده على أن أم منقطعة تتقدر ببل والهمزة، كأنه قيل بل أنحسب كأن هذه المذمّة أشد من التي تقدمتها حتى خفت بالإضراب عنها إليها، وهو كونهم مسلوبي الأسماع {أَوْ يَعْقِلُونَ} كاف، للابتداء بالنفي المقدر {كَالْأَنْعََامِ} جائز {أَضَلُّ سَبِيلًا} تامّ {مَدَّ الظِّلَّ} كاف، لتناهي الاستفهام {سََاكِناً} جائز، لعدوله من الغيبة إلى التكلم، لأن ذلك من أسباب الوقف {دَلِيلًا} ليس بوقف لأن ثم لترتيب الفعل {يَسِيراً} تامّ {سُبََاتاً} جائز {نُشُوراً} تامّ {رَحْمَتِهِ} كاف، على استئناف ما بعده {طَهُوراً} ليس بوقف لأن قوله: لنحيي به متعلق بما قبله {وَأَنََاسِيَّ كَثِيراً}
تامّ {لِيَذَّكَّرُوا} كاف {كُفُوراً} تام {نَذِيراً} كاف {الْكََافِرِينَ} جائز {كَبِيراً} تامّ {الْبَحْرَيْنِ} حسن، ومثله: أجاج على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {مَحْجُوراً} تامّ {وَصِهْراً} كاف {قَدِيراً} تامّ {وَلََا يَضُرُّهُمْ} كاف {ظَهِيراً} تامّ {وَنَذِيراً} كاف {سَبِيلًا} كاف {لََا يَمُوتُ} جائز، للابتداء بالأمر {بِحَمْدِهِ} حسن
{رَسُولًا} كاف، وكذا: صبرنا عليها {مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا} تامّ {عَلَيْهِ وَكِيلًا} كاف، وكذا: أو يعقلون {أَضَلُّ سَبِيلًا} تامّ {مَدَّ الظِّلَّ} كاف {يَسِيراً} حسن {سُبََاتاً} جائز {نُشُوراً} حسن {رَحْمَتِهِ} صالح {وَأَنََاسِيَّ كَثِيراً} تامّ {لِيَذَّكَّرُوا} كاف {كُفُوراً} حسن {نَذِيراً} كاف {الْكََافِرِينَ} جائز {جِهََاداً كَبِيراً} حسن {أُجََاجٌ} صالح {مَحْجُوراً} حسن {وَصِهْراً} كاف. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ {قَدِيراً} تامّ {وَلََا يَضُرُّهُمْ} كاف، وقال أبو عمرو: تامّ {ظَهِيراً}
تامّ {وَنَذِيراً} حسن {سَبِيلًا} تامّ {لََا يَمُوتُ} جائز {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} حسن(1/551)
{خَبِيراً} كاف، وقيل: تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ، والخبر قوله: الرحمن، وإن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف أو نصب بتقدير أعني كان كافيا، وليس بوقف إن جعل الذي في محل جرّ بدلا من الهاء في به، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف {عَلَى الْعَرْشِ} تامّ، إن رفع الرحمن خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ وما بعده الخبر، وليس بوقف إن رفع بدلا من الضمير في استوى، والوقف على هذا التقدير، على الرحمن كاف {خَبِيراً} تامّ، والباء في به صلة، وخبيرا مفعول اسأل أو حال من فاعل اسأل، لأن الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد، وقيل: الباء بمعنى عن. قال علقمة الشاعر: [الطويل] فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب
أي: عن النساء، والضمير في به لله، ولم يحصل من النبي صلّى الله عليه وسلّم شك في الله حتى يسأل عنه، بل هذا كقوله: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك، قل إن كان للرحمن ولد، من كل شيء معلق على مستحيل، وأما النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنا لا أشك ولا أسأل، بل أشهد أنه الحق» قال الشاعر: [الكامل] ألّا سألت القوم يا ابنة مالك ... إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
أي: هلا سألت القوم عمّا لم تعلمي {الرَّحْمََنُ} حسن لمن قرأ: تأمرنا بالفوقية وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية، وهي قراءة الأخوان،
{خَبِيراً} كاف {عَلَى الْعَرْشِ} تامّ، إن رفع الرحمن خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع الرحمن بدلا من الضمير في استوى، بل الوقف على الرحمن، وهو كاف وأحسن من الأوّل {خَبِيراً} كاف {وَمَا الرَّحْمََنُ} حسن لمن قرأ: تأمرنا بالتاء الفوقية، لأنه استئناف قول بعضهم لبعض، وليس بوقف لمن قرأه بالياء التحتية لتعلق ما بعده بما قبله، واختار الأصل أن الوقف عليه على القراءتين حسن، لكن الوقف عليه على الأولى أحسن(1/552)
أي: أنسجد لما يأمرنا به محمد لتعلق ما بعده بما قبله {لِمََا تَأْمُرُنََا} جائز، لمن قرأ بالتاء الفوقية وزادهم مستأنف {نُفُوراً} تامّ {بُرُوجاً} حسن {مُنِيراً}
كاف {خِلْفَةً} ليس بوقف، لأن ما بعده تفسير لما قبله، ولا يوقف على المفسر بالفتح دون المفسر بالكسر، ومعنى خلفة أن كل واحد منهما يخلف صاحبه، فمن فاته شيء من الأعمال قضاه في الآخر {أَنْ يَذَّكَّرَ} ليس بوقف، للعطف بعده بأو {شُكُوراً} تامّ إن رفع وعباد مبتدأ والخبر أولئك يجزون الغرفة، وكان الوقف على مقاما، وعليه فلا وقف من قوله: {وَعِبََادُ الرَّحْمََنِ} إلى {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقََاماً} إلا لضيق النفس، ومن جعل الخبر محذوفا أو جعل الذين يمشون خبرا وقف على هونا وهو جائز {سَلََاماً}
كاف، ومثله: قياما {عَذََابَ جَهَنَّمَ} جائز {غَرََاماً} أي: هلاكا كاف، إن لم يجعل ما بعده من تمام كلام القوم، وليس بوقف إن جعل من كلامهم و {قَوََاماً} و {لََا يَزْنُونَ} كافيان {يَلْقَ أَثََاماً} حسن، لمن قرأ: يضاعف بالرفع على الاستئناف وهو عاصم. وقرأ ابن عامر يضعف بالرفع على الاستئناف أيضا، وليس بوقف لمن جزمه بدلا من يلق بدل اشتمال بدل فعل من فاعل، لأن تضعيف العذاب هو لقي الآثام. قال الشاعر: [الطويل] متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
{مُهََاناً} جائز، والوصل أولى، لأن إلا لا يبتدأ بها، انظر التفصيل في قوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة {حَسَنََاتٍ} كاف، و {رَحِيماً} و {مَتََاباً}
{نُفُوراً} تامّ {مُنِيراً} حسن، وكذا: شكورا {سَلََاماً} كاف، وكذا: قياما {جَهَنَّمَ} مفهوم {غَرََاماً} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {وَمُقََاماً} كاف، وكذا:
قواما {وَلََا يَزْنُونَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {يَلْقَ أَثََاماً} حسن، لمن رفع يضاعف لأنه استئناف، وليس بوقف لمن جزمه لأنه بدل من يلق {مُهََاناً} كاف بجعل ما بعده بمعنى لكن {حَسَنََاتٍ} كاف {رَحِيماً} حسن {مَتََاباً} كاف، وكذا:(1/553)
كافيان {الزُّورَ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {كِرََاماً} كاف، ومعنى كراما، أي: معرضين عن أهل اللغو {وَعُمْيََاناً} كاف {قُرَّةَ أَعْيُنٍ}
جائز، للابتداء بعد بالجملة الفعلية {إِمََاماً} حسن {بِمََا صَبَرُوا} جائز، ومثله: وسلاما. وقال أبو عمرو: كاف، وأكفى منه: خالدين فيها لاتصال الحال بذيها {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقََاماً} تامّ {لَوْلََا دُعََاؤُكُمْ} كاف، لاختلاف الجملتين {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} جائز، للابتداء بالتهديد، آخر السورة تام.
سورة الشعراء مكية (1)
إلا قوله: والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخر السورة فمدنيّ، كلمها ألفان ومائتان وسبع وتسعون كلمة، وحروفها خمسة آلاف وخمسمائة واثنان وأربعون حرفا، وآيها مائتان وست أو سبع وعشرون آية. زعم العماني أن الوقف على {طسم} كاف. ثم قال بعد والحكم في هذه السورة وفي أختيها في الوقف كالخلاف في أول البقرة {الْمُبِينِ} كاف {بََاخِعٌ نَفْسَكَ}
كراما، وعميانا {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} جائز {إِمََاماً} حسن. وقال أبو عمرو، كاف {وَسَلََاماً} صالح. وقال أبو عمرو: كاف، وأحسن منه: خالدين فيها {وَمُقََاماً} تامّ {لَوْلََا دُعََاؤُكُمْ} كاف، آخر السورة تام.
سورة الشعراء مكية إلا قوله: والشعراء إلى آخرها فمدني.
{طسم} تقدّم الكلام عليه في سورة البقرة {الْمُبِينِ} كاف {مُؤْمِنِينَ} حسن،
__________
(1) مكية إلا أربعا: وهي {وَالشُّعَرََاءُ يَتَّبِعُهُمُ} إلى آخرها [227224]. وهي مائتان وعشرون وسبع في المدني والسماوي، وست في الباقي. والخلاف في أربع: {طسم} [1] كوفي، {فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [49] غير كوفي، {أَيْنَ مََا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} [92] غير بصري، {وَمََا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيََاطِينُ} [10] غير مكي وإسماعيل. وانظر «الإتحاف» لابن البنا (331)، «فنون الأفنان» (297)، «جمال القراء» (1/ 210).(1/554)
ليس بوقف، لأن أن في موضع نصب بباخع {مُؤْمِنِينَ} كاف {مِنَ السَّمََاءِ آيَةً} ليس بوقف، لأن قوله: فظلت أعناقهم، متعلق بالشرط، ولذلك صار معناه معنى الاستقبال، فكأنه قال: فظلت أعناقهم خاضعين إن أنزلنا عليهم آية، وإنما قال خاضعين ولم يقل خاضعات، لأنه أراد بالأعناق الجماعات.
