المقدمة
بسم الله الرّحمن الرّحيم كانت العناية بدراسة الحديث الشريف والحرص على توثيقه وتمييز صحيحه من كاذبه سببا مهمّا في العناية برجال أسانيده ورواته، وتتبع سيرهم وضبط أسمائهم وألقابهم ووفياتهم. ليكون ذلك كله عونا على التفريق بين الأمناء العدول من رواته والكاذبين المجرّحين. فكان أن ظهر علم الرجال بوصفه أثرا من آثار الحديث وثمرة طيبة من ثمرات دراسته المباركة.
وكانت التواريخ المحلية التي كتبت منذ القرن الثالث للهجرة مثل فتوح مصر لابن عبد الحكم وتاريخ واسط لبحشل وتاريخ بغداد لطيفور وما كتب عليها من ذيول كثيرة متممة لها، إنما هي في حقيقتها مجموعة تراجم للمحدثين في تلك الأقاليم.
وكان معظم الذين كتبوا التاريخ من الحفّاظ المحدثين كالبغدادي وابن عساكر وابن الدبيثي والسمعاني والذهبي وابن قاضي شهبة وغيرهم.
ثم لم تقف دراسة الرجال على المحدثين وحدهم طويلا، بل شركهم فيها غيرهم، وظهرت كتب في طبقات رجال كل علم وفن، وكثرت التآليف في طبقات المفسرين والفقهاء والقراء والشافعية والحنفية والكتّاب والشعراء وغيرهم.(1/5)
ولم يكن حظ علماء اللغة والنحو من هذا بأقل من حظ غيرهم، بل ربما نالوا من الاهتمام بهم أكثر مما نال غيرهم. ولا أدل على ذلك من هذه الكثرة من الكتب التي ألفها في أخبارهم وطبقاتهم جماعة من كبار العلماء الثقات مثل المبرد ومحمد بن عبد الملك التاريخي ومحمد بن مؤيد الأزدي وأحمد بن يحيى الشيباني وابن درستويه والمرزباني وأبي الطيّب اللغوي والسيرافي والزبيدي والمفضل المغربي وأبي جعفر النحّاس وعلي بن فضال المجاشعي وكمال الدين ابن الأنباري وياقوت الحموي والقفطي والذهبي والصفدي وابن مكتوم وأبي حيان الأندلسي والسيوطي (1) وابن قاضي شهبة في كتابه هذا.
__________
(1) انظر كشف الظنون 2/ 1107، ومعجم الأدباء 1/ 43، وبغية الوعاة 2، والإعلان بالتوبيخ 103102.(1/6)
المؤلف في سطور
هو الإمام العلّامة الشيخ تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن محمد الأسدي الشهبي الدمشقي الشافعي. (فقيه الشام وعالمها ورئيسها ومؤرخها) (1) ويعرف بابن قاضي شبهة لكون أحد أجداده كان قاضيا بشهبة السوداء وهي قرية من قرى حوران.
ولد سنة 779هجرية بدمشق من بيت كبير عرف أهله بالعلم والقضاء (2)، ومات أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة، فانصرف للعلم والدراسة.
قال السخاوي: (وأخذ عن جماعة منهم، كما قرأته بخطه: السراج البلقيني والشهاب الزهري والشرفان الشريشي والغزّي والبدر بن مكتوم) (3).
وقد اشتهر بالفقه وتصدى للإفتاء ودرّس في مدارس عدة كالسرورية والأمجدية والمجاهدية والظاهرية والناصرية. وحدّث بدمشق وببيت المقدس، وتولى القضاء بدمشق سنة 842.
__________
(1) الضوء اللامع للسخاوي 11/ 22.
(2) ذكر النعيمي في كتابه الدارس في تاريخ المدارس 1/ 295، أن له كتابا في تاريخ هذا البيت أسماه (النخبة في تراجم بيت ابن قاضي شهبة).
(3) الضوء اللامع 11/ 22.(1/7)
قال ابن تغري بردي: (وخطب في واقعة الجكمي للملك العزيز يوسف فحقد عليه الملك الظاهر جقمق ذلك وعزله) (1).
ولعل أشهر تلامذته ولده المؤرخ الفقيه بدر الدين محمد الذي كتب سيرة والده (2)، والإمام شمس الدين السخاوي (3) الذي قال عنه (وانتهت إليه رئاسة المذهب في زمانه بل رئاسة الشام كلها وصار مرجعها ومعولها في مشكلاتها عليه ورزق من ذلك ما لم يرزق غيره) (4).
وتوفي ابن قاضي شهبة سنة 851 (5) ورثاه شمس الدين القدسي بقصيدة مطلعها:
عليك تقي الدين تبكي المنازل ... لقد كنت مأمولا إذا أمّ نازل
ورثاه محمد الفراش بقصيدة أخرى أولها:
لموتك أيها الصدر الرئيس ... تعطلت المدارس والدروس (6)
__________
(1) النجوم الزاهرة 15/ 523.
(2) الضوء اللامع 7/ 55، وتاريخ المدارس للنعيمي 1/ 874، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 260.
(3) ذكر السخاوي تلمذته له وإجازته منه في الضوء اللامع 11/ 22.
(4) المصدر السابق 11/ 23.
(5) الضوء اللامع 11/ 2421، وشذرات الذهب 7/ 269، وكشف الظنون 2/ 1101، ونظم العقيان للسيوطي 94، والبدر الطالع 1/ 164، وتاريخ المدارس 1/ 405، والأعلام 2/ 35، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 260، وتاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 204، والتبر المسبوك للسخاوي 190189.
(6) الضوء اللامع 11/ 24.(1/8)
آثاره (1):
1 - شرح المنهاج وسماه كفاية المحتاج إلى توجيه المنهاج (2) في أربع مجلدات ولم يكمله.
2 - شرح التنبيه وسماه كافي النبيه.
3 - لباب التهذيب.
4 - المنتقى من تاريخ الاسكندرية للنويري.
5 - المنتقى من الأنساب للسمعاني.
6 - المنتقى من تاريخ ابن عساكر (3).
7 - المنتقى من نخبة الدهر في عجائب البر والبحر.
8 - الكواكب الدرية في سيرة نور الدين زنكي (4).
9 - مناقب الإمام الشافعي (5).
10 - طبقات الشافعية (6).
__________
(1) الضوء اللامع 11/ 2322، وشذرات الذهب 7/ 269، ونظم العقيان 94، والتبر المسبوك 189، والبدر الطالع 1/ 164، وتاريخ المدارس للنعيمي 2/ 452، 458، 464، 472، وكشف الظنون 1/ 127، 2/ 1101، والأعلام 2/ 35، وتاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 204، والإعلان بالتوبيخ 98، 147، 150.
(2) لولده بدر الدين شرح آخر على هذا الكتاب سماه إرشاد المحتاج (انظر الأعلام 6/ 284).
(3) ذكر النعيمي في تاريخ المدارس 2/ 472هذا الكتاب باسم (المنتقى من تاريخ الإسلام للذهبي وتاريخ ابن عساكر).
(4) ذكر النعيمي في تاريخ المدارس 2/ 341أن مؤلف هذا الكتاب هو بدر الدين ابن قاضي شهبة. وذكره الزركلي (الأعلام 2/ 35) بين كتب الشيخ تقي الدين صاحب كتابنا هذا وذكر لولده بدر الدين كتابا آخر سماه الدر الثمين في سيرة نور الدين (الأعلام 6/ 284).
(5) أشار المرحوم جرجي زيدان إلى وجود هذا الكتاب ببرلين (انظر تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 204).
(6) ذكر جرجي زيدان في المصدر السابق أيضا وجود نسخ من الكتاب في برلين(1/9)
ورتبه على تسع وعشرين طبقة وعليه ذيل للشرف عز الدين حمزة بن أحمد الدمشقي.
11 - طبقات الحنفية.
12 - طبقات الفقهاء.
13 - مدارس دمشق وحمّاماتها (1).
14 - كتاب في التاريخ.
أرخ فيه من سنة 200للهجرة إلى سنة 792.
15 - ذيل على تاريخ ابن كثير (2).
16 - ذيل على تواريخ المتأخرين كالذهبي والبرزالي وابن رافع وغيرهم، أرخ فيه من سنة 741إلى سنة 821وهو في ثمانية مجلدات، واختصره وسمّاه (الأعلام بتاريخ أهل الإسلام) (3) في مجلدتين.
17 - نكت على المنهاج.
18 - نكت على التنبيه.
19 - نكت على المهمات.
__________
وبطرسبورغ والمتحف البريطاني ودار الكتب المصرية ومنه نسخة مصورة في مكتبة الدراسات العليا بكلية الآداب ببغداد.
(1) انظر: مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق 25/ 233. وقد أكثر النعيمي في تاريخ المدارس من النقل عن هذا الكتاب (انظر الدارس في تاريخ المدارس 2/ 595 596).
(2) ذكر السخاوي في الإعلان بالتوبيخ 150أن الشهاب بن حجي كتب ذيلا على ابن كثير ومات ولم يتمّه فأخذ تلميذه ابن قاضي شبهة وبيّضه وزاد عليه.
(3) ذكر جرجي زيدان 3/ 204وجود أجزاء متفرقة منه في أكسفورد وباريس، ومنه نسخة مصورة في المجمع العلمي العراقي برقم 295، 296، وسماه النعيمي في تاريخ المدارس 2/ 451، (المنتقى من تاريخ الإسلام).(1/10)
20 - مختصر تهذيب الكمال المزّي.
21 - مختصر كتاب العبر للذهبي (1).
22 - مختصر درة الأسلاك لابن حبيب الحلبي.
23 - كتاب التفسير (2).
24 - طبقات النحاة واللغويين.
وهو هذا الكتاب.
قال السخاوي: (إلى غير ذلك مما لا يحصى اختصارا وانتقاء وجمعا، وكتب بخطه الكثير، بحيث لو قال القائل إنه كتب مائتي مجلدة لم يتجاوز، وخطه فائق دقيق) (3).
هذه هي كتب المؤلف التي ذكرتها المصادر التي ترجمت له أو أشارت إليه، وهي كما ترى شروح ومختصرات ومنتقيات وذيول (4) لكتب تعنى في معظمها بالتراجم، وقد ساعده ذلك دون ريب فيما ألفه من كتب في المناقب والسيرة والطبقات كما أنها تدل على اهتمام المؤلف بالتاريخ وعنايته به.
هذا الكتاب:
أما هذا الكتاب فقد أغفل ذكره معظم الذين ترجموا لمؤلفه كالسخاوي وابن العماد والسيوطي وجرجي زيدان.
__________
(1) ذكر جرجي زيدان 3/ 204وجود هذا الكتاب في المتحف البريطاني.
(2) انظر: إيضاح المكنون 1/ 302.
(3) الضوء اللامع 11/ 23.
(4) ذكر النعيمي في تاريخ المدارس 2/ 104أنه ألف ذيلا على ذيل ابن قاضي شهبة، ولم يقل أي ذيل يعني.(1/11)
وذكره حاجي خليفة عند ذكره للكتب المؤلفة في طبقات اللغويين (1) والنحاة. كما أشار إليه الأستاذ الزركلي في أعلامه (2).
ومن هذا الكتاب نسخة فريدة نادرة في دار الكتب الظاهرية بدمشق برقم (438تاريخ).
ونسخة صورها عنها الأستاذ بشار عواد معروف وتقع في 591، وعلى الورقة الأولى منها مكتوب ما نصه: (كتاب طبقات النحاة واللغويين تأليف الإمام العلّامة ابن شهبة الأسدي الشافعي، لطف الله به ورحمه بمنّه وكرمه، ويليه مختصر كتاب طبقات النحاة للزبيدي اختصار المحلّي).
ثم كتب أسفل ذلك اسم أحد متملكي الكتاب ببغداد وهو الحاج محمد وبقية الاسم غير واضحة ولا مقروءة، ثم كتب ضبط لكلمة (الدبيثي) وختم دار الكتب بدمشق وهي لا تحمل تاريخ كتابتها ولا اسم كاتبها.
ومن هذا الكتاب نسخة أخرى بدار الكتب المصرية برقم (1246 تاريخ تيمور) كتبها عن النسخة الشامية السيد صادق فهمي المالح على نفقة المرحوم الأستاذ أحمد تيمور باشا.
والكتاب كامل لم ينقص منه شيء سوى تلك المقدمة التي اعتاد المؤلفون التقديم بها بين يدي كتبهم مشيرين فيها إلى دوافعهم للتأليف ومنهجهم فيه ومصادرهم التي اعتمدوا عليها.
وقد ضمّ الكتاب ما يقرب من ألف ترجمة وهو كما ترى عدد كبير جدا، ذلك لأن المؤلف لم يقصر كتابه هذا على اللغويين والنحاة في أضيق ما يدل عليه التعريف وإنما توسع في ذلك فترجم لكثيرين من
__________
(1) كشف الظنون 2/ 1107.
(2) الأعلام 2/ 35.(1/12)
المفسرين والمحدّثين والقراء والفقهاء والشعراء وإن قلت مشاركة بعضهم في علوم النحو واللغة.
ثم هو لم يرتب هذا على الطبقات كما يوحي بذلك اسمه وكما فعل الزبيدي من قبله كما أنه لم يرتبه على سنوات الوفيات ولا على الشهرة والتقدم وإنما رتبه على الحروف الهجائية وقدّم من اسمه محمد أولا في باب كبير يقع في 135صفحة من صفحات الكتاب وقد رتب فيه المترجم لهم من المحمدين على أسماء آبائهم حسب حروف الهجاء مبتديا بمن اسم أبيه إبراهيم ومنتهيا بمن اسم أبيه يوسف. وقد راعى هذا الترتيب في جميع تراجم الكتاب وربما جاز عليه السهو أحيانا فاضطرب ذلك الترتيب ومن ذلك مثلا تأخيره لترجمة محمد بن حكم أبي جعفر السرقسطي وكان يجب أن تتقدم مع تراجم من تبدأ أسماء آبائهم بحرف الحاء ولكنه أخّرها وقدّم عليها خمس تراجم ممن تبدأ أسماء آبائهم بحرف الخاء.
وقد قدّم ترجمة محمد بن يوسف ابن الجرّار وتلاها بترجمتين لمحمد بن يعقوب ابن النحوية ولمحمد بن يعقوب الأصبهاني ثم أعقبها بثلاث تراجم لثلاثة من المحمدين المسمى آباؤهم باسم يوسف، وكان ينبغي أن تكون ترجمة ابن الجرّار معهم ولا تفصل بينها وبينهم ترجمتان.
وهو إذا اتفقت أسماء عدة رجال وأسماء آبائهم لا يقدم منهم من تقدمت سنة وفاته كما فعل ياقوت الحموي من قبل (1).
ويبدو أنه لم يعبأ بهذا ولم يلتفت إليه، فقد ذكر محمد بن يوسف بن محمد البحراني المتوفى سنة 585هـ قبل ذكره لمحمد بن يوسف بن محمد القرطبي المتوفى سنة 429هـ.
وبعد باب المحمدين يأتي باب الألف وأول المترجم لهم فيه أبان بن إسحاق الكوفي النحوي ثم تتسلسل الأبواب حسب حروف
__________
(1) معجم الأدباء 1/ 6.(1/13)
الهجاء وآخرها باب الياء وآخر المترجم لهم فيه يونس بن يحيى بن نباتة النحوي. يلي ذلك جملة أبواب قصيرة موجزة في الكنى والأبناء والأنساب والألقاب، وهي مرتبة أيضا على حروف الهجاء.
ويختتم الكتاب بالحمد والصلاة وبضع مسائل في النحو عن أبي حيّان وابن هشام وغيرهما ذكرها تحت عنوان (فوائد).
وقد سبق المؤلف إلى مثل هذا الترتيب محيي الدين القرشي صاحب الجواهر المضيّة، وسار عليه بعده الإمام السيوطي في بغية الوعاة.
والكتاب بعد لا يختص بعلماء قرن من القرون ولا بلد من البلدان، وإنما ذكر فيه رجالا من القرن الثاني والقرن الثامن وما بينهما من القرون، وتتبع علماء العربية والإسلام من الأندلس حتى أقاصي بلاد العجم وما بينهما من بلاد إفريقية ومصر والشام والجزيرة والعراق.
وهو يذكر في الغالب الأعم اسم المترجم له وكنيته ولقبه وبلده وأساتذته، وتلامذته ورحلته إن كان صاحب رحلة وكتبه وسنة وفاته ومكانها، وقد يذكر بعض شعره إن كان شاعرا، ولكنه لا يذكر شيئا من نثر الذين عرفوا بالكتابة والإنشاء كما فعل ياقوت قبله.
والتراجم ليست متساوية المقدار، ففريق من المترجم لهم لم يذكر غير أسمائهم، وفريق جاءت تراجمهم موجزة مقتضبة في حين وضع لفريق آخر، تراجم مطولة أسهب فيها وأطنب. من ذلك مثلا ترجمته للإمام الشافعي وهي ترجمة أرضى فيها ميله المذهبي وربما نقل فيها كثيرا مما سبق أن قاله في كتابه عن مناقب الشافعي. وقد تتبع فيها جميع أقوال الذين ذكروا الشافعي أو أشاروا إلى علمه باللغة وفصاحته والاحتجاج به كما يحتج بالبطن من العرب.
ولم يتعرض المؤلف في هذه الترجمة إلى فقه الشافعي وأحكامه، وإنما قصرها على جانب واحد من جوانب سيرته وهو علمه بالعربية
ومعرفته بشعر العرب وأيامها وأنسابها وآدابها، ولعل المؤلف أراد بذلك أن يسوغ ترجمته له بين اللغويين والنحاة كما أراد أن يسد نقصا في دراسة سيرة الشافعي. وهو نقص شكا منه السبكي في طبقات الشافعية. فقد قال: (ومسألة الاحتجاج بمنطق الشافعي في اللغة والاستشهاد بكلامه نظما ونثرا مما تدعو الحاجة إليه ولم أجد من أشبع القول فيه) (1). وقد حقق مؤلفنا للسبكي أمنيته تلك بعد ثلاثة قرون من وفاته وأشبع القول في الحاجة التي ذكرها. وقد تكون الإطالة في بعض التراجم مما لا غناء فيه ولا فائدة منه، كما فعل في ترجمته للعزيري وإطالته في ذكر المختلفين في لقبه وتفصيله لوجوه ذلك الاختلاف.(1/14)
ولم يتعرض المؤلف في هذه الترجمة إلى فقه الشافعي وأحكامه، وإنما قصرها على جانب واحد من جوانب سيرته وهو علمه بالعربية
ومعرفته بشعر العرب وأيامها وأنسابها وآدابها، ولعل المؤلف أراد بذلك أن يسوغ ترجمته له بين اللغويين والنحاة كما أراد أن يسد نقصا في دراسة سيرة الشافعي. وهو نقص شكا منه السبكي في طبقات الشافعية. فقد قال: (ومسألة الاحتجاج بمنطق الشافعي في اللغة والاستشهاد بكلامه نظما ونثرا مما تدعو الحاجة إليه ولم أجد من أشبع القول فيه) (1). وقد حقق مؤلفنا للسبكي أمنيته تلك بعد ثلاثة قرون من وفاته وأشبع القول في الحاجة التي ذكرها. وقد تكون الإطالة في بعض التراجم مما لا غناء فيه ولا فائدة منه، كما فعل في ترجمته للعزيري وإطالته في ذكر المختلفين في لقبه وتفصيله لوجوه ذلك الاختلاف.
وربما وقع للمؤلف شيء من الوهم وجاز عليه السهو في بعض ما يكتبه فقد ذكر اسم ابن خلصة (رقم 27) ثم تركه ولم يترجم له إلا بعد إحدى وأربعين ترجمة. كما ترجم لأبي عبد الله الفوطي مرتين برقم 146 ورقم 156وقد أبقينا ترجمة واحدة رقم (146).
ومما يحمد لمؤلف الكتاب دقته في ضبط الألقاب ضبطا لا مزيد عليه، ومن أمثلة ذلك قوله في ترجمة الأبيوردي (الأبيوردي بفتح الهمزة ثم موحدة مكسورة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم واو مفتوحة ثم راء ساكنة ثم دال مهملة نسبة إلى أبيورد) وقوله في ترجمة ابن الدبيثي (بضم الدال المهملة ثم موحدة مفتوحة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم تاء مثلثة).
وهو حريص أيضا على مثل ذلك إذا ذكر سنة وفاة المترجم له.
ومن أمثلة ذلك قوله في الترجمة رقم 43 (ومات سنة ست وتسعين بتقديم التاء على السين وستمائة).
وقوله في الترجمة رقم 96 (وفاته سنة اثنتين وسبعين بتقديم الباء وستمائة).
__________
(1) طبقات الشافعية للسبكي 2/ 161.(1/15)
وربما ذكر بعض الذين توفوا من العلماء في سنة وفاة المترجم له كما فعل في تراجمه للإمام الشافعي وابن السراج وابن سعدان.
وربما كان حرصه على ضبط الألقاب وسنوات الوفيات متأتيا من دراسته للحديث وما تحرص عليه تلك الدراسة من ضبط ما يشتبه به من أحوال الرواة ورجال الأسانيد.
وهو كياقوت قبله والسيوطي بعده لا يذكر لأخباره سندا طويلا وإنما يذكر مصادره والكتب التي أخذ عنها، وقد استفاد من كل ما ألف قبله من كتب الرجال وهي كتب سبق أن ذكرنا اهتمامه بها من خلال ما كتبه عليها من ذيول وما اختار منها من منتقيات ومختصرات.
ومن الذين نقل عنهم واستفاد منهم: القرشي صاحب الجواهر المضيّة وابن الدبيثي وأبو حيان الأندلسي وابن خلكان وابن أبي حاتم وأبو نعيم الأصبهاني وابن أرسلان الخوارزمي صاحب تاريخ خوارزم وسبط ابن الجوزي وأبو العلاء الفرضي وأبو عبد الله القصّاع وابن باطيش والتفليسي وتاج الدين الفركاح والسمعاني وابن ماكولا وابن نقطة وابن الأثير والحاكم النيسابوري وأبو علي القالي والزبيدي محمد بن الحسن والدارقطني والخطيب البغدادي وابن النجار وابن الأنباري وابن بشكوال وابن الأبّار والمنذري والذهبي وياقوت الحموي وغيرهم.
وقد رجعت إلى كثير من المصادر التي نقل عنها فوجدته أمينا في نقله متحريا للدقة والأمانة. على أنه ربما أغفل أحيانا ذكر المصادر التي أخذ عنها، وانظر في هذا على سبيل المثال التراجم ذوات الأرقام (82، 93، 110، 119، 183، 184، 185، 186).
كما قد يغفل أحيانا الإشارة إلى سنوات الوفيات ثم لا يبين لذلك عذرا ولا يجعل له وجها. وإذا أردت شاهدا على هذا فانظر على سبيل المثال التراجم ذوات الأرقام (90، 91، 92، 123، 124، 208).(1/16)
وقد نقل بعض التراجم نقلا حرفيا أو ما هو قريب منه عن بعض المصادر التي رجع إليها.
فقد نقل ترجمة ابن شعيب عن معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 359 وترجمة ابن رزين عن العبر للذهبي 5/ 331وترجمة الرزجاهي عن الكتاب السابق أيضا 3/ 160. وترجمة ابن مقسم عن معرفة القراء للذهبي 1/ 246.
وترجمة أبي الوحدة البراتقيني عن الجواهر المضيّة للقرشي 2/ 82.
ونقل ترجمة أبي الفرج الهيتي عن ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1/ 41، وكذلك نقل عنه ترجمة ابن الدباغ (1) وأبي بكر الأزجي (2) وأبي الفتح الديباجي (3) وأبي عبد الله القزويني (4) وابن أبي الفضل المقرىء (5)
وابن القبيصي (6) وقد أشرنا إلى ذلك كله وبيناه في مواضعه.
وقد فعل ابن العماد في شذرات الذهب مثل ذلك فنقل بعض تراجمه نقلا حرفيا عن كتابنا هذا.
ومن ذلك على سبيل المثال نقله لترجمة أبي منصور الأزهري (الشذرات 3/ 82) وابن الفخار (الشذرات 4/ 303) والنيسابوري (الشذرات 2/ 343)، وفخر الدين الرازي (الشذرات 5/ 21) وابن الظهير (الشذرات 5/ 359).
ومن الذين نقلوا عن ابن قاضي شهبة في غير هذا الكتاب،
__________
(1) انظر ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1/ 41.
(2) المصدر السابق 1/ 47.
(3) انظر ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 1/ 51.
(4) المصدر السابق 1/ 68.
(5) المصدر السابق 2/ 86.
(6) المصدر السابق 1/ 183.(1/17)
واستفادوا من مؤلفاته الأخرى وأكثروا من الإشارة إليه، عبد القادر بن محمد النعيمي في كتابه عن تاريخ المدارس (1).
وعملنا هذا هو تحقيق القسم الأول من الكتاب وهو (المحمدون) وفيه (223) من التراجم وهو عددها بعد إنقاصنا منها رقمي الترجمتين المكررتين لابن خلصة ولأبي عبد الله الفوطي.
وقد حاولنا أن نحرر نص الكتاب مضبوطا في أكمل صورة مستطاعة منبهين إلى مواضع التصحيف فيه مشيرين إلى المصادر التي ذكرت صاحب كل ترجمة في حواشي الكتاب، وإلى ما نقله المؤلف عن بعضها وما نقله بعضها عنه. ليكون ذلك عونا لمن أراد التوسع في دراسة بعض المترجم لهم أو الكتابة عنهم.
ثم لا أجد ما أقدم به هذا الكتاب خيرا مما قدم به ياقوت الحموي معجم الأدباء «وبعد فهذه أخبار قوم عنهم أخذ علم القرآن المجيد والحديث المفيد وبصناعتهم تنال الإمارة وببضاعتهم يستقيم السلطان والوزارة وبعلمهم يتم الإسلام وباستنباطهم يعرف الحلال من الحرام» (2).
وأنا سعيد إذ منّ الله عليّ ووفقني إلى تحقيق هذا الكتاب الذي يخلد بين دفتيه رجالا كانوا من بناة الحضارة وأنوار الهداية، وقد بذلوا أعمارهم في خدمة لغة هذه الأمة وصيانتها والحفاظ عليها. وخلفوا تراثا عظيما تتلمذت له أجيال من الناس في كل علم وكل فن. فلهم في عنق كل جيل منة، ولهم عليه يد مشكورة، وما كتبهم وتآليفهم إلا تراث هذه الأمة الكريمة وسجل حضارتها التي تفخر بها وتباهي.
__________
(1) انظر: الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 596595.
(2) معجم الأدباء 1/ 7.(1/18)
فإذا عنينا اليوم بنشر أخبارهم وسيرهم ومآثرهم فما ذلك إلّا وفاء لبعض ما لهم في أعناقنا من حق الأستاذية وحرمة الفضل والتقدم.
{وَعَلَّمَكَ مََا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكََانَ فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً}.
والله الصادق والموفق لما فيه الخير.
محسن غياض عجيل(1/19)
طبقات النحاة واللغويين والمفسّرين والفقهاء
(من اسمه محمد)
1 - مسعود (1):
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الطائي الأندلسي المقرىء النحوي المعروف بمسعود أحد الأئمة. جمع عليه السبع ابن جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير. وقرأ عليه التفسير والعربية، وكان له في علم القراءات وإتقان التجويد قدم راسخ. إمام في ذلك لا يجارى مع حسن النية والورع. أخذ عن ابن الكواء (2).
قال ابن الزبير ومولده على رأس الستمائة وقد ساويته في علو الإسناد. ومات سنة سبعين وستمائة.
2 - العامري (3):
محمد بن إبراهيم بن غالب أبو بكر العامري الأندلسي الشلبي
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء لابن الجزري 2/ 43.
واسمه فيه (مشعور) وفي نيل الابتهاج للحافظ التنبكتي 221وفيه (محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حسن ويعرف بابن مسمعور).
(2) في نيل الابتهاج (أبي محمد الكواب).
(3) ترجمته في الصلة لابن بشكوال 2/ 551، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 17، والوافي(1/21)
خطيب شلب. وأخذ العربية عن أبي الحجاج الأعلم وبرع في الآداب واشتهر بها. وطال عمره. وسمع صحيح البخاري عن أبي عبد الله بن منظور. توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
قال ابن بشكوال: وتوفي ابن منظور سنة تسع وستين (1).
3 - ابن شعيب (2):
محمد بن إبراهيم بن اليأس أبو عبد الله اللخمي الأندلسي المعروف بابن شعيب المقرىء النحوي وهو جده لأمه. أخذ عن جده وعن مكي بن أبي طالب وأبي العباس المهدوي وأبي عمرو الداني وابن الأبّار وتصدر بجامع المريّة لإقراء القرآن والعربية والآداب.
روى عنه الحسن بن مؤهب وأبو الحسن بن سامع (3) وأبو عبد الله بن معمر.
قال الذهبي: وقرأ عليه بالسبع أبو الحسن عبد الله بن عبد الرحمن (4) شيخ ابن الفحام. قال ابن الأبّار: وقفت على السماع منه سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
__________
بالوفيات 2/ 20.
(1) في الصلة 2/ 520توفي ابن منظور سنة 469.
(2) ترجمته في التكملة للأبّار 1/ 399، ومعرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 359، وطبقات القراء لابن الجزري 2/ 47.
(3) في معرفة القراء 1/ 359 (أبو الحسن بن نافع)، وفي التكملة 1/ 399 (أبو الحسن بن مؤهب).
(4) في معرفة القراء 1/ 360 (عون الله بن عبد الرحمن).(1/22)
4 - ابن الفخّار (1):
محمد بن إبراهيم بن خلف أبي عبد الله. ابن الفخار الأنصاري المالقي ابن النجار الحافظ صاحب القاضي أبي بكر بن العربي أكثر عنه وعن شريح، وخلق. وكان إماما معروفا بسرد المتون والأسانيد عارفا بالرجال واللغة ورعا جليل القدر. طلبه السلطان ليسمع منه بمراكش فمات بها في شعبان سنة تسعين بتقديم التاء وخمسمائة عن ثمانين سنة.
5 - أبو بكر الجوري (2):
محمد بن إبراهيم بن عمران بن موسى. أبو بكر الجوري (3) بضم الجيم والراء. نسبة إلى مدينة جور كثيرة البساتين بفارس كما قاله الذهبي في المشتبه وغيره، الأديب النحوي من أصحاب أبي بكر بن دريد وتلامذته. حدّث عن أحمد بن حمدان بن الخضر ومات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (4).
__________
(1) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 547، والعبر للذهبي 4/ 274، والتكملة للمنذري 1/ 388، وتذكرة الحفاظ للذهبي 4/ 13561355، وشذرات الذهب 4/ 303، وبغية الملتمس 53.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 12، ومعجم الأدباء 6/ 269، واللباب لابن الأثير 1/ 250، والوافي بالوفيات 2/ 7، والسياق لعبد الغافر الفارسي 48، ومعجم البلدان 2/ 181.
(3) وكذلك ذكره ابن الأثير في اللباب 1/ 250، ولقبه ياقوت في معجم الأدباء 6/ 269 (بالجوزي) وقال إنه: (من جوز فارس) وقال عبد الغافر في السياق (من جور فارس).
(4) أجمع السيوطي في البغية وياقوت في معجم الأدباء والصفدي في الوافي على أنه توفي سنة 354.(1/23)
6 - الخولاني الأندلسي (1):
محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد البر أبو عبد الله الأندلسي.
سمع من أبي القاسم بن بشكوال وأبي بكر بن خير وأبي القاسم بن غالب، وأخذ عنه القراءات والعربية. ولازم ابن بشكوال أعواما وحدّث.
قال الأبار: كان فاضلا سنيّا معدلا. توفي سنة عشرين. وقيل في المحرم سنة إحدى وعشرين وستمائة.
7 - ابن النحّاس (2):
محمد بن العلامة المحدث محيي الدين أبي إسحاق بن إبراهيم بن النحاس (3) الحلبي شيخ العربية والآداب بالديار المصرية وإمام الآداب وحجة العرب. قال في حقه الشيخ أبو حيّان: كان نحوي مصر والشام في عصره. ولد سنة سبع وعشرين وستمائة بحلب، وأخذ النحو عن الإمام جمال الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عمرون النحوي الحلبي وقرأ عليه كتاب سيبويه، وأخذ أيضا عن الإمام علم الدين أبي محمد القاسم بن أحمد بن الموفق الأندلسي اللورقي، وقرأ سيبويه عليه (4)
أيضا. وسمع الحديث من أبي النجا عبد الله بن عمر بن اللتّي وابن رواحة. وانتقل من حلب إلى القاهرة واستوطنها وصار شيخها. وألف
__________
(1) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 612.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 13، وطبقات القراء لابن الجزري 2/ 46، ودول الإسلام للذهبي 2/ 153، وشذرات الذهب 5/ 442، والوافي بالوفيات 2/ 10، وفوات الوفيات 2/ 350، ومعرفة القراء 2/ 582.
(3) في شذرات الذهب (محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن النحاس).
(4) أي قرأ عليه كتاب سيبويه.(1/24)
تعليقة على مقرب أبي الحسن (1) والإفادة وليس له غيرهما. وكان إماما في العربية يشار إليه في عصره، وعنده مروءة وحسن خلق وكرم نفس.
قال الذهبي في معجمه: كان حسن الخلق مطرح التكلف. رأيته يتمشى وعلى رأسه طاقية وما كان تزوج. وكان من أذكى العالم بحل اقليدس.
ويعرف المنطق مشهورا بديانة وخير. وكان إذا انفرد بشهادة حكم القاضي في تلك القضية وتوقى بدينه. وكان يحل المشكلات ويتكلم في بحثه بلغة الحلبيين. وقد أخذ القراءات عن الكمال الضرير. وطلب الحديث وقتا. وتوفي سنة ثمان وتسعين وستمائة بالقاهرة. وله نظم كثير منه قوله:
إني تركت لذا الورى دنياهم ... وظللت انتظر الممات وأرقب
وقطعت في الدنيا العلائق ليس لي ... ولد يموت ولا عقار يخرب (2)
8 - أبو منصور الأزهري (3):
محمد بن أحمد بن الأزهري ابن طلحة بن نوح بن حاتم (4) الإمام أبو منصور الأزهري الهروي النحوي اللغوي الفقيه الشافعي.
له كتاب التهذيب في اللغة وغيره من المؤلفات الكبار الجليلة المقدار. ولد بهراة سنة ثمانين ومائتين وسمع الحديث ورواه ورحل إلى
__________
(1) أي: كتاب المقرب لابن عصفور.
(2) البيتان في طبقات القراء لابن الجزري 2/ 46، وفي الوافي 2/ 10، وفي فوات الوفيات 2/ 350.
(3) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 19، ومعجم الأدباء 6/ 297، واللباب لابن الأثير 1/ 38، ونزهة الألباء 221، ووفيات الأعيان 3/ 458، وشذرات الذهب 3/ 72، والوافي 2/ 45، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 49.
(4) في وفيات الأعيان 3/ 458 (محمد بن أحمد بن الأزهر طلحة بن نوح بن أزهر).(1/25)
بغداد وسمع أبا القاسم البغوي وأبا بكر بن أبي داود وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه وأبا بكر بن السراج، وأخذ عن هؤلاء ولم يأخذ عن أبي بكر بن دريد تدينا وتورعا لأنه رآه سكران.
أخذ عنه أبو عبيد الهروي (1) مؤلف الغريبين وحدث عنه أبو يعقوب إسحاق بن القراب وأبو ذر الهروي وغيرهما. وصنف تهذيب اللغة في ثلاثين مجلدة، وكتاب التقريب في التعبير وكتاب تفسير مختصر المزني والروح وما ورد فيها من الكتاب والسنة، وكتاب تفسير أسماء الله الحسنى وكتاب الرد على الليث. وكتاب تفسير إصلاح المنطق وكتاب تفسير ديوان أبي تمام، وغير ذلك من المصنفات. وقد وقع في أسر عرب عرباء يتبعون مساقط الأنواء أيام النجع ويردون إلى أعداد المياه في محاضرهم ويتكلمون بطباعهم فبقي عندهم دهرا طويلا فاستفاد منهم ألفاظا في اللغة.
توفي بهراة في ربيع الآخر سنة سبعين بتقديم السبعين وثلاثمائة وقيل سنة إحدى وسبعين، حكاه ابن خلكان، عن ثمان وثمانين سنة. قال الذهبي: وقد بقي الأزهري في أسر القرامطة مدة طويلة. وكان إماما في المذهب رأسا في اللغة ثخين الورع كثير التحري عارفا بالحديث وعلل الإسناد، واسع الرحلة.
9 - الشنبوذي (2):
محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشنبوذي البغدادي المقرىء غلام ابن شنبوذ قرأ عليه وعلى أبي بكر بن مجاهد وإبراهيم بن محمد
__________
(1) في بغية الوعاة 1/ 19، ذكر أن الأزهري هو الذي أخذ عن الهروي.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1/ 271، ومعرفة القراء 1/ 268، والعبر 3/ 40، وطبقات القراء 2/ 50، وميزان الاعتدال 3/ 461، ومعجم الأدباء 6/ 304، واللباب 2/ 30، وشذرات الذهب 3/ 129، ولسان الميزان 5/ 51، والوافي 2/ 39، والبداية والنهاية لابن كثير 11/ 325.(1/26)
نفطويه وابن الأخرم الدمشقي ومحمد بن هارون التمار وأبي بكر الآدمي وأبي مزاحم الخاقاني وأبي بكر النقاش. وأكثر الرحال في طلب القراءات وتبحر فيها واشتهر اسمه وطال عمره.
قرأ عليه الهيثم بن أحمد الصباغ وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي وأبو الفرج الأستراباذي وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ومحمد بن الحسين الكارذيني وأبو علي الأهوازي وخلق. وكان عالما بالتفسير وعلل القراءات. قال الخطيب:
سمعت عبيد الله بن أحمد يذكر الشنبوذي فعظم أمره وقال سمعته يقول: احفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقراءات. وقال أبو عمرو الداني: مشهور نبيل حافظ ماهر حاذق. كان يتجول في البلدان.
وفد على عضد الدولة زائرا له فقال له: يا أبا الفرج إن الله تعالى يقول:
{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهََا شَرََابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوََانُهُ فِيهِ شِفََاءٌ لِلنََّاسِ} (1) وترى العسل يأكله المحرور فيتأذى به والله الصادق في قوله.
فقال: إن الله لم يقل فيه شفاء الناس بالألف واللام اللذين يدخلان لاستيفاء الجنس. وإنما ذكره منكّرا، فمعناه فيه شفاء لبعض الناس دون بعض.
قال الداني: والصواب أن الألف واللام في الناس لا يستغرقان الجنس كله كما لا يستغرقان في قوله:
{الَّذِينَ قََالَ لَهُمُ النََّاسُ إِنَّ النََّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} (2).
وفي قوله: {فَنََادَتْهُ الْمَلََائِكَةُ} (3) وقوله: {وَقََالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللََّهِ} (4) وشبه ذلك.
__________
(1) الآية 69من سورة النحل.
(2) الآية 173من سورة آل عمران.
(3) الآية 39من سورة آل عمران.
(4) الآية 30من سورة التوبة.(1/27)
وسمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول: كنت أجلس إلى الشنبوذي اسمع منه التفسير وكان من أعلم الناس به. قال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة وتكلم الناس فيما زعمه من قراءته على الأشناني (1)، وقد أساء الدارقطني القول فيه. وقال التنوخي: توفي في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
10 - ابن جوامرد (2):
محمد بن أحمد بن جوامرد بضم الجيم ثم واو ثم ألف بعدها ميم مفتوحة ثم راء ساكنة ثم دال مهملة الشيرازي الأصل البغدادي المولد والدار أبو بكر القطان النحوي. قرأ النحو على أبي الحسن علي بن فضّال المجاشعي القيرواني النحوي وعلى غيره. وسمع الحديث من أبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف وغيره. وغلب عليه علم النحو فلم يشتهر بالحديث وعليه قرأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وعنه أخذ وعليه كان يعتمد حتى يقال إنه لم يقرأ علم النحو على غيره.
ذكره ابن الدبيثي في ذيله وقال: سمعت أبا العباس أحمد بن هبة الله الأديب يقول: سمعت أبا المظفر الحسن بن هبة الله بن المطلب الملقب فخر الدولة يقول: أبو بكر بن جوامرد القطان شيخنا كان يتردد إلينا ونقرأ عليه النحو أنا وإخوتي وكان فاضلا له معرفة جيدة بالنحو والعربية، وأثنى عليه.
__________
(1) في لسان الميزان 5/ 51يقول ابن حجر تعليقا على هذا الزعم (أن الشنبوذي ولد سنة 300ومات الأشناني سنة 307). وقال الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 271 (كان الشنبوذي يذكر أنه قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني فتكلم الناس فيه).
(2) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 2/ 217، ومعجم الأدباء 6/ 360، وأنباه الرواة 3/ 52، وبغية الوعاة 1/ 22، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 4.(1/28)
11 - المعافري (1):
أبو بكر محمد بن أحمد بن حبّون المعافري المري. سمع أبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد.
قال الأبّار: أقرأ العربية وكان له حظ من قرض الشعر، توفي في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وستمائة.
12 - ابن حمدان الحيري (2):
محمد بن أحمد بن حمدان أبو عمرو بن حمدان النيسابوري المحدث النحوي المفسر مسند خراسان. سمع بنيسابور والموصل وجرجان وبغداد والبصرة. روى عن الحسين بن شعبان وزكريا الساجي وعيدان (3). وكان مقرئا عارفا بالعربية له نظر بالحديث وقدم في العبادة. وكان المسجد فراشه ثلاثين سنة ثم لما ضعف وعمي حولوه. توفي في ذي القعدة سنة سبع وسبعين بتقديم السين وثلاثمائة عن ثلاث وتسعين سنة بتقديم التاء.
13 - ابن جيا (4):
محمد بن أحمد بن حمزة بن جيا بكسر الجيم ثم مثناة من تحت ثم ألف مقصورة وقيل بالمد والأول أشهر.
__________
(1) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 626، والوافي بالوفيات 2/ 117.
(2) ترجمته في العبر للذهبي 3/ 3. ولسان الميزان 5/ 38، وبغية الوعاة 1/ 22، والوافي 2/ 46، وطبقات القراء لابن الجزري 2/ 61، وميزان الاعتدال 3/ 457، واللباب لابن الأثير 1/ 332، والسياق لعبد الغافر 47، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 107، وطبقات الفقهاء للعبادي 58.
(3) في العبر 3/ 3 (وروى عن الحسين بن سفيان والساجي وعبدان).
(4) ترجمته في المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي للذهبي 1/ 13، والوافي 2/ 112، ومعجم الأدباء 6/ 361، والمحمدون من الشعراء 51، وبغية الوعاة 1/(1/29)
هو أبو الفرج من أهل الحلة السيفية. الأديب الفاضل النحوي. له ترسل حسن وشعر جيد. قدم بغداد وجالس هبة الله بن الشجري النحوي وأخذ عنه ثم بعده أبا محمد بن الخشاب وغيرهما وسمع قاضي القضاة أبا جعفر عبد الواحد بن أحمد الثقفي وغيره، ولم يشتهر بالحديث لإقباله على الأدب واشتغاله به. ذكره ابن الدبيثي بما مر وقال: روى لنا عنه شيئا من رسائله (1) وشعره أبو الحسن علي بن نصر بن هارون وأبو الثناء محمود بن عبد الله الجليان.
14 - ابن الخويي (2):
محمد بن أحمد (3) بن الخليل بن سعادة بن جعفر قاضي القضاة شهاب الدين الخويي العلامة الفقيه الأصولي المفسر النحوي ولد في شوال سنة ست وعشرين وستمائة ونشأ بدمشق وبرع في المذهب وسمع من ابن اللتّي وابن المقير والشيخ أبي عمرو بن الصلاح وحدّث وصنف تصانيف وتفقه عليه جماعة ودرس شابّا بالدّماغية ثم انتقل إلى القاهرة وولي قضاء القاهرة الوجه البحري خاصة ثم ولي قضاء الشام ومات في خامس عشرين رمضان سنة ثلاث وسبعين وستمائة (4).
__________
23، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 15، ومجلة كلية الآداب العدد السابع وفيها بحث للدكتور جواد علوش.
(1) بعد هذه الكلمة وقع من الناسخ خلط كبير بين هذه الترجمة وترجمة ابن شواش الفهري (رقم ترجمته 22) فبتر أولها ونقل بقية الترجمة هنا وقد رددناها إلى موضعها.
(2) ترجمته في العبر 5/ 379، ودول الإسلام للذهبي 2/ 149، وبغية الوعاة 1/ 23، وشذرات الذهب 5/ 423، والوافي 2/ 137، وفوات الوفيات 2/ 368، وتاريخ ابن كثير 13/ 337، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 501، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 237.
(3) اسمه في شذرات الذهب 5/ 423 (أحمد بن أحمد).
(4) في البغية 1/ 23، والوافي 2/ 137، وتاريخ ابن كثير 13/ 337ذكر أن وفاته كانت سنة 693.(1/30)
15 - الداني (1):
محمد بن أحمد بن مسعود أبو عبد الله الأنصاري الداني شيخ القراء بدانية وأكبر تلامذة أبي عمرو وتصدر للإقراء في حياة أبي عمرو وصنف في القراءات والعربية وعاش إلى حدود السبعين وأربعمائة، وقرأ عليه أبو داود بن نجاح ختمة للقرآن.
16 - الطرطوشي (2):
محمد بن أحمد بن عامر أبو عامر البلوي الطرطوشي السالمي من مدينة سالم سكن مرسية. وكان عالما أديبا مؤرخا لغويّا صنف في اللغة كتابا مفيدا وله كتاب في الطب سمّاه الشفاء وكتاب في التشبيهات.
قال الأبّار: روى عنه عبد المنعم بن الغرس وأبو القاسم بن البراق، توفي سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
17 - الخدبّ الإشبيلي (3):
محمد بن أحمد بن طاهر، أبو بكر الأنصاري الإشبيلي النحوي ويعرف بالخدب أخذ العربية عن أبي القاسم بن الرماك وأبي الحسن بن مسلم. وساد أهل زمانه في العربية ودرس في بلاد مختلفة وكان قائما على كتاب سيبويه وله عليه تعليق سمّاه (الطرر) لم يسبق إلى مثله، وكان يتعاطى التجارة فدخل مدينة فاس فأقرأ بها مدة. أخذ عنه: أبو ذر
__________
(1) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 1/ 395، وطبقات القراء لابن الجزري 2/ 63.
(2) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 495، وبغية الوعاة 1/ 28، والوافي بالوفيات 2/ 111، وبغية الملتمس 35.
(3) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 532، والذيل والتكملة للأوسي المراكشي 5/ 651648، وبغية الوعاة 1/ 28، ولسان الميزان 5/ 48، والوافي 2/ 113.(1/31)
الخشني وأبو الحسن بن خروف. وحج وأقرأ بمصر وحلب والبصرة. ثم رجع واختلط عقله فأقام ببجاية وربما ثاب إليه عقله فتكلم في مسائل (1)
أحسن ما يكون. مات سنة ثمانين وخمسمائة. ذكره الأبّار.
18 - الزهري (2):
محمد بن أحمد بن سليمان. أبو عبد الله الزهري (3) الأندلسي الإشبيلي رحل وحج وسمع ببغداد من ابن كليب وابن بوش وذاكر بن كامل وطبقتهم. ورحل إلى أصبهان فكتب بها عن أصحاب أبي علي الحدّاد ثم سافر إلى الكرج واستوطنها وحدث بها وبإربل، وكان عارفا بالأدب فاضلا نحويّا صنف شرحا لكتاب الإفصاح. وله شعر حسن.
