كنى الشّعراء ومن غلبت كنيته على اسمه
تأليف الإمام العلّامة أبي جعفر محمّد ابن حبيب البغداديّ المتوفىّ سنة 245هـ تحقيق سيّد كسروي حسن
بسم الله الرّحمن الرّحيم كنى الشعراء ومن غلبت كنيته على اسمه 1 [120] أبو طالب (1): اسمه: عبد مناف بن عبد المطلب.(1/294)
تأليف الإمام العلّامة أبي جعفر محمّد ابن حبيب البغداديّ المتوفىّ سنة 245هـ تحقيق سيّد كسروي حسن
بسم الله الرّحمن الرّحيم كنى الشعراء ومن غلبت كنيته على اسمه 1 [120] أبو طالب (1): اسمه: عبد مناف بن عبد المطلب.
2 - أبو سفيان (2): وهو: المغيرة بن الحارث.
__________
(1) هو: عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أبو طالب. القرشي، الهاشمي، عم النبي صلى الله عليه وسلم وكفيله، وناصره، ولم يكن موحدا بل مات على الكفر والشرك.
وذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 37) في باب عقده له فقال: ولد أبو طالب بن عبد المطلب: جعفر، وعلي، وعقيل، وطالب، وأم هانئ اسمها فاختة تزوجها هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، فولدت له: جعدة، وهانئا، وأما طالب بن أبي طالب، فلم يعقب. ثم ذكر باقي ولده وعقبهم.
(2) هو: المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو سفيان القرشي، الهاشمي. وقيل: اسمه كنيته، والمغيرة أخوه.
وفاته: يقال توفي سنة عشرين بالمدينة، وقيل: سنة (15) وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما حليمة السعدية، وكان ممن يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان قبل إسلامه ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويهجوه ويؤذي المسلمين.
ويقال ان عليّا علمه لما جاء ليسلم أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم من(1/296)
3 - أبو ذهل: وهو: وهب بن ربيعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن حذافة بن جمح.
4 - أبو عزّة (1): وهو: عمرو بن عبد الله بن
__________
قبل وجهه ويقول: {تَاللََّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللََّهُ عَلَيْنََا} ففعل، فأجابه صلى الله عليه وسلم: {لََا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ}.
وأسلم أبو سفيان يوم الفتح، وشهد حنينا وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقال: أنه لم يرفع رأسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلم حياء منه.
وقصة إسلامه يوم الفتح مشهورة طويلة راجعها في كتب التواريخ والسير والمغازي والتي منها:
= الإصابة = (7/ 86)، = أسد الغابة = (6/ 144)، = الاستيعاب = (11/ 287)، = سير أعلام النبلاء = (1/ 202)، الدولابي في = الكنى = (1/ 33)، = العبر = (6/ 144)، = العقد الثمين = (7/ 253)، = طبقات ابن سعد = (4/ 1/ 34)، = طبقات خليفة = (6) وغير ذلك كثير.
(1) هو: عمرو بن عبد الله بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح. أبو عزة.
الجمحي، الشاعر.
قال ابن حزم في = جمرة أنساب العرب =: قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد صبرا، وكان قد منّ عليه يوم بدر، وأطلقه، ولا عقب لأبي عزّة.
وقال ابن حبيب في = المحبر = (ص: 301300) في ذكره للبرص الأشراف:
وأبو عزة وهو عمرو بن عبد الله بن عمير بن وهيب بن حذافة، وكان أبو عزة شاعرا، وأسر يوم بدر، فأطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عليه ألا يهجوه ولا يكثر عليه، فأسره يوم أحد، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنقه.(1/297)
عمير (1) بن أهيب بن حذافة بن جمح.
5 - أبو بكر بن الأسود بن عبد شمس بن مالك بن جعونة بن غويرة (2)
__________
وكانت قريش قد أخرجته من مكة مخافة العدوى، فكان يكون بالليل في شعف الجبال، وبالنهار يستظل بالشجر، وسقي بطنه، فأخذ مدية فوجأ بها في بطنه فسال ذلك الماء فبرأ برصه، ورجع إلى مكة، وذكر شعرا.
وقال البلاذري في = أنساب الأشراف = (1/ 335): كان أسر يوم بدر فشكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلته وكثرة عياله، فأطلقه بعد أن حلف له أنه لا يخرج عليه. فلما كان يوم أحد، أخذ أسيرا، وكان قد أراد أن لا يخرج مع قريش من مكة، وقال: إن محمدا أحسن إليّ، ومنّ عليّ، وليس هذا جزاؤه، فلم يزل به صفوان بن أمية، وأبي بن خلف حتى أخرجاه وضمنا له أمر عياله، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد منّ عليّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن لا يلدغ من حجر مرتين، أتريد أن ترجع مكة فتمسح عارضيك وتقول:
خدعت محمدا مرتين»؟! ثم أمر عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح أن يضرب عنقه، فضرب عنقه.
انظر ترجمته في: = المحبر = (ص: 301300)، = جمهرة أنساب العرب = (ص:
162)، = أنساب الأشراف = (1/ 312، 335).
(1) في المخطوط: حمير. والتصويب من = جمهرة أنساب العرب = لابن حزم، وكذا المؤلف في = المحبر = (ص: 300).
(2) في = جمهرة أنساب العرب = عويرة. بالعين المهملة وذكر أن الذي يعرف بابن شعوب هو أبوه الأسود، وذكر أن أبوه الأسود هو قاتل حنظلة غسيل الملائكة يوم أحد، ونسب الأبيات المذكورة هنا إلى ابنه أبي بكر، وهو صاحب الترجمة هنا.
وقال ابن الأثير في = الكامل في التاريخ = (2/ 52) في أحداث سنة ثلاث في(1/298)
ابن شجع.
الذي يقال له: ابن شعوب، بها يعرف، وهي أمه، خزاعية.
وهو القائل:
يخبرنا الرسول بأن سنحيا ... وكيف حياة أصداء وهام
6 - أبو الأسود (1): وهو: ظالم، ويقال: عثمان بن عمرو بن سفيان
__________
ذكر غزوة أحد: والتقى حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، وأبو سفيان ابن حرب، فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود، وهو ابن شعوب، فدعاه أبو سفيان فأتاه فضرب حنظلة، فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه لتغسله، فسلوا أهله» فسئلت صاحبته، فقالت: خرج وهو جنب سمع الهائعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لذلك غسلته الملائكة». وذكر شعرا لأبي سفيان في قتل حنظلة ورد حسان عليه.
قلت: وأرجح أن اسمه شداد وكنيته: أبو بكر، والله أعلم راجع ترجمته في:
= جمهرة أنساب العرب = (ص: 182)، = الكامل في التاريخ = (2/ 5352).
(1) هو: ظالم بن عمرو بن سفيان ويقال: ظالم بن عمرو بن جندب بن سفيان ويقال: ظالم بن عمر بن جندل بن سفيان ويقال: ظالم بن عمر بن ظالم بن عبد الله ويقال ظالم بن عمر بن ظالم بن سارق
أبو الأسود، الدؤلي، الديلي، الكناني، البصري.
قال السيوطي في = بغية الوعاة =: أول من أسس النحو على ما ذكرناه في مقدمة الطبقات الكبرى، وذكرنا فيها الخلاف في أوّل من وضعه، وفي سببه، فليراجع.
ووقع في اسمه ونسبه خلاف كثير ذكرناه أيضا في الطبقات: كان من سادات التابعين، ومن أكمل الرجال رأيا، وأسدّهم عقلا، شيعيا، شاعرا، سريع الجواب، ثقة في حديثه، روى عن عمر، وعلي، وابن عباس، وأبي ذر، وغيرهم. وعنه: ابنه، ويحيى بن يعمر وصحب علي بن أبي طالب وشهد(1/299)
ابن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثه بن عدي بن الدّئل بن بكر بن كنانة.
7 - أبو مهوس: وهو: ربيعة بن حوط بن رئاب.
8 - والأشتر بن حجوان بن فقعس.
9 - أبو سماك (1): وهو: سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن أسامة
__________
معه صفين، وقدم على معاوية، فأكرمه وأعظم جائزته، وولي قضاء البصرة. وهو أول من نقط المصحف.
قال الجاحظ: أبو الأسود معدود في طبقات الناس وهو في كلها مقدم، مأثور عنه في جميعها، معدود في التابعين، والفقهاء، والمحدثين، والشعراء، والأشراف، والفرسان، والأمراء، والدّهاة، والنحاة، والحاضري الجواب، والشيعة، والنجلاء، والصلع الأشراف، والبخر الأشراف، مات سنة تسع وستين للهجرة بطاعون الجارف.
قلت: وأخباره كثيره مشهورة، وإن أردت المزيد فراجع ترجمته في: بغية الوعاة (2/ 2322)، = جمهرة أنساب العرب = (ص: 185)، = ديوان الإسلام = بتحقيقي (ت 67)، = تهذيب الكمال = (2/ 633)، و = تهذيب التهذيب = (12/ 10)، = تقريب التهذيب = (1/ 382)، = الثقات = (4/ 400)، = معجم الثقات = (289)، = التاريخ لابن معين = (3/ 281)، = الجرح والتعديل = (4/ 2214)، = الوافي بالوفيات = (16/ 533)، = تاريخ الثقات = (238)، سير أعلام النبلاء (4/ 81)، = معجم المؤلفين = (4/ 47)، = الأعلام = (3/ 236)، = كشف الظنون = (770)، = روضات الجنات = (341) وغير ذلك كثير.
(1) ويقال: سمعان بن هبيرة بن فروة بن عمرو بن عبيد بن سعد بن جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين. أبو سمّاك.
قال ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = بعد أن ذكر نسبه على النحو السابق: الذي شرب الخمر مع النجاشي بالكوفة.(1/300)
ابن نصير بن قعين.
10 - أبو الصّقر: وهو: رفاعة بن قيس بن عاصم بن حكيم.
11 - أبو حجرية: وهو: قيس بن عاصم بن حكيم. فقعسي.
12 - أبو جهمة: وهو الأخثم بن طلق، أخو بني سعد بن ثعلبة.
13 - أبو مكعب: وهو: منقذ بن خنيس بن سلامة بن سعد بن مالك ابن ثعلبة بن دودان.
14 - أبو كبير (1): وهو: عامر بن ثابت بن عبد شمس بن خالد بن عمر بن كعب بن مالك بن كعب بن كاهل الهذلي.
__________
وذكر ابن حبيب أيضا في = المحبر = في ذكر أخيه فذكر نسبه وكنيته كما عند ابن حزم فقال: فأعطي أبو سماك مائة ألف درهم فطمع عنبسة في أخذ الدية، فخرجت بنت لتميم حاسرا، فذكرت شعرا تحرض فيه قومها على قتل أخيه عقيبة فقتلوه. وذكر ابن حبيب أيضا قصة عقيبة بن هبيرة هذا في أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام بتمامها كما في = المحبر = وتركت ذكرها نظرا لتقدمها في المغتالين تحت رقم (119) فراجعها في الموضع المشار إليه، وراجع أيضا = المحبر = (ص: 220)، = جمهرة أنساب العرب = (ص: 185).
(1) قال أبو سعيد السكري في = شرح أشعار الهذليين = (3/ 1069) في أول شعر أبي كبير الهذلي قال: أبو كبير واسمه: عامر بن الحليس. أحد بني سعد بن هذيل، ثم أحد بني جريب، وقال المعلق على الكتاب في هامش الصفحة المذكورة نقلا عن التاج: إن أبا كبير هو: ثابت بن عبد شمس الهذلي.
قلت: وهو ما يوافق ما رواه المؤلف هنا. ثم ذكر أبو سعيد السكري البيت الأول من أشعاره فقال:
أزهير هل عن شيبة من معدل ... أم لا سبيل إلى الشباب الأوّل(1/301)
15 - أبو ذؤيب (1): وهو: خويلد بن خالد بن المحرّث، أخو بني
__________
(1) هو خويلد بن خالد بن محرّث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة. ويقال خالد ابن خويلد بن محرث بن زبيد بن مخزوم أبو ذؤيب. الهذلي، المخزومي.
الشاعر.
ذكره ابن حجر في = الإصابة = في القسم الثالث فقال: أبو ذؤيب الهذلي الشاعر المشهور ثم قال: ذكر محمد بن سلام الجمحي في طبقات الشعراء عن يونس بن عبيد بن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: قلت لعمر بن معاذ: من أشعر الناس؟ فذكر قصة فيها: وأبو ذؤيب خويلد بن خالد، مات في مغزى له نحو المغرب فدلاه عبد الله بن الزبير في حفرته، قال أبو عمرو:
وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس؟ قال: رجلا أو قبيلة؟ قالوا: قبيلة، قال: هزيل. قال ابن سلام. فقالوا: إن أشعر هذيل أبو ذؤيب. وقال عمرو ابن شبة: كان مقدما على جميع شعراء هذيل بقصيدته التي يقول فيها:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وقال المرزباني: كان فصيحا كثير الغريب متمكنا في الشعر، وعاش في الجاهلية دهرا وأدرك الإسلام، فأسلم، وكان أصاب الطاعون خمسة من أولاده فماتوا في عام واحد وكانوا رجالا ولهم بأس ونجدة فقال في قصيدته التي أولها:
أمن المنون وربيبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع
ويقول فيها:
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
ثم ذكر ابن حجر قصة قدومه المدينة يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر شهوده سقيفة بني ساعدة وسماعه خطبة أبي بكر الصديق، وذكر(1/302)
مازن بن معاوية. هذلي.
16 - أبو خراش (1): هو: خويلد بن مرة، أخو بني قرد بن معاوية. هذلي.
__________
بيتا من قصيدته التي رثى بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها ... وتزعزعت آطام بطن الأبطح
وترجمته تطول راجعها في = الإصابة =. انظر ترجمته في: = الإصابة = (2/ 151)، (7/ 6463)، = الشعر والشعراء = (156154).
(1) قال ابن حجر في = الإصابة = القسم الثالث: الهذلي، أبو خراش، الشاعر، الفارس، المشهور.
قال المرزباني: أدرك الإسلام شيخا كبيرا، ووفد على عمر، وقد أسلم وله معه أخبار، وقتل أخوه عروة قتله ثمالة من الأزد وأسروا ابنه خراشا فدعا الذي أسره رجلا للمنادمة فرأى خراشا موثقا في القيد، فألقى عليه رداءه فأجاره، فلما أطلق قدم على أبيه، فقال له: من أجارك، قال: لا أدري والله. وقال أبو الفرج الأصفهاني: كان أحد الفصحاء أدرك الجاهلية والإسلام، ومات في أيام عمر، ثم روى من طريق الأصمعي قال: دخل أبو خراش الهذلي مكة في الجاهلية وللوليد بن المغيرة فرسان يريد أن يرسلها في الحلبة، فقال: ما تجعل لي إن سبقتهما عدوا؟ قال: إن فعلت فهما لك، فسبقهما. وأنشد له لما هدم خالد بن الوليد العزى شعرا يبكيها ويرثي سادنها دبية السلمي، وأنشد له شعرا قاله في زهير بن العجوة يرثيه لما قتل يوم الفتح، وقيل في حنين، وهو القائل لما قتل ابنه عروة في الجاهلية، وسلم خراش:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... ولكنه قد سل عن ماجد محض
راجع ترجمته في = الإصابة = (2/ 148، 152)، (7/ 54).(1/303)
17 - أبو صخر (1): وهو عبد الله بن سلمة. هذلي.
18 - أبو مليح (2): وهو اسمه ابن أسامة بن عمير بن عامر بن عمير
__________
(1) قال أبو سعيد السكري في = شرح أشعار الهذليين = (2/ 913): قال أبو صخر الهذلي، واسمه عبد الله بن سلمة، السهمي، ثم أحد بني مرمّض (كذا بخطه في هذا الموضع، وفي موضع آخر بكسر الميم والكسر الصواب).
تعزيت عن ذكر الصبى والحبائب ... وأصبحت عز هي للصبي كالمجانب
(2) هو: عامر بن أسامة بن عمير بن حنيف بن ناجية ويقال: عامر بن أسامة ابن عامر بن حنيف بن ناجية ويقال: زيد بن أسامة بن عمير بن عامر ابن أقيشر. ويقال عامر بن أسامة بن عمير بن عامر بن أقيشر أبو المليح، الهذلي، الكوفي، البصري. توفي سنة (98)، وقيل سنة (108)، وقيل بعد ذلك.
قال الذهبي في = سير أعلام النبلاء =: أحد الأثبات، قيل اسمه: عامر، وقيل:
زيد. حدث عن أبيه، وعن عائشة، وعوف بن مالك الأشجعي، وبريدة بن الحصيب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عباس وجماعة.
روى عنه قتادة، وأيوب، وأبو بشر جعفر بن إياس، وخالد الحذاء، وحجاج ابن أرطاة، وأبو بكر الهذلي، وآخرون. وكان متوليّا على الأبلّة.
أرخ وفاته أبو بكر بن أبي عاصم، وابن سعد سنة اثنتي عشرة ومائة.
راجع ترجمته في: = تهذيب التهذيب = (12/ 246)، = تقريب التهذيب = (2/ 876)، = تهذيب الكمال = (1650)، = الإكمال = (1/ 105)، = تفسير الطبري = (3/ 2814)، = المدخل إلى السنن = (769)، = الإيمان لابن منده = (3/ 63)، = المغني للهندي = (297)، = تاريخ الثقات = (2051)، = معرفة الثقات = (2261)، = الإلماع للقاضي عياض = (45)، = موسوعة رجال الكتب التسعة = (12158)، = سير أعلام النبلاء = (5/ 94)، = طبقات ابن سعد = (7/ 219)، = طبقات خليفة = (207)، = التاريخ الكبير =(1/304)
ابن عبد الله. هذيلي.
19 - أبو العيال (1):
20 - وأبو أراكة (2):
__________
(6/ 449)، و = الصغير = (1/ 237)، = تاريخ الفسوي = (2/ 151)، = تاريخ الإسلام = (5/ 25)، = كنى الدولابي = (2/ 129).
(1) هو: أبو العيال بن أبي عنبة الهذلي. من بني ضباعة بن سعد بن هذيل. وهو أخو عبد بن وهرة الهذلي لأمه.
ذكره ابن عساكر فقال: مخضرم أدرك الجاهلية وأسلم وغزا في خلافة عمر، فدخل مصر، ثم عمّر إلى خلافة معاوية، وغزا مع يزيد بن معاوية الروم، وكتب إلى معاوية قصيدة قالها في تلك الوقعة منها:
أبلغ معاوية بن صخر أنه ... يهوي إليه بها البريد الأعجل
أنا لقينا بعدكم في غزونا ... من جانب الأبراج يوما ينسل
أمر تضيق به الصدور ودونه ... مهج النفوس وليس عنه معدل
وحكى في ضبط والده خلافا: هل بعد النون موحدة أو مثناة.
راجع ترجمته في = الإصابة = (7/ 143)، في القسم الثالث والذي خصصه لمن كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره. و = الشعر والشعراء = (158) وفيه: أبو العيال، وهو القائل يرثي عبد بن زهرة رجلا من قومه:
له في كل ما رفع ال ... فتى من صالح سبب
رزيئة قومه لم يأ ... خذوا ثمنا ولم يهبوا
وراجع = شرح أشعار الهذليين لأبي سعيد السكري = (1/ 405).
(2) هو: وأبو أراكة بن مالك بن عمرو بن عامر بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر.
زوج بنت جرير بن عبد الله البجلي وهو صاحب دار أبي أراكة بالكوفة.
قاله ابن حزم في = أنساب الأشراف = (ص: 388)، وقال أبو سعيد السكري(1/305)
21 - وأبو جندب (1):
__________
في = شعراء الهذليين = (2/ 737) قال أبو أراكة الصاهلي، وكانت أخت تأبط شرّا قد أنكحت طريفة بن أسيد النفاثي فقال أبو أراكة:
لحى الله قوما ما أنكحوا بنت خيرهم ... بني صارم يبغونها شرف المجد
لحي: قبّح وأظهر سوآتهم
(1) قال أبو سعيد السكري في = شرح شعر الهذليين = (1/ 345): أخبرنا محمد بن الحسن قال: قال عبد الله بن إبراهيم الجمحي، وأبو عبيدة: كان بنو مرة عشر رهط: أبو خراش، وأبو جندب، وأبو الأبح، والأسود، وأبو الأسود، وعمرو، وزهير، وجناد، وسفيان، وعروة، بنو مرة. ومرة أحد بني قرد بن معاوية بن تيم بن سعد بن هذيل. وقرد هو: عمرو.
وكانوا دهاة شعراء، وأمهم أم سفيان لبنى، والباقين كلهم للبنى، وليست لبنى، أم سفيان. وكان سفيان أيسر القوم.
ولبني لبنى يقول أبو جندب حين قتل أخوه الأسود. وكان من أمر قتله: أن الأسود كان على ماء من داءة، وداءة من صدر نخلة، وهو يومئذ غلام شاب، فوردت عليه إبل لرئاب بن ناضرة بن مؤمل. القردي، ورئاب يومئذ شيخ كبير، فرمى الأسود بسهم في ضرع ناقة من إبل رئاب، فاستفز الشيخ الغضب، فضربه بالسيف فقتله، فغضب إخوته بنو مرة، وكان أشدهم في ذلك غضبا أبو جندب فكلمه في ذلك رجال من قومه وغيرهم، فقالوا له:
خذ عقل أخيك، واستبق ابن عمك وصالح قومك، فلم يزالوا به حتى قال:
أفعل، فجمعوا العقل في مرة واحدة، فأتوه به، فلما أتوه صمت فطال صمته، فقال القوم: أرحنا. اقبضه عنا، فقال: إنني أريد أن أعتمر، فاحبسوا حتى أرجع، فإن هلكت فلامّ ما أنتم، وإن أرجع فسترون أمري، فخرج ذاهبا نحو الحرم وهو يقول:
فإن كان يرجو الصلح فيه فإنه ... كأحمر عاد أو كليب لوائل(1/306)
22 - وأبو أثيلة: هذليون، وهي [121] أسماؤهم.
23 - أبو الهندي (1): وهو: أزهر بن عبد العزيز بن شبث بن ربعي، أحد بني رباح بن يربوع.
24 - أبو حزانة: وهو: الوليد بن حنيفة، من بني ربيعة بن حنظلة.
25 - أبو نخيلة السعدي (2): وهو اسمه، وكنيته: أبو الجنيد: ابن حزن
__________
يريد لا نصالح أبدا.
(1) قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (161): أبو الهندي هو: عبد القدوس بن شبث بن ربعي من بني زيد بن رباح بن يربوع. وكان مولعا بالشراب، وهو القائل:
سيغني أبا الهندي عن وطب سالم ... أباريق لم يعلق بها وضر الزبد
مقدمة قزّا كان رقابها ... رقاب بنات الماء تفزع للرعد
ثم ترك الشراب فقال:
تركت الخمور لأربابها ... وأقبلت أشرب ماء قراحا
وقد كنت حينا بها معجبا ... كعجب الغلام الفتاة الرداحا
وما كان تركي لها أنني ... يخاف نديمي عليّ افتضاحا
ولكن قولي له مرحبا ... وأهلا مع السهل وأنعم صباحا
(2) في الأصل: أبو بجيلة بالباء الموحدة، والجيم. والتصويب من = الشعر والشعراء = لابن قتيبة وقال: هو: يعمر، ويكنى أبا نخيلة لأن أمه ولدته إلى جنب نخلة. وهو من بني حمان بن كعب بن سعد. وهو القائل:
أنا ابن سعد وتوسطت العجم ... فأنا فيمن شئت من خال وعم
وأخذ عليه قوله في امراة:
برية لم تأكل المرققا ... ولم تذق من البقول الفستقا
سمع بالفستق فظن أنه بقل
وهو القائل:(1/307)
ابن زائدة بن لقيط.
26 - أبو الأحرز: وهو قتيبة، أحد بني حمان بن عبد العزى بن كعب ابن سعد.
27 - أبو السعر: وهو موسى بن سحيم الضبي.
28 - أبو المختار الكلابي (1): وهو: قيس بن يزيد بن قيس بن يزيد ابن عمر بن خويلد.
29 - أبو داود الرؤاسي: وهو: يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس ابن عبد بن رؤاس.
30 - أبو حيّة النميري (2): وهو: الهيثم بن الربيع بن زرارة.
__________
وإن بقوم سودوك لحاجة ... إلى سيد لو يظفرون بسيد
راجع ترجمته في = الشعر والشعراء = لابن قتيبة الدينوري (ص: 142).
(1) قال ابن حجر في = الإصابة = (5/ 281) في القسم الثالث وهو الذي أعده للمخضرمين ممن لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا في عهده:
قيس بن يزيد بن قيس العامري الكلابي، ذكره المرزباني في = معجم الشعراء = وقال: إنه مخضرم.
(2) قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (180): كان يروي عن الفرزدق، وكان كذابا، وقال يوما: رميت ظبية، فلما خرج ذكرت بالظبية حبيبة لي فشدت وراء السهم حتى قبضت على قذذه.
وقال جار له: كان له سيف لم يكن بينه وبين الخشبة فرق وكان يسميه لعاب المنية. قال: فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على بيت داره وهو يقول: إيها أيها المغتر بنا والمجترئ علينا بئس والله ما اخترت لنفسك خير قليل، وسيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به ضربته لا تخاف نبوة أخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك، إني والله إن أدع قيسا تملأ الأرض خيلا ورجلا، يا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها، ثم فتح الباب فإذا(1/308)
31 - أبو محجن (1): وهو: عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة.
32 - أبو الصلت (2): ابن أبي ربيعة بن عقدة.
__________
كلب قد خرج عليه، فقال الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفاني حربا. وهو القائل:
ألا حي من بعد الحبيب المغانيا ... لبسن البلى لما لبسنا اللياليا
إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة ... تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا
(1) قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 97): هو من ثقيف وكان مولعا بالشراب، وهو القائل يوم القادسية حين حبسه سعد بن أبي وقاص في الخمر:
كفى حزنا أن تطرد الخيل بالقنا ... وإني مشدود على وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصاريع من دوني تصم المناديا
وقد كنت ذا أهل كثير وأخوة ... فقد تركوني واحدا لا أخاليا
ودخل ابنه على معاوية، فقال أبوك الذي يقول:
إذا مت فادفني إلى أصل كرمة ... تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فإنني ... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
قال أبي الذي يقول:
لا تسألي الناس عن مالي وكثرته ... وسائلي الناس عن بأسي وعن خلقي
القوم يعلم أني من سراتهم ... إذا تطيش يد الرعديدة الفرق
قد أركب الهول مسد ولا عساكر ... وأكتم السر في ضربة العنق
(2) ذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 107) بعد أن ذكر ابنه أمية بن أبي الصلت، فقال أبوه أبو الصلت شاعر، وهو القائل في سيف بن ذي يزن:
لن يطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن ... لجج في البحر للأعداء أحوالا
أتى هرقلا وقد شالت نعامته ... فلم يجد عند القول الذي قالا(1/309)
33 - أبو شجرة (1): وهو: عمرو بن عبد العزى بن عبد الله بن رواحة، من سليم.
34 - أبو وجزة (2): وهو: يزيد بن أبي عبيدة. ويقال بل: ابن عبد الله
__________
ثم انحنى نحن كسرى بعد تاسعة ... من السنين لقد أبعدت إيغالا
لله درهم من عصبة خرجوا ... ما إن رأينا لهم في الناس أمثالا
غلبا جحا جحة بيضا مرازبة ... أسدا تربب في الغيضان أشبالا
فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... في رأس غمدان دارا منك محلالا
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فصارا بعد أبوالا
(1) ذكره ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = في بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. فذكره في بطن بني عصية بن خفاف فقال: ومن بني عصية بن خفاف: الخنساء الشاعرة، وأخوها صخر، وأبو شجرة عمرو بن عبد العزى بن عبد الله بن رواحة بن مليل بن عصية، أمه الخنساء الشاعرة راجع (ص: 261).
(2) كذا في الأصل: يزيد بن أبي عبيدة، والصواب ابن أبي عبيد بغير الهاء في آخره.
قال ابن حجر في = تهذيب التهذيب = (11/ 349) بعد أن ذكر أنه أخرج له أبو داود والنسائي: يزيد بن أبي عبيد أبو وجزة السعدي، المدني، الشاعر.
روى عن: أبيه، وعطاء بن يزيد الليثي، وعمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد، وقيل: عن رجل عنه.
وعنه: هشام بن عروة، وعبد الله بن عمر العمري، ومحمد بن إسحاق، ويحيى ابن سعيد بن دينار، وابراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وسليمان بن بلال.
ذكره ابن حبان في = الثقات =.
وقال الواقدي، ومحمد بن عبد الله بن نمير وغيرهما مات سنة ثلاثين ومائة.
قلت (أي ابن حجر): وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة، وقال: كان ثقة(1/310)
ابن جابر، من بني سليم، وهو حليف بني سعد بن بكر.
35 - أبو الرئيس: وهو: عباد بن عباس بن عوف بن عبد الله بن أسعد بن ناشب من بني ذبيان.
36 - أبو خليل: ابن شداد بن مالك بن زهير بن جذعة بن رواحة. العبسي.
37 - أبو شمر: ابن إياس، وهو اسمه.
38 - أبو (1): ابن معاوية:
39 - أبو أسماء: وهو أميمة بن عوف بن عباد. من بني مضر.
40 - أبو الشغب: وهو عكرشة بن أزيد بن سحل. عبسي.
ومن ربيعة
41 - أبو سكمة: وهو: حريث بن حنظلة بن الحارث بن قيس.
الشيباني.
42 - أبو نعجة: وهو: صالح بن شرحبيل بن رماح. [122]
النمري.
__________
قليل الحديث شاعرا عالما. وقال: إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة.
وحكى المرزباني قولا أن اسم أبيه مسلم
راجع مصادر الترجمة في = موسوعة رجال التسعة = برقم (10358) وفيها:
= تهذيب الكمال = (3/ 1539)، = تهذيب التهذيب = (11/ 349)، = تقريب التهذيب = (2/ 368)، = الخلاصة = (3/ 174)، = الكاشف = (3/ 283)، = التاريخ الكبير = (8/ 348)، = الجرح والتعديل = (9/ 1174)، = ميزان الاعتدال = (7/ 442)، = تاريخ أسماء الثقات = (1578)، = تاريخ ابن معين = (3/ 675)، = الثقات = (5/ 535)، = الإكمال = (7/ 390)، = سير أعلام النبلاء = (6/ 206).
(1) كذا في المخطوط دون ذكر كنيته، التي هي اسمه.(1/311)
43 - أبو كاهل:
44 - أبو جلدة: الشيكوحان.
45 - أبو القطاف:
46 - أبو كدر: أزر بن ظالم، العجلي.
47 - أبو اللحام، الثعلبي:
48، 49وأبو النجم (1): هو: الفضل بن قدامة.
__________
(1) هو: الفضل بن قدامة. وكان ينزل سواد الكوفة، وراجز العجاج على ناقة له كوماء وعليه ثياب حسان، وخرج أبو النجم على جمل مهنوء وعليه عباء فأنشد العجاج: قد جبر الدين الإله فجبر
وأنشد أبو النجم: تذكر القلب وجهلا ما ذكر
حتى بلغ قوله:
إني وكل شاعر من البشر ... شيطانه أنثى وشيطاني ذكر
فما رآني شاعر إلا استتر ... فعل نجوم الليل عاينّ القمر
عيشي تميم واصغري فيمن صغر ... وباشري الذل وأعطى من عشر
وأمرّي الأنثى عليك والذكر
فبينا هو ينشد حمل جمله على ناقة العجاج فضحك الناس وانصرفوا يقولون:
شيطانه أنثى وشيطاني ذكر.
وأنشد أبو النجم هشام بن عبد الملك: الحمد لله الوهوب المجزل
وهي أجود أرجوز للعرب، وهشام يصفق بيديه استحسانا لها حتى إذا بلغ قوله في صفة الشمس:
حتى إذا الشمس جلاها المجتلي ... بين سماطي شفق مرعبل
صغواء وقد كادت ولما تفعل ... فهي على الأفق كعين الأحول
أمر بوطئ رقبته وإخراجه، وكان هشام أحول. وحدثني عبد الرحمن عن عمه أبي النجم قال: كان هشام مسبقا لا يكاد يسبق فسبق ذات يوم على فرس(1/312)
50 - وأبو الجويرية العبدي: وهو: عيسى بن أوس بن عصية.
ومن إياد
51 - أبو داود (1): وهو: الحارث بن حمران بن بحر بن عصام.
__________
له أنثى وصلى على ابنها، فقال عليّ بالشعراء، فأحضروا، فقال أصحاب القصيد: أمهلنا حتى نقول.
فقلت: هل لك في رجل ينقدك إذا استنسؤك؟
فقال: بلى، فقلت:
أشاع للغراء فينا ذكرها ... قوائم عوج أطعن أمرها
وما نسينا بالطريق مهرها ... حين نقيس قدره وقدرها
وصبره إذ أوعثا وصبرها ... والماء يعلو نحره ونحرها
ملمومة شد المليك أسرها ... أسفلها وبطنها وظهرها
قد كان هاديا يكون شطرها ... لا تأخذ الحلبة إلا سؤرها
قاله ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (142).
(1) قال ابن قتيبة في الشعر والشعراء (ص: 37): أبو دؤاد الإيادي، قلت: كذا بتقديم الواو على الألف ثم ذكر خلافا في اسمه ولم يذكر الاسم الذي هنا فقال: قال بعضهم: هو جارية بن الحجاج.
وقال الأصمعي: هو حنظلة بن الشرقي، وكان في عصر كعب بن مامة الإيادي الذي آثر بنصيبه من الماء رفيقه النمري فمات عطشا فضرب به المثل في الجود، وبلغه عنه شيء فقال:
وأتاني تقحيم كعب لي المنط ... ق أن النكيثة الأقحام
في نظام ما كنت فيه فلا ... يحزنك قول لكل حسناء ذام
ولقد رأى ابن عمي كعب ... أنه قد يروم ما لا يرام
غير ذنب بني كنانة مني ... أن أفارق فإنني محذام(1/313)
__________
وفيها يقول:
لا أعد الإقتار عدما ولكن ... فقد من قد رزئته الإعدام
من رجال من الأقارب باووا ... من حذاق هم الرؤس العظام
فيهم للملانيين أناة ... وعرام إذا يراد عرام
فعلى إثرهم تساقط نفسي ... حسرات وذكرها لي سقام
ويستجاد له في هذه قوله في وصف الإبل:
إبلي الإبل لا يجوزها الرا ... عون مج الندى عليها الغمام
سمنت فاستحش كرعها ... لا النيئ نيئ ولا السنام سنام
فإذا أقبلت تقول أكام ... مشرفات فوق الأكام أكام
وإذا أدبرت تقول قصور ... من سماجيج فوقها آطام
وإذا ما فجئتها بطن غيب ... قلت نخل قد حان منه صرام
فهي كالبيض في الأدامي لا ... يوهب منها لمستقيم عصام
وكان أجاره بعض الملوك، فأحسن إليه فضرب المثل بجار أبي دؤاد، قال طرفة:
إني كفاني من هم هممت به ... جار كجار الحذاقي الذي اتصفا
وهو أحد نعات الخيل المجيدين، قال الأصمعي: هم ثلاثة: أبو دؤاد في الجاهلية، وطفيل، والجعدي. قال: والعرب لا تروي شعر أبي دؤاد، وعدي بن زيد، وذلك أن ألفاظهما ليست بنجدية.
ويقال أنه أجاره الحارث بن همام بن مرة بن ذهيل بن شيبان، وذلك أن قباذ سرح جيشا إلى إياد فيهم الحارث بن همام، فاستجار به قوم من إياد فيهم أبو دؤاد، فأجارهم.
قال قيس بن زهير بن جذيمة:
أطوّف ما أطوّف ثم آوي ... إلى جار كجار أبي دؤاد
وقيل للحطيئة: من أشعر الناس، قال: الذي يقول:(1/314)
من اليمن
52 - أبو السائب: ابن عباد بن مالك بن عباد، أخو بني جحجبا من الأوس.
53 - وأبو قيس (1): وهو: صيفي بن الأسلت وهو عامر بن
__________
لا أعد الإقتار عدما ولكن ... فقد من قد رزئته الإعدام
الأبيات، ويتمثل من شعره بقوله:
أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونار تحرق بالليل نارا
الماء يجري ولا نظام له ... لو يجد الماء مخرقا خرقه
ومما سبق إليه فأخذ عنه قوله:
ترى جارنا آمنا وسطنا ... يروح بعقد وثيق السبب
إذا ما عقدنا له ذمة ... شددنا العناج وعقد الكرب
أخذه الحطيئة فقال:
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم ... شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
(1) قال ابن حجر في = الإصابة = (7/ 158): أبو قيس بن الأسلت واسم الأسلت: عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس، الأوسي.
مختلف في اسمه، فقيل: صيفي. وقيل: الحارث، وقيل: عبد الله، وقيل:
صرمت. واختلف في إسلامه فقال أبو عبيد القاسم بن سلام في ترجمة ولده عقبة بن أبي قيس: له ولأبيه صحبة.
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح: كان يعدل بقيس بن الحطيم في الشجاعة، والشعر، وكان يحض قومه على الإسلام، ويقول: استبقوا إلى هذا الرجل، وذلك بعد أن اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمع كلامه، وكان قبل ذلك في الجاهلية نباله ويدعى الحنف. وذكر ابن سعد عن الواقدي بأسانيد عديدة قالوا: لم يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف(1/315)
__________
لدين الحنيفية ولا أكثر مسألة عنه من أبي قيس بن الأسلت وكان يسأل من اليهود عن دينهم، فكان يقاربهم.
ثم خرج إلى الشام فنزل على آل جفنة فأكرموه وسأل الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم، فامتنع فقال له راهب منهم: يا أبا قيس إن كنت تريد الحنيفية فهو من حيث خرجت، وهو دين إبراهيم. فقال أبو قيس: أنا على دين إبراهيم ثم خرج إلى مكة معتمرا، فبلغ زيد بن عمرو بن نفيل، فكلمه، فكان يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو، وكان يذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه يهاجر إلى يثرب.
وشهد وقعة بعاث، وكانت قبل الهجرة بخمس سنين، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليه فقال: إلى من تدعو؟ فذكر له شرائع الإسلام، فقال: ما أحسن هذا وأجمله، فلقيه عبد الله بن أبي بن سلول، فقال: لقد لذت من حزبنا كل ملاذ تارة تحالف قريشا وتارة تتبع محمدا فقال: لا جرم لأتبعنه إلى آخر الناس.
فزعموا أنه لما حضره الموت أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: «قل لا إله إله الله، أشفع لك بها».
فسمع يقول ذلك، وفي لفظ: كانوا يقولون: فقد سمع يوحد عند الموت.
وحكى أبو عمر هذه القصة الأخيرة، فقال: إنه لما سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أحسن هذا، أنظر في أمري، وأعود إليك، فلقيه عبد الله ابن أبي، فقال له: أهو الذي كانت أخبار يهود يخبرنا عنه؟ فقال له عبد الله:
كرهت حزب الخزرج؟ فقال: والله لا أسلم إلى سنة، فمات قبل أن يحول الحول على رأس عشرة أشهر من الهجرة.
وقال أبو عمر: في إسلامه نظر. وقد جاء عن ابن إسحاق: أنه هرب إلى مكة، فأقام بها مع قريش إلى عام الفتح ومن محاسن شعره قوله في صفة امرأة.(1/316)
جشم بن يزيد بن الأوس.
ومن الخزرج
54 - أبو أنس (1): ابن صومة بن مالك بن عدي بن غانم بن غنم بن
__________
وتكرمها جارتها فيزرئها ... وتعتل من إيتانهن فتعذر
وذكر أبو موسى عن المستغفري أنه ذكر أبا قيس بن الأسلت هذا، ونقل عن ابن جريج عن عكرمة قال: نزلت فيه وفي امرأته كبشة بنت معن بن عاصم: {لََا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسََاءَ كَرْهاً} كذا نقل.
والمنقول عن ابن جريج عند الطبري وغيره إنما هو قوله تعالى: {وَلََا تَنْكِحُوا مََا نَكَحَ آبََاؤُكُمْ مِنَ النِّسََاءِ} الآية، قال نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم توفي عنها زوجها أبو قيس بن الأسلت، فحج عليها ابنه فنزلت فيها.
وعن عدي بن ثابت قال: لما مات أبو قيس بن الأسلت، خطب ابنه امرأته، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبا قيس قد هلك، وإن ابنه من خيار الحيّ قد خطبني، فسكت فنزلت الآية، قال: فهي أول امرأة حرمت على ابن زوجها.
أخرجه سنيد بن داود في تفسيره عن أشعث بن سوار عن عدي بهذا.
قال ابن الأثير: أخرج أبو عمر هذه القصة في الترجمة، وأفردها أبو نعيم فأخرجها في ترجمة أبي قيس الأنصاري، ولم يذكر ابن الأسلت.
واستدرك أبو موسى الترجمتين، فذكر ما نقله عن المستغفري.
وقال ابن الأثير ما حاصله: إن القصة واحدة والمنقول في تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج ما تقدم من نزول: {وَلََا تَنْكِحُوا مََا نَكَحَ آبََاؤُكُمْ مِنَ النِّسََاءِ} في أبي قيس بن الأسلت وامرأته، وابنه من غيرها.
وقد جاء ذلك من رواية أخرى وهي مبينة في أسباب النزول.
(1) هو قيس بن صرمة بن مالك بن عدي بن النجار. أبو أنس.
قال ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = (ص: 350) في ذكره لبني عدي(1/317)
عدي بن النجار.
55 - وأبو زغبة (1): وهو: عامر بن كعب بن عمرو بن خديج.
ومن خزاعة
56 - أبو الكنود: ابن عبد العزى بن عمرو بن ندا.
57 - وأبو رمح: وهو: عمير بن مالك بن حنطب من دوس.
58 - أبو منبس: أخو بني مبذول بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان.
ومن كلب
59 - أبو سهلة: ابن عبد الله بن المتمني بن عبد الله بن الشجب.
ومن بني القين
60 - أبو الطّمحان (2): وهو: حنظلة بن الشرقي.
__________
ابن النجار: منهم: صرمة بن أبي أنس، واسم أبي أنس: قيس بن صرمة ابن مالك بن عدي بن النجار، أسلم وهو شيخ كبير. وكان قد رفض الأوثان في الجاهلية، وعمه أنس بن صرمة الشاعر وهو الذي يقول:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... بمكة لو يلقى صديقا مواتيا
(1) ذكره ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = (ص: 361) في بني جشم بن الحارث بن الخزرج ابن حارثة، فقال: وأبو زغبة الشاعر عامر بن كعب ابن عامر بن خديج بن عامر.
(2) في الأصل: أبو الطحان بدون الميم بعد الطاء وهو سهو من الناسخ والتصويب من خزانة الأدب، وجمهرة النسب، الشعراء.
ويقال هو أبو دؤاد الإيادي السابق ذكره قبل قليل تحت رقم (51).
قال صاحب خزانة الأدب في خزانته (8/ 9694): أبو الطمهان القيني:
قال ابن قتيبة في كتاب الشعراء: هو حنظلة بن الشرقي، وكان فاسقا، وقيل(1/318)
__________
له: ما أدنى ذنوبك؟ قال: ليلة الدّير. قيل: وما ليلة الدّير؟ قال: نزلت بدير نصرانية فأكلت عندها طفيشلا بلحم خنزير، وشربت من خمرها، وزنيت بها، وسرقت كأسها ومضيت.
وكان نازلا على الزبير بن عبد المطلب، وكان ينزل عليه الخلعاء قلت: وكان ذلك قبل إسلامه. وهو القائل لقوم أغاروا على إبله وكانوا شربوا من ألبانها:
وإني لأرجو ملحها في بطونكم ... وما بسطت من جلد أشعث أغبرا
يقول: أرجو أن يعطفكم عليّ ذلك اللبن أن تردوها والملح: اللبن. انتهى.
ويقول أبو عبيد البكري في = شرح أمالي القالي =: إنه كان نديما للزبير بن عبد المطلب في الجاهلية، ثم أدرك الإسلام.
وقال الآمدي في = المؤتلف والمختلف =: أبو الطمحان القيني اسمه: حنظلة بن الشرقي. كذا وجدته في كتاب بني القين بن جسر، ووجدت نسبه في ديوانه المفرد: أبو الطمحان ربيعة بن عوف بن غنم بن كنانة بن القين بن جسر، شاعر محسن، مشهور، وهو القائل:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظّم الجزع ثاقبه
ثم أورد اثنين من الشعراء يقال لهما أبو الطمحان
أحدهما: أبو الطمحان النهشلي، وثانيهما: أبو الطمحان الأسدي.
