مقدمة التحقيق:
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
المؤلف:
هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة النّحويّ الأنباريّ.
نسبته:
ونسبته إلى مدينة الأنبار (1) وهي بلدة قديمة على الفرات، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. وإنّما سميت هذه البلدة الأنبار لأن كسرى كان يتّخذ فيها أنابير الطعام، وهي التي تسميها العرب الأهراء، يعني موضعا يجمع فيه الطعام.
نشأته:
ولد في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومئتين، لأب عالم هو القاسم بن محمد (2)، ويبدو أن القاسم هو أول من ارتحل من الأنبار من أسرته وسكن بغداد، وبها حدّث، وكان صدوقا أمينا عالما بالأدب، موثقا في الرواية توفي القاسم في صفر سنة خمس وثلاثمئة.
ولقد عاش الابن في كنف أبيه أربعا وثلاثين سنة، نهل خلالها من علومه ما شاء وطبيعيّ أن يعتني أب عالم محدّث بابن تلوح في محيّاه مخايل الذكاء والعبقرية، فيسمعه الكثير في مجالسه، ويستجيز له العديد من مشايخ عصره،
__________
(1) الأنساب 1/ 354.
(2) تاريخ بغداد 12/ 441440حيث ترجمته.(1/5)
وليس غريبا على من نشأ في هذا الجوّ العلميّ أن يكون (1): «صدوقا فاضلا، ديّنا خيّرا، من أهل السّنّة»، وأن يكون (2): «من أعلم الناس بالنّحو والأدب، وأكثرهم حفظا له».
ذكاؤه:
ولقد بلغ في الذكاء مبلغا يضرب به المثل، قال النديم في الفهرست (3):
«كان أفضل من أبيه وأعلم، في نهاية الذكاء والفطنة، وجودة القريحة، وسرعة الحفظ، وكان مع ذلك ورعا من الصّالحين، لا تعرف له زلّة، وكان يضرب به المثل في حضور البديهة وسرعة الجواب».
حبه للعلم:
وكان محبا للعلم، قال الخطيب (4): «وحدّثت عنه أنه مضى يوما في النّخاسين، وجارية تعرض حسنة كاملة الوصف، قال: فوقعت في قلبي، ثم مضيت إلى أمير المؤمنين الراضي، فقال لي: أين كنت إلى السّاعة؟ فعرّفته فأمر بعض أسبابه فمضى فاشتراها وحملها إلى منزلي، فجئت فوجدتها، فعلمت الأمر كيف جرى، فقلت لها: كوني فوق إلى أن أستبرئك وكنت أطلب مسألة قد اختلّت عليّ، فاشتغل قلبي، فقلت للخادم، خذها وامض بها إلى النّخاس فليس قدرها أن تشغل قلبي عن علمي. فأخذها الغلام، فقالت: دعني حتى أكلّمه بحرفين، فقالت: أنت رجل لك محلّ وعقل، وإذا أخرجتني ولم تعين لي ذنبي لم آمن أن يظن النّاس فيّ ظنّا قبيحا، فعرّفنيه قبل أن تخرجني. فقلت لها:
ما لك عندي عيب، غير أنك شغلتني عن علمي، فقالت: هذا أسهل عندي.
قال: فبلغ الراضي أمره فقال: لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرّجل».
__________
(1) إنباه الرواة 3/ 201.
(2) إنباه الرواة 3/ 201.
(3) الفهرست 82.
(4) تاريخ بغداد 2/ 184، إنباه الرواة 3/ 204.(1/6)
حفظه:
قال محمد بن جعفر التميميّ (1): فأما أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري فما رأينا أحفظ منه ولا أغزر بحرا من علمه.
ولكي يحافظ على هذا العلم الغزير ألزم نفسه اتباع طريقة معينة في الحياة لا يطيقها غيره فقد كان يدرس في كل جمعة عشرة آلاف ورقة (2).
وحكى أبو الحسن العروضي، قال: اجتمعت أنا وهو عند الراضي على الطعام، وكان قد عرف الطباخ ما يأكل أبو بكر، فكان يسوّي له قليّة يابسة.
قال: فأكلنا نحن من ألوان الطعام وأطايبه، وهو يعالج تلك القليّة ثم فرغنا وأتينا بحلواء فلم يأكل منها، وقام وقمنا إلى الخيش، فنام بين الخيشين، ونمنا نحن في خيش ينافس فيه، ولم يشرب ماء إلى العصر، فلمّا كان العصر قال لغلام: الوظيفة، فجاءه بماء من الحبّ، وترك الماء المزمّل بالثلج. فغاظني أمره فصحت بصيحة، فأمر أمير المؤمنين بإحضاري، وقال: ما قصّتك؟ فأخبرته، وقلت: هذا يا أمير المؤمنين يحتاج أن يحال بينه وبين تدبير نفسه، لأنّه يقتلها ولا يحسن عشرتها. قال: فضحك وقال: له في هذا لذّة، وقد جرت به العادة، وصار إلفا فلن يضرّه. ثم قلت: يا أبا بكر، لم تفعل هذا بنفسك؟ قال: أبقي على حفظي. قلت له: قد أكثر النّاس في حفظك، فكم تحفظ؟ قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا.
قال محمد بن جعفر: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله ولا بعده، وكان أحفظ النّاس للغة ونحو وشعر وتفسير وقرآن.
فحدّثت أنه كان يحفظ عشرين ومئة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها!.
وقال أبو العباس ابن يونس: كان آية من آيات الله في الحفظ.
ولم يكن حفظه حفظ رواية فحسب، بل كان حفظ دراية وفهم وتطبيق
__________
(1) تاريخ بغداد 2/ 183، إنباه الرواة 3/ 203.
(2) المنتظم 6/ 315.(1/7)
7
: 1
:
: 1994
:(1/7)
قال أبو الحسن العروضيّ (1): كان يتردّد ابن الأنباري إلى أولاد الرّاضي، فكان يوما من الأيام قد سألته جارية عن شيء من تفسير الرّؤيا، فقال: أنا حاقن ثم مضى. فلما كان من غد عاد وقد صار معبّرا، وذلك أنه مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني وجاء.
تواضعه:
وكان إلى جانب ذلك زاهدا متواضعا. حكى أبو الحسن الدّارقطنيّ (2):
أنه حضر في مجلس أملاه يوم الجمعة، فصحّف اسما أورده في إسناد حديث، إمّا كان حبّان فقال حيّان، أو حيّان فقال حبّان.
قال أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلاله وهم، وهبته أن أوقفه على ذلك، فلمّا انقضى الإملاء تقدّمت إلى المستملي وذكرت له وهمه، وعرّفته صواب القول فيه، وانصرفت. ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه، فقال أبو بكر للمستملي: عرّف جماعة الحاضرين أنّا صحّفنا الاسم الفلاني لمّا أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، ونبّهنا ذلك الشاب على الصّواب، وهو كذا، وعرّف ذلك الشاب أنّا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال.
ومن أندر الأمور عبر العصور أن يجتمع الأب والابن لنشر العلم في مسجد واحد، قال القفطي (3): وبلغني أنه كتب عنه وأبوه حيّ، وكان يملي في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى، وكان يحفظ فيما ذكر ثلاثمئة ألف بيت من الشعر شاهدة في القرآن.