قال المنذري: توفي ببروجرد شهيدا بيد التتار في رجب سنة سبع عشرة وستمائة.
19 - ابن الخالة الواسطي (4):
محمد بن أحمد بن سهل أبو غالب بن بشران الواسطي الأديب النحوي. لغوي زمانه. الإمام المعدّل اللغوي الحنفي ويعرف أيضا بابن الخالة.
__________
(1) في التكملة لابن الأبّار 2/ 532 (يتكلم في مسائل مشكلة).
(2) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 2/ 242، وبغية الوعاة 1/ 25، ومعجم الأدباء 6/ 365، والوافي 2/ 104، ونفح الطيب 2/ 413، وذيل تاريخ بغداد (مخطوط) 1/ 23، والتكملة للمنذري المجلد السادس 1083.
(3) في معجم الأدباء 6/ 365 (الزاهري) ولعله تصحيف لم ينتبه له محقق الكتاب.
(4) ترجمته في العبر 3/ 250، والمحمدون 89، والبغية 1/ 62، والجواهر المضيّة 2/ 11، وشذرات الذهب 3/ 310، ولسان الميزان 5/ 43، ومعجم الأدباء 6/ 329، وميزان الاعتدال 3/ 459، والنجوم الزاهرة 5/ 85، والوافي 2/ 82، وأنباه الرواة 3/ 44، وتاريخ ابن كثير 12/ 100.(1/32)
حدّث عن أبي الحسن علي بن الحسين بن علي بن معاد الجاذري (1)
بالجيم وفتح الدال المعجمة فيما قيده ابن نقطة وكذلك هي بخط الحميدي وقيدها ابن ماكولا بالكسر ثم راء، سمع منه تاريخ واسط وأحمد بن محمد بن سهيل بن مردويه، وأبي الفتح محمد بن الحسن بن عبد الله الكاتب وأبي الحسين علي بن محمد بن دانيال. وأحمد بن عبيد بن بيري بكسر الموحدة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم راء مكسورة.
وغيرهم. حدث عنه أبو عبد الله الحميدي وأبو نصر بن ماكولا وأبو المجد محمد بن محمد بن جهور القاضي الواسطي ولم (يكن) بالعراق أعلم منه باللغة. توفي في خامس عشر رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة بواسط عن اثنتين ثمانين سنة.
20 - ابن جابر (2):
محمد بن أحمد بن علي بن جابر أبو عبد الله الهواري الأندلسي المالكي له شرح الألفية. فرغ منه في ذي القعدة سنة ست وخمسين وسبعمائة (3) بمكة.
21 - الشاطبي (4):
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن سعادة. أبو عبد الله الشاطبي
__________
(1) قال ياقوت في معجم البلدان 2/ 5 (ليبزك 1868) جاذر: من قرى واسط ينسب إليها أبو الحسن علي بن الحسين الجاذري.
(2) ترجمته في نكت الهميان 244، وبغية الوعاة 1/ 34، والوافي 2/ 157، وطبقات القراء لابن الجزري 2/ 60، وشذرات الذهب 6/ 268، والدرر الكامنة 3/ 300، ونفح الطيب 3/ 418، وخزانة الأدب للحموي.
(3) وفاته سنة 780في البغية 1/ 34، والدرر الكامنة 3/ 300، ونفح الطيب 3/ 418.
(4) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 597، وطبقات القراء 2/ 67، وبغية الوعاة 1/(1/33)
المقري النحوي اللغوي. أخذ القراءات عن ابن هذيل وأبي بكر محمد بن أحمد بن عمران وجماعة.
وأخذ العربية عن أبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن حميد وسمع من أبي عبد الله بن سعادة وابن عاشر.
ذكره الأبّار وقال: كان مقرئا متصدرا نحويّا محققا لقيته وسمعت منه مسألة (1) وأجازني. وقد أخذ عنه جماعة. توفي سنة أربع عشرة وستمائة.
22 - ابن شوّاش الفهري (2):
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن هشام (3)، أبو عبد الله الفهري يعرف بابن الشوّاش أيضا (4). من أهل المريّة (5) إحدى مدائن الأندلس، سمع من أبي عبد الله بن سعادة وأبي عبد الله بن الفرس خاصة وأبي القاسم ابن حشيش (6) وجماعة. وأخذ العربية عن الأستاذ
__________
29، وشذرات الذهب 5/ 61، والذيل والتكملة للأوسي 5/ 683، ومعرفة القراء 2/ 481.
(1) قال ابن الأبّار في التكملة 2/ 597 (وسمعت منه مسألة من الجمل للزجاجي).
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 28، والتكملة لابن الأبّار 2/ 607، والذيل والتكملة للأوسي 5/ 662.
(3) في التكملة للأبّار 2/ 607 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام الفهري) وكذلك هو في البغية للسيوطي.
(4) يفهم من كلام المؤلف تقدم ترجمة شخص آخر يقال له ابن شواش ولم يمر بنا شيء من هذا وهو وهم وقع فيه.
(5) بقية الترجمة بعد هذه الكلمة، وهم الناسخ فيها وخلطها مع ترجمة ابن جيا (رقم 13) وقد أعدناها إلى موضعها هنا وأشرنا إلى ذلك في حواشي ترجمة ابن جيا.
(6) كذلك وردت في المخطوطة وصوابها (ابن حبيش) كما ذكر الأبّار والأوسي.(1/34)
الجزولي وجلس للإقراء والتحدث ودرّس النحو واللغات، وحمل الناس عنه وكان إماما متواضعا بارع الخط.
ذكر الأبّار: توفي سنة تسع عشرة وسبعمائة (1).
23 - ابن دوّاس القنا (2):
محمد بن أحمد بن علي بن محمد العنبري أبو شجاع الشاعر من أهل واسط يعرف بابن دواس القنا. كان اسمه مقاتلا فغيره وسمى نفسه محمدا، وله معرفة حسنة بالنحو واللغة العربية. وهو من أهل بيت فضل وأدب وشعر، مشهورين بذلك. قدم بغداد مرارا ولقي أدباءها كالكمال عبد الرحمن بن محمد بن الأنباري وأبي الحسن علي بن عبد الرحيم بن العطار (3) وأبي الفرج محمد بن الحسين بن الدباغ وغيرهم وقرأ عليهم وأخذ عنهم ولازم شيخنا مصدّق بن شبيب، وقرأ عليه جملة من كتب الأدب ودواوين العرب. وكان حسن الشعر. أثبت مدة من شعراء الديوان العزيز ذكر ذلك ابن الدبيثي وقال سمعت منه كثيرا من شعره وشعر غيره بواسط وبغداد ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة في ذي القعدة. وتوفي بواسط في ليلة الأحد سلخ شعبان سنة ست عشرة وستمائة.
24 - ابن سعدون (4):
محمد بن يحيى بن سعدون مرسل الموصل وهو ممن قرأ بالروايات على أبي القاسم بن النحاس.
__________
(1) ذكر ابن الأبّار أن ابن شواش توفي سنة 618أو 619ووهم ابن شهبة في نقله عنه.
(2) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 1/ 240، والوافي 2/ 119، وذيل تاريخ بغداد (مخطوط) 1/ 22.
(3) في المختصر المحتاج إليه 1/ 240 (ابن العصار).
(4) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 1/ 438، واللباب 2/ 253. قال ابن الأثير في اللباب(1/35)
25 - ابن الظهير (1):
محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي شاكر بن الظهير الإربلي الحنفي ظهير الدين الإربلي عرف بابن الظهير. العلّامة القدوة المفتي الأديب النحوي. ولد سنة اثنتين وستمائة بإربل وسمع من الإمام علم الدين أبي الحسن علي بن محمد السخاوي وطائفة بدمشق ومن الكاشغري وغيره ببغداد. ودرس بالعراق (2) مدة وله ديوان مشهور (3)
ونظم رائق مع الجلالة والديانة التامة. تخرج به جماعة منهم الأديب الشهاب محمود والشيخ نجم الدين القحفازي وتوفي في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وستمائة (4) وصلي عليه بجامع دمشق بعد صلاة الجمعة ودفن بمقابر الصوفية. وكان ديّنا صالحا فاضلا أديبا حسن النظم رقيق الشعر. رثاه الشهاب بقصيدة طنانة (5).
__________
(أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبي مقرىء نحوي انتقل إلى الموصل وسكنها وتوفي بها سنة 567).
وسماه ابن الأبّار في تكملته (محمد بن يحيى بن سعدون).
وهو في مخطوطتنا (محمد يحيى سعدون).
(1) ترجمته في تاريخ ابن كثير 13/ 382، وبغية الوعاة 1/ 37، والعبر 5/ 316، وشذرات الذهب 5/ 359، والوافي 2/ 123، وفوات الوفيات 2/ 356، والجواهر المضيّة 2/ 19، 401، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 574.
(2) في العبر 5/ 316 (ودرّس بالقيمازية).
(3) قال الصفدي في الوافي 2/ 123 (وهو من أعيان شيوخ الأدب وفحول المتأخرين وله ديوان موجود) ثم ذكر طائفة من شعره.
(4) قال الزركلي في الأعلام 6/ 218إنه توفي سنة 697.
(5) القصيدة في الجواهر المضية، ومطلعها:
تنكر ليلي واطمأنت كواكبه ... وسدت على صبحي الغداة مذاهبه(1/36)
26 - أبو بكر الحجري (1):
محمد بن أحمد بن عمران بن عبد الرحمن بن محمد بن عمران بن نمارة الأستاذ أبو بكر الحجري من ولد أوس بن حجر التميمي الشاعر الجاهلي شاعر بني تميم. وأبو بكر أندلسي من أهل بلنسية نزح به منها عند غلبة العدو عليها في تمام سبعة وثمانين وأربعمائة فنشأ بالمريّة وقرأ على أبي الحسن البرجي ورحل فقرأ بقرطبة على أبي القاسم بن النحاس وعليه اعتمد لعلو روايته التي يساوي بها في بعض الطرق أبا عمرو الداني، وخلف بن محمد الأنصاري، وأبي بكر عمر بن الفصيح عن قراءتهما على الداني. وسمع من أبي علي بن سكّرة وعباد بن سرحان وأبي بحر بن القاضي، وأجاز له أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني وصحب أبا العباس بن العريف ببلنسية وعاد إلى بلنسية وطنه، وأخذ العربية فأحكمها عن أبي محمد البطليوسي وتفقه على أبي القاسم بن الأنقر السرقسطي وتصدر للإقراء ونشر العلوم وألف شرحا لمقدمة ابن بابشاذ أخذ عنه غير واحد. فممن قرأ عليه محمد بن يوسف بن الجياد ومحمد بن هاجر البلنسي ومحمد بن عبد الله بن محمد بن خلف بن سعادة الدالي ومحمد بن مشيلون الكندي. توفي في شعبان سنة ثلاث وستين وخمسمائة عن ثمانين سنة. قال الأبّار: وهو آخر من قرأ بالروايات على ابن النحاس.
قال الذهبي: عاش بعده.
__________
(1) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 502، وطبقات القراء 2/ 78، وبغية الملتمس 37، ومعرفة القراء 2/ 423، ومعجم الأبّار 174.(1/37)
27 - ابن كيسان (1):
محمد أبو الحسن بن لبّان بن أحمد بن كيسان (2)، الإمام أبو الحسن البغدادي صاحب التصانيف في القراءات والعربية والنحو. كان أبو بكر بن مجاهد يعظّمه ويكرمه، ويقول: هو أنحى من الشيخين يعني ثعلبا والمبرد.
ذكره الزبيدي فقال: كان بصريّا كوفيّا يحفظ القرآن والمذهبين.
أخذ عن ثعلب والمبرد. وكان ميله إلى مذهب البصريين أكثر. توفي يوم الجمعة لثمان خلون من ذي القعدة سنة تسع وتسعين، بتقديم التاء فيهما، ومائتين.
28 - البطليوسي (3):
محمد بن أحمد بن محرز بن عبد الله. أبو بكر البطليوسي عرف بالمنتابخشي. مرسل إشبيلية. سمع من أبيه ومن أبي الوليد العتبي وأبي محمد بن عتّاب وأبي القاسم بن النحاس. وأخذ عن ابن النحاس القراءات وعن أبي عبد الله بن مزاحم وابن طريف. وأخذ العربية والأدب عن أبي عبد الله بن أبي العافية.
__________
(1) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 37، وتاريخ بغداد 1/ 335، ونزهة الألباء 162، وبغية الوعاة 1/ 18، وتاريخ ابن الأثير 6/ 140، وشذرات الذهب 2/ 232، وطبقات النحويين للزبيدي 170، ومرآة الجنان 2/ 236، ومعجم الأدباء 6/ 280، والنجوم الزاهرة 3/ 178، والوافي 2/ 31، وتاريخ ابن كثير 11/ 117، ونور القبس 179، ومراتب النحويين 86.
(2) اسمه في بغية الوعاة (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان) واسمه في تاريخ ابن كثير والوافي وشذرات الذهب (محمد بن أحمد بن كيسان).
(3) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 513، ومعرفة القراء 2/ 44، وطبقات القراء 2/ 80.(1/38)
قال الأبّار: وكان فقيها مشاورا وحافظا أديبا، حافلا كاتبا روى عنه أبو بكر بن خير وأبو عمرو بن عياد وأبو الخطاب بن واجب شيخنا وغيرهم. توفي في آخر سنة تسع وستين وخمسمائة.
29 - الأبيوردي (1):
محمد بن أبي العباس بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن الحسين بن منصور بن معاوية بن محمد بن عتاب بن عتبة بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي. الأديب أبو المظفر الأبيوردي بفتح الهمزة ثم موحدة مكسورة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم واو مفتوحة ثم راء ساكنة ثم دال مهملة، نسبة إلى أبيورد.
المعاوي اللوفني (2) نسبة إلى لوفن من قرى أبيورد. الإمام المحدث اللغوي الفقيه الشافعي صاحب الفصاحة والبلاغة والتصانيف، الشاعر النسابة الكبير. أخذ عن أبي بكر بن خلف الشيرازي وإسماعيل بن مسعدة وعبد القاهر الجرجاني وأبي الفضل بن حيرون ومالك بن أحمد البانياسي وغيرهم. وعنه جماعة وجمع له السلفي ترجمة مفردة في جزء عظيم كبير. وذكر أنه فوّض إليه أشراف الممالك وأحضر عند السلطان أبي شجاع محمد بن ملكشاه يستخضه (3) وهو على سرير ملكه فارتعد
__________
(1) ترجمته في العبر 4/ 14، وأنباه الرواة 3/ 49، وبغية الوعاة 1/ 40، والوافي 2/ 91، والأنساب 490أ 535ب، وتاريخ ابن كثير 12/ 776، ووفيات الأعيان 4/ 71، وطبقات الشافعية للسبكي 4/ 62، واللباب 3/ 58، 154، ومرآة الجنان 3/ 196، ومعجم الأدباء 6/ 341، ومعجم البلدان 1/ 102، 7/ 295، والنجوم الزاهرة 5/ 206، وشذرات الذهب 3/ 18، والشعر العربي في العراق وبلاد العجم للدكتور علي جواد الطاهر 1/ 106.
(2) في الأنساب واللباب (الكوفني: نسبة إلى كوفن من قرى أبيورد).
(3) يستخضه: يمتحنه ويختبره.(1/39)
ووقع ميتا وذلك في سنة سبع وخمسمائة (1). وكان قوي الشعر جدا، ومن شعره:
يا من يساجلني وليس بمدرك ... شأوي وليس له جلالة منصبي
لا تنعبنّ فدون ما حاولته ... خرط القتادة وامتطاء الكوكب
والمجد يعلم أينا خير أبا ... واسأله تعلم أيّ ذي حسب أبي
جدي معاوية الأغر سمت به ... جرثومة من طينها خلق النبي
وورثته شرفا رفعت منارة ... فبنو أمية يفخرون به وبي (2)
ومن تصانيفه: تاريخ أبيورد ونسا، وكتاب المختلف والمؤتلف وكتاب طبقات العلماء. ذكره أبو سعد السمعاني فقال: أوحد عصره وفريد ذكره في معرفة اللغة والأنساب وغير ذلك وأورد في شعره ما عجز عنه الأوائل من معان لم يسبق إليها. وأليق ما وصف به بيت أبي العلاء المعري:
وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل (3)
قلت قال الذهبي: كان رئيسا عالي الهمة ذا إباء وتيه وصلف توفي بأصبهان مسموما (4).
قلت: وفيها توفي معه الحفاظ: أبو غالب شجاع بن فارس الدهلي وقد نسخ ما لا يوصف كبره من التفسير والفقه والحديث وكتب شعر ابن حجاج تسع مرات. وأبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي وقد كتب البخاري ومسلما وأبا داود وابن ماجه سبع مرات.
__________
(1) قال الزركلي في الأعلام 6/ 209 (إن قول ابن خلكان إنه توفي سنة 557خطأ صوابه 507لأن الأبيوردي كان في عصر المستظهر ووفاة هذا سنة 512).
(2) الشعر له في معجم الأدباء 6/ 346، وطبقات الشافعية للسبكي 4/ 63.
(3) البيت في شرح سقط الزند 525.
(4) ما ذكره الذهبي يناقض ما ذكره المؤلف سابقا عن وفاة الأبيوردي.(1/40)
وأبو نصر المؤتمن بن أحمد بن علي الساجي وكتب الشامل عن مؤلفه ابن الصباغ.
وفخر الإسلام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي المعروف بالمستظهري (1).
30 - شعلة (2):
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين (3). الإمام أبو عبد الله الموصلي الحنبلي الملقب بشعلة المقرىء النحوي اللغوي. ناظم كتاب (السمعة في القراءات السبعة) (4) كان شابّا فاضلا ومقرئا محققا ذا ذكاء مفرط وفهم ثاقب ومعرفة تامة بالعربية واللغة. قرأ القراءات على أبي الحسن عليّ بن العزيز الإربلي وغيره. وشعره في غاية الجودة، نظم في الفقه والتاريخ وغيرهما. وكان، مع فرط ذكائه، صحيحا زاهدا متواضعا.
قال الذهبي: وكان شيخنا التقي المقتضاتي (5) يصف شمائله وفضائله ويثني عليه. وكان قد حضر بحوثه وسمع شيخه أبا الحسن يقول: كان أبو عبد الله نائما إلى جانبي واستيقظ. فقال لي: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبت منه العلم فأطعمني تمرات.
__________
(1) ترجمة المستظهري في الوافي 2/ 73، وتاريخ ابن كثير 12/ 177.
(2) ترجمته في طبقات القراء 2/ 80، والعبر 5/ 234، وشذرات الذهب 5/ 281، ودول الإسلام 2/ 104، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 256، والوافي 2/ 122، ومعرفة القراء 2/ 536.
(3) في ذيل طبقات الحنابلة (محمد بن أحمد بن الحسين الموصلي).
(4) في طبقات القراء (الشمعة في القراءات السبعة).
(5) في طبقات القراء وذيل طبقات الحنابلة (التقي المقصاتي).(1/41)
قال أبو الحسن: ومن ذلك الوقت فتح عليه وتكلم. توفي في صفر سنة ست وخمسين وستمائة بالموصل عن ثلاث وثلاثين سنة (1).
31 - ابن سجمان (2):
محمد بن الشريشي، شارح ألفية ابن معط، ابن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سجمان (3) بضم السين المهملة ثم جيم ساكنة وبعد الألف نون، الكبرى الوائلي الأندلسي الشريشي جمال الدين أبو عبد الله المالكي العلامة الفقيه الأصولي المفسر النحوي والد الشيخ جمال الدين أحمد وجد الشيخ جمال الدين بن الشريشي الشافعيين، وشارح ألفية ابن معط.
ولد سنة إحدى وستمائة بشريش. وسمع بالثغر من محمد بن عمّار وببغداد من أبي الحسن القطيعي (4) وكان من أكابر الفضلاء الصلحاء الورعين. بارعا في مذهب مالك محققا للعربية عارفا بالكلام والنظر فيها بكتاب الله وتفسيره. جيد المشاركة في العلوم، ذا زهد وتعبد وجلالة.
وله تصانيف مفيدة منها شرح ألفية ابن معط في مجلدين. وولي مشيخة الصخرة بالقدس الشريف. وقدم دمشق فولي مشيخة الرباط الناصري.
فلما توفي قاضي القضاة جمال الدين الزواوي المالكي، ولي مشيخة المالكية بدمشق وعرض عليه القضاء فلم يقبل وبقي في المشيخة إلى أن مات في رابع عشر من رجب سنة خمسين وستمائة (5) ودفن قبالة الرباط الناصري بسفح قاسيون.
__________
(1) في العبر 5/ 234 (عن ثلاث وثمانين سنة).
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 44، وشذرات الذهب 5/ 392، ونفح الطيب 3/ 382، 2/ 331، 2/ 416، والوافي 2/ 131، وتاريخ ابن كثير 13/ 308.
(3) في البغية والشذرات (ابن سحمان) وفي الوافي (ابن سجمان).
(4) في شذرات الذهب (الحسن القطيعي).
(5) في شذرات الذهب والبغية والوافي ونفح الطيب (وفاته سنة 685).(1/42)
32 - ابن عمران الحضرمي (1):
محمد بن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى الفقيه المقرىء المجوّد النحوي، أبو القاسم الحضرمي الستّي.
قال الذهبي في المعجم: قدم سنة تسع عشرة فسمع من المطعم وابن الشيرازي وجماعة وقد سمع ببلده من جماعة ومولده سنة تسع وسبعين وستمائة. علقت عنه أشياء من التواريخ. وقد دخل اليمن وأقرأ به القراءات. وسافر من مصر سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
33 - ابن الشرّاط الأنصاري (2):
محمد بن أحمد بن محمد بن غالب، أبو عبد الله بن الشراط (3)
الأنصاري القرطبي النحوي المقرىء المحدّث. أخذ القراءات عن عمه عبد الرحمن بن الشرّاط وسمع منه ومن أبي ذر الخشني وأقرأ بجامع قرطبة القراءات والنحو واسمع الحديث قال الأبّار: (كان) (4) مقرئا محققا ضابطا ورعا زاهدا كثير العدل، أخذ عنه أبو القاسم بن الطيلسان وغيره. مات في المحرم سنة ست عشرة وستمائة.
__________
(1) لم نعثر له على ترجمة في المصادر التي بين أيدينا.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 45، وطبقات القراء 2/ 86، والتكملة لابن الأبّار 2/ 602.
(3) في بغية الوعاة (السراط).
(4) كلمة ساقطة في المخطوطة.(1/43)
34 - البهجة (1):
محمد أبو عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن تغلب (2) أبو عبد الله الفزراني (3) نسبة إلى قرية تعرف بفزرينا من قرى نهر الملك يلقب بالبهجة (4). ذكر ابن الدبيثي فقال: عارف بالنحو قرأ على أبي محمد بن الخشاب وغيره. سمع من أبي الكرم المبارك بن الحسن بن الشهرزوري وأبي منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وقرأ عليهما بشيء من القراءات ومن أبي عبد الله محمد بن عبيد الله بن مخلّد بن القرطبي، ومن القاضي أبي العباس أحمد بن بختيار بن المندائي وغيرهم.
ذكره ابن الدبيثي وقال: سمعنا منه وكتبت عنه ونعم الشيخ كان، سألته عن مولده فقال: ولدت سنة ثلاثين وخمسمائة. وتوفي في سابع عشر من صفر سنة ثلاث وستمائة. وذكره ابن نقطة وقال الفرريني بكسر الفاء وسكون الراء بعدها ثم راء مكسورة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم نون، النحوي الضرير. حدث عن ابن ناصر الحافظ وغيره ثم ذكر وقت وفاته وزاد يوم الثلاثاء.
وقال الذهبي: كان عارفا بالنحو بصيرا به بعد تحر.
روى عنه الدبيثي الشافعي وأجاز لشمس الدين أبي عمر والفخر النجاوي والكمال عبد الرحيم محمد بن أحمد أبي عبد الله الحدّاد الأديب الوادياشي نزيل المريّة. له مصنفات في علم العروض والموسيقى وله
__________
(1) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 84، ونكت الهميان للصفدي 237، والمختصر المحتاج إليه 1/ 17، وأنباه الرواة 3/ 53، وبغية الوعاة 1/ 48، ومعجم البلدان 6/ 375، والوافي 2/ 78، وذيل تاريخ بغداد 2/ 78.
(2) في أنباه الرواة (ابن ثعلب).
(3) في بغية الوعاة (الفزاري) وهو تصحيف من الناسخ فيما أظن.
(4) في أنباه الرواة (ولقبه المهجة).(1/44)
كتاب ردّ فيه على الإمام أبي (1) السرقسطي الملقب بالحمار مؤلف كتاب الأفعال ونقض كلامه فيما تكلم عليه
توفي قبل الخمسمائة. ومدح بني صمادح.
35 - الجيّاني (2):
محمد بن أحمد بن يربوع الجياني. أخذ عن السهيلي وابن الفخار وطائفة. وكان مقرئا نحويّا مؤدبا.
قال الذهبي: توفي حدود سنة عشر وستمائة.
36 - الإمام الشافعي (3):
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي الإمام أبو عبد الله الشافعي فقيه العصر النحوي اللغوي ولد بغزة على الصحيح.
__________
(1) بياض في الأصل، وقد ذكر حاجي خليفة الاسم كاملا في كشف الظنون 1/ 330 وقال إنه (أبو عثمان سعيد بن محمد السرقسطي المنبوز بالحمار).
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 49، والتكملة لابن الأبّار 2/ 592.
(3) ترجمته في طبقات القراء 2/ 95، والمحمدون من الشعراء 137، وتاريخ بغداد 2/ 56، ودول الإسلام 2/ 92، والعبر 2/ 343، وتذكرة الحفاظ 1/ 361، ومعجم الأدباء 6/ 367، واللباب 2/ 5، ووفيات الأعيان 3/ 305، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 280، وشذرات الذهب 2/ 9، وتهذيب التهذيب لابن حجر 9/ 25، والوافي 2/ 171، وحيلة الأولياء 9/ 63، وتاريخ ابن كثير 10/ 251، وآداب الشافعي ومناقبه للرازي وتوالي التأسيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر وطبقات الشافعية للسبكي والإمام الشافعي لمحمد أبو زهرة وطبقات الفقهاء للشيرازي 72، وترتيب المدارك 2/ 382، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 11، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/ 292.(1/45)
هذا كلام الذهبي. وقيل بعسقلان وقيل بمنى حكاه ابن معين في كتابه الرجال سنة خمسين ومائة. ونقل إلى مكة وله سنتان وأخذ عن مالك ومسلم بن خالد الزنجي وطبقتهما. وحفظ الموطأ. وعن محمد بن عوف قال: سمعت أحمد يقول: الشافعي فيلسوف في أربعة في اللغة واختلاف الناس والمعاني والفقه.
وعن جعفر بن محمد قال: قال أحمد بن حنبل: كلام الشافعي في اللغة حجة.
وعن أحمد بن أحمد ابن محمد بن بنت الشافعي قال: سمعت أبي يقول: أقام الشافعي على العربية وأيام الناس عشرين سنة وقال ما أردت بهذا إلا الاستعانة على الفقه.
وعن أحمد بن علي المدائني قال: قال المزني: قدم علينا الشافعي وكان بمصر ابن هشام صاحب المغازي وكان علّامة أهل مصر في العربية والشعر، فقيل له: تأتي الشافعي فأبى. فلما كان بعد ذلك أتاه فذاكرا أنساب الرجال. فقال الشافعي له بعد أن تذاكرا دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنك وخذ بنا في أنساب النساء، فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام ساكتا وكان بعد ذلك يقول: ما ظننت أن الله خلق مثل هذا.
وكان يقول: الشافعي حجة في اللغة.
وعن محمد بن رمضان قال سمعت محمدا النحوي يقول: كان ابن هشام النحوي إذا سئل في شيء من اللغة بعث إلى الشافعي فسأله عنه.
وعن ابن هشام قال: طالت مجالستنا الشافعي فما سمعت منه لحنة قط ولا كلمة غيرها أحسن منها. وعن محمد بن المسيّب وأبي نعيم عن الربيع المرادي قال: قال ابن هشام صاحب المغازي: الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة.
قال الربيع: وكان ابن هشام بمصر كالأصمعي بالعراق.(1/46)
وعن الربيع بن سليمان، قال: سمعت أيوب بن سويد يقول: خذوا عن الشافعي اللغة.
وقال ابن أبي حاتم في حديث عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال:
كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة أو من أهل اللغة. شك ابن أبي حاتم (1).
وقال أبو بكر بن الأنباري حدثني أبي عن أبي عصيدة قال: قال أبو عثمان المازني: الشافعي عندنا حجة في النحو.
عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي قال: قلت لعمي: يا عماه على من قرأت شعر هذيل. فقال: على رجل من آل المطلب يقال له محمد بن إدريس.
وعن أبي الوليد الفقيه قال: سمعت شيخنا يحدث أبا العباس بن شريح يقول: سمعت أبي يقول سمعت الأصمعي يقول: صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن إدريس.
وعن أبي عمر الزاهد يقول سمعت أبا موسى الحافظ يقول قال الأصمعي: قرأت على الشافعي الشعر.
وقال محمد بن إسحاق الصغاني (2) قال سمعت الأصمعي يقول:
قرأت الشنقري على غلام بمكة يقال له محمد بن إدريس الشافعي فأنشدني لثلاثين شاعرا.
وقال زكريا الساجي حدثنا ابن بنت الشافعي، قال: سمعت الزبير بن بكّار قال: أخذت شعر هذيل ووقائعها عن عمي مصعب فسألته
__________
(1) في مناقب الشافعي لابن أبي حاتم الرازي يقول (الشك مني).
(2) قال ياقوت في معجم البلدان 3/ 313 (صغانيان ولاية عظيمة ما وراء النهر متصلة بترمذ، نسبوا إليها على لفظين صغاني وصاغاني، ومنها أبو بكر محمد بن إسحاق بن جعفر الصغاني).(1/47)
عمن أخذها فقال: أخذتها عن محمد بن إدريس الشافعي حفظا.
وقال زكريا أيضا: حدثني جعفر بن عبد الله بن مصعب الزبيري قال: كان أبي والشافعي يتسامران فأملى عليّ الشافعي شعر الهذليين حفظا.
وعن عصام بن محمد قال سمعت محمد بن عبد الحكم قال:
سمعت الشافعي يقول: أروي لثلاثمائة شاعر مجنون.
وعن محمد بن عبد الله بن إسحاق قال سمعت المبرد يقول: رحم الله الشافعي كان من أشعر الناس وآدب الناس وأعرفهم بالقراءات.
وقال زكريا الساجي سمعت الزعفران يقول: ما رأيت أحدا قط أفصح ولا أعلم من الشافعي، كان أعلم الناس وأفصح الناس. وكان يقرأ عليه من كل شعر فيعرفه.
وقال ابن أبي حاتم سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي عربي النفس عربي اللسان.
وقال ابن خزيمة: سمعت الربيع بن سليمان يقول: لو رأيت الشافعي وحسن ثيابه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألّف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها لم يقدر على قراءة كتبه.
وقال أبو الوليد بن أبي الجارود: كان يقال إن محمد بن إدريس الشافعي لغة وحده يحتج به كما يحتج بالبطن من العرب.
وقال زكريا الساجي: حدثنا ابن بنت الشافعي قال: سمعت ابن أبي الجارود وهو أبو الوليد يقول: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكثر من مشاهدته إلا الشافعي فإن لسانه أكثر من كتبه.
وروى البيهقي من غير وجه عن أبي عمر الزاهد غلام ثعلب، قال سمعت ثعلبا يقول: إنما يؤخذ الشافعي باللغة لأنه من أهلها وأما أبو حنيفة فإنه منها على نقد.(1/48)
وفي رواية: إنما يؤخذ الشافعي باللغة لأنه كان حاذقا بها فأما أبو حنيفة فلو عمل كل شيء ما عوتب لأنه كان خارجا من اللغة.
وقال الحاكم أبو عبد الله سمعت محمد بن عبد الله الفقيه يقول:
سألت أبا عمر غلام ثعلب الذي لم تر عيناي مثله عن حروف أخذت على الشافعي مثل قوله: ماء مالح. ومثل قوله: (أتبغي أن يكون كذا) (1)
فقال: كلام الشافعي صحيح. سمعت أبا العباس ثعلبا يقول: يأخذون على الشافعي وهو من بيت اللغة ويجب أن يؤخذ عنه. وقال أبو محمد جعفر بن أحمد الشاماتي قال سمعت الربيع بن سليمان يقول قال الشافعي: إذا وجدتم في كتابي الخطأ فأصلحوه فإني لا أخطىء، يعني في العربية.
وقال أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال الشافعي: ما بلغني أن أحدا أفهم لهذا التبيان مني.
وقد كتب: أحب أن أرى الخليل بن أحمد.
وعن حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول: أصحاب العربية جن الإنس يبصرون ما لا يبصر غيرهم.
وقال ابن أبي حاتم عن حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: بذلة كلامنا صون كلام غيرنا (2).
__________
(1) هذه الجملة ليست واضحة في المخطوطة وقد وجدنا خبرها نفسه في توالي التأسيس لابن حجر العسقلاني 62، ونقلنا صوابها منه.
(2) في مناقب الشافعي للرازي 97 (بذل كلامنا صون كلام غيرنا) وفسره صاحب حلية الأولياء بقوله 9/ 125 (يعني بذله كلامه في الحلال والحرام والرد على من خالف السنة، صون لكلام أشكاله إذ كفاهم هذه المؤونة وأنا أستبعد هذا التفسير لأن الإمام الشافعي هنا في معرض الفخر بفصاحته وسلامة لغته، وهو يريد أن كلامه إذا تبذل فيه ولم يحترس من الخطأ ولم يتكلف الإجادة يأتي فصيحا سليما لا يقل جودة عن كلام الذين يصونون كلامهم من الخطأ ويتأنقون فيه.(1/49)
ورواه أيضا الزعفران وزاد قال قلت للشافعي. انزل لنا عن اللغة قليلا فإنك تخاطب أهل العراق فقال الشافعي: بذلة كلامنا صون كلام غيرنا.
وقال الحسين بن علي بن الأشعث: سمعت محمد بن عبد الحكم وسأله رجل فقال: أصلحك الله أكان الشافعي حجة في اللغة؟
فقال: إن كان أحد من أهل العلم حجة فالشافعي حجة في كل شيء.
وقال محمد بن المنذر الهروي: سمعت الربيع بن سليمان يقول:
كان ابن هشام صاحب المغازي يقول: الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة.
وقال ابن عبد البر ذكر أبو عبد الله محمد بن علي البجلي القيرواني الشافعي، وكان فاضلا قال: حدثني الربيع بن سليمان قال: سمعت ابن هشام صاحب المغازي يقول: كان الشافعي حجة في اللغة.
قال البجلي: وقال الربيع: كان الشافعي إذا خلا في بيته كالسيل يهدر بأيام العرب.
وتتبع كلام العلماء في ثنائهم على الشافعي في معرفة اللغة مما يطول.
وقال الشافعي: سمّيت ببغداد ناصر الحديث.
وقال أبو داود: ما أعلم سنة صحيحة إلا وأودعها الشافعي كتبه.
قال يونس بن عبد الأعلى: لو اجتمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي.
وقال إسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال: تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله فأقامني على الشافعي.
وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشافعي ولا أرى مثل نفسه.(1/50)
وقال أحمد: ما عرفت ناسخ الحديث ومنسوخه حتى جالست الشافعي.
وقال إسحاق بن راهويه: ما تكلم أحد، وذكر الثوري والأوزاعي وأبا حنيفة إلا والشافعي أكبر اتباعا وأقل خطأ منه.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما رأيت رجلا قط أكمل من الشافعي.
وقال المزني: ما رأيت أحسن وجها منه إذا قبض على لحيته لا تفضل عن قبضته.
وقال الزعفراني: كان خفيف العارضين، يخضب بالحناء. وكان حاذقا بالرمي. يصيب من العشرة تسعة.
وقال الشافعي: استعملت اللبان سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة (1).
توفي في سلخ رجب سنة أربع ومائتين.
وتوفي في هذه السنة فقيه الديار المصرية أشهب بن عبد العزيز صاحب مالك. وقاضي ديار مصر إسحاق بن الفرات صاحب مالك.
وأبو داود الطيالسي صاحب المسند. وهشام ابن الكلبي الأخباري صاحب جمهرة النسب وغيرهما من التصانيف التي تزيد على مائة وخمسين مصنفا. وقيل: إنه توفي سنة ست، وهو متروك الحديث وفيه رفض.
37 - البلنسي المخزومي (2):
محمد بن إدريس بن عبد الله. أبو عبد الله البلنسي المخزومي لقي
__________
(1) في حلية الأولياء 9/ 136 (أخذت الكتان للحفظ فأعقبني صب الدم).
(2) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 474.(1/51)
أبا الوليد الوقشي ولازمه. وصحب أبا محمد الكلبي (1) وأبا عبد الله بن الجزار، وسمع ابن عبد الباقي بن برال (2).
قال الأبار: كان محققا (3) بالحديث واللغة والأدب. روى عنه أبو محمد بن شعبان وعلي بن إدريس الزناتي وغيرهما.
توفي في سنة ست وأربعين وخمسمائة.
38 - أبو الطيّب النحوي (4):
محمد بن إسحاق بن يحيى (5). الإمام أبو الطيب بن الوشاء النحوي له مصنفات منقحة في الأخبار. وقد حدث عن الحارث بن أبي أسامة وأبي العباس محمد بن يزيد المبرد وأحمد بن يحيى ثعلب وغيرهم.
توفي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
39 - أبو المظفر العراقي (6):
محمد بن أسعد بن الحكيم أبو المظفر العراقي الحنفي الواعظ.
كان له القبول التام في الوعظ بدمشق درس بالطرخانية والصادرية والمعينية وسمع أبا علي بن نبهان وجماعة، وروى المقامات عن المؤلف الحريري نفسه وصنف لها شرحا، وصنف أيضا تفسير القرآن.
__________
(1) في التكملة (صحب أبا محمد الركلي).
(2) وفيه (وسمع من أبي بكر عبد الباقي بن برال).
(3) وفيه (وكان متحققا).
(4) ترجمته في تاريخ بغداد 1/ 253، والأنساب 584أ، والفهرست 85، ونزهة الألباء 207، والوافي 2/ 32، وتاريخ ابن كثير 11/ 188، وأنباه الرواة 3/ 61، وبغية الوعاة 1/ 18، ومعجم الأدباء 6/ 277.
(5) اسمه في أنباه الرواة والبغية ونزهة الألباء والوافي بالوفيات (محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى).
(6) ترجمته في العبر 4/ 199، والمختصر المحتاج إليه 1/ 25، والمحمدون 148،(1/52)
توفي سنة سبع وستين وخمسمائة (1) عن نيف وثمانين سنة.
40 - الفضيلي الهروي (2):
محمد بن إسماعيل بن الفضيل بالتصغير، أبو الفضل الهروي العدل. سمع الكبير (3) سمع أباه وأبا عمر المليحي وأبا الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ومحلم الضبي وغيرهم. وعنه خلق.
قال ابن السمعاني: كان عالما باللغة وولي الأوقاف ولم يحمد بسيرته.
وتوفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة (4). وقال غيره: توفي في صفر سنة سبع وثلاثين.
41 - البلنسي المصري (5):
محمد بن أيوب بن محمد بن وهب بن نوح القاضي. أبو عبد الله الغافقي البلنسي المصري النحوي. ولد سنة ثلاثين وخمسمائة وأخذ القراءات عن ابن هذيل، وسمع من أبيه وأبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة وعنه أخذ علم العربية أيضا وتفقه وسمع من جماعة
__________
والوافي 2/ 203، والجواهر المضية 2/ 32، 394، وشذرات الذهب 4/ 218، وميزان الاعتدال 3/ 480، ولسان الميزان 5/ 73، وتاج التراجم 53، وذيل تاريخ بغداد (مخطوط) 1/ 27، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 538.
(1) في شذرات الذهب (وفاته سنة 566).
(2) ترجمته في البغية 1/ 55، والعبر 4/ 93، واللباب 2/ 217.
(3) أي سمع المعجم الكبير للذهبي.
(4) في العبر (توفي سنة 534).
(5) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 582، وبغية الوعاة 1/ 58، وطبقات القراء 2/ 103، وشذرات الذهب 5/ 34، والوافي 2/ 239، ومعرفة القراء 2/ 474.(1/53)
(وتفقه) بأبي يحيى بن عقال (1) صاحب أبي جعفر البطرؤجي. واستظهر عليه المدونة وكتب إليه بإجازة أبو مروان بن قزمان وأبو طاهر السلفي.
وكان جم الفضائل. لم يكن في زمانه بشرق الأندلس نظيره تفننا واستبحارا، وكان من الراسخين في العلم، برع في علم القراءات والعربية والفقه والفتيا. وأما عقد الشروط فإليه انتهت الرئاسة فيه وإليه كان المنتهى، وكان كريم الأخلاق عظيم القدر سمي الأجواد، وخطب بجامع بلنسية وكانت فيه دعابة فوجد بعض الناس سبيلا إلى التكلم فيه.
أقرأ القرآن ودرّس الفقه وعلم النحو ورحل الطلبة إليه، وطال عمره، وبعد صيته. قرأ عليه بالروايات العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأبار، والعلامة أبو محمد القاسم بن أحمد الكورني.
ومات في سادس شوال سنة ثلاث وستمائة أرخه الأبّار (2).
42 - السّعيدي المصري (3):
محمد بن بركات بن هلال بن عبد الواحد، أبو عبد الله السعيدي (4)
بفتح السين وكسر العين المهملتين ثم مثناة من تحت ساكنة إلى (5)
المصري (6) النحوي اللغوي الحبر البحر الإمام الكبير مؤلف كتاب
__________
(1) في تكملة الأبّار (وتفقه بأبي بكر يحيى بن محمد بن عقال).
(2) اخطأ ابن قاضي شهبة النقل عن الأبّار، فوفاته كما ذكر في التكملة سنة 608، وكذلك ذكرها السيوطي في البغية، وابن العماد في شذرات الذهب.
(3) ترجمته في العبر 4/ 306، وأنباه الرواة 3/ 78، والمحمدون 167، وبغية الوعاة 1/ 59، وحسن المحاضرة 1/ 228، وخريدة القصر (شعراء مصر) 2/ 42، وشذرات الذهب 4/ 62، وكشف الظنون 715، ومرآة الجنان 3/ 225، ومعجم الأدباء 6/ 422، والوافي 2/ 247، وأهل المئة للذهبي 132.
(4) في العبر 4/ 47 (الصعيدي) وفيه 4/ 306 (السعيدي).
(5) بياض في الأصل.
(6) في أنباه الرواة (البصري).(1/54)
الناسخ والمنسوخ روى عن عبد العزيز بن الضراب وأبي عبد الله القضاعي. وسمع صحيح البخاري من كريمة بمكة وتوفي في ربيع الآخر سنة عشرين وخمسمائة عن مائة وثلاثة أشهر.
روى عنه أبو القاسم هبة الله الشافعي بن علي بن سعود البوصيري.
43 - رضي الدين العثماني (1):
محمد بن أبي محمد بن خليل رضي الدين العثماني المكي الشافعي المفتي النحوي الزاهد شيخ الحرم وفقيهه.
روى عن بهاء الدين أبي الحسين بن الجميزي وغيره.
ومات سنة ست وتسعين بتقديم التاء على السين وستمائة.
44 - ابن الخبّاز الموصلي (2):
محمد بن أبي بكر بن علي. نجم الدين ابن الخباز الموصلي الشافعي أحد كبار العلماء ولد سنة سبع بتقديم السين وخمسين وخمسمائة.
وبرع في علم العربية وقدم مصر فأقرأ الناس بها مدة وتفقه عليه جماعة وصنف كتبا منها شرح ألفية ابن معط ثم شرح الجزولية أيضا ثم عاد إلى حلب ومات بها في سابع ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
45 - أبو بكر الواسطي (3):
محمد بن ثابت بن يوسف بن عيسى، أبو بكر الواسطي النحوي.
__________
(1) ترجمته في شذرات الذهب 5/ 437، وفي طبقات في الشافعية للإسنوي 1/ 600.
(2) ذكر السبكي في طبقات الشافعية 5/ 46ولم يترجم له. وترجمته في النجوم الزاهرة 6/ 286، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 499.
(3) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 80، وذيل تاريخ بغداد (مخطوط) 1/ 31، والمختصر المحتاج إليه 1/ 29.(1/55)
قال ابن الدبيثي: قدم بغداد وأقام بها مدة يقرأ النحو على شيخنا مصدّق بن شبيب النحوي ويطلب الأدب، وسمعهما معنا من القاضي أبي العباس أحمد بن علي بن المأمون، وسمع بواسط من القاضي أبي محمد بن علي بن الكناني وأبي علي الحسن بن المبارك الآمدي وأبي بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني، وقرأ القرآن عليه بالقراءات، وأبي الفرج أحمد بن المبارك بن نغويا وغيرهم، وعاد إلى واسط فأقام بها مدة ثم قدمها في سنة اثنتي عشرة وستمائة.
وهو ثقة فاضل له معرفة جيدة حسنة بالنحو، تخرج به جماعة بواسط وأخذوا عنه.
46 - أبو بكر الإشبيلي (1):
محمد بن جابر بن علي أبو بكر الأنصاري الإشبيلي السقطي. روى عن أبي ذر الخشني وجماعة.
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: وكان محدثا مفيدا مقرئا نحويّا.
توفي سنة ست وثلاثين وستمائة (2).
47 - الأموي البلنسي (3):
محمد بن جعفر بن أحمد بن حميد بن مأمون. أبو عبد الله الأموي البلنسي المقرىء النحوي. أخذ القراءات عن أبي هذيل بإشبيلية وعن أبي
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 68، والتكملة لابن الأبّار 2/ 632.
(2) وفاته في البغية (سنة 631) وفي التكملة (630).
(3) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 539، وتكملة المنذري 1/ 243، وبغية الوعاة 1/ 68، وكشف الظنون 212، 603، وطبقات القراء 2/ 108، وبغية الملتمس 55، ومعرفة القراء 2/ 445.(1/56)
الحسن شريح بعد أن تلا بغرناطة على أبي الحسن بن ثابت الخطيب وأبي عبد الله بن أبي سحرة وسمع منهم بالمريّة، ومن أبي جعفر بن ثعبان وأبي محمد بن عطية. وأجاز له أبو الحسين بن مغيث وقرأ بجيّان علم العربية واللغة على أبي بكر بن مسعود. وبرع في علم النحو، وولي قضاء بلنسية فحمدت سيرته ثم استوطن مرسية في آخر عمره وقد أقرأ العربية واللغة.
وحمل الناس عنه.
وقد روى عنه أبو الربيع بن سالم الكلاعي وغيره.
وقرأ عليه القراءات يحيى الجعيدي. وسمع منه الشّياطي كتاب الكافي لابن شريح.
وتوفي في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وخمسمائة وله ثلاث وسبعون سنة.
48 - الإمام أبو الحسن بن النجّار (1):
محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي الكوفي النحوي المقرىء الإمام أبو الحسن بن النجار.
ولد في محرم سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال الأزهري: وقرأ لعاصم على الحسن بن عون النقار صاحب قاسم بن أحمد الخياط، وعلى محمد بن الحسن بن يونس النحوي.
