المقدمة
بسم الله الرّحمن الرّحيم لقد واجه القرآن الكريم في عصر الرسالة حملة شرسة من المشركين ثم من بعدهم من الموالين لهم في كل عصر ومصر حتى العصر الحاضر. وقد تكالب كل من لا يؤمن بالإسلام كدين وبالقرآن كدستور للحياة وبالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كقائد على مهاجمة القرآن الذي هو مصدر قوة المسلمين باستخدام كافة الوسائل المتيسرة لهم.
والمسلمون بدورهم وقفوا في وجه ذلك بما أوتوا من حول وطول بالمحافظة على القرآن الكريم قراءة وتفسيرا وتأويلا وكتابة وطباعة وتسجيلا. ولولا جهودهم المتواصلة لكان القرآن الكريم طعمة للتحريف والتصحيف.
وتاريخ القرآن من المواضيع الشائكة التي تسابقت الأقلام الحاقدة في الكتابة فيه ليجدوا في ذلك منفذا للتشكيك، وقاومتها الأقلام المؤمنة. ومن هذا المنطلق كانت هذه الدراسة ضرورة تهدف استعراض أهم التطورات التي حصلت منذ فترة الوحي جيلا بعد جيل حتى العصر الحاضر. معتمدا في ذلك على المصادر الإسلامية الأصيلة مع التركيز على الجانب التطبيقي دون النظريات المجرّدة عن الدليل.
وهذه الدراسة المتواضعة نتيجة جهد شخصي بذلته لمعرفة تاريخ القرآن الكريم الذي حفظته صغيرا وتلوته كثيرا واستنطقته عند الوحشة، فكان نعم الصاحب والمعين عند الوحدة في مسالك الحياة التائهة، واستعنت على فهمه بحفظة الوحي والتنزيل الذين حافظوا على هذا التراث الأصيل من التغيير والتبديل عسى أن تكون خطوة في المحافظة عليه وصيانته من التشكيك في نصه أو تحوير مفاهيمه أو تشويه رسالته.
{وَمََا تَوْفِيقِي إِلََّا بِاللََّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
محمد حسين الحسيني الجلالي(1/5)
{وَمََا تَوْفِيقِي إِلََّا بِاللََّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
محمد حسين الحسيني الجلالي
علوم القرآن
شاع في عصرنا مصطلح علوم القرآن ويعنى به طائفة من البحوث المتعلقة بالقرآن ولم أجد من حدده بدقة، والأفضل أن يقال أنه العلم الباحث حول أحوال النص القرآني كتابة وقراءة ومعنى، وبذلك تخرج بحوث المواضيع القرآنية من التوحيد مثلا فإنها ليست من أحوال النص بل من معاني ومواضيع القرآن. ويشتمل هذا المصطلح بحوث رسم القرآن والقراءات والناسخ والمنسوخ وكذلك البحث في الفرق في التأويل والتفسير واقسامهما حيث أنها من أحوال النص القرآني، ويخرج علم التفسير حيث هو معنى النص وليس من أحوال النص. أما بداية استعمال هذا المصطلح تاريخيا فغير واضح والظاهر أنه حصل في العصور المتأخرة وقد بحث فيها القدماء في كل منها بانفراد، فأول من بحث في إعراب القرآن هو الإمام علي عليه السّلام حيث أشار على أبي الأسود الدؤلي (ت 69هـ) بقوله: «تأملت كلام العرب فوجدت أنه قد فسد بمخالطة هذه الحمراء» [الأعاجم] ثم قال: «الكلام كله اسم وفعل وحرف» وفصلها بقوله: «انح هذا النحو واضف إليه ما وقع إليك»، ولذلك سمي علم النحو [راجع: معجم الأدباء، مجلد 12، صفحة 34]. وقال الداني: «إن أبا الأسود أول من أعجم القرآن بإرشاد من الإمام علي عليه السّلام [نقط المصاحف للداني، 132] وطبيعي أن يهتم العلماء الأوائل بالبحوث المستجدة حسب ولادة الحاجة إليها ونجد رسائل مفردة لهم في مواضيع خاصة كما سيأتي منها التفسير وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقراءات وغريب القرآن ومشكل القرآن وإعجاز القرآن وأمثال القرآن ومجاز القرآن وغيرها.
ولعل أول من ألّف في علوم القرآن هو ابن الجوزي (ت 594هـ) بعنوان: «فنون الأفنان في علوم القرآن» واشهر المصادر اليوم في الموضوع كتابان هما:
1 - البرهان في علوم القرآن لبدر الدين الزركشي (ت 794هـ)، في أربع مجلدات، طبعة القاهرة، 1391هـ / 1972م.
2 - الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي (ت 911هـ)، في مجلدين، طبعة القاهرة، 1370هـ / 1951م.
وعدّ الزركشي علوم القرآن (47) نوعا والسيوطي عنون (80) بحثا في علوم القرآن.
وكان ينبغي أن أرتب هذه الدراسة على مقدمة في تعريف علوم القرآن والوحي وأبواب في أحوال النص القرآني من جمع القرآن وأحوال قراءة النص من الترتيل والتجويد وغيرهما وأحوال معاني القرآن من ترجمة القرآن وغيرها، ولكن لأكثر هذه المواضيع رسائل مفردة بالتصنيف وكتب وموسوعات. فقد حدّثني الدكتور عبد الحميد العلوجي أنه أعد مليون بطاقة للدراسات القرآنية وليس ذلك بمستغرب في كتاب يتلوه المسلمون في أنحاء العالم آناء الليل وأطراف النهار. لذلك حاولت في هذه الدراسة الاقتصار على أهم ما يفتقر إليه في أحوال القرآن نصا ونطقا، ويرجع لتفصيل ذلك إلى المصادر المتيسرة.(1/7)
وعدّ الزركشي علوم القرآن (47) نوعا والسيوطي عنون (80) بحثا في علوم القرآن.
وكان ينبغي أن أرتب هذه الدراسة على مقدمة في تعريف علوم القرآن والوحي وأبواب في أحوال النص القرآني من جمع القرآن وأحوال قراءة النص من الترتيل والتجويد وغيرهما وأحوال معاني القرآن من ترجمة القرآن وغيرها، ولكن لأكثر هذه المواضيع رسائل مفردة بالتصنيف وكتب وموسوعات. فقد حدّثني الدكتور عبد الحميد العلوجي أنه أعد مليون بطاقة للدراسات القرآنية وليس ذلك بمستغرب في كتاب يتلوه المسلمون في أنحاء العالم آناء الليل وأطراف النهار. لذلك حاولت في هذه الدراسة الاقتصار على أهم ما يفتقر إليه في أحوال القرآن نصا ونطقا، ويرجع لتفصيل ذلك إلى المصادر المتيسرة.(1/8)
وعدّ الزركشي علوم القرآن (47) نوعا والسيوطي عنون (80) بحثا في علوم القرآن.
وكان ينبغي أن أرتب هذه الدراسة على مقدمة في تعريف علوم القرآن والوحي وأبواب في أحوال النص القرآني من جمع القرآن وأحوال قراءة النص من الترتيل والتجويد وغيرهما وأحوال معاني القرآن من ترجمة القرآن وغيرها، ولكن لأكثر هذه المواضيع رسائل مفردة بالتصنيف وكتب وموسوعات. فقد حدّثني الدكتور عبد الحميد العلوجي أنه أعد مليون بطاقة للدراسات القرآنية وليس ذلك بمستغرب في كتاب يتلوه المسلمون في أنحاء العالم آناء الليل وأطراف النهار. لذلك حاولت في هذه الدراسة الاقتصار على أهم ما يفتقر إليه في أحوال القرآن نصا ونطقا، ويرجع لتفصيل ذلك إلى المصادر المتيسرة.
القرآن في اللغة
القرآن كلمة مشتقة من القراءة بمعنى التلاوة. فهو مصدر على وزن فعلان كغفران وهو ما ذهب إليه علي بن حازم اللحياني (ت 215هـ) حيث قال: «هو مصدر لقرأت كالرجحان والغفران سمي به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر» [الاتقان 1 91].
وغريب ما نقله الشافعي عن شيخه ابن قسطنطين أن «القرآن اسم وليس مهموزا ولم يؤخذ من «قرأت» ولو أخذ من «قرأت» لكان كل ما قرأ قرآنا ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل يهمز قرأت ولا يهمز القرآن. [البرهان 2781].
فإن الكلمة استعملت بالهمز وبمعنى القراءة في القرآن الكريم في سورة القيامة: 17، والإسراء: 78. وعليه، كل ما قرأ كان قرآنا لغة كما في الآيتين ولا ينافي ذلك كونه اسما اصطلاحا للوحي المنزل على النبي المرسل.
ويؤيد ذلك استعمال الكلمة في القرآن الكريم بمعنى القراءة. قال تعالى: {إِنَّ عَلَيْنََا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17]. فلا بد من إرادة معنى القراءة، وكون القراءة بمعنى الجمع يستلزم التكرار وهو لا يناسب لأنها طبيعية لا حاجة إلى التعهد بها كما في نص الآية الكريمة. وكذلك قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلََاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى ََ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كََانَ مَشْهُوداً} [الإسراء: 78]
وفي هذه الآية إشارة إلى أوقات الصلاة وقد حددت لها ثلاث أوقات:
الأول: دلوك الشمس [زوالها] إلى الغسق [غروب الشمس] وهو وقت الظهر.
الثاني: غسق الليل [غروب الشمس] وهو أول صلاة المغرب والعشاء.
الثالث: الفجر. وهو بزوغ الفجر إلى طلوع الشمس.
وقد عبّر سبحانه عنه بالقرآن لأن الصلاة بها جهرية وبما أنها في وقت مبكر يتكاسل عنها الإنسان عادة، أكد سبحانه وتعالى على أن هذه القراءة للصلاة مشهودة عند الله بينما الصلوات الأخرى تكون مشهودة أيضا عند الله وعند الناس. وروي عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله: «يشهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار» [الميزان: 13، 175].(1/9)
وقد عبّر سبحانه عنه بالقرآن لأن الصلاة بها جهرية وبما أنها في وقت مبكر يتكاسل عنها الإنسان عادة، أكد سبحانه وتعالى على أن هذه القراءة للصلاة مشهودة عند الله بينما الصلوات الأخرى تكون مشهودة أيضا عند الله وعند الناس. وروي عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله: «يشهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار» [الميزان: 13، 175].
القرآن في القرآن
لقد تكررت مادة القرآن في القرآن الكريم 58مرة [المعجم المفهرس، ص 539] وطبيعي أن القرآن الكريم لم يكمل نزوله حين نزول تلك الآيات لأن المفروض أنها نزلت قبل أن يتم القرآن نزولا وكتابة. فكلمة القرآن في القرآن لا بد وأن تكون اسم جنس جمعي تشتمل على القليل والكثير كالماء، فكل ما نزل على قلب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالوحي والإعلان يعتبر قرآنا سواء كان قليلا أم كثيرا ولو كان قبل اكماله بين الدفتين. وليس التعبير السائد بالقرآن عما بين الدفتين إلا تطبيقا للمفهوم من المادة على الفرد الأكمل سواء قلنا بنزوله من اللوح المحفوظ أو بنزوله مباشرة.
والتأمل في الآيات ال 58تفيد أن القرآن متقوم بأمرين:
الأول: الوحي، وبذلك ينفرد القرآن عن الحديث النبوي الشريف.
الثاني: أن الوحي يجب أن يقرأ ويعلن على المجتمع، وبه يخرج الحديث القدسي ويفترق عن القرآن وإن كان وحيا. ونكتفي من الآيات بما يلي:
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضََانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنََّاسِ} [البقرة: 185].
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هََذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} [الأنعام: 19].
{قََالَ الَّذِينَ لََا يَرْجُونَ لِقََاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هََذََا أَوْ بَدِّلْهُ} [يونس: 15].
وقد أصبحت كلمة القرآن اسما علما للوحي المنزل للتبليغ على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وعدّ الأعلام أسماء الوحي هذا إلى نيف وتسعين [راجع الاتقان: 511، والبرهان: 1، 272 278] ولكن نظرة فاحصة إليها تبين أن هذه الأسماء ليست سوى أوصاف وصف الله سبحانه وتعالى الكتاب العزيز بها وليس شيء منها اسم علم سوى كلمة «القرآن».
القرآن كتاب هداية
وتؤكد الآيات أيضا على أن الهدف من القرآن ليس الوحي المجرد عن العمل، بل لا بد وأن يكون السلوك الفردي والاجتماعي متبنيا مبادئ الوحي القرآني، ونكتفي منها بهذه الآيات، قال تعالى:
{أَفَلََا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82].
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هََذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} [الأنعام: 19].(1/10)
{أَفَلََا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82].
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هََذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} [الأنعام: 19].
{إِنَّ هََذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].
{وَلَقَدْ ضَرَبْنََا لِلنََّاسِ فِي هََذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الزمر: 27].
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [تكررت هذه الآية أربع مرات في سورة القمر 17 و 22و 32و 40].
وهذا يعني أن القرآن كتاب شامل للحياة من الولادة إلى الوفاة ويكوّن المجتمع على أساس من القوانين المطلوبة في تحقيق العدالة في المجتمع من العقيدة والأخلاق. وأن الإنسان لا يمكنه أن يحقق السعادة بدون هذه القوانين الفطرية. وقد أكد عليها قوله تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللََّهِ الَّتِي فَطَرَ النََّاسَ عَلَيْهََا لََا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللََّهِ ذََلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30] والتأكيد على أن الدين القيّم هو دين الفطرة الذي هو خلق الله سبحانه وتعالى، ومقارنة هذا التأكيد مع قوله تعالى: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى ََ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ََ} [طه:
50] تفيد أن الهداية لا تتحقق إلا بهذه الفطرة التي هي الدين القويم. وما هذا شأنه يجب أن يكون شاملا للحياة حيث لا تنفك الفطرة عن الحياة، وأن يكون كاملا لما تتطلبه الحياة، وأن يكون أبديا ما دامت الحياة. فلا بد من أن تدرس أصول مقومات المجتمع الإسلامي في القرآن الكريم ومنه تستنبط الشمولية والكمال في الإسلام.
في روايات أهل البيت عليهم السّلام
تؤكد روايات أهل البيت على تلاوة القرآن وتعلمه. فعن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه [البحار، 92، 186].
عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: «تعلموا القرآن وتعلموا غرائبه، وغرائبه فرائضه وحدوده. فإن القرآن نزل على خمسة وجوه: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال. فاعملوا بالحلال ودعوا الحرام واعملوا بالمحكم ودعوا المتشابه واعتبروا بالأمثال» [92، 186].
عن فاطمة عليها السّلام في خطبة فدك: «لله فيكم عهد قدمه إليكم وبقية استخلصها عليكم، كتاب الله بينة بصائره وآية منكشفة سرائرها وبرهان متجلية ظواهره، وقائد إلى الرضوان اتباعه ومؤدي إلى النجاة اتباعه، فيه تبيان حجج الله المنيرة ومحارمه المحرمة وفضائله المدونة» [92، 13].
وعن علي عليه السّلام: «الله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم [نهج البلاغة، الكتاب 47].
عن الحسن السبط عليه السّلام: «ان هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور فليجل جال البصر وليلحم الصفة فكره فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور» [92، 32].(1/11)
وعن علي عليه السّلام: «الله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم [نهج البلاغة، الكتاب 47].
عن الحسن السبط عليه السّلام: «ان هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور فليجل جال البصر وليلحم الصفة فكره فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور» [92، 32].
عن الحسين عليه السّلام: «كتاب الله عزّ وجلّ على أربعة أشياء: على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق. فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء» [92، 20].
عن السجاد عليه السّلام عند ختم القرآن: «اللهم فإذا أفدتنا المعونة على تلاوته وسهلت حواس ألسنتنا بحسن عبارته، فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته» [الصحيفة السجادية، 42].
عن الباقر عليه السّلام: «ان للقرآن بطنا وللبطن بطن وله ظهر وللظهر ظهر، يا جابر وليس شيء أبعد عن عقول الرجال من تفسير القرآن، ان الآية لتكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل يتصرف على وجوه» [92، 95].
عن الصادق عليه السّلام: «ان للقرآن حدودا كحدود الدار» [92، 16].
عن الصادق عليه السّلام أيضا: «الحافظ للقرآن والعامل به مع السفرة الكرام البررة» [92، 177].
عن الرضا عليه السّلام (في القرآن): «هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدي إلى الجنة والمنجي من النار لا يخلق مع الأزمنة ولا يبعث على الألسنة لأنه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان وحجة على كل إنسان» [92، 14].
عن الجواد عليه السّلام: «وكان من نبذهم الكتاب أن اقاموا حروفه وحرّفوا حدوده فهم يروونه ولا يرعونه» [78، 359].
وروايات أهل البيت عموما تؤكد على شمولية القرآن للمبادئ الإنسانية التي يفتقر إليها في الحياة. ومن هنا كان تعلم القرآن خيرا، وإن تعلمه وتعليمه خير المسلمين وأنه الفصل وليس بالهزل لما يتطلبه العلم بالقرآن من العمل به. وإن القرآن غني فكري ولا يفتقر به لأنه ثقافة أصيلة. وأن القرآن فيه حل لمشاكل الحياة فلا بد من الرجوع إليه واستنطاقه لأنه الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل. لذلك خشي الإمام علي عليه السّلام عند وفاته بأن لا يعتني المسلمون بثقافة القرآن وأن يسبقهم بالعمل به غيرهم. ويؤكد الإمام الحسن السبط على أن العماد الأصيل في فهم القرآن التفكر. كما يشير الإمام الحسين عليه السّلام إلى أن القرآن
لجميع الطبقات وليس لطبقة خاصة كهنوتية وفي ذلك تكمن عظمة القرآن حيث ينتهل منه كل قارئ حسب قابليته وليس لطبقة كهنوتية كما هي الحال في الكتب المقدسة الأخرى للأديان السابقة. وليس معنى ذلك الاستغناء في تفسير القرآن عن حديث الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي فسره في حياته العملية ونقلها أهل بيته جيلا بعد جيل فإن فهم القرآن إنما يكون بفهم رسالة القرآن ككل وليس كبعض. فالتركيز على جانب العبادات دون غيرها من المعاملات والسياسات الشرعية ابتعاد عن رسالة القرآن وحدوده، فالحافظ للقرآن لا بد وأن يكون عاملا به لأنه ليس من كلام البشر بل إنما هو وحي الهي.(1/12)
وروايات أهل البيت عموما تؤكد على شمولية القرآن للمبادئ الإنسانية التي يفتقر إليها في الحياة. ومن هنا كان تعلم القرآن خيرا، وإن تعلمه وتعليمه خير المسلمين وأنه الفصل وليس بالهزل لما يتطلبه العلم بالقرآن من العمل به. وإن القرآن غني فكري ولا يفتقر به لأنه ثقافة أصيلة. وأن القرآن فيه حل لمشاكل الحياة فلا بد من الرجوع إليه واستنطاقه لأنه الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل. لذلك خشي الإمام علي عليه السّلام عند وفاته بأن لا يعتني المسلمون بثقافة القرآن وأن يسبقهم بالعمل به غيرهم. ويؤكد الإمام الحسن السبط على أن العماد الأصيل في فهم القرآن التفكر. كما يشير الإمام الحسين عليه السّلام إلى أن القرآن
لجميع الطبقات وليس لطبقة خاصة كهنوتية وفي ذلك تكمن عظمة القرآن حيث ينتهل منه كل قارئ حسب قابليته وليس لطبقة كهنوتية كما هي الحال في الكتب المقدسة الأخرى للأديان السابقة. وليس معنى ذلك الاستغناء في تفسير القرآن عن حديث الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي فسره في حياته العملية ونقلها أهل بيته جيلا بعد جيل فإن فهم القرآن إنما يكون بفهم رسالة القرآن ككل وليس كبعض. فالتركيز على جانب العبادات دون غيرها من المعاملات والسياسات الشرعية ابتعاد عن رسالة القرآن وحدوده، فالحافظ للقرآن لا بد وأن يكون عاملا به لأنه ليس من كلام البشر بل إنما هو وحي الهي.
حقيقة الوحي
الوحي في اللغة
«إعلام في خفاء» ولا يخلو شيء من المعاني المذكورة في اللغة من الإعلام والخفاء سواء قصد الخفاء أم لا.
قال أحمد بن فارس (ت 395هـ): «الوحي أصل يدل على إلقاء علم في إخفاء أو غيره إلى غيرك. فالوحي: الإشارة، والوحي: الكتاب والرسالة، وكل ما القيته إلى غيرك حتى علمه فهو وحي كيف كان إلى قوله: والوحي السريع، والوحي الصوت، والله أعلم» [معجم مقاييس اللغة 6، 93].
أقول: وعليه، الشيء الأصيل في مادة الوحي باختلاف مشتقاتها، الخفاء سواء كان الخفاء متقصدا أي أراد الموحي الإخفاء أم لا، فالجامع بين معاني الإشارة والرسالة والسرعة والصوت هو الخفاء على غير الموحى وإن لم يقصد الموحي ذلك كما في قصة مريم كما سيأتي. وعلى كل حال الوحي مصدر بمعنى المفعول أي الموحى به.
وعرّف الشيخ محمد عبده الوحي بقوله: «عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو غير واسطة والأول بصوت يتمثل بسمعه أو بغير صوت»
[الوحي المحمدي ص 44].
وعرّفه محمد علي التهانوي (1158ح) بقوله: «وفي اصطلاح الشريعة هو كلام الله تعالى المنزل على نبي من أنبيائه. كذا في الكرماني والمعين» [كشاف اصطلاحات الفنون:
مادة الوحي].
وعرّفه شيخنا العلوي (ت 1391هـ) في رسالته [العقد المنظم في أنواع الوحي المعظم، طبعة القاهرة، 1389هـ، ص 3] بقوله: «وشرعا الإعلام بالشرع وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول أي الموحى به وهو كلام الله المنزل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم».
وهذا التعريف للوحي بمعناه المصدري، ليس تعريفا لحقيقة الوحي التي لا يعرفها إلا من أوحي عليه.(1/13)
وعرّفه شيخنا العلوي (ت 1391هـ) في رسالته [العقد المنظم في أنواع الوحي المعظم، طبعة القاهرة، 1389هـ، ص 3] بقوله: «وشرعا الإعلام بالشرع وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول أي الموحى به وهو كلام الله المنزل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم».
وهذا التعريف للوحي بمعناه المصدري، ليس تعريفا لحقيقة الوحي التي لا يعرفها إلا من أوحي عليه.
وقال الطباطبائي (ت 1402هـ) في تعريف الوحي ما لفظه: «فالنبوة حالة الهية، وإن شئت قل غيبية، نسبتها إلى هذه الحال العمومية من الإدراك والفعل، نسبة اليقظة إلى النوم بها يدرك الإنسان المعارف التي بها يرتفع الاختلاف والتناقض في حياة الإنسان وهذا الإدراك والتلقي هو المسمّى في لسان القرآن بالوحي» [الميزان 2، 131].
أقول: «الأولى في تعريف الوحي أن يقال: انه مشاهدة ما وراء الطبيعة وهي تحصل للذي تجردت نفسه من الماديات بالإطلاق، وهذه الحالة الروحانية لا تحصل إلا للأنبياء ولا يمكن اخضاعها للمقاييس المادية، وما يحصل لغيرهم ممن تجردت نفوسهم من الماديات بأقصى حد إنساني ممكن يكون الهاما، ويستفاد هذا من الآيات كما شرحته في المعجم فراجع».
والروايات التي تصف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حالة الوحي إنما هي وصف لما شاهده الصحابة، فهي تعبّر عن انطباعاتهم الخاصة وليست تعبّر عن حقيقة الوحي التي لم يجربها إلّا من أوحي إليه وهي للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم خاصة دون غيره.
الوحي في القرآن
وردت كلمة الوحي بالمعنى المصدري خمس مرات، ومشتقات المادة 76مرة وتتفق الآيات في معنى الخفاء وقد أشار المفسرون إلى المعاني التالية مع أنها ليست بالمعنى المصطلح للوحي سوى أربع منها:
1 - الإلهام:
في قوله تعالى: {وَأَوْحى ََ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبََالِ بُيُوتاً} [النحل: 68] فإنه الهام لغريزة طبيعية في النحل وهي خافية من دون إخفاء.
2 - الإشارة:
في قوله تعالى: {فَخَرَجَ} زكريا {عَلى ََ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرََابِ فَأَوْحى ََ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 11]. هذه إشارة من زكريا والإشارة فيها إخفاء الصوت من دون تعمد لإخفاء المراد.
3 - وسوسة الشيطان:
كما في قوله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيََاطِينَ لَيُوحُونَ إِلى ََ أَوْلِيََائِهِمْ}
[الأنعام: 121]. فإن وحي الشيطان لا يكون إلا وسوسة في الخفاء.
4 - وحي النبوة:
وبهذا المعنى آيات كثيرة في القرآن الكريم، وقد حدد سبحانه
وتعالى هذا الوحي بقوله: {وَمََا كََانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللََّهُ إِلََّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مََا يَشََاءُ} [الشورى: 51].(1/14)
وبهذا المعنى آيات كثيرة في القرآن الكريم، وقد حدد سبحانه
وتعالى هذا الوحي بقوله: {وَمََا كََانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللََّهُ إِلََّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مََا يَشََاءُ} [الشورى: 51].
فالطرق الثلاثة لوحي النبوة هي:
1 - الوحي الطبيعي.
2 - والكلام من وراء حجاب.
3 - بواسطة الرسول. (ويعني هنا جبرائيل الملك).
والوحي الطبيعي يبتدأ بالرؤيا الصالحة. والكلام من وراء حجاب حصل للنبي موسى عليه السّلام. قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللََّهُ مُوسى ََ تَكْلِيماً} [النساء: 164] والكلام بواسطة الرسول جبرائيل النبي الأمين. قال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} {مُطََاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمََا صََاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23] {وَكَذََلِكَ أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا} [الشورى: 7].
وقد نصت الآية الكريمة: {وَلََا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى ََ إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه:
114] على أن الوحي القرآني كان قبل القضاء به، بمعنى أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان على علم بالقرآن قبل أن يؤمر بتبليغه واعلانه بوحي جديد وبأمر جديد. كما وشدد القرآن على صدق الرسالة بقوله: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنََا بَعْضَ الْأَقََاوِيلِ لَأَخَذْنََا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} [الحاقة: 44، 45] وهو تهديد لم يسبق له مثيل في القرآن، كما نفى كل التهم الموجهة إليه صلّى الله عليه وآله وسلّم.
الوحى
في روايات أهل البيت عليهم السّلام
جاء في وصف الوحي عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله حينما سأله الحارث بن هشام كيف يأتيك الوحي؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيقضم عني، فقد وعيت ما قال، وأحيانا يمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» [18، 261].
علي عليه السّلام قال في سورة المائدة: «فلقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهباء وثقل عليها الوحي حتى وقف وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض وأغمي على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى وضع يده على ذؤابة منبه بن وهب الجمحي ثم رفع ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقرأ علينا سورة المائدة» [18، 271].
الباقر عليه السّلام في قوله تعالى: {* إِنَّ اللََّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسََانِ وَإِيتََاءِ ذِي الْقُرْبى ََ وَيَنْهى ََ عَنِ الْفَحْشََاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] قال عليه السّلام:
«بلغنا أن عثمان بن مظعون قال: نزلت هذه الآية على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا عنده، قال: مررت
عليه وهو بفناء بابه فجلست إليه، فبينما هو يحدثني إذ رأيت بصره شاخصا إلى السماء حتى رأيت طرفه قد انقطع ثم رأيته خفضه حتى وضعه عن يمينه ثم ولاني ركبته وجعل ينقض برأسه كأنه ألهم شيئا ثم رأيته رفع طرفه إلى السماء ثم خفضه عن شماله ثم اقبل إليّ محمرّ الوجه يفيض عرقا: «فقلت: يا رسول الله ما رأيتك فعلت الذي فعلت اليوم؟ ما حالك؟(1/15)
«بلغنا أن عثمان بن مظعون قال: نزلت هذه الآية على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا عنده، قال: مررت
عليه وهو بفناء بابه فجلست إليه، فبينما هو يحدثني إذ رأيت بصره شاخصا إلى السماء حتى رأيت طرفه قد انقطع ثم رأيته خفضه حتى وضعه عن يمينه ثم ولاني ركبته وجعل ينقض برأسه كأنه ألهم شيئا ثم رأيته رفع طرفه إلى السماء ثم خفضه عن شماله ثم اقبل إليّ محمرّ الوجه يفيض عرقا: «فقلت: يا رسول الله ما رأيتك فعلت الذي فعلت اليوم؟ ما حالك؟
فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أو لقد رأيته؟» قلت: نعم. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ذلك جبرائيل لم يكن له همة مخيرة ثم تلا عليه الآيتين» [18، 269].
الباقر عليه السّلام: «فلما بعث الله جبرائيل إلى محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم سمع أهل السموات صوت وحي القرآن كوقع الحديد على الصفا فصعق أهل السماوات فلما فرغ من الوحي انحدر جبرائيل كلما مرّ بأهل السماء فزع عن قلوبهم» [18، 259].
الباقر عليه السّلام: «احتبس الوحي على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقيل: احتبس عنك الوحي يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكيف لا يحتبس عني الوحي وأنتم لا تقلمون أظافركم ولا تنفون روائحكم» [18، 255].
الصادق عليه السّلام: «كان جبرائيل إذا أتى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قعد بين يديه قعدة العبد وكان لا يدخل حتى يستأذنه» [18، 256].
الصادق عليه السّلام أيضا: «لما سأله زرارة كيف لم يخف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان قال عليه السّلام: «ان الله إذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله عزّ وجلّ مثل الذي يراه بعينه» [18، 262].
الصادق عليه السّلام: «فإن جبرائيل كان يجيء فيستأذن على رسول الله، وإن كان على حال لا ينبغي أن يأذن له قام من مكانه حتى يخرج إليه، وإن أذن له دخل عليه»
[18، 263].
الصادق عليه السّلام: «انه إذا كان الوحي من الله إليه ليس بينهما جبرائيل أصابه ذلك الإغماء لثقل الوحي من الله، وإذا كان بينهما جبرائيل لم يصبه ذلك» [18، 268].
العسكري عليه السّلام: «ولما استكمل (النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم) أربعين سنة ونظر الله عزّ وجلّ إلى قلبه فوجده أفضل القلوب وأجلها وأطوعها واخشعها واخضعها، أذن لأبواب السماء ففتحت ومحمد ينظر إليها، وأذن للملائكة فنزلوا ومحمد ينظر إليهم، ونظر إلى جبرائيل الروح الأمين المطوّق بالنور طاوس الملائكة هبط إليه وأخذ بضلعه وهزه وقال: يا محمد «اقرأ» قال: وما أقرأ؟ قال: يا محمد {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [الأعلى: 1] (إلى آخر
الآية). ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربه عزّ وجلّ ثم صعد إلى العلو ونزل محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم من الجبل وقد غشيه من تعظيم جلال الله وورد عليه من كبير شأنه ما ركّبه الحمى والنافض (الرعدة) [البحار 18، 206].(1/16)
العسكري عليه السّلام: «ولما استكمل (النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم) أربعين سنة ونظر الله عزّ وجلّ إلى قلبه فوجده أفضل القلوب وأجلها وأطوعها واخشعها واخضعها، أذن لأبواب السماء ففتحت ومحمد ينظر إليها، وأذن للملائكة فنزلوا ومحمد ينظر إليهم، ونظر إلى جبرائيل الروح الأمين المطوّق بالنور طاوس الملائكة هبط إليه وأخذ بضلعه وهزه وقال: يا محمد «اقرأ» قال: وما أقرأ؟ قال: يا محمد {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [الأعلى: 1] (إلى آخر
الآية). ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربه عزّ وجلّ ثم صعد إلى العلو ونزل محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم من الجبل وقد غشيه من تعظيم جلال الله وورد عليه من كبير شأنه ما ركّبه الحمى والنافض (الرعدة) [البحار 18، 206].
روى البخاري: «جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: «ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطّني الثالثة، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسََانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [علق: 31]. فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد عليها السّلام فقال: زمّلوني زمّلوني، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عم خديجة وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له: يا ابن عم اسمع من ابن اختك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فاخبره رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي انزل الله على موسى» [البخاري 1، 43].
وهذه الرواية أقرب إلى التشكيك في النبوة وتنافي حقيقة الوحي وتستلزم أن يكون ورقة هو النبي وأن نبينا محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم استسلم إلى نبوته ولا أظن مسلما يقول بذلك. وحاشا للنبي أن تثبت نبوته بنبوة شيخ أعمى. وأظن والله أعلم، أن يكون هذا الخبر من الإسرائيليات.
وروي عن ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان إذا نزل عليه القرآن تلقاه بلسانه وشفتيه وكان يعالج من ذلك شدة فنزل: «لا تحرك به لسانك» وكان إذا نزل عليه الوحي وجد منه ألما شديدا ويتصدع رأسه ويجد ثقلا قوله: «إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا» [18، 261].
ويظهر أن هذا تفسير للثقل في الآية الكريمة مع أن الثقل في الآية أمر معنوي غير مادي لعظم المسئولية وأين هذ من الأثر الجسمي؟!.
وكما تذكر بعض المصادر أن جبرائيل كان يتمثل للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم في صورة الصحابي دحية بن خليفة الكلبي الذي كان معروفا بأنه أجمل الصحابة في المدينة [الإصابة 1، 473.
وأسد الغابة 2، 130] وهذا غريب جدا، فإن شخصية جبرائيل لم تكن خافية على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يكن بحاجة إلى ظهوره بشخصية متقمصة. ورواية الصادق عليه السّلام بأن جبرائيل لم يدخل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يستأذنه أولى بمقام النبوة.(1/17)
وكما تذكر بعض المصادر أن جبرائيل كان يتمثل للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم في صورة الصحابي دحية بن خليفة الكلبي الذي كان معروفا بأنه أجمل الصحابة في المدينة [الإصابة 1، 473.
وأسد الغابة 2، 130] وهذا غريب جدا، فإن شخصية جبرائيل لم تكن خافية على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يكن بحاجة إلى ظهوره بشخصية متقمصة. ورواية الصادق عليه السّلام بأن جبرائيل لم يدخل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يستأذنه أولى بمقام النبوة.
وتكاد تتفق الروايات على أن الوحي كان له أثر جسمي على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان على أثره يتصبب عرقا وقد نقل إلى حد السبتة (أي النعاس أو الإغماء) كما يصرح بذلك مشاهدات الصحابة لحالة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين نزول الوحي. ولعل في بعضها مبالغة قد تشير إلى نوع من الحلول نعوذ بالله وبالرغم من عدم معرفة حقيقة الوحي لغير النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نفسه فإن من الطبيعي لحالات التجرد عن المادة والماديات ما يتصوره الإنسان المادي بالسبتة أو النعاس أو الإغماء أو الذهول عن الحالة العادية في نظره مع أنه وعي كامل في حقيقته في نظر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي يفكر في إصلاح أحوال المجتمع المتجرد عن الماديات، وإن كان الإنسان المادي يتصوره كما يريد. إذ كيف يمكن التوفيق بين القول بالإغماء والوعي الكامل لحقيقة الوحي الحاصل للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حين نزول الوحي؟ فإن الوحي الذي نزل يكشف عن الوعي الكامل للظروف والأسباب والنتائج المترتبة لنص الوحي. ولذلك أثّر في المجتمع هذا التأثير العظيم. وكذلك ما ورد من أن الوحي يأتيه مثل صلصلة الجرس وهو أشده وما شابه ذلك مما روي عن طريق البخاري [1، 3] والطبقات [1، 132] ولعل منها تسربت إلى البحار، مع أن صلصلة الجرس ليس كلاما مفهوما حتى يكون وحيا (نعم) قد يكون ذلك مقدمة للوحي لا الوحي نفسه (وبالجملة) رصانة القرآن وحكمته في التشريع يدل على وعي كامل من دون أي ذهول أو سبتة أو إغماء. وما ذكره الصحابة لعله كان تفسيرا لتصورات أنفسهم حيث أنه لم يقع لأحد معرفة الوحي سوى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نفسه ومن لا تجربة له بهذه الحالة يفسرها كما يتخيل ويرى والله العاصم.
ولا يمكن هذا النوع من الجزع والهلع والفزع على أثر رؤية حقيقية ثابتة واقعة مع أن الله سبحانه وتعالى ذكر من نتائج الوحي: {كَذََلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤََادَكَ} وما الوحي للأنبياء عليهم السّلام إلا كرؤية الإنسان العادي للأمور المادية. فإذا يمكن للإنسان الضعيف روحيا الجزع من حقائق الحياة المؤلمة فإنه لا يمكن للنبي الذي هو ثابت الفؤاد ويواجه الحياة والحقائق بوعي كامل.
وقد ذكر شيخنا العلوي (ت 1391هـ) في رسالته للوحي أنواعا سبعة ملخصها:
الأول: أنه يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس وهو صوت وقع الحديد وهو أشده عليه، ومما قال (ره) ولا ريب أن الفهم من كلام مثل الصلصلة اشكل من كلام الرجل
بالتخاطب المعهود وقيل هو صوت حفيف أجنحة الملك والحكمة في نفيه أن يفرغ سمعه للوحي.(1/18)
الأول: أنه يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس وهو صوت وقع الحديد وهو أشده عليه، ومما قال (ره) ولا ريب أن الفهم من كلام مثل الصلصلة اشكل من كلام الرجل
بالتخاطب المعهود وقيل هو صوت حفيف أجنحة الملك والحكمة في نفيه أن يفرغ سمعه للوحي.
أقول: هذا القول أوفق فإن الصلصلة ليست كلاما بل هو طنين، فإن طنين الجرس لا يفيد شيئا مفهوما سوى ما هو متعارف عليه من العلامات والإشارات، وليست كلاما مع أن الوحي كلام الله المنزل على قلب سيد البشر.
الثاني: أن يتمثل له الملك جبرائيل رجلا ويتصوره بصورة بشرية فيعي عنه. ثم ذكر (ره) أقوالا أربعة تصور الملك بصورة الرجل.
1 - فإن الله أفنى الزائد وعليه إمام الحرمين.
2 - وإن الله أزال الزائد عنه ثم يعيده، وعليه إمام الحرمين وجزم به العز بن عبد السلام.
3 - إنه لا إفناء ولا إزالة بل الجائز هو جبرائيل بشكله الأصلي وعليه شيخ الإسلام البلقيني.
4 - إنه الملك ظهر بتلك الصورة ثانيا لمن يخاطبه كما عليه الحافظ ابن حجر.
أقول: وهذه كلها توجيهات للرواية إن صحت. إذن ما الحاجة لتمثل الملك رجلا؟
وإذا يكشف الغطاء للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالوحي فالملك جبرائيل يظهر بصورته الحقيقية التي خلقها الله ولا تأنيس لمن يخاطب أفضل من ذلك وخاصة إذا تكرر الوحي بواسطته.
الثالث: الرؤيا الصالحة التي ليس فيها ضغث وثقل. عن الرافعي قوله: من الوحي ما يأتيه في النوم، وقال هذا صحيح (ص 8) ومما قال شيخنا (ره): «والصواب هو حمل الإغماء على ما كان يعتريه عند الوحي من البرحاء التي هي شدة الكرب والعرق» [ص 8].
أقول: أما الرؤيا الصالحة فهي ليست من اليقظة في شيء والوحي ادراك كامل في اليقظة فليست الرؤيا الصالحة إلا من مقدماتها وعلاماتها لا نفسها، أما مسألة الإغماء فقد عرفت أنها تنافي الوعي الكامل والحالة التي كانت تعتريه حين الوحي والتي تسمّى برحاء الوحي، لم تكن سوى ما وصفه المشاهدون حسب فهمهم المادي للأمور، فإن حقيقة الوحي تأبى ذلك.
الرابع: تكليم الله للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من غير حجاب ولا واسطة (يقظة) كما وقع ليلة الإسراء في فرض الصلاة. وهذا لم يقع لأحد سوى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
الخامس: النفث في الروع ويدل عليه قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ان روح القدس نفثت في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها».(1/19)
الرابع: تكليم الله للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من غير حجاب ولا واسطة (يقظة) كما وقع ليلة الإسراء في فرض الصلاة. وهذا لم يقع لأحد سوى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
الخامس: النفث في الروع ويدل عليه قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ان روح القدس نفثت في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها».
السادس: تكليم الله للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بلا واسطة من وراء حجاب كما وقع لموسى عليه السّلام في الطور.
السابع: الإلهام.
أقول: لا أدري كيف عدّ (ره) هو وغيره من الأعلام رحمهم الله الالهام من الوحي، مع أنه قد يحصل الإلهام للأولياء الصالحين وهو مرتبة دون الرؤية الصالحة بمراتب فيكف يعدّ وحيا؟ ثم إنه (ره) ختم الأقسام بقوله: «وقد ذكر الحليمي أن الوحي كان يأتي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ستة وأربعين نوعا فذكرها، وغالبها يرجع إلى صفة حامل الوحي [ص 10] وصدق (ره) وإن لم يصب في قوله: انحصار الوحي في النوعين الأولين» [ص 10] أي مثل صلصلة الجرس وتمثل جبرائيل رجلا لما عرفته فإن الأظهر أن الوحي كان ينزل على النبي الأطهر بواسطة جبرائيل على قلبه كما نطق به الرسول وإنه كان يرى جبرائيل الرسول بالأفق المبين على حقيقة الملكية دون تمثل برجل آخر وأن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان على وعي كامل للرسول والمرسل والرسالة. وبذلك بلغ أعلى درجات الكمال البشرية فكان قاب قوسين أو أدنى فكان الإنسان الكامل في عصره دون سواه فإن الوحي هو تلك الحالة الروحية التي تجمع الخصال المذكورة لمعرفة الحقائق بالوعي الكامل.(1/20)
أقول: لا أدري كيف عدّ (ره) هو وغيره من الأعلام رحمهم الله الالهام من الوحي، مع أنه قد يحصل الإلهام للأولياء الصالحين وهو مرتبة دون الرؤية الصالحة بمراتب فيكف يعدّ وحيا؟ ثم إنه (ره) ختم الأقسام بقوله: «وقد ذكر الحليمي أن الوحي كان يأتي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ستة وأربعين نوعا فذكرها، وغالبها يرجع إلى صفة حامل الوحي [ص 10] وصدق (ره) وإن لم يصب في قوله: انحصار الوحي في النوعين الأولين» [ص 10] أي مثل صلصلة الجرس وتمثل جبرائيل رجلا لما عرفته فإن الأظهر أن الوحي كان ينزل على النبي الأطهر بواسطة جبرائيل على قلبه كما نطق به الرسول وإنه كان يرى جبرائيل الرسول بالأفق المبين على حقيقة الملكية دون تمثل برجل آخر وأن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان على وعي كامل للرسول والمرسل والرسالة. وبذلك بلغ أعلى درجات الكمال البشرية فكان قاب قوسين أو أدنى فكان الإنسان الكامل في عصره دون سواه فإن الوحي هو تلك الحالة الروحية التي تجمع الخصال المذكورة لمعرفة الحقائق بالوعي الكامل.
القسم الأول في أحوال القرآن نصا(1/21)
نزول القرآن
تكاد تتفق المصادر بأن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم تلقى الوحي وهو ابن أربعين سنة فهذا يوم مبعثه صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة وقد حددت روايات أهل البيت عليهم السّلام هذا اليوم بالسابع والعشرين من رجب فيكون من عام 610م حيث إن مولده عام الفيل 571م على المشهور. وفي رواية الصادق عليه السّلام: «في اليوم السابع والعشرين من رجب نزلت النبوة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقال المجلسي في تاريخ البعثة هذا أن عليه اتفاق الإمامية [18، 190] وهو من الأقوال الخمسة التي منها 17و 18و 24من رمضان و 12ربيع الأول.
ومن ناحية أخرى تصرّح مصادر كثيرة بأن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بلغ الأربعين في رمضان.
قال البوصيري:
واتت عليه أربعون فأشرقت ... شمس النبوة منه في رمضان
كما حاول آخرون تحديد البعثة ب 12من ربيع الأول الذي هو تاريخ مولده لتكون البعثة على رأس أربعين عاما بالضبط [السيرة الحلبية 1، 128، 238].
ويظهر أن هذه المصادر ارتأت التلازم بين البعثة ونزول القرآن تاريخيا، وروايات أهل البيت تأبى ذلك، بل ترى تخلل فترة تاريخية بينهما. فعن الصادق عليه السّلام قال: «اكتتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكة مختفيا خائفا خمس سنين ليس يظهر أمره وعلي عليه السّلام اكتتم معه وخديجة ثم أمره الله أن يصدع بما أمر فظهر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واظهر أمره [18، 177] فهذه الرواية تحدد الفترة بين نزول الوحي بالبعثة ونزول القرآن بخمس سنين وفي رواية أخرى عن الصادق عليه السّلام: «مكث رسول الله بمكة بعد ما جاء الوحي عن الله تبارك وتعالى ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين متخفيا خائفا لا يظهر حتى أمره الله أن يصدع بما أمر فاظهر الدعوة حين إذ» [18، 177] وهذا يوافقه الاعتبار، إذ كيف يعقل الإظهار من دون سبق نزول الوحي.
وقد صرح القرآن الكريم بنزول القرآن في ليلة مباركة فإنها ليلة القدر وإنها من شهر رمضان وذلك في الآيات التالية:
1 {شَهْرُ رَمَضََانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185].
2 {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبََارَكَةٍ} [الدخان: 3].
3 {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].(1/22)
2 {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبََارَكَةٍ} [الدخان: 3].
3 {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].
فهي ليلة واحدة تجمع الصفات المذكورة كلها.
وعن الرضا عليه السّلام في جعل الصوم في شهر رمضان خاصة. قال عليه السّلام: «لأن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن وفيه نبىء محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم» [البحار 118، 190].
وقد اتفقت كلمة المفسرين على أن مرجع الضمير في قوله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ}
[القدر: 1] هو القرآن وإن لم تكن هذه الكلمة مذكورة في السورة نفسها.
وهذه الآيات بظاهرها تحتمل وجوها ذكرها المفسرون وأيدوها بروايات خاصة فيها منها نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور في السماء الرابعة، ومنها النزول في أول ليلة في شهر رمضان جملة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليعلّم هؤلاء وليتلوه على الناس [18، 253].
وذكر الزركشي (ت 797) في كيفية الإنزال وجوها ثلاثة ملخصها:
الأول: أنه نزل إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجما في عشرين سنة أو في ثلاث وعشرين سنة أو خمس وعشرين.
الثاني: أنه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر من عشرين سنة.
الثالث: أنه ابتداء إنزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات، ثم قال: والقول الأول أشهر وأصح وإليه ذهب الأكثرون [1، 228]. ثم ذكر الروايات بالتفصيل والغريب أن الزركشي ذهب إلى هذه الشهرة وغفل عن النصوص القرآنية التي تنفي نزول القرآن جملة واحدة، فقد قال سبحانه: {وَقََالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلََا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وََاحِدَةً كَذََلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤََادَكَ وَرَتَّلْنََاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32].
فإن هذا النص صريح بعدم نزول القرآن جملة واحدة فكيف يؤخذ بالرواية المعارضة له؟
أمّا الروايات فقد رويت من الفريقين: منها ما رواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: «أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة» [البرهان 1، 228].
وعن الصادق عليه السّلام: «نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور
ثم انزل من البيت المعمور طول عشرين سنة» [العياشي 1، 99، طبعة بيروت 1411هـ].(1/23)
وعن الصادق عليه السّلام: «نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور
ثم انزل من البيت المعمور طول عشرين سنة» [العياشي 1، 99، طبعة بيروت 1411هـ].
وإليه ذهب الشيخ الصدوق في رسالة الاعتقادات [18، 250] وانكر عليهم الشيخ المفيد قائلا: «في هذا الباب حديث واحد لا يوجب علما ولا عملا، ونزول القرآن على الأسباب الحادثة حالا بعد حال يدل على خلاف ما تضمنه الحديث» [18،
250].
وصدق (ره) فإن نزول الآيات في مختلف المناسبات من الوقائع والأحداث تقتضي نزول القرآن في تلك المناسبات، بالذات لا قبلها ولا بعدها إذ لا يتعلق الغرض إلا بها كما هو مفصل في أسباب النزول (وبالجملة) ظاهر القرآن والعقل ينافي صدور القرآن جملة واحدة والروايات لا بد أما من طرحها كما فعل الشيخ المفيد (ره) أو توجيهها وأحسن توجيه لها ما ذكره السيد الطباطبائي في الميزان بقوله: «المراد بإنزال القرآن في ليلة القدر إنزال حقيقة الكتاب المتوحدة إلى قلب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دفعة واحدة كما انزل القرآن المفصّل في فواصل وظروف على قلبه صلّى الله عليه وآله وسلّم تدريجيا» [الميزان 2، 15].