طريقته في التأليف:
ولم يكن رحمه الله يؤلف كتبه ثم يمليها على الناس في مجالس محدّدة، بل كان شديد الثقة بذاكرته ومحفوظه فكان (4): «يملي من حفظه لا من كتاب، وكانت عادته في كل ما يكتب عنه من العلم هكذا، في كتبه المصنّفة، وأماليه
__________
(1) تاريخ بغداد 2/ 184، إنباه الرواة 3/ 203.
(2) تاريخ بغداد 5/ 183، إنباه الرواة 3/ 202.
(3) إنباه الرواة 3/ 202.
(4) إنباه الرواة 3/ 202.(1/8)
المشتملة على الفوائد اللّغوية والنّحوية والأخبار والتفاسير والأشعار».
بخله:
ونتيجة لزهده وعدم احتفاله بالمآكل والمشارب، وقلة اهتمامه بذلك رماه النّاس بالبخل، حتى قالوا: كان ابن الأنباري شحيحا وكان يسمع هذا اللّقب فيضحك.
وقف أبو يوسف المعروف بالأقسامي على أبي بكر بن الأنباري يوما في جامع المنصور ببغداد، فقال له: يا أبا بكر، قد أجمع سبع فراسخ ناسا على شيء يعني أهل بغداد فأعطني درهما حتى أفرّق الإجماع. فقال: وما هذا الإجماع يا أبا يوسف؟ قال: أجمع أهل البلد عن آخرهم على أنك بخيل. فضحك ولم يعطه شيئا.
ولم يكن له عيال على الرغم من يساره وسعة حاله، ولسنا ندري إن كان تزوج أصلا أم لا.
وفاته:
ولما وقع في علة الموت أكل كل شيء يشتهي، وقال: هي علة الموت (1).
وتوفي في ذي القعدة، وقيل: ليلة النّحر من ذي الحجّة من سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة، وقيل: سبع وعشرين، رحمه الله.
شعره:
قال ياقوت (2): ولابن الأنباري شعر لطيف، فمن ذلك قوله: [من الطويل]:
إذا زيد شرّا زاد صبرا كأنّما ... هو المسك ما بين الصّلاية والفهر
فإن فتيت المسك يزداد طيبه ... على السّحق، والحرّ اصطبار على الضّرّ
__________
(1) إنباه الرواة 3/ 205.
(2) معجم الأدباء 18/ 312311.(1/9)
ومن أماليه: [من الطويل]
فهلّا منعتم إذ منعتم كلامها ... خيالا يوافيني على النّأي هاديا
سقى الله أطلالا بأكثبة الحمى ... وإن كنّ قد أبدين للنّاس مابيا
منازل لو مرّت بهنّ جنازتي ... لقال الصّدى: يا صاحبيّ انزلا بيا
وأملى أيضا: [من الطويل]
وبالهضبة البيضاء إن زرت أهلها ... مها مهملات ما عليهنّ سائس
خرجن لخوف الرّيب من غير ريبة ... عفائف باغي اللهو منهنّ يائس
* * *
مؤلفاته:(1/10)
* * *
مؤلفاته:
1 - كتاب أدب الكاتب.
2 - كتاب الأضداد، مطبوع بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الكويت.
3 - كتاب الألفات.
4 - كتاب الأمالي، وهذا المجلس قطعة من أماليه.
5 - كتاب إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عزّ وجلّ، مطبوع بتحقيق
د. محي الدين عبد الرحمن رمضان، دمشق.
6 - كتاب خلق الإنسان.
7 - ديوان الأعشى.
8 - ديوان الراعي.
9 - ديوان زهير بن أبي سلمى.
10 - ديوان النابغة الجعدي.
11 - ديوان النابغة الذبياني.
12 - كتاب الردّ على من خالف مصحف عثمان.
13 - كتاب الزاهر، مطبوع بتحقيق د. حاتم صالح الضامن، بغداد وبيروت.
14 - شرح السبع الطوال الجاهليات، مطبوع بتحقيق عبد السلام هارون، القاهرة.
15 - شرح المفضليات، مطبوع بتحقيق ليال، بيروت.
16 - كتاب عجائب علوم القرآن.
17 - كتاب غريب الحديث.
18 - كتاب الكافي.
19 - كتاب اللامات.
20 - كتاب المذكر والمؤنث، مطبوع بتحقيق طارق الجنابي، بغداد وبيروت.
21 - كتاب المشكل في معاني القرآن.
22 - كتاب المقصور والممدود.(1/11)
23 - كتاب الموضح.
24 - كتاب نقض مسائل ابن شنبوذ.
25 - كتاب الواضح.
26 - كتاب الهاءات.
27 - كتاب الهجاء والمجالسات.
28 - ونشر الأستاذ عز الدين البدوي النجار «قصيدة في مشكل اللغة وشرحها» في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق. مج 64، ج 4، ص 693617.
مصادر ترجمته:
إنباه الرواة، للقفطي 3/ 201.
الأنساب، للسمعاني 1/ 355.
تاريخ بغداد، للخطيب 3/ 181.
شذرات الذهب، للحنبلي 2/ 315.
طبقات اللغويين والنحويين، للزبيدي 153.
طبقات المفسرين، للداودي 2/ 227.
غاية النهاية، لابن الأثير 2/ 330.
الفهرست، للنديم 82.
معجم الأدباء، لياقوت 18/ 306.
المنتظم، لابن الجوزي 6/ 311 (الهند).
نزهة الألبّاء، للأنباري 264.
* * *رواة الكتاب:
1 - الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، الهاشميّ، سمع أبا بكر ابن الأنباري وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النّيسابوري، والقاضي المحاملي، وغيرهم وروى عنه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري وهبة الله بن الحسن الطبري، وغيرهم وهو ثقة مشهور، توفي سنة 396هـ.
وقيل: سنة 397هـ. يوم السبت سلخ شهر ربيع الأول، وقيل: ربيع الآخر،
وله ستّ وثمانون سنة.(1/12)
وقيل: سنة 397هـ. يوم السبت سلخ شهر ربيع الأول، وقيل: ربيع الآخر،
وله ستّ وثمانون سنة.
[تاريخ بغداد 2/ 215، المنتظم 7/ 232، العبر 3/ 64].
2 - الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله أمير المؤمنين، الهاشميّ، المعروف بابن الغريق، سيّد بني هاشم في عصره، ولد سنة 370هـ في ذي القعدة. سمع الدارقطني وابن شاهين والمخلّص وغيرهم، روى عنه الخطيب والحميديّ والقاضي الأرمويّ وغيرهم.
قال الخطيب: كان ثقة نبيلا، ولي القضاء بمدينة المنصور، وهو ممن شاع أمره بالعبادة والصلاح، حتى كان يقال له: راهب بني هاشم.
توفي سنة 465هـ في أول ذي الحجة.
[تاريخ بغداد 3/ 108، المنتظم 8/ 283، سير أعلام النبلاء 18/ 241].
3 - القاضي الإمام أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرمويّ، البغداديّ، الشافعيّ. ولد ببغداد في سنة 459هـ.
سمع من أبي جعفر ابن المسلمة وأبي الحسين ابن المهتدي، والخطيب وغيرهم روى عنه ابن عساكر والسّمعاني وابن طبرزد وغيرهم، كان فقيها مناظرا متكلّما صالحا كبير القدر.