وسمع الحديث من محمد بن الحسين الأشناني وأبي بكر محمد بن دريد
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 1/ 295، والعبر 3/ 80، وتاريخ بغداد 2/ 158، وأنباه الرواة 3/ 83، وبغية الوعاة 1/ 69، وتاريخ ابن كثير 11/ 347، وشذرات الذهب 3/ 164، ومعجم الأدباء 6/ 467، والوافي 2/ 305.(1/57)
وإبراهيم بن محمد نفطويه، وأبي روق الميزابي (1)، وعمّر دهرا طويلا وانتهى إليه علو الإسناد. وقرأ عليه محمد بن إبراهيم وأبو علي الهراس وغيرهما. وحدث عنه أبو القاسم عبد الله الأزهري، وجماعة لقيهم أبو الغنائم التزيني.
قال العتيقي: توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة بالكوفة. وهو ثقة. وهو آخر من حدّث في الدنيا عن محمد بن الحسين الأشناني وأبي بكر بن دريد.
وتوفي معه في هذه السنة أبو الحسين بن اللبان الفرضي الفقيه الشافعي (2).
49 - المنذري الهروي (3):
محمد بن جعفر (4)، الأستاذ أبو الفضل المنذري الهروي اللغوي الأديب. أخذ اللغة عن أبي العباس ثعلب والمبرد. وله عدة مصنفات منها كتاب نظم الجمان والملتقط الفاخر، والشامل.
وقد أكثر عنه الرواية أبو منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة.
توفي سنة تسع بتقديم التاء وعشرين وثلاثمائة.
__________
(1) في تاريخ بغداد (أبورق الهزّاني).
(2) ترجمة ابن اللبان في العبر للذهبي 3/ 80.
(3) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 70، وبغية الوعاة 1/ 72، واللباب 3/ 182، ومعجم الأدباء 6/ 464، والوافي 2/ 297.
(4) في أنباه الرواة والبغية (محمد بن أبي جعفر المنذري).(1/58)
50 - محمد بن حبيب (1):
محمد أبو جعفر بن المحبر بن حبيب بن المحبّر بضم الميم وفتح الحاء المهملة والموحدة المشددة المفتوحة ثم راء.
الإمام أبو جعفر صاحب التصانيف الكبيرة التي منها كتاب المحبّر.
مولى العباس بن محمد العباسي.
ذكره الزبيدي فقال: يروي عن ابن الأعرابي وله كتب صحيحة.
وقد كان أخباريّا صدوقا واسع الرواية عارفا بأيام الناس.
كتب عن قطرب وابن الكلبي وابن الأعرابي.
وقال المرزباني: كان محمد بن حبيب يغير على كتب الناس فيدعيها لنفسه ويسقط أسماءهم، فمن ذلك الكتاب الذي ألفه إسماعيل بن عبد الله في أخبار معاوية. ولابن حبيب من الكتب: كتاب النسب وكتاب السعود والعمود وكتاب العمائر والربائع وكتاب الموشح وكتاب المؤتلف والمختلف في أسماء القبائل وكتاب غريب الحديث وكتاب الأنواء وكتاب المشجّر وكتاب من استجيبت دعوته وكتاب المذهّب في أخبار الشعراء وطبقاتهم وكتاب نقائض جرير والفرزدق وكتاب المعشوق وكتاب تاريخ الخلفاء وكتاب من سمي ببيت قاله وكتاب مقاتل الفرسان وكتاب العقل وكتاب كنى الشعراء وكتاب أيام جرير التي ذكرها في شعره وكتاب أمهات بني عبد المطلب وكتاب أمهات السبعة من قريش وكتاب الخيل وكتاب النبات وكتاب ألقاب القبائل وكتاب الأرحام التي بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة سوى العصبة. وكتاب اليمن وكتاب مضر وربيعة.
__________
(1) ترجمته في تاريخ بغداد 2/ 277، وأنباه الرواة 3/ 119، وبغية الوعاة 1/ 73، وطبقات النحويين 153، 216، والفهرست 106، ومراتب النحويين 96، ومعجم الأدباء 6/ 473، والنجوم الزاهرة 2/ 321، والوافي 2/ 325، وطبقات القراء 2/ 114، ونور القبس 321.(1/59)
وجمع للعرب عدة دواوين.
توفي سنة خمسين ومائتين (1).
وتوفي معه في هذه السنة أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني.
51 - ابن دريد (2):
محمد بن دريد بن الحسين (3) بن عتاهية بن حنتم بفتح الحاء ثم نون ساكنة ثم مثناة من فوق مفتوحة ثم ميم، ابن حسين بن حمامي بن رافع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو الأزدي البصري نزيل بغداد.
الإمام العلّامة اللغوي النحوي الشافعي، أبو بكر بن دريد صاحب المقصورة الدريدية المشهورة، ولد سنة ثلاث ومائتين وتنقل في جزائر البحر وفارس وطلب الأدب واللغة. وكان أبوه من رؤساء زمانه.
وكان أبو بكر رأسا في العربية واللغة وله شعر كثير (4)، وروي عنه جماعة من أهل العلم الشافعي وغيره.
__________
(1) في تاريخ بغداد وبغية الوعاة (توفي سنة 245).
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 2/ 195، ودول الإسلام 1/ 143، وأنباه الرواة 3/ 92، والمحمدون 201، والأنساب 226أ، ونور القبس 342، وبغية الوعاة 1/ 76، وتاريخ ابن كثير 11/ 176، ووفيات الأعيان 3/ 448، وشذرات الذهب 2/ 189، ومراتب النحويين 84، ومعجم الأدباء 6/ 483، والنجوم الزاهرة 3/ 342، ونزهة الألباء 175، والوافي 2/ 339، والفهرست 61، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 145، ولسان الميزان 5/ 132، واللباب 1/ 417، ومجلة كلية الآداب العدد 13 سنة 1970وفيها بحث عن ابن دريد للدكتور إبراهيم السامرائي.
(3) في تاريخ بغداد وأنباه الرواة والوافي (محمد بن الحسين بن دريد) وذكر نسبه في المصدرين الأولين مختلفا عما ذكر هنا.
(4) نشر ديوانه في مصر سنة 1946بتحقيق محمد بدر الدين العلوي.(1/60)
قال أبو بكر الزبيدي: كان أعلم الناس في زمانه في اللغة والشعر وأيام العرب وأنسابها وله أوضاع جمة. وكان شديد الإنفاق لا يمسك شيئا، انتهى.
حدث عن أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني وأبي العباس الربايني وعبد الرحمن بن عبد الله ابن أخي الأصمعي، وأخذ عنهم اللغة والعربية. روى عنه السيرافي وابن شاذان وأبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني وأبو عبد الله المرزباني. وأخذ عنه أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي وأبو الحسن محمد بن محمد الرقام وعلي بن محمد الدريدي.
وتصانيفه: كتاب الجمهرة (1) في اللغة وهو كتاب مفيد جمع فيه لغة كبير، وهو كتاب جليل جيد. وكتاب الأمالي وكتاب اشتقاق أسماء القبائل وكتاب المجتنى (2) وهو صغير وكتاب الخيل وكتاب السلاح وكتاب غريب القرآن ولم يتمه وكتاب أدب الكاتب وكتاب فعلت وأفعلت وكتاب المطر وكتاب الرواد وكتاب الاشتقاق (3) وكتاب السرج واللجام (4)
وكتاب الخيل الكبير وكتاب الخيل الصغير وكتاب الأنواء وكتاب الملاهي وكتاب دواب العرب (5) وكتاب الوشاح وهو صغير (6).
ومقصورته مشهورة عارضها جماعة واعتنى بشرحها جماعة من
__________
(1) نشر في حيدر آباد سنة 1351.
(2) نشر في حيدر آباد سنة 1343.
(3) طبعه وستنفلد في غوتا سنة 1853.
(4) نشر ضمن مجموعة (جرزة الحاطب وتحفة الطالب) في ليون سنة 1859ونشره الدكتور إبراهيم السامرائي في مجلة كلية الآداب العدد 13.
(5) في الوافي بالوفيات (زوار العرب) وفي أنباه الرواة 3/ 96 (كتاب رواة العرب).
(6) ذكر له القفطي في أنباه الرواة 3/ 96كتبا لم يذكرها ابن قاضي شهبة، ومنها كتاب (الملاحن) المطبوع بمصر سنة 1347.(1/61)
المتقدمين والمتأخرين، وآخرين من شرحها الشيخ شمس الدين محمد بن الحسن بن سباع (1) اللغوي الصائغ في مجلدين.
وابن دريد مدح بالمقصورة شاه بن ميكال الأمير فيقال إنه أتى فيها بأكثر اللغة. وكان ابنا ميكال على عمالة فارس وصنف لهما الجمهرة أيضا وقلداه ديوان فارس فكانت تصدر كتب فارس عنه ولا تنفذ إلا بعد توقيعه، فأفاد منهما أبو بكر مالا كثيرا وإن كان لا يمسك درهما ولا دينارا سخاء وكرما. ولما مدحهما بالمقصورة وصلاه بعشرة آلاف درهم فلما عزلا وصل إلى بغداد ونزل على عليّ بن محمد الجواري فأفضل عليه وعرف به المقتدر فأجرى عليه في الشهر خمسين دينارا إلى أن مات في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وفي طبقات الزبيدي في سنة ثلاث وعشرين، وهو وهم، عن ثمان وتسعين سنة، بتقديم التاء، ببغداد ودفن بالعباسة وقبره فيها. ومات معه في ذلك اليوم أبو هاشم عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب البحري الجبائي شيخ المعتزلة وابن شيخهم.
فقيل: مات اليوم علم اللغة والكلام.
وقال أبو حفص بن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحيي مما نرى من العيدان المعلقة والشراب.
وقال أبو منصور الأزهري: دخلت عليه فرأيته سكران فلم أعد إليه.
ورثاه جحظة البرمكي بقوله:
فقدت بابن دريد كل فائدة ... لمّا غدا ثالث الأحجار والترب
وكنت أبكي لفقد الجود منفردا ... فصرت أبكي لفقد الجود والأدب (2)
وكان عرض له في آخر عمره فالج فسقي الترياق فبرئ ورجع إلى أفضل أحواله وإملائه على تلامذته. ثم عاوده الفالج وبطل من مخرجه
__________
(1) ستأتي ترجمته بعد هذه.
(2) الشعر في تاريخ بغداد، ومعجم الأدباء وبغية الوعاة.(1/62)
إلى قدميه (1). وكان إذا دخل عليه أحد ضجّ وتألم لدخوله وإن لم يصل إليه.
قال أبو علي القالي: فكنت أقول إن الله عاقبة بقوله في المقصورة:
مارست من لو هوت الأفلاك من ... جوانب الجو عليه ما شكا (2)
وعاش بعد ذلك عامين وكان كثيرا ما ينشد في ضعفه:
فوا حزنا أن لا حياة هنية ... ولا عمل يرضى به الله صالح (3)
وقد ذكره الشيخان أبو عمرو بن الصلاح وأبو زكريا النووي وغيرهما في طبقات الشافعية.
52 - ابن الصائغ (4):
محمد بن الحسن بن سباع بن أبي بكر الخذامي (5) بكسر الحاء المعجمة ثم دال معجمة. الشيخ الإمام الأديب النحوي اللغوي شمس الدين بن الصائغ المعري الأصل الدمشقي المولد. ولد سنة خمس وأربعين وستمائة بدمشق وسمع الحديث من أبي اليسر (6) وغيره. وكان أديبا فاضلا عارفا بفن الأدب. وله النظم والنثر والمعرفة بالعروض والقوافي وعلم البديع والنحو واللغة. شرح مقصورة ابن دريد في مجلدين وصنف قصيدة على وزن الهيتية (7) عدتها ألفا بيت ذكر فيها
__________
(1) في وفيات الأعيان (بطل من محزمه إلى قدميه).
(2) وفيات الأعيان 3/ 451.
(3) المصدر السابق 3/ 451.
(4) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 84، والدرر الكامنة 3/ 371، وشذرات الذهب 6/ 53، والوافي 2/ 361، وتاريخ ابن كثير 14/ 98.
(5) في تاريخ ابن كثير (محمد بن حسين الجذامي).
(6) في بغية الوعاة (ابن أبي اليسر).
(7) في الوافي بالوفيات (نظم قصيدة تائية في مقصد الهيتية التي لشيطان العراق) وفي(1/63)
العلوم والصنائع. وشرح ملحة الإعراب واختصر الجوهري وجرده من الشواهد، وله أيضا مقامات. وأنشأ كثيرا في فن الأدب. أقام بالصناعة زمانا يقرىء الناس العروض والأدب. وكان يألف (1) بالقاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية.
توفي في ثالث شعبان سنة عشرين وسبعمائة.
53 - أبو بكر الزبيدي (2):
محمد بن الحسن بن عبد الله بن مذحج، الإمام أبو بكر الزبيدي بضم الزاي وفتح الموحدة. الأندلسي النحوي شيخ اللغة والعربية بالأندلس وصاحب التصانيف، ولي قضاء إشبيلية وأدب المؤيد بالله ولد المستنصر، وأخذ عن أبي علي إسماعيل بن القاسم القالي وروى عنه.
وألف كتابا في النحو سماه الواضح واختصر كتاب العين في اللغة للخليل اختصارا حسنا. وجمع في الأبنية كتابا وفي لحن العامة وفي أخبار النحويين طبقات وهي مليحة كثيرة الفوائد. وصنف في غير نوع من الأدب، وكان كثير الشعر فمنه ما كتبه إلى أبي مسلم بن فهد:
أبا مسلم إن الفتى بجنانه ... ومقوله لا بالمراكب واللبس
وليس ثياب المرء تغني قلامة ... إذا كان مقصورا على قصر النفس
وليس يفيد العلم والحلم والحجى ... أبا مسلم طول القعود على الكرسي (3)
__________
فوات الوفيات (وله قصيدة تائية على وزن التائية التي لسلطان العارفين).
(1) في فوات الوفيات (يلقب).
(2) ترجمته في العبر 3/ 12، ووفيات الأعيان 4/ 57، ومعجم الأدباء 6/ 518، والوافي 2/ 351، ونفح الطيب 9/ 249، وترتيب المدارك 582، وأنباه الرواة 3/ 108، والمحمدون 207، وبغية الوعاة 1/ 84، وبغية الملتمس 80، وجذوة المقتبس 20، 43، والديباج المذهب 263، ويتيمة الدهر 2/ 71.
(3) الأبيات في نفح الطيب 9/ 251، وأنباه الرواة 3/ 109، وبغية الوعاة 1/ 85،(1/64)
روى عنه ابنه أبو الوليد محمد وأبو القاسم محمد بن زكريا الزهري النحوي عرف بالأفليلي. قال غير واحد منهم ابن ماكولا: توفي قريبا من سنة ثمانين وثلاثمائة. قال غيره: توفي سنة تسع وتسعين بتقديم التاء فيهما وثلاثمائة عن ثلاث وستين سنة في جمادى الآخرة. وكذلك أرخه الذهبي في العبر (1) وغيره من كتبه. وولي ولده أحمد قضاء إشبيلية بعده وأخوه عبد الله بن الحسن وابن اسمه محمد بن محمد بن الحسن سنذكرهم في أماكنهم إن شاء الله.
54 - ابن التجيبي (2):
محمد بن الحسن بن علي، أبو عبد الله اللخمي الداني يعرف بابن التجيبي سمع من الحافظ أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأجاز له أبو طاهر السلفي وقرأ كتاب سيبويه على الذهبي النحوي، قال الأبّار: كان أديبا كاتبا بليغا، أقرأ العربية وولى قضاء دانية وسمعت منه.
وتوفي في رمضان سنة سبع عشرة وستمائة (3).
55 - الفاسي (4):
محمد بن الحسن بن محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الإمام أبو عبد الله الفاسي شرح الشاطبية. روى عن أبي محمد العزيز بن زيدون.
__________
والمحمدون 207.
(1) وفاته في العبر 3/ 12 (سنة 379) وليس كما ذكر ابن قاضي شهبة.
(2) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 607.
(3) وفاته في المصدر السابق (سنة 618).
(4) ترجمته في الوافي 2/ 354 (قال ووفاته سنة 656)، وطبقات القراء 2/ 122، والجواهر المضيّة 2/ 45، ومعرفة القراء 2/ 533.(1/65)
56 - ابن فرقد (1):
محمد بن الحسن بن فرقد صاحب أبي حنيفة. من كتبه مبسوطة.
توفي سنة تسع وثمانين (ومائة) (2).
57 - ابن غلام الفرس (3):
محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد (4)، الأستاذ أبو عبد الله بن غلام الفرس الأندلسي الداني المقرىء النحوي. أحد الأئمة. ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. وقرأ القراءات على أبي داود وابن أبي زيد وابن الدوش وعبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع وغيرهم. وقرأ اللغة على مالك العتبي وابن العواد وارتحل بابنه إبراهيم سنة بضع وعشرين وخمسمائة فأخذ عن السلفي وأخذ السلفي عنه أيضا، وقرأ على أبي علي بن العرجاء صاحب أبي معشر الطبري وهو أبو علي الحسن بن عبد الله القيرواني بن العرجاء بن عمر. وقرأ أيضا على أبي عمران موسى بن سلمان اللخمي صاحب ابن أبي الربيع.
ورجع فتصدر للإقراء والتحدث وتعليم العربية. قرأ عليه أبو
__________
(1) ترجمته في وفيات الأعيان 3/ 324، واللباب 2/ 36، ولسان الميزان 5/ 121، والوافي 2/ 332، والجواهر المضية 2/ 42، والعبر 1/ 302، وتاريخ بغداد 2/ 172، وميزان الاعتدال 3/ 513، والمعارف 219، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/ 246.
(2) كلمة (مائة) زيادة من عندنا، وقد نص ابن خلكان في الوفيات 3/ 324، على أن وفاته كانت (سنة 189).
(3) ترجمته في العبر 4/ 126، وأنباه الرواة 3/ 105، والتكملة لابن الأبّار 2/ 475، وطبقات القراء 2/ 121، وشذرات الذهب 3/ 144، وبغية الملتمس 88، ومعجم الأبّار 159، ومعرفة القراء 2/ 411.
(4) في العبر (محمد بن الحسن بن سعيد).(1/66)
عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي وأبو جعفر أحمد بن علي الحصّار وأبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي العاص، ولد المذكور وعبد الله بن يحيى صاحب الصلاة وأبو الحجاج يوسف بن عبد الله الفهري ويوسف بن سلمان البلنسي وقرأ عليه القراءات في ختمة واحدة، وكتب عنه أبو طاهر السلفي مع تقدمه وابن بشكوال وأبو العباس الإقليشي وأبو عبد الله بن سعادة، وهو آخر من روى عنه، وآخرون.
قال الأبّار في تاريخه: كان صاحب ضبط وإتقان مشاركا في علوم جمة يتحقق بها وكان حسن الخط أنيق الوراقة، يرحل إليه للسماع والقراءة.
والفرس هو لقب إنسان تاجر من أهل دانية وهو أستاذ سعيد.
توفي أبو عبد الله في ثالث محرم سنة سبع بتقديم السين وأربعين وخمسمائة. وقد أصابه خدر قبل موته بسنة. وكان ذا حظ من علم الحديث ومعرفته ورجاله. وولي خطابة دانية في أواخر عمره.
58 - النيسابوري (1):
محمد بن الحسن بن محمد أبو طاهر النيسابوري المحمد آباذي بالدال المهملة ثم الدال المعجمة. أحد أئمة اللسان. روى عن أحمد بن يوسف السلمي وطائفة. وببغداد عن عباس الدوري وزوبة. وكان إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة إذا سئل في لغة سأله عنها.
توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 86، واللباب 3/ 106، وشذرات الذهب 2/ 343، والوافي 2/ 373، والسياق لعبد الغافر 50.(1/67)
59 - أبو علي الحاتمي (1):
محمد بن الحسن بن المظفر، أبو علي الحاتمي الكاتب اللغوي البغدادي، أحد العلماء المشاهير المطلعين المكثرين. أخذ الأدب عن أبي عمر الزاهد غلام ثعلب وروى عنه وعن غيره.
أخذ عنه جماعة من النبلاء منهم القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وله الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنبي في إظهار سرقاته وإبانة عيوب شعره، ولقد دلت على غزارة مادته وتوفر اطلاعه وليس هو مشهورا باللغة والنحو إنما هو مشهور بالأدب والشعر.
توفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
60 - أبو عبد الله المالقي (2):
محمد بن الحسن بن محمد شيخنا الإمام الفقيه النحوي، أبو عبد الله المالقي بفتح اللام، كذلك قيدها الأئمة، المالكي نزيل دمشق.
برع في العربية وتصدر بالجامع الأموي ودرّس وشرح التسهيل شرحا مختصرا، وكان يحل الحاجبية والتصريف حلّا مليحا وكذلك كان يقريء التسهيل. وشرح إلى باب الزكاة من فقه ابن الحاجب، وتولى مشيخة الخانقاه النجيبية (3). وكان حسن التعليم والتقرير للنحو، وانتفع الناس به. جلست إليه أول الطلب.
__________
(1) ترجمته في العبر 3/ 40، وتاريخ بغداد 2/ 214، والمحمدون 230، وبغية الوعاة 1/ 87، وشذرات الذهب 3/ 129، واللباب 1/ 265، ومرآة الجنان 2/ 437، ومعجم الأدباء 6/ 501، والوافي 2/ 343، ووفيات الأعيان 3/ 482، ويتيمة الدهر 3/ 108، والمنتظم 7/ 205.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 87، والدرر الكامنة 3/ 375، ونيل الابتهاج 266.
(3) في نيل الابتهاج (التجيبية).(1/68)
وتوفي ليلة ثاني ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بدمشق، قلت توفي بالخانقاه النجيبية، وصلى عليه من الغد عقيب صلاة الظهر بجامع تنكز وتقدم للصلاة عليه قاضي القضاة تاج الدين، ودفن بمقبرة الصوفية وهو في عشر التسعين. وكان من شيوخ المالكية وأئمة العربية والتصريف، كان يقرئ الحديث وغيره بجامع بني أمية عند شباك مشهد ابن عروة الأعلى. وكان حسن التعليم انتفع به خلق كثير.
وقال ابن حبيب فيه: فاضل طلع هلاله من المغرب حامل أخبار سيرته يسر ويطرب، نحوي عن شرح الألفاظ والمعاني يقرب، لغوي يتكلم في العلم على مذهب إمام دار الهجرة يثرب.
61 - ابن مقسم (1):
محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسين بن مقسم بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين المهملة، الإمام أبو بكر بن مقسم، وبذلك شهرته، البغدادي العطار المقرىء النحوي. ولد سنة خمس وستين ومائتين. وأخذ القراءة عرضا عن إدريس الحداد وداود بن سليمان صاحب نصر بن يوسف وأبي قبيصة حاتم بن إسحاق الموصلي وجماعة.
وسمع الحديث عن أبي مسلم الكجي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن يحيى المروزي وموسى بن إسحاق الأنصاري وغيرهم. وأكثر من الآداب عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب وقرأ عليه أماليه، وعمّر دهرا.
__________
(1) ترجمته في معرفة القراء 1/ 246، وتاريخ بغداد 2/ 206، وأنباه الرواة 100، وبغية الوعاة 1/ 89، وتاريخ ابن كثير 11/ 259، وشذرات الذهب 3/ 16، وطبقات القراء 2/ 123، ومعجم الأدباء 6/ 498، وميزان الاعتدال 3/ 519، ونزهة الألباء 199، والوافي 2/ 337، والفهرست 33.(1/69)
قرأ عليه إبراهيم بن أحمد الطبري وأبو الفرج النهرواني والحسن بن محمد السامري الفحام والفرج بن محمد القاضي وعلي بن أحمد الرزاز شيخ عبد السيد بن عتاب. وأبو الحسن بن الحمامي.
وحدّث عنه عبد العزيز بن جعفر الفارسي وأبو الحسن بن زرقويه وأبو علي بن شاذان وآخرون.
وكان أحفظ أهل زمانه لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات مشهورها وغريبها وشاذها.
قال أبو عمرو الداني: هو مشهور بالضبط والإتقان عالم بالعربية حافظ للغة حسن التصنيف في علوم القرآن. وكان قد سلك مذهب ابن شنبوذ الذي أنكر عليه، فحمل عليه الناس لذلك.
قال: وسمعت عبد العزيز بن جعفر يقول: سمعت منه أمالي ثعلب واختار حروفا خالف فيها العامة فنوظر عليها فلم يكن عنده حجة فاستتيب فرجع عن اختياره بعد أن وقف للضرب. وسأل ابن مجاهد أن يدرأ عنه ذلك فدرأ عنه. فكان يقول: ما لأحد علي منة كمنة ابن مجاهد. ثم رجع بعد موت ابن مجاهد إلى قوله فكان ينسب إلى أن كل قراءة توافق خط المصحف فالقراءة بها جائزة وإن لم يكن لها مادة.
قال أبو بكر الخطيب: ولابن مقسم كتاب جليل في التفسير ومعاني القرآن سماه كتاب الأنوار، وله تصانيف عدة. ومما طعن عليه أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف فيها الإجماع فقرأها وأقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في العربية واللغة. وشاع ذلك عنه فأنكر عليه فارتفع الأمر إلى السلطان فأحضره واستتابه بحضرة الفقهاء والقراء فأذعن بالتوبة، وكتب محضر بتوبته. وقيل: إنه لم يرجع عن تلك الحروف وكان يقرىء بها إلى آخر وفاته.(1/70)
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب البيان: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقوله هذا بدعة ضل بها عن قصد السبيل وورّط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسبب رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر. وكان شيخنا أبو بكر نضر الله وجهه سئل (1) عن بدعته المضلة فاستتابه منها بعد أن سئل البرهان على ما ذهب إليه فلم يأت بطائل ولم يكن له حجة، فاستوجب أبو بكر تأديبه من السلطان عند توبته ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر الناس من هو في الغفلة والغباوة دونه.
إلى أن قال ابن أبي هاشم: وذلك أنه قال: لما كان لخلف بن هشام وأبي عبيد وابن سعدان أن يختاروا وكان ذلك لهم مباحا غير منكر. كان لمن بعدهم مباحا. فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه وسلك طريقهم لكان ذلك سائغا له ولغيره. وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة اختار أن يقرأها على مذهب نافع. وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز أحد منهما قراءة أئمة الأمصار وإنما كان النكير على هذا شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما حكوا (2) مجتمعين ومختلفين.
قال أبو أحمد الفرضي: رأيت في المنام كأني في الجامع أصلي مع الناس وكان ابن مقسم قد ولى ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها فأولت ذلك بمخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه.
__________
(1) في تاريخ بغداد (نشله عن بدعته المضلة).
(2) في معرفة القراء 1/ 249 (فيما جاءوا به).(1/71)
توفي في ثاني ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة عن تسع وثمانين سنة.
وتوفي معه في هذه السنة الحافظ أبو حاتم بن حبان البستي وأبو الطيب المتنبي.
وقال الذهبي: تصدر للإقراء دهرا وكان علامة في نحو الكوفيين وسمع من ثعلب أماليه وصنف عدة تصانيف وله قراءة معروفة منكرة خالف فيها الإجماع. وقد وثقه الخطيب.
62 - أبو العباس الهذلي (1):
محمد بن الحسن بن يونس الهذلي. أبو العباس الكوفي المقرىء النحوي. أخذ القراءة عرضا عن الحسن بن علي (2) الشحام صاحب قالون وعن عبد الواحد بن أحمد المقري عن ابن المثنى وغيرهما. وقرأ أيضا على إسماعيل القاضي وعلي بن الحسن التميمي صاحب محمد بن غالب الصيرفي وعلى أبي جعفر محمد بن الحسين الخثعمي الإسنائي.
قال أبو عمرو الداني: هو ثقة مشهور ضابط جليل، روى القراءة عنه عرضا زيد بن علي الكوفي ومحمد بن عبد الله الجعفي القاضي ومحمد بن جعفر التميمي وأحمد بن نصر الشذائي وعلي بن محمد الشاهد ومحمد بن محمد بن فيروز الكرخي وآخرون.
وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
__________
(1) ترجمته في معرفة القراء 1/ 232، وطبقات القراء 2/ 125، والوافي 2/ 346، وبغية الوعاة 1/ 90.
(2) في معرفة القراء (أخذ القراءة عن الحسن بن أحمد).(1/72)
63 - أبو الفرج الهيتي (1):
محمد بن الحسين بن الحسن بن خليل بن الحسين، وأبو الفرج الأديب ولد بهيت وقدم بغداد في صباه وسمع بها الحديث من أبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري وعبد الوهاب الأنماطي وإسماعيل بن السمرقندي وغيرهم. وقرأ العربية على هبة الله بن الشجري وروى عنه.
وسمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأبو بكر بن مشيق. قال القرشي سألته عن مولده فقال سنة سبع يعني بتقديم السين وتسعين بتقديم التاء وأربعمائة.
وقال ابن مشيق: توفي ليلة الخميس رابع عشر ربيع الأول سنة خمس وسبعين يعني بتقديم السين وخمسمائة.
ذكره ابن السمعاني في تاريخه وذكره ابن الدبيثي.
64 - ابن رزين (2):
محمد بن الحسين بن موسى بن رزين (3) بن عيسى بن موسى العامري الحموي الفقيه الشافعي. شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين أبو عبد الله بن رزين. ولد يوم الثلاثاء الثالث من شعبان سنة ثلاث وستمائة بحماة. واشتغل من الصغر وحفظ التنبيه والوسيط كله ومفصل الزمخشري كله وكتاب المستصفى للغزالي وغير ذلك، وبرع في الفقه
__________
(1) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 1/ 39، والمحمدون 213، والوافي 3/ 19، وهي هنا منقولة نقلا حرفيّا من ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 41.
(2) ترجمته في العبر 5/ 331، ودول الإسلام 2/ 139، وشذرات الذهب 5/ 368، والوافي 3/ 18، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 19، وتاريخ ابن كثير 13/ 298، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 594.
(3) في العبر والوافي وتاريخ ابن كثير (محمد بن الحسين بن رزين بن موسى).(1/73)
والعربية والأصول وشارك في المنطق والكلام والحديث وفنون العلم وأفتى، وله ثماني عشرة سنة. أخذ الفقه عن الشيخ أبي عمرو بن الصلاح وتميز في حياته، والقراءات عن علم الدين السخاوي والنحو عن أبي البقاء يعيش بن علي النحوي. وروى عن كريمة والسخاوي وشيخه ابن الصلاح.
وروى عنه قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله بن جماعة. وكان يفتي بدمشق في أيام شيخه ابن الصلاح ويؤم بدار الحديث، ثم ولي الوكالة في أيام الناصر مع تدريس الشامية البرانية بدمشق ثم تحول زمن هولاكو إلى مصر واشتغل بالعلم ودرس بالظاهرية. ثم ولي قضاء القضاة فلم يأخذ عليه رزقا تدينا وورعا.
تفقه به عدة أئمة وانتفعوا به وبعلمه وهديه وسمته وورعة.
توفي في ليلة الأحد ثالث رجب سنة ثمانين وستمائة وله فتاوى مجموعة.
65 - ابن الدبّاغ (1):
محمد بن الحسين بن علي الجفني، أبو الفرج، يعرف، بابن الدباغ من أهل الكرخ.
قال ابن الدبيثي: أديب فاضل له معرفة باللغة العربية وله ترسل حسن وشعر جيد. قرأ على هبة الله بن الشجري وغيره. وأقرأ الناس مدة.
وتوفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
__________
(1) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 2/ 276، والمحمدون 249، والوافي 3/ 5، وبغية الوعاة 1/ 92، وأنباه الرواة 3/ 113.
وترجمته هنا منقولة نقلا حرفيّا عن ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 41.(1/74)
66 - أبو عبد الله اليمني (1):
محمد بن الحسين بن عمر اليمني، أبو عبد الله النحوي نزيل مصر.
له تصانيف منها كتاب أخبار النحاة ومضاهاة كتاب كليلة ودمنة. أشعار العرب.
وكتب إليه أبو محمد عبد الله بن أبي الجوع عند قدومه من المغرب قصيدة طويلة.
ومن شعره ما زعم أن ليس لقافيتها خامس قوله:
اسقني حب من هويت فقد ... صرت بحبيه في الورى آيه
يا غاية في الجمال صورته ... أما لهذا الصدود من غايه
تركتني بالسقام مشتهرا ... أشهر للعالمين من رايه
أحب جيرانكم لأجلكم ... بحجة الطفل تشبع الدّايه (2)
توفي سنة أربعمائة.
67 - البنجديهي (3):
محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين. أبو عبد الله البنجديهي بالجيم ثم الدال المهملة. الزاغولي بالراء والعين المعجمتين. الفقيه
__________
(1) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 112، وبغية الوعاة 1/ 93، والوافي 2/ 379.
(2) الأبيات في الوافي 2/ 379، وبغية الوعاة 1/ 93 (مع اختلاف يسير في الرواية) وقد زعم الشاعر أن ليس لقافيتها خامس ولكن الإمام السيوطي ذيلها ببيت خامس في البغية وهو قوله:
أود لو أن أبيت جاركم ... ولو بمأوى الجمال في الثاية
والثاية: مأوى الإبل والغنم.
(3) ترجمته في تذكرة الحفاظ 4/ 1337، واللباب 1/ 489، وشذرات الذهب 4/ 187، والوافي 2/ 373، وطبقات الشافعية للسبكي 3/ 67، وطبقات الإسنوي 1/ 115.(1/75)
الشافعي اللغوي المحدث ولد ببنجديه (1) سنة اثنتين وسبعين بتقديم السين وأربعمائة.
وذكره أبو سعيد بن السمعاني (2) فقال: كان فقيها صالحا حسن السيرة حسن العيش تاركا للتكلف قانعا باليسير عارفا بالحديث وطرقه ملازما للاشتغال، سمع وحدث وجمع كتابا مطولا سماه قيد الأوابد أربعمائة مجلد مشتمل على التفسير والحديث والفقه واللغة.
وتوفي في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة تسع بتقديم التاء وخمسين وخمسمائة.
68 - أبو عبد الله الأندلسي (3):
محمد بن الحسين بن موفق، أبو عبد الله الأندلسي، ولي خطابة جامع ميورقة وروى الحديث.
قال الأبّار: وكان فقيها يعرف العربية وله كتاب في القراءات سماه الميسر. وتوفي في شعبان سنة ست وعشرين وستمائة قبل الحادثة العظمى من الروم على ميورقة بنحو من ستة أشهر.
69 - الفارسي النحوي (4):
محمد بن الحسين (5). أبو الحسين الفارسي النحوي. تلميذ الشيخ
__________
(1) بنجديه: بلدة من أعمال مرو الروذ.
(2) في تذكرة الحفاظ (أبو سعد السمعاني).
(3) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 2/ 623.
(4) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 116، وبغية الوعاة 1/ 94، ومعجم الأدباء 7/ 3، ونزهة الألباء 235، والمحمدون 234، ويتيمة الدهر 4/ 384، والوافي 3/ 9.
(5) في أنباه الرواة (محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الوارث الفارسي).(1/76)
أبي علي الفارسي. وزر للأمير إسماعيل بن سبكتكين. وسأله رئيس مرو أن يجيز قوله:
سرى يختط الظلماء والليل عاكف ... حبيب بأوقات الزيارة عارف
فقال:
وما خلت أنّ الشمس تطلع بالدجى ... ولا أنّ ريم القفر للأنس تألف
ولجلج إذ قال السلام عليكم ... ولا عجب إن لجلج القول خائف
ولما سرى عنه اللثام بدت لنا ... محاسن وجه حسنه متناصف
وطال تناجينا ورق حديثنا ... ودارت علينا بالرحيق المراشف
فيا لك ليلا قد بلغت به المنى ... يمانعني طورا وطورا يساعف (1)
وله من قصيدة:
ولا غصن إلا ما حواه قباؤه ... ولا دعص إلا ما حوته مآزره
وأمضى من السيف المنوط بخصره ... إذا شيم سيف تنتضيه محاجره (2)
70 - أبو بكر الكرجي (3):
محمد بن حيويه بن المؤمّل (4) بن أبي روضة. أبو بكر الكرجي (5)
النحوي. أحد الضعفاء المتروكين بهمذان.
__________
(1) الأبيات في الوافي 3/ 9 (ولم يذكر الثاني والخامس وزاد عليها بيتا لم يذكره ابن قاضي شهبة) وذكرت كاملة في يتيمة الدهر 4/ 386مع خلاف رواية عجز البيت الأول وهو فيه (وما خلت أن الوحش للأنس آلف).
(2) البيتان في المحمدون 234، والبغية 1/ 94، ومعجم الأدباء 7/ 3، ويتيمة الدهر 4/ 387.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 233، وبغية الوعاة 1/ 99، ومعجم الأدباء 7/ 4، وشذرات الذهب 3/ 82، ولسان الميزان 5/ 151، والوافي 3/ 34، وميزان الاعتدال 3/ 532، وأهل المئة للذهبي 127.
(4) في لسان الميزان (محمد بن حيويه بن معقل).
(5) في شذرات الذهب ولسان الميزان (الكرخي).(1/77)
روى عن أسيد بن عاصم وإبراهيم بن الحسين الحافظ وإسحاق بن إبراهيم الديري وذكر أنه بلغ مائة سنة واثنتي عشرة سنة. توفي سنة ثلاث وسبعين بتقديم السين وثلاثمائة بهمذان.
قال الخطيب البغدادي: كان غير موثق.
71 - أبو بكر الأزجي (1):
محمد بن خالد بن بختيار أبو بكر الأزجي (2) ابن الرزاز المقرىء النحوي الضرير، شيخ فاضل عارف بالقراءات والأدب وكان ثقة. قرأ بالروايات على أبي عبد الله البارع وأبي محمد سبط الخياط ودعوان بن علي وسمع منهم وأقرأ الناس القراءات والنحو مدة وسمع وكان عارفا بوجوه القراءات وتخرج به جماعة في العربية. ومات في المحرم سنة ثمانين وخمسمائة. قاله ابن الدبيثي.
72 - محمد بن خلصة
هو محمد بن عبد الرحمن بن خلصة. يأتي آنفا.
73 - أبو بكر الإشبيلي (3):
محمد بن خلف بن محمد بن عبد الله بن صاف. أبو بكر الإشبيلي المقرىء النحوي. أحد الحذاق. قرأ على أبي الحسن شريح بن محمد
__________
(1) ترجمته في معرفة القراء 1/ 55، والمختصر المحتاج إليه 1/ 46، وأنباه الرواة 3/ 123، وطبقات القراء 2/ 136ونقل ابن قاضي شهبة الترجمة حرفيّا عن ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 47.
(2) قال المرحوم الدكتور مصطفى جواد في حاشيته على المختصر المحتاج إليه 1/ 46 (الأزجي: نسبة إلى محلة باب الأزج ببغداد وهي باب الشيخ الآن).
(3) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 538، وبغية الوعاة 1/ 100، والوافي 3/ 46، وطبقات القراء 2/ 137، ومعرفة القراء 2/ 442.(1/78)
وهو من جلة أصحابه. وأخذ العربية عن أبي القاسم بن الرماك. وأجاز له أبو الحسن بن مغيث وغيره. وشرح الأشعار السنية (1) وفصيح ثعلب.
وقال الذهبي: وكان عارفا بالقراءات والعربية مقدما فيهما.
وقال الأبّار: وأقرأ الناس نحوا من خمسين سنة. انتهى.
أخذ عنه القراءات أبو جعفر القرطبي الإمام الكلاسة وطائفة أهل بلده. وعلي بن محمد البلوي البلنسي.
توفي سنة خمس وقيل سنة ست وثمانين وخمسمائة وله بضع وسبعون سنة.
74 - الأخفش الصغير (2):
محمد بن خليل. أبو بكر المقرىء. الأخفش الصغير. الدمشقي قرأ على ابن الأخرم.
قرأ عليه الحسن بن الحسين الهاشمي. وكان يحفظ ثلاثين ألف بيت شاهدا في القرآن.
توفي سنة ست وثلاثمائة.
75 - ابن خير الإشبيلي (3):
محمد بن خير، بفتح الحاء وسكون المثناة من تحت، بن عمر بن خليفة. الإمام أبو بكر ابن خير اللمتوني الإشبيلي المقرىء الحافظ
__________
(1) في البغية والتكملة (شرح الأشعار الستة).
(2) ترجمته في طبقات القراء 2/ 138، والوافي بالوفيات 3/ 50.
(3) ترجمته في العبر 4/ 225، والتكملة للأبّار 2/ 523، وبغية الوعاة 1/ 102، والوافي 3/ 51، وطبقات القراء 2/ 139، ومعرفة القراء 2/ 445، وتذكرة الحفاظ 4/ 1366، وشذرات الذهب 4/ 252، وبغية الملتمس 112وله فهرست شيوخه المعروف بفهرست ابن خير.(1/79)
صاحب شريح بن (محمد) وهو أحد من قرأ عليه القراءات إلى أن برع فيها وفاق الأقران في ضبط القراءات، وسمع الكثير من أبي مروان الباجي وأبي بكر بن العربي الحافظ وأبي القاسم بن تقي وابن مغيث.
ورحل إلى قرطبة فسمع من أبي جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبي بكر ابن أبي الخصال وخلق. وبرع في الحديث واشتهر بالإتقان وسعة المعرفة بالعربية. وكان مكثرا إلى الغاية. تصدر بإشبيلية للإقراء والتسميع. وكان قائما على الصناعتين مبرزا فيهما. نحويّا لغويّا ثقة رضا. إليه المنتهى في التحرير وإتقان الأصول. وولي إمامة جامع قرطبة.
قال الأبّار: أكثر عنه شيخنا ابن واجب. ومات في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وخمسمائة عن ثلاث وسبعين سنة. ومولده سنة اثنتين وخمسمائة.
76 - أبو جعفر السرقسطي (1):
محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن باق. أبو جعفر السرقسطي النحوي. حفيد الصاحب ذي الوزارتين محمد صاحب مدينة سالم الذي قتل بها في سنة عشرين وأربعمائة. روى هذا عن أبي الوليد الباجي ومحمد بن يحيى بن هاشم والقاضي أبي الأصبغ بن عيسى وأبي جعفر ابن جرّاح وجماعة.
وولي قضاء مدينة فاس ودرس وأفتى وأقرأ العربية والكلام.
قال الأبّار: كان ذا حظ من علم الكلام حسن الخلق قوّالا بالحق.
شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي. وكان واقفا على كتب أبي علي وكتب أبي الفتح بن جنّي وأبي سعيد السيرافي.
__________
(1) ترجمته في التكملة لابن الأبّار 1/ 441، وبغية الوعاة 1/ 96.(1/80)
روى عنه: أبو الوليد بن خيرة وأبو مروان بن الصيقل وقاسم بن دحمان وأبو محمد بن بونة وأبو الحسن اللواتي.
وتوفي بتلمسان في حدود سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
77 - ابن الأعرابي (1):
محمد بن زياد. أبو عبد الله بن الأعرابي صاحب اللغة. توفي بسامراء سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وكان إليه المنتهى في معرفة لسان العرب وعاش ثمانين سنة. وهو مولى العباس (2) وهو القائل في الكتب:
لنا جلساء ما يمل حديثهم ... ألبّاء مأمونون غيبا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم من مضى ... وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا
بلا فتنة تخشى ولا شر عثرة ... ولا نتقي منهم لسانا ولا يدا
فإن قلت أموات فما أنت كاذب ... وإن قلت أحياء فلست مفندا (3)
وأنشد ثعلب عنه:
إلى الله أشكو من خليل أوده ... ثلاث خلال كلها لي غائض
أراد غائظ وهو جائز في كلام العرب أن يعاقبوا للظاء بالضاد.
وله أخ اسمه زياد يروي عنه ويكنى أبا العباس.
__________
(1) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 128، والعبر 1/ 409، وبغية الوعاة 1/ 105، وتاريخ ابن الأثير 5/ 275، ووفيات الأعيان 1/ 433، وشذرات الذهب 2/ 70، ونور القبس 302، والمعارف 238، وطبقات النحويين 92، ومعجم الأدباء 7/ 5، ونزهة الألباء 103، والوافي 3/ 76، وطبقات العبادي 45، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 295.
(2) في أنباه الرواة (مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس).
(3) الشعر في أنباه الرواة 3/ 130 (مع اختلاف يسير في الرواية).(1/81)
78 - ابن السرّاج (1):
محمد بن السرّي، أبو بكر بن السراج البغدادي النحوي العلّامة، مؤلف كتاب الأصول في النحو الذي شرحه الرماني. أخذ عن أبي العباس محمد بن يزيد المبرد وصحبه وأخذ عن غيره أيضا.
أخذ عنه أبو القاسم الزجاجي والسيرافي وأبو الحسن الرماني في آخرين. وثّقه الخطيب. وكان أديبا شاعرا إماما في النحو مقبلا على الطرب والموسيقى مغرّى بها. عشق ابن يانس المغني وغيره. وله أخبار وهنات وتوفي كهلا سنة ست عشرة وثلاثمائة. ولم يخلق في النحو مثله.
قرأ على شيخه المبرد كتابه الأصول الذي صنفه فاستحسنه بعض الحاضرين وقال: هذا والله أحسن من كتاب المقتضب الذي للمبرد، فأنكر عليه السراج وقال: لا تقل مثل هذا وتمثل بقوله:
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا ... بكاها وكان الفضل للمتقدم (2)
ومن تصانيفه: شرح سيبويه وكتاب احتجاج القراء وكتاب الهواء والنار وكتاب الجمل وكتاب الموجز وكتاب الاشتقاق وكتاب الشعر والشعراء. وكان بليغ الرأي متينا.
وقد ذكره الزبيدي في طبقاته في أصحاب المبرد. وقال: له كتب في النحو مفيدة.
مات معه في السنة بنان الجمال الزاهد نزيل بغداد وشيخها وتلميذ
__________
(1) ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 319، وأنباه الرواة 3/ 145، والمحمدون 343، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي 81، وطبقات النحويين 122، وبغية الوعاة 1/ 109، ووفيات الأعيان 3/ 462، وشذرات الذهب 2/ 273، والفهرست 62، واللباب 1/ 538، ومعجم الأدباء 7/ 9، ونزهة الألباء 170، والوافي 3/ 86، وطبقات القراء 2/ 142، ونور القبس 342.
(2) البيت لعدي بن الرقاع في تاريخ بغداد 5/ 320، وأنباه الرواة 3/ 146.(1/82)
الجنيد. والحافظ أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث.
والحافظ أبو عوانة الأسفرايني الفقيه الشافعي صاحب المسند، وحضر بين يديه ولد له صغير فقيل له: تحبه؟ فأنشد:
أحبه حب الشحيح ماله ... قد كان ذاق الفقر ثم ناله
وقال في ابن يانس المغني وكان يهواه وبه أثر جدري:
يا قمرا أجدر لما استوى ... فزاده حسنا وزادت هموم
أظنه غنّى لشمس الضحى ... فنقطته طريا بالنجوم (1)
79 - ابن سعدان (2):
محمد بن سعدان. أبو جعفر الكوفي الضرير نزيل بغداد، النحوي المقرىء.
روى عن عبد الله بن إدريس الأودي ومحمد بن إسحاق المسيبي (3)
فقرأ على سليم ويحيى اليزيدي وإسحاق المسيبي. وأخذ عن أبي معاوية الضرير وعنه محمد بن سعد كاتب الواقدي وعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل. وقرأ عليه محمد بن أحمد بن واصل وهو أنبل أصحابه.
وجعفر بن محمد الآدمي وسليمان بن يحيى الضبي ومحمد بن يحيى المروزي. وصنف في العربية والقرآن.
وثّقه الخطيب وغيره. وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين (4). وقد
__________
(1) الشعر في طبقات النحويين للزبيدي 125، والوافي 3/ 88، وأنباه الرواة 3/ 148.