وكأنه دام ظله يريد رسالة القرآن الكاملة الشاملة يعني البعثة النبوية الشريفة التي هي رحمة للعالمين والتي هي بإجمالها تشمل جميع التشريعات إلى يوم القيامة ولكن هذا التوجيه إنما يصح لو استعملت لفظة (القرآن) بمعنى الاعلان ولا أعهد من قال بذلك وإن كان هو الحق، فإن المأخوذ في كلمة القرآن مادة وصيغة الإعلان بالقراءة وإنه اسم جنس جمعي يشتمل القليل والكثير على ما تقدم تفصيله فالآيات الثلاث بانزال القرآن يعني جزء منه في ليلة القدر التي هي ليلة مباركة من شهر رمضان حاصل بأول سورة نزلت عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنه أعلن ذلك على المجتمع كما أمر ثم تتابع نزول القرآن في آيات مختلفة بأسباب ومناسبات متعددة.
والتواريخ المروية في حياة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تلقي بعض الضوء على تواريخ نزول القرآن بالإجمال:
570 - م مولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عام الفيل 595م زواج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من السيدة خديجة وهو ابن 25سنة 610م في 27رجب مبعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة 613م في رمضان ليلة القدر بدأ نزول القرآن واعلان الدعوة
623 - م الهجرة إلى المدينة وهي تعادل العام الأول الهجري 633م 11هـ وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في المدينة(1/24)
570 - م مولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عام الفيل 595م زواج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من السيدة خديجة وهو ابن 25سنة 610م في 27رجب مبعث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة 613م في رمضان ليلة القدر بدأ نزول القرآن واعلان الدعوة
623 - م الهجرة إلى المدينة وهي تعادل العام الأول الهجري 633م 11هـ وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في المدينة
أول وآخر ما نزل
كان اهتمام المسلمين في عصر الرسالة صلّى الله عليه وآله وسلّم مراكزا على رسالة القرآن أكثر من أي جانب آخر، ومن ثم لم يركز في عصره صلّى الله عليه وآله وسلّم على التسلسل التاريخي لما نزل من القرآن واختلفت الروايات ومن ثم الأقوال في تحديد أول ما نزل وآخر ما نزل وتشقيق المسألة يستدعي النظر في السور الكاملة والآيات المتفرقة ثم ملاحظة الفترة الزمنية في مكة وفي السفر من مكة إلى المدينة وفي المدينة. وبصفة عامة الأقوال في أول ما نزل من القرآن ملخصها:
الأول: وهو الصحيح [في اعتقاد السيوطي] سورة اقرأ لما رواه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة.
الثاني: سورة يا أيها المدثر روى ذلك أيضا الشيخان عن أم سلمة.
الثالث: سورة الفاتحة قال في الكشاف إليه ذهب أكثر المفسرين.
الرابع: بسم الله الرحمن الرحيم حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره [يراجع الإتقان 1، 2423].
أقول: التأمل في هذه الأقوال مرجعه إلى ثلاثة: فإن البسملة آية من كل سورة في القرآن ما عدا سورة البراءة. وبناء على ما قدمنا من أن القرآن مادة واشتقاقا تعني ما يعلن من الوحي يقتضي أن أول سورة هي اقرأ حيث أنها أمر بالإعلان. وروي عن طريق أهل البيت عليهم السّلام أيضا قال الصادق عليه السّلام: «أول ما نزل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم «بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك» [2، 39]. ويمكن أن يوجه القولان الآخران بأن الأولية نسبيّة فإن سورة المدثر كانت أول سورة نزلت بعد فترة انقطاع الوحي كما تقتضيه رواية البخاري [1، 4].
وكذلك فاتحة الكتاب فإنها كانت أول ما نزلت بعد ترتيب القرآن تحت إشراف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولذلك سميت بفاتحة الكتاب أي مقدمة الكتاب واستفاض عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله: «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب» [راجع: مسلم 2، 9].(1/25)
وكذلك فاتحة الكتاب فإنها كانت أول ما نزلت بعد ترتيب القرآن تحت إشراف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولذلك سميت بفاتحة الكتاب أي مقدمة الكتاب واستفاض عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله: «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب» [راجع: مسلم 2، 9].
آخر سورة نزلت:
كذلك رويت الروايات المختلفة في آخر سورة نزلت.
قال الزركشي: «روى مسلم آخر سورة نزلت جميعا: {إِذََا جََاءَ نَصْرُ اللََّهِ} [1، 21].
وروي عن الصادق عليه السّلام قوله: «وآخر ما نزل عليه: {إِذََا جََاءَ نَصْرُ اللََّهِ}» [2، 39].
والتّأمل في هذه الرواية يكشف أن الآخرية أيضا نسبية فقد استفاضت الروايات بأن سورة «النصر» نزلت عام فتح مكة، فهي آخر سورة مكية ولا تستلزم أن تكون آخر ما نزل على الرسول في حياته في المدينة أو في الطريق بين مكة والمدينة. ومن هنا يظهر أن الأقوال الكثيرة في أول آية نزلت وآخر آية نزلت من الأمور النسبية التي ينبغي التأمل فيها من حيث السير التاريخي ومدلول النص القرآني. والاعتبار يساعد على أن يكون قوله تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلََامَ دِيناً} [المائدة: 3] آخر آية نزلت من القرآن الكريم فإن مدلولها صريح بكمال الرسالة الإسلامية التي هي رسالة القرآن.
ومذهب أهل البيت يؤكد على هذا، وأنها نزلت في موضع الغدير حين رجوع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم من مكة إلى المدينة في 18ذي الحجة عام 10هـ قبيل وفاته صلّى الله عليه وآله وسلّم بأيام.
ونقل اليعقوبي (ت 284) ترتيب ما نزل من القرآن بمكة عن محمد بن حفص بن أسد الكوفي عن محمد بن كثير ومحمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
وعددها وأول سورة فيها «اقرأ» وآخرها «العنكبوت» [تاريخ اليعقوبي 2، 3433].
ولم يذكر اليعقوبي ما نزل من القرآن في المدينة برواية ابن عباس بل ذكر عدد ذلك من دون نسبة وأولها «ويل للمطففين» وآخرها «المعوذتان» [راجع ص 43].
وقال ابن النديم (ت 380هـ): «نزلت بمكة خمس وثمانون سورة ونزل بالمدينة ثمان وعشرون سورة» عن ابن عباس، ثم عدد ما نزل بالمدينة مبتدئا بالبقرة ومنتهيا بالمعوذات.
ولم يعدد ما نزل بمكة واكتفى بالقول (ثم سائر القرآن) [الفهرست ص 28].
وروى ابن النديم (ت 380هـ) عن محمد بن نعمان بن بشير قال: أول ما نزل من القرآن على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى قوله: {عَلَّمَ الْإِنْسََانَ مََا لَمْ يَعْلَمْ}. ثم:
{يََا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}، وآخرها بطريق مكة. ثم: المدّثر [الفهرست ص 28].
وقد استخرج محمد عزة دروزة المعاصر في كتابه «التفسير الحديث» السور مرتبة
حسب النزول مبتدأ ب «الفاتحة» ثم «العلق» إلى «النصر» واعتمد في هذا الترتيب على مصحف الخطاط قدر وعلي الذي طبع بتصريح من وزارة الداخلية المصرية واستخرج ترتيب نزول السور على حسب ما ورد في مطالع السور في هذا المصحف [التفسير الحديث، المجلد الأول 1514، ط. الحلبي 1380هـ].(1/26)
وقد استخرج محمد عزة دروزة المعاصر في كتابه «التفسير الحديث» السور مرتبة
حسب النزول مبتدأ ب «الفاتحة» ثم «العلق» إلى «النصر» واعتمد في هذا الترتيب على مصحف الخطاط قدر وعلي الذي طبع بتصريح من وزارة الداخلية المصرية واستخرج ترتيب نزول السور على حسب ما ورد في مطالع السور في هذا المصحف [التفسير الحديث، المجلد الأول 1514، ط. الحلبي 1380هـ].
واورد الشهرستاني (ت 548هـ) في كتابه «مفاتيح الأسرار» [1، 117ب طبعة 1409هـ] جدولين في ترتيب نزول القرآن وذكر السور في المصاحف.
الجدول الأول في ترتيب نزول القرآن مرتبة في خمسة أعمدة، العمود الأول في الترقيم حسب الحروف الأبجدية:
1 - ثم رواية مقاتل عن رجاله.
2 - ثم رواية مقاتل عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه.
3 - ثم رواية ابن عباس رضى الله عنه.
4 - ثم أبي واقد.
5 - ثم الصادق عليه السّلام.
وهذا الجدول في خمس صفحات من (7أ) إلى (9أ).
والجدول الثاني في ذكر السور في المصاحف، هذا الجدول في أعمدة والعمود الأول رقّم حسب الحروف الأبجدية:
1 - ثم مصحف أمير المؤمنين عثمان.
2 - ثم عبد الله بن مسعود.
3 - ثم أبي بن كعب.
4 - ثم رواية محمد بن خالد البرقي عن [الكلمة ممسوحة].
5 - ثم من تاريخ ابن واضح [اليعقوبي].
وهذا الجدول يحتوي على خمس صفحات من (9ب) إلى (11ب).
وقد صرح الشهرستاني أن الجدولين وجدهما ونقلهما كما وجدهما. قال ما لفظه:
«وأما السور فقد نقلت كيف نزلت على اختلاف الروايات وأيها مكية وأيها مدنية وكيف كتبت في المصاحف الخمسة وقد رأيناها جمعت في جداول على اختلاف فيها بين الرواة فنقلناها كما وجدنا ولا عهدة على الناقل» [مفتاح الأسرار: 1، 6ب، ط 1409هـ].
وعبارة الشهرستاني صريحة واضحة ولا أدري كيف فهم أبو عبد الله الزنجاني في كتابه «تاريخ القرآن» تحت عنوان (ترتيب السور في مصحف الإمام جعفر بن محمد الصادق كما ذكره الشهرستاني في مقدمة تفسيره) [تاريخ القرآن، ص 5] فإن ذلك ليس ترتيبا للسور، ولم يذكر الشهرستاني أنه نقله عن مصحف الصادق، وإنما ذكر جدولا وجده في نزول القرآن حسب رواية الصادق. ولم يذكر في الجدول الثاني شيئا عن الصادق، والأغرب أن إبراهيم الأنباري في كتابه «الموسوعة القرآنية» ط 1388هـ، ص 49أورد الجدول ونقل عن الشهرستاني المؤلف وبعد ذكر «مصحف حبشي الصادق» وهو تصحيف قبيح عن جعفر الصادق وقد تكرر التصحيف في الصفحات (49إلى 53).(1/27)
«وأما السور فقد نقلت كيف نزلت على اختلاف الروايات وأيها مكية وأيها مدنية وكيف كتبت في المصاحف الخمسة وقد رأيناها جمعت في جداول على اختلاف فيها بين الرواة فنقلناها كما وجدنا ولا عهدة على الناقل» [مفتاح الأسرار: 1، 6ب، ط 1409هـ].
وعبارة الشهرستاني صريحة واضحة ولا أدري كيف فهم أبو عبد الله الزنجاني في كتابه «تاريخ القرآن» تحت عنوان (ترتيب السور في مصحف الإمام جعفر بن محمد الصادق كما ذكره الشهرستاني في مقدمة تفسيره) [تاريخ القرآن، ص 5] فإن ذلك ليس ترتيبا للسور، ولم يذكر الشهرستاني أنه نقله عن مصحف الصادق، وإنما ذكر جدولا وجده في نزول القرآن حسب رواية الصادق. ولم يذكر في الجدول الثاني شيئا عن الصادق، والأغرب أن إبراهيم الأنباري في كتابه «الموسوعة القرآنية» ط 1388هـ، ص 49أورد الجدول ونقل عن الشهرستاني المؤلف وبعد ذكر «مصحف حبشي الصادق» وهو تصحيف قبيح عن جعفر الصادق وقد تكرر التصحيف في الصفحات (49إلى 53).(1/28)
«وأما السور فقد نقلت كيف نزلت على اختلاف الروايات وأيها مكية وأيها مدنية وكيف كتبت في المصاحف الخمسة وقد رأيناها جمعت في جداول على اختلاف فيها بين الرواة فنقلناها كما وجدنا ولا عهدة على الناقل» [مفتاح الأسرار: 1، 6ب، ط 1409هـ].
وعبارة الشهرستاني صريحة واضحة ولا أدري كيف فهم أبو عبد الله الزنجاني في كتابه «تاريخ القرآن» تحت عنوان (ترتيب السور في مصحف الإمام جعفر بن محمد الصادق كما ذكره الشهرستاني في مقدمة تفسيره) [تاريخ القرآن، ص 5] فإن ذلك ليس ترتيبا للسور، ولم يذكر الشهرستاني أنه نقله عن مصحف الصادق، وإنما ذكر جدولا وجده في نزول القرآن حسب رواية الصادق. ولم يذكر في الجدول الثاني شيئا عن الصادق، والأغرب أن إبراهيم الأنباري في كتابه «الموسوعة القرآنية» ط 1388هـ، ص 49أورد الجدول ونقل عن الشهرستاني المؤلف وبعد ذكر «مصحف حبشي الصادق» وهو تصحيف قبيح عن جعفر الصادق وقد تكرر التصحيف في الصفحات (49إلى 53).
جدول نزول القرآن مقتبس من كتاب مفاتيح الأسرار للشهرستاني (ت 548هـ)
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: 1: اقرأ: اقرأ: 25: البروج: والشمس 2: ن: ن: 26: التين: البروج: 3: والضحى: المزمل: 27: قريش: والتين: 4: المزمّل: المدثر: 28: القارعة: قريش 5: المدثّر: تبت يدا: 29: القيامة: القارعة 6: الفاتحة: كورت: 30: الهمزة: القيامة: 7: تبت يدا: الأعلى: 31: والمرسلات: الهمزة 8: كوّرت: والليل: 32: ق: المرسلات 9: الأعلى: والفجر: 33: البلد: ق 10: والليل: والضحى: 34: الطارق: البلد 11: والفجر: ألم نشرح: 35: القمر: الطارق 12: ألم نشرح: والعصر: 36: ص: القمر 13: الرحمن: والعاديات: 37: الأعراف: ص 14: والعصر: الكوثر: 38: الجن: الأعراف: 15: الكوثر: التكاثر: 39: يس: الجن 16: التكاثر: الدين: 40: الفرقان: يس 17: الدين: الكافرون: 41: الملائكة: الفرقان 18: الفيل: الفيل: 42: مريم: الملائكة 19: الكافرون: الفلق: 43: طه: مريم 20: الإخلاص: الناس: 44: الشعراء: طه 21: النجم: الإخلاص: 45: النمل: الواقعة 22: الأعمى: والنجم: 46: القصص: الشعراء 23: القدر: الأعمى: 47: القصص: الشعراء 24: والشمس: القدر: 48: بني إسرائيل: النمل
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق 49: يونس: القصص: 76: الحاقة: الطور 50: هود: بني إسرائيل: 77: المعارج: الملك 51: يوسف: يونس: 78: النساء: الحاقة 52: الحجر: هود: 79: والنازعات: النساء 53: الأنعام: يوسف: 80: انفطرت: والنازعات 54: الصّافات: الحجر: 81: انشقت: انفطرت 55: لقمان: الأنعام: 82: الروم: المعارج 56: سبأ: الصافّات: 83: العنكبوت: انشقت 57: الزمر: لقمان: 84: المطففون: الروم 58: المؤمن: سبأ: 85: البقرة: العنكبوت 59: حم السجدة: الزمر: 86: الأنفال: المطففون 60: حم عسق: المؤمن: 87: آل عمران: البقرة 61: الزخرف: حم السجدة: 88: الحشر: الأنفال 62: الدخان: حم عسق: 89: الأحزاب: آل عمران 63: الجاثية: الزخرف: 90: النور: الأحزاب: 64: الأحقاف: الدخان: 91: الممتحنة: الممتحنة 65: الذاريات: الجاثية: 92: الفتح: النساء 66: الغاشية: الأحقاف: 93: النساء: إذا زلزلت 67: الكهف: الذاريات: 94: إذا زلزلت: الحديد 68: النحل: الغاشية: 95: الحج: محمد 69: نوح: الكهف: 96: الحديد: الرعد 70: إبراهيم: النحل: 97: محمد: الرحمن 71: الأنبياء: نوح: 98: الإنسان: الإنسان 72: المؤمنون: إبراهيم: 99: الطلاق: الطلاق 73: الرعد: الأنبياء: 100: لم يكن: لم يكن 74: الطور: المؤمنون: 101: الجمعة: الحشر 75: الملك: الم السجدة: 102: الم السجدة: النصر
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق 103: المنافقون: النور: 110: التوبة: الجمعة 104: المجادلة: الحج: 111: النصر: التغابن 105: الحجرات: المنافقون: 112: الواقعة: الفتح 106: التحريم: المجادلة: 113: والعاديات: التوبة 107: التغابن: الحجرات: 114: الفلق: المائدة 108: الصف: التحريم: 115: الناس: * 109: المائدة: الصف::: * لم يذكر الفاتحة قال: هي والبقرة في كراسة مفردة والجملة فيها والمعوذتان على الحاشية.(1/29)
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: 1: اقرأ: اقرأ: 25: البروج: والشمس 2: ن: ن: 26: التين: البروج: 3: والضحى: المزمل: 27: قريش: والتين: 4: المزمّل: المدثر: 28: القارعة: قريش 5: المدثّر: تبت يدا: 29: القيامة: القارعة 6: الفاتحة: كورت: 30: الهمزة: القيامة: 7: تبت يدا: الأعلى: 31: والمرسلات: الهمزة 8: كوّرت: والليل: 32: ق: المرسلات 9: الأعلى: والفجر: 33: البلد: ق 10: والليل: والضحى: 34: الطارق: البلد 11: والفجر: ألم نشرح: 35: القمر: الطارق 12: ألم نشرح: والعصر: 36: ص: القمر 13: الرحمن: والعاديات: 37: الأعراف: ص 14: والعصر: الكوثر: 38: الجن: الأعراف: 15: الكوثر: التكاثر: 39: يس: الجن 16: التكاثر: الدين: 40: الفرقان: يس 17: الدين: الكافرون: 41: الملائكة: الفرقان 18: الفيل: الفيل: 42: مريم: الملائكة 19: الكافرون: الفلق: 43: طه: مريم 20: الإخلاص: الناس: 44: الشعراء: طه 21: النجم: الإخلاص: 45: النمل: الواقعة 22: الأعمى: والنجم: 46: القصص: الشعراء 23: القدر: الأعمى: 47: القصص: الشعراء 24: والشمس: القدر: 48: بني إسرائيل: النمل
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق 49: يونس: القصص: 76: الحاقة: الطور 50: هود: بني إسرائيل: 77: المعارج: الملك 51: يوسف: يونس: 78: النساء: الحاقة 52: الحجر: هود: 79: والنازعات: النساء 53: الأنعام: يوسف: 80: انفطرت: والنازعات 54: الصّافات: الحجر: 81: انشقت: انفطرت 55: لقمان: الأنعام: 82: الروم: المعارج 56: سبأ: الصافّات: 83: العنكبوت: انشقت 57: الزمر: لقمان: 84: المطففون: الروم 58: المؤمن: سبأ: 85: البقرة: العنكبوت 59: حم السجدة: الزمر: 86: الأنفال: المطففون 60: حم عسق: المؤمن: 87: آل عمران: البقرة 61: الزخرف: حم السجدة: 88: الحشر: الأنفال 62: الدخان: حم عسق: 89: الأحزاب: آل عمران 63: الجاثية: الزخرف: 90: النور: الأحزاب: 64: الأحقاف: الدخان: 91: الممتحنة: الممتحنة 65: الذاريات: الجاثية: 92: الفتح: النساء 66: الغاشية: الأحقاف: 93: النساء: إذا زلزلت 67: الكهف: الذاريات: 94: إذا زلزلت: الحديد 68: النحل: الغاشية: 95: الحج: محمد 69: نوح: الكهف: 96: الحديد: الرعد 70: إبراهيم: النحل: 97: محمد: الرحمن 71: الأنبياء: نوح: 98: الإنسان: الإنسان 72: المؤمنون: إبراهيم: 99: الطلاق: الطلاق 73: الرعد: الأنبياء: 100: لم يكن: لم يكن 74: الطور: المؤمنون: 101: الجمعة: الحشر 75: الملك: الم السجدة: 102: الم السجدة: النصر
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق 103: المنافقون: النور: 110: التوبة: الجمعة 104: المجادلة: الحج: 111: النصر: التغابن 105: الحجرات: المنافقون: 112: الواقعة: الفتح 106: التحريم: المجادلة: 113: والعاديات: التوبة 107: التغابن: الحجرات: 114: الفلق: المائدة 108: الصف: التحريم: 115: الناس: * 109: المائدة: الصف::: * لم يذكر الفاتحة قال: هي والبقرة في كراسة مفردة والجملة فيها والمعوذتان على الحاشية.(1/30)
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: 1: اقرأ: اقرأ: 25: البروج: والشمس 2: ن: ن: 26: التين: البروج: 3: والضحى: المزمل: 27: قريش: والتين: 4: المزمّل: المدثر: 28: القارعة: قريش 5: المدثّر: تبت يدا: 29: القيامة: القارعة 6: الفاتحة: كورت: 30: الهمزة: القيامة: 7: تبت يدا: الأعلى: 31: والمرسلات: الهمزة 8: كوّرت: والليل: 32: ق: المرسلات 9: الأعلى: والفجر: 33: البلد: ق 10: والليل: والضحى: 34: الطارق: البلد 11: والفجر: ألم نشرح: 35: القمر: الطارق 12: ألم نشرح: والعصر: 36: ص: القمر 13: الرحمن: والعاديات: 37: الأعراف: ص 14: والعصر: الكوثر: 38: الجن: الأعراف: 15: الكوثر: التكاثر: 39: يس: الجن 16: التكاثر: الدين: 40: الفرقان: يس 17: الدين: الكافرون: 41: الملائكة: الفرقان 18: الفيل: الفيل: 42: مريم: الملائكة 19: الكافرون: الفلق: 43: طه: مريم 20: الإخلاص: الناس: 44: الشعراء: طه 21: النجم: الإخلاص: 45: النمل: الواقعة 22: الأعمى: والنجم: 46: القصص: الشعراء 23: القدر: الأعمى: 47: القصص: الشعراء 24: والشمس: القدر: 48: بني إسرائيل: النمل
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق 49: يونس: القصص: 76: الحاقة: الطور 50: هود: بني إسرائيل: 77: المعارج: الملك 51: يوسف: يونس: 78: النساء: الحاقة 52: الحجر: هود: 79: والنازعات: النساء 53: الأنعام: يوسف: 80: انفطرت: والنازعات 54: الصّافات: الحجر: 81: انشقت: انفطرت 55: لقمان: الأنعام: 82: الروم: المعارج 56: سبأ: الصافّات: 83: العنكبوت: انشقت 57: الزمر: لقمان: 84: المطففون: الروم 58: المؤمن: سبأ: 85: البقرة: العنكبوت 59: حم السجدة: الزمر: 86: الأنفال: المطففون 60: حم عسق: المؤمن: 87: آل عمران: البقرة 61: الزخرف: حم السجدة: 88: الحشر: الأنفال 62: الدخان: حم عسق: 89: الأحزاب: آل عمران 63: الجاثية: الزخرف: 90: النور: الأحزاب: 64: الأحقاف: الدخان: 91: الممتحنة: الممتحنة 65: الذاريات: الجاثية: 92: الفتح: النساء 66: الغاشية: الأحقاف: 93: النساء: إذا زلزلت 67: الكهف: الذاريات: 94: إذا زلزلت: الحديد 68: النحل: الغاشية: 95: الحج: محمد 69: نوح: الكهف: 96: الحديد: الرعد 70: إبراهيم: النحل: 97: محمد: الرحمن 71: الأنبياء: نوح: 98: الإنسان: الإنسان 72: المؤمنون: إبراهيم: 99: الطلاق: الطلاق 73: الرعد: الأنبياء: 100: لم يكن: لم يكن 74: الطور: المؤمنون: 101: الجمعة: الحشر 75: الملك: الم السجدة: 102: الم السجدة: النصر
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق 103: المنافقون: النور: 110: التوبة: الجمعة 104: المجادلة: الحج: 111: النصر: التغابن 105: الحجرات: المنافقون: 112: الواقعة: الفتح 106: التحريم: المجادلة: 113: والعاديات: التوبة 107: التغابن: الحجرات: 114: الفلق: المائدة 108: الصف: التحريم: 115: الناس: * 109: المائدة: الصف::: * لم يذكر الفاتحة قال: هي والبقرة في كراسة مفردة والجملة فيها والمعوذتان على الحاشية.(1/31)
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: 1: اقرأ: اقرأ: 25: البروج: والشمس 2: ن: ن: 26: التين: البروج: 3: والضحى: المزمل: 27: قريش: والتين: 4: المزمّل: المدثر: 28: القارعة: قريش 5: المدثّر: تبت يدا: 29: القيامة: القارعة 6: الفاتحة: كورت: 30: الهمزة: القيامة: 7: تبت يدا: الأعلى: 31: والمرسلات: الهمزة 8: كوّرت: والليل: 32: ق: المرسلات 9: الأعلى: والفجر: 33: البلد: ق 10: والليل: والضحى: 34: الطارق: البلد 11: والفجر: ألم نشرح: 35: القمر: الطارق 12: ألم نشرح: والعصر: 36: ص: القمر 13: الرحمن: والعاديات: 37: الأعراف: ص 14: والعصر: الكوثر: 38: الجن: الأعراف: 15: الكوثر: التكاثر: 39: يس: الجن 16: التكاثر: الدين: 40: الفرقان: يس 17: الدين: الكافرون: 41: الملائكة: الفرقان 18: الفيل: الفيل: 42: مريم: الملائكة 19: الكافرون: الفلق: 43: طه: مريم 20: الإخلاص: الناس: 44: الشعراء: طه 21: النجم: الإخلاص: 45: النمل: الواقعة 22: الأعمى: والنجم: 46: القصص: الشعراء 23: القدر: الأعمى: 47: القصص: الشعراء 24: والشمس: القدر: 48: بني إسرائيل: النمل
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق 49: يونس: القصص: 76: الحاقة: الطور 50: هود: بني إسرائيل: 77: المعارج: الملك 51: يوسف: يونس: 78: النساء: الحاقة 52: الحجر: هود: 79: والنازعات: النساء 53: الأنعام: يوسف: 80: انفطرت: والنازعات 54: الصّافات: الحجر: 81: انشقت: انفطرت 55: لقمان: الأنعام: 82: الروم: المعارج 56: سبأ: الصافّات: 83: العنكبوت: انشقت 57: الزمر: لقمان: 84: المطففون: الروم 58: المؤمن: سبأ: 85: البقرة: العنكبوت 59: حم السجدة: الزمر: 86: الأنفال: المطففون 60: حم عسق: المؤمن: 87: آل عمران: البقرة 61: الزخرف: حم السجدة: 88: الحشر: الأنفال 62: الدخان: حم عسق: 89: الأحزاب: آل عمران 63: الجاثية: الزخرف: 90: النور: الأحزاب: 64: الأحقاف: الدخان: 91: الممتحنة: الممتحنة 65: الذاريات: الجاثية: 92: الفتح: النساء 66: الغاشية: الأحقاف: 93: النساء: إذا زلزلت 67: الكهف: الذاريات: 94: إذا زلزلت: الحديد 68: النحل: الغاشية: 95: الحج: محمد 69: نوح: الكهف: 96: الحديد: الرعد 70: إبراهيم: النحل: 97: محمد: الرحمن 71: الأنبياء: نوح: 98: الإنسان: الإنسان 72: المؤمنون: إبراهيم: 99: الطلاق: الطلاق 73: الرعد: الأنبياء: 100: لم يكن: لم يكن 74: الطور: المؤمنون: 101: الجمعة: الحشر 75: الملك: الم السجدة: 102: الم السجدة: النصر
التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق: التسلسل: رواية ابن عباس: رواية جعفر الصادق 103: المنافقون: النور: 110: التوبة: الجمعة 104: المجادلة: الحج: 111: النصر: التغابن 105: الحجرات: المنافقون: 112: الواقعة: الفتح 106: التحريم: المجادلة: 113: والعاديات: التوبة 107: التغابن: الحجرات: 114: الفلق: المائدة 108: الصف: التحريم: 115: الناس: * 109: المائدة: الصف::: * لم يذكر الفاتحة قال: هي والبقرة في كراسة مفردة والجملة فيها والمعوذتان على الحاشية.
سور القرآن
تضمنت روايات علوم القرآن التعبير عن طائفة من السور بأوصاف خاصة كالطوال والمئين والمثاني والمفصلات وقد حصرت في 114سورة فما المراد من التسمية بالسورة؟
وما هو المقياس في عد السورة مفردة عن غيرها؟ قال ابن منظور الأفريقي (ت 711هـ):
السورة: المنزلة، والجمع سور وسور ومنه سورة القرآن لأنها منزلة بعد منزلة مقطوعة عن الأخرى والجمع سور بفتح الواو ابن سيده: سميت السورة من القرآن سورة لأنها درجة إلى غيرها ومن همزها جعلها بمعنى بقية من القرآن في قطعة [لسان العرب: 2، 237].
وقد وردت مادة السورة في القرآن الكريم بصيغة الجمع مرة واحدة: قال تعالى:
{فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيََاتٍ} [هود: 13]. وتسع مرات مفردة منها قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمََّا نَزَّلْنََا عَلى ََ عَبْدِنََا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23].
قال تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنََافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمََا فِي قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 64].
وقال تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللََّهِ} [يونس: 38].
ومما قال التهانوي (ح 1158هـ): السورة بالضم في الشرع بعض قرآن يشتمل على آي ذوات فاتحة وخاتمة وأقلها ثلاث آيات كذا قال الجعبري. والسّور بالضم وسكون الواو وفتحها الجمع. وقيل: السورة الطائفة المترجمة توقيفا، أي الطائفة من القرآن المسماة باسم خاص بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد ثبتت أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار.
وقيل: السورة بعض من كلام منزل مبين أوله وآخره أعلاما من الشارع، قرآنا كان أو غيره، بدليل ما يقال: سورة الزبور وسورة الإنجيل. هكذا في التلويح [كشاف اصطلاحات الفنون].
أقول: المعنى الأول هو المفهوم في عصرنا دون غيره.
وقال الراغب (ت 503): «والسورة المنزلة الرفيعة وسور المدينة حائطها وسورة القرآن تشبيها بها لكونه محاطا بها احاطة السور بالمدينة أو لكونها منزلة كمنازل القمر ومن قال سؤرة فمن اسأرت أي أبقيت منها بقية كأنها قطعة مفردة من جملة القرآن» [المفردات ص 254].
والمستفاد من الاستعمالات المفردة لهذه المادة أن المعنى الجامع هو الشيء المحيط على الآخر إحاطة تامة كاملة كقطعة مستقلة بحيث لا يمكن الإفلات عنها ولذلك سميت الخمر سورة عند حدتها وكذا غيرها كسور البلد التي تجعله مستقلا فالسورة من القرآن معناها قطعة مستقلة منه وليس المراد خصوص السور (114) التي يتألف منها القرآن بل كل قطعة مستقلة ذات موضوع كامل. هو أشبه بما هو المصطلح اليوم بالمقطع أو الركوع وما شابه ذلك هذا من الناحية اللغوية.(1/32)
وقال الراغب (ت 503): «والسورة المنزلة الرفيعة وسور المدينة حائطها وسورة القرآن تشبيها بها لكونه محاطا بها احاطة السور بالمدينة أو لكونها منزلة كمنازل القمر ومن قال سؤرة فمن اسأرت أي أبقيت منها بقية كأنها قطعة مفردة من جملة القرآن» [المفردات ص 254].
والمستفاد من الاستعمالات المفردة لهذه المادة أن المعنى الجامع هو الشيء المحيط على الآخر إحاطة تامة كاملة كقطعة مستقلة بحيث لا يمكن الإفلات عنها ولذلك سميت الخمر سورة عند حدتها وكذا غيرها كسور البلد التي تجعله مستقلا فالسورة من القرآن معناها قطعة مستقلة منه وليس المراد خصوص السور (114) التي يتألف منها القرآن بل كل قطعة مستقلة ذات موضوع كامل. هو أشبه بما هو المصطلح اليوم بالمقطع أو الركوع وما شابه ذلك هذا من الناحية اللغوية.
تحديد السورة:
ليس تحديد السورة بالآيات التي نزل الوحي بها متتالية إذ أنها تختلف طولا وقصرا فأقصر السور سورة الكوثر وهي ثلاث آيات وأطولها سورة البقرة وهي 280آية. كما أنها ليست بوحدة الموضوع فإن مواضيع سورة واحدة تختلف اختلافا كبيرا والطريق الوحيد لتحديد السورة ما تعارف عليه في عصر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وتحت إشرافه من دون أي نكير.
قال السيوطي (ت 911هـ): «قيل الحكمة في تسوير القرآن سورا تحقيق كون السورة بمجردها معجزة وآية من آيات الله والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل، فسورة يوسف تترجم عن قصته وسورة براءة تترجم عن أحوال المنافقين وأسرارهم إلى غير ذلك، والسور سورا طوالا وأوساطا وقصارا تنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز، فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات [الاتقان 1، 66].
قال الجعبري: حدّ السورة قرآن يشتمل على آي ذوات فاتحة وخاتمة. واقلها ثلاث آيات. فإن قيل: فما الحكمة في تقطيع القرآن سورا؟ قلت: هي الحكمة في تقطيع السور آيات معدودات لكل آية حدّ ومطلع حتى تكون كل سورة بل كل آية فنّا مستقلا وقرآنا معتبرا [البرهان 1/، 264].
وكلامه (رحمه الله) متين جدا بالنسبة إلى السور القصار فإنها ذات موضوع واحد وتحتوي على مقدمة وموضوع وخاتمة حسب تعبيرنا اليوم. وذلك لا يستقيم في السور الطوال فإنها ذات مقاطع في مواضيع مختلفة لكل موضوع مقدمة وخاتمة. مثلا: آية الكرسي فإنها تعد آية مع أنها لا تعد سورة بل آية من سورة البقرة. فالأولى تحديد السورة بأنها قسم من القرآن الذي حدده الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قسما مستقلا عن سائر أقسام القرآن إمّا لوحدة الموضوع كما في السور القصار غالبا أو لوحدة المقصود كتشريع خاص في المجتمع المدني، كما هو الحال في سورة البقرة وهكذا وإن لم نعرف المقصود بالتفصيل.(1/33)
وكلامه (رحمه الله) متين جدا بالنسبة إلى السور القصار فإنها ذات موضوع واحد وتحتوي على مقدمة وموضوع وخاتمة حسب تعبيرنا اليوم. وذلك لا يستقيم في السور الطوال فإنها ذات مقاطع في مواضيع مختلفة لكل موضوع مقدمة وخاتمة. مثلا: آية الكرسي فإنها تعد آية مع أنها لا تعد سورة بل آية من سورة البقرة. فالأولى تحديد السورة بأنها قسم من القرآن الذي حدده الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قسما مستقلا عن سائر أقسام القرآن إمّا لوحدة الموضوع كما في السور القصار غالبا أو لوحدة المقصود كتشريع خاص في المجتمع المدني، كما هو الحال في سورة البقرة وهكذا وإن لم نعرف المقصود بالتفصيل.
ترتيب السور
الروايات في جمع القرآن تصرح بأن ذلك حصل في عهد الرسالة ومن الطبيعي اهتمام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم شخصيا بذلك حيث أمر كتّاب الوحي بكتابة القرآن.
قال الحاكم في المستدرك: «جمع القرآن ثلاث مرات أحدها في حضرة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم اخرج بسنده عن زيد بن ثابت: «كنا عند رسول الله نؤلف القرآن في الرقاع» [الاتقان 1، 57]. وهذا يستلزم ترتيبا مرضيا عند الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أو على الأقل غير منهي عنه من قبل الرسول.
قال القاضي أبو بكر الباقلاني في الانتصار: «وانه يمكن أن يكون الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قد رتب سوره وأن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده ولم يتولّ ذلك بنفسه قال وهذا الثاني اقرب» [الاتقان 1، 61].
والملاحظ أن ترتيب السور وإن لم يكن على حسب النزول إلا أن السور ذات الآيات القليلة نسبيا متأخرة في الترتيب وكلما كانت أبعد زمنا كانت أكثر عددا في الآيات. والاعتبار يساعد على أن السور القصار المعروفة بالمفصلات كانت تحفظ في مكة ولم يكن للمسلمين من القوة والمنعة والوقت الكافي لحفظ السور الطوال. والأمر كان على العكس في المدينة فقد كان للمسلمين من القوة والمنعة والوقت ما أمكنهم من حفظ السور الطوال.
عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اعطيت الطوال مكان التوراة واعطيت المئين مكان الإنجيل والمثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل: سبع وستين سورة» [البحار 92، 27].
ونقل الشهرستاني (ت 548هـ) ذلك عن كتاب الاستغناء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: اعطيت السبع الطوال مكان التوراة واعطيت المئين مكان الإنجيل واعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل [مفاتيح الأسرار 1، 12].
وفي هذه الرواية تحديد ترتيب السور في طوائف أربع:
السبع الطوال المئين المثاني المفصلات وقد روي عن الصحابة الخلاف في عدّ بعض السور من هذه الطوائف.(1/34)
السبع الطوال المئين المثاني المفصلات وقد روي عن الصحابة الخلاف في عدّ بعض السور من هذه الطوائف.
السبع الطوال:
عن ابن عباس قال: قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تنزل عليه السورة ذات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال [الاتقان 1، 60].
وكلام السيوطي هذا أقرب إلى تسبيع القرآن ويمكن استخراج ذلك من الرواية التالية:
عن حذيفة الثقفي قال: كنت في الوفد الذين أسلموا من ثقيف وفي الحديث: فقال لنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «طرأ عليّ حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه». فسألنا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قلنا: كيف تحزبون القرآن. قالوا: نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل من ق حتى نختم.
قال: فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو في المصحف الآن كان في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال: ويحتمل أن الذي كان مرتبا حينئذ حزب المفصل خاصة بخلاف ما عداه» [الاتقان 1، 63].
عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وبناء على رواية الثقفي هذه يكون تسبيع القرآن كالتالي:
الأول: البقرة وآل عمران إلى النساء.
الثاني: المائدة إلى التوبة.
الثالث: يوسف إلى النحل.
الرابع: بنو إسرائيل إلى الفرقان.
الخامس: الشعراء إلى يس.
السادس: الصافات إلى الحجرات.
السابع: سورة ق إلى آخر القرآن.
والملاحظ أن كل سبع يختلف عن الآخر بعددين إلى الأخير وهو سبع المفصل وأن عدد الصفحات دون الآيات من طبعة 1337هـ لكل جزء كالآتي:(1/35)
السابع: سورة ق إلى آخر القرآن.
والملاحظ أن كل سبع يختلف عن الآخر بعددين إلى الأخير وهو سبع المفصل وأن عدد الصفحات دون الآيات من طبعة 1337هـ لكل جزء كالآتي:
946798114109100149 - ومعدلها 4و 104من الصفحات وهذا يستلزم أن تجزئة القرآن كان على أساس الحجم الذي يستغرق كل جزء مما يساعد على سهولة الحمل والنقل وخاصة في ظروف شح الورق في العصور المتقدمة.
ويبدو أن ما ذهب إليه السيوطي (ت 911هـ) من قوله: «ويحتمل أن الذي كان مرتبا حينئذ حزب المفصل خاصة بخلاف ما عداه» [الاتقان 1، 63] يعتبر احتمالا وجيها وذلك:
أولا: لقصر السور الداعي لترتيبها كي يسهل حملها وحفظ تسلسلها.
ثانيا: لكونها مكية على الأغلب وقلة المسلمين في بدء الدعوة الإسلامية، كانت تستدعي سورا قصارا لتعلم مبادئ الإسلام الأصلية الضرورية بخلاف الحالة في المدينة حيث قوي المسلمون وكثروا وتوفرت الدواعي لتعلم السور الكبار.
نقل الشهرستاني (ت 548هـ) عن كتاب «الاستغناء» في سور القرآن عن أبي عبد الله الحسين بن محمد الرازي: السبع الطوال البقرة آل عمران النساء المائدة الأنعام الأعراف وسابعها الأنفال والتوبة [مفاتيح الأسرار 1، 117].
ومن كتاب «المختصر في القراءات» عن أبي بكر محمد بن موسى الصيدلاني:
«السبع الطوال سبع سور: البقرة آل عمران النساء الأعراف الأنعام المائدة يونس». قال أبو عبيدة: «والأنفال من المثاني وهي من أوائل ما نزل بالمدينة ويونس نزلت بمكة» [مفاتيح الأسرار 1، 17].
وقال الصيدلاني: «سبعا من المثاني قال هي السبع الطوال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس السابعة» وعن يحيى بن حرث الديناري مثل ذلك وزاد ليست تعد الأنفال وبراءة من السبع الطوال» [مفاتيح الأسرار 1، 18].
وقال السيوطي: «السبع الطوال أولها البقرة وآخرها براءة كذا قال جماعة لكن أخرج الحاكم والنسائي وغيرهما عن ابن عباس قال: السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف. قال الراوي وذكر السابعة فنسيتها. وفي رواية صحيحة عن ابن أبي حاتم وغيره عن مجاهد وسعيد بن جبير أنها يونس وتقدم عن ابن عباس مثله في النوع الأول وفي رواية عن الحاكم أنها الكهف (والمئون).
فالسبع الطوال هي البقرة إلى الأنفال على خلاف في أن الأنفال والتوبة سورة واحدة أم لا.(1/36)
وقال السيوطي: «السبع الطوال أولها البقرة وآخرها براءة كذا قال جماعة لكن أخرج الحاكم والنسائي وغيرهما عن ابن عباس قال: السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف. قال الراوي وذكر السابعة فنسيتها. وفي رواية صحيحة عن ابن أبي حاتم وغيره عن مجاهد وسعيد بن جبير أنها يونس وتقدم عن ابن عباس مثله في النوع الأول وفي رواية عن الحاكم أنها الكهف (والمئون).
فالسبع الطوال هي البقرة إلى الأنفال على خلاف في أن الأنفال والتوبة سورة واحدة أم لا.
المئون:
قال الشهرستاني (ت 548هـ) السبع المئون نقلا عن كتاب «الاستغناء» أولها سورة بني إسرائيل وآخرها سورة المؤمنين فسورة بني إسرائيل الكهف مريم طه الأنبياء الحج المؤمنون يقال أنها المئون، لأن كل مئين منها مائة مائة أو نحوها وهي تلي المثاني [مفاتيح الأسرار 1، 67].
وقال الشهرستاني أيضا: «والمئون إحدى عشرة سورة براءة النحل هود يوسف الكهف بني إسرائيل الأنبياء طه قد أفلح الشعراء الصافات كل ذلك نقلا عن الصيدلاني» [مفاتيح الأسرار 1، 17].
وقال السيوطي: «المئون ما وليها (الطوال) سميت كذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها» [الاتقان 1، 63].
المثاني:
قال الشهرستاني (ت 548هـ) في كتاب «الاستغناء»: «السبع المثاني وهي سبع سور أولها سورة يونس وآخرها النحل: يونس هود يوسف الرعد إبراهيم الحجر النحل. فكان السبع الطوال من المبادي في القرآن العظيم والسبع المثاني هي التي تتلوها في الطول والمعاني. وقيل السبع المثاني هي فاتحة الكتاب لأنها تتلى في كل صلاة ولأن المثاني من حيث المعاني في طيها وضمنها [مفاتيح الأسرار 1، 12].
وقال الصيدلاني: «والمثاني عشرون سورة: الأحزاب، الحج، النمل، القصص، النور، الأنفال، مريم، العنكبوت، الروم، يس، الحجر، الرعد، الفرقان، سبأ، الملائكة، إبراهيم، ص، محمد، لقمان، العذاب أي التوبة [مفاتيح الأسرار 1، 17].
وقال السيوطي: «المثاني ما ولي المئين لأنها ثنتها أي كانت بعدها فهي لها ثوان والمئون لها أوائل. وقال الفراء: هي السورة التي آياتها أقل من مائة آية لأنها تثنى أكثر مما يثنى الطوال والمئون، وقيل لتثنية الأمثال فيها بالعبر والخبر حكاه النكزاوي. وقال في جمال القراء هي السور التي تثنيت فيها القصص وقد تطلق على القرآن كله وعلى الفاتحة [الاتقان 1، 63].
والذي يفهم من كلامهم أن سور المثاني تقع في مرتبة تالية للمئين فهي السبع الثالث فالتثنية هي للمرتبة لا للموضوع أو أن التثنية هنا بمعنى التكرار.(1/37)
وقال السيوطي: «المثاني ما ولي المئين لأنها ثنتها أي كانت بعدها فهي لها ثوان والمئون لها أوائل. وقال الفراء: هي السورة التي آياتها أقل من مائة آية لأنها تثنى أكثر مما يثنى الطوال والمئون، وقيل لتثنية الأمثال فيها بالعبر والخبر حكاه النكزاوي. وقال في جمال القراء هي السور التي تثنيت فيها القصص وقد تطلق على القرآن كله وعلى الفاتحة [الاتقان 1، 63].
والذي يفهم من كلامهم أن سور المثاني تقع في مرتبة تالية للمئين فهي السبع الثالث فالتثنية هي للمرتبة لا للموضوع أو أن التثنية هنا بمعنى التكرار.
المفصلات:
قال الشهرستاني (ت 548هـ) في كتاب «الاستغناء»: «السبع المفصل هي مفصلاتها سور قصار تقرب تفصيل سورة عن سورة وهو معروف وقيل تسمّى مفصلات لما فيها من البيان والتفصيل والأول أصح لأن المفصل ليس بأكثر بيانا وتفصيلا من الآخر» [مفاتيح الأسرار 1، 17].
وقال الصيدلاني: «والمفصل هي ما في السور تسع وأربعون سورة» [مفاتيح الأسرار 1، 12].
وقال السيوطي: «(ت 911هـ) (والمفصل) ما ولي المثاني من قصار السور، سمّي بذلك لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة وقيل لقلة المنسوخ منه ولهذا يسمى بالمحكم أيضا. كما روى البخاري عن سعيد بن جبير قال: «ان الذي تدعونه المفصل هو المحكم وآخره سورة الناس بلا نزاع (واختلف) في أوله على اثني عشر قولا أحدها «ق» لحديث أوس السابق قريبا، الثاني «الحجرات» وصححه النووي، الثالث «القتال» عزاه الماوردي للأكثرين، الرابع «الجاثية» حكاه القاضي عياض، الخامس «الصافات» السادس «الصف» السابع «تبارك» حكى الثلاثة ابن أبي الصيف اليمني في نكته على التنبيه، الثامن «الفتح» حكاه الكمال الدماري في شرح التنبيه التاسع «الرحمن» حكاه ابن السيد في أماليه على الموطأ، العاشر «الإنسان» الحادي عشر «سبح» حكاه ابن الفركاح في تعليقه عن المرزوقي، الثاني عشر «الضحى» حكاه الخطابي ووجهه بأن القارئ يفصل بين هذه السور بالتكبير وعبارة الراغب في مفرداته المفصل من القرآن السبع الأخير» [الاتقان 1، 63].
والذي يظهر الاضطراب في كلام الصيدلاني وكتاب الاستغناء فإن تربيع القرآن ينافي الطوائف المتقدمة في كلامه المبتني على تسبيع القرآن حيث قال: «السبع الطوال والسبع المئون والسبع المثاني والسبع المفصل» على أساس الكسور العشرية لتسهيل قراءة القرآن باكمله خلال أسبوع واحد فقط وبما أن كمية السبع الأول تعادل سورا سبعا هي طوال فقد التبس الأمر في عنوان (السبع الطوال) على أساس العدد الصحيح لأنها سور سبع عددا وطوال وصفا فإن المفروض أنها من الكسور العشرية وتعني السبع من القرآن الحاوي على
سبع سور طوال مع أن صفة الطول في هذه الصورة يجب أن تطابق الموصوف بالافراد فيقال: «السبع الطويل» دون صورة وصف السور إذ تجب المطابقة بالجمع.(1/38)
والذي يظهر الاضطراب في كلام الصيدلاني وكتاب الاستغناء فإن تربيع القرآن ينافي الطوائف المتقدمة في كلامه المبتني على تسبيع القرآن حيث قال: «السبع الطوال والسبع المئون والسبع المثاني والسبع المفصل» على أساس الكسور العشرية لتسهيل قراءة القرآن باكمله خلال أسبوع واحد فقط وبما أن كمية السبع الأول تعادل سورا سبعا هي طوال فقد التبس الأمر في عنوان (السبع الطوال) على أساس العدد الصحيح لأنها سور سبع عددا وطوال وصفا فإن المفروض أنها من الكسور العشرية وتعني السبع من القرآن الحاوي على
سبع سور طوال مع أن صفة الطول في هذه الصورة يجب أن تطابق الموصوف بالافراد فيقال: «السبع الطويل» دون صورة وصف السور إذ تجب المطابقة بالجمع.
