المكتبة اليمنية الحوالية مشروع ثقافي لنشر ذخائر التراث اليمني
صدر منه:
1 - الجزء الاول من الاكليل للهمداني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
2 - الجزء الثاني من الاكليل للهمداني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
3 - الجزء الثامن من الاكليل للهمداني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
4 - تفسير الدامغة للهمداني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
5 - المقالة العاشرة من سرائر الحكمة للهمداني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
6 - صفة جزيرة العرب للهمداني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
7 - قرة العيون بأخبار اليمن الميمون للحافظ ابن الديبع تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
8 - المفيد في اخبار صنعاء وزبيد لنجم الدين عمارة اليمني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي(1/1)
9 - نظام الغريب لعيسى بن ابراهيم الوحاظي الحميري تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
10 - ديوان الشاعر محمد بن حمير الهمداني الوصابي تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
11 - العقود اللؤلؤية للخزرجي مراجعة الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
12 - السلوك في طبقات العلماء والملوك للبها الجندي تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
13 - مسالك الابصار في ممالك الأمصار لمحمد بن صالح العصامي الصنعاني عرفه وقدّم له الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
14 - نزهة المعتبر في فضل جبل صبر لعبد الفتاح المخلاقي تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
ما هو تحت الطبع
15 - كشف اسرار الباطنية لمحمد بن مالك الحمادي المعافري تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
16 - الجزء العاشر من الاكليل للهمداني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
17 - العسجد المسبوك فيمن تولى اليمن من الملوك للخزرجي تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
18 - التقصار في جيد علامة الامصار لمحمد بن الحسن الشجني الذماري تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي(1/2)
19 - الاختصاص ذيل تاريخ صنعاء لنظام الدين السري بن ابراهيم العرشاني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي
20 - وبل الغمام على شفا الأوام للإمام محمد بن علي الشوكاني تحقيق الأستاذ محمد بن علي الأكوع الحوالي(1/3)
للمؤلف
1 - اليمن الخضراء مهد الحضارة
2 - الوثائق السياسية اليمنية
3 - الجزء الأول صفحة من تاريخ اليمن الاجتماعي وقصة حياتي
4 - الجزء الأول عالم وأمير
5 - الجزء الثاني عالم وأمير
ما هو تحت الطبع
1 - الجزء الثاني صفحة من تاريخ اليمن الاجتماعي
2 - الجزء الثالث صفحة من تاريخ اليمن الاجتماعي
3 - الجزء الأول من المعجم المفهرس من بلدان اليمن وأنساب قبائلها
4 - الفرقة المطرفية والحسينية والنشوانية باليمن
5 - الخلافة والامامة
6 - العلويون باليمن
7 - لسان اليمن الهمداني من أعلام العرب.
8 - المشائخ والأقران(1/4)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الرابعة لصفة 70672 جزيرة العرب
حبّر بقلمه السيال كاتب الشرف أمير البيان المجاهد الكبير والكاتب القدير شكيب أرسلان اللخمي اللبناني المتوفى سنة 1366هـ الموافق سنة 1946م مقالا رائعا في مجلة المجمع العلمي 23910عن لسان اليمن الهمداني وعن كتابيه الإكليل وصفة جزيرة العرب جاء فيه:
ليس فيما كتبوا عن جزيرة العرب وخططها ومساكنها ومسالكها من يفضل أبا محمد الحسن بن أحمد الهمداني بالدال المهملة نسبة إلى همدان فهو صاحب صفة جزيرة العرب الطائر الصيت وصاحب الإكليل الذي يتحسر الناس عليه ولا نظير له. اه.
اكتشاف
اكتشف لي أخيرا لمواصلة البحث والتحقيق أن كتاب صفة جزيرة العرب هو الكتاب الثاني لكتاب «المسالك والممالك اليمنية» والذي يقول فيه الوزير ابن القفطي الشيباني في إنبائه أنه في حوزته وذلك لدليلين وأكثر، الدليل الأول أن الإمام بن الإمام بن الإمام محمد بن نشوان بن سعيد الحميري رحمه الله قال في مقدمة الجزء الأول من الإكليل:
وتصنيفه في كتاب جزيرة العرب كذلك ونحوه في كتاب المسالك والممالك دليل على علمه الجم، بأخبار العرب والعجم.
وقال في كشف الظنون:
المسالك والممالك في عجائب اليمن وجزيرة العرب وأسماء بلادها للحسن بن أحمد الهمداني. فأنت ترى كيف مزج الكتابين الصفة والمسالك، في عبارة واحدة مما دل أنهما كتاب واحد.(1/5)
ثاني الدليلين أن الهمداني لم يضع لصفة جزيرة العرب خطبة وديباجة كما هي العادة السائدة عند المؤلفين مما يدل أنه قد كتبها في الجزء الأول وهو المسالك والممالك بل بدأ في صفة جزيرة العرب بقوله بعد البسملة:
معرفة أفضل البلاد المعمورة
ويؤيد ما ذهبنا إليه في الدليل الثاني أن الجزء الأول من الإكليل قدم له الهمداني خطبة وديباجة وأما الجزء الثاني من الإكليل فإنما بدأه بعد البسملة بقوله: قال أهل السجل، وفي الجزء الثامن بعد البسملة: باب ما جاء من قصور اليمن ومحافدها. الخ وفي الجزء العاشر بعد البسملة. قال أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني أولد كهلان الخ. وعلى ضوء هذين الدليلين رجحت أن كتاب صفة جزيرة العرب هو الكتاب الثاني لكتاب المسالك والممالك ولعل الله يجود لنا بالعثور على كتاب المسالك والممالك فيكشف الغمّاء التي خامرتنا وما ذاك على الله بعزيز.
هذا وبما أن رائدي التحري والدقة والأمانة التامة فقد أعدت النظر مرات على صفة جزيرة العرب فوجدت هفوات مطبعية أصلحناها كما عثرنا على زوائد وإضافات مهمة ألحقناها في هذه الطبعة.
وعليه فهذه الطبعة الرابعة أوفى وأكمل مما سبقها من الطبعات على أن الكتاب كما قال الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني الحميري المتوفى سنة 211هـ عن شيخه الحافظ معمر بن راشد البصري الصنعاني الوفاة سنة 153هـ:
إن الكتاب ولو روجع مائة مرّة فلا يؤمن الغلط والخطأ أو معنى هذا، وسمعنا عن أشياخنا أن الكتاب كالمكلّف غير مرفوع عنه القلم.
سدد الله خطانا ووفقنا لكل عمل صالح يبتغى به وجه الله عز وجل وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم.
وحرر بتاريخه يوم الجمعة لثمان وعشرين مضت من شهر محرم الحرام سنة 1409هـ تسع وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والتسليم الموافق 9تسع شهر سبتمبر سنة 1988م.
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي(1/6)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثالثة
لقد طبعت الطبعة الاولى بمطبعة دار اليمامة بإشراف استاذنا الحجة البخاثة حمد الجاسر كثّر الله فوائده ونفدت بسرعة فائقة ولما كنت بالقاهرة المعزية سنة 1397هـ 1977م استشارني الأستاذ المذكور باعادة طبعه بالأفست على ان اعيد النظر في الكتاب فحبّذت ذلك كما اسعفته واجلت النظر فيه وصححنا ما امكن تصحيحه كما ارجعنا الى نصابه كل ما وقع من الأخطاء ونفدت هذه الطبعة ولما تدخل اليمن.
فالتمس مني مركز الدراسات اليمني الذي يرأسه زين الشباب الاديب الشاعر الدكتور عبد العزيز بن صالح بن مرشد المقالح الرعيني الحميري الذي اخرج المركز والحق يقال الى حيز الوجود والى واقع ملموس، ان يطبع الكتاب طبعة ثالثة ليعم نفعه وليكون في متناول كل يد إذ اصبح في حكم المعدوم، ومن حق اليمن وابنائه الخلّص ان يرعى تراثه الخالد خصوصا تراث «لسان اليمن الهمداني» فلبيت هذا الالتماس وقمت ثالثة بإعادة النظر ومراجعته صفحة صفحة وسطرا سطرا وصححناه بدقة كاملة انطلاقا من ارشادات نبي الهدى (صلى الله عليه وسلم): «رحم الله امرأ عمل عملا فأتقنه». وحرصا على اداء أمانة العلم كاملة غير منقوصة مهما تجشمت من المشقة والعناء وارهاق الأعصاب آسفا كل الأسف على ان ينشر المركز ووزارة الاعلام من كتب التراث ما يزيد الطين بلة والكتاب تشويها وغشاوة على غشاوة وكأن ليس في «السويداء» رجال كمثل تاريخ وصاب وبغيه المستفيد في طبعته الاولى، والعسجد المسبوك وروح الروح والصادح والباغم وغيرها مما يضاعف الوجع والالم.(1/7)
هذا ولا يفوتني في هذه الطبعة ان أنبه الى ما جال في خاطري منذ عهد بعيد ألا وهو ان كتاب «صفة جزيرة العرب» للهمداني الذي ظهر مطبوعا من اصوله المخطوطة كلها قد اعتورها النقص وانها ليست بكاملة بدليل ما نسوقه كبرهان على ذلك.
1 - الاول من نفس الكتاب فالمؤلف الهمداني يذكر في ص 139ما نصه:
«والثاني وادي أبين وهو ما يلي «لحج» ومآتيه من شراد وبنا ارض رعين وقد ذكرناه». والحال انه لم يذكره وانما غطيناه من عندنا كما تراه في هامش ذلك.
2 - انه ذكر «عمان» ولم يأت بغير كلمات. قصيرة مع انه قطر يماني كبير بينما افاض في غيره.
3 - جاء في «معجم ما استعجم» للوزير البكري ج 4782في كلامه على «الحيرة» وان لم ينص على ان ذلك من كتاب «صفة جزيرة العرب» الا أن ما في خزانة الأدب يؤيد ذلك. قال البكري:
قال الهمداني: سار تبع ابو كرب في غزوته الثانية فلما اتى موضع الحيرة خلف هنالك مالك بن فهم بن غنم بن دوس على أثقاله وتخلف معه من ثقل من اصحابه في نحو اثني عشر الفا وقال: تحيروا هذا الموضع فسمى الموضع «الحيرة» فمالك اول ملوك الحيرة وأبوهم، وكانوا يملكون ما بين الحيرة والأنبار وهيت ونواحيها وعين التمر واطراف البراري الغمير والقطقطانية وخفيّة وكان مكان الحيرة من اطيب البلاد وارقه هواء واخفه ماء واعذبه تربة وأصفاه جوّا قد تعالى عن عمق الأرياف واتضع عن خزونة الغائط واتصل بالمزارع والجنان والمتاجر العظام كأنها كانت من ظهر البرية على مرفأ سفن البحر من الصين والهند وغيرهما. قال ابو دواد يصفها:
ودار يقول لها الرّائدون ... ويل امّ دار الحذاقي دارا
فلما وضعنا بها بيتنا ... نتجنا حوارا وصدنا حمارا
وبات الظليم مكان الفصيل ... يسمع منه بليل عرارا
ونهر الحيرة مدفون من الفرات الى النجف.(1/8)
وقال في خزانة الأدب للبغدادي ج 4502في الكلام على الحيرة:
واول من ملك مالك بن فهم بن غنم دوس الازدي ملك العرب بالعراق عشرين سنة والحيرة هي ارض في العراق بلدة قرب الكوفة.
قال الهمداني في جزيرة العرب هنا نص صريح لا يدع للشك مجالا سار تبع ابو كرب في غزوته الثانية فلما اتى موضع الحيرة خلف هنالك مالك بن فهم بن غنم بن دوس الازدي على اثقاله وتخلف معه من ثقل من اصحابه في اثني عشر الفا وقال:
تحيروا هذا الموضع فسمى الموضع الحير (وهو من قولهم تحير الماء اذا اجتمع وزاد وتحير المكان بالماء اذا امتلأ) (1) فمالك اول ملوك الحيرة وابوهم، وكانوا يملكون ما بين الحيرة والأنبار وهيت ونواحيها وعين التمر واطراف البراري الغمير والقطقطانية وخفية وكان مكان الحيرة من اطيب البلاد وارقه هواء واخفه ماء واعذبه تربة واصفاه جوّا قد تعالى عن عمق الارياف واتضع عن حزونة الغائط واتصل بالمزارع والجنان والمتاجر العظام لأنّها كانت من ظهر البرية على مرفأ سفن البحر من الهند والصين وغيرهما.
فأنت ترى ما في هذين النصين مما لمحنا اليه، ولنا ملاحظات غير هذه جمعناها مسجلة في كتابنا المعجم، ومهما يكن من ذلك فاليك ايها القارىء كتاب «صفة جزيرة العرب» الذي يقول عنه «كاتب الشرق وامير البيان شكيب ارسلان»: الكتاب المنقطع النظير. وقد بذلنا في تنقيحه وتهذيبه الوسع وفي طبعته الثالثة هذه بالذات، {حَسْبُنَا اللََّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم.
بتاريخه السبت ست وعشرين خلت من جمادى الآخرة سنة 1403هـ الموافق 9/ 4/ 1983م.
كتبه بقلمه محمد بن علي بن الحسين الاكوع الحوالي
__________
(1) يبدو ان ما بين القوسين من كلام البغدادي صاحب الخزانة.(1/9)
مقدمة الطبعة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم عندما علمت بأن مؤرخ اليمن وعالمها في هذا العصر أستاذنا الجليل القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي الحميري قام بتحقيق كتاب «صفة جزيرة العرب» للهمداني غمرتني الفرحة، لما أعرفه عن الأستاذ من الفضل والعلم، ولاعتقادي بأنه ليس في استطاعة أي محقق مهما أوتي من سعة العلم أن يكون عمله في تحقيق ذلك الكتاب تامّا ما لم يكن ذا معرفة تامة بذلك القطر الحبيب من وطننا، ثم زاد سروري عندما زرت القاهرة في رمضان 1371فالتقيت بالقاضي الجليل فأطلعني على الكتاب محققا، بل أضاف مكرمة أذكرها شاكرا إذا بلغت به الثقة الى أن رغب بأن أشرف على نشره، وأباح لي بأن أضيف أو أحذف ما أراه، مما لا يمس بجوهر عمله، فلقد أطلق أستاذنا زاده الله قوة ونشاطا لقلمه العنان فأسبغ الحواشي، ووجد مجال القول ذا سعة عن مفاخر ذلك القطر الكريم، والإشادة بذكر أعلامه فاسترسل في ذلك، إلا أن موضوع الكتاب، وارتفاع أجور الطبع وثمن الورق، وتغير الأحوال تغيرا جعل القارىء في هذا العصر متكيفا بحالة عصره، فكان من أثر ذلك الحرص على الانتفاع بما بذله الأستاذ الجليل من جهد فيما له صلة بتحديد المواضع، وإرجاء ما عدا ذلك لمجال أرحب في فرصة اخرى. ومن ذلك البحث الممتع الذي قدم به الأستاذ الكتاب مترجما مؤلفه، وواصفا كتابه، فقد بعثته اليه في اليمن لكي يضيف الى مواضع منه المصادر، مع نماذج مصورة من النسخ التي اتخذها أصلا لتوضع مكانها في المقدمة، فمضى زمن طويل أعقبته أحداث في ذلك القطر، لم يعد إليّ ما بعثت، وطال الزمن وخفف من أثر كل ذلك ما عرفته من عزم الأستاذ على تأليف كتاب عن الهمداني،
فاكتفيت بما يجده القارىء هنا، وهو مغترف من بحر علم أستاذنا الأكوع، وارث علم الهمداني ومحيي آثاره ومؤرخ القطر اليماني في هذا العصر.(1/11)
بسم الله الرحمن الرحيم عندما علمت بأن مؤرخ اليمن وعالمها في هذا العصر أستاذنا الجليل القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي الحميري قام بتحقيق كتاب «صفة جزيرة العرب» للهمداني غمرتني الفرحة، لما أعرفه عن الأستاذ من الفضل والعلم، ولاعتقادي بأنه ليس في استطاعة أي محقق مهما أوتي من سعة العلم أن يكون عمله في تحقيق ذلك الكتاب تامّا ما لم يكن ذا معرفة تامة بذلك القطر الحبيب من وطننا، ثم زاد سروري عندما زرت القاهرة في رمضان 1371فالتقيت بالقاضي الجليل فأطلعني على الكتاب محققا، بل أضاف مكرمة أذكرها شاكرا إذا بلغت به الثقة الى أن رغب بأن أشرف على نشره، وأباح لي بأن أضيف أو أحذف ما أراه، مما لا يمس بجوهر عمله، فلقد أطلق أستاذنا زاده الله قوة ونشاطا لقلمه العنان فأسبغ الحواشي، ووجد مجال القول ذا سعة عن مفاخر ذلك القطر الكريم، والإشادة بذكر أعلامه فاسترسل في ذلك، إلا أن موضوع الكتاب، وارتفاع أجور الطبع وثمن الورق، وتغير الأحوال تغيرا جعل القارىء في هذا العصر متكيفا بحالة عصره، فكان من أثر ذلك الحرص على الانتفاع بما بذله الأستاذ الجليل من جهد فيما له صلة بتحديد المواضع، وإرجاء ما عدا ذلك لمجال أرحب في فرصة اخرى. ومن ذلك البحث الممتع الذي قدم به الأستاذ الكتاب مترجما مؤلفه، وواصفا كتابه، فقد بعثته اليه في اليمن لكي يضيف الى مواضع منه المصادر، مع نماذج مصورة من النسخ التي اتخذها أصلا لتوضع مكانها في المقدمة، فمضى زمن طويل أعقبته أحداث في ذلك القطر، لم يعد إليّ ما بعثت، وطال الزمن وخفف من أثر كل ذلك ما عرفته من عزم الأستاذ على تأليف كتاب عن الهمداني،
فاكتفيت بما يجده القارىء هنا، وهو مغترف من بحر علم أستاذنا الأكوع، وارث علم الهمداني ومحيي آثاره ومؤرخ القطر اليماني في هذا العصر.
حمد الجاسر(1/12)
ترجمة الهمداني
الهمداني
: يحتاج الهمداني إلى دراسة واسعة لا تتسع لها هذه الصفحات، ولا أبالغ إذا قلت بأنه بحاجة إلى كتابة مؤلف واف حافل بكل ما يتصل بحياته، وهذا ما علمت بأن القاضي العلامة الأستاذ محمد بن علي الأكوع يقوم به، ولهذا فسأكتفي بإشارات موجزة عنه، حتى تصدر دراسة أستاذنا الأكوع أو غيره من المعنيين بتاريخ أمتنا ممثلة بأبرز نوابغ أبنائها، وقد استقيت هذه الترجمة مما كتبه صاعد الأندلسي من علماء الأندلس والقفطي من علماء المشرق في كتابيه «أنباه الرواة» و «أخبار العلماء» ثم بما كتبه ابن فهد المكي في «الدر الكمين، ذيل العقد الثمين» وبما كتبه المؤرخون أمثال أغناطيوس كراتشكوفسكي، والكرملي الأب، ومحب الدين الخطيب، ثم أستاذنا الأكوع في مقدمة الجزء الأول من «الإكليل» محاولا في كل ذلك الايجاز بقدر الامكان. وتحسن الإشارة الى ما كتبه الباحث الروسي (كراتشكوفسكي) فدراسته بلغت من العمق والتركيز الغاية ويضاف اليها ما ورد في الدراسات العربية التي لم يطلع عليها ليتكامل البحث.
اسمه ونسبه
: هو الحسن بن أحمد بن يعقوب، ويعرف بابن يعقوب (1)، وبالنسّابة (2)، وبابن الحائك، وتكرر في «معجم البلدان»: ابن الدمينة ويدعو نفسه (لسان اليمن) ويعبر عن نفسه قائلا: (أبو محمد) أو (الهمداني) وابن الحائك قصد به التنقيص، وليس صحيحا ما جاء في طبقات «الزيدية» (3): أنه حائك من حاكة ريدة. فقد قال القفطي في «أنباه الرواة»: فأما تلقيبه بابن
__________
(1) تاريخ الجندي ج 661، والرازي.
(2) تاريخ لليمن مجهول المؤلف وناقص في (امبروزيانا) الورقة 137، هو بخط جدنا وفي حوزتنا الحوالي
(3) تاريخ مسلم اللحجي ج 4الورقة 8/ 218مخطوطة باريس.(1/13)
الحائك، فلم يكن أبوه حائكا، ولا أحد من أهله، ولا في أصله حائك، وإنما هذا اللقب لمن يشتهر بقول الشعر، وكان جده سليمان بن عمرو المعروف بابن ذي الدمنة شاعرا فسمي حائكا لحوكه الشعر. اهـ. ولعل القفطي اطلع على نسخة غير المطبوعة من «الإكليل» إذ ليس في المطبوعة هذا الكلام المتعلق بسليمان بن عمرو، وما فيه سنذكره بعد هذا مع إيراد خمسة أبيات من الشعر الجيّد في الحكم.
أما ما جاء في «معجم البلدان» فصوابه، ابن ذي الدّمنة، كما ذكر الهمداني (1) قال: فأولد عمرو ذا الدّمنة وكان شاعرا. اهـ. وقال الأستاذ محب الدين الخطيب: قد ظنّ من يكتب عن هذه البيئة أن ذا الدمنة نبز للجد الأعلى من أجداد المؤلف، ولو كان نبزا لأهمله المؤلف اهـ. وحقا ما قال، وهو يقصد الكرملي.
ويلاحظ أن اسم الهمداني ورد في بعض كتب التأريخ الحسين خطأ كما في «الوافي بالوفيات» (2) وغيره.
أسرة الهمداني
: أو فى الهمداني نفسه الكلام عن أسرته في الجزء العاشر من «الإكليل» الذي خصصه لمعارف همدان وأنسابها، وعيون أخبارها، وأورد نسبه فيه حتى أوصله الى عليان بن أرحب ثم الى بكيل فهمدان.
ويظهر أن أسرة الهمداني تأثرت بعوامل لا نعرف شيئا عنها، فكانت من أقدم الأسر التي تركت البداوة، وتحضرت، فقد انتقل قسم منها الى الكوفة، وقسم الى زبيد (3)، ومارس بعضهم أعمالا كان البداة يأنفون منها، من أعمال الصناعة.
وقد كانت هذه الأسرة تحل في المراشي في مواطن قومهم البكيليين الهمدانيين، والمراشي من أودية الجوف، وأول من انتقل منه يوسف الجدّ الثالث للهمداني، انتقل الى صنعاء قال الهمداني عنه (4): (سكن صنعاء في آخر عمره، وحمل بها هو وأولاده، وكان لهم بصر بالإبل لم يكن لأحد من العرب).
__________
(1) «الاكليل» 10/ 197.
(2) «الوافي» ج 11ص 139نسخة مكتبة أحمد الثالث في اسطنبول والسيوطي في «البغية» ترجمة موضعين (الحسن والحسين).
(3) «الاكليل» 10/ 195/ 198.
(4) «الاكليل» 10/ 199المراشي: جبل من برط ومن روافد الجوف انظر ص 161.(1/14)
ويرى الباحث بين أسماء آباء الهمداني أسماء لم يعتد البدو استعمالها مثل (يوسف) و (يعقوب). وإذا تركنا كلمة (ابن الحائك) وما وصفه الناقمون عليه من جرائها جانبا فانه يعترضنا أمور ذكرها الهمداني نفسه عن أسرته، فأبوه كان يتاجر بالذهب كما في «الجوهرتين (1)». وكان رحالة دخل الكوفة والبصرة وبغداد وعمان ومصر (2). وخال أبيه الخالص بن معطي كان ممن ولي عيار صنعاء (3) وعناية آله بالصناعات كالتعدين وغيره، أمور تلفت النظر، وصلة آله بالعراق البلد المتحضر كانت قديمة فقد كان أبو جده محمد بن يعقوب، يعرف بالبصري، وهذا هو عم الهمداني الذي تزوج الهمداني ابنته كما في «الإكليل (4)».
وقد ذكر الهمداني في «الإكليل (5)» ان جده يعقوب أبناؤه ثلاثة: (1) إبراهيم انقطع نسله. (2) أحمد خلف الحسن المترجم وابراهيم. (3)
محمد وولده فاطمة تزوجها المترجم، وابراهيم وعبد الله. ولم يذكر من نسل هؤلاء أحدا سوى ابنه مالك مما يدل على أن ابنه محمدا الذي ينسب اليه «شرح الدامغة» لم يولد، وذكر أن ابنه مالكا من فاطمة ابنة عمه مات وله فيه المراثي.
تاريخ ولادته
: نص في المقالة العاشرة (6) من «سرائر الحكمة» أنه ولد يوم الأربعاء، 19صفر سنة 280هـ وإن لم يصرح باسمه، ولكن القرائن التي ذكرها تدل على ذلك.
ولا نعرف شيئا عن أول حياته، ويظهر أنه شارك أهله في عملهم وهو الجمالة حمل الحجاج والتجار الى مكة من صعدة وقد نصّ الهمداني على ذلك بقوله (7):
(وكنت أنظر الى التجار إذا حملناهم الى مكة من صعدة).
وكثرة صلاته ببعض مشاهير زمنه مادحا، يدل على أنه كان يلاقي عوزا
__________
(1) ص 147
(2) «صفة جزيرة العرب» ص 361
(3) «الجوهرتين» 310.
(4) 10/ 198
(5) 10/ 198
(6) ص 96من المطبوع
(7) «صفة جزيرة العرب» ص 365.(1/15)
وحاجة، كقصته مع ابن الرويّة التي أوردها القفطي.
في 70673 مكة
: ولعله في إحدى رحلاته طاب له المقام بمكة فجاور فيها، وكان ذلك وهو في أول عمره كما يفهم من اجتماعه بالخضر بن داود أحد علماء مكة كما سيأتي، ونقل ابن فهد (1) عن «تاريخ اليمن» للخزرجي أن الهمداني ولد بصنعاء، وبها نشأ، ثم ارتحل في شبيبته الى مكة فجاور بها وقتا، وكتب صدرا من الحديث والفقه، ورواه ثم رجع الى اليمن فنزل صعدة. اهـ.
وفي مكة وقد أطال فيها الإقامة تفتحت للهمداني آفاق المعرفة، فقد كانت من أعظم مراكز العلم في ذلك العهد، وكان من العلماء الذين تلقى العلم عنهم فيها الخضر بن داود، وقد نصّ على أنه اجتمع به سنة 307 (2) هـ وهذا العالم من رواة «السيرة» عن ابن اسحاق يرويها عن محمد بن حاتم، عن عمار بن الحسن، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن اسحاق، وقد روى عنه منها كثيرا (3) في الجزء الأول من «الاكليل».
والخضر هذا ذكره الدارقطني علي بن عمر (306/ 385هـ) انه (4) ممن روى عنه كتاب «النسب» للزبير بن بكار بواسطة شيخ مدني. ولا نجد في كتب التراجم التي بين أيدينا ترجمة للخضر هذا. وقد يتناول الهمداني ما يورده من أقوال ابن اسحاق بالنقد (5)، فهو بعد أن يورد عنه زعم أهل التوراة ان السواد في ولد حام عن دعوة دعاها نوح على ابنه حام، يعقب قائلا: (وهذا في غاية التناقض ان يسيء حام ويلعن ولده، والله يقول {وَلََا تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ََ} * وإنما لسواد الناس وبياضهم وسمرتهم علة ذكرنا في «السيرة» من هذا الكتاب).
__________
(1) «الدر الكمين» مخطوطة رامبور (الهند) الورقة 102
(2) «شرح الدامغة» ص 295من المطبوع
(3) انظر «الإكليل» 1/ 38و 2/ 96، 127، 357و 10/ 23و «شرح الدامغة» 36، 46، 93، 95، 99، 102، 103، 144.
(4) «المناسك» ص 343.
(5) «الاكليل» 1/ 66، 84.(1/16)
واجتمع بأبي علي الهجري بمكة أيضا (1)، ونجد في «صفة جزيرة العرب» نصوصا نرى أنه نقلها عن الهجري كالشعر الذي في ذات غسل، وفي جزالاء. وأشار الهجري الى الهمداني هذا في «النوادر والتعليقات» إشارة موجزة قال: الهمداني من أهل ريدة بلد بالبون قرب صنعاء (2).
ويظهر أنه أثناء مجاورته بمكة اقتنى كثيرا من الكتب كدواوين الشعر ومؤلفات ابن الكلبي في الأنساب وغيرها، مما نجد نقولا كثيرة عنه في كتبه، ومع أن ذكره أسماء الكتب التي ينقل عنها نادر إلّا انه عند ما يورد بعض أقوال المتقدمين يوضح رأيه فيها، فهو يرى أن الكلبيين (3) قد اختصروا أنساب الناس وطرحوا منها، ويقول: إن نسّاب العراق والشام يقصرون في أنساب كهلان ومالك بن حمير ليضاهئوا بها عدة الآباء من ولد إسماعيل، وقد يعلل هذا بأن بعضهم حاول إفساد النسب في أيام العصبية في دولة معاوية ليقرب نسب قضاعة وكهلان على نحو ما أرادت النزارية من إدخال هذه القبائل في ولد إبراهيم عليه السلام.
وينقل عن ابن خرداذبه من «المسالك والممالك» (4) ولكنّه يعده من الشعوبية (5).
وهو يعتبر قول شيخه أبي نصر محمد بن عبد الله اليهري الحميري الفصل في كل ما يورده من أخبار اليمن وأنساب أهله، وقد أشاد بذكره في مقدمة «الإكليل (6)» وبالغ في إطرائه وقال عنه: (شيخ حمير وناسبها وعلّامتها، وحامل سفرها، ووارث ما ادخرته ملوك حمير في خزائنها من مكنون علمها، وقارىء مساندها والمحيط بلغاتها).
ومن أشهر مشائخه الأوساني الحميري (7) محمد بن عبد الله (276/ 360
__________
(1) «شرح الدامغة» 52ط و «أبو علي الهجري» ص 62وما بعدها.
(2) المصدر ص 321
(3) «الاكليل» 8/ 101.
(4) «الاكليل» 8/ 100.
(5) «شرح الدامغة» 116/ 41/ 147و «الاكليل» 1/ 137.
(6) 1/ 9/ 20.
(7) الاكليل 2/ 371(1/17)
هـ). وأكثر معارفه تلقاها عن رواة وعلماء وأناس من أهل قطره. وما عدا ذلك فهو يشير اليه، وهو يتلقّى معلوماته عمن يتوسّم فيه المعرفة من أهلها. وقد أكثر النقل عن بطليموس، بل لخص كتابه في مقدمة «صفة جزيرة العرب» ويظهر أن الكتب المعربة وصلت الى صنعاء في زمن متقدم، فقد كان وزراء الدولة العباسية كالبرامكة وغيرهم ذوي صلة بالأبناء وهم بقايا الفرس الذين كانوا في صنعاء.
وقد تأثر كثيرا ببعض الآراء الواردة في تلك الكتب المترجمة عن اليونانية أو الفارسية أو الهندية، تأثرا دفعه إلى الأخذ بها، وإلى احترامه لأصحابها، فهو بعد أن يورد قول أرسطاطاليس الحكيم في مبتدأ الحرارة في جوف الأرض، يعقب عليه بقوله: (قد أحسن الحكيم فيما فرّع، وإن كان قد بنى قوله في مبتدأ الحرارة على غير أصل) ثم يسترسل في إيضاح ذلك (1).
وهو يوضح بعض آرائه بالرسم كما في «سرائر الحكمة (2)» و «الجوهرتين (3)»
ويؤخذ على الهمداني أمور:
1 - منها شدة تعصبه شدّة قد تحيد به في بعض الأحيان عن جادة الصواب، وكتاب «شرح الدامغة» أوضح دليل على ذلك. والأستاذ محب الدين الخطيب على حق حينما قال عن الهمداني: (يثبت حقائق العلم على صحتها ما استطاع، في كل ما لا يمسّ همدانيته ويمنيته، فاذا لامس العلم هذا الجانب الحساس من المؤلف وجد فيه ضعفا). (4).
__________
(1) «الجوهرتين»: 105
(2) الورقة 15وما بعدها.
(3) 151/ 156/ 157/ 201/ 205/ 207/ 209/ 213/ 215/ 243/ 341/ 363.
(4) هذا حكم جائر ورجم بالغيب من استاذنا الجليل (حمد الجاسر) تبعا لاستاذنا محب الدين الخطيب في مقدمته للجزء العاشر من الاكليل الذى تحامل على صاحبنا في مواضع من تعليقه على العاشر وغلطه في اشياء كان الخطيب هو الغالط فيها والغالط حقا كما بينا في تعليقنا على العاشر لانهما لم يعيشا الظروف التي عاشها الهمداني ولو عاشوها او عرفوها لعذروه كما عشنا نحن وآباؤنا من قبل، وما الدامغة الا دفاع عن احساب قومه بعد ان اضطروه الى ذلك على أنه صان لسانه عن كل اقذاع والله يعفو عن من قد أتى زللا انظر مقدمة تفسير الدامغة.(1/18)
2 - اعتقاده بتأثير النجوم، في تكون المعادن كما في «الجوهرتين (1)» وفي البشر أيضا، كما شحن بذلك القسم الباقي من كتابه «سرائر الحكمة» وهو الخاص بالنجوم متأثرا بأفكار اليونان والهنود.
3 - تصرفه في الشعر، وإيراده بروايات مختلفة، ففي «شرح الدامغة (2)» أورد أبياتا لعلقمة تختلف عن إيراده لها في «الإكليل (3)». بل في «شرح الدامغة (4)» أورد بيتا لقيس بن الخطيم ثم أورده في الكتاب نفسه مغيرّا كلمة (وضعت) بكلمة (جعلت) ومثل هذا التغيير حدث في شعر للبيد (5). بل قد صرّح بمثل هذا فقال عن أرجوزة الرداعي: (ما كان منها معيبا من جهة الاضطرار، ولا فائدة فيه فقد ثقفته، وأصلحته (6)).
ومن أسوأ أنواع التصرف تغيير أسماء المواضع، فقد أورد في «صفة الجزيرة» لذي الاصبع:
جلبنا الخيل من بقران، وأورده في «الاكليل»: عدا بالخيل من جلدان.
وفي «الصفة»: يا حرّ ذات الوعث في الحرّة، والرجز: يا نخل في وادي نخلة.
وقد ينقد بعض الأخبار التاريخية بطريقة المقارنة في الأنساب (7) وبطريقة العقل أحيانا، كتعليله لانطفاء النار في الأمكنة التي ينعدم فيها الهواء (8)، وتعليله سماع الصوت في الليل بدون رؤية صاحبه (9). وقد تطغى عليه العاطفة، فيثبت أمرا كان قد نفاه عقلا (10).
__________
(1) 89/ 133/ 333.
(1422)
(3) 8/ 15.
(4) 77/ 98.
(5) 18/ 142.
(6) «صفة الجزيرة» 401.
(7) «الاكليل» 2/ 359و 8/ 101
(8) المصدر 8/ 218
(9) «صفة الجزيرة» 313
(10) «الاكليل» 8/ 2523قد زيفنا هذه المناقشة في كتابنا «لسان اليمن من اعلام العرب».(1/19)
والهمداني فيما عدا بلاد اليمن لا يتجاوز علمه حد ما ينقله او يستنتجه، ولهذا وقع في كلامه عن بلاد نجد، وعن منازل القبائل في جهات الجزيرة أخطاء كثيرة، لأنه اعتمد في ذلك ما ورد في الشعر، فنسب الى بعض القبائل ما ورد من أسماء المواضع في شعر شعرائها، بل قد يحاول أن يخطّىء غيره فيقع في الخطأ، ومن أمثلة ذلك، أنه أورد لعامر بن الطفيل يخاطب عمرو بن معدي كرب:
إلى أطم ظبي (1) يعتلكن شكائما ... مقانب يهديها اليك مقانب
وقال: (الأطم الحصن الحصين المبنيّ، وظبي موضع عمرو، وهو بيبمبم، وهو الذي ذكره امرؤ القيس: وحلّت سليمى بطن ظبي فعرعرا. والناس بروون طبي (2) وذا غلط: ظبي وعرعر من أودية نجد وقد يسميه من يجهله طب.
صلته بعلماء العراق
: قال القفطي (3): وارتفع له صيت عظيم، صحب أهل زمانه من العلماء وراسلهم وكاتبهم فمن العلماء الذين كان يكاتبهم ويعاشرهم أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، وكان يختلف بين صنعاء وبغداد، وهو أحد عيون العلماء باللغة وأشعار العرب وأيامها وكذلك أبو القاسم وكان يكاتب أبا عمر النحوي صاحب ثعلب، وأبا عبد الله الحسين بن حالويه. وسار الى العراق واجتمع بالعلماء، واجتمعوا به فيما قيل اهـ. ويظهر أن مسيره الى العراق محلّ شكّ، ولعله تعرف ببعض علمائه أثناء اقامته بمكة، وفي كتب الهمداني ما يدل على جهله بمواضع طريق العراق، ولو سلكه لما جهلها كقوله في «الجوهرتين»: (ومنها معدن محجة العراق، بين العمق وأفيعية، ولا أدري أهو معدن النقرة أم هو غيره، أم معدن اسم، فلا يكون فيه معدن، ومنها معدن بني سليم) اهـ ومعدن المحجة هو معدن بني سليم، وهو غير معدن النقرة إذ بينهما مراحل.
في 70674 صعدة
: لما عاد الهمداني الى اليمن استقر في صعدة، وهي إذ ذاك قاعدة أئمة الزيدية وكانت تتنازع اليمن في ذلك العهد تيارات سياسيّة: (4) فالأئمة
__________
(1) مهملة من الإعجام.
(2) «شرح الدامغة» ص 183
(3) ص 141
(4) ورقة 102.(1/20)
الزيديون طارئون على البلاد منذ ما يقرب من ربع قرن، ويؤازرهم بعض القبائل اليمنية، مع الأبناء من الفرس الأمراء اليعفريين وقاعدتهم صنعاء أمراء آخرون من رؤساء القبائل، يميلون مع هؤلاء اونة، ومع أولئك أخرى، وينضمون الى غير الفئتين في بعض الأحيان، كما فعلوا من القرامطة. وكان الخلاف بين أصحاب هذه التيارات يتجاوز حدّ المقارعة بالسّنان، الى المجادلة بالحجة واللسان، فكان ان اشتعلت نار العصبية بين القحطانية والعدنانية، فكان بعض الأنباء من الفرس يذكي أوارها، وليس بعيدا أن يوجد من وراء هؤلاء من ذوي النفوذ في بغداد من له أثر في ذلك.
والذي يعنينا من الأمر ما له صلة بالهمداني لقد خاض المعمعة، بل لعله الوحيد الذي نستطيع أن نتبين آثاره فيها، فيما وصل الينا من كتبه «الإكليل» و «الدامغة» و «شرحها» وكان من أثر ذلك أن أوذي وسجن. وفي «الدر الكمين» (1): (وكان صاحب أمرها يعني صعدة، في ذلك الوقت الامام الناصر لدين الله وكان في صعدة عدة من الشعراء المنتسبين الى عدنان منهم الشريف الحسين بن علي بن الحسن بن القاسم الرسّي، وأبو الحسن بن أبي الأسد السلمي، وأيوب بن محمد اليرسمي، وكان أيوب ينسب الى الفرس، فبلغ الهمداني أيام إقامته في صعدة أن هؤلاء يتعصبون على قبائل اليمن، ويتناولون أعراضهم بالأذى، فكتب لكل واحد من الثلاثة قصيدة فلما بلغهم قوله اشتد ذلك عليهم، ونصبوا له، ووبخوه بالكلام، وتألبوا عليه، فقال فيهم أبياتا، فلما تفاقم الأمر بينه وبين الشعراء المذكورين وأفحمهم جمعا وفرادى دخلوا على الامام الناصر لدين الله وقالوا: ان ابن يعقوب هجا النبي (صلى الله عليه وسلم) فتوعده الناصر، فخرج من صعدة الى صنعاء، وكانت يومئذ للأمير أبي الفتوح الخطاب بن عبد الرحيم بن يعفر الحوالي (2) من قبل عمه الأمير أسعد بن ابي يعفر، وكتب الناصر الى الأمير أسعد وكانت بينهما مودة شديدة يشكو إليه ابن يعقوب، ويقول: إنه هجا النبي (صلى الله عليه وسلم) فأمر أسعد ابن أخيه الخطاب بسجنه فسجنه، وكان له في السجن اشعار كثيرة، من التحريض والتوبيخ وغير
__________
(1) ورقة 102.
(2) صواب العبارة للأمير أبي الفتوح بن عبد الرحيم بن أبي يعفر إبراهيم بن محمد بن يعفر الحوالي.(1/21)
ذلك، وكان سجنه سببا لزوال ملك الناصر، وقتل أخيه الحسن بن يحيى الهادي) اهـ.
وفي سنة 316أثناء إقامته بصعدة اثناء ما وقع بينه وبين شعرائها ألف «شرح الدامغة» (1) ويظهر أن ابنه كان في منأى عما جرى على أبيه هذه الأيام من الأذى، ولهذا نسب اليه ذلك الشرح، وهي نسبة غير صحيحة، وقد تكون متأخرة عن هذا العهد، إذ عمر الهمداني سنة 316لم يتجاوز 37وليس من المعقول أن يبلغ ابنه محمدا من العمر ما يؤهله لتأليف مثل ذلك الكتاب، مع أن الهمداني لم يذكر محمدا في كلامه على أسرته في «الاكليل» (2) مع أنه ذكر ابنه مالكا، وقد يكون اسم محمد سقط من أصل المطبوعة، فالهمداني يلقب نفسه بأبي محمد في مواضع كثيرة من كتبه، مما يدل على أنه أكبر ابنائه.
لا شك ان «الدامغة» هي التي فتحت على الهمداني أبواب الطعن وسبل الاتهام ولهذا وصفه الزيديون بأنه كان سبّابا لأهل البيت، وطعنوا في خلقه، ورموه بالكذب، كما في «طبقات الزيدية» (3): (أكثر تصانيفه لا يخليها من التعصب لقحطان على عدنان حتى خرج الى الكذب، وكان مشهورا بالكذب في الأنساب مع معرفته بها ومن كذبه أنه ذكر في بعض مصنفاته في فضائل قحطان، إنكاره دخول الحبشة اليمن وصنعاء، وقال: العرب أرفع شأنا وأقوى مكانا من ان يدخلهم الحبشة، وإنما دخلوا من ساحل جدة الى مكة) اهـ، ومؤلف «الطبقات» هذه يحيى ابن الحسين من علماء الزيدية، ومعروف ما يكون بين أصحاب المذاهب والنحل من الاختلاف الذي تنعدم معه معايير الحق والانصاف.
وقد أشار الهمداني في المقالة العاشرة من «سرائر الحكمة» الى سجنه إشارات ملخصها: أنه غضب عليه الملوك يوم الاثنين 24شوال سنة 319هـ وأدخل السجن، وأجريت الايمان والعهود بالله أن لا يخرج إلا على لوحه ميتا، ثم فسح له في ابتناء مسكن يتسع فيه، وسمح له بزيارة الاخوان وقضاء الحوائج في سبعة أشهر و 24
__________
(1) 10/ 198.
(2) انظر الورقة 168منها.
(3) مخطوطة دار الكتب المصرية 28و 61.(1/22)
يوما (1)، وعندها أبدل بالقيود الثقال قيدا خفيفا، ولم يزل الأمر على ذلك تسعة أشهر وأربعة أيام ونصف، انهدم جانب حائط السجن، فحوّل الى سجن القاضي وأصحاب الديون، فصار كأنه في معزل، وبعد 24يوما أطلق من القيد الخفيف، وزادت الحال به فرجة، فنقل من السجن العظيم الى ما هو في عداد المنزل، فنقل من بلد الى بلد، وطيف به مصفدا الى موضع غربة، فلقي من ذلك الأمرّين، وذلك من مدخله السجن صعب الأمر، وتأربت عقدة السجن، ووقع اليأس، وتأكد الملوك في تعميره في السجن، وعلى سبعة عشر شهرا وثمانية عشر يوما وجّهت أموره، وذلك على 21شهرا وستة أيام، فنفذت فيه الشفاعة، فلما كان يوم الأحد 27شعبان سنة 321أذن باطلاقه فأطلق. ثم ردّ الى السجن ثانية، فلم يمض فيه يوما ثم أطلق فخيرّ، ثم اطلق من الموضع، وبعث به مغرّبا مع حفظة اينما وصلوا من قرية سجنوه، فأقام على ذلك ثمانية أيام، ثم فلت من النهج الذي قصد به نفسه، وذلك بعد 649يوما تكون شهورا تامّة 21شهرا و 19يوما. ويفهم مما تقدم أن الهمداني هرب من السجن، مع أنه نصّ في «الاكليل» (2) ان الناصر لما قام آل أبي فطيمة مطالبين باخراج الهمداني من السجن فتح له، فرضوا ووادعوه حتى صحّ لهم أن إطلاق الهمداني كان من جهة ابن زياد صاحب زبيد، فلعل ابن زياد هذا ساعد على هرب الهمداني من السجن.
وقد فصّل الهمداني في «الاكليل» (3) أثر سجنه في زوال ملك الناصر، وقتل أخيه الحسن في وقعة الباطن، وأن قلب الناصر انفلق فأقام أياما يسيرة ثم توفي، وأورد بعض أشعاره، ويظهر أنه شارك في بعض الوقعات التي جرت بين الناصر وبين القبائل الهمدانية التي ثارت ضده (4)، حمّية للهمداني. ويظهر أن الهمداني منذ أن حلّ بصعدة عائدا من مكة حتى سنة 322لم يتمتع بالراحة، فقد أمضى أول الوقت في خصامه مع الشعراء، وما بين سنتي 319و 321في السجن، وفي سنة 322في حروب مع القبائل الثائرة على الناصر
__________
(1) 97/ 98/ 99.
(2) 1/ 331.
(3) 1/ 329/ 343.
(4) صوابه بين الناصر وبين قبائل من خولان قضاعة ومن همدان بقيادة الأمير حسان بن عثمان الحوالي.(1/23)
وقد أوضح الهمداني أنه أقام في صعدة عشرين سنة (1) ونرى أن هذه المدة كانت قبل سجنه سنة 319أي أنه عاد من مكة بعد سنة 307.
مفتاح شخصية الهمداني
: الدارس لكل ما يتصل بحياة الهمداني يجد أن تعصبه لقومه أو للقحطانية عامة، المنفذ الواسع لدراسة أحوال الهمداني، ومن هذه الناحية نجد أن كل نقد يمكن أن يوجّه اليه يلج من هذا الباب الواسع الذي بقي مفتوحا الى عصرنا الحاضر، حيث نجد أشعارا لشعراء معاصرين من اليمن ولجوا هذا الباب، وليس من غرضنا في هذه الترجمة الموجزة التوسع في أمر لا نرى التوسّع فيه، بل نرى إغلاقه، فكم جرّ على الأمة العربية من كوارث ومحن، ولكن من يريد أن يدرس حياة هذا العالم اليمني لا يستطيع إغفال هذا الجانب الذي لن تتضح معالم شخصيته بدون إشباع القول فيه. ويضاف إلى هذا اتساع آفاق المعرفة عند الهمداني اتساعا يدعو الى الاستغراب والدهشة، بالنسبة لرجل عاش في بقعة توشك أن تكون في ذلك العهد منعزلة عن العالم، ولكنّ هذا الرجل استطاع ان يمتح من كل علم من علوم عصوره بالدّلاء الملاء، ومن هنا تتسع جوانب الدراسة فتشمل كل ما عرف في ذلك العصر من معارف وفنون وعلوم. ولا يكون من المبالغة القول بأن هذا العالم طرق آفاقا لا يجد الباحثون بين من طرقوها في البلاد العربية أحدا غيره، ومن هنا تبرز أهمية دراسة كل ما يتصل بحياته العلمية.
ولئن كان المتقدمون قد يطلقون القول جزافا عند ما يترجمون أحدا من العلماء في تلك العصور المتقدمة، الا أن الباحث عند ما يسبر الأغوار التي ذكروها، ويحاول تطبيقها على واقع ذلك المترجم بالنسبة للهمداني يحس بكثير من القناعة والاطمئنان.
لقد قالوا عن الهمداني: (لم يولد في اليمن مثله علما وفهما ولسانا وشعرا، ورواية وذكرا، وإحاطة بعلوم العرب من النحو واللغة والغريب والشعر والأيام والأنساب والسير والأخبار والمناقب والمثالب، مع علوم العجم من النجوم والمساحة
__________
(1) «الاكليل» 1/ 199.(1/24)
والهندسة والاستنباطات الفلسفية والأحكام الفلكية (1)) وقال القفطي في «أنباه الرواة»: (الأديب النحوي الطبيب المنجم الأخباري اللغوي، نادرة زمانه وفاضل أوانه، الكبير القدر الرفيع الذكر صاحب الكتب الجليلة والمؤلفات الجميلة، لو قال قائل: انه لم يخرج اليمن مثله لم يزلّ. لأن المنجم من أهلها لا خطر له في الطب، والطبيب لا يد له من الفقه، والفقيه لا يد له من علم العربية وأيام العرب وأنسابها وأشعارها، وهو قد جمع هذه الأنواع). هذا بعض ما قالوا، فلنحاول التثبت من صحة ما قالوا.
الهمداني الجغرافي
: لعل أهم أثر للهمداني في علم الجغرافية كتابه «صفة جزيرة العرب» فبه اعتبر (من فحول الجغرافيين الذين تضلعوا من هذا العلم، ونقبوا في غرائبه ونوادره) كما يقول الأستاذ سليمان الندوي (2). وهذا القول ينطبق على ما يتعلق باليمن بلد الهمداني، فهو يكتب ما يكتب عن رؤية ومعرفة وأما الأجزاء البعيدة عن اليمن فعن نقل، ولهذا وقع فيما وقع فيه غيره.
الهمداني النسابة
: كل من يطالع ما كتب الهمداني عن أنساب القبائل اليمنية في «الاكليل» و «صفة الجزيرة» يدرك أنه في هذا العلم بلغ شأوا لم يبلغه غيره ممن كتب عن أنساب تلك القبائل، فهو كما وصفه الحافظ عبد الغني بن سعيد (3): (عليه المعول في أنساب الحميريين). ولشهرة الهمداني بعلم النسب كان يوصف بالنسّابة كما نرى فيما وصل الينا من كتاب مسلم اللحجي المتوفى سنة 545وهو ممن ترجمه كما يفهم من الجزء الرابع من كتابه (4) فقد نص على أن ترجمته في الجزء الأول منه، والأجزاء الثلاثة التي وصلت الينا من «الاكليل» وهي الأول والثاني والعاشر أو في ما عرفناه عن أنساب القبائل اليمنية، ولولاهما لفقدنا جانبا عظيما من هذا العلم.
الهمداني الأثري
: للهمداني أهمية عظيمة عند علماء اللغات والمنقبين عن الآثار القديمة لذكره في كتبه الكتابات العتيقة بالخط المسند الحميري ونقوش الأحجار،
__________
(1) «الدر الكمين بذيل العقد الثمين» لابن فهد مخطوطة رامبوز الهند الورقة 102عن الكلاعي، والكلاعي ترجمه القفطي في «المحمدون من الشعراء» وانظر طراز أعلام الزمن للخزرجي.
(2) مجلة «الضياء» التي كانت تصدر في لكنو، الهند، ج 7الصادر في رجب سنة 1351هـ ص 6.
(3) «تاج العروس» مادة ق ر أ.
(4) مخطوطة باريس. تبين لنا أخيرا أن الكتاب المعنون باسم تاريخ مسلم اللحجي لمكتبة باريس أنه روضة الحجوري وليس لمسلم.(1/25)
كما يفعل علماء أوروبا الباحثون عن الآثار القديمة هذا ما قاله الأستاذ سليمان الندوي (1) رئيس دار المصنفين بأعظم كر، وكأنه اعتمد في هذا على ما جاء في كتاب «الاكليل» للهمداني حيث رسم صور الحروف الأبجدية بالمسند مع ما يقابلها بالعربية، وأورد نماذج كتابات قال إنها موجودة في مواضع ذكرها. ويبدي بعض الباحثين من المتأخرين الشك في معرفة الهمداني للكتابة الحميرية (2)، غير أن قراءة النصوص التي أوردها في «الاكليل» ولا يتسع المجال لذكرها تدل على معرفته التامة. ويحسن الرجوع لما كتبه الدكتور جواد علي في كتاب «المفصل في تاريخ العرب» 1/ 9990.
وقال أغناطيوس كراتشكوفسكي: (ولم يكن جغرافيّا فحسب بل وخبيرا كبيرا بأنساب العرب، وتاريخ الجزيرة العربية خاصّة آثارها القديمة () وهو أمر نادر بين العرب، ومما يدعو الى الدهشة حقا أنه استطاع فك رموز الكتابة العربية القديمة في جنوب الجزيرة) (3).
الهمداني الفيلسوف
: يقول صاعد الأندلسي في كتاب «طبقات الأمم» عن العرب: (وأما علم الفلسفة فلم يمنحهم الله منه شيئا، ولا هيّأ طباعهم للعناية به، ولا أعلم أحدا من صميم العرب شهر به إلا أبا يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي وأبا محمد الحسن بن أحمد الهمداني). وكأن الأستاذ العقاد (4) أخذ بهذا، وبكلام صاعد أيضا عن كتاب «سرائر الحكمة» للهمداني إذ وصف الهمداني بأنه (محيط بمباحث الفلسفة عن أصل العالم وقواعد المنطق والكلام) ومهما يكن حظ الهمداني من هذا الجانب من العلم إلا أن رجلا عاش جمّالا، ثم تلقى علم الحديث والفقه في مكة المكرمة، ثم أكمل بقية حياته في قطر منعزل عن العالم يستكثر منه أن يبلغ في هذا الجانب ما بلغ، ولا نستطيع الحكم على ما بلغه إذا لم نطلع على كتابه «سرائر الحكمة».
__________
(1) مجلة «الضياء» ص 7جزء رجب 1351.
(2) مجلة «الرسالة» ع 868ص 212في 3/ 5/ 1369هـ.
(3) «تاريخ الأدب الجغرافي العربي» ص 170.
(4) «أثر العرب في الحضارة الأوروبية» ص 27.(1/26)
الهمداني اللغوي
: لما ترجمه القفطي في «أخبار الحكماء» قال: (وقد ذكرت قطعة من خبره وشعره في كتاب «النحاة» لأنه كان من أهل اللغة، يدل على ذلك قصيدته الدامغة وشرحها يتضمن مجلدا كبيرا). والواقع أن الهمداني في هذا الكتاب وفي «صفة جزيرة العرب» وفيما وصل الينا من كتاب «الاكليل» يعنى عناية فائقة بالمباحث اللغوية، فضلا عن استعماله كثيرا من غريب ألفاظها، مما يدل على تبحره فيها، ومن الألفاظ التي نقرأها في كتبه ما لا نجد له أصولا فيما بين أيدينا من كتب اللغة، ولا نستطيع الجزم بصحته إذ كثير من نصوص الهمداني دخلها التحريف ولم تصل إلينا لها أصول صحيحة ثم إنه يستعمل كثيرا من ألفاظ أهل عصره، وهو خبير بلهجاتهم، كما يدل على ذلك الفصل الذي عقده في «صفة الجزيرة» عن لغات أهلها وعن نباتها ووصف بقاع الأرض، ولو تصدّى باحث لغوي لدراسة كتب الهمداني من الجانب اللغوي لوجد فيها ذخيرة طيبة، ولا تفوت الاشارة الى أنه من المتساهلين في استعمال كثير من الكلمات التي يتشدد بعض اللغويين في استعمالها.
ودراسة كتب الهمداني من هذه الناحية تضيف الى مفردات اللغة العربية كلمات كثيرة لا نجدها في المعاجم اللغوية، ويمكن الاستعانة على ضبطها والتحقق من صحتها بمؤلفات نشوان الحميري «شمس العلوم» وغيره.
مؤلفات الهمداني
: قال القفطي (وكان مصنفا للكتب في كل فن) وقال (وله من التصانيف الشاذة الى البلاد ما يكثر، ولا يكاد يعرفه أهل اليمن) وكان والد القفطي تولى القضاء في اليمن، ولما توفي أحضرت كتبه لولده وفيها قسم مؤلفات الهمداني.
وروح الله أرواح علماء الأندلس، فقد حفظوا لنا قسطا وافرا من تراثنا، فبواسطتهم عرفنا الهمداني والهجري والفاكهي وغيرهم، وقد دخلت كتب الهمداني الأندلس في حياته أو في زمن قريب من زمنه، فأقدم ترجمة واسعة للهمداني وصلت الينا كتبها صاعد الأندلسي (430/ 462هـ في كتابه «طبقات الأمم» ونقل فيها عن خط أمير الأندلس الحكم المستنصر بالله، وهذا ولي الخلافة سنة 350وكان ضليعا في معرفة الأنساب محبّا للعلماء، يستحضرهم من البلدان النائية جماعا للكتب وتوفي
سنة (1) 366هـ. وقد استفاد علماء الأندلس من مؤلفات الهمداني وعرفوه قبل علماء المشارقة، فنقل عنه البكري في «معجم ما استعجم» كثيرا كما نقل عنه غيره كابن دحية عمر بن الحسن الكلبي (544/ 633هـ) في كتابه: «المطرب في أشعار أهل المغرب» (2).(1/27)
وروح الله أرواح علماء الأندلس، فقد حفظوا لنا قسطا وافرا من تراثنا، فبواسطتهم عرفنا الهمداني والهجري والفاكهي وغيرهم، وقد دخلت كتب الهمداني الأندلس في حياته أو في زمن قريب من زمنه، فأقدم ترجمة واسعة للهمداني وصلت الينا كتبها صاعد الأندلسي (430/ 462هـ في كتابه «طبقات الأمم» ونقل فيها عن خط أمير الأندلس الحكم المستنصر بالله، وهذا ولي الخلافة سنة 350وكان ضليعا في معرفة الأنساب محبّا للعلماء، يستحضرهم من البلدان النائية جماعا للكتب وتوفي
سنة (1) 366هـ. وقد استفاد علماء الأندلس من مؤلفات الهمداني وعرفوه قبل علماء المشارقة، فنقل عنه البكري في «معجم ما استعجم» كثيرا كما نقل عنه غيره كابن دحية عمر بن الحسن الكلبي (544/ 633هـ) في كتابه: «المطرب في أشعار أهل المغرب» (2).
وها هي أسماء ما عرفنا من مؤلفاته، مع لفت الانتباه الى أنه قد يطلق على المؤلف الواحد اسمان، وأن الكتاب قد يجزأ فيطلق على كل جزء اسم خاص به.
1 - الابل
قال في مقدمة «الجوهرتين»: وقد بوبنا على الأرض «كتاب الحرث والحيلة» وعن الحيوان «كتاب الإبل».
2 - أخبار الأوفياء
، ذكره في «الإكليل» (3).
3 - أسماء الشهور والأيام
: وقال صاحب «تاج العروس»: وفي الحديث ذكر فلج وهي محركة قرية عظيمة من ناحية اليمامة، وموضع باليمن من مساكن عاد، كذا في «أنساب أبي عبيد البكري» قلت: ومن الأخير ابن المهاجر، ذكر ذلك الهمداني في «أسماء الشهور والأيام» وأقول: يظهر ان كلمتي (أسماء الشهور) مقحمتان وأن المقصود كتاب «الأيام» الذي سيأتي ذكره وأن صاحب «التاج» أو من نقل عنه وجد نقلا عن أحد الأيام التي جرت في الفلج عن كتاب الهمداني فتصرف في اسم الكتاب، وابن المهاجر هذا أحد ولاة اليمامة، ولعل المقصود بيوم الفلج، اليوم الذي قتل فيه يزيد بن الطثرية، وهو علي بني حنيفة، وأمير اليمامة المهاجر بن عبد الله الكلابي، وقد ذكر هذا اليوم صاحب «الأغاني» (4).
4 - الاكليل
: قال صاعد عنه: (وهو كتاب عظيم الفائدة يشتمل على عشرة فنون وفي أثناء هذا الكتاب جمل حسان من حساب القرانات وأوقاتها، ونبذ من علم الطبيعة والنجوم، وآراء الأوائل في قدم العالم وحدوثه واختلافهم في أدواره، وتناسل الناس وتقادير أعمارهم، وغير ذلك). وقال القفطي: (وهو كتاب جليل
__________
(1) «الأعلام» 2/ 295.
(2) انظر الورقة 49من نسخة المتحف البريطاني، والكتاب مطبوع.
(3) 1/ 372.
(4) 8/ 182ط: دار الثقافة بيروت.(1/28)
جميل، عزيز الوجود، لم أر منه إلا أجزاء متفرقة وصلت الي من اليمن وهي الأول والرابع يعوزه يسير، والسادس والعاشر والثامن، وهي على تفرقها تقرب من نصف التصنيف وصلت في جملة كتب الوالد المخلفة عنه، حصلها عند مقامه هناك.
وقيل: إن هذا الكتاب يتعذر وجوده تاما، لأن المثالب المذكورة في بعض قبائل اليمن أعدم اهل تلك القبيلة ما وجدوه من الكتاب، وتتبعوا إعدام النسخ منه فحصل نقصه بهذا السبب) اه. وأقول: المغامز المتعلقة بالقبائل توجد في القسم المتعلق بالأنساب وقد وصل الينا هذا وفيه ما فيه. ويلاحظ أن الأجزاء التي لا نعرف عنها شيئا منذ عهد المؤلف هي المتعلقة بالسيرة الحميرية وبالأمثال والحكم باللسان الحميري، والتنبيه على الأخبار الباطلة فكأنها المتعلقة بأحوال قبيلة حمير في عهدها القديم، ومعروف أن تلك مظنة للشك في صحتها، وأنها تتعلق بأمور الجاهلية التي جاء الاسلام بطمس كل ما لا يتفق منها مع ما جاء به، يضاف الى هذا أن اللغة الحميرية ماتت بموت الهمداني ومعاصريه فأصبحت بعدهم غير مفهومة، ومن الصعب نقل كلام غير مفهوم، وتصوير رموز مجهولة. والقول بأن الكتاب يوجد كاملا في إحدى المكتبات غير صحيح (1). وقد ألف الاكليل قبل «صفة جزيرة العرب» لأنه ذكره في مواضع منها، وأشار البكري في «معجم ما استعجم» (2) الى انه ألفه في سنة (شل) أي 320وقال الهمداني: وفي تلفم قصر ريدة ألفنا كتابنا هذا. ويقع الاكليل في عشرة أجزاء: (1) في المبتدأ وأصول أنساب العرب والعجم، ونسب ولد حمير.
(2) في نسب ولد الهميسع بن حمير وقد طبع الجزءان باختصار محمد بن نشوان الحميري، وتحقيق العلامة القاضي محمد بن علي الأكوع سنة 1383، 1963 (3) م و 1386 (1966) بمطبعة السنة المحمدية في القاهرة. (3) في فضائل قحطان
__________
(1) كما في «تذكرة النوادر» للسفير هاشم الندوي ص 971و «تاريخ الأدب الجغرافي» 171وانظر بحثنا عنه في «مجلة المجمع العلمي العربي» بدمشق المجلد ال 25.
(2) 238/ 239 (براقش).
(3) الذي طبعنا على مختصر العلامة محمد بن نشوان هو الجزء الأول من الاكليل والنقص الذي فيه انما هي الأبحاث اللغوية أما الجزء الثاني من الاكليل فكان على نسخة محمد بن نشوان وعلى نسخة كاملة غير منقوصة وهي النسخة الوحيدة التي أهداها الوالد العلامة عبد الخالق بن عبد الرحمن حنش الكندي رحمه الله للامير عبد الله بن الإمام يحيى رحمه الله وكان على وشك الظهور فلما قتل الأمير عبد الله التهمها القاتل اخوه الامام احمد والى الابد ولكن كان قد أخذ لها صور ومنها الصورة التي اخذتها عارية من الوزير محمد بن عبد الله العمري فطبعنا عليها الجزء الثاني وهي تامة غير منقوصة الحوالي.(1/29)
وكان هذا الجزء معروفا الى القرن السادس الهجري، فقد نقل عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق. (4) في السيرة القديمة من عهد يعرب بن قحطان الى عهد أبي كرب أسعد الكامل وهو من الكتب التي وصلت الى القفطي، يعوزه شيء يسير. (5) في السيرة الوسطى من عهد أبي كرب الى عهد ذي نواس. (6) في السيرة الأخيرة من عهد ذي نواس الى عهد الاسلام، وقد وصل الى القفطي. (7) في التنبيه على الأخبار الباطلة والحكايات المستحيلة. (8) في محافد اليمن ومساندها ودفائنها وقصورها ومراثي حمير والقبوريات وقد طبع هذا الجزء في بغداد سنة 1931بتحقيق الأب أنستاس ماري الكرملي، ثم في برنستن سنة 1940بتحقيق نبيه امين فارس (1).
(9) في أمثال حمير وحكمها باللسان الحميري. (10) في معارف همدان وأنسابها وعيون أخبارها، وقد طبع بتحقيق محب الدين الخطيب بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1968.
الأيام
: جاء في «الإكليل» (2) (وقد ذكرنا في كتاب الأيام من أشعار تقدمي قضاعة التي يفخرون فيها بحمير شيئا كثيرا) وقال عن خولان (فمن أخبارهم ما دخل في الكتاب، ومنها ما دخل في كتاب الأيام) ولما ذكر حرب قضاعة وهمدان قال:
(وذكر هذه الحروب في كتاب الأيام).
وقال في خبر مقتل عمارة بن مرداس السلمي: (هذه نتف ذكرناها من أشعارهم التي جرت في قتل عمارة، ولم يمكنّا أن نذكر أقل مما ذكرنا، إذ كان الأمر يعظم في أيامهم، فاذا أردت أن تنظر ذلك على كماله [فانظره] في كتاب الحسن بن أحمد المؤلف في هذه الأيام) (3).
6 - الأنساب
: قال الذهبي في «المشتبه»: الحزيزي ذكره الهمداني في «الأنساب» وضبطه بالحاء المهملة والزايين وفي «لسان الميزان» (4): (وقرأت في كتاب «الأنساب» للهمداني) الخ. وأقول: لعل الأنساب المنسوب للهمداني أحد أجزاء «الاكليل».
__________
(1) وطبعناه نحن منقبين على ذلك المحقق الحوالي.
(2) 1/ 170و 199و 216.
(3) «شرح الدامغة» ص 194.
(4) 4/ 139.(1/30)
7 - جزيرة العرب
كذا سماه محمد بن نشوان في مقدمة الاكليل (1) ويظهر أنه «صفة جزيرة العرب» وسيأتي، وعدّ ياقوت والصفدي (2) من مؤلفات الهمداني:
جزيرة العرب وأسماء بلادها وأوديتها ومن يسكنها.
8 «الجوهرتين» (3)
هذا من أجود مؤلفات الهمداني وأنفعها ويعتبر فردا في موضوعه، فهو يتعلق بالذهب والفضة، من حيث تعدينهما وصياغتهما، وكل ما يتصل بهما، ومنه مخطوطة سنة 898في مكتبة جامعة (ابسالا) في السويد، ونسختان منقولتان عنها إحداهما في (توبنجن) في المانيا، والأخرى في (امبروزيانا) في إيطاليا وهي ناقصة، وقد ترجم الكتاب الى الألمانية، ونشره باللغتين الأستاذ كريستوفرتل () في (أبسالا) سنة 1968.
9 - الحرث والحيلة
ذكره في مقدمة «الجوهرتين».
10 - الحيوان
ذكره السيوطي في «بغية الوعاة» أما الهمداني فقد ذكر في مقدمة «الجوهرتين» أنه ألف عن الحيوان، كتاب «الابل» وسماه صاحب «كشف الظنون» (4). الحيوان المفترس. ولعل ما في «الجوهرتين» أصح، وأن المقصود كتاب الإبل.
11 - الدامغة
: قصيدة للهمداني مطلعها:
ألا يا دار هلا تنطقينا ... فإنّا سائلون ومخبرونا
تقرب من 600بيت، ردّ فيها على قصيدة للكميت بن زيد الأسدي في تفضيله عدنان على قحطان. وتوجد القصيدة في آخر الجزء الثاني من «الاكليل» مخطوطة برلين. وقال القفطي: (الدامغة على معد والفرس قصيدة طويلة وقد شرحها ولده، فيها علم جم ولله الحمد احضرت في جملة الكتب اليمنية وهذه القصيدة أحدثت له العداوة) (5). وقد حققها ونشرها أستاذنا الأكوع الحوالي.
__________
(1) 1/ 5.
(2) «معجم الأدباء» 7/ 230الطبعة المصرية.
(3) انظر مقالينا عن هذا الكتاب في «مجلة المجمع العلمي العربي» بدمشق المجلد 26 (533/ 2544) والمجلد 44 (554/ 568).
(4) حرف الكاف ص 1415.
(5) قد طبعناها ولله الحمد ونعيد طبعها جيدا ان شاء الله الحوالي.(1/31)
12 - ديوان الهمداني
قال القفطي: ولما دخل الحسين بن خالويه الهمداني (1)
النحوي الى اليمن وأقام بها في ذمار جمع ديوان شعره، وعربه، وأعربه، وهذا الديوان بهذا الشرح وهذا الاعراب موجود عند أهل اليمن وهم به بخلاء ثم أطال القول في وصف شعر الهمداني. وذكر السيوطي في «البغية» ان هذا الديوان ست مجلدات.
ونجد نماذج كثيرة من شعره في «الاكليل» وله قصيدة طويلة تدعى قصيدة الجار أوردها العلامة الأكوع في مقدمة «الاكليل» وفي مؤلف يمني مخطوط ناقص قطعة من هذه القصيدة (2).
13 - زيج الهمداني
ذكره القفطي وقال: عليه اعتماد أهل اليمن (3) ويقصد بكلمة «الزيج» جداول توضح أطوال وعروض المواضع الجغرافية، موزعة على الأقاليم السبعة (4).
14 - شرح الدامغة
: جاء في شرح الدامغة (5): (فأما الذي حمل أبا محمد رحمه الله على إغفال تفسيرها فما تعقبه من المحن، على أنه لم يأت فيها إلا بحجة قائمة) وفي «الإكليل» (6): (هذا قول الهمداني، وقد خالفه ولده محمد بن الحسن ابن أحمد في تفسير قصيدة أبيه الدامغة فقال: والصحيح المعول عليه في نسب الرائش أنه من ولد قيس بن صيفي) اه. ولعله من كلام محمد بن نشوان مختصر «الإكليل» وأورد نشوان مثل هذا في: «شرح القصيدة الحميرية» وعقب عليه قائلا: (وقيل إنه فسرّ قصيدته يعني الدامغة ونسب تفسيرها الى ولده، والله أعلم بذلك) اه. ويلاحظ أن شارح «الدامغة» أورد القولين (7) وصحح الأخير.
وما تقدم يدل على أن شرح الدامغة ليس للهمداني بل لابنه محمد، وأرى هذا غير
__________
(1) توفي الحسين بن أحمد بن خالويه سنة 370في حلب.
(2) الورقة 93مخطوطة الامبروزيانا. هو لدينا وبخط جدنا الحجة علي بن أحمد الأكوع الحوالي.
(3) «أخبار العلماء» ص 113.
(4) «تاريخ الأدب الجغرافي» ص 105.
(5) انظر ص 6المطبوع ولله الحمد.
(6) 2/ 111.
(7) 164.(1/32)
صحيح وأن الهمداني ألف هذا الشرح إبان تألب شعراء صعدة عليه وقد سبقت الإشارة الى ذلك يضاف إلى هذا أن الشارح صرّح باجتماعه بالخضر بن داود بمكة سنة 307 (1) وعمر الهمداني إذ ذاك لم يبلغ الثلاثين، وليس من المعقول أن يكون قد ولد له ولد بلغ من السن ما يؤهله للتأليف، ثم إن نفس الهمداني وأسلوبه وسعة اطلاعه تطالع القارئ من خلال كل صفحة من صفحاته.
ويظهر أن الكتاب الف في 22رمضان سنة 316 (2) أي قبيل سجن الهمداني بزمن قصير حيث أشار الى تقدير الزمن من عهد آدم الى ذلك اليوم. ومن هذا الكتاب نسخة تقع في 184ورقة في مكتبة الامام يحيى في صنعاء مخطوطة سنة 623وفي آخرها نقص، حيث لا يوجد شرح 26بيتا (3) من القصيدة التي في آخر مخطوطة برلين من «الإكليل» وهذا الشرح حافل بذكر كثير من أيام العرب في صدر الاسلام، وفيه نصوص وأشعار وأخبار لا نجدها في غيره من الكتب التي بين أيدينا، وتطغى على المؤلف فيه عاطفته.
15 - سرائر الحكمة
. قال عنه صاعد الأندلسي «في طبقات الأمم»:
(وغرضه التعريف بجمل علم هيئة الأفلاك، ومقادير حركات الكواكب، وتبيين علم أحكام النجوم واستيفاء ضروبه، واستيعاب أقسامه)، وقال القفطي عنه:
(في صناعة النجوم) ويظهر أن القفطي لم يطلع على الكتاب، وأن صاعدا اطلع على قسم منه، وهو المقالة العاشرة التي وصلت إلينا، وهي المتعلقة بالنجوم، ويظهر أنها كاملة في موضوعها، وأن المقالات التسع الأخرى من الكتاب تتعلق بموضوعات أخرى من الفلسفة، وقد ذكر الهمداني هذا الكتاب في «الاكليل» بعد أن أورد قولا بأن حمير هو أول من أحدث اللغة الحميرية: (كل هذا بالتقليد والقول المطلق، وقد بيّنا علل اختلاف الكلام في جميع نواحي الأرض في كتاب «سرائر الحكمة»).
ويوجد من هذا الكتاب في صنعاء قطعة هي المقالة العاشرة، في علم النجوم (4)، وتحوي ثلاثة وثلاثين بابا، وتقع في 63صفحة، في الصفحة 31/ 35سطرا بخط
__________
(1) 295.
(2) الورقة 167.
(3) قد سمح لنا الوقت وعثرنا على شرح الدامغة كاملة غير منقوصة وطبعناها ولله الحمد الحوالي.
(4) المقالة العاشرة قد حققناها ونشرت ولله الحمد الحوالي.(1/33)
دقيق، منسوخة في 29المحرم سنة 1091وكاتبها يمني قد نشرها المحقق ولله الحمد.
16 - السير والأخبار
. كذا أسماه القفطي، ولولا أنه ذكر «الاكليل» بعد ذكره لجاز القول بأنه من أجزائه.
17 «صفة جزيرة العرب»
وهو هذا الكتاب، وسنعود للحديث عنه.
وهذا من آخر مؤلفات الهمداني، لأنه يشير فيه إلى «الإكليل» و «سرائر الحكمة» و «اليعسوب».
18 - الطالع والمطارح
ولعل هذا في علم النجوم، وقد ذكره القفطي.
19 - عجائب اليمن
: قال الصفدي: وله كتاب في عجائب اليمن، اهـ.
وأرى أن هذا هو القسم المتعلق بذلك من كتاب «صفة جزيرة العرب» أفرد في جزء خاص.
20 - القوى في الطب
: ذكره صاعد والقفطي وغيرهما، ولهذا ترجم الأخير الهمداني في كتابه مع الأطباء. وقال في «الاكليل» (1) بعد ذكر مدة مكث آدم في الهند: (وقد ذكر مثل قولهم عديّ، وإنما ذهب من مذهب العرب، ولا حظّ لهم في هذا العلم، وقد ذكرته في كتاب «القوى»).
21 - المسالك والممالك
. قال القفطي: (وعندي منه نسخة وردت في الكتب اليمنية)، وذكره محمد بن نشوان في مقدمة «الاكليل» والصفدي وغيرهما، وينظر «صفة جزيرة العرب».
22 - مفاخر اليمن
بعد سرد بعض أيام العرب قال في «شرح الدامغة» (2): (قد نبهنا على كل وقعة منها ببيتين وثلاثة لئلا يطول الكتاب لأن شأننا الاختصار، وقيد جمع ذلك الحسن في كتابه المؤلف من مفاخر اليمن ووقائعها) اهـ. ولعله هو كتاب «مفاخر قحطان» الذي نقل عنه الحافظ ابن عساكر (المتوفى سنة 571هـ) في ترجمة الضحاك بن المنذر والطرماح بن حكيم في «تاريخ دمشق» كما
__________
(1) 1/ 38.
(2) ص 183المطبوع.(1/34)
نقل عنه ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (1) ولعله هو الجزء الثالث من أجزاء «الاكليل» مع ملاحظة أن الاكليل ألف حينما استقر الهمداني آخر حياته في ريدة، وقد ورد ذكر «مفاخر اليمن» في شرح الدامغة الذي نرى أنه ألفه وهو في صعدة قبل «الاكليل» فلعله جعل المفاخر من أجزائه فيما بعد.
23 - اليعسوب
. قال القفطي: (في فقه الصيد وحلاله وحرامه، والأثر الوارد فيه، وكيفية الصيد، وعمل العرب فيه، وغريب ذلك ونحوه، والشعر فيه، وهو كتاب جيد جدّا، مفيد للمتأدبين). وقد ورد ذكره في «الأكليل» (2)
(روينا عنه في أخبار النصال وغيرها في كتاب اليعسوب، و (ابراهيم بن يوسف الرامي، وقد ذكرنا شيئا من أخباره في كتاب «اليعسوب») و (عمرو بن مالك القانص المذكور في كتاب «اليعسوب» وقال في «صفة (3) جزيرة العرب»: (وقد ذكرنا نعاء الموتى في كتاب القوس من اليعسوب).
الهمداني في 70675 ريدة
: قال القفطي: (وسار في آخر زمانه إلى ريدة، من البون الأسفل من أرض همدان وبها قبره، وبقيّة أهله). اهـ. (4).
يظهر أن الهمداني بعد أن جرى عليه من المحن والشدائد ما جرى، وبعد أن زالت أقوى سلطة كانت تناوئه، وذلك بوفاة الناصر سنة 322لم تطل إقامته في صعدة، بل اختار أن يكون قريبا من تلك القبيلة التي آزرته وهي قبيلة همدان، فاختار الاستقرار في ريدة وهي في وسط بلاد همدان، فقد نصّ في «الاكليل» (5) بأنها مسكنه، وأورد البكري في «معجم ما استعجم»: قول الهمداني: (وبتلفم ألّفنا كتابنا هذا).
وفاة الهمداني
: نشرت قبل بضع وعشرين عاما بحثا عن الهمداني بمناسبة نشر
__________
(1) 7/ 26.
(2) 10/ 88/ 117.
(3653)
(4) «إنباه الرواة».
(5) 8/ 34.(1/35)
الجزء العاشر من كتابه «الاكليل» (1) أبديت فيه الشك في كونه توفي سنة 334في سجن صنعاء، تعويلا على ما ذكره صاعد الأندلسي في «طبقات الأمم» ومما قلت:
رواية صاعد وإن رواها عن الحكم المستنصر بالله وهو معاصر للهمداني محلّ نظر لعدة أسباب (1): أن القفطي ذكر في «أنباه الرواة» أن قبر الهمداني في بلدته «ريدة» ومن المستبعد أن يموت بصنعاء ثم ينقل جثمانه الى ريدة. (2): أن كثيرا من محققي المؤرخين الذين ترجموه لم يذكروا تاريخ وفاته، وهذا مما يقوي الشك بما ذكره صاعد. (3): أن الهمداني نصّ في «الاكليل» (2) على خروجه من السجن ومكث مدة طويلة تضعضع في خلالها نفوذ الحكام المسيطرين على اليمن في عهده ممن قام بسجنه فقد مات الناصر سنة 322وأسعد بن أبي يعفر سنة 332، وأضيف الآن (4): أننا نجد في «الاكليل» (3) في الكلام على سيد همدان في عصره أحمد بن محمد بن الضحاك: (ثم باعده القاسم بن الناصر فجرى بينهما ما ينطق به شعر الهمداني) وقد قتل ابن الضحاك القاسم هذا سنة 345، ووقع الخلاف بينهما سنة 344، فالهمداني أدرك هذا الزمن، وقال الشعر في تلك الحوادث، وهذا مما نبه اليه العالم الجليل الأستاذ محمد بن علي الأكوع وأورد أدلة أخرى عن تأخر (4) وفاة الهمداني بعد سنة 334.
(5) وجاء في مخطوط يمني ناقص (5): لما حمل جثمان أسعد بن أبي يعفر من ذمار في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة الى شاهرة ليقبر هناك وكان توفي سنة 332ولم ينقل الا في هذه السنة. فقال الهمداني يصف تشييع الجثمان:
قد استوى الناس ومات الكمال ... وقال صرف الدهر: أين الرجال؟!
هذا أبو حسان في نعشه ... قوموا انظروا كيف تزول الجبال!!
__________
(1) (مجلة المجمع العلمي العربي) بدمشق المجلد ال 25ص 62تاريخ ربيع الأول سنة 1369 (ك 2سنة 1950 م).
(2) 10/ 67
(3) «غاية الأماني» ص 222.
(4) مقدمة الجزء الأول من «الاكليل».
(5) هي مخطوط جدّنا الورقة 137و «الاكليل» 2/ 186 (هامش) والبيت الثاني لابن المعتز (هذا أبو القاسم) في ديوانه، وكما في «مطلع الفوائد» ص 336.(1/36)
يا ناصر الملك بآرائه ... بعدك للملك ليال طوال!!
(6) ثم إن الفترة الواقعة بين سنتي 280و 334وهي عمر الهمداني على رأي القائلين بوفاته في هذه السنة لا تتسع لتأليف تلك المؤلفات التي عرفناها للهمداني، ولا سيما حينما ندرك أنه لم ينعم بالراحة والتفرغ للتأليف الا بعد خروجه من السجن، ثم انتهاء المعارك بين قبيلته همدان ومن ناصرها وبين عدوه اللدود الإمام الناصر، سنة 322في عشر سنوات.
وأشار أستاذنا المحقق الأكوع الى خبر ورد في «الاكليل» (1) عن محمد بن عبد الله الأوساني شيخ الهمداني ونصه: (قال أبو محمد عبد الله بن سليمان الحلملمي:
رويت عن محمد هذا سنة 356وهو من عمره في 80، وكتبت عنه وقتل في سنة 360 رحمه الله) إشارة الى أن الهمداني عاش الى هذه السنة. وأخشى أن تكون تلك الجملة مضافة الى الأصل من غير كلام الهمداني، من كلام المختصر محمد بن نشوان أو غيره (2)، إذ لو أدرك الهمداني مقتل شيخه لذكر سببه كعادته.
ومجمل القول أن الهمداني لم يمت في السجن، وأنه عاش حقبة من الزمن لا نعرف مقدارها، ولكنها تأخرت الى ما بعد سنة 344، وقد يعثر على الجزء الأول من تاريخ مسلم اللحجي الذي أشار فيه إلى أنه ذكر فيه الهمداني (3) او على غيره من المؤلفات اليمنية، فيهتدى الى تحديد زمن وفاته.
صفة جزيرة العرب هذا أشهر مؤلفات الهمداني بعد «الاكليل» وقد ورد باسم «جزيرة العرب» كما تقدم، وقد ظنّ بعضهم أنه هو كتاب «المسالك والممالك» أو جزء منه، غير أن محمد بن نشوان الحميري قال في مقدمة «الاكليل» (4): (فتصنيفه فيه وفي كتاب «الأيام» ونحوه يدل على غزير علم ومعرفة باهرة بأخبار العرب والعجم، وتصنيفه في كتاب «جزيرة العرب» كذلك، ونحوه في كتاب «المسالك والممالك» دليل على علمه الجمّ بأخبار العرب والعجم).
__________
(1) 2/ 371.
(2) لم تكن هذه الزيادة من مختصر محمد بن نشوان وانما هي من اصل الجزء الثاني الكامل الحوالي.
(3) مخطوطة المكتبة الأهلية في باريس الورقة 218.
(4) 1/ 4.(1/37)
وقد طبع هذا الكتاب في مطبعة بريل في ليدن (هولندة) سنة 1884م في مجلدين يشمل الأول الكتاب وفهارسه، والثاني تعليقات على الكتاب ودراسات عن نسخه مع ذكر اختلافها، ومقارنة بعض ما ورد فيه بما في «معجم البلدان» و «معجم ما استعجم» وغيرهما بتحقيق د. هـ. مولّر ( .. ) 1846/ 1912
م ولا يدرك مقدار الجهد العظيم الذي بذله هذا المحقق إلا من اطلع على مخطوطات الكتاب التي توفر للمحقق خمس هي أجود ما عرف من مخطوطاته في عهده وقد وصفها.
لقد تسرب التصحيف والتحريف الى تلك المخطوطات من جراء عدم إعجام الحروف وهو داء في المخطوطات العربية عامّة، ولكنه فيما يتعلق بأسماء المواضع أردأ وأسوأ.
وقام الشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد رحمه الله باعادة طبعه في سنة 1373 (1953م) في مطبعة السعادة بمصر وجاء في 438صفحة بفهارسه وحواشيه، وقد اعتمد المحقق الفاضل المطبوعة الأولى أصلا له واستعان بمخطوطة نسخت له من اليمن.
والواقع أن قارىء أية واحدة من الطبعتين لا يستطيع أن يبصر طريقه لكثرة ما فيهما من الكلمات المشكلة، ولا يرجع هذا الى قصور المحققين الفاضلين في عملهما بل الى غرابة كثير من أسماء المواضع، ووقوع التصحيف فيها منذ عهد قديم.
ولما أراد مؤرخ اليمن وعالمها في عصرنا الأستاذ الجليل القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي الحميري إعادة نشر هذا الكتاب وجد نسخا لم يطلع عليها من سبقه، بل بذل جهدا مضنيا في تتبع أكثر المواضع اليمنية بحثا بين سكان جهاتها، وقد تكبد المشقات في التجوّل في جهاتها، في أغوار الأودية أو في قلل الجبال، مع صعوبة المسالك، وعدم توفر وسائل الاتصال، فكان له من مشاهداته وخبرته، وسعة علمه في تلك البلاد خير معين على تصحيح جلّ ما وقع في أسماء المواضع اليمنية في تلك الكتاب، كما عثر على نسخة بلغت من الجودة درجة حملته على الاعتماد عليها واتخاذها أصلا لمعاناتها، وعناية بعض العلماء اليمنيين بها (1) كما رجع الى المطبوعتين الأوليين
__________
(1) لم نتمكن من إدراج وصفها لتأخر وصول صفحات مصورة منها كنا طلبناها.(1/38)
ورمز لهما بحر في (ل) و (ب) وإلى مخطوطة من أرجوزة الرداعي في (دار الكتب المصرية) (1) وهي التي تذكر في الحواشي باسم (الأرجوزة) وهي رديئة الخط كثيرة التحريف أيضا وليس من المبالغة وصف عمل الأستاذ المحقق بأنه خير ما بذل أو ما يمكن بذله حيال هذا الكتاب التي نخر داء التصحيف جسمه قرابة ألف عام.
ولما عهد اليّ بالإشراف على الطبع رأيت السير في النهج الذي سلكه المحقق الجليل لا يتسنى لغيره، وحاولت أن أوضّح من أسماء المواضع النائية عن اليمن ما قد يكون من خطأ الناسخ، أو هفوة المؤلف، أو أضيف الى التعريف بالموضع أو وصفه على ما هو عليه الآن، ما قد يحتاج اليه القارىء، غير أنني رأيت هذا العمل يضاعف حجم الكتاب، بل يخرج عن النهج المألوف في التحقيق الى عمل هو بالشرح ألصق، فالهمداني رحمه الله في كل ما هو خارج عن اليمن ما هو سوى ناقل، ولهذا فجميع ما أورده من هذا القبيل في حاجة الى تأمّل وتثبّت. وما في الكتاب عن اليمن، بل كل ما فيه عن الجزيرة، عن سراتها وسكانها ونباتها ولغات أهلها، وغير ذلك من المعلومات العامة تعتبر باعتراف العلماء من خير ما أثر عن المتقدمين، ويعبّر بوضوح عن غزارة علم الهمداني، وإبداعه، وتقدمه في كل ضروب العلم وجوانب المعرفة.
لهذا انحصر عملي في إضافة كلمات موجزة الى ما كتبه الأستاذ المحقق، وفي مقابلة الأصل الذي نسخه وعلق عليه بمخطوطة لديّ من الكتاب وهي ليست بأقل من غيرها سوءا وتصحيفا، وعهدها لا يتجاوز ما قبل القرن العاشر، مع نقصها، ورمزت لها بحرف (ح).
ولقد قام أستاذنا محمد بن علي زاده الله قوة وتوفيقا بمهمة التحقيق فكفى ووفى. ومن يدري فقد يسعد الحظ بالعثور على أصل كامل لهذا الكتاب، فمحققه الأول يرى ما وصل الينا جزءا من كتاب لا كتابا كاملا، وشايعه على هذا الرأي الأمير شكيب أرسلان (2) رحمه الله اعتمادا على خلوّه من المقدمة.
حمد الجاسر
بيروت 4/ 5/ 1394هـ (25/ 6/ 1974م).
__________
(1) من مخطوطات التيمورية.
(2) «الاكليل» 8/ 224ط: الكرملي.(1/39)
اول مخطوطة (ح)(1/40)
آخر مخطوطة (ح)(1/41)
(اول الارجوزة وآخرها)(1/42)
صفة جزيرة العرب(1/43)
بسم الله الرحمن الرحيم
معرفة أفضل البلاد المعمورة
أفضل البلاد المعمورة من شق الأرض الشمالي الى الجزيرة الكبرى، وهي الجزيرة التي يسميها بطليموس (ماروي) تقطع على أربعة أقاليم، من عمران الشمال الى الخامس، فجنوبيها: اليمن، وشماليها: الشأم، وغربيها: شرم أيلة (1) وما طردته من السواحل الى القلزم (2) وفسطاط مصر (3)، وشرقيها: عمان والبحرين وكاظمة والبصرة، وموسطها: الحجاز وأرض نجد والعروض، وتسمى جزيرة العرب، لأن اللسان العربي في كلها شائع وأن تفاضل ومبتدأ عرضها على ما يقول الحسّاب على ساحل عدن اثنتا عشرة درجة، وظل رأس الحمل في هذه المواضع: اصبعان ونصف عشر أصبع، وما يشرع منها بالشأم على عرض اثنين وثلاثين جزءا وسبع أصابع ونصف من الظل: بيت المقدس وما يشرع منها على عرض ثلاثة وثلاثين جزءا وثماني أصابع إلا خمسا من الظل: الرّملة (4) من فلسطين وسلميّة وبعلبك معربة باعل بك وقيساريّة وصيداء والأنبار وبغداد من ناحية
__________
(1) الشرم الشق وشرم أيلة هو شرم الشيخ اليوم وأيلة بفتح الهمزة ميناء مشهور وتسمى العقبة أو عقبة مصر وهو ميناء الأردن والحجاز وفلسطين.
(2) القلزم بضم القاف والزاي وسكون اللام: كانت مدينة على ساحل البحر الأحمر من أرض مصر وبها سمي بحر القلزم: البحر الأحمر.
(3) الفسطاط بضم الفاء وكسرها: البيت من أدم أو نحوه كالخيمة وهي أول مدينة عمرت للمسلمين في القطر المصري سميت بالفسطاط لأن عمرو بن العاص لما فتح مصر ضرب فسطاطه هنالك.
(4) الرملة من فلسطين الوطن السليب والشوكة الدامية في قلب العرب والاسلام وذلك لتخاذل العرب والاختلاف فيما بينهم وما لا جدوى فيه، وفلسطين بكسر الفاء وفتح اللام، وسلمية بفتح أوله وثانيه وكسر الميم وتخفيف الياء من(1/45)
العراق، وما يشرع منها على عرض أربع وثلاثين وثماني أصابع وعشر من الظل:
حمص وعانات وصور وسرّ من رأى من ناحية بابل (1)، وما يشرع على عرض خمس وثلاثين وثماني أصابع وخمسين من الظل: منبج وحلب وأذنة وأنطاكية وقنّسرين (2)
ومما يصالي المشرق بابل بخت نصرّ. وأما أول أطوالها من المشرق، فعلى البصرة وما أخذ أخذها جنوبا، وهو مئة درجة وسبع درجات، تطلع عليها الشمس بعد طلوعها على خط الاستواء الطولي، وهو دائرة نصف نهار القبة بساعة مستوية وثلثي خمس ساعة، وآخر أطوالها على عرض مدينة وما أخذ أخذها الى الجنوب من غير هذه الجزيرة 119درجة، تطلع عليها الشمس بعد مطلعها على موضع الاستواء بساعتين مستويتين غير ثلث خمس ساعة، وبعد طلوعها على البصرة بأربعة أخماس ساعة وهو مقدار اثنتي عشرة درجة مستقيمة، فاذا ضربنا هذه الدرج في أميال الدرجة وهي ستة وستون ميلا وثلثا ميل خرج لنا ثمانمائة ميل، فاذا قسمناها على أميال المرحلة للمجدّ في السير، خرج لنا أربعون مرحلة، وإن أردنا أن نعرف طولها، نقصنا عرض عدن وهو اثنتا عشرة درجة، من عرض خمس وثلاثين، وتركنا ما دخل من هذه الجزيرة الى مثل طرسوس والمصيّصة (3) وما عرضه ست وثلاثون وسبع وثلاثون درجة، بقي لنا من
__________
تحت: بلدة عامرة من سوريا بينها وبين حماة مسافة يوم وبها اختبأ عبيد الله بن ميمون القداح جد العبيديين ملوك أفريقية ومصر حتى هدأ الطلب عنه من الخليفة العباسي. وبعلبك مدينة معروفة ولا تزال عامرة.
(1) قيسارية بفتح أوله وسكون ثانيه ثم سين مهملة وبعد الألف راء مكسورة ثم تاء مخففة: من ثغور الشام، وصيدا بالفتح مع مد آخره: من أرض الشام ثم من لبنان جنوبه. والأنبار: كانت مدينة بالعراق وهي اليوم أنقاض.
وبغداد: مشهورة. وحمص بكسر الحاء وسكون الميم ثم صاد مهملة: مدينة لا تزال عامرة من أرض سوريا، وحمص أيضا بالأندلس وأخرى بلبنان ورابعة بلدة عامرة بريمة الأشباط من أرض اليمن. وصور بضم أوله: مدينة جنوب بيروت على ساحل البحر، وقرية في بر الشام، وأخرى على الخليج العربي. وعانات بالعين المهملة أوله ومثناة من فوق آخره: بلدة من ريف العراق. وسر من رأى فيها لغات راجع ياقوت اختطها المعتصم بالله العباسي لجنده وهي قرب بغداد. وبابل مدينة السحر التي ذكرها الله بقوله: (ببابل هاروت وماروت). وقد تطلق بالتغليب على العراق، ونقل البكري في معجمه عن المؤلف الهمداني كلاما لم نعثر عليه في كتبه التي بين أيدينا.
(2) منبج بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة مكسورة وجيم: بلدة شمال دمشق وحلب بالتحريك. مدينة مشهورة بالشام، وحلب حصن منيع بالشمال الشرقي من ثلا باليمن وإليه التجأ الإمام أحمد بن الحسين صاحب ذي بين وحاصره الملك المنصور عمر بن علي بن رسول وذلك في حدود الثلاثين وستمائة. وأذنة كحسنة: مدينة عظيمة من بلاد الشام وهي الآن تابعة للواء الاسكندرونة. وانطاكية بفتح الهمزة وتخفيف الياء وتشديدها: مدينة من ثغور الشام. وقنسرين بقنسرين بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده وقد تفتح القاف: مدينة من مدن الشام وكانت عامرة الى القرن الرابع الهجري وهي اليوم خراب.
(3) طرسوس بضم أوله وسكون ثانيه وقيل بفتح أوله وثالثه: من عواصم الشام وبها قبر الخليفة المأمون. والمصيصة بكسر أوله وثانيه وبتشديد ثانيه آخره هاء: ثغر من ثغور الشام.(1/46)
الدرج ما إذا ضربناه في أميال الدرجة خرج لنا من الأميال ألف وخمسمائة وثلاثة وثلاثون ميلا، فاذا قسمناها على أميال المرحلة للمجد في السير، خرج لنا ست وسبعون وثلثان، وهذا طول هذه الجزيرة وعرضها القراري من أسفلها، فأما عرضها من أعلاها، فهو بناحية عدن أبين قليل، ثم يزداد فيها السعة أكثر، من ناحية المشرق الى حضرموت فبلد مهرة فعمان، ويميل البحر حيث ما دخل في تهامة الشيء بعد الشيء الى المغرب حتى يكون مميلها من سواحل الحجاز الى القلزم نحو المغرب أكثر، فصارت هذه الجزيرة تقطع على أشرف الأقاليم في موسطها، وصار فيها ما تسامتها الشمس والكواكب الجارية مرتين في الثور والأسد، وفي الجوزاء والسرطان، وهي أقرب العمران من خط الاستواء وهي تحت برج من بروج البأس، وبها البيت الحرام، والبيت الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، ومقام ابراهيم عليه السلام، وأم القرى، ومخرج النبوة، ومعدن الرسالة، ومتبوأ إبراهيم، ومنشأ إسماعيل، ومولد محمد صلى الله تعالى عليهم أجمعين، ومقطن آل الله، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعتّاب بن أسيد (1): «إني مستخلفك على آل الله» وإليها كان يسير آدم، وبها كان قطونه، وبها أرض يثرب مهاجر النبي عليه السلام، وحرمه، ومركز الاسلام، ومقام الإمامة، وقطب الخلافة، ودار العز، ومحل الامرة، وبها الوادي المقدس طوى، وطور سيناء، ومسجد إيلياء، وآثار الأنبياء، ومنابت الأتقياء، ومحافد الأصفياء، وعرصة المحشر وجبال الرحمة، ومتعلّق السيّاحة، والعبادة والسراة، القاطعة من أعلى اليمن الى أسفل الشأم، وبها بقاع الفصاحة والصباحة واعتدال المزاج وحسن الألوان، لا الصهبة ولا الزرقة، ومتوسط النبات في الشّعر، لا القطط، ولا السبط، واسوداد الأحداق، واحورار المقل، مع الحميّة والأريحيّة والسخاء والكرم والجود بما تشح به الأنفس، والصبر بساعة البأس، وبها أفرس من ركب الخيل فهم لها حزم وأحلاس، وأحسن من امتطى الابل فهم لها أرباب
__________
(1) عتاب بن أسيد، عتاب بتشديد التاء المثناة من فوق، وأسيد بفتح الهمزة ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي أسلم عام الفتح واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة لما سار الى حنين وقال له هذه المقالة التي ذكرها المؤلف وكان عمره نيفا وعشرين سنة وحج بالناس وأقره أبو بكر ومات يوم مات أبو بكر وكان فاضلا ورعا زاهدا، راجع «الاصابة».(1/47)
وأقباس (1)، وأوفى من تقلد ذمة، وأبرع من نطق بحكمة، وبها من يعد المائة بين حجة وعمرة، ومن يزور قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) قاصدا غير متطرّق وبها المسجد المؤسس على التقوى، وبها الممالك القديمة، والآثار العظيمة، مثل ناعط وغمدان، وهكروريدان، وبينون وغيمان، وبرك الغماد، و {إِرَمَ ذََاتِ الْعِمََادِ} (2)، وجميع ما اشتمل عليه الكتاب الثامن من الإكليل (3).
معرفة وضع هذه الجزيرة في المعمور من الأرض وموضعها منه
اعلم أن الأرض ليست بمنسطحة، ولا ببساط مستوي الوسط والأطراف، ولكنها مقببة، وذلك التقبيب لا يبين مع السعة، انما يبين تقبيبها بقياساتها الى أجزاء الفلك، فيقطع منها أفق كل قوم على خلاف ما يقطع عليه أفق الآخرين طولا وعرضا في جميع العمران، ولذلك يظهر على أهل الجنوب كواكب لا يراها أهل الشمال، ويظهر على أهل الشمال ما لا يراه أهل الجنوب ويكون عند هؤلاء نجوم أبدية الظهور والمسير حول القطب، وهي عند أولئك تظهر وتغيب، كما يكون عند أولئك نجوم أبدية الظهور وهي عند هؤلاء تظهر وتغيب، وسأضع لك في ذلك مقياسا بينا للعامة، من ذلك أن ارتفاع سهيل بصنعاء وما سامتها إذا حلق، زيادة على عشرين درجة، وارتفاعه بالحجاز قرب الشعر، وهو بالعراق لا يرى إلا على خط الأفق، ولا يرى بأرض الشمال، وهناك لا تغيب بنات نعش، وهي تغيب على المواضع التي يرى فيها سهيل، فهذه شهادة العرض. وأما شهادة الطول فتفاوت أوقات بدء الكسوفات
__________
(1) كذا في الأصل أقباس بالباء الموحدة بعد القاف من القبس الشعلة، وفي «ل» و «ب» أقياس بالياء المثناة من تحت: جمع قوس.
(2) ناعط في حاشد ثم في الخارف وغمدان بضم أوله كان في صنعاء وهكر بفتح أوله وكسر ثانيه في عنس وشرقي ذمار بجنوب ونعت بجمال نسائها حتى يوم الناس هذا قال امرؤ القيس الكندي:
هما ظبيتان من ظباء تبالة ... على جؤذرين أو كبعض دما هكر
وبينون من عنس. وغيمان من خولان العالية. وبرك الغماد يأتي ذكرها وكذا {إِرَمَ ذََاتِ الْعِمََادِ}.
(3) عن هذا الجزء انظر مقدمتيه في طبعتي الأب ماري الكرملي ببغداد سنة 1931، والدكتور فارس في برنستن سنة 1940، وقد حققناه ونشرناه ولله الحمد.(1/48)
ووسطها وانجلائها على خط فيما بين المشرق والمغرب، فمن كان بلده أقرب الى المشرق كانت ساعات هذه الأوقات من أول الليل والنهار أكثر ومن كان بلده أقرب الى المغرب كانت ساعات هذه الأوقات من آخر الليل وآخر النهار منكوسا الى أولهما أكثر، فذلك دليل على تدوير موضع المساكن والأرض، وأن دوائر الأفق متخالفة في جميع بقاع العامر، ولو كان سطح الأرض صفيحة، لكان منظر سهيل وبنات نعش واحدا.
واعلم أن العامر من الأرض ليس هو منها الكل ومن الدليل على ذلك: أن الشمس في يومي الاستواء لا تسامت أحدا من سكان الأرض إلا من كان منهم على خط الاستواء، وهو منطقة الأرض الوسطى، وهم أول سكان العامرة من جنوبيّ الصين وجنوبيّ الهند وبلد الزنج والدّيبجات، ثم تميل الى نحو الشمال في شهور الربيع، الى أن توافي رأس السرطان في منتهى طول النهار ولا تسامت إلا ما بين خط الاستواء، والبلد الذي عرضه أربعة وعشرون جزءا، من الحجاز والعروض وما سامت ذلك شرقا وغربا، ومن دخل عن هذا الخط في الشمال فانه لا يسامتهم من الكواكب الجارية كوكب إلا أن يكون أقصى عرضه في الشمال، يوافق أن يكون في رأس السرطان في أقصى عرضها، فتبعد مسامتتها عن رأس الحمل اثنتين وثلاثين درجة، فتسامت من كان عرض بلده هذا المقدار فبان لك أن العمران من نصف الأرض إلى جانبها الشمالي، ولما كانت مدورة كان العمران على هذه الصورة:
أول هذا العمران من خط الاستواء الذي لا عرض له إلى منقطع الإقليم السابع حتى يكون العرض وهو ارتفاع القطب خمسين جزءا ونصف، وهذا حد مساكن الأمم المعروفة، وقد يخرج عن ذلك ما يكاد أن يسكن وينتجع إليه في الصيف أقاصي الخزر وأقاصي الترك والتّغزغز والبرغر (1) مما يصالي الروم وما وراء ذلك، فان نهاره يقصر ويتلاشى حتى يصير الليل عليه أغلب، وهو الموضع الذي يسمى الظلمات، وكانت ملوك العرب تنافس في دخولها لأجل السمعة وبعد الصوت لا أن ثم غنيمة ولا جوهرا مما ترويه العامة، وفي بعض تلك المواضع هلك تبّع الأقرن.(1/49)
أول هذا العمران من خط الاستواء الذي لا عرض له إلى منقطع الإقليم السابع حتى يكون العرض وهو ارتفاع القطب خمسين جزءا ونصف، وهذا حد مساكن الأمم المعروفة، وقد يخرج عن ذلك ما يكاد أن يسكن وينتجع إليه في الصيف أقاصي الخزر وأقاصي الترك والتّغزغز والبرغر (1) مما يصالي الروم وما وراء ذلك، فان نهاره يقصر ويتلاشى حتى يصير الليل عليه أغلب، وهو الموضع الذي يسمى الظلمات، وكانت ملوك العرب تنافس في دخولها لأجل السمعة وبعد الصوت لا أن ثم غنيمة ولا جوهرا مما ترويه العامة، وفي بعض تلك المواضع هلك تبّع الأقرن.
وأما ما خلف خط الاستواء الى الجنوب، فان طباعه تكون على طباع شق الشمال سواء في جميع أحواله إلا قدر ما ذكرنا في كتاب «سرائر الحكمة» من اختلاف حالي الشمس في رأس أوجها ونقطة حضيضها (2)، وقد ذكر هرمس أن فيه أقاليم كمثل هذه، والذي يحجر الناس عن بلوغه انفهاق البحر الأعظم دونه، وشدة الخب (3)
فيه، وسلطان الرياح، وعظم الموج، وبعد المتناول، وقد يكاد أن يتعذر المركب في خلجه التي منها بحر الزنج وبحر المشرق، فكيف به وأكثر ما يمتنع به في الأوقات المسعفة، البعد والسعة، فأما بحر المغرب المظلم فانما امتنع عن العابرين عليه لدخوله في الشمال، وبعده عن مدار الكواكب، فغلظ ماؤه، وتكاثفت الأرواح عليه لعدم مسامتته الشمس، وما سامتته الشمس من البحار فقد تلطفه وتنفي عنه كثيرا من غلظ الأرواح، ويظهر فيه مرامي العنبر ومنابت الصدف وغير ذلك.
معرفة قسمة الأقاليم لهرمس الحكيم (4)
الأول: الهند، والثاني: الحجاز واليمن، والثالث: أرض مصر، والرابع: أرض بابل، والخامس: أرض الروم، والسادس: ياجوج وماجوج، والسابع: أرض الصين، وجعل الاقليم الرابع وسطا، وجعل الستة الباقية مطيفة به
__________
(1) التغزغز أمة من الترك بين الصين ومفاوز خراسان والبرغر آخره راء وفي المعاجم بالزاي وهي أمة من الترك أيضا.
(2) أوج الشيء أعلاه وما ارتفع، والحضيض ما سفل وانخفض.
(3) الخب بالفتح اضطراب البحر وهياجه.
(4) هرمس هو بابلي الأصل، انتقل الى مصر وتوفي هنالك. «فهرست ابن النديم» وله مؤلفات ومنها رسالة معاتبة النفس طبعت بأوروبا.(1/50)
حتى يلتقي الأول بالسابع عليه، وجعلها قسمة مستوية يدخل في كل بلد من هذه المشهورة (1) ما صاقبه ودخل في حيزه.
حدود هذا الاقليم الرابع وهو بابل: الحد الأول: الثّعلبيّة (2) من أرض العرب، والحد الثاني: شط نهر بلخ، والحد الثالث: نصيبين، والحد الرابع:
الدّيبل وهو حد الإقليم السابع، الثاني: حده البحر مما يلي عمان الى جدّة على ما دار به من اليمن الى أرض الزنج والحبش، الى الثّعلبية، والإقليم الثالث: حده منتهى أرض الحبشة مما يلي أرض الحجاز الى نصيبين، إلى أقصى الشأم (3) إلى البحر الذي بين أرض مصر وبين الشأم. الى وسط البحر الذي يلي الأندلس مما يلي المغرب، وحد الإقليم الخامس: بحر الشأم الى أقصى الروم مما يلي البحر، الى أرض الخزر وياجوج وماجوج، الى حد الاقليم الرابع، وحد الاقليم السادس: أرض الصين الى نهر بلخ، الى بحر الشأم الذي يلي المشرق، وحد الإقليم السابع: من الهند الى حد الاقليم الرابع، الى حد الاقليم السادس وجعل كل إقليم من هذه بتقدير سبعمئة فرسخ في سبعمائة، وقد تخالف الناس في مقاديره.
معرفة قسمة الأقاليم لبطليموس (4)
وأما بطليموس وقدماء اليونانيين فانهم رأوا أن طباع الأقاليم وجبلّتها لا تكون إلا
__________
(1) في نسخة المشهودة.
(2) الثعلبية بفتح أوله من منازل مكة الى الكوفة سميت بثعلبة بن مزيقياء بن ماء السماء الأزدي في قضية طويلة راجع «معجم البلدان ج 782».
(3) نهر بلخ هو نهر جيحون وبلخ بفتح أوله وسكون ثانيه مدينة من أجل مدن خراسان، ونصيبين بفتح النون وكسر الصاد المهملة آخره نون: مدينة ما بين الموصل والشام والديبل بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة آخره لام:
مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند ياقوت ج 4952. وبحر الشام هو ما يسمى ببحر الروم واليوم البحر الأبيض المتوسط.
(4) بطليموس: بفتح الباء الموحدة وسكون ثانيه وهو الذي يسمى القلودى بالقاف والذال المعجمة ويقال له أيضا الحكيم، يوناني الأصل نبغ في أواسط القرن الثاني للميلاد ومولده ووفاته بمصر. وله مؤلفات كثيرة. وله جغرافيته الشهيرة جمع فيها كل ما عرفه اليونان من أحوال العالم القديم كما فعل ياقوت في معجمه وخصص بطليموس قسما من كتابه لبلاد العرب فذكر مدنها وقبائلها وعين الأماكن باعتبار الدرجات طولا وعرضا بشرح واف ونقلت كتبه الى العربية ومنها: المجسطى. ومن كلامه: ما أحسن الانسان يصبر عما يشتهي وأحسن منه أن لا يشتهي الا ما ينبغي. وقال: موضع الحكمة من قلوب الجهال كموقع الذهب من ظهر الحمار. «دائرة المعارف» ج 3381 «فهرست ابن النديم»، «تاريخ العرب قبل الاسلام» جرجي زيدان.(1/51)
طرائق من المشرق الى المغرب متجاورة بعضها الى بعض، من خط الاستواء الى حيث يقع القطب الشمالي خمسين درجة، وهو ضعف الميل وزيادة جزئين وكسر، وقد حدّ في قانونه عرض كل إقليم منها وساعات نهاره الأطول على وسطه دون طرفيه بقول من نقل عنه فجعل وسط الاقليم الأول: مدينة سبأ بمأرب من أرض اليمن، وجعل العرض: ستة عشر جزءا وربعا وخمسا، وساعات نهاره الأطول: ثلاث عشرة سواء، وعرض الاقليم الثاني: منتهى الميل، وهو ثلاثة وعشرون جزءا وخمسة أسداس، وساعات نهاره الأطول: ثلاث عشرة ونصف، والثالث: إقليم إسكندرية وعرضه ثلاثون جزءا وسدس وخمس جزء، وساعاته: أربع عشرة، والرابع: إقليم بابل، وعرضه: ستة وثلاثون جزءا وعشر، وساعات نهاره الأطول: أربع عشرة ونصف، والاقليم الخامس: عرضه أربعون جزءا وتسعة أعشار وثلث عشر ساعة، وساعاته: خمس عشرة ساعة، والاقليم السادس:
عرضه خمسة وأربعون جزءا ونصف وسدس عشر، وساعات نهاره الأطول: خمس عشرة ساعة ونصف. والاقليم السابع: عرضه ثمانية وأربعون جزءا ونصف وثلث عشر، ونهاره الأطول: ست عشرة ساعة، وقد حد أقاصيها وأدانيها وبعض ما تشتمل عليه من البلاد المشهورة فقال: إن
70676 - الاقليم الأول
: يمر على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها (1) على ما ذكرناه وابتداؤه حيث يكون نهاره الأطول: اثنتي عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة. وعرضه: اثني عشر جزءا ونصف، وانتهاؤه حيث يكون نهاره الأطول: ثلاث عشرة ساعة وربع، وعرضه: عشرون جزءا وربع، قال: ووسط هذا الاقليم مدينة سبأ وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض، وابتداؤه من المشرق من أقاصي بلاد الصين، فيمر على جنوب الصين الى سواحل البحر الذي في جنوب بلاد الهند والسند (2) ويقطع البحر الى جزيرة العرب وأرض اليمن وبحر جدة الماد الى القلزم وبلاد الحبشة وما وراء النيل وجنوب بلاد البربر الى أن ينتهي الى حد بلاد المغرب وهو دون البحر المظلم بمقدار ما نحن ذاكروه فيما بعد إن شاء الله تعالى.
__________
(1) لفظ «على» ساقط من «ل» و «ب»
(2) السند مقاطعة من الباكستان المسلمة فتحها محمد بن القاسم الثقفي القائد المشهور ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي.(1/52)
70677 - الاقليم الثاني
: ويمر الإقليم الثاني على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما ذكرناه، وابتداؤه من المكان الذي انتهت اليه ساعات الاقليم الأول الى حيث يكون نهاره الأطول ثلاث عشرة ساعة وخمسا وأربعين دقيقة، وعرضه سبع وعشرون درجة وخمس، قال: ووسط هذا الاقليم بتهامة من أرض العرب وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض، وابتداؤه من المشرق من بلاد الصين فيمر ببلاد الهند والسند الى حيث يلتقي البحر الأخضر يريد بحر الزنج وبحر البصرة، ويقطع جزيرة العرب ومكة والحجاز وبحر القلزم وصعيد مصر، ويقطع النيل وأرض المغرب على وسط بلاد أفريقية وبلاد البربر الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.
70678 - الاقليم الثالث
: ويمر الاقليم الثالث على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما قد ذكرناه وابتداؤه من الموضع الذي انتهت اليه ساعات الاقليم الثاني الى حيث يكون نهاره الأطول أربع عشرة ساعة وربعا، وعرضه ثلاثة وثلاثون جزءا وثلث جزء، ووسط هذا الاقليم بالتقريب في برية الكوفة مما يلي تيه بني اسرائيل أيام موسى عليه السلام وما كان في مثل عرضه من مواضع الأرض وابتداؤه من المشرق في شمال بلاد الصين والهند والسند والقندهار (1) وكابل وفارس وسجستان وعسقلان وأرض مصر وبلاد برقة وإفريقية ومدينة القيروان (2) الى أن ينتهي الى حد المغرب من دول البحر المظلم.
70679 - الاقليم الرابع
: ويمر الاقليم الرابع على وسطه من المشرق الى المغرب على
__________
(1) القندهار بضم القاف وسكون النون وضم الدال المهملة آخره راء: مدينة مشهورة بالسند ولما فتحها المسلمون وأصيب فيها رجال من المسلمين قال يزيد بن مفرّغ الحميري:
كم بالجروم وأرض الهند من قدم ... ومن سرابيل قتلى ليتهم قبروا
بقندهار ومن تكتب منيته ... بقندهار يرجم دونه الخبر
ياقوت ج 4024.
(2) سجستان: بكسر أوله وثانيه وسكون السين المهملة، ثم تاء مثناة من فوق آخره نون: ناحية كبيرة وولاية واسعة من بلاد فارس، وعسقلان مدينة من مدن فلسطين، وهو اليوم بيد الصهيونية أرجعها الله للمسلمين. وبرقة مدينة من طرابلس الغرب، وأفريقية مشهورة إحدى القارات راجع ياقوت وغيره. والقيروان مدينة بأفريقية في تونس اختطها المجاهد العظيم والصحابي الجليل عقبة بن نافع الفهري وجعلها عاصمة الاسلام بأفريقيا وهي اليوم منطقة خاملة الذكر.(1/53)
المواضع التي يكون نهارها الأطول، وعرضها ما قد ذكرناه وابتداؤه من الموضع الذي انتهت اليه ساعات الاقليم الثالث، وعرضه الى حيث يكون نهاره الأطول أربع عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة وعرضه ثمانيا وثلاثين درجة ونصف درجة، وسط هذا الاقليم بالتقريب مدينة أصبهان (1) وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض.
وابتداؤه من المشرق آخر أرض الصين وتبّت وبلخ وخراسان والجبال وأرض الموصل وشمال الشأم وبعض الثغور وبحر الشأم وجزيرة قبرس وبلاد طنجة الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.
70680 - الاقليم الخامس
: ويمر الإقليم الخامس على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما قدمنا ذكره وابتداؤه من الموضع الذي انتهى اليه عرض الاقليم الرابع ساعاته الى حيث يكون نهاره الأطول خمس عشرة ساعة وربعا، وعرضه ثلاث وأربعون درجة، ووسط هذا الاقليم بالتقريب مدينة مرو (2)
وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض فابتداؤه من المشرق داخل بلاد الترك وشمال خراسان وأذربيجان وكور إرمينية وبلاد الروم سواحل بحر الشأم والشمالية والأندلس الى أن ينتهي إلى حد المغرب من دون البحر المظلم.
70681 - الاقليم السادس
: ويمر الاقليم السادس على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما قد تقدم ذكره وابتداؤه من الموضع الذي انتهت اليه ساعات الاقليم الخامس، وعرضه الى حيث يكون نهاره الأطول خمس عشرة ساعة وثلاثة أرباع، وعرضه ستة وأربعون جزءا ونصف وثلث ونصف
__________
(1) أصبهان بفتح الهمزة وسكون الصاد ثم باء موحدة آخره نون وقد تكسر الهمزة: من مدن فارس الشهيرة الحافلة بأئمة الاسلام والتي خرج منها من الاعلام ما لم يخرج من مدينة من المدن وفتحها أبو موسى الأشعري سنة 19هـ وتبت بضم التاء المثناة من فوق وتشديد الموحدة مفتوحة ثم تاء أيضا: بلد بين الصين والهند مشهور. قال دعبل بن علي الخزاعي يفخر بقومه الحميريين في بعد المغار، وهي من دامغته المشهورة:
وهم كتبوا الكتاب بباب مرو ... وباب الصين كانوا الكاتبينا
وهم سموا قديما سمّرقندا ... وهم غرسوا هناك التبتينا
وخراسان بضم الخاء المعجمة من فارس مشهورة. والجبال ويقال لها بلاد الجبال من فارس أيضا والموصل من العراق الشقيق وأهله عرب أقحاح. وجزيرة قبرس: بضم القاف وسكون الموحدة وضم الراء آخره سين مهملة من جزر البحر الأبيض مشهورة. وطنجة بالفتح والسكون مدينة على ساحل بحر المغرب الأقصى.
(2) مرو بفتح أوله وسكون ثانيه مدينتان من مدن فارس. انظر كتاب «بلدان الخلافة» و «معجم البلدان».(1/54)
عشر جزء. ووسط هذا الاقليم بالتقريب أرض أرمينية الشمالية وابتداؤه من المشرق داخل بلاد الترك الى الشمال وبلاد الخزر. ويقطع وسط بحر جرجان الى بلاد الروم والقسطنطينيّة وبلاد برجان الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.
70682 - الاقليم السابع
: ويمر الاقليم السابع بوسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون عرضها وساعات نهارها الأطول ما قد طواه الشرح وابتداؤه من الموضع الذي انتهى اليه عرض الإقليم السادس، وساعاته الى حيث يكون نهاره الأطول ست عشرة ساعة وربعا، وعرضه خمسين درجة، ووسط هذا الاقليم بالتقريب المواضع الواغلة في شمال بلاد الترك، وابتداؤه من المشرق من شمال بلادهم، ويمر على ساحل بحر جرجان الشمالي وبحر الروم وبلاد برجان والصقالبة الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.
معرفة ما بعد 70683 الإقليم السابع
: ثم منتهى عرض الإقليم السابع الى عرض أربعة وخمسين جزءا لا يخلو من هذه الأمم التي ذكرناها في الاقليم السابع هذا المقدار لهم متطرّق ومنجع لا يزال يتردد الفرق من التّغزغز والخزر وجيلان والبرغز والصقالبة فيه، ثم تنقطع العمارة فيما بعد هذا العرض الى الموضع الذي يكون بعده من وتد الأرض الشمالي الذي يكون على سمته القطب مقدار درج الميل، وهي أربع وعشرون وزيادة ثلث درجة، وذلك ما عرضه ست وستون درجة، لأن من هذا المقدار الى تسعين يبعد عن مدار الشمس ويفرط فيه البرد، ولا يفارقه الثلج والجليد والضّريب والشفيف والصّقيع والقريس والبليل والهجا وغير ذلك مما يضاد نشوء الحيوان والنبات، وقد فصّل بطليموس (1) جميع المسكون والخراب على ربع ساعة، ربع ساعة، وسنذكر ما قال تلو هذا الباب إن شاء الله تعالى.
__________
(1) في أصلنا فصل بالصاد المهملة وكذا ما بعده وفي «ب» و «ل» بالضاد المعجمة وهذه الألفاظ المترادفة للبرد لا تزال عندنا مستعملة إلا أن في معانيها تفاوتا فالثلج والجليد: البرد المصحوب بالثلج والجليد وهو ما نسميه بالجمد.
والضريب: البرد الشديد الذي يمحق الثمار عندنا. والشفيف البرد الممزوج بريح خفيفة لاذعة والقريس قريب منه. والبليل البرد المصحوب برذاذ من المطر والهجا بكسر الهاء لغة يمانية لم ترد في المعاجم وهو برد معه سحاب رقيق. والصقيع البرد الشديد الذي يصحبه ارتعاش. والطخا بكسر الطاء المهملة ثم خاء معجمة وهو مثل الهجا وأكثر ما يكون صباحا ومن هذا التاهم بالتاء المثناة من فوق وهو السحاب المنتشر الذي يسبب سخونة وبرودة في حين آخر وقد يكون معه رذاذ، ومثله العما ويسمى العميّاني ومن المترادف الصرد والجمد.(1/55)
ما أتى عن بطليموس من تفصيل أجزاء شق 70684 الشمال
قال بطليموس المهندس: نحن نجد الأرض تضطر العقل ببراهينها الهندسية أنها كريّة في جوف دائرة الفلك متجافيا عنها من كل جانب من جوانبها بتسعين جزءا، ويقطعها فلك الاستواء، وهي معدّل النهار الدائر نطاقه من رأس الحمل الى رأس الميزان ذاهبا، ومن رأس الميزان الى رأس الحمل راجعا بقسمين متساويين في الأجزاء:
أحدهما: الشق الجنوبي، والثاني: الشق الشمالي، والفارق بين هذين القسمين خط الاستواء من الأرض، وهو نطاقها المحاذي لنطاق فلك الاستواء ووسط الاستواء قبة الأرض التي تحت قبة الفلك يريد رأس كرة الأرض ويقطع دائرة أفق القبة على نصف السماء علوا ونصفها سفلا، وينقسم الأرض على تلك الهيئة بقسمين: ظاهر وباطن، فصارت أربعة أقسام: شمالي متعال، وشمالي متسافل، وجنوبي متعال، وجنوبي متسافل، والقسمة دائرة الأفق في هذه المواضع، وفيما كان على خطه بنصفين متساويين صارت فيه الأيام مثل الليالي سواء سواء، والساعات اثنتي عشرة من الليل والنهار أبدا، والظل في رأس الحمل والميزان معدوم، فاذا مالت الشمس في الشمال الى رأس السرطان سقطت الأظلال بها الى الجنوب وإذا مالت من رأس الميزان الى الجدي، سقطت أظلالها الى الشمال، ويكون منتهى الظل الصيفي والشتوي بها خمس أصابع وثلث أصبع، وتسامتهم الكواكب المحيرة إذا كانت في نقطة الربيع ونقطة الخريف، ومن الكواكب الثابتة ما كان مداره على مدار النهار يريد خط الاستواء ويرون الكواكب كلها طالعة وغاربة إذ كان قطب الكرة على دائرة أفقهم بعينها، وقمن أن تكون هذه المواضع من الأرض في الغاية من اعتدال المزاج، وذلك أن الشمس لا يطول لبثها عليهم في النقط التي على الرؤوس، لسرعة حركتها من نقطتي الاعتدالين في الميل، لأنها في المبدأ من قوس الميل، فتأخذ في الطول درجة وفي العرض ميل عامتها، ولا تبعد عنهم أكثر من درج الميل، وهي أربعة وعشرون جزءا غير سدس، فيكون الصيف والشتاء هناك معتدل المزاج. قال: وأما المساكن في هذه البلاد على هذا الخط فلست أقدر أن أقول في ذلك ما [لا] أحيط بعلمه، لأنه لم يصر اليها الى هذه الغاية أحد ممن عندنا، وما يقال فيها فهو إلى أن يجري مجرى الحدس أقرب منه الى أن يجري مجرى الخبر عن المشاهدة فهذه هي خواص خط الاستواء
والدائرة العظمى التي هي تحت معدل النهار على جملة القول، وما مال عن هذه الدائرة جنوبا وشمالا تخالف عليه القطبان فظهر واحد وخفي واحد، وبدت بذلك كواكب تكون أبديّة الظهور، وخفي كواكب أبدية الخفاء مما تقارب القطبين، ويقسم دوائر الأفق الدوائر المسامتة لهذين الشقين بقسمين مختلفين: من أعلى وأسفل، فيكون الأعلى أعظم وأطول نهارا، والأسفل أشف وأقصر ليلا في المسامتة فقط فأما على الشق الثاني من كل شق فعلى العكس، وهو أن دوائر أرض الشمال المسامتة تنقطع بآفاقها ظاهرا على أكبر القسمين لمسامتتهم الدوائر المسامتة لأهل الجنوب ظاهرا على أصغر القسمين فيقصر عنهم النهار إذا كانت الشمس في دوائر الجنوب وكذلك فعل في الجنوب إذا حوّلت بميلها الى الشمال، وحيثما ظهر أحد القطبين فلا بد أن يكون عليه كواكب أبدية الظهور وحيث ما خفي فلا بد أن يكون عليه كواكب أبدية الخفاء.(1/56)
أحدهما: الشق الجنوبي، والثاني: الشق الشمالي، والفارق بين هذين القسمين خط الاستواء من الأرض، وهو نطاقها المحاذي لنطاق فلك الاستواء ووسط الاستواء قبة الأرض التي تحت قبة الفلك يريد رأس كرة الأرض ويقطع دائرة أفق القبة على نصف السماء علوا ونصفها سفلا، وينقسم الأرض على تلك الهيئة بقسمين: ظاهر وباطن، فصارت أربعة أقسام: شمالي متعال، وشمالي متسافل، وجنوبي متعال، وجنوبي متسافل، والقسمة دائرة الأفق في هذه المواضع، وفيما كان على خطه بنصفين متساويين صارت فيه الأيام مثل الليالي سواء سواء، والساعات اثنتي عشرة من الليل والنهار أبدا، والظل في رأس الحمل والميزان معدوم، فاذا مالت الشمس في الشمال الى رأس السرطان سقطت الأظلال بها الى الجنوب وإذا مالت من رأس الميزان الى الجدي، سقطت أظلالها الى الشمال، ويكون منتهى الظل الصيفي والشتوي بها خمس أصابع وثلث أصبع، وتسامتهم الكواكب المحيرة إذا كانت في نقطة الربيع ونقطة الخريف، ومن الكواكب الثابتة ما كان مداره على مدار النهار يريد خط الاستواء ويرون الكواكب كلها طالعة وغاربة إذ كان قطب الكرة على دائرة أفقهم بعينها، وقمن أن تكون هذه المواضع من الأرض في الغاية من اعتدال المزاج، وذلك أن الشمس لا يطول لبثها عليهم في النقط التي على الرؤوس، لسرعة حركتها من نقطتي الاعتدالين في الميل، لأنها في المبدأ من قوس الميل، فتأخذ في الطول درجة وفي العرض ميل عامتها، ولا تبعد عنهم أكثر من درج الميل، وهي أربعة وعشرون جزءا غير سدس، فيكون الصيف والشتاء هناك معتدل المزاج. قال: وأما المساكن في هذه البلاد على هذا الخط فلست أقدر أن أقول في ذلك ما [لا] أحيط بعلمه، لأنه لم يصر اليها الى هذه الغاية أحد ممن عندنا، وما يقال فيها فهو إلى أن يجري مجرى الحدس أقرب منه الى أن يجري مجرى الخبر عن المشاهدة فهذه هي خواص خط الاستواء
والدائرة العظمى التي هي تحت معدل النهار على جملة القول، وما مال عن هذه الدائرة جنوبا وشمالا تخالف عليه القطبان فظهر واحد وخفي واحد، وبدت بذلك كواكب تكون أبديّة الظهور، وخفي كواكب أبدية الخفاء مما تقارب القطبين، ويقسم دوائر الأفق الدوائر المسامتة لهذين الشقين بقسمين مختلفين: من أعلى وأسفل، فيكون الأعلى أعظم وأطول نهارا، والأسفل أشف وأقصر ليلا في المسامتة فقط فأما على الشق الثاني من كل شق فعلى العكس، وهو أن دوائر أرض الشمال المسامتة تنقطع بآفاقها ظاهرا على أكبر القسمين لمسامتتهم الدوائر المسامتة لأهل الجنوب ظاهرا على أصغر القسمين فيقصر عنهم النهار إذا كانت الشمس في دوائر الجنوب وكذلك فعل في الجنوب إذا حوّلت بميلها الى الشمال، وحيثما ظهر أحد القطبين فلا بد أن يكون عليه كواكب أبدية الظهور وحيث ما خفي فلا بد أن يكون عليه كواكب أبدية الخفاء.
انقضت الدائرة الأولى.
قال: وأما الدائرة الموازية الثانية
: فهي التي تبلغ غاية النهار بها اثنتي عشرة ساعة وربعا من ساعات الاعتدال يريد المستوية وبعد هذه الدائرة من دائرة معدل النهار أربعة أجزاء وربع جزء، وترسم مارة بالجزيرة المسماة: (طبروباني) وهذه الدائرة من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذا كانت الشمس تصير أيضا عند كل من تحتها على سمت الرؤوس مرتين، وكذلك سبيل ما كان تحت سهمي الميل من رأس السرطان ورأس الجدي الى الوتر المسامت خط الاستواء ويكون ظل رأس الحمل في هذه الدائرة (1) ثلاثا وخمسين دقيقة وخمس عشرة ثانية من أصبع، ويقع المقاييس تحتها، ويسقط الظل إذا كانت الشمس ما بين عشرة أجزاء ونصف من الحمل الى تسعة عشر جزءا ونصف من السنبلة نحو الجنوب، فيكون أطول ظلها في الصيف، أربع أصابع وست عشرة دقيقة وأربعا وعشرين ثانية، وذلك في مئة درجة وتسع وخمسين درجة، وهو ما بين الموضعين اللذين حددناهما في الحمل والسنبلة، ويكون أطول ظلها في الشتاء ست أصابع وأربعا وعشرين دقيقة وستا وثلاثين ثانية من أصبع، وذلك من تسعة عشر جزءا ونصف من أجزاء السنبلة الى عشرة أجزاء ونصف من أول الحمل، فذلك مائتا درجة ودرجة، ولا ظل لها أوقات توسط الشمس السماء على هذا الخط.
__________
(1) في «ل» و «ب»: الدوائر، بلفظ الجمع.(1/57)
والدائرة الموازية الثالثة
: هي الدائرة التي يصير أطول ما يكون من النهار فيها اثنتي عشرة ساعة ونصفا، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار وخط الاستواء ثمانية أجزاء وخمس وعشرون دقيقة، وترسم مارة بالخليج المسمى (أو اليطيس) وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذا كانت الشمس تصير على سمت الرؤوس ممن يسكن تحتها مرتين، والمقاييس فيها إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي إلى كل واحدة من الجهتين تسعة وستين جزءا يريد ما بين إحدى وعشرين درجة من الحمل الى تسع درجات من السنبلة ولا ظل لها في أوقات توسط الشمس السماء عليها، فالشمس إذا كانت تسير في هذه المائة والثمانية والثلاثين جزءا كان وقوع أظلال المقاييس الى ناحية الجنوب عنها، وإذا كان مسيرها في الأجزاء الباقية وهي مائتا جزء واثنان وعشرون جزءا كان وقوع الأظلال الى ناحية الشمال عنها، ويكون ظل رأس الحمل بها أصبعا وستا وأربعين دقيقة وخمسا وعشرين ثانية من أصبع، ومبلغ ظلها في الانقلاب الصيفي ثلاث أصابع وثماني عشرة دقيقة وثمانيا وثلاثين ثانية من أصبع، وظل الانقلاب الشتوي من رأس الجدي بها سبع أصابع وأربع وثمانون دقيقة وثمان وأربعون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الرابعة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها اثنتي عشرة ساعة ونصفا وربع ساعة، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار اثنا عشر جزءا ونصف جزء، وترسم مارة بالخليج المسمى (أودوليطيقوس) وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذا صارت الشمس على سمت الرؤوس عند من يسكن تحتها أيضا مرتين، والمقاييس فيها إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي في رأس السرطان الى كل واحدة من الجهتين سبعة وخمسين جزءا وثلثي جزء، ولا ظل لها في أوقات توسط الشمس السماء عليها فالشمس ما دامت تسير في هذه المائة والخمسة عشر جزءا وثلث جزء يريد ما بين درجتين وثلث من الثور الى سبع وعشرين درجة وثلثي درجة من الأسد يكون وقوع أظلال المقاييس الى ناحية الجنوب عنها فاذا كان مسيرها في أجزاء الفلك الباقية وهي مائتا جزء وأربعة وأربعون وثلثا جزء، كان فيها الى ناحية الشمال عنها، ويكون ظل رأس الحمل على هذا الموضع أصبعين وتسعا وثلاثين دقيقة وثلاثين ثانية من أصبع، ومنتهى ظل الصيف في رأس السرطان:
أصبعان وأربع وعشرون دقيقة وثلاث وثلاثون ثانية من أصبع، ومنتهى ظل الشتاء في رأس الجدي: ثماني أصابع وخمسة أسداس أصبع.(1/58)
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها اثنتي عشرة ساعة ونصفا وربع ساعة، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار اثنا عشر جزءا ونصف جزء، وترسم مارة بالخليج المسمى (أودوليطيقوس) وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذا صارت الشمس على سمت الرؤوس عند من يسكن تحتها أيضا مرتين، والمقاييس فيها إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي في رأس السرطان الى كل واحدة من الجهتين سبعة وخمسين جزءا وثلثي جزء، ولا ظل لها في أوقات توسط الشمس السماء عليها فالشمس ما دامت تسير في هذه المائة والخمسة عشر جزءا وثلث جزء يريد ما بين درجتين وثلث من الثور الى سبع وعشرين درجة وثلثي درجة من الأسد يكون وقوع أظلال المقاييس الى ناحية الجنوب عنها فاذا كان مسيرها في أجزاء الفلك الباقية وهي مائتا جزء وأربعة وأربعون وثلثا جزء، كان فيها الى ناحية الشمال عنها، ويكون ظل رأس الحمل على هذا الموضع أصبعين وتسعا وثلاثين دقيقة وثلاثين ثانية من أصبع، ومنتهى ظل الصيف في رأس السرطان:
أصبعان وأربع وعشرون دقيقة وثلاث وثلاثون ثانية من أصبع، ومنتهى ظل الشتاء في رأس الجدي: ثماني أصابع وخمسة أسداس أصبع.
والدائرة الموازية الخامسة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثلاث عشرة ساعة، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ستة عشر جزءا وسبع وعشرون دقيقة، وترسم: مارة بالجزيرة المسماة (ما روى) يريد مأرب أرض سبأ وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذ كانت الشمس تصير على سمت الرؤوس عند من يسكن تحتها مرتين، والمقاييس فيها إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي يعني رأس السرطان الى كل واحدة من الجهتين خمسة وأربعين جزءا، ولا ظل لها في أوقات توسط الشمس السماء عليها مسامتة لها يريد بهذه الأجزاء من نصف الثور الى أول السرطان الى نصف برج الأسد فاذا كانت الشمس تسير في هذه التسعين جزءا كان وقوع الأظلال الى ناحية الجنوب عنها، وإذا كان مسيرها في باقي أجزاء الفلك وهي مائتان وسبعون جزءا كان وقوع الأظلال الى ناحية الشمال، ويكون ظل رأس الحمل على هذا الموضع ثلاث أصابع واثنتين وثلاثين دقيقة وثماني عشرة ثانية، وظل رأس السرطان عليها أصبع وثلاث وثلاثون دقيقة واثنتا عشرة ثانية، وظل رأس الجدي عليها عشر أصابع وعشر دقائق، وست وثلاثون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية السادسة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثلاث عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدّل النهار عشرون جزءا وأربع عشرة دقيقة، وترسم مارّة بالمواضع المسماة (ناباطو) يريد أجزاء الاقليم الأول فيما شارف مكة، وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين اذا كانت الشمس تصير فيها على سمت الرؤوس مرتين، والمقاييس في انتصاف النهار إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي الى كل واحدة من جهته أحدا وثلاثين جزءا يريد آخر جزء من الثور، وأول جزء من الأسد ولا ظل للشمس في هذين الجزءين، وهما في مسامتة هذا الموضع، واذا جازت (1) من هذين
__________
(1) كذا في الأصل بالزاي وفي «ل» و «ب» بالراء.(1/59)
الجزءين في الشمال وقعت الأظلال نحو الجنوب، وإذا كان مسيرها في باقي أجزاء الفلك وهي مائتا جزء وثمانية وتسعون جزءا كان سقوط الأظلال الى ناحية الشمال، وظل رأس الحمل في هذا الموضع أربع أصابع وعشرون دقيقة وست عشرة ثانية، وعلى رأس السرطان خمس وأربعون دقيقة وأربع عشرة ثانية من أصبع وظل رأس الجدي أحد عشر اصبعا وسبع وثلاثون دقيقة وخمس ثوان من أصبع.
والدائرة الموازية السابعة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثلاث عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثلاثة وعشرون جزءا وإحدى وخمسون دقيقة، وهي سمت أقصى الميل، وترسم مارة بالجزيرة المسماة (سوينى) يريد الحجاز وهذه الدائرة أول الدوائر التي تسمى ذوات ظل واحد، وذلك أن أظلال المقاييس في انتصاف النهار لا تقع عند من يسكن تحتها في وقت من الأوقات الى ناحية الجنوب لكن الشمس في الانقلاب الصيفي (1) نفسه فقط تصير على سمت رؤوسهم، ولا يرى للمقاييس حينئذ ظل، وذلك أن بعدهم عن معدل النهار هو بعد الانقلاب الصيفي عنه، وأما سائر الزمان كله فان أظلال المقاييس تقع عندهم الى ناحية الشمال، وظل رأس الحمل في هذا المكان خمس أصابع وثماني عشرة دقيقة وخمس وأربعون ثانية من أصبع، ولا ظل لرأس السرطان كما ذكرنا لمسامتته هذا الموضع، وظل رأس الجدي عليه ثلاث عشرة أصبعا، وإحدى عشرة دقيقة وست وثلاثون ثانية من إصبع، وجميع الدوائر التي هي أميل الى الشمال من هذه الدائرة لا ظل لها جنوبيّ الى أقصى الشمال إذ كانت الشمس لا تبلغهم.
والدائرة الموازية الثامنة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثلاث عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار سبعة وعشرون جزءا وخمس جزء، وترسم مارة بالمدينة المسماة ب (طولامايس) وهي المعروفة ب (أرميس) في بلاد (تيبايس) وظل رأس الحمل في هذا الموضع ست أصابع وعشر دقائق واثنتا عشرة ثانية من أصبع ويكون ظل الصيف في رأس السرطان اثنتين وأربعين أصبعا واثنتي عشرة ثانية من أصبع ويكون ظل الشتاء عليه في رأس الجدي أربع عشرة أصبعا وخمسين دقيقة وسبعا وثلاثين ثانية من أصبع.
__________
(1) كذا في «ل» و «ب». وفي أصلنا: الصيفي عند نفسه.(1/60)
والدائرة الموازية التاسعة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها أربع عشرة ساعة من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثلاثون جزءا واثنتان وعشرون دقيقة، وترسم مارة بأسفل أرض مصر وما أخذها شرقا وغربا، وظل رأس الحمل في هذا الموضع سبع أصابع ودقيقتان وأربع عشرة ثانية من أصبع ويكون به الظل الصيفي من رأس السرطان أصبعا واثنتين وعشرين دقيقة واثنتي عشرة ثانية من أصبع ويكون به ظل الشتاء من رأس الجدي ست عشرة أصبعا وتسعا وثلاثين دقيقة وأربع عشرة ثانية من أصبع
والدائرة الموازية العاشرة
: هي التي يصير أطول ما يكون النهار فيها أربع عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثلاثة وثلاثون جزءا وثماني عشرة دقيقة، وترسم مارة بوسط بلاد الشأم، وظل رأس الحمل بها سبع أصابع وثلاث وخمسون دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع، والظل الصيفي من رأس السرطان أصبع وتسع وخمسون دقيقة وإحدى وخمسون ثانية من أصبع يكون أصبعين بالتقريب، وظل الشتاء من رأس الجدي ثماني عشرة أصبعا وخمس وثلاثون دقيقة وسبع وعشرون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الحادية عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها أربع عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ستة وثلاثون جزءا، وترسم مارة بالجزيرة المسماة (رودس) يريد بابل، وظل رأس الحمل هنالك ثماني أصابع وثلاث وأربعون دقيقة من أصبع وظل رأس السرطان أصبعان وأربع وثلاثون دقيقة وسبع وخمسون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي بها عشرون أصبعا وتسع وثلاثون دقيقة وتسع وثلاثون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الثانية عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها أربع عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثمانية وثلاثون جزءا وخمس وثلاثون دقيقة، وترسم مارة بالجزيرة المسماة ب (سمورنا) وظل رأس الحمل فيها تسع أصابع وثلاث وثلاثون دقيقة وخمس وعشرون ثانية من أصبع، وظل رأس السرطان الصيفي ثلاث أصابع وست عشرة ثانية
من أصبع، وظل رأس السرطان الصيفي ثلاث أصابع وست عشرة ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي الشتوي اثنتان وعشرون أصبعا وتسع وخمسون دقيقة وأربع وثلاثون ثانية من أصبع.(1/61)
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها أربع عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثمانية وثلاثون جزءا وخمس وثلاثون دقيقة، وترسم مارة بالجزيرة المسماة ب (سمورنا) وظل رأس الحمل فيها تسع أصابع وثلاث وثلاثون دقيقة وخمس وعشرون ثانية من أصبع، وظل رأس السرطان الصيفي ثلاث أصابع وست عشرة ثانية
من أصبع، وظل رأس السرطان الصيفي ثلاث أصابع وست عشرة ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي الشتوي اثنتان وعشرون أصبعا وتسع وخمسون دقيقة وأربع وثلاثون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الثالثة عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار بها خمس عشرة ساعة من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار أربعون جزءا وست وخمسون دقيقة، ترسم مارة بالبلاد المسماة (السنطس) وظل رأس الحمل بها عشر أصابع وأربع وعشرون دقيقة واثنتان وثلاثون ثانية من أصبع، وظل رأس السرطان الصيفي بها ثلاث أصابع وإحدى وأربعون دقيقة وعشر ثوان من أصبع، وظل رأس الجدي الشتوي بها خمس وعشرون أصبعا وتسع وعشرون دقيقة وست عشرة ثانية.
والدائرة الموازية الرابعة عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها خمس عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثلاثة وأربعون جزءا وأربع دقائق، وترسم مارة بالجزيرة المسماة (ماساليا) وظل رأس الحمل بها إحدى عشرة أصبعا وسبع عشرة دقيقة من أصبع، وظل رأس السرطان الصيفي بها أربع أصابع وثلاث عشرة دقيقة وست وثلاثون ثانية من أصبع، ومنتهى الظل الشتوي من رأس الجدي بها ثمان وعشرون أصبعا وأربع وعشرون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الخامسة عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها خمس عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار خمسة وأربعون جزءا ودقيقة واحدة، وترسم مارة بوسط بحر (بنطس) وظل رأس الحمل بها اثنتا عشرة أصبعا وست وعشرون ثانية من أصبع، وظل رأس السرطان الصيفي أربع أصابع وثمان وثلاثون دقيقة وثلاثون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي الشتوي إحدى وثلاثون أصبعا وثلاث دقائق وثمان وعشرون ثانية.
والدائرة الموازية السادسة عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها خمس عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من
معدل النهار ستة وأربعون جزءا واحدى وخمسون دقيقة، وترسم مارة بعيون النهر المسمى (اسطروس) وظل رأس الحمل بها اثنتا عشرة أصبعا وثمان وأربعون دقيقة وست ثوان من أصبع، ومنتهى ظل الصيف بها خمس أصابع وعشر أصبع، ومنتهى ظل الشتاء بها أربع وثلاثون أصبعا وسبع عشرة دقيقة وست ثوان.(1/62)
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها خمس عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من
معدل النهار ستة وأربعون جزءا واحدى وخمسون دقيقة، وترسم مارة بعيون النهر المسمى (اسطروس) وظل رأس الحمل بها اثنتا عشرة أصبعا وثمان وأربعون دقيقة وست ثوان من أصبع، ومنتهى ظل الصيف بها خمس أصابع وعشر أصبع، ومنتهى ظل الشتاء بها أربع وثلاثون أصبعا وسبع عشرة دقيقة وست ثوان.
والدائرة الموازية السابعة عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون النهار فيها ست عشرة ساعة مستوية، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثمانية وأربعون جزءا واثنتان وثلاثون دقيقة وترسم مارة بمخارج النهر المسمى (بورسطانس) وظل رأس الحمل به ثلاث عشرة أصبعا وأربع وثلاثون دقيقة وست وخمسون ثانية من أصبع، والظل الصيفي من رأس السرطان خمس أصابع وإحدى وثلاثون دقيقة وخمس عشرة ثانية من أصبع، والظل الشتوي من رأس الجدي سبع وثلاثون أصبعا وتسع وأربعون دقيقة وسبع عشرة ثانية.
والدائرة الموازية الثامنة عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ست عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار خمسون جزءا وأربع دقائق، وترسم مارة بوسط البحيرة المسماة (ما أوطس) وظل رأس الحمل فيها أربع عشرة أصبعا وخمس وعشرون دقيقة وخمس وأربعون ثانية من أصبع وظل رأس السرطان خمس أصابع وسبع وخمسون دقيقة وأربع وعشرون ثانية، وظل رأس الجدي اثنتان وأربعون أصبعا وثماني دقائق وست وثلاثون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية التاسعة عشرة
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ست عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار واحد وخمسون جزءا ونصف جزء، وترسم مارة بأقاصي ناحية الجنوب من بلاد (برطانيا) وظل رأس الحمل هناك خمس عشرة أصبعا ونصف سدس أصبع، وظل رأس السرطان ست أصابع وسبع عشرة دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي خمس وأربعون أصبعا واحدى وأربعون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية العشرون
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ست عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل
النهار اثنان وخمسون جزءا وخمسون دقيقة، وترسم مارة بمغايض (رينس) وظل رأس الحمل هناك خمس عشرة أصبعا وسبع وأربعون دقيقة وعشرون ثانية من أصبع، وظل رأس السرطان ست أصابع وتسع وثلاثون دقيقة وأربع وأربعون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي خمسون أصبعا وثلاث وأربعون دقيقة وثمان وأربعون ثانية من أصبع.(1/63)
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ست عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل
النهار اثنان وخمسون جزءا وخمسون دقيقة، وترسم مارة بمغايض (رينس) وظل رأس الحمل هناك خمس عشرة أصبعا وسبع وأربعون دقيقة وعشرون ثانية من أصبع، وظل رأس السرطان ست أصابع وتسع وثلاثون دقيقة وأربع وأربعون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي خمسون أصبعا وثلاث وأربعون دقيقة وثمان وأربعون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الحادية والعشرون
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها سبع عشرة ساعة مستوية، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار أربعة وخمسون جزءا ودقيقة واحدة، وترسم مارة بمغايض (طانايس) وظل رأس الحمل هناك ست عشرة أصبعا وإحدى وثلاثون دقيقة وثمان وثلاثون ثانية من أصبع، وظل رأس السرطان ست أصابع وثمان وخمسون دقيقة وخمسون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي خمس وخمسون أصبعا وخمسون دقيقة واثنتان وخمسون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الثانية والعشرون
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها سبع عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار خمسة وخمسون جزءا، وترسم مارة بالموضع المسمى (بريغانطيس) من بلاد (برطانيا) الكبرى، وظل رأس الحمل في هذا المكان سبع عشرة أصبعا وثماني دقائق، وظل رأس السرطان سبع أصابع وخمس عشرة دقيقة وثلاث وثلاثون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي ستون أصبعا وست وخمسون دقيقة وسبع وعشرون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الثالثة والعشرون
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون النهار فيها سبع عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ستة وخمسون جزءا، وترسم مارة بوسط بلاد (برطانيا) الكبرى، وظل رأس الحمل فيه سبع عشرة أصبعا وسبع وأربعون دقيقة من أصبع، وظل رأس السرطان سبع أصابع واثنتان وثلاثون دقيقة واثنتان وأربعون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي سبع وستون أصبعا وست دقائق وتسع ثوان من أصبع.
والدائرة الموازية الرابعة والعشرون
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون
النهار فيها سبع عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار سبعة وخمسون جزءا، وترسم مارة بالموضع المسمى (قاطور قطونيس) من بلاد (برطانيا) وظل رأس الحمل في هذا المكان ثماني عشرة أصبعا وتسع وعشرون دقيقة من أصبع، وظل رأس السرطان سبع أصابع وخمسون دقيقة واثنتان وأربعون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي أربع وسبعون أصبعا وسبع وثلاثون دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع.(1/64)
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون
النهار فيها سبع عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار سبعة وخمسون جزءا، وترسم مارة بالموضع المسمى (قاطور قطونيس) من بلاد (برطانيا) وظل رأس الحمل في هذا المكان ثماني عشرة أصبعا وتسع وعشرون دقيقة من أصبع، وظل رأس السرطان سبع أصابع وخمسون دقيقة واثنتان وأربعون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي أربع وسبعون أصبعا وسبع وثلاثون دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية الخامسة والعشرون
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثماني عشرة ساعة من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثمانية وخمسون جزءا، وترسم مارة بنواحي الجنوب من بلاد (برطانيا) الصغرى، وظل رأس الحمل في هذا الموضع تسع عشرة أصبعا وخمس أصابع، وظل رأس السرطان بها ثماني أصابع وثماني دقائق واثنتان وأربعون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي ثلاث وثمانون أصبعا وست وخمسون دقيقة وست وثلاثون ثانية من أصبع.
والدائرة الموازية السادسة والعشرون
: هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون النهار فيها ثماني عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار تسعة وخمسون جزءا ونصف جزء وترسم مارة بالمواضع الوسطى من بلاد (برطانيا) الصغرى وظل رأس الحمل هناك 20و 25و 3وظل رأس السرطان 8، 36، 21وظل رأس الجدي (1).
قال: وانما لم نستعمل في هذه المواضع التفاصيل بربع ساعة من قبل ان الدوائر الموازية تصير حينئذ متقاربات متصلا بعضها ببعض واختلاف الارتفاعات لا يجتمع منه عند ذلك ولا جزء واحد على التمام، ومن قبل انه لا يجب لنا نستقصي أمر الدوائر التي هي أميل من الدوائر التي ذكرناها الى الشمال على مثال ما استقصينا شرح أمر تلك الدوائر، ولذلك رأينا أن وضعنا أيضا نسبة المقاييس الى الأظلال فيها كما توضع، وكما فعلنا في المواضع المعروفة المحدودة من الفصل.
__________
(1) كذا ورد بالأرقام. وأما أصلنا فانه أورد بلفظ وظل رأس الحمل هناك عشرون وثلاثون، وظل رأس السرطان ثمان واحدى وثلاثون وإحدى وعشرون، وظل رأس الجدي وبعده بياض في الأصول كلها.(1/65)
فأما الموضع الذي مبلغ أطول ما يكون النهار فيه تسع عشر ساعة من ساعات الاستواء، فان بعد دائرته الموازية من معدل النهار أحد وستون جزءا وترسم مارة بأقاصي الشمال من بلاد (برطانيا) الصغرى ولم يذكر ظلا فانا علمناه، وظل رأس الحمل هناك إحدى وعشرون أصبعا وتسع وثلاثون دقيقة من أصبع، وظل رأس السرطان تسع أصابع وخمس دقائق وثلاث وثلاثون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي مائة وثلاث وثلاثون أصبعا.
والموضع الذي مبلغ أطول ما يكون من أيام النهار فيه تسع عشرة ساعة ونصف ساعة من ساعات الاستواء يكون بعد دائرته الموازية من معدل النهار اثنين وستين جزءا وترسم مارة بالجزيرة المسماة (أبو دوهي) (اورنقى) ولم يذكر ظلا، وظل رأس الحمل هناك اثنتان وعشرون أصبعا وأربع وثلاثون دقيقة من أصبع، وظل رأس السرطان تسع أصابع وثلاث وعشرون دقيقة وسبع وعشرون ثانية من أصبع، وظل رأس الجدي مائة وست وستون أصبعا وخمس وعشرون دقيقة وسبع وخمسون ثانية من أصبع.
والموضع الذي مبلغ أطول ما يكون النهار فيه عشرون ساعة من ساعات الاستواء يكون بعد دائرته الموازية من معدل النهار ثلاثة وستين جزءا وترسم مارة بالجزيرة المسماة (ثولي) ولم يذكر ظلا، وظل رأس الحمل هناك ثلاث وعشرون أصبعا وثلاث وثلاثون دقيقة من أصبع، وظل رأس السرطان تسع أصابع وست وأربعون دقيقة وتسع ثوان من أصبع، وظل رأس الجدي عشرون ومائتا أصبع وثلاث وعشرون دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع.
والموضع الذي مبلغ أطول ما يكون من النهار فيه إحدى وعشرون ساعة من ساعات الاستواء فان بعد دائرته الموازية من معدل النهار أربعة وستون جزءا ونصف جزء وترسم مارة بأمم لا يعرفون ولا يعدون من الصقالبة، ولم يذكر ظلا، وظل رأس الحمل هناك خمس وعشرون أصبعا وسدس أصبع وظل رأس السرطان عشر أصابع (1) وظل رأس الجدي أربع وستون وأربعمائة أصبع، واثنتان وعشرون دقيقة وثمان وأربعون ثانية من أصبع.
__________
(1) بياض في الأصول كلها.(1/66)
والموضع الذي مبلغ أطول ما يكون من النهار فيه اثنتان وعشرون ساعة من ساعات الاستواء، فان بعد تلك الدائرة الموازية من معدل النهار خمسة وستون جزءا ونصف جزء وظل رأس الحمل هناك ست وعشرون أصبعا وعشرون دقيقة وثلاثون ثانية من أصبع، وظل رأس السرطان عشر أصابع وأربعون دقيقة وثماني عشرة ثانية، وظل رأس الجدي ألف أصبع ومائة وخمسون أصبعا وسبع عشرة دقيقة وتسع ثوان من أصبع.
والموضع الذي يكون مبلغ أطول أيامه ثلاث وعشرون ساعة من ساعات الاستواء يكون بعد الدائرة الموازية عليه من معدل النهار ستة وستين (1) جزءا وظل رأس الحمل هناك ست وعشرون أصبعا وسبع وخمسون دقيقة من أصبع، وظل رأس السرطان عشر أصابع وإحدى وخمسون دقيقة وسبع وعشرون ثانية ولا حدّ لظل الجدي.
والموضع الذي مبلغ أطول ما يكون النهار فيه أربع وعشرون ساعة من ساعات الاستواء فان بعد دائرته الموازية من معدل النهار ستة وستون جزءا ونصف جزء قال:
وهذه أول الدوائر التي يقع الظل فيها دائرا حول المقياس وكل ما انتصب، وذلك أن الشمس لمّا كانت لا تغيب هناك في الانقلاب الصيفي وحده يريد رأس السرطان صارت أظلال المقاييس تقع الى جميع جهات الأفق وفي هذا الموضع دائرة الانقلاب الصيفي الموازية لمعدل النهار دائمة الظهور، ودائرة الانقلاب الشتوي الموازية لمعدل النهار دائمة الخفاء من قبل أنهما جميعا يماسّان الأفق فيه على المبادلة ويصير الدائرة المائلة أيضا التي تمر بأوساط البروج هي الأفق اذا كان الطالع منها نقطة الاستواء الربيعي أي رأس الحمل.
قال: فان أحب محبّ من قبل الازدياد في العلم أن يبحث بوجه آخر من الدوائر أيضا التي أميل الى الشمال من الدوائر التي ذكرناها عن شيء من جمل ما يلزم فيها وجد الموضع الذي ارتفاع القطب الشمالي فيه سبعة وستون جزءا بالتقريب وهي بعده من معدل النهار الذي هو منطقة الاستواء، لا يغيب هناك خمسة عشر جزءا من الدائرة التي
__________
(1) في الأصل ست.(1/67)
تمر أوساط البروج التي عن كل واحدة من جنبتي رأس السرطان يريد من نصف الجوزاء الى نصف السرطان حتى يكون مبلغ أطول ما يكون من النهار هناك ودور الاظلال الى جميع جهات الأفق قريبا عن شهر واحد.
وحيث يكون ارتفاع القطب تسعة وستين جزءا ونصف جزء فانك تجد هناك عن كل واحدة من جنبتي الانقلاب الصيفي ثلاثين جزءا لا تغيب أصلا يريد من أول الجوزاء الى آخر السرطان حتى يكون أطول ما يكون من النهار هناك ودور إظلال المقاييس قريبا من شهرين.
وحيث يكون ارتفاع القطب وبعد الدائرة الموازية من معدل النهار ثلاثة وسبعين جزءا وثلث جزء فإنك تجد هناك عن كل واحدة من جنبتي الانقلاب الصيفي خمسة وأربعين جزءا لا تغيب يريد ما بين نصف الثور ونصف الأسد حتى يكون مبلغ أطول ما يكون من النهار هناك ودور إظلال المقاييس يمتد الى قريب من ثلاثة أشهر.
وحيث يكون ارتفاع القطب ثمانية وسبعين جزءا وثلث جزء فانك تجد هناك عن كل واحدة من جنبتي الانقلاب الصيفي ستين جزءا لا تغيب، وهي من أول الثور الى آخر الأسد، حتى يكون مبلغ أطول ما يكون من النهار هناك، ودور إظلال المقاييس قريبا من أربعة أشهر.
وحيث يكون ارتفاع القطب أربعة وثمانين جزءا فانك تجد هناك عن كل واحدة من جنبتي الانقلاب الصيفي خمسة وسبعين جزءا لا تغيب، وهي من نصف الحمل الى نصف السنبلة، حتى يكون مبلغ أطول ما يكون من النهار هناك قريبا من خمسة أشهر وتكون أظلال المقاييس تدور حولها قريبا من هذه المدة من الزمان.
وحيث يكون القطب الشمالي مرتفعا عن الأفق أجزاء الربع بأسره وهي تسعون جزءا فهناك النصف بأسره من الدائرة التي تمرّ بأوساط البروج الذي هو أميل الى الشمال عن دائرة معدل النهار لا يصير في وقت من الأوقات تحت الأرض، والنصف الذي هو أميل الى الجنوب بأسره لا يصير في وقت من الأوقات فوق الأرض حتى يكون كل سنة يوما واحدا وليلة واحدة كل واحد منهما قريبا من ستة أشهر، ويكون إظلال المقاييس في جميع الأوقات تدور حولها. ومن خواص هذا الميل الى القطب الشمالي أن يكون على
سمت الرؤوس الوتد يريد القطب وأن يكون دائرة معدل النهار يقوم هناك مقام الدائرة الأبدية الظهور، ومقام الدائرة الأبدية الخفاء ومقام دائرة الأفق إذ كانت تجعل النصف بأسره من الكرة الذي هو أميل منها الى الشمال فوق الأرض في جميع الأوقات، والنصف الذي هو أميل الى الجنوب تحت الأرض يريد أن نقطة القطب الشمالي هي موسط سماء الموضع ونقطة قطب الجنوب هي وتده الأسفل.(1/68)
وحيث يكون القطب الشمالي مرتفعا عن الأفق أجزاء الربع بأسره وهي تسعون جزءا فهناك النصف بأسره من الدائرة التي تمرّ بأوساط البروج الذي هو أميل الى الشمال عن دائرة معدل النهار لا يصير في وقت من الأوقات تحت الأرض، والنصف الذي هو أميل الى الجنوب بأسره لا يصير في وقت من الأوقات فوق الأرض حتى يكون كل سنة يوما واحدا وليلة واحدة كل واحد منهما قريبا من ستة أشهر، ويكون إظلال المقاييس في جميع الأوقات تدور حولها. ومن خواص هذا الميل الى القطب الشمالي أن يكون على
سمت الرؤوس الوتد يريد القطب وأن يكون دائرة معدل النهار يقوم هناك مقام الدائرة الأبدية الظهور، ومقام الدائرة الأبدية الخفاء ومقام دائرة الأفق إذ كانت تجعل النصف بأسره من الكرة الذي هو أميل منها الى الشمال فوق الأرض في جميع الأوقات، والنصف الذي هو أميل الى الجنوب تحت الأرض يريد أن نقطة القطب الشمالي هي موسط سماء الموضع ونقطة قطب الجنوب هي وتده الأسفل.
فجميع هذا الذي ذكره عنده على أحد عشر صنفا وإحدى عشرة طريقة، الطريقة الأولى: الكرة المنتصبة وساعاتها اثنتا عشرة ساعة مستوية وهي مدار خط الاستواء، والطريقة الثانية: الخليج المسمى (أواليطيس) وساعاتها اثنتا عشرة ساعة ونصف وعرضها ثماني درجات وثلث درجة ونصف سدس، وهذا ما بين خط الاستواء ومبدأ الاقليم الأول، وقد جعل هذه الطريقة منه، والطريقة الثالثة: الجزيرة المسماة (مارويى) وهي اليمن الاقليم الأول وساعاتها ثلاث عشرة ساعة وعرضها ستة عشر جزءا وربع وخمس، والطريقة الرابعة الجزيرة المسماة (سويني) يريد الحجاز وساعاتها ثلاث عشرة ونصف، وعرضها مقطع الميل وهو ثلاث وعشرون درجة وإحدى وخمسون دقيقة، والطريقة الخامسة: أسافل بلاد مصر وساعاتها أربع عشرة ساعة، وعرضها ثلاثون جزءا وخمس وسدس جزء. والطريقة السادسة: الجزيرة المسماة (رودس) وهي بابل وساعاتها أربع عشرة ساعة ونصف وعرضها ستة وثلاثون جزءا، والطريقة السابعة: البلاد المسماة (ألسبنطس) وساعاتها خمس عشرة وعرضها أربعون جزءا وتسعة أعشار وثلث عشر من جزء، والطريقة الثامنة: بوسط بحر (بنطس) وساعاتها خمس عشرة ونصف خمسة وأربعون جزءا، والطريقة التاسعة: بمغايض النهر المسمّى (بورسطانس) وساعاتها ست عشرة وعرضها ثمانية وأربعون جزءا ونصف وثلث عشر، والطريقة العاشرة بأقاصي الجنوب من بلاد (برطانيا) وساعاتها ست عشرة ساعة ونصف وعرضها واحد وخمسون جزءا ونصف، والطريقة الحادية عشرة: بمغايض (طانايس) وساعاتها سبع عشرة وبعدها أربعة وخمسون جزءا وسدس عشر. والأقاليم من هذه الطرائق السبع الجزيرة المسماة (مارويى) وهي اليمن من الاقليم الأول، والثاني الجزيرة المسماة (سوينى) والثالث أسافل أرض مصر، والرابع جزيرة (رودس) والخامس البلاد المسماة
(السبنطس) والسادس وسط بحر (بنطس) والسابع مخرج النهر المسمى ب (ورسطانس).(1/69)
فجميع هذا الذي ذكره عنده على أحد عشر صنفا وإحدى عشرة طريقة، الطريقة الأولى: الكرة المنتصبة وساعاتها اثنتا عشرة ساعة مستوية وهي مدار خط الاستواء، والطريقة الثانية: الخليج المسمى (أواليطيس) وساعاتها اثنتا عشرة ساعة ونصف وعرضها ثماني درجات وثلث درجة ونصف سدس، وهذا ما بين خط الاستواء ومبدأ الاقليم الأول، وقد جعل هذه الطريقة منه، والطريقة الثالثة: الجزيرة المسماة (مارويى) وهي اليمن الاقليم الأول وساعاتها ثلاث عشرة ساعة وعرضها ستة عشر جزءا وربع وخمس، والطريقة الرابعة الجزيرة المسماة (سويني) يريد الحجاز وساعاتها ثلاث عشرة ونصف، وعرضها مقطع الميل وهو ثلاث وعشرون درجة وإحدى وخمسون دقيقة، والطريقة الخامسة: أسافل بلاد مصر وساعاتها أربع عشرة ساعة، وعرضها ثلاثون جزءا وخمس وسدس جزء. والطريقة السادسة: الجزيرة المسماة (رودس) وهي بابل وساعاتها أربع عشرة ساعة ونصف وعرضها ستة وثلاثون جزءا، والطريقة السابعة: البلاد المسماة (ألسبنطس) وساعاتها خمس عشرة وعرضها أربعون جزءا وتسعة أعشار وثلث عشر من جزء، والطريقة الثامنة: بوسط بحر (بنطس) وساعاتها خمس عشرة ونصف خمسة وأربعون جزءا، والطريقة التاسعة: بمغايض النهر المسمّى (بورسطانس) وساعاتها ست عشرة وعرضها ثمانية وأربعون جزءا ونصف وثلث عشر، والطريقة العاشرة بأقاصي الجنوب من بلاد (برطانيا) وساعاتها ست عشرة ساعة ونصف وعرضها واحد وخمسون جزءا ونصف، والطريقة الحادية عشرة: بمغايض (طانايس) وساعاتها سبع عشرة وبعدها أربعة وخمسون جزءا وسدس عشر. والأقاليم من هذه الطرائق السبع الجزيرة المسماة (مارويى) وهي اليمن من الاقليم الأول، والثاني الجزيرة المسماة (سوينى) والثالث أسافل أرض مصر، والرابع جزيرة (رودس) والخامس البلاد المسماة
(السبنطس) والسادس وسط بحر (بنطس) والسابع مخرج النهر المسمى ب (ورسطانس).
اختلاف الناس في العرض والطول
أما العرض فان من الناس من يعد الاقليم الأول من حد وتر خط الاستواء الى أقصى حده من الشمال، ومنهم من يجعل البحر الزّنجي حاجزا بين الاقليم الأول وبين وسط خط الاستواء، وذلك ما عرضه ثماني درجات وخمس وعشرون دقيقة وساعاته اثنتا عشرة ونصف ومن الخلفة في عرضه ما يخالف به حساب صنعاء في عرضها وعرض مأرب وظلهما، وذلك أنهم يذكرون أن ظل رأس الحمل بصنعاء ثلاث أصابع وعشر، وعرضها أربع عشرة ونصف، ومأرب سبأ يكون مثل ذلك لأنها محاذية لها على خط السّمت الطولي فهي مشرق صنعاء وصنعاء مغربها وبينهما مسافة يومين للمفرد، وارتفاع سهيل عليها أربعة وعشرون جزءا إلا ثلثا، فأما قياس طوله لبطليموس فيحقق ما قال حسّاب صنعاء، وأما قياس طوله المأموني (1) فقد يخالفهم شيئا، وهذا دليل على أن وسط هذا الاقليم وادي نجران (2) من أرض اليمن ومكة آخر حد اليمن، ومما يعدل قولهم أنا نجد عرض مدينة سبأ لبطليموس ستة عشر جزءا وربعا وخمسا من جزء، وهي على ما ذكرناه، ثم نجده جعل عرض ظفار أربعة عشر جزءا، وهذا من قياسه بظفار يشهد لحسّاب صنعاء لأن ظفار على دائرة انتصاف نهار صنعاء من جهة الجنوب وبينهما بالتقريب ثلاثة أيام، ولعل بطليموس أراد فلاة مأرب أرض سبأ فهي فلاة يشرع عليها بيحان ومأرب والجوف ونجران والهجيرة وأعراض ترج وبيشة وتبالة، وكان أشهر هذه المواضع الشارعة على هذه الفلاة مدينة سبأ.
وأما الطول فان أهل المغرب من اليونانيين والروم نظروا أقصى عماراتهم فكان ذلك منها بالقرب من البحر المظلم الآخذ على ما بين شمال المغرب وجنوبه فصيروه
__________
(1) المأموني: نسبة الى الخليفة المأمون عبد الله بن هارون الرشيد.
(2) وادي نجران، ويقال نجران نسب الى نجران بن زيدان بن سبأ وهو أحد مخاليف اليمن الشمالية، وسيأتي وصفه للمؤلف، انظر الاكليل ج 1ص 14 «واليمن الخضراء مهد الحضارة» ونجران أيضا موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة ونجران في البحرين فيما قبل انظر «ياقوت ج 2705». ونجران: موضع بقرب ضمد في منطقة جازان.(1/70)
الحد، ثم جعلوا نهاية الطول في المشرق على مسافة اثنتي عشرة ساعة وهو ثمانون ومئة درجة مستقيمة. إذ كان جميع دوائر آفاق البلدان يقطع من الفلك ظاهرا وباطنا على هذا المقدار، وأما أهل المشرق من الهند ومن يليهم ومن الصين وغيرها فإنهم خالفوا اليونانيين فجعلوا أول المشرق خلف الذي جعله أولئك بثلاث عشرة درجة ونصف وهو قدر ساعة الا عشرا، ثم جعلوا حد المغرب دون ما جعله أهله بهذا المقدار، وصار كل واحد من الفرقتين يجعل قبة الأرض التي يحسب عليها مواضع الكواكب على تسعين درجة من حده الذي حده، فأما أهل المشرق فانهم جعلوا مبتدأ العمران من حيث يبلغه البالغ في أقاصي الصين كالمواضع التي يبلغها البالغ بعد حدود الأقاليم في الشمال ويكون أول مطلع الشمس على هذا الحد وهو نصف ليل أهل القبة التي وضع عليها حساب السند هند، فمن عمل بأطوال بطليموس من هؤلاء فانه ينقص من أطواله ثلاث عشرة درجة ونصفا ليكون ما يبقي بعد مدينته من المغرب ثم ينقص ذلك من مئة وثمانين، فان كان ما يبقى أقل من تسعين فمدينته خلف القبة الى ما يلي المشرق، وان بقي أكثر من تسعين درجة فمدينته دون القبة الى المغرب، وان بقي تسعون فهي تحت دائرة انتصاف نهار القبة، ومثال ذلك أن بطليموس جعل طول ظفار باليمن ثمانية وسبعين جزءا، فاذا نقصناها من ثمانين ومئة جزء بقي مئة وجزءان وهو طولها من المشرق على حد المغربيين، وتطلع عليها الشمس بعد طلوعها على أهل القبة بأربعة أخماس ساعة، فهذا المقدار لمن أخذ بقول بطليموس، ومن أخذ بقول أصحاب السّند هند فانه ينقص من طول ظفار الذي ذكرناه ثلاث عشرة درجة ونصفا، فيبقى أربع وستون درجة ونصف وهو طولها من المغرب عند من يرى رأي أهل المشرق، فان نقص هذا الطول من طول ثمانين ومئة بقي مئة وخمسة عشر جزءا ونصف وهو طولها من المشرق، وتطلع عليها الشمس بعد طلوعها على أهل القبة بساعة مستوية ونصف وخمس ساعة. وطول صنعاء عند حسابها من المشرق مئة وثمانية عشر جزءا وهو يخالف طول ظفار لبطليموس لأن طولهما لا يكون الا واحدا.
ما أتى عن بطليموس القلوذي في طبائع أهل العمران من الأرض على الجملة
لما كانت الكواكب مشتركة التدبير في بقاع الأرض خالطة بين الوسط والطرف
كان من حسن التأليف وانسياق النظام أن نذكر الكل ليعرف ما لجزيرة العرب من الطبائع الخاصيّة والعاميّة، وان يظهر ما وسمها به الحكماء مما في أهلها موجود ومعاين. فأما في الجملة فان العامر من الأرض الأعلى من ربعيها الشماليين هو عنده على ثلاث خبّات (1) متفاوتة. فالخبّة الأولى ما كان من خط الاستواء تحت مجاري الكواكب الى مسامتة منقطع الميل من رأس السرطان، وذلك سمت ما بين مكة والمدينة وما حاذاه شرقا وغربا، والخبّة الثانية من هذا العرض الى ما زاد على الميل مثل نصفه، وذلك حيث يكون العرض ستة وثلاثين جزءا من المشرق الى المغرب، والخبّة الثالثة من هذا العرض الى أقصى العمران ومسامته من الفلك مدار بنات نعش.(1/71)
لما كانت الكواكب مشتركة التدبير في بقاع الأرض خالطة بين الوسط والطرف
كان من حسن التأليف وانسياق النظام أن نذكر الكل ليعرف ما لجزيرة العرب من الطبائع الخاصيّة والعاميّة، وان يظهر ما وسمها به الحكماء مما في أهلها موجود ومعاين. فأما في الجملة فان العامر من الأرض الأعلى من ربعيها الشماليين هو عنده على ثلاث خبّات (1) متفاوتة. فالخبّة الأولى ما كان من خط الاستواء تحت مجاري الكواكب الى مسامتة منقطع الميل من رأس السرطان، وذلك سمت ما بين مكة والمدينة وما حاذاه شرقا وغربا، والخبّة الثانية من هذا العرض الى ما زاد على الميل مثل نصفه، وذلك حيث يكون العرض ستة وثلاثين جزءا من المشرق الى المغرب، والخبّة الثالثة من هذا العرض الى أقصى العمران ومسامته من الفلك مدار بنات نعش.
قال: فالذين مساكنهم فيما بين رأس الحمل ورأس السرطان وهو ما بين خط الاستواء وموسط الحجاز وما أخذ أخذه شرقا وغربا فقد يعرض (2) لهم أن الشمس يحرقهم ممرها على سمت رؤوسهم، فتكون أبدانهم سودا وشعورهم سودا جعدة كثيفة ووجوههم قحلة وجثثهم قصيفة (3) وطبائعهم حارة وأخلاقهم في أكثر الأمر وحشية لدوام الحر في موضع مسكنهم واتصاله بهم. قال: وهم الذين نسميهم باسم عام (الحبش). ولسنا نراهم على هذه الحال من الحرارة فقط بل يظهر الحر الشديد في الهواء المحيط بهم أيضا في سائر الحيوان والنبات الذي عندهم. قال أبو محمد: إن الحكيم وإن نسب هذه الخبة الى الحبشة فان الحبشة أقل من فيها وفيها من هو أشد سوادا منهم ومن هو أصفى منهم ألوانا ومن يخالف الجميع بالبياض وباعتدال الألوان وبالخضرة والأدمة مثل ساكني طرف هذه الخبة من الصين ومن جزيرة العرب، ولذلك علل قد ذكرناها في كتاب «سرائر الحكمة». قال بطليموس: وأما الذين يسكنون تحت مدار بنات نعش فانهم لما كان بعدهم عن فلك البروج وعن حرارة الشمس بعدا كثيرا صار البرد عليهم أغلب، ولما كان ما يصل اليهم من الرطوبة شيء كثير غزير الغذاء ولم يكن هناك حرارة تنشفها صارت ألوانهم بيضاء وشعورهم سبطا وأبدانهم عظيمة
__________
(1) الخبّات: بكسر الخاء المعجمة جمع خبة مثلثة الخاء: الطريق من رمل أو سحاب أو خرقة وبالضم مستنقع الوادي «قاموس» ولعل المراد هنا الطريقة.
(2) في أصلنا: يعرف.
(3) القصيفة بالصاد المهملة بعد القاف وهي الرخوة سريعة الانكسار من اللغة الدارجة والقصيفة في اللهجة النجدية:
القصيرة.(1/72)
مخصبة، وطبائعهم مائلة الى البرد، وأخلاق هؤلاء القوم أيضا وحشية لدوام البرد في مواضع مساكنهم واتصاله، وكلما وجد فيهم فهو موجود في دوابهم وثمارهم من العظم والقوة واختلاف التأليف.
وأما الذين يسكنون في الوسط فيما بين مدار بنات نعش ومدار رأس السرطان، فان الشمس لما كانت لا تصل الى موضع سمت رؤوسهم ولم يكن بعدها عنهم في أوقات انتصاف النهار بعدا كثيرا، فكان مزاج هوائهم معتدلا فكان قد يختلف الا أنه لا يعرض له تغير كثير من الحر الى البرد ومن البرد الى الحر صارت ألوان هؤلاء متوسطة ومقادير أبدانهم معتدلة وطبائعهم حسنة المزاج ومساكنهم متصلة وأخلاقهم أنيسة.
ومن كان من هؤلاء يميل الى ناحية الجنوب فهو في أكثر الأمر اذكى وأحيل وأقوى على العلم بأمور الآلهة لقرب فلك البروج والكواكب المتحيرة من موضع سمت رؤوسهم، وحركات انفسهم تليق بحركات الكواكب في سرعة وقوفها على الشيء، وانها ذوات فحص ونظر في العلوم التي تسمى التعليمية أي علم النجوم والحساب كأنه يريد أداني بابل فبلد فارس فذاهبا الى المغرب على أرض مصر وجزيرة يونان ومن كان منهم بالجملة مائلا الى ناحية المشرق فهم أكثر تذكرا وأقوى انفسا ويظهرون جميع أمورهم، لأن ناحية المشرق من طباع الشمس وهي ناحية نهارية مذكرة ومتيامنة، كما يرى في الحيوان أن الأعضاء المتيامنة منه أقوى وأعون على الشدة والجلد ويكون دواب هذه الناحية أقوى وأعمل وأصبر من غيرها. وأما الذين يميلون الى ناحية المغرب فهم أكثر تأنيثا وانفسهم ألين ويخفون أمورهم في أكثر الأمر ويسترونها، لأن هذه الناحية قمرية ومن شأن القمر أبدا أن يكون أول طلوعه وظهوره بعد الاجتماع من ناحية مهب الرياح الغربية المسماة بالدبور، ولذلك يظن بهذه الناحية انها ليلية مؤنثة متياسرة ضد الناحية الشرقية، وكل واحدة من هذه النواحي الكلية يلزم أن يكون فيها أحوال جزئية من أحوال الأخلاق والسنن الطبيعية، كما أن أحوال الهواء المحيط تختلف في المواضع التي ذكرناها حارة على أكثر الأمر أو باردة أو معتدلة على أكثر الأمر، وتخص مواضع وبلدانا منها بالزيادة والنقصان إما لمرتبة الموضع في الوضع وإما لارتفاعه وانخفاضه وإما لمجاورته ما يجاوره. وكما أن بعض الناس أيضا فلاحون خاصة لسهولة أرضهم، وغيرهم نواتي وملاحون لقرب البحر منهم، وآخرون اهل خفض ودعة
وأنس ويسار لخصب بلادهم وكثرة خيرها، وكذلك يجد الانسان طباعا خاصية في كل واحدة من البلدان من المشاكلة الطبيعية التي فيما بين الأقاليم الجزئية وبين الكواكب والبروج، وهذه الاختلافات التي ذكرناها انما ذكرناها على أكثر الأمر لا على التبعيض على أنه لا بد من ان نذكر جمل الأشياء الجزئية بالمقدار الذي ينتفع به.(1/73)
ومن كان من هؤلاء يميل الى ناحية الجنوب فهو في أكثر الأمر اذكى وأحيل وأقوى على العلم بأمور الآلهة لقرب فلك البروج والكواكب المتحيرة من موضع سمت رؤوسهم، وحركات انفسهم تليق بحركات الكواكب في سرعة وقوفها على الشيء، وانها ذوات فحص ونظر في العلوم التي تسمى التعليمية أي علم النجوم والحساب كأنه يريد أداني بابل فبلد فارس فذاهبا الى المغرب على أرض مصر وجزيرة يونان ومن كان منهم بالجملة مائلا الى ناحية المشرق فهم أكثر تذكرا وأقوى انفسا ويظهرون جميع أمورهم، لأن ناحية المشرق من طباع الشمس وهي ناحية نهارية مذكرة ومتيامنة، كما يرى في الحيوان أن الأعضاء المتيامنة منه أقوى وأعون على الشدة والجلد ويكون دواب هذه الناحية أقوى وأعمل وأصبر من غيرها. وأما الذين يميلون الى ناحية المغرب فهم أكثر تأنيثا وانفسهم ألين ويخفون أمورهم في أكثر الأمر ويسترونها، لأن هذه الناحية قمرية ومن شأن القمر أبدا أن يكون أول طلوعه وظهوره بعد الاجتماع من ناحية مهب الرياح الغربية المسماة بالدبور، ولذلك يظن بهذه الناحية انها ليلية مؤنثة متياسرة ضد الناحية الشرقية، وكل واحدة من هذه النواحي الكلية يلزم أن يكون فيها أحوال جزئية من أحوال الأخلاق والسنن الطبيعية، كما أن أحوال الهواء المحيط تختلف في المواضع التي ذكرناها حارة على أكثر الأمر أو باردة أو معتدلة على أكثر الأمر، وتخص مواضع وبلدانا منها بالزيادة والنقصان إما لمرتبة الموضع في الوضع وإما لارتفاعه وانخفاضه وإما لمجاورته ما يجاوره. وكما أن بعض الناس أيضا فلاحون خاصة لسهولة أرضهم، وغيرهم نواتي وملاحون لقرب البحر منهم، وآخرون اهل خفض ودعة
وأنس ويسار لخصب بلادهم وكثرة خيرها، وكذلك يجد الانسان طباعا خاصية في كل واحدة من البلدان من المشاكلة الطبيعية التي فيما بين الأقاليم الجزئية وبين الكواكب والبروج، وهذه الاختلافات التي ذكرناها انما ذكرناها على أكثر الأمر لا على التبعيض على أنه لا بد من ان نذكر جمل الأشياء الجزئية بالمقدار الذي ينتفع به.