قال السّمعاني: فقيه، إمام متديّن، ثقة صالح، حسن الكلام، كثير التلاوة.
قال الذهبي: وقد ولي قضاء دير العاقول. [قلت: دير العاقول: مدينة جنوب شرقي بغداد].
توفي في رابع رجب سنة 547هـ. وله ثمان وثمانون سنة.
[الأنساب 1/ 191، المنتظم 10/ 149، سير أعلام النبلاء 20/ 183].
4 - يوسف بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن، العاقوليّ الأصل، البغداديّ المولود والدّار، المأمونيّ، المقرىء.
سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد والأرمويّ وابن ناصر وغيرهم.
وحدّث.(1/13)
توفي في الثالث من صفر سنة 587هـ.
[التكملة لوفيات النقلة للمنذري 1/ 151].
5 - الإمام أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقوليّ، البغداديّ.
تلا بالرّوايات على أبي الكرم الشهرزوريّ، وتصدّر للإقراء، وحدّث عن القزّاز وابن خيرون، وعدّة.
توفي يوم التروية سنة 608هـ. وله ثلاث وثمانون سنة.
[التكملة 2/ 234، معرفة القراء الكبار 2/ 598، سير أعلام النبلاء 22/ 21].
* * *وصف النسخة:
لهذا المجلس من أمالي ابن الأنباري نسخة واحدة فيما أعلم احتفظت بها المدرسة الضيائية بجبل قاسيون ظاهر دمشق، ثم آل أمرها إلى دار الكتب الظاهرية بدمشق، واستقرت أخيرا في مكتبة الأسد.
وهي نسخة قديمة، كتبت بخط نسخ جميل في الصفحات الثلاث الأولى، ثم أخذ يسوء ويندر فيه الإعجام إلى ما قبل الصفحة الأخيرة ثم عاد إلى شيء من الإتقان في الصفحة الأخيرة.
رقمها 3824ضمن المجموع 88. تبدأ من الورقة 138وفيها بخط جليل: مجلس من أمالي ابن الأنباري. وتحت ذلك بالخط ذاته كلمة: وقف.
وتنتهي بالورقة 143ب حيث نهاية السماعات.
وفي كل صفحة (1917) سطرا. مسطرتها 5، 13* 18سم.
كاتبها: يوسف بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن البغدادي، المعروف بالفقيه العاقولي [هو الراوي الرابع لهذا المجلس] كتبها سنة 583هـ ببغداد، كما يستفاد من السماعين الثالث والرابع.
وذكر الزركلي في الأعلام 7/ 226أنه رأى قطعة من أمالي ابن الأنباري في
المدرسة النظامية وعليها خط ابن الأخضر.(1/14)
وذكر الزركلي في الأعلام 7/ 226أنه رأى قطعة من أمالي ابن الأنباري في
المدرسة النظامية وعليها خط ابن الأخضر.
قلت: فلعلها نسخة من هذا المجلس بالذات. (انظر السماع السادس).
وهذا المجلس من أمالي ابن الأنباري له أهميته، فقد انكبّ العلماء على دراسته وسماعه في مجالس العلم، وكان فيمن سمعه الخطيب البغدادي، واقتبس منه فيما بعد الخبر رقم 9في تاريخه فهذا المجلس إذن من موارد الخطيب البغدادي، وعنه نقل ابن عساكر ذلك الخبر.
إلى جانب ذلك فهو يعطينا صورة صادقة لما كانت عليه مجالس ابن الأنباري فهو يبدأ مجلسه بذكر حديث شريف يسنده عن مشايخه، ثم يستطرد من خلال بعض ألفاظ الحديث إلى ناحية لغوية، وربّما ثنّى بخبر لغويّ آخر، ثم ينتقل بعد ذلك إلى رواية الأخبار التاريخية والأدبية، وينهي مجلسه بأبيات من شعر محمد بن أمية بن أبي أميّة.
قال الشابشتي في الديارات ص 32: وكان أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري يختم أماليه في مجالسه بمقطوع من شعر ابن أبي أمية، استحسانا له واستعذابا لألفاظه، ويقرّظه دائما ويصفه.
وهذا الكلام لا يصدر إلّا من رجل رأى أمالي ابن الأنباري بكامل مجالسه، والشابشتي توفي سنة 388هـ.
وأقدم سماع في نسختنا يحمل تاريخ 497هـ. فالكتاب إذن تعرّض للضياع خلال القرن الخامس ولست أدري كيف بقي هذا المجلس ولم يفقد مع أصله؟
ومع اهتمام العلماء به خلال أكثر من نصف قرن (583497) فإنه لم يخل من بعض الأخطاء، ولعل مردّ ذلك إلى السرعة في الكتابة.
* * * نسأل الله أن ينفع به، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، إنه نعم المولى ونعم النّصير.
إبراهيم صالح دمشق(1/15)
نماذج من صفحات الأصل
صفحة العنوان:(1/16)
صفحة العنوان:(1/17)
صفحة العنوان:(1/18)
صفحة العنوان:
وقف بدار السّنّة الضّيائيّة بالجبل [139ا] مجلس من أمالي أبي بكر محمد بن القاسم بن بشّار الأنباريّ النّحويّ رواية الشريف أبي الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون أمير المؤمنين، عنه
رواية الشريف أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله أمير المؤمنين، عنه
رواية القاضي الإمام أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرمويّ، عنه
رواية الفقير إلى عفو الله ورحمته يوسف بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن البغداديّ، المعروف بالفقيه العاقولي، وأخيه (1) أحمد، كلاهما عنه.
__________
(1) في الأصل: وأخوه.(1/19)
الأحاديث الشريفة
بسم الله الرّحمن الرّحيم 1* أخبرنا القاضي الأجلّ، العالم، فخر القضاة، جمال الإسلام، أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرمويّ قراء عليه، ونحن نسمع، بقراءة شيخنا العالم الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر السّلاميّ، فأقرّ به، قال:
أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله، لفظا.
أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون حدّثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشّار في شهر رمضان سنة ستّ وعشرين وثلاثمئة، حدّثنا أحمد بن الهيثم، ثنا عفّان، نا عبد الواحد بن زياد، ثنا حارث بن حصيرة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه [عن جدّه] (1) عبد الله بن مسعود قال (2):
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «كيف أنتم وربع أهل الجنة؟ ربعها لكم وثلاثة أرباعها للنّاس». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فكيف أنتم وثلث أهل الجنّة؟» قالوا: هذا أكثر من الأوّل. قال: «فكيف أنتم والشّطر؟». قالوا:
هذا أكثر ممّا قبله. قال: «فإن أهل الجنّة عشرون ومئة صفّ أنتم فيها ثمانون صفّا».
2* قال اللّغويّون: في الرّبع ثلاث لغات: يقال: هو الرّبع والرّبع والرّبيع وكذلك العشر والعشر والعشير، والتّسع والتّسع والتّسيع، والثّمن والثّمن والثّمين، والسّبع والسّبع والسّبيع، والسّدس والسّدس والسّديس، والخمس والخمس والخميس، والثّلث والثّلث ولم يسمع الثّليث، فمن تكلّم به أخطأ (3).