والعرب تقول: أتاني عنق من الناس، أي: جماعة، أو هو على حذف مضاف، أي: فظل أصحاب الأعناق، ثم حذف وبقي الخبر على ما كان عليه قبل حذف المخبر عنه مراعاة للمحذوف، أو أنه لما أضيف إلى العقلاء اكتسب منهم هذا الحكم كما اكتسب التأنيث بالإضافة للمؤنث في قوله: كما شرقت صدر القناة من الدم، إلى آخر ما قاله السمين، وليس خاضعين حالا، لأن الحال إنما يقع بعد تمام الكلام، وقوله: {فَظَلَّتْ أَعْنََاقُهُمْ لَهََا} لم يتم إلا بما بعده {خََاضِعِينَ} كاف، وخاضعين خبر ظلّ {مُحْدَثٍ} ليس بوقف للاستثناء، لأن به يصح معنى الكلام {مُعْرِضِينَ} كاف {فَقَدْ كَذَّبُوا}
حسن، ثم يبتدئ فسيأتيهم، لأنه تهديد {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ {إِلَى الْأَرْضِ} ليس بوقف {كَرِيمٍ} كاف {لَآيَةً} حسن، وكذا مثله فيما يأتي {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ، لأن {إِذْ نََادى ََ} معه فعل مضمر كأنه قال: واذكر إذ نادى ربك موسى، فهو من عطف الجمل مقطوع مما قبله {مُوسى ََ} ليس بوقف، لأن الذي وقع به النداء لم يأت بعد، ومثله الوقف على الظالمين، لأن: قوم فرعون بدل، من القوم الظالمين وبيان لهم. ولما كان القوم الظالمين يوهم الاشتراك أزاله بعطف البيان، لأنه يوهم في المعنى، ولذلك
وكذا: خاضعين {مُعْرِضِينَ} كاف، وكذا: فقد كذبوا {يَسْتَهْزِؤُنَ} تامّ {كَرِيمٍ}
حسن {إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً} هنا وفيما يأتي كاف وكذا مؤمنين وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ {الرَّحِيمُ} تامّ {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {أَلََا يَتَّقُونَ} حسن {أَنْ يُكَذِّبُونِ} حسن، لمن قرأ {وَيَضِيقُ صَدْرِي} بالرفع، وليس(1/555)
عبر عن الظالمين بقوم فرعون، ووسموا بالظلم لأنهم ظلموا أنفسهم بالكفر، وقرئ ألا يتقونِ بكسر النون، أي: يتقونني فحذفت النون لاجتماع النونين، وحذفت الياء للاكتفاء عنها بالكسرة {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} حسن، للعدول عن الأمر إلى الاستفهام، وذلك موجب للوقف، ومن قرأ يتقون بالتحتية كان زيادة في الحسن، ومن قرأه بالتاء الفوقية كان كلاما واحدا {يُكَذِّبُونِ} حسن، لمن قرأ {وَيَضِيقُ}، و {يَنْطَلِقُ} بالرفع فيهما على الاستئناف أو عطفا على {أَخََافُ} كأنه قال: إني أخاف تكذيبهم إياي ويضيق منه صدري ولا ينطلق لساني، فالرفع يفيد ثلاث علل: خوف التكذيب، وضيق الصدر. وامتناع انطلاق اللسان، وليس بوقف لمن قرأ بنصب القافين عطفا على: يكذبون {لِسََانِي} حسن، على القراءتين واستئناف ما بعده {إِلى ََ هََارُونَ} جائز {أَنْ يَقْتُلُونِ} حسن. قال نافع وأبو حاتم: كلا ردّ لقوله: إني أخاف، أي: لا تخف فإنهم لا يقدرون على ذلك، ولا يصلون إليه، ثم يبتدئ: فاذهبا بآياتنا {بِآيََاتِنََا} حسن {مُسْتَمِعُونَ}
كاف {رَسُولُ رَبِّ الْعََالَمِينَ} ليس بوقف، لأن ما بعده منصوب بما قبله، أي:
أرسلنا بأن أرسل بني إسرائيل لتزول عنهم العبودية، لأن فرعون استعبد بني إسرائيل {بَنِي إِسْرََائِيلَ} كاف {سِنِينَ} جائز {الْكََافِرِينَ} كاف، ومثله:
الضالين {لَمََّا خِفْتُكُمْ} جائز {الْمُرْسَلِينَ} كاف، للاستفهام بمحذوف تقديره أو تلك، قاله الأخفش. وقيل: الاستفهام لا يضمر ما لم يأت بعده أم، وليس في الآية ذكر أم كما ترى {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرََائِيلَ} كاف، ومثله:
وما ربّ العالمين، وكذا: موقنين، وتستمعون، والأوّلين، ولمجنون، وتعقلون، ومن المسجونين، وبشيء مبين، والصادقين، كلها وقوف كافية {فَأَلْقى ََ}
بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على: يكذبون {لِسََانِي} جائز {أَنْ يَقْتُلُونِ} حسن {كَلََّا} تامّ {مُسْتَمِعُونَ} كاف {بَنِي إِسْرََائِيلَ} حسن، وكذا: من الكافرين {مِنَ}(1/556)
{عَصََاهُ} ليس بوقف، لأن ما بعده يفسر ما قبله {ثُعْبََانٌ مُبِينٌ} جائز، فصلا بين المعجزتين، والوصل أولى لتكون الشهادتان مقرونتين {لِلنََّاظِرِينَ} كاف {لَسََاحِرٌ عَلِيمٌ} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله {بِسِحْرِهِ} حسن، بجعل {فَمََا ذََا تَأْمُرُونَ} من قول الملإ لفرعون، خاطبوه بالجمع تعظيما على عادة الملوك، والأولى وصله بقول فرعون، أي: فماذا تشيرون، ودليل هذا جوابهم: قالوا أرجه وأخاه. وقال الفراء:
قوله {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} هو من كلام الملأ، وقوله:
{فَمََا ذََا تَأْمُرُونَ} من كلام فرعون، والتقدير عنده: يريد أن يخرجكم من أرضكم، فقال فرعون فماذا تأمرون؟ وأجاز قلت لجاريتي قومي فإني قائمة، أي: قالت فإني قائمة اه نكزاوي {فَمََا ذََا تَأْمُرُونَ} كاف {وَأَخََاهُ} جائز للابتداء بعده بالأمر {حََاشِرِينَ} ليس بوقف، لأن قوله: {يَأْتُوكَ} جواب الأمر، ولذلك كان مجزوما. وأصله يأتونك فحذفت النون للجازم، ولا يفصل بين الأمر وجوابه {سَحََّارٍ عَلِيمٍ} كاف {يَوْمٍ مَعْلُومٍ} جائز {مُجْتَمِعُونَ}
ليس بوقف، لأن ما بعده لعلّ، وهو في التعلق كلام كي {الْغََالِبِينَ} كاف {نَحْنُ الْغََالِبِينَ} جائز، ومثله: {نَعَمْ} {لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} كاف {مُلْقُونَ} جائز {لَنَحْنُ الْغََالِبُونَ} كاف، ومثله: يأفكون {سََاجِدِينَ} جائز {بِرَبِّ الْعََالَمِينَ} ليس بوقف، لأن الذي بعده بدل مما قبله أو عطف بيان {وَهََارُونَ} كاف، ومثله: قبل أن آذن لكم، للابتداء بأن مع اتحاد المقول
{الضََّالِّينَ} كاف {مِنَ الْمُرْسَلِينَ} حسن {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرََائِيلَ} تامّ {وَمََا رَبُّ الْعََالَمِينَ} حسن وكذا: موقنين {تَسْتَمِعُونَ} كاف، وكذا: الأولين، ولمجنون، ويعقلون، ومن المسجونين، وبشيء مبين، ومن الصادقين {ثُعْبََانٌ مُبِينٌ} جائز {لِلنََّاظِرِينَ} حسن {فَمََا ذََا تَأْمُرُونَ} كاف {وَأَخََاهُ} جائز {سَحََّارٍ عَلِيمٍ} كاف {يَوْمٍ مَعْلُومٍ} مفهوم {هُمُ الْغََالِبِينَ} كاف {نَحْنُ الْغََالِبِينَ} صالح {لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}(1/557)
{عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} حسن، للابتداء بلام الابتداء والتهديد، وكلاهما يقتضي الابتداء مع أن فيهما الفاء {فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} كاف، للابتداء بلام القسم، أي: والله لأقطعنّ {أَجْمَعِينَ} جائز {لََا ضَيْرَ} حسن {مُنْقَلِبُونَ} كاف {خَطََايََانََا} ليس بوقف، لأن أن منصوبة بما قبلها {أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ: لتمام المقول {مُتَّبَعُونَ} كاف ومثله: حاشرين: للابتداء بإن، على أن التقدير بأنّ هؤلاء قليلون {لَغََائِظُونَ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله {حََاذِرُونَ} كاف {وَمَقََامٍ كَرِيمٍ} يبني الوقف على {كَرِيمٍ} على اختلاف المعربين في محل الكاف من كذلك، وفيها ثلاثة أوجه، النصب بفعل مقدّر، أي: أخرجنا آل فرعون من منازلهم كما وعدنا إيراثها بني إسرائيل، والجرّ على أنها وصف لمقام، أي: ومقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم، والرفع على أنها خبر مبتدإ محذوف، أي: الأمر كذلك فإن كانت الكاف في محل رفع، أو في محل نصب كان الوقف على: كذلك لأن التشبيه وقع خبرا، وهو تمام الفائدة فلا يقطع، وإن كانت في محل جرّ متصلة بما قبلها كان الوقف على، كذلك أيضا حسنا دون كريم، وفي وجهي النصب والجر تشبيه الشيء بنفسه، لأن المقام الذي كان لهم هو المقام الكريم.
قال ابن لهيعة: هو القيوم. والمعنى تركوا جنانهم وعيونهم وكنوزهم ومجالسهم وخرجوا في طلب موسى، والشرط في الوقفين: أعني كريم، وكذلك أن يجعل الضمير الأول وهو الواو في قوله: {فَأَتْبَعُوهُمْ} لموسى وأصحابه، والضمير الثاني، وهو هم لفرعون وأصحابه، أي: أن موسى وأصحابه تبعوا فرعون وأصحابه حسن الوقف على: كذلك، وليس كريم ولا كذلك بوقف إن جعلت الواو في فأتبعوهم لفرعون وأصحابه، وهم ضمير
كاف {مُلْقُونَ} صالح {لَنَحْنُ الْغََالِبُونَ} حسن {يَأْفِكُونَ} كاف {هََارُونَ}
حسن {قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} مفهوم {عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} حسن {فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}
كاف {أَجْمَعِينَ} صالح {لََا ضَيْرَ} حسن وكذا: منقلبون {أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} تامّ(1/558)
موسى وأصحابه، أي: فتبع فرعون وأصحابه موسى، لأن المعنى خرجوا من جنانهم فتبعوهم لشدة تعلق فأتبعوهم بقوله فأخرجناهم، فلا يفصل بينهما، والمراد بالمقام الكريم مجلس الأمراء. قالوا: كان إذا قعد فرعون على سريره وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب تجلس عليها الأمراء، والأشراف عليهم أقبية مخوصة بالذهب، قاله الكواشي {بَنِي إِسْرََائِيلَ} ليس بوقف لمكان الفاء {مُشْرِقِينَ} كاف {إِنََّا لَمُدْرَكُونَ} لا ينبغي الوقف عليه، لأن ما بعده جواب لما قبله، لأن موسى نفى الإدراك أصلا، لأن الله وعده النصر والخلاص منهم {سَيَهْدِينِ} كاف {بِعَصََاكَ الْبَحْرَ} جائز {الْعَظِيمِ} كاف، ومثله: ثم الآخرين {أَجْمَعِينَ} جائز {الْآخَرِينَ} حسن. ولما أهلك الله فرعون ومن معه في اليمّ ملك مصر امرأة يقال لها دلوك، ولها فيها آثار عجيبة {إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً} حسن {وَمََا كََانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ}
تامّ ومثله: إبراهيم، لأنه لو وصله لصار إذ ظرفا لقوله: واتل، وهو محال، لأن إذ ظرف لما مضى لا يعمل فيه اتل، لأنه مستقبل وهو لا يعمل في الماضي، بل هو ظرف لمقدّر، والتقدير: اذكر قصة إبراهيم وما جرى له مع قومه، وليس بوقف إن جعل إذ بدلا من نبأ بدل اشتمال، وهو يئول إلى أن العامل فيه {اتْلُ} بالتأويل المذكور، قاله السمين مع زيادة للإيضاح {مََا تَعْبُدُونَ}
{مُتَّبَعُونَ} كاف، وكذا: حاشرين، وحذرون {وَمَقََامٍ كَرِيمٍ} حسن، إن كان المعنى في كذلك، أي: كذلك فعلنا بهم وإن كان المعنى فيه، أي: تركوا تلك الجنات والعيون والكنوز كما كانت وخرجوا في طلب موسى عليه الصلاة والسلام، فالوقف على كذلك وهو تامّ. والشرط في الوقفين والوقف الآتي أن يجعل الضمير الأول في {فَأَتْبَعُوهُمْ} لموسى ومن معه، والثاني فيه لفرعون وقومه، فإن عكس لم يحسن الوقف على شيء منها. {بَنِي إِسْرََائِيلَ} حسن، وكذا:
مشرقين، وإنا لمدركون، وقال كلا. وقال أبو عمرو في الأول والثالث تامّ {سَيَهْدِينِ}
تامّ {بِعَصََاكَ الْبَحْرَ} صالح {الْعَظِيمِ} كاف، وكذا: ثم الآخرين {أَجْمَعِينَ}(1/559)
كاف، ومثله: عاكفين وكذا: أو يضرّون، ويفعلون {تَعْبُدُونَ} الثاني ليس بوقف، لأن أنتم توكيد واو الضمير {الْأَقْدَمُونَ} كاف {رَبَّ الْعََالَمِينَ} في محل الذي الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فإن رفع بالابتداء وما بعده الخبر كان الوقف على {الْعََالَمِينَ} تاما، وإن رفع الذي خبر مبتدإ محذوف، أو نصب بتقدير أعني كان كافيا، وليس بوقف إن جعل الذي نعتا لما قبله أو بدلا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {فَهُوَ يَهْدِينِ} كاف، ومثله: ويسقين، ويشفين، ويحيين، ويوم الدين {بِالصََّالِحِينَ} جائز، ومثله:
في الآخرين، وجنة النعيم، ومن الضالين {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} كاف، وقيل: لا يوقف من قوله: {الَّذِي خَلَقَنِي} إلى قوله: {سَلِيمٍ} لأن هذه جمل معطوف بعضها على بعض ومتعلق بعضها ببعض وإن جعل كل جملة فيها ذكر الدعاء مسئلة قائمة بنفسها حسن الوقف على آخر كل آية من قوله:
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً} إلى قوله: {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} {لِلْمُتَّقِينَ} جائز ومثله: للغاوين {تَعْبُدُونَ} رأس آية، ويوقف عليه بناء على أن الجارّ والمجرور الذي بعده متعلق بمحذوف، أي: هل ينصرونكم من دون الله، أو يكون في الكلام تقديم وتأخير، وإن جعل متعلقا بما قبله لم يوقف عليه {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن. ثم تبتدئ هل ينصرونكم لأن الاستفهام من مقتضيات الابتداء {أَوْ يَنْتَصِرُونَ} تام لتناهي الاستفهام {وَالْغََاوُونَ} ليس بوقف، لأن قوله:
{وَجُنُودُ إِبْلِيسَ} مرفوع عطفا على: الغاوون، وكذا لا يوقف على إبليس، لأن أجمعون توكيد لما قبله {أَجْمَعُونَ} جائز، ولا وقف من قوله: قالوا وهم
صالح {الْآخَرِينَ} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {مََا تَعْبُدُونَ} كاف، وكذا: عاكفين، ويضرّون ويفعلون، والأقدمون {إِلََّا رَبَّ الْعََالَمِينَ} صالح، وإن كان ما بعده نعتا للعالمين، لأنه رأس آية {يَهْدِينِ} كاف، وكذا: ويسقين، ويشفين، ويحيين، ويوم الدين {بِالصََّالِحِينَ} صالح، وكذا: في الآخرين، وجنة النعيم، ومن الضالين {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} كاف {لِلْمُتَّقِينَ} صالح، وكذا: للغاوين {تَعْبُدُونَ}(1/560)