ما أتى عن بطليموس القلوذي في طبائع أهل العمران من الأرض على التبعيض والتجزئة
قال بطليموس الحكيم: لما انقسمت دائرة البروج بأربعة أقسام وهي المثلثات لأن كل قسم منها ثلاثة أبراج على طبيعة من الطبائع الأربع التي هي النار والأرض والهواء والماء انقسم عامر الأرض بأربعة أقسام كل قسم منها منسوب الى قسم من المثلثات في الطباع لأن كل محيط يطبع ما أحاط به على قدر طبيعته، فأول المثلثات النارية وهي الحمل والأسد والقوس، والمثلثة الثانية الترابية وهي الثور والسنبلة والجدي، والمثلثة الثالثة الهوائية وهي الجوزاء والميزان والدّلو، والمثلثة الرابعة المائية وهي السرطان والعقرب والسمكة، فمثلثة الحمل لشمال المغرب ووالي تدبيرها الأول المشتري لأنه شمالي، ثم يليها بعده المريخ لأنه مغربيّ، ومثلثة الثور لمقابلة هذا القسم وهو جنوب المشرق ووالي تدبيرها الأول كوكب الزهرة لأنها جنوبية، ثم يليها بعده زحل لأنه مشرقي، ومثلثة الجوزاء لشمال المشرق وصاحب تدبيرها الأول زحل لأنه مشرقي ويليها بعده المشتري لأنه شمالي، ومثلثة السرطان لما قابل هذا القسم وهو جنوب المغرب ووالي تدبيره الأول المريخ لأنه مغربي، ثم يليه بعده الزّهرة لأنها جنوبية. قال: فلما كانت هذه الأشياء كذلك وكان موضع سكناها ينقسم الى أربعة أرباع متساوية في العدد للمثلثات أما عرضه فينقسم بالخط الذي يمر ببحرنا يعني بحر الاسكندرية ويبتدأ من الموضع الذي يقول له مجاز (إيراقليس) ويأخذ الى الخليج الذي يقال له (أيسطيقوس) وهو بالظهر الجبلي الذي يليه من ناحية المشرق وبهذا الخط ينفصل ما بين الناحية الجنوبية والشمالية منه، وينقسم طوله بالخط الذي يمر بالخليج العربي وباللّجّ الذي يقال له (إيجيون) وب (فنطس) وبالبحيرة التي يقال لها (ماوطيس) وهو الخط الذي يفصل به بين ناحية المشرق والمغرب فصارت هذه الأرباع
المنقسمة بهذين الخطين موافقة في الوضع للمثلثات، والربع الواحد من أرباع هذا الموضع المسكون كله أعني الذي فيما بين الشمال والمغرب هو في ناحية البلاد التي تسمى (قالطوغالاطيا) وهي التي يعمها اسم (أوروفا)، وأمم هذا الربع الصقالبة وفرنجة والإسبان وترك المغرب في الروم (وقالي قلا). والربع الذي يقابل هذا الربع يعني بين الصبا والجنوب هو في ناحية البلاد التي يقال لها (إتيوفيا) الشرقية وهو الجزء الجنوبي من آسيا العظمى، والربع الثالث اعني الذي بين الشمال والصبا هو في ناحية البلاد التي يقال لها (سقوتيا) وهو الجزء الشمالي من أسبا العظمى، والربع المقابل لهذا الربع اعني الذي فيما بين مهبّ الدبور والجنوب هو في ناحية البلاد التي يقال لها (إتيوفيا) الغربية وهي التي يعمها اسم بلاد (ليبوا)، يريد بشمال المغرب أرض الروم فما غرب منها وبشمال المشرق خراسان وما شرق منها وبجنوب المشرق السند والهند وما شرق عنها وبجنوب المغرب الحبش والزنج وما غرب عنها. قال ايضا فان لكل واحد من الأرباع التي تقدم ذكرها مما كان من أجزائه ما يلي وسط الأرض المسكونة كلها فوضعه بقياسه الى جميع ذلك الربع الذي هو منه ضد من وضعه من جميع الأرض المسكونة، وذلك ان الربع المنسوب الى (أوروفا) وهو الموضع بين الشمال والدبور من جميع الأرض المسكونة يكون وضع ما يلي منه وسط الأرض المسكونة يميل الى الزاوية المقابلة للزاوية التي فيها ذلك الربع مائلا الى الجنوب والصبّا، وكذلك الأمر في سائر الأرض حتى يكون من ذلك لكل واحد من الأرباع مشاكلة للمثلثتين المقابلتين وتكون الأجزاء التي تلي الوسط منه مائلة الى الأمر الذي مال اليه ذلك الجزء الذي هو خلاف ما يميل اليه الربع بكليته ويكون سائر أجزائه موافقة لمثل كلية الربع، وينبغي أن يؤخذ مع كواكب مثلثة ذلك الربع في المشاكلة الكواكب التي لها التدبير في تلك المثلثات الأخر، وينبغي في جميع المساكن أن يؤخذ الكواكب المدبّرة لتلك المثلثات فقط في كل واحد من أرباعها ما خلا الأجزاء التي وسط العمران منها، فانه يؤخذ مع الكواكب المدبرة للمثلثات كوكب عطارد لأنه من حيز متوسط مشترك، فيجب من هذا الترتيب أن يكون الأجزاء الموضوعة فيما بين الشمال والدبور من الربع الأول الذي هو فيما بين الشمال والدبور من الأرض المسكونة اعني الربع المنسوب الى (أوروفا) مشاكلة للمثلث الذي فيما بين الشمال والدبور وهو مثلث الحمل والأسد والرّامي
وبالواجب صار المدبّرين لها ربّا هذا المثلث أعني المشتري والمرّيخ اذا كانا منسوبين الى العشيات، والأمم(1/74)
قال بطليموس الحكيم: لما انقسمت دائرة البروج بأربعة أقسام وهي المثلثات لأن كل قسم منها ثلاثة أبراج على طبيعة من الطبائع الأربع التي هي النار والأرض والهواء والماء انقسم عامر الأرض بأربعة أقسام كل قسم منها منسوب الى قسم من المثلثات في الطباع لأن كل محيط يطبع ما أحاط به على قدر طبيعته، فأول المثلثات النارية وهي الحمل والأسد والقوس، والمثلثة الثانية الترابية وهي الثور والسنبلة والجدي، والمثلثة الثالثة الهوائية وهي الجوزاء والميزان والدّلو، والمثلثة الرابعة المائية وهي السرطان والعقرب والسمكة، فمثلثة الحمل لشمال المغرب ووالي تدبيرها الأول المشتري لأنه شمالي، ثم يليها بعده المريخ لأنه مغربيّ، ومثلثة الثور لمقابلة هذا القسم وهو جنوب المشرق ووالي تدبيرها الأول كوكب الزهرة لأنها جنوبية، ثم يليها بعده زحل لأنه مشرقي، ومثلثة الجوزاء لشمال المشرق وصاحب تدبيرها الأول زحل لأنه مشرقي ويليها بعده المشتري لأنه شمالي، ومثلثة السرطان لما قابل هذا القسم وهو جنوب المغرب ووالي تدبيره الأول المريخ لأنه مغربي، ثم يليه بعده الزّهرة لأنها جنوبية. قال: فلما كانت هذه الأشياء كذلك وكان موضع سكناها ينقسم الى أربعة أرباع متساوية في العدد للمثلثات أما عرضه فينقسم بالخط الذي يمر ببحرنا يعني بحر الاسكندرية ويبتدأ من الموضع الذي يقول له مجاز (إيراقليس) ويأخذ الى الخليج الذي يقال له (أيسطيقوس) وهو بالظهر الجبلي الذي يليه من ناحية المشرق وبهذا الخط ينفصل ما بين الناحية الجنوبية والشمالية منه، وينقسم طوله بالخط الذي يمر بالخليج العربي وباللّجّ الذي يقال له (إيجيون) وب (فنطس) وبالبحيرة التي يقال لها (ماوطيس) وهو الخط الذي يفصل به بين ناحية المشرق والمغرب فصارت هذه الأرباع
المنقسمة بهذين الخطين موافقة في الوضع للمثلثات، والربع الواحد من أرباع هذا الموضع المسكون كله أعني الذي فيما بين الشمال والمغرب هو في ناحية البلاد التي تسمى (قالطوغالاطيا) وهي التي يعمها اسم (أوروفا)، وأمم هذا الربع الصقالبة وفرنجة والإسبان وترك المغرب في الروم (وقالي قلا). والربع الذي يقابل هذا الربع يعني بين الصبا والجنوب هو في ناحية البلاد التي يقال لها (إتيوفيا) الشرقية وهو الجزء الجنوبي من آسيا العظمى، والربع الثالث اعني الذي بين الشمال والصبا هو في ناحية البلاد التي يقال لها (سقوتيا) وهو الجزء الشمالي من أسبا العظمى، والربع المقابل لهذا الربع اعني الذي فيما بين مهبّ الدبور والجنوب هو في ناحية البلاد التي يقال لها (إتيوفيا) الغربية وهي التي يعمها اسم بلاد (ليبوا)، يريد بشمال المغرب أرض الروم فما غرب منها وبشمال المشرق خراسان وما شرق منها وبجنوب المشرق السند والهند وما شرق عنها وبجنوب المغرب الحبش والزنج وما غرب عنها. قال ايضا فان لكل واحد من الأرباع التي تقدم ذكرها مما كان من أجزائه ما يلي وسط الأرض المسكونة كلها فوضعه بقياسه الى جميع ذلك الربع الذي هو منه ضد من وضعه من جميع الأرض المسكونة، وذلك ان الربع المنسوب الى (أوروفا) وهو الموضع بين الشمال والدبور من جميع الأرض المسكونة يكون وضع ما يلي منه وسط الأرض المسكونة يميل الى الزاوية المقابلة للزاوية التي فيها ذلك الربع مائلا الى الجنوب والصبّا، وكذلك الأمر في سائر الأرض حتى يكون من ذلك لكل واحد من الأرباع مشاكلة للمثلثتين المقابلتين وتكون الأجزاء التي تلي الوسط منه مائلة الى الأمر الذي مال اليه ذلك الجزء الذي هو خلاف ما يميل اليه الربع بكليته ويكون سائر أجزائه موافقة لمثل كلية الربع، وينبغي أن يؤخذ مع كواكب مثلثة ذلك الربع في المشاكلة الكواكب التي لها التدبير في تلك المثلثات الأخر، وينبغي في جميع المساكن أن يؤخذ الكواكب المدبّرة لتلك المثلثات فقط في كل واحد من أرباعها ما خلا الأجزاء التي وسط العمران منها، فانه يؤخذ مع الكواكب المدبرة للمثلثات كوكب عطارد لأنه من حيز متوسط مشترك، فيجب من هذا الترتيب أن يكون الأجزاء الموضوعة فيما بين الشمال والدبور من الربع الأول الذي هو فيما بين الشمال والدبور من الأرض المسكونة اعني الربع المنسوب الى (أوروفا) مشاكلة للمثلث الذي فيما بين الشمال والدبور وهو مثلث الحمل والأسد والرّامي
وبالواجب صار المدبّرين لها ربّا هذا المثلث أعني المشتري والمرّيخ اذا كانا منسوبين الى العشيات، والأمم(1/75)
قال بطليموس الحكيم: لما انقسمت دائرة البروج بأربعة أقسام وهي المثلثات لأن كل قسم منها ثلاثة أبراج على طبيعة من الطبائع الأربع التي هي النار والأرض والهواء والماء انقسم عامر الأرض بأربعة أقسام كل قسم منها منسوب الى قسم من المثلثات في الطباع لأن كل محيط يطبع ما أحاط به على قدر طبيعته، فأول المثلثات النارية وهي الحمل والأسد والقوس، والمثلثة الثانية الترابية وهي الثور والسنبلة والجدي، والمثلثة الثالثة الهوائية وهي الجوزاء والميزان والدّلو، والمثلثة الرابعة المائية وهي السرطان والعقرب والسمكة، فمثلثة الحمل لشمال المغرب ووالي تدبيرها الأول المشتري لأنه شمالي، ثم يليها بعده المريخ لأنه مغربيّ، ومثلثة الثور لمقابلة هذا القسم وهو جنوب المشرق ووالي تدبيرها الأول كوكب الزهرة لأنها جنوبية، ثم يليها بعده زحل لأنه مشرقي، ومثلثة الجوزاء لشمال المشرق وصاحب تدبيرها الأول زحل لأنه مشرقي ويليها بعده المشتري لأنه شمالي، ومثلثة السرطان لما قابل هذا القسم وهو جنوب المغرب ووالي تدبيره الأول المريخ لأنه مغربي، ثم يليه بعده الزّهرة لأنها جنوبية. قال: فلما كانت هذه الأشياء كذلك وكان موضع سكناها ينقسم الى أربعة أرباع متساوية في العدد للمثلثات أما عرضه فينقسم بالخط الذي يمر ببحرنا يعني بحر الاسكندرية ويبتدأ من الموضع الذي يقول له مجاز (إيراقليس) ويأخذ الى الخليج الذي يقال له (أيسطيقوس) وهو بالظهر الجبلي الذي يليه من ناحية المشرق وبهذا الخط ينفصل ما بين الناحية الجنوبية والشمالية منه، وينقسم طوله بالخط الذي يمر بالخليج العربي وباللّجّ الذي يقال له (إيجيون) وب (فنطس) وبالبحيرة التي يقال لها (ماوطيس) وهو الخط الذي يفصل به بين ناحية المشرق والمغرب فصارت هذه الأرباع
المنقسمة بهذين الخطين موافقة في الوضع للمثلثات، والربع الواحد من أرباع هذا الموضع المسكون كله أعني الذي فيما بين الشمال والمغرب هو في ناحية البلاد التي تسمى (قالطوغالاطيا) وهي التي يعمها اسم (أوروفا)، وأمم هذا الربع الصقالبة وفرنجة والإسبان وترك المغرب في الروم (وقالي قلا). والربع الذي يقابل هذا الربع يعني بين الصبا والجنوب هو في ناحية البلاد التي يقال لها (إتيوفيا) الشرقية وهو الجزء الجنوبي من آسيا العظمى، والربع الثالث اعني الذي بين الشمال والصبا هو في ناحية البلاد التي يقال لها (سقوتيا) وهو الجزء الشمالي من أسبا العظمى، والربع المقابل لهذا الربع اعني الذي فيما بين مهبّ الدبور والجنوب هو في ناحية البلاد التي يقال لها (إتيوفيا) الغربية وهي التي يعمها اسم بلاد (ليبوا)، يريد بشمال المغرب أرض الروم فما غرب منها وبشمال المشرق خراسان وما شرق منها وبجنوب المشرق السند والهند وما شرق عنها وبجنوب المغرب الحبش والزنج وما غرب عنها. قال ايضا فان لكل واحد من الأرباع التي تقدم ذكرها مما كان من أجزائه ما يلي وسط الأرض المسكونة كلها فوضعه بقياسه الى جميع ذلك الربع الذي هو منه ضد من وضعه من جميع الأرض المسكونة، وذلك ان الربع المنسوب الى (أوروفا) وهو الموضع بين الشمال والدبور من جميع الأرض المسكونة يكون وضع ما يلي منه وسط الأرض المسكونة يميل الى الزاوية المقابلة للزاوية التي فيها ذلك الربع مائلا الى الجنوب والصبّا، وكذلك الأمر في سائر الأرض حتى يكون من ذلك لكل واحد من الأرباع مشاكلة للمثلثتين المقابلتين وتكون الأجزاء التي تلي الوسط منه مائلة الى الأمر الذي مال اليه ذلك الجزء الذي هو خلاف ما يميل اليه الربع بكليته ويكون سائر أجزائه موافقة لمثل كلية الربع، وينبغي أن يؤخذ مع كواكب مثلثة ذلك الربع في المشاكلة الكواكب التي لها التدبير في تلك المثلثات الأخر، وينبغي في جميع المساكن أن يؤخذ الكواكب المدبّرة لتلك المثلثات فقط في كل واحد من أرباعها ما خلا الأجزاء التي وسط العمران منها، فانه يؤخذ مع الكواكب المدبرة للمثلثات كوكب عطارد لأنه من حيز متوسط مشترك، فيجب من هذا الترتيب أن يكون الأجزاء الموضوعة فيما بين الشمال والدبور من الربع الأول الذي هو فيما بين الشمال والدبور من الأرض المسكونة اعني الربع المنسوب الى (أوروفا) مشاكلة للمثلث الذي فيما بين الشمال والدبور وهو مثلث الحمل والأسد والرّامي
وبالواجب صار المدبّرين لها ربّا هذا المثلث أعني المشتري والمرّيخ اذا كانا منسوبين الى العشيات، والأمم
الكليّة التي تسكن في هذه الأجزاء هي أهل بلاد الصقالبة بلاد برطانيا وغلاطيا وجرمانيا وباسطرانيا وإيطاليا وغاليا وأبوليا وسقيليا وطورينيا وقالطيقي وسبانيا (1) وقد تسمى أكثر هذه الأسماء بالهاء فيقال غلاطية ويهمس فيه ويقال غالطية وإيطالية وأبولية وهي مدينة عظيمة بمنزلة عمورية (2) وسقيلية وهي سقلية (3) وطورينية بمنزلة قورينية وما كان منها مثل ملطية بمنزلة سلمية. قال فيجب أن يكون أهل هذه البلدان في أكثر الأمر بسبب رياسة هذا المثلث وبسبب الكواكب التي تشترك في تدبيره غير خاضعين محبين للحرية والسلاح والتعب محاربين أصحاب سياسة ونظافة كبار الهمم، ولما كان المشتري والمرّيخ مشتركين فيهم إذا كان في الحال المنسوبة الى العشيات وكانت الأجزاء المتقدمة من هذا المثلث مذكرة والمتأخرة مؤنثة عرض لهذه الأمم أن لا يكون لهم غيرة في أمر النساء وصاروا مستخفين بمجامعتهن وهم في الذكورة أرغب وعليهم أغير ومن ارتكب ذلك منهم لا يرى أنه أتى فعلا منكرا قبيحا ومن ارتكب منه ذلك لا يرى أنه بالحقيقة عديم الرّجلة (4) مسترخيا فيمتنع من أن يفعّل به ويأخذون انفسهم بالرّجلة والمؤاساة والأمانة وصحبة القرابات وباصطناع المعروف.
وهذه البلاد التي ذكرنا أولا أما بلاد برطانيا منها أو بلاد غالاطيا وبلاد جرمانيا وبلاد بسطرانيا فتشاكل الحمل خاصة والمريخ ولذلك صار سكانها في أكثر الأمر وحشيين متهورين، أخلاقهم قريبة من أخلاق السباع يعني متهورين لا دين لهم، وأما بلاد ايطاليا منها وبلاد ابوليا وبلاد غاليا وبلاد سقلية فانها تشاكل الأسد والشمس ولذلك صار سكانها أصحاب سياسة وأصحاب اصطناع المعروف وأصحاب مؤاساة، وأما بلاد طورينيا منها وبلاد قالطيقيا وبلاد سبانيا فانها تشاكل الرامي والمشتري ولذلك صار سكانها سليمي القلوب محبّي النظافة. وأما الأجزاء التي في هذا الرّبع وما يقع في جزيرة العرب الماثلة الى وسط الأرض المسكونة تراقا أي ترقة وماقادونيا أي مقدونية،
__________
(1) سبانيا: أسبانيا التي أسماها العرب لما فتحوها سنة 92هـ الأندلس.
(2) عمورية: بفتح أوله وتشديد ثانيه: بلدة في بلاد الروم ومن تركيا اليوم وممن فتحها العثمانيون وهي التي غزاها الخليفة العباسي المعتصم بالله للقصة المشهورة المذكورة في التاريخ.
(3) سقلية: لعلها صقلية بثلاث كسرات وتشديد اللام: جزيرة من جزائر البحر الأبيض المتوسط وممالك ايطاليا، وقد ملكها المسلمون دهرا طويلا.
(4) الرّجلة: بضم الراء وإسكان الجيم: هو كامل الرجولة.(1/76)
وهي أرض مصر وايلورية واللاس وحايا والأصل أحايا واقريطيس (1) الجزيرة والبلد التي تسمى قوقلادس وسواحل اسيا الصغرى وهي سواحل مصر وجزيرة قبرص (2)
وهي الأجزاء التي مما يلي ناحية الجنوب والصبا من هذا الربع فهي تشاكل مع ما قلنا المثلث المنسوب الى ما بين الجنوب والصبّا أعني مثلث الثور والعذراء والجدي، وتشترك في تدبيره الزّهرة وزحل وعطارد، أيضا ولذلك صار سكان هذه البلدان متشاهبين في الصّور أكثر من غيرهم معتدلي الأبدان والأنفس، وهم أيضا أصحاب سياسة اشداء غير خاضعين من أجل المرّيخ، وهم أيضا محبون للحرية ينفرد كل واحد منهم بسنة خاصية له وبرياسة لنفسه ويخترعون السنن من أجل المشتري وهم يحبون الموسيقى أي الأغاني المليحة والتعلم والجهاد والتنظيف في تدبيرهم من أجل الزّهرة، وهم أصحاب مؤاساة يحبون اضافة الغرباء والعدل والكتاب واستعمال الكلام من أجل عطارد، كاتمين للأسرار من أجل مشاكلتهم الزهرة اذا كانت منسوبة الى العشيات.
وأيضا فان هذه البلدان اذا فصّلت وجزئت صار الذين يسكنون بلاد قوقلادس وسواحل آسيا الصغرى وقبرس مشاكلين خاصة للثور والزهرة ولذلك صاروا في أكثر الأمر مترفين محبين للنظافة معتنين بأمر البدن أي يؤثرون لذة الأبدان من المطعم والمشرب والملبس والملمس والشم والسماع، وصار الذين يسكنون ألأس واحايا واقريطيس مشاكلين للعذراء وعطارد، وهم لذلك أصحاب منطق خاصة يحبون التعلم ويقدمون العناية بأمر النفس على البدن أي يؤثرون لذة أرواحهم من الحكمة والعلم والنظر في غوامض الأمور، وصار الذين يسكنون بلاد مقدونية وتراقا وإيلورية مشاركين للجدي وزحل ولذلك يحبون الملك وليست أخلاقهم بأنيسة ولا يشتركون في الأشياء السنية.
قسم ما بين 70685 المشرق والجنوب
: وأما الربع الثاني الذي في الناحية الجنوبية من بلاد آسيا العظمى فان النواحي منه التي تشتمل على بلاد الهند والصين ومكران وكرمان وفارس وبابل وملتقى النهرين وأثور ووضعها مائل الى جهة الجنوب والصبا من جميع الأرض المسكونة بالواجب صارت مشاركة للمثلث الذي فيما بين الجنوب والصبا، وهو مثلث الثور والعذراء والجدي والذي يدبر هذه البلدان الزهرة وزحل، إذا كانا
__________
(1) اقريطس: هي المعروفة اليوم بجزيرة «كريت» من جزر البحر الأبيض تابعة لليونان وقد استعمرها المسلمون زمنا طويلا إلى أن قامت الثورات بتركيا المسلمة.
(2) سبق ذكرها، وهي من فتوحات عبادة بن الصامت الصحابي الجليل.(1/77)
منسوبين الى الغدوات ولذلك صارت طبائع سكان هذه البلدان تابعة لطبائع هذين المدبرين، ولذلك انهم يعظمون الزهرة ويسمونها إسيس ويسمون زحل (1) مترا الشمس ومنهم كثير ممن يخبر بالأشياء التي تكون قبل حدوثها، ويصونون الأعضاء المولدة بالتي في المولدة للطبع يعني المشتري والزهرة يريد بالولد القريع [؟] والأعضاء الرئيسية تعظيما لمشابهتها من الكواكب، وهم أصحاب حرارة، كثير والجماع منهمكون فيه، وهم أصحاب رقص ووثوب، محبون للزينة والنظافة والبيع من أجل الزهرة ومن أجل زحل لا يأتدمون حد (2) [؟] كثير في طعامهم ومنهم من لا يرى أكل اللحم مثل البراهمة (3) وتدبيرهم من أجله تدبير بسيط ويظهرون مجامعة النساء لا يستترون لذلك، ولا يدفنون موتاهم لحال الشكل المنسوب الى الغدوات ويبغضون فعل ذلك مع الذكورة جدا، وفي بعض هذه البلدان من يستحسن نكاح الأمهات والأخوات والبنات ويولدونهن، ويكفر بعضهم لبعض بالاشارة بالصدور، قال أبو محمد (4) التكفير ان يخر بذقنه هابطا نحو صدره ويلقي له راحته ويقال هو معنى قول الله تعالى {(وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقََانِ يَبْكُونَ)} (5) ويسمون مع ما ذكرنا الى معالي الأمور ويتنافسون فيها لحال القوة المدبرة التي في القلب المشاكلة لقوة الشمس، وهم مع أكثر الأمر في اللباس والزينة وجميع أسباب البدن أصحاب ترفة وتأنيث لحال الزهرة، وهم مع ذلك أشداء في نفوسهم محاربون لمشاكلة زحل المشرق.
ثم يفترق هذا التدبير على ثلاثة أوجه بعدد بروج المثلثة وأربابها، فينفرد الثور والزهرة بهمذان وفارس والماهين (6) والصين من المشرق بلبس الثياب المصبغات بمثل ألوان الزهرة، ويغشون بها البدن كله ما خلا الصدر وبطيب الطعام والتنعم والترفة والغضارة والطرب والسماع لطباع الزهرة، وانفردت للسنبلة وعطارد ببابل وما حولها
__________
(1) بياض في الأصول كلها.
(2) كذا في الأصول كلها.
(3) البراهمة: جيل من الناس أكثرهم في الهند ولا يأكلون اللحوم ولا ما يخرج من ذي روح ويحرقون موتاهم.
(4) هو المؤلف الحسن بن أحمد الهمداني.
(5) سورة الاسراء 107.
(6) همذان: بفتح الهاء والميم والذال المعجمة آخره نون: بلاد من فارس فتحت بعد موت عمر بن الخطاب بستة أشهر، راجع ياقوت ج 5/ 410و «بلدان الخلافة» ص 229وكتب التواريخ وأما همدان بفتح الهاء وسكون الميم وفتح الدال المهملة وبقية الحروف كالأول فهي القبيلة المشهورة التي يكثر تكرارها في هذا المؤلف.(1/78)
من العراق وملتقى النهرين الجزيرة والشام وبلاد أثور، فصار أصحاب هذه البقاع أصحاب أدب وحكمة وعلم بالنجوم وخبرة بالعلوم التعليمية وأصحاب رصد للكواكب وقياس لهم ذكاء وفطنة وانفرد الجدي وزحل بأرض الهند والسند ومكران وسجستان وما والاها فلذلك مناظرهم قباح، وألوانهم مسودة غير وضاء ولا صباح ولا نظاف شبيه اخلاقهم بأخلاق السباع جافية طرائقهم. وأما سائر أجزاء هذا الربع الذي يلي وسط جميع الأرض المسكونة وما يقع في جزيرة العرب منها مثل إيدوما وأرض سورية وأرض فلسطين وبلاد اليهود العتيقة من ايليا وتسمى بالعبرانيّة يرشلم، وتعربها العرب فتقول أوراشلم، وبلاد الأعراب الخصيبة يريد فلاة العرب من نجد والحجاز والعروض وبلاد فونيقا يريد اليمن وما والى هذه البلدان، فانه يقبل أيضا مشاكلة المثلث المنسوب الى ناحية الشمال والدبور وهو مثلث الحمل والأسد والرامي الذي يدبره المشتري والمرّيخ وعطارد أيضا. ولذلك صار أهل هذه البلدان أكثر تقلبا في التجارة من غيرهم، أصحاب معاملات وأصحاب مكر وغش متهاونين للأموال للسخاء الذي فيهم ومعهم رجاحة عقل وذكاء وتدبير في الأخذ والعطاء ويحبون أنفسهم وهم بالجملة ذوو وجهين ولسانين لأجل مشاكلتهم لهذه الكواكب، فمن كان منهم في بلاد سورية وهي أرض بني اسرائيل وبلاد إيدوما وبلاد اليهود العتيقة فهم يشاكلون الحمل والمريخ خاصة، ولذلك صار هؤلاء متهورين لا يعرفون الله عز وجل حق معرفته.
قال أبو محمد: مصداق ذلك مسألة بني إسرائيل (1) موسى عليه السلام أن يريهم الله جهرة، وأن يجعل لهم إلها يعبدونه لما رأوا أصحاب الأوثان في كثير من هذا. قال بطليموس: وهم غاشون ذوو خفة وطيش مع نجدة فيهم وهم أهل يسار وغنى، وأما من كان في بلاد فونيقى يريد اليمن وبلاد تدمر وأصحاب البراري يريد مهرة فهم يشاكلون الأسد والشمس، ولذلك صاروا سليمي الصدور رحماء القلوب، محبين لعلم النجوم، يعظمون الشمس خاصة من بين جميع النجوم ويسجدون لها. وأما الذين في أرض نجد والحجاز وتهائمها فيشاكلون القوس والمشتري، فأهلها لذلك حسنة أخلاقهم، جميلة هيئتهم سهل عيشهم يريد أنهم يجتزون بالدّر من أنعامهم ولهم نفاذ في التجارة والأخذ والإعطاء وملاءمة للمذاهب الجميلة والمعالي والرياسات،
__________
(1) في أصلنا زيادة: حين سألوا موسى.(1/79)
وبلدهم خصب كثير الأفاويه (1) وإنما سماها بطليموس أرض الأعراب لأجل ان أكثر العرب بادية، وسماها خصبة لأنها أكثر البلاد كلأ دون المزارع، ولذلك اعتمد أهلها على المال السارح (2) وحموه بالخيل إذ لا يحصون لهم، ويريد أنها كثيرة الأفاويه بزهور الرمال مثل الأقحوان والخزامى وغير ذلك، واليمن يجمع الورد وكثيرا من الأفاويه، ولا يعدم بها أكثر الحشائش التي ذكرها (ديوسقوريدس) (3) في كتابه المعروف بكتاب «الحشائش» مع نفيس الجواهر والمعدوم من العرض (4) إلا بساحلها فيما يقارب وزن المثقال، ويزيد عليه وبها مرامي العنبر على سيوفها (5) ولمهرة وبني مجيد على سيفي بحر اليمن شرقا وغربا الجمال المعنبرة، وذلك أن مسائمها على الساحل، وإذا اشتم الجمل العنبرية برك فلم يثر حتى يفقده صاحبه فيطلبه فيجده بالقرب منها فيلقطها، فان أبطأ عليه لم يبرح حتى تفتر قواه من الجوى، وربما نفق فذلك خيفة عليها.
قسم ما بين 70686 المشرق والشمال
: وأما الربع الثالث الذي في ناحية شمال المشرق من بلاد آسيا العظمى، فان ما يحوي من البلاد أرمينية العليا وأرمينية السفلى والسّغد ومدينتها سمرقند وطبرستان وجرجان وموقان وأذربيجان والخزر وجيلان واللان وياجوج وماجوج، وخراسان وتبت وأرض الترك وأرض التّغزغز و (سوروماطقا) وهي بلاد النساء اللواتي يقطعن أثداءهن ويلقين الحرب، ولتدبير المشتري وزحل هذا القسم صار الغالب على أهل هذا القسم الغنى والجدة، ويعظمون المشتري وما لهم من الجوهرتين (6) العتيقتين كثير، وهم أهل نظافة في المطعم والمشرب، حكماء
__________
(1) الأفاويه: الطيب والأزهار العبقة والتوابل.
(2) المال السارح: هو الابل والغنم والبقر بقلة. وقد كانت الجزيرة العربية لعهد بطليموس وقبله، عظيم خصبها كثيرة مياهها متدفقة أنهارها نضرة أشجارها راجع تاريخنا: «اليمن الخضراء».
(3) ديوسقوريدس: العين زربي، يقال له السائح في البلاد ويحيى النحوي يمدحه في كتابه في التاريخ ويقول:
تفديه الأنفس صاحب النفس الزكية النافع للناس المنفعة الجليلة المتعرف المنصوب السايح المقتبس لعلوم الأدوية المفردة من البراري والجزائر والبحار وله كتاب الحشائش «فهرست ابن النديم» 293ط: أوربا.
(4) كذا في الأصول وفي نسخة: الغوص بالغين المعجمة والصاد المهملة.
(5) قوله ولها: أي باليمن وسيوفها بالضم جمع سيف بالكسر وهو ساحل البحر [والجوى داء لا يستمرأ معه الطعام أو إذا أصابه حرقة أو شدة من عشق أو حزن].
(6) هما الذهب والفضة ولمؤلف لسان اليمن كتاب «الجوهرتين العتيقتين» طبع في السويد بتحقيق الأستاذ كريستوفر تولّ. انظر مجلة «العرب» السنة الرابعة ص 267.(1/80)
ينظرون في الأمور الالهية، وأخلاقهم أخلاق عدلة أحرار وأنفسهم نبيلة قوية وهم مبغضون للشر يمقتون النميمة والسعاية، مودّتهم صحيحة يسهل عليهم بذل أنفسهم للموت دون قراباتهم، ومن استنصرهم في الأمور الحسنة المحمودة، مقتصدون في مجامعة النساء، أصحاب عفة وطهارة، يلبسون اللباس الكبير الثمن، ويجيزون الجوائز وهممهم رفيعة، ولهم دهاء ومكر وتعمق في الرأي والنظر، وذلك لاشتراك المشتري وزحل في المشرقية، فينفرد الجوزاء وعطارد من هذا الحيز بجرجان وطبرستان وأرمينية وما صاقبها، فصار أهل هذه المواضع أسرع حركة، وأميل الى الخبث، وحسنت سيرتهم، وظهر خيرهم، وكثرت حيلهم ولطف مكرهم، وانكتمت أسرارهم لأجل خفة حركة عطارد وطول اختفائه.
وينفرد الميزان والزهرة بأرض بلخ وأرض الشاش وما صاقبهما، فلذلك صار أهل هذه البلدة كثيري الأموال محبين للموسيقى مترفين، وصار عليهم عيشهم لينا نافعا، وينفرد الدلو وزحل بالسّغد وسور وماطيقا بلاد النساء المقطعات الثدي، وما أخذ أخذها يريد الترك والخزر، فلذلك صار أهل هذه البلاد أعزاء أشداء أهل فظاظة وجفاء وأجسام قوية مع وحشية وزعارة (1) وأخلاق كأخلاق السباع.
وأما باقي أجزاء هذا الربع الذي يلي وسط الأرض المسكونة وما يقع في جزيرة العرب منه أو يجاورها فآذربيجان وتخوم ديار ربيعة وديار (2) مضر الى ما يلي الجنوب والدّبور فالى ما قارب شرق الثغور الشآمية، وتسمى هذه البلاد باليونانية بيوتونية وفروجية وقبادوقية ولودية وقيليقية أي قالى قلا وجانب سورية وتدمر، ويقبل أيضا مشاكلة المثلث المنسوب الى ما بين الجنوب والدبور وهو مثلث السرطان والعقرب والسمكة، ويشترك في تدبيره المريخ والزهرة وعطارد أيضا لاشتراكه ووقوع حصته في الوسط، ولذلك صار أهل هذه البلاد في أكثر الأمر يعظمون الزهرة، ويسمونها بأسماء كثيرة مختلفة في كل اسم، ويسمون المريخ أدونيس وبأسماء أخر، ويتعبدون
__________
(1) الزعارة: سوء الخلق.
(2) ديار ربيعة بن نزار بين الموصل الى رأس عين بالعراق سميت ديار ربيعة لأن قبيلة ربيعة ابن نزار نزلته قبل الاسلام. وديار مضر بالضاد المعجمة وهو مضر بن نزار أخو ربيعة بن نزار وديارهم ما كان في السهل من شرقي الفرات نحو حران والرقة والجزيرة الفراتية ويأتي ذكرها للمؤلف.(1/81)
له، وينسبون الى هذين الكوكبين أسرارا يذهبون فيها مذهب النياحة، وهم أشقياء أذلة الأنفس، مكدودون مائلون الى الشر والخساسة ويأخذون الأجرة على الخروج في العساكر والحرب والنهب والسبي، ويصيرون في عداد العبيد ويملكون في الحرب من قبل ان حال المريخ والزهرة الحال الشرقية التي يلائمها، وهم أهل غش وخيانة وسرف وبذالة (1) وشرب وسكر، ومن أجل ان شرف المريخ في الجدي وهو تثليث الزهرة وشرفها في الحوت وهو تثليث المريخ اشتدت نصيحة نسائهم لأزواجهن ومحبتهن لهم فأحسن تدبير بيوتهن، وبذلن أنفسهن لهم في الأعمال بذلة الخوادم، وهن بالجملة مكدودات متعوبات خاضعات، فمن كان من هؤلاء في بلاد بتونية وفروجية فانهم يشاكلون خاصة السرطان والقمر، ولذلك صار رجالهم في أكثر الأمر أصحاب تقى وخضوع، وصار في أكثر نسائهم بسبب تشريق القمر وتذكير شكله يريد أنه ولي بلدا من حيز المشرق وهو مغربي فانطلق طباعه هنالك رجلة وترؤس ومحاربة بمنزلة النساء اللواتي يرهبن ويهربن من مجامعة الرجال، وهن محبات للسلاح مقطعات للثدى اليمنى من أجل حاجتهن الى الخروج في العساكر، ويكشفن هذه الأعضاء عند المصافة في الحرب لينفين عنهن أن يظن بهن ان طبائعهن طبائع النساء، وأما ناحية سورية من شرقيها وفنقولية وقبادوقية وتدمر فيشاكلون العقرب والمريخ، فلذلك صار أكثرهم متهورين في الدين، سفهاء أهل جرأة وغش وخبث وكثرة شهوات ومصالاة تعب.
وأما بلاد لودية وقيليقية أي قاليقلا فانهم يشاكلون الحوت والمشتري ولذلك صاروا خاصة كثيري الملك في الأموال والأمتعة والتجارات، وهم أصحاب حرية ومؤاساة وأمانة في المعاملات يثق بعضهم ببعض في الأخذ والاعطاء.
قسم ما بين 70687 المغرب والجنوب
: وأما الربع الرابع الذي لناحية جنوب المغرب وهو بلد السودان من الزنج والحبش والبجة والنوبة وفزّان وأرض القيروان ومن أفريقية فالقيروان والسوس فبلدان السودان العراة وغانة ويغلب عليها أسماء أخر مثل نوميدية وجاطولية وغير ذلك باللسان اليوناني فيشابه مثلثة السرطان ويدبره الزهرة والمريخ وهما
__________
(1) كذا في الأصول، وفي نسخة: (نذالة).(1/82)
مغربيان يريد أنهما من حيز المغرب جنوبيان لأن الزهرة جنوبية وشرف المريخ جنوبي، فلذلك عرض لكثير من أهل هذه البلدان بسبب اشتراك هذين الكوكبين أن يملك فيهم ملك وملكة اخوان من أم واحدة فيملك الرجل منهم على الرجال، وتملك المرأة على النساء، ويحفظون هذه السنّة وهي دائمة يتوارثونها، وطبائعهم حارة جدّا وينهمكون في مجامعة النساء اللواتي يتزوجن قبل افتضاض ازواجهن لهن، ونساء بعضهم مشتركة فيما بينهم، لنهمهم وحرصهم في الباهية (1) وهم متجملون محبون للزينة، ويتزيّنون بزي النساء من أجل طباع الزهرة، الا أن لهم في أنفسهم رجلة وأنفسهم مذكرة، يقدمون بها على الهلكة، ويركبون بها على الخطر من أجل طباع المريخ، ولهم خبث وشرارة وافك وغش وغيلة ودغل (2)، فينفرد السرطان والقمر من هذه القسمة بافريقية ونوميدية وما صاقبهما، فلأن القمر على شكله من المغربية صار أهل هذه البلاد أهل اشتراك وتجارة وهم في غاية الخصب، وأما النوبة وجميع الحبشة والزنج وما قاربهم من جنوب الهند فهم يشاكلون العقرب والمريخ، فلذلك صارت أخلاقهم أخلاق السباع أشبه منها بأخلاق الناس، وصاروا أهل مشاجرات وعداوات وخصومات وشنآن مستخفين بالحياة ليسوا برحماء بينهم، ولا يشفق بعضهم على بعض، وربما لم يشفقوا على نفوسهم على أن يتلفوها بالاحراق والخنق والتردي. وأما فزّان وما قاربها والسوس وبلد بني أمية (3) فاستولى عليهم المشتري والحوت فلذلك هم أحرار، يتحابون فيهم انبساط وحب للعمل، ليسوا بمتذللين ولا خاضعين، ولهم شكر وتقى من أجل المشتري وهم يعظمونه ويسجدون له ويسمونه أمون وأما ما يصيب هذا الربع من وسط مسكون الأرض فأدون القيروان وتخوم مصر وأسوان وبلاد الحبشة الوسطى التي فيها باضع وسواكن وعيذاب وأرض المعادن (4) وأرض اليمن من بحر
__________
(1) الباهية: لعله الباءة وهي شدة الغلمة.
(2) الدغل: الإفساد في خيانة.
(3) بلاد أمية: هي الأندلس التي تملكها عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي الملقب بالداخل هو وخلفاؤه من بعده راجع «نفح الطيب» وغيره.
(4) أسوان: بضم الهمزة وسكون ثانيه: مدينة كبيرة وكورة في آخر صعيد مصر تتاخم لبلاد النوبة. والحبشة الوسطى لعلها التي تسمى أرتيريا وعاصمتها أسمرة، وباضع: بالباء الموحدة والضاد المعجمة آخره عين مهملة وهو ما يسمى اليوم: مصوّع واليها غرب عمر بن الخطاب أبا محجن الثقفي كما في ابن جرير ج 433. ومنها انحدر غزاة الحبش قبل الاسلام لاحتلال اليمن كما في «مروج الذهب» وكتاب «النسبة» وقال ياقوت ج 3211:(1/83)
عدن أبين فانها مع دخولها في طباع حيزها ودخول اليمن خاصة من بينها في طباع ما قبلها من طباع ما بين المغرب والشمال ومثلثة الحمل، واستيلاء الشمس والأسد عليها من بين هذه المثلثة فطبعها مشاكل طباع شمال المشرق المقابل لها، ومقاسمة مثلثة الجوزاء ووالي تدبيرها زحل، والمشتري وعطارد المشارك لهما إذا كانا مغربيين، وهذه المواضع قريبة من مدار الكواكب الخمسة فلذلك اشتركت جميعها في تدبير هذه المواضع، وأهله لذلك أهل تدين وتعبد وحب الله تعالى وتعظيم، واعلاق بأسبابه، ويعظمون الجن ويحبون النوح، ويدفنون موتاهم في الأرض، ويخفونهم من أجل الشكل المنسوب الى العشيات أي بمحاذاة الكواكب لهم في التغريب، ويستعملون سننا مختلفة وأديانا شتى، ويبذلون نفوسهم في طاعة ربهم ويموتون على ذلك صبرا واحتسابا، وإذا ملكوا كانوا صبراء مقرين بالطاعة، واذا ملكوا كانوا أهل عظمة وجبروت كبيرة هممهم سخية أنفسهم ورجالهم يتخذون نساء كثيرة وكذلك نساؤهم يتخذن عدة رجال، وهم منهمكون في الجماع، وفيهم من ينكح الأخوات، ورجالهم كثير والنسل ونساؤهم سريعات الحمل، كثير توليد بلادهم للأشياء، وكثير من ذكرانهم ايضا تكون نفوسهم ضعيفة مؤنثة ومنهم من يستخف بالأعضاء المولدة يريد من لا يتقي الحيض ويعتزله وما أشبه ذلك من أجل مشاركة الكواكب المنحسة للزهرة في التغريب. فاذا فصّل ما في هذا الربع فان بلاد القيروان وأرض مصر لا سيما أسافلها يشاكلون الجوزاء وعطارد فلذلك هم أصحاب فكر وفهم وفطنة في جميع الأشياء وخاصة في الفحص عن أمور الحكمة، والعلم الغامض، والأمور الالهية وهم أصحاب كهانة ويعملون بمعرفة كل ما عملوه ويستعملون أسرارا مكتومة وهم بالجملة أقوياء على العلوم التعليمية. وأما أهل (تيبايس) و (أواسيس) و (طو) (وغلود) و (طيقي) فانهم يشاكلون الميزان والزهرة فلذلك صارت طبائعهم حارة وهم اصحاب
__________
باضع جزيرة في بحر اليمن الى أن قال: وذكرها أبو الفتح ابن قلاقس في قصيدته التي وصف فيها مراسي ما بين عدن وعيذاب:
فنقا مشاتيري فصهريجي دسا ... فخراب باضع وهي كالمعمورة
وكان في الأصول ناصع بالنون والصاد المهملة والتصحيح مما ذكر ومما يأتي للمؤلف ومن المعلومات وإن قال ياقوت ج 2515: وناصع أي بالنون والصاد المهملة: من بلاد الحبشة فلعله تصحيف باضع بالباء والضاد المعجمة، وسواكن أحد موانىء السودان على البحر الأحمر قبالة ميناء جدة وكان لها شهرة كبيرة في العصور الأولى، وعيذاب بفتح العين وسكون ثانيه آخره باء موحدة: بلدة من مصر على ضفة بحر القلزم (البحر الأحمر) وكانت مشهورة، وأرض المعادن يأتي ذكرها للمؤلف.(1/84)
حركة وبلادهم بلاد مخصبة فهم متنعمون متوسعون. وأما أهل اليمن (1) وعدن ابين والحبش الأوسطون فلزحل والدلو وعلى شكلهما فأهلها لذلك يكثرون أكل اللحم والسمك وينتجعون من مواضع الجدب الى الريف وعيشهم شبيه بعيش الوحش أي لا صبغ (2) في طعامهم.
قال: فهذا ما وصفنا به مشاكلة الكواكب والبروج لكل واحدة من الأمم وخواصها في كثير من الأمر على سبيل الجمل، ونحن واصفون مشاكلة كل واحدة من الأمم لكل واحد من البروج مفصّلا على ما يليق بما تقدم من القول فيها ليسهل النظر في ذلك على هذه الجهة. فالذي يشاكل الحمل من البلدان بلاد (برطانيا) ويقابل اطانيا (وغلاطيا) و (جرمانيا) وهي بلاد الصقالبة وباسطرانيا والذي يشاكله من البلدان التي تلي الوسط بلاد سوريا العتيقة وفلسطين وايدوما وبلاد اليهود، والذي يشاكل الثور بلاد فارانيا وفارس وميديا، ومن البلدان التي في الوسط من العمران بلاد قوقلادس وقبرس وسواحل آسيا الصغرى. والذي يشاكل التومين من الأقاصي جرجان وطبرستان وماطينا (3) ومن الداني المتوسط القيروان ومار ماريقا وأسافل مصر.
وللسرطان من الطرف القاصي نوميديا وقار حدونيا وافريقية ومن الداني المتوسط بيتونية وفروجيا وقولحيقا، وللأسد من الطرف القاصي سقلية وايطالية وغاليا وأبوليا ومن الداني المتوسط بلاد اليمن وهي قونيا وحالديا، وهي الكلدانيا وأورحنيّا. وللسنبلة من الطرف القاصي بابل، وملتقى النهرين الجزيرة، وبلاد أثوريا وقيليقيا ومن الداني المتوسط فنفوليا وألاس وأحايا وقريطس وأثور كأنه يريد بقيليقيا قالي قلا وبفنوليا جبل القبق وبألاس يونان وللميزان من الطرف القاصي بلاد بقطوانيا وهي بلاد بلخ وخراسان وبلاد سيريقا، ومن الداني المتوسط تيبايس وأواسيس وطروغلود وطيقا. وللعقرب من الطرف القاصي بلاد ماطاغونطس وماريطانيا وهي بلاد الأندلس وغاطوليا، ومن الداني المتوسط بلاد سوريا وقوماجينا وقابادوقيا. وللقوس من الطرف القاصي بلاد طورينيا وقالطيقا وبلاد سبانيا أي الاسبان ومن الداني أرض العرب العامرة. وللجدي
__________
(1) في نسخة: أرض اليمن.
(2) كذا في الأصل وفي «ل» و «ب»: شبع بالشين المعجمة والباء والعين المهملة آخره.
(3) وفي نسخة زيادة: ودسينا.(1/85)
من الطرف القاصي أرض الهند ومكران وسجستان وتراقية، ومن الداني مقدونية ومن أرض مصر واقريطيس وايلورية: وللدلو من الطرف القاصي أرض سمرقند والسّغد وآلسيانيا ومن الداني المتوسط أرض اليمن وعدن أبين والحبشة الأوسطون. وللحوت من الطرف القاصي أرض فزّان ونسمانيطيس وغارامانطيقا ومن الداني المتوسط لوديا وقيليقيا وقنفولية.
معرفة ما انفرد به عطارد في هذه القسمة
: ولما كان جملة تدبير أرباع العامرة من الأرض للثلاثة العلوية والزهرة من كواكب السفلية، ولم يدخل النيّران (1) وعطارد فيها الا بما اشتركتهما بيوتهما من المثلثات، فاستولت بأكثر طباعها على ثلاثة مواضع من العامر، فاستولت الشمس على المشرق، فعمرت طباع زحل والمشتري فيه فأتت فيه بالملك الدائم والجبرية وطول المدد وإعلان الأشياء وبهائها وإظهار السر، واستولى القمر على المغرب بملاءمته لطباعه فعمر فيه طباع الزهرة والمريخ، فأظهر التأله ودفن الموتى وكتمان الأسرار وإخفاء كثير من الأشياء والوحي والنبوة والكتب والتنزيل والحدود والملك والمرّيخ من بعضها لبعض على نحو زيادته الى امتلائه ونقصانه الى إخفائه، واستولى عطارد على الوسط لقصر وتره وتوسط طباعه بين طبائع الكواكب مرة نحسا ومرة سعدا، ومرة مذكرا ومرة مؤنثا ومرة نهاريا ومرة ليليّا ونحوه، لأن بيته الجوزاء على الوسط من العمران، وسامت هذا البيت ما بين مكة والمدينة، فأظهر في هذا الموضع المنطق العجيب وجاء بالحكمة وفتح أبواب العلم من الذكاء والدهاء وخفة الأرواح والحركات، ورقة حواشي الألسن وتوقد القلوب في أشياء يتصل ذكرها بذكر ما دخل من الأرباع في الوسط، فاشتركت فيه طبائع المثلثات وكل ما ولي الكوكبان في المثلث على حيزهما أظهرا فضل الدلالة وإن وليا من المثلثات على غير حيزهما قلب ذلك الفضل، فيكون نقصانا وفسادا لزحل والمشتري اللذين هما للمشرق والشمال، فاذا وليا فيما بين المغرب والجنوب كانت دلالتهما فاسدة، وكذلك إذا دبرا قوما في مغرب الأرض أو دبر المريخ والزهر والقمر بلدا في المشرق أتت بالدلالة الفاسدة فاعلم.
__________
(1) النيران: الشمس والقمر.(1/86)
تم الكتاب الأول من صفة البلاد ومشاركتها والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
معرفة أطوال مدن العرب المشهورة وعروضها
طول عدن من المشرق مئة وسبع عشرة درجة، وطلوع الشمس عليها بعد طلوعها على القبة بساعة وأربعة أخماس ساعة وارتفاع القطب الشمالي وانخفاض القطب الجنوبي عليها وهو العرض اثنتا عشرة درجة بالتقريب. طول الجند ازيد من طول عدن بنصف درجة، وعرضها ثلاث عشرة درجة. ظفار وصنعاء في الطول شيء واحد، وطول كل واحدة منهما من المشرق مئة وثماني عشرة درجة تطلع عليهما الشمس بعد طلوعها على القبة بساعة ونصف وخمس وسدس من ساعة، وعرض صنعاء على ما وجده أهلها أربع عشرة درجة ونصف، وعرض ظفار ثلاث عشرة درجة ونصف، وعرض مأرب اربع عشرة درجة وثلثا درجة، وطولها من المشرق مئة وسبع عشرة درجة تطلع الشمس عليها كما تطلع على عدن. وطول صعدة من المشرق مئة وثماني عشرة درجة ونصف تطلع الشمس عليها بعد طلوعها على القبة بساعتين غير عشر، وعرضها خمس عشرة درجة وثلثا درجة.
وطول نجران من المشرق مئة وسبع عشرة درجة وخمسة أسداس درجة تطلع عليها الشمس قبل مطلعها على صعدة نحو من اثنين وعشرين جزءا ونصف من ساعة، وعرضها ست عشرة درجة. عرض الفلج ثماني عشرة درجة، وطولها مئة وخمسة عشرة درجة ونصف. اليمامة: عرضها عشرون درجة وطولها مئة وخمس عشرة درجة. البحرين عرضها (1) وطولها مئة وثلاث عشرة درجة. البصرة عرضها إحدى وثلاثون درجة، وطولها مئة وسبع درجات. الكوفة عرضها إحدى وثلاثون درجة وثلاثة أرباع وطولها مئة وعشر درجات، زبيد عرضها مثل عرض ظفار، وطولها مئة وتسع عشرة درجة وربع. وعرض المهجم مثل عرض صنعاء وطولها مثل طول
__________
(1) بياض في الأصول كلها.(1/87)
زبيد. وعرض الخصوف مدينة حكم (1) مثل عرض صعدة، وطولها من المشرق مئة وتسع عشرة درجة. وعرض عثر ست عشر درجة وربع، وطولها من المشرق مئة وتسع عشرة درجة وربع. وعرض شبام حضرموت مثل عرض ظفار، وطولها من المشرق مئة وست عشرة درجة. الاسعاء من مهرة (2) وطولها من المشرق مئة واثنتا عشرة درجة، وعرضها ست عشرة درجة ونصف وثلث عشرة. وعرض مكة عن الفزاري (3) ثلاث وعشرون درجة وثلث، وعن حبش إحدى وعشرون درجة وهو اقّمن، وطولها عن الفزاري مئة وست عشرة درجة من المشرق وعن حبش مئة وعشر وقال بعض أهل صنعاء: مئة وعشرون وهو أحرى. وقال حبش طول المدينة مئة وثماني عشرة، وعرضها درج الميل أربع وعشرون، والفزاري يقول: عرضها ثلاثون الا كسرا وذلك ما لا يوجد. وقال: إن طول بيت المقدس مئة وسبع وعشرون، وعرضه إحدى وثلاثون درجة وخمسة أسداس درجة. دمشق طولها مئة وأربع وعشرون درجة والعرض ثلاث وثلاثون درجة.
صفة معمور الأرض وهو كتاب صفة جزيرة العرب
قال أبو محمد: أما ذكر طبائع سكان جزيرة العرب فقد دخل في ذكر طبائع الكل، وبقي ذكر مساكن هذه الجزيرة ومسالكها ومياهها وجبالها ومراعيها وأوديتها ونسبة كل موضع منها الى سكانه ومالكه على حد الاختصار وعلى كم تجزأ هذه الجزيرة
__________
(1) المهجم يأتي ذكره، والخصوف: موضع باليمن قرب صعدة. قال ابن الحائك: الخصوف قرية تحكم على وادي جلب باليمن. معجم البلدان (2/ 376). وحكم بالتحريك هو ابن سعد العشيرة بن مذحج والمراد مخلاف حكم وهو الذي تسمى في أواسط القرن الرابع من الهجرة المخلاف السليماني ويأتي الحديث عنه.
(2) الأسعاء هو ما يحمل اليوم اسم المكلا كما أخبرني بعض علماء حضرموت. ويظهر من بعض النصوص أن الأسعاء يطلق على ناحية واسعة ومهرة بفتح الميم وسكون الهاء وآخره هاء بلد وقبيل راجع الاكليل ج 911.
(3) الفزاري هو أبو اسحاق ابراهيم بن حبيب الفزاري من ولد سمرة بن جندب وهو أول من عمل الاسطرلاب، والفزاري أيضا محمد بن ابراهيم بن حبيب بن سمرة بن جندب ولعله ابن المذكور قبله عالم صحيح النظر.
«فهرس ابن النديم 24».
وحبش بفتحات كذا في الأصول كلها وفي فهرس ابن النديم 395و 398. حبيش بالتصغير أي بزيادة ياء مثناة من تحت بعد الباء الموحدة وهو ابن عبد الله المروزي الحاسب أحد أصحاب الاسطرلابات وجاوز المئة من العمر، وابن حبيش أيضا أبو جعفر بن أحمد بن عبد الله بن حبيش ولعله حفيد الأول وله كتاب الاسطرلاب المسطح.(1/88)
من جزء بلدي، وفرق عملي، وصقع سلطانيّ، وجانب فلوي، وحيّز بدوي (1)، ليكون من نظر في هذا الكتاب كأنه مكان ذي القرنين مساح الأرض، وتميم الداري جواب عامرها، وخرّيت سامرها (2) ومشارف أقصاها وأدناها ليعرف وسيع أرض ربه وكثرة خلقه، وسعة رزقه لا اله إلا الله العزيز الحكيم.
باب ما جاء عن ابن عباس رحمه الله تعالى في ذكر 70688 جزيرة العرب
: أما حديث عبد الله بن عباس في جزيرة العرب فانه ما نقل لنا عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس من وجه وعن معاوية بن عميرة بن مخوس الكندي (3) أنه سمع عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وسأله رجل عن ولد نزار بن معد قال: هم أربعة مضر وربيعة وإياد وانمار، فكثر أولاد معد بن عدنان بن أدد ونموا وتلاحقوا ومنازلهم مكة وما والاها من تهامة وانتشروا فيما يليهم من البلاد وتنافسوا في المنازل والمحال، وأرض العرب يومئذ خاوية وليس فيها بتهامتها ونجدها وحجازها وعروضها كثير أحد لإخراب بخت نصرّ (4) ايهّا وإجلاء أهلها إلا من كان اعتصم منهم برؤوس الجبال وشعابها ولحق بالمواضع التي لا يقدر عليه فيها أحد متنكبا لمسالك جنوده ومستنّ خيوله (5) فارّا اليها منهم، فاقتسموا الغور غور تهامة بينهم على سبعة اقسام لكل قسم ما يليه من ظواهر الحجاز ونجد وتهائم اليمن لمنازلهم ومحالهم ومسارح انعامهم ومواشيهم، وبلاد العرب كلها يومئذ على خمسة أقسام في جزيرة مطيفة اي مديرة، وطوف الجبل دوره ومنه الطواف حول الكعبة وطوائف من الناس فرق من أطراف الناس، ويروي مطيقة من الطوق وهو ما دار بالعنق من هجار فضة وغيره وهي جزيرة العرب التي صارت في
__________
(1) الفلوي نسبة الى الفلاة، والحيز الجانب، وبدوي نسبة الى البداوة.
(2) الخريت: صفة مبالغة وهو الدليل الماهر. وسامر الأرض عافيها وخرابها، ويأتي تفسيره للمؤلف، وذو القرنين العربي مشهور راجع الاكليل ج 712، وشرح النشوانية، وتميم هو ابن أوس الداري اللخمي ينسب الى الدار بطن من لخم القبيلة المشهورة وهو صحابي جليل، وكان ممن ساح في الأرض وبلغ سد ياجوج وماجوج ووصفه للنبي (صلى الله عليه وسلم) وللمقريزي كتاب «ضوء الساري في سيرة تميم الداري».
(3) ابن عباس أشهر من أن يترجم له، ومحمد بن السائب الكلبي إمام مترجم له في غالب كتب التاريخ.
(4) بخت نصر بضم الموحدة وتشديد المثناة من فوق وتشديد الصاد المهملة: ملك كلداني ظهر سنة 561604، قبل الميلاد المسيحي أغار بحملاته على مصر وفتح بيت المقدس وأحرقها وأجلى أهلها الى بابل «مروج الذهب» وغيره.
(5) المتنكب المجانب عن الطريق، واستنان الخليل رياضتها وأن ترفع يديها وتطرحها وتعجن برجليها، والمستن موضع الاستنان.(1/89)
قسم من انطق الله تبارك وتعالى باللسان العربي حين تبلبلت الألسن ببابل في زمان نمرود ابن كوش بن كنعان بن حام بن نوح يوم قسم فالح بن عابر بن شالخ بن إرفخشد بن سام بن نوح الأرض بين أولاد نوح عليه السلام سام وحام ويافث.
وانما سميت بلاد العرب الجزيرة لاحاطة البحار والأنهار بها من أقطارها وأطرارها، وصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر، وذلك ان الفرات القافل الراجع من بلاد الروم يظهر بناحية قنّسرين ثم انحطّ على الجزيرة وسواد العراق (1) حتى دفع في البحر من ناحية البصرة والأبلة وامتد [الى عبّادان (2) وأخذ] البحر من ذلك الموضع مغرّبا مطيفا ببلاد العرب منعطفا عليها فأتى منها على سفوان وكاظمة ونفذ الى القطيف وهجر (3) واسياف [البحرين و] قطر وعمان والشّحر (4) ومال منه عنق الى حضرموت وناحية أبين وعدن ودهلك، واستطال ذلك العنق فطعن في تهائم اليمن بلاد فرسان وحكم والأشعريين وعكّ ومضى الى جدة (5) ساحل مكة والجار ساحل المدينة وساحل الطور وخليج أيلة وساحل راية كورة من كور مصر البحرية حتى بلغ قلزم مصر وخالط بلادها وأقبل النيل من غربي هذا العنق من أعلى بلاد السودان مستطيلا معارضا للبحر معه حتى دفع في بحر مصر والشام، ثم أقبل ذلك البحر من مصر حتى بلغ بلاد فلسطين فمر بعسقلان وسواحلها وأتى على صور ساحل الأردنّ
__________
(1) القافل الراجع، وسواد العراق رستاق أي مخلاف، وسمي بذلك لشدة خضرته بالأشجار والغلال.
(2) الأبلة بضم الهمزة والباء الموحدة وتشديد اللام: بلدة على شاطىء البصرة وكانت هي الميناء الوحيد للعراق ثم تلاشت بعد أن عمرت البصرة أيام عمر بن الخطاب وطغت شهرتها على الأبلة، وعبّادان بفتح العين المهملة وتشديد الباء الموحدة ونون في آخره بلدة وحصن في الخليج العربي وهو اليوم في حوزة ايران وفيه منابع النفط.
(3) سفوان بالتحريك أصبح بلدة بين البصرة والكويت ويحرف فيقال صفوان. وكاظمة على سيف الخليج العربي بقرب الكويت، والقطيف لا زالت عامرة على الخليج العربي من المملكة العربية السعودية، وهجر بالتحريك كانت مدينة البحرين وحاضرتها قديما ويأتي ذكرها للمؤلف.
(4) قطر: بالتحريك إحدى امارات الخليج وعاصمتها الدوحة وقد أخذت بالازدهار والشهرة لظهور النفط. وعمان بضم أوله صقع كبير من مخاليف اليمن الأم، وأما عمّان بفتح العين المهملة وتشديد الميم فعاصمة الأردن وشهرتها هذه الأيام للحروب الفلسطينية. والشحر بكسر الشين المعجمة وسكون الحاء آخره راء مشهور وهو ساحل حضرموت.
(5) جدة مدينة مشهورة، والجار ساحل المدينة وقد درس، وانظر لتحديد موقعه كتاب «في شمال غرب الجزيرة».
والطور من أرض مصر، وطور الباحة أيضا من مخلاف لحج، والطور أيضا بلدة من جزاز جبال حجة وكلها بالفتح، وطور سينا بالضم مشهور، وأيلة بفتح الهمزة وسكون الياء المثناة من تحت ميناء الأردن وهي مشهورة ويقال لها العقبة أو عقبة مصر وقد تقدم ذكرها.(1/90)
وعلى بيروت وذواتها من سواحل دمشق، ثم نفذ الى سواحل حمص وسواحل قنّسرين، حتى خالط الناحية التي أقبل منها الفرات منحطا على أطراف قنّسرين والجزيرة الى سواد العراق. فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوا بها، وتوالدوا فيها على خمسة أقسام عند العرب، وفي أشعارها: تهامة، والحجاز، ونجد، والعروض، واليمن، وذلك أن جبل السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من قعرة اليمن (1) حتى بلغ أطراف بوادي الشأم فسمته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر فصار ما خلف ذلك الجبل في غربيه الى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعكّ وحكم وكنانة وغيرها ودونها الى ذات عرق والجحفة وما صاقبها، وغار من أرضها الغور غور تهامة وتهامة تجمع ذلك كله.
وصار ما دون ذلك الجبل من شرقيه من صحاري نجد الى أطراف العراق والسماوة وما يليها نجدا، ونجد تجمع ذلك كله. وصار الجبل نفسه سراته وهو الحجاز، في رواية الجر والجرّ سفح الجبل. قال قيس بن الخطيم (2):
سل المرء عبد الله بالجرّ هل رأى ... كتائبنا في الحرب كيف مصاعها (3)
وصار ما احتجز به في شرقيه من الجبال وانحدر الى ناحية فيد وجبلي طيّء (4) الى المدينة وراجعا الى أرض مذحج من تثليث (5) وما دونها الى ناحية فيد، حجازا، فالعرب تسميه نجدا وجلسا وحجازا والحجاز يجمع ذلك كله. وصارت بلاد اليمامة
__________
(1) قعرة الشيء بالضم أقصاه.
(2) قيس بن الخطيم الخزرجي شاعر مشهور جاهلي له ديوان مطبوع، والجرّ المذكور في شعره: موضع بالمدينة بسفح جبل أحد.
(3) في «ل» و «ب» كيف مصاعها.
(4) فيد بفتح الفاء معروف لهذه الغاية ويقع على منحدر جنوب سلمى الجنوبي الشرقي وتمتد مزارع النخيل فيه الى ميلين أو ثلاثة ويزرع الحبوب. وعداده من نجد وله ذكر في الأحداث وأشعار العرب ويأتي ذكره أيضا للمؤلف، وقاع فيد من مخلاف عنس، وجبلا طيء هما اجأ وسلمى المشهوران عند العرب ويأتي ذكرهما للمؤلف، وطي قبيلة يمنية لها بقية الى يومنا راجع كتب الانساب والاكليل ج 101.
(5) أرض مذحج منها قبيلة زبيد بضم الزاي رهط عمرو بن معدي كرب الزبيدي فارس العرب ومذحج بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وحاء وجيم زنة مسجد، وكل ما جاء في هذا الكتاب وغيره فهو بهذا الضبط وفي «ل» و «ب» بالدال المهملة وهكذا سرى الغلط وتسلسل في كل ما جاء فيه، ومذحج اسمه مالك وهو أبو جرثومة كبيرة من قبائل اليمن منها عنس ومراد والحدا والنخع والرها وصدا وقائفة: قيفة وكداد، وهما المصعبان وبنو الحارث وغيرها ومساكنها من تثليث فنجران الى الكور فدثينة.(1/91)
والبحرين وما والاها العروض وفيها نجد وغور لقربها من البحار وانخفاض مواضع منها، ومسايل أودية فيها والعروض يجمع ذلك كله. وصار ما خلف تثليث وما قاربها الى صنعاء وما والاها الى حضرموت والشّحر وعمان وما يليها اليمن، وفيها التهائم والنجد واليمن تجمع ذلك كله. قال أبو محمد: وتأييد ذلك في جميع اليمن لهذه المواضع كتب العهود من الخلائف لولاة صنعاء اليمن (1) ومخاليفها وعكّ وعمان وحضرموت يريد بعك أرض تهامة، وكان سعيد بن المسيّب (2) يقول: إن الله تبارك وتعالى لما خلق الأرض مادت بأهلها، فضربها بهذا الجبل، يعني السراة، ومبدؤه من اليمن حتى بلغ الشأم فقطعته الأودية حتى انتهى الى نخلة فكان منها حيص ويسوم (3)
ويسميان يسومين، كما يقال القمران في الشمس والقمر والعمران في أبي بكر وعمر قال الراجز:
يا ناق سيري قد بدا يسومان ... فاطويهما تبد قنان غزوان
غزوان (4) جبل عرفة العالي، ثم طلعت الجبال بعد منه وكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة والأشعر والأجرد وهذه جبال ما بين مكة والمدينة عن يمين الخارج من مكة الى المدينة ويسار الصادر الى مكة وقد ذكرت العرب الحجاز والجلس وتهامة ونجد
__________
(1) ان كتب العهود وأخبار الوفود اليمنية تفتقر الى مؤلف مستقل وهي مبثوثة في كتب التواريخ والسير وقد نظمنا قسما منها في تاريخنا «اليمن الخضراء» وفي الوثائق السياسية.
(2) هو سعيد بن المسيب المخزومي القرشي أحد أقطاب الفقه والحديث وأحد فقهاء المدينة المنورة ولد لسنتين من خلافة عمر وتوفي سنة خمس وتسعين عن عمر يقارب الثمانين «الوفيات ج 1175».
(3) نخلة بفتح أوله وسكون ثانيه هما نخلتان اليمانية وتقع على طريق الطائف للصادر من مكة على السيل الكبير ويقال لها بطن نخلة وهي التي ورد فيها الحديث ليلة الجن لما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف الى مكة ويأتي لها زيادة ذكر للمؤلف، ونخلة الشامية واد آخر يقع شمالي نخلة اليمانية ثم يجتمعان ويكوّنان وادي مرّ الظهران، ونخلة أيضا عزلة من قفر السحول شمال مدينة إب، ووادي نخلة أحد ميازيب اليمن يأتي ذكره للمؤلف والنخلة الحمرا عاصمة السبئيين في القديم وهي جنوب صنعاء من بلد الحداء وفيها آثار عظيمة وفيها عثر على تمثال الملك التبع «دمار علي» الموجود بمتحف صنعاء وذكرها الملك الحارث الرايش في قصيدته المشهورة. وحيص بالحاء المهملة والياء المثناة من تحت وصاد مهملة وهو كذلك في معجم ما استعجم ج 5211» وفي معجم البلدان حيض بالضاد المعجمة آخر الحروف شعب بتهامة لهذيل يسح من السراة. وجبل يسوم قرب نخلة المذكورة ويعرف الجبلان باسم الأنسومين، تحريف يسومين، يشاهدان من السبيل رأي العين.
(4) قال ياقوت ج 2024غزوان بالفتح ثم السكون وآخره نون من الغزو وهو القصد وهو الجبل الذي في ظهره مدينة الطائف مع انه قد بينه المؤلف وفي القاموس: جبل الطائف.(1/92)
في أشعار كثيرة وكل ذلك يصدق ما وصفناه. قال عمرو بن براق الثّمالي (1) من الأزد
أروى تهامة ثم أصبح جالسا ... بشعوف بين الشّت والطّباق (2)
وقد يقال فيه ابن برّاقة وإنما عمرو بن براقة من همدان (3) ثم من نهم وكان شاعرا شجاعا وهو القائل في كلمته الميمية:
وكنت اذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يال همدان ظالم
متى تجمع القلب الذكي وصارما ... وأنفا حميّا تجتنبك المظالم
وقالت ليلى بنت الحارث الكنانية:
الا منعت ثمالة ما يليها ... فغورا بعد أو جلسا ثمالا
وقال أميّة بن ابي عائذ الهذلي (4):
هذيل حموا قلب الحجاز وإنما ... حجاز هذيل يفرع الناس من عل
وقال لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب (5):
مرّية حلّت بفيد وجاورت (6) ... أهل الحجاز فأين منك مرامها
وقال هبيرة بن عمرو بن جرثومة النهدي:
__________
(1) عمرو بن براق الثمالي أحد العدائين واحد الصعاليك الذين يضرب بهم المثل نسبة الى ثمالة بضم الثا المثلثة قبيلة من الأزد التي مساكنها بالسراة ومنهم محمد بن يزيد المبرد الثمالي النحوي المشهور صاحب كتاب «الكامل» وغيره وثمالة الآن معدودة من ثقيف.
(2) شعوف: بالضم جمع شعف بالتحريك اعالي الجبل والكلمة من الدارجات على الألسن. والشث: بالشين المعجمة والثاء المثلثة، نبات معروف يدبغ به الأدم الجلود وكان في الأصول بالتاء المثناة من فوق ولا معنى له.
والطباق: بضم الطاء مشددة وتشديد الباء الموحدة آخره قاف: شجر منابته جبال السراة نافع للسموم شربا وضمادا ومن الجرب والحكة «قاموس».
(3) خبر عمرو بن براقة الهمداني النهمي في الجزء العاشر من الاكليل وقصيدته مشهورة.
(4) أمية المذكور بضم الهمزة وهو شاعر مخضرم أحد شعراء الدولة الأموية ومداحهم وله في عبد الملك بن مروان وأخيه عبد العزيز غرر القصائد، ووفد على عبد العزيز الى مصر وهو واليها وشعره في كتاب «شرح أشعار الهذليين» ص 487والبيت في ص 535.
(5) لبيد شاعر فحل مخضرم اسلم وطال عمره وهو أحد الصحابة وديوانه مطبوع.
(6) كذا بإهمال الراء ولعل الصواب (وجاوزت) وانظر مجلة «العرب» السنة السابعة ج 10.(1/93)
وكندة تهذي بالوعيد ومذحج ... وشهران من أهل الحجاز وواهب (1)
شهران في سراة بيشة وترج وتبالة فيما بين جرش واول سراه الأزد، وقال بعض بني مرة بن عوف في أيام عبد الملك بن مروان:
أقمنا على عز الحجاز وانتم ... بمنبطح البطحاء بين الأخاشب (2)
وقال شريح بن الأحوص:
أعزّك بالحجاز وإن تقصّ ... تجدني من أعزّة أهل نجد
وقال طرفة بن العبد (3) وذكر مقتل عمرو بن مامة (4) يوم قضيب (5):
__________
(1) كندة: بكسر الكاف قبيلة يمنية مشهورة نسبت الى كندة وهو ثور بن مرتع بن معاوية ثم الى كهلان بن سبأ وورد ذكرها في المساند الحميرية تارة باسم كدة باسقاط النون وتارة على أصلها ولها بقية الى يومنا هذا بحضرموت وغيرها.
وتهذي: بالذال المعجمة من الهذيان كما في الاصل ويجوز ان يكون بالدال المهملة من الاهداء على سبيل التهكم كما في «ل» ومعجم ما استعجم. وواهب: قبيلة من شهران المذكورة التي تسمى شهران العريضة ولها بقية بهذا الاسم في منازلها القديمة على ضفاف وادي بيشة.
(2) المنبطح: الأرض السهلة الواسعة. والبطحاء: معروفة، وعند الاطلاق تنصرف على بطحاء مكة والأخاشب جبال مكة ومنى.
(3) طرفة بن العبد شاعر من رجال المعلقات السبع وترجمته مشهورة وشعره مطبوع.
(4) كان في الاصول كلها مقبل بالباء الموحدة بعد القاف والتصحيح من كلام المؤلف فيما يأتي، وفي الاصول ابن عمرو وهو ايضا وهم، انما هو عمرو بن المنذر اللخمي أحد ملوك الحيرة ومامة، هي بنت حجر آكل المرار ملوك نجد وهي أمه فنسب اليها ويأتي بعض خبره.
(5) قضيب: بفتح القاف وكسر الضاد المعجمة ثم ياء مثناة من تحت آخره باء موحدة. منزل من منازل إياد كما ذكر المؤلف فيما بعد، وعند ياقوت: قضيب في ارض تهامة قال بعضهم «ففرعنا ومال بها قضيب» أي علونا وجاء يوم قضيب في حديث الطفيل بن عمرو الدوسي، ويوم قضيب كان بين بني الحارث وكندة وفي هذا الوادي اسر الأشعث ابن قيس الكندي وفيه جرى المثل: سال قضيب بماء وحديد ثم ذكر القصة الى أن قال: ونزلوا بواد يقال له قضيب من أرض قيس عيلان وذكر قصيدة طرفة التي فيها الشاهد ولكن روى البيت كما يلي:
ألا إن خير الناس حيا وميتا ... ببطن قضيب عارفا ومناكرا
وفي معجم ما استعجم: قضيب واد لمراد، وقال ابن حبيب واد بأرض قيس بن عيلان، ثم ذكر المثل ونسبه لامرأة عمرو بن مامة وهو عمرو بن المنذر بن امرىء القيس وقال عمرو بن معدي كرب:
حتى إذا أسرى تأوّب دونها ... من حضرموت إلى قضيب يمان
قلت ويمكن تعدد موضع قضيب، وأما الحادثة فلا تكون إلا واحدة، إما في مراد أو في إياد وقد سألت المراديين هل يوجد وادى قضيب في ديارهم فاخبرونى أن وادي قضيب بين حريب وبيحان ويصب في وادي مبلغة، وقضيب ايضا في بلد همدان ثم في وايلة ويأتي ذكره للمؤلف. والقضيب معرفا مصغّرا بلدة قرب ساحل مدينة زبيد ومنها ومن العنبرة ظهر الملك السيد علي بن المهدي الرعيني الحميري سنة 531هـ، وفي الاشتقاق ص 412أن قاتل عمر بن مامة هو جعيد المرادي واسمه حجر.(1/94)
ولكن دعا من قيس عيلان عصبة ... يسوقون في أرض الحجاز البرابرا
البرابر هاهنا الغنم، ويروى: يسوقون في أعلى الحجاز البرائر، والبرائر هاهنا جمع برير وهو ثمر الأرك (1)، وساف اشتم برائر بأعلى رنيّة وتربة (2) بين ديار بني بني هلال. وقال المخبل السعدي (3):
فإن تمنع سهول الأرض مني ... فإني سالك سبل العروض
وقال جرير بن عطية بن الخطفى (4):
هوى بتهامة وهوى بنجد ... فيلتئم التهائم والنّجود
وذات عرق (5) فصل ما بين تهامة ونجد والحجاز وفيها يقول الشاعر:
كأن المطايا لم تنخ بتهامة ... إذا صعدت من ذات عرق صدورها
وقال آخر من أهل ذات عرق:
ونحن بسهب مشرف غير منجد ... ولامتهم فالعين بالدمع تشرق
معرفة تفصيل هذه الجزيرة عند اهل اليمن
هي عند أهل اليمن يمن وشأم فجنوبها اليمن وشمالها الشأم ونجد وتهامة،
__________
(1) الغنم البربرية معروفة لهذه الغاية وفيها جرى المثل لحب العاجل: جرادة على مشفري ولا بربري في الصراب، والبرار بالكسر والبرير والبرائر لثمر الاراك معروف وهو حلو حريف تأكله الاعراب.
(2) رنية بالراء وسكون النون ثم ياء مثناة من تحت ثم هاء، وتربة بضم التاء المثناة من فوق وفتح ثانيه ثم موحدة وهاء ورنية واد يقع على بعد مسافة تسعين ميلا من جنوب شرقي الطائف وهو على الطريق العامرة من نجد إلى اليمن وفيه قرى، وتربة مدينة تحيط بها الأراضي الزراعية ومزارع النخل وقد اشتهرت تربة بمقاومتها العنيفة لقوات محمد علي خديوي مصر سنة 1229هـ 24مايو 1819م. كما اشتهرت ايضا بمعركتها الشهيرة بين جنود الملك عبد العزيز والشريف حسين تحت قيادة ابنه الأمير عبد الله بن الحسين سنة 1237هـ 24مايو سنة 1919م حتى قال الشريف عبد الله في مذكراته ص 160: وكانت نجاتي منهم معجزة من المعجزات. راجع «في بلاد عسير» من ص 25 56. وجزيرة العرب 39. وجاء ذكرها في خبر عمر بن الخطاب لما أنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم غازيا حتى بلغ تربة وفيها المثل: «عرف بطني بطن تربة» ياقوت: 212.
(3) المخبل بضم الميم وفتح الباء الموحدة المشددة، هذا لقب له وكنيته أبو زيد واسمه الربيع بن مالك بن قريع أنف الناقة التميمي السعدي: شاعر مشهور عمّر في الجاهلية والاسلام عمرا طويلا، ومات في خلافة عمر أو عثمان.
(4) جرير تميمي النسب وهو شاعر مشهور من شعراء الدولة الأموية، وهو والفرزدق والأخطل المتقدمون من شعراء الاسلام ولم يدركوا الجاهلية، وترجمته مستفيضة وديوانه مطبوع، والخطفى كجمزى لقب لجد جرير.
(5) ذات عرق: بكسر العين المهملة وسكون الراء آخر قاف: موضع مشهور يعرف الآن باسم الضرّيبة في أعلى نخلة الشامية، وهو منهل أهل العراق وهي منجدة ثم يهبط منها إلى تهامة الحجاز كما انها ملتقى حاج شمال نجد والعراق.(1/95)
فالنجد ما أنجد منها عن السرّاة، وظهر من رؤوسها ذاهبا إلى المشرق في استواء دون ما ينحدر إلى العروض، وحجاز وهو ما حجز بين اليمن والشأم، وسراة هو ما استوسق واستطال في الأرض من جبال هذه الجزيرة مشبّها بسراة الأديم، وعروض وهو ما أعرض عن هذه المواضع شرقا إلى حيز شمال المشرق، وعراق وشحر، فالعراق ما حاذى المياه العذبة والبحر من الأرض مأخوذ من عراقي الدلو، والشّحر مأخوذ من شحر الأرض وهو سبخ الأرض ومنابت الحموض وسنفصل صفة كل شق من هذه البلدان المنفردة بأسمائها، فما كان منها من بلد ضيق استوعبنا ما فيه مثل العروض ونجران، وما كان من بلد واسع تزيد أقل أجزائه على اكثر العروض فإنا نصفه صفة عامة متجاوزة ولا نسع غير ذلك لسعة البلاد وكثرة المساكن.
صفة 70689 اليمن الخضراء
سميت اليمن الخضراء لكثرة اشجارها وثمارها وزروعها، والبحر مطيف بها من المشرق إلى الجنوب فراجعا إلى المغرب، ويفصل بينها وبين باقي جزيرة العرب خط يأخذ من حدود عمان ويبرين إلى حد ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهجيرة وتثليث وأنهار جرش وكتنة، منحدرا في السراة على شعف عنز، إلى تهامة على أم جحدم، إلى البحر حذاء جبل يقال له كدمّل، بالقرب من حمضة (1)، وذلك حد ما بين بلد كنانة واليمن من بطن تهامة، وأول إحاطة البحر باليمن (2) من ناحية دما فطنوى فالجمجة فرأس الفرتك (3) فأطراف جبال اليحمد وما سقط وانقاد منها إلى ناحية الشّحر فالشّحر فغبّ الخيس فغب الغيث بطن من مهرة فغب القمر زنة قمر
__________
(1) كدمّل بضم الكاف والدال المهملة وتشديد الميم آخره لام جبل وسط البحر الأحمر ازاء قرية الموسم ويسمى الآن كتنبل، وحمضة بفتح الحاء وكسر الميم آخره هاء لا يزال هذا الموضع حيّا لهذه الغاية.
(2) كذا في الأصل وفي ياقوت مادة يمن نقلا عن المؤلف «فاما احاطة البحر».
(3) دما بفتح أوله وتخفيف ثانيه: بلدة من اوائل بلاد عمان وكانت من اسواق العرب المشهورة منها أبو راشد قال:
جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة من أدم كذا في ياقوت ج 4612». وطنوى لم ترد فيما بين يدينا من المراجع وذكرها ياقوت نقلا عما هنا وليس من المستبعد ان تكون تصحيف طيوى وهي بلدة في عمان توفي فيها ابن مقرب الشاعر الأحسائي من أهل القرن السابع الهجري وينسبون اليه أنه قال لما وصلها: يا نفس هذه طيوي فطيب. والجمحة كذا في الأصول. أما الجمجمة زنة جمجمة الرأس وهو سن خارج في البحر بينها وبين عدن يسميه البحريون رأس الجمجمة له عندهم ذكر كثير لأنه مما يستدل به راكب البحر الى الهند والآتي منه. «ياقوت ج 1612» وقال في القاموس: فرتك او رأس الفرتك قرنة جبل بساحل بحر الهند مما يلي اليمن.(1/96)
السماء فغب العقار بطن من مهرة فالخيرج (1) فالأسعاء، وفي المنتصف من هذا الساحل شرقا بين عمان وعدن ريسوت (2)، وهو موئل كالقلعة بل قلعة مبنية بنيانا على جبل، والبحر محيط بها إلا من جانب واحد فالبر، فمن أراد عدن فطريقه عليها فإن أراد أن يدخل دخل وإن أراد جاز الطريق ولم يلو عليها. وبين الطريق الذي يفرق إليها والطريق المسلوك إلى عمان مقدار ميل، وبها سكن من الأزد من بني جديد (3)
وقد كان قوم من القمر في أول عصرنا بيّتوا من بها ليلا فقتلوا، فممن قتل بها رجل يقال له: عمرو بن يوسف الجديدي من رؤوس أهلها أزدي، والذين أبلوا ذاك من القمر بنو خنزريت وأخرجوا من بقي من أهلها منها فتفرقوا إلى بلاد الغيث من مهرة فسكنوا موضعا يقال له حاسك ومرباط (4) مدة ثم أعانتهم الثّغرا من مهرة حتى رجعوا إلى قلعتهم، فلما دخلوا القلعة بعون الثّغرا خافت بنو خنزريت فخرجوا إلى البلدان وخرج رئيسهم محمد بن خالد بجماعة من بني خنزريت حتى دخلوا موضعا يقال له
__________
(1) غب بضم الغين المعجمة وإليها تنسب الثياب الغبية: والخيس بكسر الخاء المعجمة وفتحها وهو ما يسمى اليوم غب الخيص بالصاد المهملة وهو المنطقة الواقعة بين رأس بروم ورأس المكلا، ولهذا يطلق على المكلا رأس الخيصة، وغب القمر: هو ما يسمى اليوم غبة قمر. حدثني بهذا صديقنا عبد الله بامطرف من المكلا ببندر عدن، والعقار بفتح العين المهملة وتشديد القاف وراء، والخيرج معروف راجع الاكليل ج 1891، 191.
(2) ريسوت، بفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم ضم السين المهملة ثم تاء مثناة من فوق: هي اليوم لابسة ثوب العزاء على ماضيها الزاهر متشعثة ليس فيها ما يلفت المسافر، ذكرها صاحب كتاب «الطواف حول بحر أريتريا» لمؤرخ يوناني في القرن الأول للميلاد، وكان لها شأن عظيم في ذلك التاريخ كما كانت محط أنظار الغزاة البرتغاليين في أواسط القرن العاشر الهجري، وورد ذكرها في الحملة التي جهزها الملك المظفر الغساني الى ظفار الحبوضي سنة 678ثمان وسبعين وستمائة للهجرة.
(3) جديد تصغير جد أبو قبيلة من الأزد وهو جديد بن حاصر بن أسد بن عائذ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن الأسد، ومن رجالهم مسعود بن عبد الله بن عبدي الذي يقال له قمر العراق، وهو الذي أجار عبيد الله بن زياد أيام الفتنة وهو أخو المهلب لأمه، ومن رجالهم جديع بن شبيب المشهور بالكرماني رأس الأزد أيام العصبية بخراسان وله أخبار مأثورة مذكورة في التواريخ «الاشتقاق 501» و «اللباب ج 2411» وذكر هذه القبيلة المؤلف في ما يأتي.
(4) حاسك بالحاء والسين المهملتين كذا في الأصول كلها وكذا في تاريخ الدولة الكثيرية 19» وكذا في كتاب النسبة قال: قرية شرقي ظفار وبها قبر نبي من الأنبياء من أولاد النبي هود عليه السلام. وكذا في تاريخ الأهدل وضبطه بالمهملات وقال: انه من وراء ظفار الى جهة عمان بينه وبين عمان مرحلتان وفيه قبر مشهور يسافر إليه أهل ظفار وغيرهم لزيارته، وفي «معجم البلدان»: جاسك بالجيم وبقية الحروف كالاول: جزيرة بين جزيرة كيش وعمان قبالة مدينة هرمز بينها وبين كيش ثلاثة أيام ولعل ما في ياقوت تصحيف او هو غير ما جاء هنا، ومرباط كمحراب فرضة ظفار الحبوضي بينها وبين عمان مقدار خمسة فراسخ وهي مدينة مفردة أهلها عرب زيهم زي العرب القديم «معجم البلدان». ولا زالت عامرة الى عهدنا هذا.(1/97)
رضاع برفع الراء وساكنه بنو ريام بطن من القمر فجاوروهم، ولبني ريام حصن بعمان عظيم لا يرام، ويقال إن ساكن ريسوت القدماء البياسرة، ونزلت عليهم جديد من الأزد فترأست فيهم ثم نهكتها مع جديد ناس من أحياء العرب غير مهرة وقد يتزوجون إلى مهرة، ورأس من بها بعد ذلك موسى بن ربيع من العدس، ثم ينعطف البحر على اليمن مغربا وشمالا من عدن فيمر بساحل لحج وأبين (1) وكثيب يرامس وهو رباط (2) وسواحل بني مجيد (3) من المندب (4) فساحل العميرة فالعارة فإلى غلافقة (5)
ساحل زبيد فكمران (6) فعطينة فالحردة إلى منفهق جابر وهو رأس غزير كثير الرياح حديدها، الى الشرجة (7) ساحل بلد حكم فباحة جازان الى عثّر فرأس عثّر، وهو كثير الموج الى ساحل حمضة، فهذا ما يحيط باليمن من البحر.
__________
(1) هذا من عكس الترتيب فساحل أبين وكثيب يرامس مقدم على ساحل لحج ويأتي تفاصيل هذه المخاليف.
(2) كثيب يرامس بفتح الياء المثناة من تحت ويقع شرقي أبين لا يزال معروفا. وقوله: وهو رباط أي مما يرابط فيه لدفع الاعداء وفي «ل» و «ب» برامس بالباء الموحدة غلط.
(3) بنو مجيد حي من العرب من ولد مالك بن حمير بن سبأ ولهم بقية راجع الاكليل ج 1981.
(4) باب المندب: معروف ومشهور، وجاء ذكره في «المساند الحميرية» وهو مضيق يسيطر على ممرّ البواخر والبوارج وكانت مدينة عامرة كما يأتي ذكرها واليوم لا شيء. والعميرة بضم العين المهملة وفتح الميم آخره هاء والعارة بالعين المهملة وراء وهاء آخره وهما قريتان آهلتان بالسكان.
(5) غلافقة بضم الغين المعجمة، وفي ياقوت بالفتح وهي التي تسمى اليوم غليفقة وكانت مرسى مشهورا ذكره ابن خردذابه والبشاري، وأثنى عليها كما وردت في أنباء غزو الحبش لليمن، وفيها حط رحاله داعية القرامطة حسن بن حوشب الملقب المنصور وعلي بن الفضل الخنفري سنة 268هـ، وهي اليوم لا شيء بل مصيدة للاسماك والتهريب.
(6) كمران بفتحات أوله كاف وآخره نون: جزيرة مشهورة من جزر اليمن يأتي ذكرها للمؤلف قريبا وتقع قبالة الصليف وسكنها الفقيه محمد بن عبدويه تلميذ ابي اسحاق الشيرازي وبها قبره يزار، وكمران ايضا قرية وجبل شمال مدينة تعز لمسافة بعض يوم ومن أعمالها. وعطنة بفتح العين والطاء المهملتين ونون وهاء هكذا صححناه مما يأتي للمؤلف ومن «أحسن التقاسيم» إذ كان في الأصول كلها عطينة وفي القاموس عاطنة: مرسى بحر اليمن، ولم يذكرها ابن خرداذبه ولا ياقوت ولا البكري، والحردة بكسر الحاء وسكون الراء آخره هاء موضع لا يعرف إذ قد اختفى من القرن العاشر ومنفهق جابر هو المسمى المنفهق امام قرية حمرة، والعرج من أسافل سردد.
(7) الشرجة بفتح الشين المعجمة وسكون الراء ثم جيم وهاء: كانت تقع قبالة وادي الموسّم من وادي حرض، وأخبرني أهل حرض ان سيلا اجتحف انقاضها وكشف عن مسند حميري كبير. ونسب اليها زرزر بن صهيب محدث أخذ عن عطاء بن رباح والشرجة بزبيد منها الشرجي صاحب التجريد والطبقات، وممن نوه بها ابن خرداذبه والبشاري وياقوت وابن بطوطة في رحلته وهي اليوم لا عين ولا أثر ولعلها اختفت حوالي القرن العاشر الهجري. وجازان قاعدة امارة جازان لما يسمى قديما المخلاف السليماني.(1/98)
ذكر جزائر البحر
وأما ما يجاور سواحل اليمن من الجزائر التي في البحر المحيط بها فدهلك.
وكمران وهي حصن لمن ملك يماني تهامة. فجزائر فرسان فجزيرة زيلع وفيها سوق يجلب اليه المعزى من بلاد الحبش، فتشترى أهبها (1) ويرمى بأكثر مساليخها في البحر. وجزيرة بربرا (2) وهي قاطعة من حد سواحل اليمن ملتحقة في البحر بعدن من نحو مطالع سهيل الى ما شرق عنها وفيها صالى منها عدن وقابله جبل الدخان. وجزيرة سقطرى (3) واليها ينسب الصبر السقطري وهي وجزيرة بربرا مما يقطع بين عدن وبلد الزنج ثابتا على السمت، فاذا خرج الخارج من عدن الى بلد الزنج اخذ كأنه يريد عمان وجزيرة سقطرى تماشيه عن يمينه حتى تنقطع ثم التوى بها من ناحية بحر الزنج، وطول هذه الجزيرة ثمانون فرسخا وفيها من جميع قبائل مهرة وبها نحو عشرة آلاف مقاتل وهم نصارى، ويذكرون أن قوما من بلد الروم طرحهم بها كسرى، ثم نزلت
__________
(1) الأهب بضمتين جمع إهاب بكسر الهمزة الجلود وهذه جزر نلمع لذكرها بقدر المستطاع. فمنها دهلك بفتح الدال وسكون الهاء آخره كاف وهي عدة جزر تقع قبالة ثغر الحديدة من ممالك اليمن القديمة وهي اليوم بيد الأحبوش وليس لها كبير شأن وهي شديدة الحرارة. وكان بنو أمية ينفون من غضبوا عليه اليها. وإليها التجأ سعيد بن نجاح الملقب بالأحول وأخوه جياش سنة 444هـ من الملك الكامل علي بن محمد الصليحي بعد أن قتل أباهما واستباح مملكتهما فتأدبا وبرعا في العلم والسياسة ومكثا خمسة عشر عاما ثم ظهرا في سنة 459هـ وأخذا بثأرهما بقتل الملك الصليحي وإعادة المملكة راجع تاريخ عمارة 97والتاريخ الكبير واليها التجأ أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الاسكندري الشاعر بعد أن انكسرت السفينة التي كان فيها وهو عائد من عدن، مثقلا بالهدايا والتحف من عتبة الملك المعظم الداعي محمد بن سبأ الزريعي الهمداني وذهب كل ما كان معه وكان مالكها مالك بن شداد فقال ابن قلاقس المذكور:
واقبح بدهلك من بلدة ... فكل امرىء حلها هالك
كفاك دليلا على أنها ... جحيم وخازنها مالك
ياقوت ج 2. وفي معجم ما استعجم: دلهك بتقديم لام على الهاء راجعه ص 555وفرسان بالتحريك عدة جزر قبالة مدينة جازان وزيلع ضبطها معروف وتحمل اسمها لهذه الغاية، وكان منفى لدول اليمن ونسب اليها كثير من الصالحين الذي نزلوا مدينة زبيد وتخرّجوا بها وتأدّبوا وهي بيد المستعمر فرنسا.
(2) بربرا هي التي تسمى اليوم بربرة.
(3) جزيرة سقطرى يكثر وصفها وقد لخصنا من أخبارها المعاصرة في الاكليل ج 1ص 195، كما ذكرها ياقوت والمسعودي وغيرهما وضبطها بضم السين والقاف وسكون الطاء ممدودة ومقصورة وفيها لغة أخرى ويقال لها اليوم سوقطرى وهي اليوم من ممالك اليمن. ودم الأخوين: صمغ شجرة لا يوجد الا في هذه الجزيرة ويسمونه القاطر والصبر هو ما يسمونه بالصبر السقطري ويوجدان في دكاكين العطارين وغيرها.(1/99)
بهم قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم، وبها نخل كثير، ويسقط اليها العنبر وبها دم الأخوين وهو الأيدع والصبر الكثير، وأما أهل عدن فيقولون انه لم يدخلها من الروم أحد ولكن اهلها الرهابنة، ثم فنوا وسكنها مهرة وقوم من الشّراة (1)، وظهرت فيها دعوة الاسلام، ثم كثر بها الشراة فعدوا على من بها من المسلمين فقتلوهم غير عشرة أناسية (2) وبها مسجد بموضع يقال له السوق (3).
70690 - مدن اليمن التهامية
عدن جنوبية تهامية وهي أقدم أسواق العرب وهي ساحل يحيط به جبل لم يكن فيه طريق فقطع في الجبل باب بزبر الحديد، وصار لها طريقا إلى البر، ودربا (4)
وموردها ماء يقال له الحيق أحساء في رمل في جانب فلاة إرم (5) وبها في ذاتها بؤور (6) ملح وشروب وسكنها المربون (والحماحميون والملاحيون) والمربون (7) يقولون إنهم من ولد هارون، ومن أهل عدن ابن مناذر الشاعر (8) وابن أبي عمر المحدث (9). ولحج وبها
__________
(1) الشراة بضم الشين المعجمة جمع شار وهم فرقة من الخوارج جاوزوا الحد في المغالاة بالدين سموا بذلك لأنهم على زعمهم شروا أنفسهم من الله راجع أخبار الخوارج: كامل المبرد وغيره.
(2) الأناسية: جمع الناس.
(3) موضع السوق ومسجده في الجزيرة المذكورة لا يزالان معروفين كما حدثني الأخ الفاضل عبد الله با مطرف.
(4) هو ما يسمى اليوم باب البر وباب السلب.
(5) الحيق بالفتح وهو في الأصل ما أحاط بالشيء ولعله ما يسمى اليوم بالبريقة، وإرم هي التي يقال لها العماد راجع كتاب «النسبة» و «هدية الزمن».
(6) بؤور: جمع بئر.
(7) ما بين القوسين ساقط من «ب» فقط، والمربون لا يعرفون، والحما حميون من ولد حماحم ذي عثكلان ثم من ذي جدن من حمير ولا يعرفون أيضا، وفي ياقوت الحيق ساحل عدن. والملاحيون لعلهم منسوبون الى قرية ملاح العرش رداع لأنهم كثيرا ما ينزلون عدن للاتجار ومزاولة الأعمال ويستوطنونها، وهكذا ذكرها البشاري ومن يستوطنها والمراد بهارون: هارون الرشيد الخليفة المشهور.
(8) اسم ابن مناذر محمد بن مناذر العدني البصري ثم المكي، ومناذر بضم الميم، وهو شاعر مجيد محسن ولد بعدن وتأدب وتخرج بها ثم طمحت نفسه الى المزيد من المعارف فارتحل الى البصرة. ترجم له ابن المعتز في طبقاته وذكره أبو العباس محمد بن يزيد الثمالي الأزدي المشهور بالمبرد في كامله.
(9) في الأصول كلها «عمرو» أي بفتح العين المهملة وزيادة الواو في آخره الفارقة بين عمرو وعمر بضمها والتصحيح من المصادر الآنية واسمه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قاضي عدن شيخ مسلم وأبي عيسى الترمذي ترجم له البخاري في تاريخه ج ص 501، وابن سمرة في طبقاته 57، والجندي لوحة 35، والذهبي في تذكرته ح والفاسي في «العقد الثمين» ج 2872، وكلهم يثني عليه ثنا حسنا ويقولون في حقه: الحافظ المسند أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني نزيل مكة والمجاور بها حدث عن سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وعبد العزيز بن محمد الدراوردي في آخرين وروى عنه مسلم والترمذي وابن ماجه وبقية بن مخلد وناس كثيرون وصنف(1/100)
الأصابح (1) وهم ولد أصبح بن عمرو بن حارث ذي اصبح بن مالك بن زيد بن الغوث ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر.
وأبين وبها مدينة خنفر (2) والرواغ (3) وبها بنو عامر من كندة قبيلة عزيزة.
وموزع، والشّقاق والمندب (4) وهما لبني مجيد بن حيدان بن عمرو بن
__________
المسند وحج سبعا وسبعين حجة وصار شيخ الحرم في زمانه وتوفي بمكة لاحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين ومائتين ولم يعثر اليوم على كتابه المسند.
(1) الأصابح هي التي تسمى اليوم الصّبّيحة، راجع الاكليل ج 1432.
(2) خنفر بفتح الخاء المعجمة وسكون النون آخره راء: كانت مدينة أثرية وحصنها هضبة مسرطحة سميت باسم قيل يلقب خنفر، انظر الاكليل ج 1112، وتقوم وسط وادي أبين وهي أنقاض وقد خلفها اليوم مدينة زنجبار وفي حصنها المذكور مبان حكومية كما جرّت اليه أنابيب المياه العذبة، وقد عرفتها ودوّنت مشاهداتي في غير هذا الكتاب، وكان لها شهرة تاريخية عظيمية كما لعبت ادوارا في أحداث اليمن مهمة، ففيها تمركز الملك علي بن الفضل الجدني وشنّ غاراته على الملك علي بن أبي العلا الأصبحي الحميري صاحب مخاليف لحج وأبين والسروين وحضرموت وسلبه مملكته، واليها ينسب الذهب الخنفري المشهور وهي اليوم تابعة في الادارة الى يافع السفلى.
وخنفر أيضا بلدة في حضرموت.
(3) الرّواغ بضم الراء والواو وآخره غين معجمة، كذا في أصلنا وكذا في «ل» وفي «ب» الروانج بالنون والجيم آخر الحروف في هذا الموضع وكأصلنا في ما يأتي من ذكرها وفي ياقوت ج 3942، في مادة خنفر نقلا عن المؤلف الرواع بالعين المهملة آخر الحروف وفي ياقوت أيضا في ج 973في باب الراء والواو: الروع بلفظ الروع الذي هو الفزع: بلدة من نواحي اليمن قرب لحج وفيه يقول الشاعر:
فما نعمت بلقيس في ملك مأرب ... كما نعمت بالروع أم جميل
ولا توجد قرية في أبين ولا مدينة بهذا اللفظ الذي ذكره ياقوت ولا التي ذكرها المؤلف بعد البحث والاستقصاء وإنما توجد بلدة في أبين كبيرة هي بالمدينة أشبه منها بالقرية تسمى «الروا» بضم الراء والواو مع المد والهمز وحذف العين المهملة وتقع شمال خنفر ويمكن القول ان الرواع هي الرواغ ولكن المتأخرين حذفوا الغين مستكفين بالمد والهمز، أو أن أصله الرواء كما هي اليوم فجاء بعض النساخ فقلب الهمزة غينا وصارت «الرواء» وانسحب الغلط الى كل الأصول. وقبيلة بني عامر من كندة كما ذكرهم المؤلف في الجزء الثاني من الاكليل ولهم بقية.
(4) موزع بفتح أوله وسكون ثانيه وهو شاذ في القياس لأن كل ما كان من الكلام فاؤه حرف علة فان المفعل منه مكسور العين مثل موعد ومورد وموحل، كذا في معجم البلدان ج 2215، وهي مدينة قديمة لا زالت عامرة آهلة بالسكان وإن كانت كارثة السيول ما برحت تنتقص من أطرافها، وبها مسجد جامع ومنارة أثريتان، وتقع في وسط تهامة والى حزاز الجبال أقرب وفي الشرق الشمالي من ميناء المخا بمسافة ثلاثين كيلا وبالغرب الجنوبي من تعز، وقد عثر في بعض خرائبها على مسند حميري، كما اطلعت بنفسي على مسند مبني به في أسفل أحد دعائم جامعها المذكور ولا تعرف الكتابة لقدمها ولأنه يحتاج الى حفر، وفي أعلى واديها العظيم كان يقوم سد كبير لا تزال أطلاله شاخصة، ونسب اليها الشاعر الأديب أبو عتيق المزاح من أعيان القرن التاسع الهجري، والفقيه المفسر محمد بن عبد الله الموزعي والمؤرخ الموزعي وغيرهم. والشقاق بكسر الشين المعجمة وفتح القاف وآخره قاف أيضا عاصمة مخلاف بني مجيد ومقر عز الأمير الكبير عبد الله بن يحيى بن أبي الغارات المجيدي وهي اليوم أطلال وخرائب وتقع أعلا وادي موزع قرب العقمة وتسمى اليوم الشقق بحذف الألف الفاصلة بين القافين، والمندب هو باب المندب وقد سلف ذكره، وكانت مدينة تزخر بالحادي والملاح والوارد والسارح ويشهد بذلك ما جاء في المساند الحميرية، وحيدان بن عمرو بن الحاف من قضاعة.(1/101)
الحاف. وفرسان قبيلة من تغلب وكانوا قديما نصارى ولهم كنائس في جزائر الفرسان قد خربت وفيهم بأس، وقد يحاربهم بنو مجيد ويعملون (1) التجارة الى بلاد الحبش ولهم في السّنة سفرة، فينضم اليهم كثير من الناس ونسّاب حمير يقولون إنهم [من] حمير (2). والحصيب وهي قرية زبيد (3) وهي للأشعريّين (4)، وقد خالطهم بآخرة بنو واقد من ثقيف، وقرى بواديها حيس (5) وهي للرّكب من الأشعر، والقحمة للأشاعرة
__________
(1) كذا في الأصل، وفي نسخة: يحملون التجارة.
(2) هذا هو القول الصحيح، لأن اليمن عرفت من أقدم العصور أنها تدفع بالموجات البشرية لا أنها تستورد كما هو مشاهد اليوم، انظر الاكليل ج 1932.
(3) الحصيب بضم أوله وفتح ثانيه ثم ياء مسكنة من تحت وآخره باء موحدة، نسب الى الحصيب بن عبد شمس بن وائل انظر الاكليل ج 442وقد ذكر الحصيب في الأخبار النبوية، كما أشاد بالثناء عليها والتنويه بها كثير من الشعراء والأدباء والرحل قال الشاعر المفلق عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي من قصيدته العصماء:
رام عيسى ما لا يرام فأمسى ... ثاويا بالحصيب نائي المزار
وقال جياش بن نجاح:
لله أيام الحصيب ولا خلت ... تلك المعاهد من صبا وتصابي
ما العيش الا ما أحاط بسوحه ... بغضا الهويب وشاطىء الأهواب
وقال السيد الملك علي بن المهدي الحميري:
أدرنا على درب الحصيب صواعقا ... تحاكي صداها موبقات الصواعق
وزبيد: زنة أمير هي الحصيب الا انها غلبت على اسم الحصيب ووصفها يكثر، وقد دخلها الرحالة البشاري وأثنى عليها، وابن بطوطة وأشاد بها، ونبغ منها عالم لا يحصى من العلماء والفضلاء والأدباء والفرسان والرؤساء ولها تاريخ مستقل وهو «المفيد في أخبار صنعاء وزبيد» لعمارة اليمني وزبيد أيضا بلدة في عزلة يحير من ذي رعين خيان.
(4) الأشعريون: قبيلة عزيزة مرهوبة الجانب، ومنها النفر الذي كان على رأس وفدهم أبو موسى الأشعري والذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «جاءكم أهل اليمن أرقّ أفئدة وألين قلوبا، الايمان يمان والحكمة يمانية» والذين أنزل الله فيهم: {وَلََا عَلَى الَّذِينَ إِذََا مََا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} الخ سورة التوبة الآية 92ونسبت هذه القبيلة الى نبت وهو الأشعر بن ادد بن زيد بن عمرو بن زيد بن كهلان بن سبأ، ولقب بالأشعر لأنه ولد أشعر الجسم كله، ولهم بقية، كما ان لبني واقد بقية أيضا.
(5) حيس بفتح الحاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحت وسين مهملة آخره وهي مدينة عامرة واسعة ذات مساجد كثيرة ومرافق غنية وزرع وضرع ونخيل وفيها تصنع الأواني الخزفية البراقة التي تسمى بالحياسي نسبة الى حيس هذه ويا ليت انهم يطورون صناعتها حتى نستغني عما يغزو بلادنا من الآنية التي تستهلك أموالنا راجع «الاكليل ح 2 174» في نسب حيس، وحيس أيضا ويقال الحيس بلدة خربة بها مآثر ومواجل عظيمة من مخلاف بني عامر صباح، والركب بتشديد الراء وتسكين الكاف بطن من الأشعر شرق وجنوب زبيد والقحمة بفتح فسكون كانت مدينة عامرة وهي اليوم اصرام وحلل قد تصرمت نضارتها وتقع في وادي ذوال ما بين بيت الفقيه والمنصورية والقحمة أيضا على ساحل البحر من مخلاف الحكم.(1/102)
وفيها من خولان وهمدان، وذوال المعقر (1). والكدراء مدينة يسكنها خليط من عك (2) والأشعر وباديتها جميعا من عك الا النبذ من خولان قال عمرو بن زيد أخو بني حي بن عوف من خولان:
مضت فرقة منا يحطوّن بالقنا ... فشاهر أمست دارهم وزبيد (3)
ثم المهجم (4) وهي مدينة سردد وأكثر بواديها وأهل البأس منهم خولان من أعلاها وأسفلها وشماليها لعكّ. ومور (5) وبه مدينة تسمى بلحة (6) لعكّ، ومور أحد مشارب اليمن الكبار. ثم الساعد من أرض حكم بن سعد قرية لحكم (7).
والسقيفتان (8) قرية لحكم على وادي خلب ويكون بها وبالسّاعد أشراف حكم بنو عبد
__________
(1) ذوال بضم الذال وآخره لام واد مشهور وهي التي تشرع عليه القحمة وبيت الفقيه الحديثة والمنصورية وغيرها وتقع في الشرق الشمالي بمسافة يوم من مدينة زبيد والمعقر بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف آخره راء: كانت مدينة عامرة لا يزال التاريخ يحدثنا عنها حتى اختفت حوالي القرن الثامن ونسب اليها الحافظ أبو عبد الله بن جعفر المعقري يروي عنه مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح كما جاء ذكرها في أخبار الردة راجع تاريخنا الكبير.
(2) الكدرا بألف مقصورة وقد تمد كانت مدينة عظيمة على شط وادي سهام وهي اليوم خراب يباب وتقع في الجنوب الشرقي من المراوعة القائمة اليوم بستة أميال وعك قبيلة يمنية من الأزد «راجع الاكليل ج 2382» وشمس العلوم.
(3) كان في الأصل يخطون بالخاء المعجمة وكذا في الاكليل «ج 2761» وفي «ل» و «ب» بالحاء المهملة وهو الأصح والقنا بالقاف والنون والف مقصورة: موضع أعلى حيس كما يأتي للمؤلف ولهذا تقول العرب: حيس القنا وزبيد الغنّا. وزاد المتأخرون: وبيت الفقيه جنة الخلد، وفي «ل» و «ب» القبا بالباء الموحدة وكذا في ياقوت ج 845وهو وهم، وقرن شاهر في جبل ملحان.
(4) المهجم بفتح فسكون آخره ميم وكانت مدينة عامرة من أمهات مدن الجزء الشمالي من تهامة بل عاصمته ولعبت دورا ايجابيا في ازدهار اليمن واحداثه ناهيك ان مسجدها الجامع كان يحوي من القباب ما ينوف على 300مضوية لم تبق الا منارته المشرفة على الانهيار وتقع على لهوة نهر سردد وهي اليوم مقفرة موحشة وسردد بضم السين المهملة وسكون الراء ثم دالين أولاهما مضمومة وهي أحد ميازيب اليمن المشهورة كما نوه بذلك المؤلف نسب الى سردد بن معدي كرب بن شرحبيل بن ينكف بن شمر ذي الجناح ولشهرة سردد وعظمة واديه ذكرته الشعراء.
والمراد بخولان فيما جاء هنا خولان قضاعة، والمهجم أيضا قرية في بلد حجور الشام.
(5) مور بفتح الميم آخره راء واد مشهور وميزاب عظيم يأتي ذكره للمؤلف قال الشاعر ربيعه الجوبي:
فعجت عناني للحصيب واهله ... ومور وريم والصلي وسردد
وريم في الشعر هي ريمة المشهورة رخمه للضرورة.
(6) كذا في الأصل وفي ياقوت بالميم أول الكلمة وفي «ب» و «ل» بالياء أوله وعليه صححناه هنا وفي تاريخ اليعقوبي ج 2281بلجة بالباء واللام والجيم ولم يذكرها ابن خرداذبه ولا البشاري والصحيح بلحة بالموحدة والحاء المهملة بلدة متسعة.
(7) الساعد على زنة ساعد اليد لا تعرف اليوم لها ذكر في التاريخ الى القرن السابع ثم اختفت وحكم أيضا في بلاد السّودة وحكم ايضا من أرحب وكلاهما من همدان وحكم بفتح وسكون من قبائل بني مجيد في بلد المخا.
(8) السقيفتان بفتح السين المهملة وكسر القاف ثم ياء مثناة من تحت ثم فاء وتاء مثناة من اعلا اخره نون كذا صححناه عن أهل حرض وهو كذلك في «معجم البلدان» نقلا عن المؤلف ومما يأتي للمؤلف أيضا والسقيفتان المذكورتان خراب واطلال في وادي خلب شمالي وادي حرض وفي الأصول خبط وتصحيف عدلنا عن ذكر ذلك وخلب بضم الخاء المعجمة وفتح اللام زنة الخلب الذي هو الطين المعروف وتحمل اسمها الى هذا الحين.(1/103)
الجد (1). ثم الهجر (2) قرية ضمد وجازان (3) وفي بلد حكم قرى كثيرة يقال لها المخارف وصبيا (4). ثم بيش (5) وبه موالي قريش، وساحله عثر (6) وهو سوق عظيم شأنها وقد تثقله العرب فيقولون عثّر والى حازة (7) عثّر تنسب الأسود التي يقال لها أسود عثر وأسود عتود (8).
__________
(1) بنو عبد الجد الحكميون لهم تاريخ مجيد جاهلية وإسلاما لهم سلطان ظاهر الى القرن السادس الهجري.
(2) الهجر بالتحريك في لغة حمير، القرية الكبيرة ولا زال استعماله لهذا الى يوم الناس وذكر هذا المعنى المؤلف فيما يأتي وعنه وعن قبائلنا أخذناه وهجر ضمد لا زالت حية عامرة وضمد بالتحريك أيضا واد عظيم فيه قرى كثيرة آهلة بالسكان ونسب الى ضمد بن يزيد بن الحارث بن علة بن جلد بن مذحج كما خرج منه حملة أقلام ورواة أخبار ورافعو أعلام منهم السادة الأعلام بنو الضمدي ومنهم الشاعر المشهور القاسم بن علي بن هتيمل الخزاعي الضمدي المتوفى سنة 725. كما جاء ذكره في الأحاديث النبوية راجع الاكليل ج 2971» وشرح الخمر طاشية لابن الجون الأشعري.
(3) هذه جازان القديمة تبعد عن البحر 35كيلا تقريبا شرقا على ضفة وادي جازان من الجنوب.
(4) صبيا بفتح الصاد المهملة وسكون الموحدة وآخره الف: مدينة عامرة الى عهدنا هذا تقع على شط وادي ضمد واتخذها الادريسي عاصمة المخلاف في أول عصرنا قال الشاعر القاسم بن علي الذروي من شعراء القرن السابع الهجري:
من لصب هاجه ريح الصبا ... لم يزده البين الا نصبا
وأسير كلما لاح له ... بارق القبلة من صبيا صبا!
(5) بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت وآخره شين معجمة واد عظيم البركة زاكي الخيرات وافر النعم ولا يزال معروفا الى هذا التاريخ وهي من مخلاف حكم وفيها قبض على الزعيم القيل الهيصم بن عبد المجيد الحميري وسيق الى حماد البربري مولى هارون الرشيد، وكان واليا على اليمن، وفيه كانت الوقعة بين الملك علي بن محمد الصليحي وبين نجاح الحبشي فيما بين سنة 444و 447هـ وكان سحق جيش نجاح قال ربيعة الجوبي شاعر الصليحي يمدحه من قصيدة وينوه بالحادثة:
قرنت الى الوقائع يوم بيش ... فكان أجلها يوم السباق
راجع تاريخ عمارة اليمني بتعليقنا
(6) عثر كما ضبطها المؤلف، ولقدم عثر نلم بموجز من أخبارها فقد ورد ذكرها في المساند الحميرية، وان شمر يرعش التبع الحميري أوقع بأهل المخلاف. راجع مختصر لغة الجنوب، كما جاء التنويه في الأحاديث النبوية، وذكرها ابن خرداذبه والبشاري فقال في «ص 89»: عثر مدينة كبيرة مذكورة لأنها قصبة الناحية وفرضة صنعاء، وصعدة لها سوق حسن وجامع عامر يحمل اليهم الماء من بعد وحمامهم وضر، وبيش أطيب هواء منها وأعذب ماء بها ينزل السلطان داره الى جانب الجامع وذكره عمرو بن زيد أخو بني عوف الخولاني:
وصلنا الى عثر وفي دار وائل ... بهاليل منا سادة وأسود
الاكليل ج 1وقال عمارة: هو مخلاف عظيم وثغر جميل وساحل جليل ونسب اليه يوسف بن ابراهيم العثري يروي عن عبد الرزاق الصنعاني روى عنه شبيب بن محمد الزارع «ياقوت 8444».
(7) الحازة بتشديد الزاي في لهجتنا: هي الأرض بين السهل والجبل.
(8) وعتود بكسر العين المهملة وسكون التاء المثناة من فوق وفتح الواو آخره دال مهملة. قال ياقوت: ولم يجيء على فعول غير هذا وذرود اسم جبل وغير خروع. الشجر التبشع قلت، وجاء رابع لها وهو فروع اسم جبل وقرية من مخلاف بعدان مطل على مدينة اب من الجنوب الشرقي بينهما قدر ميل صعودا وعتود واد أعلاه في عسير وأسفله في تهامة وجاء على هذا الوزن: قرود جبل بنهم وخنيم في بعدان وحليل محطة بسمارة وصليب في ريمان بعدان انظر المعجم.(1/104)
عتود. وهي قرية من بواديها وقد ذكرها ابن مقبل (1) فقال:
جلوسا بها الشم العجاف كأنهم ... اسود بترج أو أسود بعتودا
وأم جحدم قرية بين كنانة والأزد وهي حد اليمن.
70691 - مدن اليمن النجدية وماشابه 70692 النجدية
أول مدن اليمن التي على سمت نجدها الجند (2) من ارض السكاسك، ومسجده يعد من المساجد الشريفة كان اختطّه معاذ (3) بن جبل ولا يزال به مجاورة واليه زوّار، وجميع ما ذكرنا من قرى تهامة اليمانية فإنها تنسب في دواوين الخلفاء إلى عمل الجند. وجبأ مدينة المعافر (4) وهي لآل الكرندى من بني ثمامة إلى حمير الاصغر.
__________
(1) ابن مقبل اسمه تميم بن أبي بن مقبل من بني عامر بن صعصعة من مشاهير الشعراء المخضرمين وديوانه مطبوع وانظر «طبقات الشعراء» لابن سلام.
(2) الجند بالتحريك يطلق على المدينة الأثرية وعلى نفس المخلاف نسب الى الجند بن شهر بطن من المعافر والمدينة قديمة لها تاريخ طويل وأحد أسواق العرب الشهيرة وأول مدينة في اليمن أسس فيها مسجد على التقوى قد أشاد بذكرها الشعراء. وتقع في بحبوحة حقل الجند وهي اليوم وقد سلب محاسنها الزمن وأخنت على مفاتنها المحن بليدة متشعثة متناثرة الخرائب والأوصال لولا جامعها الأثري ومنارته السامقة يدلان على مكانتها وإلا كانت أثرا بعد عين. والجند أيضا قرية في الجعفرية من ريمة الأشابط وجند ابن معناس من قرى جبل ذخر وباب الجند كان على سور منتزه ثعبات في تعز واسمه باق والسكاسك قبيلة من كندة نسبت الى السكاسك بن أشرس بن كندة.
(3) معاذ بن جبل الانصاري الصحابي العظيم انظر «الاصابة» و «قرة العيون» و «تاريخ اليمن» لعمارة والوثائق السياسية.
(4) المعافر بفتح الميم وكسر الفاء وآخره راء هو ما يسمى اليوم: الحجرية وسيأتي الكلام عنه، وجبا ضبطها المؤرخ الجندي وهو أعرف ببلده وقومه وهو ما ينطق به الناس اليوم بفتح الجيم والباء الموحدة ثم ألف: بلد كبير خرج منه جمع كثير من الفقهاء والقراء، وهي أكثر بلاد اليمن فقهاء ومتفقهين. قلت واليها ينسب شعيب الجبائي من أقران طاووس بن كيسان حدث عنه سلمة بن وهرام ومحمد بن اسحاق وغيره من الاعلام.
وتقوم مدينة «جبا» في فجوة صبر من غربيه كما يأتي للمؤلف وكانت تقام بها سوق في دورة الاسبوع. ولذلك جرى المثل العامي «من زاد عادش يا جبا جري بدقنه وانتفي» لان من أرسل المثل كان قد غبن في سوقها وفقد بعض متاعه، وقد جاء ذكرها في المساند الحميرية وانها إحدى الممالك اليمنية التي ظهرت على مسرح التاريخ القديم فنسب اليها الملوك الجبائيون على قول وخبرني الشيخ احمد بن محمود الجبائي ان بعض الفلاحين كان يحرث مزرعته بجانب المدينة المذكورة إذ ظهر له صلول: بلاط فتابع الحفر فأفضى به إلى باب ثم الى ازج فيه مكان صغير وفي المكان غرفة فيها تمثال ثور على قاعدة من المرمر وقدم التمثال مسرجة مصباح من المرمر النفيس يحمل مائة ذبالة، وحوالي الكل كتابة بالمسند فنزع الجميع وذهب به إلى بيته وجاءه الناس يتفرجون على التمثال وما حوى ثم ساومه بعض اليهود على بيعه ودفع له مبلغا كبيرا لينزله إلى عدن فامتنع ذلك الرجل المسمى شمسان عن بيعه وحدثته نفسه ان اليهودي ما يساومه بهذا الثمن الا انه صنم يعبد من دون الله فعمد الى التمثال فكسره وحطمه وكان بهذا العمل اراح ضميره وعقيدته بالله وباع المسرجة على انفراد بعد حين، وقد زرت جبا وسجلت مشاهداتي في موطن آخر(1/105)
وجيشان مدينة يسكنها خليط من حمير من رعينيّ ورداعيّ وصراريّ وغير ذلك، وبالقرب منها قرى لها بواد تنسب اليها مثل حجر وبدر (1)، والصهيب ويسكنها قوم من سبأ يقال لهم سبأ الصّهيب، وأما بدر فسكنها البحريون من الصّدف (2) ومنهم من سكن بلحج مع الأصابح كان منهم اوس بن عمرو قاتل الجوع وفيه يقول الشاعر وهو ابن البيلماني (3):
ألا إن اوسا قاتل الجوع قد مضى ... وورّث عزّا لا تنال أطاوله
ثم منكت مدينة السّخطيّين وهم بقية بيت المملكة من آل الصّوّار ولهم كرم وشرف متعال وهم قليل (4). ثم ذمار وساكنها من حمير وفيها نفر من الأبناء، والذّماري المحدّث (5) منها، ولم يزل بها وبالجند وجيشان علماء، وفقهاء مثل ابي
__________
ونسب اليها من أهل عصرنا الشيخ علي عثمان الجبائي الصبري كان من كملة الرجال وله ذكر في التاريخ قال ياقوت جبا بالتحريك بوزن جبل. وهو جبل باليمن قرب الجند وقبل قرية باليمن ثم نقل كلام الهمداني هنا والذي يأتي وقال العمراني: جباء ممدود جبل باليمن والنسبة إلى ذلك جبائي وقد روي بالقصر. قال البكري «ج 3602» الجبا بالفتح مواضع مختلفة باليمن وقال جبأ بالهمزة والقصر والمحدثون يقولون الجبائي وهو خطأ وهذا الجبل بناحية الجند وجبا مقصور ايضا موضع بالمعافر من اليمن. فانت ترى ما في هذه النقولات من الخبط والخلط وليس غير ما ذكرناه عن الجندي والهمداني وعن قومنا فأهل مكة اخبر بشعابها.
(1) جيشان يأتي الكلام عنها وهذه القبائل معروفة، وصرار بالفتح وهم كثيرون باليمن، وحجر بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم، وبدر معروف الضبط وهما يحملان هذا الاسم الى التاريخ. انظر الاكليل ج 342.
(2) البحريون بضم الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة نسبة الى بحر بن عمرو بن ذهبان بالضم ايضا، والصدف بفتح وسكون والنسبة اليه صدفي بفتحتين راجع الاكليل ج 122و 34.
(3) انظر الكلام على أوس الاكليل ج 342وعلى عبد الرحمن بن البيلماني وفي «معجم البلدان» مادة برثم وسلع، (مصحفا: السلماني) وهو من أهل القرن الأول الهجري ترجمه ابن حجر في «تهذيب التهذيب» ج 6/ 149.
(4) منكث: بفتح فسكون ثم كاف وثاء مثلثة: كانت مدينة عامرة إلى القرن الثامن حيث أفل نجمها وغاب حظها وأصبحت بلدة لا يؤبه لها وتقع من شرقي حقل يحصب: قتاب بين ربوات تحيط بها كالسور ولها نبع ماء يسيح على شوارعها وتبعد عن مدينة يريم جنوبا بمسافة عشرين كيلا تقريبا والسخطيون بالضم نسبة إلى سخط بالضم ايضا بن زرعة بن الحارث راجع تمام نسبهم وأخبارهم في الاكليل ج 602. وقد ظل التاريخ يحدثنا عنهم الى القرن السادس الهجري.
(5) ذمار بفتح الذال المعجمة والبناء على الكسر زنة حذام وهكذا ينطق به اليمنيون وحكى الامام البخاري كسر الذال وتبعه كثير من أهل المعاجم لانه دخل اليمن وأخذ عن علمائها وقال: بينها وبين صنعاء مرحلتان.
وأقول: وهي وطني ومسقط رأسي.
بلاد بها حلّ الشباب تمائمي ... وأول أرض مس جلدي ترابها
تقوم على فسيح من الأرض متفحة صافية الاديم وتقع جنوب صنعاء. وقد استوفينا أخبارها في غير هذا.(1/106)
قرّة (1) صاحب المسند، وعبد الرحمن بن عبد الله قارىء المساند. ثم رداع (2) وهي مدينة يسكنها خليط من حمير من الأسوديّين ومن خولان وبلحارث وعنس ويكتنفها في باديتها الربيعيون والزياديون وبلحارث وبنو حبيش من زبيد، ومن أهلها أحمد بن عيسى الخولاني صاحب ارجوزة الحج، وقد أثبتناها في آخر الكتاب وابن أبي منى الشاعر فارسي من الأبناء، ورداع بين نجد حمير الذي عليه مصانع رعين وبين نجد
__________
الأبناء: بقية الجيش الفارسي الذين قدموا مع الملك سيف بن ذي يزن الحميري وسموا بذلك لأنهم تأهلوا باليمن ورزقوا اولادا فصار اولادهم واولاد اولادهم يدعون الأبناء لأنهم من اولئك الفرس وليس لهم بقية بذمار فقد ذابوا في المجتمع ولهم بقية في قريتي الفرس والأبناء من بني حشيش خولان وفي بيت بوس وبني بهلول وسنحان.
والذماري المحدث منها هو أبو هشام عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري الابناوي صاحب المسند إمام حافظ مرحول إليه سمع عن الثوري ومن في طبقته وأخذ عنه احمد بن حنبل والبخاري وابن معين وغيرهم ممن دخل اليمن تولى القضاء بذمار لابراهيم بن جعفر الملقب الجزار ولما قدم حمدويه بن علي بن ماهان واليا على اليمن لمحاربة الجزار نقل إليه ان عبد الملك يكرهه ويميل الى الجزار فلما وصل الى ذمار قبض عليه يوم الجمعة وقتله في شهر رمضان سنة 200 هـ وألقاه مجدّلا على وجه الأرض ثلاثة أيام لم يدفن، ثم دفن رحمه الله «تاريخ الجندي» مطبوع بتحقيقنا.
(1) كان في الأصل ابن قرة والتصحيح من المراجع الآتية ترجم له البخاري في تاريخه الكبير. وفي تذكرة الحفاظ ج 1 265، والجندي والميزان وتهذيب التهذيب وبامخرمة، وذكر وفاته سنة 202هـ. وطبقات ابن سمرة وانظر ترجمته في هذه الكتب.
(2) رداع بفتح الراء لا يعرف أهل اليمن غيره وفي «معجم ما استعجم»: ورداع وثات باليمن ذكره الهمداني وفيه منازل كرع بن عدي بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر. أما ياقوت فقد تشوش عليه الأمر فقال: رداع بالفتح وهي وثات كانتا مدينتي أهل فارس باليمن عن نصر ثم قال: ورداع: مخلاف من مخاليف اليمن وهو مخلاف خولان وهو بين نجد حمير الذي عليه مصانع رعين وبين نجد مذحج الذي عليه ردمان وقرن، وقال الصليحي اليمني يصف خيلا:
حتى إذا جزنا رداع ألانها ... بلّ الجلال بماء ركض مرهج
وبه وادي النمل المذكور في القرآن المجيد وخبرني بعض أهل اليمن انه بكسر الراء ومنها احمد بن عيسى الرادعي له ارجوزة في الحج تسمى الرداعية. فأنت ترى اضطراب كلام ياقوت والبكري وكلاهما ينقلان عن الهمداني وهو لم يتكلم إلا عن رداع. وهي مدينة عامرة نزهة نضرة ذات سور وقلعة شماء والكلام عنها طويل ورداع أيضا بليدة في ريمة الأشابط ورداع أيضا ويقال لها رداع الحرامل فوق عقبة دثينة ورداع أيضا قرية خربة في بلاد السر والبيضاء وكلها بالفتح وتقع رداع العرش شرق مدينة ذمار بمسافة مرحلة أو ما يقارب مائة كيل والاسوديون كنسبة إلى الأسود بن عمرو بن مالك بن يزيد ذي الكلاع راجع الأكليل ج 2652، وقوله «خليط» كذا في أصلنا وفي «ب» و «ل» خلط يحذف الياء المثناة من تحت والمراد خولان العالية وقبائل الزياديين، والربيعيون لهم بقية في شرقي رداع وجنوبها وبنو حبيش بضم الحاء المهملة وفتح الياء الموحدة وسكون الياء المثناة من آخره شين معجمة وهم الذين يقال لبلدهم «الحبيشيّة» الواقعة في الجنوب الغربي من رداع. وزبيد: بضم الزاي وفتح الياء الموحدة ثم ياء من تحت ساكنة ودال آخره قبيلة هنالك وما يسمّى باسم زبيد قد ذكرنا البعض منها في الاكليل ج 3011، واستوفينا ذلك في المعجم.(1/107)
مذحج الذي عليه ردمان وقرن (1) وفي جنوبيها مدينة حصي (2) وبترى والخنق من ارض السّرو.
ثم 70693 مدينة صنعاء
وهي أم اليمن وقطبها لأنها في الوسط منها ما بينها وبين عدن كما بينها وبين حد اليمن من أرض نجد والحجاز، وكان اسمها في الجاهلية أزال (3) ويسميها أهل الشأم القصبة (4)، وتقول العرب: (لابد من صنعا، ولو طال السفر (5)) وينسب إلى
__________
(1) قرن بالتحريك وهو بالقاف والراء آخره نون وفي «ل» و «ن» بالزاي وهو وهم.
(2) حصي: بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين ثم ياء أخيرة والنسبة لها حصوي: مدينة أثرية قديمة لم يبق من معالمها غير هياكلها ومساندها والدهرية التي تنبىء عن ماضيها الغابر، وقد عثر على تماثيل وكتابات كما تشير الدلائل انه يوجد تحت انقاضها معبد وكانت عاصمة السرو ولم تختف عن مسرح الحياة إلا في القرن العاشر حيث حلت محلها مدينة البيضا وكان يسكنها آل الجلال سلاطينها من بني مسلية: وتقع شرق شمالي البيضاء بمسافة نصف ساعة.
والبترا: بالباء الموحدة والتاء المثناة من فوق ثم راء والف وينطق بها أهل السرو أم بترا بابدال لام التعريف بأم وهي لغة سائدة في كثير من أصقاع اليمن، والبترا هذه قرية خربة قرب حصي وشرقي البيضاء بنحو ثلاثين كيلا وفي الاصول كلها بالباء الموحدة والتاء المثلثة. والخنق بالخاء المعجمة والنون ثم القاف: بلدة قائمة آهلة بالسكان من ارض دبا من أرض السرو والخنق ايضا أرض بين الفلج ونجران يسكنها خليط من همدان ونهد وزبيد وغيرهم من اليمانية «معجم البلدان» والحنق بالحاء المهملة وبقية الحروف كالاول بلدة من سرو حمير وسيأتي الكلام على السرو.
(3) ولا زالت تسمى صنعاء بازال إلى يوم الناس هذا، قال الشاعر:
لي في ازال وديعة خلفتها ... أودعتها يوم الوداع مودعي
واظنها لا بل يقيني انها ... قلبي لاني لم أجد قلبي معي
وقد جاء ذكرها مصرحا به في المسند الذي عثر عليه في قرية حاز، كما أن الامام نشوان بن سعيد قال: انها تنسب إلى ازال بن يقطن: قحطان بن عابر بن شالخ، وازال ايضا مقاطعة من آل عمار من ذي رعين.
(4) القصبة وقصبة بدون تعريف: القرية أو القصر، وقصبة الكورة او القطر مدينتها العظمى، والقصبة في عرفنا البناء المدور الشكل الذي ليس له أركان.
(5) هذا شطر بيت وتمامه عند العامة: ونقصد القاضي الى هجر دبر.
ولا زالت الأعراب والناس تلهج بهذا البيت، وهو مثل يضرب على إمكان المستحيل، وقال ابن خرداذبه في المسالك والممالك: قال الراجز:
لا بد من صنعا وإن طال السفر ... وإن تحنّى كل عود وانعقر
ورواه في كتاب «النسبة» بقوله: وله يعني الحادي في طريقها يعني صنعاء:
لا بد من صنعا وإن طال السفر ... لطيبها والشيخ فيها من دبر(1/108)
صنعاء صنعاني مثل بهراء بهراني (1) لأنهم رأوا النون أخف من الواو وخولان لا تنسب إليها إلا على بنية الأصل صنعاوي، وكلهم يقولون في ساكن الكدراء كدراوي ولا يقولون كدراني، وصنعاء أقدم مدن الارض لأن سام بن نوح الذي أسّها. وقد جمعت أخبارها في القديم في كتاب «الإكليل» (2) وأضربنا عن ذكر قديمها في هذا الموضع صفحا، ولم يزل بها عالم وفقيه وحكيم وزاهد، ومن يحب الله عز وجل المحبة المفرطة، ويخشاه الخشية اليقظى على نحو ما ذكره بطليموس في طبائع أهل هذا الصّقع وهم مع ذلك أهل تمييز لعارض الأمور وخدمة السلطان بأهبة وتملك وتنعم في المنازل ولهم صنائع في الأطعمة التي لا يلحق بها أطعمة بلد، ولهم خط المصاحف الصنعاني المكسر والتحسين الذي لا يلحق به ولهم حقائق الشكل ذكرهم بذلك الخليل (3)، ولهم الشروط (4) دون غيرهم، ولا يكون لفقيه من أهل الأمصار شرط إلا ولهم ابلغ منه وأعذب لفظا وأوقع معنى وأقرب اختصارا. ومنهم الخطباء كمطرّف بن مازن وابراهيم بن محمد بن يعفر (بضم الياء وكسر الفاء) (5). وفيها العلماء كوهب بن منبه وأخويه همّام ومعقل وعبد الرّزّاق، وعبد الرحمن بن داود، وابن الشرود
__________
(1) بهراء: قبيلة من قضاعة «راجع الاكليل» ج 1881.
(2) الاكليل: هو الجزء الثامن منه. وصنعاء لا تزال إلى يوم الناس هذا تسمى مدينة سام بن نوح عليه السلام، ويدل على قدمها انه ورد ذكرها بنفس هذا اللفظ في عدة مساند، أحدها ما وجد في قرية حاز وثانيها ما أورده الدكتور جواد علي في ج 2522من كتابه «العرب قبل الاسلام» بلفظ: «هجر صنعو ورحبتين» أي مدينة صنعاء ورحبتها. ومنها ما عثرت عليه أنا بالذات في قرية رخمة من ضواحي مدينة ذمار بما نصه: «ذات صنعن»، وقد قدمنا المسند هدية للمتحف بصنعاء. قال ياقوت: وفي صنعاء لغة «صنعان» بزيادة نون آخر الحروف حكاها عن نصر الاسكندري، قلت: وهي لا تزال لغة الكلاع: إب ومخاليفها ولغة حجة وبواديها فيقولون في صنعاء:
صنعان.
(3) التحسين نوع من الخطوط الجميلة وهو خلاف المشق، والشكل: إعجام الكتاب: وإزالة لبسه، وانظر الاكليل 2/ 135. والخليل: هو ابن احمد بن عمر الفراهيدي الأزدي احد مفاخر الاسلام، وشهرته تغني عن إيراد ترجمته.
(4) الشروط: جمع شرط وهي الوثائق وسجلات المعاملات كالبصائر وورق الأجائر والأحكام وغيرها من العقود، وعندي مجموعة منها قديمة لعهد المؤلف وما قبله أثبتناها في الوثائق السياسية.
(5) مطرف بضم الميم وفتح الطاء وتشديد الراء آخره فاء: هو ابن مازن الكناني وقيل القيسي بالولاء الصنعاني مولدا ومنشأ، قاضي صنعاء بل قاضي اليمن واحد حكام الآفاق، ترجمته في الوفيات ج 2974، والرازي الصنعاني والجندي وابن حجر في تهذيبه والبخاري في تاريخه والذهبي في تذكرته وميزانه وغيرهم، واوفينا ترجمته في كتابنا في التاريخ وقوله يضم اليا وكسر الفاء كانه دخيل وليس من الأصل. والمجاز الاكليل الثاني في الكلام على ابراهيم بن محمد بن يعض.(1/109)
وهشام بن يوسف (1)، ومطرّف بن مازن المخترع لمفارع الغيول (2). ومن أصحاب النجوم: دردان، وأبو عصمة، وأبو جندة، وابن عاصم، وابن المنيذر، وابن عبد الله وغيرهم. ومن الشعراء مثل علقمة ذي جدن (3)، ووضّاح اليمن (4) ووفد بشعره على الوليد (5) واغتيل بسبب أم البنين (6) بنت بشر بن مروان، وبكر بن مرداس وكان ظريفا آدم حسن الهيئة والنظارة وكانت له ثياب بعدد أيام مخرجه من منزله في السنة وكان من تمام مروءته ألّا يخرج من منزله حتى يعقد (7) شسعي نعله فلم يره احد منقطع الشسع في طريق، وكان شعره سائرا، فخبرني ابن مرزا الأبناوي عن بعض من
__________
(1) وهب بن منبّه بن كامل الأبناوي الصنعاني ويقال له الذماري لأنه سكنها: أحد التابعين الكبار وكان باقعة في الحكايات بارعا بالروايات، وكان كما قيل يتقن اللغة اليونانية والعبرية والسريانية والحميرية، ومعظم اخباره عن اليمن وشعوب العرب التى بادت. وقال: قرأت من كتب الله اثنين وسبعين كتابا. وينسب اليه كتاب «الملوك المتوجة من حمير وأخبارهم» وكتاب «المغازي» الذي ذكر المستشرق كارل هينرش بكران هناك بضع اوراق منه في مكتبة هايدلبرج، ولد سنة 34وتوفي 110او 114وترجمته في تاريخنا.
وعبد الرزاق هو الامام الحافظ المرحول اليه ابو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري المغيثي من ذي مغيث ثم من ذوي الثوجم الأوزاعي الصنعاني حافظ الدنيا ومحدث اليمن ومؤرخها اوفينا الكلام عنه في التاريخ ولد سنة 116 وتوفي سنة 210هـ.
وابن الشرود بفتح الشين المعجمة وضم الراء واسمه بكر بن عبد الله بن الشرود الابناوي الصنعاني تلميذ عبد الرزاق والمملي له، ترجم له الذهبي في الميزان ج 2461بتوثيقه يروى عن عبد الرزاق ومعمر بن راشد ومالك ومن مناكيره حدثنا الثوري عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة: الناس كإبل مئة لا تجد فيها راحلة. وكان ابن الشرود هذا بليغا مفوها شديد العارضة، ذكره المؤلف في الاكليل ج 4091.
وهشام هو ابن يوسف الابناوي قاضي صنعاء، ولاه حماد البربري صنعاء بعد عزل مطرف بن مازن، وحديثه في الصحيحين وأخباره كثيرة وذكره المؤلف في الإكليل ج 4171، وتوفي سنة 197.
(2) الغيول: جمع غيل وهو الماء الجاري على وجه الارض الذي يتحلب من الجبال بعد انقطاع الأمطار سواء كانت عظيمة كغيل بناء ولحج وزبيد ومور، او دون ذلك كغيل وادي ضهر والضباب ومحفد والسحول وشراد الشلالة، أم هي كالينابيع وهي كثيرة باليمن ومفارع المياه والغيول جمع مفرغ وهي مجاري المياه وسواقيه ويطلق على الدول وتوقيت توزيع السقي، قال في التاريخ المجهول: ومطرف بن مازن هو الذي دق الدول بضلع ورتب قسمة ذلك لأن غيول ضلع لم تكن تكفي اهلها وكانت على دول يسمى البين الكبير وشيء منه يسمى البين الصغير، وكان أهل الضياع لا يكادون ينتفعون بها في سقي املاكهم فلما ولي مطرف اجراها على هذا الرسم وكانت من قبل على رسوم لا ينتفع بها، ثم ولي القضاء يحيى بن عبد الله بن كليب الحميري فأمر أخاه اسماعيل بحسابها واختصارها. قلت: وهذه العادة لا تزال الى يومنا هذا، والبين الكبير يوم وليلة، والبين الصغير يوم أو ليلة.
(3) راجع الاكليل ج 2962لترجمة علقمة ونسبه.
(4) وضاح اليمن: لقب غلب عليه لجماله وبهائه واسمه عبد الرحمن بن اسماعيل بن عبد كلال [انظر الأغاني].
(5) الوليد: هو ابن عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي.
(6) في الأغاني: ان أم البنين هي بنت عبد العزيز بن مروان، وبشر بن مروان هو الذي تولى العراقين لأخيه عبد الملك بن مروان.
(7) في نسخة: يتفقد. ولعلها أصح.(1/110)
حدثه من أهل صنعاء عن أبيه قال: وافيت الحج فرأيت في الطواف فتى ظريفا خفيف الروح يعصب به جماعة حتى قضى طوافه وصلاته فقلت: من هذا؟ فقيل أبو نواس الحسن بن هانىء (1)، فسلمت عليه وفاوضته وأخبرته بنفاق أشعاره وأخباره بصنعاء وسألته شيئا منه فقال: تطلبني مثل هذا وعندكم بكر بن مرداس قال: قلت وإنه عندك بهذه المنزلة؟ فقال: أما هو القائل:
يا إخوتي إن الطبيب الذي ... ترجون أن يبرئني مسقمي
وما آلى نصحا ولكنه ... عن علم ما بي من سقام عمي
فسائلوه عن عقاقيره ... وسائلوه ما الذي احتمي
فانما الطب لمن داؤه ... من مرّة أو بلغم أو دم
والحب لا يشفي بايّارج (2) ... ولا بترياق ولا محجم
إلا بشم الحبّ أو ضمه ... ومجّ ريق من فم في فم
فيا شفاء النفس من دائها ... داوي سقامي وارحمي ترحمي
فلو بعينك (3) إذا جنّنى ... ليل واغفت اعين النوّم
طوفي على بابكم باكيا ... لحرّ شجو في الحشا مضرم
لخلت أني طائف محرم ... في ساحة البيت الى زمزم
واستيقنت نفسك ان الهوى ... اشد ما يعلق بالمسلم
فأعتقي عبدك مما به ... واكرمي وجهك ان تظلمي
وقال بكر ايضا على لسان اعرابيين وفدا على يزيد بن الوليد والي اليمن (4) وذكر اللحية:
فقدنا لحانا ما أقل غناءها ... واضيع فيها الدهن يا ابن مطيع
دهنّا ونفّشناهما لأميرنا ... كخافيتي نسر هوى لوقوع
فما ساقتا خيرا سوى الطول منهما ... وأنهما غمّ لكل ضجيع
فيا ليتنا كنا سناطين (5) منهما ... نؤمل كالأعراب كل ربيع
__________
(1) أبو نواس: مشهور، وترجمته مثبتة في المعاجم.
(2) الايارج: معجون مسهل.
(3) في نسخة: بعينيك بلفظ التثنية.
(4) اليزيد بن الوليد بن عبد الملك: من خيرة خلفاء بن أمية. وكان خليفة على الامبرطورية الاسلامية لا على اليمن فحسب.
(5) السناطان بالسين المهملة والنون تثنية سناط بكسر السين وضمها وهو الكوسج الذي لا لحية له.(1/111)
فنسلب مالا لا نروّع بعده ... مخافة عري، أو مخافة جوع
ومن شعراء صنعاء ابو السمط الفيروزي من الأبناء شاعر مفلق وفد على المهدي (1) ممتدحا فقبل مدحته، ومدح البرامكة وقاموا به على حد الفارسية واقتطعوا له من المهدي اموالا بصنعاء وعقارا وقد أثبتنا مرثيته في أخيه وهي من أحسن شعر في كتاب «الاكليل» (2).
ومن شعراء صنعاء مرطل وكان هجاء للأشراف داخلا في أعراضهم وفعل مثل ذلك بيعفر بن عبد الرحمن (3) فجهز من نادمه فلما شرب ذات يوم مع أولئك الندامى وسكر حمل فراشه على بعض ما ماسكه على الدابة وسروا به فوافوا به شبام (4) الى يعفر فانتبه وهو بين يديه فقال كيف أصبحت يا مرطل قال: في طختي يا سيدي يعني الوعاء الذي حمل من فراشه (5) فضحك منه ومن عليه وسرحه فقطع لسانه بذلك الجميل عن أذاء الناس فلم يكن بالمرتفع. ومن شعراء صنعاء بل من باديتها عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي وكان مطبوعا مفوّها (6) مفلقا وقد أثبتنا قصائد من شعره في الكتاب [الأول] (7) من «الاكليل» مع أخبار بني شهاب. ومن شعراء صنعاء نفسها ابراهيم ابن الجدوية (8) وقد ذكرنا شيئا من شعره في كتاب الاكليل (9) وكان مطبوعا في الشعر وكان في الرجز أبرع وكان ربما يشابه في بعض مذهبه مذهب الكميت (10) في مثل كلمته في العلوي الناصر:
__________
(1) المهدي محمد بن جعفر المنصور: ثالث الخلفاء العباسيين راجع التواريخ.
(2) لعل المرثاة في أحد الأجزاء المفقودة.
(3) يعفر بضم الياء وسكون العين وكسر الفاء وهكذا كل ما جاء من الأسماء على وزنه من قبائل قحطان مثل يحصب ويحمد وأمثالها، وفي غيرهم يعفر بفتح الياء وسكون العين وضم الفاء راجع الاكليل ج 712، ويعفر هذا مؤسس الدولة الحوالية واليعفرية، راجع التاريخ والاكليل.
(4) هذه شبام حمير ويقال لها شبام يحبس، وشبام أقيان وشبام يعفر، ويأتي الكلام عنها.
(5) في نسخة: في فراشه.
(6) انظر ترجمة عبد الخالق في الاكليل ج 1331، 245، 357، 379.
(7) ما بين القوسين زيادة يقتضيها المقام لأن في الأصل: في الكتاب من الاكليل.
(8) هو ابراهيم بن محمد بن الجدوية الابناوي الصنعاني ترجم له العلامة أحمد بن صالح أبو الرجال في تاريخه، ولم يأت بكثير على ما هنا، ويظهر أن ابن الجدوية طال عمره إذ نجد له أخبارا في عهد الناصر وأنه سجنه وهجا الناصر انظر العسجد.
(9) ذكر له المؤلف قصيدته التي امتدح بها العشيين في الاكليل ج 3431، فلا علم لنا هل هي التي قصدها المؤلف أم غيرها في الأجزاء المفقودة.
(10) الكميت بالتصغير: هو ابن زيد الأسدي وترجمته في الأغاني وغيره من كتب الأدب راجع تفسير الدامغة.
والعلوي الناصر: هو أحمد بن يحيى بن الحسين، راجع ترجمته في الإكليل ج 3291، وكتب التاريخ.(1/112)
ناصر الدين لم تزل منصورا ... شكر الله سعيك المشكورا
وله في أبي الحسين الرسي (1) مرثية وهي:
وهت عضد الاسلام واندقّ كاهله ... وغالت بنيه في الأنام غوائله
وكان يستغرق أكثر شعره هجاء السوقة والسقاط (2) ومن احسن شعره كلمته في أسعد بن أبي يعفر وأولها (3):
يا طائرين أخال البين فارتفعا ... ان النوى قد قضت أوطارها فقعا
ولم يزل فيها من كتبة الديوان بلغاء غير مولدي الكلام ولا مستخفي المعاني ومبعدي الاستعارات مثل بني أبي رجا وغيرهم. وكان بشر بن أبي كبار البلوي من أبلغ الناس وكانت بلاغته تتهادى في البلاد وكان له فيها مآخذ لم يسبقه اليه أحد ولم يلحقه فيه، وتعجب بلاغته ونفاستها وأنه فيها أو حد وأنه لا يشابه بلاغته البلغاء وانه منفرد بحسن اختلاس القرآن اثبتنا منها عشر رسائل ليستدل بها على ما وراءها وأقل الأثر دليل على قدر المؤثر (4). كتب بشر إلى ابراهيم بن عبد الله الحجبيّ (5) والى صنعاء لهارون الرشيد وكان قدم صنعاء سنة اثنتين وثمانين ومائة فأقام بها سنة وشهرا ثم صرف في بغي هشام الأبناوي عليه وكان قد عزم على أن يولي بشرا بعض نواحي اليمن فكسر غلّته هشام بن يوسف (6): أما بعد فان رآى الأمير امتع الله به أن لا يعلم هشاما ما يريد من صلتي فانه لم يردني وآلي قط بخير ولم يفتح لي باب صلة فتكون منه خالصة
__________
(1) أبي الحسين الهادي: انظر ترجمته ج 2501، الاكليل والتاريخ وقرة العيون، وسيرته أيضا.
(2) كذا في الأصل و «ب» وفي «ل»: السقط.
(3) أسعد بن يعفر: هو المكنى أبا حسان فارس حمير وملك اليمن، انظر ترجمته ج 1842من الاكليل وتاريخ عمارة والتاريخ وقرة العيون، ولم أعثر على هذه القصيدة.
(4) أورد الرسائل العشر صاحب التاريخ المجهول، كما أني عثرت لدى الأخ الوزير محمد بن عبد الله العمري رحمه الله على فهرست الكتب التي قد تفهرست في خزانة ميلانو بايطاليا فطالعتها فوجدت في مضامينها رسائل البلوي (؟) ففرحت بذلك ظنا أنها غير ما في صفة جزيرة العرب فكلفت الوزير الايطالي لدى الجمهورية اليمنية أن يطلب لي صورة منها ففعل مشكورا، فلما وصلت طالعتها فاذا هي نفس هذه الرسائل. فرحم الله أبا محمد فانه بحق سباق غايات وصاحب آيات.
(5) في التواريخ اليمنية ان اسمه ابراهيم بن عبيد الله بن عبد الله بن طلحة، وأنه أقام سنة راجع التاريخ 5.
(6) هو هشام بن يوسف المتقدم ترجمته وكان له ضلع في عزل الحجبي.(1/113)
لا يريد بها إلا وجه الله وحده، ولا يرجو بها إلا ثوابه الا عرض هشام من دونها فثقلها وكرهها وأدار القياس فيها وضرب لها الأمثال وألقى الحيلة فيها الى الكاتب والحاجب {وَقََاسَمَهُمََا إِنِّي لَكُمََا لَمِنَ النََّاصِحِينَ} ومدحني بما لا يسمع به من اخلاقي وانتقصني فيما لا يطمع بغيره مني ليكون ما أظهر من المدحة مصدّقا لما أسر من العيبة ثم زخرف ذلك بالموعظة وزينه بالنصيحة وقاربه بالمودة وأغراه من ناحية الشّفقة وشهد عليه أربع شهادات بالله {إِنَّهُ لَمِنَ الصََّادِقِينَ} * {وَالْخََامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللََّهِ عَلَيْهِ إِنْ كََانَ مِنَ الْكََاذِبِينَ} فاذا الحاجب يزلقني ببصره وإذا الكاتب يسلقني بلسانه وإذا الخادم يعرض عني بجانبه وإذا الوالي ينظرني {نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} فصارت وجوه النفع مردودة، وأبواب الطمع مسدودة، وأصبح الخير الذي كنت أرجوه {هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيََاحُ} والصلة التي كنت أشرفت عليها {صَعِيداً زَلَقاً} وأصبح ماؤها غورا فما أستطيع له طلبا فأسأل الذي جعل {لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} أن يكفيني شره ويصرف عني كيده فانه يراني هو وقبيله من حيث لا أراهم. والسلام.
وله إلى يزيد بن منصور عامل أبي جعفر المنصور على اليمن (1) وقدم الى صنعاء في أول سنة أربع وخمسين ومائة فأقام بها باقي خلافة المنصور وسنة من خلافة المهدي وكان قدومه بعد الفرات بن سالم: أما بعد فانه قدم عليّ كتاب من الأمير حفظه الله مع رسوله نعمان الهمداني يأمرني أن أبعث اليه بفرض الفرات بن سالم يريد بالفرض شيئا كان فرضه على أهل اليمن وأنا أخبر الأمير أكرمه الله أنه كان قدم علينا قبل كتابه كتاب الله تعالى مع رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) يأمرنا فيه أن نفرق ما جمع الفرات وان نهدم ما بنى، وان نوالي من عادى وأن نعادي من والى، ونظرت في الرسالتين وقست بين الرسولين بغير تحيز عرض (2) ولا لشبهة بحمد الله دخلت فرأيت أن لا انقض ما جاء به محمد بن عبد الله لما قدم به النعمان لعنه الله وغضب عليه. وعلمت انه من يزغ منا عن أمر الله يذقه من عذاب السعير، فليقض الأمير حفظه الله فيّ ما كان قاضيا ثم ليعجل
__________
(1) هو يزيد بن منصور بن يزيد بن مثوب من ولد شمر ذي الجناح الأكبر وكان أميرا سريا كريما عقدت له الدولة العباسية الألوية وولته ولايات كبيرة منها البصرة واليمن وغيرها لرئاسته وصهارته لهم وهو خال المهدي، وقد أقام خمس سنوات أيام أبي جعفر المنصور وأقام سنة في خلافة المهدي وأمره أن يقيم للناس الحج فقدم بغداد بعد الحج فمات سنة 165هـ، وفي تاريخ اليعقوبي سنة ثمان وستين، وذكره أبو نواس في شعره في مدح الأمين.
(2) غرض: بالغين المعجمة في الأصل وفي «ب» و «ل» بالمهملة.(1/114)
ذلك ولا ينظرني فوالله إن العافية لفي عقابه وان العقاب لفي عافيته وان الموت لخير من الحياة معه، إذا كان هذا الجد منه والحق عنده والسلام.
ولبشر أيضا: أما بعد فان من الناس من تحمّل حاجته أهون من فحش طلبه، ومنهم من حمل عداوته أخف من ثقل صداقته، ومنهم من إفراط لائمته أحسن من قدر مدحته، وان الله خلق فلانا ليغم الدنيا ويقذر به أهلها فهو على قذره فيها من حجج الله على أهلها، فأسأل الذي فتن الأرض بحياته وغم أهلها ببقائه ان يديل بطنها من ظهرها والسلام.
ومن بشر الى الشافعي (1) في عبد الله بن مصعب: أما بعد فانك تسألني عن عبد الله كأنك هممت به إذ سرك القدوم عليه فلا تفعل يرحمك الله، فان الطمع بما عنده لا يخطر على القلب إلا من سوء التوكل على الله عز وجل، وان رجاء ما في يده لا يكون إلا بعد اليأس من روح الله، لأنه يرى الاقتار الذي نهى الله عنه هو الاسراف الذي يعذب الله عليه، وان الصدقة منسوخة، وأن الضيافة مرفوعة، وأن إيثار المرء على نفسه عند الخصاصة إحدى الكبائر الموجبة الهلكة، وكأنه لم يسمع بالمعروف إلا في الجاهلية الأولى الذين قطع الله دابرهم ونهى المسلمين عن اتباع آثارهم، وكأن الرجفة لم تصب أهل مدين عنده إلا لسخاء كان فيهم، ولم يهلك الريح العقيم عادا إلا لتوسع ذكر منهم، وهو يخاف العقاب على الانفاق، ويرجو الثواب على الاقتار، ويعد نفسه الفقر، ويأمرها بالبخل، خيفة أن ينزل به بعض قوارع الظالمين، ويصيبه ما أصاب القوم المجرمين، فأقم يرحمك الله على مكانك، واصطبر على عسرتك وتربص به الدوائر، عسى الله ان يبدلنا واياك خيرا منه زكاة وأقرب رحما والسلام.
ومنه إلى بشّار بن رضابة (2): أما بعد فاني رأيتك في أول زمانك تغدو على العلماء وتروح عنهم، وتحدث عن الله وعن ملائكته ورسله، وقد أصبحت تحدث عن معن وعن عماّله، وعن أبي مسلم (3) وعن أصحابه، فبئس للظالمين بدلا، فمن
__________
(1) الشافعي: هو الإمام محمد بن إدريس المشهور. ومصعب: هو أبو عبد الله مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام ولاه الرشيد اليمن، قال الامام الشافعي: فسألني أن أخرج معه لعلمه بفقري وفاقتي، فلما صرنا الى اليمن ولاني قضاء نجران. انظر طبقات ابن سمرة 138.
(2) في «ل»: ابن رضية.
(3) راجع أخبار معن بن زائدة ج 3971، وج 3742من «الاكليل» وقرة العيون والأغاني وتفسير الدامغة وابن خلكان وغيرها من كتب الأدب. وأبو مسلم: هو عبد الرحمن الخراساني المشهور الذي مهد الملك لبني العباس.(1/115)
خلّفت على أهلك أو على من تتكل في هول سفرك أو بمن تثق في حال غربتك؟ أبا لله أم عليه؟ وكيف ولست أخشى عليك إلا من قبله لأنه قد أعذر اليك وأنذر، فعصيت أمره، وأطعت أعداءه، وخرجت مغاضبا تظن أن لن يقدر عليك، فاتق على نفسك الزلل، وانزل عن دابتك في كل جبل، فاذا استويت أنت ومن معك على ظهورها فلا تقل: {سُبْحََانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنََا هََذََا} لأن الله تبارك وتعالى قد كره أن يحمد على ما نهى عنه ولكن قل: {رَبَّنََا مَنْ قَدَّمَ لَنََا هََذََا فَزِدْهُ عَذََاباً ضِعْفاً فِي النََّارِ} والسلام.
ومنه الى الحجبي: أما بعد فان الله وله الحمد قد كان عرّضني وجوها كثيرة وخيرني في مكاسب حلال، وكنت بتوفيق الله عز وجل وإحسانه قد اخترت منها ناحية الأمير حفظه الله تعالى ورضيت به من كل مطلب، واقتصرت على رجائه من كل مكسب، فأثابه الله عز وجل بذلك فتحا قريبا، ومغانم كثيرة عجّلها وكان الله عزيزا حكيما، وقد عرف الأمير حفظه الله تعالى طول مودتي له، وقديم حرمتي، وأني ممن أنفق من قبل الفتح وقاتل، ثم إني لم أتعرب بعد الهجرة، ولم أنافق بعد النصرة، ولم أكن كحاطب (1) حين ألقى بالمودّة، ولا كتميم يوم نادوا من وراء الحجرات (2)، بل أقمت على مكانتي، واصطبرت على عسرتي، حتى جاء الفتح من عند الله، وطلع الأمير حفظه الله، فلما ظهر وتمكن، ورجونا الغنى معه حين أيسر واثخن، والعز تماما على الذي أحسن، قرّب الأحزاب، وأدنى المخلّفين من الأعراب، وآثر بالفيء من لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وأصبحت أياديه عند المؤلفة قلوبهم، ومن كان يلمزه في الصدقات منهم، وصنائعه عند المعذّرين من الأعراب الذين جاءوا من بعدهم، ظاهرة في الآفاق وفي أنفسهم، وأصبح نقباء العقبة وفقراء الهجرة ومساكين الصفّة تفيض أعينهم حزنا ألا يجدوا ما ينفقون، والسابقون الأولون منا ومن أهل النصرة مرجوون لأمر الله، فان رأى الأمير حفظه الله أن يعطف علينا من قبل أن يزيغ قلوب فريق منا فعل فان {الْإِنْسََانَ خُلِقَ هَلُوعاً، إِذََا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذََا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً}، ولست أدري ماذا أعتذر به اليوم الى الناس في أمري عن الأمير،
__________
(1) حاطب بن أبي بلتعة: صحابي بدري أنزل الله في حادثته قرآنا يتلى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيََاءَ} سورة الممتحنة راجع التفاسير والسيرة النبوية.
(2) تميم. قبيلة مشهورة، ولما وصل وفدهم الى المدينة نادوا بجلافة الأعراب: يا محمد اخرج الينا فأنزل الله فيهم الآيات في سورة الحجرات.(1/116)
وهم يعلمون أني قد رأيت فيه ثلثي أملي، ولم أبلغ في نفسي ربع رجائي، أم ماذا ينتظر الأمير حفظه الله فيّ بعد أن آتاه الله الملك، وعلمه الحكمة، ومكنه من خزائن الأرض وجعله في الدنيا وجيها، وفي الاسلام مكينا، وعند الخليفة أبقاه الله تعالى مطاعا أمينا، فمن يفر (1) الأمير بعد هذه النعمة أو من يعذره مع هذه الكرامة، ومن يرضى منه بأقل من جبرانه الا من سفه نفسه والسلام.
وكتب إلى يحيى بن خالد بن برمك يستمتع بالحجبيّ: أما بعد حفظ الله أبا علي، وحفظ لك ما استحفظك من دينك، وأمانتك وخواتيم عملك، أما ما تحب أن ينتهي إليك علمه من قدوم الحجبي علينا، وما عمل به فينا، وعلى ما أصبح المسلمون معه قبلنا، فكل ذلك بحمد الله ونعمه على أفضل سرورك، وأعظم رجائك، ومنتهى أملك، من سكون الدهماء وأمان السبل، وحسن الحال وتتابع الأمطار، وقد أصبح الناس بحمد الله رحماء بينهم لا يسمع إلا سلام سلاما، فذلك أنّ الحجبي لما قدم علينا فزع إلى خيار الناس وأهل الصلاح منهم فقربهم وأدناهم، وغلظ على أهل الفجور والريبة وأبعدهم وأقصاهم، وبعث لحملة القرآن فلما اجتمعوا إليه من أطراف البلاد وتخير الفقهاء وذوي الرأي منهم فجعلهم بطانته وأهل مشاورته، وبعث كثرتهم عمالا على كثير من نواحي عمله، وعهد إليهم ما عهد إليه أمير المؤمنين في أخذ الصدقات والزكاة على وجوهها وقسم السّهمان الخمسة موفّرة بين أهلها، وأعلمهم أن امير المؤمنين لم يأمره ولا من قبله من ولاة اليمن وغيرها إلا بالعدل والإحسان، وأن أمير المؤمنين يبرأ إلى الله من ظلم كل ظالم وجور كل جائر وأنه قد خلع ما يتثقل به عن رقبته وجعله في دين الحجبيّ وامانته، فلم يبق عند ذلك فرقة من فرق المسلمين، ولا جماعة من الصالحين، ولا أحد من الفقراء المساكين، إلا دعا لأمير المؤمنين بطول البقاء، ثم دعوا لك يا أبا علي بأفضل الدعاء، ونشروا عنك أحسن الثناء، لما ساقه الله إليهم بسببك وجعله بيمن مؤازرتك، وأجراه لهم على لسانك ويدك، ولما أخذ الحجبي فيهم من ورائك فإنا قد عرفناه بالرفق الذي ليس معه ضعف وبالشّدّة التي ليس معها عنف، وبالجد الذي لا يخالطه هزل، ثم هو مع ذلك قليل الغفلة شديد التهمة، لا يتكل على كتابه ولا يفوض أمره إلى أمنائه، ولا يطمئن إلى جلسائه حتى
__________
(1) يفر: بالياء المثناة من تحت والفاء. وفي نسخة بالقاف من أقره على الشيء، وفي كلتا العبارتين غموض.(1/117)
يتفقد الأشياء بنفسه فيورد ما حضر منها على عينه ويصدر ما غاب عنه منها على علمه، لا يمنعه من مطالبة (1) الصغير مزاولة الكبير، قد أحكم السياسة ورسخ في التدبير، فأشد الناس خوفا لغضبه أرجاهم جميعا لمثوبته، وأقلهم أمانا لعقوبته أطولهم لزوما لمجالسته، قد أشغل كلا بنفسه فأقبل كل على شأنه فليس أحد يجاوز حده ولا يعدو قدره، ولا يتكلم إلا فيما يعنيه، ولسنا نراه بحمد الله يزداد في كل يوم إلا شدة ولا تزداد الأمور معه إلا إحكاما فليس لمغتاب اليه سبيل ولا لمنتقص معه طمع.
والسلام.
وله إلى الحجبي وكان نهاه عن التعرض للوزراء ولأهل العراق: أما بعد فإنك كتبت إلي تنهاني عن السلطان وعن قربه ولست اعتذر اليك في ذلك، إن دعاني السلطان سارعت، وإن أبطأ عني تعرضت، فإن كان الله تبارك وتعالى أحل لك خدمة أمير المؤمنين ومنادمة الفضل ومسامرة جعفر، وأباح لك أن تأخذ من أموالهم القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وحرم عليّ مكاتبة الشرط ومراسلة البرد والتخدّم للخصيان والتعرض للدايات (2) وحضر عليّ من اموالهم ما أسد به الفورة (3)
وأواري به العورة فأنا الهالك وأنت الناجي، وإن لم يكن الأمر على ذلك وكان لكل امرىء منا ما اكتسب من الإثم فأنت الذي تولى كبره منهم، وضرب لنا مثلا ونسي خلقه والسلام.
وله إلى يحيى بن خالد بن برمك: أما بعد فإني كتبت اليك كتبا لم أر لشيء منها جوابا، ولست امتع الله بك أتكبر عن مواترة الكتب إليك ولا أستنكف على تركك الكتاب إلي لأن مثلك لا يكتب إلى ضعيف مثلي إلا بعون الله وتأييده، ولا يلقى الحكمة كتّابه إلا بتوفيق الله عز وجل وإحسانه ولعلك أمتع الله بك لم يوافق نزول ذلك من ربك فإنه تبارك وتعالى يقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير. والسلام.
وله أيضا إلى علي بن سليمان (4) وكان قدومه إلى اليمن واليا لها عن المهدي سنة
__________
(1) وفي نسخة: مطالعة.
(2) للخصيان جمع خصي: معروف وفي «ل» و «ب»: للحضان بالضاد المعجمة جمع حاضن وهو ايضا معروف والدايات جمع داية: القابلة وهي المولدة بلغة العامة.
(3) الفورة سورة الجوع وشدته.
(4) علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس فهو ابن عم المنصور والسفاح، وفي التاريخ المجهول والخزرجي في العسجد: انه قدم في المحرم سنة واحد وستين ومائة وهو الذي بنى مسجد السرار المسمى اليوم مسجد القاسمي بصنعاء وله قصة ذكرناها في بعض كتبنا وكان كثيرا ما يتولى أعمال البصرة وله أخبار كثيرة.(1/118)
اثنتين وستين ومائة وأقام بها سنة ونصفا: أما بعد فإنه لما اختلط عليّ من عقلي، واشتبه علي من رأيي وشككت فيه من أمري، فلست أشك في أن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يقدر عليّ رزقي وأن يبتليني بالشدة على عيالي أطلعك على ذات طمعي، ودلّك على وجه طلبي، وجعلك جليسا لأهل حاجتي، ثم ابتلائي بطلبها إليك، فإذا ذكرتها أسفرت وأبشرت، ووعدت من نفسك وعدا حسنا، ففرقت نفقتي لإسفارك، ووسعت على عيالي لإبشارك، وتسلّفت من إخواني لوعدك، فإذا أتيتك منتجزا عبست وبسرت، ثم أدبرت واستكبرت، وقد تصرمت النفقة وانقطع الرجاء وأيست من الطمع (كما يئس الكفار من أصحاب القبور)، وأعظم ذلك عندي كربا وأشده جهدا أن غيرك يعرض عليّ الحاجة التي طلبتها إليك، فأكره أن تكون إلا بسببك، وأن تجري إلا على يدك، ولعمري ما كان ذلك إلا لسابق العلم في شقوتي بك، فأسأل الله عز وجل الذي جعل جاهك من بليتي وحسن منزلتك من مصابي، وطول حياتك فتنة لعيالي أن ينقلك إلى جنته قبل أن يرتد اليك طرفك والسلام.
ومن بشر إلى آخر: اما بعد، فإني رأيتك في أمر دينك متصنعا مخذولا وفي أمر دنياك فاجرا مثبورا، وفيك خصال لا تجتمع في مسلم إلا بسوء سريرة أو مقارفة كبيرة او إضمار عظيمة، يعم بها اولياء الله ويخص بها ولد رسول الله، ومن آيات ذلك انها تشمئز قلوب أهل الحرمين إذا ذكرت وتقشعر قلوب أهل المصريين إذا مدحت، وأنهم لا يزدادون لك إلا بغضا ولا في الشهادة عليك إلا قطعا، لمعرفتهم بك قديما وعلمهم بحالك صغيرا وكبيرا، فلعمري لئن كنت إلى يومك هذا كما زعموا إنك إذا من المستهزئين، ولئن كنت قد نزعت عما عهدوا ما أخلصت لله إذن توبتك، ولا صدقت نيتك، وإن في إيمانك لضعفا، وإن في نفسك لوهنا، وإن في صدرك لكبرا وإن في قلبك لقساوة، وان في معيشتك لإسرافا، وما أحسبه صح في يدك من زينة الله التي أخرج لعباده وأرزاقه الطيبة التي بسطها على خلقه ما تبلغ به لذة، ولا تقضي به ذمة، لأن ذلك لم يصل إليك إلا ببغي المسلمين، وبطالة المستهزئين، وإفك المفترين، فلا أحسبك إذا كنت بهذا وأشباهه تبرأ بشيء من كسبك عن شيء من دينك إلى أحد من غرمائك، إلا صرت ممن يبرأ من ذلك إلى أهل الأرض غريما لأهل السماء، ولا تصل
بشيء من جمعك أحدا من ذوي قرابتك إلا كانت مسألة الله إياك عن قطيعتهم أهون عليك من محاسبته إياك بما يصل إليهم، ولا تنفق نفقة صغيرة ولا كبيرة إلا وقّعت لك في سجين، ولا ترفع منزلة إلا هبطت بك في أسفل السافلين، وما سلم قلبك حتى عرفت به وصليت في المشرق إلا من ضعف قلبك، ولا صح عقلك حتى رجب (1)
أهلك إلا من قلّة عقلك ولو نفرت في الأرض حيران على وجهك أو سرت إلى الجبال هاربا من خطيئتك أو ترممت (2) العظام مع الكلاب، أو ولغت فضول الماء مع السباع لكان ذلك بقدر جرمك خفضا ودعة من جنائك وبقدر عملك رغدا من معيشتك، ولو ابيضت عيناك من الحزن، وعضضت على يديك فأبنتهما من الغبن وتقطع قلبك من الهم أو ذهبت نفسك حسرات لما كان ذلك أرش ما جرحت به من دينك ولا نذر ما لويت به من أمانتك ولا قيمة ما فاتك من ربك فإذا بلغت من نفسك المسكينة ما بلغت ورضيت عنك نفسك الضعيفة ما صنعت فلا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد ملوما مخذولا.(1/119)
ومن بشر إلى آخر: اما بعد، فإني رأيتك في أمر دينك متصنعا مخذولا وفي أمر دنياك فاجرا مثبورا، وفيك خصال لا تجتمع في مسلم إلا بسوء سريرة أو مقارفة كبيرة او إضمار عظيمة، يعم بها اولياء الله ويخص بها ولد رسول الله، ومن آيات ذلك انها تشمئز قلوب أهل الحرمين إذا ذكرت وتقشعر قلوب أهل المصريين إذا مدحت، وأنهم لا يزدادون لك إلا بغضا ولا في الشهادة عليك إلا قطعا، لمعرفتهم بك قديما وعلمهم بحالك صغيرا وكبيرا، فلعمري لئن كنت إلى يومك هذا كما زعموا إنك إذا من المستهزئين، ولئن كنت قد نزعت عما عهدوا ما أخلصت لله إذن توبتك، ولا صدقت نيتك، وإن في إيمانك لضعفا، وإن في نفسك لوهنا، وإن في صدرك لكبرا وإن في قلبك لقساوة، وان في معيشتك لإسرافا، وما أحسبه صح في يدك من زينة الله التي أخرج لعباده وأرزاقه الطيبة التي بسطها على خلقه ما تبلغ به لذة، ولا تقضي به ذمة، لأن ذلك لم يصل إليك إلا ببغي المسلمين، وبطالة المستهزئين، وإفك المفترين، فلا أحسبك إذا كنت بهذا وأشباهه تبرأ بشيء من كسبك عن شيء من دينك إلى أحد من غرمائك، إلا صرت ممن يبرأ من ذلك إلى أهل الأرض غريما لأهل السماء، ولا تصل
بشيء من جمعك أحدا من ذوي قرابتك إلا كانت مسألة الله إياك عن قطيعتهم أهون عليك من محاسبته إياك بما يصل إليهم، ولا تنفق نفقة صغيرة ولا كبيرة إلا وقّعت لك في سجين، ولا ترفع منزلة إلا هبطت بك في أسفل السافلين، وما سلم قلبك حتى عرفت به وصليت في المشرق إلا من ضعف قلبك، ولا صح عقلك حتى رجب (1)
أهلك إلا من قلّة عقلك ولو نفرت في الأرض حيران على وجهك أو سرت إلى الجبال هاربا من خطيئتك أو ترممت (2) العظام مع الكلاب، أو ولغت فضول الماء مع السباع لكان ذلك بقدر جرمك خفضا ودعة من جنائك وبقدر عملك رغدا من معيشتك، ولو ابيضت عيناك من الحزن، وعضضت على يديك فأبنتهما من الغبن وتقطع قلبك من الهم أو ذهبت نفسك حسرات لما كان ذلك أرش ما جرحت به من دينك ولا نذر ما لويت به من أمانتك ولا قيمة ما فاتك من ربك فإذا بلغت من نفسك المسكينة ما بلغت ورضيت عنك نفسك الضعيفة ما صنعت فلا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد ملوما مخذولا.
قال أبو محمد: ثم من بعد صنعاء من قرى همدان في نجدها بلدها ريدة وبها البئر المعطلة والقصر المشيد وهو تلفم (3) وفيه يقول علقمة بن ذي جدن:
وذا لعوة المشهور من رأس تلفم ... أزلن وكان الليث حامي الحقائق
ويسكنها اللّعويون (4) وأثافت ... وتسمى أثافة (5) بالهاء وبالتاء أكثر
__________
(1) رجب كفرح وفزع واستحيى وكنصر هابه وعظمه ومنه شهر رجب لتعظيمه.
(2) ترممت العظام: الرميم من العظام باليها وما نخر منها وقوله ولغت من الولوغ وهو شرب الكلاب والسباع بطرف ألسنتها.
(3) ريدة بفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم دال وهاء هي منزل الهمداني وكانت معقله الذي يلجأ اليه من صروف الزمن وكوارث المحن في كنف الاسد الهصور ابي جعفر احمد بن محمد بن الضحاك، وهي اليوم آهلة بالسكان والحياة وهي لا تزال سوقا لحاشد وبكيل وعدادها من بكيل وتقع في البون لحف جبل تلفم بفتح التاء المثناة من فوق وسكون اللام وضم الفاء آخره ميم والعامة تنطق به اليوم بالقاف راجع الكلام على ريدة وتلفم في الجزء الثامن والثاني من الاكليل ج 982. والثامن 165باخراجنا.
(4) راجع انساب وأخبار اللعويين في الاكليل ج 10ويقال لهم بقية في عفار من خارف.
(5) أثافت بضم الهمزة وكسر الفاء وفيه لغة ثالثة وهي ثافت باسقاط الهمزة حكاها ابن فند شارح البسامة وكذا حكاها ياقوت وفي معجم ما استعجم. وقال الهمداني: أثافة على من يقول في تابوت تابوه. وهي اليوم لا أثر فيهما وكانت تقوم على مصنعة منيعة لا ترام وتقع في بني صريم ثم في آل أبي الحسين وقد عاصرت أحداثا رهيبة لا زالت تنتقص منها حتى اختفت حوالي القرن السابع الهجري، راجع التاريخ، وضبطها ياقوت بفتح الهمزة.(1/120)
وخبرني الرئيس الكباري من أهل أثافت قال كانت تسمى في الجاهلية درنى (1) وإياها التي ذكرها الأعشى (2) بقوله:
أقول للشرب في درنى وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل؟
وكان الأعشى كثيرا ما يتخرّف فيها وكان له بها معصر للخمر يعصر فيه ما أجزل له أهل أثافت من أعنابهم، ويروون في قصيدته البائية:
أحب أثافت وقت القطاف ... ووقت عصارة أعنابها
ويسكنها آل ذي كبار ووادعة (3).
وخيوان: أرض خيوان (4) بن مالك وهو من غرر بلد همدان وأكرمه تربة وأطيبه ثمرة ويسكنها المعيديون (5) والرضوانيون وبنو نعيم وآل أبي عشن وآل أبي حجر من اشراف حاشد، وهي الحد بين بكيل وحاشد وكان معيد جدهم مع علي عليه السلام فأغضبه فبات يكدم واسط كوره حتى أفناه ولحق بمعاوية ولم يزل بها نجد وفارس وشاعر، ومن شعرائهم ابن ابي البلس (6) وهو القائل في أبي الحسين يحيى بن الحسين الرّسي في كلمة له سينية:
لو أن سيفك يوم سجدة آدم ... قد كان جرّد ما عصى إبليس
ثم من هذه السراة في بلد خولان (7) بن عمرو بن الحاف مدينة صعدة (8) وكانت
__________
(1) بضم أوله وسيأتي ذكره للمؤلف وانها من ارض اليمامة بلد الأعشى.
(2) الأعشى هو أبو بصير ميمون بن قيس من بكر بن وائل وهو عند الاطلاق لا ينصرف إلا إليه وشهرته تغني عن ترجمته وديوانه مطبوع.
(3) الكباريون لا يعرفون اليوم، وجدهم ذو كبار بضم الكاف، راجع العاشر من الاكليل. وتوجد قرية في همدان تسمى الكبار كما توجد فرقة في ذي السفال الكلاع وأحوازها يدعون ببني الكباري يتسمون بالفقه والمعرفة، ووادعة قبيلة من حاشد لها بقية، راجع العاشر من الاكليل.
(4) تمام نسب خيوان في الجزء العاشر وخيوان لا تزال عامرة.
(5) معيد جد الرؤساء آل الضحاك الذين لعبوا دورا كبيرا في تاريخ اليمن وأحداثه، وكدم عض بأطراف اسنانه، والكور بضم الكاف: ما يركب عليه وهو الرحل.
(6) لم أجد ترجمة لابن أبي البلس.
(7) راجع نسب خولان قضاعة وخولان العالية في الجزء الأول من الاكليل.
(8) صعدة بفتح فسكون آخره هاء: مدينة جميلة نزهة نضرة ولا تزال الاحداث تأخذ منها حتى يومنا هذا، انجبت من حملة العلم ورواة الأخبار وأصحاب الأدب وأهل السيف والقلم جملة مستكثرة ومنهم الى أبي النجم الحميريين(1/121)
تسمى في الجاهلية جماع وكان بها في قديم الدهر قصر مشيد، فصدر رجل من اهل الحجاز من بعض ملوك البحر، فمر بذلك القصر وهو تعب، فاستلقى على ظهره وتأمل سمكه فلما اعجبه قال: لقد صّعده لقد صعّده!! فسميت صعدة من يومئذ، وقال بعض علماء العراق: إن النّصال الصاعدية تنسب إلى صعدة وانما يقال فيها الصعدية فاذا اضطر شاعر قال صاعدية في موضع صعدية. وهي كورة (1) بلاد خولان وموضع الدباغ في الجاهلية الجهلاء وذلك انها في موسط بلاد القرظ وهو يدور عليها في مسافة يومين فحده من الجنوب خيوان وبلاد وادعة، ومن الشمال مهجرة في رأس المنضج (2) من أرض بني حيف من وادعة ايضا ومن المشرق مساقط برط في الغائط، ومن المغرب معدن القفاعة من بلد الاجدود (3) من خولان، ثم لا مدينة بعدها من نجد اليمن، وكان بها حروب وايام قد ذكرناها في بعض كتبنا وذكرنا من كان بها من شعراء خولان، وكذلك نجران كان بها ايام وحروب وشعراء من بلحارث وهمدان وكان من شعرائها ابن البيلماني من الأبناء.
ما وقع 70694 باليمن من 70695 جبل السراة وأوله 70696 اليمن
أما جبل السراة الذي يصل ما بين اقصى اليمن والشأم فانه ليس بجبل واحد وانما هي جبال متصلة على نسق واحد من أقصى اليمين الى الشأم في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة يزيد كسر يوم في بعض هذه المواضع وقد ينقص مثله في بعضها، فمبتدأ
__________
الذي قال فيهم الأمير محمد بن الهادي تاج الدين من قصيدة له:
آل أبي النجم هم ما هم ... هم خير من يمشي على الأرض
لو سرت في الأرض جميعا إلى ... أن تقطع الطول مع العرض
لم تلق مثلا لهم في الورى ... من أهل رفع الأرض والخفض
ومنهم آل عطية وآل الدواري وآل حابس من بلحارث بن كعب المذحجيين وغيرهم وقد الممنا بأخبارها في غير هذا التعليق، ونسب اليها ياقوت أبا عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن مسلم البطال محدث. وصعدة ايضا بليدة من مخلاف خدير جنوب تعز.
(1) الكورة بالضم كل صقع يشتمل على عدة قرى ولا بد لتلك القرى من مدينة أو قصبة.
(2) المهجرة بفتح فسكون قال ابن خرداذبة قرية كبيرة تحت عقبة المنضج والمنضج بفتح فسكون ويأتي ذكرهما للمؤلف وبالمنضج كانت تقف حجاب التبابعة لمن أتى من الشمال فيبلغون خبره الى العاصمة وفيها كانت وقعة هائلة للأمير محمد بن أبان الخنفري على معن بن زائدة.
(3) الاجدود بالجيم كما في «الاكليل» ج 3501وفي أصلنا وفي «ب» و «ل» بالحاء وهو وهم.(1/122)
هذه السراة من أرض اليمن أرض المعافر فحيق بني مجيد فعرّ عدن (1) وهو جبل يحيط البحر به، وهي تجمع مخلاف ذبحان والجوءة وجبأ وصبر وذخر وبرداد (2) وصحارة
__________
(1) هذا من عكس الترتيب فانها تبدأ بعر عدن فحيق بني مجيد فأرض المعافر والعر بضم المهملة وتشديد الراء وهو عدة جبال بركانية كان يطلق عليها العر، ثم أطلق عليها التعكر واليوم جبل شمسان ولبعد ذكره نوه به الشعراء فمن ذلك قول الوليد بن عقبة بن أبي معيط يوم الجمل:
يا ليتني كنت في العرين من عدن ... يوم البصيرة أو صنعاء والجند
(2) الضمير في هي يعود الى المعافر: ذبحان بضم الذال المعجمة وآخره نون عزلة من المعافر في الجنوب منه وورد ذكره في المساند القتبانية كما جاء منوها به في الأنساب راجع الاكليل ج 352.
والجؤة ضبطها الجندي لوحة 75بضم الجيم وهمزة على الواو مفتوحة ثم هاء وذكرها ياقوت في موضعين فضبطها وقال هي قرية قرب الجند من أرض اليمن خرج على السلطان منها رجل من السكاسك يقال له عبد الله بن زيد والجؤة أيضا من قرى زبيد باليمن وقال: الجوة بالضم قرية باليمن معروفة ينسب اليها أبو بكر عبد الملك بن ابراهيم السكسكي الجوي حدث بها عن أبي محمد القاسم بن محمد بن عبد الله الجمحي روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث قلت أنا لا يوجد باليمن غير جؤة المعافر هذه وعلى ما ضبطها الجندي وياقوت للأولى ومنها خرج الرجل السكسكي على السلطان وخرج منها الحافظ عبد الملك المقبور قرب الراهدة وعليه مسجد وضريح مشهور يزار وتقع الجؤة في عزلة الأشعوب على سفح حصن الدملوة والصلو من شرقيه وكانت مساكن الملوك، والفضلاء المعدودين وكان فيها الأمير محمد بن أحمد بن المفضل بن عبد الكريم بن سعد بن سبأ الأبيني، أيام الملك المنصور عمر بن علي بن رسول فقصدته الشعراء وامتدحوه فمن ذلك قول بعضهم:
يا طالب الجود يمم للندى جؤة ... فانه حل فيها الوابل السكب
واقصد بمدحي أمير الدين ان له ... مواهبا ليس يحصى عدها الكتب
واستصغرت نفسه الدنيا لقاصده ... فلو حواها لكانت بعض ما يهب
وهي اليوم متشعثة تكاد تلحق بالموتى وتقع جنوبي شرقي مدينة تعز لمسافة مرحلة. وجبأ سلف ذكرها.
وصبر بفتح الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة آخره راء زنة كتف وهو الجبل الشامخ العظيم الذي تقع على سفحه مدينة تعز من شماليه وقلعتها الشماء القاهرة وفي سفح غربيه مدينة جبأ الأثرية وهو من الجبال المباركة كثير الخيرات والعيون والمناهل حتى قيل ان فيه من العيون عدد أيام السنة وفي مؤلف يسمى «نزهة المعتبر في فضائل جبل صبر» حفقناه ونشرناه، وورد التنويه به في الأخبار النبوية في حديث المكاتب الذي عجز عن أداء مال الكتابة فقال علي عليه السلام اعلمك كلمات تقولهن علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان عليك مثل جبل صبر دينا اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك أخرجه الترمذي والحاكم. وذكره الأمير محمد بن ابان الخنفري من قصيدة له:
وفي صبر لنا شاد المعالي ... أبونا ذو المهابة والجلال
وقال الملك علي بن محمد الصليحي:
حتى رمتهم ولو يرمى به كنن ... والطود من صبر لانهدّ أو كادا
ونسب إليه أبو الخير النحوي الصبري شيخ الأهنومي الذي كان بمصر ذكره ياقوت، وصبر بفتح الصاد والباء في صحار خولان من صعدة يأتي ذكره للمؤلف وصبر بفتح فسكون جبل من مخلاف نقذ وصاب، وذخر بفتح الذال المعجمة وكسر الخاء المعجمة أيضا آخره راء ويقال له ذخر الله وهو جبل عظيم الخيرات معاند لجبل صبر من الغرب بينهما الضباب وبرداد ووصفه طويل ذكر في غير هذا وبرداد بكسر الباء الموحدة وسكون الراء ويأتي ذكرها وفي «ل» و «ب» بالياء المثناة من تحت والزاي غلط.(1/123)
والظّباب والعشيش ورسيان وتباشعة (1) ويسكن هذه المواضع نسل المعافر بن يعفر ومن همدان ومن السكاسك وبني واقد، ووادي الملح (2) ويسكنه الأشعر، وفيما بينه وبين تباشعة بلد العشورة قبيلة من الأشعر.
ثم يتصل ببلد المعافر في هذه السراة بلد الشراعب من حمير منها دخان (3) ورؤوس نخلة (4) ويصلاه من بلد الكلاع نخلان والثجة والسحول والملحة وظبا وقلامة والمذيخرة وريمة وقرعد وحرقة وملحّة وموضان والخنن والرّبادي وتعكر والزواحي (5) وغور سراة
__________
(1) صحارة يأتي ذكره والضباب بفتح الضاد المعجمة المشددة والباء آخره باء ورسمه في «ب» بالظاء المشالة وهم وهو ما يسمى ضباب الغرس لكثرة المغروس والفواكه وهو في فصول الربيع والصيف والخريف قطعة من الجنان أو لوحة من لبنان، بل أجمل وأروع منه وعداده من صبر ونسب اليه الشيخ عبد الله بن يحيى الصبري الضبابي أحد المتهمين في محاولة انقلاب سنة 1341هـ فزج مع ولده الشيخ علي في قصر صنعاء ومات الأب في سجنه مع آخرين من الرؤساء راجع تاريخنا والضباب أيضا واد في قدس من المعافر ايضا جنوبي هذا والضباب أيضا في المفاليس من المعافر أيضا والضباب يأتي ذكره للمؤلف من الأجعود، والعشيش بضم العين المهملة وياء من تحت ساكنة بين شينين معجمتين هو ما يسمى اليوم العشش بحذف الياء لا تزال تحمل هذا الاسم ورسيان بكسر الراء وسكون السين المهملة ثم فتح الياء المثناة من تحت آخره نون ورسمت في «ل» و «ب» بالباء الموحدة خطأ وهو ملتقى السيول والروافد الآتي ذكرها للمؤلف وهو معروف ومشهور وتباشعة بضم التاء المثناة من فوق وفتح الباء الموحدة ثم شين وهاء وهي قرية كبيرة ذات مسجد جامع في عزلة بني وافي من جبل ذخر الذي يسمى اليوم جبل حبشي وكل هذه الأماكن غربي مدينة تعز وتباشعة أيضا عزلة شرقي صبر.
(2) وادي الملح هو ما يسمى اليوم وادي المالح وهو واد مغيول موبوء بينه وبين وادي الضباب وادي حذرار وكلها ذات غيول كبيرة منهمرة وتقع على طريق مخلاف شرعب ومن تعز في الشمال الغربي وعداده من أعالي تعز.
(3) الشراعب هو ما يسمى اليوم مخلاف شرعب وهو يشكل عمل ناحية خصبة التربة طيبة الهواء كثيرة إنتاج الموز والقات وغيرهما ويقع في الشمال الغربي بمسافة ثلاثين كيلا والشراعب أيضا في الكلاع العدين والشراعب أيضا في بلاد حجة في غربيها. ودخان بفتح الدال المهملة وتشديد الخاء المعجمة: جبل عال وواد أيضا في عزلة الشجاني من شرعب.
(4) يأتي ذكرها.
(5) هذه أماكن نذكرها على التوالي والكلاع بالفتح كان يطلق في القديم على: العدين وبلاد ذي السفال وبلد حبيش وبلاد إب. راجع الاكليل ح 2442. والكلاع أيضا اقليم بالأندلس من نواحي بطليموس وكلاع اشبان محلة بنيسابور وقلعة بالشام. عن ياقوت، كل ذلك نسب الى الكلاع القبيلة المشهورة من حمير التي نزلت أيام الفتوحات بهذه الأصقاع.
ونخلان بفتح النون وسكون الخاء المعجمة آخره نون ويقال له وادي نخلان وهو من الأودية الكريمة وفيه قرى عامرة جميلة ويقع في الشرق الشمالي من تعز على بعد 45كلم وبمسافة نصف ساعة بالسيارة راجع الاكليل ج 82وفي «ب» بالحاء المهملة غلط وكذا فيما يأتي والثجة بفتحات مع التشديد آخره هاء بلدة كانت عامرة في ظاهر جبل التعكر وهي اليوم مزارع وحروث وقد يطلق المعاصرون عن أسلافهم ان الثجة مدينة اب ويروي أهلها حديثا.
وقد حققنا الموضوع في المعجم.
والسحول بفتح السين وضم الحاء وهو الجاري على الألسن اليوم وكذا ضبطه البكري، وضبطه ياقوت بضم أوله(1/124)
__________
وهو مخلاف يأتي ذكره للمؤلف ويطلق اليوم على بطن السحول ما بين عقبة إب الذهوب جنوبا حتى القفر شمالا وما اكتنفه من الجبال.