وقال أبو حاتم في كتاب = المعمرين =: هو من بني كنانة بن القين جسر بن شيع الله بن الأسدي بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، عاش مائتي سنة، وقال في ذلك:
ختني حانيات الدّهر حتى ... كأني خاتل يدنو لصيد
قريب الخطو يحسب من رآني ... ولست مقيّدا أنّي بقيد
وأورده ابن حجر في = الإصابة = في قسم المخضرمين اللذين أدركوا زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يروه.(1/319)
ومن كندة
61 - أبو هني: وهو: مسروق بن معدي كرب بن ثمامة بن الأسود.
ومن السّكون
62 - أبو الأغفل: أخو بني سوم بن أشرس بن شبيب بن السكون.
ومن جعفى
63 - أبو الشعثاء: وهو: عبد الله بن وبرة بن قيس بن مطر.
ومن أود
64 - أبو المغراء: وهو: عمرو بن الحارث بن عبد الله بن كعب.
ومن مراد
65 - أبو العصبة: وهو: بكير بن عبد الله بن سلمة بن الأثل.
ومن همدان
66 - أبو الخرندق: وهو: معقل بن عبد جبر بن محمد بن خولي.
ومن طيء
67 - أبو زبيد (1): وهو حرملة بن [123] عبد المنذر بن معديكرب
__________
وذكره المرزباني فقال: هو أحد المعمرين وهو القائل:
وإني من القوم الذين هم هم ... إذا مات منهم سيد قام صاحبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
ويقال: هو أمدح بيت قيل في الجاهلية.
والطّمحان: بفتح الطاء والميم بعدها حاء مهملة.
وراجع ترجمته: = خزانة الأدب = (8/ 9694)، (9/ 950)، = جمهرة أنساب العرب = (ص: 328)، = الشعر والشعراء = (ص: 87)، = الإصابة = (2/ 66).
(1) كذا نسبه هنا، وعند ابن جزم في = جمهرة أنساب العرب = على النحو التالي (ص: 401) حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حنظلة بن النعمان بن(1/320)
__________
حيّة. وكان قد ذكره في بني الغوث بن طيء، فقال:
ومن بني هني بن عمرو أيضا: أبو زبيد الشاعر النصراني، واسمه: حرملة
فذكر نسبه لما أسلفت ثم قال: وبنو هني هؤلاء رمليون وإخوتهم حبليون.
وذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = فذكر نسبه على النحو التالي (ص:
6259): أبو زبيد الطائي هو: المنذر بن حرملة بن طيء. وترجم له ترجمة وافية فقال: أدرك الإسلام ومات نصرانيا، وكان من المعمرين يقال إنه عاش خمسين ومائة سنة، وكان ينادم الوليد بن عقبة، وبهذا السبب عزله عثمان عن الكوفة وحده في الخمر.
وكان أبو زبيد في أخواله تغلب، وكان له غلام يرعى عليه إبله فغزت بهراء وهم من قضاعة بني تغلب فمروا بغلامه فدفع إليهم الإبل وانطلق معهم ليدلهم على عورة القوم، ويقاتل معهم، فهزمت تغلب بهراء، وقتل الغلام فقال أبو زبيد:
قد كنت في منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذي فرس
تسعى إلى فتية الأرقم واس ... تعجلت قبل الجمان والغبس
لا ترة عندهم فتطلبها ... ولا هم نهزة لمختلس
إما تفارق بك الرماح فلا ... أبكيك إلا للدلو والمرس
فلما اعتزل الوليد بن عقبة على معاوية وصار إلى الرقة كان أبو زبيد ينادمه وكان يحمل في كل أحد إلى البيعة (هي مكان عبادة النصارى كالكنائس) ويشرب فبينما هو ذات يوم رفع رأسه إلى السماء.
ثم قال:
إذا جعل المرء الذي كان حازما ... يحل به حل الحوار ويحمل
فليس له في العيش خير يريده ... وتكفيه منها أعفّ وأجمل
فمات فدفن على البليخ، وهناك أيضا قبر الوليد بن عقبة. وأبو زبيد هو القائل للوليد:(1/321)
ابن حنظلة بن النعمان بن حية.
68 - وأبو المقدام: هو: الأخيل بن عبيد بن الأعسم بن قيس بن حصر بن عبد الله.
69 - أبو دلامة (1): زيد بن الجون.
__________
من يخنك الصفا أو يتبدل ... أو يزل مثل ما تزول الظلام
فاعلمن أنني أخوك العهد ... حياتي حتى تزول الجبال
ليس بخل عليك مني بمال ... أبدا ما أقلّ سيفا حمال
فلك النصر باللسان وبالكف ... إذا كان لليدين مصال
ومن جيد شعره:
إن نيل الحياة غير سعود ... وضلال تأميل نبلي الخلود
علل المرء بالرجاء ويضحى ... غرضا للمنون نصب العود
كل يوم يرميه منها برشق ... فمصيب أوصاف غير بعيد
كل ميت قد اعترفت فلا ... أوجع من والد ومن مولود
غير أني الجلاح هدّ جناحي ... يوم فارقته بأعلى الصعيد
(1) قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 180):
كان منقطعا إلى السفاح وكان يستحسن شعره وأنشده يوما شعرا والناس يستحسونه فقال: والله يا أمير المؤمنين ما يدرون ما يقول، وإنما يستحسونه باستحسانك، ثم أنشده:
انعت مهرا كاملا في خلقه ... مركبا عجانه في ظهره
فاستحسنوه، فقال: يا أمير المؤمنين، ألم أقل لك إنهم لا يحسنون شيئا كيف يكون عجانه في ظهره.
قال أبو دلامة: كنت في عسكر مروان أيام زحف إلى شبيب الخارجي فلما التقى الخيلان خرج رجل من الخوارج فجعل لا يخرج إليه أحد إلى عجله وأحجم الناس عنه، فندب مروان الناس إليه على خمسمائة درهم فقتل(1/322)
70 - وأبو السائب الأعمى الكناني: هو: السائب بن فروخ.
__________
أصحاب الخمسمائة وزاد في ندبته حتى بلغ خمسة آلاف درهم فلم يخرج إليه أحد فلما سمعت بذكر الخمسة آلاف دعتني نفسي إليه وكان تحتي فرس لا أخاف خونه فترقبته، ثم أقحمته الصف فلما نظر إليّ الخارجي علم أني إنما خرجت للطمع، فأقبل نحوي وهو يقول:
وخارج أخرجه حب الطمع ... فرّ من الموت وفي الموت وقع
من كان ينوي أهله فلا رجع
ثم حمل عليّ فوليت هاربا.
وجعل مروان يقول: من هذا الفاضح لنا ائتوني به، فدخلت في غمار الناس وسلمت.
وهو القائل في أبي مسلم صاحب الدولة:
أبا مجرم ما غير الله دولة ... على عبده حتى بغيرها العبد
أبا مجرم خوّفتني القتل فانتحى ... عليك بما خوفتني الأسد الورد
وفي دولة المهدي حاولت غدره ... ألا إن أهل الغدر آباؤك الكرد(1/323)
كنى الشعراء
71 - امرؤ القيس الكندي (1): أبو الحارث.
__________
(1) هو: امرؤ القيس بن حجر بن عمرو، أبو الحارث الكندي.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 16): هو من أهل نجد من الطبقة الأولى وهذه الديار التي وصفها في شعره كلها ديار بني أسد قال لبيد: أشعر الناس ذو القروح، يعني امرأ القيس. وملك حجر على بني أسد فكان يأخذ منهم شيئا معلوما فامتنعوا منه فسار إليهم فأخذ سرواتهم فقتلهم بالعصى فسموا عبيد العصي وأسر منهم طائفة، وفيهم عبيد بن الأبرص فقام بين يدي الملك:
يا عين ما فابكي بني ... أسدهم أهل الندامه
أهل القباب الحمر والنعم ... المؤبل والمدامه
مهلا أبيت اللعن مهلا ... إن فيما قلت آمه
في كل واد بين يثرب ... والقصور إلى اليمامه
تطريب عان أو صياح محر ... ق وزقاء هامه
أنت المليك عليهم ... وهم العبيد إلى القيامه
فرحمهم الملك وعفا عنهم وردهم إلى بلادهم حتى إذا كانوا على مسيرة يوم من تهامة تكهن كاهنهم عوف بن ربيعة الأسدي، فقال: يا عبادي، قالوا:
لبيك ربنا، فقال: من الملك الأصهب الغلاب غير المغلب. في الإبل كأنها الربرب. لا يعلق رأسه الصخب هذا دمه يتشعب، وهو غدا أول من سلب.
قالوا: من هو ربنا؟ قال: لولا أن تجيش نفس جاشية. أنبأتكم أنه حجر ضاحية فركبت بنو أسد كل صعب وذلول فما أشرق لهم الضحى حتى انتهوا إلى حجر فوجدوه نائما فذبحوه وشدوا على هجائنه فاستاقوها.
وكان امرؤ القيس طرده أبوه لما صنع في الشعر بفاطمة ما صنع وكان لها عاشقا فطلبها زمانا فلم يصل غره حتى كان منها يوم الغدير بداره جلجل(1/324)
__________
ما كان فقال: قفا نبك من ذكر حبيب ومنزل
فلما بلغ ذلك حجرا أباه دعا مولى له يقال له: ربيعة، فقال له: اقتل امرأ القيس وأتني بعينيه فذبح جؤزرا فأتاه بعينيه فندم حجر على ذلك.
فقال: أبيت اللعن أني لم أقتله، قال: فأتني به فانطلق فإذا هو قد قال شعرا في رأس جبل وهو قوله:
فلا تتركني يا ربيع لهذه ... وكنت أراني قبلها بك واثقا
فرده إلى أبيه فنهاه عن قول الشعر، ثم قال:
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
فبلغ ذلك أباه فطرده فبلغه مقتل أبيه وهو بدمون، فقال:
تطاول الليل علينا دمون ... دمون إننا معشر يمانون
وإننا لأهلنا محبون
ثم قال: صيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا لا صحو اليوم ولا سكر غدا، اليوم خمر، وغدا أمر، ثم قال:
حليلي ما في اليوم مصحي لشارب ... ولا في غد إذ كان ما كان مشرب
ثم آلى لا يأكل لحما ولا يشرب خمرا حتى يثأر بأبيه، فلما كان الليل لاح له برق فقال:
أرقت لبرق بليل أهل ... يضيء سناه بأعلى الجبل
بقتل بني أسد ربهم ... ألا كل شيء سواه جلل
ثم استجاش بكر بن وائل فسار إليهم وقد لجؤا إلى كنانة فأوقع بهم ونجت بنو كاهل من بني أسد فقال:
يا لهف نفسي إذ حظين كاهلا ... القاتلين الملك الحلاحلا
تالله لا يذهب شيخي باطلا
وقد ذكر امرؤ القيس في شعره أنه ظفر بهم فتأبى عليه ذلك الشعراء.(1/325)
__________
يا ذا المخوفنا بقتل أبي ... هـ إذ لا لا وحينا
أزعمت أنك قد قتل ... ت سراتنا كذبا ومينا
ولم يزل يسير في العرب يطلب النصر حتى خرج إلى قيصر فدخل معه الحمام، فإذا قيصر أقلف، فقال:
إني حلفت يمينا غير كاذبة ... بأنك أقلف إلا ما جنى القمر
إذا طعنت به مالت عمامته ... كما تجمع تحت الفلكة الوبر
ونظرت إليه ابنة قيصر فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه وطبن الطماح بن قيس الأسدي لهما، وكان حجر قتل أباه فوشى به إلى الملك فخرج امرؤ القيس متسرعا، فبعث قيصر في طلبه، فأدركه دون أنقره بيوم ومعه حلة مسمومة فلبسها في يوم صائف فتناثر لحمه وتفطر جسده، وكان يحمله جابر بن حنين التغلبي فذلك قوله:
فما تريني في رحاله جابر ... على جرح كالقر تخفق أكفاني
فيا رب مكروب كررت وراءه ... وعان فككت الغل منه ففداني
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شيء سواه بخزان
وقال حين حضرته الوفاة:
رب خطبة محبرة. وطعنة مسخنفرة. وجفنة مثغبجره. تبقى غدا بأنقره قال ابن الكلبي: هذا آخر شيء تكلم به ثم مات. قال أبو عبد الله الجمحي:
كان امرؤ القيس ممن يتعهر في شعره،
وقد سبق امرؤ القيس إلى أشياء ابتدعها واستحسنها العرب، واتبعته عليها الشعراء من استيقافه صحبه في الديار، ورقة النسيب، وقرب المأخذ ويستجاد من تشبيهه قوله:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
وقوله:(1/326)
__________
كأن عيون الوحش حول قبابنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب
وقوله:
كأن غداة البين لما تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقد أجاد في صفة الفرس.
مكر مفر مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل
له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
ومما يعاب عليه من شعره قوله:
إذا ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفصل
وقالوا: الثريا لا تعرض، وإنما أراه أراد الجوزاء، فذكر الثريا على الغلط كما قال الآخر: كأحمر عاد، وإنما هو أحمر ثمود، وهو عاقر الناقة.
قال يونس النحوي: قدم علينا ذو الرمة من سفر، وكان أحسن الناس وصفا للمطر فاختار قول امرئ القيس:
ديمة هطلاء فيها وطف ... طبق الأرض تحري وتدر
أقبل قوم من اليمن يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فضلوا الطريق ومكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء إذ أقبل راكب على بعير وأنشد بعض القوم:
لما رأيت أن الشريعة همها ... وإن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند خارج ... يفيء عليها الظل عرمضها طامي
فقال الراكب من يقول هذا؟ قالوا: امرؤ القيس، فقال: والله ما كذب هذا خارج عندكم، وأشار إليه فمشوا على الركب فإذا ماء غدق، وإذا عليه العرمض والظل يفيء عليه فشربوا وحملوا ولولا ذلك لهلكوا ومما يتمثل به من شعره قوله:
وقاهم جدهم ببني أبيهم ... وبالأشقين ما كان العقاب(1/327)
72 - زهير بن أبي سلمى (1): أبو سلمى.
__________
وقوله:
صببت عليه ولم تنصب من كثب ... إن الشفاء على الأشقين مصبوب
وقوله:
وقد طوفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب
ومما يتغنى به من شعره:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
تقول وقد مال الغبيط بنا معا ... عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
(1) هو: زهير بن ربيعة بن قرط، أبو سلمى الغطفاني، ويقال المزني والأول أصح.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 23): الناس ينسبونه إلى مزينة وإنما نسبه في غطفان وليس لهم بيت شعر ينتمون فيه إلى مزينة إلا بيت كعب بن زهير، وهو قوله:
هم الأصل مني حيث كنت وإنني ... من المزنيين المصفين بالكرم
ويقال إنه لم يتصل الشعر في ولد أحد من الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير، وفي الإسلام ما اتصل في ولد جرير.
وكان زهير راوية أوس بن حجر.
ويروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: أنشدوني لأشعر شعرائكم، وقيل:
ومن هو؟ قال: زهير، قيل: وبم صار كذلك؟ قال: كان لا يعاظل بين القول، ولا يتبع حوشي الكلام، ولا يمدح الرجل إلا بما هو فيه، وهو القائل:
إذا ابتدرت قيس بن غيلان غاية ... من المجد من يسبق إليها يسود
سبقت إليها كل طاق مبرز ... سبوق إلى الغايات غير مخلد
ويروى غير مبلد، والمخلد في هذا الموضوع المبطئ(1/328)
__________
فلو كان حمد يخلد الناس لم تمت ... ولكن حمد المرء ليس بمخلد
وكان قدامة بن موسى عالما بالشعر، وكان يقدم زهيرا ويستجيد قوله:
قد جعل المبتغون الخير في هرم ... والسائلون إلى أبوابه طرقا
من يلق يوما على علاته هرما ... يلقى السماحة فيه والندى خلقا
قال عكرمة بن جرير: قلت لأبي من أشعر؟ قال: أجاهلية أم إسلامية؟ قلت:
جاهلية، قال: زهير، قلت: فالإسلام؟ قال: الفرزدق، قلت: فالأخطل؟ قال:
الأخطل يجيد نعت الملوك، ويصيب صفة الخمر، قلت له: فأنت؟ قال: أنا نحرت الشعر نحرا.
قال عبد الملك لقوم من الشعراء: أي بيت أمدح؟ فاتفقوا على بيت زهير:
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
قيل لخلف الأحمر: زهير أشعر أم ابنه كعب؟ قال: لولا أبيات لزهير أكبرها الناس لقلت: إن كعبا أشعر منه، يريد قوله:
لمن الديار بقنة الحجر ... أقوين من حجج ومن دهر
وأنت أشجع من أسامة إذ ... دعى النزال ولج في الذعر
وأنت تفري ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفري
لو كنت من شيء سوى بشر ... كنت المنور ليلة البدر
وكان زهير يتأله ويتعفف في شعره، ويدل شعره على إيمان بالبعث، وذلك قوله: يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم
وقال بعض الرواة: إن زهيرا نظر في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري، ما زاد على ما قال:
فإن الحق مقطعه ثلاث ... يمين أو نفار أو جلاء
يعني يمينا، أو منافرة إلى حاكم يقطع بالبينات أو جلاء وهو بيان وبرهان يجلو به الحق وتتضح الدعوى.(1/329)
73 - نابغة بني ذبيان (1): أبو أمامة، وأبو عقرب.
__________
وما يتمثل به من شعره:
وهل بنبت الخطى إلا وشيجة ... وتغرس إلا في معادنها النخل
ويستحسن قوله:
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
(1) هو زياد بن معاوية، ويكنى أبا أمامة، ويقال: أبا تمامة، ويكنى أيضا:
أبو عقرب.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 20): أهل الحجاز يفضلون النابغة، وزهيرا. وقال شعيب بن صخر: سمعت عيسى بن عمر وينشد عامر بن عبد الملك المسمعي شعر النابغة، فقلت: يا أبا عبد الله، هذا والله الشعر، لا قول الأعشى:
لسنا نقاتل بالعصى ... ولا نرامي بالحجار
وقال: كان النابغة أحسن الناس ديباجة شعر، وأكثرهم رونق كلام، وأجز لهم بيتا كأن شعره كلاما ليس فيه تكلف، ونبغ بالشعر بعد ما احتنك وهلك قبل أن يهتز.
قال: وكان يقول في شعره فعيب ذلك عليه، وأسمعوه في غناء:
من آل مية رائح أو مغتدي ... عجلان ذا زاد وغير مزود
زعم البوارح أن رحلتنا غدا ... وبذلك خبرنا الغداف الأسود
ففطن ولم يعد.
قال الشعبي: دخلت على عبد الملك وعنده رجل ما أعرفه، فالتفت إليه عبد الملك، فقال: من أشعر الناس؟ قال: أنا، فأظلم ما بيني وبينه، فقلت:
من هذا يا أمير المؤمنين؟ فعجب عبد الملك من عجلتي، فقال: هذا الأخطل، فقلت: أشعر منه الذي يقول:(1/330)
__________
هذا غلام حسن وجهه ... مستقبل الخير سريع التمام
للحارث الأكبر والحارث الأص ... غر والأعرج خير الأنام
ثم لهند ولهند وقد ... ينجح في الروضات ماء الغمام
ستة آباؤهم ما هم ... هم خير من يشرب صفو المدام
فقال الأخطل: صدق يا أمير المؤمنين النابغة أشعر مني، فقال لي عبد الملك: ما تقول في النابغة؟ قلت: قد فضله عمر بن الخطاب على الشعراء غير مرة خرج وببابه وفد غطفان، فقال: أي شعرائكم الذي يقول:
أتيتك عاريا خلقا ثيابي ... على خوف تظن بي الظنون
فألفيت الأمانة لم تخنها ... كذلك كان نح لا يخون
قالوا: النابغة. قال: فأي شعرائكم الذي يقول:
فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
ويروى وازع، قالوا: النابغة، قال: هذا أشعر شعرائكم.
قال حسان: وفدت على النعمان بن المنذر فمدحته فأجازني وأكرمني، فإني لجالس عنده ذات يوم إذ صوت من خلف قبة يقول:
أنام أم يسمع ربي القبة ... يا واهب الناس لعنس صلبه
ضرابة بالمشفر الأذبة ... ذات نجاء في بديها جذبه
قال أبو ثمامة، فدخل، فأنشده قصيدته التي على الياء، والتي على العين، وكان يوم ترد فيه النعم السود، ولم يكن بأرض العرب بعير أسود إلّا له فأمر له منها بمائة بعير معها رعاتها ومظالها وكلابها، فلم أدر على ما أحسده على جودة شعره أم على جزيل عطيته أو عبيده.
عن الوليد بن روح قال: مكث النابغة زمانا لا يقول الشعر، فأمر بغسل ثيابه وعصب حاجبيه على عينيه، فلما نظر إلى الناس قال:
المرء يأمل أن يعي ... ش وطول عيش ما يضره(1/331)
74 - أوس بن حجر (1): أبو شريح.
__________
تفنى بشاشته ويس ... قى بعد حلو العيش مره
وتخونه الأيام ح ... تي لا يرى شيئا يسره
كم شامت بي أن هلك ... ت وقائل لله دره
ومما يتمثل به من شعره:
نبئت أن أبا قابوس أو عدني ... ولا قرار على زأر من الأسد
تمثل به الحجاج بن يوسف حين سخط عليه عبد الملك بن مروان، وقوله:
فلو كفى اليمين بغتك خونا ... لأفردت اليمين من الشمال
وكانت العرب تضرب أمثالا على ألسنة الهوام قال المفضل الضبي: يقول امتنعت بلدة على أهلها بسبب حية غلبت عليها، فخرج أخوان يريدانها، فوثبت على أحدهما فقتلته، فتمكن لها أخوه في السلاح فقالت: هل لك أن تؤمنني فأعطيك كل يوم دينارا؟ فأجابها إلى ذلك، حتى أثرى ثم ذكر أخاه، وقال: كيف يهنئني العيش بعد أخي، فأخذ فأسا، وسار إلى جحرها فتمكن لها فلما خرجت ضربها على رأسها فأثر فيه ولما يمعن ثم طلب الدينار حين فاته قتلها، فقالت: إنه ما دام هذا القبر بفنائي وهذه الضربة برأسي فلست أمنك على نفسي، فقال النابغة في ذلك:
تذكراني يجعل الله فرصة ... فيصح ذا مال ويقتل وانزه
فلما وقيها الله ضربة فأسه ... وللبر عين لا تغمض ناظره
فقالت: معاذ الله أعطيك إنني ... رأيتك غدارا يمنك فاجره
أبي لي قبر لا يزال مقابلي ... وضربت فأس فوق رأسي فاقره
(1) هو: أوس بن حجر بن عتاب، أبو شريح.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 25): قال أبو عمرو بن العلاء: كان أوس فحل مضر حتى نشأ النابغة وزهير فأخملاه.(1/332)
75 - طرفة بن العبد (1): أبو إسحاق.
__________
وقيل لعمرو بن معاذ، وكان بصيرا بالشعر: من أشعر الناس؟ فقال: أوس، قيل: ثم من؟ قال: أبو ذؤيب.
وكان عاقلا في شعره كثير الوصف لمكارم الأخلاق، وهو من أوصفهم للخمر والسلاح ولا سيما للقوس، وسبق إلى دقيق المعاني، وإلى أمثال كثيرة، وهو القائل:
وجاءت سليم قضها وقضيضها ... بأكثر ما كانوا عديدا وأوكعوا
أوكعوا: اشتدوا يقال: استوكعت المعده وأوكعت إذا اشتدت، وفي أمثال العرب: اسمحت قرونته، أي سمحت نفسه، قال أوس:
فلاقي امرأ من ميدعان وأسمحت ... قرونته باليأس منها فعجلا
وقال أوس:
تركت الخبيث لم أشارك ولم أدق ... ولكن أعف الله مالي وطعمي
فقومي وأعدائي يظنون أنني ... متى يحدثوا أمثالها أتكلم
لم أدق: لم أدن يظنون: يوقنون، وليس من ظن الشك. قال الله عز وجل: {وَظَنُّوا أَنْ لََا مَلْجَأَ مِنَ اللََّهِ إِلََّا إِلَيْهِ} أي أيقنوا.
(1) هو: طرفة بن العبد بن سفيان أبو إسحاق.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 26): هو أجودهم طويله، وهو القائل: لخولة إطلالة ببرقة تهمد
وله بعدها شعر حسن، وليس عند الرواه من شعره وشعر عبيد إلا القليل وكان حسب من قومه جريئا على هجائهم، وهجاء غيرهم، وكانت أخته عند عبد عمرو بن بشر بن مرثد، وكان عبد عمرو سيد أهل زمانه، فشكت أخت طرفة شيئا من أمر زوجها إليه فقال:
ولا عيب فيه غير أن له غنى ... وإن له كشحا إذا قام أهضما(1/333)
76 - لبيد بن ربيعة (1): أبو عقيل.
__________
وأن نساء الحي يعكفن حوله ... يلقن عسيب من سرارة ملهما
فبلغ عمرو بن هند الشعر، فخرج يتصيد ومعه عبد عمرو، فأصاب حمارا فعقره، وقال لعبد عمرو انزل إليه فأعياه فضحك عمرو بن هند، وقال لقد أبصرك طرفة حين قال:
ولا عيب فيه غير أن له غنى ... وإن له كشحا إذا قام أهضما
وكان عمرو بن هند شريرا، وكان طرفة قال له قبل ذلك:
فليت لنا مكان الملك عمرو ... رغوثا حول قبتنا تخور
فقال عبد عمرو: أبيت اللعن الذي قال فيك أشد مما قال فيّ، قال: وقد بلغ من أمره هذا؟ قال: نعم، فأرسل إليه وكتب له إلى عامله على البحرين فقتله ويقال: إن الذي قتله المعلى بن حنش العبدي، والذي تولى قتله بيده معاوية بن مرة الأيفلي حي من طسم وجديس. ومن جيد شعره قوله:
أرى قبر نحام يخيل بماله ... كقبر غوى في البطالة مفسد
أرى الموت يعتام الكريم ويصطفي ... عقيلة مال الفاحش المتشدد
أرى الدهر كنزا ناقصا كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفد
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطول المرخى وثنياه في اليد
(1) هو: لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب أبو عقيل: العامري.
الشاعر.
قال قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 50): كان يقال لأبيه ربيعة المقترين، وقتله بنو أسد في حرب، ويقال: قتله منقذ بن طريف الأسدي، ويقال:
قتله صامت بن الأفقم من بني الصيداء، ويقال: ضربه خالد بن نضلة وتمم عليه هذا، وأدرك بثأره ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب أخوه، وذلك أنه قتل قاتله.(1/334)
__________
ويكنى لبيد أبا عقيل، وكان من شعراء الجاهلية وفرسانهم. وكان الحارث ابن أبي شمر الغساني وهو الأعرج وجه إلى المنذر بن ماء السماء مائة فارس.
وأمّره عليهم فساروا إلى عسكر المنذر، وأظهروا أنهم أتوه داخلين عليه في طاعته، فلما تمكنوا منه قتلوه وركبوا خيلهم، فقتل أكثرهم. ونجا لبيد، فأتى ملك غسان، فأخبره، فحمل الغسانيون على عسكر المنذر، فهزموهم، فهو يوم حليمة، وحليمة بنت ملك غسان، وكانت طيبت هؤلاء الفتيان، وألبستهم الأكفان، وبرنس الأضريج.
وأدرك لبيد الإسلام، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني كلاب فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم، وقدم لبيد الكوفة بعد ذلك فأقام بها إلى أن مات فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب.
ويقال: إن وفاته كانت في أول خلافة معاوية ومات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة، ولم يقل شعرا في الإسلام إلا بيتا واحدا قال أبو اليقظان: وهو قوله: الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى كساني من الإسلام سربالا
وقال غيره: بل هو قوله:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح
وقال له عمر بن الخطاب أنشدني من شعرك، فقرأ سورة البقرة، وقال: ما كنت لأقول شعرا بعد إذ علمني الله سورة البقرة، فزاد عمر في عطائه خمسمائة درهم وكان ألفين، فلما كان في زمن معاوية، قال له: هذان الفودان فما بال العلاوة يعني بالفودين الألفين، بالعلاوة الخمسمائة، قال:
أموت الآن وتبقى العلاوة، والفودان فرق له معاوية وترك له عطاءه على حاله، فمات بعد ذلك بيسير، وكان لبيد آلى في الجاهلية أن يطعم كلما هبت الصبا وألزم ذلك في نفسه في الإسلام، فخطب الوليد بن عقبة الناس بالكوفة، فقال: إن أخاكم لبيدا كان آلى على نفسه في الجاهلية أن لا تهب(1/335)
__________
الصبا إلا أطعم وألزم نفسه ذلك في الإسلام وهذا اليوم من أيامه فأعينوه فأنا أول من يعينه، ثم نزل فبعث إليه بمائة بكرة وكتب إليه:
أرى الجزار يشحذ شفرتيه ... إذا هبت رياح أبي عقيل
أغر الوجه أبيض عامري ... طويل الباع كالسيف الصقيل
وفي ابن الجعفري بحلفتيه ... على العلات والمال الجزيل
نجر القوم إذ سحبت عليه ... ذيول صبا تجاوب بالأصيل
فلما أتاه الشعر قال لابنته أجيبيه فقد أراني ولا أعيا بجواب شاعر، فقالت:
إذا هبت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبتها الوليدا
أغر الوجه أبيض عبشمي ... أعان على مروءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأن ركبا ... عليها من بني حام قعودا
أبا وهب جزاك الله خيرا ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
معد إن الكريم له معاد ... وظني يا ابن أروى أن تعودا
فقال أحسنت لولا أنك أستطعمتيه، قالت: إنه ملك، وليس بسوقة، ولا بأس باستطعام الملوك.
وملاعب الأسنة هو عم لبيد وهو عامر بن مالك، وسمي ملاعب الأسنة بقول أوس بن حجر فيه:
ولاعب أطراف الأسنة عامر ... فراح له حظ الكتيبة أجمع
وكان ملاعب الأسنة أخذ أربعين مرباعا في الجاهلية، وأربد بن قيس الذي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل هو أخو لبيد لأمه، وكان أتى النبي صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل فدعا الله عليه فأصابته صاعقة فأحرقته، ويقال فيه نزلت: {وَيُرْسِلُ الصَّوََاعِقَ. فَيُصِيبُ بِهََا مَنْ يَشََاءُ}، وفيه يقول لبيد:
أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السماك والأسد(1/336)
77 - عبيد بن الأبرص (1): أبو زياد.
__________
فجعني الرعد والصواعق بال ... فارس عند الكريهة النجد
(1) هو عبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر بن هرّ بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد ويقال: عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم أبو زياد الأسدي. ذكره ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = (ص 192) في ذكره لبني ثعلبة ابن دودان بن أسد، فقال: ومنهم الشاعر عبيد بن الأبرص فذكر نسبه على النسق الأول.
وذكره البلاذري في = أنساب الأشراف = (1/ 84) في ذكر لخبر عبد المطلب، فقال: وسمعت من يحدث عن مصعب بن عبد الله: أن عبيد بن الأبرص كان ترب عبد المطلب، وبلغ عبيد بن الأبرص مائة وعشرين سنة، وبقي عبد المطلب بعده عشرين سنة أو أكثر.
وذكره ابن حبيب أيضا في = المحبر = في باب من حرم في الجاهلية الخمر والسكر والأزلام (ص: 238): فقال: وعبيد بن الأبرص الأسدي.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 47) بعد أن ذكر نسبه على النسق الثاني: وكان جاهليا قديما من المعمرين، وشهد مقتل حجر أبي امرئ القيس وهو القائل في ذلك:
يا ذا المخوفنا بقتل أبيه ... إذلالا وحينا
أزعمت أنك قد قتلت ... سراتنا كذبا ومينا
هلا على حجر بن أم ... قطام تبكي لا علينا
أنا إذا عض الثقا ... ف برأس صعدتنا لوينا
نحمي حقيقتنا وبع ... ض القوم يسقط بين بينا
هلا سألت جموع كن ... دة يوم ولوا أين اينا
أيام نضرب هامهم ... ببواتر حتى انحنينا(1/337)
__________
وقتله النعمان في يوم بؤسه. يقال إنه لقيه يومئذ وله أكثر من ثلثمائة سنة فلما رآه النعمان قال: هلا كان هذا لغيرك يا عبيد أنشدني فربما أعجبني شعرك قال: حال الجريض دون القريض، قال أنشدني:
أقفر من أهله ملحوب
فأنشده: أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يعيد
فسأل أيّ قتلة تختار، قال: اسقني الخمر حتى إذا ثملت افصدني الأكحل ففعل ذلك به ولطخ بدمه الغريين، وكان بناهما على نديمين له هما: خالد ابن ثعلبة الفقعسي، وعمرو بن مسعود، وهذه القصيدة أجود شعره وهي إحدى السبع وفيها يقول:
وكل ذي نعمة مخلوسها ... وكل ذي أمل مكذوبه
وكل ذي إبل موروثها ... وكل ذي سلب مسلوب
وكل ذي غيبة له إياب ... وغائب الموت لا يؤوب
أفلح بما شئت فقد يد ... رك بالضعف وقد يخدع الأريب
من يسئل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب
والله ليس له شريك ... علام ما أخفت القلوب
لا يعظ الناس من لم يعظ الده ... ر ولا ينفع التلبيب
والمرء ما عاش في تكذيب ... طول الحياة له تعذيب
سأعف بأرض إذا كنت بها ... ولا تقل إنني غريب
قد يوصل النازح النائي وقد ... يقطع ذو السهمه القريب
أعاقر مثل ذات ولد ... أم غانم مثل من يخيب
ومما يتماثل به من شعره قوله:
لا أعرفنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي(1/338)
78 - أعشى بني قيس بن ثعلبة (1): أبو بصير.
__________
(1) هو: ميمون بن قيس بن جندل بن شراحبيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة
وقيل أيضا: ميمون بن قيس بن شراحبيل بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
ذكره ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = (ص: 319): في ذكره لبني قيس ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، فقال: واسم الأعشى ميمون بن فذكر نسبه على النسق الأول والثاني الذي أسلفت ذكرهما من قبل.
وذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 44): من بني ضبيعة وكان أعمى، ويكنى أبا بصير، وكان أبوه قيس يدعى قتيل الجوع، وذلك أنه كان في جبل فدخل غارا فوقعت صخرة من الجبل فسدت فم الغار، فمات فيه جوعا، وكان جاهليا قديما، وأدرك الإسلام في آخر عمره، ورحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية فسأله أبو سفيان بن حرب عن وجهه الذي يريد، فقال: أريد محمدا، قال: إنه يحرم عليك الخمر، والزنا، والقمار.
قال: أما الزنا فقد تركني ولم أتركه، وأما الخمر فقد قضيت منها وطرا، وأما القمار فلعلي أصيب منه عوضا.
قال له: فهل لك إلى خير؟ قال: وما هو؟ قال: بيننا وبينه هدنة فترجع عامك هذا وتأخذ مائة ناقة حمراء فإن ظفر بعد ذلك أتيته، وإن ظفرنا كنت قد أصبت من رحلتك عوضا، فقال: لا أبالي.
فأخذه أبو سفيان إلى منزله، وجمع عليه أصحابه، وقال: يا معاشر قريش، هذا أعشى قيس ولئن وصل إلى محمد ليضرين عليكم العرب قاطبة، فجمعوا مائة ناقة حمراء، فانصرف، فلما صار بناحية اليمامة ألقاه بعيره فقتله، وكان الأعشى يفد على ملوك فارس، ولذلك كثرت الفارسية في شعره.
وسمعه كسرى يوما يتغنى بقوله:(1/339)
79 - الحطيئة (1): أبو مليكة.
__________
أرقت وما هذا السهاد المؤرق ... وما بي من سقم وما بي معشق
فقال: ما يقول هذا العربي؟ قالوا: يتغنى بالعربية، قال: فسروا قوله، قالوا:
زعم أنه سهر من غير مرض ولا عشق، قال: فهذا إذا لص.
وكان يفد على ملوك الحيرة، ويمدح الأسود بن منذر أخا النعمان.
قال أبو عبيدة أسر رجل من كلب الأعشى فكتم نفسه. وحضر عند الكلبي شرب فيهم شريح بن عمرو الكلبي، فعرف الأعشى، فقال للكلبي:
ما ترجو بهذا الشيخ ولا فدا له فهبه لي، فوهبه له، فأخذه شريح، فأطعمه وسقاه فلما أخذ منه الشراب سمعه يترنم بهجاء الكلبي فأراد استرجاعه، فقال الأعشى:
شريح لا تتركني بعد ما علقت ... كفى حبالك بعد القدّ أظفاري
كن كالسموأل إذا طاف الهمام به ... في جحفل كسواد الليل جوّار
الأبيات يذكره وفاء السموأل بن عاديا حين أودعه امرؤ القيس أدراعه وكراعه.
قال أبو عبيدة الأعشى هو رابع الشعراء المعدودين وهو يقدم على طرفة وكان أكثر عدد طوال جياد وأوصف للخمر والحمر، وأمدح وأهجى، وأما طرفة فإنما يوضع مع الحارث بن حلزة وعمرو بن كلثوم وسويد بن أبي كاهل في الإسلام.
(1) هو: جرول بن أوس. أبو مليكة المعروف بالحطيئة.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 64): من بني قطيعة بن عبس.
ولقب بالحطيئة لقصره، وقربه من الأرض، ويكنى أبا مليكة. وكان راوية زهير، وكان جاهليا إسلاميا ولا أراه أسلم إلا بعد وفاة رسول الله صلى(1/340)
__________
الله عليه وسلم لأني لم أجد له ذكرا فيمن وفد عليه من وفود العرب، غير أني وجدته في خلافة أبي بكر يقول:
أطعنا رسول الله إذ كان حاضرا ... فيا لهفتي ما بال دين أبي بكر
أيورثها بكرا إذا مات بعده ... فتلك وبيت الله قاصمة الظهر
ومن المشهور عنه أنه قيل له حين حضرته الوفاة: أوص يا أبا مليكة، فقال:
مالي للذكور من ولدي دون الإناث، قالوا: فإن الله لم يأمر بذلك، قال:
فإني آمر به، قيل له: قل لا إله إلا الله، قال: ويل للشعر من رواية السوء، قيل له: ألا توصي بشيء للمساكين؟ قال: أوصيهم بالمسألة ما عاشوا فإنها تجارة لن تبور، قيل: أعتق عبدك يسارا، قال: هو مملوك ما بقي عبس، قيل:
فلان اليتيم ما توصي له بشيء؟ قال: أوصيكم أن تأخذوا ماله، وتنكحوا أمه، قيل: ليس إلا هذا؟ قال: احملوني على حمار فإنه لم يمت عليه كريم لعلي أنجو، ثم قال:
لكل جديد لذة غير أنني ... وجدت جديد الموت غير لذيذ
له خبطة في الحلق ليس بسكر ... ولا طعم راح يشتهي ونبيذ
ومات مكانه. قلت: لئن كان هذا خبر صحيح لهو من شر خلق الله وأبخلهم وقد استبدلت كلمة تنكحوا أمه بكلمة قبيحة ذكرها.
ثم إن ابن قتيبة: وكان هجا أمه، وأباه، ونفسه وعمه، وخاله، فقال: قلت:
تركت هجاءه في أمه، وأبيه وعمه وخاله وذكرت هجاءه نفسه فكفى به شتما لنفسه إذ يقول لها:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بشر فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه ... فقبح من وجه وقبح حامله
ودخل على عتيبة بن النهاس العجلي فسأله فقال ما أنا في عمل فأعطيك من مدده وما في مالي فضل عن قومي، فلما خرج قال له رجل من قومه أتعرفه؟(1/341)
80 - مهلهل بن ربيعة (1): أبو ربيعة.
__________
قال: لا قال: هذا الحطيئة، فأمر برده، فلما رجع قال: إنك لم تسلم تسليم الإسلام ولا استأنست استئناس الجار ولا رحبت ترحيب ابن العم، قال: هو ذلك، قال: اجلس فلك عندنا ما تحب، فجلس، فقال: من أشعر الناس؟ قال الذي يقول:
ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفره ومن لا يتقي الشتم يشتم
قال: ثم من؟ قال: الذي يقول:
ومن يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب
قال: ثم من؟ قال: أنا، فقال عتيبة لغلامه: اذهب به إلى السوق فلا يشيرن إلى شيء إلا اشتريته له فانطلق به الغلام فجعل يعرض عليه الحبرة واليمنه وبياض مصر وهو يشير إلى الكرابيس والأكيسه الغلاظ، فاشترى به بمائتي درهم وأوقر راحلته برا وتمرا، فقال له الغلام: هل من حاجة غير هذا؟ قال:
لا حسبي، قال: إنه قد أمرني ألا أجعل لك علة فيما يريد، قال: حسبك لا حاجة بي أن تكون لهذا يد على قومي أعظم من هذه، ثم ذهب فقال:
سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلا ... فسيان لاذم عليك ولا حمد
وأنت امرؤ لا الجود منك سجية ... فتعطي وقد يعدو على النائل الوجد
(1) هو: مهلهل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب أبو ربيعة. التغلبي. واسمه عدي. ولقبه: مهلهل.
قال ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = بعد أن ذكر نسبه (ص: 305): في بني جشم بن بكر بن حبيب: ولا نعلم لمهلهل ولدا ذكرا، ولا عقب له إلا من قبل ابنته ليلى، وهي أم عمرو بن كلثوم قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 85): هو عدي بن ربيعة، أخو كليب وائل الذي هاج بمقتله حرب بكر وتغلب وسمي مهلهلا لأنه هلهل الشعر، أي أرقه. ويقال:(1/342)
__________
أنه أول من قصد القصيدة.
قال الفرزدق: ومهلهل الشعراء ذاك الأوّل
وهو خال امرئ القيس، وأحد الكذبة بقوله:
ولولا الريح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع بالذكور
وأحد البغاة لقوله:
قل لبني حصن يردونه ... أو يصبروا للصيلم الخنفقيق
أمرهم أن يردوا كليبا وقد مات، وأعلمهم أنه لا يرضى بشيء دون رده، وكان مهلهل القائم بالحرب ورأس تغلب، وأسره الحارث بن عباد، وهو لا يعرفه، فقال: تدلني على عدي، وأنت آمن، قال: إن دللتك عليه فإنا آمن ولي ذمتي؟ قال: نعم. فأنا عدي، فجز ناصيته وأطلقه وقال:
لهف نفسي على عدي ولم ... أعرف عديا إذ أمكنتني اليدان
طل من طل في الحروب ولم ... يهلك قتيل أبابه بن أبان
وخرج مهلهل فلحق باليمن فنزل في جنب حي من اليمن فخطب إليه بعضهم ابنته، فقال: إني طريد غريب فيكم ومتى زوجتكم قال الناس اقتسروه فأكرهوا حتى زوجها وكانت مهور نسائهم الأدم فقال:
أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب وكان الحباء من أدم
لو بأبانين جاء يخطبها ... زمّل ما أنف خاطب بدم
ثم انحدر فلقيه عوف بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وهو أبو أسماء صاحبه المرقش الأكبر فأسره فمات في أسره.
وكانت أيام بكر وتغلب خمسة أيام مشاهير، أولها: يوم عنيزة تكافؤا فيه.
والثاني: واردات وكان لتغلب على بكر.
والثالث: يوم الحنو وكان لبكر على تغلب.
والرابع: القصيبات، وكان لتغلب على بكر، وقتلوهم قتلا ذريعا.(1/343)
81 - الأسود بن يعفر (1): أبو نهشل.
82 - عمرو بن معدي كرب (2): أبو ثور.
__________
والخامس: يوم قضة وهو آخر أيامهم وكان لبكر وفيه أسر مهلهل بن ربيعة.
(1) قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 43): هو من بني حارثة بن سلمى ابن جندل ويكنى أبا الجراح وكان أعمى، ولذلك قال:
ومن الحوادث لا أبا لك إنني ... ضربت على الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لموضع تلعة ... بين العذيب وبين أرض مراد
وفيها يقول:
ماذا أؤمل بعد آل محرّق ... توكوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخوزنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من أطواد
أرض تخيرها لطيب مقيلها ... كعب بن مأمة وابن أم دؤاد
جرت الرياح على محل ديارهم ... فكأنما كانوا على ميعاد
فارى النعيم وكل ما يلهي به ... يوم يصير بلى ونفاد
(2) هو: عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن زبيد بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج. أبو ثور المذحجي.
ذكره ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = (ص: 411): في ذكره أولاد زبيد بن صعب بن سعد العشيرة فقال: ومنهم: عمرو بن معد يكرب بن
فساق نسبه على ما أسلفت، ثم قال: وأخته ريحانة أم دريد وعبد الله ابني الصمة الجشميين.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 82): هو من مذحج، ويكنى أبا ثور، وهو ابن خالة الزبرقان بن بدر التميمي، وأخته ريحانة امرأة الصمّة(1/344)
__________
ابن الحارث، ولدت له دريدا وعبد الله بن الصمة، وكان عمرو من فرسان العرب والمشهورين في الجاهلية وأدرك الإسلام، وأسلم وشهد القادسية وسأله وعمر بن الخطاب عن الحرب، فقال: مرة المذاق إذا كشفت عن ساق من صبر فيها عرف ومن ضعف فيها تلف، وهي كما قال الشاعر:
الحرب أول ما تكون فتية ... تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا استعرت وشب ضرامها ... عادت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء جرت رأسها وتنكرت ... مكروهة للشم والتقبيل
وسأله عن السلاح فقال: ما تقول في الرمح؟ فقال: أخوك وربما خانك.