(2) ترجمته في معرفة القراء 1/ 177، وأنباه الرواة 3/ 140، وتاريخ بغداد 5/ 324، وطبقات النحويين 98، وبغية الوعاة 1/ 111، وطبقات القراء 2/ 143، ومعجم الأدباء 7/ 12، ونزهة الألباء 107، والوافي 3/ 92، وتاريخ ابن كثير 11/ 59.
(3) في معرفة القراء (أبو إدريس الأودي وإسحاق المسيبي) وفي تاريخ بغداد (عبد الله بن إدريس وإسحاق بن محمد المسيبي).
(4) في تاريخ ابن كثير (وفاته سنة 277).(1/83)
ذكره الزبيدي في طبقاته في أصحاب الفرّاء. وقال: له كتب في النحو مفيدة، منها كتاب في أصول النحو، وكتاب الموجز مختصر في النحو.
قلت وتوفي معه في السنة إبراهيم بن محمد بن عرعرة الشامي وأحمد بن نصر الخزاعي قتله الواثق بيده لا متناعه عن القول بخلق القرآن ولا غلاظة له في الخطاب. وأمية بن بسطام العيشي وسهل بن رنحلة الرازي الحافظ وعبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي وابن الأعرابي صاحب اللغة أبو عبد الله محمد بن زياد، ومحمد بن سلّام الجمحي الحافظ مؤلف طبقات الشعراء وأبو يعقوب البويطي الشافعي وأبو تمام الطائي مقدم شعراء العصر.
80 - أبو الفتح الديباجي (1):
محمد بن سعد بن محمد أبو الفتح الديباجي من أهل مرو وكانت له معرفة جيدة بالنحو وله فيه كتاب في شرح مفصل الزمخشري وسماه المحصل في شرح المفصل، وهو مشهور عند أهل بلده بالفضل والمعرفة وسمع شيئا من الحديث على علو سنه من تاج الإسلام أبي سعد بن السمعاني وغيره. وأقرأ الأدب مدة ببلده وحدّث به.
قال الذهبي: شيخ العربية بمرو أقرأ العربية دهرا وهو مشهور في تلك الديار من أعيان النحاة.
قال ابن الدبيثي: وقدم بغداد حاجّا في ست وستمائة وأجازنا في شهر ربيع الأول سنة سبع وستمائة. وكتب مولده بخطه، أنه ولد في محرم سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسأله غيرنا فقال: في ثالثه.
__________
(1) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 1/ 51، وبغية الوعاة 1/ 111، وأنباه الرواة 3/ 139، والوافي 3/ 89، وتاريخ ابن كثير 13/ 64والترجمة هنا منقولة نقلا حرفيّا عن ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 51.(1/84)
وتوفي بمرو في صفر سنة تسع يعني بتقديم التاء وستمائة عن اثنتين وتسعين سنة وشهر ونصف.
81 - الرباحي (1):
محمد بن سعد اللغوي المحدث الرباحي من قلعة رباح بالأندلس.
82 - ابن الدّبيثي (2):
محمد بن سعيد بن يحيى بن علي بن الحجاج بن محمد الحافظ الكبير المؤرخ، أبو عبد الله بن الدبيثي بضم الدال المهملة ثم موحدة مفتوحة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم تاء مثلثة. الواسطي المقرىء المحدث الفقيه الشافعي.
ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وسمع بواسط وبغداد والحجاز والموصل. وقرأ بالروايات الكثيرة على أبي الحسن علي بن المظفر الخطيب وأبي الفتح نصر بن الكيّال وعوض بن إبراهيم المراتبي وأبي بكر بن الباقلاني وعدة وسمع من أبي طالب الكنّاني وهبة الله بن هشام وعبيد الله بن شاتيل ونصر الله القزاز وأبي العلاء بن عقيل وعبد المنعم الفراوي وخلق. وبرع في القراءات والحديث وصنف الكثير من ذلك:
تاريخ بغداد وذيلا على ابن السمعاني وعلى تاريخ بغداد للخطيب وتاريخ واسط وله خبرة تامة بالعربية والشعر وأيام الناس.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 112، ومعجم الأدباء 7/ 12، والوافي 3/ 90، وبغية الملتمس 129، وجذوة المقتبس 54.
(2) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 2/ 3 (مقدمة المرحوم العلامة مصطفى جواد)، ووفيات الأعيان 4/ 28، وشذرات الذهب 5/ 185، ومعجم الأدباء 6/ 365، وطبقات القراء 2/ 145، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 26، والوافي 3/ 102، وتذكرة الحفاظ 4/ 199، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 541، ومعرفة القراء 2/ 500.(1/85)
تصدر للإقراء والتحديث.
وروى عنه زكي الدين البرزالي وأبو الحسن علي بن محمد الكازروني وعز الدين الفاروثي وجمال الدين الشريشي وتاج الدين علي العراقي وآخرون.
توفي ببغداد في ربيع الآخر سنة سبع بتقديم السين وثلاثين وستمائة. وقرأ عليه بالعشرة عبد الصمد (1). وذكره ابن النجّار وقال: هو أحد الحفّاظ المكثرين ما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير، وأيام الناس.
83 - أبو عبد الله النفزي (2):
محمد بن سلمان بن أحمد ابن أخت غانم بن دليل، أبو عبد الله النفزي المالقي، العلّامة المقرىء النحوي، صاحب التصانيف، قرأ بالسبع على خاله غانم بن وليد صاحب أبي العباس المهدوي، وتوفي عام ستة وتسعين وأربعمائة (3).
وأخذ أيضا عن أبي المظفر الشعبي (4) وأبي بكر ابن صاحب الأحباس وأبي العباس بن دلهاث العذري.
قال ابن بشكوال: قدم قرطبة وأخذ عنه، وكانت عنده كتب كثيرة وآداب جمة وكان ذاكرا لها مشهورا بحفظها.
__________
(1) هو عبد الصمد بن أبي الجيش المقرىء (انظر المختصر المحتاج إليه 2/ 11مقدمة المرحوم الدكتور مصطفى جواد طيّب الله ثراه وغفر له).
(2) ترجمته في الصلة لابن بشكوال 2/ 549، وبغية الوعاة 1/ 116، وطبقات القراء 2/ 148، ونفح الطيب 4/ 367، وبغية الملتمس 125.
(3) في الصلة (وفاته سنة 525) وذكر صاحب نفح الطيب (أن اليسع أخذ عنه سنة 524) وهو يناقض ما ذكره ابن قاضي شهبة عن سنة وفاته.
(4) في الصلة لابن بشكوال (أبو المطرف الشعبي).(1/86)
وقال الذهبي: أخذ عنه القراءات أبو الحسن بن النعمة واليسع بن حزم (1).
وقال فيه كتاب بحر لا يعلم قعره وجبل علم لا يرتقى. وعدّه آية في اللغة والغريب، وله كتاب تعليل القراءات العشر وكتاب شرح كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري يكون في ثلاثين مجلدة.
قلت: ومات عن ثمان وثمانين سنة.
84 - ابن سلّام الجمحي (2):
محمد بن سلام بن عبيد الله بن سالم المقرىء الأخباري الحافظ أبو عبد الله مولى محمد بن زياد مولى قدامة بن مظعون الجمحي.
روى عن حماد بن سلمة، وصنف كتبا منها طبقات الشعراء وكان صدوقا.
وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين بالبصرة.
85 - أبو بكر النحوي (3):
محمد بن شقير أبو بكر النحوي.
__________
(1) في نفح الطيب (ابن اليسع).
(2) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 143، وتاريخ بغداد 5/ 330، وبغية الوعاة 1/ 115، وطبقات النحويين 197، والفهرست 113، واللباب 1/ 236، ولسان الميزان 5/ 182، ومراتب النحويين 67، ومعجم الأدباء 7/ 13، وميزان الاعتدال 3/ 567، ونزهة الألباء 109، والعبر 1/ 409، والوافي 3/ 114، ونور القبس 185.
(3) ذكره القفطي في أنباه الرواة 3/ 151ولم يترجم له، وكذلك فعل الزبيدي في طبقات النحويين 128.(1/87)
86 - الأنصاري الإشبيلي (1):
محمد بن طاهر الأنصاري ثم الإشبيلي شيخ الإمام أبي الحسن بن خروف.
87 - ابن يلتكين (2):
محمد بن طرخان بن يلتكين بن يحكم بن مبارز، ويلتكين بفتح المثناة من تحت ثم لام ساكنة ثم مثناة من فوق مكسورة ثم كاف مكسورة أيضا ثم مثناة من تحت ساكنة ثم نون، كذلك قيده الحفاظ.
أبو بكر التركي البغدادي النحوي الفقيه الشافعي المحدث أحد الفضلاء. تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي. فقرأ الفرائض، قال ابن ناصر، على جدي أبي حكيم الخبري وكان مشورا مستفيدا وسمع من أبي جعفر بن المسلمة وأبي الغنائم بن المأمون وأبي الحسين بن المهتدي بالله وأبي نصر بن ماكولا وأبي القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي وأبي عبد الله محمد بن نصر الحميري والحافظين أبي بكر محمد وأبي محمد عبد الله بن محمد بن العربي المعامري الأندلسي الوزير وأبي القاسم يوسف بن محمد التكري الريحاني وأبي الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز (3).
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد البردي وأبو الحجاج يوسف بن علي بن محمد بن عبد الله القضاعي الأندلسيان، وأبو
__________
(1) ترجمته في التكملة للأبّار 1/ 419.
(2) ترجمته في العبر 4/ 30، وشذرات الذهب 4/ 41، وطبقات الشافعية للسبكي 4/ 70، والوافي 3/ 169، والمنتظم 9/ 215.
(3) في طبقات الشافعية والعبر وشذرات الذهب (ابن بكتكين) بالباء.(1/88)
محمد يلنول بن الفتح بن يوحر بن الزباني وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد الخير الأنصاري الأندلسي.
وأبو الحسن علي بن أبي سعد بن إبراهيم الخباز وأبو بكر المبارك بن كامل بن محمد الخفاف وأبو العباس أحمد بن أحمد بن علي القرطبي وأبو عامر محمد بن سعدون بن مرجا العبدوي وابنه أبو بكر عتيق بن محمد. وأبو محمد عبد الله بن محرز بن مخبر الوحدي المغربي وأبو نصر المبارك بن المبارك بن روما الفقيه.
وكان ينسخ بالأجر، وفيه زهد وورع تام.
قال ابن سامع: وكتب بخطه (كتبا) (1) كثيرة وكان حسنه قويمه (وحدبا قديا) (2)، وقال الحافظ محمد بن ناصر: وكان سماعه صحيحا وكان يعرف الأدب والعربية.
توفي في ثامن عشر صفر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
88 - أبو عبد الله البالسي (3):
محمد بن طاهر (4) بن عبد الله، الإمام أبو عبد الله البالسي المقرىء النحوي المتصدر بمسجد السبعة، كان محققا للقراءات عاقلا خيّرا صالحا حسن السمت. تلا بالسبع على الشيخ شرف الدين أحمد بن
__________
(1) كلمة ساقطة من المخطوطة وأثبتناها لاستقامة الكلام.
(2) هكذا وردت في المخطوط وكتب الناسخ فوقها كلمة (كذا) ولم يهتد لصوابها، وكذلك وردت في نسخة أحمد تيمور باشا المنقولة عن هذا ولم يهتد ناسخها لمعرفتها.
(3) ترجمته في الدرر الكامنة 3/ 283، وبغية الوعاة 1/ 30، والمختصر المحتاج إليه 2/ 299.
(4) اسمه في الدرر الكامنة (محمد بن أحمد بن طاهر) وفي البغية (محمد بن أحمد بن ظاهر).(1/89)
إبراهيم الفزاري ولازمه مدة طويلة. وأخذ عنه القراءات والنحو. وكان له نظر كثير في العربية والشعر حسن.
قرأ عليه بالسبع شهاب الدين أحمد بن النقيب وسيف الدين أبو بكر الحريري وأحمد بن محمد وابن النابلسي، وتخرجوا به. وقرأ عليه أيضا أبو عبد الله محمد بن السقاء الشاهد والشهاب أحمد المؤدب والبرهان إبراهيم بن المغربي وآخرون.
وتوفي في عشر الثمانين في شوال سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.
ذكره الذهبي في طبقات القراء.
89 - ابن حزم الأموي (1):
محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك بن حزم. أبو بكر الأموي الإشبيلي النحوي المقرىء. أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف والعربية عن أبي إسحاق بن ملكون وسمع كتاب سيبويه على ابن الجدّ.
وسمع من أبي زيد السهيلي بعض كتاب الروض الأنف ولم يعن بالحديث بل غلب عليه القراءات والنحو. وقرأ عليه بالروايات ابنه طلحة.
قال الأبّار: كان أستاذ حاضرة إشبيلية غير مدافع. وعليه قرأ ابن عبد النور. وانتفع به أبو علي الشلوبين. وكان من إجادة الإلقاء وحسن الإفادة وسهولة العبارة على غاية. وكان يميل في عربيته إلى مذهب ابن الطراوة (2) ثم غلب عليه ذلك. فشرد عن الجمهور. رأيته بإشبيلية. وولد في سنة خمس وأربعين وخمسمائة، ومات في صفر سنة ثمان عشرة وستمائة عن ثلاث وسبعين سنة يعني بتقديم السين.
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 157، والتكملة للأبّار 2/ 605، والمغرب 1/ 253، وبغية الوعاة 1/ 121.
(2) ابن الطراوة: سليمان بن محمد النحوي (انظر بغية الوعاة 2/ 379).(1/90)
90 - ابن طيفور السّجاوندي (1):
محمد بن طيفور أبو عبد الله الغزنوي السجاوندي بالسين المهملة المكسورة ثم الجيم وبعد الألف واو مفتوحة ثم نون ساكنة ثم دال مهملة، المقرىء المفسر النحوي صاحب التصانيف. ذكره القفطي مختصرا فقال: كان في وسط المائة السادسة وله تفسير حسن للقرآن وكتاب علل القراءات في عدة مجلدات وكتاب الوقف والابتداء الكبير وآخر صغير، وكان من كبار المحققين. ذكره الذهبي في طبقات القراء وقال: لم يبلغني على من قرأ ولا من أقرأ.
91 - ابن عاصم (2):
محمد بن عاصم النحوي. أخذ عن إسحاق بن سيار الضّبي والفضل بن يوسف القضباني.
و (أخذ) (3) عنه الحافظ أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المفسر.
92 - الزرندي (4):
محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد أبو عبد الله الزرندي الشيرازي النحوي.
قال ابن السمعاني: وزرند بليدة بنواحي أصبهان. ونازعه في ذلك
__________
(1) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 153، وطبقات القراء 2/ 157، والوافي 3/ 178.
(2) ترجمته في الصلة لابن بشكوال 2/ 453 (ووفاته فيها سنة 382)، وأنباه الرواة 3/ 197، وبغية الوعاة 1/ 123، وبغية الملتمس 245، وتاريخ علماء الأندلس 2/ 76، وجذوة المقتبس 74.
(3) كلمة ساقطة من المخطوط.
(4) ترجمته في اللباب 1/ 500، والأنساب 6/ 290.(1/91)
ابن الأثير في كتابه اختصار الأنساب وقال: إنما التي بنواحي أصبهان بليدة ولا قرية اسمها زرند.
93 - الخوارزمي (1):
محمد بن العباس، أبو بكر الخوارزمي الشاعر المشهور، الطبري لكونه ابن أخت محمد بن جرير الطبري.
روى الحديث عن إسماعيل بن محمد الصفّار. وكان إماما في اللغة والأنساب. سكن نيسابور.
ومات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
94 - الرّزجاهي (2):
محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو عمرو الرزجاهي. بضم الراء وقيل بفتحها ثم زاي ساكنة ثم جيم وبعد الألف هاء. نسبة إلى رزجاه قرية من قرى بسطام. البسطامي الفقيه الشافعي الأديب النحوي المحدّث. تفقه على أبي سهل الصعلوكي، وأكثر عن الحافظ أبي أحمد بن عدي الجرجاني (3) وطبقته.
ومات في ربيع الأول سنة ست وعشرين وأربعمائة عن خمس وثمانين سنة.
وكان يقرىء العربية.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 125، واللباب 1/ 391، ووفيات الأعيان 4/ 33، وشذرات الذهب 3/ 105، والوافي 3/ 191، ويتيمة الدهر 4/ 194، والسياق لعبد الغافر 51.
(2) ترجمته في اللباب 1/ 465، والعبر 3/ 160، وشذرات الذهب 3/ 230، وتاريخ جرجان 419، وطبقات الشافعية للسبكي 3/ 63، وطبقات الإسنوي 1/ 615، والسياق لعبد الغافر 9.
(3) أبو أحمد عبد الله بن عدي من علماء جرجان المشهورين، وترجمته في تاريخ جرجان 225.(1/92)
95 - أبو عبد الله الأنصاري (1):
محمد بن عبد الله بن خلف، أبو عبد الله الأنصاري البلنسي المقرىء النحوي. أخذ القراءات عن أبي العطاء بن نذير وأبي عبد الله بن نوح الغافقي. وأتقن العربية ثم تزهد وأقبل على العلم وتحقق بالتفسير وأقرأ القراءات وله كتاب في الوعظ (2) على طريقة ابن الجوزي، وكتاب في الخطب.
توفي في رجب سنة أربعين وستمائة عن ست وستين سنة، وازدحم الناس على نعشه حتى تكسر. رحمه الله تعالى.
96 - ابن مالك (3):
محمد بن عبد الله بن عبد الله مرتين بن محمد بن مالك الطائي الجيّاني الأندلسي الإمام العلّامة حجة العرب. الشيخ جمال الدين أبو عبد الله بن مالك. صاحب التصانيف النحوي اللغوي المقرىء المحدث الفقيه الشافعي. أوحد عصره في علم النحو واللغة مع كثرة الديانة والصلاح والتعبد والاجتهاد.
ولد سنة ستمائة أو إحدى وستمائة.
وسمع من أبي صادق الحسن بن صباح والشيخ علم الدين
__________
(1) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 651، وطبقات القراء 2/ 178، ومعرفة القراء 2/ 514.
(2) ذكر الأبّار أن اسم الكتاب (نسيم الصبا).
(3) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 130، والعبر 5/ 300، وطبقات القراء 2/ 180، وشذرات الذهب 5/ 339، والوافي 3/ 359، وفوات الوفيات 2/ 452، ونفح الطيب 2/ 421، وتاريخ ابن كثير 13/ 267، وذيل ابن مكتوم على معرفة القراء 2/ 68.(1/93)
السخاوي. وحدّث عنهما. وروي عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخبّاز.
وكان مشهورا بسعة العلم والإتقان والفضل. موثوقا بنقله حجة في ذلك.
أخذ عن أبي علي الشلوبين.
وأخذ عنه ولده بدر الدين أبو عبد الله محمد. والإمام شمس الدين محمد بن أبي الفتح الحنبلي شارح الجرجانية. وشيخ الإسلام محيي الدين النووي ونقل عنه في شرح مسلم وغيره من تصانيفه. وزين الدين بن المنجّا. وصنف تصانيف منها: تسهيل الفوائد الذي لم يصنف مثله ولا أجمع منه.
قال لي شيخنا أبو العباس أحمد بن علي ابن صاحب الصلاة العنابي عن شيخه العلّامة أثير الدين أبي حيّان: إنه قط ما نظر موضعا من كتب النحو بين المتقدمين والمتأخرين على كثرة ما نظر إلّا والتسهيل في ذلك الموضع أكثر نحوا أو لغة منه.
وقد شرحه المصنف إلى باب المصادر وشرحه الشيخ أثير الدين أبو حيّان في عشر مجلدات كبار. وبيّض في آخره مواضع مثلها شيخنا أبو العباس العنابي، وشرحه أيضا تلامذة الشيخ من شرحه كأبي العباس أحمد بن الأندرشي في أربع مجلدات، يشرح كلام المصنف أولا وتمثله بمثله ثم يتبع ذلك بكلام ابن عصفور. وابن قاسم في مجلدين، والشيخ شهاب الدين أحمد بن الحلبي، عرف بالشهاب السمين، في مجلدين أيضا. والشيخ بهاء الدين بن عقيل قاضي قضاة الديار المصرية في مجلدين وسماه المساعد وأفاد في آخره.
والإمام محب الدين ناظر الجيوش بالديار المصرية. والقاضي سري الدين المالكي قاضي حماة. وأبو عبد الله محمد بن الحسن المالقي
المالكي (وشرحه) (1) شرحا مختصرا والإمام جمال الدين بن هشام.(1/94)
والإمام محب الدين ناظر الجيوش بالديار المصرية. والقاضي سري الدين المالكي قاضي حماة. وأبو عبد الله محمد بن الحسن المالقي
المالكي (وشرحه) (1) شرحا مختصرا والإمام جمال الدين بن هشام.
وبدأ شيخنا أبو العباس في شرح كبير له أطنب فيه غاية الإطناب وزاد على شيخه أبي حيّان فوائد وغرائب ونقولات وأجاب عن اعتراضاته وشرح إلى باب العلم وتوفي.
ومن تصانيفه الكافية الشافية وهي أصل الألفية وشرحها في غاية الحسن. وكتاب المثلث في اللغة وقد زاد عليه تلميذه ابن أبي الفتح عدة ألفاظ. وكتاب إكمال العدة وشرحها، وهو جيد مفيد وفيه مسائل ليست في التسهيل وشرحه.
وأملي على صحيح البخاري كتابا سماه التوضيح. والألفية وسمعناها بالسند إلى المصنف من شيخنا أبي العباس العنابي بسماعه من الشهاب محمود (بن) أحمد بن سليمان عن المصنف سماعا، وقرأتها على شيخنا الحافظ تقي الدين أبي المعالي بن رافع السلامي بسماعه من الشهاب محمود عن المصنف.
وقد شرحها غير واحد من الأئمة، ولده الإمام بدر الدين أبو عبد الله محمد شرحا جيدا مفيدا. وابن قاسم شرحا مبسوطا حافلا، فيه نقول كثيرة، وابن عقيل شرحا مختصرا، وبرهان الدين إبراهيم ابن الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية الحنبلي وقبله شمس الدين بن أبي الفتح، وابن هشام حلّها في كتاب سماه التوضيح.
توفي بدمشق في ثاني عشر شعبان سنة اثنتين وسبعين بتقديم السين على الباء وستمائة.
ودفن بسفح قاسيون. وهو في عشر الثمانين.
__________
(1) كلمة ساقطة من المخطوطة.(1/95)
ورثاه جماعة منهم الشيخ بهاء الدين ابن النحّاس والشيخ مجد الدين ابن الظهير الحنفي النحوي.
97 - ابن الصفّار (1):
محمد بن عبد الله بن عمر بن علي، أبو عبد الله الأنصاري الأوسي القرطبي الضرير المقرىء النحوي المعروف بابن الصفّار.
أخذ القراءات عن أبي القاسم الشرّاط وغيره وسمع ابن بشكوال وابن الجدّ وأبا عبد الله بن زرقون، وأقرأ الناس وتنقل في البلاد ثم استقر بتونس.
قال الأبّار: صحبته طويلا ورأيته ادّعى الإكثار (2) فارتبت. وكان يقري العربية.
توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وستمائة. وقد نيّف على السبعين.
وسمع الحديث وله مشاركة في النظم.
98 - ابن قادم (3):
محمد بن عبد الله بن قادم. أبو جعفر النحوي أحد أعيان أصحاب أبي زكريا يحيى بن زياد الفرّاء. وعنه أخذ أبو العباس ثعلب. وكان حسن النظر في علم النحو ويؤدب أولاد سعيد بن مسلم بن قتيبة الباهلي. وكان
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 182، والتكملة للأبّار 2/ 647، ونفح الطيب 2/ 320، ومعرفة القراء 2/ 514.
(2) قال الأبّار في التكملة (ادعى الإكثار عنهم) أي عن شيوخه.
(3) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 156، ومعجم الأدباء 7/ 15، وبغية الوعاة 1/ 140، وطبقات النحويين 151، ونور القبس 314.(1/96)
يعلّم المعتز قبل الخلافة. فلما ولي الخلافة فجاءه الرسول وهو في منزله شيخ كبير فقال: أجب أمير المؤمنين بسامراء. فقال: أليس أمير المؤمنين ببغداد، يعني المستعين. قال: لا. قد ولي الخلافة المعتز (وكان) (1) قد حقد عليه بطريق تأديبه، فخشي من بادرته. فقال لعياله: السلام عليكم فخرج ولم يرجع إليهم.
ومن تصانيفه: كتاب الكافي في النحو وكتاب غريب الحديث، وكتاب مختصر في النحو أيضا.
توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وفي كتاب الزبيدي: في أصحاب الفرّاء محمد بن قادم ويقال ابن جعفر أستاذ ثعلب. وقيل هو أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن قادم.
99 - ابن كناسة (2):
محمد بن عبد الله بن كناسة (3)، بضم الكاف وبالنون، الأسدي أبو يحيى الكوفي النحوي الأخباري.
سمع هشام بن عروة والأعمش.
وعنه: حميد بن مخلد بن الحسن وأبو علي الحسن بن علي بن الفرات الكرماني.
وقد وثّقه يحيى بن معين وغيره.
__________
(1) زدنا هذه الكلمة ليستقيم بها الكلام.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 404، وأنباه الرواة 3/ 159، وبغية الوعاة 1/ 126، والعبر 1/ 353، وشذرات الذهب 2/ 17، والجرح والتعديل 3/ 300، وطبقات النحويين 211، وميزان الاعتدال 3/ 592، ومراتب النحويين 3/ 592، وتهذيب الكمال للمزي (مخطوط) 6/ 1221، ونور القبس 297.
(3) في طبقات النحويين للزبيدي (محمد بن عبد الأعلى بن كناسة).(1/97)
وقال ابن حاتم الرازي: لا يحتج به.
وقال الذهبي: فيه لين.
توفي في شوال على الصحيح سنة سبع، بتقديم السين على الباء، ومائتين. وفيها توفي أبو زكريا يحيى بن زياد الفرّاء شيخ نحاة الكوفة وخلق من العلماء.
100 - ابن أشتة (1):
محمد بن عبد الله بن محمد بن أشته، بفتح الهمزة ثم سين معجمة ساكنة ثم مثناة من فوق ثم هاء التأنيث، قيده ابن نقطة وغيره. أبو بكر الأصبهاني المقرىء النحوي. أحد الأئمة. قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد ومحمد بن يعقوب المعدل ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي وطائفة. وصنف في القراءات.
قال أبو عمرو الداني: هو ضابط مشهور ثقة عالم بالعربية بصير بالمعاني حسن التصنيف صاحب سنة. روى عنه جماعة من شيوخنا وسمع منه عبد المنعم بن غلبون وخلف بن إبراهيم وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي وآخرون.
توفي بمصر في شعبان سنة ستين وثلاثمائة. وله كتاب المحبّر وكتاب المفيد في الشاذ.
وقال السلفي: له المحبّر في القراءات، والوقف والابتداء من تصنيفه.
وتوفي في هذه السنة معه جماعة من كل فن منهم الوزير ابن العميد العالم أبو الفضل محمد بن الحسين الذي كان ينظر بالجاحظ وكان
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 142، والوافي 3/ 347، وطبقات القراء 2/ 184.(1/98)
الصاحب بن عباد تلميذه وصاحبه. ولذلك قيل الصاحب. وقيل: بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد.
101 - أبو عبد الله المصري (1):
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المجيد. أبو عبد الله البغدادي الصوفي المعروف بالمصري.
ولد سنة ثمانين. وسمع من أبي منصور عبد الله بن عبد السلام وذاكر بن كامل وابن كليب وطائفة. وأكثر عن أصحاب ابن الحصين وقاضي المارستان. روى عنه البخاري في تاريخه، وجمال الدين أبو بكر الشريشي.
قال الذهبي: كان إماما فاضلا متفننا عارفا بالفقه والخلاف والنحو صاحب أدب وشعر ولطف ونوادر وفيه مروءة وأخلاق. وكان ثقة أمينا.
توفي في ذي القعدة سنة تسع وستين (وسبعمائة) (2).
102 - السّلمي المغربي (3):
محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد (4) بن أبي الفضل السلمي المغربي شرف الدين، من أهل مرسية من بلاد الأندلس، الإمام العلّامة
__________
(1) ترجمته في شذرات الذهب 6/ 216، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 66وترجم لجده أيضا 1/ 56.
(2) زدنا هذه الكلمة دفعا لما قد يقع به القارىء من الالتباس، وكذلك ضبط صاحب الشذرات وفاته وقال إنها كانت (سنة 769).
(3) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 144، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 29، ومعجم الأدباء 7/ 16، وشذرات الذهب 5/ 269، والتكملة للأبّار 2/ 663، والوافي 3/ 354، ونفح الطيب 3/ 10، وذيل مرآة الزمان 1/ 76.
(4) اسمه (محمد بن عبد الله بن محمد) في بغية الوعاة والوافي بالوفيات.(1/99)
المفسر النحوي الأصولي الفقيه المالكي، صاحب التصانيف المشهورة في التفسير وغيره. ولد بمرسية في ذي الحجة سنة سبعين بتقديم السين وخمسمائة وتوجه إلى مكة ثم إلى بغداد وسمع بها الحديث وقرأ الفقه والخلاف بالنظامية، ثم خرج إلى خراسان وسمع بنيسابور وهراة ومرو ثم عاد إلى بغداد ثم رحل إلى الشام ثم ورد مصر وحدث بسنن البيهقي في بغداد عن منصور الفراوي.
وقال الذهبي: ورد بغداد في أول سنة سبعين وسمع الموطأ من أبي محمد بن عبيد الله. ورحل إلى أن وصل إلى أقصى خراسان وسمع الكثير من منصور الفراوي وأبي روح والكبار.
وقال غيره: سمع من بمرسية والمغرب والشام ومصر والحجاز وخراسان. وحصل أصولا كبيرة وكان من أعيان الأئمة بارعا في علم العربية والتفسير وله عدة مصنفات منها كتاب ري الظمآن في تفسير القرآن، في غاية الحسن والجودة، وقد نقل عنه الشيخ أثير الدين أبو حيّان في تفسيره وعن كتاب له سماه المنتخب. وله نظم جيد. وكان متزهدا متاركا للرئاسة كثير العبادة والحج وله قبول في سائر بلاد الشام ومصر والعراق.
توفي بين الزعقة والعريش (1) وهو متوجه من مصر إلى دمشق في نصف ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمائة. ودفن قبل الزعقة.
ومن شعره:
قالوا محمد قد كبرت وقد أتى ... داعي الحمام وما اهتممت بزاد
قلت: الكريم من القبيح لضيفه ... عند القديم مجيئه بالزاد (2)
__________
(1) في طبقات الشافعية للسبكي (بين العريش وغزة) ولم أجد ذكرا للزعقة في كتب البلدان.
(2) البيتان له في بغية الوعاة ومعجم الأدباء والوافي.(1/100)
وله:
من كان يرغب في النجاة فما له ... غير أتباع المصطفى فيما أتى
ذاك السبيل المستقيم وغيره ... سبل الغواية والضلالة والردى
فاتبع كتاب الله والسنن التي ... صحت فذاك إذا أتبعت هو الهوى
ودع السؤال بلم وكيف فإنه ... باب يجر ذوي البصيرة للعمى
الدين ما قال الرسول وصحبه ... والتابعون ومن مناهجهم قفا (1)
قال الذهبي: وكان (كثير) (2) الأسفار والنظر جماعة لفنون العلم وكان ثاقب الذهن. له تصانيف كثيرة مع زهد وورع وفقر وتعفف. سئل عنه الحافظ الضياء فقال: فقيه مناظر نحوي من أهل السنة. صحبنا وما رأينا منه إلا خيرا.
وذكره أبو العلاء الفرضي فقال: فقيه متكلم أديب فاضل له شعر حسن، قدم العراق غير مرة وسمع منه الحافظ أبو عبد الله الدبيثي ببغداد شيئا من شعره. ومن ذلك قوله:
بليت بداني الدار ناء بهجره ... ولي صبر أيوب على هذه البلوى
على أن صري كلما زاد قوة ... تلقته من هجرانه هجرة أقوى
إلى الله أشكو لا إليه لأنني ... شكوت له حالي فلم تنفع الشكوى
وذكره ابن النجّار في تاريخه وقال: اجتمعت به غير مرة وعلقت عنه شيئا من شعره. وهو من الأئمة الفضلاء في جميع فنون العلم:
الحديث وعلم القرآن والفقه والخلاف والأصولين والنحو واللغة. وله قريحة حسنة وذهن ثاقب وتدقيق في المعاني ومصنفات في جميع ما
__________
(1) الشعر له في معجم الأدباء ونفح الطيب وطبقات الشافعية للسبكي.
(2) كلما ساقطة من المخطوطة.(1/101)
ذكرنا. وله النظم والنثر المليح. وهو زاهد متورع حسن الطريقة، كثير العبادة. ما رأيت في فنه مثله.
103 - أبو السعود البصري (1):
محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن جعفر بن علي، أبو السعود البصري، حفيد حامد بن أبي السعود، الإمام العلّامة الفقيه الأصولي النحوي الأديب. ولد في ثامن محرم سنة ست وستمائة. وحفظ القرآن وتفقه على والده وجده ثم على أبي إسحاق ثم اشتغل بفن العربية على جده أبي السعود فقرأ عليه لمع أبي يحيى ومفصل الزمخشري حفظا وقرأ عليه المقامات الحريرية، وكذا علم الأصول والجدل وسمع منه الحديث والتفسير في دروسه وقد أخبر جده بتصانيف أبي إسحاق الشيرازي عن أبي جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن بن البوقي عن قاضي واسط الفارقي عن أبي إسحاق. وصنف كتبا متعددة منها: كتاب الوسائل إلى الفروق بين المسائل، في الفقه، وكتاب شرح قصيدة ابن الحاجب، في العروض، وشرح الألفية، وشرح عبد الغفار القروتي في مجلدة، وكتابة مائة مسألة في الخلاف في مجلدين كبيرين.
ذكره الشيخ الحافظ أبو العلاء الفرضي في كتابه المسوّدة في الأنساب، وقال: روى لنا عنه جماعة من شيوخنا منهم أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن أبي البدر العباسي وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن الأنجب بن الكسّار المقرىء.
__________
(1) ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 135، والمختصر المحتاج إليه 1/ 133.(1/102)
104 - أبو بكر الملطي (1):
محمد بن عبد الله بن محمد بن سلم. أبو بكر الملطي، مولى حمير، إمام الجامع العتيق.
حدّث عن إبراهيم بن مرزوق وبكّار بن قتيبة وغيرهما. وكان نحويّا، قاله ابن يونس.
نقله ابن السمعاني في الأنساب.
105 - أبو بكر العبدري (2):
محمد بن عبد الله بن ميمون بن إدريس أبو بكر العبدري القرطبي الأديب. روى عن أبي محمد بن عتاب وأبي الوليد بن رشد وأبي بحر الأسدي وابن مغيث وجماعة. قال الأبّار: وكان متقدما في علم اللسان متصرفا في غيره من الفنون حافظا حافلا شاعرا مجوّدا نزل بمراكش وأقرأ بها العربية والأدب وشرح الجمل للزجاجي.
حدث عنه يعيش بن القديم. وتوفي بمراكش عن إقلاع وإنابة (3) في سنة سبع وستين وخمسمائة.
106 - ابن الجدّ (4):
محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج، أبو بكر الفهري الإشبيلي الحافظ الفقيه أبو بكر بن الجد، بفتح الجيم وتشديد الدال المهملة،
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 143وفيه (ووفاته سنة 303).
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 147، والتكملة للأبّار 2/ 511، والديباج المذهب 302.
(3) الإنابة: عن شعر في الغزل كان قاله (انظر التكملة).
(4) ترجمته في التكملة 2/ 542، وشذرات الذهب 4/ 286، والوافي 3/ 335، وبغية الملتمس 181، والديباج المذهب 302.(1/103)
النحوي بحث كتاب سيبويه علي بن الحسن بن الأخضر وأخذ عنه كتب اللغة وسمع صحيح مسلم من أبي القاسم الهوازني ومن أبي الحسن شريح وأبي بكر بن العربي وكان لا يحدث عنهما. ولقي بقرطبة أبا محمد بن عتاب وأبا الوليد بن رشد وأبا بحر بن القاص.
قال الذهبي في (المعجم) (1) الكبير: وبرع في الفقه والعربية وانتهت إليه الرئاسة في الحفظ والفتيا وقدم للشورى مع أبي بكر بن العربي في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. وعظم جاهه وحرمته وكان في وقته فقيه الأندلس. توفي في شوال سنة ست وثمانين وخمسمائة عن تسعين سنة كاملة.
107 - أبو الخير المروزي (2):
محمد بن عبد الله أبو الخير المروزي الضرير الفقيه الشافعي الفاضل الأديب. تفقه على أبي بكر القفال واشتهر بالأدب واللغة وصنف فيها.
قال ابن السمعاني في تاريخ مرو: وكان من أصحاب الرأي فصار من أصحاب الحديث لصحبته القفال وسمع الحديث منه ومن أبي نصر إسماعيل بن محمد بن محمود المحمودي.
وعنه أبو منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني. ومن شعره قوله (3):
تنافى العقل والمال ... فما بينهما شكل
__________
(1) كلمة سقطت من المخطوطة.
(2) ترجمته في نكت الهميان 258، ومعجم الأدباء 7/ 19، وبغية الوعاة 1/ 149، والوافي 3/ 328.
(3) الشعر له في الوافي بالوفيات وقد سقطت الكلمة الأولى من البيت الثاني في المخطوطة فأثبتناها معتمدين على رواية الوافي وكذلك رويت الأبيات في معاهد التنصيص للعباسي 1/ 149.(1/104)
(هما) كالورد والنر ... جس لا يحويهما فصل
فعقل حيث لا مال ... ومال حيث لا عقل
توفي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
108 - الإمام السبكي (1):
محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام. الإمام العلامة الفقيه الأصولي النحوي قاضي القضاة بقية الإعلام صدر مصر والشام، بهاء الدين أبو البقاء ابن القاضي شديد ابن الشيخ الإمام صدر الدين، الأنصاري الخزرجي السبكي الشافعي الحاكم بالبلاد المصرية ثم الشامية.
مولده سنة سبع وسبعمائة في ربيع الأول.
قال الشيخ تقي الدين بن رافع في معجمه: تفقه على الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الصمد السنباطي والشيخ مجد الدين السنكلوني (2)
وغيرهما. وقرأ الأصول على جده الشيخ صدر الدين والشيخ علاء الدين القونوي ثم علي ابن عم أبيه القاضي تقي الدين السبكي وحفظ مذهب مالك. واستفاد ثروة عظيمة ودنيا واسعة. ولم يكن الحديث من شأنه مع أن إسناده فيه عال وإليه كانت رئاسة بلده. وكان فقيها فصيحا خطيبا مفوها كبير الشأن يبلغ بالبديهة ما لا يبلغ بالروية.
أخذ عنه جلة أهل الأندلس وطال عمره واشتهر اسمه. وممن روى عنه: محمد بن عبد الله الشريشي وأبو الحسين بن زرقون وأبو بكر
__________
(1) ترجمته في الدرر الكامنة 3/ 432، وبغية الوعاة 1/ 152، وشذرات الذهب 6/ 253، والوافي 3/ 210، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 38.
(2) في شذرات: (الزنكلوني).(1/105)
محمد بن علي بن القوال. وأبو (علي) (1) الشلوبين وأبو الخطاب بن دحية ويحيى بن أحمد الشلوني اللبلي وخلق سواهم.
وقرىء عليه كتاب الأربعين في أصول الدين.
وقرأ النحو على الشيخ أثير الدين أبي حيان، قرأ عليه التسهيل ودرس بمصر وشغل الناس ثم انتقل إلى دمشق وناب في الحكم العزيز ولازم إقراء العلم.
وقلت: وأخذ علم المعاني والبيان عن قاضي القضاة جلال الدين القزويني قرأ عليه تلخيصه ورواه عنه. وسمع الحديث بالديار المصرية من جماعة وروى الصحيح عن وزيرة وابن الشحنة وحج غير مرة وكان قدومه إلى دمشق مع قاضي القضاة تقي الدين سنة تسع وثلاثين فاستنابه في الحكم وتصدى لشغل الناس في العلم. وقصده الطلبة وحضر حلقته الفضلاء وعلا صيته وتقدم على شيوخ الشام وله إذ ذاك بضع وثلاثون سنة واشتهرت فضائله.
وكان إماما نظارا جامعا لعلوم شتى. وكان كتب قطعة من اختصار المطلب لابن الرفعة وقطعة من شرح الحاوي الصغير وكتب على مختصر ابن الحاجب شرحا لم يبيض. ودرس بالأتابكية ومدرسة أم الصالح والظاهر البرانية والرواحية والتقوية. ثم ولي قضاء الشام سنة تسع وخمسين مع تدريس الغزالية والعادلية، فباشر ذلك شهر رمضان من السنة ثم انفصل لتغير الدولة ثم توجه إلى مصر بعد ما نزل عن وظائفه لولديه، تولى قضاء العسكر والوكالة السلطانية ونيابة الحكم الكبير لقاضي القضاة عز الدين ابن جماعة واستمر أزيد من سنة ثم استعفى القاضي عز الدين من قضاء القضاة، فوليه عوضا عنه برضاه مع الوظائف المضافة إلى القضاء واستمر نحوا من سبع سنين، ثم وقع بينه وبين أرباب
__________
(1) سقطت كلمة (علي) من المخطوطة وأثبتناها لاستقامة الكلام.(1/106)
الدولة فعزل في سنة ثلاث وسبعين. ثم درس بعد ذلك بيسير بقبة الشافعي رضى الله عنه، والمنصورية عوضا عن ابن عمه بهاء الدين لما وصل الخبر بوفاته بمكة المشرفة. ثم عين لقضاء الشام في السنة المذكورة وكتب توقيعه فاستعفى منه، ثم في السنة الثانية، ألزم بذلك فقدم في أوائل سنة خمس وسبعين قاضيا ومدرسا بالغزالية والعادلية والناصرية وشيخا بدار الحديث الأشرفية. فباشر ذلك أزيد من سنتين وأضيف إليه قبل وفاته الخطابة بالجامع الأموي فباشر ذلك شهرا ثم مرض بحق مائة يوم.
وتوفي في يوم الثلاثاء ثالث عشر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وسبعمائة. وله سبعون سنة كاملة وزيادة. وصلي عليه عقب صلاة العصر بالجامع الأموي. ودفن بتربة عمه قاضي القضاة تاج الدين السبكي بسفح قاسيون. رحمهما الله تعالى.
109 - أبو منصور السمعاني (1):
محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله التميمي، أبو منصور السمعاني المروزي القاضي الفقيه الحنفي العلامة والد الإمام الحافظ أبي المظفر السمعاني وأبي القاسم علي. وكان من أئمة الحنفية بارعا في علوم منها النحو واللغة. وله مصنفات مفيدة. وكان ورعا.
مات بمرو في شوال سنة خمسين وأربعمائة وتوفي معه في السنة القاضي أبو الطيب اللغوي، والماوردي صاحب الفرائض وأبو عبد الله المولى صاحب الفرائض.
__________
(1) ترجمته في الأنساب 308أ، واللباب 1/ 562، ودمية القصر 152، شذرات الذهب 3/ 287، والوافي 3/ 214، والجواهر المضية 2/ 73، 267.(1/107)
110 - أبو عبد الله الكومي (1):
محمد بن عبد الحق بن سليمان العلامة، أبو عبد الله الكومي قاضي تلمسان، المقرىء الفقيه، تفقه بأبيه وبأبي علي الجزار النحوي (2) وأخذ عنهما العربية وأخذ القراءات عن أبي علي أيضا في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وسمع من أبي الحسن بن حسين (3) وأبي عبد الله بن خليل صاحب ابن الطلاع وجماعة. وأجاز له ابن هذيل والسلفي وأبو الحسن بن النعمة. وكان إماما متقنا حميد السيرة. معظما في النفوس كثير الكتب. صنف كتاب الجامع المختار من المنتقى والاستذكار نحو ثلاثة آلاف ورقة. وله تأليف في غريب الموطأ.
ومات بتلمسان سنة خمس وعشرين وستمائة. وقد قارب التسعين.
111 - ابن البيلان (4):
محمد بن عبد الرحمن بن البيلان، بفتح الموحدة ثم مثناة من تحت ساكنة وفتح اللام وبعد الألف نون، المدني مولى عمر، الكوفي النحوي روى عن أبيه عن ابن عمر.
روى عنه: محمد بن الحارث الحارثي وأبو المختار الحراني وعبد الله بن العباس بن الربيع الحارثي من أهل نجران اليمن، وأبو ذر
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 159، والتكملة للأبّار 2/ 623، وأهل المئة للذهبي 136.
(2) في التكملة (الحراز النحوي).
(3) في التكملة (أبي الحسين بن حنين).
(4) ترجمته في تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني 9/ 293وفيه (ابن البيلماني) وكذلك وردت ترجمته في تهذيب الكمال للمزي (مخطوط) 6/ 1229، والجرح والتعديل 3/ 311.(1/108)
محمد بن هيثم وصالح بن عبد الجبار وأبو عبد الرحمن الحضرمي وسفيان الثوري فيما كتب إليه. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث مضطربه. وكان الحميدي يضعه. وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث. وقال ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلاني فالبلاء فيه منه وإذا روى عنه محمد بن الحارث فهما ضعيفان. روى له أبو داود وابن ماجة.
112 - الفهمي القرطبي (1):
محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن القاضي. أبو عبد الله بن أبي زيد الفهمي القرطبي ثم المري. روى عن أبي الوليد عبد الرحمن العتبي وأبي تميم وجماعة. وكان عالما بالنحو منتصبا لإقرائه مشاركا في الأصول والكلام مع فضل وعبادة.
روى عنه ابن بشكوال وابن رزق وابن حبيش وغيرهم. وكان حيّا يرزق سنة أربع وأربعين وخمسمائة (2).
ترجمه الأبار.
113 - ابن خلصة (3):
محمد بن عبد الرحمن بن خلصة (4)، بفتح الحاء المعجمة واللام والصاد المهملة. الإمام أبو عبد الله البلنسي النحوي اللغوي الضرير.
__________
(1) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 471، وبغية الملتمس 194، وبغية الوعاة 1/ 153.
(2) في بغية الوعاة (وفاته بعد سنة 530).
(3) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 128، والوافي 3/ 232، والتكملة للأبّار 1/ 426، والإكمال 5/ 138، والأنساب 331، وجذوة المقتبس 51.
(4) اسمه في بغية الوعاة (محمد بن عبد الله بن خلصة).(1/109)
ذكره ابن الأبار فقال: كان أستاذا في علم اللسان والأدب، فصيحا مفوها. توفي ببلنسية وقيل بالمروية سنة تسع، يعني بتقديم التاء على السين. وخمسمائة (1).
وله شعر في العلامة ابن زهر.
ويقال في نسبه الشذوني، بفتح السين المعجمة ثم ذال معجمة ساكنة ثم واو مفتوحة ثم نون، نسبة إلى شذونة من أعمال إشبيلية بالأندلس. كذلك قيدها ابن السمعاني في أنسابه.
وهو نزيل دانية وكان لبقا من آحاد النحاة والشعراء عن ابن سيده.