والملحة: بفتحات وقد تكسر اللام قرية كبيرة في بطن السحول وملحة أيضا قرية في عزلة السيف من الكلاع بلد ذي السفال.
وظبا بضم الظاء المعجمة ثم باء موحدة وألف مقصورة كان يطلق في القديم على قرية «الجامع» اليوم الواقعة في متوسط الوادي وكان سوقا ويقال له: وادي ظبا وهو من أكرم الأودية لولا الندوب التي شوهت به السيول وتقوم في أعلاه مدينة ذي السفال وفي أسفله مدينة القاعدة الجديدة التجارية وعلى جنبات وادي ظبا ما ينوف على ثلاثين قرية كالنجوم الزاهرة ووادي ظبا ووادي نخلان متعاندان فظبا في الغرب الجنوبي ونخلان في الشرق الجنوبي ليس بينهما فاصل ونسب إلى ظبا أبو الخير بن محمد بن كديس الظبائي كان عالما فاضلا وقبره بقرية الجامع وكانت وفاته في سنة عشر وأربعمائة هـ، ووهم ياقوت في معجمه فرسمه في حرف الطاء المهملة قال وينسب اليها أبو القاسم عبد الرحمن ابن عبد الله القرشي الفقيه روى عنه أبو القاسم عبد الله بن عبد الوارث الشيرازي وكذا وهم صاحب «اللباب» والظبا أيضا معرفا بالألف واللام بلدة في الأشعوب المذكورة آنفا من خدير والصلو، وظبا أيضا: بلدة في شمال الحجاز مشهورة بين الوجه والمويلح على شاطىء البحر، ولها ذكر في الكتب المتعلقة بوصف طريق الحجاج من مصر.
وقلامة بالفتح: بلدة تقع شمال المذيخرة نسب اليها أحد العلماء كما في الجندي ويقال إن بها مسجدا أثريا.
والمذيخرة بضم الميم وفتح الذال المعجمة وسكون الياء المثناة من تحت ثم خاء معجمة وآخره هاء: تعتبر المذيخرة روضة فواحة بالشذا، ذات ينابيع غزيرة وزروع وفواكه وفي ذلك يقول بعض الأدباء:
مذيخرة تخضرّ في زمن الشتا ... وتزهو بأسنى بهجة وسرور
وفي بطنها الأنهار تزهو كأنها ... سلوك لجين في بساط حرير
وهي مقر الملوك المناخيين الحميريين، وعاصمة ابن الفضل ولا يزال فيها نجد وشهم حتى اليوم والمذيخرة هذه عزلة لا قرية وريمة بفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم ميم وهاء ويقال لها ريمة المناخي وهي قلعة شماء بها آثار المناخبين ومعين ماء عذب نقاخ، وتطل على المذيخرة من الغرب، كما أن قرعد بضم القاف وسكون الراء آخره دال جبلها الشرقي، وقرعد أيضا بلدة في سرو مذحج البيضاء، وقرعد أيضا في ذي رعين ثم في كحلان خبان.
وحرقة بفتح الحاء المهملة والراء والقاف آخره هاء: بلدة عامرة في ايفوع، أعلا غربي المذيخرة ويقال لها الحرقة، وفي «ب» و «ل» رسمها بالخاء المعجمة غلطا. والحرقة أيضا قرية من أعمال ذي السفال ثم من عزلة الصفة، وملحة بفتح الميم واللام وتشديد الحاء المهملة آخره هاء: بلدة عامرة وواد في بني زهير غربي المذيخرة، وموضان بفتح الميم وسكون الواو والضاد المعجمة آخره نون: قرية آهلة بالسكان في عزلة حمير جنوب المذيخرة، وفي «ل» و «ب» بوصان بالباء الموحدة والصاد المهملة وهو خطأ.
والخنن بفتح الخاء المعجمة وكسر النون الأولى ثم نون آخره: بلد وجبل غربي المذيخرة، وفي «ل» و «ب» بالحاء المهملة وباقي الحروف كالأول، وهذه الأماكن من قلامة الى قوله الخنن تقع شمالي مدينة تعز بمسافة مرحلة.
الربادي بفتح الراء المشددة ثم باء موحدة دال وياء: عزلة خصبة تقع جنوب مدينة ذي جبلة وفي أعلاها يقوم حصن التعكر الشهير، ومن منتوجاتها البر القمح والقلا الفول والورد الناهي، ولها ذكر في التاريخ، وكان في الأصول: الزيادي بالزاي والياء المثناة من تحت وباقي الحروف كالأول، ولم نجد هذا الاسم بعد البحث المتواصل وكذا تكرر فيما يأتي وفي ابن خرداذبه والبشاري.
وتعكر: ويقال له التعكر وحصن التعكر، وهو بفتح التاء المثناة من فوق وسكون العين المهملة وفتح الكاف آخره راء، ولا يعرف اليمنيون غير هذا الضبط، وهو حصن عظيم الشأن ومن أقدم معاقل اليمن وأحصنها، قال ابن(1/125)
الكلاع الجبجب ووحفان (1) ووحاظة، وقبلة بلد الكلاع قينان ومنوب وشيعان والصنّع وهما الواديان وفيهما الورس الناهي (2) ويخار وصيد (3) ومغرب الجميع في بلد الكلاع
__________
سمرة في «طبقاته» ص 159: حدثني السلطان وائل بن علي بن أسعد الكلاعي الحميري ان التعكر أسس قبل ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وذكره الأمير محمد بن أبان الخنفري بقوله من قصيدة له في الاكليل ج 1122:
وفوق التعكرين لنا قصور ... تشاييد الشرامخة الطوال
وقال الملك علي بن محمد الصلحي:
قالت ذرى تعكر فيها بكونك في ... عليائها علما أو في علا علم
والتعكر اليوم ومن قبل أربعمائة سنة خراب وأطلال تنوح فيه البوم والغربان.
والزواحي بفتح الزاي المشددة آخره ياء: قرية عامرة في جبل حبيش بعزلة العارضة وبها مسجد جامع عمّره السلطان القاسم بن حمير الوائلي الحميري ووقف عليه وقفا جيدا وشرط فيه مدرسا ومدرسته تخرج فيها جماعة من الفضلاء كالامام يوسف بن علي الهيثمي وتلميذه عبد الله بن عمران.
(1) الجبجب بجيمين وبائين: معروف بهذا الاسم الى هذه الغاية ويقام فيه سوق كبير موعده يوم الأحد وهي من وحاظة جبل حبيش ثم من عزلة يريس وهو غور وفيها وقعت الحادثة للمؤرخ الشهير والشاعر الكبير عمارة اليمني، راجع تاريخه 88باخراجنا، وما يحمل اسم الجبجب كثير.
ووحفان بفتح أوله وسكون ثانيه: تثنية وحف، وهو في الأصل الشعر الكثير الأسود وعلى الأديم المدبوغ بشعره الذي يوضع أسافل الأماكن والغرف لوقاية الأوساخ، ووحفات هضاب ومزارع وأودية في عزلة يريس.
(2) الناهي: لغة يمنية مستعملة الى هذا التاريخ. ومعناه: الجيد الطيب المرغوب فيه، وقينان بفتح القاف وسكون الياء المثناة من تحت وآخره نون: بليدة متشعثة قد أسرع اليها الخراب وكانت عامرة وبها مسجد جامع مجاورة لقرية رفود وقصبة الوادعي، وشمال مركز المخادر بفرسخ تقريبا من بطن السحول، وفيها قتل قاتل علي بن الفضل وبها قبره في قصة طويلة مذكورة في التاريخ، وتسمى اليوم قرية المنارة.
ومنوب بفتح الميم وسكون النون آخره باء موحدة كذا في الأصول كلها ولم نعثر على موضع في هذه المنطقة بهذا الاسم بعد احفاء السؤال ولكمال خبرتي بها، ويعتقد من يسمع بهذا الاسم من أهل البلد انها تصحيف منوز والزاي آخر الحروف وهي قرية كبيرة مشهورة من السحول ثم من بني سرحة، كما أنه يوجد قرية صغيرة لا يتجاوز أبياتها خمسة وليست من النباهة والشأن حتى تذكر وتقع في بني سيف العالي وفيها يقول شيخنا العلامة الحجة يحيى بن محمد الأرياني وكتب الى ولده الزاهد الأديب علي بن يحيى من مقطوعة:
سقى الحيا المنوب والجامشا ... وبات في أنحائها هابشا
أرض بها يخضل عيش الفتى ... طوبى لمن كان بها عائشا
يريش من كان بها حارثا ... حتى يصير الحارث الرائشا
ومنوب أيضا قرية خربة من عزلة الصّفي في أعالي المخادر بها آثار.
وشيعان بفتح الشين المعجمة وسكون الياء التحتانية وآخره نون ويقال له وادي شيعان وهو واد مشهور، وكذا الصنع بفتحتين وفيهما اليوم شجر البن الناهي، وشيعان: من سنحان جنوب صنعاء، والورس: نبات طوله نحو ثلثي قامة الانسان ذو أوراق وأغصان دقيقة تتخللها براعم مسطحة وعلى ظهر البراعم ثمر الورس وهو زغب أحمر بصفرة ويجنى وقت حصاده في تشرين أول أو الثاني ويوضع في مكان نظيف ويضرب بخطرة فيخرج منه ما يشبه الغبار في الدقة والنعومة، ولا يزرع الا باليمن ويبقى عشرين سنة لا يتغير، وقد قل غرسه لأنهم استبدلوا القات به.
(3) يخار بضم الياء المثناة من تحت ثم خاء معجمة آخره راء. وهو جبل وفي قمته حصن أثري يسمى بالقائد الحميري يخار بن فلان وفيه كانت الوقعة العظيمة بين العرب والشراكسة سنة 923هـ راجع التاريخ.
وصيد بفتح الصاد المهملة وسكون الياء المثناة من تحت ثم دال مهملة وهو سمارة، ولي معه حديث ذكرته في بعض التآليف، وهو يطل على وادي الصنع من الجنوب، ويخار يطل على شيعان من الشمال الشرقي.(1/126)
الوحش وهذا بلد لهمدان يعرف ببلد حاشد (1) بلد ماشية.
ثم يتصل بسراة الكلاع سراة بني سيف (2) من بلد الأحطوط (3) وهم والسّملال وحمض وسيّة وحمر ونعمان (4) من غربي هذه السراة وجبلان العركبة وهي بلد الشراحيين وآل أبي سلمة (5) ووتيح (6).
ثم يتصل بهما سراة جبلان (7) فأعلاها أنس والجبجب (8) وسربة وجمع واسفلها
__________
(1) بلد الوحش: معروف ويقال له القفر، وقفر حاشد: يقع شمال مدينة اب في آخر بطن السحول.
(2) بنو سيف: لا تزال معروفة بهذا الاسم لعهدنا هذا، وتتكون من عزلتين: بني سيف العالي وبني سيف السافل، وعدادهما من يحصب.
(3) الأحطوط: لا أعرف موقعها ولا أعرف ضبطها. وقد جاء ذكرها في كتاب «سيرة الهادي» ولعلها خرائب مندرسة.
(4) السملال: بكسر السين المهملة المشددة آخره لام، وفي «ل» و «ب» بالشين المعجمة، وهو وهم، وهو جبل عال وقرية معمورة وعداده من أعمال ذمار.
وحمض بفتح الحاء المهملة والميم آخره ضاد معجمة: واد مغيول وفيه قرى وكان عليه سد حميري ما برحت آثاره مائلة واشتهر بالبن، وحمر زنة زفر: جبل مرتفع وفيه حروث وفيه ثلاث قرى مملوءة بالاهل والسكن وهو من عزلة بني مرائد من عتمة. وسية بفتح السين وتشديد الياء المثناة من تحت ثم هاء: بلدة حية من ملحقات مدينة ذمار في الجنوب الغربي بمسافة بعض يوم. وذكر لها ياقوت حديثا ربما نتعرض له فيما يأتي، ونعمان هو ما يسمى وصاب العالي الذي فيه دن وصاب، ونعمان ايضا في مخلاف الشوافي ونعمان في جبل حبيش من الكلاع ثم في بني شبيب ونعمان أحد جبلي حجة ونعمان ايضا في بلاد الحواشب جنوب شرقي تعز، ونعمان أفلح من بلد الشرف من لواء حجة ونعمان بيحان ونعمان: حصن شرقي الجند ونعمان من مخلاف الشعر من الظوهر عزلة الوسط ونعمان ايضا في جبل تيس من المحويت ويأتي للمؤلف غير ذلك وما يحمل اسم نعمان باليمن كثير.
(5) جبلان العركبة بضم الجيم وسكون الباء الموحدة آخره نون والعركبة بسكون الراء ثم كاف وموحدة وهاء وهو ما يسمى «جعر» بالجيم والعين والراء وهو بلد واسع فيه قرى وزروع خصب التربة وعداده من وصاب العالي والعركبة كانت مدينة المخلاف ووصفها المؤرخ الوصابي عبد الرحمن بن محمد المذحجي في تاريخه وصفا شافيا، وكانت مقر الملوك الشراحيين وآل أبي سلمة الحميريين المذكورين في «الإكليل» ج 3462، ونوه بهم المؤلف فيما يأتي: وانهم ملكوا تهامة قبل بني زياد راجع تاريخنا ولهم بقية فيما يقال، ومنهم الشاعر المشهور ابن خمرطاشة صاحب «المقصورة».
(6) وتيح: بفتح الواو وكسر التاء المثناة من فوق ثم تسكين الياء من تحت آخره حاء مهملة: جبل فيه قرى ومزارع غربي مدينة ذمار ومن اعمالها، ولعله من مخلاف مقري قديما، ويرى من ظاهر مدينة ذمار.
(7) جبلان: هذا هو ما يسميه المؤلف جبلان ريمة، ويسمى ريمة وريمة الأشابط لقوم ترأسوا المخلاف، وهو مخلاف نفيس عظيم الخيرات مترامي الأطراف، استوفينا الكلام عنه في «المعجم».
(8) أنس: ضبطه المؤلف في الجزء العاشر من «الاكليل» بفتح الهمزة وكسر النون آخره سين مهملة، زنة فعل، وهو جبل ضوران الذي في ثناياه مدينة ضوران من الشمال وينطق به اليوم بمد الهمزة وكسر النون.
والجبجب: سلف ضبطه وهو ثاني الأمكنة التي تسمى بهذا الاسم فيما جاء في «صفة جزيرة العرب» وهي كثيرة ذكرناها في غير هذا الكتاب، وهي قرية عامرة بالسكن في عزلة الجبل غربي جبل أنس بمسافة ميلين.(1/127)
شجبان ووادي الشجبة وصيحان (1) ورمع وباب كحلان والصلي وجبل برع والعرب وأرض لعسان (2) من عك. ثم يتصل بها سراة ألهان فظاهره ضوران ومذاب وألهان (3)، ومقرى والحقلين وعشار وبقلان (4) ونقيل السود وحقل سهمان (5) وجبل حضور، وأسفلها وادي سهام وصابح والأخروج (6). وأرض حراز، وهي سبعة
__________
(1) سربة بكسر السين المهملة وسكون الراء آخره باء ثم هاء وقد تضم السين: واد كثير الينابيع غزير الفواكه والغلال ويقع في الشمال الغربي من ذمار. وذكرها بشار بن برد في قصيدته التي مدح بها الأمير عقبة بن سلمة الأزدي قال: يقول سليم لو طلبت سحابة بسربة أو صنعاء أبو الفراقد. وجمع: زنة عمر، محل معاند لسربة من الشرق الشمالي. وشجبان بفتح الشين المعجمة وسكون الجيم ثم باء موحدة آخره نون: نسب إلى شجبان بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
(2) رمع بكسر الراء وسكون الميم آخره عين مهملة: أحد ميازيب اليمن الآتي ذكرها قال البكري بعد ضبطه:
أرض باليمن قبل زبيد وهو من المخاليف التي تعظم أعنابها حتى لا يحمل الرجل الجلد أكثر من عنقود، وتنسج في رمع البرود الجياد. قال الطائي:
وسرو وشي كأن شعري ... أحيانا نسيب العيون من بدعه
لا في رئام ولا قراه ولا ... زبيده مثله ولا رمعه
وهذه كلها من مخاليف اليمن ينسج فيه البرود الجياد. قلت: سقى الله أيام الحضارة اليمنية، أما اليوم ففي رمع وغيره الجهل المطبق والوباء القتال! وباب كحلان يحتفظ باسمه الى هذه الغاية وهو الباب الرئيسي لمعاقل مخلاف ريمة جبلان. والصلي بفتح الصاد المهملة المشددة ثم لام وياء: يحتفظ باسمه الى عهدنا، وكان إحدى المنازل من صنعاء إلى زبيد قال ربيعة الجوبي:
فعجّت عناني للحصيب وأهله ... ومور ويمّمت الصّليّ وسرددا
وبرع: زنة زفر، يأتي ذكره للمؤلف، ولعسان بكسر اللام: ويأتي الكلام عليه وعلى وادي العرب.
(3) ألهان بفتح الهمزة آخره نون: ويقال جبل ألهان وهو معاند لأنس من الشمال في عزلة حمير وهو أوفر ناسا وأخصب تربة من أنس ولكنه ذهب اليوم بالصوت فلا يذكر إلا أنس وكانت الشهرة في القديم للحصان، وضوران: هو جبل أنس الذي في منتصفه من الشمال تقع مدينة ضوران ومذاب قريتان مقتبلتان قبالة ضوران من الشرق بمسافة أقل من ربع ميل، ومذاب: بالفتح ووهم البكري فضبط مذاب سفيان الآتي ذكره بضم أوله، ولا يعرف اليمنيون غير الفتح، ومذاب ايضا في مرخة، ومذاب ايضا في حضرموت وهي التي تسمى الحريضة ذات الآثار القديمة.
(4) الحقلين: تثنية حقل، وهو الأرض المنبسطة الواسعة، ولا زال هذا محتفظا باسمه ورسمه وهو شمال ضوران.
وعشار بكسر العين المهملة وفتح الشين المعجمة آخره راء: ويقال فيه أعشار بزيادة الف في أوله: واد جميل فيه قرى عديدة ودعوته اليوم في بلاد الروس. وبقلان بضم الباء الموحدة وسكون القاف آخره نون: جبل ومساكن ووديان يعتبر مخلافا من مخاليف حضور في الجنوب الغربي من صنعاء، وانظر «معجم ياقوت».
(5) حقل سهمان بكسر السين المهملة وسكون الهاء آخره نون: ويقال له قاع سهمان ويقع على طريق المحجة من صنعاء إلى الحديدة، ويطل عليه جبل حضور من الغرب الشمالي وفيه قدّم حتروش نصيحته للسلطان أبي حاشد ابن الضحاك ومن معه من السلاطين الذين احتشدوا للقضاء على الملك الصليحي فكانت نتيجة مخالفته وقعة صوف المشهورة، راجع تاريخ عمارة 109والسهمان بضم السين المهملة: حي من خولان العالية وبلد منه.
(6) جبل حضور: جبل عال منيف يقال انه أرفع جبل باليمن، ويسمى جبل النبي شعيب بن مهدم عليه السلام، وفي قمته قرية تسمى بيت خولان ومسجد ومعين ماء، وهو غربي صنعاء، راجع «الإكليل» ج 2832.
وسهام بالفتح: أحد ميازيب اليمن المذكورة الآتية الذكر، ونسب الى سهام بن سهمان بن الغوث من حمير الصغرى. وصابح بالباء الموحدة بعد الصاد المهملة والألف وآخره حاء مهملة: وهو ما يسمى صبح من الحيمة ثم في عزلة بني مهلهل الحميريين. والأخروج: هو ما يسمى الحيمة.(1/128)
أسباع: حراز وهوزن ولهاب، ومجيّح وكرار ومسار، وحراز المستحرزة، ويجمعها حراز، وسوقها الموزة (1) وحراز تخالط أرض لعسان من (الظهار) (2) ظهار بن بشير النشقي من همدان واسافل حضور هو غوره مثل بلد الصيّد، وشم وماظخ (3).
ثم يتصل بها سراة المصانع، وأعلاها جبل ذخار وحضور بني أزاد (4) وبيت اقرع ومدع وحلملم، وقارن والمحدد والعسم (5) وأوسطها وغورها الباقر وشاحذ
__________
(1) حراز: مخلاف مشهور يأتي ذكره للمؤلف. ولهاب بفتح اللام آخره باء موحدة: عزلة منه، وكذا مجيح بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الياء المثناة من تحت ثم حاء مهملة، وفي ياقوت مجنح بالنون بدلا عن الياء وهو خطأ.
وكرار بالفتح: معروف ومسار بفتح الميم والسين المهملة آخره راء، ورسمه في «ل» و «ب» بالشين المعجمة في كل ما ورد هنا وفي ياقوت وهو خطأ، ومسار: حصن عال عظيم الشأن وفيه قرى ومزارع، ومنه أعلن الدعوة الملك الكامل علي بن محمد الصليحي سنة 439هـ. قال شاعره الجوبي:
كأنا وأيام الحصيب وسردد ... درادم عفّرن الأجل المظفرا
ولم نتقدم في سهام ويازل ... وبيش ولم نفتح مسارا ومسورا
وهوزن: عزلة من حراز لا تزال معروفة لهذا التاريخ، قال الهمداني من قصيد له يمدح بني لعف من همدان:
وفي هوزن من حيّ لعف عصابة ... ومن آل نشق كل رخو الحمائل
وسوق الموزة: على مفرد الموز، لا زال قائما في أسافل صعفان من حراز.
(2) ما بين القوسين زيادة منا، لأنه كان موضعه بياض في الأصول كلها، إلا أنه في «ب» و «ل» ظهار بدون ألف ولام.
(3) الصيد بفتح الصاد المهملة والياء المثناة من تحت ثم دال مهملة: اسم لمقاطعة من الحيمة الداخلية لا يزال يحمل اسمه إلى ذا الحين، وهو من عزلة بني عمرو. وشم بضم الشين المعجمة والميم: موضع هنالك. وماظخ بالظاء والخاء المعجمتين بعد الميم والألف، وكان في الأصول كلها بالضاد المعجمة، والتصحيح من «الاكليل» ج 2832، وماظخ هذا هو الذي يسمى في الأوراق القديمة ماذخ بالذال والخاء ويسمى اليوم وادي الربوع، عداده من الحيمة الداخلية واشتهر بالبن الفاخر.
(4) المصانع جمع مصنعة وهي كثيرة باليمن لا تحصى واختلف المفسرون في قوله تعالى {وَتَتَّخِذُونَ مَصََانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} ان المصانع الابنية وقيل: البرك والصهاريج والمواجل أعالي الجبال وقيل القصور والمراد هنا الجبال والحصون المنيفات الذرى، وجبل ذخار بضم الذال ثم خاء معجمتين آخره راء وهو الجبل الذي فيه حصن كوكبان ووهم البكري ورسمه في فصل الدال المهملة مع الخاء وحضور أزاد: هو ما يسمى اليوم حضور الشيخ وهو حصن وقرية في الشمال الغربي من بلاد صنعاء.
(5) بيت اقرع بالقاف آخره عين في «ل» و «ب» بالفاء وهم، وبيت اقرع يحتفظ باسمه الى هذه الغاية ويقع في ظاهر جبل عيال يزيد، غربي عمران، ومدع بضم الميم آخره عين مهملة ويقال له حصن مدع ويحتفظ باسمه الى هذه الغايه وهو قلعة شماء يطل على مدينة ثلا من الغرب الشمالي وطالما حدثنا التاريخ عن مناعته وشموخه. حلملم بكسر الحاء المهملة ثم لامين يتوسطهما ميم وآخره ميم وهما قريتان العليا والسفلى من أعلا المصانع وهي مكتظة المساكن وترى كأنها كتلة واحدة من الصخور وكلاهما مسورتان وكأن اسمها اعطى الموضع معنى الازدحام والتضايق ومن الأمثال العامة: البرد حل المصانع ومسكنه بيت علمان وخالته رأس ناعط وله عوايد بالاشمور. وقارن قرية(1/129)
وتيس ونضار والماعز وجرابي وسارع وسمع وبكيل (1)، وسردد وحفاش وملحان وهي جبال، ونسب جبل ملحان إلى ملحان رجل من حمير واسم الجبل ريشان (2)، وفج (3)
عكّ وبه المدّهاقة والفاشق والمنصول أرض صحار من عك ولاعة (4) وطمام والشوارق
__________
عامرة في ظاهر جبل الزافن المطل على البون الاعلى. والمحدد بفتح الميم وسكون الحاء المهملة ثم دالين مهملتين أولاهما مكسورة: قرية آهلة بالسكان من آل الفليحي الحميريين وكان أهلها من الفرقة المطرفية فغزاهم على غرة يحيى بن حمزة أخو الامام عبد الله بن حمزة وقتل منهم خمسمائة نفس ظلما وعدوانا وجرأة على الله، والعسم: بلدة طيبة جميلة ذات غيول، في ظاهر المصانع وتشرف على أودية شرس وبلد حجة ومن منتجاتها العسل الابيض الناصع، وقال البكري: حلملم بفتح أوله وثانيه بلد باليمن نزله حلملم بن الهميسع بن حمير. راجع الاكليل «ج 52».
(1) الباقر بالباء الموحدة ثم قاف وراء هو اليوم خراب وكان به حصن ويقع في بني العباس من بلد كوكبان، والشاحذ هو ما يسمى اليوم بالشاحذية وهي عزلة في الغرب الجنوبي من كوكبان ولخصب ارضها وكرم تربتها يسمونها تهامة الجبال. وتيس: بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الياء من تحت آخره سين مهملة، ويسمى اليوم جبل بني حبش وفيه قرية المحويت مركز القضاء ونضار بالنون والضاء المعجمة آخره راء وفي الجندي بالظاء المشالة وهو معروف تابع لأعمال المحويت والماعز وتسمى ماعز بدون تعريف: عزلة تابعة لقضا الطويلة ومن مخلاف شبام في القديم وجرابي بضم الجيم ثم راء والف وباء موحدة وياء مثناة من تحت: جبل فيه حروث وقرى من ناحية قيهمة وفيه قتل ابراهيم ابن طريف الكباري أحد الزعماء البارزين في الدولة الحوالية سنة 292هـ راجع التاريخ وسارع: منطقة معروفة تحتفظ باسمها ويسمى سارع بني سعد من ناحية قيهمة واشتهرت بالحمير السارعية الفارهة التي تتسلق الجبال كما اشتهرت أخيرا بالتنباك: التتن السارعي لأن أول تجربة للتتن الحمومي كان فيها، وفيها الماء المعدني الذي يسمى بالحامضة وبها معادن غير هذا، وسمع بضم السين المهملة وكسر الميم وقد يفتح آخره عين مهملة: واد خصب في الخبت من اعمال المحويت وسمع ايضا في سرو مذحج وآخر في جبلان ريمة وآخر ايضا في أرحب من همدان ويأتي منها ما ذكره المؤلف، وبكيل ويقال له وادي بكيل ويقع في عزلة سارع المذكورة وهو غير بكيل القبيلة المشهورة راجع «الاكليل ج 122».
(2) سردد سلف ذكره وحفاش بضم الحاء المهملة آخره شين معجمة وملحان بكسر الميم آخره نون وهما جبلان مشمخران لا يذكر أحدهما إلا مقرونا بالآخر وهما من الجبال الغنية بوفرة السكان ومواردها الطبيعية من الثمار والفواكه والرياحين والافاويه والعقاقير وحفاش وملحان اخوان من حمير راجع «الاكليل ج 2372، 238» وريشان معروف الضبط وهو حصن منيع لا يرتقى الا بالرشا وريشان ايضا بلدة عامرة أعلا ضلع شاهرة من مخلاف ماذن وريشان ايضا قرية وحصن من مخلاف حضور وريشان معقل صغير من ضواحي قعطبة وريشان ايضا حصن متشعث أعلى مدينة موزع قرب العقمة وريشان في أبين (عن ياقوت).
(3) الفج مضيق بين جبلين معروف في اللغة وبالاستعمال والمدهاقة بكسر الميم وسكون الدال المهملة ثم هاء وقاف آخره هاء تحتفظ باسمها وكذلك الفاشق والمنصول باللام آخر الحروف وينطق به اليوم بالراء كما يطلق عليه مغربة المنصور وصحارة: بالضم وهذه الاماكن اغوار من أعمال المحويت.
(4) لاعة ضبطها معروف ويشمل اسمها ناحية مربوطة بلواء حجة وهي من غرر المناطق المشهورة بالخصب وغزارة المياه وكثرة شجر البن الناهي وفي لاعة أفرخت الدعوة القرمطية وباضت على يد حسن بن حوشب القرمطي الفارسي الملقب منصور اليمن سنة 268راجع التاريخ وتقع جنوب حجة وكان مركز الدعوة منها عدن لاعة التي هي اليوم اطلال. وطمام بفتح الطاء المهملة آخره ميم مبني على الكسر كظفار، وذمار، وغير ذلك ويقع في نفس منطقة لاعة وكان سوقا مشهورا كما ذكره المؤلف فيما يأتي وهو اليوم خراب يباب، وقال البكري: طمام عقبة معروفة قريبة من صنعاء وقال ياقوت: مدينة قرب حضرموت ولا أعرف عما ذكرا شيئا من ذلك، والشوارق بفتح الشين(1/130)
والحتر ومسور والظلمة والعرّ وجبل التخلي وقيلاب (1) ونمل وشرس وارض أدران (2)
وحجّة وعيّان والمعيّل وعولى وحملان والمخلفة من أرض حجور فراجعا إلى فج عك.
ثم يتصل بهذه السراة قدم واعلاها الظهرة وجعرم (3) والحرف والقحمي وجعرة
__________
المعجمة آخره قاف: موضع في جبل مسور. والحتر بكسر الحاء المهملة وفتح التاء المثناة من فوق جمع حترة بكسرها وهي في لغتنا الدارجة الفصحى صفحتا العنق، وفي القاموس: شدقا الرجل أو غيره، والحتر قريتان إحداهما في عزلة الحداد وثانيهما من عزلة التهام كلاهما من أعمال جبل مسور الذي هو بفتح الميم وسكون السين آخره راء وهو الذي يسمى مسور المنتاب نسبة الى آل المنتاب الحميريين راجع الاكليل ج 802كما يأتي وصفه للمؤلف وهو يشمل مخلافا كبيرا مربوطا بحجة وما يحمل اسم مسور ذكرنا البعض في الاكليل وكلها في المعجم، والظلمة بفتح الظاء المعجمة وكسر اللام وفتح الميم وآخره ها: بلدة عامرة في غربي مسور منه وظلمة بدون تعريف عزلة من ذي رعين من آل عمار، وأما ظلمة بفتح الظاء وسكون اللام وفتح الميم فبلدة في الكلاع أعلى جبل حبيش. واتخذ ابن الفضل من الظلمة قاعدة لمهاجمة منصور اليمن راجع التاريخ، والعر في أسفل حصن الكلالي من عزلة مومر من مسور والتخلي قال في الاكليل ج 802وتخلي زنة تولي فاذا نسبت العرب الفصحاء اليه يقولون التخلي فيفتحون التاء ويأتي ذكره للمؤلف وهو الذي ذهب بالصوت أيام المؤلف بدلا عن مسور.
(1) قيلاب بفتح القاف وسكون الياء من تحت وآخره باء: بلدة نزه ووطن عامر غزير المياه وتقول الاعراب: قيلاب قلب الارض، لخصبه وهو مما يصالي مسور من شماله، ونمل بفتح النون وكسر الميم آخره لام: قرية في ظاهر مسور، وشرس بفتح الشين المعجمة وكسر الراء آخره سين مهملة ويقال له وادي شرس وهو عدة اصرام وتقام فيه سوق عظيمة وموعده الاحد وعليه محجة صنعا الى حجة وهو كثير البن.
(2) أدران هو ما يسمى اليوم دروان بينه وبين حجة من الشرق الشمالي ميل ونصف وحجة بفتح الحاء والجيم المشدّدة وتقع بين جبلي نعمان من الشرق الجنوبي والقلعة العامرة من الشمال الغربي وشهرتها ذائعة لما اكتسبت من نفي الأحرار اليها وذبح الحرية فيها وحجة ايضا بليدة من عتمة غربي ذمار وعيان بكسر العين المهملة وفتح الياء المثناة من تحت آخره نون وهو واد بين سلسلة من الجبال من أعمال المحويت وعيان أيضا من سفيان يأتي ذكرها وعيان فتح العين وتشديد الياء بليدة أسفل نقيل حجة من الغرب والمعيل بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد الياء المثناة من تحت آخره لام وهو جبل عال في بيت قدم شرقي حجة ويسمى اليوم المعيلي بزيادة ياء النسبة ونسب اليه الأمير جعفر بن العباس الشاوري المعيلي الذي حاصر الملك علي بن محمد الصليحي عند ظهور دعوته في حصن مسار سنة 439، وباء بالفشل إذ فك الصليحي الحصار وقتل الزعيم المذكور. وكان هذا النصر مفتاح انتصارات متتالية للصليحي راجع التاريخ. وعولى: بضم العين المهملة آخره ياء من تحت، وهو وطن وجبل فيه زروع وحروث جنوب حجة، وعولى ايضا في بلد الشرف، وعولى ايضا من مخلاف شبام، ووعيلة بفتح الواو وكسر العين المهملة آخره هاء: هو ما يسمى اليوم جبل الشراقي المشرف على حجة من الشرق والمتطامن عن مسور من غربيه. وحملان، بضم الحاء المهملة وآخره نون: هو الجبيل المنجر من جبل الشراقي حتى جبل نعمان حجة، وحملان ايضا في لاعة. والمخلفة هي التي سميت فيما بعد وفي بعض كتب التاريخ المخلافة، وهي البلاد الواقعة قبالة حجة كحقيل ونجرة وقراظة وبني العصري وغيرها وهي من بلاد حجة، وكل بلاد حجة من حجور.
(3) قدم، بضم القاف وفتح الدال آخره ميم: بلاد نسب الى قدم بن قادم بن عبد الله بن عريب بن جشم بن حاشد، ويطلق اليوم على مقاطعة شرقي حجة، وقدم ايضا بليدة قرب دروان من ضواحي حجة، وإلى قدم تنسب الثياب القدمية. والظهرة، بفتحات: بلاد خربة وواد يزرع البن من اعمال جنوب السودة، والظهرة:
بضم الظاء وسكون الهاء: بلدة في عفار وهي في هذه السراة. وجعرم، بفتح الجيم وسكون العين المهملة آخره ميم: موضع فيما بين بيت ذانب واللومي من آل يحيى من جبل عيال يزيد.(1/131)
ومذرح وشظب ودرب بليع وقصر يشيع (1)، وأوسطها وغورها همل (2) وقطابة والعرقة وموتك وحجّة وقد يكون إلى سراة المصانع أميل ولكن الغالب عليها آل الريان (3) من قدم والكلابح (4) وباري والصرحة فذاهبا إلى جبل الشرف المطل على تهامة
__________
(1) الحرف، بفتح الحاء آخره فاء، والقحمي، بفتح وسكون الحاء آخره ياء: اوطان تقع في جبل عيال يزيد.
وجعرة، بفتح الجيم وسكون العين المهملة: بلدة من ارض قدم. ومذرح، بفتح الميم وسكون الذال المعجمة آخره حاء مهملة: جبل عال فيه قرى وحروث عداده في جبل عيال يزيد من ظاهر همدان قال الغطريف الصائدي من أرجوزة له:
بمذرح قد علت المنابر ... وفرّ عنه القرمطي الكافر
وشظب، بفتح الشين والظاء المعجمتين وآخره باء موحدة: وهو جبل عظيم فيه مزارع وقرى، وافر السكن والأهل، ويطل على مركز السودة التي اشتهرت في أوائل عصرنا، وإليه ينسب الحناء الشظبي، وفيه قتل المدعو علي بن زيد العلوي سنة 531هـ، وفيه يقول عبد الله بن أحمد التميمي شاعر الإمام الناصر بن الهادي:
وصاروا مختفين فواجهونا ... لدى شظب بأطراف العوالي
ووهم ياقوت فرسمه بحرف الشين مع الطاء المهملة. ودرب بليع، بالباء الموحدة آخره عين مهملة: لا يعرف لأنها خرائب واطلال، وقصر يشيع ويقال له يشيع بفتح الياء المثناة من تحت وكسر الشين المعجمة ثم ياء ايضا وعين آخره: بلدة طيبة كثيرة الأهل والحي، وبها: قصر اثري ومساند حميرية وقد تشعث وأكل عليه الدهر وشرب، ويقع غربي شمال ريدة ويأتي ذكره للمؤلف كما ذكره في الجزء الثامن من «الاكليل»، وعثر فيه على مساند ورد فيها اسم الحواليين الحميريين.
(2) قال المؤلف في الجزء العاشر: همل بن الخارف بكسر الهاء والميم وبفتحهما. من فائش الجبر. قلت: وهمل هذا من فائش الجبر وتنطق به العامة بفتح الهاء وكسر الميم: وهو واد موبوء كثير الأشجار والأحطاب ويقع أسافل مركز كحلان عفار وقطابة: بضم القاف آخره هاء: وهو واد، وسوق شمال همل، وفي قطابة كمنت الدعوة الباطنية حيث ظل يوسف بن موسى بن الطفيل وعبد الله بن محمد القطابي ينشرون مبادىء الدعوة بسرية تامة ويجمعون إليهم القوى ويهيئون الجو المناسب حتى ظهر علي بن محمد الصليحي في التاريخ المتقدم. والعرقة: بفتحات:
بلدة كبيرة ذات مساجد كثيرة وقد تشعثت اليوم وأسرع اليها الخراب ولم يبق فيها غير حلة صغيرة وتقع شرقي حصن قطابة، وموتك بفتح الميم وسكون الواو ثم تاء مثناة من فوق وكاف: ويقال فيها ميتك بإبدال الواو ياء، وهو ما يسمى اليوم عفار، وكل هذه الأماكن تقع في الشرق الشمالي من حجة.
(3) كلمة عليها ساقطة من «ل»، وال الريان: لا يعرفون الآن.
(4) الكلابح، بفتح الكاف واللام وكسر الباء الموحدة وحاء مهملة، وفي «ل» و «ب» بالجيم آخر الحروف وهو خطأ: موضع وواد عظيم يزرع البن والعلس المشهور في تلك الجهة وبها اعتصم الأمير أسعد بن أبي يعفر الحوالي من القرامطة سنة 292، ولهذا يقول أبو محمد في قصيدة الجار:
ونحن حمينا بالكلابح سربه ... غداة أتانا خائفا أن يذعّرا
وهو اليوم خراب ويقال له الكلابي. وباري، بالباء الموحدة وآخره ياء مثناة من تحت وفي «ل» و «ب» بالنون خطأ ويعبر عنه القدامى: مدينة باري وهي مما أخربته الفتنة بين قواد الإمام الناصر بن الهادي وبين القرامطة سنة 307هـ. سبع وثلاثمائة قال العلامة احمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن ابي النجم الكلالي الحميري من علماء صعدة وقد احتج على جواز خراب دار الكفر، والفسق ونهبها ولو كان فيها من المستضعفين والايتام والمساكين فقال: ومما اخربه الإمام الناصر بن الهادي مدينة باري وهي مدينة واسعة في بلد الجبر أبادها الناصر هدما وتخريبا(1/132)
وهو جبل واسع وفيه قرى كثيرة مثل الخوقع والضالع والمقطع (1) وسوقهم الأعظم الجريب يتسوّقه يوم وعده ما يزيد على عشرة آلاف انسان (2).
ثم يتصل بهذا السرّاة سراة عذر وهنوم (3) وظاهر بلد الجواشة (4) من الفائش
__________
وهي اليوم خاوية على عروشها وكذلك مدينة وادي الكلابح، ومدينة قطابة، وقال مسلم بن محمد اللحجي:
والكلابح للجابريين وقال الغطريف بن احمد الصائدي الهمداني في خراب باري وكان ممن حضر الصائدي الموقعة:
اسفر وجهي وانجلى عني القتر ... اذ أصبحت باري نارا تستعر
لم يبق منها حجر على حجر
والصّرحة بفتح الصاد المهملة وسكون الراء ثم حاء مهملة وهاء آخره وفي «ل» و «ب» بالجيم وهم وكانت قرية عظيمة وفيها مآثر حميرية كما حدثنا صديقنا طاهر رطاس الهمداني وهي اليوم خرائب واطلال وتقع في بلد الجبر والصرحة او صرحة بلد من يحصب العلو.
(1) الشرف من معانيه في اللغة العالي وما يشرف منه على غيره ومنه شرف الحيد طرفه وحرفه وما يحمل اسم الشرف في بلدنا كثير بحكم جبالها المنيفة. ولكن عند الاطلاق وفي التواريخ ينصرف الى هذه المنطقة التي تسمى تارة شرف حجة لارتباطه بها وهي كما قال المؤلف بلد واسع وتقع في الغرب الشمالي من حجة وفي الشمال الغربي وتشرف على مور حتى حرض من تهامة، والخوقع بفتح الخاء المعجمة وآخره عين مهملة هي التي تسمى الخواقعة وهي بلدة عامرة في شرقي الشاهل. والضالع هي التي تسمى اليوم الضوالع بلفظ الجمع وهي خرائب واطلال غير مزارعها وهي بين بني مديخة والشاهل، والضالع ايضا قرية من مخلاف مقرى ثم من عزلة المنار والضالع قرية من ردفان جنوب قعطبة واشتهرت في عصرنا بحكم الاحداث والضوالع بلفظ الجمع بلدة في عزلة المقاطن من مخلاف بعدان والمقطع لا يعرف.
(2) الجريب بالضم والفتح آخره ياء موحدة هو الجريب الأسفل وسيأتي ذكر الخريب الاعلى للمؤلف وكان الجريب هذا مدينة عظيمة وسوقا عظيمة ومقر الامراء آل ابي الحفاظ بن عمرو بن شرحبيل الحجوري الهمداني وقد أنجبت أدباء وشعراء ورؤساء كرماء ولعلها خربت في القرن السابع الهجري من جرّاء الفتن كما قامت بها فتن بين مقولي قحطان الأخوين سليمان بن الحسن بن ابي الحفاظ واخيه الخطاب في القرن السادس وكانت مأساة دامية للقلوب راجع «تاريخ عمارة بتعليقنا 269» وقد أكثر آل ابي الحفاظ في أشعارهم بالاشادة بمقر عزهم ومسقط رؤوسهم الجريب أثبتنا معظمهما في المعجم فمنها قول الخطاب:
أقسمت بالله رب الناس كلهم ... باري الأنام وما يخشى به القسم
ان الجريب لمشكال لساكنها ... لكننا قد نراها أنها إرم
وقال البشاري في «أحسن التقاسيم 86» وقد دخلها: والجريب بلد الموز وهي أرخى مدن الناحية وأعجبها اليّ وتقع الجريب في بني حمل او في جبل قلحاح من مخلاف الشرف المذكور فهناك مأثرة عظيمة وعمارة كبيرة كذا قاله الشرقي في «اللآلي»، والجريب ايضا في سرو مذحج والجريب ايضا اسم موضعين آخرين يذكرهما المؤلف.
(3) عذر بضم العين المهملة والعامة تكسرها واخره راء وهو وطن. وقبيل مشهور لا يزال يحتفظ باسمه وقبيله نسب الى عذر بن سعد بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد، وهنوم بكسر الهاء وسكون النون آخره ميم وهي الأهنوم وهي ثلاثة أجبل كلها مشتبكة العمران وافرة السكان وهي سيران الشرقي وسيران الغربي، وجبل المدان وشهارة ويأتي ذكره للمؤلف وهنوم أيضا قرية من ظليمة من حاشد جنوب جبال الأهنوم.
(4) الجواشة بضم الجيم آخره هاء لا تعرف اليوم، واحترس بفائش بكيل عن فائش حاشد وفائش حمير (راجع الاكليل 1/ 2/ 10).(1/133)
فائش بكيل فبلد الشاكريين من أهل الدرب ونودة فالحفر من أعلى عصمان (1) فمنقل سفران فبلد حرب بن عبد ودّ بن وادعة وهم بنو صريم وبنو ربيعة وبلد القعطيين والقشب، فبلد بني سعد بن وادعة من بني معمر والهراثم (2)، وبني عبد فجبل سفيان فجبال الدهمان من بكيل (3)، ووسطها وغورها اخرف ونجد المطحن والشقيقة وهنوم وشعب عذر وسحيب وحرض وبلد حيران (4) وقبر حجور وقبر عليّان ورأس الحبش ومطرق (5) وكريف خولان والحجابات ومرارات ووادي حيدان وأمير زنة أدبر.
ثم يتصل بها سراة خولان ويسمى القد (6) فأولها من ظاهرها جبل أبذر لبني عوير من آل ربيعة من سعد فالدحض فالهلة وعدبوه فالمطرق جبل لبني كليب (7) فالأسلاف
__________
(1) الدرب بفتح فسكون آخره باء. ونودة بفتح النون آخره هاء موضعان الآخر منهما خراب ويقعان بين بني عبد وبين الميقاع غربي خمر وكذلك الحفر وعصمان بفتح العين المهملة وضم الصاد المهملة أيضا آخره نون كذا ضبطه المؤلف في الجزء العاشر من الاكليل واليوم بضم العين وبسكون الصاد ويقال له وادي عصمان وهو من السودة واليه ينسب البن والقشر العصماني الطيب الشهير.
(2) هذه أسماء قبائل حاشدية لها بقية غير القعطيين فلا أعرف عنهم شيئا والقشيب هم بنو القشيبي من حاشد أيضا والقشيب من حمير لهم بقية أيضا وبنو معمر بضم الميم الأولى وكسر الثانية كما ضبطه المؤلف في العاشر من الاكليل ولهم بقية في بلد حجة وفي الظاهر من حاشد، والهراثم لا تعرف، المنقل الطريق في الجبل معروف ومنقل (سفران) غير معروف عندي.
(3) بنو عبد لهم بقية قرب يشيع وجبل سفيان وجبل الدهمان لم أتحقق مكانهما بالضبط.
(4) أخرف من الأودية المشهورة واليه تجتمع روافد سيول عديدة ويصب الى مور نسب الى اخرف بن الخارف وهو شمال حجة. وأخرف أيضا موضع من الخارف. ونجد المطحن يأتي ذكره والشقيقة مجهولة عندي وشعب عذر في عذر معروف وهو بفتح الشين وسكون العين وسحيب بفتح السين والحاء المهملتين ثم سكون الياء المثناة من تحت آخره باء موحدة جبل يشرف على حرض وفيه زروع ووطن. وحرض وحيران يأتي ذكرهما.
(5) مطرق بفتح الميم وسكون الطاء وفتح الراء آخره قاف جبل عال يطل على تهامة حرض من الشمال وهو من جبال خولان قضاعة، والكريف في عرفنا الماجل الذي يحفر في الأرض اللينة وفي صخر دون أن يطوي ليجتمع فيه مياه الأمطار ولا يعرف اليوم كريف خولان. والحجابات والمرارات من خولان ولا أعرف بالتحقيق مواقعها. ووادي حيدان مشهور وحيدان مدينة الناحية يأتي ذكرها، وأميز ضبطه المؤلف بقوله زنة أدبر وهو ما يسمى اليوم مير بفتح الميم وسكون الياء وراء وهو مضيق كثير الأحراش والحرجات، وهو ملتقى سيول مور.
(6) القد: بالكسر والفتح اشهر: هو سنام خولان كما ذكره المؤلف وثاني قسم خولان يسمى الأديم راجع الاكليل ج 1ويأتي هنا ذكر لذلك.
(7) جبل أبذر بفتح الهمزة يأتي وصفه للمؤلف ويحتفظ باسمه لهذه الغاية. وبنو عوير لهم بقية الى اليوم، والدحض بفتح الدال وسكون الحاء المهملتين آخره ضاد معجمة: موضع في رازح من خولان. والهلة بفتح الهاء وتشديد اللام محلة مذكورة في رازح، والهلة بكسر الهاء في أسافل حجور. وعدبوه يأتي ذكره. ومطرق سلف وفيه نقيل يسمى نقيل المطرق.(1/134)
فغنم فالخنفعر فالعرّ (1)، ومن وسطها وغورها أرض ساقين وحيدان وشعب وشعب حي (2) وحرجب وأرض الشرو ومران والقفاعة والبار (3) وخلب وجحفان (4) وعرامى وغرابق وعراش ووسحة وغيلان ودفا وقيوان وبوصان (5) وأرض الرّسيّة وأرض بني حذيفة وأرض الأبقور فمنحدر الى أنافية فأبراق من ناحية بيش (6).
__________
(1) الأسلاف معروف الضبط ويحمل اسمه الى هذه الغاية والاسلاف ويقال له نجد الاسلاف شمال مدينة يريم على المحجة بنحو ميل والأسلاف بجانب مدينة جبلة والأسلاف غزلة من ريمة والأسلاف أيضا: موضع يأتي ذكره للمؤلف. غنم: بفتحتين، جبل عامر بالحرث والمساكن غربي صعدة، والخنفعر بضم الخاء المعجمة وسكون النون ثم ضم الفاء والعين المعجمة آخره راء مشددة ويقال له خنفعر بدون تعريف قال عمرو بن زيد الخولاني:
فالحقت حيّا بالصعيد بما جنوا ... واقفر منهم خنفعر فقابله
وهو جبل مرتفع في ديار جماعة الواقع في الشمال الغربي من صعدة والعر تقدم ضبطه ويقع هذا في بني منبه في الشمال الغربي من صعدة.
(2) ساقين تثنية ساق وهو المركز الرئيسي لبلد خولان الغربية بينه وبين صعدة يومان من جهة الغرب وساقين أيضا عقبة مدينة أبها للهابط الى تهامة «الرحلة الحجازية» وحيدان بالفتح آخره نون تعتبر مدينة ذلك الصقع وكانت حافلة بأهل الفضل والعلم وفيها قضى أيامه الأخيرة الامام أحمد بن سليمان كما قبر بها هو والامام نشوان بن سعيد الحميري وكانا متعاصرين. شعب وشعب حي: بكسر الشين المعجمة وسكون العين المهملة ثم باء موحدة وحي بكسر الحاء المهملة وآخره ياء وهما يحملان الاسم هذا الى هذه الغاية ويقعان غربي صعدة ومن أعمال ساقين راجع الاكليل.
(3) حرجب بفتح الحاء المهملة وسكون الراء وجيم وباء وفي «ب» بالجيم أول الحروف غلط وهو بلد عامر بجانب ساقين وأرض الشر وبتشديد الشين المعجمة والواو تقع هذه في بلد الكرب ثم من بني بحر من خولان والشروة بزيادة الهاء من أرض حوث يأتي ذكرها. ومران بفتح الميم آخره نون قبيلة وأرض ويمتد جبل مران حتى يصالي تهامة، وكان ينسب الى مران هذا القسيّ المرانية راجع الاكليل ج 3251» والقفاعة بفتح القاف آخره هاء لا زالت عامرة والقفاعة في مخلاف اعلا شمال مدينة تعز ويأتي ذكرها والقفاعة أيضا بلدة من مخلاف خدير، والبار بالباء الموحدة آخره راء وكانت قرية كبيرة وسوق عظيم في غربي رازح وحازة تهامة وكان يستخرج منه ومن القفاعة معدن الذهب وكان متعالما مشهورا وهي اليوم أطلال.
(4) جحفان بضم الجيم آخره نون من أودية تهامة يلي خلب اعلاه في خولان وأسفله في تهامة.
(5) عرامى وعرابق وعراش كلها بضم أوائلها العين المهملة والغين المعجمة من غرابق فعرامى هو ما يسمى اليوم عرمى بدون ألف بعد الراء ويقع في بني عمر من رازح. وغرابق موضع هو اليوم أطلال في أسفل جبل مران. وعراش جبل لبني بحر فيه القرى والمزارع وفيه كانت معركة بين جيوش الأمير يعفر الحوالي وبين بني بحر في أوائل القرن الثالث الهجري، ووسحة بلدة قائمة ويأتي ذكرها للمؤلف وغيلان بفتح الغين المعجمة آخره نون ويقال له جبل غيلان يحتفظ باسمه الى هذه الغاية وهو غربي صعدة بنحو يومين ومنه يستخرج حجر الحرض الذي يجلب من صعدة الى عموم اليمن وهو آنية حجرية يخرط ويتخذ للأطعمة وخاصيته أن يحتفظ بحرارة النار لمديدة وعداده من رازح انظر «الاكليل» 1/ 236. ودفا وقيوان معروفة الضبط ويقال نجد قيوان وهما أماكن موطئة الى تهامة من بلد خولان قال الحارث بن عمرو الخولاني:
ودار بقيوان، لنا كان عزها ... توارثها نسل الملوك القماقم
ويسنم دار العز من دمنتي دفا ... الى أسفل المعشار فرغ التهائم
وبوصان بفتح الباء الموحدة آخره نون بلدة كبيرة في جماعة لا تزال حية.
(6) بنو حذيفة بالتصغير قبيلة من بني جماعة لها بقية. والأبقور قبيلة من خولان لها بقية والأبقور أيضا قبيلة من الأزد والنسبة اليها باقري راجع الاكليل ج 3441، وأنافية بضم الهمزة والأبراق بفتحها وهما أعلا وادي بيش السالف الذكر.(1/135)
ثم يتلوها سراة جنب (1) وبلد العرّعرّ المعصور، وقرية جنب في هذا السراة الكبيبة (2) وقال رجل جنبيّ وقد جنّه الليل في بلد بني شاور:
نظرت وقد أمسى المعيّل دوننا ... فعيّان أمست دوننا فطمامها
الى ضوء نار بالكبيبة أوقدت ... إذا ما خبت عادت فشبّ ضرامها
توقدها كحل العيون خرائد ... حبيب إلينا رأيها وكلامها
غدا بيننا عرض الفلاة وطولها ... فداري يمانيها ودارك شامها
فإن أك قد بدلت أرضا بموطني ... يمانية غربا أريضا مقامها
فقد اغتدي والبهدل النكس نائم ... بعيد الكرى عينا قريرا منامها
وأقطع مخشيّ البلاد بفتية ... كأسد الشّرى بيض جعاد جمامها
رأيها: رؤيتها تقول العرب حيّا الله رأيك أي شخصك.
ثم الجبل الأسود الى الشقرار وسعيا من أرض جرش وغور هذه البلاد هي أعلى زنيف وضنكان والبرك والمعقد وحرة كنانة ووسط أرض طود وحقوفتان ونجد الطار.
ثم يتلوها سراة عنز وسراة الحجر نجدها خثعم وغورهم بارق (3) ثم سراة ناه (4)
من الأزد وبنو القرن، وبنو الخالد، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد، ثم
__________
(1) جنب بفتح الجيم وسكون النون آخره باء موحدة وهي قبيلة مذحجية وسموا جنبا لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة وحالفت صداء بني الحارث: «الاشتقاق» 405ولها بقية بهذه السراة، ومن جنب هذه قبيلة جنب التي كانت مواطنها هرّان ذمار وكانت عاتية قوية طالما ناصبت الغزاة وفلت حدهم ولعبت دورا فعالا في تاريخ اليمن ثم انتقلت الى مغارب ذمار وبه سمي مخلاف الجنبي.
(2) الكبيبة تصغر كبة وهي الطاقة والمجموعة من الغزل معروف وحدثني رجل من قحطان الشمال ان الكبيبة اليوم خراب وتقع قرب راحة الجوف جوف جنب.
(3) عنز بفتح العين المهملة وسكون النون آخره زاي انظر الكلام عليها «الاكليل ج 2921» والحجر بفتح الحاء وسكون الجيم آخره راء قبيلة من الأزد ومن رجالهم الحافظ عبد الغني بن سعد والامام أبو جعفر الطحاوي وخثعم قبيلة يمنية نسبت الى خثعم بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن النبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا ولها وللحجر بقية كما لمع منهم في الاسلام نبلاء وفرسان وغيرهم مذكورون في التاريخ وبارق قبيلة من الأزد واسمه سعد بن عدي وسمي بارقا لجبل نزله وقيل لأنهم تبعوا البرق «الاشتقاق 480» و «النسب الكبير» وبارق في حمير وبارق في همدان راجع «الاكليل ج 3602».
(4) ناه بالنون آخره هاء كذا في الأصل هنا وفي ما يأتي وفي «ل» و «ب» بالباء الموحدة هنا لا بالنون فيما يأتي وهي أيضا من الأزد وبنو القرن بالفتح والسكون من الأزد من ولد عبد الله بن عدنان وبنو الخالد بالخاء المعجمة آخره دال مهملة وفي «ل» باحمال الحرفين وهي أيضا من الأزد.(1/136)
سراة الخال لشكر (1) نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران ثم سراة زهران من الأزد دوس وغامد والحر، نجدهم بنو سواءة (2) بن عامر وغورهم لهب (3) وعويل من الأزد وبنو عمرو، وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية. ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم، وقال لي بعضهم: إنهم من عكل وغورها بنو سعد من كنانة. ثم سراة بني شبابة وعدوان (4) وغورهم الليث ومركوب فيلملم، ونجدهم فيه عدوان مما يصلى مطار. ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن من عكاظ والعبر (5).
أودية هذه السراة
70697 - وادى موزع وماتيه
القاطعة فيها الى تهامة حتى تنتهي في البحر أولها أودية موزع والشّقاف يهريق فيها ذبحان والمعافر ففج صحارة وحرازة ووادي الملح من رسيان. وبلد الركب فيلتقي هو ونخلة بحيس وجانب وادي نخلة يهريق في القرتب من جنوبي زبيد (6).
__________
(1) الخال من الأزد وشكر هو لقب والآن بطن من الأزد وفي «ياقوت ج 2072» الخال باليمن من ديار الأزد ثم بارق وشكر منهم قال أبو المنهال: لما جاء الاسلام تسارعت يشكر وابطأت بارق واسم يشكر والآن كذا كرر (يشكر) وصوابه شكر كما في كتب النسب وفي «كتاب الردة» الخال من مخاليف الطائف، والأسد بالسين لغة في الأزد بالزاي بالسكون.
(2) زهران قبيلة لا تزال تحتفظ بمعالمها واسمها ودوس قبيلة من الأزد رهط أبي هريرة الصحابي المشهور وأبي الطفيل الدوسي أول من أسلم من الأزد وله خبره وغامد بالغين المعجمة. وهي كثيرا ما تقرن بزهران فتقول الأعراب هذه زهران وغامد، واسمه عمرو بن كعب بن الحارث ينتهي الى النبت بن مالك بن كهلان بن سبا وانما قيل له غامد لأنه كان بين قومه شر فاصلح بينهم وتغمد ما كان ذلك راجع «الاكليل ج 3922» والحر بضم الحاء المهملة وسواءة: بضم السين المهملة وكلاهما من الأزد.
(3) لهب بكسر اللام وآخره باء موحدة وهم بطن من ولد كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد وهم من أعيف العرب وأزجرهم للطير.
وقوله: الدعوة عامرية أي في الصوت والنصرة. وبجيلة: بالباء الموحدة آخره هاء قبيلة يمنية وهي أخت خثعم ومن رجآلهم المعدودين جرير بن عبد الله البجلي والوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فافرش له رداءه وهو راوي حديث المسح على الخفين وبجيلة وخثعم باقية في مواضعها هذه راجع «في سراة غامد وزهران» و «بلاد عسير» و «الرحلة اليمانية».
(4) عن شبابة وعدوان انظر كتاب «في سراة غامد زهران» وفي الأصول: (مطارهم).
(5) العبر: نراها تحريف (الفتق).
(6) هذه الأماكن سلف تحقيقها وصحارة وحرازة يأتي ذكرها وما وقع للمؤلف هنا من ان هذه الأودية تنزل حيس والبعض القرتب، وهم لا يقر عليه بعد البحث والمشاهد وانما تنزل المخا وشمال المخا وما يهبط الى حيس انما هو نخلة وما ينزل الى القرتب هو وادي زبيد والقرتب بضم القاف وسكون الراء وضم التاء من فوق ثم باء موحدة بلدة وضاحية من ظاهر جنوب مدينة زبيد واليها ينسب الباب الجنوبي لمدينة زبيد قال الملك السيد علي بن المهدي الرعيني(1/137)
70698 - وادى زبيد وماتيه
ووادي زبيد وهو بعيد المأتى وأول مسايله من ذي جزب (1) وأشراف (الشرفة). وشرعة الغربيّة ويريم فسحمر والأحطوط والسّملال حتى يلتقي سيل سيّة بالجبجبة (2) فيمدها سيل لحج وملح ويلتقي الجميع سيل حمر وتجتمع كلها بحمض (3) وأهله من حمير أهل حد، ثم تمر بمعطّ الفيل (4)، ويضمها سيل نعمان ثم تنحدر كلها بلد الوحش، فتتلقى بسيل السحول وبلد الكلاع وصدور بعدان وريمان. ثم يلتقي بها أودية عنّة (5) ويجمعها الفنج والحفنة وحجر قمران والملاحيط الى زبيد، فيسقي جميع ما حف به الى البحر.
__________
الحميري عند حصاره لمدينة زبيد:
صدمنا بجرد الخيل باب سهامها ... ودارت على درب الحصيب الغلافق
وسالت نواصيها على باب قرتب ... ولم تأل أن جالت بباب الشبارق
ونسب اليها المحدث المشهور عبد العليم بن عيسى بن اقبال القرتبي من المتأخرين.
(1) ذو جزب بضم الجيم والزاي آخوه باء موحدة قرية عامرة مربعة الشكل على هضبة عليها عرقة كأنها الطوق وعلى واديها المحجة الى ذمار وصنعا وهي عنسية والشرفة التي بين القوسين، كانت في اصلنا وساقط من «ل» و «ب» وهي بلدة عامرة عنسية معلقة بالهواء كأنها الجوزاء لمن يراها من واديها ومن أشراف شرعة الشمالية الغربية وفي نسخة واشراف شرعة، وشرعة بكسر الشين المعجمة آخرها هاء ويقال قاع شرعة وهي أحد الحقول الآتي ذكرها ويعرفها الاعراب بحدودها بعباراتهم الدقيقة الجامعة المانعة: (من خلقه الى ورقه)، وفيها التقى الملك التبع الذي جاء باليهودية الى اليمن هو وعامر ذو الكباس خليفته على اليمن وزوج ابنته حي فقتله مبارزة بيده وكانت الدائرة على أصحابه وفيها كانت معركة ضارية بين الأحباش الغزاة وحمير بقيادة القيل النعمان بن عفير أبي سيف بن ذي يزن وهي آخر محاولة قام بها اليمنيون، ويريم بفتح الياء المثناة من تحت وكسر الراء وسكون الياء من تحت أيضا آخره ميم، وهي المدينة المعروفة اليوم فان كان أراد المؤلف هذه فقد وهم فان ماءها يهريق الى أبين وان كان غيرها فلا دراية لي بها ويريم أيضا من نضار في المحويت، ويريم أيضا من الشاحذية وتريم بالتاء مفتوحة وباقي الحروف كالأول مدينة من حضرموت يأتي ذكرها وتريم بكسر التاء المثناة من فوق وسكون الراء وفتح الياء من تحت يأتي ذكره للمؤلف. وسحمر بفتح السين والحاء المهملتين وتشديد الميم آخره راء جبل وقرية من يحصب العلو.
(2) الجبجبة معروف الضبط ويسمى اليوم جبجب ولحج وملح اسمان متلازمان والأولى بفتح اللام باسم لحج المشهور وملح بفتح الميم واللام وقد تسكن اللام مع كسر الميم وهما وطنان من غربي مدينة ذمار وملحقاتها. من مخلاف مقري.
(3) لا يزال أهل حمض من أحد العرب الى اليوم وأن أحدهم ليضرب بسيفه الجذع العظيم فيبتره بضربة واحدة وهم الذين يضربون رؤوس القتلة بين يدي السلطان لاقامة الحدود.
(4) معط الفيل بفتح وسكون والفيل الحيوان المعروف ومعط الفيل هو ما يسمى اليوم ربابة ومخ الكافر وهو في القفر بلد الوحش وفي «معجم ما استعجم» ج 4692قال الهمداني: وبحمض معط الفيل الذي جاء به أبرهة.
(5) عنة بفتح العين المهملة وتشديد النون آخره هاء: مخلاف من الكلاع العدين ويقال انه يصب اليه خمسون واديا وهو واد موبوء كثير الوخم جم الأشجار والبن والقات والموز والمضار. والكاذي وتقول العرب في أمثالها: (يا مهدي الموزالى عنة وعنة قتوب). والفنج بفتح الفاء والنون آخره جيم ورسم في «ل» و «ب» الفتح بالفاء والتاء المثناة من فوق والحاء غلط. وحجر قمران والملاحيط لعلها هي التي تسمى في التاريخ المشاحيط لحادثة تاريخية وهي أن ابن الفضل لما غزا مدينة زبيد سنة 293هـ واستباحها وسبى منها أربعمائة عذراء ورام عسكره استصفاء السبايا وسوقها الى المديخرة قال لجنوده وهم في الملاحيط: هذه إنّ نساء الحصيب فتنة فاذبحوهنّ فانهنّ يشغلنكم عن الجهاد(1/138)
70699 - وادى رمع وماتيه
ثم يتلوه وادي رمع وهو واد حار ضيق (1)، وأوله من أشراف جهران وغربي ذي خشران (2) الى وادي الشّجبة، ويهريق فيه من يمينه وجنوبي ألهان فأنس، ومن شماله شمالي بلد جمع وسربة حتى يرد شجبان فشلك بين جبلان العركبة وجبلان ريمة، وظهر بذوال فسقى مزارعها الى البحر، وفي أسفل رمع موضع الماء الذي كان يسمى غسان (3).
70700 - وادى سهام وماتيه
ثم يتلوه وادي سهام وأوله ورأسه نقيل السّود من صنعاء على بعض يوم إلى ما بين جنوبها ومغربها ويهريق في جانبه الأيمن جنوبي حضور وجنوبي الأخروح وجنوبي حراز، ويهريق في جانبه الأيسر شمالي ألهان وعشار وبقلان وشمالي أنس وصيحان وشمالي جبلان ريمة والصّلي وجبل برع، ويظهر بالكدراء وواقر (4) فيسقي ذلك الصّقع الى البحر فيهريق وادي العرب فيما بين الكدراء وزبيد بناحية المعقر والأخوات التي بينه وبين الكدراء ومساقي وادي العرب مما بين برع ومساقط جبلان ريمة وقعار (5).
70701 - وادى سردد وماتيه
ثم يتلوه وادي سردد ورأسه أهجر شبام أقيان (6) فمساقط حضور من شمّ وماظخ وبلد الصيد ثم يهريق في أيمنه جبل تيس ونضار وبكيل وقيهمة (7) وجنوبي حفاش ومن
__________
فذبحوهن جميعا في ساعة واحدة فسميت الملاحيط هذه المشاحيط لشحطهم النساء أي ذبحهن. والملاحيط أيضا أسفال وشحة من حجور وهو غابات وهيج، والمواضع المذكورة أسافل الكلاع وأعالي وادي زبيد.
(1) سبق ضبط رمع الا أنا نورد هنا ما ذكره البكري كتنبيه على وهمه فانه أورد «رمع» في مادة الراء مع الميم كما نقلنا عنه ذلك فيما سلف ثم ذكره مرة أخرى في حرف الزاي مع الميم ولفظه «زمع» بفتح أوله وسكون ثانيه وبالعين المهملة من منازل حمير باليمن وبعضهم يقول زمعة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال خالد بن سعيد على صنعاء والمهاجر بن ابى أمية على كندة وزياد بن لبيد على حضرموت ومعاذ بن جبل على الجند وأبا موسى على زبيد وزمعة وعدن والساحل: فأنت ترى ان الوهم واضح، فتواريخ اليمن تحكي ان ابا موسى كان على رمع وزبيد الخ ولا أعرف او اسمع بزمع بالزاي أو زمعة بالهاء آخره في وطننا راجع التاريخ.
(2) خشران بفتح الخاء المعجمة اخره نون: بلدة عامرة في أشراف جهران وفيها معدن الفضة ورسمها في «ل» و «ب» بالحاء المهملة وباقي الحروف كالأول وقوله «من شماله» صوابه من جنوبه.
(3) لا يزال الماء المسمى غسان معروفا برمع إلى عهدنا هذا.
(4) واقر بالواو والف وقاف وراء حصن يقع شرقي جنوب المراوعة وقرب الكدراء القديمة بنحو ثلاثين كيلا وفيه اعتصم ابراهيم بن محمد سنة 293هـ من علي بن الفضل واشتد به الحصار نحو شهرين ولم يظفر منه بطائل وهو اليوم خراب ويظهر سيل سهام اليوم في المراوعة ثم يتوزع بين شمال الحديدة وجنوبها.
(5) قعار بضم أوله وآخره راء: عزلة من ناحية الجعفرية من ريمة وهو في أسافل ريمة ووادي العرب لا يزال معروفا.
وفي قعار قبر بعض الصالحين ذكره الأديب الشاعر عبد الرحمن البرعي.
(6) أهجر شبام أقيان بفتح الهمزة وسكون الهاء وهو ما يسمى الأهجر بالتعريف مع تسهيل الهمزة وهو واد عظيم فيه قرى ومزارع غنية.
(7) قيهمه بفتح القاف وسكون الياء آخره هاء: لا تزال معروفة وهي مركز ناحية بني سعد من المحويت وتقع جبالها على طريق السيارات صنعاء الحديدة وفي أسافلها يظهر سيل سردد، وقيهمة أيضا جبل في الشرف ثم في كشر من بني داود.(1/139)
أيسره جبال حراز والأخروج، ويظهر بالمهجم فيسقيها وما يليها الى البحر.
70702 - وادى مور وماتيه
ثم يتلوه وادي مور وهو ميزاب تهامة الأعظم ثم يتلوه في العظم وبعد المأتى زبيد ومساقي مور تأخذ غربي همدان جميعا وبعض غربي خولان وبعض غربي حمير، فأول شعابه ذخار وشربب (4) من جبال ذخار ومسور فالشوارق وتخلي وشمالي تيس ونضار والباقر والعضد (5) وشاحذ وجرابي وسمع وجوانب ملحان والمضرب (6) جبل في أصل ملحان فبلد صحار فبلد بني حارثة وبني رفاعة وحماد ويرد (7) ويمدّ من حجور فعيّان، فأدران فحجة فنمل وشرس وقيلاب حتى يلتقي بمور الآتي من بلد خولان وشمالي بلد همدان، ويمد ذلك مساقط الشرف شرقا وجنوبا، فهذا أحد فرعيه.
والفرع الثاني رأسه شعبة الهلّة وعدبوه، فالموقر والدحض وغربي أبذر وموطك ومحلا (1) فبلد عذر وهنوم وبلد حجور ومساقط بلد وادعة، وبلد الجواشة وبلد بني عبد البقر (2) وأخرف، ويلقى سيل الحفر وصرايم والكلابح، وشظب وذرخان (3)، وبلد المرانيّين، فبلد وثن [-8] شمالي موتك وحجّة وما أخذ أخذ بلد قدم بن قادم، ومن أيمنه سدّ ساقين وتضراع [-9] فيه أراب وحيدان وشرقي مطرق، وكريف خولان ويسمى ما يصل اليه منه أمير فجنوب سحيب وبلد العهرا [-10].
__________
(4) شربب بضم الشين المعجمة وسكون الراء بضم الباء الأولى ورسمه في «ل» و «ب» بالياء المثناة من تحت بعد الراء خطأ، وهو أحد جبلي كوكبان الواقع في الضلع والمعاند لحصن بكر.
(5) الباقر هو ما اسمي اليوم براش والعضد زنة عضد الانسان ويقال لها جبال العضد وهي من أعمال شبام أقيان.
(6) المضرب يحمل اسمه لهذه الغاية وكذا صحار من بلد حمير ثم من المحويت.
(7) هذه القبائل من بلاد الشرق تحتفظ بأنسابها الى التاريخ.
(1) موطك بفتح الميم والطاء المهملة بعد الواو وآخره كاف وهو وطن عامر غربي ساقين والمحلا هنالك معروف.
(2) بنو عبد البقر هم الذين يسمون بني عبد.
(3) ذرحان بالذال المعجمة آخره نون وطن وواد مشهور من بني حكم تابع مركز السودة.
(8) 4بلد المرانيين لا زالت تتسم بهذه السمة وهو واد من مزروعاته البن. ووثن بفتح الواو وكسر الثاء المثلثة، وكانت قرية كبيرة واليوم اصرام وهي في بلد عفار: موتك ووثن بفتحتين في ريمة الأشابط وأخرى بحمض من غرب ذمار والوثن بالتعريف ما بين حزير ووعلان على المحجّة وذو وثن في سرو مذحج يأتي ذكرها.
(9) 5تضراع بالفتح بلد لا يزال حيا قال الحارث بن عمرو الخولاني:
لنا الدار من تضراع باق رسومها ... بها كان أولاد الحماة الخضارم
(10) 6العهرا مشتق من العهر معروف وكانت قبيلة مشهورة عدادها من حجور في أيام المؤلف وكانت تسكن بطنة العصيمات واليوم لا تعرف.(1/140)
70703 - وادى عبيس وحيران وخذلان
ثم يتلوه واديا بني عبس من حكم (1) ووادي حيران وخذلان (2) مآتيهما من أسافل حجور.
70704 - وادى حرض
ثم حرض (3) وهو وسط من الأودية وله فرعان: فالجنوبي منهما من الشقيقة وما اكتنف المحجّة ومنها الى حرض من بلد عذر وبلد حجور الى المباح فالمرير، والشمالي منهما نقيل مطرق وما اكتنف المسيل منه من بلد عذر وبلد بني شهاب بن العاقل الى معين الحنش حتى يلتقي بالفرع الثاني بالسرين فينقحمان كلاهما، اللصاب (4) وهو أعلى وادي حرض ويمده الشعاب يمنة من بلد خولان ويسرة من بلد همدان ويصب الى السقيفتين ويسقي ما أخذ أخذ هذه البلاد الى البحر.
70705 - وادى خلب
ثم وادي خلب وهو الذي يشرع على جانبيه الخصوف ومآتيه من القفاعة والبار، وفروعه من رأس خلب بالقد من سراة خولان وهو يشاكل وادي حرض أو يزيد عليه وبينهما أودية تشرع في قاع تهامة وتسقى المخاريف من بلد حكم الى البحر وهي (5) دون هذين الواديين، أولها مما يصالي حرض وادي تعشر، ثم وادي الحيد، ثم وادي الملحة، ثم وادي لية (6)، ثم خلب.
__________
(1) عبس بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة آخره سين وهي قرية أشبه بالمدينة وناحية تقع في حزاز جبال حجور كأسلم وافلح معروفة بالخصب والريف ويقال لها عبس بن ثواب [من أودية عبس هؤلاء الحيد ومفيضه جنوب حيران، أي أنه قبل حيران الذي هو قبل حرض].
(2) وادي حيران بفتح الحاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحت آخره نون مشهور أعلاه من أسافل حجور وأدانيه في بطن تهامة ويفيض الى ميناء ميدي وخدلان بالخاء المعجمة آخره نون وفي «ل» و «ب» بالجيم وهو شمال حيران ومآتيه من حجور.
(3) حرض بفتحات آخره ضاد معجمة نسب الى حرض بن خولان وهو واد فيه قرى ومدينة مقتصدة وقد لعبت حرض في جميع أدوار التاريخ أحوالا هامة حتى اليوم حيث عقد فيها مؤتمران للسلام راجع التاريخ ونسب اليها الحافظ أبو بكر العامري الحرضي صاحب كتاب «بهجة المحافل» وغيره من المؤلفات، والمباح والمرير من أعالي بلد حجور يحملان اسمهما وبنو شهاب بن العاقل من خولان راجع الاكليل ج 3571.
ومعين الحنش وفيما سلف رأس الحبش بالموحدة بعد الحاء غير معروف وكذا في «ب» وأما في «ل» فأهمل الباء والنون فيهما.
(4) السرين تثنية سر يحتفظ باسمه الى التاريخ. واللصاب: بكسر اللام آخره موحدة هو منفهق بين جبلين قدام قفل حرض وقد يسمى قفل حرض ومنه ترى ما يأتي من السيول من ذات اليمين ومن ذات الشمال.
(5) كذا في أصلنا وفي «ل» هو بلفظ التذكير.
(6) وادي الحيد من أودية عبس يفيض جنوبا عن وادي حيران أي أنه قبل حيران الذي قبل حرض. وادي تعشر: بفتح التاء المثناة من فوق وسكون المهملة ثم شين وراء يحتفظ باسمه قال محمد بن سعيد العشمي:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بتعشر بين الاثل والركوان(1/141)
ثم بعد وادي خلب وادي جازان ووادي ضمد ومآتيهما من غيلان جبل بني رازح ابن خولان وأشراف رغافة (1) ومساقط عنم ويسقيان أرض ضمد وجازان الى البحر، وبينهما وبين خلب أودية دون هذه مثل زائرة والفجا وشاية تسقى شمالي مخارف حكم،
70706 - وادى ليه وصبيا
ثم وادي صبيا وهو من مساقط بوصان والعر وأنافية، ويسقي صبيا الى نصر الأمان في صادّة عثر
70707 - وادى بيش وبيض
ثم وادي بيش ومآتيه من قيوان وبلد بني عامر من الغور ودفا من شمالي بلد خولان وجنوبي بلد جنب.
ثم عتود واد صغير، ثم وادي بيض ومآتيه من سراة جنب، ثم ريم وعرمرم ومآتيهما من أشراف بلد سنحان وجنب.
قال محمد بن عبد الله بن اسماعيل السكسكي (2): جميع ما بين عدن ووادي نخلة من أرض شرعب من الأودية الكبار التي تنتهي الى البحر من تلقاء المغرب
70708 - وادى اتحم
أولها:
إتحم (3) من أودية السكاسك يرد العارة والعميرة من أرض بني مسيح (4) ومصابّه من يماني جبل أبي المغلّس الصّلو (5) فنجد معادن، فشرقي ذبحان فغربي جبل الرما من جبال
__________
وتعشر أيضا موضع باليمامة ووادي الحيد يحتفظ باسمه ووادي لية بكسر اللام وتخفيف الياء ثم هاء كذا ينطق به أهله وقد تشدد الياء قال عمرو بن زيد الخولاني:
جلبنا عتاق الخيل من بطن لية ... بأرعن مثل الطود تحبو كلاكله
ولية بتشديد الياء واد شرقي الطائف يأتي ذكره.
(1) رغافة بضم الراء آخره هاء بلد عامر في أرض بني جماعة أنجبت علماء اعلاما واشتهرت بمعدن الحديد المشهور بالحديد الصعدي وتبعد من صعدة مسافة بياض النهار في الغرب الشمالي، وقوله: صادة عثر أي حازته.
(2) هذا السكسكي أحد الزعماء الذين قاموا بنصرة الأمير اسعد بن أبي يعفر الحوالي لمحاصرة مدينة المذيخرة سنة 303 هـ.
(3) كان في أصلنا بالألف والسين والحاء المهملتين وآخره ميم وفي «ل» رسحم بالراء والسين وبقية الحروف كالأول وفي «ب» رتحم بالراء والتاء وبقية الحروف كالأول والتصحيح من البحث ومن الجندي و «معجم ما استعجم» قال ج 4041اتحم بفتح أوله وسكون ثانيه وبالحاء على وزن افعل: موضع باليمن وهو الذي تنسب اليه الثياب الاتحمية وفي الجندي لوحة 166اتحم بخفض الهمزة وسكون التاء المثناة من فوق ثم حاء وميم نسب اليه القاضي أبو بكر بن أبي الفتح بن أبي السهل. وذكره في سياق علماء الصلو وهو ما يسمى اليوم دحيم بالدال المهملة أول الحروف وهي بلدة بجبل الصلو ماؤها يصب كما ذكره المؤلف.
(4) بنو مسيح من بني مجيد من حمير راجع الجزء الأول من الاكليل.
(5) بنو المغلس بضم الميم وفتح الغين المعجمة وتشديد اللام لهم بقية الوجه. فيهم اليوم رجل الدولة من لا يرمي به الرحوان رئيس الوزراء عبد العزيز بن عبد الغني المغلسي بسبأ الزعبري المعافري بلدا. والصلو بكسر الصاد المهملة مشددة وتضم وسكون اللام آخره واو وهو مأخوذ من الصلا وهو الظهر اذ هو يشبه الظهر، وصهوة الحصان ويشكل ناحية من المعافر خصيب التربة كثير الينابيع والمحاصيل يقع جنوب تعز.(1/142)
السكاسك (1).
70709 - وادى اديم
والثاني من أودية السكاسك وادي أديم (2) مآتيه من يماني ذبحان ومن قلعة سودان (3) من شرقيه وجبال ذات السريح (4) من غربيه، ينتهي بين أرض بني مسيح وأرض بني يحيى من بني مجيد، وفي أديم يكون سحرة السكاسك وأصحاب صدح الغيث واستعارة اللبن (5) وغير ذلك من فنون سحرهم وكهانتهم، والأخبار في فنونهم هذه مشهورة كثيرة. والوادي
70710 - وادى حرازه
الثالث: وادي حرازة (6) مآتيه من جبال المطالع (7)
وشمالي ذبحان من نجد معادن وغربي جبل أبي المغلس الصّلو (8) ويماني الجبزية (9)
مورده الممحاط من أرض بني مجيد ثم يخرج بين موزع وبين الجريبة (10) الى البحر.
والوادي
70711 - وادى الحسيد
الرابع: وهو وادي الحسيد (11) مآتيه غرب جبل صبر وجبل سامع، جبل ابن أبي المغلس (12) وعن يمينه الجبزية وعن شماله برداد (13) ما بين جبلي صبر وذخر وجبأ وجميع
__________
(1) نجد معادن بضم الميم من معادن وهو يحمل هذا الاسم الى عهدنا والنجد ما ارتفع من الأرض ودون النقيل وجبل الرما بتشديد الراء آخره ألف مقصورة وهو حصن منبع مذكور في التواريخ ويقع في المنطقة التي تسمى اليوم القبيطة من بلد حيفان السكاسك وفي نسخة من جبال بلد.
(2) أديم بفتح الهمزة وكسر الدال وسكون الياء المثناة من تحت ثم ميم ويقال له وادي أديم مشهور معروف ويقع جنوب ذبحان.
(3) قلعة سودان بفتح السين المهملة آخره نون وهي المسماة اليوم قلعة المقاطرة الواقعة شرقي ذبحان وهي قلعة منيعة صعبة المرتقى وبها أهل وسكن.
(4) ذي السريح بضم السين المهملة وفتح الراء ثم ياء وحاء وهي الجبال التي تسمى اليوم ذات الصريح بالصاد وهي من المعافر ثم في قدس.
(5) صدح الغيث منعه بفتح الصاد وسكون الدال المهملتين وآخره حاء مهملة وهي لغة يمنية فصحى يقال فلان يصدح الغيث والمطر أي يمنع نزوله بشعوذته وحيله وسحره واستعارة اللبن أن يوهم الساحر أرباب الأبقار ان يجعل من أبقاره العجاف واللاتي يبخلن باللبن بقرا حلوبا مدرارا فيخدعه بشعوذته بأعمال سحرية حتى يصادقه عليه ويأخذ منه جعلا كبيرا. وكثيرا ما تنطلي هذه الشعوذة على الفلاحين والمزارعين حتى الى يومنا هذا.
(6) حرازة في ايفوع من المعافر ويأتي ضبطها والكلام عنها.
(7) جبال المطالع لعله جبل المطلع بالإفراد من قدس بالتحريك.
(8) مياه جبل الصلو لا تنزل الى الغرب بتاتا وانما تنزل الى ورزان ثم لحج او الى العميرة والعارة وربما ان قدسا بالتحريك كان تابعا لآل أبي المغلس فلم يذكره المؤلف مع أنه كبير ومشهور في عصرنا هذا.
(9) الجبزية بفتح الجيم وسكون الباء الموحدة وكسر الزاي.
(10) الجريبة بضم الجيم وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم باء وهاء تحتفظ باسمها وهي يماني موزع والجريبة أيضا في جبل ذخر وكذا الممحاط أيضا.
(11) وادي الحسيد بضم الحاء وفتح السين المهملتين ثم ياء ساكنة ودال مهملة كذا ضبطه الجندي لوحة 166قال:
وخرج منه علماء منهم بنو الدقاق كعمر بن الدقاق الحسيدي المعافري قلت: ويقع وادي الحسيد في عزلة شراحة بعرشان جبل ذخر، وفي «ب» و «ل» بالجيم وهم.
(12) جبل سامع يحتفظ باسمه ورسمه كريم الايراد والاصدار بالخيرات وهو جنوب صبر وليس فيه من آل أبي المغلس اليوم أحد، بل في قدس.
(13) برداد بكسر الباء الموحدة وسكون الراء ودالين مهملتين بينهما ألف ووهم في «ل» و «ب» فرسمها بالياء المثناة من(1/143)
قاع السامقة (1) ويماني جبل ذخر فينتهي الموزع ثم يخرج المخا الى البحر. والوادي
70712 - وادى رسيان
الخامس رسيان مآتيه الجند من شرقيه (2) وشمالي جبل صبر ومن حدود الكلاع الثجّة من يمانيها ونخلان وظبا والعلى (3) والمنحج والعشش والمطلوع (4) ووادي أبنة (5) وجميع شعاب شظة (6) وهي مآثر علي بن جعفر (7) والشعبانية من وجوه صبر وقاع الأخباش (8) ووادي الضباب الى القرعاء (9) من مناهل برداد وشرقي ذخر وشآميه وجميع الجريبة من أوطان
__________
تحت والزاي فيما سبق وهنا، وهي عزلة عدادها من صبر أعلى وادي الضباب من الجنوب كما قال المؤلف ما بين جبل صبر وذخر وعليها وعلى الضباب المحجة الى المعافر ونسب اليه محمد بن عبد الله البردادي شاعر شعبي رقيق كان موجودا في أوائل القرن الرابع عشر الهجري.
وبرداد أيضا قرية من عزلة بني يوسف جنوب برداد السالفة وفيها جرى المثل العامي: برداد مصراد مبراد. ميقاع للجراد، سيلها يسقي كل بلاد ولا تسقى من بلاد، كذا ملّه علينا صديقنا أحمد شمسان البردادي وهو رجل خفيف الروح كثير المزاح والنوادر عرفته لما زرت ذلك الصقع وقال شاعرهم:
من كل جفنه الى المجراد سراد ... وأرض برداد محل الوافدين
(1) قاع السامقة بالسين والميم والقاف والهاء آخره وفي «ل» و «ب» بالعين المهملة بدل القاف غلط، وهو القضا والقاع الممتد بين نجد قسيم وما بين جبا والمصراخ شرقا ومجازع طريق المعافر غربا ولو استثمر كما ينبغي وأدخلت عليه الآلات الحديثة كالمضخات والحراثات وحفر الآبار على الطريقة الفنية الحديثة لغنائه بالمياه الجوفية لجاد بكل ما طاب ولذ من الفواكه والثمار ولعاش عليه أهله عيشة راضية وقد بدأت الحياة بما ذكرناه تدب إليه.
(2) مأتي الجند من شرقيه أي شرقي مدينة الجند ينصب لحج والذي ينصب الى رسيان من غربيه.
(3) العلى بضم العين المهملة وآخره ألف مقصورة ويقال لها ذو العلى وكانت مدينة مشهورة فوق مدينة ذي السفال ببضعة أمتار أعلى وادي ظبا وأخربتها الفتنة في القرن الثامن الهجري وتسمى اليوم الهجر، وقد صارت مقبرة واليوم قد دب اليها العمران سنة الله في خلقه، وكون مياه ظبا ونخلان والعلى تهرق الى رسيان من أوهام محمد بن عبد الله السكسكي الذي أملى الحديث للهمداني فسجله عنه وانما تصب الثجة الى نخلان ويجتمع ظبا ونخلان في السودان الأعلى ويصبان الى لحج كما يأتي للمؤلف.
(4) المنحج بفتح الميم وسكون النون وضم الحاء المهملة ثم جيم: قرية خربة نبت عليها القرظ والغضا وتقع في شعب بين قرية الذنية والدمن غربي مدينة ذي السفال بمسافة ثلاثين كيلا ولم أقف على مكانها وضبطها الا بعد عناء شديد وفي «ب» بتقديم الجيم على الحاء وفي «ل» اهمل النقط بالكلية ومياه المنحج تهريق في رسيان والعشش والمطلوع لعلهما ما يسمى الحيمة والمطلوح بالحاء.
(5) ابنة بفتح الالف وسكون الباء الموحدة وفتح النون آخره هاء كانت قرية عامرة وليس فيها اليوم غير بيت أو بيتين وهي من وادي ظبا في المنطقة الشرقية ومياهها تصب في ظبا لا في رسيان ثم الى السودان ثم لحج.
(6) شعاب شظة بفتح الشين والظاء المعجمتين ثم هاء ورسمه في «ل» و «ب» بالطاء المهملة خطأ، وشعاب شظة هو ما يسمى اليوم وادي حبير بكسر الحاء والباء المهملة ثم ياء من تحت وزاء وهو من أخصب الأودية وفيه أنهار وجداول وشظة شعبة من شعابه وهو غربي ذي السفال ومياهه تصب الى رسيان.
(7) هذه المآثر موجودة في شظة.
(8) الشعبانية لا زالت تحتفظ باسمها وهما شعبانيتان العليا والسفلى فمن العليا الحوبان ومن السفلى الكلابية التي فيها الابار الجوفية التي تمون مدينة تعز بالمياه ونسب اليها عثمان بن محمد الابرهي الشعباني المتوفى سنة 547 هـ «الجندي لوحة 114» وقاع الأخباش بالخاء المعجمة والشين آخره وفي «ل» و «ب» بالحاء المهملة خطأ وهو غربي تعز وملحقاتها على المحجة بين تعز والمخاء.
(9) القرعاء قريتان العليا والسفلى وهما أسفل وادي النصاب وفوق حذرار وشرقي الأخباش بجنوب وهما عامرتان.(1/144)
الكلاع، أرض القفاعة (1) وأرض شرعب ومن بلد الركب جبال شمير والحدوم (2)
فتجتمع جميع مياه رسيان حتى يلتقي بالحسيد ويصبان في موزع (3) وموزع وطن فرسان وحلال لهم من الركب، ويلتقي بهذين الواديين وادي الشقاق وهو عن يمانيهما ولا يقاس بهما ومأتى الشّقاق من جوار المعافر المحادة لبني مجيد فينتهي جميع هذه الأودية ما بين ظاهر بني طاووس في وطن حيس وبين أرض بني مجيد حتى تخالط البحر عند الصّحارى (4) موضع كثير النخيل والمزارع والسكن على شاطىء البحر وساكنه خلطاء من عك والرّكب وبني مجيد وفرسان وكنانة.
70713 - وادى نخلة
ثم وادي نخلة ومصابه من قتاب بلد الكلاع (5) فمن معاين وقرعد وبلد القفاعة وهي جنوبي الوادي، ملتقى هذه المياه الى الموكف (6)، ثم وادي نخلة فيه الموز والمضار (7) والحنّاء وجميع الخضر واليه أيضا بعد أن تنتهي اليه المياه من الموكف تنتهي اليه مياه أرض حبل وأرض شرعب (8) وطلاق وحصن جوالة الذي قتل فيه جعفر بن ابراهيم
__________
(1) الجريبة سلف ضبطه قريبا وكذا القفاعة والكلاع من قصبته وهم الاكلوع.
(2) شمير معروف الضبط وهو مخلاف معروف غلب عليه اليوم اسم مقبنة وقومه خليط من الركب الأشاعر وغيرهم ونسب اليه الشاعر محسن شداد الشميري اثبتنا له ما وجدنا في غير هذا التعليق والحدوم جبل قرب موزع.
(3) سبق لنا ان ذكرنا ان مصبات رسيان تهبط الى الهاملي ثم الى الزهاري ساحل البحر شمال المخا وان المؤلف وقع في غلط وهنا قال حاكيا روايته عن محمد بن عبد الله السكسكي أنها تصب في موزع وهو أيضا غلط وانما تصب فيما ذكرناه وهو الصحيح لأن ما حققناه عن مشاهدة وعيان عدة مرات اللهم الا إذا أراد بقوله موزع بلاد موزع فهذا ممكن احتماله وقبوله وقوله وموزع وطن فرسان.
(4) الصحارى هو ما يسمى السحاري بالسين المهملة بدلا عن الصاد المضمونة المهملة ولا يزال كما وصفه المؤلف وكون مياه الشقاف تهربق الى الصحاري من أوهام زعيمنا السكسكي وانما تصب الى موزع كما حققنا في ما سلف وهنا.
(5) قتاب الكلاع هو في ايفوع اعلى من العدين، ومعاين بضم الميم آخره نون بلد هنالك في ايفوع وكلاهما غربي المذيخرة وقرعد سلف ضبطه والكلام عليه فان ظاهر قرعد الجنوبي كله يصب في نخلة.
(6) الموكف بفتح فسكون موضع يحتفظ باسمه الى هذه الغاية نسب الى الموكف بن عبد شمس راجع الاكليل «ج 2 44».
(7) وادي نخلة لا يزال يحتفظ باسمه ورسمه وبجميع ما ذكره المؤلف والمضّار بضم الميم وتشديد الضاد المعجمة هو القند وقصب السكر وهي لغة سائدة بين اليمنيين الى هذه الغاية.
(8) أرض شرعب سلف الكلام عنها وأما أرض حبل فبضم الحاء المهملة والباء الموحدة آخره لام: جبل وواد وقرى ومزارع من أرض شرعب ثم من العسّيلة.(1/145)
المناخيّ (1) وجبل الصّيرة (2) وكل هذه جنوب وادي نخلة ومن شماليها جبل دمت (3) وحميم وعذاق ووادي نزال والرواهد والوزيرة وجبل المرير والفواهة، ثم يلقاه وادي الملح (4)
من أرض الرّكب وجنوب نخلة فيسكبان بحيس ويقطعانها الى البحر، ومآتي الملح من المجعر والمعرام من جبل بلد شرعب وجبل الصّيرة من شمالي الوادي واليه من جنوبه عراصم من بلد الركب والحرجيّة فجبال معبر فدباس (5) ثم يلتقي هو ونخلة بالقنا (6) من رؤوس حيس منزل أبي جعفر بن النمر.
__________
(1) طلاق بالفتح آخره قاف بلد في سافلة الكلاع: العدين في عزلة الأمجود. وحصن حوالة: بالحاء المهملة مضمومة لا يزال يحمل اسمه الواقع في وادي نخلة وتوجد قرية في نخلة تسمى الحوالة بالحاء المهملة وجبل خوالة بالخاء المعجمة أيضا هنالك.
وكان قتل جعفر بن ابراهيم المناخي وأحد أولاده وابن عمه ابي الفتوح سنة 291، أو سنة 292هـ على خلاف بين المؤرخين راجع «الاكليل ج 942» وقرة العيون والتاريخ.
(2) جبل الصيرة بفتح الصاد المهملة وسكون الياء المثناة من تحت آخره هاء: معروف وفيه قرى ومزارع وحروث من مخلاف شرعب وفي «ب» و «ل» الصبرة بالباء الموحدة غلط.
(3) دمت ويقال جبل دمت بفتح الدال وسكون الميم آخره تاء مثناة من فوق يقع في عزلة الأفيوش من الكلاع: العدين والقرية اليوم خرائب لا تعرف. قال الجندي: وهو صقع متسع يحتوي على قرى كثيرة قبلي تعز على نصف مرحلة نسب اليه حسين بن علي بن جشمر الدمتي وكان فقيها. قلت ولعله أبعد من مرحلة ودمت هذه غير دمت التي في وادي ثريد من أرض رعين راجع «الاكليل ج 1281» وحميم بفتح الحاء المهملة وميمين بينهما ياء مثناة من تحت: موضع في عزلة الأفيوش أيضا وقد دب اليها الخراب فلا تعرف الا بعد البحث نسب الى حميم بن دعمي بن عوف ابن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر وورد في المساند الحميرية ذات حميم يقال انه اسم الآلهة. وعذاق بفتح العين المهملة آخره قاف بلدة آهلة بالسكان من الأمجود تابعة للمذيخرة، ووادي نزال بالتحريك معروف مشهور وفيه غيل جاري وهو في أسافل الأمجود أيضا، والرواهد جمع راهدة: وهي النعمة أو من الرهد وهو السحق الشديد وهي من أسافل الكلاع والراهدة بالافراد بلدة ظهرت حديثا لمخلاف خدير بحكم وقوعها على طريق السيارات عدن تعز صنعا ومركز للجمرك، والوزيرة معروفة الضبط وهو صقع متسع وأرض وسيعة ونسب اليها الفقيه ابراهيم بن ابراهيم الوزيري من أعيان القرن السادس والفقيه عبد الله بن أسعد الوزيري صنف كتابا في شرح اللمع لأبي اسحاق الشيرازي سماه «غاية الطلب والمأمول في شرح اللمع في الأصول» وكان يسكن ذي هزيم من ضواحي تعز «ياقوت ج 3755» والجندي والمرير بفتح الميم آخره راء.
والفواهة بفتح الفاء وضمها وكلا الموضعين يحملان اسمهما الى هذه الغاية ويقعان شرق شمال مدينة حيس ومن أعمالها.
(4) وادي الملح هو غير وادي الملح الذي يصب الى رسيان فهذا في الشمال الشرقي من حيس ويسمى اليوم وادي المليح بالتصغير.
(5) المجعر فتح أوله وسكون ثانيه آخره راء. والمعرام بكسر الميم وسكون المهملة آخره ميم أيضا اسمان يحملان المسمى لهذه الغاية وجبل الصيرة مضى ذكره وعراصم بفتحات آخره ميم: قرية كبيرة من جبل شمير وعراصم ايضا قرية آهلة بالسكان من السكاسك ثم من القبيطة: الرما جنوب مركز الراهدة. والحرجية بفتح الحاء المهملة والراء ثم جيم وياء مثناة من تحت ثم هاء موضع من بلد شمير. ومعبر بفتح وسكون لا يعرف اليوم ودباس بضم الدال المهملة ثم باء موحدة والف وسين مهملة جبل عظيم فيه قرى ومزارع وحروث شمال شرق من حيس القنا وهو يشكل ناحية من نواحي زبيد هو وجبل راس وينسب اليه العسل الدّباسي الذي لا نظير له وله قوائم اذا رفع بالاصبع لا يتقطع الا بعد فينة.
(6) القنا على اسم الرماح المشهورة ولهذا سميت حيس القنا والمثل العربي: (حيس القنا الزبيد الغنّا). وبيت الفقيه جنة الخلد.(1/146)
70714 - وادى زبيد
ثم وادي زبيد وقد ذكرناه، وما بين بلد بني مجيد وأبين من الأودية المنتهية ذات الجنوب إلى حيّز عدن، فأول واد منها من تلقاء المشرق وادي الرّغّادة (1) قوم من حمير، فجبل صرر من أرض السكاسك فجبل الحشا (2) من بلد السكاسك فبعدان (3)، وريمان والشّعر من بلد الكلاع وسخلان (4) ودلال وميتم وتبن ميتم، وهي تبن ابن الرّوية غير تبن لحج والثّجّة (5) من جبل التّعكر مفضى هذه المياه إلى وادي الأحواض من السّكاسك، ويصب الأحواض من غربيه وروة (6) من حصون
__________
(1) الرغادة بالغين المعجمة بعد الراء كذا في الأصول كلها وفي «الاكليل ج 3471» بالعين المهملة حيث قال:
وأولد ارعد الرعادة بطن وقلنا هناك ان لها بقية في سافلة السكاسك وجبل صرر زنة زفر وهو ما يسمى اليوم الأصرار من السكاسك وفيه مساكن آل الصراري عرب أمجاد منهم الشيخ محمد بن ناصر الصراري كان في أوائل عصرنا وكان جوادا سخيا وله أخبار حسان وأحداث ذكرناها في التاريخ وفي «ل» و «ب» ضرر بالضاد المعجمة غلط ووهم.
(2) الحشا بضم الحاء المهملة ثم شين معجمة وألف مقصورة آخره ويقال له جبل الحشا وهو جبل عظيم يشكل أعمال ناحية واشتهر بنسبة العسل الأبيض الناصع، وفي «ل» و «ب» بالسين المهملة ويقع شرقي الجند.
(3) بعدان بالباء الموحدة والعين المهملة آخره نون: مخلاف نفيس جميل، ويأتي ذكره. وريمان جبل منه شاهق جليل وشامخ نبيل وهو المطل على مدينة (اب) من شرقيها والحاضن لها بخيراته وهو يشكل عزلة الموية وريمان فغالب مياه ريمان تسقط بطن السحول الى زبيد وغالب مياه الموية الى لهوة ميتم فتبن فلحج ومثلها مياه المخلاف المذكور.
والشعر بفتح الشين المعجمة وكسر العين المهملة آخره راء مخلاف رخي الجنبات مبارك الغدوات والروحات وهو حلال لبعدان نسب الى الشعر بن عدي ثم الى ذي رعين ومياهه تصب الى لحج والى أبين.
(4) سخلان بالسين المهملة والخاء المعجمة آخره نون: بلد من ظاهر جبل العود ثم من عزلة الأعشور كذا صححناه بعد البحث والتحقيق ولأنه اقترن بالعود فيما يأتي من كلام المؤلف راجع «الاكليل ج 3672» وكان في الأصول كلها سحلان بالسين والحاء المهملتين ولم نظفر على طائل مما يحمل هذا الاسم بعد الاستقصاء، وانما يوجد في بعدان موضع مسحل من عزلة حيسان وبون بين الموضعين، ميتم: بفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحت ثم تاء من أعلى وميم آخره نسب الى ميتم بن مثوة بن يريم ذي رعين وعداده في الكلاع ثم من مخلاف بعدان وهو واد عظيم ذو نهر جار وعلى حافتيه القرى والمزارع ويقع جنوب مدينة اب بنحو ميلين وتبن زنة عمر يطلق عليه من أسافل وادي ميتم ولا يعرف تبن ابن الروية الذي من مذحج وتبن لحج وكذا تبن مراد يأتي ذكرهما.
(5) الثجة سلف ضبطها وعبارة المؤلف: الثجة من جبل التعكر ان الثجة من ظاهر التعكر لا أنها أب كما يقال وتنزل مياه الثجة الى نخلان فالسودان فلحج ولا تنزل المياه من التعكر الى ميتم الا من الجانب الشرقي والشمالي والتعكر سلف ضبطه والتعكر أيضا قلعة في عرّ عدن قال الأديب أبو بكر أحمد بن محمد العندي الأبيني في قصيدة يصف عدن ويخاطب ممدوحه الداعي سبا الزريعي:
شرفت رباك به فقد ودت لذا ... زهر الكواكب انهن رباك
متبوءا سامي حصونك طالعا ... فيها طلوع البدر في الأفلاك
بالتعكر المحروس أو بالمنظر ... المأنوس نحمي فرقد وسماك
راجع تاريخ عمارة باخراجنا ص 361طبعة اولى.
(6) وروه بفتح الواو وسكون الراء ثم واو وهاء بلدة وحصن في بلد عواس من السكاسك ووروة أيضا بليدة من عزلة الازارق شرقي الجند وهي من السكاسك وجبل حمر زنة عمر يحتفظ باسمه وقد يقال له جبل القماعرة وحمر كان مخلافا في القديم مع خدير والجند والحشا فكلها من أرض السكاسك ثم سمى قضاء ماوبة باسم بلدة هناك وحينا بقضاء القماعرة، وقد ورد اسم حمر بالمساند القتبانية وهو بلا شك غير حمر جبلان الذي في غربي ذمار وحمر أيضا شمال قعطية وهو غني بالمساند القتبانية.(1/147)
السّكاسك وجبل حمر من حصون السكاسك وهو غير حمر جبلان، ثم ينتهي إلى جبل النسور (1) وهو الحد بين السكاسك والأصنعة من حمير، ومما يخالط هذا الوادي من غربيه أوطان السكاسك منها قرية الصّردف وأرض السّلف والربيعيين ومنجل (2)
وجبل الصردف ثم تنتهي هذه المياه في وادي السودان (3) من شرقي الجند ثمّ يصبّ فيه قيعان الأجناد فكلها من أجناد لألأة (4) فإلى الفرحية من حازة جبل صبر، من شرقيه نجد الصّداري ووادي العرمة وهو موضع بني أبي كهيل السكسكي (5) فشرقي جبل سامع فشرقي جبل الصّلو جبل أبي المغلسّ وجميع مياه الدّملوة (6) قلعة ابن أبي المغلس
__________
(1) جبل النسور: باسم الطير المعروف الذي مفرده نسر وهو يحتفظ باسمه الى هذه الغاية وهو من المخلاف المذكور ولعل تسميته بذلك ان النسور كثيرا ما تأويه وتسكن فيه. وقبيلة الأصنعة هي تسمى الحواشب اليوم ومنهم فرقة تسمى الأصنعة الى اليوم تسكن وادي تونة هنالك.
(2) قرية الصردف: بفتح الصاد المهملة وسكون الراء ثم دال وفاء، لا زالت قائمة عامرة وتقع تحت جبل الصردف ونسب اليها العلامة اسحاق بن يوسف الصردفي، له مؤلف في الفرائض وهو كتاب جم الفوائد كان المعول عليه في الدرس والاستفادة منه. وتوجد منه نسخة في خزانة الجامع الكبير بصنعاء وأخرى في مدينة ذي سفال مع آل النوعة، وكان هذا العالم موجودا في رأس الخمسمائة للهجرة. والسلف: بضم السين المهملة واللام آخره فاء، زنة الجرف كما ضبطه الهمداني في «الاكليل» ج 3212، ويجوز كسر أوله وفتح ثانيه كما في الاكليل ج 1 119، لأنها أسماء قبائل يمنية سميت بها الأوطان، والعامة تكسر السين وتسكن اللام وقد يفتحان، وفي ياقوت:
السلف بفتح أوله وكسر ثانيه بوزن الصدف، وقيل: السّلف، زنة صرد وهما قبيلتان قديمتان من قبائل اليمن، وقد سمي بالسلف مخلاف باليمن ج 2383، وما يحمل اسم السلف كثير باليمن وهذا أحدها وهو مخلاف وهو ما يسمى اليوم أخرق من السكاسك. والربيعيين: تثنية ربيعة، وهي مواضع هي اليوم خرائب وأنقاض شرقي جبل الصردف: سورق ومنجل: بكسر الميم وسكون النون آخره لام، وهو ما يسمى اليوم مرجل بالراء بعد الميم بدلا عن النون ويقع أيضا شرقي جبل الصردف: سورق.
وجبل الصردف: هو ما يسمى جبل سورق وهو جبل شاهق فيه قرى ومزارع شرقي الجند ويظهر من ظاهر مدينة تعز.
(3) السودان: لا يزال يحمل هذا الاسم وهو في شرقي الجند ويقال له السودان الأسفل، والسودان الأعلى سلف ذكره من خنوة ثم من الكلاع.
(4) توجد بلد تسمى لألأة بهمزة وهاء آخره.
(5) الفرحية: بفتح الفاء والراء وكسر الحاء ثم ياء مخففة وهاء هو ما يسمى اليوم الفراحي وهي قرية كبيرة آهلة بالسكان. ونجد الصداري: بضم الصاد المهملة، هو ما يسمى اليوم بنجد الصبري على اسم جبل صبر مع ياء النسبة، وكلاهما من شرق صبر. والعرمة: بفتح العين المهملة آخره هاء: بلدة عامرة بآل السكسكي الذين يسمون بهذا الاسم الى هذه الغاية، والعرمة لها صولة في التاريخ.
(6) الدملوة: بضم الدال المهملة وسكون الميم وضم اللام وفتح الواو وقد تجعل مكانها همزة ثم هاء: وهي بيت ذخائر الملوك وأموالهم، كذا ضبطه الجندي، وللدملوة تاريخ طويل الذيول، لعبت أدوارا بطولية مجيدة ولها أخبار وحكايات تضمنتها كتب التاريخ، وبلغني أن لها تاريخا مستقلا يسمى «ضوء الشمعة في تاريخ الجمنون والقلعة».
وما أحسن قول محمد بن زياد المأربي نسبة الى مأرب، البلد المشهور ثم السبائي يمدح أبا السعود ابن زريع الهمداني:(1/148)
التي تطلع بسلمين في السلم الأسفل منهما أربع عشرة ضلعا والثاني فوق ذلك أربع عشرة ضلعا بينهما المطبق وبيت الحرس (1) على المطبق بينهما، ورأس القلعة يكون اربعمائة ذراع في مثلها فيها المنازل والدور وفيها شجرة تدعى الكلهمه (2) تظل مائة رجل وهي أشبه الشجر بالتّمار، وفيها مسجد جامع فيه منبر وهذه القلعة ثنية من جبل الصّلو يكون سمكها وحدّها من ناحية الجبل الذي هي منفردة منه مائة ذراع عن جنوبيها وهي عن شرقيها من خدير إلى رأس القلعة مسيرة سدس يوم ساعتين، وكذلك هي من شماليها مما يصلى وادي الجنات وسوق الجؤة ومن غربيها بالضعف مما هي من يمانيها في السمك وبها مرابط خيل صاحبها وحصنه في الجبل الذي هي منفردة منه أعني الصّلو بينهما غلوة قوس ومنهلها الذي يشرب منه أهل القلعة مع السّلّم الأسفل غيل بمأجل (3) عذى خفيف عذب لا بعده، وفيه كفايتهم، وباب القلعة في شمالي القلعة، وفي رأس القلعة بركة لطيفة ومياه هذه القلعة تهبط إلى وادي الجنات من شمالها ثم المآتي شمال سوق الجؤة إلى خدير ووادي الجنّات هذا يشابه في الصفة وادي ضهر (4) وهو كثير الغيول والمآجل والمسايل فيه الأعناب والورس مختلطة في أعاليه مع جميع الفواكه وأسفله جامع للموز وقصب السكر والأترج والخيار والذّرة والقثاء
__________
يا ناظري قل لي تراه كما هوه ... اني لأحسبه تقمص لؤلؤه
ما ان نظرت بزاخر في شامخ ... حتى رأيتك جالسا في الدملوه
وهي اليوم مأوى البوم والغربان وفيها آثار جاهلية وإسلامية.
(1) كذا في الأصل وفي «ل» و «ب» الحرسي بلفظ الأفراد.
(2) الكلهمة: بضم الكاف والهاء وسكون اللام ثم ميم وهاء، وتسميها الأعراب الكهلبة بتقدم الهاء على اللام وإبدال الميم بباء موحدة، وهي شجرة غريبة الشكل عديمة النظير ضخمة الجذور والفروع ويشبه لونها جسم الفيل، وتوجد شجرة واحدة في المعافر قرب ذبحان على المحجة وأخرى في شرعب وتسمى شجرة ابن الغريب.
(3) الماجل: بغير همز وجمعه مواجل ومآجل وهو يشبه البركة مطوي بالحجارة ومقضض بالنورة وفيه عمق وسعة وقد يكون مطويا بالحجارة ومصهرجا بالطين ويمتلىء بالماء ويتعطل منه بين حين وآخر، وهي لغة يمنية فصحى مستعملة الى عهدنا.
(4) وادي الجنات هذا في عزلة الأشعوب ولا يزال كما وصفه المؤلف ولم يفقد من خصائصه غير الأعناب فقد اختفى منه وأبدل بالذي هو أدنى شجرة القات، وما يحمل اسم وادي الجنات باليمن كثير، وفي وادي الجنات هذه يقول بعض الأدباء: أيا ساكن الجنات سقيا لأرضكم ... بها قد وجدنا الحور والمنّ والسلوى
أمانا لكم من لفحة النار بعدما ... سكنتم جنان الخلد عفوا لكم عفوا
أناجي بها طير الحمام وبلبل الغصون ... فيروي لي الحديث بمن أهوى
تغنّى الحمام الورق صوتا فينثني ... له الغصن والأغضاء يحني الى نحوى
نحوى: أي نحوي.
وضهر بالضاد: نسب الى ضهر بن سعد بن عريب بن ذي يقدم، راجع الاكليل ج 512.(1/149)
والكزبرة وغير ذلك، فيلتقي مياه هذا الوادي بما أمده مما ذكرنا بوادي ورزان (1) الشاق في وسط خدير مما سمينا من صدور سامع والعرضة والنّبيرة (2) وهي قرية عبد الجبار بن ربيع الحوشبي في صدر صبر فاذا خاف طلع صبر الى قلعة له تسمى ذات العم (3) وهذه النّبيرة كثيرة الأعناب والفواكه والغيول الحاملة، إلى أن يتصل بعبدان (4) صبر من شرقيه وعبدان هذا كثير الأعناب والفواكه فيلتقي هذان الواديان وادي الجنات ووادي ورزان بجميع خدير الى موضع يقال له كرش (5)، ثم يعترضهما وادي حرز (6) مآتيه من شرقي جبال الصّلو وشماليه الريّسة وجنوبه جبل الرما، فيلتقي هذه الأودية الثلاثة الى مسير ساعة من كرش ثم يلقى هذه الأودية أودية السكاسك أيضا من شرقيها وشمالها فمن شمالها وادي حقب ووادي ذابة (7)، فوادي ذابة هو وادي عبد الله بن أحمد السّكسكي وعبد الله بن أبي تومة بن أحمد السكسكي، وهما ببلد السكاسك، وهو واد موطّى، ينش لا شيء فيه سوى الذرة، مآتيه جربان، حصن عبد الله بن أحمد السكسكي، وندبة (8) قرية في أصل الجبل شمال الوادي وهو رأسه، ومن شرقيه جبل حمر ويسكنه العوادر (9) من السكاسك، ووادي ذابة للأخاضر من السكاسك وهم
__________
(1) لا يزال ورزان يحمل هذا الاسم ويؤدي نفس الغرض.
(2) العرضة: بفتح العين والراء المهملتين والضاد المعجمة آخره هاء، وهي تسمى اليوم العارضة قرب النبيرة، والنبيرة بضم النون وبفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت ثم راء وهاء وقد تفتح النون وتكسر الباء: وهي بلدة نزهة ذات مروج خضراء طوال السنة وكما وصفها المؤلف وهي في شرقي صبر، والنبيرة العليا والنبيرة السفلى في عزلة حصبان من غربي صبر فوق مدينة جبا السالفة الذكر، والنبيرة أيضا قرية في قدس من المعافر، وأخرى في المعافر ثم في بني حماد كلاهما جنوب صبر.
(3) ذات العم: تحتفظ باسمها ورسمها الى عهدنا.
(4) عبدان: بفتح العين المهملة آخره نون: وهي قرية غناء لا تنفك تجود بخيراتها غير العنب فقد انتهى، وفيها اليوم البلس التين العبداني ذو الحجم الكبير، ورسمها في «ل» و «ب» عتدان بالتاء المثناة من فوق خطأ.
(5) كرش: بلفظ كرش الماشية، وهو يحمل اسمه لهذا العهد،
(6) حرز: بضم الحاء والراء المهملتين آخره زاي: نقيل وواد في جنوب مركز الراهدة اليوم من أسافل خدير وشمال جبل الرما من القبيطة من السكاسك ايضا.
(7) حقب: ويقال له وادي حقب، بفتح الحاء المهملة وسكون القاف ويحتفظ باسمه ويقع غربي حمر. ووادي ذابة: بالذال المعجمة وألف وباء موحدة ثم هاء، على اسمه هو تحت جربان.
(8) هؤلاء الزعماء السكسكيون ممن اشتركوا في محاصرة المذيخرة مع الملك أبي حسان أسعد الحوالي سنة ثلاث وثلثمائة.
وجربان بالفتح والسكون يحتفظ باسمه، وجربان أيضا في حريب، وجربان أيضا قرية من همدان ثم عيال سريح شمال صنعاء. وندبة أيضا بضم النون وسكون الدال ثم باء موحدة وهاء: لا تزال آهلة بالسكان من آل هريش من أعيان السكاسك.
(9) العوادر: بالعين المهملة آخره راء: قبيلة من السكاسك ذكرهم ابن سمرة والجندي ولهم بقية الى يومنا هذا، وفي «ل» و «ب» الغوادر بالغين المعجمة. وهم والعوادر أيضا قبيلة من حمير ثم من شرعب.(1/150)
رؤساؤهم، وعهامة (1)، يسكنها الأعهوم من السكاسك شرقي الوادي، ووادي الذوية وهو موضع موسى بن الهرامي حميري وفي رأس الوادي حصنه لطيف ومآتي هذا الوادي جبل الحشا شرقي الوادي ومنجل شمال الوادي وجبل حمر غربي الوادي ملتقى جميع هذه الأودية الى جبل النسور، ثم ينزل مثل ساعتين فيلتقيه وادي علصان ومآتي وادي علصان من شماليه جبل حرز وثعوبة (2) ومن غربيه جبل أسحم ووادي صعة (3)
ومن شرقيه مجازع الطريق اليمني من محجة عدن الى الجند وغيرها تلتقي هذه الأودية في رأس لحج على مسيرة ساعة من قرية الجوار ثم يخرج هذا الوادي في الجوار ثم عند ثرى والجنيب وهما للواقديين ثم في وسط الرّعارع وهي سوق الواقديين (4) ومدينتهم فور وهي قرية الأصابح (5) ثم يخرج الغائط من لحج الى بحر عدن.
__________
(1) عهامة: بضم العين المهملة آخره هاء: قبيلة معروفة ووطن في الاصرار ويقال لهم الأعهوم ومنهم طائفة في خدير.
(2) علصان: بفتح العين المهملة واللام والصاد المهملة آخره نون: وهو واد يحمل اسمه الى هذه الغاية وهو أعلى وادي لحج في الغرب الشمالي منه وثعوبة: بفتح الثاء المثلثة وآخره هاء وتسمى اليوم ثعوب بحذف الهاء وهي من عزلة القبيطة من السكاسك، وثعوبة أيضا من قرى وادي ظبا، والثعوبة بالتعريف بلد من شيار من الكلاع.
(3) جبل أسحم: بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الحاء ثم ميم: وهو جبل معاند لعلصمان من الجنوب الغربي ويحمل اسمه ويرى من أعلا وادي لحج. ووادي صعة بالتحريك غير معروف عندي.
(4) الجوار وثرى والجنيب: كلها خرائب لا تعرف كما ذكر ذلك الشيخ أحمد العبدلي في كتابه «هدية الزمن» وهو أقعد ببلده. والجنيب هنا بالجيم والنون والياء والباء الموحدة وفي ما يأتي بالحاء المهملة والياء المثناة من تحت والباء الموحدة فأسقط النون. والرعارع هي أيضا خراب ولكن لما كانت عاصمة مخلاف لحج وتكلم عنها الاخباريون رأينا أن نلم بشيء من ذلك وضبطها الرعارع بتشديد الراء بعدها عين مهملة ثم راء مهملة بعد الألف وآخره عين أيضا.
كانت قرية من أشهر قرى لحج بل هي عاصمة المخلاف المذكور الى آخر القرن الثامن الهجري ثم اختفت وأقفرت وتناولتها نوب الدهر وهي اليوم أطلال، وفي الرعارع كانت الحادثة المشهورة بين علي بن أبي الغارات وابن عمه الداعي سبا الزريعيين كما في «تاريخ عمارة» 185182، من تعليقنا، وفيها قال علي بن محمد بن زياد المأربي ابن الشاعر المتقدم يمدح آل زريع:
خلت الرعارع من بني المسعود ... فعهودهم عنها كغير عهود
حلّت بها آل الزريع وإنما ... حلت أسود في مقام أسود
ونسب اليها المحدث أبو إسحاق بن إبراهيم بن أحمد الرعرعي، كان من أقران أبي قرة موسى الجندي المحدث السالف الذكر وكان له ابن اسمه أحمد يذكر بالعلم والورع حكي ان امرأة تعرّضت له وجرّدت درعها تريد فتنته عنها وقال:
لا تجردي الثوب فاني رعرعي ... ان كنت جرّدت لأجلي فادرعي
تاريخ الجندي، وتقع شمال مدينة لحج الحوطة بمسافة ميلين كما حدثني الثقة، ووهم ياقوت فرسمها في باب الزاي المعجمة.
(5) في أصلنا بالقاف آخره راء وفيما يأتي وفي «ل» و «ب» بالفاء فيهما وجاء في كتاب ابن المجاور 155في الكلام على لحج «وقور الدعيس» بالقاف. وهي اليوم خراب لا تعرف.(1/151)
70715 - وادى ابين
والثاني وادي أبين وهو ما يلي لحج ومآتيه من شراد وبنا أرض رعين وقد ذكرناه (1).
__________
(1) ان أراد المؤلف أنه ذكر بنا وشراد ذكرا مجملا فهذا ما لا ينكر وكذا أبين وإن أراد أنه ذكر مآتي وادي أبين فهذا ما لم يذكره تفصيلا، ولا شك ان مياه أبين من هذين الواديين اللذين يشكلان الكثرة الكبيرة وما عداهما فروافد وفروع. وبما اني طوّفت على جميع مآتي وادي أبين وشاهدتها بالعيان بنفسي لفرص واتتني وصدف جميلة تهيأت لي رأيت تسجيلها هنا إتماما للفائدة فنقول: يتكون مياه وادى أبين من أصلين كبيرين أحدهما غربي والآخر شرقي، فالغربي هي سيول بنا وهو الذي غلب على ميزاب أبين فتقول العامة: من أهل أبين وما صاقبهم من يافع وغيرها (نزل بنا أو دفع سيل بنا) والشرقي سيل خبان وهو شراد الشلالة والمطاحن ويسمى في كل جهة باسم ما يمر عليه، والغالب في هذا الممر سيل خبان وتفصيل ذلك كما يلي:
وادي بنا له فرعان كل فرع يشكل سيلا عظيما من الروافد التي تمده وتسمى باسم خاص، الفرع الأول: سيل الدلاني يهريق اليه اشراف منار بعد ان من شرقي قرية الجبجب وقرية ذي حيفان ثم عزلة العبس وعزلة الوسط من الشعر وشمالي التويتي والشعر أيضا، وتجتمع كلها عند قرية الواطئة ثم يمده مساقط قرية الضمادي واشراف عزلة بني الحارث الجنوبي من يحصب العلو ونجد قيظان: فجرة قيظان، من شرقيه ويمر بقرية الدلاني، ويسمى مجموع ما ذكرنا سيل الدلاني، ويشكل الممران أو السائلتان صورة مثلث تصير معهما قرية الواطئة كبارجة حربية تتقاذفها أمواج السيول، ثم ينزل بنا الفرع الثاني للمياه الغربية لوادي بنا تسقط من غرب وجنوب قلة بني مسلم سحمر واشراف بني سبا وما تصفى من أعالي عزلة إرياب وبلحارث وتهبط حقل قتاب قاع الحقل ثم تمده الروافد القادمة من منهل مدينة يريم المسمى المريمة ومدينة منكث وظاهر عراس وغرب ظفار الملك الأثري وجميع الهضاب والأسداد، وتهريق في الحقل، ويجتمع مع ما ذكرنا في ذي الماء، وهو سد الماء وتهبط وادي هلال بمياهه وشعابه وتلتقي مع سيل الدلاني أعلا قرية السدة ويرفدها ما جاء وانحط من سائلة حورة التي تتألف من جبال الأعماس والمرخام وجبل حجاج ويجتمع بما ذكرنا قبالة قرية السدة ويمد الجميع سيل الرداعي ومآتيه من قرية الحقلين جبل عصام وجنوب وشرق ظفار وغرب جبل شمر التي فيه محطة ظفار القديمة الى المشرق وبيت الأشول وهجارة وغير ذلك ويظهر في دار سعيد حيث يلتقي بما ذكرنا ويسمى الجميع «بنا» ويمد الكل ما تصفى من مياه سلسلة الجبال الغربية من الشعر وصفوح جبل العود الغربية وجبال عمار الغربية وكل سائلة تسمى باسم خاص كالسيل الأعور والأغبري ونحوهما ومجموعها يسمى بنا ويجتمع في ثريد وحمام دمت هذا الفرع الغربي لبنا.
الفرع الثاني: الذي سماه المؤلف شراد، ويسمى اليوم سيل خبان وهو أيضا يشكل فرعين أحدهما غربي والآخر شرقي، فمساقط الغربي من أعلا سد طمحان الواقع اليوم على طريق السيارة ومدخل مدينة يريم ومياه مدينة يريم وجبالها وهضابها وجميع مخلاف رعين الداخلي وجبال عراس الشرقية ويجتمع في وادي خاو ثم يمده مياه ماور ومليان وجميع شعاب قرية ذي الصولع ومصنعة كحلان: حصن كحلان وما حولها ويسقط على وادي الحمضي ثم وادي سبّان وجميع هضاب وجبال سودان وترفده وادي عصام من أعلا جبل شمّر من الشرق وعزلة يحير، وجميع سلسلة الجبال التي يتكون منها وادي خبان وتنزل الى وادي قرية الأجلب من أزال ال عمار. وفرعه الشرقي وهو شراد، بالشين المعجمة آخره دال، وهو ما يسمى وادي الشلالة وتارة وادي المطاحن ووادي زبيد، ومآتيه من جنوب منهل الدتان الى جنوب شرعة، ومن حرة أسعد التي في وادي مطران من رعين ومساقط السد الأثري هناك ويسقط على وادي الشلالة شراد ثم ما تصفيه جبال زبيد عنس الجنوبية والشرقية وما تساقط من مخلاف بني عامر: صباح وجميع عزلة بني قيس خبان ويجتمع بسيل الحمضي في قرية الأجلب المذكورة ثم تنحدر بما تصفي من جبال عمار الشرقية وبلحارث وتلتقي بسيل بنا في ثريد وحمام دمت وتنزل كلها في مضيقين شاهقين املسين ثم ينضم اليها سايلة معبرة الاتية من قرية دمت وظاهر الرياشية والحبيشية وما تساقط من صفوح قرية المقرانة عاصمة الملك عامر بن عبد الوهاب بن طاهر ووادي الصفرا ثم من الظاهرتين، ويمده جميع جبال مدينة جبن وشعابه وحصون الرّبيعتين ثم جبال الشعيب والأجعود ومريس وردفان ثم وادي حطيب من يافع وما يمده من الهضاب والشعاب من جنوبي ردمان ويظهر في أسافل يافع حيث يسمى أبين فيسقي ما خف الى البحر.(1/152)
70716 - وادى يرامس واحور
الثالث وادي يرامس وهو دون هذين والرابع دثينة والخامس أحور وقد ذكرناهما (1).
70717 - جبال السكاسك وجبال الركب
جبال السكاسك: جبل الصرّدف وجبل السودان من ظهر أديم. جبال الأشعوب: الصّلو الجامع لهم ثم بعد ذلك سامع ولحج وغير لحج ملح، جبل صبر للحواشب جبال الرّكب: ذخر وشمير ومعبر والجدون (2) ودباس والمرير جبال جعدة: (3) من جبالهم العظمى جبل حرير وهو غير حزيز (4) وجبل ردفان (5) وأضرعة ومن حصونهم دون ذلك شكع (6) والعسلم وحمرة.
مآثر هذه المواضع
مأثرة جبل السر ويسمى جبل الجناح فيظن من سمع هذا الاسم ان هذه المأثرة
__________
(1) لم يذكر المؤلف تفاصيل ما في هذه الأودية وربما أنها سقطت من الأصول ورفقا بالقارىء من الملل نحيله على تفصيل ذلك الى كتاب المعجم.
(2) سلف ذكر هذه الجبال وراجع نسب الحواشب «الاكليل ج 3812».
والجدون هنا بالجيم أوله والنون آخره وكذا في تاريخ عمارة 73وفي ما سبق هناك ص 130بالحاء المهملة وآخره ميم ولم نعثر على موقع الجدون أو الحدوم رغم البحث ودباس والمرير سلف ذكرهما ثم وقفنا على جبل الجدون بالنون آخر الحروف من جبال موزع.
(3) جعدة وهم الاجعود يأتي ذكر بلادهم.
(4) جبل حرير بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وتسكين الياء المثناة من تحت ثم راء ايضا وهو جبل مشهور يشتمل على قرى ومزارع ومنتجاته القات والبن والموز وجميع أنواع الحبوب ويقع جنوب قعطبة ومشرف عليها ويصب حرير في أبين، وعداده من الأجعود من الجنوب اليمني وفي «ل» و «ب» حزيز بحاء ثم زائين بينهما ياء مثناة من تحت وهو غلط وقوله وهو غير حزيز بحاء وزائين بينهما ياء كذا في الأصول ولم نجد في هذه المنطقة اسما يشابه هذا الاسم لهذا تركناه على أصله.
(5) جبل ردفان ويسمى جبال ردفان ويأتي ذكرها للمؤلف وشهرتها معروفة خصوصا في عصرنا لمناهضتهم الاستعمار البريطاني فهم أول من أطلقوا شرارة الحرية ببطولة نادرة ونضال مستمر نضال الأسود على عرينها واشبالها وكان لهم الضلع الأكبر في دنو أجل الاستعمار وكانت لهم مواقف مشرفة تستحق التخليد، راجع التاريخ وتقع هذه الجبال جنوب قعطبة.
(6) شكع بضم الشين المعجمة والكاف آخره عين مهملة نسب الى شكع بن الحارث بن زيد بن يريم ذي رعين وهو حصن وقرية من يافع السفلى بلاد المفلحي وهي غنية بالآثار. والعسلم بكسر العين واللام وسكون السين جبل منيف اعلى جبال المنطقة ودعوته يافعية وحمرة بفتح الحاء وسكون الميم آخره هاء بلدة بين يافع والبيضا والدعوة يافعية وحمرة بفتح الحاء وسكون الميم وبقية الحروف كالأول بلدة من أعمال ذي السفال ثم من شوائط وأضرعه ويقال لها ضرعة يأتي ذكرها.(1/153)
لشمر ذي الجناح وليس كذلك وهي مأثرة عظيمة تشابه بينون في الصفة وهي بالمعافر بالقرب من صحارة من شرقيها.
ومنها مصنعة وحاظة واسمها شباع وهي تشابه ناعط في القصور والكرف على باب القلعة من شرقيها موطا في القاع وكريف درداع (1) ويكون ستمائة ذراع في مثلها ومنها قلعة خدد معاندة لقلعة وحاظة (2) بينهما ساعة من نهار وقلعة خدد (3) هذه فيها قصر عظيم يقصر عنه الوصف. والقلعة بطريقين على باب كل طريق ماؤه فطريق القلعة من جنوبها عليها كريف يسمى الوفيت منقور في الصفا الأسود وعمقه في الأرض خمسون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا والطول خمسون ذراعا محجوز على جوانبه جدار يمنع السقوط فيه، والماء الثاني من شمال الحصن على باب الحصن الثاني في جوبة من صفا كالبئر مطوي بالبلاط ودرج ينزل اليه من رأس الحصن بالسرج في الليل والنهار على مسيرة ساعة حتى يؤتى الى الماء ولا يعلم من يكون على باب البئر من فوق ومنها خربة سلوق وكانت مدينة عظيمة بأرض خدير واسم بقعتها اليوم حبيل الريبة (4) وهي آثار
__________
(1) كريف درداع: بزيادة الألف بعد الدال المهملة الثانية آخره عين مهملة وهو ما يسمى اليوم كريف ورداع باسم المدينة المعروفة ولم يبق من الستمائة ذراع غير قرابة ستين ذراعا اذ قد صارت حروثا ومزارع وهو في عزلة شبع.
(2) وحاظة بضم الواو وآخره هاء ويقال أحاظة بضم الهمزة مثل وصاب وإصاب، ووسامة وأسامة نسبت الى وحاظة ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن سدد بن زرعة وهو حمير الاصغر وكانت وحاظة تشكل مخلافا يشتمل على جبل حبيش واغواره وغيره وكانت عامرة بالعلماء والأعيان والأدباء والرؤساء الاماثل والفواكه والأعناب الى غير ذلك ونسب اليها عيسى بن ابراهيم الربعي اللغوي الوحاظي مؤلف «نظام الغريب» وكان مؤدب أولاد الملك علي بن محمد الصليحي وكذلك أخوه العلامة اسماعيل بن ابراهيم الوحاظي وله قصيدة في اللغة سماها «قيد الأوابد» أورد فيها خلال التفسير نوادر من محاسن الأخبار وانشد فيها محاسن من الأشعار وهاجرت قبيلة وحاظة الى الشام فانجبت عدة من النبلاء «انباه الرواة ج 1911» وهذه المصنعة أعلى جبل حبيش ثم في اعلى عزلة شبع وهي اليوم اطلال وحروث وتلك الكرف والقصور اصبحت حروثا لا تعرف. وشباع: بضم الشين المعجمة هي تسمى اليوم عزلة شبع بدون ألف وفي «ب» و «ل» بالسين المهملة وباقي الحروف كالأول.
(3) خدد: ويقال حصن خدد، وقلعة خدد، بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة الأولى ثم دال آخره: يحتفظ باسمه مع شيء من نعوته التي وصفها المؤلف، وقد شاهدته وقيدت مشاهداتي في بعض التآليف، ويقع في عزلة العارضة من جبل حبيش، وله في مسرح الأحداث حديث.
(4) سلوق: بفتح السين المهملة وضم اللام آخره قاف: أنظر «معجم البلدان» و «معجم ما استعجم».
وحبيل الريبة: الحبيل بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت ثم لام، وهو الجبوب الذي يتدرج من الارتفاع شيئا فشيئا الى الانخفاض في استواء متواز وهي لغة باليمن دارجة على الألسن، والريبة:
بكسر الراء وسكون الياء المثناة وباء موحدة وهاء، كذا في الأصول. وفي «معجم البلدان» ج 2423نقلا عن المؤلف «حسل الذيبة» بالحاء وسين مهملتين وهذا غلط فاحش ولعله خطأ مطبعي، ولزيبة بالزاي وسائر الحروف كالأول وقد كان احفاء السؤال لأهل مخلاف خدير فعثرنا على جبل «الريدة» بالراء والياء المثناة من تحت والدال المهملة والهاء ولعله الأصح، وقد زرت هذا المكان ويقع في الجنوب الغربي من مركز الراهدة اليوم بمسافة خمسة(1/154)
مدينة يوجد فيها خبث الحديد وقطاع الفضة والذهب والحلى والنقد واليها كانت العرب تنسب الدروع السلوقية والكلاب السّلوقية. ومنها جبل في مشرق وحاظة في رأس الجبل جثوة قصر منهدم باقية ذكر تشبّه العرب قصر هرز (1) لا يزال يوجد فيه الجوهر والذهب والناس يغزونه كما يغزون خربات الجوف.
وفي هذا النهج من المساجد الشريفة
: مسجد الجند، ومسجد نهرة وهو في رأس الشوافي (2) من شمالي الجبل الى جانب الحجر المسمى مسجد الحي، ومسجد معاذ بصيد (3) ومسجد جبل صنعان في رأس جبل الهان (4) المشهور فيه البياض ليلة كل جمعة، ويسمع فيه الأذان ولا يزال الزوار فيه من كل موضع (5)، ومسجد شاهر في رأس جبل ملحان وشاهر قرن في رأس جبل ملحان يقال إن فيه تسعا وتسعين عينا من الماء وهو مسجد شريف يقال: إنه لا بد في آخر الزمان أن تظهر فيه علامة من نار أو غير ذلك والله أعلم.
الكنز المشهور بين 70718 جبل جرابى وملحان
ومنها الكنز المنظور المحظور بين جبل جرابي وجبل ملحان مقابلا لشط الدّبة من وادي عيّان ليس بعيان (6) وهو الى جانب جبل الظاهر المعروف بجبل المضرب من ملحان
__________
أميال وطوّفت حوله ولم أجد مما ذكره المؤلف وأظن ان بعد العهد قد اخفى من سلوق كل شيء كما أني دونت ما شاهدته في مذكراتي.
(1) الجثوة: مثلثة الجيم في الأصل: الجذر العظيم من الشجر، ويطلق على الحجارة المجموعة والكلمة جارية على الألسن حتى عند الزراع. وقوله: منهدم باقيه الخ. في العبارة غموض ولعلها باقية، له ذكر عند العرب، تسميه العرب قصر هرز. وقد بحثت مع أهل شباع عن هذا القصر فلم ينبئوني عنه بشيء، وهناك حصن يسمى زهران وتارة الظفر كما ان هناك جربة تسمى جربة الذهب يعثر في موسم الأمطار على قطع الذهب والفضة.
(2) الشوافي: مخلاف عظيم يأتي ذكره في مخلاف السحول في الشمال الغربي من مدينة اب بنحو ميلين. ونهرة: بفتح النون وسكون الهاء آخره راء وهاء، وفي «ب» و «ل» ثهرة بالثاء المثلثة أوله وباقي الحروف كالأول، وهم أعلى جبل خضرا من جبل حبيش وقد زرته والمسجد خراب وقد سجلت مشاهداتي في «المعجم».
(3) معاذ بن جبل الأنصاري الصحابي المعروف، وصيد سمارة ومسجد صيد هو ما يسمى مسجد الضربة ويطل على قاع الحقل من الغرب.
(4) صنعان: بكسر الصاد المهملة آخره نون كما ينطق به أهله، والمسجد عامر يزار على ان فيه وليا من عباد الله الصالحين.
(5) نقل المؤلف لهذا الكلام على حد الشهرة في كلا الموضعين لا على جهة الاعتقاد.
(6) سلف الكلام على هذه المواضع كما ان عيان يضبطها في «ب» و «ل» بالشكل بفتح العين وتشديد الياء بينما ينطق بها اليوم بتخفيف الياء وفتح العين، وقد بينا موقعها وانها من بلاد المحويت روعيان سفيان بكسر العين وتخفيف الياء.(1/155)
قد سار له وهمّ به كثير من العرب فيحول بينهم وبينه تنّين مثل الحبل العظيم فلا يجدون اليه سبيلا (1).
70719 - قرى بني مجيد
: لبني مسيح منها أول قرية الواقدية لرؤسائهم وسادتهم، ثم المنارة من علو البلد (2) ومن سفلها العارة والعميرة والجروبة والممحاط والشقاق وموزع وقرية حنّة (3) قرى السّكاسك: الجند والدمّ والشرار (4) وفيها يقول ابن أبان (5):
ان بالدّم دارنا فالشرّار ... فبسفحي عذامر فالعرار (6)
وذات السّمكر (7) والشفاهي والصرّدف والسّودان وندبة وذات المعاقم [والمحابير والضّراهمة ومن الجبال التي تشاكل جبال الشام] (8) من ناحية [هذا] (9) الحيز (10) جبل صبر ومن جبلان جبل يامن (11) بفتح الميم وهو على شط رمع الشمالي مع عتمة (12) وجبل
__________
(1) جبل المضرب: في أصل ملحان بين عزلة همدان وعزلة بني علي وجبل الظاهر جنوب غربي وادي عيان وذكره المؤلف بمعنى هذا، والتنين بالتاء المثناة من فوق والنون المشددة ثم ياء من تحت ونون الحنش، وكلام الهمداني هذا على حكاية الناس اذ عقله الكبير لا يقبل مثل هذه الخرافات وكم نسمع من هذه الأساطير التي تشاع بين العامة ويتناقلها الناس حتى اذا استقصي الخبر وتتبع خيوط الرواية أصبحت كذبة فاضحة.
(2) الواقدية: لا تعرف وربما انها التي تسمى الوازعية، وكذا المنارة.
(3) العميرة والعارة سلف ذكرهما وكذا الشقاق وموزع، وأما الجروبة فهي بفتح الجيم وضم الراء بعدها واو ثم باء وهاء، وتحمل هذا الاسم وتقع قرب العارة والعميرة. وحنة: بكسر الحاء المهملة وتشديد النون ثم هاء: تحتفظ باسمها الى التاريخ مع واديها وتقع في الوازعية جنوب شرقي موزع.
(4) الجند: المراد بذلك مدينة الجند، والدم: بضم الدال المهملة ثم ميم: وهو ما يسمى اليوم الدموم بفك الادغام وهو جنوب مدينة الجند، والشرار: بالفتح: موضع في خدير غربي الراهدة، وشرار بدون تعريف من المعافر ثم في بني يوسف، واليه ينسب القات الشراري والمضّار الشراري.
(5) ابن ابان: هو الامير الكبير محمد بن ابان الخنفري، راجع «الاكليل» ج 1192.
(6) عذامر: بضم المهملة آخره راء: بلدة عامرة في غربي شرار، وعرار: بالضم آخره راء: قرية آهلة بالسكان من الأعروق وهم من السكاسك وتقع في الجنوب الغربي من الراهدة.
(7) ذات السمكر: هي التي تسمى اليوم السمكر وهي قرية كبيرة، والشفاهي: من القرى الميتة وتقع جنوب الجند قرب قرية العربة، والصردف: ويقال لها الصرادف قد مضى ذكرها، والسودان: شرقي الجند، وندبة: تقدم الكلام عنها، ذات المعاقم: لا تعرف. وكذا ما بعدها.
(8) الشام: يطلق على سورية ولبنان وفلسطين وشرق الأردن.
(9) كان في الأصول كلها بياض فزدناها من عندنا ليتم الكلام.
(10) الحيز: بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المثناة من تحت وزاي آخره: وهو بمعنى الناحية وانما ضبطناه لأنه في «ل» باهمال النقط وفي «ب» بالباء الموحدة والراء.
(11) جبل يامن: يحتفظ باسمه الى هذه الغاية، ويشكل عزلة من مخلاف جبلان: ريمة الأشابط.
(12) عتمة: بضم العين المهملة والتاء المثناة من اعلا ثم ميم وهاء: مخلاف واسع خصب التربة عظيم المنتجات وقد الحقه المؤلف فيما يأتي بيحصب العلو وهو اليوم يشكل ناحية مستقلة وقد يربط بمخلاف آنس وحينا بمخلاف وصاب وبلواء ذمار.(1/156)
حمر على شطّه الجنوبي.
70720 - جرز (1) اليمن الشرقي
: وهي بمنزلة تهامة في الغربي أول هذا الحيّز مما يصلى عدن: تيه أبين وبه إرم ذات العماد فيما يقال، وقد يقال: إن إرم ذات العماد دمشق لكثرة ما فيها من عمد الحجارة. ثم أرض دثينة (2) ويسقيها جبال السرو، والكور من ناحية جنوبي السرو. وأما مياه السرو الشرقية فتصب في جردان ومرخة (3) قريب منها وهي موضع الأيزون (4) وينتهي جردان الى قريب من حضرموت. وأما مرخة فتسقيها سراة مذحج السفلي، وبيحان ويسقيها بلد ردمان وحصي وحريب ويسقيه جبال قرن من شرقيها (5).
70721 - ثم ميزاب اليمن الشرقي
وهو أعظم أودية المشرق كما مور اعظم اودية المغرب وشعابه وفروعه كثيرة، فأما من ناحية رداع فالعرش (6) والمواضع التي قد ذكرها
__________
(1) جرز: بضم الجيم والراء آخره زاي: وهي الأرض التي لا تنبت أو أكل نباتها وقطع ولم يصبها مطر قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنََّا نَسُوقُ الْمََاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعََامُهُمْ، وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلََا يُبْصِرُونَ}
سورة السجدة الآية 37ورسمها في «ب» و «ل» جزر بالجيم والزاي والراء جمع جزيرة خطأ.
(2) دثينة: بالدال والثاء المثلثة ثم ياء ونون وهاء: يأتي ذكرها، ودفينة بالفاء بعد الدال: بلدة غربي ذمار بمسافة فرسخ.
(3) جردان: فعلان، بضم الجيم وسكون الراء آخره نون: واد لجعف، كذا في «شمس العلوم» والعامة تكسر الجيم، وهو واد مشهور معروف عامر بالقرى والسكن، وعسل جردان له شهرة تتناقل جودته العرب، ويعتبر من الجنوب ويسميه اهله بلاد الدولة وقد ورد ذكره في المساند الأوسانية، كما جاء اسمه في خبر الوفود، وأن سبرة الجعفي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم وادي قومه جردان، وفي «ب» جروان بابدال الدال واوا، وهو غلط مطبعي، ويأتي ذكره للمؤلف. ومرخة: بفتح الميم وسكون الراء وفتح الخاء المعجمة ثم هاء: يأتي ذكرها للمؤلف وتقع شرق شمال البيضاء ورسمها البكري ج 1404بالجيم بعد الراء فقال: مرجة موضع باليمن وقد تقدم رسمه في رسم مأرب، وقال في مأرب: وهي بلاد الأزد باليمن، قال السليك ابن السلكة:
امعتنفي ريب المنون ولم ارع ... عصافير واد بين جاش ومأرب
واذعر كلابا يقود كلابه ... ومرجة لما التمسها بمقنب
حاش: أرض قرب مأرب، ومرجة بالجيم مذكور في موضعها من هذا الحرف، ثم ذكرها في مرخة بالخاء الى أن قال: ومرخة باليمن على مقربة من سرو حمير. فظن أنهما موضعان بالجيم والخاء فسبحان من تفرّد بالكمال وجاش في شعر السليك بلدة عامرة في بلد زبيد شمال نجران.
(4) الايزون: قبيلة من حمير ثم من ذي يزن لها بقية، راجع «الاكليل» ج 2542.
(5) بيحان وحريب وردمان يأتي ذكرها، وحصى مضى ذكرها.
(6) تقدم الكلام على رداع، والعرش: مخلاف من مخاليف رداع ويمتد من جنوب مدينة رداع شرقا الى مخلاف بني عامر صباح غربا، ومن قراه: ملاح وعزان وغيرها، وقصيدة الرداعي يأتي ذكرها. وأذنة: بفتح الهمزة والذال المهملة والنون آخره هاء: وتسمى سائلة اذنة والعامة تحذف الألف المهموزة فتقول ذنة، ورسمها البكري في معجمه ج 1881ادنة في حرف الهمزة والدال فقال: بفتح أوله وثانيه وفتح النون بعده، هكذا صح في كتاب الهمداني، وهو اسم وادي مأرب الجامع لمياه الأودية: وهذا بلا شك وهم اذ قد ورد في المساند «أذنت».(1/157)
الرداعيّ في قصيدته بالقرب من رداع، وردمان وقرن وأذنة به بشران (1) والجبل المشرفة على سيوق (2) ومن جانب ذمار وبلد عنس جميعا وهو مخلاف واسع وسمع به بينون وهكر وجميع ما ذكرناه في كتاب «الاكليل» (3) من المحافد العنسيّة وبلد كومان وبلد الحدا (4) وجبل إسبيل ورخمة (5) وجبال بني وابش من مراد وجبال كداد وبلد قائفة من مراد، والدّقرار جبل بني مالك من مراد وفجاءة (6) ومخلاف ذي جرة ويكلى وجيرة وجهران وهرّان بسواد ذمار ومساقط بلذ خولان من جنوبيّه وما تيامن من القحف (7) ورمك وموضح يكون
__________
(1) بشران: في الأصول كلها هنا وفيما يأتي من مخلاف رداع أي بالباء الموحدة والشين المعجمة وآخره نون، ولم نجد له موضعا من الاعراب بعد البحث الدقيق لا في مخلاف رداع ولا في سائلة اذنة، وانما هو يسران بالياء المثناة من تحت ثم السين المهملة وآخره نون او نشران بالنون والشين المعجمة اخره نون، ولهذا صححناه بهما لدليلين احدهما ان يسران بالياء المثناة من تحت والسين ورد ذكره في المساند الحميرية كما في كتاب جواد علي ج 482، كما جاء في «الاكليل» ج 1612انه أحد اولاد عنس بن مذحج، او نشران بالنون اول الحروف والشين المعجمة لانه جاء في «الاكليل» أيضا في ج 1612انه احد اولاد عنس بن مذحج. ولأنا عثرنا على موضع ذي حروث وقرى وأناسي باسم نشران بالنون في بلاد عنس ثم تيسان شمال شرقي مدينة ذمار ومحاد لبني فلاح ولم يبق عندنا شك كما صححناه.
(2) الجبل: بضمتين: جمع جبل معروف، وسويق: بضم السين المهملة: تصغير سوق، ويقال فيه السويق كما يأتي.
(3) في الجزء الثامن منه وسبق ضبطهما، ويقع بينون في شمال شرقي ذمار، وهكر في الشرق الجنوبي من مدينة ذمار بمسافة نصف مرحلة، وتتصف نساء هكر بالجمال حتى اليوم. قال امرؤ القيس:
هما ظبيتان من ظباء تبالة ... على جؤذرين او كبعض دمى هكر
(4) كومان: مقاطعة من بلد الحدا ويقال له كومان المحرق، نسب الى كومان بن ثابت من آل حسان ذي الشعبين، راجع «الاكليل» ج 3802، والحدا قبيلة مشهورة ولها بقية ويأتي ذكرها مع نسبها، وكومان ايضا من بلد وحاظة ثم من حمير، وورد ذكر الحدا في المساند الحميرية.
(5) اسبيل: يأتي ضبطه وذكره، ورخمة: بفتح الراء والخاء المعجمة ثم ميم وهاء: بلدة وحصن في الشرق الشمالي من مدينة ذمار ومن ضواحيها بمسافة ما يزيد على فرسخ، وبها آثار حميرية.
(6) جبال بني وابش: لا تعرف، وكذا جبل كداد، وكان بنو وابش معروفين ببري السهام، قال عمرو بن معدي كرب الزبيدي:
وذات غرار لها ازمل ... براها براة بني وابش
وبلدة قائفة: معروفة مشهورة وهي التي تسمى اليوم قيفة، وكان والدي رحمه الله لا ينطق بها الا على أصلها قائفة وهي قبيلة عزيزة منيعة والغالب عليها البداوة وتقع من ضاحية مدينة رداع شرقا وشمالا وهي بطن من مراد واسمه عامر بن مفرح بن ناجية بن مراد، والدقرار: بكسر الدال المهملة اخره راء: يأتي ذكره. وفجاءة: قبيلة من مراد يأتي نسبها وهي بضم الفاء وفتح الجيم بعدها ألف مهموزة وهاء، ولا تعرف اليوم.
(7) مخلاف ذي جرة: بضم الجيم وفتح الراء وتاء مثناه من فوق، ويكلى: بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الكاف ثم لام وألف مكسورة، وذو جرة ويكلى هو ما يسمى اليوم بلاد سنحان وبلاد الروس نسب الى ذي جرت بن يكلى ابن مالك بن الحارث بن مرة بن ادد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن حمير ونسبت الى يكلى ثنية يكلى الفاصلة بين عنس وهذه الأوطان كما أنه عثر على مساند فيها اسم قبيلة ذي جرت، وليس كل مياه ذي جرة، ويكلى(1/158)
هذه السيول وادي أذنة وتفضي الى موضع السّد بين مأزمي مأرب ويميل من خلف السّد منه سبيبة (1) الى رحابة موضع النخل وترد سيول السّويق وحبانين تلك البلاد الفلجين الى أسفل الجنة اليمنى لمن هبط مأرب فتسقي بعد الجنتين ارض السّبأين ثم الحرجة (2) ثم حزمة البشريين ثم الروضة الى نهيّة دغل في طرف صيهد.
__________
ينزل الى مأرب كما يأتي للمؤلف، وجيرة: بكسر الجيم وسكون الياء المثناة من تحت ثم راء وهاء: بلدة وجبل عدادها في القديم من عنس ومن آخر حدود مخلاف عنس كما ذكره فيما يأتي وتقع مع يكلى ومعظم ذي جرة جنوب صنعاء ويقال ليكلى المنقل لأن فيها عقبة ونهرا وواديا خصيبا.
وهران ذمار بكسر الهاء وتشديد الراء آخره نون وهو شمال مدينة ذمار وفيه حصن لا يزال يؤدي مهمته وهو جبل بركاني مع سواده وكانت به قرى عامرة وقصور عالية وكانت تحله قبيلة جنب التي كان لها صولات وجولات في التاريخ الى نهاية القرن التاسع الهجري حيث توالت عليها المحن فانتقلت الى مغرب عنس الذي يسمى مخلاف الجنبي. وفي هران مآثر حميرية وفيه قتل الداعية المعيد لدين الله قتلته جنب سنة 420هـ راجع التاريخ وهران شوابة يأتي ذكره وسد هران احد سدود يحصب.
القحف بكسر القاف وسكون الحاء آخره فاء: قرية حية بالأهل والسكن من اليمانية خولان العالية. ورمك بفتح الراء وكسر الميم اخره كاف: موضع من الأعروش خولان العالية وموضح بفتح الميم وسكون الواو وكسر الضاد المعجمة اخره حاء مهملة: مكان في خولان العالية قرب بلد الحدا.
(1) السبيبة بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت ثم باء موحدة وهاء هي في اللغة اليمنية كالشؤبوب في اللغة اي الدفعة من المطر ينفصل من الوابل المدرار فتسقي ارضا لم يصبها الوابل. استعارها المؤلف للدفعة المنفصلة من السيل لتسقي ارضا اخيرة، وهي لغة يمانية فصحى لم تدون في قواميس اللغة وقد يكون أراد شعبة من الوادي. ورحابة: بضم الراء اخره هاء وتقع شمال السد وقد جاء ذكرها في النقوش. وهي غير رحابة همدان وغيرهما ويأتي ذكرهما، والمأزمان: المضيق بين هضبتين كمأزمي مزدلفة بينها وبين عرفة.
(2) الحرجة بالتحريك آخره هاء: وهي في الأصل الشجر الكثير الملتف، استعملت للموضع حوله اشجار وهي موجودة بمأرب، والحرحة ايضا بلدة في السحول واخرى في البخارى من بلد الكلاع ثم من المخادر، والحرجة ايضا قرية من جماعة شمال صعدة. والروضة في أصل كلام العرب يطلق على الأرض المستنقعة من كثرة المياه ثم اطلقت على كثرة الأشجار والمياه والأزهار والفواكه وذكر ياقوت: مائة وستا وثلاثين روضة في بلاد العرب ولم يذكر من رياض اليمن سوى ثلاث: واحدة في حضرموت واخرى في بلاد دوس والثالثة في بلاد خثعم، وقد تحصلت على ما ينوف على عشرين روضة باليمن ذكرناها في المعجم منها ما ذكره المؤلف هنا، وروضة مأرب ما تزال معروفة بقرب جبل بلق الا انها خرائب، وحزمة البشريين هي التي تسمى اليوم سلوة في وادي عبيدة وفيها آثار عظام، والحرجة لا تعرف، والحرجة ايضا في بيحان ولعلها المراد هنا، وصيهد: بفتح الصاد المهملة وسكون الياء المثناة من تحت ثم هاء ودال: يأتي ذكرها للمؤلف، والعامة تقدم الهاء على الياء وعليه وهمت في تعليقنا للجزء الأول من «الاكليل» 121وقد صححنا ذلك في الطبعة الأخيرة، والعامة تتبخت بنوء صيهد وبروقها قال بعض الأعراب في ذلك:
«بارق برق صيهد، قم خيله يا حيدي على ثره والريدي كسر رقاب الصيد»، فيقال أنه لما قال هذا الكلام ذهبوا عند منبلج الصباح يتبعون مساقط الغيث الذي هطل في تلك الأماكن فوجدوا المطر غزيرا بشدة والوحوش وحيوانات الصيد صرعى متناثرة هنا وهناك لغزارة الأمطار ودخول السيول إلى أوجارها وأماكنها، ومعنى يا حيدي: الحيد: الجبل الشاهق يكنى به عن الملجأ والملاذ الذي هو كالحيد والجبل والريد وثره: قرى من عنس، ومن أمثال العرب في فلاة صيهد للانسان المتوحش الذي لا يأنس بأحد: «أنت مثل غراب صيهد» أي ليس بجانبك حيوانات ولا طيور لتوحّشك وهو ما يسمى اليوم الربع الخالي. وقال ياقوت: صهيد بفتح الصاد وكسر الهاء وياء ساكنة ودال مهملة: مفازة باليمن وحضرموت يقال لها صهيد بخط ابن الحاضنة. مصحح، والذي عليه النحويون: صيهد: فيعل، وفي باب الصاد مع الياء صيهد قال سيف في «الفتوح»: صيهد مفازة بين مأرب وحضرموت، وأما البكري فأورد كلام المؤلف الآتي قريبا.(1/159)
ثم من بعد مأرب اودية لطاف الى الجوف، مشاربها من شرفات ذي جرة ومن شرقي مخلاف خولآن العالية، منها العوهل الأعلى والعوهل الأسفل وحمض (1)
ويكون على هذه الأودية بنو الحارث بن كعب يسيمون النعم (2)، ثم أودية الرّضراض وحريب نهم ومشاربها من جبال السرّ، صرع وسامك (3) ومساقط بلد عذر مطرة (4)
وبلديام وهيلان (5) وتحت سامك الرّضراض (6) واليه ينسب معدن الرّضراض وثمّ قرية المعدن معدن الفضة وهو معدن لا نظير له في الغزر وخرّب بعد قتل محمد بن يعفر (7) وذلك انه كان حدّا بين نهم من همدان ومرهبة (8) ومراد وبلحارث وخولان العالية.
ثمّ 70722 الجوف
وهو منفهق من الأرض بين جبل نهم الشمالي الذي فيه أنف اللّوذ وأوبن
__________
(1) جبل العوهل الأعلى والعوهل الأسفل: يحملان هذا الاسم الى هذه الغاية وهما فوق جبل عبضة وبين جبل كبلين والمشنة من بني سهام الخولانين، وحمض: بفتح الحاء المهملة والميم آخره ضاد معجمة: يحمل اسمه من بلدنهم.
(2) النعم: بالكسر، وبنو الحارث بن كعب هم بنو علة بن جلد بن مذحج وهم رأس مذحج وهامتها أرباب نجران وكعبتها راجع التاريخ والأنساب والنعم هي الإبل والبقر والغنم ويسمون يرعون السائمة.
(3) الرضراض: بفتح الراء آخره ضاد معجمة: وهو في الأصل الحجارة والصخور المتناثرة وهذا من ذاك، وحريب: بالحاء المهملة وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم باء موحدة، ونهم: بكسر النون وسكون الهاء آخره ميم: قبيلة من بكيل نسبت الى نهم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن حاشد بن حيران بن نوف بن همدان ولها بقية، ونهم: بضم النون وفتح الهاء ثم ميم: بطن من حجور ثم من حاشد ولها بقية في مواطنها من حجور وحريب هذه هي التي تسمى حريب القرامش اعلاه الخولان ويسمى حريب خولان وأسفله لنهم ويسمى حريب نهم والرضراض هناك، وجبال السر: مشهورة والسر هو الكتمان ضد العلانية ويأتي ذكر السر للمؤلف، وصرع: بضم الصاد المهملة وفتح الراء آخره عين مهملة وفي «ل» و «ب» بالضاد المعجمة خطأ، وصرع يقع في أعلى السر من شرقية الجنوبي، وحريب هذه وغيرها شرق السر وسامك.
(4) عذر: سبق ضبطه وهي قبيلة من حاشد ويأتي ذكرها للمؤلف، ومطرة: بفتحات آخره هاء: وهي بين نهم وأرحب، ولمطرة ذكر في التاريخ لتعرضها للأحداث، وفي «معجم ما استعجم» 1239مطرة: بفتح اوله وكسر ثانيه بعده راء مهملة على وزن فعلة: بلد في ديار همدان من اليمن ويسكنه بنو سلامان بن أصبى بن عذر بن همدان.
(5) يام: قبيلة من حاشد يأتي ذكرها ولا وجود لها اليوم في هذا الحيّز وإنما يوجد جبلها الذي يدعى جبل يام، وهيلان: بفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت آخره نون: جبل عال منيف يمتد حتى قرب مأرب وعداده من بني جبر خولان العالية شرقي شمال صرواح بمسافة ساعة وتسكنه قبيلة جهم واشتهر بإنتاج البلس الطيب والأعناب.
(6) سامك هذا هو غير سامك ذي جرة بلاد الروس الواقع على طريق صنعاء ذمار، والآتي ذكره وقرية المعدن خراب لا تعرف اليوم، وانظر وصف معدن الرضراض في كتاب «الجوهرتين» ومجلة «العرب» السنة ص 840.
(7) قتل محمد بن يعفر الحوالي سنة سبعين ومائتين راجع «الاكليل» ج 1822و «قرة العيون» والتاريخ.
(8) مرهبة: بضم الميم والناس يكسرونها: نسبت الى مرهبة بن الدعام، راجع «الاكليل» العاشر.(1/160)
الجنوبي (1) الموصل بهيلان من بعد (2) وهينا وسعة ما بين الجبلين مرحلة في اسفل الجوف، وطوله إلى أصحر واشراف خبش (3) مرحلة ونصف، ويفضي إليه اربعة أودية كبار.
فاولها 70723 الخارد
(4) مخرجه مما بين جنوبه ومغربه، ومساقي الخارد من فروع مختلفة فأولها من مخلاف خولان في شرقي صنعاء فيصب اليه غيمان وما أقبل من عصفان وثربان وظبوة (5) وحزيز وإلى حزيز ينسب ثابت الحزيزي (6) وقد روى عن عبد الله بن عمر (7)، وكان ابو سلمة فقيه أهل صنعاء (8) يقول: انا ممن ادركته دعوة النبي
__________
(1) أنف اللوذ وأوبن: جبلان يحملان اسمهما الى هذه الغاية، وفي جبل أنف المنفذ الطبيعي للجوف اللوحة التاريخية المزبورة بالقلم المسند التي تشير الى ابرام اتفاقية بين دولتي سبا ومعين، ذكرها علماء الآثار.
(2) هنا وفي الأصول كلها بياض وهينى بفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت ثم نون والف مقصورة من جبال نهم الدنيا وفيه غيل وزروع.
(3) أصحر بفتح الهمزة واسكان الصاد المهملة ثم حاء وراء يحتفظ باسمه وكثيرا ما تتنازع فيه شاكر وسفيان من اجل المراعي والاحتطاب وخبش بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة آخره شين معجمة واد مشهور معروف من أعالي أزحب. وخبش بكسر الخاء والباء ويقال وادي خبش من مخلاف عتمة.
(4) الخارد: بالخاء المعجمة آخره دال مهملة: يحمل اسمه ومشهور ويسمى غيل الخارد وهو من أوائل ديار أرحب، وهو نهر عظيم منهمر.
(5) غيمان: بالغين المعجمة آخره نون: أحد محافد اليمن المشهورة والآثار المعمورة بالعجائب ولا تزال تنتظر اليوم الموعود حين تتاح لها البحث والتنقيب على أيدي أبنائها الخلص ولا يزال فيها أهل وسكن، وعصفان: بفتح العين وسكون الصاد المهملتين آخره. نون، وثربان: بالمثلثة وآخره نون: من أودية مسور خولان العالية ذات الأعناب الطيبة، وظبوة: بفتح الظاء المشالة وسكون الموحدة ثم واو وهاء: بلدة وواد من ظاهر ذي جرت بلاد سنحان ومنها بنبع غيل البرمكي وكثيرا ما تكون مصدرا للأحداث حتى عصرنا هذا، ففي سنة 289هـ كانت معركة عنيفة بين العلوي يحيى بن حسين الهادي وبين ملك اليمن أسعد بن أبي يعفر الحوالي أسفرت عن عدد من القتلى، وفي سنة 293هـ كانت موقعة هائلة بين أسعد المذكور وبين علي بن الفضل كان ضحيتها أربعمائة قتيل من أصحاب ابن الفضل راجع التاريخ.
(6) حزيز: بكسر الحاء المهملة وسكون الزاي وفتح الياء المثناة ثم زاي أخرى: قرية عامرة على قارعة المحجة من صنعاء ذمار في جنوب صنعاء بنصف مرحلة وهي من الأماكن التي تخلق المشاكل على نفسها، وعلى نفسها جنت براقش، وفي أوائل عصرنا غدر الأعراب بأيعاد الامام يحيى حميد الدين بفرقة من الأتراك في سواد حزيز، وفي المكان نفسه قتل الامام المذكور وذلك يوم الثلاثاء 7شهر ربيع الآخر سنة 1367هـ / 1948م راجع تاريخنا.
وثابت الحزيزي: هو ابن عبد الله، ترجم له الحافظ ابن حجر ولم يزد على ما ذكره المؤلف نقلا عنه.
(7) عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي الصحابي المشهور، وفي «ل» و «ب»: ابن عمرو، ويؤيد ما في أصلنا ما في «التهذيب» و «الميزان» وكتاب «النسبة».
(8) أبو سلمة: فقيه صنعاء وهو قاضي صنعاء يحيى بن عبد الله بن اسماعيل بن كليب الحميري له ترجمة ضافية اختصرنا منها في «الاكليل» ج 152، ويبدو أنه عمّر طويلا فوفاته سنة 341هـ، ولا تعرف وفاة ثابت بن عبد الله الحزيزي الا انه يظهر من هذه الرواية انه عمر طويلا وأما عبد الله بن عمر فإن وفاته سنة 72هـ عن ست وثمانين سنة.(1/161)
رأيت ثابتا الحزيزي ورأى ثابت عبد الله بن عمر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وما أقبل من عدورد (1)، وهو واد يصب مع سامك ودبرة ووعلان وخدار الى الحقلين والسهلين ونواحي بقلان واعشار (2) وما اقبل من اشراف نقيل السّود فبيت بوس فجبل عيبان (3) وجبل نقم وما بينهما من حقل صنعاء وشعوب، ووادي سعوان (4)
ووادي السرّ، ومطرة وفيها اودية كثيرة فجبل ذباب فزجان فشبام القصّة (5) تمرّ مياه
__________
(1) عدورد: بكسر العين المهملة وتشديد الدال، ورد: بكسر الراء وتشديد الدال وهي مزارع وربوات وشعاب شمال ظبرخيرة وينسب اليه ماجل عد ورد الواقع على قارعة الطريق منها فما أقبل منه شمالا فيصب في وادي حزيز فصنعاء فالخارد وما أقبل غربا وجنوبا فالى سهام.
(2) هذه الأماكن كلها تنزل في سهام، وسامك: بفتح السين آخره كاف: بلد وواد على معابر المحجة من صعاء ذمار، ودبرة: بفتح الدال وسكون الباء الموحدة ثم راء وهاء: واد وقرية خربة جنوب شرقي «ظبرخبرة» وإليها ينسب اسحاق بن إبراهيم الدبري المحدث، ووعلان: بضم الواو آخره نون: وهو عدة قرى وواد فيه غيول وأبيار ويقع أعلى وادي سامك وهي المحطة الأولى للمسافرين من صنعاء على الجمال وغيرها، وخدار: بكسر الخاء المعجمة وآخره راء: بلد يقع على ربوة وواد فيه ماء على النواضح وسيح جار.
(3) سلف الكلام على نقيل السود، فالغربي يهريق الى سهام، والشرقي منه يصب في قاع صنعاء. وبيت بوس:
بفتح الباء الموحدة وسكون الواو آخره سين معجمة: نسب الى القيل ذي بواس بن شرحبيل بن بريل وهو قرية وحصن عامر وواد فيه بعض الفواكه ويقع في الغرب الجنوبي من صنعاء بمسافة ساعتين وفيه حبس أمير اليمن علي بن الحسين جفتم القادم من العراق سنة 290هـ، وفيه حبس المرتضى محمد بن الهادي سنة 290أيضا وقال قصيدة منها:
يا بيت بوس حبسنا في حواك على ... خذلان أمتنا من بعد ميثاق
وفيه مات الملك المكرم احمد بن علي الصليحي 480هـ ودفن بها على إحدى الروايات وفيه مات المؤرخ ادريس بن علي بن عبد الله الحمزي سنة 714هـ ونسب اليها أبو القاسم بن سلامة الحوالي الحميري البوسي ناظم البوسية وغيرها والحسن بن عبد الأعلى بن ابراهيم البوسي الا بناوي يروى عن عبد الرزاق روى عنه الطبراني وغيره.
وعيبان ونقم جبلا صنعاء فنقم من الشرق وعيبان من غرب صنعاء وكان يستخرج من نقم الحديد وافضل سيوف اليمن في الجاهلية ما كان من حديد نقم.
(4) شعوب بفتح أوله وآخره باء موحدة وقد تضم الشين، وهو ضاحية صنعاء الشمالية وكانت عامرة بالبساتين والفواكه المثمرة وهي اليوم مزارع وحروث وفيها قرى وحلل وآبار غزيرة ماؤها، وبه سمي باب شعوب احد ابواب صنعاء الشمالية وانظر «معجم البلدان». وهي اليوم عمران وبنايات وسوار صنعاء القديمة.
وسعوان بفتح السين المهملة آخره نون: واد خصب فيه قرى ويقع شرقي شعوب بمسافة ميل وكان في اعلاه سد حميري ودعوته في خولان ثم في بني حشيش. وسعوان أيضا بليدة من عزلة دلال من مخلاف بعدان.
(5) جبل ذباب: مشهور وهو بفتح الذال المعجمة آخره موحدة، وهو جبل متسع أعلاه في وادي السر بشمال وفيه منجم الفحم الحجري، وذباب: بضم الذال: موضع على البحر الأحمر من بني مجيد بين المخا وباب المندب.
وشبام القصة: فتح القاف والصاد المهملة المشددة آخره هاء: وهو ما يسمى شبام الغراس وشبام سخيم وهو أحد المحافد التي لها ذكر بعيد في المساند الحميرية راجع الجزء الثامن من «الاكليل»، والقصة الجص: الكلس الجبس.(1/162)
هذه المواضع الى خطم الغراب ووادي شرع من اسفل الصمع وحدقان (1) ويلقى هذه الأودية سيل مخلاف مأذن من حضور المعلل وحقل سهمان (2) ويعموم (3)
وبيت نعامة وبيت حنبص (4) ومحيب ومسيب (5) وحاز وبيت قرن وبيت رفح والبادات (6) وريعان فوادي ضهر فعلمان فرحابة (7)، فالرّحبة إلى حدقان وخطم
__________
(1) خطم الغراب: بفتح الخاء المعجمة وضمها: وهو ما يسمى اليوم دقم الغراب من أوائل بلد أرحب، ووادي شرع: بفتحتين: واد خصب من أرحب وهو يخالط مطرة من الغرب والعامة تنطق به شراع بزيادة ألف بين العين والراء، والصمع: بفتح الصاد المهملة والميم آخره عين مهملة: وهو حصن أثري وهو من آخر قاع الرحبة وأوائل أرحب. والصمع أيضا حصن من صعدة في جنوبها، والصمع أيضا في برع. والصمع في وائلة يأتي ذكره للمؤلف، وحدقان: ويقال له قصر حدقان وهو هيكل من الهياكل اليمنية التي فيه آثار ضخمة بالقلم الحميري يتضمن قوانين وشرائع قامت على العدل والنظام مما يستدل على عراقة الحضارة اليمنية.
(2) مخلاف مأذن: بفتح الميم وكسر الذال آخره نون: نسب الى القيل ذي مأذن راجع «الاكليل ج 3542» ويأتي ذكره للمؤلف، والمعلل: بفتح الميم وسكون العين المهملة ثم لامين أولاهما مفتوحة: يأتي ذكره للمؤلف:
وسهمان: سلف ذكره.
(3) يعموم: بالياء المثناة من تحت وآخره ميم: جبل وحرون شرقي بيت نعامة وغربي عيبان وأما يعمون آخره نون فبلدة عامت في الجوف قرب الحزم وهي التي ذكرها ياقوت. قال فروة المرادي يخاطب الأجدع بن مالك الهمداني:
دعوا الجوف إلا أن يكون لأمّكم ... به عقر في سالف الدهر أو مهر
وحلوا بيعمون فإن أباكم ... بها، وحليفاه المذلة والفقر
ويظهر أن يعمون التي ذكرها ياقوت من بلد همدان بينما يعموم التي ذكرها المؤلف من بلد حمير وبينهما بون شاسع، ولا معنى لاتيان المياه من الجوف الى الجوف.
(4) بيت نعامة: بفتحات: آخره هاء وقد تضم النون: وهي قرية كبيرة مربعة الشكل ذات سور تقع في ظاهر جبل عيبان من الغرب ترى للمسافرين عن طريق الحديدة وصنعاء، ونسب اليها البحر النعامي من أعيان القرن الخامس الهجري صاحب النظومة التي أثبتناها في مقدمة «تفسير الدامغة» ومنهم ابراهيم بن يزيد النعامي، محدث. وبيت حنبص: بفتح الحاء وسكون النون وفتح الباء الموحدة وصاد مهملة آخره: وهي بلدة كبيرة مسورة ذات مرافق وتقع في سفح جبل عيبان من الجنوب الغربي منه، وهذه الأماكن: المعلل وسهمان وبيت نعامة وبيت حنبص تنصبّ أولا إلى سهمان ثم إلى ريعان ثم الى ضهر ثم الرحبة فالخارد إلا بيت نعامة فإنه يصب الى ريعان، ونسب الى بيت حنبص شيخ حميز أستاذ الهمداني أبي نصر اليهري «راجع الاكليل ج 1وج 1902، وج 1 9» ورسمت في معجم ما استعجم بالضاد آخر الحروف وهو غلط او سبق قلم.
(5) محيب ومسيب بفتح أوائلهما والموحدة آخرهما وهما قريتان مقتبلتان متلازمتان أحداهما بالأخرى من حضور ثم من مخلاف عياش وفي محيب ومسيب قتل الزعيم عيى بن معان اليافعي وكان خير يافع قتله ابن ذي الطوق القرمطي سنة 294هـ ومحيب أيضا بليدة نزهة ذات نهر من مخلاف بعدان ثم من عزلة الحرث، ومسيب بلد بحضرموت.
(6) حاز من محافد اليمن المذكورة ويأتي ذكرها للمؤلف وهي بالحاء المهملة آخرها زاي.
(7) ريعان بفتح الراء فتكون الياء المثناة من تحت آخره نون: بلدة وواد في الشمال الغربي من صنعاء بمسافة خمسة اميال تقريبا واليه ينسب سد ريعان الشهير ومنه ينبع غيل لؤلوة وعلمان بضم العين واللام آخره نون وقد تسكن اللام مع ضم العين وقد تفتح العين وتضم اللام: بلدة واموال اسفل وادي ضهر ورحابة بضم الراء آخره باء موحدة وهاء قرب قرية حاز معروفة وعلمان المصانع وعلمان في الاهنوم.(1/163)
الغراب، ثم من المصانع وشبام أقيان وخلقة وحبابة (1) وحضور بني أزد وبيت أقرع وقاعة (2) وهند وهنيدة (3) والبون (4) عن آخره، وغولة مثل ناهرة وضبّاعين ولغابة والحيفة وسوق وخزامر وذي عرار (5) وبيت ذانم وبيت شهير وحمدة وعجيب (6) فصيحة فمساك فالأخباب وناعط وبلد الصّيد وبه أودية من ظاهر
__________
(1) خلقة بفتحات آخره هاء بلدة من ظاهر شبام أقيان وعدادها اليوم من همدان وحبابة بفتح الحاء والبائين قرية كبيرة مشهورة فيما بين شبام وتلا.
(2) قاعة قرية لا بأس بها في البون غربي عمران وكانت هجرة عظيمة خرج منها علماء اثبات لا سيما من علماء المطرفية وكانت من محاسن البلاد وقاعة ايضا في ريمة الاشابط وأخرى من العصيمات من حاشد.
(3) هند وهنيدة باسم هند وتصغيرها، مكان أثري بين قاعة وبيت بادي من البون الأعلى هو اليوم اطلال عثر في هذه الايام فيه على باب قصر جبعة مع اغلاقه وعتباته من الحجر الصلد «راجع ج 8الاكليل».
(4) البون بالفتح آخره نون يأتي ذكره. وغولة بفتح العين المعجمة آخره هاء هي الشعاب والمنخفضات من سلسلة الربوات وربما انها بضم الغين فهناك في ظاهر جبل عيال يزيد قرية تسمى غولة وفي شمال البون بلدة تسمى غولة عجيب وناهرة بالنون آخر الحروف انقاض غربي عمران وضباعين بفتح الضاد المعجمة والباء الموحدة وكسر العين المهملة ثم ياء مثناة من تحت ونون آخره بلدة عامرة من آل يحيى من الجبل. ولغابة بضم اللام وفتح الغين المعجمة ثم موحدة وهاء تحمل اسمها في جبل عيال يزيد والحيفة: لا يعرف موقعه بعد البحث، وسوق كذلك لا يعرف وانما يوجد موضع في البون يسمى شوقب، بالشين المعجمة آخره باء موحدة فلعله سوق وانما صحفه النساخ، وخزامر بضم الخاء المعجمة ثم زاي وآخره راء موضع جنوب عمران وفيها البئر الأثرية العادية التي يقول فيها قدم بن قادم من قصيدته المتداولة بالسن الناس:
نقبت لهم في الصخر سبعين قامة ... وفي الطين حتى أن بلغنا خزامرا
(5) (1) ذي عرار بالفتح وقد يضم أوله آخره راء في شمال غرب ربدة بمسافة ميل وفيه قتل الحسين بن قاسم العياني سنة 404هـ قال الامام نشوان بن سعيد الحميري من قصيدة له:
فتبصروا يا غافلين فانه ... في ذي عرار ويحكم مستشهد
وبيت ذانم آخره ميم هو الذي يسمى بيت ذانب بالباء آخره في جبل عيال يزيد وكذا بيت شهير وحمدة بفتح الحاء المهملة وكسر الميم ثم دال وهاء بلدة كبيرة من البون الاسفل وممن انجبت آل المظفر العلماء الاعلام في الفقه الزيدي وأصوله كالبيان والبستان وغيرهما.
(6) عجيب بفتح العين المهملة وكسر الجيم آخره باء موحدة وهو بلد ومنقل بشمال ريدة قال علي بين محمد الصليحي يصف خيلا:
ثم اعتلت من عجيب قنة وبدت ... ككوكبين ترى مثنى وأفرادا
وعجيب بكسر العين المهملة وفتح الجيم وباقي حروفه كالأول مقاطعة من آل عمار من ذي رعين فصيحة هي الأصياح ومساك هي ساك وهما من الخارف من البون الصغير والاخباب بالخاء المعجمة آخره باء هو ما يسمى خبب بضم الخاء المعجمة ثم بائين، ويناعة بلد عامر في قاع شمس من الخشب وذي بين بكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت آخره نون: بلدة مقتصد وكانت هجرة عظيمة انجبت نخبة من الاعلام وفيها العنب الفاخر الحبري المشهور.(1/164)
همدان مثل يناعة وذي بين وما يسقيهما من ظاهر الصّيد (1)، فيكون هذه المياه إلى ورور، ويلقاها سيل العقل والكساد وصولان (2) وأكانط (3) ومشام النخلة ووادي محصم، وما يسقط إليه من مدر (4) وإتوة والخشب (5) والميح وبلد ذبيان فيمر بالقحف وهرّان والمناحي (6) ويلتقي بمياه الخارد التي هبطت من صنعاء ومخاليفها، فتلتقي بالمناحي ثم يصبان بعمران وتعمل (7) من أرض الجوف، وهذا الجانب لبني نشق (8)
وبني عبد بن عليان، وأما المناحي فلبني علوي.
الثانى 70724 وادى خبيش
والوادي الثاني: وادي خبش ويصب في موسط الجوف غربيه صادرا من خبش بعد ريّ نخيلها وزروعها وفروع هذا الوادي من سراة بلد وادعة (9) وظاهرها، ويمر
__________
(1) الصّيد بالتحريك وهو قبيل وبلد من حاشد، وورور بفتح الواو وسكون ثانيه آخره راء وهو شعاب وواد مشهور وكثيرا ما تقع فيه كوارث ويقال ان في فوهة الوادي آثار سدّ لا تزال آثاره شاخصة.
(2) العقل زنة العقل للرجل والكساد وصولان كلها أوطان من مرهبة الدعام عامرة بالسكن.
(3) اكانط بفتح الهمزة آخره طاء هو اليوم يسمى كانط بحذف الهمز وهو رطن قائم العمارة معاند لقصور ناعط من الشرق وعداده من خارف ومشام النخلة يحمل اسمه الى ذا الحين وهو من ارحب ووادي محصم بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الصاد المهملة آخره ميم بلد وواد من أرض أرحب ومن سكنه آل الأكوع الحواليين وفي البكري ج 11924في محصم بفتح أوله وأسكان ثانيه وكسر الصاد، المهملة بعده ميم: بلد باليمن معروف.
(4) مدر بفتحتين آخره راء اكثر ديار همدان قصورا راجع الجزء الثامن من الإكليل قال أبو علكم المراني من قصيدته المشهورة:
وفي ريئام وفي النجدين من مدر ... علّى المنار وجف الشيد إيوانا
واتوة بكسر الهمزة وسكون التاء المثناة من فوق ثم واو وهاء جبل وفيه قرية وفيها استظهر أبو جعفر أحمد بن محمد بن الضحاك الحاشدي على الهادي وأسر ابنه محمد المرتضى سنة 290هـ راجع التاريخ وأثوة ومدر من ارحب.
(5) الخشب زنة الخشب المعروف من الشجر يحتفظ باسمه الى هذه الغاية وهو من أرحب ويأتي ذكره للمؤلف وبلد ذيبان بفتح الذال المعجمة وسكون الياء المثناة من ثم باء موحدة آخره نون قبيل ووطن مشهور وهم من عتاة أرحب، والميح من أرحب.
(6) القحف بفتح القاف وسكون الحاء المهملة آخر فاء وهو ما يسمى القحاف من ارحب وهران تقدم ضبطه ويقال له:
هرّان شوابة وهو مضيق بين ارحب وسفيان وحاشد وهو مفتاح طريق الجوف للسيارات، والمناحي من خارف ومن منتجاته العنب الأبيض الجيّد.
(7) عمران البون ضبطه الامام نشوان بفتح العين وضم الميم زنة فعلان ملك من ملوك حمير وهو ذو عمران بن ذي مرائد وبه سمي قصر عمران بالبون من أرض اليمن وكذا ضبطه البكري ولم يتكلما عن عمران الجوف والناس اليوم ينطقون به عمران بفتح أوله وسكون ثانيه وكذلك عمران الجوف وفي ياقوت ج 4في عمران الجوف: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون وهو ضد الخراب موضع في بلاد مراد بالجوف كان فيه يوم من أيامهم. وورد ذكر عمران للجوف في خبر الوفود راجع تاريخنا وفيه قتل الشريف الفاضل سنة 468قتلته نهم. وتعمل لعلها يعمون التي ذكرناها أيضا فلم تظهر هذه الكلمة.
(8) نشق هي التي تسمى اليوم همدان الجوف وهي من الدول الحضارية راجع الجزء العاشر من الاكليل وعن عليان.
(9) راجع نسب وادعة الجزء العاشر من الاكليل وهم من حاشد ولهم بقية وبنو معمر بضم الميم الأولى وكسر الثانية وهم ايضا من وادعة لهم بقية جمهرتهم في بلد حجة، وبنو عبد ودّ من حاشد وبنو عبد من بكيل، والهراثم من حاشد.(1/165)
بمواضع مما كان من بلاد بني معمر وبني عبد والهرائم، فانه ينحدر إلى خيوان فيسقيها، ويمد باقيه سيل قيعتها (1) وبوبان والأدمة وملساء، ويلج الفج الى خبش فتلقاه سيول بلد بني حرب بن وادعة من رميض (2) وحوث ويضامّه سيل الفقع والحواريين والمصرع (3) وأثافت ودمّاج وشواث وخرفان وجانب الكساد وقبلة ظاهر الصّيد والعقل وجبل ذيبان الأكبر ورخمات وحاوتين والسبيع.
70725 - وادى الثالث زاوية بينهما
والوادي الثالث: يظهر في زاويته التي ما بين شماله ومغربه وفروعه من بلد خولان (4) شرقي أبذر، وبلاد دمّاج (5) ووتران والسرير والغليل وأسل (6) وبلد دهمة من طلاح والعسّتين واكتاف وحوام جدرة الجنوبية ومساقط برط والمراشي والفتول (7)،
__________
(1) قيعتها اي القيعان وبوبان: بضم الموحدة الاولى وسكون الواو وآخره نون: بلدة من ارض سفيان، والأدمة وملساياتي ذكرهما المؤلف في تفسير قصيدة الرداعي.
(2) رميض: بفتح الراء وكسر الميم ثم ياء مثناة من تحت وضاد معجمة جبل مشهور مطل على حوث المضمومة الحاء آخره ثاء مثلثة نسبت الى حوث بن السبع من حاشد منهم الحارث الأعور الفقيه صاحب راية علي وراويته وحوث وطن هجرة انجبت كثيرا من العلماء والأدباء منهم الامام نشوان بن سعيد الحميري الذي يقول فيها من مقطوعة له:
بشاطىء حوث من ديار بني حرب ... لقلبي اشجان معذبة قلبي
ومنهم شعلة الأكوع أحمد بن القاسم الحوالي.
(3) المصرع بفتح اوله: بلدة قائمة العمارة الى ذا الحين في بلد حاشد وهو غير المصرع الذي بصنعاء الذي ذكره المؤلف في الجزء الثامن والعاشر من الاكليل ودماج بفتح الدال وتشديد الميم آخره جيم وهو من بلد حاشد جنوب خيوان ودمّاج ايضا في الجنوب الشرقي من صعدة ذكره المؤلف في هذه الصفحة ودماج ايضا من بلد خولان العالية ثم من بني جهم. وشواث بفتح الشين المعجمة آخره ثاء مثلثة: جبل وبلد خارف وخرفان بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء اخره نون: جبل عال من بلد مرهبة الدعام وكذا الكساد بلد فيه أهل وسكن من مرهبة، وسلف الكلام على العقل، وذيبان بتقديم المثناة من تحت على الباء الموحدة ورخمات بفتحات والسبيع بالمهملة والباء والموحدة هذا اماكن تحتفظ باسمائها الى يوم الناس هذا وكذا حاوتين.
(4) خولان هنا خولان صعدة.
(5) ودمّاج هذه هي في بلد صعدة وعدادها في حاشد وهم يتبكلون اليوم.
(6) وتران بكسر الواو آخره نون تثنية وتر وهو معروف لهذه الغاية. وكذا السرير والغليل بالغبن المعجمة اخره لام موضع في جبل بني عوير من صحار بلد صعدة. اسل بفتح الهمزة والسين واخره لام وقد تكسر السين بلد عامر جنوب مدينة صعدة لمسافة ساعتين وهو كثير الفواكه بما فيها الأعناب. قال اسماعيل بن علا الهمداني:
لنا عارض بالغيل أول خيله ... وآخر شعث الخيل تطلع من أسل
واسل ايضا بلدة في خولان العالية.
(7) دهمة: بضم الدال المهملة وسكون الهاء اخره هاء: قبيلة نسبت الى دهمة من بكيل لها بقية ومن أوطانهم طلاح وهو بالفتح: من الجبال الملاصقة لبرط، والعستين: هكذا في الأصول كلها بالسين المهملة وقد أحفيت السؤال عنهما من رجال دهمة فينكرون ذلك يقولون: العشتين بالشين المعجمة وهما العشة.
وأكتاف: بفتح الهمزة اخره فاء: كذا في الأصول، وفي الجزء العاشر من «الاكليل» في الأنساب وفيما يأتي:
كتاف بدون همزة وهو كتاف بن كريم بن الدعام من بكيل وبه سمي البلد كتاف الذي ينطق له اليوم هكذا ويشكل(1/166)
ويسقط أسيل أبذر على الأعين ثم العقلة (1) عقلة خطارير فمذاب (2) فمجزر والحبط فحظيرة حوشم (3) ومجزعة الغراب وعميش وشجّان وقصران وبلد رهم والعمشيّة والحلوى وطالعين وعظالم وشبراق وبركان وعيان وطمو (4) ومساقط جبل سفيان وقبلة الأدمة والعبلة وأسحر والحاضنة والمقبرة ويلقي هذه المياه الى ناحية الواغرة الشبا (5)
ويمدها سيل نعمان (6) من بلد مرهبة ويظهر بغرق فيسقيها وينحدر الى دار هاشم وموضع الداليين (7) ويلتقي بالخارد مع سيل يحكش (8).