تسمية السور
قال الزركشي (ت 797هـ): «قد يكون للسورة اسم وهو كثير وقد يكون لها اسمان، كسورة البقرة يقال لها: فسطاط القرآن لعظمها وبهائها. وآل عمران يقال اسمها في التوراة طيبة، حكاه النقاش».
أقول: [غريب حقا تسمية إحدى سور القرآن في التوراة] والنحل تسمّى النّعم لما عدّد الله فيها من النعم على عباده. وسورة «حم عسق»، وتسمّى الشورى. وسورة الجاثية وتسمى الشريعة، وسورة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وتسمى القتال» [البرهان 1، 269].
وعقد السيوطي فصلا في أسماء السور وقال: «قد يكون للسورة اسم واحد وقد يكون لها اسمان فاكثر من ذلك كالفاتحة وقد وقفت على نيف وعشرين اسما وذلك يدل على شرفها فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمّى» [الاتقان 1، 52].
أقول: وكلامه (ره) لا يخلو من تأمل دليلا ودلالة فالظاهر أن هذه الأسماء التي عددها (ره) لم تكن سوى صفات للسور باعتبار محتواها أو موقعها من القرآن. فالفاتحة صفة للسورة الأولى من القرآن الكريم باعتبار وقوعها في مفتتح القرآن كالمقدمة للكتاب وكذلك الأسماء الأخرى فالتعبير عن بعضها باعتبار المواضيع الهامة فيها كسورة نوح لقصة نوح وسورة البقرة لموضوع البقرة وبعضها باعتبارها مبتدئها كالمقطعات ألف لام ميم وما شابه ومن هنا جاز جمعها في طوائف (كالمسبحات) (وطواسين) (والحامدات) هذا في عصر الرسالة، أما بعد ذلك فلا شك في أن التسمية الغالبة هي المتبعة.
طوائف من السور:
وعرفت طوائف من السور بأسماء خاصة لمناسبات تجمع بينها. منها:
1 - الحامدات:
الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر.
2 - الحواميم:
وهي كما قال الصيدلاني: «الحواميم سبع سور: المؤمن، الزخرف، حم السجدة، حم عسق، الدخان، السجدة، الأحقاف، الجاثية [مفاتيح الأسرار 1، 121].
3 - الطواسين:
الشعراء، النمل، القصص.(1/39)
الشعراء، النمل، القصص.
4 - المسبحات:
الإسراء، الحديد، الحشر، صف، الجمعة، التغابن، الأعلى.
5 - الممتحنة:
وهي كما قال الصيدلاني أربع وعشرون ثم عد منها أربعة عشر فقط ولم يذكر الباقي فقد ذكر الفتح، الحديد، الحشر، الم السجدة، ق، الطلاق، الحجرات، تبارك، التغابن، المنافقون، الصف، الجن، نوح، المجادلة، ولم يذكر الباقي [مفاتيح الأسرار 1، 12].
عدد السور:
تتفق المصاحف العثمانية على أن عدد السور 114سورة وهو الحاوي على ما بين الدفتين اليوم وذهب ابن مجاهد (ت 324هـ) على أن المصاحف العثمانية 113سورة وليس ذلك من النقص في القرآن معاذ الله بل لأنه عدّ سورتي الأنفال والبراءة سورة واحدة لعدم وجود البسملة في البراءة. والجمهور على أن البراءة سورة مستقلة وإنما لم تبدأ بالبسملة لأن البسملة أمان كما في حديث علي عليه السّلام والبراءة ليست كذلك.
أمّا المصاحف الغير العثمانية والتي بادت اليوم تختلف عدد السور فيها فإن مصحف ابن مسعود لم يحتوي على المعوذتين فيكون عدد السور 112سورة وأبي بن أبي كعب زاد سورتي الخلع والحفد فيكون عدد السور 116سورة وذهب جمع من الفقهاء إلى أن سورتي الضحى والانشراح سورة واحدة فتكون السور 113سورة وسيأتي الكلام في ذلك.
قال ابن الجوزي (ت 597هـ): «أما سوره فقال أبو الحسن بن المنادى: جميع سور القرآن في تأليف زيد بن ثابت على عهد الصديق، وذي النورين مائة وأربع عشرة سورة، فيهن الفاتحة والتوبة والمعوذتان. وذلك هو الذي في أيدي أهل قبلتنا، وجملة سوره على ما ذكر عن أبي بن كعب مائة وست عشرة سورة، وكان ابن مسعود يسقط المعوذتين، فنقصت جملته سورتين عن جملة زيد، وكان أبي بن كعب يلحقهما ويزيد إليهما سورتين وهما الحفد والخلع، إحداهما اللهم انا نستعينك ونستغفرك، وهي سورة الخلع، والأخرى اللهم إياك نعبد وهي سورة الحفد، فزادت جملته عن جملة زيد سورتين وعلى جملة ابن مسعود أربع سور، وكلّ أدّى ما سمع، ومصحفنا أولى بنا أن يتبع [فتون الأفنان ص 39].
الأنفال والبراءة:
ذهب جمع إلى أنهما سورة واحدة كما في سورة أخرى والخلاف ليس في النص القرآني فإنهما بنصهما في القرآن ومنشأ الخلاف هو عدم وجود البسملة في أول السورة.
قال السيوطي (ت 911هـ) عن أبي زروق قال: «الأنفال وبراءة سورة واحدة». وأخرج عن أبي رجاء قال: «سألت الحسن عن الأنفال وبراءة سورتان أم سورة؟ قال: سورتان».(1/40)
ذهب جمع إلى أنهما سورة واحدة كما في سورة أخرى والخلاف ليس في النص القرآني فإنهما بنصهما في القرآن ومنشأ الخلاف هو عدم وجود البسملة في أول السورة.
قال السيوطي (ت 911هـ) عن أبي زروق قال: «الأنفال وبراءة سورة واحدة». وأخرج عن أبي رجاء قال: «سألت الحسن عن الأنفال وبراءة سورتان أم سورة؟ قال: سورتان».
ونقل مثل قول أبي زروق عن مجاهد وأخرجه ابن أبي حاتم عن سفيان، وأخرج ابن أشتة عن ابن لهيعة قال: «يقولون ان براءة من يسألونك وإنما لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم لأنها من يسألونك وشبهتهم اشتباه الطرفين وعدم البسملة ويرده تسمية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كلّا منهما. ونقل صاحب الإقناع أن البسملة ثابتة لبراءة في مصحف ابن مسعود. قال: ولا يؤخذ بهذا، وأخرج القشيري الصحيح أن التسمية لم تكن فيها لأن جبريل عليه السّلام لم ينزل بها فيها. وفي المستدرك عن ابن عباس قال: سألت علي بن أبي طالب لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأنها أمان. وبراءة نزلت بالسيف. وعن مالك أن أولها لما سقط سقط معه البسملة فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها [الاتقان 1، 65].
ومن ذلك يظهر أن الخلاف إنما نشأ في عدم وجود البسملة وليس لوحدة الموضوع بين السورتين أية صلة بالقول بوحدتهما (وعليه) تكون الأقوال دعوى بلا دليل وخاصة أن السبب في عدم ذكر البسملة هو موضوع السورة أي البراءة وهي لا تجتمع مع الرحمة.
الضحى والانشراح:
ذهب فقهاء المذهب إلى أنهما سورة واحدة. ووحدة الموضوع فيهما تساعد على ذلك ففيهما سلسلة من الأسئلة على نحو الاستفهام الإنكاري تأكيدا على صحة الأمر.
قال العاملي: «الضحى والانشراح سورة واحدة عند آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما في الاستبصار، ومن دين الإمامية الإقرار بذلك كما في الأمالي وهو الذي تذهب إليه الإمامية كما في الانتصار» [مفتاح الكرامة 2، 285].
وقال الطباطبائي: «الأقوى اتحاد سورتي (الفيل) و (لإيلاف) وكذا (والضحى) و (ألم نشرح) وتفصيل ذلك في المستدرك [6، 175].
الآية مفهوما ومصداقا
جاءت الآية في اللغة بمعان مختلفة منها: العلامة والعجب والجماعة.
وقد وردت كلمة الآية ومشتقاتها في القرآن الكريم (383) مرة بمعنى العلامة في موارد كثيرة منها قوله تعالى: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التََّابُوتُ} [البقرة: 248].
ولكن رجوع الموارد الأخرى إلى هذا المعنى أيضا يمكن بنوع من التكلف.
كما أن في القرآن الكريم استعملت مادة الآية إلى المقطعات في آيات منها:(1/41)
ولكن رجوع الموارد الأخرى إلى هذا المعنى أيضا يمكن بنوع من التكلف.
كما أن في القرآن الكريم استعملت مادة الآية إلى المقطعات في آيات منها:
{الر تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ الْحَكِيمِ} [يونس: 1].
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتََابَ مِنْهُ آيََاتٌ مُحْكَمََاتٌ} [آل عمران: 7].
{الر تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ الْمُبِينِ} [يوسف: 1].
{الر تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} [الحجر: 1].
{وَكَذََلِكَ أَنْزَلْنََاهُ آيََاتٍ بَيِّنََاتٍ} [الحج: 16].
{سُورَةٌ أَنْزَلْنََاهََا وَفَرَضْنََاهََا وَأَنْزَلْنََا فِيهََا آيََاتٍ بَيِّنََاتٍ} [النور: 1].
{طس تِلْكَ آيََاتُ الْقُرْآنِ وَكِتََابٍ مُبِينٍ} [النمل: 1].
فقوله تعالى: {الْكِتََابَ مِنْهُ آيََاتٌ مُحْكَمََاتٌ} [آل عمران: 7] تطبيق لمادة الآية على قسم من النص القرآني. وقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنََا فِيهََا آيََاتٍ بَيِّنََاتٍ} [النور: 1] تصريح بان الآية قسم من السورة وليست قسيما لها. وقوله تعالى: {أَنْزَلْنََاهُ آيََاتٍ بَيِّنََاتٍ} [الحج: 16] ارجاع إلى القرآن والمفهوم من السياق، أما الآيات التي أشارت إلى الحروف المقطعة نحو (الر) و (الم) و (ص) بأنها (آيات الكتب) تطبيق بأن هذه الكلمات تشكل آية من القرآن وكل ذلك لما لها من دلالة لغوية أي أنها علامات الوحي المنزل على النبي المرسل. وبهذا المعنى اللغوي استعملت كلمة (الآية) في الروايات منها.
وكان الرضا عليه السّلام يختم القرآن في كلّ ثلاث، ويقول: لو أردت أن أختمه في أقل من ثلاث لختمته ولكن ما مررت بآية قط إلا فكّرت فيها وفي أيّ شيء أنزلت، وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم ثلاثة أيام [البحار 92، 204].
مقاطع من القرآن بالآيات
وقد عرفت مقاطع من القرآن بالآيات مع أنها أكثر من جملة، منها:
1 - آية الكرسي:
وهي الآيات من 255إلى 257من سورة البقرة.
2 - آية السخرة:
وهي الآيات من 54إلى 56من سورة الأعراف [البحار 87، 58].
وقد ورد في الروايات تصريح بهذه التسمية:
عن الباقر عليه السّلام قال: «من قرأ آية الكرسي مرّة صرف عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا وألف مكروه من مكروه الآخرة، أيسر مكروه الدّنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر.
وعن موسى بن جعفر عليه السّلام قال: سمع بعض آبائي عليهم السّلام رجلا يقرأ «أمّ القرآن»،
قال: «شكر وأجر، ثم سمعه يقرأ: {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فقال: آمن وأمن، ثم سمعه يقرأ: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ} [القدر: 1] فقال: صدّق وغفر له، ثم سمعه يقرأ آية الكرسي، فقال: بخ بخ نزلت براءة هذا من النار» [البحار 92، 262].(1/42)
وعن موسى بن جعفر عليه السّلام قال: سمع بعض آبائي عليهم السّلام رجلا يقرأ «أمّ القرآن»،
قال: «شكر وأجر، ثم سمعه يقرأ: {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فقال: آمن وأمن، ثم سمعه يقرأ: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ} [القدر: 1] فقال: صدّق وغفر له، ثم سمعه يقرأ آية الكرسي، فقال: بخ بخ نزلت براءة هذا من النار» [البحار 92، 262].
وروى السيوطي: «سيدة آي القرآن آية الكرسي» [الإتقان 2، 153].
3 - آية النبأ:
{إِنْ جََاءَكُمْ فََاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6].
4 - آية التطهير:
{إِنَّمََا يُرِيدُ اللََّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33].
5 - آية النفر:
{فَلَوْلََا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طََائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذََا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
وليست هذه العناوين من تسمية النبي نفسه بل أوصاف هي باعتبار مواضيعها انتخبها القراء أو الفقهاء والمحدثون القدامى إشارة إلى مواضيعها.
تحديد الآية:
قال الزركشي (ت 797هـ) وأما في الاصطلاح فقال الجعبري في كتاب «المفرد في معرفة العدد»: حد الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديرا، ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة وأصلها العلامة، ومنه: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ} لأنها علامة للفضل والصدق، أو الجماعة، لأنها جماعة كلمة.
وقال غيره: الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها ليس بينها شبه بما سواها [البرهان 1، 266].
وقول الزركشي (تقديرا) يشتمل الكلمات المفردة، ولعل لهذا السبب عدّل السيوطي في تعريف الآية وقال: «فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن وعما قبلها وما بعدها في غيرهما غير مشتمل على مثل ذلك. قال: وبهذا القيد خرجت السورة. وقال الزمخشري: الآيات علم توقيفي لا مجال للقياس فيه ولذلك عدّوا «الم» آية حيث وقعت و «المص»، ولم يعدّوا «المر» و «الر» وعدّوا «حم» آية.
ويظهر من بعض الروايات أن المفهوم الاصطلاحي للآية لمي حدد في عصر
الصحابة. قال ابن عباس: «أرجى آية في القرآن: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنََّاسِ عَلى ََ ظُلْمِهِمْ}
[الرعد: 6] وهذا بعض الآية وليس كلها».(1/43)
ويظهر من بعض الروايات أن المفهوم الاصطلاحي للآية لمي حدد في عصر
الصحابة. قال ابن عباس: «أرجى آية في القرآن: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنََّاسِ عَلى ََ ظُلْمِهِمْ}
[الرعد: 6] وهذا بعض الآية وليس كلها».
قال الزرقاني: «ثم خصت الآية في الاصطلاح بأنها طائفة ذات مطلع ومقطع متدرجة في سور القرآن» [مناهل العرفان 1، 332].
فإن كان قصده (ره) المطلع والمقطع في المعنى فهذا يستلزم أن يكون كل آية مستقلة في المعنى من الآية الأخرى، أي أن تكون جملة تامة ذات معنى مستقل وهذا لا يستقيم في كل الآيات.
ويظهر مقياس الجملة التامة من كلام ابن عطية (ت 543هـ) بقوله: وأما الآية فهي العلامة في كلام العرب، ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: بآية ما أكلت معكم حيسا. فلما كانت الجملة التامة في القرآن علامة على صدق الآتي بها، وعلى عجز المتحدّي بها سميت آية. هذا قول بعضهم. وقيل: سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام، كما تقول العرب: جئنا بآيتنا، أي بجماعتنا [المقدمتان ص 284].
وكلام ابن عطية لا يستقيم فإن في الآيات القرآنية ما تشتمل على الكلمة المفردة والجملة التامة والجملة الغير التامة فليس المقياس في الآية كونها جملة تامة.
ويرى ابن العربي وهو على حق في تحديد الآية أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذكر أن الفاتحة سبع آيات وسورة الملك ثلاثون آية، وصحّ أنه قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران. قال: وتعديد الآي من مفصلات القرآن ومن آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع، ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون في أثنائه، كقوله: «أنعمت عليهم» على مذهب أهل المدينة، فإنهم يعدّونها آية. وينبغي أن يعوّل في ذلك على فعل السلف [البرهان 1، 268].
وهنا زاد السيوطي على قول ابن العربي: (وقال) غيره سبب اختلاف السلف في عدد الآي أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة.
فتحديد الآية بالجملة المفيدة يقتضي أن تكون الآيات ذات الاستثناء واحدة وليست كذلك في القرآن. مثلا في سورة البقرة الآيتان 159و 160تشكلان جملة واحدة مع أنهما آيتان. قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مََا أَنْزَلْنََا مِنَ الْبَيِّنََاتِ وَالْهُدى ََ مِنْ بَعْدِ مََا بَيَّنََّاهُ لِلنََّاسِ فِي الْكِتََابِ أُولََئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللََّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللََّاعِنُونَ} [البقرة: 159] {إِلَّا الَّذِينَ تََابُوا وَأَصْلَحُوا
وَبَيَّنُوا فَأُولََئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوََّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 160]. فهما آيتان من القرآن مع أن الجملة لا تتم إلا بعد الاستثناء.(1/44)
فتحديد الآية بالجملة المفيدة يقتضي أن تكون الآيات ذات الاستثناء واحدة وليست كذلك في القرآن. مثلا في سورة البقرة الآيتان 159و 160تشكلان جملة واحدة مع أنهما آيتان. قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مََا أَنْزَلْنََا مِنَ الْبَيِّنََاتِ وَالْهُدى ََ مِنْ بَعْدِ مََا بَيَّنََّاهُ لِلنََّاسِ فِي الْكِتََابِ أُولََئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللََّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللََّاعِنُونَ} [البقرة: 159] {إِلَّا الَّذِينَ تََابُوا وَأَصْلَحُوا
وَبَيَّنُوا فَأُولََئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوََّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 160]. فهما آيتان من القرآن مع أن الجملة لا تتم إلا بعد الاستثناء.
إن تحديد الآيات حسب الترقيم المتداول اليوم ليس على اعتبار تمامية المعنى واستقلالية الجملة مثال ذلك قوله تعالى: {كَذََلِكَ يُبَيِّنُ اللََّهُ لَكُمُ الْآيََاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}
[البقرة: 219] {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتََامى ََ قُلْ} [البقرة: 220] مع أن الآية {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ} ليست جملة تامة ولولا تصور أن هذا تلاعب بالنص القرآني، لكان الأفضل إلحاقها بما قبلها. وروي أن مواضع الآيات في السور كانت بإشراف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «ضعوا آية كذا في مكان كذا».
قال ابن عطية (ت 543): «وذكر أن ترتيب الآيات في السور، ووضع البسملة في الأوائل، هو من النبي عليه السّلام، ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا آخر ما قيل في براءة، وذلك مستقصى في موضعه موفى إن شاء الله تعالى. وظاهر الآثار أن السبع الطوال، والحواميم، والمفصل كان مرتبا في زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان في السور ما لم يرتب، فذاك هو الذي رتب وقت الكتب [المقدمتان، 276].
وقال السيوطي (ت 911هـ): «ان ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك، أما الإجماع فنقله غير واحد، منهم: الزركشي في البرهان وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته وعبارته ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين انتهى وسيأتي من نصوص العلماء ما يدل عليه. وأما النصوص فمنها حديث زيد السابق: «كنا عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نؤلف القرآن من الرقاع» [الاتقان 1، 69].
وعن عثمان بن أبي العاص قال: «كنت جالسا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ شخص ببصره ثم صوّبه ثم قال: أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة: {إِنَّ اللََّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسََانِ وَإِيتََاءِ ذِي الْقُرْبى ََ} [النحل: 90].
وفي روايات أهل البيت عليهم السّلام ما يوافق رأي السيوطي فقد روى الصدوق (ت 381هـ) في أن سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا فحدث سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سكتتين سكتة إذا كبّر وسكتة إذا فرغ من قراءته عند ركوعه، ثم إن قتادة ذكر السكتة الأخيرة إذا فرغ من قراءة غير المغضوب عليهم ولا الضالين: أي حفظ ذلك سمرة وأنكره عليه عمران بن حصين، قال: فكتبا في ذلك إلى أبي بن كعب وكان في كتابه إليهما أوفى ردّه عليهما أن سمرة قد حفظ» [البحار 85، 27].
وهذا يعني أن تحديد الآيات كان بقراءة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأن السكتة هي العلامة لنهاية الآيات ومن ثم اختلف صحابيان في سكتة النبي في الفاتحة وحكّما أبي بن كعب في ذلك (وعليه) السكتات استبدلت بالأرقام في عصرنا. وهذا لا ينطبق على ما هو معمول به اليوم في المصحف في تحديد الآيات. وقد اتفق الكل على أن أطول آية في القرآن هي آية الدين [البقرة: 282] مع أن الآية (283) التي تليها من نفس الموضوع ولم تلحق بها. وهي على طولها البالغ 15سطرا لم تقطّع إلى آيات لسكتة في القراءة فيها فلا محيص من القول بأنه لا مقياس لتحديد الآية بالعدد لأن الترقيم لم يكن مقصودا بالوحي. إذ ليس المقصود من الوحي سوى العمل بالمفاهيم القرآنية من دون أي اعتبار للعدد.(1/45)
وفي روايات أهل البيت عليهم السّلام ما يوافق رأي السيوطي فقد روى الصدوق (ت 381هـ) في أن سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا فحدث سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سكتتين سكتة إذا كبّر وسكتة إذا فرغ من قراءته عند ركوعه، ثم إن قتادة ذكر السكتة الأخيرة إذا فرغ من قراءة غير المغضوب عليهم ولا الضالين: أي حفظ ذلك سمرة وأنكره عليه عمران بن حصين، قال: فكتبا في ذلك إلى أبي بن كعب وكان في كتابه إليهما أوفى ردّه عليهما أن سمرة قد حفظ» [البحار 85، 27].
وهذا يعني أن تحديد الآيات كان بقراءة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأن السكتة هي العلامة لنهاية الآيات ومن ثم اختلف صحابيان في سكتة النبي في الفاتحة وحكّما أبي بن كعب في ذلك (وعليه) السكتات استبدلت بالأرقام في عصرنا. وهذا لا ينطبق على ما هو معمول به اليوم في المصحف في تحديد الآيات. وقد اتفق الكل على أن أطول آية في القرآن هي آية الدين [البقرة: 282] مع أن الآية (283) التي تليها من نفس الموضوع ولم تلحق بها. وهي على طولها البالغ 15سطرا لم تقطّع إلى آيات لسكتة في القراءة فيها فلا محيص من القول بأنه لا مقياس لتحديد الآية بالعدد لأن الترقيم لم يكن مقصودا بالوحي. إذ ليس المقصود من الوحي سوى العمل بالمفاهيم القرآنية من دون أي اعتبار للعدد.
البسملة
واختلفت كلمة الفقهاء والقراء في عدّ البسملة آية بعد اتفاقهم على عدّها آية في سورة الفاتحة دون غيرها، ومذهب أهل البيت على عدّها آية من كل سورة ما عدا البراءة. ونتج هذا الخلاف الفقهي على زيادة عد 113آية أو نقصانها، وهو خلاف نظري إذ أن النص القرآن اليوم يحتوي على البسملة في كل سورة ما عدا البراءة.
قال النجفي: «ان البسملة آية منها [الفاتحة] ومن كل سورة عدا براءة، وأنه (تجب قراءتها معها) سيما والفاتحة باعتبار وجوب قراءتها في الصلاة تتوفر الدواعي إلى معرفة ذلك فيها، فقول القراء حينئذ بخروج البسامل من القرآن كقولهم بخروج المعوذتين منه أقوى شاهد على أن قراءتهم مذاهب لهم، لا أنه قد تواتر إليهم ذلك، وكيف والمشهور بين أصحابنا بل لا خلاف فيه بينهم كما عن المعتبر كونها آية من الفاتحة، بل عن المنتهى أنه مذهب أهل البيت، بل النصوص مستفيضة فيه إن لم تكن متواترة كالإجماعات على ذلك، بل وعلى جزئيتها من كل سورة، والنصوص دالة عليه أيضا وإن لم يكن بتلك الكثرة والدلالة في الفاتحة» [الجواهر 9، 297].
عدد الآيات
قال الداني (ت 444هـ): «اجمعوا على أن عدد الآيات في القرآن ستة آلاف ومائة آية ثم اختلفوا فيما زاد» [الاتقان 1، 67].
قال ابن عطية: «وذكر أن الحجاج بن يوسف جمع القراء والكتبة فعدّوا له جميع آيات القرآن وكلامه وحروفه فبلغ ستة آلاف ومائتين وعشرين آية. وقيل: بل وجده ستة آلاف آية ومائتي آية وأربع آيات» [مقدمتان، 250].
وأيضا: وأمّا عدد الآي: فروي عن ابن مسعود قال: آيات القرآن ستة ألف ومائتان وثماني عشرة آية. وحروفها ثلاث مائة ألف حرف وستمائة حرف وتسعون حرفا. فلتالي القرآن بكل حرف منها عشر حسنات.(1/46)
قال ابن عطية: «وذكر أن الحجاج بن يوسف جمع القراء والكتبة فعدّوا له جميع آيات القرآن وكلامه وحروفه فبلغ ستة آلاف ومائتين وعشرين آية. وقيل: بل وجده ستة آلاف آية ومائتي آية وأربع آيات» [مقدمتان، 250].
وأيضا: وأمّا عدد الآي: فروي عن ابن مسعود قال: آيات القرآن ستة ألف ومائتان وثماني عشرة آية. وحروفها ثلاث مائة ألف حرف وستمائة حرف وتسعون حرفا. فلتالي القرآن بكل حرف منها عشر حسنات.
والقرآن كله في عدد أهل مكة ستة آلاف آية ومائتا آية وعشر آيات، فيما ذكره الزعفراني عن عكرمة بن سليمان. وذكر مثله عن مجاهد، وعن عبد الله بن كثير، عن مجاهد أنه قال: القرآن ثلاث مائة ألف حرف وواحد وعشرون ألف حرف ومائة وثمانية وثمانون حرفا.
وعن إسماعيل بن جعفر، أن القرآن كله ستة آلاف آية ومائتا آية وأربع عشرة آية.
وعن شيبة بن نصاح، أنه ستة آلاف آية ومائتا آية وسبع عشرة آية.
وكلماته: عند أهل المدينة سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة.
وحروفه: ثلاث مائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وخمسة عشر حرفا.
وعن ابن سيرين، القرآن ستة آلاف آية ومائتان وست عشرة آية.
عن زيد بن عبد الواحد أبي المعافى الضرير قال: عدد أهل الكوفة ستة آلاف آية ومائتا آية وست وثلاثون آية، وينسب عددهم إلى أبي عبد الرحمن السّلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وعدّد أهل البصرة، ستة آلاف ومائتان وأربع آيات، وينسب عددهم إلى عاصم الجحدري. وعن أبي جعفر يزيد بن القعقاع، أنه ستة آلاف ومائتان وعشر آيات.
وفي عدد أهل الشام، ستة آلاف ومائتان وست وعشرون آية، وينسب عددهم إلى يحيى بن أبي الحرث الذماريّ.
وعن حميد الأعرج قال: جميع آي القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية واثنتا عشرة آية [المقدمتان 7، 246].
قال ابن الجوزي (ت 597هـ): «وأما عدد آي القرآن فمختلف فيها أيضا على حسب اختلاف العادّين، والعدّ منسوب إلى ستة بلدان: مكة والمدينة والكوفة والبصرة والشام وحمص، فالعدد المكّي منسوب لمجاهد بن خير، وعبد الله بن كثير، والمدني على ضربين مدني أول، ومدني آخر، فالمدني الأول منسوب إلى نقل أهل الكوفة إياه عن أهل المدينة مرسلا لم يسمّوا فيه أحدا، والمدني الآخر منسوب إلى أبي جعفر يزيد بن القعقاع وصهره شيبة بن نضاح، وبينهما خلاف في ست مسائل وهن له «مما تحبون»، «وإن كانوا
ليقولون»، «وقد جاءنا نذير، إلى طعامه»، و «فأين تذهبون»، ترك هذه الخمس آيات أبو جعفر وعدّهن شيبة، وعدّ أبو جعفر: «مقام إبراهيم»، وتركها شيبة. قال ابن المنادي: المدني الأول فلا يدرى على الحقيقة في أي زمن هو وكأنه عدد صحابي وافق عليه فلكثرة أهله لم يعز إلى أحد مسمّى، فإن كان قبل كتّاب صحف فهو مأخوذ من أفواه الرجال، وإن كان عن مصحف فهو مأخوذ قبل استنساخه كتبا. فلمّا نشأ أبو جعفر وشيبة اختارا من عدّ الماضين كما اختارا من الحروف، وأما الكوفي فمنسوب إلى أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عليه السّلام وقد نسبه قوم إلى ابن مسعود، والأول أصح، وأما البصري فمنسوب إلى عاصم بن ميمون الجحدري، وهو أحد التابعين الحفاظ الذين ندبهم الحجاج إلى عدد حروف القرآن مع الحسن البصري ومالك بن دينار وأبي العالية الرياحي وأبي محمد بن راشد الحماني ونصر بن عاصم الليثي، فعدوه بالشعير وحسبوه، وقد نسبه بعضهم إلى أيوب بن المتوكل، والأول أظهر، وأما الشامي فمنسوب إلى عبد الله بن عاصم اليحصبي. وروى قوم أن أيوب بن تميم زعم أنه عدد عثمان بن عفان رضي الله عنه، والأول أصح، وقد روي عن أهل حمص خلاف لما روي عن أهل الشام مطلقا.(1/47)
قال ابن الجوزي (ت 597هـ): «وأما عدد آي القرآن فمختلف فيها أيضا على حسب اختلاف العادّين، والعدّ منسوب إلى ستة بلدان: مكة والمدينة والكوفة والبصرة والشام وحمص، فالعدد المكّي منسوب لمجاهد بن خير، وعبد الله بن كثير، والمدني على ضربين مدني أول، ومدني آخر، فالمدني الأول منسوب إلى نقل أهل الكوفة إياه عن أهل المدينة مرسلا لم يسمّوا فيه أحدا، والمدني الآخر منسوب إلى أبي جعفر يزيد بن القعقاع وصهره شيبة بن نضاح، وبينهما خلاف في ست مسائل وهن له «مما تحبون»، «وإن كانوا
ليقولون»، «وقد جاءنا نذير، إلى طعامه»، و «فأين تذهبون»، ترك هذه الخمس آيات أبو جعفر وعدّهن شيبة، وعدّ أبو جعفر: «مقام إبراهيم»، وتركها شيبة. قال ابن المنادي: المدني الأول فلا يدرى على الحقيقة في أي زمن هو وكأنه عدد صحابي وافق عليه فلكثرة أهله لم يعز إلى أحد مسمّى، فإن كان قبل كتّاب صحف فهو مأخوذ من أفواه الرجال، وإن كان عن مصحف فهو مأخوذ قبل استنساخه كتبا. فلمّا نشأ أبو جعفر وشيبة اختارا من عدّ الماضين كما اختارا من الحروف، وأما الكوفي فمنسوب إلى أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عليه السّلام وقد نسبه قوم إلى ابن مسعود، والأول أصح، وأما البصري فمنسوب إلى عاصم بن ميمون الجحدري، وهو أحد التابعين الحفاظ الذين ندبهم الحجاج إلى عدد حروف القرآن مع الحسن البصري ومالك بن دينار وأبي العالية الرياحي وأبي محمد بن راشد الحماني ونصر بن عاصم الليثي، فعدوه بالشعير وحسبوه، وقد نسبه بعضهم إلى أيوب بن المتوكل، والأول أظهر، وأما الشامي فمنسوب إلى عبد الله بن عاصم اليحصبي. وروى قوم أن أيوب بن تميم زعم أنه عدد عثمان بن عفان رضي الله عنه، والأول أصح، وقد روي عن أهل حمص خلاف لما روي عن أهل الشام مطلقا.
وقد وقع اجماع العادين على أن القرآن ستة آلاف ومائتا آية، ثم اختلفوا في الكسر الزائد على ذلك فروى المنهال بن عمرو عن ابن مسعود أنه قال: القرآن ستة آلاف ومائتا آية وسبع عشرة آية، وهذا مبلغه في المدني الأول، وبه قال نافع وأما في المدني الأخير فأربع عشرة آية عن شيبة، وعشر آيات عن أبي جعفر، وفي المكي عشرون آية، وفي الكوفي ست وثلاثون آية، وهو مروي عن حمزة الزياد وفي البصري خمس آيات وهو مروي عن عاصم الجحدري، وفي رواية عنه وأربع آيات، وبهذه الرواية قال أيوب بن المتوكل البصري، وفي رواية عن البصريين أنهم قالوا وتسع عشرة آية، وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري، وقد روى أبو عبد الرحمن عن علي عليه السّلام أنه قال وتسع وعشرون آية، وروى زيد بن وهب عن ابن مسعود، أنه قال وخمس عشرة آية، وروى عن عطاء الخراساني أنه قال وست عشرة آية، وروى عن عطاء بن يسار أنه قال: وست آيات، ونقل عن أهل حمص أنهم قالوا واثنتان وثلاثون آية [فنون الأفنان 39، 40].
ثم ذكر ابن الجوزي عدد كل سورة حسب الأقوال المذكورة [من ص 7352].
واختار الطبرسي العد الكوفي وقال: «ان عدد أهل الكوفة أصح الأعداد وأعلاها إسنادا لأنه مأخوذ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام وتعضده الرواية الواردة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: فاتحة الكتاب سبع آيات إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم، وعدد أهل
المدينة منسوب إلى أبي جعفر يزيد بن القعقاع القاري، وشيبة بن نصاح وهما المدني الأول وإلى إسماعيل بن جعفر وهو المدني الأخير وقيل المدني الأول هو الحسن بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر والمدني الأخير أبو جعفر وشيبة وإسماعيل والأول أشهر وعدد أهل البصرة منسوب إلى عاصم بن أبي الصباح الجحدري وأيوب بن المتوكل لا يختلفان إلا في آية واحدة في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «فالحق والحق أقول»، عدّها الجحدري وتركها أيوب وعدد أهل مكة منسوب إلى مجاهد بن جبر، وإلى إسماعيل المكي، وقيل لا ينسب عددهم إلى أحد بل وجد في مصاحفهم على رأس كل آية ثلاث نقط، وعدد أهل الشام منسوب إلى عبد الله بن عامر [مجمع البيان 1، 11].(1/48)
واختار الطبرسي العد الكوفي وقال: «ان عدد أهل الكوفة أصح الأعداد وأعلاها إسنادا لأنه مأخوذ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام وتعضده الرواية الواردة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: فاتحة الكتاب سبع آيات إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم، وعدد أهل
المدينة منسوب إلى أبي جعفر يزيد بن القعقاع القاري، وشيبة بن نصاح وهما المدني الأول وإلى إسماعيل بن جعفر وهو المدني الأخير وقيل المدني الأول هو الحسن بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر والمدني الأخير أبو جعفر وشيبة وإسماعيل والأول أشهر وعدد أهل البصرة منسوب إلى عاصم بن أبي الصباح الجحدري وأيوب بن المتوكل لا يختلفان إلا في آية واحدة في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «فالحق والحق أقول»، عدّها الجحدري وتركها أيوب وعدد أهل مكة منسوب إلى مجاهد بن جبر، وإلى إسماعيل المكي، وقيل لا ينسب عددهم إلى أحد بل وجد في مصاحفهم على رأس كل آية ثلاث نقط، وعدد أهل الشام منسوب إلى عبد الله بن عامر [مجمع البيان 1، 11].
وفصّل السيوطي الأقوال راويا العدد الكوفي عن علي بن أبي طالب قال: «قال أبو عبد الله الموصلي في شرح قصيدته ذات الرشد في العدد اختلف في عدد الآي أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة ولأهل المدينة عددان عدد أول وهو عدد أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح وعدد آخر وهو عدد إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وأما عدد أهل مكة فهو مروي عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب وأما عدد أهل الشام فرواه هارون بن موسى الأخفش وغيره عن عبد الله بن ذكوان وأحمد بن يزيد الحلواني وغيره عن هشام بن عمار ورواه ابن ذكوان وهشام عن أيوب بن تميم الزماري عن يحيى بن الحارث الزماري قال هذا العدد الذي نعده عدد أهل الشام مما رواه المشيخة لنا عن الصحابة ورواه عبد الله بن عامر اليحصبي لنا وغيره عن أبي الدرداء وأما عدد أهل البصرة فمداره على عاصم بن العجاج الجحدري وأما عدد أهل الكوفة فهو المضاف إلى حمزة بن حبيب الزيات وأبي الحسن الكسائي وخلف بن هشام قال حمزة أخبرنا بهذا العدد ابن أبي ليلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب.(1/49)
وفصّل السيوطي الأقوال راويا العدد الكوفي عن علي بن أبي طالب قال: «قال أبو عبد الله الموصلي في شرح قصيدته ذات الرشد في العدد اختلف في عدد الآي أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة ولأهل المدينة عددان عدد أول وهو عدد أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح وعدد آخر وهو عدد إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وأما عدد أهل مكة فهو مروي عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب وأما عدد أهل الشام فرواه هارون بن موسى الأخفش وغيره عن عبد الله بن ذكوان وأحمد بن يزيد الحلواني وغيره عن هشام بن عمار ورواه ابن ذكوان وهشام عن أيوب بن تميم الزماري عن يحيى بن الحارث الزماري قال هذا العدد الذي نعده عدد أهل الشام مما رواه المشيخة لنا عن الصحابة ورواه عبد الله بن عامر اليحصبي لنا وغيره عن أبي الدرداء وأما عدد أهل البصرة فمداره على عاصم بن العجاج الجحدري وأما عدد أهل الكوفة فهو المضاف إلى حمزة بن حبيب الزيات وأبي الحسن الكسائي وخلف بن هشام قال حمزة أخبرنا بهذا العدد ابن أبي ليلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب.