قال: فالنبل؟ قال: منايا تخطىء وتصيب.
قال: فالدرع؟ قال: مشغلة للفارس متعبة للراجل، وإنما لحصن حصين.
قال: فالترس؟ قال: هو المجن وعليه تدور الدوائر.
قال: فالسيف؟ قال: عندها قارعتك أمك عن الثكل.
قال: بل أمك، قال: نعم والحمى أصرعتني.
وشهد نهاوند مع النعمان بن مقرون، وبها قتل مع النعمان وطليحة بن يخلد فقبورهم هناك بموضع يقال له الاسفيذهاني، وعمرو أحد من يصدق عن نفسه في الحرب قال:
ولقد أجمع رجلي خيفة ... حذر الموت وإني لغرور
ولقد أعطفها كارهة ... حين للنفس من الموت هرير
كل ما ذلك مني خلق ... وبكل أنا بالروع جدير
ومن جيد شعره:
أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحاب هجوع
أشاب الرأس أياما طوال ... وهم ما تضمنه الضلوع
وسوق كتيبة دلفت لأخرى ... كان زهاءها رأس صليع(1/345)
83 - عدي بن زيد العبادي (1): أبو عمير.
84 - بشر بن أبي خازم (2): أبو عمرو.
__________
إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
وصله بالزماع فكل أمر ... سمالك أو سموت له ولوع
(1) هو: عدي بن زيد بن حماد بن أيوب بن زيد مناة. أبو عمير. العبادي.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 34): من تميم، وكان يسكن بالحيرة، ويدخل الأرياف فثقل لسانه، واحتمل عنه شيء كثير جدا، وعلماؤنا لا يرون شعره حجة وله أربع قصائد غرر إحداهن:
رواح من بثينة أم بكور ... غدا فانظر لأيهما تصير
الأبيات، والثانية:
أتعرف رسم الدار من أم معبد ... نعم فرماك الشوق قبل التجلد
الأبيات، والثالثة:
لم أر مثل الفتيان في غبن إلا ... يام ينسون ما عواقبها
والرابعة: طال ليلي أراقب التنويرا ... أرقب الليل بالصباح بصيرا
(2) هو بشر بن أبي خازم بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد أبو عمرو، الأسدي. ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 194) بعد أن ذكر نسبه السابق: الأسدي الشاعر.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 49): هو من بني أسد، جاهلي قديم، وشهد حرب أسد وطيء وشهد هو وابنه نوفل الحلف بينهما. قال أبو عمرو بن العلاء: فحلان من فحول الجاهلية كانا يقويان: بشر بن أبي حازم، والنابغة الذبياني فأما النابغة فدخل يثرب فغنى بشعره فلم يعد.
وأما بشر بن أبي حازم فقال له أخوه سوادة: إنك لتقوى، قال: وما الأقواء؟
قال قولك: ألم تر أن طول الدهر يسلي ... وينسي مثل ما نسيت حذام(1/346)
85 - سلامة بن جندل (1): أبو مالك.
__________
ثم قلت: وكانوا قومنا فبغوا علينا ... فسقناهم إلى البلد الشآم
ثم يعد للاقوياء، ويعاب من قوله:
على كل ذي معية سابح ... يقطع ذو أبهريه الحزاما
الأبهر: عرق مكتنف الصلب. وأراد بقوله: ذو أبهريه جنبيه فجعل الأبهر اثنين وهو واحد، وكان الصواب أن يقول: ذو أبهره.
والمعنى أنه إذا انحط انقطع حزامه لانتفاخ جنبيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري».
وكان بشر في أول أمره يهجو أوس بن حارثة بن لام الطائي، فأسرته بنو نبهان من طيء فركب إليهم أوس فاستوهبه منهم وأراد إحراقه، فقالت له سعدى قبح الله رأيك أكرم الرجل وأحسن إليه فإنه لا يمحو ما قال غير لسانه ففعل، فجعل بشر مكان كل قصيدة هجاء قصيدة مدح.
(1) هو: سلامة بن جندل بن عبد عمرو بن عبيد أبو مالك الشاعر الحكيم.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 217): وذكر نسبه كما أسلفت في ذكره لبني عبد عمرو بن عبدي أخي منقر.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 50): هو من بني عامر بن عبيد بن الحارث بن زيد مناة بن تميم. جاهلي قديم، وهو من فرسان تميم المعدودين.
وأخوه أحمر بن جندل من الشعراء والفرسان، وكان عمرو بن كلثوم أغار على حيّ من بني سعد بن زيد مناة فأصاب فيهم وكان فيمن أصاب الأحمر ابن جندل.
وكان سلامة أحد نعات الخيل وأجود شعر قصيدته التي أولها:
أودى الشباب حميدا ذو التعاجيب ... أودى وذلك شأو غير مطلوب
أودى الشباب الذي مجد عواقبه ... فيه تلذ ولا لذات للشيب
ولّي حثيثا وهذا الشيب يطلبه ... لو كان يدركه ركض اليعاقيب(1/347)
86 - عمرو بن شأس (1): أبو عرار.
__________
(1) هو: عمرو بن شأس بن أبي بلى (عبيد) بن ثعلبة بن رويبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد. أبو عرار. الأسدي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 193) في ذكره لبني ثعلبة بن دودان بن أسد، فقال: ومنهم: عمرو بن شأس فذكر نسبه كما أسلفت، ثم قال: له صحبة، وابنه عرار بن عمرو، وكان سيدا أسود اللون.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 98): هو: أبو عرار وفي عرار يقول عمرو لأمرأته:
أرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرار لعمري بالهوان فقد ظلم
فإن كنت مني أو تريدين صحبتي ... فكوني له كالسمن رببه الأدم
وإلا فبيني مثل ما بان راكب ... تيمم قصدا ليس في سيره أمم
وإن عرارا إن يكن ذا سكيمة ... تقاسينها منه فما أملك الشيم
وإن عرارا إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم
ووفد على عبد الملك وفد أهل الكوفة فرأى فيهم رجلا طوالا أدلم (أسود) فأعجبه، فلما ولى تمثل عبد الملك بقول عمرو بن شأس:
وإن عرارا إن يكن غير واضح
فالتفت الأدلم إلى عبد الملك ضاحكا فقال: مم تضحك قال: أنا عرار يا أمير المؤمنين، فأجلسه وحدثه إلى أن خرج.
ومما سبق إليه عمرو فأخذ عنه قوله:
وأسيافنا آثارها كأنها ... مشافر قرح في مباركها هدل
وقال الكميت:
تشبه في الهام آثارها مشا ... فير قرحى أكلن البريرا
البرير: نبت تأكله الإبل وهو ثمر الأراك.
وقال: أبو النجم: تحكي الفصيل الهادل المقروحا(1/348)
87 - حاتم بن عبد الله الطائي (1): أبو عدي، وأبو سفانة.
__________
الهادل: الذي قد أرخى شفتيه.
(1) هو: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج أبو عدي، وأبو سفانة. الطائي.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 39): أمه عتبة بنت عفيف من طيئ وكان جوادا شاعرا وكان حيث ما نزل عرف منزله. وكان ظفرا إذا قاتل غلب، وإذا غنم انهب وإذا سئل وهب، وإذ ضرب بالقداح سبق، وإذا أسر أطلق.
ومرّ في سفر له على عنزة وفيهم أسير فاستغاث به ولم يحضره فكاكه، فساوم به العنزيين واشتراه وأقام مكانه في القيد حتى أدّى فداءه.
وقسم ماله بضع عشر مرة.
قال أبو عبيد: أجواد العرب ثلاثة: كعب بن مامة، وحاتم طيئ، وكلاهما ضرب به المثل، وهرم بن سنان صاحب زهير.
وكان لحاتم قدور عظام بفنائه على الأثافي لا تنزل عنها، فإذا أهلّ رجب نحر كل يوم وأطعم، وكان أبوه جعله في إبل له وهو غلام فمرّ عبيد بن الأبرص وبشر بن حازم، والنابغة الذبياني، يريدون النعمان، فنحر لكل رجل منهم بعيرا وهؤلاء يعرفهم ثم سألهم عن أسمائهم، فتسموا له ففرق فيهم الإبل وجاء إلى أبيه، وقال: يا أبت طوقتك مجد الدهر طوق الحمامة وحدثه بما صنع، فقال أبوه إذا لا أساكنك، قال: إذا لا أبالي فاعتزلهم.
وكانت أمه عتبة لا تليف شيئا سخاء وجودا وكان إخوتها يمنعونها من ذلك وتأبى عليهم، وكانت موسرة فحبسوها في بيت سنة يرزقونها فيه شيئا معلوما لعلها تكف عما هي عليه إذا ذاقت طعم البؤس، وعرفت فضل الغنى، ثم أخرجوها ودفعوا إليها صرمة من مالها، فأتتها امرأة من هوازن فسألتها فقالت لها: دونك الصرمة، فقد والله مسني من الجوع ما آليت معه(1/349)
__________
أن لا أمنع سائلا شيئا فقالت:
لعمري لقد ما عضني الجوع عضة ... فآليت أن لا أمنع الدهر جائعا
فقولا لهذا اللائم الآن اعفني ... فإن أنت تفعل فعض الأصابعا
فهل ما ترون اليوم إلا طبيعة ... فكيف بتركي يا ابن أمي الطبائعا
قال عدي بن حاتم: كان حاتم رجلا طويل الصمت، وكان يقول: إذا كان يكفيك تركه فاتركه.
وقالت امرأته النوار: أصابتنا سنة اقشعرت لها الأرض واغبرت الآفاق، فضنت المراضع عن أولادها فما تبض بقطرة، وراحت الإبل حدبا حدابيس، وحلقت السنة المال، وأيقنا أنه الهلاك، فو الله إنّا لفي صنبر (ليلة شديدة البرودة) بعيدة ما بين الطرفين إذا تضاغى أصبيتنا من الجوع: عبد الله، وعدي، وسفانة، فقام حاتم إلى الصبيين وقمت إلى الصبية، فو الله ما سكتوا إلا بعد هدأة من الليل، وأقبل يعللني بالحديث فعلمت الذي يريد، فتناومت، فلما تجورت النجوم إذا شيء قد رفع كسر البيت فقال: من هذا؟ فذهب ثم عاد، فقال: من هذا؟ فذهب، ثم عاد في آخر الليل، فقال: من هذا؟
فقال: جارتك فلانة أتتك من عند أصبية تعاوون عواء الذئاب من الجوع فما أجد معولا إلا عليك أبا عدي، فقال: أعجليهم فقد أشبعك الله وإياهم، فأقبلت المرأة تحمل اثنين، ويمشي جنباتها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها، فقام إلى فرسه فوجأ لبته بمدية، ثم كشطه، ودفع المدية إلى المرأة، فقال:
شأنك الآن، فاجتمعوا على اللحم، فقال: سوءة أتأكلون دون الصريم، ثم أقبل يأتيهم بيتا بيتا ويقول: هبوا أيها القوم عليكم بالنار، فاجتمعوا، والتفع ناحية بثوبه ينظر إلينا، ولا والله ما ذاق منه مضغة وإنه لأحوج إليه منا، فأصبحنا وما على الأرض إلّا عظم وحافر، فعذلته على ذلك، فقال:
مهلا نوار أقلي اللوم والعذلا ... ولا تقولي لشيء فات ما فعلا(1/350)
__________
وأن حاتما أتى ماوية بنت عفزر يخطبها فوجد عندها النابغة الذبياني، ورجل من البنيت يخطبانها، فقالت: انقلبوا إلى رحالكم، وليقل كل واحد منكم شعرا يذكر فيه فعاله ومنصبه، فإني متزوجة أكرمكم، وأشعركم، فانطلقوا ونحر كل واحد منهم جزورا ولبست ماوية ثياب أمة لها، فاتبعتهم، فأتت البنيتي فاستطعمته فأطعمها ذنب جزوره، فأخذته وأتت النابغة فأطعمها مثل ذلك، وأتت حاتما فأطعمها من العجز وقطعة من السنام وقطعة من الحارك، فانصرفت وأهدى لها كل رجل منهم باقي جزوره، وأهدى لها حاتم مثل ما أهدى إلى واحدة من جاراته، وصبحها القوم، فأنشدها النابغة:
هلا سألت هداك الله ما حسبي ... إذا الدخان تغشى الأشمط البرما
إني أتمم أيساري وأمنحهم ... مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما
وأنشد البنيتي:
هلا سألت هداك الله ما حسبي ... عند الشتاء إذا ما هبت الريح
إذا اللقاح غدت ملقى أصرتها ... ولا كريم من الولدان مصبوح
وأنشدها حاتم:
أماوي إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث والذكر
أماوي إني لا أقول لسائل ... إذا جاء يوما حل في مالنا نذر
أماوي أما مانع فمبين ... وأما عطاء لا يهنهنه الزجر
أماوي إن يصبح صداي بقفرة ... من الأرض لا ماء لدي ولا خمر
ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني ... وإن يدي مما بخلت به صفر
وقد علم الأقوام لو أن حاتما ... أراد ثراء المال كان له وفر
فلما فرغوا من إنشادهم دعت بالمائدة وقدمت إلى كل رجل ما كان أطعمها، فنكس البنيتي والنابغة رءوسهما، فلما رأى حاتم ذلك رمى بالذي قدم إليهما وأطعمها ما قدم إليه فتسللا لواذا، فتزوجت حاتما وفيها(1/351)
88 - تميم بن أبي مقبل: أبو كعب.
89 - عامر بن جوين الطائي (1): أبو الأسود.
90 - زيد الخير بن مهلهل (2): أبو مكنف.
__________
يقول:
وإني لمنحار المطيّ على الوجى ... وما أنا من خلانك ابنة عفزرا
فلا تسأليني واسألي أي فارس ... إذا الخيل جالت في قنا قد تكسرا
الأبيات:
وكانت من بنات ملوك اليمن، ويقال: إن عدي بن حاتم منها، ويقال: من النوار، وعقب حاتم من ولده عبد الله، وليس له عقب من الذكور غيره.
ومما سبق إليه فأخذ منه قوله:
إذا كان بعض المال ربّا لأهله ... فمالي بحمد الله رب معبد
(1) هو: عامر بن جوين بن عبد رضى بن قمران بن ثعلبة بن عمرو بن ثعلبة بن جرم الطائي أبو الأسود.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 403) في ذكره لبني الغوث بن طيئ فقال: ومن بني جرم وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طيئ: شمجي بن جرم بطن ضخم، وعامر بن جوين إلى أن قال: ابن جرم، وهو ثعلبة ابن عمرو بن الغوث الذي نزل به امرؤ القيس، وابنه الأسود بن عامر بن جوين شاعر.
(2) هو: زيد الخير بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد بن قصاء بن المحيلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نائل بن عمرو بن الغوث بن طيئ أبو مكنف الطائي. ويقال زيد الخيل بن مهلهل وفي المخطوط: زيد الجند والتصويب من = الإصابة =.
قال ابن حجر في = الإصابة = (3/ 34): وفد في سنة تسع وسماه النبي صلى(1/352)
__________
الله عليه وسلم زيد الخير.
قال ابن أبي حاتم: ليس يروي عنه حديث. وروى البخاري ومسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري: أن عليّا بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية في أديم مقروظ لم يحصل من تربتها فقسمها بين أربعة: الأقرع بن حابس، وعتبة بن بدر، وزيد الخير، وعلقمة ابن علاثة. الحديث.
قال أبو عمر: مات زيد الخير منصرفه من عند النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: بل مات في خلافة عمر.
قال: وكان شاعرا، خطيبا، شجاعا، كريما، يكنى أبا مكنف. وقال المرزباني: اسم أمه قوشة بنت الأثرم كلبية.
وكان أحد شعراء الجاهلية وفرسانهم المعدودين وكان جسيما طويلا موصوفا بحسن الجسم وطول القامة.
وقال ابن إسحاق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد الخير:
«ما وصف لي أحد في الجاهلية، فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة غيرك». وسماه زيد الخير، وأقطعه فيدا وكتب له بذلك، فخرج راجعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن ينج زيد من حمى المدينة فإنه». قال:
فأصابته الحمى بماء يقال له: قروة فمات به
قال ابن حجر: تأخرت وفاته حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة.
وذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 55) فقال: كان يكنى أبا مكنف، وكانت له ابنان يقال لهما: مكنف وحريث أسلما وصحبا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدا قتال الردة مع خالد بن الوليد، وحماد الراوية يقول: مكنف هو الذي يقول يرثي أوس بن خالد وقتل في الحرب:(1/353)
91 - كعب بن زهير (1): أبو المضرّب.
__________
ألا بكر الناعي بأوس بن خالد ... أخي الشتوة الغبراء والزمن الممل
فلا تجزعي يا أم أوس فإنه ... تصيب المنايا كل حاف وذي نعل
فإن تقتلوا بالغدر أوسا فإنني ... تركت أبا سفيان ملتزم الرحل
قتلنا بقتلانا من القوم عصبة ... كراما ولم نأكل بهم حشف النخل
ولولا الأسى ما عشت في الناس ساعة ... ولكن إذا ما شئت ساعدني مثلي
(1) هو: كعب بن زهير بن أبي سلمى (ربيعة) بن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن بن حلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هذمة أبو المضرب المزني. الشاعر.
ذكر نسبه ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 201) في ذكره لبني عمرو بن أدّ، فقال: والشاعر زهير بن أبي سلمة وابناه: بجير، وكعب الذي مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما صحبة.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 33): وكان كعب فحلا مجيدا، وكان يحالفه إقتار وسوء حال، وكان أخوه بجير أسلم قبله، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وكان أخوه كعب أرسل إليه ينهاه عن الإسلام، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتوعده فبعث إليه بجير، فحذره، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ بأبي بكر فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الصبح جاء به وهو متلثم بعمامته، فقال: يا رسول الله، هذا رجل جاء يبايعك على الإسلام فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فحسر كعب عن وجهه، فقال: هذا مقام العائذ بك يا رسول الله، أنا كعب بن زهير فتجهمته الأنصار، وغلظت له لذكره قبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبت أن يسلم ويؤمنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأمنه واستنشده:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم أثرها لم يفد مكبول(1/354)
__________
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول
وما تدوم على العهد الذي زعمت ... كما تلون في أثوابها الغول
ولا تمسك بالوعد الذي زعمت ... إلا كما يمسك الماء الغرابيل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل
نبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا رسول الذي أعطاك نافلة ال ... قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم ... إن الرسول لنور يستضاء به
أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل ... وصارم من سيوف الله مسلول
فلما بلغ قوله:
في عصبة من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا دخل ... يوم اللقاء ولا سود معازيل
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من عنده من قريش كأنه يومئ إليهم أن يسمعوا حتى قال:
يمشون مشي الجمال البهم يعصمهم ... ضرب إذا عرّد السود التنابيل
يعرض بالأنصار لغلظة منهم كانت عليه فأنكرت قريش عليه، وقالوا: لم تمدحنا إذ هجوتهم فقال:
من سره سرف الحياة فلا يزل ... في مقنب من صالحي الأنصار
الباذلين نفوسهم لنبيهم ... يوم الهياج وسطوة الجبار
يتطهرون كأنه نسك لهم ... بدماء من علقوا من الكفار
فكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردة اشتراها معاوية بعد ذلك بعشرين ألف درهم، وهي التي يلبسها الخلفاء في العيدين زعم ذلك أبان بن عثمان ابن عفان.
وقال الحطيئة لكعب. قد علمتم روايتي لكم أهل الحجاز وانقطاعي إليكم(1/355)
92 - حسان بن ثابت (1): أبو الوليد.
__________
فلو قلت شعرا تذكر فيه نفسك ثم تذكرني بعد ذلك فإن الناس أروى لأشعاركم فقال:
فمن للقوافي في شأنها من يحوكها ... إذا مضى كعب وفوّز جرول
كفيتك لا تلقى من الناس واحدا ... تنخل منها مثل ما تنتخل
يثقفها حتى تلين كعوبها ... فيقصر عنها من يسيئ ويعمل
(1) هو: حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجاد أبو الوليد، وأبو المضرب، وأبو الحسام، وأبو عبد الرحمن، الأنصاري، الخزرجي، النجادي. أمه الفريعة بنت خالد بن حبيش الخزرجية. شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفاته: قيل توفي في سنة (40)، وقيل: سنة (50)، وقيل: سنة (54) وله (120)، وقيل: عاش (104)، وقيل: عاش (60) في الجاهلية و (60) في الإسلام.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 60): هو جاهلي إسلامي متقدم الإسلام إلا أنه لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا لأنه كان جبانا.
قلت: هذه المقولة رددها كثير ممن لا يقدرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدرهم فضلا عن أعداء الإسلام، وأبسط ما يرد به على أمثال هؤلاء أن هذا الصحابي الجليل والشاعر الفحل الذي وصف أنه شاعر النبي صلى الله عليه وسلم والذي كان ينافح معه روح القدس كان عرضة للهجاء من أقرانه من الشعراء الذين كانوا يكيدون للإسلام ورجاله فلم يهجه واحد منهم ببيت ولا بشطر بيت يذكر فيه هذه الصفة لأنهم لا يعلمونها عنه وإلا وصفوا بالكذب على الرغم من أن الهجاء مذموم كله غير(1/356)
__________
أن أهله يحافظون على بعض ما يقولون حتى لا يوصفوا بالكذب، فمثل هذه المقولة وما في موضوعها باطل محض والله أسأل العصمة وحسن الختام اللهم آمين.
ثم يقول ابن قتيبة: وكان له ناصية يسدلها بين عينيه، وكان يضرب بلسانه روثنة أنفه من طوله ويقول: ما سرني به مقول من العرب، والله لو وضعته على شعر لحلقه أو على صخر لفلقه، وعاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة، ومات في خلافة معاوية، وعمي في آخر عمره.
قال الأصمعي: الشعر نكد بابه الشر، هذا حسان بن ثابت فحل من فحول الجاهلية، فلما جاء الإسلام سقط شعره، وكان حسان يفد على ملوك غسان وفيهم يقول:
يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
ولما صار جبلة بن الأبهم إلى الروم ورد على ملك الروم رسول معاوية فسأله جبلة عن حسان فأعلمه أنه قد كبر وعمي فدفع إليه ألف دينار وحللا وقال له: إن وجدته حيا فادفعها إليه وإن وجدته ميتا فانشر الحلل على قبره واشتر له إبلا وانحرها على قبره فجاء فوجده حيا فأخبره بذلك فبكى وقال:
وددت أنك جئت ووجدتني ميتا.
وولد له عبد الرحمن بن سيرين أخت مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لعبد الرحمن ابن يقال له سعيد، وكان لحسان بنت شاعرة وأرق ليلة فعنّ له الشعر فقال:
متاريك أذناب الأمور إذا اعترت ... أخذنا الفروع واجتثثنا أصولها
ثم أجبل أي انقطع، فقالت له ابنته: كأنك أجبلت؟
قال: أجل قالت: فأجيز عنك؟ قال: وعندك ذلك؟ قالت: نعم، قال:
فافعلي، قالت:(1/357)
93 - كعب بن مالك الأنصاري (1): أبو عبد الله.
__________
مقاويل بالمعروف خوس عن الخنا ... كرام يعاطون العشيرة سؤلها
فحمى الشيخ فقال:
وقافية مثل السنان رزئتها ... تناولت من جوّ السماء نزولها
فقالت:
براها الذي لا ينطق الشعر عنده ... ويعجز عن أمثالها أن يقولها
فقال: لا قلت شعرا وأنت حية، قالت: أو أؤمنك، قال: وتفعلين؟ قالت:
نعم: لا قلت شعرا وأنت حي، فانقرض عقب حسان فلم يبق منهم أحد، قال حسان: قلت شعرا لم أقل مثله هو:
وإن أمرأ أمسى وأصبح سالما ... من الناس إلا ما جنى لسعيد
قال بعض أهل المدينة: ما ذكرت بيت إلا اشتهيت أن أعود في الفتوة وهو قوله:
أهوى حديث الندمان في فلق الصب ... ح وصوت المطرب الغرد
وهو من مشاهير الصحابة وفضلائهم ومن مصادر تراجمه غير ما ألف فيه من الكتب والدواوين:
= أسماء الصحابة الرواة = (819)، = الإصابة = (2/ 8)، = تجريد أسماء الصحابة = (1/ 129)، = الاستيعاب = (1/ 341)، = أسد الغابة = (2/ 5)، = الثقات = (3/ 71)، = تقريب التهذيب = (1/ 161)، = تهذيب التهذيب = (2/ 247)، = تهذيب الكمال = (1/ 248)، = الجرح والتعديل = (3/ 1026)، = العبر = (1/ 59)، = بقي بن مخلد = (820)، = سير أعلام النبلاء = (1/ 460) وغير ذلك كثير جدا.
(1) هو: كعب بن مالك بن أبي كعب (عمرو) بن القين بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد. أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الرحمن،(1/358)
__________
وقيل: أبو بشير. الأنصاري، الخزرجي، السلمي.
قال ابن حجر في = الإصابة =: شهد العقبة وبايع بها وتخلف عن بدر، وشهد أحدا وما بعدها وتخلف عن تبوك وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أسد بن حضير، روى عنه أولاده: عبد الله، وعبد الرحمن، وعبيد الله، ومعبد، ومحمد، وابن ابنه عبد الرحمن ابن عبد الله، روى عنه أيضا: ابن عباس، وجابر، وأبو أمامة الباهلي، وعمر ابن الحكم، وعمر بن كثير، وأفلح وغيرهم.
قال ابن سيرين: قال كعب بن مالك بيتين كانا سبب إسلام دوس وهما:
قضينا من تهامة كل وتر ... وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
تخبرنا ولو نطقت لقالت ... قواطعهن دوسا أو ثقيفا
فلما بلغ ذلك دوسا قالوا: خذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف.
قال ابن حبان: مات أيام قتل علي بن أبي طالب.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ذهب بصره في خلافة معاوية. واقتصر البخاري في ذكر وفاته على أنه رثا عثمان. ولم نجد له في حرب علي ومعاوية خبرا.
وقال البغوي: بلغني أنه مات بالشام في خلافة معاوية.
وهو صحابي مشهور نظرا لتخلفه عن تبوك وتوبة الله تعالى عليه، وترجمت كثير من الكتب له والتي منها: = أسماء الصحابة الرواة = (ت: 42)، وذكر ابن حزم أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانين حديثا، = أسد الغابة = (4/ 487)، = الإصابة = (5/ 308)، = الثقات = (3/ 350)، = الاستيعاب = (2/ 1323)، = الاستبصار = (108)، = الأعلام = (5/ 228)، = الطبقات الكبرى = (9/ 163)، = تجريد أسماء الصحابة = (2/ 33)، = التاريخ الكبير = (7/ 219)، = الجرح والتعديل = (7/ 160)، = عنوان النجابة = (149)، = تهذيب التهذيب = (8/ 440)، = تهذيب الكمال = (3/ 1148)،(1/359)
94 - عبد الله بن رواحة الأنصاري (1): أبو عمرو.
95 - أرطاة بن سهية المري (2): أبو الوليد.
__________
= تقريب التهذيب = (2/ 135)، وغير ذلك كثير جدا.
(1) هو: عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأغر الأنصاري الخزرجي. أبو محمد، وقيل أبو رواحة، وقيل: أبو عمرو. أمه: كبشة بنت واقد بن عمرو بن الأطنابة. الخزرجية.
وفاته: استشهد بمؤتة في جمادى سنة (8).
قال ابن الأثير في = أسد الغابة = (3/ 234): كان ممن شهد العقبة وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الفتح وما بعده فإنه كان قد قتل قبل وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة.
قلت: وهو من مشاهير الصحابة وفضلائهم ومناقبه كثيرة.
وقد ذكره ابن حزم فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا، وقد ترجمت له كثير من كتب السير وغيرها والتي منها: = أسد الغابة = (3/ 243)، = الإصابة = (4/ 66)، = الثقات = (3/ 221)، = بقي بن مخلد = (885)، = أسماء الصحابة الرواة = (886)، = تجريد أسماء الصحابة = (1/ 310)، = الاستبصار = (53، 56)، = الاستيعاب = (3/ 298)، = تقريب التهذيب = (1/ 415)، = تهذيب التهذيب = (5/ 212)، = تهذيب الكمال = (2/ 681)، = سير أعلام النبلاء = (1/ 230) وغير ذلك كثير.
(2) هو: أرطاة بن زفر بن عبد الله بن مالك بن شداد بن غطفان بن أبي حارثة ابن مرة بن نشبة بن غيط. أبو الوليد المري. الشاعر. وهو أرطاة بن سهيّة وسهية أمه.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 252) في ذكره لبني مرة بن عوف بن(1/360)
96 - مالك بن العجلان النهدي (1): أبو سعيد.
__________
سعد بن ذبيان، فقال: ومن ولد غطفان بن أبي حارثة: الشاعر المشهور أرطاة بن سهية وهي أمه، وأبوه اسمه: زفر بن عبد الله
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 125): هو من بني مرة بن عوف ابن سعد يكنى أبا الوليد ودخل على عبد الملك بن مروان فقال: هل تقول اليوم شعرا؟ فقال: كيف أقول وأنا لا أشر ولا أطرب ولا أغضب، وإنما يكون الشعر بواحدة من هذه على أني أقول:
رأيت المرأ تأكله الليالي ... كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبقى المنية حين تغدو ... على نفس ابن آدم من مزيد
واعلم أنها ستكر حتى ... توفي نذرها بأبي الوليد
فتطير عبد الملك، وكان يكنى أبا الوليد فقال: لم أعنك إنما عنيت نفسي، وهو القائل:
ما دون صيفي من تلادة تحوزه ... لي الكف إلا أن تصان الحلائل
(1) هو: مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن الخزرج بن حارثة أبو سعيد. الخزرجي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 353) في ذكره لبني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة، وقال: مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف رئيس الخزرج في حرب بعاث.
قلت: ويوم بعاث هذا من أيام الحروب في الجاهلية وهو يوم من الأيام المشهورة، وكانت حرب بعاث هذه آخر الحروب المشهورة بين الأوس والخزرج ثم جاء الإسلام واتفقت الكلمة بينهما واجتمعت على نصر الإسلام وأهله وكفى الله المؤمنين القتال وأكثر الأنصار الأشعار في بعاث ذما لتلك الحروب وتمجيدا وشكرا لله على أن هداهم للإسلام.(1/361)
97 - عامر بن الطفيل (1): أبو علي.
__________
(1) هو: عامر بن الطفيل بن الحارث الأزدي ويقال: عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب. العامري.
قال ابن حجر في = الإصابة = (4/ 10): عامر بن الطفيل بن الحارث الأزدي.
ذكره وثيمة في الردة عن ابن إسحاق وذكر أنه كان وافد قومه والقائم فيهم في زمن الردة يحرضهم على الإسلام وذكر له قصة طويلة، وقصيدة حسنة وله مرثية في النبي صلى الله عليه وسلم:
بكت الأرض والسماء على النو ... ر الذي كان للعباد سراجا
من هدينا به إلى سبل الح ... ق وكنا لا نعرف المنهاجا
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 69): عامر بن الطفيل بن كلاب العامري، وهو ابن عم لبيد الشاعر، وكان فارس قيس، وكان أعور عقيما لا يولد له ولد قال:
لبئس أن كنت أعور عاقرا ... جبانا فما عذري لدى كل محضر
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد شان حر الوجه طعنة مسهر
وكان له فرس يقال له المزنوق وله يقول:
وقد علم المزنوق أني أكره ... على جمعهم كر المنيح المشهر
إذا ازورّ من وقع السلاح زجرته ... وقلت له أربع مقبلا غير مدبر
وكان عامر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أتجعل لي نصف ثمار المدينة وتجعلني ولي الأمر من بعدك وأسلم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اكفني عامرا، واهد بني عامر».
فانصرف وهو يقول: لأملأنها خيلا جردا ورجالا مردا، ولأربطن بكل نخلة فرسا، فطعن في طريقه فمات وهو يقول: غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية، وهو الذي نافر علقمة بن علاثة إلى هرم بن قطبة الفزاري حين أهتر عمه عامر ملاعب الأسنة.(1/362)
98 - عباس بن مرادس السلمي (1): أبو الهيثم.
__________
(1) هو: عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن يحيى بن الحارث بن بهثة بن سليم. أبو الهيثم. السلمي. الشاعر.
قال ابن حجر في = الإصابة = (4/ 31): مات أبوه وشريكه حرب بن أمية والد أبي سفيان في يوم واحد قتلهما الجن ولهما في ذلك قصة. وشهد العباس بن مرداس مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا، وهو القائل لما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن فأعطاهما من غنائم حنين أكثر مما أعطاه:
أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع
وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
الأبيات:
والعبيد بالتصغير اسم فرسه.
وقال ابن سعد: لقي النبي صلى الله عليه وسلم بالمشلل وهو متوجه إلى فتح مكة ومعه سبعمائة من قومه فشهد بهم الفتح، وذكر ابن إسحاق أن سبب إسلامه رؤيا رآها في صنمه ضمار وزعم أبو عبيدة أن الخنساء الشاعرة المشهورة أمه وقد حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه: كنانة، وعبد الرحمن بن أنس السلمي. ويقال إنه ممن حرم الخمر في الجاهلية وسأل عبد الملك بن مروان جلساءه من أشجع الناس في شعره فتكلموا في ذلك، فقال: أشجع الناس العباس بن مرداس في قوله:
أكر على الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها
وكان ينزل البادية بناحية البصرة.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (59): مرداس الحصاة التي يرمى بها في البئر لينظر هل به ماء أو لا.
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة قلوبهم يوم خيبر،(1/363)
99 - قيس بن زهير العبسي (1): أبو هند.
__________
فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة من الإبل، وأعطى صفوان بن أمية مائة من الإبل، وأعطى العباس بن مرداس دون المائة فقام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكر الشعر السابق ذكره. فأتم له النبي صلى الله عليه وسلم مائة.
(1) هو: قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس. أبو هند، العبسي، الشاعر.
قال ابن حجر في = الإصابة = (5/ 288) في القسم الرابع: الفارس المشهور الذي كان يده حرب داحس والغبراء بين بني فزارة وبني عبس في الجاهلية.
ذكر الحسن بن عرفة في كتاب الخيل له: أنه عاش إلى خلافة عمر، فسألوه عن الخيل، فقال: وجدنا أصبرها في الحرب الكميت، وكأنه سقط من الخبر لفظ ابن، وكان فيه أن عمر سأل ابن قيس، فقد ذكر أهل المغازي أن وفد بني عبس كان فيهم ابن قيس بن زهير
والمعروف أن قيس بن زهير مات قبل البعثة. قال أبو الفرج الأصبهاني: وذكر ابن دريد في أماليه عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: جاور قيس بن زهير النمر بن قاسط ليقيم فيهم فأكرموه وآووه، فقال: إني رجل غريب حريب فانظروا لي امرأة قد أدبها الغنى وأذلها الفقر لها حسب وجمال أتزوجها، فزوجوه امرأة على هذا الشرط، فأقام معها حتى ولدت له. وقال لهم أول ما أقام عندهم: إني لا أقيم عندكم حتى أعلمكم بأخلاقي، إني فخور غيور آنف، ولكن لا أغار حتى أرى، ولا أفخر حتى أبدا، ولا آنف حتى أظلم، ثم ذكر وصيته لهم عندما فارقهم. وقال المرزباني: كان شريفا، شاعرا، حازما، ذا رأي، وكانت عبس تصدر عن رأيه في حروبها وهو صاحب داحس فرس راهن عليها حذيفة بن بدر على فرسه الغبراء فسبقه قيس(1/364)
100 - خالد بن جعفر بن كلاب (1): أبو جزي.
101 - أربد بن قيس (2): أبو الحزاز.
__________
فتنازعا إلى أن آل أمرهما إلى القتال والحرب، فقتل حذيفة بن بدر في الحرب فرثاه قيس.
وكان أبوه زهير أبا عشرة، وعم عشرة، وأخا عشرة، وخال عشرة، ورأس غطفان كلها في الجاهلية، ولم تجمع على أحد قبله، وكان ولده قيس أحمر أعسر أيسر يكر بكرين، وهو القائل:
قتلت بإخوتي سادات قومي ... وهم كانوا الأمان على الزمان
فإن أك قد شفيت بذاك قلبي ... فلم أقطع بهم إلا بناني
(1) هو: خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. الأصبغ.
أبو جزي الكلابي. الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 284) في ذكره لبني جعفر بن كلاب، فقال: ولد جعفر بن كلاب: خالد وهو الأصبغ، وربيعة الأحوص، ومالك الطيّان، أمهم بنت رباح بن الأشل الغنوي.
ثم قال: وولد خالد بن جعفر بن كلاب: جزء، وعمر، وعامر، وحصن، وحريم، ومرة، وأنس. وكان قد ذكر قبل ذلك في ذكره لبني ربيعة البكاء ابن عامر بن صعصعة (ص: 280) خالد هذا فقال: ولد البكاء: عبادة، وجندج، وهو الذي شارك خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة في قتل زهير بن جذيمة العبسي.
(2) هو: أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 285): في ذكره لبني جعفر بن كلاب فقال: وولد خالد بن جعفر بن كلاب: جزء، وعمرو، وعامر، وحصن،(1/365)
102 - عروة بن الورد العبسي (1): أبو الصعاليك.
__________
وحريم، ومرة، وأنس.
ومن ولده: أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر، أخو لبيد الشاعر لأمه، وهو الذي أراد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل، فدعا عليه، فرماه الله تعالى بصاعقة فمات.
(1) هو عروة بن الورد أبو الصعاليك العبسي.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 159): هو من بني عبس وكان يلقب: عروة الصعاليك لسخائه. وقال عبد الملك: ما سرني أن أحدا من العرب ولدني إلا عروة لقوله:
إني امرؤ عافي إنائي شركة ... وأنت امرؤ في إنائك واحد
أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى ... بجسمي مس الحق والحق جاهد
أقسم بجمسي في جسوم كثيرة ... وأحسوا قراح الماء والماء بارد
وهو جاهلي، وكان أصاب في بعض غاراته امرأة من كنانة، فأخذها لنفسه، فأولدها، وحج بها ولقيه قومها، وقالوا: فادنا بصاحبتنا فإنا نكره أن تكون سبية عندك، قال على شريطة، قالوا: وما هي؟ قال: على أن نخيرها بعد الفداء، فإن اختارت أهلها أقامت فيهم، وإن اختارتني خرجت بها، وكان يرى أنها لا تختار عليه فأجابوه إلى ذلك وفادوا بها فلما خيروها اختارت قومها، ثم قالت: أما إني لا أعلم امرأة ألقت سترا علي خير منك أغفل عينا وأقل فحشا وأحمى لحقيقته، ولقد أقمت معك وما يوم يمضي إلا والموت أحب إليّ من الحياة فيه ذلك أني كنت أسمع المرأة من قومك تقول:
قالت: أمة عروة كذا والله لانظرت في وجه غطفانية فارجع راشدا وأحسن إلى ولدك، فذلك قوله:
ولو كاليوم كان عليّ أمري ... ومن لك بالتدبر في الأمور(1/366)
103 [124] قيس بن الخطيم الأوسي (1): أبو يزيد.
__________
إذا لملكت عصمة أم عمرو ... على ما كان من حسك الصدور
فيا للناس كيف أطعت نفسي ... على شيء ويكرهه ضميري
(1) هو: قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر. أبو يزيد.
الأوسي الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 342) في ذكره لبني كعب (ظفر) بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة، فقال: منهم: قيس بن الخطيم الشاعر، وأخته ليلى بنت الخطيم يقال هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وابنه يزيد بن قيس بن الخطيم قتل يوم الجسر، وله ابن آخر اسمه ثابت بن قيس له صحبة.
وذكره المؤلف في = المحبر = في المتعممين بمكة مخافة النساء على أنفسهم من جمالهم (ص: 233): وذكر زوجته: حواء بنت يزيد بن السكن بن كريز ابن زعوراء في النسوة المبايعات رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبد الأشهل (ص: 416) فقال: وحواء بنت يزيد وهي زوجة قيس بن الخطيم التي أوصاه بها النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أخته ليلى بنت الخطيم في المبايعات النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في بني ظفر (ص: 413) فقال: ليلى بنت الخطيم، أخت قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد، كانت عند مسعود بن أوس بن مالك بن سواد.
وأخته لبنى بنت الخطيم أيضا وقال: كانت عند قيس بن زيد بن عامر بن سواد الظفري. وذكر أخته ريطة فيهم أيضا غير أنه تشك في ذلك فقال:
وريطة بنت الخطيم، وليست بثبت.
وقال ابن حجر في = الإصابة = في ترجمة حواء بنت يزيد بن سنان (8/ 55):
ذكرها أبو عمر فقال: أسلمت وكانت تكتم زوجها قيس بن الخطيم الشاعر(1/367)
104 - أمية بن [أبي] (1) الصلت: أبو عثمان، وأبو القاسم.
__________
إسلامها، فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف من قريش عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، فاستنظره قيس حتى يقدم المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجتنب زوجته حواء بنت يزيد، وأوصاه بها خيرا، وقال له: إنها قد أسلمت، فقبل قيس وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «وفّي الأديعج».
(1) ما بين المعقوفين سقط من المخطوط والتصويب من مصادر الترجمة، وهو:
أمية بن أبي الصلت بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف أبو عثمان، وأبو القاسم. الشاعر، الثقفي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 269) في ذكره لبني عوف بن ثقيف، فقال: والشاعر: أمية بن أبي الصلت وبنوه: ربيعة، ووهب، وعمرو، والقاسم. ولي ربيعة بعض الولايات في الإسلام، وكان القاسم شاعرا، وكانت أم أمية بنت أبي الصلت: رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف.
وقال ابن سلام الجمحي في = طبقات الشعراء = (ص: 101) في ذكره لشعراء الطائف: وكان فيهم: أبو الصلت بن أبي ربيعة، وأمية بن أبي الصلت وهو أشعرهم، وغيلان بن سلمة، وكنانة بن عبد ياليل.
وكان أبو الصلت يمدح أهل فارس حين قتلوا الحبشة في كلمة قال فيها:
لله درّهم من عصبة خرجوا ... ما أن ترى لهم في الناس أمثالا
فذكر الأبيات
ثم قال: وكان أمية كثير العجائب يذكر في شعره خلق السماوات والأرض، ويذكر الملائكة ويذكر من ذلك ما لم يذكره أحد من الشعراء. وكان قد شام أهل الكتاب، أخبرنا ابن سلام قال: فحدث سفيان بن داب: أن أمية(1/368)
__________
مرّ بزيد بن عمرو بن نفيل أخي عدي بن كعب، وكان قد طلب الدين في الجاهلية هو وورقة بن نوفل.
فقال أمية: يا باغي الخير هل وجدت؟
قال: لا، قال: ولم أوت من طلب.
قال: أبى علماء أهل الكتاب إلا أنه منا أو منكم أو من أهل فلسطين، وناح أمية على قتلى بدر فقال:
ماذا ببدر فالعقنقل ... من مرازبة حجاحج
هلا بكيت على الكرام ... بني الكرام أولى الممادح
وقال ابن حجر في = الإصابة = (1/ 133) القسم الرابع:
أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر المشهور ذكره ابن السكن في الصحابة وقال: لم يدرك الإسلام، وقد صدقه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض شعره.
وقال: «قد كان أمية أن يسلم» ثم قص قصة موته من طريق محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده.
ثم قال ابن حجر: وصح عن الشريد بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم استنشده من شعره، فقال: «كاد أن يسلم».
قال أبو عبيدة: اتفقت العرب على أن أمية أشعر ثقيف.
وقال الزبير بن بكار حدثني عمي قال: كان أمية في الجاهلية نظر الكتب وقرأها ولبس المسوح وتعبد أولا، ويذكر إبراهيم وإسماعيل والحنيفية، وحرم الخمر وتجنب الأوثان وطمع في النبوة لأنه قرأ في الكتب: أن نبيّا يبعث بالحجاز فرجا أن يكون هو، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم حسده فلم يسلم، وهو الذي رثى قتلى بدر بالقصيدة التي أولها:
ماذا ببدر والعقن ... قل من مزاربة حجاحج(1/369)
105 - صخر بن عمرو بن الشريد (1): أبو حسان.