__________
مركز ناحية من مخلاف صعدة، ويقع في شرقيها بمسافة أربع ساعات، وجدرة بكسر الجيم وسكون الدال المهملة ثم زاء وهاء: بلدة من وائلة معروفة، وبرط: بفتحتين: يأتي ذكره للمؤلف، والمراشي: بالفتح: جبل معاند لبرط من جهة الشرق وهو جبل خصيب فيه فاكهة العنب الذي يأتي اكله في السنة مرتين. وكان مسكن أجداد الهمداني «لسان اليمن» ويسكنه اليوم ال جزيلان من ذي محمد ثم من شاكر، والفتول: بضم الفاء والتاء المثناة من فوق: موضع شرقي جبل المراشي.
(1) الاعين: جنوب صعدة والعقلة: بضم فسكون آخره هاء بلد في ال عمار جنوب صعدة باربع ساعات وخطارير:
جبل مشهور عال منيف يقع فوق العقلة.
(2) مذاب: سبق ضبطه وفي معجم ما استعجم: بضم الميم ولا يعرف اهل اليمن غير الفتح: وهو موضع في بلد سفيان مشهور ومجزر: بفتح الميم وسكون الجيم وكسر الزاي ثم راء آخره معروف. والحبط بفتحتين. ويقال له الحبيط ويقع اسفل وادي مذاب.
(3) حظيرة حوشم ومجزعة الغراب وعميش: أماكن تقع أسافل وادي مذاب. وقصران بضم القاف آخره نون: وهو جبل عظيم في الغرب الشمالي من مذاب، والعمشية محل معروف مشهور قفر مخوف لا أهل فيه ولا سكن ويضرب بها المثل في المخافة فيقال للمذعور الخائف لتطمينه: لسنا في العمشية، وفيها عين صغيرة يشرب منها وهي على طريق صعدة الى صنعاء، ورهم بضم الراء وسكون الهاء اخره ميم، قبيلة من سفيان بن ارحب لها بقية.
(4) بركان بكسر الباء آخره نون يحمل هذا الاسم لهذه الغاية، وعيان بكسر العين المهملة اخره نون: بلدة عامرة من أرض سفيان وهي التي يكثر تردادها في التاريخ لما يحدث فيها من الحوادث وظمو: بضم الظاء المشالة وسكون الميم آخره واو قرية متشعثة من سفيان وفيها غدر الجزار ابراهيم بن موسى العلوي سنة 200هـ باقيال اليمن وكانت مقرّ محمد العمري المذكور في التاريخ راجع ج 1312من الاكليل والتاريخ الكبير.
(5) العبلة بكسر العين المهملة وفتح الباء الموحدة وقد تسكن اخره موضع معروف وأسحر والحاضنة والمقبرة كلها معروفة وهي بلد شاكر: والواغرة تحمل هذا الاسم وهو بالغين المعجمة كما في أصلنا وبعد البحث ايضا وفي «ل» و «ب» بالعين المهملة وهو من الأوهام وتقع في الجوف الأعلى وبها عين حامية يستحم فيها ويستشفى بها من الوجع.
(6) نعمان مرهبة جبل معروف الى التاريخ وغرق بضم الغين المعجمة وفتح الراء آخره قاف موضع في الجوف الأعلى وهو الذي يسمى سوق الدعام قاله ابن ابي الرجال في تاريخه ويسمى اليوم «سوق دعام» ولعلها سميت بالدعام بن ابراهيم بن ياس الهمداني سيد همدان في عصره راجع الجزء العاشر من الاكليل وكانت مدينة كبيرة قال الشاعر يذكر غرق وينحى اللائمة على الدعام في مقطوعة له:
ثم ولاه بوادي غرق ... فغدا يعمل فيه عمله
وقد وهمت في هامش ج 3311الاكليل الطبعة الأولى ورسمتها بالعين المهملة وهو غلط ثم صححناه في الطبعة الثانية.
(7) الدالائيون من وادعة ثم من حاشد.
(8) يحكش: بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الحاء المهملة آخره شين معجمة لا يزال معروفا من بلدنهم.(1/167)
والرابع 70726 وادي المنبج (1)
: وفروعه من بلد يام القديمة وبلد مرهبة (2) ملح وبرّان ومسورة (3) وجبال نهم مما يصالى مهنون (4) من بلد خولان ويأتي قابل نهم الشمالي بأودية لطاف مثل أوبن (5) وغيره ثم يشرع على الفرط وهو جانب الغائط وهو من ديار بلحارث، اودية من بلد شاكر من برط وهو لدهمة ومن بلد وائلة وبلد أمير اودية منها حلف (6) وقضيب، والذي بين الجوف ونجران من الأعراض الكبار، والنخيل وبه يفترق الطريق الى الجوف ومأرب من وادي خبّ (7) وهو العقيق (8) ثم قضيب ثم حلف وكل هذه الأعراض من بلد شاكر.
70727 - وادى نجران وفرعه
ثم وادي نجران وفروعه من ثلاثة مواضع من بلد بني حيف من وادعة ومن بلد بني جماعة (9) من خولان ومن بلد شاكر، والحناجر من وادعة وبلد خولان فأما الشّعبة
__________
(1) المنبج بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء الموحدة آخره جيم: اسم لموضع معروف سمي بذلك لما نبج منه الماء اي نبع راجع ج 2432 «الاكليل».
(2) هذه مرهبة نهم ولها بقية كما أنها فصيلة من مرهبة الدعام.
(3) ملح: زنة ملح الطعام ويسكنها آل أبي لحوم كان منهم النقيب عبد الله بن صالح ابو لحوم يعتبر بحق قيلا من أقيال اليمن وكان جهير الصوت ذا منطق حسن ولسان جسيم الخلقة وله أولاد ذكرناهم في غير هذا الموطن وبران بفتح الموحدة وتشديد الراء آخره نون ومسورة بفتح وله وسكون ثانية آخره هاء بلدتان عامرتان في بلادنهم وما يسمى مسورة في اليمن كثير.
(4) مهنون جبل عال منيف من جبال خولان العالية وتوجد فيه العضة ذات الروائح الزكية.
(5) أوبن سلف ذكره والفرط بالتحريك من يسبق القوم والكلمة مستعملة ولقد اذكر اني كنت مسافرا فلقيت بدويا من أهل مراد منفردا بغذ السير فقلت له اين رفاقك فأجاب في الحال: هم فرطي اي قدامي، والفرط هنا يطلق على الجبل الصغير.
(6) حلف بالحاء المهملة محركا واد معروف وهو راس وادي الفرع من وائلة منهم الشعرات والحاذات، وقضيب بالفتح والكسر آخره موحدة: خبت يسكنه بدو رحل من وائلة ويتصل بالربع الخالي.
(7) خب بفتح الخاء المعجمة وتشديد الموحدة وهو واد مشهور الى يوم الناس هذا وتسكنه يام عنس المذحجية منهم بنوا لعكام لهم فقه ومعرفة وفيه نخل وزروع ومنه ظهر الأسود العنسي راجع التاريخ وقال ياقوت ج 2432: خبان بضم أوله وتشديد ثانيه ويخفف آخره نون ويجوز أن يكون فعلان من الخب، وهي قرية باليمن في واد يقال له وادي خبان قرب نجران وهي قرية الأسود العنسي كان أول ما خرج منها واسمه عبلة بن كعب من كهف وكانت داره وبها ولد ونشأ، ولا يعرف اليمنيون غير الفتح كما في معجم ما استعجم «ج 4852» خبان بفتح أوله وتشديد ثانيه على بناء فعلان ارض باسفل نجران من ديار مراد واليه ينسب كهف خبان وهو الكهف الذي مات فيه مرقش الأكبر. وفيه آثار ورسوم للخيل والحيوانات الوحشية ويأتي ذكره بلفظ خبان اي بلفظ التثنية ويسكنه اليوم قبائل من ذي حسين من دهمة.
(8) العتقيق معروف مشهور وما يحمل اسم العقيق واشتقاقه قد ذكرناه في غير هذا الموضع وهذه الأودية لا تزال لشاكر وغالبها لوائلة والعقيق في مخلاف خدير أيضا راجع ج 1الاكليل.
(9) جماعة بالضم قبيلة من خولان الشام لها بقية راجع الجزء الأول من الاكليل والحناجر بالحاء أول الحروف وآخره راء وطن وقبيل من حاشد ثم من وادعة وهم يتبكلون اليوم والحناجر أيضا وطن وقبيل في همدان الدنيا من ملحقات صنعاء وهم من حاشد.(1/168)
اليمانية فانها من شمالي وتران والسرير (1) وغربي بلد شاكر الى دمّاج من ارض خولان ثم يخرج في الخانق (2) من بلد خولان ثم يخرج في لهوة رحبان والحاوتان (3) والغيل والبطنات والفقارة من بلد خولان ولقي سيل غربي صعدة من علاف البقعة وشعب عين والحدايق وفروة ونعمان وأفقين (4) فالأسلاف فالفيض (5) فالصحن فدقرار فالمواريد وضحيان فالخبت فبلد بني مالك من بني حيى فحضبر (6) فالأخباب فنسرين فصعدة حتى يضامّ سيل دمّاج بالخبية من البطنة ويلقاهما سيل عكوان من شرقي دماج وقبلته، وسيول شرقي كهلان (7) فيضمّ الى العشة ثم يلقاها وادي كشور (8) فسيل جدرة وأداني
__________
(1) السرير يحمل اسمه لهذه الغاية.
(2) الخانق في وادي العبديين من صحار جنوب صعدة مسافة ثلاثة أميال فيما بين الصمع والسنارة وكان فيه السد المشهور بسد الخانق الذي بناه نواك بن عتيك غلام الملك سيف بن ذي يزن ومظهره من الخنفرين من رحبان وفيه يقول القيل محمد بن ابان الخنفري الحميري.
غرسنا الكروم على الخنفرين ... منشأ سهل وماء معينا
وأخربه الجزار ابراهيم بن موسى على رأس مائتين من الهجرة وكان عليه حدائق تجل عن الحصر ورحبان: بفتح أوله وآخره نون تثنية رحب وهو فيما بين صعدة والخانق، وما يحمل اسم رحيان كثير.
(3) الحاوتان تحمل هذا الاسم وهي في جماعة، والغيل من قرى صعدة التي لها ذكر في التاريخ وهي اليوم خرائب واطلال والبطنات: حوالي صعدة وكذا الفقارة بالفتح وعلاف بفتح العين المهملة وضمها يحمل هذا الاسم ويأتي وصفه للمؤلف والبقعة بضم الباء الموحدة آخره هاء بلدة عامرة أسفل وادي علاف، وشعب عين يحتفظ باسمه لهذه الغاية والحدائق جمع حديقة البستان ولا زالت كذلك وفروة بفتح أوله آخره هاء قرية وواد في الغرب الجنوبي من صعدة بمسافة فرسخين وعداده من صحار وفروة حارة من ظاهر شعوب صنعاء وفيها الجبانة ومسجد كل ذلك نسب الى الصحابي الجليل فروة بن مسيك المرادي.
(4) نعمان هذا: جبل في وادي فروة، وأفقين لا تعرف اليوم ولعلها في وادي علاف.
(5) الفيض بالفتح آخره ضاد معجمة معروف، والصحن بفتح الصاد المهملة آخره نون واد فيه قرى ومياه جارية ويسكنه بنو مالك من صحار وهو غربى صعدة بمسافة يسيرة والدقرار بكسر الدال آخره راء ويقال له تقرار.
والمواريد بالميم أوله وآخره دال مهملة مواضع في غرب صعدة وضحيان بفتح الضاد المعجمة اخره نون: قرية كبيرة مشهورة في الشمال الغربي من صعدة وهي آهلة بالسكن والعلم وعدادها من صحار، وضحيان أيضا بلد من عيال سريح من بكيل في البون الاسفل والخبت وهو ما يسمى خبت الصعيد وبنو مالك لهم بقية وحي بكسر الحاء المهملة والياء المثناة من تحت: قبيل من خولان قضاعة.
(6) حضبر بالفتح والسكون موضع شمال صعدة وقد ذكره تبع الحارث الرائش في قصيدته المشهورة حيث يقول:
فنطحنهم طحن الرحا بثفالها ... بجيش يضيق الحقل عنه وحضبر
وقال ياقوت: حضبر: حصن باليمن من أبنية ملوكهم القديمة، والاخباب: أسفل البقعة من علاف ونسرين بفتح النون والسين المهملة آخره راء ونون: موضع شمال صعدة مسافة نصف ساعة.
(7) الخبية والبطنة: بفتح الباء الموحدة وكسر الطاء وسكونها: واد في جماعة وعكوان بلد كبير في شمال شرقي صعدة وعداده من همدان، وكهلان جبل شرقي صعدة وانشد أخو بني خولان:
بدار بكهلان لشبل اخيهم ... دعامة عز من تلاع الدعائم
نسب الى كهلان بن كريم بن الدعام، والعشة بفتح العين المهملة وتشديد الشين المعجمة بلدة آهلة بالسكان من صحار «راجع ج 3261» من الاكليل.
(8) كشور بالكاف والشين المعجمة اخره راء كذا في الأصول كلها ولا يعرف في بلد صعدة هذا الاسم وانما يوجد وادي(1/169)
أملح وأداني ضدح من بلد شاكر ولقيها بالفقارة سيل كتاف يصب بأسفل الحربا من وادي نحرد وبلد بني سابقة من وادعة، ويمدها سيل قاضي دينه (1) والدّحاض والركب حتى تصب في وادي العرض هو مسيل الفرعين الآخرين فالشمالي منهما من الثويلية (2)
والشفرات وعمدان وهضاض وبقعة (3) وشرقي بلد جماعة من شمالها والغربي منها من شرقي بوصان ويسنم وقراط وبلد بني سلمان من بني حيى ودلعان وسروم والسرّوم من بني جماعة وسروم بني سعد وأرض بني ثور فيجتمع كل هذه المياه من أسفل العرض بضيقتين وهما مضيق بين جبلين (4) ويتقدم في شوكان من أعلى وادي نجران (5) فيسقيه وينتهي في الغائط ثم يعترض بين نجران وتثليت أودية مثل حبونن (6) وغيره من بلاد وادعة وبلد يام وزبيد وبلد سنحان وبلد جنب وسنذكر ديار هؤلاء القوم بعد ان شاء الله تعالى.
70728 - فلاة اليمن وتسمى الغائط
: أما فلاة اليمن وغائطه فانه صيهد وهي فلاة تتفرق
__________
نشور بالنون أول الحروف وباقيها كالأول واملح واد من وائلة شرقي صعدة ذو قرى وزرع وفواكه وتقول الأعراب: صبحت باملح وسقيت بنجران ورعيت بالجوف. أي أن هذه الاودية تجتمع في أسافلها وأملح ايضا واد في خدير قرب الراهدة وضدح بالضاد المعجمة آخره حاء مهملة ويقال اليوم اضدح بزيادة الف أوله وهو من وائلة ايضا وقرب املح ورسمه في «ل» و «ب» بالخاء المعجمة آخره الحروف وهو خطل.
(1) قاضي دينه: جبل شاهق راس وادي نجران يحمل اسمه الى هذه الغاية وتقول الأعراب انما سمي بذلك لأن رجلا تحمل ديونا كثيرة وعجز عن قضائها فذهب الى اعلا هذا الجبل وأهاب بأهل الديون أن يأتوا الى هذا الموضع فلما تجمعوا تحته بحيث يراهم صاح من له دين فليأخذه والقى بنفسه فسمي بذلك والدحاض بالفتح ويسمى اليوم الدحضة والركب بضم الراء وفتح الكاف اخره باء موحدة زنة الركب الاعضاء المعروفة: وهو شرقي املح والعرض بكسر العين يحتفظ باسمه لهذه الغاية.
(2) الثويلية بضم المثلثة آخره هاء وهو ما يسمى اليوم الثيلة والشفرات وعمدان وهضاض كلها بالتحريك تحتفظ باسمائها من بلد وائلة.
(3) بقعة بضم الباء الموحده بلدة عامرة في جماعة ونقعة بالنون أول الحروف بلدة في وادي نشور وبوصان سلف ذكره وقراط بضم القاف آخره طاء مهملة بلد في جماعة ويسنم بفتح الياء المثناة من تحت وسكون السين المهملة وكسر النون وادي ومسانى ونواضح في الشمال الغربي من صعدة بمسافة يومين، ودلعان بكسر الدال المهملة وسكون اللام آخره نون موضع اهل بالسكان من بني جماعة وسروم بفتح أوله آخره ميم موضعان احدهما رأس وادي نجران مما يلي صعدة في الشمال الغربي والاخر في حضبر فوق وادي ربيع شمال صعدة والثالث لعله في جماعة.
(4) الضيقتين: هو ما يسمى اليوم المضيق، وهو الممر الرئيسي من صعدة الى نجران، فاذا نزلت السيول والمسافرون فيه اجتاحتهم بدون رحمة لأنه لا منجى ولا ملجأ للمسافرين فلا كهوف ولا متسلق لهم لأن الضيقتين جبال ملس.
(5) شوكان نجران: لا تزال عامرة وكان يقع فيها أحداث ذكرناها في التاريخ، وما يحمل اسم شوكان ذكرناه في المعجم.
(6) حبونن: بفتحات: وهو ما يسمى اليوم حبونة وحبونا راجع الجزء الأول من تاريخنا.(1/170)
من الدّهناء (1) من ناحية اليمامة والفلج ويشرع عليها جرز اليمن (2) من مصامة بني عامر بناحية ترج فتثليث فيما بين تثليث ودثينة وتفرق هذه الفلاة بين جرز اليمن من أسافل هذه الأودية وبين حضرموت من أربع مراحل وخمس فيما بين نجران وبيحان، وأما ما خلف نجران الى الشمال فأكثر لأن صيهد يقبل عن فرقين من الدهناء احدهما من شرقي اليمامة ويبرين والثاني من غربي اليمامة وما بينهما وبين جبل الحضن (3)، فشرقي بلد بني هلال وشرقي أعراض نجد تبالة وترج وبيشة حتى يصدر عن المصامة، وهي فلاة لا ماء فيها، فمن أراد حضرموت من نجران والجوف جوف همدان ومأرب فمخرجه العبر منهل فيه آبار (4) ومن قصدها من بيحان والسرّو ودثينة فمخرجه من بلد مذحج ثم خرج اودية تصب من بلد مذحج الى حضرموت حتى يصل الى دهر وهو أول حضرموت (5) من ذلك الجانب وهو لكندة وساكنه تجيب (6)، ثم الى وادي رخية (7) وفيه قرى منها صمع وسور بني حارثة.
70729 - حضرموت من اليمن
وهي جزؤها الأصغر نسبت هذه البلدة الى حضرموت بن حمير الأصغر فغلب عليها اسم ساكنها كما قيل خيوان ونجران والمعنى بلد حضرموت وبلد خيوان ووادي
__________
(1) الدهناء: بفتح الدال المهملة وسكون ثانيه ونون والف تمد وتقصر، وهي فلاة معروفة، ويأتي لها ذكر للمؤلف مع شيء من التفصيل في الأصل، وهي الى اليوم مشهورة راجع ياقوت ج 4932، والدهناء بلدة من ضواحي رداع، ودهنا بدون ألف ولام بليدة في قائفة قيقة من أرض رداع، والدهناء: موضع في بلاد مزينه شرق المدينة، والدهناء: قرية في منطقة جازان والدهنا بين ينبع النخل وبدر أيضا.
(2) جرز اليمن: سلف ذكرها وهي بالجيم والراء مضمومة آخره زاي ورسمه في «ب» و «ل» بتقديم الزاي على الراء وهو غلط.
(3) الحضن: بالتحريك: جبل في أعلى نجد، ولهذا تقول العرب: انجد من رأى حفنا.
(4) العبر: بالفتح، وقد يضم: معروف مشهور وهو احد منازل الطريق من حضرموت واليها، وهو من مساكن صداء من مذحج.
(5) دهر: بفتح اوله وسكون ثانيه كذا في القاموس اي زنة دهر: الزمن، واهل حضرموت ينطقون به بضم الدال المهملة وسكون الهاء، ودهر بفتح وكسر: موضع ومزارع من أعمال ذي السفال ثم من بني عبد الله من الكلاع.
(6) تجيب: بضم التاء المثناة من فوق وكسر الجيم آخره باء موحدة: أبو قبيلة من كندة لها ذكر كثير في كتب التاريخ والنسب.
(7) رخية: بفتح الراء وسكون الخاء المعجمة وفتح الياء المثناة من تحت آخره هاء: قرية عامرة مع واديها. ورخية:
أيضا بلدة من بني ظبيان من مخلاف جبن رداع، وصمع بالتحريك: يحمل اسمه مع موضع سور بني حارثة.(1/171)
نجران لأن هؤلاء رجال نسبت اليهم المواضع وكذلك سمي أكثر بلاد حمير وهمدان باسماء متوطّنيها، وكان بحضرموت الصّدف (1) من يوم هم، ثم فاءت اليهم كندة بعد قتل ابن الجون يوم شعب جبلة (2) لما انصرفوا من الغمر غمر ذي كندة (3) وفيها الصّدف وتجيب والعباد من كندة وبنو معاوية بن كندة ويزيد بن معاوية وبنو وهب وبنو بدّا (4)
ابن الحارث وبنو الرايش بن الحارث وبنو عمرو بن الحارث وبنو ذهل بن معاوية وبنو الحارث بن معاوية ومن السّكون فرقة وفرقة من همدان يقال لهم المحاتل (5) من ذي الجراب بن نشق (6) وهم مع كندة وفرقة من بلحارث بن كعب بريدة الصّيعر (7) واليها تنسب الابل الصيعرية والأشلّة الصيعرية (8) وفيها يقول طرفة:
وبالسفح آيات كأن رسومها ... يمان وشته ريدة وسحول
والصيعر قبيلة من الصّدف تنسب اليها ريدة ليفرق بينها وبين ريدة أرضين.
بلد كندة من أرض حضرموت: فاذا خرج الخارج من العبر لقي أول ذلك
__________
(1) الصدف: بفتح الصاد وكسر الدال المهملتين اخره فاء، والنسبة اليه صدفي بالتحريك: وهي قبيلة من كندة ولها بقية في حضرموت، كما حازت فضيلة السبق بالهجرة والجهاد أيام الفتح الاسلامي، ونبغ منهم جلة من الأماثل.
(2) شعب جبلة: بكسر الشين المعجمة آخره موحدة، وجبلة، بالتحريك: اسم لعدة مواضع اشهرها الذي يقال له شعب جبلة الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم وذبيان وعبس وفزارة، وجبلة هذه: هضبة حمراء بنجد بين الشريف والشرف لا تزال معروفة باسمها، وجبلة: قرية كانت في وادي ساية بين مكة والمدينة وهي خراب.
(3) غمر ذي كندة: سلف ذكره، ويأتي ايضا ذكره للمؤلف. وقال ابن خرداذبه: بينه وبين مكة عشرون ميلا، ولم يذكر الجهة وهو اعلى وادي نخلة الشامية، انظر كتاب «المناسك» للحربي ص 603ولا يزال معروفا باسم كنده. انظر «العرب» س 7ث 87والمسافة بينه وبين مكة قرابة 50ميلا و «شرح اشعار الهذليين» ص 687.
(4) وبنو بدّا: في مذحج وآخرون في همدان.
(5) المحاتل: بالتاء المثناة من فوق، ووهم في «ب» و «ل» فرسمه بالياء المثناة من تحت.
(6) راجع ج 10 «الاكليل».
(7) ريدة الصيعر: تحتفظ باسمها، وهي بفتح الراء وسكون الياء آخره راء، وهذه إحدى القرى التي تسمى بهذا الاسم وسبق ريدة البون التي تسمى ريدة شهير وهي مسكن الهمداني ومثواه وتأتي بقيتها، وريدة ايضا في بني مغيد من عسير وكانت مركزا الحاكم عسير عايض بن مرعي وبها أسر ولده محمد بن عايض اسره رديف باشا ومختار باشا التركيان «في بلاد عسير» 121، وريدة: بكسر الراء: قرية كبيرة ذات غيول سميت بها عزلة ريدة من الجعاشن اعمال ذي السفال: الكلاع، واشتهرت بمنتوج القات، والصيعر: قبيلة مشهورة الى هذا العهد وتقرن باختها الكرب، فتقول العرب: الكرب والصيعر، وهم في الغالب بدو رحّل.
(8) الأشلة: بتشديد اللام جمع شليل: وهو مسح: جلد من صوف أو شعر مطرز يجعل على عجز البعير، ولا زالت معروفة.(1/172)
درب العجيز الكندي (1). ثم هينن (2) وهي قرية كبيرة في اسفلها سوق وفي أعلاها حصن للحصين بن محمد التّجيبيّ وساكنها بنو بدّا وبنو سهل من تجيب. ثم صوران قرية مقتصدة (3) لتجيب من كندة. ثم قشاقش قرية في رأس جبل لتجيب.
ثم عندل (4) مدينة عظيمة للصّدف وكان امرؤ القيس بن حجر قد زار الصّدف اليها وفيها يقول:
كأني لم ألهو بدمّون مرّة ... ولم اشهد الغارات يوما بعندل
وعندل وخودون وهدون ودمّون مدن للصدف بحضرموت (5). ثم الهجران وهما مدينتان مقتبلتان (6) في رأس جبل حصين يطلع اليه في منعة من كل جانب يقال لواحدة خيدون وخودون كلّه يقال ودمّون وهي تثنية الهجر (7) والهجر القرية بلغة حمير والعرب العاربة (8) فمنها هجر البحرين وهجر نجران وهجر جازان وهجر حصبة من مخلاف مأذن (9)، وساكن خودون الصّدف
__________
(1) درب العجيز: بضم العين المهملة آخره زاي: يحتفظ باسمه الى هذه الغاية.
(2) هينن: بفتح الهاء وسكون الباء المثناة من تحت ثم نونين: بلدة عامرة وتتوطنها تجيب الى اليوم.
(3) صوران: بضم الصاد المهملة وضم الواو وآخره نون، ورسمها في ابن خرداذبه بالضاد المعجمة وهو واهم.
وانظر «اللباب».
(4) عندل: بفتح العين وسكون النون، بلد لا يزال عامرا.
(5) خودون: بفتح الخاء المعجمة وكان رسمها في «الإكليل» ج 202بالجيم سبق قلم: وهدون: بفتح الهاء والدال المهملة. ودمون: بفتح الدال وتشديد الميم وأوردها ياقوت في حرف الدال المهملة وأورد كلام الهمداني ورسمها أيضا في حرف الذال المعجمة وبعد ان ضبطها بالحرف قال: هو الموضع الذي كان امرؤ القيس يشرب فيه فجاءه الوصاف رجل بنعي أبيه، فقال امرؤ القيس:
تطاول الليل عليك دمون ... دمون انا معشر يمانون
واننا لأهلنا محبون
والمشهور المعروف والذي ينطق به اليمانون دمون بالدال المهملة لا سوى ولعل ذلك من ياقوت سهو، وهذه المدن لا تزال عامرة بالأهل والسكن. وفي «الاكليل» 2/ 39: (خودون من الهجرين مدينة بحضرموت عظيمة على جبل منيف فالجبل بين القريتين كالجمل البارك وفيهما يقول القائل:
خودون ودمون كفة بكفة ... والنخل والذبر بهما محفة
الذبر: بالذال: الجرب، ومن قاله بالدال المهملة فقد أخطأ.
(6) في «معجم البلدان»: متقابلتان ولعله الصواب.
(7) الهجران: معروفتان تحتفظان بالاسم والرسم وذكرهما الجندي في تاريخه ومن خرج منهما من الأعلام.
(8) العرب العاربة: هي العريقة في العروبة. ولا زالت الهجر بالتحريك تطلق على القرية الكبيرة الى هذا العهد كما تطلق على آثار وأنقاض المدينة الجاهلية.
(9) كل هذه الهجرات أنقاض وخرائب ليس منها عامر البتة فيما أعلم، وهجر حصبة: بفتح الحاء والصاد المهملتين وفتح الباء الموحدة ثم هاء، وهي في ظاهر الجراف من ضواحي شمال صنعاء بمسافة ثلاثة أميال تقريبا ويقال لها الحصيات بالجمع وهي من مخلاف مأذن قديما وقد دخلت اليوم فيما يسمّى صنعاء وبها قصور الشيخ البطل عبد الله بن الحسين الأحمر.(1/173)
وساكن دمّون بنو الحارث الملك ابن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار (1) وإنما سمّي آكل المرار ان بعض غسّان خالفه في بعض غزواته فاكتسح له مالا وسبى له جارية واوغلوا بالجارية يديرون المال خوف التّبع فأقبلت الجارية تلفّت فقيل لها ما تلفتك؟ فقالت: كاني بحجر قد كربكم فاغرا فاه كانه جمل أكل مرارا فلم يعتم أن لحق على تلك الهيئة فسمي آكل المرار، ومنزل كل رجل في هاتين القريتين مطل على ضيعته ولهم غيل يصبّ من سفح الجبل يشربونه وزروع هذه القرى النخل والبّر والذرة وفيهما يقول المثل: الهجران كفّة بكفّه، النّخل والذّبر بهما محفّه. الذّبر (2) الزرع. وبلد كندة مرتفع كانه سراة وتصب أوديته في حضرموت
70730 - مدينة حورة بحضر موت
ثم يصب حضرموت إلى بلد مهرة من الهجرين إلى ريدة أرضين (3) واد فيه قرى كثيرة ونخل للعباد من كندة ثم يهبط الهابط إلى سدبة قرية محمد بن يوسف التّجيبي (4) ثم حورة وهي مدينة عظيمة لبني حارثة من كندة (5) ثم قارة الأشبا وهي لكندة (6)، والقارة عند العرب الأكمة وجمعها قار مثل راحة وراح وساعة وساع وقور ايضا والعجلانية (7) قرية كبيرة مقابلة لهينن إلا أن هينن في وادي العبر واسمه عين والعجلانيّة في وادي دوعن (8) وبلد كندة هي هذان الواديان أعلاهما
__________
(1) يقال: إنما سمي الملك المقصور لأنه اقتصر على ملك أبيه وكان ملكا على بعض بلاد نجد وهو جد الشاعر المشهور امرىء القيس الكندي. وحجر: بضم الحاء المهملة وسكون الجيم.
(2) تقدم: الذبر بالذال وهو الجرب أي الزروع وهي لغة حضرموت إلى هذه الغاية كما اطلعت على وثائق لال باسلامه.
(3) ريدة أرضين: تحتفظ باسمها، وأرضين، بفتحات وسكون الياء المثناة من تحت.
(4) سدبة: بفتح السين المهملة وسكون الدال وفتح الباء الموحدة: بلدة لا تزال معمورة وكان في الأصول كلها بالياء المثناة من تحت قبل الهاء آخر الحروف وهو غلط.
(5) حورة: بالحاء المهملة آخره هاء: وهي كما ذكرها المؤلف وتجري فيها أحداث وكوارث وما يحمل اسم حورة ذكرنا البعض في «الاكليل» ج 972، 99، 235، 236، وكلها في المعجم.
(6) قارة الاشبا: تحتفظ باسمها، وثم قارة أخرى في حضرموت، وما يحمل اسم القارة كثير يحضرني منها: قارة انس، قارة حضور، قارة جبل عيال يزيد، قارة جبل ضاعن حجور وبها ظهر الداعي قاسم بن محمد بن رشيد سنة 106هـ. وقارة مسور المنتاب، وقارة في مخلاف شبام كوكبان، وقارة بني العصري من بلد حجة وغيرها مما ذكرناه في المعجم مع الأحداث التي صاحبتها. وقارة ايضا بيافع السرو.
(7) العجلانية: بلدة قائمة البناء آهلة السكان.
(8) دوعن: بفتح وسكون: وهو الوادي الرئيسي في حضرموت وعليه تشرع القرى والمدن وهو سلسلة من الجبال كما وصفه المؤلف وينسب اليه العسل الدوعني المشهور الذي له قواثم.(1/174)
الحصون وأسفلهما الزروع والنخل. ثم منسوب (1) واد فيه قرى ونخل وزرع وعطب، ثم يفيض منوب مع عين ودوعن بين شبام والقارة، والقارة لهمدان قرية عظيمة في وسطها حصن (2).
70731 - مدينة شبام حضر موت
وأما شبام فهي مدينة الجميع الكبيرة وسكنها حضرموت وبها ثلاثون مسجدا ونصفها خراب خربتها كندة وهي أول بلد حمير (3). وحصن حذية وينسب إليه حذوي (4) والنّجير حصن كان لكندة وهو اليوم خراب واليه ينسب يوم النّجير في أيام الرّدة (5) وساكن شبام بنو فهد من حمير، ثم المزين قرية ساكنها حمير. ثم مدودة ثم تريس وهي مدينة عظيمة (6). ثم مشطة قرية مقتصدة. ثم محا قرية عظيمة (7) والمخا في بلد بني مجيد (8). ثم العجز قرية عظيمة مقسومة نصفين لحمير كل نصف قرية لفرقة نصف للأشبا ونصف لبني فهد (9)، ثم ينحدر المنحدر منها الى ثوبة قرية بسفلى
__________
(1) منوب: بفتح الميم وسكون النون آخره باء موحدة: موضع عامر قرب الساحل: قال في «معجم ما استعجم» ج 52293في مادة المندب: وإلى المندب خرج الفرس من ساحل البحر وهناك التقى القوم. قال الهمداني:
وهم يصحفون فيه فيقولون: خرجوا الى المنوب. وبين المنوب وصنعاء مفاوز لا تسلكها الجيوش لقلة المياه وبعد المناهل. قلت: وممن قال انهم خرجوا الى المنوب المؤرخ المسعودي في «مروج الذهب»، والحق ما قاله الهمداني وأنت ترى من هذا النقل الذي نوه به البكري ان للمؤلف كتبا غير موجودة اطلع عليها البكري.
(2) هذه القارة عامرة، وهمدان هذه لهم بقية منهم آل كثير الذين منهم الأمراء والسلاطين وقد اختفوا اليوم.
(3) شبام: سلف ضبطها وهذه رابعة المواضع التي تسمى بهذا الاسم والتي ذكرها المؤلف هنا في كتابه هذا. وشبام هذه هي اليوم أعمر ما تكون ذات بنايات عظيمة ذاهبة في الهواء حتى اسماها السواح الغربيون: مدينة ناطحات السحاب، كما ان المساجد فيها كثيرة ذات منائر طوال، وكان خرابها كما ذكر المؤلف في أيام الفتنة بين الخوارج الأباضية وخصومهم، وقبيلة حمير لا تزال فيها اليوم راجع التاريخ وكتاب «حضرموت وعدن» للبكري اليافعي.
(4) حذية: بفتح الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة وفتح الياء المثناة من تحت مخففة ثم هاء: مدينة عامرة، وحذية أيضا بلدة في بيحان، وقد تشدد الياء، وحذية أيضا في بلاد هذيل بقرب مكة.
(5) النجير: بالتصغير: ذكره المؤلف في ج 8من «الاكليل» وأنه من محافد اليمن وهياكله المشهورة وذكره الأعشى في قصيدته التي يمدح بها قيس بن معدي كرب الكندي أبي الأشعث الصحابي.
(6) مدودة: بفتح أوله وثانية وآخره هاء، وتريس: بفتح التاء المثناة من فوق وكسر الراء ثم ياء من تحت ساكنة آخره سين مهملة: مدينتان محتفظتان باسمهما إلا أن تريس أشهر وأكبر وتنوبها أعاصير السياسة فتدمر وتكتسح.
(7) مشطة: بكسر الميم وسكون الشين المهملة: بلدة تحمل اسمها الى هذه الغاية، والمحا: بالحاء المهملة في جميع الأصول كلها، وذكرها ياقوت في مادة الميم مع الحاء فقال: محا أرض بكندرة باليمن، كما ذكر المخا بالخاء المعجمة في مادتها ورسمها في تاريخ ابن جرير ج 5462بالحاء المهملة في اخبار الردة حيث قال: فقتلوا أهل «محا» وأحياء أخر.
(8) مخا بني مجيد: بالخاء المعجمة بالاجماع وهو من موانىء اليمن المشهورة التي جاء ذكرها في النقوش وآداب اليونان.
(9) العجز: بضم المهملة وسكون الجيم: لا زالت معروفة وكذا قبائلها، وقد تسمى اليوم المعجاز.(1/175)
حضرموت في وادي ذي نخل ويفيض وادي ثوبة إلى بلد مهرة (1)
70732 - ذكر قبر هود عليه السلام
وحيث قبر هود النبي صلى الله عليه وسلم وقبره في الكثيب الأحمر ثم منه في كهف مشرف في أسفل وادي الاحقاف وهو واد يأخذ من بلد حضرموت إلى بلد مهرة مسيرة أيام وأهل حضرموت يزورونه هم وأهل مهرة في كل وقت (2). والنّعيرين من عمل موضع يوسف بن عبد الحميد (3)
ويترب مدينة بحضرموت نزلتها كندة وكان بها ابو الخير بن عمرو وإياها عنى الأعشى بقوله:
... بسهام يترب (4) أو سهام الوادي
ويقال ان عرقوب صاحب المواعيد كان بها (5) وفيه يقول كعب بن زهير (6):
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل
وتريم مدينة عظيمة (7). وريدة العباد وريدة الحرميّة للأحروم من الصّدف (8)
وشزن وذو صبح مدينتان بدوعن (9). ومسكن بني واحد من بني معاوية الاكرمين بقبضين ويستشفي بدمائهم الكلبى. والحيق وهو لبني نباتة من الصدف. وتفيش لبني ذهبان من الصدف (10). وأما موضع الامام الذي يأمر الإباضيّة (11) وينهي ففي مدينة
__________
(1) ثوبة: بفتح الثاء المثلثة آخره هاء: بلدة عامرة في وادي حجر كما ذكر المؤلف.
(2) قبر النبي هود عليه السلام لا يزال معروفا.
(3) النعيرين: بضم النون وفتح العين وتسكن: تثنية نعر، موضع في وادي عمد من حضرموت ويسكنه آل عطاس.
(4) أبو الخير الكندي ذكره في «الإكليل» 2/ 4يترب: بفتح الباء المثناة من تحت وسكون التاء من فوق اخره باء موحدة: محل معروف يحمل اسمه إلى هذه الغاية وتسكنه نهد من حمير، وهذا عجز بيت أوله:
منعت قسيّ الماسخيّة وأسه
(5) نقل ياقوت كلام الهمداني وزاد قوله: ثم قال: «والصحيح انه من قدماء يهود يثرب».
(6) كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني الشاعر المشهور.
(7) تريم: بفتح التاء المثناة من فوق وكسر الراء ثم ياء مثناة من تحت: مدينة حافلة بالعلماء ووصفها يكثر.
(8) الريدتان: تحتفظان باسمهما.
(9) شزن: بالتحريك، وذو صبح: بضم الصاد المهملة: قريتان عامرتان لهذه الغاية.
(10) قوله: بقبضين كان في الأصول كلها بياء مثناة من تحت ولم يظهر لي ما معناه، ثم سألت بعض اخواننا الحضرميين فأفاد انه قبضين: بالقاف والباء الموحدة وباقي الحروف كالأول وانه موضع ومزارع يسكنه آل با جابر قرب المشهد. وقوله: يستشفى بدمائهم الكلبى: أي المصابون بعضّة الكلب الكلب، على حد قول الشاعر: كما دمائكم يشفى من الكلب. والحيق: موضع معروف ويقول المؤلف في «الإكليل» ج 192انه بأقصى حضرموت يصلى الساحل، وتفيش: بفتح التاء المثناة من فوق وكسر الفاء وياء مثناة من تحت ثم شين معجمة:
بلد لا تزال آهلة بالسكان.
(11) الإباضية: بكسر الهمزة: فرقة معروفة من الخوارج نسبت إلى عبد الله بن إباض التميمي.(1/176)
دوعن وساحل هذه القرى الأسعاء موضع أبي ثور المهري.
70733 - مدينة شبوة
وفيما بين بيحان وحضرموت شبوة مدينة لحمير (1) واحد جبلي الملح بها والجبل الثاني لأهل مأرب، قال: (2) فلما احتربت حمير ومذحج خرج أهل شبوة من شبوة فسكنوا حضرموت وبهم سميت شبام وكان الأصل في ذلك شباة فأبدلت الميم من الهاء.
قال وفي حضرموت سكنت كندة بعد أن أجلت عن البحرين والمشقّر وغمر ذي كندة في الجاهلية بعد قتل ابن الجون، وكان الذي نقل منهم عن هذه البلاد إلى حضرموت نيفا وثلاثين ألفا، قال: ويسكن الكسر في وسط حضرموت تجيب قال:
وبحضرموت منهم اليوم ألف وخمسمائة فيهم اربعمائة فارس، ويعرف الكسر بكسر قشاقش وفيه يقول أبو سليمان بن يزيد بن أبي الحسن الطائي:
وأوطن منا في قصور براقش ... فمأود وادي الكسر كسر قشاقش
إلى فتيان كلّ أغلب رائش ... بهاليل ليسوا بالدّناة الفواحش
ولا الحلم إن طاش الحليم بطائش
والكسر قرى كثيرة منها قرية يقال لها هينن فيها بطنان من تجيب يقال لهما بنو سهل وبنو بدّا فيهم مائتا فارس يخرج من درب واحد ورأسهم اليوم محمد بن الحصين التّجيبي وقرية بدّا أخرى يقال لها حورة فيها بطنان يقال لهما بنو حارثة وبنو محرّية من تجيب ورأسهم اليوم حارثة بن نعيم ومحمد ومحرية أبناء الأعجم، وقرية بها يقال لها قشاقش، وقرية يقال لها صوران، وقرية يقال لها سدية الرأس فيها محمد بن يوسف التّجيبي، وقرية يقال لها العجلانية، وقرية يقال لها منوب، وواديان يقال لهما رخية
__________
(1) شبوة: بفتح الشين المعجمة وسكون الموحدة آخره هاء: مدينة قديمة وقاعدة إقليم حضرموت في العصر الحضاري، لها دور في النمو والازدهار والنشاط العمراني والسياسي وورد ذكرها في المساند الدهرية وعثر في بعض أنقاضها على تماثيل ورسوم وعملة ذهبية لها قيمتها التاريخية كما جاء ذكرها في الآداب اليونانية باسم «سبونا» وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب لأقيال شبوة وتقع شرقي مأرب بمسافة ثلاثة أيام، وشبوة أيضا بلدة في ريمة الأشابط:
جبلان، وشبوة ايضا بلدة في الحواشب جنوب شرقي تعز، وشبوة محلة خربة بضلع مأذن شمال غربي صنعاء.
(2) كلمة قال هنا وما بعده تدل على انه يروي عن شخص ولعله شيخه محمد بن زغيب الصدفي المذكور في ج 2 «الاكليل».(1/177)
ودهر فيهما قرى كثيرة في رخية درب يقال له سور بني نعيم من تجيب ولهم قرى كثيرة بواد غير ذلك، وإباضتهم قليلة وأكثر ذلك في الصدف لأنهم دخلوا في حمير، وتجيب من ولد الأشرس بن كندة والسكاسك والسكون وبنو عامر بأبين والعباد ووين وماوية وبنو بكرة فهؤلاء ولد الأشرس بن كندة. فأما بنو معاوية بن كندة فبنو يزيد بن معاوية وبنو وهب بن معاوية وبنو بدا بن الحارث بن معاوية، وبنو الرائش بن الحارث بن معاوية وبنو معاوية بن الحارث وبنو ذهل بن معاوية الفقيد وبنو عمرو بن معاوية وبنو الحارث بن معاوية، فهؤلاء بنو معاوية بن كندة ومنهم الملوك المتوّجون يقال كان فيهم سبعون ملكا متوجا أو لهم ثور ومرتع ابنا عمرو بن معاوية وآخرهم الأشعث بن قيس الكندي بن معدي كرب (1).
سرو حمير وأوديته وساكنه (2)
العرّ وثمر وحبة وعلة وحطيب ويهر وذو ناخب جبل، وذو ثاوب وسلفة وشعب وعرّميحان وسلّب والعرقة ومدورة والمجزعة وتيم (3)، فالعرّ لأذان من يافع
__________
(1) هو الصحابي الجليل المشهور.
(2) السرو: بفتح أوله وسكون ثانيه على وزن الغزو، والسروة الشرق، والسرو من الجبل: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل، ومنه سرو حمير وهي منازلهم وانظر «معجم البلدان».
وهو ما يسمى «يافع» وما جاورها من الأجعود وغيرها، راجع 3392 «الاكليل» وفيه واد يسمى السرو فيه قرى ومنازل ومناهل، وقبيلة يافع عزيزة منيعة ذات بأس وشدة وسخاء وكرم، ولا يسكن مخلافهم غيرهم، وهم من ذي رعين.
(3) العرّ: وهو جبل عال منيف وفيه قرى ومزارع. وثمر: بالتحريك وقد تكسر الميم: وهو أعلى جبل في يافع وفيه القرى والمزارع. وحبة: بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة آخره هاء: قرية كبيرة عامرة، (وانظر «الاكليل» 2/ 157). وعلة: بفتحتين وقد تشدد اللام ويقال فيها العلة بالألف واللام: وهي قرية لا زالت حيّة، علة: بضم العين: قبيلة من العوالق. حطيب: بفتح الحاء المهملة وكسر الطاء المهملة ايضا ثم ياء مثناة من تحت آخره باء موحدة: ويقال له وادي حطيب وهو أحد اودية يافع الشهيرة التي تزرع القات والبن وسائر الحبوب والفواكه، ويلتقي بسيول أبين القادمة من الشمال في أسافله. وحطيب قرية قبيلة آل زبير من العوالق.
ويهر: بفتح الياء المثناة من تحت والهاء وآخره راء: وهو واد فيه قرى ومتوطنه آل أبو حمر وآل علي، وفي يهر البن والقات وغيرهما، ويهر قرية في جبن حداد يافع وذو يهر في مخلاف حضور ثم في بيت حنبص، ويهر أيضا في خورة من الجنوب، وذو ناخب: حي ووطن، وهم اليوم الرأس في يافع، وذو ثاوب: بالثاء المثلثة وآخره باء موحدة وهو ما يسمى اليوم ذو ثويب بالتصغير ويقع في وادي يهر من يافع العليا. وسلفة: بفتحات: بلدة نزهة ذات زروع وغروس وفيها الورس المشهور، وشعب: بفتح الشين المعجمة والعين المهملة: ويقال فيها شعب الغرس، وعرّميحان: لا أعرف عنه شيئا، وسلب: بكسرتين آخره باء موحدة وبعض أهل يافع ينطق به بضمتين: وهو موطن فيه أهل وسكن، العرقة: بفتح العين المهملة وكسر الراء آخره هاء: بلدة جامعة تقع أسافل وادي ذي ناخب ويسكنها آل المقلجي لهم مكارم وعروبة، مدورة: بفتح الميم وتشديد الواو وآخره هاء:(1/178)
وثمر للذّراحن من يافع، وحبة للأبقور من يافع، وعلّة الأصووت من يافع، وحطيب لبني قاسد من يافع، يهر لبني شعيب من يافع، ذو ناخب لبني جبر منهم، ذو ثاوب لبني صائد منهم، سلفة لبني شعيب أيضا، شعب لبني سميّ منهم، عرّميحان لبني شعيب ايضا، سلب لبني جبر، العرقة للأهجور منهم وهي واد وهم بنو هجر، صدور لكلب من يافع وفي كل موضع من هذه المواضع قرى ومساكن كثيرة (1).
70734 - بلاد جعدة الاجعود
ارض حلالهم واحلافهم من بني جعدة (2) من الأودية الضبّاب ووادي حضر الذي فيه محجّة عدن إلى صنعاء ووادي شرعة والحكنة والجعديّة ووادي ثوبة ووادي المقطن والمعتنق ووادي شكع وأخلة ووادي الثّمرى ووادي عمق ووادي سمّح ووادي عتبة ووادي وحدة ووادي ضرعة (3) تصب هذه الأودية إلى أبين،
__________
هو ما يسمى مدور بدون هاء: وهي بلد معروفة، مجزعة: بفتح وسكون آخره هاء ويقال له اليوم مجزع بحذف الهاء: وهي قرية مسكونة، تيم: بفتح التاء من فوق وسكون الياء المثناة من تحت آخره ميم: بلد يسكنه آل المفلحي من يافع السفلى لهم سمات طيبة وعروبة يعربية.
(1) الأذان: قبيلة لا تعرف اليوم وهي هنا بالذال المعجمة، وفي الاكليل ج 3432بالدال المهملة والذراحن قبيلة معروفة مشهورة الى التاريخ منها في يافع، ومنها في جبن الذي كان تابعا ليافع في القديم وقبيلة الابقور لها بقية في يافع، والاصووت بالتاء المثناة آخر الحروف وهم الذين يدعون بآل الصيان. وبنو قاسد بالسين المهملة هم الذين يدعون ببني قاصد بالصاد المهملة وكل هؤلاء من يافع السفلى. وبنو شعيب بفتح الشين المعجمة وهو وطن وقوم واليهم ينسب مخلاف الشعيب. وبنو جبر بالفتح لهم بقية، وبنو جبر ايضا في خولان العالية وذو صائد وبنو سمي قبيلتان في يافع حية ترزق والاهجور حي من يافع معروف اليوم. وصدور هي التي يقال لها الصدر وهي بلدة قائمة العمارة تسكنها كلب المذكورة، وصدر ايضا بلدة في حالمين من وادي شرعة من الاجعود.
(2) جعدة بالفتح هي ما تسمى اليوم الأجعود بما فيها الاعضود وحالمين وردفان، والقطيب وجبل حرير ولا تزال حلالا ليافع واحلافا لهم.
(3) الضباب سلف ضبطه مع الوهم الواقع في «ب» وهو واد لا يزال معروفا مشهورا ويقع قرب الضالع وحضر بالحاء المهملة والضاد المعجمة آخره راء يقع في بلاد الحواشب من الضالع وتمر عليه الطريق كما قال المؤلف ويبعد عن قعطبة جنوبا نحو ثلاثين كيلا وهم في «ب» و «ل» بالخاء والضاد المعجمتين كما وقع لنا في الاكليل ج 702.
شرعة: فتح الشين المعجمة وسكون الراء آخره هاء قرية وواد في حالمين، والحكنة بالتحريك بلد وجبل في بلاد القطيب من ردفان الاجعود، والجعدية تطلق على عدة قرى ينسب إلى أحدها المؤرخ عمر بن علي بن سمرة الجعدي مؤلف الطبقات. ووادي ثوبة بضم الثاء المثلثة ثم باء بعد الواو والهاء آخره يقع في الجنوب الشرقي من الضالع بين الأجعود وحالمين. ووادي المقطن لم نعثر عليه. ووادي المعتنق بضم الميم ثم تاء مثناة من تحت ونون وقاف هكذا في الاصول كلها ولم نعثر عليه بهذه الصفة وانما عثرنا على واد يسمى وادي المعشق بالشين المعجمة ثم قاف وهو واد وفيه قرى كثيرة من بلاد الشاعري فلعل ذلك تصحيف من النساخ. وأخلة بفتح الهمزة واللام المشددة آخرها هاء وقد تخفف اللام وقد تحذف الهمزة وتشدد اللام وهو الذي ينطق به اليوم وهي لا تزال قائمة وعدادها اليوم من يافع السفلى ويسكنها آل المفلحي امجاد، ورد ذكرها في مساند دولة قتبان وخلة ايضا من مخلاف الشعر ونسب الى الاولى اسماعيل بن احمد بن محمد الخلي طبقات الجندي لوحة 338راجع الاكليل ج 3482والثمري بفتح الثاء المثلثة آخره ياء وهو جبل وواد فيه مزارع وقرى وعداده من القطيب الاجعود. عمق بفتحتين معروف ويقع في حالمين.
ووادي سمح بضمّ السين المهملة وتشديد الميم مكسورة وآخره حاء مهملة يحتفظ باسمه ويقع في حالمين. وعتبة(1/179)
الكور بين يافع ومذحج، الضبّاب للاعضود من جعدة حضر للأعضود من جعدة، شرعة لبني أعهاد من جعدة، الحكنة للأعضود، الجعديّة لبني المهاجر من جعدة، ثوبة لبني المهاجر، المقطن للأعضود شكع وأخلة للأعضود وبني مهاجر، والثمرى للأعضود عمق للأحروث، سمح للأعضود، وحرير وجبلها (1) حضر للاعضود، وادي بخال (2) للاكنوس من بني مهاجر،
70735 - سبا الصّهيب
الصّهيب (3) قرية سبأ موضع البحريين ذو دهانة واد لبني بحر وبني ذهبان من الصدف، ذو يحبش واد للمراثد، وادي توّنة للأصنعة (4) من الأيزون، اسحم (5) للسّكاسكة من جعدة الحبيل ليشحم وبئر يقال لها يزحم (6)، وبنو جعدة هؤلاء فيما يقال إلى بعض بطون رعين (7) الكبر وهم اليوم يقولون انهم من بني جعدة بن كعب أولد ربيعة وينبز ببرقان، وعبد الله وزهيرا ومعاوية ومرداسا، فولد ربيعة عمرا وحيّان وعبد الله وينبز بالمجنون وجزءا وحصنا وعامرا وعوفا وعدس وقردة فولد عمرو بن ربيعة الرّقاد ووردا قاتل شراحيل بن
__________
بفتحات: واد بين مريس والشعيب وهو بيد المفلحي. ووادي وحدة بفتح الواو وتشديد الحاء المهملة آخره هاء يحمل اسمه لهذه الغاية وهو في القطيب، وضرعة بفتح الضاد المعجمة وسكون الراء آخره هاء معروف جبل وواد.
(1) حرير زنة الحرير المعروف سلف ذكره ورسمه «ب» جرير بالجيم وبقية الحروف كالاول خطأ.
(2) وادي بخال فتح الباء والخاء المعجمة آخره لام واد في مقاطعة الشعيب شرقي شمال قعطبة، هكذا صححناه بعد البحث ثم وجدناه نصا في تاريخ الجندي رحمه الله لوحة 338وكان في الأصول نجال بالنون والجيم.
(3) الصّهيب: بضم الصاد المهملة وفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت ثم باء موحدة: نسب الى الصهيب من حمير، ويقال لهم سبا الصهيب. وهي مقاطعة معروفة تقع في الغرب الجنوبي من أبين وتسمى اليوم بلاد العلوي باسم الشيخ المترئس لها مع الاحتفاظ بالاسم الأصلي ويتردد ذكرها في التاريخ كثيرا، وقرية سبا اليوم أنقاض. والبحريين: بضم الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة: نسبوا إلى بحر بن ذهبان راجع «الاكليل» ج 242، 321.
(4) ذو دهانة: بضم الدال آخره نون: وهو ما يسمى الدهنة في بلاد حماد الضالع جنوب قعطبة، وواد يحبش بالشين آخر الحروف في الأصول كلها ولم أعثر عليه ولعله تصحيف يحبس بالسين المهملة إذ يوجد في هذه المقاطعة ردفان والأجعود وادي محيبس بضم الميم وفتح الحاء المهملة ثم ياء مثناة من تحت وكسر الباء الموحدة ثم سين مهملة، ووادي تونة: بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الواو المكسورة ثم نون وهاء: واد يقع بين الحواشب وردفان نسب إلى تونة بن شرحبيل بن ثوبة «راجع الاكليل» ج 3462، والأصنعة: قبيلة من الحواشب.
(5) أسحم: بالهمزة والسين المهملة الساكنة آخره ميم: كذا في أصلنا وهو الواقع، وفي «ل» و «ب» بالهمزة والثاء المثلثة وباقي الحروف كالأول وهو وهم.
(6) ليشحم: باللام والياء المثناة من تحت ثم شين معجمة: كذا في الأصول المهملة، وسلف تفسير الجبيل، وبئر يزحم يأتي الكلام عليها للمؤلف.
(7) في الأصول كلها «عين» بدون راء قبلها، ولم نقف على قبيلة تسمى عين بعد البحث فصححناها رعين، وهو رعين الأكبر واسمه يريم ذو رعين وهم ثلاثة الاكبر والاوسط والاصغر راجع الاكليل ج 3352والكبر بالضم ثم سكون الموحدة الكبير.(1/180)
الأصهب الجعفي (1) وكان ملكا عليهم، وجزء بن عمرو وسهيل بن عمرو، فمن آل الورد الحشرج بن الأشهب بن ورد بيت شرف ممدّحين، وولد عدس بن ربيعة بن جعدة جزءا وقيسا وعبد الله وحناكا وضرارا ومالكا، فمن بني عدس النابغة الجعدي (2)، وولد عبد الله بن جعدة قيسا وعامرا والمصفح الشاعر وكعبا ومالكا بطون كلها، وكذلك سبيل كل قبيلة من البادية تضاهي باسمها اسم قبيلة أشهر منها فإنها تكاد ان تتحصل نحوها وتنسب إليها، رأينا ذلك كثيرا وكذلك سرومذحج لم توطنه مذحج إلا بآخرة وهو من أوطان ذي رعين وسوقهم فيه وقبور ملوكهم وقصورها وآثارها وأكثر مواضعه وبقاعه مسمى بأسماء متوطنه من آل ذي رعين.
سرومذحج (3)
أوّله الرّباحة (4) والسّلف وحمر وتناعم لرهاء، المراوح لبني صائد وينتسبون إلى دوس الأزد، الجازة (5) لبني عامر بطن من مسلية (6)، الشعب لآل كتيف (7) وهم من بني مسلية وهم أشرافهم، والبادة وميض وشبثان لبني مسلية ولهم نخلان (8) واد
__________
(1) راجع تفسير الدامغة عن قصة شراحيل الجعفي. وفيه يقول النابغة الجعدي:
أرحنا معدّا من شراحيل بعد ما ... أراها مع الصبح الكواكب مظهرا
وقد صححنا هذه الأسماء من «جمهرة النسب» ومختصراتها.
(2) النابغة الجعدي: الشاعر المشهور وديوانه مطبوع.
(3) سرومذحج: هو ما يطلق على أنقاضها اليوم بلاد البيضاء إذ فيه تداخل كما تبين هنا وفيه بلدة تسمى السرو.
(4) الرباحة: بتشديد الراء والباء الموحدة آخره هاء: بلدة آهلة بالسكان لآل عزان وتقع شرق البيضاء. والسلف معروف باسم السليف بالتصغير. وحمر بالتحريك وقد يكسر الحرفان: بلدة تحتفظ باسمها وواد دعوته اليوم في يافع ثم في العناق مجاور للبيضاء، تناعم هي التي تسمى اليوم ذي ناعم وهي مشهورة لحادثة ذكرت في التاريخ.
رها: بضم الراء وفتحها: أبو قبيلة من مذحج منهم عمرو بن سبيع الوافد على النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم مالك بن مرارة الرهاوي رسول ملوك وأقيال اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرها بالضم فحسب والمد والقصر: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام، والمراوح: بكسر الميم آخره حاء مهملة: يحمل اسمه ويتوطنه بنو أيوب.
(5) الجازة: بالجيم والزاي آخره هاء: بلدة شرقي البيضاء.
(6) مسلية: بضم الميم: أبو قبيلة من مذحج وهو مسلية بن عامر بن علة بن جلد بن مالك وهو مذحج، ولمسلية بقية في أرض مراد يقال لهم بنو مسلى وكانت لهم خطة بالكوفة ينسب إليهم نفر من العلماء انظر «اللباب».
(7) الشعب: بفتح الشين المعجمة وسكون المهملة: بلد بين مذوقين وعوّين شرقي البيضاء، وبنو كتيف: لا يعرفون.
(8) البادة: بالباء الموحدة آخره هاء: تحتفظ باسمها. ميض: بفتح الميم وسكون المثناة من تحت آخره ضاد معجمة: لا يزال عامرا شمال البيضاء، وشبثان: بالشين المعجمة والباء الموحدة والمثلثة آخره نون: موضع آهل بالسكان وهو من بلاد الرصاص، وكذا نخلان: بالنون والخاء المعجمة آخره نون.(1/181)
كبير، أرض بني زائد أولها الخزانة ونسبة والهجيرة مصنعة جاهلية، والشهد (1) وهو حصنهم وحوله أموال كثيرة والسرّ ونواس وعباية ولهم حصن يعرف بالهضيمة ولهم دبان ومسر، كل هذه المواضع لبني زائد بن حي بن أود (2)، وادي نعوة لبني منبه وهم إخوة بني كتيف وبني قيس (3) من بني أود وهم رهط الأفوه الأودي (4) وفيه مواضع لرهاء، خودان (5) واد لبني أفعى بالسرو من بني أود رهط محمد بن الصنديد، ذو وثن واد لبني أفعى أيضا، حصامة وشوكان واديان للألوذيّين (6) وهم بني أود ترمان (7) لألوذ، العطف والفرع والعفة وسمع ومرحب للنخع (8) رهط الأشتر النخعيّ (9)، مشعبة
__________
(1) الخزانة. بفتح الخاء والزاي المعجمتين آخره هاء: هكذا حدثني بعض أهل السر ويقال لها الخزين وتقع في مشعبة في آل دبان، بينما حدثني آخر ان الخزانة بكسر الخاء وفتح الزاي المعجمتين وانها في العقدة شرق البيضاء من آل عزان وانها خراب وأطلال، والهجيرة: بالتصغير: قرية عامرة لآل الرصاص، والشهد: بضم الشين المعجمة وسكون الهاء: يحمل اسمه لهذه الغاية.
(2) السر: بالكسر: ضد العلانية: بلدة عامرة لآل حميقان. نواس: بفتح النون آخره سين مهملة: يحتفظ باسمه ودعوته في آل دبان. عيانة: بالعين المهملة ثم ياء مثناة من تحت ونون بعد الألف ثم هاء: هكذا في الأصول كلها ولم نعثر لهذا الاسم وإنما وقفنا على عباية بكسر العين المهملة وفتح الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت بعد الألف ثم هاء: وتسمى اليوم عبايات بلفظ الجمع وهي بلدة عامرة ولهذا صححناها في الأصل، والهضيمة اليوم خرائب، ودبان بفتح الدال المهملة والباء الموحدة المخففة ثم نون: وهو حي ووطن من بلاد البيضاء ومسر: لا يعرف وإنما يوجد موضع يسمى مسحر بالحاء المهملة بعد السين وهو من أرض دبان، وأود: بفتح الهمزة وسكون الواو وآخره دال مهملة: بطن من مذحج ومنهم عمرو بن ميمون الأودي صاحب معاذ بن جبل الأنصاري الذي أسلم على يده ولازمه إلى أن توفي معاذ.
(3) وادي نعوة: بالنون أول الحروف: يحتفظ باسمه وهو لآل حميقان، ونعوة ايضا بلدة من مخلاف جبن الذي كان عداده من يافع، وبنو قيس: هم اليوم القيسيون.
(4) الأفوه الأودي: اسمه صلاءة بن عمرو، شاعر معروف وله أخبار وديوان مطبوع وانظر «معاهد التنصيص» 447.
(5) خودان: بفتح الخاء المعجمة آخره نون: بلدة في آل حميقان، وخودان ايضا عزلة من يحصب العلو.
(6) وثن: بالتحريك: موضع معروف وهو ما يسمى وثان لآل حميقان. حصامة: بفتح الحاء والصاد المهملتين آخره هاء: وهو بلد يحتفظ باسمه وزاد بين يافع والبيضاء. وشوكان يحمل هذا الاسم، وما يسمى شوكان ذكرناه في المعجم، وألوذ: بفتح الهمزة وسكون اللام آخره ذال معجمة: وهو ابن كعب بن أود.
(7) ترمان: في الأصول كلها ترمال باللام آخر الحروف ولا وجود له والذي وقفنا عليه من أهل السرو، ترمان بكسر التاء المثناة من فوق وسكون الراء آخره نون: بلد حي العمارة، وآخر برمان: بكسر الباء الموحدة آخره ايضا نون:
موضع آهل بالسكان من السرو، وبرمان: بالتحريك: بلد في أرحب من همدان.
(8) العطف: بفتح وسكون: موضع موجود لآل عامر، والفرع في الضبط مثله: بلد يسكنه آل عزان، وما يحمل اسم الفرع كثير ذكرناها في المعجم، والفرع: بكسر الفاء: مواضع في العواذل، والعفة: بكسر العين المهملة وفتح الفاء المشددة ثم هاء: قرية عامرة لآل حميقان، وسمع: بفتحتين: وهو جبل وموضع في الشمال الشرقي من البيضاء وقد يقال له أسماع، ومرحب: بفتح فسكون آخره باء موحدة: وهو ما يسمى أم رحبة أو أرحب وهو في بلاد النخع، والنخع: بفتح النون مشددة والخاء المعجمة: وهي قبيلة من مذحج معروفة، وللنخع بقية في أوطانها يقال لهم النخعيون وبلاد النخع في الجنوب الشرقي من البيضاء.
(9) اسم الأشتر النخعي مالك بن الحارث له صحبة وأحد التابعين الجلة، وهو ممن لا يحتاج إلى تعريف.(1/182)
وصعدان للأصبحيّين (1)، ذو عرف لصداء وهم مع النّخعيينّ (2)، كريش للأوديين والأصبحيين (3)، صحب وبلاس للأوديين (4) وحيث ما وجدت للأوديّين فهم فيه اخلاط، نعمان وعدو إلى رأس الكور وفيه حصن يعرف بالقمر للأصبحيّين من حمير وأكثره للدّعام بن رزام (5) الدّهبلي من أود، وهم اخواله، جدّه من أمه محمد بن عبيد ابن سالم الأصبحي نظير محمد بن أبي العلا حارب مذحجا بالسرو كله في زمانه.
70736 - دثينة
(6) أولها عرّان واسمه الرّقب (7) لبني كتيف وهم رهط رزام بن محمد (8) ولهم الموشح وهي مدينة كبيرة الحار، وتاران (9) واديان لبني قيس من بني أود وهما ابنا عبد الله بن سحيطة أعني كتيفا وقيسا ولهم قرية تعرف بالظاهرة (10)، يرى واد كبير لبني شكل بن حي من أود، وادي ثرة (11) لبني حباب وهم اخوة بني شبيب وقريتهم يقال لها منهى (12)، عرفان (13) واد لبني أفعى وهم من بني ربيعة بن أود وهم رهط ابن الصّنديد، المقيق (14) لبني شهاب بن الأرقم بن حيّ بن أود، الغمر (15) واد لثقيف
__________
(1) مشعبة: بفتح فسكون آخره هاء: وهي من القرى العامرة لآل حميقان وتقع في شمال البيضاء، وصعدان:
بالتحريك آخره نون: بلد يحتفظ باسمه إلى هذه الغاية.
(2) ذو عرف: بضم العين المهملة وسكون الراء: موضع معروف شرقي البيضاء في مسورة الرصاص، وصداء بالضم والمد: بطن من مذحج واسمه: يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج.
(3) كريش: بفتح الكاف وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم شين معجمة: بلدة عامرة من بلاد الرصاص.
(4) صحب: بفتح الصاد وسكون الحاء المهملتين آخره باء موحدة: واد مشهور فيه قرى، بلاس: بالفتح آخره سين مهملة: بلدة وكلاهما من بلاد العواذل، وصحب ايضا في الطفة من بلاد البيضاء لال هياس.
(5) نعمان: لا يزال معروفا، عدو: بفتح العين المهملة وسكون الدال المهملة آخره واو: موضع عامر بالسكان وكلاهما من العواذل، والكور: بفتح الكاف: لا يزال يحتفظ باسمه ورسمه ومشهور ايضا، والكور ايضا في مخلاف أنس، والكور صقع في عمان، وحصن القمر معروف، ورزام: بكسر الراء مع تخفيف بقية الحروف.
(6) دثنية بفتح الدال: موقع كبير مشهور وهو غائط ومن جرز اليمن كما ذكر المؤلف.
(7) عران: بالفتح أو الضم: لا يعرف اليوم وإنما يعرف الرّقب: بضم القاف وفتح الراء وقد تفتح القاف: وهو موضع بين دبان والعواذل أعلاه للكور وأسفله لدثينة.
(8) الذي حارب علي بن الفضل القرمطي راجع التاريخ.
(9) الموشح: بضم الميم والواو وتشديد الشين المعجمة ثم حاء مهملة: بلدة آهله بالسكان إلا انها اليوم صغيرة ودعوتها في العواذل، والحار لا يزال قائما. وتاران: هو ما يسمى اليوم وتران ولا يزال تابعا لدثينة.
(10) الظاهرة: هي اليوم تسمى الظاهر، بدون هاء، وعداده في دثينة، ويسكنه النخعيون.
(11) وادي ثرة: بكسر الثاء المثلثة وفتح الراء اخره هاء: واد مشهور في دثينة كما تعرف به عقبة ثرة للهابط من البيضاء والكور إلى دثينة، وثرة ايضا بلدة من عنس: الحدا.
(12) منهى: بفتح وسكون آخره ألف مقصورة: تحمل هذا الاسم إلى هذه الغاية، ويقال انها عزّاني.
(13) عرّفان: بضم العين المهملة وفتح الراء مشددة آخره نون: يحتفظ باسمه ورسمه وهو في دثينة.
(14) المقيق: بفتح الميم وكسر القاف ثم ياء وقاف ايضا: موضع يحتفظ باسمه ودعوته عوذلي.
(15) الغمر: بفتح وسكون: لعله الذي يسمى الغمير بالتصغير وهذا في دثينة وفي العواذل الغمر وربما كان في القديم من دثينة.(1/183)
رائش وهو جبل يحله بنو أود جميعا، يسقى لبني عمرو وهم إخوة بني شهاب، المعوران واد والحميراء (1) واد كلهما لبني مزاحم وهم من الدّهابل (2) وهم من أشراف بني أود وسادتهم وهم من بني ربيعة بن أود وهم رهط ابن عثمان الدّهبليّ أقام بالثغر غازيا دهرا ثم عاد، الشرّفة (3) واد عظيم وهو لبني عدا بن أسامة يقولون إلى ربيعة الفرس، حبل (4) واد فيه قرية تعرف بالسّوداء للأصبحيّين من حمير، الحافة للأصبحيّين، الدّبيّة (5) لبني الحماس من بلحارث بن كعب، مران وكبران ونزعة وحجومة وملاحة (6) والتّيبب كلها للنخع، وفي وادي مران منها بنو قباث منهم وهم سادتهم وأشرافهم منهم محمد بن قباث مطعم الذّئب وله خبر عجيب، وحر لكندة، ذروعان الجزع (7) لبني عيذ الله بن سعد (8)، الرّوضة وطبّ (9) واديان لبني عيذ الله بن
__________
(1) المعوران: بكسر الميم آخره نون: مكان يحتفظ باسمه، والحميرا: بالتصغير آخره ألف مقصورة: بلدة حيّة في وسط دثينة.
(2) الدهابل: بفتح الدال المهملة والنسبة اليها بالفتح ايضا: وهي قبيلة لها بقية إلى يوم الناس هذا في وادي شرجان من العواذل، والدهابل ايضا قبيل من السكاسك ثم من حمر (ماوية).
(3) الشرفة بالتحريك لا تزال معروفة وهي أحد الأسماء التي تحمل هذا الاسم وثانيهما شرفة شرعة وقد مضى ذكرها وثالثهما الشرفة في أعلى السرسر بن الروية، وقوله ربيعة الفرس زنة الحيوان المعروف وهو أخو مضر ابنا نزار ولقب ربيعة الفرس لانه أعطي من ميراث أبيه الفرس ولقب اخوه مضر بمضر الحمراء لانه أعطي الذهب من ميراث أبيه كذا قيل.
(4) حبل بضمتين لا يزال معروفا وكذا السودا.
(5) الحافة بالحاء المهملة ثم فاء بعد الالف ثم هاء قرية كبيرة وفيها مآثر حميرية. الذبّية بفتح الذال المعجمة وكسر الباء الموحدة وياء مشددة من تحت آخره هاء قرية تحتفظ باسمها وفي الأصول بتقديم الياء المثناة من تحت على الباء الموحدة.
(6) مران: بفتح الميم وتشديد الراء آخره نون: واد كبير وفيه قرى منها عاصمة دثينة اليوم مدينة «مدية»، ومران ايضا في خولان الشام، وبيت مران من أرحب همدان، وكبران: بالتحريك وقد تسكن الباء: واد فيه قرى جوار مران، ونزعة: بفتح وسكون: موضع هنالك، وحجومة بالحاء المهملة ثم جيم وآخره هاء: موضع يقع بين مران وكبران، وفي الأصول كلها بتقديم الجيم على الحاء ولم نعثر عليه ولهذا صححنا على ما عثرنا عليه وتأكدنا، وملاحة: بفتحات آخره هاء: قرية في وسط دثينة من شماليها، وملاحة ايضا بلدة في مرهبة الدعام من همدان وهي هجرة آل الأكوع الحواليين وبها قبور اعلامهم ومشاهيرهم.
(7) وحر: في الأصول كلها بالحاء المهملة، والذي حققناه انه بالجيم وهو واد كبير فيه قرى ومزارع، وذروعان:
بفتح الذال المعجمة وسكون الراء آخره نون: واد وسهل تسكنه قبائل القحطاني وغيرها.
(8) عيذ الله: بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة من تحت ثم ذال معجمة. وفي الأصول كلها عبد الله بالعين والباء الموحدة والدال المهملة وكذا ما بعده، والتصحيح بالفطنة أولا ثم تأكدت بمراجعة المصادر في «النسب الكبير» لابن الكلبي: عائذ الله بن سعد العشيرة من مذحج، وفي «اللباب» ج 1083، وعيذ الله في 161، وهما ولد واحد لا اثنان لابن سعد العشيرة، ونسب الى عبد عيذ الله بن سعد محمد بن سليمان العيذي يروي عن هارون بن سعد وعنه إسحاق بن منصور، ونسب إلى عائذ الله مجمع بن عبد الله بن مالك بن مناة بن عائذ الله قتل مع الحسين بن علي عليه السلام.
(9) الروضة: لا تزال تحمل هذا الاسم وتقع قرب ذروعان، طب: هنالك، وهو بالفتح.(1/184)
سعد، القرن والعارضة ومهار (1) لبني عجيب وهم من ازّدشنوءة، الخنينة (2) مدينة لبني سويق من بني حيّ بن أود، والسّهل من دثينة ممّا يلي يرامس دار الحفينات الحصن وساكنه بنو شبيب وبنو حباب في ثلاث قرى متفرقة، وأكمة لبني أفعى فهذه دثينة.
70737 - أحور
(3) واد واحد فيه قرى كثيرة منها الجثوة وهي للشّعائم (4) من بني عيذ الله منهم يحيى بن حرب الذي عامل الخليفة على ولاية اليمن، ومنهم أبو يزيد بن عبد العزيز أجمعت مذحج على رئاسته سار بها إلى أبين والسرّو وسنشبع الذّكر في أحور فيما بعد إن شاء الله تعالى.
الطرق التي تختلط بين السّروين وأبين وردمان ورداع وذمار وقرن فبيحان وأحور مع ما ذكر من بلاد مذحج في غير السرّو،
أوّل 70738 بلاد مذحج
بعد أن تخرج من ذمار متوجها نحو المشرق بقدر فرسخين أرض عنس وهي واسعة حدودها من ناحية الشمال الثنيّة التي بيكلى والطّيبار وجيرة (5)، ومن ناحية الجنوب جبل يعرف بميتم (6)
__________
(1) القرن: بالفتح والسكون ونون اخره: يحتفظ باسمه وهو يتاخم ذروعان، والعارضة: لا تزال قائمة ودعوتهما عواذل، ومهار: بضم الميم آخره راء: جوار لودر المشهور اليوم ودعوته عوذلي، والموهار: بإشباع الضمة واوا:
موضع في الشوافي.
(2) أزدشنوءة: بفتح الشين المعجمة ثم ضم النون وهمزة بعد الواو وقد تشدد الواو آخره هاء: مأخوذ من الشنأة او الشنآن وهو البغض، سمّوا بذلك لشنآن أي بغض وقع بينهم، وهو لقب عبد الله بن كعب بن عبد الله بن كعب ابن مالك بن نصر بن الأزد، والنسبة اليه شنائي، ويقال: شنوي، منهم سفيان بن زهير الشنائي وزهير بن عبد الله الشنائي صحابيان «اللباب» ج 313و «القاموس»، وقال الشاعر:
ونحن قتلنا الأزد أزد شنوءة ... فما شربت بعدا على لذة خمرا
والخنينة: بضم الخاء المعجمة وفتح النون وتسكين الياء المثناة من تحت ثم نون وهاء: بلدة عامرة بالسكان عدادها في بلد الرصاص ولعلها غير التي في دثينة.
(3) أحور: زنة أفعل: مخلاف واسع في منتهى اليمن في الجنوب اليمني ويقع شرقي أبين كما ان أبين شرقي عدن، وكانت أحور في المدة الأخيرة امارة تابعة للعوالق السفلى وهي أرض ساحلية وقبائلها شمس أشواس.
(4) الجثوة: بكسر الجيم وقد تضم: ولا تزال بلدة عامرة، والشعاثم لها بقية، والشعاثم ايضا من تهامة حكم.
(5) الثنية: ما دون العقبة ويكلى سلف ذكرها، والطيبار: بكسر الطاء المهملة ثم مثناة من تحت وموحدة: بلدة عامرة قرب يكلى. جيرة تقدم الكلام عنها وفي «ب» و «ل» وهم في الطبيار.
(6) جبل ميتم: زنة ميتم الكلاع وهو جبل عال في الجنوب من مدينة ذمار بمسافة ثماني ساعات وهو قرب موكل المصنعة المشهورة الأثرية وعداده اليوم من مخلاف عامر: صباح ولم أعثر عليه إلا بعد عناء، وحدود عنس لا تزال كما ذكر المؤلف إلا من جهة الشمال فقد احتلفت كثيرا ونسبت إلى الحدا لأسباب مجهولة، وثات: يأتي ذكرها.(1/185)
فإلى حقل شرعة لهم نصفه، ومن ناحية المشرق ثات وبها اليوم من بطون عنس النّهديّون والقرّيّون واللّميسيّون والياميّون (1) وهم رهط أبي العشيرة اليامي (2) وفي بلدهم (3) قرى كثيرة منها المنشر والأهجر وبشار وبوسان (4) والجبل المعروف بإسبيل في وسط بلدهم إلا أن فيه نفرا ليسوا منهم مثل بني عنم وبني طيبة وبني سرحة، وأسفل من ذلك كومان (5) وأصلها حميري وهم يتمذحجون اليوم وبنو فجاءة، وأسفل من ذلك الأودية إلى تنين (6) وما والاها، قائفة والمعافر وهم من مراد. وأما كومان وفجاءة فعدادهم في زوف (7)، وأما بنو سرحة وبنو طيبة وبنو عنم من بني جليحة بن أكلب ابن ربيعة بن عفرس (8) وهم أحلاف في مذحج.
__________
(1) راجع أنساب هذه البطون: «الاكليل» ج 1612، والقريون: بكسر القاف نسبة إلى قرية بكسرها: بطن من عنس راجع «الإكليل» ج 1612.
(2) أبو العشيرة اليامي العنسي: لقب اثنين من الزعماء البارزين لعبا في التاريخ اليمني دورا هاما، واسم أحدهما أحمد بن محمد بن الروية المذحجي، وبنو الروية من الأسر الكريمة باليمن، وقد قتل هذا أبو العشيرة في بلدة ثات لمحاربته للقرامطة وذلك في ذي الحجة سنة 293هـ.
(3) في بلدهم: أي بلد عنس.
(4) المنشر: بفتح الميم وسكون النون ثم شين وراء: كذا صححناه من «الإكليل» ج 972، ومن البحث وهو بلد عامر، بينما هو في الأصول كلها بالياء المثناة من تحت والأهجر: بلدة حية من بني بدّا ويسكنها آل البخيتي وفيها مآثر فخمة وفواكه كثيرة. بشار: بكسر الموحدة آخره راء: قرية كبيرة على عرقة كالحصن ذات غيل حولها فواكه التين التي اشتهرت به وعثر بها على تمثال دجاجة من ذهب بيعت بذمار أو صنعاء كما حدثني رجل من البشاريين. وبوسان: بضم الموحدة آخره نون، وفي «ل» و «ب» بالشين المعجمة بعد الباء وهو خطأ: وهي قرية آهلة بالسكان، وهذه الأماكن في الشرق الشمالي من مدينة ذمار، وبوسان بفتح الباء وباقي الحروف كالأول: بلدة عامرة من أرض أرحب همدان ذكرها المؤلف، وأما نوسان بالنون اول الحروف وسائرها كالأول فحصن في الشرف الأسفل من لواء حجة، وفيه يقول الشاعر الشعبي:
ونوسان فاقت على ذي نجيب ... والأجواد من داخل ما تخيب
بني كعب صحبة كم من لبيب ... تكيل الرصاص مثل كيل الزبيب
(5) كومان: بفتح الكاف: معروف راجع «الاكليل» ج 1612.
(6) فجاءة: بضم الفاء وبعد الجيم ألف مهموز وآخره هاء: وهو لقب ثعلبة بن عبد الله بن عوتبان بن زاهر بن مراد ابن مذحج، وتزعم فجاءة انها من الأزد ولا تعرف هذه القبيلة اليوم بهذا الاسم. وما بين القوسين هو «تنين» بفتح التاء المثناة من فوق ثم نون مشددة وياء مثناة من تحت ثم نون: هكذا صححناه بعد البحث، وهي قرية كبيرة فيها مآثر جمة نسبت الى تنين أحد اولاد مذحج وقد يقال لها تنن بتاء ونونين الأولى مشددة، أما في الأصل كله فخبط ولوث، وستأتي في موضع آخر، والمعافر هذه غير المعافر المشهورة ولا تعرف اليوم.
(7) زوف: بطن من مراد بن مذحج.
(8) جليحة: بفتح الجيم وكسر اللام وبقية الحروف مفهومة، وأكلب: فتح الهمزة وسكون الكاف وضم اللام:
وهذه قبيلة تقع في شمال اليمن في أرض بيشة، وعفرس: بكسر العين المهملة وسكون الفاء وكسر الراء: وهو ابن حلف بن خثعم في بلادها.(1/186)
وقد تركت صفات هذه المواضع وان طالت وابتدأت بصفات
70739 - مخلاف بني عامر
مخلاف بني عامر (1)، فأول ذلك ما في الميمنة من ذاك إذا كان المشرق تلقاء وجهك وقد خرجت من حدود عنس وادي يوجح لبني سلمة (2) وكان أصله (للقلحانيين) (3) من الكلاع وبه منهم بقية يسيرة، أقصد وماور وعزّان (4) لبني سلمة (5) وأهل ثات، التّنهب وملاح للرمانيين من الكلاع (6) وقوم يقال لهم بنو أسد قد يتحرمون (7) وللثاتيّين، حبان (8) كان أصله لكومان ثم صار لبني محمد بن يونس الأبرهي (9) ثم هو اليوم لبني الحارث بن كعب وأهل ثات ورداع، ذات مثال وذات كراع (10)، والخائس لبني ربيعة وهم الرّبيعيون
__________
(1) مخلاف بني عامر: هو ما يسمى «صباح»، والتسمية بهذا الأخير حديثة ولعلها ترجع إلى القرن الحادي عشر، وهناك جبل يسمى جبل بني عامر يطل على قرية الوشل فيظن من لا يعرف انه ينسب إلى آل عامر الملوك.
(2) وادي يوجح: بضم الياء المثناة من تحت ثم واو وجيم وحاء مهملة، وكان في أصلنا غير واضح، وفي «ل» و «ب» بالنون أول الحروف، وفي «ب» بالنون أول الحروف ثم حاء وجيم، والتصحيح من «الاكليل» ج 2702ومن المعلومات، وكانت الطريق القديمة من ذمار إلى رداع تخرج عليه واليوم تجانبت عنه.
(3) ما بين القوسين تصحيح من «الإكليل» وكان في الأصول كلها «مفلحاعين» وفي بعضها بإهمال العين، ولا معنى لهذه العبارة، كما انها لم تظهر بعد تقليبها على شتى معان راجع «الاكليل» ج 2662/ 270.
(4) أقصد: بفتح الهمزة وسكون الصاد المهملة آخره دال كذلك: وهو ما يسمى اليوم أقسد بالسين المهملة بدلا عن الصاد، وهو ومار وغربي عزان وعدادهما من عرش رداع وهما قرى مغيولة. عزّان: تثنية عز وهو الشرف، وفي «ب» و «ل» بالراء المهملة وهو وهم، وعزان قرية كبيرة يطل عليها حصنها الأشم يسكنه آل الطيري كان منهم في أوائل عصرنا الشيخ صالح الطيري كان جوادا ومنحه الأتراك لقب باشا لأنه كان وفيا وزار الاستانة. وما يحمل اسم عزان كثير جدا ذكرناها في المعجم.
(5) بنو سلمة: بالتحريك: وهم من مراد من ولد سلمة بن كعب بن وائل بن كعب بن جمل بن مراد بن مذحج.
(6) ملاح: بفتحات آخره حاء مهملة: وهي بلدة تحمل الملاحة كلها والحسن بمعناه الأتم زاهية المنظر بهجة المخبر مزينة بالبنايات الرفيعة ذات مساجد ومدارس ومزارع وعروبة ومروءة ولهم كد وكدح في الارتحال إلى الخارج لطلب الرزق والتوسع ويعودون إلى أوطانهم موفورين، وتقع غربي مدينة رداع على المحجة العامة وإليها ينسب العنب الأبيض الملاحي المشهور. وملاح بكسر الميم وسائر الحروف كالأول: بلدة قرب الضالع على طريق عدن.
والرمانيين: بتشديد الراء آخره راء: قبيل من الكلاع (راجع الاكليل» ج 2782،) وفي «ب» وكذا في «ل» بالزاي وهو وهم.
(7) بنو أسد: لهم بقية كما لهم قرية تسمى قرن الأسد، وقوله: يتحرمون، أي ينتسبون إلى احرم من الصدف.
(8) حبان: فتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة آخره نون: قرية عامرة بالسكان تقع في ظاهر مدينة رداع، وحبان ايضا من امارة الواحدي، وحبان: بضم الحاء المهملة وسائر الحروف كالأول: بلدة من عزلة حزيب من آل عمار دي رعين.
(9) محمد بن يونس الأبرهي: من ولد القيل أبرهة بن الصباح الحميري، وكان محمد هذا ممن قدم من العراق أيام يعفر ابن عبد الرحمن الحوالي وولي شرطة الأمير محمد بن يعفر بن عبد الرحمن (راجع «الاكليل» ج 1512).
(10) قوله: ذات مثال: بكسر الميم، أي صاحب مقدار ووصف جميل، والكراع: بضم الكاف: اسم لجميع الخيل والسلاح والعتاد، أي انهم أهل جمال وسلاح وخيل.(1/187)
برداع وهم من جنب وعدادهم من ناجية (1)، وبنو عامر بيتان زوف وناجية ثم ناجية بيوت وزوف بيوت ستراها ان شاء الله تعالى، صومان والخبار لبني عبس (2) وقد حالّهم اليوم فيهما نفر من بني ربيعة وأهل رداع، الفرع والهجمة (3) لبني صرف من سبأ ولبني ناشرة من حمير ودعوتهم جميعا الى الرّبيعيّين من جنب، بهرور لبني رهاء من علة بن جلد بن مذحج ودعوتهم في بني ربيعة، عقارب ومداوح لأهل رداع (4) وفيهما اخلاط من بني زياد وبني ربيعة وهم الزّياديّون الذين لهم شط زياد بالجوف (5) وهم من بني الحارث، ذو حبابة وحدان والنقعة لبني زياد (6) ايضا ودعوتهم في ناجية، المحجر الأعلى والمحجر الأسفل والأكراب والمتار لبني منبه (7) وهم من خثعم كلهم ثلاثة ابيات بيتان من شهران وبيت من جليحة وهم في ناجية، ولس وشعبان والغول وهو لبني
__________
(1) الحائس: بالخاء المعجمة والسين المهملة، ورسمه في «ل» و «ب» بالشين المعجمة آخر الكلمة وهو خطأ، وهي قرية عامرة في شمال رداع، والربيعيون: لهم بقية، وناجية: أحد اولاد مراد بن مذحج.
(2) صومان: بالفتح آخره نون: بلدة في الجنوب الغربي من رداع وعدادها من العرش. والخبار: بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة آخره راء: بلدة تحتفظ باسمها ومعالمها وهي قرب صومان، ورسمها في «ل» و «ب» بالياء المثناة من تحت وباقي الحروف كالأول وهو خطأ. وعبس: يجوز أن تكون بفتح العين والباء آخره سين مهملة، وأن يكون فتح العين وسكون الباء الموحدة وهي التي اقتصر عليها صاحب «اللباب» حيث قال في مادة عبس: وعبس مراد. وعبس بهذا الضبط في العرب كثير ذكرنا ما يخص اليمن في بعض مؤلفاتنا. والعبس:
بالألف واللام مع التحريك من ذي رعين ثم من الشعر.
(3) الهجمة: هي ما تسمى اليوم العجمة بابدال الهاء عينا وكلاهما من الحروف الحلقية، وهي قرية عامرة وعدادها من قائفة في الشمال الغربي من مدينة رداع بمسافة قصيرة.
(4) بهرور: بكسر الباء الموحدة وسكون الهاء آخره راء: قرية شرق جنوب رداع وبها أموال عظيمة. وعقارب:
بالباء الموحدة آخر الحروف بعد البحث والتحقيق من أهل رداع أنفسهم وهكذا صححناه عنهم وانه لا يوجد موضع عقارم بالميم آخر الحروف لا من الأحياء ولا من الأموات، وفي الأصول كلها بالميم آخره الحروف، وتقع عقارب جنوب شرقي رداع وشرق بهرور. والمداوح: يحتفظ باسمه إلى هذه الغاية وهو في هذا الوجه.
(5) الزياديون: لهم بقية ويقال لهم بنو زياد شرقي مدينة رداع بمسافة يسيرة: والقبائل اليمنية التي تسمى ببني زياد كثيرة، والمراد بالجوف: الجوف المشهور لا جوف رداع الذي ذكرناه في الأول من «الاكليل».
(6) ذو حبابة: بضم الحاء المهملة وفتح الباء الأولى وآخره هاء: وهو عدة قرى وأودية وغيول وآبار جنوب رداع وعدادها من العرش. حدان: بتشديد الدال المهملة بعد الحاء المهملة آخره نون: بلد عامر شرقي رداع بمسافة أربعة أميال، والنقعة: بتشديد النون آخره هاء وفي «ل» بالباء الموحدة وهم، وهو موضع في بني زياد.
(7) المحجر الأعلى والمحجر الأسفل: من ظاهر رداع ومنه شربهم وشرب مزارعهم ولمساجدهم والحمام والأكراب هنالك. والمتار: بفتح التاء المثناة من فوق والميم قبلها: قرية آهلة بالسكان في الشمال الشرقي من رداع ودعوتهم في قائفة.(1/188)
عبس من زوف (1) وللصقاعب احلاف لهم من همدان، المرون (2) والجروبان لبني ثماد من سبأ وهم احلاف لبني عبس ودعوتهم معهم، وهم عبس زوف ذو خير وذو كراش وذو حسل والمنحران والحبش ورضم فإلى صلحلح مشرقا على السّر ولبني سلمة من زوف وهم عماد الزّوفيّين وأهل خيلهم وبأسهم (3) وهم ثلاثة أبيات: بنو مالك ويقال إنّ أصلهم من زبيد، وبنو عبد وبنو يصوت (4)، حرم قلعة في واد عظيم، وأدمة وملاحة وعفار (5) لصنابح (6) وهم من زوف، ذات القوة وسلم (7) لبني عساس من صنابح احلاف من بعض مذحج، مرس (8) لبني ظفر إخوة بني عساس وظفر وعساس اخوان من ذي مقار (9)، ودون هذه المواصع أودية منها هليل وصيد وذو كزّان لبني
__________
(1) ولس: بالتحريك آخره سين مهملة وفي «ل» و «ب» بالنون بعد السين وهو وهم: قرية عامرة كثيرة الماشية والريف وعدادها من السوادية تابع رداع. وشعبان: باسم الشهر المعروف باسمه ورسمه حذاء ولس، وشعبان ايضا بلدة من البروية من حضور غربي صنعاء. والغول: بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وآخره لام وهو في الأصل الشعب فيه مزارع وأشجار يكون بين سلسلتين من الهضاب والآكام سميت به القرية المذكورة التي تعتبر من شعبان.
(2) المرون: بفتح الميم وسكون الراء آخره نون: يحتفظ باسمه وهو في هذا الحيز، والمرون قرية كبيرة من عزلة بني خالد من ألهان.
(3) ذو خير: هي التي تسمى خيران بزيادة ألف ونون: بلدة عامرة من السوادية، والمنحران: تثنية منحر، وهو معروف وهو ما يسمى المنحر بالافراد وهو تحت المتار من قائفة، والحبش: بفتح الحاء وسكون الباء الموحدة آخره شين معجمة: وهو واد غربي المتار وفيه أنقاض وخرائب لقرية وعداده من قائفة، ورضم بكسر الراء وفتح الضاد المعجمة آخره ميم: موضع في يكلى رداع في شمالها الشرقي، ورضم ايضا في ابلح من أرض حريب، وصلحلح.
(4) قبيلة زبيد: بضم الزاي لها بقية، وكذا بنو عبد. وأما يصوت ففي كل الأصول اختلاف، فأصلنا بالياء أول الحروف والنون آخره، وفي «ب» بالنون أول الحروف وآخره تاء، وفي «ل» اهمال الحرف الأول وآخره تاء، وبعد البحث لم نعثر على شيء.
(5) أدمة: بفتح الهمزة والدال المهملة آخره هاء بلدة لا تزال قائمة العمران، وملاحة هي التي تسمى اليوم ملاح بدون هاء وهما من بلاد السوادية اليوم. وعفار بفتح العين والفاء آخره راء بلدة هنالك: وفي الاصول بالقاف والتصحيح من المعلومات.
(6) صنابح: بضم الصاد المهملة وفتح النون وبعد الالف باء موحدة مكسورة ثم حاء مهملة ابو قبيلة من مراد ينسب اليها بعض المشاهير.
(7) ذات القوة: بضم القاف وفتح الواو وآخرها هاء: بلدة لا تزال عامرة. وسلم: بفتح السين المهملة وفتح اللام آخره ميم قرية عامرة وماؤها عذب نقاخ ومنه يشرب اهل مركز السوادية وتبعد عنه في الجنوب الغربي بميل ونصف ويقال لها ذو سلم.
(8) مرس: بفتح الميم وكسر الراء آخره سين مهملة ولا توجد في هذا الصقع بعد البحث والعناء وفي الاكليل ج 2 188: (ومن آل ذي مقار بنو عساس وبنو ظفر وهم اهل سلم ومرس من ذي رعين. والقريتان المذكورتان توجدان في ذي رعين فمرس قرية عظيمة مشهورة وسلم انقاض وخرائب فلا ادري اذلك غلط من المؤلف ام انهما متعددان في زوف وذي رعين؟!).
(9) راجع «الاكليل» ج 1882.(1/189)
حبيش من زبيد (1) وهم في وسط أرض زوف فتركنا ذكر ديارهم إلى آخر شيء، فهذه أرض زوف في الميمنة، حمرة (2) وما والاها من البلاد إلى حدود يافع والجربتين (3) لبني جعدة.
رجع إلى ذكر الميسرة عند خروجه من 70740 رداع الى المشرق
: فوض والنظيم ولقاح والحرصبة (4) لبني مالك وهم من مراد ثم من بني غطيف (5) ودعوتهم في زوف، ذو الحطب وذو البرار ويكلى وذو قسد وذو نمر وذو شومان وذو الأراكة (6) كلها لبني وابش وهم من قضاعة (7) فيما يقولون ودعوتهم ونصرتهم لمراد، جبحان وثماد والأهليّة والنقعة (8) لسلمان وهم إلى مراد، ثم الأودية بعد ذلك إلى وادي أذنة.
__________
(1) هليل: بفتح الهاء وكسر اللام الأولى وآخره لام ويقال له وادي هليل وهو حي عامر من السوادية. وصيد: بكسر الصاد المهملة وسكون الياء المثناة من تحت آخره دال مهملة: لا تزال تحتفظ باسمها وعدادها في قائفة وذو كزان.
وحبيش: بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وياء ساكنة ثم شين معجمة: وهو ما يسمى اليوم الحبيشية، ولنا في هذا الموضوع بحث.
(2) حمرة: سلف ذكرها.
(3) كان في الأصول كلها قافع بالقاف أول الحروف ولا وجود لهذا المكان البتة بعد إحفاء البحث، وكذا الجربتين في الأصول كلها بالحاء المهملة والثاء المثلثة ثم تاء مثناة من فوق وباقي الحروف كما صححنا أي بالجيم والراء والباء الموحدة ثم تاء مثناة من فوق ثم ياء مثناة من تحت ثم نون: وهو الموجود فيما بين يافع، ودعوة الجربتين بافعية.
(4) فوض: بالفاء آخره ضاد معجمة: محل من ضواحي مدينة رداع بينهما ما يزيد على الميل وقد وهم في «ب» و «ل» فرسمه بالقاف والصاد المهملة. والنظيم ولقاح: يحملان اسمهما بجوار فوض، والحرصبة: بضم الحاء والصاد المهملتين بينهما الراء ثم باء موحدة وهاء: هنالك، والحرضبة: بالضاد المعجمة وسائر الحروف كالأول:
قرية من قائفة العليا شمال شرقي مدينة رداع بمسافة أربعة أميال.
(5) بنو غطيف: بضم الغين المعجمة آخره فاء: بطن من مراد ونسب اليه جم غفير منهم الصحابي المشهور فروة بن مسيك الغطيفي المرادي.
(6) ذو الحطب: بالحاء والطاء المهملتين آخره باء موحدة: بلدة لا تزال عامرة وعدادها في قائفة، وفي «ب» و «ل» بالخاء المعجمة وهو خطأ، وذو البرار: بكسر الباء الموحدة ثم راءين: موضع في يكلى التي قد سبق ضبطها وهي غير يكلى عنس فتلك ثنية وهذه سائلة عظمى تهريق في مأرب وتشرع عليها القرى والاصرام وأكثرها مراع وفيوش للأبل والأغنام. وذو قسد، وذو نمر هنالك، وذو شومان: بضم الشين المعجمة ثم ميم بعد الواو وآخره نون، وفي الأصول كلها بالباء الموحدة مكان الميم وهو غلط، والتصحيح من الاستقراء. والأراكة: في يكلى أيضا.
(7) بنو وابش: سلف ذكرهم، وقضاعة من حمير (راجع «الإكليل» الجزء الأول).
(8) جبحان: بفتح الجيم وسكون الباء الموحدة ثم حاء مهملة وألف آخره نون: يحتفظ باسمه ويقع في يكلى وكان في الأصول كلها بالياء المثناة من تحت بعد الجيم وهو خطأ، والتصحيح من المعلومات. وثماد: بالفتح: هنالك، الأهلية: غير معروفة. والنقعة: بالنون المشددة والقاف ثم عين وهاء: كذا صححناه بعد الاستقراء وفي الأصول كلها بالباء الموحدة أول الحروف ولم نجد موضعا بهذا الاسم لا دارسا ولا قائما.(1/190)
رجع إلى ذكر الطريق الوسطى إلى 70741 ردمان (1)
: دعة العليا لبني وابش، دعة السّفلى (2) للأعفار من ناجية عرمة لبني شبثان من ناجية (3) سارع لبني شبرمة ودعوتهم في ناجية (4) وعلان (5) وهو قصر ذي معاهر (6) وحوله أموال عظيمة وبه اليوم نفر من أكيل خولان (7)، ونفر من بني عروة (8)، وهم من مسلية ودعوتهم في الجمليّين (9) وهم إلى ناجية، المصطلح (10) والمفتح وقتر (11) لبني عروة ايضا وهم من جمل بن كنانة إلى ناجية،
__________
(1) ردمان: بفتح الراء وسكون الدال المهملة آخره نون: كانت مقاطعة كبيرة وقد تبددت اليوم فمنها إلى السوادية:
زوف في القديم ومنها ما اندمج في بلد سارع ومنها ما يحتفظ باسمه ردمان، وردمان هذا جاء ذكره في المساند الدهرية وفي الأحاديث النبوية وأورده المؤلف في «الاكليل» ج 2412، 42و 43 (راجع جواد علي ج 2 207) وفي وردمان عنس الواقع شرقي مدينة ذمار الذي يسمى قاع الديلمي لانه قتل فيه ابو الفتح الديلمي قتله الملك الكامل علي بن محمد الصليحي سنة 444هـ او سنة 447هـ على خلاف بين المؤرخين وفي ذلك يقول الصيلحي واصفا خيله:
فكأن قسطلها بردمان الذي ... غبرت على غيري دخان العرفج
وما يحمل اسم «ردمان» ذكرنا البعض في «الاكليل» ج 412، وأثبتنا الجميع في المعجم.
(2) دعة العليا والسفلى: قرى منقرضة جنوب يكلى وعدادها من السوادية.
(3) عرمة: هو ما يسمى عريمة بالتصغير في آل غنيم ثم للجبري من السوادية. شبثان: بالشين المعجمة والباء الموحدة ثم ثاء مثلثة آخره نون: لها بقية وفي الأصول شيبان بالشين المعجمة والياء المثناة من تحت ثم باء موحدة وباقي الحروف كالأول، فصححنا على الأول، وفي سارع قوم يقال لهم بنو شيبة (راجع «الاكليل» ج 2 25).
(4) سارع: يحمل اسمه لهذه الغاية مربوط بناحية السوادية وهو مما ورد ذكره في النقوش، وما يسمى بسارع مذكور في «الاكليل» ج 2842، وليس لبني شبرمة وجود.
(5) وعلان: بضم الواو وقد تكسر في لغة ضعيفة: وما يحمل اسم وعلان كثير ذكرنا ذلك في المعجم، وهذا وعلان هو ما يسمى اليوم «المعسال» بكسر الميم وسكون العين وفتح السين المهملتين ثم لام وبه نقوش كثيرة قتبانية وسبئية. كما ورد اسم وعلان في النقوش المذكورة، وعداد ردمان في بلاد السوادية اليوم.
(6) ذو معاهر: بضم الميم قيل من أقيال اليمن ورد ذكره في النقوش (انظر جواد علي ج 2072).
(7) انظر نسب الأكيليين في الجزء الأول من «الاكليل» وكان لهم صيت بعيد وذكر حسن.
(8) بنو عروة: بفتح العين وسكون الراء ثم واو آخره هاء: لهم بقية.
(9) الجمليين: بالفتح: نسبة الى جمل بفتح الجيم والميم وهو جمل بن كنانة بن ناجية بن مراد بن مذحج ويقال لهم آل جميل، والعامة تنطق به جمل بضم فسكون، ولهم بقية في مراد. وجمل أيضا قرية من عنس.
(10) المصطح: هو ما يسمى اليوم المسطح بالسين المهملة وهو ما يوافق أصلنا وهو بلد في وادي عمد من سارع.
(11) قتر: بفتح القاف وسكون التاء المثناة من فوق وراء آخره، كذا صححناه من «الاكليل» ج 422، ومن الاستقراء. وكان في الأصول كلها «دقتر» بدال مهملة قبل القاف ولا يعرف ذلك.(1/191)
ذو حريم لبني عروة وفيه نفر من صنابح، ذات الرّحلين والرّوضة فإلى أعرب فإلى أشراف بيحان لمراد.
رجع إلى 70742 ردمان
: نوعة لجران (1) وهم من حمير وهم في ناجية، المسمق الأعلى والمسمق الأسفل لبني مليك (2) وهم من حمير في ناجية، حرية للرّمسيّين (3)، ولهم ذو القعقاع وهم شبثان من ناجية (4) ونصرتهم ودعوتهم في جمل، عقد والصدر وذو جزر (5) لبني عبد من حمير ودعوتهم في جمل بن كنانة من مراد، حضنان واديان للمرّبين وهم من أصل جمل، أطام لبني صائد من الأزد من ولد دوس ودعوتهم في جمل، البضع أودية منها ذو عرابل وحوران ورواف وقاينة وذو حديد ورمضة وذو حلفان كلها لبني مر (6) وفيهم اخلاط من بني غيلان وبنو غيلان نهيك ونهيك من جنب. قرن (7)
سبعة أودية كبار منها المأذنة والعولة والجحلة ومهار وذو زوم وذو جيشان (8) وذو عسب
__________
(1) نوعة: بفتح النون آخره هاء. جران: بضم الجيم آخره نون، وفي «الاكليل» ج 3242بالحاء المهملة، وما هنا أصح.
(2) المسمق الأعلى والمسمق الأسفل: بضم أولهما وسكون ثانيهما آخرها قاف: أماكن حية قرب الطفة وشرق مركز السوادية. وبنو مليك: بضم الميم: غير معروفين اليوم، وبنو مليك أيضا في الكلاع العدين من حمير.
(3) حرية: بفتح الحاء المهملة وسكون الراء ثم ياء مثناة من تحت مخففة: وهي قرية دارسة تنتابها البدو الرحل للاقامة في أطلالها لرعي الأغنام والإبل، وتقع في عمد من سارع (راجع «الاكليل» ج 252). والرمسيين هم بنو رمس، وفي «ل» و «ب» جرية بالجيم وبقية الحروف كالأول وهو غلط.
(4) ذو القعقاع: بفتح القافين الأولى والثانية بينهما عين مهملة وآخره عين أيضا: حلل وأصرام دوارس في سارع، وشبثان سبق ضبطها.
(5) عقد: بفتحتين آخره دال مهملة: بلدة حية في الجريبات في الشمال الشرقي من السوادية وعدادها في آل عوض، وعقد أيضا قرية كبيرة في أعلى جبل معوّد بمخلاف الشوافي. والصدر زنة الصدر: قرية آهلة بالسكان جوار عقد ودعوتها عواضي من نهيك، والصدر أيضا عزلة من حبيش: الكلاع.
(6) البضع: بضم الباء الموحدة وسكون الضاد المعجمة ثم عين مهملة: أربعة أودية تشترك فيها بنو عبد وبنو ثابت وبنو عالم ومنشري وعواضي. عرابل: هو الذي يسمى عراول بابدال الباء الموحدة واوا، وحوران: بلد كبير عامر بالأهل والسكن ويقع في الجنوب الغربي من وادي حريب، رواف: بضم الراء آخره فاء: يقع في الاغوال من آل عوض وقرب البضع، وقانية: بفتح القاف ثم ألف ونون وياء مثناة من تحت ثم هاء وفي «ل» و «ب» بالياء المثناة من تحت بعد الألف ثم باء موحدة وهو غلط وقانية عواضي. وذو حديد: بكسر الحاء المهملة وسكون الدال ياء مثناة من تحت مفتوحة ثم دال أيضا وفيها آثار حميرية وسد أثري، ورمضة: بفتحات: وجودة وفيها قصور وسدود حميرية، وذو حلفان: هنا بالفاء بعد الحاء واللام وفي «الإكليل» ج 432ذو حلقان بالقاف آخره نون.
(7) قرن: بفتحتين: اشهر من التنويه به لاقترانه باسم التابعي العظيم أويس القرني رضي لله عنه ونسب قرن الى قرن بن ردمان (راجع «الاكليل» ج 422)، قال ابن الكلبي: ردمان من حمير دخلوا في ناجية.
(8) هذه الاودية لا تزال معروفة الا انا نتعرض لضبط ما يحتاج اليه، المأذنة مهموزة وفيها آثار عظام كما قيل. الغولة هي ما يسمى الغول. الحجلة بكسر الحاء. مهار بضم الميم. ذو زوم بضم الزاي. وذو جيشان بالجيم آخره نون في الأصول كلها وفي ياقوت بالخاء المعجمة.(1/192)
أهلها كلها أخلاط من مراد ومن حمير ودعوتهم ونصرتهم في أنعم (1) من مراد بعد ذلك أودية إلى حريب (2) فيها قبائل من مراد الرّبيعيّون والخلفيّون والعذريّون، انقضت صفات ردمان وقرن.
رجع إلى صفات الميمنة
: طريق السرّ والرّباحة وجبل يفترق منه أودية يسكنها رهاء وبنو أرض من بني مسلية وهم من علة (3)، حمر لرهاء ولمسلية، ذو الذّويب واد كبير ليافع وبني مسلية، ذو القلع ليافع وبني مسلية، اسيل لرهاء، قصص لرهاء ولبني زائد من أود، خزانة واسمه نسبة لبني زائد أيضا، الشّهد لبني زائد، ذو الاجثا لألوذ من أود ولهم برم وذودم وشوكان فالرّحبة فإلى حصي وهي مدينة كانت لشمرتاران وبها قبره وهي اليوم للأوديين، ذو صارم لبني زهير من ألوذ، حجلان لبني سعد من الوذ، ذو العيبة لبني أنس الله من الوذ الموطن للجعفيين وهم في هذا الموضع نصر لالوذ، المضمار واد كبير لبني ظبّية وهم من بني مسلية ونصرتهم في الوذ وهم أحلافهم، ذات عين لبني سعد من الوذ، الهجر وهو آخر السّر ولصداء من بني حرب بن علة.
70743 - مرخة
: ثم مرخة أولها عبرة (4) وهي لبني لقيط من صداء، البجباجة لصداء (5) واد كثير النخل لبني شدّاد من صداء وفيهم بطن يقال لهم بنو فرط دخيل (6)، حزا (7) لبني صداء لبني شداد منهم، لجية واد كثير النخل والعلوب (8) لبني شداد
__________
(1) انعم هو ابن زاهر بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن مراد بن مذحج.
(2) حريب: ضبطه معروف ويشكل واديين كبيرين من غرر أودية اليمن واخصبها وافرة الآثار خصبة الأرض الى حد لا يتصور وتنتج جميع الحبوب والفواكه بانواعها خصوصا بعد أن نشط اهلها بادخال رافعات المياه المضخات وآلة الحراثة الحديثة فقد قيل لي ان فيها خمسمائة مضخة جنوا من وراء ذلك الغلال والمحاصيل الضخمة والكميات العظيمة. ويقال لها حريب بيحان لأنها معاندة لها من الشمال الغربي.
(3) بنو ارض هذه لا زالت معروفة ومشهورة لحوادث التاريخ بها وتقع على المحجة الى بيحان لمن يأتي من رداع وحضرموت والسرو. علة بضم الميم وفتح اللام آخره هاء وهو ابن جلد بن مذحج.
(4) عبرة: بضم العين المهملة وسكون الباء الموحدة: بلدة قائمة العمارة كما ان بني لقيط لا يزالون يتمتعون بهذا الاسم ووهم ياقوت فرسم عيرة بالياء المثناة من تحت.
(5) البجباجة: بالباء الموحدة ثم الجيم ثم موحدة والف وجيم آخره هاء كذا في الأصول كلها، وفي ياقوت التختاخة بتاءين مثنيتين من تحت ثم خاءين معجمتين، يتخللهما الف.
(6) بنو فرط: بضم الفاء لهم بقية بهذا الاسم الى هذه الغاية.
(7) حزا: بضم الحاء المهملة وفتح الزاي آخره ألف مقصورة: واد فيه بلد يحتفظ بهذا الاسم وسقط من ياقوت كما سقط لفظ «لجية» ولعله سقط مطبعي، وفي كتاب أبي علي الهجري: جزاء بالجيم وسائر الحروف كالأول وأنشد عليه قول الشاعر: فلما بدا من باع (؟) وأعرضت ... لنا من جزاء نخله المتقاود
وهو وهم، لأنا استقرينا ذلك من أهل مرخة وهم أعرف بوطنهم.
(8) لجية: بفتح اللام وكسر الجيم وتشديد الياء المثناة من تحت اخره هاء: بلدة عامرة الا ان النخل كاد أن ينقرض أما(1/193)
والمشكان لبني شدّاد (1)، المديد لبني سليم من صداء (2)، خورة والحجر والجرباء لبني ذي معاهر من حمير (3) ولقوم من صداء وبني ماوية (4) فهذه مرخة. وعبدان (5) لبني عيذ الله من صداء وحصنهم فيه معروف وبني عيذ الله بن سعد العشيرة،
70744 - جردان
(6)، واد عظيم فيه قرى كثيرة لجعف (7)، يشبم (8) واد عظيم للايزون من حمير، وحجر بني وهب لبني عامر من كندة (9) تمّ (10) هذا الحيّز الأيسر من السّرو.
رجع الى 70745 السّرو ويريد إلى 70746 دثينة
: شرجان (11) من السرو لبني مالك من الوذ، نعمان للاصبحيين من حمير، عدو واد كثير الابصال والأعناب به حصن يعرف بالقمر
__________
العلوب فشيء كثير، ويجانبها هجر عظيم بها آثار.
(1) المشكان: بكسر الميم وسكون الشين المعجمة آخره نون: وهو جبل مستطيل فيه أودية وقرى، كذا صححناه من أهل مرخة إذ كان في الأصول المتكا بالميم والتاء المثناة من فوق ثم كاف وألف فقط، وفي ياقوت بحذف التاء وباقي الحروف كالأصل، وقد جاء مؤيدا لما صححناه ما ورد في كتاب «أبي علي الهجري» وعليه أنشد قول الشاعر من قصيدة:
جعلن عرادا باليمين عواديا ... وعن يسر مشكان ذات الفدافد
ص 338.
(2) المديد: بفتح وكسر: يحتفظ باسمه ورسمه. والمديد ايضا: بلد من نهم.
(3) خورة: بفتح الخاء المعجمة والراء آخره هاء، ورسمه في «ل» و «ب» بالزاي وهو وهم وكذا في ياقوت، وتحتفظ باسمها لهذه الغاية. والحجر: بكسر الحاء: لا يزال عامرا. والجربا: بالجيم والراء الموحدة والألف.
ومعاهر: سلف ضبطه وفي «ب» وياقوت خلط في هذين الحرفين.
(4) بنو ماوية: لهم بقية.
(5) عبدان: بالتحريك: واد مشهور من أكرم الأودية وعداده اليوم من العوالق العليا.
(6) جردان: سبق ضبطه والكلام عليه ووهم هنا في «ل» و «ب» فرسم بالذال المعجمة بدلا عن الدال المهملة.
ومن قرى جردان: عمد وعمقين.
(7) جعف: بضم الجيم وسكون العين المهملة آخره فاء: وهو بطن كبير من مذحج ولهم بقية ومنهم كثير من المشاهير.
(8) يشبم: بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الشين المعجمة ثم باء موحدة وميم: وهو واد عظيم كما نوه به المؤلف يقع بين سلسلتين من الجبال وفي شطيه مساحات من الأرض الزراعية التي تسقى من ينابيعه ويسكنه اليوم آل علي من الايزون، ويظهر من كلام المؤلف في «الإكليل» ج 2632ان يشبم من حضرموت، وعداده اليوم من العوالق.
(9) حجر وهب: بضم الحاء المهملة وقد يفتحها البعض: لا يزال يحمل اسمه بدون إضافة وهب اليه ويسكنه الكنديون وعداده من بلد الواحدي التي كانت من حضرموت.
(10) في أصلنا: «تم» بالتاء المثناة من فوق وفي «ب» و «ل» بالثاء المثلثة، ولعله خطأ مطبعي.
(11) شرجان: بضم الشين المعجمة وسكون الراء ثم جيم آخره نون: كذا صححناه من البحث وفي الأصول كلها بالسين والحاء المهملتين، وهو بلد عامر يسكنه الدهابل.(1/194)
للاصبحيّين واكثره اليوم للدّعام بن رزام الكتيفي سيّد اود وفي بني معشر من الاصابح اجداده من امه وهم اشرافهم جده محمد بن عبيد بن سالم الاصبحي وهو الذي ناوى محمد بن ابي العلا وانزل مذحجا السرو ودثينة، صحب واد للنّخع وبني اود فهذا آخر السّرو من الطريق اليمنى ثم الكور إلى دثينة له طرق كثيرة منها الرقب ودمامة ووساحة والبحير وتاران وثرة وعرفان (1) وملعة وبرع وحسرة.
ونعيد الصّفة في 70747 دثينة
: فأول دثينة اثرة لبني حباب من اود، ودثينة غائط كغائط مأرب فيه بنو أود لكل بني أب منهم قرية حولها مزارعهم، فيها قرية بني شبيب وبني قيس وهي الظاهرة، والموشح وهي اكبر قرية بدثينة وهي مدينة لبني كتيف، والمعوران لبني مزاحم ولهم الخضراء (2)، والقرن لبني كليب، العارضة لسبأ، السّوداء وأوديتها للأصبحيين، ذو الخنينة لبني سويق، الجبل الاسود (3) منقطع دثينة وهو للعدويّين والخمسيّين من حمير، هذه دثينة من هذا الحيز الايسر.
ونعيد الصّفة في 70748 احور
: أحور اوّلها الجثوة قرية لبني عيذ الله بن سعد (4)
القويع لبني عامر من كندة، الشرّيرة (5) لبني عامر ايضا، المحدث (6) قريب من البحر لبني عامر من ساحل، عرقة (7) لبني عامر، ثم انتهيت الى حجر وهب من هذه الطريق أيضا فلقيت الطريق الاول هنالك.
ثم رجع إلى 70749 الكور يريد الطريق اليمنى الى 70750 ابين
: اذا انحدرت من برع فهنالك وادي برع به مسلية، ثم صناع (8) واد به بنو صريم من أود وقد انتسبوا في
__________
(1) عرفان: بضم العين المهملة وتشديد الراء آخره نون: يحمل اسمه الى هذه الغاية، وأما دمامة فبالتحريك وهي قرية آهلة بالسكان، ووساحة أيضا كذلك وملعة: بكسر الميم آخره هاء:
(2) الخضراء: لا تزال تحمل اسمها لهذه الغاية.
(3) الجبل الأسود: لا يزال يحمل اسمه إلى هذه الغاية. راجع نسب العذريين والخمسيين «الإكليل» ج 3692.
(4) أحور: مخلاف مشهور في منتهى اليمن وشرقي أبين بينهما مسافة مائة وثمانية عشر كيلا، والجثوة: بكسر الجيم وفتح الواو: بلدة صغيرة، وعيذ الله: سلف الكلام عليهما، وقد وهم في الأصول كما سلف.
(5) الشريرة: بفتح الشين المعجمة المشددة وكسر الراء ثم ياء مثناة من تحت ثم راء وهاء: بلدة عامرة.
(6) المحدث: بفتح الميم آخره ثاء مثلثة: كذا في الأصول ولم نعثر عليه وإنما يوجد قرية تسمى المحفد بالفاء بعد الميم والحاء وآخره دال مهملة.
(7) عرقة: بكسر العين المهملة وسكون الراء ثم قاف وهاء: بلدة عامرة تقع على ساحل البحر كما ذكر المؤلف.
(8) صناع: معروف ولا أتحقق ضبطه، وصناع قلعة في يافع فيها تحنث ابن الفضل.(1/195)
بلحارث بن كعب وهنالك أخلاط من بني منبّه، ثم ريبان وسنبا والعطف كلها لمراد، ثم يرامس (1) واد عظيم فيه النخيل والعطب وهو لفرقة من الأصابح من حمير، ثم ذو سكير لبني مسلية.
ثم بعد ذلك 70751 أبين (2)
: ابين أولها شوكان (3) قرية كبيرة لها أودية وهي للأصبحيّين، والمدينة الكبيرة خنفر وهي ايضا للأصبحيين وقوم من بني مجيد يدعون الحرميّين وقوم من مذحج يدعون الزّفرّيين، المضري (4) قرية يسكنها الأصبحيّون، الرّواع (5) يسكنها بنو مجيد، الملحة (6) يسكنها بنو مجيد، والمصنعة (7)
يسكنها الأصبحيون، الجشير يسكنها الأصبحيّون أيضا، الطّريّة يسكنها العامريون من ولد الأشرس (8)، البادرة (9) يسكنها قوم يقال لهم الرّبعيّون من كهلان، الجثوة (10) يسكنها الرّبعيّون ايضا، الحجبور (11) يسكنها الأخاضر من مذحج، الفقّ
__________
(1) ريبان: بفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم باء موحدة وآخره نون، وسنبا: بفتح السين المهملة وسكون النون ثم باء موحدة وألف مقصورة، والعطف: معروف الضبط، هذه المساكن لا تزال معروفة قائمة البنيان، والعطف: هو ما يسمى العطفة بإلحاق هاء آخر الحروف، ويرامس: سلف ذكره وهو كما وصف المؤلف من الخصب والريف ويقع شرقي أبين وفيه جبال وهضاب متناثرة هنا وهناك.
(2) أبين: بفتح الهمزة وسكون الياء المثناة من تحت وآخره نون، وحكى سيبويه بكسر الهمزة، وهو بلا شك حجة، ولا نعرف معاشر اليمنيين غير فتح الهمزة، وهو مخلاف نفيس جدّا في منتهى اليمن شرقي عدن وإليه تنسب عدن أبين ليحترز عن عدن لاعة، نسب إلى أبين بن ذي يقدم من حمير، وبينها وبين عدن مسافة قرابة ثمانين كيلا وطريقها على الساحل شرق عدن وشرقيها أحور ومن غربيها مخلاف لحج وشمالها يافع وجنوبها البحر. قال القاضي مسعود: وأهلها أصح الناس مزاجا وأطيب النواحي ماء وهواء وتربة وفي أهلها شرف النفوس وعلو الهمة، وانظر «معجم البلدان» و «طبقات ابن سمرة» و «النسبة».
(3) شوكان: معروفة الضبط وهي اليوم خراب وأنقاض وفيها مآثر حميرية نقب على بعضها العالم الأثري الانجليزي «ميلن» وأخرج منها تماثيل.
(4) المضري: هي اليوم من أخبار كان.
(5) الرواع: كان في الأصول كلها الرواغ بالغين المعجمة آخر الحروف فأثبتناه كما ترى بعد الاستقراء.
(6) الملحة: بفتحات: قرية عامرة بالسكان.
(7) المصنعة: بفتح الميم وسكون ثانيه: قرية آهلة بالسكان وتسمى اليوم المصينعة بلفظ التصغير.
(8) الطرية: بتشديد الطاء المهملة وكسر الراء وتشديد الياء المثناة من تحت ثم هاء: بلدة لا تزال عامرة ونسب اليها الفقيه عمرو بن عبد العزيز الأبيني الطريي تولى القضاء في وطنه وهو من اعيان القرن السادس. كذا في الجندي:
والأشرس هو من كندة.
(9) البادرة: بالباء الموحدة والدال والراء المهملتين آخره هاء: كذا في الأصول كلها، والذي استفدناه من البحث انها البادة بحذف الراء، وهي قرية مندثرة بجوار قرية الخاملة.
(10) الجثوة: سلف ضبطها وهذه من القرى المندرسة.
(11) الحجبور: بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم وضم الباء الموحدة آخره راء: من القرى المنقرضات، ولم يبق إلا واديها الذي يسمى باسم البلدة المذكورة. وتقع بجوار خنفر.(1/196)
يسكنها الأصبحيون، وقرى ابين كثيرة بين بني عامر من كندة وبين الأصابح من حمير وبني مجيد ومن يخلط الجميع من مذحج وهو يسير، فإلى السفال إلى البحر، بوزان (1)
يسكنها قوم من حضبر يدعون بني الحضبري وعدادهم في مذحج، الشريرة يسكنها الأصبحيّون، نخع (2) يسكنها بنو مسلية، الروضة (3) يسكنها الأصبحيون، وحلمة (4) يسكنها الأصبحيون، قحيضة يسكنها الأحلول من بني مجيد، قرية تعرف بيوسف بن كثير وبني عمه وهم قوم ربعيون، قرية تعرف بمحل حميد يسكنها قوم من احور ناجعة (5) وقد توطنوها، قرية على ساحل البحر ذهب عني اسمها يسكنها قوم من مذحج، تمت صفة ابين.
لحج وساكنها (6)
: الحيّب يسكنها بنو أحبل من الأصبحيين، ونفر من الأيزون، الرّعيض يسكنها بنو حبيل من الأصبحيين، الجوار (7) يسكنها
__________
(1) بوزان: بفتح الباء الموحدة ثم واو وزاي آخره نون: هي اليوم أطلال ولا تعرف إلا باسم واديها المسمى باسمها.
(2) الشريرة: بفتح الشين المشددة وكسر الراء ثم ياء مثناة من تحت ثم راء وهاء: وهي كسالفتها بلدة مندرسة ولا تعرف إلا بواديها: الشريرة الواقع شرقي مشروع مياه أبين، ونخع غير معروفة.
(3) قرية آهلة بالسكان، وتقع في وادي حسان من أبين، وفيها معاقل منيعة يسكنها آل فضل.
(4) حلمة: بفتح الحاء واللام والميم آخره هاء: بلدة عامرة ولها ذكر في الأحداث وهي اليوم مركز ممتاز ورئيسي لتوزيع مياه منطقة أبين بواسطة القوة الكهربائية.
(5) الناجعة: مشتقة من الانتجاع وهو طلب الماء والمرعى ومساقط الغيث.
(6) لحج: معروف وهو مخلاف عظيم مشهور في منتهى اليمن. قال الشاعر:
تقول عيسي وقد وافيت مبتهلا ... لحجا وبانت لنا الأعلام من عدن
أمنتهى الأرض يا هذا تريد بنا؟ ... فقلت: كلا ولكن منتهى اليمن
والشعر الجاهلي في لحج كثير، وهو في الغرب الشمالي من أبين وشمال عدن الواقعة في دلتا واديه وغربيه مخلاف بني مجيد الذي منه العميرة والعارة وهما اليوم من ملحقات لحج وشمالا جبال صهيب سبأ وجبال الحواشب. ومدينته تسمى «الحوطة» وهي على قارعة المحجة. نسب مخلاف لحج إلى لحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ (راجع «الاكليل» ج 52) وهو مخلاف كريم التربة ومن مشهور منتجاته الموز والبطيخ الحبحب وهو من أجود ما تنتجه أصقاع اليمن وأدخلت اليه فواكه هندية وغيرها، وهي في غاية الجودة والندرة والحلاوة وكان ذلك على يد سلاطينها العبدليين، وتعتبر اليوم المحافظة الثانية.
(7) قال السلطان أحمد بن الفضل العبدلي في «هدية الزمن» بعد أن نقل كلام المؤلف: اعلم أن أغلب هذه القرى درست، وقد اجتهدت ان أحقق مواقعها بالضبط، وقد تحققت ان قرية الجوار على مسافة ساعة تحت ملتقى الأودية في رأس وادي لحج، ذكر الهمداني عند ذكر الأودية ومآتي وادي لحج قال: ثم يخرج الوادي في الجوار ثم ثرى والحيب ثم في وسط «الرعارع» ثم فور ثم يخرج الفائض الى بحر عدن. فتبين ان الحيب فثرى فالجوار على عدوتي الوادي شمال موضع الرعارع وهو على بعد ميل وربع شمال مدينة «الحوطة» وان فور بين الرعارع وعدن، وأما رأس الوادي فحيث يلتقي ورزان وتبن في حبيل «إمسويدا» فيكون موضع قرية الجوار على مسافة ساعة تحت ملتقى الأودية حوالي الطنان أو قرب الحرقات وهناك توجد إلى الآن شمالي الحرقات بين الطنان وجبل منيف آثار أبنية قديمة تدعى «جوير»، فلعله موضع قرية «الجوار». والرعيض. لا تعرف.(1/197)
الأصبحيون، الدار يسكنها الواقديون، الرّعارع يسكنها الواقديون فور يسكنها الأصبحيون، الغبرا أقرب إلى عدن يسكنها الأصبحيون، بني أبّة يسكنها الا بقور من يافع، بنو الحبل يسكنها قوم يعرفون بالاعدون منسوبون الى عدن (1) وبنو طفيل من بني الحبل يسكنها قوم من بني مجيد (2)، الشراحي يسكنها الاصبحيون، ذات الاقبال يسكنها الأصبحيون. تبن (3) يسكنها الواقديون وهي التي ذكرها السيد ابن محمد (4) بقوله:
هلّا وقفت على الأجزاع من تبن (5)
ثم يقول في هذه الكلمة:
لي منزلان بلحج منزل وسط ... منها ولي منزل بالعرّ من عدن
حولي به ذو كلاع في منازلها ... وذو رعين وهمدان وذو يزن
ثرى يسكنها الواقديون، جنيب يسكنها الواقديون، الرحبة يسكنها الواقديون، دار بني شعيب يسكنها الواقديون، الراحة يسكنها الاصبحيون والرواغ يسكنها الاصابح (6).
__________
(1) بنو أبة: قريتان متقاربتان، احداهما بنو أبة العليا والاخرى بنو أبة السفلى، ولهذا ان في أصلنا بياضا بعد قوله:
«بني أبة» مما يدل على ما ذكرنا وذكره المؤرخون. قال الجندي لوحة 159: بنو أبة بفتح الهمزة والباء الموحدة المشددة: تنسب إلى بانيها وهو رجل من قريض يقال له أبة، ومنها ابو عبد الله محمد بن سعيد القريضي مؤلف كتاب «المستصفى في سنن المصطفى» وكتاب «القمر» ومختصر «إحياء علوم الدين» مات سنة ست وسبعين، وبها جامع عظيم بناه محمد بن موسى بن جامع القريضي، ويسمى هذه القرية غالب اهل السنة ميبة بفتح الميم ثم ياء مفتوحة ثم هاء ساكنة قبلها باء مشددة، وفي «تحفة الأهدل» كلام كثير عن هاتين القريتين وفي «هدية الزمن»، وأما موضع بني أبة فمعروف إلى يومنا هذا في ميبة وهو على نصف ميل غربي مدينة «الحوطة»، وفي الرعارع وبني أبة وقعت الحرب بين علي بن أبي الغارات والداعي محمد بن سبأ الزريعيين (راجع «تاريخ عمارة» ص 182).
(2) في قوله: بنو طفيل الخ قلق، إلا أن يكون اسم القرية بنو طفيل، فإنه يرتفع الإشكال.
(3) تبن: زنة زفر وعمر، وهي خرائب وأنقاض ولا يعرف موقعها وإنما يسمى السيل سيل تبن ووادي تبن.
(4) هو الملقب السيد الحميري واسمه إسماعيل: شاعر معروف، أخباره في «الأغاني» وغيره.
(5) وتمام البيت: وما وقوف كبير السن في الدمن (من قصيدة اوردها صاحب «الأغاني») والأجزاع: بالجيم والزاي: جمع جزع بالكسر ويجوز الفتح وهو منعطف الوادي وهو كذلك في «الإكليل» و «الأغاني» وفي ياقوت: الأجراع بالجيم والراء، والجرعة: الرملة الطيبة والأصح هو الأول.
(6) الراحة: قال السلطان احمد فضل: وأما الراحة والمشاريح فباقيتان إلى الآن غربي جبل ردفان والثانية بلاد المناصرة. قلت: والراحة ايضا في الحواشب وهي مربوطة بأعلاها إلى لحج ويسكنها آل يحيى، والراحة ايضا من محلاف حكم: المخلاف السليماني.(1/198)
70752 - بيحان (1)
: واما بيحان فإن لها طريقين: الصدارة (2) واد يهريق في بيحان منه شربهم، واهله الرضاويون من طيء (3) وهم من بني عبد رضا، والثاني واد آخر (4)
وسكان بيحان مراد إلى العطف، وأسفل بيحان والعطف (5) يسكنه المعاجل من سبا، ثم من وراء ذلك الغائط الى مرخة. ورؤساء مراد بيحان آل المكرمان وهم الخساسات ويقال ان الخساسات من ولد الأشرس بن كندة (6) وهم بيت ابن ملجم ولآل المكرمان (7) شرف وسؤدد ومقام في مذحج.
70753 - مخلاف شبوة
: يسكنه الأشباء والأيزون ثم صداء ورهاء (8).
ورجعنا إلى 70754 غربي محجّة عدن
: السّحل ارض بني مجيد، الشقاق وموزع ووادي الحنّا (9) والمندب، والعميرة وساكنها بنو مسيح من بني مجيد.
__________
(1) بيحان: بفتح الباء الموحدة آخره نون: وهو المخلاف الذي تربض فيه مدنيّة زاهرة سلفت وحضارة زاهية أفلت حينما كانت اليمن الخضراء تتمتع بالخصب ووفرة الأمطار وتكاثف السكان يسودهم النظام والطمأنينة والاستقرار، وما أحوجنا اليوم ونحن في عهد الانطلاقة إلى أن تمتد اليها يد العلم بالبحث والتنقيب فتقدم لنا من تاريخنا مزيدا من العرفان. ويسمى بيحان القصاب ويقع جنوب مأرب، وما يحمل اسم بيحان كثير.
(2) الصدارة: يحمل اسمه لهذه الغاية ويسمى اليوم الصدر بدون ألف ولا هاء، ويسمى ايضا الوادي الأعلى.
(3) طي: قبيلة يمنية سلف ذكرها ولها بقية يقال لها «رضا».
(4) كذا في الأصول وفي ياقوت نقلا عن المؤلف، «وواد آخر» وحذف لفظ «والثاني» وكان البحث عن الوادي الثاني من أهل بيحان أنفسهم فقالوا: يسمى «خرّ» بكسر الخاء وحذف الألف من أوله وتشديد الراء، وقد يسميه بعضهم باسم العذرة وكأن أبا محمد كره أن يسميه بذلك تنزها.
(5) لا تزال قبيلة مراد هي الغالبة على وادي بيحان وهم من ولد الحارث بن مفرج بن ناجية بن مراد بن مذحج ويلقب الحارث كدادة وهو أخو قائفة: قيفة وهم المصعبان الذين يسمونهم اليوم المصعبين وكدادة المعروفة اليوم ايضا، والعطف واد يحمل اسمه إلى ذا الحين، ويزرع النخل وجميع الثمار وينتهي العطف قرب مرخة. وفي العطف يقول الشاعر من بني العربان من مراد:
إنا صبحناهم بالعطف غازية ... شعواء مثل وقود النار في الضرم
(6) لا تزال تزعم قبيلة كدادة انها من كندة كما حدثني بذلك صديقنا الأستاذ محمد بن سالم البيحاني الكدادي بثغر عدن.
(7) آل المكرمان هم كما وصفهم المؤلف وكانوا ولاة لآل يعفر الحواليين. قال الشاعر:
وبيحان ولي بها المكرمان ... وولي الهذيلي ايضا شباما
وأثنى عليهم الإمام نشوان الحميري عند اجتيازه بهم إلى حضرموت حوالي القرن السادس.
(8) الأيزون والاشباء من حمير (راجع الجزء الثاني من «الإكليل»)، وصدا ورهاء سلف التنويه بهما، وانظر عن مخاليف اليمن «معجم البلدان» وكتب اليعقوبي وابن خرداذبه والبشاري وقد أوفينا الكلام عليها في «المعجم».
(9) وادي الحنّا هذا في أعلى موزع معروف مشهور.(1/199)
بلد وهي واسعة الى ما اتصل في الشمال ببلد الركب (1) من الاشعر وفي الشرق بالمعافر وذبحان (2) وقد يخلط بني مجيد في بلدها قوم من الفرسانيين (3) أهل نجدة وهم الذين يدخلون في بلد الحبش ويخفرون التجار واليهم تنسب جزائر الفرسان في البحر بين تهامة وبلد الحبش، وسنذكر مناهل بني مجيد التي بين زبيد وعدن فيما بعد إن شاء الله تعالى.
70755 - مخلاف المعافر (4)
: امّا الجوّة من عمل المعافر فالرّأس فيها والسلطان عليها آل ذي المغلّس الهمداني ثم المرّاني من ولد عمير ذي مرّان (5) قيل همدان الذي كتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
70756 - مدينة جبا
وأما جبا وأعمالها وهي كورة المعافر فهي في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر وطريقها في وادي الضباب ومنها أودية ذخر وتباشعة ويسكنها السكاسك، ورسيان (6) ويسكنه الركب وبنو مجيد وجيرة لهم من بني واقد ومن الرّكب النّشورة (7)
__________
(1) بلد الركب، هذه بلد شمير: مقبنة التي تعتبر ناحية من قضاء المخا.
(2) لا تزال هذه حدوده إلى يوم الناس هذا.
(3) هم ما يسمون اليوم في نفس مدينة موزع «الفرّسنة» وهم بيت أو بيتان فقد قلوا، وقد وهم البكري فرسم جزائر فرسان في حرف القاف مضمومة.
(4) المعافر: بفتح الميم وكسر الفاء آخره راء: هو ما يسمى اليوم الحجرية وهو من أفخم المخاليف وأشهرها، ولهذا سماه الأمير الكبير محمد بن أبان بن ميمون الخنفري دار الملك حيث قال:
حلوا المعافر دار الملك فاعتزموا ... صيد مقاولة من نسل أحرار
ويقع في جنوب مدينة تعز فيما بين برداد والضباب شمالا وما بين ذبحان وما تاخم أصابح لحج: الصبيحة جنوبا وما بين بني مجيد: بلاد المخا غربا وخدير والجند السكاسك شرقا هذا إذا لم يدخل جبل دخر وجبل صبر في المعافر، أما إذا دخلا وهو رأي المؤلف فهو واسع جدا لأن آل الكرندي في عصره كانوا يحكمون هذا كله بما في ذلك الجند حيث كانوا ولاة لأسعد الحوالي وفي حالة استقلالهم.
ولشهرة هذا المخلاف وما له من مميزات فقد ورد ذكره في الآداب اليونانية وان رجالا منهم لعبوا ادوارا مجيدة في بناء الحضارة اليمنية أيام ازدهارها وبلغوا أقاصي افريقية الشرقية إلى ساحل الذهب وكوّنوا مستعمرات هناك، كما جاء ذكره في المساند الحميرية وفي أخبار الوفود والأحاديث النبوية، وتنسب اليه الثياب المعافرية. وقد أوفينا الكلام عن المعافر في تاريخنا.
(5) راجع ترجمة القيل عمير ذي مران في «الإصابة» والجزء العاشر من «الإكليل».
(6) رسيان: سبق ضبطه والكلام عليه وفي «ل» و «ب» رسعان بالعين بدلا عن الياء المثناة وهو خطأ، وهم أسافل وادي الملح لهم أصرام وحلل.
(7) النشورة: لا تعرف اليوم وفيما سبق باسم العشورة ونبهنا عليها هنالك وبنو مجيد يسكنون اسافل رسيان في الهاملي وغيره.(1/200)
وملوك المعافر آل الكرندي من سبا الأصغر ينتمون إلى ولادة الأبيض بن حماّل (1)
منازلهم بالجبيل من قاع جبا (2) ومشرب الجميع من عين تنحدر من رأس جبل صبر غزيرة يقال لها أنف أخف ماء وأطيبه (3) ويصلح عليه الشّعر، ويحسن ويكثر.
وأهل المعافر وما والاها يستعملون السّكينيّة (4) في الرأس وتحسن في بلدهم، ويفضي قاع جبأ في المنحدر إلى ناحية بلد بني مجيد (5) إلى كثير من قرى المعافر مثل حرازة وبها تعمل الأطباق الحرازية (6) وثياب التجاوز، وصحارة وغزازة والدّمينة وبرداد.
وساكن هذه المواضع من بطون حمير من ولد المعافر بن يعفر (7). وسفلى المعافر أهل غتمة (8) في المنطق وأهل رقا وسحر لا سيما من كان هناك من السّكاسك. وسكان صبر الرّكب والحواشب من حمير وسكسك (9) ورأسهم والقائم بأمرهم عبد الجبار بن الربيع الحوشبي وكان الرؤساء قبله آل قرعد الرّكب، ومكنونة وبها قومن الأزد، والجزلة والعشش (10) وصبر حاجز بين جبأ والجند وهو حصن منيع وهو من الجبال
__________
(1) ذكرت في بعض تعليقاتنا أنا لم نعثر لبقية من آل الكرندي ولما زرت جبا قيل لي ان هناك قوما يدعون بني السبائي وانهم من بني الكرندي، وروي لنا المثل الذي انتقل من مأرب الى جبا وهو «ما بدل سبا إلا جبا». والأبيض بن حمال: بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم آخره لام (راجع نسبه وحياته «الإكليل» ج 2412، 242) وكان لهم عقب صالح يتردد ذكرهم في التواريخ إلى القرن الثامن الهجري.
(2) الحبيل: سبق ضبطه وتفسيره ولا يزال الحبيل بهذا الاسم معروفا.
(3) لا تزال هذه العين ثرة عذبة المذاق وتنبع كما قال المصنف من جبل صبر ثم من عزلة حصبان من قرية النبيرة العليا والسفلى ومن قرية العقيرة، وتسمى اليوم العين والماء الواثقي نسبة إلى الواثق أحد امراء ملوك بني رسول، ولا تسمى اليوم أنف.
(4) الطّرّة السكينية منسوبة إلى سكينة بنت الحسين بن علي (ض).
(5) وهو كما وصف المؤلف وإذا كانت السماء صحوا رؤي بلد بني مجيد كما يرى البحر من أعلى جبل صبر.
(6) حرازة: بضم الحاء المهملة ثم راء وألف وزاي: وهي التي ذكرها ابن أبان في شعره المتقدم وتقع في عزلة أيفوع المجاورة للاخمور ونسب اليها الفقيه عبد العزيز بن الربحي من أعيان القرن الرابع الهجري ولا زالت الأطباق تعمل بها وثياب التجاوز هي التي تسمى «الشريحة» وهي ثياب تطرز بألوان من الصباغات وعلى شكل فريد من الزينة يستحسن عندهم ذلك، وصحارة بضم الصاد وفتح الحاء المهملة آخره هاء وقد تقال بالسين المهملة وهي في سفل المعافر قرب باب اللازق المضيق، وغزازة: بالتحريك: أوله غين معجمة وزايان بينهما ألف وآخره هاء:
بلدة قائمة في عزلة بني غازي من المعافر، والدمينة: تصغير دمنة: قرية آهله في عزلة برداد.
(7) هو ابن السكسك بن وائل بن حمير، وهو قول نساب حمير، أما نساب كهلان فيلحقونه بهم. (راجع كتاب «التيجان» وغيره).
(8) الغتمة: اللكنة والتي فيها غرابة لا تفهم، وقد بينا ذلك في المعجم مفصلا.
(9) هم كذلك في أنسابهم الى اليوم.
(10) مضى الكلام على العشش، ومكنونة: بفتح الميم وسكون الكاف مع نون مضمومة آخره نون وهاء: بلدة من عزلة مرعيت مخلاف صبر في الجنوب الشرقي من تعز، والجزلة: لا تعرف.(1/201)
المسنّمة.
70757 - مخلاف الجند وخدير
الجند وخدير (1) والى ورزان للسّكاسك فراجعا إلى نخلان ومشرقا إلى ناحية وراخ (2) ومغربا إلى حدود الرّكب (3) وجنوبا إلى حدود الأصابح (4) وبلدهم بلد واسع ويكون السكاسك خمسة آلاف وهم أهل جد ونجدة وهم ممن لم يدن للقرامطة بل قتلوا أحمد بن فضل (5) وما زالوا مشاقين للملوك لقاحا (6) لا يدينون ولهم إبل وهي السّكسكيّة للحمل، والمجيدية من أكرم الإبل وانجبها بعد المهريّة (7) وللسّكاسك البقر الخديرية لا يلحق بها في العظم (8) بقر.
70758 - مخلاف السّحول
: بن سوادة، ساكنه آل شرعب بن سهل ووحاظة بن سعد وبطون الكلاع وهي بطون من حمير منها السّحول (9) بن سوادة وجسر الخباير ابن سوادة ونعيمة وغلاس وعنة وجبأ الذي ينسب اليه جبأ المعافر وزنجع وبهيل (10)
__________
(1) أي مخلاف الجند، ومخلاف خدير: بالخاء المعجمة ثم دال مهملة وياء من تحت وراء.
(2) ورزان: سلف ذكره كما تقدم التنويه بنخلان، وفي «ل» و «ب» باهمال الحاء. ووراخ بالتحريك آخره خاء معجمة: هو جبل على انفراد وفي قمته حصن كقادمتي النسر يقع في أسفل ميتم وهو من الكلاع كما يأتي للمؤلف، وفيه يقول الملك الكامل علي بن محمد الصليحي من قصيدته:
ما اعتذاري وقد ملكت وراخا ... عن قراع العدا وقود الرعال
(3) الركب: يقصد به شمير (مقبنة)، أي يدخل في مخلاف الجند وخدير للسهل الذي يسمى اليوم التعزية أي مربوط أعمالها بمدينة تعز ومن الركب الذي يسمى اليوم الزواقر.
(4) الأصابح: هي التي تسمى اليوم الصيحة، وحدود هذين المخلافين لا يزالان من عهد المؤلف إلى هذا التاريخ كما ذكر.
(5) كان قتل أحمد بن فضل سنة 304هـ حينما فض الحصار على المذيخرة وخرج فارّا.
(6) لقاح: بفتح اللام: هم الحي الذين لا يطيعون ملكا ولا يؤدون إتاوة ولا يملّكون.
(7) لا زالت الابل السكسكية معروفة بالعظم خصوصا منها الشرمانية، وكذا المجيدية: نسبة إلى بني مجيد، والمهرية: نسبة إلى مهرة القبيلة السالفة الذكر.
(8) هي كذلك إلى اليوم وكذلك الأغنام ولا سيما الخراف.
(9) السحول: سبق ضبطه ولا يزال يحتفظ باسم شطر من هذا المخلاف الواسع الذي ذكره المؤلف فيطلق اليوم على بطن السحول الممتد من عقبة الذهوب من مدينة إب جنوبا إلى القفر شمالا وما اكتنف ذلك من الهضاب والآكام والشعاب شرقا وغربا، وقد تطور اسم هذا المخلاف فقد تسمى بمخلاف الكلاع ثم تسمى بمخلاف جعفر باسم الأمير جعفر بن ابراهيم المناخي الحميري واشتهر بهذا إلى يوم الناس هذا، ويطلق عليه الإقليم الأخضر أو اللواء الأخضر وتقول العامة انه مدعو له بالخير والبركة ويروون قوله: «بارك الله بالوادي المستقبل ما بين خدد وأنور وحب والتعكر»، وحقا انه مبارك فإن الخصب والريف لا ينقطع عنه دائما (راجع «الدامغة» و «التاريخ» و «الإكليل» ج 2442).
(10) هذه قبائل حميرية مذكورة الأنساب في «الإكليل» ج 1052وما بعدها وما قبلها سميت بها الأوطان التي نتكلم عليها، والخباير: بالخاء المعجمة والباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت وآخره راء، وكان في الأصول كلها بالجيم وباءين موحدتين تتخللهما ألف ثم راء والتصحيح من المصادر التي ذكرناها في «الإكليل» ج 2442، والخباير: قرية خربة من أعمال جبلة وذكرها ياقوت ايضا. ونعيمة: بفتح النون آخره هاء: وهو ما يسمى اليوم(1/202)
والقفاعة بن عبد شمس وذو مناخ بن عبد شمس وبعدان وريمان وعروان وحميم والسّلف بن زرعة والصّرادف والمواجد وبنو علقان (1) فيها والتباعيون من همدان (2)
التّكلع والتّبكّل والتّحشّد والتّقرّش والتّحبّش الاجتماع، والتوزع الافتراق والأوزاع الفرق والمساكن من هذا المخلاف جبل بعدان وجبل أدم وسلية وإرياب (3) موضع ذي
__________
بمخلاف «صهبان» وتسميته هذه جاءت في القرن الثامن الهجري حينما تولاه الأمير الصهباني من قبل الدولة الغسانية الرسولية ويقال له: «نعيمة المسواد» لحصن هنالك وهو جنوب مدينة إب بدون فاصل وعليه تشرع طريق السيارات اليوم من تعز إلى إب، ونعيمة ايضا قرية أسفل عقبة إب: الذهوب وفيها يقول الأديب الشاعر علي بن صالح ابو الرجالي يمدح الأمير مشرح من أعيان القرن الحادي عشر الهجري:
كم بائس ذي افتقار ... في إبّ لاقى نعيمه
وغلاس: بضم الغين المعجمة آخره سين مهملة: وهي مواضع ومزارع ومحتطب في ظاهر بطن السحول مما يلي جبل معود وجبل حبيش ورسمه في «ل» و «ب» بالعين المهملة وهو غلط، وجبا المعافر: مضى ذكره، وجبا السحول: هو الآن أطلال ولم تبق إلا حروثه ومزارعه الواقعة في مزارع قرية ذي قيفان وبيوت العدين، وتبعد جبا هذه عن مدينة إب بمسافة ميلين ونصف في الغرب الشمالي. زنجع: بفتح الزاي وسكون النون ثم جيم وعين مهملة. وبهيل: بفتح الباء الموحدة وكسر الهاء ثم ياء مثناة من تحت آخره لام: وهو بلدة وحصن في العاقبة السفلى من الكلاع: العدين وزنجع هو ما يسمى اليوم زنجح بالحاء بدل العين في أسافل العدين.
(1) هذه ايضا اسماء قبائل حميرية ذكرت في الأنساب («الإكليل» الجزء الثاني) سميت بها البقاع والأماكن، وذو مناخ: بفتح وضمها آخره خاء معجمة: اسم قيل عظيم من حمير وبه سمي حصن ذي مناخ في المذيخرة.
وبعدان: بفتح الباء الموحدة آخره نون: نسب إلى بعدان بن جشم بن عبد شمس بن وائل وينتهي إلى الهميسع بن حمير وإخوته ريمان وعروان وبعدان ويقال له جبل بعدان مخلاف رحيب جليل أمره جميل وصفه خصيب التربة رقيق الهواء نضر الأرجاء عذب المياه كثير المنتجات ونسب اليه من العلماء والأعيان من ذكرناهم في المعجم. وريمان: هو من نفس مخلاف بعدان وهو الجبل الشامخ الذري الذي تربض على سفحه مدينة إب. وعروان: بضم العين المهملة آخره نون: عزلة كبيرة من مخلاف بعدان ونسب اليها الأديب المعاصر محمد الصباري العرواني أحفظ من عرفت في شعر وأدب ومحفوظات ومات وهو شيخ كبير (راجع «الإكليل» ج 2462، 281. والصرادف:
تقدم ضبطها وهذه في الكلاع: العدين ثم في جبل بحري، والصرادف ايضا في مخلاف الجند، وأخرى في المعافر وفي مخلاف جبلان: ريمة. المواجد: هي الأمجود في الكلاع ثم من أعمال المذيخرة. وعلقان: بالتحريك آخره نون: كانت بلدة كبيرة تشكل مركز ناحية وتقع في بطن السحول في الجنوب الغربي من بلدة المخادر بمسافة ثلاثة أميال وهي اليوم قد تشعثت وتضاءلت وبها سوق تقام يوم الثلاثاء في كل اسبوع وغربي الدليل المشهور على الفريق.
(2) التباعيون: فرقتان احداهما من حمير ومنهم السلاطين بنو ناحي الذين نسب اليهم السحول أخيرا وضربت بجودهم العرب المثل فتقول: (يا هارب من الموت ما من الموت ناجي ويا هارب من الجوع عليك سحول بن ناجي). ولهم ذكر في التاريخ ومآثر صالحات، وممن نسب إلى علقان من التباعيين احمد بن اسعد بن أبي المعالي العلقاني الحميري، والفرقة الثانية من همدان وقد نسب اليهم جماعة فارجع إلى المعجم.
(3) جبل أدم: بفتح الهمزة وكسر الدال آخره ميم قال المؤلف في «الإكليل» ج 1992: وإرياب في رأس أدم من يحصب العلو وهو رأس صيد. قلت: ولزيادة الإيضاح هو الجبل الناتىء المطل على قرية سمارة، ووهم البكري في معجمه فرسمه بالراء بدلا عن الدال، وفي ياقوت: وأدم من قرى اليمن ثم من أعمال صنعاء، قلت: هو غير أدم إرياب. وسلية: بكسر السين المهملة آخره هاء: حصن. وإرياب: بكسر الهمزة آخره باء موحدة: تطلق على عزلة، وفي «معجم ما استعجم»: وإرياب ما بين بعدان وأرم أي أدم من ظاهر السحول، والبكري نقل كل هذا من «الإكليل» ج 1952، و 199إلا ضبط الكلمة فغير موجود فيه واليمنيون لا يعرفون إلا كسر(1/203)
فائش الذي مدحه الأعشى وفيه يقول:
ببعدان أو ريمان أو رأس سلية ... شفاء لمن يشكو السّمائم بارد
وبالقصر من أرياب لو بتّ ليلة ... لجاءك مثلوج من الماء جامد
والثّجّة ونخلان (1) وبطن السّحول وفروع زبيدو ووادي النّهى (2) وعلقان وقينان وصيد وسوق الحمري (3) محدث وكان به مدينة المحرث قديمة (4) والزّواحي والرّبادي وتعكر والشّوافي وثومان (5) وملحة وخلقة وقزعة والجبجب وريمة ومذيخرة ورضاجة ووحفات ومذنات (6) وشظة وقلامة (7) والحبر (8) والضّمادي والهياري (9) وظبا ودمت وحميم في غربيّ قلامة ونمار وجبال شرعب ومجمعها دخّان
__________
الهمزة، وإرياب ايضا بلدة من عزلة السيف من أعمال ذي السفال من الكلاع وهي مناوحة لإرياب يحصب في الجنوب الغربي بينهما مسافة يوم.
(1) وكما وقع الوهم في نخلان في ما مضى في «ل» و «ب» وقع هنا وفي كل ما جاء ذكره.
(2) وادي النهى: زنة رها: وهو ما يسمى اليوم وادي النهائي وهو من أكرم الأودية وأطيبها ويقع ما بين علقان وبلدة المخادر وعلى المحجة وعلى عدوته يقوم مقهى الدليل اليوم.
(3) سوق الحمري: بضم الحاء المهملة وفتح الميم وكسر الراء آخره ياء مثناة من تحت: وهي مزارع وحروث تمتد من علقان شرقا إلى سائلة زبيد غربا.
(4) مدينة المحرث: بفتح الميم آخر الحروف ثاء مثلثة: وهي قرية كبيرة تقع في شمال علقان بنحو نصف ميل ورسمها في «ل» و «ب» بالباء الموحدة آخر الحروف وهو وهم.
(5) ثومان: بضم المثلثة أوله وآخره نون: ويقال له جبل الثومان، والثومان وهو من الكلاع من أعمال ذي السفال وهو مناوح الجبل المذيخرة من الجنوب الشرقي وفيه رابط أبو حسان أسعد بن أبي يعفر الحوالي لحصار المذيخرة وضرب فيه مضاربه سنة 304هـ راجع تاريخنا والثومان قرية كبيرة في أعلى جبل خضراء من الكلاع: حبيش.
(6) خلقة: بالتحريك: جبل فيه حصن أثري وقرية مندثرة في سفل الكلاع من عزلة السارة. وقزعة: بضم القاف وسكون الزاي آخره هاء: حصن ميع وبلدة في عزلة الأفيوش من الكلاع: العدين ولها ذكر في التاريخ، وقزعة أيضا في ردفان. والجبجب وريمة أي ريمة المناخي، والمذيخرة تقدم الكلام عنها. رضاجة: بضم الراء وفتح الضاد المعجمة ثم جيم آخره هاء: قرية في أسافل الكلاع ثم من مزاحن. ووحفات: سلف ذكرها. ومذنات:
بالتحريك: آخره تاء مثناة من فوق وهي ووحفات والجبجب من غور عزلة يريس من حبيش الكلاع.
(7) في «ل» و «ب» رسم شطة بالطاء المهملة كما سلف وهو وهم.
(8) حبر: بكسر الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة آخره راء: وهي بلدة متشعثة حولها أنقاض كبيرة مما يدل على انها كانت وسيعة وإليها تنسب الثياب الحبرية: المخططة والفقهاء بنو الحبري وتقع في أعلى جبل الشوافي وفي الشوفي ثم من عزلة ثوب قريتان تسميان حير العليا وحير السفلى بكسر الحاء المهملة ثم فتح الياء المثناة من تحت وإنما ذكرناهما للبس في الأصول.
(9) الضمادي: بفتح الضاد المعجمة آخر ياء: وهو عدة أماكن أحدها قرية كبيرة في بلحارث جوار إرياب من يحصب العلو وتطل على بطن السحول وجبال الشوافي وحبيش وثانيهما قرية كبيرة في أعلى جبل خضرا من جبل حبيش الكلاع ووحاضة، وثالثهما هضبة كان بها قرية وعمران ثم اندثرت وقد دبت اليها اليوم الحياة ويسكنها آل قاسم الكلاعيين. وتقع في عزلة ثوب من الشوافي، والرابعة قرية في بني شبيب من أعمال وحاظة: جبل(1/204)
ووادي نخلة (1) والوحش من بلد حاشد ما بين نعمان وبلد الكلاع على ما اكتنف سائلة زبيد ومنها الجفنة والفنج والملاحيظ وحجر قمران (2) وهذه البلاد من السراة فرأسها ببعدان وريمان وأدم ودلال وأسافلها جبال نخلة وأشراف حيس من وادي الملح وجبال الرّكب مشرقها نجد المخرب (3) ومن شمالي مشرقها حقل قتاب، وملوك بلد الكلاع المناخيّون من الجاهليّة وكان آخر الجعافر منهم محمد ذو المثلة وملك جعفر بن ابراهيم خمسين سنة وأبوه ابراهيم بن ذي المثلة ثلاثين سنة (4).
70759 - اليحصبان (5)
: ويتصل بالسحول من شماليها على سمت موسط السراة يحصب السّفل ومن نجدها قصد الشمال يحصب العلو وساكنها بنو يحصب بن دهمان والسخطيون والسّفليّون من همدان (6) فالسفل الواديان الصنع وشيعان موضع الورس النفيس وسوق عبدان ومنوب (7) ووادي حمض، وأهل حمض احدّ حمير حدا
__________
حبيش، والهياري بتقديم الهاء على الياء المثناة من تحت ثم ياء أيضا وبعد لأي عثرنا على قرية في عزلة بني سبأ يحصب العلو تسمى بهذا الاسم وتوجد قرية كبيرة ذات ينابيع نزهة جميلة في أعلى جبل الشواقي تسمى اليهاري بتقديم الياء على الهاء وباقي الحروف كالأول.
(1) سلف الكلام على هذه الاماكن.
(2) الوحش هو القفر. ونعمان هو وصاب وتقدم ذكرهما. والجفنة، والفنج بالجيم آخره والفاء قبله، وفي «ب» و «ل» بالحاء المهملة آخره وهم، ومضى الكلام عن بقية المواضع، والملاحيظ: بالظاء المشالة وهي التي عرفت فيما بعد بالطاء المهملة، وذلك للحادثة التاريخية وذلك لما يروى ان ابن فضل لما سبى فيما يزعمون من نساء زبيد خمسة آلاف قال لأصحابه وهم في الملاحيظ: «إن نساء الحصيب فتنة فاذبحوهن فانهن يشغلنكم عن الجهاد» فذبحوهن جميعا في ساعة واحدة، فسمي الموضع من يومئذ المشاحيط راجع التاريخ. وقد سبق عند الكلام.
(3) نجد المخرب: ما بين شرعب وشمير التي هي من بلاد الركب وهو بالخاء المعجمة، وفي الأصول بالحاء المهملة وهم، ويسمى اليوم نجد المخيرب بالتصغير.
(4) راجع نسب الجعافر: «الإكليل» ج 932.
(5) البحصبان: أي مخلاف اليحصبين وهو بالصاد المهملة مضمومة وضبطها ياقوت بكسرها ورسمها في «ل» و «ب» بالضاد المعجمة وهو واهم، والمخلافان المذكوران يحتفظان بحدوده وان كان بعضه ارتبط بأعماله الادارية الى السحول وهو ما يسمى اليوم بلاد يريم، ولا يعرف اسم يحصب إلا النادر اليسير، وإذا امتثلنا ما ضبطه لسان اليمن ان كل ما جاء من الأسماء اليمنية على زنة يعفر فهو بضم أوله وكسر ثانيه.
(6) السخطيون، بالضم: نسبة إلى ذي سخط: بضم السين المهملة أيضا ولا يعرف لهم اليوم بقية راجع «الإكليل» ج 602، والسفليون منسوبون إلى ذي سفل بكسر السين المهملة، فمن نسبهم الى همدان يقول انهم من كهلان ومن نسبهم الى حمير يقول انهم منسوبون الى ذي سفل بن يحصب، ولعله الأصح راجع «الاكليل ج 1932، والجزء العاشر.
(7) عبدان: بالتحريك آخره نون: معروف في سافلة السحول وهو اليوم اطلال لا تقام فيه سوق وله واد مغيول فيه شجر الموز والبن والعنب والكاذي وغيرها وفيه حمام طبيعي، وهو بناحية المخادر، ومنوب سلف ذكره ثم وقفنا ان في عزلة المحرم قرية خربة تسمى منوب وأنقاضها تدل على انها كانت قرية كبيرة بها آثار وهي من السحول.(1/205)
وارماه، وورف عالية (1) فعتمة السفلى، والعلو قتاب ومنكث وماوة ويريم ويخار فإلى سحمر والأحطوط والسملال أشراف قرد والحبلة (2). وبيحصب العلو على ما خبرني أبو العباس بن أبي غالب السفلي (3) ثمانون سدّا قد ذكرنا عنه في كتاب الإكليل كبارها (4) وفيها يقول تبّع:
وبالرّبوة الخضراء من أرض يحصب ... ثمانون سدّا تقلس الماء سائلا
70760 - مخلاف العود وذي رعين (5)
: هو مخلاف يسكنه العدويون من ذي رعين وغيرهم من أقباض حمير (6) وفيه جبل حبّ وسخلان ووراخ لبني موسى من الكلاع (7) وسخلان والعود للعدويين من رعين ومنهم مجيب الفاكهي بالمسمطة التي تسمى السهمانية (8).
مخلاف ذي رعين (9): منه مصانع رعين ومنه شخب وكهال (10) ومن الأودية
__________
(1) ورف: بفتح الواو آخره فاء: جبل فيه حروث ومزارع وقرى مندرسة ويسمى اليوم المقرانة عداده من عتمة، ومضى الكلام على عتمة وحمض وفي ورف آثار حميرية.
(2) قتاب: هو ما يسمى قاع الحقل وفيه قرية تسمى قتاب والعامة تصحفه بالكاف، وماوه بلدة عامرة جوار منكث التي سلف ذكرها وكذلك ما بعدها من الأماكن، وأما قرد فبالفتح وهو موضع في عزلة بني عمر، والحبلة: بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وفي «ب» و «ل» بالجيم بدلا عن الحاء وهو أيضا في بني عمر شمال غربي يريم، والحبلة أيضا في ظاهر سمارة والحبلة أيضا في الكلاع من أعمال ذي السفال وغير ذلك.
(3) كذا في أصلنا وفي ج 1368وفي «م» و «ل» و «ب» أبو غالب بن أبي العباس بن أبي غالب السفلي، وفي الجزء العاشر من «الأكليل» كما في أصلنا.
(4) المراد به الجزء الثامن من «الأكليل» وقد استوفينا ما أهمله المؤلف في تعليقنا على الجزء المذكور.
(5) العود: بفتح العين المهملة آخره دال مهملة نسب الى العود بن عبد الله بن الحارث راجع «الأكليل» ج 2 147، وهو مخلاف مستقل يحتفظ باسمه ورسمه متداخل مع مخلاف ذي رعين وفيه آثار قتبانية، وجبل العود مشهور بالعسل الطيب الأبيض.
(6) أقباض حمير: أي من أخلاطهم وأفنائهم.
(7) حب: باسم حب الطعام، ويقال له حصن حب وهو من أمنع معاقل اليمن وأصعبها مرتقى وأبعدها صيتا وأنضرها منظرا وأذكرها شهرة لكثرة ما يدور حوله من أحداث التاريخ لخطورته وهو منتصب فردا في سرة جبل بعدان كأنه خطيب قوم التفت حوله القرى الزاهية التي لا حصر لها والهضاب النضرة المكسوة بالأشجار والثمار اليانعة بكبره وعظمته يملي عليها واقع الدهر وهو مناوح لجبل التعكر من الشرق وكان مقر القيل الخطير يريم ذي رعين الذي عثر على قبره هنالك عام الرمادة من الهجرة كما أثبتنا ذلك في التاريخ، وقد قيلت في حب أشعار نوهنا بها في غير هذا التعليق.
(8) عبارة «الاكليل» ج 3672: منهم مجيب الفاكهي بالقصيدة المعروفة بالسهمانية وظني ان العبارة في «الاكليل» وهنا فيها سقط وان مقتضاها: ومنهم مجيب الفاكهي صاحب القصيدة المسمطة التي تسمى بالسهمانية، ولم نجد موضعا باسم المسمطة ولا السهمانية، كما لا أعرف عن مجيب الفاكهي شيئا.
(9) مخلاف ذي رعين: نسب الى القيل الكبير يريم ذي رعين، وهو مخلاف واسع مترامي الأطراف بما فيه مخلاف خبان ومخلاف الشعر وشطر من بعدان وهو ملاصق لمخلاف يحصب من الجنوب والشرق والغرب وفيه مقاطعة تعرف برعين راجع أنساب ذي رعين «الاكليل» ج 3352.
(10) المصانع: هنا الحصون، وشخب: بالتحريك: جبل عال في قمته قلعة تشبه السنام لا يرتقي اليها الا بصعوبة(1/206)
وادي سبّان ووادي خبان (1) وذو بلق ووادي حرد ووادي ذي يعزز وثريد (2)، ومن المصانع حصن كحلان وحصن مثوة وكهال (3) ومنها الصّولع ولبو والمواعلة ومليان (4)
وهيرة وصلاف فإلى ما حادّ حيشان (5) فيحصب العلو من ناحية ظفار (6) فراجعا إلى مخلاف ميتم وحدود مذحج من بني حبيش، وحقل صالح من أرض الرّبيعيين
__________
وعلى السلالم وهو في آل عمار من ذي رعين، وكهال: بضم الكاف آخره لام: قلعة شماء مسامتة لشخب من الجنوب بينهما غلوة سهم نسبت الى كهال بن عدي راجع «الاكليل» ج 1922، وينسب اليها آل الكهالى أصحاب فقه ومعرفة ونباهة، وفيها وقعت حادثة للسلطان المعزّ طغتكين الأيوبي قيدناها في التاريخ، فارجع اليه.
(1) وادي سبان: بفتح السين المهملة وتشديد الباء الموحدة آخره نون ورسمه خطأ في «ل» و «ب» بالياء المثناة من تحت بدل الباء الموحدة والوادي يحتفظ باسمه الى التاريخ وعليه تقع قرية ذي أشرع ذات القصور والمقاصير والمنظر الخلاب وغيرها، ووادي خبان: بضم الخاء المعجمة وفتح الباء آخره نون، وهو أسفل منه وعليه تشرع قرية الذاري التي يسمى اليوم باسمها وادي الذاري ويليه أيضا وادي سبان الذي يسمى اليوم وادي الرضمة التي تطل عليه من الشرق كما يطلق على الجميع وادي خبان إذ هو مخلاف من ذي رعين.
(2) ذو بلق: هو ما يسمى وادي القشيب من خبان، ثم من بني قيس وعنس، ووادي حرد: بفتح الحاء والراء المهملتين آخره دال. ورسمه في «ل» و «ب» بالخاء خطأ، ووادي ذي يعزز: بفتح الياء المثناة من تحت ثم عين مهملة ساكنة ثم زائين، وكلا الواديين حرد وذي يعزز في عزلة كحلان من خبان شرقي مدينة يريم، وثريد: بفتح الثاء المثلثة والراء ثم ياء ودال: وهو واد مشهور كريم التربة غزير المياه اليه تلتقي سائلة بنا وسائلة خبان كما سلف ذكر ذلك وتسقط على مخلاف أبين وفيه الحمام الطبيعي المشهور بحمام دمت، قال ياقوت: ثريد: بفتح أوله وثانيه على فعيل وهذا وزن غريب ليس له نظير.
(3) كحلان: بضم أوله آخره نون، ويقال له حصن كحلان وكحلان الحداد، وكحلان خبان، وهو مصنعة مدورة الشكل في وسطه صخرة ثابتة من الأصل كأنها الرأس وفيه آثار حميرية وكرف عادية نحتت من أصل الصفا وفيه عرقة حمراء من خارجه وليس له غير باب واحد. وقد اتخذه ملك اليمن أبو حسان أسعد بن أبي يعفر الحوالي دار ملكه ومقر عزه من سنة ست وثلاثمائة من الهجرة إلى أن توفي سنة 332هـ، واستمر خلفاؤه فيه من بعده إلى أن انقرضوا، وفيه توفي المنشىء البليغ والمؤرخ الكبير محمد بن الحسين الوحاظي الكلاعي في حدود سنة 403هـ وذكره المؤرخ المسعودي في «مروج الذهب» وقد نوهنا بخبره في التاريخ، وحصن مثوة: بفتح وسكون آخره هاء: قلة عظيمة أعلاها مربع الشكل وفيه زروع وحروث ونبع ماء وهو معاند لحصن كحلان من الشمال الشرقي بينهما ما يزيد على أربعة أميال وفيه وقعت معركة ضارية بين الرعينيين والملك علي بن محمد الصليحي ثم بينهم وبين ابنه المكرم بن علي الصليحي وكان النصر حليف الملكين وهي اليوم أطلال وخرائب.
(4) الصولع: وتسمى ذي الصولع: قرية آهلة بالسكان من كحلان وخبان. لبو والمواعلة من المقاطعة التي تسمى «رعين» وهما اليوم أطلال وخرائب، مليان: بكسر الميم آخره نون: بلدة عامرة من «رعين» وهذه البقاع شرقي مدينة يريم، وذو لبوة: بلدة من مخلاف الشعر وهو رعيني.
(5) هيرة وصلاف: لا تعرفان وهما في حكم أمس الدارس اللهم إلا أن تكون هيرة هي هيوة بإبدال الراء واوا، فإن هيوة قرية معلقة في برج السماء من مخلاف عامر: صباح وهذه الحدود للمخلاف المذكور هي هي كما ذكرها المؤلف.
(6) هذه الحدود لا تزال.(1/207)
والزيادّيين (1). وقد يعد من مخلاف رعين التراخم مثل بنا وشراد والخبار (2) وميتم وشرعة وماوة وكانوا ملوك رعين وهم من ولد ذي ترخم بن يريم ذي الرمحين بن عجرد من سبأ الصغرى. وجميع مخلاف رعين لا يسكنه إلا آل ذي رعين مثل يحيرو وسن والأملوك والأحروث وغيرهم (3) وأحياء آل ذي رعين بهذا المخلاف أوفر منهم في جنوب بلد رعين ومشرقها الذين غلب على أكثرهم مذحج.
70761 - مخلاف جيشان (4)
: جيشان من مدن اليمن ولم يزل بها علماء وفقهاء وتجار أبرار وكان من شعرائها ابن جبران وهو من شعراء الرافضة وهو صاحب الكلمة المحرضة على المسلمين (5).
__________
(1) ميتم هذا ميتم مذحج سلف بيانه وانه غير ميتم الوادي المشهور من ذي الكلاع، وبنو حبيش هم الذين يسمون اليوم الحبيشية، حقل صالح: يحمل اسمه الى هذه الغاية وهو ما بين دمت ثريد، والمقرانة: التي كانت عاصمة السلطان عامر بن عبد الوهاب بن طاهر وهو الى المقرانة أقرب ويقع على قارعة الطريق الى جبن وقد نزلته مستظلا من حرارة الشمس في جولتي الى جبن فأكرموا نزلي، وبينما كنت في الغرفة أتناول فنجانا من القهوة اذ دخل علينا رب المنزل وقال: افتحوا الكوّة للضوء، إذ كانت الغرفة مظلمة، فوقعت مني كلمة «الكوّة» موقع الاستغراب وكالفاكهة الطرّية الغريبة اللذيذة، إذ السائد في وطننا هي الطاقة للنافذة، وفي «ل» و «ب» صابح بابدال اللام باء موحدة.
(2) بنا وشراد: سلف الكلام عليهما، والخبار في أصلنا بالخاء المعجمة والباء الموحدة آخر راء. وفي «ل» باهمال كلا الحرفين ولم أعثر على هذا الموضع ثم عثرت على موضع في شراد يسمى الجبار بالجيم والباء الموحدة وصح لى ذلك، والتراخم لهم بقية (راجع «الاكليل» ج 3242) وكانت مساكنهم في قرية خار من رعين ولا يزال حصنها يسمى التراخم وكذا في بنا وشراد.
(3) يحير: بفتح الياء المثناة من تحت وكسر الحاء المهملة ثم ياء وراء، بلفظ المضارع من حار يحير وهي عزلة من خبان رعين وفرقة منهم في مخلاف ذي مأذن، نسب الى يحير بن الحارث من ذي رعين، وممن نسب الى يحير القبيلة الأديب الشاعر البليغ سليمان بن عبد الله اليحيري الرعيني الحميري من أعيان القرن الخامس وكان شاعرا مترسلا (انظر «معجم البلدان»). ووسن زنة وعل: لا تعرف اليوم، والأملوك: بفتح الهمزة وضم اللام آخره كاف:
عزلة من مخلاف الشعر عرفت بانتاج القات، والأحروث: بالثاء المثلثة آخر الحروف: وهو ما يسمى اليوم بعزلة الحرث من مخلاف بعد ان واشتهرت بالحبوب لا سيما البرّ، فهو أطيب وأفخر ما عرفنا.
(4) مخلاف جيشان: قد اختفى اسم هذا المخلاف لاختفاء مدينته التي كانت زاخرة بالمعارف والتجارة وغير ذلك كما اختفت قبائله ودخل المخلاف في عداد مخلاف العود، وحجر وبدر: بلاد قعطبة اليوم ونسب الى جيشان بن غيدان ابن حجر بن يريم ذي رعين (راجع «الاكليل» ج 2332و «معجم البلدان» و «اللباب»)، وقبيلة جيشان ممن لبت الدعوة المحمدية، وبعثت وفدا الى المدينة كما فازت بشرف الجهاد المقدس في الفتوحات الاسلامية واشتركت في فتح مصر ولهم خطة هنالك راجع التاريخ، ونسب اليهم عالم ونسب الى جيشان الخمر السود الجيشانية، وتقع مدينة جيشان في عزلة الأعشور من العود شمال قعطبة وهي من مدة غير قصيرة أطلال وخرائب ولي معها خبر ذكرناه في غير هذا.
(5) نقل ياقوت كلام المؤلف برمته وزاد على ما هنا قوله: منها:
وليس حي من الأحياء نعلمه ... من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم ... كما تشارك إيسار على جزر
وهذا يروى لدعبل، ثم اكمل كلام المؤلف عن جيشان، ويبدو ان لشعر كان موجودا في نسخة ياقوت من هذا الكتاب بدليل قوله: وهذا يروى لدعبل.(1/208)
ومن جيشان كان مخرج القرامطة باليمن ومن الجند (1)، ويسكن مخلاف جيشان بطون من يريم ذي رعين بن سهل بن زيد الجمهور (2) وفيها الصراريون والرعديون والرّغامد (3) وباديتها انجاد، ويعد من مخلاف جيشان حجر وبدر وصور وحضر وثريد وبلد بني حبيش وجانب بلد العدوّيين من حبّ وسخلان والعود ووراخ.
70762 - مخلاف رداع وثات
: مخلاف رداع القريتان رداع وثات العروش (4) وبشران واذنة ورحبتها (5) وبلد ردمان وقد دخل أسماء كثيرة مما حلّيتها (6) في قصيدة الرداعي في آخر الكتاب، ولا يسكنها ومخاليفها جميعا إلا بطون مذحج والقليل من بقايا حمير وبرداع وثات الأسوديون والربيعيون والزياديون وخليطي بعد ذلك من العرب.
العرش وحرية (7) لبني الحارث ابن كعب وهم أهل كراع القريتين ورؤساؤهم آل الذّملّق وآل العيزار وآل الياس.
70763 - مخلاف كومان
وكومان بلد واسع يسكنها كومان وهم من زوف وسلمة وصنابح ويصلى كومان إلى بلد ذي جرة بلد الحدا بن نمرة بن مذحج (8)
وهم وكومان من أرمى العرب وأحدّه، ولا يكاد يدخل بلد الحدا سبع لذهابهم على السّبع بالرمي.
70764 - مخلاف مارب (9)
: الجبل لبني مالك من مراد ولبني طلية (10) وقائفة وفجاءة
__________
(1) وسبب مخرج القرامطة ان ابن فضل من جيشان وقرأ بالجند (راجع التاريخ).
(2) الجمهور: زنة السموأل.
(3) الصراريون: لهم بقية وكذلك الرعديون دون الرغامد فلا أعرف.
(4) العروش: وهو ما يسمى اليوم العرش وقد مضى ذكره.
(5) اذنة: تقدم الكلام عنها، ورحبتها: هي الرحبة ورحابة سلف ذكرهما.
(6) حليتها: أي بالحاء المهملة ثم لام ثم ياء مثناة من تحت ثم تاء مثناة من فوق: من التحلية وهو الذي يتبادر الى الذهن، وفي «ب» و «ل» حيلتيها أي بالحاء المهملة ثم ياء مثناة من تحت ولام ثم تاء مثناة من فوق وياء مثناة من تحت وبقية الحروف كالأول، ولم تظهر هذه العبارة.
(7) تقدم ضبطها وهذه حرية هي التي تسمى حرية الحجلة وتقع في الكنف الشرقي من جبل احرم الواقع في الشمال الشرقي من مدينة رداع بمسافة ميل ونصف تقريبا وعدادها اليوم في قائفة قيفة (راجع «الاكليل» ج 5252).
(8) لا يزال اسم الحدا يحمل اسمه كما انه جاء ذكر الحدا في المساند الحميرية.
(9) مأرب: بفتح الميم وثانيه وكسر الراء آخره باء موحدة: هكذا ننطق به معاشر اليمنيين وهكذا ورد ضبطه في معجم البكري، وزاد: ويقال: مأرب باسكان ثانيه وأما ياقوت بانه لم يأت إلا بلغة الهمزة ساكنة ثم تكلم عن اشتقاقه، وهو بلد العجائب والغرائب، والفردوس المفقود الذي قال فيه الهمداني في «الاكليل»: هي بيضة العز ودار المملكة وبقعة الجنتين ووكر قحطان ووسط الاقليم وما سماه الله بلدة طيبة. والكلام حول مأرب يطول.
(10) بنو طلية: بفتح الطاء واللام وتشديد الياء من تحت مشددة ثم هاء، ولهم بقية.(1/209)
ورأسها جبل دقرار (1) وهو من الجبال المسنمة ومنها السويق وتحتم (2) ومن أذنة ما سفل من رحبة ورحابة وكان بها نخل عظيم، وكان أكثر تمر صنعاء منها وبها جنس يقال له الونش (3)، ثم أخربتها الفتنة وكان يسقيها أسافل دقرار فالسويق فحبنون. وهذه المواضع مساقطها من الجبل في جنوبي مأرب ومساقطه في شمالها إلى نهج الجوف والعوهل وهينا وصرواح وأودية موضح وشرقيها القاع الأمق من صيهد ونهبيّة من دغل فإلى جبل الملح وليس بجبل منتصب ولكنه جبل في الأرض يحفر عليه ويمعن في الأرض وهو يبقي منه أساطين تحمل ما استقلّ من تلك المحافر وربما انهدم على الجماعة فذهبوا. وهو أرض لا نبات فيها فيحمل اليها الماء والزاد والحطب والعلف ويتحفظ على الماء من أجل الغراب أن ينسر السّقاء فيذهب ماؤه وهو من مأرب على ثلاث مراحل خفاف وثنتين بطيئتين (4)، ومأرب بحذاء صنعاء شرقا وأما قرن (5) فقد يعد الى مأرب وحريب وبيحان وقد يعدّ الى ردمان (6).
المخاليف التي بين 70765 المعافر وصنعاء غربا
: بلد الرّكب وهو الملح وحيس وهو بلد آل أبي النمر الرّكبيّين وقريتهم بحيس القناة.
70766 - مخلاف جبلان العركبة
جبلان العركبة بلد واسع ونعمان بلد وساكن العركبة الشّراحيّون منهم آل يوسف ملوك تهامة من عهد المعتصم إلى أيام المعتمد (7) الوصابيون من سبأ الأصغر
70767 - مخلاف وصاب
وهو وصاب بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة
__________
(1) دقرار: بكسر الدال آخره راء: لا يزال يحمل اسمه لهذه الغاية ولعله الذي يسمى جبل مراد.
(2) تحتم: بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الحاء ثم تاء أيضا مكسورة آخره ميم: موضع بوادي قضيب من مراد.
قال السليك بن السلكة:
بحمد الإله وامريء هو دلني ... حويت النهاب من قضيب وتحتما
وقال لبيد:
وهل يشتاق مثلك من ديار ... دوارس بين تحتم فالخلال
هكذا ضبطناه وصححناه من «معجم ما استعجم» للبكري، وكان في الأصول كلها تحما باسقاط التاء الثانية وهو وهم، وهو في وادي عبيدة ويطلق عليه اليوم اسم قحازة وحبنون.
(3) كذا في مخطوطة (ح) وفي المطبوعتين: الرئيس.
(4) كذا في أصلنا بطيئتين: من البطء.
(5) قرن: بالتحريك وقد سلف ذكره (راجع ياقوت ج 3314)، فانه وهم كما وهم الجوهري في «الصحاح».
(6) هو كذلك اليوم تارة بتارة.
(7) راجع نسب الشراحيين «الاكليل» ج 3462، ومنهم الأديب الشاعر ابن خمرطاشة صاحب المقصورة من أعيان القرن السادس الهجري، والمعتصم هو أبو الخليفة العباسي المعتمد، فعلى هذا تكون ولاية الشراحيين لتهامة واحدة وستين سنة وتكون قبل ظهور الزياديين في تهامة وولاية الشراحيين لتهامة كما لم يذكرها الجندي ولا الخزرجي ولا غيرهما ممن كتبهم معنا وكلهم تبعوا عمارة اليمني وقد حققنا الموضوع في التاريخ.(1/210)
وهو حمير الاصغر بن سبأ الأصغر (1) وجبلان هذه بين وادي زبيد ووادي رمع،
و70768 - مخلاف جبلان ريمة
جبلان ريمة (2) هي ما فرق بين وادي رمع ووادي سهام ووادي صيحان والعرب الى أرض حراز وهو سبعة اسباع ومن جبلان تجلب البقر الجبلانية العراب الحرش الجلود الى صنعاء وغيرها وهي بلاد كثيرة البقر والزرع والعسل وسوقها يصلي تهامة، قعار ويسكن البلد بطون من حمير من نسل جبلان ومن الصرّادف ومن بني حيّ بن خولان وهي ملوكها (3)، ويصلي جبلان ريمة مما يصلي الشمال وادي سهام ومما يصلي الشمال والمغرب
ذكر 70769 جبل برع وذكر سلطانه
جبل برع (4) وهو من الجبال المسنّمة وهو واسع يسكنه الصّنابر من حمير وبريمة جبّلان منهم قوم (5) ايضا، ويسكن برع أيضا بطن من سبأ الصغرى وفرق من همدان، وسوق برع الصّليّ في القاع من شرقيه، وما يصلي الظهار (6)، وسلطانه محمد بن عبد الله البرعيّ حميري شريف كريم وهو من عوادي اليمن وقرومها وانجادها وله صولة وبعدة غائلة، ويفرق بين جبل برع وبين جبل ضلع وريمة وادي سير ووادي العرب (7) ثم يفرق بين وادي سردد وبين وادي سهام
__________
(1) وصاب: بضم الواو آخره باء موحدة، ويقال له أصاب بالهمزة وهو صقع يشتمل على مخلاف نعمان ومخلاف عركبة وهما وصاب السافل والعالي، وهو بلد واسع رخي طيب الأرض مبارك الأجواء زكي الأرجاء وله تاريخ مستقل، ونسب اليه أعلام كثيرون منهم أم الدرداء الوصابية التابعية المشهورة زوج ابي الدرداء الصحابي المشهور، ومنهم ابن أبي الصيف صاحب التآليف المتوفي بمكة مجاورا، ومنهم الشاعر محمد حمير الوصابي الهمداني المتوفي سنة 651، ومنهم بنو الوصابي المشهورون بالتصنيف والتأليف وعيرهم، وقال ياقوت ج 3885وصاب اسم جبل يحاذي زبيد باليمن وفيه عدة بلاد وقرى وحصون وأهله عصاة لا طاعة عليهم لسلطان اليمن إلا عنوة بهذا ومعاناة من السلطان لذلك.
(2) ريمة: هي التي تسمى ريمة الأشابط لقوم ترأسوها، وتسمى أيضا ريمة بدون إضافة وهي بهذا أشهر: مخلاف واسع جدا يحتوي على خمس نواح كلها في غاية الخصب والرخاء وتسميها الأعراب «سكاب اليمن» جؤجؤه، ووصفها يكثر ونسب اليها خلق منهم الشاعر البليغ محمد ابن عيسى الريمي. ووهم ياقوت في ضبط ريمة وفرق بينها وبين غيرها، وما يحمل اسم ريمة كثير ذكرناها في المعجم.
(3) راجع أنساب هذه القبائل «الاكليل» ج 1وج 2.
(4) برع: زنة زفر: جبل عظيم ومخلاف جليل شهير الوصف عتيق الأصل، وأشهر مزروعاته البن الذي لا ينقطع ثمره في جميع فصول السنة، وممن نسب اليه الشاعر المعروف بابن مكرمان البرعي الحميري من أعيان المائة السادسة (راجع عمارة 314)، ومنهم الأديب المشهور عبد الرحيم البرعي من أهل القرن الحادي عشر.
(5) الصنابر: بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة ثم ألف وباء أيضا مكسورة آخره راء: قبيلة من حمير لا تزال تحمل هذا الاسم الى هذه الغاية ولهم في جبلان ريمة قرية تحمل اسم الصنابر لا يسكنها إلا هم كما لهم بقية في برع، وإليهم ينسب نقيل الصنابر وفي وصاب نسبت الى صنبر بن ذي نصبان (انظر «الاكليل» ج 3812).
(6) الظهار: وهو بالفتح.
(7) كذا في نسخة (ح) وفي أصلنا بحدف واو العطف من وادي العرب: أي ان الفاصل بين برع وجبلان هو وادي العرب، وأنا أعتقد ان الواو من ووادي سير محذوفة وأنه فاصل أيضا وفي «ب» و «ل» باثبات الواوين، ووادي العرب بلفظ العرب، وفي «ب» و «ل» الغزب بالغين والزاي المعجمتين وهو خطأ.(1/211)
بلد حزار وهوزن وفرع سردد أهجر شبام وذلك ما حاذى صنعاء.
70770 - مخلاف ذمار
: (1) ذمار قرية كبيرة جامعة بها زروع وآبار قريبة ينال ماؤها باليد ويسكنها بطون من حمير وأنفار من الأبناء (2) ورأس مخاليفها بلد عنس وساكنه اليوم بعض قبائل عنس بن مذحج، ويقال انه منسوب (3) لعنس بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر (4) وهو مخلاف نفيس كثير الخير عتيق الخيل كثير الأعناب والمزارع (5) والمآثر به بينون وهكر وقصور قد ضمّن ذكرها كتاب «الاكليل (6)» ومنها مداقة وبوسان ورخمة (7) وجبل (لبؤة) بن عنس (8) وجبل اسبيل منقسم بنصفين فنصف الى مخلاف رداع (9) ونصف الى مخلاف عنس وشماليه الى كومان. وأسي ما بين إسبيل وذمار، أكمة سوداء تسمى حمّة، بها جرف يسمى حمّام سليمان
__________
(1) كذا في (ح) وفي أصلنا باضافة مخلاف الى ذمار وفي «ب» و «ل» بحذف ذمار الأولى مكتفيا «مخلاف ذمار جامعة» والخطأ واضح.