جدول عدد الآيات
في عد أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة ولأهل المدينة عددان أول وآخر اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الفاتحة: 7:: الفاتحة الجمهور (7) فعد الكوفي والمكي البسملة (1) دون «أنعمت عليهم» (الآية 7) وعكس الباقون وقال الحسن (8) فعدهما وبعضهم (6) فلم يعدهما وآخر (9) فعدهما و «اياك نعبد» (الآية 5) سورة البقرة: 286:: 258وقيل 256 و 257 سورة آل عمران: 20: 200و 199 سورة النساء: 176:: 175و 176و 177 سورة المائدة: 120:: 120و 122، و 123 سورة الأنعام: 165:: 165و 166و 167 سورة الأعراف: 206:: 205و 206 سورة الأنفال: 75:: 75و 76و 77 سورة التوبة: 129:: البراءة 130و 129 سورة يونس: 109:: 110و 109 سورة هود: 123:: 121و 122و 123 سورة يوسف: 111: بلا خلاف: سورة الرعد: 43:: 43و 44و 47 سورة إبراهيم: 52:: 51و 52و 54و 55 سورة الحجر: 99: بلا خلاف: سورة النحل: 128: بلا خلاف:
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الإسراء: 111:: 110و 111: سورة الكهف: 110:: 105و 106و 110: و 111: سورة مريم: 98:: 99و 98: سورة طه: 135:: 130و 132و 134: و 135و 140: سورة الأنبياء: 112:: 111و 112: سورة الحج: 78:: 74و 75و 76و 78: سورة المؤمنون: 118:: 118و 119: سورة النور: 64:: 62و 64: سورة الفرقان: 77: بلا خلاف:: سورة الشعراء: 227:: 226و 227: سورة النمل: 93:: 92و 94و 95: سورة القصص: 88::: 88عد أهل الكوفة (طسم) [آية 1] والباقون بدلها (أمة من الناس يقول) [من الآية رقم 32] سورة العنكبوت: 69::: (69) عد أهل الكوفة (الم) [الآية 1] والباقون يذكرها (مخلصين له الدين) [الآية 65] والشام (وتقطعون السبيل) سورة الروم: 60:: 60و 59: سورة لقمان: 34:: 33و 34: سورة السجدة: 30:: 30و 29: سورة الأحزاب: 73: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة سبأ: 54:: 54و 55: سورة فاطر: 45:: 46و 45: سورة يس: 83:: 83و 82: سورة الصافات: 182:: 181و 182: سورة ص: 88:: 85و 86و 88: سورة الزمر: 75:: 72و 73و 75: سورة غافر: 85:: 82و 84و 85و 86: سورة فصلت: 54:: 52و 53و 54: سورة الشورى: 53:: 50و 53: سورة الزخرف: 89:: 89و 88: سورة الدخان: 59:: 56و 57و 59: سورة الجاثية: 39:: 36و 37: سورة الاحقاف: 35:: 34و 35: سورة محمد: 38:: (القتال) 40و 39و 38: سورة الفتح: 29: بلا خلاف:: سورة الحجرات: 18: بلا خلاف:: سورة ق: 45: بلا خلاف:: سورة الذاريات: 60: بلا خلاف:: سورة الطور: 49:: 47و 48و 49: سورة النجم: 62:: 61و 62: سورة القمر: 55: بلا خلاف:: سورة الرحمن: 78:: 77و 76و 78: سورة الواقعة: 96:: 99و 97و 96: سورة الحديد: 29:: 38و 39: [ليس 29في الموصلي] سورة المجادلة: 22:: 21و 22: سورة الحشر: 24: بلا خلاف:: سورة الممتحنة: 13: بلا خلاف:: سورة الصف: 14: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الجمعة: 11: بلا خلاف:: سورة المنافقون: 11: بلا خلاف:: سورة التغابن: 18: بلا خلاف:: سورة الطلاق: 12:: 11و 12: سورة التحريم: 12: بلا خلاف:: سورة الملك: 30:: تبارك 30و 31: [يراجع ص 681 الاتقان] سورة القلم: 52: بلا خلاف:: سورة الحاقة: 53:: 51و 52: [لم يذكر الموصلي 35] سورة المعارج:: 44: 44و 43:: سورة نوح: 28:: 30و 29و 28: سورة الجن: 28::: (28) عد المكي (لن يجيرني من الله أحد) [آية 22] والباقون بدلها (ولن أجد من دونه ملتحدا) [آية 22] سورة المزمّل: 20:: 20و 19و 18: سورة المدثّر: 56:: 55و 56: سورة القيامة: 40:: 40و 39: سورة الإنسان: 31: بلا خلاف:: سورة المرسلات: 50: بلا خلاف:: سورة النبأ: 40:: عمّ 40و 41: سورة النازعات: 46:: 45و 46: سورة عبس: 42:: 40و 41و 42: سورة التكوير: 29: بلا خلاف:: سورة الانفطار: 19: بلا خلاف:: سورة المطففين: 36: بلا خلاف:: سورة الانشقاق: 25:: 23و 24و 25
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة البروج: 22: بلا خلاف:: سورة الطارق: 17:: 17و 16: سورة الأعلى: 19: بلا خلاف:: سورة الغاشية: 26: بلا خلاف:: سورة الفجر: 30:: 30و 29و 32: سورة البلد: 20: بلا خلاف:: سورة الشمس: 15:: 15و 16: سورة الليل: 21: بلا خلاف:: سورة الضحى: 11: بلا خلاف:: سورة الشرح: 8: بلا خلاف:: سورة التين: 8: بلا خلاف:: سورة العلق: 19:: 20و 19: سورة القدر: 5:: 5و 6: سورة البينة: 8:: 8و 9: سورة الزلزلة: 8:: 9و 8: سورة العاديات: 11: بلا خلاف:: سورة القارعة: 11:: 8و 10و 11: سورة التكاثر: 8: بلا خلاف:: سورة العصر: 3::: (30) عند المدني الأخير (وتواصوا بالحق) [الآية: 3] دون والعصر [الآية:(1/50)
في عد أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة ولأهل المدينة عددان أول وآخر اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الفاتحة: 7:: الفاتحة الجمهور (7) فعد الكوفي والمكي البسملة (1) دون «أنعمت عليهم» (الآية 7) وعكس الباقون وقال الحسن (8) فعدهما وبعضهم (6) فلم يعدهما وآخر (9) فعدهما و «اياك نعبد» (الآية 5) سورة البقرة: 286:: 258وقيل 256 و 257 سورة آل عمران: 20: 200و 199 سورة النساء: 176:: 175و 176و 177 سورة المائدة: 120:: 120و 122، و 123 سورة الأنعام: 165:: 165و 166و 167 سورة الأعراف: 206:: 205و 206 سورة الأنفال: 75:: 75و 76و 77 سورة التوبة: 129:: البراءة 130و 129 سورة يونس: 109:: 110و 109 سورة هود: 123:: 121و 122و 123 سورة يوسف: 111: بلا خلاف: سورة الرعد: 43:: 43و 44و 47 سورة إبراهيم: 52:: 51و 52و 54و 55 سورة الحجر: 99: بلا خلاف: سورة النحل: 128: بلا خلاف:
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الإسراء: 111:: 110و 111: سورة الكهف: 110:: 105و 106و 110: و 111: سورة مريم: 98:: 99و 98: سورة طه: 135:: 130و 132و 134: و 135و 140: سورة الأنبياء: 112:: 111و 112: سورة الحج: 78:: 74و 75و 76و 78: سورة المؤمنون: 118:: 118و 119: سورة النور: 64:: 62و 64: سورة الفرقان: 77: بلا خلاف:: سورة الشعراء: 227:: 226و 227: سورة النمل: 93:: 92و 94و 95: سورة القصص: 88::: 88عد أهل الكوفة (طسم) [آية 1] والباقون بدلها (أمة من الناس يقول) [من الآية رقم 32] سورة العنكبوت: 69::: (69) عد أهل الكوفة (الم) [الآية 1] والباقون يذكرها (مخلصين له الدين) [الآية 65] والشام (وتقطعون السبيل) سورة الروم: 60:: 60و 59: سورة لقمان: 34:: 33و 34: سورة السجدة: 30:: 30و 29: سورة الأحزاب: 73: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة سبأ: 54:: 54و 55: سورة فاطر: 45:: 46و 45: سورة يس: 83:: 83و 82: سورة الصافات: 182:: 181و 182: سورة ص: 88:: 85و 86و 88: سورة الزمر: 75:: 72و 73و 75: سورة غافر: 85:: 82و 84و 85و 86: سورة فصلت: 54:: 52و 53و 54: سورة الشورى: 53:: 50و 53: سورة الزخرف: 89:: 89و 88: سورة الدخان: 59:: 56و 57و 59: سورة الجاثية: 39:: 36و 37: سورة الاحقاف: 35:: 34و 35: سورة محمد: 38:: (القتال) 40و 39و 38: سورة الفتح: 29: بلا خلاف:: سورة الحجرات: 18: بلا خلاف:: سورة ق: 45: بلا خلاف:: سورة الذاريات: 60: بلا خلاف:: سورة الطور: 49:: 47و 48و 49: سورة النجم: 62:: 61و 62: سورة القمر: 55: بلا خلاف:: سورة الرحمن: 78:: 77و 76و 78: سورة الواقعة: 96:: 99و 97و 96: سورة الحديد: 29:: 38و 39: [ليس 29في الموصلي] سورة المجادلة: 22:: 21و 22: سورة الحشر: 24: بلا خلاف:: سورة الممتحنة: 13: بلا خلاف:: سورة الصف: 14: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الجمعة: 11: بلا خلاف:: سورة المنافقون: 11: بلا خلاف:: سورة التغابن: 18: بلا خلاف:: سورة الطلاق: 12:: 11و 12: سورة التحريم: 12: بلا خلاف:: سورة الملك: 30:: تبارك 30و 31: [يراجع ص 681 الاتقان] سورة القلم: 52: بلا خلاف:: سورة الحاقة: 53:: 51و 52: [لم يذكر الموصلي 35] سورة المعارج:: 44: 44و 43:: سورة نوح: 28:: 30و 29و 28: سورة الجن: 28::: (28) عد المكي (لن يجيرني من الله أحد) [آية 22] والباقون بدلها (ولن أجد من دونه ملتحدا) [آية 22] سورة المزمّل: 20:: 20و 19و 18: سورة المدثّر: 56:: 55و 56: سورة القيامة: 40:: 40و 39: سورة الإنسان: 31: بلا خلاف:: سورة المرسلات: 50: بلا خلاف:: سورة النبأ: 40:: عمّ 40و 41: سورة النازعات: 46:: 45و 46: سورة عبس: 42:: 40و 41و 42: سورة التكوير: 29: بلا خلاف:: سورة الانفطار: 19: بلا خلاف:: سورة المطففين: 36: بلا خلاف:: سورة الانشقاق: 25:: 23و 24و 25
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة البروج: 22: بلا خلاف:: سورة الطارق: 17:: 17و 16: سورة الأعلى: 19: بلا خلاف:: سورة الغاشية: 26: بلا خلاف:: سورة الفجر: 30:: 30و 29و 32: سورة البلد: 20: بلا خلاف:: سورة الشمس: 15:: 15و 16: سورة الليل: 21: بلا خلاف:: سورة الضحى: 11: بلا خلاف:: سورة الشرح: 8: بلا خلاف:: سورة التين: 8: بلا خلاف:: سورة العلق: 19:: 20و 19: سورة القدر: 5:: 5و 6: سورة البينة: 8:: 8و 9: سورة الزلزلة: 8:: 9و 8: سورة العاديات: 11: بلا خلاف:: سورة القارعة: 11:: 8و 10و 11: سورة التكاثر: 8: بلا خلاف:: سورة العصر: 3::: (30) عند المدني الأخير (وتواصوا بالحق) [الآية: 3] دون والعصر [الآية:(1/51)
في عد أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة ولأهل المدينة عددان أول وآخر اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الفاتحة: 7:: الفاتحة الجمهور (7) فعد الكوفي والمكي البسملة (1) دون «أنعمت عليهم» (الآية 7) وعكس الباقون وقال الحسن (8) فعدهما وبعضهم (6) فلم يعدهما وآخر (9) فعدهما و «اياك نعبد» (الآية 5) سورة البقرة: 286:: 258وقيل 256 و 257 سورة آل عمران: 20: 200و 199 سورة النساء: 176:: 175و 176و 177 سورة المائدة: 120:: 120و 122، و 123 سورة الأنعام: 165:: 165و 166و 167 سورة الأعراف: 206:: 205و 206 سورة الأنفال: 75:: 75و 76و 77 سورة التوبة: 129:: البراءة 130و 129 سورة يونس: 109:: 110و 109 سورة هود: 123:: 121و 122و 123 سورة يوسف: 111: بلا خلاف: سورة الرعد: 43:: 43و 44و 47 سورة إبراهيم: 52:: 51و 52و 54و 55 سورة الحجر: 99: بلا خلاف: سورة النحل: 128: بلا خلاف:
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الإسراء: 111:: 110و 111: سورة الكهف: 110:: 105و 106و 110: و 111: سورة مريم: 98:: 99و 98: سورة طه: 135:: 130و 132و 134: و 135و 140: سورة الأنبياء: 112:: 111و 112: سورة الحج: 78:: 74و 75و 76و 78: سورة المؤمنون: 118:: 118و 119: سورة النور: 64:: 62و 64: سورة الفرقان: 77: بلا خلاف:: سورة الشعراء: 227:: 226و 227: سورة النمل: 93:: 92و 94و 95: سورة القصص: 88::: 88عد أهل الكوفة (طسم) [آية 1] والباقون بدلها (أمة من الناس يقول) [من الآية رقم 32] سورة العنكبوت: 69::: (69) عد أهل الكوفة (الم) [الآية 1] والباقون يذكرها (مخلصين له الدين) [الآية 65] والشام (وتقطعون السبيل) سورة الروم: 60:: 60و 59: سورة لقمان: 34:: 33و 34: سورة السجدة: 30:: 30و 29: سورة الأحزاب: 73: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة سبأ: 54:: 54و 55: سورة فاطر: 45:: 46و 45: سورة يس: 83:: 83و 82: سورة الصافات: 182:: 181و 182: سورة ص: 88:: 85و 86و 88: سورة الزمر: 75:: 72و 73و 75: سورة غافر: 85:: 82و 84و 85و 86: سورة فصلت: 54:: 52و 53و 54: سورة الشورى: 53:: 50و 53: سورة الزخرف: 89:: 89و 88: سورة الدخان: 59:: 56و 57و 59: سورة الجاثية: 39:: 36و 37: سورة الاحقاف: 35:: 34و 35: سورة محمد: 38:: (القتال) 40و 39و 38: سورة الفتح: 29: بلا خلاف:: سورة الحجرات: 18: بلا خلاف:: سورة ق: 45: بلا خلاف:: سورة الذاريات: 60: بلا خلاف:: سورة الطور: 49:: 47و 48و 49: سورة النجم: 62:: 61و 62: سورة القمر: 55: بلا خلاف:: سورة الرحمن: 78:: 77و 76و 78: سورة الواقعة: 96:: 99و 97و 96: سورة الحديد: 29:: 38و 39: [ليس 29في الموصلي] سورة المجادلة: 22:: 21و 22: سورة الحشر: 24: بلا خلاف:: سورة الممتحنة: 13: بلا خلاف:: سورة الصف: 14: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الجمعة: 11: بلا خلاف:: سورة المنافقون: 11: بلا خلاف:: سورة التغابن: 18: بلا خلاف:: سورة الطلاق: 12:: 11و 12: سورة التحريم: 12: بلا خلاف:: سورة الملك: 30:: تبارك 30و 31: [يراجع ص 681 الاتقان] سورة القلم: 52: بلا خلاف:: سورة الحاقة: 53:: 51و 52: [لم يذكر الموصلي 35] سورة المعارج:: 44: 44و 43:: سورة نوح: 28:: 30و 29و 28: سورة الجن: 28::: (28) عد المكي (لن يجيرني من الله أحد) [آية 22] والباقون بدلها (ولن أجد من دونه ملتحدا) [آية 22] سورة المزمّل: 20:: 20و 19و 18: سورة المدثّر: 56:: 55و 56: سورة القيامة: 40:: 40و 39: سورة الإنسان: 31: بلا خلاف:: سورة المرسلات: 50: بلا خلاف:: سورة النبأ: 40:: عمّ 40و 41: سورة النازعات: 46:: 45و 46: سورة عبس: 42:: 40و 41و 42: سورة التكوير: 29: بلا خلاف:: سورة الانفطار: 19: بلا خلاف:: سورة المطففين: 36: بلا خلاف:: سورة الانشقاق: 25:: 23و 24و 25
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة البروج: 22: بلا خلاف:: سورة الطارق: 17:: 17و 16: سورة الأعلى: 19: بلا خلاف:: سورة الغاشية: 26: بلا خلاف:: سورة الفجر: 30:: 30و 29و 32: سورة البلد: 20: بلا خلاف:: سورة الشمس: 15:: 15و 16: سورة الليل: 21: بلا خلاف:: سورة الضحى: 11: بلا خلاف:: سورة الشرح: 8: بلا خلاف:: سورة التين: 8: بلا خلاف:: سورة العلق: 19:: 20و 19: سورة القدر: 5:: 5و 6: سورة البينة: 8:: 8و 9: سورة الزلزلة: 8:: 9و 8: سورة العاديات: 11: بلا خلاف:: سورة القارعة: 11:: 8و 10و 11: سورة التكاثر: 8: بلا خلاف:: سورة العصر: 3::: (30) عند المدني الأخير (وتواصوا بالحق) [الآية: 3] دون والعصر [الآية:(1/52)
في عد أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة ولأهل المدينة عددان أول وآخر اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الفاتحة: 7:: الفاتحة الجمهور (7) فعد الكوفي والمكي البسملة (1) دون «أنعمت عليهم» (الآية 7) وعكس الباقون وقال الحسن (8) فعدهما وبعضهم (6) فلم يعدهما وآخر (9) فعدهما و «اياك نعبد» (الآية 5) سورة البقرة: 286:: 258وقيل 256 و 257 سورة آل عمران: 20: 200و 199 سورة النساء: 176:: 175و 176و 177 سورة المائدة: 120:: 120و 122، و 123 سورة الأنعام: 165:: 165و 166و 167 سورة الأعراف: 206:: 205و 206 سورة الأنفال: 75:: 75و 76و 77 سورة التوبة: 129:: البراءة 130و 129 سورة يونس: 109:: 110و 109 سورة هود: 123:: 121و 122و 123 سورة يوسف: 111: بلا خلاف: سورة الرعد: 43:: 43و 44و 47 سورة إبراهيم: 52:: 51و 52و 54و 55 سورة الحجر: 99: بلا خلاف: سورة النحل: 128: بلا خلاف:
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الإسراء: 111:: 110و 111: سورة الكهف: 110:: 105و 106و 110: و 111: سورة مريم: 98:: 99و 98: سورة طه: 135:: 130و 132و 134: و 135و 140: سورة الأنبياء: 112:: 111و 112: سورة الحج: 78:: 74و 75و 76و 78: سورة المؤمنون: 118:: 118و 119: سورة النور: 64:: 62و 64: سورة الفرقان: 77: بلا خلاف:: سورة الشعراء: 227:: 226و 227: سورة النمل: 93:: 92و 94و 95: سورة القصص: 88::: 88عد أهل الكوفة (طسم) [آية 1] والباقون بدلها (أمة من الناس يقول) [من الآية رقم 32] سورة العنكبوت: 69::: (69) عد أهل الكوفة (الم) [الآية 1] والباقون يذكرها (مخلصين له الدين) [الآية 65] والشام (وتقطعون السبيل) سورة الروم: 60:: 60و 59: سورة لقمان: 34:: 33و 34: سورة السجدة: 30:: 30و 29: سورة الأحزاب: 73: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة سبأ: 54:: 54و 55: سورة فاطر: 45:: 46و 45: سورة يس: 83:: 83و 82: سورة الصافات: 182:: 181و 182: سورة ص: 88:: 85و 86و 88: سورة الزمر: 75:: 72و 73و 75: سورة غافر: 85:: 82و 84و 85و 86: سورة فصلت: 54:: 52و 53و 54: سورة الشورى: 53:: 50و 53: سورة الزخرف: 89:: 89و 88: سورة الدخان: 59:: 56و 57و 59: سورة الجاثية: 39:: 36و 37: سورة الاحقاف: 35:: 34و 35: سورة محمد: 38:: (القتال) 40و 39و 38: سورة الفتح: 29: بلا خلاف:: سورة الحجرات: 18: بلا خلاف:: سورة ق: 45: بلا خلاف:: سورة الذاريات: 60: بلا خلاف:: سورة الطور: 49:: 47و 48و 49: سورة النجم: 62:: 61و 62: سورة القمر: 55: بلا خلاف:: سورة الرحمن: 78:: 77و 76و 78: سورة الواقعة: 96:: 99و 97و 96: سورة الحديد: 29:: 38و 39: [ليس 29في الموصلي] سورة المجادلة: 22:: 21و 22: سورة الحشر: 24: بلا خلاف:: سورة الممتحنة: 13: بلا خلاف:: سورة الصف: 14: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الجمعة: 11: بلا خلاف:: سورة المنافقون: 11: بلا خلاف:: سورة التغابن: 18: بلا خلاف:: سورة الطلاق: 12:: 11و 12: سورة التحريم: 12: بلا خلاف:: سورة الملك: 30:: تبارك 30و 31: [يراجع ص 681 الاتقان] سورة القلم: 52: بلا خلاف:: سورة الحاقة: 53:: 51و 52: [لم يذكر الموصلي 35] سورة المعارج:: 44: 44و 43:: سورة نوح: 28:: 30و 29و 28: سورة الجن: 28::: (28) عد المكي (لن يجيرني من الله أحد) [آية 22] والباقون بدلها (ولن أجد من دونه ملتحدا) [آية 22] سورة المزمّل: 20:: 20و 19و 18: سورة المدثّر: 56:: 55و 56: سورة القيامة: 40:: 40و 39: سورة الإنسان: 31: بلا خلاف:: سورة المرسلات: 50: بلا خلاف:: سورة النبأ: 40:: عمّ 40و 41: سورة النازعات: 46:: 45و 46: سورة عبس: 42:: 40و 41و 42: سورة التكوير: 29: بلا خلاف:: سورة الانفطار: 19: بلا خلاف:: سورة المطففين: 36: بلا خلاف:: سورة الانشقاق: 25:: 23و 24و 25
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة البروج: 22: بلا خلاف:: سورة الطارق: 17:: 17و 16: سورة الأعلى: 19: بلا خلاف:: سورة الغاشية: 26: بلا خلاف:: سورة الفجر: 30:: 30و 29و 32: سورة البلد: 20: بلا خلاف:: سورة الشمس: 15:: 15و 16: سورة الليل: 21: بلا خلاف:: سورة الضحى: 11: بلا خلاف:: سورة الشرح: 8: بلا خلاف:: سورة التين: 8: بلا خلاف:: سورة العلق: 19:: 20و 19: سورة القدر: 5:: 5و 6: سورة البينة: 8:: 8و 9: سورة الزلزلة: 8:: 9و 8: سورة العاديات: 11: بلا خلاف:: سورة القارعة: 11:: 8و 10و 11: سورة التكاثر: 8: بلا خلاف:: سورة العصر: 3::: (30) عند المدني الأخير (وتواصوا بالحق) [الآية: 3] دون والعصر [الآية:(1/53)
في عد أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة ولأهل المدينة عددان أول وآخر اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الفاتحة: 7:: الفاتحة الجمهور (7) فعد الكوفي والمكي البسملة (1) دون «أنعمت عليهم» (الآية 7) وعكس الباقون وقال الحسن (8) فعدهما وبعضهم (6) فلم يعدهما وآخر (9) فعدهما و «اياك نعبد» (الآية 5) سورة البقرة: 286:: 258وقيل 256 و 257 سورة آل عمران: 20: 200و 199 سورة النساء: 176:: 175و 176و 177 سورة المائدة: 120:: 120و 122، و 123 سورة الأنعام: 165:: 165و 166و 167 سورة الأعراف: 206:: 205و 206 سورة الأنفال: 75:: 75و 76و 77 سورة التوبة: 129:: البراءة 130و 129 سورة يونس: 109:: 110و 109 سورة هود: 123:: 121و 122و 123 سورة يوسف: 111: بلا خلاف: سورة الرعد: 43:: 43و 44و 47 سورة إبراهيم: 52:: 51و 52و 54و 55 سورة الحجر: 99: بلا خلاف: سورة النحل: 128: بلا خلاف:
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الإسراء: 111:: 110و 111: سورة الكهف: 110:: 105و 106و 110: و 111: سورة مريم: 98:: 99و 98: سورة طه: 135:: 130و 132و 134: و 135و 140: سورة الأنبياء: 112:: 111و 112: سورة الحج: 78:: 74و 75و 76و 78: سورة المؤمنون: 118:: 118و 119: سورة النور: 64:: 62و 64: سورة الفرقان: 77: بلا خلاف:: سورة الشعراء: 227:: 226و 227: سورة النمل: 93:: 92و 94و 95: سورة القصص: 88::: 88عد أهل الكوفة (طسم) [آية 1] والباقون بدلها (أمة من الناس يقول) [من الآية رقم 32] سورة العنكبوت: 69::: (69) عد أهل الكوفة (الم) [الآية 1] والباقون يذكرها (مخلصين له الدين) [الآية 65] والشام (وتقطعون السبيل) سورة الروم: 60:: 60و 59: سورة لقمان: 34:: 33و 34: سورة السجدة: 30:: 30و 29: سورة الأحزاب: 73: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة سبأ: 54:: 54و 55: سورة فاطر: 45:: 46و 45: سورة يس: 83:: 83و 82: سورة الصافات: 182:: 181و 182: سورة ص: 88:: 85و 86و 88: سورة الزمر: 75:: 72و 73و 75: سورة غافر: 85:: 82و 84و 85و 86: سورة فصلت: 54:: 52و 53و 54: سورة الشورى: 53:: 50و 53: سورة الزخرف: 89:: 89و 88: سورة الدخان: 59:: 56و 57و 59: سورة الجاثية: 39:: 36و 37: سورة الاحقاف: 35:: 34و 35: سورة محمد: 38:: (القتال) 40و 39و 38: سورة الفتح: 29: بلا خلاف:: سورة الحجرات: 18: بلا خلاف:: سورة ق: 45: بلا خلاف:: سورة الذاريات: 60: بلا خلاف:: سورة الطور: 49:: 47و 48و 49: سورة النجم: 62:: 61و 62: سورة القمر: 55: بلا خلاف:: سورة الرحمن: 78:: 77و 76و 78: سورة الواقعة: 96:: 99و 97و 96: سورة الحديد: 29:: 38و 39: [ليس 29في الموصلي] سورة المجادلة: 22:: 21و 22: سورة الحشر: 24: بلا خلاف:: سورة الممتحنة: 13: بلا خلاف:: سورة الصف: 14: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الجمعة: 11: بلا خلاف:: سورة المنافقون: 11: بلا خلاف:: سورة التغابن: 18: بلا خلاف:: سورة الطلاق: 12:: 11و 12: سورة التحريم: 12: بلا خلاف:: سورة الملك: 30:: تبارك 30و 31: [يراجع ص 681 الاتقان] سورة القلم: 52: بلا خلاف:: سورة الحاقة: 53:: 51و 52: [لم يذكر الموصلي 35] سورة المعارج:: 44: 44و 43:: سورة نوح: 28:: 30و 29و 28: سورة الجن: 28::: (28) عد المكي (لن يجيرني من الله أحد) [آية 22] والباقون بدلها (ولن أجد من دونه ملتحدا) [آية 22] سورة المزمّل: 20:: 20و 19و 18: سورة المدثّر: 56:: 55و 56: سورة القيامة: 40:: 40و 39: سورة الإنسان: 31: بلا خلاف:: سورة المرسلات: 50: بلا خلاف:: سورة النبأ: 40:: عمّ 40و 41: سورة النازعات: 46:: 45و 46: سورة عبس: 42:: 40و 41و 42: سورة التكوير: 29: بلا خلاف:: سورة الانفطار: 19: بلا خلاف:: سورة المطففين: 36: بلا خلاف:: سورة الانشقاق: 25:: 23و 24و 25
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة البروج: 22: بلا خلاف:: سورة الطارق: 17:: 17و 16: سورة الأعلى: 19: بلا خلاف:: سورة الغاشية: 26: بلا خلاف:: سورة الفجر: 30:: 30و 29و 32: سورة البلد: 20: بلا خلاف:: سورة الشمس: 15:: 15و 16: سورة الليل: 21: بلا خلاف:: سورة الضحى: 11: بلا خلاف:: سورة الشرح: 8: بلا خلاف:: سورة التين: 8: بلا خلاف:: سورة العلق: 19:: 20و 19: سورة القدر: 5:: 5و 6: سورة البينة: 8:: 8و 9: سورة الزلزلة: 8:: 9و 8: سورة العاديات: 11: بلا خلاف:: سورة القارعة: 11:: 8و 10و 11: سورة التكاثر: 8: بلا خلاف:: سورة العصر: 3::: (30) عند المدني الأخير (وتواصوا بالحق) [الآية: 3] دون والعصر [الآية:
1] عكس الباقون سورة الهمزة: 9: بلا خلاف:: سورة الفيل: 5: بلا خلاف:: سورة قريش: 4:: 4و 5: سورة الماعون: 7:: 7و 6: سورة الكوثر: 3: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الكافرون: 6: بلا خلاف:: سورة النصر: 3: بلا خلاف:: سورة المسد: 5: بلا خلاف:: سورة الإخلاص: 4:: 4و 5: سورة الفلق: 5: بلا خلاف:: سورة الناس: 6: 7و 6:: ولم يحدد بالضبط في الخلاف القائلون بها سوى ما حدده ابن الجوزي (ت 597هـ) من ستة موارد فراجع (ص 62).(1/54)
1] عكس الباقون سورة الهمزة: 9: بلا خلاف:: سورة الفيل: 5: بلا خلاف:: سورة قريش: 4:: 4و 5: سورة الماعون: 7:: 7و 6: سورة الكوثر: 3: بلا خلاف::
اسم السورة: في المصحف 1337: بلا خلاف (40): مع الخلاف في العدد (75): مع الخلاف في موضوع الآية (4) سورة الكافرون: 6: بلا خلاف:: سورة النصر: 3: بلا خلاف:: سورة المسد: 5: بلا خلاف:: سورة الإخلاص: 4:: 4و 5: سورة الفلق: 5: بلا خلاف:: سورة الناس: 6: 7و 6:: ولم يحدد بالضبط في الخلاف القائلون بها سوى ما حدده ابن الجوزي (ت 597هـ) من ستة موارد فراجع (ص 62).
والآيات في القرآن الكريم تختلف في الطول والقصر فقد تكون:
1 - كلمة واحدة {مُدْهََامَّتََانِ} [الرحمن: 64].
2 - كلمتان {وَالضُّحى ََ} [الضحى: 1].
3 - كلمات في جملة غير تامة.
4 - أو جملة تامة، وهي أغلب الآيات.
وأطول آية في سورة البقرة الآية 282 {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذََا تَدََايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} في 15 سطرا.
ويرى السيوطي أن فائدة معرفة الآية معرفة حكم الوقف فنقل عن الهذلي في كامله:
اعلم أن قوما جهلوا العدد وما فيه من الفوائد حتى قال الزعفراني العدد ليس بعلم وإنما اشتغل به بعضهم ليروج به سوقه قال وليس كذلك ففيه من الفوائد معرفة الوقف ولأن الاجماع انعقد على أن الصلاة لا تصح بنصف آية وقال جمع من العلماء تجزئ بآية وآخرون بثلاث آيات وآخرون لا بد من سبع والإعجاز لا يقع بدون آية فللعدد فائدة عظيمة في ذلك [الاتقان 1، 69].
أقول: «وهذا حكم قاس على فائدة العدد وإن كان هناك من يستقل به ليروج به سوقه ومصلحته الشخصية ولكن ضبط العدد إن استند إلى قراءة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لهو من أعظم الفوائد.
ومن هنا يكشف أن ضبط العدد لم يكن مستندا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بل هو من اجتهادات
المتأخرين ولذلك يصح كلام الزعفراني المذكور، والمعمول اليوم في تحديد آيات القرآن هو طريقة الكوفيين 6236وأقل روايات السيوطي هي 6175والفرق (61) وليس هذا من النقص في القرآن الكريم بل في تحديد مواضع الآيات».(1/55)
ومن هنا يكشف أن ضبط العدد لم يكن مستندا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بل هو من اجتهادات
المتأخرين ولذلك يصح كلام الزعفراني المذكور، والمعمول اليوم في تحديد آيات القرآن هو طريقة الكوفيين 6236وأقل روايات السيوطي هي 6175والفرق (61) وليس هذا من النقص في القرآن الكريم بل في تحديد مواضع الآيات».
كتاب الوحي
لم يكتب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم شيئا من القرآن واشتهر طائفة من الصحابة بكتّاب الوحي وإن لم يعرف بالتحديد ما كتبوه كمّا وكيفا ولكنه يكشف عن اهتمام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بكتابة النص القرآني دون الحديث القدسي.
قال ابن النديم (ت 380هـ): «الجمّاع للقرآن على عهد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، سعد بن عبيد بن النعمان بن عمر بن زيد رضى الله عنه، أبو الدرداء عويمر بن زيد رضي الله عنه، معاذ بن جبل بن أوس رضى الله عنه، أبو زيد ثابت بن زيد بن النعمان، أبيّ بن كعب بن قيس بن مالك بن امرئ القيس، عبيد بن معاوية بن زيد بن ثابت بن الضحاك» [الفهرست 30].
وروى البخاري (ت 256هـ) عن أنس بن مالك رضى الله عنه من جمع القرآن على عهد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد.
وأيضا، عن أنس قال: مات النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال ونحن ورثناه.
وأيضا عن ابن عباس قال: قال عمر أبيّ أقرؤنا وإنا لندع من لحن أبيّ وأبيّ يقول أخذته من في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلا أتركه لشيء قال الله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها [البخاري 6، 230].
وقال الذهبي (ت 748هـ) وقال علي بن رباح جمع القرآن في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أربعة: علي وعثمان وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود [معرفة القراء 1، 27].
وروايات أخرى:
وروايات الجمع كثيرة منها ما تحدد الحفاظ بأربعة أو سبعة أو ثمانية.
قال الزركشي (ت 798هـ) قال الحافظ البيهقي في كتاب المدخل: «الرواية الأولى أصح، ثم أسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أربعة يختلف
فيهم: معاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وزيد، وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة: أبو الدرداء وعثمان، وقيل: عثمان وتميم الداري» [البرهان 1، 241].(1/56)
قال الزركشي (ت 798هـ) قال الحافظ البيهقي في كتاب المدخل: «الرواية الأولى أصح، ثم أسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أربعة يختلف
فيهم: معاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وزيد، وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة: أبو الدرداء وعثمان، وقيل: عثمان وتميم الداري» [البرهان 1، 241].
أقول: «ان نظرة خاطفة إلى ترجمة هؤلاء الجمّاع ما عدا من اختلفوا فيه توقفنا على أنهم كلهم من الأنصار ما عدا علي بن أبي طالب عليه السّلام ومن الطبيعي أن الأنصار بحكم بعدهم عن منطلق الوحي مكة المكرمة كانوا أكثر اهتماما بدراسة القرآن ما عدا علي بن أبي طالب الذي بحكم قربه في النسب والسبب كان أيسر له الكتابة فور نزول القرآن. وإليك لمحة مقتضبة عن تراجمهم:
1 - علي بن أبي طالب ستأتي لمحة عن ترجمته.
2 - سعد بن عبد الله بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري الدوسي، قال في الإصابة شهد بدرا ومات بالقادسية شهيدا سنة 16هجري. وهو أبو زيد الذي جمع القرآن [الإصابة 3، 57].
3 - أبو الدرداء عويمر بن عامر بن ثعلبة بن عامر بن زيد الأنصاري الخزرجي آخى رسول الله بينه وبين سلمان الفارسي (ت 32هـ) [أسد الغابة 4، 319].
4 - معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائد الأنصاري الخزرجي، أحد السبعين الذين شهدوا العقبة وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وآخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين عبد الله بن مسعود وكان عمره لما أسلم ثماني عشرة سنة. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود وأبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى حذيفة» [أسد الغابة 5، 194].
5 - أبو زيد ثابت بن زيد بن النعمان بن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري. وعن يحيى بن معين قال: «أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اسمه ثابت بن زيد». ومما قال ابن الأثير: «وفي قول ابن معين نظر فإن أنسا قال: أحد عمومتي فلا يكون إلا من بني النجار من الخزرج» [أسد الغابة 1، 269].
6 - أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي. قال عن الواقدي: «أول من كتب لرسول الله مقدمه المدينة أبيّ بن كعب» [أسد الغابة 1، 63].
7 - عبيد بن معاوية، عنونه ابن حجر (ت 85هـ) من دون ترجمة [الإصابة 4، 349]. وكذلك ابن الأثير في [أسد الغابة 3، 548].
8 - وزيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوزان الأنصاري الخزرجي وسيأتي ذكره.(1/57)
7 - عبيد بن معاوية، عنونه ابن حجر (ت 85هـ) من دون ترجمة [الإصابة 4، 349]. وكذلك ابن الأثير في [أسد الغابة 3، 548].
8 - وزيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوزان الأنصاري الخزرجي وسيأتي ذكره.
جمع القرآن
والبحث في الجمع والتفسير والتحريف والقراءة تكاد تكون متداخلة والتحقيق في أي موضوع منها يرتبط استدلالا واستنتاجا بالمواضيع الأخرى المذكورة.
هناك اصطلاحان قديمان في علوم القرآن، هما (جمع القرآن) و (تأليف القرآن) ينبغي ملاحظتهما ومعنى الجمع نقل القرآن الصوتي إلى الكتابة، ويعنى بالتأليف ترتيب السور حسب النزول (الترتيب الزمني) وباعتبار الطول والقصر فيها أو (الترتيب الكمي) أو غيرهما من الاختيارات فبعض الروايات تنص على حرية بعض الصحابة في اتخاذ ترتيب خاص لنفسه كما في حديث علقمة، يقول: «عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن من الحواميم [يراجع فتح الباري لابن حجر 9، 32]. وكلمة (المفصل) اصطلاح خاص في علوم القرآن للسور القصار التي هي في القسم الأخير من القرآن الكريم ما عدا الفاتحة.
والمشهور لدى المؤرخين أن القرآن لم يجمع في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنما جمع بعد وفاته صلّى الله عليه وآله وسلّم. وإن اختلفت في تحديد الزمن بالخلفاء الثلاثة، وبما أن عدم جمع القرآن في عصر الرسالة يعتبر نوعا من الإهمال الذي لا يمكن أن يصدر من الرسول الحكيم، حاول بعض العلماء تبرير ذلك، ففي فتح الباري: «قال الخطابي وغيره يحتمل أن يكون صلّى الله عليه وآله وسلّم إنما لم يجمع القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته صلّى الله عليه وآله وسلّم، ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وكان ابتداء ذلك على يد الصديق رضى الله عنه بمشورة عمر رضى الله عنه الخ [فتح الباري 9، 130] ولكن هذا التعليل مردود وذلك لأن النسخ ليس معناه حذف نص الآيات وإنما المراد إلغاء الحكم مع بقاء النص، لذلك نجد علماء المسلمين يبحثون في كثير من الآيات أنها ناسخة أو منسوخة والمفروض أنها لا تزال محفوظة في النص القرآني وكتب الناسخ والمنسوخ كثيرة جدا لدى مختلف الطوائف الإسلامية، وليس هناك أي ارتباط بين ترقب النسخ وكتابة القرآن. ولا يمكن أن يكون الخلفاء الراشدون أكثر غيرة على القرآن من الرسول الكريم نفسه. ومهما كان فالرأي المشهور أن زيد بن ثابت وحده أو مع لجنة خاصة تكفلت نقل القرآن الصوتي في المصحف من العسب (جريد النخل) والرقاع (الورق) واللخاف (الحجارة الرقيقة) والأقتاب (الخشب) وذلك باهتمام خاص من الخليفتين أبي بكر وعمر.(1/58)
والمشهور لدى المؤرخين أن القرآن لم يجمع في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنما جمع بعد وفاته صلّى الله عليه وآله وسلّم. وإن اختلفت في تحديد الزمن بالخلفاء الثلاثة، وبما أن عدم جمع القرآن في عصر الرسالة يعتبر نوعا من الإهمال الذي لا يمكن أن يصدر من الرسول الحكيم، حاول بعض العلماء تبرير ذلك، ففي فتح الباري: «قال الخطابي وغيره يحتمل أن يكون صلّى الله عليه وآله وسلّم إنما لم يجمع القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته صلّى الله عليه وآله وسلّم، ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وكان ابتداء ذلك على يد الصديق رضى الله عنه بمشورة عمر رضى الله عنه الخ [فتح الباري 9، 130] ولكن هذا التعليل مردود وذلك لأن النسخ ليس معناه حذف نص الآيات وإنما المراد إلغاء الحكم مع بقاء النص، لذلك نجد علماء المسلمين يبحثون في كثير من الآيات أنها ناسخة أو منسوخة والمفروض أنها لا تزال محفوظة في النص القرآني وكتب الناسخ والمنسوخ كثيرة جدا لدى مختلف الطوائف الإسلامية، وليس هناك أي ارتباط بين ترقب النسخ وكتابة القرآن. ولا يمكن أن يكون الخلفاء الراشدون أكثر غيرة على القرآن من الرسول الكريم نفسه. ومهما كان فالرأي المشهور أن زيد بن ثابت وحده أو مع لجنة خاصة تكفلت نقل القرآن الصوتي في المصحف من العسب (جريد النخل) والرقاع (الورق) واللخاف (الحجارة الرقيقة) والأقتاب (الخشب) وذلك باهتمام خاص من الخليفتين أبي بكر وعمر.
أقوال شاذة
وهناك روايات وأقوال شاذة بإزاء هذا المشهور نذكر نموذجا منها، فقد روى البخاري أن من جمع القرآن على عهد رسول الله (أربعة من الأنصار: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال قتادة: من أبو زيد؟ قال أحد عمومتي) وأيضا روى أنه (مات النبي ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد).
ومن الواضح أن الرواية في حصرها الجمع في خصوص الأنصار دون غيرهم من المهاجرين تريد حصر هذه الفضيلة بهم، ومن المستبعد جدا أن يهمل المهاجرون هذه المسئولية من جانبهم، ثم كيف ينحصر الاهتمام بالجمع بهذا العدد الضئيل مع العلم أن عدد المسلمين المهاجرين كان قبل هجرة الحبشة أكثر من الثمانين وقد ازداد بعد ذلك بكثير، لذلك يمكن توجيه هذه الرواية بما يأتي:
أولا: ما ذهب إليه المحدثون من أن المراد من الجمع هو خصوص الحفظ عن ظهر القلب.
ثانيا: أن مراد الراوي خصوص الجامعين من الأنصار، وليس يقصد الاستقصاء لكل من جمع القرآن.
ثالثا: أن الجمع إنما هو بمعنى الكتابة.
ومن الروايات الشاذة، في كيفية جمع الإمام علي عليه السّلام، فقد روى السجستاني أنه لما توفي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أقسم علي أن لا يرتدي الرداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل، فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام كرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: لا والله إلا أني أقسمت أن لا أرتدي الرداء إلا لجمعة فبايعه ثم رجع [المصاحف ص 10] وهذه الرواية بوضوح تريد أن تعلل أمر الخلافة سياسيا ولا تفيد أي تحليل لأسلوب الجمع أو كيفية الجمع.
فلا بد من دراسة دور كل من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والخلفاء الثلاثة في جمع القرآن.
موقف الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم
لقد كان الرسول القائد صلّى الله عليه وآله وسلّم أحرص الناس على حفظ القرآن وسلامته وتبليغه إلى الناس كافة، كما يشير إليه قوله تعالى: {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ} [الحجر: 9]، وسيرته منذ البعثة حتى الوفاة، تدل على ذلك. فلم تحل مناسبة إلا واكد على تعلم القرآن وتعليمه لمن حضر من أصحابه، وتعهدهم على ذلك وقد بعث كثيرا منهم لتعليم القرآن
للناس وقد روى عبادة بن الصامت: «كان الرجل إذا هاجر دفعه الرسول إلى رجل منا يعلمه القرآن» والمراد من الهجرة هنا الهجرة إلى المدينة واعتناق الإسلام، وأصر صلّى الله عليه وآله وسلّم على أن يبلغ الشاهد الغائب عنهم ولو آية واحدة من القرآن قائلا: «بلغوا عني ولو آية من القرآن»، وسيرته طافحة بهذا النوع من التأكيد، وقد زوج صلّى الله عليه وآله وسلّم سهيل بن سعد بما معه من القرآن [مسلم 9، 314]، فهل يعقل أن يكون موقف النبي أقل حرصا من غيره؟(1/59)
لقد كان الرسول القائد صلّى الله عليه وآله وسلّم أحرص الناس على حفظ القرآن وسلامته وتبليغه إلى الناس كافة، كما يشير إليه قوله تعالى: {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ} [الحجر: 9]، وسيرته منذ البعثة حتى الوفاة، تدل على ذلك. فلم تحل مناسبة إلا واكد على تعلم القرآن وتعليمه لمن حضر من أصحابه، وتعهدهم على ذلك وقد بعث كثيرا منهم لتعليم القرآن
للناس وقد روى عبادة بن الصامت: «كان الرجل إذا هاجر دفعه الرسول إلى رجل منا يعلمه القرآن» والمراد من الهجرة هنا الهجرة إلى المدينة واعتناق الإسلام، وأصر صلّى الله عليه وآله وسلّم على أن يبلغ الشاهد الغائب عنهم ولو آية واحدة من القرآن قائلا: «بلغوا عني ولو آية من القرآن»، وسيرته طافحة بهذا النوع من التأكيد، وقد زوج صلّى الله عليه وآله وسلّم سهيل بن سعد بما معه من القرآن [مسلم 9، 314]، فهل يعقل أن يكون موقف النبي أقل حرصا من غيره؟
لقد عبر الرسول عن بعض السور بأسماء خاصة منها سورة الحمد التي تقع في أول القرآن وسمّاها (فاتحة الكتاب)، وهذا التعبير يفيد بأن هذه السورة هي مفتتح القرآن ومقدمته وأوله، وهذا التعبير لا يصح إلا أن يكون القرآن مكتوبا ومجموعا وكاملا من أوله إلى آخره وذلك في عهده صلّى الله عليه وآله وسلّم وتحت إشرافه مباشرة. لذلك فهم الصحابة مراده صلّى الله عليه وآله وسلّم من هذه الكلمة دون شبهة، وصار هذا اسما علما لسورة الفاتحة في المجتمع الإسلامي عبر العصور من الصحابة والأئمة عليهم السّلام وحتى العصر الحاضر، فإن المجتمع الإسلامي لا يفهم من كلمة الفاتحة إلا هذه السورة، وهذا التعبير حصل في روايات من طريق أهل البيت عليهم السّلام كما رويت عن غيرهم. فمنها: قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» رواه الترمذي [1، 156] وفي رواية أحمد أنه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «كل صلاة لا يقرأ فيها فاتحة الكتاب فهي خداج»، مسند أحمد [2، 421]، وأما أبو هريرة فروى أن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أمره أن يخرج فينادي (أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب) [2، 421].
ومن روايات أهل البيت عليهم السّلام، فقد روى العياشي عن السدي أنه سمع عليا يقول:
«سبعا من المثاني فاتحة الكتاب» [البحار 92، 236]، ورواية محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السّلام قال: «سألته عن الذي لا يقرأ بفاتحة الكتاب في صلاته؟ قال: لا صلاة له
قلت: أيهما أحب إليك إذا كان خائفا، أو مستعجلا يقرأ سورة أو فاتحة الكتاب قال عليه السّلام:
فاتحة الكتاب [الوسائل 4، 732].
والخلاصة: أن التأمل في الروايات في جمع القرآن يوجب الإذعان بأن القرآن الكريم كان مجموعا في عصر الرسالة، وأن الصحابة كل حسب رغبته وشدة اهتمامه بالقرآن احتفظ بنسخة خاصة لغرض القراءة أو النشر بين المسلمين.
جمع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم
تنفرد روايات أهل البيت عليهم السّلام بأن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد جمع النصوص القرآنية وجعلها في موضع خلف فراشه.
فعن الصادق عليه السّلام قال: «ان رسول الله قال لعلي عليه السّلام يا علي: «القرآن خلف فراشي في المصحف والحرير والقراطيس فخذوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي فجمعه في ثوب أخضر ثم ختم عليه في بيته وقال لا أرتدي حتى أجمعه»(1/60)
تنفرد روايات أهل البيت عليهم السّلام بأن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد جمع النصوص القرآنية وجعلها في موضع خلف فراشه.
فعن الصادق عليه السّلام قال: «ان رسول الله قال لعلي عليه السّلام يا علي: «القرآن خلف فراشي في المصحف والحرير والقراطيس فخذوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي فجمعه في ثوب أخضر ثم ختم عليه في بيته وقال لا أرتدي حتى أجمعه»
[92، 48].
ونقل ابن شهرآشوب (ت 588هـ) عن أخبار أبي رافع القبطي [ت 41هـ] ما لفظه: «ان النبي قال في مرضه الذي توفي فيه لعلي: يا عليّ، هذا كتاب الله خذه إليك فجمعه علي في ثوب فمضى إلى منزله فلما قبض النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جلس علي فألفه كما أنزله الله وكان به عالما» [المناقب 2، 41].
والاعتبار يساعد على ذلك إذ كيف يعقل لنبي المسلمين أن يجعل نص القرآن مهملا وهو يعلم أن كل واحد من الصحابة معرض للقتل في سبيل الله أو الموت حتفه؟ فلا بد وأن النبي عليه السّلام اهتم بجمع بدائي للنص القرآني كما تصرح به روايات أهل البيت وإن كان أسلوب الجمع مجهولا لدينا (ويؤيد) ذلك الروايات المتضافرة على حث النبي لتعلم القرآن وتعليمه وقراءة القرآن وآدابه وتسمية سور خاصة منها باسماء خاصة أو مختلفة.
ويكاد المتتبع لسيرة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في اهتمامه بمصلحة الإسلام والمسلمين يقطع أن جمع القرآن قد حصل في عهده، وتحت إشرافه المباشر وأنه لم يرحل عن هذه الدنيا إلا والقرآن كان مجموعا بين الدفتين، معروفا بين المسلمين، يرجعون إليه في التعلم والتعليم، وهذا الرأي لم تنص عليه في الروايات لوضوحه.
ومما يؤيد أن القرآن كان مجموعا في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وتحت إشرافه أن مصاحف الصحابة على اختلافها تتفق في ترتيب القرآن ترتيبا كميا بالابتداء بالسور الطوال منها ثم الأقصر فالأقصر ويبتدئ بالسّبع الطوال وينتهي بالمفصلات. فالمصاحف وإن اختلفت اختلافا كبيرا في تقديم السور وتأخيرها ولكنها لم تختلف في تقديم السور الطوال على القصار من دون أي اعتبار لتاريخ نزولها من المكي أو المدني فلو لم يكن إشراف مباشر من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ترتيبها لاختلفت مصاحف الصحابة في ذلك ويساعد هذا وجوه.
أولا: رواية البخاري: «عن البراء قال لما نزلت: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: ادع لي زيدا وليجيء باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدّواة، ثم قال: اكتب: {لََا يَسْتَوِي الْقََاعِدُونَ} [النساء: 95]، وخلف ظهر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عمرو بن أمّ مكتوم الأعمى قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر، فنزلت
مكانها: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين في سبيل الله غير أولي الضّرر) [البخاري 6، 227].(1/61)
أولا: رواية البخاري: «عن البراء قال لما نزلت: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: ادع لي زيدا وليجيء باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدّواة، ثم قال: اكتب: {لََا يَسْتَوِي الْقََاعِدُونَ} [النساء: 95]، وخلف ظهر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عمرو بن أمّ مكتوم الأعمى قال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر، فنزلت
مكانها: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين في سبيل الله غير أولي الضّرر) [البخاري 6، 227].
وهذه الرواية صريحة في اهتمام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بكتابة آية حيث أمر بكتابتها، فكيف يتصور إهمال كتابة القرآن الكامل؟ بل يظهر أن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه الرواية أمر الكاتب لأن يكتب الآية المذكورة في موضعها في القرآن المكتوب تحت إشرافه.
ثانيا: عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: «ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا»، قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم:
صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [البرهان 1، 241].
ثالثا: رواية عثمان القائلة: «كان إذا نزل عليه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول: «ضعوا هذا في السورة التي ذكر فيها كذا وكذا» [رواه المتقي في كنز العمال 2، 48]. فهذه الرواية تدل على أن في عصر الرسالة كان الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قد خصص بعض الصحابة لمسئولية كتابة القرآن وكانوا يدونون الوحي القرآني حسب ارشاد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المباشر.
رابعا: ان الذي تنتهي أغلب الروايات في جمع القرآن إليه (وهو زيد بن ثابت، والذي ذكر له دور بارز في هذه الروايات) يصرح ويقول: «كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقع»، وهذه الرواية تدل على أن التأليف من الرقاع أي ترتيب تلك الصحف الصغيرة التي تتضمن السور قد حصل تحت إشراف الرسول القائد، فإنه صرح بقوله: «عند رسول الله» أي أمامه وبحضوره.
وخامسا: إن المسلمين كانوا يقرءون ويدرسون القرآن بصورة سرية في مكة قبل الهجرة، وان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب إنما أسلم عن هذا الطريق بعد ما اسلمت أخته وزوجها قائلا لهما أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه ثم أخذ الكتاب فقرأ منه».
[رواه ابن سعد في الطبقات 3، 268] وهذه أيضا صريحة بأن القرآن كان مكتوبا وأنه كان موضوعا للدراسة والبحث، فطلب عمر بن الخطاب هذا القرآن المكتوب فأخذه وقرأ سورة طه من هذا القرآن المكتوب ولو لم يكن مكتوبا لما صحّ هذا التعبير من الخليفة الثاني، وواضح أن هذا التعبير حصل قبل إسلامه وقبل أن يصبح خليفة.
والخلاصة: أن القرآن كان مكتوبا في عصر الرسالة وتحت إشراف الرسول مباشرة.(1/62)
والخلاصة: أن القرآن كان مكتوبا في عصر الرسالة وتحت إشراف الرسول مباشرة.
جمع الخليفة الأول (1311هـ)
هناك روايات مشهورة أن كلا من الخليفتين أبي بكر وعمر على انفراد كما في روايات الطبقات [3/ 2] والاتقان [1/ 73] أو معا كما في روايات أخر، كان لهما دور بارز ومشترك في جمع القرآن وكان عمر مشيرا والخليفة منفذا.
روى البخاري: «أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: «كيف تفعل شيئا ولم يفعله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال عمر: هذا والله خير. فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتّهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتتبّع القرآن فاجمعه، فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟
قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره: {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مََا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128]، حتى خاتمة براءة، / فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه [صحيح البخاري 6، 225] وراجع [الفهرس 273].
وأما عن حصر هذه الصحف فقد ذكر السجستاني (ت 316هـ) أنها بقيت إلى عهد مروان بن الحكم. وقال: أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب منها القرآن فتأبى حفصة أن تعطيه إياها، قال سالم: فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد الله بن عمر ليرسلن إليه بتلك الصحف فأرسل بها إليه عبد الله بن عمر فأمر بها مروان فشققت، فقال مروان إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول أنه قد كان شيء منها لم يكتب [المصاحف 25].
والتأمل في هذه الرواية يحكم أنها لا تكون حجة تاريخية وذلك أولا لأن القتل إشارة إلى واقعة اليمامة في سنة (12هـ) كما في [فتوح البلدان ص 97] وحكومة أبي بكر بعد واقعة
اليمامة لم تكن أكثر من خمسة عشر شهرا وهذا الوقت لا يكون كافيا ولا وافيا لمثل هذا المشروع على الكيفية المشروحة في الرواية.(1/63)
والتأمل في هذه الرواية يحكم أنها لا تكون حجة تاريخية وذلك أولا لأن القتل إشارة إلى واقعة اليمامة في سنة (12هـ) كما في [فتوح البلدان ص 97] وحكومة أبي بكر بعد واقعة
اليمامة لم تكن أكثر من خمسة عشر شهرا وهذا الوقت لا يكون كافيا ولا وافيا لمثل هذا المشروع على الكيفية المشروحة في الرواية.
فالاعتماد على «رجل شاب عاقل غير متهم كان يكتب الوحي» فقط، يدل على أن المسألة كانت شخصية لغرض الحصول على نسخة جديدة كاملة من القرآن. ولو كان الغرض جمع القرآن من أصوله لاحتاج إلى لجنة مؤلفة من كبار الصحابة لمثل هذا الأمر العظيم، أمثال الإمام علي عليه السّلام وأبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وأمثالهم، لا من صحابي واحد فقط، ولعل لهذا السبب قال الحارث المحاسبي «إنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعة وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت مبعثرة في بيت رسول الله فيها القرآن منتشرا فجمعها جامع وربطها في خيط حتى لا يضيع منها شيء [البرهان 1، 53].
فجمع الخليفة الأول رضي الله عنه لم يكن سوى استنساخ نسخة من القرآن الكريم. وهذه الرواية تستلزم أسئلة يصعب الإجابة عليها بوضوح. فإن كانت الحالة كما في الرواية لوجب على أبي بكر رضي الله عنه أن لا يتوقف لحظة في هذا الأمر الهام ولا ينفع الاعتذار بأنه لم يفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أليس هو قبل ترشيحه للخلافة مع أن رأي الجمهور بأن الرسول لم يستخلف أحدا؟ وأ ليس هو قد صادر فدك مع أن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يصادره؟ فلم يكن بحاجة إلى المراجعة والمتابعة من عمر رضي الله عنه (ثم) كيف يمتنع زيد بعد أن اقتنع كل من الخليفتين؟
وكيف يعتمد الخليفة في مثل هذا الأمر العظيم الذي يؤثر في مسيرة الإسلام والمسلمين على فرد واحد من الصحابة هو زيد لا غير؟ ولماذا أهمل غيره من الصحابة الذين هم أكثر عمرا من زيد وأكثر صحبة، فإن زيد أسلم في المدينة وهو ابن 12سنة والصحابة فيهم من كتب الوحي بمكة قبل ذلك؟ ولماذا انتقلت هذه الصحف إلى عمر رضي الله عنه والمفروض أنها من ممتلكات أبي بكر فتنتقل إلى ولده بالإرث؟ ثم بعد عمر لماذا لم تنتقل هذه الصحف إلى ابنه عبد الله وبقيت عند بنته حفصة؟ هذه أسئلة يصعب الإجابة عليها.