__________
وذكره صاحب المرآة في ترجمته أن ابن هشام قال: كان أمية آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقدم الحجاز ليأخذ ماله من الطائف ويهاجر، فلما نزل بدرا، قيل له: إلى أين يا أبا عثمان؟
قال أريد أن أتبع محمدا، فقيل له: هل تدري ما في القليب؟ قال: لا، قيل:
فيه شيبة وعتبة ابنا خالك، وفلان وفلان، فجدع أنف ناقته وشق ثوبه وبكى، وذهب إلى الطائف فمات بها. ذكر ذلك في حوادث السنة الثانية والمعروف أنه مات في السنة التاسعة، ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافرا
وفي = الطبراني الكبير =: عن أبي سفيان بن حرب قال: خرجت تاجرا في رفقة فيهم أمية بن أبي الصلت فذكر قصة وفيها أن أمية قال: إن نبيّا يبعث بالحجاز من قريش، وأنه كان يظن أنه هو، إلى أن تبين له أنه من قريش وأنه يبعث على رأس الأربعين، وأنه سأل عن عتبة بن ربيعة فقال: إنه جاوزها، قال: فلما رجعت إلى مكة وجدت النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث، فلقيت أمية، فقال لي: اتبعه فإنه على الحق، قلت: فأنت؟ قال: لولا الاستحياء من سيات ثقيف إني كنت أحدثهم أني هو، ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف، ومن شعر أمية من قصيدة:
كل دين يوم القيامة عند اللّ ... هـ إلّا دين الحنيفة زور
ومن قصيدة أخرى:
يا رب لا تجعلني كافرا أبدا ... واجعل سريرة قلبي الدهر إيمانا
(1) هو: صخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد (عمرو) بن يقظة بن عصية أبو حسان السلمي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 172): فقال: روى لصخر بن عمرو بن(1/370)
106 - الهذيل بن هبيرة التغلبي (1): أبو حسان.
__________
الحارث بن الشريد السلمي في أن عصيّة التي في بني سليم هي عصيّة بن معيص بن عامر بن لؤي
قبائل من حيّى حفاف واصلنا ... إذا ما نسبنا من معيص بن عامر
وذكر ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 196) أنه مات قتيلا وقد قتله: ربيعة بن ثعلبة بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس.
وهو صخر أخو الخنساء الشاعرة والتي قالت في رثائه من الشعر الكثير حتى بعد أن أسلمت.
وقد ذكر ذلك ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 261)، فقال في بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان: ومن بني عصيّة بن خفاف:
الخنساء الشاعرة وأخواها، صخر، ومعاوية ابنا عمرو بن الحارث بن الشريد، واسمه عمرو بن يقظة بن عصية، ومالك ذو التاج، وكرز، وعمرو، وهند، بنو خالد بن صخر بن الشريد المذكور كلهم فرسان.
وذكر المؤلف في = المحبر = أمه في المنجبات من نساء ولم تكن العرب تعد منجبة لها أقل من ثلاثة بنين أشراف (ص: 462) فقال:
وكبشة بنت عبد الله بن قنفذ بن مالك السلمية ولدت: معاوية، وصخرا، وكرزا، وبشرا بني عمرو بن الحارث بن الشريد.
(1) هو: الهذيل بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. أبو حسان التغلبي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 307) في ذكره لبني ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، فقال: ومنهم الهذيل بن هبيرة بن قبيصة(1/371)
107 - دريد بن الصّمة (1): أبو قرة.
__________
(1) هو: دريد بن الصّمة (معاوية) بن بكر بن علقمة بن خزاعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. أبو قرة. الجشمي.
ذكره ابن حزم في الجمهرة (ص: 270) في بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور فقال: ومنهم: دريد بن الصمة واسم الصمة: معاوية ابن بكر بن علقمة الفارس المشهور.
وذكر المؤلف في = المحبر = في أشراف العميان (ص: 298) فقال: ودريد بن الصمة الحبشي وشهد حنينا وهو أعمى يومئذ.
وذكره في = المحبر = أيضا في البرص الأشراف (ص: 299) فقال: ودريد بن الصمة، واسم الصمة معاوية بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وذكر ابن حبيب أيضا له شعر في فتاك الجاهلية في = المحبر = (ص: 211) في ذكره لفتك ثمامة بن المستنير السلمي، ثم الطفري ومعاوية بن الحارث الجشمي فقال بعد أن ذكر القصة: فقال دريد بن الصمة يذكر ذلك:
لعمرك ما آسى حراض ابن أمه ... على النصف من شطر الكلاءة قائم
تطاول حرب الليل عن قدر ظنه ... فنام وهذا آمن الفتك نائم
فيا حظه راثت عليك ونى لها ... ثمامة يرعاها على السيف جاثم
يدب إليه السبع يختل ظله ... وفي كفه صافي الحديدة صارم
فأمكن حد السيف مرجع خصمه ... وكر يسادي الحظو والشخص قائم
فآب إلى جيب نصيح فلامه ... ومن سرر الجيب النصيح الملاوم
فقال له: عد تشف نفسا ولا تكن ... على ظنه منها وللحزم لائم
فقلده لما تبين شخصه ... بضربة ثار لم تخنها العزائم
فما تصريعي غرة ولمن سعى ... إلى الموت لم تنظم عليه التمائم
قلت: وهو من المعمرين، وقد قتل يوم حنين مشركا، قيل بلغ من العمر(1/372)
108 - أنس بن مدركة الخثعمي (1): أبو سفيان.
__________
(160) وقيل: جاوز المائتين، وذكره ابن الجوزي في أعمار الأعيان (ص: 111) في عقد المائتين وما زاد.
(1) هو: أنس بن مدركة بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب أبو سفيان، الخثعمي، الأكلبي. الشاعر.
قال ابن حجر في = الإصابة = (1/ 73): يكنى أبا سفيان، ذكره ابن شاهين في الصحابة، ونقل عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله فذكر نسبه، ثم قال: لا أعرف له حديثا.
وذكره ابن الكلبي ونسبه وقال: كان شاعرا، وقد رأس، ولم يقل إن له صحبة، كعادته في أمثاله، وتبعه أبو عبيد، وابن حبيب وابن حزم.
وذكره ابن فتحون في ذيل = الاستيعاب = عن الطبري وقال: كان شاعرا وقتل مع علي.
وقد ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين، وقال: كان سيد خثعم في الجاهلية وفارسها، وأدرك الإسلام فأسلم وعاش مائة وأربعا وخمسين سنة، وقال لما بلغها:
إذا امرؤ عاش الهنيدة سالما ... وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا
تبدل مر العيش من بعد حلوه ... وأوشك أن يبلى وأن يتسعسعا
رهينة قر البيت ليس يريمه ... لعا ثاويا لا يبرح المهد مضجعا
يخبر عمن مات حتى كأنما ... رأى الصعب ذا القرنين أوراء تبعا
وقال غيره: تزوج خالد بن الوليد بنته فأولدها عبد الرحمن، وعبد الله، والمهاجر.
وقال المرزباني: كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية، ثم أسلم وأقام بالكوفة،(1/373)
109 - الشمّاخ بن ضرار (1): أبو سعدة.
__________
وهو القائل:
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة ... تعشى السنان وسيفي صارم ذكر
وأخباره في الجاهلية كثيرة منها ما حكاه أبو عبيدة في الديباح عن المنتجع بن نبهان قال: كان السليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد ملك بن مويلك الخثعمي إتاوة من غنيمته على الحيرة فمر قافلا من غزوة له، فإذا بيت من خثعم ونفره خلوف وفيه امرأة شابة بضة، فسألها أين الحيّ؟
فقالت: خلوف فتسنمها، فلما فرغ وقام عنها بادرت إلى الماء، فأخبرت القوم بأمرها، فركب أنس بن مدرك الخثعمي، فلحقه فقتله، فقال عبد ملك:
لأقتلن قاتله أو ليدينه، فقال له أنس: والله لا أديه أبدا لفجوره.
وذكر له أبو الفرج الأصبهاني قصة طويلة مع دريد بن الصمة في الجاهلية أيضا، وذكر الزبير بن بكار في النسب: كان عبد الله بن الحارث الوادعي يأتي مكة كل سنة فلقيه أنس بن مدرك الخثعمي، فأغار عليه وسلبه، فقال في ذلك شعرا:
وما رحلت من سر وتجهز ناقتي ... ليحجبها من دون سيبك حاجب
عتا أنس بعد المقيل فصدنا ... عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب
(1) هو: الشّمّاخ بن ضرار بن حرملة بن سنان بن أمامة بن عمرو بن جحاش ابن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الثعلبي الغطفاني، أبو كثير، وأبو سعيد. وقيل اسمه: معقل، وقيل: الهيثم. أمه: معاذة بنت بجير بن خلف.
قال ابن حجر في = الإصابة = (3/ 211): أمه: معاذة بنت بجير بن خلف من بنات الحرشب ويقال: إنهن من أنجب نساء العرب. كان شاعرا مشهورا.
قال أبو الفرج الأصبهاني: أدرك الجاهلية والإسلام وقال يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم:(1/374)
110 - يزيد وهو أخو الشّمّاخ (1): أبو ضرار.
__________
تعلم رسول الله أنّا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي عسل
تعلم رسول الله لم نر مثلهم ... أحنّ على الأدنى وأحرم للفضل
قال ابن عبد البر: وأنمار رهط كان يهجوهم، وذو عسل قرية لبني تميم، وأنمار قومه، وهم أنمار بن بغيض.
والشّمّاخ: لقب، واسمه معقل، وقيل: الهيثم. وذكر ابن عبد البر: هذا البيت في أبيات لأخيه مزرد، وذكر في أواخر ترجمة النابغة الجعدي ما يقتضي أن له صحبة، فإنه قال: لم يذكر، أحمد بن زهير، يعني ابن أبي خيثمة: لبيد بن ربيعة، ولا ضرار بن الخطاب ولا ابن الزبعري لأنهم ليست لهم رواية، وكذلك قال الشماخ بن ضرار، وأخوه مزرد، وأبوه ذؤيب الهذلي، قال:
وذكر محمد بن سلام الجمحي النابغة، والشماخ ومزردا، ولبيدا طبقة واحدة انتهى.
وهو كما قال: ذكرهم في الطبقة الثامنة، لكن لا يدل على ثبوت صحبة الشماخ إلا أن العهدة فيه على البيت الذي أنشده أبو الفرج. وقال أبو سلام:
كان الشماخ أشد كلاما من لبيد إلا أن فيه كرازة، وكان لبيد أسهل منطقا منه. وقال الحطيئة في وصيته: أبلغوا الشماخ أنه أشعر غطفان.
وذكر ابن سلام للشماخ قصة مع امرأته في زمن عثمان وأنها ادعت عليه الطلاق، فألزمه كثير بن الصلت اليمين فتلكأ، ثم حلف
قال المرزباني: اسم الشماخ: معقل، وكان شديد متون الشعر صحيح الكلام، وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه، وقال إنه توفي في غزوة موقان في زمن عثمان وشهد القادسية.
(1) هو: يزيد بن ضرار وراجع نسبه في ترجمة أخيه وهو المعروف بمزرد ولقب به لبيت شعر قاله أذكره إن شاء الله تعالى. أبو ضرار.(1/375)
111 - عبد الله بن أوس الأسدي (1): أبو منقذ.
112 - يزيد بن مفرغ الحميري (2): أبو مفرغ.
__________
قال ابن حجر في = الإصابة = (6/ 85): يقال اسمه يزيد، ومزرد لقب لقوله:
فقلت تزردها عبيد فإنني ... لزرد الشيوخ في الشباب مزرد
وهو أخو الشماخ الشاعر المشهور وذكر العسكري في باب من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء، وحكى عن بعضهم: أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده شعرا. وقال المرزباني: كان يكنى أبا ضرار، وقيل: أبا الحسن، وهو أسن من الشماخ، وله أشعار شهيرة، وكان هجاء حلف أن لا ينزل به ضيف إلا هجاه، ولا سكت سنة ولا بيت بيته إلا هجاه، ثم أدرك الإسلام فأسلم، وهو القائل:
صحا القلب عن سلمى وقال العواذل
وأنشد ابن السكيت لمزرد من أبيات:
نزلت عن شتم الرجال بتوبة ... إلى الله مني لا ينادي وليدها
(1) هو: عبد الله بن أوس بن قيظي بن عمرو بن يزيد بن جشم بن حارثة
الأنصاري، الأوسي أبو منقذ.
ذكره ابن حجر في = الإصابة = (1/ 88) في ترجمة أبيه أوس بن قيظي أن عبد الله بن أوس كان ممن شهد أحدا.
(2) هو: يزيد بن مفرغ الحميري، الشاعر. ويقال: يزيد بن ربيعة بن مفرغ
الحميري. ذكره لبني السكاسك، فقال: ومنهم: يزيد بن مفرغ الحميري الشاعر، قيل إن السيد الحميري لعنه الله من ولده.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء: (ص: 78): هو: يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري حليف لقريش. ويقال: إنه كان عبدا للضحاك بن يغوث الهلالي فأنعم عليه، ولما ولى سعيد بن عثمان بن عفان خراسان استصحبه فلم(1/376)
__________
يصحبه وصحب زياد بن أبي سفيان، فلم يحمده، وأتى عباد بن زياد فكان معه وكان عباد طويل اللحية عريضها، فركب ذات يوم، وابن مفرغ معه في موكبه فهبت ريح فنفشت لحيته، فقال ابن مفرغ:
ألا ليت اللحى كانت حشيشا ... فترعاها خيول المسلمينا
وقال له أيضا:
ضل عباد وضلت لحيته ... وكان خرازا لجود قربته
فبلغ ذلك عبادا فحقد عليه وجفاه، فقال ابن مفرغ:
إن تركي ندى سعيد بن عثما ... ن فتى الجود ناصرى وعديدي
واتباعي أخا الرضاعة والل ... ؤم لنقص وفوت شأو بعيد
قلت: والليل مطبق بعراه ... ليتني مت قبل ترك سعيد
فأخذه عبيد الله بن زياد فحبسه وعذبه وسقاه الزبد في النبيذ وحمله على بعير وقرن به خنزيرة وأمشاه بطنه مشيا شديدا فكان يسيل ما يخرج منه على الخنزير فتصي فكلما صاءت قال ابن مفرغ:
ضجت سمية لما مسها القرن ... لا تجزعي إن شر الشيمة الجزع
وسمية أم زياد فطيف به في أزقة البصرة، وجعل الناس يقولون له: إين جيست كلام فارسي معناه: ما هذا؟.
وهو يقول: إينست نبيذاست، عصارات زبيبست، سمية رو سفيد است كلام فارسي معناه: هو عصارة الزبيب ووجه سمية أبيض.
فلما ألح عليه ما يخرج قيل لعبيد الله إنه يموت، فأمر به فأنزل واغتسل، فلما خرج من الماء قال:
يغسل الماء ما فعلت وقولي ... راسخ منك في العظام البوالي
ثم دس إليه غرماءه يقتضونه ويستعدون عليه، فأمر ببيع ما وجد له في إعطاء غرمائه، فكان فيما بيع له غلام يقال له: برد، وكان يعدل عنده ولده،(1/377)
113 - أعشى همدان (1): أبو المصبح.
114 - الأخطل (2): أبو مالك.
__________
وجارية يقال لها: الأراكة ففيهما يقول:
يا برد ما مسنا دهر أضربنا ... من قبل هذا ولا بعنا له ولدا
أما الأراك فكانت من محارمنا ... عيشا لذيدا وكانت جنة رغدا
لولا الداعي ولولا ما تعرض لي ... من الحوادث ما فارقتها أبدا
(1) هو: عبد الرحمن بن الحارث. ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم بن عمرو بن مالك بن الحارث بن عبد الحارث بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمداني أبو المصبح.
ذكره السمعاني في = الأنساب = في باب الهمداني (5/ 649) وقال بعد ذكر نسبه على ما أسلفت: يكنى أبا المصبح، وكان زوج أخت الشعبي، وكان من القراء، ثم تركه وصار شاعرا، وخرج مع ابن الأشعث، فأتى به الحجاج، فقتله صبرا.
وذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 393) في ذكره لبني همدان بن مالك ابن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، فقال: ومن ولده: وأعشى همدان واسمه عبد الرحمن بن الحارث.
(2) هو: غياث بن غوث من بني تغلب بني فدوكس ويكنى أبا مالك. قال سليمان بن عبد الملك: ثلاثة لا أسئل عنهم أنا عنهم أنا أعرف العرب بهم:
جرير، والفرزدق، والأخطل، أما الأخطل: فإنه يجيء أبدا سابقا، وأما الفرزدق: فإنه يجيء مرة سابقا، ومرة ثانيا، وأما جرير: فإنه يجيء مرة سابقا ومرة ثانيا ومرة سكيتا، وكان الأخطل يشبه من شعراء الجاهلية بالنابغة الذبياني، وكان يمدح بني أمية، ومدح يزيد بن معاوية.
وقال يزيد لكعب بن جعيل التغلبي: إن عبد الرحمن بن حسان قد فضحنا(1/378)
__________
فاهج الأنصار، فقال: أرادّي أنت في الشرك؟! أأهجو قوما نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآووه، ولكني أدلك على غلام منا نصراني كافر كأن لسانه لسان ثور لا يبالي أن يهجوهم، فدلّه على الأخطل، فبعث إليه يزيد وأمره بهجاء الأنصار، فقال: فذكر بيتين أعرضت عن ذكرهما لما فيها من النقص من شأن قوم يحبهم الله ورسوله، ثم قال:
فبلغ الشعر النعمان بن بشير فدخل على معاوية وأخذ عمامته عن رأسه، ثم قال: هل ترى لؤما؟ قال: بل أرى كرما وحسبا، فما ذلك؟ فأنشده قول الأخطل، واستوهبه لسانه، فوهبه له، وبلغ ذلك الأخطل، فاستجار، بيزيد ابن معاوية، فدخل على أبيه، فقال: يا أمير المؤمنين، أتهب لسان من غضب لك وردّ عنك؟! قال: وما ذاك، فأنشده قول عبد الرحمن بن حسان في رملة بنت معاوية: فذكر أبياتا له في أحداث مختلفة فيها هجو وذكر قصته إلى أن قال: فقال: إلى أين يا ابن النصرانية؟ قال: إلى النار يا أمير المؤمنين، قال: أما والله لو عدوتها لضربت عنقك.
ودخل الأخطل على سعيد بن بيان، وكان سيد بني تغلب بالكوفة، وتحته برة بنت هانىء التغلبي، وكانت من أجمل النساء، فاحتفل له سعيد وأحسن ضيافته وأكرمه فلما أخذت الكأس من الأخطل جعل ينظر إلى برة وجمالها إلى سعيد وقبحه ودمامته وعوره، فتعجب من صبرها عليه، فقال سعيد: يا أبا مالك، أنت رجل تدخل على الملوك، وتأكل معهم وتشرب فأين ترى هيئتنا من هيئتهم؟ وهل ترى عيبا تنهانا عنه؟
فقال: ما لبيتك عيب غيرك.
فقال سعيد: أنا والله يا نصراني أحمق منك حيث أدخلتك بيتي، وأخرجه فخرج الأخطل، فذكر شعرا آخر في الغزل والتشبيب ببرة تركت ذكره.
راجع = الشعر والشعراء = لابن قتيبة (118144).(1/379)
115 - عبد الله بن همام السلولي (1): أبو عبد الرحمن.
116 - الكميت بن زيد الأسدي (2): أبو المستهل.
__________
(1) هو: عبد الله بن همام أبو عبد الرحمن السلولي.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 152): هو من بني مرة بن صعصعة من قيس عيلان وبنو مرة يعرفون ببني سلول هي أمهم وهي بنت ذهل بن شيبان من ثعلبة وهم رهط أبي مريم السلولي وكانت له صحبة وعبد الله هو القائل في عريفهم:
ولما خشيت أظافيره ... نجوت وأرهنته مالكا
عريفا مقيما بدار الهوا ... ن أهون عليّ به هالكا
وهو القائل في الفلافس:
أقلي عليّ اللوم يا ابنة مالك ... وذمي زمانا ساد فيه الفلافس
وساع من السلطان ليس بناصح ... ومحترس من مثله وهو حارس
وكان الفلافس هذا على شرطة الكوفة من قبل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أخي عمر بن أبي ربيعة وخرج الفلافس مع ابن الأشعث فقتله الحجاج. وعبد الله هو القائل ليزيد بن معاوية لما مات معاوية:
اصبر يزيد فقد فارقت ذامقة ... واشكر حباء الذي بالملك ردّاكا
لا رزأ أعظم بالأقوام قد علموا ... مما رزئت ولا عقبى كعقباكا
أصبحت راعي أهل الدين كلهم ... فأنت ترعاهم والله يرعاكا
وفي معاوية الباقي لنا خلف ... إذا نعيت ولا نسمع بمنعاكا
(2) هو: الكميت بن زيد. أبو المستهل. الأسدي.
قال ابن حجر في ترجمة الكميت بن ثعلبة بن نوفل في القسم الثالث في = الإصابة = (5/ 324): قال أبو عبيدة الكميت الشعراء الثلاثة أولهم هذا (أي ابن ثعلبة) وهو مخضرم كذا ذكره المرزباني، وقال: أنه جد الذي بعده (أي ابن معروف)، والثالث: ابن زيد (أي صاحب هذه الترجمة) وهو أكثرهم(1/380)
__________
شعرا وأشهرهم ذكرا.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 139): الكميت بن زيد الأسدي يكنى أبا المستهل. وقال خلف الأحمر: رأيت الكميت في مسجد الكوفة يعلم الصبيان وكان شديد التكلف للشعر كثير السرقة، قال امرؤ القيس بن عابس الكندي:
قف بالديار وقوف عابس ... وتأي أنك غير آيس
ماذا عليك من الوقوف ... بها مدى الطللين دارس
درجت عليها الراتحان ... الغاديات من الروامس
قال الكميت:
قف بالديار وقوف زائر ... وتأي أنك غير صاغر
ماذا عليك من الوقوف ... بها مدى الطللين دائر
وكذلك سائر الأبيات بعد هذا إلا القليل أخذه غير القافية.
ووقف الكميت على الفرزدق وهو صبي والفرزدق ينشد، فقال له: يا غلام، يسرك أني أبوك؟ قال: أما أبي لا أريد به بديلا، ولكن يسرني أن تكون أمي، فحصر الفرزدق، وقال: ما مرّ بي مثلها قط.
ويستجاد قوله في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
يقولون لم يورث ولولا تراثه ... فقد شاركت فيه بكيل وأرحب
الأبيات. ومن جيد شعره قوله
ألا لا أرى الأيام يفنى عجيبها ... لطول ولا الأحداث تفنى خطوبها
ولا غبن الأيام يعرف بعضها ... ببعض من الأقوام إلا لبيبها
ولم أر قول المرء إلا كنبله ... له وبه محرومها ومصيبها
الأبيات.(1/381)
117 - الفرزدق بن غالب (1): أبو فراس.
__________
(1) هو: همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم أبو فراس الدارمي المجاشعي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 23) في بني مجاشع بن دارم، وقال:
منهم والفرزدق بن غالب وبنوه من النوار: لبطة، وسبطة وخطبة، ومن غيرها: زمعة، ولا عقب للفرزدق.
وامرأته النوار بنت أعين بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد، وكان أبوها ممن أعان على عثمان رضي الله عنه فقتلته بنو سعد.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 111): كان جده صعصعة عظيم القدر في الجاهلية، وكان اشترى خمسين موؤدة، إلى أن جاء الله عز وجل بالإسلام، منهن أم العيس بن عاصم المنقري، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأم صعصعة قفيرة بنت مسكين الدارمي وكانت أمها أمة وهبها كسرى لزرارة فوهبها زرارة لهند بنت يثربي فوثب أخو زوجها وهو مسكين ابن حارثة بن زيد بن عبد الله بن دارم على الأمة فأحبلها فولدت له قفيرة، وكان جرير يعير الفرزدق بها.
وكان لصعصعة قيون (أي حدادون) منهم جبير، ووقبان، وديسم، فلذلك جعل جرير مجاشعا قيونا وكان جرير ينسب غالب بن صعصعة إلى جبير فقال:
وجدنا جبير أبا غالب ... بعيد القرابة من معبد
يعني معبد بن زرارة وكان يعيبهم بالخزيرة. وذلك أن ركبا من مجاشع مروا بشهاب التغلبي فسألهم: أين ينزلون؟ فحمل إليهم خزيرة (دقيق مطبوخ باللبن وهو كالحريرة أو ما يسمى بالمهلبية في هذه الأيام) فجعلوا يأكلون وهي تسيل على لحاهم وهم على رواحلهم، وأما غالب أبو الفرزدق، فكان يكنى أبا الأخطل واستجير بقبره بكاظمة فاحتملها عنه، وكان له إخوة(1/382)
118 - جرير بن عطية بن الخطفي (1): أبو حزرة.
__________
منهم: هميم بن غالب وبه سمي الفرزدق، والأخطل كان أسن منه، وابنه محمد بن الأخطل كان توجه مع الفرزدق إلى الشام فمات بها، وأخت يقال لها: جعثن كانت امرأة صدق.
ونزل الفرزدق في بني منقر، والحي خلوف، فجاءت أفعى فدخلت مع جارية فراشها فصاحت فاحتال الفرزدق فيها حتى انسابت، ثم ضم الجارية إليه فزبرته ونحته فقال:
وأهون عيب المنقربة أنها ... شديد ببطن الحنظلي لصوقها
الأبيات. وترجمة تطول راجعها في الموضع المشار إليه.
(1) هو: جرير بن عطية بن حذيفة (الخطفي) بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع أبو حزرة. اليربوعي. الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 226225) في ذكره لبني كليب بن يربوع، فقال: منهم: جرير الشاعر وهو ابن عطية بن الخطفي، واسم الخطفي: حذيفة وبنوه: نوح، وبلال، وعكرمة، وحزرة، وثلاثة ذكور سوى هؤلاء.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 108): لقب حذيفة الخطفي بقوله:
وعنقا بعد الرسيم خيطفا
وهو من بني كليب بن يربوع، وكان له أخوان: عمرو، وأبو الورد.
وولد جرير لسبعة أشهر، وعاش نيفا وثمانين سنة، ويكنى أبا حرزة، وكان له عشرة من الولد ثمانية ذكور منهم بلال بن جرير، وكان أفضلهم وأشعرهم وكان جرير من فحول شعراء الإسلام وكان يشبه من شعراء الجاهلية بالأعشى.(1/383)
119 - عيينة بن الحارث بن شهاب: أبو حرزة.
120 - الطرماح بن حكيم (1): أبو نفر.
121 - كثير بن عبد الرحمن (2): أبو صخر.
__________
قال أبو عمرو بن العلاء: كانا بازيين يصيدان ما بين العندليب إلى الكركي وكان من أحسن الناس تشبيبا.
حدثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال سمعت الحي يتحدثون عن جرير أنه قال: لولا ما شغلني من هذه الكلاب لشببت تشبيبا تحن منه العجوز إلى شبابها حنين الناقة إلى سقيها.
(1) هو: الطرماح الأصغر بن حكيم بن حكم بن نفر بن قيس بن جحدر بن ثعلبة بن عبد رضى بن مالك بن أمان بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل ابن عمرو بن الغوث بن طيئ أبو نفر. الطائي الخارجي الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = في (ص: 403): في ذكره لبني الغوث بن طيئ، فقال: ومنهم: الطرماح الأصغر بن حكيم وكان خارجيا.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 140): من طيئ، وكان يكنى أبا نفر، وكان جده قيس بن جحدر أسره بعض ملوك بني جفنة فدخل عليه حاتم الطائي، فاستوهبه وقال:
فككت عديّا كلها من أسارها ... فأفضل وشفعي بقيس ابن جحدر
أبوه أبي والأم من أمهاتنا ... فانعم فدتك اليوم نفسي ومعشري
وكان يرى رأي الخوارج، قال:
لقد شقيت شقاء لا انقطاع له ... إذا لم أنل فوزة تنجي من النار
والنار لم ينج من روعاتها أحد ... إلا المنيب بقلب المخلص الشاري
(2) هو: كثير عزة، في الأصل ابن عبد الله والصواب أنه: كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة بن عامر، أبو صخر، الخزاعي، المدني، الشاعر. شهرته: كثير عزة.(1/384)
__________
توفي سنة (105)، وقيل: (107).
وقال الذهبي في = سير أعلام النبلاء = (5/ 152): قال الزبير بن بكار: كان شيعيا يقول بتناسخ الأرواح، وكان خشبيا يؤمن بالرجعة (أي رجعة الإمام علي)، وكان قد تتيم بعزّة وشبب بها.
وبعضهم يقدمه على الفرزدق والكبار، ومات هو وعكرمة في يوم سنة سبع ومائة. وقال ابن الغزي في = ديوان الإسلام = (1731): كثير عزة بن عبد الرحمن، الشاعر، المجيد، أبو صخر صاحب عزة مات سنة (105)، وراجع هامشه ففيه فائدة في تخريجاته بتحقيقي.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 121): من خزاعة، ويكنى أبا صخر. قال حماد الرواية: قال لي كثير: ألا أخبرك إلى ما دعاني إلى ترك الشعر؟ قلت: تخبرني، قال: شخصت أنا والأحوص، ونصيب إلى عمر بن عبد العزيز، وكان كل واحد منا يدل عليه بسابقة له وإخاء، ونحن لا نشك أنه سيشركنا في الخلافة، فلما رفعت لنا أعلام خناصرة (بلد بالشام) لقينا سليمان بن عبد الملك جائيا من عنده وهو يومئذ فتى العرب، فسلمنا عليه فرد السلام، ثم قال: أما بلغكم أن إمامكم لا يقبل الشعر؟ قلنا: ما وضح لنا خبر حتى لقيناك، ووجمنا وجمة عرف ذلك فينا، قال: إن يكن ما تحبون وإلا فما ألبث حتى أرجع إليكم وأمنحكم ما أنتم أهله، فلما قدم كانت رحالنا عنده بأكرم منزل وأفضل منزول عليه، وأقمنا أربعة أشهر يطلب لنا الإذن هو وغيره فلا يأذن لنا إلى أن قلت في جمعة من تلك الجمع: لو أني دنوت من عمر فسمعت كلامه فتحفظته، وكان ذلك رأيا، فكان ما حفظته يومئذ من قوله أن قال: لكل سفر لا محالة زاد فتزودوا من الدنيا إلى الآخرة التقوى، وكونوا كمن عاين ما أعد الله من ثوابه وعقابه فترغبوا وترهبوا ولا يطولن عليكم الأمل فتقسوا قلوبكم وتنقادوا لعدوكم، في كلام كثير، ثم(1/385)
__________
قال: أعوذ بالله أن آمركم بما أنهى نفسي عنه فتخسر صفقتي وتظهر عيلتي وتبدو مسكني في يوم لا ينفع إلا الصدق والحق، ثم بكى حتى ظننا أنه قاض نحبه، وارتج المسجد فما حوله بالبكاء والعويل.
فرجعت إلى أصحابي، فقلت: خذوا في شرج من الشعر غير ما كنا نقول لعمر وآبائه، فإنه رجل أخروي ليس بدنيوي، إلى أن استأذن مسلمة في يوم جمعة فأذن لنا بعد ما أذن للعامة، فلما دخلت سلمت، ثم قلت: يا أمير المؤمنين: طال الثواء، وقلّت الفائدة وتحدثت بجفائك إيانا وفود العرب، قال لي: يا كثير، {إِنَّمَا الصَّدَقََاتُ لِلْفُقَرََاءِ وَالْمَسََاكِينِ وَالْعََامِلِينَ عَلَيْهََا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقََابِ وَالْغََارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللََّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ} أفي واحد من هؤلاء أنت؟ قلت: ابن السبيل منقطع به وأنا ضاحك، قال: أو لست ضيف أبي سعيد؟ قلت: بلى، قال: فما أرى من كان ضيفه منقطعا به، قلت:
أتأذن بالإنشاد يا أمير المؤمنين؟ قال: قل، ولا تقل إلا حقا فقلت:
وصدقت بالفعل المقال مع الذي ... أتيت فأمسى راضيا كل مسلم
الأبيات وذكر قول رفيقه، وإمساكه عن أن يقول الثالث ثم قال ابن قتيبة:
وكثير أحد عشاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته عزة وبها يعرف، وهي من ضمرة وبعثت عائشة بنت طلحة بن عبد الله إلى كثير: يا ابن أبي جمعة، ما الذي يدعوك إلى ما تقول من الشعر في عزة وليست على ما تصف من الجمال؟ لو شئت صرفت ذلك إلى من هو أولى به منها، أنا ومثلي، وإنما أرادت تجربته بذلك.
فذكر شعرا فيه أنه لا يرضى بعزة بديلة وقصته تطول راجعها في: = سير أعلام النبلاء = (5/ 152)، = تاريخ الإسلام = (4/ 186)، = عيون الأخبار = (2/ 144)، = معجم الشعراء = (250) وغير ذلك كثير.(1/386)
122 - جميل بن معمر العذري (1): أبو عمرو، أبو معمر.
123 - اللعين (2): أبو أكيدر.
__________
(1) هو: جميل بن عبد الله بن معمر ويقال: جميل بن معمر بن عبد الله
أبو معمر، وأبو عمرو، العذري، القضاعي، الشاعر الشهرة: جميل بثينة. توفي سنة (82).
ذكره ابن الغزي في = ديوان الإسلام = برقم (646)، فقال: الشاعر، العذري، المتيم، صاحب بثينة، التابعي المشهور توفي سنة (82).
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 100): صاحبته بثينة وهما من عذرة، ويكنى أبا عمرو، وهو أحد عشاق العرب المشهورين، وكانت بثينة تكنى أم عبد الملك ولها يقول جميل:
يا أم عبد الملك اصرميني ... وبيني صرمك أو صليني
والجمال في عذرة والعشق كثير، وعشق جميل بثينة وهو غلام صغير، فلما كبر خطبها فردّ عنها، فقال فيها الشعر، وكان يأتيها وتأتيه ومنزلهما وادي القرى فجمع له قومها جمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى، وقال:
ولو أن الغادرون بثينة كلهم ... غياري وكل مزمعون على قتلي
لحاولتها أنهارا مجاهرا ... وأما سرى ليل ولو قطعوا رجلي
وترجمته تطول راجع فيها: = الأعلام = (2/ 138)، = روضات الجنات = (163)، = سير أعلام النبلاء = (4/ 181)، = الأغاني = (7/ 77)، = البداية والنهاية = (9/ 44)، = طبقات فحول الشعراء = (543)، = تاريخ الإسلام = (3/ 347)، و = حسن المحاضرة = (1/ 558)، و = شذرات الذهب = (1/ 91)، = وفيات الأعيان = (1/ 366)، وغير ذلك كثير.
(2) هو: اللعين المنقري أبو أكيدر، ويقال: أبو كدير.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 119): اللعين المنقري هو من منازل ابن زمعة من بني منقر ويكنى أبا كدير. وقيل له: اقض بين جرير،(1/387)
124 - الأحوص بن محمد الأنصاري (1): أبو عاصم.
__________
والفرزدق، قال:
سأقضي بين كلب بني كليب ... وبين القين قين بني عقال
فإن الكلب مطعمه خبيث ... وإن القين يعمل في سفال
فما بقيا عليّ تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال
وكان اللعين هجاء للأضياف:
وليس أبغض ما بي جل مأكله ... ألا تنفخه عندي إذا قعدا
ما زال ينفخ كتفيه وحبوته ... حتى أقول لعل الضيف قد ولدا
(1) هو: الأحوص بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح (قيس) ابن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن بدر بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء
واسمه: عبد الله، أبو عاصم، الأنصاري الأوسي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 333) في ذكره لبني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 124): من الأنصار، وجد أبيه عاصم بن ثابت هو حمى الدبر. وكان الأحوص يرمى بالابنة والزنا، وشكى إلى عمر بن عبد العزيز فنفاه من المدينة إلى قرية من قرى اليمن على ساحل البحر، فدخل إليه عدة من الأنصار، فكلموه في رده، فقال لهم: من الذي قال:
أدور ولولا أن أرى أم جعفر ... بأبياتكم ما درت حيث أدور؟
قالوا: الأحوص، قال: فمن الذي يقول:
ستبقى لكم في مضمر القلب والحشى ... سرائر حب يوم تبلى السرائر؟
قالوا: الأحوص. قال: فمن الذي يقول:(1/388)
125 - نصيب الأسود (1): أبو محجن.
126 - عبيد الله بن قيس الرّقيّات (2): أبو هاشم.
__________
الله بيني وبين قيمها ... يفر مني بها واتبعه؟
قالوا: الأحوص، قال: لا جرم لا رددته ما كان لي سلطان.
(1) هو: نصيب بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة
أبو محجن، الأسود، الثقفي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 268) في ذكره لبني عوف بن ثقيف، فقال: وأبو محجن بن حبيب الشاعر الذي يقول:
إذا متّ فادفني إلى جنب كرمة ... تروي عظامي عند ذاك عروقها
وهو الذي حدّ في الخمر، وأبلى في القادسية، ومات بأرمينية، فاتفق أن دفن في كرم رحمه الله. وأمه: كنود بنت عبد أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 97): أبو محجن هو من ثقيف وكان مولعا بالشراب، وهو القائل يوم القادسية حين حبسه سعد بن أبي وقاص في الخمر:
كفى حزنا أن تطرد الخيل بالقنا ... وأنى مشدود عليّ وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصاريع من دوني تصم المناديا
وقد كنت ذا أهل كثير وإخوة ... فقد تركوني واحدا لا أخا ليا
(2) هو: عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن وهيب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن قيس الرّقيّات أبو هاشم الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 172171) في ذكره لبني معيص بن عامر بن لؤي، فقال: فمن ولد وهيب بن ضباب: عبد الله، وعبيد الله الشاعر(1/389)
127 - يزيد بن مخزم، الحارثي: أبو الحارث.
128 - عدي بن الرّقاع العاملي (1): أبو داود.
129 - زفر بن الحارث الكلابي (2): أبو عبد الله.
__________
الملقب بالرّقيّات ابنا قيس بن شريح.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 130): ابن قيس الرّقيّات هو:
عبد الله بن قيس. قلت: كذا قال عبد الله بغير تصغير، وسبق أن ذكرت أن له أخ يقال له عبد الله، وأن الشاعر هو عبيد الله بالتصغير على ما ذكر ابن حزم في أكثر من موضع.
ثم قال ابن قتيبة: أحد بني عامر بن لؤي، وإنما سمي الرقيات لأنه كان يشبب بثلاثة نسوة يقال لهن كلهن رقية، وهو القائل في مصعب بن الزبير:
إنما مصعب شهاب من اللّ ... هـ تجلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك رحمة ليس فيه ... جبروت يخشى ولا كبرياء
يتقي الله في الأمور وقد ... أفلح من كان همه الاتقاء
(1) عدي بن الرّقاع العاملي. ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 300) في ذكره لبني هنب بن أفصى بني دعمي، فقال: فيقال: إن عدي بن الرّقاع الشاعر منهم، والله أعلم.
(2) هو: زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معاذ بن يزيد بن عمرو الصّعق (خويلد) بن نفيل بن عمرو بن كلاب. أبو عبد الله، الكلابي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 286) في ذكره لبني جعفر بن كلاب، فقال: ومن ولد يزيد الشاعر المذكور زفر بن الحارث بن عبد عمرو
القائم بالجزيرة أيام مروان، وبنوه الكوثر بن زفر، ووكيع بن زفر، والهذيل ابن زفر كلهم رؤساء، والهذيل هذا هو قاتل يزيد بن المهلب يوم العقر، وقيل غير ذلك.(1/390)
130 - عمران بن حطّان السدوسي (1): أبو شهاب.
131 - عبيدة بن هلال اليشكري (2): أبو مالك.
132 - عبد الله بن الحر الجعفي: أبو الأشرس.
133 - عبيد الراعي النميري (3): أبو نوح، وأبو جندل.
__________
(1) هو: عمران بن حطّان بن عبد الله أبو شهاب. السدوسي، ويقال: الرقاشي.
ذكره ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = (ص: 318) في ذكره لبني شيبان ابن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب، فقال: ذكر ابن الكلبي: أن عمران ابن حطّان من بني سدوس، والذي رويناه في نسبه أن عمران بن حطان بن عبد الله الرقاشي كان أبوه من أصحاب أبي موسى الأشعري، وعبادة بن الصامت.
(2) هو: عبيدة بن هلال (شاذ) بن فياض. اليشكري، أبو مالك.
(3) هو: عبيد بن حصين بن جندل بن قطن بن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة ويقال: حصين بن معاوية أبو نوح، وأبو جندل، الراعي، النميري، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 279): في ذكره لبني نمير بن عامر بن صعصعة فقال: فمن بني عبد الله بن الحارث بن نمير، الراعي الشاعر، وهو عبيد بن حصين
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 94): الراعي هو حصين بن معاوية من بني نمير، وكان يقال لأبيه في الجاهلية الرئيس وسمي الراعي لأنه كان يكثر وصف الرعاء في شعره، وولده وأهل بيته في البادية سادة أشراف.
ويقال: بل اسمه عبيد بن حصين، وهجاه جرير لأنه اتهمه بالميل إلى الفرزدق، فأتاه الراعي فاستكفه فكف عنه، ويستحسن قوله في الاعتذار من ترك الزيارة:
إني وإياك في الشكوى التي قصرت ... خطوى ونأيك والوجد الذي تجد(1/391)
134 - كعب الأشقري (1): أبو مالك.
135 - زياد الأعجم (2): أبو أمامة.
136 - الأقيشر (3): أبو معرّض.
__________
كالماء والظالع الصديان من عطش ... هو الشفاء له والري لو يرد
(1) ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 381380): رهط كعب الأشقري هذا في ذكره لبني دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب، فقال:
وولد عمرو بن مالك بن فهم: مالك، ومعاوية، وولده يدعون القسامل. وواشح، ومن ولده: سليمان بن حرب الواشحي المحدث، وغيرهم.
ومن ولد عمرو بن مالك بن فهم هذا: هم الأشاقر، رهط كعب الأشقري، وهم ولد: سعد بن عائذ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم.
(2) هو: زياد بن سلمى بن عبد القيس. أبو أمامة، الأعجم.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 99): كان ينزل اصطخر، وكانت فيه لكنة فلذلك قيل له: الأعجم. وله عقب، وهمّ الفرزدق، بهجاء عبد القيس فبعث إليه لا تعجل حتى أهدي له هدية، فانتظرها زمانا ثم بعث إليه:
فما ترك الهاجون لي إن هجوته ... مصحا أراه في أديم الفرزدق
وما تركوا عظما يرى تحت لحمه ... لكاسره أبقوه للمتعرق
سأكسر ما أبقوه لي من عظامه ... وأنكت مخ الساق منه وانتقى
وإنا وما تهدى لنا أن هجوتنا ... لكالبحر مهما يلق في البحر يغرق
فلما بلغه الشعر قال: ما إلى هجاء هؤلاء من سبيل ما عاش هذا العبد.
(3) هو: المغيرة بن الأسود بن وهب بن ناعج بن قيس بن معرض (سعد) بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة أبو معرّض، الأقيشر، الشاعر،(1/392)
__________
الأسدي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 191) في ذكره لبني سعد بن خزيمة، فقال: ومن بني معرّض بن عمرو بن أسد: الأقيشر الشاعر واسمه: المغيرة بن عبد الله
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 134): الأقيشر هو المغيرة بن الأسود بن وهب أحد بني أسد بن خزيمة بن مدركة وكان يغضب إذا قيل له الأقيشر، فمر يوما بقوم من بني عبس، فقال رجل منهم: يا أقيشر فسكت ساعة، ثم قال:
أتدعوني الأقيشر ذاك اسمي ... وأدعوك ابن مطفئة السراج
تناجي خدنها بالليل سرا ... ورب الناس يعلم ما تناجي
فسمي الرجل: ابن مطفئة السراج، وولده ينسبون إلى ذلك إلى اليوم.
ومر بمطر بن ناجية اليربوعي حين غلب على الكوفة أيام الضحاك بن قيس الشاري ومطر على المنبر يخطب الناس فقال:
ابني تميم ما لمنبر ملككم ... لا يستقر فعوده يتمرمر
إن المنابر أنكرت استاهكم ... فادعوا خزيمة يستقر المنبر
خلعوا أمير المؤمنين وبايعوا ... مطرا لعمرك بيعة لا تظهر
واستخلفوا مطرا فكان كقائل ... يدل لعمرك من يزيد أعور
فبلغ ذلك جريرا فأتى بني أسد فقال: إنه والله لولا الرحم ما اجترأ عليّ خليعكم فاستكفوه وأخذوا الأقيشر فضربوه.
وجرير دس إليه رجلا، وقال: اذهب فقل إني جئت لأهجو قومك وتهجو قومي، فصار إليه فقال له: ممن أنت؟ قال: من بني تميم فقال:
فلا أسد نسبّ ولا تميما ... وكيف يحل سبّ الأكرمينا
ولكن التقرض حل بيني ... وبينك يا ابن مضرطة العجينا(1/393)
137 - المخبّل وهو: ربيعة بن مالك بن ربيعة بن قتال (1): أبو يزيد.