(2) هكذا عرفت ذمار في سن الطفولة ان ماءها ينال باليد ويحدثنا آباؤنا وذو والأسنان العالية انه كان فيها غيول تسح على الأرض وتسقي الى مسافات بعيدة. واليوم قلّت مياه الآبار واختفت الغيول لقلة هطول الأمطار وتوالي الجدب، والأبناء: تلاشوا في المجتمع اليمني فلا يعرف منهم أحد، وفي «معجم البلدان»: وأبقاء من الأبناء. وهم سقط.
(3) كذا في أصلنا وفي «ح» و «ب» و «ل» «سبق لعنس» وهو غلط واضح.
(4) راجع «الاكليل» ج 1612عن نسب عنس.
(5) كادت الخيل والأعناب تختفي من هذا المخلاف ويحدثنا الآباء عن الأجداد ان الخيل في هذا المخلاف بما فيها ذمار كانت في المزارع والحقول أشبه بالأغنام والأبقار لكثرتها.
(6) الجزء الثامن.
(7) مداقة: بكسر الميم وآخره هاء: بلدة عامرة هي اليوم في عداد الحدا وقد تسمى بيت قحطان، وبوسان: سلف ضبطها والكلام عليها وكما وهم «ب» و «ل» في رسمها وهم هنا. ورخمة: بفتح الراء وقد تضم وفتح الخاء المعجمة ورسمها في «ب» و «ل» بالجيم وفي «الفهرست» بالحاء المهملة.
(8) ما بين القوسين تصحيح من «الاكليل» ج 1612وكان في أصلنا وفي «ل» لبود به عفو وفي «ب» لبود بن عفو، ولبؤة: بفتح اللام وضم الباء الموحدة ثم واو مهموزة بعدها هاء: وهو جبل فيه قرى ومزارع يسكنه آل زياد شمال شرقي مدينة ذمار.
(9) إسبيل: بكسر الهمزة وسكون السين المهملة ثم باء موحدة مكسورة وياء مثناة من تحت آخره لام: وهو جبل عاف منيف شاهق واسع الأطراف يرى من بعد وكأنه الهلال في ابداره أو معصم الحوار في استوائه ويبعد عن مدينة ذمار شرقا بمسافة ثلاث فراسخ تقريبا وزيادة، وهو لا يزال كما قال المصنف منقسما بنصفين: فنصف لمخلاف رداع وهو في حوزة قايفة، ونصف لعنس وهو الأكثر من الشمال والجنوب والغرب، وشاهدته لما زرت رداع في رجب سنة 1383لاصلاح بين بعض القبائل دوّنت طرفا من أحوال هذا الحيّز، وانظر «معجم البلدان» ومعجم البكري.(1/212)
والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب وغير ذلك (1)، وبعين شراد (2) أيضا ينتشر الناس بها ويعافون. وذمار القرن قرية قديمة خراب (3)، وأما ذمار المخدر فغيرها (4)
وذو جزب ودلان (5) وسربة واد كثير الماء والمطاحن (6)، والأودية التي بها مطاحن الماء فهي سربة وشراد وبنا وماوة والموفد وجمع، وبصيد، وبأودية رعين وبوادي ضهر.
70771 - مخاليف ذمار الغربية
وأما مخاليف ذمار من غربيها فهي مصنعة أفيق للمغيثيّين (7) وجمع والموفد وسربة ووادي القضب لبني عبد كلال (8) وحمر ووادي حمر منسوب الى حمر بن عدي وهي تصلي جبلان وسيّة والجبجبة والجبجب والصّلي ويسكن هذه المواضع من
__________
(1) أسي: بفتح الهمزة وضمها وكسر السين المهملة اخره ياء مثناة من تحت، وهو ما يسمى اليوم اللسي: بلام التعريف مع لام مكسورة وبقية الحروف كالأول وهو كما وصف المؤلف ولزيادة الايضاح هي أكمة كبيرة كأنها الصبرة من الطعام وفي جوانبها فجوات بتفاعل معدن الكبريت الموجود بها وكان يستعمل الى عهد قريب والحمام لا يزال معروفا باسمه ووصفه، والجرف: بالفتح آخره فاء إن كان فردا وجمعه جرف: بضم أوله وهو الكهف، والجرف: بمعنى الكهف لغة فصحى دارجة في عموم اليمن، وهذا الجرف لا يسع إلا إنسانا واحدا فيدخله مستصحبا معه جرة ماء وسرعان ما ينش بالعرق وتحمى الجرة فيغتسل ويستحم وهلم جرا، وقال في «معجم ما استعجم»: أسي بضم أوله وكسر ثانيه وتشديده بعده ياء مشددة هكذا تكرر في كتاب الهمداني مضبوطا في نسخة معاناة أسي ونقل عن الهمداني كلاما غير ما هنا لم أجده في كتب الهمداني التي بين أيدينا وأعتقد انه في كتابه «المسالك والممالك اليمنية».
(2) شراد: بفتح أوله وآخره دال مهملة: هو ما يسمى اليوم وادي المطاحن وهو من غرر أودية اليمن ويقع جنوب مدينة ذمار ومربوط بأعمالها، ومعنى ينتشر الناس: اي يستشفون بها، والعين لا زالت معروفة وتسمى اليوم «معين جبر» وتؤدي نفس الشيء.
(3) ذمار القرن التي ذكرها المؤلف انها في عصره خراب هي اليوم أعمر ما تكون بنيانا وأوفر سكانا لا سيما حصنها المسمى القرن وهي جنوب مدينة ذمار بمسافة ميلين ونصف. وقد اتصل العمارة بها وصارت مراجيا مدينة ذمار.
(4) ذمار المخدر: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وآخره راء: وهي اليوم خراب يباب وتقع في الشمال الغربي من ذمار بمسافة أربعة أميال وفيها وفي ذمار القرن آثار حميرية.
(5) دلان: بكسر الدال آخره نون: قرية عامرة وتقع في ظاهر شرعة وينسب الى نسائها الجمال الفاتن، والدلاني:
بزيادة ياء النسبة: بلدة من بني الحارث في يحصب العلو اليها ينسب سيل الدلاني.
(6) مضى الكلام على سربة وقد أقفرت من المطاحن منذ زمن وغيرها مما ذكره المؤلف.
(7) المصنعة: معروف ضبطها ومعناها، وما يحمل اسم المصنعة في وطننا كثير ولكن الذي في هذا النهج مصنعتان إحداهما مصنعة قرب أفيق وتسمى اليوم مصنعة انس جهران وتقع في الشمال الغربي من ذمار وأفيق قرية عامرة لا تزال وفيها أسر الإمام إبراهيم بن تاج الدين أسره الملك المظفر الرسولي الغساني سنة 674هـ وتسمى اليوم أفق، وأفيق أيضا بلدة من عنس من مشرق ذمار (راجع «الإكليل» ج 1612)، والمصنعة الثانية مصنعة مرية وتقع غربي ذمار بمسافة فرسخين وهي مصنعة عظيمة وفي أعلاها بنيان مترامي الأطراف وهي أنقاض وكان فيها طريق معبدة مرصوفة بالأحجار وفيها أيضا مسند حميري أثبتناه في غير هذا التعليق، ويقال لها مصنعة أسعد.
(8) وادي القضب: باسم القضب المعروف، وفي «ل» و «ب» بالصاد المهملة وهو وهم، وهو واد خصب وفيه غيول، وبنو عبد كلال: بضم الكاف: من أقبال حمير المشاهير ولهم بقية ليس في هذا الوادي (راجع «الإكليل» ج 3622) والوادي المذكور في شمال غربي ذمار.(1/213)
بطون حمير من أوزاعي (1) ومغيثي وغير ذلك، وفي شمالي هذه المواضع أرض مقري وجبل أنس وأرض الهان ومن شمالي ذمار بعض حقل جهران، وأهل جهران من حمير وفيهم قوم من وضيع تبع وكذلك بقتاب منهم قوم وفي ذلك يقول تبّع:
فسكّنت العراق خيار قومي ... وسكنّت النبيط قرى قتاب
وهو حقل قتاب بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وجهران منسوب الى جهران ابن يحصب (2).
70772 - مخلاف ألهان ومقري (3)
: هو مخلاف واسع ينسب اليه غربي حقل جهران مثل ذي خشران ومعبر (4) وألهان في ذاتها بلد واسع ومجمعها الجبّ جب ألهان ويسكنها الهان بن مالك أخو همدان (5) وبطون من حمير وقراها تكثر، ومقرى يسكنها آل مقرى بن سميع (6) ومما يصلى ألهان الى وادي الشّجبة الذي يصبّ إلى شجبان ثم رمع: جبل أنس وفيه محفر البقران ووتيح وسمح وريمة الصغرى وحدا (7) ومن هذا الصّقع في حيز سهام هو وبقلان وعشار وكثير مما ذكرنا من غربي ذمار يعد في مقرى
__________
(1) راجع أنساب الأوزاعيين والمغيثين («الإكليل» ج 2522، 282)، ومن الأوزاعيين المحدث الشهير أبو عبد الرحمن الأوزاعي المدفون بمدينة بيروت بالشام، ومن المغيثين الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني المغيثي.
(2) في «ب» و «ل» بالضاد المعجمة خطأ.
(3) مضى الكلام على الهان وقد غلب اليوم مخلاف أنس على اسم مخلاف الهان.
(4) خشران: بالخاء المعجمة وسبق ضبطها. وفي «ب» و «ل» بالحاء المهملة كما سبق لهما الوهم في ما تقدم، ومعبر: بفتح وسكون آخره راء: وتشكل مركز ناحية جهران وتقع على المحجة.
(5) هذا قول نساب كهلان (راجع «الاكليل» ج 1032).
(6) قال المؤلف في «الاكليل» ج 2512: مقرى: زنة معطى وهو عبد الله بن سميع فاذا نسبت اليه شددت الياء فقلت مقري مثل بحري، والمخلاف هذا لا تعرف معالمه اذ قد دخل بعضه في اعمال ذمار والبعض الآخر في مخلاف أنس وقد استقرينا حدوده ومعالمه في المعجم، وقبيلة مقرى ممن هاجرت وساهمت في الفتوحات ونزلت بالشام ونسب اليهم بشر بن شريح بن عبد الله المقري روى عن أبي امامة، وإليهم تنسب قرية مقرى: بالفتح والسكون بالشام فيما أعتقد ونسب الى القرية المذكورة كثير من العلماء، وقال توفيق بن محمد النحوي:
سقى الحيا أربعا تحيا النفوس بها ... ما بين مقرى الى باب الفراديس
ومن مقرى ثم من ذي الحود شيخنا المقرىء الكبير صالح بن محمد الحودي المقري الحميري المتوفي سنة 1362 هـ عن سن عالية وكان أعمش وحافظا لعلوم شتى ومن الزهاد العباد، ومنهم بنو مقرى في عتمة.
(7) وتيح: مضى ذكره، وسمح ويسمى السمح: بفتح السين وسكون الميم آخره حاء مهملة وهو في ظاهر بكيل معاند لضوران بينهما ميلان، وريمة الصغرى تحمل اسمها الى هذا العهد وهي في جبل موشك غربي مدينة ذمار ومن أعمالها، حدا بالضم وهو ما يسمى حداد بزيادة دال ثانية وهو أيضا في جبل موشك.(1/214)
70773 - شجبان
: سوق أغوار هذه المخاليف، وهو الحد بين هذه المخاليف وبين جبلان ريمة وما بين جبل أنس وحقل جهران ضوران ومذاب وبها الصبّليّون من حمير (1).
70774 - مخلاف حراز وهوّزن (2)
: وهو سبعة أسباع أي سبع بلاد حراز المستحرزة (3)
وهوزن وكرار واليها تنسب البقر الراريّة وصعفان ومسار (4) ولهاب ومجيح وشبام ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن وهما بطنان من حمير الكبرى وهما ابنا الغوث بن سعد بن عوف بن عدي وبحراز الحناتلة ولد حنتل بن عوف بن عدي (5) ولعف ونشق من همدان (6) وبطون أخرى من حمير وهي بلد كثيرة الزّرع والورس والعسل والبقر العراب مثل الجبلانية وحراز مختلطة من غربيها بأرض لعسان من عك (7) فمنها التّيم والأدروب (8) وعجب والعبر والعرقين ووادي حار (9) وبوادي سهام الماء الحارّ، ينضج البيض والرز بحرارته، فمن وادي حار العقيل والحبيل والأنغوم والأنعوم بطن من حمير (10) وشط الحجل (11) والأحصّ وهو منهل الظّهار ظهار بن بشير النّشقي من
__________
(1) الصبليون: بفتح الصاد المهملة وضم الباء الموحدة: نسبة إلى صبل بفتح وضم بن الحارث بن يامن كما في «الإكليل» ج 3322، وإليهم تنسب القصور الثلاثة المشهورة بضوران كما نسبت اليهم قرية صبل من عزلة المنار من مخلاف مقرى سابقا، ووهم في «ب» و «ل» فحذف الباء التي بعد الصاد.
(2) مخلاف حراز: يحمل اسمه لهذه الغاية كما غلب على جميع ما ذكره المؤلف ويقع غربي مدينة صنعاء وعليه تشرع طريق صنعاء الحديدة، وهوزن: بفتح وسكون: لا يزال معروفا باسمه ومن قراه الهجرة بالتحريك، ونسب إلى حراز بشر غير يسير (انظر «تاريخ عمارة» و «اللباب» و «معجم البلدان»).
(3) حراز المستحرزة: وهو ما يسمى اليوم الشرقي.
(4) صعفان: بفتح الصاد المهملة وسكون العين المهملة وآخره نون: عزلة من أجود بلد حراز خصبا وريفا، ومن أجود منتجاتها البن والعقاقير، ووهم في «ب» و «ل» فرسم مشار بالشين المعجمة وهكذا في كل ما جاء ذكره.
(5) الحناتلة: لهم بقية في حراز وهم من ولد حنتل بالحاء المهملة والنون ثم تاء مثناة من فوق ثم لام، وفي «الإكليل» ج 2392بالباء الموحدة وباقي الحروف كالأول ولعله سبق قلم.
(6) لعف: بضم اللام آخره فاء ولهم بقية في بني اسماعيل من حراز وفيهم يقول الهمداني:
وفي هوزن من حي لعف عصابة ... ومن آل نشق كل رخو الحمائل
(7) لعسان: بكسر اللام وسكون العين المهملة آخره نون.
(8) التيم: بفتح التاء وسكون الياء المثناة من تحت آخره ميم: لا يزال قائما، والتيم أيضا من هوزن ثم من حراز، والأدرب: هو الأدروب: واد عداده اليوم في صعفان من حراز السفلى.
(9) وادي حار: معروف وفيه الماء الحار بشدة كما وصفه المؤلف وماء بارد وهو شرقي باجل بمرحلة، ووادي الحار بالتعريف في غربي ذمار بجنوب، وآخر في بني شهاب ثم من حضور.
(10) العقيل: يحتفظ باسمه، والحبيل هو ما يسمى اليوم الحبل، والأنعوم التي في لعسان والتي في حراز من حمير لا زالتا معروفتين.
(11) شط الحجل: يحتفظ باسمه ويسمى اليوم شط الحجلية وفيه نهر يسقي ذات اليمين وذات الشمال، والأحص شرقي عبال، والذنبات وتسمى الذنبة وذنبة الصنيف، المعشور موجود وعداده اليوم من سفالة برع، والرّخام:(1/215)
همدان والذنبات والعارضة والمعشر والدرخام والجمع والسّوق والحورانيّان وثولانة والبويّة حصنان.
ومناهل لعسان
: السّنانيّة وذو الكامة والمقطرة والعقل والمليحة وذو الخناصر وذو القطب والمرياس والحماطة والخلّا والحسّان والمصلب مع الركبتين والملاهي والفيّاض ووادي النّميل ووادي المثاوي مما يلي سردد والسّعور وطفيّة وبرام هذه المواضع أسافل حراز وأعلى بلد لعسان وسوق هذه المواضع وأعالي حراز بالموزة فأمّا أرض لعسان في بطن تهامة فالجعدية والهندية والشّقعل ومربل وذات العظام وذات الأوتاد والعمد والأمان والندج وذو الرداع والمسيل والجريب والحبال والتّنام والفواهة وذات المذنبين والمحترقة والصعيد والحنشات، وموارد هذه المواضع أسفل سهام واسفل سردد وسوقها المهجم والكدراء حمى لغسان وهو يوم في يوم ويسمى المسالمة. قال أبو محمد: إنما استقصينا في هذه المواضع دون سائر البقاع من اليمن تنبيها على أن هذه المواضع لم تكن محالّ لربيعة بن نزار كما يتوهم الجهّال بالأخبار القديمة في أيام العرب ومحالها، وسنمر بك بأسماء ديار ربيعة في صفة أرض نجد ان شاء الله.
70775 - مخلاف حضور
وهو حضور (1) بن عدي بن مالك من ولده شعيب النبي ابن مهدم بن ذي مهدم بن المقدم بن حضور عليه السلام وهو الذي قتله قومه، ويقال قتله أهل حضورى وعربايا وكان بعث اليهم، فسافله حضور يناع وشمّ وماظخ وصابح والأغيوم ويريس (2) ومنهم بحزا وعلسان (3) فهذه سافلة حضور، ويتصل
__________
بالضم: من أعمال برع وهو لعساني، والجمع: هو ما يسمى المجتمع لأنه تجتمع فيه مياه الأودية، والرخّام يقال له اليوم المرخام، والمقطرة بضم الميم وفتح القاف وتشديد الطاء المهملة ثم راء وهاء وهي في العبسية من أعمال المراوعة والعقل والمليحة بضم الميم وكسر اللام آخره هاء، تحمل اسمها الى هذه الغاية وهي يماني لعسان ذو الخناصر، والحماطة تحمل اسمها لهذه الغاية وهي بالفتح ويقال لها حماطة مناخة وعدادها من حراز.
(1) راجع نسب حضور وما قيل في النبي شعيب عليه السلام الاكليل ج 2832، وحظور بالظاء المعجمة وكان في الأصول بالضاد والتصحيح من الأكليل وغيره.
(2) هذه الأماكن تعد اليوم من الأخروج الحيمة كما سلف التنبيه لها وماظخ بالظاء المسألة كما بيناه سابقا وتكرر الوهم في «ب» و «ل» فرسمه بالضاد والأغيوم يحتفظ باسمه وعداده في الحيمة، ويريس بفتح الياء المثناة من تحت وكسر الراء ثم ياء أيضا ساكنة آخره سين وهي بلدة وحروث في عزلة الأحبوب تحت جبل حضور ورسمه في «ب» و «ل» بالباء الموحدة أول الكلمة والشين المعجمة بآخره وهم، ويريس ايضا عزلة من جبل حبيش من الكلاع وتريس بالتاء المثناة من فوق بلدة بحضرموت سلف ذكرها وبربش بالباء الموحدة اول الكلمة والشين المعجمة آخرها بلدة من مخلاف اقيان كما يأتى ذكرها للمؤلف.
(3) فى الأصول بحزا بالحاء المهملة والزاي بعدها الف إلا (ح) ففيها بهرا وعلسان بالتحريك عزلة من الحيمة الداخلية معروفة مشهورة. واطنه حزاز.(1/216)
70776 - الأخروج
بها بلد الأخروج (1) بن الغوث بن سعد ويقال نسب البلد إلى خرجة (2) من همدان والأخروج بين حضور وهوزن وهو بلد واسع وموسطها ذات جردان (3) وعليها الطريق الى نقيل الشّجة (4) الذي في رأسه هوزن وببلد الأخروج اليوم الصّليحيّون (5) من همدان وبحضور الصّيد يتهمدنون ويقال انهم من حمير وهم غير صيد همدان (6)، والجحادب من حمير وقد يتهمدنون (7)، وعالية حضور واضع
70777 - المعلل وواضع وسهمان
والمعلل وحقل سهمان (8) بلاد ينسب لىّ واضع والمعلل وسهمان بني الغوث ابن سعد ويجمع هذه المواضع مخلاف المعلل كما يجمع ضهر ضلع وريعان مخلاف ماذن من آل ذي رعين (9) ويقال مخلاف ماذن وحملان كما يقال مخلاف ذي جرة وخولان (10)، فأما حملان فهو مخلاف لاعة وسنذكره ان شاء الله تعالى.
مخلاف اقيان بن زرعة بن سبا الأصغر (11)
: شبام اقيان قرية بها مملكة بني حوال وحارب يغفر بن عبد الرّحمن الحوالي (12) بها من قوّاد المعتصم والواثق والمتوكّل (13) منصور بن عبد الرحمن التنوخي والشّير ويسمّيه العجم الشار باميان
__________
(1) الأخروج هو ما يسمى اليوم الحيمة الداخلية والخارجية.
(2) خرجة بن اسلم بن عليان من جشم بن حاشد وقد سميت بلدة من نواحي حجة قرب الظفير وهي بضم الخاء المعجمة.
(3) جردان بفتح الجيم وضمها آخره نون وهو ما يسمى اليوم جريد في حجرة ابن مهدي على المحجة وفي الأكليل ج 2 284بالحاء المعجمة.
(4) نقيل الشجة بكسر الشين المعجمة آخره هاء معروف مشهور وهو اليوم مهجور باستبداله بطريق السيارات ويقع يسار النازل الى الحديدة.
(5) راجع تاريخ الصليحيين وتاريخ عمارة.
(6) سبب تهمدنهم لما وافق اسمهم اسم صيد همدان ظنوا انهم منهم والحال انهم من حمير.
(7) الجحادب: بالجيم والحاء آخره باء موحدة: وطن وقبيل لا زالت تحمل هذا الاسم وعدادها الن؟؟؟ من الحيمة ومنهم منيع بن إسحاق الجحدبي الزعيم الكبير أحد من ناهض ثورة الصليحي علي بن محمد (راجع «تاريخ عمارة»).
(8) مضى الكلام على هذه الأسماء وهذه المخاليف تسمى اليوم مخلاف أعلى ومخلاف بلاد البستان وحازة بني شهاب وكلها تعتبر اليوم من حضور.
(9) راجع نسب ذي ماذن «الاكليل» ج 3542.
(10) أي أنهما متلازمان إذا نطلق بأحدهما جيء بالآخر تلقائيا.
(11) أقيان: بفتح الهمزة آخره نون: ولا تزال اسماء قرى وأماكن وضياع تسمى أقيان ومخلاف أقيان يسمى مخلاف شبام، وبقية نسب ذي أقيان بن زرعة في «الأكليل» ج 1062.
(12) يعفر: بضم الياء وسكون العين المهملة وكسر الفاء، والحوالي: بكسر الحاء المهملة أفصح من فتحها (راجع «تاريخ الحواليين» و «تاريخ عمارة» 51).
(13) الواثق: اسمه هارون بن المعتصم العباسي، ولد سنة 176هـ ومات سنة 232هـ. وأخباره مدونة في التواريخ، والمتوكل اسمه جعفر بن المعتصم، ولد سنة 207وبويع له بالخلافة سنة 232بعد أخيه الواثق، ومات المتوكل شهيدا في مؤامرة الأتراك مع ابنه المستنصر سنة 247، وأخباره في التاريخ.(1/217)
وجعفر بن دينار الخياط فردّهم وفلهم (1) ويقال إنها سمّيت بشبام بن عبد الله رجل من همذان توطّنها واسمها القديم يحبس (2) ويسكنها مع الحوليين آل ذي جدن ومن بقايا الأقيانيين (3)، وأحوازها جبل ذخار مطل عليها وهي في أصله وفيها عيون تخرج منه تشق بين المنازل الى البساتين وهو خمسة، المثيرة وفي رأس الجبل مما يطل عليها قصر كوكبان (4) وفي صفوح الجبل (5) مياه تجري مثل حبلة والخلتب (6) ووادي الأهجر وبه مطاحن وهو رأس سردد ومياهه من جبل ذخار، وثلا حصن وقرية للمرّانيين من همدان (7)، ونجر لهمدان، وحلملم وقارن الهمدان، وحضور بني أزاد وبيت خيام وبيت أقرع ويبعد بيت أقرع وحضور من المصانع (8) والمصانع [فمن رواد
__________
(1) انظر عن هؤلاء الولاة «قرة العيون».
(2) يحبس: بفتح المثناة من تحت وضم الباء الموحدة وآخره سين مهملة: وبه سمي وادي يحبس من بلاد لاعة.
(3) في بعض النسخ الخطية بعد قوله يسكنها زيادة: «رجال منهم» ولا معنى له، والأقيانيون والجدنيون: لا يعرفون اليوم.
(4) المثيرة: غيل مشهور، وكوكبان: تثنية كوكب: وهو من أشهر معاقل اليمن وأبعدها صيتا وأعظمها ذكرا وأمنعها مناعة، ولا زال آهلا بالسكان وله في التاريخ صدى طويل ذكر عريض مستفيض، وكوكبان أيضا حصن في بلاد حجة ثم في أرض دوران، وكوكبان أيضا في نجران.
(5) صفوح الجبال: بالصاد المهملة: أعاليها، وسفوحها: بالسين: أسافلها وأدانيها.
(6) غيل الحبلة: بالباء الموحدة بعد الحاء المهملة: لا زال عذبا نميرا مدرارا، والخلتب: بالخاء المعجمة واللام والباء الموحدة ثم تاء مثناة من فوق: وهو ما يسمى اليوم غيل الخلتبي بزيادة ياء آخره وفي «ل» و «ب» بالحاء المهملة خطأ، وهو شلال عظيم طوله خمسة وستون متراكما قرره الخبراء الأجانب وانه يصلح عليه محركات كهربائية تنار منه صنعاء.
(7) ثلا: بضم المثلثة والعامة تكسرها: وهي قرية كبيرة مسورة على ربوة مربعة الشكل وبها مساجد عامرة بالعماء والفضلاء وذوي المروءة والدين وفيها حمام وتنساب اليها ينابيع المياه العذبة تتخلل أزقتها ومساجدها وحولها أشجار الفواكه، ونسب اليها من أرباب الفضل وحملة الأقلام وذوي الزعامة ناس كثير تحدثنا عنهم في «التاريخ»، ويسكنها اليوم أوزاع من حميريين وهمدانيين وغيرهم وحصنها المطل عليها من الغرب يحتفظ بمناعته وشممه وفيه آثار حميرية، وفيه يقول بعض الأدباء:
أما رأيت ثلا في نصب قامته ... يبدو لنا من حضيض الأرض تكميشا
كأنه طائر هيّا قوادمه ... لأن يطير ولما ينشر الريشا
(8) نجر: بفتح النون وسكون الجيم ثم راء: موضع معروف جنوب مدينة عمران ومن أعمالها اليوم، وحلملم: سلف ضبطها، وكذا قارن، وحضور بني أزاد: هي حضور الشيخ كما سلف، وبيت خيام: بضم الخاء المعجمة آخره ميم: بلدة عامرة بالسكان وتقع في وادي الأهجر وبيت أقرع: بالقاف بعد الهمزة ورسمها في «ل» و «ب» بالفاء وهو خطأ وقد سلف ذكره.(1/218)
شبام] (1) ولباخة وزغبان وحبابة وأيفعان وحنظان والكمخ (2) والرشح (3) وسارع العليا والجوعر (4) والمعينان،
ذكر 70778 قرية حاز الاثرية
وحاز قرية عظيمة وبها آثار جاهلية، والعرّ وخلقة وعبراحزا (5)
وبريش والبادة وبيت رفح وبيت كرب وبيت حيقر والدّموم الى محيب ومسيب (6)
من حد حضور وضهر وضلع وهما جنّتا اليمن من حد مأذن ومنها الطرف والشرف والجريب الأعلى (7) ويعرف مخلاف شبام بمخلاف الشرف الأعلى والشرف الأسفل من بلد بني عريب بن جشم بن حاشد لهمدان (8)، انقضى مغرب صنعاء ورجعنا الى شرقيها (9).
__________
(1) هذه التي بين القوسين لم يظهر معناها.
(2) لباخة: بضم اللام وفتح الباء الموحدة والخاء آخره هاء: بلدة خربة في ظاهر شبام، وزغبان: بفتح الزاي وسكون الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة آخره نون ورسمها في «ب» و «ل» بالراء والعين المهملتين وياء مثناة من تحت عن خطأ ووهم، وهو وادي شمال شبام وفيه أنقاض قرى، وأيفعان: بفتح الهمزة وآخره نون: وهو الذي يسمى اليوم يفعان وهو جبل شمال كوكبان فيه قرى ومزارع، وما يحمل اسم يفعان ذكرناه في «الاكليل» ج 2 180و «المعجم»، وحنظان: بفتح الحاء المهملة وضم النون وفتح الظاء المعجمة المشالة: وهو واد وقرية جنوب شبام عداده اليوم من حضور.
(3) الرشح: بفتح الراء المشددة وسكون الشين المعجمة وحاء مهملة، هكذا ضبطناه وصححناه بعد البحث التام وكان في الأصول كلها وفي «الاكليل» ج 1082بالواو بدل الراء، ودليل قولنا قول الأخ الأديب السيد عبد الله ابن اسماعيل المروني وقد راسلته ليتولى البحث عن الوشح بالواو وكان يتولى منصب عامل بني سعد وقيهمة وهي من أعمال شبام القديمة فأجابني شعرا:
نعم رشح بالرا محل بسارع ... على جبل والاسم غاية مقصدي
ابو سارع لا شك أصل وإنما ... به العتمي شيخ البلاد المجدد
بنى فيه دورا زينت بمفارج ... سمت فوق وادي سارع خير مورد
راجع «الإكليل» 1082.
(4) الجوعر: قرية عامرة جنوب شبام: والمعينان: تثنية معين: يحتفظ باسمه في وادي الأهجر وحاز: بالحاء المهملة آخره زاي: بلدة قائمة العمارة وآثارها شاخصة وقد أشبعنا الموضوع عنها في «المعجم» وسلف ذكرها، وجوعر:
قرية من مخلاف زبيد جنوب ذمار.
(5) العر: يحتفظ باسمه ورسمه ويقع في عزلة الشاحذية غرب جنوب شبام، وخلقة: بفتحات: لا تزال عامرة وتعد اليوم من مخلاف ماذن: همدان، ولم يظهر «عبرا حزا» بعد البحث وفي (ح) عبر آخر.
(6) بريش: بفتح الباء الموحدة آخره شين معجمة: وهي بلدة قائمة العمارة وتعد اليوم من مخلاف مأذن: همدان في شرق شبام، والبادة: غير معروفة، وبيت رفح بالفاء لا بالقاف كما في «ب» و «ل» وسلف ذكرها، وبيت كرب: بفتح الكاف وكسر الراء وباء موحدة آخره بلدة قائمة وعدادها من حضور، وكذا حيقر، والدموم: وهي التي تسمى الدمم باسقاط الواو: وعدادها من مأذن، ومسيب ومحيب: مضى ذكرها، والبادة: قرية حية في الشاحذية.
(7) الطرف والشرف: بالتحريك: يحتفظان باسميهما الى هذه الغاية، وكذا الحريب قد سبق ضبطه وهو واد فيه قرى بين حنطان والعروس وعداده اليوم في حضور، والطرف أيضا في مخلاف حراز.
(8) الشرف الأسفل: هو من الشهرة بحيث إذا أطلق انصرف الذهن اليه وهو من أعمال لواء حجة، وعريب بن جشم: بالعين المهملة وفي «ب» و «ل» بالغين المعجمة وهم.
(9) لم يذكر المؤلف مخلاف حملان لاعة كما وعد بل أدمجه في بلد همدان بينما حمير تنسبه اليها.(1/219)
مخلاف ذي جرة وخولان
: أما مشرق صنعاء الذي يقع بينها وبين مأرب فإنه مخلاف خولان بن عمرو وهم خولان العالية التي ذكرها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال:
«اللهم صلّ على السّكاسك والسّكون وعلى الأملوك أملوك ردمان وعلى خولان العالية». ويتصل بمخلاف خولان مخلاف آل ذي جرة بن يكلى بن عمرو بن مالك ابن الحارث بن مرّة بن أدد (1) من جنوبيه الى ما يحادّ بلد عنس والحدا من مراد، ومخلاف ذي جرة وخولان يسمى خزانة اليمن وذمار ورعين والسحول مصر اليمن لأن الذّرة والبرّ والشعير تبقى في هذه المواضع المدة الكثيرة، ورأيت بجبل مسور (2) برّا أتى عليه ثلاثون سنة لم يخنز ولم يتغير، فأما الذرة فانها لا تكون إلا في بلد حار ولا تختزن في البيوت لحال ما يسرع اليها من الفساد ولكن يحفر لها في الأرض وتدفن في مدافن يسع المدفن منها خمسة آلاف قفيز (3) الى ما هو أقل ويسد عليها حتى ربما نبت على السداد الشجر العري (4) وتقيم العمر ولا تنفخش (5) ولكن تتغير رائحتها وطعمها. فاذا كشف منها المدفن ترك أياما حتى يبرد ويسكن بخاره ولو دخله داخل عند كشفه لتلف بحرارته وهذا المخلاف واسع فلنذكر اوديته على النسق:
الأودية أولها من شمالها
:70779 - وادي السّر سر بن الرّوية
(6) فيه العيون والآبار وهو من عيون أودية اليمن وبه قرى كثيرة ومنازل لآل الروية للضيافة ولمن سبل الطريق، وفيها من جبال مراد جبل برجام (7) من السر، ومنازل آل الروية بأعفاف وحذان (8) من
__________
(1) تمام النسب في «الإكليل» ج 10وفي الجزء الأول، والحديث المذكور أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في معاجمه.
(2) مسور: سبق ضبطه ولعل مسور هذا مسور المنتاب المسمى جبل تخلى، ويأتي وصفه للمؤلف ولأنه أقام فيه أياما، أما مسور خولان فإنما يقال له مسور أو وادي مسور ولا يقال له جبل مسور.
(3) القفيز: مكيال معروف أكثر ما يستعمل في مصر.
(4) الشجر العري: الذي ينبت من نفسه كالطلح والعلب وغيرهما، ولقد سمعنا في زماننا بمثل ما حكاه المؤلف وذلك في ذي رعين ثم في خبان منها بقرية ذي أشرع.
(5) ينفخش: من فخشه إذا أزال قشرته ولم يظهر لبابه، ومنه: فخشه: إذا جرحه وأزال قشرته برؤوس أظفاره.
وهي لغة يمنية لم أجدها في القاموس.
(6) بنو الروية: كانوا زعماء ورؤساء اليهم ينتهي الجود والكرم ومكارم الأخلاق في عصرهم وقد لعبوا دورا هاما في أحداث تاريخ وطنهم وكانت مساكنهم السرّ وثات من رداع وفي مأرب وهم من مذجح (راجع التاريخ).
(7) برجام: بكسر الباء الموحدة: وهو ما يسمى اليوم رجام: بكسر الراء وهو من غرر أودية السر ذو أعناب كثيرة وشجرة القات.
(8) أعفاف: بفتح الهمزة آخره فاء. وهو ما يسمى اليوم عفافة بضم العين آخره هاء وتقع في أعلى السر، وحذان: بالحاء المهملة والذال المعجمة: بلدة عامرة، وفي الأصول بالدال المهملة وهم.(1/220)
السرّ وفيه بعد ذلك قرى كثيرة مثل الأسحريين والبركة والقرظة (1) وغير ذلك وسكنه من خولان ومن يخلط من هذا الجبل المرادي، ومن الجبال المعروفة ذباب بفتح الذال وصرع (2) وسامك والفلكة وأذير (3). والسّر مبتدأ المحجة الى البصرة من صنعاء
70780 - وادي سعوان والمثل الحميرى فيه
ووادي سعوان وهو واد يكاد ان يسنت سنين متوالية ثم إذا أقبل اتى بثمر كثير وقد ذكره بعض قدماء حمير فقال: احلك (4) الأرض مسور، واختها بتوعر، واحور فأحور (5)، وسعوان لو يمطر (6)
70781 - ووادي التناعم
ووادي التناعم وفيه أودية منها سحر وصبر (7)
ووادي عاشر (8) ووادي رمك ووادي غيمان ويفد ويداع (9) ووادي مسور، فمن أدناه ثربان وعصفان ومن اقصاه زبار والحجلة والحسف (10) ووادي ملاحا (11) وملاحا
__________
(1) البركة: بالتحريك: تحتفظ باسمها، والقرظة: بفتحات: قرية كبيرة عامرة بالأهل والسكن، وفي «ل» و «ب» القرطة بالطاء المهملة وهو وهم.
(2) ذباب: جبل واسع فيه آثار عمران كما فيه معدن الفحم، وصرع: بضم الصاد المهملة آخره عين مهملة: سلف ذكره، وفي «ب» و «ل» رسمه بالضاد المعجمة غلطا.
(3) سامك: تقدم الكلام عنه والفلكة: بالتحريك: تحمل اسمها الى هذا التاريخ، وأذير: بفتح الهمزة وسكون الذال المعجمة ثم ياء مثناة من تحت ثم راء: وهو ما يسمى اليوم ذير بحذف الهمزة، وكان في الأصول كلها بالدال المهملة والتصحيح من المعلومات.
(4) أحلك: وهو من الحلك بالضم: وهو شدة الحلاوة مع زيادة خاصية الذوق والطعم، وهي لغة يمانية مستعملة الى هذه الغاية.
(5) توعر: بفتح التاء المثناة من فوق آخره راء: واد في اليمانيتين من خولان، وأحور: هو المشهور في جنوب اليمن سالف الذكر.
(6) وزاد بعض المتأخرين في المثل: وضهر لو يسلم الشرّ.
(7) التناعم: هو ما يسمى تنعم وتنعمة، وسحر: بالتحريك، وصبر: زنة صبر: الجبل المشهور السالف الذكر، وكل هذه الأماكن تحمل اسمها عامرة، وسحر أيضا قرية عامرة في مخلاف سنحان ذي جرة جوار قرية الجوزة، وذي سحر بفتح وسكون قرية من ضواحي مدينة ذمار اشتهرت بمنتوج البر الطيب.
(8) وادي عاشر: بكسر الشين المعجمة ثالث الحروف: وهو من بني سحام وبه تعمل الآنية الفخارية العاشرية التي تستعمل للطبخ والقهوة.
(9) وادي غيمان: مشهور وهو من خولان ثم من بني بهلول وهو أحد محافد اليمن المشهورة، راجع «الاكليل» الثاني والثامن و «التاريخ»، ويفد: بفتح الياء المثناة من تحت وكسر الفاء ثم دال، ويداع: بفتح الياء والدال آخره عين مهملة، وكلا الواديين في غيمان.
(10) زبار: هي بلدة عامرة في وادي زبار ونسب اليها جماعة من الفضلاء ذكرناهم في غير هذا الموطن، وفي زبار ووادي مسور جرى لأهله مع معن بن زائدة خبر ذكرناه في «التاريخ»، والحجلة. بكسر الحاء المهملة آخره هاء: لا زالت قائمة والحسف بكسر الحاء أيضا آخره فاء بلدة قائمة في وادي مسور، والحجلة أيضا قرية في جبل حبيتن وحاظة.
(11) وادي ملاحا الذي في خولان لا يزال يحمل اسمه الى هذه الغاية، ويقع في بني شداد وفيه العنب الأبيض والأسود الجيدان.(1/221)
ايضا (1) بالجوف واليها ينسب يوم رزم ملاحا وقتلت همدان من مذحج بشرا وقتل يومئذ فوارس الأرباع بنو ذي الغصّة.
70782 - قروى وسيان وغيرهما
وادي قروى ووادي سيان ووادي مقولة ووادي خدار ووعلان ووادي سامك ووادي دبرة (2) ووادي مرحب ووادي هروب ووادي حبابض (3) ووادي يكلى ووادي الشّزب ووادي عرقب (4) فالشّزب وعرقب الحد ما بين ذي جرة وخولان وبين عنس ويحادّها من ناحية القحف الحدا بن نمرة ومن ناحية يكلى جيرة وهي الحد بينها وبين عنس، وأودية عنس فقد يختلط بينها بوسان والأهجر (5) بالشّزب وعرقب. ومن أودية ذي جرة الى حريب عنس (6). فأما جمهور مياه هذا المخلاف فإلى ثلاثة مواضع الى مأرب بعض وإلى الجوف بعض وإلى تهامة بعض، فالذي يصبّ الى خارد الجوف منها السرّ وسعوان والتّناعم وغيمان وسيّان وظبوة ويلاقيها سيل مغارب صنعاء من مخلاف مأذن والمعلل وحضور الى حدقان والبوارق (7) ثم يتكوّر (8) الجميع في الخارد الى الجوف، وأما ما يصب الى سهام منها ثم تهامة الى البحر فوادي خدار ووعلان وسامك وعدّورد فيجتمع اليها سيل السّهلين
__________
(1) ملاحا الجوف: هو أرض فيه حلل وغابات وفيه غيل كبير قرب الحراشف، ويوم الرزم: بالراء والزاي، ويقال فيه يوم الردم بالراء والدال المهملتين ثم ميم، وكان يوم الردم بين همدان وبين مذحج وصادف وقوعها يوم وقعة بدر التي أظهر الله بها دين الاسلام وفرق بين الحق والباطل وذلك في سنة اثنتين للهجرة وانظر «الإكليل» 2/ 462.
(2) وادي قروي: بفتح وسكون: من أودية خولان الشهيرة المنتجة للأعناب الطيبة الناهية وتقول الأعراب: ما مثل قروي ومسور. وبقية الأودية سبق التعريف بها وعدادها من سنحان وبلد الروس التي هي من ذي جرة.
ومقولة: بالقاف لا بالعين كما في «ل» و «ب». وسيان: بفتح السين آخره نون: معروف ومشهور ومن وادي سيان الى دبرة تقع جنوب صنعاء.
(3) وادي مرحب وهروب: بفتح أولهما: معروفان من خولان: وقد جاء ذكر وادي مرحب في المساند الحميرية، ووادي حبابض مشهور وكان فيه سد مشهور كما أن فيه غيلا جاريا، ولا تزال كتابة المسند على صدفي السد.
(4) وادي الشزب: بفتح الشين والزاي آخره باء موحدة: يحمل اسمه وهو ما بين أعماس الحدا وبني ظبيان، وعرقب: بضم العين المهملة وسكون الراء وضم القاف آخره باء: واد فيه غيل كبير وقرى عامرة، واشتهر بفاكهة الفرسك الخوخ وعداده من عنس، وأهل عرقب هم الذين أسروا الناصر بن محمد وسلموه للامام مطهر بن محمد فحبسه في كوكبان شبام، إلى أن مات، وذلك سنة 866هـ، ويكلى: عدادها اليوم من الحدا.
(5) بوسان: سبق ضبطه بضم الباء الموحدة ثم سين مهملة آخره نون، ورسمه في «ب» و «ل» بالشين المعجمة وهو غلط، والأهجر: هجر عظيم في بني بدا من الحدا فيه مساند حميرية وسبق ذكرها.
(6) حريب عنس: قرية خربة وأنقاض متراكمة في نهاية بلدة عنس من الشمال قرب بني بدا.
(7) البوارق جمع بارق: يسمى به الموضع المعروف الى اليوم في أول بلد أرحب.
(8) في أصلنا بالنون آخر الحروف، وفي «ب» و «ل» و «ح» بالراء من التكور.(1/222)
والحقلين وحافد (1) وسيل أعشار وبقلان الى سهام، وما يصبّ منها إلى مأرب فهو ملاق لمياه عنس وذمار ومخلاف رداع وردمان ونجد بلاد قرن والمتار والعروش وبلد بني وابش وتنين والشّزب وعذيقة ونباع (2) ورمك والقحف وباقي ما تقدّمت تسميته.
70783 - بلد همدان
: أما بلد همدان فإنه آخذ لما بين الغائط وتهامة من نجد والسّراة (3)
في شمالي صنعاء ما بينها وبين صعدة من بلد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة (4)
وهو منقسم بخط عرضيّ ما بين صنعاء وصعدة فشرقيّه لبكيل وغربيّه لحاشد وفي قسم بكيل بلاد لحاشد وفي قسم حاشد بلاد لبكيل. فأول شق بكيل الصمّع وحدقان وبئر العرم (5) من شرقي الرّحبة ويسكن هذه المواضع بلحارث ومن همدان (6)، ووادي شرع ومطرة لعذر بن سعد بن أصبا وبمطرة أودية عظام فيها الزّروع والعنوب والرمّان، منها ثاجر (7) وتنقلب كلها الى الخارد وعذر مطرة أحدّ العرب وأقنصه، ومسورة وملح وبرّان وثجّة الخارد لمرهبة ونهم (8)، وجبل ذيبان وشق محصم الشرقي وحرمة (9) وإتوة والمرفق لذيبان بن عليان وهو بلد كثيرة الأعناب وفي ذيبان كرم ونجدة وحدّة، وجبال نهم الدنيا الى أصحر جبل يام الى هيلان الى حريب الرّضراض الى مساقط الجوف من ناحية المنبج، وبراقش وهينا ومساقط الرضاض ونجده لنهم ومرهبة بن الدّعام وقد تشترك في شرقي وادي محصم وأسفله صبارة مع
__________
(1) حافد: معروف من مخلاف حضور.
(2) عذيقة، بضم العين المهملة وفتح الذال المعجمة آخره هاء: وهو واد وبلد في اليمانية العليا جوار الحدا، ونباع:
بفتح النون والباء الموحدة آخره عين مهملة: وهو ما يسمى نبيعة بضم النون وفتح الباء وسكون الياء المثناة من تحت ثم عين وهاء: بلفظ التصغير: وهو موضع في بني ظبيان محادد للحدا، وتنين: سبق ضبطها، وفي ياقوت:
التنين: بالضم والفتح: قرية باليمن من أعمال ذمار.
(3) السراة: هي الجبال المطلة على تهامة وسبق ذكرها ونجد اليمن ما حاذاها من الشرق، راجع «اليمن الخضراء».
(4) هي التي تسمى خولان الشام وخولان صعدة.
(5) بئر العرم: بفتح أوله وكسر ثانيه: معروفة.
(6) أي من بني الحارث بن كعب المذحجيين المشهوريين وهم اليوم يتهمدنون. والبعض يتعرف بحارتيتهم.
(7) ثاجر: بالثاء المثلثة أول الحروف وآخره راء: بلد من نهم.
(8) ثجة الخارد: بفتح الثاء المثلثة: معروفة، وأقنصة: هي في «الاكليل» 10/ 161: أقصّة.
(9) حرمة: بكسر الحاء المهملة وسكون الراء آخره هاء: بلدة عامرة من ذيبان أرحب.(1/223)
ذيبان (1).
70784 - قرى الجوف الاعلى
ثم الجوف الأعلى وبه من القرى شوابة وهرّان (2) والسفل والمناحي على شط الخارد وبهذا الجوف من الأنهار داعم والخوير والمسيرب (3) تصب هذه كلها بالخارد وتمر بالمناحي وفرع الجوف الأعلى العقل وورور (4) والرزوة وهينان وجبل ورور ومشام (5) النخلة من مساقط أكانط وحباشة وقرية في أسفل محصم وما بين فرعه من العقل ومحصم فج المولدة (6) وصولان وفوق العقل وصولان خرفان والكساد (7)
ويسكن هذه المواضع سفيان بن أرحب، والسّبيع فيه بنو عبد بن عبّاد السقل وبنو حرب والأداهم وقوم من السبيع بن السّبع وحاوتان ورخمات وأوجر وأصحر وبيحر والعبلة وساكن هذه المواضع ضاحية ضياف ومخلد بن عليان وما ارتفع الى جبل ذيبان الكبر والعيلة فنصف خيوان الشرقي فالخدنية فعيان فجميع حدود ما بين خيوان وحدود صعدة كله لبكيل ثم لسفيان بن أرحب من بكيل وهو الخدنية فعيان فبركان فالضّرك فطالعين فالعمشيّة فجميع ما قد ذكر الرّداعي في طريق مكة فمذاب فشبحان فقصران فوتران فالحجر فبلد شاكر وهو برط والعستان وجدرة وطلاح وأكتاف ونشور (8)
والغليل وحلف وضدح (9) وقضيب ثلاثة أودية تصب الى الغائط ومياه بلد شاكر تنصب
__________
(1) صبارة: بضم الصاد المهملة: أبو قبيلة ووطن تسمى باسمه وهو صبارة بن سفيان بن أرحب.
(2) شوابة: بضم الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة آخره هاء، وهران: بكسر الهاء آخره نون: وهما اسمان متلازمان يقرن أحدهما بالآخر كما انهما في محل واحد، وفي شوابة كان قتل الامام المهدي أحمد بن الحسين الذي تلقبه العامة أباطير والمقبور في ذي بين، وذلك في المعركة التي دارت بين أولاد المنصور عبد الله بن حمزة وبينه سنة 656هـ، ورثاه القاسم بن هتيمل بقصيدة عصماء جاء فيها قوله:
ما كان يوم شوابة في عصرنا ... إلا كيوم الطفّ أو صفّين
وانظر «مطلع البدور». وهي في شمال صنعاء بمسافة ثلاثة أيام تقريبا، وفي هران الجوف أثر سدّ حميري، ووهم ياقوت بقوله في شوابة: وهي بلدة على طرف وادي ضروان من ناحية الجنوب بينها وبين صنعاء أربعة أميال. ولا لوم على ياقوت فقد بذل مجهودا يشكر عليه ويجازى بأوفر الجزاء.
(3) داعم: بكسر العين، والخوير: بضم الخاء، والمسيرب: بضم الميم، وهذه الأنهار لا تزال تحتفظ باسمها ومادتها.
(4) ورور: بفتح الواو واسكان الراء وآخره راء مضيق وجبل مشهور وهو أسفل شوابة وكثيرا ما يتحدث عنه التاريخ لوقوع اشتباكات فيه عنيفة والرزوة بفتح الراء المشددة بعدها زاي وواو مشددة مضمومة آخره هاء ويقع في ظاهر حرث.
(5) مشام النخلة يحمل اسمه لهذه الغاية وعداده في أرحب وحباشة بضم الحاء والباء الموحدة بلدة في أعلى ارحب.
(6) فج المولدة بكسر اللام المشددة معروفة واشتهرت بالعنب الفاخر.
(7) راجع انساب هذه القبائل الجزء العاشر من الاكليل.
(8) نشور بضم النون آخره راء وفي «ب» و «ل» بالياء المثناة من تحت وهو غلط.
(9) ضدح هو اضدح وقد سلف ذكره ووهم في «ب» و «ل» فرسمه بالخاء المعجمة كما سبق لهما.(1/224)
الى نجران والى الجوف والى الغائط، وفي أعالي أودية شاكر الصابة في الغائط بين نجران والجوف مواضع حمير الوحش في مثل قضيب والمصادر من الأغبر فإلى رشاحة فالى نجد الهلب (1) وسنذكر الجوف وبلد شاكر فيما بعد إن شاء الله عز وجل. ومن مكان حمير الوحش أسافل الأودية بين الجوف ومأرب فإلى صرواح والمأزمين (2) والمراشي لبني عبد ابن عليان ولصبارة بن سفيان وقد ذكرنا الجوف وبلد بكيل من نصف الرّحبة رحبة صنعاء إلى نجران فالحضن من نجران (3) لواثلة من شاكر ولأمير من شاكر
ذكر 70785 الرحبة وبمن سميت
وسميت الرّحبة باسم صاحبها الرّحبة بن الغوث بن سعد بن عوف (4) وجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم) للحاملة والعاملة ثم للشّاء، وقد يروى أنه نهى عن عضد عضاهها وكان قدماء المسلمين يتوقون ذلك ثم قد انهمك الناس في قطعها وحطبها وما يحسن عن فعل ذلك الحال (5). ولا سوق لبكيل غير ورور وغرق وريدة وهي في بلد حاشد (6).
وأما أول بلد حاشد فالجراف (7) من الرّحبة فذهبان فعشر فعلمان فرحابة الى حدود حار (8) فالخشب اكثر سكنه خليطي من وادعة وغيرها من حاشد وبكيل ايضا وقد
__________
(1) نجد الهلب لا يزال يحمل اسمه وهو بضم الهاء واللام بين نجران وحواير.
(2) المازمين: المضيقين في سائلة اذنة مأرب.
(3) الحصن: قرية في نجران لا زالت عامرة.
(4) راجع بقية نسب الرحبة بن الغوث «الاكليل ج 2372» وضبط الرّحبة بفتح الراء المشددة والحاء المهملة آخره هاء. عده المؤلف من حقول اليمن المشهور كما يأتي وهو واسع جدا فيه القرى والمزارع والأعناب والفواكه واعتبرها المؤلف من الجراف واليوم تعتبر من خارج الروضة وتقع شمال صنعاء وتتفاوت المسافة بتفاوت الاعتبارين فتتراوح فيما بين ميلين الى أربعة أميال، ووهم ياقوت فضبطها بضم أوله وسكون ثانيه ثم ساق كلاما إلى أن قال: ورحبة قرية من صنعاء اليمن على ستة أيام منها، وهي أودية ذات طلح وفيها بساتين وقرى لها ذكر في حديث العنسي ثم قال:
رحبة صنعاء وساق كلام المؤلف برمته من قوله: وسميت الخ الى ان قال: وهي على ستة أيام من صنعاء ثم ساق كلامه الأول: فأنت ترى ما فيه من الوهم في الضبط وتقدير المسافة ولا لوم على ياقوت فهو معذور لبعده عنها.
(5) كانت الرحبة عبارة عن غابة: هيجة كبيرة كثيرة الاشجار المدوحة ملتفة الاغصان والأعشاب والحراج وكانت تأوي اليها الوحوش وحيوانات الصيد، وكانت القرى من خلفها وفيها قتل الملك سيف بن ذي يزن لما ذهب اليها يتصيد فاهتبل الأحباش انفراده فقتلوه راجع التاريخ، وجاء في احداث التاريخ انها جرت حكومة بين الأبناء وبين أهل صنعاء بشأن احتطاب الرحبة وكان يتمسك الأبناء ان بيدهم عهدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن احتطابها كما ذكر المؤلف بينما أهل صنعاء ينكرون ذلك انظر «قرة العيون».
(6) لا زالت ريدة سوقا لحاشد وبكيل الى يومنا هذا.
(7) في «ب» و «ل» والجراف، بالواو بدل الفاء ولعله غلط مطبعي، والجراف: بكسر الجيم آخره فاء: ضاحية من ضواحي صنعاء بين شعوب وذهبان وفيها مساكن وأهل، والجراف أيضا بلدة من حاشد ثم في بني صريم، والجراف أيضا حارة من حجة. ونجاف الذي في وصف قد اسند عمران صنعها اليه.
(8) ذهبان: بلدة في شمال صنعاء في غول ذات نبع جار وبساتين وتعتبر من مخارف صنعاء نسبت الى ذهبان بن ذي ثعلبان (راجع «الاكليل» ج 3212) وما يحمل اسم ذهبان اوردناه في «المعجم»، وعشر سلف ذكرها وضبطها وموقعها، وكذا علمان، ورحابة: بضم الراء: وهي قرب حاز واخرى شرقي المعمر.(1/225)
يقال: إن أول حدود حاشد رحابة وأن ما وراءها إلى صنعاء مأذنيّ وكذلك هو وعليه كان القديم ثم البون (1):
اشهر حقول 70786 اليمن
وهو من أوسع قيعان نجد اليمن هو وحقل جهران والرّحبة وحقل شرعة وحقل قتاب وقاع الجند وحقل صعدة، فاما جهران فإن به من القرى ضاف وتفاضل وكاران والمدارة والخربة والعليب وقرن عسم وقريس وقرن يراحب وقرن قباتل وذو خشران وطلحامة ومعبر والواسطة (2)، وأما البون فقراه ريدة للعويين ورؤوس من بكيل وفيها بيت من شاور حديث، وبيت من آل ذي العثرب من ناعط وبيت شهير للمرّانيين، وبيت ذانم للعويين، وحمدة للشاولي وذي اللب ابني الدّعام أخوي أرحب ومرهبة، وعثار للعويين، وصيحة ومساك وبيت الفواقم (3) وجوب (4) لشاكر وبقايا من جوب بن شهاب وقوم من الأبناء، وصليت خليطي من الكل من جلامدي وعثر بي وضّبّاعين، مثل ذلك الغيل لبني عليان بن أرحب، الجنات خليطي، لغابة مثل ذلك، ناهرة مثل ذلك، ضبرة (5) لبني
__________
(1) البون: بفتح الباء الموحدة اخره نون، وهو بونان: البون الأعلى والبون الأسفل. وقد يقال البون الكبير والبون الصغير وهو في شمال صنعاء بمرحلة.
(2) ضاف: قرية عامرة ولها حصن، وتفاضل: بفتح التاء المثناة من فوق وضم الضاد المعجمة آخره لام: تحمل اسمها لهذه الغاية ويكاران: بلفظ التثنية والمعروف اليوم يكار بالإفراد وهو بفتح أوله: بلدة ماثلة للعيان في شرقي جهران ولها حصن، والمدارة والخربة: معروفتان، والعليب: بضم العين المهملة آخره باء: موضع آهل بالسكان من مشرق جهران وقرن عسم: بلدة وحصن في وسط جهران وقريس: بفتح القاف وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحت آخره سين مهملة: قرية وحصن أطلال وخرائب وكان في الحصن نفق الى البئر التي في شماله والتي قد درست وتقع في جنوب القاع المذكور شرقي قرية رصابة بمسافة كيل واحد، التي قامت على اثر خراب قريس، وفيه أي قريس قبض الامام الناصر على الامام مطهر بن محمد والأمير سنقر فحبس الأول وقتل الآخر وذلك سنة 840هـ (راجع التاريخ)، وقريس: بضم أوله وفتح ثانيه وباقي الحروف كالأول: موضع خرب بين الضيق وأفق شمال ذمار بفرسخ وفيه آثار حميرية، وطلحامة بكسر الطاء وفتح الحاء المهملتين آخره هاء، ومعبر والواسطة: كلها عامرة حية، وفي «ل» و «ب» بالخاء المعجمة من طلحامة وذلك وهم.
(3) عثار: بفتح العين المهملة والثاء المثلثة: بلدة آهلة بالسكان من البون الأسفل ثم في خارف شرقي ريدة، وصيحة: سلف ذكره، ومساك: هو ساك، وبيت الفواقم: هو ما يسمى الفواقم وكلها من البون الصغير وعدادها من خارف وكلها مضى التعريف بها.
(4) جوب: بفتح الجيم آخره باء موحدة: وطن آهل بالسكان نسب الى جوب بن شهاب بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل ويقع جنوب ريدة وشمال عمران وهو إلى ريدة أقرب وكان بجوب هذه عدد من المشاهير ممن ذكرناهم في «التاريخ» وانظر «قرة العيون» و «الأكليل» 2/ 360.
(5) صليت: بكسر الصاد المهملة واللام المشددة ثم ياء من تحت ساكنة آخره تاء مثناة من فوق: بلدة خربة في وسط البون، وخليطى: بضم الخاء وتشديد اللام المكسورة آخره ألف مقصورة: معناه مختلطون من هذا وذا، والغيل: موجود في البون الصغير وهو لبكيل، والجنات: بلدة عامرة وذات بساتين ويجانبها محلة ذات سور تسمى قصر الجنات وهما شمال عمران بمسافة ميل، ينسب اليها الحسين بن فلان الجناتي وذكرناه في «التاريخ»، وظبرة: بضم الظاء المشالة آخره هاء: وهو ما يسمى الظبر بحذفها: وتقع في البون الأعلى.(1/226)
حاطب من الخارف، عقار للأبناء، قاعة خليط، أرهق وقهال والورك (1) خليطي إلا أن أصل قهال حميري فهذه قرى البون. الخشب (2): قراه تكثر يناعة وذو بين والأخباب وما بين حدود ريدة الى ورور للصيد من ولد عمرو بن جشم بن حاشد، أكانط قرية كبيرة بها خليط من بكيل وحاشد، مدر خليط من يام وبكيل وبني حطيب ابن أسعد (3) وبأكانط منهم الميح وبيت الجالد وجرفة حاشدية بوسانية (4) وفيها من ولد الجالد ومشرق بقايا ظاهر همدان اكثره حاشدي، وسنام الظاهر بلد وادعة بن عمرو ابن عامر بن ناشج بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد وهو من جمدان الى طمؤ والسر (5) فما بين ذلك العبيب فبهمان فحوث فلخوظ فناشر فمدحك (6) وفي الظاهر القشب من وادعة وبنو قعط والشكاك وهو من قبائل حاشد وبكيل (7) من عند اثرات وشاكر والعلال، الحفر وعصمان للخارف، خمر وهو مولد أسعد تبع (8) ونودة ويشيع لبكيل واخوتها من الفائش بن شهاب، بيت ثوب وبيت الورد، ونغاش
__________
(1) عقار: بفتح العين المهملة والقاف آخره راء: ويقال له وادي عقار وهو من البون الأعلى وعداده اليوم من جبل عيال يزيد وهو من شعاب وأودية، وليس للأبناء خبر، وكذا أرهق تسمى رهق، وقهال: بضم القاف آخره لام: قرية قائمة البنيان شرقي عمران، والورك: بفتح الواو وكسر الراء آخره كاف: لا تزال حية.
(2) الخشب: وغالبه في أرحب من بكيل.
(3) بنو حطيب بن أسعد التبع الملقب الكامل: لهم بقية في أكانط يقال لهم بنو الكامل، راجع «الإكليل» ج 2.
(4) بيت الجالد: بالجيم وكذا ما بعده وفي «ب» و «ل» بالحاء المهملة غلط وقد تقدم ذكره وجرفة: هي اليوم خراب وهي بضم الجيم وكسرها.
(5) جمدان: بضم الجيم وسكون الميم آخره نون: قرية لا تزال تحتفظ باسمها في أرض بني صريم ثم في بني ربيعة، وطمو سلف ذكره، والسر في بني ربيعة، والسر أيضا في العصيمات وما يحمل اسم السر كثير ذكرناها في «المعجم» وفي «ل» و «ب» حمدان بالحاء المهملة خطأ.
(6) العبيب: لا تعرف، بهمان: بفتح الباء الموحدة آخره نون: موضع يقع في خيار من حاشد جنوب مدينة حوث، وبهمان أيضا واد وقرية في نهم وإليها ينسب العنب والزبيب البهماني وليس بالجيد وحوث سلف ذكرها ولخوظ باللام والخاء المعجمة آخره ظاء ورسمها في «ب» و «ل» بالحاء المهملة غلط وهي اليوم اطلال وكذلك ناشر ولعل بني ناشر الحاشدية ينسبون اليها ومدحك أيضا تصيح فيها البوم والغربان.
(7) القشب بضمتين لعلهم الذين يسمون بني القشيبي وهم من حاشد وبقية القبائل لا يعرفون.
(8) خمر بفتح وكسر وهي عدة حلل وفيه دور من ثلاث أو أربع طبقات وهي اليوم أوفر عمرانا وبشرا وأزيد نشاطا واصبحت مركزا هاما لالتفاف القبائل الحاشدية فيها تحت راية زعيمهم عبد الله الأحمر كما لها الصدارة في احداث التاريخ وفيها اليوم مدرسة ومستشفى وجهاز لا سلكي ومحرك كهربائي ودين وفقيه وعدادها من بني صريم وفيها انعقد مؤتمر السلام سنة 1385هـ وقد أطلقنا للقلم العنان للاشادة بذكرها في المعجم وخمر أيضا في خولان العالية وخمر 999بالتحريك بلدة في الحدا.(1/227)
وقصر الحميديّ فالى هنّد وهنيّدة بقاعة اقياني وشاوري (1)، جبل سفيان في أقصى بلاد وادعة لوادعة ورهم من بكيل (2)، أثافت للكباريين من السّبيع، الحنكتان واحدة حاشدية والأخرى بكيلية لشاكر، شواث (3) والجبجب حاشدي والفقع ورميض ورأس الشرّوة وادعي. وكورة حاشد العظمى خيوان وهي بين آل معيد وبين آل ذي رضوان ويتبكّلون وهم حلف لبكيل وأصلهم من حاشد، بوبان لآل أبي حجر، الحواريين لوادعة وأهل خيوان، ذو قين لحاشد وخولان، سرّ بكيل (4) لبكيل، والسّنتان (5) لعك وحاشد، حلملم وقارن بين حاشد وبقايا من حمير، فهذا ظاهر بلد حاشد
70787 - اول بلد حاشد والغرب
فأما أول بلد حاشد فأولها لاعة وهي داخلة نحو الجنوب في غربي صنعاء فجبلا لاعة الجنوبي منهما بينها وبين سردد ويعرف بجبل أكتاف (6) وبجبل الأحزم ففيه أوطان تيس ونضار والماعز وشاحذ والباقر وهذه قبائل يحادها حمير وهمدان في النسب وسادة الحبل البحريون من ولد ذي خليل من حمير (7) وقرية هذا الجبل المضرة ووادي بكيل مخالطان للاعة ولسردد لأغشب بن قدم وبلاعة جبل جرابي في أسفلها لعك وهو أول بلاد عكّ من هذا الصّقع وهو يتصل من بلاد عكّ بالفاشق والمنصول والمدهاقة وهذه المواضع زاوية من تهامة داخلة بين جبال السّراة لهمدان وحمير فاما جبال حمير من جنوبي هذه الزاوية فريشان جبل ملحان وجبل حفاش بني عوف، وجبل المضرب لعك وقيهمة لعك، واما جبال حاشد في شمالي هذه الزاوية فالشرف والوضرة والموعل وعولي ووعيلة. ومنها بلد حجور وحجور اربعون الفا فمنها حجور
__________
(1) بيت ثوب معروف قرب حلملم وبيت الورد في ظاهر مصانع حمير عامر وهو المراد هنا وبيت الورد أيضا في خارف في البون الأسفل ونغاش بضم النون وفتح الغين المعجمة آخره شين معجمة وهو من وادي عقار وفي نغاش الحادثة المشهورة في التاريخ، وقصر الحميدي في ظاهر المصانع مشهور وهند وهنيدة سلف ذكرهما واقياني نسبة الى ذي اقيان من حمير وشاوري نسبة الى شاور بن عبد الله من حاشد راجع الجزء العاشر والثاني من الأكليل وفي «ل» و «ب» نعاش بالعين المهملة وهم.
(2) رهم: بضم الراء لها بقية وهي من سفيان من أرحب.
(3) الحنكتان تحملان الاسم لهذه الغاية. شواث بضم الشين المعجمة آخره ثاء مثلثة.
(4) ذوقين خراب لم يبق غير ماجلها الكبير.
(5) السنتان تثنية سنة: قريتان متقابلتان أعلى نقيل الغولة وتطلان على البون من شماله وتوجد أسرة فيها يقال لهم بنو العكي وهم إلى وداعة الازد انظر العاشر ومنهم النقيب حمود بن حمود العكي.
(6) اكتاف جمع كتف جبل وبلد في بلد حمير ثم من المحويت وهو غير اكتاف صعدة ورسمه في «ب» و «ل» بالنون آخر الحروف خطأ.
(7) البحريون بضم الباء الموحدة نسبة الى بحر بن عمرو بضمها ايضا راجع «الاكليل» ج 3212».(1/228)
المحافر (1) وبلادها الجريب وسحيب وحيران وخذلان (2) وقبر عليان حتى يحاذي حكم ابن سعد العشيرة (3) رأس بلد حجور والمحافر وحجّة وموتك لحاشد كثير اهلهما ومنها حجور بينة وأخرف وهو بلد واسع، ومنها حجور البطنة والبطنة (4) بلد ريف في غربي بلد وادعة مما يصالي عذر وهنوم وظليمة وبلد عذر وهو مغرب شعّب وشعب قبيلة من حاشد وهم اصحاب السبق وتسمى عذر هذه عذر شعب ومن عذر هذه عذر مطرة، وعذر شعب يحاد آل ربيعة من خولان، فهذه بلد همدان (5) على حد الاختصار وهي ستة أيام في ستة وهي امنع ديار اليمن واعزها (4) فأما أسواق يلد حاشد فأولها واقدمها سوق همل وهمل من الخارف وهي سوق جاهلّية والكلابح للمرّانيين من الجبر (6) وباري للفائش من الجبر (7)، وسوق صافر وسوق الفاقعة وسوق الأهنوم وسوق الظهر وسوق قطابة (8)، والعرقة (لوثن بن قدم) (9)، عيّان سوق قديمة
__________
(1) المحافر: بالحاء المهملة بعد الميم والفاء والراء وفي «ب» و «ل» بالخاء المعجمة خطأ قال المؤرخ الكبير مسلم بن محمد اللحجي: المحافر هو ما يسمى حجور الجريب يمين بني فاهت وبني عبيد، أي في بلاد الشرف كما قال المؤلف. وقد تدخل بلد حجة.
(2) خدلان: بكسر الخاء المعجمة آخره نون وفي «ب» و «ل» بالجيم خطأ وهو بلد وشعاب من أسافل حجور الشمالية.
(3) أي المخلاف السليماني.
(4) بينة: بفتح الباء الموحدة وقد تكسر وسكون الياء المثناة من تحت ثم نون وهاء وطن موبوء لكثرة المياه الجارية والراكدة فيه وانحباسها ووقوعه في أرض موطأة وفيه يزرع الرز ويقع في الشرق الشمالي من حجة وفيه اموال عظيمة وصافية للدولة، والبطنة بفتح الباء الموحدة وكسر الطاء المهملة ثم نون وهاء وهي أرض متسعة مغيولة وموبوءة وكانت لحجور ثم للعهراء منهم وهي اليوم للعصيمات وعذر.
(5) بلد همدان هي كذلك عريزة منيعة الى يوم الناس هذا راجع تاريخنا «والاكليل ج 2242» والجزء العاشر.
(6) سوق همل بفتحتين من فائش الجبر ويقع أسافل كحلان عفار. وفي «ب» و «ل» الكلابج بالجيم خطأ والجبر بفتحتين وهما جبران احدهما في بلد السودة وهو المشهور في التواريخ وثانيهما جبر الشرف راجع الجزء العاشر وثم قرية في ضواحي حجة من الغرب الشمالي منها تسمى ايضا الجبر.
(7) وباري بالباء الموحدة في «ب» و «ل» وقع هنا بالنون خطأ.
(8) سوق صافر: بالصاد المهملة آخره راء محتفظ باسمه الى التاريخ ولا سوق فيها اليوم ويقع بين سوق الاحد وسوق الثلاثاء من أعمال ظليمة وسوق الفاقعة في الجبر الأسفل من بلاد السودة ولا سوق فيه اليوم وسوق الأهنوم غير معروف وفي الأهنوم كان سوق تدعى سوق هجر وفيه عدة مساجد قائمة منها جامع العرفات وجامع قطيب وسوق قطابة بضم القاف آخره باء وهاء ولا يزال سوقها قائما. والظهر بضم الظاء المشالة وفتح الهاء في الأهنوم او التي في الجبر الأعلى من بلاد السودة.
(9) ما بين القوسين تصحيح منا بعد البحث والتحقيق وكان في الأصول كلها (لقرش بن قدم) بالقاف والراء والشين المعجمة ولم يكن لقدم ولد بهذا الاسم وانما هو وثن بن قدم فصحفه النساخ بما ذكر.(1/229)
لعيّان من همدان وأدران وحجّة ونمل وقيلاب وشرس وحملان ويند (1) ومنها سوق طمام والعرقة بلاعة (2) وهي لمن بحافتي جبل مسور ولمن في جبل تيس الجرابي، الجريب هي سوق لأهل تهامة ومكة وعثر وجميع بلد همدان، المخلفة سوق لحجور يتسوّقه أهل تهامة واهل الجبال.
70788 - مخلاف صعدة من خولان قضاعة
أما حقل صعدة فانه مختزل من بلد همدان ولذلك خبر في كتاب الأيام (3)
ومدينة خولان العظمى صعدة واحدثت قرية الغيل من قرب صعدة، وصعدة بلد الدّباغ في الجاهلية الجهلاء وهي في موسط بلد القرظ ربما وقع فيها القرظ من ألف رطل إلى خمسمائة بدينار مطوق على وزن الدّرهم القفلة. وأما ظاهر خولان فهو أسل وفيه قرى وزروع وأعناف، وأفقين وجبل أبذر، وأبذر مثل جبل ذخار (4) من الجبال التي في رؤوسها الماء والمرعى والزّرع والقرى والموقر، وفروة وهي أرض سيل وآبار ولا نهر فيها إلا بالعشة والبطنة ففيها غيول. وأودية صعدة دمّاج وعليه أعناب والخانق ورحبان والحاويات وقضان (5) والغيل ويسلك في البطنات في أسفل العشّة ويلقاه من أوديتهم وادي عكوان ويمدّهما من المغرب وادي ربيع ونسرين، ويتصل بهما سيل الصّحن ووادي علاف. وعلاف خير أودية خولان أكرمها كرما وأكثرها خيرا وزرعا وأعنابا وماشية وهو لبني كليب (6) والصعديين وتجتمع مياه هذه الأودية بالفقارة من أسفل البطنة ثم إلى بلد سابقة (7) من همدان ثم إلى نجران. صعدة: ساكنها الأكيليّون من آل ربيعة بن سعد الأكبر بن خولان ويرسم جمّاع قبائل من الكلاع ومن همدان ومن سعد بن سعد ومن باقي بطون خولان وغيرها وفيها بيت من الأبناء، البطنة
__________
(1) يند: بفتح الياء المثناة من تحت وسكون النون آخره دال مهملة وهو بلد في أرض الأشمور حلال مصانع حمير وهو يؤدي مهمته الى هذه الغاية، وبقية البقاع سبق التعريف بها.
(2) العرقة: مجهولة عندي.
(3) قد ألمح المؤلف الى هذا الخبر في «الاكليل ج 3591».
(4) ذخار بالضم سبق ذكره وذخار بالفتح في بلد الحواشب.
(5) دمّاج: لا يزال معروفا: وقضان بفتح القاف والضاد المشددة معروف.
(6) وبنو كليب بالتصغير لهم بقية.
(7) بنو سابقة لا يعرفون اليوم راجع الجزء العاشر من الاكليل.(1/230)
والغيّل والعشة لبني سعد بن سعد سروم خولان وحضّبر والأخباب لبني سعد (1)، الحاضنة وصبر لوادعة، الخبت لمسلم وسباق من بني سعد، قراظ (2) ويسنم لبني سعد رغافة، وبوصان لبني جماعة من خولان ولبني رشوان بن خولان سراتها الى دفا لبني ثور والأبقور ورازح ودفا لبني صحار بن خولان، قيوان وأنافية لهم ولبني حذيفة والأبقور، غيلان لرازح من خولان، عراش لبني بحر من آل ربيعة، قرية وسخة لبني بشر (3) وبني يعنق وهم الأديم من خولان، ساقين لبني سعد بن سعد وبني شهاب، عفارة وحيدان لبني شهاب بن العاقل من كندة أحلاف آل ربيعة، تضراع لبني حمرة (4)، موطك لبني حمرة، من سعد، العبلاء وكهلان لبني حمرة كنا لبني سعد، العرض لبني ثور من سعد، القفاعة سوق معدن لحرة، السرو وحرجب لبني حي من خولان، عنمل وبدر لبني حي، المذرى وعرو وخرّ للرّعا (5)، فهذه بلد خولان على حد الاختصار وأغوارها داخلة في تهامة ابزان وأم جحدم وفي أعلا السرّاة الى سراة جنب وفي نجدها يتصل ببلد وادعة.
70789 - بلد وادعة النجدية
: بقعة وعوذان والثّويلة وغيل علي، ووادي عرد وأعلى وادي نجران فإلى جبل شوك فقاضي دين فالزبران فإلى مهجرة فالمنضج فغيل عليّ فأقاويات فأرينب (فجلاجل) (6) والذي تشاءم في هذه البلاد وبنجران وخالط شاكر
__________
(1) سروم بفتحتين آخره ميم لا يزال يحمل اسمه الى هذه الغاية وهو سروم جماعة او غيره فما يسمى سروم كثير ومنه جبل سروم الذي يمتد من الشمال الى الجنوب ويتصل بالمفازة التي تسمى طخية لبني حذيفة، وبقية الأماكن سلف ذكرها.
(2) الحاضنة في غربي خولان وصبر بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة آخره راء في الشمال الغربي من صعدة وعداده من صحار وفيه انشأ دعوته الإمام نشوان بن سعيد الحميري وكون له حزبا وأتباعا لقبوا فيما بعد الفرقة النشوانية وكتب لها البقاء دهرا ومن زعم أن نشوان استولى على جبل صبر المشهور المطل على الجند من الغرب فقد وقع في الخطأ.
(3) بنو بشر: بكسر الباء الموحدة آخره راء وفي الأصول كلها بالنون اول الحروف وصححناه بعد البحث الدقيق والسؤال من أهل الوطن نفسه ووجود هذه القبيلة بهذا الاسم اليوم وكما في معجم ما استعجم ج 8333. راجع الأول من الاكليل.
(4) بنو حمرة لا بقية لهم. كذا وفي «ح» لجرة.
(5) عنمل: بفتح العين المهملة وسكون النون ثم ميم ولام جبل فيه مزارع وقرى وحي وهو في غرب شمال صعدة والمذرى بالميم والذال المعجمة آخره الف مقصورة وفي «ل» و «ب» بالدال المهملة غلط وهو من بلد رازح، وخرّ في بلد رازح أيضا.
(6) جلاجل: بضم الجيم الأولى وكسر الثانية: بلد وغيل في بلد وادعة من الشمال الغربي من صعدة.(1/231)
الحناجر ويعيش وسابقة وكعب وحيف ابنا أنمار بن ناشج من وادعة بن عمرو بن عامر ابن ناشج.
70790 - بلد يام
: ليام وطن بنجران نصف ما مع همدان منها ثمّ بلدهم يطرد عليها ناحية الحجاز الى حدود زبيد ونهد من ناحية حارة وما يليها وهي حارة وملاح وسمنان فإلى ما يصالي خليف دكم من أعالي حبونن (1) وبخليف دكم قتل عبد الله بن الصّمّة أخو دريد، والحظيرة وبدر وصيحان وقابل نجران وهدادة والحظيرة بأعلى حبونن (2).
70791 - ديار جنب وهو منبّه (3)
: المختلف وأعقق. وفيه يقول عمرو بن معدي كرب (4):
سوى أنّ أصواتا بأعقق لم يزل ... بها آنس من أهلها غير بارح
وجدنا به العمرين عمر بن عدية ... وعمرو بن عمرو في حلال سلاطح
وجدنا بني عمرو ثمانين فارسا ... لكلّ صباح كاشر الناب كالح
وكان الغدانيّون تحت رماحهم ... رماح بني عمرو غداة المصابح
مصافين أصهارا ورحما وجيرة ... وما كان فيهم فارس غير جامح (5)
__________
(1) هو ما يسمى اليوم حبونة وقد استوفينا الكلام عنه في كتابنا «اليمن الخضراء مهد الحضارة» وفي المعجم وراجع «في بلاد عسير» لفؤاد حمزة.
(2) وقابل نجران ويقال له القابل ولا يزال فيه آثار الكنيسة وهدادة بلدة آهلة بالسكان والحظيرة الأخيرة غير حظيرة نجران.
(3) منبه: بضم الميم وفتح الباء الموحدة مع تشديدها اسمه وجنب لقبه وقد أتينا على القبائل التي تسمى منبه في بعض تآليفنا.
(4) هو الزبيدي نسبة الى زبيد بالضم مازن وبقية نسبة معروف وأخباره مشهورة وشعره مطبوع.
(5) أول المقطوعة في «الإكليل» ج 1662:
وما من قبيل بين مرّ وعالج ... وأبين إلا طامح في الطوامح
وقوله: غير بارح، وفي «الإكليل»: غير نازح، عدية: بالضم: قبيلة من جنب. وقوله: وكان الغدائيون، بالغين المعجمة، وفي «الإكليل» بالعين المهملة ولعله أنسب لأنه يذكر قبيلة عدية، وقوله:
سلاطح هنا وفي نسخة من «الاكليل» بالصاد وهما أخوات وقد حققنا موضع سلاطح في «الاكليل» وقوله:
لكل صباح الخ، وفي «الاكليل»: تجابه عن وجه من الليل كالح. وقوله: مصافين، هنا بالصاد المهملة، وفي «الاكليل» بالضاد غير المهملة، وقوله: غير جامح هنا بالميم وفي «الاكليل» جانح بالنون.(1/232)
أصواب قران بلدة في الحمرة (1) من المختلف ويسمّى المختلف المنشر، ومن ديارهم سروم العقدة وسروم العين وسروم الفيض وهي سروم الطرفاء والسفسف مع الجبلين وعراعرين والقرحاء والثجة وذات عش (2) وبها قبور الشهداء سابلة وحجاج قتلوا، والجبل الأسود وهو معظم بلد جنب وهو ما بين منقطع سراة خولان بحذاء بلد وادعة الى جرش وفيه قرى ومساكن ومزارع وهو يشبه بالعارض من أرض اليمامة.
ومن بلد جنب راحة ومحلاة (3) واديان يصبّان من الجبل الأسود الى نجد شرقا، وله أودية تهامة ونجدية منها جوف الخزيميين وهو جوف مرزوق وعاش ثمانية وثلاثين ومائة سنة ولقيته ابن خمس وثلاثين ومائة سنة وقريتا جنب الكبيبة لبني وقشة والقريحا حذاءها لبني عبيدة (4)، وصنان (5) غير صنان خثعم، عبيد وعفارين لبني شريف وبني رنية.
70792 - بلد زبيد
: بلاع واد فيه نخل وهو غير بلاع في بلد خثعم أسفل الخنقة (6) إلى الورة والأعدان وهي مراع لرنيّة ويسكن هذه البلاد من قبائل زبيد الأغلوق وبنو مازن وبنو عصّم (7).
70793 - بلد بني نهد
: طريب ومصابة من ذوات القصص وكتنة، واراك (8)، واد فيه أراك، وأراكة في أسفل بلد زبيد، واراكة ناحية المصامة من ديار خثعم بن عامر بن
__________
(1) في «الاكليل» ج 1662، 167: أصواتا فأعقق أصواتا قران ثلاث في الحمرة بينهن اعقق 1هـ.
واعقق وهو ما يسمى اليوم عقق.
(2) المنشر: موجود في بلد قحطان وكذا سروم العقدة عامرة في سنحان قحطان وكذا العين في سنحان قحطان، وسروم الفيض في عبيدة من قحطان، والسفسف هو المسمى اليوم السقوف، والقرحاء هي التي تسمى اليوم القرحة:
هجر كبير في قحطان. والثجة تحمل اسمها الى التاريخ في قحطان وكذا ذات عش.
(3) راحة ومحلاة: يحملان هذا الاسم لهذه الغاية.
(4) بنو وقشة: لها بقية، والقريحة هي التي تسمى اليوم القرحا بدون تصغير، وعبيدة بفتح العين المهملة وكسر الباء الموحدة آخره هاء: وهي جماع قبائل من قحطان لا تزال تحمل اسمها لهذا العهد، وعبيدة أيضا قبيلة في مأرب وهي من مذحج، وعبيدة أيضا في الحدا، وأخرى أيضا في يحصب العلو بلاد يريم، قال شاعر من عبيدة قحطان:
حنّا عبيدة وما عبيدة غيرنا ... إلا عبيدة جنب الأهل والّا أيراد
(5) صنان: عامرة بالسكان.
(6) المخنقة: تحتفظ باسمها ورسمها. وفي «ح»: تلاع.
(7) الأغلوق: لها بقية، وبنو عصم: رهط عمرو بن معدي كرب. وفي خ زيادة وبنو زريش وبنو جروان.
(8) قبيلة نهد: موجودة في ضمن قبيلة عبيدة، وطريب: يحتفظ باسمه ويوجد فيه النخل المثمر، وكتنة تحمل اسمها حية قائمة وكذا اراك، وذات القصص في هامش «الدامغة» 64: (ذات القصص شرقي راحة مما يلي الشام).(1/233)
ربيعة (1). وتثليث وكان لعمرو بن معد يكرب فيه حصن ونخل والقرارة والرّيّان وجاش وذو بيضان ومريع وعبالم وغرب والحضارة والعشتان والبردان، والبردان بئر بتبالة وبالعرض من نجران، وذات الاه وهي قرى الدبيل وعشر، وعشر بواد من ناحية صنعاء، وعاربان وسقم وقريتهم الهجيرة، والذي يسكن هذه البلاد من قبائل نهد معرّف وحرام وهي أكثر نهد وبنو زهير وبنو دويد وبنو حزيمة وبنو مرمّض وبنو صخر وبنو ضنّة، وضنّة من عذرة وبنو يربوع وبنو قيس (2) وبنو ظبيان.
موارد بني الحارث بن كعب: اعداد مياه بالحارث مما يصلي الهجيرة حمى ماء بأطراف جبال غاذ بين مريع والغائط ومريع وعبالم وقد ينقطع، وقلت يقال له يدمات، والملحات، ولوزة وشسعى قلت أيضا من أسافل غاذ والكوكب ماء أسفل من حمى بجبل منقطع بالغائط دون العارض، وخطمة بئر بالرمل دون العارض احتفرها عبد الله بن الربيع المداني في عصر ابي العباس السّفاح، والبراق ماء بأعلى وادي نار، والزّيّادية بحبونن، والحصينية (3) أسفل منها على شط الوادي دون النهّية نهية حبونن، والربيعية بأسفل نجران ومذود والهرار والبتراء هذه اعداد شمالي بلاد بني الحارث.
وأول الأودية بين 70794 نجران والجوف
قضيب فيه من مياه بلحارث الأغبر والجموم وماوة وخليقا بأسفله ومدرك بني حجنة في قضيب من الفيفا من بلد (4) [دهمة]، ثم الخلّ (5) بين قضيب واليتمة واد من بلد دهمة أعلاه فيه من مياه بلحارث فتح عدّ (6)
__________
(1) في «ح»: بعد ربيعة: (منازل طي: في طريب ويعرى ووادي هرجاب وجلجل وانبادة والمشيرق، ووادي لجليحة من خثعم (ثم كلمات غير مفهومة).
(2) في «ح»: يحنس.
(3) الحصينية بالصاد المهملة لا تزال معروفة. والقلق بالفتح القاف اخره تاء مثناة من تحت حفير للماء.
(4) قضيب: سلف ذكره، والأغبر: لا يزال يحمل اسمه وكذلك الجموم، وماوة لا أعرف عنها شيئا، وخليقا:
بضم الخاء المعجمة وفتح اللام آخره قاف: تحمل هذا الاسم، ومدرك: بفتح الميم والراء بينهما دال مهملة وآخره كاف وهما مدركان: الأعلى والأسفل، وبنو حجنة: لا يعرفون وما بعده لا يعرف، وما بين القوسين في أصلنا وساقط من «ل» و «ب».
(5) الخل: باسم الخل المعروف وهو يحمل اسمه، والخل موضع في وادي رمع من تهامة اليمن ذكره أبو دهبل الحمحي، واليه ينسب الشاعر الخلي له خبر ذكرناه في «المعجم»، اليتمة: بفتح الياء المثناة من تحت وكسر التاء.
المثناة من فوق آخره هاء: موضع يحتفظ باسمه.
(6) الفتح: هو الماء الجاري في الأرض، والعدّ: بكسر العين المهملة: الذي لا ينقطع، وفي «ب» و «ح»:
صبح بالصاد والباء والحاء، وفي «ل»: فتح.(1/234)
ثم مدرك بني دهي أيضا عدّ غيل وبأعلاه الشّليلة نخل وماء لبني داعر. ثم وادي خب فبأعلاه طثر وأسواء ماءان عدّان وبئر ذي بئر ثم صرحان ولا ماء فيه وهو واد بينه وبين الأحداء رملة الأذن وبالأحداء من المياه شطيف والنخل وهو أسفل أوبن، وبأعلى أوبن خليص وشرجان بين وادي أوبن وبين وسط البياض والمجوي وبينهما رحبة بئر عدّ لا تنكش، ربوع بئر عدّ، وبأسفل الجوف بئر تسمى لببة، واللسان أحساء بأسفل حمض والغمارية مياه منها الجفر وعينا ذئب ماءان مما يصلي نجران في على الفرط ويسمى ما بين الجوف ونجران الافراط واحدها فرط وأكثر من يكون بالافراط من بلحارث بنو معاوية منهم روح بن زرارة وابنه خوّار سيدان قتلتهما همدان وقد كثرت بلحارث بينهما، قال الحارث بن زياد المعاوي من بلحارث:
إلى الله أشكو أنّه صار حزبنا ... كقصم سليم السّن ما له جابر
فنحن أغرنا بأكفّنا ... فكل على ما يأمل العز خاسر
فمن كان يرجو العزّ في قتل قومه ... فلم ينج خوف الذّلّ مما يحاذر
ينال العدى من قومه ما يضيمه ... ويمشون في مكروهه وهو حاضر
70795 - جرش وأحوازها
جرش (1) هي كورة نجد العليا وهي من ديار عنز ويسكنها ويترأس فيها العواسج (2) من أشراف حمير وهو من ولد يريم ذي مقار القيل ولهم سؤدد وعود وجابة اليمانية (3) في أرض نجد إليهم وهم يقومون معهم بحرب عنز وفي شق قرية جرش فرق من النزارية يدعون الجزارين من موالي قريش والغاز من نزار من الغرباء وهم رابطة لعنز على العواسج ويملي اليهم عنز بصرخها ونجدتها. وجرش في قاع ولها أشراف غربية بعيدة منها تنحدر مياهها في مسيل يمرّ في شرقيها بينها وبين حمومة ناصية
__________
(1) مدينة جرش: بضم الجيم وفتح الراء آخره شين معجمة: كانت مدينة بتلك الناحية وهي اليوم خراب وأطلال ولا يعرف الزمن الذي اختفت فيه، وانظر لتحديد موقعها مجلة «العرب» السنة الخامسة ص 593وكتاب «في سراة غامد وزهران» ص 42/ 49، وجرش بالفتح موضع بالأردن.
(2) العواسج: يعرفون اليوم باسم (العواشز) في وادي ابن هشبل المضاف الى أحد رؤسائهم وهو من روافد وادي بيشة، لها بقية أيضا في خولان راجع «الاكليل» ج 2/ 162.
(3) العود بالفتح وهو القديم من السؤدد والشرف. وقوله: جابة، بمعنى إجابة.(1/235)
تسمّى الأكمة السوداء حمومة وحمّة وكولة (1) ثم يلتقي بهذا المسيل أودية ديار عنز حتى تصبّ في بيشة بعطان، فجرش رأس وادي بيشة ويصالي قصبة جرش اوطان حزيمة من عنز ثم يواطن حزيمة (2) من شاميّها عسير قبائل من عنز، وعسير يمانية تنزّرت، ودخلت في عنز فأوطان عسير الى رأس تيّة وهي عقبة من أشراف تهامة، وهي أبها وبها قبر ذي القرنين فيما يقال عثر عليه على رأس ثلاثمئة من تأريخ الهجرة (3)، والدّارة والفتيحا واللصبة والملحة (4) وطبب وأتانة (5) وعبل والمغوث وجرشة والحدبة هذه أودية عسير كلها.
ومن النجدي أوطانها الرّفيد بلد حصون وزروع لعنز ووادي هذا وسعيا (6)
ويسكنها البشريّون من الأزد، وقد يقال انهم من بلحارث، ثم يصلاها عنقة ويسكنها بنو عبد الله بن عامر من عنز ثم تندحة وهي العين من أودية جرش وفيها اعناب وآبار وساكنه بنو أسامة من الأزد ورأيت بعضهم ينجذب الى شهران العريضة، والعيبا بلد مزارع لبني ابي عاصم من عنز، ويليها وادي طلعان كثير المزارع لبني أسد من عنز، والقرعا لشيبة من عنز ولهم قرية كبيرة ذات مسجد جامع يقال لها المسقى وهم مسالمون للعواسج.
__________
(1) حمومة: بفتح أوله وضم ثانيه آخره هاء: لا زالت تحمل اسمها، وحمومة أيضا قرية ذات مزارع في ظاهر مخلاف نعيمة: صبهبان على محجة السيارات، وحمومة أيضا في يافع، وأخرى في حضرموت فيما أظن، وناصية الشيء مقدمه مأخوذ من ناصية الرأس، والكولة بفتح الكاف الأكمة المخروطة الشكل على ما هو معروف الان في اليمن، وحمومة المذكورة هنا جبل لا يزال معروفا بقرب آثار مدينة جرش انظر «العرب» ص 845السنة السادسة.
(2) في «الاكليل» ج 2932جريهة: بالجيم والراء ثم مثناة من تحت ثم هاءين.
(3) «في بلاد عسير» ص 95: وبجوار البركة مزار قديم العهد هدمه الاخوان يزعم أهل البلاد أنه قبر ذي القرنين.
قلت: لعل هدمه كان في سنة 1342هـ. وأبها: بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة ثم هاء مقصورة: مدينة أبها قاعدة بلاد عسير، وهي من أمتع بلاد الله وأرقها هواء وألطفها بقعة وأنزهها رقعة. قال الشاعر:
ألا سقيا لأبها من بلاد ... عليل نسيمها يشفي العليلا
بلاد ما ألمّ بها غريب ... وودّ مخيّرا عنها الرحيلا
أملاه عليّ الأستاذ الأديب محمد بن أحمد العسيري في الطائف سنة 1378هـ بمنزل صديقنا محمد بن ابراهيم المؤيدي راجع تاريخنا.
(4) تسمى الملاحة وهي ثلاث قرى لبني مالك.
(5) اتانة: واد يصب في أبها.
(6) سعيا بفتح السين في بلاد بني بشر من جنب معروفة.(1/236)
والذي يصالي جنب من ديار عنز الرّفيد والغوص وأداي وعنقة (1) والرّاكس والعين عين الرّفيد وتمنية والعقالة فالرفيد يسكه حازمة من عنز والغوص يسكنه بنو حديد من عنز، والرّاكس يسكنه بنو غنم من عنز والعين يسكنه بنو العراص من عنز، وتمنية يسكنها بنو مالك من عنز والمسقى لشيبة من عنز، وطلعان لبني أسد من عنز، والعيبا لبني أبي عاصم من عنز، ذو الينيم (2) يسكنه بنو ضرار، والدّارة وأبها والحللة والفتيحا فحمرة وطبب فاتانة والمغوث فجرشة بالايداع أوطان عسير من عنز وتسمّى هذه أرض طود، وأما أغوارها الى ناحية أمّ جحدم فالذّيبة والسّاقة لبني جابرة من شيبة، ورأس العقبة لبني النّعمان وهي عقبة ضلع، ومن جرش الى رأس العقبة ثم الى أسفل عقبة ضلع ثم الى ياسبين ثم الى سبتين ثم الى عفرانين والى القوائم ثم الى أم جحدم. ومن جرش الى بلد بني نهد وخثعم شرقيّا وشماليّا: تنداحة، ثم ذات الصّحار لكود من عنز، ثم الشّقرة لبني قحافة، ثم بنات حرب لجليحة، ثم حسد لبني الهزر (3). ثم بلد نهد من جرش إلى كتنة:
الهجيرة (4) ثم يتلو سراة عنز سراة الحجر بن الهنو ابن الأزد ومدنها الجهوة ومنها تنومة (5) والشرّع من باحان، ثم يتلوها سراة غامد، ثم سراة دوس ثم سراة فهم وعدوان، ثم سراة الطائف، بلد خثعم: أعراض نجد بيشة وترج وتبالة والمراغة (6)
وأكثر ساكن المراغة قريش بها حصنان أحدهما القرن مخزومي والثاني البرقة سهميّ، بلد هلال: الواديان رنية وأبيدة ومن القرى القريحا وقد خربت، والعبلاء والفتق وقد خربت، انقضت نجد وحضرموت.
70796 - تهامة اليمن
70797 - بلد بني مجيد وبلد الفرسان
وهي على محجّة عدن الى زبيد، ثم ديار
__________
(1) عنقة: بضم العين واسكان النون بعدها قاف: واد لا يزال معروفا.
(2) في «ح»، النيم.
(3) بنو قحافة من خثعم معروفون الآن وكذا الهزر بالزاي لا بالدال كما في الأصول.
(4) في ح: ثم الى الهجيرة.
(5) تنومة بفتح التاء المثناة من فوق وضم النون آخره هاء بلد رخيّ من سراة الأزد وأحد منازل حاج اليمن على هذه السراة واشتهرت في عصرنا بالكارثة التي نزلت بحاج اليمن سنة 1342راجع كتابنا «تاريخ الأئمة».
(6) والمراغة أيضا من أعمال ذي السفال من الكلاع.(1/237)
الأشعريّين من حدود بني مجيد بأرض الشّقاق فإلى حيس فزبيد نسبت الى الوادي وهي الحصيب وهي وطن الحصيب بن عبد شمس وهي كورة تهامة وسواحلها غلافقة والمندب والمخا ساحلا بني مجيد، والفرسان، وكمران جزيرة. وقرى زبيد: المعقر والقحمة وقرى ذؤال، ويخلط الأشعر في هذه البلاد شريذمة من بني واقد من ثقيف ثم سهام وهي عكيّة ومن بواديها واقر، ثم المهجم عاليتها لخولان وسافلتها لعك، وعلى كل واد من هذه الأودية ما لا يوقف عليه من القرى الصغار والأبيات وكل واد منها مخلاف يكون فيه سلطان يقوم به عوائده، مور عكّيّة أيضا وهي مخلاف، ثم بلد حكم وهي خمسة أيام فيه أودية بلد همدان وخولان، وملوكه من حكم آل عبد الجدّ وفيه مدن مثل الهجر والخصوف والساعد والسّقيفتين والشرّجة ساحله، والحردة وعطنة ساحلا المهجم والكدراء، وببلد حكم قرى كثيرة مثل العداية والركوبة والمخارف والقليق وبها وادي حرض وحيران وخدلان (1) وواديا بني عبس ووادي الحيد ووادي تعشر ووادي جحفان ووادي لية ووادي خلب ووادي زائرة ووادي شابة وضمد وجازان وصبيا وملوكه من ذكرنا من الحكميين ثم من آل عبد الجد، وبمور آل روق من بني شهاب، وبالمهجم آل النجم، وبالكدرا آل علي، وبزبيد الشراحيّون وهم الرأس من الجميع، وبالشّقاق وموزع آل أبي الغارات. ثم مخلاف عثر: وعثر ساحل جليل، ومدينة بيش وحصبة أبراق، وفيه من الأودية الأمان ووادي بيش ووادي عتود، ووادي بيض ووادي ريم وعرمرم ووادي زنيف ووادي العمود وهو لخولان وكنانة والأزد وملوكه من بني مخزوم ومن عبيدها.
ثم 70798 بلد حرام من كنانة
: وهو وادي أتمة وضنكان وهو معدن غزير ولا بأس بتبره، والحرّة حرّة كنانة والمعقد وحلي وهو مخلاف وقصبتها الصّحارية موضع رؤساء بني حرام والجّو ووادي تلومة ووادي الفراسة والجونية ووادي المحرم ودعنج وعشم معدن وقرية وحلى العليا والسرّين ساحل كنانة هو وحمضة واللّيث ومركوب واديان فيهما عيون، ويلملم والخيال وطبية وملكان والبيضاء والمدارج
__________
(1) في «ح»: جدلان وفي «ل» و «ب» جذلان.(1/238)
ووادي رحمة (1) وأسفل عرنة، ومكة أحوازها لقريش وخزاعة، ومنها مرّ الظّهرّان (2) والتّنعيم والجعرانة وسرف وفخّ والعصم (3) وعسفان وقديد وهو لخزاعة والجحفة وخمّ إلى ما يتّصل بذلك من بلد جهينة ومحال بني حرب وقد ذكرناها.
70799 - مدينة الطائف
ثم الطائف مدينة قديمة جاهلية وهي بلد الدّباغ يدبغ بها الأهب الطائفيّة المعروكة وتسمى المدينة أيضا الطائف والمعنى مدينة الطائف، وساكن الطائف ثقيف ويسكن شرقي الطائف قوم من ولد عمرو بن العاص، وواد قريب من الطائف يقال له برد فيه حائطان لزبيدة (4) عظيمان يقال لموضعهما وج، وبشرقي الطائف واد يقال له لية (5) يسكنه بنو نصر من هوازن، ومن يماني الطائف واد يقال له جفن لثقيف وهو بين الطائف وبين معدن البرام، ويسكن معدن البرام قريش وثقيف، ومن قبلة الطائف أيضا واد يقال له مشريق لبني أمية من قريش ووادي جلذان (6) منقلب الى نجد في شرقيّ الطائف يسكنه بنو هلال، وفي قبلة الطائف حائط ام المقتدر الذي يدعى سلامة (7) وبين الطائف وبين عرفة وادي نعمان وفيه طريق الطائف المختصرة الى مكة واما المحجة فعلى قرن المحرم.
70800 - أرض السراة
: ثم يتلو معدن البرام ومطار صاعدا الى اليمن سراة بني علي وفهم، ثم سراة بجيلة والأزد بن سلامان بن مفرج وألمع وبارق ودوس وغامد والحجر الى جرش. بطون الأزد: مما تتلو عنز الى مكة منحدرا الحجر، باطنها في التهمة، المع ويرفى ابنا عثمان في أعالي حلي وعشم وذاك قفر الحجر، وتنومة والأشجان ونحيان ثم الجهوة قرى لبني ربيعة بن الحجر وعاشرة (8) العرق وأيد وحضر،
__________
(1) طبية في «ح» ضبية. والبيضاء لا تزال معروفة، وما يحمل اسم البيضاء بأرض اليمن قد أتينا عليه، وعرنة:
بضم العين المهملة وفتح الراء ثم نون وهاء بقرب عرفة.
(2) مرّ الظهران: وهو ما يسمى اليوم وادي فاطمة.
(3) كذا في الأصول، ونراه تصحيف الغميم فهو المعروف في هذه الجهة.
(4) زبيدة: زوج الرشيد وشهرتها تغني عن ذكرها.
(5) لا يزال معروفا وبفتح اللام وكسرها وتشديد الياء المثناة من تحت، وفواكه من أجود فواكه الحجاز.
(6) جلذان: الجيم واللام والذال المعجمة أو الدال آخره نون: معروف لهذه الغاية.
(7) المقتدر: هو المقتدر بالله أبو الخليفة جعفر بن المعتضد، ولي الخلافة سنة 295وقتل سنة 320هـ.
(8) لعل الصواب: عاسرة بالسين المهملة وهي قبيلة من بني عمرو، أما العرق فقرية كبيرة في بلاد بني شهر، ونحيان: واد معروف.(1/239)
ووراءه قرى لبني ربيعة من أقصى الحجر ايضا، وحلبا (1) قرية لبي مالك بن شهر قبلة الحجر على هذا يمانيها مصال لعنز ومن شآميها بلد ألوس والفزع من خثعم وشرقيها ما جاور بيشة من بلد خثعم وأكلب وغوريها بلد بارق فآل عبيدة من الأزد حلالهم حرام بن كنانة.
70801 - اول بلد الحجر من الازد
فاول بلاد الحجر من يمانيها عبل واد فيه الحبل ساكنه بنو مالك بن شهر، وباحان به القرى والزرع وساكنه بنو مالك وبنو ثعلبة وبنو نازلة من بني مالك بن شهر ابن الحجر، وذبوب واد لبني الاسمر من شهر، ثم الرهوة رهوة بني قاعد من العدميين من بلاد شهر قرية شعفيّة على رأس من السراة، ثم سدوان واد فيه قرية يقال لها رحب لبني مالك بن شهر، تنومة واد فيه ستون قرية أسفله لبني يسار وأعلاه لبلحارث بن شهر، ثم الأشجان قرية كبيرة ليس في السراة قرية أكبر منها بعد الجهوة وساكنها بنو عبد من بني عامر بن الحجر، ثم نحيان واد مستقبل القبلة فيه التفاح واللوز والثمار وصاحبه علي بن الحصين العبدي من بني عبد بن عامر وابن عمه الحصين بن دحيم وهم الحكام على نحيان والأشجان والحرا، ووراء ذلك الجهوة (2) مدينة السراة أكبر من جرش وصاحبها الجابر بن الضّحّاك الرّبعي من نصر بن ربيعة بن الحجر، ووراء الجهوة زنامة العرق وهي لجابر بن الضحّاك قرية فيها زروع، ثم بعدها أيد واد فيه نبذ من قرى وزروع، وأهل أيد وجيرة الحجر من قريش وخليطي حضر، من ورائه واد فيه الجيرة القرشيون، ثم الباحة والخضراء قريتان لمالك بن شهر وبني الغمرة.
وحلبا قرية لبني مروان من بني مالك بن شهر، انقضت قرى الحجر. ثم ريما واد ذو عيون كثيرة هو من صدور ترج، ثم يمح (3) وهي أقصى حد الحجر وأهلها الحارث بن ربيعة ثم قطع بين الحجر وبين بلد شكر بطنان من خثعم يقال لهما الوس والفزع فقطعتاه إلى تهامة وسعد الهمام نزارية. ثم بلد شكر (4) سرري، ثم غامد، ثم بلد
__________
(1) حلبا: قرى لبني شهر وبني عمرو في أرض واسعة تتخللها أودية ومزارع، وأكبر قرية في حلبا تدعى لدقائق لبني شهر، والقرية لبني عمرو والقيل لبني شهر، والغرّة لبني تميم من بني عمرو.
(2) الجهوة: درست وموقعها معروف في بلاد بني لام من بني شهر بقرب جبل منعا في أعلى وادي تنومة والجهوة ايضا: بلدة من الاهنوم.
(3) يمح بالحاء المهملة وهو نقيل يمر عليه المسافرون من أبها وغيرها إلى بطن تهامة، راجع «الرحلة اليمانية».
(4) في الأصول يشكر خطأ وانظر كتب النسب.(1/240)
النّمر، ثم بلد دوس من وراء ذلك، من بلد بجيلة، ثم بلد عدوان وفهم ونبت بن عكل في صدور أبيدة وبحذاء بلد الحجر أعلى ترج وجوانب بيشة التي تلي السراة فيها قرية مما يصلى بيشة يقال لها نضّة لبني الأصبغ من الحجر، والصحن مراع لبني شهر نجداها مما يصلى بيشة حيث تتبطح هي وخثعم وغوراها شامي ترة، ويمانيها عنزي، والذي يلي تيّة من غوائر الحجر مرة واد ينصب إلى الكفيرة وحلي، والشرى في شرقي ضنكان أسدي ليرفا بن عثمان، ومن أوديتها الغورية فرشاط وصدوره حجريّة وأسافله عبيدية من كنانة، وقرب واد أهله من الحجر زيد بن الحجر به ساكنة إلى تهامة ووادي ساقين إلى تهامة فيه محجة الحجر التهاميّة وساكنه من الحجر جبيهة جبهة الحجر، العديف (1) عقبة تنصب مياهها إلى خاط واد وساكنه بنو عامر الغورية من الحجر.
وبخاط نخلات وبسراة الحجر البرّ والشعير والبلس والعتر واللوبياء واللوز والتّفاح والخوخ والكمثرى والإجاص والعسل في غربيها والبقر وأهل الصيد وشرقيها من نجد أهل الغنم والإبل وخيل للاصابغة لا غير.
من 70802 جرش إلى صعدة
: تخرج من جرش قصد صعدة على بلد جنب في سعيا وادي بني بشر ذي أعناب وزروع وأسفل أنيس ثم وادي طرطر ثم وادي منع ثم جزعت منه في وادي نحيان وهي الخنقة ثم ظلامة ثم سراة جنب ومنها الكبيبة والجبل الأسود منه موضع يقال له القريحا والقريحا أيضا رنية ثم طلعت في وادي النحي إلى سروم والحمرة ووقعت في محجة مكة. ارض عدوان: من السراة يصاع والسوار وبطن قوت والنجار وبقران قال ذو الإصبع (2):
جلبنا الخيل من بقران قبّا ... تجوب الأرض فجا بعد فجّ
والبيداء ومرهب وصعر ومعرب قال ذو الإصبع يذكر عدة من ديارهم:
إن داري بمرهب فبصعر ... فمعورة فوخدة فالمرار
ولنا منزل برقبة لا ... يسمع فيه تهاذي الاخبار
__________
(1) في «ح»: العريف.
(2) ذو الاصبع: اسمه محرث بن حرثان العدواني، شاعر مشهور مترجم في «الأغاني» وغيره وورد البيت في «الإكليل» 1/ 24:
غدا بالخيل من جلدان رهوا الخ(1/241)
منزل أحرز الحواضن فيه ... كلّ قرم متوّج جبّار
ثم بالفرع قد نزلنا قبيلا ... دار صدق قليلة الأقذار
ذات حرز وعزة ونجاة ... وامتناع من جحفل جرّار
ماؤنا الفيض لا يعذّبنا القيظ ... ولا النزع بالرّشاء المغار
وأسلع والسرين والعرض واديان من حازة الحزن فإلى الكفرين من نجل إلى دارة فإلى البرض، ومن بلد دوس: اثلى وصحبة وذنب فراجل.
70803 - ديار ربيعة
: الذنائب وواردات وذو حسم وعويريض وشريب وأبان وذات الطّلوح وكاترة والسّلّان وخزاز وقرار عمق واللصاف، واللصاف أيضا لبني مرّة ووادي الحاذ من مرس والعقيق وذات ريام والقارتان، ومن ديار بكر خاصّة. نباض وقوّ والرّجا والنواعص والشيّطان، ماء الحنو من قضة والقضيبة والحنينة وثماد ونجد الخال والعسجدية والأبواء (1) وخنزير ورجلة وروض القطا ودرنا وكثيب الغيلة (2)
وعباعب وكانت به وقعة ومنفوحة (3) وبطن الغميس وبادولى والسخال وذوقار وذات الرئال والبدي ودحيضة وثهمد وجبل الامرار ورمّ وجنباء واطار وتلع فلج لعجل خاصة وهو فلج المدار والثني وحث لعجل أيضا. لعلع موضع ماء في ديار بكر والنتايل وتبل والرّخيل بئر ونقاع الصّفر ومطار بفتح الميم ومطار بضم الميم في أرض الطائف، وحضان وذات الهام والشّطب ومرجم والهضم والرّخم ووجرة وشبكة وانبطة والبقّار، وهذه مواضع الوحش والجن وغيرهما ومن ديارهم بالجزيرة (4) المر وشيطر والأحولين.
70804 - ارض يثرب
: المدينة وقبا (5) والفضاء وأحد والعقيق وبطحان وسلع والحرّة
__________
(1) في ديوان الأعشى: الابلاء.
(2) درنا بالنون وكثيب الغينة بالنون.
(3) هي منزل الأعشى الشاعر المشهور ولا تزال معروفة وقد أوشك عمران مدينة الرياض أن يتصل بها.
(4) الجزيرة هنا هي التي تسمى اليوم الجزيرة الفراتية وكانت تسمى جزيرة ابن عمر، راجع ياقوت «معجم البلدان».
(5) وقبا ايضا واد في الأخروج، الحيمة الداخلية وكان يعد من حضور. وقبا: منهل بقرب مرّان كان من منازل حجاج نجد وجنوب العراق، لا يزال معروفا بطرف حرة كشب.(1/242)
واللابتان وسبخة حذيفة والرّحابة والرحيبة، ورحابة بمأرب، والخشب والخشب من أرض همدان والضّحيان أطم والقبابة وتضارع جبل والدّخشنة وذات أشراع مما يصالي منها ديار نصر من هوازن والمنحنى وجذمان وثمغ وأرثد وقورى والعريض والاعوص والدّرك والجر وبعاث والجرّ أيضا سفح الوطيح بخيبر والوطيح والنّطاة من خيبر يمثّل بجمّى النّطاة وحمى القطيف بالبحرين والآطام منها الضّحيان ومزاحم وأجم والخصّي وناصح وكنس والمستظلّ وفارع وعتود ويقاوم والشّرعبي وراتج والرّيان ومن بقاعها بقيع الغرقد وصرار والسّرارة.
أسماء القرى التي يكون أهلها جزءين متضادين
: عدن أبين بين المربين والحماحميّين والملاحيين. لحج وأبين بين الأصابح وبني عامر، صنعاء بين الشّهابيّين والابناء ويدخل من تنزّر بها مع الابناء ويدخل أهل البلد ومن تقحطن بها مع بني شهاب، خيوان بين الرّضوانيّين وآل أبي معيد ويدخل مع الرضوانيين بكيل ومع المعيديّين حاشد، صعدة بين أكيل ويرسم، وسحة من قرى خولان بين البشرّيين (1) والنصفيين قالوا: وكان اسمها في الجاهلية وسخة فلما وصلت زكاة أهلها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في أول الزكاة قال: من أين هذا؟ فقيل من وسخة فقال: بل من وسحة. بوصان بين بني جماعة وبني رشوان، نجران بين بلحارث وهمدان، الجوف بين همدان ومذحج، مأرب بين سبأ ومذحج، جرش بين العواسج وعنز، ترج بين آل مطير وبين نسع، مكة بين الحنّاطين والجزارين. أرض عمان كورتها العظمى صحار (2) وأما قراها فأكثر مجامعها هرود من أوديتها.
الجبال المشهورة
: الكور جبل دثينة والكور بجرش، صبر وذخر جبلا المعافر، تعكر وصيد وبعدان وريمان جبال السّحول، جبل حبّ جبل العود بينه وبين جبل نعمان (3)، صناع والقمر بالسّرو، ومن جبلان العركبة جبل الضّلع من جبلان، برع جبل الصنابر، ريشان وحفاش والشرّف، شبام ومسار جبلا حراز،
__________
(1) البشريين لهم بقية وكان في الاصول النشريين بالنون والتصحيح مما ذكرنا آنفا.
(2) صحار: بالضم آخره راء وعاصمتها اليوم مسقط على الساحل ونزوة في الجبل الاخضر ولم يفض المؤلف حول عمان راجع «اليمن الخضراء مهد الحضارة».
(3) نعمان هو وصاب العالي وبين حب والعود ثم بين نعمان بون شاسع.(1/243)
أنس جبل ضوران، اسبيل سحمر جبل الدّقرار لمراد، شرفات جرة وكنن تنعمة، عيبان ونقم جبلا صنعاء، مهنون لخولان العالية هو وتنعمة، جبل تيس جبل تخلى وصرع جبل حجة موتك جبل ذخار حضور ضين مدع شظب هيلان جبل ملح جبل يام جبل سفيان ذيبان الكبير برط هنوم وسحيب عرّ بوصان عراش غيلان الجبل الأسود لجنب، شنّ وبارق بالسراة، الحضن بأرض نجد، عارض اليمامة، جبلا طيّء أجأ وسلمى، اقرع تعار لبن أباح شمام (1)، من جبل طيء، عسيب عروان يلملم، قدس، رضوى أعفر، أفرع، يسوم، آرة، الأشعر.
ذوات النّبع منها وخاصّة من 70805 بلد خولان
: فوط وعرامي وغرابق والدبر وجبل الرّعا وجبل الأسوق واسمه دلاني وعراش وعنمل وبدر والمذرى وخر وعرو وهنوم من بلاد همدان وسحيب والشرف.
70806 - الحصون منها المشهورة
: صناع والقمر وجبل حب ووراخ والعود وتعكر وصبر والجؤة وقرعد وخلقة وريمة الكلاع وكحلان ومثوة وضلع وريمة وبرع وشبام حراز ومسار حراز، وحراز المستحرزة وضوران ونعمان ورأس حضور ويسمى بيت خولان وجبل تخلى وهو وهنوم الرأس منها، وحجة وموتك وشظب ومذرح ومدع وحضور بني ازاد وناعط وتنعمه وذباب وصرع وقلعة ضهر (2) ويكلى وهكر وتلفم وذروة (3) وعولي ووعيلة وريشان ومحيب ومدع وشهارة والعبلاء (4) وحصن العشّة وأبذر وعراش وغيلان والغرا وبرّان ودفا، وعنم والخنفعرّ من بلد خولان.
الشوامخ من الجبال التي في رؤوسها المساجد الشريفة ومواضع المساجد
: تعكر
__________
(1) لعله أبان فهو المشهور وشمام لباهلة بعيد عن بلاد طيء.
(2) قلعة ضهر هي فدة بكسر الفاء وفتح الدال المهملة آخره هاء راجع الجزء الثامن من الاكليل.
(3) ذروة حصن منيع ومعقل أشم يقع في خارف والصيد ويطل على ذي بين من بلد حاشد قال فيه الملك الكامل علي بن محمد الصليحي وهو يطارد الشيعة ويصف خيله:
وطالعت ذروة منهن عادية ... وانصاعت الشيعة الشنعاء شرّادا
(4) شهارة: بضم الشين المعجمة آخره هاء وقد تفتح الشين وشهارة من معاقل اليمن المشهورة التي لا تزال تحتفظ بشيء من مناعتها وحصانتها وحافلة بالمساكن والسكن وهي من أحد جبال هنوم ولها في التاريخ صولة وبعد صوت. وأول من اتخذها معقلا اسعد الكامل وبها ترشح للملك ووصف شهارة يكثر أتينا عليه في المعجم.(1/244)
وادم وحضور وسحمر وشبام حراز وبيت فائس (1) من رأس جبل تخلى وأعلى ريشان وهو جبل ملحان بن عوف بن مالك وشرفات جرة، وصبر وكنن وهنوم.
الجبال المتأكمة الطول المنخرطة الرؤوس
: المطوّق وخطارير وقصران ووتران وشجّان وشرفات جرة وضين وصرر وخطفة وشخب.
المسنّمة من الجبال دون ذوات الطّفاف (2)
: صبر وذخر وبرع وسحيب وحراز المستحرزة وشظب وموتك وجبل نهم وملحان وشهارة وعيشان والشرف وعروان (3).
اللواتي في رؤوسها الآبار والمساني
: أما التي في رؤوسها المساني والآبار فبرط وأسل وتنعمة، والتي في رؤوسها الغيول والعيون: هنوم وجبل تخلى وريشان جبل ملحان والعرو وعراش وغيلان وحضور ومسار وضوران وجبل ذخار هذا من ذوات العرق (4) المطبقة والأبواب، وأما الجبال التي ليست بمطوقة بالعرق وأكثر ما بقي من الحصون فمثل صبر وذخر وبرع وريمة وشظب وحفاش وحراز المستحرزة وسحيب وما يكثر عدده.
الجبال المشهورة عند العرب المذكورة في أشعارها
: أجأ وسلمى جبلا طيء وابان وتعار ولبن وحضن وقدس ورضوى وعروان ويسوم وحراء وثبير والعارض والقنان وأفرع، قال عمرو بن معدي كرب:
وجدّك مخصّي على الوجه تاعس ... تشير به الرّكبان ما قام أفرع
والنير وعسيب، قال امرؤ القيس: فاني مقيم ما أقام عسيب
ويذبل والمجيمر ولبنان واللكام.
__________
(1) بيت فائس: بالفاء اوله والسين المهملة آخره وفي «ل» و «ب» بيت فائش بالشين المعجمة وهو وهم وصححناه من «الاكليل ج 822» وهو ما يسمى اليوم بيت فائز بالزاي آخر الحروف وهو اعلى جبل مسور.
(2) الطفاف بكسر الطاء وفتح الفاء اعالي الجبال.
(3) عيشان بفتح العين المهملة آخره نون جبل شرقي شهارة من عذر شعب وفيه معدن راجع الجزء الثامن من الاكليل وعيشان بلدة من ظاهرة مدينة ذمار في الشمال الغربي منها.
(4) العرق بالكسر جمع عرقة بالتحريك لغة جارية معروفة وتسمى عند بعضهم الحبس والقواطع والطرق في الجبال وكل ذلك معروف.(1/245)
وأول سراة جزيرة العرب من أرض ذبحان والمعافر وآخره جبل القبق من أقصى الشام.
مواضع العبادة
: مكة وإيلياء واللّات باعلى نخلة، وذو الخلصة بناحية تبالة، وكعبة نجران، وريام في بلد همدان، وكنيسة الباغوتة بالحيرة.
شطوط بحر العرب
: مثل سفوان وكاظمة وأغباب مهرة وسفلى حضرموت والاحقاف وتيه ابين وفلاة الفرسان وبني مجيد وشط الاشعريين وسهل عك ومخارف حكم وبلد كنانة والأزد واسياف السرّين والحرم وسهوب الحجاز وتيه تيماء.
رؤوس هذا البحر المتعالمة بالخطر والصعوبة
: الفرتك ورأس الجمجمة وباب المندب ومنفهق جابر وباحة جازان ورأس عثّر وشقان وتاران (1) وجبلات.
مواضع الوحش المضروب بها المثل
: وجرة وحربة وأسنمة وذوقار وتوضح وشرب ورماح والدبيل ووهبين وزرود وانبطة وطلاح ويقال شاة الرّخامي كما يقال شاة الاران وتيس الرّمل وعين الرمل (2) الحلبّ وذئب الخمر وذئب الغضا وذئب الغملول وشاة الوقل للوعول.
مواضع الاسد في هذه الجزيرة المضروب بها المثل
: أسد خفّان وأسد الشرّى من بلاد لخم وأسد عثّر وهو عثر بالتخفيف وقد يثقّل وأسد حاملة واسد الملاحيظ (3) وأسد المقيضا واسد اللطا واسد تعشر واسد لية واسد حلية وأسد السّحول واسد تبالة واسد ترج وبيشة واسد عتود. فاما تبالة وترج وبيشة فهي من أعراض نجد ولا يكون بهذا أسد، ولم يكن، وإنما تريد العرب أسود بيش ويزيدون فيه الهاء فيقولون بيشة بفتح الباء وهي مواضع الأسد وبيشة بعطان فهي بكسر الباء، وقيل: بل أرادوا بيشة نجد وان رؤوس هذه الاعراض من أعلى السراة منها ما ينحدر إلى نجد ومنها ما ينحدر إلى تهامة فما انحدر الى تهامة فالأسد فيه ولهذا الجوار نسبوها الى هذه الأعراض وقدر بما طلع منها الواحد الى أرض نجد قاطعا من بلده فعاث فيها فلعلّ أوّل من نسب الأسد
__________
(1) هي التي يقال اليوم لها مضائق ناران التي ترددها الاذاعة والصحف في خليج العقبة.
(2) يظهر ان بين كلمتي الرمل والحلب كلمة ساقطة.
(3) الملاحيظ معروفة الضبط: موضعان أحدهما شرقي مدينة زبيد وثانيهما في بلد حجور من أعمال شرف حجة.(1/246)
إلى هذه المواضع عاين منها الواحد والزوج في بعض هذه الأودية، ووادي السباع في بلد إياد وفيه لأبي دواد ولابنه دواد (1).
مواضع الجن المضروب بها المثل
: جنّة عبقر. قال زهير:
بخيل عليها جنّة عبقرية
وجن البديّ. قال لبيد:
جن البديّ رواسيا أقدامها
وجن البقار. قال النابغة:
تحت السنّوّر جنّة البقّار
وجنّ ذي سمار وغول الربضات وعدار لحج وملح (2) وجن حود وقوّر بالمعافر (3)
وجيهم، قال حميد بن ثور (4):
احاديث جن زرن جنا بجيهما
وابرق الحنّان يسمع فيه عزيف الجن (5) قال الشاعر:
سقى الله أمواها عرفت مكانها ... جرابا وملكوما وبذّر والغمرا
المناهل القديمة
: ومن المياه القديمة توضح وهي بين رمل الشيحة وشرج بذات الطّلح، والسّمينة بناحية رمل السّمينة وهو الأحمر الذي يكون للصّاغة، وزعق بين النّباج والينسوعة، ربض بين بئر الجواء وناظرة، طويلع بين الصّمّان والدّ. قال
__________
(1) لعل هنا سقطا اذ لم يكمل الخبر والمذكوران من الشعراء لم يأت لهما ذكر.
(2) العدار بالكسر لا يزال ايضا عندنا معروفا وللناس في ذلك حوله روايات وأخبار لا سيما ايام الطفولة هي أشبه بالخرافات. وذكر ابن الفقيه الهمذاني شيئا من الخرافات عنه.
(3) حود وقور بفتح الحاء المهملة وآخره دال مهملة والحود في لغتنا الجرف: الكهف وقور بضم القاف وبكسر الواو مشددة آخره راء ولا زال الموضعان معروفين الى التاريخ وهما حول منطقة ذبحان المعافر وقد افضنا القول عن حول القضايا التي وقعت وتقع في المعجم.
(4) حميد بالتصغير بن ثور هو الهلالي وله صحبة وديوان مطبوع.
(5) بياض في الأصول كلها.(1/247)
بعض العرب وسئل عن طويلع عند المثابة المشرفة أما والله ما علمت الا انه الطويل الرّشاء بعيد العشاء مشرف على الاعداء وفيه يقول بعض بني تميم:
ولو كنت حربا ما وردت طويلعا ... ولا جوفه إلا خميسا عرمرما
والجأب وفيه يقول الأسود بن يعفر (1):
وكأنّ مهري ظلّ ثمّ مخيّلا ... يكسو الأسنة مغرة الجأب (2)
وعنيزة، قال مهلهل:
كأنّا غدوة وبني أبينا ... بجال عنيزة رحيا مدير
والمريرة في بعض شقائق الدهناء، ولصاف بالاياد، وبرهوت بئر بسفلى حضرموت قديمة (3). وأقدم آبار الأرض بئر سام بن نوح (4) بصنعاء وبئر ميمون بمكة (5)
وهى في بعض التفاسير معنى قول الله عز وجل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مََاؤُكُمْ غَوْراً} وهو ميمون بن قحطان الصدفي من ولد أبد (6) بن أبيود بن مالك بن الصّدف.
مواضع الخمر
: خمر عانات وخمر بيسان، وخمر الخص قرية من أسفل الفرات قال، امرؤ القيس:
كأنّ التّجار أصعدوا بسبيئة ... من الخصّ حتّى أنزلوها على يسر
__________
(1) الأسود بن يعفر: هو النهشلي احد الشعراء الذين لقبوا بالأعشى، فيقال له أعشى بني نهشل وهو من شعراء الجاهلية.
(2) المغرة: بالسكون ويحرّك: طين أحمر معروف، والجأب كانت في الأصول: اللجان.
(3) برهوت: بكسر الباء اكثر من فتحها وهي بئر لا تزال معروفة ولها أخبار وأحاديث يطول ذكرها راجع ياقوت و «المعجم».
(4) راجع الجزء الثامن من «الإكليل» عن بئر سام بن نوح.
(5) راجع «الإكليل» ج 332.
(6) أبيود كذا في «الاكليل» 2/ 8وضبطه ابن ماكولا 1/ 11: أبّود بضم الباء وتشديدها.(1/248)
والفلسطينية من فلسطين، وخمر ثات (1)، وخمر ضهر، والحيريّة تنسب الى الحيرة، وبيت رأس موضع للخمر بالأردنّ.
مساكن من تشاءم من العرب
: أما مساكن لخم فهي متفرقة وأكثرها بين الرملة ومصر في الجفار ومنها في الجولان ومنها في حوران والبثنيّة ومدينة نوى وبها خلف ابن جبلة القصيري وابن عزير اللّخمي مسكنه طرف جبال الشّراة، وأما جذام فهي بين مدين الى تبوك فإلى أذرح ومنها فخذ مما يلي طبريّة من أرض الأردن الى اللجّون واليامون الى ناحية عكا. وأما عاملة فهي في جبلها مشرفة على طبريّة الى نحو البحر وأما ذبيان فهي من حدّ البياض بياض قرقرة وهو غائط بين تيماء وحوران لا يخالطهم إلا طيّء وحاضرهم السّواد ومرو والحيّانيّات. وأما كلب فمساكنها السماوة ولا يخالط بطونها في السّماوة احد ومن كلب بأرض الغوطة عامر بن الحصين بن عليم وابن رباب المعقلي وإما حسمى فبين فزارة وجذام وهي من حدود جذام وبحسمى بئر إرم من مناهل العرب المعروفة، وقراقر بين كلب وذبيان وهو منهل، وعراعر وكان يوم قراقر وعراعر بين كلب وعبس، ومن ديار غطفان يثقب وبيثقب روضة الأجداد التي ذكرها النابغة بقوله:
عفت روضة الأجداد منها فيثقب
ومن حشم بن جذام بطن يقال لهم بنو جرى ينزلون بالرمل من الفرما وبنو بياضة
__________
(1) ثات: بالثاء المثلثة أول الحروف وبالمثناة آخرها، هكذا ينطق بها اليمنيون وفيها لغة ثانية ثاه أي بالهاء: وهي بلدة متسعة في الغرب الشمالي من مدينة رداع بمسافة ثلاثة اميال تقريبا وأنقاضها المتناثرة الكثيرة تدل انها كانت مدينة عامرة وفيها مساند حميرية ونقوش وبها مسجد جامع كبير وحولها بساتين وحدائق فيها من الفواكه البرقوق والفرسك: الخوخ والعنبرود: الكمثري والأعناب ويسقيها نهر جار حكى الأصمعي انه وقف على أعرابي في مكة يرقص ابنته وهو يقول:
بنيتي من أكرم البنات ... من خير آباء وأمهات
حياتها تعدل لي حياتي ... وموتها أن لا يكون آت
كيوم ذي فائش أو ذي ثات
نسب إلى ذي ثات بن عريب بن أيمن، راجع «الاكليل» ج 3332، وقال ياقوت: ثات آخره تاء مثناة:
مخلاف باليمن ينسب اليه مقول من مقاول حمير عن نصر، وفي «معجم ما استعجم» ج 3332: ثاث بثاء مثلثة بعد الألف بلد بناحية اليمن يسكنه بنو رمان بن غانم بن يزيد بن ذي الكلاع. فأنت ترى كيف رسمه بالثاء أوله وآخره، وفي ذلك وهم ولعلهما لغة ثالثة.(1/249)
من جذام وبنو راشدة من لخم ينزلون بالبقّارة والورّادة والعريش ويغلب على عريش بنو الثعل من بني جرى، ومن بني الثّعل بعبسان قرية بداروم غزّة ولبني جرى جزائر بني جرى بأرض مصر وهي رملة بيضاء. وأما بنو أبير رهط هدبة بن خشرم (1) من عذرة فإن دارهم بتل قرسيس والمحاب، ومن عذرة من ينزل بجزيرة الصوامع على رملة بيضاء من كورة ضيّان ومنهم قوم بزنكلوم وقوم بالصعيد من مصر. أما بنو حنّ بن عذرة فمنها من ينزل بالبحيرة مما يلي المغرب من أرض مصر ومن بني الحارث بن كعب بيت يسكنون بالفلجة من أرض دمشق منهم عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي (2).
مساكن العرب فيما جاوز المدينة
: بين المدينة ووادي القرى خمس مراحل على طريق المروة، ولها طريق اخرى أيمن من تلك في أرض نجد على حصن بني عثمان مسافتها أربعة أيام، ولخيبر الى المدينة طريقان إحداهما قاصفة من المدينة، والثانية تعدل من حصن بني عثمان ذات اليمين وبخيبر قوم من يهود وموال وخليّطى من العرب، ومساكن بني حرب ما بين هذه المواضع هي وجهينة وبليّ ومزينة. وهذه القبائل قديما تطرقت الى بلد طيء دون بني حرب. ومن المروة الى المدينة مرحلتان:
السويداء وفيها الماء ثم المدينة، وأوال الحجازية أيمن من السّويداء، فإذا جاء حاج مصر والشام من السويداء الى المدينة مال الى أوال ثم خرجوا منها الى السّيالة. وبأوال هذه نخل. المروة ويسكنها الجعافر والموالي وخليط: العيص فيها جهينة ومزينة، وتنفرد دار جهينة من حدود رضوى والأشعر الى واد ما بين نجد والبحر، ثم من منقطع دار جهينة دار بليّ الى حد دار جذام بالنّبك (3) على شاطىء البحر ثم عينونا من خلفها ثم لها ميامن البر الى حد تبوك ثم إلى جبال الشراة ثم إلى معان ثم راجعا إلى أيلة إلى أن تقول المغار: ها أناذه، والمغار منزل للخم ثم وقعت في ديار لخم من حد المغار ثم الداروم ثم الجفار، والجفار رمال الى حد الفرما وما خلف الفرما إلى مصر للقبط. وأما ما تياسر نحو البحر من بلد القبط فهو يماني فيه بليّ ولخم ومن
__________
(1) راجع ترجمة هدبة بن الخشرم في تفسير الدامغة و «الأغاني».
(2) ترجم له ابن المعتز في طبقاته ص 276، وذكره الهمداني في ج 32من «الأكليل» وانظر «مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق» السنة 32ص 401/ 411/ 561/ 576.
(3) النبك هذا هو المعروف الآن باسم المويلح وانظر كتاب «المناسك» ص 651.(1/250)
قيس ولفائف من الناس ثم للخم ومن يخالطها من كنانة ما حول الرّملة إلى نابلس ولهم أيضا ما جاز تبوك الى زغر وهو بلد النّخل ومنها التمر الزّغري ثم البحيرة الميتة التي يرمي فيها وادي اليرموك والأردن، وللخم أيضا الجولان وما يليها من البلاد، نوى والبثنيّة وشقص من أرض حوران ويخالطهم في هذه المواضع جهينة وذبيان ومن القين. وعن أيسر جبال الشّراة مدائن قوم لوط منها منزل ذو خشب والغمر وهي غمرة، انقضى هذا الصّقع وعدنا لتصنيف ما بقي من ديار العرب شرقا وشأما من وادي القرى. فمن وادي القرى إلى خيبر الى شرقي المدينة الى حد الجبلين الى ما ينتهي الى الحرة ديار سليم لا يخالطهم إلا صرم من الأنصار سيّارة وقد يحالون طيّئا وأما نجد ما بين مكة والمدينة من ذات عرق فإلى الجبلين فالمعدن معدن سليم فراجعا الى وادي القرى الى الحجر موضع ثمود والناقة مرحلة وفيه آثار عظيمة وما بينهما العيص وإليه ينسب التمر العيصي، ثم من الحجر الى تيماء موضع السموأل في دهناء ثلاث مراحل بطان ويسكن ما بين ذلك من طيّىء بنو صخر وإخوتها بنو عمرو وبطن من بحتر وقرار تيماء اليوم لطيىء ثم لبني زريق وبني مرداس وبني جوين والغثاة وهم موال، فإذا خرجت من تيماء قصد الكوفة ثانيا فأنت في ديار بحتر من طيىء إلى أن تقع في ديار بني أسد قبل الكوفة بخمس وهذه الطريق بين القريّات يسرة مما يلي البياض والمنهب عن أيمانهم، والقريات لذبيان وبحتر من طيىء وخليط. وإن مر تيماء راجعا الى المحجّة إلى الكوفة خرج على فيد إن شاء وإن شاء على الجبلين حتى يلزم المحجة والمسلك في هاتين الطريقتين بالخفارة، وان تياسرت وقعت من تيماء في ديار ذبيان والبياض الى أن تقول حوران ها أناذه ويخلطهم من كلب بعراعر وما يليه ثم من حوران في ديار كلب عن يمينك في السماوة ثم في الدهناء الى أن ترى نخل الفرات ولا يخالط كلبا سواها وان أخذت يسرة وقعت في الحيّانيات وما يليها ديار القين حيث كانت بقية من جديس اخوة طسم، وان تياسرت عن ذلك أيضا وقعت في ديار عاملة وهي مجاورة للأردن وجبل عاملة مشرف على عكا من قبل البحر يليها ويطل على الأردن والفلجة وبها رهط من عكّ ومن همدان ومن مذحج من بلحارث ثم من بني مالك وهم رهط ابن عبد الرحيم الحارثي، فإذا جزت جبل عاملة تريد قصد دمشق وحمص وما يليها فهي ديار غسان من آل جفنة وغيرهم، فإن تياسرت من حمص عن البحر الكبير
وهو بحر الروم وقعت في أرض بهراء (1) حي لقاح لا يدينون وهم أهل سؤدد وعز، ثم من أيسرهم مما يصلى البحر تنوخ وهي ديار الفضيض سادة تنوخ ومعكودهم (2) منها اللاذقيّة على شاطىء البحر ثم تقع في نصارى وغير ذلك الى حد الفرات الى بالس في برية خساف وهي من الدهناء ومنها تخرج الى تدمر ذات اليمين وهي تدمر القديمة وهي جانب السّماوة. وما وقع في ديار كلب من القرى تدمر وسلميّة والعاصميّة وحمص وهي حميرية وخلفها مما يلي العراق حماة وشيزر وكفر طاب لكنانة من كلب ثم ترجع بكنانة كلب من ديارها هذه الى ناحية السماوة والفرات من المدن تل منّس وحرص وزعرايا ومنبج، ومنبج مشتركة بينهم وبين بني كلاب الى حد وادي بطنان، ثم تأتي الفرات من بلد الروم شاقّا في طرف الشأم على التواء الى العراق فغربيه ديار كلب وشرقيه ديار مضر، ومن المدن الرافقة وهي على شط الفرات يسكنها أخلاط مضر، وحرّان موضع آلة القياس مثل الأسطرلابات وغيرها وبها تعمل مقاود الابل الحرانية من كتّان وشعر لبني تميم ومن يخالط من بني سليم، والرّها لبني سليم، وكنيسة الرهاء التي يضرب بها المثل، ومربعا والخابور لبني عقيل أعلاه لبني مالك وبني حبيب وبطون تغلب الباقي، ثم آخر ديار مضر رأس العين للنمر بن قاسط.(1/251)
قيس ولفائف من الناس ثم للخم ومن يخالطها من كنانة ما حول الرّملة إلى نابلس ولهم أيضا ما جاز تبوك الى زغر وهو بلد النّخل ومنها التمر الزّغري ثم البحيرة الميتة التي يرمي فيها وادي اليرموك والأردن، وللخم أيضا الجولان وما يليها من البلاد، نوى والبثنيّة وشقص من أرض حوران ويخالطهم في هذه المواضع جهينة وذبيان ومن القين. وعن أيسر جبال الشّراة مدائن قوم لوط منها منزل ذو خشب والغمر وهي غمرة، انقضى هذا الصّقع وعدنا لتصنيف ما بقي من ديار العرب شرقا وشأما من وادي القرى. فمن وادي القرى إلى خيبر الى شرقي المدينة الى حد الجبلين الى ما ينتهي الى الحرة ديار سليم لا يخالطهم إلا صرم من الأنصار سيّارة وقد يحالون طيّئا وأما نجد ما بين مكة والمدينة من ذات عرق فإلى الجبلين فالمعدن معدن سليم فراجعا الى وادي القرى الى الحجر موضع ثمود والناقة مرحلة وفيه آثار عظيمة وما بينهما العيص وإليه ينسب التمر العيصي، ثم من الحجر الى تيماء موضع السموأل في دهناء ثلاث مراحل بطان ويسكن ما بين ذلك من طيّىء بنو صخر وإخوتها بنو عمرو وبطن من بحتر وقرار تيماء اليوم لطيىء ثم لبني زريق وبني مرداس وبني جوين والغثاة وهم موال، فإذا خرجت من تيماء قصد الكوفة ثانيا فأنت في ديار بحتر من طيىء إلى أن تقع في ديار بني أسد قبل الكوفة بخمس وهذه الطريق بين القريّات يسرة مما يلي البياض والمنهب عن أيمانهم، والقريات لذبيان وبحتر من طيىء وخليط. وإن مر تيماء راجعا الى المحجّة إلى الكوفة خرج على فيد إن شاء وإن شاء على الجبلين حتى يلزم المحجة والمسلك في هاتين الطريقتين بالخفارة، وان تياسرت وقعت من تيماء في ديار ذبيان والبياض الى أن تقول حوران ها أناذه ويخلطهم من كلب بعراعر وما يليه ثم من حوران في ديار كلب عن يمينك في السماوة ثم في الدهناء الى أن ترى نخل الفرات ولا يخالط كلبا سواها وان أخذت يسرة وقعت في الحيّانيات وما يليها ديار القين حيث كانت بقية من جديس اخوة طسم، وان تياسرت عن ذلك أيضا وقعت في ديار عاملة وهي مجاورة للأردن وجبل عاملة مشرف على عكا من قبل البحر يليها ويطل على الأردن والفلجة وبها رهط من عكّ ومن همدان ومن مذحج من بلحارث ثم من بني مالك وهم رهط ابن عبد الرحيم الحارثي، فإذا جزت جبل عاملة تريد قصد دمشق وحمص وما يليها فهي ديار غسان من آل جفنة وغيرهم، فإن تياسرت من حمص عن البحر الكبير
وهو بحر الروم وقعت في أرض بهراء (1) حي لقاح لا يدينون وهم أهل سؤدد وعز، ثم من أيسرهم مما يصلى البحر تنوخ وهي ديار الفضيض سادة تنوخ ومعكودهم (2) منها اللاذقيّة على شاطىء البحر ثم تقع في نصارى وغير ذلك الى حد الفرات الى بالس في برية خساف وهي من الدهناء ومنها تخرج الى تدمر ذات اليمين وهي تدمر القديمة وهي جانب السّماوة. وما وقع في ديار كلب من القرى تدمر وسلميّة والعاصميّة وحمص وهي حميرية وخلفها مما يلي العراق حماة وشيزر وكفر طاب لكنانة من كلب ثم ترجع بكنانة كلب من ديارها هذه الى ناحية السماوة والفرات من المدن تل منّس وحرص وزعرايا ومنبج، ومنبج مشتركة بينهم وبين بني كلاب الى حد وادي بطنان، ثم تأتي الفرات من بلد الروم شاقّا في طرف الشأم على التواء الى العراق فغربيه ديار كلب وشرقيه ديار مضر، ومن المدن الرافقة وهي على شط الفرات يسكنها أخلاط مضر، وحرّان موضع آلة القياس مثل الأسطرلابات وغيرها وبها تعمل مقاود الابل الحرانية من كتّان وشعر لبني تميم ومن يخالط من بني سليم، والرّها لبني سليم، وكنيسة الرهاء التي يضرب بها المثل، ومربعا والخابور لبني عقيل أعلاه لبني مالك وبني حبيب وبطون تغلب الباقي، ثم آخر ديار مضر رأس العين للنمر بن قاسط.
70807 - ديار ربيعة وما خلفها
: أولها وآخر ديار مضر رأس العين، ثم كفرتوثا لجشم عن أياسرها مارة من موضع الحيّات المضروب بها المثل وهي تطل على دارين، ثم نصيبين موضع العقارب وهي دار آل حمدان بن حمدون موالى تغلب (3)، فمن نصيبين الى أذرمة والسّميعية مسيرة يوم، وعن أيمن ذاك جبل سنجار جبل شراة بني تغلب والشرّاة منها بنو زهير وبنو عمرو ثم من أيمن ذلك دهنا الى رخبة مالك بن طوق وقرقيسياء، ثم ترجع الى أذرمة الى برقعيد وهي ديار بني عبد من تغلب وفيهم يقول القائل:
لا تخدعنك برقعيد وشيدها ... واحتل لنفسك عيشة بنهار
__________
(1) بهراء: قبيلة من قضاعة. راجع الجزء الأول من «الاكليل».
(2) تنوخ: من قضاعة من حمير، راجع الجزء الأول من «الاكليل»، والمعكود: المقيم اللازم او لسان القوم.
(3) منهم سيف الدولة ممدوح المتنبي وأبو فراس الحمداني الشاعر، وانظر «وفيات الأعيان» لابن خلكان وتاريخ ابن الأثير وغيرهما.(1/252)
ثم منها إلى بلد وفيها شراة وغير ذلك، إلى حد الموصل، وإن أردت بعد أرض الموصل مررت بتكريت وكان الثرثار عن يمينك وأكثر أهل الموصل مذحج وهي ربيعة فإن تياسرت منها وقعت الى الجبل المسمى بالجودي يسكنه ربيعة وخلفه الأكراد وخلف الأكراد الأرمن، وإن تيامنت من الموصل تريد بغداد لقيتك الحديثة وجبل بارمّا يسمى اليوم حمرين ويقال إنه جبل لا يخلو يوما من قتيل، ثم السّنّ والبوازيج بلاد الشرّاة من ربيعة ثم يقع في جبل الطور البرّيّ وهو أول حدود ديار بكر وهو لبني شيبان وذويها ولا يخالطهم الى ناحية خراسان إلا الأكراد، وأما ما بين بغداد والبصرة مما يلي الشمال وخراسان فديار بني راسب الجرميّة (1) ثم البصرة واتصلت منازل العرب هنالك بأسياف البحر وكاظمة وقد يخرج من شاطيء البحر كثير عن الجزيرة مثل من بالجيزة من أرض مصر واسوان والمغرب والصعيد وما شرع على غربي بحر القلزم من أسوان الى ناحية باضع وسواكن والمعادن.
باب نبات 70808 اليمن
: نبات اليمن بين روض وشجر عرى (2) وعضاه مطعمة وعضاه شوكة وحشائش وزهور وأنوار فأما الحشائش ففيها اكثر حشائش العقّار ولكن أهلها البدوية لا يعرفونها وانما يعرفها الحكيم من الناس من اهل صناعة الطب وكل جنس من هذه الضروب لا تحصى فنونه غير أن العرب قد تميل في اسماء الرجال الى العضاه الشائكة والمرتعيّة لما فيها من الخشونة والحدة والصلابة والصبر على قلة المياه وعدم الرّي، فمن أسمائهم طلحة وسمرة وعوسجة وعرفطة وقتادة وعلقمة وحدقة وشبرمة وبقيلة وقرظة وطرفة وأرطاة وأثبة وعرابة وسلمة وجمعها سلم وجماع سلامة سلام وسلمة باسم الحجر وجمعها سلام وعثربة ودندنة وقطرة وعلّفة وجعدنه وعنكثة وغضورة وغضاة وعلاثة وخليلة وحمزة وسحمة واراكة وجعثنة وثغامة وعلقمة وحبقة وعجرمة وصبرة وضبرة ومرّة وشرخة وشرخ وشطبة وجرهدة. ومن النساء: كرمة وجعثن وعرادة وعرمة ومظّة وغلقة والأغلوق من زبّيد وعلقة وعلقى وسخبرة وبشامة وحلزة وتنضبة ومرخة وهرمة وبسر وبسرة وشرزة وشرية وعلفة وجرجة وهما ثمر الطلح من غيره قال الشاعر:
__________
(1) نسبة الى جرم وهو ابن ربان وهم من قضاعة، وفي الأزد راسب بن الحارث بن عبد الله بن الأزد.
(2) الشجر العري: الذي ينبت بدون عناء في الجبال ونحوها.(1/253)
بجيد أدماء تنوش العلّفا
وحمضة ومنها المنذر بن أبي حمضة الوادعي (1) ومظة بن الجمجم من حكم وحرملة وخمخمة وغير ذلك لمن تتبعه، واما من اسماء الأثمار: مثل بسر وبسرة ورطبة وزبيبة وعنجدة وشعيرة ودخنة وطهفة وعدسة وغير ذلك.
لغات أهل هذه الجزيرة
: أهل الشحر والأسعاء ليسوا بفصحاء، مهرة غتم يشاكلون العجم. حضرموت ليسوا بفصحاء، وربما كان فيهم الفصيح وأفصحهم كندة وهمدان وبعض الصدف. سرو مذحج ومأرب وبيحان وحريب فصحاء ورديّ اللغة منهم قليل. سرو حمير وجعدة ليسوا بفصحاء وفي كلامهم شيء من التحمير (2)
ويجرون في كلامهم ويحذفون فيقولون يابن معم في يابن العم وسمع في اسمع. لحج وأبين ودثينة افصح والعامريّون من كندة والأوديون أفصحهم. عدن لغتهم مولدة رديّة وفي بعضهم نوك وحماقة إلا من تأدب. بنو مجيد وبنو واقد والأشعر لا بأس بلغتهم. سافلة المعافر غتم وعاليتها أمثل (3). والسكاسك وسط بلد الكلاع نجدية مثيل مع عسرة من اللسان الحميري سراتهم فيهم تعقد. سخلان وجيشان ووراخ وحضر والصّهيب وبدر قريب من لغة سرو حمير، ويحصب ورعين أفصح من جبلان، وجبلان في لغتهم تعقد، حقل قتاب فإلى ذمار الحميرية القحّة المتعقدة، سراة مذحج مثل ردمان وقرن ونجدها مثل رداع، وإسبيل وكومان والحدا وقائفة ودقرار فصحاء، خولان العالية قريب من ذلك، سحمّر وقرد والحبلة وملح ولحج وحمض وعتمة ووتيح وسمح وأنس وألهان وسط والى اللكنة أقرب، حراز والأخروج وشمّ وماظخ والأحبوب والحجادب وشرف أقيان والطرف وواضع والمعلل خليطي من متوسط بين الفصاحة واللكنة وبينها ما هو أدخل في الحميرية المتعقدة لا سيما الحضورية من هذه القبائل. بلد الأشعر وبلد عك وحكم بن سعد من بطن تهامة وحوازها لا بأس بلغتهم إلا من سكن منهم القرى، همدان من كان في سراتها من حاشد خليطي من فصيح مثل عذر وهنوم وحجور وغتم مثل بعض قدم وبعض الجبر، نجدي بلد
__________
(1) راجع الجزء العاشر من «الاكليل» ص 81.
(2) أي اللغة الحميرية.
(3) لا تزال الى اليوم.(1/254)
وكان قد سكن هذه المواضع ونجعها ورعاها وسافر فيها وكان بها خبيرا.
70809 - صفة البحرين
مدينة البحرين العظمى هجر وهي سوق بني محارب من عبد القيس ومنازلها ما دار بها من قرى البحرين فالقطيف موضع نخل وقرية عظيمة الشأن وهي ساحل وساكنها جذيمة من عبد القيس سيدهم ابن مسمار ورهطة، ثم العقير من دونه وهو ساحل وقرية دون القطيف من العطف وبه نخل ويسكنه العرب من بني محارب، ثم السّيف سيف البحر وهو من أوال على يوم وأوال جزيرة في وسط البحر مسيرة يوم في يوم وفيها جميع الحيوان كله الا السباع ثم السّتار تعرف بستار البحرين وهو منادى بني تميم فيه متصلة البيضاء وكان بها نخل وسكن، والفطح وهو طريق بين الستار والبحر الى البصرة ومن المياه المتصلات معقلات ثم خمس ثم معقلا طويلع وهو عن يمين سنام ثم كاظمة البحور ساحل وفيها يقول فروة الأسدي:
عدتهنّ المخاوف عن سنيح ... وعن رمل النّقار فهنّ زور
هي النقار وهي الجفار وهي الحظائر حظائر مدرك
ضمنت لهنّ أن يهجرن نجدا ... وأن يحللن كاظمة البحور
ثم رحلية الى البصرة، ومن مياه ستار البحرين ثيتل والنّباج والنّباك وكل فيه نخل كثير وماء يقال له قطر.
والسباج بلاد كثيرة القرى ويقال له نباج بني عامر وهي عيون تنبج بالماء ونخيل وزروع وأعلاها يواصل الجبلين اجأ وسلمى بينهما مسيرة يومين، النّعف نعف محجّر بناحية العرمة، وأما السّليّ فواد عظيم وهو الذي ذكره الأعشى بقوله:
عجزاء ترزق بالسّليّ عيالها
ففرع السّليّ من دون قارات الحبل من عن يمين حجر من قصد مطلع الشمس يلبّ خنزير بينه وبين برقة السّخال فيه الحفيرة العليا والحفيرة السفلى وهما ماءان دفانان وفي وسط السّلي من تحت خنزير هيت النجدية ثم يدفع الوادي لأسفل البراشيع
همدان البون منه المشرق والخشب عربي يخلط حميرية ظاهر همدان النجدي من فصيح ودون ذلك، خيوان فصحاء وفيهم حميرية كثيرة الى صعدة، وبلد سفيان بن أرحب فصحاء إلا في مثل قولهم أم رجل وقيّد بعيراك ورأيت اخواك ويشركهم في إبدال الميم من اللام في الرجل والبعير وما أشبهه الأشعر وعك وبعض حكم من أهل تهامة (1). وعذر مطرة ونهم ومرهبة وذيبان وسكن الرّحبة من بلحارث فصحاء ضياف بالجوف الأعلى دون ذلك خرفان وأثافت لا بأس بفصاحتهم، سكن الجوف فصحاء إلا من خلطهم من جيرة لهم تهاميين، قابل نهم الشمالي ونعمان مرهبة فظاهر بني عليان وظاهر سفيان وشاكر فصحاء. بلد وادعة بنو حرب أهل إمالة في جميع كلامهم، وبنو سعد أفصح، من ذمار الى صنعاء متوسط وهو بلد ذي جرة، صنعاء في أهلها بقايا من العربية المحضة ونبذ من كلام حمير، ومدينة صنعاء مختلفة اللغات واللهجات لكل بقعة منهم لغة ومن يصاقب شعوب يخالف الجميع (2)، شبام أقيان والمصانع وتخلى حميرية محضة، خولان صعدة نجديها فصحاء وأهل قدّها وغورها غتم، ثم الفصاحة من العرض في وادعة فجنب فيام فزبيد فبني الحارث فما اتصل ببلد شاكر من نجران الى أرض يام فأرض سنحان فأرض نهد وبني أسامة فعنز فخثعم فهلال فعامر بن ربيعة فسراة الحجر فدوس فغامد فشكر (3) ففهم فثقيف فبجيلة فبنو علي غير أن أسافل سروات هذه القبائل ما بين سراة خولان والطائف دون أعاليها في الفصاحة.(1/255)
عجزاء ترزق بالسّليّ عيالها
ففرع السّليّ من دون قارات الحبل من عن يمين حجر من قصد مطلع الشمس يلبّ خنزير بينه وبين برقة السّخال فيه الحفيرة العليا والحفيرة السفلى وهما ماءان دفانان وفي وسط السّلي من تحت خنزير هيت النجدية ثم يدفع الوادي لأسفل البراشيع
همدان البون منه المشرق والخشب عربي يخلط حميرية ظاهر همدان النجدي من فصيح ودون ذلك، خيوان فصحاء وفيهم حميرية كثيرة الى صعدة، وبلد سفيان بن أرحب فصحاء إلا في مثل قولهم أم رجل وقيّد بعيراك ورأيت اخواك ويشركهم في إبدال الميم من اللام في الرجل والبعير وما أشبهه الأشعر وعك وبعض حكم من أهل تهامة (1). وعذر مطرة ونهم ومرهبة وذيبان وسكن الرّحبة من بلحارث فصحاء ضياف بالجوف الأعلى دون ذلك خرفان وأثافت لا بأس بفصاحتهم، سكن الجوف فصحاء إلا من خلطهم من جيرة لهم تهاميين، قابل نهم الشمالي ونعمان مرهبة فظاهر بني عليان وظاهر سفيان وشاكر فصحاء. بلد وادعة بنو حرب أهل إمالة في جميع كلامهم، وبنو سعد أفصح، من ذمار الى صنعاء متوسط وهو بلد ذي جرة، صنعاء في أهلها بقايا من العربية المحضة ونبذ من كلام حمير، ومدينة صنعاء مختلفة اللغات واللهجات لكل بقعة منهم لغة ومن يصاقب شعوب يخالف الجميع (2)، شبام أقيان والمصانع وتخلى حميرية محضة، خولان صعدة نجديها فصحاء وأهل قدّها وغورها غتم، ثم الفصاحة من العرض في وادعة فجنب فيام فزبيد فبني الحارث فما اتصل ببلد شاكر من نجران الى أرض يام فأرض سنحان فأرض نهد وبني أسامة فعنز فخثعم فهلال فعامر بن ربيعة فسراة الحجر فدوس فغامد فشكر (3) ففهم فثقيف فبجيلة فبنو علي غير أن أسافل سروات هذه القبائل ما بين سراة خولان والطائف دون أعاليها في الفصاحة.
وأما العروض ففيها الفصاحة ما خلا قراها وكذلك الحجاز فنجد السفلى فالى الشام والى ديار مضر وديار ربيعة فيها الفصاحة الا في قراها، فهذه لغات الجزيرة على الجملة دون التبعيض والتفنين.
صفة العروض والبحرين ونجد السفلى وطرف نجد العليا ومراعي هذه البلاد واعداد مياهها ودحولها وجبالها وقراها وبواديها الى أطراف الحجاز وأشراف الشام وسواد العراق:
البحرين ونواحيها عن أبي مالك أحمد بن محمد بن سهل بن صباح اليشكري
__________
(1) هكذا لا تزال.
(2) هي كذلك والى اليوم.
(3) في الأصول فيشكر وتقدم.(1/256)
وهي شباك ولروضة القرح ثم يعارض العرض من وسط الفضاء عن يساره الفرزة (1)
ويقابل العرمة غار المغرة وغار الطين الذي يأكل الناس ومقابل لهما من مطلع الشمس رحا إبل ورحا غنم وقد ذكر الأعشى اكثر هذه المواضع فقال:
قالوا نمار فبطن الخال جادهما ... فالعسجديّة فالأبلاء فالرّجل
فالسّفح يجري فخنزير فبرقته ... حتى تتابع فيه الوتر والحبل
الوتر واد يدخل في وادي حجر وكان منزل الأعشى من منفوحتين بدرنا، هذه المواضع باليمامة تخاطت بنا الصفة اليها عن صقع البحرين.
ثم ترجع إلى البحرين فالاحساء منازل ودور لبني تميم ثم لسعد من بني تميم، وكان سوقها على كثيب يسمى الجرعاء تتبايع عليه العرب، وعن يمين البحرين ودونها يبرين والخنّ موضع فيه نخل كثير لبني ودعة، ويبرين نخل وحصون وعيون جارية وغير جارية وسباخ، والبحرين إنما سميت البحرين من أجل نهرها محلّم ولنهر عين الجريب.
ثم تصعد منها قاصدا اليمامة فيكون من عن يمينك خرشيم وهي هضاب وصحراء مطرّحة إلى الحفرين وإلى السّلحين (2) والحفران هما حفر الرّمّانتين وهن من مياه العرمة وأمام وجهك وأنت مستقبل مغرب الشمس مطلعك من الجيش فالحابسيّة تم مزلقّة مفعّلة ثم الموارد ثم الفروق الأدنى ثم الفروق الثاني ثم تطلع من الفروق في الخوار خوار الثّلع ثم الصّليب وعن يمينك الصّلب صلب المعى والبرقة برقة الثّور.
ثم الصّمّان ومياهه وهي دحول تحت الأرض مخرّقة في جلد الأرض منها ما يكون سبعين بوعا ومائة بوع تحت الأرض وأقل وأكثر، منها دحل العيض، ومنها دحل أريكة بالصّحصحان، ومنها دحل السمرات، ومنها الدحل الضبيّ يكون
__________
(1) في الأصول: الفزرة. والفرزة في طرف العرمة الجنوبي غرب الخرج ومنها عين تعرف الآن باسم (فرزان) وأصبحت قرية.
(2) يعرفان الآن باسم سلح ورويغب منهلان غرب الدهناء.(1/257)
ماؤها من ماء السماء عذب، وبالصّمان المصانع وهي معمولة من الأرض غدر مرصوفة بالصفا من جوانبها وليس بالصمان ماء عدّ إلا ما كان مياه العرمة قربها.
ثم ترجع إلى طريق زرى قاصدا إلى اليمامة، فمن عن يسارك الدّبيب ماء يسمى بالدبيب وأنت جائز بالصحصحان ومن عن يمينك ماء يقال له الدّحرضي وفيه يقول عنترة:
شربت بماء الدّحرضين فأصبحت
ثم تقطع بطن قوّ ثم السمراء وهو أرض سهب ثم تأخذ في الدهناء وهي هناك مسيرة يوم وتثني من طريق زري وتأخذ على الشجرة وهي شجرة ذي الرمة التي مات تحتها وكتب فيها شعره، ثم تخرج من الجبال والشقاق إلى العثاعث وهي السلاسل وأنت في ذلك تأخذ طريقا يقال لها الخلّ خل الرمل فأول ماء ترده من العرمة من عن يسارك قلت هبل وهي تنكش (1) وتعضب سريعا، ومن عن يمينك قلات يقال لها النّظيم نظيم الجفنة، ومن عن يمين ذلك على ميسرة الشباك شباك العرمة والغرابات ثم تقطع العرمة فترد وشيعا وهو من مياه العرمة إلا أنه مفضى في ناحية القاع وفيه يقول الرّاجز:
كأنها إن وردت وشيعا ... خيطان نبع كتمت صدوعا
ثم تسير في السّهباء ثم تقطع جبيلا قريبا يقال له أنقد ثم الروضة ثم ترد الخضرمة جوّ الخضارم مدينة وقرى وسوق فيها بنو الاخيضر بن يوسف وهي دار بني عديّ بن حنيفة ودار بني عامر بن حنيفة ودار عجل بن لجيم وديار هوذة بن علي السّحيمي الحنفي (2) وهي أول اليمامة من قصد البحرين. وعن يمين ذلك واد من الدّام يقال له الرّوحان والدام قفّ بظهره البياض وفيه مياه منها الخويرات والثلماء
__________
(1) ينكش: ينزف ويغيض. وتعضب: تنقطع.
(2) هو الملقب ذو التاج. قال أبو عمرو: لم يتوّج معدي قط وإنما كانت التيجان لليمن، قيل له: فهوذة بن علي، فقال: إنما كانت خرزات تنظم له وقد كتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الى هوذة يدعوه كما كتب الى الملوك ولم يسلم لأنه عاجله الموت. ووفد هوذة على كسرى فسأله عن بنيه فذكر منهم عددا، فقال: أيهم أحب اليك؟ فقال:
الصغير حتى يكبر والغائب حتى يقدم والمريض حتى يصح. «كامل المبرد» ج 2492.(1/258)
والاكبشة ثم ينحدر في نخل جوّ وحصونه منها الغبيب وذو الاراكة والاقعس والريان والعيون والظبية، ومن عن يسار ذلك العين التي يخرج منها السّيح الكبير ومن عن يمينه المنصف وهو حصن لبني عامر بن حنيفة ثم المنيصف وهو يسقيه المنخرق منخرق نساح، ثم اسفل من ذلك القرى من اليمامة الضبيعة والملحاء والخرج وهو في قنع الرمل والقنع مفضى القاع والرّملة فالرملة في أصل الدام وهي تسمى رملة المغسل وبين الدام وبين الرّملة اللوى وهي سكة بين القفّ والرمل وفي اللوى ماء يقال له السّويدية في مدفع وادي المغسل وهو واد يجري من قطمان ومن جوّجان ومن الشّعنة بسفل الجبانة جبانة الخرج، وهذه اليمامة حصون متفرقة ونخل ورياض وقفّ من عن يمينها بينها وبين نساح يقال لها أكلب (1) وهي منازل بني قيس بن ثعلبة وكانت قبل لبني سعد بن زيد مناة فغلبوا عليها، والخرج قاع مثل يدك وحصون ويدفع فيه من الأودية نعام وبرك ووادي المجازة وهذه الأودية مفضاها واحد مفضى في بطن السوط الابرك النّعام فانه يفضي في ذات نصب (2) وهو من ديار جرم وإجلة في اسفل المجازة والعرمة واسفل وادي نعام وهما جرميّتان وكل هذه الأودية فيها نخل وزروع ومساكن وهي تسمى الثنايا ثنايا العارض، وهو قفّ مستطيل أدناه بحضرموت وأقصاه بالجزائر في غربيه الدهناء وفي شرقيه تسايره، وقف العارض مرة تركبه الرمال فما انخفض ومرة يستطيل فينيف وهذه الأعراض تجيء منه وهي تدفع جميعا إلى قرارها بالروضة من جو لخضارم ثم تخرج من جو فتفلق العرمة فلقا ثم الدهناء فلقا ثم تخرج حتى تصب في البحر، وبرك يحدر فيه بطن الركاء ومسيرة رأس الركاء من ديار بني عقيل خمس أو ست، ومن ميامين اودية اليمامة نساح وملك ولحا، والعرض، في كلها قرى ميتة وحية ومن فراعها قرقرى والهزمة والنهي ومياه السباعة والمحضة وقراها والبرثين (3) والديار كلها ربعيّة وهي بين بطن قف العارض
__________
(1) كذا في الأصل: أكلب، والمعروف الكلب: جبل يشاهد من الخرج رأي العين. غرب قرية السيح وورد في شعر الأعشى.
(2) تسمى الآن النصبية وهي روضة.
(3) كذا البرثين والصحيح البرتين مثنى البرّة.(1/259)
وبين رملة الوركة إلى أقصى الوشوم فهي من عويند بني خديج فالرغام فرملة الحصادة فمنفوح فالبردان فثرمدا فذات غسل فالشقراء وأشيقر فراجعا قصد الفروع فإلى مرأة فإلى بطن الأزرقة فإلى توضح فمارد غربهن وهو قفيف منقطع ممدود مد الحبل.
70810 - بلاد تميم
بلاد بني تميم فيها النخيل والقرى والزروع والبئار ثم ترجع في بطن العرض عرض بني عدي فأولها القري، قريّ بني يشكر ثم القلتين لبني يشكر وعن يسار ذلك الشعبتان وهما لبني ضور من قيس بن ثعلبة عن يسارهما وادي لحا اسفله لبني يشكر وأعلاه لضور من قيس بن ثعلبة فمصعدا ثم ترجع إلى بطن العرض فالفارعة فالموصل لبني يشكر ثم المصانع لضور ثم منفوحتان وهما المنافيح لبني قيس ابن ثعلبة ثم محرقة لبني زيد بن يربوع وهم البادية وكان سيدهم يومئذ قائد الجرباء عمير بن سلميّ وهو الذي وفد على النبي عليه السلام من بني يربوع وتغلّب على اليمامة في أيام الفتنة بين بني هاشم وبني عبد شمس، ثم القرية الخضراء خضراء حجر التي التقطها عبيد بن ثعلبة بن الدول ولم يشرك فيها أحدا، وهي حصون طسم وجديس وفيها آثارهم وحصونهم وبتلهم الواحد بتيل وهو هن مربّع مثل الصومعة مستطيل في السماء من طين. قال أبو مالك: لحقت منها بناء طوله مائتا ذراع في السماء قال وقيل كان منها ما طوله خمسمائة ذراع من أحدها نظرت زرقاء اليمامة (1) إلى من نزل من جوّجان من رأس الدام مسيرة يومين وليلتين وكانت جديس تسكن الخضرمة وكانت طسم تسكن الخضراء، ثم تخرج من حجر مصعدا في العرض فأول واد من العرض وهو واد يجمع ثلاثمائة واد فأول ما يلقاك من عن يمينك ففيشان والرّوضة تسمى حزنة ثم تخرج إلى قرية بني عدي النقب (2) ثم أباض والجعاد وعقربا، وبها قتل جيش خالد بن الوليد يوم مسيلمة بن حبيب الحنفي ثم ظفر خالد وخربها آخر النهار وهي عدوّية أيضا ثم الهدّار وهي ذهليّة من ذهل بن الدّول والهدار حصون ونخول وقصور عادية ثم تمضي بفرع العرض والعيين وهي
__________
(1) زرقاء اليمامة مشهورة ولها خبر طويل، فراجع كتب التاريخ وديوان الأعشى.
(2) في الأصول: الثقب.(1/260)
لبني عامر وعن يسارها ثنية الأحيسى، ثم تمضي في رأس العارض ويحبس عليك العرض فترد القرية من وراء الأبكّين وهما قرنان جبيلان قرية بني سدوس بن ذهل بن ثعلبة وهي قرية جيدة وفيها قصر سليمان بن داود عليه السلام مبني بصخر منحوت عجيب خراب، وبقيت القصبة، ثم تطلع منه إلى نقيل قرّان وريمان، مكان وأودية ووتر (1) فقرّان وريمان لبني سحيم بن الدّول بن حنيفة ووتر لبني غبر وهي نخيل وحصون عادية وغير عادية ثم تطلع نقيلا من النّقل فتهبط على بئر بني سحيم فيها النخيل والحصون واسفلها مدافع في قابل العرمة منها إلى الغميّم وإلى رعن الصّوابة وإلى البقائع وإلى سارع وإلى رملة كتلة فإلى خنزير، فإلى السّخال وذا كله من وراء حجر ومن دونها إلى جوّ، ثم تنزل من نقيل طحبل إلى بطن العتك وإلى البكرات فمن ايمن بطن العتك تمر وتمير ومبايض وروضة العرقوبة ويقابلك ضاحك وهي نقيل في العرمة يدفع إلى مياسر الدهناء من عن يمين فلج وبأعلاه الحقلة والثمد وكل ما عددت من مياه العتك وقراه للرّباب من بني تميم، ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط ثم تسند في عارض الفقي فأول قراه جماز وهي ربابيّة ملكانية عدويّة من رهط ذي الرّمة ثم تمضي في بطن الفقيّ وهو واد كثير النخل والآبار فتلتقي قارة بلعنبر وهي مجهلة والقارة اكمة جبل منقطع في رأسه بئر على مئة بوع وحواليها الضياع والنخيل قال راجزهم:
إنّا بنينا قارة وسط الفقي ... من الدبابيب ومن سحّ المطي
ومن أمير جائر لا يرعوي ... لا يتقي الله ولا يرثي شقي
ثم تصعد في بطن الفقي فترد الحائط حائط بني غبر قرية عظيمة فيها سوق وكذلك جماز سوق في قرية عظيمة ايضا، ثم تخرج منها إلى الروضة روضة الحازمي وبها النخيل وحصن منيع، ثم تمضي إلى قارة الحازمي وهي دون قارة العنبر وأنت في النخيل والزروع والآبار طول ذلك، ثم توم ثم أشّي ثم الخيس ثم تنقطع الفقي وتيامن
__________
(1) وتر هو واد يعرف الآن باسم وادي صلبوخ وصلبوخ اسم حديث.(1/261)
كأنك تريد البصرة فترد منيخين ثم الحنبلي وهما ماءان فبمنيخين نخل قليل ولا نخل على الحنبلي، ثم الفردوس في وسط الحزن، ثم تعارض فلج واد يفلق الحزن وفيه المياه ومن عن يمينه ومن عن شماله وهن بعيدات القعور ومنها ما بعده أبواع كثيرة وحفر أبي موسى (1) أقرب من ذلك ثم تقع في الدوّ وهي مسيرة ثلاث ليس فيه ماء ولا شجر إلا النّصي والصّليان يخبز القوم فيه بأصول الصليان والبعر وهشيم النّقد والنّقدة شجرة ذليلة، ثم يقطعونه إلى سنام، ثم إن تيامنوا بالمسعدية قرية أيمن النضّة خراب وبها أحساء كثيرة، وإن تياسرت عن فلج وقعت بالبرّيت وهو مكان ينبت فيه الصّعتر وعن يساره طريق الجادّة الى العراق الى الكوفة ومن وراء الطريق طريق البرك وهو ينقلب من الطريق طريق العراق يسارا من وراء الهبير على مرحلة ومرحلتين فتأخذ على البرك وأيسر منه الأخياس أخياس كلب وحوران وهو جبل في ميامن حرة ليلى القصوى وهو أدنى علام الشأم (2)، قال: وهو مبلغي من هذه الجهة.
ومناهل الطريق فالعقبة وسميرا وفيد والنّقرة والحاجر والرّبذة والعمق وأفيعية والمسلح وغمرة، وعن يسارها وجرة على طريق البصرة المارة بفلج والموحدة وليس بها ماء، ثم خرمان ويدعى أم خرمان، ثم ذات عرق ثم بطن نخلة، وتأتيك من عن يسارك في بطن نخلة ثنية جبل ثم دار البرمكي ثم الزّيمة (3)، ثم الحائط، ثم ترجع على الطريق البصري فتشرب بوجرة وهو بئر وبركة مقضّضة (4) ثم تهبط السّي وهي بلد مضلّة (5) ثم أسفل منه بسيان وفيه كانت تنزل وتضرب فيها خرقاء بنت فاطمة العامرية
__________
(1) هو أبو موسى الأشعري الصحابي العظيم راجع عنه «الإصابة» و «قرة العيون» وأصبح هذا الحفر الآن بلدة تدعى الحفر بدون إضافة.
(2) علام الشام: جمع علم كأعلام: معروف.
(3) الزيمة: بكسر الزاء آخره هاء: موضع ذات ينابيع وبساتين يقع بعد السيل الكبير شرقي مكة الى الطائف، وفي «ل»: «الريمة» بالراء وهم.
(4) قوله: بركة مقضضة من التقضيض والقضاض وهو خلط الحصا والأحجار الصغيرة بالنورة ثم يمعن في دقها وإتقان عملها ثم تستخدم في تلبيس الجدران وفي الشقوق لحفظ المياه من خرق الجدران ومن الفئران والهوام وغيرها، وهي لغة يمانية لم أجدها في القاموس، ويكاد هذا العمل يختفي لقيام الاسمنت مقامه ولكن القضاض أمتن منه وأطول عمرا فانه يبقى آلاف السنين.
(5) مضلة: بكسر الضاد المهملة وفتحها وفتح الميم: يضلّ فيها الدليل والمسافر.(1/262)
التي يقول فيها ذو الرّمة:
تمام الحجّ ان تقف المطايا ... على خرقاء حاسرة القناع
وفيها يقول وسرق الزيارة فلم تر:
فلمّا مضى بعد المثنّين ليلة ... وزاد على عشر من الشّهر أربع
عشت من منى جنح الظلام فأصبحت ... ببسيان أيديها مع الشرق تلمع (1)
إذا هنّ قادتهنّ حرف كأنها ... أحمّ القرى عاري الظنّابيب أقرع (2)
وأسفل من بسيان النثراوات (3) وهن هضاب ثلاث، ثم الشبكة شبكة الكراع، ثم قبا وعليه بهش (4) ونخل وخراب وهو لعامر من ربيعة، وعن يمينه بمسقط الحرة ذرقان وهما ماءان يحسيان، ثم تخرج من الحرة فعن يسارك الغدير غدير الحرة وهي الحرة الدنيا ووراءها الحرة القصوى حرة ليلى وبينهما الاشراط الغديران أدماء ومطرق وهما في اقصى الحرة وعند منقطع الحرة من عن يسار الطريق العراقي زرود ورمل زرود ثم دون ذلك قصد مطلع الشمس الشرّبة ومياهها وهي ذو طلال وذو القضة والأثبجة، الأفعلة وشعبى وفيها وادي المياه وهي أدنى الشربّة إلى ضرية وشعبى حد الحمى. وهذه ديار عامر بن ربيعة ثم رجعنا إلى نعت الطريق فمنه مرّان نخل وبهش وحصين وهو بين قبا وبين الشبيكة زائغا في الحرّة ثم تفضي في صحراء ظلم جبل اسود طويل في بطن القاع وما بين ضهر ورحابة باليمن جبل أسود عال له سنام يسمى ظلم أيضا (5) ثم الدثينة ماء ثم الصّخّة (6) ثم المريط فيها قلتة يقال له العذرة فعلة وفيه بئر
__________
(1) المشهور: مشت من منى وفي الشطر الثاني أيديها مع الصبح.
(2) في الأصل: الهثنين. والحرف: الناقة الضامرة البطن، وأحمّ: أسود أو أبيض، والقرى بالفتح: الظهر، والظنابيب جمع ظنبوب: عظم الساق من قدّام، وأقرع: عار، وفي «معجم البلدان»: سرت بدل عشت.
(3) المعروف النفراوات وهي في وسط ركبة.
(4) البهش: المقل ما دام رطبا فاذا يبس: فخشل وهو ما يشبه النخل، ولا تزال الكلمة مستعملة في بلدنا. وقبا منهل معروف.
(5) ظلم: بكسر اللام وفتح الظاء المشالة فيهما، وعثر بقربه حديثا على معدن ذهب عرف بمعدن ظلم عمل زمنا ثم وقف العمل فيه، ويمر طريق الحجاز المعبد حديثا بظلم هذا، والجبل الذي في اليمن معروف، وظلم مقاطعة في ذي رعين من آل عمار، وذو ظلم: بلدة في الهان.
(6) كذا في (ح) وفي الأصل (الضنجة).(1/263)
يقال لها المضياعة، ثم إن تياسرت لمياه الشربة فالثعل والبقرة والينوفة ينوفة خنثل وهي قرن جبل فارد، وعن يساره المحدث وبراق نملى والحوءب ومطلوب، وعن يسار ذلك في مياسر الشربة من قصد الطريق الأيسر إلى قرن اليمانية النخلية وناصحة والبغرة وبريم ويبدو له حصن من شرقي قرن اليمانية ثم ترجع فتأخذ أطراف العبرى ثم الأثبجة ثم ضرية وهي منازل وبلد يزرع فيه وحصنان وسوق جامعة ويقع في الحمى حمى ضرية وحواليها أعلام منها عسعس ومنها هضب الحجر وهو ماء عذب قلتة يدخل له تحت الهضبة وحولها هضاب متفرقة، وعلم أيضا يقال له وسط مثل عسعس، ثم الضّلع ضلع الوكر، ثم يطلع في الحزيز وهو رأس الحمى حمى ضرية، والحمى قطب بما دار حوله إلى أقصى مواطيء أبي مالك.
فمن عن يسار ضرية مما يلي الشمال من المناهل والموارد والمراعي ضلفع هضاب وصحراء ترعاها الإبل قال الراجز:
يا إبلا هل تعرفين ساقا ... وضلفعان المرتع الرّقاقا
وفوزة المشرفة الأنساقا
ثم ساق الفروين ثم أبانان الأسود وأبان الأبيض جبلان يمر بينهما بطن الرّمّة ودونهما عشيرة وهي طائية، وبفراعه أجأ وسلمى جبلا طيء ثم وراء ذلك القصيم وهو بلد واسع كثير النخل والرمل والنخل في حواء الرمل وهو كثير الماء كثير الحصون، وإلى ناحيته خيبر من قصد الحجاز وهضب القنان، وللقنان قنّة سوداء، وصارة وذو عاج وهو ماء ثم الخبراء عن يمين ذلك والينسوعة وهما من مياه الطريق البصري وبركة طخفة دونهما إلى بركة ضرية، والقصيم تحته رمل الشقيق إلى حظائر مدرك وعن يسار ذلك إلى ناحية الحجاز رخام (1) وهو ماء قارات الزّنابي والبجليتان وذلك كله دون أبلى فرأس الشرّبّة.
ثم ضريّة إلى مطلع الشمس فكبشان هضب والبكرات هضبات فيهن بئر تسمى
__________
(1) في (ح): حافر.(1/264)
البكرة، ثم عن يسار ذلك أمواه الضباب فمنها الموجنيّة وغول والخصافة ووادي ذي أجراد وعن يسار ذي أجراد ماء يقال له منية (1) وهضبة لها حمراء ضخمة وعن يسارها هضبة وعن يمين ذلك ثهمد وهو جبل أسود في رأسه وشل وذات فرقين وهي هضبة مقسوم رأسها بنصفين مثل جبل شجان، وكل تلك الأعلام في صحراء مطرحة بيداء، ثم يليها حلّيت وهو جبل أسود طويل بلا عرض وعن يساره في ميل الحمى ماء يقال له نفي يروي أربعة آلاف بيت وخمسة آلاف بيت احساء تحسي من البطحاء ووراءه واريات وهي أقرن حمر مشرفات على بطن السرير (2) واعشاش التي يذكرها الفرزدق:
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف (3)
وقنوان وهما قرنان جبلان وفيهما يقول الكلابي:
أيا ليت شعري هل تغيّر بعدنا ... معارف ما بين الحمى فابان
وهل زايل الرّيّان بعد مكانه ... وغول وهل باق على الحدثان
وطلحة أعشاش التي طاب ظلها ... إذا مال منها بالضّحى فننان
وكان الهوى قد مات للنأي موتة ... فعاش الهوى لما بدا قنوان
الريان من مياه الضباب (4)، وأيمن من قنوين وأسفل منه الفرية بالفاء بئر وغريف والحصاة حصاة جبلة هضبة عظيمة، في شعب منها دخلت بنو عامر من تميم في حربهم المعروفة يوم جبلة وهي كثيرة المياه ويحفها من عن يسارها بطن السرير وهو أسفل وادي الرمة (5) ويقطعه من ورائه بطن السرّ ومياهه وهو واد فيه المياه عكاش وخف والنطاف وفي أسفله أدنى مياه حائل والعويند والأعبدة ومكينة يدفع أسفله في القريتين في وسط الشّور وهو فيف مطيريح طوله خمسة أميال ثم ترجع عن بطن السرير يحفك رمل الشعافيق عن يسارك وأنت مستقبل مطلع الشمس وشول وهذه المياه في غول طلح
__________
(1) منية هضبة عظيمة لا تزال معروفة يدعها طريق المتجه من نفء (نفي) إلى ضرية يمينه في منتصف الطريق.
(2) المعروف: واردات. والتّسرير ولكن التّسرير جنوب وادي الرمة وليس أسفله.
(3) عزفت بالعين المهملة والزاي المعجمة فيهما وكان في الأصول بالراء والتصحيح من «اساس البلاغة».
(4) والريان ايضا جبل في همدان الدنيا شمال صنعاء. والريان ايضا قمة من قمم جبل أجا جبل طيء المعروف والريان: قرية في الفرع في الحجاز. والاسم يطلق على مواضع أخرى كثيرة. والريان أيضا في مأرب.
(5) المعروف التّسرير يعرف الآن بوادي الرشاء ولا يتصل بوادي الرمة.(1/265)
وبين السر والسرير قفّ يقال له الخلة فيه مياه كثيرة وطوله قدر نصف نهار، من مياهه المصلوق والصلية وفي طرفها الثبر وهي عثعثة من رمل صغار منقطعة وغول يقال له عاقل ومن مياه السرّسلى وساجر وهما ماءان.
ومن قصد شرقي الحمى من المياه الساقة والخنوقة إلى بطن الرشاء وهو بين الخنوقة وبين ثهلان وابن دخن وثهلان جبل وابن دخن جبل منقطع من ثهلان ثم من يمين ذلك الحرامية والاسودة والحريجة وكنيفة والعويند.
ومن جنوبي ضرية في الحمى الكود بئر ولها قرن يقال له الكود ومنعى وزقا ماءان قال الشاعر:
فلن تردى مذعى ولن تردى زقا ... ولا الكود الّا ان تمنّى امانيا
وذو عثث واد وكل هذه المواضع بين النير وبين ضرية والنير جبل قال:
ولن تسمعي صوت المهيب عشيّة ... بذي غثث يدعو الثقال التّواليا
والخوان (1) ثنية والشّطون بئر، ومن مياه النير الحنابج وذو بحار والجثجانة وجفنا بها نخل وحصن لبني عمرو بن كلاب، وأسفل من جفنا الأنسر وهي جبيلات مطرحات في جو من الأرض سود يضربن الى حمرة، وبظهر النّير بينه وبين الجنوب بطن العبري واحساء بني حوثة وحلاقيم ماء، وفي رأس العبرى (2) سواج والأخرج وفي الأخرج ماء يقال له الضماخ، وبطن الجريب وصوقع والمدان مدّان الغائط وهو ماء والهضب هضب القليب والحفير حفير الضبيب ومعدن الحسن، واسفل من ذلك زربعين، وقد ذكرنا القرى من الحمى في الطريق الى المحجة مثل الأثبجة وذي عاج ومنها العبامة وهي قليب الحارث بن عباد عن يسارها الحذيات والذنائب مشرفات على الدثينة والخال قرن مطروح أسود في قابل الصّنجة (3) وثنية قضة في الحمى مشرفة على رأس الحزيز، انقضى الحمى وآخره من الجنوب هضب شبيب.
ومما يصالي الحمى: بطن الرشاء وهو بظهر ثهلان الى ذات النّطاق، ومن مياه
__________
(1) لعله: الخوار بالراء.
(2) انظر «الهجري» 382.
(3) لعله الصخّة.(1/266)
ثهلان ذو يقن وذو قلحا والريّان والكلا والشّعرا، وأسفل من ذلك ذرو الشرّيف وغلانه ومياهه ومن أيسرها البرقعة، وخائع والنّشاش ماءان مقابلان لجمران وهو جبيل مطروح من دونه السّمنات وتزيد وعكاش ماءان، والبرقعة والنّشاش ماءان، وخائع ماء والخنفس وخلّص مشرفتان على الرهط ووادي ذي خشب وهو فرع العرض يدفع فيه الأجرعان.
ذكر الخنفس من مياه الشريف وهو من مياه مأسل جاوة ومن مياه الشرّيف ذو سقيف والجعور وهي الجعموشة وطويلة الخطام وعصير وطحي وعصنصر وطاحية ثم ستار الشرّيف الذي في طرف ذي خشب فوراءه العبلاء والزّعابة يزرعان ويوردان النعم، ثم مأسل جاوة وهو حصنان ونخل وزروع وبشط العرض الأيسر ماء تيشر في ناحية البرم، ثم مأسل الجمح (1) وفي فرعها صحراء يقال لها جراد والرملة ومن ورائهما هضيبات حمر يقال لهن مجيرات، وعن أيمانهن هضب يقال له هضب السمنات، وفي الشرّيف غلّان من طلح كثير لا تحصى وفيه نخل وماء يقال له الطريفة عن يسار ذلك قصد الجنوب، ومن قصد مطلع الشمس صليّة وبرقة الأمهار والغيضة ودمخ ومياه دمخ الكاهلة والفدرة، ثم أسافل العبرى والبيضاء ماء رواء بئر وأحساء وذو سمير، ثم يذبل فأول مياهه القراد وحليمة والعطائية ماء في بطن السرّة والبجادة واليتيمة مقابلتان لزابن عماية.
سواد باهلة
: فأوله الخاصرة (2) من الشمال ماء وبينه وبين المغرب البرم برم ضنّة والمشقريّة نخل لضنة أسفل من ذلك وشمام قرية كانت عظيمة الشأن هي من شط العرض الأيسر الى المنحدر، وابنا شمام جبلان طويلان جدا مشرفان على سخين وسخنة (3) قريتين ونخل لباهلة وعلى عروان (4) والشط كل ذلك قرى ومزارع ونخيل،
__________
(1) في الأصول: الحضج ولكنه سيرد صحيحا ولا يزال معروفا ووجدت فيه كتابة حميرية انظر كتاب مدينة الرياض ص 139.
(2) منهل الخاصرة بالخاء المعجمة والصاد المهملة من أشهر المناهل الواقعة في الشمال الغربي من عرض باهلة وقد اصبحت قرية وفي الأصول الحاصرة.
(3) وسخنة أيضا بضم السين المهملة وسكون الخاء المعجمة وفتح النون آخرها هاء موضع في بلد الرامية من عك شرقي المنصورة من تهامة وتقع حزاز جبال ريمة الأشابط وفيها حمام طبيعي يستشفى بمائه الحار وهو اليوم اشهر من ذي قبل.