جمع الخليفة الثاني (2313هـ)
أما الخليفة الثاني إبان حكمه فيدل على أن دوره كان تجديد نسخة القرآن وإشاعته، ما قاله زيد بن ثابت: «أمرني أبو بكر فكتبت في قطع الأديم والعسب فلما هلك أبو بكر وكان عمر كتبت ذلك في صحيفة واحدة» [فتح الباري 9/ 97]، فهدف الخليفة لم يكن سوى استنساخ نسخة من القرآن، ودور زيد كان دور الكاتب والناسخ الذي يقوم بالكتابة حسب رغبة الطالب وقد طلب منه الخليفة الأول الكتابة على الأديم، أما الخليفة الثاني فقد استطاب
الكتابة في صحيفة واحدة، ولو كان الهدف جمع القرآن لما استغنى الخليفة عمر عن كبار الصحابة ومنهم الإمام علي عليه السّلام الذي قال فيه: «لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها أبو الحسن»، فيظهر أن زيد بن ثابت حسب هذه الرواية كتب نسخة أخرى إبان حكم الخليفة الثاني أيضا.(1/64)
أما الخليفة الثاني إبان حكمه فيدل على أن دوره كان تجديد نسخة القرآن وإشاعته، ما قاله زيد بن ثابت: «أمرني أبو بكر فكتبت في قطع الأديم والعسب فلما هلك أبو بكر وكان عمر كتبت ذلك في صحيفة واحدة» [فتح الباري 9/ 97]، فهدف الخليفة لم يكن سوى استنساخ نسخة من القرآن، ودور زيد كان دور الكاتب والناسخ الذي يقوم بالكتابة حسب رغبة الطالب وقد طلب منه الخليفة الأول الكتابة على الأديم، أما الخليفة الثاني فقد استطاب
الكتابة في صحيفة واحدة، ولو كان الهدف جمع القرآن لما استغنى الخليفة عمر عن كبار الصحابة ومنهم الإمام علي عليه السّلام الذي قال فيه: «لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها أبو الحسن»، فيظهر أن زيد بن ثابت حسب هذه الرواية كتب نسخة أخرى إبان حكم الخليفة الثاني أيضا.
ومن الثابت تاريخيا ما روي في إسلام عمر من أنه أسلم بناء على قراءة القرآن المكتوب وإليك نص ما رواه ابن سعد [الطبقات، الجزء الثالث، ص 203، طبعة بيروت، 1418هـ] عن أنس بن مالك قال: خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة قال:
أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدا. قال: وكيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا، قال: فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه. قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن أختك وختنك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه، قال: فمشى عمر ذامرا، حتى أتاهما وعندها رجل من المهاجرين يقال له خباب، قال: فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت فدخل عليهما فقال: ما هذه الهمهمة التي سمعتها عندكم؟ قال: وكانوا يقرءون طه، فقالا: ما عدا حديثا تحدثناه بيننا، قال: فلعلكما قد صبوتما، قال: فقال ختنه [صهره]: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ قال:
فوثب عمر على ختنه فوطأ وطأ شديدا فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها بيده نفحة فدمي وجهها، فقالت وهي غضبى: إن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فلما يئس عمر قال: اعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه ثم أخذ الكتاب فقرأ «طه» حتى انتهى إلى قوله: {إِنَّنِي أَنَا اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلََاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]» [طبقات ابن سعد 3/ 368].
هذه الرواية بكل وضوح تدل على أن القرآن كان مكتوبا في أوائل عهد الإسلام وأن عمر أسلم بعد قراءة القرآن المكتوب.
وسيأتي أن مصاحف الصحابة لم تختلف في الترتيب الكمي من ناحية الطول والقصر فإنها تبتدئ بالسور الطوال ثم السبع المثاني ثم الحواميم وهكذا حتى تنتهي بالمفصلات وهذا يستلزم أن تكون هذه السور مكتوبة بالترتيب المذكور في عصر الرسالة أو بترتيب مشابه وإنما نشأ الخلاف في ترتيب الطوال أو المفصلات بين أنفسها في مصاحف الصحابة.
قال القسطلاني (ت 923هـ): «قال في شرح السنة، في هذا الحديث البيان الواضح أن الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن المنزل من غير أن يكونوا زادوا أو نقصوا منه شيئا باتفاق منهم من غير أن يقدّموا شيئا أو يؤخروه بل كتبوه في المصاحف على الترتيب
المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السّلام على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية بموضعها وأين تكتب وقال أبو عبد الرحمن السلمي كان قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة وهي التي قرأها صلّى الله عليه وآله وسلّم على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه وكان زيد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصاحف. قال السفاقسي فكان جمع أبي بكر خوف ذهاب شيء من القرآن بذهاب حملته إذ أنه لم يكن مجموعا في موضع واحد وجمع عثمان لما كثر الاختلاف في وجوه قراءته حين قرئ بلغاتهم حتى أدّى ذلك إلى تخطئة بعضهم بعضا فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مقتصرا من اللغات على لغة قريش إذ هي أرجحها [إرشاد الساري 7، 449].(1/65)
قال القسطلاني (ت 923هـ): «قال في شرح السنة، في هذا الحديث البيان الواضح أن الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن المنزل من غير أن يكونوا زادوا أو نقصوا منه شيئا باتفاق منهم من غير أن يقدّموا شيئا أو يؤخروه بل كتبوه في المصاحف على الترتيب
المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السّلام على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية بموضعها وأين تكتب وقال أبو عبد الرحمن السلمي كان قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة وهي التي قرأها صلّى الله عليه وآله وسلّم على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه وكان زيد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصاحف. قال السفاقسي فكان جمع أبي بكر خوف ذهاب شيء من القرآن بذهاب حملته إذ أنه لم يكن مجموعا في موضع واحد وجمع عثمان لما كثر الاختلاف في وجوه قراءته حين قرئ بلغاتهم حتى أدّى ذلك إلى تخطئة بعضهم بعضا فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مقتصرا من اللغات على لغة قريش إذ هي أرجحها [إرشاد الساري 7، 449].
وعلى ضوء ذلك تتأكد رواية أهل البيت عليهم السّلام بأن القرآن كان مجموعا في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وتحت إشرافه ويقتضيه الاعتبار من أن دور الصحابة ابتداء من الخليفة الأول رضي الله عنه وحتى الخليفة الثالث رضي الله عنه لم يكن سوى المحافظة على النص باستنساخه ونشره. وذلك يستدعي دراسة الأحرف السبعة ومصاحف الصحابة لارتباطهما بالموضوع ارتباطا مباشرا.
الأحرف السبعة
انفرد مذهب أهل البيت عليهم السّلام بوحدة النص القرآن المنزل على قلب الرسول المرسل صلّى الله عليه وآله وسلّم فعن الإمام الباقر عليه السّلام (ت 114هـ) أنه قال: «إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة [الكافي 2/ 630].
وهذه الرواية تستلزم سلامة النص القرآني وكتابته في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والاعتبار يساعد على أن تكون الاختلافات من جهة الرواة لاختلاف في قراءة النص أو في سماعه أو في قراءة النص المجرد عن التنقيط أو في سماعهم المتلو من النص.
والتأمل فيما روي عن تعدد الأحرف السبعة يفيد أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سمح في موارد خاصة بالقراءة ولم يكن إذنا عاما بالنقل بالمعنى كما قد يتوهم إذ لو كان كذلك لكان الاختلاف كثيرا مع أن الوجوه المختلفة في القراءة في النص القرآني نشأت من احتمال في الإعراب أو مادة أخرى يتحملها رسم الخط الكوفي وهي اختلافات طارئة وأن القرآن نزل بهيئة خاصة واحدة وإعراب خاص ومادة خاصة وهذه الاحتمالات المختلفة جاءت من قبل الرواة.
ورويت أحاديث كثيرة في الصحاح والمسانيد تفيد تعدد الأحرف منها رواية البخاري (ت 256هـ) في باب أنزل القرآن على سبعة أحرف.(1/66)
والتأمل فيما روي عن تعدد الأحرف السبعة يفيد أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سمح في موارد خاصة بالقراءة ولم يكن إذنا عاما بالنقل بالمعنى كما قد يتوهم إذ لو كان كذلك لكان الاختلاف كثيرا مع أن الوجوه المختلفة في القراءة في النص القرآني نشأت من احتمال في الإعراب أو مادة أخرى يتحملها رسم الخط الكوفي وهي اختلافات طارئة وأن القرآن نزل بهيئة خاصة واحدة وإعراب خاص ومادة خاصة وهذه الاحتمالات المختلفة جاءت من قبل الرواة.
ورويت أحاديث كثيرة في الصحاح والمسانيد تفيد تعدد الأحرف منها رواية البخاري (ت 256هـ) في باب أنزل القرآن على سبعة أحرف.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف [البخاري 2/ 228].
وهذه الرواية تقتضي أن الوحي نزل على حرف واحد لأول مرة وأن القراءة أيضا كانت قراءة واحدة وأن التعدد حصل بعد فترة راجع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيها جبرائيل واستزاده وأنه لم يزل يستزيده ولم تتحدد الفترات لهذه الاستزادة ولا مكانها. هل كانت في مكة أم المدينة؟ وليس السبب لهذه الاستزادة مذكورا في هذا الحديث.
ولكن الترمذي (ت 279هـ) روى ما يذكر السبب لهذه الاستزادة قال ما نصه: «نعى رسول الله جبرائيل فقال: يا جبرائيل: إني بعثت إلى أمة أمية فيهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط. قال: يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف [صحيح الترمذي 10/ 61].
هذه أصرح الروايات بأن السبب أمية المسلمين الأوائل وبالنتيجة الغرض هو التوسعة على الأمة ليتمكن كل من العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية ومن لا يكتب كما كانت الحالة في ذلك وهذا لا يستلزم تعدد القراءات بالذات بل قد يكون المراد أن القرآن لم ينزل لطبقة خاصة من المجتمع كما كانت الحالة في الأديان الأخرى حيث حكمت الكهنوت في ذلك وأن أفراد كل مجتمع يهتدون بهدي القرآن كل حسب فهمه فإن هذا التعليل في الرواية يفيد أن موضوع روايات القراءة السبع ليس القراءات المتداولة في عصرنا بل معنى آخر من المعاني الكثيرة التي ذكرها المحدّثون.
وروى الطبري (ت 310هـ) حديثا في نزول القرآن على سبعة أحرف وذهب إلى أنها تعني أنه نزل القرآن بسبع لغات وأمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بقراءته على سبعة ألسن [1/ 42] ولفظه:
«قال عبد الله بن مسعود: تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آية. قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فوجدنا عليا يناجيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة. قال: فاحمرّ وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم». قال: ثم أسرّ إلى عليّ شيئا، فقال لنا علي: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يأمركم أن تقرءوا كما علّمتم» [الطبري 1/ 36].
وهذا الحديث ينهى عن التمادي في ضبط العدد للآيات والتأكيد على القراءة كما تعلمه
الإنسان أي أنه لا يجوز الاجتهاد في النص القرآني بل يجب سلوك التعلم والتعليم عن الأستاذ والشيخ.(1/67)
وهذا الحديث ينهى عن التمادي في ضبط العدد للآيات والتأكيد على القراءة كما تعلمه
الإنسان أي أنه لا يجوز الاجتهاد في النص القرآني بل يجب سلوك التعلم والتعليم عن الأستاذ والشيخ.
ومن الطبيعي أن يتغير وجه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم القائد لما سمع الاختلاف في القراءة وأن يستنكر، ذلك بأن الهلاك هو نتيجة الاختلاف، ولكنه صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يفعل شيئا لرفع هذا الاختلاف ولم يقل شيئا قط بل أسرّ كما في الرواية لعلي وأعلن علي عن أن الرسول يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علّم، فلماذا لم يعلن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك بنفسه؟ ولماذا أسرّ ذلك لعلي خاصة؟ يظهر أن كلّا من الرسول وعلي تنبها بأن المنافقين يريدون إيقاع الخلاف بين القراء، ولو ساند صلّى الله عليه وآله وسلّم قراءة خاصة أو قارئا خاصا استغلوا الفرصة للوقيعة بالآخر مع أن الرسول يمكن أن أجاز القراءة تسهيلا أو ليفشل خططهم وأفشل خطط المنافقين بالتأكيد على أن يقرأ كل كما علّم ولم يبق مجال للوقيعة بالخلاف لأن الدستور يوجب علينا بأن نتعلم القراءة ولا نكتفي بقراءة الكتاب من دون تعلم.
وأيضا روى الطبري بإسناده عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، قال: قرأ رجل عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فغيّر عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يغيّر عليّ. قال: فاختصما عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول الله، ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: بلى! قال: فوقع في صدر عمر شيء، فعرف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره وقال: ابعد شيطانا قالها ثلاثا ثم قال: «يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة» [تفسير الطبري 1/ 237].
وهذه الرواية لا تحدد الآية المختلف فيها وأن النبي عرف الشك في وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وضرب على صدره وكرر ثلاثا «ابعد شيطانا» ولا يمكن منها معرفة طبيعة التغيير ولكن رويت رواية أخرى تذكر الخلاف بين المتخاصمين عمر بن الخطاب وهشام بن حكم وتحدد طبيعة التغيير وأنها كانت في سورة الفرقان.
فقد روى الطبري أيضا بإسناده عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاريّ أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبّرت حتى سلّم، فلما سلّم لبّبته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! فقلت: كذبت، فو الله إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها! فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت: يا رسول الله، إني
سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان! قال:(1/68)
فقد روى الطبري أيضا بإسناده عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاريّ أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبّرت حتى سلّم، فلما سلّم لبّبته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! فقلت: كذبت، فو الله إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها! فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت: يا رسول الله، إني
سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان! قال:
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام»، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «هكذا أنزلت». ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: اقرأ يا عمر». فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «هكذا أنزلت». ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منها» [الطبري 1/ 36].
وهذه الرواية لم تحدد الآيات من السور ولم أقف على قراءة هشام بن حكيم ولكن في مصحف ابن مسعود ذكرت أربع آيات هي:
1 - ارسل الرياح مبشرات [في المصحف بشرا، الفرقان 25/ 48].
2 - أنسجد لما يأمرنا به [لما تأمرنا به، الفرقان 25/ 60].
3 - وجعل فيها سرجا [سراجا، الفرقان 25/ 61].
4 - ومن أزواجنا وذريتنا [ذرياتنا، الفرقان 25/ 74].
فالاختلاف في ثلاثة منها بالإفراد والجمع وفي واحدة حذف كلمة (به) والأخيرتان يتحملهما رسم الخط الكوفي مع أن الخلاف بين عمر وهشام بن حكيم كان في القراءة في الصلاة وكأن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أراد التيسير بالقراءة في الصلاة بمعنى أن القراءة المذكورة لا تضر بالصلاة فهذا مورد خاص إن صحت الرواية.
معنى تعدد الأحرف
قال السيوطي (ت 911هـ): «اختلف في معنى الحديث على نحو أربعين قولا» [الاتقان 1/ 45].
وبسبب هذا الاختلاف الفاحش في معنى الحديث ذهب أحمد بن سعيدان النحوي (ت 213هـ) إلى أن حديث الأحرف السبعة من المشكل الذي لا يدرى معناه» [البرهان 1/ 213].
وإلى ذلك ذهب سيدنا الأستاذ دام ظله بعد أن استعرض بعض الأقوال وناقشها قال ما لفظه: «ان نزول القرآن على سبعة أحرف لا يرجع إلى معنى صحيح فلا بد من طرح الروايات الدالة عليه ولا سيما بعد أن دلت أحاديث الصادقين عليهم السّلام على تكذيبها وأن القرآن إنما أنزل على حرف واحد وأن الاختلاف قد جاء من قبل الرواة» [البيان ص 193].
أقول: «ويظهر أن هذه الأقوال كلها نظريات شخصية لأصحابها قيلت لتوجيه الحديث
من حيث المعنى ومن حيث العدد وأولدت بحوثا طويلة لا يخلو شيء منها من إشكال كما يظهر من تتبع كلماتهم.(1/69)
أقول: «ويظهر أن هذه الأقوال كلها نظريات شخصية لأصحابها قيلت لتوجيه الحديث
من حيث المعنى ومن حيث العدد وأولدت بحوثا طويلة لا يخلو شيء منها من إشكال كما يظهر من تتبع كلماتهم.
فإن الأقوال الأربعين في تفسير معنى الحديث تبتدأ بالحصر بالعدد في القراءات السبع للقراءة السبعة التي حصرت في القرن الرابع باهتمام ابن مجاهد (ت 324هـ) وحيث أن هذا حمل لكلام الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما حصل بعد أربعة قرون اضطر آخرون إلى توسعة معنى السبع.
وذهبوا إلى أن المراد من السبع ليس حقيقة العدد بل المراد التيسير والتسهيل وأن لفظة السبعة تطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعون على الكثرة في العشرات والسبعمائة في المئات من دون إرادة عدد معين [الاتقان 1/ 45].
وأشار ابن الجزري (ت 833هـ) إلى ذلك بقوله: «وأمّا المقصود بهذه السبعة فقد اختلف العلماء في ذلك مع إجماعهم على أنه ليس المقصود أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه إذ لا يوجد ذلك إلا في كلمات يسيرة نحو (أف، وجبريل، وأرجه، وهيهات، وهيت) وعلى أنه لا يجوز أن يكون المراد هؤلاء السبعة القراء المشهورين وإن كان يظنه بعض العوام، لأن هؤلاء السبعة لم يكونوا خلقوا ولا وجدوا وأول من جمع قراءاتهم أبو بكر بن مجاهد في أثناء المائة الرابعة كما سيأتي وأكثر العلماء على أنها لغات ثم اختلفوا في تعيينها فقال أبو عبيد: قريش، وهذيل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن. وقال غيره خمس لغات في أكناف هوازن: سعد وثقيف، وكنانة وهذيل، وقريش، ولغتان على جميع ألسنة العرب وقال أبو عبيد أحمد بن محمد بن محمد الهروي يعني على سبع لغات من لغات العرب أي أنها متفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن (قلت) وهذه الأقوال مدخولة فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم اختلفا في قراءة سورة الفرقان كما ثبت في الصحيح وكلاهما قرشيان من لغة واحدة وقبيلة واحدة» [النشر 1/ 24].
ولعل أقرب هذه الأقوال إلى الواقع ما نقله ابن عبد البر القرطبي (ت 463) عن البعض أنه قال: «تدبرت وجوه الاختلاف في القرآن فوجدتها سبعة (ثم فصلها كالآتي وملخصها):
1 - ما تتغير حركته فقط دون المعنى نحو: (ويضيق صدري) أو (ويضيق صدري) [الشعراء: 13].
2 - ما يتغير معناه بالإعراب فقط نحو: (ربنا باعد بين أسفارنا) أو (ربنا باعد بين أسفارنا) [سبأ: 19].(1/70)
1 - ما تتغير حركته فقط دون المعنى نحو: (ويضيق صدري) أو (ويضيق صدري) [الشعراء: 13].
2 - ما يتغير معناه بالإعراب فقط نحو: (ربنا باعد بين أسفارنا) أو (ربنا باعد بين أسفارنا) [سبأ: 19].
3 - ما يتغير المعنى بالحروف نحو: (كيف ننشرها) أو (وكيف تنشرها) [البقرة:
259].
4 - ما يتغير صورته ولا يتغير المعنى نحو: (كالعهن المنفوش) أو (كالصوف المنفوش) [القارعة: 5].
5 - ما تتغير صورته والمعنى نحو (طلح منضود) أو (طلع منضود) [الواقعة: 29].
6 - التقديم والتأخير نحو: (وجاءت سكرة الموت بالحق) أو (وجاءت سكرة الحق بالموت) [ق: 19].
7 - الزيادة والنقصان نحو قوله: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) و (صلاة العصر) [البقرة: 238] (البرهان 1/ 214) وذكر تقسيما مشابها كل من ابن الجزري (ت 833هـ) في [النشر 1/ 27]. والسيوطي (ت 911هـ) في [الإتقان 1/ 46].
وأغرب الأقوال في معنى الأحرف السبعة ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنزل القرآن على سبعة أحرف حكيما عليما غفورا رحيما» [مسند أحمد 2/ 322] و [تفسير الطبري 1/ 8].
وروى أحمد أيضا حديثا أطول بهذا المعنى عن أبيّ بن كعب وزاد في آخره: «إن قلت» غفورا رحيما» أو قلت: «سميعا عليما» أو «عليما سميعا» فالله كذلك ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب» [المسند 5، 124].
وروى الطبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ولا حرج ولا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة» [الطبري 1/ 45].
وجه الغرابة في هذه أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كما تقص السيرة أمر بقتل عبد الله بن أبي سرح القرشي الذي كان يكتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم ارتد مشركا وقال في مكة: «إني كنت أصرف محمدا كيف أريد كان يملي علي (عزيز حكيم) فأقول (عليم حكيم) فيقول نعم كله صواب» [الاستيعاب 1/ 393].
وأمر صلّى الله عليه وآله وسلّم بقتله ولو وجد تحت استار الكعبة فكيف يمكن التوفيق بين هذا التشديد الصارم من النبي للمحافظة على النص القرآني وهذا التساهل المروي في هذه الأحاديث
المنسوبة إلى النبي؟! مع أنها استخدمت نفس الألفاظ التي استعملها ابن أبي سرح المندس في صفوف المسلمين ويظهر أن أناسا دسوا ذلك للتشكيك في النص القرآني.(1/71)
وأمر صلّى الله عليه وآله وسلّم بقتله ولو وجد تحت استار الكعبة فكيف يمكن التوفيق بين هذا التشديد الصارم من النبي للمحافظة على النص القرآني وهذا التساهل المروي في هذه الأحاديث
المنسوبة إلى النبي؟! مع أنها استخدمت نفس الألفاظ التي استعملها ابن أبي سرح المندس في صفوف المسلمين ويظهر أن أناسا دسوا ذلك للتشكيك في النص القرآني.
والرواية تؤكد على أن القراءة يجب أن يكون (بما علمتم) وهذا يعني أنه لا مجال للاجتهاد والتصرف بالنص حسب اللغات وهو نهي صريح عن النقل بالمعنى. ويفهم من هذا الجواب أن الخلاف حصل في النقل بالمعنى والنهي عنه في عصر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأكد أن التعليم وحده لا يكون متعددا وإن اختلفت طرق التعليم وأن القرآن النازل على قلب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في العرضة الأخيرة كان واحدا ولم يكن قرآنا متعددا ولا يكون مادة التعليم سواه.
وهذا لا ينافي استعمال كلمات مرادفة كوسيلة لتعليم القرآن لكن لا كمواد أصيلة من القرآن.
وهذا الموقف الصارم من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تجاه عبد الله بن أبي سرح الذي غير كلمات من القرآن حيث أمر بقتله ولو كان متعلقا باستار الكعبة يكشف عن سهره صلّى الله عليه وآله وسلّم على سلامة النص القرآن كما تقتضيه مسئولية النبوة.
وهذا الموقف ينافي الرواية التي تسمح بهذا النحو من التغيير والتبديل في النص كما في رواية الطبري (ت 310هـ) عن ابن شهاب، قال: «أخبرني سعيد بن المسيب أن الذي ذكر الله تعالى ذكره (أنه قال): {إِنَّمََا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103] إنما افتتن أنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «سميع عليم»، أو «عزيز حكيم»، أو غير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو على الوحي، فيستفهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقول: «أعزيز حكيم»، أو «سميع عليم» أو «عزيز عليم»؟ فيقول له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أيّ ذلك كتبت فهو كذلك». ففتنه ذلك، فقال: إنّ محمدا وكل ذلك إليّ، فأكتب ما شئت.
وهو الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة [تفسير الطبري 1/ 46].
فهذه الرواية تجيز ما منع عنه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وتسمح ما أمر النبي أن يقتل من فعله وهذا تناقض إذ كيف يأمر بقتل من يفعل ذلك ويجيز ذلك للآخرين؟ ومن هنا نعرف أن الأمر بجواز القراءة إنما كان فيما إذا كان النص المكتوب محفوظا وأن القراءة المتغايرة مع النص المكتوب لم تضر بالمعنى وهذه حالة خاصة في الصلاة ولم يكن إذنا عاما.
ومن هنا قال الإمام النووي (ت 676هـ): «وقول من قال المراد خواتم الآي فيجعل مكان «غفور رحيم»، «سميع بصير» فاسد أيضا للإجماع على منع تغيير القرآن للناس» [شرح صحيح مسلم 6، 102].
وأغرب من ذلك ما ذهب إليه ابن عبد البر النمري (ت 463هـ) في توجيه هذه
الأحاديث بقوله: «إنما أريد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها» [البرهان 1/ 221].(1/72)
وأغرب من ذلك ما ذهب إليه ابن عبد البر النمري (ت 463هـ) في توجيه هذه
الأحاديث بقوله: «إنما أريد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها» [البرهان 1/ 221].
أقول: «فهل يعقل لمن ينطق بالعربية أن يقول باتفاق المفاهيم في العلم والحكمة والمغفرة والرحمة؟ أليس اختلاف المسموع يكشف عن اختلاف المعنى المفهوم وإن اتحد المصداق»؟
أحاديث العرض
وتنفي هذه الأقوال النظرية البحتة «أحاديث العرض» التي تؤكد على أن جبرائيل عارض النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن في كل عام من شهر رمضان وأنه كرر العرض في عام وفاته قال البخاري ما لفظه: «كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال مسروق عن عائشة عن فاطمة عليها السّلام أسرّ إليّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أن جبريل يعارضني بالقرآن كلّ سنة وإنه عارضني العام مرّتين، ولا أراه إلا حضر أجلي.
حدّثنا يحيى بن قزعة حدّثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
حدّثنا خالد بن يزيد حدّثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
«كان يعرض على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن كلّ عام مرة فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض» [صحيح البخاري 6/ 229].
والقول بأن جبرائيل كرر الكلمة الواحدة سبع مرات تعسف، إذ لا يحصل ذلك في المحاورات العادية فكيف بالقرآن المعجز؟ ومن هنا احتمل ابن عبد البر النمري (ت 463هـ) احتمالا آخر فقال: «وقد يشكل هذا القول على بعض الناس فيقول: هل كان جبرائيل يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات؟ فيقال له: إنما يلزم هذا إن قلنا: أن السبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد. ونحن قلنا: كان جبرائيل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمر سبعة أحرف» [البرهان 1/ 219].
قال الجلالي: «لا عبرة بالعرضات الأول حيث أن العرضة الأخيرة تكون ناسخة والمعوّل عليها دون غيرها فانحصرت الأحرف بواحدة وهي العرضة الأخيرة، مع أن هذا القول نظرية فرضية لا تستند على تحديد السبعة في كل عرضة بل ما يساعد عليه الاعتبار أن
القرآن نزل منجما والعبرة إنما هي بآخر ما نزل من الوحي في العرضة الأخيرة وعليه القرآن هو المجموع الكامل في العرضة الأخيرة فقد قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}
[المائدة: 3] ولم يصف قبل ذلك بصفة الكمال.(1/73)
قال الجلالي: «لا عبرة بالعرضات الأول حيث أن العرضة الأخيرة تكون ناسخة والمعوّل عليها دون غيرها فانحصرت الأحرف بواحدة وهي العرضة الأخيرة، مع أن هذا القول نظرية فرضية لا تستند على تحديد السبعة في كل عرضة بل ما يساعد عليه الاعتبار أن
القرآن نزل منجما والعبرة إنما هي بآخر ما نزل من الوحي في العرضة الأخيرة وعليه القرآن هو المجموع الكامل في العرضة الأخيرة فقد قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}
[المائدة: 3] ولم يصف قبل ذلك بصفة الكمال.
مصاحف الصحابة
ولم تحتفظ المصادر بشيء من مصاحف الصحابة سوى أربعة مصاحف لهم وهم حسب وفياتهم:
1 - أبيّ بن كعب الأنصاري (ت 32هـ).
2 - عبد الله بن مسعود المخزومي (ت 32هـ).
3 - علي بن أبي طالب (ت 40هـ).
4 - زيد بن ثابت الأنصاري (ت 45هـ).
ونظرة خاطفة إلى تواريخ أعمار هؤلاء تكشف أن زيد بن ثابت هو أحدثهم عمرا وآخرهم وفاة. واختلاف المصاحف تستدعي دراسة عميقة. ولكنها تفقد النص التاريخي الموثوق لاعتمادها على أخبار آحاد وظنون أفراد لا توجب علما ولا عملا. ويبقى النص القرآني المعروف تاريخيا بالمصحف الإمام والمتداول في عصرنا هذا النص المتواتر عصرا بعد عصر حتى عصرنا هذا. أما المصاحف الأخرى فقد انعدمت سوى بعض الفقرات في ترتيبها نذكرها حسب تواريخ وفيات أصحابها. مع الإشارة إلى تراجمهم:
1 - مصحف أبيّ بن كعب (ت 30هـ)
أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك الأنصاري، شهد العقبة الثانية وبايع رسول الله فيها ثم شهد بدرا. روى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «أقرأ أمّتي أبيّ». وعن أنس أن النبي قد دعا أبيّا فقال: إن الله أمرني أن أقرأ عليك «قال: الله سمّاني لك؟ قال: «نعم»، فجعل أبيّ يبكي. قال أبو عمرو: وكان أبيّ ممن كتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضا. وعن الواقدي قال: أول من كتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مقدمه المدينة أبيّ بن كعب. وهو أول من كتب في آخر الكتاب و «كتب فلان». ومات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 19وقيل 20هـ وقيل أنه مات في خلافة عثمان سنة 32هـ[تخريج الدلالات 109] وذكر ابن النديم (ت 380هـ) بتفصيل ترتيب القرآن في مصحف أبيّ بن كعب وفيه
تصريح بزيادة سورتين قال ما لفظه: «قال الفضل بن شاذان، أخبرنا الثقة من أصحابنا قال:(1/74)
أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك الأنصاري، شهد العقبة الثانية وبايع رسول الله فيها ثم شهد بدرا. روى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «أقرأ أمّتي أبيّ». وعن أنس أن النبي قد دعا أبيّا فقال: إن الله أمرني أن أقرأ عليك «قال: الله سمّاني لك؟ قال: «نعم»، فجعل أبيّ يبكي. قال أبو عمرو: وكان أبيّ ممن كتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضا. وعن الواقدي قال: أول من كتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مقدمه المدينة أبيّ بن كعب. وهو أول من كتب في آخر الكتاب و «كتب فلان». ومات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 19وقيل 20هـ وقيل أنه مات في خلافة عثمان سنة 32هـ[تخريج الدلالات 109] وذكر ابن النديم (ت 380هـ) بتفصيل ترتيب القرآن في مصحف أبيّ بن كعب وفيه
تصريح بزيادة سورتين قال ما لفظه: «قال الفضل بن شاذان، أخبرنا الثقة من أصحابنا قال:
كان تأليف السور في قراءة أبيّ بن كعب بالبصرة في قرية يقال لها قرية الأنصار، على رأس فرسخين عند محمد بن عبد الملك الأنصاري، أخرج إلينا مصحفا وقال هو مصحف أبيّ رويناه عن آبائنا، فنظرت فيه فاستخرجت أوائل السور، وخواتم الرسل. وعدد الآي: فأوله فاتحة الكتاب، البقرة، النساء، آل عمران، الأنعام، الأعراف، المائدة، الذي التبسته وهي يونس، الأنفال، التوبة، هود، مريم، الشعراء، الحج، يوسف، الكهف، النحل، الأحزاب، بني إسرائيل، الزمر، حم تنزيل، طه، الأنبياء، النور، المؤمنين، حم المؤمن، الرعد، طسم القصص، طس سليمان، الصافات، داود، سورة ص، يس، أصحاب الحجر، حم عسق، الروم، الزخرف، حم السجدة، سورة إبراهيم، الملائكة الفتح، محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، الحديد، الظهار، تبارك الفرقان، الم تنزيل، نوح، الاحقاف، ق، الرحمن، الواقعة، الجن، النجم، نون، الحاقة، الحشر، الممتحنة، المرسلات، عم يتساءلون، الإنسان، لا أقسم، كورت، النازعات، عبس، المطففين، إذا السماء انشقت، التين، اقرأ باسم ربك، الحجرات، المنافقون، الجمعة، النبي عليه السّلام، الفجر، الملك، الليل إذا يغشى، إذا السماء انفطرت، الشمس وضحاها، السماء ذات البروج، الطارق، سبح اسم ربك الأعلى، الغاشية، عبس، وهي أهل الكتاب، لم يكن أول ما كان (1)، الذين كفروا، الصف، الضحى، ألم نشرح لك، القارعة، التكاثر، الخلع ثلاث آيات، الحفد ست آيات، اللهم إياك نعبد وآخرها، بالكفار ملحق، اللمز، إذا زلزلت، العاديات، أصحاب الفيل، التين، الكوثر، القدر، الكافرون، النصر، أبي لهب، قريش، الصمد، الفلق، الناس، فذلك مائة وست عشرة سورة.
قال إلى هاهنا اصبت في مصحف أبيّ بن كعب، وجميع آي القرآن في قول أبيّ بن كعب ستة آلاف آية ومائتان وعشر آيات. جميع عدد سور القرآن في قول عطاء بن يسار مائة وأربع عشرة سورة، وآياته ستة آلاف ومائة وسبعون آية، وكلماته سبعة وسبعون ألفا وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة، وحروفه ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا. وفي قول عاصم الجحدري، مائة وثلاث عشرة سورة. وجميع آيات القرآن في قول يحيى بن الحارث الذماري، ستة آلاف ومائتان وست وعشرون آية، وحروفه ثلاثمائة ألف حرف وواحد وعشرون ألف حرف وخمسمائة وثلاثون حرفا.
__________
(1) ولعل قوله: «لم يكن أول ما كان» يشير إلى تكرار عنوان «عبس» و «التين».(1/75)
ويظهر من السجستاني (ت 316هـ) أن مصحف أبيّ قد أحرق. قال: ان ناسا من أهل العراق قدموا إليه فقالوا إنما تحملنا إليك من العراق فأخرج لنا مصحف أبيّ، قال محمد: قد قبضه عثمان، قالوا: سبحان الله أخرجه لنا، قال: قد قبضه عثمان [المصاحف 25].
وذكر ابن الجوزي أن في عام 515هـ احترق مصحف بخط أبيّ بن كعب مع 500 مصحفا [المنتظم 9، 224].
2 - عبد الله بن مسعود (ت 32هـ)
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فارس بن مخزوم الهذلي الكوفي ويكنّى بابن أم عبد وأبو عبد الرحمن. كان إسلامه قديما وهاجر الهجرتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة وشهد بدرا والحديبية.
عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «خذوا القرآن من أربعة:
من أم عبد أي عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة».
مات ابن مسعود بالمدينة سنة 32هـ ودفن بالبقيع وكان يومه ابن بضع وستين سنة [تخريج الدلالات ص 132].
وقال الذهبي (ت 748هـ): «كان من السابقين الأولين ومن مهاجري الحبشة شهد بدرا واحتز رأس أبي جهل فأتى به للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم». وكان أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأقرأه وكان يقول: «حفظت من في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سبعين سورة» [معرفة القراء 1/ 33].
قال أبو موسى: «ما كنت احسب ابن مسعود وأمه أم عبد إلا من أهل البيت لكثرة دخولهم وخروجهم». وكان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يطلع ابن مسعود على أسراره ونجواه
وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد» عبد الله بن مسعود [معرفة القراء 1/ 34].
قال الخزرجي (ح 923) في ترجمته أنه أحد السابقين الأولين شهد بدرا والمشاهد (وروى) عنه خلق من الصحابة ومن التابعين تلقى من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سبعين سورة قال علقمة:
«كان يشبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في هديه ودله وسمته قال أبو نعيم مات بالمدينة سنة 32هـ عن بضع وستين سنة [خلاصة تهذيب الكمال 181، طبعة القاهرة 1322هـ].
وذكر الشهرستاني (ت 548هـ) في المؤاخذات على عثمان رضي الله عنه قوله: «وضربه عبد الله بن مسعود على احضار المصحف وعلى القول الذي شانه به» [الملل والنحل ص 45، دار الفكر ط 1417هـ] وهذا يعني أن الموقف كان شديدا ومتأزما.(1/76)
«كان يشبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في هديه ودله وسمته قال أبو نعيم مات بالمدينة سنة 32هـ عن بضع وستين سنة [خلاصة تهذيب الكمال 181، طبعة القاهرة 1322هـ].
وذكر الشهرستاني (ت 548هـ) في المؤاخذات على عثمان رضي الله عنه قوله: «وضربه عبد الله بن مسعود على احضار المصحف وعلى القول الذي شانه به» [الملل والنحل ص 45، دار الفكر ط 1417هـ] وهذا يعني أن الموقف كان شديدا ومتأزما.
ونقل الذهبي (ت 748هـ) عن ثعلبة بن أبي مالك قال: سمعت عثمان يقول من لعذري من ابن مسعود غضب إذ لم أوله نسخ القرآن فهلا غضب على أبي بكر وعمر وهما عزلاه عن ذلك ووليا زيدا فاتبعت أمرهما [معرفة القراء 1/ 37].
وروى البخاري عن ابن مسعود قوله: «والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله، إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله، إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلّغه الإبل لركبت إليه.
ويظهر أن مصحف ابن مسعود كان شائعا في عصر الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 95هـ) حيث قال ابن الأثير (ت 630هـ): «وقال عاصم بن بهدلة: سمعت الحجاج يقول: اتقوا الله ما استطعتم هذا والله مثوبة واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ليس فيه مثوبة، والله لو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا حلّت لي دماؤكم، ولا أجد أحدا يقرأ على قراءة ابن أم عبد يعني ابن مسعود إلا ضربت عنقه ولأحكّنّها من المصحف ولو بضلع خنزير، وقد ذكر ذلك عند الأعمش فقال: وأنا سمعته يقول فقلت في نفسي: لأقرأنها على رغم أنفك» [الكامل 4/ 285].
وذكر ابن النديم (ت 380هـ) ترتيب نزول القرآن في مصحف عبد الله بن مسعود بقوله: قال الفضل بن شاذان، وجدت في مصحف عبد الله بن مسعود تأليف سور القرآن على هذا الترتيب: البقرة، النساء، آل عمران، المص، الأنعام، الأعراف، المائدة، يونس، براءة، النحل، هود، يوسف، بني إسرائيل، الأنبياء، المؤمنين، الشعراء، الصافات، الأحزاب، القصص، النور، الأنفال، مريم، العنكبوت، الروم، يس، الفرقان، الحج، الرعد، سبأ، الملائكة، إبراهيم، ص، الذين كفروا، القمر، الزمر، الحواميم، المسبّحات، حم المؤمن، حم الزخرف، السجدة، الاحقاف، الجاثية، الدخان، إنّا فتحنا، الحديد، سبح، الحشر، تنزيل، السجدة، ق، الطلاق، الحجرات، تبارك الذي بيده الملك، التغابن، المنافقون، الجمعة، الحواريّون، قل أوحي، إنا أرسلنا نوحا، المجادلة، الممتحنة، يا أيها النبي لم تحرّم، الرحمن، النجم، الذاريات، الطور، اقتربت الساعة، الحاقة، إذا وقعت، ن والقلم، النازعات، سئل سائل، المدثّر، المزمّل، المطففين، عبس، هل أتى على الإنسان، القيّمة، المرسلات، عم يتساءلون، إذا الشمس كورت، إذا السماء
انفطرت، هل اتاك حديث الغاشية، سبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى، الفجر، البروج، انشقت، اقرأ باسم ربك، لا أقسم بهذا البلد، والضحى، ألم نشرح لك، والسماء والطارق، والعاديات، أرأيت، القارعة، لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب، الشمس وضحاها، والتين، ويل لكل همزة، الفيل، لإيلاف قريش، التكاثر، إنا أنزلناه، والعصر لقد خلقنا الإنسان لخسر وانه فيه إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وتواصوا بالتقوى وتواصوا بالصبر، إذا جاء نصر الله، إنّا أعطيناك، قل للذين كفروا لا أعبد ما تعبدون، تبّت يدا أبي لهب وقد تبّ ما غنى عنه ماله وما كسب وامرأته حمالة الحطب. الله الواحد الصمد، فذلك مائة سورة وعشر سور.(1/77)
وذكر ابن النديم (ت 380هـ) ترتيب نزول القرآن في مصحف عبد الله بن مسعود بقوله: قال الفضل بن شاذان، وجدت في مصحف عبد الله بن مسعود تأليف سور القرآن على هذا الترتيب: البقرة، النساء، آل عمران، المص، الأنعام، الأعراف، المائدة، يونس، براءة، النحل، هود، يوسف، بني إسرائيل، الأنبياء، المؤمنين، الشعراء، الصافات، الأحزاب، القصص، النور، الأنفال، مريم، العنكبوت، الروم، يس، الفرقان، الحج، الرعد، سبأ، الملائكة، إبراهيم، ص، الذين كفروا، القمر، الزمر، الحواميم، المسبّحات، حم المؤمن، حم الزخرف، السجدة، الاحقاف، الجاثية، الدخان، إنّا فتحنا، الحديد، سبح، الحشر، تنزيل، السجدة، ق، الطلاق، الحجرات، تبارك الذي بيده الملك، التغابن، المنافقون، الجمعة، الحواريّون، قل أوحي، إنا أرسلنا نوحا، المجادلة، الممتحنة، يا أيها النبي لم تحرّم، الرحمن، النجم، الذاريات، الطور، اقتربت الساعة، الحاقة، إذا وقعت، ن والقلم، النازعات، سئل سائل، المدثّر، المزمّل، المطففين، عبس، هل أتى على الإنسان، القيّمة، المرسلات، عم يتساءلون، إذا الشمس كورت، إذا السماء
انفطرت، هل اتاك حديث الغاشية، سبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى، الفجر، البروج، انشقت، اقرأ باسم ربك، لا أقسم بهذا البلد، والضحى، ألم نشرح لك، والسماء والطارق، والعاديات، أرأيت، القارعة، لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب، الشمس وضحاها، والتين، ويل لكل همزة، الفيل، لإيلاف قريش، التكاثر، إنا أنزلناه، والعصر لقد خلقنا الإنسان لخسر وانه فيه إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وتواصوا بالتقوى وتواصوا بالصبر، إذا جاء نصر الله، إنّا أعطيناك، قل للذين كفروا لا أعبد ما تعبدون، تبّت يدا أبي لهب وقد تبّ ما غنى عنه ماله وما كسب وامرأته حمالة الحطب. الله الواحد الصمد، فذلك مائة سورة وعشر سور.
وفي رواية أخرى، الطور قبل الذاريات، قال أبو شاذان قال ابن سيرين: وكان عبد الله بن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه ولا فاتحة الكتاب، وروى الفضل بإسناده عن الأعمش قال في قوله في قراءة عبد الله، حم عسق.
قال محمد بن إسحاق [ابن النديم]: رأيت عدة مصاحف ذكر نساخها أنها مصحف ابن مسعود، ليس فيها مصحفين متفقين وأكثرها في رق كثير النسخ، وقد رأيت مصحفا قد كتب منذ مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب. والفضل بن شاذان أحد الأئمة في القرآن والروايات فلذلك ذكرنا ما قاله دون ما شاهدناه [الفهرس 29].
أقول: «هذا نص صريح في ترتيب مصحف ابن مسعود على رواية ابن شاذان الذي كان موجودا في القرن الرابع الهجري وأن ابن شاذان أو ابن النديم شاهد نسخة كتبت منذ مائتي سنة وهذا يعني على أقل الفروض كونها نسخة من القرن الثاني إن كان القائل هو ابن النديم أو من القرن الأول إن كان القائل هو ابن شاذان كما هو الظاهر.
3 - علي بن أبي طالب عليه السّلام:
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو الحسن. قال أبو إسحاق: «أول من آمن بالله ورسوله محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم من الرجال علي بن أبي طالب» [ابن هشام 1/ 262].
وعن ابن عمر: «اسلم علي بن أبي طالب وهو ابن ثلاث عشرة سنة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة».
وقال علي: «صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يصلي معه غيري إلا خديجة» وأجمعوا على أنه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد وأنه أبلى ببدر وأحد
وبالخندق وخيبر بلاء عظيما وكان لواء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في يده في مواطن كثيرة ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله منذ قدم المدينة إلا تبوك. [أسد الغابة 1/ 12591].(1/78)
وقال علي: «صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يصلي معه غيري إلا خديجة» وأجمعوا على أنه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد وأنه أبلى ببدر وأحد
وبالخندق وخيبر بلاء عظيما وكان لواء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في يده في مواطن كثيرة ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله منذ قدم المدينة إلا تبوك. [أسد الغابة 1/ 12591].
وقال الذهبي [ت 748هـ) عن عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي قال ما رأيت أحدا كان أقرأ من علي. وقال ابن سيرين: «يزعمون أن عليا كتب القرآن على تنزيله فلو أصيب ذلك الكتاب لكان فيه علم» [معرفة القراء 1/ 228].
روى ابن النديم (ت 380هـ): «عن عبد خير عن علي عليه السّلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأقسم أنه لا يضع على ظهره ردائه حتى يجمع القرآن، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه، وكان المصحف عند أهل جعفر. ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني رحمه الله مصحفا قد سقط منه أوراق بخط علي بن أبي طالب يتوارثه بنو حسن على مر الزمان وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف» [الفهرس 30].
أقول: «تتفق جميع نسخ الفهرست المطبوعة على هذا السقط ولم يذكر الترتيب كما وعد ولكن من حسن الحظ أن اليعقوبي (ت 284هـ) في تاريخه ذكر بتفصيل ترتيب هذا المصحف وقال: «روى بعضهم أن عليّ بن أبي طالب كان جمعه لمّا قبض رسول الله وأتى به يحمله على جمل، فقال: هذا القرآن قد جمعته، وكان قد جزأه سبعة أجزاء:
الجزء الأول:
البقرة، وسورة يوسف، والعنكبوت، والروم، ولقمان، وحم السجدة، والذاريات، وهل أتى على الإنسان، والم تنزيل السجدة، والنازعات، وإذا الشمس كوّرت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقّت، وسبّح اسم ربك الأعلى، ولم يكن، فذلك جزء البقرة ثمانمائة وست وثمانون آية، وهو خمس عشرة سورة.
الجزء الثاني:
آل عمران، وهود، والحج، والحجر، والأحزاب، والدخان، والرحمن، والحاقة، وسأل سائل، وعبس، والشمس وضحاها، وإنا أنزلناه، وإذا زلزلت، وويل لكلّ همزة، وأ لم تر، ولإيلاف قريش، فذلك جزء آل عمران ثمانمائة وست وثمانون آية، وهو ست عشرة سورة.
الجزء الثالث:
النساء، والنحل، والمؤمنون، ويس، وحمعسق، والواقعة، وتبارك الملك، ويا أيها المدثّر، وأ رأيت، وتبّت، وقل هو الله أحد، العصر، والقارعة، والسماء ذات البروج، والتين والزيتون، وطس النمل، فذلك جزء النساء ثمانمائة وست وثمانون آية، وهو ست عشرة سورة.(1/79)
النساء، والنحل، والمؤمنون، ويس، وحمعسق، والواقعة، وتبارك الملك، ويا أيها المدثّر، وأ رأيت، وتبّت، وقل هو الله أحد، العصر، والقارعة، والسماء ذات البروج، والتين والزيتون، وطس النمل، فذلك جزء النساء ثمانمائة وست وثمانون آية، وهو ست عشرة سورة.
الجزء الرابع:
المائدة، ويونس، ومريم، وطسم الشعراء، والزخرف، والحجرات، وق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة، والممتحنة، والسماء والطارق، ولا أقسم بهذا البلد، وأ لم نشرح لك، والعاديات، وإنا أعطيناك الكوثر، وقل يا أيها الكافرون، فذلك جزء المائدة ثمانمائة وست وثمانون آية، وهو خمس عشرة سورة.
الجزء الخامس:
الأنعام، وسبحان، واقترب، والفرقان، وموسى، وفرعون، وحم المؤمن، والمجادلة، الحشر، والجمعة، والمنافقون، ون والقلم، وإنا أرسلنا نوحا، وقل أوحي إلي، والمرسلات، والضحى، وألهاكم، فذلك جزء الأنعام ثمانمائة وست وثمانون آية، وهو ست عشرة سورة.