138 - البعيث المجاشعي (2): أبو يزيد.
__________
فسمي الرجل ابن مضرطة العجين.
(1) هو: ربيعة بن مالك بن ربيعة بن قتال ويقال: ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة. أبو يزيد المخبل.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 96): هو من بني شماس بن لائي ابن أنف الناقة. وهاجر وابنه إلى البصرة وولده كثير بالإحساء وهم شعراء.
وكان المخبل هجا الزبرقان بن بدر، وذكر أخته خليدة، ثم مر بها بعد حين وقد أصابه كسر، وهو لا يعرفها فآوته وجبرت كسره، فلما عرفها قال:
لقد ضل حلمي في خليدة ضلة ... سأعتب نفسي بعدها وأتوب
وأشهد والمستغفر الله أنني ... كذبت عليها والهجاء كذوب
وهو القائل:
فإن يك غصني أصبح اليوم زاويا ... وغصنك من ماء الشباب رطيب
فإني حنى ظهري حوان تركته ... عريشا فمشيّ في الرجال دبيب
وما للعظام الراجفات من البلى ... دواء وما للركبتين طبيب
إذا قال أصحابي ربيع ألا ترى ... أرى الشخص كالشخصين وهو قريب
فلا يعجبنك المرء إن كان ذا غنى ... ستتركه الأيام وهو حريب
وذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 220): في ذكره لبني قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة، فقال: ومنهم المخبل الشاعر، وهو ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة.
(2) هو: خداش بن بشر بن أبي خالد بن بيبة أبو يزيد، المجاشعي.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 118): من بني مجاشع، وأمه أصبهانية يقال لها: مردة. وسمي البعيث بقوله:(1/394)
139 [125] عمر بن أبي ربيعة (1): أبو الخطاب.
__________
تبعث مني ما تبعث بعد ما ... استمر فؤادي واستمر عزيمي
ويكنى أبا مالك وكان أخطب بني تميم إذا أخذ القناة وله عقب بالبادية، وكان يهاجي جريرا.
وقال أبو عبيدة: سألت بعض بني كليب ما أشد ما هجيتم به قال: قول البعيث:
ألبست كليبا إذا سيم خطة ... أقر كاقرار الحليلة للبعل
وكل كليبي صحيفة وجهه ... أذل لا قدام الرجال من النعل
وكل كليبي يسوق أتانه ... له حاجة من حيث تسعر بالحبل
وكان للبعيث أولاد منهم مالك وبكر وخرجا مع أبيهما إلى المدينة فأرسلهما يرعيان الإبل فمرض مالك فأرسل بكرا إلى أبيه فأدركه وقد مات فقال:
وأرسل بكرا مالك يستحثنا ... يحاذر من ريب المنون فلم يئل
آمالك مهما يعقب الله تلقه ... وإن حان ريث من رفيقك أو عجل
(1) هو: عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة أبو الخطاب. الشاعر الماجن. المخزومي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 147) في ذكره لبني يقظة بن مرّة، فقال: وعمر بن عبد الله الشاعر الماجن، أمه أم ولد اسمها مجد، وإبراهيم ابن، فكان لعمر ابن اسمه: جوان، ولي الصدقات بالحجاز وكان لجوان بن عمر ابن اسمه غنى، وقد انقرض عقب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 132): يكنى أبا الخطاب وأبو جهل ابن هشام بن المغيرة عم أبيه وأم عمر بن الخطاب حنتمة بنت هشام بن المغيرة بنت عم أبيه وإخوته: عبد الله، وعبد الرحمن، والحارث بنو عبد الله، وكان عبد الرحمن تزوج أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق بعد طلحة(1/395)
140 - عروة بن حزام (1): أبو سعيد.
__________
وولدت له، وأعقب الحارث ولا عقب لعمر، وكانت أمه نصرانية وهي أم إخوته، وكان عمر فاسقا يتعرض للنساء الحواج ويتشبب بهن فسيره عمر ابن عبد العزيز إلى الدهلك (موضع) ثم غزا في البحر فأحرقت السفينة التي كان فيها فاحترق هو ومن كان معه، وكان يشبب بسكينة.
وكان أخوه الحارث خيرا عفيفا فعاتبه يوما، قال عمر، وكنت على ميعاد من الثريا فرحت إلى المسجد مع المغرب وجاءت الثريا للميعاد فوجدت الحارث مستلقيا على الفراش فألقت نفسها عليه وهي لا تشك في أنه أنا، فوثب وقال: من هذه؟ فقيل له: الثريا، فقال: ما أرى عمر ينتفع بعظتنا، فلما جئت للميعاد، قال: ويحك كدنا بفتن بعدك، لا والله أن شعرت إلا والثريا صاحبتك واقعة عليّ، قلت: لا تمسك النار بعدها، فقال:
عليك لعنة الله وعليها.
(1) هو: عروة بن حزام بن مالك أبو سعيد العذري.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 449) في ذكره لبني عذرة بن سعد هذيم، وعروة بن حزام بن مالك.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 145): هو من عذرة، وهو أحد عشاق العرب المشهورين بذلك وصاحبته عفراء، وكانا نشآ معا فسأل عمه أن يزوجها منه فكان يسوّفه إلى أن خرج في عير لأهله إلى الشام وخطب عفراء ابن عم لها من البلقاء فزوجها أبوها منه فحملها إلى بلده، وأقبل عروة في عيره راجعا حتى إذا كان بتبوك نظر إلى رفقة مقبلة من ناحية المدينة فيها امرأة على جمل أحمر، فقال لأصحابه: والله لكأنها عفراء، فقالوا:
ويحك ما تترك ذكر عفراء على حال من الأحوال، فلم يرع إلا بمعرفتها فبقي واقفا لا يحير كلاما حتى فقدها، فقال:(1/396)
141 - العجاج (1): أبو الشعثاء.
142 - رؤبة بن العجاج (2): أبو الجحاف.
__________
وإني لتعروني لذكراك روعة ... لها بين جلدي والعظام دبيب
وما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب
الأبيات، ثم أخذه الهلاس حتى لم يبق منه شيئا، فقال قوم: هو مسحور، وقال آخرون: به جنة، وكان باليمامة طبيب يقال له سالم فصار إليه ومعه أهله فجعل يسقيه الدواء فلا ينفعه فخرجوا به إلى طبيب بحجر فلم ينتفع بعلاجه.
(1) هو: عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة شهرته: العجاج. أبو الشعثاء، الراجز، الشاعر.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 141): من بني مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وكان يكنى أبا الشعثاء، وسمي العجاج بقوله:
حتى يعج عندها من عجعجا
وأخذ عليه قوله:
كأنّ عينيه من الغؤور ... قلتان في لحدي صفا منقور
أذاك أم حوجلتا قارور ... صيرتا بالنفخ والتصيير
صلاصل الزيت إلى الشطور
الحوجلتان: القارورتان، جعل الزجاج يرشح وينضح ذكره ابن حزم في = الجمهرة = في (ص: 215): في ذكره لبني الأبناء.
(2) هو: رؤبة بن العجاج بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عميرة بن حنيّ بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم
أبو الجحاف. الشاعر، الراجز، التميمي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 215) في ذكره لبني الأبناء فقال: منهم(1/397)
143 - تأبّط شرّا (1): أبو زهير.
__________
الراجز ابن الراجز رؤبة بن العجاج وابنه عقبة بن رؤبة راجز أيضا.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 141): قال أبو عبيدة: دخلت على رؤبة وهو يجيل جرذانا على النار، فقلت: أتأكلها؟ قال: نعم، إنها خير من دجاجكم، إنها تأكل البر والتمر. وأنشد رؤبة، سلم بن قتيبة في وصف قوائم الفرس: يهوين شتى ويقعن وفقا
قال له: أخطأت في هذا يا أبا الجحاف جعلته مقيدا، قال:
أدنني من ذنب البعير
قال: وأخطأ في قوله:
كنتم كمن أدخل في حجر يدا ... فأخطأ الأفعى ولاقى الأسود
جعل الأفعى دون الأسود وهي فوقه في المضرة. وفي قوله:
أقفرت الوعساء والعثاعث ... من أهلها والبرق البرارث
وقالوا: إنما هي البراث جمع البرث، وهي الأرض اللينة والبرق موضع حجارة سود وبيض ومنه يقال: جبل أبرق.
(1) هو: ثابت بن جابر بن سفيان بن كعب بن حرب بن تميم بن سعد بن فهم ابن عمرو أبو زهير، التميمي، الفهمي، الشاعر. وتأبط شرّا لقب له غلب على اسمه.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 243): في ذكره لبني فهم بن عمرو بن قيس عيلان، فقال: منهم: تأبط شرا واسمه: ثابت بن جابر
وذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 62): فقال: هو من فهم، وفهم وعدوان أخوان، وكان يغزو على رجليه وحده، ومن جيد شعره قوله:
يا من لعذالة خذالة أشب ... خرقت باللوم جلدي أي تخراق
تقول أهلكت مالا لو ضننت به ... من ثوب صدق ومن برّ وأعلاق(1/398)
144 - ثابت قطنة (1): أبو العلاء.
145 - أوس بن مغراء السعدي (2): أبو المغراء.
__________
سد دخلا لك من مال تجمعه ... حتى تلاقي ما كل امرئ لاق
الأبيات وذكر في شعره أنه لقي الغول فقتلها قال:
تقول سليمى لجاراتها ... أرى ثابتا يفنا حوقلا
لها الويل ما وجدت ثابتا ... ألف اليدين ولا زملا
ولا رعش الساق عند الجراء ... إذا بادرا لحملة الهيضلا
وأدهم قد جبت جلبابه ... كما اجتابت الكاعب الخيعلا الأبيات الحوقل: الضعيف المتقارب الخطى. الزمل: الجبان. الهيضل: الجيش الكثير.
الخيعل: درع يخاط أحد شقيه ويترك الآخر تلبسه المرأة كالقميص.
(1) يذكره المؤلف في رقم (351) في ذكره لألقاب الشعراء من الأزد فيقول:
ثابت قطنة بن كعب، وله يقول صاحب الفيل:
ما يعرف الناس منه غير قطنته ... وما سواه من الآباء مجهول
وكان يحشو عينه بقطنة.
(2) هو: أوس بن مغراء، السعدي القريعي أبو المغراء، الشاعر
ذكره ابن حبيب في = المحبر = (ص: 183) في ذكره لأئمة العرب في الكلام عن كرب بن صفوان، وذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 162) فقال: هو من بني ربيعة ابن قريع بن عوف بن كعب بن سعد وكان يهاجي النابغة الجعدي.
وهو القائل في بني صفوان بن سحنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد وهم الذين كانت فيهم الإفاضة من عرفات:
ولا يرمون في التعريف موقفهم ... حتى يقال أفيضوا آل صفوانا
مجدا بناه لنا قدما أوائلنا ... وورّثوه طوال الدهر أخرانا(1/399)
146 - النجاشي الحارثي (1): أبو الحارث.
147 - القطامي، التغلبي (2): أبو سعيد.
__________
(1) هو: قيس بن عمر بن مالك أبو الحارث، الحارثي، الشاعر.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 68): من بني الحارث بن كعب، وكان فاسقا رقيق الإسلام، ومرّ في شهر رمضان بأبي سماك العدوي بالكوفة فقال: ما تقول في رؤوس حملان في كرش في تنور قد أينع من أول النهار إلى آخره؟ قال: ويحك في شهر رمضان تقول هذا؟! قال: ما شهر رمضان وشوال إلا سواء، قال: فما تسقيني عليه؟ قال: شرابا كأنه الورس يطيب النفس ويجري في العظام ويسهل الكلام، ودخلا المنزل فأكلا وشربا، فلما أخذ فيهما الشراب تفاخرا فعلت أصواتهما فسمع جار لهما، فأتى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فأخبره، فأرسل في طلبهما فأما أبو سماك: فإنه شقّ الخص إلى خارج، وأخذ النجاشي، فأتي به علي بن أبي طالب، فقال: ويحك ولداننا صيام وأنت مفطر، فضربه سبعة وثمانين سوطا، فقال: ما هذه العلاوة يا أبا الحسن؟ قال: هذه لجرأتك على الله في شهر رمضان، ثم رفعه للناس في تيان فهجا أهل الكوفة. فذكر شعرا:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية الأبيات ومن جيد شعره:
أيها الملك المبدي عداوته ... روى لنفسك أي الأمر تأتمر
الأبيات.
(2) هو: عمرو بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر بن عامر بن أسامة بن مالك ابن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب أبو سعيد، التغلبي.
الشاعر. ويقال: عمير، والقطامي لقب له.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 305) في ذكره لبني مالك بن جشم بن بكر بن تغلب فقال: منهم: القطامي الشاعر، وهو لقب، واسمه عمرو بن(1/400)
148 - عقيبة بن هبيرة الأسدي: أبو حسان.
149 - سراقة بن عتاب البارقي: أبو عمرو.
150 - ذو الرّمّة (1): أبو الحارث.
__________
شييم
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 170): القطامي هو: عمير بن شييم من بني تغلب، وكان حسن التشبيب رقيقه، وهو القائل
يقتلنا بحديث ليس يفهمه ... من يتقين ولا مكنونه باد
فهن ينبذن من قول يصبن به ... مواقع الماء من ذي الغلة الصادي
وكان يمدح زفر بن الحارث الكلابي، وأسماء بنت خارجة الفزاري، وكان زفر أسره في الحرب التي كانت بين قيس وتغلب، فأرادت قيس قتله فحال زفر بينهم وبينه، ومنّ عليه وأعطاه مائة من الإبل وأطلقه، فقال:
أأكفر بعد رد الموت عني ... وبعد عطائك المائة الرتاعا
الأبيات.
(1) هو: غيلان بن عقبة بن بهيس (بهيش، نهيس) المضري، الشاعر أبو الحارث، وشهرته: ذو الرّمّة. ولد سنة: (77)، وتوفي سنة: (117).
قال ابن الغزي في = ديوان الإسلام = (ت 967): ذو الرمة، غيلان، أحد العشاق المشهورين من العرب مات سنة (117).
قال الذهبي في = سير أعلام النبلاء =: الرّمّة: هي الحبل، شبب بمية بنت مقاتل المنقرية، بالخرقاء، وله مدائح في الأمير بلال بن أبي بردة. قال أبو عمرو بن العلاء: إن الفرزدق وقف عليه وهو ينشد فأعجبه شعره: وقال محمد رضا كحالة في = معجم المؤلفين = (8/ 44): شاعر كان شديد القصر دميما يضرب لونه إلى السواد، عشق مية المنقرية واشتهر بها وكان مقيما بالبادية يحضر إلى اليمامة والبصرة كثيرا، وتوفي بأصبهان، قلت: وقيل: بالبادية.(1/401)
__________
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 126): ذو الرمة هو غيلان بن عقبة من بني صعب بن مالك بن عدي بن عبد مناف ويكنى أبا الحارث ووقف في الإبل ينشد شعره الذي يذكر فيه صيدح، فوقف عليه الفرزدق، فقال: كيف ترى ما تسمع يا أبا فراس؟ قال: ما أحسن ما تقول، قال:
فمالي لا أذكر مع الفحول؟ قال: قصر بك عن غاياتهم بكاؤك في الدمن، ووصفك الأبعار والعطن، ثم أنشأ يقول:
ودوية لو ذو الرميم يرومها ... بصيدح أودي ذو الرميم وصيدح
قطعت إلى معروفها منكراتها ... وقد خب آل الأمعز المتوضح
قال عيسى بن عمر: قدمت من سفر، فأتى ذو الرمة فعرضت له بشيء أعطبه، فقال: أنا وأنت واحد نأخذ ولا نعطي. ومات بالبادية، ولما حضرته الوفاة قال: أنا ابن نصف الهرم، أي ابن الأربعين، وسمي ذو الرمة بقوله:
لم يبق منها أبد الأبيد ... غير ثلاث ما ثلاث سود
وغير موضوح القفا موتود ... فيه بقايا رمة التقليد
وكان ذو الرمة أحد العشاق العرب المشهورين بذلك وصاحبته: مية بنت فلان بن طلبة بن قيس بن عاصم. ومكثت زمانا لا تراه وتسمع شعره فجعلت لله عليها أن تنحر بدنة إن رأته، فلما نظرت إليه رأت رجلا أسودا دميما، فقالت: واسوأتاه كأنها لم ترضه، فقال:
على وجه ميّ مسحة من ملاحة ... وتحت الثياب الشين لو كان باديا
ألم تر أن الماء يخبث طعمه ... وإن كان لون الماء أبيض صافيا
وكان يشبب بخرقاء وهي من بني البكاء بن عامر ومن مصادر ترجمته:
= الأعلام = (5/ 124)، = معجم المؤلفين = (8/ 44)، = فحول الشعراء = (121)، = الأغاني = (16/ 106)، = وفيات الأعيان = (4/ 11)، = تاريخ الإسلام = (4/ 247)، = البداية والنهاية = (9/ 319)، = خزانة الأدب = (1/ 50)، = فهرست(1/402)
151 - يزيد بن الطثرية (1): أبو المكشوح.
152 - العجير السلولي: أبو الفرزدق، وأبو الفيل. (2)
__________
ابن النديم = (1/ 117)، = ديوان الإسلام = (ت 967).
(1) هو: يزيد بن الطثرية وهي أمه. أبو المكشوح.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 99): ابن الطثرية هو يزيد، والطثرية: أمه. وقتلته بنو حنيفة يوم الفلج، فقالت أخته ترثيه:
أرى الأثل في جنب العقيق مجاورا ... مقيما وقد غالت يزيد غوائله
فتى قد قدّ السيف لا متآزف ... ولا رهل لباته وأبادله
إذا تزل الأضياف كان عذوّرا ... على الحيّ حتى تستقل مراجله
ويزيد هو القائل:
وأبيض مثل السيف خادم رفقة ... أشم ترى سرباله قد تقددا
كريم على علاته لو دعوته ... للباك رسلا لا تراه مربدا
يعجل للقوم الشواء يجره ... بأقصا عصاه منضجا أو مرمدا
حلوف لقد أنضجت وهو ملهوج ... بنصفيه لو حركته لتفصدا
يجيب بلبيه إذا ما دعوته ... ويحسب ما يدعى له الدهر أرشدا
(2) هو العجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب بن عائشة بن الربيع بن ضبيط بن جابر بن عبد الله بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر. السلولي، وسلول أمهم. أبو الفرزدق، وأبو الفيل، السلولي الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = في (ص: 273) في ذكرة لبني مرة بن سلول وهي أمهم، فقال: ومنهم الشاعر: العجير بن عبد الله
وهو القائل في الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم في أبيات له مشهورة:(1/403)
153 - حميد بن ثور الهلالي: أبو الأخضر. (1)
154 - ابن الدمينة: أبو السري (2).
__________
لا يمسك المال إلا ريث يسأله ... ولا يلاطم عند اللحم في السوق
(1) هو حميد بن ثور أبو الأخضر الهلالي الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 274) في ذكره لبني هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، فقال:
وحميد بن ثور الأرقط الشاعر.
قلت: وعلق الأستاذ عبد السلام هارون محقق على الكتاب فقال:
والصواب أن هذا غير حميد الأرقط وأن خطأ ورد في المخطوط أو سقط أدى إلى ذلك والصواب أن حميد الأرقط ليس من بني هلال إنما هو من بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وعزى ذلك إلى اللآلئ (649)، وما ذكرته أنا هنا هو معنى كلامه لا نصه، فراجعه بهامش المصدر المذكور.
قال ابن قتيبة في «الشعر والشعراء» (ص: 87): حميد بن ثور الهلالي هو من عامر بن صعصعة إسلامي من المجيدين، ومما يستجاد قوله:
أرى بصري قد رابني بعد صحة ... وحسبك داء إن تصح وتسلما
(2) هو: عبيد الله بن عبد الله. الخثعمي. أبو السري، والدمينة أمه.
قال ابن قتيبة في «الشعر والشعراء» (ص: 172): هو عبيد الله بن عبد الله، والدمينة أمه، وهو من خثعم، وهو القائل:
بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له ... ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب
ولم يعتذر عذر البرئ ولم تزل ... به سكته حتى يقال مريب
ومن جيد شعره:
يا ليتنا فردا وحشية أبدا ... نرعى المتان ونخفى في نواحيها
أوليت كدر القطا حلقن بي وبها ... دون السماء فعشمنا في خوافيها(1/404)
155، 156أبو عطاء السندي: هو: مرزوق (1).
157 - طريح بن إسماعيل: أبو إسماعيل (2).
__________
أكثرت من ليتنا لو كان ينفعنا ... ومن منى النفس لو تعطي أمانيها
(1) هو: مرزوق، أبو عطاء السندي الشاعر. ذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 179) فقال:
أبو عطاء السندي اسمه: مرزوق، وكان جيد الشعر، وكانت به لكنة.
قال حماد الراوية: سمنت يوما وحماد عجرد، وحماد بن الزبرقان النحوي مجتمعين فنظر بعضنا إلى بعض فقلنا: لو بعثنا إلى أبي عطاء، فبعثنا إليه، فقلنا: من يحتال له حتى يقول: جرادة، وزج، وشيطان؟ فقلت: أنا، وجاء، فقال: من هاهنا؟ من هاهنا؟ فقلنا: ادخل، فدخل، فقلنا: أتتعشى؟ قال:
تأسيت.
قلت: أفتشرب؟ قال: بلى، فشرب حتى استرخت علابيته.
فقال حماد الراوية: كيف بصرك باللغز يا أبا عطاف؟
قال: حسن. قال:
فما صفراء تكنى أم عوف ... كأن رجيلتيها منجلان؟
قال: ذرادة، قال: أصبت، ثم قال:
فما اسم حديدة في الرمح ترسى ... دوين الصدر ليست بالسنان؟
قال: زز، قال: أحسنت، ثم قال:
أتعرف مسجدا لبني تميم ... فويق الميل دون بني أبان؟
قال: بني سيتان، فقلنا: أصبت يا أبا عطاف، وضحكنا
(2) هو: طريح بن إسماعيل. الثقفي الشاعر. أبو إسماعيل
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 160): طريح الثقفي وكان شريفا، شاعرا، وله عقبل وهو القائل في الوليد بن عبد الملك:(1/405)
158 - إبراهيم بن هرمة: أبو إسحاق (1).
__________
أنت ابن مسلنطح البطلح ولم ... تعطف عليك الحنى والولج
لو قلت للسيل دع طريقك والم ... وج عليه كالهضب يعتلج
لارتد أوساخ أو لكان له ... في سائر الأرض عنك منعرج
طوبى لفرعيك من هنا وهنا ... طوبى لا عراقك التي تشج
(1) هو: إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن الهذيل بن الربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس (وهو الخلج) بن الحارث ابن فهر بن مالك الخلجي. أبو إسحاق. المعروف بابن هرمة الشاعر. ذكره ابن حزم في ذكره لبني الحارث بن فهر بن مالك (ص: 177) فقال:
ومن بني الخلج، وهو قيس بن الحارث بن فهرس: إبراهيم بن علي بن سلمة وهو الشاعر ابن هرمة.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 175): ابن هرمة هو من الخلج من قيس عيلان، ويقال: إنهم من قريش، وسموا بذلك لأنهم اختلجوا منهم وكان ابن هرمة ساقة الشعراء.
حدثني عبد الرحمن عن الأصمعي أنه قال: ساقة الشعراء: ابن هرمة، وابن ميادة، ورؤية، وحكم الخضري حي من محارب، وقد رأيتهم أجمعين.
وكان ابن هرمة مولعا بالشراب وأخذه صاحب شرطة زياد على المدينة فجلده في الخمر، وهو زياد بن عبد الله الحارثي، وكان عليها في ولاية أبي العباس، فلما ولي المنصور شخص إليه، فامتدحه فاستحسن شعره، وقال: سل حاجتك، قال: تكتب إلى عامل المدينة لا يحدني في الخمر، قال:
هذا حدّ من حدود الله وما كنت لأعطله، قال: فاحتل لي فيه يا أمير المؤمنين، فكتب إلى عامله من أتاك بابن هرمة سكران فاجلده مائة واجلد ابن هرمة ثمانين، فكان الناس يمرون به وهو سكران، فيقولون من يشتري(1/406)
159 - عصين بن براق الأسدي: أبو هلال.
160 - عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: أبو عقيل. (1)
161 - القلاخ بن حزن (2): أبو خناثير.
__________
ثمانين بمائة.
قلت: مثل هذه القصة لا أراها تنطلي إلى على السذج والبسطاء، وكان لأمثال هؤلاء الحكام أن يحتالوا على تعطيل شرع الله ولا أن يتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هو القائل:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خلق وجيب قميصه مرقوع
أما تريني شاحبا متبذلا ... فالسيف يخلق جفنه فيضيع
فلرب لذة ليلة قد نلتها ... وحرامها بحلالها مدفوع
(1) في الأصل عمارة بن عتيل بالتاء بدل القاف، والتصويب من مصادر الترجمة وهو: عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفي (حذيفة) بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع. أبو عقيل، اليربوعي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 226) في ذكره لبني كليب بن يربوع، فقال: ومن ولده: عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، شاعر ابن شاعر.
(2) كذا في المخطوط: القلاخ بن حزن أبو خناثير.
وفي «الشعر والشعراء»: القلاخ ابن جناب وفي البيت الذي ساقه له ما يفيد أنه أبو خناثير.
وبالرجوع إلى = لسان العرب = نجد أن ابن منظور قد فرق بين ابن جناب، وابن حزن، ونسب البيت الذي ذكره ابن قتيبة إلى ابن جناب أيضا وهو ما يفيد أن الكنية لابن جناب لا أنها لابن حزن، وابن حزن سعدي، وابن جناب حارثين وابن حزن شاعر، وابن جناب راجز، وأنا أنقل ما قال(1/407)
162 - خريبة بن أشيم الأسدي: أبو سعيد
163 - طفيل بن عرف الغنوي (1): أبو قران
__________
ابن قتيبة، ثم أنقل ما قال ابن منظور، فيقول ابن قتيبة في «الشعر والشعراء» (ص: 166).
القلاخ بن جناب هو من بني حزن بن عمرو بن منقذ بن عبيد بن الحارث.
وكان شريفا وهو القائل:
أنا القلاح بن جناب بن جلا ... أبو خناثير أقود الجملا
وقال ابن منظور في = لسان العرب = في مادة: قلخ: الضرب باليابس على اليابس، والقلخ والقليخ: شدة الهدير
والقلاخ، بالضم: اسم شاعر، وهو قلاخ بن حزن السعدي وهو القائل:
أنا القلاخ في بغائي مقسما ... أقسمت لا أنام حتى يسأما
والقلاخ بن جناب بن جلا الراجز، شبّه بالفحل فلقب بالقلاخ، وهو القائل:
أنا القلاخ بن جناب بن جلا ... أبو خناثير أقود الجملا
أراد: إني مشهور معروف، وكل من قاد الجمل فإنه يرى من كل مكان.
قال ابن بري: الذي ذكره الجوهري ليس هو القلاخ بن حزن كما ذكر، وإنما هو القلاخ العنبري ومقسم غلام القلاخ هذا العنبري، وكان قد هرب فحرج في طلبه فنزل بقوم فقالوا: من أنت؟ قال:
أنا القلاخ جئت أبغي مقسما
(1) كذا في المخطوط، والذي وقفت عليه طفيل بن كعب الغنوي.
قال ابن قتيبة في «الشعر والشعراء» (ص: 104): طفيل الغنوي هو:
طفيل بن كعب، وكان من أوصف العرب للخيل، فقال عبد الملك من أراد ركوب الخيل فليرو شعر طفيل.
وقال معاوية: دعوا لي طفيلا وسائر الشعراء لكم، وهو القائل:(1/408)
164 - الزبرقان بن بدر (1): أبو عياش، وأبو شذرة.
__________
إني وإن قل مالي لا يفارقني ... مثل النعامة في أوصالها طول
أو قارح في الغاربيات ذو نسب ... وفي الجراء مسح الشد إجفيل
إن النساء كأشجار نبتن معا ... منها المرار وبعض النبت مأكول
إن النساء وإن ينهين عن خلق ... فإنه واجب لابد مفعول
لا ينصرفن لرشد إن دعين له ... وهن بعد ملائيم مخاذيل
(1) هو: الحصين بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو عياش وأبو شذرة، التميمي الشاعر، السعدي. والزبرقان لقب، ومعناه البدر المنير.
ذكره ابن حزم في «الجمهرة» (ص: 218) في ذكره لبني عوف بن كعب ابن سعد بن زيد مناة فقال: فمن بني بهدلة: الزبرقان، واسمه: حصين ابن بدر بن امرئ القيس له وفادة، وله عقب بطلبيرة، لهم بها تقدم، وكان أول دخولهم بالأندلس، نزلوا بقرية ضخمة تسمى الزبارقة نسبت إليهم، ثم غلب النصارى عليها فانتقلوا إلى طلبيرة، فمحلتهم بها معروفة بحومة العرب إلى اليوم (أي أيام ابن حزم).
وإياهم عنى الشاعر في مدحه للمنصور بن أبي عامر حيث يقول يهنئه في بعض فتوحاته:
فلو شاء أهل الزبرقان تحملوا ... فعادوا إلى أوطانهم بالزبارق
يعني موضعهم في بلاد الروم المسمى بالزبارق وذكره المؤلف أيضا في «المحبر» في أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص: 126).
وذكره كذلك في = المحبر = (ص: 232) في المتعممين بمكة مخافة النساء على أنفسهم من جمالهم.
وذكره ابن حجر في = الإصابة = (3/ 3) في ترجمة الزبرقان بن بدر فقال:(1/409)
165 - الزبير بن عبد المطلب (1): أبو حجل، وأبو الطاهر
166 - عمارة بن الوليد بن المغيرة (2): أبو فايد
__________
التميمي السعدي، يقال اسمه حصين ولقب الزبرقان لحسن وجهه، وهو من أسماء القمر.
ذكره ابن إسحاق في = وقود العرب = قال: قدم وفد تميم فيهم: عطارد بن حاجب في أشرافهم، منهم: الأقرع بن حابس، الزبرقان بن بدر أحد بني سعد، وعمرو بن الأهيم وقيس بن عاصم فنادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، فذكر القصة بطولها، وفيها: ثم أسلموا.
(1) هو: الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي أبو حجل، وأبو الطاهر بغير هاء، وفي الأصل بزيادة الهاء وهو خطأ القرشي. أمه: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم، وأمه هي أم عبد الله بن عبد المطلب والد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ابن حزم في «الجمهرة» (ص 17) في بابه فقال:
وهؤلاء ولد الزبير بن عبد المطلب فقال: ولد الزبير بن عبد المطلب: الطاهر، وحجل، وقرة، وعبد الله له صحبة، قتل يوم أجنادين ولا عقب لواحد منهم.
(2) هو: عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو فايد، القرشي، المخزومي ذكره ابن حزم في «الجمهرة» (ص: 148) في ذكره لبني يقظة بن مرّة، فقال: وولد عمارة بن الوليد: الوليد، قتل مع عمه خالد بالبطاح.
وذكره ابن حجر في = الإصابة = في القسم الرابع (5/ 173) فقال: استدركه ابن فتحون وعزاه لمقاتل فإنه قال في تفسيره في قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} قال: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان له من الولد سبعة(1/410)
167 - الوليد بن عقبة بن أبي معيط (1): أبو وهب
__________
أسلم ثلاثة: خالد، وهشام، وعمارة، كذا قال. وأورده الثعلبي في تفسيره عن مقاتل والصواب خالد وهشام والوليد، فأما عمارة، فإنه مات كافرا لأن قريشا بعثوه إلى النجاشي فجرت له معه قصة، فأصيب بعقله وهام مع الوحش، وقد بينت أنه ممن دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم من قريش لما وضع عقبة بن أبي معيط سلا الجزور على ظهره وهو يصلي.
(1) هو: الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن مناف أبو وهب الأموي.
ذكره ابن حجر في = الإصابة = (6/ 321) فقال: أخو عثمان بن عفان لأمه أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب يكنى أبا وهب. قتل أبوه بعد الفراغ من غزوة بدر صبرا وكان شديدا على المسلمين كثير الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ممن أسر يوم بدر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله فقال: يا محمد، من للصبية؟ قال النار، وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح
وفيه نزل قوله تعالى: {إِنْ جََاءَكُمْ فََاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} وذكر قصة ذلك الخبر من عدة وجوه، ثم قال ابن حجر ولما قتل عثمان، اعتزل الوليد الفتنة فلم يشهد مع علي ولا مع غيره ولكنه كان يحرض معاوية على قتال علي بكتبه وشعره ومن ذلك ما كتب به إلى معاوية لما أرسل إليه علي جريرا يأمره بأن يدخل في الطاعة ويأخذ البيعة على أهل الشام، فبلغ ذلك الوليد فكتب إليه من أبيات:
أتاك كتاب من علي بخطه ... هي الفصل فاختر سلمة أو تحاربه
وكتب أيضا إليه من أبيات:
وإنك والكتاب إلى علي ... كدابغة وقد حلم الأديم(1/411)
168 - عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص (1): أبو مطرف
__________
وهو القائل أيضا:
ألا إن خير الناس بعد ثلاثة ... قتيل التجيي الذي جاء من مصر
ومالي لا أبكي وتبكي قرابتي ... وقد حجبت عنا فضول أبي عمرو
وأقام بالرقة إلى أن مات
قال خليفة كانت ولاية الوليد على الكوفة سنة خمس وعشرين وكان في سنة ثمان وعشرين غزا أذربيجان وهو أمير القوم، وعزل سنة تسع وعشرين.
وقال أبو عروبة الحراني مات في خلافة معاوية.
قلت: ذكره ابن حزم في الصحابة الرواة في أصحاب الحديثنين راجع رقم (434)، وكذا ابن الجوزي في = تلقيح فهوم أهل الأثر = (ص: 377).
ومن مصادر ترجمته غير ما ذكرت:
= أسد الغابة = (5/ 451)، = الثقات = (3/ 429)، = تجريد اسماء الصحابة = (2/ 129)، = بقي من مخلد = (436)، = الاستيعاب = (4/ 1552)، = تقريب التهذيب = (2/ 334)، = تهذيب التهذيب = (11/ 142)، = تهذيب الكمال = (3/ 1471)، = سير أعلام النبلاء = (3/ 412)، = شذرات الذهب = (1/ 35)، = الجرح والتعديل = (9/ 8)، = التاريخ الكبير = (8/ 140).
(1) هو: عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو مطر، القرشي، الأموي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 110) وذكره لبني محمد بن مروان بن الحكم، فقال: وولد عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص: حرب، وأبان:
ابنا عبد الرحمن، وغيرهما. أمهم أم القاسم بنت عبد الله بن خالد بن أسيد، فولد أبان بن عبد الرحمن عثمان بن أبان.
وذكره ابن حبيب أيضا في = المحبر = (ص: 305) في الكواسجة الثط وهم(1/412)
169 - مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري (1): أبو الحسن
170 - الأشعر بن أبي حمران الجعفي: أبو زهير
171 - قيس [بن] مكشوح المرادي (2): أبو حسان
172 - عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب (3): أبو سراقة
__________
خفيفي شعر اللحية.
(1) هو: مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر. أبو الحسن، الفزاري الشاعر، الغطفاني قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 182):
كان آباؤه سادة غطفان، وكان مالك شاعرا غزلا ظريفا وهو القائل:
وحديث ألذه وهو مما ... يشتهي السامعون يوزن وزنا
منطق عاقل ويلحن أحيا ... نا وأحلى الحديث ما كان لحنا
الأبيات.
وكان أخوه عيينة بن أسماء هوى جارية لأخته هند بنت أسماء فاستعان بأخيه مالك على أخته فقال مالك:
أعيين هلا إذ كلفت بها ... كنت استعنت بفارغ العقل
أأتيت ترجو الغيث من قبلي ... والمستغاث إليه في شغل
(2) ما بين المعقوفين سقط من المخطوط وأثبته من مصادر الترجمة.
وهو: قيس بن مكشوح (هبيرة) عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن عامر بن عوبثان ابن زاهر بن مراد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ. أبو حسان. المرادي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 407) في ذكره لبني يحابر بن مالك بن أدد بن زيد فقال: ومن ولد زاهر بن يحابر: قيس بن المكشوح واسم المكشوح: هبيرة
(3) هو: عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة(1/413)
173 - شريح بن الأحوص بن جعفر (1): أبو يزيد
174 - الحارث بن ظالم المري (2): أبو ليلى
__________
أبو سراقة، الكلابي.
ذكره ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = (ص: 284) في ذكره لبني جعفر ابن كلاب، فقال: فولد الأحوص: عوف وقد ساد.
(1) هو أخو الذي قبله وهو: شريح بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة أبو يزيد، الكلابي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 284) في ذكره لبني جعفر بن كلاب، فقال: فولد الأحوص: عوف وقد ساد، وعمرو وقد ساد، ومات أبوه جدا عليه إذا قتل، وشريح وقد ساد وبه كان يكنى أبوه وهو قاتل لقيط بن زرارة يوم جبلة.
(2) هو: الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع ابن غيظ. الفاتك المشهور.
أبو ليلى، المري
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 253) في ذكره لبني مرة بن عوف بن سعد ابن ذبيان، فقال: والحارث بن ظالم الفاتك المشهور.
وذكره ابن حبيب أيضا في = المحبر = في عدة مواضع منها في (ص: 192) في ذكره لفتاك الجاهلية فقال: وأما الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف وبه يضرب المثل في الفتك والوفاء. فأما فتكه:
فقتله خالد بن جعفر بن كلاب في جوار الأسود بن المنذر الملك، وقتله ابن النعمان بن المنذر، ثم ذكر قصة كل الفتكين ثم قال:
وأما وفاؤه: فإن رجلا من بني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم يقال له:
عياض بن ديهث كان أورد إبله فصادف عليه رعاء الحارث بن ظالم، فأدلى عياض دلوه ليستقي ويسقي إبله فقصر رشاؤه، فاستعار بعض أرشية رعاء(1/414)
175 - نابغة بني جعدة (1): أبو ليلى
__________
الحارث فسقى إبله، فلما أصبح لقيه بعض حشم النعمان فأخذوا إبله وأهله، فنادى يا جار يا جاراه، فقال له الحارث: ويلك، متى كنت لي جارا؟
فقال: عقدت رشائي برشاء راعيك فسقيت إبلي فأخذت وذلك الماء في بطونها، فقال الحارث: إن هذا الجوار، وركب حتى أتى النعمان، وذكر القصة إلى أن رد عليه إبله وأهله.
(1) هو: قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ويقال: عبد الله بن قيس بن جعدة بن كعب ابن ربيعة. أبو ليلى، النابغة، الجعدي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 289) فذكر اسمه نسبه على النسق الأول في ذكره لبني جعدة بن كعب بن ربيعة فقال: والشاعر النابغة الجعدي واسمه: قيس، وأخوه: وحوح ابنا عبد الله بن عمرو بن عدس له صحبة.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 55) بعد أن ذكر اسمه ونسبه على النسق الثاني: وإخوته: عقيل، وقيس، الحريش، وهو جاهلي، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنشده:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه إن يكدّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: = لا يفضض الله فاك =. فغبر دهره لم تنقص له سن، وكان معمرا، ونادم المنذر أبا النعمان بن المنذر، ويقال إنه أقدم من النابغة الذبياني لأن هذا نادم المنذر، وذاك نادم النعمان بن المنذر، ولذلك يقول:
تذكرت والذكرى تهيج للفتى ... ومن حاجة المحزون أن يتذكرا
نداماي عند المنذر بن محرق ... أرى اليوم منهم ظاهر الحزن مقفرا(1/415)
176 - عمرو بن كلثوم التغلبي (1): أبو الأسود
177 - حمزة بن بيض الحنفي: أبو يزيد
178 - سابق البربري: أبو أمية
179 - أحيحة بن الجلاح الأوسي (2): [126] أبو عمرو
__________
وعمر حتى أدرك الأخطل، وتنازعا الشعر فغلبه الأخطل، ومات بأصبهان، وهو ابن عشرين ومائة سنة. وذكره ابن حزم في أسماء الصحابة الرواة في أصحاب الحديث الواحد (612)، والواقع أن له حديثان لهذا لم أذكره أنا في كتابي: هدي القاصد إلى أحاديث أصحاب الحديث الواحد.
وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا فقيل: عبد الله وقيل: قيس، وقيل حبان، واتفق على شهرته، بالنابغة الجعدي. ومن مصادر ترجمته غير ما ذكرت:
= أسد الغابة = (5/ 291)، = الإصابة = (6/ 218)، = الثقات = (3/ 423)، = تجريد أسماء الصحابة = (2/ 100)، = بقي بن مخلد = (612)، = الاستيعاب = (1514)، = الأعلام = (7/ 343)، = المصباح المضيء = (2/ 88)، = سير أعلام النبلاء = (3/ 77) وغير ذلك كثير.
(1) هو: عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. أبو الأسود التغلبي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 304) في ذكره لبني جشم بن بكر بن حبيب، فقال: منهم، عمرو بن كلثوم بن مالك، وبنوه عبد الله، والأسود شاعران سيدان، وعباد، وهو قاتل بشر بن عمرو بن عدس.
(2) هو: أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو ابن مالك بن الأوس بن حارثة. أبو عمرو، الأوسي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 335) في ذكره لبني كلفة بن عوف بن(1/416)
180 - العباس بن يزيد الكندي: أبو الصلت
181 - يحيى بن نوفل الحميري (1): أبو نوفل
__________
عمرو بن عوف، فقال: منهم: أحيحة بن الجلاح بن الحريش
وذكر ابن حبيب أيضا امرأته في = المحبر = (ص: 456) في المنجبات من النساء لم تكن العرب تعد منجبة لها أقل من ثلاثة بنين أشراف، فقال:
وسلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد النجارية ولدت: عبد المطلب سيد مضر في زمانه، فأنجبت، ولها من أحيحة بن الحريش بن جحجبا الأوسي: عمرو، ومعبد، فكانت نجابتها بعبد المطلب دون أخويه ولو كان عبد المطلب مثلهما لم تعد منجبة.
(1) هو: يحيى بن نوفل أبو نوفل الحميري، ويقال: الثقفي.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 174): هو من حمير، ويقال: إنه كان ينتمي أولا إلى ثقيف، فلما ولى الحجاج خالد بن عبيد الله القشيري ادعى أنه من حمير.
وكان أبان بن الوليد البجلي في زمن الحجاج بن يوسف في كتاب ديوان الضياع يجري عليه الرزق، فلما ولّى الحجاج خالد ولّى أبان ما وراء بابه من حرب السواد وخراجه فدخل يحيى من حسده ما لم يطقه، فقالت له امرأته، هشيمة: مالي أراك لا تدخل إلا عابسا وقد أصاب الناس في خالد غيرك وأنت شاعر مضر، فقال:
تقول هشيمة فيما تقو ... ل مللت الحياة أبا معمر
ومالي ألا أملّ الحيا ... ة وهذا بلال على المنبر
وهذا أخوه يقود الجيو ... ش عظيم السرادق والعسكر
الأبيات
وكان له جار فلما خرج قال: يا أبا نوفل أنا جارك منذ ثلاثين سنة لا(1/417)
182 - أعشى بني شيبان (1): أبو المغيرة
183 - الحصين بن الحمام (2): أبو معية
184 - يزيد بن الصعق: أبو قيس
185 - مطيع بن إياس: أبو سليمان
__________
أعرف غزوان وأم الوليد، قال: رحمك الله هما: سنوران في البيت.
(1) هو: ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وقيل:
ميمون بن قيس بن شراحيل بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ضبيعة.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 319) في ذكره لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة، فقال: واسم الأعشى: ميمون بن قيس فذكر نسبه على السيافين السابقين، ثم قال: فأسقط هاهنا جندلا وزاد ثعلبة.
(2) هو: الحصين بن الحمام بن ربيعة بن مساب بن حرام بن وائلة بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان أبو معية، المري، الذبياني، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 254) في ذكره لبني مرة بن عوف بن سعد ابن ذبيان، فقال: ومنهم بني سهم بن مرة: الحصين بن الحمام.
وذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 151) فقال: الحصين بن الحمام هو من بني مرة جاهلي، ويعد من أوفياء العرب.
قال أبو عبيدة اتفقوا على أن أشعر المقلين ثلاثة: المسيب بن علس، والمتلمس، والحصين بن حمام
وهو القائل:
نفلق هاما من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما
نحاربهم نستودع البيض هامهم ... ويستودعونا السمهري المقومّا
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما(1/418)
186 - مرداس بن أبي عامر السلمي (1): أبو يزيد
187 - النّمر بن تولب العكلي (2): أبو قيس
__________
(1) هو: مرداس بن أبي عامر (وقيل: أبي غالب ابن جارية بن عبد شمس بن رفاعة بن الحارث بن بهيثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان أبو يزيد، السلمي).