(4) عروان واد لا يزال معروفا تقع فيه هجرة عروى وفي الأصول عران.(1/267)
ثم من قرى باهلة مريفق وعسيان وواسط وعويسجة والعوسجة والابطة وذو طلوح اعلاه حصن بني عصام صاحب النّعمان بن المنذر، والقويع في ثنيّة، وجزالى والثريّا والجوزاء في واد عن يمين ذي طلوح فيه نخيل وقرى، وفي ثنيّة الحفير نخل وفي أسفله المقترب والتخر، ثم تحفّه البيضة قف أبيض فيه مياه ونخل ومزارع، من مياهه عشيرة والكفافة والغاضريّة والخلائق، وعن يسارها شعبعب وهي قرية كانت لبني طفيل بن قرة هي وحاجر الملح وعن يمين سواد باهلة الى قية وصقب بطن حائل وهو بلد مثل يد المصافح يرى فيه الراكب من مسافة نصف نهار، في وسطه رميلة يقال لها رملة الأطهار وفي أعلاه سوفتان ويحفّه رمل جراد وهو منقطع وحده بين المروت وبين جراد وهو أسفل رمل الشعافيق وفيه نخيل ونخلة ماءان لبني تميم، وفيه ماء يقال له السّحامة وبطرفه ماء يقال له الحفيرة حفيرة النصرم وذاك حين انصرم جراد ثم تنشأ رملة الحوامض تلي منقطع الرمل ميلا او أكثر فبرملة الحامضة ماء هو الحامضة ملح يسلح الابل، ثم واسط ثم الحاجر (1) غير حاجر المحجة وفيه ماء عذب وبه الملح ملح الحاجر وملح الحاجر قرارة بين اكثبة في وسط القرارة غدير والقرارة سبخة وملح نحيت أبيض وأحمر وفي وسط ذلك غدير طوال قرارة الملح ينسل منه زبد أبيض خفيف وهو أعذب الملح فيجفف فيصير ملحا وبين أطراف هذه السبخة ومساقط الأكثبة نخل، ثم أسفل من ذلك في حائل سيح ابن مربع وهو سيح كان غزيرا ثم انقطع بضعف اهله، وبطن منيم وفي بطن منيم مياه أملاح منها الجدعاء عند منجدع الرمل مقابلة لقف الوحي، وفي بطن منيم مياه أملاح كثيرة منها صوقع والضّبيب وقنيّ والهوّة وهي مياه مأج لا ملح ولا عذبة وهي مقابلة لقف مارد وقف مارد معترض بين الثنايا ثنايا الأودية حنيظلة ونعام وبرك وبين بطن حائل والعارض وهو قفيف ضعيف سهب الأعالي.
ورجعنا الى بقية البيضة فهي تحفّ الريب وهو واد رغاب ضخم فيه بطون من قشير: مريح بالكديد وهو أسفل وادي الرّيب وفي وسطه بنو حيدة وفي أعلاه العبيدات وطرف من بني قرّة وفي أعلاه واد يقال له عنان والعذيب (2) نخل وقرية وبينه وبين سواد
__________
(1) الحاجر هنا بالراء المهملة لا بالزاي كما في «ل» و «ب» وحاجر المحجة يقصد به الواقع في طريق الحج العراقي بعد سميراء وقبل امّرة وهو في وادي الرمة، ويعرف الان وفيه قرية، وبقربه قرية باسم البعايث.
(2) وهو غير العذيب بالتصغير المعروف في جهات العراق والعذيب أيضا بلدة في رمع من أعمال مدينة زبيد.
والعذيب أيضا: قرية وواد في جوار غربي مدينة تعز ومن أعمالها.(1/268)
باهلة ماء يقال له الغابة نخل ويحف الرّيب من عن يساره جبل يقال له جبل عريقة (1)
وصفا أم صبّار ووراء ذلك في ناحية البيضة ماء يقال له الشطور ثم بطن العمق فيه حساء ابن بعجاء والمبهلة وهي مياه أملاح قذرة وقرن ظبي وزرّة هضبتان احداهما سوداء والأخرى حمراء، وعن يسار ذلك القتد وهو جبل أسود فيه مياه عذاب ضماخ وعنزة وقرى مقابلة له من الهضب والأجربة وسديرة قساس والضماخ هذه المياه الأربعة عذاب وبقيتها املاح، فالمبهلة منها سمّيت بذلك ان من شربها أبهل في سراويله او ازاره فينفذه، ثم من فوق ذلك مما يخفّ الرّيب الى بلاد باهلة الضواحي وهي فسحاء من الأرض ليس فيها قران، ثم القرع وهو يصب في بطن السرّداح مقابل للقهاد وبين شط السرداح وبين القهاد سهب يقال له الملاطيط واحده الملطاط سهب يقطع بينه وبين مثله قرانة الجبال وفي فرع الثنية ثنية السود سود باهلة وعن يمينه من دون الثنية ماء يقال له المغيرا، وقرية عظيمة يقال لها العوسجة وهي معدن وكذلك شمام معدن فضة ومعدن نحاس وكان به ألوف من المجوس يعملون المعدن وكان به بيتا نار يعبّدان، والثنيّة ثنية حصن ابن عصام معدن ذهب.
70811 - وصف الفلج
والفلج قطب وما حوله دائرة فمطلع الشمس منه البياض ثم الرمل رمل الكديد وهو بينه وبين يبرين وليس بينهما ماء ثلاثة أيام بلياليها في الدهناء ووراء يبرين والخنّ رمل الى عمان متصل لم يطأه ابو مالك، ومحجّة عمان في هذا الرمل تأخذ على يبرين وعلى الخنّ. ومن قصد الشمال من الفلج واد يقال له شطاب هو بينه وبين اليمامة، فمن أخذ على البياض وعلى البرق ورد غدير ماء يقال له الهزمة ثم الحيفانة ماء ثم انحدر في حوّجان وطريقه على الثّديين (2) قرينان ابيضا الأسفلين أسودا الأعليين كأنهما ثديا امرأة، وكبد قارة سوداء مشرفة يقال لها كبد (3) البياض بين نجف الأغورة والبياض.
فمن أخذ من الفلج الى اليمامة انتجف فليس يشرب الا بماء يقال له العقيمة في بطن النجف أو مخمسة وهي ماء بطرف فطمان بفرع المغسل وعن يسارها براق شعارى (4)
__________
(1) يعرف الان باسم عريقية، ولكنه واد عظيم انظر «الهجري»: 340.
(2) يسميان النهيدين شرق الافلاج.
(3) تدعى أكباد معروفة.
(4) تعرف باسم شعارى وفيها يقول الأعشى الهزاني كما في «المكاثرة»:
ويوم الشعارى قد أثارت خيولنا ... عجاجا تهاداه السنابك أكدرا(1/269)
متقاودة الى قاع الضاحية الى حصن سيح الغمر. ومن أخذ الثفن من الفلج الى اليمامة اخذ أسافل أودية جعدة والأودية اولها أكمة تصب على الفلج فيأخذ الغادي على أسفل الغيل من الثفن وهو واد رغاب كثير النخل كثير الحصون وفرعه الصّدارة ثم يقطع غلغل والثّجة والنّصح، فان أحب شرب بدلاميس ثم نسلة ثم الخرج، وان أحب شرب بالمراء ثم برك ثم بريك ثم يأخذ على المجازة وإجلة فتلك البلاد.
ومن الأودية التي تدفع في الخرج ذو أرول ومأوان وتمر وقلاب كل ذلك يحدر في الخرج يجمع واديا واحدا، ويتغشاه من أسفله وادي المغسل والرّملة تحفه فيها نقا العزّاف مشرف على الخرج، وبين المجازة وبين الخرج رميلة يقال لها سليسلة عرضها ميل، والسلاسل من الرمل عثاعث صغار لا خلّ بينها. ومن قبلة الفلج فرع وادي أكمة وبه بنو عبد الله بن جعدة، فأول جزع منها الروقية والثاني الباحة ثم جزع الظاهرة ثم الفرعة ثم كرز عن يمين الثنية ثم تنحدر من الثنية ففي أصلها ماء يقال له النّبجة من عن يمينك وأنت قاصد المغرب ثم أسفل من ذلك في الجوف جوف الثنية ماء يقال له وحاة (1) ثم في بطانة العارض من عن يمينه ماءان متدانيان يقال لها أوان والحيانيّة بين العارض وبين الدبيل والدبيل رملة وعثة بظهرها مياه قد ذكرناها وفي وسطه مياه منها الحذيقة وماءان آخران الرائغة وطرف وبطرف مويه آخر ثم تقصد كأنك تريد مكة فقصد أمام وجهك ماء ملح يقال له: الضّاحية. ثم على بطن طريق مكة، النّضريّة ماء عذب ثم الأخرابة وهي في أجواف عماية ثم تخرج في صحراء حمّة بعد أن قطعت عماية اليسرى واليمنى عن يمينك وقطعت فجوات قصيبات سود متقابلات وفي العمايات مياه منها الشكول وطريف وأحساء الثمام، ثم ترد الأحساء أحساء مرتفق ثم تدخل في أعراف لبني حيال ضلعان بها ماء يقال له العسير ثم المحدث محدث نملى.
رجعنا الى الطريق الآخر فتأخذ على الهدّار هدّار بني الحريش أول جزع فيه القطنية لبني خلدة من الحريش ثم الأقطان لبني خالد ثم الفرعة لبني ربيعة والحشرج لبني المجرّ الذي يعنيه عنترة:
وآخر منهم أجررت رمحي
__________
(1) في (ح): دحلة.(1/270)
ثم النّتج وهي قارات في قابل فأو الهدّار من قصد الدّبيل، ثم تقطع الدبيل قطع الحبل، وهو الرمل، فأول مشرب في هذه المحجة ماء لجرم يقال له ممكن، ثم يأخذون على قرن أحامر ويقابلون الصاقب صاقب الدخول، ومن عن يمينهم قنان غمرات وبطن الرّكاء في وسطه الدخول ماء قريب من صفا الأطبيط وهضب ذي إقدام، ويظهر لك رأس سحام وهذه المواضع التي يقول فيها امرؤ القيس:
لمن الدّيار عرفتها بسحام ... فعمايتين فهضب ذي اقدام
فصفا الأطيط فصاحتين فعاسم ... تمشي النعاج بها مع الآرام
وبشط غمرة مما يلي الرّكاء احساء معصبة، فترد الدخول وله علم يقال له منخر هضبة، ثم تقع في رملة عبد الله بن كلاب ثم ترد الأخضر بأسفل وادي تربة ثم بيشة ان تياسر، وان تيامن فعلى بريم ومياهه التي سميناها فيما تقدم البقرة وناصحة وذات الرقاع وذوات الفرعاء وهضب الحمارة وهما ماءان، وهضب الأوقب أوقب بني الأعلم وكل ذلك خانس عن الطريق، منحدرا من مكة، بين غمرة وبين العقيق، وفي وسط السرّة من أرض بني كلاب ومن ديار لبينى من قشير: الينكير وهو قنة حصداء لا طريق فيها، وفيها مياه أوشال وماء عدّ يقال له حنجران، وعن يمين الينكير مياه متقاودّة للينكير منها الرّسل رسل تياس وهو قرن أسود ضخم ورمل بطن السرّة من وراء بجاد هو المنسوب رمل تياس فيه بئر العلاء بن الحضرمي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وماء يقال له النهيقة واللقيطة ماء والقعنبيّة ثم بطن السرّداح وأسفل من تياس الضرّية الى طرف القتد وبالقتد ماء يقال له الأكباد.
رجعنا الى 70812 الفلج
: مهب الجنوب منه المذراع مذراع بني قشير لبني عبد الله بن سلمة وصديّ بن عياض من بني الحريش، ثم الشطبتان (1) وهما نخل ومياه لبني الحريش، ثم بئر في شط البياض من ظهر البياض ثم تمر بقرون وهو ماء ضعيف، ثم حمام ماء، ثم شط بني الكروّش من بني قرط من المقترب، وعن يمينه تمرة والحليقة وهي في وسط الغضا بين العقيق والمقترب، ثم العقيق مدينة فيها مئتا يهودي ونخل كثير وسيوح وآبار ثم الغضا، ثم الخل خل القسوة، ثم المعدن معدن العقيق فما أخذ الى
__________
(1) يعرفان الان باسم الشطبة والضبعية.(1/271)
الهجيرة ومن دون ذلك الحثبرية والرخمة ماءان في مدافع جاش.
ثم رجعت الى الطريق من المقترب تريد اليمن قصد نجران فتشرب بحسي كباب الذي يقول فيه مروان بن أبي حفصة (1):
والعيس قد علت الدّبيل وخلفت ... بطن العقيق بنا وحسي كباب
فان تيامنت شربت ماء عاديّا يسمى قرية (2) الى جنبه آبار عادية وكنيسة منحوتة في الصخر، ثم ترد ثجر ماء يقول فيه المجنون:
خليلي ان حانت وفاتي فارفعا ... بي النعش حتى تدفناني على ثجر
ثم حمى والوحاف وبئر الربيع ثم مذود من أسفل نجران وان تياسرت علوت البياض ثم شربت بالحفر حفر الثرباء وفي الطريقين كليهما تقطع رمل حفيل وان كان بغدير التناهي ماء شربت به وإلا فلا شرب الا ببئر الربيع (3)، وأما الأنعم والأناعم وسليمانين ففي وسط الحمادة ونواعم في دمّخ، والأنعم ايضا واد يصب من هضبة عروى الى بئر المنتهبة والقصيّبتان اللتان ذكرتا في أخبار بني وائل قصبة الرّغام والرّغام جماع منها سفوح وأرطاة والبردان والطويل وكل ذا فيه نخل كثير ورميلة هي رملة الرغام مشرفة على ثرمداء، وقصبة ابن خولي بالحمادة، وبطن نعمان بالينكير، وبطن نعمان بين الطائف وعرفة، ونعمان واد أيضا يصب على صائفين من عن يسار فوّهة نساح وهما ماءان، وفي فوهة نساح ماء يقال له الوخراء وقرار النعام ورملة اليتيمة والرّخيمة والناهية ووشل الذّئب مياه يكتنفن روضة يقال لها روضة أم المحل الى فرع ملك الى ثنية النّجد الى قرارة المذنب من رملة الوركة وفي رملة الوركة حواء من نخل كثير، وقارات المعانيق تأخذ عليهن الطريق من مكة الى حجر، ومن العارض واد يقال له تولب ووادي حنيظلة يصبّ في فرع نعام وتولب يصبّ في نساح وفرع مأوان الذي يصب على الخرج اسمه العلاة، ففي العلاة الأوشال التي يفيض عليها الوعول الثّيتل والثيتلة،
__________
(1) مروان بن أبي حفصة شاعر مفلق من شعراء الدولة العباسية من أهل اليمامة مدح المنصور ابا جعفر ومن بعده ومدح معن بن زائدة الشيباني راجع ترجمته في الأغاني وابن خلكان وغيرهما. وانظر عنه وعن آل ابي حفصة «العرب» السنة الأولى ص 673/ 769.
(2) تعرف الآن باسم قرية الفاو عثر فيها على آثار عظيمة من اثار ملوك كندة.
(3) الربيع: هو الحارثي السالف الذكر.(1/272)
عاقل بحذاء النّير ومن الدهناء الوحيد نقا منقطع مشرف على حفري بني سعد ورمل وهبّين عن يمين الحفرين لعامد الى الصمّان، حزوى كثيب منقطع وحده طويل، والحسن نقا احمّ مليح منقطع، وأطم والكراظم أكثبة طوال متقابلة وأرماح اكثبة طوال حداد، ولوى رماح أسفل منهنّ كلّ ذا من الدهناء، والمرّوت بين حائل وبين الوركة وهو قف منبطح انبطاحا في رأسه القرار والمياه، فمن أول مياهه تبراك ومنبه ثم أهوى ثم العويند ومياه يقال لها الآباط، أبطة وأبط الرّملة وفيه قرار منبات وحموض.
70813 - معادن اليمامة
معادن اليمامة وديار ربيعة التي توطنتها اليوم عقيل بن كعب: معدن الحسن، والحسن قرن أسود مليح وهو معدن ذهب غزير، ومعدن الحفير بناحية عماية وهو معدن ذهب غزير، ومعدن الضبيب عن يسار هضب القليب، ومعدن الثنية ثنية ابن عصام الباهلي معدن ذهب، ومعدن العوسجة من أرض غنيّ فويق المغيرا ببطن السرداح والمغيرا الماء الذي يقال انه رمى عليه شأس بن زهير بن ثعلبة بن الأعرج الغنوي وبقابل المغيرا (1) قرن يقال له الوتدة في بطن الوادي، ومعدن شمام الفضة والصّفر ومعدن تياس ذهب مخفّ بتياس، ومعدن العقيق ومعدن المحجّة بين العمق وبين أفيعية، ومعدن بيشة ومعدن الهجيرة ومعدن بني سليم فهذه معادن نجد.
أمطار هذه البلاد
: الوسمي أولها وله من الأنواء الحوت والسرطان والبطين والثريا والدّبران والهقعة والهنعة إذا طلعت عشاء او طلعت نظائرها بكرة، ثم يتلوه الربيع من الذراع الى السماك ثم الصيف من السماك الى النعائم، ثم الخريف من النعائم الى الحوت ولا مطر فيه هناك بعد.
70814 - معازف الجن
: من هذه الأرض رمل حوضي، ورمل المغسل والسّميريّة ويقال بالكلبين المشرفين على الخرج، وضلع الخريجة من معازف الجن المعروفة، وجن البدي، والبديّ من أمواه الضباب، والبقار وعبقر، وأكثر أرض وبار، وذي سمار يضرب بجنّ ذي سمار المثل وبغول الرّبضات وبعدار ملح ولحج.
مواضع الرياح
: أكثر هذه المواضع رياحا الخضرمة من اليمامة وبالفلج،
__________
(1) في الأصول: ويقال المغيرا والتصحيح من «الجوهرتين» 46وانظر عن تحديد المعادن المذكورة مجلة العرب السنة الثانية.(1/273)
وبحلي من أرض كنانة، وبالبون من أرض همدان وأسفل الجوف، الدّهناء صائمة الدهر لا رياح فيها غير تنسّم سموم أنصاف النهار بناقع السراب وزاهي الآل في كل هذه المواضع وهو ما سامت الثور والجوزاء.
صفة رياح الأقطار والزوايا
: رياح المشرق القبول وهي الصّبا ويقابلها من المغرب الدّبور، والجنوب تهب من اليمن ويقابلها الشمال من قصد الشام، ويسمى حيز الجنوب التيمنا، وحيز الشمال الجربياء، وما هبّ بين الجنوب والقبول النكباء، وما بين الجنوب والدبور الداجن، وما بين الشمال والدبور وهي مقابلة النكباء أزيب، وما بين الشمال والقبول في مقابلة الداجن الحرجف وبين القبول والنكباء الباذخش وهي الريح الميتة، وبين الداجن والدبور (1) وبين الدبور والأزيب الصّاروف، وبين الشمال والحرجف الريح العقيم اثنتا عشرة ريحا لاثني عشر برجا.
المياه الأملاح
الدبيل أملاح من أوله الى آخره، الحذيقة والرابغة وصبيب والهوة ومياه الشربة وفيها يقول الحارث بن ظالم:
فلو طاوعت عمرك كنت منهم ... وما الفيت انتجع السّحابا
ولا ضفت الشربّة كلّ عام ... أجدّ على ابائرها الذّبابا
أبائر ملحة بحزيز سوء ... تبيت سقاتها صردى سغابا
ومن أملاح مياه العقيق المنهلة والنعجاوي، ومن أملاح العبامة والثّعل والبغرة واحساء بني جوية وينوفة خنثل وناضحة والبقرة والنجلية والنقرة والمجازة مجازة الطريق سوى مجازة اليمامة (2) بين إجلة وبين الفرعة مياه الحمادة أملاح ونجيل ونجلة والآباط والحفيرة والحامضة وشعبعب، مياه منيم الا الجدعاء وماء يفاء وبرك وأوان والخيانية والنهيقة واللقيطة وما احتازته بذران فقبة أرام الى خلفة، وعماية عذاب كله والقطانية
__________
(1) هنا بياض في الأصول كلها.
(2) مجازة الطريق شرق الدهنا، في طريق الحج البصري انظر «بلاد العرب» ص 331ومجازة اليمامة اسفل حوطة بني تميم لا تزال معروفة.(1/274)
ملح ببطن السرّة.
فأما الملح الذي يمتلح فصباح ملح الحاجر وملح المطلفيّة وملح القصيبة وملح يبرين وملح بناحية البحرين وفي رؤوس الجبال ملح نحيت احمر عروق وهذه ملحات اهل نجد. فأما ملح اليمن فمن جبل الملح بمأرب وملح بالقمة من تهامة بناحية مور والمهجم (1)، وكثير من مياه تهامة أملاح فمنها المعجر والجبال والحويتية وجوّحلي وكل ما قارب الساحل جميعا أملاح الا اليسير.
نبات 70815 أرض نجد من الشجر كله
إذا اجتمع في مكان السمر فهي الحرجة، فاذا اجتمع في مكان السلم فهو ضارب السّلم وهو الضّارب واذا اجتمع في مكان الطلح فهو الغول وجماعته الغلان ويقال واحده غال، واذا اجتمع في مكان العرفط فهو سهب العرفط فاذا اختلط من كل ذلك في مكان فهو الخليطة، واذا اجتمع من السرّح في مكان قيل وادي السرّح، وإذا اجتمع في مكان من السدر وهو الدوم والعلب قيل المريع قال الراجز:
كأنهنّ بالمريع ذي الدّوم ... نعائم حجّ عليهنّ القوم
وإذا اجتمع في مكان الثمام والضعة فهي العقدة عقدة الثمام وعقدة الضعة، واذا اجتمع في مكان العرفج فهو الحاجر وجماعه الحجران والتنضب هو مشاكل لشوحط لا ينبت الا في رؤوس الجبال، واذا اجتمع في مكان النصي قيل حاجر النصي، وصفحة النصي إذا كان في مكان، وهجل النصّي ما كان من منابت النصّي في الرمل والهجول، وإذا اجتمع في مكان أثل فعرين، واذا اجتمع من الغاف في مكان فهو مكان الغاف، واذا اجتمع الأراك في موضع فهو الغريف، وما اجتمع الأراك وغيره فأيكة، فاذا اشتبكت العضاه فلم يضحّ ما تحتها فعشّة.
اسماء العشب الذي يهيج وينحطم بنجد
العرقصان، والبقل، والذرق، واليعضيد، والمكنان، والشقاري، والخمخم، والينمة، والزّباد، والصفراء، والقفعاء، والحربث، والصقل، والحفنة، والغريرا، والأقحوان، والخزامى، والرفرف ما تدانى من نبات العشب
__________
(1) هو ما يسمى اليوم: ملح الصليف وهو ملح حجري يشابه ملح مارب الا ان ملح مارب اجود منه نصاعة.(1/275)
واتصل بعضه ببعض، والحنوة، والكرش، والصمعاء ثم تهيج فهي البهمي وهي أيضا العرب، والربة، والحبة، والدعاع، والقتّ والرقة من المرتع الذي لا يبيد اصله ويحيى كل عام بالمطر ويتربل في أبارد الأرض بغير مطر يتربل أي يهيج حتى كأنه مطر، وأكثره يكون بالرمل، والثداء، والمكر والخطرة، والنصّي، والسبط، والقصبا، والكرية، والجلبة، والرخامى، والضعة والنصّي، والثغام، والسحم، والغضور، والتنوم، والثمام، وهو الجليل، والعرفج والسّحا، والهيشر، فهذه الأشياء سوى ناشر الرّقة، والأول العشب، ومن العشب ايضا الحواء، والقطبة، والحمأة، والثغر. ومن الرّقة أيضا الشيح، والقصيص، والقيصوم، والخلة، والحاج، والحاذ والسّلح. الحموض: الغضا والرّمث، والعراد، والعصل، والفصّة، والطحمة، والسّحمة، والقرمل، والاخريط، والعنظوان، والحرض وهو الأشنان، والقصقاص، والرّغل وهو أطيب الحمض، فاذا رعت الابل الحمض قيل هنّ حوامض، واذا رعت المرعى كائنا ما كان سميت مخلّة وأطيب ألبان الابل اذا رعت الحمض، الرغل والعراد والرمث، ولبن الحمض الى الرقة، وأخثر البان الابل اذا رعت العشب او السّحاء وامرّه اذا رعت المرار والمرار من العشب.
صفات بقاع 70816 أرض نجد وغيرها
الأرض القواء التي لا أنيس بها وكذلك المنزل القواء وأقوت البلاد وهي القيّ ونازلها مقو، والقلّ التي لم يصبها مطر، والخصيبة التي بها المرتع، وهي تسمى إذا لم يكن بها مرتع جدوب، وممحلة، ومسنتة، وأرض سنة، وأرض سنون وأرض مرتعة إذا كان بها مرتع، وأرض محيية إذا كان بها حياء، ومجدبة إذا ما أجدبت من المرتع ومن أسامي الأرض: السهب وهو البلد المستوي ويكون فيه قلة نبات شتى، والحزم وهو ما ارتفع فوق الأرض، الحزن ما غلظ من الأرض، والنفانف ما تطاوح من الأرض بارتفاع وانخفاض، والقراديد رؤوس الحزون، والفدافد ما ارتفع من الأرض، والسباسب ما اطرد من الأرض واستوى، والبسابس مثله مقلوب وهي القفار، والقفار التي لا أنيس بها وهي قفر، والمذانب ما كان من أودية القرار التي في الرّمل لأنها مسلك ماء القرارة خارجا منها، والتناهي مانتهى اليه الماء من الرمل فتحير
من غير مساغ، وشقاق الرمل ما فرق من دكادك الرمل بين الحبل وهي الدكادك والهجول أيضا، والجواء نقار وسط حبال الرمل منهاتة في الرمل لا يقع فيها شيء إلا هلك، ولا تزال كذلك أبدا ولا مخارج لمائها، وقد ذكرنا العثاعث والسلاسل، والصحراء الأرض المستوية وأصحر القوم برزوا في القاع، والعراء ما يعرى من أرض الساحل عن ماء البحر، والعراء في البحر الموضع القليل الماء، والصّحون والصحاصح ما استوى من الأرض واستدار، والدّماث اللّينة من الأرض التي قد خالطها سهلة الرمل، والجراثيم ما لفت الرياح الى أصول الشجر من التراب، والسهلة والجرعاء والأجرع الأرض المستوية من سهلة خالصة دون البرق، عجمة الرمل وجمعها عجم الرمل وعجام وهي ما ارتفع في السماء ولم تنبت شجرا، وإذا انبتت الشجر وهي عجمة قيل العجمة الشّعراء، والدعص الكثيب الأحمر الذي لا ينبت وجمعه دعاص ودعصة وادعاص، والنقا الحرّ من الرمل، والعقد ما طال من الرمل ولم يكن فيه طريق ولا خلول، والفوز والقيزان ما طال من الرمل وبينها خلّ والوعاس واحدتها وعساء، وأسافل الحبال الأهيل الأميل وفيه تسيخ الأقدام وقوائم الدّواب، والدّهاس ما ضرب من أسافل الرمل الى السواد، والفاف ما كان من واد متسع المقدم واللقم، ومن الأرض السّمراء والصلعاء وهي التي لا تنبت، وهي الحصّا، والأماعز واحدها أمعز وأمعوز وهي ما كان فيها من ذا الصخر، والمروة وهي الأعابل أيضا واحدها أعبل وهي العبلاء أيضا الحزابي ما ارتفع واتضع مثل الأكام قال الراجز:(1/276)
الأرض القواء التي لا أنيس بها وكذلك المنزل القواء وأقوت البلاد وهي القيّ ونازلها مقو، والقلّ التي لم يصبها مطر، والخصيبة التي بها المرتع، وهي تسمى إذا لم يكن بها مرتع جدوب، وممحلة، ومسنتة، وأرض سنة، وأرض سنون وأرض مرتعة إذا كان بها مرتع، وأرض محيية إذا كان بها حياء، ومجدبة إذا ما أجدبت من المرتع ومن أسامي الأرض: السهب وهو البلد المستوي ويكون فيه قلة نبات شتى، والحزم وهو ما ارتفع فوق الأرض، الحزن ما غلظ من الأرض، والنفانف ما تطاوح من الأرض بارتفاع وانخفاض، والقراديد رؤوس الحزون، والفدافد ما ارتفع من الأرض، والسباسب ما اطرد من الأرض واستوى، والبسابس مثله مقلوب وهي القفار، والقفار التي لا أنيس بها وهي قفر، والمذانب ما كان من أودية القرار التي في الرّمل لأنها مسلك ماء القرارة خارجا منها، والتناهي مانتهى اليه الماء من الرمل فتحير
من غير مساغ، وشقاق الرمل ما فرق من دكادك الرمل بين الحبل وهي الدكادك والهجول أيضا، والجواء نقار وسط حبال الرمل منهاتة في الرمل لا يقع فيها شيء إلا هلك، ولا تزال كذلك أبدا ولا مخارج لمائها، وقد ذكرنا العثاعث والسلاسل، والصحراء الأرض المستوية وأصحر القوم برزوا في القاع، والعراء ما يعرى من أرض الساحل عن ماء البحر، والعراء في البحر الموضع القليل الماء، والصّحون والصحاصح ما استوى من الأرض واستدار، والدّماث اللّينة من الأرض التي قد خالطها سهلة الرمل، والجراثيم ما لفت الرياح الى أصول الشجر من التراب، والسهلة والجرعاء والأجرع الأرض المستوية من سهلة خالصة دون البرق، عجمة الرمل وجمعها عجم الرمل وعجام وهي ما ارتفع في السماء ولم تنبت شجرا، وإذا انبتت الشجر وهي عجمة قيل العجمة الشّعراء، والدعص الكثيب الأحمر الذي لا ينبت وجمعه دعاص ودعصة وادعاص، والنقا الحرّ من الرمل، والعقد ما طال من الرمل ولم يكن فيه طريق ولا خلول، والفوز والقيزان ما طال من الرمل وبينها خلّ والوعاس واحدتها وعساء، وأسافل الحبال الأهيل الأميل وفيه تسيخ الأقدام وقوائم الدّواب، والدّهاس ما ضرب من أسافل الرمل الى السواد، والفاف ما كان من واد متسع المقدم واللقم، ومن الأرض السّمراء والصلعاء وهي التي لا تنبت، وهي الحصّا، والأماعز واحدها أمعز وأمعوز وهي ما كان فيها من ذا الصخر، والمروة وهي الأعابل أيضا واحدها أعبل وهي العبلاء أيضا الحزابي ما ارتفع واتضع مثل الأكام قال الراجز:
إن لم أكلفك حزابي الأكم ... ودلج الليل فخصّيني بذم
والتلّ والجميع التلول وهو ما ارتفع من تراب منقول، والجبنون والجمهور ما ارتفع من الأرض وأبيضّ، والثور القرن الذي في رأسه بياض والثور قطعة الأقط، والبرقة المختلطة السهلة بالحجارة والجميع برق والأبارق أبارق الرمل الخالص وسميت الأبارق لبروق حرّتها وخلوصها وطولها، والأبرق الواحد ما كان أسفله سهل وأوسطه صخر وأعلاه سهل، الغائط من الأرض ما لم يكن فيه ماء، والرّبا ما ارتفع من الأرض السهلة واحدتها ربوة ورابية والفند قطعة من الجبل، والرّعّن جسمه، أصول الجبال المنا، والحضيض والحضن والجر والجلام أطراف الجبال الناعفة حيث
انجلم الطول وانقطع.(1/277)
إن لم أكلفك حزابي الأكم ... ودلج الليل فخصّيني بذم
والتلّ والجميع التلول وهو ما ارتفع من تراب منقول، والجبنون والجمهور ما ارتفع من الأرض وأبيضّ، والثور القرن الذي في رأسه بياض والثور قطعة الأقط، والبرقة المختلطة السهلة بالحجارة والجميع برق والأبارق أبارق الرمل الخالص وسميت الأبارق لبروق حرّتها وخلوصها وطولها، والأبرق الواحد ما كان أسفله سهل وأوسطه صخر وأعلاه سهل، الغائط من الأرض ما لم يكن فيه ماء، والرّبا ما ارتفع من الأرض السهلة واحدتها ربوة ورابية والفند قطعة من الجبل، والرّعّن جسمه، أصول الجبال المنا، والحضيض والحضن والجر والجلام أطراف الجبال الناعفة حيث
انجلم الطول وانقطع.
صفة العروض من 70817 جزيرة العرب
الفلج من العروض على حد تأليف الساكن، وهو بلد أربابه جعدة وقشير والحريش بنو كعب والحريش أقل الفرق، ويسمى فلجا لانفلاجه بالماء أي انفتاحه، والفلجان جبلان بمأرب بينهما مسلك، ومن ذلك قيل للثغر ذي الثنايا الشتات مفلج وأفلج، وفلجت بحجتي بنت بها واقتطعت بها حقي ومثل الفلجين بمأرب المأزمان بجمع بين منى وعرفات وهما جبلان بينهما مضيق ولذلك قيل للعض أزم والسنة الأزوم العاضة للمال وهي الأزمة والأزم الحصر وإطباق الفم على المضّار، فالحريش في واد من الفلج يقال له الهدار فيه نخل وزرع على آبار وسوان من الابل وقد قلت الحريش به وتفرقت وجاور كثير منها باليمن، وبالهدار حصن موسى بن نمير الحرشي وحصن أبي سمرة وحصن زل عني اسمه. وأما قشير فهي بالمذارع وبه الحصون والنخل والزرع والسّيح يجري تحت النخل والآبار أيضا، فأول حصون بني قشير بالمذارع حصن العقيدة من بني فراش وأهله جفنة الفلج كرماء وجوه ذوو العدد وحصن السّمريين وهم بنو أبي سمرة من جعدة، وحصن الفراشيين من بني فراش (1)، وحصن بني عياض وعياض، من الحريش بصداء من المذارع، وحصن بني نبيت من بني قرة بصداء من المذارع وحصن العادية بالصافية لبني سوادة من قشير وهم طوالع الأحساب. وحصن آل شبل بالصافية أيضا من بني هريم، وحصن بني النجوى من بني هريم، وحصن أم الحجاف الهريمي، وحصن الحجاف بن العنبر هريمي، وحصن آل ضرار من بني هريم، وحصون بني ثور، وحصن بني صهيب باكمة (2)، وحصن بني قرط من قشير، وبالمذارع وغيرها قصب دون الحصون لطاف تسمى الثنية (3) منها قصبة يقاتل عليها ومنها قصبة الشآمي وقصبة آل ركيز وحصن بني عبد الله من آل حيّان وقصبة عميثل، وهذا كله بالمذارع. وأما بلد جعدة بن كعب فإن منها عن جانب حصن الأحابشة من قشير والهيصمية لبني صهيب من بني قشير وهي مدينة
__________
(1) في «نوادر الهجري» فراس.
(2) في الأصل: بالأكمة.
(3) في (ح): البنية.(1/278)
حصينة يركض على جدرها أربع من الخيل، وجهد الغالي بالسهم أن ينال رأسها، وأما الحاصل من دار جعدة فسوق الفلج الذي تسوقه نزار واليمن وهو لبني أبي سمرة من جعدة ثم على أثرها من سيحي جعدة حصن يقال له مرغم أي يرغم العدو بامتناعه دونه وهو لبني أبي سمرة والقصر العادي بالأثل من عهد طسم وجديس وصفته ان بانيه بنى حصنا من طين ثلاثين ذراعا دكّه ثم بنى عليه الحصن وحوله منازل الحاشية للرئيس الذي يكون فيه والأثل والنخل وساكنه اليوم بنو أبي شمسة، وسوق الفلج عليها أبواب الحديد وسمك سورها ثلاثون ذراعا ومحيط به الخندق وهو منطّق بالقضاض والحجارة والصاروق (1) قامة وبسطة فرقا ان يحصر أو يرسل للعدو السيوح عليه وفي جوف السوق مائتان وستون بئرا ماؤها عذب فرات يشاكل ماء السماء ولا يغيض وأربعمئة حانوت، ولبني جعدة سيحان يقال لأحدهما الرّقادي والآخر الأطلس، وأما سيح قشير فاسمه سيح إسحاق، فأما الرقادي فإن مخرجه من عين يقال لها عين ابن أصمع ومن عين يقال لها عين الزبّاء مختلطتين، وأما الأطلس فإن مخرجه من عين يقال لها عين الناقة ويقول أهل الفلج في اشتقاق هذا الاسم إن امرأة مرت بها على ناقة لها فتقحّمت بها الناقة في جوف العين فخرج بعد سوارها بنهر محلّم بهجر البحرين ومحلم نهر عظيم يقال إن تبعا نزل عليه فهاله ويقال إنه في أرض العرب بمنزلة نهر بلخ في أرض العجم، وسائر بني جعدة ببلد يقال له أكمة به النخل والزروع والآبار والحصون وباقي بني جعدة ببلد يقال له الغيل به الزرع والآبار والحصون وبغلغل والثّجّة بأرض نجد قد ذكرها الرّداعيّ والثّجّة بالسحول من اليمن، وبحراضة ثم وراء ذلك مسالك وبلاد مثل برك وبريك بلا ألف ولام وفي حرّة كنانة من تهامة البرك والبريك قال الراجز:
اذهب اليك قد قطعت البلدا ... البرك والبريك والمعقّدا
والمجازة وإجلة، قال الجرمي: اجلة لجرم أسفل بريك والمجازة لبني هزّان، قال: وأعلى بريك لبني نفيع وهم من بني شيبان ولآل المغرب وآل أبي قرة وأكمة لبني عبد الله بن جعدة، والغيل لعبد الله بن جعدة، ونعام يعرف لآل راشد من بادية بني
__________
(1) لم يذكر في القاموس الصاروق في مادة صرق وإنما ذكر في مادة هرج فقال: الصاروج: النورة واخلاطها وصرّج الحوض تصريجا. فما هنا تصحيف من الناسخ.(1/279)
عبيد، والقصور والشويق للسمرات، والهيصمية لقشير والجدول أعلى منها لبني قشير، والفقي لآل حماد من تميم والحائط لبني تميم. وقال أحمد بن الحسن العادي الفلجي: رمل الدئبيل وراء العارض عارض اليمامة وإن الدّبيل حاد الى ما بين اليمامة ونجران. قال ابن أبي حفصة يوم وفد على معن الى اليمن من اليمامة:
لولا رجاؤك ما تخطت ناقتي ... عرّض الدّبيل ولا قرى نجران
قال: ورمل الدهناء بين اليمامة والبصرة مقبلا من عمان وذاهبا إلى المغرب قصد مصر (1)، وأما الرمل الذي يقال له رمل حقا فإنه بين نجران والعقيق.
أسماء تمران الفلج: الصفري سيد التموّر، وذلك إنه يغرق في البحر فيماث سائر التمران ما خلا الصّفري، ثم السري، ثم اللصف، ثم الفحاحيل ثم المجتنى، ثم الجعادي، ثم الشماريخ، ثم المشمرخ، ثم الصرفان، ثم البياض ثم السواد وهما ألوان كثيرة، ثم البرني وله إهالة وجميل مثل جميل الكبش السمين ولا يعمل الخمر من مثله، والفلج طيب الطعام ولا مؤذ به ولا وباء، وفيه يقول بعض شعرائهم:
حيّ أرض العقيق والفلج العين ... وبالعين ما يطيل معاشي
بلد لا يؤذيك فيه خموش ... يخمش الوجه واختلاف الكراش (2)
70818 - اليمامة
: أرض اليمامة حجر وهي مصرها ووسطها ومنزل الامراء منها واليها تجلب الأشياء، ثم جوّ وهي الخضرمة وهي اليمامة وهي من حجر على يوم وليلة وفيها بنو سحيم وبنو ثمامة وبنو عامر بن حنيفة وبنو عجل، والعرض وهو واد باليمامة من أعلاها الى أسفلها، وفيه قرى ينزلها بنو حنيفة وأسفله الكرش قرية بها بنو عدي بن حنيفة، وإلى جنبها قرية يقال لها منفوحة لبني قيس بن ثعلبة، وفوق ذلك قرية يقال لها وبرة بها ناس من البادية، وفوق ذلك قرية يقال لها العوقة (3) فيها ناس من بني عدي ابن حنيفة، وفوق ذلك قرية يقال لها غبراء بها بنو الحارث بن مسلمة بن عبيد، وفوق
__________
(1) في (ح) قصد المغرب.
(2) الخمش الخدش الفخش في لغتنا والكراش لعله بالضم أو بالفتح جمع كرش بالفتح وهو من الهوام المؤذية.
(3) كذا في «معجم البلدان» وتعرف باسم (عرقة) بالراء ويظهر ان التحريف قديم.(1/280)
ذلك قرية يقال لها مهشمة والعمارية مقرونة بها بنو عبد الله بن الدّول، وفوق ذلك قرية يقال لها فيشان بها بنو عامر بن حنيفة، وفوق ذلك قرية يقال لها أباض بها كانت وقعة خالد بن الوليد ومسيلمة لبني عدي بن حنيفة، وفوق ذلك قرية يقال لها الهدّار بها بنو هفّان بن الحارث بن الدّول، وفوق ذلك واد آخر يقال له وادي قرّان، وبه قرية يقال لها قرّان وهو الذي يعني علقمة بن عبدة (1) بقوله:
سلاءة كعصى النّهدي غلّ لها ... ذو فيئة من نوى قرّان معجوم
وبقران هذه القرية بنو سحيم، وأسفل منها قرية يقال لها ملهم قال مرقش (2):
بل هل شجتك الظّعن باكرة ... كأنهن النّخل من ملهم
وقال طرفة:
وأن نساء الحيّ يركدن حوله ... يقلن عسيب من سرارة ملهما
وبها بنو غبر بن يشكر، وفوق ذلك قرية يقال لها القريّة بها بنو سدوس بن شيبان ابن ذهل بن ثعلبة، ومن جانب اليمامة الآخر قرية يقال لها المجازة بها بنو هزّان من عنزة، وإلى جانبها قرية يقال لها ماوان بها بنو هزّان وبنو ربيعة ناس من النمر بن قاسط، وادنى اليمامة لقصدها من العراق قرية يقال لها بنبان (3) بها ناس من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، ومن سكن الهدار بنو ذهل، وبعقرباء من العرض قبور الشهداء وعقرباء اليوم لبني بكر من بني ظالم من نمير، والنقب لبني عدي بن حنيفة وتلعة بن عطاء وهي لبني عامر بن حنيفة، والسدوسية لبني سعد وهي حزوى واحسبها التي عنى ذو الرّمة (4) بقوله:
لقد جشأت نفسي عديّة مشرف ... ويوم لوى حزوى فقلت لها صبرا
__________
(1) علقمة بن عبدة بالتحريك هو الملقب الفحل قال ابن سلام له ثلاث روائع لا يفوقهن شعر رابع الطبقات والاعالي وغيرها.
(2) مرقش بضم اوله وهما شاعران مرقش الكبير ومرقش الصغير الاكليل ج 3492.
(3) في الأصول: (ثبتان) تصحيف.
(4) هما حزويان: حزوى: قرية صغيرة بقرب قرية سدوس، لا تزال معروفة انظر مجلة «اليمامة» س 1ج 1 والثانية نقى من أنقية الدهنا في شرقيها لا يزال معروفا وهو الذي عناه ذو الرمة.(1/281)
وقد ملك الخضرمة بعد بني عبيد من حنيفة آل أبي حفصة ثمّ غلب عليها الأخيضر بن يوسف العلوي فسكنها، والضبيعة لبني قيس، والملحاء لبني قيس، والخرج لبني قيس، والنقيرة والعويند من على الحبيح [؟] من اليمامة لبني خديج من تميم وبئر النقير بناحية البحرين أيضا على عشر قيم (1) لا تنكش، ويجتمع عليها كثير من ورّاد العرب، وربما سقي عليها عشرة آلاف بعير فتضرب عنها جميعا بعطن وهو حسيف قليذم.
وعارض اليمامة وهو جبل مسيرة أيام، ومنه قضة بني بكر وتغلب وهو يوم التحالق. قال الجرمي المجازة من أرض اليمامة لبني سلي وبني صبيح وبني كبير من جرم، فأما سلي فهو ابن جرم كبر (2) وبنو كبير من الهون وصبيح بطن من سلي. وديار جرم (3) من بين العرب متفرقة منها باليمامة، ومنها بالبصرة ومنها بالعقيق ومنها بحضرموت، وكان لها دار بصعدة في وادي نشور (4) ولها دار ما بين صنعاء ومأرب ولها بدثينة وأحور، مسلم وخاصة لبني دينار وبني سبيلة، وقد يحاربون بعض مذحج وتغازيهم، وفي ذلك يقول بعض شعراء بلحارث:
أما كبير ودينار فقد علقا ... في غاية الحبل ميديين في الشرك
وطارق وبطون الهون كلهم ... وإن تدعني فلا أوذي بني البرك
غاية الحبل أنشوطته، وميديين وقعت في الربقة ايديهما ويديته أصبت يديه.
قال الجرمي: الوشم من أرض اليمامة وهو للقراوشة من بني نمير وأول الوشم ثرمداء وأثيفية وهي لمعشر عمارة بن عقيل، وذات غسل قال الشاعر:
أيا ذات غسل يعلم الله أنني ... لجوّك من بين البلاد صديق (5)
وأشيقر والشقراء وهما لبني تميم، وبلبول وفيه يقول عمارة حيث دفن ابنه:
__________
(1) قيم: بكسر القاف وفتح الياء من تحت: جمع قامة أي بقدر قامة الانسان، ولا زلنا نستعمل هذا اللفظ لهذا المعنى. البئر المحفورة بالصخر والقليذ الغزيرة الماء.
(2) كبر: بضم الكاف وسكون الباء الموحدة: معناه الكبير، وفي الحديث: اعطوا الكبر من خزاعة.
(3) جرم: قبيلتان احداهما من طيء وثانيهما من قضاعة، وهو هنا يقصد القضاعية.
(4) وادي نشور: بالنون آخره راء: شمال صعدة مشهور، ورسمه في «ل» و «ب» بالياء المثناة من تحت وهم.
(5) انظر الهجري ص 350.(1/282)
سقي الله بلبولا وجرعاءه التي ... أقام بها ابني مصيفا ومربعا
كأن لم أذد يوما برجمة من حمى ... عدوا ولم أدفع به الضيم مدفعا
قال ومنها ومما يعد في حوزها سواد باهلة وأوله من مشرقه بلد يقال له القويع يعرف ببني زياد من باهلة، ثم أعلى منه حصن آل عصام وهو من ولد عصام خادم النعمان، ومنهم أبو المنيع شاعر من أهل عصرنا. وفي عصام يقول النابغة:
نفس عصام سودت عصاما ... فخبّر ما وراءك يا عصام؟
وجزالى (1) عن يمين ذلك وفيها يقول الشاعر:
ألا يا بني عصم جزالى وحنّة ... مراطيب تجني كل عام لكم حربا
إذا ارطبت منها المباكير هيجت ... صدور رجال لم تروعوا لهم سربا
يقول تحسدون عليها وهي لبني عصم من باهلة ومواليها، ومرتفق فهو لبني حصن والشطّ لموالي عصام، ومأسل وحضن غير حضن عكاظ من أرض باهلة والفرعة وادي نخل لبلحارث من باهلة، ثم أيمن من ذلك الرّيب فهو لبني مريح ولبني عبيدة ولحيدة وهذه البطون من معاوية بن قشير وقرقرى من اليمامة والهزمة وفيها اليوم بنو شهاب بن ظالم من نمير، الدّخول ناحية الهزمة وقرقرى وتوضح وإياهما عنى امرؤ القيس بقوله:
بسقط اللوى بين الدّخول فحومل
وتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
وحضن باهلة وادي نخل كحضن نجران، وحضن عكاظ جبل (2) وفيه يقول الشاعر: كخلقاء من هضبات الحضن (3).
__________
(1) انظر الهجري ص 223وفيه: جزلاء جنة.
(2) والحضن أيضا: بلدة آهلة بالسكان غربي مدينة ذمار ومن أعمالها والحضن جبل غرب أجا.
(3) عجز بيت للنابغة وصدره: وطال السّنام على جبلة. وفي الديوان: من هضبات الدجن.(1/283)
وقال الراجز:
لمّا بدا شعف (1) بأعلى السّيّ ... وحضن مثل قرا الزنجي
ومأسل جاوة لباهلة وماسل الجمح لبني ضنّة من بني نمير وذو سدير وادي ضنّة من نمير وبطن المعرّس وبطن الجوف حدّ بين ضنّة وباهلة وابنا شمام فهو لباهلة.
70819 - يبرين
: يبرين في شرقي اليمامة وهي على محجّة عمان الى مكة وكأنها أدخل في محاذاة اليمامة الى الجنوب شيئا وبينها وبين حضرموت العجم بلد واسع لا يقطع ومنظرها من اليمامة بين المشرق والجنوب وما بين يبرين وبين البحر الرّمال ولها طريق الى اليمامة والى البحرين في رمل وهي أرض منقطعة بين الرمال وهي ذات نخل كثير من الصّفري والبرني وذات زرع قليل وبها بثق كبار على هيئة بعض البهرة، وساكنها من لخوم العرب أي بطون العرب، ويقال طخوم مثل لحوم، ثم استخرجتها من أيديهم قشير ثم أخرجت القرامطة بني قشير عنها.
والعارض جبل منقاذ عشرة أيام يعارض من خرج عن نجران أربع مراحل فلا يزال يماشي الانسان حتى يقطع الفقيء وهو أقصى اليمامة ومن الفقيء الى البصرة عارضة الدّهناء والصّمان والدّوقيعان وحزون وغير ذلك، وطريق يبرين الى اليمامة في أودية العارض، وفيما صالى اليمامة من قرى اليمامة، وفي العارض الصيد الذي ذكرنا، ومن أوطان اليمامة القصيم لعبس، والنّباج لبني مجيد من قريش، والنّقار لبني قطن من نمير، واليرم لضنّة من نمير، والسرّ لبني صلاءة من نمير قال الأبرص الصّلائيّ:
قال الأطباء ما يشفيك قلت لهم ... رمث من الرّمد والسّرين يشفيني
رمد يعد من الفلج من أرض اليمامة وهو في دوّ من الأرض أي قاع، وسيول العارض تمر بسيوفه وهو منه على يوم وسيوله تظهر من جشّ من مغايض من العارض شرقا ومن أرض نجد وأعراضها غربا ومن ناحية الأخضر بنهيّة (2) بيشة بعطان وترج وتبالة ورنية وتربة، وهو رمل قاطع للأرض محيط يحتوي على حوية مثل النون فيقرّ فيها
__________
(1) لعله: سقف فهو جبيل في المسي المعروف الآن باسم ركبة.
(2) لعله: تنهية من (التناهي) الواردة ص 157.(1/284)
الماء سنين وكذلك توضح باليمامة بنهية بين رمل، ونهي المذنب مثل ذلك منبعه العارض ويحده الرّمل، وطريق العقيق الى اليمامة على غربي الفلج على عماية وهي مسلم لبني عقيل وبأعلاها غمرة وادي نخل وآبار لجرم، ومطعم ماء لهم قالت الجرّميّة:
أحبّ ثنايا مطعم وحلالهم ... وأنعام جرم حيث لاح صليبها
أي غارها وأعلاها، ومن أحب تطرق الفلج الى اليمامة من العقيق.
مراحل 70820 نجران
فأما مراحل نجران الى العقيق فأولها الكوكب وهو قلت، ثمّ الحفر، ثم ثلاث مراحل، ثم العقيق وسمي عقيقا لأنه معدن يعقّ عن الذّهب وهو لجرم وكندة ففيه الآن الكنادرة من كندة وفيه أموال لآل الحصاة من الجعاوم بالجيم، وفي حمير الخعاوم بالخاء، أفضت اليهم من أم لهم جرميّة يقال لها أم زيد من بني حرب من الهون بن جرم، والمقترب بين العقيق والفلج وهو لبني قرط من نمير، ثم لبني حمام وهو من العقيق على مرحلة، ومن نجران الى العقيق أربع مراحل، ومن العقيق الى الفلج سبع لطاف، ومن الفلج الى الخرج ثلاث مراحل خفاف، ومن الخرج الى الخضرمة مرحلة، وبين الخضرمة والفقيّ وهو طرف اليمامة أربع مراحل، وبين الفقيّ والبصرة عشر مراحل في قاع لا يلقى المنسم (1) فيه هضبة ولا جندلة وأنشد:
راحت من الصّمّان بين الأجبل ... ترفع ذيل السابل المخنطل
وقال الجرمي واخبره أبوه انه سمع راجزا يحدو في الفلاة ولا يرى شخصه وهو مقبل في بعض أسفاره وهو يقول:
جاءت من الشأم تؤمّ الطائف ... تذري حصى المعزى له خذارف
تجشّ أيدنها كخذف القاذف ... حتى بدا النجم المعالي الطارف
فقربوا الرّحال والزخارف ... وعلّقوا السيوف والقطائف
من كل صهباء وناب شارف ... قبّ الكلى قد شتّت المعالف
يحدو بها كل فتى غطارف ... طبّ بمجهول الفلاة عارف
محتزم بالرّيط والمطارف
__________
(1) المنسم: بضم الميم وسكون النون: من نسم في المكان اذا استراح فينة بينما يرجع النفس والتسم فهو منسم وهي لغة دارجة.(1/285)
قال أبو محمد: ينبغي أن يكون سمعه ليلا وهو سائر جنابه لأن سمعه بالنهار من غير شخص مما يستحيل عند ذوي الألباب، وقال مالك بن حريم الهمداني يذكر (1)
اعراض اليمامة وجراد:
إذا سألتك نفسك إن ترانا ... بملك الجوف فاغترب النجادا
ترانا بالقرارة غير شك ... نقوّدها مسوّمة جيادا
علينا كل فضفاض دلاص ... وأسياف ورثناهن عادا
سنحمي الجوف ما دامت معين ... بأسفله مقابلة عرادا
ونلحق من يزاحمنا عليه ... بأعراض اليمامة أو جرادا
نبيت مع الثعالب حيث باتت ... ونجعل صمغ عرفطهنّ زادا
وإذ ذكرنا معين في هذا الموضع فإنا نذكر ما بالجوف من الآثار والعمور ونذكر ما هي من أوطان الجوف وبلدها وظاهره وبلد شاكر صفة الجوف: عمران وهو لنشق، وبيت نمران والخربة البيضاء الحشاشية لبني دالان، والخربة السوداء بالشاكرية، ثم معين وبراقش ثم كمنا وروثان لنشق (2)، وقد ذكرنا سوائله الكبار وهي مذاب وخبش والخارد والمنبج وحام ثم أسفل بلد بني دالان، ومن الصّغار سعبة والفلقة وعين (3).
أوطان نهم من الجوف: أو بن وعرعرين وسروم وذو الدوم والعقل وخليص بئر لهم، وحامين وكبا وسدنا وهرابا وغراز والمغالة ووسط (4) والمليّح وثيب والبياض ونحاس
__________
(1) مالك بن حريم: ترجمته في الجزء العاشر من «الاكليل» ص 88.
(2) عمران هذا هو عمران الجوف، وقد جاء ذكره في اخبار قيس بن نمط الهمداني الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، راجع «اليمن حامل لواء الاسلام» والعاشر من «الاكليل» وعمران هذا خراب منذ زمان لا يعرف، وكذا بيت نمران وبقية هذه المدن أنقاض، وقد حققناها في الجزء الثامن من «الاكليل».
(3) المنبج: هو ما يسمى اليوم السبج، وسعبة: بالسين المهملة، وسكون العين المهملة ايضا ثم موحدة وهاء وفي الأصول كلها بالشين المهملة والتصحيح من الاستقراء وهو جبل كبير في الجوف، والفلقة بالتحريك: تحتفظ باسمها، وعين: يقال له وادي عين في الجوف.
(4) أوبن: سلف ذكره، وعرعرين: بفتح العين المهملتين وسكون الراء الأولى وفتح الثانية آخره نون: يحمل هذا الاسم الى التاريخ، وسروم ايضا يحتفظ بهذا الاسم، وذو الدّوم: واد قرب خب، والعقل واد فيه نخل، وبئر خليص بالخاء المعجمة وكسر اللام ثم ياء مثناة من تحت وصاد مهملة: جبل أملس والبئر من شرقية، وحامين:
هما حام الأعلى وحام الأسفل: عيون مياه في الجوف، وكذا كبا بضم اوله يحتفظ باسمه، ورهاب ما يسمى اليوم الهراب وهو خرائب وأطلال، والمغالة: بضم الميم آخره هاء: جبل، ووسط بالتحريك: أرض صحراء، وهذه المواطن اليوم لذي حسين دهمة وليس لهم اليوم فيها أي حلل، وسدنا بكسر السين المهملة وسكون الدال المهملة آخره نون والعف وغراز بضم الغين المعجمة آخره زاي معجمة: موضعان يحملان اسميهما.(1/286)
وطب وواديا ببني الأجدع ووادي الشوار وسراة وعشرة وخبّان كل واحد منها خبّ واديا بني منبّه وثمر (1) ثم قضيب ثم خلف، وهذه أودية تصب من قابل نهم الشمالي الى الفرط والغائط. ومما هو بين نهم وبين بني عبد (2) بالمراشي حد رهنة وأقنة ورحب وعرعرين ونسم ومليل وقضاة نعمان وهي لمرهبة وحلتان وسروم والعقل وذو الدّوم وسلبة والقعيف وجبل الظهر. وأوطان المراشي: البرود لصبارة، والحلاف للحميدات، والصلل وأتان وطفحان ومرقب وبه الملالية أرض وواد لملالة بن أرحب، والنّيل وعمق والافتول والشقراء وهي لصبارة ثم بلد دهمة: برط (3)
__________
(1) المليح: بكسر الميم وفتح اللام وتشديد الياء المثناة من تحت آخره هاء مهملة: لا يزال عامرا، وثيب بالثاء المثلثة مكسورة وفتح الياء المثناة من تحت آخره باء موحدة وفي الأصول كلها بالنون أول الحروف وباقي الحروف كالأول، واد معروف، والبياض يحمل اسمه لهذه الغاية ونحاس وطب لم اقف عنهما بشيء، وبنو الأجدع لعلهم الذين يسمون اليوم الجدعان من نهم، الشوار وسراة لم أقف عليهما، وعشرة بضم المهملة وسكون المعجمة آخره هاء موجود في جنب وادي خب وخبان واديان يقعان شرق شمال جبل برط أحدهما الكبير وهو وادي الجنية ويسكنه آل حمد والثاني الوادي الصغير وهو وادي مقعر ويسكنه الزوامل كلاهما من دهمة وفي حبان آثار كبيرة، وثمر بالتحريك يحمل هذا الاسم وهو واد في أعلى خب.
(2) بنو عبد: لا يعرفون اليوم في هذه الأودية، رهنة: بضم الراء وسكون الهاء ثم نون وهاء: تحتفظ باسمها، وأقنة لا تعرف، رحب: لعله الذي يسمى اليوم رحبة قرب خب في وادي الدوم، وعرعرين مضى ذكره، ونسم بالتحريك معروف، ومليل بفتح الميم وهو ما يسمى اليوم المليل بالتعريف، قضاة نعمان: قرية تحت جبل قبة يسكنها العنسيون، وحلتان بلفظ التثنية في حالة الرفع وهما اللتان تسميان حلتين بلفظ التثنية في حالتي النصب والخفض يحملان هذا الاسم، وما بعده مضى الكلام عنها. وسلبة بضم السين المهملة وكسرها وسكون اللام وفتح الباء الموحدة آخره هاء كذا صححنا عن الاستقراء وكان في الأصل سلية بالياء المثناة من تحت، والقعيف بضم القاف آخره فاء وفي الأصول آخره قاف والتصحيح من البحث، وجبل الظهر بالتحريك وهو ما يسمى اليوم جبل الظهرة بالتأنيت، والمراشي سلف ذكره، وصبارة قبيلة من سفيان لها بقية، والحميدات قبيلة من دهمة لها بقية أيضا، والصلل بضمتين: بلدة عامرة قرب المراشي يسكنها نوفي وعنسي، وأتان هو ما يسمى تان بحذف الألف اول الكلمة، قال شاعر بني يعفر ويذكر الدعام من مقطوعة له:
كان في طود اتان ساكنا ... صاحبا للفقر لا حيلة له
وهو جبل في المراشي، طفحان بفتح الطاء آخره نون: يقع في المراشي، ومرقب بفتح فسكون آخره باء موحدة: موضع في المراشي يسكنه العنسيون، ووادي الملالية وهو ما يسمى المرانية بالراء والنون بينهما ألف وهو واد مشهور. والنيل زنة نهر النيل: واد طويل يسيل الى مذاب وفيه قرى حية وآثار، وعمق بالتحريك: واد يسيل على الشقرا التي تسمى اليوم أم شقرا بلام الحميرية ويصبان الى مذاب، والافتول هي الفتول وقد سلف ذكرها وليس لصبارة ذكر في هذه المواطن.
(3) برط: يأتي ذكره للمؤلف، وقد قتل فيه الزعيم الروحي أبو الأحرار محمد بن محمود الزبيري وكانت وصمة تاريخية على القبائل اليمنية وخسارة فادحة وقتله من جاء به، راجع كتابنا «الثورة ظاهرها وباطنها»، عضلة بضم العين المهملة وسكون الضاد المعجمة آخره هاء: يحمل هذا الاسم، والصمع بالتحريك جبل وواد معروف الى هذا الزمان والجفرة بفتح الجيم وسكون الفاء وكلها تحمل اسمها وتحتفظ برسمها وكلها لدهمة ثم لوائلة.(1/287)
وحبل وعضلة والصّمع والجفرة ثلاثة أودية تسيل في الغائط وغرير (1) وقسمهم من الحجر ولوائلة مما يصلي دهمة وأرحب: القوّ وطلاع لوائلة والعشّة والسرّير الى وتران كل هذا شعراء (2) بين شاكر والشّعر الحمط الى رأس المحتبية للحناجر والمتامة لوائلة.
أودية وائلة: املح ورحوب مسيلها الى رباق ومرن واديان ينتهيان في الغائط، وكتاف يسيل الى العقيق والعقيق يصبّ في الغائط والفحلوين بلد هوقف غير واد (3)، والعطف والفقارة واديان يسيلان في ضدح واد لأمير ينتهي الى الغائط، وحلف يفيض الى التكيم بهاوة (4)، ثم الغائط والحضن بنجران لها ولأمير، وسدرا والسادة وهراب وعراد وهو الذي ذكره مالك بن حريم بقوله:
سنحمي الجوف ما دامت معين ... بأسفله مقابلة عرادا
واوبن ومطاران مطارة النجدات من نهم ومطارة أجرم بطن في نهم من أجرم ويحير، والحفر من بلد بني شهر بن نهم، وعرعران والمنهرة وأبلان والفتول في سوائل ومواضع تكنف أوبن (5).
هذه ما بين اليمن ونجد والعروض والعراق والعصاب والبحرين وأحوازه:
إذا أجملنا أرض البحرين وهي أرض المشقر فهي هجر مدينتها العظمى والعقير والقطيف والاحساء ومحلم نهرهم، ومما يطوف بها ويقع بينها وبين البصرة وبينها وبين اليمامة وبينها وبين نجد فسفوان وفيه يقول الراجز:
__________
(1) غرير: بفتح الغين المعجمة والراء المكسورة ثم ياء وراء: صححناه بعد البحث وكان في الأصول عزيز بالعين المهملة والزاي وآخره أيضا زاي وهو خطأ، وبقية الأماكن سلف التنويه بها.
(2) وقوله: كل هذه شعرا، سألت الولد محمد بن محسن من آل محمد ثم محمد بن حسين عن معنى قول المؤلف:
شعرا، فأفادني في الحال بقوله: الأرض الشعرا هي الأرض المهجورة التي لا يزرع فيها أحد وإنما هي للكلأ والمرعى للقبائل المتنقلة والبدو الرحل. وقال في القاموس، والشعرا ومن الأرض ذات الشجر أو كثيرته والروضة يغمر رأسها الشجر ومن الرمال ما ينبت الغضى وشبهه، فأنت ترى كيف العربي فسرها لنا بالمعنى المطابق الواقع. وبقية الأماكن سلف ذكرها.
(3) أملح: سلف ذكره، ورحوب بضم أوله وآخره باء موحدة: يحتفظ باسمه من وائلة، رباق: بكسر الراء آخره قاف ومرن: يحملان هذين الاسم، والعقيق وكناف سلف ذكرهما، والفحلوين بفتح الفاء وسكون الحاء المهملة تثنية فحل: معروف، وقوله: بلد هوقف، كذا في (ح) وفي الأصول (هو نف).
(4) الكلمتان بدون نقط في (ح).
(5) اوبن: تقدم الكلام عليه، وأبلان بفتح الهمزة والباء الموحدة آخره نون، وأبلان أيضا قرية من ضواحي مدينة اب في غربيها بمسافة ميل وربع، كل اموالها بما فيها القرية اوقاف الولي الشهير محمد بن علي الغيثي الهمداني.(1/288)
جارية بالسّفوان دارها ... لم تدر ما الدّهنا ولا نقارها
ولا الدجانيّ ولا تعشارها
70821 - النقار
نقر في الرمل، وكاظمة، ومسلحة بئر كانت أجاجا تذرب البطون (1)
وعذب ماؤها فصار فراتا، والنقيرة وبها البئر العدّ التي ذكرناها والسّودة ووادي أبي جامع والجاشرية والقرنتان لبني تميم والرّصافة. انقضت أرض البحرين وسنذكر المواضع المشهورة بين اليمن ونجد والعروض والعراق والشام وذكر محجة العراق في هذه. قال أبو محمد: لو فنّنّا البحرين على نحو ما فنّنّا الفلج لكثرت على أنا قد ذكرنا منها أطرافا وكذلك كثير من اليمن ونجد والسراة لو استقصينا فيها لكثر الوصف، والدليل على ذلك أنا نذكر سرار وادي نجران وسوائل الجوف الصغار دون اعراضه فينتشر منها مواضع كثيرة، فأسرار نجران شوكان والجوز والدّاران والحمدة والجلاليّان ونفحة ونعامان والبيران والحضن ويسكن هذه المواضع وادعة من همدان دون الحضن فإنه دار لوائلة بن شاكر بن بكيل وجيرة لهم من ثقيف، وقابل يام رعاش (2) وراحة ولباخة العليا ولباخة السّفلى: ولبينان انقضى شقّ همدان.
ومن أوطان بلحارث: سوحان ومينان، وبه تحصنت بنو الحارث عن العلويّ (3) أيام اجلب عليهم بهمدان وخولان فلم يستقل منهم شيئا، والموفجة (4)
وذات عبر وعكمان والغيل وسرّ بني مازن من زبيد وصاغر وحضن بلي ورجلى وذيبان ومحضر وعرائس واليتائم والأرباط وأدوار حدير وقرقر وينقم والهجر وهي القرية الحديثة والهجر القديمة موضع الأخدود، وأما سوائل جوف همدان فقد ذكرنا أعراضها الكبار والصغار مثل ذرار يصب في الخارد بالمناحي، وحرر يهبط الى الخارد والسود يهبط الى الخارد الى عشر المقيليد الى الخارد قبل عمران، ووادي الخربة والرّوضتان وغبر (5)
__________
(1) الذرب: داء يصيب البطن فيحصل (الاسهال).
(2) رعاش: بضم الراء آخره شين معجمة: قرية كانت بمخلاف نجران عامرة وكان فيها من نصارى نجران وقد جاء ذكرها في عهد عمر بن الخطاب الى نصارى نجران الذي يبتدىء: من عمر امير المؤمنين الى أهل رعاش كلهم الخ. «معجم ما استعجم» ج 6602، راجع تاريخنا، والوثائق السياسية، ورعاش أيضا مقاطعة من الكلاع من أعمال ذي السفال وبها العسل الطيب.
(3) العلوي: هو يحيى بن الحسين الملقب الهادي، راجع تاريخنا وسيرة المذكور.
(4) الموفجة: بفتح الميم آخره هاء: لا تزال عامرة كما ذكر ذلك فؤاد حمزة في «بلاد عسير».
(5) غبر: بفتحتين: يحمل هذا الاسم الى ذا الحين وهو جوار رخيص.(1/289)
ونهامى وذوقر وأبر وعناصان وذو صليف ومجزر وايا وملاحا والعيينة ورهنة واقة يهريق في قبل نعمان ثم الى مذاب وضفرة وادير وعين ابن أبي عيينة وعين بني ربيع والقعاع واللّحجة وحام الأعلى وكنا وشعب الذئب (1).
ذكر المواضع المشهورة بين 70822 اليمن ونجد والعروض
والعراق والشام وذكر محجّة العراق في هذه.
قال الجرمي: الشريف الذي ينسب اليه عقبان الشريف لبني تميم (2)، وشعبى من أحواز الشريف قال طرفة:
لهند بحزّان الشريف طلول ... تلوح وادنى عهدهن محيل
وضرية لبني كلاب والغمر غمر ذي كندة خلفوا عليه بعد اجلاء كندة الى حضرموت قال: وديار بكر بن وائل من اليمامة الى البحرين الى سيف كاظمة الى البحر فأطراف سواد العراق فالأبلّة فهيت وديار تغلب الجزيرة بين بلد بكر وبلد قضاعة ويقال إن غمر ذي كندة وما صاقبه كان يسكنه بنو جنادة بن معد قال عمر بن أبي ربيعة (3):
لهند بحزّان الشريف طلول ... تلوح وادنى عهدهن محيل
وضرية لبني كلاب والغمر غمر ذي كندة خلفوا عليه بعد اجلاء كندة الى حضرموت قال: وديار بكر بن وائل من اليمامة الى البحرين الى سيف كاظمة الى البحر فأطراف سواد العراق فالأبلّة فهيت وديار تغلب الجزيرة بين بلد بكر وبلد قضاعة ويقال ان غمر ذي كندة وما صاقبه كان يسكنه بنو جنادة بن معد قال عمر بن أبي ربيعة:
__________
(1) ملاحا: بالفتح وقد يضم: سلف ذكره، والعيينة بضم أوله وآخره هاء: موضع في الجوف فيه مياه حلوة، وفي امثالهم: اسقيني بالعيينة محل الصبا ومارد كل زينة، أي مورد، وأقنة هي قنة بحذف الألف، والقعقاع بضم العين المهملة آخره عين أيضا وهو ما يسمى القعيع، وكنا بضم الكاف وهو ما يسمى كنة موجود.
(2) الصواب لبني نمير.
(3) عمر بن أبي ربيعة الشاعر المشهور كان مولده بمدينة الجند حينما كان والده واليا على مخلاف الجند في أيام عمر وله.
ديوان مطبوع وأخباره مبثوثة في الأغاني وكامل المبرد وغيرهما وللدكتور جبرائيل جبور كتاب من أوفى الكتب عنه.
وهذا البيت سبق ان تطرق فليراجع.(1/290)
إذا سلكت غمر ذي كندة ... مع الركب قصدا لها الفرقد
هنالك إمّا تعزّى الهوى ... وإما على أثرهم تكمد
وغمرة بلد غير غمر ذي كندة لغنيّ قال طفيل:
جنبنا من الأعراف أعراف غمرة ... وأعراف لبنى الخيل يا بعد مجنب
حضن والسّيّ لباهلة، قد ذكرتا منازل الضّجاعم من سليح: البلقاء وسلمية وحوّارين والزيتون. ديار بليّ: أمج وغران وهما واديان يأخذان من حرة بني سليم وينتهيان في البحر وهجشان والجزل والسّقيا والرّحبة، وأما معدن فران فإنه نسب الى فران بن بليّ بن عمرو كما قيل في جبال الحرم جبال فاران وذكرت بذلك في التوراة وإنما نسبت الى فاران بن عمرو بن عمليق، ولبليّ دار بشغب وبدا بين تيماء والمدينة، وفي أرض عقيل: سحبل موضع قتل فيه جعفر بن علبة الحارثي (1)
مقتلة من بني عقيل وفيه يقول:
لهم صدر سيفي يوم بطحاء سحبل ... ولي منه ما ضمّت عليه الأنامل
وجراد بناحية اليمامة، وفيه يقول مالك بن حريم الهمداني في غزاة غزاها إليه:
وحيّ زبيد يوم حابس قتّلوا ... ويوم بني سعد شفيت غليلي
وخثعم أرويت القنا من دمائها ... بشفان حتى سال كلّ مسيل
وحيّ تميم إذ لقينا وسعدها ... برمل جراد أهلكوا بذحول
وزعبل بالحجاز من ناحية تيماء قال أبو الذيال البلويّ:
ولم تر عيني مثل يوم رأيته ... بزعبل ما اخضرّ الأراك وأثمرا
__________
(1) جعفر بن علبة: بضم العين المهملة وسكون اللام آخره هاء: الحارثي نسبة الى بني الحارث بن كعب أهل نجران المذحجيين وتمام نسبه معروف، شاعر مقل غزل فارس مذكور في فوارس قومه ومن شعراء الحماسة، استعدت عليه بنو عقيل انه قتل رجلا منهم فحبس ثم قتله والي مكة ابراهيم بن هشام المخزومي ابن خال هشام بن عبد الملك ابن مروان. قال ابو عبيدة انه لما قتل جعفر بن علبة قام نساء الحي يبكين عليه وقام أبوه الى كل ناقة وشاة فنحر اولادها وألقاها بين أيديها وقال: ابكين معنا على جعفر فما زالت النوق ترغو والشياه تثغو والنساء يصحن ويبكين وهو يبكي معهن، فما رؤي يوم كان أوجع وأحرق مأتما في العرب من يومك: (معاهد التنصيص) 58.(1/291)
70823 - أرض جهينة
: تيدد ومثعر ووادي غوى، ويحال فيقال وادي رشد، وكذلك أحال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بني غيّان فقال: بنو رشدان، والأشعر والأجرد وقدس وآرة ورضوى وصنديد وإضم وهو واد عظيم تغزره أودية كثيرة وهو من أعراض الحجاز الكبار كنخال وغيره وفيه يقول أمية بن أبي الصّلت: (1)
آباؤنا دمّنوا تهامة في الد ... هر وسالت بجيشهم إضم
والصفراء وساية وذو خشب والحاضر وثقباء ونعف وبواط والمصلى وبدر وجفجاف ورهاط وودّان وينبع والحوراء والعرج والأثاية والرويثة والمجنبتان والروحاء وحقل ساحل تيما وذو المروة والعيص وفيف الفحلتين وفيف الرّيح في أرض هوازن وخيبر وفدك وحرّة النار ويين إلى الربذة الى النقرة الى إرن إلى صفينة الى السّوارقية قرية بني سليم.
70824 - منازل إياد
: سنداد قال الأسود بن يعفر:
ماذا أؤمل بعد آل محرّق ... تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسّدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يسيل من أطواد
أرض تخيرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وابن أم دواد
وكانوا يعبدون بيتا يسمّى ذا الكعبات والكعبات حروف الترابيع فإلى بارق بالخورنق فالى الجزيرة غربا فالى كاظمة شرقا وجنوبا قال أبو المنذر الايادي (2):
تحنّ إلى أرض المغمس ناقتي ... ومن دونها ظهر الجريب وراكس
بها قطعت عنّا الوذيم نساؤنا ... وعرقت الأبناء فينا الخوارس
تجوب بنا البوباة كل شملة ... إذا أعرضت منها القفار البسابس
فيا حبذا أعلام بيشة واللوى ... ويا حبذا أخشافها والجوارس (3)
__________
(1) أمية بن أبي الصلت الثقفي: شاعر مشهور قرأ الكتب الأولى من الأنجيل ونحوه وهو الذي قيل فيه ان رسول الله قال: آمن شعره ولم يؤمن قلبه. وديوانه مطبوع وأخباره مبثوثة في كتب الأدب.
(2) نسب البكري (76) الأبيات لثعلبة بن غيلان.
(3) الأخشاف جمع خشف بالكسر: أولاد الظباء، والأجراس والجارس جمع جرس وهو أصواتها.(1/292)
ويسمى قرن الميقات لأهل نجد قرن المنازل.
70825 - ديار ربيعة من العروض ونجد
الذنائب وواردات والأحصّ وشبيث وبطن الجريب والتغلمين والشيطين (1) يذكر فيه حرب مذحج لربيعة:
منعنا الغيل ممن حلّ فيه ... إلى بطن الجريب الى الكثيب
بأرماح مثقفة صلاب ... غداة الطعن في اليوم الكثيب
وهم سدوا عليكم بطن نجد ... وضرّات الجبابة والهضيب
وخزاز وفيها يقول بعض من شهدها من خولان:
كانت لنا بخزاز وقعة عجب ... لما التقينا وحادي الموت يحديها (2)
ويقال فيها خزازي وفي ذلك يقول أوس بن حارثة بن لأم (3) يمنّ على خولان بنصرة مذحج لقضاعة على بني ربيعة:
ونحن ضربنا الكبش من فرع وائل ... بأسيافنا حتى اشتكى ألم الحدّ
غداة لقيناهم بسفح عنيزة ... بكل جنيب الرّجل والأشعث الورد
بما اجترمت فينا وجرّت قضاعة ... علينا فسرنا بالخميس وبالبند
يريد بما جرّ حزيمة بن نهد وكان يتعشق لفاطمة بنت يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة، قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
يا ليلة البرق الغميض ودونه ... من بطن طخفة أو سواج منكب
جاد الجريب فبات ضور ربابه ... بحمى ضرية يستهل ويسكب
طورا يضيء، ويستطير ربابه ... قدما وتدفعه العداب الغيهب
فأطمّ ذا مرخ فبات يكبه ... عما اطمأن من الكثيب توثب
__________
(1) هنا بياض في الأصول إلا (ح) فالكلام متصل وفي اصلنا والدمينات.
(2) راجع الجزء الأول من «الاكليل» ص 1من قصيدة لعمرو بن زيد.
(3) هو الطائي له ترجمة في كتب الادب عاش مائة سنة وله قصة مع بشير بن خان الأسدي شابورة.(1/293)
وعلا لغاط فبات يلغط سيله ... في قرقرى شعب اليمامة تشعب (1)
وأقام بالصّمّان عامة ليله ... فكأن دارة كل جو كوكب
وأناخ بالدهنا، وشقّ مزاده ... بدهاسها وعزازها يستسكب
قالوا: حمى ضرية هو حمى كليب وبين الحمى وضرية جبل النير وقد يرى قوم من الجهال أن ديار ربيعة بن نزار كانت من تهامة بسردد وبلد لعسان من عك، وأن تبعا اقطعهم هذه البلاد لما حالفوه، وهذا من الأخبار المصنوعة لأن الملوك أجل من ان يحالفوا الرعايا وانما بنوا هذا الخبر على وهم وهوى فقالوا في المهجم، وهي خزة:
خزازى وفي الأنعوم: الأنعمين وفي الذّنبات الذّنائب وفي العارضة: عويرض، وانما عنى مهلهل بقوله:
عمرت دارنا تهامة في الدّه ... ر وفيها بنو معد حلولا
70826 - مكة وما صاقبها:
70827 - منازل هذيل
: عرنة وعرفة وبطن نعمان ونخلة ورحيل وكبكب والبوباة وأوطاس وغزوان فاخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عجّ بن شاخ، سلطان مكة (2) وغزوان من أمنع جبال الحجاز واكثرها صيدا وعسلا وهو يشاكل من جبال السراة شنا وجبل بارق.
باب فيه ابيات من الشعراء مما ذكرت العرب مواضع من نجد قال طرفة في تبالة:
رأى منظرا منها بوادي تبالة ... فكان عليه الزّاد كالمقر أو أمر
__________
(1) في «معجم البلدان»: ويلج في لبب الكثيب ويصخب.
(2) كذا جاء عج بن شاخ بالشين المعجمة، وفي بعض كتب التاريخ ابن حاج بالحاء المهملة والجيم آخره كما في تاريخ مكة للفاسي وغيره وهو مولى المعتضد الخليفة العباسي، تولى مكة سنة 281هـ، قال الفاسي: ولعل عج بن حاج كان أمير مكة في سنة إحدى وثمانين إلى سنة خمس وتسعين ويحتمل أن يكون ولي قبل هذا التاريخ وبعده والله أعلم «العقد الثمين» ج 6/ 57، قلت: وأرسل أخاه المظفر بن حاج إلى زبيد متوليا لتهامة حوالي سنة خمس وتسعين ومائتين فكانت معارك ضارية بينه وبين علي بن الفضل إلى سنة ثمان وتسعين حيث مات بزبيد ونقل إلى مكة ودفن بها وكان بها أخوه عج بن حاج مما يدل أنه بقي إلى سنة ثمان وتسعين وفي «غاية الأماني» في حوادث سنة 300: (عج بن ساج عامل الحرمين).(1/294)
أقامت على الزعراء يوما وليلة ... تعاورها الأرواح بالسقي والمطر
المقر. الصبر، وقال طرفة يذكر الشريف:
لهند بحزّان الشريف طلول ... .
وقال بعض العرب: من قاظ الشريف وتربع الحزن وشتا الصّمان (1) فقد أصاب المرعى، وقال طفيل الغنوي:
تبيت كعقبان الشريف رجاله ... إذا ما نووا إحداث امر معقب
وقر وذات الحاذ موضعان والحاذ نبت. قال طرفة:
. ... حول ذات الحاذ من ثني وقر
النير جبل لغاضرة قال العجّاج:
لو أن عصم شعفات النير ... يسمعنه باشرن للتبشير
وقال طرفة:
ظللت بذي الأرطى فويق مثقب ... بكينة سوء هالكا أو كهالك
كينة مثل ديرة أدر في ديرة، ومثقب مكان، ويثقب في بلد ذبيان قال النابغة:
عفت روضة الأجداد منها فيثقب
ثقبان باليمن (2)، قال طرفة:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد ...
ثهمد ماء بحزيز أضاخ لغني أساد (3) بنجد، ودد موضع بسيف كاظمة قال طرفة:
. ... خلايا سفين بالنواصف من دد
__________
(1) قاظ: من القيظ وهو شدة الحر، وتربع أي سكن في فصل الربيع وهو فصل الزهر وفتق الأشجار وجري الحياة فيها، وشتا أي سكن في فصل الشتاء.
(2) ثقبان: بلد وواد فيه نبع ماء مخرف من مخارف صنعاء في شمالها بمسافة ثلاثة أميال تقريبا.
(3) بدون نقط في الأصول.(1/295)
غمرة من بلاد غني قال طفيل:
جنبنا من الأعراف أعراف غمرة ... وأعراف لبني الخيل يا بعد مجنب
والقنان جبل لبني أسد قال طفيل:
ولما بدا هضب القنان وصارة
وصارة موضع، رمل عالج يقطع بين جبلي طيء وأرض فزارة في الدهناء وشرج وأيهب من بلد غني، محجّر بين غني وبني أسد (1)، رمّان وحقيل بلدان بين غني وطيء، إدام من أحواز مكة، والدام بين اليمامة وأرض خثعم، واليزم بأرض الكلاع، والدموم (2) بمأذن ومدام (3) لهمدان، الجناب وأيهب من أرض غطفان، أريك الأبيض من أرض بني أسد وأوارة، فأما أريك بضم الألف فبناحية نخلة وأوعال وأذرعات وبطن ذي عاج، ومتالع لغني قال طفيل في الخيل:
أبنّت فما تنفك حول متالع ... لها مثل آثار المبقّر ملعب
حرس ماء لغنيّ. قال طفيل وذكر يبمبم من نجد العليا:
أشاقتك أظعان بحفر يبمبم ... غدوا بكرا مثل النخيل المكمم
ثم ذكر سمسم من أرض الفلج:
أسفّ على الأفلاج أيمن صوبه ... وأيسره يعلو مخارم سمسم
وتبنان من بلد غني، وتبن ببلد مراد، وتبن أيضا باليمن. قال السيد الحميري:
هلا وقفت على الأطلال من تبن ... وما وقوف كبير السن بالدمن
__________
(1) سيأتي: بين غني وطيء ص 329.
(2) الدموم بضمتين: وهو ما يسمى اليوم «الدمم» بميمين مشددة احداهما وحذف الواو، وهي قرية عامرة في الشمال الغربي من صنعاء بمسافة فرسخين تقريبا.
(3) مدام بفتح أوله واخره ميم: قرية تعد من ربع وادعة فيما بين المعمر ووادي ظهر وهي شمال صنعاء.(1/296)
ويلملم ميقات أهل تهامة وجاء في بعض الحديث الململم مكان الياء همزة قال طفيل:
وسلهبة تنضو الجياد كانها ... رداة تدلّت من فروع يلملم
ويقال لملم أيضا. منى بمكة غير منوّنة من منى الأديم عطنه ومنى منوّن من ديار غني قريب من طخفة وهو حمى ضرية، وبالحمى الرخام جبل صغير، والريّان واد بالحمى. ذو طلوح في ديار تميم من نحو كاظمة قال جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح
وذو طلح مكان قال الحطيئة:
ماذا تقول لأفراخ بذي طلح ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر
وناظرة موضع، ومسحلان وحامر موضعان قال الحطيئة:
[عفا من سليمى] مسحلان وحامره
حمر (1) باليمن، وقرقرى من اليمامة وقراقر موضع، وسوى موضع قال الراجز:
فوّز من قراقر الى سوى
وقال النابغة يصف الدوّ:
وأني اهتدت والدوّ بيني وبينها ... وما كان ساري الليل بالدوّ يهتدي
بأرض ترى فرخ الحبارى كانه ... بها كوكب موف على ظهر قردد
سحام مكان قال امرؤ القيس:
لمن الديار عرفتها بسحام ... فعمايتين فهضب ذي اقدام
ضارج مكان قال الحطيئة:
وكادت على الأطواء اطواء ضارج ... تساقطني والرحل من صوت هدهد
__________
(1) حمر سلف ذكره وهو حمر بن عدي، والمواضع التي بهذا الاسم باليمن كثيرة.(1/297)
وقال ايضا يذكر يبرين:
ان امرأ رهطه بالشام منزله ... برمل يبرين جار شدّ ما اغتربا
وقال أيضا في طود:
خطت به من بلاد الطود تحدره ... حصاء لم تترك دون الغضا شذبا
يقال بلاد طود ولا يقال بلاد الطود الا من يريد بلاد الجبل كما يقال أرض السهل أرض السهول وأرض الجبال، وقد يروى من بلاد الطّور، الشيّطان ماء لبني بكر بن وائل قال الأعشى:
بالشّيطين مهاة تبتغي ذرعا
وقال الأعشى:
كخذول ترعى النواصف من ... تثليث قفرا خلالها الأسلاق
قال أبو النجم:
دار تعفّت بعد أم الغمر ... بين الرحيل وبقاع الصقر
وقال طرفة:
بتثليث أو نجران أو حيث تلتقي ... من النجد في قيعان جاش مسايله
وقال ايضا:
فذو النّير فالأعلام من جانب الحمى ... وقفّ كظهر الترس تجري اساجله
أي سراته وقال الحطيئة:
كظباء حربة ساقهنّ الى ... ظلال السدر ناجر
يمثل بوحش حربة ووجرة والنهار وذي قار وتبالة وحومل وظباء سلام وطلاء الحبيل والدبيل.
باب من لفيف مساكن العرب بين 70828 العراق والشام واليمن
: أريك الأبيض في بلد
بني أسد وأريك بمكة، رأس الكلب جبل باليمامة، نطاع ماء لبني ضنة (1)، صوّة الأجداد فشباك باعجة فجائز من ديار اياد، وقر والغمر وقطن لتميم، وبار اليوم لبني سعد من تميم وهي رمال، وسنام والرقم لتميم الحككات وعاقل من البحرين، الستار لبني تميم، الأنبار والحيرة والقصر الأبيض والبقّة وسنداد والخورنق والسدير وبارق محاضر العرب القديمة من حيز العراق، مثقب من ديار بكر، ويثقب من ديار مرة، إضم واد لأشجع وجهينة، وقو جبل، والقو في بلد همدان، جرثم لمزينة يسر ووقر وذات الحاذ وجفاف وذو خيم أودية، وذو خيم جبل، ثهمد ماء بحزيز أضاخ لغني، درمى بادية البحرين، القفيّين أحدهما لغاضرة والثاني لبني يربوع، ضرغد حرة بأرض غطفان، يقال في نجد العليا النجد وفي السفلى أرض نجد قال طرفة:(1/298)
: أريك الأبيض في بلد
بني أسد وأريك بمكة، رأس الكلب جبل باليمامة، نطاع ماء لبني ضنة (1)، صوّة الأجداد فشباك باعجة فجائز من ديار اياد، وقر والغمر وقطن لتميم، وبار اليوم لبني سعد من تميم وهي رمال، وسنام والرقم لتميم الحككات وعاقل من البحرين، الستار لبني تميم، الأنبار والحيرة والقصر الأبيض والبقّة وسنداد والخورنق والسدير وبارق محاضر العرب القديمة من حيز العراق، مثقب من ديار بكر، ويثقب من ديار مرة، إضم واد لأشجع وجهينة، وقو جبل، والقو في بلد همدان، جرثم لمزينة يسر ووقر وذات الحاذ وجفاف وذو خيم أودية، وذو خيم جبل، ثهمد ماء بحزيز أضاخ لغني، درمى بادية البحرين، القفيّين أحدهما لغاضرة والثاني لبني يربوع، ضرغد حرة بأرض غطفان، يقال في نجد العليا النجد وفي السفلى أرض نجد قال طرفة:
من النجد في قيعان جاش مسايله
الحمى حمى ضرية الى سواج والأخرج والنير أقصى حمى ضرية، النير جبل لغاضرة، العقر بالعالية، الشريف شرقيه والشرف غربيّه وهو من أودية نجد، غمرة وأعراف غمرة ولبنى جبل غير معروف مؤنث كذلك، تعار لغني، والقنان جبل لبني أسد، والخل وصارة، عالج بلد رمل يمر بين طيء وفزارة لكلب، شرج وأيهب من بلد غنيّ محجر بين غني وطيء، ورمان وحقيل بين طيء وغني أيضا، الدام في ديار بني عامر بن ربيعة بن عقيل ما بين ترج واليمامة، وإدام بمكة، والجناب من أرض غطفان، بطن ذي عاج ومتالع وقرى بين أسد وتميم، العقيق عقيقان العقيق الأعلى للمنتفق ومعه معدن صعاد على يوم أو يومين وهو أغزر معدن في جزيرة العرب وهو الذي ذكره النبي عليه السلام في قوله «مطرت أرض عقيل ذهبا» والأسفل هو في طيء، حرس ماء لغنيّ، الفلج وسمسم وجدود ماء لغني، وتبنان ماء لهم ايضا، قرقرى حيث التقى الزّبرقان بالحطيئة، تريم من ديار تميم، وتريم وتريس بحضرموت (2) ذو طلح وهو ذو طلوح، جدود ومسحلان وحامر عبيدان وادي الحية ولها
__________
(1) لعل الصواب: ضبّة فهم الذين يسكنون شرق الجزيرة ونطاع هناك قرية معروفة في وادي المياه (الستارين قديما) غرب ميناء الجبيل.
(2) تريم: الاولى بكسر التاء وسكون الراء: المعروف تريم: في بلاد بني عذرة قديما ورد في شعر كثيرّ وغيره ويقع شمال ظبا بقرب جبل شار، والتي في حضرموت بفتح التاء المثناة من فوق وكسر الراء وهي مدينة كبيرة آهلة بالسكان وقد سلف ذكرها، وكذا تريس مضى لها ذكر.(1/299)
حديث، ذو طوالة موضع. ضارج والوتر وحاجر لبني بكر. قتائذة موضع وقصائرة ومثلهما عتائد. شعبعب وغبغب، وكبكب جبل أحمر في رأس عرفة، وذو طوى والعير والعيرة وكدى وكداء والفرش والبرك وعزور من أحواز مكة.
70829 - ناحية البحرين واليمامة الى نجد
: خيم وخفاف ويسر أودية قد ذكرناها. ذو الخال جبل مما يلي نجد من ناحية البحرين: ووادي الخزامى وأوعال وذات أوعال هضبة فيها وشل من ماء. اذرعات من حيز الشأم. الأنيعم وهو الأنعم وأورال والدخول وحومل وتوضح والمقراة ومأسل ودارة جلجل ماء، وعنيزة ووجرة وظبي ماء لكلب ايضا، وعرعر واد لطيء، ضارج والعذيب وقطن وثيتل والستار ويذبل ومأسل جبال، كتيفة وتيماء هنالك تيماء منزل كثير النخل عادل عن محجة العراق وهو غير تيماء السموأل، أبان جبل في ديار بكر وتغلب، المجيمر جبل لبني فزارة، والغبيط أرض لفزارة، تيمر موضع، المشقّر بالبحرين نحو هجر وبه نخل لا يبرح الماء في أصوله، وشابة والعميم وغضور والغميم بالغين ما بين مرّ وعسفان، والغضور حشيش وحمل وأعفر جبلان نحو عالج، تاذق وطرطر وبربعيص وميسر مواضع في بلد طيء، وطرطر في بلد حكم أيضا، وشوط وحية من بلاد طيء، وزيمر جبل، دفار في أسفل نجران، ودقار بالقاف بناحية يذبل متالع شامان. وينوف والقواعل جبلان يقال عقاب ينوف وعقاب ملاع فيضاف الى ينوف والى ملاعها كما يقال عقبان الشّريف وعجزاء السّلي وعنقاء مغرب اي مبعد، جو ومسطح في بلد طيء، شتا عسل لطيء، مخطط موضع، اللجّ أيضا موضع خوعي في بلد يربوع، أثال وذو اورال موضع عسعس وغول والعس محال كندة، الاثمد موضع، والغول موضع فيه فرق منفردة، الأوداء ماء لضبة الى ما يصلى نطاع، لماص لطيء، أسيس وحاقة بين البحرين وبني أسد، عماية وجواثا وصاحتان وثعالة وأخرب وصاحة كل هذه مواضع بالبحرين، إير جبل شريب ومطرق وماذق في ديار ربيعة، أثال والأصهب ماءان بالستار، الذنابات آكام هنالك وأدمات (1) وأم اوعال هضبة هناك.
70830 - منازل إياد
: عين أباغ وما والاها، والرقمتان وذو شعب وبيضان الغضا
__________
(1) وأدمات: من بادية الجند من شرقيها باليمن.(1/300)
وخبة (1) وعريان موضعان، أخراب وجائز وحرض وعمير والغمر وغمرة وغمر ذي كندة، ومرجح وقضيب حيث قتل عمرو بن أمامة، والسر وعاقل وبه قبر الحارث الملك بن عمرو المقصور الكندي، ودعان الدبيل الحجور وذو حسى ويأجج وضمر ودج والنباج والكاب ورحرحان والخوع، وادي القاعة من أرض تميم، والقاعة بالجند، وذات الحوصل لعبس، الأشجعان بلد، مظلم جبل بلد بالقرب من النسار وكان بالنسار وقعة وبالفروق وبأوارة وملزق والمسماة من ديار بكر، ثرمداء وشعبا وذو الغائط وثبير، وحراء وثبير غينا وثبير الأحدث وثبير الأخرج، وعيهم على طريق اليمامة الى نجد، المعي وحوضى ورهبى وحزوى التّعار جبل، وأسحمان جبل، وجبل الأمراء اليثوبان وذو حرض والكديد وكانت به وقعة، دمخ جبل، الصّمان، وحومل لتميم، والوقيط أيضا وكانت به وقعة بينهم وبين بكر، مغامر ماء، عراعر ماء بين كلب وذبيان وقد ذكرناه، مروت وذو دوم، وأدم بديار مزينة وادم (2) بالسّحول جبلان، ذو الجليل من مواضع الوحش وذو الجليل على محجة نجد فيه ثمام وهو الجليل، ووعال من بلد ذبيان، الدنا واليها ينسب أمواه الدّنا جماعة ماء، وعويرضات، ردينة موضع تنسب اليه الرماح وهي قرية على شط البحر في المشرق وكذلك الخط في البحرين واليه تنسب الرماح الخطية، وأما قنى مرّان فقالوا مرّان على محجّة البصرة بينها وبين مكة أربع رحلات فاذا قيل القنى المرّان فانها جماعة مارن، ومر الظهران أسفل مكة وقد ذكرناه، الذّهيوط بلد ناحية الشأم بين جذام وكلب، وبطن الأيم واد هناك وحسمى وصيداء وحارب وجلق ديار غسان وايلياء، ولذلك قال النابغة:
مجلّتهم ذات الاله ودينهم
ويروى محلتهم ذات الاله أي مكة من ديار خزاعة، ويروي:
محلّتهم دار الاله ودينهم ... قويم فما يرجون غير العواقب
__________
(1) خبة: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء، وخبة أيضا واد بين وعلان وخدار جنوب صنعاء. وتقول الأعراب:
برد خبة ولا قمل خدار.
(2) ادم السحول: تقدم وهو في جبل إرياب ويسمى اليوم قيظان وهو غير قيظان بعدان المشهور في التاريخ.(1/301)
أي ما يخشون غير الآخرة، ومجلتهم مواعظهم في ذات الله عز وجل، وحارث الجولان جبل لهم ايضا، ومن بلد كلب خالة، وماء الذّنابة وسوى ومياه المناظر وقراقر ماء لهم ايضا، وذو أرل، ومن بلد بليّ وجيهنة: الشرع والخبين وإضم، التين جبل بالشام.
أسواق العرب القديمة، وقد ذكرناها
: عدن، ومكة، والجند، ونجران، وذو المجاز، وعكاظ، وبدر، ومجنّة، ومنى، وحجر اليمامة، وهجر البحرين.
الرّوض: روضة دعمى، وروضة الأجداد، وروض القطا، وروض الأجاول، ورياض الخيل بتبالة.
أبير والكواثل والأمرار لفزارة. والأطواء واللوب وعاقل البحرين. وعاقل لباهلة أيضا. الجمومين وحامر لذبيان. صادر موضع. وادي القرى لعذرة قال النابغة:
عظام اللهى ابناء عذرة انهم ... لهاميم يستلهونها في الحناجر
هم منعوا وادي القرى من عدوهم ... بجمع شديد للعدو المكابر
الغميصاء لكنانة في تهامة الحجاز، الرّميثة لآل مرة والرّويثة في طريق المدينة.
كنيب ماء لفزارة. الدّثنية ماء لبني سيّار والدّثينة باليمن ايضا. اقر موضع غير وقر جوش أرض لبلقين. وحدد أرض لكلب. اللصاف وحرّة النار لبني مرة من جهينة وحسم ويقال ذو حسم وراكس والضواجع إلال جبل الموقف بعرفة. لصاف وثبرة موضعان غير اللصاف. وعرشات والقريتين كان بها وقعة بين وبرة بن رومانس الكلبي وبين بني عامر بن صعصعة غير القريتين من الشائع. اللهيم لمرة، الدماخ واظلم موضعان لكلاب. ثهلان والنّير لذبيان. أورال موضع. شرج موضع. الرقمتان.
الغمير بناحية الحيرة والغمير بناحية ينبع. هبود جبل، منور جبل، قزح موضع. بطن نخل موضع في محجّة العراق، وحيز نخل، عبرة الشقاق موضع.
الأداهم نهايا ماء. الأخص وشبييت لربيعة. ذو سلامان موضع. الجوفاء والعموض ذو الرضم حلال وأسنمة وإنبطة هي مواضع الوحش. أرصد موضع.
عثاعث كانت به وقعة. شاحب كان به يوم. تكريت لإياد.(1/302)
70831 - ديار تميم
: صلب رهبي ومغني المثنى، فتاق وأبلق هدابين وبرمرى واشمس وسقمان وطلح والفلج برقة الثور الزّرق ومعقلة والخلصاء والفودجان وواحف ووهبين وذو الفوارس كل هذه من ديار تميم، السّييّ وباليمن أسي الأشيمين ذات المواعيس. وقوين والقفين وجرعاء مالك والدحل ودحول هبالة وهي شقوق في الأرض عميقة يكون فيها الماء وكان بهبالة وقعة، شارع اصلاب شنظب وئأج ومتالع ماءان كل هذه لتميم، وقسا والمصانع والجفار وجفير والأشيم والعروق والدهناء وجرعاء العجوز وغمازة ومشرف وقرارقو ومعان وئأج وسويقة وحميط والعدانين وخشباء القرين وأثال جبل قال عبيد (1): كأن حاركها أثال. ذات غسل، فتاخ، السبية فرماح وهو من أمكنة الوحش، سفوان والأحارم ماء والحضر، والحضر ايضا في بلد الجرامقة (2) والقصيبة ومرأة قريتان لبني امرىء القيس من تميم، والشماليل والخلصاء وواحف الرّمادة، والرمادة بالجوف (3) صريمة حوضى السّبال، والوشيج والمنتصف والأفرحان والقنع وعناق وفتاق وأجماد الزّجاج معن واحف وبستان الفرنية النّميط جلاجل وجلاجل لوادعة، أريك الفوارس غير أريك الأبيض والفوارس أجبال، الشّبا وبردى نهر بناحية دمشق، البزواء بين مكة والمدينة، وخبت البزواء بناحية عليب وعليب واد بين الخبتين خبت البزواء وخبت أذن وهو في مساقط بلاد بارق من غور السراة وهي بقرة والملصة ويسران وذات أعشار وتربان جبل لهم من ناحية ذات أعشار وأعلى قنونى (4)، ومن المنازل الحجازية نخلة وعزور وطفيل ونصع والبويب ويليل وشراوة والنّياع وينبع وما حولها وحمّة وسويقة وذات الطلح مما يصلى طريق الكوفة والمقاريب وفرعان والشّطآن وشوطان وضاس ودعان وهضمى وينبع النّخيل أسفل ينبع والنّجيل. تريم بين زنيف وتضرع وببلد السكاسك بطن تضرع ورحاب وأنهار البضيع وجاسم وريم غير ريم عرمرم وذو يدوم في ديار كنانة. آجام شوطى وهي شوطان فيما إخال وتغلم والبدائد وشطب ومرجم وودّان وأعظام وازنم وعنيز وفراضم والبليد جنب تضرع. الاثيل موضع. والدهالك وذو دم وذو وجمى والدوّانك وبصاق
__________
(1) ابن الأبرص وهو شاعر جاهلي، راجع طبقات ابن سلام ص 116.
(2) الجرامقة: قوم من العجم صاروا بالموصل في أول الاسلام، واحدة جرمقاني (قاموس).
(3) والرمادة ايضا في مخلاف تعز، غربيها على قارعة الطريق من تعز الى المخاور مادة الجوف. من القرى الميتة.
(4) قنونى بالفتح: القنفذة.(1/303)
وثافل قرية من الرّويثة وشنوكتان يدفعان في الرّوحاء وأرثد والمريح وذو ريط وبيسان.
وفرش الجبا والمسارب وغيقة وأرال وصرما قادم وتناضب وبرق الجبا وصندد وبصاق جبلان كبكب ونعمان وقد ذكرناها. والركيّ ومجالخ واد من أودية تهامة الحجاز، الرّسيسان ضاس جبل إلى جنب رضوى، وأيلة أيضا جبل، الذنائب غير ذنائب ديار ربيعة، ريعان المذاهب والبلقاء، والموقّر من مساكن سليح. برمة مما يصلى الشأم.
حقرة يصلي حدود مصر. بلاكث بين المروة وشبكة الدّوم قريب من برمة. وبرمة قرية فوق حنين من طريق مصر. وشبكة الدّوم عرض من أعراض المدينة، وبلاكث الأخرى بين غمرة (ومدين) والعناب وهو عنابة. وحنين الآخر بين مكة وقرن وبه يوم حنين. بيدح وترميم من مواضع عزّة (1) كثير، شابة نجدية والمحو وعمارات بالحجاز وبالنجد من ديار جنب، وادي العشيرة بالجار ورمل العشيرة ناحية السّرّين وكنخ والدّونكين ماء العناقين وبليين وبرام جبلان. رملة لجّة مما يصلي الشأم كتانة وفعرى ومياسر، ومن ديار إياد: العدنة والسّلوطح وجو طريف كانت به وقعة لبني مرّة، ظلم من بلد طيىء، رهوة جبل الحوض، بلد المحضر من ديار ضنّة وفزارة، ومحضر بنجران، حائل، والمروّت من الحمى قال الراجز:
إذا قطعنا حائلا والمرّوت ... فأبعد الله السّويق الملتوت
الشرى: جبل. قال القشيري:
رأى وهو في رأس الشرّى متمنّعا ... مصادر نجد والفضاء فرجّعا
صعائد وكتمان ماء المتثلم وعوق والمخاضة والطّمعاء في ديار ذبيان. أتيدة، ذو وقط من ديار هوازن. وشمطة والوضاح ووادي المستباح، وذو خشب ومعشر وعائرة والبديّ من بلد بني عامر، وذو بلي والقر ماءان. فمجدل فدهان فالمثال فردام فالأجاول فشليل من مواضع الوحش. يقال ظبي الشليل، وكشر وكشر في بلد همدان (2). ذو سويس عصنان وألة والصّليب وعماية وقلح والأباتر وجواد. وجراد
__________
(1) كثير عزة: شاعر مشهور وقد حقق ديوانه الدكتور إحسان عباس، وطبع.
(2) كشر: الأول بالفتح، وكشر همدان بالضم، والمشهور الذي في بلد همدان هو الذي في حجور وهو جبل فيه قرى ومزارع وهو مركز ناحية كشر المربوط بالمحابشة من بلد الشرف ثم بلواء حجة.(1/304)
موضع رمل. والعرجاء شوان وكفف من ديار سليم. الصّلعاء من ديار جهينة.
شحنة العلاية وهي من مواضع الوحش. والمنتضى من ديار هذيل وأمسلة الرشاء من بلد تميم، وسويقة الحجاز والمتتبل وساجر وساحوق من ديار بني عامر، موثب وخدار من أرض إياد، بنينة من بلد ربيعة، حلية (1) ومشعل من السرّاة، أنيف فرع لهذيل، الرنقاء وبزاخة لبني أسد.
70832 - محجّة العراق في هذه الجزيرة إلى مكة
: يسمى كل طريق يكثر الاختلاف عليه محجّة لأن موضع المباني والمرور من الأشياء محجوج، ومنه حججت الشجة أوردتها الميل فقدرتها به وذلك حجّها، وسمي الحجاج من الأخدع حجاجا لإطافته بالعين، ويسمى الطريق المدروس الأيتار المليكي لوهس ترابه كما يملك العجين وما كان من الطريق في ملك المدروس الأيتار المليكي لوهس ترابه كما يملك العجين وما كان من الطريق في ملك واد ولا، تقوله العرب إلا مصّغرا والقياس ملكي، ويسمى الطريق الضّيق الحبل شركا وحبال الطريق أيتاره، وطريق جادة أي مجدودة بالوطء، وقارعة الطريق في معنى مقروعة من قرعها بالحافر والخفّ، والريع الطريق.
عرض بغداد ثلاث وثلاثون درجة وعشر ونصف عشر وبينها وبين قصر ابن هبيرة ستة وثلاثون ميلا، وعرض القصر اثنتان وثلاثون درجة ونصف، وبينه وبين القناطر أربعة وعشرون ميلا، وعرض القناطر اثنتان وثلاثون درجة وسدس، وبينها وبين الكوفة اثنان وعشرون ميلا، وعرض الكوفة اثنتان وثلاثون درجة وبينها وبين القادسية أربعة عشر ميلا، وعرض القادسية اثنتان وثلاثون درجة ايضا وبينها وبين المغيثة ستة وثلاثون ميلا، وعرض المغيثة إحدى وثلاثون درجة وثلث وخمس، وبينها وبين القرعاء خمسة وعشرون ميلا، وعرض القرعاء إحدى وثلاثون درجة، ومنها إلى واقصة اثنان وعشرون ميلا، وعرض واقصة ثلاثون درجة ونصف، ومنها إلى العقبة خمسة وعشرون ميلا، عرض العقبة ثلاثون درجة ومنها إلى القاع عشرون ميلا، وبالجوف موضع يسمى القاع كانت فيه وقعة بين همدان ومراد وعرض القاع تسع وعشرون درجة وثلثا درجة ومنه إلى زبالة ثمانية عشر ميلا، وعرض زبالة تسع وعشرون درجة وربع، ومنها إلى الشقوق تسعة عشر ميلا، وعرض الشقوق تسعة
__________
(1) حلية بالفتح، وحلية ايضا بلدة من الكلاع ثم من الاشراف اعمال ذي السفال.(1/305)
وعشرون جزءا، أنشدني الجرمي لابن شريان القريعي من نمير في مهاجاة المختار العقيلي:
ثنيت عرى الجرير لمأبضيه ... فدام على الخبيب وزاد شيّا
فأورده الشقوق فلم أذقه ... بها ماء وقد هبط الرّكيّا
وأورده زبالة كلّ عام ... يحش على ذؤابته الحليّا
وأورده نباج بني مجيد ... لو انّ العبد كان بها قويّا
ومن الشقوق إلى البطان اثنان وعشرون ميلا، وعرض البطان ثمانية وعشرون جزءا (1) ومنها إلى الخزيميّة ثمانية وعشرون ميلا، وعرض الخزيميّة سبعة وعشرون جزءا وثلثا جزء ومنها إلى الأجفر عشرون ميلا، وعرض الأجفر سبع وعشرون درجة وثلث ومنها إلى فيد ثمانية وعشرون ميلا، وعرض فيد سبعة وعشرون جزءا، ومنها إلى توز أربعة وعشرون ميلا، وعرض توز ستة وعشرون جزءا وثلاثة أرباع جزء ومنها إلى سميراء خمسة وعشرون ميلا، وعرض سميراء ستة وعشرون جزءا ونصف ومنها إلى الحاجر ثلاثة وعشرون ميلا، وعرض الحاجر ستة وعشرون جزءا وربع، ومنها إلى معدن النقرة ثمانية وعشرون ميلا، وعرض المعدن ستة وعشرون جزءا ومنها إلى العسيلة ستة وعشرون ميلا، وعرض العسيلة خمسة وعشرون جزءا ونصف ومنها إلى بطن نخل ثمانية وعشرون ميلا، عرض بطن نخل خمسة وعشرون درجة، ومنه إلى الطّرف عشرون ميلا، عرض الطرف أربعة وعشرون جزءا ونصف ومنه إلى المدينة أربعة وعشرون ميلا ومنها إلى السّيالة ثلاثة وعشرون ميلا، عرض السيالة ثلاثة وعشرون جزءا وثلثا جزء ومنها إلى الرّوحاء أربعة وعشرون ميلا، وعرض الروحاء ثلاثة وعشرون جزءا وثلث، ومن الرحاء الى الروتية ثلاثة عشر ميلا، وعرض الروتية ثلاثة وعشرون جزءا وسدس ومنها إلى العرج أربعة وعشرون (2) ميلا وعرض العرج ثلاثة وعشرون جزءا ومنه إلى السقيا أربعة وعشرون ميلا، وعرض السقيا اثنان وعشرون جزءا وثلاثة أرباع ومنها إلى الأبواء تسعة عشر ميلا، وعرض
__________
(1) بياض في الأصول كلها. ومما يكمل بعضه: (ومن البطان الى الثعلبية تسعة وعشرون ميلا، وعرض الثعلبية) وفي مخطوطنا: منها الى توزاريق وعشرون ميلا ولعله تكرير.
(2) المسافة بين العرج والرويثة تقارب 14ميلا كما يفهم من كلام المتقدمين.(1/306)
الأبواء اثنان وعشرون ونصف (1) ومنها إلى الجحفة ثلاثة وعشرون ميلا وعرض الجحفة اثنان وعشرون وسدس. ومنها إلى قديد أربعة وعشرون ميلا وعرض قديد اثنان وعشرون جزءا، ومن قديد إلى عسفان ثلاثة وعشرون ميلا. وعرض عسفان واحد وعشرون جزءا وثلثا جزء، ومنها إلى مرّ الظهران ثلاثة وعشرون ميلا. وعرض مر أحد وعشرون جزءا وعشر، ومن مرّ إلى مكة ثلاثة عشر ميلا. وعرض مكة أحد وعشرون جزءا.
ومن أخذ الجادّة من مكة إلى معدن النقرة فمن مكة إلى البستان تسعة وعشرون ميلا، وعرض البستان احد وعشرون جزءا وربع، ومنه إلى ذات عرق أربعة وعشرون ميلا وعرض ذات عرق أحد وعشرون جزء وثلثا جزء، ومنها إلى الغمرة عشرون ميلا. وعرض الغمرة اثنان وعشرون جزءا، ومنها إلى المسلح سبعة عشر ميلا. وعرض المسلح اثنان وعشرون جزءا ونصف، ومنه إلى الافيعية ثمانية وعشرون ميلا ونصف، وعرض الأفيعية ثلاثة وعشرون جزءا، ومنها إلى حرّة بني سليم ستة وعشرون ميلا. وعرض حرة بني سليم ثلاثة وعشرون جزءا ونصف، ومنها إلى العمق اثنان وعشرون ميلا. وعرض العمق أربعة وعشرون درجة، ومنها إلى السّليلة ثلاثة عشر ميلا، وعرض السليلة اربعة وعشرون جزءا ونصف، ومنها إلى الرّبذة ثلاثة وعشرون ميلا. وعرض الربذة خمسة وعشرون جزءا، ومنها الماوان ستة وعشرون ميلا، وعرض الماوان خمسة وعشرون جزءا ونصف، ومنها إلى معدن النقرة عشرون ميلا وهي ملتقى الطريقين فهذا تقدير طريق العراق في العروض على ما عمله بعض علماء العراق.
70833 - محجة صنعاء على تقدير العروض الذي بين 70834 صنعاء ومكة
على طريق نجد اثنتان وعشرون مرحلة، ومن البرد خمسة وثلاثون بريدا، تكون أميالا اربعمائة وعشرون ميلا، فما كان بين صنعاء وصعدة فعلى سمت ما بين مطلع بنات نعش ومغيبها، وإلى كتنة على سمت مغيب الأول منها، وإلى بيشة على سمت مغيب الأوسط منها الذي إلى
__________
(1) هكذا في الأصول إلا (ح) لم يذكر لا ميلا ولا درجة كما ان المؤلف إذا اتبع مثلا نصف او ثلث بعد الدرجة لم يلحقه الاعراب وفي (ح): درجة ونصف واستمر على ذكر الدرجة الى آخر وصف الطريق.(1/307)
جنبه السّهى وهو نجم صغير لا يدركه إلا بصر الشاب (1) من الناس، وإلى المناقب على سمت مغيب الآخر منها الذي يطلع آخرها ويغيب آخرها ايضا، ومن رأس المناقب إلى مكة آخذا نحو المغرب ونحو الجنوب لأن مكة في غربي الفتق وبين الفتق والمناقب مرحلة فاعرف هذا المعنى. من صنعاء إلى ريدة عشرون ميلا وعرضها أربع عشرة درجة وأربعة أخماس درجة، ومنها إلى أثافت ستة عشر ميلا، وعرضها خمس عشرة درجة ونصف عشر، ومنها إلى خيوان خمسة عشر ميلا، وعرضها خمس عشرة درجة وخمس وسدس عشر درجة، ومنها إلى العمشية سبعة عشر ميلا وعرضها خمس عشرة درجة وربع وخمس درجة، ومنها إلى صعدة اثنان وعشرون ميلا وعرض صعدة خمس عشرة درجة وأربعة أخماس درجة، ومنها إلى العرقة (2) في المحجّة اليسرى القديمة وإلى بقعة في المحجة اليمنى المحدثة اثنان وعشرون ميلا وعرض العرقة ست عشرة درجة وثمن درجة، ومنها إلى مهجّرة اثنا عشر ميلا، وقد يجعل مرحلة، ويطوى اكثر ذلك إلى أرينب، من العرقة إلى أرينب خمسة وعشرون ميلا وعرضها ستة عشر جزءا وثلث وخمس جزء، ومنها إلى سروم الفيض أربعة عشر ميلا وعرضها ستة عشر جزءا ونصف وخمس جزء، ومنها إلى الثجة ستة عشر ميلا وعرضها ستة عشر جزءا وثلثا جزء وربع جزء، ومنها إلى كتنة عشرون ميلا وهي على تمام خمسة عشر بريدا من صنعاء وثمانين ومئة ميل، وكتنة أول حد الحجاز وعرضها سبعة عشر جزءا وسدس ونصف عشر، وعرضها وعرض جرش واحد لأنها منها على خط الطول من المشرق إلى المغرب على مسافة أقل من يوم، ومن الهجيرة وتثليث عن يوم في مشرقها، ثم منها إلى يبمبم عشرون ميلا، وذلك مئتا ميل من صنعاء وعرضها سبعة عشر جزءا ونصف، وسدس عشر جزء، ومنها إلى بنات حرب عشرون ميلا وعرضها سبع عشرة درجة وأربعة أخماس درجة، ومنها إلى الجسداء اثنان وعشرون ميلا وعرضها ثماني عشرة درجة وعشر ونصف عشر، ومنها إلى بيشة بعطان واحد وعشرون ميلا وعرضها ثماني عشرة درجة وثلث وثمن، ومنها إلى تبالة احد عشر ميلا وهي من صنعاء على ثلاثة وعشرين بريدا ومئتين وستة وسبعين ميلا وعرضها ثمانية عشر جزءا وثلث وثلاثة أعشار جزء،
__________
(1) ولهذا قيل: أريها السّها وتريني القمر. يضرب للذي يسأل عن شيء فيجيب جوابا بعيدا.
(2) العرقة: بلد حي من صحار وأعمال صعدة من شمالها.(1/308)
ومنها إلى القريحا اثنان وعشرون ميلا، وعرضها تسعة عشر جزءا، ومنها إلى كرى ستة عشر ميلا وعرض كرى تسعة عشر جزءا وسدس وثلثا عشر ومن كرى إلى تربة وهي أبيدة خمسة عشر ميلا وعرضها تسع عشرة درجة وثلث وثمن درجة، ومنها إلى الصّفن اثنان وعشرون ميلا وعرض الصفن تسع عشرة درجة وثلاثمائة وثمن، ومنها إلى الفتق والطائف ثلاثة وعشرون ميلا وهي من صنعاء على ثلاثين بريدا وثلاثمائة وستين ميلا، والفتق والطائف ومكة على خط الطول من المشرق إلى المغرب إذا صليّت بالفتق استقبلت المغرب فوقعت الطائف بينك وبين مكة وعرض الفتق عشرون درجة وعشر درجة. وفي مرحلة صفن إلى الفتق بريد جلدان هو بقدر بريد ونصف وكان الفضّال الدليل يقول: ثلاثة أشياء لا يسع فيها إلا الجد والانكماش دون الرّخرخة والفتور فيقال له: وما هي يا أبا يوسف؟ فيقول: مباضعة العجوز وأكل اللحّوح باللبن وبريد جلدان، اللحّوح ويسمى الصّليح خبز الذرة على الطابق يكون على رقّة الثياب لا يحتمل فاذا وقع في اللبن استرخى فلم يحتمل إلا بأكثر الأصابع ومع اليمنى الأدب بكلها (1). ومنها إلى رأس المناقب اثنا عشر ميلا وهي منتهى الطريق إلى وجه الشمال ثم رجعت نحو المغرب والجنوب وعرض رأس المناقب عشرون درجة وربع وثلث عشر وليس بمنزل والمنزل قرن ويسمى قرن المنازل، ومن رأس المناقب إلى قرن ستة أميال ومن قرن إلى رمة (2) ثمانية عشر ميلا وعرضها عشرون جزءا وسدس عشر، ثم الزّيمة إلى مكة وعرضها عشرون درجة وعشر.
70835 - محجة صنعاء إلى مكة طريق تهامة
: من صنعاء صلّيت (3) من البون ثم الموبد ثم أسفل العرقة وأخرف ثم الصرحة ثم رأس الشقيقة ثم حرض ثم الخصوف من بلد حكم ثم الهجر ثم عثر ثم بيض ثم زنيف ثم ضنكان ثم المعقد ثم حلي ثم الجوّ ثم
__________
(1) اللحوح بضم اللام وفتحها وضم الحاء المهملة آخره حاء ايضا: معروف ويعمل في وطننا لا سيما بلد حاشد وبلد قدم كلها والشرف وبلد الأهنوم وهي الأكلة المفضلة لديهم، كما يقال له الصليح وهذه لغة جارية في عموم اليوم الى يوم الناس وفي (ح): ومع اللحى (؟). انظر كتابنا الجزء الاول التاريخ الاجتماعي.
(2) لعل الصواب: الزيمة.
(3) صلت بكسر الصاد المهملة وكسر اللام ايضا آخره ثم ياء مثناة من تحت ثم تاء مثناة من فوق: بلدة خربة في حقل البون وبها آثار.(1/309)
الجوينية من قنونا وتسمى القناة ثم دوقة (1) وهي للعبديين من بقايا جرهم (2) ثم إلى السّرّين ثم المعجر ثم الخيال ثم إلى يلملم ثم ملكان ثم مكة، هذه طريق الساحل، والمحجة القديمة ترتفع إلى حلي العليا وتسمى حلية وإليها ينسب أسود حلية وهي التي يعني الشنفرى بقوله (3):
بريحانة من بطن حلية نوّرت ... لها أرج من حولها غير مسنت
ثم إلى عشم ثم على الليث ومركوب إلى يلملم، ولطريق صنعاء هذه مختصر في بلد همدان من صنعاء إلى ريدة ثم إلى رأس الشرّوة من بلد وادعة ثم البطنة ثم خرج.
70836 - محجة عدن
: من عدن إلى المخنق، ومن المخنق الحجار، ومن الحجار المسيل، ومن المسيل عبرة، ومن عبرة إلى كهالة بئر ذي يزن مطوية بحجارة سود من رأسها إلى الماء طويلة، ومن كهالة الماجلية ثم المقعدية ثم إلى زبيد ثم الى المعقر ثم الكدراء ثم المهجم وبالمهجم، تفضي محجة صنعاء على وادي سهام وهي بعيدة إلا أنها تسلك الأمان، ثم بلحة (4) من وادي مور ثم الحسارة ثم العباية ثم الشرّجة ثم العرش ثم عثر.
70837 - محجة حضرموت
: من العبر إلى الجوف ثم صعدة، وينضم معهم في هذه الطريق أهل مأرب، وبيحان، والسرّوين، ومرخة، فهذه محجة حضرموت العليا.
__________
(1) دوقة بفتح الدال المهملة آخره هاء: بلدة قائمة يسكنها قوم من أزد السراة، اوردها ياقوت.
(2) ملكان بكسر الميم وسكون اللام آخره نون أو بالتحريك: جبل بالطائف. وفي «معجم ما استعجم» بفتح أوله وسكون ثانيه: جبل مذكور في الجزيرة، وعندنا أماكن كلها بالكسر وذكرها كلها في المعجم.
(3) الشنفرى: شاعر مشهور وأحد الصعاليك والعدّائين.
(4) المخنق: يحمل اسمه الى هذا التاريخ، والحجاز زنة الحجار التي هي الصخور وهي التي تسمى اليوم الاحجار، والمسيل: غير معروف، وعبرة بفتح المهملة وسكون الباء الموحدة ثم راء وهاء: هي اليوم أنقاض وخرائب، وبئر كهالة بضم الكاف آخره هاء: أنا وردتها وشاهدتها وهي كما وصفها المؤلف مطوية بحجارة سوداء وأثر الحبال مؤثرة في أحجارها العليا ولكنها اليوم أسفت عليها الرياح ولم يبق ظاهر منها إلا قدر قامة ولا ينتفع بها، وتبعد عن المخا في الشرق الشمالي بمسافة ثلاثين كيلا، وبلحة: تأكد من المصادر انها بالباء الموحدة وسكون اللام ثم حاء مهملة مفتوحة ثم هاء: هي اليوم لا عين ولا أثر.(1/310)
وأما محجتها السفلى فمن العبر في شئيز (1) صيهد إلى نجران شبه من ثمانية أيام، ثم من نجران حبونن، وهو واد يغيب من بلد يام من ناحية سمنان، وهي كثير الأرطى، وبه بئر زياد الحارثي جاهلية، وحبونن بكسر الحاء من مناهل العرب المشهورة وكذلك بئر الربيع بن عبد الله من نجران على مرحلة لمن قصدها من حضرموت ومأرب.
وقتل عبد الله بن الصّمّة أخو دريد بخليف دكم من أعلى حبونن قتله بنو الحارث ابن كعب وفيه يقول القائل: اشجع من الماشي بترج.
وفيه يقول دريد:
تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا ... فقلت أعبد الله ذلكم الرّدي
وفي بلحارث سيف دريد ذو الجمر والذي أخذه هبيرة بن مالك الحماسي وفيه يقول دريد:
أتيح له من أرضه وسمائه ... هبيرة ورّاد المنايا على الزّجر
وسمي ذا الجمر لفقر في سنة واحدة منها جمرة وهو اليوم في آل بسطام منهم، ثم الملحات ثم لوزة ثم عبالم ثم مريع ثم الهجيرة ثم تثليث ثم جاش ثم المصامة ثم مجمعة ترج والتقت بمحجة صنعاء بتبالة ومحجة صنعاء تلتقي بها محجة العراق واليمامة والبحرين بالمشاش بين حنين والعوارة.
70838 - محجة عدن الى صنعة
محجة عدن على طريق صنعاء منها، من عدن لحج بلد الأصابح، ثم الصّهيب وبها سبأ الصهيب قبيلة من سبأ، ثم الحبيل وليس بقرية وهو حبيل تزخم كالجبوب البسيط (2)، ثم أسفل الأردم (3) وهو وادي الأجعود، ثم صور، ثم ثريد
__________
(1) الشئز: بالشين المعجمة وبالهمزة أو بالياء آخره زاي: وهو المائل عن الجهة. يقال: هذا شيز هذا، أي غير مقابل له بل يميل عنه الى جهة أخرى، ويقال: فلان يجزع شيز: أي منحرفا عن الجادة: لغة يمنية مستعملة.
(2) تزخم بالتاء المثناة من فوق والزاي ثم خاء معجمة اخره ميم: هكذا صححناه مما سبق ومن «الاكليل» ج 2 36، حيث قال: ازحم أو أرخم الشك من ابن يعقوب والى ازخم ينسب حبيل ازخم في طريق عدن وقد يقال فيه اسخم مثل الزقر والصقر والسقر. وهو المسمى اليوم الحبيلين بلفظ التثنية بكثرة وأسحم بقلة ولا يعرف بأزخم أو تزحم وهو ما بين الضالع وقعطبة، وكان في الأصول كلها «ترخم»: أي بالتاء المثناة من فوق ثم راء مهملة وخاء معجمة آخره ميم.
(3) هو ما يسمى اليوم جبل ذي ردم وهو هناك كما ذكره المؤلف.(1/311)
من رعين، ثم ذو بلق من أرض رعين، ثم شراد من أرض رعين، ثم أعلى شرعة من ناحية عباصر (1)، ثم يكلى، ثم صنعاء، ثم محجة صنعاء، وربما طرحوا الكثيب الأبيض بين لحج والصهيب، وربما طرحوا من ثريد أخطام عهان ثم بدر ثم الصهيب.
70839 - محجة عدن العليا على الجند
ثم محجة الجند معها إلى صنعاء، من عدن إلى لحج ثم ثعوبة (2) ثم ورزان ثم الجند ثم السّحول ثم حقل قتاب ثم ذمار ثم خدار ثم صنعاء وهي أقصد وأوعر، فيها نقيل صيد، يسار بالحمائل مرحلتين هذه الطريق اليسرى للجند، ومن أخذ اليمنى فعلى علصان وفي هذه الطريق من النقل يسلح وصيد ونخلان وحزر (3) وأما ما دون هذه النقل فلا يعد.
عجائب 70840 اليمن التي ليس في بلد مثلها
منها باب عدن وهو شصر (4) مقطوع في جبل كان محيطا بموضع عدن من الساحل فلم يكن لها طريق إلى البر إلا للرّجل لمن ركب ظهر الجبل فقطع في الجبل باب مبلغ عرض الجبل حتى سلكه الدواب والجمال والمحامل والمحفات (5).
وقطع بينون جبل قطعه بعض ملوك حمير حتى أخرج فيه سيلا من بلد وراءه إلى
__________
(1) عباصر: بالعين المهملة والباء الموحدة ثم صاد وراء: بلدة في ظاهر شرعة من عنس جنوب ذمار بمسافة فرسخين فأكثر وبها تحصن ملك اليمن أبو حسان أسعد بن أبي يعفر الحوالي من علي بن الفضل سنة 299هـ، ويكلى: مر ذكرها. وهذه المرحلة وما بعدها مرحلة صنعاء كبيرتان يقطع كل واحد منهما بياض النهار.
(2) ثعوبة: بفتح الثاء المثلثة فواو ثم باء ثم هاء: بلد ما بين كرش والرما القبيطة عدادها من الأصابح والصبيحة من الجنوب، والثعوبة أيضا: قرية من الكلاع: العدين ثم من عزلة حرد وأخرى من وادي ظبا أعمال ذي السفال.
(3) يسلح: بفتح الياء المثناة من تحت آخره حاء مهملة: وهو المطل على جهران من الشمال الممر المفضي الى خدار فوعلان فصنعاء، وصيد سمارة: وقد سلف التعريف به، ونخلان: يختلف باختلاف مقاطيعه فيسمى ما يطل على وادي نخلان نقيل المحرس ونقيل المنزل السياني ثم يواجهه النجد الأحمر الذي تقع عليه اليوم طريق السيارات من ظاهر نعيمة صبهان ثم نقيل المحمول المطل على مدينة اب من الشمال والمفضي اليها والأرض التي بين جبلة وإب.
(4) الشصر: بكسر الشين المعجمة وسكون الصاد المهملة آخره راء: وهو الشق ويتصرف منه الفعل والمصدر وغيره، ومنه قولهم: شصر الأرض، إذا شقها للفلاحة: كلمة يمانية جاءت على الألسن ولم أجدها في المعاجم التي بين يدي.
(5) المحفّات: جمع محفة بكسر الميم مركب للنساء كالهودج، وفي الأصول الجفات.(1/312)
أرض بينون (1). وقلعة الجؤة لأبي المغلس في ارض المعافر وهو مرّاني من همدان وهي تطلع بسلم، فإذا قلع لم تطلع.
70841 - وصف جبل تخلى
ومنها جبل تخلي وهو جبل واسع الرأس ذو عرقة مطيفة به تزلّ الوبرّ والقرد وتحت العرقة عرقة وفي مواضع منه عرق مترادفة، وليس تعم جميعه إلا العرقة العليا والتي تحتها ورأسه واسع جدا فيه ثلاث قلاع حصون فأولها بيت فائس (2) وهو من أرفع ما فيه وفيها مسجد قائم كان الناس يزورونه، والمضمار مثلها في الرفعة، وبيت ريب (3)
حصن ذو عرقة منقطعة عليها قصور آل المنصور وحرمهم وأموالهم لا مسلك لها غير باب واحد، والأراس حصن بينها وبين فائس وهو حصن واسع، وفيه من القرى قرية بيت ريب وهي قرية السّوق التي بها التجار وقرية الجوش وميدان وبيت زود وبيت البوري وسمع وبيت فائس والمضمار هذه كلها قرى (4)، وله من الأبواب التي لا تدخل إلا بإذن باب السروج (5) وهو باب صنعاء وبلد همدان وباب البرار لبلد قدم ونمل وشرس، وباب المكاحل لعيان والمخلفة وبلد حجور والشرف وبلد حكم ومكة، وباب أدام لطمام وبلد عكّ وملحان والمهجم والكدراء وزبيد وعدن. وباب العشة ليس محجة، وباب غبقان ليس محجة وباب العدن، وتغلق هذه الأبواب (6)
__________
(1) بينون: بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت ثم نون وواو آخره نون: بلد ونفق وتقول العرب النقب وجمعه النقوب وهي لغة فصحى، ويقع في ثوبان من بلد عنس شمال ذمار بشرق وعداده اليوم من الحداء، وقد شاهدته وهو من أبدع ما صنعته يد الانسان وفي مدخله من الشرق الشمالي ثلاث لوحات مكتوبة في المسند في أصل الجبل إحداها مقابلة لوجه الداخل واثنتان على جانبي الباب من أعلاه، ودوّنت مشاهداتي في الجزء الثامن الذي نزمع على إعادة نشره إن شاء الله.
(2) بالسين المهملة آخر الحروف ويسمى اليوم بيت فايز بالزاي آخره.
(3) المضمار: لا يزال يحمل اسمه الى هذا التاريخ وكذا بيت ريب زنة ريب الذي هو الشك، قال ابن اقنونة قاضي آل يعفر يذم بيت ريب ويتشوق الى صنعاء:
لا حبذا بيت ريب لا ولا نعمت ... عينا غريب يرى يوما بها بهجا
وحبذا أنت يا صنعاء من بلد ... وحبذا عيشك الغض الذي درجا
أرض كأن ثرى الكافور تربتها ... وماؤها الراح بالماذي قد مزجا
تهدي الى الشم انفاس الرياح لها ... ما هبّت الريح فيها العنبر الأرجا
راجع ج 2152الاكليل.
(4) هذه المواضع لا تزال تحتفظ باسمائها.
(5) باب السروج بكسر السين المهملة وسكون الراء وفتح الواو وآخره جيم يحتفظ باسمه وهو الباب الرئيسي لهذه الغاية.
(6) هذه الابواب تحمل اسماءها وتؤدي ما كانت تؤدي عليه الا ان ليس لها اليوم ابواب واغلاق.(1/313)
على هذه الحصون وهذه القرى على ضياع تؤدي خمسة آلاف ذهب برا وشعيرا يكون سبعة آلاف وخمسمائة قفيز (1)، ومن البرك والغيول على غيل عبلة وبركة سمع وبركة ميدان وبركة حالة وبركة السوق وبركة بيت فائس وعلى غيل عين بياضة وعين العشّة وعين بيت الهتل وعين الوعرين وتغلق على ميدانه وأنو باته ومجزرته ومساجده، ومراعيه وأغنامه وبقره وخيله ما خلا الإبل فانها لا تطلعه وهو مع ذلك كثير السّباع في رأسه، ولا مؤذ به من هوام الأرض، لم ير فيه ثعبان ولا أفعى ولا عقرب ولا ضفرة ولا قعص (2) ولا بعوض ولا بنات وردان وهي الضّوامير ولا خنفساء ولا كتّان وهو البق وقد يدخل البق في أمتعة المسافرين إليه فيمتن إذا صرن فيه وهو قليل الذباب والعنكبوت كثير الغراب والحدأة. فأما جوّه وهواؤه فمعتدل في الشتاء خاصة لأنه يكون في الشتاء صاحيا والذي عنيت من الشتاء فهو فصل الخريف عند الحسّاب وهو عصر الميزان والعقرب والقوس وقد ربما شابهه فيه عصر الجدي والدّلو والحوت وأكثر ذلك يعظم فيه نوء الثريا وهو عصر الجدي ونصف الدلو ونوء الصواب في الحوت، وعصر الحمل والثور والجوزاء وهو الربيع عند الحساب فيه صرير كثير المطر والبرد والهجاء فاذا اتصل الثريا بالصواب بالربيع كادت أن لا ترى عليه الشمس مدة للضباب الذي يتعصب به فيفقدها الكلاب فإذا أتى عصر الصّحو وظهرت الشمس نبحتها الكلاب، والخريف وهو عند الحساب الصيف وهو عصر السّرطان والأسد والسنبلة به كثير الأمطار والصواعق فيه كثيرة لارتفاعه وقد تحدث فيه وتختطف من أهله وإنما الرعد لقوة قادحة البرق، ومبادىء حركتها وكل راعدة صاعقة لأنها إذا علت في الجو بلغت تلك الحركة منتهى مداها في الجو قبل ان تصل الأرض فإذا قربت اللامعة من الأرض وقع صوتها وحركتها إلى الأرض ولم تبلغ مداها فأحدثت فيما لقيته من الأجسام كالسهم الذي يلقاه الجسم عن قريب فيمخطه بشدة درأته فإذا أصاب جسما في أقصى مداه وقع فيه وهو عال ذاهب
__________
(1) الضياع بالضاد المعجمة جمع ضيعة الأموال الرغيبة والكلمة من الدارجات على الألسن لاسيما في بلد ذي رعين والذهب بالذال المعجمة ثم هاء ساكنة وباء موحدة مكيال معروف عندنا وكان مستعملا في الجبال اليمنية إلى عهد قريب كما لا يزال يستعمل في تهامة اليمن إلى عهدنا وفي «ب» زهب بالزاي وهم مطبعي والقفيز مكيال مصري معروف.
(2) القعص بفتح القاف وتسكين العين آخره صاد مهملة: نوع من الذر يلدغ وهو معروف عندنا وبنات وردان الشصاص والشوصر في اللغة الدارجة.(1/314)
الدّرأة وكان المستولي على كثير من طباعه القمر فلا يزال في أيام الصحو صاحيا حتى يدحض الشمس من جزء وسط السماء والقمر منها بمنظر، وحينئذ يثور البخار من بطون الأودية حوله ومن بطون شعابه سحابا أبيض كثيفا وهو يظهر ويكثف ويرتفع في سرعة فلا يدور من الفلك جزءان أو ثلاثة حتى قد التبس ذلك البخار رأس الجبل من جميع جوانبه فيعتم به ونظرته عليك طلعا يحول بينك وبين النظر إلى دابتك إذا كانت قدامك أو بينك وبين رفيقك إذا بدرك، فإن كنت في وقت نوء كان ذلك السّحاب الذي أنت فيه ينهمل رذاذا غزيرا ثم ارتفع وتكاثف فإذا تكاثف وقع فيه لامعة البرق وتبعها صوت الرعد عجلا وريثا على قدر بعد العقيقة من البرق، ومثال ذلك انك إذا كنت في بعض السهول وكان منك على مدى البصر من يضرب بصاقور في حجر أو بفأس في شجر فنظرت إلى وقعة الفأس لم يتأد إليك صوتها إلا عند وقوع الضربة الثانية وصوت الضربة الثانية عند وقوع الضربة الثالثة وربما كان ابطأ على قدر البعد وكذلك البرق ربما التمع ثلاث لمعات متتابعات فلم يسمع رعدة الأولى إلا بعد تقضّي اللمعة الثالثة، وربما تكاثف ذلك السحاب إذا ظهر من بطون الأودية دون الشعاب والتف وتضاغط على المنتصف من قعدة الجبل فوقع فيه لامعة البرق فبرقت تحتك ونظرت الأودية متشققة بالسحاب وفوقه الشمس فإذا انقشع السحاب نظرت إلى ماء المطر يسيل في بطون الأودية وإذا أصبح على رأسه الصحو غب المطر وصفا الجو نظرت من أي مرائيه شئت ومن أي أشرافه ركبت أرض تهامة من تحته من موسط بلد حكم إلى المهجم ومن سردد وتنظر سائلة مور كالشيبة البيضاء، بين خمل تهامة وزغبها وعرفانها ثم تنظر البحر طريدة باقوتيّة فأما الحاد البصر فإنه ينظر من خلف البحر جزائر الفرسان (1)، وأما ما ينظر منه من الجبال فعرّ خولان من شماليّة وأكمة خطارير، ورأس وتران عن مسيرة سبعة أيام وستة وخمسة وسحيب جبل بني عامر بحرض، ومن غربيه جبال الشرف وريشان جبل ملحان عن قرب كقرب هنوم منه من شماليه، ومن جنوبيه برع وشبام حراز ومسار وضلع جبلان وحرف أنس وضوران ورأس سحمّر (2) ويخار وينظر هو من هذه المواضع ولولا أن قعدته في الأودية دون أن يكون
__________
(1) هذا الوصف الدقيق الرائع والتشبيه اللطيف ربما شاهدنا احيانا من جبال حجة أيام المنفى وعرفانها بضم العين وكسرها وتشديد الفاء فيهما جندب ضخم كالجراد أو نبت.
(2) هو ما يسمى اليوم قلة بني مسلم. وسحمر من عرضه.(1/315)
على ظاهر منجد لكان يرى من أرض نجد، وأما من شرقيه فلا يرى بلد لأن جبال المصانع تعلوه مثل جبل ذخار ومدع وحضور بني أزاد وهي في أعلى خط السراة وهو في موسطها ولذلك اعتدل هواؤه لأنه ارتفع من حر تهامة وسمومها وتطامن من نجد اليمن وبرده ويبسه، فأما سعة رأسه الذي تحويه العرقة وتدور به الأبواب فإنه يكون لمن مسحه ميلا ونصفا في مثله أو يزيد إلى ميلين إلا ثلث وإذا رآه الجاهل حكم على انه ميلين (1) وزيادة في مثلهما وتحف به من الأودية وادي لاعة وهو طمام وفرعاه عطوة ورأسها بياضة والعشّة من رأس الجبل والتهام (2) وهو من جبل ذخار والشوارق ومسور والحتر وتصب فيه أودية أخرى مثل اليعمل وضلع الجنات وغيرها ووادي عيّان ووادي نمل ووادي قيلاب، وكل هذه الأودية غيول مخارجها من صفوحه عليها الأمواز والأقصاب أعني قصب الشيرين ويقال الشيري وهو قصب المضّار وقصب السكر، وسمي قصب المضار (3) لأنه يمضر بالفم أي يمضغ فيبلع ماؤه، وصفوحه مكتسية بالمزارع والعشاش التي تكون للبقر مراتع، ومن ولد في رأسه فقبيح غير صبيح وخاصة النساء، ومن ولد في صفحه فصبيح غير قبيح وطباع سكنه وأهله تخالف طباع من في صفوحه (4) في العقل والنجدة والطول والتمام والفصاحة وانشراح الألسن، ونبت رأسه البرزغة والأثبة والصعتر (5) ومن الزرع البر والعلس والشعير والجعرة (6) واسم هذا الجبل وفيت وهو منسوب إلى تخلى بن عمرو الحميري من ولد شمر ذي الجناح بن العطاف وأخبار تخلى كثير (7).
70842 - وصف جبل الاهنوم
، ومنها جبل هنوم، وأهله الأهنوم من همدان ثم من حاشد (8) وفيهم بطن من
__________
(1) كذا في الاصول كلها وصوابه ميلان على القاعدة النحوية.
(2) وادي عطوة بفتح العين المهملة آخره هاء مشهور معروف. وكذا بياضة بضم الباء الموجدة آخره والعشة معروفة الضبط وتحمل اسمها للتاريخ والتهام بكسر التاء المثناة من أعلى آخره ميم بلدة من مسور كبيرة آهلة بالسكان وفيها من آل ذي حوال.
(3) المضار لغة غالب أهل اليمن وقد يقال له القند لغة صنعاء وذمار.
(4) يبدو أن الصفح بالصاد المهملة كالسفح بالسين المهملة أيضا وهو أصل الجبل وأسفله ومضطجعه الذي ينصب فيه الماء كما في القاموس وان كان اللغة الدارجة ان سفح الجبل حرفه الذي يظهر منه غيره والصفح الجانب.
(5) البرزعة غير معروفة والاثبة والصعتر مشهور معروف.
(6) العلس معروف والجعرة بكسر الجيم والضم نوع من الذرة الحمراء. وفي نسخة زيادة والبلسن.
(7) راجع الاكليل في نسب تخلى وقد غلب عليه اليوم اسم مسور المنتاب وكان اسم مسور في ذلك التاريخ يطلق على جانب من جبل تخلى.
(8) هذا قول نساب همدان راجع ج 10من الاكليل.(1/316)
خولان بن عمرو بن الحاف، ثم من ولد يعلى بن سعد بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن أسامة وهو قبالة تخلى من شماليه وعلى وصفه من جبال السراة وهو أحصن وأتلع وأوسع وقعدته على بلد غير ذي أودية فهو يكون أكثر دهره صاحيا إلا في أيام الأمطار ولذلك خالف جبل تخلى لما في رأسه من العنب والخوخ والرمّان والتين وغير ذلك، وفيه نبات شبيه بالصندل الأبيض يقاربه في الرائحة، وقد يداخل الصندل الهندي (1)
وزرع رأسه في الكثرة مقارب لزرع جبل تخلى إلا أن البر في هنوم أكثر وهو منقطع العرق وليس له غير طريقين لا يطلعهما سوى الرجال ولا يطلعه مثل جبل تخلى دابة لوعرة طريقه فإذا أرادوا دابة يستنفعون بها في رأسه مثل البقر للحرث والحمير للحمل حملها الرجال عجلة وعفوة صغارا، وطباع ساكنة رأسه كطباع ساكنة رأس جبل تخلى الغباوة عليهم وسلامة الناحية والعفّة وكلال اللسان وخساسة الخلق وحزونتها أغلب، وفي صفوح هنوم من بطن حاشد خمسة آلاف مقاتل وزروع صفوحه الذّرة، وصفوحه أكثر بلاد الله نحلا وعسلا ربما كان للرجل خمسون جبحا (2)
وأكثر، ويكون العسل هنالك ستة أرطال بالبغدادي وسبعة وثمانية بدرهم قفلة، ومن في صفوحه أهل نجدة وصباحة وحسن نساء، على سبيل من في صفوح تخلى إلا أن هؤلاء أرجل وأحد، وفي رأسه عيون غزيرة وقرن مرتفع عليه مسجد وتحته غيل وأخباره كثيرة (3).
70843 - وصف جبل برط واهله
ومنها جبل برط (4) وساكنه دهمة من شاكر بن بكيل ورأسه واسع في عداد بلد من البلدان وزروعه كثيرة أعقار وعلى المساني وهي النواضح وخبّرني من قبض عشور العلوي (5) خمسة آلاف فرق (6)، وأهله انجد همدان وحماة العورة ومنعة الجار (7)
__________
(1) هكذا أخبرنا أهل الاهنوم انه يوجد فيه هذا النبات.
(2) الجبح بالكسر أكثر وأشهر من الضم والفتح وهو وعاء مطوي من شجر اليراع وغيره من النباتات التي تنعطف بلين، وتتخذ منه خلية النحل مفتوح الجهتين ثم يسد اعلاه لخروج النحل ودخولها في عيون محكمة كما يسد أسفله ولا يفتح الا عند جني العسل ولغة الجبح دارجة ومعروفة.
(3) هو ما يسمى اليوم قرن جمع في جبل شهارة يخرج من باب شهارة ثم يتجه غربا قليلا ويطلع هذا المكان وفيه الماء والقات والمسجد.
(4) جبل برط مشهور واسع وفي برط اليوم مطار ومضخات ومدرسة ومستوصف وهي في عمل ونشاط مطرد.
(5) العلوي هو يحيى بن الحسين المتقدم الذكر.
(6) الفرق بالتحريك وقد يسكن مكيال معروف لا يزال يستعمل عندهم الى التاريخ وقد ورد ذكر فرق في حديث قيس ابن نمط انظر الوثائق السياسية ص 110.
(7) هم كذلك الى اليوم ولهم في التاريخ صولات وجولات ذكرناها في محالها.(1/317)
ويسمون قريش همدان وبلغ القتل بين دهمة وأختها وائلة ابني شاكر في عصرنا هذا ثلاثمائة رجل من الجميع الخيّر فالخيّر في جار كان لوائلة قتلته دهمة وهم على أشد ما كانوا عليه ورأس برط من أصح اليمن وأطيبه وأعدله (1) هواء وهو بين الغائط ونجد.
70844 - جبل تنعمة من خولان العالية
ومنها جبل تنعمة (2) لخولان العالية وهو حصن حصين وليس مثل برط في السعة وفي رأسه زروع أعقار وعلى الآبار.
فهذه الحصون التي بها ماؤها ومرعاها وجميع مرافقها.
ومنها جبل ذخار فيه قرى ومياه وعيون وحصنان أحدهما كوكبان من جانب، وشربب الثاني من جانبه الآخر.
حقل صنعاء واول من ارتاده
من عجائب اليمن حقل صنعاء وأول من ارتاده بعد الطوفان سام بن نوح بعد الغرق المتعالي (3) فوجده من أطيب (4) الإقليم الأول، قيل فتذكر علماء صنعاء عن كابر فكابر انه وضع مقرانه (5) وهو الخيط الذي يقدر به البناء على موضع الظبّر بالظاء والظبّر جبل قريب من صنعاء (6) كما يقولون وهو حرف الجبل وحرف البناء ولا يذهبون إلى التّضبير من الأساوة وتضبير الناقة ناقة مضبّرة (7)، فبني الظبر فلما أجد في البناء أتى طائر مسفّا للمقراة فاختطفها وطار بها وأتبعه بصره حتى ألقاها على جبوبة النعيم (8)
فوضع ليبني به فأسف ذلك الطائر للمقراة فاحتملها حتى ألقاها على حرة غمدان فأس
__________
(1) اندهش ابو الاحرار الزبيري على صحة ونضارة هذا الجبل العظيم الذي فيه عز اليمن.
(2) تنعمة هو ما يسمى اليوم جبل اللوز لكثرة شجر اللوز فيه وفي رأسه ما ينوف على مائة بئر وهو غير تنعمة الذي في قروي من خولان العالية أيضا.
(3) كذا في اصلنا الغرق المتعالي وفي «ل» و «ب» العرق المتعال بالعين المهملة ولم يظهر معنى ذلك بعد البحث.
(4) كذا في اصلنا وفي الجزء الثامن وفي «ل» و «ب» طيب.
(5) المقرانة بكسر الميم وآخره نون وهاء كذا في اصلنا وفي الجزء الثامن من الاكليل وفي «ل» و «ب» بالتاء المثناة من فوق قبل الهاء وقد فسر ذلك المؤلف وهي قطعة حديد تشبه اللوح الصغير فيها خرت ينظم فيه خيط لتقدير البناء فيكون متساويا ولا زال يستعمل عندنا الى هذه الغاية ويسمى المقراة.
(6) الظبر بضم الظاء المشالة وسكون الباء آخره راء وهو معروف عندنا الى التاريخ وينطق به وهو حرف البناء من ركن البيت أو نحوه والظبر جبل الخ هو ما يسمى ظبر خيرة وهو جنوب صنعاء بين عد ورد، وسامك معروف.
(7) التضبير الجمع وشدة تلزلز العظام واكتناز اللحم وناقة مضبرة مفعلة مجتمعة الخلق موثقة ولم يظهر قوله: ولا يذهبون الى التضبير من الاساواة.
(8) جبوبة النعيم هي التي تسمى اليوم جبوبة النعامي وهي التي شرقي القصر ببضع مترات والتي وضع فيها اليوم خزان المياه.(1/318)
سام غمدان واحتفر به بئره التي هي اليوم معروفة ببئر سام (1). فاما طباع صنعاء فصحيح على أن الغالب عليها البرد ولصحتها يلبس الإنسان بها في الشتاء عند جمود الماء لباس الخز والكتان والرقائق فلا يدخلها البرد لأنه برد يابس والدليل على يبسه أنه يفطر أطراف العمال والصناع ويشنها (2) بالدم، ويلبس الإنسان الصوف والمبطنات ودواويج الثعالب (3) في صيفها فلا تؤذيه، وخبرني عمر الشهابي عن أحمد بن يوسف الحذاقي (4)
انه نظر إلى ماء جامد بناحية بيت بوس في أول حزيران وهو أصفى قليل، ولا يتحول الإنسان الشتاء والصيف من مكانه فإذا اشتد به الصيف وحر فدخل الرجل يقيل على فراشه لم يكن له بد من أن يتدثر لأن بيوتها في الصيف باردة لأجل قصة الخير المسيّع (5)
بها بواطن البيوت فيدخل في المخدع على فراشه ويطبق عليه الباب ويسبل السترين والسجف، فلا يتغير ضياء البيت لأجل الرخام الذي يكون في الجدرات (6) والسقف، بل إذا كان في السقف رخامة صافية نظر عوم الطائر بظله (7) عليها إذا حاذاها وتؤدي الرخامة لمعان الشمس إلى القصة فتقبلها بجوهرها وبريقها.
وقال بعض من دخل صنعاء من العراقيين: من العجب أن بيت قصة بصنعاء بدينارين يريد القصة المخيرة، والخيرة عضة مثل عضة الصبر فيها غرى تغرى به قداح النبل، ويلصق به الغرار، فتطبخ هذه العضة حتى تذيب ماءها، ويستولى على ذلك الغري (8) ثم خيض به الغرّة ويقال الجص فلا تموت مع الخيرة إلا لأوان بعد ما
__________
(1) راجع الجزء الثامن فقد حققنا مكانها هنالك.
(2) كذا في اصلنا من الشن اي يخرج منها الدم قطرات وهي لغة دارجة فيقول الصبيان في ايام الشتاء وكثرة اللعب قد رجلي تشن بالدم وفي «ل» و «ب» يشينها من الشين وهو القبح وهم.
(3) الدواويج هي الفراء المدبوغة من جلود الثعالب.
(4) الحذاقي كان يتولى قضاء صنعاء أيام الفتنة لأسعد الحوالي وغيره من سنة 293إلى سنة 299راجع التاريخ وما ذكره هو صحيح لما اعرف من طباع صنعاء والمؤلف يروي عن محمد بن عمر الشهابي، «الاكليل» 1/ 60.
(5) المسيع المصهور والممروج بها.
(6) كل هذا الوصف لا يزال في صنعاء وذمار للمناخ وطبيعة الأرض والرخام هو يسمى في عرفنا اليوم بالقمريات لانه يشبه القمر ويكاد اليوم يختفي لاستبداله بالزجاج.
(7) عوم الطائر بالعين المهملة كغومه بالغين المعجمة فالاخر، لغة ذمار وما جاورها شمالا والاولى لغة الكلاع وما انسحب جنوبا حتى عدن وهو ظل الشيء ولم اجدهما في القاموس فهما لغتان يمانيتان.
(8) الخيرة معروفة وهي بكسر الخاء كالصبر الذي يقال له الصّبّار فعّال موجود معروف لا سيما بتهامة لكن اليوم لا يستعمل مع الجص كما ذكر المؤلف وقد رأيت في بعض البيوت القديمة بقية من هذه الصنعة الخلابة البراقة وظننتها لأول وهلة زجاجا.(1/319)
يستمسك الجصاص ترقيعها وتصريفها على ما يريد فإذا جمدت أركبت الأيدي فمسحت فظهر لها بريق جوهري كبريق المصقول من الجواهر، ثم دخلها البياض مع ذلك الصقال حتى تشاكله الفضة المصقولة وسائر الجصّ في البلاد يطبّع اللباس ببياضه، ولا يكون له جوهرية ومن عتق قصة اليمن أنها إذا خيضت بالماء، ثم ضرب به على موضع خشن ثم الزمتها يد الرّجل وهو فوق شيء يحمله، ثم ضرب منها بشيء على يده ثم تركت حتى تموت فإنه إذا نحّي ما تحت الرّجل وترك علقته بيده تلك القصة بشدة قبضها واجتماعها فيرزب (1) وهي تجبر الكسر بقبضها هذا وقضيتها وحيلتها (2).
باقى صنعاء من الثمار والعنب
جميع الثمار بها من العنب الملاحي، والدوالي والأشهب والدّربج والنواسي والزيادي، والأطراف والعيون والقوارير والجرشي والنشاني والتابكي والرازقي والضّروع، ويؤتى اليها من خيوان بالرومي ومن الجوف بالوادي، وبها الرمان الحلو والحامض والممزوج والمليّسيّ، والسفرجل، وليس يلحق به سفرجل البلاد لأن فيه شيئا من الحموضة والقبض (3)، والإجّاص والمشمش والتفاح الحلو، والتفاح الحامض والممزوج، والخوخ الحميري، والخوخ الفارسي، والخوخ الهندي (4)، والجوز الفرك، واللوز الفرك والحلو منه والمر (5) والكمثرى، وقد وفد إلى صنعاء قدمة (6)، وبها الورد والباقلاء الأخضر ولا يتركونه يبلغ، وجميع أصناف البقول، وجميع الحبوب. والقدر بها لها رائحة وللخبز بها رائحة عجيبة شهية تشمّ من بعد وكذلك القدور وكيزان الماء من الفخار لها عند مباشرة الماء، وهي جدد رائحة طيبة مقوية للروح وترد إلى المغشيّ عليه نفسه وهذه الثلاثة الأرواح لا يشاركها فيها شيء من البلاد (7). ثم إذا طبخ اللحم بالخل وأنزلت القدر بها مغطاة شهرا أو شهرين ثم أتيت
__________
(1) قوله يرزب من رزب إذا لزم وقبض بشدة.
(2) لا تزال تستعمل القصة لجبر الكسر الى يوم الناس هذا وبالفن الحديث.
(3) هذه الانواع لا زالت معروفة راجع الجزء الثامن من الاكليل.
(4) غير معروف الخوخ الهندي اليوم والخوخ ما يسمى الفرسك وهي تسمية قديمة. ولعل الخوخ الهندي هو الخلاسي كما في الجزء الثامن.
(5) الفرك الذي يسقط نواه بسرعة ولكن يشمل قوله الحلو منه والمرّ ولعل المز هو جوز البرقوق لا نعرف غيره.
(6) في هذه العبارة قلق ولعل ثم سقط ففي الجزء الثامن من الاكليل ما لفظه: يقول ذلك من يفد إلى صنعاء من الغرباء. وربما العبادة وفد الى صنعاء قدمة.
(7) هذه النعوت صادقة على صنعاء وما صاقبها في الاتجاه شرقا وجنوبا إلى يريم وبلد ذي رعين وشمالا الى صعدة ولكن صنعاء لما كانت حاضرة البلد كان الوصف بها ضروريا.(1/320)
بعد هذه المدة فتجده جامدا فأسخنته فتظهر فيه رائحة يومه، وهذا لا يكون إلا بصنعاء (1)، وقد خبر بذلك جماعة، منهم إبراهيم بن الصّلت طبخ قدرا له وكان عزبا (2)، فلما كملت وكلت نارها عزم على الغداء فهو كذلك حتى أتاه رسول ابي يعفر إبراهيم بن محمد بن يعفر، فاتبعه من ساعته إلى شبام فلما وصله أمره بالمضي إلى مكة وكان أحد الطرادين وأمر له بناقة وزاد، ودفع إليه كتبا يوصلها بوالي مكة فمضى إلى مكة وأقام حتى خرج جوابه وعاد إلى شبام، فأوصل جوابه ثم صرف إلى منزله.
قال: فدخلت وأنا جائع فنظرت إلى ذلك القدر على الأثافي وإلى ذلك الخبز قد يبس في منديل. قال فكسرت من الخبز شيئا في قصعة وأحررت ذلك القدر ونكبته (3) على ذلك الخبز حتى تشرّبه فكان كقدر أسخنته يوم ثالث، وذلك بعد شهر وكسر. وكان الحاج يأكلون سفرهم طرية الخبز ويابسة غير متغيرة من صنعاء إلى كتنة، وإلى أبعد (4) وكنت أنظر إلى التجار إذا حملناهم إلى مكة من صعدة يأكلون سفرهم طرية إلى نصف الطريق ويابسة تدق وتطرأ إلى مكة، وكنا نحن نستعمل في أسفارنا خبز الملة والسمن واللحم والكشك والمهّاد (5)، ونرى أن خبز السفرة إذا فتّ من وعثاء السفر (6)، وقال لي أبي رحمه الله تعالى: سألني رجل ببغداد بماذا تأدمون في أسفاركم؟ قلت: بالسمن، قال: أبا السمن؟ قال قلت: وما للسمن؟ قال هو ضرب من السمّ، قال قلت:
أما والله لو ذقت البرطي منه، والمغربي والكليبي والجنيبي (7) لعلمت أن دهن اللوز معه
__________
(1) بل وفي ذمار ونحوها ولقد اخبرني من اثق به من أخل ذمار انه أبقى قلية عيد الاضحى بودكها إلى شهر رجب ثم فتح عليها فلم يتغير منها شيء والقلية هي من لحوم الاضحية التي سمنت وعلفت سنة وتطبخ وحشوها العقاقير ثم تنزل من على النار ولا يمسها يد وتترك الى ما يشاء وقد تفتح في اول السنة محرم. ولا يزالون ينتفعون بلحمها وودكها مدة على حسب الحاجة وهذه القاعدة سارية الى يوم الناس هذا وكل ذلك راجع الى جفاف البلاد ويبوستها.
(2) انظر «أحسن التقاسيم»: 55.
(3) نكسه وكفأة.
(4) وهذا يؤيد ما قلته ان الخاصة هذه لا تنفرد بها صنعاء بل الجهة الشمالية والشرقية ولا زال الحجاج الذي عرفناهم قبل أربعين عاما والتي كانت رواحلهم ارجلهم والحمير والبغال والابل يعتمدون في اسفارهم على ما ذكره المؤلف أما اليوم عصر البخار والسرعة فقد بطل كل شيء.
(5) الكشك بالكسر ضبط بالشكل لا بالحرف وكذا القاموس: طعام يتخذ من نقع البرغل باللبن بعد اختماره فيفت ويطبخ قلت: ولعله الذي يسمى المطيط، والمهادة الشيء المنبسط المسهد والذي لين وهو الممهود معروف.
(6) خبر أنّ محذوف ولعل هنا سقطا.
(7) السم بالفتح والضم معروف والبرطي نسبة الى جبل برط والمغربي نسبة الى مغرب حمير، والكليبي بضم الكاف نسبة لآل كليب من صحار والجنبي نسبة إلى جنب هران أو الى جنب خشعم أو غيرهما وفي اصلنا الجبني بضم الجيم وفتح الباء الموحدة نسبة إلى جبن بضم الجيم أيضا مقاطعة من جنوب رداع لا يزال سمنها يعبق ريحا طيبة ويشم من مسافة وكذلك العودي والرعيني، وقوله ان دهن اللوز معه وضر الوضر الوسخ.(1/321)
وضرّ، ولذلك لا يعمل أهل اليمن حلاواهم إلا به، لأنه أطيب وأجود من الشيرق المقشر (1) ومن دهن الجوز واللوز، ولطيبه يشربه الناس شربا، ويكون له رائحة شهية تدعو النفس معها إلى شربه والاستكثار من التأدم به، وله لطف، فلا يكاد يجمد لرقته ولطفه وخفته، والسمن مما يبين به اليمن (2). وتجد ذلك كذلك في لطافة لحوم الضأن ولحوم البقر، فأما الجنديّ منها فربما بلغ الثور منها ثلاثين دينارا مطوقا فإنه أطيب من لحم الحمل الشهري في سائر البلاد لرقته، ولطفه، ودسمه، ولا يكون له رائحة (3)، ولأهل صنعاء الرقاق (4) الذي ليس هو في بلد رقة وسعة وبياضا لمؤاتاة متانة البر. وإبرار اليمن العربي التليد، والنسول برّ العلس، وهو ألطفها خبزا وأخفها خفة (5). والرغيف بصنعاء لا ينكسر، ولكنه ينعطف ويندرج طومارا وكسره السفار قطعا، والخبز بها ضروب كثيرة، ولمضائرهم فضل لحال اللبن، واللبن الرائب بصنعاء، وبلد همدان ومشرق خولان وحزيز وجهران اثخن من الزبد في غير اليمن مع الغذاء واللذة والطيب، وزبدها بمنزلة الجبن الرطب في غيرها وأشد وتحمل القطعة، فلا يعلق بيدك منها كثير شيء، ولهم مع ذلك ألوان الطعام والحلاوى والشربة التي تؤثر على غايات ألوان كتب المطابخ، ولهم مثل ألوان السمائد وألوان البقط والكشك السري وألوان الحلبة، ومعقدات الأترج والقرع والجزر وقديد الخوخ والرانج والليّ (6)، وغير ذلك مما إذا سمع به الجاهل ازدراه، وإذا شرع فيه قضم على طيبه بعض أنامله، وبه الشهد الحضوري (7) الماذي الجامد الذي يقطع بالسكاكين، وقد ذكره امرؤ القيس بقوله:
__________
(1) الشيرق بالشين آخره قاف كذا في الأصول كلها وهو الشيرج بكسر المعجمة آخره جيم وهو دهن السمسم الجلجلال.
(2) هكذا أوصاف السمن اليمني كما وصفه المؤلف ولهذا تقول الاغراب السمن سم العلل وهم غالطون فرغم أوصافه التي تفتح النفس لشربه مجردا فانه يضر بالكبد لا سيما من كان مريضا بها وقوله يبين به اليمن أي يتميز.
(3) هو كذلك لهذه الغاية.
(4) الرقاق لغة جارية لا سيما في الكلاع وفي الجهات الاخرى الخير وهو غير الملوج.
(5) هذه اسماء ابرار اليمن معروفة لهذه الغاية ومنها الميساني وياتي ذكره ويرادفه الوسني ومنه الحوروري العنسي نسبة الى قرية حورور من عنس.
(6) هم كذا إلى اليوم والرانج في القاموس بكسر النون تمر املس والجوز الهندي واللي الدعبب يأتي ذكره للمؤلف.
(7) نسبة إلى حضور الصقع المذكور ايضا.(1/322)
كأنّ المسك والكافو ... ر بالراح اليماني
على أنيابها وهنا ... مع الشهد الحضوري
ويهدى إلى العراق ومكة وسائر البلدان في القصب، وصفة عمله أن يحر في الشمس ويصير في عقود قصب اليراع، وأقيمت تلك القصبة أياما في بيت بارد حتى يعود إلى جموده، ثم ختمت أفواه القصب بالقصّة، وحمل، فإذا أراد تقديمه على الموائد ضرب بالقصبة الأرض فانفلقت عن قصبة عسل قائمة، فقطعت بالسكين على طيفورية أو رغيف. وباليمن من غرائب الحبوب، ثم من البر العربي الذي ليس بحنطة، فإذا ملك عجينة، ثم أردت قطع شيء منه تبع القطعة تابعة منه تطول كتابعة القبيط (1) والميساني والنسول والهلباء لا يكون الا بنجران، ومنه الأدرع الأملس والأحمر الأحرش، واللوبياء، والعتر، والأقطن والطهف (2)، والوان الذرة البيضاء والصفراء والحمراء، والغبراء، والسمسم الذي لا يلحق به لاحق خاصة المأربي والجوفي كثير الضياء صاف طيب، وقد يزرع بها الحمص والباقلي والكمون وغير ذلك (3).
ومن عجائب 70845 اليمن
أن أكثر زروعها أعقار، فلذلك متن عجينها، ولان خبزها وهو ان تشرب الجربة في آخر تموز وأول آب، ثم تحرث بأيلول إذا حمّت (4)
أي شربت ماءها وجف وجهها، ثم تحرث في تشرين كرة أخرى، ثم في تشرين الآخر كرة ثالثة، ثم بذرت في كانون الأول فأقام فيها الزرع إلى ايار وصرب ولم يصبه ماء (5)، فأما القرارة بالهجيرة فإنه يصرم بها متعجلا بنيسان وآخر آذار، فتكون الجربة بها كثير من حمّها فتحرث وتبذر فيها ثانية، فتأتي بطعام معجل لحرارة الزمان يصرم بحزيران. وأما مأرب والجوف وبيحان، فإن الودن وهو الجربة
__________
(1) القبيط بضم القاف وتشديد الباء الموحدة مكسورة نوع من الحلويات وكل هذه النعوت لا تزال كما ذكر المؤلف.
(2) العتر بفتح العين والتاء المثناة من فوق زرع معروف يشبه ما يسمونه بالبساليا والطهف بفتح الطاء والفاء وقد تسكن آخره فاء نبت وزرع يزرع في مأرب وتهامة غب نزول السيول تكون الجربة ملآنة بالماء فيلقى عليها هذا الحب ما يجف الماء الا ونبت وأتى بأكله والطهف أصغر حبا من الدخن.
(3) كل هذا معروف والذرة هى عدة أصناف، والحمص كالحميص وهو يشبه العتر.
(4) في الاصول كلها جمت بالجيم والمشهور عندنا معاشر اليمنيين والمتداول: حمّت بكسر الحاء المهملة اذا جف الماء منها وصلحت ان تحرث هكذا المعروف عندنا ولهذا صححنا الكلمة بالحاء المهملة فصاحب البيت أدرى بالذي فيه وكذا ما بعد كلمة حمت صححنا ذلك.
(5) لا تزال هذه العادة مستمرة الى التاريخ واكثر ما يكون في نجد اليمن، راجع تفسير الدامغة.(1/323)
والزّهب بلغة أهل تهامة (1) يمتلي من السيل، فإذا امتلأ نف (2) فيه الطّهف والدخن فنضب الماء ثار نبته، فلا يحم الجربة في شهر وأيام حتى تصرم وتحرث للزرع الذي ذكرناه، فربما طرح في الودن مع بذر الذرة السمسم واللوبياء والعتر والقثّاء والبطيخ والقرع (3)، فبلغ كل ذلك أوّل أوّل، وهذا يكون في أقاصي الجرز (4). مثل أعراض نجد ونجران والجوف، ومأرب وبيحان وتهامة عن كملها. ومن ذلك الذّرة بنجران في قابل يام من ناحية رعاش وراحة يكون في قصبة الذرة مطوان (5) وثلاثة وأكثر، ولا يكون فيها بالموضع على هذا.
70846 - الأترج بنجران
ومن ذلك الأترج بنجران ليس حماض فيه كبار أحلى من العسل، تبلغ الواحدة ربع دينار وخمس وسدس، وليس له نظير في بلد. ومن ذلك سكر العشر (6) لا يكون إلا بنجران، ولا يكون منها إلا شق بلحارث فيما بين الهجر وسرّ بني مازن، وهو سكر ينزل من الهواء على ورق العشر في قولهم وإخاله، فيكون بقدرة الله عز وجل من العشر، وقد يوجد منه شيء في الموضع على غير العشر، وهو ضرب من المنّ وهيئته مثل قطع اللّبان والمصطكى، وقد يحمل ويعمل منه سكر كبار مطبّع في القوالب وقد أهديت منه إلى أخ لي بالعراق فأعجب منه من رآه. ومنها المحط، ويسمى القصاص وهو حالق للبواسير (7)، ولا تصيب هذه العلة أحدا بخيوان لاستعمالهم إياه في القدور ويعقد بالعسل، ويهدى، وأهدى منه بعض سلاطين تهامة إلى العراق، وجرت كتب اليه أن احتفظ بحظائر هذه الشجر فأعلمهم أنه نبات جبال قبائل وادعة وأرحب.
__________
(1) هذه الاسماء تطلق على القطعة من الارض معروفة للتاريخ مستعملة والزهب بالزاي بمثابة الفدان بمصر وفي «ل» و «ب» بالذال المعجمة وهم.
(2) النف هو ان يأخذ حبا ملء قبضته ثم يرمي به الى الجربة باسلوب زراعي معروف.
(3) السمسم هو الجلجلان واللوبيا بضم اللام الدجرة وجدرة في لغة حجة وما جاورها أي ان هذه النباتات تذرى معها في جربة واحدة وآن واحد وتأتي بثمرها بسرعة وهكذا اليوم يعملون وذلك لطيب الارض وجودها.
(4) الجرز بالجيم والراء آخره زاي معجمة مر الكلام عليه وفي «ب» و «ل» الجزر بالجيم والزاي ثم راء وهم.
(5) مطوان تثنية مطوى وهي السنبلة السبولة وهي لغة حاشد ومغاربها وورد بهذا اللفظ في المساند الحميرية.
(6) العشر بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة شجر معروف ولكن لا يأتي بما ذكره المؤلف الا في نسق بلحارث.
(7) القصاص معروف ومنتشر في عموم اليمن لا سيما في جنوبه ومغاربه.(1/324)
70847 - الورس واللبان
ومنها الورس واللبان اللذان لا يكونان في غير اليمن ويصيران في جمع الأرض (1)، وبها النخل البعل الذي لا يشرب إلا من السيل، وربما أسنت فأتى بالتمر عن ريّ سنة واثنتين، وبها القسب (2) من التمر الذي يسحق، ويحلو مع السويق كالقند فذاك بنجران، وبها المدبّس الذي لا يلحق به بردي خيبر. قال لي أبي رحمه الله تعالى: قد دخلت الكوفة وبغداد والبصرة وعمان ومصر ومكة، وأكثر بلاد النخل وطعمت التمران ما رأيت مثل مدبس نجران جودة وعظم تمره خاصة تملأ الكف التمرة، وبها من الجرب الكبار التي تأتي بعشرين الف ذهب فذاك ثلاثون ألف قفيز، سيوان في جانب صنعاء (3) وجربة حران بشراد والحضر (4) وأرض الرزم بالجوف والحرجة بمأرب.
ومن الآبار العجيبة
: البئر المعطلة بريدة، ومنها بئر سراقة لمراد في أسفل الجوف، طولها خمسون باعا، وماؤها عذب فرات، لا تكدرها الدلاء، وبئر سام بن نوح بصنعاء، وكهالة بئر ذي يزن بين زبيد وعدن، وبرهوت بسفلى حضرموت وبئر ميمون المذكورة في القرآن (5).
والمواضع التي لا تضر فيها الأفاعي
: ناعط يلدغ بها أحد ولا بموضع تشرف عليه، ويكون منها بمنظر، وصنعاء لطلسم كان بها في باب المصرع ومثلها ظفار، وبها تراب إذا طلي به بيت مصهرج لم يدخله كتانة، يحمل ويباع (6)، وبالمعافر عضاه
__________
(1) قال الاصمعي: ثلاث قد عمت الارض ولا توجد الا في اليمن: اللبان والورس والعصب.
(2) القسب نوع من التمر.
(3) سيوان بكسر السين المهملة وسكون الياء المثناة من تحت آخره نون كذا صححناه من الاكليل ج 1ومن ابن خرداذبه 136قال الهمداني كانت للامير عباد بن محمد الشهابي زميل معن بن زائدة باعها في اغاثة الملهوف وعمل الكل وكسب الثناء وللآخرة والاولى وتقع في شعوب شمال صنعاء وهي اليوم مجزأة وقال ابن خرداذبه: ويشق صنعاء واديها السرار يجري اذا جاء المطر في شهور الصيف ويصب في سيوان فتكون كأنها بحيرة قال الشاعر:
ويلي على ساكني شط السرار ... يسكنه ريم شديد النفار
والسرار هي المعروفة اليوم بالسائلة.
(4) جربة حران بكسر الحاء المهملة هو اليوم البعض منها خزجة ترعى فيها البقر لانها صارت مستنقعا للمياه والبعض منها صالحة للزراعة من ارض الوقف الراجع إلى مدينة ذمار وشراد وادي المطاحن والشلالة.
(5) بئر ريدة هي اليوم أغزر ما تكون ماء واعذبه ونعتها المصنف في الجزء الثامن نعتا جميلا وفيها اليوم مضختان ولا تنكش وبئر شراقة في مدينة براقش من أسفل جوف مراد وكان يسكنه عهد المؤلف بلحارث بن كعب ومراد.
(6) وهذا في مدينة ذمار ايضا ولا يوجد بها الحنشان ولا شيء من الهوام.(1/325)
كثيرة تدفع مضارّه (1).
70848 - جبل الملح بمأرب
وبها جبل الملح في بلاد مأرب، ولا نظير له وهو ملح ذكر ذو جوهرية وصفاء كالبلور وهو الملح البري، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) أقطعه الأبيض بن حمّال السبائي يوم وفد عليه، فلما ولى قيل: إنك اقتطعته يا رسول الله الماء العدّ فاستقاله فيه فأقاله (2)، وبالشرّف من همدان الموز العري أي لا يشرب من عين إلا من المطر.
وباليمن من كرام الإبل الأرحبية لأرحب بن الدّعام من همدان، والمهرية ثم من المهرية العيدية تنسب إلى العيد قبيلة من مهرة (3) والصدفيّة، والجرمية والدّاعرية تنسب إلى داعر من بلحارث، والمجيدية ومنها الإبل المهرية المعنبرة.
ومن البقر الجندية والخديرية في الجسم والقوة وطيب اللحم، وتبلغ في الجسم مبلغا عظيما، والجبلانية السود الحرش التي تدبغ جلودها للنعال يبلغ الجلد منها عشرة مثاقيل وأكثر وإلى عشرين، ومنها الشرّع المدرهمة العرسية السّمسمية، ويبلغ الأشرع المدنر الأحرش دنانير، ولهذه البقر صيالة وحد في قرونها وبأس، وتقتل السباع وهي العراب من البقر والأخرى الدّرب والدربة السنام (4).
ومن الحمير للسّروج: الحضرمية، ثم المعافريّة وذوات الأشر والخفة والسرّع والشّهومة والخشونة الخشبية منها (5).
ومن الخيل: العنسية والجوفية والحجيجية (6)، وهي خيل لها أنفس وخرجات وانحرافات، وليست مثل المصرية والجزرية متنا، ولها صبر وصباحة على أنها ليست بجسام، وهي أشهم وأجمع قلوبا، ويطأن القتيل، ويحملن السلاح الثقيلة،
__________
(1) لعلها التي تسمى اللاعية فان من أكل منها لا تضره لسعة الافاعي ولا العقرب ولا الثعبان وهذا أمر مشهور.
(2) راجع الاكليل ج 2412.
(3) راجع ج 1من الاكليل ص 191.
(4) الشرع بالكسر شراك النعل واوتار العود جمعه شرع بالكسر كذا في القاموس. والمدرهمة التي تشبه الدرهم ولم يظهر قوله: العرسية والسمسمية كأنها التي تشبه السمسم وقوله المدنر بتشديد النون الذي فيه نكت والحرش والاحرش التي فيه خشونة وصلابة والدرب بالضم جمع الدربة وهي الهجين الضعيفة.
(5) ذوات الاشر بفتح الهمزة وهو المرح والنشاط والسرع بالفتح والكسر: السرعة معروفة والشهومة كالشهامة معروفة والخشونة الصلابة والقساوة والتي في ملمسها نبو، الخشبية نسبة الى الخشب.
(6) العنسية نسبة الى بلد عنس والجوفية نسبة الى الجوف المشهور. واما الخجيجية فغير معروفة.(1/326)
ويجلن بها ويجرين فلا ينقص الثقل من جريهن شيئا، والشوافيّة (1) وبها جلود النمر النفيسة المحلولكة السواد اليقق البياض. ويبلغ الجلد دنانير، ويتخذ منها مع السروج الفرش النفيس، وكذلك بها فرش العباء الملون النفيس، ويكون جلالا للخيل، وهي من أحسن شيء، وهي ملبن، مثل تلبين الوشي لبنة بيضاء، وإلى جنبها لبنة سوداء جرداء غير مخملة، وبها آلة الحرير النفيسة الملوكية، والأنطاع الصّتّ (2) التي لا تكف في مطر الأيام وفرش الريح من هذا الحرير وهو عجيب، وبها آنية الهيصمي وهو حجر يشاكل الرّخام إلا أنه أشد بياضا يخرط منه كثير من الآنية (3)
وبها الكاذي الذي لا مثله في بلد يشبه رائحة السنبلة في الثوب غمره ودهنه نفيس، وبها الدّعبب (4) وهو الليّ، وهو من حبوب الباه ودهنه نفيس، ومن خير ما نقل به شارب النبيذ، وقد يجفف ويطحن فيقوم مقام الخبز، وأما حشائش اليمن فكثير لمن تفقدها.
معادن الجوهر
: قد ذكرنا معادن الذهب. فأما معدن الفضة بالرضراض فما لا نظير له، وبها معادن حديد غير معمولة مثل نقم وغمدان، وبها فصوص البقران (5)، ويبلغ المثلث بها مالا، وهو أن يكون وجهه أحمر فوق عرق أبيض فوق عرق أسود، والبقران ألوان، ومعدنه بجبل أنس، وهو ينسب إلى أنس بن ألهان بن مالك، والسعوانية من سعوان واد إلى جنب صنعاء، وهو فصّ أسود فيه عرق أبيض، ومعدنه بشهارة، وعيشان من بلد حاشد إلى جنب هنوم (6) وظليمة والجمش
__________
(1) والشوافية نسبة الى مخلاف الشوافي بظاهر السحول.
(2) الصت بضم الصاد المهملة جمع الأصت وهي التي لا ينفذ منها الماء لمتانة الصنعة وهي لغة يمانية فصحى لم أجدها فيما بين يدي من معاجم اللغة يقال ثوب صت وصتيت الخ أي لا يكف منه الماء بل يبقى فيه.
(3) هذه الآنية غير معروفة اليوم وانما يوجد حجر الحرض المعمول في بلد صعدة وهو أدكن اللون ويحفظ حرارة النار ويستعمل للاكل.
(4) الدعبب بضم الدال وسكون المهملة وضم الباء الاولى وآخره أيضا باء موحدة معروفة الكلمة والنوع وهي بقلة سوداء تقشر وتؤكل ولها أوراق طول الكف يحفر لتلك البقلة بالاصبع أو بحديدة وتخرج.
(5) معادن البقران بالضم والعقيق والجزع في الاماكن المذكورة أشهر من غيرها وفي غيرها وكانت منتشرة الاستعمال متداولة في البلدان النائية وكان يتهادى بها ويفتخر واليوم يكاد يختفي من اليمن كل شيء حتى ولا سمح الله القوت الضروري وذلك باسباب اتكالهم على المنتجات التي من الخارج وتقاعسهم عن العمل تكاسلا وتجنبا عن الاعمال الحرة ليكونوا على البرية عالة ثم تأتي الحكومة فتكون ضغثا على ابالة وانك لترى شعبا بالجملة سبهللا وفارغا ومشردا تحت كل كوكب.
(6) وهنوم هو الأهنوم وهنوم أيضا موضع آهل بالسكن في مقاطعة ظليمة التي تعتبر من حاشد وفي سمت جبال سراتها ظليمة هي بالظاء المعجمة وفتح اللام آخره هاء تطلق على المقاطعة وهي قرية كبيرة وتقع جنوب الاهنوم وعدادها وفي القدم من خارف اذ ظليمة من اولاد خارف.(1/327)
من شرف همدان، والعشاري وهو الحجر السماوي عشار بالقرب من صنعاء (1)، والبلّور يوجد في مواضع منها، والمسنّى الذي تعمل منه نصب السكاكين، يوجد في مواضع منها، والعقيق الأحمر، والعقيق الاصفر العقيقان من ألهان، وبها الجزع الموشّى والمسير، وهو في مواضع منها، منه النقمي، وهو فحل العرف، والسّعواني والضصري منه أجش والخولاني والجرتي من عذيقة والشزب يعمل منه الواح وصفائح وقوائم سيوف ونصب سكاكين ومداهن وقحفة (2) وغير ذلك وليس سواه إلا في بلد الهند والهندي بعرق واحد.
مواضع النياحة على الموتى
: خيوان ونجران والجوف وصعدة وأعراض نجد ومأرب وجميع بلد مذحج (3) فأما خيوان فإن الرّجل المنظور منهم لا يزال يناح إذا مات إلى أن يموت مثله، فيتصل النواح على الأول بالنواح على الآخر وتكون النياحة بشعر خفيف تلحّنه النساء، ويتخالسنه بينهن وهن يصحن وللرجال من الموالي لحون غير ذلك عجيبة التراجيع بين الرجال والنساء.
وقد ذكرنا نعاء الموتى في كتاب القوس من «اليعسوب».
المشهور من محافد 70849 اليمن
وقصورها القديمة التي ذكرتها العرب في الشعر والمثل:
محافد اليمن كثيرة الذي فيها من الشعر باب واسع وقد جمع ذلك كله الكتاب الثامن من «الإكليل» ونذكر الآن المشهور منها ذكرا مرسلا فأولها وأقدمها غمدان ثم تلفم وناعط وصرواح وسلحين بمأرب وظفار وهكر وضهر وشبام وغيمان وبينون وريام وبراقش ومعين وروثان وإرياب وهند وهنيدة وعمران والنجير بحضرموت.
المواضع المضروب بها المثل من هذه الجزيرة على حد الاستبعاد:
يقولون لست بمعجز لنا ولو بلغت الشحر ولو حالت دونك يبرين، وبلغت حضرموت. قال
__________
(1) عشار بضم العين وكسرها سلف ذكرها وهي ما تسمى اعشار في الجنوب الغربي من صنعاء وعداده من بلد ذي جرة بلاد الروس اليوم.
(2) قحفة بفتح القاف وكسرها وفتح الحاء المهملة ثم فاء وهاء جمع قحف بالكسر وهو العظم فوق الدماغ معروف أي يصنع منه آنية تشبه قحف الرأس كالآنية من المدر المتداولة اسميا بها عندنا وقوله فحل العرف بالفاء آخر الحروف في الاصول كلها ولم يظهر ولعل صوابه قحل العرف بالقاف.
(3) لا تزال هذه النياحة في هذه المواطن مذكورة بهذا.(1/328)
الشمردل بن شريك يصف الرياح:
حيث يقال للرّياح اسفينا ... هوج يصبّحن فلا ينبينا
وكل وجه للسّرى يسرينا ... بلغن أقصى الرّمل من يبرينا
وحضرموت وبلغن الصيّنا
فضم إلى هذه المواضع الصين لبعدها عنده، ويقولون: أسحقه الله وأبعده والحق روحه بأرواح الكفار ببرهوت، ويقولون: سنبلغه، ولو كان أبعد من أنف اللّوذ، ويقولون: لا بد من صنعاء ولو طال السفر، ويقولون: لو بلغ صنعاء القصبة ولو بلغ برك الغماد وفي الحديث أنّ سعد بن معاذ أو المقداد بن عمرو (1) قال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو متوجه إلى بدر: لن نقول لك يا رسول الله كما قالت بنو إسرائيل لنبيّها عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون، بل اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون والله لو اعترضت بنا ماء البحر لخضناه أو قصدت بنا برك الغماد لقصدناه. وفي الحديث أن أبا الدرداء (2) قال لو أعيتني آية من كتاب الله عز وجل فلم أجد أحدا يفتحها عليّ الارجل ببرك الغماد لرحلت اليه وهو أقصى حجر باليمن، ذكر برك الغماد، ثم ذكر موضعه من قصور اليمن، قال أبو محمد: قد ذكر برك الغماد محمد بن أبان بن حريز الخنفري (3) وهو في بلد الخنفريين بناحية حنوي منعج فقال:
فدع عنك من أمسى بغور محلها ... ببرك الغماد فوق هضبة بارح
هذه مواضع في منقطع الدّمينة وعزازة من سفلى المعافر، البرك (4) حجارة مثل
__________
(1) المقداد بن عمرو من بهراء قضاعة ويقال الكندي ترجمته ضافية في الاصابة وغيرها وكذا ترجمة زعيم الأوسيين سعد ابن معاذ وهو الذي مات من سهم اصيب به في بني قريظة وحكم فيهم ذلك الحكم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة ارقعة او في معنى هذه.
(2) أحد الصحابة المشاهير راجع الاصابة وغيرها.
(3) ابن ابان بن ميمون بن حريز بالزاي آخر الحروف راجع الاكليل ج 1291182وفي «ل» و «ب» ابن جرير بالراء وهم.
(4) برك الغماد بكسر الباء الموحدة وسكون الراء والغماد بكسر الغين المعجمة وقد تضم بعدها ميم والف ودال مهملة وحجر بفتح الحاء واسكان الجيم آخرها راء ويوجد في المعافر أمكنة كلها في عزلة السوا وتسمى حجر ويبدو من كلام المؤلف أن برك الغماد انها في المعافر وهي من أقصى اليمن واستشهد بكلام محمد بن ابان وهذا البيت من قصيدة مذكورة في الاكليل ج 1222والدمينة تصغير دمنة هنالك وربما انها التي في برداد وغزازة بالفتح وزاءين معجمتين بينها الف وآخر هاء في معجم ما استعجم انها باقصى هجر واستدل بمهاجر ابي بكر إلى أرض الحبشة حتى اذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة الخ. والحال ان أبا بكر كان في طريقه الى اليمن وبرك الغماد هنالك إلى التاريخ ثم نقل عن الهمداني: برك الغماد في أقصى اليمن.(1/329)
حجارة الحرة خشنة وعثة متعاضة يصعب المسلك فيها.