الجزء السادس:
الأعراف، وإبراهيم، والكهف، والنور، وص، والزمر، والشريعة، والذين كفروا، والحديد، والمزمّل، ولا أقسم بيوم القيامة، وعمّ يتساءلون، والغاشية، والفجر، والليل إذا يغشى، وإذا جاء نصر الله، فذلك جزء الأعراف ثمانمائة وست وثمانون آية، وهو ست عشرة سورة.
الجزء السابع:
الأنفال، وبراءة، وطه، والملائكة، والصافات، والأحقاف، والفتح، والطور، والنجم، والصف، والتغابن، والطلاق، والمطففين، والمعوذتين، فذلك جزء الأنفال ثمانمائة وست وثمانون آية وهو خمس عشرة سورة [تاريخ العصور 2/ 136].
وروى الكليني عن الإمام الصادق أنه أخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السّلام وقال:
أخرجه علي عليه السّلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: «هذا كتاب الله عزّ وجلّ كما أنزله الله علي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد جمعته من اللوحين. فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه» [الكافي 2/ 633].
المصاحف المنسوبة إلى الإمام علي عليه السّلام
والمصاحف المنسوبة إلى الإمام علي عليه السّلام والموجودة في مختلف المكتبات تستدعي دراسة موضوعية لمعرفة حقيقتها وما وقفت على صورة منه لا يختلف عن المصحف الإمام بشيء وإليك جردا بما وقفت عليه من المصاحف المنسوبة إليه عليه السّلام:
1 - نسخة النجف الأشرف في الروضة الحيدرية:
وصفها كوركيس عواد بقوله: «نسخة مكتوبة بالخط الكوفي الأول العريض، على الجلود المصقولة، لونها عسلي فاتح، ووضعها كالسفينة، سقط من أولها وآخرها أوراق والباقي منها 127ورقة، مقياسها 529، 19سم تنسب كتابتها إلى الإمام علي (ت 40هـ
661 - م). وصفها كاظم الدجيلي في مجلة «لغة العرب 3، بغداد 1914، ص 598 599». وانظر: «السيد أحمد الحسيني، فهرست مخطوطات خزانة الروضة الحيدرية في النجف الأشرف، مط النعمان، النجف 1971ص 15» وراجع بشأنها:(1/80)
وصفها كوركيس عواد بقوله: «نسخة مكتوبة بالخط الكوفي الأول العريض، على الجلود المصقولة، لونها عسلي فاتح، ووضعها كالسفينة، سقط من أولها وآخرها أوراق والباقي منها 127ورقة، مقياسها 529، 19سم تنسب كتابتها إلى الإمام علي (ت 40هـ
661 - م). وصفها كاظم الدجيلي في مجلة «لغة العرب 3، بغداد 1914، ص 598 599». وانظر: «السيد أحمد الحسيني، فهرست مخطوطات خزانة الروضة الحيدرية في النجف الأشرف، مط النعمان، النجف 1971ص 15» وراجع بشأنها:
تاريخ القرآن: لأبي عبد الله الزنجاني. القاهرة 1935م، ص 46.
خزائن الكتب القديمة في العراق: لكوركيس عواد، ص 133.
صفحة من القرآن الكريم المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام تحتوي على الآيات 31 من سورة البروج المحفوظة في خزانة الروضة الحيدرية في النجف الأشرف العراق
ماضي النجف وحاضرها: لجعفر آل محبوبة. 1، ط 2، النجف 1958م ص 148.(1/81)
صفحة من القرآن الكريم المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام تحتوي على الآيات 31 من سورة البروج المحفوظة في خزانة الروضة الحيدرية في النجف الأشرف العراق
ماضي النجف وحاضرها: لجعفر آل محبوبة. 1، ط 2، النجف 1958م ص 148.
المنجد، ص 64.
قال أبو عبد الله الزنجاني: «ورأيت في شهر ذي الحجة سنة 1353هـ في دار الكتب العلوية في النجف مصحفا بالخط الكوفي كتب على آخره: «كتبه علي بن أبي طالب في سنة أربعين من الهجرة (و) لتشابه «أبي» و «أبو» في رسم الخط الكوفي قد يظن من الأخيرة له أنه كتب «علي بن أبو طالب» «بالواو» [تاريخ القرآن ص 75].
2 - نسخة مشهد رأس الحسين بالقاهرة:
قال عواد: «نسخة تعرف ب «مصحف علي»، مكتوبة على الرق بالخط الكوفي، في الصفحة 14سطرا (المنجد ص 71) [عواد ص 404].
صفحة من القرآن الكريم المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام تحتوي على الآيات 2922 من سورة التكوير المحفوظة في مسجد رأس الحسين عليه السّلام غرفة مخلفات الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم القاهرة
وصفت الدكتورة سعاد ماهر نسخة المسجد الحسيني بالقاهرة بقولها: «بالنسبة إلى المصحف المعروف (بمصحف علي) نلاحظ أنه لم يذكر في المراجع التاريخية إلا على قلة. وفي إشارات عابرة. هذا على أننا لم نعثر على نص تاريخي يشير إلى وجوده بمصر في أوائل العصر الإسلامي.(1/82)
صفحة من القرآن الكريم المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام تحتوي على الآيات 2922 من سورة التكوير المحفوظة في مسجد رأس الحسين عليه السّلام غرفة مخلفات الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم القاهرة
وصفت الدكتورة سعاد ماهر نسخة المسجد الحسيني بالقاهرة بقولها: «بالنسبة إلى المصحف المعروف (بمصحف علي) نلاحظ أنه لم يذكر في المراجع التاريخية إلا على قلة. وفي إشارات عابرة. هذا على أننا لم نعثر على نص تاريخي يشير إلى وجوده بمصر في أوائل العصر الإسلامي.
والمصحف المنسوب إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والمحفوظ بمسجد الحسين رضوان الله عليه يتكون من (504) صفحات من الرق ومكتوب بمداد يميل إلى السواد. أما خط المصحف فهو كوفي بسيط نقطت حروفه بنقط حمراء للشكل وأخرى سوداء للإعجام. وسأتناول ملاحظاتي عليه بالتفصيل فيما يلي:
أولا: خط المصحف كوفي بسيط ذو زوايا قائمة وخال من الزخارف الكتابية ويشبه إلى حد كبير كتابات العراق على الرق في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الهجري
ثانيا: استخدام الرق في هذا المصحف الذي يبلغ عدد صفحاته (504) يرجح عدم ظهور الكاغد أو غيره من أنواع القراطيس التي انتشرت في العصر العباسي. ولذا فمن المرجح أن يكون هذا المصحف من العصر الأموي.
ثالثا: وجود النقط الحمراء للتشكيل والنقط السوداء للإعجام في المصحف يقطع بأنه لم يكتب قبل عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وهو العصر الذي تولّى فيه الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية العراق، وطلب من نصر بن عاصم إعجام الحروف بمعنى نقطها. كما أنه من المؤكد لم يكتب بعد سنة 160هـ، حين اختفت النقط الحمراء [مخلفات الرسول ص 126].
3 - نسخة مكتبة رضا رامبور الهند:
قال عواد: «نسخة في غاية النفاسة، تنسب كتابتها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ت 40هـ 661م). قوامها 343ورقة، مكتوبة على الرق بالخط الكوفي. راجع في شأنها، ما ذكره امتياز علي عرشي في فهرسه:
،،. (1، 23،.، 1963،،. 1).
[عواد ص 39].
4 - نسخة طوب قبوسراي استانبول:
قال عواد: «نسخة مكتوبة على الرق، في مكتبة أمانة خزينة، ملحقة بطوب
قبوسراي. قوامها 414ورقة، كتب عليها إنها من أولها إلى سورة القارعة بخط الإمام علي، وما بعد ذلك مضاف سنة 307هـ، بخط كوفي مشابه لخط الأصل، 9.،. 1،)(1/83)
قال عواد: «نسخة مكتوبة على الرق، في مكتبة أمانة خزينة، ملحقة بطوب
قبوسراي. قوامها 414ورقة، كتب عليها إنها من أولها إلى سورة القارعة بخط الإمام علي، وما بعد ذلك مضاف سنة 307هـ، بخط كوفي مشابه لخط الأصل، 9.،. 1،)
(2 .. 25، وعنها نسخة مصورة في معهد المخطوطات [فهرس المخطوطات المصورة 1: 2، تسلسل 18/ الكتب السماوية]. [عواد ص 34].
وقال أيضا: «نسخة مكتوبة بالخط الكوفي على الرق المبشور، في متحف طوب قبوسراي، الرقم 29 .. 36، قوامها 147ورقة. في آخرها: «كتبه علي بن أبي طالب».
راجع بشأن هذه النسخة: (36 .. 25،، 14.،. 1،) المنجد ص 64.
قطعة من مصحف بخط كوفي قديم، كتب في آخره أنه بخط علي بن أبي طالب في مكتبة أمانة خزينة، ملحقة بمكتبة طوب قبوسراي، الرقم 33، قوامها 48ورقة.
وعنها نسخة مصورة في معهد المخطوطات [فهرس المخطوطات المصورة 1: 2، تسلسل 14/ الكتب السماوية]. [عواد ص 33].
5 - مصحف بخط كوفي
جاء في الدليل السياحي لمحافظة كربلاء ما نصه: «ينسب خطه إلى الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام محفوظ وسط صندوق فضي موضوع داخل الضريح المطهر» ونشرت صورة منه في صفحة 16.
وجاء في الموسوعة القرآنية: [631]. ولقد كان في دار الكتب العلوية في النجف مصحف بالخط الكوفي مكتوب في آخره: «كتبه علي بن أبي طالب في سنة أربعين من الهجرة» وهي السنة التي توفي فيها علي عليه السّلام.
6 - مصحف بخط الإمام علي عليه السّلام:
انديا اوفس لندن، عليها خواتم سلاطين المغول.
7 - مصحف بخط الإمام علي عليه السّلام:
وقد اكمل بخط كوفي مشابه لخط الأصل سنة 307هـ بخط كوفي في م / أمانة رقم 2 [مصور 0/ 2].
8 - مصحف بخط علي عليه السّلام:
بخط كوفي م / عثمانية رقم 25.
صفحة من القرآن الكريم المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام تحتوي على الآيات 2614 من سورة الشورى المحفوظة في مكتبة الوقف في الجامع الكبير صنعاء اليمن(1/84)
بخط كوفي م / عثمانية رقم 25.
صفحة من القرآن الكريم المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام تحتوي على الآيات 2614 من سورة الشورى المحفوظة في مكتبة الوقف في الجامع الكبير صنعاء اليمن
9 - مصحف بخط الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام
بخط كوفي قديم، م / أمانة رقم 29عدد الأوراق 147 [مصور 1/ 2].
10 - مصحف بخط علي عليه السّلام:
من سورة الحجرات إلى آخر القرآن في م / الحميدية رقم / 2.
11 - نسخة مكتبة الإمام يحيى في صنعاء اليمن:
جاء وصفها في فهرس الخزانة كالآتي: «المصحف الشريف وهو أحد المصاحف التي أرسلت إلى الأقطار في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه هذا المصحف بالقلم الكوفي بخط الصحابة (رض) في رق حجمه 3434س وقد ذهب منه جملة أوراق والباقي منه أكثره، عدد صحائفه 540والذي ذهب منه كان ذهابه في المدة القريبة منذ خمسين عاما بعد أن تنافس الناس في اقتناء الآثار الثمينة.
وقد اخبر جماعة من علماء العصر ممن كان شاهد هذا المصحف وقرأه أنه كان كاملا وأنهم شاهدوا في ختامه ما لفظه (وكتبه علي بن أبو [كذا] طالب) وممن أخبر بهذا القاضي العلّامة محمد بن عبد الله الجنداري أنه شاهد هذا في سنة 1312هـ وأخبر السيد العلّامة علي بن حسين الشامي عن شيخه صفي الإسلام أحمد بن عبد الله الجنداري بمثل ما تقدم، وروى القاضي العلّامة الصفي أحمد بن أحمد الجرافي عن شيخه العلّامة علي بن حسين المغربي بنحو هذا.(1/85)
جاء وصفها في فهرس الخزانة كالآتي: «المصحف الشريف وهو أحد المصاحف التي أرسلت إلى الأقطار في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه هذا المصحف بالقلم الكوفي بخط الصحابة (رض) في رق حجمه 3434س وقد ذهب منه جملة أوراق والباقي منه أكثره، عدد صحائفه 540والذي ذهب منه كان ذهابه في المدة القريبة منذ خمسين عاما بعد أن تنافس الناس في اقتناء الآثار الثمينة.
وقد اخبر جماعة من علماء العصر ممن كان شاهد هذا المصحف وقرأه أنه كان كاملا وأنهم شاهدوا في ختامه ما لفظه (وكتبه علي بن أبو [كذا] طالب) وممن أخبر بهذا القاضي العلّامة محمد بن عبد الله الجنداري أنه شاهد هذا في سنة 1312هـ وأخبر السيد العلّامة علي بن حسين الشامي عن شيخه صفي الإسلام أحمد بن عبد الله الجنداري بمثل ما تقدم، وروى القاضي العلّامة الصفي أحمد بن أحمد الجرافي عن شيخه العلّامة علي بن حسين المغربي بنحو هذا.
صفحة من القرآن الكريم المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام تحتوي على الآيات 7573 من سورة الزمر المحفوظة في كتابخانة سلطنتي طهران(1/86)
صفحة من القرآن الكريم المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام تحتوي على الآيات 7573 من سورة الزمر المحفوظة في كتابخانة سلطنتي طهران
جدول ترتيب القرآن في مصاحف الصحابة
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي:
الجزء الأول
1.: الفاتحة: الفاتحة: البقرة: البقرة: 2.: البقرة: البقرة: النساء: يوسف: 3.: العمران: النساء: العمران: العنكبوت: 4.: النساء: العمران: المص: الروم: 5.: المائدة: الأنعام: الأنعام: لقمان: 6.: الأنعام: الأعراف: المائدة: حم السجدة: 7.: الأعراف: المائدة: يونس: الذاريات: 8.: الأنفال: الأنفال: براءة: هل أتى: 9.: التوبة: التوبة: النحل: الم تنزيل: 10.: يونس: هود: هود: السجدة: 11.: هود: مريم: يوسف: النازعات: 12.: يوسف: الشعراء: بني إسرائيل: إذا الشمس كورت: 13.: الرعد: الحج: الأنبياء: إذا السماء انفطرت: 14.: إبراهيم: يوسف: المؤمنون: إذا السماء انشقت: 15.: الحجر: الكهف: الشعراء: الأعلى: 16.: النحل: النحل: الصافات: لم يكن هذا آخر جزء البقرة:(1/87)
1.: الفاتحة: الفاتحة: البقرة: البقرة: 2.: البقرة: البقرة: النساء: يوسف: 3.: العمران: النساء: العمران: العنكبوت: 4.: النساء: العمران: المص: الروم: 5.: المائدة: الأنعام: الأنعام: لقمان: 6.: الأنعام: الأعراف: المائدة: حم السجدة: 7.: الأعراف: المائدة: يونس: الذاريات: 8.: الأنفال: الأنفال: براءة: هل أتى: 9.: التوبة: التوبة: النحل: الم تنزيل: 10.: يونس: هود: هود: السجدة: 11.: هود: مريم: يوسف: النازعات: 12.: يوسف: الشعراء: بني إسرائيل: إذا الشمس كورت: 13.: الرعد: الحج: الأنبياء: إذا السماء انفطرت: 14.: إبراهيم: يوسف: المؤمنون: إذا السماء انشقت: 15.: الحجر: الكهف: الشعراء: الأعلى: 16.: النحل: النحل: الصافات: لم يكن هذا آخر جزء البقرة:
الجزء الثاني
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 17.: الإسراء: الأحزاب: الأحزاب: آل عمران: 18.: الكهف: بني إسرائيل: القصص: هود: 19: مريم: الزمر: النور: الحج: 20: طه: حم تنزيل: الأنفال: الحجر: 21: الأنبياء: طه: مريم: الأحزاب: 22: الحج: الأنبياء: العنكبوت: الدخان: 23: المؤمنون: النور: الروم: الرحمن: 24: النور: المؤمنون: يس: الحاقة: 25: الفرقان: حم المؤمن: الفرقان: سأل سائل: 26: الشعراء: الرعد: الحج: عبس: 27: النمل: طسم: الرعد: والشمس وضحاها: 28: القصص: القصص: سبأ: إنا أنزلناه: 29: العنكبوت: طس: الملائكة: إذا زلزلت: 30: الروم: سليمان: إبراهيم: ويل لكل همزة: 31: لقمان: الصافات: ص: ألم تر كيف: 32: السجدة: داود: الذين كفروا: لإيلاف قريش:
الجزء الثالث
: 33.: الأحزاب: ص: القمر: النساء: 34.: سبأ: يس: الزمر: النمل: 35.: فاطر: أصحاب الحجر: الحواميم المسبحات: المؤمنون
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 36.: يس: حم عسق: حم المؤمن: يس: 37.: الصافات: الروم: حم الزخرف: حم عسق: 38.: ص: الزخرف: السجدة: الواقعة: 39.: الزمر: حم السجدة: الأحقاف: تبارك الملك: 40: غافر: إبراهيم: الجاثية: يا أيها المدثر: 41: فصلت: الملائكة: الدخان: أرأيت: 42: الشورى: الفتح: إنا فتحنا: تبت: 43: الزخرف: محمد: الحديد: قل هو الله أحد: 44: الدخان: الحديد: سبح: والعصر: 45: الجاثية: الظهار: الحشر: القارعة: 46: الأحقاف: تبارك: تنزيل: والسماء ذات البروج: 47: محمد: الفرقان: السجدة: والنبي: 48: الفتح: الم تنزيل: ق: طس: 49: الحجرات: نوح: الطلاق: النمل:(1/88)
: 33.: الأحزاب: ص: القمر: النساء: 34.: سبأ: يس: الزمر: النمل: 35.: فاطر: أصحاب الحجر: الحواميم المسبحات: المؤمنون
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 36.: يس: حم عسق: حم المؤمن: يس: 37.: الصافات: الروم: حم الزخرف: حم عسق: 38.: ص: الزخرف: السجدة: الواقعة: 39.: الزمر: حم السجدة: الأحقاف: تبارك الملك: 40: غافر: إبراهيم: الجاثية: يا أيها المدثر: 41: فصلت: الملائكة: الدخان: أرأيت: 42: الشورى: الفتح: إنا فتحنا: تبت: 43: الزخرف: محمد: الحديد: قل هو الله أحد: 44: الدخان: الحديد: سبح: والعصر: 45: الجاثية: الظهار: الحشر: القارعة: 46: الأحقاف: تبارك: تنزيل: والسماء ذات البروج: 47: محمد: الفرقان: السجدة: والنبي: 48: الفتح: الم تنزيل: ق: طس: 49: الحجرات: نوح: الطلاق: النمل:
الجزء الرابع
50.: ق: الأحقاف: الحجرات: المائدة: 51.: الذاريات: ق: تبارك الذي: يونس: 52.: الطور: الرحمن: التغابن: مريم: 53.: النجم: الواقعة: المنافقون: طسم: 54.: القمر: الجن: الجمعة: الشعراء: 55: الرحمن: النجم: الحواريون: الزخرف:
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 56.: الواقعة: ن: قل أوحي: الحجرات: 57.: الحديد: الحاقة: إنا أرسلنا نوحا: ق والقرآن المجيد: 58.: المجادلة: الحشر: المجادلة: اقتربت الساعة: 59.: الحشر: الممتحنة: الممتحنة: الممتحنة: 60.: الممتحنة: المرسلات: يا أيها النبي لم: والسماء والطارق: 61.: الصف: عم يتساءلون: الرحمن: لا أقسم بهذا البلد: 62: الجمعة: الإنسان: النجم: ألم نشرح لك: 63: المنافقون: لا أقسم: الذاريات: والعاديات: 64: التغابن: كورت: الطور: إنا أعطيناك الكوثر: 65: الطلاق: النازعات: اقتربت الساعة: قل يا أيها الكافرون:(1/89)
50.: ق: الأحقاف: الحجرات: المائدة: 51.: الذاريات: ق: تبارك الذي: يونس: 52.: الطور: الرحمن: التغابن: مريم: 53.: النجم: الواقعة: المنافقون: طسم: 54.: القمر: الجن: الجمعة: الشعراء: 55: الرحمن: النجم: الحواريون: الزخرف:
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 56.: الواقعة: ن: قل أوحي: الحجرات: 57.: الحديد: الحاقة: إنا أرسلنا نوحا: ق والقرآن المجيد: 58.: المجادلة: الحشر: المجادلة: اقتربت الساعة: 59.: الحشر: الممتحنة: الممتحنة: الممتحنة: 60.: الممتحنة: المرسلات: يا أيها النبي لم: والسماء والطارق: 61.: الصف: عم يتساءلون: الرحمن: لا أقسم بهذا البلد: 62: الجمعة: الإنسان: النجم: ألم نشرح لك: 63: المنافقون: لا أقسم: الذاريات: والعاديات: 64: التغابن: كورت: الطور: إنا أعطيناك الكوثر: 65: الطلاق: النازعات: اقتربت الساعة: قل يا أيها الكافرون:
الجزء الخامس
66.: التحريم: عبس: الحاقة: الأنعام: 67.: الملك: المطففين: إذا وقعت: سبحان: 68.: القلم: إذا السماء انشقت: ن والقلم: اقتربت: 69.: الحاقة: التين: النازعات: الفرقان: 70.: المعارج: اقرأ: سأل سائل: موسى: 71.: نوح: الحجرات: المدثر: فرعون: 72.: الجن: المنافقون: المزمل: حم: 73.: المزمل: الجمعة: المطففين: المؤمن: 74.: المدثر: النبي: عبس: المجادلة: 75.: القيامة: الفجر: الدهر: الحشر:
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 76.: الإنسان: الملك: القيامة: الجمعة: 77.: المرسلات: والليل: المرسلات: المنافقون: 78.: النبأ: إذ السماء انفطرت: عم يتساءلون: ن والقلم: 79.: النازعات: والشمس وضحاها: التكوير: إنا أرسلنا نوحا: 80.: عبس: والسماء ذات البروج: الانفطار: قل أوحى إلي: 81.: التكوير: الطارق: الغاشية: المرسلات: 82.: الانفطار: سبح باسم ربك الأعلى: سبح اسم ربك الأعلى: والضحى: 83.: المطففين: الغاشية: والليل إذا يغشى: الهاكم:(1/90)
66.: التحريم: عبس: الحاقة: الأنعام: 67.: الملك: المطففين: إذا وقعت: سبحان: 68.: القلم: إذا السماء انشقت: ن والقلم: اقتربت: 69.: الحاقة: التين: النازعات: الفرقان: 70.: المعارج: اقرأ: سأل سائل: موسى: 71.: نوح: الحجرات: المدثر: فرعون: 72.: الجن: المنافقون: المزمل: حم: 73.: المزمل: الجمعة: المطففين: المؤمن: 74.: المدثر: النبي: عبس: المجادلة: 75.: القيامة: الفجر: الدهر: الحشر:
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 76.: الإنسان: الملك: القيامة: الجمعة: 77.: المرسلات: والليل: المرسلات: المنافقون: 78.: النبأ: إذ السماء انفطرت: عم يتساءلون: ن والقلم: 79.: النازعات: والشمس وضحاها: التكوير: إنا أرسلنا نوحا: 80.: عبس: والسماء ذات البروج: الانفطار: قل أوحى إلي: 81.: التكوير: الطارق: الغاشية: المرسلات: 82.: الانفطار: سبح باسم ربك الأعلى: سبح اسم ربك الأعلى: والضحى: 83.: المطففين: الغاشية: والليل إذا يغشى: الهاكم:
الجزء السادس
84.: الانشقاق: عبس: الفجر: الأعراف: 85.: البروج: الصف: البروج: إبراهيم: 86.: الطارق: الضحى: انشقت: الكهف: 87.: الأعلى: ألم نشرح: اقرأ: النور: 88.: الغاشية: القارعة: لا أقسم بهذا البلد: ص: 89.: الفجر: التكاثر: والضحى: الزمر: 90.: البلد: الخلع: ألم نشرح: الشريعة: 91.: الشمس: الحفد: والسماء والطارق: الذين كفروا: 92.: الليل: اللهم إياك نعبد: والعاديات: الحديد: 93.: الضحى: إذا زلزلت: أرأيت: المزمل: 94.: الشرح: العاديات: القارعة: لا أقسم بيوم القيامة: 95.: التين: أصحاب الفيل: لم يكن الذين كفروا: عم يتساءلون:
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 96.: العلق: التين: الشمس وضحاها: الغاشية: 97.: القدر: الكوثر: التين: والفجر: 98.: البينة: القدر: ويل لكل همزة: والليل إذا يغشى: 99.: الزلزلة: الكافرون: الفيل: إذا جاء نصر الله:(1/91)
84.: الانشقاق: عبس: الفجر: الأعراف: 85.: البروج: الصف: البروج: إبراهيم: 86.: الطارق: الضحى: انشقت: الكهف: 87.: الأعلى: ألم نشرح: اقرأ: النور: 88.: الغاشية: القارعة: لا أقسم بهذا البلد: ص: 89.: الفجر: التكاثر: والضحى: الزمر: 90.: البلد: الخلع: ألم نشرح: الشريعة: 91.: الشمس: الحفد: والسماء والطارق: الذين كفروا: 92.: الليل: اللهم إياك نعبد: والعاديات: الحديد: 93.: الضحى: إذا زلزلت: أرأيت: المزمل: 94.: الشرح: العاديات: القارعة: لا أقسم بيوم القيامة: 95.: التين: أصحاب الفيل: لم يكن الذين كفروا: عم يتساءلون:
تسلسل: السورة: مصحف أبي: مصحف ابن مسعود: مصحف علي: 96.: العلق: التين: الشمس وضحاها: الغاشية: 97.: القدر: الكوثر: التين: والفجر: 98.: البينة: القدر: ويل لكل همزة: والليل إذا يغشى: 99.: الزلزلة: الكافرون: الفيل: إذا جاء نصر الله:
الجزء السابع
100.: العاديات: النصر: لإيلاف قريش: الأنفال: 101: القارعة: أبي لهب: التكاثر: براءة: 102: التكاثر: قريش: إنا أنزلناه: طه: 103: العصر: الصمد: والعصر: الملائكة: 104: الهمزة: الفلق: إذا جاء نصر الله: الصافات: 105: الفيل: الناس: الكوثر: الأحقاف: 106: قريش:: الكافرون: الفتح: 107: الماعون:: المسد: الطور: 108: الكوثر:: قل هو الله أحد: النجم: 109: الكافرون::: الصف: 110: النصر::: التغابن: 111: المسد::: الطلاق: 112: الإخلاص::: المطففين: 113: العلق::: المعوذتين: 114: الناس::: وهذا جزء الأنفال:(1/92)
100.: العاديات: النصر: لإيلاف قريش: الأنفال: 101: القارعة: أبي لهب: التكاثر: براءة: 102: التكاثر: قريش: إنا أنزلناه: طه: 103: العصر: الصمد: والعصر: الملائكة: 104: الهمزة: الفلق: إذا جاء نصر الله: الصافات: 105: الفيل: الناس: الكوثر: الأحقاف: 106: قريش:: الكافرون: الفتح: 107: الماعون:: المسد: الطور: 108: الكوثر:: قل هو الله أحد: النجم: 109: الكافرون::: الصف: 110: النصر::: التغابن: 111: المسد::: الطلاق: 112: الإخلاص::: المطففين: 113: العلق::: المعوذتين: 114: الناس::: وهذا جزء الأنفال:
اختلاف مصاحف الصحابة
ذكر الحافظ أبو بكر عبد الله بن أبي داود سلمان بن الأشعث السجستاني (ت 316) في كتابه المصاحف [ط مصر 1355هـ] بابا في اختلاف مصاحف الصحابة وتناول المصاحف المروية في عصره كالآتي:
1 - مصحف عمر بن الخطاب.
2 - مصحف علي بن أبي طالب.
3 - مصحف أبيّ بن كعب.
4 - مصحف عبد الله بن مسعود.
5 - مصحف عبد الله بن عباس 6مصحف عبد الله بن الزبير.
7 - مصحف عبد الله بن عمر.
8 - مصحف عائشة زوجة النبي.
9 - مصحف حفصة زوجة النبي.
قال (ره) ما لفظه: «إنما قلنا مصحف فلان لما خالف مصحفنا هذا من الخط أو الزيادة أو النقصان أخذته عن أبي رحمه الله هكذا فعل في كتاب التنزيل».
وإليك موارد الاختلاف بعد حذف المكرر من الروايات وترتيبها حسب ورودها مقارنا بالمصحف الإمام.(1/93)
وإليك موارد الاختلاف بعد حذف المكرر من الروايات وترتيبها حسب ورودها مقارنا بالمصحف الإمام.
جدول مقارنة اختلاف المصاحف حسب رواية السجستاني (ت 316هـ) لمصاحف عمر وأبيّ وابن مسعود وابن عباس
الاختلاف في حرف: في كلمة: في أكثر من كلمة: تقديم وتأخير 6: تبديل 14: تبديل 77: تبديل 16: 107: نقص 19: نقص 4: نقص 5: 28: زيادة 6: زيادة 6: زيادة 13: 25: 1666348739 ومن الجدول السابق نستخلص ما يلي:
مجموع الاختلاف 166 مجموع الآيات 6170على أقل الروايات النسبة المئوية للاختلاف 3بالمائة للبدل 2بالمائة للنقص 5. / بالمائة للزيادة 4. / بالمائة(1/94)
مجموع الاختلاف 166 مجموع الآيات 6170على أقل الروايات النسبة المئوية للاختلاف 3بالمائة للبدل 2بالمائة للنقص 5. / بالمائة للزيادة 4. / بالمائة
مقارنة اختلاف المصاحف (ما بين الهلالين من المصحف الإمام)
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة:
1 - الفاتحة
[بدل] عمر رضي الله عنه: من أنعمت (الذين أنعمت) 1/ 7:::
2 - البقرة
[بدل] أبيّ وابن عباس:
ألا يطوف (فلا جناح عليه أن يطوف) 2: 158: [زيادة] أبيّ: متتابعات (فصيام ثلاثة أيام) 2: 89: [تقديم وتأخير] ابن مسعود ما ننس من آية أو ننسخها (ما ننسخ من آية أو ننسها) 2/ 6/ 1: [زيادة] ابن مسعود بخير (تطوع خيرا) 2/ 84: [بدل] ابن مسعود: وثومها (وفومها) 2/ 61: [بدل] ابن مسعود: لا تحسبن البر (ليس البر) 2/ 177 [نقص] ابن مسعود وخير الزاد (فان خير الزاد) 2/ 197: [بدل] ابن مسعود: قبله (شطره) 2/ 144: [نقص] علي: ربه (مما انزل إليه من ربه) [نقص] ابن مسعود: عن قتال (قتال فيه) 1/ 217: [بدل] ابن عباس وابن مسعود: واقيموا (واتموا الحج) 191: [زيادة] ابن مسعود: في مواسم الحج فابتغوا حينئذ (في الحج) 2/ 198: [بدل] ابن مسعود: إلى البيت (لله) 2/ 196: [زيادة] ابن مسعود: وعلى الصلاة الوسطى (والصلاة الوسطى) 2/ 238: [بدل] ابن مسعود: فلا رفوث (فلا رفث) 2/ 197: [نقص] ابن مسعود: أن يأتيهم الله والملائكة (أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) 2/ 210
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة [نقص] ابن مسعود: يكفر (ويكفر) 2/ 271: [بدل] ابن عباس وابن مسعود: ما اكتسبوا: مما كسبوا) 2/ 202: [زيادة] ابن عباس: في مواسم الحج (يبتغوا فضلا من ربكم) 2/ 198 [نقص] ابن مسعود يغفر (فيغفر) 2/ 284: [بدل] ابن مسعود: أن يخاف (أن يخافوا) 2/ 229: [زيادة] ابن عباس: وصلاة العصر (والصلاة الوسطى) 2/ 238(1/95)
ألا يطوف (فلا جناح عليه أن يطوف) 2: 158: [زيادة] أبيّ: متتابعات (فصيام ثلاثة أيام) 2: 89: [تقديم وتأخير] ابن مسعود ما ننس من آية أو ننسخها (ما ننسخ من آية أو ننسها) 2/ 6/ 1: [زيادة] ابن مسعود بخير (تطوع خيرا) 2/ 84: [بدل] ابن مسعود: وثومها (وفومها) 2/ 61: [بدل] ابن مسعود: لا تحسبن البر (ليس البر) 2/ 177 [نقص] ابن مسعود وخير الزاد (فان خير الزاد) 2/ 197: [بدل] ابن مسعود: قبله (شطره) 2/ 144: [نقص] علي: ربه (مما انزل إليه من ربه) [نقص] ابن مسعود: عن قتال (قتال فيه) 1/ 217: [بدل] ابن عباس وابن مسعود: واقيموا (واتموا الحج) 191: [زيادة] ابن مسعود: في مواسم الحج فابتغوا حينئذ (في الحج) 2/ 198: [بدل] ابن مسعود: إلى البيت (لله) 2/ 196: [زيادة] ابن مسعود: وعلى الصلاة الوسطى (والصلاة الوسطى) 2/ 238: [بدل] ابن مسعود: فلا رفوث (فلا رفث) 2/ 197: [نقص] ابن مسعود: أن يأتيهم الله والملائكة (أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) 2/ 210
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة [نقص] ابن مسعود: يكفر (ويكفر) 2/ 271: [بدل] ابن عباس وابن مسعود: ما اكتسبوا: مما كسبوا) 2/ 202: [زيادة] ابن عباس: في مواسم الحج (يبتغوا فضلا من ربكم) 2/ 198 [نقص] ابن مسعود يغفر (فيغفر) 2/ 284: [بدل] ابن مسعود: أن يخاف (أن يخافوا) 2/ 229: [زيادة] ابن عباس: وصلاة العصر (والصلاة الوسطى) 2/ 238
: [بدل] ابن مسعود: أن يكمل الرضاع (أن يتم الرضاعة) 2/ 233:: [بدل] ابن مسعود: أن تجامعوهن (أن تمسّوهن) 2/ 237:: [بدل] ابن مسعود: قيل اعلم (قال اعلم) 2/ 259: [نقص وتغيير] ابن مسعود: فتذكرها (فتذكر إحداهما) 2/ 282: [بدل] ابن عباس بالذي أو بما (بمثل ما) 2/ 137: [بدل] ابن عباس: السراح (ان عزموا الطلاق) 2/ 227: [بدل] أبيّ: يقيمون (للذين يؤلون) 2/ 226:
3 - آل عمران
[زيادة] ابن مسعود:
ليبشرك (يبشرك) 3/ 45: [بدل] ابن مسعود وعمر: القيام (القيوم) 3/ 1: [بدل] ابن عباس: وما يعلم تأويله ويقول الراسخون آمنا به (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به) 3/ 7 [نقص] ابن مسعود: والله (وان الله) 3/ 171: [بدل] ابن مسعود: وقاتلوا (ويقتتلون) 3/ 21: [بدل] ابن مسعود: وان حقيقة تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة: [بدل] ابن مسعود: ونعلمه (ويعلمه) 3/ 48: [بدل] ابن مسعود: وناداه الملائكة يا زكريا إن الله (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله) 93/ 39: [بدل] ابن مسعود: فاوفيهم (فيوفيهم أجورهم) 3/ 57: [تقديم وتأخير وبدل] ابن مسعود:(1/96)
ليبشرك (يبشرك) 3/ 45: [بدل] ابن مسعود وعمر: القيام (القيوم) 3/ 1: [بدل] ابن عباس: وما يعلم تأويله ويقول الراسخون آمنا به (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به) 3/ 7 [نقص] ابن مسعود: والله (وان الله) 3/ 171: [بدل] ابن مسعود: وقاتلوا (ويقتتلون) 3/ 21: [بدل] ابن مسعود: وان حقيقة تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة: [بدل] ابن مسعود: ونعلمه (ويعلمه) 3/ 48: [بدل] ابن مسعود: وناداه الملائكة يا زكريا إن الله (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله) 93/ 39: [بدل] ابن مسعود: فاوفيهم (فيوفيهم أجورهم) 3/ 57: [تقديم وتأخير وبدل] ابن مسعود:
واركعي واسجدي في الساجدين (واسجدي واركعي مع الراكعين) 3/ 43: [زيادة] ابن عباس: في بعض الأمر (وشاورهم في الأمر) 3/ 159: [تقديم وتأخير] ابن مسعود: بصير بما تعملون (بما تعملون بصير) 3/ 156: [بدل] ابن عباس: يخوفكم (يخوف أولياءه) 3/ 175:
4 - النساء
[نقص] ابن مسعود:
و (واحل لكم) 4/ 36: [بدل] ابن مسعود: ويقال لهم ذوقوا (وتقول ذوقوا) 3/ 181: [بدل] ابن مسعود: أولئك سنؤتيهم أجورهم وقد أنزل عليكم في الكتاب (أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما) 4/ 152 [نقص وبدل] ابن مسعود:
نؤته (فسوف نؤتيه) 4/ 74: [بدل] ابن مسعود: ومن يأكل (ان الذين يأكلون) وسوف يصلى (وسيصلون) 4/ 35: [زيادة] أبي وابن عباس: إلى أجل مسمى (مما استمتعتم به منهن) 4/ 160 [بدل] ابن مسعود: فيؤتيه (فسوف نؤتيه) 4: 114: [بدل] ابن مسعود: نملة (ذرة) 4/ 40: [زيادة] ابن عباس: كانت أحلت لهم (أحلت لهم) 4/ 160 [بدل] ابن مسعود:
وسيؤتي الله (وسوف): [بدل] ابن مسعود: مبيت منهم (طائفة منهم) 4/ 81:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/97)
وسيؤتي الله (وسوف): [بدل] ابن مسعود: مبيت منهم (طائفة منهم) 4/ 81:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
5 - المائدة
[زيادة] ابن مسعود:
والذين (الذين) 5/ 55: [بدل] ابن مسعود: بسلطان (مبسوطتان) 5/ 64: [نقص] ابن مسعود:
فعبادك (فإنهم عبادك) 5/ 118: [بدل] ابن مسعود: سأنزلها (اني منزلها) 5/ 15:
6 - الأنعام
[نقص] ابن مسعود: درس (درست) 6/ 105: [بدل] ابن مسعود: يقضي الحق (يقضي بالحق) 6/ 57: [بدل] ابن مسعود: ما كان (ثم لم تكن) 6/ 23: [بدل] ابن مسعود: يتوفاه (توفته) 6/ 61: [بدل] ابن مسعود: استهواه الشيطان (استهوته الشياطين) 6/ 71: [بدل] ابن مسعود: يتصعد (يصعد) 6/ 125: [بدل] ابن مسعود: يقطع ما بينكم (تقطع بينكم) 6/ 94: [بدل] ابن مسعود: سراطي (صراطي) 6/ 153:
7 - الأعراف
[بدل] ابن عباس: بها (حفي عنها) 7/ 187: [بدل] ابن مسعود: وقد تركوك أن يعبدوك وآلهتك (لتفسدوا في الأرض ويذكروا ألهتك) 7/ 127: [بدل] ابن مسعود: قالوا ربنا إلا تغفر لنا وترحمنا (قالوا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا) 7/ 23: [بدل] ابن مسعود: استمسكوا بالكتاب (يمسكون بالكتب) 7/ 170:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/98)
[بدل] ابن عباس: بها (حفي عنها) 7/ 187: [بدل] ابن مسعود: وقد تركوك أن يعبدوك وآلهتك (لتفسدوا في الأرض ويذكروا ألهتك) 7/ 127: [بدل] ابن مسعود: قالوا ربنا إلا تغفر لنا وترحمنا (قالوا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا) 7/ 23: [بدل] ابن مسعود: استمسكوا بالكتاب (يمسكون بالكتب) 7/ 170:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
8 - الأنفال
[نقص] ابن مسعود: والله (وإن الله) 8/ 19: [بدل] ابن مسعود: ولا يحسب (ولا تحسبن) 8/ 59:
9 - البرائة
: [بدل] ابن مسعود: أن تتقبل (أن تقبل) 9/ 54: [بدل] ابن مسعود: ولو قطعت (إلا أن تقطع) 9/ 62: [زيادة] ابن مسعود: أذن خير ورحمة لكم (أذن خير لكم) 9/ 61: [بدل] ابن مسعود: من بعد ما زاغت قلوب طائفة (من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم) 9/ 63: [بدل] ابن مسعود: أو لم تر أنهم (أو لا يرون أنهم يفتون) 9/ 64:
10 - يونس
: [بدل] ابن مسعود: بكم (وجرين بهم) 10/ 22:
11 - هود
[نقص] ابن مسعود:
كذلك (وكذلك) 11/ 102: [بدل] ابن مسعود: ولا ينقصوه شيئا (ولا تضرونه شيئا) 11/ 57: [زيادة] ابن مسعود: إلى قومه فقال يا قوم اني لكم نذير مبين (إلى قومه اني لكم نذير مبين) 11/ 25: [اعراب] ابن مسعود: وهذا بعلي شيخ بالرفع (وهذا بعلي شيخا) 11/ 72: [نقص] ابن مسعود: من ربي وعميت عليكم (من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم) 11/ 28:: [نقص] ابن مسعود: فاسر باهلك من الليل إلا امرأتك (من الليل ولا تلتفت منكم أحد إلا امرأتك) 11/ 81
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/99)
كذلك (وكذلك) 11/ 102: [بدل] ابن مسعود: ولا ينقصوه شيئا (ولا تضرونه شيئا) 11/ 57: [زيادة] ابن مسعود: إلى قومه فقال يا قوم اني لكم نذير مبين (إلى قومه اني لكم نذير مبين) 11/ 25: [اعراب] ابن مسعود: وهذا بعلي شيخ بالرفع (وهذا بعلي شيخا) 11/ 72: [نقص] ابن مسعود: من ربي وعميت عليكم (من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم) 11/ 28:: [نقص] ابن مسعود: فاسر باهلك من الليل إلا امرأتك (من الليل ولا تلتفت منكم أحد إلا امرأتك) 11/ 81
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
12 - يوسف
: [بدل] ابن مسعود: في غيابة (في غيابت) 12/ 15:
13 - الرعد
: [بدل] ابن مسعود: قل أفتختم (قل أفاتخذتم) 13/ 16:: [بدل] ابن مسعود: الكافرون (الكفار) 13/ 42:
15 - الحجر
: [بدل] ابن مسعود: ولا يلتفتنّ (ولا يلتفت) 15/ 65:
16 - النحل
: [بدل] ابن مسعود: والرياح (والنجوم) 16/ 12:: [بدل] ابن مسعود: توافاهم (تتوفاهم) 2816:: [بدل] ابن مسعود: حين ظعنكم (يوم ظعنكم) 16/ 80:: [بدل] ابن مسعود: وليوفين (ولنجزين) 16/ 96:: [بدل] ابن مسعود: وليفينهم (وليجزينهم) 16/ 97:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/100)
: [بدل] ابن مسعود: والرياح (والنجوم) 16/ 12:: [بدل] ابن مسعود: توافاهم (تتوفاهم) 2816:: [بدل] ابن مسعود: حين ظعنكم (يوم ظعنكم) 16/ 80:: [بدل] ابن مسعود: وليوفين (ولنجزين) 16/ 96:: [بدل] ابن مسعود: وليفينهم (وليجزينهم) 16/ 97:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
17 - الإسراء
:: [بدل] ابن مسعود: اما واحد واما كلاهما (إحداهما أو كلاهما) 17/ 23:: [بدل] ابن مسعود: سبحت له الأرض وسبحت له السموات (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن) 17/ 23
18 - الكهف
[بدل] ابن مسعود: لكن (لكنّا) 18/ 38: [زيادة] ابن مسعود: يقول لهم (يقول) 18/ 25:: [بدل] ابن مسعود: أن تقضي (أن تنفذ) 18/ 109:
19 - مريم
[نقص] ابن مسعود:
سيدخلون (يدخلون) 19/ 60: [بدل] ابن مسعود: قال الحق (قول الحق) 19/ 34: [نقص] ابن مسعود:
سأخرج (لسوف أخرج) 19/ 66: [بدل] ابن مسعود: لتتصدع (يتفطرن) 19/ 90: [بدل] ابن مسعود: لما أتى (إلا أتى) 19/ 93::
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/101)
سأخرج (لسوف أخرج) 19/ 66: [بدل] ابن مسعود: لتتصدع (يتفطرن) 19/ 90: [بدل] ابن مسعود: لما أتى (إلا أتى) 19/ 93::
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
20 - طه
: [اعراب] ابن مسعود: كيد (بالرفع) (كيد) (بالفتح) 20/ 69:: [بدل] ابن مسعود: نجيتكم (انجيتكم) 20/ 80:
21 - الأنبياء
:: [بدل] ابن مسعود: من يعوض له ويعمل (من يعوض له ويعملون عملا دون ذلك) 21/ 83
22 - الحج
: [بدل] ابن مسعود: قاتلوا (أذن للذين يقتلون) 22/ 39:: [زيادة] ابن مسعود: ولا نبي محدث (ولا نبي) 22/ 52:
24 - النور
: [بدل] ابن مسعود: وفرضنا لكم (وفرضناها لكم) 24/ 1:: [بدل] ابن مسعود: يسبحون له (يسبح له) 24/ 36: [بدل] ابن مسعود: احسب الذين (لا يحسبن الذين) 24/ 57:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/102)
: [بدل] ابن مسعود: وفرضنا لكم (وفرضناها لكم) 24/ 1:: [بدل] ابن مسعود: يسبحون له (يسبح له) 24/ 36: [بدل] ابن مسعود: احسب الذين (لا يحسبن الذين) 24/ 57:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
25 - الفرقان
: [بدل] ابن مسعود: مبشرات (بشرا) 25/ 48:: [نقص] ابن مسعود: لما تأمرنا (لما تأمرنا به) 25/ 60:: [بدل] ابن مسعود: سرجا (سراجا) 25/ 61:: [بدل] ابن مسعود: وذريتنا (وذرياتنا) 25/ 74:
26 - الشعراء
[بدل] ابن مسعود:
واتبعوهم (فاتبعوهم) 26/ 60: [بدل] ابن مسعود: الأيكة (لئيكة) 26/ 176:
27 - النمل
[بدل] ابن مسعود: هلا (الا يسجدوا) 27/ 25: [بدل] ابن مسعود: فيمكث (فمكث) 27/ 22: [بدل] ابن مسعود: بأن (أن الناس) 27/ 82: [بدل] ابن مسعود: أتمدوني (أتمدونني) 27/ 36:
28 - القصص
[بدل] ابن مسعود:
وعميت (فعميت) 28/ 66: [بدل] ابن مسعود: سحران (ساحران) 28/ 48: [بدل] ابن مسعود: لا نخسف بنا (لخسف بنا) 28/ 82
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/103)
وعميت (فعميت) 28/ 66: [بدل] ابن مسعود: سحران (ساحران) 28/ 48: [بدل] ابن مسعود: لا نخسف بنا (لخسف بنا) 28/ 82
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
29 - العنكبوت
: [نقص] ابن مسعود: ذوقوا ما كنتم (ذوقوا ما كنتم تعملون) 29/ 55: [زيادة] ابن مسعود: إنما اتخذتم من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إنما مودة بينكم (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم) 29/ 25:: [بدل وزيادة] ابن مسعود: قل تمتعوا (وليتمتعوا) 29/ 66
31 - لقمان
: [بدل] ابن مسعود: هدى وبشرى (هدى ورحمة) 31/ 2:
32 - السجدة
[بدل] ابن مسعود: لما صبروا (بما صبروا) 32/ 24: [بدل] ابن مسعود: ما يخفى لهم (ما أخفي لهم) 32/ 17:
33 - الأحزاب
[نقص] ابن مسعود:
الظنون (الظنونا) 33/ 31: [بدل] ابن مسعود: مما أوتين (مما أتيتهن) 33/ 51: [زيادة وتقديم وتأخير] ابن مسعود: من تعمل منكم من الصالحات وتقنت لله ورسوله (ومن تقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين) 33/ 31 [نقص] ابن مسعود:
الرسول (الرسولا) 33/ 66: [بدل] ابن مسعود: كثيرا (كبيرا) 33/ 68: [نقص] ابن مسعود: السبيل (السبيلا) 33/ 67::
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/104)
الرسول (الرسولا) 33/ 66: [بدل] ابن مسعود: كثيرا (كبيرا) 33/ 68: [نقص] ابن مسعود: السبيل (السبيلا) 33/ 67::
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
34 - سبأ
: [بدل] ابن مسعود: الغرفة (الغرفات) 34/ 37: [نقص] ابن مسعود: تقذف بالحق وهو علام الغيوب (قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب) 34/ 48
35 - فاطر
: [بدل] ابن مسعود: بينة (بينات) 35/ 40:
36 - يس
[نقص] ابن عباس: يا حسرة العباد (يا حصرة على العباد) 36/ 30: [بدل] ابن مسعود: فكهين (فاكهون) 36/ 55:: [بدل] ابن مسعود: متكئين (متكئون) 36/ 56:: [بدل] ابن مسعود: سلاما (سلام) 36/ 58:
37 - الصافات
: [بدل] ابن مسعود: ماذا ترى (ماذا ترى) 37/ 102: [تقديم وتأخير] ابن مسعود: ربكم الله (الله ربكم) 37/ 126: [بدل] ابن مسعود: ادراسين (إل ياسين) 37/ 130:
39 - الزمر
: [نقص] ابن مسعود: أفغير الله تأمروني (قل أفغير الله تأمروني) 39/ 64:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/105)
: [نقص] ابن مسعود: أفغير الله تأمروني (قل أفغير الله تأمروني) 39/ 64:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
40 - غافر المؤمن
:: [زيادة] ابن مسعود: أن يبدل دينكم ويظهر في الأرض الفساد (أو أن يظهر في الأرض الفساد) 40/ 26.