وبرع في النحو واللغة. وشعره مدون. قال ابن بسام في الذخيرة: وكان بينه وبين أبي محمد ابن السيد البطليوسي ملاحاة ومنافرة ومباعدة ظاهرة، وجرت بينهما جملة مسائل أجرياها مجرى الرسائل. واتفق أن ابن خلصة خرج يوما ببلنسية فصادف أبا محمد ابن السيد وهو داخل المدينة سبع غلامين وسيمين من طلبته، فأنشده ابن خلصة مرتجلا بقوله:
أي ريح حملت شيخ الربى ... أجنوب أم شمال أم صبا
قالت الريح: أنا لا ذنب لي ... وجد الشيخ صبيّا فصبا
توفي سنة سبعين وأربعمائة (2)، كذلك ذكره.
وقد توفي معه في تسع وخمسمائة جماعة.
__________
(1) في بغية الوعاة (توفي سنة 519) وفي التكملة (سنة 521).
(2) لا ندري من هو الذي توفي من الرجلين سنة 470فابن السيد البطليوسي توفي سنة 521أما ابن خلصة فقد ذكر المؤلف سنة وفاته وهي سنة 509مرتين مرة في صدر هذه الترجمة ومرة في خاتمتها. ولعل ذلك وهم وقع فيه صاحب الذخيرة المنقول عنه هنا.(1/110)
114 - أبو سعد الكنجروذي (1):
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد. الإمام العالم المحدث الفقيه الأديب النحوي الطبيب، أبو سعد (2)
ابن أبي بكر الكنجروذي النيسابوري الفارسي سمع الحديث الكبير وأدرك الأسانيد العالية في الأدب وغيره، ولقي الشيوخ وأدرك ببغداد أئمة النحو والأدب. وحدّث سنين عن أبي عمرو بن حمدان وأبي أحمد التميمي والحاكم أبي أحمد الحافظ وأبي محمد الحسين بن رستم الطرسوسي وأبي سعيد الرازي وأبي العبدوي وأبي الفضل العطار وطبقتهم.
ورزق الرواية حتى سمع منه الخلق سنين وختم بموته أكثر هذه الروايات. قال ابن السمعاني في التحبير: وأجاز لي جميع مسموعاته باستجازة الشيخ الوالد، وخطه عندي بذلك. وله شعر حسن متين يليق بأمثاله، وجرى بينه وبين القاضي أبي جعفر الزوزني البحاثي محاورات أدت إلى وحشة، فوّق القاضي الزوزني بسببها سهام هجائه وجعله غرضا بنى عليه في ذلك كتبا مزج فيها الهزل بالجد ورماه بما برأه الله منه وعافاه عنه.
ذكره عبد الغافر في السياق فقال: هو مشهور من أهل الفضل. وله قدم في الطب والفروسية وأدب السلاح وكان تاريخ وقته لاجتماع فنون العلم فيه. حدّث عن أبي عمرو بن حمدان وطبقته. وتوفي في صفر سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة (3).
قال الأبّار: وكان أبو بكر بن الجدّ يزكيه.
ويحكى عنه أنه يحفظ صحيح البخاري متنا وإسنادا.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 157، والوافي 3/ 231، وأنباه الرواة 3/ 165، واللباب 3/ 54، وتذكرة الحفاظ 4/ 104، والأنساب 488، والسياق لعبد الغافر 109.
(2) في اللباب (أبو سعيد الكنجرودي).
(3) ذكر المؤلف بعد هذا أن وفاة المترجم كانت سنة (595).(1/111)
توفي بمراكش سنة خمس وتسعين وقد قارب التسعين فإنه ولد سنة سبع وخمسمائة وقيل غيره. كان دينا عدلا محبّا للخير مهيبا جريء الكلام قوي النفس مليح الشكل. نجر قوسا يكون سبعة وثلاثين رطلا باليد.
وقال ابن دحية: كان من اللغة بمكان مكين ومورد في الطب عذب معين. كان يحفظ شعر ذي الرمة وهذيل اللغة مع الإشراف على جميع أقوال أهل الطب، مع سمو النسب وكثرة المال والنشب. صحبته زمانا طويلا واستفدت منه أدبا جليلا، وله أشعار حلوة. رحل أبو جده إلى الشرق وولي رئاسة الطب ببغداد ثم بمصر ثم بالقيروان ثم استوطن دانية بالأندلس وطار ذكره. ووالده توفي سنة سبع وخمسين وخمسمائة وجده في سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وكان أبو بكر يقال له الحميد وكان وزيرا محتشما كبير الحرمة في سروات أهل الأندلس. وقد رأس في فنّي الطب والأدب. وبلغ فيهما الغاية.
115 - ابن تريس (1):
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن فرج بن سليمان، أبو عبد الله القيسي المكناسي الشاطبي.
المعروف بابن تريس المعرّي. سمع من أبي علي بن سكرة وأبي محمد بن أبي جعفر وأبي مران بن أبي تليد وطائفة. وله معجم شيوخه.
وأخذ القراءات عن أبي بكر إبراهيم بن خلف والشيخ أبي عبد الله بن الفرّاء الزاهد وجماعة. قال الأبّار: تصدر بشاطبة للإقراء سالكا طريقة محمد بن فرج وأخذ عنه الناس. وكان قديم الطلب مشاركا في الحديث والأدب، يتحقق في القراءات براعة الخط، وكتب علما كثيرا.
حدّث عنه: أبو الحجاج بن أيوب وأبو عمر بن عبّاد. وأثنى عليه
__________
(1) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 497، ومعجم الأبّار 173.(1/112)
ووصف بالتقليل من الدنيا. وقال: توفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وستمائة. وله سبع وسبعون سنة. وروى عنه ابن سفيان ووصفه بالمشاركة في حفظ التاريخ والنظر بالنحو.
116 - أبو عبد الله البنجديهي (1):
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين بن محمد ابن الإمام تاج الدين، أبو عبد الله، وقيل أبو سعيد البنجديهي (2)، بفتح الموحدة ثم نون ساكنة ثم هاء. من أهل بنج من أعمال مرو الروذ، ويعرف بالبندهي، الخراساني المسعودي الفقيه الأديب المحدّث الصوفي اللغوي. نزيل الخانقاه السميساطية (3) وشارح المقامات الحريرية الشرح الكبير، وهو أحسن شرح وجها. ولد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة (4) فيما ذكره أبو المواهب الحسن بن هبة الله ابن صصري الدمشقي، وكان له ثروة ووجاهة عند الملوك، وحظي عند السلطان صلاح الدين وكان يقرأ له الأخبار والأحاديث والحكايات لفصاحته وحسن آدابه. ووقف كتبه على السميساطية لعدم وارث له.
وسمع بخراسان من أبي شجاع عمر بن محمد البسطامي ثم البلخي ومن أبي الحسين مسعود بن محمد الغانمي ومن أبي علي الحسن بن أحمد الموسياباذي وغيرهم. وقدم بغداد مرارا وسمع بها من أبي الوقت وأبي المظفر محمد بن أحمد بن التريكي الخطيب، ثم خرج إلى الشام وسار
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 158، ومعجم الأدباء 7/ 20، وأنباه الرواة 3/ 166، وشذرات الذهب 4/ 280، ووفيات الأعيان 4/ 23، ولسان الميزان 5/ 256، والوافي 3/ 233، والمختصر المحتاج إليه 1/ 67.
(2) في معجم الأدباء (البندجيهي) وهو تصحيف لم يتنبه له المحقق فيما أظن.
(3) السميساطية: أحد أربطة الصوفية.
(4) في معجم الأدباء وبغية الوعاة (ولادته سنة 522).(1/113)
إلى ديار مصر وحدّث هناك وأملى مجالس في سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
وسمع منه: أبو الفتوح نصر بن محمد بن أبي فنون البغدادي وأبو محمد عبد القوي بن عبد الخالق بن وحشي المكي.
وعني بهذا الشأن وكتب وسعى وجمع فأوعى.
قال يوسف خليل: ولم يكن بثقة في نقله.
وقال ابن النجار: كان من الفضلاء في كل فن، في الفقه والحديث والأدب. وكان من أظرف المشايخ وأجملهم وتوفي في ليلة السبت تاسع عشرين ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمسمائة عن اثنتين وثمانين سنة بدمشق. ودفن بسفح قاسيون.
ذكره ابن الدبيثي وترجمه بغالب ما ذكرناه، وذكر مولده ووفاته عن ابن صصري.
قال أبو عبد الله بن الدبيثي: وهو فقيه محدث صوفي جوّال.
117 - أبو عبد الله القزويني (1):
محمد بن عبد الرحمن بن أبي المعالي، أبو عبد الله القزويني الفقيه الشافعي من أهل قزوين.
قال ابن الدبيثي: فقيه فاضل متقن له معرفة باللغة العربية وبالشروط. سمع ببلده من الفقيه أبي بكر ملكداد بن علي العمركي وغيره. وقدم بغداد حاجا في إحدى وثمانين وخمسمائة، وحجّ وعاد وحدّث بها في صفر سنة اثنتين وثمانين عن ملكداد المذكور. سمع منه:
أبو الفضائل محمد بن أبي الفضل القزويني.
__________
(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 3/ 242، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 238، وأنباه الرواة 3/ 165، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 68ونقلت هذه الترجمة حرفيّا عنه.(1/114)
118 - المثلة (1):
محمد بن عبد الرحمن المصري النحوي المعروف بالمثلة والعين شيخ أبي القاسم الطبراني.
119 - أبو عبد الله الأرجاني (2):
محمد بن عبد الرحيم بن يعقوب الأرجاني الأصل الهمداني المولد. أبو عبد الله بن أبي خلف. وأرجان من نواحي الري. وهو ابن أخت أحمد بن أبي الفخر الصوفي الهمداني قدم بغداد وأقام بها مدة وأخذ الناس عنه. توفي في المحرم سنة تسع وسبعين وخمسمائة (3)
ومولده في عشرين وخمسمائة.
120 - ابن فندلة (4):
محمد بن عبد الغني بن عمر بن عبد الله بن فندلة. أبو بكر الإشبيلي، الأديب اللغوي تلميذ أبي الحجاج الأعلم وأخذ أيضا عن أبي مروان بن سراج. وذكر أنه سمع بقرطبة من محمد بن عتّاب كتبا ذكرها.
قال ابن بشكوال: ويبعد ما ذكره والله أعلم.
وتوفي في عقب شوال سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وله تسعون سنة إلّا أشهرا.
__________
(1) كذلك ذكره المؤلف ولم أعثر له على ترجمة في المصادر التي رأيتها ولم تذكره المصادر التي ترجمت لأبي القاسم الطبراني بين شيوخه.
(2) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 167، والجواهر المضية 3/ 167، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 70.
(3) في المصدرين السابقين (وفاته سنة 605).
(4) بغية الوعاة 1/ 161، والصلة لابن بشكوال 2/ 553.(1/115)
121 - أبو الوحدة البراتقيني (1):
محمد بن عبد الستار بن محمد شمس الأئمة، أبو الوحدة (2)
العمادي الكردري البراتقيني من أهل براتقين قصبة من قصبات كردر من أعمال جرجانية خوارزم.
قال الحافظ أبو العلاء الفرضي في كتابه في النسب:
كان أستاذ الأئمة على الإطلاق والموفود عليه من الآفاق. قرأ العربية بخوارزم على الشيخ برهان الدين ناصر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي المطرزي صاحب المغرب والمعرّب. ثم رحل إلى ما وراء النهر وتفقه بسمرقند على شيخ الإسلام برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل بن الخليل الرشداني المرغيناني والشيخ مجد الدين المسّهار السمرقندي عرف بإمام زادة وسمع الحديث منهما وتفقه على جماعة. وتفقه عليه جماعة. وتوفي في سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
122 - الخشني (3):
محمد بن عبد السلام الجناني الخشني نزيل قرطبة. رحل إلى المشرق، فلقي المازني وأبا حاتم والرياشي. وكتب عن رجال الحديث.
__________
(1) ترجمته في الجواهر المضية 2/ 82، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى 104، والنجوم الزاهرة 6/ 351، وتاج التراجم 64.
(2) في الجواهر «أبو الوجد البرانيقي، وبرانيق قصبة من قصبات كردر من أعمال جرجانية خوارزم».
(3) ترجمته في جذوة المقتبس 421، وطبقات النحويين 290، وبغية الوعاة 1/ 160، وتذكرة الحفاظ 2/ 649، واللباب 1/ 374، ونفح الطيب 3/ 6، وبغية الملتمس 202، وتاريخ علماء الأندلس 2/ 16.
وذكر السيوطي في بغية الوعاة والمقري في نفح الطيب أنه (توفي سنة 286).(1/116)
وله تأليف في شرح الحديث، فيه من الغريب علم كبير. وكان خيّرا دينا، ذكره كذلك الزبيدي في طبقاته.
123 - الشقوري (1):
محمد بن عبد العزيز بن علي بن عيسى، أبو الحسن الغافقي القرطبي المعروف بالشقوري سمع من أبي عبد الله بن الأحمر وأبي بكر ابن العربي وأبي جعفر البطروجي وجماعة.
قال الأبّار: وكان حافظا لأخبار الأندلس، معنيّا بالرجال، ضابطا، له مشاركة في اللغة والنحو، مع الزهد والفضل، وولي قضاء شقورة فحمدت سيرته.
124 - ابن منده (2):
محمد بن عبد العزيز بن محمد بن محمود بن سهل بن مندة التيمي (3) النحوي القاضي، يلقب بسيبويه.
روى عن محمد بن عبد الله بن رفاعة الهاشمي.
حدّث عنه: عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده.
قال يحيى بن منده: هو أحد وجوه أهل العلم، عالم بالنحو واللغة، حدث عنه جماعة.
__________
(1) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 529وذكر أن وفاته كانت (سنة 579).
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 161، وأنباه الرواة 3/ 169.
(3) في أنباه الرواة (التميمي).(1/117)
125 - شمس الدين المرداوي (1):
محمد بن عبد القوي، العلّامة شمس الدين المرداوي، الحنبلي الصالحي النحوي اللغوي، شيخ أبي العباس ابن تيمية في النحو.
ولد سنة ثلاثين وستمائة (2)، درّس وأفتى وصنف وبرع في العربية واللغة وأشغل عدة.
وكان من محاسن الشيوخ، روى عن خطيب مردي وطبقته وعاش سبعين سنة بتقديم السين أو أكثر. ومات في ربيع الأول سنة تسع وتسعين بتقديم التاء فيهما وستمائة.
126 - ابن الأنباري (3):
محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم بن عبد القاهر بن يزيد بن رفاعة. أبو عبد الله الشيباني سديد الدولة ابن الأنباري، كاتب الإنشاء بالديوان العزيز، الكاتب البليغ.
ولد في سادس ذي القعدة سنة عشر وأربعمائة.
قال ابن الدبيثي: كاتب فاضل له معرفة حسنة بالأدب وله ترسل وشعر جيد، أقام كذلك أكثر من خمسين سنة وناب عن الوزارة في بعض الأزمنة ونفذ في الرسائل إلى الشام وخراسان مرارا. وكان مقدما مأمونا
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 161، وشذرات الذهب 5/ 452، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 342، والوافي 3/ 278، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 83.
(2) في ذيل طبقات الحنابلة (ولد سنة 603).
(3) ترجمته في شذرات الذهب 4/ 184، والوافي 3/ 279، وتاريخ ابن كثير 12/ 247، والخريدة (قسم العراق) 1/ 140، والمختصر المحتاج إليه 1/ 73، والمنتظم 10/ 206، والنجوم الزاهرة 5/ 364، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 74.(1/118)
محمود المصادر والموارد وله الرأي الصائب والتدبير الحسن والسفارة الحميدة.
وكان بينه وبين أبي محمد القاسم بن علي الحريري البصري مكاتبات ورسائل موجودة مدونة حسنة الألفاظ والمعاني.
سمع شيئا من الحديث في شبابه لا صبوته من أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين.
وروى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخياط الدمشقي وأبي عبد الله محمد بن نصر القيسراني شيئا من شعرهما.
وسمع منه: أبو الفضل بن شافع والشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وأبو الفرج المبارك بن النقور وغيرهم.
توفي في تاسع عشر رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة من دون تسعين سنة بسنة أو سنتين. قال ابن الدبيثي: أرخه صدقة بن الحسين الناسخ في تاريخه. وقال: كان فيه فضل وأدب قال الذهبي: كان ذا رأي وحزم وعقل، عاش نيفا وثمانين سنة.
127 - ابن زهر (1):
محمد بن عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهير، أبو بكر الإيادي الإشبيلي، شيخ الطب وجالينوس العصر.
ولد سنة سبع بتقديم السين وخمسمائة.
وأخذ الصناعة عن جده أبي العلاء بن زهر بن عبد الملك وعن أبيه.
ونال تقدما وحظوة عند السلاطين، وحمل الناس عنه تصانيفه. وكان
__________
(1) ترجمته في معجم الأدباء 7/ 21، ووفيات الأعيان 4/ 61، وشذرات الذهب 4/ 320، ونفح الطيب 3/ 17، والتكملة للأبّار 3/ 17.(1/119)
جوادا ممدحا محتشما كثير العلوم. قيل: إنه حفظ صحيح البخاري كله وشعر ذي الرمة، وبرع في العربية.
قال الذهبي: وتفرد بالإمامة في الطب في زمانه مع الحظ الوافر من اللغة والآداب والشعر، وإليه انتهت الرئاسة بإشبيلية، كان لا يعدله أحد في الحظوة عند السلاطين.
وكان سمحا جوادا نفاعا بماله وجاهه ممدحا. ولا أعرف له رواية.
قال الأبار: وقد أخذ عنه الأستاذ أبو علي الشلوبين وأبو الخطاب ابن دحية.
ومات بمراكش سنة خمس وتسعين بتقديم التاء، وخمسمائة.
128 - أبو بكر اللخمي (1):
محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز، أبو بكر القرطبي اللخمي، أصله من إشبيلية.
روى عن أبي عبيد السكري وأبي علي الغساني وأبي الحسين بن سراج.
قال الذهبي: وكان رأسا في اللغة والعربية ومعاني الشعر والبلاغة.
كاتبا مجيدا.
توفي في نصف ذي الحجة سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
129 - غلام ثعلب (2):
محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي، أبو عمر الزاهد
__________
(1) ترجمته في الصلة 2/ 555، ومعجم الأبّار 132.
(2) ترجمته في وفيات الأعيان 3/ 454، وأنباه الرواة 3/ 171، ومعجم الأدباء 7/ 26، ونزهة الألباء 190، ولسان الميزان 5/ 268، وشذرات الذهب 2/ 370، واللباب(1/120)
المطرز، صاحب ثعلب وتلميذه، ولذلك عرف بغلام ثعلب. الإمام الحافظ النحوي اللغوي صاحب التصانيف الكثيرة المفيدة.
ولد سنة إحدى وستين ومائتين.
وروى عن موسى الوشاء (1) وأحمد بن عبيد الله النرسي وإبراهيم بن الهيثم البلدي وبشر بن موسى الأسدي وطائفة. وكان في الذكاء وفي حفظ اللغة آية، أملى فيها ثلاثين ألف ورقة من حفظه.
قال الخطيب البغدادي: سمعت غير واحد يحكي من الأشياخ والكتاب وأهل الأدب أنهم كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه. وكان له جزء في فضائل معاوية رضي الله عنه فلا يقرئهم شيئا حتى يبتدىء بقراءة ذلك الجزء وكان جميع الشيوخ يوثقونه في الحديث.
وله من المصنفات: كتاب غريب الحديث، صنفه على مسند الإمام أحمد بن حنبل. وكتاب الياقوتة في غريب القرآن، وكتاب فائت الفصيح، وكتاب الشورى. والبيوع وكتاب شرح الفصيح. وكتاب الموضح، وكتاب الساعات وكتاب يوم وليلة. وكتاب المستحسن.
وكتاب العشرات وكتاب تفسير أسماء الشعراء. وكتاب القبائل. وكتاب النوادر. وكتاب البوادر وكتاب فائت العين. وكتاب المداخل. وكتاب التفاحة. وكتاب المكنون. وكتاب الملتزم. وكتاب ما نكرته الأعراب على أبي عبيدة فيما رواه وصنفه. وأعلم أن أكبر ما نقله أبو محمد ابن السيد عنه ما روى أبو الحسن محمد بن زرقويه وأبو علي بن شاذان، وأبو علي بن بشران وغيرهم. وكان لسعة علمه وروايته، يكذبه أهل زمانه.
قال ابن خلكان وغيره: قصد جماعة الأخذ عنه عند قنطرة هناك،
__________
2/ 183، وتذكرة الحفاظ 3/ 873، وتاريخ ابن كثير 11/ 230، وطبقات الحنابلة 2/ 67، وطبقات النحويين 229، وبغية الوعاة 1/ 164، والفهرست 7776.
(1) في شذرات الذهب (موسى الوشي).(1/121)
فذكروا أخباره وأنه يكذب. فقال أحدهم: أنا أصحف له اسم هذه القنطرة وأسأله عنها. ثم قال له: ما القنطرة عند العرب؟ قال: كذا وكذا. فضحكوا سرّا وتركوه شهرا ثم خلوا آخر يسأله عن اللفظة بعينها.
فقال: أليس قد سئلت عن هذه اللفظة بعينها منذ كذا وكذا، وأجيب عنها بكذا وكذا.
وكان يؤدب أولاد القاضي أبي عمر محمد بن يوسف. فأملى يوما على بعض ولد القاضي مسألة في اللغة وذكر غريبها، وختم ذلك ببيتين من الشعر وحضر ابن دريد والأنباري وابن مقسم عند القاضي أبي عمر.
فعرض عليهم تلك المسائل فما عرفوا منها شيئا وأنكروا الشعر فقال لهم القاضي: ما يقولون فيها. فقال ابن الأنباري: أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن ولست أقول شيئا. وقال ابن مقسم مثل ذلك واحتج باشتغاله بالقراءات. وقال ابن دريد: هذه من موضوعات أبي عمر ولا أصل لشيء منها في اللغة. وانصرفوا فبلغ ذلك أبا عمر واجتمع بالقاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء عينهم. ففتح القاضي خزانة كتبه وأخرج تلك الدواوين، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ويخرج لها شاهدا من بعض تلك الدواوين ويعرضه على القاضي حتى استوفى جميعها. ثم قال: وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبها القاضي بخطه على ظهر الكتاب الفلاني فأحضره القاضي فوجده كما قال أبو عمر. فبلغ ذلك ابن دريد فلم يتكلم بعدها في أبي عمر بكلمة.
وقال رئيس الرؤساء (1): لقد رأيت أشياء كثيرة مما يستنكر على أبي عمر ونسب فيها إلى الكذب مدونة في كتب اللغة وخاصة في غريب المصنف لأبي عبيد.
وقال عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي: لم يتكلم أحد من
__________
(1) هو أبو القاسم علي بن الحسن (انظر تذكرة الحفاظ 3/ 874).(1/122)
الأولين والآخرين في علم اللغة أحسن من كلام أبي عمر الزاهد المطرز.
وكان مغاليا في حب معاوية. وكان ابن ماسي يرسل إليه نفقة فبلغه (ذلك) (1) فقطع عنه ذلك لعدة، ثم أرسل إليه بعد ذلك جملة ما كان في رسمه وبعث برقعة يعتذر إليه فأمر أن يكتب على رقعة: أكرمتنا فملكتنا ثم عرضت عنا فأرحتنا.
وقد ذكر في طبقات الشافعية من شعره قوله:
ولما وقفنا بالصراة عشية ... حيارى لتوديع ورد سلام
وقفنا على رغم الحسود وكلنا ... يفض عن الأشواق كل ختام
وشوقني عند الوداع عناقه ... فلما رأى وجدي به وغرامي
تلثم مرتابا بفضل ردائه ... فقلت هلال بعد بدر تمام
فقبلته فوق اللثام فقال لي ... هي الخمر إلا أنها بفدام (2)
ومرض الإمام أبو علي محمد بن الحسن الحاتمي فتأخر عن مجلسه فعاده أبو عمر فلم يجده، فكتب بخطه:
وأعجب شيء سمعنا به ... عليل يعاد فلا يوجد
وتوفي ثالث عشر ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. ودفن ببغداد في الضفة التي تقابل معروفا الكرخي وبينهما عرض الطريق.
__________
(1) كلمة ساقطة من المخطوطة.
(2) الأبيات، مع اختلاف يسير في روايتها، في طبقات الشافعية للسبكي 3/ 97منسوبة للمطرز البغدادي، ورويت في اللباب 3/ 149لأبي القاسم عبد الواحد بن محمد المطرز الشاعر البغدادي ونقل ذلك أيضا ابن خلكان 3/ 455عن أنساب السمعاني وقال ربما كان الشاعر (والد أبي عمر هذا).(1/123)
130 - ابن العويص (1):
محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن هشام، الإمام أبو عبد الله الخشني الرندي. نزيل مالقة ويعرف قديما بابن العويص.
أخذ القراءات عن منصور ابن الخير وعن أبي القاسم بن رضي.
وسمع من ابن مغيث وابن مكي وجماعة. وناظر في كتاب سيبويه علي ابن الطراوة. وروى عنه وعن أبي محمد البطليوسي.
قال الأبار: وكان مقرئا ماهرا نحويّا لغويّا دأب على تعليم القرآن والعربية وحدث. وتوفي بمالقة في شوال سنة ست وسبعين وخمسمائة.
بسماعه عن ابن حوط الله وأبي العباس العزفي.
131 - أبو الفرج البصري (2):
محمد بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين، القاضي أبو الفرج بن أبي البقاء البصري قاضي البصرة من قبل قاضي القضاة الدامغاني.
ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
وكان فقيها أديبا لغويّا عالما كبير الحفظ ومن أعلم الناس بالعربية واللغة، دينا مهيبا، على مجلسه وقار. تام المروءة. له تصانيف. وأملى أيام الجمعات بجامع البصرة مجالس. وحدث وبنى فيها مدرسة في غاية الحسن. ورد بغداد وأخذ عن القاضي أبي الطيب الطبري وأبي الحسن الماوردي والشيخ أبي إسحاق (3).
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 169، والتكملة للأبّار 2/ 525.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 170، ومعجم الأدباء 7/ 30، وتاريخ ابن كثير 12/ 166، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 242.
(3) في معجم الأدباء (الشيخ أبي إسحاق الشيرازي).(1/124)
توفي في المحرم سنة تسع وتسعين بتقديم التاء فيهما على السين، وأربعمائة.
132 - البلعمي (1):
محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن جابر (2) بن معبد حفيد الوزير أبي الفضل البلعمي. بفتح الموحدة وسكون اللام وفتح العين المهملة وفي آخرها الميم.
وزير إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان. استولى جده رجاء (3)
على بلعم وهي بلدة من بلاد الروم حين دخلها مسلمة بن عبد الملك وأقام فيها وكثر نسله بها فنسبوا إليها.
روى عن محمد بن نصر المروزي وغيره. وصنف كتاب تنقيح البلاغة وكتاب المقالات. وكان أحد رجال الدهر عقلا ورأيا وبلاغة.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان كثير السماع من مشايخ عصره بمرو وبخارى ونيسابور وسمرقند وسرخس. وكان قد سمع أكثر الكتب من محمد بن نصر.
مات سنة تسع بتقديم التاء على السين وعشرين وثلاثمائة. قال ابن ماكولا.
133 - الغلابي (4):
محمد بن عبيد الله الغلابي، بالعين المعجمة المفتوحة وتخفيف
__________
(1) ترجمته في اللباب 1/ 141، وشذرات الذهب 2/ 324، وطبقات الإسنوي 1/ 217.
(2) في اللباب (عيسى بن رجاء).
(3) سماه ابن قاضي شهبة (جابر) فيما تقدم من نسب المترجم.
(4) ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 3.(1/125)
اللام، نسبة إلى اسم جده غلاب، قيده ابن السمعاني وغيره.
قال ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل: سألت أبي عنه، فقال: هذا مثل الأصمعي صاحب نوادر ومحله الصدق. ولم يكن راوية للحديث.
134 - ابن أبي كدية (1):
محمد بن عتيق بن محمد بن أبي نصر العلامة، أبو عبد الله بن أبي بكر التميمي القيرواني المقرىء وأبي المقرىء النحوي المتكلم الأشعري المعروف بابن أبي كدية. بضم الكاف وسكون الدال المهملة ثم مثناة من تحت مفتوحة.
قال سبط ابن الجوزي: كان يحفظ كتاب سيبويه.
وقال غيره: أخذ علم الكلام بالقيروان عن أبي عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي الأصولي صاحب ابن الباقلاني.
وقرأ القراءات بمصر على أبي العباس بن يعيش وسمع من أبي عبد الله القضاعي وأبي عمر بن عبد البر وجماعة وقدم دمشق فأخذ عنه الأصول أبو الفتح نصر الله المصيصي. وأقرأ الكلام والقراءات بالنظامية ببغداد زمانا. وسمع بها من أصحاب المخلص.
قرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري، وحدّث عنه: أبو الحسين عبد الخالق اليوسفي.
قال ابن عقيل: ذاكرته فرأيته مملوءا علما وحفظا. وقال السلفي:
كان مشارا إليه في علم الكلام، قال لي: أدرّس علم الكلام من سنة ثلاث
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 195، وفوات الوفيات 2/ 473، والنجوم الزاهرة 5/ 217.(1/126)
وأربعين، وكان مقدما على نظرائه مبجلا عند من ينتحل مذهبه مجانبا عند مخالفيه، وجرت بينه وبين الحنابلة فتن وأوذي غاية الإيذاء.
أنشدني من شعره صديقه (1).
قال الذهبي: توفي ببغداد في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وقد جاوز السبعين. وقراءته على ابن يعيش سنة اثنتين وأربعين (2). ودفن عند الأشعري وكان صلبا في الاعتقاد. وسمع يوما قائلا ينشد أبيات أبي العلاء. وهي:
ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة ... وحق لسكان البسيطة أن يبكوا
تحطمنا الأيام حتى كأننا ... زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك (3)
فقال ابن أبي كدية مجيبا له، يقول:
كذبت وبيت الله حلفة صادق ... سيسبكها بعد الثوى من له الملك
ويرجع أجساما صحاحا سليمة ... تعارف في الفردوس ما عندنا شك (4)
ومن شعره قوله أيضا:
كلام إلهي ثابت لا يفارقه ... وما دون رب العرش فالله خالقه
ومن لم يقل هذا فقد صار ملحدا ... وصار إلى قول النصارى يوافقه
__________
(1) العبارة ناقصة ولا ندري من صديقه هذا ولعلها (أنشدني من شعره قصيدة).
(2) إذا كانت وفاته سنة 512وهو في الخامسة والسبعين من عمره فتكون ولادته على هذا سنة 437ويكون قد قرأ على ابن يعيش وعمره خمس سنوات ودرّس علم الكلام وعمره ست سنوات على رواية السلفي السابقة وهو أمر غير معقول ولا مقبول.
(3) اللزوميات 2/ 216 (بيروت 1961).
(4) الشعر له مع اختلاف يسير في الرواية في فوات الوفيات 2/ 195.(1/127)
135 - ابن بلبل (1):
محمد بن عثمان بن بلبل، أبو عبد الله النحوي.
قرأ على ابن خالويه وروى عنه. وكان يكتب خطّا صحيحا مليحا.
وهو تلميذ أبي العباس الثاني (2) المصيصي. توفي سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
ومدح الإمام القادر بالله بقصيدة منها قوله:
تزاحم آمال العفاة ببابه ... كما ازدحمت هيم الركاب على الورد
فلم يخل من أسماعه لفظ مادح ... ولم يخل من أرفاده كف ذي رفد
يردّ على الأيام إنفاذ حكمها ... وليس لما يقضي عليهن من رد
وينزع من كف الزمان غصوبة ... ولو كان طيب النوم في الأعين الرمد
له في شبا الأقلام ما له في الظبا ... فيمشق من حد ويضرب من حد
فهذا يمد الطرس من ثمر الحجى ... وهاتيك في ظل من النقع ممتدّ
136 - ابن أبي الفضل المقرىء (3):
محمد بن عثمان بن أبي الفضل المقرىء الأديب النحوي. كان يسكن درب نمل بباب الأزج.
لقن القرآن خلقا من الناس وأقرأ النحو مدة. وأخذ عنه جماعة.
وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن الحصين وأبي غالب بن البنّاء وغيرهما.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 170، ومعجم الأدباء 7/ 39.
(2) كذلك وردت في المخطوطة وصوابها (أبو العباس النامي المصيصي) وهو شاعر مشهور من مدّاح سيف الدولة وتوفي سنة 399 (ترجمته في وفيات الأعيان 1/ 107).
(3) ترجمته في ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 86.(1/128)
قال ابن الدبيثي: ذكره شيخنا أبو العباس أحمد بن هبة الله بن الزاهد فأثنى عليه، وقال: قرأت عليه القرآن وأفادني وأسمعني الحديث.
حدثنا عنه العدل أبو العباس أحمد بن أحمد البنديجي الأزجي وقال:
توفي في سلخ رجب سنة أربع وستين وخمسمائة ودفن في مستهل شعبان.
137 - العزيري (1):
محمد بن عزير، أبو بكر السجستاني، مصنف غريب القرآن على حروف المعجم، المعروف بالعزيري يقال إنه صنفه في خمس عشرة سنة (2).
أخذ عن أبي بكر بن الأنباري وقرأ كتابه هذا عليه، وكان يصلح له فيه.
وروى عنه كتابه: عمّار بن أحمد بن سمعان المجاشعي.
وقد اشتهر على السنة العلماء بالزاء المكررة وهذا وهم (3)، ثم على جماعة من الحفاظ قيدوه كذلك منهم الدارقطني وعبدان نعني والخطيب البغدادي، وابن ماكولا.
قال الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر: من قاله براءين فقد صحّف. ثم احتج لذلك بأمور يطول شرحها تفيد العلم بأنه براء وكذلك قيده ابن نقطة وابن النجّار بعده.
وممن قاله بزاي ثم راء الإمام أبو الحسن علي بن عبد الرحيم ابن العصار البغدادي وغلّط من قاله براءين، وكذلك إبراهيم ابن محمد ابن عرفة نفطويه.
__________
(1) ترجمته في اللباب 2/ 135، ونزهة الألباء 215، وبغية الوعاة 1/ 171.
(2) في المخطوطة (خمسة عشر سنة).
(3) قال ابن الأثير في اللباب (ومن قاله بزاءين فقد أخطأ).(1/129)
وقال ابن الأنباري: اختلف في أبيه، سمعت شيخنا أبا منصور الجواليقي يملي عن أبي زكريا التبريزي، أنه قال: رأيت عزيزا عليه علامة الراءين معجمة. وذكر القاضي أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن أبي البقاء: أنه من بني عزره، وجده عزيري بالراء نسبة إلى القبيلة. ومن قاله بالزاي نسبة إلى الجد. وقال أبو سعيد بن السمعاني في أنسابه: هو منسوب إلى أبيه عزير براء آخره ومن قاله براءين فقد أخطأ، وكذلك تبعه على ذلك ابن الأثير في كتابه.
قال أبو بكر بن نقطة: ذكره الأمير في باب عزيز بزاي مكررة، قال الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السيلامي اللغوي المحدث:
والصواب: محمد بن عزير بالراء. وبالزاي تصحيف، وقد ذكره الدارقطني وعبد الغني والخطيب والأمير ابن ماكولا كلهم على السهو.
كل واحد منهم سمع الآخر. وقد ضبطه الأثبات من اللغويين بالراء.
ورأيت بخطه في كتاب الملاحن لابن دريد، وكتب عنه محمد بن دريد، كتب ابن عزير السجستاني وقيده بالراء.
قال: ورأيت بخط إبراهيم بن محمد الطبري، عرف بنورول، وكان ضابطا نسخة غريب القرآن لابن عزير وقد ضبط عزير بالراء. وقد كتبت عنه الكتاب أيضا وقابلت بها نسختي.
قال ابن نقطة: ورأيت بخط أبي عامر محمد بن سعدون الغيدري الإمام في اللغة والحديث، وكان حافظا متقيا، في آخر كتاب غريب القرآن لابن عزير قد كتبته عن عبد المحسن بن محمد بن علي الشيخي، قال عبد المحسن: رأيت نسخة من هذا الكتاب بخط ابن نجده محمد بن الحسين بن محمد الطبري. وكان في غاية الإتقان، خطه حجة.
ترجمتها: غريب القرآن تأليف محمد بن عزيز بن أعين، معجمه قال أبو عامر: ورأيت أنا نسخة من كتاب الألفاظ رواية أبي محمد بن
الأنباري عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن أبي ناصح نصر لمحمد بن عزيز كذلك رأيته مجوّدا وذلك مكتوب بخط ابن عزير نفسه الذي لا يشك فيه أحد من أهل المعرفة بخطوط المتقدمين.(1/130)
ترجمتها: غريب القرآن تأليف محمد بن عزيز بن أعين، معجمه قال أبو عامر: ورأيت أنا نسخة من كتاب الألفاظ رواية أبي محمد بن
الأنباري عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن أبي ناصح نصر لمحمد بن عزيز كذلك رأيته مجوّدا وذلك مكتوب بخط ابن عزير نفسه الذي لا يشك فيه أحد من أهل المعرفة بخطوط المتقدمين.
138 - أبو منصور النحوي العتّابي (1):
محمد بن علي بن إبراهيم بن زبرج.
ولد في ربيع الأول سنة أربع وثمانين وأربعمائة. أبو منصور النحوي العتابي.
وكانت له معرفة بالنحو واللغة. قرأ على أبي السعادات هبة الله بن الشجري وأبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي. وسمع الحديث من أبي العباس أحمد بن علي بن قريش وأبي الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وروى عنهم.
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وغيره. وقال القرشي (2) وتوفي في ليلة خامس عشرين (3) جمادى الأولى سنة ست وخمسين وخمسمائة، ذكره ابن الدبيثي. وقال الذهبي: صاحب المنسوب. وكان من كبار النحاة وخطه يتنافس فيه الفضلاء. جاوز السبعين.
__________
(1) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 1/ 88، وبغية الوعاة 1/ 173، والوافي 4/ 152، وأنباه الرواة 3/ 188، ووفيات الأعيان 4/ 22، ومعجم الأدباء 7/ 40، وذيل تاريخ بغداد 1/ 89.
(2و 3) في بغية الوعاة (خامس عشر جمادى الأولى).(1/131)
139 - ابن حميدة الحلي (1):
محمد بن علي بن أحمد، أبو عبد الله عرف بابن حميدة. من أهل الحلة المزيدية النحوي الأديب الشاعر.
قال ابن الدبيثي: هو أديب فاضل له معرفة حسنة بالنحو والعربية.
قرأ ببلده علي شيخ كان هناك يعرف بخزيمة، وقدم بغداد وقرأ بها على أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشّاب ولازمه مدة، وأخذ عنه علم النحو، وكان له شعر حسن وأخذ الناس عنه ببلده أدبا وتخرج به جماعة في علم النحو ورووا شيئا من شعره. وسمعت جماعة يصفونه بالفضل والمعرفة والأدب، وما لقيته.
وقال الذهبي في تاريخه: نحوي بارع حاذق بصير باللغة شاعر له شرح أبيات الجمل وكتاب شرح اللمع وكتاب في التصريف. وكتاب شرح المقامات، إلى غير ذلك وأظنه مات سنة خمس وخمسمائة (2).
140 - أبو بكر الأذفوي (3):
محمد بن علي بن أحمد (4) الإمام أبو بكر الأذفوي (5) المصري المقرىء النحوي المفسر، نزيل مصر وصاحب التفسير الكبير المسمى بالاستغناء في مائة وعشرين مجلدا، وشيخ الديار المصرية وعالمها.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 173، ومعجم الأدباء 7/ 40، وأنباه الرواة 3/ 185، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 99.
(2) وفاته في البغية (سنة 550).
(3) ترجمته في طبقات القراء 2/ 198، وأنباه الرواة 3/ 186، وحسن المحاضرة 1/ 209، وشذرات الذهب 3/ 130، ومعجم البلدان 1/ 156، وطبقات المفسرين للسيوطي 28، وبغية الوعاة 1/ 189.
(4) في بغية الوعاة (محمد بن علي بن محمد).
(5) في بغية الوعاة وأنباه الرواة (الأدفوي) بالدال المهملة.(1/132)
وأذفو قرية من الصعيد مما يلي أسوان. وكان خشّابا يتجر. ولد سنة ثلاث وقيل في صفر سنة أربع وثلاثمائة، وقيل سنة خمس وثلاثمائة بمصر.
قرأ القراءات على أبي غانم المظفر بن أحمد. وسمع الحروف من أحمد بن إبراهيم بن جامع وسعيد بن السّكن. وأخذ النحو عن أبي جعفر النحاس وحمل عنه كتبه. وأخذ عن المبرد أيضا. وأتقن قراءة ورش على أبي غانم المظفر بن أحمد، وبرع في علوم القرآن.
وكان سيد أهل عصره بمصر قال أبو عمرو الداني: انفرد أبو بكر بالإمامة في وقته في قراءة نافع مع سعة علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وتمكنه من علوم العربية وبصره بالمعاني.
روى عنه القراءات جماعة من الأكابر منهم محمد بن الحسين بن النعمان وشيخنا الحسين بن سلمان وعاش ثلاثا وثمانين سنة. انتهى.
وقد صنف تفسيرا في مائة وعشرين مجلدا موجودا بالقاهرة منه نسخة وقف بالفاضلية مدرسة القاضي الفاضل.
قال سهل بن عبد الله البزاز: صنف شيخنا أبو بكر الأذفوي كتابه الاستغناء في علوم القرآن في اثنتي عشرة سنة.
توفي في سابع ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وفي أنساب الرشاطي لسبع بقين من ربيع الأول عن خمس وثمانين سنة.
قال الذهبي: وكانت له حلقة كبيرة للعلم وقد غلط ابن سواد فأسند قراءة ورش عن شيخه العثماني عن الأذفوي عن قراءته على أحمد بن عبد الله بن هلال، هكذا ذكر. قال: فأسقط بينهما رجلا هو المظفر بن أحمد عن ابن هلال.
وقد توفي معه في هذه السنة: أبو سليمان الخطّابي وأبو علي الحاتمي اللغوي الكاتب تلميذ أبي عمر الزاهد.(1/133)
141 - مبرمان (1):
محمد بن علي بن إسماعيل. أبو بكر العسكري. نسبة إلى عسكر مصر (2)، حارة من مدينة مصر نزلها عسكر صالح بن علي بن عبد الله بن عباس. كذلك ذكره ياقوت، الأرمي بفتح الهمزة والراء نسبة إلى أرم منزل بين سوق الأهواز ورامهرمز. الملقب بمبرمان بفتح الميم بعدها موحدة ساكنة ثم راء مفتوحة ثم ميم ثم ألف بعدها نون. لقبه بذلك أبو العباس المبرد لكثرة سؤاله وملازمته له. صنف شرح سيبويه ولم يتمه، وكتاب العيون، وكتاب علل النحو وكتاب التلقين وشرح شواهد سيبويه وكتاب المجاز وكتاب شكر النعم.
قال الزبيدي: وله كتاب في تفسير كتاب الأخفش النسخة الوسطى حسن. وتصدر بالأهواز مدة وأفاد بها.
أخذ عنه الكبار مثل السيرافي وأبي علي الفارسي، وذكره ابن يونس ابن عبد الأعلى في تاريخ مصر فقال: كان مختار أهل العلم ومفتيهم روى عن يونس وأقرانه. وحدث بكتب الشافعي عن الربيع بن سليمان ومات يوم الأربعاء سابع ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثلاثمائة (3)
انتهى.
وقال غيره: كان دني النفس وضيعها مهينا. يأخذ من الطلبة ويلح عليهم، ويطلب حمال قفص فيحمله إلى داره من غير عجز، وربما انبسط
__________
(1) ترجمته في معجم الأدباء 7/ 42، وطبقات النحويين 125، وأنباه الرواة 3/ 189، وشذرات الذهب 4/ 310، وبغية الوعاة 1/ 175، والفلاكة والمفلوكين 113، والوافي بالوفيات 4/ 108، ومجلة رسالة الإسلام العدد (7) وفيها بحث عنه للدكتور جواد علوش.
(2) في أنباه الرواة (عسكر مكرم).
(3) وفاته في بغية الوعاة (سنة 345).(1/134)
فبال على الحمال. فيصيح ذلك الحمال فيقول له: أحسب أنك حملت رأس غنم ويتنقل بالتمر ويحذف الناس بنواه.
142 - ابن البرّ (1):
محمد بن علي بن البرّ بكسر الموحدة ثم راء مشددة.
قيّده كذلك الأئمة منهم أبو بكر بن نقطة. وأبو بكر الغوثي.
القروي اللغوي الحاسب الأديب.
حدّث عن إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري وأبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي. وعنه الإمام أبو القاسم علي بن جعفر بن القطاع اللغوي حدّث عنه بكتاب صحاح الجوهري، وأخذ عنه علم اللغة.
143 - ابن عسكر (2):
محمد بن علي بن خضر بن هارون، أبو عبد الله الغساني المالقي المعروف بابن عسكر.
سمع من أبي الحجاج ابن الشيخ وأبي القاسم بن سحنون وجماعة آخرين.
قال الأبّار: ولي قضاء بلده مرتين وكان فقيها مجيدا حافظا للغة أديبا بليغا، له مصنفات مفيدة منها: أربعون حديثا التزم فيها موافقة اسم شيخه الصحابي وما أراه سبق إلى ذلك.
توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وستمائة وله نيف وستون سنة رحمه الله.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 178، وأنباه الرواة 3/ 190، والتكملة للأبّار 2/ 671.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 179، والتكملة للأبّار 2/ 641.(1/135)
144 - الحصيني (1):
محمد بن علي بن سعيد بن أبي نصر، أبو عبد الله الحصيني، بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ثم مثناة من تحت ساكنة ثم نون، نسبة إلى حصين قرية من سواد غربي بغداد، كذا ضبطه الذهبي في المشتبه، الضرير شيخ المستنصرية، قدم بغداد صغيرا وحفظ القرآن واشتغل وسمع من أبي سكينة (2)، واشتغل بالعربية على محب الدين أبي البقاء العكبري وحصل عنه طرفا جيدا. وكان ذكيّا مقبول الصورة دينا عاقلا متوددا صحيح الذهن. ورتب مدرسا للنحو بالمستنصرية وتخرج به جماعة وانتفعوا به.
وتوفي ليلة الأحد عاشر شوال سنة تسع بتقديم التاء على السين وثلاثين وستمائة ببغداد.
145 - ابن الدهّان (3):
محمد بن الدهان بن علي بن شعيب (4) فخر الدين أبو شجاع بن الدهان البغدادي النحوي اللغوي الفرضي الحاسب الأديب الشاعر.
ولد ببغداد فانتقل إلى الموصل وصحب الوزير جمال الدين الأصبهاني ثم تحول إلى خدمة السلطان صلاح الدين فولاه ديوان ميافارقين فلم يتم له بها حال مع وإليها فرحل إلى دمشق وأجرى له بها
__________
(1) ترجمته في الإكمال 3/ 38 (الحاشية)، والمشتبه للذهبي 166.
(2) في حاشية الإكمال (أبي أحمد بن سكينة).
(3) ترجمته في الوافي 4/ 164، وبغية الوعاة 1/ 180، وشذرات الذهب 4/ 304، ووفيات الأعيان 4/ 105، وتاريخ ابن كثير 13/ 3، وأنباه الرواة 3/ 191، والنجوم الزاهرة 6/ 139، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 538، والذيل على الروضتين 9.