ذكر ما أتى من الشعر جامعا لكثير من مساكن العرب ومسالكها مما تناهى الينا وسمعناه، وذلك قليل من كثير مما يعلمه العرب لأنه في خصائص من المواضع، فاما ما أتي من الشعر على الإفراد في أجزاء هذه الجزيرة، والعموم بها فما لا يحيط به أحد ولا يقدر على جمعه واستيعابه، لأن كل شاعر قد ذكر من مواضع الدّمن والأطلال ومواقع الغيث ومنابت الكلأ ما لم يذكره غيره إلا الخطاء، فمن ذلك قول الأخنس بن شهاب التغلبي (1) يذكر بعض منازل العرب من هذه الجزيرة:
لكل أماس من معد عمارة ... عروض اليها يلجؤون وجانب
لكيز لها البحران والسيف كله ... وإن يأتها بأس من الهند كارب
السيف ضفة البحرين، ولكيز بن أفصى بن عبد القيس، ويريد بالهند هاهنا السند، ويقال البصرة، وكان صقعها تسميّه العرب قديما بهذا الاسم.
يطير وأعلى أعجاز حوش كأنها ... جهام هراق ماءه فهو آثب
وبكر لها أرض العراق وإن تشأ ... يحل دونها من اليمامة حاجب
وصارت تميم بين قفّ ورملة ... لها من حبال منتأى ومذاهب
وكلب لها خبت فرملة عالج ... إلى الحرة الرجلاء حيث تحارب
سميت الحرة الرجلاء لأنها ترجل سالكها ولا يقدر فيها على الركوب والحجاز كثير الحرار والحرة هي اللّوبة والجمع لوب قال سلامة بن جندل (2):
حتّى تركنا وما تلوي ظعائننا ... يأخذن بين سواد الخطّ واللّوب
وهي لابة والجمع لاب وقد قيل تلو إن الحجاز سمي حجازا لكثرة الحرار فيه واحتجاز أهلها من العدو بها ولذلك قال النابغة وذكر امتناعه بحرة النار:
إما عصيت فإني غير منقلب ... من اللّصاب بجنبي حرّة النّار
__________
(1): «معجم ما استعجم»: 86و «شرح المفضليات»: 414و «معجم البلدان»: قضة.
(2) في الأصول: (ابو سلامة بن حبيب) وانظر شرح المفضليات 224و «معجم ما استعجم» 503.(1/330)
فموضع الماء من صمّاء مظلمة ... تقيّد العير لا يسري بها السّاري
ومن القصيدة الأولى قوله:
وغسّان حي عزهم في سواهم ... يجالد عنهم مقنب وكتائب
وبهراء قوم قد علمنا مكانهم ... لهم شرك حول الرّصافة لاحب
الشرك حبل الطريق في المياه وغيرها:
وغارت إياد في السواد ودونهم ... برازيق عجم تبتغي من تضارب
ولخم ملوك الناس يجبى إليهم ... إذا قال منهم قائل فهو واجب
ونحن أناس لا حجاز بأرضنا ... من الغيث ما نلقى ومن هو غالب
وقال أبو قيس بن الأسلت (1) يزجر غطفان عن مناجزة الخزرج:
لأكناف الجريب فنعف سلمى ... فاحساء الأساحل فالجناب
إلى روضات ليلى مخصبات ... عواف قد أصات بها الذّباب
كأن المكر والحوذان فيها ... وحماض التلاع الكهل غاب
أحقّ شبابكم من حرب قوم ... له خلق وناحية وداب
وإن تأبوا فإن بني سليم ... وإخوتهم هوازن قد انابوا
لأعداد المياه ليحضروها ... وبالجولان كلب والرباب
وأسفل منكم بكر حلول ... على تعشار رسّيت القباب
ومن ذلك قول بعض آل أسعد بن ملكيكرب تبع وذكر منازل من خرج من اليمن في سائر جزيرة العرب وغيرها:
وقد فارقت منها ملوك بلادها ... فصاروا بأرض ذات مبدى ومحضر
وقد نزلت منا خزاعة منزلا ... كريما لدى البيت العتيق المستّر
وفي يثرب منا قبائل إن دعوا ... أتوا سربا من دارعين وحسر
هم طردوا عنها اليهود فأصبحوا ... على معزل منها بساحة خيبر
وغسّان حيّ عزهم في سيوفهم ... كرام المساعي قد حووا أرض قيصر
__________
(1) شاعر مجيد راجع طبقات ابن سلام 189، والمفضليات 283.(1/331)
وقد نزلت منا قضاعة منزلا ... بعيدا فأمست في بلاد الصّنوبر
وكلب لها ما بين رملة عالج ... إلى الحرة الرجلاء من أرض تدمر
ولخم فكانت بالعراق ملوكها ... وقد طحرت عدنان في كل مطحر
وحلت جذام حيث حلت وشاركت ... هنالك لخما في العلا والتّجبّر
وأزد لها البحران والسّيف كلّه ... وأرض عمان بعد أرض المشقّر
ومنا بأرض الغرب جند تعلّقوا ... إلى بربر حتى أتوا أرض بربر
وقال عبد الله بن عبد الرحمن الأزدي في كلمته التي يذكر فيها افتراق الأزد (1):
ودون لقائها وادي عمان ... ونجران ومهيع نجد هاد
وقد جاوزتها ترجو رجاء ... فرحت من الرجاء بغير زاد
وقد تدنو وتوصل من يداني ... وتبعد من يحطّ إلى البعاد
وما طرب اللهيف إلى الغواني ... على عقب المشيب من السّداد
الا من مبلغ عني رسولا ... مغلغلة تحثّ إلى مراد
وغسّان الذين هم استتبّوا ... قبائلهم بأطراف البلاد
وحيّا منهم نزلوا عمانا ... أراهم لم يهمّوا بارتداد
فسيروا نحو قومكم جميعا ... ولا تنأوا سواهم في الأعادي
فإنكم خيار الناس قدما ... وأجلدهم رجالا بعد عاد
وأكثرهم شبابا في كهول ... كأسد تبالة الشّهب الوراد
أبعد الحيّ عمران بن عمرو ... وبعد الأكرمين بني زياد
وبعد شنوءة الأبطال أضحت ... بيوتهم ترفّع بالعماد
ولما خرج عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء هو ومالك بن اليمان من مأرب في جماعة الأزد وظهرا إلى مخلاف خولان وأرض عنس وحقل صنعاء فاقبلوا لا يمرون بماء إلا انزفوه ولا بكلأ إلا سحقوه لما فيهم من العدد والعدد والخيل والإبل والشاء والبقر وغيرها من أجناس السّوام وفي ذلك تضرب لهم الرّوّاد في البلاد تلتمس لهم الماء والمرعى، وكان من روادهم رجل من بني عمرو بن الغوث خرج لهم رائدا إلى بلاد
__________
(1) انظر الاكليل 1/ 92ونسبت هذه القصيدة في كتاب «السيرة» المنسوب لدغفل لذي حسان بن جيشان وهي في 19 بيتا.(1/332)
إخوتهم همدان فرأى بلادا لا تقوم مراعيها بأهلها وبهم فأقبل آئبا حتى وافاهم وقام فيهم منشدا لهذه الأبيات (1):
ألما تعجبوا منا ومما ... تعسفنا به ريب الليالي
تركنا مأربا وبه نشأنا ... وقد كنا بها في حسن حال
نقيل سروحنا في كل يوم ... على الأشجار والماء الزّلال
وكنا نحن نسكن جنّتيها ... ملوكا في الحدائق والظلال
فوسوس ربّنا عمرو مقالا ... لكاهنه المصرّ على الضّلال
فأقبلنا نسوق الخور منها ... إلى أرض المجاعة والهزال
الا يا للرّجال لقد دهيتم ... بمعضلة ألا يا للرّجال
أبعد الجنتين لنا قرار ... بريدة أو أثافت أو أزال
وإن الجوف واد ليس فيه ... سوى الرّبض (2) المبرّز والسيّال (3)
وفي غرق فليس لكم قرار ... ولا هي ملتجا أهل ومال
وأرض البون قصدكم اليها ... لترعوها العظيم من المحال
وفي الخشب الخلاء وليس فيه ... لكم يا قوم من قيل وقال
وهذا الطود طود الغور منكم ... ودون الطود أركان الجبال
يريد بالطود ما قطع اليمن من جبل السّراة الذي بين نجدها وتهامتها وسمي طودا، ووجد في بعض كتب ذي مأذن كتاب بالمسند: من كريب ذي ماذنم إلى أهل تهامة وطودم في كلام قد ذكرناه في كتاب الاكليل:
وخيلكم إذا أجشمتموها ... قرّوّ الشامخات من الجبال
أخاف وجى يعقلها عليكم ... فتصبح لا تسير من الكلال
وأنتم يا بني غوث بن نبت ... ولاة الخيل والسّمر العوالى
إذا ما الحرب أبدت ناجذيها ... وشمرت الجحاجح للقتال (4)
__________
(1) «تاريخ العرب» المنسوب خطأ الى الأصمعي: 82و «الوصايا» مخطوط وفيه 17بيتا.
(2) في «الوصايا» الريض.
(3) في «الوصايا»:
وهذا الطود دون الغور منكم ... ودون الغور أركان الجبال
(4) الجزء التاسع المفقود.(1/333)
وكان من روادهم رجل يقال له عائذ بن عبد الله من بني مالك بن نصر بن الأزد خرج لهم رائدا إلى بلد إخوتهم حمير فرأى بلادا وعرة لا تحملهم مع أهلها فاقبل آيبا حتى وافاهم فقام فيهم منشدا وأنشأ يقول:
علام ارتحال الحيّ من أرض مأرب ... ومأرب مأوى كلّ راض وعاتب
أما هي فيها الجنّتان وفيهما ... لنا ولمن فيها فنون الأطايب
ألم تك تغدو خورنا مرجحنّة ... على الحرج الملتف بين المشارب
أان قال قولا كاهن لمليكنا ... فما هو فيما قال أول كاذب
نخلّفها والجنّتين ونبتغي ... بجهران أو في يحصب مثل مأرب
فهيهات بل هيهات والحق خير ما ... يقال وبعض القول كشف المعايب
لقد ردت صيدا والسّحولين بعده ... وعنّة والسّيّال (1) بين الذّنائب
وغوّرت حتى طفت أبين بعد ما ... خبرت لكم لحج الرّبى والسّباسب
فلم أر فيما طفت من أرض حمير ... لمأربنا من مشبه او مقارب
وهذي الجبال الشم للغور دونكم ... حجاب وما فيها لكم من مآرب
وخيلكم خيل رعت في سهولة ... من الأرض لم تألف طلوع الشناخب
أخاف عليهن الونى أن ينالها ... وأنتم ولاة المعلمات الكتائب
وكم ثمّ كم من معشر بعد معشر ... أبحتم حماهم بالجياد السلاهب
ثم انهم أقاموا بأزال وجانب بلد همدان في جوار ملك حمير في ذلك العصر حتى استحجرت خيلهم ونعمهم وماشيتهم وصلح لهم طلوع الجبال فطلعوها من ناحية سهام ورمع وهبطوا منها على ذؤال وغلبوا غافقا عليها وأقاموا بتهامة ما أقاموا حتى وقعت الفرقة بينهم وبين كافة عك فساروا إلى الحجاز فرقا فصار كل فخذ منهم إلى بلد فمنهم من نزل السرّوات ومنهم من تخلف بمكة وما حولها ومنهم من خرج إلى العراق ومنهم من سار إلى الشآم ومنهم من رمى قصد عمان واليمامة والبحرين ففي ذلك يقول جماعة البارقي:
__________
(1) عنة: سلف ذكرها وهي من الكلاع وكان في الأصول كلها «وعينهما» ولا معنى له، والتصحيح من كتاب «الوصايا» لوحة 41ففيه: وعنة والسيال.(1/334)
حلّت الأزد بعد مأربها الغوّ ... ر فأرض الحجاز فالسرّوات
ومضت منهم كتائب صدق ... منجدات تخوض عرض الفلاة
فأتت ساحة اليمامة بالاظ ... مان والخيل والقنا والرّماة
فأنافت على سيوف لطسم ... وجديس لدى العظام الرّفات
واتلأبت تؤم قافية البح ... رين بالخور بين أيدي الرّعاة
فأقرّت قرارها بعمان ... فعمان محلّ تلك الحماة
وأتت منهم الخورنق أسد ... فاحتووا ملكها وملك الفرات
وسمت منهم ملوك إلى الشأ ... م على التبينية (1) المضمرات
فاحتووها وشيّدوا الملك فيها ... فلهم ملك باحة الشأمات
تلكم الأكرمون من ولد الأز ... د لغسّان سادة السادات
والمقيمون بالحجازين منهم ... أرغموا عنهم أنوف العداة
ملكوا الطّود من سروم إلى الطا ... ئف بالبأس منهم والثّبات
واحتوت منهم خزاعتها الكع ... بة ذات الرّسوم والآيات
أخرجت جرهم بن يشجب منها ... عنوة بالكتائب المعلمات
فولاة الحجيج منها ومنها ... قدوة في منى وفي عرفات
واليها رفادة البيت والمر ... باع يجبى لها من الغارات
وبنو قيلة الذين (2) حووا يث ... رب بالقود والأسود العتاة
زحفوا لليهود وهي الوف ... من دهاة اليهود أيّ دهاة
فأبادوا الطّغاة منها ولما ... يفشلوا في لقاء تلك الطّغاة
وأذلوا اليهود منها وأخلوا ... منهم الحرّتين واللابّات
أصبح الماء والفسيل لقوم ... تحت آطامها مع الثمرات
ورعاة لهم تسيم مروجا ... وسقاة قوارب وطهاة
أسروها من اليهود لدى تش ... تيتها في القرى وفي الفلوات
أيهاذا الذي يسائل عنا ... كيف يخفى عليك نور الهداة؟
__________
(1) في «تاريخ العرب» و «الوصايا»: الأعوجية.
(2) بنو قيلة: هم الانصار.(1/335)
نحن أهل الفخار من ولد الأز ... د أهل الضّياء والظّلمات
هل ترى اليوم في بلاد سوانا ... من ملوك وسادة وولاة؟
فأما ساكن عمان من الأزد فيحمد وحدّان ومالك والحارث وعتيك وجديد وأما من سكن الحيرة والعراق فدوس، وأما من سكن الشام فآل الحارث: محرق وآل جفنة ابني عمرو، وأما من سكن المدينة فالأوس والخزرج، وأما من سكن مكة ونواحيها فخزاعة، وأما من سكن السّروات فالحجر بن الهنو ولهب وناه وغامد ومن دوس وشكر وبارق السّوداء وحاء (1) وعليّ بن عثمان والنمر وحوالة وثمالة وسلامان والبقوم وشمران وعمرو ولحق كثير من ولد نصر بن الأزد بنواحي الشّحر وريسوت وأطراف بلد فارس فالجويم فموضع آل الجلندى.
خبر تنازع مراد بن مذحج وقسّي بن معاوية وهم ثقيف في أرض وجّ عند النبي (صلى الله عليه وسلم) وما قضى به فيها، هذا ما أتى عن عامر بن شراحيل الشعبي (2) في مطالبة وفد مراد لاستخراج وج عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال الشعبي قدم ظبيان بن كدادة المرادي على النبي عليه السلام وهو في مسجده بالمدينة فسلم ثم قال: إن المليك الله والهادي إلى الخير آمنا به وشهدنا أن لا إله غيره ونحن من سرارة مذحج من يحابر بن مالك لنا مآثر ومآرب ومآكل ومشارب أبرقت لنا مخايل السماء، وجادت علينا شآبيب الأنواء، فتوقّلت بنا القلاص من أسافل الجوف ورؤوس الهضب ورفعتها عزاز الربا، وألحفتها دآديّ الدجى، وخفضتها بطنان الرّقّاق وقصوات الأعماق، حتى حلت بأرضك وسمائك نوالي من والاك، ونعادي من عاداك، والله مولانا ومولاك، إن وجّا وشرفات الطائف كانت لبني مهلائيل بن قينان غرسوا أوديته وذللوا خشانه، ورعوا قريانه، فلما عصوا الرحمان هب عليهم الطوفان، فلم يبق منهم على ظهر الأرض إلا من كان في سفينة نوح، فلما أقلعت السماء، وغاض الماء أهبط الله نوحا ومن معه حزن الأرض وسهلها ووعرها وجبلها فكان أكثر بنيه ثباتا وأسرعهم نباتا من بعده عاد وثمود وكانا في البغي كفرسي رهان، فأما عاد فأهلكهم الله عز وجل
__________
(1) كلمة (ناه) و (حاء) في بعض المخطوطات: باه وحال.
(2) عامر بن شراحيل الشعبي: هو أحد أقطاب العلم من التابعين توفي سنة 109. وهذا الخبر الطويل أورده ابن شبّة في «تاريخ المدينة». ووارده ابن عبد ربه في الجزء الثاني من كتابه العقد الفريد ص 36مختصر(1/336)
بالرّيح العقيم، والعذاب الأليم، وأما ثمود فرماها بالدّمالق، وأهلكها بالصواعق، وكانت بنو هانىء بن هذلول بن هوذلة بن ثمود يسكنونها وهم الذين خطوا مشاربها، وأتوا جداولها وأحيوا عراصها، ورفعوا عراشها، ثم إن حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها وكهول الناس وأغمارها، حتى بلغوا أدناها وأقصاها، وملكوا أخراها وأولاها، فكان لهم البيضاء والسوداء، وفارس الحمراء، والخزنة الصفراء، فبطروا النعم واستحقوا النقم، فضرب الله تعالى بعضهم ببعض وأهلكهم في الدنيا بالغدر فكانوا كما قال شاعرنا:
الغدر أهلك عادا في منازلها ... والبغي أفنى قرونا دارها الجند
من حمير حين كان البغي مجهرة ... منهم على حادث الأيام فانجردوا
ثم إن قبائل من الأزد نزلوها على عهد عمرو بن عامر ففتحوا فيها الشرائع وبنوا فيها المصانع فكان لهم ساكنها وعامرها وقاربها وسامرها حتى نفتها مذحج بسلاحها، ونحتها برماحها، فأجلوا عنها عنانا، وتركوها عيانا، وحاولوها زمانا، ثم ترامت مذحج بأسنتها، وتسربت باعنتها، فغلب العزيز أذلها، وأكل الكثير أقلها، وكنا معاشر يحابر أوتاد مرساها، ونظام أولاها، وصفاة مجراها، فأصابنا بها القحوط، وأخرجنا منها القنوط، بعد ما غرسنا بها الأشجار، وأكلتا بها الثمار، وكان بنو عمرو ابن خالد بن جذيمة يخبطون عضيدها، ويأكلون حصيدها، ويرشحون خضيدها حتى ظعنا منها، ثم إن قسّي بن معاوية وإياد بن نزار نزلوا بها فلم يصلوا بها حبلا! ولم يجعلوا لها أكلا، ولم يرضوا آخرا، ولا أولا، فلما أثرى ولدهم، وكثر عددهم، تناسوا بينهم حسن البلاء، وقطعوا منهم عقد الولاء، فطارت الحرب بينهم حتى أفنى بعضهم بعضا فاردد الينا بلدنا يا رسول الله.
قال: فوافق عند رسول الله الأخنس بن شريق وأسود بن مسعود الثقفيّين (1)
فقال الأسود بن مسعود بن مغيث مجيبا له: يا رسول الله إن بني هاني بن هذلول بن هوّذلة بن ثمود كانوا ساكني بطن وجّ بعد هلاك مهلائيل بن قينان فعطّلت منازلها وتركت مساكنها خرابا، وبناؤها يبابا فتحامتها العرب تحاميا، وتجافت عنها تجافيا،
__________
(1) الأخنس بن شريق الثقفي هو الذي نزل فيه قوله تعالى: {وَمِنَ النََّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا وَيُشْهِدُ اللََّهَ عَلى ََ مََا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصََامِ} البقرة 204وكأنه مات على كفره.(1/337)
مخافة أن يصيبها ما أصاب عادا وثمود من معاريض البلاء، ودواعي الشقاء، فلما كثرت قحطان وضاقت بها فجاجها ساق بعضهم بعضا فانتجعوا أرضا فأرضا وأقامت بنو عمرو بن خالد بن جذيمة ثم إن قسي بن معاوية وإياد بن نزار ساروا إليهم فساقوهم السمام، وأوردوهم الحمام، فأخلوها وتوجهوا منها إلى اليمن والتمست اياد المناصفة من المغنم فأبت قسّي عليهم وكانت قسّي أكثر من إياد عددا، وأوضع منهم بلدا، فتلاحوا حتى وقدت الحرب في هضباتها وخاضوا في غمراتها وأخرجوهم من سرواتها وأناخوا على إياد بالكلكل وسقوهم بصبير النّيطل حتى خلالهم خبارها وحزونها وظهورها وبطونها وقصورها وعيونها ورحلت إياد إلى العراق وأقامت قسيّ ببطن وجّ ليس لهم شائبة يأكلون ملاحها، ويرعون سراحها ويختبطون طلاحها، ويأبرون نخلها، ويملكون سهلها وجبلها.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن نعيم الدنيا أقل وأصغر من خربصيصة (1) ولو عدلت عند الله عزّ وجلّ جناح ذباب لم يكن لمسلم لحاح، ولا لكافر بها براح، ولو علم المخلوق مقدار يومه لضاقت عليه برحبها ولم ينفعه حبور ولا خفض ولكنه غمّ عليه الأجل، ومد له في الأمل وإنما سميت الجاهلية لضعف أعمالها وجهالة أهلها فمن أدركه الإسلام وفي يده خراب أو عمران فهو له على وظف زكواته لكل مؤمن خلصّي أو معاهد ذمّي، إن أهل الجاهلية عبدوا غير الله عز وجل ولهم أعمال ينتهون إلى مدتها، ويصيرون إلى نهايتها مؤخر عنهم العقاب إلى يوم الحساب، أمهلهم بقدرته، وجلاله وعزته، فغلب الأعز منها الأذل، وأكل الكثير منها الأقل، والله الأعلى الأجل، فما كان في الجاهلية فهو موضوع من سفك دم وانتهاك محرم {عَفَا اللََّهُ عَمََّا سَلَفَ وَمَنْ عََادَ فَيَنْتَقِمُ اللََّهُ مِنْهُ وَاللََّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقََامٍ} فلم يردّها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على مراد (2) وقضى بها لثقيف وقنع ظبيان بن كدادة وأنشأ يقول:
أشهد بالبيت العتيق وبالصّفا ... شهادة من إحسانه يتقبّل
بأنك محمود علينا مبارك ... وفيّ أمين صادق القول مرسل
أتيت بنور يستضاء بمثله ... ولا عيب في القول الّذي يتنخّل
عليك قبول من إلهي وخالقي ... وسيماء حقّ سعيها متقبّل
__________
(1) الخربصيصة: التافه من الحلي. وقال أبو صاعد الكلاني: ما في الوعا خربصيصة أيّ شيء وكذا في السقاء والبئر.
(2) كذا في أصلنا ويظهر انه الأصح وفي «ل» و «ب» مراد كذا.(1/338)
حلفت يمينا بالمحجّب بيته ... يمين امرء بالقول لا يتنحّل
بأنّك قسطاس البريّة كلّها ... وميزان عدل ما أقام المشلّل
جبل، وقد دخل هذا الكلام في كتاب الاكليل مفسرا فاغفلنا تفسيره في هذا الموضع (1).
ذكر أجزاء جزيرة العرب العلية التي هي من اليمن والحجاز مع حدود اليمامة وعروضها، قال أبو الحسن الخزاعي وكان يسكن بأرض نجد العليا وتوطن عروضها وخالط أهل السراة وسمع من الجميع صدرا من الأخبار القديمة قالوا: أصاب الناس أزمة شديدة مكثوا سنة جرداء وسموها سنة الجمود لجمود الرياح فيها وانقطاع الأمطار وذهاب الماشية وهزالها وثبات الغلاء وقلة الأطعمة وتصرم المياه في الأودية والآبار، ويسمى مثل هذه السّنة الحطمة والأزمة واللّزبة والمجاعة والرّمد وكحل والقصر والشدّة والحاجز، فأقبل الناس بالضّجّة والعواء والتّضرّع إلى بيت الله الحرام من أرض نجد واكناف الحجاز وأرض تهامة والسّروات يدعون الله عز وجل بالفرج لهم ويستسقون وكان في الوفد المستسقين من أهل نجد شاعر يقال له الحزازة العامري أنشد شعرا يذكر آلاء الله عز وجل فيه ورحمته التي كانت تشملهم وتشمل أرضهم بلدا بلدا وواديا واديا وجبل جبلا فقال:
__________
(1) لعل المراد بالاكليل الجزء الأول، ومع الأسف انما ظفرنا بالجزء الأول الذي أخرجناه مختصر الامام محمد بن نشوان وهو التزم حذف الزوائد منه، ولمعرفة المشكل من ألفاظه تراجع كتب اللغة. وقوله: جبل: تفسير للمنسلك.
وج: بفتح الواو وتشديد الجيم: هو وادي الطائف ويطلق على الطائف واليوم قد دخل بعضه في مسمى الطائف لاستبحار العمران وقد ورد النهي عن عضد شجره، ويحابر: بضم الياء: اسم مراد بضم الميم القبيلة المشهورة التي لها بقية ولقب بذلك لأنه مرد عن أبيه فغلب اللقب على الاسم وقوله سرارة مدحج: خالص النسب ومحضه، ومخائل الشيء: علاماته، والشآبيب جمع شؤبوب بالضم الدفعة من المطر، توقل: رفع رجلا وأثبت أخرى وصعد في الجبل، وعزار الربى بكسر العين: الكرائم من الشيء، والربى بالضم جمع ربوة: ما ارتفع من الأرض، وألحفتها دآدي الدجا الالتحاف معروف، والدجى: شدة الظلمة أو الليل، والدمالق: الحجار الملس أي رماها بالحجارة، الشرائع: الطرائق، قاريها وسامرها أي ذات الماء وسامرها أي المهملة وسلف تفسيره، القحوط بالضم: بمعنى القحط، والقنوط اليأس، وعضد الشيء: قطعه وحصاد الزرع صرامه أثرى ولده كثر ونما، وساقوهم المساقاة معروفة، والسمام بالكسر السم والشيء القاطع، والحمام بكسر الحاء: الموت، الملاحاة: المنازعة، غمراتها: غمرة كل شيء: أوسطه، والكلكل: للصدر. وقوله سقوهم بصبير النيطل:
الفضلة تبقى من الخمر أو نحوه، خبارها: الخبار بالكسر الأرض الرخوة، الطلاح: معروف ويحتمل انه الموز، تأبير النخل: تلقيحه، خربصيصة: بالخاء مفتوحة وسكون الراء وفتح الباء الموحدة ثم صاد مهملة وياء مثناة من تحت ثم صاد أيضا وهاء: شيء من الحلي وما في الوعاء، والمراد حقارة الشيء، ولحاح فعال لا يبرحوا من مكانهم وكذا براح، وقوله وطف زكاته أي مقدار.(1/339)
ربّ ندعوك فاستجب فبك الدّهر ... عن الخلق تكشف الغمّاء
إنّ أيّوب حين ناداك لم يحجب ... لأيّوب ربّ عنك النّداء
مسّه الضّرّ فاستجبت له الدّعوة ... لمّا به أضرّ البلاء
إنّ هذا الجمود للسّنة الشّهباء ... والمصمئلة الدّهياء
فأغثنا إلهنا ولك الحمد ... بغيث تجره الأنواء
ينعش الناس في السّوارج والوحش ... وتحي الجديدة الغبراء
فلكم ثمّ كم رأيت غيوثا ... لك تقتادها الرياح الرخاء
سقي الشّحر فالمزون فما حا ... زت ذوّات القطيف فالأحساء
فاليمامات فالكلاب فبحرين ... فحزوى تميم فالوعساء
فالنمّات فاللّوى من أثال ... فالعقيقان عليا فالجواء
فكثاب الدبيل فالحمرة العليا ... فقهر الوحاف والقوفاء
فعلى مأرب فنجران فالجو ... ف فصنعاء صبّة عزلاء
فقرى الحنو فالمناضج منها ... فسروم الكروم فالطرفاء
رويت فهي للنزول من الغي ... ث عليها دجنّة خضراء
القيت للسحاب من أرض تثليث ... فأرض الهجيرة الأعياء
فالشّعيبات من يبنبم ... أحيين فأجزاعهنّ فالميثاء
أعشب الكور كور عامر تيم ... حيث (1) هرجاب فالماذاء
واتلأبت سيول بيشة في ... أعراضها فهي لجة طخياء
وكأن النخيل من بطن ترج ... وهي حوم حنادس ظلماء
وبحوران للأوارك والضّين ... وفي خصب عثر ضوضاء
رويت قيعتا تبالة غيثا ... فذوات الآصاد فالعبلاء
فقريحاؤها فرنيّة قد سا ... ل فوادي كلاخها فالكراء
فعكاظ فذو المجاز مع الحر ... ة فالأبرقات فالجرداء
فخريداؤها مع الحضن المع ... رض فالقرن تلك والبوباء
وعلى ذات عرق فالسّيّ فالرّك ... بة منها الملثّة الوطفاء
__________
(1) كذا بياض في الأصول كلها.(1/340)
رويت حرتا سليم وسالت ... شعب المعدنين فالأحماء
فضرياتها فبرقة ثهلا ... ن إلى حصنها استمال الرّعاء
سال في حاجر فأودية التّو ... ز سيول يضيق عنها الفضاء
فسميرا لها عباب وعلّت ... مثلها الثعلبية الورقاء
فالحماءان قرن نجد فرمّا ... ن فرمل الهبير فالدهناء
فربا يحمد فأجا وسلمى ... تغتبي في نصيبهنّ الظباء
شاكلت فيدها زبالة خصبا ... وكذاك الشقوق فالقرعاء
وسما الغيث حيث برقة شمّا ... ء وحيث اللذيذ فالخلصاء
فمحياة فالصفاح فاعلى ... ذي فتاق فعاذب فالوفاء
فرياض القطا وأودية الشر ... بب فالشّعبتان فالأبلاء
هذان البيتان الأخيران مضمّنان وهما للحارث بن حلزة (1) وهذه أسماء بلاد العرب والمناهل النجدية المعروفة المشهورة والمذكورة التي تحتلها العرب من أهل نجد وتقيم على مياهها ومراعيها بالظّعن والمواشي ذكرها الحزازة على الولاء فاحسن إحصاءها وأحكم نظامها. قالوا: فسمع الوفد المستسقون من أهل تهامة وسرواتها هذا الشعر، وكان فيهم شاعر يقال له أبو الحياش الحجري من الحجر بن الهنو فسألوه أن يقول شعرا في مثل ما قال الحزازة فأنشأ أبو الحيّاش يقول:
ربّ ما خاب من دعاك ولا يح ... جب يا ذا الجلال عنك الدّعاء
لم يخب للنّبيّ يعقوب يا ذا ال ... عرش فيما دعا لديك الرّجاء
رب أنت الذي رددت عليه ... بصرا كان قد محاه البكاء
وابنه يوسف جمعت عليه ... بعد أن مسّ يوسف الضرّاء
وحشة منه في الغيابة للج ... ب وفي السّجن حين طال الثواء
رحمة منك هب لنا إننا نح ... ن لك الله أعبد وإماء
إن هاتا لأزمة عمّت النّا ... س ومستهم لها البأساء
ولكم ئم كم سقيت لنا الأر ... ض غيوثا أتت بها الأنواء
سقيت حضرموت منها مع الأح ... قاف ريّا وعلّت الأسعاء
__________
(1) من معلقته المشهورة.(1/341)
طبّقت بالسّيول أأبين حتّى ... لحجها وهي والسّماء سواء
تلكم أحور وتلك الدّثينا ... ت مع السرو جنّة خضراء
ولذ بحان فالمعافر فالسا ... حل من غورها ضباب عماء
فقرى شرعب مع الجند العل ... يا فما حازت الربادي (1) رواء
فالسّحولان فالمذيخرة الغي ... ناء (2) علّت فحيسها القوراء
وأربّت تصوب فوق زبيد ... مثل ما صب في الحياض الدلاء
ولجبلان سال في رمع الطّم ... م وجادت على ذؤال السماء
وعلى سردد مسفّ من الجو ... د بسقياه أحيت الكدراء
وللعسانها فأرض طمام ... فلعيان ديمة هطّلاء
سقى الطود من حراز فمن هو ... زن غيثا لهيدتيه الطّخاء
فقرى مور فالقريضة فالشّر ... جة فالواديان فالسلعاء
وادلهمّت على قرى حرض يو ... مين بالسّحّ مزنة سوداء
سقيت برهة قرى خلب من ... ها فجازان تلك فالصّبياء
فقرى بيش، فالدويمات فالبر ... ك فحلي ممطورة غيناء
ومن الطود فالزقامات خضر ... رويت فالتّنومة الزّهّراء
فقرى الحجر جهوة الزّرع والضر ... ع فأشجانها الحنا فالجباء
فجبال السّراة فالفرع الوس ... طى حكين الجنان فالحيفاء
فالشّداوان من سقامة فالمر ... حلة المرجحنّة النّجلاء
فقرى مغسل فأودية النّه ... بيين فالوادي ذي النّجول العذاء
فالذّرى من سراة غامد فالنّم ... ر فأجبال دوسها طخياء
فقرى الدّارتين أرض عليّ ... سهلها والجبال منها الماء
فالشبابات فالمعادن فالطّا ... ئف فالويل أرّضهنّ سماء
فقنونا فأرض دوقة فاللي ... ث فعشم السّريّن فالسّراء
__________
(1) في الأصول كلها الزيادي بالزاي ثم ياء مثناة من تحت وكذا في ما مضى وفي ابن خرداذبه ولم أقف على موضع بهذا الاسم رغم البحث المتواصل وإنما هو الربادي بالراء والباء الموحدة كما سلف تحقيقه.
(2) كذا في أصلنا أي بالنون وألف مقصورة آخر الحروف، وفي «ب» و «ل» الغيثاء بالثاء المثلثة آخره ألف مقصورة وذلك وهم.(1/342)
هذه أسماء بلاد العرب والمناهل والأودية التهامية والسروية المعروفة المشهورة المذكورة التي تحتلها العرب أهل تهامة وسرواتها باديها وحاضرها ذكرها أبو الحيّاش الحجري فأحسن إحصاءها وجوّد وصفها في الشعر، قالوا وكان في المستسقين من أهل الحجاز شاعر يعرف بالعجلاني فقال له أصحابه الحجازيون: قل لنا شعرا نعارض به هذين الشاعرين واذكر لنا في قولك شبه ما ذكرا فأنشأ يقول:
رب إياك نحن ندعو ونرجو ... ولنا أنت ذا الجلال الرجاء
فاستجب ربنا فإنك لا يح ... جب للسائلين عنك الدعاء
إسقنا الغيث كي يفارقنا المح ... ل له والسّنيهة اللأواء
ربّ إن الحجاز مذ كانت الأر ... ض بلاد تدوم فيها الغلاء
غير أن الحجاز لم يك يخطي ... ها بمنهلة الغيوث السّماء
ينعش المرمل المعيل لدى الخص ... ب وتحيى البهيمة العجماء
رب إنّ الحجاز أجحفها الأز ... ل فقد حل في ذويها الجلاء
رب إن السماء تضحي وتمسي ... فوقها وتي وردة حملاء
جمدت ريحها فلم ير فيها ... منذ حول سحابة هطلاء
ولكم قد رأيت يطمو على السّه ... ل مع الوعر في الحجاز الماء
من غيوث توابع لغيوث ... دالجات درت بها الأنواء
عل منها جبال مكة حتى ... هي مثل الرياض خضر رواء
شاكل الزّيمة المغمس والنّخ ... لة فالموقفان فالبطحاء
فمداريجها يلملم فالعم ... ق فتلك السواحل اليهماء
فالفقيّان من خذارق فالفر ... ش فهاتلك جدة القوراء
فجديدات فالحوائط فالبر ... قة تلك الغميمة السخماء
فالكراعان فالغميم مغيثا ... ت فعسفان تلك فالبرقاء
طبق الضاحيات من أمج الر ... يّ وأحيت قديدها الفيحاء
فالكليات فالستارة فالجح ... فة فالقدس عل فالأبواء
فالضواحي من بطن ودان فالجا ... ر فبدر سقين فالصفراء
رويت بالسيول سقيا وعلت ... مع تلك المغيثة الرّوحاء
سقيت ينبع فساحتها تل ... ك فتلك الضياع فالشّعثاء
واتلأبّت تصب من فوق رضوى ... فبواط دلوية وطفاء
رويت من بعاعها العيص فالر ... س سيولا فالمروة البيضاء
وأرّبت تصب في الحجر والو ... دّ كما صب في الحياض الدلاء
رويت خيبر بها فيديع ... ديمة كان نوءها الجوزاء
أعشب القاع فالحدائق من يث ... رب للغيث فالضّواحي الظّماء
سقي اللّابتان فالحرّة الدّم ... يا فوادي العقيق فالحماء (1)
فالخليعات فالسّيالة فالفر ... ع فتلك السّوائر الطّخياء
هذه أسماء الأشعث الجنبي يصف مفازة صيهد وكان مسلكها من وادي نجران:(1/343)
رب إياك نحن ندعو ونرجو ... ولنا أنت ذا الجلال الرجاء
فاستجب ربنا فإنك لا يح ... جب للسائلين عنك الدعاء
إسقنا الغيث كي يفارقنا المح ... ل له والسّنيهة اللأواء
ربّ إن الحجاز مذ كانت الأر ... ض بلاد تدوم فيها الغلاء
غير أن الحجاز لم يك يخطي ... ها بمنهلة الغيوث السّماء
ينعش المرمل المعيل لدى الخص ... ب وتحيى البهيمة العجماء
رب إنّ الحجاز أجحفها الأز ... ل فقد حل في ذويها الجلاء
رب إن السماء تضحي وتمسي ... فوقها وتي وردة حملاء
جمدت ريحها فلم ير فيها ... منذ حول سحابة هطلاء
ولكم قد رأيت يطمو على السّه ... ل مع الوعر في الحجاز الماء
من غيوث توابع لغيوث ... دالجات درت بها الأنواء
عل منها جبال مكة حتى ... هي مثل الرياض خضر رواء
شاكل الزّيمة المغمس والنّخ ... لة فالموقفان فالبطحاء
فمداريجها يلملم فالعم ... ق فتلك السواحل اليهماء
فالفقيّان من خذارق فالفر ... ش فهاتلك جدة القوراء
فجديدات فالحوائط فالبر ... قة تلك الغميمة السخماء
فالكراعان فالغميم مغيثا ... ت فعسفان تلك فالبرقاء
طبق الضاحيات من أمج الر ... يّ وأحيت قديدها الفيحاء
فالكليات فالستارة فالجح ... فة فالقدس عل فالأبواء
فالضواحي من بطن ودان فالجا ... ر فبدر سقين فالصفراء
رويت بالسيول سقيا وعلت ... مع تلك المغيثة الرّوحاء
سقيت ينبع فساحتها تل ... ك فتلك الضياع فالشّعثاء
واتلأبّت تصب من فوق رضوى ... فبواط دلوية وطفاء
رويت من بعاعها العيص فالر ... س سيولا فالمروة البيضاء
وأرّبت تصب في الحجر والو ... دّ كما صب في الحياض الدلاء
رويت خيبر بها فيديع ... ديمة كان نوءها الجوزاء
أعشب القاع فالحدائق من يث ... رب للغيث فالضّواحي الظّماء
سقي اللّابتان فالحرّة الدّم ... يا فوادي العقيق فالحماء (1)
فالخليعات فالسّيالة فالفر ... ع فتلك السّوائر الطّخياء
هذه أسماء الأشعث الجنبي يصف مفازة صيهد وكان مسلكها من وادي نجران:
هلّا أرقت لبارق متهجّد ... برق تولع في حبّي منجد
برق يذكّرك الخريدة إنها ... علقت علائقها طوال المسند
علقت علائقها فما إن بعدها ... عندي بناقصها إذا لم لازدد
فلقد ذكرتك ثمّ راجعت الهوى ... يوم الشرى ودعوت ألّا تبعدي
وعشيّة قبل الطّريق يمانيا ... حلّ العرائس صادرا من مذود
حزأت حوازي في حساتي أن أرى ... ما كنت أوعد من مفازة صيهد
فإذا مفازة صيهد بتنوفة ... تيه تظلّ رياحها لا تهتدي
وتظلّ كدر من قطاها ولّها ... وتروح من دون المياه وتغتدي
بلد تخال بها الغراب إذا بدا ... ملكا يسربل في الرّياط ويرتدي
فسألت حين تغيبت أعلامنا ... من حضرموت أيّ نجم نقتدي
قالوا المجرة أو سهيلا باديا ... ثم اهتدوا بقفولهم بالفرقد
نتجشم الأهوال نبغي عامرا ... متحزّنين عليه إن لم يوجد
وقال الحارث بن حلّزة يذكر مواضع من محالهم ومحال حلالهم (2):
__________
(1) لعلها: الجماء.
(2) من معلقته المشهورة.(1/344)
آذنتنا ببينها أسماء ... ربّ ثاو يملّ منه الثّواء
بعد عهد لنا ببرقة شمّا ... ء فأدنى ديارها الخلصاء
فالمحيّاة فالصفاح فأعنا ... ق فتاق فعاذب فالوفاء
لا أرى من عهدتّ فيها فأبكي اليوم ... دلها وما يردّ البكاء
وبعينيك أوقدت هند النّا ... ر أخيرا تلوي بها العلياء
أوقدتها بين العقيق فشخصي ... ن بعود كما يلوح الضّياء
فتنورت نارها من بعيد ... بخزازى هيهات منك الصلاء
خزازى جبل في نجد، وعقيق وشخصان مكانان. وقد جمع الأعشى في بيتين من الشعر أمكنة من محالهم فقال:
حلّ أهلى بطن الغميس فبادو ... لي وحلّت علويّة بالسّهال
ترتعي السّفح فالكثيب فذاقا ... ر فروض القطافذات الرّئال
وقال علقمة بن زيد بن بشراخو بني صحار بن خولان بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة يطلب المدد على هوازن وبني سليم ووصف البلاد التي سلكها من بلده إلى صعدة ثم من صعدة إلى صنعاء في وسط بلد همدان:
سقى طللا بالجلهتين رعود ... وغرّ سوار سيلهنّ مجود
منازل من أم الحصين عهدتها ... تقادم منها العد وهو جديد
وفدما أراها وهي جامعة الهوى ... ينوس بها عصر الصّبا ويرود
تقول التي من بيتها شخصت بنا ... ركائب أمثال العطائف جود
أراك طويت الكشح هجرا على التي ... كلفت بها والقلب منك عميد
فقلت لها: إني أؤمّل رحلة ... إلى ملك محض نمته جدود
إليك ابن ذي التاجين سرنا ركائبا ... موقعة كأنهنّ جنود
إذا انبعثت غادرن للسبع سنة ... قرى وقراهنّ البلاد وخيد
إلى طلق لم يعقد اللؤم كفّه ... وما زنده في المكرمات صلود
نماه إلى العلياء نفس أبية ... وبأس غداة البأس منه وجود
فلما بطنا السهل من تحت بهتر ... وأسفر من ضوء الصباح عمود
سلكنا بهنّ السهل سهل سحامة ... لها ذمل من تحتنا وسميد
ترامى بنا مثل السعالي فجافج ... وذو خفقة فوق القتود يميد (1)
طوين جميل الخانقين بسحرة ... ومرت بماء الحبط وهي تهود
وقد ودعت هضبي ثقيف مع العما ... بأوسط ليل والعباد هجود
تعدّت على ماء العميش وقد بدا ... من الظل ميّاح الجناح ركود
إلى ملك يعطي البرية ما له ... وقال لهم: عودوا فسوف أعود
فلما تعدى الركب سارت نواعج ... سواء عليها سبسب ونجود
إذا مسحت أخفافها الأرض في الخطا ... ظننت أكفّا تحتهنّ خدود
تعالى إلى باب امرء ذي مركب ... تكامل فيه العقل وهو وليد
أقبّ طويل الباع من بيت أسلم ... صبور على رزء الزمان جليد
ترامت ببوبان بأول ليلها ... وماء أثاف والعريب رقود
فصبّحن ذاقين وكبر وفدنا ... وقد قابلتنا انجم وسعود
تؤمّ فتى من خير من حملت به ... كرائم ذهل والمجيد مجيد
خولان تقول: اسم ذي يزن الأكبر ذهل وحمير تقول: عامر.(1/345)
سقى طللا بالجلهتين رعود ... وغرّ سوار سيلهنّ مجود
منازل من أم الحصين عهدتها ... تقادم منها العد وهو جديد
وفدما أراها وهي جامعة الهوى ... ينوس بها عصر الصّبا ويرود
تقول التي من بيتها شخصت بنا ... ركائب أمثال العطائف جود
أراك طويت الكشح هجرا على التي ... كلفت بها والقلب منك عميد
فقلت لها: إني أؤمّل رحلة ... إلى ملك محض نمته جدود
إليك ابن ذي التاجين سرنا ركائبا ... موقعة كأنهنّ جنود
إذا انبعثت غادرن للسبع سنة ... قرى وقراهنّ البلاد وخيد
إلى طلق لم يعقد اللؤم كفّه ... وما زنده في المكرمات صلود
نماه إلى العلياء نفس أبية ... وبأس غداة البأس منه وجود
فلما بطنا السهل من تحت بهتر ... وأسفر من ضوء الصباح عمود
سلكنا بهنّ السهل سهل سحامة ... لها ذمل من تحتنا وسميد
ترامى بنا مثل السعالي فجافج ... وذو خفقة فوق القتود يميد (1)
طوين جميل الخانقين بسحرة ... ومرت بماء الحبط وهي تهود
وقد ودعت هضبي ثقيف مع العما ... بأوسط ليل والعباد هجود
تعدّت على ماء العميش وقد بدا ... من الظل ميّاح الجناح ركود
إلى ملك يعطي البرية ما له ... وقال لهم: عودوا فسوف أعود
فلما تعدى الركب سارت نواعج ... سواء عليها سبسب ونجود
إذا مسحت أخفافها الأرض في الخطا ... ظننت أكفّا تحتهنّ خدود
تعالى إلى باب امرء ذي مركب ... تكامل فيه العقل وهو وليد
أقبّ طويل الباع من بيت أسلم ... صبور على رزء الزمان جليد
ترامت ببوبان بأول ليلها ... وماء أثاف والعريب رقود
فصبّحن ذاقين وكبر وفدنا ... وقد قابلتنا انجم وسعود
تؤمّ فتى من خير من حملت به ... كرائم ذهل والمجيد مجيد
خولان تقول: اسم ذي يزن الأكبر ذهل وحمير تقول: عامر.
تكامل فيه منصب لم يلت به ... وملك نماه طارف وتليد
ومد اليه يوم غيمان إذ دعا ... من أبناء عمرو أشبل وأسود
ومالت إلى ركني عجيب ركابنا ... يقلّبها خفض له وصعود
يؤملن نصرا منك يا خير سيد ... وأنت وصول للقريب ودود
وحام لسرح الجار عن بعد داره ... لخوفك عنها حيث كان حيود
تحامين أحمى من عداة أقرّها ... فوارس قيس والمفر يذود
فلما استوينا رأس طود منفنف ... عبطنا وبطن القاع منه بعيد
__________
(1) الغريب في هذه المقطوعة.
الجهلتين: موضع، وغرر سوار: سحب تسري ليلا، العطاف: المنحنيات من طول السفر، والكشح: ما تحت الأضلاع، المحض: الخالص من الشوائب، الوخيد: نوع من السير، طلق المحيا: كناية عن الضحوك الهاش البش، والزند: معروف وهو الذي يقرع منه النار، وبطنا: دخلنا بطن السهل، ويهبر: موضع، وسحامة: بلد من حقل صعدة، والذمل والسميد: ضرب من السير، والسعالي: جمع سعلاة وهنّ اثاث الشياطين وهي لغة دارجة في صنعاء وجوارها.(1/346)
إلى الغولة الفيحاء تهوي بفتية ... اصرّبهم منا سرى وسهود
وقد فارقت داري جماع وأهلها ... إليك وفيها ثروة وعديد
ودار أطاف الكرم والزرع حولها ... وما بينها أطم تنيف مشيد
ومالت إلى أجزاع حيفة ضمّرا ... شوازب في تسيارهن وئيد
فلما رأينا من أزال قصورها ... تبادر منا مخبر وبريد
ولم نر إلا مردف الأرض رحلة ... لاعظامها دارا ونحن حفود
ابا المنذر الفياض يا خير حمير ... وخير بني ذهل إليك تريد
تريد نوالا من سجال غزيرة ... فأنت لها في النائبات مفيد
شوازب قد تطوى نقيلا وسبسبا ... وروحا بليل قرّهنّ شديد
وقطعن تيه الأرض من دمنتي دفا ... إليك وقد تعطي المنى وتزيد
صرفت إليك القوم تدمي كلومهم ... ليدمل قرح منهم ولهود
ويرتاش قدح منهم ذو تمرط ... ويفتاق يوما منك وهو سديد
ونصدر منك بالتي تترك العدى ... عباديد منهم خائف وشريد
لعمرك ما أدلي بغير مودّتي ... ومالي سوى ما قد علمت شهود
وقال طرفة فجمع طرفا من بلد مذحج في بيت:
أتعرف رسم الدار قفرا منازله ... كجفن اليماني زخرف الوشي ماثله
بتثليث أو نجران أو حيث تلتقي ... من النجد في قيعان جاش مسايله
وقد جمع لبيد كثيرا من نجد والحجاز في قصيدته الكبرى فقال:
عفت الديار محلها فمقامها ... بمنى تأبّد غولها فرجامها
منى منون موضع قريب من طخفة بالحمى في بلاد غني، ومنى مكة غير منون وأخذ من منى الأديم وهو عطنة وفي الخبر أن آدم عليه السلام تمنى رؤية حوّاء بمنى فسميت منى بذلك وأقبلت من جدة فتعارفا بعرفات، والرجمة والرجمات والرجام أجبل تكون في القاع صغار كالهضبات اللطاف والغول والوغل والغولة واحد وهي ما انحنى من الأرض.
دمن تجرم بعد عهد انيسها ... حجج خلون حلالها وحرامها
حفزت وزايلها السراب كأنها ... أجزاع بيشة أثلها ورضامها
مرّية حلت بفيد وجاورت ... أهل الحجاز فأين منك مرامها
بمشارق الجبلين أو بمحجر ... فتضمنتها فردة فرخامها
مواضع بني أسد وغني.(1/347)
دمن تجرم بعد عهد انيسها ... حجج خلون حلالها وحرامها
حفزت وزايلها السراب كأنها ... أجزاع بيشة أثلها ورضامها
مرّية حلت بفيد وجاورت ... أهل الحجاز فأين منك مرامها
بمشارق الجبلين أو بمحجر ... فتضمنتها فردة فرخامها
مواضع بني أسد وغني.
فصوائق أن أيمت فمظنة ... منها وحاف القهر أو طلخامها
بأحزة الثلبوت يربأ فوقها ... قفر المراقب خوفها آرامها
علهت تبلّد في نهاء صعائد ... سبعا تؤاما كاملا أيامها
ويروي: في شقائق عالج، الشقيقة أرض تشق بين رملين، ومنها:
غلب تشذّر بالذّحول كأنها ... جن البديّ رواسيا أقدامها
البّدي موضع ينسب اليه كثرة الجن ولا يكاد يعرف، كما يقال جنّ عبقر وجن ذي سمار، وذو سمار موضع معروف، ويقولون غول الرّبضات موضع معروف بنجد، وجن وبار وهي أرض كانت بها أمم من العرب العاربة ولم ألق من يعرفها، وتشذر شبهها بالناقة إذا تشذّرت وهو أن تزلئمّ إذا همزت عاقدا لذنبها ناضخة ببولها.
وقال أبو دواد فذكر عدة مواضع من محال إياد:
أوحشت من سروب قومي تعار ... فأروم فشابة فالستار
بعدما كان سرب قومي حينا ... لهم النخل كلها والبحار
فإلى الدور فالمرورات منهم ... فحفير فناعم فالديار
فقد امست ديارهم بطن فلج ... ومصيرا لصيفهم تعشار
الدور جوب تنجاب في الرمل وبفلج يريد بها أحبل رمل، وقال أيضا:
أقفر الدير والأجارع من قو ... مي فغرق فرامح فخفيّة
فتلاع الملا إلى جرف سندا ... د فقوّ، إلى نعاف طميّه
قال العجاج في الدور وهو يصف ثورا:
من الدبيل باسطا للدّور ... يركب كل عاقر جمهور
وقال زهير يذكر ثمانية مواضع:(1/348)
من الدبيل باسطا للدّور ... يركب كل عاقر جمهور
وقال زهير يذكر ثمانية مواضع:
شج السقاة على ناجودها شبما ... من ماء لينة لاطرقا ولارنقا
مازلت أرمقهم حتى إذا هبطت ... أيدي الركاب بهم من راكس فلقا
دانية لشرورى أوقفا أدم ... يسعى الحداة على آثارهم حزقا
ومنها ايضا:
فسار منها على شيم يؤمّ بها ... جنبي عماية فالركاء فالعمقا
أدم هذا جبل بالحجاز وأدم جبل باليمن، والدّمّ والدوم باليمن وقال يذكر غيرها:
ضحوا قليلا على كثبان أسنمة ... ومنهم بالقسوميات معترك
ثم استمروا وقالوا إن مشربكم ... ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك
وقال الأعشي:
وطوفت للمال آفاقها ... عمان وحمص فأوري شلم
أتيت النجاشي في داره ... وأرض النبيط وأرض العجم
فنجران فالسّرو من حمير ... فأيّ مرام له لم أرم
ومن بعد ذاك إلى حضرموت ... فأوفيت همّي وحينا أهم
أوري شلم هو إيلياء وقال الأعشى أيضا:
ألم ترني جوّلت ما بين مأرب ... إلى عدن فالشّأم والشأم عاند
وذا فائش قد زرته (1) في ممنّع ... من النيق فيه للوعول موارد
ببعدان أو ريمان أو راس سلية ... شفاء لمن يشكو السمائم بارد
وبالقصر من أرياب لو بتّ ليلة ... لجاءك مثلوج من الماء جامد
ونادمت فهدا بالمعافر حقبة ... وفهد سماح لم تشبه المواعد
وقيسا بأعلى حضرموت انتجعته ... فنعم أبو الأضياف والليل راكد
__________
(1) كذا في أصله وهو كذلك في «الاكليل» ج 2. وفي «الدامغة»، وفي «ل» و «ب» قد زرت في متمنع.(1/349)
وقال طرفة ويقال للخرنق (1):
عفا من آل ليلى السه ... ب فالأملاح فالغمر
فعرق فالرماح فالّ ... لوى من أهله قفر
وأبليّ إلى الغرّا ... ء فالماوان فالحجر
فأمواه الدنا فالنج ... د فالصحراء فالنسر
فلاة ترتعيها العي ... ن فالظّلمان فالعفر
وقال أبو دواد يصف غيثا:
وغيث توسّن منه الريا ... ح جونا عشارا وعونا ثقالا
إذا كركرته رياح الجنو ... ب ألقحن منه عجافا حيالا
وإن راح ينهض نهض الكسي ... رجأجأه الماء حتى أسالا
فحل بذي سلع بركه ... تخال البوارق فيه الذبالا
فروى الضرافة من لعلع ... يسح سجالا ويفري سجالا
تخال مكاكيّه بالضحى ... حلال الدقاري شربا ثمالا
وقال امرؤ القيس وذكر عشرة مواضع من أرض البحرين:
غشيت ديار الحي بالبكرات ... فعارمة فبرقة العيرات
فغول فحليت فنفء فمنعج ... إلى عاقل فالجب ذي الأمرات
وقال وذكر عشرة مواضع من أرض البحرين:
لمن الديار عرفتها بسحام ... فعمايتين فهضب ذي إقدام
فصفا الأطيط فصاحتين فعاسم ... تمشي النعام بها مع الآرام
أفما ترى أظعانهن بعاقل ... كالنخل من شوكان حين صرام
وقال أيضا:
عفا شطب من أهله فغرور ... فموبولة إنّ الديار تدور
فجزع محيّاة كأن لم تقم به ... سلامة حولا كاملا وقذور
__________
(1) الخرنق: أخت طرفة، ديوانها مطبوع.(1/350)
وقال ذو الرمة:
تمر لنا الأيام ما لمحت لنا ... بصيرة عين من سوانا إلى شفر
تقضين من أعراف لبن وغمرة ... فلما تعرفن اليمامة عن عفر
تزاورن عن قران عمدا ومن به ... من الناس وازورت سراهم عن حجر
وأصبحن بالحومان يجعلن وجهة ... لأعناقهنّ الجدي أو مطلع الفجر
فصمّمن في دوية الدو بعدما ... لقين التي بعد اللتيا من الضمر
وأصبحن يعدلن الكواضم يمنة ... وقد قلقت أجوازهن من الصّفر
أقول وشعر والعرائس بيننا ... وسمر الذرى من هضب ناصفة الحمر
إذا ذكر الأقوام فاذكر بمدحة ... بلالا أخاك الأشعري أبا عمرو
ولكثيّر:
قنابل خيل ما تزال مظلة ... عليهم فملوا كل يوم قتالها
دوافع بالروحاء طورا وتارة ... مخارم رضوى خبتها فرمالها
يقبلن بالبزواء والجيش واقف ... مزاد الروايا يصطببن فضالها
وقد قابلت منها ثرى مستجيزة ... مباضع من وجه الثرى فثعالها
وخيل بعانات فسنّ سميرة ... له لا يردّ الذائدون نهالها
ثرى أسفل وادي الجيّ، وقال:
عفا ميث كلفى بعدنا فالأجاول ... فأثماد حسنى فالبراق القوابل
كأن لم تكن سعدى بأعناء غيقة ... ولم تر من سعدى بهن منازل
ولم تتربع بالسرير ولم يكن ... لها الصّيف خيمات العذيب الظلائل
إليك ابن ليلى تمتطي العيس صحبتي ... ترامي بنا من مبركين المناقل
تخلل أحوار الخبيب كأنها ... قطا قازب أعداد حلوان ناهل
وأنت أبو شبلين شاك سلاحه ... خفية منه مألف فالغياطل
له بجنوب القادسية فالشرى ... مواطن لا يمشي بهن الأراجل
وقال وذكر كثيرا ما بين مكة ويثرب من المواضع:
يا خليلي الغداة إن دموعي ... سبقت لمح طرفها بانهمال
قم تأمل وأنت أبصر مني ... هل ترى بالغميم من أجمال
قاضيات لبانة من مناخ ... وطواف وموقف بالجبال
تقول العرب وقفنا بالجبال فنعرف أنهم أرادوا عرفة:(1/351)
يا خليلي الغداة إن دموعي ... سبقت لمح طرفها بانهمال
قم تأمل وأنت أبصر مني ... هل ترى بالغميم من أجمال
قاضيات لبانة من مناخ ... وطواف وموقف بالجبال
تقول العرب وقفنا بالجبال فنعرف أنهم أرادوا عرفة:
حزيت لي بحزم فيدة (1) تخدي ... كاليهودي من نطاة الرقال
قلن عسفان ثم رحن سراعا ... طالعات عشيّة من غزال
قارضات الكديد مجتزعات ... كلّ وادي الجحوف بالأثقال
قصد لفت وهن متسقات ... كالعدوليّ لاحقات التّوالي
حين ورّكن دوّة بيمين ... وسرير البضيع ذات الشمال
جزن وادي المياه محتضرات ... مدرج العرج سالكات الخلال
والعبيلاء منهم بيسار ... وتركن العقيق ذات النصال
طالعات الغميس من عن عبود (2) ... سالكات الخويّ من أملال
وقال أيضا:
وما ذكره تربي خصيلة بعدما ... ظعن بأجوز المراض فتغلم
فأصبحن باللّعباء يرمين بالحصى ... مدى كلّ وحشّي لهنّ ومستمي
موازية هضب المضيّح واتّقت ... جبال الحمى والأخشبين بأخرم
إليك تبارى بعد ما قلت قد بدت ... جبال الشّبا أو نكّبت هضب تريم
بنا العيس تجتاب الفلاة كأنّها ... قطا الكدر أمسى قاربا جفر ضمضم
تشكّى بأعلى ذي جراول موهنا ... مناسم منها تخضب المرو بالدّم
تبوق العتاق الحميرية صحبتي ... بأعيس نهّاض على الأين مرجم
كأنّ المطايا تتّقي من زبانة ... مناكب ركن من نضاد ململم
تعالى وقد نكبن أعلام عابد ... بأركانها اليسرى هضاب المقطم
وقال يصف الغيث على كثير من الحجاز:
سقى أمّ كلّثوم على نأي دارها ... ونسوتها جون الحناتم باكر
__________
(1) في المطبوعتين: قيدة خطأ، وفيدة واد يصب في عسفان وفيه قرية بهذا الاسم.
(2) في الأصول: عتود. وعبود جبل قبل ملل الذي سماه هنا أملال المتجه الى المدينة، لا يزال معروفا.(1/352)
أحمّ رجوف مستهل ربابه ... له فرق مسحنفرات صوادر
تصعّد في الأحناء ذو عجرفيّة ... أحمّ حبركي مرجف متماطر
وأعرض من ذهبان مغرورق الذرى ... تربّع منه بالنّطاف الحواجر
وذهبان برحبة صنعاء (1).
أقام على جمدان يوما وليلة ... فجمدان منه ماثل متقاصر
وعرّس بالسكران يومين وارتكى ... وجرّ كما جرّ المكيث المسافر
بذي هيدب جون تنجزه الصبا ... وتدفعه دفع الطلا وهو حاسر
وسيّل أكناف المرابد غدوة ... وسيّل منه ضاحك والعواقر
ومنه بصحر المحو زرق غمامه ... له سبل وأقورّ منه الغفائر
وطبق من نحو النجيل (2) كأنه ... بيليل لما خلف النخل ذامر
ومر فأروى ينبعا فجنوبه ... وقد جيد منه جيدة فعباثر
له شعب منها يمان وريق ... شآم ونجدي وآخر غائر
فلمّا دنا لّلابتين تقوده ... جوافل دهم بالرباب عواجر
رسا بين سلع والعقيق وفارع ... إلى أحد للمزن فيه غشامر
باسحم زحّاف كأن ارتجازه ... توعد أجمال لهن قراقر
فأمسى يسح الماء فوق وعيرة ... له باللوى والواديين حوائر
فأقلع عن عش وأصبح مزنة ... أفاق وآفاق السماء حواسر
فكل مسيل من تهامة طيب ... تسيل به مسلنطحات دعاثر
تقلع عمريّ العضاة كأنها ... بأجوازه أسد لهنّ تزاؤر
يغادر صرعى من أراك وتنضب ... وزرقا بأثباج البحار يغادر
وكل مسيل غارت الشّمس فوقه ... سقيّ الثريا بينه متجاور
وما أم خشف بالعلاية شادن ... أطاع لها بان من المرد ناضر
ترعّى به البردين ثم مقيلها ... ذرى سلم تأوي اليها الجآذر
__________
(1) ذهبان صنعاء معروف فيما بين ثقبان والجراف شمال صنعاء، أما ذهبان الوارد في شعر كثير فهو قريب من حمدان أسفل وادي عسفان بقرب الساحل قرية الآن مسكونة. وفي اصلنا: وذهبان بصنمان وبرحبة صنعاء.
(2) النجيل: موضع بين يليل وادي بدر وبين ينبع معروف وفي الأصول النخيل ونراه تصحيفا.(1/353)
بأحسن من أم الحويرث سنّة ... عشية دمعي مسبل متبادر
وقال أيضا:
كأن حدائج أظعانها ... بغيقة لما هبطن البراثا
نواعم غرّ على ميثب ... عظام الجذوع أحلت بعاثا
كدهم الركاب بأثقالها ... غدت من سماهيج أو من جواثا
إذا حل أهلي بالأبرقي ... ن أبرق ذي جدد أو دءاثا
وجاءت سجيفة من أرضها ... روابي ينبتن حفرى دماثا
جواثا من البحرين ودءاثا بتهامة وقال عبيد:
أقفر من أهله ملحوب ... فالقطّبيّات فالذّنوب
فراكس فثعبيات ... فذات فرقين فالقليب
فعردة فقفا حبر ... فليس من أهله عريب
وقال امرؤ القيس:
أصاح ترى برقا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيّ مكلّل
يضيء سناه أو مصابيح راهب ... أمال السليط بالذّبال المفتّل
قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين العذيب بعد ما متأمّل
علا قطنا بالشيم أيمن صوبه ... وأيسره على الستار فيذبل
فأضحى يسحّ الماء فوق كتيفة ... يكب على الأذقان دوح الكنهبل
ومر على القنان من نفيانه ... فأنزل منه العصم من كل منزل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ... ولا أجما إلا مشيدا يجندل
كأن ثبيرا في عرانين وبله ... كبير اناس في بجاد مزمل
كأن ذرى رأس المجيمر غدوة ... من السّيل والغثاء فلكة مغزل
والقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني ذي العياب المحمل
وقال في مثله:
قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين تلاع يثلث فالعريض
أصاب قطيّات فسال اللوى له ... فوادي البديّ فانتهى ليريض
وقال الأعشى يصف عارضا:(1/354)
قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين تلاع يثلث فالعريض
أصاب قطيّات فسال اللوى له ... فوادي البديّ فانتهى ليريض
وقال الأعشى يصف عارضا:
وقال الأعشى يصف عارضا:
فقلت للشّرب في درنا وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
برقا يضيء على الأجزاع مسقطه ... وبالحبيّة منه عارض يئل
قالوا نمار فنجد (1) الخال جادهما ... فالعسجدية فالأبواء فالرّجل
فالسفح يجري فخنزير فبرقته ... حتى تدافع منه الربو والحبل
ثمّت تحمل منه الماء تكلفه ... روض القطا فكثيب الغينة السّهل
وقال الشماخ يصف موارد الحمير:
وظلت بأعراف كان عيونها ... إلى الشمس هل تدنو ركي نواكز
ويممها في بطن غاب وحائر ... ومن دونها من رحرحان المفاوز
عليها الدجى المستنشئات كأنها ... هوادج مشدود عليها الجزائز
تعادي إذا استذكى عليها وتتقي ... كما يتقي الفحل المخاض الجوامز
فمر بها فوق الحبيل فجاوزت ... عشاء وما كادت بشرف تجاوز
وهمت بورد القنّتين فصدّها ... مضيق الكراع والقنان المواهز
وصدت صدودا عن وديعة عثلب ... ولا بني عياذ في الصدور حزائز
وحلأها عن ذي الأراكة عامر ... أخو الخضر يرمي حيث ترمى النواحز
وقال شبيب بن البرصاء:
لمن الديار غشيتها بسنام ... فالأبرقين فصوّة الأرجام
فالسيكران إلى دجوج كأنها ... ورق المصاحف خط بالأقلام
كلبيّة قذف المحل ديارها ... حرمات جوش وساحة الإسلام
وقال المتلمّس:
ألك السدير وبارق ... ومبايض ولك الخورنق
__________
(1) في الأصول: ثماد. ونمار واد بقرب منفوحة بلدة الأعشى لا يزال معروفا. والأبواء: المعروف الأبلاء.
والربو: صوابه الوتر كما في كثير من الكتب وهو وادي الرياض الذي يخترقها ويسمى البطحاء.(1/355)
والقصر من سنداد ذو ... الكعبات والنخل المنبّق
والغمر والاحساء والل ... ذات من صاع وديسق
والقادسية كلها ... والجوف من عان وطلق
وقال القطامي يصف غيثا على مواضع:
أرقت ومعرضات البرق دوني ... لبرق بات يستعر استعارا
تواضع بالسحاسح من منيم ... وجاد العين وافترش الغمارا
وبات يحط من جبلى نوار ... غوارب سيله قلعا كبارا
يسح ويغرق النّجوات منه ... ويبعث عن مرابضها الصوارا
ويصطاد الرئال إذا علاها ... وإن أمعنّ من فزع فرارا
وحبل من حبالة مستجد ... أبنت لأهله إلا إدّكارا
يطالعني بدومة يا لقومي ... إذا ما قلت قد نهض استحارا
وقال زهير:
لمن طلل كالوحي عاف منازله ... عفا الرس منه فالرسيس فعاقله
فرقد فصارت فأكناف منعج ... فشرقي سلمى حوضه فأجاوله
فوادي البديّ، فالطّوي فثادق ... فوادي القنان جزعه فأفاكله
وقال زهير أيضا:
ضحوا قليلا على كثبان أسنمة ... ومنهم بالقسوميّات معترك
ثم استمروا وقالوا إن مشربكم ... ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك
وقال الأسود بن يعفر:
أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يسيل من أطواد
أرض تخيّرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وابن أمّ دؤاد
وقال المثقب:
لمن ظعن تطالع من صبيب ... فما وردت من الوادي لحين
مررن على شراف فذات رجل ... ونكّبن الذرانح باليمين
وهن كذاك يوم قطعن فلجا ... كان حمولهن على سفين
وقال ابن مقروم:(1/356)
لمن ظعن تطالع من صبيب ... فما وردت من الوادي لحين
مررن على شراف فذات رجل ... ونكّبن الذرانح باليمين
وهن كذاك يوم قطعن فلجا ... كان حمولهن على سفين
وقال ابن مقروم:
تجانف عن شرائع بطن عمرو (1) ... وجدّبه عن السيف الكراع
فأقرب مورد من حيث راحا ... أثال أو غمازة أو نطاع
وقال عبد بني الحسحاس يصف غيثا:
يضيء سناه الهضب هضب متالع ... وحبّ بذاك البرق لو كان عاليا
نعمت به بالا وأيقنت أنّه ... يحط الوعول والصّخور الرواسيا
وما حركته الريح حتى حسبته ... بحرة ليلى أو بنخلة ثاويا
فمر على الأنهاء فالتج مزنه ... فعق طويلا يسكب الماء ساجيا
ركاما يسحّ الماء من كل فيقة ... وغادر بالقيعان رنقا وصافيا
ومر على الأجبال أجبال طيّىء ... كما سقت منكوب الدّوابر حافيا
أجش هزيم سيله مع ودقه ... ترى خشب الغلّان فيه طوافيا
له فرق منه يحلّقن حوله ... يفقّئن بالميث الدّماث السّوابيا
فلما تدلى للجبال وأهلها ... وأهل الفرات جاوز البحر ماضيا
بكى شجوه فاغتاظ حتى ظننته ... من الهزم لمّا جلجل الرّعد حاديا
فأصبحت الثيران غرقى فأصبحت ... نساء تميم يلتقطن الصّياصيا
وقال أبو ذؤيب يصف غيثا: (2)
سقى أمّ عمرو كلّ آخر ليلة ... حناتم سود ماؤهنّ ثجيج
شربن ببحر الرّوم ثم تنصّبت ... ذرى فردات رعدهنّ نتيج
إذا حن يوما واستوى فوق بلدة ... تولى واثباج الحقول تموج
يضيء سناه ريقا متكشفا ... أغر كمصباح اليهود خلوج
__________
(1) المعروف: بطن قوّ.
(2) انظر «شرح أشعار الهذليين» 128فكثير من الكلمات هنا تختلف عما فيه.(1/357)
كما نور المصباح للعجم أمرهم ... بعيد رقاد النائمين عريج
أرقت له ذات العشاء كأنه ... مخاريق يدعى تحتهن خريج
تكركره نجديّة وتمدّه ... مسفسفة فوق التراب دروج
له هيدب يعلو الإكام وهيدب ... مسفّ بأذناب التلاع خليج
علاجيمه غرقى رواء كأنها ... قيان شروب رجعهن نشيج
كأن ثقال المزن بين تضارع ... وشابة برك من جذام لبيج
لكل مسيل من تهامة بعدما ... تقطع أقران السحاب عجيج
وقال ساعدة بن جؤية يصف مطرا:
فسقاك ذو حمل كأنّ وميضه ... غاب تشيمه حريق مثقب
ساج تجرم في البضيع ثمانيا ... يلوي يعيقات البحار ويجنب
حتى ترى عمقا ورجّع فوقه ... رعد كما هدر الفنيق المصعب
لما رأى نعمان حل بكرفيء ... فئة كما لبخ النزول الأركب
فالسّدر مختلج فأنزل طافيا ... ما بين عين إلى نباتا الأثأب
والدوم من سعيا وحلية منزل ... والدوم جاء به الشجون فعليب
ثم انتمى بصرى وأصبح جالسا ... منه لنجد طابق متغرّب
وقال ابن الرقاع يصف غيثا:
وصاحب غير نكس قد نشأت به ... من نومه وهو فيه ممهد أنق
فقمت أخبره بالغيث لم أره ... والبرق إذبال محرور له أرق
مزن تسبّح في ريح شآمية ... مكلل بعماء الماء منتطق
ثم اكفهر شريقي اللوى وأوى ... إلى تواليه من سفاره رفق
تربص الليل حتى قل سائمه ... على الرّويشد أو خرجائه يدق
حتى إذا المنظر الغربي جاردها ... من حمرة الشمس لما اغتالها الأفق
ألقى على ذات أجفار كلاكله ... وشبّ نيرانه وانجاب يأتلق
وقال أيضا:
ياشوق مابك يوم بان حدوجها ... من ذي المويقع غدوة فرآها
وكأن نخلا من مطيطة ثاويا ... بالكمع بين قرارها وحجاها
فوق الجمال إذا دنين لسابق ... أنزلن آخر ريّحا فحداها
وجعلن محمل ذي السلاح مجنة ... نهي اليتيمة وافترشن لواها
وصرفن من وادي أتيدة بعد ما ... بدت الخميلة فاحزأل صواها
قرية حبل المقيظ وأهلها ... بحسى مآب ترى قصور قراها
واحتل أهلك ذا القتود وعرّدا ... فالصّحصحان فأين منك نواها
وقال أيضا:(1/358)
ياشوق مابك يوم بان حدوجها ... من ذي المويقع غدوة فرآها
وكأن نخلا من مطيطة ثاويا ... بالكمع بين قرارها وحجاها
فوق الجمال إذا دنين لسابق ... أنزلن آخر ريّحا فحداها
وجعلن محمل ذي السلاح مجنة ... نهي اليتيمة وافترشن لواها
وصرفن من وادي أتيدة بعد ما ... بدت الخميلة فاحزأل صواها
قرية حبل المقيظ وأهلها ... بحسى مآب ترى قصور قراها
واحتل أهلك ذا القتود وعرّدا ... فالصّحصحان فأين منك نواها
وقال أيضا:
فقلت لها كيف اهتديت ودوننا ... دلوك وأشراف الجبال الظواهر
وجيحان جيحان الجيوش والس ... وحزم خزازي والشعوب القواسر
وقال ابن مقبل يصف غيثا:
تأمّل خليليّ هل ترى ضوء بارق ... يمان مرته ريح نجد ففترّا
مرته الصّبا بالغور غور تهامة ... فلما ونت عنه بشعفين امطرا
يمانية تمري الرباب كأنه ... رئال نعام بيضه قد تكسرّا
وطبّق لبوان القبائل بعدما ... كسا الوزن من صفوان صفوا وأكدرا
فأمسى يحطّ المعصمات حبيّه ... وأصبح زيّاف الغمامة أقمرا
كأن به بين الطراة ورهوة ... وناصفة السوبان غابا مسعّرا
فغادر ملحوبا تمشّى ضبابه ... عباهيل لم يترك لها السيل محجرا
أقام بشطآن الركاء وراكس ... إذا غرق ابن الماء في الوبل بربرا
أناخ برمل الكومخين إناخة ال ... يماني قلاصا حطّ عنهن أكورا
في هذه مما ذكرته العرب من أوطانها كفاية، فمن أحب أن يستقصي فيه فليتبع صفات العرب لمواقع الغيث وموارد حمير الوحش، فهذان الفنان يجمعان أكثر مياه العرب وأوطانها ولا نعلم أحدا وصف من جزيرة العرب مسافة أربعة وعشرين يوما بشعر طبعي ونشر بصفة الإبل والفلوات سوى أحمد بن عيسى الرّداعي رحمه الله من خولان العالية، وكان يسكن برداع من أرض اليمن ومنها وصف البلاد إلى مكة على محجة صنعاء في أرض نجد العليا، وقد سمعت لرجل من البصريين شيئا في صفة
طريق البصرة غير مرتضى بل ضعيفا، وكان أبو يوسف بن أبي فضالة الأبناوي جد أبي يوسف الذي كان في زمن محمد بن يعفر قد قال في محجة صنعاء شعرا أرجوزة ضعيفة فاهتجرت وأذيلت حتى درست وفقد من ينشدها غير الأبيات التي لا قوة بها ولا طبع، وكان كثير من أهل صنعاء لا سيما الأبناء قد غيروا في قصيدة الرداعي أشياء، نفاسة وحسدا فلم يكن بصنعاء لها نسخة على الاستواء، فلم أزل ألتمس صحتها حتى سمعتها من أحمد بن محمد بن عبيد من بني ليف من الفرس، وكان لا يدخل في عصبية ولا يلت أحدا حقه، وكان آل ليف فرقتين فرقة تسكن برداع وفرقة بصنعاء، فقال لي: روانيها أحمد بن عيسى برداع عشرة أبيات، عشرة أبيات حتى حفظتها وأنا حدث فلم تزل عني وهي على ما سمعت بجميع لغاته إلا ما كان منها معيبا من جهة الاضطرار ولا فائدة فيه فقد ثقفته واصلحته، وفسرت منها ما لم يسقط إلى العامة لغته وهذه الأرجوزة فردة في فنها إلا أن يقفوها قاف مجيد وشاعر مفلق وقد كان له سواها شعر لا بأس به:(1/359)
تأمّل خليليّ هل ترى ضوء بارق ... يمان مرته ريح نجد ففترّا
مرته الصّبا بالغور غور تهامة ... فلما ونت عنه بشعفين امطرا
يمانية تمري الرباب كأنه ... رئال نعام بيضه قد تكسرّا
وطبّق لبوان القبائل بعدما ... كسا الوزن من صفوان صفوا وأكدرا
فأمسى يحطّ المعصمات حبيّه ... وأصبح زيّاف الغمامة أقمرا
كأن به بين الطراة ورهوة ... وناصفة السوبان غابا مسعّرا
فغادر ملحوبا تمشّى ضبابه ... عباهيل لم يترك لها السيل محجرا
أقام بشطآن الركاء وراكس ... إذا غرق ابن الماء في الوبل بربرا
أناخ برمل الكومخين إناخة ال ... يماني قلاصا حطّ عنهن أكورا
في هذه مما ذكرته العرب من أوطانها كفاية، فمن أحب أن يستقصي فيه فليتبع صفات العرب لمواقع الغيث وموارد حمير الوحش، فهذان الفنان يجمعان أكثر مياه العرب وأوطانها ولا نعلم أحدا وصف من جزيرة العرب مسافة أربعة وعشرين يوما بشعر طبعي ونشر بصفة الإبل والفلوات سوى أحمد بن عيسى الرّداعي رحمه الله من خولان العالية، وكان يسكن برداع من أرض اليمن ومنها وصف البلاد إلى مكة على محجة صنعاء في أرض نجد العليا، وقد سمعت لرجل من البصريين شيئا في صفة
طريق البصرة غير مرتضى بل ضعيفا، وكان أبو يوسف بن أبي فضالة الأبناوي جد أبي يوسف الذي كان في زمن محمد بن يعفر قد قال في محجة صنعاء شعرا أرجوزة ضعيفة فاهتجرت وأذيلت حتى درست وفقد من ينشدها غير الأبيات التي لا قوة بها ولا طبع، وكان كثير من أهل صنعاء لا سيما الأبناء قد غيروا في قصيدة الرداعي أشياء، نفاسة وحسدا فلم يكن بصنعاء لها نسخة على الاستواء، فلم أزل ألتمس صحتها حتى سمعتها من أحمد بن محمد بن عبيد من بني ليف من الفرس، وكان لا يدخل في عصبية ولا يلت أحدا حقه، وكان آل ليف فرقتين فرقة تسكن برداع وفرقة بصنعاء، فقال لي: روانيها أحمد بن عيسى برداع عشرة أبيات، عشرة أبيات حتى حفظتها وأنا حدث فلم تزل عني وهي على ما سمعت بجميع لغاته إلا ما كان منها معيبا من جهة الاضطرار ولا فائدة فيه فقد ثقفته واصلحته، وفسرت منها ما لم يسقط إلى العامة لغته وهذه الأرجوزة فردة في فنها إلا أن يقفوها قاف مجيد وشاعر مفلق وقد كان له سواها شعر لا بأس به:
أرجوزة الحجّ
قال أحمد بن عيسى الرّداعي رحمه الله:
1
أول ما أبدأ من مقالي ... بالحمد للمنعم ذي الجلال
والمن والآلاء والإفضال ... والملك والجد الرفيع العالي
عدّ خليلي كم مضت ليال ... من شهر ذي القعد مع شوال
ثم انم بالكور على شملال ... عيدية أو قطم ذيّال (1)
قد دق منه موضع الحبال ... ثمّت ناد القوم بارتحال
2
فتيان صدق من بني أبيكا ... فانهم أولى بما يعنيكا
واسرع القوم لما يرضيكا ... إني سأصفيك الذي أصفيكا
__________
(1) الشملال: الناقة المرحة النشيطة، وموضع الحبال: معروف، وعيدية: نسبة الى قبيلة العيد من مهرة، والقطم: المشتهي للضراب او هو الفحل الصول.(1/360)
فاسمع إلى قولي إذا أوصيكا ... أوامرا أضعاف ما يوليكا
من تره يرغب ويزدد فيكا ... ثم ادع ربّا مالكا مليكا
فإنه أجدر أن يكفيكا ... وقل صحابي ارتحلوا وشيكا
قال وينشد:
فانه أجدر من يكفيكا
يقول بعض العرب في عبد الملك: عبد المليك، قال ميمون بن حريز (1):
قلم يردي صخرة ملمومة ... ويجاري في العلا عبد المليك
3
حتى إذا هشوا إلى الرّحيل ... فانهم بكور الميس والشليل
متن هجان هوجل مهيل ... لم يطمها قين على فصيل
ولم تعطّف قبل الأصيل ... على حوار لا ولا أفيل
ولم تضع للقطم الفحيل ... كلكلها من ضبع مشيل
رعت عفاء العرش فالسّليل ... فالحش فالأغوال فالغليل (2)
هذه خمسة مواضع بعروش رداع، مهيل أي يهيل من يراها، لم يطمها: لم يذمرها إذا طمت بالحوار.
4
فالأجرعين فحمى أكراب ... فالضمانين إلى الشّحباب
فأحرما منها إلى الثّعلاب ... مواطنا مكلئة الجناب
ثم إلى حبّان ذي الحدّاب ... مصدرها عن مشرع الترحاب
ثم إلى غربيّة الأنصاب ... ألف صفايا كرعان الحاب
جادلها محلولك السحاب ... بمتلئبّ غدق التّسكاب
__________
(1) حريز بالزاي آخر الحرف كما سبق، وفي «ل» و «ب» بالراء خطأ آخر الحروف، وهذا البيت من مقطوعة للشاعر (راجع «الاكليل» 2/ ص 118.
(2) السليل بالسين المهملة: موضع في الشرق الشمالي من مدينة رداع بمسافة ميل، وفي «ل» و «ب» بالشين المعجمة وهم والأغوال جمع غول آخرها لام وسلف تفسيره ويأتي للمؤلف وفي «ل» و «ب» بالنون آخر الحروف وهم، والغليل بالغين المعجمة: بلد في الشرق الشمالي من مدينة رداع بين عباس وجوف رداع.(1/361)
فهي علنداة عنود كلما ... هيّجها الراعي إذا ترنما
شبهتها العير المصك المصدما ... جادلها الدلويّ لما اثجما
واحتلب النوء السماك المرزما ... ببارق عال إذا تضرّما
أو راعد ديمّ ثم دمدما ... فاكتهل النبت به فأنعما
صفرا وحوذانا وبقلا منجما ... وصلّيانا ونصيّا اسحما
هذه ضروب من النبت، وشبه الناقة بحمار الوحش.
6
هذاك مرعاها وطلح وغرز ... وثيّل حفت به ذات الحفز
وعقبة باقهر من ذات الشرز ... فالمتن قد دخس منها فاعترز
والكبر قد صعّد علوا فنشز ... وأضمز الأخدع منها فضمز
وذابل المرفق أبدى فبرز ... بعضد لكاء (1) فاكتنز
فهي كسيد البيد عند المغتمز ... عجلى إذا الراكب في الغرز احتفز
شبه الناقة بحمار الوحش، والغرز ركاب الرحل والغرز حيث يهمز بعقبه، وأضمز طومن (2) وضمزت الناقة على جرتها اطبقت لحييها، وذكر العضد ها هنا وقد أنثها في موضع ثان فقال بعضد لكّاء، والسيد الذئب، يقول كلما يغرز رجله في الرّحل تثب كما قال ذو الرمة:
حتى إذا ما استوى في عرزها تثب
7
ها تلك بالغادي أمام الركب ... كوماء قد أوفت تمام الحقب
في مرتع رغد وعيش رطب ... تستن في فيءّ فناء رحب
في مشرع عذب ومرعى خصب ... في ذاك لا تحنو لصوت السقب
إياك ادعو فاستجب يا ربي ... أنت رجائي ثقتي وحسبي
__________
(1) في أصلها بياض، وفي الصراع زحف، ولعله: بعضد لكاء منها فاكتنز.
(2) كذا في الأصول ولم يظهر.(1/362)
وصاحبي في بعدي وقربي ... فاغفر لي الذنب وصاحب صحبي
المرتع المراد الذي ترتع فيه أي ترد، وتستن: تسوم يقال أعطوا الركاب اسننها ورتع في سنة أي قصده ومن ذلك سر على سننك أي سمتك والسنن الجري على ثبات، والحقب الوقت الطويل، والركب موضع.
8
أدعوك ياذا السؤدد الممجد ... وذا العلا في عزه المؤبّد
من لم يزل قدما ولم ينفد ... ولم يلد ولدا ومن لم يولد
صل على الهادي النبي المهتدي ... على النبي المصطفى محمد
وابعثه يا ذا المن يوم المشهد ... مقامه المحمود غير الأنكد
وأعطه من عزك المؤبد ... حظا ممضا لقلوب الحسّد
9
واخلفه في عترته وآله ... رب ومن والاهم فواله
وزده إجلالا على إجلاله ... وابسط عليه الرزق من حلاله
وأعطه منك الثرى في ماله ... رب ومن عاداهم فقاله
بفعله يا رب أو مقاله ... وخذه في العمياء من ضلاله
واحتل به يا رب في احتياله ... وحل به يا رب عن محاله
10
دعاء السفر عند المخرج
يا رب يا منزل آيات السّور ... اغفر لنا الذنب فأولى من غفر
ثم اكفنا الهزل ووعثاء السفر ... والسوء من منقلب عند الصّدر
واطو لنا البعد وبارك في الأثر ... وعافنا يا رب من سوء النظر
في الأهل والمال ومن سوء القدر ... وسهّل الحزن ومحذور الضجر
يا صاح قم فارحل ودع عنك الفكر ... وقل إله الخلق جنبنا العسر
الذنب يريد الذنوب كما يقال: هو جعد الشعرة يريد الشعر، وعثاء السفر: العنت.(1/363)
يا رب يا منزل آيات السّور ... اغفر لنا الذنب فأولى من غفر
ثم اكفنا الهزل ووعثاء السفر ... والسوء من منقلب عند الصّدر
واطو لنا البعد وبارك في الأثر ... وعافنا يا رب من سوء النظر
في الأهل والمال ومن سوء القدر ... وسهّل الحزن ومحذور الضجر
يا صاح قم فارحل ودع عنك الفكر ... وقل إله الخلق جنبنا العسر
الذنب يريد الذنوب كما يقال: هو جعد الشعرة يريد الشعر، وعثاء السفر: العنت.
11
اول مسيره
ثم انده (1) العيس بزجر ماض ... ذي عنق لا هدج الإيفاض
وادع إلى الله الجليل القاضي ... مبرم أمر الغيب والتقاضي
يارب فاصرف حدث الأعراض ... عن صحبتي وعرض الأمراض
ثم القنا منك بوجه راض ... حتى إذا مرت على الفراض
بحيث فاض السيل ذو الأفياض ... بخضر ذي الروض والرياض
هذه مواضع بين رداع واسبيل، والعنق والهدجان والإيفاض ضروب من السير.
12
قال به القوم ضحى وودعوا ... وقيل للركب الذين شيعوا
قوموا فحيوا صحبكم ثم ارجعوا ... فباح بالشوق عيون تدمع
ثم ازلأمّت قلص تلمّع ... كما ازلأمت قطوات وقّع
وكبر القوم معا واستجمعوا ... وصعد القوم لعنس مطلع
بحيث يرفض الكريف المترع ... ثم الهروج وعليه المشرع
أي كمطير القطا من قراميصها، ويروى:
ثم أزلأمّت بكرات تضلع
ويروى: ثم أزلأمت طلقا تلمّع: والملمع مسير فيه تلدد إلى خلف، والكريف جوبة عظيمة في صفا يكون فيها الماء السنة وأكثر، والهروج موضع بلد عنس من مذحج (2).
__________
(1) انده: ازجر.
(2) الهروج: قرية كبيرة من عنس السلامة تحتفظ باسمها الى التاريخ شرقي ذمار وجنوب شرقي الأسي.(1/364)
13
ثم معشّى ليلها أسيّ ... حيث بنى حمّامه النّبي
حتى إذا ما وقع المطيّ ... وقام يلحى نفسه الكري
وجنّه ليل له دويّ ... هبت كما هب القطا الكدري
عن ظهر شوكان لها خويّ ... ينصها حاد قراقري
همته الإدلاج والمضيّ ... ثم المضحّى المنهل الروي (1)
حمامه يريد حمام سليمان بن داود عليه السلام، خوي أي امتد في الأبواع، ومنه خوى للصلاة أي تفتح وهوى البعير أي تفتح باركا، قال امرؤ القيس:
كالنخل من شوكان حين صرام
14
ذو حدب ثم المعشّى الثاني ... يكلى ومعداها على سيّان (2)
وقد قضت من أبؤر الخولاني ... أوطارها عن مشرع ريان
قد حف بالخوخ وبالرمان ... وهمها بالسير ذي الإذعان
صنعاء أعني جنة الجنان ... بحيث شيد القصر من غمدان
أرض التقى والبر والإحسان ... بها مقيلي وبها إخواني
قال: ابؤر وهو يريد بئر الخولاني لأن الموضع يسمى بهذا الاسم وفيه بؤور كما قال: إلى الكثيبات طريقا قد حكم. والكثيبة واحدة، وكذلك يقول العرب:
أخذنا طريق الشقرات وهي شقرة واحدة، وأخذنا طريق الدحاض إلى نجران وهما دحضتان قال آخر:
إذا اعتلين الدحضتين فالركب ... فقد رضين بالونى وباللغب
__________
(1) شوكان: قرية حية من عنس وتقع في الشرق الشمالي من مدينة ذمار بمسافة ثلاثة فراسخ وقد سلف الكلام على حمام سليمان الواقع في جبل الأسي وهي ثلاثة حمامات أحدها في ظاهره الشرقي واثنان في قمته.
(2) يكلى: مرّ الكلام عنها، وسيان: بفتح السين وتشديد الياء المثناة من تحت: تحتفظ باسمها لهذه الغاية جنوب صنعاء من بلد ذي جرة بلاد سنحان اليوم(1/365)
15
صنعاء ذات الدور والآطام ... والقدم الأقدم ذي القدّام
والعزّ عن ذي السطوة الغشام ... أسّت بعلم لابن نوح سام
بعلم ربّ ملك علّام ... إذ رادها سام بلا توهام
ورادها من قبل ألفي عام ... ما بين سفحي نقم النقام
وبين عيبان المعين السّامي ... فأسّها في سالف الأيام
الآطام الحصون المرتفعة من الطين فشبه بها منازل صنعاء لارتفاعها، والقدّام الملك، وذو السطوة تبّع، وذكر أن أول من بناها بعد الطوفان سام وأنها عمرت بين آدم ونوح الفي عام، ونقم وعيبان جبلا صنعاء.
16
فهي بقول العلم غير الشّكّ ... محتدم العلم ودار الملك
وعصمة المأزول حتى الدّك ... أما ومجري ماخرات الفلك
الية ما شبتها بالإفك ... لقد علت صنعاء دار الشرك
في الدهر عن عز معين مشكي ... وأصبحت معدن أهل النسك
سقيا لصنعاء بجود حشك ... وأردفت عزا رفيع السمك
المأزول من الأزل الخائف ويقول: إنها علت دور الشرك في الجاهلية وعلت في الإسلام بنسك أهلها.
17
بلاد ملك ضل من يقيس ... أرضا بصنعاء لها تأسيس
ما لم يعدّ الحرم الأنيس ... أرض بها غمدان والقليس
بناهما ذو النجدة الرئيس ... تبّع ملك وبنت بلقيس
فهو البناء الأقدم القدموس ... بقول صدق ما به تلبيس
إن صرحت شعواء دردبيس ... والعز فيها والنّدى والكيس
ويروى: يحضب شرح وبنت بلقيس، غمدان والقليس محفدا صنعاء وقد
ذكرنا أخبارهما في كتاب الإكليل (1).(1/366)
بلاد ملك ضل من يقيس ... أرضا بصنعاء لها تأسيس
ما لم يعدّ الحرم الأنيس ... أرض بها غمدان والقليس
بناهما ذو النجدة الرئيس ... تبّع ملك وبنت بلقيس
فهو البناء الأقدم القدموس ... بقول صدق ما به تلبيس
إن صرحت شعواء دردبيس ... والعز فيها والنّدى والكيس
ويروى: يحضب شرح وبنت بلقيس، غمدان والقليس محفدا صنعاء وقد
ذكرنا أخبارهما في كتاب الإكليل (1).
18
صنعاء جادتك السحاب السود ... بمكفهر ودقه مهدود
أرض بها لي الوطن المعكود ... إخوان صدق سادة شهود
أفعالهم سعي الندى والجود ... فهم بها شم سراة صيد
ناديهم مجلسها المشهود ... بحيث أولى البرد المعدود
ثاو طوال الدهر لا يبيد ... يسأل عنها الوالد المولود
مهدود أي مهتون منهزم، وكذلك عارض منهزم ورعد هزيم قال الأعشى:
فجاء بهم جارف منهزم.
19
إن رابها من حدث الزمان ... ريب عدو حرب الأضغان
قام فحامى دونها حيّان ... قحطان والأحرار من ساسان
قبيلتا صدق إذا ما الجاني ... اشعل نار الحرب بالإعلان
كانوا كأسد الغاب من خفّان ... ظلت بها غير المضلّ الواني
قرير عين بصلاح شاني ... في فتية مثل القنا المران
20
حتى إذا ما ارتفع المقيل ... وحان منها ودنا الرّحيل
أجمرن بالقوم قلاص حول ... وادي شعوب وبه المسيل
فالحصبات ولها ذميل ... ثم الجراف ولها زليل
عن أنجد المقدم ما تميل ... فبالرحابات لها غليل
بالقصر منها موقف قليل ... مثل السعالى وخدها اترسيل
__________
(1) أي الجزء الثامن ويذهب المؤلف ان الباني للقليس تبّع أو أحد ملوك حمير وان ابرهة بن الصباح صاحب الفيل إنما اتخذه كنيسة لا هو الذي عمرها.(1/367)
يروى: خيل من الخيلاء خائل وخوّل وخيل شاذ، يريد الحصبة والجراف (1)
وبنات المقدام ورحابة وقصر خوّان وخوّان أسود (2) إلى جنب أعرام (3).
21
وهمّها القصر المسمى بعمد ... ومرمل الثاني لمعمود البرد
ثم على الحيفة بالسير المجد ... لذي عرام مزلئمات قصد
ثم إلى ريدة سيرا فأرد ... للمنهل الرّيّف في السهل الجدد
ريد سقيت الغيث جودا من بلد ... أرض بها العدّ العديد والعدد
والأمن لا يبتز فيها من أحد ... فلا تزل عامرة طول الأبد
يريد قصر عمد (4) ومرمل والحيفة وأعرام البون وريدة، والمنهل يريد بركة ريدة ليس في اليمن بركة يدور حولها ألف جمل (5) سواها.
22
وقد قطعنا حقلها وطوله ... السبسب المهمه ذا السهوله
ثم ترفّعنا (6) نؤم الغوله ... بها البريد صخرة مجدوله
خرساء صماء وهي مسؤوله ... يا رب فاجعل حجتي مقبوله
ثم اكف صحبي الكرب المهوله ... ومن عجيب فقنا محموله
صعوبة واطو لنا نزوله ... وبلغ الرّكبان والحموله
يريد منزلة (7) عجيب الغولة شعب عظيم له غول أي عمق، وقوله في صخرة
__________
(1) الحصبة والجراف: من ظاهر شعوب شمال صنعاء وتقدما. وقد دخلا في عمران صنعاء.
(2) في خ ط: جبل اسود.
(3) رحابة: سلف ذكرها، ورحابة أيضا ما بين جدر والجاهلي، وقصر خوان: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الواو اخره نون وليس بالحاء المهملة كما في المطبوع: وهو ما بين المعمر والحواري وشرقي المحجة وهو اطلال وبجانبه ماجل هندسي لطيف. وكل هذه المواضع شمال صنعاء.
(4) عمد: قرية في همدان الدنيا جنوب عمران البون ودعوتها في عيال سريح، ومرمل: بفتح الميم وسكون الراء ثم ميم ولام: وهو قرب جبل ضين المشهور، والحيفة: أطلال، والحيفة أيضا في ارحب.
(5) البركة هذه معروفة فيما بين جوب وريدة ولكنها اليوم حروث ومزارع.
(6) في ج: ترفعن.
(7) كذا في أصلنا وفي «ل» و «ب» ينزله بالياء المثناة أول الحروف وهو وهم. وعجيب: سلف ذكرها.(1/368)
البريد إنها مسؤولة أي يقرأ عليها من الكتاب، وعجيب منقل رفيع مصلول للركب في المحامل عليه.
23
وما عجيب لو ترى عجيبا ... رأيت طودا شامخا مهيبا
لا موطنا سهلا ولا قريبا ... صخرا صلخدا صلّبا صليبا
ينضي الرّباع السلس النجيبا ... والخف قد يرى به تنقيبا
فكم ترى مبتهلا منيبا ... لا يسمع الداعي به المجيبا
مع كثرة الزجر ولا الترحيبا ... يسلي الحبيب ذكره الحبيبا
أي يظهر فيه تنقيبا، ويريد لا يسمع الداعي المجيب ولا الترحيب مع كثرة زجر الإبل والحداء.
24
حتى إذا مرت بنجد الضين ... عامدة جرفة أو ذاقين
لا تتشكّى الغرض ذا الوضين ... هاج لها من عدج الحنين
ألافها لم تحن للجنين ... يا ناق هذا الجد فاسمعيني
المارن المحصد في يميني ... أو تشرقين بدم الوتين
ثم ازلأمت كمهاة العين ... في قلص يمعجن كالسفين
عدجت مثل سجرت بالحنين، نجد الضين، وجرفة، وذوقين مواضع بين الخارف ووادعه.
25
ثم بدت للرّكب والرّكاب ... أثافت مزهرة الأعناب
بها البريد حفّ بالجواب ... ثمت ناديت إلى أصحابي
شيب وشبان كأسد الغاب ... روحوا على الجبجب ذي الجبجاب
ثم على المصرع من أشقاب ... ثم انيسا غير ذي ارتياب
إلى نقيل الفقع ذي العقاب ... إلى الحواريين في اقتراب
أثافت وهي أثافة بلد الكباريين، والجواب جوب في الصخر مخلوقة، والجبجب والمصرع واشقاب وأنيس مواضع في بلد السّبيع، والفقع نقيل، والحواريان نقيلان صغيران مواضع بين وادعة وبكيل وأهل خيوان.(1/369)
ثم بدت للرّكب والرّكاب ... أثافت مزهرة الأعناب
بها البريد حفّ بالجواب ... ثمت ناديت إلى أصحابي
شيب وشبان كأسد الغاب ... روحوا على الجبجب ذي الجبجاب
ثم على المصرع من أشقاب ... ثم انيسا غير ذي ارتياب
إلى نقيل الفقع ذي العقاب ... إلى الحواريين في اقتراب
أثافت وهي أثافة بلد الكباريين، والجواب جوب في الصخر مخلوقة، والجبجب والمصرع واشقاب وأنيس مواضع في بلد السّبيع، والفقع نقيل، والحواريان نقيلان صغيران مواضع بين وادعة وبكيل وأهل خيوان.
26
ثم الصّلول فإلى خيوان ... أرض الملوك الصّيد من همدان
بني معيد وبني رضوان ... والمنهل المخصب ذي الأفنان
ما شئت أبصرت لدى البستان ... من رطب وعنب الوان
ومن جوار شبه الغزلان ... لم أرنها من شهوة الغواني
لكن دعاني عجل الإنسان ... ثم تروّحنا إلى بوبان
الصّلول نقيل إلى خيوان واهل خيوان هم آل أبي معيد من بني يريم بن الحارث وبنو رضوان وآل ابي عشن (1) وآل ابي حجر وبقايا آل خيوان بن مالك، وجواري خيوان ونجران متعالمات بالنفاسة والصباحة والدلال ومولد الخيزران أم موسى الهادي والرشيد بنجران. ثم بيعت (2) إلى جرش ثم إلى مكة.
27
نؤمّ في السير نقيل الأدمه ... بها البريد صخرة مقوّمه
وقد قطعنا قبله جهنمه ... وطمؤا بالقلص المقدمه
وقد جعلنا مقدم المقدمه ... فتيان صدق كليوث الملحمه
على قلاص سلس، مصتّمه ... للقوم بالليل عليها همهمه
يلزمن من بركان كل ملزمه ... ومن عيان وعثه وأكمه
جبل الأدمة بين بكيل ووادعة، وجهنم بئر في أسفله، وطمؤ بلد لبني معمر ابن الحارث بن سعد بن عبدود بن وادعة، وبركان وعيان بلد بني سلمان من أرحب،
__________
(1) آل أبي عشن: بالتحريك آخره نون كذا في أصلنا، وفي «ل» و «ب» آل أبي عشرة بلفظ العشرة وهو غلط وقد سلف لهم ذكر.
(2) كذا في أصلنا من البيع، وفي «ل» و «ب» ينعت بالياء المثناة من تحت والنون وهو خطأ.(1/370)
مصتمة صحيحة الأحساب غير مولدة ومن ذلك الحسب الصتم وألف صتم غير منكسر.
28
وقد قطعنا قبله شبارقا ... وطالعا وقبله شمالقا
وانصعن من عظالم حزائقا ... معانقا يحيين ليلا غاسقا
حيث البريد لم يكن مفارقا ... فوردت من ليلها الغرانقا
نمت فلاقيت خيالا طارقا ... من طيف هند، بات لي معانقا
واسترجعت عيني حبيبا شائقا ... تستلب النوم وتضني العاشقا
شبارق وطالع وشمالق وعظالم والغرانق وهو ماء بالعمشية وهذه مواضع الهجن من أرحب وهم ولد ذعفان وأمهم غرايب فسموا بذلك الهجن بتحريك الجيم وكذلك الهجن من طيء وغيرها.
29
ثم زجرت نومة الرّياب ... بقول: قوموا فارحلوا أصحابي
فانتهضوا نشوى بلا تشراب ... إلى نواج سرح الهباب
للحلويّ النجد ذي الهضاب ... فالعمشيّات بلا تآبي
ثم عميشا فاعسفوا أحبابي ... مرّا إلى مجزعة الغراب
ومن سنام رفض الهضاب ... الماس ماس الريح ذي الإذهاب
الرياب مستثقلوا النوم قال بشر بن أبي خازم (1): فالفاهم القوم روبى نياما والحلويات نقيلان، والعمشيات بلاد فضاء، وعميش موضع فيه ماء، ومجزعة الغراب موضع، وسنام والماس أكمة سوداء وكل هذه المواضع من بلد الهجن من أرحب.
30
ثم على الحبط بسير متعب ... إلى بريد الصخرة المنصب
__________
(1) شاعر معروف له تراجم في «طبقات الشعراء وغيرها». وديوانه مطبوع.(1/371)
إلى خطارير مذاب فادأبي ... ثم إلى العقلة قربا فاقربي
ثم انده العيس بزجر تطرب ... أمّا إلى الأعين ذات الأعلب
والشّرع المخصب عذب المشرب ... وتحت رحلي (1) من بنات الاصهب
دوسرة مثل اللياح الاقبب ... تعتسف السّبسب بعد السبسب
الحبط: ماء في واد لا ينزح، وخطارير أكمة طويلة ترى من رأس جبل حضور ورأس جبل مسور، والعقلة عقيبة وتسمى الخطوة، والأعين عين ماء وعقبة، والأعلب جماعة علب يريد السوائل وهي آخر بلد همدان وحد بلد خولان، واللياح ثور الوحش والاقبب طويل الرّوق.
31
حتى إذا أفضت إلى وادي أسل ... وجاءت السهل وخلاها الجبل
قلت لها وهي تشكى الميس: حل ... ما هو الا الحلّ ثم المرتحل
ثم ازدلاف لمحل عن محل ... ودلج الليل وإغفال الكسل
وعسف تهجير إذا الظل اعتدل ... ما سلمت نفسي وعدّاها الأجل
أو تردي بكة للبيت المحل ... فانجذمت هوجاء كالسّمع الازل
أسل ظاهر يسكنه من خولان بنو حمرة والحناجر من همدان، وقوله لها حل يريد حلي من زجر النوق، وعداني خلفني، والسّمع الازلّ الدّميم وقيل ذاك لما كان مؤخره أزلّ من مقدمه أي انقص.
32
فقلت يا ناق بجد فاعمدي ... فانجرت مثل الهجان المفرد
تعتسف الفدفد بعد الفدفد ... والصّيّهد الأجرد بعد الصّيهد
حذار ملويّ ممرّ محصد ... طوت تبارا بعد وادي المطرد
كأنها بعد منام الهجر ... سفينة البحر العظام المزبد
__________
(1) في أصلنا رحلي بالحاء المهملة، وفي «ل» و «ب» رجلي بالجيم.(1/372)
تجور أحيانا وحينا تهتدي ... يا ناق ما يعنيك جور فاقصدي
قوله يا ناق أي يا ناقة فرخّم، والهجان ثور الوحش، والصيهد القاع المطمئن فيه الحرّ ويصخد، والممرّ السّوط، وتبار ووادي المطرد موضعان من أسل.
33
فشمّرت إذ ضمها الوجيف ... عن الخيام ولها حفيف
يسمع من سديسها الصريف ... كالفحل أومى نحوه العسيف
كأنّها والطّرد العنيف ... بحيث أسّت دارها ثقيف
ذو خدم في ظهره توقيف ... أجدل يبغي صيده نحيف
أو أرن ذو عانة لطيف ... جادله بالأجرع الخريف
الخيام موضع وقرية ثقيف بأسل، يقول كأنها فحل الإبل إذا طمع بخطمه الأجير، وذو خدم صقر موقف الجناحين، والأرن حمار الوحش وذو خدم أي ذو خدمة مخاليبه والواحدة خدمة.
34
بمكفهر ذي نشاص ماطر ... بادره من وغل الحناجر
كالعير من خوف القنيص الشاخر ... اذا أحست زجرات الزاجر
إذا دنت مهرية الأباعر ... الوت برحل المدلج المسافر
قد قطعت بعد منام السامر ... سوائل الخانق ذي المآثر
بحيث معتدّ البريد السامر ... مأمورة في قلص ضوامر
وغل الحناجر موضع بأسل، والحناجر من وادعة، والوغل بين الشعب والوادي، ويريد كالعير الشاخر يمر خوف القنيص، والشخير والسحيل والنهيق من أصوات الحمير، ونسب المآثر إلى الخانق وهو موضع لأن فيه (1) سدّا جاهليّا والبريد السامر دارس الكتاب يقال: عامر الأرض وسامرها أي وعافيها يقال عامرها وغامرها.
__________
(1) سدّ الخانق هدمه ابراهيم بن موسى بن جعفر سنة 199 «غاية الأماني» ص 148/ 149.(1/373)
35
خوارجا من جنح ليل داجي ... مخيسات القلص النواجي
مهرية أعيانها سواجي ... حزائقا بالرّفق الحجّاج
نواسلا يرقلن في دمّاج ... ناجيتها في بعض ما أناجي
ناق صلي التهجير بالادلاج ... مالك عن صعدة من معاج
ما لم تجودي بدم الأوداج ... حتى تزوري البيت ذا الرتاج
عيونها سواج ابتداء، الرّفق جماعة واحدها رفقة، ودماج واد يصب في الخانق ثم إلى نجران، ذا الرتاج ذا الباب.
36
ثم انسلبن العيس من رحبان ... للحاويات فإلى قضّان
صعدة يا ناق بلا تواني ... أمّي إلى مشرعها الريان
صعد سقيت الغيث من مكان ... طاب المقيل لكم إخواني
في رطب صلع وفي رمان ... والقتّ في أسواقها المجّان
بها بنى بيت أكيل باني ... ويرسم فرعان من خولان
انسلبن مثل المنسلب من ثوبه ومن بطن أمه، أكيل رؤوس آل ربيعة بن سعد ابن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، ويرسم مسندة دعوتها إلى بني سعد بن سعد وترسمت على مرّ ذي سخيم وهم من الكلاع (1)، والقتّ القضب (2) والمجّان الرخيص يقال رخيص مجان أي كأنه أخذ بلا شيء، ورحبان والحاويات وقضّان مزارع من أرض صعدة.
37
حتى إذا ما حان ترحال وجد ... قلت لداع: ناد بالقوم أقد؟
ثم انجرد قد طاب حين المنجرد ... وهمّنا بالسّير منها المقتصد
__________
(1) راجع الجزء الأول ص 294والثاني من «الإكليل» 276.
(2) ولكثرة القضب في صعدة ضربت العرب به المثل بقولهم: «كمهدي القضب الى صعدة» وكان ذلك في القديم أما اليوم فقد قلّ كل شيء في اليمن.(1/374)
جبجب بيت القرظيّ المعتهد ... فواديا نسرين أو بيت كمد
أميطر مالكم عنه مصد ... وعن مسيل لربيع ذي ثأد
قد حنت العيس بتفراح الطرد ... للسهفة الشرفاء عن غرب السند
يريد ناد بالقوم أقد تأخّروا، والعرب تقول إذا بان لها من إنسان ما تكره: أقد أي أقد بدأت بالشر ويقولون: أقد أي أقد حان الوقت الذي يريدون، والجبجب وبيت كمد ووادي نسرين والأميطر مواضع في شمال صعدة وفي حقلها (1) والثأد من الأرض الندي، ويروي ذى ثمد أي ذي ماء قليل، ويروى ذي تأد أي يتأدّى اليه السيل من مواضع.
38
يا هند لو ابصرت حسن المنظر ... قلائصا مثل القطا بحضبر
وفوقها كلّ خضمّ ازهر ... وكل وغد من نعاس موقر
رمي الكرى ناظره بمسهر ... فهو ولم يعور كمثل الأعور
يدعو إلى الكرّ به كالأصور ... يا هند لولا معشر لمعشر
بقوّة الله الأعزّ الأكبر ... ما قفلوا يا هند حتى المحشر
حضبر موضع، والاصور المائل الوجه إلى قفاه إذا أملته والشابّ الجميل يصور النساء اليه أي يميلهن اليه.
39
دع ذا وراجع بالقلاص الكوم ... دلعان واحدرها على سروم
من مطرات الحجر المأموم ... اعني بريدا حسن التقويم
تبدّلت بالشيح والقيصوم ... والرّمث والسينام والاسنوم
طيّ فيافي البيد بالرّسيم ... ما شئت من داوية ديموم
قد قطعت والقوم في وجوم ... دون مسيل التمرة السجوم
دلوع مرفوع اللّام جبل قبلة صعدة وسروم هذه هي سروم السّرح من بني جماعة
__________
(1) هذه المواضع لا تزال بأسمائها.(1/375)
من خولان، والمطرات موضع، والشيح والقيصوم والسينام والاسنوم عضاة مما ترعاه الابل معروفة، في وجوم أي في سكوت، وجم سكت فهو واجم لا ينطق.
40
ومن ظبين ذي الثرى والرحض ... تؤمّ امّا بركات العرض
إلى الحميل نهضا ما تغضي ... ثم على العرض الصغير تمضي
ما شئت في القوم غداة الركض ... من لحج نكس وملث دحض
وممسك بخلا وموفي قرض ... ومظهر ودّا ومخفي بغض
وقلص يفحص متن الأرض ... لا يتشكين وضين الغرض
ظبين موضع، وبركات العرض مواضع سوائل، والعرض واد يصب إلى نجران، ولحج: عسر ضيق، والغرض البطان، والعرض بلد بني ثور من خولان.
41
تؤمّ أمّا واضح الطريق ... بالعرقات متلف الغريق
ثم على الثعبان فالمقيق ... حيث البريد ملصق بالنيق
تؤم سجع الوعث والمضيق ... أمّا على وجناء كالفنيق
مجمرة بالسير ذي العنيق ... للجدليّات على التوفيق
ثم على القطّار ذي النقيق ... للبردان الحسن الأنيق
العرقة نقيل في عرقة على واد فيه ماء كثير فإذا زلّ انسان من هذه العرقة وهي كالروقة المشرفة وقع في الماء عن بعد بعيد فإذا سارت بها الإبل كان إحدى كفتي المحمل مطلة على الهواء، وسجع والثعبان والمقيق والجدليات مواضع، والقطّار ماء يشل من صفان إلى البردان نصبة وهذه المواضع بين بني جماعة وبين بني حيف من وادعة.
42
واعتلت الشقرة بعد الراكبه ... بحمد ربي لم تصبها ناكبه
وعمدان قد طوت مناكبه ... وحضن الشيطان جابت جانبه
لمسجد لخالد مقاربه ... ثويلة الأنجد فيها قاربه
مرّا إلى محذا النعال دائبه ... ثم مضحّاها غدا بثائبه
إن شاء ربي لم تربها رائبة ... رب اثب قولي بحسن العاقبه
الشقرة والراكبة وعمدان وحضن مواضع، والثويلة عقبة، ومسجد خالد تحت الثويلة عليه حواء بلا سقف (1)، ومحذا النعال وثائبة مواضع كلها لبني حيف من وادعة.(1/376)
واعتلت الشقرة بعد الراكبه ... بحمد ربي لم تصبها ناكبه
وعمدان قد طوت مناكبه ... وحضن الشيطان جابت جانبه
لمسجد لخالد مقاربه ... ثويلة الأنجد فيها قاربه
مرّا إلى محذا النعال دائبه ... ثم مضحّاها غدا بثائبه
إن شاء ربي لم تربها رائبة ... رب اثب قولي بحسن العاقبه
الشقرة والراكبة وعمدان وحضن مواضع، والثويلة عقبة، ومسجد خالد تحت الثويلة عليه حواء بلا سقف (1)، ومحذا النعال وثائبة مواضع كلها لبني حيف من وادعة.
43
ثم طوت أنجد معرضينا ... طيّ يد الشحاحة المنينا
تغشى إلى مهجرة الحزونا ... حيث ترى بريدها رهينا
ثم أمرت القوم أجمعينا ... تعوّزوا القوت الذي يكفينا
وأصدروا العيس فقد روينا ... ثم اتركوا شرقيها يمينا
وفدا بحمد الله آمنينا ... غادين بالرضوان رائحينا
معرضين موضع في بلد وادعة ومهجرة قرية في المنضج، والشحاحة اللئيم يفتل الحبال أخرجه على فعالة، والمنين جماعة أمنّة ومنن: الحبل ونص (2) ومنين، ويقال المنين هو المنّة نفسها.
44
ثم اندهوا خوص المطايا الوسّج ... إن مضحّاها بغيل المنضج
مالك بالظليف من معرّج ... فاطّلبي لوعثه من مخرج
تصبّحي الماء صباح المدلج ... ثم اشربي ريا بعذب حشرج
لا كدر الشرّب ولا مزلج ... ثم اصدري منه لسد المنهج
كأنّ رحلي ذا العشاء المدمج ... شد على ظهر الظليم الأخرج
__________
(1) لا يزال معروفا إلى هذه الغاية كما حدثني بعض الاخوان.
(2) كذا في أصلنا وفي الأصول مهملة، ولعله: والمنين الحبل، ومنه نقضه.(1/377)
غيل المنضج غيل عليّ من وادعة. المنضج نقيل عظيم، والظليف جبل في رأس المنضج وسدّ المنهج قصدك يقال: أغن سدّك وأنا أغني سدّى أي جانبي، والخرجة لون من ألوان النعام سواد في أقل منه من البياض.
45
ثم انجردن العيس ناجيات ... مثل السّعالي بأقاويات
أو كالقطا الكدري قاربات ... إلى شتات متواهقات
يجتبن وجه الأرض ذا الموماة ... للفيض من ريّة عامدات
من الطلاح متطلعات ... إلى بريد الصخر من ثلاث
رحن بحمد الله سالمات ... يا رب سلمها من العلّات
أقاويات انجد يمثل ببردها، وشتات وثلات وريّة مواضع، والطلاح موضع طلحة (1) الملك، وكل هذه المواضع في بلد وادعة من همدان وهي من أحواز أرينب.
46
أقول لما أخذت جلاجلا ... فضمها والوعث والجراولا
كالشفتين ضمتا الأناملا ... يا رب بلغنا بلاغا عاجلا
رب وعودنا بخير قابلا ... وق الردى من كان منا قافلا
واغفر لميت يك منا نازلا ... وبلغ الركبان والرواحلا
وبلغ الخيرات منا الآملا ... عاجلها يا ربنا والآجلا
جلاجل واد ضيق يقول لما أخذته فضمها بضيقه مع الوعث والجراول التي فيه وهو جرول يمره، ثم شبههن بالشفتين إذا ضمّتا الأنامل وهذا مثل قول زهير:
فهن ووادي الرس كاليد في الفم
لميت يك منا نازلا: أي لكل ميت نمرّ بقبره ونحن ركابا (؟)، وجلاجل آخر بلد وادعة.
__________
(1) طلحة: قرية كبيرة بقرب ظهران الجنوب شمال صعدة.(1/378)
47
ماذا ترى في القلص الرواسم ... يمعجن في أكناف ليل غاشم
يبدرن من مختلف الزحائم ... لمنشري عقدة بيت ناعم
يفحصن بالأخفاف والمناسم ... راحة عن يسرى البريد القائم
نواسلا بالخبت كالنعائم ... بالقوم من يقظان أو من نائم
أفضى اليه وهج السّمائم ... فهو على الواسط ذو هماهم
المعج ينعت به سير الحيات، وليل غاشم أسود يقال: قم بغشمة من الليل أي سدفة ظلام، واغتشم القوم أدلجوا بسواد، والمختلف من ديار سنحان من جنب ويسمى الحمرة (1) والمنشر وسمي بهذا الاسم لما التقت فيه مذحج وقضاعة ونشروا فيه جميعهم أي تصافوا فيه للقتال، والعقدة رأس الوادي وادي سروم واد ذو زرع وكرم وعضاه من عضاه الثمار، والواسط واسط الكور وهي المضبة التي في صدر الراكب.
48
قلت لها في جنح ليل أسدف ... وهي ترامي صفصفا عن صفصف
تطوي من الجنب طواح النفنف ... بمارن ذي منسم موظف
وعضد لمّت وإبط أجوف ... وحارك فعم وهاد مشرف
ومشفر رسل وخد أّكلف ... صلت نما فوق صبيّ مرهف
وورك عبل وساق أهيف ... لما علت في عقبات الشفشف
أي تطوح النفنف، موظّف عظيم الوظيف، والصبي ما نتأ من اللحي في موسطه، وذكر الساق واجتزأ عنها بتأنيث العضد، والشفشف عقاب في بلاد عبيدة من جنب.
49
عيرانة كالبازل الهمرجل ... تطوي الصوى منها بخف معمل
في أينق مثل النعام الجفل ... مهرية السّرّ حسان الأرجل
__________
(1) الحمرة: جبل معروف لقبيلة سنحان.(1/379)
بفتية مثل الرماح العسّل ... فكم طوت من قيّ مرت مجهل
ومنقل ومنقل ومنقل ... تعسف بالأخفاف صم الجندل
تعسّفا بعد منام الغفل ... إلى الجميلين بلا تأمل
بخف معمل أي غليظ ويقال في كل شيء يكون محكما وثيقا: معمل ومعمل مارن على كثرة السير وأنها لا تقف على رحلة، الجميلان جبلان فيهما عقبتان من بلد بني عبيدة، بلا تأمل بلا تريث تأمل أمره تلبث فيه.
50
يا ناق سيري واسمعي كلامي ... ما إن لنا بالفرّع الرضام
من وطر يقضى ولا مقام ... أمي باخفاف وطرف سام
عراعرين أيما ائتمام ... من بعد إيضاع بذي الرمرام
للوعر الطرفاء والآكام ... حيث البريد واثن المقام
قد غادرت فرجة باعتزام ... للثجة الماء العظام الطامي
الفرع والرضام صخر بعضه مرتكم على بعض كما يقال في المرتكم ركام، وعراعران موضع، وذو الرمرام والفرجة بئر، والثجة منهل.
51
طوت عفارين ووادي الخنقة ... وذات عشّ بزماع معنقه
حيث البريد صخرة موثقة ... وعن مسيل طرب مشرقه
ووعث حيثان تغشى طرقه ... تنساب في ظلمة ليل مطبقه
شويحطات كالنحوص المطلقه ... وجناء كالفحل الهجان معرقه
مرّت بصفعان تغشى سملقه ... جرميّة مهرية مخلقه
عفار موضع والخنقة وطريب موضع طيء الذي انتجعوا منه إلى الجبلين (1)
وجبثان وصفعان مواضع، وصلفاع جبل أيضا في الناحية (2).
__________
(1) يذكر المؤلف في «تفسير الدامغة» ان طريب غير هذا في الجوف المعروف ومنه انتقلت قبيلة طيء، وطريب واد عظيم فيه قرى ومزارع ونخيل لقبيلة عبيدة من جنب.
(2) حبثان: في أصلنا بالحاء المهملة ثم باء موحدة ثم ثاء مثلثة آخره نون، وفي «ل» مهملة الموحدة، وضعفان بالضاد المعجمة في أصلنا، وفي «ل» بالمهملة، وصلفاع بالمهملة في الجميع.(1/380)
52
للسّهب ذي السّبسب من ذات القصص ... أمّي إلى الميل إذا الميل شخص (1)
بمشرف كالجذع ناج من قعص ... يا ناق سيري ليس حين المرتبص
تنصاع والعيس يزاولن المحص ... تزايدا حين المطايا تنتقص
تحامل الجون الرباع المقتنص ... مارن الأخفاف لا تحذي العرص
بهن تعلو السهب ذا المرو الاحص ... إلى الكتينات طريقا قد كحص
ناج من قعص سليم من عقدة وهو انحناء العنق الى ناحية الحارك، والجون الحمار الذي أفلت عن سهم القانص، وتحامل نضابه محله (؟)، وكتنة قرية، وذات عش (2) موضع فيه قبور الشهداء لا أدري في أي وقت قتلوا، وذات القصص قاع وجبل، كحص: درس.
53
سيري إلى كتنة سير الجدّ ... قصدا، وليس الجور مثل القصد
أمّي مع الوفد طريق الوفد ... أمّي إلى ماء رواء الورد
حيث بريد الصّخرة الصّلخد ... يا كتن ذات الرّجمات الجرد
أسقيت تسجام (3) السحاب الرّمد ... من كل ثجّاج هزيم الرعد
دار بها حيّا ندى ومجد ... شهران أخوالي وحيّ الأزد
الرّجمات جماعة رجمة وهي الرجام مثل الإكام وهي صخرات دون الهضاب في القاع، والرّمد السّود، قال رمد على ضمير سحابات كما قال النعام المجفل على النعامات المجفل.
54
يا هند لو أبصرت بالأعلام ... أيانقا مثل عروق السّام
__________
(1) ذات القصص: جبل عظيم معروف.
(2) في «معجم ما استعجم» ج 9443قال الهمداني: ذات عش من أداني القاع وهناك مات أبرهة منصرفا من غزوة الفيل قال: وذا عش من أرض كتنة. وهذا مما لم نطلع عليه في كتب الهمداني التي بين أيدينا.
(3) في أصلنا تسجام بالجيم وهو سيلان ماء المطر، وفي «ل» و «ب» تسحام بالحاء المهملة وهو وهم.(1/381)
يحملن كلّ ماجد همام ... واري الزناد بردع قمقام
طبّ بوجه الحلّ والإحرام ... وكلّ ضغبوسيّة كهام
وغد طباقا ورع نوام ... ضنّ بما في رحله جثّام
لا يتقي ملامة اللّوام ... فضّلت أقواما على أقوام
أيانقا: أي نوقا حمرا مثل عروق الذهب، بردع: رفيع ومنه بردعة السنام وبردعة النبع، طبّ عالم بالحلال والحرام، ضغبوسية يريد ضغبوسا أي من دون الناس، يقال للفحل إذا لم يهتد للضراب عياياء طباقاء.
55
إذا انتحوا بالقلّص الشّمرذله ... أعيبلا يغشون غول الغوّله
للقاعة الشهباء منها زلزله ... والشعب قد جابت بليل أسفله
فكم طوت من منزل ومرحله ... ومهمه قيّ وتيه مجهله
ومنهل صعب ووعث جروله ... نواسلا دخّله فدخّله
حتى أتت يعرى نواج معمله ... وتحت رحلي عنتريس عنسلة
أعيبل موضع من القاعة والقاعة من ذات عش إلى بنات حرب، زلزلة أي تزلزل بوهصهن بالأخفاف، مجهلة مضلة وغفل لا علم فيه، دخّله أوساطه فأوساطه ويعرى واد لجليحة من خثعم فيه نخل وآبار، قيّ من القواة ومنه {جَعَلْنََاهََا تَذْكِرَةً وَمَتََاعاً لِلْمُقْوِينَ} (1).
56
ثم بيعرى (2) غير ماكثات ... إلا بسقط الواد شاخصات
أواكلا قوتا وشاربات ... عند بريد الصّخرة الصفّتات
ثم ترامت بأقيعيات ... مثل الصيار الخنس فارطات
لأطب في السير مطنبات ... يبمبما للورد قاربات
__________
(1) سورة الواقعة 73.
(2) في الأصول بتعرى: ويعرى بالياء والراء مفتوحة فألف مقصورة لا يزال معروفا لقبيلة ناهس.(1/382)
فشاربات ثم صادرات ... بالقوم اذ هبّوا مبادرات
الصّفتات المنفرد من هذا قيل رجل صفتات أي طمل لا شيء معه ولا عليه والصفتات الجسيم أيضا، والصيار لغة في الصّوار، فارطات أي موليات، لأطب موضع وبعض العرب تسميه طبي، هبوا من النوم انتبهوا.
57
بالخبت من ذات السلام المسهل ... بها بريد من صلاب الجندل
أخرس مسؤول وإن لم يسأل ... بينّ ما فيه وإن لم يعقل
لأشب فراحة فجلجل ... قد غادرت نجرا رويّ المنهل
لابني دد بالوخد والترسّل ... إلى بريد الصخّرة المجدّل
تؤم هرجاب بسير معجل ... إلى بنات حرب لم تعدل (1)
ذات السلام (2) موضع، أخرس مسؤول يريد أن على بريد كتابا ينبيء أي بريد هو من العدة، أشب وراحة، وجلجل، وابنا دد مواضع، وهرجاب، موضع سوى هرجاب رداع الذي ذكره، بنات حرب قرية، وقد يوجد فيها من الذهب شيء، وهو واد فيه نخل وآبار، ونجر واد فيه بئران، وإلى نساء نجر المثل: قال صدرت منه ولم تنزحه، وهو أروى ما كان.
58
حتى إذا ما ارتحل النزول ... فجلّ همّي رحلك المحلول
ومن صنان (3) شعبه المهول ... فانجردت حرف بها نحول
عن نكبة الشعب لها نسول ... للربضات حيث تلفى الغول
بها بريد الصخرة المجدول ... وانجد حفّت بها السهول
ما إن بها زرع ولا غيول ... إلا السّعالي الذعر والهذلول
__________
(1) كذا في الأصول وفي هذا الصراع زحاف كما تراه. إلا بفتح الراء من حرب أو تشديد الدال.
(2) تسمى أم السلام وبنات حرب: جبال حمر معروفة وجلجل بكسر الجيم معروف وكذا هرجاب واد عظيم يصب في وادي بيشة قرب بلدة الحيفة بكسر الحاء بعدها ياء ففاء فهاء
(3) صنان بفتح الصاد لا يزال معروفا.(1/383)
صنان شعب بالقرب من بنات حرب، ويسمى لحي الجمل، والربضات موضع بين جبال به رضائم عظام كالآطام الكبار، وهي من صخر مرتضم بعضه على بعض، وبها سمي الموضع، وهي مذعرة للابل، ويمثل بغول الربضات وقد سرتها غير مرّة ليلا ما آنست بها ذاعرة. وقد يقولون: إن سفراء اليمن كانوا إذا باتوا بها خرج في الليل من يطرح جمر النار ويدعو ببعض من يعرف من السفرا فيخبره عن أهله وعن أشياء يعرفها وينكر صوته، والأصل في ذلك أن بعض من كان قبلنا قد نظروا بها الغول والغيلان من الوحش المستشنع، وكذلك العدار، وهو الأيم، والهذلول الذئب، يسمى بذلك لهذلانه.
59
ثم لها بالبسط الميساع ... زماع سير أيما زماع
قد غادرت بالوخد والإيضاع ... حصاصة العرفط ذي الاقراع
مرمدة منها إلى تلاع ... حيث البريد لا يجيب الداعي
سل الجوى عن قلبك الملتاع ... عن بعض ما أنت لهند راع
دعاك من وجد بهند داع ... في النوم والعيس على أطلاع
البسطان موضع، والإيضاع من نعت السير السريع، وغادرت تركت، ومنه {لََا يُغََادِرُ صَغِيرَةً وَلََا كَبِيرَةً إِلََّا أَحْصََاهََا} (1)، أي لا يترك، والحصاصة (2) وتلاع موضعان، وكان الوجه لا يجيب الداعي مفتوحا فتركه على كسرة وحمى الإعراب بالألف واللام (3).
60
للجسداء شخّصا للماء ... فشفني شوق إلى هيفاء
حوراء بكر رشدة غرّاء ... خمصانة بهكلة شنباء
__________
(1) سورة الكهف 49.
(2) الحصاصة بالحاء المهملة جبال تتخللها أودية وفي الأصول الخاء المعجمة تصحيف، وقال شاعر من سلول في الحصاصة:
هيّة الله على ذا الواهبي ما زبّنه غير الحصاصه ... ملحته ينشر البيضا لها، ينشر البيضا لها
(3) لأنه منقوص ويعرب المنقوص في حالة النصب بالفتحة الظاهرة. وتلاع: معروف.(1/384)
كالدّر تجلو سدف الظلماء ... طافت برحلي في دجى طخياء
فقلت لما ثاب لي عزائي ... للقوم حثّوا العيس للنجاء
وخدا إلى الأغلب فالرخاء ... ثم الغضار فالى الميثاء
الجسداء منهل فيه بؤور، والأغلب والمرخاء موضعان، والغضّار مثقل الضاد (1) فخففه، وعقبة الغضار مخنق مضيق، والميثاء موضع، وكل هذه المواضع من يعرى (2) لخثعم.
61
حتى إذا أوردتها رنوما (3) ... واديها والمنهل المعلوما
حيث البريد لم يزل مأزوما ... ألقت صهيّا خلفها مذموما
قودا تشكي الأين والسؤوما ... يتبعن جلسا عيهما عرهوما
تؤم قصد الكعبة النجوما ... ناهجة منهجها المأموما
نجاد ثور ضمرا سهوما ... يجشمن منها المعدن المجشوما
رنوم: منهل فيها بئر طويلة قال الراجز فيها:
إن رنوما قطعت حبالى ... وتركت كل جديد بالي
صهيّ موضع (4)، ونجاد ثور بها معدن بيشة بعطان معدن الذهب.
62
ثم ببعطان بواجي الوسج ... تؤم من بيشة وادي ترج
بملطس ذي منسم أزجّ ... شجّابة الموماة أيّ شجّ
تعلو به النهقة ذات الفجّ ... حيث بريد الصخر مثل العلج
بذي سمار غير سير المرج ... تعسف تهجير اجيج الرهج
لأقب يخشى فوات الحج ... ياناق أمي القصد لا تعوجي
__________
(1) الغضار يعرف الآن بتخفيف الضاد
(2) يعرى بالياء كما تقدم لا بالتاء كما في الأصول وهو الآن لشهران.
(3) رنوم بالراء المهملة لا كما في الأصول لا يزال معروفا واد الى بيشة من الجنوب، وانظر «الهجري» 316.
(4) صهيّ: واد لا يزال معروفا بالصاد المهملة لا كما في الأصول (انظر «العرب» ص 244السنة السادسة).(1/385)
بعطان بلد لخثعم ينسب اليه بيشة وهو أحد أعراض نجد الكبار، وترج مثله أودية سباع، وهو وادي نخل، وكلاهما ذوا آطام، والنهقة نجاد وعقبة، وذو سمار (1) موضع بين ترج وتبالة وإليه ينسب جن ذي سمار وإلى جنب عرابات، الأقب المقارب لأن ينال.
63
ثم على ذات الدماغ ياله ... من مهمه يغتال من أفضى له
يعلو إلى سهوله جباله ... وعث الحذينات يغشّى حاله
بها بريد الصخر لا محاله ... قلت لعنسى أيما مقاله
وهي تحث الرّسل بالرّحّاله ... مثل البغيّ الطفلة المختاله
تجر من ثوب الصبا أذياله ... الجدّ حتى تردى تباله
ذات الدماغ، والحذينات موضعان إلى جنب ذي سمار، تحث تبسط بالرسل من السير، ومن ذلك حث البعير أخرج سيره جمعا، واستعار الرحالة في الرحل، والرحالة تكون للخيل، وهي سروج البادية، هذا تفسير أبي عبيد (2)، وأقول: إنه وهم على الرداعي لأن الرداعي أعرف من أن يقول الرحالة في الرحل، وإنما قال الرّحّالة كما يقال للناسب والعارف نسابة، وعرافة، وجخافة، وثقالة، ونمامة، وهيابة.
64
فوردت بالسير ذي الإمضاض ... في تمك بوك وفي أنقاض
يوضعن في اغضف داج غاض ... يلقين نضحا بسلا الإجهاض
يشرعن في ذي جدول فضفاض ... للبردان مترع الحياض
فقلت للقوم على ارتماض ... لدى مقيل غير ذي إيفاض
حلّوا رؤوس العيس للرياض ... يعسفن منها رمض الرّضراض
__________
(1) يعرف الآن باسم سمار، وهما سماران: الشرقي يصب في وادي بيشة من الجنوب، ويقابله سمار الغربي بين ترج وتبالة.
(2) أبو عبيد هو الذي روى عنه الهمداني هذه الأرجوزة وذكره في مقدمتها، وفي الأصول (أبو عبيدة) خطأ.(1/386)
أخرج جماعة بائك على بوك اتباعا لتمك وجماعة بائك بوائك، وكأنه ذهب إلى أن واحدها أبوك وبوكاء، وقد جاء في مثل هذا حائل وحول وحوائل، البردان قليب بتبالة طيب الماء عذبه، وكذلك تبالة قرية فيها التجار، واليها الجهاز، وكان فيها نخيل وغيل، وكان أكثر ساكنها من قريش، فخربتها البادية، والجدول هو الغيل، ورياض الخيل موضع يسمى بذلك.
65
فاخلولقت مثل القطا القوارب ... بالقوم وخدا ذهّب الركائب
نجائب ضمت إلى نجائب ... يخضن عرض الأرض ذا المناكب
في مطلخم خضل الجوانب ... خلافة الماء النضيض الناضب
حيث بريد الصخرة المجانب ... قد عفن منها كدر المشارب
فكم طوت من أوجه السباسب ... جرّا تعاطى أقرن الثعالب
خضل بارد الطرفين نديّهما وليل خضل أيضا، إلا أنه ذو غيم وداجن، خلافة بئر، نضيض قليل ومن هذا قيل ما نض معك أي ما حصل معك، والمجانب نعت الصخرة كالمرأة المفارق والمخالب والمدابر، وجرا وأقرن الثعالب إكام.
66
ثم انتحت بالحشد المدالج ... معصوصبات القلص النواعج
إلى القريحا سدد المناهج ... يشرعن في مشرعها الصهارج
مدنيّات غير ما عوامج ... يبغين منها قذف المخارج
يخضن هجرا كأجيج المائج ... أنيفتي أميلح المدارج
حيث البريد كالمسجى البائج ... وتحت رحلي كالفنيق الهائج
القريحا منهل ومعلف وكان فيه قرية خربت وهو على وادي رنية، أجيج الهجير احتدامه وسعار تراه كالسراب وكالموج، وأميلح جبل، والمدارج نجاد، والبائج الساكن الذي لا حركة فيه ومن ذلك قولهم: حزنه أمره فباج أي كأنه مات من حيرته وسهوه، والمائج من الموج.(1/387)
67
وجناء تنصاع انصياع الجاب ... عن نعبان الزاجر النّعّاب
لأجرب (1) ذي المنهل العباب ... عذب نطاف الورد للشراب
صادرة منها إلى أعباب ... ترمي الأحص الوعث ذا الحزاب
بمارن عاف من الإنقاب ... ثم كراع الباب أي باب
باب صخور الحرة الصلاب ... يا رب سلمها من الأوصاب
تنصاع تسرع، الجاب: الحمار حمار الوحش، نعاب من نعيب الغراب، أجرب منهل فيه بئر، أعباب موضع، الأحص من الحصاص وهو الحصى لا من الأحص الأقرع لأنه قد ذكر أنه ذو حزابي، عاف معف، كراع الحرة باب منها مقلوع صخوره للطريق ويقول الصنعانيون ولا أدري أبإسناد أم غيره فيسهل فيه الطريق وهذه حرة نجد ويخرج منها في الوقت الذي يدخلها على سير الحمولة، قال الراجز:
حرة نجد لا سقيت المطرا ... من الكراعين إلى وادي كرا (2)
وقال آخر:
يا حر (3) ذات الوعث والجراول ... لسوف نعلوك بكل بازل
حتّ الفروج ليّن المفاصل
68
ثم انسرحن العيس ينفخن البرى ... يصلن بالتهجير أسباب السرى
لذي فضين ذبلا منها الذرى ... خوصا براها من سفار ما برى
ثنية الحرة عنها غيّرا ... حيث البريد جازه عير الفرا
ثم على الرفضة تأتم كرا ... ثم بشريانة لا حيث القرى
__________
(1) اجرب بالجيم منهل لا يزال معروفا بقرب عقيق غامد على الطريق اليه من بيشة وينطق (جرب) من قبيل تسهيل الهمزة وفي الأصول أخرب تصحيف.
(2) في المطبوعة (درا) ونرى الصواب ما وضعناه.
(3) في «بلاد العرب» 171وغريب الحديث للحربي ج 5/ 82والأمكنة للزمخشري ونوادر أبي زيد: يا نخل الخ.(1/388)
ثم براحا إذ تعد كركرا ... بها ترى ذاك البريد الأغبرا
ذو فضين موضع بالحرة وثنية: يريد من الحرة، غيّرا جماعة غاير أي ماض لوجهه ومنه قول الجاهلية اشرق ثبير كيما نغير ومن ذلك السهم الغائر، عير الفرا حمار الوحش مهموز فترك الهمزة، براح موضع من الحرّة، والرفضة موضع منها، وكرا (1)
واد في الحرة عميق فيه نخل وماء وهو من مغاوض الحمير ينزل اليه بعقبة ويصعد عنه في أخرى، والشريانة موضع من الحرة مطمئن ذهب السيل فيه مرة ببعض رفقة صنعاء فسميت سنة الشريانة وكان أصابهم طوفان ولو كانوا بكرا ما نجا منهم أحد، وكركر موضع في الحرة أيضا.
69
ثم الكراع ولهن ريده ... ينسلن للمعلف من أبيده
لورده قاربة عنيده ... لمنهل قد أمنت تصريده
تمد نأي مده عتيده ... تحتي نياق أحد تليده
عيدية عيرانة معيده ... من الرقيق قد طوت بعيده
وغادرت مجدلا بريده ... مياسة في وخدها شديده
الكراع الثاني من جانب الحرة الآخر، ريدة إرادة كما يقال ديرة من إدارة وتقول العرب: أعندك ديرة أي حيلة، أبيدة ما بين الحرة وناهية وبها واد عظيم من أعظم أعراض نجد يسمى تربة إذا سال (2) مدة، الرقيق: موضع.
70
لا تتشكى ألم الإيغال ... ولا اعتساف الليل ذي الأهوال
قد دعست ورقة باحتيال ... ثم انتحت كالشحج الصلصال
أقاويات الحزن والرمال ... ثم ضهاء عجل الأعجال
فناهيات فضرا الاجلال ... فخلقانا ثم ذا غزال
حيث بريد الصخر ذو الاميال ... والماء عذب مترع السجّال
__________
(1) وقد ورد في الشعر ممدودا، انظر كتاب «في سراة غامد وزهران» ص 75.
(2) لعل الصواب: إذا سال مكث السيل مدة أو نحو هذا.(1/389)
ورقة وأقاويات مواضع الأولى اقاويان أيضا وضهاء وناهية وضرا الاجلال وخلق وذو غزال مناهل ومواضع قفرة، والشحج حمار الوحش.
71
ثم انتحت بالسير منها المطنب ... إذ سمعت تهزاج حاد ملهب
لمسحب تجتاز اعلى مسحب ... إلى غرابات القرين الأنصب
ثم الخريداء بوخد متعب ... ثم إلى صفن (1) روى المشرب
لا كدر الشرب ولا مطحلب ... ثم على ركبة مر الأركب
حيث بريد الصخرتين الأشهب ... صغرى كامثال القطا المسرب
ملهب مجدّ في حدائه، ومسحب موضع يسحب فيه الصراور من الناس وقد يستعدون نفوسهم في محجة منه واحد ايضا والصرورة من لم يحج (2) والصرورة من لم يتزوج النساء والغراب قرن منتصب، والخريداء أرض واسعة، وصفن منهل تأتيه الأعلاف من أمطار ناحية الطائف، قال ابن أبي فضالة:
إذا أردت الغبن كل الغبن ... فامرر على الرزق من اهل صفن
وركبة وقد ذكرها هي وذا غزال وأما غزال فبناحية عسفان وفيها يقول كثيّر:
أناديك ما حج الحجيج وكبرت ... بفيفا غزال رفقة واهلت
وما كبرت من فوق ركبة رفقة ... ومن ذي غزال أشعرت واستهلت
الأركب: جماعة
72
قلت لها في مطلخم طاخ ... لدى مناخ أيما مناخ
__________
(1) صفن بالصاد المهملة وكان في الأصول كلها بالضاد المعجمة وهم والتصحيح مما سلف في الكلام على محجة صنعاء الى مكة ومن ابن خرداذبة، وكذا وهم في التفسير بعد الأبيات.
(2) الصرورة بالفتح لا تزال معروفة عندنا وهو من لم يزاول عملا ما أو لم يعرف بلدا لم يدخلها بعد ومن لم يحج. وكان في طريق صنعاء موضع يسحب به الشباب ونحوه ممن لم يدخل صنعاء ولا يعرفه وقد فعلنا ذلك عدة مرات.(1/390)
لأوقح ذي المنهل الوضاخ ... يا ناق همّ الشهر بانسلاخ
فأزمعي بالجد لا التراخي ... فانتهضت بمشرف شماخ
كالجذع جذع النخلة الشمراخ ... كأم أفراخ إلى أفراخ
عن ذي طوى ذي الحمض والسباخ ... قاربة للورد من كلاخ
أوقح منهل على واد عذب الماء وقيل لعليل من أهل صنعاء وهو في منزله ما تشتهي؟ قال: شربة من ماء أوقح، وكلاخ واد ماؤه ثقيل ملح وكل هذه البلاد من تبالة إلى نخلة ديار هوازن فيها من كل بطونها، ذو طوى موضع وذو طوى بمكة ايضا.
73
يا هند لو أبصرت عن عيان ... قلائصا يوضعن في جلدان
بالقوم من يقظان أو وسنان ... وكل صلت ثابت الجنان
أروع مفضال على الإخوان ... لا ثلب خبّ ولا منّان
وكل نكس حضر ضنان ... معمم بالذم ضبّ وان
جمّ الخنا نوامة حيران ... علمت من ذو الفضل في الركبان
جلذان موضع قاع واسع، خب ثقيل يقال هو خب ضب.
74
إذا انتحى القوم على الخوص العنق ... عن ذات أصداء سنامي الفنق
العيدهيّات العياهيم السحق ... وقد طوت حنطوة الخرق الأمق
حيث بريد الصخر عن غرب الطرق ... أقول للبارق وهنا إذ برق
لوامض البرق اليماني المؤتلق ... أيسر من نعمان إذ شقّ الأفق
هيجت أشجانا لذي شوق علق ... وانتحت العيس المواسيق الوسق
ذات أصداء موضع، والفتق معلف، السحق الطوال من الإبل والنخل ومنه قيل هواء سحيق أي بعيد والعيدهيات الهاء مزيدة، نعمان فوق عرفة من أرض نجد (؟) والحنطوة موضع وكانت مرحلة أهل صنعاء قد أصيبوا بها سنة فقيل سنة
الحنطوة.(1/391)
إذا انتحى القوم على الخوص العنق ... عن ذات أصداء سنامي الفنق
العيدهيّات العياهيم السحق ... وقد طوت حنطوة الخرق الأمق
حيث بريد الصخر عن غرب الطرق ... أقول للبارق وهنا إذ برق
لوامض البرق اليماني المؤتلق ... أيسر من نعمان إذ شقّ الأفق
هيجت أشجانا لذي شوق علق ... وانتحت العيس المواسيق الوسق
ذات أصداء موضع، والفتق معلف، السحق الطوال من الإبل والنخل ومنه قيل هواء سحيق أي بعيد والعيدهيات الهاء مزيدة، نعمان فوق عرفة من أرض نجد (؟) والحنطوة موضع وكانت مرحلة أهل صنعاء قد أصيبوا بها سنة فقيل سنة
الحنطوة.
75
فقلت لما ثاب لي احتفاظي ... والقلب فيه شبه الشواظ
سل الهوى عن قلبك المغتاظ ... والعيس تطوي الأرض بالمظاظ
مشفقة من زاجر كظاظ ... مسهلة للخبت من عكاظ
طوت فجاج الأرض باندعاظ ... بمجمرات صلّب غلاظ
بفتية لا فحّش فظاظ ... لا بل رواة صدق حفاظ
المظاظ من المماظة وهي المغاشة والمشاقة، عكاظ بمعكد هوازان وسوق العرب القديمة وهي لبني هلال اليوم، والاندعاظ الاندفاع، والمجمر الخف المستدير الصليب الجوانب.
76
فانجردت بالرفق العصائب ... عيدية مفعمة المناكب
تاركة قرّان للمناقب ... بحيث خط الميل كف الكاتب
وشرّبا في جنح ليل واقب ... بكل محض حسن الضرائب
يدعو إلى الله دعاء الراغب ... من مشفق من ذنبه وتائب
يقول والأمر إلى العواقب ... يا رب هب لي أحسن المواهب
المفعم الممتلىء، وقرّان وشرب مكانان من أرض عكاظ وقران هذا غير قران اليمامة، وقران الجوف جوف أرحب (1)، وهذه المواضع من الجرداء ويضرب على مشرق جميع هذه المواضع جبل الحضن من المحجة على يوم وكسر ثم ضرب الناس من قرّان وشرب ذات اليسار فعلوا رأس السراة وهو المناقب خمس عقبات منها الغمضة وغيرها فانحدروا فيها وسقطت بهم على قرن الحرض وهو الذي وقّته النبي عليه السلام لأهل نجد ولأهل تهامة يلملم ولأهل الشأم ومصر الجحفة ولأهل العراق ذات عرق.
__________
(1) قران هذا واد غرب الحويّة وقران الجوف: لا يزالان معروفين.(1/392)
77
حتى إذا أدنى الركاب مدني ... بقوة المنعم لا بالوهن
استبدلت بالخوف دار الأمن ... وجاءت الميقات وادي قرن
ومسجدا حف بزي الحسن ... به يهل الحج قبل الركن
والمشعرون البدن أهل البدن ... ويزجر المرفث كي لا يخني
ويترك الفسق الذي لا يغني ... وجدل القول الذي لا يعني
بقرن مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) وبئره وهو واد ونخل وحصون وهو على رأس البوباة.
78
ذاك إذا القوم بقرن يمموا ... فاغتسلوا بالماء أو تيمموا
وقلدوا الهدى كما قد علموا ... وأحرموا وأشعروا فأعلموا
ونشر البرد اليماني المعلم ... للقوم ثم استقدموا أو قدموا
حتى إذا قضوا صلاة سلموا ... ورفعوا أصواتهم فأحرموا
ومجدوا ربهم وكرموا ... واستغفروا خالقهم واسترحموا
قال: ونشر البرد هو يريد البرود كما تقول العرب: قل الجمل وقل الثوب وغلا الثوب وعز الدينار وهم يروون غلت الثياب وقلّت الجمال وقلت الدنانير.
79
هذا وهم في مسجد الميقات ... ثم استطفوا فوق يعملات
حتى إذا ما ثرن مجبوبات ... لبوا جميل الصنع ذا الخيرات
بلغة من أحسن اللغات ... بحا وشعثا رافعي الأصوات
مفضين بالمسير إلى البوبات ... قولهم: يا قاضي الحاجات
اغفر لنا يا سامع الدعوات ... واعف عن الأحياء والأموات
البوباة أرض منقلة إلى وادي نخلة ومصعدها إلى قرن كثيب لا تكاد تعدوه الرذايا والأنضاء، مجبوبات قد أكلت الرحال من أسنمتها والواحدة جباء والذكر أجب ومن الناس مجبوب.(1/393)
هذا وهم في مسجد الميقات ... ثم استطفوا فوق يعملات
حتى إذا ما ثرن مجبوبات ... لبوا جميل الصنع ذا الخيرات
بلغة من أحسن اللغات ... بحا وشعثا رافعي الأصوات
مفضين بالمسير إلى البوبات ... قولهم: يا قاضي الحاجات
اغفر لنا يا سامع الدعوات ... واعف عن الأحياء والأموات
البوباة أرض منقلة إلى وادي نخلة ومصعدها إلى قرن كثيب لا تكاد تعدوه الرذايا والأنضاء، مجبوبات قد أكلت الرحال من أسنمتها والواحدة جباء والذكر أجب ومن الناس مجبوب.
80
ثم اعتزمن العيس بالتصميم ... عوائدا للمسجد المعلوم
قواصدا للكفو فاليسوم ... إلى بريد الصخرة المأزوم
والقوم في التمجيد والتعظيم ... يرجون عفو الغافر الرحيم
ومنزلا في جنة النعيم ... بعفو رب واسع كريم
والعيس في ذي طخية بهيم ... على سبيل الحق مستقيم
المسجد المعلوم مسجد إبراهيم عليه السلام إلى رأس وادي نخلة ينزل الناس فيصلون فيه ويدعون، والكفو واليسوم جبلان بنخلة، والبهيم الليل لأنه في رأس الشهر متحير بظلمة على الطريق.
81
لضيعة الطلحيّ مستقيمه ... صادرة عنها تؤم الزيمه
ثم على سبوحة القديمه ... حيث بريد الصخرة المقيمه
مطنبة في السير ذي العزيمه ... إلى أريك تعتلي صميمه
حميدة في الركب لا مليمه ... باقية أعراقها كريمه
إني لأرجو ان ترى سليمه ... محمودة في الركب لا مذيمه
ضيعة الطلحي من قريش نخل قديمات الزيمة موضع فيه بستان عبد الله بن عبيد الله الهاشمي (1)، وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة، وكان يغل خمسة آلاف دينار مثقال وفيه حصن للمقاتلة مبني بالصخر ويحميه بنو سعد، من ساكنة عروان، وعدد جذوعه ألوف، وفيه غيل مستخرج من وادي نخلة غزير يفضي إلى فوارة في وسط
__________
(1) انظر الاكليل 1/ 373و 2/ 152.(1/394)
الحائط تحت حنية إلى مأجل كبير وفيه الموز والحنا وانواع من البقول، وسبوحة موضع، وأريك عقبة تضاف إلى مكان فيقال عقبة أريك بضم الألف واريك بفتحها الذي ذكره الاعشى بناحية أوارة والطريق حينئذ من رأس المناقب الى مكة مستقبلة ما بين المغرب والجنوب تكون الشمس عاشيا على صدغك الأيمن.
82
ثم انتحت وخدا على انكماش ... بئر الجذاميّ باحتياش
إلى حنين المنهل الجياش ... حتى إذا أفضت إلى المشاش
حيث بريد الصخر لا تحاشي ... عجت بتحنان لشوق غاشي
وادّكرت للإلف والمعاش ... مكالئا بالعرش كالعشاش
فالحول من نشوة فالأخشاش ... مواطن الأكلاء والأنفاش
على انكماش على سرعة يقال هو فرس كميش الجري أي سريعه، وآبار الجذامي بئر معمورة، والجذامي من أهل مكة، باحتياش باجتماع وحاش الصيد جمعه، وحنين هو الذى كانت به وقعة حنين بين النبي وبين هوازن، المشاش موضع يلتقي فيه محجة اليمن ونجد ومحجة العراق والبحرين، والعرش والعشاش ونشوة والأخشاش مواضع برداع (1) والإنفاش للغنم والإرعاء للابل رعي الليل.
83
ثم بنجد الحل فالصفاح ... لها انسراح أيما انسراح
في وهج حر ذي سموم ضاحي ... وخدا إلى فوّارة الممتاح
والشرع الريان لا الضحضاح ... في الحرم الآمن لا المباح
أدعوك يا ذا المن والإصلاح ... يا ربنا يا فالق الاصباح
حرم من الأبدان والأرواح ... من جاء لا يبغي سوى الصلاح
__________
(1) العشاش بكسر العين المهملة موضع بقائفة شمال رداع، ونشوة بفتح النون آخره هاء بلدة في سافلة قائفة: قيفة، والأخشاش بالخاء المعجمة ثم شين معجمة وآخره شين أيضا لا زالت تحتفظ باسمها من بلد قائفة.(1/395)
نجد الحل الحد بين الحل والحرم، والفوارة على مظهر الغيل الذي يصب إلى بركة زبيدة بمكة وعلى الفوارة بناء عظيم بنته زبيدة بنت جعفر بن المنصور امرأة هارون وأم الأمين.
84
ثم لشعب السدرة الكبير ... لها مسير ليس بالتغرير
إلى حراء فإلى ثبير ... لبئر ميمون بلا تقصير
ثم لشعب الخوز تحت البئر ... عن شعب جرما (1) يسرا فجوري
لمستقر الدور والقصور ... لمنزلي ذي الغبطة المعمور
لا بد كل الأمر من مصير ... يا ناق قد أعقبت بالمسير
حراء وثبير جبلان أعلى مكة، وشعب السدرة حيث مسجد المزار وهو أول الأبطح، وبئر ميمون هي بئر أهل مكة القديمة التي كانوا يردونها واحتفرها ميمون بن قحطان الصّدفي في الجاهلية القديمة وقد كان ذكرنا خبرها وسببها في كتاب الاكليل (2) وشعب الخوز بمكة يكون فيه البياعون، وخرما بمكة.
85
بعقبة في الحرم المحرم ... ألقي به يا ناق رحلي واسلمي
في منزل كان لرهط الأقدم ... ثم عن الحجون لا تلعثمي
إلى جوابيها العظام العظم ... ثم اشربي إن شئت أو تقدمي
منها لردم السّؤدد المردم ... ردم بني مخزومها المخزم
حتى تناخي عند باب الأعظم ... وتشربي ريا بحوض زمزم
يقول قد أعقبت بالسير راحة أيام والراحة العقبة ومن ذلك: قوله عقبة الماشي أي ركوبه ليستريح. ويريد بالرهط الأقدم والجواب مشارع بركة زبيدة
__________
(1) كذا في الأصول (جرما) ولعله شعب خرما يعرف الآن بالخرمانية.
(2) الجزء الثاني ص 33فارجع اليه.(1/396)
لتطامنها، وجوابيها حياضها. وقال باب الأعظم وهو يريد عند الباب الأعظم فأضافه اليه كما قال الله عز وجل {أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (1) الحبل هو الوريد.
86
والحمد لله الذي قد أنعما ... سيرنا في أرضه وسلما
حتى أتينا بيته المحرما ... منا فعظمناه مع من عظما
ثم هدانا نسكنا وعلما ... كما هدى قبل أبانا آدما
ثمت طوفنا به تحرّما ... وسنة يفعلها من أسلما
ثم استلمنا ركنه المكرما ... ثم ركعنا ووردنا زمزما
87
ثم خرجنا للصفا باب الصفا ... حيث ترى الحجاج تدعو عكفا
ثم على الرهوة رهوا وقفا ... ومنهم بالواد من قد أوجفا
هرولة من بعد مشي رسفا ... يدعون ربا طال ما تعطفا
أن يصرف الأنكال عنهم مصرفا ... سعيا تراهم شجبا ووجّفا
ومنهم من حل ثم حذفا ... ومفرد للحلق قد تخلفا
انّث الحجاج على وجه الجماعة، وحل من الاحلال، وجف بالدّعاء له.
88
حتى إذا أفضوا من المشاهد ... عادوا إلى بيت مشيد شائد
خط لابراهيم ذي المعاهد ... ولابنه الصادق في المواعد
إذ يرفعان البيت ذا القواعد ... ويحفران الماء ذا الموارد
فالناس بين شارب وحامد ... وطائف وراكع وساجد
__________
(1) سورة ق 16.(1/397)
وعاكف لله غير جاحد ... يا ربنا من كاده من كائد
كأنه قال إلى بيت مشيد فأخرجه على شائد كما يقال ليل نائم وعيش ناصب أي منيم فيه ومنصب وعيشة راضية أي مرضية.
89
فكن له يا ربنا بمرصد ... وزده برّا وتعظيما يزدد
في مسجد ما مثله للسّجّد ... ومنهل طام رويّ المورد
عين من الجنة لم تصرد ... أمام بيت شائد مشيد
قد حف بالديباج لم يجرد ... والدر والمرجان والزبرجد
وركن ياقوت وبابي عسجد ... فياله بيت مبين (1) السؤدد
يريد منهل المسجد زمزم ويريد كسوة البيت وما يعلق عليه في الشمسية من الجوهر والعسجد والذهب.
90
حتى إذا ما ارتحل الإمام ... بسنة سن بها الإسلام
وسارت الرايات والأعلام ... عاد لقوم نقضوا إحرام
ثم مضى إلى منى الأقوام ... ثمت أمسوا وبها قد ناموا
حتى إذا ما حسر الظلام ... صلوا بها الفجر معا وصاموا
طوعا ولم يفرض بها صيام ... ثم مضوا ما إن لهم مقام
91
حتى أتوا حيث يكون الموقف ... بعرفات وبها المعرف
__________
(1) فياله بالفاء والياء المثناة من تحت ثم ألف ولام هاء كذا في أصلنا وهو الصحيح، وفي «ل» قبالة، وفي «الجوهرتين» 14: فياله بيت رفيع السؤدد.(1/398)
يوم به إبليس عاو يهتف ... مما يرى من صرف ما يصرف
من رحمة الله التي لا توصف ... ومن عطاء الله ما لا ينزف
من حور عين في العلى تطرف ... شوقا إلى أزواجها تشرف
طوبى لأهل الحج يوم أوجفوا ... بصالح الأعمال عما أسلفوا
92 - الإفاضة
حتى إذا ضوء النهار أدبرا ... وغابت الشمس استطاروا حسرّا (1)
يدعون ذا العز الذي تجبرا ... ثم مضى إمامهم وكبرا
إفاضة لم تك فيهم منكرا ... قد لزموا التؤدة والتوقرا
حتى أتوا جمعا وجاؤوا المشعرا ... ثم أناخوا ساهمات ضمرا
بها يخافون العذاب الأكبرا ... حتى إذا ضوء الصباح أسفرا
93 - الغدو إلى منى
وانجاب ليل ودنا النهار ... سار إمام الناس ثم ساروا
مع كل امرء منهم أحجار ... سبع لطاف صنع صغار
ثم مضوا عليهم وقار ... لجمرة من دونها جمار
ثم رموها ولهم كبار ... وحلقوا وذبحوا وازداروا
يوما به للبدن مستطار ... من طول ما يشحذها الشفار
مرء محذوف من امرىء ومن المرء فأقامه مقام امرىء وهذا موجود، صنع مما قصروها، وقوله كبار يريد تكبير إلا أنه أخرجه على لغة من يقول: الترحاب
__________
(1) حسرا بضم الحاء جمع حاسر وهو الكاشف الرأس ونحوه، وفي «ل» و «ب» جسرا بالجيم وهم.(1/399)
والتكسار وغيره خير منه قال أبو زبيد (1).
فثار الزاجرون فزاد منهم تقرابا فصادفه ضبيس
94
ثم منى تلقى بها الرحال ... وكان فيها الناس لم يزالوا
لكل امرء منهم ظلال ... قد حل للقوم بها الحلال
أيام تشريق لها إجلال ... ما هو إلا الرمي والإقبال
وبيع كأنها الأنفال ... والبذل للسائل والنوال
يومين ثم الثالث ارتحال ... حتى إذا ما عرف الزوال
ظلال: خيمة أو مضرب، ما هو إلا الرمي والاقبال أي الرجوع إلى الرحال، يقال للمدبر اقبل، أي ارجع نحوي، وبيع جماعة بيعة من بيعات البضائع كأنها الغنائم، وهي الأنفال، ثم الثالث ارتحال، أي ثم الثالث فيه ارتحال ونفور.
95
دعا فأشجاني لنفر داعي (2) ... وقد رميت بحصى تباع
الجمرات غير ما مضياع ... التمس السنّة باتباع
ثم نميت الكور ذا الأنساع ... على أمون حرة ملاع
ثم أتيت البيت للوداع ... فقلت: يا قابل سعي الساعي
إني دنا عن بيتك انتجاعي (3) ... فاغفر ذنوبي يا مجيب الداعي
ملاع، سريعة خاطفة للشأو، ومنه عقاب ملاع قال: ولت بذمته عقاب ملاع
__________
(1) أبو زبيد الطائي: شاعر معروف.
(2) كان في اصول كل «الأرجوزة» «دعا فأشجاني للنفرداعي» بلامين.
(3) «ب»: في النسخة المطبوعة: انتخاعي، وفي النسخة الخطية: انتجاعي.(1/400)
96
وقلت للحادي القراقري ... اذكر قريشا أسرة النبي
أهل الندى والمعقل الأبي ... والحلم إن طاش ذوي الندي
واختص منهم ولد الوصي ... بني الإمام المرتضى علي
ليث الوغى والحكم المرضي ... ذاك على رغم العدى وليي
والى لواء الحمد والنجي ... والحوض حوض المصطفى الروي
القراقري من القرقرة، والندي النادي.
97
من هاشم في البيت ذي الدعائم ... والفرع من فروعها السلاجم
السادة الجحاجح القماقم ... الأولين السّبّق الأقادم
حتف المعادي وغنى المسالم ... هم سبقوا الأقوام بالمكارم
أئمة الناس لدى المواسم ... على منى الراضي ورغم الراغم
أكارم غرّ بني أكارم ... فمن إذن يدعى كحي هاشم
98
بني عليّ وبني العباس ... الطيبين النجب الأكياس
خلائف الأرض هداة الناس ... أهل الندى العالي وأهل الباس
لباب جنس أفضل الأجناس ... حازوا ثرى أصل وفرع قاسي
شم العرانين لأصل راس ... كم شيدوا بالجود من أساس
فهم من الناس مكان الراس ... ما ان لهم في الناس من مقياس
99
وحي تيم أسرة الصديق ... أهل المعالي والثرى العتيق
ما مثلهم في الناس من فريق ... يلفى ولا تلقاه في طريق
الهالكي العداة للصديق ... والكاشفين الكرب ذا المضيق
وكل هول مفظع محيق ... وكل خصم للندا منطيق
بكل ماضي الحد كالعقيق ... وكل طرف ضامر عتيق(1/401)
وحي تيم أسرة الصديق ... أهل المعالي والثرى العتيق
ما مثلهم في الناس من فريق ... يلفى ولا تلقاه في طريق
الهالكي العداة للصديق ... والكاشفين الكرب ذا المضيق
وكل هول مفظع محيق ... وكل خصم للندا منطيق
بكل ماضي الحد كالعقيق ... وكل طرف ضامر عتيق
100
واذكر بما هم أهله عديا ... رهط إمام لم يزل نديا
للدين نصرا أيدا قويا ... خليفة مقدما مرضيا
هاد إلى باب الهدى مهديا ... فذاك قدما صاحب النبيا
قد سمي الفاروق أريحيا ... بالدين طبّا، وبه معنيا
موفقا مسددا وفيا ... كاف لما حملته مليا
101
ولست بالقالي لعبد شمس ... كتاب وحي الصلوات الخمس
لباب جنس يا له من جنس ... مقابل الأسعد نائي النحس
هم سبقوا الأقوام سبق الأمس ... والسادة الشم الكماة القعس
الفاتحي باب خطاب اللبس ... والمشترين الحمد لا بالبخس
وفي الوغى الأسد ذوات الفرس ... شمس اللقاء كل يوم شكس
102
وفي بني زهرة مجد وكرم ... وسؤدد ضخم بطاميء خضم
هم معدن العلم وأرباب النعم ... وقادة الخيل وضراب البهم
فرع أصيل مستطيل في الحرم ... في أصله الراسخ والفرع الأشم
في البيت ذي العز القديم والدعم ... والمطعمين الناس في العام الأزم
والمدركي أعلى عظيمات الهمم ... هم خولة (؟) البر الصدوق في القسم
103
واذكر ولا تنس بني مخزوم ... أرباب مجد تالد قديم
وأهل عز باذخ عظيم ... لباب فرع ناضر صميم
اخوال بر صادق رحيم ... متالد في الحجر والحطيم
فعرفات فإلى التنعيم ... لم ينزلوا بالمنزل الرميم
من النجار الأعرق الكريم ... كم فيهم من ذي ندى حليم(1/402)
واذكر ولا تنس بني مخزوم ... أرباب مجد تالد قديم
وأهل عز باذخ عظيم ... لباب فرع ناضر صميم
اخوال بر صادق رحيم ... متالد في الحجر والحطيم
فعرفات فإلى التنعيم ... لم ينزلوا بالمنزل الرميم
من النجار الأعرق الكريم ... كم فيهم من ذي ندى حليم
104
وعصمة الحي وحصن الجار ... واذكر بحسن الذكر عبد الدار
فرع السراة السادة الاخيار ... في الذروة العلياء من نزار
سدان بيت الله ذي الأستار ... وجاره بالبر خير جار
لهم نجار أيما نجار ... سقيا لهم من معشر أبرار
لم تحمل العيس على الأكوار ... مثلهم يوما لزند وار
السدان والسدنة الحجبة، وهم الحدادون والحداد الحاجب، حده منعه.
105
تلك قريش العز في بطاحها ... في ملكها العالي وفي صلاحها
لم تحمل العيس على صفاحها ... مثل قريش العز في ارتياحها
لم تطلب الحاجات لاستنجاحها ... لدى سنين المحل في إلحاحها
عن مثلها للعفو في سماحها ... ولم ترد الخيل عن جماحها
شائكة الأبطال في سلاحها ... بمثلها يعصى على رماحها
شائك من الشوكة ويقلب فيقال شاكي السلاح، ويعصي بالسيوف ولا يعصو.
106
ودعت من ودعت وسط الحجر ... منهم بلا ذنب ولا عن هجر
بل آذنتني صحبتي للنّفر ... وهاجني شوق وبعض الذكر
إلى هجان عيطموس بكر ... شقت من الشمس وضوء البدر
فقلت للحادي المجيد المطري: ... طرّب لها في نعبات الزجر
في أينق كالقطوات الكدر ... ثم النجا قضيت بعض العذر(1/403)
ودعت من ودعت وسط الحجر ... منهم بلا ذنب ولا عن هجر
بل آذنتني صحبتي للنّفر ... وهاجني شوق وبعض الذكر
إلى هجان عيطموس بكر ... شقت من الشمس وضوء البدر
فقلت للحادي المجيد المطري: ... طرّب لها في نعبات الزجر
في أينق كالقطوات الكدر ... ثم النجا قضيت بعض العذر
107
فقال لي قولا على إشفاق ... لمّا رأى من شدة اشتياقي
من دمع عين سرب رقراق ... أمؤذن لي أنت بالفراق؟
فقلت: إني قد دنا انطلاقي ... أوصيك بالعهد وبالميثاق
والرفق والصافي من الاخلاق ... وكن على خير وقاك الواقي
وتحت رحلي ذات نحض باق ... مهرية ناتئة الأعراق
108
أعلو بها الأبطح والصفاحا ... فالفج من نخلته إذ شاحا
تنهض من بوباتها مراحا ... لورد قرن تعجل الرواحا
واضطرحت أثفيّها اضطّراحا ... حتى إذا ما أتت البراحا
أمت سهيلا غلسا إذ لاحا ... وشرب طاحت به مطاحا
طيا على جلدان وامتساحا ... حتى رأت بأوقح الصباحا
اضطرحت افتعلت من الضرح، وهو حذف الحجارة بحافر رجل الفرس.
109
واردة بأول الوراد ... براكب ذي همة طراد
مكتحل بالشوق والسهاد ... ثم اغتدت قبل غدو الغادي
فغادرت صفنا على انحراد ... لمسحب وخدا هداها الهادي (1)
ثم على ناهية النجاد ... طيا إلى بريد د (2)
كأنها من خوف زمز؟؟؟ الحادي ... أحقب مشعوف من الصياد
110
ثم اغتدت والنجم ما تصوبا ... تؤم في الأفق اليماني الكوكبا
__________
(1) في «ب»: في النسخة الخطية: انجراد.
(2) في «ب»: هذا البياض في النسخة الخطية: طيا بليغا وعلى الوهاد. ذكروا أن تكملة البيت للسيد يحيى بن محمد الهادي.(1/404)
من كركر تغشى الكراع الأخصبا ... وفي كرا تختال ليلا غيهبا
تعلو من الحرة خشنا أخشبا ... وتارة تعلو سهوبا سهبا
حتى إذا جنح الظلام غربا ... أوردتها أعقاب ليل أجربا
صادية حرّى تريد المشربا ... ثم اغتدت منه غدوا شوذبا
شوذبا أي منجردا، الأخشب الحرش من الأرض المخالط حزونة خشنة.
111
مختالة تمرح في هبابها ... كالقينة العذراء في شبابها
تعلو سهول الأرض مع صعابها ... إلى القريحاء بأعلى دأبها
إلى رياض الخيل في انسلابها ... مثل قطاة الخمس في انصبابها
حتى أتت في الوقت من إيابها ... قبالة النخل على أتعابها
ناسلة في النخل لا عن بابها ... مرّا فلم تلو على قضابها
أي على علافها.
112
إلا لتقويت على بدار ... أو لهمة في شرع زخار
ذاك وضوء الشمس ذو اسفرار ... ثم استطارت أي مستطار
ناجية تؤم ذا سمار ... براكب ذي همة مسفار
مستشعر من ألم التذكار ... شوقا على القلب كلذع النار
إلى فتاة غرّة معطار ... حوراء كالبدر التمام الساري
113
ما زال ذاك حالها وحالي ... تغشى ظلام الليل والأهوال
حتى أتت ترجا على إحمال ... وبيشة النخل بلا اغفال
مجفلة مثل الظليم التالي ... للجسداء الشرع السلسال
فصبحت ماء جبل؟؟؟ خالي ... وقد بدا ضوء النهار العالي
بذي نشاط غير ما مكسال ... ل(1/405)
ما زال ذاك حالها وحالي ... تغشى ظلام الليل والأهوال
حتى أتت ترجا على إحمال ... وبيشة النخل بلا اغفال
مجفلة مثل الظليم التالي ... للجسداء الشرع السلسال
فصبحت ماء جبل؟؟؟ خالي ... وقد بدا ضوء النهار العالي
بذي نشاط غير ما مكسال ... ل
114
تم استطفت كقطاة الحقف ... عن منزل شأز قليل الوقف
تعتسف الموماة أي عسف ... براكب لم يدر ماذا يخفي
في القلب من شوق مشاد الحتف ... إلى هجان ذات فرع وحف
وواضح ألمى برود الرشف ... ومخمص أهيف رابي الردف
يا ناق ما يجديك ذا من وصفي ... هيدي هيا بنا بجد الوجف
استطفت: استعلت من طفّ الطائر فوق الأرض، شأز وشائز واحد صعب فيه التواء وأصله شائز مثل هائر وهار. مشاد أي هو أصل.
115
ثم اغتدت مزمعة الذهاب ... إلى تلاع بمصير داب
للرّبضات غير ما مرتاب ... إلى صنان الوعث ذي النكاب
إلى بنات حرب فاجتابي ... لمنهل في الشعب ذي الشعاب
ثم اصدري منه إلى هرجاب ... لابني دد فجلجل الأحزاب
وبعد نجر أبت للمثاب ... يبمبما محمودة الإياب
116
حتى إذا أوردتها يبمبما ... والليل قد ألقى جرانا مظلما
لم تبغ عند الورد أن تلعثما ... إلا لأن تشرب أو تلقما
ثم زجرت العنتريس العيهما ... لأطب تخصف جنحا أدهما
فاحتدمت بغير ليل كلما ... قلت ونت ثابت بوخد أحذما
فصبحت والليل قد تجرما ... كتنة إذ كانت لورد معلما
117
قلت وقد غابت هوادي الأنجم ... يا موقد م (1)
ثم أتت في عطل يوم النوم ... فهب من نشوة يوم ينتمي
__________
(1) في «ب»: وفي الخطية: تعسف ديجور الظلام المظلم.(1/406)
أنا ابن شهران كرام المعجم ... نسأل من كان إمام الموسم
قلت له مقال لا مجمجم: ... شيخ بني العباس فاعلم وافهم
وانصدعت عنه خنوف ترتمي ... تعسف ديجور الظلام المظلم
118
فوقعت من بعد طول الأين ... في المنهل المخصب ذي البئرين
ثم استدفت كأبي فرخين ... محفدة من خوف داعي البين
سامية بالطرف واليدين ... تلوي بذيال على الحاذين
كما لوى الأمرّ كفّ القين ... فصادفت معضا عراعرين
ثم على الشفشف ذي الميلين ... ثم مغشّاها سروم العين (1)
يريد جوف الثجة وأسفل مسيله بذوات عش وكأنه مضاف الى داعي البين رجل او جبل كما قيل لجبل بأعلى نجران قاضي يريد قاضي دين. قال الراجز:
لما رأى قاضي دين بانا ... بكبة فاقتحم الزيدانا
موضع، محفدة من خوف داعي البين ولا معنى لذا والناقة لا يروعها داعي البين ولكنه مما غير على الرّداعي وبقي بتغييره والجوف في الموضع الذي وقعت فيه.
119
حتى إذا أوردتها سروما ... حيث ترى الآبار والكروما
خوت نزوّا رحلة محطوما ... كما رأيت الزّيف المرموما
ما كان إلا الشرب والتلقيما ... حتى اجر هدت حاديا رسوما
تجشم من أرينب المجشوما ... ومن ذوات المبرح الحزوما
ما زال ذاك دأبها الصميما ... تصلي الحزابي مارنا جريما
12
فكم طوت في ظلم الحنادس ... وخدا الى الطلحة من نسانس
__________
(1) في «ب»: وفي الخطية: تغشاها: والصحيح معشاها.(1/407)
(1) صح طود حانس ... ووعث سجع في ظلام دامس (2)
فأصبحت قبل رجاء الآنس ... بالعرض من غدوة يوم الخامس
براكب مستشعر الملابس ... مستيقظ الهامة غير ناعس
تعتسف البيد بلا مؤنس
121
ثم اعتلت بطن سروم وخدا ... أمّا الى صعدة سيرا قصدا
براكب ألقى الكرى والرقدا ... يرعى على النأي لهند عهدا
لما رأى عيسى المسير الجدا ... ألقت بها ونددر والصدا (3)
السهل تطويه وتعلو النجدا ... حتى أتت صعدة تشكو الكدا
ناسلة تسبق فيها الوفدا ... ما كان إلا لقما ووردا
122
في منزل كان لها موافق ... سهل لدى قتّ وحوض رائق
لو أخطأت همّي لسبق السابق ... ثم اشمعلت في ظلام غاسق
تؤم من قضان أعلى الخانق ... وأعينا للماس والغرانق
لطمؤ تدعس في شبارق ... فصبحت خيوان ذا الحدائق
والفجر لما لاح في المشارق ... براكب يكتم شأن العاشق
لم يحتسب كان كما قال الفرزدق:
بقية معشر كانوا كرام
123
حتى ترامت بعقاب الفقع ... عن المعيدين كسهم النزع
__________
(1) في «ب» هذا البياض في الخطية: وأوطت نجتاز طود جابس.
(2) فى «ب»: وفي الخطية: ووعدت شجع.
(3) في «ب»: وفي الخطية: ألقت تهاويد دد والصدا:(1/408)
أما إلى جرفة ذات الفرع ... ثم عجيبا بانحدار وضع
خفضا الى ريدة بعد الرفع ... حتى أتتها في فوات الجمع
بنعمة الله الجليل الصنع ... ومنه الضخم وحسن الدفع
124
ثم انتحت بعد منام السابع ... ضامرة مثل الهلال الخالع (1)
لمنقل الحيفة ذي المجازع ... تحن من شوق حنين النازع
لمرمل ذي الوعث والكوارع ... فصبحت عند الصباح الطالع
صنعاء من غدوة يوم السابع ... بنعمة الله الجليل الصانع
ومنه والفضل منه الواسع ... المحسن المعطي العزيز المانع
125
ثم انتحت تجتاب عرض الحقل ... براكب تاج قليل الثّقل
همتها يكلى بسير مجل ... فاحتدمتها قبل فيء الظل
تضيف بوسان اعتساف الهقل ... وجبنا منها بوخد رسل
قلت لها لما استوت في السهل ... من جبن: يا ناق أهلي أهلي
ألقي بغربي رداع رحلي ... بمنّ ربي ذي العلى والفضل
126
ثم اسلمي يا ناق ما بقيت ... وارعي سميّ العرش حيث شيت
ومن شعاب القهر ما هويت ... والشط إن أسهلته رعيت
والشرع الريان إن ظميت ... لأي ماء بقرى سقيت
يا نفس (2) هل شكر لما أوليت ... من صنع رب منشىء مميت
__________
(1) في «ب»: وفي الخطية: الساجع.
(2) في الأرجوزة قيل هذا: يا ناق هذا بالذي لقيت ... أثابك الله بما شقيت(1/409)
تبارك الرحمن من مقيت ... سبحانه من منشىء مميت
127
فالحمد لله على إحسانه ... وفضله المعروف وامتنانه
سيرنا ذو اللطف في بلدانه ... في رزقه العفو وفي أمانه
حتى أتينا البيت في مكانه ... ثم قضينا شأننا من شأنه
من طوفه والمسح من أركانه ... ثم هدانا الله في ضمانه
كلا إلى المحبوب من أوطانه ... مع الذي يأمل من غفرانه
كملت الأرجوزة وكمل بكمالها كتاب صفة جزيرة العرب والحمد لله رب العالمين وصلواته على محمد خاتم النبيين وآله وصحبه الطاهرين وسلام.(1/410)
الفهارس
1 - المباحث العامة
مقدمة الطبعة الثالثة: 2.
مقدمة الطبعة الأولى: 5.
ترجمة الهمداني: 7.
صفة جزيرة العرب: 37.
معرفة أفضل البلاد المعمورة: 39.
معرفة وضع هذه الجزيرة في المعمورة من الارض: 42.
العامر من الأرض: 43.
دائرة الأقاليم وأول العمران: 44.
معرفة قسمة الأقاليم لهرمس الحكيم: 44.
معرفة قسمة الأقاليم لبطليموس: 45.
حدود الأقاليم: الأول إلى الرابع: 46.
معرفة ما بعد الإقاليم السابع: 49.
ما اتى عن بطليموس في تفصيل أجزاء شقّ الشمال: 50.
اول الدوائر الموازية وعددها: 51.
نسبة المقاييس الى الأظلال: 59.
الطريق الأولى من طرق المقاييس: 63.
اختلاف الناس في العرض والطول: 64.
طبائع أهل العمران عن بطليموس على الجملة: 65.
ما اتى عن بطليموس في طبائع أهل العمران على التبعيض: 68.
قسم ما بين المشرق والجنوب: 71.
قسم ما بين المشرق والشمال: 74.
قسم ما بين المغرب والجنوب: 76.
معرفة أطوال مدن العرب: 81.
صفة معمور الأرض وهو كتاب صفة جزيرة العرب: 82.
باب ما جاء عن ابن عباس: 83.
معرفة تفصيل الجزيرة عند أهل اليمن:
89.
صفة اليمن الخضراء: 90.
ذكر جزائر البحر: 93.
مدن اليمن التهامية أولها عدن: 94.
مدن اليمن النجدية وما شابه النجدية:
99.
مدينة الجند وجبا وجيشان: 99.
مدينة منكث وذمار ورداع: 100.
مدينة صنعاء ومشاهير علمائها وشعرائها وادبائها: 102.
الشاعر بكر بن مرداس: 104.
قصة الشاعر مرطل مع الأمير يعفر: 106.
نماذج من رسائل بشر الكباري البلوي:
107.
ذكر ريدة واثافت وخيوان: 114.
مدينة صعدة: 115.
ما وقع باليمن من جبل السراة: 116.
اودية هذه السراة: 131.
وادي موزع ومآتيه: 131.(1/411)
وادي زبيد ومآتيه: 132.
وادي رمع ومآتيه: 133.
وادي سهام ومآتيه: 133.
وادي سردد ومآتيه: 133.
وادي مور ومآتيه: 134.
الفرع الثاني من مآتي مور: 134.
وادي عبيس وحيران وخذلان: 135.
وادي حرض: 135.
وادي خلب: 135.
تعشر والحيد وملحة: 135.
وادي ليه وصبيا: 136.
وادي بيش وبيض: 136.
كلام محمد بن عبد الله السكسكي عن أودية السكاسك وغيرها: 136.
وادي أديم: 137.
وادي حرازه: 137.
وادي الحسين: 137.
وادي رسيان: 138.
وادي نخلة: 97، 13.
وادي لحج: 141.
وصف قلعة الدملوة: 142.
وصف وادي الجنات من الصلو وعبدان من صبر: 143.
وادي أبين: 146.
وادي يرامس وأحوار: 146.
جبال السكاسك وجبال الركب: 147.
جبال جعدة المسماة الأجعود: 147.
مآثر هذه المواضع: 147.
وصف مصنعة وحاظة بجبل حبيش:
148.
وصف قلعة خدد بجبل حبيش: 148.
خربة سلوق بخدير: 148.
ذكر المساجد الشريفة: 149.
الكنز المشهور بين جبل ملحان وجرابي:
149.
قرى بني مجيد بالمخا وموزع وقرى الجند:
150.
الجبال التي تشاكل جبال الشام.
جرز اليمن: 151.
ميزاب اليمن الشرقي ومآتيه: 151.
الجوف وما يصبّ من الأودية: 154.
الاول الخارد ومآتيه: 155.
الثاني وادي خبيش: 159.
الوادي الثالث زاوية بينهما: 160.
الرابع وادي المنبج: 161.
وادي نجران وفروعه: 161.
فلاة اليمن وتسمى الغائط: 164.
حضرموت وذكر مدنها: 165.
مدينة حورة بحضرموت: 168.
مدينة شبام حضرموت: 169.
ذكر قبر هود عليه السلام: 170.
مدينة شبوة: 171.
الملوك المتوجة من كندة: 172.
سرو حمير وأوديته وقراه: 172.
بلاد جعدة الأجعود: 173.
سبا الصهيب: 173.
سرو مذحج وأوديته وقراه: 175.
دثينة: 177.
احور: 179.
أول بلد مذحج: 179.
مخلاف بني عامر: 181.
رجع الى ذكر الميسرة: 184.
وعلان قصر ذي معاهر: 185.
رجع الى صفة الميمنة: 186.(1/412)
مرخة: 187.
جردان: 188.
خورة والحجر والجرباء: 188.
عبدان ويشبم: 188.
رجع الى السرو: 188.
أول دثينة: 189.
أحور ثانية والكور: 189.
قرى أبين: 190.
قرى لحج: 191.
بيحان: 193.
مخلاف شبوة: 193.
مخلاف المعافر: 194.
مدينة جبا: 194.
مخلاف الجند وحدير: 196.
مخلاف السحول: 196.
ملوك الكلاع المناخيون: 197.
مخلاف اليحصبين العلو والسفل: 199.
مخلاف العود وذي رعين: 200.
مخلاف جيشان: 202.
مخلاف رداع وثاث: 203.
مخلاف كومان: 203.
مخلاف مأرب: 203.
المخاليف التي ما بين المعافر وصنعاء:
204.
بلد الركب: 204.
مخلاف وصاب وذكر ملوكه: 204.
مخلاف جبلان العركبة: 204.
مخلاف جبلان ريمة: 205.
ذكر جبل برع وذكر سلطانه: 205.
مخلاف ذمار ومدينته: 206.
الأودية التي فيها مطاحن الماء: 207.
مخاليف ذمار الغربية: 207.
مخلاف الهان ومقرى: 208.
ذكر معادن البقران: 208.
مخلاف حراز: 209.
مناهل لعسان: 210.
نقد المؤلف لما يزعمه الجهّال: 210.
مخلاف حضور: 210.
الأخروج: 211.
المعلل وواضع وسهمان: 211.
ذكر قرية حاز الأثرية: 213.
مخلاف ذي جرة وخولان العالية: 214.
تحليل المؤلف لأخصب بقاع اليمن:
214.
السرّ مبتدأ محجة البصرة من صنعاء:
214.
وادي سعوان والمثل الحميري فيه: 215.
وادي التناعم: 215.
قروى وسيان وغيرهما: 216.
بلد همدان: 217.
قرى الجوف الأعلى: 218.
ذكر الرحبة وبمن سمّيت: 219.
أشهر حقول اليمن: 220.
اول بلد حاشد والغرب: 222.
جبال حاشد وحمير: 222.
أسواق حاشد: 223.
مخلاف صعدة وأوديتها: 224.
بلد وادعة النجدية وظاهر همدان: 225.
بلد يامر من همدان وبلد جنب من مذحج:
226.
بلد زبيد: 227.
بلد بني نهد: 227.
مواد بلحارث بن كعب: 228.
أول الأودية بين نجران والجوف: 228.(1/413)
كورة جرش وأحوازها: 229.
ذكر مدينة ابها وبلد عسير: 230.
اغوار جرش: 230.
بلد خثعم: 230.
بلد بني هلال: 230.
ذكر تهامة اليمن ومدنها: 230.
بلد حكم وملوكها: 231.
مخلاف عثر وحلى: 231.
بلد بني حرام: 231.
مكة وأحوازها: 233.
مدينة الطائف: 233.
ارض السراة: 233.
أول بلد الحجر من الأزد: 234.
من صعدة الى جرش: 235.
ديار ربيعة: 236.
أرض يثرب: 236.
القرى التي يكون أهلها جزئين: 237.
ارض عمان: 237.