فيها إلى برب العالمين، فلا يوقف على: يختصمون، لأن فيه الفصل بين القول والمقول، لأن قوله: {تَاللََّهِ} مقولهم، ولا يوقف على: ضلال مبين، لأن قوله: {إِذْ نُسَوِّيكُمْ} ظرف لما قبله كأنهم قالوا: ما كنا إلا في ضلال مبين، إذ عبدناكم فسوّيناكم برب العالمين {الْمُجْرِمُونَ} جائز، ومثله: حميم، والنفي هنا يحتمل نفي الصديق من أصله، لأن الشيء قد ينفي لنفي أصله أو نفى صفته، فهو من باب على لاحب لا يهتدى بمناره {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
حسن، ومثله: لآية {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا، وجائز إن جعل العامل في إذ ما قبله {تَتَّقُونَ}
كاف، ومثله: وأطيعون {مِنْ أَجْرٍ} جائز {رَبِّ الْعََالَمِينَ} كاف {وَأَطِيعُونِ} حسن {الْأَرْذَلُونَ} كاف، وقد أغرب من فسر الأرذلون بالحاكة والحجامين إذ لو كانوا كذلك لكان إيمانهم بنوح مشرّفا لهم، ومعليا لأقدارهم، وإنما هو حكاية عن كفار قومه في تنقيص متبعيه، وكذا فعلت قريش في الرسول صلّى الله عليه وسلّم في شأن عمار وصهيب والضعفاء {بِمََا كََانُوا يَعْمَلُونَ}
جائز ومثله: تشعرون، وكذا: وما أنا بطارد المؤمنين، وكذا: نذير مبين، والمرجومين، وكذبون، والوصل في الأخير أولى للفاء {فَتْحاً} جائز. ومنهم من قال: ولا وقف من قوله: {إِنْ حِسََابُهُمْ} إلى {مِنَ الْمَرْجُومِينَ} {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف. وقيل: تامّ، لأنه آخر كلام نوح وآخر كلام قومه، وليس في قصة نوح وقف تامّ {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {الْبََاقِينَ} كاف {لَآيَةً} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} كاف، إن علق إذ باذكر
رأس آية، ولا يوقف عليه {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن {أَوْ يَنْتَصِرُونَ} صالح {أَجْمَعُونَ} كاف {بِرَبِّ الْعََالَمِينَ} صالح، وكذا: حميم {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} حسن {أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} صالح، وكذا: تتقون، وأمين {وَأَطِيعُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} صالح {الْعََالَمِينَ} كاف {وَأَطِيعُونِ} حسن(1/561)
مقدّرا، ويكون من عطف الجمل، وجائز إن علق بما قبله لكونه رأس آية {أَلََا تَتَّقُونَ} كاف {أَمِينٌ} جائز {وَأَطِيعُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} حسن {الْعََالَمِينَ} كاف {تَعْبَثُونَ} وليس بوقف للعطف {تَخْلُدُونَ} كاف، ومثله: جبارين {وَأَطِيعُونِ} حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {بِمََا تَعْلَمُونَ} جائز، لأن الجملة الثانية بعده بيان وتفسير للأولى، أو أن قوله: {بِأَنْعََامٍ} بدل من قوله: بما تعلمون، وكلاهما يقتضي عدم الوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز {وَبَنِينَ} ليس بوقف، لأن ما بعده مجرور عطفا على ما قبله {وَعُيُونٍ} حسن {عَظِيمٍ} أحسن {الْوََاعِظِينَ} كاف، ولا كراهة في الابتداء بما بعده كما قاله بعضهم، لأن هذا وما أشبهه غير معتقد للقارئ، وإنما هو حكاية قول قائليها حكاها الله عنهم. قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: خلق الأوّلين بفتح الخاء المعجمة وإسكان اللام والباقون بضمتين، ومعناهما الاختلاق وهو الكذب {الْأَوَّلِينَ}
كاف، ومثله: بمعذبين. وقيل: لا يوقف في قصة عاد من قوله: كذبت عاد المرسلين إلى بمعذبين، لأنه آخر كلامهم وآخر كلام نبيهم {فَأَهْلَكْنََاهُمْ}
حسن، ومثله: لآية {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ، لأنه آخر قصة {الْمُرْسَلِينَ} كاف إن علق إذ باذكر مقدّرا، ليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبله {أَلََا تَتَّقُونَ} كاف {أَمِينٌ} جائز {فَاتَّقُوا اللََّهَ وَأَطِيعُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} حسن {الْعََالَمِينَ} كاف {آمِنِينَ} جائز، وإن تعلق الجار
{الْأَرْذَلُونَ} كاف {يَعْمَلُونَ} صالح، وكذا: يشعرون، والمؤمنين {نَذِيرٌ مُبِينٌ}
كاف، وكذا: من المرجومين، وفتحا، ومن المؤمنين، والمشحون {الْبََاقِينَ} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} صالح، وكذا: تتقون، وأمين {وَأَطِيعُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} صالح {رَبِّ الْعََالَمِينَ} حسن، وكذا: تخلدون، وجبارين {وَأَطِيعُونِ} كاف وقال أبو عمرو: تامّ {وَعُيُونٍ} كاف، وكذا:
يوم عظيم، والواعظين والأولين، وبمعذبين {فَأَهْلَكْنََاهُمْ} حسن {مُؤْمِنِينَ}(1/562)
والمجرور بما قبله لأنه رأس آية {هَضِيمٌ} جائز أيضا {فََارِهِينَ} كاف، ومثله:
{وَأَطِيعُونِ} {الْمُسْرِفِينَ} ليس بوقف، لأن الذين بعده نعت للمسرفين {وَلََا يُصْلِحُونَ} كاف، ومثله: من المسحرين، وكذا: مثلنا، ومن الصادقين {هََذِهِ نََاقَةٌ} جائز {مَعْلُومٍ} كاف، ومثله: عظيم {نََادِمِينَ} ليس بوقف {الْعَذََابُ} كاف {لَآيَةً} حسن {وَمََا كََانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ لأنه آخر قصة {الْمُرْسَلِينَ} جائز، وفي إذ ما تقدم {أَلََا تَتَّقُونَ} كاف {أَمِينٌ} جائز {وَأَطِيعُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} حسن {الْعََالَمِينَ} كاف {مِنَ الْعََالَمِينَ} ليس بوقف للعطف {مِنْ أَزْوََاجِكُمْ}
حسن: للفصل بين الاستفهام والإخبار {عََادُونَ} كاف، ومثله: من المخرجين، وكذا: من القالين {مِمََّا يَعْمَلُونَ} جائز، وقيل: كاف، لأنه آخر كلامهم وكلام نبيهم صلّى الله عليه وسلّم {أَجْمَعِينَ} ليس بوقف للاستثناء بعده {الْغََابِرِينَ} كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله {الْآخَرِينَ} كاف {مَطَراً} حسن {الْمُنْذَرِينَ} كاف {لَآيَةً} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ، لأنه آخر القصة {الْمُرْسَلِينَ} جائز، وفي إذ ما تقدّم {أَلََا تَتَّقُونَ} كاف {أَمِينٌ} جائز {وَأَطِيعُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} حسن {الْعََالَمِينَ} كاف {مِنَ الْمُخْسِرِينَ}
كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} صالح، وكذا: تتقون، وأمين {وَأَطِيعُونِ}
كاف {مِنْ أَجْرٍ} صالح {الْعََالَمِينَ} كاف {آمِنِينَ} جائز {هَضِيمٌ} صالح {فََارِهِينَ} كاف، وكذا: أطيعون، ولا يصلحون {مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} صالح {مِثْلُنََا}
كاف، وكذا: الصادقين، ومعلوم، وعظيم {الْعَذََابُ} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} صالح، وكذا: تتقون، وأمين {وَأَطِيعُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} صالح {الْعََالَمِينَ} كاف {مِنَ الْعََالَمِينَ} ليس بوقف {مِنْ أَزْوََاجِكُمْ} جائز {عََادُونَ} كاف، وكذا: من المخرجين، ومن القالين {مِمََّا يَعْمَلُونَ} صالح، وكذا: في الغابرين {الْآخَرِينَ} كاف، وكذا: مطرا {الْمُنْذَرِينَ} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف(1/563)
جائز، ومثله: المستقيم، وكذا: أشياءهم {مُفْسِدِينَ} حسن ومثله: والجبلة الأوّلين {مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} جائز {مِثْلُنََا} كاف {لَمِنَ الْكََاذِبِينَ} حسن {الصََّادِقِينَ} جائز، ومثله: بما تعملون، وقيل: تامّ، لأنه آخر كلامهم وكلام نبيهم صلّى الله عليه وسلّم {فَكَذَّبُوهُ} ليس بوقف لمفاجأة الفاء بما وقع من أجلهم، روي أنه حبس عنهم الريح سبعا فابتلوا بحرّ عظيم أخذ بأنفاسهم فلا نفعهم ظل ولا ماء فاضطرّوا إلى أن خرجوا إلى البرّية، فأظلتهم سحابة وجدوا لها بردا ونسيما فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فأحرقتهم {يَوْمِ الظُّلَّةِ} حسن {عَظِيمٍ} أحسن منه {لَآيَةً} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {الْعََالَمِينَ} كاف، لمن قرأ: نزل بالتشديد للزاي ونصب الروح مفعول نزل مبنيا للفاعل، وهو الله تعالى، لأن نزّل المشدّد يقتضي التدريج والتنجيم بحسب المصالح، لأنه نزل إلى سماء الدنيا جملة واحدة ونجمه جبريل بأمر الله تعالى في عشرين سنة مخالفا لقول الكفار، لو كان من عند الله لنزل جملة واحدة، قرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي نزّل مشددا، ومن قرأ بتخفيف الزاي ورفع الروح، وهي قراءة الباقين كان جائزا، وقرئ نزّل مشددا مبنيا للمفعول والرّوح نائب الفاعل والأمين صفته {الْأَمِينُ} ليس بوقف، لأن الذي بعده ظرف للتنزيل، وكذا لا يوقف: على قلبك، لأن ما بعده علة في التنزيل، وكذا: لا يوقف على المنذرين، لأن ما بعده في موضع نصب، لأنه منذر بلسانه {مُبِينٍ} كاف، ومثله: زبر الأوّلين للاستفهام بعده {آيَةً}
ليس بوقف، سواء قرئ يكن بالتحتية أو الفوقية، وسواء قرئ بالرفع أو
{الرَّحِيمُ} تامّ {الْمُرْسَلِينَ} صالح، وكذا: تتقون، وأمين {وَأَطِيعُونِ} كاف {مِنْ أَجْرٍ} صالح {رَبِّ الْعََالَمِينَ} حسن {مِنَ الْمُخْسِرِينَ} مفهوم، وكذا: المستقيم، وأشياءهم {مُفْسِدِينَ} حسن {الْأَوَّلِينَ} كاف {مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} صالح {لَمِنَ الْكََاذِبِينَ} مفهوم {مِنَ الصََّادِقِينَ} كاف، وكذا: بما تعملون {يَوْمِ الظُّلَّةِ} صالح(1/564)
بالنصب، ونصبها إما خبر يكن وأن يعلمه اسمها، وكأنه قال أو لم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل آية لهم.
اتفق علماء الرسم على كتابة علمواء بواو وألف كما ترى {بَنِي إِسْرََائِيلَ} كاف {عَلى ََ بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} ليس بوقف لشيئين للعطف بالفاء، ولأن جواب لو لم يأت بعد، وهو: {مََا كََانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} و {مُؤْمِنِينَ}
كاف {الْمُجْرِمِينَ} جائز، ومثله: الأليم، وقيل: لا يجوز، لأن الفعل الذي بعد الفاء منصوب بالعطف على ما عملت فيه حتى، والضمير في سلكناه للشرك أو للكفر أو للتكذيب، والضمير في لا يؤمنون به يعود على النبي صلّى الله عليه وسلّم، أي:
كي لا يؤمنوا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، قاله النكزاوي، وكذا لا يوقف على بغتة، لأن الذي بعدها جملة في موضع الحال {لََا يَشْعُرُونَ} جائز {مُنْظَرُونَ} كاف، وكذا: يستعجلون ولا وقف من قوله: أفرأيت إلى يمتعون، فلا يوقف على سنين للعطف، ولا على يوعدون، لأن قوله: ما أغنى عنهم جملة قامت مقام جواب الشرط في قوله: أفرأيت إن متعناهم {يُمَتَّعُونَ} كاف {إِلََّا لَهََا مُنْذِرُونَ} تامّ، وأتم منه ذكرى، وقد أغرب من قال ليس في سورة الشعراء وقف تامّ إلا قوله: لها منذرون. ثم يبتدئ ذكرى، أي: هي ذكرى أو إنذارنا ذكرى، وإن جعلت ذكرى في موضع نصب بتقدير ينذرهم، العذاب ذكرى، أو هذا القرآن ذكرى، أو تكون ذكرى مفعولا للذكر، أي: ذكرناهم ذكرى كان الوقف على ذكرى كافيا، لأن الذكرى متعلقة بالإنذار إذا كانت منصوبة لفظا ومعنى، وإن كانت مرفوعة تعلقت به معنى فقط {ظََالِمِينَ} كاف، ومثله: يستطيعون {لَمَعْزُولُونَ} تامّ {إِلََهاً آخَرَ} ليس بوقف، لأن ما بعد
{عَظِيمٍ} حسن {مُؤْمِنِينَ} كاف {الرَّحِيمُ} تامّ {رَبِّ الْعََالَمِينَ} صالح {عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} حسن {الْأَوَّلِينَ} تامّ {بَنِي إِسْرََائِيلَ} حسن {بِهِ مُؤْمِنِينَ} كاف، وكذا: المجرمين {الْأَلِيمَ} جائز وكذا: لا يشعرون {مُنْظَرُونَ} كاف(1/565)
الفاء جواب للنهي {مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} كاف، للأمر بعده {الْأَقْرَبِينَ} جائز، وقيل: لا يجوز لعطف ما بعده على ما قبله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف، ومثله:
تعملون، الرحيم ليس بوقف، لأن الذي بعده نعت له {فِي السََّاجِدِينَ}
كاف {الْعَلِيمُ} تامّ {الشَّيََاطِينُ} حسن {أَثِيمٍ} جائز وإن كانت الجملة بعده صفة لكونه رأس آية {يُلْقُونَ السَّمْعَ} أحسن مما قبله {كََاذِبُونَ}
أحسن منهما، وقيل: كاف {الْغََاوُونَ} كاف {يَهِيمُونَ} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وكذا: ما لا يفعلون للاستثناء {مِنْ بَعْدِ مََا ظُلِمُوا} حسن، للابتداء بالتهديد، آخر السورة تام.
سورة النمل مكية (1)
ثلاث أو أربع أو خمس وتسعون آية، وكلمها ألف ومائة وتسع وأربعون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وسبعمائة وتسعون حرفا.
{طس} تقدم الكلام عليها، ومتى وقفت على طس فلا تقف على
{يَسْتَعْجِلُونَ} حسن {يُمَتَّعُونَ} كاف {مُنْذِرُونَ} تامّ، وأتم منه، ذكرى {ظََالِمِينَ} حسن {يَسْتَطِيعُونَ} كاف، وكذا: لمعزولون {مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} حسن {الْأَقْرَبِينَ} صالح {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف {مِمََّا تَعْمَلُونَ} تامّ {فِي السََّاجِدِينَ}
كاف {الْعَلِيمُ} تامّ {الشَّيََاطِينُ} كاف، وكذا: أثيم {السَّمْعَ} جائز {كََاذِبُونَ}
حسن {الْغََاوُونَ} تامّ، وكذا: من بعد ما ظلموا، وآخر السورة: تام.