(4) اسمه في تاريخ ابن كثير (محمد بن علي بن مغيث بن الدهان).(1/136)
رزق لم يكفه، فارتحل إلى مصر سنة ست وثمانين وخمسمائة ثم عاد إلى دمشق فأقام بها مدة، وصنف كتابا في الفرائض على شكل المنبر وصفه بالجداول وكان أول من اخترع ذلك، وصنّف في غريب الحديث كتابا في ستة عشر مجلدا ورمز فيه حروفا يستدل بها على أماكن الكلمات المطلوبة منه. وصنف في النجوم والريح، وله أوضاع بالجداول في الفرائض وغيرها. وكان أحذ الأذكياء وكان قلمه أبلغ من لسانه. وجمع تاريخا من بعد ست عشرة وخمسمائة إلى حين وفاته، وجال في الجزيرة والشام ومصر ومدح الشيخ تاج الدين الكندي بقوله:
يا زيد زادك ربي من مواهبه ... نعمى يقصر عن إدراكها الأمل
النحو أنت أحق العالمين به ... أليس باسمك فيه يضرب المثل
لا غير الله حالا قد حباك بها ... ما زال بين النحاة الحال والبدل (1)
وكانت له يد طولى في علم النحو وحل الأزياج. ومن شعره ما كتب به إلى بعض الرؤساء وقد عوفي من مرضه:
نذر الناس يوم برئك صوما ... غير أني نذرت وحدي فطرا
عالما أن يوم برئك عيد ... لا أرى صومه ولو كان نذرا (2)
توفي فجأة بالحلة في صفر سنة (3).
وذلك أنه حجّ وعاد على طريق العراق فعثر به محمله فأصابه بعض خشب المحمل فمات لوقته.
وذكره أبو عبد الله بن الدبيثي في تاريخه فقال: كان فيه فضل وله معرفة بالأدب والفرائض والحساب وشيء من علوم الرياضة، وصنف في
__________
(1) الأبيات (مع اختلاف يسير في الرواية) في بغية الوعاة وأنباه الرواة وتاريخ ابن كثير.
(2) البيتان له في بغية الوعاة 1/ 181، وطبقات الإسنوي 1/ 539.
(3) بياض في الأصل، وقد ذكر المؤلف سنة وفاته في آخر الترجمة.(1/137)
الفرائض كتابا على شكل المنبر. وأرخ مدة بعد ست عشرة وخمسمائة إلى حين وفاته. وله شعر حسن. خرج من بغداد وانتهى إلى دمشق فأقام بها مدة وصار له بها قبول وانتشر فضله فكان بها إلى أن مات صلاح الدين يوسف بن أيوب ملك الشام، فخرج إلى مكة فأقام بها سنة وأقام إلى العراق فبلغ الحلة فتوفي بها سنة تسعين وخمسمائة تقريبا.
146 - أبو عبد الله الفوطي (1):
محمد بن علي بن عبد الله، أبو عبد الله الفوطي المقرىء من ساكني الجعفرية. كان صالحا عالما عارفا بفنون الأدب كاملا في اللغة حافظا كثير التلاوة. لقّن خلقا كثيرا. وسمع أبا الفتح بن شاتيل وغيره.
قال أبو العلاء الفرضي: قال صاحبنا وشيخنا كمال الدين أبو الفضل ابن الفوطي (2) روى لي عنه والدي أبو العباس أحمد بن محمد بن الصابوني. ومات ليلة ثامن رمضان سنة سبع وعشرين وستمائة.
قال الفرضي: روى لنا عنه شيخنا أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمد المكبّر البزاز.
147 - اليحصبي القرطبي (3):
محمد بن علي بن عبد العزيز بن جابر بن أوسن. أبو عبد الله اليحصبي القرطبي. روى عن أبي مروان بن مسرّة وأبي عبد الله بن أصبغ
__________
(1) ترجمته في المشتبه للذهبي 525.
وقد ترجم له ابن قاضي شهبة مرتين هذه واحدة وستأتي الثانية بعدها بتسع تراجم.
(2) خلط المؤلف فيما يبدو بين المترجم له وبين كمال الدين ابن الفوطي صاحب كتاب تلخيص مجمع الآداب.
(3) ترجمته في تكملة الأبّار 2/ 536.(1/138)
وسمع الموطأ من أبي عبد الله بن نجاح الذهبي. وقرأ القراءات على عباس بن فرج.
روى عنه: أبو سليمان بن حوط الله وأبو القاسم بن ملجوم.
قال الذهبي: وأتقن العربية وولي خطابة قرطبة. ووصفه غير واحد بالحفظ، توفي في ذي القعدة سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
148 - ابن الخيمي (1):
محمد بن علي (2) بن الفضل. الإمام العالم مهذب الدين أبو طالب ابن القامغار ويعرف بابن الخيمي. صاحب التصانيف. وكان شيخا معمرا صاحب تصانيف إماما فاضلا في اللغة ورواية الشعر والأدب وغير ذلك.
ولد سنة تسع بتقديم التاء وأربعين وخمسمائة.
وله نظم حسن منه قوله:
كسّرت أصنام آمالي فلا عربا ... آتيهم طالبا رفدا ولا عجما
مستغنيا عن بني الدنيا بغير غنى ... مكرّما أدبي أن أسأل الكرما
مضت ثمانون لم يعدم بها جسدي ... ثبا فما خيفتي من بعدها العدما
وله:
جننت فعوّذ لي بكتبك أن لي ... شياطين شوق لا تفارق مضجعي
إذا استرقت أسرار وجدي تمردا ... بعثت عليها في الدجى شهب أدمعي (3)
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 184، وفوات الوفيات 2/ 483، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 32، والذيل على الروضتين 195، والوافي بالوفيات 4/ 181، ومجلة الأستاذ العدد 14وفيها بحث للدكتور جواد علوش.
(2) في الفوات (محمد بن علي بن علي).
(3) في فوات الوفيات 2/ 483.(1/139)
وله:
قالت وقد رأت المشيب تجاف عن ... مسي بشيب فالمشيب أخو البرص
إني لأكرهه إذا عاينته ... يقظى فألقى دون رؤيته الغصص
وأظنه كفني وقطن لفائفي ... حملته غاسلتي وجاءت في قفص
ومن شعره أبياته المشهورة التي كتبها إلى ولده وقد عصر وصودر:
عصروك أمثال اللصو ... ص ولم تفد تلك الأمانه
فإذا رجعت فخنهم ... إن السلامة في الخيانه
وافعل كفعل بني سناء ... الملك في مال الخزانه (1)
فيقال إن هذه الأبيات لما شاعت أمسك بنو سناء الملك وصودروا بسببها.
وله أيضا قوله:
الحمد الله في حلي وفي ظعني ... أن الزمان غليظ القول أسمعني
كأنني بيت شعر لا يقام له ... وزن كأن عروضيّا يقطعني
ومن تصانيفه كتاب أمثال القرآن وكتاب في القراءات وكتاب استواء الحاكم والقاضي وكتاب الرد على الوزير المغربي وكتاب المقايسة وكتاب لزوم الخمس وكتاب الملخص الديواني (2) في الأدب والحساب وكتاب المقصور والمطاول في الرد على المعري (3). وكتاب إسطرلاب الشعر وكتاب شرح التحيات وكتاب الديوان المعمور في مدح الصاحب وكتاب الكلاب وغير ذلك.
توفي سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
__________
(1) في فوات الوفيات 2/ 483.
(2) في بغية الوعاة 1/ 185 (كتاب المخلص الديواني).
(3) في المصدر السابق 1/ 185 (كتاب المقصورة، وكتاب المطاول في الرد على المعري).(1/140)
149 - أبو الغنائم الهيتي (1):
محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الحسين بن حمدان بن الحسين، أبو الغنائم الحصاني الهيتي الأديب اللغوي نزيل الأنبار.
سمع من يحيى بن علي بن محمد بن الأخضر الأنباري وقرأ القراءات ببغداد على أبي بكر الورقي (2) وسبط الخياط وسمع من أبي الحسين وجماعة.
وحدّث بهيت والأنبار سنة اثنتين وستين وخمسمائة وصنف كتاب روضة الآداب في اللغة والمثلث الحمداني والحماسة وغير ذلك.
ولد بهيت في سنة أربع وثمانين وأربعمائة. ولم تضبط وفاته (3)
سمع منه أبو أحمد ويوسف بن أحمد الشيرازي.
والحصاني: نسبة إلى حصين أحد ملوك الفرس كان صاحب قلعة عند الأنبار في الزمن القديم قال الذهبي في الكبير.
150 - أبو عبد الله المطرد (4):
محمد بن علي بن محمد بن صالح. أبو عبد الله السلمي المطريري ويقال المطرّد (5) النحوي المقرىء صاحب المقدمة المطردية (6) اللطيفة في النحو.
روى عن: هشام بن محمد الرازي وعدة.
__________
(1) ترجمته في تاريخ ابن كثير 13/ 13، والمختصر المحتاج إليه 1/ 95.
(2) في المختصر المحتاج إليه (أبي بكر المزرفي).
(3) في تاريخ ابن كثير (وفاته سنة 592).
(4) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 189، وشذرات الذهب 3/ 301.
(5) في بغية الوعاة وشذرات الذهب (المطرز).
(6) في المصدرين السابقين (صاحب المقدمة المطرزية اللطيفة).(1/141)
وعنه جماعة وآخر من حدّث عنه النسيب في فوائده توفي في ربيع الأول سنة ست وخمسين وأربعمائة.
151 - أمين الدين المحلّي (1):
محمد بن علي بن موسى بن عبد الرحمن أمين الدين المحلي النحوي العروضي الكاتب.
ولد في رمضان سنة ستمائة.
وقرأ الأدب. وانتفع به جماعة. وله تصانيف وكان أحد الفضلاء المشهورين، عارفا بعدة علوم، وله نظم حسن وأرجوزة في العروض وأخرى في القوافي.
توفي بمصر في ثاني عشر ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين، بتقديم السين، وستمائة.
152 - الشامي الأندلسي (2):
محمد بن علي بن يحيى بن علي. العلامة أبو عبد الله الأندلسي الغرناطي النحوي المقرىء. ويعرف بالشامي لأن أباه قدم الشام وحج ثم رجع إلى بلده فولد له هذا بغرناطة سنة إحدى وسبعين، بتقديم السين وستمائة. وقرأ القراءات على أبي جعفر بن الزبير. وبمكة على أبي الفخر التوزري (3). وسمع الموطأ من أبي محمد بن هارون بتونس، وبرع في فقه مالك والشافعي والنحو وعلم الفلك. وله شعر رائق.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 192.
(2) ترجمته في طبقات القراء 2/ 212، وبغية الوعاة 1/ 193، والدرر الكامنة 4/ 96، ونفح الطيب 2/ 265.
(3) في البغية (الفخر التوزوري).(1/142)
وتلا عليه بالروايات بالحرم أبو عبد الله الفاسي والشيخ محمد بن السلّاوي.
وعلق عنه الحافظ أبو محمد القاسم بن محمد البرزالي (شيئا) (1) من نظمه. وأقرأ العربية. وله دنيا وتجارة وكان مع دينه فيه تيه وإباء لماله وعلمه.
قال الذهبي في طبقات القراء بعد ذكره لذلك: علقت هذا أو أكثره عن صاحبي عفيف الدين بن المطري. ومات بالمدينة في صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة.
153 - رضي الدين الشاطبي (2):
محمد بن علي بن يوسف بن محمد بن يوسف الأنصاري.
العلامة المعمر رضي الدين أبو عبد الله الشاطبي المقرىء اللغوي.
كان إمام عصره فيها. علامة في الأدب وغيره. وله تصانيف.
ولد سنة إحدى وستمائة ببلنسية.
وقرأ لنافع من طريق ورش على ابن صاحب الصلاة الشاطبي آخر أصحاب ابن هذيل في بلده. وسمع منه كتاب التلخيص للداني في قراءة ورش.
وقدم مصر فسمع من ابن المقيّر وجماعة.
روى عنه: الشيخ الإمام أثير الدين أبو حيان وقاضي القضاة سعد الدين الحارثي والحافظ أبو الحسين بن اليونيني والحافظ جمال الدين أبو الحجاج المزّي محدث الشام وأبو عمر بن الطاهري وآخرون.
وانتهت إليه معرفة اللغة وغريبها.
__________
(1) كلمة ساقطة من المخطوطة.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 194، وطبقات القراء 2/ 213، وشذرات الذهب 5/ 389، ونفح الطيب 3/ 136، ومعرفة القراء 2/ 542.(1/143)
أخذ عنه الناس وكان يقول: أعرف اللغة على قسمين، قسم أعرف معناه وشاهده وقسم أعرف كيف أنطق به.
وأشغل الناس بالقاهرة. وبها توفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وستمائة.
وكان آخر من روى التيسير بمصر عاليا.
قال أبو عبد الله القصّاع: قرأ عليه بعض التيسير، وأخبرني أنه قرأه كله على الإمامين محمد بن أحمد بن مسعود الأزدي والفقيه أبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن سلمون العطار بسماعهما من أبي الحسين بن هذيل.
قال القصاع: وقرأت عليه أيضا التلخيص لأبي (عمرو) (1) مفسر كله بسماعه من أبي الربيع بن سالم بسماعه من أبي عبد الله بن حميد عن ابن تعبان عن مؤلفه.
وقد روى عنه أبو حيّان التيسير سماعا.
أخذ عنه: ابن مؤمن الواسطي وغيره.
وله شعر كثير منه قوله:
منغص العيش لا يأوي إلى دعة ... من كان في بلدة أو كان ذا ولد
والساكن النفس من لم ترض همته ... سكنى مكان ولم يسكن إلى أحد (2)
وله:
لولا بناني وسيئاتي ... لطرت شوقا إلى الممات
لأنني في جوار قوم ... بغضني قربهم حياتي (3)
__________
(1) كلمة ساقطة من المخطوطة.
(2) البيتان له في نفح الطيب 3/ 138ورويا فيه أيضا 2/ 313منسوبين لسهل بن مالك الغرناطي.
(3) الشعر في نفح الطيب 3/ 138.(1/144)
154 - السمسماني (1):
محمد بن علي بن الحسن السمسماني النحوي.
كان أحد النحاة المشهورين بمعرفة الأدب واللغة ويكتب خطّا مليحا صحيحا. وقد كتب كثيرا من كتب الأدب وخطه مرغوب فيه.
وقد روى شيئا من الأخبار والأشعار عن أبي سعيد السيرافي وأبي الحسن محمد بن مقسم المقرىء.
وكان خطه طبقة في الحسن بعد ابن البواب.
توفي سنة أربع وثلاثين وأربعمائة (2).
155 - الكراجكي الواسطي (3):
محمد بن علي أبو الفتح الكراجكي النحوي اللغوي العلامة المتطبب المنجم المتكلم. وهو الخيمي رأس الشيعة وصاحب التصانيف. كذلك قاله الذهبي.
وفي أنساب السمعاني بعد أن قيدها بفتح الجيم نسبة إلى كراجك قرية بواسط.
توفي بصور سنة تسع، بتقديم التاء على السين وأربعين وأربعمائة.
وكان نحويّا لغويّا منجما طبيبا متكلما متفننا من كتاب أصحاب الشريف الرضي.
وهو مؤلف كتاب تلقين أولاد المؤمنين.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 195.
(2) في المصدر السابق (وفاته سنة 415).
(3) ترجمته في لسان الميزان 5/ 300، وشذرات الذهب 3/ 283.(1/145)
156 - الفوطي (1):
محمد بن علي، أبو عبد الله الفوطي اللغوي.
سمع أبا الفتح بن شاتيل.
ومات في رمضان سنة سبع، بتقديم السين، وعشرين وستمائة.
157 - أبو بكر الخزفي (2):
محمد بن علي الراشدي، الإمام أبو بكر الخزفي (3)، بفتح الحاء المعجمة والزاي، نسبة إلى بيع الخزف.
قال ابن السمعاني: لعل بعض أجداده كان يعمل الخزف أو يبيعه.
السرخسي: كان فقيها فاضلا دينا خيّرا مرجوعا إليه في الفتيا وكان عالما بالأدب والنحو.
تفقه أولا على أبي محمد الزيادي السنابوجردي.
وسمع الحافظ أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي.
قال ابن السمعاني: سمعت منه شيئا يسيرا بطريق مكة.
ومات في رمضان سنة سبع، يعني بتقديم السين، وأربعين وخمسمائة (4).
ذكر ذلك ابن السمعاني وغيره.
__________
(1) ترجمته في المشتبه للذهبي 525، وقد ترجم ابن قاضي شهبة لهذا الرجل مرتين، هذه الثانية منهما، وتقدمت الأولى قبل هذه بتسع تراجم.
(2) ترجمته في اللباب 1/ 370، وبغية الوعاة 1/ 288، والجواهر المضية 2/ 99، وتاريخ بغداد للبنداري (مخطوط) 1/ 34.
(3) في الجواهر المضية (الخرقي).
(4) في الجواهر المضية (وفاته سنة 549).(1/146)
158 - الخازمي (1):
محمد بن عمر بن أبي بكر، أبو بكر الأنصاري الخازمي بالحاء المعجمة والزاي. الهروي الحافظ.
قال أبو عبد الله بن الدبيثي: قال شيخنا الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي (2) سمع بهراة من أبي نصر الشافعي وأبي الفتح نصر بن أحمد الحنفي.
وكان عالما بالنحو واللغة والفقه زاهدا متورعا. وقدم بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله المقراوي.
سمع منه: أبو الفضل بن شافع في آخرين.
وتوفي سنة أربع وستين وخمسمائة بهراة.
159 - فخر الدين الرازي (3):
محمد بن عمر بن الحسين، الإمام العلامة فخر الدين الرازي التميمي (4) التكري الطبرستاني، ابن خطيب الري. صاحب التفسير الكبير والتصانيف المشهورة.
صنف كتابا في النحو سماه المحرز في مجلد، غالبه حدود.
ونقل عنه الشيخ أثير الدين أبو حيّان في شرح التسهيل، وشرح قطعة من مفصل الزمخشري وشرح ديوان المتنبي وشرح سقط الزند لأبي العلاء المعري.
__________
(1) ترجمته في الجواهر المضية 2/ 105والمختصر المحتاج إليه 1/ 83، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 83.
(2) في الجواهر المضية (عبد القادر الزهادي).
(3) ترجمته في تاريخ ابن كثير 13/ 55، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 33، وشذرات الذهب 5/ 21، ووفيات الأعيان 3/ 381، والجواهر المضية 2/ 434.
(4) في شذرات الذهب (الرازي القرشي الطبرستاني).(1/147)
ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
ومات يوم عيد الفطر سنة ست وستمائة.
وقد اشتغل على والده ضياء الدين عمر أحد تلامذة البغوي. ثم لما مات والده قصد الإمام كمال الدين السمناني (1).
واشتغل عليه وكان له مجلس وعظ، وكان فقيرا ثم حصلت له ثروة زائدة ووجاهة تضاهي نعم الملوك. وكان إذا ركب يمشي في خدمته نحو ثلاثمائة تلميذ من الفقهاء وغيرهم.
وكان السلطان خوارزم شاه يأتي إلى بابه وكان يلقب، بهراة، بشيخ الإسلام.
ومن تصانيفه: التفسير الكبير وصل فيه إلى الروم أو العنكبوت وأكمله تلميذه شمس الدين ابن الجوثي. وبعضهم ادعى أنه كامل.
وكتاب المحصول في أصول الفقه وهو من أجل الكتب وقد أخذه من مستصفى الغزالي والمعتمد لأبي الحسين البصري. حتى أنه ينقل صفحة فأكثر بحروفها، وسبب ذلك أنه كان يحفظهما وكتاب المعالم والمطالب العالية والأربعين والخميس (2) والملخص والمباحث المشرقية، وله طريقة في الخلاف. وكتاب مناقب الشافعي مختصر نفيس، وتأسيس التقديس وغير ذلك.
وترجمته مبسوطة في طبقات الشافعية. وفي ذلك هنا مقنع (3).
__________
(1) في طبقات الشافعية (الكمال السماني).
(2) كذلك في المخطوطة.
(3) نبه صاحب الجواهر المضية على وجود عالمين أحدهما شافعي وهو المترجم هذا ووفاته سنة 606وثانيهما حنفي ووفاته سنة 665 (وقد توافقا في الاسم واسم الأب واللقب والنسبة والمعاصرة).(1/148)
160 - ابن القوطيّة (1):
محمد بن عمر بن عبد العزيز، الإمام العلامة أبو بكر ابن القوطية بضم القاف ثم واو ساكنة ثم طاء مهملة مكسورة ثم مثناة مفتوحة ثم هاء التأنيث. القرطبي النحوي اللغوي الحافظ صاحب التصانيف التي من جملتها كتاب الأفعال.
والقوطية. جدة أبي جده. واسمها سارة بنت المنذر من بنات الملوك القوطية الذين بإقليم الأندلس من ذرية قوط بن حام.
سمع بقرطبة من طاهر بن عبد العزيز وسعيد بن جابر وأبي الوليد الأعرج ومحمد بن عبد الوهاب بن مغيث وغيرهم.
وكان علامة زمانه في اللغة والعربية حافظا للحديث والفقه والأخبار لا يلحق شأوه ولا يشق غباره. وكان متضلعا بأخبار الأندلس مليئا برواية سير أمرائها وأحوال فقهائها وأدبائها وشعرائها، يملي ذلك عن ظهر قلبه.
قال الذهبي: كان رأسا في اللغة والنحو حافظا للأخبار وأيام الناس فقيها محدّثا متفننا كثير التصانيف، صاحب عبادة ونسك وكانت كتب اللغة أكثر ما تملى عليه.
ولم يكن بالضابط لرواية الحديث ولا الفقه. وكانت له أصول يرجع إليها. وكان الذي يسمع عليه من ذلك إنما يحمل على المعنى لا على اللفظ. وكثيرا ما يقرأ عليه للتصحيح لا للرواية. وصنف كتبا مفيدة
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 198، وتاريخ علماء الأندلس 2/ 78، وأنباه الرواة 3/ 178، وبغية الملتمس 223، ووفيات الأعيان 4/ 4، ولسان الميزان 5/ 324، ومعجم الأدباء 7/ 53، ونفح الطيب 4/ 73، وجذوة المقتبس 71، وشذرات الذهب 3/ 62، والديباج المذهب 262، ويتيمة الدهر 2/ 74، وتاريخ الأدب لبروكلمان 3/ 89.(1/149)
منها كتاب الأفعال، وهو الذي فتح الباب وجاء بعده ابن طريف وابن القطاع وأفعاله هي أجود ما في هذا الباب وأفعال السرقسطي الملقب بالحمار. وصنف تاريخا للأندلس وله كتاب المقصور والممدود جمع فيه فأوعى وأعجز من يأتي بعده وفاق فيه على من كان قبله. وكان أبو علي القالي يعظمه كثيرا ويبالغ في ذلك.
وكان ناسكا عابدا زاهدا خيّرا.
قال أبو يحيى بن الهذيل التميمي: أقبل ابن القوطية من ضيعة بسفح جبل قرطبة، فقلت له:
من أين أقبلت يا من لا شبيه له ... ومن هو الشمس والدنيا له فلك
فقال:
من منزل تعجب النساك خلوته ... وفيه ستر على الفتاك أن فتكوا (1)
توفي في ربيع الأول سنة سبع، بتقديم السين، وستين وثلاثمائة.
ومات في هذه السنة جماعة، منهم: ابن قريعة القاضي البغدادي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن صاحب النوادر.
161 - العلّاف (2):
محمد بن عمر بن محمد بن دوّست، أبو بكر العلّاف اللغوي النحوي. من أولاد المحدثين.
كان أحد الأدباء وكان مشهورا بالصلاح والفقه.
وقد سمع الحديث من أبي علي الحسن بن شاذان وأبي القاسم علي بن السمسار وعنه: الحافظ أبو علي البرداني.
__________
(1) الشعر في بغية الوعاة وشذرات الذهب ويتيمة الدهر.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 201، وذيل تاريخ بغداد 1/ 83.(1/150)
ومن شعره قوله:
إذا شئت أن تبلو مودّة صاحب ... بواطنه مطويّة عن ظواهره
فقس ما بعينيه إلى ما بقلبه ... تجد خطرات من خفي سرائره
فكل خليل ماذق في مناظره ... إليك دليل مخبر عن ضمائره (1)
توفي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
162 - أبو عبد الله القرطبي (2):
محمد بن عمر بن يوسف (3)، أبو عبد الله القرطبي المقرىء النحوي الفقيه المالكي الزاهد.
ولد سنة بضع وخمسين وخمسمائة.
وقرأ القراءات على أبي القاسم الشاطبي، وسمع منه ومن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي ومحمد بن عبد الرحمن الحصري وهبة الله بن علي البوصيري وغيرهم.
وحدث عنه: الحسن بن عبد الكريم المالكي.
وكان أستاذا في معرفة القراءات والتفسير والنحو.
كثير الحج والمجاورة بالمدينة.
جلس للإقراء بعد موت الشاطبي وتزهد، وكان له قبول تام من الخاص والعام. وفيه مروءة وافرة وقضاء بحقوق الإخوان. سمع عليه
__________
(1) الشعر في بغية الوعاة.
(2) ترجمته في الوافي 4/ 261، وبغية الوعاة 1/ 201، 203، وطبقات القراء 2/ 219، وشذرات الذهب 5/ 145، والتكملة للأبّار 2/ 617، ومعرفة القراء 2/ 510.
(3) في التكملة والبغية (ويعرف بابن مغايظ) وقد ترجم له السيوطي في البغية مرتين وتوهم وجود شخص آخر بالاسم نفسه.(1/151)
الشاطبية عبد الصمد بن أبي الجيش، وروى عنه أيضا الزكي عبد العظيم المنذري ونجم الدين بن القديم العقيلي. توفي بالمدينة في مستهل صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
163 - السيغي (1):
محمد بن عمر، أبو بكر السيغي، بكسر السين المهملة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم عين معجمة نسبة إلى سيغ، الإمام المفسر اللغوي مؤلف كتاب التلخيص في اللغة.
164 - المالقي (2):
محمد بن عمر، أبو عبد الله المالقي الكاتب، نزيل فاس.
قال الأبّار: كان حافظا للغات والآداب والتواريخ بصيرا بالحديث.
وكان يكتب للأمراء.
توفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة (3).
165 - أبو جعفر الضّبّي (4):
محمد بن عمران بن زياد، أبو جعفر الضبي النحوي الكوفي، كان الغالب عليه الأخبار والأدب، ثقة فيما ينقل، شيخا حلوا وكان قبل أن يؤدب أولاد المعتز يعلم الصبيان. فلما اتصل بالمعتز جعله على القضاة
__________
(1) ترجمته في المشتبه للذهبي 252.
(2) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 557.
(3) وفاته في المصدر السابق (سنة 596).
(4) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 179، وتاريخ بغداد 3/ 132، ومعجم الأدباء 7/ 52، ونزهة الألباء 141، وتاريخ بغداد للبنداري (مخطوط) 1/ 37.(1/152)
والفقهاء فاجتمعوا إليه يوما فنعس فلما فتح عينيه قال:
تهجوا، لإدمانه على الصغار.
وحفّظ عبد الله بن المعتز سورة والنازعات. وقال له إذا سألك أمير المؤمنين: أنت في أية سورة؟ فقل: في السورة التي تلي عبس. فسأله أبوه فقال له ذلك فقال له: من علمك؟ قال: معلمي. فأمر له بعشرة آلاف درهم.
توفي سنة خمس وخمسين ومائتين.
166 - المرزباني (1):
محمد بن عمران بن موسى بن عبيد، أبو عبيد الله، بالتصغير، المرزباني الكاتب الأخباري العلامة المعتزلي الأديب البغدادي، صاحب التصانيف الكبيرة الحسنة.
ولد سنة ست وتسعين، بتقديم التاء، ومائتين.
روى عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن الأنباري وغيرهما وأخذ عن ابن دريد.
وعنه: أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري.
وصنف أخبار المعتزلة وأخبار الشعراء وغير ذلك.
مات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وتوفي معه في هذه السنة شيخ العربية أبو الحسن علي بن عيسى الرماني.
__________
(1) ترجمته في أنباه الرواة 3/ 180، وتاريخ ابن كثير 11/ 314، وتاريخ بغداد 3/ 135، ووفيات الأعيان 3/ 475، وشذرات الذهب 3/ 111، واللباب 3/ 124، ولسان الميزان 5/ 326، ومعجم الأدباء 7/ 50، وميزان الاعتدال 3/ 672، وطبقات المدلسين 7، والمنتظم 7/ 177، وتاريخ بغداد للبنداري (مخطوط) 1/ 37.(1/153)
167 - التيمي الرازي (1):
محمد بن عيسى بن رزين التيمي الرازي ثم الأصبهاني المقرىء النحوي، أحد الحذّاق.
قرأ القراءات على نصير وخلّاد صاحبي أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي وسليم. وأدرك الحسن بن عطية الكوفي صاحب حمزة فقرأ عليه حقبة. وسمع الحروف من عبيد الله بن موسى وإسحاق بن سليمان.
وصنف كتاب الجامع في القراءات وكتابا في العدد وكتابا في الرسم.
وكان رأسا في النحو.
قال أبو نعيم الأصبهاني: ما أعلم أحدا أعلم منه في وقته وفي فنه، يعني القراءات.
أخذ عنه: الفضل بن شاذان والحسن بن العباس ومحمد بن أحمد وأبو سهل حمدان وجماعة. وممن قرأ عليه من الأصبهانيين: جعفر بن عبد الله بن الصباح مقرىء أصبهان وموسى بن عبد الرحمن البزاز وأبو العباس بن دلبة البلخي قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو عبد الله الذهبي: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. وقيل سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
168 - ابن المناصف الأزدي (2):
محمد بن عيسى بن أصبغ، الإمام أبو عبد الله بن المناصف الأزدي القرطبي نزيل إفريقية.
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 223، وبغية الوعاة 1/ 205، وذكر أخبار أصبهان 2/ 179.
(2) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 611 (وهو من أساتذة الأبّار وقد ذكر إجازته له) ونيل الابتهاج 228، ومعجم الأبّار 130وفيه (محمد بن أصبغ بن المناصف).(1/154)
تفقه على قاضي تونس أبي الحجاج المخزومي وسمع بها من أبي عبد الله بن أبي درقة.
قال الأبّار: كان عالما متفننا مدققا نظّارا واقفا على الاتفاق والاختلاف معللا مرجحا مع الحظ الوافر من اللغة والآداب والشعر.
سمعت منه كثيرا ولم يكن له علم بالحديث.
وألف كتابا في الجهاد وكتابا في الأحكام واستدرك على القاضي عبد الوهاب في التلقين باب السلم لإغفاله ذلك وولي قضاء بلنسية ثم قضاء مرسية وكان ذا سيرة عادلة وشارة جميلة متصلبا في الحق. وكانت فيه حدة مفرطة. فصرف لذلك ثم ألحق بمراكش وتوفي في ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة عشرين وستمائة. وله سبع وخمسون سنة.
169 - العمّاني (1):
محمد بن عيسى، أبو عبد الله العماني بضم العين المهملة وتخفيف الميم قيده الأمير أبو نصر بن ماكولا، النحوي البغدادي.
روى عن الزجّاج.
وعنه: علي بن محمد بن الحسن الحربي.
170 - شمس الدين البعلبكي (2):
محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل بن أبي علي. الإمام العلامة شمس الدين أبو عبد الله بن أبي الفتح الحنبلي البعلبكي (3) الفقيه النحوي
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 206، وأنباه الرواة 3/ 197، ونزهة الألباء 215.
(2) ترجمته في الدرر الكامنة 4/ 140، وشذرات الذهب 6/ 20، والبغية 1/ 207، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 356.
(3) لقبه (البعلي) في المصادر المتقدمة.(1/155)
المقرىء المحدث شارح الجرجانية الشرح الحفل (1). وإمام حلقة الحنابلة بجامع دمشق.
ولد سنة خمس وأربعين وستمائة.
وقرأ النحو واللغة على الشيخ جمال الدين أبي عبد الله بن مالك وكان مدرسا فتيّا. وله تصانيف منها شرح الجرجانية قد جمع فيه فأوعى وشرح تصنيف ألفية شيخه ابن مالك وجزءا في ليلة القدر رويناه.
توفي بالقاهرة بالمدرسة المنصورية في ثامن عشر المحرم سنة تسع بتقديم التاء وسبعمائة. ودفن بمقبرة الحافظ عبد الغني المقدسي بالقرافة. وكان قد توجه من دمشق إلى القدس ثم توجه من هناك إلى مصر لأمور كانت في نفسه فأقام بها أياما يسيرة ومرض وأدركه أجله هناك وحصل التأسف عليه لفضيلته وديانته وسكونه وكثرة النفع به.
171 - أبو عبد الله القيسي (2):
محمد بن فرج بن جعفر بن أبي سمرة. أبو عبد الله القيسي (3) نزيل غرناطة.
أخذ القراءات عن أحمد بن عبد الحق الخزرجي وأبي القاسم بن النحاس. وحدّث عن غالب بن عطية وغيره وأقرأ القراءات والنحو.
روى عنه: أبو الأصبغ بن المرابط.
وتوفي في حدود سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
ذكره الذهبي.
__________
(1) كذا وردت الكلمة في المخطوط.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 209، وطبقات القراء 2/ 228، والتكملة للأبّار 1/ 437.
(3) في بغية الوعاة (ويعرف بالثغري).(1/156)
172 - أبو المعالي الموصلي (1):
محمد بن أبي الفرج بن معالي، الإمام فخر الدين أبو المعالي الموصلي، الفقيه الشافعي المقرىء النحوي.
ولد بالموصل سنة تسع، بتقديم التاء على السين، وثلاثين وخمسمائة.
وقرأ بها القراءات على يحيى بن سعدون القرطبي وسمع منه ومن خطيب الموصل أبي الفضل الطوسي.
وقدم بغداد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة فتفقه بها وبرع في المذهب. وقرأ العربية على الكمال عبد الرحمن بن محمد بن الأنباري وأعاد بالنظامية وتصدر للإقراء.
قرأ عليه الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش والكمال عبد الرحمن المكبّر وعلي بن إسماعيل الفقيه وعلي بن عثمان الوجوهي وغيرهم.
توفي في سادس رمضان سنة إحدى وعشرين وستمائة (2)
ببغداد.
قال ابن النجار: كانت له معرفة تامة بوجوه القراءات وعللها وطرقها. له في ذلك مصنفات. وكان فقيها فاضلا حسن الكلام في مسائل الخلاف ويعرف بالنحو معرفة حسنة. وكان لينا متوددا متواضعا لطيف العشرة صدوقا.
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 228، وشذرات الذهب 5/ 96، والجواهر المضية 2/ 111، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 46، وتاريخ ابن كثير 13/ 105، والمختصر المحتاج إليه 1/ 168.
(2) في الجواهر المضية (وفاته سنة 651).(1/157)
173 - الحجة البعقوبي (1):
محمد بن أبي الفضل (2) بن بختيار، أبو عبد الله البعقوبي (3) الواعظ المعروف بالحجة.
سمع من أبي الفتح بن شاتيل وغيره. وذكر أنه سمع من أبي الوقت (4). وصنف غريب الحديث. وولي خطابة بعقوبا.
قال ابن النجار: سكن بعقوبا ووعظ بها وروى بها عن أبي الوقت وجماعة مجاهيل وظهر كذبه وتخليطه.
174 - ابن باباجوك (5):
محمد بن أبي القاسم بن باباجوك (6). ويقال بابجوك. أبو الفضل الخوارزمي البقالي النحوي الآدمي لقراءته كتاب الآدمي في النحو وحفظه فأشتهر بذلك. ذكره الحافظ الإمام أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في تاريخ خوارزم فقال: كان إماما في الأدب وحجة في لسان العرب. أخذ اللغة وعلم الإعراب عن فخر خوارزم أبي القاسم الزمخشري وجلس بعده في مكانه.
وله تصانيف كثيرة كلها حسنة وعند الناس مقبولة. منها كتاب شرح أسماء الله الحسنى وكتاب أسرار الأدب وافتخار العرب وكتاب أم
__________
(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 4/ 9، وشذرات الذهب 5/ 77، والمختصر المحتاج إليه 1/ 107، وذيل تاريخ بغداد 1/ 109.
(2) في ميزان الاعتدال (محمد بن الفضل بن بختيار).
(3) في شذرات الذهب (اليعقوبي نسبة لبلده يعقوبا).
(4) أبو الوقت هو عبد الأول بن عيسى السنجري.
(5) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 215، ومعجم الأدباء 7/ 77.
(6) في المصدرين السابقين (ابن بايجوك).(1/158)
الفضائل وكتاب مفتاح التنزيل وكتاب الترغيب في العلم وكتاب الكافي في التراجم بلسان الأعاجم وكتاب الأسمى في شرح الأسماء وكتاب أذكار الصلاة وكتاب تقويم اللسان في النحو وتكميله وكتاب الإعجاب في الإعراب وكتاب الهداية إلى علم المعاني والبيان والتنبيه على إعجاز القرآن وكتاب تفسير القرآن وكتاب منازل العرب ومياهها وديارها. وله غير ذلك من التصانيف وسمع الحديث بخوارزم من الزمخشري وبمرو من الحافظ أبي طاهر محمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله السبحي وأبي حفص عمر بن محمد الفرعولي وغيرهم.
وتوفي في سلخ جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسمائة بجرجانية خوارزم، ابن نيف وسبعين سنة بتقديم السين، وذكره الذهبي فذكر وفاته كما قلنا لكنه ذكر في سنة إحدى وستين. وقال: توفي في سلخ جمادى الآخرة.
175 - أبو العيناء (1):
محمد بن القاسم بن خلّاد، العلامة أبو العيناء البصري الضرير اللغوي الأخباري. أضرّ وله أربعون سنة وأخذ عن أبي عبيدة وأبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل وجماعة. وله نوادر وفصاحة.
توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين عن إحدى وتسعين سنة بتقديم التاء.
__________
(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 4/ 13، وتاريخ بغداد 3/ 177، ومعجم الأدباء 7/ 61، ووفيات الأعيان 3/ 466، ولسان الميزان 5/ 344، وشذرات الذهب 2/ 180، ومعجم الشعراء 402، ونكت الهميان 265، ونور القبس 322، وتاريخ الأدب العرب لبروكلمان 3/ 134.(1/159)
176 - ابن الأنباري (1):
محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، بفتح الموحدة وتشديد السين المعجمة ابن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة، أبو بكر بن الأنباري. العلامة المحدث الحافظ اللغوي النحوي المفسر المقرىء البغدادي صاحب التصانيف.
ولد في رجب سنة إحدى وسبعين، بتقديم السين، ومائتين وروى القراءة عن أبيه وإسماعيل القاضي وسمع في صغر منه ومن محمد بن يونس الكديمي وهو أكبر شيخ له وأحمد بن الهيثم البراد ومحمد بن أحمد بن النضر وغيرهم. وأخذ النحو واللغة عن أبيه وثعلب وطائفة.
وأخذ القراءة أيضا عن سليمان بن يحيى الضبي وأحمد بن سهيل الأشناني وإدريس بن عبد الكريم ومحمد بن هارون التمار وطائفة. وقرأ على بعضهم.
روى عنه: عبد الواحد بن أبي هاشم وأبو الفتح بن بدهن وأحمد بن نصر الشذائي وأبو علي القالي إسماعيل بن القاسم وصالح بن إدريس والحسين بن خالويه وأبو عمر بن حيويه الخزاز، بزاءين، وأبو الحسن الدارقطني وأبو عبد الله الحسين بن محمد الأطروش الصيرفي وأبو الحسين ابن البواب وأبو الحسين عبد الله بن القاسم بن الصواف وأبو بكر ابن تواب بن يزيد الموصلي وأبو القاسم إسماعيل بن سويد بن إسماعيل بن سويد العدل وأبو القاسم زيد بن رفاعة القاسمي وأبو بكر
__________
(1) ترجمته في تذكرة الحفاظ 3/ 842، ونزهة الألباء 181، وطبقات القراء 2/ 230، وشذرات الذهب 2/ 315، ووفيات الأعيان 3/ 463، وتاريخ ابن كثير 11/ 196، ومعجم الأدباء 7/ 73، وتاريخ بغداد 3/ 181، وبغية الوعاة 1/ 212، وطبقات النحويين 171، واللباب 1/ 69، وطبقات الحنابلة 2/ 69، وأنباه الرواة 3/ 201، ويتيمة الدهر 2/ 374، والمنتظم 6/ 311، ونور القبس 345.(1/160)
محمد بن الحسن بن مأمون الهاشمي وخلق كثير. آخرهم أبو مسلمة الكاتب محمد بن أحمد. روى عنه أبو عمرو الداني كتاب الوقف والابتداء وكذلك أخذ عنه أبو علي القالي.
قال أبو علي القالي: كان شيخنا ابن الأنباري يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهدا في القرآن وكان ثقة صدوقا.
وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه، ما أملى قط من دفتر، وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ابن الأنباري زاهدا متواضعا، حكى الدارقطني أنه حضره في مجلس يوم جمعة فصحف في اسم، قال فأعظمت له أن يحمل عنه وهم، وهبته، فلما انقضى المجلس عرفت مستمليه فلما حضرت الجمعة الثانية. قال ابن الأنباري للمستملي: عرّف الجماعة أنا صحفنا الاسم الفلاني ونبهنا ذلك الشاب على الصواب.
قال محمد بن جعفر التميمي: ما رأينا أحفظ من ابن الأنباري ولا أغزر من علمه، حدثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا.
قال التميمي: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله.
وحدثت أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا بأسانيدها.
قلت: وكذلك ذكر أبو عبد الله الذهبي في طبقات حفاظ الحديث.
قال التميمي: وقال أبو الحسن العروضي: كان ابن الأنباري يتردد إلى أولاد الراضي بالله فسألته جارية عن تفسير رؤيا. فقال: أنا حاقن، ومضى وجاء الغد وقد صار عابرا (1) لأنه لم يكن يعرفها وقد السؤال ومضى من يومه فدرس كتاب الكرماني.
__________
(1) في أنباه الرواة (معبرا للرؤيا).(1/161)
وقيل: إن ابن الأنباري أملى كتاب غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة وله كتاب شرح الكافي ألف ورقة. وكتاب الأضداد وهو كبير لم ير أكبر منه في بابه وكتاب الجاهليات في سبعمائة ورقة وكتاب خلق الإنسان وكتاب خلق الفرس والأمثال وكتاب المقصور والممدود والزاهر وله كتاب المذكّر والمؤنث ما ألف أحد أكبر منه وكتاب الهاءات في ألف ورقة وكتاب الزاهر وهو من أنفس الكتب وأحسنها وكتاب الموضح في النحو وكتاب نقض مسائل ابن شنبوذ وكتاب الرد على من خالف مصحف العامة وكتاب اللامات وكتاب الألفات وكتاب شرح شعر زهير وكتاب شرح شعر النابغة الجعدي وكتاب شرح شعر الأعشى وكتاب الأمالي. وكان رأسا في نحو الكوفيين وكان يملي في ناحية المسجد وأبوه يملي في ناحية أخرى.
ولد في رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وتوفي في ليلة الأضحى وقيل في عاشر ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد عن سبع، بتقديم السين، وستين سنة.
وكان أبوه أديبا لغويّا علامة مصنفا. وفي طبقات الزبيدي:
كان له أوضاع كثيرة شتى وكان ثقة دينا وصدوقا. توفي سنة سبع وعشرين وقيل سنة ثمان يوم الأضحى ببغداد وقال أبو سعيد بن السمعاني وغيره: الأنباري بالنون والباء نسبة إلى أنبار بلدة قديمة على شاطئ الفرات على مسيرة يومين من بغداد، كان من أعلم الناس بالنحو والأدب وأكثرهم حفظا صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل السنة. صنف كتبا كثيرة في علم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء والرد على من خالف مصحف العامة.(1/162)
177 - ابن قسوم (1):
محمد بن قسوم بن عبد الله بن قسوم، أبو عبد الله الفهمي الإشبيلي الزاهد.
قال الأبّار: صحب أبا عبد الله بن المجاهد وختص به وكان مؤذنه في مسجده وخلفه بعد وفاته وسمع منه الموطأ وحدّث به عنه وبمسند أبي بكر بن أبي شيبة ورسالة ابن أبي زيد. وكان فقيها ورعا منقبضا عن الناس نحويّا ماهرا. حدث عنه صاحبنا أبو بكر بن سيد الناس وعبد الله بن محمد الطلبي.
توفي في ربيع الآخر سنة ست وستمائة وله خمس وثمانون سنة.
178 - ابن منداس الجزائري (2):
محمد بن قاسم بن منداس أبو عبد الله المغربي البجائي الجزائري.
والجزائر من عمل بجاية ويعرف أيضا بالأشيريمي (3) النحوي. ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة وأخذ العربية بالجزائر عن أبي موسى الجزولي النحوي لقيه في سنة ثمانين. وأخذ عن أبي محمد بن عبيد الله وأبي الحسن نجبة وعلي بن عتيق ولقي بقابس أبا القاسم بن مجكان آخر الرواة عن أبي عبد الله المازري فسمع منه وأقرأ ببلده العربية وروى التيسير.
قال الأبّار: أجاز لنا.
توفي في أول المحرم سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
__________
(1) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 577.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 214، والتكملة للأبّار 2/ 658.
(3) في البغية (ويعرف بالأشيري).(1/163)
179 - الطرازي (1):
محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان، أبو بكر البغدادي المقرىء النحوي، عرف بالطرازي، نزيل نيسابور مقرىء ضابط صالح عالي الإسناد. قرأ على ابن مجاهد وسمع من البغوي وجماعة. وكان عارفا بالعربية والحديث. قال الحاكم خالف الأئمة في آخر عمره في أحاديث حدّث بها من حفظه. انتهى.
روى عنه: أبو جعفر بن مسرور وأبو سعد الكنجرودي وغيرهما.
توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
180 - ابن سجمان (2):
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سجمان الوائلي البكري الدمشقي، الشيخ الإمام العلامة إمام أهل اللغة في عصره بدر الدين أبو عبد الله ابن الشيخ العلامة مفتي الشام جمال الدين أبي بكر ابن العلامة كمال الدين أبي العباس ابن العلامة الكبير جمال الدين الشريشي (3). الفقيه الشافعي اللغوي مدرس الإقبالية، وقد قدمنا ذكر جده، فإنه كان نحويّا وشرح ألفية ابن معط وحفظ القرآن والتنبيه وألفية ابن مالك وأخذ عن أبيه وقرأ النحو على الشيخ أبي العباس (4) أحمد بن علي العنابي شيخ النحو بدمشق، وحفظ الفقه واللغة وغريب الحديث،
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 237، وميزان الاعتدال 4/ 28، وتاريخ بغداد 3/ 225، واللباب 2/ 84، ولسان الميزان 5/ 363، وتاريخ نيسابور 52.
(2) ترجمته في شذرات الذهب 6/ 218، والدرر الكامنة 4/ 164، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 163.
(3) تقدمت ترجمة جده فيما تقدم من الكتاب.
(4) في شذرات الذهب (أبي العباس الغساني).(1/164)
ونظم الشعر وبرع في ذلك كله، بحيث إنه كان يحفظ كتاب الفائق للزمخشري ويستحضر صحاح الجوهري وجمهرة ابن دريد وغريب أبي عبيدة والنهاية لابن الأثير وكتاب المنتهى في اللغة للبرمكي وقد عقد له مجالس متعددة بحضرة أعيان علماء دمشق وتحضر هذه الكتب وغيرها من كتب اللغة والغريب ويأخذ كل من الحاضرين مجلدة من كتاب من هذه الكتب ويسأله عن مادة فيه في عدة مواضع فيسرد ذلك بمعناه ولا يفوته شيء من اللفظة إلا القليل، وقد حضرت بعض المجالس بحضرة شيوخنا الأئمة: العلامة قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء السبكي والشيخ جمال الدين ابن قاضي الزبداني مفتي دمشق والمحدث أمير الدين محمد بن علي الآبقي المالكي والعلامة الأديب صلاح الدين الصفدي. وكان إماما عالما فقيها شاعرا لغويّا ماهرا حفظة للغة وأشعار العرب وغريب الحديث. دينا متينا قليل الاختلاط بالناس قرأت عليه شيئا من اللغة وحضرت درسه في المدرسة الإقبالية في الفقه، فكان يحفظ قطعة صالحة من شرح التنبيه لابن الرفعة ويسردها.