الجبال المشهورة: 237.
الحصون المشهورة: 238.
الشوامخ التي في رؤوسها المساجد: 238.
الجبال المتأكمة الطول المنخرطة الرؤوس:
239.
الجبال المشهورة عند العرب: 240.
اول سراة جزيرة العرب: 240.
شطوط بحر العرب: 240.
رؤوس هذا البحر: 240.
مواضع الاسد: 240.
مواضع الجنّ المضروب بها المثل: 241.
المناهل القديمة: 241.
أقدم آبار الأرض بئر سام بن نوح: 242.
مواضع الخمر: 242.
مساكن من تشاءم من العرب: 243.
مساكن قبيلة جذام: 243.
مساكن كلب من قضاعة: 243.
مساكن العرب فيما جاوز المدينة: 244.
ماتيا سر نحو البحر: 245.
وادي القرى: 245.
نجد ما بين مكة والمدينة: 245.
ديار ربيعة: 246.
ما بين بغداد والبصرة: 247.
باب نبات اليمن: 247.
لغات الجزيرة: 248.
صفة البحرين: 249.
نجد السفلى وطريق نجد العليا: 249.
بلاد تميم: 254.
آثار طسم وجديس: 254.
سواد باهله: 261.
وصف اودية البيضة: 262.
وصف الفلج: 263.
وصف اليمامة: 267.
معادن اليمامة: 267.
امطار هذه البلاد: 267.
معارف الجن: 267.
مواضيع الرياح: 267.
صفة رياح الاقطار: 268.
الامياه والاملاح: 268.
ملح اليمن: 269.
نبات ارض نجد: 269.
النبات الذي يهيج ويتحطم: 269.
صفات بقاع نجد وغيرها: 270.
صفة العروض: 272.
بلد جعدة: 272.
اسماء تمران الفلج: 274.(1/414)
ذكر ارض اليمامة: 274.
يبرين: 278.
مراحل نجران: 279.
نقد المؤلف لرواية الجرمي: 280.
صفة الجوف: 280.
النقار: 283.
مواضع بين اليمن ونجد والعروض: 284.
من أوطان بلحارث: 283.
ديار بلى من قضاعة: 285.
ارض جهينة: 286.
ديار ربيعة من العروض: 287.
منازل هذيل: 288.
باب من لفيف مساكن العرب ما بين العراق والشام واليمن: 292.
ناحية البحرين: 294.
منازل اياد: 294.
اسواق العرب القديمة: 296.
ديار تميم: 297.
محجة العراق الى مكة: 299.
من أخذ هذه الجادة من مكة: 301.
محجة صنعاء على تقدير العروض الذي بين صنعاء ومكة: 301.
محجة صنعاء الى مكة طريق تهامة: 303.
محجة عدن: 304.
محجة حضرموت: 304.
محجة عدن الى صنعة: 305.
محجة عدن العليا على الجند: 306.
عجائب اليمن: 307.
وصف جبل تخلى: 307.
وصف جبل الأهنوم: 310.
جبل برط واهله: 311.
جبل تنعمة من خولان العالية: 312.
حقل صنعاء واول من ارتاده: 312.
باقي صنعاء من الثمار والعنب: 314.
قصة ابراهيم بن ابي الصلت: 315.
من غرائب الحيوان باليمن: 317.
من عجائب اليمن: 317.
الأترج بنجران: 318.
الورس واللبان: 319.
الآبار العجيبة: 319.
المواضع التي لا تضرّ فيها الافاعي: 319.
جبل الملح بمأرب: 320.
معادن الجوهر: 321.
مواضع النياحة: 322.
المشهور من محافد اليمن: 322.
المواضع المضروب بها المثل: 322.
كلمة سعد بن معاذ الانصاري او المقداد بن الأسود لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): 323.
ذكر برك الغماد: 323.
ذكر ما أتى من الشعر جامعا: 324.
قول بعض آل سعد: 325.
افتراق الازد: 326.
ما وجد في بعض كتب ذي مأذن: 327.
كلمة عائذ بن عبد الله الأزدي: 328.
ساكن عمان من الأزد: 330.
خبر تنازع مراد بن مذحج وقسي بن معاوية: 330.
ذكر اجزاء جزيرة العرب: 333.
ما قيل من الشعر في الأزمة التي أصابت الناس: 333.
أسماء الأشعث الجنبي: 338.
ما يتبع ذلك من اقوال الشعراء: 341.
أرجوزة الحج لأحمد الرعيني الرداعي: 354.(1/415)
2 - أسماء المواضع
(أ) الآباط: 267، 268.
آرام: 268.
آراة: 238، 286.
آسيا: 68، 69، 70، 71، 74، 79.
ألس: 353.
آلسيائيا: 80.
إب: 118، 141.
الأباتر: 298.
أباح: 238.
أباض: 254، 275.
أباغ (عين أباغ): 294.
أبان: 236، 239، 258، 259، 294.
أبذر: 128، 134، 160، 224، 238.
أبر: 284.
ابراق: 129، 232.
أبرق الحنّان: 241.
أبرق ذي جدد: 348.
أبرق دءاثا: 348.
الأبرقان: 334، 348.
ابزان: 225.
الأبطة: 262.
الأبطح: 390، 398.
الأبكين (مثنى): 255.
الأبلاء: 251، 335.
أبلان: 282.
أبلق: 297.
الأبلة: 284.
أبلى: 258، 344.
ابن بعجاء (حسى): 263.
ابن خولى (قصبة): 266.
ابن دخن: 260.
ابن عطاء (تلعة): 275.
ابنا شمام: 261، 278.
ابنة: 138.
أبة (بنو أبة): 192.
أبها: 230، 231.
أبو جامع (واد): 283.
الأبواء: 236، 300، 301، 337، 348.
ابو دوهي: 60.
أبوليا: 39، 70، 79.(1/416)
أبيدة: 231، 235، 302، 383.
أبير: 296.
أبين: 78، 79، 80، 84، 132، 140، 141، 146، 172، 173، 179، 189، 190، 191، 237، 338، 248، 328.
أتان: 281.
أتانة: 230، 231.
أتحم: 136.
أتمة (واد): 232.
أتوة: 159، 217.
اتيدة: 298، 353.
اتيوفيا: 69.
الأثأب: 351.
أثاف: 340.
أثافت: 114، 115، 160، 222، 250، 301، 327، 363، 364.
أثال: 294، 297، 334، 351.
الأثالية: 286.
الأثبجة: 257، 258، 260.
اثرات: 221.
الأثل: 273.
أثرة: 189.
أثلى: 236.
الأثمد: 294.
اثور: 71، 73، 79.
اثوريا: 79.
اثيفية: 276.
الأثيل: 297.
أجا: 85، 238، 239، 249، 258، 335.
الأجارع: 342.
الأجاول: 298، 345، 350.
الأجثاء (ذو): 187.
الأجداد: 243، 289، 296.
اجراد (ذو): 259.
أجرب: 382.
الأجربة: 263.
الأجرد: 86، 286.
الأجرعان: 261، 355.
أجرم: 282.
الأجزاع: 192.
اجفار (ذات): 352.
الأجفر: 300.
الأجلال: 384.
الأجلب: 146.
أجلة: 253، 264، 268، 273.
أجم: 237.
أجماد: 297.
أجناد لألأة: 142.
الأحارم: 297.
أحامر: 264.
أحايا: 71، 79.
الأحبوب: 248.
أحد: 85، 236.
الأحداد: 229.
الأحزم: 222.
الاحساء: 251، 259، 264، 282، 334.
أحساء الأساحل: 325.
احساء الثمام: 264.
احساء بني جوية: 268.(1/417)
احساء بني حوثة: 260.
احساء مرتفق: 264.
الأحص: 209، 287، 296.
الأحطوط: 120، 132، 200.
الأحقاف: 170، 240، 335.
الأحماء: 335.
الأحناء: 347.
الأحواض (واد): 141، 134.
احور: 147، 179، 189، 191، 215، 276، 336.
الأحولين (الأجولين): 236.
الأحيس: 255.
الأخاشب: 88.
الأخباب: 163، 158، 221، 225.
الأخباش: 138.
الأخرابة: 264.
اخراب: 294، 295.
الأخرج: 260، 293.
اخرف: 128، 134، 223، 303
اخرم: 346.
الأخروج: 122، 133، 134، 211، 248.
الأخشاش: 389.
الأخشبين: 346.
الأخضر: 265، 278.
اخطام عهان: 306.
اخلة: 173، 174.
الأخوات: 133.
الأخياس: 256.
ادام: 290، 293.
الأداهم: 296.
ادران: 125، 134، 223.
الأدروب: 209.
ادم: 197، 199، 226، 295، 343.
ادماء: 248، 257.
الأدمة: 160، 161، 183.
ادوار حدير: 283.
ادوليطيقوس: 52.
أدير: 215، 284.
اديم: 90، 137، 147، 341.
اذربيجان: 48، 74، 75.
اذرح: 243.
اذرعات: 290، 294.
اذرمة: 246.
الأذن (رملة): 229.
اذن: 297.
اذنة: 152، 153، 184، 194، 203، 204.
اذير: 215.
اراب: 134.
الأراس: 307.
اراط (ذو): 255.
اراك: 227، 347.
الأراكة (ذو): 184، 253.
اراكة: 227.
أرال: 298.
الآرام: 265، 268.
أرتيريا: 77.
أرثد: 237، 298.
الأرجام: 349.
الأردم: 305.
الأردن: 39، 84، 243، 245.(1/418)
ارجب: 282.
الأرطي: 289، 266.
الأرطي (ذو): 305.
الأرياط: 283.
إرم ذات العماد: 42، 94، 151، 243.
ارماح: 267.
ارمسيس: 54.
ارمينية: 48، 49، 74، 75.
ارن: 286.
اروم: 342.
ارهق: 221.
ارؤول (ذو): 264.
أرياب: 197، 198، 322، 343.
اريك: 290، 292، 297، 389.
أريكة: 251.
ارينب: 225، 302.
أزال: 102، 146، 327، 328، 372، 401.
الأزرقة: 254.
ازنم: 297.
الاساجل: 325.
الاسبان: 38.
اسبيل: 206، 238، 248.
اسحر: 161.
الأسحريين: 215.
اسحم: 145، 174، 347.
اسحمان: 295.
اسطروس: 57.
الاسعاء: 82، 91، 171، 248.
الاسكندرية: 46.
اسل: 160، 224، 239، 366، 367.
الأسلاف: 128، 163.
اسلاق: 292.
اسلع: 235.
اسمرة: 77.
اسمنة: 240، 296، 350.
اسواء: 229.
اسوان: 77، 247.
الأسودة: 260.
اسي: 206، 297.
أسيس: 294.
أسيل: 161، 187.
أشب: 377.
أشبيل: 152، 180، 206، 248، 358.
الأشجان: 233، 234.
الأشجعان: 295.
الأشراط: 257.
اشراع (ذات): 237، 244، 286.
الأشعر: 86، 232، 239، 244، 286.
أشقاب: 363.
أشمس: 297.
أشي: 255.
أشيقر: 254، 276.
الأشيم: 297.
الأشيمين: 297.
الأصاد: (ذات): 334.
أصبهان: 48.
أصحر: 155، 217، 218.
أصداء (ذات): 334.
الأصهب: 294.(1/419)
أصواب: 227.
أضاخ: 289، 293.
أضرعة: 147، 289، 292.
أضم: 286، 293، 296.
أطار: 236.
أطام: 186.
أطب: 400.
الأطلس: 273.
أطم: 237، 267.
الأطهار: 262.
الأطواء: 291، 296.
الأطيط: 265، 344.
أظلم: 296.
أعباب: 382.
أعباب: 382.
الأعبدة: 259.
الأعدان: 227.
الأعراف: 285، 290.
أعراف غمرة: 290، 293.
أعراف لبنى: 265، 285، 290، 348.
أعرام: 362.
أعرب: 186.
أعشار: 156، 217.
أعشاش: 259، 352.
أعظام: 297.
أعفاف: 214.
أعفر: 238، 294.
أعقق: 226.
الأعلام: 292، 375.
أعيبل: 276.
الأعوص: 237.
الأعين: 161، 366.
أغباب مهرة: 240.
الأغبر: 219، 228.
الأغلب: 379.
الأغوال: 355.
الأغيوم: 210.
الأفتول: 281.
الأفراط: 229.
الأفرحان: 297.
افريقية: 40، 45، 47، 48، 76، 79، 239.
الأفلاج: 290.
أفقين: 163، 224.
أفيعية: 255، 267، 301.
أفيق: 207.
أقاويات: 225، 371، 384.
أقر: 296.
أقرع: 238.
أقرن الثعالب: 381.
أقريطيس: 71، 80.
أقصد: 190، 344.
الأقطان: 264.
الأقعس: 253.
أقيان: 133، 158، 211، 248، 250.
أقنة: 281.
أكانط: 159، 218، 221.
الأكباد: 263، 265.
الأكبشة: 252.
أكتاف: 160، 218، 222.
الأكراب: 182، 355.
أكلب (الكلب): 234، 253.(1/420)
أكسيانيا (ألسيانيا): 80.
أكمة: 179، 195، 264، 272، 273، 364.
الأكمة السوداء: 230.
ألال: 296.
ألاس: 71، 79.
ألاه (ذات): 228.
الة: 298.
أم أوعال: 294.
أم جحدم: 90، 99، 225، 231.
أم خرمان: 256.
أم الغمر: 292.
أم المقتدر (حائط): 233.
الأمان: 210، 232.
أمج: 285، 337.
الأمرار: 236، 296.
أملاح: 268، 344.
أملح: 164، 282.
أملال: 346.
أمسلة الرشاء: 299.
أميطر: 369.
أمير: 116، 134، 282.
أميلح: 381.
الأناعم: 266.
أنافية: 169، 136، 225.
الأنبار: 39، 40، 293.
أنبطة: 236، 240، 296.
أنجد المقدم: 361.
الأندلس: 40، 45، 48، 70، 77، 79.
أنس: 121، 133، 207، 208، 209، 238، 248، 309، 321.
الأنسر: 260.
أنطاكية: 40.
الأنعم (أنعم): 266، 294.
أنف: 195.
أنقد: 252.
أنقرة: 350.
الانهاء: 351.
أنيس: 235، 363.
الأنيعم: 294.
أنيف: 299.
أوارة: 290، 295، 389.
أواسيس: 78، 79.
أوال: 244، 249.
أواليطس: 52، 63.
الهان: 122، 133، 208، 248، 322.
الأهجر (أهجر) 133، 206، 212، 216.
الأهلية: 184.
أهوى: 267.
أورحينا: 79.
أوان: 264، 268.
أوبن: 154، 162، 229، 280، 282.
أوجر: 218.
الأوداء، 294.
أودوليطيقوس: 52.
الأوراك: 334.
أورال: 294، 296.
أوربا: 44، 74.
أورحنيا: 79.(1/421)
أوسطون: 79.
أورشليم (أوري شلم) 73، 343.
أورنقي: 60.
أوروفا: 39، 69.
أوطاس: 288.
أوعال: 290، 294.
الأوقب: 265.
أوقح: 385، 398.
أيا: 284.
إياد: 293.
أيجيون: 68.
أيد: 233، 234.
أيداع: 231.
أيدوما: 73، 79.
أير: 294.
أيراقليس: 68.
أيسطقيوس: 68.
أيطاليا: 70، 79.
أيفعان: 213.
أيلة: 84، 244، 298.
أيلورية: 71، 80.
أيليا: 73، 240، 295.
الأيم: 295.
أيهب: 290، 293.
ب باب أدام: 307.
باب العدن: 307.
باب العشة: 307.
باب غبفان: 307.
باب كحلان: 122.
باب المكاحل: 307.
باب المندب: 240.
بابل: 40، 44، 45، 46، 55، 63، 67، 71، 72، 79، 83، 84.
باحان: 231، 234.
الباحة: 234، 264.
باحة جازان: 93، 240.
بارح: 323.
البادات: 157.
البادرة: 190.
بادولي: 236، 384.
البادة: 175، 213.
البار: 129، 135، 293.
باري: 126، 223.
بارق: 130، 233، 239، 286، 288، 293، 297، 349، 350، 385.
بارما: 247.
باسطرانيا: 70، 79.
باضع: 77.
الباغوتة: 240.
الباقر: 123، 134.
باليس: 246.
البتراء: 102، 228.
بترى: 102.
بتونية: 75، 76.(1/422)
البثنية: 243، 245.
بجار: 265.
البجة: 48.
البجارة (البجادة): 261.
البجباجة: 187.
البجليتان: 258.
البحر الأبيض المتوسط: 45، 48، 70، 71.
البحر الأخضر: 47.
بحر الاسكندرية: 68.
بحر البصرة: 47.
بحر بنطس: 63، 64.
بحر جدة: 46.
بحر جرجان: 41.
بحر الروم: 45، 49، 246.
بحر الزنج: 44، 47، 64، 93.
بحر الشام: 45، 48، 84.
بحر عدن: 78.
بحر القلزم (الأحمر): 28، 47، 78، 90، 247.
بحر المشرق: 44.
بحر مصر والشام: 84.
البحر المظلم: 46، 47، 48، 49، 64.
بحر المغرب: 44، 48.
البحران: 325.
البحرين: 39، 64، 84، 85، 167، 171، 249، 250، 251، 252، 269، 270، 273، 276، 282، 283، 284، 293، 294، 296، 305، 328، 329، 334، 344، 348، 389.
بحزا: 210.
البحير: 189.
البحيرة: 244، 245.
بحيس القناة: 204.
بخال: 174.
بدا: 285.
البدائد: 297.
بدر: 100، 203، 225، 226، 238، 248، 286، 296، 306، 323.
البدي: 236، 240، 267، 298، 337، 342، 348، 350.
بذران: 268.
البراث: 348.
براح: 383.
البرار: 184، 307.
البراشيع: 249.
برطانيا: 57، 58، 59، 60، 63، 70، 79.
براق: 228، 258، 263، 345.
براقش: 171، 217، 280، 322.
برام: 210، 298.
بران: 162، 217، 238.
بربعيص: 294.
البرثين (البرتين): 253.
برجام: 214.
برجان: 49.
برد: 233، 301، 314.
برداد: 117، 137، 138، 195.
البردان: 228، 254، 266، 347، 370، 380.(1/423)
بردى: 297.
البرض: 236.
برط: 116، 160، 162، 218، 238، 239، 381، 311.
برع: 122، 132، 133، 189، 205، 237، 238، 309.
البرقاء: 337.
البرقعة: 261.
برقعيد: 246.
البرقة: 231، 251، 335، 337.
برقة: 47، 335، 338، 348.
برقة الامهار: 261.
برقة ثهمد: 289.
برقة الثور: 251، 297.
برقة السخال: 249.
برقة شماء: 335.
برقة العبرات: 344.
البرك: 130، 253، 256، 273، 294، 336.
برك: 262، 264، 268.
برك الغماد: 42.
برك النعام: 253.
بركات العرض: 370.
بركان: 161، 218، 364.
البركة: 215.
بركة بيت فائس: 308.
بركة حالة: 308.
بركة زبيدة: 390.
بركة سمع: 308.
بركة السوق: 308.
بركة طخفة: 258.
بركة ميدان: 308.
البرم: 261، 278.
برم: 187، 261.
برمري: 297.
برمة: 298.
برهوت: 242، 323، 319.
البرود: 281.
البريت: 256.
بريش: 213.
بريغانطيس: 58.
البريك: 273.
بريك: 264، 273.
بريم: 258، 265.
بريمة: 205.
بزاخة: 299.
البزواء: 297، 345.
البستان: 301.
بستان الفرنية: 297.
البقارة: 243.
البسطان: 378.
بسطرانيا: 70.
بسيان: 256، 257.
بشار: 180.
بصاق: 297، 298.
بصران: 148.
البصرة: 39، 40، 81، 84، 112، 215، 247، 249، 256، 274، 278، 279، 282، 295، 319، 324، 353.
بصرى: 351.
بصيد: 207.
البضع: 186.(1/424)
البضيع: 297، 351.
البطان: 300.
البطحاء: 88، 259، 337.
بطحاء سحبل: 285.
بطحان: 236.
البطنات: 163، 224.
بطنان: 246.
البطنة: 163، 223، 304، 224.
بعاث: 237، 348.
بعدان: 132، 141، 197، 198، 199، 233، 343.
بعطان: 230، 240، 278، 302، 379.
بعلبك: 39، 40.
بغداد: 39، 40، 247، 315، 319، 399.
البغرة: 258، 268.
البقار: 236، 241، 267.
البقائع: 255.
بقران: 235، 208.
بقرة: 297.
البقرة: 258، 265، 268.
بقطرنيا (بقطوانيا): 79.
البقعة: 163.
بقعة: 164، 225.
بقلان: 122، 133، 156، 208، 217.
البقة: 293.
بقيع الغرقد: 237.
البكرات: 258، 344.
البكرة: 259.
بكة: 366.
بكيل (واد): 124، 133، 217، 219، 364.
بلاس: 177.
بلاع: 227.
بلاكث: 298.
بلحة: 97، 304.
بلخ: 45، 48، 75، 79، 273.
بلد: 194، 247.
بلد بني مجيد: 232.
بلد حكم: 307.
بلد عك: 307.
بلد بني نهد: 231.
بلد هلال: 231.
بلق: 201.
البلقاء: 285، 298.
بلبول: 276.
بلي (ذو): 139، 283، 296.
البليد: 297.
بليين: 298.
بنا (وادي): 146، 202، 207.
بنبان: 275.
بنات حرب: 231، 302، 377، 378.
بنطس (بحر): 56.
بنو أبة: 192.
بنينة: 299.
البوارق: 216.
البوازيج: 247.
بواط: 286، 338.
بوبان: 160، 222، 340، 364.
البوباة (البوباء): 288، 334، 387، 398.
بورسطانس: 57، 63.(1/425)
بوزان: 191.
بوسان: 180، 206، 216.
بوصان: 129، 129، 136، 164، 225، 237، 238.
البون: 114، 158، 220، 221، 250، 268، 303، 327.
بهرور: 182.
بهش: 257.
بهمان: 221.
بهيل: 196.
البويب: 297.
البوية: 210.
البياض: 229، 243، 245، 252، 263، 265، 266، 280.
بياضة: 308، 310.
بيت أقرع: 123، 158، 212.
بيت البوري: 307.
بيت بوس: 156، 313.
بيت ثوب: 221.
بيت الحرس: 143.
بيت حنبص: 157.
بيت الجالد: 221.
بيت حيقر: 213.
بيت خولان: 238.
بيت خيام: 212.
بيت ذائم: 158، 220.
بيت رأس: 243.
بيت رفح: 157، 213.
بيت ريب: 307.
بيت زود: 307.
بيت شهير: 158، 220.
بيت فائس: 239، 307، 308.
بيت الفواقم: 220.
بيت قرن: 157.
بيت كرب: 213.
بيت كمد: 369.
بيت المقدس: 39، 82، 83.
بيت نمران: 280.
بيت الهتل (عين): 308.
بيت الورد: 221.
بيتونية: 75، 79.
بيحان: 64، 151، 165، 171، 179، 186، 193، 204، 248، 304، 317.
بيحر: 218.
بيدح: 298.
البئر المعطلة: 114، 319.
بئر الجذامي: 389.
بئر ذي يزن: 319.
بئر الخولاني: 359.
بئر الربيع: 266، 304.
بئر سام: 313، 319.
بئر سراقة: 319.
بئر ميمون بمكة: 242، 319، 390.
البيران: 283.
بيروت: 85.
بيسان: 242، 298.
بيش: 98، 129، 136، 232، 240، 336.
بيشة: 64، 88، 165، 230، 231، 235، 240، 265، 267، 278، 301، 302، 334، 342، 379، 399.
بيض: 136، 232، 303.(1/426)
البيضاء: 102، 232، 249، 261.
بيضان الغضا: 294.
البيضة: 262، 263.
بينة: 223.
بينون: 42، 152، 206، 306، 307، 322.
(ت) تاذق: 294.
تاران: 177، 189، 240.
تبار: 366، 367.
تباشعة: 118، 194.
تبالة: 42، 64، 88، 165، 228، 278، 288، 292، 296، 302، 305، 326، 334، 380، 381، 385.
تبت: 48، 74.
تبراك: 267.
تبل: 236.
تبن: 141، 192، 290.
تبنان: 290، 293.
تبوك: 243، 245.
تثليث: 85، 86، 90، 164، 165، 228، 292، 302، 305، 334، 341.
تحتم: 204.
التخر: 262.
تخلى (التخلي): 125، 134، 238، 239، 250، 307.
تدمر: 73، 75، 76، 246، 325.
تراقا: 70، 71.
تراقية: 80.
تربان: 297.
تربة: 89، 265، 278، 383.
ترج: 33، 64، 88، 231، 234، 240، 278، 293، 302، 305، 379.
ترقة: 70.
تركيا: 49، 70، 71.
ترمان: 176.
تره: 235.
تريم: 170، 293، 297، 298، 346.
تريس: 169، 293.
تزخم: 305.
تزيد: 261.
تضارع: 237، 399.
تضراع: 124، 134، 225.
تضرع: 297.
تعار: 238، 239، 293، 295، 342.
تعز: 92، 95، 116، 117، 118، 119، 121، 136، 138.
تعشار: 325، 342، 369، 383.
تعشر: 135، 232، 240.
التعكر: 118، 120، 141، 198، 237، 238.(1/427)
تعمل: 159.
التغزغز: 44، 49، 74.
تغلم: 297، 346.
التغلمين: 287.
تفاضل: 220.
تفيش: 170.
تكريت: 247، 296.
التكيم: 282.
تلاع: 325، 342، 351، 378.
تلع: 236.
تلفم: 114، 238، 322.
تلومة (واد): 232.
تمر: 255، 264.
تمرة: 265.
تمنية: 231.
تمير: 255.
تناضب: 298.
تناعم (التناعم): 175، 215، 217.
التنام: 210.
التناهي: 266.
تنداحة: 230، 231.
تنضب: 347.
تندمة: 257.
تنعمة: 238، 239، 312.
التنعيم: 232، 397.
تنين: 180، 217.
تنومة (التنومة): 231، 233، 234، 336، 338.
التنهب: 181.
توز (التوز): 300، 335.
توضح: 240، 241، 254، 277، 279، 294.
توعر: 215.
تولب: 266.
تونس: 47.
توم: 255.
تونة: 174.
تهامة: 41، 47، 83، 85، 86، 87، 89، 90، 93، 95، 97، 99، 126، 131، 134، 135، 104، 146، 147، 151، 204، 205، 210، 216، 217، 231، 232، 235، 250، 269، 288، 296، 298، 303، 309، 310، 327، 328، 333، 335، 347، 348، 351، 353، 386.
التهائم: 84، 86، 83.
التهمة: 233.
تياس: 265، 267.
تيبايس: 54، 78، 79.
التيبب: 178.
تيدد: 286.
تيس: 124، 133، 134، 246، 224، 238، 240.
تيسر (تيشر): 261.
تيم: 172، 209، 334، 395.
تيماء: 243، 245، 285، 286، 294، 348.
تيمر: 294.
التين: 296.
تيه: 230، 235.(1/428)
تيه ابين: 240.
تيه تيماء: 240.
(ث) ثاث: 180، 181، 203، 243.
ثاج: 297.
ثاجر: 217.
ثادق: 350.
ثافت (أثافت): 339.
ثافل: 297.
ثائبة: 371.
الثبر: 260.
ثبرة: 296.
ثبير: 239، 295، 348، 390.
ثجر: 266، 298.
الثجة (ثجة): 118، 141، 198، 217، 227، 264، 273، 302، 373، 401.
الثديين: 263.
ثربان: 155، 215.
الثرثار: 247.
ثرمداء: 254، 266، 276، 295.
ثرة: 177، 189.
الثرى: 345.
ثرى: 145، 192.
الثريا: 362.
ثريد: 201، 203، 305، 306.
ثعال: 345.
ثعالة: 294.
الثعبان: 370.
الثعل: 258، 268.
الثعلاب: 355.
الثعلبية: 45، 335.
ثعوبة: 145، 306.
ثعيلبات: 348.
الثفن: 264.
ثقباء: 286.
ثقبان: 289.
ثقيف: 367.
ثلا: 40، 212.
ثلات: 371.
الثلبوت: 342.
الثلع: 251.
الثلماء: 252.
ثماد: 184، 236.
ثمام: 295.
الثمد: 255.
ثمر: 172، 173، 314.
الثمري: 173، 174.
ثمع: 237.
الثني: 236، 289.
الثنية: 179، 264، 262، 267.
ثنية ابن عصام الباهلي: 263.
ثنية الأحيسي: 255.
ثنية جبل: 256.
ثنية الحرة: 383.
ثنية الحفير: 262.
ثنية السود: 263.(1/429)
ثنية قضة: 260.
ثنية النجد: 266.
ثهلان: 260، 296، 335.
ثهمد: 236، 259، 289، 293.
ثوب: 221.
ثوبة: 169، 241، 173، 174.
ثور: 41، 172.
ثولى: 60.
ثومان: 198.
الثويلة: 164، 225.
ثويلة الأنجد: 371.
الثويلية: 164، 225.
ثيتل (الثيتل): 249، 266، 294.
الثيتلة: 266.
ثيب: 280.
ج الجاب: 242.
جائز: 293، 295.
الجار: 84، 298، 337.
جازان: 64، 92، 98، 136، 167، 232، 336.
الجازة: 175.
جاسك: 67.
جاسم (نهر): 297.
جاش: 228، 266، 293، 305.
الجاشرية: 283.
جاطولية: 76.
الجب: 344.
جبأ: 99، 117، 137، 194، 195، 196.
الجباء: 298، 336، 399.
الجبابة: 287.
الجبال: 48، 269.
جبال الحرم: 285.
جبال فاران: 285.
جبانة (الخرج): 253.
جبثان: 374.
الجبجب: 120، 121، 140، 198، 207، 208، 222، 363، 369.
الجبجبة: 132، 207.
الجبر: 223.
الجبزية: 137.
جبل الدخان: 93.
الجبل الأسود: 130، 189، 227، 235، 238.
جبل الأمرار: 295.
جبل الأبواب: 239.
جبل القبق: 79.
جبل الملح: 320، 107.
جبل الهان: 149.
الجبل (جبل): 152، 187، 237.
جبلات: 240.
جبلان: 298.
جبلان (العركة): 141، 150،
204، 205، 207، 209، 237، 245، 248، 309، 336.(1/430)
جبلان (العركة): 141، 150،
204، 205، 207، 209، 237، 245، 248، 309، 336.
جبلة: 259.
جبلا طيء (الجبلان): 85، 239، 258، 290، 342، 374.
جبن: 403.
الجبيح: 276.
الجبيل (جبيل): 195، 252.
الجثجثانة: 260.
الجثوة: 179، 189، 190.
جثوة: 149، 179، 189، 190.
جحفان: 129، 232.
الجحفة: 85، 233، 300، 337، 386.
الجحوف: 346.
جحومة: 178.
جدرة: 160، 163، 218.
الجدعاء: 262، 268.
جدلان (خدلان): 135، 223، 232.
الجدليات: 370.
جدود: 293.
الجدول: 274.
الجدون: 147.
جدة: 45، 84، 337، 341.
جديدات: 337.
جذمان: 237.
الجر: 85، 237.
جرا: 381.
جراب: 270.
جرابي (الجرابي): 124، 134، 148، 222، 224.
جراد: 261، 262، 280، 285، 298.
الجراف: 186، 361، 362.
الجرباء: 188، 254.
جربان: 144.
الجربتين: 184.
جرثم: 293.
جرجان: 49، 74، 75، 79.
الجرداء: 334، 386.
جردان: 151، 188، 211، 130.
جرس: 88، 90، 211، 229، 230، 231، 233، 234، 235، 237، 302، 364.
جرشة: 230، 231.
الجرعاء: ز 251.
جرعاء (بلبول) 277.
جرعاء العجوز: 297.
جرعاء مالك: 297.
جرفة: 220، 362، 403.
جرمانيا: 79.
الجرمية: 247.
الجروبان: 183.
الجروم: 47.
الجروبة: 150.
جرى: 243.
الجريب: 127، 210، 213، 223، 224، 251، 260، 287، 288، 322، 325.
الجريبة: 137، 138، 139.
الجرير: 300.
جربة: 184.(1/431)
جزالي: 262، 277.
الجزائر: 253.
جزائر بنى جرا: 244.
جزائر الفرسان: 93، 96، 194، 309.
جزب (ذو): 132، 207.
الجزع: 350، 178.
جزع الظاهرة: 264.
جزع محياة: 344.
الجزل: 285.
الجزلة: 195.
الجزيرة: 39، 42، 73، 75، 79، 82، 84، 85، 89، 90، 236، 240، 250، 286،
جزير 324، 299.
جزيرة زيلغ: 93.
جزيرة سقطري: 70، 93.
جزيرة الصوامع: 244.
جزيرة العرب: 39، 46، 47، 66، 70، 73، 74، 75، 82، 83، 90، 240، 325.
الجزيرة الفراتية: 75.
الجسداء: 302، 379.
جش: 278.
الجشير: 190.
الجعاد: 254.
الجعدية: 173، 174، 210.
الجعر: 121.
الجعرانة: 233.
جعرم: 125.
جعرة: 125.
الجعموشة: 261.
الجعور: 261.
الجفار: 243، 244، 249، 297.
جفاف: 293.
جفجاف: 286.
الجفر: 229.
جفر ضمضم: 346.
الجفرة: 282.
جفن: 233.
جفنا: 260.
الجفنة: 132، 199، 252.
جفير: 297.
جلاجل: 225، 297، 372.
الجلاليان: 283.
جلجل: 377، 400.
جلذان: 233، 303، 385، 398.
الجلس: 85، 86، 87.
جلق: 295.
الجليل (ذو): 295.
جماز: 255.
جماع: 126، 224، 341.
الجمجمة (رأس): 90، 240.
الجمح: 261، 278.
الجمجة: 90.
جمدان: 221، 347.
جمران: 261.
جمرة: 305.
الجمع: 210.
جمع: 121، 123، 207.
جمل: 186.
الجموم: 228.
الجمومين: 296.
الجميلان: 374.(1/432)
الجناب: 290، 293، 325.
الجنات: 142، 143، 144، 220.
الجناح: 147.
الجنباء: 236.
الجنتين: 153، 100.
الجند: 81، 99، 100، 138، 142، 145، 148، 150، 195، 196، 203، 230، 295، 305، 306، 336.
جنيب: 145، 192.
جهران: 133، 152، 207، 208، 209، 220، 316، 328.
الجهوة: 231، 233، 234، 336.
الجو: 232، 253، 255، 294، 298، 303.
جوحلي: 157، 269.
جو الخضارم: 252، 253، 274.
جو طريف: 298.
الجوار: 145، 191.
جواثا: 294، 348.
جواد: 298.
الجواشة: 127، 134.
الجواء: 241، 334.
جوالة: 139.
جوب: 220.
جوجان: 253، 254.
الجودي (جبل): 247.
الجوز: 283.
الجوزاء: 41، 262.
الجوش: 307.
جوش: 296، 348.
الجوعر: 213.
الجوف: 64، 149، 154، 155، 159، 162، 165، 182، 204، 217، 218، 219، 228، 229، 237، 250، 259، 264، 268، 278، 280، 282، 283، 297، 299، 304، 317، 318، 319، 322، 327، 330، 334، 350، 401.
الجوفاء: 296.
الجولان: 243، 245، 325.
الجونية: 232.
الجؤة: 116، 142، 194، 228، 307.
الجويم: 330.
الجوينية: 304.
جيحان: 353.
جيدة: 347.
جيرة: 152، 179، 318.
الجيزة: 247.
الجيش: 251.
جيشان: 99، 100، 201، 202، 203، 248.
جيلان: 49، 74.
جيهم: 241.(1/433)
ح الحابسية: 251.
الحاجر (حاجر): 256، 262، 269، 294، 300، 335.
الحار: 177.
حار العقيل: 209.
حارب: 295.
حارث الجولان: 296.
حارة: 226.
حاز: 102، 103، 157، 213، 219.
حازة الحزن: 236.
حاسك: 91.
الحاضر: 286.
الحاضنة: 161، 225.
حافد: 217.
الحافة: 178.
حاقة: 178، 294.
حالديا: 79.
حالمين: 173.
حالة: 308.
حام: 280، 284.
حامر: 291، 293، 296.
الحامضة: 262، 268.
حاملة: 163، 219، 240.
حامين: 280.
حاوتان: 160.
الحاويات: 224، 368.
حايا (أحايا): 71.
حائر: 348.
الحائط: 256، 274.
حائط أم المقتدر: 223.
حائط بني غبر: 255.
حائل: 259، 262، 267، 298.
حب (جبل): 200، 203، 237، 238.
حبابة: 158، 213.
حبانين: 153.
حبايض: 216.
حباشة: 218.
الحبال: 210.
حبان: 181، 355.
الحبر: 198.
حبر: 348.
الحبزية: 128.
الحبشة والحبش: 45، 46، 66، 69، 76، 77، 78، 79، 80، 93، 96، 128، 183، 194.
الحبط: 161، 365، 366.
الحبل: 139، 234، 249، 251، 348.
حبل: 131، 178، 276.
الحبلة: 200، 212، 248.
حبنون: 204.
حبة: 172، 173.
حبونن: 164، 226، 228، 304.
حبيش: 121.
الحبيل: 174، 209، 305، 348.
حبيل: 292.
الحبية: 348.(1/434)
الحتر: 125، 210.
حث: 236.
الحثبرية: 266.
الحجابات: 128.
الحجار: 304.
الحجاز: 39، 41، 42، 43، 44، 45، 47، 54، 63، 65، 73، 83، 85، 86، 87، 88، 89، 90، 102، 116، 240، 250، 258، 285، 288، 298، 299، 324، 328، 329، 333، 337، 342، 346.
الحجبور: 135، 190.
الحجر: 188، 231، 233، 234، 235، 245، 258، 336، 337، 344، 369.
حجر: 132، 188، 203، 233، 249، 251، 254، 255، 266، 274، 296.
حجر قمران: 132، 199.
حجر بني وهب: 188، 189.
الحجل: 209.
حجلان: 187.
الحجلة: 186، 215.
الحجور: 295.
حجور: 125، 128، 134، 135.
222، 223، 307.
حجور البطنة: 223.
حجور المحافر: 223.
حجومة: 178.
حجة: 125، 126، 134، 135، 223، 238، 243.
الحد: 203، 208، 214، 216، 248، 278.
الحدان (حدان): 182، 208.
الحدائق: 163، 338.
الحدية: 230.
حدد: 296.
حدقان: 157، 216، 217.
الحدوم: 139.
الحديثة: 247.
حذا: 208.
حذان: 214.
حذرار: 118، 138.
حذيفة: 237.
الحذيفة: 264، 268.
الحذينات: 380.
حذية: 169.
حر: 178.
الحرا: 234، 383.
حراء: 239، 295، 390.
حراز: 122، 123، 133، 134، 137، 205، 209، 210، 237، 238، 239، 248، 309، 324، 336.
حرازة: 131، 137، 195.
حراضة: 273.
الحرامية: 260.
حران: 75، 246، 319.
الحربا: 164.
حربة: 240، 292.
الحرتان: 329.(1/435)
حرجبا: 129، 225.
الحرجة: 153، 319.
الحرجية: 140.
الحردة: 92، 232.
حرذ: 201.
حرر: 283.
حرز: 144، 145، 306.
حرس: 290.
حرص: 246.
الحرصبة: 184.
حرض: 97، 127، 128، 135، 232، 294، 303، 309، 336.
الحرف: 125.
حرقة: 118.
الحرم: 240.
حرم: 41، 183.
حرمة: 217.
الحرة: 236، 256، 257، 324، 334، 338، 383، 399.
حرة بني سليم: 285، 301، 335.
الحرة الدنيا: 257، 338.
الحرة الرجلاء: 325.
الحرة القصوى: 257.
حرة كنانة: 130، 232، 273.
حرة ليلى: 257، 351.
حرة النار: 286، 296.
حرة نجد: 382.
حريب: 151، 187، 204، 248.
حريب نهم (أودية): 154.
حريب الرضراض: 217.
حريب عنس: 216.
الحريجة: 260.
حرير: 147، 174.
حرية: 186، 203.
حزا (واد): 187، 206.
حزمة البشريين: 153.
حزنة (روضة): 254.
حزوى: 267، 275، 295، 334.
الحزيز (حزيز) 147، 155، 258، 260، 289، 293، 316.
حساء ابن بعجاء: 263.
الحسارة: 304.
الحساسات: 173.
حسد: 231.
حسرة: 189.
الحسف: 215.
حسل (ذو): 183.
حسم (ذو): 296.
حسمى: 243، 295.
الحسن (معدن): 267.
حسنى: 345.
حسى كباب: 266.
حسى مآب: 353.
الحسيد: 137، 139.
الحش: 355.
الحشا: 141، 144.
الحشاشية: 280.
الحشرج: 264.
الحصادة: 254.
حصامة: 176، 378.
حصامة العرفط: 378.
الحصاة: 259.
الحصبات: 361.(1/436)
الحصبة: 362.
حصبة ابراق: 232.
حصبة هجر: 167.
الحصن: 219.
حصن أبذر: 238.
حصن الأحابشة: 272.
حصن أبي سمرة: 272.
حصن بني ثور: 272.
حصن الجحاف بن العنبر: 272.
حصن جوالة: 140.
حصن سيح الغمر: 264.
حصن آل شبلي: 272.
حصن ال صهيب: 272.
حصن آل ضرار: 272.
حصن العادية: 272.
حصن بني عبد الله: 272.
حصن ابن عصام: 262، 277.
حصن بني عثمان: 244.
حصن العقيدة: 272.
حصن بني غياض: 272.
حصن الفراشيين: 272.
حصن بني قرط: 272.
حصن بني نبيت: 272.
حصن بني النجوي: 272.
حصن الهريمي: 272.
حصنان: 258.
حصي: 102، 151، 187.
الحصيب: 96، 232.
الحصينية: 228.
الحضارة: 228.
حضان: 236.
حضبر: 163، 191، 225، 369.
الحضر: 174، 233، 234، 297، 319.
حضر: 173، 174، 203، 248.
حضرموت: 41، 84، 86، 88، 147، 151، 165، 166، 167، 169، 170، 171، 231، 242، 245، 253، 276، 277، 284، 293، 304، 305، 319، 322، 323، 335، 338، 343.
الحضن: 165، 238، 334، 371.
حضن: 239، 287، 278، 282، 283، 285، 386.
حضنان: 186.
حضور: 122، 123، 133، 157، 158، 210، 211، 212، 213، 216، 226، 238، 239، 310، 366.
حضوريا: 210.
حطيب: 172، 173.
حظائر مدرك: 249.
الحظيرة: 226.
حفاش: 124، 133، 222، 237، 239.
الحفر: 128، 134، 221، 256، 266، 279، 282، 371.
حفر ابي موسى: 256.
حفر الثرباء: 266.
حفر الرمانتين: 251.
الحفران: 251، 267.
الحفير: 260، 267، 342.
الحفيرة: 249، 262، 268.(1/437)
حفيرة النصرم: 262.
الحفينات: 179.
حقب: 144.
حقرة: 298.
الحقف: 400.
حقل: 122، 157، 201، 286، 403.
الحقلة: 255.
الحقلان: 122، 156، 217.
حقوفتان: 130.
حقيل: 290، 293.
الحككات: 293.
الحكنة: 173، 174.
حلب: 240.
حلبا: 234.
حلتان: 281.
حلف: 163، 218، 282.
الحللة: 231.
حلملم: 123، 212، 222.
حلمة: 191.
حلوان: 345.
الحلوى: 161، 365.
حلي: 232، 233، 235، 268، 303، 304، 336.
حليت: 259، 344.
الحليقة: 265.
حليمة: 261.
حلية: 240، 299، 304، 351.
الحمادة: 266، 268.
الحمارة: 265.
الحماطة: 210.
الحماء: 338.
الحماءان: 335.
حمام: 265.
حمام سليمان: 206، 359.
حماة: 40، 246.
الحمدة: 158، 283.
حمدة: 220.
حمر: 132.
حمر (جبل): 142، 144، 145، 150، 175، 187، 207.
الحمرة (حمرة): 147، 184، 226، 231، 235، 334، 373.
الحمري: 198.
حمرين: 247.
حمص: 40، 85، 245، 246، 343.
حمض: 121، 132، 154، 199، 229، 248.
حمضة: 90، 92، 232، 248.
حمل: 294.
حملان: 125، 211، 224.
حمة: 206، 230، 264، 297.
حمومة: 229، 230.
الحمي (حمى): 228، 257، 258، 259، 260، 261، 266، 288، 291، 292، 298، 341، 346.
حمى كليب: 288.
حمى ضرية: 258، 288، 291، 293.
حمى لعسان: 210، 336.
حميد: 191.
الحميراء: 178.(1/438)
حميم: 140، 197، 198.
حميط: 297.
الحميل: 370.
الحنا: 193، 336.
الحنابج: 260.
الحناجر: 162، 226، 316، 367.
الحنبلي: 256.
حنجران: 265.
الحنشات: 210.
الحنطوة: 385.
حنظان: 213.
الحنف: 102.
الحنكتان: 222.
حنة: 150، 277.
الحنو: 236، 334.
حنيظلة: 262، 266.
حنين: 298، 305، 389.
الحنينة: 236.
الحوائط: 337.
الحواريان: 285.
الحواشب: 195.
حوام جدرة: 160.
حواء الرمل: 258.
الحواريون: 160.
الحوالة (قرية): 330.
حوث: 160، 221.
حوجان: 263.
حود: 241.
الحوأب: 258.
الحوراء: 286.
حوران: 64، 186، 243، 245، 256، 334.
الحورانيان: 210.
حورة: 168، 171.
حوشم: 161.
الحوض: 298، 350.
حوضي: 267، 295، 297.
الحومان: 345.
حومل: 277، 292، 294، 295.
الحويتية: 269.
الحيانية: 264.
الحيانيات: 243، 245.
الحيب: 191.
الحيد: 135، 232.
حيدان: 128، 129، 134.
حيران: 128، 135، 223.
الحيرة: 240، 243، 293، 296، 330.
حيس: 96، 131، 139، 140، 199، 204، 231، 336.
الحيفاء: 336.
الحيفانة: 263.
الحيفة (حيفة): 158، 341، 362، 403.
الحيق: 94، 117، 170.
حية: 293، 294.(1/439)
(خ) الخابور: 246.
الخارد: 154، 155، 159، 161، 216، 217، 218، 280، 283.
الخارف: 42، 221، 223، 363.
الخاصرة: 261.
خاط: 235.
الخال: 131، 260.
الخالد: 371.
خالة: 296.
الخانق: 163، 224، 367، 402.
الخائس: 181.
خائع: 261.
خب ضب: 163، 228.
الخبار: 182، 202.
خبان: 140، 201، 281.
الخبت (خبت): 163، 225، 297، 324، 345، 377.
الخبراء: 258.
خبش: 154، 159، 160، 280.
خبة: 295.
الخبيب: 345.
الخبين: 296.
الخبية: 163.
خدار: 156، 216، 298، 306.
خدد: 148، 143.
الخديفة: 218.
خدلان: 135، 232.
خدير: 143، 144، 148، 196.
خر: 193، 225، 238.
خذارق: 337.
خراسان: 44، 45، 48، 69، 74، 79، 247.
الخربة (خربة): 220، 280، 283.
الخرج: 253، 264، 266، 267، 276، 279، 304.
خرجة: 211.
خرشيم: 251.
خرفان: 160، 218، 250.
خرقة: 118.
خرمان (أم خرمان): 256.
الخريداء: 334، 384.
خراز: 236، 287.
خزازي: 339، 353.
خزامر: 158.
خزانة (الخزانة): 176، 187.
الخزر: 44، 45، 49، 74، 75.
خزة: 288.
الخزيمية: 300.
خساف: 246.
الخشب: 159، 219، 221، 237، 250.
خشب: (ذو): 245.
خشباء القرين: 297.
خشران: 133.
الخص: 242.
الخصافة: 259.
الخصوف: 82، 135، 232، 303.
الخصي: 237.(1/440)
الخضارم: 252.
خضر: 358.
الخضراء: 189، 234، 254.
الخضرمة: 252، 254، 267، 276، 279.
خطارير: 239، 309، 366.
خطفة: 239.
خطم الغراب: 157.
خطمة: 228.
الخطوة: 366.
خف: 259.
الخفارة: 245.
خفاف: 294.
خفان: 240، 361.
خفية: 342، 345.
الخل: 228، 252، 265، 293.
خل الرمل: 252.
خل القسوة: 265.
الخلا: 210.
خلافة: 381.
الخلال: 346.
الخلائق: 262.
خلب: 97، 129، 135، 136، 232، 336.
الخلتب: 212.
خلص: 261.
الخلصاء: 297، 335.
خلف: 281.
خلفة: 268.
خلق: 384.
خلقة: 158، 198، 213، 238.
الخلة: 260.
خليج اواليطيس: 52، 63.
خليج ايلة: 84.
خليص: 229، 280.
الخليعات: 338.
خليف دكم: 226، 305.
خليقا: 228.
خم: 233.
خمر: 221.
خمس: 249.
الخميس: 287.
الخميلة: 353.
الخن: 251، 263.
الخناصر (ذو): 229.
خنثل: 259، 268.
خنزير: 236، 249، 251، 255، 348.
خنفر: 95، 190.
الخنفعر: 129، 238.
الخنفس: 261.
الخنق: 102.
الخنقة: 227، 235، 374.
الخنن: 118.
الخنوقة: 260.
الخنينة (ذو): 179، 189.
الخوار: 251.
خوالة: 140.
الخوان: 260.
خوان: 362.
خودان: 176.
خودون: 167.
الخورنق: 286، 293، 329، 348، 350.(1/441)
خورة: 188.
الخوع: 295.
خوعي: 294.
الخوقع: 127.
الخوي: 346.
الخوير: 218.
الخويران: 252.
الخيال: 232، 304.
الخيام: 367.
الخيانية: 268.
خيبر: 237، 244، 245، 258، 286، 319، 325، 338.
خيدون: 167.
الخيرج: 91.
الخيس: 90، 255.
خيص: 86.
خيم: 294.
خيم (ذو): 292.
خيوان: 114، 115، 160، 165، 301، 318، 322، 364، 402.
(د) الدار: 192.
دار البرمكي: 256.
دار بني شعيب: 192.
دار هاشم: 161.
الداران: 283.
الدارتان: 336.
الدارة (دارة): 230، 231، 235، 288.
دارة جلجل: 294.
الداروم: 244.
داعم: 218.
الدام: 252، 253، 254، 290، 293.
دبانق: 140، 147.
دبان: 176.
الدبية: 178.
الدبر: 238.
دبرة: 156، 216.
الدبة: 149.
الدبيب: 252.
الدبيل: 228، 240، 264، 265، 266، 268، 276، 292، 295، 334، 342.
دثينة: 147، 151، 165، 177، 179، 188، 260، 248، 257، 276، 289.
الدثينات: 336.
دج: 295.
الدجاني: 283.
دجوج: 348.
الدحاض: 164، 359.
الدحرض: 252.
الدحض: 128، 134، 370.
الدحضتان: 359.
الدحل (دحل): 251، 297.
دحول هبالة: 297.(1/442)
دحيضة: 236.
دحيم: 136.
الدخان (دخان): 93، 118، 198.
الدخشة: 237.
الدخول: 265، 277، 294.
دد: 377، 400، 402.
الدرب: 128.
درب بليع: 126.
درب العجيز الكندي: 167.
درنا: 263، 251، 348.
درداع: 148.
الدرك: 237.
درقي: 293.
درنا: 115، 236.
دعان: 295، 297.
دعنج: 232.
دفا: 225، 238.
دعة: 185.
دغل: 153، 204.
دفا: 129، 136، 341.
دفار: 294.
دقار: 294.
دقرار (الدقرار): 152، 163، 204، 238، 248.
دلال: 141، 199.
دلاميس: 264.
دلان: 207.
الدلاني (دلاني): 238.
دلعان: 164، 369.
دلوك: 353.
الدم: 150.
دم (ذو): 343.
دما: 78، 90.
دماج: 160، 163، 164، 224، 368.
الدماخ: 296.
دمامة: 189.
دمت: 140، 198.
دمخ: 261، 266، 295.
دمشق: 64، 82، 85، 151، 244، 245، 297.
الدملؤة: 142.
الدموم: 213.
دمون: 167، 168.
الدمينة: 195، 323.
الدنا: 295، 344.
الدهالك: 297.
دهان: 298.
دهر: 165، 171.
دهلك: 84، 93.
الدهمان: 128.
دهمة: 160، 228، 282.
الدهناء (دهناء): 165، 242، 245، 246، 252، 253، 255، 263، 267، 268، 278، 282، 288، 290، 297، 335.
الدوانك: 297.
الدور: 342.
دوعن: 168، 169، 170، 171.
دوقة: 304، 336.
الدو: 256، 278، 291، 345.
الدوم (ذو): 343، 351.(1/443)
دومة: 350.
الدونكان: 298.
دوة: 346.
الدويمات: 336.
ديار بكر: 236، 247، 284، 293، 294، 295.
ديار ربيعة: 75، 223، 227، 267، 288، 293، 294، 298.
ديار مضر: 75.
الدبيجات: 43.
الديبل: 45.
ديسق: 350.
(ذ) ذابة: 144.
ذات أجفار: 351.
ذات اشراع: 237.
ذات اصداع: 385.
ذات اعشار: 297.
ذات الاقبال: 192.
ذات الاوتاد: 210.
ذات اوعال: 294.
ذات جردان: 211.
ذات الحاز: 289، 293.
ذات الحوصل: 295.
ذات الدماغ: 380.
ذات رجل: 350.
ذات الرحلين: 186.
ذات الرقاع: 265.
ذات الرئال: 236.
ذات ريام: 236.
ذات السريح: 137.
ذات السلام: 377.
ذات السمكر: 150.
ذات الشرز: 359.
ذات الصحار: 231.
ذات الطلح: 241، 297.
ذات الطلوح: 236.
ذات عبر: 283.
ذات عرق: 85، 89، 245، 256، 301، 334، 386.
ذات عش: 227، 374، 375، 376، 401.
ذات العظام: 210.
ذات العم: 144.
ذات عين: 178.
ذات غسل: 254، 276، 297، 333.
ذات فرع: 400.
ذات فرقين: 259، 348.
ذات قراع: 181.
ذات القصص: 375.
ذات القوة: 183.
ذات مثال: 181.
ذات المذنبين: 210.
ذات المعاقم: 150.
ذات المواعيث: 297.
ذات النضال: 346.(1/444)
ذات نصب: 253.
ذات النطاق: 260.
ذات الهام: 236.
ذانم: 158، 220.
ذباب (جبل): 156، 215، 238.
ذبحان: 131، 136، 137 194، 240، 336.
ذبوب: 234.
ذحول: 285، 342.
ذخار: 123، 134، 212، 224، 238، 239، 310، 312.
ذخر: 117، 137، 138، 147، 194، 237، 239.
ذخن (ابن): 260.
ذرار: 283.
الذرانح: 350.
ذرحان: 134.
ذرقان: 257.
ذرو الشريف: 261.
ذروعان: 178.
ذروة: 238.
ذمار: 42، 100، 146، 152، 179، 206، 207، 208، 209، 214، 217، 248، 250، 306.
الذنابات: 210، 288، 294.
الذنابة: 296.
الذنائب: 236، 260، 287، 288، 298، 328.
الذنبات: 210، 288.
الذنوب: 348.
ذهبان: 219، 347.
الذهيوط: 295.
ذو الاجثا: 187.
ذو أجراد: 259.
ذو اراط: 255.
ذو الاراكة: 218، 253، 348.
ذو الارطي: 289.
ذو أرل: 296.
ذو أرول: 264.
ذو أعرام: 362.
ذو اقدام: 265، 291، 344.
ذو الاقرع: 238.
ذو الامرات: 344.
ذو أورال: 294.
ذو بحار: 260.
ذو البرار: 184.
ذو بلق: 210، 305.
ذو بلي: 298.
ذو بئر: 229.
ذو البئرين: 401.
ذو بيضان: 228.
ذو بين: 159، 221.
ذو ثاوب: 172، 173.
ذو جدد: 348.
ذو جراول: 346.
ذو جرة: 152، 154، 203، 216، 250.
ذو جزب: 207.
ذو جزر: 186.
ذو الجليل: 295.
ذو جيشان: 186.
ذو حبابة: 182.(1/445)
ذو حديد: 186.
ذو حرض: 295.
ذو حريم: 186.
ذو حسل: 183.
ذو حسم: 235.
ذو حسي: 295.
ذو الحطب: 184.
ذو حلفان: 186.
ذو حمض: 385.
ذو حيفان: 146.
ذو الخال: 294.
ذو خشب: 261، 286، 298.
ذو خشران: 208، 220.
ذو الخلصة: 240.
ذو الخناصر: 210.
ذو خير: 183.
ذو خيم: 293.
ذو دم: 187، 297.
ذو الدوم: 280، 281، 295.
ذو دهانة: 174.
ذو الذؤيب: 187.
ذو الرداع: 210.
ذو الرضم: 296.
ذو رعين: 192، 200.
ذو الرمرام: 374.
ذو الروض: 358.
ذو ريط: 298.
ذو زوم: 186.
ذو سقيف: 261.
ذو سلامان: 296.
ذو سلع: 344.
ذو سمار: 241، 267، 342، 379، 380، 399.
ذو سمير: 261.
ذو سويس: 298.
ذو شعب: 294.
ذو شومان: 184.
ذو صارم: 187.
ذو صبح: 170.
ذو صليف: 284.
ذو طلال: 257.
ذو طلح: 291، 293.
ذو طلوح: 262، 291، 293.
ذو طوالة: 293.
ذو طوى: 294، 385.
ذو عاج: 258، 260، 290، 293.
ذو عرابل: 186.
ذو عرام: 186.
ذو عرام: 362.
ذو عسب: 186.
ذو العيبة: 187.
ذو الغائط: 295.
ذو غثث: 260.
ذو غزال: 384.
ذو فائش: 343.
ذو فتاق: 335.
ذو فضين: 383.
ذو الفوارس: 297.
ذو قار: 236، 240، 292.
ذو القتود: 353.
ذو قر: 284.
ذو قسد: 184.
ذو القضة: 257.
ذو القطب: 210.
ذو القعقاع: 186.(1/446)
ذو قلحا: 261.
ذو القلع: 187.
ذو قين: 222، 363.
ذو الكامة: 210.
ذو كراش: 183.
ذو الكعبات: 286.
ذو كلاع: 192.
ذو المجاز: 296، 334.
ذو المروة: 286.
ذو معاهر: 185.
ذو ناخب: 172، 173.
ذو نمر: 184.
ذو وثن: 176.
ذو وجمى: 297.
ذو وقط: 298.
ذو يحبش: 174.
ذو يدوم: 297.
ذو يزن: 192، 304.
ذو يعزز: 201.
ذو يقن: 261.
ذوات الآصاد: 334.
ذوات الفرعاء: 265.
ذوات القصص: 227.
ذوات القطيف: 334.
ذؤال: 97، 133، 232، 328، 336.
الذوية: 145.
ذيبان: 217، 218.
الذيبة: 231.
(ر) الرابضة (الرابغة): 268.
راتج: 237.
راحة (الراحة): 192، 227، 283، 318، 377.
رازح: 225.
راس العين (عين): 75، 246.
الراكبة: 371.
راكس: 231، 296، 348، 343، 353.
رامح: 342.
رائش: 171، 187.
الرائغة: 264.
راية: 84.
الرباحة: 175، 187.
الربادي: 118، 198، 336.
رباق: 282.
الربذة: 256، 286، 301.
الربض: 327.
الربضات: 241، 342، 378، 400.
ربيع: 224.
الربيعية: 228.
الرجاء: 236.
رجام: 341.
الرجل (رجل): 251، 287، 348.
الرجلاء: 324.(1/447)
رجلة: 236.
رجلى: 283.
رجمة: 341.
رحا: 251.
رحاب: 297.
الرحابات: 361.
رحابة: 153، 157، 204، 219، 220، 237، 257، 362.
رحب: 234، 281.
رحبان: 163، 224، 368.
الرحبة (رحبة): 157، 187، 192، 204، 217، 219، 220، 229، 246، 250، 285، 347.
رحرحان: 295، 348.
رحلية: 249.
رحوب: 282.
الرحيبة: 237.
رحيل (الرحيل): 288، 291، 292.
الرخام (رخام): 291، 258، 342.
الرخم: 236.
رخمات: 160، 218.
رخمة (الرخمة): 152، 206، 266.
الرخيل: 236.
الرخيمة: 266.
رخية: 165، 171، 172.
رداع: 101، 147، 151، 152، 179، 181، 182، 183، 184، 203، 206، 217، 248، 353، 358، 389، 403.
ردفان: 147، 148.
ردمان: 80، 102، 151، 152، 179، 185، 186، 187، 203، 204، 214، 217، 248.
ردينة: 295.
الرزم (رزم): 319.
الرزوة: 218.
الرس: 338، 350.
رسيان: 118، 131، 138، 139، 194، 298.
الرسل: 265.
الرسيس: 350.
الرسية: 129.
رشاحة: 219.
الرشاء: 260.
الرشح: 213.
الرصافة: 283، 325.
رضاجة: 198.
رضاع: 92.
الرضراض: 154، 217، 321.
الرضم (رضيم): 183.
رضوى: 238، 239، 244، 286، 298، 338، 345.
الرغا: 225، 238.
الرعارع: 145، 192.
رعاش: 283، 318.
رعن المصوابة: 255.
الرعيض: 191.
رغادة: 141.
رغافة: 136.(1/448)
الرغام: 254، 266.
رفح: 157.
الرفضة: 273.
الرفيد: 230، 231.
الرقادي: 263.
الرقب: 177، 189.
رقبة: 235.
رقد: 350.
الرقم: 293.
الرقمتان: 294، 296.
الرقيق: 383.
الركاء (بطن): 253، 265، 342، 353.
ركبة (الركبة): 334، 384.
الركبتان: 294.
ركك: 343، 350.
الركوبة: 232.
الركي: 298، 300.
رم: 236.
الرما: 136، 137، 144.
الرمة: 258، 259.
رماح (الرماح): 240، 267، 295، 297، 344.
الرمادة: 297.
رمان: 290، 293، 335.
الرمد (رمد): 278.
رمضة: 186.
رمع: 122، 133، 150، 205، 208، 328، 336.
رمك: 152، 215، 217.
لرمل: 265، 323.
الرملة: 39، 243، 245، 252، 253، 261، 264، 298، 324، 325.
رمل تياس: 265.
رمل جراد: 262، 285.
رمل حقا: 274.
رمل حقيل: 266.
رمل حوضى: 267.
رمل الدهناء: 274.
رمل زرود: 257.
رمل الشعافيق: 259، 262.
رمل الكديد: 263.
رملة الاطهار: 262.
رملة حصادة: 254.
رملة الحوامض: 262.
رملة الرغام: 266.
رملة كتلة: 255.
رملة المغسل: 253، 267.
رملة الوركة: 254.
رملة اليتيمة: 266.
رملة الحامضة: 262.
رملة عبد الله بن كلاب: 265.
الرمة: 319، 336.
الرميثة: 296.
رميض: 160، 222.
رميلة: 262، 264، 266.
الرنقاء: 299.
رنوم: 379.
رنية: 89، 231، 235، 381.
الرها (الرهاء): 85، 193، 246.
رهاط: 286.
رهبي: 295.
الرهط: 261.(1/449)
رهنة: 281، 284.
رهوة (الرهة): 234، 298، 353، 391.
رهم: 161.
الرواع: 190.
الرواغ: 95، 192.
رواف: 186.
الرواهد: 140.
روثان: 280، 322.
الروحاء: 286، 298، 300، 345.
الروحان: 252.
رودس: 55، 63.
روض الاجاول: 296.
روض القطا: 236، 296.
روضات ليلى: 325.
الروضتان: 283.
الروضة: 153، 178، 186، 191، 252، 253، 254.
روضة الاجداد: 243، 289، 296.
روضة ام المحل: 266.
روضة الحازمي: 255.
روضة دعمي: 296.
روضة العرقوبة: 255.
روضة القرح: 251.
الروقية: 264، 300.
الرويثة: 286، 296، 297.
الرويشد: 351.
الرياض: 358.
رياض الخيل: 296، 381.
رياض القطا: 335.
الريان: 228، 237، 240، 253، 259، 261، 291، 322.
الريب: 262، 263، 277.
ريبان: 190.
الريبة: 148.
ريدان: 42.
ريدة: 114، 126، 166، 219، 220، 221، 301، 304، 319، 327، 362، 383، 403.
ريدة أرضين: 166، 168.
ريدة الحرمية: 170.
ريدة الصيعر: 166.
ريدة العباد: 170.
ريسوت: 91، 92، 330.
الريسة: 144.
ريشان: 124، 222، 237، 238، 239، 309.
الريط (ريط): 279.
ريعان: 157، 211، 298.
ريم: 136، 232، 234، 297.
ريمان: 132، 141، 197، 198، 237، 255، 343.
ريمة: 118، 121، 133، 199، 205، 238.
ريمة الكلاع (حصن): 238، 239.
رية: 372.(1/450)
(ز) زابن عماية: 261.
زائرة: 136، 232.
زبار: 215.
زبالة: 299، 300، 335.
زبانة: 346.
الزبران: 225.
زبيد: 81، 92، 93، 96، 97، 131، 132، 133، 140، 183، 194، 199، 205، 226، 227، 231، 232، 248، 283، 285، 304، 307، 319، 336.
زجان: 156.
زربعين: 260.
الزرق: 297.
زرود: 240، 257.
زري: 252، 283.
الزعابة: 261.
زعبل: 285.
الزعراء: 289.
زعرايا: 246.
زعق: 241.
زغبان: 213.
زغر: 245.
زقا: 260.
الزنابي: 258.
زنامة العرق: 234.
زنجع: 196.
زنكلوم: 244.
زنيف: 130، 232، 297، 303.
الزواحي: 118، 198.
الزيادية: 228.
الزيتون: 285.
زيلع: 93.
زيمر: 294.
الزيمة: 256، 303، 337، 388.
س ساجر: 260، 299.
ساحل الأردن: 84.
ساحل راية: 84.
ساحل الطور: 84.
ساحل مكة: 84.
ساحل المدينة: 84.
ساحوق: 299.
السادة: 282.
سارع: 124، 185، 213.
الساعد: 97، 232.
ساق الفروين: 258.
الساقة: 231، 260.
ساقين: 129، 134، 225، 235.(1/451)
سامع: 137، 142، 143، 147.
السامقة: 138.
سامك: 154، 156، 215، 216.
سابة: 286.
سباخ: 251، 385.
السباعة: 253.
السبال: 297.
سبان: 201.
سبانيا: 70، 79.
سبتين: 231.
السبنطس: 56، 63، 64.
سبوحة: 389.
السبية: 297.
الستار: 249، 261، 293، 294، 342، 348.
السحل: 193.
سحلان: 107.
السحول: 118، 240.
سبيع: 160.
سجستان: 47، 73، 80.
سجع: 370.
سجيب: 238.
سجيفة: 348.
السحاسح: 350.
سحام: 265، 291.
السحامة: 262، 340.
سحبل: 285.
سحر: 215.
سحمر: 132، 200، 239، 236، 238، 248، 309.
السحول: 86، 118، 119، 132، 198، 214، 237، 295، 306.
سحيب: 128، 134، 223، 238، 239، 309.
السخال: 236، 255.
سخنة: 261.
سخلان: 141، 200، 203، 248.
سخين: 261.
السد: 153.
سدبة: 168، 171.
سدرا: 282.
السدرة: 390.
سدنا: 280.
سدوان: 234.
السدوسية: 275.
السدير (سدير) 278، 292، 293، 348، 350.
سديرة قساس: 263.
السر: 147، 154، 156، 176، 216، 221، 222، 260، 295، 304.
السراء: 336.
سرار: 283.
السرارة: 237.
السراة: 85، 86، 87، 90، 99، 116، 117، 118، 121، 125، 131، 199، 217، 222، 225، 233، 234، 235، 238، 240، 265، 283، 288، 297، 310، 311، 327، 333، 336.
سراة الأزد: 88.(1/452)
سراة الهان: 122.
سراة بجيلة: 131، 233، 235.
سراة جبلان: 121.
سراة جنب: 130، 225، 235.
سراة الحجر: 130، 235، 250.
سراة بيشه: 88، 235.
سراة الأديم: 90.
سراة الخال: 131.
سراة خولان: 128، 135، 227، 250.
سراة دوس: 231، 235.
سراة دوس زهران: 119، 131.
سراة بني سيف: 121.
سراة الطائف: 231، 131.
سراة عدوان: 131، 231، 235.
سراة عذر وهنوم: 127.
سراة بني علي: 233.
سراة عنز: 130.
سراة غامد: 231، 336.
سراة فهم: 231.
سراة قدم: 126.
سراة مذحج: 147، 151.
سراة المصانع: 123، 126.
سراة ناه (باه): 130.
سربة: 126، 133، 207.
السرداح: 263، د، ط، 267.
سردد: 97، 124، 133، 205، 206، 210، 211، 222، 288، 309، 336.
سرف: 233.
السرو: 102، 151، 165، 179، 187، 188، 189، 248، 225، 336، 237، 343.
سرو حمير: 248.
سرو مذحج: 175، 177، 248.
السروات: 328، 329، 330، 333.
السروح: 307.
سروم: 164، 225، 227، 235، 280، 281، 302، 329، 334، 369، 373، 401، 402.
السروين: 304.
السرة: 269.
السريح (ذات): 137.
السرير: 160، 163، 259، 261، 282، 345.
سرير البضيع: 346.
السرين: 135، 232، 235، 240، 298، 336.
سعبة: 280.
سعدى: 345.
سعوان: 156، 215، 216، 321.
السعور: 210.
سعيا: 130، 230، 235، 351.
السغد: 74، 75، 80.
السفال: 191.
السفح: 251، 348.
السفسف: 227.
السفل: 218.
سفوان: 84، 240، 282، 283، 297.
سفيان ذيبان: 128، 238.
سقامة: 336.(1/453)
سواد باهلة: 277.
سواد العراق: 250.
السوار: 235.
السوارقية: 286.
سواكن: 77، 78، 247.
سوائل: 283.
السوبان: 353.
سوحان: 283.
السودان (سودان): 76، 78، 137، 142، 147، 150، 84.
السوداء: 178، 189.
السود: 122، 133، 156، 263، 283.
السودة: 283.
سور بني نعيم: 172.
سورماطبقا: 73، 74، 75، 76.
سوريا: 40، 73، 79.
السوس: 76، 77.
السوط: 253.
سوفتان: 262.
السوق (سوق): 94، 158، 307، 308.
سوق الأهنوم: 223.
سوق الحجور: 224.
سوق صافر: 223.
سوق طمام: 224.
سوق الظهر: 223.
سوق الفاقعة: 223.
سوق قطابة: 223.
سوق همل: 223.
السويق (سويق): 152، 153، 204.
سويقة: 297، 299.
سويني: 54، 63.
سوى: 291، 295.
سهام: 122، 170، 205، 208، 210، 216، 217، 232، 328.
السهباء: 252.
سهمان: 122، 157، 211.
السي: 256، 278، 297، 334.
السيال: 327، 328.
السيالة: 224، 300، 338.
سيان: 216، 359.
سيح اسحاق: 273.
سيح الغمر: 264.
سيح قشير: 273، 274.
سيح ابن مربع: 262.
السيح الكبير: 253.
السويداء: 244.
السويدية: 181.
سير: 205.
سيريقا: 79.
السيف: 249، 324، 325.
سيف كاظمة: 284، 289.
السيكران: 348.
سية: 121، 132، 207.
سيوان: 319.(1/454)
سقم: 228.
سقمان: 297.
سقوتيا: 69.
السقيا: 285، 300.
السقيفتان: 97، 135، 232.
سقيلية: 70، 79.
السكران: 347.
سكير (ذو): 190.
سلام: 292.
سلامان (ذو): 330.
سلامة: 233.
السلان: 236.
سلب: 172، 173.
السلحين (سلحين): 251، 322.
سلع: 236، 347.
السلعاء: 336.
السلف: 142، 175.
سلفة: 172، 173.
سلمى: 85، 238، 239، 249، 258، 325، 335، 343، 350.
سلمية: 39، 70، 246، 285.
السلوطح: 298.
سلوق: 148.
سلى: 285.
السلي: 249، 260، 294.
سليح: 285، 298.
سليسلة: 264.
السليل: 355.
السليلة: 301.
سليمانين: 266.
سلية: 197، 198، 281، 289، 343.
السماوة: 85، 243، 245، 246.
سمح: 173، 174، 208، 248.
السمراء: 251، 252.
سمرقند: 48، 74، 80.
سمسم: 290، 293.
سمع: 124، 134، 152، 176، 307، 308.
السملال: 121، 151، 132، 200.
سملقة: 374.
السمنات: 261، 292.
سمنان: 226، 304.
سمورنا: 55.
سميرا: 256، 300، 335.
السميرية: 267.
السميعية: 246.
السمينة: 241.
السن: 247.
سن سميرة: 345.
سنام: 249، 293، 348، 365.
السنائية: 210.
سنبا: 190.
السنتان: 222.
سنجار: 246.
السند: 46، 47، 65، 69، 73، 324.
سنداد: 293، 342، 350.
سنيح: 249.
السنطس: 56.
سواج: 287، 293، 328.
السواد: 243.(1/455)
(ش) شابة: 232، 294، 298، 342.
شاحب: 296.
شاحذ: 123، 134.
شارع: 297.
الشاش: 75.
الشاكرية: 280.
الشام: 39، 41، 45، 48، 55، 73، 85، 86، 89، 90، 99، 102، 116، 240، 246، 250، 256، 279، 283، 284، 292، 294، 295، 298، 328، 329، 330، 343، 347، 386.
شاهر: 148.
شاور: 220.
شاية: 136.
الشبا: 161، 297، 346.
الشبابات: 336.
شباع: 148، 365، 402.
شبارق: 365، 402.
شباك باعجة: 293.
شباك العرمة: 252.
شبام: 82، 106، 158، 169، 171، 206، 209، 211، 213، 237، 238، 239، 250، 309، 315، 322.
شباة: 171.
شبحان: 218.
الشبكة (شبكة): 236، 257.
شبكة الدوم: 298.
شبكة الكراع: 257.
شبوة: 171.
شبيب: 260.
شبيث: 287، 296.
الشبيكة: 257.
شتا: 294.
شتات: 372.
الشت: 87.
شجان: 161، 239، 259.
شجبان: 122، 133، 208.
الشجبة: 122، 133، 208.
الشجرة: 252.
الشجة: 211.
الشحباب: 355.
الشحر: 56، 84، 90، 248، 322، 330، 334.
شحنة: 299.
شخب: 200، 239.
شخصان: 339.
الشداوان: 336.
الشراحي: 192.
شراد: 145، 142، 202، 206، 306، 319.
الشرار: 150.
الشراعب: 118.
شراف: 350.
الشراة: 243، 244، 245، 246، 247.(1/456)
شراوة: 297.
شرب: 386.
الشربب: 134، 312، 335.
الشربة: 257، 258، 268.
شرج: 241، 290، 293، 296.
شرجان: 188، 229.
الشرجة: 92، 232، 304، 336.
شرس: 125، 134، 224، 307.
الشرع (شرع): 154، 217، 231، 296، 389، 403.
شرعب: 136، 139، 140، 198، 336.
الشرعبي: 237.
شرعة: 132، 173، 174، 180، 202، 220، 306.
الشرف (شرف): 126، 127، 134، 213، 222، 237، 238، 239، 248، 293، 307، 309، 320، 348.
شرفات ذي جرة: 154، 238، 239.
الشرفة: 132، 178.
شرم ايلة: 39.
الشرو: 129.
شروري: 343.
الشروة: 222، 304.
الشري: 235، 240، 298، 345.
شريانة: 383.
شريب: 236، 294.
الشريرة: 289، 191.
الشريف: 261، 284، 298، 293، 294.
الشزب: 216، 217.
شزن: 170.
شسعى: 228.
الشط: 261، 277، 403.
شط بني الكروش: 265.
شطاب: 263.
الشطآن: 297.
شطب (الشطب): 236، 297، 344.
الشطبتان: 265.
شطة السحول: 198.
الشطور: 263.
الشطون: 260.
شطيف: 229.
شظب: 126، 134، 238، 239.
شظة السكاسك: 138.
الشعاب: 135.
شعارى: 263.
الشعافيق: 259.
الشعب (شعب): 129، 172، 173، 175.
شعب جبلة: 166.
شعب حي: 129.
شعب الذئب: 284.
شعب عين: 163.
شعب مغرب: 223.
شعبا (شعبي): 257، 284، 295.
الشعبانية: 138.
شعبان: 182.
الشعبتان: 254، 384.
شعبعب: 262، 268، 294.
شعبة (الشعبة): 134، 162، 163، 314.(1/457)
الشعثاء: 338.
الشعر: 141، 282.
الشعرا (شعراء): 261.
شعف عنز: 278.
شعفين: 353.
شعفية: 234.
شهوب: 156، 361.
الشعيبات: 334.
شغب: 285.
شفان: 285.
الشفاهي: 150.
الشفرات: 164.
الشفشف: 373، 401.
الشقاق: 95، 131، 139، 150، 193، 231، 232.
شفان: 240.
الشقرار: 130.
الشقراء: 254، 276، 281.
الشقرة: 231، 371.
شقص: 245.
الشقعل: 210.
الشقوق: 299، 300، 335.
الشقيق: 258.
الشقيقة: 128، 135، 303.
الشكاك: 221.
شكع: 147، 173، 174.
الشكول: 264.
الشليل (شليل): 298، 355.
الشليلة: 228.
شم: 123، 133، 210، 245.
شمالق: 365.
الشماليل: 297.
شمام: 238، 261، 263، 267، 278.
شمطة: 298.
الشملال: 354.
شمير: 139، 147.
شن: 238.
شنا: 288.
شنظب: 297.
شنوكتان: 298.
شهارة: 238، 239.
الشهد: 176، 187.
شوابة: 218.
شواث: 160، 222.
الشوار: 28.
الشوارق: 124، 134، 310.
الشوافي: 149، 198.
شوان: 299.
الشور: 259.
شوط: 294.
شوطان: 297.
شوطي: 297.
شوك: 225.
شوكان: 164، 176، 187، 190، 283، 344، 358.
شول: 259.
شويحطات: 374.
الشويق: 274.
الشيحة: 241.
الشير: 211.
شيزر: 246.
الشيطان: 236، 287، 292.
شيطر: 236.(1/458)
شيعان: 120، 199.
شيم: 348.
(ص) صابح: 122، 210.
صاحتان: 265، 294، 344.
صاحة: 294.
صادر: 296.
صارات: 350.
صارة: 258، 290، 293.
صاع: 350.
صاغر: 283.
صافر: 223.
الصافية: 272.
صاقب الدخول: 265.
صائفين: 266.
صبر: 117، 137، 138، 142، 143، 144، 150، 194، 195، 215، 225، 237، 238، 239، 288.
صبياء: 98، 136.
صبيب: 268، 232، 336.
صحار (الصحار): 124، 134، 237.
صحارة: 117، 148، 195.
الصحاري: 139.
الصحارية: 232.
صحب: 177، 189.
صحبة: 236.
صحر المحو: 347.
الصحصحان: 251، 252، 353.
الصحن: 163، 224، 235.
الصخة: 257، 260.
الصدارة: 193، 264.
الصداري: 142.
صداء: 187، 193، 272.
الصدر: 186.
صدور: 172، 173.
صرار: 237، 238.
صرايم: 134.
الصرحة: 126، 127، 303.
صرحان: 229.
الصردف: 142، 147، 150.
صرما قادم: 298.
صرواح: 204، 219، 322.
صريمة: 297.
صعائد: 298.
صرع: 154، 215، 238.
صعدان: 177.
صعدة: 81، 82، 115، 116، 163، 217، 218، 220، 235، 237، 250، 276، 301، 302، 304، 315، 322، 339، 368، 369، 402.
صعر: 235.
صعفان: 209.
صعة: 145.(1/459)
الصعيد: 210، 244، 276.
الصفا: 332، 391.
صفا الاطيط: 265، 344.
صفا ام صبار: 263.
الصفاح: 335، 338.
صفان: 370.
الصفراء: 286، 337.
صفعان: 374.
الصفن: 302، 384، 398.
صفوان: 353.
صفينة: 286.
صقب: 262.
صقر: 292.
صلاف: 201.
صلب المعا: 251.
صلب رهبي: 297.
الصلعاء: 299.
صلفاع: 374.
الصلل: 281.
الصلو: 137، 142، 143، 144، 147.
الصلول: 364.
الصلي: 122، 133، 207.
الصليب: 251، 298.
الصلية (صلية): 260، 261.
صليت: 220، 303.
الصمان: 241، 251، 252، 267، 278، 279، 288، 279، 295.
الصمع: 157، 165، 217، 282.
صناع: 189، 237، 238.
صنان: 227، 377، 400.
الصنجة: 260.
صندد: 298.
صنديد: 286.
الصنع: 120، 199.
صنعاء: 42، 64، 65، 81، 82، 86، 87، 88، 102، 103، 104، 105، 106، 107، 108، 114، 132، 133، 155، 156، 159، 167، 173، 204، 205، 206، 213، 214، 216، 219، 220، 222، 228، 237، 238، 250، 276، 301، 303، 304، 305، 307، 312، 313، 316، 319، 321، 322، 323، 326، 334، 339، 347، 353، 354، 359، 360، 361، 383، 385، 403.
صنعان: 149.
الصنوبر: 325.
صهي: 379.
الصهيب: 100، 174، 248، 305، 306.
الصوامع: 244.
صوائق: 342.
صور: 84، 203، 305.
صوران: 167، 171.
صوقع: 260، 262.
صولان: 159، 218.
الصولع: 201.(1/460)
صومان: 182.
صوة الاجداد: 293.
صوة الارجام: 348.
صيحان: 122، 133، 205، 226.
صيحة: 158، 220.
صيدا: 149، 158، 159، 183، 198، 237.
صيداء: 39، 40، 295.
الصيرة: 140.
الصين: 43، 44، 45، 46، 47، 48، 65، 66، 71، 72، 323.
صيهد: 153، 164، 204، 304، 338.
(ض) الضاحية: 264.
ضاحية ضياف: 218.
ضاحك: 285.
ضارج: 291، 294، 348.
ضاس: 297، 298.
ضاف: 220.
الضالع: 127.
ضباعين: 158.
الضبي: 251.
الضبيب: 260، 262، 267.
الضبيعة: 253، 276.
الضباب: 173، 174، 177، 194، 259.
الضحيان (ضحيان): 163، 237.
ضدح: 164، 218، 282.
ضرا: 384.
ضرات: 287.
الضرافة: 344.
الضراهمة: 150.
ضرغد: 293.
الضرك: 218.
ضريات: 335.
الضرية: 265.
ضرية: 228، 257، 258، 259، 260، 287، 288، 284.
ضفرة: 284.
ضلع (الضلع): 205، 211، 213، 231، 237، 238، 309.
ضلع الجنات: 310.
ضلع الخريجة: 267.
ضلع الوكر: 258.
ضلعان: 264.
ضفلع: 258.
ضفلعان: 258.
الضماخ: 260، 263.
الضمادي: 198.
الضمانين: 355.
ضمد: 64، 98، 136، 232، 331.
ضنكان: 130، 232، 235، 303.
ضهاء: 384.(1/461)
ضهر: 157، 207، 211، 213، 238، 243، 257، 322.
الضواجع: 296.
الضواحي: 237، 263.
ضوران: 121، 209، 238، 239
ضيعة الطلحي: 388.
ضين (الضين): 238، 239، 334.
(ط) (ط) طاب (كفر): 246.
طاحية: 261.
طار النجد: 130.
طالع (طالعين): 161، 218، 365.
طائايس: 58، 63.
الطائف: 86، 233، 236، 250، 256، 266، 279، 302، 329، 330، 336، 384.
طب: 178، 280.
الطباق: 87.
طبب: 230، 231.
طبرستان: 74، 75، 79.
طبروبائي: 51.
طبرية: 243.
طبي: 377.
طبية: 232.
طثر: 229.
طحي: 261.
طخفة: 258، 297، 291، 341.
الطراة: 353.
طرسوس: 40.
طرطر: 235، 294.
الطرف (طرف): 213، 248، 264، 300.
الطرفاء: 227، 334.
طوغلود: 79.
طريب: 227، 374.
طريف: 264.
الطريفة: 261.
الطرية: 190.
طفحان: 381.
طفيل: 297.
طفية: 210.
طلاح (الطلاح): 160، 218، 240، 282، 372.
طلاق: 140.
طلاء: 292.
طلح: 291، 297، 355.
طلحة أعشاش: 247، 259.
طلحامة: 220.
طلخام: 342.
طلعان: 230، 231.
طلق: 350.
طمام: 118، 124، 207، 310، 336.
الطمعاء: 298.(1/462)
طمؤم: 161، 221، 364، 402.
طمية: 342.
طنجة: 48.
طنوي (طيوي): 90.
طو: 78.
الطود (طود): 130، 231، 292، 336.
طودم: 327.
الطور: 84، 247.
طور الباحة: 84.
طور سينا: 41، 75.
طورينيا: 70، 79.
طورينية: 70.
طولامايس: 54.
الطوي: 350.
الطويل: 266.
طويلع: 242، 249.
طويلة الخطام: 261.
الطيبار: 179.
طيقا: 79.
طيقي: 78.
(ظ) الظاهر: 149، 221.
ظاهر بلد حاشد: 222.
ظاهر سفيان: 250.
ظاهر الصيد: 160.
ظاهر بني عليان: 250.
ظاهر همدان: 250.
الظاهرة: 177، 189، 264.
ظباء: 118، 138، 292، 294.
الظباب: 118، 129.
الظبر (ظبر): 312.
ظبرة: 155، 216.
ظبار: 101، 129.
ظبي: 294.
ظبين: 370.
الظبية: 253.
ظفار: 64، 65، 81، 82، 91، 319، 322.
ظلامة: 235.
ظلم: 257، 298.
الظلمان: 344.
الظلمة: 125.
الظليف: 371.
ظليمة: 223، 321.
ظليمة الجمش: 321.
ظهار: 123، 205.
الظهر: 223، 281.
الظهران (مر) 86.
الظهرة: 125.(1/463)
(ع) عابد: 346.
العادية (حصن): 272.
عاذب: 335، 338.
العارض: 228، 238، 239، 253، 255، 262، 264، 266، 278، 279.
عارض الفقي: 255.
عارض اليمامة: 227، 274، 276.
العارضة: 179، 189، 210، 298.
عارمة: 344.
العارة: 92، 136، 150.
عاسم: 265، 344.
عاشر: 215.
العاصمية: 246.
عاقل: 260، 262، 267، 293، 295، 296، 344، 350.
عالج: 293، 294، 324، 342.
العالية: 293.
عامد: 267.
عاملة: 219، 245، 243.
عانات: 40، 242، 345.
عان: 350.
عائرة: 298.
عبابة: 176.
عباثر: 347.
عبادان: 84.
عباصر: 306.
عباعب: 236.
عبالم: 228، 305.
العبامة: 260، 268.
عباية: 304.
عبدان: 144، 188، 199.
العبرا: 131، 165، 168، 169، 209، 304.
عبرا حزا: 213.
عبرة: 187، 296، 304.
العبرى: 258، 261.
عبقر: 241، 267.
عبل: 230، 234.
العبلاء: 225، 231، 238، 261، 334، 346.
العبلة: 161، 218.
عبود: 346.
العبيب: 221.
عبيد: 227.
العبيدات: 262.
عبيدان: 293.
عتائد: 294.
عتبة: 173.
العتك: 255.
عتمة: 150، 200، 248.
عتود: 99، 136، 232، 237، 240.
عثار: 220.
العثاعث: 251، 296.
عثر: 82، 92، 98، 76، 136، 224، 232، 240، 303،
304.(1/464)
عثر: 82، 92، 98، 76، 136، 224، 232، 240، 303،
304.
عثرب: 220.
عثلب: 348.
عجب: 209.
العجز: 169.
العجلانية: 168، 171.
العجم: 272، 278.
عجيب: 158، 340، 362، 363، 403.
العدائين: 297.
العداية: 232.
عدبوه: 128، 134.
العدنة: 298.
عدو: 177.
عدورد: 156، 188، 216.
العديف: 235.
عذاق: 140.
عذامر: 150.
العذرة: 257.
العذيب: 262، 294، 348.
عذيقة: 217.
العرا (عر): 117، 125، 128، 129، 136، 172، 173، 192، 213، 238، 309.
عدن: 39، 40، 78، 79، 80، 81، 84، 91، 92، 93، 94، 102، 117، 122، 136، 141، 145، 151، 237، 296، 304، 305، 306، 307، 319، 343.
عرابات: 380.
عراد: 280، 282.
العرار (عرار): 150، 158.
عراز: 280.
عراش: 129، 147، 225، 238، 239.
عراصم: 140.
عراعر: 243، 245، 295.
عراعران: 227، 374، 401.
العراق: 40، 42، 48، 73، 75، 84، 85، 90، 112، 116، 246، 256، 275، 283، 284، 292، 293، 294، 301، 305، 317، 318، 324، 325، 328، 330، 332، 386، 389.
عرامي: 129، 238.
عران: 177.
العرائس (عرائس): 283.
العرب: 45، 47، 74، 79، 81، 84، 94، 203، 205، 342.
عربايا: 201.
العرج: 86، 286، 300، 346.
العرجاء: 299.
عرد: 225، 353.
عردة: 348.
العرش: 151، 203، 304، 389.
عرشات: 296.
العرض: 164، 225، 228، 235، 250، 251، 253، 254، 255، 261، 274، 370.
العرضة: 143.
عرعر: 130، 294.(1/465)
عرعرين: 281.
عرعران: 282.
عرف (ذو): 177.
عرفات: 272، 329، 341، 392، 397.
عرفان: 177، 189.
عرفة: 233، 266، 288، 294، 296، 346.
عرق (العرق): 245، 344.
العرقات: 370.
عرقب: 216.
عرقة (العرقة): 126، 172، 173، 189، 223، 302.
العروق: 297.
العرقين: 209.
العرم: 217.
عرمرم: 136، 232، 249، 297.
العرمة: 135، 185، 251، 252، 253، 255.
عرنة: 233، 288.
عرو: 225، 238، 239.
عروان: 197، 238، 239، 261، 388.
العروش: 217.
العروض: 39، 43، 73، 83، 85، 86، 89، 90، 250، 272، 282، 283، 284، 287.
عروى: 266.
عريان: 295.
العريب: 340، 348.
العريش: 244.
العريض: 237، 348.
عريقة: 263.
عزازة: 323.
العزاف: 264.
عزور: 294، 297.
العس: 294.
العستان: 160، 218.
العسجدية: 236، 251، 348.
عسعس: 258، 294، 301، 337، 346، 384.
عسقلان: 47، 84.
العسلم: 147.
العسم (عسم): 123، 220.
عسيان: 262.
عسيب: 238، 239.
العسير (عسير): 256، 264.
العسيلة: 139، 300.
عشار: 122، 133، 208، 322.
العشاش: 389.
العشتان: 228.
عشر: 219، 228.
عشرة: 281.
عشر المقيليد: 283.
العشش: 138، 195.
عشم: 232، 233، 304، 336.
العشورة: 118.
العشة: 163، 224، 225، 238، 282، 308، 310.
العشيرة: 258، 262، 298.
العشيش: 118.
العصاب: 282.
عصفان: 108، 155، 215.(1/466)
العصم: 233، 289.
عصمان: 128، 221.
عصنان: 298.
عصنصر: 261.
عصير: 261.
العضد: 134.
عضلة: 282.
العطائية: 261.
العطف: 176، 190، 193، 249، 282.
عطنة (عاطنة): 232، 341، 291.
عطوة: 310.
عطينة: 92.
عظالم: 161، 365.
عفار: 183.
عفارة: 225.
عفارين: 227، 374.
العفر: 344، 345.
عفرانين: 231.
العفة: 176.
العقاب: 363.
عقار: 183، 220.
عقارب: 182.
العقالة: 231.
العقبة (عقبة): 30، 84، 230، 231، 256، 299، 355، 390.
عقد: 186.
العقدة: 227، 373.
العقر: 293.
عقرباء: 254، 275.
العقل: 159، 160، 218، 210، 280، 281.
العقلة: 161، 366.
عقلة خطارير: 161.
العقيدة (حصن): 272.
العقير: 249، 282.
العقيق: 162، 236، 262، 265، 266، 268، 274، 276، 279، 288، 293، 338، 339، 346، 347.
العقيقان: 334.
العقيل: 209.
العقيمة: 263.
عكا: 243، 245.
عكاش: 259، 261.
عكاظ: 131، 277، 296، 334، 386.
عكمان: 283.
عكوان: 163، 224.
علاف: 163، 224.
العلال: 221.
العلاة: 266.
العلاية: 298، 347.
علسان: 210.
علصان: 145، 306.
علقان: 198.
علمان: 157، 219.
علة: 172، 173.
عليان (قبر): 129.
العليب: 220، 351.
عليب: 297.
العمارية: 275.(1/467)
عمان: 39، 41، 45، 84، 86، 90، 91، 92، 93، 95، 237، 263، 274، 278، 319، 325، 328، 329، 330، 343.
عمايتين: 265، 291، 344.
عماية: 264، 267، 268، 279، 294، 298، 343.
عمد (العمد): 210، 362.
عمدان: 164، 371.
عمران: 159، 280، 283، 322.
العمشيات: 365.
العمشية: 161، 218، 302، 365.
العمق (عمق): 173، 174، 236، 256، 263، 267، 281، 301، 337، 343، 351.
العميرة: 92.
العمود: 232.
عمورية: 70.
عميثل (قصبة): 272.
عمير: 295.
العميرة: 92، 136، 150، 193.
العميش (عميش): 161، 340، 365.
العميم: 255.
العناب: 294، 298.
عنابة: 298.
عناصان: 318.
عناق: 297.
العناقان: 298.
عنان: 262.
عندل: 167.
عنس السلامة: 358.
عنقة: 230، 231.
عنم: 136، 238.
عنمل: 225، 238.
عنة: 132، 196، 328.
عنزة: 263.
عنيزة: 242، 287، 294.
عهامة: 144.
العوارة: 305.
العود: 200، 203، 237.
عوذان: 225.
العوسجة: 262، 263، 267.
العوقة: 274.
العولة: 186.
عولى: 125، 222، 238.
العوهل: 154، 204.
عويرض: 236، 288.
عويرضات: 295.
عويسجة: 262.
العويند: 254، 259، 260، 267، 276.
عيان: 125، 134، 149، 161، 218، 223، 307، 310، 364.
العيبا: 231.
عيبان: 156، 238، 360.
عيذاب: 77، 78.
العير: 294.
العيرة: 294.
عيشان: 239، 321.(1/468)
العيص: 244، 245، 286، 338.
العيض (دحل): 251.
العين: 227، 230، 236، 253.
عين: 163، 168، 280، 350، 351.
عين اجريب: 251.
عين ابن الصمع: 273.
عين بني ربيع: 284.
عين الرمل: 240.
عين الرفيد: 231.
عين الزّباء: 273.
عين العشة: 308.
عين ابن ابي عيينة: 284.
عين الناقة: 273.
عين الوعرين: 308.
عينا ذئب: 229.
عينونا: 244.
العيون: 253.
العيين: 254.
العيينة: 284.
(غ) غاب: 348.
الغابة: 263.
غاذ: 228.
غار الطين: 251.
غار المضرة: 251.
غارامانطيقا: 80.
الغاضرية: 262.
غاطوليا: 79.
غالاطيا: 70، 79.
غاليا: 70، 79.
غائة: 76.
الغائط: 116، 145، 162، 164، 193، 217، 218، 219، 228، 260، 281، 282، 312.
غب الخيس (الخيص): 90، 91.
غب العقار: 91.
غب الغبت: 90.
غب القمر: 90، 91.
غبر: 283.
الغبرا (غبراء): 192، 274.
غبغب: 294.
الغبيب: 253.
الغبيط: 294، 348.
غثث (ذو): 260.
الغدير (غدير): 257، 292.
الغرا: 238.
الغراء: 344.
الغرابات (غرابات): 252.
غرابق: 129، 238.
غران: 285.
الغرانق: 365، 402.
غرب: 228.
غربية الانصاب: 355.(1/469)
غرق: 161، 219، 327، 342.
غرور: 344.
غرير: 282.
غريق: 259.
غزازة: 195.
غزال (ذو): 384.
غزان: 285.
غزوان: 86، 288.
غسان: 133.
الغضا: 265.
الغضار: 379.
غضور: 294.
الغفائر: 347.
غلاس: 196.
غلافقة: 92، 232.
غلغل: 264، 273.
غلود: 78.
الغليل: 160، 218، 355.
الغماد (برك): 42، 323.
الغمارية: 229.
غمازة: 297، 351.
غمدان: 42، 312، 313، 321، 322، 359، 360.
الغمر: 166، 177، 284، 293، 295، 344، 350.
غمر (ذي كندة): 166، 171، 284، 294.
غمرة: 245، 256، 264، 265، 279، 285، 290، 293، 295، 298، 301، 345.
الغمضة: 386.
الغمير: 296.
الغميس: 236، 346.
الغميصاء: 296.
الغميم: 233، 294، 337، 346.
غنم: 129، 251.
الغور (غور): 83، 85، 86، 87، 297، 327، 328، 353.
الغوص: 231.
الغوطة: 243.
الغول: 182، 259، 294.
غول: 182، 259، 260، 341، 362.
غول الربضات: 267، 342.
غول طلح: 259.
الغولة (غولة): 29، 158، 182، 341، 362.
الغيث: 90، 91، 335.
الغيضة: 261.
غيقة: 298، 345، 348.
الغيل (غيل): 163، 220، 224، 225، 273، 283، 287، 308، 371، 390.
غيلان: 129، 136، 225، 238، 239.
غيمان: 42، 155، 215، 216، 322، 340.
الغينة: 263، 348.
غينا (ثبير): 295.(1/470)
(ف) فارانيا: 79.
فارس: 47، 48، 67، 71، 72، 79، 330.
فارع: 237، 347.
الفارعة: 254.
الفاشق: 124، 222.
الفاقعة: 223.
فائس: 307.
الفائش: 127، 223.
فتاخ: 297.
فتاق: 297.
الفتق: 231، 301، 302، 339.
الفتول: 160، 282.
الفتيحا: 230، 231.
الفج: 160، 398.
فج صحارة: 131.
فج عك: 124، 125.
فج المولدة: 218.
فجاءة: 203.
الفجا: 136.
الفحلوين: 282.
فخ: 233.
الفدرة: 261.
فدك: 286.
الفرات: 75، 84، 85، 108، 242، 245، 246، 329، 350، 351.
فراجل: 236.
الفراسة: 232.
الفراض: 358.
فراضم: 297.
فران (معدن): 285.
الفرتك: 90، 240.
الفرجة: 374.
فردات: 351.
الفرحية: 142.
الفردوس: 256.
فردة: 342.
الفرسان (فرسان): 84، 93، 120، 231، 240، 309.
فرشاط: 235.
الفرش (فرش): 294، 298، 337.
الفرط: 162، 229، 281.
الفرع: 176، 182، 235، 336، 338، 374.
فرعان: 297.
الفرعة: 264، 265، 268، 277.
الفرما: 243، 244.
فروجية (فروجيا): 75، 76، 79.
الفروع: 254.
الفروق: 251، 295.
فروة: 163، 224.
الفرية: 259.
فزان: 76، 77، 80.
الفرزة: 251.
فسطاط مصر: 39.
الفضاء: 236، 251.(1/471)
الفضيض: 246.
الفطح: 249.
فطمان: 263.
فعري: 298.
الفق: 190.
الفقارة: 163، 164، 224، 282.
الفقع: 160، 222، 363، 402.
الفقي: 255، 274، 278، 279.
الفقيان: 337.
الفلج: 81، 165، 256، 263، 264، 265، 267، 272، 273، 274، 278، 279، 283، 290، 293، 297، 350.
فلج: 255، 256، 342.
فلج تلع: 236.
الفلجان: 153، 272.
الفلجة: 244، 245.
فلسطين: 39، 47، 73، 79، 84، 242.
الفلقة: 280.
الفلكة: 215.
الفنج: 132، 199.
فنطس: 68.
فنقولية: 76، 80.
فنوليا (فنقوليا): 79.
الفوارس: 297.
الفوارة: 389، 390.
الفواهة: 140، 210.
الفودجان: 297.
فور: 145، 192.
فوزه: 258.
فوض: 184.
فوط: 238.
فوق العقل: 218.
فونيقا: 73.
الفياض: 210.
فيد: 85، 87، 245، 256، 300، 335، 342.
فيدة: 346.
فيشان: 254.
الفيض: 163، 227، 302.
فيف: 259.
فيف الريح: 286.
فيف الفحلتين: 286.
الفيفا: 228.
(ق) قابا دوقيا: 79.
القادسية: 299، 345، 350.
القارتان: 236.
قارحدونيا: 79.
القارة (قارة): 168، 169، 255.
قارة الاشبا: 168، 173.
قارة الحازمي: 255.
قارة العنبر: 255.
قارت: 123، 212، 222.
قاصفة: 244.(1/472)
قاضي دين: 164، 225.
قاطور قطونيس: 59.
القاع: 353، 299، 338، 340.
القاعة: 158، 295.
قاعة: 221، 222، 376.
قالطوغالاطيا: 52، 69.
قالطيقا: 70، 79.
قالي قلا: 69، 75، 76، 79.
قائفة (قائبة): 152، 180، 248.
قبا: 236، 257.
القباصة: 237.
قباتل: 220.
قبادوقية: 75، 76.
قبر عليان: 115.
قبرس: 48، 71، 79.
قتاب: 139، 199، 200، 208، 220، 248، 306.
قتائدة: 294.
القتد: 263، 265.
قتر: 185.
القحف: 152، 159، 216، 217.
القحمة: 96، 232.
القحمي: 125.
قحيضة: 191.
القد: 128، 135.
القدس: 137، 286، 337.
قدس: 86، 238، 239.
قديد: 232، 310.
القر (قر): 293، 289، 298.
القراد: 261.
القرارة: 228، 262، 280.
قرارة النعام: 266.
قرارة المذنب: 266.
قرارة الملح: 262.
قراط: 164.
قراظ: 224، 225.
قراقر: 243، 291، 296.
قران: 227، 255، 275، 386.
قران الجوف: 386.
قرب: 235.
القرتب: 131.
القرحاء: 227.
قرد: 200، 248.
قرسيس: 244.
القرظة: 215.
القرع: 263.
القرعا: 138، 230، 299، 335.
قرعد: 118، 139، 238.
قرقر: 283.
قرقري: 253، 277، 288، 291، 293.
قرقيساء: 246.
قرن (القرن): 102، 151، 152، 157، 179، 186، 187، 189، 204، 207، 217، 248، 298، 334، 387.
قرن الحرض: 386.
قرن ظبي: 263.
قرن المحرم: 233.
قرن المنازل: 287، 303.
قرن الميقات: 287.
قرن نجد: 335.(1/473)
قرن اليمانية: 258.
القرنتان: 283.
قرون: 265.
قروي: 216.
قري: 254.
القريات: 245.
القريتان: 259، 296.
القريحا: 227، 231، 235، 302، 334، 381، 399.
قريس: 220.
القريضة: 336.
القرية (قرية): 254، 255، 266، 275.
قزعة: 198.
قريطس: 79.
قزح: 296.
قسا: 297.
قسد (ذو): 184.
القسطنطينية: 49.
القسوميات: 343، 350.
قشاقش: 167، 171.
القشب: 128، 221.
قصائرة: 294.
القصبة: 102، 255، 323.
قصبة ابن خولي: 266.
قصبة الرغام: 266.
القصيبة (ملح): 297.
القصر: 293، 299، 343، 350، 361.
قصر ابن هبيرة: 299.
قصر الحميدي: 222.
القصر ذو الشرفات: 350.
قصران: 161، 218، 239.
القصص (ذات): 187.
القصور: 148، 206، 274.
القصة (شبام): 156.
القصيبتان: 266.
القصيم: 258.
قضان: 224، 368، 402.
قضاة نعمان: 281.
قضة: 236، 260.
قضيب: 88، 162، 218، 219، 228، 281، 295.
القضيبة: 236.
قطابة: 126، 223.
القطانية: 268.
القطبيات: 348.
قطر: 84.
قطمان: 253.
قطن: 293، 294، 348.
القطنية: 264.
قطيات: 348.
القطيف: 84، 237، 249، 282، 334.
قعار: 133، 205.
القعنبية: 265.
القعيف: 281.
القفاعة: 116، 129، 135، 139، 225.
القف: 252، 253، 324.
القفان: 292، 293، 297.
قلاب: 264.
قلامة: 118، 198.(1/474)
القلتان (قلتة): 252، 254، 257، 258.
قلحاح: 114.
قلح: 298.
القلزم: 39، 41، 49، 84، 247.
القليب: 260، 267، 348.
قليب الحارث بن عباد: 260.
القليس: 360.
القليق: 232.
القمر: 177، 188، 237، 238.
القمة: 269.
القنان: 239، 258، 290، 293، 348، 350.
القناة: 204، 304.
القنتان: 348.
القندهار: 47.
قنسرين: 40، 84، 85.
القنع: 253.
قنوان: 259.
قنفولية: 79، 80.
قنونا (قنوني): 297، 304.
قني: 262.
القو (القو): 236، 252، 282، 293، 342.
القواعل: 294.
القوائم: 231.
قوت: 235.
قور: 241.
قورى: 237.
قورينية: 70.
القوفاء: 334.
قوقلادس: 71، 79.
قولحيقا: 79.
قوماجينا: 79.
قونيا: 79.
القويع: 189، 262، 277.
قوين: 297.
القهاد: 263.
قهال: 221.
القهر: 334، 342، 403.
القيروان: 47، 76، 77، 78، 79.
قيسارية: 39.
القيعان (قيعان): 160، 278، 341، 351.
قيلاب: 125، 134، 224، 310.
قيليقيا (قيليقية): 75، 76، 79، 80.
قينان: 120، 171، 198.
قيوان: 129، 136، 225.
قية: 262.
قيهمة: 133، 222.
(ك) الكاب: 295.
كابل: 47.(1/475)
كاثرة: 236.
كاظمة: 39، 84، 240، 247، 249، 283، 284، 286، 291.
الكاهلة: 261.
كبد: 263.
الكبر: 218.
كبران: 178.
الكبش: 287.
كبشان: 258.
كبكب: 288، 294، 98.
الكبيبة: 130، 227، 235.
كبة: 401.
كتاف: 164، 282.
كتانة: 298.
كتمان: 298.
كتنتة: 90، 227، 231، 301، 302، 315، 375.
كتيفة: 294.
الكثيب: 287.
الكثيب الابيض: 306.
الكثيب الاحمر: 170.
كثيب الغيلة: 236.
كحلان: 201، 122، 238.
كداء: 294.
كداد: 85، 152.
كدمل (جبل): 90.
الكدر: 346.
الكدراء: 97، 103، 133، 210، 232، 304، 307، 336.
كدي: 294.
الكديد: 262، 295، 346.
كرار: 123، 209.
الكراظم: 267.
كرا (الكراء): 302، 334، 382، 383، 399.
الكراع (كراع): 203، 257، 348، 383، 399.
الكراعان: 337، 382.
كرش: 144، 274.
كرز: 264.
كركر: 383، 399.
كرمان: 71.
الكروم: 334.
كريش: 177.
كريف (الكريف): 128، 134، 148.
كزان (ذو): 183.
الكساد: 159، 160، 218.
الكسر: 171.
كشر: 298.
كشوار: 163.
الكعبة: 83، 240، 329.
الكفافة: 262.
كفر (الكفر): 236.
كفف: 299.
الكفو: 388.
الكفيرة: 235.
الكلاب: 291، 334.
الكلابية: 318.
الكلابح: 126، 127، 134، 223.
الكلاع: 118، 120، 121، 132، 138، 139، 141، 192،
199، 248، 290.(1/476)
الكلاع: 118، 120، 121، 132، 138، 139، 141، 192،
199، 248، 290.
كلاخ: 334، 385.
الكلب: 295.
الكلبين: 267.
الكلدانيا: 79.
كلفى: 345.
الكمخ: 213.
كمران: 92، 93، 232.
الكمع: 353.
كمنا: 280.
الكليات: 337.
كنا: 225، 284.
كنانة: 90، 99، 268.
كنخ: 298.
كننى: 237، 239.
كنن تنعمة: 238.
كنيفة: 260.
كنيب: 296.
الكواثل: 296.
الكود: 260.
كور (الكور): 48، 84، 151، 174، 177، 189، 237، 334.
كورة حاشد: 222.
كورة ضيان: 244.
كورة المعافر: 116، 194.
الكوفة: 45، 47، 81، 245، 256، 297، 299، 319.
الكوكب: 228، 279.
كوكبان: 212، 312.
كولة: 230.
كومان: 152، 203، 206، 248.
الكومخان: 353.
كهال: 200، 201.
كهالة: 304.
(ل) اللانس: 41.
لباخة: 213.
لبؤة: 206.
اللات: 240.
اللاذقية: 246.
لاعة: 124، 222، 224، 310.
لباخة: 283.
لببة: 229.
لبن: 238، 239، 345.
لبنان: 40، 239.
لبنى: 293.
لبو: 201.
لبينان: 283.
اللج: 294.
لجة: 298.
اللجون: 243.
لجية: 187.
لحا (واد): 253، 254.
لحج: 84، 92، 94، 95، 132، 141، 145، 146، 191، 192،
237، 241، 248، 305، 306، 328، 366، 370.(1/477)
لحج: 84، 92، 94، 95، 132، 141، 145، 146، 191، 192،
237، 241، 248، 305، 306، 328، 366، 370.
اللحجة: 284.
لحوظ: 221.
لحي الجمل: 378.
اللذات: 350.
اللذيذ: 335.
اللسان: 229.
لسن: 182.
اللصاب: 135.
اللصاف (لصاف): 236، 242، 296.
اللصبة: 230.
اللطا: 240.
اللعباء: 346.
لعسان: 122، 123، 209، 210، 336.
لعلع: 236، 344.
لعيا: 336.
لغابة: 158، 220.
لغاط: 288.
لفت: 346.
لقاح: 184، 246.
اللقيطة: 265، 268.
اللكام: 239.
لماص: 294.
لودية: 75، 76، 80.
اللوز: 152، 323.
لوزة: 228، 305.
اللوى: 253، 267، 277، 321، 390، 334، 347، 348، 351.
لهاب: 123، 209.
لهب: 131.
اللهيم: 296.
ليبوا: 69.
الليث: 131، 232، 304، 336.
لينة: 343.
لية: 135، 232، 233، 240.
(م) ما أوطس: 57، 68.
الماجلية: 304.
المأذاء: 334.
ماذق: 294.
مأذن: 213، 216، 291.
المأذنة: 186.
مأرب: 46، 49، 53، 64، 81، 153، 154، 162، 165، 171، 189، 203، 204، 214، 216، 217، 219، 237، 248، 269، 272، 276، 304، 318، 319، 320، 322، 322، 326، 327، 328، 334، 343.
مارماريقا: 79.
ماروى: 39، 53، 63.
ماريطانيا: 71.
المأزمان: 219، 272.(1/478)
الماس (ماس): 365.
ماساليا: 56.
مأسل: 261، 277، 278، 294.
ماطاغونطس: 79.
ماطينا (ماطيقا): 75، 79.
ماظخ: 123، 133، 210، 248.
الماعز: 124.
ماقادونيا: 70.
الماهان: 72.
الماوان (مأوان): 264، 266، 301، 344.
ماوريطانيا: 79.
ماوطيس: 68.
ماوة: 200، 202، 207، 228.
المباح: 135.
مبايض: 255، 348.
مبركان: 345.
المبهلة: 263.
المتار: 182، 217.
متالع: 290، 293، 294، 297، 351.
المتامة: 282.
المتتبل: 299.
المتثلم: 298.
المثال (مثال): 298.
المثاوي: 210.
مثعر: 286.
مثقب: 289، 293.
مثوة: 201، 238.
المثيره: 212.
المجازع (ذو): 403.
المجازة: 253، 264، 268، 273، 276.
مجالخ: 298.
مجدل: 298.
مجزر: 161، 284.
المجزعة (مجزعة): 161، 172، 365.
المجعر: 140.
مجمعة ترج: 305.
المجنبتان: 286.
مجنة: 296.
المجوى: 229.
مجيح: 123، 209.
مجيرات: 261.
المجيمر: 239، 294، 348.
المحا (محا): 169.
المحاب: 244.
المحابير: 150.
المحتبية: 282.
المحترقة: 210.
محجر: 182، 290، 293، 342.
المحجة (محجة): 135، 138، 233، 245، 260، 262، 265، 267، 278، 314، 386.
المحدث (محدث): 189، 258، 264.
المحدد: 123.
محذا النعال: 371.
المحرث: 198.
محرقة: 254.
المحرم (واد): 232.
محصم: 159، 217، 218.
المحضر (محضر): 283، 298.(1/479)
المحضة: 253.
محصم: 217، 218.
محلا: 134.
محلاة: 227.
محلم: 251، 273، 282.
المحو: 298.
محياة: 335، 189.
محيب: 157، 213، 238.
المختلف: 226، 227، 373.
المخدر: 207.
المخرب: 199.
المخا (مخا): 98، 138، 169، 232.
المخارف: 135، 232.
المخاضة: 298.
مخاليف ابين: 95.
مخطط: 294.
مخلاف آل ذي جرة: 211، 214.
مخلاف حضور: 122.
مخلاف حكم: 82، 96، 98.
مخلاف خدير: 116.
مخلاف خولان: 211، 214، 326.
مخلاف ذبحان: 117.
مخلاف ذمار: 217.
مخلاف ذي رعين: 201، 202.
مخلاف السحول: 196.
المخلاف السليماني: 82، 192.
مخلاف شبوة: 193.
مخلاف صعدة: 214.
مخلاف بني عامر: 181.
مخلاف لاعة: 211.
مخلاف مأذن وحملان: 157، 167، 211.
مخلاف المعافر: 194.
مخلاف المعلل: 216.
مخلاف مقرى: 122.
المخلفة: 125، 307.
مخمسة: 263.
المخنق: 304.
المدار: 236.
المدارج: 232، 381.
المدارة: 220.
مداقة: 206.
مدام: 290.
المدان: 260.
مداوح: 182.
مدحك: 221.
مدر: 159، 221.
مدرك: 228، 229، 258.
مدع: 123، 238، 236، 310.
المدهاقة: 124، 222.
مدودة: 169.
مدورة: 172.
المديد: 188.
مدين: 243، 298.
المدينة: 65، 80، 81، 82، 84، 85، 86، 236، 224، 225، 296، 297، 330.
مذاب: 122، 161، 209، 218، 280، 284، 285، 300.
المذارع: 265، 272.
المذاهب: 298.
المذرا: 229، 238.
مذرح: 126، 238.(1/480)
مذعى: 260.
مذنات: 198.
المذنب: 298، 279.
مذود: 228، 266.
المذيخرة: 118، 139، 198، 336.
المر (مر): 236، 294.
مر الظهران: 86، 232، 295، 301.
مراة: 254، 297.
المراء: 264.
المرار: 235.
مرارات: 128.
المرانيين: 134.
المراشي: 160، 219، 281.
المراغة: 231.
المران: 295.
مران: 129، 178، 257، 295.
المراوح: 175.
مرباط: 91.
مربع: 246.
مربل: 210.
مرتفق: 277.
مرجح: 295.
مرجم: 236، 297، 346.
مرحب: 176، 216.
مرخة: 151، 187، 188، 193، 304.
مرزوق (جوف) 227.
مرس: 183، 236.
مرغم: 273.
المرفق: 218.
مرقب: 285.
مركوب: 131، 232، 304.
مرمل: 362، 403.
مرن: 282.
مرهب: 235.
مرو: 48، 243، 346.
المروت (مروت): 262، 267، 295، 298.
المرورات: 342.
المرون: 183.
المروة (ذو): 244، 298، 338.
مرة: 293.
المرياس: 210.
المريح: 298، 262.
المرير: 135، 140، 147.
المريرة: 242.
المريط: 257.
مريع: 228، 305، 254.
مريفق: 262.
مزاحم: 237.
مزلقة: 251.
المزون: 334.
المزين: 169.
مسار: 123، 209، 297، 238، 309.
المسارب: 298.
مساقط: 160.
مساقط الرضاض: 217.
مساك: 158، 220.
المسالمة: 210.
المستباح: 298.(1/481)
المستحرزة: 123، 209، 238، 239.
المستظل: 237.
مسحب: 384، 398.
مسحلان: 291، 293.
مسر: 176.
مسطح: 294.
المسعدية: 256.
المسفى: 230، 231.
المسلح: 256، 301.
المسمطة: 200.
المسمق: 186.
مسور: 125، 134، 162، 214، 215، 224، 310.
مسورة: 162، 217.
مسيب: 157، 213.
المسيرب: 218.
المسيل (مسيل): 210، 304، 361.
مسار: 237، 239.
المشاش: 305، 389.
مشام النخلة: 159، 218.
مشرق: 250، 297.
مشريق: 233.
مشطة: 169.
مشعبة: 169، 176.
المشكان: 188.
مشعل: 299.
المشقر: 171، 282، 294، 325.
المشقرية: 261.
المشلل: 333.
مصابة: 227.
المصادر: 219.
المصامة: 165، 227، 254، 297،
المصانع: 158، 212، 250، 252، 254، 297، 309.
صعيد مصر: 39، 40، 44، 45، 47، 63، 67، 71، 77، 78، 79، 80، 83، 84، 87، 243، 244، 247، 298، 319، 386.
مصر اليمنى: 214.
المصرع: 160، 319.
المصطح: 185.
المصلب: 210.
المصلوق: 260.
المصلي: 286.
المصنعة: 190.
المصيصة: 40.
المضرب: 134، 149، 222.
المضرة: 222.
المضري: 190.
المضمار: 187، 307.
المضياعة: 258.
المضيح: 346.
مطار: 131، 233، 236.
المطارف: 279.
مطارة: 282.
المطالع: 137.
المطبق: 143.
المطحن: 128.
المطرات (مطرات): 370.
المطرد: 366، 367.(1/482)
المطرق (مطرق): 128، 134، 135، 257، 294.
مطرة: 154، 217، 294، 156، 223.
مطعم: 279.
المصلفية (ملح): 269.
مطلوب: 258.
المطلوع: 138.
المطوق: 239.
مطيطة: 353.
مظلم: 295.
مظنة: 342.
المعادن (معادن): 77، 78، 247، 336.
معاين: 139.
معان: 244، 297.
المعانيق: 266.
معبر: 140، 147، 208، 220.
المعتنق: 173.
المعجر: 269، 304.
المعدن: 154، 245، 263، 265، 300.
معدن البرام: 233.
معدن البرام: 233.
معدن بيشة بطان: 267.
معدن تياس: 267.
معدن الثنية: 267.
معدن الحسن: 263، 267.
معدن الحفير: 267.
معدن الرضراض: 154.
معدن سليم: 245، 267.
معدن شمام: 263، 267.
معدن صعاد: 293.
معدن الصفر: 267.
معدن ضنكان: 232.
معدن عشم: 232.
معدن العوسجة: 263، 267.
معدن فران: 285.
معدن المحجة: 267.
معدن النقرة: 300، 301.
معدن الهجيرة: 267.
المعدنان: 335.
المعرام: 140.
معرب: 235.
المعرس: 278.
معرضين: 371.
معشر: 210، 298.
معصبة: 265.
المعقد: 130، 232، 303، 273.
المعقر: 133، 232، 304.
معقلات: 249.
معقلة: 297.
المعلل: 157، 211، 248.
معن: 297.
معور: 235.
المعوران: 178، 189.
معين: 135، 280، 282، 322.
المعنيان: 213.
المغار: 244.
المغالة: 280.
مغامر: 295.
مغايض: 58، 278.
المغرب (مغرب): 45، 46، 47،
48، 49، 65، 67، 80، 120، 247، 274.(1/483)
المغرب (مغرب): 45، 46، 47،
48، 49، 65، 67، 80، 120، 247، 274.
مغرة: 251.
المغسل: 253، 263، 264، 267، 336، 389.
المغمس: 337.
مغنى المثنى: 297.
المغوث: 230، 231.
المغيثة: 299، 337.
المغيرا: 263، 267.
المفتح: 185.
المقاريب: 297.
المقبرة: 161، 265، 266.
المقترب: 262، 279.
مقدونية: 70، 71، 80.
المقراة: 277، 294، 312.
مقرى: 122.
مقرانة: 208.
المقطرة: 210.
المقطع: 127.
المقطم: 346.
المقطن: 173، 174.
المقعدية: 304.
مقولة: 216.
المقيظ: 353.
المقيق: 177، 370.
مكران: 71، 73، 80.
مكنونة: 195.
مكة: 41، 45، 47، 53، 64، 65، 80، 82، 83، 84، 85، 86، 131، 218، 223، 224، 233، 235، 237، 240، 242، 245، 264، 265، 278، 288، 290، 291، 293، 294، 295، 297، 299، 301، 302، 304، 315، 317، 319، 328، 330، 337، 345، 353، 364، 385، 389، 390.
مكينة: 259.
ملاح: 181، 226.
ملاحا: 215، 284.
ملاحة: 178، 183.
الملاحيط (الملاحيظ): 132، 199، 240.
الملاطيط: 263.
ملاع: 294.
الملالية: 281.
الملاهي: 210.
ملح: 118، 132، 162، 204، 217، 238، 241، 262، 267.
الملحاء: 253، 276.
الملحات: 228، 305.
ملحان: 74، 124، 134، 149، 222، 239، 307، 309.
الملحة (ملحة): 118، 135، 190، 198، 230.
ملحوب: 348، 353.
ملزق: 295.
ملساء: 160.(1/484)
الملصة: 297.
ملطية: 70.
ملعة: 189.
ملك: 253، 266.
ملكان: 232، 304.
ملهم: 275.
مليان: 201.
المليح: 280.
المليحة: 210.
مليل: 281.
الممحاط: 137، 150.
ممكن: 264.
المناحي: 159، 283.
المنارة: 150.
المناضج: 334.
المناظر: 296.
المنافيح: 254.
المناقب: 301، 303، 386، 389.
منبج: 40، 217، 246، 281.
منبه: 226، 267.
المنتصف: 297.
المنتضى: 299.
المنتهبة: 266.
منجل: 142، 145.
المنحج: 138.
المنحران: 183.
المنحنى: 237.
منخر: 265.
المنخرف (نساح): 253.
المندب: 92، 95، 193، 232.
منس (تل): 246.
المنشر: 180، 373.
المنصف: 253.
المنصورية: 97.
المنصول: 124، 222.
المنضج: 116، 225، 371.
منع: 234، 235.
منعج: 323، 344، 350.
منفوح: 251، 254.
منفوحتان: 251، 254.
منفوحة: 236، 274.
مفهق جابر: 92، 240.
منقل سفران: 128.
منكث: 100، 200.
منهى: 177.
المنهب: 245.
المنهرة: 282.
المنهل: 364، 379، 401.
المنهلة: 268.
منوب: 120، 168، 171، 199.
منور: 296.
منيخان: 256.
المنيصف: 253.
منيم: 262، 268، 350.
منية: 259.
منى: 272، 291، 296، 329، 341، 392، 393.
الموارد: 251.
المواريد: 163.
المواعلة: 201.
الموبد: 303.
موبولة: 344.
موتك: 126، 134، 223، 238، 239.(1/485)
موثب: 299.
الموجنية: 259.
الموحدة: 256.
مور: 97، 134، 151، 232، 269، 304، 309، 336.
موزع: 95، 131، 137، 138، 139، 150، 193، 232.
الموزة: 123، 210.
الموشح: 177، 189.
الموصل: 45، 48، 75، 247، 254.
موضان: 118.
موضح: 152، 204.
موطك: 134.
الموطن: 187.
الموعل: 222.
الموفجة: 283.
الموفد: 207.
موقان: 74.
الموقر: 134، 298.
الموقفان: 337.
الموقف: 296، 392.
الموكف: 139.
مهار: 179، 186.
مهرة: 41، 82، 90، 91، 92، 168، 170، 248.
المهجرة: 225، 302، 371.
المهجم: 81، 97، 134، 210، 232، 269، 288، 304، 307، 309.
مهشمة: 275.
مهنون: 162، 238.
مياسر: 255، 298.
ميتم: 141، 179، 201، 202.
الميثاء: 334، 379.
ميثب: 348.
الميح: 159، 221.
ميحان: 172، 173.
ميديا: 79.
ميدان (بركة): 307، 308.
ميزاب اليمن: 151.
ميض: 175.
مينان: 283.
(ن) ناباطو: 53.
نابلس: 245.
ناجعة: 191.
ناجية: 185، 186.
ناري (باري): 126، 127.
ناشر: 221.
ناصح: 237.
ناصحة: 258، 265.
ناصفة: 345، 353.
ناصية: 229.
ناضحة: 268.
ناظرة: 241، 291.(1/486)
ناعط: 42، 148، 158، 220، 238، 319، 322.
ناعم: 342.
ناهرة: 158، 220.
ناهية (الناهية): 266، 383.
النباج: 241، 249، 278، 295، 300.
نباض: 236.
نباع: 217.
النباك: 249.
النبجة: 264.
النبك: 244.
النبيرة: 142.
نبيت: 272.
النتايل: 236.
النتج: 265.
النثراوات (النفراوات): 257.
نجاد ثور: 379.
النجار: 235.
النجد: 86، 90، 292، 293، 341، 344.
نجد: 39، 73، 83، 85، 86، 88، 89، 101، 102، 217، 231، 233، 238، 245، 250، 267، 273، 278، 282، 283، 287، 288، 289، 294، 309.
نجد الحل: 333، 335، 341، 342، 351، 353، 385، 386، 389.
نجد الخال: 236، 348.
نجد الضين: 362.
نجد العليا: 229، 290، 293.
نجر: 212، 377، 400.
نجران: 64، 81، 90، 116، 162، 163، 164، 165، 166، 167، 219، 224، 225، 226، 227، 228، 229، 237، 240، 249، 250، 266، 269، 274، 277، 278، 279، 282، 283، 292، 294، 296، 298، 304، 317، 318، 319، 322، 325، 334، 338، 341، 343، 359، 364، 368، 370، 401.
النجف: 263.
نجل: 236.
نجلة: 268.
النجيلة: 268.
النجير: 169، 322.
نجيل (النجيل): 268، 297، 347.
نحاس: 280.
نحرد: 164.
نحيان: 233، 234، 235.
نخع: 191.
نخال: 286.
نخلان: 118، 138، 175، 196، 198، 306.
نخل: 253، 296، 300، 399.
نخلة (النخلة): 86، 118، 131، 136، 140، 199، 114، 240، 256، 262، 288،
290، 297، 337، 351، 385، 388.(1/487)
نخلة (النخلة): 86، 118، 131، 136، 140، 199، 114، 240، 256، 262، 288،
290، 297، 337، 351، 385، 388.
النخل: 229، 319، 398.
النخيل: 162، 262، 297.
ندبة: 144، 150.
الندج: 210.
نزعة: 178.
نساح: 253، 266.
النسار: 295.
نسبة: 176، 198.
النسر: 344.
نسرين: 163، 224، 369.
نسلة: 264.
نسم: 281.
نسمانيطس: 80.
النسور: 142، 145.
النشاش: 261.
نشور: 218، 276.
نشوة: 389.
النصح: 264.
نصع: 297.
نصيبين: 45، 146.
نضار: 124، 133، 134.
النضرية: 264.
النضة (نضة): 235، 256.
نطاع: 293، 294، 351.
النطاف: 259، 347.
النطاة: 237.
النظيم: 184، 252.
نعاش: 221.
نعام (النعام): 253، 262، 266، 273.
نعامان: 283.
نعامة (بيت): 157.
النعجاوي: 268.
نعف: 249، 286، 325.
نعمان: 121، 132، 161، 163، 177، 188، 199، 204، 237، 238، 266، 284، 288، 298، 385.
نعوة: 176.
نعيمة: 196.
نفاش: 221.
نفء: 344.
نفحة: 283.
نفي: 259.
نقا: 264، 267.
النقار: 249، 278.
نقار الدهنا: 283.
نقار الصفر: 236.
النقب: 254، 275.
النقرة: 256، 268، 286.
نقم: 156، 238، 306، 321.
النقعة: 182، 184.
النقير: 276.
النقيرة: 276، 283.
نقيل الادمة: 364.
نقيل ضاحك: 255.
نقيل طحبل: 255.
نقيل قران: 255.
نقيل الفقع: 363.
نقيل مطرق: 135.
نمار: 198، 251، 348.
النمارات: 334.(1/488)
النمر (نمر): 330، 336.
نمل: 125، 224، 307، 310.
نملي: 258، 264.
النيط: 297.
النميل: 210.
النهار: 292.
نهامي: 284.
النهبين: 336.
نهبية: 204.
نهد: 226، 228، 231.
نهر جيحون: 45.
نهر بلخ: 45.
نهر بورسطانس: 57، 63.
نهرة مسجد: 148.
النهفة: 380.
النهي: 198، 253، 279.
النهيقة: 265، 268.
النهية: 153، 228، 279.
نوار: 350.
نواس: 176.
النواعص: 236.
نواعم: 266.
النوبة: 76، 77.
نودة: 128، 221.
نوعة: 186.
نوميديا (نوميدية): 76، 77، 79.
نوى: 243، 245.
النياع: 297.
النير: 239، 260، 267، 288، 289، 292، 293، 296.
النيل: 46، 47، 84، 281.
(هـ) هاوه: 282.
هبل (قلت): 252.
هبود: 296.
الهبير: 256، 335.
هجر: 84، 98، 167، 187، 232، 249، 273، 282، 283، 294، 296، 303، 318.
الهجران: 167، 168.
هجشان: 285.
الهجمة: 182.
الهجيرة: 64، 90، 176، 228، 231، 266، 267، 302، 305، 334.
هدابين: 297.
هدادة: 226.
الهدار: 254، 264، 265، 272.
هدون: 167.
هراب: 280، 282.
الهرار: 228.
هرمز: 91.
هران: 152، 159، 218.
هرجاب: 334، 377، 400.(1/489)
هرز (قصر): 148.
هروب: 216.
الهروج: 358.
هرود: 237.
الهزمة: 253، 263، 277.
هضاض: 164.
الهضب: (هضب) 258، 260، 261، 263، 265، 267، 290، 291.
الهضم: 236.
هضمي: 297.
الهضيب: 287.
الهضيمة: 176.
هكر: 152، 206، 238، 322.
الهلب: 124.
الهلة: 128.
هليل: 183.
همذان: 72، 87، 114، 115، 118، 123.
همل: 126، 223.
هند: 158، 222، 322، 324.
الهند: 43، 44، 45، 46، 47، 48، 65، 69، 71، 72، 73، 77، 79.
الهندبة: 210.
هنوم: 128، 134، 223، 238، 239، 309، 310، 311، 321.
هنيدة: 158، 222، 322.
هوزن: 123، 206، 209، 336.
الهوة: 262، 268.
الهياري: 198.
هيت: 249، 284.
هيرة: 201.
الهيصمية: 272، 274.
هيلان: 154، 155، 217، 238.
هينا: 154، 155، 217، 238.
هينان: 218.
هينن: 167، 168، 171.
(و) واحف: 297.
وادي بني بشر: 235.
وادي ثوبة: 173.
وادي ابي جامع: 283.
وادي حار: 209.
وادي حضر: 173.
وادي خب: 135، 162، 228.
وادي رحمة: 233.
وادي دهانة: 174.
وادي رشد: 286.
وادي رمع: 133.
وادي الرمة: 258، 259.
وادي زبيد: 141.
وادي السباع: 241.
وادي السر: 214.
وادي سمح: 173.(1/490)
وادي سهام: 122، 133، 205، 209، 304.
وادي الشجبة: 122، 133.
وادي شرعة: 173.
وادي شكع: 173.
وادي الشمري: 173.
وادي ضرعة: 173.
وادي ضهر: 143، 157، 207.
وادي عتبة: 173.
وادي العرب: 133، 205.
وادي الضباب: 173، 174.
وادي عتبة: 173.
وادي العرب: 133، 205.
وادي العرمة: 142.
وادي عمق: 173.
وادي غوى: 286.
وادي القري: 244، 245، 248، 296.
وادي القضب: 207.
وادي المقطن: 173.
وادي الملح: 140، 199، 204.
وادي المنبج: 162.
وادي المياه: 346.
وادي نخلة: 136، 139.
وادي نعمان: 233.
وادي وحدة: 173.
الواديان: 336، 347.
واردات: 236، 259، 287.
الواسط: 262.
الواسطة: 220.
واضع: 211، 248.
الواغرة: 161.
الوافدية: 150.
واقر: 133، 232.
واقصة: 299.
وبرة: 274.
الوتدة: 267.
وتر (الوتر): 251، 255، 294.
وتران: 160، 163، 218، 238، 282، 309.
وتيح: 121، 208، 248.
وثن: 134.
وج: 233، 330، 331، 332.
وجرة: 236، 240، 256، 287، 292، 294.
وحاظة: 120، 148.
الوحاف: 266، 334.
وحاة: 264.
وحدة: 173.
الوحش: 132، 199، 295، 298، 299.
وحفات: 120، 198.
الوحي: 262.
وخدة: 235.
الوخراء: 266.
الود: 338.
ودان: 286، 297، 337.
وراخ: 196، 200، 203، 238، 248.
الورادة: 244.
ورزان: 143، 196، 306.
ورف: 200.
ورقة: 200، 384، 383.
الورك: 221.(1/491)
الوركة: 254، 266.
الوره: 141، 227.
ورور: 159، 218، 219، 221.
ورسطانس: 64.
الوزيرة: 140.
وساحة: 189.
وسحة: 129.
وسخة: 129، 225، 237.
وسط: 280.
وشل الذئب: 266.
الوشم: 123، 276.
الوشوم: 254.
الوشيج: 297.
وشيع: 252.
الوضاح: 298.
الوضرة: 222.
الوطيح: 237.
وعال: 295.
وعث (الوعث): 364، 370، 372، 400، 402، 403.
الوعرين: 308.
الوعساء: 334.
وعلان: 156، 185، 216.
وعيلة: 222، 238.
الوغل: 367.
الوفاء: 335، 338.
وفيت: 310.
وقر: 289، 293، 296.
الوقيط: 295.
وهبين: 240، 267، 297.
(ي) يأجج: 295.
ياسبين: 231.
يامن: 150.
اليامون: 243.
يبرين: 90، 165، 251، 263، 264، 269، 278، 292، 322، 323.
يبمبمم: 290، 302، 334، 400.
اليتائم: 283.
يترب: 170.
يثرب: 41، 236، 325، 329، 338، 345.
اليتمة: 228.
اليتيمة: 261، 298.
يثقب: 243، 289، 293.
يثلث: 348.
اليثوبان: 295.
يحبس: 212.
يحصب: 199، 201، 328.
اليحصبان: 199.
يخصب: 248.
يحكش: 161.
يحمد: 90، 335.
يخار: 120، 200، 309.
يداع: 215.
يدمات: 228.(1/492)
يديع: 338.
يذبل: 239، 261، 294، 348.
يراحب: 220.
يرامس: 92، 147، 179، 190.
يرسم: 224، 237، 368.
يرم: 278.
اليرموك: 245.
يرشلم: 73.
يريس: 210.
يريض: 348.
يريم: 132، 200، 203.
يزحم: 174.
اليزم: 290.
يسر: 293، 294.
يسران: 297.
يسلح: 262، 306.
يسنم: 164، 225.
يسوم: 86، 238، 239، 388.
يسومان: 86.
يشبم: 188.
يشيع: 126، 221.
يصاع: 235.
يعري: 376، 379.
يعموم: 157.
اليعمل: 310، 387.
يفاء: 268.
يفد: 215.
يقاوم: 237.
يكاران: 220.
يكلي: 152، 179، 184، 216، 238، 306، 403.
يلملم: 131، 232، 238، 291، 304، 337، 358، 386.
يليل: 297، 347.
اليمامات: 334.
اليمامة: 81، 85، 90، 165، 167، 227، 378، 251، 267، 274، 278، 285، 279، 280، 282، 291، 293، 294، 305، 328، 333، 345، 386.
اليمن: 39، 40، 41، 44، 45، 46، 63، 64، 65، 69، 73، 74، 77، 78، 79، 80، 84، 85، 86، 89، 90، 91، 92، 93، 94، 97، 99، 102، 105، 107، 108، 112، 116، 117، 179، 202، 203، 210، 213، 214، 220، 223، 247، 257، 269، 273، 276، 282، 283، 284، 289، 291، 296، 298، 306، 312، 316، 320، 323، 324، 325، 326، 327، 329، 332، 333، 343، 353، 362، 378، 389.
يناع: 210.
يناعة: 159، 221.
ينبع: 286، 296، 297، 337، 347.
يند: 224.
الينسوعة: 242، 258.(1/493)
ينقم: 283.
الينكير: 266.
ينوف: 294.
ينوفة: 258، 268.
الينيم (ذو): 231.
يوجح: 181.
يهر: 172، 173.
يين: 286.(1/494)
3 - الأعلام
1 - القبائل والشعوب (احذف) آل أبو ذو بل)
الأبقور: 129، 173، 192، 225.
الأبناء: 81، 225، 86، 206، 220، 221، 224، 237.
بنو ابير: 244.
الأجدود: 116.
الأجعود: 305.
الأحابشة: 272.
بنو أحبل: 191.
الأحبوش: 93.
الأحروث: 174، 202.
الأحروم: 170.
الأحطوط: 121.
الأحلول: 191.
الأخاضر: 144، 190.
الأخروج: 211.
الأخمور: 195.
بنو الأخيضر: 252.
الأداهم: 218.
اود: 176، 178، 177، 189.
اذان (الأذان): 172.
ارحب: 281، 318، 365.
بنو أرض: 187.
الأرمن: 247.
الاسبان: 69.
الأزد (الأسد): 87، 88، 91، 99، 129، 130، 131، 158، 175، 186، 195، 230، 231، 232، 233، 240، 325، 326، 328، 329، 330، 331، 375.
بنو أزد: 212، 310.
بنو أسامة: 230، 250.
بنو أسد: 181، 230، 231، 275، 290، 293، 299، 342.
بنو اسرائيل: 47، 73، 323.
آل أسعد بن ملكيكرب: 325.
بنو الأسمر: 234.
الأسوديون: 101، 203.
الأشباء: 168، 169، 193.
الأشعر (الأشعريون): 84، 85،
96، 97، 118، 194، 232، 240، 248، 250.(1/495)
الأشعر (الأشعريون): 84، 85،
96، 97، 118، 194، 232، 240، 248، 250.
الأشعوب: 147.
الأصابح (الأصبحيون): 95، 100، 145، 177، 178، 188، 189، 190، 191، 192، 196، 237، 305.
بنو الأصبغ: 235.
الأصنعة: 174، 194.
الأصووت: 173.
الأعدون: 192.
الأعضود: 174.
الأعفار: 185.
بنو الأعلم: 265.
بنو اعهاد: 174.
الأعهوم: 145.
بنو أفعى: 176، 177، 179.
بنو أفعى: 176، 177، 179.
الأقيانيون: 211، 212، 222.
أكلب: 180.
الأكراد: 247.
الأكنوس: 174.
آل الأكوع: 156، 176.
اكيل من خولان: 185، 224، 237، 368.
الوذ: 176، 187، 188.
ألوس (من خثعم): 234.
الأملوك: 202، 214.
بنو امية: 77، 233.
بنو أنس الله: 187.
انعم: 187.
الأنعوم (الأنغوم): 209، 288.
أنمار: 83.
بنو أود: 176، 177، 178، 189، 248.
الأوزاعيون: 208.
الأوس: 330.
الأهجور: 173، 178.
الأهنوم: 223، 234.
أياد: 83، 240، 286، 294، 296، 298، 299، 331، 332، 342.
الأيزون: 151، 174، 188، 191، 193.
بارق: 130، 222.
الباقر: 278، 261، 262، 238، 285، 296.
بجيلة: 235.
بحتر: 245.
بنو بحر: 129، 174، 225.
بنو بدا: 166، 167، 171.
البراهمة: 72.
البربر: 46، 47، 325.
برجان: 49.
البرغر: 44، 49.
بنو البرك: 276.
بنو بشر (البشريون): 225، 230، 237.
بكر: 202، 275، 276، 284، 292، 294، 295، 324، 325، 368.
بنو بكرة: 172.
بكيل: 114، 115، 124، 128، 217، 218، 220، 221، 222، 283، 237.(1/496)
بلحارث (الحارث): 101، 234، 318.
بلعنبر (العنبر): 255.
بلقين (القين): 296.
بلي: 244، 285.
بهراء: 103، 246، 325.
البياسرة: 92.
بنو بياضة: 243.
التباعيون: 197.
تجيب: 165، 166، 167، 171، 172.
الترك: 44، 48، 49، 69، 74.
التغزعز: 44.
تغلب: 95، 246، 276، 284، 294.
تميم: 110، 131، 242، 246، 251، 255، 259، 262، 274، 275، 276، 283، 285، 291، 293، 297، 299، 324، 334، 351.
تنوخ: 246.
الترك: 44، 49، 75.
ترك المغرب: 69.
الثاتيون: 181.
بنو الثعل: 244.
بنو ثعلبة: 45، 234، 255.
الثغرا: 91، 96، 232، 233، 250، 177، 283، 330، 332، 340.
بنو ثماد: 183.
ثمالة: 614، 330.
بنو ثمامة: 99، 274.
ثمود: 245، 330، 331.
بنو ثور: 164، 171، 171، 225، 332، 272، 370.
بنو جابرة: 231.
جأوة (من باهلة): 261، 278.
جبأ: 196.
الجبر (جبر): 173، 248.
جبلان: 205، 248.
الجحادب: 211، 278.
ذو جدن: 212.
بنو جديد: 91، 92، 330.
جديس: 245، 254، 273، 329.
جذام: 243، 244، 295، 325.
جذيمة من عبد القيس: 249.
جرم: 247، 253، 264، 273، 276، 279.
جرهم بن يشجب: 304، 329.
بنو جرى: 243، 244.
الجزارون: 237، 299.
الجعارم: 279.
الجعافر: 199، 244.
جعدة (الأجعود): 147، 173، 174، 248، 273.
بنو جعدة: 173، 174، 175، 184، 264، 272.
جعف (الجعفيون): 87، 188.
آل جفنة: 245، 330.
بنو جليحة: 231.
بنو جماعة: 162، 164، 225، 237، 369، 370.
الجمليون: 185.
آل جميل: 185.(1/497)
بنو جنادة بن معد: 284.
جنب: 130، 164، 182، 226، 227، 231، 186، 238، 250، 298، 373.
آل الجلندي: 330.
جوب بن شهاب: 220.
بنو جوين: 245.
جهينة: 233، 244، 245، 286، 293، 296، 299.
جيشان: 202، 203.
جيرة: 216.
الحارق (بلحارث): 88، 101، 116، 154، 162، 166، 168، 178، 181، 182، 190، 203، 217، 228، 229، 230، 237، 244، 245، 250، 274، 276، 277، 283، 285، 305، 320، 330.
بنو حارثة: 134، 171، 165، 168.
حاشد: 42، 114، 115، 121، 127، 128، 199، 217، 219، 220، 221، 222، 237، 248، 310، 321.
بنو حاطب في الخارف: 220.
بنو حباب: 177، 179، 189.
الحبشة: 46، 66، 76، 77، 80.
بنو حبيب: 246.
بنو حبيش: 101، 184، 201، 203.
بنو حبيل: 191.
الحجر: 119، 260، 262، 231، 250، 330، 335.
آل أبي حجر: 98، 115، 222، 364.
بنو حجنة: 228.
حجور: 248.
الحداء: 85، 86، 152، 203.
بنو حديد: 231.
بنو حذيفة: 129، 225.
الحر (من الأزد): 131.
حراز: 206.
حرام بن كنانة: 228، 232.
بنو حرب: 160، 187، 218، 233، 244، 250، 279، 376.
الحرميون: 190.
بنو الحريش: 264، 265، 271.
بنو صريم: 189، 221.
بنو حزيمة: 228، 230.
حشم بن جذام: 243.
آل الحصاة: 279.
بنو حصن: 277.
الحصيب بن عبد شمس بن وائل: 232.
حضبر: 191.
بنو الحضبري: 191.
حضور بن عدي بن مالك: 210.
بنو حطيب: 221.
آل أبي الحفاظ: 127.
آل أبي حفصة: 276.
حكم: 82، 84، 85، 92، 97، 98، 134، 135، 136،
232، 240، 248، 250، 294، 307، 309.(1/498)
حكم: 82، 84، 85، 92، 97، 98، 134، 135، 136،
232، 240، 248، 250، 294، 307، 309.
الحماحميون: 94، 237.
بنو حماد: 134، 274.
بنو الحماس: 178.
بنو حمام: 279.
آل حمدان: 246.
بنو حمرة: 225، 366.
الحميدات: 281.
حمير: 94، 96، 99، 100، 101، 110، 118، 132، 134، 136، 141، 142، 165، 166، 167، 169، 171، 172، 177، 178، 182، 186، 187، 188، 190، 191، 193، 195، 197، 199، 200، 203، 204، 205، 206، 208، 209، 211، 215، 218، 219، 222، 229، 246، 248، 250، 259، 306، 328، 331، 340، 341.
الخمسيون: 189.
الحناتلة: 209.
الحناجر: 282، 366.
الحناطيون: 237.
حنيفة: 274، 275، 276.
الحواريون: 222، 364.
الحواسب: 147.
الحواشب: 195.
الحواليون: 211، 330.
بنو حي: 164.
الحيدة: 262، 277.
حي: 163، 225.
بنو حيف: 116، 226، 162، 270، 271.
الخال (من الأزد): 131، 251.
بنو الخالد: 130، 251.
بنو خالد: 264.
خثعم: 53، 130، 131، 182، 227، 231، 234، 235، 250، 285، 290، 376، 379.
بنو خديج: 254، 276.
خزاعة: 232، 233، 295، 325، 329، 330.
الخزر: 44، 49.
الخزرج: 325، 330.
الخزيميون: 227.
الخساسات: 193.
بنو خلدة: 264.
الخلفيون: 198.
خنفر: 95، 323.
بنو خنزريت: 198.
خنفر: 95، 323.
بنو خنزريت: 91، 93.
خولان: 97، 101، 103، 115، 116، 128، 129، 134، 135، 139، 152، 154، 155، 160، 163، 214، 215، 216، 217، 223، 224، 228، 238، 348، 287، 310، 312، 316، 340، 353، 366، 370.
خيوان: 218، 222، 237.
بنو داعر: 228.(1/499)
دالان: 161، 280.
الدهابل: 177، 178.
دهمة: 162، 228، 311.
آل الدواري: 116.
دوس: 131، 181، 186، 233، 235، 250، 330.
بنو دويد: 228.
بنو دينار: 276.
ذبيان: 159، 243، 245، 289، 296، 298.
الذراحن: 173.
ذعفان من أرحب: 365.
آل الذملق: 203.
بنو ذهبان: 170، 174.
بنو ذهل: 166، 254، 275، 341.
ذيبان: 160، 218، 250.
بنو راسب: 247.
آل راشد: 273.
بنو راشدة: 244.
بنو الرايش: 166.
الرباب: 325.
الربعيون: 101، 132، 181، 182، 187، 190، 191، 201، 203.
ربيعة: 75، 83، 128، 174، 175، 177، 178، 181، 182، 221، 223، 225، 227، 233، 236، 246، 247، 250، 264، 275، 287، 296، 299.
بنو رشدان: 286.
بنو رشوان: 225، 237.
آل ذي رضوان: 222، 364.
الرضاويون: 193.
الرضوائيون: 115، 237.
الرعادة (الرغادة): 141.
الرعديون: 203.
رعين: 100، 101، 145، 174، 175، 192، 200، 202، 207، 211، 214، 248، 305.
الرغامد: 203.
بنو رفاعة: 134.
الركب: 131، 139، 141، 147، 164، 195، 196، 199، 204.
الركبيون: 204.
الرمائيون: 181.
الرمسيون: 186.
بنو رنية: 227.
آل روق: 232.
الروم: 44، 45، 48، 49، 64، 69، 84، 93، 94، 246.
بنو الروية: 214.
رهاء: 175، 176، 182، 187.
رهم: 222.
بنو ريام: 92.
آل الريان: 126.
بنو زائد: 175، 176، 178.
زبيد: 85، 96، 101، 164، 184، 250.
بنو زريق: 245.
الزيفيون: 183.
الزفريون: 190.
الزنج: 43، 45، 69، 76، 93.(1/500)
بنو زهير: 187، 228، 246.
زوف: 180، 181، 183، 184، 203.
بنو زياد: 202، 182، 277، 326.
الزياديون: 101، 182، 202، 203.
ابنو زيد: 254.
ساسان: 361.
بنو سابقة: 224.
سبأ: 46، 64، 75، 100، 152، 182، 183، 189، 193، 195، 197، 202، 205، 225، 226، 237.
السبيع: 160، 218، 222.
بنو سبيلة: 276.
السحول بن سوادة: 196.
بنو سحيم: 255، 274، 275.
السخطيون: 100، 199.
بنو سدوس: 255، 275.
بنو سرحة: 180.
بنو سعد: 128، 130، 131، 164، 187، 224، 225، 250، 253، 267، 275، 285، 288، 293، 368، 388.
سفيان: 161، 250.
السفليون: 199.
السكاسك: 99، 118، 136، 137، 141، 144، 147، 150، 172، 174، 194، 195، 196، 214، 248، 297.
السكون: 166، 172، 214.
بنو سلمان: 164، 184.
بنو سلمة: 121، 181، 183، 193، 203، 265.
بنو سلي: 276.
بنو سليم: 188، 245، 246، 267، 286، 299، 325، 339.
السمرات: 273، 274.
بنو سمرة: 273.
بنو سمي: 173.
سنحان: 164، 250، 373.
بنو سهل: 167، 171، 203.
بنو سوارة: 131، 272.
بنو سويق: 179، 189.
بنو سيار: 296.
شاكر: 162، 163، 164، 218، 219، 220، 221، 222، 225، 280، 282، 283، 311.
بنو شاور: 130.
بنو شبابة: 131.
شبام: 206.
شبثان: 175، 185، 186.
بنو شبرمة: 185.
آل شبل: 272.
بنو شبيب: 177، 179، 189.
بنو شداد: 187، 188.
الشراة: 94.
الشبراجيون: 121، 126، 204، 232.
شرعب: 196.
بنو شريف: 227.(1/501)
الشعائم: 179.
شعب: 172، 223.
بنو شعيب: 173، 178.
شكر: 234، 250، 330.
بنو شكل: 177.
شمران: 330.
بنو أبي شمسة: 273.
شنوءة: 326.
بنو شهاب: 106، 135، 177، 178، 225، 229، 232، 237، 277.
بنو شهر: 234، 235، 282.
شهران: 88، 182، 375، 401.
بنو شيبان: 247، 273، 275.
شيبة: 195، 230، 231.
بنو صائد: 173، 175، 186.
صبارة: 217، 219، 281.
بنو صحار: 225.
الصبليون: 209.
صبيح: 276.
بنو صخر: 228، 245.
صداء: 85، 177، 187، 188.
الصدف: 79، 166، 167، 170، 172، 248.
الصرادف: 205.
الصراريون: 203.
بنو صرف: 182.
بنو صريم: 114، 128.
الصعاقب: 183.
الصعديون: 224.
الصقالبة: 49، 60، 69، 70، 79.
بنو صلاءة: 278.
الصليحيون: 211.
صنابح: 183، 186، 203.
الصنابر: 205، 237.
آل الصوار: 100.
بنو صهيب: 272.
الصيد (صيد): 211، 221.
الصيعر: 166.
بنو ضرار: 231، 272.
ضنة: 228، 261، 278، 279، 293، 298.
بنو صور: 254.
بنو طاووس: 139.
طسم: 245، 254، 273، 329.
بنو طفيل: 192، 262.
بنو طلية: 203.
طي: 85، 193، 238، 243، 244، 245، 290، 293، 294، 298، 351، 365، 374.
بنو الظبر: 312.
بنو ظبيان: 228، 292، 332.
ظفر: 183.
بنو ظبية: 187.
عاد: 326، 330، 331.
عاربان: 228.
عاسرة: 233.
بنو ابي عاصم: 230، 231.
بنو عامر: 95، 136، 165، 172، 175، 182، 189، 190، 191، 234، 235، 237، 248، 249، 252، 253، 259، 274، 275، 293، 296، 298، 299، 309، 334، 338، 340، 348.
العباد: 166، 172.(1/502)
بنو العباس: 395، 401.
بنو عبد: 128، 160، 183، 186، 218، 219، 234، 246، 281.
بنو عبد البقر: 134.
آل عبد الجد: 232.
بنو عبد رضا: 193.
بنو عبد شمس: 254.
بنو عبد الله: 188، 230، 272، 275.
عبس: 135، 182، 183، 232، 243، 278، 295.
بنو عبيد: 274، 276.
بنو عبيدة: 227، 234، 235، 373.
العبيديون: 304.
عتيك: 330.
بنو عثمان: 244.
عجل: 236، 252، 274.
بنو عجيب: 179.
بنو عدا: 178.
العدس: 92، 175.
العدميون: 234.
عدوان: 131، 235.
العدويون: 189، 200، 201، 203.
بنو عدي: 252، 254، 274، 275.
عذر: 128، 134، 135، 154، 223، 248.
العذريون: 187.
عذرة: 228، 244، 296.
بنو العراص: 231.
بنو العربان: 193.
بنو عروة: 185، 186.
آل عزان: 175.
بنو عساس: 183.
عسير: 230، 231.
آل ابي عشن: 115، 364.
بنو عصام: 262، 277.
بنو عصم: 227، 277.
آل عطاس: 170.
آل عطية: 116.
بنو عقيل: 246، 253، 267، 278، 285.
عك: 84، 85، 86، 97، 122، 124، 139، 209، 222، 232، 240، 245، 248، 250، 288، 307، 328.
عكل: 131.
بنو علقان: 197.
بنو علوي: 159.
بنو عليان: 159، 220.
علة: 182، 187.
بنو علي: 232، 250، 395.
العواسج: 229.
بنو عمرو: 130، 131، 166، 177، 226، 245، 246، 260، 325، 326، 327، 330، 331، 332، 340.
آل عمار: 257.
بنو عنز: 90، 229، 230، 231، 233، 234، 237.
عنس: 42، 85، 101، 152، 179، 180، 181، 206، 214، 216، 217، 250،
325.(1/503)
عنس: 42، 85، 101، 152، 179، 180، 181، 206، 214، 216، 217، 250،
325.
بنو عنم: 180.
العهرا: 134.
العوادر: 144.
العواسج: 230، 237.
بنو عوف: 222.
بنو عوير: 128.
عويل: 131.
بنو عياذ: 348.
بنو عياض: 265، 272.
العبيد: 320.
بنو عبد: 115.
بنو عيد الله: 178، 179، 188، 189.
آل العيراز: 203.
الغاز: 229.
غاضرة: 289، 293.
غافق: 328.
غامد: 131، 233، 234، 250، 330.
بنو غبر: 255، 275.
الغثاة: 245.
الغدانيون: 226.
غسان: 168، 210، 245، 295، 325، 326، 329.
بنو الغصة: 216.
غطفان: 243، 290، 293، 325.
بنو غطيف: 184.
بنو الغمرة: 234.
بنو غنم: 231، 248.
غني: 289، 290، 291، 293، 341، 342.
الغوث بن سعد: 211.
بنو غوث بن نبت: 327.
بنو غيلان: 186.
فجاءة: 152، 180، 203.
بنو فراش: 272.
الفراشيون: 272.
فرسان: 84، 96، 139، 194.
بنو فرط: 187.
فرنجة: 69.
فزارة: 243، 290، 294، 296، 298.
الفزع: 234.
بنو فهد: 169، 343.
فهم: 235، 250.
بنو قاسد (قاصد): 173.
بنو قاعد: 234.
قائفة: 85، 180، 203.
بنو قباث: 178.
القبط: 244.
القبق: 240.
بنو قحافة: 231.
قحطان: 332، 361.
قدم: 125، 134، 248، 307.
القرامطة: 126، 196، 203، 278.
بنو قرط: 265، 272، 279.
آل قرعد: 195.
بنو القرن (قرن): 130.
بنو قرة: 262، 272، 273.
قريش: 98، 229، 231، 233، 312، 381، 388، 395، 397.
القريون: 180.
قسي: 330، 331، 332.(1/504)
القشب: 128، 221، 273، 274.
قشير: 262، 265، 272، 277، 278.
قضاعة: 184، 246، 247، 284، 287، 325، 373.
بنو قطن: 278.
بنو قعط: 128، 221.
القلحانيون: 181.
القمر: 91، 92.
بنو قيس: 89، 175، 176، 177، 189، 201، 228، 245، 253، 276، 340، 343.
بنو قيلة: 329.
بنو القين (بلقين): 245.
الكباريون: 115، 222، 364.
بنو كبير: 276.
بنو كتيف: 175، 176، 177، 189.
آل بنو الكرندي: 99، 195، 194.
كعب بن جعدة: 174.
كعب بن الحارث: 203.
بنو كلاب: 265، 284.
الكلاع: 121، 192، 196، 200، 224، 296، 368.
كلب: 170، 173، 243، 246، 294، 295، 296، 324، 325، 326.
بنو كليب: 128، 189، 224.
كنانة: 85، 90، 99، 130، 131، 139، 232، 234، 235، 240، 245، 246، 296، 297.
كندة: 88، 95، 133، 165، 166، 167، 168، 169، 170، 171، 178، 188، 189، 191، 225، 248، 272، 284، 294.
كهلان: 163، 190، 199، 225.
كود: 231.
كومان: 180، 181، 203.
بنو لام: 234.
لبينى من قشير: 265.
لخم: 83، 240، 243، 244، 245، 325.
لعسان: 123، 209، 210.
لعف: 209، 288.
اللعويون: 114، 220.
بنو لقيط: 187.
اللميسيون: 180.
لهب: 131، 330.
بنو ليف: 354.
بنو مازن: 227، 283، 318.
بنو مالك: 152، 163، 175، 183، 184، 188، 203، 231، 234، 245، 246، 258، 328، 330.
بنو ماوية: 172، 188.
بنو المجر: 264.
بنو مجيد: 74، 92، 95، 96، 116، 117، 136، 137، 139، 140، 150، 169، 190، 191، 192، 193، 194، 195، 197، 231، 232، 240، 248، 278.
بنو محارب: 249.
المحاتل: 166.(1/505)
الماعز: 222.
بنو محرية: 171.
بنو مخزوم: 232، 396.
مذحج: 85، 88، 102، 165، 171، 174، 175، 177، 179، 180، 182، 183، 189، 190، 191، 193، 201، 202، 203، 216، 237، 245، 247، 276، 287، 322، 330، 331، 341، 358، 373.
بنو مر: 186، 368.
بنو مرائد: 121، 174.
مراد: 85، 152، 154، 180، 181، 184، 186، 187، 190، 193، 203، 214، 215، 238، 290، 299، 319، 330، 332.
مران: 220، 223.
المربون: 94، 186، 237.
بنو مرداس: 245.
بنو مرمض: 228.
مرهبة: 161، 162، 217، 250، 281.
بنو مروان: 234.
بنو مرة: 88، 236، 296، 298.
بنو مريح: 277.
بنو مزاحم: 178، 189.
مزينة: 244، 293، 295.
بنو مسلم: 225.
بنو مسلية: 175، 187، 190، 191.
بنو مسيح: 137، 150، 193.
مضر: 75، 83، 202، 246، 250.
مطرة: 250.
آل مطير: 237.
المعافر: 78، 117، 118، 131، 136، 194، 195، 196، 237، 240، 180، 194، 195، 196، 319، 336، 343.
بنو معاوية: 166، 172، 178.
بنو المعترف: 120، 131.
بنو معد: 288، 324.
بنو معشر: 189، 160، 364.
بنو معمر: 128، 160، 314.
بنو معيد: 115، 222، 237، 364.
آل المغرب: 273.
بنو المغلس: 136، 137، 142، 194، 307، 345.
المغيثيون: 207، 208.
آل ذي مقار: 183، 229.
مقري: 208.
آل المكرمان: 193.
الملاحيون: 94، 237.
بنو مليك: 186.
المناخيون: 199.
بنو منبه: 176، 182، 190، 280.
آل المنصور: 307.
الموالي: 244.
بنو موسى: 200.
بنو المهاجر: 174.(1/506)
مهرة: 73، 88، 90، 93، 94.
بنو مهلائيل: 330.
ناجية: 182.
بنو نازلة: 234.
بنو ناشرة: 182.
بنو نباتة: 170.
النبيط: 208.
آل النجم: 116، 232.
النخع: 85، 176، 177، 178، 189.
نزار: 229، 273، 397.
نسع: 237.
نشق: 159، 166، 280، 209.
آل نشو: 108.
النشورة: 194.
بنو نصر: 233، 237، 330.
النصفيون: 237.
نضار: 222.
بنو النعمان: 231، 250.
بنو نعيم: 115.
بنو نفيع: 273.
النمر: 204، 235.
بنو نمير: 275، 276، 277، 278، 279، 299.
نهد: 180، 227، 228، 231، 250.
نهم: 87، 162، 217، 239، 250، 281، 280، 282.
نهيك: 186.
بنو وابش: 152، 185، 217.
بنو واحد: 170.
وادعة: 115، 116، 128، 134، 159، 160، 162، 163، 164، 219، 221، 222، 223، 225، 227، 250، 283، 291، 318، 367، 370، 371.
بنو واقد: 96، 118، 145، 192، 194، 232، 248.
واهب: 88.
بنو وائل: 266، 287، 292.
وائلة: 162، 219، 292، 283، 312.
بنو ودعة: 251.
آل الورد: 175، 287.
الوصابيون: 204.
بنو وقشة: 227.
بنو وهب: 166، 172.
بنو هاشم: 254، 395.
بنو هانيء: 331.
بنو هجر: 173.
الهجن: 365.
هذيل: 288، 299.
الهراثم: 128، 160.
بنو هريم: 272.
بنو هزان: 273، 275.
بنو الهزر: 231.
بنو هفان: 275.
بنو هلال: 89، 165، 233، 250، 386.
همدان: 87، 97، 102، 114، 116، 121، 169، 134، 154، 159، 165، 183، 192، 197، 205، 208،
209، 210، 211، 222، 213، 216، 217، 222، 223، 224، 226، 232، 237، 238، 245، 248، 250، 268، 283، 290، 293، 298، 299، 307، 310، 311، 316، 319، 322، 327، 328، 339، 364، 369.(1/507)
همدان: 87، 97، 102، 114، 116، 121، 169، 134، 154، 159، 165، 183، 192، 197، 205، 208،
209، 210، 211، 222، 213، 216، 217، 222، 223، 224، 226، 232، 237، 238، 245، 248، 250، 268، 283، 290، 293، 298، 299، 307، 310، 311، 316، 319، 322، 327، 328، 339، 364، 369.
هوازن: 131، 223، 233، 237، 325، 286، 298، 325، 339، 385، 389.
هوزن: 206، 211.
الهنو: 231.
ياجوج وماجوج: 45، 74، 83.
آل الياس: 203.
يافع: 172، 173، 174، 184، 187، 192.
يام: 154، 162، 164، 180، 217، 221، 266، 272، 283، 305.
يحابر: 331.
بنو يحصب: 199، 248.
بحير: 202، 282.
بنو يربوع: 227، 254، 293.
يرد: 294، 134.
بنو يريم: 229، 364.
ذو يزن: 147، 192.
بنو يسار: 234.
يشحم: 174.
بنو يشكر: 254.
بنو يصوت: 183.
بنو يعفر: 106.
بنو يعنق: 225.
آل يوسف: 204.
اليونان: 45، 79.
اليونانيون: 45، 64، 65، 67، 76.
اليهود: 73، 79، 351.
ب الرجال والنساء ابن ابان (محمد) 117، 120، 150، 194.
أبد بن أبيود: 242.
ابراهيم (ع. س): 41، 388، 391.
ابراهيم بن جعفر (الجزار): 101.
ابراهيم بن ذي المثلة: 199.
ابراهيم بن الصلت: 315.
ابراهيم بن عبد الله الحجبي: 91، 92، 93.
ابراهيم بن محمد بن يعفر: 103، 315.
الأبيض بن حمال: 195، 320.
احمد بن الفضل: 196.
احمد بن محمد بن سهل بن صباح
اليشكري: 250.(1/508)
احمد بن محمد بن سهل بن صباح
اليشكري: 250.
أخرف بن الخارف: 128.
الأخنس بن شريق الثقفي: 331.
الأخيضر بن يوسف العلوي: 252.
آدم: 341، 360.
اسحاق صاحب السيح: 373.
اسعد تبع: 221.
اسعد بن أبي يعفر الحوالي: 107، 126.
اسماعيل (ع. س): 41.
أسود بن مسعود: 331.
الأشرس بن كندة: 172، 190، 193.
الأشعث بن قيس الكندي: 89، 173، 256، 345.
الأشعري: 256، 345.
ابن اصمع: 273.
اعشب بن قدم: 222.
المع بن عثمان: 233.
الهان بن مالك: 208.
ام البنين: 104.
اوس بن عمر (قاتل الجوع): 100.
ايوب: 334.
بخت نصر: 40، 83.
بد بن الحارث: 172.
بشار بن رضاربة: 109.
بشر بن أبي كبار: 107، 108، 113.
بشر بن مروان: 104.
بطليموس: 39، 45، 49، 50، 64، 65، 66، 68، 73، 74، 103.
بلقيس: 95، 360.
أبو بكر: 41، 86.
بلال (بن أبي بردة): 345.
ابن البيلماني: 99، 100، 116.
تبع: 44، 200، 273، 360.
تخلي بن عمرو الحميري: 310.
تميم الداري: 83.
رقية بن ابي بقل: 77.
الجابر بن الضحاك: 234.
الجرمي: 276، 279، 284.
الجرمية: 279.
جسر الخباير بن سوادة: 196.
جعفر بن ابراهيم المناخي: 139، 196، 199.
جعفر بن دينار الخياط: 212.
الحارث بن عباد: 260.
الحارث الملك المقصور الكندي: 295.
الحارث بن مسلمة: 274.
حارثة بن نعيم: 171.
حاطب بن أبي بلتعة: 110.
حام بن نوح: 84.
حبش الحاسب: 82.
الحجبي: 110، 111، 112.
حزيمه بن نهد: 287.
الحشرج بن الأشهب: 175.
حصن بن ربيعة: 174.
الحصيب بن عبد شمس: 96.
الحصين بن دحيم: 234.
الحصين بن محمد التجيبي: 167.
ابن أبي حفصة: 274.
حماحم ذي عتكلان: 94.
حماد البربري: 98، 104.
حمر بن عدي: 207.(1/509)
حن بن عذرة: 244.
حمدويه بن علي بن ماهان: 101.
حناك بن عدس: 174.
حواء: 341.
حيان بن ربيعة: 174.
خالد بن الوليد: 254، 275.
خرقاء بنت فاطمة: 256.
خالد بن سعيد: 133.
خوار بن زرارة: 229.
خلف بن جيلة: 243.
ابو الخير الكندي: 170.
الخليل بن أحمد: 103.
أبو الدرداء: 323.
الخيزران ام موسى: 364.
دردان: 154.
دريد ذو الجمر: 305.
الدعام: 161، 177، 189، 220.
داود بن أبي داود: 241.
ديوسفريدس: 74.
ذو اقيان من حمير: 222.
ذو ترخم: 202.
ذو خليل: 222، 203.
ذو رعين: 174، 200، 203.
ذو فائش: 198.
ذو القرنين: 83، 230.
ذو كبار: 115.
ذو اللب: 220.
ذو مازن: 211، 327.
ذو مران: 194.
ذو مناخ بن عبد شمس: 197.
ذيبان بن عليان: 217.
الرحية بن الغوت: 219.
رزام بن محمد: 177.
الرقاد بن عمرو: 174.
روح بن زرارة: 229.
الزبرقان بن بدر: 293.
زبيدة بنت جعفر: 233، 390.
زرقاء اليمامة: 254.
زياد الحارثي: 304.
زياد (صاحب الشط): 182.
زيد بن الحجر: 235، 242.
سام بن نوح: 84، 103، 312، 360.
السبيع بن السبيع: 218.
سعد بن معاذ: 323.
سعيد بن المسيب: 86.
سفيان بن ارحب: 161، 218.
سكينة بنت الحسين بن علي: 195.
سلامة ام المقتدر: 344.
السلف بن زرعة: 197.
أبو سلمة: 155.
سليمان بن داود: 255، 359.
ابو سليمان بن يزيد بن أبي الحسن الطائي:
171.
ابن سمرة: 80، 273.
ابو السمط الفيروزي: 106.
سهيل بن عمرو: 175.
سيف بن ذي يزن: 101، 163.
سيف الدولة الحمداني: 246.
شاس بن زهير: 267.
الشافعي الامام: 109.
ابن الشرود: 104.
شعيب بن مهدم: 210.
شمر تاران: 187.(1/510)
شمر ذو الجناح: 147، 310.
الشير (الشارباميان) 211.
ضرار بن عدس بن ربيعة: 175.
ظبيان بن كدادة المرادي: 330.
ظهار بن بشير النشقي: 209.
ابن عاصم: 104.
عامر الخضري: 348.
عامر بن جعدة: 174.
عامر بن الحصين بن عليم: 243.
عامر بن ربيعة: 174، 250، 257.
عامر بن شراحيل الشعبي: 330.
عبادة بن الصامت الانصاري: 41.
عبد الجبار بن ربيع الحوشبي: 41، 195.
عبد الرحيم الحارثي: 245.
عبد الرزاق (الإمام) 103.
عبد الله بن احمد السكسكي: 136، 144.
عبد الله بن الصمة: 226، 305.
عبد الله بن عبيد الله الهاشمي: 388.
عبد الله بن مصعب: 109.
عبد الرحمن بن البيلماني: 100، 99.
عبد العزيز بن مروان: 87.
عبد الملك بن مروان: 87، 88، 355.
عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي: 244.
عبيد بن ثعلبة بن الدول: 254.
عتاب بن أسيد: 41.
عج بن حاج (شاخ): 288.
عذر بن سعد: 217.
العلاء بن الحضرمي: 265.
العلوي: 87، 106، 283.
علي بن الفضل: 92، 95.
علي بن محمد الصليحي: 93، 98، 117، 120، 125، 185، 200، 231.
عمرو بن أمامة (مامة): 88، 295.
عمرو بن العاص: 233.
عمر بن عدية: 226.
ابن ابي عمر المحدث: 94.
عمر ذو مران: 194.
عمير بن سلمي: 254.
عوف بن ربيعة: 174.
عيذ الله بن سعد: 187، 189.
أبو غالب بن أبي العباس: 200.
الغائش بن شهاب: 221.
فاطمة بنت يذكر بن عنزة: 287.
فالح بن عابر: 84.
الفرات بن سالم: 108.
فران بن بلي بن عمرو: 289.
الفزاري المنجم: 82.
الفضال بن أبي فضالة الأبناوي: 303.
أبو قرة: 101.
قناب بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة:
208.
قحطان بن عابر بن شالخ: 102.
قرن بن ردمان: 187.
قسي بن معاوية: 330، 332، 376.
القفاعة بن عبد شمس: 197.
قيس بن ثعلبة: 254، 253، 274.
قيصر: 325.
كعب بن مامة: 350.
لوط: 245.
ليلى بنت الحارث الكنانية: 87.
مامة بنت حجر آكل المرار: 88.(1/511)
المأموني: 40، 64.
المتوكل (الخليفة): 211.
مجيب الفاكهي: 200.
محمد بن ابان الخنفري: 116، 117، 194.
محمد بن أبي العلا: 177، 189.
محمد بن الأعجم التجيبي: 171.
محمد بن الحصين التجيبي: 171.
محمد بن خالد: 92.
محمد بن السائب: 83.
محمد ذو المثلة: 191.
محمد بن الصنديد: 176.
محمد بن عبيد الأصبجي: 177، 189.
محمد بن قباث: 178.
محمد بن يعفر: 181، 353.
محمد بن يوسف التجيبي: 168، 171.
مخلد بن عليان: 218.
مرتع بن عمرو بن معاوية: 172.
ابن مرزا الأبناوي: 104.
مرداس: 174.
مرطل: 106.
مرهبة بن الدعام: 154، 220.
مروان بن أبي حفصة: 266.
مسيلمة الحنفي: 254، 275.
ابن مسمار: 249.
المصفح بن جعدة: 175.
مطرف بن مازن الكناني: 103، 104.
ابن مطيع: 105.
مظة بن الجمجم: 248.
معاذ بن جبل الأنصاري: 99، 133، 148، 176.
معاوية (الخليفة): 115.
معاوية بن عميرة: 83.
المعتصم بالله العباسي: 70، 202، 211.
المعتمد العباسي: 204.
معد بن عدنان بن أدد: 83.
معقل بن منبه: 103.
ابن معناس: 99.
معن بن زائدة: 109، 116، 215، 266، 274، 319.
معيد (جد آل الضحاك): 115.
ابو المغلس: 136، 307.
المقتدر العباسي: 233، 388.
المقصور (الملك): 169.
ابن ملجم: 193.
ابن أبي منى: 101.
موسى بن ربيع: 92.
موسى بن نمير: 272.
موسى بن الهرامي: 145.
مهلائيل بن قينان: 331.
ميمون بن قحطان الصدفي: 242.
نبت بن عكل: 235.
النبي (صلى الله عليه وسلم): 41، 83، 96، 108، 155، 237، 254، 293، 320، 330، 332، 355، 359، 386، 387، 389، 395، 404.
النعمان بن المنذر: 262، 277.
نعمان الهمداني: 108.
نمرود بن كوش: 84.
نهم بن ربيعة: 154.
الواثق: 211.
وبرة بن رومانوس: 296.(1/512)
تميم بن ابي مقبل: 99.
ابن جبران: 202.
الجرمية: 279.
جرير بن عطية: 89، 391.
جعفر بن علبة الحارثي: 285.
جماعة البارقي: 328.
الجنبي (رجل من جنب): 130.
جياش بن نجاح: 96.
ابو الجياش (الجياش): 335.
الحارث بن حلزة: 335، 338.
الحارث الرائش: 163.
الحارث بن زياد المعاوي الحارثي: 229.
الحارث بن ظالم: 268.
الحارث بن عمرو الخولاني: 134.
الحارثي (من شعراء بلحارث): 276.
الحزازة العامري: 333، 335.
الحسن بن احمد الهمداني: 123، 125، 207.
الحطيئة: 291، 292، 293.
حميد بن ثور: 241.
ابو الحياش الحجري: 335، 337.
الخطاب بن ابي الحفاظ الحجوري: 127.
الخرنق أخت طرفة: 344.
دعبل بن علي الخزاعي: 48.
ابو داود الايادي: 342.
ابو ذؤيب: 351.
ذو الاصبع العدواني: 235.
ذو الرمة: 275، 345، 356.
ابو الذيال البلوي: 285.
ربيعة الجوبي: 97، 98، 122، 123.
ابن الرقاع: 351.
زهير: 241، 343، 350، 372.
ساعدة بن جؤية: 351.
سلامة بن جندل: 324.
السليك بن السلكة: 151، 204.
شبيب بن البرصاء: 348.
شريح بن الاحوص: 88.
الشماخ: 348.
الشمردل بن شريك: 322.
الشنفرى: 304.
الطائي: 122.
طرفة بن العبد: 88، 166، 275، 284، 288، 289، 293، 331، 344.
طفيل الغنوي: 285، 289، 290، 291.
عائذ بن عبد الله الازدي: 326.
عبد بني الحسحاس: 351.
عبد الخالق بن ابي الطلح الشهابي: 96، 106.
عبد الله بن أحمد التميمي: 126.
عبد الله بن اسماعيل المروني: 213.
عبد الله بن عبد الرحمن الازدي: 325.
عبيد بن الابرص: 297، 348.
العجاج: 289، 342.
العجلائي: 337.
علقمة بن ذي جدن: 104، 114.
علقمة بن زيد الصحاري: 339.
علقمة بن عبدة: 275.
ابو علكم المراني: 159.
علي بن صالح ابو الرحالي: 197.
علي بن محمد الصليحي: 101، 127، 140، 158، 185، 196، 238.(1/513)
وحاظة بن سعد: 196.
وضاح اليمن: 104.
الوليد: 104.
وهب بن منبه: 103.
الهادي: 159.
هارون الرشيد: 94، 98، 107.
هبيرة بن عمرو النهدي: 87.
هرمس الحكيم: 44.
هشام بن يوسف الابناوي: 104، 107.
همام بن منبه: 103.
هود (ع س): 91، 170.
هوذة بن علي السحيمي: 252.
يافث بن نوح: 84.
يحابر بن مالك: 330.
يحمد: 330.
يحير بن الحارث: 202.
يحيى بن حرب: 179.
يحيى بن الحسين: 311.
يحيى بن خالد بن برمك: 111، 112.
يرفان بن عثمان: 233، 235.
يزيد بن معاوية: 166، 172.
يزيد بن الوليد: 105.
يريم ذي رعين: 200، 202.
يريم ذي مقار: 229.
يزيد بن منصور: 108.
يوسف بن كثير: 191.
ج الشعراء ابراهيم بن الجدوية: 106.
الابرص الصلائي: 278.
الاجدع بن مالك الهمداني: 157.
احمد بن عيسى الرداعي: 147، 201، 354.
احمد بن محمد العندي: 141.
الاخنس بن شهاب التغلبي: 324.
ابو اسحاق بن ابراهيم الرعرعي: 145.
اسماعيل بن علا الهمداني: 160.
اسماعيل بن محمد الحميري: 192.
الاسود بن يعفر: 242، 286، 350.
ابن الاشعث الجنبي: 338.
الاعشى: 115، 170، 198، 239، 249، 251، 291، 339، 343، 348، 361، 389.
الاعشى الهزاني: 263.
امرؤ القيس: 167، 242، 277، 265، 296، 316، 344، 348، 359.
أمية بن ابي الصلت: 286.
امية بن عائذ الهذلي: 87.
أوس بن حارثة بن لأم: 287.
بشر بن ابي خازم: 365.
بكر بن مرداس: 104، 105.
ابو بكر العندي: 141.
ابن ابي البلس: 115.
تبع: 200، 208.(1/514)
علي بن المهدي الحميري: 96، 131.
علي بن يحيى: 118.
عمارة بن عقيل: 276، 287.
عمر بن ابي ربيعة: 284.
عمرو بن براق الثمالي: 87.
عمرو بن براقة الهمداني: 87.
عمرو بن زيد الخولاني: 97، 98، 129، 134.
عمرو بن معد يكرب الزبيري: 152، 226.
عنترة: 252، 264.
الغطريف الصائدي: 126، 127.
فروة الأسدي: 249.
القاسم بن علي الذروي: 98.
القاسم بن هتيمل: 218.
قدم بن قادم: 158.
القشيري: 298.
القطامي: 350.
ابو قيس بن الاسلت: 325.
كثير: 298، 345، 384.
الكلابي: 259.
لبيد بن ربيعة: 87، 204، 241، 341.
ليلى بنت الحارث الكنانية: 87.
مالك بن حريم الهمداني: 280، 282.
المتلمس: 348.
المجنون: 266.
محمد بن أبان الخنفري: 116، 117، 150، 163، 194، 323.
محمد بن زياد المأربي: 142، 145.
محمد بن سعيد العشمي: 135.
محمد بن الهادي: 116، 156.
المخبل السعدي: 89.
مرقش: 275.
مروان بن ابي حفصة: 266.
ابن مقبل: 353.
ابن مقرون: 351.
ابن مناذر: 94.
ابو المنذر الايادي: 286.
ابو المنيع: 277.
مهلهل: 242، 288.
ميمون بن حريز: 355.
النابغة الجعدي: 175.
النابغة الذبياني: 241، 243، 277، 289، 291، 295، 296، 324.
ابو النجم: 292.
نشوان بن سعيد: 158، 160.
نصر الله بن قلانس: 93.
ابو نواس: 105، 108.
الوليد بن عقبة: 117.
هبيرة بن عمرو النهدي: 87.
هدبة بن الخشرم: 244.
وضاح اليمن: 104.
يزيد بن ابي الحسن الطائي: 171.
يزيد بن مفرغ: 47.
اليعفري (من بني يعفر): 381.(1/515)
د الشعر رب اياك الرجاء: 337
آذنتنا الثواء: 339
من لصب الانصبا: 98
فلو طاوعت السحابا: 268
مجلتهم غير العواقب: 295
اقمنا على بين الاخاشب: 88
جنبنا من يا بعد مجنب: 290
وكأن مهري الجأب: 242
بشاطىء حوث قلبي: 165
لله أيام وتصابي: 96
امعتنفي ومأرب: 151
عفت فيثقب: 243
يا ليلة البرق منكب: 283
فسقاك مثقب: 351
ابنت ملعب: 290
وكندة تهذي وواهب: 88
لاكناف الجريب فالجناب: 325
يا طالب الجو بالسكب: 117
احب أعنابها: 115
بلاد ترابها: 100
أقفر من فالذنوب: 348
حتى تركنا واللوب: 324
منعنا الغيل الكثيب: 287
بريحانة غير مسنت: 304
اناديك وأهلت: 384
اذا قطعنا والمروت: 298
كأن مدائج البراثا: 348
حتى اذا مرهج: 101
جنبنا الخيل بعد فج: 235
سقى ام عمرو ثجيج: 351
فدع عنك هضبة بارح: 323
فعجت وسرددا: 122
ثم اعتلت وافرادا: 158
وطالعت شرادا: 238
حتى رمتهم او كادا: 117
ونحن ضربنا ألم الحد: 287
تنادوا فقالوا ذلكم الردي: 305
نعم رشح مقصدي: 213
أعزك أهل نجد: 88
فعجت وسردد: 97
هلا أرقت منجد: 338.
يا ليتني كنت صنعاء والجند: 117
ودون لقائها نجد هاد: 325
ماذا أؤمل وبعد اياد: 286
خلت الرعارع كغير عهود: 145
أم ترني والشام عاند: 343
جعلت عراد ذات الفدافد: 188
فتبصروا مستشهد: 158
الغدر أهلك الجند: 331
أهل الخورنق من سنداد: 350
سقى طللا مجود: 339
هوى بتهامة والنجود: 89
مضت وزبيد: 196
كأنا المظفرا: 123
ولم ترعيني وأثمرا: 285
سقى الله والغمرا: 241
ونحن قتلنا خمرا: 179
نقبت لهم خزامرا: 158
الا ان ومناكرا: 88(1/516)
ولكن دعا البرابرا: 89
ارقت استعارا: 350
أتيح له على الزجر: 305
تمر لنا الى شفر: 345
رام عيسى نائي المزار: 96
ان بالدم فالعرار: 150
ان داري فالمرار: 235
حلو المعافر احرار: 194
فقلت لها الظواهر: 353
كأنا رحيا مدير: 242
مذيخرة تحضر وسرور: 119
دعوا الجوف أومهر: 157
عفا من فالغمر: 344
كم بالجروم قبروا: 47
أسفر وجهي تستعر: 127
أوحشت فالستار: 342
الى الله أشكو ما له جابر: 229
سقى أم باكر: 346
عفا شطب تدور: 344
عدتهن زور: 249
هما ظبيتان هكر: 152
من الدبيل للدور: 342
لا بد من صنعا السفر: 102
وظلت بأعراف نواكز: 348
سقى الحيا باب الفراديس: 208
تحن الى وراكس: 286
سقى الحيا هابشا: 120
اما رأيت تكميشا: 212
وأوطن منا قشاقش: 152
آل ابي النجم على الارض: 116
فان تمنع العروض: 89
قعدت له فالعريض: 348
يا طائرين فقعا: 107
رأى وهو فرجعا: 298
فقدنا لحانا يا ابن مطيع: 105
فلما مضى أربع: 287
لي في أزال مودعي: 102
تمام الحج القناع: 257
تجانف عن الكراع: 351
وسرو وشي من بدعة: 122
لا تجردي الثوب رعرعي: 145
كأنها وشيعا: 282
عزفت ما كنت تعزف: 259
شج السقاة ولا رتقا: 343
وذا العوة الحقائق: 114
أدرنا الصواعق: 96
قرنت يوم السباق: 98
يا بيت بوس بعد ميثاق: 156
أروي تهامة والطباق: 87
ونحن بسهب تشرق: 89
وصاحب ممهد أنق: 351
ألك السدير الخورنق: 348
ضحوا قليلا معترك: 343، 350
وأقبح هالك: 93
قام يردي عبد المليك: 355
وغيث توسن ثقالا: 344
الا منعت جلساتها ثمالا: 87
وبالربوة سائلا: 200
عمرت دارنا حلولا: 288
أصاح ترى مكلل: 348
يسقط اللوى فحومل: 277
وفي هوزن رخو الحمائل: 123، 209
وفي صبر والجلال: 117
ألما تعجبوا ريب الليالي: 327(1/517)
يا خليلي بانهمال: 345
وهل يشتاق فالخلال: 204
وفوق التعكرين الطوال: 120.
فما نعمت أم جميل: 95
قنابل خيل يوم قتالها: 345
هذيل حموا من عل: 87
قالوا نمار فالرجل: 251
أشهد يتقبل: 332
لهم صدر الانامل: 285
عفاميث القوابل: 345
لهند طلول: 284.
من النجد مسايله: 293
لمن طلل فعاقله: 350
أتعرف رسم ماثله: 341
فالحقت فقابله: 129
لنا عارض من أسل: 160
أول ما أبدأ مقالي: 354
بحمد الاله وتحتما: 204
ولو كنت عرمرما: 242
وبيحان شباما: 193
وما ذكره فتعلم: 346
قالت ذرى علم: 120
انا صبحناهم في الضرم: 193
يا اخوتي مسقمي: 105
لمن الديار ذي اقدام: 344
سلاءة معجوم: 275
وكنت اذا قوم ظالم: 87
أقسمت بالله القسم: 127
آباؤنا دمنوا أضم: 286
فخبر يا عصام: 277
لمن الديار الأرجام: 348
مرية حلت منك مرامها: 87
نظرت وقد فطامها: 130
عفت الديار فرجامها: 341
وطوفت فاوري شلم: 343
ان لم أكلفك الاكم: 271
كأنهن ذي الدوم: 269
وفي رئام ايوانا: 159
وهم كتبوا كانوا الكاتبينا: 48
هلا وقفت من تبن: 192
تقول عيسى من عدن: 191
لي منزلان من عدن: 192
الا ليت شعري والركوان: 290
قال الاطباء يشفيني: 278
كأن المسك بالراح اليماني: 317
ما كل يوم أو صفين: 218
لمن ظعن الوادي لحين: 350
تطاول الليل دمون: 167
حيث يقال اسقينا: 323
يا ناق يسومان: 86
يا شوق غدوة فرآها: 351
ثنيت عرى وزاد شيا: 300
ولن تسمعي التواليا: 260
فلن تردي أمانيا: 260
اقفر الدير فخفية: 342
انا بنينا وسط الفقي: 255(1/518)