سورة النمل مكية {طس} تقدم الكلام عليه، فإن وقف عليه لم تقف على وكتاب مبين، لأن تلك
__________
(1) وهي ثلاث وتسعون في الكوفي، وأربع في البصري والشامي، وخمس في الباقي، والخالف في آيتين: {بَأْسٍ شَدِيدٍ} [33] حجازي، {قَوََارِيرَ} [44] غير كوفي، وانظر: «التلخيص» [353].(1/566)
مبين، لأن تلك مبتدأ خبرها هدى، وإن جعل الخبر آيات القرآن كان الوقف على مبين كافيا، وهدى مبتدأ خبره للمؤمنين أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هو هدى أو خبر بعد خبر، وحسنا إن نصب بشرى ورحمة على المصدر بفعل مقدّر من لفظهما، أي: يهدي هدى ويبشر بشرى، وليس مبين وقفا إن رفع هدى بدلا من آيات أو خبرا ثانيا أو نصب على الحال من آيات أو من القرآن أو الضمير في مبين، فكأنه قال هاديا ومبشرا {لِلْمُؤْمِنِينَ} في محل الذين الحركات الثلاث، فتامّ إن رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ نعتا للمؤمنين أو بدلا أو بيانا {يُوقِنُونَ} تام {أَعْمََالَهُمْ} جائز {يَعْمَهُونَ} كاف، إن لم يجعل ما بعده خبر إن، وليس بوقف إن جعل خبرا لها أو خبرا بعد خبر {سُوءُ الْعَذََابِ} كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال {الْأَخْسَرُونَ} حسن، ومثله: عليم إن علق إذ بمضمر، وليس بوقف إن علق بما قبله، أي: عليم وقت قول موسى لأهله عند مسيره من مدين إلى مصر {آنَسْتُ نََاراً} جائز، للابتداء بالسين وهو من مقتضيات الابتداء، ومثله:
سوف لأنها للتهديد، فيبتدأ بها الكلام لأنها لتأكيد الواقع {تَصْطَلُونَ}
كاف {وَمَنْ حَوْلَهََا} حسن إن كان: وسبحان الله خارجا عن النداء، وليس بوقف إن كان داخلا فيه {رَبِّ الْعََالَمِينَ} حسن {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} كاف {وَأَلْقِ عَصََاكَ} أكفى منه. وقال نافع: تامّ {وَلَمْ يُعَقِّبْ} تامّ، للابتداء
مبتدأ خبره هدى، ومن جعل الخبر آيات القرآن وقف على كتاب مبين، وهو كاف، ويكون هدى مبتدأ خبره للمؤمنين وهو جائز، لأنه رأس آية {يُوقِنُونَ}
تامّ، وكذا: يعمهون {سُوءُ الْعَذََابِ} جائز {الْأَخْسَرُونَ} حسن، وكذا:
عليم {آنَسْتُ نََاراً} جائز {تَصْطَلُونَ} كاف، وكذا: ومن حولها إن لم يكن: وسبحان الله داخلا في النداء، وإلا فليس بوقف {رَبِّ الْعََالَمِينَ} حسن {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} صالح {وَأَلْقِ عَصََاكَ} حسن {وَلَمْ يُعَقِّبْ} تامّ {لََا}(1/567)
بالنداء، ومثله: لا تخف، وكذا: المرسلون لمن قرأ: ألا من بفتح الهمزة وتخفيف اللام حرف تنبيه، وهو أبو جعفر كما قال امرؤ القيس: [الطويل] ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل
فعلى هذه القراءة يحسن الوقف على المرسلون، وليس بوقف لمن قرأ بأداة الاستثناء، لأنها لا يبتدأ بها، وبجواز الابتداء بها مدخل لقوم يجعلون إلا بمعنى لكن، والمعنى لكن من ظلم من غير المرسلين، ويجعلون الاستثناء منقطعا. وهذا مذهب الفراء، والنحويون لا يجوّزون ذلك {بَعْدَ سُوءٍ} ليس بوقف، لأن جواب من {فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} و {رَحِيمٌ} تامّ، للابتداء بعد بالأمر {وَقَوْمِهِ} كاف {فََاسِقِينَ} تامّ {مُبْصِرَةً} ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعد {مُبِينٌ} تامّ، على استئناف ما بعده استيقنتها أنفسهم، وليس بوقف على أن في الآية تقديما وتأخيرا، والتقدير، وجحدوا بها ظلما وعلوّا واستيقنتها أنفسهم، والوقف على علوّا كاف {الْمُفْسِدِينَ} تامّ {عِلْماً}
جائز {الْمُؤْمِنِينَ} كاف، ولا وقف من قوله: وورث سليمان داود إلى كل شيء، فلا يوقف على داود، ولا على منطق الطير للعطف في كل {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} كاف {الْمُبِينُ} تامّ {يُوزَعُونَ} كاف {وََادِ النَّمْلِ} ليس بوقف، لأن قالت جواب حتى إذا، لأن حتى الداخلة على إذا ابتدائية، وكذا: لا يوقف على مساكنكم، لأن ما بعده جواب الأمر {وَجُنُودُهُ} تامّ، لأنه آخر كلام النملة. ثم قال تعالى: {وَهُمْ لََا يَشْعُرُونَ} أي: لا يشعرون أن سليمان يفقه
{تَخَفْ} كاف، وكذا: المرسلون، إن جعل إلا بمعنى لكن {رَحِيمٌ} كاف.
وقال أبو عمرو: تام و {قَوْماً} كاف {فََاسِقِينَ} حسن {سِحْرٌ مُبِينٌ} كاف، وكذا: وعلوّا {الْمُفْسِدِينَ} تامّ {عِلْماً} صالح {الْمُؤْمِنِينَ} حسن {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} كاف {الْمُبِينُ} تامّ {يُوزَعُونَ} كاف، وكذا: لا يشعرون(1/568)
كلامهم، وأوحى الله إلى سليمان: إنّ الله قد راد في ملكك أنه لا يتكلم أحد إلا حملت الريح كلامه فأخبرتك به: فسمع سليمان كلام النملة من ثلاثة أميال. ثم قال لها لم قلت: ادخلوا مساكنكم أخفت عليهم مني ظلما؟
فقالت لا ولكن خشيت أن يفتنوا بما يرون من ملكك فيشغلهم ذلك عن طاعة ربهم {لََا يَشْعُرُونَ} كاف، ولا وقف من قوله: فتبسم إلى ترضاه، فلا يوقف على {وَعَلى ََ وََالِدَيَّ} لأن أن الثانية معطوفة على أن الأولى {تَرْضََاهُ}
جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله {الصََّالِحِينَ} حسن {الْهُدْهُدَ} جائز {مِنَ الْغََائِبِينَ} كاف، على استئناف ما بعده، واللام في: لأعذبنه جواب قسم محذوف، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله، ورسموا أولا أذبحنه بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعرف زيادتها من جهة اللفظ، بل من جهة المعنى {بِسُلْطََانٍ مُبِينٍ} كاف {غَيْرَ بَعِيدٍ} جائز {بِمََا لَمْ تُحِطْ بِهِ} حسن {بِنَبَإٍ يَقِينٍ} تامّ على استئناف ما بعده وإلا كان جائزا لكونه رأس آية {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}
حسن. وقد أغرب بعضهم وزعم أن الوقف على عرش، ويبتدئ بعظيم وجدتها، وليس بشيء، لأنه جعل العبادة لغير الله عظيمة، وكان قياسه على هذا أن يقول عظيمة وجدتها، إذ المستعظم إنما هو سجودهم لغير الله. وأما عرشها فهو أذلّ وأحقر أن يصفه الله بالعظم، وفيه أيضا قطع نعت النكرة وهو قليل {عَظِيمٌ} حسن {مِنْ دُونِ اللََّهِ} جائز {لََا يَهْتَدُونَ} تامّ على قراءة الكسائي ألا بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وعلى قراءته بوقف على أعمالهم، وعلى يهتدون، ومن قرأ بتشديد ألا لا يقف على أعمالهم، ولا على يهتدون،
{الصََّالِحِينَ} حسن {الْهُدْهُدَ} صالح، وكذا: من الغائبين، والمعنى إن كان من الغائبين {بِسُلْطََانٍ مُبِينٍ} كاف {غَيْرَ بَعِيدٍ} صالح {تُحِطْ بِهِ} جائز {يَقِينٍ}
حسن {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} كاف {عَظِيمٌ} حسن {مِنْ دُونِ اللََّهِ} صالح {لََا يَهْتَدُونَ} تامّ، لمن قرأ: ألا يسجدوا بالتخفيف، وجائز لمن قرأ: ألا يسجدوا بإدغام(1/569)
ولا على إلا، لأن الياء على قراءتها بالتشديد من بنية الكلمة فلا تقطع، وأصل ألا أن لا أدغمت النون في اللام فأن هي الناصبة للفعل وهو يسجدوا وحذف النون علامة النصب. قال أبو حاتم: ولولا أن المراد ما ذكر لقال: ألا يسجدون بإثبات النون كقوله: {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلََا يَتَّقُونَ} فإن قلت: ليس في مصحف عثمان ألف بين السين والياء. قلنا حذفت الألف في الكتابة كما حذفت من ابن بين العلمين، ولو وقف على قراءة الكسائي ألا يا، ثم ابتدأ اسجدوا جاز لأن تقديره ألا يا هؤلاء اسجدوا. وكثير ممن يدعى هذا الفنّ يتعمد الوقف على ذلك ويعده وقفا حسنا مختارا، وليس هو كذلك بل هو جائز وليس بمختار، ومن وقف مضطرّا على يا ثم قال اسجدوا على الأمر جاز، والتقدير، ألا يا هؤلاء اسجدوا وحذف المنادى لأن حرف النداء يدل عليه وقد كثر مباشرة بالفعل الأمر، وقد سمع ألا يا ارحمونا ألا يا تصدّقوا علينا، بمعنى ألا يا هؤلاء افعلوا هذا، أي: السجود لله تعالى {وَالْأَرْضِ} حسن لمن قرأ: ألا بالتشديد وما يعلنون تام {إِلََّا هُوَ} جائز بتقدير هو رب العرش، وليس بوقف إن رفع بدلا من الجلالة {الْعَظِيمِ} كاف، ومثله: من الكاذبين {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ} ليس بوقف، لأن هذا من مجاز المقدم والمؤخر، فكأنه قال فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تولّ عنهم {يَرْجِعُونَ} كاف {كِتََابٌ كَرِيمٌ}
حسن، ولا وقف من قوله: إنه من سليمان إلى مسلمين، لاتصال الكلام بعضه ببعض من جهة المعنى على قراءة عكرمة وابن أبي عبلة بفتح أنه من سليمان، وأنه في الموضعين بدل من كتاب بدل اشتمال أو بدل كل من كل كأنه قيل:
ألقي إليّ أنه من سليمان، وأنه كذا كذا، أو الفتح على إسقاط حرف الجرّ، قاله
النون في لا المزيدة لأن العامل في أن ما قبلها، فلا يحسن القطع عنه، وعلى الأول لو وقف على يا بمعنى ألا يا هؤلاء، ثم ابتدأ باسجدوا جاز {وَالْأَرْضِ} صالح وما يعلنون تامّ {الْعَظِيمِ} حسن {مِنَ الْكََاذِبِينَ} كاف {يَرْجِعُونَ} حسن، وكذا:(1/570)
الزمخشري، ويجوز أن يراد لأنه من سليمان كأنها عللت كرمه بكونه من سليمان وتصديره باسم الله، وعلى قراءة العامة يجوز الوقف على سليمان على أن ما بعده مستأنف جوابا لسؤال قومها كأنهم قالوا ممن الكتاب وما فيه فأجابتهم بالجوابين، وقرئ تغلوا بغين معجمة من الغلو، وهو مجاوزة الحد، والمعنى لا تمتنعوا من جوابي، فترك الجواب من الغلو والتكبر، ولا يوقف على {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} لأن قوله: أن لا تعلوا عليّ متصل بألقى، فموضع أن رفع على البدل مما عمل فيه ألقي وهو كتاب، ويجوز أن يكون موضعها جرّا والتقدير وأنه {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} بأن لا تعلوا علىّ {مُسْلِمِينَ} تامّ {فِي أَمْرِي} جائز {تَشْهَدُونِ} كاف {وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ}
جائز {مََا ذََا تَأْمُرِينَ} كاف. ويجوز في ماذا أن تكون استفهامية مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي خبرها، ويجوز أن تجعل مع ذا بمنزل اسم واحد مفعول تأمرين، أي: أيّ شيء تأمرين به {أَذِلَّةً} تامّ، لأنه آخر كلام بلقيس ورأس آية أيضا. ثم قال تعالى: وكذلك يفعلون وهو أتم، ثم أخبر الله تعالى عنها أنها قالت: وإني مرسلة إلى سليمان بهدية. فإن كان ملكا قبلها، وإن كان نبيا لم يقبلها {الْمُرْسَلُونَ} كاف {بِمََالٍ} حسن لانتهاء الاستفهام، ومثله: مما أتاكم لاختلاف الجملتين، أيضا بل ترجح جانب الوقف {تَفْرَحُونَ} كاف {لََا قِبَلَ لَهُمْ بِهََا} ليس بوقف، لأن ما بعده بقية كلامه {وَهُمْ صََاغِرُونَ} كاف، ومثله: مسلمين {مِنْ مَقََامِكَ} حسن، للابتداء بإني {أَمِينٌ} كاف {أَمْ أَكْفُرُ} تامّ، لانتهاء الاستفهام وللابتداء بالشرط
كريم {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمََانَ} كاف {مُسْلِمِينَ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {فِي أَمْرِي} صالح {حَتََّى تَشْهَدُونِ} كاف {وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} جائز {مََا ذََا تَأْمُرِينَ}
حسن {أَذِلَّةً} تامّ {وَكَذََلِكَ يَفْعَلُونَ} صالح {الْمُرْسَلُونَ} كاف {تَفْرَحُونَ} حسن، وكذا: صاغرون {مُسْلِمِينَ} كاف {مِنْ مَقََامِكَ} صالح(1/571)
{لِنَفْسِهِ} حسن {كَرِيمٌ} تامّ {لََا يَهْتَدُونَ} كاف {عَرْشُكِ} حسن {كَأَنَّهُ هُوَ} أحسن منه {مُسْلِمِينَ} كاف {مِنْ دُونِ اللََّهِ} حسن لمن قرأ إنها بكسر الهمزة، وهي قراءة الجماعة، أي: صدّها الله تعالى، أي: حال بينها وبين ما كانت تعبد، أو صدّها سليمان، و «ما» على المعنيين في موضع نصب، وليس بوقف من قرأ أنها بفتح الهمزة، وهي قراءة سعيد بن جبير وعليها فالوقف على {مِنْ قَوْمٍ كََافِرِينَ} تامّ {الصَّرْحَ} حسن.