42 - الشورى
: [بدل] ابن مسعود: يتفطرن (ينفطرن) 42/ 5:
43 - الزخرف
: [بدل] ابن مسعود: ما شهد (اشهدوا) 43/ 19: [بدل] ابن مسعود: وإنه عليم الساعة (وعنده علم الساعة) 43/ 85: [بدل] ابن مسعود: اساور (أسورة) 43/ 53:
45 - الجاثية
: [بدل] ابن مسعود: لآيات (آيات) 45/ 4:: [زيادة] ابن مسعود: وان الساعة (والساعة: 45/ 32 [بدل] ابن مسعود: لآيات (آيات) 45/ 5::
47 - محمد
: [نقص] ابن مسعود: تأتيهم (أن تأتيهم) 47/ 18:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/106)
: [نقص] ابن مسعود: تأتيهم (أن تأتيهم) 47/ 18:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
48 - الفتح
: [زيادة] ابن مسعود: فسيؤتيه الله أجرا (فسيؤتيه أجرا) 48/ 10:: [بدل] ابن مسعود: أو أراد بكم رحمة (أو أراد بكم نفعا) 48/ 11:: [بدل] ابن مسعود: أن تبدلوا (أن يبدلوا) 48/ 15:
49 - الحجرات
:: [بدل] ابن مسعود: وخياركم عند الله (إن أكرمكم عند الله) 49/ 13
53 - النجم
[نقص] ابن مسعود:
وثمود (وثمودا) 53/ 50::
54 - القمر
: [بدل] ابن مسعود: خاشعة (خشعا) 54/ 7:
56 - الواقعة
: [بدل] ابن مسعود: بموقع (بمواقع) 56/ 75:
69 - الحاقة
: [اعراب] ابن مسعود: فرعون (فرعون) 69/ 9:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة(1/107)
: [اعراب] ابن مسعود: فرعون (فرعون) 69/ 9:
حرف واحد: كلمة واحدة: أكثر من كلمة
71 - نوح
: [اعراب] ابن مسعود: يغوثا ويعوقا (ولا يغوث ويعوق ونسرا) 71/ 23:
74 - المدثر
:: [زيادة] ابن مسعود: عمر: يا فلان (يتساءلون) 74/ 42
76 - الإنسان
[زيادة] ابن مسعود:
قوارير (قواريرا) 76/ 15::
88 - الغاشية
[زيادة] ابن مسعود: فإنه يعذبه (فيعذبه) 88/ 24::
110 - النصر
:: [تقديم وتأخير] ابن عباس: إذا جاء فتح الله والنصر (إذا جاء نصر الله والفتح) 11/ 1
روايات أخرى لعبد الله بن مسعود
: وذكر السجستاني (ت 316هـ) عدة موارد توافق المصحف الإمام تماما وعدها من قراءة ابن مسعود خاصة وذلك يبعث على التساؤل ولكن جاء في غير هذه الرواية للسجستاني خلاف في النص. وإليك الموارد التسعة:
الموارد التسعة الموافقة للمصحف الإمام رواية أخرى:
1 {عَلى ََ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً} [البقرة: 260] بغير واو.(1/108)
الموارد التسعة الموافقة للمصحف الإمام رواية أخرى:
1 {عَلى ََ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً} [البقرة: 260] بغير واو.
2 {شَهِدَ اللََّهُ أَنَّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} [آل عمران: 181] أن لا.
3 {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللََّهِ الْإِسْلََامُ} [آل عمران: 19] عند الله الحنيفية.
4 {يََا لَيْتَنََا نُرَدُّ وَلََا نُكَذِّبَ بِآيََاتِ رَبِّنََا} [الأنعام: 27] فلا نكذب.
5 {يَطْبَعُ اللََّهُ عَلى ََ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبََّارٍ} [غافر: 35] على قلب كل.
6 {وَإِنَّ إِلْيََاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 123] ان ادريس.
7 {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخََالِقِينَ} [الصافات: 125] (؟).
8 {بَلى ََ قَدْ جََاءَتْكَ آيََاتِي} [الزمر: 59] قد جاءتكم الرسل بآياتي فكذبتم بها واستكبرتم وكنتم من الكافرين.
9 {عَلى ََ صَلََاتِهِمْ} (بصيغة الإفراد) [المعارج: 23] صلواتهم (بالجمع).
وقد استقصى السجستاني (ت 316هـ) موارد الخلاف بتفصيل في كتابه المصاحف فراجع.
ولكن نصوص الآيات القرآنية تؤكد على وحدة النص القرآني واستناده إلى الوحي دون اختيار أحد حتى النبي نفسه الصادق الأمين في تبديل ذلك حسب هواه قال تعالى:
{وَإِذََا تُتْلى ََ عَلَيْهِمْ آيََاتُنََا بَيِّنََاتٍ قََالَ الَّذِينَ لََا يَرْجُونَ لِقََاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هََذََا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مََا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقََاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلََّا مََا يُوحى ََ إِلَيَّ إِنِّي أَخََافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذََابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15].
وقال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنََا بَعْضَ الْأَقََاوِيلِ لَأَخَذْنََا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنََا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمََا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حََاجِزِينَ} [الحاقة: 4744].
وقال: {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ} [الحجر: 9].
وقال: {وَمََا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ََ إِنْ هُوَ إِلََّا وَحْيٌ يُوحى ََ} [النجم: 43].
فإن هذه الآيات صريحة، بأن تبديل النص وتغيير المعنى سواء في تغيير كلمة القرآن.
والحفظ يعم حفظ القرآن لفظه ومعناه. ولا يمكن أن يحصل شيء منهما من تلقاء النبي نفسه صلّى الله عليه وآله وسلّم بل بالوحي، ولم يثبت الوحي إلا في النص المتواتر. أما القراءات الغير المتواترة كقراءة ابن مسعود وغيره فهي أخبار آحاد وحكمها حكمها.(1/109)
والحفظ يعم حفظ القرآن لفظه ومعناه. ولا يمكن أن يحصل شيء منهما من تلقاء النبي نفسه صلّى الله عليه وآله وسلّم بل بالوحي، ولم يثبت الوحي إلا في النص المتواتر. أما القراءات الغير المتواترة كقراءة ابن مسعود وغيره فهي أخبار آحاد وحكمها حكمها.
والنتيجة:
التأمل فيما قدمناه يقتضي الفرق بين كتابة النص القرآني وقراءة النص، وأن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يتسامح قط في كتابة النص القرآني وأن روايات جواز القراءات السبع إن صحت، تفيد السماح بالقراءة في موارد خاصة فقط. والذي يدعو إلى ذلك عدة أمور:
الأول: أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يتساهل في ضبط النص القرآني حيث أهدر دم عبد الله بن أبي سرح القرشي الذي شكك في النص القرآني ولو كان متعلقا بأستار الكعبة.
الثاني: أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تساهل فيمن لا يتمكن من القراءة الصحيحة وقد قال في أذان بلال الحبشي الذي لم يتمكن من النطق بالشين: «سين بلال شين» (لأنه ليس من لغتهم) [المستمسك 6/ 222] وهذا طبيعي لمن لم يتمرن على العربية، وخلاف عمر بن الخطاب كانت في القراءة في الصلاة وليس من السماح بتغيير النص القرآني كما هو الحال في الدعاء في الصلاة، فمن الطبيعي السماح في الدعاء بالصلاة باعتبار نية المصلي.
الثالث: أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم شدد على تجريد النص القرآني من غيره من الأحاديث النبوية، فقد روي عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ومن كتب عني غير القرآن فليمحه» [راجع صحيح مسلم 8/ 229].
ويستفاد من هذا الحديث أنه حصل لبعض الصحابة الخلط بين النص القرآني والأحاديث النبوية المفسرة لها فنهى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن ذلك في الكتابة في هذه الفترة خاصة لئلا يحصل الالتباس.
الرابع: أن موارد الخلاف في مصاحف الصحابة بالنسبة إلى النص القرآني قليلة جدا ولو صحت أحاديث الأحرف السبعة للزم أن تكون النسبة عالية جدا فإن السماح بتعدد القراءة كما تقول روايات الأحرف السبعة تستلزم أن يكون الخلاف في النص القرآني أكثر بكثير كما هو شأن الأحاديث النبوية المنقولة بالمعنى. وإنا وإن لم نتمكن من الوقوف على مصاحف الصحابة جميعا ولكن فيما روي من اختلاف المصاحف ما يلقي بعض الضوء.
وقد تتبعت ما رواه السجستاني (ت 360هـ) من اختلاف المصاحف عن أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وعلي وابن عباس فكان مصحف ابن مسعود أكثرها اختلافا وكان مجموع موارد الخلاف (166) موردا تقدم تفصيله.
ونجد في هذه المقارنة أن أكثر موارد الخلاف هي تبديل كلمة بأخرى كقوله (قبله) و (شطره) [1442] فهي 77موردا والنسبة المئوية لهذا العدد مع عدد الآيات القرآنية على أقل الفروض المروية وهي 6170هي 1واحد بالمائة وهذا شيء قد يحصل في الكتابة
لأي إنسان في حياته اليومية فلو كان هناك سماح بالنقل بالمعنى لكانت النسبة أكثر من هذا بكثير كما هو حاصل في الأحاديث النبوية، لأن الأحاديث منقولة بالمعنى دون القرآن فإن القرآن منقول بالنص.(1/110)
ونجد في هذه المقارنة أن أكثر موارد الخلاف هي تبديل كلمة بأخرى كقوله (قبله) و (شطره) [1442] فهي 77موردا والنسبة المئوية لهذا العدد مع عدد الآيات القرآنية على أقل الفروض المروية وهي 6170هي 1واحد بالمائة وهذا شيء قد يحصل في الكتابة
لأي إنسان في حياته اليومية فلو كان هناك سماح بالنقل بالمعنى لكانت النسبة أكثر من هذا بكثير كما هو حاصل في الأحاديث النبوية، لأن الأحاديث منقولة بالمعنى دون القرآن فإن القرآن منقول بالنص.
فلا محيص سوى طرح القراءات الشاذة التي رويت باخبار الآحاد والاعتماد على المصحف الإمام المتواتر.
المصحف الإمام
جمع الخليفة الثالث (3523هـ)
كان دور الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه دورا مؤثرا في تاريخ القرآن حتى عرف جمعه ب (المصحف الإمام)، وقد اتخذ موقفا شديدا تجاه المصاحف الأخرى فاحرق غير هذا المصحف بالنار كما في بعض الروايات أو طبخها بالماء. وطبيعي أن هذا الموقف المتشدد كان نتيجة لموقف المعارضة قبل قرار الجمع وبعده.
تذكر الروايات الأسباب الداعية لهذا الموقف المتشدد كما في رواية البخاري: «ان حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق» [البخاري 6/ 266].
وروى السجستاني (316هـ) عدة روايات منها: «كان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرت بما تقول فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان فتعاظم ذلك في نفسه فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر فيها القرآن فكان يتعاهدهم، قال محمد فحدّثني كثير بن أفلح أنه كان يكتب لهم فربما اختلفوا في الشيء فأخروه، فسألت لم تؤخرونه؟ قال: لا أدري. قال
محمد: فظننت فيه ظنا فلا تجعلوه أنتم يقينا، فظننت أنهم كانوا إذا اختلفوا في الشيء أخروه حتى ينظروا آخرهم عهدا بالعرضة الآخرة فيكتبوه على قوله [المصاحف 25].(1/111)
وروى السجستاني (316هـ) عدة روايات منها: «كان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرت بما تقول فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان فتعاظم ذلك في نفسه فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر فيها القرآن فكان يتعاهدهم، قال محمد فحدّثني كثير بن أفلح أنه كان يكتب لهم فربما اختلفوا في الشيء فأخروه، فسألت لم تؤخرونه؟ قال: لا أدري. قال
محمد: فظننت فيه ظنا فلا تجعلوه أنتم يقينا، فظننت أنهم كانوا إذا اختلفوا في الشيء أخروه حتى ينظروا آخرهم عهدا بالعرضة الآخرة فيكتبوه على قوله [المصاحف 25].
والروايات بما فيها رواية البخاري هذه تشير إلى عدة نقاط:
1 - باعث الجمع: وهو الخلاف في القراءة في فتح إرمينية باذربيجان.
2 - مصادر الجمع: وهي الصحف التي كانت عند حفصة.
3 - لجنة الجمع: وهم أربعة: أنصاري واحد هو زيد بن ثابت وثلاثة من قريش.
4 - كيفية الجمع: الكتابة بلسان قريش.
5 - نتيجة الجمع: إرسال مصحف إلى كل أفق وحرق ما سواه من نسخ القرآن.
وإليك تفصيل هذه النقاط الخمس:
سبب الجمع:
ذكر اليعقوبي (ت 284هـ): «وسبب الجمع أن عثمان رضي الله عنه أراد أن يكون القرآن نسخة واحدة، وقيل ان ابن مسعود كان كتب بذلك إليه، فلمّا بلغه أنه يحرق المصاحف قال: لم أرد هذا. وقيل: كتب إليه بذلك حذيفة بن اليمان» [تاريخ اليعقوبي 2/ 170].
وذكر ابن الأثير (ت 630هـ): تفصيلا أوضح لموقف حذيفة بن اليمان وأن فكرة جمع القرآن خامرته في عام 30للهجرة من مرجعه في فتح اذربيجان قال ما لفظه: «فلما عاد حذيفة قال لسعيد بن العاص: لقد رأيت في سفرتي هذه أمرا لئن ترك الناس ليختلفن في القرآن. ثم لا يقومون عليه أبدا. قال: وما أدراك؟ قال: رأيت أناسا من أهل حمص يزعمون أن قراءتهم خير من قراءة غيرهم وأنهم أخذوا القرآن عن المقداد، ورأيت أهل دمشق يقولون: إن قراءتهم خير من قراءة غيرهم، ورأيت أهل الكوفة يقولون مثل ذلك وأنهم قرءوا على ابن مسعود، وأهل البصرة يقولون مثل ذلك وأنهم قرءوا على أبي موسى ويسمون مصحفه «لباب القلوب».
فلما وصلوا إلى الكوفة أخبر حذيفة الناس بذلك وحذّرهم ما يخاف، فوافقه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكثير من التابعين، وقال له أصحاب ابن مسعود: ما تنكر؟ ألسنا نقرأه على قراءة ابن مسعود؟ فغضب حذيفة ومن وافقه، وقالوا: إنما أنتم أعراب فاسكتوا فإنكم على خطأ. وقال حذيفة: والله لئن عشت لآتين أمير المؤمنين، ولأشيرن عليه أن يحول بين الناس وبين ذلك. فأغلظ له ابن مسعود، فغضب سعيد وقام، وتفرّق الناس وغضب حذيفة وسار
إلى عثمان فأخبره بالذي رأى وقال: «أنا النذير العريان، فأدركوا الأمة» [الكامل 3/ 8].(1/112)
فلما وصلوا إلى الكوفة أخبر حذيفة الناس بذلك وحذّرهم ما يخاف، فوافقه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكثير من التابعين، وقال له أصحاب ابن مسعود: ما تنكر؟ ألسنا نقرأه على قراءة ابن مسعود؟ فغضب حذيفة ومن وافقه، وقالوا: إنما أنتم أعراب فاسكتوا فإنكم على خطأ. وقال حذيفة: والله لئن عشت لآتين أمير المؤمنين، ولأشيرن عليه أن يحول بين الناس وبين ذلك. فأغلظ له ابن مسعود، فغضب سعيد وقام، وتفرّق الناس وغضب حذيفة وسار
إلى عثمان فأخبره بالذي رأى وقال: «أنا النذير العريان، فأدركوا الأمة» [الكامل 3/ 8].
ويظهر من هذه الرواية أن حذيفة كان صاحب فكرة الجمع وأنه كقائد جيش شاهد الخلاف بين صفوف الجيش بنفسه وأنه صرّح بذلك للحاكم السياسي على الكوفة وهو سعيد بن العاص والي الكوفة من قبل عثمان، وأن ابن مسعود لم يكن له مسئولية في الجيش ولا في السياسة وكان يدافع عن قراءته بدافع العلم فقط فتحزب كل فريق لصاحبه، واتهام حذيفة لجماعة ابن مسعود بأنهم أعراب وأنهم على خطأ كان منصبّا على ابن مسعود وأهل الكوفة حوله ومن هنا أغلظ له ابن مسعود ويظهر أن السياسي سعيد لم يجد بدا سوى مقاطعة الحديث بأن يقوم من المجلس فيتفرق الناس.
فالفكرة بتوحيد القراءات انبثقت من حذيفة بن اليمان وأول من عارضها هو عبد الله بن مسعود وقد تعرفنا على مكانة ابن مسعود في الصحبة فمن هو حذيفة؟
حذيفة بن اليمان (توفي 36هـ)
هو حذيفة بن حسل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن حربوة بن الحارث بن مازن الأنصاري. واليمان لقب حسل ونسب إلى اليمان لأنه حالف الأنصار وهم من اليمن.
ومما قال ابن الأثير (ت 630هـ) فيه: «هاجر إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فتخير بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة وشهد مع النبي أحدا وقتل أبوه بها وحذيفة صاحب سر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنافقين لم يعلمهم أحد إلا حذيفة وكان عمر إذا مات ميت يسأل عن حذيفة فإن حضر الصلاة عليه صلّى عليه عمر وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر وشهد حذيفة الحرب بنهاوند وكان فتح همدان والري والدينور على يده وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين وتزوج بها قال عمر: لكني اتمنى رجالا مثل أبي عبيدة ومعاذ بن الجبل وحذيفة بن اليمان استعمل عمر حذيفة على المدائن ولما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق فلما رآه عمر على الحال التي خرج من عنده عليها أتاه فالتزمه وقال: «أنت أخي وأنا أخوك». ولما نزل بحذيفة الموت جزع جزعا شديدا وبكى بكاء كثيرا فقيل: ما يبكيك؟
فقال: ما أبكي اسفا على الدنيا بل الموت أحب إليّ. ولكني لا أدري على ما أقدم على رضي أم على سخط؟ وكان موته بعد قتل عثمان باربعين ليلة سنة 36هـ[أسد الغابة 1/ 468].
وكان حذيفة بحكم وظيفته العسكرية قد تنبه إلى ضرورة المصحف الإمام للمسلمين جميعا كخطوة سياسية لتوحيد الكلمة لمعرفته بخطط المنافقين في استغلال الفرص لتشتيت
الكلمة. وغريب منه هذا الجزع الشديد عند الموت فإن صح فيه ما روي فكيف لا يدري على ما يقدم على رضي أم سخط؟ وهل في رضي الله سخط وفي رضى الدنيا غير السخط؟(1/113)
وكان حذيفة بحكم وظيفته العسكرية قد تنبه إلى ضرورة المصحف الإمام للمسلمين جميعا كخطوة سياسية لتوحيد الكلمة لمعرفته بخطط المنافقين في استغلال الفرص لتشتيت
الكلمة. وغريب منه هذا الجزع الشديد عند الموت فإن صح فيه ما روي فكيف لا يدري على ما يقدم على رضي أم سخط؟ وهل في رضي الله سخط وفي رضى الدنيا غير السخط؟
ومهما كان لا نرى لحذيفة دورا في جمع القرآن أكثر من الاقتراح الذي تلقّاه عثمان رضي الله عنه بالقبول وابن مسعود بالرفض ومن الغريب توافق وفاة كل من عثمان وحذيفة عام 36هـ.
مصادر الجمع
وقال ابن الأثير عن مصادر الجمع بما يوافق البخاري ولفظه: فجمع عثمان الصحابة وأخبرهم الخبر فأعظموه ورأوا جميعا ما رأى حذيفة، فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها، وكانت هذه الصحف هي التي كتبت في أيام أبي بكر، فإن القتل لما كثر في الصحابة يوم اليمامة قال عمر لأبي بكر: إن القتل قد كثر واستحرّ بقراء القرآن يوم اليمامة، وإنّي أخشى أن يستحرّ القتل بالقراء فيذهب من القرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن [الكامل 3/ 8].
«فأمر أبو بكر زيد بن ثابت فجمعه من الرقاع والعسب وصدور الرجال، فكانت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر، فلما توفي عمر أخذتها حفصة فكانت عندها، أخذها منها» [الكامل 3/ 8].
وتكاد تتفق الروايات على أن مصادر الجمع كانت صحف أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وإن كان في بعضها أن من المصادر كانت روايات غيرهما من الصحابة منها رواية السجستاني (ت 316هـ): «عن مصعب بن سعد قال سمع عثمان قراءة أبي وعبد الله ومعاذ فخطب الناس ثم قال: إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة وقد اختلفتم في القرآن عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما أتاني به، فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسب فيه الكتاب، فمن أتاه بشيء قال: أنت سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ثم قال: أي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص، ثم قال: أي الناس أكتب؟ قالوا: زيد بن ثابت، قال: فليكتب زيد وليمل سعيد. قال: وكتب مصاحف فقسمها في الأمصار فما رأيت أحدا عاب ذلك عليه [المصاحف 24].
ولا يساعد على هذا الاعتبار إذ كيف يكرر عثمان ما حصل من قبل باللوح والكتف والعسف مع أن المفروض ان ذلك حصل في عهد الخليفتين قبله؟ وما الحاجة إلى تكراره؟
وكذا ما روي من الاستدراك على بعض الآيات كما في البخاري: «عن زيد بن ثابت قال:
فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرأ بها
فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجََالٌ صَدَقُوا مََا عََاهَدُوا اللََّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] فألحقناها في سورتها في المصحف» [البخاري 6/ 226].(1/114)
فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرأ بها
فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجََالٌ صَدَقُوا مََا عََاهَدُوا اللََّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] فألحقناها في سورتها في المصحف» [البخاري 6/ 226].
فإن الاعتماد المطلق على صحف حفصة كما تشهد به روايات كثيرة تأبى الاستدراك.
لجنة الجمع
أما عن لجنة الجمع فلا يزيد ابن الأثير (ت 630هـ) على أربعة قال: «وأمر [عثمان] زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان: إذا اختلفتم فاكتبوها بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا» [الكامل 3/ 29].
وروى السجستاني (ت 316هـ) أن عدد اللجنة تعدّى الأربعة إلى 12رجلا قال عن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان ان يكتب المصاحف جمع له اثنى عشر رجلا من قريش والأنصار منهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت، قال: فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها، قال: وكان عثمان يتعاهدهم فكانوا إذا تدارءوا في شيء أخروه، قال محمد فقلت لكثير فيمن يكتب هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟ قال: لا، قال: محمد فيصيب ظنا إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدا فيهم عهد للعرضة الأخيرة فيكتبوها على قوله [المصاحف 25].
قال القسطلاني (ت 923هـ): «ووقع عند ابن أبي داود» (السجستاني ت 316هـ) تسمية جماعة ممن كتب منهم:
مالك بن أبي عامر جد مالك بن أنس الأصبحي (ت 74ظ).
وكثير بن أفلح (المدني مولى أبي أيوب الأنصاري).
وأبي بن كعب الخزرجي (ت 32هـ).
وأنس بن مالك بن النضر الخزرجي خادم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (ت 93هـ).
وعبد الله بن عباس عم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (ت 68هـ). [إرشاد الساري 7/ 449].
وهذه الرواية إن صحّت تكشف عن أن دور هؤلاء لم يكن كبيرا في لجنة عثمان وإليك لمحة عن حياة المتفق عليهم:
1 - زيد بن ثابت (11ق هـ 45هـ)
زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوزان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري.
قال الذهبي (ت 748هـ) كاتب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمينه على الوحي رضي الله عنه وكان شابا ذكيا ثقفيا جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجمعه في صحف لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم تولى كتابة مصحف عثمان رضي الله عنه الذي بعث به عثمان نسخا إلى الأمصار [معرفة القراء 1/ 36].(1/115)
زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوزان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري.
قال الذهبي (ت 748هـ) كاتب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمينه على الوحي رضي الله عنه وكان شابا ذكيا ثقفيا جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجمعه في صحف لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم تولى كتابة مصحف عثمان رضي الله عنه الذي بعث به عثمان نسخا إلى الأمصار [معرفة القراء 1/ 36].
ويظهر أن زيد كان على صلة وثيقة بالخليفة الأول رضي الله عنه إذ كان أول أنصاري يدعو إلى خلافة أبي بكر يوم السقيفة حيث قال: «إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان من المهاجرين وكنا أنصاره وإنما يكون الإمام من المهاجرين «كما في تاريخ ابن عساكر».
وكذلك على صلة وثيقة بالخليفة الثاني رضي الله عنه. قال الذهبي: «كان عمر رضي الله عنه يستخلفه على المدينة إذا حج» [معرفة القراء 1/ 37].
وكذلك كان زيد على صلة وثيقة بالخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه. قال ابن الأثير (ت 630هـ): «كان على بيت المال لعثمان فدخل عثمان يوما فسمع مولى لزيد يغني فقال عثمان من هذا؟ فقال زيد: «مولاي وهيب» ففرض له عثمان ألفا» [أسد الغابة 1/ 279].
وزاد ابن الأثير: «وكان زيد عثمانيا ولم يشهد مع علي شيئا من حروبه» [1/ 279].
إلى قوله: «وهو الذي كتب القرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما» [الكامل 1/ 279].
ولزيد دور مبكر في الإسلام فكان حين قدوم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المدينة ابن إحدى عشرة سنة.
قال الواقدي: «استصغر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جماعة فردهم منهم زيد بن ثابت فلم يشهد بدرا» [الاستيعاب 1/ 532].
وعن قتادة قال سمعت أنس يقول: «جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أربعة كلهم من الأنصار: «معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد» (صحيح مسلم في فضائل الصحابة) وكتب زيد بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأبي بكر وعمر وكان على بيت المال في خلافة عثمان وكان أبو بكر قد أمره بجمع القرآن في المصحف فكتب بيده. قال له أبو بكر:
«إنك شاب عاقل. قال أبو عمر ولما اختلف الناس في القرآن زمن عثمان واتفق رأيه ورأي أصحابه أن يرد القرآن إلى حرف واحد وقع اختياره على حرف زيد فأمره أن يملي على قوم من قريش فجمعهم إليه فكتبوه على ما هو عليه القوم بأيدي الناس [تخريج الدلالات ص 172].
قال ابن الجوزي: مات زيد سنة (45هـ) وهو ابن 65سنة [الإصابة 2/ 490].
وروى البغوي: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر وكلما رجع إلا اقطعه حديقة من نخل [الإصابة 2/ 49].(1/116)
قال ابن الجوزي: مات زيد سنة (45هـ) وهو ابن 65سنة [الإصابة 2/ 490].
وروى البغوي: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر وكلما رجع إلا اقطعه حديقة من نخل [الإصابة 2/ 49].
2 - عبد الله بن الزبير (732هـ)
عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي الأسدي.
مما قال ابن الأثير (ت 630هـ) هو أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة للمهاجرين فحنكه رسول الله بتمرة لاكها في فيه ثم حنكه بها فكان ريق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أول شيء دخل جوفه وسماه عبد الله وكناه أبا بكر بجده أبي بكر الصديق لأنه ابن أسماء بنت أبي بكر غزا عبد الله بن الزبير إفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح (ت 36هـ) أخو عثمان في الرضاعة، وشهد الجمل مع أبيه الزبير مقاتلا لعلي فكان علي يقول: «ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ له عبد الله». وامتنع من بيعة يزيد بن معاوية وحصر ابن الزبير بمكة لأربع بقين من المحرم سنة (64هـ) فأقام عليه محاصرا وفي هذا الحصر احترقت الكعبة. وبويع عبد الله بن الزبير بالخلافة بعد موت يزيد وسيّر (عبد الملك بن مروان) الحجاج بن يوسف إلى الحجاز فحصر عبد الله بن الزبير بمكة أول ليلة من ذي الحجة سنة (72هـ) وحج بالناس الحجاج ولم يطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ونصب منجنيقا على جبل أبي قبيس فكان يرمي الحجارة إلى المسجد ولم يزل يحاصر إلى أن قتل في النصف من جمادي الآخرة من سنة (73هـ) [أسد الغابة 3/ 244].
وله صلة النسب بالخليفة الأول جده من طرف الأم وهي أسماء بنت أبي بكر وصلته بأخي عثمان من الرضاعة وكان في جانب خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حربها ضد علي في حرب الجمل.
3 - سعيد بن العاص (591هـ)
سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.
مما قال ابن الأثير (ت 630هـ) ولد عام الهجرة وقتل أبوه العاص يوم بدر كافرا قتله علي بن أبي طالب وكان من أشراف قريش وأجوادهم وفصحائهم وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان واستعمله عثمان على الكوفة بعد الوليد بن عقبة بن أبي معيط وغزا طبرستان فافتتحها وغزا جرجان فافتتحها سنة 29أو 30هـ وانتفضت اذربيجان فغزاها
فافتتحها على قول. ولما قتل عثمان لزم بيته واعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولا صفين فلما استوى الأمر لمعاوية أتاه ثم ولاه المدينة وكان يبعث مولى له إلى المسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة ومعه الصرر فيها الدنانير فيضعها بين يدي المصلين وكان قد كثر المصلون بالمسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة إلا أنه كان عظيم الكبر وتوفي سنة 59هـ» [أسد الغابة 2/ 392].(1/117)
مما قال ابن الأثير (ت 630هـ) ولد عام الهجرة وقتل أبوه العاص يوم بدر كافرا قتله علي بن أبي طالب وكان من أشراف قريش وأجوادهم وفصحائهم وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان واستعمله عثمان على الكوفة بعد الوليد بن عقبة بن أبي معيط وغزا طبرستان فافتتحها وغزا جرجان فافتتحها سنة 29أو 30هـ وانتفضت اذربيجان فغزاها
فافتتحها على قول. ولما قتل عثمان لزم بيته واعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولا صفين فلما استوى الأمر لمعاوية أتاه ثم ولاه المدينة وكان يبعث مولى له إلى المسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة ومعه الصرر فيها الدنانير فيضعها بين يدي المصلين وكان قد كثر المصلون بالمسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة إلا أنه كان عظيم الكبر وتوفي سنة 59هـ» [أسد الغابة 2/ 392].
4 - عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (ت ح 40هـ)
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي.
مما قال ابن الأثير (ت 630هـ): «توفي أبوه الحارث بن هشام في طاعون عمواس (18هـ) فتزوج عمر بن الخطاب امرأته فاطمة أم عبد الرحمن ونشأ عبد الرحمن في حجر عمر وكان اسمه إبراهيم فغير عمر اسمه. وشهد الجمل مع عائشة وكان صهر عثمان تزوج مريم ابنة عثمان وهو ممن أمره عثمان أن يكتب المصاحف مع زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وشهد الدار مع عثمان وجرح وحمل إلى بيته وتوفي عبد الرحمن في خلافة معاوية» [أسد الغابة 3/ 422].
ومن ذلك يظهر صلته الوثيقة بالخليفة الثاني وكذلك الخليفة الثالث بحكم المصاهرة، وموقفه المعادي من علي في حرب الجمل.
وبالتأمل في تراجم هؤلاء الأربعة يظهر أن الرجل الوحيد الذي كان له تجربة في جمع القرآن هو زيد بن ثابت بحكم كونه من كتاب الوحي في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي عهد الخليفة الأول والثاني أما الآخرون فكانت تجمعهم بالخليفة الثالث علاقات نسبية وشخصية وإدارية ولم ينتخبوا لأجل تجربة سابقة في كتابة الوحي.
فإن عبد الله بن الزبير كان صديقا لعبد الله بن سعد بن أبي السرح أخي عثمان من الرضاعة المتوفى 36هـ وهذا هو الذي أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقتله ولو كان متعلقا بأستار الكعبة. وسعيد بن العاص الأموي كان والي عثمان على الكوفة وعبد الرحمن بن الحارث كان صهر عثمان وكل واحد من هؤلاء كتب مصحفا فكانت المصاحف الأربعة المرسلة إلى الأمصار.
كيفية الجمع
واكتفى ابن الأثير (ت 630هـ) عن بيان كيفية الجمع أن عثمان رضي الله عنه قال: «إذا اختلفتم فاكتبوها بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم» [الكامل 3/ 9].
وقال السجستاني (316هـ): ان عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال سعيد وقتل العاص مشركا يوم بدر ومات سعيد بن العاص قبل بدر مشركا» [المصاحف 245].(1/118)
واكتفى ابن الأثير (ت 630هـ) عن بيان كيفية الجمع أن عثمان رضي الله عنه قال: «إذا اختلفتم فاكتبوها بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم» [الكامل 3/ 9].
وقال السجستاني (316هـ): ان عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال سعيد وقتل العاص مشركا يوم بدر ومات سعيد بن العاص قبل بدر مشركا» [المصاحف 245].
وقال أيضا: «قام عثمان فخطب الناس قال: «أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ إحدى عشر وأنتم تمترون في القرآن وتقولون قراءة أبي وقراءة عبد الله. يقول الرجل والله ما هم قراءتك فاعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلا رجلا فناشدهم أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك عثمان قال من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم زيد بن ثابت، قال فأي الناس أعرب؟ قالوا سعيد بن العاص، قال عثمان فليمل سعيد وليكتب زيد. فكتب زيد وكتب مصاحف ففرقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب محمد يقول قد أحسن» [المصاحف 24].
فالرواية الأولى تؤكد على لسان قريش وعلى لهجة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والثانية على ما هو أعرب وفيه إيماء إلى أن قريش هم أعرب من غيرهم فإن سعيد كان قرشيا وزيد أنصاريا.
واوضح القسطلاني (ت 923هـ) ذلك بقوله: (فنسخوها) أي الصحف (في المصاحف) وذلك بعد أن قال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة سعيد وعبد الله وعبد الرحمن لأن الأول أموي والثاني أسدي والثالث مخزومي وكلها من بطون قريش «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن أي من عربيته فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل معظمه بلسانهم أي بلغتهم ففعلوا ذلك كما أمرهم، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة» [إرشاد الساري 7/ 449].
وعن ابن عباس رواية في كيفية الجمع رواها الحاكم نصها: «قال لنا ابن عباس رضي الله عنه قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى البراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان رضي الله عنه: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وبراءة من آخر القرآن فكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يبين لنا
أنها منها فظننا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم اكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. [المستدرك 2/ 221و 230].(1/119)
وعن ابن عباس رواية في كيفية الجمع رواها الحاكم نصها: «قال لنا ابن عباس رضي الله عنه قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى البراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان رضي الله عنه: «ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وبراءة من آخر القرآن فكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يبين لنا
أنها منها فظننا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم اكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. [المستدرك 2/ 221و 230].
وهذه الرواية تدل على أن النص القرآني كان معروفا بين الصحابة جميعا وعلى تقدم السور الطوال وأن الأنفال لم تكن من الطوال في عصر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بل كانت من المثاني، فرأى عثمان وحدة الموضوع حسب اجتهاده حيث أنها خليت من البسملة أن يقدم البراءة ويؤخر الأنفال لتشابه موضوعهما وكما قال (فظننت أنها منها) فالجمع العثماني إذن دخل فيه تقديم وتأخير في سورتين هما الأنفال والبراءة.
نتيجة الجمع
ذكر ابن الأثير نتيجة جمع عثمان ثلاثة أمور فقال: «فلما نسخوا الصحف ردها عثمان إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف، وحرق ما سوى ذلك، وأمر أن يعتمدوا عليها ويدعوا ما سوى ذلك» [الكامل 3/ 9].
ولم يحدد ابن الأثير ما هي الآفاق التي أرسلت المصاحف إليها ويكفي أمر الخليفة بحرق ما سواها والاعتماد عليها دون غيرها من نتيجة ظاهرة.
قال القسطلاني (ت 923هـ): «فارسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وكانت خمسة على المشهور فارسل أربعة وأمسك واحدا. وقال الداني في المقنع أكثر العلماء أنها أربعة أرسل واحدا للكوفة وآخر للبصرة وآخر للشام وترك واحدا عنده. وقال أبو حاتم فيما رواه عنه ابن أبي داود كتب سبعة مصاحف إلى مكة والشام واليمن والبحرين والبصرة والكوفة وحبس بالمدينة واحدا. وأمر بما سواه أي سوى المصحف الذي استكتبه والتي نقلت منه وسوى الصحف التي كانت عند حفصة (من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق) بسكون الحاء المهملة وفتح الراء. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي يحرق بفتح المهملة وتشديد الراء مبالغة في اذهابها وسدا لمادة الاختلاف» [إرشاد الساري 7/ 449].
وفي تاريخ اليعقوبي (ت 284هـ): «وجمع عثمان القرآن وألفه، وصيّر الطوال مع الطوال، والقصار مع القصار من السور، وكتب في جمع المصاحف من الآفاق حتى جمعت، ثم سلقها بالماء الحار والخلّ، وقيل أحرقها فلم يبق مصحف إلا فعل به ذلك خلا مصحف ابن مسعود».
ثم قال: «وبعث بمصحف إلى الكوفة، ومصحف إلى البصرة، ومصحف إلى المدينة، ومصحف إلى مكة، ومصحف إلى مصر، ومصحف إلى الشام، ومصحف إلى
البحرين، ومصحف إلى اليمن، ومصحف إلى الجزيرة، وأمر الناس أن يقرءوا على نسخة واحدة. [تاريخ اليعقوبي 2/ 170].(1/120)
ثم قال: «وبعث بمصحف إلى الكوفة، ومصحف إلى البصرة، ومصحف إلى المدينة، ومصحف إلى مكة، ومصحف إلى مصر، ومصحف إلى الشام، ومصحف إلى
البحرين، ومصحف إلى اليمن، ومصحف إلى الجزيرة، وأمر الناس أن يقرءوا على نسخة واحدة. [تاريخ اليعقوبي 2/ 170].
وذكر السيوطي (ت 911هـ): «اختلف في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق المشهور أنها خمسة»، وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: «أرسل عثمان أربعة مصاحف». قال ابن أبي داود وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدا» [الاتقان 1/ 60].
المختار
إن جمع عثمان رضي الله عنه لم يكن سوى استنساخ نسخة جديدة من القرآن لغرض نشرها بين عامة المسلمين أشبه إلى ما يقوم الحكام في عصرنا من طباعة نسخة من القرآن وتوزيعها على مساجد المسلمين والذي يدل على ذلك أمور:
1 - جاءت في رواية البخاري كلمة الاستنساخ عند طلب عثمان من حفصة بقوله:
(ننسخها في المصاحف) وعن عمل اللجنة قال البخاري: (حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف) وأرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا. فلم يكن عمل عثمان سوى استنساخ القرآن الذي كان مجموعا من قبل فكلمة النسخ تكررت في هذه الرواية ولم يكن عمل عثمان سوى استنساخ القرآن الذي كان مجموعا من قبل وتكثيره بين المسلمين كنسخة رسمية مجردة من التفاسير والزيادات التي الحقت كتفاسير.
2 - إن عثمان قال: «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش» وهذا يستلزم أن الخلاف بين اللجنة المكونة من ثلاثة قريشيين وواحد أنصاري لم يكن في القراءة قطعا لأن المفروض أن الصحف المستعارة كانت مكتوبة من قبل. فالخلاف إنما كان في كيفية الكتابة بين هؤلاء الأربعة فارشدهم عثمان إلى الكتابة على ما تكتبه قريش خاصة. وهذا ما حصل في كتابة (تابوت) و (تابوه) للاختلاف بين كل من قريش والأنصار في الكتابة دون القراءة فيهما.
3 - إن قرار عثمان رضي الله عنه كان قرارا سياسيا لصد الخلاف الذي حصل في الجيش الإسلامي آنذاك حسب هذه الروايات حيث ذهبت فرقة من الجيش إلى قراءة الصحابي أبي موسى الأشعري وسموا مصحفه «لباب القلوب» وهذه التسمية لا بد وأن تكون لما زيد على القرآن من تفسير إذ لا يمكن أن يسمّى القرآن إلا قرآنا.(1/121)
3 - إن قرار عثمان رضي الله عنه كان قرارا سياسيا لصد الخلاف الذي حصل في الجيش الإسلامي آنذاك حسب هذه الروايات حيث ذهبت فرقة من الجيش إلى قراءة الصحابي أبي موسى الأشعري وسموا مصحفه «لباب القلوب» وهذه التسمية لا بد وأن تكون لما زيد على القرآن من تفسير إذ لا يمكن أن يسمّى القرآن إلا قرآنا.
ردود الفعل:
ومهما كانت الأسباب الداعية إلى فكرة المصحف الإمام فإنها كانت خطوة جريئة وان محاولة عثمان رضي الله عنه بحرق المصاحف الأخرى كانت محاولة شديدة وموقفه تجاه ابن مسعود كان أشد، أما غير ابن مسعود من الصحابة وأهل البيت فتكاد تتفق كلمتهم على المصحف الإمام لئلا تكون فرقة أو اختلاف بين المسلمين.
وأما ابن الأثير (ت 630هـ) قال عن عمل عثمان: «فجمع الصحابة وأخبرهم الخبر فاعظموه ورأوا جميعا ما رأى حذيفة» [الكامل 3/ 9].
قال الجلالي: «وهذا الكلام لا يستقيم إذ كيف رأى جميع الصحابة شيئا ثم خالف بعضهم الآخر كما نجد في هذه الروايات اختلاف المصاحف ومن نصوص كثيرة تقدمت».
وروى السجستاني (ت 316هـ) بإسناده عن عمل عثمان: «سمعت بعض أصحاب محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: قد أحسن» [المصاحف 24].
ولم تذكر هذه الرواية من عنى من أصحاب محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ولكن موقف أهل البيت رواية وعملا كان في متابعة المصحف الإمام.
قال ابن الأثير (ت 630هـ): «ولما قدم عليّ الكوفة قام إليه رجل فعاب عثمان بجمع الناس على المصحف فصاح وقال: اسكت فعن ملأ منا فعل ذلك فلو وليت منه ما ولي عثمان لسلكت سبيله» [الكامل 3/ 9].
وبالرغم من أن لهم قراءتهم الخاصة كما سيأتي في القراءات لم يسمح أهل البيت بمخالفة المصحف الإمام. فلقد قال الإمام الصادق: «اقرءوا كما يقرأ الناس» [الوسائل 4/ 821].
ويظهر أن أشد الناس معارضة لجمع عثمان كان أصحاب الكوفة فإنهم قاطعوا المصحف الإمام. قال اليعقوبي (ت 284هـ) عن مصحف ابن مسعود: «وكان ابن مسعود بالكوفة، فامتنع أن يدفع مصحفه إلى عبد الله بن عامر، وكتب إليه عثمان: أن أشخصه، إنه لم يكن هذا الدين خبالا وهذه الأمة فسادا. فدخل المسجد وعثمان يخطب، فقال عثمان:
إنه قد قدمت عليكم دابة سوء، فكلّمه ابن مسعود بكلام غليظ فأمر به عثمان فجرّ برجله حتى كسر له ضلعان، فتكلّمت عائشة، وقالت قولا كثيرا» [2/ 170].
وزاد اليعقوبي (ت 284هـ): واعتلّ ابن مسعود، فأتاه عثمان يعوده، فقال له: ما كلام بلغني عنك؟ قال: ذكرت الذي فعلته بي، إنك أمرت بي فوطئ جوفي، فلم أعقل صلاة
الظهر، ولا العصر، ومنعتني عطائي، قال: فإني أقيدك من نفسي فافعل بي مثل الذي فعل بك! قال: ما كنت بالذي أفتح القصاص على الخلفاء. قال: فهذا عطاؤك، فخذه. قال منعتنيه وأنا محتاج إليه، وتعطينيه وأنا غني عنه؟ لا حاجة لي به، فانصرف. فأقام ابن مسعود مغاضبا لعثمان حتى توفي، وصلّى عليه عمّار بن ياسر [تاريخ اليعقوبي 2/ 170].(1/122)
وزاد اليعقوبي (ت 284هـ): واعتلّ ابن مسعود، فأتاه عثمان يعوده، فقال له: ما كلام بلغني عنك؟ قال: ذكرت الذي فعلته بي، إنك أمرت بي فوطئ جوفي، فلم أعقل صلاة
الظهر، ولا العصر، ومنعتني عطائي، قال: فإني أقيدك من نفسي فافعل بي مثل الذي فعل بك! قال: ما كنت بالذي أفتح القصاص على الخلفاء. قال: فهذا عطاؤك، فخذه. قال منعتنيه وأنا محتاج إليه، وتعطينيه وأنا غني عنه؟ لا حاجة لي به، فانصرف. فأقام ابن مسعود مغاضبا لعثمان حتى توفي، وصلّى عليه عمّار بن ياسر [تاريخ اليعقوبي 2/ 170].
وروى السجستاني (ت 316هـ) عن إبراهيم لما أمر بتمزيق المصاحف قال عبد الله:
«أيها الناس غلوا المصاحف فإنه من غلّ يأت بما غلّ يوم القيامة ونعم الغل المصحف يأتي به أحدكم يوم القيامة».
وأيضا عنه عن عبد الله بن مسعود قال: قرأ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمََا غَلَّ يَوْمَ الْقِيََامَةِ}
[الأحزاب: 161]، غلوا مصاحفكم فكيف تأمروني أن أقرأ قراءة زيد ولقد قرأت من في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بضعا وسبعين سورة ولزيد ذؤابتان يلعب بين الصبيان [المصاحف 15].
وزاد ابن الأثير (ت 630هـ): «فكل الناس عرف فضل هذا الفعل إلا ما كان من أهل الكوفة فإن المصحف لما قدم عليهم فرح به أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وإن أصحاب عبد الله ومن وافقهم امتنعوا من ذلك وعابوا الناس فقام فيهم ابن مسعود وقال: ولا كل ذلك فإنكم والله قد سبقتم سبقا بيّنا فاربعوا على ظلعكم» [الكامل 3/ 9].
ويظهر أن مصحف ابن مسعود كان شائعا في عصر الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 95هـ) حيث قال ابن الأثير (ت 630هـ): «وقال عاصم بن بهدلة: سمعت الحجاج يقول: اتقوا الله ما استطعتم هذا والله مثوبة واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ليس فيه مثوبة، والله لو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا حلّت لي دماؤكم، ولا أجد أحدا يقرأ على قراءة ابن أم عبد يعني ابن مسعود إلا ضربت عنقه ولأحكّنها من المصحف ولو بضلع خنزير، وقد ذكر ذلك عند الأعمش فقال: وأنا سمعته يقول فقلت في نفسي: لأقرأنها على رغم أنفك» [الكامل 4/ 285].