توفي في ليلة الثامن عشر من ربيع الآخر سنة سبعين وسبعمائة.
181 - ابن لنكك (1):
محمد بن محمد بن جعفر بن لنكك، بفتح اللام ثم نون ساكنة ثم كاف مفتوحة بعدها كاف أخرى، أبو الحسين البصري كان من النحاة الفضلاء والأدباء النبلاء وله شعر كثير منه.
قوله:
زمان قد تفرغ للفضول ... فسود كل ذي حمق جهول
__________
(1) ترجمته في معجم الأدباء 7/ 77، والوافي 1/ 165، وبغية الوعاة 1/ 219، ويتيمة الدهر 2/ 348.(1/165)
إذا أحببتم فيه ارتفاعا ... فكونوا جاهلين بلا عقول (1)
وقوله:
يعيب الناس كلهم الزمان ... وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا ... ولو نطق الزمان إذن هجانا
ذئاب كلنا في خلق ناس ... فسبحان الذي فيه برانا
يعاف الذئب يأكل لحم ذئب ... ونأكل بعضنا بعضا عيانا (2)
وله:
يا زمانا ألبس الأح ... رار ذلّا ومهانه
لست عندي بزمان ... إنما أنت زمانه
كيف نرجو منك خيرا ... والعلي فيك مهانه
أجنون ما نراه ... منك يبدو أم مجانه (3)
وله:
مضى الأحرار وانقرضوا وبادوا ... وخلّفني الزمان على علوج
وقالوا قد لزمت البيت جدا ... فقلت لفقد فائدة الخروج
فمن ألقى إذا أبصرت فيهم ... قرودا راكبين على السروج
زمان عزّ فيه الجود حتى ... كأن الجود في أعلى البروج (4)
__________
(1) الشعر في بغية الوعاة ويتيمة الدهر.
(2) الشعر له في البغية والوافي وروى القفطي في (المحمدون من الشعراء) 140البيتين الأولين للإمام الشافعي مع اختلاف يسير في الرواية.
(3) الشعر في يتيمة الدهر 2/ 348.
(4) الشعر في المصدر السابق 2/ 349.(1/166)
وله:
نحن والله في زمان غشوم ... لو رأيناه في المنام فزعنا
أصبح الناس فيه من سوء حال ... حق من مات منهم أن يهنا (1)
وله:
لا تخدعنك اللحى ولا الصّور ... تسعة أعشار من ترى بقر
تراهم كالسحاب منتشرا ... وليس فيه لطالب مطر
في شجر السرو منهم مثل ... له رواء وما له ثمر (2)
وله:
يا طالبا بالعلم حظّا مسعدا ... في ذا الزمان رأيت رأي مخرنق
إنفاق علم في زمان جهالة ... ترجو ودهر عمى وسخف مطبق
كن ساعيا ومصافعا ومضاربا ... تنل الرغائب في الزمان وتنفق
أو ما رأيت ملوك عصرك أصبحوا ... يتجملون بكل قاض أحمق
لا تلق أشباه الحمير بحكمة ... موّه عليهم ما قدرت ومخرق (3)
وله:
لم يبق حر إليه يختلف ... بل كل نذل عليه مختلف
يا فلكا دار بالنذالة والجهل ... إلى كم تدور يا خرف
فعاقل ما يبل أنملة ... وجاهل باليدين يغترف (4)
__________
(1) الشعر في يتيمة الدهر 2/ 350.
(2) في المصدر السابق 2/ 351.
(3) في المصدر السابق 2/ 351.
(4) في المصدر السابق 2/ 351.(1/167)
وله:
عندنا في زماننا ... عن طريق المكارم
من كفى الناس شرّه ... فهو في جود حاتم (1)
وله:
تعستم جميعا من وجوه لبلدة ... تكنّفهم جهل ولؤم فأفرطا
وإن زمانا أنتم رؤساؤه ... لأهل لأن يخرى عليه ويضرطا
أراكم تعيبون اللئام وإنني ... أراكم بطرق اللؤم أهدى من القطا (2)
توفي في حدود الأربعمائة وابنه أبو إسحاق إبراهيم (3) كان أديبا فاضلا، وصاحبه الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي النميري (4) أحد العلماء الأدباء بالبصرة.
182 - ابن أبي البقاء (5):
محمد بن محمد بن سليمان بن عبد العزيز، أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي البلنسي النحوي المعروف بابن أبي البقاء، وهو خاله.
سمع من أبي العطاء بن نذير وأبي بكر بن أبي جمرة وجماعة من شيوخ الأبار كأبي فرج الغافقي وغيره.
وأجاز له ابن محمد بن الفرس وأبو ذر الخشني النحوي.
قال الأبار: روى بالإجازة العامة عن أبي مروان بن قزمان وأبي طاهر السلفي لإجازته لأهل الأندلس. وكان شديد العناية بالسماع
__________
(1) في يتيمة الدهر 2/ 352.
(2) في المصدر السابق 2/ 351.
(3) ترجمته في المصدر السابق 2/ 358.
(4) ترجمته في المصدر السابق 2/ 359.
(5) ترجمته في الوافي 1/ 215، وبغية الوعاة 1/ 224، والتكملة للأبّار 2/ 587.(1/168)
والرواية مع الحظ الوافر من المعرفة وكان يتحقق بعلم العربية عاكفا على إقرائها مليح الخط سمعت منه وأجاز لي وكان شاعرا مجودا.
توفي في ربيع الأول سنة عشر وسبعمائة.
183 - أبو عبد الله الصقلي (1):
محمد بن محمد بن ظفر بن حجة الدين (2)، أبو عبد الله الصقلي العلامة مؤلف كتاب ينبوع الحياة في التفسير في عشر مجلدات وكتاب سلوان المطاع وغيرهما. وكان أحد الأدباء الفضلاء ولد بصقلية ونشأ بمكة واستوطن حماة وكان فقيرا قصير القامة دميم الخلقة غير أنه صبيح الوجه. ومن تصانيفه أيضا كتاب سلوان المطاع صنعه لأحد القواد بصقلية وكتاب أنباه نجباء الأنباء وكتاب خير البشر بخير البشر (3) وكتاب الحواشي على درة الغواص. وشرح المقامات شرحين كبيرا وصغيرا.
وتفسير القرآن وهو من محاسن التفاسير وغير ذلك.
وتصانيفه كلها مليحة. وجرى بينه وبين الشيخ تاج الدين أبي النمر الكندي مناظرة في النحو واللغة فأورد عليه الكندي مسائل في النحو فلم يمش فيها. فقال ابن ظفر: الشيخ أعلم مني بالنحو وأنا أعلم منه باللغة.
فقال الكندي: الأول مسلم والثاني ممنوع (4). توفي بحماة سنة خمس وستين وخمسمائة (5).
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 142، وأنباه الرواة 3/ 74، ووفيات الأعيان 4/ 29، ومعجم الأدباء 7/ 102، والفلاكة والمفلوكون 103، والوافي 1/ 141، ولسان الميزان 5/ 371.
(2) في البغية (محمد بن عبد الله بن محمد) وفي الوافي والأنباه (محمد بن أبي محمد بن محمد).
(3) كذلك ضبطه الصفدي في الوافي.
(4) في الوافي (والثاني مسموع).
(5) في لسان الميزان (وفاته سنة 598أو 567على اختلاف).(1/169)
184 - ابن جعوان (1):
محمد بن محمد بن عباس، بالموحدة والسين، ابن أبي بكر بن جعوان (2)، أبو عبد الله الأنصاري الدمشقي العلامة الفقيه الشافعي المحدث الحافظ شمس الدين ابن جعوان، سمع الكبير (3).
وأخذ عن الشيخ محيي الدين النواوي وحدّث وله نظم ومجاميع.
توفي بدمشق سنة اثنتين وثمانين وستمائة (4).
185 - ابن مالك (الابن) (5):
محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك، الإمام بدر الدين أبو عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدين ابن مالك الطائي الجيّاني ثم الدمشقي، شيخ العربية وقدوة أرباب المعاني والبيان وأحد العلماء الفضلاء، قرأ على أبيه وأخذ عنه النحو واللغة. وكان ذكيّا فهما عارفا بالمنطق والأصول والنظر قال (6) لكنه كان لعّابا معاشرا. أخذ عنه جماعة منهم الشيخ كمال الدين أبو المعالي بن الزملكاني وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة وغيرهما.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 224، وشذرات الذهب 5/ 381، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، والوافي 1/ 203، وتاريخ ابن كثير 13/ 302، وذيل مرآة الزمان 4/ 197.
(2) في تاريخ ابن كثير (محمد بن محمد بن عباس بن أبي جفوان).
(3) بياض في الأصل.
(4) في بغية الوعاة (وفاته سنة 650).
(5) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 225، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 41، والوافي 1/ 204، وشذرات الذهب 5/ 398، ولحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ لتقي الدين المكي 80.
(6) بياض في الأصل.(1/170)
وكان عنده لطافة وكيس ولم يكن في وقته مثله.
وله تصانيف منها شرح ألفية أبيه وهو في غاية الحسن وكتاب المصباح في المعاني والبيان.
توفي في ثامن المحرم سنة ست وثمانين وستمائة بالقولنج ولم يتكهل. وفي كلام بعضهم توفي كهلا.
186 - ابن القوبع (1):
محمد بن محمد بن عبد الرحمن (2) العلامة، ركن الدين المعروف بابن القوبع المحقق البارع المفنن النحوي اللغوي الفقيه المالكي، نزيل مصر. وكان إماما في الأصول والفقيه والأدب والعروض وأسماء الرجال والتاريخ والشعر والطب. ولي نيابة الحكم للقاضي المالكي بالقاهرة ثم تركها تدينا منه. وكان يدرّس بالمدرسة المنكوتمرية (3) بالقاهرة والطب بالمارستان المنصوري. وكان ينام أول الليل ثم يستيقظ وقد أخذ راحة فيتناول كتاب الشفاء لابن سينا وينظر فيه لا يكاد يخل بذلك. وكان فيه سأمة وملل وضجر حتى في الشطرنج يكون وسط الدست فينقضه ويقول سئمت سئمت وكذلك في البحث، يكون في البحث قد حرر تلك المسألة فيتركها ويمضي. وله شعر حسن.
توفي بالقاهرة في سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 226، والوافي 1/ 238، والدرر الكامنة 4/ 181، وتاريخ ابن كثير 14/ 183، والديباج المذهب 329.
(2) في تاريخ ابن كثير (محمد بن عبد الرحمن بن يوسف).
(3) نسبة إلى منكوتمر نائب الملك المنصور (شذرات الذهب 5/ 440).(1/171)
187 - أبو الحسن الخيشي (1):
محمد بن محمد بن عيسى، أبو الحسن الخيشي، بفتح الحاء المعجمة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم سين معجمة، إمام مشهور بصري نحوي.
قال ابن السمعاني: أخذ عن الفارسي وأبي عبد الله النمري والأزدي وكان إماما في حل المترجم (2) قال أبو العلاء الفرضي في كتابه مشتبه النسب: أديب فاضل له معرفة حسنة بالنحو واللغة وله شعر منه قوله:
ولي صاحب ما خفت مكروه طارق ... من الأمر إلا كان لي من وراية (3)
إذا عضني صرف الزمان فإنني ... برايته أسطو عليه ورايه
وذكره ابن الدبيثي وقال: هو أحد الأدباء نحوي.
مات سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
188 - أبو الوفاء الأخسيكثي (4):
محمد بن محمد بن القاسم، أبو الوفاء الأخسيكثي.
بالتاء المثلثة آخره.
قال ابن السمعاني: كان إماما في اللغة والتاريخ.
ومات بعد سنة عشرين وخمسمائة (5).
__________
(1) ترجمته في اللباب 1/ 400، وبغية الوعاة 1/ 232، والوافي 1/ 117، والأنساب 5/ 259، والإكمال 3/ 240.
(2) في اللباب (في حل التراجم).
(3) أصل الكلمة الأخيرة من البيت (ورائه) وقلب الهمزة ياء.
(4) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 233، ومعجم الأدباء 19/ 44، واللباب 1/ 26، والوافي 1/ 148.
(5) في البغية والوافي (توفي سنة 522).(1/172)
189 - أبو البركات الشهرستاني (1):
محمد بن محمد بن محمد بن الحسين الشهرستاني الأصل البغدادي المولد والدار، أبو البركات بن أبي جعفر النحوي.
قرأ على أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وجالسه ومن بعده على أبي الحسن علي بن المبارك بن بابويه ابن الزاهد النحوي (2)
ولازمه حتى حصل له معرفة هذا العلم وتميز فيه. وذكر أنه سمع الحديث من جماعة. ذكره ابن الدبيثي وقال: كتبنا أناشيد (3) له ولغيره وسألته عن مولده فقال: في رمضان سنة تسع وأربعين وخمسمائة ولم يذكر وفاته.
وقال الذهبي: توفي في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وستمائة.
190 - أبو صالح التجيبي (4):
محمد بن محمد بن محمد بن أبي صالح، أبو صالح التجيبي الأندلسي المالكي المالقي الزاهد.
قال الذهبي: أخذ عن أبي محمد بن القرطبي وجماعة.
ونزل سبتة وأقرأ بها القرآن والعربية، وكان قدوة في الزهد والورع مشهورا.
توفي في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وستمائة.
وكانت جنازته مشهورة.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 222، وأنباه الرواة 3/ 210، والمختصر المحتاج إليه 1/ 132.
(2) في البغية (ابن الزاهدة النحوي).
(3) أي كتبنا من إنشاده.
(4) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 657.(1/173)
191 - التكريتي (1):
محمد بن محمد التكريتي النحوي، نزيل بغداد. قرأ الأدب وبرع فيه ومن شعره قوله:
من كان ذمّ الرقيب يوما ... فإنني للرقيب شاكر
لم أر وجه الرقيب وقتا ... إلا ووجه الحبيب حاضر
توفي سنة سبع، بتقديم السين على الباء، عشرة وستمائة (2).
192 - الثعلبي (3):
محمد بن محمد بن علي بن أبي سعد بن عمرون، الإمام جمال الدين أبو عبد الله الثعلبي (4) النحوي.
ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة تقديرا.
وسمع من ابن طبرزد وأخذ النحو عن الإمام موفق الدين أبي البقاء ابن يعيش قرأ عليه كتاب سيبويه.
وقد أخذ عنه الشيخ بهاء الدين أبو عبد الله بن النحّاس الحلبي وجالسه الإمام جمال الدين بن مالك وحدّث عنه الدمياطي.
قال الذهبي: وبرع في العربية وتصدر لإقرائها وتخرج به جماعة.
وتوفي في ثالث ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 237، والوافي 1/ 212.
(2) في المصدرين السابقين (وفاته سنة 618).
(3) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 231.
(4) في المصدر السابق (الحلبي النحوي).(1/174)
193 - شمس الدين الأصبهاني (1):
محمد بن محمود بن محمد بن عبد الكافي، الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الأصبهاني القاضي الفقيه الشافعي الأصولي المتكلم النحوي نزيل مصر. صاحب التصانيف التي منها شرح المحصول وهو حافل كبير وكتاب القواعد في العلوم الأربعة (2) الأصولين والخلاف والمنطق، وهو أحسن تصانيفه وكتاب غاية المطلب في المنطق. وله يد طولى في الشعر والعربية. شرح الحاجبية شرحا مطولا ودرّس بمشهد الحسين وبالشافعي وتخرج به المصريون.
ومات في العشرين من رجب سنة ثمان وثمانين وستمائة (3) عن اثنتين وسبعين سنة بتقديم السين، بالقاهرة ودفن بالقرافة وذكره الشيخ تاج الدين الفركاح وقال: لم يكن في زمانه مثله في علم الأصول، دخل حلب وناظر فقهاءها وأقرّوا بغزارة علمه. وقال غيره: قدم دمشق بعد الخمسين وستمائة وناظر الفقهاء واشتهرت فضائله وانتهت إليه الرئاسة في أصول الفقه وكانت له مشاركة جيدة في النحو والأدب ودخل الديار المصرية وولي قضاء قوص مدة ثم قضاء الكرك ثم رجع إلى مصر وولي تدريس الشافعي والصاحبية (4) وتخرج به خلق ورحل إليه الطلبة.
ومات في ثامن رجب سنة (5).
__________
(1) ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي 5/ 41، وشذرات الذهب 5/ 406، وبغية الوعاة 1/ 240، وفوات الوفيات 2/ 523، وتاريخ ابن كثير 13/ 315، وطبقات الإسنوي 1/ 157.
(2) في شذرات الذهب (الوائد في العلوم الأربعة).
(3) في بغية الوعاة (وتوفي سنة 678).
(4) في فوات الوفيات (الصالحية).
(5) بياض في الأصل وقد سبق للمؤلف أن ذكر سنة الوفاة فيما تقدم من الترجمة.(1/175)
194 - البوشنجي (1):
محمد بن مزيد، بفتح الميم وسكون الزاي وفتح المثناة من تحت، كذلك قيده الدارقطني، ابن محمود بن منصور بن راشد. أبو بكر بن أبي الأزهر الخزاعي البوشنجي النحوي الأخباري.
روى عن حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي كتاب الأغاني وعن أبي كريب وحسين بن عبد الرحمن الأحنياطي والزبير بن بكّار. وكان صاحب المبرد وله شعر كثير وكان ضعيفا فيما يرويه، كتبنا عنه أحاديث منكرة. قال الدارقطني وقال الخطيب البغدادي: كان كذّابا يضع الحديث على الثقات وله شعر كثير زاد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) قوله: (ولو كان لكنته) لم يرو هذه الزيادة غيره. وله من هذه الأخبار ما لست بصدد ذكره.
ومن تصانيفه: أخبار عقلاء المجانين وكتاب الهرج والمرج في أخبار المستعين. والمقروء من شعره قوله:
لا تبع لذة يوم لغد ... وبع الغيّ بتعجيل الرشد
إنها أن أخرت عن وقتها ... باختداع النفس يوما لم تعد
فأشغل النفس بها شغلتها ... لا تفكر في حميم وولد
أو ما خبرت عما قيل في ... مثل باق على طول الأبد
إنما دنياي نفسي فإذا ... تلفت نفسي فلا عاش أحد (2)
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 242، ولسان الميزان 5/ 378، وتاريخ بغداد 3/ 288، ومعجم الشعراء 429، وتاريخ بغداد للبنداري (مخطوط) 1/ 74، وتاريخ الأدب لبروكلمان 3/ 138.
(2) الأبيات في معجم الشعراء 429وصدر البيت الثالث فيه (فاشتغل دوما بها عن شغلها).(1/176)
وله:
إذا كنت أحتاج في حاجتي ... وأنت صديقي أن أذكرك
فحقك عندي إذا ما قضيت (م) ... بعد اقتضائي أن أهجرك
فلا حظ فيك لذي حاجة ... إذا كان حظك أن يهجرك
توفي في سنة ثلاث وثمانين ومائتين (1) عن سن عالية.
195 - قطرب (2):
محمد بن المستنير، بضم الميم ثم سين مهملة ساكنة ثم مثناة من فوق مفتوحة ثم نون مكسورة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم راء. اسم فاعل من استنار، ابن أحمد، أبو علي البصري الملقب قطربا وهو مولى مسلم ابن زياد وصاحب سيبويه وتلميذه اللغوي النحوي، مؤلف المثلث المشهور وغيره من التصانيف.
قال الزبيدي: كان موثوقا فيما يحكيه.
توفي سنة ست ومائتين.
196 - أبو بكر الخشني (3):
محمد بن مسعود، أبو بكر بن أبي ركب الخشني بضم الحاء المعجمة وبالسين المعجمة أيضا المفتوحة الجيّاني.
__________
(1) في لسان الميزان (وفاته سنة 325).
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 242، ومعجم الأدباء 7/ 105، وطبقات النحويين 106، وأنباه الرواة 3/ 219، وأخبار النحويين البصريين 38، ووفيات الأعيان 3/ 439، وشذرات الذهب 2/ 15، ولسان الميزان 5/ 378، ومراتب النحويين 67، ونزهة الألباء 60، والعبر 1/ 350، ونور القبس 174.
(3) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 244، ومعجم الأدباء 7/ 106، والتكملة للأبّار 2/ 469، وبغية الملتمس 283، ومعجم أصحاب الصدفي للأبّار 157.(1/177)
قال ابن الدبيثي: قال لي أبو عبد الله المريسي النحوي ببغداد: أنه يعرف بابن أبي ركب صاحب شرح سيبويه ووالد أبي ذر مصعب بن أبي ركب أحد كبار نحاة المغرب. وركب جمع ركبة كذلك قيده الإمام شرف الدين المريسي كان على رأس المائة السادسة.
قلت وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: محمد بن مسعود بن عبد الله ابن مسعود، أبو بكر بن أبي ركب الخشني الجيّاني المقرىء النحوي العلّامة أخذ القراءات عن أبي القاسم بن موسى وأبي الحسن بن شفيع وجماعة.
وأخذ العربية والآداب عن ابن أبي العافية وابن الأخضر وابن الأبرش، وروى عن أبي الحسن بن سراج وأبي علي بن سكّرة وابن غياث وجماعة.
قال الأبار: تقدم في صناعة العربية وتصدر لإقرائها وولي بآخرة خطابة غرناطة وكان من جلة النحاة وأئمتهم شرح كتاب سيبويه ولم يتمه.
وكان حافظا للغريب واللغة متصرفا في فنون الأدب مع الجد والصلاح.
وله شعر.
توفي في نصف ربيع الأول سنة أربع وأربعين وخمسمائة عن بضع وستين سنة.
أخذ عنه أبو عبد الله بن حميد وابنه أبو ذر الخشني.
197 - الماليني الهروي (1):
محمد بن مسعود بن محمد الماليني الهروي، ومالين رستاق هراة، أبو يعلى الأديب. له معرفة بالنحو واللغة، ويقول الشعر الجيد بالفارسية والعربية ويذهب إلى مذهب الكرّامية.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 246، وأنباه الرواة 3/ 214، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 151ونقلت هذه الترجمة عنه نقلا حرفيّا.(1/178)
قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وستمائة وكتب بها عنه من شعره، ذكره ابن الدبيثي كذلك وقال: سألت عنه فقيل لي لم يكن محمود الطريقة وإنه كان متسامحا في الأمور الدينية.
ومن شعره قوله:
أصون المحيا لا أرقرق ماءه ... إذا ابتذلت عنه الطماعة أوجه
أأنزل بالأدنى ومن تحت أخمصي ... من الفلك الأعلى تطامن أوجه (1)
198 - الغزني (2):
محمد بن مسعود الغزني، بفتح العين المعجمة ثم زاي ساكنة ثم نون. نسبة إلى غزنة. نقل عنه أبو حيان في شرح التسهيل وارتشاف الضرب.
199 - بدر الدين الحلبي (3):
محمد بن منصور بن إبراهيم بن منصور، الإمام بدر الدين أبو عبد الله بن الجوهري الحلبي المقرىء النحوي الأديب الفقيه الشافعي المحدّث، ذو الفضائل والمآثر شرف الأكابر صدر الديار المصرية.
ولد سنة اثنتين وخمسين وستمائة بحلب وسمع بها من إبراهيم بن خليل وغيره، وبمصر من الكمال الضرير وابن عزون والنجيب عبد اللطيف وطائفة، فأكثر. وقرأ العربية على الشيخ بهاء الدين بن النحاس وبالروايات على الصفي خليل المراغي وتعين (4) في الفضائل
__________
(1) رواهما ابن الدبيثي في ذيل تاريخ بغداد 1/ 151.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 245، وكشف الظنون 236ووفاته فيه (سنة 421).
(3) ترجمته في شذرات الذهب 6/ 52، وطبقات القراء 2/ 266، والدرر الكامنة 4/ 266.
(4) كذلك وردت في المخطوطة.(1/179)
وشارك في العلوم وكان ذا جلالة ووقار وعدالة تامة وتصوّن وحرمة وافرة، عرضت عليه الوزارة فامتنع.
سمع منه: الشيخ جمال الدين يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي والإمام المحدث محمد بن سامة وأبو محمد القاسم بن محمد البرزالي وسائر الطلبة بمصر والشام.
توفي في جمادى الآخرة سنة تسع، بتقديم التاء، عشرة وسبعمائة بدمشق.
وقد روى الشاطبية عن ابن فأر اللبن عن المصنف، ذكره كذلك الذهبي في طبقات القراء.
200 - الهيتي (1):
محمد بن منصور بن جميل، أبو عبد الله البغدادي الهيتي الكاتب.
قال ابن النجار: تقدم في النحو واللغة والحساب والشعر وسمع من ابن كليب وله شعر حافل مدح الخليفة الناصر لله وولي صدرية المخزن مات كهلا في شعبان سنة ست عشرة وستمائة.
201 - ابن الجبي (2):
محمد بن موسى بن عبد العزيز، أبو بكر بن أبي عمران الصيرفي الكندي المصري الملقب بسيبويه ويعرف بابن الجبي بضم الجيم وبعدها
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 250، ومعجم الأدباء 7/ 110.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 250، ومعجم الأدباء 7/ 110، والأنساب 3/ 205، والإكمال لابن ماكولا 2/ 232، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 347، وذكر بروكلمان في تاريخ الأدب العربي 3/ 84أن لابن زولاق الليثي كتابا في أخبار صاحب هذه الترجمة عنوانه (أخبار سيبويه المصري) ونشر بالقاهرة سنة 1933.(1/180)
موحدة مشددة نسبة إلى موضع بمصر يقال له جبة، الفقيه الشافعي الأديب النحوي الشاعر الفصيح الصوفي، ولد سنة أربع وثمانين ومائتين وسمع من جماعة منهم المنجنيقي وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو جعفر الطحاوي وتفقه للشافعي وجالس أبا هاشم المقدسي وأبا بكر بن الحداد وأخذ عنه، وتلمذ له وكان متظاهرا بمذهب الاعتزال ويتكلم على ألفاظ الصالحين والزهد وكان متصدرا في هذا الفن وله شعر.
وقال ابن ماكولا: هو صاحب الكلام المليح والنقد الجيد للشعر وكان في دولة الإخشيد.
وكنية أبيه أبو عمران ويعرف هو بابن الجبّي.
وقال غيره: كان من أكابر الأدباء في دولة الإخشيد فقيها شاعرا فصيحا صوفيّا. وذكره ابن باطيش والتفليسي في طبقات الشافعية.
توفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
202 - الأفشين (1):
محمد بن موسى بن هاشم بن يزيد، مولى المنذر المعروف بالأفشين (2) كان متصرفا في علم الأدب والخبر.
رحل إلى المشرق ولقي أبا جعفر الدينوري ونسخ كتاب سيبويه من نسخة واحدة. وأخذ عنه رواية.
وأخذه عن المازني، وروى كتب ابن قتيبة عن إبراهيم بن جميل الأندلسي بمصر. وله كتب مؤلفة في الأدب منها شواهد الحكم وطبقات الكتاب.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 252، وطبقات النحويين 305، وجذوة المقتبس 82، وتاريخ علماء الأندلس 2/ 31، وأنباه الرواة 3/ 216، وبغية الملتمس 268.
(2) في طبقات النحويين (الأفشنيق) وفي تاريخ علماء الأندلس (الأقشتين).(1/181)
توفي في رجب سنة سبع، بتقديم السين، وثلاثمائة.
ذكره كذلك الزبيدي.
203 - ابن الموصلي (1):
محمد بن ميكائيل بن أحمد بن راشد، الإمام محمد بن الموصلي الفرضي النحوي.
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: استملى على ابن الخبّاز النحوي كتاب التوجيه في العربية. توفي في شوال سنة ثمانين وستمائة عن ثمان وسبعين سنة.
204 - محمد بن أبي نصر بن الشمحل (2) أبو عبد الله النحوي
205 - ابن الأخرم (3):
محمد بن النضر بن مر بن الحر الربعي، الإمام أبو الحسن بن الأخرم الدمشقي صاحب هارون بن موسى بن شريك، المقرىء المفسر النحوي. ولد سنة ستين ومائتين، وقرأ على هارون وعلى جعفر بن أحمد بن كزار وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالشام لإتقانه ومعرفته، وكان له حلقة عظيمة بدمشق في جامعها وتلامذة جلة وقال أبو عمرو الداني:
روى القراءة عنه عرضا أحمد بن عبد العزيز بن بدهن وأحمد بن نصر الشذائي ومحمد بن أحمد الشنبوذي ومحمد بن الخليل وصالح بن إدريس وعلي بن إدريس وعلي بن محمد بن بشر الأنطاكي وعبد الله بن
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 254وفيه (الإمام مجد الدين الموصلي).
(2) كذلك ذكره ابن قاضي شهبة ولم أعثر على ترجمة في المصادر التي بين يدي.
(3) ترجمته في طبقات القراء 2/ 270، وشذرات الذهب 2/ 361.(1/182)
عطية المفسر وأبو الفتح المظفر بن هشام وعلي بن داود الداراني ومحمد بن حجر وجماعة لا يحصى عددهم.
قال الذهبي: قلت منهم محمد بن أحمد السلمي الحبني شيخ الأهواز وسلامة بن الربيع المطرز وأبو بكر أحمد بن مهران، وقد أخطأ عبد الباقي بن الحسن في اسمه واسم أبيه. فقال: علي بن الحسن بن مر.
وقال علي بن داود: لما قدم ابن الأخرم بغداد حضر مجلس ابن مجاهد فقال لأصحابه: هذا صاحب الأخفش الدمشقي فاقرأوا عليه، فكان ممن قرأ عليه أبو الفتح بن بدهن.
وقال الشنبوذي: قرأت على أبي الحسن بن الأخرم فما رأيت شيخا أحسن منه بالقراءات ولا أحفظ، وكان مع ذلك يحفظ تفسيرا كثيرا ومعاني، قال: إن الأخفش لقّنه القرآن. وقال عبد الباقي بن الحسن: قال ابن الأخرم: قرأت على الأخفش وكان يأخذ عليّ في منزلي. قال عبد الباقي: كان أبوه يخلّص للأخفش رزقه من السلطان في كل سنة.
قال أبو القاسم بن عساكر: طال عمر ابن الأخرم وارتحل الناس إليه وكان عارفا بعلل القراءات بصيرا بالتفسير والعربية متواضعا حسن الأخلاق كبير الشأن.
وقال محمد بن علي السلمي: قمت ليلة المؤذن الكبير لأخذ النوبة علي بن الأخرم فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئا ولم تدركني النوبة إلى العصر.
قال أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني: توفي ابن الأخرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وقال غيره: سنة اثنتين وأربعين وقال عبد الباقي بن الحسن: توفي بعد سنة أربعين وصعدت غمامة على جنازته من المصلى إلى قبره. وكان يوما صائفا فكانت شبه الآية.(1/183)
206 - أبو سعد السلمي (1):
محمد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم. أبو سعد السلمي الأصبهاني.
حج سنة ثمان وتسعين وسمع من أصحاب أبي علي بن شاذان وغيره.
وسمع ببلده وحدّث.
قال الذهبي: وكان بارعا في اللغة والأدب مليح الخط، لازم منزله. وتوفي في شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة وهو في عشر التسعين، أثنى عليه الحافظ أبو موسى وروى عنه.
207 - ابن القبيصي (2):
محمد بن أبي الوفاء أحمد بن أبي طاهر، أبو عبد الله العدوي النحوي، يعرف بابن القبيصي (3) من أهل الموصل منسوب إلى قرية من قرى الموصل. قرأ القراءات على جماعة من الشيوخ وقرأ النحو على أبي الحرم مكي بن ريان الماكسيني نزيل الموصل.
وحصل له معرفة جيدة به وقدم بغداد سنة ثمانين وخمسمائة وقرأ بها القرآن على القاضي أبي الفتح نصر الله بن علي بن الكيّال الواسطي لما قدمها وسمع منه وتفقه على جمال الدين أبي القاسم يحيى بن علي بن فضلان وأقام عنده مديدة وعاد إلى بلده ثم قدمها مرة ثانية في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وسمع من أبي سعد عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه الصوفي النيسابوري لما وردها صادرا من الحج. ذكره كذلك ابن
__________
(1) ترجمته في تاريخ بغداد للبنداري الأصفهاني (مخطوط) 1/ 93، وأخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني 2/ 218وفيه (محمد بن أبي الهيثم).
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 260، وأنباه الرواة 3/ 77، والمختصر المحتاج إليه 1/ 169، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (مخطوط) 1/ 183.
(3) في بغية الوعاة (ابن القبيضي) وفي المختصر (ابن القبيص).(1/184)
الدبيثي وقال: لقيته بإربل وكان مقيما بها يقرأ النحو بدار الحديث وكتبت عنه لفضله وصلاحه.
208 - ابن ولاد التميمي (1):
محمد بن الوليد، أبو الحسين بن ولّاد التميمي.
أخذ عن أبي علي الدينوري وعن محمود بن حيّان وغيرهما بمصر ثم رحل إلى العراق وأقام بها ثمانية أعوام ولقي المبرد وثعلبا، وقرأ على المبرد كتاب سيبويه وكان حسن الخط صالح المضبطة، تزوج أبو علي الدينوري أمه. وله في النحو كتاب سماه المنمق.
209 - أبو عامر الشاطبي (2):
محمد بن يحيى بن خليقة بن ينّق، أبو عامر الشاطبي.
قال الأبّار: قرأ على محمد بن فرج المكناسي وسمع من أبي علي ابن سكرة وأخذ بقرطبة عن أبي الحسن بن سراج، ومهر في الأدب والعربية وبلغ الغاية من البلاغة والكتابة والشعر، ولقي أبا العلاء بن زهر فأخذ عنه علم الطب ولازمه وساعده الجد وبعد صيته في ذلك مع المشاركة في عدة علوم وكان رئيسا معظّما جميل الدواء وله تصنيف كبير في الحماسة وتصنيف آخر في ذكر ملوك الأندلس والأعيان والشعراء روى عنه: أبو عبد الله المكناسي وعاش بضعا وستين سنة.
وتوفي في آخر سنة سبع وأربعين وخمسمائة. نقله الذهبي.
__________
(1) ترجمته في معجم الأدباء 7/ 133، وأنباه الرواة 3/ 224، وطبقات النحويين 236، والوافي 1/ 317، وبغية الوعاة 1/ 259 (ووفاته كما ذكر صاحب البغية سنة 298).
(2) ترجمته في التكملة للأبّار 2/ 479، وبغية الوعاة 1/ 261، ومعجم الأبّار 162.(1/185)
210 - القلفاط (1):
محمد بن يحيى بن زكريا، أبو عبد الله القلفاط، كان بارعا في علم العربية حافظا للغة شاعرا محمودا، ذكره الزبيدي كذلك.
211 - أبو بكر الصولي (2):
محمد بن يحيى (3) بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول. أبو بكر الصولي، صاحب التصانيف. الأخباري الأديب. وصول جده أحد ملوك جرجان، أسلم على يزيد بن المهلب ولم يزل معه حتى قتل يزيد.
كان أبو بكر أحد الأدباء الفضلاء، روى عن أبي داود السجستاني وثعلب والمبرد وأبي بكر العلافي وغيرهم.
وعنه: الدارقطني وابن حيويه وأبو عبيد الله المرزباني وغيره.
وله تصانيف حسنة مشهورة.
توفي بالبصرة سنة خمس أو ست وثلاثين وثلاثمائة لإضاقة لحقته (4).
__________
(1) ترجمته في طبقات النحويين 301، وجذوة المقتبس 91، وبغية الملتمس 314، ونفح الطيب 4/ 273، وأنباه الرواة 3/ 231، وبغية الوعاة 1/ 264 (وفيه القلفاطي).
(2) ترجمته في تاريخ ابن كثير 11/ 219، وأنباه الرواة 3/ 233، ووفيات الأعيان 3/ 477، وشذرات الذهب 2/ 339، واللباب 2/ 63، ولسان الميزان 5/ 427، ومعجم الأدباء 7/ 136، ونزهة الألباء 188، وتاريخ جرجان 383، والجواهر المضية 2/ 444، ومعجم الشعراء 431، والمنتظم 6/ 359، ونور القبس 346، وتاريخ الأدب لبروكلمان 3/ 51.
(3) في تاريخ ابن كثير (ومحمد بن عبد الله بن العباس الصولي).
(4) في أنباه الرواة (لحقته إضاقة أخرجته من بغداد فمات بالبصرة).(1/186)
212 - القلفاط الرّباحي (1):
محمد بن يحيى بن عبد السلام، أبو عبد الله الأندلسي الأزدي النحوي الرباحي بفتح الراء والموحدة نسبة إلى قلعة رباح بالأندلس ويعرف بالقلفاط بفتح القاف ثم لام ساكنة ثم فاء وبعد الألف طاء مهملة، كان عارفا بالعربية صادقا ذكيّا عالما، أدّب المغيرة بن الناصر لدين الله صاحب الأندلس ومن شعره قوله:
طوى عني مودّته غزال ... طوى قلبي على الأحزان طيّا
إذا ما قلت يسلوه فؤادي ... تجدد حبه فازددت غيا
أحيّيه وأفديه بنفسي ... وذاك الوجه أهل أن يحيا (2)
توفي في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
ذكره الزبيدي وقال: وكان ينتهي إلى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وأصله من جيان، انتقل أبوه وجده إلى قلعة رباح فنسب إليها وكان حاذقا بعلم العربية طالع كتب أهل الكلام وتفنن فيها ونظر في المنطقيات فأحكمها، ورحل إلى المشرق فلقي أبا جعفر بن النحاس فحمل عنه كتاب سيبويه رواية وكان ذا وقار وسمت وصيانة ونزاهة نفس وعفاف ودين.
وذكر أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم وقال: نحوي مشهور في المغاربة كان لا يقصر عن أكابر أصحاب محمد بن يزيد المبرد.
__________
(1) ترجمته في طبقات النحويين 335، وتاريخ علماء الأندلس 2/ 70، وبغية الوعاة 1/ 262، وأنباه الرواة 3/ 229، 233، وبغية الملتمس 312، وجذوة المقتبس 91.
(2) الشعر في يتيمة الدهر 2/ 50.(1/187)
213 - أبو عبد الله الخزرجي (1):
محمد بن يحيى بن مزاحم، أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي الأشوني ثم الطليطلي المقرىء النحوي. مصنف كتاب المناهج في القراءات، وكان غاية في علم العربية، له رحلة إلى مصر لقي فيها القضاعي وطبقته.
أخذ عنه أبو الحسن العبسي مع تقدمه. قرأ عليه أبو العباس بن حرب عن قراءته على أبي عمرو بن محرّز.
توفي أول سنة اثنتين وخمسمائة (2).
214 - ابن البرذعي (3):
محمد بن يحيى بن هشام، العلامة أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي الأندلسي المعروف بابن البرذعي النحوي. من أهل الجزيرة الخضراء.
روى عن أبيه وأخذ عنه القراءات وأخذ العربية عن أبي ذر الخشني وسمع من جماعة.
قال الذهبي: وكان رأسا في علم اللسان عاكفا على التعليم والتعليل والتصنيف وكان أبو علي الشلوبين يثني عليه بمعرفته. صنف كتاب فصل المقال في أبنية الأفعال وكتاب المسائل النخب في عدة مجلدات وكتاب الإيضاح وغير ذلك، توفي في تونس في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وستمائة.
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 277، وبغية الوعاة 1/ 267.
(2) في بغية الوعاة (وفاته سنة 501).
(3) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 267، والتكملة للأبّار 2/ 660.(1/188)
215 - أبو العباس المبرّد (1):
محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسان بن سليمان بن سعد بن عبد الله بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف بن أسلم (وهو ثمالة) (2) بن أبجر بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الغوث الأزدي الثمالي بضم الثاء المثلثة الأزدي البصري، الإمام أبو العباس المبرد، إمام العربية ببغداد في زمانه وصاحب التصانيف. ولد يوم الاثنين ليلة الأضحى سنة عشر ومائتين. وأخذ عن أبي عثمان المازني وأبي الحسن الرمّاني وأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني.
قال السيرافي: أخذ المبرد النحو عن الجرمي والمازني وغيرهما.
وكان على المازني يعوّل ويقال: إنه بدأ بقراءة سيبويه وختمه على المازني.
روى عنه: إسماعيل الصفار وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه ومحمد بن يحيى الصولي. وكان فصيحا بليغا مفوها ثقة أخباريّا علامة صاحب نوادر وظرافة. جميلا وسيما لا سيما في صباه، وله تصانيف مشهورة منها كتاب الكامل، قال القاضي الفاضل: طالعته سبعين مرة، وكل مرة أزداد من فوائده. وكتاب المقتضب، والروضة، وكتاب معاني القرآن وكتاب الرسالة الكاملة في إعراب القرآن وكتاب الحروف في معاني القرآن إلى طه. وكتاب الاشتقاق وكتاب الأنواء والأزمنة وكتاب
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 269، وطبقات النحويين 108، وأخبار النحويين البصريين 72، ووفيات الأعيان 3/ 441، وأنباه الرواة 3/ 241، وتاريخ ابن كثير 11/ 79، وشذرات الذهب 2/ 190، وطبقات القراء 2/ 280، واللباب 1/ 197، ولسان الميزان 5/ 430، ومراتب النحويين 83، ونزهة الألباء 148، ومعجم الأدباء 7/ 137، ومعجم الشعراء 405، ونور القبس 324، ومجلة المعلم الجديد العدد السادس سنة 1956وفيها مقال عنه للدكتور مهدي المخزومي.
(2) في أنباه الرواة وطبقات النحويين (ثمالة بن أحجن).(1/189)
القوافي وكتاب الخط والهجاء. وكتاب المدخل إلى سيبويه، وكتاب المقصور والممدود وكتاب المذكر والمؤنث وكتاب الرد على سيبويه وكتاب الحث على الأدب والصدق وكتاب نسب عدنان وقحطان وكتاب التعازي وكتاب شرح شواهد سيبويه وكتاب ضرورة الشعر وكتاب أدب الجليس وكتاب صفات الله تعالى وكتاب الممادح والمقابح وكتاب الرياض المقدم وكتاب الجامع ولم يتمه وكتاب الوشي وكتاب مغني كتاب سيبويه وكتاب الناطق وكتاب العروض وكتاب البلاغة وكتاب مغني كتاب الأوسط للأخفش وكتاب شرح كلام العرب وتلخيص ألفاظها ومزاوجة كلامها وتقريب معانيها وكتاب ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه وكتاب الفاضل والمفضول وكتاب طبقات النحاة البصريين وكتاب الكافي في الأخبار، وكان المبرد حسن الموارد كبير الأمالي.
قال السيرافي: كان إسماعيل بن إسحاق القاضي وهو أقدم منه مولدا ورأى الناس بالبصرة يقول: ما رأى المبرد مثل نفسه.
وسمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: ما رأيت أحسن جوابا من المبرد في معاني القرآن فيما ليس فيه قول لمتقدم. وسمعته يقول: لقد فاتني منه علم كثير لقضاء ذمام ثعلب.
وسمعت نفطويه يقول: ما رأيت أحفظ للأخبار بغير أسانيد منه ومن أبي العباس بن فرات.
وقال أبو بكر الزبيدي: كان بارعا في الأدب وكثرة الحفظ والفصاحة وجودة الخط، يقال إنه أخذ عن الجاحظ لأنه إذا قال في كتابه الكامل: قال الليثي فإنما يعني الجاحظ.
وكان سبب حمله من البصرة أن المتوكل على الله قرأ يوما بحضرة الفتح بن خاقان: {وَمََا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهََا إِذََا جََاءَتْ} (1). فقال له الفتح: يا
__________
(1) الآية 109من سورة الأنعام.(1/190)
سيدي إنها بالكسر، فوقعت المشاجرة فتبايعا على عشرة آلاف دينار وتحاكما إلى يزيد بن محمد المهلبي وكان صديقا للمبرد. فلما وقف يزيد على ذلك خاف أن يسقط أحدهما فقال: والله ما أعرف الفرق بينهما وما رأيت أعجب من أن يكون باب أمير المؤمنين يخلو من عالم متقدم. فقال المتوكل: أليس ها هنا من يسأل عن هذا؟ فقال: ما أعرف أحدا يتقدم فتى بالبصرة يعرف بالمبرد. فقال: ينبغي أن يشخص فتقدم إلى محمد بن القاسم بن محمد بن سليمان الهاشمي بأن يشخصه مكرما.
قال المبرد: فوردت سرّ من رأى فأدخلت على الفتح بن خاقان فقال: بصري، كيف تقرأ هذا الحرف: (وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون). إنها بالكسر أو بالفتح قل بالكسر أو بالفتح؟ فقلت: بالكسر.
هذا المختار وذلك أن أول الآية: {وَأَقْسَمُوا بِاللََّهِ جَهْدَ أَيْمََانِهِمْ لَئِنْ جََاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهََا * قُلْ إِنَّمَا الْآيََاتُ عِنْدَ اللََّهِ وَمََا يُشْعِرُكُمْ}. ثم قال: يا محمد: إنّها إذا جاءت لا يؤمنون» باستيفاء جواب الكلام المتقدم.
قال: صدقت: وركب إلى دار أمير المؤمنين فعرّفه بقدومي وطالبه بدفع ما تعاقدا عليه وتبايعا فيه. فأمر بإحضاري. فلما وقعت عين المتوكل عليّ قال: يا بصري كيف تقرأ هذه الآية: {وَمََا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهََا إِذََا جََاءَتْ}، بالكسر أو بالفتح؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أكثر الناس يقرأونها بالفتح، فضحك وضرب برجله اليسرى، وقال: أحضر يا فتح المال.
فقال: والله يا سيدي إنه قال لي خلاف ما قال لك، فقال: دعني من هذا، أحضر المال.
وأخرجت فلم أصل إلى الموضع الذي كنت أنزلته حتى أتتني رسل الفتح فأتيته. فقال لي: يا بصري أول ما ابتدأتنا به الكذب. فقلت: ما كذبت. فقال: كيف وقد قلت لأمير المؤمنين الصواب {وَمََا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهََا إِذََا جََاءَتْ} بالفتح.
فقلت: أيها الوزير لم أقل هكذا إنما قلت أكثر الناس يقرأونها
بالفتح، وأكثرهم على الخطأ وإنما تخلصت من اللائمة وهو أمير المؤمنين. فقال لي: أحسنت. قال أبو العباس: فما رأيت أكثر كرما ولا أرطب بالخير لسانا من الفتح.(1/191)
فقلت: أيها الوزير لم أقل هكذا إنما قلت أكثر الناس يقرأونها
بالفتح، وأكثرهم على الخطأ وإنما تخلصت من اللائمة وهو أمير المؤمنين. فقال لي: أحسنت. قال أبو العباس: فما رأيت أكثر كرما ولا أرطب بالخير لسانا من الفتح.
وقال أبو العباس: أحضرت مجلس المتوكل يوما وبين يديه أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري وهو ينشد قصيدته التي أولها:
عن أي ثغر تبتسم (1)
وبالقرب من البحتري أبو العنبس (2) وقال: يا أمير المؤمنين أتأمر بردّه؟ فردّه.