ورسموا {ادْخُلِي} بياء يوقف عليها عند الضرورة {عَنْ سََاقَيْهََا}
جائز {مِنْ قَوََارِيرَ} كاف {لِلََّهِ رَبِّ الْعََالَمِينَ} تامّ، لأنه آخر القصة، وما بعده ابتداء آخر {أَنِ اعْبُدُوا اللََّهَ} جائز {يَخْتَصِمُونَ} كاف {قَبْلَ الْحَسَنَةِ}
جائز {تُرْحَمُونَ} كاف {وَبِمَنْ مَعَكَ} حسن {تُفْتَنُونَ} تامّ {وَلََا يُصْلِحُونَ} كاف على استئناف ما بعده {لَصََادِقُونَ} كاف {وَمَكَرْنََا مَكْراً} جائز {لََا يَشْعُرُونَ} كاف، ومثله: عاقبة مكرهم، لمن قرأ {أَنََّا دَمَّرْنََاهُمْ} بكسر الهمزة على استئناف، وهي قراءة أهل مكة والمدينة والشام والبصرة، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بدلا من قوله: عاقبة فتكون في محل رفع، وكذلك إن جعلنا إنا في محل رفع خبر مبتدإ محذوف أي: هو إنا
{أَمِينٌ} حسن {طَرْفُكَ} كاف {أَمْ أَكْفُرُ} تامّ {لِنَفْسِهِ} صالح {كَرِيمٌ} تام {لََا يَهْتَدُونَ} حسن {عَرْشُكِ} صالح {كَأَنَّهُ هُوَ} تامّ {وَكُنََّا مُسْلِمِينَ} حسن، وكذا: من دون الله {كََافِرِينَ} تام {عَنْ سََاقَيْهََا} صالح {مِنْ قَوََارِيرَ} كاف {رَبِّ الْعََالَمِينَ} تامّ {يَخْتَصِمُونَ} كاف {قَبْلَ الْحَسَنَةِ} صالح {تُرْحَمُونَ} كاف {وَبِمَنْ مَعَكَ} صالح {تُفْتَنُونَ} حسن {وَلََا يُصْلِحُونَ} كاف، وكذا: الصادقون ولا يشعرون {عََاقِبَةُ مَكْرِهِمْ} حسن، لمن قرأ {أَنََّا دَمَّرْنََاهُمْ} بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها، إذ تقديره، لأنا دمّرناهم {أَجْمَعِينَ} كاف، وكذا: بما ظلموا، ويعلمون {يَتَّقُونَ} تامّ {تُبْصِرُونَ} كاف، وكذا: تجهلون، فإن وقف على(1/572)
دمرناهم، أو جعلت خبر كان فتكون في محل نصب، وبها قرأ الكوفيون عاصم وحمزة والكسائي، وعلى قراءتهم لا يوقف على: مكرا، ولا على:
يشعرون، ولا على: مكرهم {أَجْمَعِينَ} كاف، ومثله: بما ظلموا، وكذا:
يعلمون {آمَنُوا} جائز {يَتَّقُونَ} تامّ، لأنه آخر القصة، ولوطا منصوب بفعل مضمر كأنه قال: وأرسلنا لوطا، وليس بوقف إن عطف لوطا على صالحا، وحينئذ لا يوقف من أول قصة صالح إلى هذا الموضع، لاتصال الكلام بعضه ببعض {وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} كاف {مِنْ دُونِ النِّسََاءِ} جائز {تَجْهَلُونَ} كاف {مِنْ قَرْيَتِكُمْ} جائز {يَتَطَهَّرُونَ} كاف، ومثله: من الغابرين، وكذا: مطرا {الْمُنْذَرِينَ} تامّ، لأنه آخر قصص هذه السورة، ومن قوله: قل الحمد لله إلى صادقين، ليس فيه وقف، لأن جميعه داخل في الاستفهام الأول ومتصل بعضه ببعض من جهة المعنى {الَّذِينَ اصْطَفى ََ} حسن، ومثله: يشركون، وإن جعل ما بعد يشركون مستأنفا كان كافيا {بَهْجَةٍ} كاف، ومثله: شجرها، لأن المعنى أعبادة الذي خلق السموات والأرض خير أم عبادة ما لا يضرّ ولا ينفع؟
{أَإِلََهٌ مَعَ اللََّهِ} حسن، ومثله: يعدلون، وإن جعل ما بعده مستأنفا غير معطوف على الاستفهام الأول كان كافيا {حََاجِزاً} حسن، ومثله: أءله مع الله، وكذا، لا يعلمون، وكذا: خلفاء الأرض ومثله: أءله مع الله، ويذكرون، ورحمته، وأءله مع الله، ويشركون، وثم يعيده، والأرض، وأءله مع الله، وصادقين، وإلا الله، كلها حسان، ورفع إلا الله على أنه فاعل يعلم ومن
{مِنْ دُونِ النِّسََاءِ} فجائز، وكذا: من قريتكم {يَتَطَهَّرُونَ} كاف {مِنَ الْغََابِرِينَ} حسن {مَطَراً} كاف {الْمُنْذَرِينَ} تامّ، وكذا: أصطفى {يُشْرِكُونَ}
كاف، وكذا: ذات بهجة {شَجَرَهََا} حسن {أَإِلََهٌ مَعَ اللََّهِ} في الخمس كاف {يَعْدِلُونَ} حسن {حََاجِزاً} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} حسن {خُلَفََاءَ الْأَرْضِ}
كاف {تَذَكَّرُونَ} حسن {رَحْمَتِهِ} كاف {يُشْرِكُونَ} حسن {ثُمَّ يُعِيدُهُ}(1/573)
مفعول، والغيب بدل من من أو رفع إلا الله بدل من من، أي: لا يعلم الغيب إلا الله على لغة تميم حيث يقولون ما في الدار أحد إلا حمار، يريدون ما فيها إلا حمار كأن أحدا لم يذكر، أي: لا يعلم من يذكر في السموات والأرض.
انظر السمين {يُبْعَثُونَ} تامّ، عند أبي حاتم. والمعنى لا يعلمون متى يخرجون من قبورهم فكيف يعلمون الغيب؟ {فِي الْآخِرَةِ} حسن، ومثله: في شكّ منها {عَمُونَ} تامّ {لَمُخْرَجُونَ} كاف، على استئناف ما بعده، وتكون اللام في لقد جواب قسم محذوف، وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلا بما قبله {مِنْ قَبْلُ} حسن {الْأَوَّلِينَ} كاف، ومثله: المجرمين، وكذا: يمكرون، وصادقين، وأغرب بعضهم وزعم أن الكلام قد تمّ عند قوله: {رَدِفَ} ثم يبتدئ، لكم بعض الذي، وفيه نظر {تَسْتَعْجِلُونَ} كاف، ومثله: لا يشكرون {وَمََا يُعْلِنُونَ} تامّ، ومثله: مبين، والتاء في غائبة للمبالغة. وقيل:
إنها كالتاء الداخلة على المصادر نحو العاقبة والعافية من أنها أسماء لا صفات {فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} كاف {لِلْمُؤْمِنِينَ} تامّ {بِحُكْمِهِ} كاف، ومثله: العليم {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ} حسن {الْمُبِينِ} تامّ {الْمَوْتى ََ} ليس بوقف لمن قرأ {تُسْمِعُ} الثانية بالفوقية المضمومة وكسر الميم والضم والنصب، لأن ما بعده معطوف على ما قبله من الخطاب، ومن قرأ يسمع بالتحتية المفتوحة وفتح الميم ورفع الضمّ كان حسنا {مُدْبِرِينَ} كاف {عَنْ ضَلََالَتِهِمْ} حسن. قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأبو عمرو {بِهََادِي الْعُمْيِ} بالإضافة. وقرأ
كاف، وكذا: والأرض {صََادِقِينَ} حسن {إِلَّا اللََّهُ} كاف، وكذا: يبعثون {فِي الْآخِرَةِ} صالح {مِنْهََا} مفهوم {عَمُونَ} تامّ {لَمُخْرَجُونَ} مفهوم {الْأَوَّلِينَ}
تامّ {الْمُجْرِمِينَ} حسن {يَمْكُرُونَ} كاف {صََادِقِينَ} حسن، وكذا:
تستعجلون ولا يشكرون {وَمََا يُعْلِنُونَ} تامّ، وكذا: مبين {يَخْتَلِفُونَ} حسن {لِلْمُؤْمِنِينَ} تامّ {الْعَلِيمُ} حسن {الْمُبِينِ} تامّ {مُدْبِرِينَ} حسن {عَنْ ضَلََالَتِهِمْ} صالح حسن {تُكَلِّمُهُمْ} تامّ: لمن قرأ إن الناس بكسر الهمزة،(1/574)
حمزة تهدي العمي بالفوقية ونصب العمي، وقرأ عبد الله بن عامر الشامي {بِهََادِ الْعُمْيِ} بتنوين هاد ونصب العمي، وكان النسائي يقف {بِهََادِي} بالياء في النمل والروم، أصله بهادي استثقلت الكسرة على الياء فحذفت فبقيت الياء ساكنة والحرف الذي لقيها ساكن، فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين.
وقد اتفق علماء الرسم على حذف الياء من أربعة أحرف مضافة تبعا لخط المصحف الإمام: وإن الله لهاد الذين آمنوا في الحج، و: حتى إذا أتوا على واد النمل، وما أنت بهاد العمي في الروم، وإلا من هو صال الجحيم فى الصافات {بِآيََاتِنََا} حسن {مُسْلِمُونَ} تامّ {تُكَلِّمُهُمْ} كاف: لمن قرأ إن الناس بكسر الهمزة على الاستئناف، وقرأ العامة تكلمهم بتشديد اللام من الكلام، وقرئ تكلمهم بفتح التاء وإسكان الكاف وضم اللام من باب نصر من الكلم: أي الجرح: أن تجرحهم، وبها قرأ ابن عباس وابن جبير ومجاهد وأبو زرعة والجحدري. وروى «إن خروج الدابة حين ينقطع الخير، فلا يؤمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا منيب ولا نائب». وفى الحديث «إن خروج الدابة وطلوع الشمس من المغرب من أوّل الأشراط» ولم يعين الأول منهما، وظاهر الأحاديث أن طلوع الشمس آخرها، والظاهر أن الدابة واحدة وروي «أنه يخرج في كل بلد دابة مما هو مبثوث نوعها في الأرض وليست واحدة، طولها ستون ذراعا لها قوائم وزغب وريش وجناحان، لا يفوتها هارب، ولا يدركها طالب، معها عصى موسى وخاتم سليمان عليهما الصلاة والسلام، فتختم وجه الكافر بخاتم سليمان فيسودّ وجهه، وتمسح وجه المؤمن فيبيض وجهه» وقرأ الكوفيون عاصم وحمزة والكسائي أن بفتح الهمزة،
وليس بوقف لمن قرأه بفتحها، لأن المعنى عليه تكلمهم بأن الناس {لََا يُوقِنُونَ} تامّ {يُوزَعُونَ} كاف {تَعْمَلُونَ} حسن {لََا يَنْطِقُونَ} تامّ {مُبْصِراً}(1/575)
لأن تكون منصوبة بما قبلها فلا يوقف على: تكلمهم، لأن المعنى تكلمهم بأن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون. قيل: تخرج من الصفا. وقيل: تخرج من البحر، وهى الجساسة {لََا يُوقِنُونَ} تامّ {مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيََاتِنََا} جائز {يُوزَعُونَ}
كاف {وَلَمْ تُحِيطُوا بِهََا عِلْماً} جائز: فصلا بين الاستفهامين، لأن أم منقطعة فتقدر ببل، فهو انتقال من الاستفهام الذي يقتضي التوبيخ إلى الاستفهام عن عملهم على جهة التوبيخ، أي: أيّ شيء كنتم تعملون. والمعنى إن كان لكم عمل أو حجة فهاتوهما، وليس لهم عمل ولا حجة فيما عملوه إلا الكفر والتكذيب {تَعْمَلُونَ} كاف {بِمََا ظَلَمُوا} جائز {لََا يَنْطِقُونَ} تامّ {مُبْصِراً} كاف {يُؤْمِنُونَ} تامّ: إن نصب يوم بفعل مضمر، وإن عطف على ويوم تحشر لا يوقف من يوم الأول إلى يوم الثانى، لاتصال الكلام بعضه ببعض {إِلََّا مَنْ شََاءَ اللََّهُ} تامّ، ومثله: داخرين {السَّحََابِ} حسن ثم يبتدئ صنع الله والعامل فيه مضمر: أى صنع الله ذلك صنعا، ثم أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله. وقيل منصوب على الإغراء: أى انظروا صنع الله عليكم، ومن قرأ {صُنْعَ اللََّهِ} والعامل فيه مضمر، أي: صنع الله ذلك صنعا، ثم أضيف إلى فاعله بعد بعد حذف عامله. وقيل: منصوب على الإغراء، أي: انظروا صنع الله عليكم، ومن قرأ {صُنْعَ اللََّهِ} بالرفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، ذلك صنع الله كان الوقف على السحاب أحسن {كُلَّ شَيْءٍ} كاف بما يفعلون تامّ {خَيْرٌ مِنْهََا} حسن {آمِنُونَ} كاف.
وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الفريقين ولا يخلط أحدهما مع الآخر {فِي النََّارِ} حسن،
كاف، وكذا: يؤمنون {إِلََّا مَنْ شََاءَ} حسن، وكذا: داخرين، ومرّ السحاب {كُلَّ شَيْءٍ} كاف. وقال أبو عمرو في ذلك كله: تام يفعلون تامّ {آمِنُونَ} حسن وكذا: في النار. وقال أبو عمرو فيه: كاف {تَعْمَلُونَ} تامّ {كُلُّ شَيْءٍ} جائز(1/576)
للابتداء بالاستفهام {تَعْمَلُونَ} تامّ {الَّذِي حَرَّمَهََا} حسن. ومثله: كل شيء {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ليس بوقف، لأن أن بعده موضعها نصب بالعطف على أن الأولى {الْقُرْآنَ} كاف {لِنَفْسِهِ} جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتعادلين حتى يؤتى بالثاني {مِنَ الْمُنْذِرِينَ} تامّ {الْحَمْدُ لِلََّهِ} جائز، لأن الابتداء بالسين من مقتضيات الابتداء {فَتَعْرِفُونَهََا} حسن، آخر السورة تامّ.
سورة القصص مكية (1)
إلا قوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرََادُّكَ} الآية، فإنها نزلت بالجحفة وإلا قوله: {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ} إلى {الْجََاهِلِينَ} فمدنيّ.
وهي ثمان وثمانون آية إجماعا، وكلمها ألف وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة، وحروفها خمسة آلاف وثمانمائة حرف، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل.
{طسم} تقدم الكلام عليه {الْمُبِينِ} كاف، إن جعل تلك مبتدأ
{الْقُرْآنَ} حسن. وقال أبو عمرو: كاف {لِنَفْسِهِ} مفهوم {الْمُنْذِرِينَ} حسن، وكذا: فتعرفونها. وقال أبو عمرو فيه كاف، آخر السورة تامّ.
سورة القصص مكية إلا قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} الآية، فنزلت بالجحفة وإلا قوله:
{الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ} إلى {الْجََاهِلِينَ} فمدنيّ.
{طسم} تقدم الكلام عليه {الْمُبِينِ} كاف، إن جعل تلك مبتدأ وآيات الكتاب
__________
(1) وهي ثمان وثمانون عند الكل، والخلاف في آيتين: {طسم} [1] كوفي، {يَسْقُونَ}
[23] غير كوفي. وانظر: «التلخيص» [358].(1/577)
و {آيََاتُ الْكِتََابِ} خبره، هذا إن وقفت على: طسم، وإلا فالوقف على {الْمُبِينِ} تامّ {بِالْحَقِّ} ليس بوقف، لأن اللام بعده من صلة ما قبله {يُؤْمِنُونَ} تامّ {شِيَعاً} صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا من الضمير في وجعل، أو صفة لشيعا، ويذبح بدلا من محل يستضعف، و: {إِنَّهُ كََانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} بيان للنبإ {نِسََاءَهُمْ} كاف {مِنَ الْمُفْسِدِينَ} تامّ {فِي الْأَرْضِ} ليس بوقف، لأن قوله: {وَنَجْعَلَهُمْ} أئمة منصوب بالنسق على ما عملت فيه أن، وكذا أئمة لعطف ما بعده على ما قبله {الْوََارِثِينَ}
جائز {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} حسن على قراءة حمزة والكسائي ويرى فرعون بالياء والإمالة ورفع فرعون وما بعده ثلاثيا مستأنفا، فكأنه قال: ويروى فرعون وهامان وجنودهما، وليس بوقف على قراءة الباقين بالنون المضمومة ونصب فرعون وما بعده: لأن الواو في {وَنُرِيَ} بمعنى اللام {مََا كََانُوا يَحْذَرُونَ} تامّ {أَنْ أَرْضِعِيهِ} حسن، للابتداء بالشرط {فِي الْيَمِّ} جائز {وَلََا تَخََافِي وَلََا تَحْزَنِي} كاف، للابتداء بإنا، ومثله: من المرسلين، أفصح ما في كتاب الله، وأوحينا إلى أم موسى الآية، لأن فيها أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين {وَحَزَناً} كاف {خََاطِئِينَ} تامّ {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} كاف.
وقال الزجاج: تامّ. قال الكواشي: يحمل قول الزجاج إن لم يرد بقوله تام التامّ المعروف عند أهل هذا الفن، بل أراد الصالح، وكأنه يشير إلى استحباب الوقف على: لك، لئلا يوهم أن الوقف على لا جائز. ومما يقوّي هذا أن الزجاج قلما
خبره، هذا إن وقفت على: طسم، وإلا فالوقف على {الْمُبِينِ} تام {يُؤْمِنُونَ} تامّ {نِسََاءَهُمْ} كاف {مِنَ الْمُفْسِدِينَ} حسن {الْوََارِثِينَ} صالح، لأنه رأس آية {فِي الْأَرْضِ} حسن، لمن قرأ ويرى فرعون بالياء، وغير حسن لمن قرأه بالنون {يَحْذَرُونَ} تام {فِي الْيَمِّ} جائز {وَلََا تَحْزَنِي} كاف. وكذا: من المرسلين {وَحَزَناً} تام {خََاطِئِينَ} حسن {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} صالح {لََا تَقْتُلُوهُ}
كاف، وقيل: الوقف على الأوّل تامّ، وعلى الثاني أتمّ {لََا يَشْعُرُونَ}(1/578)
تعرّض إلى ذلك الوقف والله أعلم بكتابه انتهى. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: الوقف على لا، لأن امرأة فرعون قالت قرّة عين لي ولك، فقال لها فرعون: أما لك فنعم، وأما لي فلا، ليس هو لي قرّة عين، فكان كما قال. قال الفراء وأبو حاتم وجماعة من أهل الكوفة: إن هذا لحن، ولا وجه لهذا الوقف في العربية، لأنه لو كان كذلك لقال تقتلونه بنون الرفع، إذ لا مقتضى لحذفها، لأن حذفها إنما كان للنهي، فإذا بطل أن يكون نهيا وجب ثبوت النون فلما جاء بغير نون علم أن العامل في الفعل لا، فلا يفصل منه، وهذا القول إقدام من قائله على مثل ابن عباس وهو الإمام المقدّم في الفصاحة والعربية وأشعار العرب وتأويل الكتاب والسنة. قال السدي: قال ابن عباس: لو أن فرعون قال هو قرّة عين لي لكان ذلك إيمانا منه ولهداه الله لموسى كما هدى زوجته، ولكنه أبى فحرم ذلك، ولقول ابن عباس مذهب سائغ في العربية وهو أن يكون تقتلوه معه حرف جازم قد أضمر قبل الفعل، لأن ما قبله يدل عليه، فكأنه قال: قرّة عين لي ولك لا، ثم قال: لا تقتلوه عسى أن ينفعنا وتكون لا الأولى قد دلت على حذف الثانية، وقد جاء إضمار لا في القرآن في قوله: يبين الله لكم أن تضلوا أي: لئلا تضلوا، وقد جاء في الشعر إضمار الجازم كقول أبي طالب يخاطب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: [الوافر] محمد تفدي نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من أمر تبالا
أراد لتفدي نفسك ومنه: [الوافر] فقلت ادعي وأدعو إنّ أندى ... لصوت أن ينادي داعيان
اراد ولأدعو.
وقد اتفق علماء الرسم على كتابة {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي}، و {امْرَأَتُ}
حسن {فََارِغاً} صالح {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} حسن {قُصِّيهِ} مفهوم {لََا يَشْعُرُونَ}(1/579)
{فِرْعَوْنَ} بالتاء المجرورة فيهما، وكذا: كل امرأة ذكرت مع زوجها، فهي بالتاء المجرورة كما تقدم، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} حسن {لََا يَشْعُرُونَ} كاف {فََارِغاً} جائز {لَتُبْدِي بِهِ} ليس بوقف، لارتباط ما بعده به ومفعول تبدي محذوف، أي: لتبدي به القول، أي: لتظهره {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كاف {قُصِّيهِ} حسن {لََا يَشْعُرُونَ} كاف، ولا وقف إلى ناصحون، فلا يوقف على {مِنْ قَبْلُ} لمكان الفاء و {نََاصِحُونَ} كاف، وقوله: هل أدلكم على أهل بيت الآية، يسمى عند أهل البيان الكلام الموجه، لأن أمّه لما قالت هل أدلكم فقالوا لها إنك قد عرفتيه فأخبرينا من هو؟ فقالت ما أردت إلا وهم ناصحون للملك، فتخلصت منهم بهذا التأويل، ونظير هذا لما سئل بعضهم وكان بين أقوام: بعضهم يحبّ عليا دون غيره، وبعضهم أبا بكر، وبعضهم عمر، وبعضهم عثمان، فقيل لهم:
أيهم أحبّ إلى رسول الله؟ فقال: من كانت ابنته تحته، ولا وقف من قوله:
فرددناه إلى لا يعلمون. فلا يوقف على: تقرّ عينها، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على تحزن كذلك ولا على: حقّ لحرف الاستدراك بعده لأنه يستدرك بها الإثبات بعد النفي والنفي بعد الإثبات {لََا يَعْلَمُونَ} كاف، ومثله:
علما، وكذا: المحسنين {مِنْ أَهْلِهََا} ليس بوقف لفاء العطف {يَقْتَتِلََانِ}
جائز، ومثله: من عدوّه، الأول {فَقَضى ََ عَلَيْهِ} حسن، ومثله: الشيطان {مُبِينٌ} كاف {فَاغْفِرْ لِي} حسن {فَغَفَرَ لَهُ} أحسن منه {الرَّحِيمُ}
كاف، ومثله: للمجرمين {يَتَرَقَّبُ} حسن، ومثله: يستصرخه {مُبِينٌ}
حسن {نََاصِحُونَ} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} حسن {وَعِلْماً} كاف {الْمُحْسِنِينَ}
حسن {فَقَضى ََ عَلَيْهِ} كاف {الشَّيْطََانِ} صالح {مُبِينٌ} حسن {فَاغْفِرْ لِي}
صالح، وكذا: فغفر له {الرَّحِيمُ} حسن، وكذا: للمجرمين {يَسْتَصْرِخُهُ} كاف، وكذا: مبين، وبالأمس {فِي الْأَرْضِ} جائز {مِنَ الْمُصْلِحِينَ} تامّ {مِنَ النََّاصِحِينَ}(1/580)
كاف {لَهُمََا} ليس بوقف، لأن قال جواب لما {بِالْأَمْسِ} حسن {فِي الْأَرْضِ} جائز {مِنَ الْمُصْلِحِينَ} تامّ {لِيَقْتُلُوكَ} حسن. ويجوز فاخرج ولا يجمع بينهما {مِنَ النََّاصِحِينَ} كاف {يَتَرَقَّبُ} حسن {الظََّالِمِينَ} كاف {تِلْقََاءَ مَدْيَنَ} ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعد {سَوََاءَ السَّبِيلِ}
كاف {يَسْقُونَ} جائز {تَذُودََانِ} كاف لعدم العاطف {مََا خَطْبُكُمََا}
حسن، وكذا: الرعاء، لأن ما بعده منقطع كأنه قال: لم خرجتما تعريضا لموسى في إعانتهما {وَأَبُونََا شَيْخٌ كَبِيرٌ} كاف {فَسَقى ََ لَهُمََا} ليس بوقف، للعطف بعده، ومثله: إلى الظل، لأن فقال جواب لما {فَقِيرٌ} تامّ {عَلَى اسْتِحْيََاءٍ} كاف، على استئناف ما بعده، وقد أغرب بعضهم ووقف على تمشي. ثم ابتدأ على استحياء، أي: على استحياء قالت، نقله السجاوندي عن بعضهم ولعله جعل قوله على استحياء حالا مقدّمة من قالت، أي: قالت مستحيية لأنها كانت تريد أن تدعوه إلى ضيافتها، وما تدري أيجيبها أم لا، وهو وقف جيد والأجود وصله {سَقَيْتَ لَنََا} حسن {عَلَيْهِ الْقَصَصَ} ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت بعده {لََا تَخَفْ} جائز {الظََّالِمِينَ} كاف.
ومثله: الأمين {ثَمََانِيَ حِجَجٍ} حسن، ومثله: فمن عندك، وكذا: أشق عليك {الصََّالِحِينَ} أحسن مما قبله {بَيْنِي وَبَيْنَكَ} كاف. ثم تبتدئ أيما الأجلين، وما زائدة: والتقدير: أيّ الأجلين، فأيّ شرطية منصوبة بقضيت،
كاف {الظََّالِمِينَ} حسن، وكذا: سواء السبيل {يَسْقُونَ} جائز {خَطْبُكُمََا}
كاف، وكذا: شيخ كبير {مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} حسن. وقال أبو عمرو: تام {عَلَى اسْتِحْيََاءٍ} كاف، وكذا: سقيت لنا {لََا تَخَفْ} جائز {الظََّالِمِينَ} تام، وكذا:
الأمين {ثَمََانِيَ حِجَجٍ} كاف، وكذا فمن عندك {أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} حسن و {مِنَ الصََّالِحِينَ} أحسن منه {بَيْنِي وَبَيْنَكَ} كاف، وكذا: فلا عدوان عليّ {وَكِيلٌ}
حسن، وكذا: تصطلون، وعصاك {وَلَمْ يُعَقِّبْ} تامّ {مِنَ الْآمِنِينَ} حسن {مِنْ غَيْرِ}(1/581)
وجوابها، فلا عدوان عليّ و {عَلَيَّ} تامّ، لأنه آخر كلام موسى. ثم قال أبو المرأتين: نعم {وَاللََّهُ عَلى ََ مََا نَقُولُ وَكِيلٌ} و {وَكِيلٌ} تامّ، وقيل: كاف {نََاراً} حسن {امْكُثُوا} جائز {نََاراً} الثاني ليس بوقف لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام كي، وكذلك لا يوقف على من النار لحرف الترجي، لأنه في التعلق كلام كي {تَصْطَلُونَ} كاف، ولا وقف من قوله:
فلما أتاها إلى عصاك، لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على الأيمن، ولا على من الشجرة، ولا على ربّ العالمين لعطف ما بعد الأخير على ما قبله، وأن تفسيرية وكسرت إني لاستئناف المفسر للنداء {عَصََاكَ}
حسن، وقيل: كاف {وَلَمْ يُعَقِّبْ} حسن، ومثله: لا تخف فصلا بين البشارتين وتنبيها على النعمتين {مِنَ الْآمِنِينَ} حسن، ومثله: من غير سوء، ومن الرهب، وملئه {فََاسِقِينَ} كاف {أَنْ يَقْتُلُونِ} حسن {يُصَدِّقُنِي} جائز، على القراءتين، فالجزم على أنه جواب قوله: فأرسله والرفع على أنه صفة قوله: ردءا، وبالرفع قرأ حمزة وعاصم، وعلى قراءتهما يوقف على ردءا، والباقون بالجزم {أَنْ يُكَذِّبُونِ} كاف {بِآيََاتِنََا} تامّ، إن علقت بآياتنا بيصلون، وإن علقت بالغالبون كان الوقف على إليكما، ويبتدئ بآياتنا على أن من ليست موصولة أو موصولة واتسع فيه، والمعنى أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا، فبآياتنا داخل في الصلاة تبيينا.