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 263) في ذكره لبني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، فقال في حديثة عن ابنه العباس بن مرداس الصحابي:
وكان أبوه مرداس بن أبي عامر تزوج الخنساء الشاعرة فولدت له هبيرة، وجزءا ومعاوية.
(2) هو: النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد
أبو قيس، العكلي، الشاعر، الكيس
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 199) في ذكره لبني عوف بن عبد مناة وهم عكل، فقال: والنمر بن تولب الشاعر، وهو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: = صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر الصدر =.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 62): هو من عكل، وكان شاعرا جوادا، ويسمى الكيس لحسن شعره، وهو جاهلي أدرك الإسلام، وهو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنا أتيناك وقد طال السفر ... نقود خيلا ضمرا فيها عسر
نظعمها الشحم إذا قل الشجر ... والخيل في إطعامها اللحم ضرر
يعني اللبن، وعاش إلى أن خرف واهتر، وألقي على لسانه: أصبحوا الراكب.
(وألقى بعض البطالين على لسانه: (موضع النقط كلمة قبيحة أسقطتها)(1/419)
188 - عبد الله بن ربعي الجذامي: أبو محمد
189 - مروان بن أبي حفصة (1): أبو السمطة
__________
الراكب، فكان يقولها: ذكر الأصمعي عن حماد أنه قال: أظرف الناس النمر ابن ربيعة وهو القائل:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ... أو كل بدعد من يهيم بها بعدي
ومما يتمثل به من شعره قوله:
ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الذي يهب الرغائب فارغب
وقال ابن حجر في = الإصابة = (6/ 253): عكل أولاد عوف، وحضنتهم أمة نسبوا إليها كذا نسبه أبو عمر، ثم ذكر الخلاف في نسبه عندهم، ثم قال:
قال المرزباني: كان شاعرا فصيحا وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا ونزل البصرة بعد ذلك.
وكان أبو عمر بن العلاء يسميه: الكيس لجودة شعره، وكثر أمثاله.
وكان جوادا، وعمر طويلا حتى أنكر عقله، فيقال: إنه عاش مائتي سنة وهو القائل:
يحب الفتى طول السلامة جاهدا ... فكيف يرى طول السلامة يفعل؟
(1) كذا ذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 178) ولم يكنه وقال: هو مولى مروان بن الحكم وكان أعتق أبا حفصة يوم الدار، قال مروان:
بنو مروان قومي أعتقوني ... وكل الناس بعدهم عبيد
ويقال إن يحيى بن أبي حفصة كان يهوديا وأسلم على يد عثمان بن عفان، فكثر ماله، وكان جوادا فتزوج خولة بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم سيد أهل الوبر، فقال القلاخ:
نبئت خولة قالت حين أنكحها ... لطال ما كنت منك العار أنتظر
لله درجيا وأنت سائسها ... برذنتها وبها التحجيل والغرر(1/420)
190 - متمم بن نويرة (1): أبو تميم
__________
وكان تزوج أيضا ابنة إبراهيم بن النعمان بن بشير على عشرين ألف درهم فعيره الناس، فقال:
فما تركت عشرون ألفا لقائل ... مقالا فلا تحفل مقالة لائم
وإن أك قد زوجت مولى فقد مضت ... به سنة قبلي وحب الدراهم
(1) هو: متمم بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. أبو تميم اليربوعي، التميمي.
الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 224) في ذكره لبني يربوع بن حنظلة ابن مالك، فقال: ومالك، ومتمم ابنا نويرة بن جمرة، قتل مالك على الردة، ورثاه أخوه متمم بالمراثي المشهورة، ولمتمم ابن شاعر اسمه داود بن متمم.
وذكره ابن حجر في = الإصابة = (6/ 40) فقال: ذكره الطبري وقال أسلم هو وأخوه مالك وبعث النبي صلى الله عليه وسلم مالكا على صدقات بني تميم وكان قد أسلم هو وأخوه متمم، ومتمم صاحب المراثي الحسان في أخيه وهو صاحب البيت السائر:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول افتراق لم نبت ليلة معا
وتمثلت بهما عائشة لما وقفت على قبر أخيها عبد الرحمن
وقال: قيل لمتمم ما بلغ من حزنك على أختك؟
فقال: أصبت بعيني فما قطرت منها قطرة عشرين سنة، فلما قتل أخي استهلت.
وقال المرزباني: كنية متمم: أبو نهيك.(1/421)
191 - والقبلي وهو: عبد الله بن معمر بن عبد الله بن علي بن عمر ابن عبد العزيز بن عبد شمس بن عدي، أعشى باهلة: أبو قحفان
192 - سحيم عبد بني الحسحاس (1): أبو عبد الله
193 - ضرار بن الأزور الأسدي، أخو بني مالك (2): أبو جنوب
__________
ويقال: أبو رهم، ويقال: أبو إبراهيم، وكان أعور حسن الإسلام، وأكثر شعره في مراثي أخيه، وهو القائل:
وكان فتى في الناس بعد ابن أمه ... كساقطة إحدى يديه من الخيل
(1) ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 194) في ذكره لبني ثعلبة بن دودان بن أسد، فقال: ومن بني عمرو بن مالك بن ثعلبة بن دودان: الحسحاس بن هند بن سفيان بن غضان بن كعب بن سعد بن عمرو بن مالك بن ثعلبة، وعبدهم كان سحيم الشاعر.
(2) هو: ضرار بن الأزور (مالك) بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد أبو جنوب ويقال: أبو الأزور، ويقال:
أبو بلال الأسدي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 193) في ذكره لبني ثعلبة بن دودان بن أسد، فقال: وضرار بن الأزور، قاتل مالك بن نويرة، واسم الأزور:
مالك بن أوس له صحبة.
وذكره ابن حجر في الصحابة (ص / 269) فقال: أبو الأزور، ويقال:
أبو بلال.
قال البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان: له صحبة، وقال البغوي: سكن الكوفة.
وروى البغوي، وابن شاهين من طريق عبد العزيز بن عمران عن ماجد بن مروان حدثني أبي عن أبيه ضرار بن الأزور قال: أتيت النبي صلى الله عليه(1/422)
وهو القائل يوم السنمات:
إن تنكروني فأنا ابن الأزور ... أبو جنوب فارس المحبر
وضرار بن الأزور، قاتل مالك بن نويرة يوم البعوضة في الردة.
194 - وعبد الله بن الحجاج أخو بني ثعلبة بن زبيان: ابو الأقيرح
195 - والقتال الكلابي ابن مجيب (1): أبو المسيب، وأبو سليل
__________
وسلم فأنشدته:
خلعت القداح وعزف القيان ... والخمر تعلله وانتهالا
وكرى المجبر في غمرة ... وجهدي على المشركين القتالا
وقالت جميلة بذرتنا ... وطرحت أهلك شتى شمالا
فيارب لا أغبنن صفقتي ... فقد بعت أهلي ومالي بدالا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: = ربح البيع =.
وذكره ابن حزم في = أسماء الصحابة الرواة = (961) في أصحاب الحديث الواحد.
ومن مصادر ترجمته غير ما ذكرت:
= أسد الغابة = (3/ 52)، = الاستيعاب = (2/ 746)، = بقي بن مخلد = (958)، = التاريخ الكبير = (4/ 338)، = الجرح والتعديل = (4/ 2043)، = الوافي بالوفيات = (16/ 362)، = الأعلام = (3/ 215)، = الطبقات الكبرى = (4/ 2043)، = البداية والنهاية = (7/ 34)، = تعجيل المنفعة = (195)، وغير ذلك كثير.
(1) هو: عبد الله بن مجيب بن المضرحي بن عامر بن الّهصّان بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القتال الكلابي الشاعر، أبو المسيب، وأبو سليل.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 283) في ذكره لبني كلاب بن ربيعة بن(1/423)
وقال:
ولما أن رأيت بني حصين ... بهم حنق إلى الحارات باد
خلعت عذارها ولقيت منها ... كما خلع العذار على الجواد
أناديها بأسفل واردات ... هبلت أنا النسيب فمن ينادي
196 - بلال بن جرير بن الخطفي (1): أبو زافر.
197 - بشار بن برد العقيلي (2): أبو معاذ
__________
عامر بن صعصعة، فقال: والقتال الكلابي الشاعر، وهو عبد الله بن مجيب
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 165): هو من بني أبي بكر بن كلاب بن عامر بن صعصعة، وكان شديد حمرة اللون وذلك قوله:
ورثنا أبانا حمرة اللون عامدا ... ولا شيء أدنى للهجان من الحمر
(1) بلال بن جرير بن عطية بن الخطفي (حذيفة) بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. أبو زفر، الخطفي، الشاعر، اليربوعي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 225) في ذكره لبني كليب بن يربوع.
(2) هو: بشار بن برد بن برجوخ أبو معاذ البصري، الضرير، الشاعر، العقيلي ولاءا، يلقب: بالمرعث.
هلك سنة: (167) وله: (90) سنة قال ابن قتيبة في «الشعر والشعراء» (ص: 177): هو مولى بني عقيل ويقال لبني سدوس، يكنى أبا معاذ، وكان يرمى بالزندقة، وله شعر حسن في ذم الدنيا مثل قوله:
كيف يبكي لمحبس وطلول ... من سيقضي بحبس يوم طويل
إن في البعث والحساب لشغلا ... عن وقوف برسم دار محيل
وبشار من المطبوعين الذين كانوا لا يتكلفون الشعر.(1/424)
198 - إسماعيل بن قاسم العنزي (1): أبو العتاهية
__________
وحضر يوما عند عقبة بن سلم، وعقبة بن رؤبة ينشد أرجوزة، فاستحسنها بشار، فقال: هذا طراز لا تحسنه أنت يا أبا معاذ، فغضب بشار، وقال:
لمثلي يقال هذا والله لأنا أرجز منك ومن أبيك ومن جدك، ثم غدا على عقبة بقصيدتها التي أولها:
يا طلل الحي بذات الصمد ... بالله خبر كيف كنت بعدي
قال ابن الغزي في ديوان الإسلام (ت 313): بشار بن برد بن برجوخ.
الشاعر المجيد البليغ الأكمه البصري المشهور من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية.
ومن مصادر ترجمته:
= شذرات الذهب = (1/ 264)، = خزانة الأدب = (1/ 541)، = وفيات الأعيان = (1/ 27)، = الكامل في التاريخ = (6/ 70)، = العبر = (1/ 252)، = نكت الهميان = (125)، = البداية والنهاية = (10/ 149)، = الأغاني = (3/ 135)، = لسان الميزان = (2/ 15)، = سير أعلام النبلاء = (7/ 24)، وغير ذلك كثير.
(1) جاء في المخطوط: إسماعيل بن إبراهيم العتوي وهو تحريف في اسم أبيه وفي نسبته إنما هو: إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان. ابو العتاهية، العنزي، الكوفي، أبو إسحاق الشاعر الزاهد المشهور.
قال الذهبي في = سير أعلام النبلاء = (10/ 195): رأس الشعراء الأديب الصالح الأوحد أبو إسحاق إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان العنزي مولاهم، والكوفي، نزيل بغداد. لقب بأبي العتاهية لاضطراب فيه.
وقيل: كان يحب الخلاعة فيكون مأخوذا من العتوّ.
سار شعره لجودته وحسنه وعدم تقعره.
وقد جمع أبو عمر بن عبد البر شعره وأخباره.(1/425)
199 - الحسن بن هانئ: (1) أبو نواس
__________
تنسك بآخره. وقال في المواعظ والزهد فأجاد. وكان أبو نواس يعظمه، ويتأدب معه لدينه ويقول: ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي، وأني أرضي.
مدح أبو العتاهية المهدي، والخلفاء بعده، وما أصدق قوله:
إن الشباب والفراغ والجدة ... مفسدة للمرء أي مفسده
حسبك مما تبتغيه القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت
هي المقادير فلمني أو فذر ... إن كنت أخطأت فما أخطا القدر
وقال:
الناس في غفلاتهم ... ورحى المنية تطحن
توفي أبو العتاهية في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين، وقيل: سنة ثلاث عشرة ومائتين، وله ثلاث وثمانون سنة، أو نحوها ببغداد.
ومن المصادر التي ترجمت له:
= طبقات ابن المعتز = (228)، = تاريخ الطبري = (10/ 278)، = مروج الذهب = (7/ 82)، = تاريخ بغداد = (6/ 250)، = وفيات الأعيان = (1/ 219)، = ميزان الاعتدال = (1/ 245)، = العبر = (1/ 360)، = شذرات الذهب = (2/ 25)، = أمراء الشعر العربي في العصر العباسي = (138) وغير ذلك.
(1) هو: الحسن بن هانئ بن عبد الأول (عبد الله) بن الصباح أبو علي، الحكمي بالولاء، البغدادي الشاعر. الشهرة: أبو نواس
ولد سنة: (145)، وقيل: (146)، وقيل: (136). توفي سنة: (196) وقيل: (198)، وقيل: (195)، وقيل: (199).
له من الشهرة ما ليس لكثير غيره من الشعراء وقد ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة وسمع من حماد بن سلمة وطائفة، وتلا على يعقوب، وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري وغيره، ومدح الخلفاء والوزراء، ونظمه في الذروة(1/426)
ألقاب الشعراء أو من يعرف منهم بأمه
200 - العبلي: (1) نسب إلى جدته عبلى بنت عبيد بن حافل [127]
__________
حتى يقال فيه أبو عبيدة شيخه: أبو نواس للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين.
قيل: لقب بهذا لضفيرتين كانتا تنوسان على عاتقيه أي تضطربان.
وهو من موالي الجراح الحكمي أمير الغزاة.
ومن شعره:
ألا كل حي هالك وابن هالك ... وذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديق
ولأبي نواس أشعار رائقة في الغزل والخمور، وحظوة في أيام الرشيد والأمين.
وله ديوان شعر، وديوان آخر سمي الفكاهة والائتناس في مجون أبي نواس.
وترجمت له كثير جدا من كتب التراجم والسير والتي منها:
ديوان الإسلام (ت 2088)، = الأعلام = (2/ 225)، = هدية العارفين = (1/ 265)، = معجم المؤلفين = (3/ 300)، = كشف الظنون = (747)، = شذرات الذهب = (1/ 345)، = تاريخ بغداد = (7/ 436)، = «الشعر والشعراء» = (501)، = الأغاني = (20/ 61)، = طبقات الشعراء = (193)، = وفيات الأعيان = (2/ 95)، = الموشح = (263)، = العبر = (1/ 321)، = دول الإسلام = (1/ 124)، = البداية والنهاية = (10/ 227)، = معاهد التنصيص = (1/ 30)، = خزانة الأدب = (1/ 168)، = تهذيب تاريخ دمشق = (257/ 4)، = سير أعلام النبلاء = (9/ 279).
(1) في الأصل: عبلى بنت جاذل وهو تحريف وسقط والتصويب من الأنساب(1/427)
ابن قيس بن حنظلة. من البراجم وهو: عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عدي. وعبلة جدته من قبل أمه.
201 - أبو قطيفة: (1) وهو: عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان كثير شعر الوجه.
202 - ومنهم: أشعر بركا (2): وهو: الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
__________
للسمعاني (4/ 144) وقال فيه:
العبلى: نسبة إلى العبل، وهو بطن رعين.
وعبلة بنت عبيد بن حافل بن قيس ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، هي أم أمية الأصغر بن عبد شمس. وإليها ينسب ولدها فيقال لهم:
العبلات.
قال الزبير بن بكار: والمشهور بالانتساب إليها:
وعبد الله بن عمر العبشمي العبلي يروي عن عبيد بن جبير، روى عنه ابن إسحاق.
(1) هو عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط (أبان) بن أبي عمرو (ذكوان) ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، الأموي أبو قطيفة، الأموي الشاعر.
ذكر نسبه ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 115) في ذكره لبني أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناة، فقال: فولد الوليد بن عقبة: عمرو بن الوليد، وهو أبو قطيفة الشاعر.
(2) هو الوليد بن عقبة بن أبان (أبو معيط) بن ذكوان (أبو عمرو) بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي، أبو وهب. والد الذي قبله.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 115)، وراجع ما قبله.
وذكره ابن حجر في = الإصابة = (6/ 321) فقال:
أخو عثمان بن عفان لأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب، يكنى أبا وهب.
قتل أبوه بعد الفراغ من غزوة بدر صبرا، وكان شديدا على المسلمين كثير(1/428)
203 - والعرجي (1) وهو: عمر بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان
__________
الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان ممن أسر ببدر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، فقال: يا محمد، من للصبية؟ قال: = النار =.
وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح.
وهو القائل في مقتل عثمان:
إن خير الناس بعد ثلاثة ... قتيل التجيي الذي جاء من مصر
وما لي لا أبكي وتبكي قرابتي ... وقد حجبت عنا فضول أبي عمرو
وأقام بالرقة إلى أن مات ويقال مات في خلافة معاوية.
(1) هو: عمر بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان الشاعر، الأموي العرجي.
قال الذهبي في = سير أعلام النبلاء = (5/ 268):
من أعيان الشعراء وكان أيضا بطلا شجاعا مجاهدا.
اتهم بدم، فأخذ وسجن بمكة إلى أن مات في خلافة هشام، وله:
أشاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
وخلوني بمعترك المنايا ... وقد شرعت أسنتها لنحري
كأني لم أكن فيها وسيطا ... ولم تك نسبتي في آل عمرو
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 137): كان ينزل بموضع بالطائف يقال له العرج فنسب إليه وهو أشعر بني أمية، وكان يهجو إبراهيم ابن هشام المخزومي، فأخذه وحبسه.
ومن مصادر ترجمته غير ما ذكرت:
= الأغاني =، (1/ 147)، = سمط اللآلي = (422)، = تاريخ الإسلام = (4/ 277)، = شواهد المغني = (52)، = خزانة الأدب = (1/ 50)، = معاهد التنصيص = (3/ 260).(1/429)
204، 205والقس (1): وهو: ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى.
__________
(1) هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي. القرشي، الأسدي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 120)، في ذكره لبني عبد العزى بن قصي، فقال: وولد نوفل بن اسد بن عبد العزى: ورقة الذي تنصر.
وذكره في = الجمهرة = أيضا (ص: 491) في معلقة من كلام المؤلف وجمعه، في ديانات العرب في الجاهلية فقال: وكان قد تنصر من قريش نفر يسير وهم: شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، وعثمان بن الحويرث بن أسد ابن عبد العزى بن قصي، وابن عمه لحّا: ورقة بن نوفل بن أسد، ولا عقب للحويرث، ولا لورقة، وأما عقب أبيه نوفل، فقد انقطع أو درس فلا يعرف منهم أحد.
وذكره المؤلف أيضا في = المحبر = في أسماء الذين رفضوا عبادة الأوثان قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم والتمسوا دين إبراهيم عليه السلام (ص:
171) فقال: وورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى تنصر واستحكم في النصرانية وقرأ الكتب ومات عليها.
وذكره فيه أيضا (ص: 237) في من حرم في الجاهلية الخمر والسكر والأزلام.
وذكره ابن حجر في = الإصابة = في الصحابة في القسم الأول (6/ 317)، فقال: ابن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره الطبري والبغوي، وابن قانع، وابن السكن وغيرهم في الصحابة.
وقال بعد أن ذكر له ترجمة طويلة فذكر له فيها من شعره قوله:
يا للرجال وصرف الدهر والقدر
الأبيات وفيها:
هذي خديجة تأتيني لأخبرها ... وما لنا بخفي الغيب من خبر(1/430)
ومن بني سهم
206 - المترف (1): وهو: عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي، وهو القائل:
فإن أنا لم أترف فلا يسعنني ... من الأرض لا بر فضا ولا بحر
207 - ومنهم: أبو قيس الرقيات (2) وهو عبيد الله بن قيس بن شريح ابن مالك بن زمعة بن أهيب بن ضباب، أخو بني عامر بن لؤي.
وكان يشبب برقية بنت عبد الواحد بن أبي سعد بن قيس بن وهب ابن وهبان بن ضباب.
وبابنة عم لها أيضا، فلقب بهما: الرقيات.
__________
بأن أحمد يأتيه فيخبره ... جبريل أنك مبعوث إلى البشر
فقلت: علّ الذي ترجين ينجزه ... له الإله فرجي الخير وانتظري
(1) هو: عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم
المترف، القرشي السهمي
قال ابن حجر في = الإصابة = (4/ 52): ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن هاجر إلى الحبشة. ولم يذكر ابن الكلبي في نسبه سعيد المصغر وذكر له شعرا يحرض المسلمين على الهجرة إلى الحبشة ويصف ما لقوا فيها من الأمن فمنه:
يا راكبا بلغا عني مغلغلة ... من كان يرجو لقاء الله والدين
إنا وجدنا بلاد الله واسعة ... تنجي من الذل والمخزاة والهون
فلا تقيموا على ذل الحياة ولا ... خزي الممات وعيب غير مأمون
أنا تبعنا رسول الله واطرحوا ... قول النبي وعالوا في الموازين
(2) سبق ترجمته والكلام عنه في الترجمة رقم (126) فراجعها.(1/431)
ومن هذيل
208 - صخر الغي (1): ابن حبيب بن سويد بن رباح بن كليب بن كعب بن كاهل.
209 - والمنتخل (2): وهو مالك بن عوف بن غنم بن حبسي بن عادية.
__________
(1) كذا ورد وفي شرح أشعار الذهليين: صخر الغي بن عبد الله الخثعمي أحد بني عمرو بن الحارث (ص 1/ 245). وذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 158) لم يزد في ذكره على أن قال: صخر الغي هو القائل:
إني بدهماء قل ما أجد ... عاودني من حبابها زؤد
وذكره ابن حجر في = الإصابة = القسم الثالث (3/ 259) فقال: صخر بن عبد الله الهذلي المعروف بصخر الغي ذكره المرزباني في معجمه وقال:
إنه مخضرم وأنشد له قوله:
لو أن حولي من قديم رجلا ... لمنعوني نجدة أو رسلا
(2) كذا نسبه هنا، وفي شرح أشعار الشعراء الهذليين (3/ 1249) جاء نسبه على النحو التالي:
المنتخل واسمه: مالك بن عويمر بن عثمان بن سويد بن خنيس بن خناعة بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر.
وذكر ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 156) نسبه على النحو التالي:
المنتخل هو: مالك بن عمرو بن غنم بن سويد بن حنش بن خناعة بن لحيان.
قال الأصمعي: ما قيلت قصيدة على الزاي أجود من قصيدة الشماخ، ولو طالت قصيدة المنتخل لكانت أجود منها وفيها يقول:
يا ليت شعري وهم المرء يتبعه ... والمرء ليس له في العيش تحريز(1/432)
ومن بني كنانة
210 - بلعا (1) (2): وهو: حميصة بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر.
211، 212وأخوه حامه: (3) هو يزيد بن قيس.
213 - وأخوهما: المححل (4): ابن قيس، وهو حميصة (5)
214 - ومنهم: الأحمر وهو: عمرو بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وهو القائل:
وإذا تكون شديدة أدعى لها ... وإذا يحاس الحبس يدعى جندب
__________
هل أجزينكما يوما بقربكما ... والقرض بالقرض مجزي ومجلوز
ولم تقل كلمة على الطاء أجود من قصيدته التي يقول فيها:
وماء قد وردت أميم طام ... على أرجائه زجل الغطاط
كأن مزاحف الحيات فيه ... قبيل الصبح آثار السياط
(1) كذا جاءت هذه الكلمة بغير إعجام، ولم أقف على صاحب الترجمة لذا لم أستطع نقطها.
(2) جاء الاسم في المخطوط على النحو التالي:
قيس بن حميصة ووضع فوق كل اسم منها حرف (م) وهو ما يفيد الاستبدال أو التقديم والتأخير ليصبح الاسم على الصواب ففعلت ذلك وهو سهو من الناسخ استدركه بهذه الإشارة.
(3) كذا جاءت هذه الكلمة بغير إعجام ولم أقف على صاحب الترجمة فلم أتمكن من نقطها.
(4) كذا جاءت هذه الكلمة بغير إعجام ولم أقف على صاحب الترجمة فلم أتمكن من نقطها.
(5) ربما كان هذا بمعجمة أو بالمعجمتين، وكان السابق بالمهملتين أو العكس أو كان أحدهما مصغرا فالله أعلم.(1/433)
ومن بني أسد
215 - جعدل: وهو: المباح بن سليم بن قراد، من بني فقعس.
216 - ومنهم الخلندج: وهو: الجعد بن حاجب بن حبيب.
217 - ومنهم: الخنجر: وهو قيس بن صخر.
218 - ومنهم: الرفيع: وهو عمارة بن عبيد الوالبي.
219 - ومنهم: أشعر الرقيات: وهو عمر بن حارثة بن ناشب بن سلامة بن سعد.
220 - ومنهم: الأقيشر (1): وهو: المغيرة بن عبد الله بن الأسود بن وهب بن ناعج.
221 - ومنهم: مرة بن الرواع: يعرف بأمه إحدى بني كعب بن حي ابن مالك.
ألقاب الشعراء من طابخة
222 - منهم: النّوّاح: وهو: ربيعة، أخو بني عبد بن عثمان بن مزينة بن أد.
223 - ومنهم: المضرّب (2): وهو: عقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى وكان شبب بامرأة من بني عنبس فضربوه حتى أقصوه، ثم برأ.
وممن ينسب إلى أمه:
224 - سويد بن كراع (3): أحد عكل وهو: عوف بن وائل بن قيس
__________
(1) هو: المغيرة بن عبد الله بن الأسود بن وهب بن ناعج بن قيس بن معرّض الأقيشر الشاعر. وقد سبق ترجمته في الترجمة رقم (136) فراجعها.
(2) ذكره ابن حزم في جمهرة النسب في (ص: 201) في ذكره لبني عمرو بن أد وهم مزينة.
(3) هو: سويد بن سويد(1/434)
ابن عوف بن عبد مناة بن أد.
225 - ومنهم: الأعشى: وهو كهنس بن قعنب بن وعلة بن عطية من عكل.
226 - وذو الرمة (1): وهو: غيلان بن عقبة بن نهيس.
أحد بني ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أد.
سمي بذلك لقوله:
أشعث باقي رمة التقليد
وممن يعرف بأمه من بني تميم
227 - ابن أم رمثة: وهو عبد الله بن سويد. أحد بني الحارث بن تميم ابن مر بن أد.
__________
ويقال سويد بن عمرو العقيلي. وكراع أمه.
قال ابن حجر في = الإصابة = (3/ 173) في القسم الثالث سويد بن كراع العقيلي، ويقال: كراع أمه، واسم أبيه: سويد، ويقال: عمرو.
مخضرم، وكان قديما خطب أم جرير الشاعر، ثم عمر إلى أن حكم جرير والفرزدق، وكان شاعرا محكما، وهو القائل يخاطب عثمان بن عفان:
فإن تزجراني يا ابن عفان أزدجر ... وإن تدعاني أحمي عرضا ممنعا
ذكره المرزباني.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 148): هو من عكل، جاهلي إسلامي، وكان هجا قومه فاستعدوا عليه عثمان بن عفان فأوعده وأخذ عليه أن لا يعود، فقال:
أبيت بأبواب القوافي كأنما ... أصادي بها سربا من الوحش نزعا
(1) سبق الكلام عنه وترجمته في الترجمة السابقة برقم (150) في ذي الرمة أبو الحارث.(1/435)
228 - ومنهم: بلبل: وهو: قيل بن عمرو بن الهجيم بن عمرو بن تميم سمي بلبلا لقوله:
وذي نسب ناي بعيد وصلته ... وذي رحم بللتها ببلالها
229 - ومنهم محفر: وهو: عبد شمس بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
230 - ومنهم: ابن فسوة (1): وهو عتيبة بن مرداس. أخو بني كعب
__________
(1) في الأصل: أبو فسوة عيينة وكذا في جميع مواضع الترجمة عيينة، والتصويب من مصادر الترجمة، وهو:
عتيبة ويقال: عتبة بن مرداس، الشاعر المعروف بابن فسوة.
ذكر ابن حزم في = جمهرة النسب = (ص: 213) في ذكره لبني كعب بن عمرو بن تميم، فقال: منهم: عتيبة بن مرداس الشاعر، المعروف بابن فسوة.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 81): هو: عتيبة ويقال: عتبة بن مرداس من بني تميم وكان له مولى يغضب إذا قيل له ابن فسوة.
فقال: له عتبة ذلك يوما فغضب.
فقال: أعطني عنزا وانقل إلي هذا الاسم فأعطاه عنزا وأشهد عليه أنه قد اشترى هذ الاسم فلا يعير به فلزمه الاسم فقال عتبة بعد ذلك:
وخلف علينا مولانا اسم أمه ... ألا رب مولى ناقص غير زائد
وكان له أخ شاعر يقال له: أريهم بن مرداس وله عقب بالبادية، وكانت له خالة تهاجي اللعين المنقري.
وكان عتيبة أتى عبد الله بن عباس فحجبه فقال:
أتيت ابن عباس أرجو نواله ... فلم يرج معروفي ولم يخش منكري
الأبيات.
كان ابن عباس تزوج امرأة من زهران يقال لها: شميلة، ومولى أراد أنه وليه(1/436)
ابن عمر بن تميم.
وكان رحل من قومه فلقب بهذا، وكان عتيبة يكثر قولها له، فأورد يوما غنمه فقال له عتيبة [129] ذلك. فقال له الرجل لقد فحشت على غير مرة.
فقال عيينة: وما في هذا حين يغضب منه.
فقال الرجل: أفتشتريه بأخس نعجة في غنمي؟
قال: نعم، فأعطاه إياها، وقبل الاسم، فلم يصدر عن الماء حتى قيل لعيينة: يا ابن فسوة وغب الأمر فلم يزدد إلا لزوما، فقال أخو عتيبة:
حوّل مولانا علينا اسم أمه ... ألا رب مولى ناقص غير زايد
231 - ومنهم: مقرن: وهو: مطر بن أوفى، أخو بني مازن بن مالك ابن عمرو بن تميم، وهو قوله:
تقول المالكية أم عمرو ... رأيت مقرنا دون المغيب
232 - ومنهم: حاجب الفيل (1): ابن ذبيان بن سبع بن عبد الله المازني
__________
وكان جميل بصريا وكان عتيبة عضه كلب فأصابه ما يصيب صاحب الكلب الكلب فداواه ابن المحل بن قدامة بن الأسود فأباله مثل الذر، فقال فيه الشاعر:
ولولا دواء ابن المحل وطبه ... هررت إذا ما الناس هر كليبها
وأخرج بعد الله أولاد دارع ... مولعة أكتافها وجنوبها
وكان الأسود جد المحل أتى النجاشي فعلمه هذا الدواء وهو في ولده اليوم.
(1) ذكره ابن حزم في = جمهرة أنساب العرب = (ص: 211) فقال:
وحاجب بن ذبيان، وهو الذي يقال له: حاجب الفيل.(1/437)
233 - ومنهم: السكب (1): وهو: زهير بن عروة بن حليمة بن حجر. سمي بذلك لقوله:
إني أرقت على المطلي وأشار بي ... برق يضيء خلال البيت أسكوب
234 - ومنهم: الكذاب (2): وهو عبد الله بن الأعور بن سفيان بن
__________
(1) هو: زهير بن عروة بن حليمة بن حجر ويقال: زهير بن عروة بن خميلة ابن حجر ويقال: زهير بن عروة بن جلهمة بن حجر ويقال: زهير بن عروة ابن حميلة بن حجر بن خزاعى بن مازن بن مالك بن عمر بن تميم السكب، التميمي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 211) في ذكره لبني مالك بن عمرو بن تميم، فقال: زهير بن عروة بن خميلة بن حجر
(2) هو: عبد الله بن الأعور ويقال عبد الله بن عبد الله
ويقال: عبد الله بن رؤبة بن فزارة بن غضبان بن حبيب بن سفيان بن مدرك ابن الحرماز بن مازن بن عمرو بن تميم التميمي، الحرمازي. الفزاري.
الأعشى، المازني. أبو شعيثة، الشاعر.
قال ابن حجر في = الإصابة = (4/ 35): عبد الله بن الأعور المازني، الأعشى، الشاعر.
ذكره ابن أبي حاتم في = الصحابة = وسمى أباه: الأعور ثم أعاده وسمى أباه:
عبد الله.
وقال المرزباني: اسم الأعور: رؤبة بن فزارة بن غضبان يكنى أبا شعيثة.
وكذا نسبه الآمدي، وقال: أهل الحديث يقولون: المازني، وإنما هو الحرمازي، وليس في بني مازن أعشى. وزعم المرزباني أن الأعشى هذا هو القائل:
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود(1/438)
الغضبان. أخو بني الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم، وهو الذي شكا امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
إليك أشكو ذربة من الذرب ... خرجت أبغيها الطعام في رجب
فأحلفتني بنزاع وحرب ... وأخلفت العهد وأطت بالذنب
وهن شر غالب لمن غلب
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
«إنهن لكما ذكرت».
235 - ومنهم: الزفيان: وهو: عطاء بن أسيد. أخو بني عوافة بن سعد بن زيد مناة بن تميم زفا. قوله:
والخيل تزفي النعيم المعقورا
__________
أنت الجواد بن الجواد المحمود ... نبت في الجود وفي بيت الجود
والعود قد ينبت في أصل العود
قال ابن حجر: ومقتضاه أن يكون عاش إلى خلافة ابن مروان.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 162): قيل له الكذاب لكذبه، قال رؤبة: جاء الكذاب الحرمازي إلى أبي فقال: أشعرت أنني مررت بمثل ذنب اليربوع يتعصعص، فقلت: ما هذا؟
قيل: هذا فضل رجز العجاج على رجزك، فأخذت كفا من تراب فسكرته فإذا آخر عظيم منه فسكرته، ثم إذا ميشاء جلواخ يقذف بالزبد، فما زالت حتى سكرتها ثم التفت فإذا خضارة طاميا فرميت بنفسي فيه فأنا أذهب حتى الساعة، فقال أبي: ما حاجتك؟
قال: كذا وكذا، فقضاها له. وهو القائل في قومه:
إن بني الحرماز قوم فيهم ... عجز وتسليط على أخيهم
فابعث عليهم شاعرا يخزيهم ... يعلم فيهم مثل علمي فيهم(1/439)
236 - ومنهم: اليجاح: وهو: عبد الله بن ورود.
237 - ومنهم الحنوت: هو: توبة بن [130] مضرس بن عبيد بن حييّ. أخو بني سعد بن زيد مناة بن تميم.
238 - ومنهم: سؤر الذئب: غلب على اسمه فليس يعرف إلا به.
وهو أخو بني مالك بن كعب بن سعد.
239 - ومنهم: الزبرقان (1): وهو: حصن بن بدر بن امرئ القيس ابن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد.
وكان جميلا. والزبرقان القمر. وكان يدعا: قمر أهل نجد.
240 - ومنهم (2): المخبل: وهو ربيعة بن عوف بن ربيعة بن قتال ابن
__________
(1) سبق ترجمته والكلام عنه في الترجمة رقم (164) فراجعه فيها.
(2) هو: الربيع بن ربيعة بن عوف بن قنان
وقيل: ربيعة بن كعب. وقيل: ربيعة بن مالك. وقيل: ربيعة بن عوف.
وقيل: الربيع بن ربيعة بن عوف بن ثمال بن أنف الناقة بن قريع بن عوف ابن كعب بن زيد مناة بن تميم.
المخبل، أبو يزيد، السعدي، التميمي، القريعي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 220) على ما ذكره به المؤلف ها هنا في ذكره لبني قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة، فقال في أنف الناقة.
ولد قريع بن عوف: جعفر، وهو أنف الناقة: لقب بذلك لأن أباه نحر ناقة فقسمها بين نسائه، وأعطى ابنه جعفرا رأس الناقة فأخذ بأنفها فقيل له: ما هذا؟ قال: أنف الناقة، فلقب بذلك، فكان ولده يغضبون منه إلى أن قال الحطيئة مادحا لهم:
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا(1/440)
__________
فصار مدحا لهم يفتخرون به.
إلى أن قال: ومنهم: المخبل الشاعر وهو ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة.
وذكره ابن حجر في = الإصابة = في القسم الثالث (2/ 194) فقال: الربيع بن ربيعة ابن قنان بن أنف الناقة ثم ذكر الخلاف في اسمه وسأعود إليه.
وذكره في القسم الثالث (2/ 218) فقال:
الربيع بن ربيعة بن عوف بن ثمال بن أنف الناقة بن قريع بن عوف بن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن سهم.
وأرى أنه قد أصاب اسم القتال تحريفات في المواضع المذكورة، والصواب ما ذكره المؤلف، وابن حزم والله أعلم.
وكذا سهم بآخر الأسماء إنما هو تميم وليس في ذلك خلاف بين أهل النسب.
فقال ابن حجر في ترجمته في القسم الأول: التميمي أبو زيد المعروف بالمخبل السعدي الشاعر المشهور. ذكر ابن هارون الهجري في = نوادره = أن له صحبة. واستدركه ابن الأثير، وابن فتحون.
وقال ابن دريد: اسم المخبل: ربيعة بن كعب، وقيل: ربيعة بن مالك.
وقيل: اسمه ربيعة بن عوف قال المرزباني، وحكى الخلاف فيه، وقال: كان مخضرما نزل البصرة. وقال ابن الكلبي: اسمه الربيع بن مالك.
وقال أبو الفرج الأصبهاني: كان المخبل مخضرما من فحول الشعراء وعمر عمرا طويلا، وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان وفيه يقول الفرزدق:
وهب القصائد لي النوابغ إذا مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول
وأورد مهاجاة بين المخبل وبين الزبرقان بن بدر. وقال المرزباني: كان شاعرا مغلقا مخضرما نزل البصرة وهو القائل في قصيدته المشهورة:
إني وجدت الأمر أرشده ... تقوى الإله وشره الإثم(1/441)
أنف الناقة، أخو بني قريع بن عوف بن كعب بن سعد.
وممن ينسب منهم إلى أمه:
241 - الريبال (1): وهو: السليك بن السلكة، وهي أمه. وأبو [هـ]
__________
وذكر وثيمة في الردة: أن المخبل شهد مع قيس بن عاصم حرب ربيعة بالبحرين وله في قيس بن عاصم مديح ويقال إنه خطب أخت الزبرقان فمنعه لشيء كان في عقله، وزوجها هزالا، وكان هزال قتل جارا للزبرقان فعيره المخبل بأبيات منها:
أأنكحت هزالا خليدة بعدما ... زعمت بظهر الغيب أنك قاتله
وقال ابن حجر في القسم الثالث بعد أن ذكر طرفا من ترجمته هنا:
قال ابن حبيب: خطب المخبل إلى الزبرقان أخته خليدة فرده وزوجها رجلا من بني جشم بن عوف يقال له هزال، فهجاه المخبل.
وقال ابن حبيب وغير واحد من رواة الأخبار فيما ذكر أبو الفرج بأسانيده:
اجتمع الزبرقان بن بدر، والمخبل السعدي، وعبدة بن الطيب، وعمرو بن الأهتم، وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فنحروا جزورا، واشتروا خمرا ببعير، وجلسوا يشتوون ويأكلون، فذكروا الشعراء وأيهم أجود شعرا؟ قرضوا أن يحكموا أول من يطلع، فطلع عليهم ربيعة بن حدار الأسدي، فسألوه، فقال: أخاف أن تغضبوا، فأمنوه من ذلك، فقال:
أما أنت يا مخبل فشعرك شهب من نار يلقيها الله على من يشاء من عباده، وذكر بقية القصة.
(1) هو: السليك بن السلكة بن يثربي بن سنان بن عمير بن الحارث
الشاعر السعدي، التميمي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 217) في ذكره لبني عمرو بن عبيد أخي(1/442)
__________
منقر، فقال: ومن بني عمير بن مقاعس: السليك بن السلكة نسب إلى أمه وهو: السليك ابن يثربي بن سنان بن عمير بن الحارث.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 80): السعدي هو: منسوب إلى أمه، وكانت سوداء واسم أبيه: يثربي، ويقال: عمير.
وهو من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وهو أحد أغربة العرب وهجنائهم ورجيلهم، وكان أدل الناس بالأرض، وأشدهم عدوا على رجليه وكان لا تلحق به الخيل، وكان له بأس ونجدة، قال أبو عبيدة: رأى سليك طلائع جيش بكر بن وائل جاءوا ليغيروا على سهم، ولا تعلم به سهم، فقالوا: إن علم سليك بنا أنذر قومه فبعثوا إليه فارسين على جوادين فخرج يمحص كأنه ظبي، فطارداه سحابة يومهما، ثم قالا:
إذا كان الليل أعيا فسقط فنأخذه، فلما قصا أثره إذا هو قد بال متفاجا فقال: لعل هذا كان من أول الليل، فإذا أصبح أعيا، فاتبعاه وإذا هو قد عثر بأصل شجرة وقد بدرت من كنانته نبلة وإذا نصل منها قد ارتكزت بالأرض، فقالا: قاتله الله ما أشد متنه، فانصرفا عنه وتم إلى قومه، فكذبوه لبعد الغاية فذلك قوله:
يكذبني العمران عمرو بن جندب ... وعمرو بن هند والمكذب أكذب
ثكلتهما إن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحي موكب
وجاء الجيش فأغاروا عليهم، وكان سليك يقول: اللهم لو كنت ضعيفا لكنت عبدا ولو كنت امرأة لكنت أمة اللهم إني أعوذ بك الخيبة، فأما الهيبة فلا هيبة، فأصابته خصاص فخرج يغزو على رجليه يريد الغارة حتى إذا أمسى اشتمل الصماء ونام فبرك عليه رجل، فقال: استأسر يا خبيث، فلم يعبأ به فلما آذاه ضمه ضمة ضرط منها، فقال: أضرطا وأنت الأعلى، فذهبت مثلا، ثم قال: إني رجل صعلوك خرجت أطلب شيئا، فانطلقا، فإذا(1/443)
يثربي بن سنان بن عمير بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب ابن سعد.
242 - ومنهم: المستوغر (1): وهو: عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد
__________
آخر قصته مثل قصتهما فأتوا جوف مراد وهم باليمين، وإذا فيه نعم كثير، فقال: كونا مني قريبا حتى آتي الرعاة فأعلم لكما علم الحي فإذا كان قريبا رجعت إليكما، وإن كان بعيدا قلت لكما قولا أوحي به إليكما، فأغيرا على ما يليكما، فانطلق حتى أتى الرعاة فلم يزل يستنطقهم حتى دلوه على الحي، فإذا هو بعيد، فقال: ألا أغنيكم؟ قالوا: بلى، فرفع عقيرته يتغنى:
يا صاحبي ألا لا حي بالوادي ... إلا عبيد وأم بين أزواد
فتنظران قليلا ريث غفلتهم ... أم تغدوان فإن الغنم للغادي
فلما سمعا ذلك طردا الإبل وذهبا بها، وكان يقال لسليك سليك المقانب، وقد ذكره عمرو بن معد يكرب في قوله:
وسيري حتى قال في القوم قائل ... عليك أبا ثور سليك المقانب
الأبيات.
وقالت بنو كنانة حين كبر إن رأيت أن ترينا بعض ما بقي من إحضارك (أي سرعة عدوك) قال: اجمعوا لي أربعين شابا وابغوني درعا ثقيلة وأخذها فلبسها وخرج الشباب حتى إذا كانوا كان على رأس ميل أقبل يحضر فلاث العدو لوثا (أي ببطء واسترخاء) واهتبضوا في جنبه فما صحبوه إلا قليلا وجاء يحضر والدرع تخفق في عنقه كأنها خرقة.
(1) هو: عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.، أبو بيهس، المستوغر، السعدي، التميمي، الشاعر
ذكره ابن حزم في = الشعر والشعراء = (ص: 221) في ذكره لبني ربيعة بن كعب ابن سعد بن زيد مناة فقال: وعمرو، وهو المستوغر بن ربيعة الشاعر.(1/444)
__________
وذكره في أصنام العرب ومن قطعها أو هدمها فقال في (ص: 494):
رضي (وهو صنم): كان لربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة، هدمها:
المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد.