__________
(1) الزيادة لازمة، وفوق كلمة «أبيه» في الأصل ضبّة.
(2) الحديث بلفظ مقارب في جامع الأحاديث 5/ 130، وانظر صحيح مسلم 1/ 138، ومسند أحمد 1/ 437، عن ابن مسعود.
(3) قال في اللسان «ثلث» 1/ 499: والثّلث والثّليث من الأجزاء: معروف، يطّرد(1/21)
قال الشاعر (1): [من الطويل]
وألقيت سهمي وسطهم حين أوخشوا ... فما صار لي في القسم إلّا ثمينها (2)
3* حدّثنا محمد بن الحسن، ثنا أبو بكر، نا أحمد بن يحي النّحويّ، عن سلمة، عن الفرّاء، قال (3):
يقال: كان هذا عهبّاء شبابه. بالمدّ.
4* حدّثنا محمد، نا أبو بكر، قال: قال أحمد بن يحيى:
وخالف النّاس الفرّاء فيه فقصروه، ومعناه كمعنى: كان هذا في عنفوان شبابه، وشرخ شبابه، وريق شبابه، وجنّ شبابه، وغلواء شبابه، وريّان شبابه، وريّا شبابه.
وأنشد الفرّاء (4): [من الطويل]
__________
ذلك عند بعضهم في هذه الكسور، وجمعها أثلاث. الأصمعيّ: الثّليث بمعنى الثّلث ولم يعرفه أبو زيد. الجوهريّ: الثّلث: سهم من ثلاثة، فإذا فتحت الثّاء زدت ياء، فقلت: ثليث مثل ثمين وسبيع وسديس وخميس ونصيف وأنكر أبو زيد منها خميسا وثليثا.
(1) هو يزيد بن الطثرية، والبيت في ديوانه 21، وطبقات ابن سلام 2/ 780، واللسان «وخش» 6/ 4790و «ثمن» 1/ 508، والأغاني 8/ 177ونسب في مجموعة المعاني 147إلى مزاحم بن الحارث العقيلي، وبلا نسبة في المخصص 17/ 130.
(2) في الأصل: فما طار وأوخشوا: خلطوا.
قال ابن سلام: «وقال أيضا في امرأة كان يتحدّث إليها ويعجب بها، فبينا هو عندها إذا حدث لها سواه قد طلع عليها، ثم جاء آخر، فلم يزالوا كذلك حتى تمّوا سبعة وهو الثامن، فقال:
أرى سبعة يسعون للوصل كلّهم ... له عند ليلى دينة يستدينها
فألقيت سهمي وسطهم
(3) ليس القول في المنقوص والممدود للفراء، ولا في مجالس ثعلب، وانظره في المخصص 1/ 38، واللسان «عهب» 4/ 3147.
(4) البيت لجرير، وهو في ديوانه 478، والنقائض 2/ 629، برواية:
أجنّ الهوى بجمد الصّفا
وقال في النقائض: قوله: أجنّ الهوى يعني حركة الهوى الذي يصيبه منها مثل(1/22)
أجنّ الصّبى أم طائر البين شفّني ... بذات الصّفا تنعابه ومحاجله
5* حدّثنا محمد بن الحسن، ثنا أبو بكر، ثنا أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابيّ قال (1):
العرب تقول: [من الرجز]
رمّدت الضّأن فربّق ربّق ... رمّدت المعزى فرنّق رنّق
قال: وتفسيره: إن المعزى (2) إذا تغيّرت ضروعها لم تلد (3) سريعا.
فمعنى رنّق: احتبس وانتظر.
يقال: رنّق الطّائر إذا رفرف قبل وقوعه إلى الأرض.
وإذا تغيّرت ضروع الضّأن (4) ولدت سريعا.
فتفسير ربّق ربّق: هيّء الأرباق، وهي الحبال التي تجعل في رؤوس أولادها.
وقال غير أحمد بن يحيى: رمّدت، مأخوذ من الرّماد، إذا صار لون الضّروع مثل لون الرّماد.
وواحد الأرباق ربق والرّبقة معناها بمعنى الرّبق.
من ذلك الحديث المرويّ: «من فارق الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه» (5).
__________
الجنون أهو من الهوى أم من طائر البين، يريد غراب البين. شفّه: حزنه.
والنعب: صياح الغراب. ومحاجله: يريد حجله ومشيه.
وفي الأصل: أجن المصى
(1) قول ابن الأعرابي في اللسان «رمد» 3/ 1727وفي «رنق» 1745: عن ابن الأعرابي، وأنشد. وكذا في التاج «رنق» 25/ 370. وانظر مجمع الأمثال 1/ 293.
ورمّدت الشاة والناقة وهي مرمّد: استبان حملها، وعظم بطنها، وورم ضرعها.
(2) في الأصل: إن الضأن. صوابه ما أثبت، وانظر التاج 25/ 330و 370.
(3) في الأصل لم تولد.
(4) في الأصل: وإذا تغيرت ضروع المعزى. صوابه ما أثبت.
(5) الحديث في التاج «ربق»: ويروى عن حذيفة رضي الله عنه: «من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه». وانظر النهاية 2/ 190ومسند أحمد 5/ 180و 344.(1/23)
قال مهلهل بن ربيعة (1) (2): [من الوافر]
كأن الجدي في مثناة ربق ... أسير أو بمنزلة الأسير
6* حدّثنا محمد بن الحسن، ثنا أبو بكر، ثنا أحمد بن يحيى، قال:
الرّوق عند العرب: السّيّد [140ب] والرّوق: القرن والرّوق:
الإعجاب، والرّوق: الصّفاء من الكدر.
وقال غير أبي العبّاس: الرّاووق: مصفاة الخمر أخذ من: راق الشّراب روقا، إذا صفا.
وقال الأعشى (3) (4): [من البسيط]
نازعتهم قضب الرّيحان متّكئا ... وقهوة مزّة راووقها خضل
الخضل: النّديّ. ونازعتهم: ناولتهم.
7* حدّثنا محمد، ثنا أبو بكر، ثنا أحمد بن يحيى، ثنا محمد بن سلّام، حدّثنا يونس النّحويّ، قال (5):
قال أبو الأسود الدّئلي (6): ركبت سفينة أنا وعمران بن
__________
(1) مهلهل بن ربيعة التغلبي، قيل: اسمه امرؤ القيس، وقيل: عديّ، أخو كليب وائل الذي هاجت بمقتله حرب بكر وتغلب، وسمّي مهلهلا لأنه هلهل الشعر، أي أرقّه ويقال: إنه أوّل من قصّد القصائد. (الأغاني 5/ 34، الشعر والشعراء 1/ 297، معجم الشعراء 79).
(2) البيت من قصيدة له في رثاء كليب. أمالي اليزيدي 118وأمالي القالي 2/ 130.
والمثناة: الحبل.
(3) هو الأعشى الكبير ميمون بن قيس، شاعر جاهلي فحل، مشهور.
(4) ديوانه 109. والقهوة: الخمر. والرّاووق: الوعاء الذي تروّق فيه الخمر.
(5) ليس الخبر في طبقات ابن سلام.