وهذا غير سديد، لأن النحاة يمنعون التفريق بين الصلة والموصول، لأن الصلة تمام الاسم، فكأنك قدّمت بعض الاسم وأنت تنوي التأخير. وهذا لا يجوز. قاله الأخفش ومحمد بن جرير، لأن إضافة الغلبة إلى الآيات أولى من إضافة عدم الوصول إليها، لأن المراد بالآيات العصا وصفاتها وقد غلبوا بها السحرة، وإنما يجوز ما قاله لو كان بآياتنا غير داخل في الصلة
{سُوءٍ} كاف، وكذا: من الرهب، ومثله {فََاسِقِينَ} حسن {أَنْ يَقْتُلُونِ} صالح {يُصَدِّقُنِي} جائز {أَنْ يُكَذِّبُونِ} حسن {بِآيََاتِنََا} تامّ: بناء على تعلقها(1/582)
وتكون تبيينا. هذا في تقديم الصلة وتفريقها. وأما حذف الموصول وإبقاء صلته عوضا عنه، ودليلا عليه، نحو إن المصدّقين والمصدّقات وأقرضوا الله، أي: والذين أقرضوا الله فهو سائغ كقول الشاعر: [الوافر] فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
يريد ومن يمدحه. أيضا يجوز الوقف على إليكما ثم يبتدئ بآياتنا إن جعل بآياتنا قسما وجوابه فلا يصلون مقدّما وعليه. وردّ هذا أبو حيان. وقال جواب القسم لا تدخله الفاء وإن جعل جوابه محذوفا، أي: وحق آياتنا لتغلبن جاز، وقيل: متعلقة بنجعل، أي: ونجعل لكما سلطانا بآياتنا. وقيل: متعلقة بيصلون وهو المشهور، وقيل متعلقة بمحذوف، أي: اذهبا بآياتنا. وضعف قول من قال: إن في الآية تقديما وتأخيرا، وإن التقدير ونجعل لكما سلطانا بآياتنا فلا يصلون إليكما، لأن ذلك لا يقع في كتاب الله بتوقيف أو بدليل قطعي، انظر السمين. وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد {الْغََالِبُونَ}
تامّ، ولا وقف من قوله: فلما جاءهم موسى إلى الأولين، فلا يوقف على بينات، لأن جواب لما لم يأت، ولا على مفتري لعطف ما بعده على ما قبله {الْأَوَّلِينَ} تامّ على قراءة ابن كثير. قال بغير واو، وجائز على قراءة الباقين بالواو، وهو عطف جملة على جملة {عََاقِبَةُ الدََّارِ} كاف {الظََّالِمُونَ} تامّ {غَيْرِي} جائز، ولا يوقف على إله موسى، لأن ما بعده من مقول فرعون أيضا، ووسمه شيخ الإسلام بالكافي، وعليه فلا كراهة للابتداء بما بعده، لأن الوقف على هذا وما أشبهه القارئ غير معتقد لمعناه، وإنها هو حكاية قول قائله: حكاه الله عنه. هذا هو المعتمد كما تقدّم غير مرّة {مِنَ الْكََاذِبِينَ}
بيصلون وهو المشهور. وقيل: متعلقة بالغالبون، فالوقف على إليكما {الْغََالِبُونَ}
حسن، وكذا: الأولين {عََاقِبَةُ الدََّارِ} كاف {الظََّالِمُونَ} حسن {مِنْ إِلََهٍ غَيْرِي}
مفهوم {إِلى ََ إِلََهِ مُوسى ََ} كاف، ولا أحبه لبشاعة الابتداء بما بعده {مِنْ}(1/583)
كاف {لََا يُرْجَعُونَ} جائز {فِي الْيَمِّ} حسن {الظََّالِمِينَ} تامّ، على استئناف ما بعده {إِلَى النََّارِ} حسن {لََا يُنْصَرُونَ} كاف {لَعْنَةً} جائز، وقيل: لا يجوز، لأن ويوم القيامة نسق على موضع في هذه، فكأنه قال:
والحقوا لعنة في الدنيا ولعنة يوم القيامة {وَيَوْمَ الْقِيََامَةِ} حسن. ثم يبتدئ هم من المقبوحين وهو تامّ، ومثله: يتذكرون {إِلى ََ مُوسَى الْأَمْرَ} جائز {مِنَ الشََّاهِدِينَ} ليس بوقف لتعلق حرف الاستدراك بما قبله {عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ}
حسن، لاختلاف الجملتين {آيََاتِنََا} ليس بوقف للعلة المذكورة {مُرْسِلِينَ}
كاف {يَتَذَكَّرُونَ} تامّ، للابتداء بلو لا، ومثله: من المؤمنين، فلولا الأولى حرف امتناع وأن تصيبهم في موضع المبتدإ، أي: لولا إصابتهم المصيبة، ولولا الثانية للتحضيض وجوابها فنتبع، وجواب لولا الأولى محذوف تقديره ما أرسلناك منذرا لهم {مِثْلَ مََا أُوتِيَ مُوسى ََ} تامّ، وقيل: حسن للاستفهام بعده {مِنْ قَبْلُ} كاف، لعدم العاطف وللفصل بين الاستفهام والإخبار {تَظََاهَرََا} جائز، قرأ الكوفيون سحران، أي هما، أي: القرآن والتوراة أو موسى وهارون، وذلك على المبالغة جعلوهما نفس السحر، أو على حذف مضاف، أي: ذوا سحرين، والباقون ساحران تظاهرا مخففا فعلا ماضيا صفة لساحران، وقرئ تظاهرا بتشديد الظاء فعلا ماضيا أيضا، أصله تتظاهران فأدغم، وحذفت نونه تخفيفا {كََافِرُونَ} تامّ، ومثله: صادقين {أَهْوََاءَهُمْ}
كاف، ومثله: بغير هدى من الله {الظََّالِمِينَ} تام. قال قتادة: ولقد وصلنا
{الْكََاذِبِينَ} حسن {لََا يُرْجَعُونَ} جائز {فِي الْيَمِّ} كاف {الظََّالِمِينَ} حسن {إِلَى النََّارِ} كاف، وكذا: لا ينصرون، وفي هذه الدنيا لعنة {مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} تامّ، وكذا:
يتذكرون {مُوسَى الْأَمْرَ} جائز {مِنَ الشََّاهِدِينَ} صالح {عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} كاف {مُرْسِلِينَ} تامّ {يَتَذَكَّرُونَ} حسن، وكذا: من المؤمنين، ولولا أن تصيبهم مصيبة جوابه محذوف، أي: لم يحتج إلى إرسال الرسل {أُوتِيَ مُوسى ََ} حسن {مِنْ قَبْلُ}(1/584)
لهم القول، أي: خبر من مضى بخبر من يأتي، لأن الذين آتيناهم الكتاب ليس هم الذين قيل فيهم {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} تامّ، لأن الذين آتيناهم مبتدأ، وهم به مبتدأ ثان ويؤمنون خبره. والجملة خبر الأول {يُؤْمِنُونَ} كاف، ومثله آمنا به {مِنْ رَبِّنََا} جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول {مُسْلِمِينَ} كاف {بِمََا صَبَرُوا} حسن. قال قتادة: يؤتون أجرهم مرّتين لأنهم آمنوا بكتابهم. ثم آمنوا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم {السَّيِّئَةَ} جائز، على استئناف ما بعده {يُنْفِقُونَ} كاف {أَعْرَضُوا عَنْهُ} حسن، ومثله: أعمالكم وكذا: سلام عليكم {الْجََاهِلِينَ} تامّ {مَنْ أَحْبَبْتَ} وصله أولى {مَنْ يَشََاءُ} كاف {بِالْمُهْتَدِينَ} تامّ {مِنْ أَرْضِنََا}
كاف، للاستفهام بعده {مِنْ لَدُنََّا} الأولى وصله {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ {مَعِيشَتَهََا} حسن، ومثله: إلا قليلا {الْوََارِثِينَ} تامّ {آيََاتِنََا} حسن {وَمََا كُنََّا مُهْلِكِي}.
اتفق علماء الرسم على إثبات الياء وقفا وحذفها وصلا في حالتي النصب والجرّ والنون محذوفة للإضافة وسقطت الياء من اللفظ لسكونها وسكون اللام وثبتت في الوقف، لأنه لم يجتمع معها ساكن يوجب سقوطها نحو {مُعْجِزِي اللََّهِ} * و {حََاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} و {الْمُقِيمِي الصَّلََاةِ}
والأصل وما كنا مهلكين القرى، ومحلين الصيد، وغير معجزين الله، والمقيمين الصلاة {ظََالِمُونَ} تامّ {وَزِينَتُهََا} كاف بين المتضادين {وَأَبْقى ََ} كاف يعقلون تامّ {فَهُوَ لََاقِيهِ} ليس بوقف، لأن التشبيه
كاف {تَظََاهَرََا} جائز {كََافِرُونَ} حسن، وكذا: صادقين {يَتَّبِعُونَ أَهْوََاءَهُمْ} كاف، وكذا: بغير هدى من الله {الظََّالِمِينَ} تام، وكذا: يتذكرون {يُؤْمِنُونَ} حسن {آمَنََّا بِهِ} كاف {مِنْ رَبِّنََا} صالح {مُسْلِمِينَ} تامّ {يُنْفِقُونَ} كاف {الْجََاهِلِينَ} تامّ {مَنْ أَحْبَبْتَ} صالح {مَنْ يَشََاءُ}
كاف {بِالْمُهْتَدِينَ} حسن {مِنْ أَرْضِنََا} كاف {لََا يَعْلَمُونَ} تامّ، وكذا:
الوارثين، وآياتنا، وظالمون {وَزِينَتُهََا} كاف {وَأَبْقى ََ} صالح يعقلون تامّ من(1/585)
بعده تمام الكلام {الدُّنْيََا} جائز {مِنَ الْمُحْضَرِينَ} كاف، وقيل: تامّ إن نصب يوم بفعل مضمر {تَزْعُمُونَ} كاف {كَمََا غَوَيْنََا} حسن {تَبَرَّأْنََا إِلَيْكَ}
أحسن مما قبله لعدم العاطف {يَعْبُدُونَ} أحسن منهما {فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} جائز {الْعَذََابَ} صالح، وجواب لو محذوف تقديره لو اهتدوا ما لقوا ما لقوا، ولو كانوا مؤمنين ما رأوا العذاب في الآخرة {يَهْتَدُونَ} كاف {الْمُرْسَلِينَ} كاف، قرأ العامة فعميت عليهم بفتح العين وتخفيف الميم. وقرأ الأخوان وحفص فعميت بضم العين وتشديد الميم {لََا يَتَسََاءَلُونَ} تامّ، وقرأ طلحة لا يسّاءلون بتشديد السين بإدغام التاء في السين. كقوله: {تَسََائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحََامَ} {مِنَ الْمُفْلِحِينَ} تامّ. ومثله: ويختار، على أن ما التي بعده نافية لنفي اختيار الخلق لا اختيار الحق، أي: ليس لهم أن يختاروا، بل الخيرة لله تعالى في أفعاله، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه. قال أبو الحسن الشاذلي: فرّ من مختاراتك كلها إلى الله تعالى، فإن من اختار شيئا لا يدري أيصل إليه أم لا، وإذا وصل إليه فلا يدري أيدوم له ذلك أم لا، وإذا دام إلى آخر عمره فلا يدري أفيه خير أم لا، فالخيرة فيما اختاره الله تعالى. والوقف على ويختار هو مذهب أهل السنة، وترك الوقف عليه مذهب المعتزلة، والطبريّ من أهل السنة منع أن تكون ما نافية قال: لئلا يكون المعنى أنه لم تكن لهم الخيرة فيما مضى وهي لهم فيما يستقبل. وهذا الذي قاله ابن جرير مرويّ عن ابن عباس، وليس بوقف إن جعلت ما موصولة في محل نصب والعائد محذوف، أي: ما كان لهم الخيرة فيه ويكون يختار عاملا فيها، وكذا
{الْمُحْضَرِينَ} حسن {تَزْعُمُونَ} كاف {كَمََا غَوَيْنََا} صالح، وكذا: تبرأنا إليك {يَعْبُدُونَ} حسن {وَرَأَوُا الْعَذََابَ} صالح {يَهْتَدُونَ} حسن، وجواب لو محذوف، أي: لما رأوا العذاب {الْمُرْسَلِينَ} كاف، وكذا: لا يتساءلون {مِنَ الْمُفْلِحِينَ} تامّ، وكذا: ما يشاء ويختار إن جعلت ما التي بعدها نافية، فإن جعلت(1/586)
إن جعلت مصدرية، أي: يختار اختيارهم {الْخِيَرَةُ} تامّ، على القولين {يُشْرِكُونَ} كاف، ومثله: يعلنون {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} حسن، ومثله: والآخرة {وَلَهُ الْحُكْمُ} جائز {تُرْجَعُونَ} تامّ {إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ} ليس بوقف في الموضعين، لأن جواب الشرط لم يأت فيهما وهو من، وأعاد الاستفهام للتوكيد كما أعاد أنّ في قوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذََا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرََاباً وَعِظََاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} {بِضِيََاءٍ} كاف، ومثله: تسمعون {تَسْكُنُونَ فِيهِ}
كاف. ومثله: أفلا تبصرون {وَالنَّهََارَ} ليس بوقف لأن ما بعده، وهو:
لتسكنوا فيه علة لما قبله وهو الليل. وقوله: ولتبتغوا من فضله علة للنهار {تَشْكُرُونَ} تامّ. ومثله: تزعمون {بُرْهََانَكُمْ} حسن. ومثله: لله {يَفْتَرُونَ} تامّ {فَبَغى ََ عَلَيْهِمْ} حسن. ومثله أولي القوة، إن علق إذ بمقدر ويكون من عطف الجمل، وليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبله {لََا تَفْرَحْ} حسن {الْفَرِحِينَ} كاف {الدََّارَ الْآخِرَةَ} حسن، ومثله: في الدنيا، كذا: كما أحسن الله إليك {فِي الْأَرْضِ} كاف، ومثله: من المفسدين وكذا: على علم عندي، وقيل: الوقف على علم إن نصب عندي بفعل مقدر، أي: علمته من عندي، قال سعيد بن المسيب: كان موسى يعلم علم الكيمياء فعلم يوشع بن نون ثلثه، وعلم كالب بن يوقنا ثلثه، وعلم قارون ثلثه، فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه، وقيل علم عندي، أي: صنعة الذهب والفضة اه نكزاوي {وَأَكْثَرُ جَمْعاً} كاف
موصولة، فليس ذلك بوقف {مََا كََانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} تامّ، وكذا: يشركون، وما يعلنون {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} حسن {وَالْآخِرَةِ} جائز {تُرْجَعُونَ} تامّ، وكذا:
بضياء، وتسمعون {تَسْكُنُونَ فِيهِ} كاف {أَفَلََا تُبْصِرُونَ} حسن، وكذا:
تشكرون {تَزْعُمُونَ} تامّ {يَفْتَرُونَ} أتمّ منه {الْفَرِحِينَ} حسن {فِي الْأَرْضِ}
كاف، وكذا: المفسدين، وعلى علم عندي وجمعا {الْمُجْرِمُونَ} تامّ، وكذا: حظ عظيم(1/587)
{الْمُجْرِمُونَ} تامّ {فِي زِينَتِهِ} حسن، لعدم العاطف {مِثْلَ مََا أُوتِيَ قََارُونُ} ليس بوقف، لأن ما بعده من قول الذين يريدون الحياة الدنيا، ولو ابتدأنا به لحكمنا بأنه ذو حظ عظيم، قاله السجاوندي {عَظِيمٍ} كاف، ومثله: وعمل صالحا، إن كان ما بعده من قول الذين أوتوا العلم، فإن كان من قول الله تعالى كان تاما {الصََّابِرُونَ} تامّ {الْأَرْضَ} حسن {مِنْ دُونِ اللََّهِ} جائز {مِنَ المُنْتَصِرِينَ} كاف، وقد اختلف في ويكأنّ، فقيل هما كلمتان وذي كلمة وكأن كلمة، وقيل ويك حرف وأنه حرف وقيل: وي اسم فعل مضارع وكأنه حرف، فالأول قول الخليل وسيبويه إنهما كلمتان، ومعناهما ألم تر أن، وقيل: وي مختصرة من ويك، فالكاف ضمير المضاف إليه، ومعناه أعجب لم فعلت كذا، وكان الكسائي يقف على وي، ويبتدئ كأنه، وهذا هو المشهور وهو كالأول، ويشهد له قول الفراء: حدثني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها أين ابنك ويلك؟ فقال لها:
ويك أنه وراء البيت، معناه أما ترينه وراء البيت ومعناهما هنا أعجب لعدم فلاح الكفارين وما وقع لقارون، وقيل: الكاف في ويك حرف خطاب وأنه حرف، وأصلها ويلك أنه فحذفت اللام واتصلت الكاف بأن، وردّ بأنه خطاب للجماعة الذين تعجبوا من زيّ قارون وأصحابه، وليس هو خطابا لشخص يستحقّ الويل، لأن المتعجبين لم يكونوا يستحقون الويل لأنهم كانوا مؤمنين، وهم أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام، ومنه قول عنترة العبسي:
[الكامل] ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
وقيل: وي حرف وكأنه حرف، وكتبت وي متصلة بكاف التشبيه
{وَعَمِلَ صََالِحاً} كاف، إن كان من بعده من قول الذين أوتوا العلم. فإن كان من قوله تعالى فالوقف على ذلك تامّ {الصََّابِرُونَ} تامّ {مِنْ دُونِ اللََّهِ} صالح {مِنْ}(1/588)
لكثرة الاستعمال، فيكون معنى وي التعجب. فإن قيل لم وصلوا الياء بالكاف وجعلا حرفا واحدا وهما حرفان قيل: لما كثر بهما الكلام جعلا حرفا واحدا كما جعلوا يا ابن أم حرفا واحدا في المصحف وهما حرفان، وهما في المصحف وي كأنه حرف واحد، ومعنى وي التنبيه وكأنه كلمة زجر، وحينئذ يسوغ الوقف على وي، والمعنى تنبه وانزجر وارجع عما أنت فيه {وَيَقْدِرُ}
كاف، للابتداء بلو لا {لَخَسَفَ بِنََا} حسن {لََا يُفْلِحُ الْكََافِرُونَ} تام {وَلََا فَسََاداً} حسن {لِلْمُتَّقِينَ} تامّ {خَيْرٌ مِنْهََا} جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين والمعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بينهما ولا يخلطهما {يَعْمَلُونَ} تامّ {إِلى ََ مَعََادٍ} كاف. قال ابن عباس: أي إلى مكة ظاهرا من غير خوف. وقيل: إلى الجنة، وقيل: إلى الموت {مُبِينٍ} تامّ {مِنْ رَبِّكَ} كاف {لِلْكََافِرِينَ} حسن على استئناف ما بعده، وليس النهي موجبا شيئا، ومثله: فلن أكون ظهيرا للمجرمين، ولا تكوننّ من المشركين، وكذا: ولا تدع مع الله إلها آخر لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الشرك قبل النبوّة وبعدها إجماعا {بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ}
حسن {وَادْعُ إِلى ََ رَبِّكَ} جائز {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كاف على استئناف ما بعده {إِلََهاً آخَرَ} حسن، ولا يوصل بما بعده لأن وصله يوهم أن لا إله إلا هو صفة لإلها آخر، وليس كذلك {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} تامّ، ومثله: إلا وجهه، والمراد بالوجه الذات، آخر السورة، تامّ. والعامة ببناء ترجعون للمفعول، وعيسى
{المُنْتَصِرِينَ} حسن {وَيَقْدِرُ} صالح {لَخَسَفَ بِنََا} كاف {لََا يُفْلِحُ الْكََافِرُونَ} تامّ {وَلََا فَسََاداً} حسن. وقال أبو عمرو: تامّ {لِلْمُتَّقِينَ} تامّ {خَيْرٌ مِنْهََا} صالح {يَعْمَلُونَ} تامّ، وكذا: إلى معاد، ومبين {مِنْ رَبِّكَ} كاف {لِلْكََافِرِينَ} حسن {إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ} تامّ {وَادْعُ إِلى ََ رَبِّكَ} جائز {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} حسن {إِلََهاً آخَرَ} كاف {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} تامّ، وكذا: إلا وجهه. وقال أبو عمرو فيه: كاف، آخر السورة تامّ.(1/589)
على بنائه للفاعل
سورة العنكبوت مكية (1)
{الم} تقدّم الكلام عليه {أَنْ يُتْرَكُوا} جائز، إن قدرت ما بعده أحسبوا أن يقولوا، وليس بوقف إن قدرت المعنى أن يتركوا لأن يقولوا أو على أن يقولوا، أي: أحسبانهم الترك لأجل تلفظهم بالإيمان، قاله النكزاوي {أَنْ يَقُولُوا آمَنََّا} ليس بوقف، لأن وهم لا يفتنون جملة حالية، ولا يتمّ الكلام إلا بها {لََا يُفْتَنُونَ} كاف {مِنْ قَبْلِهِمْ} كاف، وقيل: تامّ، لأن قوله: ولقد فتنا ماض، وقوله: فليعلمن مستقبل، وفصل بالوقف بينهما لذلك {الْكََاذِبِينَ} كاف، لأن أم حسب في تأويل الاستئناف، أي: أحسب أن يسبقونا، وهو كاف {مََا يَحْكُمُونَ} تامّ {فَإِنَّ أَجَلَ اللََّهِ لَآتٍ} كاف {الْعَلِيمُ} تامّ {لِنَفْسِهِ} كاف {الْعََالَمِينَ} تامّ {سَيِّئََاتِهِمْ} جائز {يَعْمَلُونَ} تام {حُسْناً} حسن، ومثله: فلا تطعهما {إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ}
ليس بوقف لمكان الفاء {تَعْمَلُونَ} تامّ، ومثله: في الصالحين {كَعَذََابِ اللََّهِ} تامّ {إِنََّا كُنََّا مَعَكُمْ} كاف، ومثله: العالمين {الَّذِينَ آمَنُوا} جائز
سورة العنكبوت مكية {الم} تقدّم الكلام عليه {لََا يُفْتَنُونَ} حسن {مِنْ قَبْلِهِمْ} كاف، وكذا:
الكاذبين، وأن يسبقونا {مََا يَحْكُمُونَ} تامّ {فَإِنَّ أَجَلَ اللََّهِ لَآتٍ} كاف {الْعَلِيمُ}
حسن {لِنَفْسِهِ} كاف {عَنِ الْعََالَمِينَ} تامّ {سَيِّئََاتِهِمْ} جائز {كََانُوا يَعْمَلُونَ} تامّ {حُسْناً} كاف، وكذا: تطعهما {بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} تامّ، وكذا: في الصالحين {كَعَذََابِ اللََّهِ} صالح {مَعَكُمْ} حسن {فِي صُدُورِ الْعََالَمِينَ} كاف {الْمُنََافِقِينَ} تامّ
__________
(1) وهي تسع وستون، واختلفوا في ثلاث آيات: {الم} [1] كوفي، {لَهُ الدِّينَ} [65] بصري، شامي {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ} [29] حجازي، وانظر: «التلخيص» (362).(1/590)
{الْمُنََافِقِينَ} تامّ {اتَّبِعُوا سَبِيلَنََا} ليس بوقف لأن فيه معنى الشرط، وإن كانت اللام في قوله: ولنحمل لام الأمر التي يقتضي الابتداء بها. لأن المعنى إن اتبعتم سبيلنا في إنكار البعث والثواب والعقاب حملنا خطاياكم، فلفظه أمر ومعناه جزاء {خَطََايََاكُمْ} حسن {مِنْ شَيْءٍ} جائز، وهو مفعول حاملين {لَكََاذِبُونَ} كاف {مَعَ أَثْقََالِهِمْ} حسن، فصلا بين الأمرين {يَفْتَرُونَ} تامّ {عََاماً} جائز، وقيل كاف لحق الحذف المقدر، أي: فلم يؤمنوا فأخذهم الطوفان {ظََالِمُونَ} كاف {وَأَصْحََابَ السَّفِينَةِ} جائز {لِلْعََالَمِينَ} تامّ، إن نصب إبراهيم بمقدّر، وإن عطف على نوح أو على الهاء في أنجيناه، أي: ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم لم يحسن الوقف على شيء من أول قصته إلى هنا {وَاتَّقُوهُ} حسن {تَعْلَمُونَ} تامّ {إِفْكاً} كاف {رِزْقاً} جائز {وَاشْكُرُوا لَهُ} كاف {تُرْجَعُونَ} تامّ {مِنْ قَبْلِكُمْ}
حسن {الْمُبِينُ} تام، لمن قرأ يروا بالتحتية لأنه رجع من الخطاب إلى الخبر، وكاف لمن قرأ بالفوقية {ثُمَّ يُعِيدُهُ} كاف {يَسِيرٌ} تامّ {كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} جائز {الْآخِرَةَ} كاف {قَدِيرٌ} كاف، على استئناف ما بعده، لأن ما بعده يصلح وصفا واستئنافا {وَيَرْحَمُ مَنْ يَشََاءُ} كاف {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ}
تامّ {وَلََا فِي السَّمََاءِ} كاف {وَلََا نَصِيرٍ} تامّ {مِنْ رَحْمَتِي} جائز، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله {أَلِيمٌ} تامّ {أَوْ}
{خَطََايََاكُمْ} حسن {مِنْ شَيْءٍ} مفهوم {لَكََاذِبُونَ} حسن {مَعَ أَثْقََالِهِمْ}
كاف {يَفْتَرُونَ} تامّ {ظََالِمُونَ} كاف {السَّفِينَةِ} جائز {آيَةً لِلْعََالَمِينَ} تامّ {وَاتَّقُوهُ} كاف {تَعْلَمُونَ} حسن {إِفْكاً} تامّ {رِزْقاً} صالح {وَاشْكُرُوا لَهُ} تامّ، وكذا: ترجعون، ومن قبلكم {الْبَلََاغُ الْمُبِينُ} أتمّ من ذلك {ثُمَّ يُعِيدُهُ} كاف {يَسِيرٌ} تامّ {النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ} كاف {قَدِيرٌ} حسن {وَيَرْحَمُ مَنْ يَشََاءُ} كاف {تُقْلَبُونَ} حسن {وَلََا فِي السَّمََاءِ} كاف {وَلََا نَصِيرٍ} تامّ {مِنْ رَحْمَتِي} جائز {أَلِيمٌ} حسن {أَوْ حَرِّقُوهُ} كاف {مِنَ}(1/591)