وذكر الأستاذ عبد السلام هارون بهامش تلك الصفحة من الجمهرة تعليقا على ذلك قال فيه: كذا في الأصنام (30)، وفي السيرة (56): رضاء، بالمد، وقال ياقوت: يمد ويقصر، وأنشدوا للمستوغر:
ولقد شددت على الرضاء شدة ... فتركتها قفرا بقاع أسحما
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 86): هو المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد رهط الأضبط، وسمي المستوغر بقوله:
بنش الماء في الربلات منها ... نشيش الرضف في لبن وغير
وهو قديم من المعمرين قال إنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة، وقال:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السنين مئينا
مائة حدتها بعدها مأتان لي ... وازددت من بعد الشهور سنينا
هل ما بقي إلا كما قد فاتني ... يوم تمر وليلة تحدونا
ويقال إنه مر بسوق عكاظ يقود ابنه خرفا فقال له رجل: يا عبد الله أحسن إليه فطال ما أحسن إليك، قال: أو تعرفه؟ قال: هو أبوك أوجدك، قال المستوغر: هو والله ابن ابني قال الرجل: ما رأيت كاليوم قط ولا المستوغر، قال المستوغر: فأنا المستوغر. قلت: الوغير: هو اللبن المطبوخ أو المغلي قال ابن حجر في = الإصابة = القسم الثالث (6/ 172): أبو بيهس واسمه عمرو، والمستوغر لقب قال المفضل الضبي: كان عمر زمانا طويلا وكان من فرسان العرب في الجاهلية، وقال المرزباني: يقال إنه عاش في أيام معاوية، ويقال عاش ثلاثمائة وعشرين سنة، ويقال: مات في صدر الإسلام.
وقال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: عاش المستوغر ثلاثمائة وعشرين(1/445)
وغرة، قوله:
ينش الماء في الدبلات منها ... نشيش الرضف في اللبن الوغير
ومن بني دارم بن مالك بن حنظلة
243 - الفرزدق (1): واسمه: همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن محمد بن عقال. وكان جهم الوجه. والفرزدق: القرص الضخم.
244 - ومنهم: البعيث (2): وهو: خداش بن بشر بن أبي خالد بن
__________
سنة.
وذكر أبو جعفر في زيادات كتاب المجاز لأبي عبيدة عن الأصمعي: قيل للأصمعي: من أين أوتي هذا؟ قال من قبل أخواله.
وأخرج أبو علي بن السكن من طريق الأصمعي: سمعت عقبة بن رؤبة بن العجاج يقول: مر المستوغر بن ربيعة بعكاظ يقود ابن ابنه: فذكر القصة الآنفة.
ثم قال: قال أبو حاتم السجستاني: عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة حتى أدرك الإسلام فأمر بهدم البيت الذي كانت ربيعة تعظمه في الجاهلية.
قال: وبين المستوغر وبين مضر بن نزار تسعة آباء، وبين عمرو بن قمئة وبين نزار عشرون أبا. قال ابن حجر: فشارك عمرو بن قمئة في ذلك من كبار الصحابة.
(1) سبق ذكره والكلام عنه وترجمته في ترجمة رقم (117) فراجعها.
(2) سبق ترجمته برقم (138) وتمام ترجمته هنا: هو: خداش بن بشر بن أبي خالد بن نبيه (ويقال: بيبة) بن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم.
ويقال: خداش بن خالد بن بشر بن بيبة البعيث، المجاشعي، أبو يزيد، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 231) في ذكره لبني مجاشع بن دارم، فقال:
والبعيث الشاعر وهو خداش بن خالد بن بشر بن بيبة بن قرط(1/446)
نبيه. بعثه، قوله:
تبعث مني ما تبعث بعدها ... أمرت فؤادي واستمر عزيمي
245 - ومنهم: مسكين (1): وهو ربيعة بن عامر. القائل:
سميت مسكينا وكانت لجاجة ... وإني لمسكين إلى الله راغب
246 - ومنهم: القناع: وهو: عمرو بن عوف بن القعقاع.
وهو قوله:
إن كنت لا تدري فإني أدري ... أنا القناع وابن أم الغمر
وممن يعرف بأمه
247 - الأشهب بن دميلة، وهي أمه. وأبوه: ثور بن أبي بن حارثة.
أحد بني نهشل.
__________
(1) هو: ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عمرو
ويقال: مسكين بن عامر الدارمي. الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 232) في ذكره لبني عبد الله بن دارم، فقال:
والشاعر: مسكين بن عامر بن أنيف قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 131): من بني دارم وسمي المسكين بقوله:
وسميت مسكينا وكانت لجاجة ... وإني مسكين إلى الله راغب
وهو القائل في معاوية:
إليك أمير المؤمنين رحلتها ... تثير القطا ليلا وهن هجود
على الطائر الميمون والجد صاعد ... لكل أناس طائرة وجدود
إذا المنبر العربي خلي مكانه ... فإن أمير المؤمنين يزيد
وهو القائل:
ناري ونار الجار واحدة ... وإليه قبلي تنزل القدر
ما ضر جارا لي أجاوره ... أن لا يكون لبيته ستر(1/447)
248 - ومنهم: شقة (1): وهو: ضمرة بن ضمرة [131] قطن بن نهشل.
249 - ومنهم: ابن الغزيرة (2): وهي جدته، بها يعرف، وهي: سبية من بني تغلب.
وهو: كثير بن عبد الله بن مالك بن هبيرة بن صخر بن نهشل.
__________
(1) هو: ضمرة بن ضمرة بن جابر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة المعروف بشقة. الدارمي، الحنظلي ذكره المؤلف في = المحبر = (ص 299) في البرص الأشراف.
(2) هو كثير بن عبد الله بن مالك بن هبيرة بن صخر بن نهشل بن مالك بن حنظلة. المعروف بابن الغزيرة، النهشلي، الشاعر.
قال ابن حجر في الإصابة القسم الثالث (5/ 318): يعرف بابن الغزيرة النهشلي.
ذكره المرزباني في = معجم الشعراء =، وقال: شاعر مخضرم بقي إلى إمرة الحجاج وهو الذي يقول في قصيدة يرثي بها عثمان بن عفان:
لعمر أبيك فلا تجزعن ... لقد ذهب الخير إلا قليلا
وقد فتن الناس عن دينهم ... وخلى ابن عفان شرا طويلا
وقال أبو الفرج الأصبهاني: كان شاعرا مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام وغزا الطائقان في عهد عمر مع العباس بن مرداس وأخيه، وأنشد له في ذلك أبياتا منها: سقى مزن السحاب إذا استهلت ... مصارع فتية بالجورجان
وفيها يقول:
ولم أدلج لا طرق عرس جاري ... ولم أجعل على قومي لساني
ولكني إذا ما هايجوني ... منيع الجار على قومي لساني(1/448)
ومن بني أبان بن أرم
250 - ذو الخرق: ابن شريح بن سيف بن أبان.
سمي بذلك، لقوله:
لما رأيت إبلي جاءت حمولتها ... هزلى عجا فاعليها الريش والخرق
قالت ألا تبتغي ما لا تعيش به ... مماثلا في فشر العيشة الرنق
ومن بني يربوع
251 - الأحوص (1): وهو: زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب بن هرمي بن رباح بن يربوع.
252 - ومنهم: أبو الطحلبة: وهي أمه من حرم قضاعة.
وهو: هبيرة بن عبد الله بن عبد مناف بن عزير بن ثعلبة بن يربوع.
وكان كثير الشعر، وهو فارس ذي الخمار.
253 - ومنهم: الخطفي (2): وهو: حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف
__________
(1) ذكر ابن حجر نسبه كما هو في = الإصابة = القسم الثالث (3/ 46) وقال:
التميمي اليربوعي.
ذكره المرزباني وقال: إنه مخضرم وأنشد له أبياتا يرثي بها رجلين من بني تميم قتلها بنو تميم في مقتل عثمان يقول فيهما:
لتبك النساء المرضعات بمحرة ... وكيعا ومسعودا قتيلا الحنائم
كلا أخوينا كان فرعا دعامة ... ولا بليت البيت انقضاض الدعائم
(2) ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 225) في ذكره لبني كليب بن يربوع، فذكر نسبه كما ذكره المؤلف هنا.
وذكره ابن حجر في = الإصابة = في القسم الرابع (5/ 288) في ذكره لترجمة قيس بن زهير بن جذيمة فقال:
قال المرزباني: كان شريفا شاعرا حازما ذا رأي وكانت عبس تصدر عن(1/449)
ابن كليب بن يربوع.
خطفة، قوله: يرفعن لليل إذا ما أسدفا
أعناق جنان وهاما رجفا
وغبقا باقي الرسيم خيطفا
254 - ومنهم: الأرقط الراجز: وهو: حميد. أخو بني كعيب بن ربيعة ابن مالك بن حنظلة.
ومن بني طهفة
255 - ذو الخرق:
وهو: شمير بن عبد الله بن هلال بن قرط بن سعيد.
ومن ألقاب شعراء قيس
256 - منهم: ذو الأصبع (1): وهو: حرثان بن محرّث بن الحارث بن
__________
رأيه في حروبها وهو صاحب داحس (كل ما سبق في قيس بن زهير) فرس راهن عليها حذيفة بن بدر على فرسه الغبراء فسبقه قيس، فتنازعا إلى أن آل أمرهما إلى القتال والحرب، فقتل حذيفة بن بدر في الحرب، فرثاه قيس.
(1) ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 243) في ذكره لبني عدوان بن عمرو ابن قيس بن عيلان بن مضر.
فقال: ومن بني ثعلبة بن الظرب: ذو الإصبع الشاعر واسمه: حرثان بن محرث.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 166) في نسبه غير ذلك إذ قال:
ذو الإصبع هو: حرثان بن عمرو من عدوان ابن عمرو بن قيس بن عيلان.
وكان جاهليا، وسمي ذا الإصبع لأن حية نهشت أصبعه فقطعها،
وهو القائل:
لي ابن عم على ما كان من خلق ... مخالف لي أقليه ويقليني(1/450)
سياة أخو بني يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان.
وكانت له أصبع زائدة.
ومن يعرف بأمه منهم
257 - ابن فرحة: وهي أمه: بنت مسعود بن الأعزل.
واسم ابن فرحة: زهير بن الحارث بن جندب بن سلم بن غيرة. أخو بني عدوان.
ومنهم فهم بن عمرو بن قيس
258 - تأبط شرا (1): وهو: ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي [132] ابن كعب. أخو بني سعد بن فهم.
وسمي: تأبط شرا، لأن إخوته كانوا يخرجون فيطرقون أمهم بما
__________
أزري بنا أننا شالت نعامتنا ... فخالني دونه أو خلته دوني
وإنك إلا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حيث تقول الهامة اسقوني
إني لعمري ما بيتي بذي غلق ... على الصديق ولا خيري بممنون
إني لعمري على الأدنى بمنبسط ... بالفاحشات ولا فتكي بمأمون
عني إليك فما أمي براعية ... يرعى المخاض ولا رأيي بمغبون
لا يخرج الكره مني غير مائية ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني
وهو القائل:
غدير الحي من عدوا ... ن كانوا حية الأرض
علا بعضهم بعضا ... فلم يرعوا على بعض
ومنهم كانت السادا ... ت والموفون بالقرض
ومنهم حكم يقضى ... فلا ينقض ما يقضي
إذا ما ولدوا شبوا ... بسر الحسب المحض
(1) سبق التعليق عليه وترجمته في الترجمة رقم (143) فراجعه.(1/451)
يصيبون، وكان لا يأتيها بشيء، فعيرته أمه بذلك، فأتى قارة ببلاده، فأخذ منها أفاعي وحيات فتأبطها في خريطة، وألقاها بين يدي أمه، فقالت له:
لقد تأبطت شرا.
وممن يعرف من بني ذبيان بأمه
259 - شبيب بن البرصاء (1): وهي: أمامة بنت الحارث بن عوف
__________
(1) هو: شبيب بن يزيد بن حمزة. ويقال: شبيب بن يزيد بن جمرة. ويقال:
شبيب بن يزيد بن خمرة بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن عوف بن سعد ابن ذبيان. الشاعر الذبياني
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 252) في ذكره لبني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، فقال: ومنهم شبيب بن البرصاء الشاعر، وهو شبيب بن يزيد بن حمزة
يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها، فقال أبوها: إن بها بياضا، يريد البرص، ولم يكن بها شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
= لتكن كذلك =، فبرصت، فلذلك سميت البرصاء، واسمها قرصافة.
قلت: أمثال هذه الحكايات من وضع الوضاعين وليس أدل على ذلك من قوله تعالى: {وَلََا تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ََ}، وأنه صلى الله عليه وسلم قال: = ما بعثت لعانا =، كما أنه صلى الله عليه وسلم كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما فلا يدعو على أحد منهم، وأخبر أنه سأل ربه بأن يجعل دعاءه عليهم رحمة لهم، ثم إن نص العبارة لا تكن إلا لله عز وجل إذ لا يقدر على ذلك غيره سبحانه، إذ أخبر عن نفسه أنه إذا أراد شيئا فإنما يقول: {كُنْ فَيَكُونُ}، أما غيره عز وجل فلا مهما تكن رتبته بين الخلائق أياما كانوا ملائكة أو إنسا أو جنا فصفة أوامر الكينونة لا تكن إلا له سبحانه وتعالى.
ثم إن القصة لو افترضنا صحتها فلم تخبرنا عن ذنب لها هي فتعاقب عليه إذ(1/452)
وأبو شبيب: يزيد بن حيوة بن عوف بن أبي حارثة.
260 - ومنهم: أرطاة بن سهية (1):
وهي أمه: بنت زامل بن مروان.
وأبو أرطاة: زفر بن حري بن شداد بن ضمرة بن عتبان بن أبي حارثة.
261 - ومنهم: النابغة: وهو زياد بن معاوية بن ضباب بن يربوع ابن عيط. وإنما نبغ بعد أن أسن.
وممن يعرف بأمه
262 - ابن ميادة (2): وهو: الرماح بن الأبرد بن مرداس بن سراقة.
__________
سئل أبوها وهو الذي رفض وكيف تعاقب هي، وما أدرانا أنها كانت كارهة لرأي أبيها، المهم أن أمثال هذه الحكايات يجب الوقوف عن ذكرها أو ذكرها لتبيين عوارها وتبرأة الدين من مثل هذه الافتراءات.
(1) سبق ذكره في الترجمة رقم (95) وقد ذكر في نسبه غير ما ذكر المؤلف هنا فراجعه في الترجمة المشار إليها.
(2) في المخطوط: أبو مناد، والتصويب من مصادر الترجمة
ويقال هو: الرماح ابن ميادة بن برد بن ثوبان بن سراقة بن حرملة بن سلمى ابن ظالم ويقال: الرماح بن يزيد
ويقال: الرماح بن أبرد بن ثوبان بن ميادة، الذبياني، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 254) في ذكره لبني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان فقال: والشاعر ابن ميادة، وهو الرماح بن ميادة برد بن ثوبان أخي الحارث بن ظالم، وكانت أم ثوبان جد الرماح.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 179): هو الرماح بن يزيد، وميادة أمه، وهو من بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان رهط الحارث بن(1/453)
أخو بني مرة بن عوف.
263 - ومنهم: المزعفر: وهو: معن بن حذيفة بن الأشيم بن عبد الله ابن صومه بن مرة.
264 - ومنهم: الشماخ (1): وهو معقل بن ضرار بن سنان بن أمامة
__________
ظالم.
وكان يضرب جبين أمه ويقول: أعرزنمي مياد للقوافي.
يريد أنه يهجو الناس ويهجونه، وهو القائل:
سقتني سقاة المجد من آل ظالم ... بأرشية أطرافها في الكواكب
(1) هو: الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان بن أمامة بن عمرو بن جحاش ابن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان أبو سعيد، وأبو كثير، الغطفاني، الذبياني اسمه معقل.
وقيل: الهيثم وأمه: معاذة بنت بجير.
قال ابن حجر في = الإصابة = (3/ 210) في القسم الأول: الشماخ بن ضرار
الغطفاني يكنى أبا سعيد، وأبا كثير، أمه معاذة بنت بجير بن خلف بن بنات الحرشب
ويقال إنهن أنجب نساء العرب كان شاعرا مشهورا.
قال أبو الفرج الأصبهاني أدرك الجاهلية والأسلام، وقال يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم.
تعلم رسول الله أنا كأننا ... أفانا بأنمار ثعالب ذي عسل
تعلم رسول الله لم نر مثلهم ... أحن على الأدنى وأحرم للفضل
وقال ابن عبد البر، وأنمار رهط كان يهجوهم وذو عسل قرية لبني تميم، وأنمار قومه وهو أنمار بن بغيض.
والشماخ لقب، واسمه: معقل.(1/454)
ابن عمرو بن جحاش.
265 - ومزرّد بن ضرار (1): وهو: يزيد، وإنما زرده، قول الحادرة:
فقلت تزردها يزيد فإنني ... لزرد الموالي في السنين مزرد
266 - ومنهم: الحادرة: وهو قطبة بن محصن بن جرول بن حبيب أخو بني خزيمة بن رزام بن ماسب. وإنما حدره قول مزرد له:
كأنك حادرة المنكبين ... رصعا تنفض في حاير
ومن بني فزارة بن ذبيان
267 - عويف القوافي (2): ابن معاوية بن حصن بن حذيفة. وهو القائل:
سأكذب من قد كان يزعم أنني ... إذا قلت قولا أجيد القوافيا
268 - ومنهم: نعامة: وهو: بهنس أخو بني عراب بن ظالم [133] لقب بقوله:
ولأطرقن قوما وهم نيام ... ولأبركن بركة النعامه
قابض رجل وباسط أخرى ... والسيف أقدمه أمامة
__________
وقيل: الهيثم وقد سبق أن ترجمت له تحت رقم (109) فراجع باقي ترجمته هناك.
(1) سبق أن ترجمت له تحت رقم (110) فراجع ترجمته في الموضع المشار إليه.
(2) هو: عويف القوافي بن معاوية بن عقب بن حصن بن حذيفة. الشاعر، الذبياني.
كذا نسبه ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 257) فزاد عقبة بين معاوية وحصن، وذلك في ذكره لبني فزارة بن ذبيان بن بغيض، فقال: ومنهم الشاعر عويف القوافي بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة قاتل عريجة بن مصاد الكلبي.(1/455)
وممن يعرف بأمه
269 - ابن أم دينار: وأبوه وبير (1): أخو بني مازن بن فزارة.
270 - ومنهم: ابن طوعة: وهي أمه: وهو: نصر بن عاصم بن عقبة ابن حصن بن حذيفة.
271 - ومنهم: ابن عنقاء: وهو: عبد قيس بن نجوة. أخو بني مازن ابن فزارة.
ومن بني عبد الله بن غطفان
272 - قعنب بن أم صاحب: وأبوه ضمرة. أخو بني سحيم بن عمرو ابن خديج بن عوف بن ثعلبة بن بهثة.
ومن بني عبس
273 - الكامل: وهو الربيع بن زياد بن سفيان بن عبد الله بن ناشب ابن هدم.
274 - وعنترة الفلجان (2): ابن شداد بن معاوية وكان مشقق الشفة.
__________
(1) كذا في المخطوط بالواو، فإن كان بالدال فيكون دبير، وهو: كعب بن عمرو بن القعين بن الحارث وكان حمل على ظهره حملا فدبر فسمي بذلك.
ذكره ابن حزم في الجمهرة (ص: 195) وقال: وله عقب. لكنه لم يذكر عقبه. فالله أعلم هو هو هذا أم لا.
(2) ذكره المؤلف في المحبر (ص: 307) في أبناء الحبشيات وذكر نسبه كما هنا، فقال: عنترة بن شداد بن معاوية العبسي أمه زبيبة.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 42): هو: عنترة بن شداد بن عمر ابن قراد.
قال الكلبي: شداد جده غلب على اسم أبيه وإنما هو عنترة بن عمرو بن(1/456)
__________
شداد. قال غيره: شداد عمه تكفله بعد موت أبيه فنسب إليه.
ويقال: إن أباه ادعاه بعد الكبر، وذلك أنه كان لأمة سوداء يقال لها زبيبة، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان لأحدهم ولد من أمة استعبده، وكان لعنترة أخوة من أمه عبيد وكان سبب ادعاء أبي عنترة إياه أن بعض أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس فأصابوا منهم فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم وفيهم عنترة، فقال له أبوه: كرّ يا عنترة، فقال: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلاب والصرّ، قال: كرّ وأنت حرّ، فكرّ وهو يقول:
كل امرئ يحمي حره ... أسوده وأحمره ... والشعرات الواردات مشفرة.
فقاتل يومئذ فأبلي واستنقذ ما في أيدي القوم من الغنيمة، فأدعاه أبوه بعد ذلك.
وهو أحد أغربة القوم وهم ثلاثة: عنترة، وأمة سوداء، وخفاف بن ندبة السلمي، وأبوه عمير، وأمة سوداء، وإليها نسب، والسليك بن سلكة السعدي.
وكان عنترة من أشد أهل زمانه وأجودهم بما ملكت يده، وكان لا يقول من الشعر إلا البيتين والثلاثة حتى سابه رجل من قومه فذكر سواده وسواد أمه وغير ذلك، وأنه لا يقول الشعر، فقال عنترة: والله إن الناس ليترافدون الطعمة فما حضرت أنت ولا أبوك، ولا جدك مرفد الناس قط، وإن الناس ليدعون في الغارات فيعرفون بتسويمهم فما رأيتك في خيل مغيرة في أوائل الناس قط، وإن اللبس ليكون بيننا فما حضرت أنت ولا أبوك ولا جدك خطة فصل، وإنما أنت فقع بقرقر، وإني لأحتضر البأس واوفي المغنم وأعف عن المسألة وأجود بما ملكت يدي، وأفصل الخطة الصماء، وأما الشعر، فستعلم فكان أول ما قال:
هل غادر الشعراء من متردم(1/457)
275 - والحطيئة (1): وهو جرول بن أوس بن مالك بن حوبة بن مخزوم
276 - وعروة الصعاليك (2): ابن الورد بن عمرو بن عبد الله بن ناشب.
ومن أشجع بن دريد بن غطفان
277 - حها (3): وهو يزيد بن حميد بن عقيلة.
ومن باهلة
278 - الأعشى: وهو: عامر بن الحارث.
ومن غنى بو يعصر
279 - المحبّر (4): وهو طفيل الخيل بن عوف بن خلف بن ضبيس.
__________
ويروي من مترنم، وهو أجود شعره، وكانت العرب تسميها الذهبية ويستحسن له فيها:
وخلا الذباب بها فليس ببارح ... غردا كفعل الشارب المترنم
هزجا يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم
(1) سبق الكلام عنه وترجمته في الترجمة رقم (79) فراجعه هناك.
(2) سبق الكلام عنه وترجمته في الترجمة رقم (102) فراجعها.
(3) جاءت هذه الكلمة غفلا من النقط ولم أقف على صاحب الترجمة فلم أوفق لضبطها فتركتها على ما هي عليه ليضبطها من يقف عليه.
(4) هو: طفيل بن كعب كذا نسبه ابن قتيبة. وهو: طفيل الخيل. ويقال: طفيل الغنوي. ويقال: المحبر، الشاعر، أبو قران
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 104): طفيل الغنوي، هو طفيل ابن كعب، وكان أوصف العرب للخيل، فقال عبد الملك: من أراد ركوب الخيل فليرو شعر طفيل.(1/458)
ومن بني سليم بن منصور من يعرف بأمه
280 - خفاف بن ثوبة (1): وهي أمه، بنت الشيطان بن قنان وأبو خفاف: عمير بن الحارث بن الشريد وهو عمرو بن رباح.
__________
وقال معاوية: دعوا لي طفيلا وسائر الشعراء لكم.
وراجع تتمة الترجمة في الترجمة رقم (163).
(1) كذا في المخطوط: خفاف بن ثوبة بالثاء والواو، وفي = الشعر والشعراء =: ابن ندبة بالنون في أوله بعدها دال مهملة. أبو خراشة، الشاعر. وقال ابن قتيبة فيه (ص: 72): خفاف بن ندبة السلمي هو خفاف بن عمير بن الشريد، وأمه ندبة سوداء وإليها ينسب. وهو أحد أغربة العرب، وابن عم خنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة.
وخفاف الذي يقول:
كلانا يسوده قومه ... على ذلك النسب المظلم
يعني السودان، ويكنى أبا خراشة.
وله يقول العباس بن مرداس السلمي:
أبا خراشة إما أنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع
هكذا الرواية أما أنت وهي حجة.
وخفاف قاتل مالك بن حمار سيد بني شمخ بن فزارة وفي ذلك يقول:
فإن تك خيلي قد أصيب حميمها ... فعمدا على عيني تيممت مالكا
أقول له والرمح يأطر متنه ... تأمل خفافا إنني أنا ذلكا
مما يسئل عنه من شعره قوله:
فلم يك طبهم جبن ولكن ... رميناهم بثالثة الأثافي(1/459)
281 - ومنهم: أبو فروة (1): وهو زرعة بن السليب بن قيس بن مطرود بن مالك.
وكان قتل أباه وهرب إلى بني تغلب، فنسبوه، فقال:
أنا ابن قرقرة. يريد: الأرض.
ومن ثقيف
282 - ابن الدنية: وهو: ربيعة بن عبد ياليل.
283 - ومنهم: الأجش [134]: وهو: مرداس بن سهم بن عمرو بن عبد الله بن الفجو بن أبان.
284 - ومنهم: الأجرد (2): وهو: مسلم بن عبد الله بن سفيان بن
__________
(1) كذا في المخطوط: أبو فروة، والصواب أن يقول: ابن قرقرة كما ورد بآخر الترجمة وهو ما يناسب الباب الوارد به وما نسب إليه نفسه، والله أعلم.
(2) ذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 172) ولم يذكر نسبه، وإنما اكتفى بذكر لقبه، فقال: الأجرد: هو من ثقيف، ووفد على عبد الملك في قوم من الشعراء، فقال: ما من شاعر إلا وقد سبق إلينا من شعره قبل رؤيته فما قلت؟ قال أنا القائل:
من كان ذا عضد يدرك ظلامته ... إن الذليل الذي ليست له عضد
تنبوا يداه إذا ما قل ناصره ... ويمنع الضيم إن أثري له عدد
وهو القائل:
وما بال من أسعى لأجير عظمه ... حفاظا وينوي من سفاهته كسري
أعود على ذي الجهل بالحلم منهم ... حياء ولو عاقبت غرقهم بحري
ألم تعلموا أني تخاف غرامتي ... وإن قناتي لا تلين على قسر
أظن حروف الدهر بيني وبينهم ... ستحملهم مني على مركب وعر
وإني وإياهم كمن نبه القطا ... ولو لم تنبه باتت الطير لا تسري(1/460)
عبد الله بن معتب.
285 - ومنهم: يزيد بن ضبة: وهي أمه. وأبوه: مقسم.
ومن بني سلول
286 - العطار (1): وهو: عبد الله بن همام بن بيشة بن رباح. لقب بذلك لحسن شعره.
__________
(1) ذكره ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 152) فقال: عبد الله بن همام:
هو من بني مرة بن صعصعة من قيس عيلان، وبنو مرة يعرفون ببني سلول وهي أمهم وهي بنت ذهل بن شيبان من ثعلبة وهم رهط أبي مريم السلولي
وكانت له صحبة، وعبد الله هو القائل:
ولما خشيت أظافيره ... نجوت وأرهنته مالكا
عريف مقيما بدار الهوا ... ن أهون علي بن هالكا
وهو القائل في الفلافس:
أقلي عليّ اللوم يا ابنة مالك ... وذمي زمانا ساد فيه الفلافس
وساع من السلطان ليس بناصح ... ومحترس من مثله وهو حارس
وكان الفلافس هذا على شرطة الكوفة من قبل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أخي عمرو بن أبي ربيعة، وخرج الفلافس مع ابن الأشعث فقتله الحجاج، وعبد الله هو القائل ليزيد بن معاوية لما مات معاوية:
اصبر يزيد فقد فارقت ذامقه ... واشكر حباء الذي بالملك رداكا
لا رزأ أعظم بالأقوام قد علموا ... مما رزئت ولا عقبى كعقباكا
أصبحت راعي أهل الدين كلهم ... فأنت ترعاهم والله يرعاكا
وفي معاوية الباقي لنا خلف ... إذا نعيت ولا نسمع بمنعاكا(1/461)
ومن بني نصر بن معاوية
287 - الأحبن (1): وهو: أبو شمر بن أساس.
أخو بني شعب بن دهمان.
288 - وأبو الضريبة: وهو: أبو أسماء بن عوف بن عباد بن يربوع ابن واثلة بن دهمان.
ومن (2) بني جعدة
289 - النابغة (3): وهو: قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة.
290 - والمجنون (4): وهو: مهدي بن الملوح.
__________
(1) كذا في المخطوط غير منقوط، وربما كان هو كذلك، فالله أعلم فلم أقف عليه فيما بين يدي من الكتب.
(2) في المخطوط: = وهي =. وهو تحريف
(3) سبق الكلام عنه في الترجمة رقم (175) فراجعها.
(4) كذا أسماه والصواب والأرجح أنه قيس بن الملوح بن مزاحم بن قيس بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
المجنون، العامري. الشاعر العاشق المشهور
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 289) في ذكره لبني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة فقال: وقيل: إن مجنون بني عامر هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن قيس بن عدس.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 135): المجنون هو قيس بن معاذ ويقال: قيس بن معاذ أحد بني جعدة بن كعب بن سعد بن عامر بن صعصعة. ويقال: بل هو من بني عقيل بن كعب بن سعد وهو من أشعر الناس على أنهم قد نحلوه شعرا كثيرا رقيقا يشبه شعره كقول أبي صخر(1/462)
__________
الهذلي:
فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى ... وزدت على ما لم يكن بلغ الهجر
ويا حبها زدني جوى كل ليلة ... ويا سلوة العشاق موعدك الحشر
وكقول أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة:
بينما نحن من بلاكث بالقا ... ع سراعا والعيس تهوى هويا
خطرت خطرة على القلب من ... ذكراك وهنا فما استطعت مضيا
قلت لبيك إذ دعاني لك الشو ... ق وللحاديين كر المطيا
وكان المجنون وليلى يرعيان البهم وهما صبيان فعلقها علاقة الصبي وقال:
تعلقت ليلى وهي غرّ صغيرة ... ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا ... صغيران لم نكبر ولم تكبر البهم
ثم نشأ وكان يجلس معها ويتحدث في ناس من قومه، وكان ظريفا جميلا راوية للشعر حلو الحديث فكانت تعرض عنه وتقبل بالحديث على غيره حتى شق ذلك عليه وعرفته، فقالت:
وكل مظهر للناس بغضا ... وكل عند صاحبه مكين
ثم تمادى به الأمر حتى ذهب عقله وهام مع الوحش وصار لا يلبس ثوبا إلا خرقة، ولا يعقل إلا أن تذكر له ليلى فإذا ذكرت عقل وأجاب عن كل ما سئل عنه، فسعى عليهم نوفل بن مساحق فرآه عريانا فكساه ثوبا، فقالوا له:
أتعرفه؟ قال: لا، قالوا: هذا المجنون قيس بن الملوح، فكلمه فجعل يجيبه بغير ما يسئله عنه، فقالوا له: إن أردت أن يكلمك كلاما صحيحا فاذكر له ليلى.
فقال: أتحب ليلى؟ فأقبل عليه يحدثه عنها وينشده شعره فيها، فقال: أتحب أن أزوجكها؟ قال: وتفعل ذلك؟ قال: نعم، قال: اخرج معي حتى أقدم بك على قومها فأخطبها لك، فارتحل معه ودعا له بكسوة فلبسها معه،(1/463)
__________
وراح كأصح أصحابه فلما قرب من قومها تلقوه بالسلاح، وقالوا: والله لا يدخل المجنون لنا بيتا أو نقتل عن آخرنا، وقد أهدر لنا السلطان دمه، فأقبل بهم وأدبر، فأبوا عليه، فقال له: انصرف، فقال: أين ما وعدت؟ قال:
رجوعك أهون علي من سفك الدماء، فانصرف وهو يقول:
يا صاحبي ألما بي بمنزلة ... قد مر حين عليها أيما حين
في كل منزلة ديوان معرفة ... لم يبق باقية رسم الدواوين
إني أرى راجعات الحب تقتلني ... وكان في بدئها ما كان يكفيني
ألقي من اليأس تارات فتقتلني ... وللرجال بشاشات فتحييني
وفي ذهاب عقله ورجوعه يقول
يا ويح من أمسى تخلس قلبه ... فاصبح مذهو بابه كل مذهب
إذا ذكرت ليلى عقلت وراجعت ... روائع قلبي من هوى متشعب
وخرج رجل من بني مرة إلى ناحية الشام والحجاز مما يلي تيماء في بغية فإذا هو بخيمة قد رفعت له عظيمة فعدل إليها فتنحنح، فإذا امرأة قد كلمته، فقالت: انزل، فنزل وراحت إبلهم وغنمهم فإذا أمر عظيم، فقالت: سلوا هذا الراكب من أين أقبل؟ فقال: من ناحية نجد، فقالت: يا عبد الله وأي بلاد نجد وطئت؟ قال: كلها، قالت: فيمن نزلت فيهم؟ قال: بني عامر، فتنفست الصعداء، ثم قالت: بأي بني عامر؟ قال: بني الحريش، قالت: فهل سمعت بذكر فتى منهم يقال له قيس يلقب بالمجنون؟ قال أي والله، وقد أتيته فرأيته يهيم مع الوحش في تلك الفيافي ولا يعقل شيئا حتى تذكر له ليلى فيبكي وينشد أشعارا يقولها، قال: فرفعت الستر بيني وبينها فإذا شقة قمر لم تر عيني مثلها، فلم تزل تبكي وتنتحب حتى ظننت أن قلبها قد تصدع، فقلت: يا أمة الله اتقي الله، فو الله ما قلت بأسا، فمكثت على تلك الحال من البكاء، والنحيب، ثم قالت:(1/464)
291 - ومنهم: الأقرع: وهو: الأشيم بن معاذ بن سنان بن حزن أخو بني قشير.
قرعه، قوله لمعاوية:
معاوي من يوفيكم إن أصابكم ... شبا حبه مما غذا القف أقرع
292 - ومنهم: ابن الخيّار: وهي أمه.
وهو: سوار بن أوفى بن سبرة بن سلمة بن قشير.
293 - والقعقاع بن ربعيّة: وهي أمه، غلبت على نسبه.
294 - ومنهم: ابن الطثرية (1): وهي أمه من عمر بن وائل.
وهو: يزيد بن الصمة، أخو بني قشير.
ومن بني كلاب
295 - الأعور: وهو: نفاثة بن مر بن عبد الله بن حارثة.
أخو بني الصموت.
ومن بني أبي بكر بن كلاب
296 - القتال (2): وهو: عباد بن مجيب بن المضرحي بن حبيب.
__________
ألا ليت شعري والخطوب كثيرة ... متى رحل قيس مستقل فراجع
بنفسي من لا يستقل برحله ... ومن هو إن لم يحفظ الله ضائع
ثم بكت حتى غشي عليها فلما أفاقت، قلت: من أنت يا أمة الله؟ قالت: أنا ليلى المشؤمة عليه غير المواسية له، فقال: والله ما رأيت مثل حزنها عليه ولا مثل جزعها ولا مثل وجدها.
(1) سبق الكلام عنه في الترجمة رقم (151) فراجعه هناك.
(2) كذا ذكر اسمه هنا، فقال عباد وذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 283) في ذكره لبني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، فقال: والقتال الكلابي الشاعر، وهو: عبد الله بن مجيب بن المضرحي بن عامر الهصان بن كعب بن(1/465)
297 - ومنهم: مرخنة: وهو: شداد بن مالك بن شداد.
أرخاه، قوله:
فحطوا بالروايا من نحيط ... ورخوا المحض بالنطف العذاب
ومن بني كلاب
298 - الجرار (1): وهو: عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب.
299 - ومنهم: مريرة (2): وهو: شريح بن الأحوص بن جعفر بن كلاب.
300 - ومنهم: [135] معوّد الحكم (3): وهو معاوية بن مالك بن
__________
عبد الله بن أبي بكر بن كلاب. وقد سبق ترجمته في الترجمة رقم (195) فراجع ترجمته فيها.
(1) سبق ترجمته والكلام عنه في الترجمة رقم (172) فراجعها.
(2) هو: شريح بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 284) في ذكره لبني جعفر بن كلاب، فقال: فولد الأحوص: عوف وقد ساد، وعمرو وقد ساد ومات أبوه وجدا عليه إذ قتل، وشريح وقد ساد وبه كان يكنى أبوه، وهو قاتل لقيط بن زرارة يوم جبلة. وقد سبق في الترجمة رقم (173).
(3) هو: معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة معاود، أو معود الحكماء الكلابي. ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 282) في ذكره لبني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة فقال:
وكان فيهم شرف قديم منهم كان جوّاب الذي نفى بني جعفر بن كلاب عن بلادهم ولهم يقول معاوية بن جعفر بن كلاب:
بغاث الطير أكثرها فراخا ... وأم الصقر مقلات نزور(1/466)
جعفر. عوّده قوله:
أعود مثلها الحكماء بعدي ... إذا ما ألحق في الأشياع نابا
وله يقول قيس بن مقلد الكليبي:
أتيت بني سعد بن زيد يجيها ... كتاب يهديها الرئيين معود
301 - ومنهم: الهدّار: وهو: عياض بن الحارث بن عتبة بن مالك بن جعفر.
302 - وابن عقاب: وهي أمه، وهي: سوداء
وهو: جعفر بن عبد الله بن قبيصة.
وهو: القائل:
وضمتني العقاب إلى حشاها ... وخير الطير قد علموا العقاب
فتاة من بني حام بن نوح ... سبتها الخيل غصبا والركاب
303 - ومنهم: ابن عيساء (1):
__________
وقال في = الجمهرة = أيضا في (ص: 285) في ذكره لبني جعفر بن كلاب:
ومعاوية بن مالك، وهو معوّد الحكماء.
وذكره المؤلف أيضا في = المحبر = في ذكر أمه في المنجبات من النساء، ولم تكن العرب تعد منجبة لها أقل من ثلاثة بنين أشراف، (ص: 455: 458) فذكره في ولدها فقال: وأم البنين بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة ولدت: أبا براء ملاعب الأسنة، وطفيلا فارس قرزل، وربيعة ربيع المقترين، ومعاوية معوّد الحكماء، وسلمى نزل المضيق، بني مالك بني جعفر بن كلاب.
(1) ذكر ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 284، 285) عيساء غير أنه بين أنها أم السندري بن يزيد بن شريح بن الأحوص، وذلك في ذكره لبني جعفر بن كلاب فلا أدري أهي المقصودة أم غيرها حيث قال: والسندري بن(1/467)
وهي أمه.
وأبوه: شريح بن الأحوص بن جعفر.
304 - المقطع: وهو: الهيثم بن هبيرة بن عبد الله بن عامر بن جندح ابن البكاء.
قطعه: قوله
قد كنت أدعا هيثما فأصابني ... قوارع منها قد تشيب المقطعا
ومن بني نمير بن عامر
305 - الراعي (1): وهو: عبيد بن الحصين بن معاوية بن جندل.
__________
يزيد بن شريح بن الأحوص الشاعر، وأمه عيساء أمة.
(1) ذكر ابن حزم نسبه على النحو التالي: عبيد بن حصين بن جندل بن قطن ابن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة. الراعي الشاعر.
وذكره ابن قتيبة فذكر ان الراعي هو أبوه الحصين فقال: الراعي حصين بن معاوية من بني نمير.
وعلى كل فقد وافق ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 279) المؤلف في اسمه وخالفه في نسبه، ووافقه ابن قتيبة في نسبه وخالفه في اسمه إذ جعل الصفة لأبيه لا له في = الشعر والشعراء = (ص: 94) ثم عاد فوافقه على تسميته حيث يقول:
الراعي هو: حصين بن معاوية بن بني نمير، وكان يقال لأبيه في الجاهلية:
الرئيس، وسمي الراعي لأنه كان يكثر وصف الرعاء في شعره.
وولده وأهل بيته في البادية سادة أشراف، ويقال: بل اسمه عبيد بن حصين.
وهجاه جرير لأنه اتهمه بالميل إلى الفرزدق، فأتاه الراعي فاستكفه فكف عنه ويستحسن قوله في الاعتذار من ترك الزيارة:
إني وإياك في الشكوى التي قصرت ... خطاي وتأيك والوجد الذي تجد(1/468)
سمي راعيا لقوله أبياتا يصف فيها راعيا.
306 - ومنهم: جران العود (1): غلب لقبه على اسمه. لقوله:
عمدت لعود فالتحيت جرانه ... وللكيس أمضى في الأمور وأنجح
خذا حذرا يا حبتي فإنني ... رأيت جران العود قد كاد يصلح
307 - ومنهم: حترر: وهو: إمام ابن أقرم.
أخو بني بدر بن ربيعة بن عبد الله بن الحارث.
__________
كالماء والظالع الصديان من عطش ... هو الشفاء له والري لو يرد
(1) هو: جران العود العبدي الشاعر. قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 69): جران العود العبدي، وسمي بذلك لقوله:
خذا حذرا يا جارتي فإنني ... رأيت جران العود قد كان يصلح
فخوفهما قدّ من صدر جمل مسن، وكان جران العود، والرحال خدنين، فتزوج كل واحد منهما بامرأتين فلقيا منهما مكروها فقال جران العود:
ألا لا تغرن امرأ نوفلية ... على الرأس بعدي أو ترائب وضح
ولا فاحم يسقي الدهان كأنه ... أساود يزهاها ليعنك أبطح
وإذ ناب خيل علقت في عقيصه ... ترى قرطها من تحتها يتطوح
وفيها يقول:
جرت يوم جئنا بالركاب نزفها ... عقاب وتشحاج من الطير متيح
فأما العقاب فهي منا عقوبة ... وأما الغراب فالغريب المطوح
هو الغول والسعلاة حلقى منهما ... مكدح ما بين التراقي مجرج
خذا نصف مالي واتركا لي نصفه ... وبينا بذم فالتغرب أروح
ويتمثل من شعره بقوله:
ولا تأمنوا مكر النساء وأمسكوا ... عرى المال عن أبنائهن الأصاغر
فإنك لم ينذرك أمرا تخافه ... إذا كنت منه خائفا مثل خابر(1/469)
ومن بني هلال بن عامر
308 - حميد الجمالات بن ثور (1): وكان لا يذكر ناقة في شعره إلا ذكر معها جملا.
ألقاب شعراء ربيعة بن نزار
309 - منهم: المسيب (2): واسمه: زهير بن علس بن عمرو بن عدي ابن مالك بن جشم.
أخو [136] بني ضبيعة بن ربيعة.
__________
(1) هو: حميد بن ثور العلالي المعروف بحميد الجمالات وقد سبق التعريف به وترجمته قبل ذلك في الترجمة رقم (153) فراجعها.
(2) هو: زهير بن علس بن مالك بن عمرو بن حمامة بن زيد بن ثعلبة بن عدي ابن مالك بن جشم بن بلال بن جماعة بن جليّ بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار المسيب. الأحمسي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 292) في ذكره لبني ضبيعة بن ربيعة بن نزار، فقال: فمن بني أحمس بن ضبيعة: الشاعر المسيب واسمه: زهير بن علس وهو خال الأعشى الشاعر، أعشى بكر.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 32): هو من شعراء: بكر بن وائل المعدودين، وخال الأعشى، وهو القائل:
ولقد بلوت الفاعلين وفعلهم ... فلذي الرقيبة ماله مثل
كفاه مخلفة ومتلفة ... وعطاؤه متخرق جزل
ويستحسن قوله:
تبيت الملوك على عتبها ... وشيبان أن غضبت تعتب
كالشهد بالراح أخلاقهم ... وأحلامهم منهم أعذب
وكالمسك ترب مقاماتهم ... وريا قبورهم أطيب(1/470)
وإنما سببه: أن بني عامر بن ذهل أوعدوه فقال له قومه: قد سيبناك والقوم.
310 - ومنهم: المتلمّس (1): وهو جرير بن عبد المسيح لمسه، قوله:
__________
(1) هو: جرير بن عبد المسيح بن عبد الله بن زيد بن دوفن بن حرب بن وهب ابن جليّ بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار. المتلمس، الأحمسي، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 293) في ذكره لبني ضبيعة بن ربيعة بن نزار، فقال: والمتلمس الشاعر، هو جرير بن عبد المسيح بن عبد الله
وله ابن اسمه عبد المنان بن المتلمس هلك ببصرى في الإسلام، ولا عقب له.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص:): من بني ضبيعة، وأخواله بنو يشكر، وكان بنادم عمرو بن هند ملك الحيرة، وهو الذي كان كتب له عامل البحرين مع طرفة بقتله، وكان دفع كتابه إلى غلام ليقرأه، قال: أنت المتلمس؟ قال: نعم، قال: النجاة، فقد أمر بقتلك فنبذ الصحيفة في نهر الحيرة، وقال:
ألقيتها بالثني من جنب كافر ... كذلك أقنى كل قط مضلل
رضيت لها بالماء لما رأيتها ... يجود بها التيار في كل جدول
وكان أشار على طرفة بالرجوع فأبى عليه فهرب إلى الشام، فقال:
من مبلغ الشعراء عن أخويهم ... خبرا فتصدقهم بذاك الأنفس
أودى الذي علق الصحيفة منهما ... ونجا حذار حبائه المتلمس
ألقى الصحيفة لا أبا لك إنه ... يخشى عليك من الحباء النقرس
ومن جيد شعره قوله:
وما كنت إلا مثل قاطع كفة ... بكف له أخرى فأصبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه ... فلم تجد الأخرى عليها مقدما(1/471)
وذاك أوان العرض جن ذبابة ... زنابيره والأزرق المتلمس
311 - ومنهم: يزيد: الغواني: وهو: يزيد بن سويد بن حطان.