(6) أبو الأسود الدّئلي أو الدّؤلي: ظالم بن عمرو، كان من وجوه التابعين وفقهائهم ومحدّثيهم، وهو يعدّ في الشعراء والتابعين والمحدّثين والبخلاء والمفاليج والنحويين والعرج، وكان من وجوه شيعة علي رضي الله عنه. (الأغاني 12/ 297، الشعر والشعراء 2/ 729، وانظر لضبط نسبه مختلف القبائل لابن حبيب 4746، وطبقات ابن سلام 1/ 12).(1/24)
حصين (1) من الكوفة إلى البصرة، فسرنا ثمانيا، ما مرّ بنا يوم إلّا ونحن نتناشد فيه الشّعر.
8* حدّثنا محمد، ثنا أبو بكر، ثنا موسى بن محمد الخيّاط، ثنا عثمان ابن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن هذيل بن شرحبيل، قال (2):
خطب النّاس معاوية، فقال: لو بايع النّاس عبدا مجدّعا لتبعتهم، ولو لم يبايعوني برضاهم ما أكرهتهم ثم نزل. فقال له عمرو بن العاص: قد قلت قولا ينبغي أن تأمّله. فرجع إلى المنبر، فقال: ما بقي أحد أحقّ بالخلافة منّي ومن أحقّ بالخلافة منّي؟.
وعبد الله بن عمر حاضر، قال: فأردت أن أقول: أحقّ بالخلافة منك من ضربك وأباك على الإسلام ثم خفت أن تكون الكلمة فسادا، وذكرت (3) ما وعد الله أهل الجنان، فهان عليّ ما قال.
9* حدّثنا محمد، ثنا أبو بكر، ثنا محمد بن أحمد المقدّميّ، حدّثنا أبو محمد التّميميّ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن مولى المنصور، حدّثنا الأصمعيّ، قال (4):
بعث إليّ محمد الأمين، وهو وليّ عهد، فصرت إليه، فقال: إن الفضل بن الربيع (5) كتب عن أمير المؤمنين يأمر بحملك إليه على ثلاث دوابّ من دوابّ
__________
(1) عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي، أسلم قديما وغزا عدة غزوات وكان صاحب راية خزاعة يوم فتح مكة، تحول إلى البصرة إلى أن مات بها، وكان عمر بعثه ليفقه أهلها، توفي سنة 52هـ. (الإصابة 5/ 26رقم 6005، تهذيب التهذيب 8/ 125).
(2) الخبر برواية مقاربة في تاريخ دمشق 37/ 142141 (مخطوطة مصورة).
(3) في الأصل: وذكرتك.
(4) نقله بنصه وسنده، الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 411وما بعد، وابن الجوزي في المنتظم 10/ 222 (الطبعة الكاملة)، وابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق 15/ 207 وما بعد.
(5) الفضل بن الربيع بن يونس، أبو العباس، كان حاجب هارون الرشيد ومحمد الأمين بعد أن سعى في نكبة البرامكة، وبقي في الوزارة حتى مقتل الأمين، ثم استتر في خلافة المأمون. توفي سنة 208هـ. (تاريخ بغداد 12/ 343، وفيات الأعيان 4/ 37).(1/25)
البريد، وبين يدي محمد السّنديّ بن شاهك (1) فقال له: خذه فاحمله وجهّزه إلى أمير المؤمنين. فوكّل بي السّنديّ خليفته عبد الجبّار، فجهّزني وحملني.
فلمّا دخلت الرّقّة [141ا] أوصلت إلى الفضل بن الرّبيع، فقال لي: لا تلقينّ أحدا ولا تكلّمه حتى أوصلك إلى أمير المؤمنين وأنزلني منزلا أقمت فيه يومين أو ثلاثة، ثم استحضرني فقال: جئني وقت المغرب حتى أدخلك على أمير المؤمنين. فجئته، فأدخلني على الرّشيد، وهو جالس متفرّد، فسلّمت، فاستدناني، وأمرني بالجلوس، فجلست وقال لي: يا عبد الملك، وجّهت إليك بسبب جاريتين أهديتا إليّ، قد أخذتا طرفا من الأدب، أحببت أن تبور (2) ما عندهما، وتشير عليّ فيهما بما هو الصّواب عندك.
ثم قال: ليمض إلى عاتكة، فيقال لها: أحضري الجاريتين.
فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قطّ، فقلت لأجلّهما: ما اسمك؟
قالت: فلانة، قلت: ما عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله به في كتابه، ثم ما ينظر النّاس فيه من الأشعار والآداب والأخبار.
فسألتها عن حروف من القرآن، فأجابتني كأنّها تقرأ الجواب من كتاب وسألتها عن النّحو والعروض والأخبار، فما قصّرت. فقلت: بارك الله فيك، فما قصّرت في جوابي في كلّ فنّ أخذت فيه، فإن كنت تقرضين الشّعر فأنشدينا.
فاندفعت في هذا الشعر: [من الخفيف]
يا غياث العباد في كلّ محل ... ما يريد العباد إلّا رضاك
لا ومن شرّف الإمام وأعلى ... ما أطاع الإله عبد عصاك
ومرّت في الشعر إلى آخره.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ما رأيت امرأة في مسك (3) رجل مثلها.
وفاتحت الأخرى فوجدتها دونها. فقلت: ما تبلغ هذه منزلتها، إلّا أنها إن
__________
(1) السندي بن شاهك، أبو منصور، ولي إمرة دمشق للمنصور، وكان ذميم الخلق، توفي ببغداد سنة 204هـ. (الوافي بالوفيات 15/ 487).
(2) تبور: تختبر. القاموس.
(3) مسك: جلد. القاموس.(1/26)
ووظب عليها لحقت.
فقال: يا عبّاسيّ. فقال الفضل بن الربيع: [141ب] لبّيك يا أمير المؤمنين.
فقال: لتردّا إلى عاتكة، ويقال لها: تصنع هذه يعني التي وصفتها بالكمال لتحمل إليّ اللّيلة.
ثم قال لي: يا عبد الملك، أنا ضجر وقد جلست أحبّ أن أسمع حديثا أتفرّج به، فحدّثني بشيء.
فقلت: لأيّ الحديث يقصد أمير المؤمنين؟. قال: لما شاهدت وسمعت من أعاجيب النّاس وطرائف أخبارهم. فقلت: يا أمير المؤمنين، صاحب لنا في بدو بني فلان، كنت أغشاه فأتحدّث إليه، وقد أتت عليه ستّ وتسعون سنة، أصحّ النّاس ذهنا، وأجودهم أكلا، وأقواهم بدنا فغبرت عنه زمانا، ثم قصدته، فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغيّر الحال! فقلت له: ما شأنك؟ أصابتك مصيبة؟ قال: لا. قلت: أفمرض عراك؟ قال: لا. قلت: فما سبب هذا التّغيّر الذي أراه بك؟ فقال: قصدت بعض القرابة في حيّ بني فلان، فألفيت عندهم جارية قد لاثت رأسها، وطلت بالورس ما بين قرنها إلى قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل توقّع عليه وتنشد هذا الشعر: [من الوافر]
محاسنها سهام للمنايا ... مريّشة بأنواع الخطوب (1)
برى ريب المنون لهنّ سهما ... تصيب بنصله مهج القلوب
فأجبتها: [من الطويل]
قفي شفتي في موضع الطّبل ترتعي ... كما قد أنخت الطّبل في جيدك الحسن (2)
هبيني عودا أجوفا تحت شنّة ... تمتّع فيما بين نحرك والذّقن (3)
فلمّا سمعت الشّعر منّي نزعت الطبل، فرمت به في وجهي، وبادرت إلى [142ا] الخباء فدخلته فلم أزل واقفا إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي، لا تخرج إليّ، ولا ترجع إليّ جوابا. فقلت: أنا معها والله كما قال الشّاعر:
__________
(1) سهم مريّش: ألزق عليه الرّيش. القاموس.