فقال أبو العنبس: قد عارضتك في قصيدتك، ثم أنشد أبياتا في وزنها ورويها هجاء في البحتري (وكان) (3) سخيفا مضحكا. فضحك المتوكل وقال: ادفعوا لأبي العنبس عشرة آلاف درهم. فقال الفتح:
والبحتري الذي هجي وأسمع المكروه يصرف خائبا.
قال: ويدفع إليه عشرة آلاف درهم.
فقال له: يا سيدي فهذا البصري الذي أشخصناه من بلده لا يشركهما؟ قال: ويدفع إليه عشرة آلاف درهم.
توفي ببغداد في آخر سنة خمس وثمانين ومائتين عن خمس وسبعين سنة، بتقديم السين وصلى عليه القاضي أبو محمد يوسف بن يعقوب الباهلي، كذا أرّخه غير واحد من المتقدمين والمتأخرين. وتوفي معه في هذه السنة الحافظ النحوي واللغوي إبراهيم الحربي.
وفي كتاب الزبيدي: توفي في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي
__________
(1) عجز البيت: وبأي طرف تحتكم (ديوان البحتري 2/ 224).
(2) أبو العنبس الصيمري الشاعر ترجمته في المحمدون 131وذكر قصته هذه مع البحتري وكذلك ذكرها ابن كثير في تاريخه 11/ 56.
(3) كلمة ساقطة من المخطوط.(1/192)
الحجة سنة ست وثمانين (1) ودفن باب الكوفة وصلى عليه أبو محمد يوسف بن يعقوب القاضي الباهلي.
ولما مات نظم فيه وفي ثعلب، أبو بكر الحسن بن علي بن العلاف أبياتا سائرة، وكان ابن الجواليقي كثيرا ما ينشدها وهي:
ذهب المبرد وانقضت أيامه ... وليذهبن أثر المبرد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباقي بيتها سيخرّب
فأبكوا لما سلب الزمان ووطنوا ... للدهر أنفسكم على ما يسلب
وتزودوا من ثعلب فبكأس ما ... شرب المبرد عن قريب يشرب
وأرى لكم أن تكتبوا أنفاسه ... إن كانت الأنفاس مما يكتب (2)
وفي المبرد يقول بعض شعراء عصره:
سألنا عن ثمالة كل حي ... فقال القائلون ومن ثماله
فقلت محمد بن يزيد منهم ... فقالوا زدتنا بهم جهاله
فقال لي المبرد خل عني ... فقومي معشر فيهم نذاله (3)
ويقال: إن هذه الأبيات للمبرد وكان يشتهي أن يشتهر بهذه القبيلة، وصنع هذه الأبيات فذاعت وحصل له مقصوده من الاشتهار (4)، وكان كثيرا ما ينشد في مجلسه:
يا من تلبس أثوابا يتيه بها ... تيه الملوك على بعض المساكين
ما غيّر الجل أخلاق الحمير ولا ... نقش البراذع أخلاق البراذين (5)
__________
(1) في طبقات النحويين للزبيدي 120 (توفي سنة 286).
(2) الأبيات للعلاف في وفيات الأعيان 3/ 442ونسبت لثعلب في نزهة الألباء 149وهي في نور القبس 333لمحمد بن علي بن يسار العلاف الضرير ورواية عجز البيت الثاني فيه: خربا وباقي نصفه سيخرب.
(3) الشعر في بغية الوعاة 1/ 269لعبد الصمد بن المعذل في هجاء المبرد.
(4) وممن قال ذلك القفطي في أنباه الرواة 3/ 253.
(5) الشعر للمبرد في وفيات الأعيان 3/ 445.(1/193)
216 - ابن الجرّار السرقسطي (1):
محمد بن يوسف بن سليمان بن محمد بن خطاب.
أبو بكر بن الجرّار القيسي السرقسطي النحوي، نزيل مرسية أخذ العربية عن أبي بكر بن الفرضي وأبي محمد البطليوسي وسمع أبا علي الصدفي وجلس لتعليم العربية. وكان بارعا فهما في الأدب والشعر.
قيل (إنه توفي) (2) سنة أربعين وخمسمائة. روى عنه أبو محمد بن عتّاب وغيره. ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
217 - ابن النحوية الحموي (3):
محمد بن يعقوب بن الياس. الإمام بدر الدين ابن النحوية الحموي. مؤلف ضوء المصباح في المعاني والبيان. وكان مشهورا بعلم النحو والمعاني والبيان والبديع وقد اختصر كتاب المصباح في علم المعاني والبيان لبدر الدين محمد بن مالك وسماه ضوء المصباح وشرحه شرحا مليحا إلى الغاية وسماه: أسفار الصباح عن ضوء المصباح وكان مصدرا بالجامع الأعلى بحماة.
قرأ عليه الشيخ نجم الدين القحفازي الحنفي.
ومات بحماة في حادي عشرين صفر سنة ثمان عشرة وسبعمائة.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 278وفيه (محمد بن يوسف بن سليمان بن محمد القيسي المعروف بابن الحصالة).
(2) كلمتان ساقطتان من المخطوطة.
(3) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 272، والدرر الكامنة 4/ 285.(1/194)
218 - الفاروي الأصبهاني (1):
محمد بن يعقوب بن ناصح، أبو الحسن الأديب النحوي الفاروي.
بفتح الفاء والراء المضمومة ثم واو ساكنة ثم مثناة من تحت ساكنة، نسبة إلى فارويه وهي سكة بنيسابور، الأصبهاني أخذ العلم عن أبي العباس المبرد وسمع الحديث من بشر بن موسى الأسدي وأبي العباس محمد بن يونس القرشي وأقرانهما.
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخه: كان يسكن سكة فارويه ويدرّس كتب الأدب وكان من أقران أبي عمر الزاهد وأبي محمد بن درستويه في الاختلاف إلى ثعلب والمبرد. وكان صدوق اللهجة من أعيان الأدباء.
وأظنه كان صحب السلاطين ثم ترك صحبتهم. وحدثني الثقة من أصحابه أنه كان ينشد عن البحتري غير أني لم أسمع منه ذلك.
توفي بنيسابور في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
219 - أبو حيّان الأندلسي (2):
محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان النفزي (3) الأندلسي الجياني ثم الغرناطي. الشيخ الإمام العلامة الأوحد الحافظ أثير الدين أبو حيّان المحدّث النحوي اللغوي المفسر فريد دهره وشيخ النحاة في عصره وإمام المفسرين في وقته وصاحب التصانيف المشهورة في النحو
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 275، وأنباه الرواة 3/ 253، واللباب 2/ 192.
(2) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 280، وشذرات الذهب 6/ 145، والدرر الكامنة 4/ 302، وفوات الوفيات 2/ 555، وطبقات القراء 2/ 285، وذيل تذكرة الحفاظ 23، ونكت الهميان 280، ونفح الطيب 3/ 289، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 31، وطبقات الإسنوي 1/ 457، وأبو حيان النحوي للدكتورة خديجة الحديثي.
(3) النفزي: نسبة إلى نفزة قبيلة من قبائل البربر.(1/195)
والتفسير شرقا وغربا والتلامذة المنتشرة. نزيل القاهرة. ولد بمطخشارش من حضرة غرناطة. وغرناطة قاعدة بلاد الأندلس ومقر ملكها. تشبه دمشق في كثرة الفواكه وهي إسلامية. في أواخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة. ووالده من أهل جيّان وهي مدينة كبيرة خرج منها جماعة من العلماء آخرهم الإمام جمال الدين بن مالك، وكتب العلم سنة سبعين، وهلم جرا، وسمع الحديث ببلدة الإسكندرية والقاهرة من جماعة كثيرين وأخذ بغرناطة النحو من أبي علي الشلوبين وأخذ عن أبي جعفر أحمد بن علي بن الطبّاع الرعيني المقرىء. وقرأ القراءات بالإسكندرية على عبد البصير المربوطي صاحب الصفراوي.
وقدم الديار المصرية سنة تسع وسبعين وأدرك أبا طاهر إسماعيل بن هبة الله المليحي وكان آخر من قرأ على أبي الجود فقرأ عليه وقرأ العربية على الرضي القسنطيني (1) وبهاء الدين ابن النحّاس وقرأ عليه كتاب سيبويه وحضر عند الشيخ شمس الدين الأصفهاني وقرأ التيسير سنة إحدى وسبعين وستمائة على أبي علي الحسين (2) بن أبي الأحوص الحافظ، أنبأنا أبو الربيع بن سالم الكلاعي، سوى فوت يسير منه، وقرأ الموطّأ سنة ثلاث وسبعين على ابن الطبّاع وأخذ علم الحديث عن الحافظ شرف الدين الدمياطي وغيره وسمع من عبد العزيز بن الصيقل وغازي الحاوي وطبقتهما. وكان ظاهريّا ينتمي إلى الشافعية، واختصر منهاج النووي في الفقه. قال القاضي أبو البقاء السبكي: كان ظاهريّا في الباطن وانتصب للاشتغال والتصنيف بعد موت الشيخ بهاء الدين ابن النحّاس سنة ثمان وتسعين وستمائة وصار شيخ النحو من ذلك النحو إلى حين وفاته. وتصدر بجامع الأقمر وقرأ عليه الناس طبقة بعد طبقة حتى ألحق الأصاغر بالأكابر وصنف الكتب المشهورة الكثيرة الكبيرة وحدّث. قديما سمع منه ابن سيد
__________
(1) في بغية الوعاة (الرضي الشاطبي).
(2) في نفح الطيب (الحسن بن أبي الأحوص).(1/196)
الناس والشيخ تقي الدين السبكي وولده تاج الدين وأبو المعالي ابن رافع وأبو العباس العنابي وخلائق. وولي درس التفسير بجامع طولون وبالقبة المنصورية وتدريس الحديث بالقبة المذكورة. وقال الذهبي في طبقات القراء: ومع براعته الكاملة في العربية له يد طولى في الفقه والآثار والقراءات واللغات وله مصنفات في القراءات والنحو، وهو مفخرة أهل مصر في وقتنا في العلم تخرج به عدة أئمة وودت لو نظر في هذا الكتاب وأصلح فيه وزاد تراجم جماعة من الكبار فإنه إمام في هذا المعنى أيضا ولكن إمامته في العربية سترت علومه وأنست معارفه فقد حاز قصب السبق فيها ولم يكن يتفرغ لإقراء السبع وقد قرأ عليه لعاصم صاحباي ابن خليل المكي وأحمد سبط السلعوس وذكر أنه سمع حروفها على أبي سهل اليسر بن عبد الله بن محمد بن خلف القشيري بغرناطة، عن أخذه تلاوة وسماعا عن العمري علي بن محمد بن أبي العافية السبتي بها في سنة إحدى وعشرين وستمائة. عن أبي الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري قيده كذلك نقلته من خط أبي حيّان ثم إنه أصلح ذلك وزاد رجلا سقط. وقد سمع من الرضي الشاطبي بمصر التفسير بسماعه من الأزدي وابن سلمون بسماعهما من ابن هذيل، قرأ ختمة لعاصم بالمكتب في حدود سنة ثمان وستين وستمائة على الخطيب عبد الحق بن علي المرادي الشتي المؤدب عن قراءته على غالب بن حسين ابن سيد بونة عن أبيه عن ابن هذيل. وذكر (1)
في المعجم المختص: الإمام العلامة ذو الفنون حجة العرب، عالم الديار المصرية وصاحب التصانيف البديعة وله عمل جيد في هذا الشأن وكثرة الطلب يعني علم الحديث. وذكره ابن رافع فقال: شيخنا أبو حيّان سمع بالإسكندرية من عبد الوهاب بن الفرات ومحمد بن الدهان وعبد الله بن أحمد بن فارس. وبالقاهرة من العزّ الحراني وابن خطيب المزة وغازي
__________
(1) أي الإمام الذهبي صاحب كتاب المعجم المختص.(1/197)
وابن القسطلاني وشامية بنت البكري في آخرين. وكتب بخطه وقرأ بنفسه وعني بالطلب والرواية وخرج لبعض شيوخه وبرع في علم العربية وصنف فيها التصانيف وشغل الناس مدة طويلة. قرأ عليه أكابر أهل العلم وطال عمره وبعد صيته وانتفع به جماعة وذكره الإسنوي في طبقات الشافعية وقال: شيخنا إمام زمانه في علم النحو وصاحب التصانيف المشهورة فيه وفي التفسير شرقا وغربا والتلامذة المنتشرة وكان أيضا إماما في اللغة عارفا بالقراءات السبع والحديث شاعرا مجيدا صادق اللهجة كثير الإتقان والتحري ملازما للأشغال والاشتغال كثير الاستحضار واشتغل في الفروع قليلا واختصر المنهاج لكنه يميل إلى مذهب الظاهر ويصرح به أحيانا. أخذ عن أبي جعفر بن الزبير وكان (من) نحاة العرب وشيئا قليلا على جماعة من مشايخ أبي جعفر الآخذين عن أبي علي الشلوبين ثم قدم مصر وقرأ كتاب سيبويه على الشيخ بهاء الدين ابن النحّاس وانتصب للاشتغال والتصنيف وأضرّ قبل موته بقليل. وتوفي في يوم السبت السابع والعشرين من صفر خمس وأربعين وسبعمائة بمنزله خارج باب البحر رحمه الله تعالى.
قلت: وقرأ على الرضي القسنطيني الجزولية وألفية ابن معط، وهو أخذها عن ابن معط، وابن معط قرأ الجزولية على المؤلف. وممن أخذ عنه من الأعيان: القاضي بهاء الدين ابن عقيل والعلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي وولده تاج الدين وقاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء السبكي والشيخ جمال الدين الأسنائي (1) سمع عليه كثيرا من تصانيفه وبحث عليه التسهيل وشيخ النحاة بدمشق أبو العباس العنابي ولزمه وخدمه وسمع عليه شرح التسهيل وكتب بخطه ارتشاف الضرب وقرأ عليه. وأبو العباس الأندرشي شارح التسهيل والشهاب السمين أحمد بن يوسف الحلبي وغيرهم.
__________
(1) هكذا في المخطوط وصوابها (الإسنوي) وهو مؤلف طبقات الشافعية.(1/198)
220 - موفق الدين البحراني (1):
محمد بن يوسف بن محمد بن قائد موفق الدين الإربلي البحراني النحوي الشاعر المشهور، كان إماما مقدما في علم العربية ومن أعلم الناس بالعروض والقوافي وأحذقهم بنقد الشعر واشتغل بشيء من علم الأوائل وحل كتاب إقليدس. وكان أبوه من تجار إربل يتردد إلى البحرين فولد له الموفق بالبحرين وتعلم الشعر وهو صغير بالبحرين جريا على عادة العرب قبل أن ينظر في الأدب وهو شيخ أبي البركات ابن المستوفي صاحب تاريخ إربل وعليه اشتغل وبه تخرج، ورحل إلى دمشق ومدح السلطان الملك صلاح الدين، وله ديوان شعر مليح ورسائل حسنة. توفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة.
221 - أبو عبد الله القرطبي (2):
محمد بن يوسف بن محمد، أبو عبد الله الأموي، مولاهم، القرطبي النجّاد المقرىء خال أبي عمرو الداني وقد ذكره في طبقات القراء وقال: أخذ القراءة عرضا عن أبي أحمد السامري وأبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي وغيرهما. وكان من أهل الضبط والإتقان والمعرفة بما يقرىء مع نصيب وافر من العربية وعلم الفرائض والحساب. وأقرأ الناس مدة ثم رد إلى قرطبة ومات في صدر ذي القعدة سنة تسع، بتقديم التاء على السين وعشرين وأربعمائة. وولد بعد سنة خمسين وثلاثمائة بيسير.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 286، ووفيات الأعيان 4/ 102، وشذرات الذهب 4/ 284.
(2) ترجمته في طبقات القراء 2/ 287.(1/199)
222 - الطنجالي (1):
محمد بن يوسف، الإمام المحدث، أبو عبد الله الهاشمي الطنجالي.
قال ابن الزبير: محدث فاضل نحوي ورع زاهد، لازم أبا محمد عبد الله بن عطية فسمع عليه وأكثر عن أبي الحسن الغافقي وقرأ على أبي القاسم بن الطيلسان وعلى أبي القاسم بن حفظ الله وطائفة وأجاز له في صغره أبو الخطاب بن واجب وعدة. وكان أبرع أهل زمانه خطّا وأتقنهم لا يجارى في ذلك وكان يتكلم بجامع مالقة على صحيح البخاري غدوة.
وكان كثير الورع عاش نحوا من خمسين سنة. توفي سنة إحدى وخمسين وستمائة وقيل سنة ثلاث وخمسين. ذكره الذهبي.
223 - ابن المنتجب (2):
محمد بن يوسف بن محمد، أبو عبد الله النيسابوري ثم البغدادي الكاتب المعروف بابن المنتجب. قرأ الأدب على الحسن بن علي بن عبيدة الكرخي وكان أبوه صوفيا فقيه مكتب فنشأ له هذا وبرع في الخط حتى كان جماعة من الفضلاء يفضلون خطه في النسخ على ابن البواب.
قال ابن النجار: وكان أديبا فاضلا له معرفة بالنحو وكان ضنينا بخطه جدّا وكتب الخط المنسوب إليه وكتب الناس عليه. وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وستمائة شابّا.
__________
(1) ترجمته في بغية الوعاة 1/ 276.
(2) ترجمته في المختصر المحتاج إليه 1/ 159، وذيل تاريخ بغداد (مخطوط) 1/ 174.(1/200)
224 - محيي الدين المقدسي (1):
محمد بن يوسف بن أبي محمد. الإمام النحوي محيي الدين المقدسي البصري، نزيل دمشق. ولد سنة ثلاثين وستمائة. قال الذهبي حدثنا عن ابن رواحة وغيره وقرأ القراءات على أصحاب أبي الجود وأحسبه قال: إنه قرأ على الكمال الضرير وكان بصيرا بالعربية. توفي سنة ثلاث وسبعمائة. وتوفي أبوه سنة نيف وتسعين وكان قد قرأ القراءات.
225 - ابن العلج (2):
محمد أبو عبد الله ضياء الدين، ابن العلج بكسر العين المهملة وسكون اللام ثم جيم. مؤلف كتاب البسيط في النحو، ذكره الشيخ أثير الدين أبو حيان في شرح التسهيل ونقل عنه في كتاب البسيط كثيرا، قال:
كان قد سكن اليمن وصنف بها. ومما حكي عنه منع إبدال الجملة من المفرد، وقد جوّزه ابن جني وأجازه ابن مالك رحمه الله.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
__________
(1) ترجمته في طبقات القراء 2/ 287وفيه (محمد بن يوسف بن محمد المصري) ومعرفة القراء 2/ 587 (وفيه المعري).
(2) قال الإمام السيوطي في بغية الوعاة 2/ 370: (صاحب البسيط ضياء الدين ابن العلج، أكثر أبو حيان وأتباعه من النقل عنه ولم أقف له على ترجمة).(1/201)
فهرس التراجم
رقم الصفحة
محمد بن ابراهيم الطائي الأندلسي 21
محمد بن ابراهيم العامري الأندلسي 21
محمد بن ابراهيم، ابن شعيب الأندلسي 22
محمد بن ابراهيم، ابن الفخّار المالقي 23
محمد بن ابراهيم، أبو بكر الجوزي 23
محمد بن ابراهيم، الخولاني الأندلسي 24
محمد بن ابراهيم، ابن النحّاس الحلبي 24
محمد بن أحمد، أبو منصور الأزهري 25
محمد بن أحمد، أبو الفرج الشنبوذي 26
محمد بن أحمد، ابن جوامرد القطان 28
محمد بن أحمد المعافري 29
محمد بن أحمد، ابن حمدان الحيري 29
محمد بن أحمد، ابن جيا 29
محمد بن أحمد، ابن الخويي 31(1/203)
محمد بن أحمد الأنصاري الداني 31
محمد بن أحمد، أبو عامر الطرطوشي 31
محمد بن أحمد، الخدب الاشبيلي 31
محمد بن أحمد، الزهري الأندلسي 32
محمد بن أحمد، ابن الخالة الواسطي 32
محمد بن أحمد، ابن جابر الأندلسي 33
محمد بن أحمد، أبو عبد الله الشاطبي 33
محمد بن أحمد، ابن شوّاش الفهري 34
محمد بن أحمد، ابن دوّاس القنا الواسطي 35
محمد بن يحيى ابن سعدون 35
محمد بن أحمد، ابن الظهير الإربلي 36
محمد بن أحمد، أبو بكر الحجري 37
محمد بن أحمد، ابن كيسان البغدادي 38
محمد بن أحمد، أبو بكر البطليوسي 38
محمد بن أحمد، أبو المظفر الأبيوردي 39
محمد بن أحمد، شعلة الموصلي 41
محمد بن أحمد، ابن سجمان الشريشي 42
محمد بن أحمد، بن محمد بن عمران الحضرمي 43
محمد بن أحمد، ابن الشراط الأنصاري 43
محمد بن أحمد، البهجة الفزراني 44
محمد بن أحمد، الجيّاني 45(1/204)
محمد بن ادريس، الامام الشافعي 45
محمد بن ادريس، البلنسي المخزومي 51
محمد بن اسحق، أبو الطيّب النحوي 52
محمد بن أسعد، أبو المظفر العراقي 52
محمد بن اسماعيل، أبو الفضل الهروي 53
محمد بن أيوب، البلنسي المصري 53
محمد بن بركات، أبو عبد الله السعيدي المصري 54
محمد بن أبي محمد، رضي الدين العثماني 55
محمد بن أبي بكر، ابن الخبّاز الموصلي 55
محمد بن ثابت، أبو بكر الواسطي 55
محمد بن جابر، أبو بكر الإشبيلي 56
محمد بن جعفر، الأموي البلنسي 56
محمد بن جعفر، ابن النجّار الكوفي 57
محمد بن جعفر، أبو الفضل المنذري 58
محمد بن حبيب 59
محمد بن دريد 60
محمد بن الحسن، ابن الصائغ 63
محمد بن الحسن، أبو بكر الزبيدي 64
محمد بن الحسن، ابن التجيبي اللخمي 65
محمد بن الحسن، أبو عبد الله الفاسي 65
محمد بن الحسن، ابن فرقد 66(1/205)
محمد بن الحسن، بن محمد بن سعيد بن غلام الفرس 66
محمد بن الحسن، النيسابوري المحمد آباذي 67
محمد بن الحسن، أبو علي الحاتمي 68
محمد بن الحسن، أبو عبد الله المالقي 68
محمد بن الحسن، ابن مقسم البغدادي 69
محمد بن الحسن، أبو العباس الهذلي 72
محمد بن الحسن، أبو الفرج الهيتي 73
محمد بن الحسين، ابن رزين العامري 73
محمد بن الحسين، ابن الدبّاغ 74
محمد بن الحسين، أبو عبد الله اليمني 75
محمد بن الحسين، أبو عبد الله البنجديهي 75
محمد بن الحسين، أبو عبد الله الأندلسي 76
محمد بن الحسين، الفارسي النحوي 76
محمد بن حيّوية، أبو بكر الكرجي 77
محمد بن خالد، أبو بكر الأزجي 78
محمد بن خلصة 78
محمد بن خلف، أبو بكر الإشبيلي 78
محمد بن خليل، الأخفش الصغير 79
محمد بن خير، أبو بكر الإشبيلي 79
محمد بن حكم، أبو جعفر السرقسطي 80
محمد بن زياد، ابن الأعرابي 81(1/206)
محمد بن السري، أبو بكر ابن السراج 82
محمد بن سعدان، أبو جعفر الكوفي 83
محمد بن سعد، أبو الفتح الديباجي 84
محمد بن سعد، اللغوي الرباحي 85
محمد بن سعيد، ابن الدبيثي 85
محمد بن سلمان، النفزي المالقي 86
محمد بن سلّام الجمحي 87
محمد بن شقير، أبو بكر النحوي 87
محمد بن طاهر، الأنصاري الاشبيلي 88
محمد بن طرخان، ابن يلتكين البغدادي 88
محمد بن ظاهر، أبو عبد الله البالسي 89
محمد بن طلحة، أبو بكر الاشبيلي 90
محمد بن طيفور، أبو عبد الله السجاوندي 91
محمد بن عاصم النحوي 91
محمد بن العباس، أبو عبد الله الزرندي 91
محمد بن العباس، أبو أبو بكر الخوارزمي 92
محمد بن عبد الله، أبو عمرو الرزجاهي 92
محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الأنصاري 93
محمد بن عبد الله، ابن مالك الجياني 93
محمد بن عبد الله، أبو عبد الله ابن الصفار 96
محمد بن عبد الله، ابن قادم النحوي 96(1/207)
محمد بن عبد الله، ابن كناسة الكوفي 97
محمد بن عبد الله، ابن أشته الأصبهاني 98
محمد بن عبد الله، أبو عبد الله المصري 99
محمد بن محمد، السلمي المغربي 99
محمد بن عبد الله، أبو السعود البصري 102
محمد بن عبد الله، أبو بكر الملطي 103
محمد بن عبد الله، أبو بكر العبدري 103
محمد بن عبد الله، أبو بكر ابن الجد 103
محمد بن عبد الله، أبو الخير المروزي 104
محمد بن عبد البر، بهاء الدين السبكي 105
محمد بن عبد الجبار، أبو منصور السمعاني 107
محمد بن عبد الحق، أبو عبد الله الكومي 108
محمد بن عبد الرحمن، ابن البيلان الكوفي 108
محمد بن عبد الرحمن، الفهمي القرطبي 109
محمد بن عبد الرحمن، ابن خلصة 109
محمد بن عبد الرحمن، أبو سعد الكنجروذي 111
محمد بن عبد الرحمن، ابن تريس القيسي 112
محمد بن عبد الرحمن، أبو عبد الله البنجديهي 113
محمد بن عبد الرحمن، المثلة المصري 114
محمد بن عبد الرحيم، أبو عبد الله الأرجاني 115
محمد بن عبد الغني، ابن فندلة الاشبيلي 115(1/208)
محمد بن عبد الستار، أبو الوحدة البراتقيني 116
محمد بن عبد السلام الخشني 116
محمد بن عبد العزيز، الشقوري القرطبي 117
محمد بن عبد العزيز، ابن منده التيمي 117
محمد بن عبد القوي، شمس الدين المرداوي 118
محمد بن عبد الكريم، ابن الأنباري 118
محمد بن عبد الملك، ابن زهر الاشبيلي 119
محمد بن عبد الملك، أبو بكر اللخمي 120
محمد بن عبد الواحد، غلام ثعلب 120
محمد بن عبيد الله، ابن العويص 124
محمد بن عبيد الله، أبو الفرج البصري 124
محمد بن عبيد الله البلعمي 125
محمد بن عبيد الله الغلابي 125
محمد بن عتيق، ابن أبي كدية 126
محمد بن عثمان، ابن بلبل النحوي 128
محمد بن عثمان، بن أبي الفضل المقرئ 128
محمد بن عزير، أبو بكر السجستاني 129
محمد بن علي، أبو منصور العتابي 131
محمد بن علي، ابن حميدة الحلي 132
محمد بن علي، أبو بكر الأذفوي 132
محمد بن علي، مبرمان 134(1/209)
محمد بن علي، ابن البر الغوثي 135
محمد بن علي، ابن عسكر المالقي 135
محمد بن علي، أبو عبد الله الحصيني 136
محمد بن علي، ابن الدهان البغدادي 136
محمد بن علي، أبو عبد الله الفوطي 138
محمد بن علي، اليحصبي القرطبي 138
محمد بن علي، ابن الخيمي 139
محمد بن علي، أبو الغنائم الهيتي 141
محمد بن علي، أبو عبد الله المطرد 141
محمد بن علي، أمين الدين المحلي 142
محمد بن علي، الشامي الأندلسي 142
محمد بن علي، رضي الدين الشاطبي 143
محمد بن علي، السمسماني 145
محمد بن علي، أبو الفتح الكراجكي 145
محمد بن علي، أبو عبد الله الفوطي 146
محمد بن علي، أبو بكر الخزفي 146
محمد بن عمر، الأنصاري الخازمي 147
محمد بن عمر، فخر الدين الرازي 147
محمد بن عمر، ابن القوطية 149
محمد بن عمر، ابن دوست العلاف 150
محمد بن عمر، أبو عبد الله القرطبي 151(1/210)
محمد بن عمر، أبو بكر السيغي 152
محمد بن عمر، أبو عبد الله المالقي 152
محمد بن عمران، أبو جعفر الضبي 152
محمد بن عمران، المرزباني 153
محمد بن عيسى، التيمي الرازي 154
محمد بن عيسى، ابن المناصف 154
محمد بن عيسى، أبو عبد الله العماني 155
محمد بن أبي الفتح، شمس الدين البعلبكي 155
محمد بن فرج، أبو عبد الله القيسي 156
محمد بن أبي الفرج، أبو المعالي الموصلي 157
محمد بن أبي الفضل، الحجة البعقوبي 158
محمد بن أبي القاسم، ابن باباجوك 158
محمد بن القاسم، أبو العيناء البصري 159
محمد بن القاسم، ابن الأنباري 160
محمد بن قسوم، أبو عبد الله الإشبيلي 163
محمد بن قاسم، ابن منداس الجزائري 163
محمد بن محمد، أبو بكر الطرازي 164
محمد بن محمد، ابن سجمان الشريشي 164
محمد بن محمد، ابن لنكك البصري 165
محمد بن محمد، ابن أبي البقاء الأندلسي 168
محمد بن محمد، أبو عبد الله الصقلي 169(1/211)
محمد بن محمد، ابن جعوان الدمشقي 170
محمد بن محمد، ابن مالك الدمشقي 170
محمد بن محمد، ابن القوبع المالكي 171
محمد بن محمد، أبو الحسن الخيشي 172
محمد بن محمد، أبو الوفاء الاخسيكثي 172
محمد بن محمد، أبو البركات الشهرستاني 173
محمد بن محمد، أبو صالح التجيبي 173
محمد بن محمد التكريتي 174
محمد بن محمد، أبو عبد الله الثعلبي 174
محمد بن محمود، شمس الدين الأصبهاني 175
محمد بن مزيد، الخزاعي البوشنجي 176
محمد بن المستنير، قطرب النحوي 177
محمد بن مسعود، أبو بكر الخشني 177
محمد بن مسعود، الماليني الهروي 178
محمد بن مسعود الغزني 179
محمد بن منصور، بدر الدين الحلبي 179
محمد بن منصور، أبو عبد الله الهيتي 180
محمد بن موسى، ابن الجبّي المصري 180
محمد بن موسى، الأفشين 181
محمد بن ميكائيل، ابن الموصلي 182
محمد بن أبي نصر، أبو عبد الله النحوي 182(1/212)
محمد بن النضر، ابن الأخرم الدمشقي 182
محمد بن الهيثم، أبو سعد السلمي 184
محمد بن أبي الوفاء، ابن القبيصي 184
محمد بن الوليد، ابن ولاد التميمي 185
محمد بن يحيى، أبو عامر الشاطبي 185
محمد بن يحيى، أبو عبد الله القلفاط 186
محمد بن يحيى، أبو بكر الصولي 186
محمد بن يحيى، القلفاط الرياحي 187
محمد بن يحيى، أبو عبد الله الخزرجي 188
محمد بن يحيى، ابن البرذعي 188
محمد بن يزيد، أبو العباس المبرد 189
محمد بن يوسف، ابن الجرار السرقسطي 194
محمد بن يعقوب، بدر الدين ابن النحوية 194
محمد بن يعقوب، الفاروي الأصبهاني 195
محمد بن يوسف، أبو حيّان الأندلسي 195
محمد بن يوسف، موفق الدين البحراني 199
محمد بن يوسف، أبو عبد الله القرطبي 199
محمد بن يوسف، أبو عبد الله الطنجالي 200
محمد بن يوسف، ابن المنتجب البغدادي 200
محمد بن يوسف، محيي الدين المقدسي 200
محمد ابن العلج 201(1/213)
المصادر والمراجع
الإعلان بالتوبيخ: شمس الدين السخاوي: دمشق 1349
الأنساب: السمعاني: ليدن 1912
آداب الشافعي ومناقبه: ابن أبي حاتم الرازي: مصر 1963
أخبار النحويين البصريين: السيرافي: مصر 1955
إنباه الرواة: القفطي: مصر 1955
الإكمال: ابن ماكولا: حيدر آباد 1967
الأعلام: خير الدين الزركلي: مصر 1954
البدر الطالع: محمد بن علي الشوكاني: مصر 1348
بغية الوعاة: السيوطي: مصر 1964
بغية الملتمس: الضبّي: مدريد 1883
البداية والنهاية: ابن كثير القرشي: مصر 1358
تاريخ بغداد: البنداري الأصفهاني: مخطوط مصور في مكتبة الدراسات العليا بكلية الآداب ببغداد
تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي: مصر 1931
تاريخ نيسابور: الحاكم النيسابوري: لندن 1965(1/215)
تاريخ جرجان: حمزة بن يوسف السهمي: حيدر آباد 1950
تاريخ الأدب العربي: كارل بروكلمان: مصر 1962
تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلاني: حيدر آباد 1325
تذكرة الحفاظ: الذهبي: حيدر آباد 1334
تاريخ قضاة الأندلس: النباهي: مصر 1948
تاريخ علماء بغداد: محمد بن رافع السلامي: بغداد 1938
تاج التراجم: ابن قطلوبغا: بغداد 1962
ترتيب المدارك: القاضي عياض: بيروت 1967
تهذيب الأسماء واللغات: محيي الدين النووي: مصر المطبعة المنيرية
تلخيص مجمع الآداب: كمال الدين ابن الفوطي: دمشق 1962
تاريخ العلما والرواة بالأندلس: ابن الفرضي: مصر 1954
التكملة لوفيات النقلة: زكي الدين المنذري: النجف 1968
توالي التأسيس بمعالي ابن ادريس: ابن حجر العسقلاني: مصر 1301
التهذيب: الكمال المزي: مخطوط في مكتبة الحرم المكي رقم 6421
تاريخ آداب اللغة العربية: جرجي زيدان: بيروت 1967
التبر المسبوك: شمس الدين السخاوي: مصر 1896
التكملة لكتاب الصلة: ابن الأبّار: مصر 1955
جذوة الاقتباس: ابن القاضي: فارس 1309
جذوة المقتبس: الحميدي: مصر 1952
الجواهر المضية في طبقات الحنفية: محيي الدين القرشي: حيدر آباد 1332
الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم الرازي: حيدر آباد 1953(1/216)
حلية الأولياء: أبو نعيم الأصفهاني: مصر 1938
حسن المحاضرة: السيوطي: مصر 1968
خريجة القصر: العماد الأصفهاني: بغداد 1955
دول الإسلام: الذهبي: حيدر آباد 1365
الدرر الكامنة: ابن حجر: حيدر آباد 1954
دمية القصر: الباخرزي: حلب 1930
الديباج المذهب: ابن فرحون: مصر 1970
الدارس في تاريخ المدارس: عبد القادر بن محمد النعيمي: دمشق 1948، 1951
ذكر أخبار أصبهان: أبو نعيم الأصبهاني: ليدن 1934
الذيل والتكملة: الآوسي المراكشي: بيروت دار الثقافة
ذيل تذكرة الحفاظ: أبو المحاسن الدمشقي: بيروت دار إحياء التراث
ذيل طبقات الحفاظ: السيوطي: بيروت دار إحياء التراث
الذيل على الروضتين: أبو شامة المقدسي: مصر 1947
ذيل تاريخ بغداد: ابن الدبيثي: مخطوطة مصورة في مكتبة الدراسات العليا بكلية الآداب ببغداد رقم 1240
ذيل طبقات الحنابلة: ابن رجب: مصر 1952
السياق في تاريخ نيسابور: عبد الغافر الفارسي: لندن 1965
شذرات الذهب: ابن العماد الحنبلي: مصر 1351
صفوة الصفوة: ابن الجوزي: حيدر آباد 1356
الصلة: ابن بشكوال: مصر 1955(1/217)
الضوء اللامع: شمس الدين السخاوي: مصر 1355
طبقات الفقهاء: طاش كبرى زاده: موصل 1954
طبقات الفقهاء: أبو اسحق الشيرازي: بيروت 1970
طبقات المدلسين: ابن حجر العسقلاني: مصر 1322
طبقات الفقهاء الشافعية: أبو عاصم العبادي: ليدن 1964
طبقات الشافعية: ابن صلاح: مخطوط في مكتبة الدراسات العليا بكلية الآداب ببغداد برقم 1289
طبقات الشافعية: ابن قاضي شهبة: مخطوط في المكتبة المذكورة برقم 1490
طبقات الشافعية: السبكي: مصر 1964
طبقات الشافعية: الإسنوي: بغداد 1971
طبقات الحنابلة: ابن أبي يعلي: مصر (مطبعة السنة المحمدية)
طبقات النحويين واللغويين: الزبيدي: مصر 1954
العبر في خبر من غبر: الذهبي: الكويت 1961
غاية النهاية في طبقات القراء: ابن الجزري: مصر 1933
فهرست الرصاع: محمد الأنصاري: تونس 1967
الوافي بالوفيات: الصفدي: فيسبادن 1961 استانبول 1931
فتوح مصر: ابن عبج الحكم: ليدن 1930
الفهرست: ابن النديم: ليبزك 1871
فوات الوفيات: ابن شاكر الكتبي: مصر 1951
كشف الظنون: حاجي خليفة: طهران 1947
لسان الميزان: ابن حجر العسقلاني: حيدر آباد 1331(1/218)
اللباب: ابن الأثير: مصر 1356
لب اللباب: السيوطي: ليدن 1860
لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ: تقي الدين المكي: بيروت دار إحياء التراث العربي
معجم الأدباء: ياقوت الحموي: مصر 1920
معجم الشعراء: المرزباني: مصر 1960
المعجم في أصحاب القاضي الصدفي: ابن الأبّار: مدريد 1885
معجم البلدان: ياقوت الحموي: مصر 1906
معرفة القراء الكبار ومعه ذيل ابن مكتوم: الذهبي: مصر 1969
مشتبه النسبة: الذهبي: مصر 1962
المنهل الصافي: ابن تغري بردي: مصر 1956
مرآة الزمان: اليافعي: حيدر آباد 1339
المعارف: ابن قتيبة: مصر 1935
المختصر المحتاج إليه: ابن الدبيثي: بغداد 1951
ميزان الاعتدال: الذهبي: مصر 1325
المنتظم: ابن الجوزي: حيدر آباد 1357
المحمدون من الشعراء مجلة المجمع العلمي العربي حزيران العدد (25): القفطي: بيروت 1970 دمشق 1947
نزهة الألباء: ابن الأنباري: بغداد 1959
نكت الهميان: الصفدي: مصر 1911
نيل الابتهاج: أحمد بابا التنبكتي: مصر 1351
نفح الطيب: أحمد بن محمد المقري: مصر 1949(1/219)
نور القبس: المرزباني: فيسبادن 1964
النجوم الزاهرة: بن تغري بردي: مصر 1972
نظم العقيان: السيوطي: نيويورك 1927
وفيات الأعيان: ابن خلكان: مصر 1948
يتيمة الدهر: الثعالبي: مصر 1377
اليواقيت الثمينة: محمد بشير الأزهري: مصر 1324(1/220)
فهرس المحتويات
المقدمة 5
المؤلف في سطور 7
آثاره 9
هذا الكتاب 11
طبقات النحاة واللغويين والمفسّرين والفقهاء (من اسمه محمد) 21
1 - مسعود 21
2 - العامري 21
3 - ابن شعيب 22
4 - ابن الفخّار 23
5 - أبو بكر الجوري 23
6 - الخولاني الأندلسي 24
7 - ابن النحّاس 24
8 - أبو منصور الأزهري 25
9 - الشنبوذي 26
10 - ابن جوامرد 28(1/221)
11 - المعافري 29
12 - ابن حمدان الحيري 29
13 - ابن جيا 29
14 - ابن الخويي 30
15 - الداني 31
16 - الطرطوشي 31
17 - الخدبّ الإشبيلي 31
18 - الزهري 32
19 - ابن الخالة الواسطي 32
20 - ابن جابر 33
21 - الشاطبي 33
22 - ابن شوّاش الفهري 34
23 - ابن دوّاس القنا 35
24 - ابن سعدون 35
25 - ابن الظهير 36
26 - أبو بكر الحجري 37
27 - ابن كيسان 38
28 - البطليوسي 38
29 - الأبيوردي 39
30 - شعلة 41
31 - ابن سجمان 42
32 - ابن عمران الحضرمي 43(1/222)
33 - ابن الشرّاط الأنصاري 43
34 - البهجة 44
35 - الجيّاني 45
36 - الإمام الشافعي 45
37 - البلنسي المخزومي 51
38 - أبو الطيّب النحوي 52
39 - أبو المظفر العراقي 52
40 - الفضيلي الهروي 53
41 - البلنسي المصري 53
42 - السّعيدي المصري 54
43 - رضي الدين العثماني 55
44 - ابن الخبّاز الموصلي 55
45 - أبو بكر الواسطي 55
46 - أبو بكر الإشبيلي 56
47 - الأموي البلنسي 56
48 - الإمام أبو الحسن بن النجّار 57
49 - المنذري الهروي 58
50 - محمد بن حبيب 59
51 - ابن دريد 60
52 - ابن الصائغ 63
53 - أبو بكر الزّبيدي 64
54 - ابن التجيبي 65(1/223)
55 - الفاسي 65
56 - ابن فرقد 66
57 - ابن غلام الفرس 66
58 - النيسابوري 67
59 - أبو علي الحاتمي 68
60 - أبو عبد الله المالقي 68
61 - ابن مقسم 69
62 - أبو العباس الهذلي 72
63 - أبو الفرج الهيتي 73
64 - ابن رزين 73
65 - ابن الدبّاغ 74
66 - أبو عبد الله اليمني 75
67 - البنجديهي 75
68 - أبو عبد الله الأندلسي 76
69 - الفارسي النحوي 76
70 - أبو بكر الكرجي 77
71 - أبو بكر الأزجي 78
72 - محمد بن خلصة 78
73 - أبو بكر الإشبيلي 78
74 - الأخفش الصغير 79
75 - ابن خير الإشبيلي 79
76 - أبو جعفر السرقسطي 80(1/224)
77 - ابن الأعرابي 81
78 - ابن السرّاج 82
79 - ابن سعدان 83
80 - أبو الفتح الديباجي 84
81 - الرباحي 85
82 - ابن الدّبيثي 85
83 - أبو عبد الله النفزي 86
84 - ابن سلّام الجمحي 87
85 - أبو بكر النحوي 87
86 - الأنصاري الإشبيلي 88
87 - ابن يلتكين 88
88 - أبو عبد الله البالسي 89
89 - ابن حزم الأموي 90
90 - ابن طيفور السّجاوندي 91
91 - ابن عاصم 91
92 - الزرندي 91
93 - الخوارزمي 92
94 - الرّزجاهي 92
95 - أبو عبد الله الأنصاري 93
96 - ابن مالك 93
97 - ابن الصفّار 96
98 - ابن قادم 96(1/225)
99 - ابن كناسة 97
100 - ابن أشتة 98
101 - أبو عبد الله المصري 99
102 - السّلمي المغربي 99
103 - أبو السعود البصري 102
104 - أبو بكر الملطي 103
105 - أبو بكر العبدري 103
106 - ابن الجدّ 103
107 - أبو الخير المروزي 104
108 - الإمام السبكي 105
109 - أبو منصور السمعاني 107
110 - أبو عبد الله الكومي 108
111 - ابن البيلان 108
112 - الفهمي القرطبي 109
113 - ابن خلصة 109
114 - أبو سعد الكنجروذي 111
115 - ابن تريس 112
116 - أبو عبد الله البنجديهي 113
117 - أبو عبد الله القزويني 114
118 - المثلة 115
119 - أبو عبد الله الأرجاني 115
120 - ابن فندلة 115(1/226)
121 - أبو الوحدة البراتقيني 116
122 - الخشني 116
123 - الشقوري 117
124 - ابن منده 117
125 - شمس الدين المرداوي 118
126 - ابن الأنباري 118
127 - ابن زهر 119
128 - أبو بكر اللخمي 120
129 - غلام ثعلب 120
130 - ابن العويص 124
131 - أبو الفرج البصري 124
132 - البلعمي 125
133 - الغلابي 125
134 - ابن أبي كدية 126
135 - ابن بلبل 128
136 - ابن أبي الفضل المقرىء 128
137 - العزيري 129
138 - أبو منصور النحوي العتّابي 131
139 - ابن حميدة الحلي 132
140 - أبو بكر الأذفوي 132
141 - مبرمان 134
142 - ابن البرّ 135(1/227)
143 - ابن عسكر 135
144 - الحصيني 136
145 - ابن الدهّان 136
146 - أبو عبد الله الفوطي 138
147 - اليحصبي القرطبي 138
148 - ابن الخيمي 139
149 - أبو الغنائم الهيتي 141
150 - أبو عبد الله المطرد 141
151 - أمين الدين المحلّي 142
152 - الشامي الأندلسي 142
153 - رضي الدين الشاطبي 143
154 - السمسماني 145
155 - الكراجكي الواسطي 145
156 - الفوطي 146
157 - أبو بكر الخزفي 146
158 - الخازمي 147
159 - فخر الدين الرازي 147
160 - ابن القوطيّة 149
161 - العلّاف 150
162 - أبو عبد الله القرطبي 151
163 - السّيغي 152
164 - المالقي 152(1/228)
165 - أبو جعفر الضّبّي 152
166 - المرزباني 153
167 - التيمي الرازي 154
168 - ابن المناصف الأزدي 154
169 - العمّاني 155
170 - شمس الدين البعلبكي 155
171 - أبو عبد الله القيسي 156
172 - أبو المعالي الموصلي 157
173 - الحجة البعقوبي 158
174 - ابن باباجوك 158
175 - أبو العيناء 159
176 - ابن الأنباري 160
177 - ابن قسوم 163
178 - ابن منداس الجزائري 163
179 - الطّرازي 164
180 - ابن سجمان 164
181 - ابن لنكك 165
182 - ابن أبي البقاء 168
183 - أبو عبد الله الصقلي 169
184 - ابن جعوان 170
185 - ابن مالك (الابن) 170
186 - ابن القوبع 171(1/229)
187 - أبو الحسن الخيشي 172
188 - أبو الوفاء الأخسيكثي 172
189 - أبو البركات الشهرستاني 173
190 - أبو صالح التجيبي 173
191 - التكريتي 174
192 - الثعلبي 174
193 - شمس الدين الأصبهاني 175
194 - البوشنجي 176
195 - قطرب 177
196 - أبو بكر الخشني 177
197 - الماليني الهروي 178
198 - الغزني 179
199 - بدر الدين الحلبي 179
200 - الهيتي 180
201 - ابن الجبي 180
202 - الأفشين 181
203 - ابن الموصلي 182
204 - محمد بن أبي نصر بن الشمحل أبو عبد الله النحوي 182
205 - ابن الأخرم 182
206 - أبو سعد السلمي 184
207 - ابن القبيصي 184
208 - ابن ولاد التميمي 185(1/230)
209 - أبو عامر الشاطبي 185
210 - القلفاط 186
211 - أبو بكر الصولي 186
212 - القلفاط الرّباحي 187
213 - أبو عبد الله الخزرجي 188
214 - ابن البرذعي 188
215 - أبو العباس المبرّد 189
216 - ابن الجرّار السرقسطي 194
217 - ابن النحوية الحموي 194
218 - الفاروي الأصبهاني 195
219 - أبو حيّان الأندلسي 195
220 - موفق الدين البحراني 199
221 - أبو عبد الله القرطبي 199
222 - الطنجالي 200
223 - ابن المنتجب 200
224 - محيي الدين المقدسي 201
225 - ابن العلج 201
فهرس التراجم 203
المصادر والمراجع 215(1/231)