أخو بني ضبيعة بن ربيعة، وهو القائل:
لا تدعوني بعدها إن دعوتني ... يزيد الغواني وادعني للفوارس
312 - ومنهم: عميرة الأقيشر: وهو: عقبة بن لقيط. القائل:
إني أنا الأقيشر ذا كم تربى ... أنا الذي يعرف قومي حسبي
في عصبة كريم المركب ومنهم عبد القيس
313 - الأعور (1): وهو: حميم بن الحارث.
__________
فلما استقاد الكف بالكف لم يجد ... له دركا في أن تبينا فأحجما
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى ... مساغا لنا باه الشجاع لصمما
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما
(1) كذا سماه المؤلف هنا، والذي وقفت عليه وبهذه النسبة واللقب من عبد القيس من بني شن هو:
بشر بن منقذ الأعور الشني قاله ابن قتيبة وذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 299) في ذكره لبني شن بن أفصى، فقال: ومنهم: الأعور الشني الشاعر الذي فاق أهل زمانه. كذا ولم يسمه.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 149): الأعور الشني هو: بشر بن منقذ من عبد القيس وكان شاعرا محسنا، وله ابنان شاعران يقال لهما:
جهم، وجهيم.
وكان المنذر بن الجارود، ولى إصطخر لعلي بن أبي طالب فاقتطع منها مائة ألف درهم فحبسه علي بها فتضمنها عنه صعصعة بن صوحان العبدي، فقال الأعور:(1/472)
من بني صبرة بن عمرو بن الديل بن شن.
314 - ومنهم: المتمزق (1): وهو: شأس بن نهار بن أسود بن حريك
__________
لا سألت بني الجارود أي فتى ... عند الشفاعة والباب ابن صوحانا
هل كان إلا كام أرضعت والدا ... عقت فلم تجز بالإحسان إحسانا
لا تأمنن امرأ خان أمرأ أبدا ... إن من الناس ذا وجهين خوانا
وهو القائل:
لقد علمت عميرة أن جاري ... إذا ضن المثمر من عيالي
وإني لا أضن على ابن عمي ... بنصري في الخطوب ولا نوالي
ولست بقائل قولا لا حظي ... بأمر لا تصدقه فعالي
وما التقصير قد علمت معد ... وأسباب الدنية من خلالي
وأكرم ما تكون عليّ نفسي ... إذا ما قل في اللزبات مالي
فتحسن صورتي وأصون عرضي ... وتحمل عند أهل الذكر حالي
إن نلت الغنى لم أغل فيه ... ولم أخصص بجفوتي الموالي
وقد أصبحت لا أحتاج فيما ... بلوت من الأمور إلى سؤال
وذلك أنني أدبت نفسي ... وما حلت الرجال ذوي المحال
إذا ما المرء قصر ثم مرت ... عليه الأربعون عن الرجال
ولم يلحق بصالحهم فدعه ... فليس بلاحق أخرى الليالي
(1) كذا في المخطوط: المتمزق، وفي = الشعر والشعراء = وفي = الجمهرة =: الممزّق.
وهو: شأس بن نهار بن أسود بن جزيل بن حييّ بن عساس بن حييّ بن عوف بن سود بن عذرة بن منبّه بن نكرة بن لكيز، الممزق. الشاعر.
العذري، وفي = الشعر والشعراء =: العبدي، وأحسبه تحريف لما هو واضح من نسبه.
قال ابن حزم في = الجمهرة =: (ص: 299): في ذكره لبني نكرة بن لكيز،(1/473)
وهو القائل.
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل ... وإلا فأدكني ولمّا أمزّق
315 - ومنهم: المفضل: وهو: عامر بن معشر بن أصخم بن عدي فضل بقصيدته المنصفة لقوله:
فأنكينا نساءهم وأنكوا ... نساء ما يسوغ لهن ريق
316 - ومنهم: المثقّب (1): وهو: عائذ بن محصن بن ثعلبة.
__________
فقال: ومنهم الممزق الشاعر، واسمه: شأس بن نهار وسمي الممزيق لقوله، فذكر البيت الذي ذكره المؤلف:
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 89) هو من نكرة، واسمه شاس بن نهار وسمي الممزق بقوله، فذكر البيت المشار إليه، ثم قال:
وهو جاهلي قديم، وإنما يعني بهذا القول بعض بني محرق وفيها يقول:
وناجية عديت من عند ماجد ... إلى ماجد من غير سخط مفرق
تروح وتغدو ما يحل وضينها ... إليك ابن ماء المزن وابن محرق
تبلغني من لا يدنس عرضه ... بغدر ولا يزكو لديه تملقي
أحقا أبيت اللعن إن ابن فرتنا ... على غير إجرام بريقي مشرقي
إن كنت مأكولا فكن أنت آكلي ... وإلا فأدركني ولما أمزق
فأنت عميد الناس مهما تقل يقل ... ومهما يكن من باطل لا يحقق
أكفلتني أدماء قوم تركتهم ... فإلا تداركني من البحر أغرق
فإن يمنعوا أشأم خلافا عليهم ... وإن يتهموا مستحقبي الحرب أعرق
(1) هو: عائذ بن محصن بن ثعلبة بن وائلة بن عدي بن عوف بن دهن بن عذرة ابن منبه بن نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العذري. الشاعر، المثقب. وقيل: المثقب هو: محصن بن ثعلبة والد عائذ قاله ابن قتيبة.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 298: 299) في ذكره لبني نكيرة بن(1/474)
__________
لكيز، فقال: منهم: المثقب الشاعر، واسمه: عائذ بن محصن بن وائلة وهو القائل:
وثقبن الوصاوص للعيون
وبهذا سمي المثقب.
وقال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 88): هو: محصن بن ثعلبة، وسمي المثقب بقوله:
رددن تحية وكنن أخرى ... وثقبن الوصاوص للعيون
(الوصاوص: براقع صغار تلبسها الجارية)
وهو من نكرة وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: لو كان الشعر على هذه القصيدة لوجب على الناس أن يتعلموه، وفيها يقول:
أفاطم قبل بينك متعيني ... ومنعك ما سألتك أن تبيني
ولا تعدي مواعد كاذبات ... تمر بها رياح الصيف دوني
فإني لو تخالفني شمالي ... بنصر لم تصاحبها يميني
إذا لقطعتها ولقلت بيني ... كذلك أجتوي من يجتويني
فإما أن تكون أخي بحق ... فأعرف منك غثى من سميني
وإلا فاطرحني واتركني ... عدوا تقيك وتتقيني
فما أدري إذا يممت أرضا ... أريد الخير أيهما يليني
أألخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني
هو جاهلي قديم كان في زمن عمرو بن هند وله يقول:
غلبت ملوك الأرض بالحزم والنهى ... فأنت امرؤ في سورة المجد ترتقي
وأنجب به من آل نصر سميذع ... أغر كلون الهند وإني رونق
(السميذع: السيد الشريف الكريم).
ومما سبق إليه قوله:(1/475)
ثقبه، قوله:
رددن تحية وكنن أخرى ... وثقبن العوارض للعيون
ومن بني تغلب
317 - الأعشى (1): وهو: يعمر بن نجوان.
318 - ومنهم: أفنون (2): وهو: صولم بن معشر بن ذهل بن تميم.
__________
كأن مواقع الثفنات منها ... معرس باكرات الورد جون
(الثفينة: ركبة البعير).
(1) يقال: يعمر بن نجوان. ويقال: النعمان بن نجوان. ويقال: ربيعة بن نجوان.
أعشى بن تغلب، لا شاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 307) في ذكره لبني معاوية بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، فقال: منهم: أعشى بن تغلب، ولم يزد على ذلك في بابهم.
وأما الأسماء التي ذكرتها فمن هامش = الجمهرة = في نفس الصفحة المشار إليها.
(2) كذا ذكر اسمه ونسبه هنا، وقال في = المحبر = (ص: 204) في باب فتاك الجاهلية في ذكره لفتك: عمرو بن كلثوم في نهاية القصة: وفي ذلك يقول: أفنون بن صريم التغلبي:
لعمرك أما عمرو بن هند وقد دعا ... لتخدم ليلى أمه بموفق
فقام ابن كلثوم إلى السيف مصلتا ... وأمسك من ندمانه بالمخنق
وجاء بهامش الصفحة المشار إليها تعليق على الاسم واللقب نصه ما يلي:
كذا في الأصل ولكن في = معجم البلدان = لياقوت: تحت كلمة الإلاهة:
أفنون، واسمه، صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب. انتهى.
قلت: وقد وفقني الله تعالى لتحقيق كتاب المحبر ونشره في دار الغد العربي(1/476)
فننه. قوله:
مبينا الود يا مضنون ... أيامنا إن للشباب أفنونا
319 - ومنهم: ابن شلوة: وهو بشير بن سوادة. أخو بني مالك بن بكر بن حبيب.
320 - ومنهم: الأخطل (1): هو: غياث بن غوث [137] بن الصلت ابن طارقة.
321 - ومنهم: مهلهل (2): وهو: امرؤ القيس بن ربية بن مرة بن الحارث بن زهير بن جشم. هلهله، قوله لزهير بن خباب الكلبي:
لما توغر في الكلاع هجينهم ... هلهلت آبار جابرا أو ضنيلا
__________
بمصر ويصدر الآن إعلان دائم عنه وسيصدر الكتاب في خلال شهر (9/ 2000) إن شاء الله تعالى.
(1) جاء في المخطوط: عتاب بن عون والتصويب من مصادر الترجمة والتي سبق أن ذكرتها في الترجمة رقم (114) والتي ذكر فيها الأخطل فراجعها هناك.
(2) كذا قال هنا: امرؤ القيس، في = الجمهرة = (305) مهلهل بن ربيعة ولم يذكر اسمه وعند ابن قتيبة: مهلهل بن ربيعة هو عدي بن ربيعة.
وقال ابن حزم في = الجمهرة = في ذكره لبني جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب: ومن بني الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب: كليب، ومهلهل، وعدي وسلمة، بنو ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم.
ولا نعلم لمهلهل ولدا ذكرا، ولا عقب له إلا من قبل ابنته ليلى، وهي أم عمرو بن كلثوم. وسبق أن ترجمت له ترجمة كاملة شاملة في الترجمة رقم (80) فراجعها هناك.(1/477)
ومن بني بكر بن وائل من بني عجل
322 - المفوض: وهو: زهدم بن معبد بن عبد الحارث بن هلال فوضه، قوله:
وأنا المفوض في جنو ... ب القادرين بكل جار
تفويض زندة قادح ... في كلها يوري بنار
323 - ومنهم: الدعاب: وهو: سلمة بن مجمع بن عذبة بن أسامة.
324 - ومنهم: الغريب: وهو: نعيم.
وهو القائل:
أنا نعيم وأنا الغريب ... أسماكن أم لهما أحبّب
325 - ومنهم: كيد الحصاة: وهو: عمرو بن قيس أحد بني جندب ابن ربيعة بن ضبيعة بن عجل.
ومن بني تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة
326 - المكولة: وهو: عبد الله بن خالد بن حجية بن عبد عمرو بن عبد الله بن عائذ.
وهو القائل:
ومثلك قد عللت بكأس غيظ ... وأصيد قد كويت على الجبين
وقال أيضا:
وإني لا كوى ذا النسا من طلاعه ... وذا الفلق المعيي وأكوي النواظرا
وقال أيضا:
لجيم وتيم الله عزي وناصري ... وقيس بها أكوي النواظر الصد
327 - ومنهم: الحثاث: وهو: بشر بن دريج بن الحارث بن ربيعة ابن غنم بن عائذ.
حثه. قوله:
ومشهد أبطال شهدت كأنما ... أحثهم بالمشرفي المهنّد
328 [138] ومنهم: الأعور: وهو: زياد بن فروة بن دريج.(1/478)
حثه. قوله:
ومشهد أبطال شهدت كأنما ... أحثهم بالمشرفي المهنّد
328 [138] ومنهم: الأعور: وهو: زياد بن فروة بن دريج.
329 - ومنهم: الهجف: وهو: كعب بن كرام بن معاوية بن عمرو ابن منبه.
هجفه، وقوله:
يرجى ابن معط ردها وأنخالها ... هجف (1) جفت عنه الموالي فاصدرا
330 - ومنهم: المجنون: وهو: مواءلة بن عامر بن مالك بن الحارث ابن ثعلبة.
وممن يعرف منهم بأمه
331 - ابن زبابة: ليس يعرف إلا بها.
وهو سلمة بن مالك بن ذهل بن تيم الله
وهي: زبابة بنت شيبان بن ذهل بن ثعلبة.
* * *ومن بني قيس بن ثعلبة
332 - جهنام: وهو: عمرو بن قطن بن المنذر بن عبدان بن حبيب.
333 - ومنهم الأعشى (2): وهو: ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة.
__________
(1) الهجف: الطويل الضخم. وقيل: الهجف: الظليم المسن. وقيل: الهجف: ما لحقت خاصرتاه بجنبيه. وقيل: الهجف: الجافي الثقيل. وقيل: هجف: جاع واسترخى بطنه.
(2) وهو المعروف بأعشى بن قيس وقد سبق الكلام عنه وترجمته في الترجمة رقم (78) فراجعه هناك.(1/479)
334 - ومنهم: المرقش الأكبر (1): وهو عمرو بن سعد بن مالك
__________
(1) هو: عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. المرقش الأكبر، الشاعر، الوائلي، القيسي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 319) في ذكره لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، فقال: فمن بني مالك بن ضبيعة: المرقش الأكبر، واسمه، عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 29): هو: ربيعة بن سعد بن مالك ويقال: بل هو عمرو بن سعد بن مالك بن ضبعية من قيس بن ثعلبة.
قلت: قال ابن حزم في = الجمهرة = في الموضع السابق تكملة للباب المشار إليه سابقا:
والمرقش الأصغر، وهو ابن أخي المرقش الأكبر واسمه: ربيعة بن قيس بن سعد بن مالك بن ضبيعة.
فهذا يرجح القول الثاني الذي ذكره ابن قتيبة. والله أعلم.
ثم يستكمل ابن قتيبة الترجمة فيقول:
وسمي المرقش بقوله:
الدار قفر والرسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم
هو أحد عشاق العرب والمشهورين بذلك وصاحبته أسماء بنت عوف بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وكان أبوها زوجها رجلا من مراد والمرقش غائب، فلما رجع أخبر بذلك فخرج يريدها ومعه عسيف (أجير) له من عفيلة فلما صار في بعض الطريق مرض حتى ما يحمل إلا معروضا فتركه الغفيلي هناك في غار وانصرف إلى أهله فخبرهم أنه مات، فأخذوه وضربوه حتى أقر فقتلوه.
ويقال: إن أسماء وقفت على أمره فبعثت إليه فحمل إليها قد أكلت السباع أنفه فقال:(1/480)
ابن ضبيعة.
رقشة. قوله:
الدار قفر والرسوم كما ... رقشن في ظهر الأديم قلم
335 - ومنهم: طرفة (1): وهو: عبيد بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك.
وطرفه، قوله:
لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفا ... ولا أمير كما بالداراة وقفا
336 - ومنهم الضالع (2): هو عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك.
__________
يا راكبا إما عرضت فبلغن ... أنس بن عمرو حيث كان وحوملا
لله دركما ودر أبيكما ... إن أفلت الغفلى حتى يقتلا
من مبلغ الفتيان أن مرقشا ... أضحى على الأصحاب عبئا مثقلا
ذهب السباع بأنفه فتركنه ... ينهسن منه في القفار مجدلا
وكأنما برد السباع بأنفه ... إذ غاب جمع بني ضبيعة منهلا
ويقال: بل كتب هذه الأبيات على خشب الرحل وكان يكتب بالحميرية فقرأها قومه فلذلك ضربوا النفيلي حتى أقر، ومن جيد شعره قوله:
فهل يرجعن لي لمتي إن خضبتها ... إلى عهدها قبل الممات خضابها
رأت أقحوان الشيب فوق خطيطه ... إذا مطرت لم يستكن صؤابها
فإن يظعن الشيب الشباب فقد ترى ... به لمتي لم يرم عنها غرابها
ومما سبق إليه قوله:
يأتي الشباب إلا قورين ولا ... تغبط أخاك أن يقال حكم
(1) راجع الترجمة رقم (75) فقد سبق أن ذكره المؤلف وترجمت له فيها ترجمة وافية فراجعها هناك.
(2) هو: عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن(1/481)
__________
عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. الشالع، الشاعر، القبيسي، الوائلي
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 320) ي ذكره لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، فقال: والشاعر عمرو بن قميئة ابن سعد بن مالك، وهو أيضا ابن أخي المرقش الأكبر، وابن عمه لحا عمرو ابن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 84): عمرو بن قميئة هو من قيس ابن ثعلبة بن مالك رهط طرفة بن العبد، وهو قديم جاهلي كان مع حجر أبي امرئ القيس في قوله:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
ومن جيد شعره قوله:
أرى جارتي خفت وخف نصيحها ... وحب بها لولا الهوى وطموحها
فإن تشغبي فالشغب مني سجية ... إذا همني لم يؤت منها سجيجها
أقارض أقواما فأوفي بقرضهم ... وعف إذا أودي النفوس شحيحها
وفيها يقول:
فما أتلفت أيدهم من نفوسنا ... وإن كرمت فإننا لا ننوحها
فآبوا وأبنا كلنا بمضيضة ... مهملة أجراحنا وجروحها
وهو القائل:
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برام
وأهلكني تأميل ما لست مدركا ... وتأميل عام بعد ذاك وعام
إذا ما رآني الناس قالوا: ألم تكن ... جليدا حديث السن غير كهام
فأفنى وما أفنى من الدهر ليلة ... فلم يغن ما أفنيت سلك نظام
فلو أنني أرمي بنبل رأيتها ... ولكنني أرمي بغير سهام(1/482)
وهو الذي يقول له امرؤ القيس، وكان خرج معه إلى قيصر:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دوننا ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
337 - ومنهم: المرقش الأصغر (1): وهو عمرو بن حرملة بن سعد
__________
على الراحتين مرة وعلى العصا ... أنواء ثلاثا بعدهن قيامي
كأني وقد جاوزت تسعين حجة ... خلعت بها عني عذار لجامي
وفي عبد بني القيس: عمرو بن قميئة الصغير
(1) هو: عمرو بن سعد بن مالك ويقال: ربيعة بن سفيان ويقال: ربيعة بن قيس بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. المرقش الأصغر، الشاعر القيسي، الوائلي.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 319) في ذكره لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، فقال: والمرقش الأصغر وهو ابن أخي المرقش الأكبر واسمه: ربيعة بن قيس بن سعد بن مالك.
وقال ابن قتيبة في الشعر والشعراء (ص: 30): يقال: إنه أخو المرقش الأكبر، ويقال: إنه ابن أخيه، واختلفوا في اسمه فقال بعضهم هو: عمرو بن حرملة.
وقال آخرون هو: ربيعة بن سفيان.
وهو من بني سعد بن مالك بن ضبيعة، وأحد عشاق العرب المشهورين، وصاحبته: فاطمة بنت المنذر، وكانت لها خادمة تجمع بينهما يقال لها هند بنت عجلان، فلذلك ذكرها في شعره.
وكان للمرقش ابن عم يقال له: جناب بن عوف بن مالك لا يؤثر عليه أحدا ولا يكتمه شيئا من أمره، فألح عليه أن يخلفه ليلة عند صاحبته، فامتنع عليه زمانا، ثم إنه أجابه إلى ذلك فعلمه كيف يصنع إذا دخل عليها، فلما دنا منها أنكرت عليه مسه فنحته عنها، وقالت: لعن الله سرا عند المعيدي، وجاءت الوليدة فأخرجته، فأتى المرقش فأخبره فعض على إبهامه فقطعها(1/483)
ابن مالك.
ومن بني شيبان
338 - النابغة: وهو: عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضير.
339 - الأعشى (1): وهو عبد الله بن خارجة بن حبيب بن عمرو ابن العائذي.
من عائذة قريش.
ومن قضاعة، ثم من كلب
340 - الأصم: وهو: مالك بن خباب بن هبل بن عبد الله بن كنانة ابن بكر.
سمي، لقوله:
أصم عن الخنا إن قيل يوما ... وفي غير الخنا ألفى سميعا
341 - ومنهم: ابن الطرامة: وهو: حياد بن حارثة بن حوط.
والطرامة [139] أمة حضنته، فغلبت عليه.
__________
أسفا، وهام على وجهه حياء، فذلك قوله:
ألا يا أسلمي لا حرم في اليوم فاطما ... ولا أبدا ما دام وصلك دائما
رمتك ابنة البكرى عن فرع ضالة ... وهن بها خوص يجلن نعائما
صحا قلبه عنها خلا أن روعه ... إذا ذكرت دارت به الأرض قائما
أفاطم لو أن النساء ببلدة ... وأنت بأخرى لاتبعتك هائما
متى ما يشاء ذو الود يصرم خليله ... ويغضب عليه لا محالة ظالما
(1) هو: عبد الله بن خارجة بن حبيب بن قيس بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان بن ثعلبة. الأعشى الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 324) في ذكره لبني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، فقال: ومنهم أعشى بني ربيعة وهو عبد الله بن خارجة الشاعر.(1/484)
ومن سعد هذيم
342 - حواس: هو: عبد الله بن قطبة بن ثعلبة بن الهوذاء بن عمرو ابن الأحب.
ومن بني نهد
343 - ابن سخلة: وهو: أمه.
وهو: قيس بن عبد الله بن غنم بن صبح.
344 - ومنهم: ابن المنية: وهو: يسار بن عامر بن كور بن هلال ابن نصر بن زمان.
345 - ومنهم: المقعب: وهو: خثيم بن عمرو بن سعد بن صريم.
ومن الأنصار
346 - الحسام (1): وهو: ابن الفريعة.
وهو: حسان بن ثابت بن المنذر بن حزم.
347 - ومنهم: ابن الإطنابة (2): بها يعرف، وهي أمه بنت شهاب ابن بقان بن بلقين.
واسم ابن الإطنابة: عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر.
348 - ومنهم: الزّمق (3): وهو: عبيد بن سالم بن مالك بن عود
__________
(1) هو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم أبو الوليد، وأبو عبد الرحمن سبق ترجمته في الترجمة رقم (92) فراجعه هناك.
(2) هو: عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الخزرجي، الشاعر، المعروف بابن الإطنابة.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 365) في ذكره لبني مالك الأغر بن ثعلبة ابن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، فقال: وعمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر، وهو الشاعر المعروف بابن الإطنابة.
(3) الزمق: بمعنى الزبق. الزبق هو الأحمق الذي ينتف شعر اللحية من فرط(1/485)
ابن الخزرج.
ومن خزاعة
349 - ابن الجدادية: وهي من بني محارب بن خصفة.
واسم ابن الجدادية: قيس بن منقذ بن عمر بن أصرم بن طاطر بن حيسية.
ومن بارق
350 - المعقر: وهو: سفيان بن أوس بن حمار
عقر. لقوله:
لها ناهض في الوكر قد مهدت له ... كما مهدت للبغل حسناء عاقر
ومن الأزد
351 - ثابت قطنة بن كعب. وله يقول صاحب الفيل:
ما يعرف الناس منه غير قطنته ... وما سواه من الآباء مجهول
وكان يحشو عينيه بقطنة.
ومن همدان
352 - الأعشى (1): وهو: عبد الرحمن بن عبد الله بن الحراث بن بطام.
353 - ومنهم: المذنوب: وهو كثير بن أبي حية.
354 - ومنهم: الوارع: وهو حشيش بن عبد الله بن مر بن سلمان ابن معمر.
__________
حماقته. ويقال: أحمق أزبق. ولحية زبيقة أن منتوفة.
(1) راجع ترجمته في المصادر الآتية:
عبد الله بن سبأ (1/ 113)، = معرفة التاريخ = (2/ 30)، = البداية والنهاية = (8/ 245، 279)، (9/ 50)، = المحدث الفاصل = (199).
وقد سبق أن ترجمت له من قبل في الترجمة رقم (113) فراجعه هناك.(1/486)
ومن جعفى
355 - الشويعر: وهو: محمد بن حمران، أبي حمران.
356 - ومنهم: الخلج: وهو: عبد الله بن الحارث بن عمرو بن وهب ابن الحارث بن سعد. خلجه، قوله:
كان يخالج الأشطان فيها ... شأبيب تجود من الفؤادي
[140] ومن بني أود
357 - الأفوه (1): وهو صلاءة بن عمرو بن عوف بن منبّه بن أود.
__________
(1) هو: صلاءة بن عمرو بن عوف بن منبه بن أود بن صعب بن سعد العشيرة ابن مذحج أبو ربيعة الأودي، المذحجي، الأفوه، الشاعر.
ذكره ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 411) في ذكره لبني أود بن صعب بن سعد العشيرة، فقال: والشاعر الأفوه: صلاءة بن عمرو بن عوف بن منبه بن أود بن صعب.
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 32): من مذحج، ويكنى أبا ربيعة وهو القائل:
لا يصلح القوم فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
تهد الأمور بأهل الرأي ما صلحت ... فإن تولت فبالإشرار تنقاد
ومن جيد شعره قوله:
إنما نعمة قوم متعة ... وحياة المرء ثوب مستعار
حتم الدهر علينا أنه ... طلف ما نال منا وجبار
طلف: باطل، وجبار هدر.
وهذه القصيدة من جيد شعر العرب أولها:
إن ترى رأسي فيها نزع ... وشواتي خلة فيها دوار
وهو القائل:(1/487)
ومن مراد
358 - المكشوح (1): هو: هبيرة بن عبد الغوث بن غويل بن سلمة ابن ندا. وكان كشح جنبه بالنار.
ومن كندة
359 - الذائد: وهو: امرؤ القيس بن بكر بن امرؤ القيس بن الحارث ابن معاوية. سمي ذائدا، لقوله:
أذود القوافي عني ذيادا ... ذياد غلام غوى جرادا
360 - ومنهم: النقيع: وهو محمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرغان بن قيس وكان نقيع الدهر.
ومن السكون
361 - ابن الفرالة: هو: ربيعة بن عبد الله بن ربيعة بن سلمة بن الحارث بن سوم.
وفي خثعم
362 - ذو اليدين: وهو: نفيل بن حبيب. دليل أبرهة على الكعبة
ومن حرة قضاعة
363 - مدرج الريح (2): وهو: عامر بن المجنون. ودرجه، قوله:
__________
والمرء ما يصلح له ليلة ... بالسعد تفسده ليالي النحوس
والخير لا يأتي ابتغاء به ... والشر لا يفنيه ضرح الشموس
(1) كذا نسبه في المخطوط، وقال ابن حزم في = الجمهرة = (ص: 407) في ذكره لبني يحابر بن مالك بن أدد بن زيد: اسم المكشوح: هبيرة بن عبد يغوث ابن الغزيل بن سلمة بن عامر بن عوبثان ابن زاهر بن مراد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الشاعر المرادي، المكشوح.
(2) هو: عامر بن قيس الشاعر، القضاعي، مدرج الريح.(1/488)
أعرفت رسما من أمامة باللوى ... درجت عليه الريح بعدك فاستوى
ومن طيئ
364 - عارق: وهو: قيس بن جروة بن الأحيص.
عرقه قوله:
لئن لم نغير بعض ما قد فعلتم ... لا ننحين للعظم ذوانا عارقة
365 - وأبو المهند: ابن معاوية بن حرملة بن رسم بن لوذان بن عدي ابن فزارة.
تم الكتاب بحمد الله وعونه بعد تعب شديد في كتبه إذ كان اصله مكتوبا بالكوفي بخط محرف على يد الفقير إلى رحمة الله تعالى: يوسف بن محمد الشهير بابن الوكيل الملوي غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولأقاربه ليلة الثلاثاء المسفر صباحها عن ثامن عشر جمادى الأولى من شهور سنة 1114 ألف ومائة واربعة عشر هجرية (1)
__________
قال ابن قتيبة في = الشعر والشعراء = (ص: 173): من قضاعة، وسمي بذلك لقوله: ولها بأعلى الجذع رسم دارس درجت عليه الريح بعدك فاستوى.
(1) قال سيد بن كسروي بن حسن: إلى هنا كان الانتهاء من تحقيق الكتاب في عصر يوم السبت الموافق السابع من ربيع الأول عام ألف وأربعمائة وإحدى وعشرين من هجرة سيد النبيين الموافق العاشر من الشهر السادس من عام ألفين من ميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليه وعلى أنبياء الله الصلاة والسلام، والله أسأل حسن الختام بالموت على دين الإسلام. اللهم آمين. اللهم آمين.(1/489)
فهرس أعلام كتاب كنى الشعراء ومن غلبت كنيته على اسمه
الرقم: الاسم: الكنية أو اللقب
158: إبراهيم بن هرمة: أبو إسحاق
124: الأحوص بن محمد: أبو عاصم
179: أحيحة بن الجلاح: أبو عمرو
12: الأخثم بن طلق: أبو جهمة
114: الأخطل: أبو مالك
68: الأخيل بن عبيد: أبو المقدام
101: أربد بن قيس: أبو الحزاز
260: أرطاة بن زفر: ابن سهية
95: أرطاة بن سهية: ابن سهية
46: أزر بن ظالم: أبو كدر
23: أزهر بن عبد العزيز: أبو الهندي
198: إسماعيل بن القاسم: أبو العتاهية
81: الأسود بن يعفر: أبو نهشل
8: الأشتر بن حجوان: الفقعسي
170: الأشعر بن أبي حمران: أبو زهير
247: الأشهب بن دميلة الأشهب بن ثور: ابن دميلة
291: الأشيم بن معاذ: الأقرع
182: أعشى بن شيبان: أبو المغيرة
78: أعشى بن قيس: أبو نصير
113: أعشى بن همدان: أبو المصبح
136: الأقيشر: أبو معرض
307: إمام ابن أقرم: حترر
71: امرؤ القيس الكندي: أبو الحارث
359: امرؤ القيس بن بكر: الذائد
321: امرؤ القيس بن ربيعة: مهلهل
39: أميمة بن عوف: أبو أسماء(1/490)
321: امرؤ القيس بن ربيعة: مهلهل
39: أميمة بن عوف: أبو أسماء
104: أمية بن أبي الصلت: أبو عثمان
108: أنس بن مدركة: أبو سفيان
74: أوس بن حجر: أبو شريح
145: أوس بن مغراء: أبو المغراء
197: بشار بن برد: أبو معاذ
84: بشر بن أبي حازم: أبو عمرو
327: بشر بن دريج: الحثاث
319: بشر بن سوادة: ابن شلوة
138: البعيث المجاشعي: أبو يزيد
65: بكير بن عبد الله: أبو العصبة
196: بلال بن جرير: أبو زافر
268: بهنس: نعامة
143، 258: تأبط شرّا: أبو زهير
88: تميم بن أبي مقبل: أبو كعب
237: توبة بن مضرس: الحنون
258: ثابت بن جابر: تأبط شرا
144، 351: ثابت بن كعب: ثابت قطنة
306: جران العود
275: جرول بن أوس: الحطيئة
310: جرير بن عبد المسيح: المتلمس
118: جرير بن عطية: أبو جرزة
216: الجعد بن حباب: الخلندج
302: جعفر بن عبد الله: ابن عقاب
122: جميل بن معمر: أبو عمرو، وأبو معمر
87: حاتم بن عبد الله: أبو عدي الطائى
232: حاجب بن ذبيان: حاجب الفيل
51: الحارث بن حمران: أبو داود
174: الحارث بن ظالم: أبو ليلى(1/491)
51: الحارث بن حمران: أبو داود
174: الحارث بن ظالم: أبو ليلى
253: حذيفة بن بدر: الخطفي
256: حرثان بن محرث: ذو الأصبع
67: حرملة بن عبد المنذر: أبو زبيد
41: حريث بن حنظلة: أبو شكمة
346: حسان بن ثابت: الحسام أبو الوليد
199: الحسن بن هانئ: أبو نواس
354: حشيش بن عبد الله: الوارع
239: حصين بن بدر: الزبرقان
183: الحصين بن الحمام: أبو معية
79: الحطيئة: أبو مليكة
177: حمزة بن بيض: أبو زيد
254: حميد: الأرقط الراجز
153: حميد بن ثور: الهلالي
308: حميد الجمالات: أبو الأخضر
210: حميصة بن قيس
313: حميم بن الحارث: الأعور
60: حنظلة بن الشرفي: أبو الطحان
341: حياد بن حارثة: ابن الطرامة
100: خالد بن جعفر: أبو جري
345: خثيم بن عمرو: المقعب
244: خداش بن بشير: البعيث
162: خريبة بن أشيم: أبو سعيد
280: خفاف بن ثوبة: ابن ثوبة
107: دريد بن الصمة: أبو قرة
250: ذو الخرق بن شريح: ذو الخرق
150: ذو الرمة: أبو الحارث
273: الربيع بن زياد: الكامل
7: ربيعة بن حوط: أبو مهوس(1/492)
273: الربيع بن زياد: الكامل
7: ربيعة بن حوط: أبو مهوس
245: ربيعة بن عامر: مسكين
361: ربيعة بن عبد الله: ابن الفرالة
282: ربيعة بن عبد يا ليل: ابن الدنية
240: ربيعة بن عرف: المخبل
137: ربيعة بن مالك: أبو يزيد
10: رفاعة بن قيس: أبو الصقر
262: الرماح بن الأبرد: ابن ميادة
142: رؤبة بن العجاج: أبو الحجاف
164: الزبرقان بن بدر: أبو عياش
165: الزبير بن عبد المطلب: أبو حجل
281: زرعة بن السليب: أبو قرقرة
129: زفر بن الحارث: أبو عبد الله
322: زهدم بن معبد: المفوض
257: زهير بن الحارث: ابن قرحة
72: زهير بن أبي سلمى: أبو سلمى
233: زهير بن عروة: السكب
309: زهير بن علس: المسيب
135: زياد الأعجم: أبو أمامة
328: زياد بن فروة: الأعور الثعلبي
261: زياد بن معاوية: النابغة الذبياني
269: زيد بن الجون: أبو دلامة
251: زيد بن عمرو: الأحوص
90: زيد الجند بن مهلهل: أبو مكنف
178: سابق البربري: أبو أمية
70: السائب بن فروخ: أبو السائب
192: سحيم بن عبد بني الحسحاس: أبو عبد الله
149: سراقة بن عقاب: أبو عمرو
350: سفيان بن أوس: المعقر(1/493)
149: سراقة بن عقاب: أبو عمرو
350: سفيان بن أوس: المعقر
85: سلامة بن جندل: أبو مالك
331: سلمة بن مالك: ابن زبابة
323: سلمة بن مجمع: الرعاب
241: السليك بن السلكة السليك بني يثربي: الربيال
156: السندي: أبو مرزوق
292: سوار بن أوفى: ابن الخيار
238: سؤر الذئب: سؤر الذئب
224: سويد بن كراع سويد بن سويد: ابن كراع
314: شأس بن نهار: الممزق
259: شبيب بن البرصاء شبيب بن الحارث: ابن البرصاء
297: شداد بن مالك: مرخنه
173، 299،: شريح بن الأحوص ابن عيساء
303: أبو يزيد مزيره
109: الشماح بن ضرار: أبو سعدة
255: شمير بن عبد الله: ذو الخرق
42: صالح بن شرحبيل: أبو نعجة
308: صخر بن حبيب: صخر الغي
105: صخر بن عمرو: أبو حسان
357: صلاءة بن عمرو: الأفوه الأودي
318: صولم بن معشر: أفنون
53: صيفي بن الأسكب: أبو قيس
193: ضرار بن الأزور: أبو الجنوب
248: حمزة بن حمزة: شقة
75: طرفة بن العبد: أبو إسحاق
120: الطرماح بن حكيم: أبو نفر
157: طريح بن إسماعيل: أبو إسماعيل
163: طفيل بن عوف: أبو قران
279: طفيل الخيل بن عوف طفيل الغنوي: المحبر(1/494)
163: طفيل بن عوف: أبو قران
279: طفيل الخيل بن عوف طفيل الغنوي: المحبر
14: عامر بن ثابت: أبو كبير
89: عامر بن جوين: الطائي أبو الأسود
278: عامر بن الحارث: الأعشى الباهلي
97: عامر بن الطفيل: أبو علي
55: عامر بن كعب: أبو رغبة
363: عامر بن المجنون: مدرج الريح
315: عامر بن معشر: المفضل
316: عائذ بن محصن: المثقب
35: عباد بن عباس: أبو الرئيس
296: عباد بن مجيب: القتال
98: عباد بن مرداس: أبو الهيثم
180: العباس بن يزيد: أبو الصلت
168: عبد الرحمن بن الحكم: أبو مطرف
352: عبد الرحمن بن عبد الله: أعشى همدان
229: عبد شمس بن كعب: محفر
271: عبد قيس بن نجوة: ابن عنقاء
234: عبد الله بن الأعور: الكذاب
111: عبد الله بن أوس: أبو منقذ
206: عبد الله بن الحارث: المطرف
356: عبد الله بن الحارث: الخلج
194: عبد الله بن الحجاج: أبو الأقيرح
132: عبد الله بن الحر: أبو الأشرس
339: عبد الله بن خارجة: أعشى شيبان
326: عبد الله بن خالد: المكولة
188: عبد الله بن ربعي: أبو محمد
194: عبد الله بن رواحة: أبو عمرو
17: عبد الله بن سلمة: أبو صخر
227: عبد الله بن سويد: ابن رمثة(1/495)
17: عبد الله بن سلمة: أبو صخر
227: عبد الله بن سويد: ابن رمثة
200: عبد الله بن عمرو: العبلي
342: عبد الله بن قطبة: حواس
338: عبد الله بن المخارق: نابغة شيبان
191: عبد الله بن معمر: أبو قحفان
115: عبد الله بن همام: أبو عبد الرحمن
286: عبد الله بن همام: العطار
62: عبد الله بن وبرة: أبو الشعثاء
236: عبد الله بن الورد: البجاح
1: عبد مناف بن عبد المطلب: أبو طالب
77: عبيد بن الأبرص: أبو زياد
305: عبيد بن الحصين: الراعي
348: عبيد بن سالم: الزمق
335: عبيد بن العبد: طرفة
133: عبيد الله الراعي: أبو نوح النميري
126: عبيد الله بن قيس الرقيات: أبو هاشم
207: عبيد الله بن قيس: أبو قيس الرقيات
131: عبيدة بن هلال: أبو مالك اليشكري
230: عقبة بن مرداس: ابن فسوة
141: العجاج: أبو الشعثاء
152: العجير السلولي: أبو الفرزدق
128: عدي بن الرقاع: أبو داود
83: عدي بن زيد: أبو عمير
140: عروة بن حزام: أبو سعيد
102،: عروة بن الورد بن عمرو عروة: العبسى
276: الصعاليك
159: عصين بن براق: أبو هلال
235: عطاء بن أسيد: الزفيان
223: عقبة بن كعب: المضرب(1/496)
235: عطاء بن أسيد: الزفيان
223: عقبة بن كعب: المضرب
148: عقبة بن هبيرة: أبو حسان
40: عكرشة بن أزيد: أبو الشعث
218: عمارة بن عبيد الوالي: الرفيع
160: عمارة بن عقيل: أبو عقيل
166: عمر بن الوليد: أبو فايد
139: عمر بن ربيعة: أبو الخطاب
203: عمر بن عبد الله: العرجي
130: عمران بن حطان: أبو شهاب
64: عمرو بن الحارث: أبو الغراء
214: عمرو بن الحارث: الأحمر
219: عمرو بن الحارثة: أشعر الرقيات
31: عمرو بن حبيب: أبو محجن
337: عمرو بن حرملة: المرقش الأصغر
242: عمرو بن ربيعة: المستوغر
334: عمرو بن سعد: المرقش الأكبر
86: عمرو بن شاس: أبو عرار
347: عمرو بن عامر: ابن الإطنابة
33: عمرو بن عبد العزى: أبو شجرة
246: عمرو بن عوف: القناع
332: عمرو بن قطن: جهنام
336: عمرو بن قميئة: الضالع
325: عمرو بن قيس: كبد الحصاة
176: عمرو بن كلثوم: أبو الأسود
82: عمرو بن معدي يكرب: أبو ثور
201: عمرو بن الوليد: أبو قطنة
57: عمير بن مالك: أبو رمح
312: عميرة عقبة بن لقيط: الأقيشر
274: عنترة بن شداد عنترة بن مالك(1/497)
312: عميرة عقبة بن لقيط: الأقيشر
274: عنترة بن شداد عنترة بن مالك
172: عوف بن الأحوص: الجرار
298: عوف بن الأحوص: أبو سراقة
267: عويف بن معاوية: عويف القوافي
301: عياض بن الحارث: الهدار
50: عيسى بن أوس: أبو الجويرية
119: عيينة بن الحارث: أبو جزرة
320: غياث بن غوث: الأخطل
226: غيلان بن عقبة: ذو الرمة
117: الفرزدق بن غالب: أبو فراس
228: قيل بن عمرو: بلبل
195: القتال الكلابي: أبو المسيب
26: قتيبة: أبو الأحرز
147: القطامي الثعلبي: أبو سعيد
266: قطبة بن محصن: الحادرة
293: القعقاع بن ربيعة
272: قعنب بن حمزة قعنب بن أم صاحب
161: القلاخ بن حزن: أبو خناثير
364: قيس بن جرول: عارق
103: قيس بن الخطيم: أبو يزيد
99: قيس بن زهير العبسي: أبو هند
217: قيس بن صخر: الخنجر
11: قيس بن عاصم: أبو حجرية
289: قيس بن عبد الله: النابغة الجعدي
343: قيس بن عبد الله: ابن سخلة
171: قيس بن مكشوح: أبو حسان
349: قيس بن منقذ: ابن الجدادية
28: قيس بن يزيد: أبو المختار
353: كثير بن أبي حية: المزنوق(1/498)
28: قيس بن يزيد: أبو المختار
353: كثير بن أبي حية: المزنوق
121: كثير بن عبد الله: أبو صخر
249: كثير بن عبد الله: ابن الغزيرة
134: كعب الأشقري: أبو مالك
91: كعب بن زهير: أبو المضرب
329: كعب بن كرام: الهجف
93: كعب بن مالك: أبو عبد الله
116: الكميت بن زيد: أبو المستهل
225: كهنس بن قعنب: الأعشى
76: لبيد بن ربيعة: أبو عقيل
123: اللعين: أبو أكيدر
169: مالك بن أسماء: أبو الحسن
340: مالك بن خباب: الأصم
96: مالك بن العجلان: أبو سعيد
209: مالك بن عوف: المنتخل
215: المباح بن سليم: جعدة
190: متمم بن نويرة: أبو تميم
213: المحلحل بن قيس حميصة بن قيس
355: محمد بن حمران: الشويعر
360: محمد بن عميرة: النقيع
283: مرداس بن سهم: الأجش
186: مرداس بن أبي عامر: أبو يزيد
221: مرة بن الرواع
189: مروان بن أبي حفصة: أبو السمطة
61: مسروق بن معدي كرب
284: مسلم بن عبد الله: الأجرد
231: مطر بن أوفى: مقرن
185: مطيع بن إياس: أبو سليمان
300: معاوية بن مالك: معود الحكم(1/499)
185: مطيع بن إياس: أبو سليمان
300: معاوية بن مالك: معود الحكم
264: معقل بن ضرار: الشماخ
66: معقل بن عبد جبر: أبو الخرندق
263: معن بن حذيفة: المزعفر
220: المغيرة بن عبد الله: الأقيشر
13: منقد بن خنيس: أبو مكعب
290: مهدي بن الملوح قيس بن الملوح: المجنون
80: مهلهل بن ربيعة: أبو ربيعة
330: مواءلة بن عامر الثعلبي: المجنون
27: موسى بن سحيم: أبو الأشعر
333: ميمون بن قيس: أعشى قيس
175: نابغة بني جعدة: أبو ليلى
73: نابغة بني ذبيان: أبو أمامة
146: النجاشي الحارثي: أبو الحارث
270: نصر بن عاصم: ابن طوعة
125: نصيب الأسود: أبو محجن
324: نعيم: الغريب
295: نفاثة بن مرة: الأعور
362: نفيل بن حبيب: ذو اليدين
187: النمر بن تولب: أبو قيس
222: النوّاح: النواح
252: هبيرة بن عبد الله: أبو الطحلبة
358: هبيرة بن عبد يغوث: المكشوح
106: الهذيل بن هبيرة: أبو حسان
243: همام بن غالب: الفرزدق
30: الهيثم بن الربيع: أبو حية
304: الهيثم بن هبيرة: المقطع
204: ورقة بن نوفل: القس
24: الوليد بن حنيفة: أبو حرانة(1/500)