(2) في تاريخ بغداد: ترتقي * كما قد أبحت
(3) شنّة: القربة الخلق. القاموس.(1/27)
[من الطويل]
فوالله يا سلمى لطال إقامتي ... على غير شيء يا سليمى أراقبه
ثم انصرفت سخين (1) العين، قرح القلب فهذا الذي ترى بي من التّغيّر من عشقي لها (2).
فضحك الرّشيد حتى استلقى، وقال: ويحك يا عبد الملك، ابن ست وتسعين سنة يعشق؟.
قلت: قد كان هذا يا أمير المؤمنين. فقال: يا عبّاسيّ. فقال الفضل بن الرّبيع: لبّيك يا أمير المؤمنين.
فقال: أعط عبد الملك مئة ألف درهم، وردّه إلى مدينة السّلام.
فانصرفت، فإذا خادم يحمل شيئا، ومعه جارية تحمل شيئا. فقال: أنا رسول بنتك يعني الجارية التي وصفتها وهذه جاريتها، وهي تقرأ عليك السّلام، وتقول: إنّ أمير المؤمنين أمر لي بمال وثياب، فهذا نصيبك منها، فإذا المال ألف دينار وهي تقول: لن نخليك من المواصلة بالبرّ.
فلم تزل تعهّدني بالبرّ الواسع الكثير حتى كانت فتنة محمّد، فانقطعت أخبارها عنّي.
وأمر لي الفضل بن الرّبيع من ماله بعشرة آلاف درهم.
10* حدّثنا محمد بن الحسن، حدّثنا أبو بكر، ثنا أحمد بن يحيى النّحويّ (3):
أنشدنا الكسائيّ في مجلس الرّشيد، والأصمعيّ حاضر، هذا البيت (4): [من البسيط]
__________
(1) في الأصل: صخين العين.
(2) إلى هنا في مختصر تاريخ دمشق.
(3) الخبر في مجالس العلماء 35، وأمالي الزجاجي 50، ومعجم الأدباء 13/ 183، والأشباه والنظائر للسيوطي 3/ 536وأمالي ابن الشجري 1/ 37، والخزانة 11/ 147، وشرح أبيات المغني 1/ 247وانظر المخصص 7/ 28.
(4) البيت لأفنون التغلبي، في مصادر تخريج الخبر، والمفضليات 263وفيه تخريج واف.(1/28)
أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به ... رئمان أنف إذا ما ضنّ باللّبن
فقال الأصمعيّ: رئمان بالنّصب. فقال له الكسائيّ: اسكت، ما أنت [142ا] وذا؟ يجوز: رئمان ورئمان ورئمان. فسكت الأصمعيّ.
قال أحمد بن يحيى: والنّصب بتعطي، والهاء ترجع على اللّبن والرّفع على الإتباع لما (1) والخفض بالرّدّ على الهاء والتّكرير.
ومعنى البيت: إن هذه النّاقة العلوق إذا بذلت للحوار الشّمّ، وهو الرّئمان، ومنعته اللّبن، لم ينفعه ذلك، فكذلك القول بلا فعل لا جداء معه.
11* ثنا محمد، نا أبو بكر، نا أحمد بن يحيى، ثنا سلمة، قال:
سمعت الأصمعيّ يقول: أفسد النّحو ثلاثة: الكسائيّ (2)، والفرّاء (3)، والأحمر (4).
وسمعت بعض الشيوخ يقول: قال الأصمعيّ هذا، لأنّه كان (5) قلبه نضيجا ممّا ينزل به منهم إذا اجتمعوا في المجالس.
12* ثنا محمد، أنشدنا أبو بكر، أنشدنا إبراهيم بن عبد الله الوزّان لمحمد بن أميّة (6): [من الطويل]
__________
(1) في الأصل: لنا.
(2) الكسائي: أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي، أحد الأئمة القراء من أهل الكوفة، استوطن بغداد وكان يعلّم بها الرشيد ثم الأمين من بعده، كان يصحب الرشيد في حلّة وترحاله، توفي سنة 180هـ بالرّيّ. (إنباه الرواة 2/ 256).
(3) الفرّاء: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الدّيلميّ، كان أبرع الكوفيين وأعلمهم. قال ثعلب: لولا الفرّاء ما كانت عربيّة لأنه خلّصها وضبطها، توفي بطريق مكة سنة 207هـ. (إنباه الرواة 4/ 1).
(4) خلف الأحمر بن حيان، أبو محرز، أحد رواة الغريب واللغة والشعر ونقّاده، وهو أحد الشعراء المحسنين، وكان يبلغ من حذقه واقتداره على الشعر أن يشبّه شعره بشعر القدماء، توفي في حدود 180هـ. (إنباه الرواة 1/ 348).
(5) في الأصل: لإن كان.
(6) محمد بن أمية بن أبي أمية، كان كاتبا شاعرا ظريفا، وكان ينادم إبراهيم بن المهدي، وكان حسن الخط والبيان، وكان يكتب للمهدي على بيت المال(1/29)
لقد عاجلتني نظرتي بهواك ... كأن لم تكن عيني تريد سواك
أتاني رسولي مشرقا نور وجهه ... ولم يك عندي قبل ذاك كذاك
أتاك قبيحا وجهه فكسوته ... بقايا جمال منك حين أتاك
كفاني إذا غيّبت عنّي بأن أرى ... رسولي وقد كلّمته ورآك (1)
آخر المجلس، والحمد لله ربّ العالمين، وصلواته على سيّدنا محمد النّبيّ وآله.
* * * __________
وكان يأنس به لأدبه وفضله ومكانه من ولائه، فزامله أربع دفعات حجّها في ابتدائه ورجوعه.
(الأغاني 12/ 145، تاريخ بغداد 2/ 86).
(1) قال الشابشتي في الديارات 32: وكان أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري يختم أماليه في مجالسه بمقطوع من شعر ابن أبي أمية، استحسانا له واستعذابا لألفاظه، ويقرّظه دائما ويصفه.(1/30)
سماعات الكتاب
السّماع الأول:
نقلت من أصل شيخنا الأرموي وهي بخط محمود الأصبهاني، وهي الآن بيد سبطه الفحر صاحب ابن المنّي ما هذا حكايته مختصرا:
نسخت هذا المجلس من خط الشيخ أبي منصور عبد المحسن وفيه سماع جماعة في الورقة الأولى من الجزء بخطه:
سمعت إلى البلاغ (1) من لفظ القاضي أبي الحسين بن المهتدي بالله عن ابن المأمون، وسمع الخطيب أبو بكر الحافظ وأبو الفضل بن خيرون وأبو العز عبيد الله بن الفراء وجماعة وعمر بن يوسف الأرمويّ، وابنه محمد إلى البلاغ (2).
وكتب محمود بن الفضل بن محمود الأصبهاني في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وتسعين وأربعمئة.
السّماع الثاني:
سمع جميع هذا المجلس على القاضي الإمام العالم أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي رحمه الله وإيّانا بقراءة الشيخ الإمام الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي البغدادي، الشيوخ الأئمة: الشيخ الإمام العالم الأجل السند الأوحد برهان الدين حجة الإسلام قدوة الأمة أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الغزنوي أحسن الله توفيقه، وابناه النجيبان أبو عبد الله الحسين وأبو الفتح أحمد، كان الله لهما والرئيس الأجل جمال الرؤساء أبو البدر المؤيد بن أبي الفضل بن منير ووالده أبو الفضل منير بن محمد بن منير، وأبو طالب إسماعيل بن أبي طريف العلوي الحسيني، ومحمد بن يوسف بن علي الغزنوي، والفقير إلى عفو الله تعالى ورحمته يوسف بن
__________
(1) ليس في هوامش الأصل كلمة: بلغ.
(2) ليس في هوامش الأصل كلمة: بلغ.(1/31)
الحسن بن أبي البقاء بن الحسن البغدادي، وأخوه أبو العبّاس أحمد والسّماع بخط يوسف، وذلك في يوم الإثنين ثالث شهر صفر من سنة ثمان وثلاثين وخمسمئة بالرباط البرهاني عمره الله تعالى، وصحّ وثبت.
السّماع الثالث:
سمع جميع هذا المجلس على الفقير إلى عفو الله تعالى ورحمته يوسف بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن البغدادي، ويعرف بالفقيه العاقولي، وهذا خطه، وعلى الشيخ الأجل أبي [عبد الرحيم] (1) النفيس بن هبة الله بن وهبان الحديثي بسماعهما من الأرموي، بقراءة الشيخ الإمام تاج الدين أبي منصور عبد العزيز بن ثابت بن طاهر الحفاظ عبد الرحيم بن النفيس الحديثي المذكور وأبو الحسن إبراهيم بن الحسن بن عبد الله سبط الأرموي، وأبو محمد إسماعيل بن عثمان، وأبو بكر الخياط، وأبو عبد الله محمد بن أبي محمد بن أبي الفتح الفقيه الحلواني، وأبو (2) بن يحيى بن علي القصار، وأبو عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم، ومحمد بن مكي بن أبي السّعادات، الحفاظ (2) علي بن (2) الجندي، وعبد الرحمن بن مكي بن أبي الرجاء النعال، وعبد الرحمن بن محمد بن محمد الطوابيقيّ وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة وصحّ وثبت.
ولله الحمد والمنة، وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله وسلامه.
السّماع الرابع:
قرأ عليّ هذا الجزء من أوله إلى آخره وعلى أخي أحمد بن الحسن بروايتنا عن القاضي الأرموي، الشيخ أبو عبد الله بن الخراساني، فسمع ذلك الشيخ السند العالم ركن الدين أبو منصور عبد الله بن الشيخ الأجل العالم سيف الدين أبي عبد الله عبد الوهاب بن شيخنا محي الدين أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ، والقاضي الأجل العالم جمال الدين أبو العباس أحمد بن
__________
(1) بياض بالأصل، وأكملته مما سيأتي.
(2) طمس بالأصل.(1/32)
شيخنا عماد الدين بن أبي يعلى محمد بن محمد بن محمد بن (1) أبو طالب عبد المنعم، والشيوخ عبد الرحمن بن أبي محمد عبد الرحيم بن الفراء، والشيخ أبو بكر المبارك ابن صدقة، وصدقة بن يوسف الباخرزي، وولده محمد، وصدقة بن علي بن أبي منصور بن (1) (1) سمعا ما في باطنها بخطي من الأسماء، وعبد الواحد بن الحسن بن قائد المقرىء وأحمد بن سعيد بن يعقوب البنا، وإبراهيم بن أبي محمد بن بقاء بن آدم السماري، وأبو بكر يحيى بن أبي الحسن بن علي بن عباس النعال، وذلك بقراءة الشيخ الأجل أبي عبد الله محمد بن محمد بن الحسين بن الخراساني، والسماع بخطه في الأصل، وسهوت أن أكتب اسمه، وقد ألحقته بين سطرين، وهو الشيخ أبو عبد الله بن الخراساني وسمع ذلك ركن الدين والجماعة، وذلك على الفقير إلى عفو ربه تعالى ورحمته يوسف بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن البغدادي المعروف بالفقيه العاقولي، وهذا خطه، وعلى أخيه أبي العباس أحمد بن الحسن المقرىء، كلاهما عن القاضي الأرموي، وسمع ذلك ولد أخي أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحسن، وذلك يوم الجمعة حادي عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة بمنزل ركن الدين وسيف الدين بالرباط شرقي بغداد، ولله الحمد والمنة، وصلواته على سيدنا محمد النبيّ وآله.
السّماع الخامس:
وفي الأصل طبقة بخط ابن الأخضر نقلتها بخطه: سمع جميع هذا الجزء على القاضي العالم فخر القضاة أبي الفضل محمد الأرموي بقراءة أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر بن الأخضر، الشيخ الجليل أبو يعقوب يوسف بن أبي الغنايم بن إبراهيم الشيرازي، وذلك في عشية الجمعة ثامن عشر من ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وخمسمئة، وصحّ وثبت.
وكتب يوسف بن محمد بن محمد سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة.
__________
(1) كلمات لم تتضح.(1/33)
السّماع السادس:
وأخرى نقلتها من خط ابن الوادي مختصرا:
سمع جميع هذا الجزء على القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، الشيخ أبو المظفر عبد الخالق بن فيروز الهمذاني الجوهري بقراءة سعد الدين ابن نجا بن الوادي في يوم الثلاثاء من شهر شوال من سنة اثنتين وأربعين وخمسمئة.
* * *
الفهارس العامة لكتاب مجلس من أمالي ابن الأنباري(1/34)
* * *
الفهارس العامة لكتاب مجلس من أمالي ابن الأنباري(1/35)
فهرس الأحاديث الشريفة
ص 21قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كيف أنتم وربع أهل الجنّة؟ ربعها لكم وثلاثة أرباعها للناس».
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فكيف أنتم وثلث أهل الجنّة؟» قالوا: هذا أكثر من الأول. قال: «فكيف أنتم والشطر؟». قالوا:
هذا أكثر مما قبله. قال: «فإن أهل الجنّة عشرون ومئة صفّ، أنتم فيها ثمانون صفّا».
ص 23 «من فارق الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه».
* * *
فهرس القوافي(1/37)
* * *
فهرس القوافي
صدر البيت: القافية: البحر: الشاعر: الصفحة
قافية الباء
محاسنها: الخطوب: الوافر: جارية: 27
برى: القلوب: الوافر: جارية: 27
فوالله: أراقبه: الطويل:: 28
قافية الراء
كأن: الأسير: الوافر: مهلهل بن ربيعة: 24
قافية القاف
رمّدت: ربّق: الرجز:: 23
رمّدت: رنّق: الرجز:: 23
قافية الكاف
يا غياث: رضاك: الخفيف: جارية: 26
لا: عصاك: الخفيف:: 26
لقد: سواك: الطويل: محمد بن أمية: 30
أتاني: كذاك: الطويل: محمد بن أمية: 30
أتاك: أتاك: الطويل: محمد بن أمية: 30
كفاني: ورآك: الطويل: محمد بن أمية: 30
قافية اللّام
نازعتهم: خضل: البسيط: الأعشى: 24
أجنّ: ومحاجله: الطويل: جرير: 23
قافية النون
أم: باللبن: البسيط: أفنون التغلبي: 29
قفي: الحسن: الطويل: أعرابي: 27
هبيني: والذقن: الطويل: أعرابي: 27
وألقيت: ثمينها: الطويل: يزيد بن الطثرية: 22
* * *
فهرس الأعلام(1/38)
* * *
فهرس الأعلام
إبراهيم بن عبد الله الوزان 29
أحمد بن عبد الرحمن 25
أحمد بن الهيثم 21
أحمد بن يحيى النحوي 2928242322
أبو الأسود الدؤلي 24
الأصمعي 2928272625
ابن الأعرابي 23
الأعشى 24
الأعمش 25
أبو بكر (المؤلف) 2825242322 3029
حارث بن حصيرة 21
حبيب بن أبي ثابت 25
خلف الأحمر 29
رسول الله صلى الله عليه وسلم 21
الرشيد 292826
سلمة 2922
السندي بن شاهك 26
عاتكة 2726
عبد الجبار 26
عبد الله بن عمر 25
عبد الله بن مسعود 21
عبد الملك الأصمعي
عبد الواحد بن زياد 21
عثمان بن أبي شيبة 25
عفان 21
عمران بن حصين 24
عمرو بن العاص 25
الفراء 2922
الفضل بن الربيع 28272625
القاسم بن عبد الرحمن 21
الكسائي 2928
محمد بن أحمد المقدمي 25
محمد بن أمية 29
محمد الأمين 2625
أبو محمد التميمي 25
محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون 21 30292825242322
محمد بن سلام 24
محمد بن علي بن المهتدي بالله 21
محمد بن عمر بن يوسف الأرموي 21
محمد بن القاسم بن بشار 21
محمد بن ناصر السلامي 21
أبو معاوية 25
معاوية بن أبي سفيان 25
مهلهل بن ربيعة 24
موسى بن محمد الخياط 25
هذيل بن شرحبيل 25
يونس النحوي 24
* * *
فهرس الأماكن(1/39)
* * *
فهرس الأماكن
البصرة 25
الرقة 26
الكوفة 25
مدينة السلام 28
* * *
فهرس المصادر المذكورة في الحواشي(1/40)
* * *
فهرس المصادر المذكورة في الحواشي
الأشباه والنظائر، للسيوطي، تحقيق عبد الإله نبهان وزملائه، مجمع اللغة العربية بدمشق 1985.
الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر، دار الكتب العلمية، بيروت (مصورة عن طبعة القاهرة).
الأغاني، لأبي الفرج الأصبهاني، تحقيق مجموعة من المحققين، طبع دار الكتب والهيئة المصرية العامة.
إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبع دار الكتب المصرية 19741952.
الأنساب، للسمعاني، تحقيق عبد الرحمن المعلمي، ط. أمين دمج بيروت 1980.
أمالي الزجاجي، تحقيق عبد السلام هارون، المؤسسة العربية الحديثة 1382هـ.
الأمالي الشجرية، دار المعرفة بيروت (مصورة عن طبعة حيدرآباد الهند).
الأمالي، لأبي علي القالي، تحقيق محمد عبد الجواد الأصمعي، المكتب التجاري (مصورة عن طبعة دار الكتب).
أمالي اليزيدي، تحقيق كرنكو، ط عالم الكتب بيروت (مصورة عن طبعة حيدرآباد).
تاج العروس من جواهر القاموس، للزّبيدي، تحقيق عدد من الأساتذة، طبعة الكويت (لم يكمل).
تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، طبعة المكتبة السلفية المدينة المنورة.
تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق عدد من الأساتذة، ط مجمع اللغة العربية بدمشق (لم يكمل).
تهذيب التهذيب، لابن حجر، ط. دار صادر بيروت (مصورة عن طبعة حيدرآباد).
جامع الأحاديث، للسيوطي، تحقيق أحمد عبد الجواد، مطبعة هاشم الكتبي، دمشق.
خزانة الأدب، للبغدادي، تحقيق عبد السلام هارون، مطابع مختلفة، القاهرة والرياض.
الديارات، للشابشتي، تحقيق كوركيس عواد، مطبعة المعارف، بغداد 1966.
ديوان الأعشى الكبير، تحقيق د. محمد محمد حسين، مؤسسة الرسالة بيروت 1983.
ديوان جرير، تحقيق الصاوي، دار الأندلس، بلا تاريخ.(1/41)
ديوان يزيد بن الطثرية، جمع وتحقيق د. ناصر الرشيد، دار الوثبة، دمشق.
الشعر والشعراء، لابن قتيبة، تحقيق أحمد محمد شاكر، ط. دار المعارف، القاهرة 1966.
صحيح مسلم، دار الطباعة العامرة نظارة المعارف باستنبول.
طبقات فحول الشعراء، لابن سلام، تحقيق محمود محمد شاكر، مطبعة المدني، القاهرة 1974.
الفهرست، للنديم، تحقيق رضا تجدد، طهران 1971.
القاموس المحيط، للفيروزآبادي، ط. الحلبي، القاهرة 1952.
لسان العرب، لابن منظور، ط. دار المعارف، القاهرة 1981.
مجالس العلماء، للزجاجي، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة 1983.
مجمع الأمثال، للميداني، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة 1955
مجموعة المعاني، لمجهول، تحقيق عبد المعين الملوحي، دار طلاس، دمشق 1985.
مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور، تحقيق عدد من الأساتذة، ط. دار الفكر، دمشق.
مختلف القبائل ومؤتلفها، لابن حبيب، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني.
المخصص، لابن سيده، طبعة بولاق 13211316هـ.
مسند أحمد بن حنبل، دار صادر بيروت (مصورة الطبعة الأولى).
معجم الأدباء، لياقوت الحموي، تحقيق د. أحمد فريد الرفاعي، مصورة دار المأمون.
معجم الشعراء، للمرزباني، تحقيق عبد الستار فراج، ط. دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1960.
المفضليات، للمفضل الضبي، تحقيق شاكر وهارون، دار المعارف القاهرة 1963.
المنتظم، لابن الجوزي، تحقيق كرنكو، دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد.
المنتظم لابن الجوزي، تحقيق محمد عبد القادر عطا وغيره، دار الكتب العلمية بيروت 1992.
المنقوص والممدود، للفراء، تحقيق عبد العزيز الميمني، دار المعارف، القاهرة.
النقائض، لأبي عبيدة، تحقيق بيفان، دار الكتاب العربي (مصورة عن طبعة ليدن 1905).
النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، تحقيق الزاوي والطناحي، ط. دار إحياء
التراث العربي بيروت.(1/42)
النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، تحقيق الزاوي والطناحي، ط. دار إحياء
التراث العربي بيروت.
الوافي بالوفيات، للصفدي، تحقيق عدد من الأساتذة، مطابع مختلفة (لم يكمل).
وفيات الأعيان، لابن خلكان، تحقيق د. إحسان عباس، ط. صادر بيروت 1968.(1/43)