الخلاصة
: إن الخليفة الثالث أبان حكمه كان له بلا شك دور جديد أوجب حرق المصاحف الأخرى واتخاذ مصحف واحد، ولكن الروايات لا تفيد أن اختلاف المصاحف كان في النص القرآني بل العكس التأمل في الروايات نفسها يفيد أن النص القرآني الموحى إلى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كان فيها واحدا، وإنما الاختلاف كان في القراءة أو التفسير، وكان دور الخليفة الثالث أن استنسخ نسخا جديدة من القرآن واعتمد في هذا الاستنساخ على نسخ الخليفتين
حسب رغبته الشخصية، لا أنها كانت تختلف عن المصاحف الأخرى في النص القرآني ويدل عليه رواية البخاري المتقدمة بقوله: «حتى إذا نسخوا الصحف من المصاحف رد عثمان الصحف فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما استنسخوا وأمر بما سواه من القرآن بكل صحيفة، أو مصحف أن يحرق» فإن التأمل في مفهوم الكلمة (نسخوا) يوضح أن دورهم كان دور الكاتب فقط، ومما يدل على أن اختلاف المصاحف هذه كانت في التفسير ما ورد في الرواية المذكورة من قوله: «فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة» فإن الاختلاف لم يكن في النص القرآني، والمراد بالقراءة إنما هو التلفظ بالنص. لهذا السبب كان المسلمون يسمون القرآن الذي جمعه أبو موسى الأشعري ب (لباب القلوب) فإنه لا يعقل أن يسمي المسلمون القرآن بغير القرآن، فاختيار هذه التسمية يدل بوضوح على أنه لم يكن مجرد قرآن، بل كان قرآنا مع تفسير للآيات حسب فهم الأشعري أو روايته وهذا هو السبب في معارضة ابن مسعود قائلا: «ما أنزلت سورة إلا أعلم حيث نزلت» فإن هذا التعليل لا يناسب إلا التفسير، وبهذا يظهر الوجه في استحسان جماعة عمل عثمان في تكثيره نسخ القرآن بقولهم: «لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرءون الشعر» [المصاحف 13]، فالاختلاف عند هؤلاء لم يكن في جمع القرآن بل في كتابة القرآن ونشره بين الناس كي لا يشتغلوا بغيره.(1/123)
: إن الخليفة الثالث أبان حكمه كان له بلا شك دور جديد أوجب حرق المصاحف الأخرى واتخاذ مصحف واحد، ولكن الروايات لا تفيد أن اختلاف المصاحف كان في النص القرآني بل العكس التأمل في الروايات نفسها يفيد أن النص القرآني الموحى إلى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كان فيها واحدا، وإنما الاختلاف كان في القراءة أو التفسير، وكان دور الخليفة الثالث أن استنسخ نسخا جديدة من القرآن واعتمد في هذا الاستنساخ على نسخ الخليفتين
حسب رغبته الشخصية، لا أنها كانت تختلف عن المصاحف الأخرى في النص القرآني ويدل عليه رواية البخاري المتقدمة بقوله: «حتى إذا نسخوا الصحف من المصاحف رد عثمان الصحف فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما استنسخوا وأمر بما سواه من القرآن بكل صحيفة، أو مصحف أن يحرق» فإن التأمل في مفهوم الكلمة (نسخوا) يوضح أن دورهم كان دور الكاتب فقط، ومما يدل على أن اختلاف المصاحف هذه كانت في التفسير ما ورد في الرواية المذكورة من قوله: «فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة» فإن الاختلاف لم يكن في النص القرآني، والمراد بالقراءة إنما هو التلفظ بالنص. لهذا السبب كان المسلمون يسمون القرآن الذي جمعه أبو موسى الأشعري ب (لباب القلوب) فإنه لا يعقل أن يسمي المسلمون القرآن بغير القرآن، فاختيار هذه التسمية يدل بوضوح على أنه لم يكن مجرد قرآن، بل كان قرآنا مع تفسير للآيات حسب فهم الأشعري أو روايته وهذا هو السبب في معارضة ابن مسعود قائلا: «ما أنزلت سورة إلا أعلم حيث نزلت» فإن هذا التعليل لا يناسب إلا التفسير، وبهذا يظهر الوجه في استحسان جماعة عمل عثمان في تكثيره نسخ القرآن بقولهم: «لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرءون الشعر» [المصاحف 13]، فالاختلاف عند هؤلاء لم يكن في جمع القرآن بل في كتابة القرآن ونشره بين الناس كي لا يشتغلوا بغيره.
موقف الصحابة وأهل البيت
وصل ثلاثة من الصحابة إلى الحكم، كل واحد منهم إبان حكمه حاول أن يكثر نسخ القرآن في المجتمع كمأثرة لدوره في خدمة القرآن كما يقوم أصحاب الخير في عصرنا بطبع القرآن الكريم واشاعته في المجتمع لنفس الغرض، وكان الخليفة الثالث أكثرهم نجاحا في تحقيق ذلك من الخليفتين.
من الطبيعي أن عمل عثمان المتشدد بحرق المصاحف الأخرى كان لسبب سياسي انتج ردود فعل من قبل الصحابة بين مؤيد لعمله ومعارض، والجدير بالذكر التأمل في تعليل هؤلاء المؤيدين والمعارضين للموقف.
روى السجستاني عن ابن قيس المازني قوله: «لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق الناس يقرءون الشعر»، وكذلك أبو مجار قال: «لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرءون الشعر» (ص 13). وتنتهي روايات المعارضة إلى عبد الله بن مسعود الذي أظهر سخطه قائلا: «تولاها رجل والله لقد أسلمت وانه لفي صلب أبيه كافر (يعني زيد بن ثابت)» وأعلن قائلا: «يا أهل الكوفة اكتموا المصاحف التي عندكم» [المصاحف ص 17].
وفي رواية ابن كثير في النهاية [1/ 154] أن ابن مسعود علل معارضته بقوله: «والذي لا إله غيره ما أنزلت من سورة إلا أعلم حيث انزلت وما من آية إلا أعلم فيما أنزلت» وبالرغم من إصرار ابن مسعود على مصحفه فالتاريخ لم يحتفظ بنسخة منه.(1/124)
روى السجستاني عن ابن قيس المازني قوله: «لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق الناس يقرءون الشعر»، وكذلك أبو مجار قال: «لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرءون الشعر» (ص 13). وتنتهي روايات المعارضة إلى عبد الله بن مسعود الذي أظهر سخطه قائلا: «تولاها رجل والله لقد أسلمت وانه لفي صلب أبيه كافر (يعني زيد بن ثابت)» وأعلن قائلا: «يا أهل الكوفة اكتموا المصاحف التي عندكم» [المصاحف ص 17].
وفي رواية ابن كثير في النهاية [1/ 154] أن ابن مسعود علل معارضته بقوله: «والذي لا إله غيره ما أنزلت من سورة إلا أعلم حيث انزلت وما من آية إلا أعلم فيما أنزلت» وبالرغم من إصرار ابن مسعود على مصحفه فالتاريخ لم يحتفظ بنسخة منه.
وموقف الإمام علي عليه السّلام كان كمواقفه الأخرى، موقفا يقتضيه السهر على وحدة المسلمين وسلامة النص القرآني، وكان له نفس الموقف حينما حصل الخلاف في القراءة في حياة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما تقدم.
أما موقف أهل البيت عليهم السّلام والإمام علي عليه السّلام الذي لازم الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم منذ إسلامه من صباه حتى وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والذي سهر في المحافظة على كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنه عاصر كل هذه المحاولات، ولم يجد فيها أي ضرر على النص القرآني، وكان له عليه السّلام كغيره من الصحابة مصحف خاص مجموع لنفسه، وكان يمتاز حسب بعض الروايات بالترتيب الزمني حسب النزول كما أن فاطمة الزهراء عليها السّلام كان لها مصحف خاص. ويظهر أن اختلاف مصاحفهم كمصاحف أبي موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود، إنما كان في احتوائها على التفسير بالإضافة إلى النص القرآني، ولهذا السبب أمر الإمام علي عليه السّلام المسلمين بالالتزام بالنص القرآني بقوله: «اقرءوا كما علمتم» الطبري [1/ 24] وعليه سيرة أهل البيت عليهم السّلام كافة حتى اليوم.
اللحن في المصحف الإمام
روى السجستاني (ت 316هـ): أن عثمان رضي الله عنه قال: «في القرآن لحن وستقيمه العرب بألسنتها» [المصاحف 31].
وطبيعي أن الخليفة الثالث رضي الله عنه لم يقصد انتقاد النص القرآني بأن فيه لحنا وإنما عنى المصحف الإمام خاصة وهذا أول رد فعل له على عمل نفسه وليس المقصود ظاهرا أكثر من أن العمل الذي قام به ليس كاملا كما أراد فإن الكمال المطلق لله وحده.
(اذن) حيث قد تنبه هو إلى نوع من اللحن فلماذا لم يحدده أو يحاول استئصاله؟
(والظاهر) أنه لم ير لهذا النوع من اللحن ضررا على سلامة النص القرآني. وهذا الموقف بظاهره لا يستقيم إذ أن ذلك يستلزم اهمال خطورة الاختلاف المزعوم والمفروض أن الجمع العثماني كما صورته الروايات إنما كان لقطع مادة الخلاف.
والذي يوجبه التأمل في كلام عثمان أنه عنى باللحن اللهجات خاصة حيث قال:
«ستقيمه العرب بألسنتها، ومن هنا نستكشف أن هدف عثمان لم يكن إلا كتابة النص القرآني
ليكون نصا رسميا للمسلمين عامة ولم يقصد القراءات، فكان همه وحدة النص لا وحدة القراءة».(1/125)
«ستقيمه العرب بألسنتها، ومن هنا نستكشف أن هدف عثمان لم يكن إلا كتابة النص القرآني
ليكون نصا رسميا للمسلمين عامة ولم يقصد القراءات، فكان همه وحدة النص لا وحدة القراءة».
أما عن طبيعة اللحن فتذكر رواية السجستاني (ت 316هـ) عن الطائي قال: «لما أتى عثمان رضي الله عنه بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن فقال: لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا» [المصاحف 33].
وهذه الرواية تفضل إملاء هذيل وكتابة ثقيف ولا يعرف لهذا التفضيل من سبب فإن الاختلاف بين القبائل عادة لا يكون إلا باللهجات دون الكتابة، لأميتها غالبا مع أن اللحن في الكتابة إن حصل فيكون خطأ في كل من المملي والكاتب معا لأن الكاتب تابع للمملي عادة مع أن التعليل بتعدد القبيلة لكل من الكاتب والمملي لا يرفع اللحن عادة، بل اللحن إنما يرتفع لو كانا من قبيلة واحدة يضبط بينهما التفاهم. وكيف كان فقد حددت رواية السجستاني موارد اللحن بأربعة أحرف:
قال: «عن سعيد بن جبير قال: في القرآن أربعة أحرف لحن {وَالصََّابِئُونَ} [المائدة:
69] {وَالْمُقِيمِينَ} [النساء: 162] {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصََّالِحِينَ} [المنافقون: 10] و {إِنْ هََذََانِ لَسََاحِرََانِ} [طه: 63] [المصاحف 33].
وأيضا عن أبي خالد قال: قلت لأبان بن عثمان كيف صارت {لََكِنِ الرََّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمََا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلََاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكََاةَ} [النساء:
162] ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب؟ قال: اكتب؟ قال اكتب المقيمين الصلاة فكتب ما قيل له [المصاحف 33].
وهذه الرواية المحددة للحن بالإعراب في هذه الآيات ساقطة لأن قواعد الاعراب إنما حصلت في عصر متأخر عن عهد عثمان وعن عهد الرسالة وعصر القرآن، فإخضاع النص القرآني للقواعد المتأخرة لا يصح. بل الحل اما التوجيهات النحوية التي ذكرها النحاة من القطع في الصفات أو القول بأن هذا النوع من الأسلوب كان سائدا قبل تحقق وتأصل قواعد الاعراب والنحو، وهذا دليل على أصالة القرآن وانه لم يكن متأثرا بالنظريات المتأخرة فإن النحو استمد أصوله مما روي من اللغة العربية وليس فيها أوثق من النص القرآني من شيء.
والوجوه المختلفة في النص القرآني لا يمكن أن توصف بالغلط واللحن لأنها كتبت قبل أن تتحدد قواعد الخط وقواعد النحو فلا يمكن أن تجعل قواعد الخط المتأخرة وقواعد النحو المتأخرة مقياسا لما تقدم عليها تاريخيا.
كما روى السجستاني (ت 316هـ) موارد الخلاف بين مصحف عثمان الخاص ومصحف المدينة كالآتي:(1/126)
والوجوه المختلفة في النص القرآني لا يمكن أن توصف بالغلط واللحن لأنها كتبت قبل أن تتحدد قواعد الخط وقواعد النحو فلا يمكن أن تجعل قواعد الخط المتأخرة وقواعد النحو المتأخرة مقياسا لما تقدم عليها تاريخيا.
كما روى السجستاني (ت 316هـ) موارد الخلاف بين مصحف عثمان الخاص ومصحف المدينة كالآتي:
1 (مصحف عثمان) يسلون عن أبنائكم [33: 20] السؤال بغير ألف.
2 (مصحف عثمان) وقلن حاشى لله [12: 31] ليس فيها ألف.
3 (مصحف المدينة) آذو موسى [33: 69] ليس بعد الواو فيها ألف.
4 (مصحف عثمان) لتربو [30: 39] بغير ألف في الخط.
5 (مصحف المدينة) اللؤلؤا كل موضع في القرآن يكتبون فيه ألفا بعد الواو الآخرة.
6 (مصحف المدينة) إن هذان لساحران، وإن هذين لساحرين [20: 63] إن الألف والياء في القراءة سواء.
7 - الصابئون [5: 69] لعلهم كتبوا [أهل المدينة] الواو مكان الياء الراسخون [4:
162].
8 - فسال بني إسرائيل [17: 101] قال مالك وإنما كتبت فاء سين لام هجاء كما كتبوا «قال» قاف ألف لام. [المصاحف 105].
أقول: ولعل اللحن الذي ذكره الخليفة عثمان رضي الله عنه في القرآن عنى به الموارد المذكورة فإنها إن سلمنا أنها لحن في الكتابة فإنها لا تؤثر في القراءة في الخمسة الأول منها وأما الأخيرة فهي محاولات من وكيع وعكرمة لتوجيه القراءات ظاهرا. فإذن تنحصر موارد اللحن في الكتابة في خمس لا تؤثر في معنى النص لأن العرب تقومها بألسنتها.
الخط الذي كتب به القرآن
كان الخط العربي معروفا في المجتمع القرآني ومن هنا كثرت الإشارات في القرآن الكريم إلى ما يفتقر إلى الخط من «القراءة والقلم والصحف والقرطاس والمداد والسجل والكتاب في آيات كثيرة. والجاهلية التي عرف العرب بها لم تكن الجهل بالخط فقط وإنما الجهل في السلوك والعقيدة والعادات الاجتماعية وتضاربت الآراء والروايات في نشأة الخط العربي.
قال ابن النديم (ت 380هـ): «اختلف الناس في أول من وضع الخط العربي، فقال هشام الكلبي: أول من وضع ذلك، قوم من العرب العاربة نزلوا في عدنان بن أد،
واسماؤهم: أبو جاد، هواز، حطي، كلمون، صعفص، قريسات. هذا من خط ابن الكوفي، بهذا الشكل والإعراب وضعوا الكتاب على أسمائهم. ثم وجدوا بعد ذلك حروفا ليس من أسمائهم وهي: الثاء والخاء والذال والظاء والشين والغين فسموها الروادف.(1/127)
قال ابن النديم (ت 380هـ): «اختلف الناس في أول من وضع الخط العربي، فقال هشام الكلبي: أول من وضع ذلك، قوم من العرب العاربة نزلوا في عدنان بن أد،
واسماؤهم: أبو جاد، هواز، حطي، كلمون، صعفص، قريسات. هذا من خط ابن الكوفي، بهذا الشكل والإعراب وضعوا الكتاب على أسمائهم. ثم وجدوا بعد ذلك حروفا ليس من أسمائهم وهي: الثاء والخاء والذال والظاء والشين والغين فسموها الروادف.
قال: وهؤلاء ملوك مدين، وكان مهلكهم يوم الظلة في زمن شعيب النبي عليه السّلام [الفهرست 29].
ويكشف عن ذلك رواية ابن هشام (ت 213هـ) في حكاية عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال لولده: «ليأخذ كل رجل منكم قدحا ثم يكتب فيه اسمه ثم ائتوني ففعلوا ثم اتوه» [السيرة لابن هشام 1/ 151/ 152].
وعليه كان عبد المطلب جد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم (المتوفى بعد عام الفيل بثماني سنوات 571م) عارفا بالكتابة وأولاده يحسنونها. وليس هذا غريبا فقد كان والد عبد المطلب هاشم كما تقول السيرة: «أول من سن الرحلتين لقريش رحلتي الشتاء والصيف» [السيرة 1/ 136] وهما رحلتان رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام وطبيعي الرحلة إلى المدن المتحضرة يفرض التأثر بحضارتها والخط من أهم معالم الحضارة.
وشيوع المفردات المتقدمة القرآنية حول الكتاب والكتابة يدل على تقدم الكتابة العربية وتنافي الروايات القائلة بأن الخط العربي حصل بجيل واحد أو جيلين قبل عصر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، منها رواية السجستاني (ت 316هـ): «عن الشعبي قال: سألت المهاجرين من أين تعلمتم الكتابة؟ قالوا: من أهل الحيرة. وسألنا أهل الحيرة من أين تعلمتم الكتابة؟ قالوا: من أهل الأنبار.
وأيضا عن هشام بن محمد بن السائب قال أكيدر دومة هو الأكيدر بن عبد الملك الكندي وأخوه بشر بن عبد الملك الذي علمه أهل الأنبار خطنا هذا فخرج بشر إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية فولدت له جاريتين وقال غير عليّ عن هشام بن محمد إن خطنا هذا سمي الجزم وأول ما كتب ببقة كتبه قوم من طيئ يقولون هم من بولان وكان الشرقي يقول مرامر بن مرة وسلمة بن حزرة وهم الذين وضعوا هذا الكتاب. (قال هشام الذي غضب على معاوية في قتل حجر بن عدي) [المصاحف 4].
وقال ابن خلدون (ت 808هـ) وقد كان الخط العربي بالغا مبالغه من الإحكام والإتقان والجودة في دولة التّبابعة مما بلغت من الحضارة والترف وهو المسمّى بالخط الحميري وانتقل منها إلى الحيرة لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية والمجددين
لملك العرب بأرض العراق ولم يكن الخط عندهم من الإجادة كما كان عند التبابعة لقصور ما بين الدولتين وكانت الحضارة وتوابعها من الصنائع وغيرها قاصرة عن ذلك ومن الحيرة لقنه أهل الطائف وقريش فيما ذكر ويقال إن الذي تعلم الكتابة من الحيرة هو سفيان بن أمية ويقال حرب بن أمية وأخذها من أسلم بن سدرة وهو قول ممكن [المقدمة 418].(1/128)
وقال ابن خلدون (ت 808هـ) وقد كان الخط العربي بالغا مبالغه من الإحكام والإتقان والجودة في دولة التّبابعة مما بلغت من الحضارة والترف وهو المسمّى بالخط الحميري وانتقل منها إلى الحيرة لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية والمجددين
لملك العرب بأرض العراق ولم يكن الخط عندهم من الإجادة كما كان عند التبابعة لقصور ما بين الدولتين وكانت الحضارة وتوابعها من الصنائع وغيرها قاصرة عن ذلك ومن الحيرة لقنه أهل الطائف وقريش فيما ذكر ويقال إن الذي تعلم الكتابة من الحيرة هو سفيان بن أمية ويقال حرب بن أمية وأخذها من أسلم بن سدرة وهو قول ممكن [المقدمة 418].
وطبيعي أن الكتابة تطورت في عصر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تطورا ملموسا على أثر الحاجة الماسة في عقود الصلح والمراسلات بحكم الظروف المتطورة كما يكشف عن ذلك النص القرآني:
{يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذََا تَدََايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى ََ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كََاتِبٌ بِالْعَدْلِ} [البقرة: 282] فلو لم تكن الكتابة منتشرة لما كان للأمر به موردا.
والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نفسه أكد على الكتابة قولا بقوله: «قيدوا العلم بالكتاب» [صبح الأعشى 31]. وتقريرا حيث كتبت رسائل إلى حكام وقته يدعوهم إلى الإسلام ختمها بخاتمه منها رسالته إلى المقوقس حاكم مصر وجعل الفداء لاسرى بدر من قريش أن يعلم كل منهم عشرين من المسلمين القراءة والكتابة [طبقات ابن سعد 142].
كما تكشف عن تطور كتابة بعض الخطوط المنسوبة، منها: الرسالة إلى المقوقس عظيم القبط المحفوظة في متحف طوب قابوسراي في استانبول وقد عثر عليها في أحد أديرة مصر قرب اخميم عام 1850م قياسها 3425سم. [أصل الخط العربي وتطوره، ص 90].
لاحظت الباحثة الجبوري أن: «في هذه الوثيقة كثيرا من الأخطاء الإملائية أيضا وكلمات لا يمكن قراءتها ولولا أن نصها قد روي كثيرا في المصادر التاريخية لما استطاع أحد أن يقرأ إلا جزءا يسيرا منها».
ومما قالت: «ولا نجد في الواضح من حروفها اختلافا بينا لما كان مألوفا حول تلك الفترة الزمنية غير أن تباينا في طريقة كتابة بعض الكلمات والتي منها كلمة (الكتاب) التي جاءت مغايرة لما هو مألوف آنذاك باسقاط حرف الألف الوسطى كما هو الأمر مثلا في كلمة (الكتب) في شاهد قبر 31هـ.
ومما تجدر الإشارة إليه أيضا عدم تناسب المسافات بين حروف بعض الكلمات وبين المسافات الممزقة التي تتخلل تلك الوثيقة. والمثال على ذلك ما نجده من مسافة كبيرة بين حرف الكاف في كلمة (يدعوك) وبين حرف الواو من الكلمة نفسها بحيث لم يكن هناك تأثير للتمزيق بين الحرفين. وكذا الحال بين كلمتي (بدعاية) و (الإسلام) وكذلك بين الكاف في
كلمة (أجرك) والجيم منها، حيث اعتبرت مسافة التمزيق لحرف الراء فقط. كما أن ارتفاع كلمة (بينكم) عن مستوى حرف الواو يصور لنا أنه قد حدث بسبب وجود التمزيق. [أصل الخط العربي ص 91].(1/129)
ومما تجدر الإشارة إليه أيضا عدم تناسب المسافات بين حروف بعض الكلمات وبين المسافات الممزقة التي تتخلل تلك الوثيقة. والمثال على ذلك ما نجده من مسافة كبيرة بين حرف الكاف في كلمة (يدعوك) وبين حرف الواو من الكلمة نفسها بحيث لم يكن هناك تأثير للتمزيق بين الحرفين. وكذا الحال بين كلمتي (بدعاية) و (الإسلام) وكذلك بين الكاف في
كلمة (أجرك) والجيم منها، حيث اعتبرت مسافة التمزيق لحرف الراء فقط. كما أن ارتفاع كلمة (بينكم) عن مستوى حرف الواو يصور لنا أنه قد حدث بسبب وجود التمزيق. [أصل الخط العربي ص 91].
وكتاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هذا كتبه أحد كتابه سنة 627وأرسله مع حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس عظيم الأقباط في الإسكندرية.
عثر عليه فرنسي يدعى «بارسيلميه» في كنيسة اخميم بمصر سنة 1850م ملصوقا على غلاف إنجيل قبطي قديم. ولما تبين له أن هذه الرسالة تخص النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم قدمها للسلطان عبد المجيد العثماني الذي أمر بحفظها داخل إطار ذهبي. ووضع بداخل صندوقة من الذهب الخالص المزخرف بأروع الزخارف.
صورة كتاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المقوقس عظيم الأقباط في الإسكندرية محفوظة في متحف طوبقابو استانبول(1/130)
صورة كتاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المقوقس عظيم الأقباط في الإسكندرية محفوظة في متحف طوبقابو استانبول
بسم الله الرّحمن الرّحيم صورة البسملة في الخط المكي كما صورها ابن النديم المتوفى 280
وأبعاد هذه الرسالة المكتوبة على الرق (5ر 3042) سم وإن بعض أقسامها من الوسط قد تلفت. وهي محفوظة في فرع «الأمانات المقدسة» في متحف قصر طوب قبو الذي أنشئ سنة 1478م 883هـ بأمر السلطان محمد الفاتح.
لقد بوشر بجمع الأمانات الإسلامية بعد فتح مصر من قبل السلطان ياووز سليم. وثم محافظتها للآن.
(من منشورات وزارة الدعاية والسياحة في تركيا سنة 1966استانبول).
ونص الرسالة: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فاني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فعليك اثم كل القبط يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.
محمد رسول الله» [منشورات الخط العربي في البصرة، ص 318].
قال ابن النديم (ت 380هـ): «فأول الخطوط العربية المكي وبعده المدني ثم البصري ثم الكوفي. فأما المكي والمدني ففي الفاته تعويج إلى يمنة اليد وأعلى الأصابع، وفي شكله انضجاع يسير».
وعليه فمسيرة التطور في الخط العربي مكة المدينة البصرة الكوفة وهذا يساعد الاعتبار على ذلك حيث أن الإسلام انتشر بنفس المسيرة، فتطور الخط الذي هو من أسمى مراسم الحضارة، رافق الإسلام في مسيرته حتى استقر في شكله المتقدم نسبيا في الكوفة منذ صارت عاصمة للخلافة في خلافة الإمام علي عليه السّلام ومنها انتشر إلى سائر البلدان الإسلامية.(1/131)
وعليه فمسيرة التطور في الخط العربي مكة المدينة البصرة الكوفة وهذا يساعد الاعتبار على ذلك حيث أن الإسلام انتشر بنفس المسيرة، فتطور الخط الذي هو من أسمى مراسم الحضارة، رافق الإسلام في مسيرته حتى استقر في شكله المتقدم نسبيا في الكوفة منذ صارت عاصمة للخلافة في خلافة الإمام علي عليه السّلام ومنها انتشر إلى سائر البلدان الإسلامية.
للكوفة خطوط ثلاثة:
قال إبراهيم جمعة: «وعلى ذلك فالمرجح أنه كان للكوفة نوعان أساسيان من الخط، نوع يابس ثقيل صعب الإنجاز تأدت له الأغراض الجليلة، ونوع آخر لين تجري به اليد في سهولة، وهو الخط الذي انتهى إلى الكوفة من المدينة، ويقطع بليونة هذا الخط الأخير دليل من التاريخ استقيناه من كتاب الفهرست ودليل آخر مادي، هو بردية إهناسية المؤرخة 22هـ من ولاية عمرو بن العاص الأولى على مصر، فالخط الذي كتبت به هذه البردية هو «الخط المدني» الذي انتقل من المدينة إلى الكوفة بعد تأسيسها، ومنذ صارت عاصمة الخلافة، كما انتقل منها إلى مصر وغيرها من البلدان. [دراسة تطور الكتابات الكوفية ص 27].
ومهما كانت الروايات لا يوجد للخط المسند أثر في المصاحف المنسوبة مع أن أثر الخط النبطي أو الأنبار ثابت وتشابه الخط الكوفي والنبطي واضح فالنص القرآني المكتوب في عصر الرسالة وعهد عثمان لا بد وأن يكون بالخط العربي المتطور من الخط النبطي الذي كان معمولا به في الشام ومع الأسف لا تملك المكتبة الإسلامية شيئا موثوقا به من المصاحف من عصر الرسالة سوى المصاحف المنسوبة بالخط الكوفي ويرجع أغلبها إلى القرن الثالث أو قبله بقليل والتي أشهرها المصحف الإمام في طاشقند.
وقد شاهد ابن جبير (ت 614هـ) الرحالة الأندلسي في رحلته عام 578هـ أحد هذه المصاحف في مكة قال: «وفي القبة العباسية خزانة تحتوي على تابوت مبسوط متسع، وفيه مصحف أحد الخلفاء الأربعة، أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبخط يد زيد بن ثابت رضي الله عنه، منتسخ سنة ثمان عشرة من وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وينقص منه ورقات كثيرة. وهو بين دفتي عود مجلد بمغاليق من صفر، كبير الورقات واسعها، عايناه وتبركنا بتقبيله، ومسح الخدود فيه. نفع الله بالنية في ذلك. وأعلمنا صاحب القبة المتولي لعرضه علينا: أن أهل مكة متى أصابهم قحط، أو نالتهم شدة في أسعارهم، أخرجوا المصحف المذكور، وفتحوا باب البيت الكريم، ووضعوه في القبة المباركة مع المقام الكريم: مقام الخليل إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه. واجتمع الناس كاشفين رءوسهم، داعين متضرعين، وبالمصحف الكريم والمقام العظيم إلى الله متوسلين. فلا ينفصلون عن مقامهم ذلك إلا ورحمة الله عزّ وجلّ قد تداركتهم، والله لطيف بعباده، لا إله سواه. [رحلة ابن جبير ص 118117].
نسخ المصاحف العثمانية
وأهم ما وقعت عليه من المصاحف المنسوبة إلى الخليفة عثمان رضي الله عنه ما يأتي:
1 - المصحف المنسوب إلى الخليفة عثمان بن عفان المحفوظة في طاشقند والمطبوعة في 1905ميلادية في روسيا أولا ثم في 1401في فيلادلفيا.(1/132)
وأهم ما وقعت عليه من المصاحف المنسوبة إلى الخليفة عثمان رضي الله عنه ما يأتي:
1 - المصحف المنسوب إلى الخليفة عثمان بن عفان المحفوظة في طاشقند والمطبوعة في 1905ميلادية في روسيا أولا ثم في 1401في فيلادلفيا.
طبع منه خمسون نسخة أهديت إلى مختلف الدول الإسلامية وجاء عليها بالفرنسية ما ترجمه لنا الأخ محمد الشيرواني وملخصه: «بخط كوفي قديم كتبها الخليفة الثالث عثمان كانت في المكتبة الإمبراطورية (القيصرية) في بطرسبرج (لينينغراد) وقد طبعت منه النظارة الدينية بعد الانقلاب البلشفي خمسين نسخة أهدتها إلى مختلف الحكومات الإسلامية وذلك بواسطة في سنة 1905م» وهذه النسخة رأيتها في مكتبة جامعة طهران رقم 4403افست جابي أوله: «ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين» [سورة البقرة: 81]. آخره: «وإنه في أم الكتب لدينا لعلي حكيم» [الزخرف: 4].
ووصف النسخة وصفا دقيقا محمد عبد الجواد الأصمعي في كتابه «تطوير وتجميل الكتب العربية ص 81»، بقوله: «صورة شمسية لمصحف شريف كان في سمرقند في جامع خواجا عبد الله الأحرار ثم اشتراه حاكم تركستان ونقله إلى بطرسبرج فوضع في دار الكتب القيصرية وسمي هناك «المصحف السمرقندي» وأشيع أنه المصحف الإمام الذي استشهد عليه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان الناس يرونه في أيام معينة ثم نشرته جمعية الآثار
القديمة على يد الخطاط المصور الروسي وطبعت منه خمس نسخ وبقي هذا المصحف الشريف في دار الكتب القيصرية إلى الانقلاب البلشيفي وفي أواخر سنة 1918م حمل في حفل عظيم تحت حراسة مشددة من الجند إلى إدارة مكونة من الشخصيات البارزة هناك (تسمى النظارة الدينية) وذلك ارضاء للمسلمين وكسبا لتعظيمهم وبقي فيها خمس سنوات. وفي أواخر سنة 1923م نقل إلى أوزبكستان وبقي في سمرقند فترة من الزمن وهو الآن في طشقند حيث يكون على كر الأيام والشهور والأعوام تحقيقا لرغبة المسلمين هناك والصورة لهذا المصحف الشريف محفوظة بمعرض دار الكتب والآثار القومية برقم 204 مصاحف. [تصوير وتجميل الكتب العربية، محمد عبد الجواد الأصمعي، دار المعارف، القاهرة، ص 81].(1/133)
ووصف النسخة وصفا دقيقا محمد عبد الجواد الأصمعي في كتابه «تطوير وتجميل الكتب العربية ص 81»، بقوله: «صورة شمسية لمصحف شريف كان في سمرقند في جامع خواجا عبد الله الأحرار ثم اشتراه حاكم تركستان ونقله إلى بطرسبرج فوضع في دار الكتب القيصرية وسمي هناك «المصحف السمرقندي» وأشيع أنه المصحف الإمام الذي استشهد عليه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان الناس يرونه في أيام معينة ثم نشرته جمعية الآثار
القديمة على يد الخطاط المصور الروسي وطبعت منه خمس نسخ وبقي هذا المصحف الشريف في دار الكتب القيصرية إلى الانقلاب البلشيفي وفي أواخر سنة 1918م حمل في حفل عظيم تحت حراسة مشددة من الجند إلى إدارة مكونة من الشخصيات البارزة هناك (تسمى النظارة الدينية) وذلك ارضاء للمسلمين وكسبا لتعظيمهم وبقي فيها خمس سنوات. وفي أواخر سنة 1923م نقل إلى أوزبكستان وبقي في سمرقند فترة من الزمن وهو الآن في طشقند حيث يكون على كر الأيام والشهور والأعوام تحقيقا لرغبة المسلمين هناك والصورة لهذا المصحف الشريف محفوظة بمعرض دار الكتب والآثار القومية برقم 204 مصاحف. [تصوير وتجميل الكتب العربية، محمد عبد الجواد الأصمعي، دار المعارف، القاهرة، ص 81].
وصفه كوركيس عواد بقوله: «نسخة بقطع كبير، مكتوبة على الرق بالخط الكوفي.
وتعرف هناك بمصحف عثمان. قيل أنه المصحف الذي كان يصلّي فيه حين قتل سنة 35هـ 656م، وعليه آثار من دمه [المنجد ص 5250]. قال في وصفه: «هذا المصحف خال من النقط في الصحيفة 12سطرا، كتب على الرق، عدد ورقاته 353ورقة، وقياسها 68 53سم. لكن الصنعة الفنية بادية عليه في رسم الحرف. مما يدل دلالة واضحة على أن الكتابة ليست من أيام عثمان، بل هي من القرن الثاني بل الثالث وراجع بشأن هذه النسخة أيضا، بحثا بعنوان «مصحف عثمان» في «مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق» [38، عام 1963م، ص 739736].
وللشيخ طه الولي وصف لهذه النسخة، ضمن بحثه «القرآن الكريم في بلاد الروسيا»، المنشور في مجلة «المورد» [9، عام 1980م، ع 4، ص 3528]. [عواد 41].
وقد نشر الدكتور حميد الله هذا المصحف مقارنا بالمتداول اليوم في طبعة مصغرة محدودة في 725صفحة وأعادت هذه الطبعة عائشة بيكم في فيلادلفيا 1981م.
2 - مصحف بخط كوفي كتب عليه: «أن هذا المصحف الشريف كتبه الإمام الشهيد ذو النورين أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه إملاء من أفواه الصحابة القراء في عصره الذين أخذوا القرآن الكريم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم إنه أعرب فيما بعد على الاصطلاح الكوفي في الضبط بنقط الحمرة وكتبت فواتح السور فيه كما ترى بالحمرة وفق الاصطلاح وقتئذ ولما فتحت التتار الموصل عنفا في شعبان سنة 660كان هذا المصحف الشريف في بيت قاضيها فانتهب وغيره وأخذ ما كان طبقا على جلده من الذهب وألقي هو فتلف من أوله قدر ثماني قوائم وبعد برهة من الدهر نقل إلى دمشق المحروسة فتلف أيضا من وسطه قدر أربع قوائم
بالحريق المشهور بها في ليلة الثلاثاء السادس والعشرين من شوال سنة 740هـ فاستجد التألف منه في الموضعين المشار إليهما بالقلم المعرب وأصلح قدر الإمكان رحم الله الساعي في إصلاحه في مكتبة الأمانة رقم 1راجع [مصور 10/ 3].(1/134)
2 - مصحف بخط كوفي كتب عليه: «أن هذا المصحف الشريف كتبه الإمام الشهيد ذو النورين أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه إملاء من أفواه الصحابة القراء في عصره الذين أخذوا القرآن الكريم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم إنه أعرب فيما بعد على الاصطلاح الكوفي في الضبط بنقط الحمرة وكتبت فواتح السور فيه كما ترى بالحمرة وفق الاصطلاح وقتئذ ولما فتحت التتار الموصل عنفا في شعبان سنة 660كان هذا المصحف الشريف في بيت قاضيها فانتهب وغيره وأخذ ما كان طبقا على جلده من الذهب وألقي هو فتلف من أوله قدر ثماني قوائم وبعد برهة من الدهر نقل إلى دمشق المحروسة فتلف أيضا من وسطه قدر أربع قوائم
بالحريق المشهور بها في ليلة الثلاثاء السادس والعشرين من شوال سنة 740هـ فاستجد التألف منه في الموضعين المشار إليهما بالقلم المعرب وأصلح قدر الإمكان رحم الله الساعي في إصلاحه في مكتبة الأمانة رقم 1راجع [مصور 10/ 3].
3 - نسخة مشهد رأس الحسين عليه السّلام بالقاهرة وصفها أحمد عادل كمال بقوله:
«وأما المصحف المحفوظ بخزانة المسجد الحسيني والمنسوب إلى عثمان فهو مكتوب بالخط الكوفي القديم مع تجويف حروفه وسعة حجمه ورسمه يوافق رسم المصحف المدني والشامي حيث رسمت فيه كلمة (من يرتد) من سورة المائدة بدالين اثنين مع فك الادغام وهو رسمها فمحتمل أن يكون منقولا من المصاحف العثمانية والرأي للزرقاني» [علوم القرآن 57].
ووصفتها سعاد ماهر كالآتي: «المصحف المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان في المسجد الحسيني فيتكون من (1087) صفحة من الرق ومكتوب بمداد بني داكن.
وأسلوب الخط كوفي بسيط وإن كان أكثر تطورا من خط المصحف المنسوب إلى سيدنا علي. لكنه خال من النقط الحمراء والسوداء. وسأتناول ملاحظاتي بالتفصيل فيما يلي:
أولا: أن الخط كوفي بسيط وخال من الزخارف الخطية، ولكن يظهر فيه أثر الصنعة الخطية والتطوير، مما لا نجده في خطوط النصف الأول من القرن الأول الهجري، وذلك بمقارنته بالخطوط المكتوبة على مواد مختلفة مثل الحجر والنسيج والجلود والعظم. والتي تزخر بها متاحف العالم وترجع إلى تلك الفترة (اللوحة رقم 16) لذلك فإني أؤكد تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الأول على أقل تقدير. كما أرجح نسبة الخط إلى مصر في تلك الفترة والذي يمتاز بامتداد الحروف المتوسطة، ويمكن مقارنته بصفحة من مصحف مكتوب على الرق ومحفوظ بمتحف برلين القسم الإسلامي (لوحة رقم 17).
ثانيا: استعمال الرق في مصحف عدد صفحاته (1087) صفحة، وبالحجم الكبير إذ تبلغ مساحة الصفحة (5775سم) يرجح عدم وجود أوراق الكاغد، أو أوراق الخراساني مما ظهر في العصر العباسي الأول في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري وقت أن كتب، وبالتالي انه كتب قبل هذا التاريخ.
ثالثا: الزخارف الفاصلة بين السّور بسيطة تناسب نهاية القرن الأول (لوحة رقم 16) ويمكن مقارنتها (بلوحة رقم 17). [مخلفات الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ص 131].
4 - نسخة قديمة جدا وصفها عواد بقوله: تعرف بمصحف عثمان، (المنجد،
ص 4746) وقد نشر موريتز (1316.،) نماذج من خط هذين المصحفين اللذين يرقيان إلى القرن الأول والثاني للهجرة.(1/135)
4 - نسخة قديمة جدا وصفها عواد بقوله: تعرف بمصحف عثمان، (المنجد،
ص 4746) وقد نشر موريتز (1316.،) نماذج من خط هذين المصحفين اللذين يرقيان إلى القرن الأول والثاني للهجرة.
5 - المصحف المعروض في المعرض القرآني الذي أقيم في دار الكتب العربية بميدان أحمد ماهر في ليلة القدر من رمضان سنة 1387هـ بمناسبة مرور أربعة عشر قرنا على نزول القرآن وقد استعرض فيه النسخ الموجودة والتي أهمها (نسخة جامع عمرو بن العاص والمشهور أن عثمان استشهد عليه وعليه آثار دمه وبقلم كوفي على رق غزال من غير تشكيل ولا نقط ولا كتابة أسماء السور والنسخة في معرض دار الكتب والثاني لعله ما ذكره المقريزي في الخطط [2/ 246، ط بولاق سنة 1270هـ] قد قال: «احضر إلى مصر مع رحيل من أهل العراق مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وإنه الذي كان بين يديه يوم الدار وانه استخرج من خزائن المقتدر فاخذه أبو بكر الخازن وجعله في جامع سيدنا عمرو بن العاص».
6 - مصحف مخطوطة عثمان رضي الله عنه بخط كوفي في م / نور عثمانية رقم 3.
7 - قطعة مصحف كتب عليها أنه بخط الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه بخط كوفي قديم في م الأمانة رقم 208 [المصورة 1/ 3].
8 - سورة يس بقلم كوفي غليظ قيل أنه أحد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الأمصار مطبوعة على الأصل المحفوظ في خزانة بتربورنج توجد المصورة في التيمورية / 543.(1/136)
7 - قطعة مصحف كتب عليها أنه بخط الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه بخط كوفي قديم في م الأمانة رقم 208 [المصورة 1/ 3].
8 - سورة يس بقلم كوفي غليظ قيل أنه أحد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الأمصار مطبوعة على الأصل المحفوظ في خزانة بتربورنج توجد المصورة في التيمورية / 543.
9 - مصحف بخط كوفي قديم كتب عليه باللغة التركية حديثا أنه بخط الإمام عثمان بن عفان م / أمانة رقم 10 [مصورة 41].
10 - وجاء عن مصحف عثمان الذي كان في مسجد علي عليه السّلام بالبصرة ورآها ابن بطوطة في رحلته وقال: «ان أثر الدم فيها على آية» {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللََّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
[البقرة: 137] ولا بد من التحقيق أكثر حول ذلك.
ولم يتيسر لي دراسة هذه النسخ سوى المصورة من النسخة السمرقندية وقد عرفت أن الصنعة عليها بادية ومع ذلك فهي أقدم نسخة شبه كاملة تيسر لنا دراستها مع أن المؤرخين لم يذكروا أن عثمان كتب قرآنا كاملا بخط يده وإن عد من كتاب الوحي.
اختلاف المصاحف العثمانية
عقد السجستاني (ت 316هـ) بابا لاختلاف مصاحف الأمصار التي نسخت من الإمام ذكر فيه روايات تنص على موارد الاختلاف بين مصاحف المدينة والكوفة والبصرة والشام والحجاز (ص 4939) كما أشار علماء الرسم منهم الداني في المنقع (ت 444هـ) إلى موارد منها.
ويظهر من هذه الروايات أن الاختلاف ناشئ من خلو المصحف من التنقيط والإعجام وبعضها ناشئ من عدم وجود قاعدة ثابتة للإملاء في ذلك العصر وهم بشر وليس ذلك نقصا لهم لحسن نياتهم في حفظ النص القرآني بالقراءة الصحيحة في كل جيل من المسلمين.
نقل الزركشي (ت 797هـ) قال أبو عمرو الداني في «المقنع»: «أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحدة الكوفة والبصرة والشام، وترك واحدة عنده، وقد قيل: إنه جعله سبع نسخ، وزاد: إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين. قال: والأول أصح وعليه الأئمة». [البرهان 240].
قال القاسمي عن اختلاف مصاحف الإمام نفسه: «ثبتت أحرف في بعض المصاحف العثمانية المرسلة إلى البلاد المتقدمة لم توجد في البقية فاتبع أئمة كل مصر منها مصحفهم
فمن ذلك قراءة ابن عامر: (قالوا اتخذ الله ولدا) [البقرة: 116] بغير واو في البقرة و (بالزبر وبالكتاب) [آل عمران: 184] بزيادة الباء في الاثنين ونحو ذلك فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي وكقراءة ابن كثير: (جنات تجري من تحتها الأنهار) [التوبة: 100] في الموضع الأخير من سورة براءة زيادة (من) فإن ذلك ثابت في المصحف المكي وكذلك: (إن الله الغني) في [الحديد: 24] بحذف (هو) وكذا: (سارعوا) [آل عمران: 133] بحذف (الواو) وكذا (منهما منقلبا) بالتثنية [الكهف: 36] إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها فوردت القراءة على أئمة تلك الأمصار في موافقة مصحفهم كذا في النشر» [تفسير القاسمي 1/ 297].(1/137)
قال القاسمي عن اختلاف مصاحف الإمام نفسه: «ثبتت أحرف في بعض المصاحف العثمانية المرسلة إلى البلاد المتقدمة لم توجد في البقية فاتبع أئمة كل مصر منها مصحفهم
فمن ذلك قراءة ابن عامر: (قالوا اتخذ الله ولدا) [البقرة: 116] بغير واو في البقرة و (بالزبر وبالكتاب) [آل عمران: 184] بزيادة الباء في الاثنين ونحو ذلك فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي وكقراءة ابن كثير: (جنات تجري من تحتها الأنهار) [التوبة: 100] في الموضع الأخير من سورة براءة زيادة (من) فإن ذلك ثابت في المصحف المكي وكذلك: (إن الله الغني) في [الحديد: 24] بحذف (هو) وكذا: (سارعوا) [آل عمران: 133] بحذف (الواو) وكذا (منهما منقلبا) بالتثنية [الكهف: 36] إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها فوردت القراءة على أئمة تلك الأمصار في موافقة مصحفهم كذا في النشر» [تفسير القاسمي 1/ 297].
قال الزرقاني: «وإنما كتبوا مصاحف متعددة، لأن عثمان رضي الله عنه قصد إرسال ما وقع الإجماع عليه إلى اقطار بلاد المسلمين، وهي الأخرى وكتبوها متفاوتة في إثبات وحذف، وبدل وغيرها، لأنه رضي الله عنه قصد على الأحرف السبعة. وجعلوها خالية من النقط والشكل، تحقيقا لهذا الاحتمال فكانت بعض الكلمات يقرأ رسمها بأكثر من وجه عند تجردها من النقط والشكل نحو «فتبينوا» من قوله تعالى: {إِنْ جََاءَكُمْ فََاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] فإنها تصلح «فتثبتوا» عند خلوها من النقط والشكل وهي قراءة أخرى، وكذلك كلمة «ننشرها» من قوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظََامِ كَيْفَ نُنْشِزُهََا} [البقرة: 259] فإن تجردها من الشكل كما ترى يجعلها صالحة عندهم أن يقرءوها «ننشزها» بالزاي، وهي واردة أيضا، وكذلك كلمة «اف» التي ورد أنها تقرأ بسبعة وثلاثين وجها. [مناهل العرفان 1/ 251].
وفي هذا الكلام نظر من وجوه وذلك:
أولا: أنه لا دليل على أن الخليفة عثمان رضي الله عنه قصد اشتمال المصاحف على الأحرف السبعة حيث لا يوجد مصدر يصرح بذلك فكلامه دعوى بدون دليل.
ثانيا: أن الأحرف السبعة المدعاة ليست في كل كلمة من القرآن الكريم.
ثالثا: أن خلو النص من النقط والشكل لم يكن مختصا بالقرآن بل في كل مكتوب من ذلك العصر قبل أن تتطور الكتابة إلى أشكالها المتقدمة اليوم.
رابعا: أن الخلاف بين قراءة (فتبينوا) و (فتثبتوا) خلاف في القراءة في النص المحتمل لذلك و (اف) التي تقرأ بسبعة وثلاثين وجها تزيد على عدد السبعة المدعاة.(1/138)
رابعا: أن الخلاف بين قراءة (فتبينوا) و (فتثبتوا) خلاف في القراءة في النص المحتمل لذلك و (اف) التي تقرأ بسبعة وثلاثين وجها تزيد على عدد السبعة المدعاة.
جدول اختلاف المصاحف العثمانية
السورة: الآية: مصحف عثمان (1)
الخاصة: مصاحف الحجاز المدينة مكة الشام (2): مصاحف العراق البصرة الكوفة (3): المصحف الأميري طبعة 1337هـ (4)
البقرة: 116:: قالوا (5): الحجاز والشام: وقالوا: البقرة: 132: ووصى: وأوصى: الحجاز والشام: ووصى: آل عمران: 52: بأننا (6):::: بانا آل عمران: 63: باننا:::: بانا آل عمران: 133: وسارعوا: سارعوا: الحجاز والشام: وسارعو: آل عمران: 184:: وبالزبر: الحجاز والشام: والزبر: النساء: 36:: ذي القربى:: ذا القربى (7): ذي القربى النساء: 66:: إلا قليلا (1): الشام: إلا قليل:
__________
(1) في روايتي خالد بن أياس بن صخر بن أبي الجهم العدوي وسلمان بن مسلم بن جماز الزهري «أن هذه الحروف مكتوبة في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وهي تخالف قراءة أهل المدينة ومصاحفهم وهي اثنا عشر حرفا» [المصاحف 3837].
(2) مستخرجة من روايات الكسائي في المصاحف [السجستاني 39].
(3) روى السجستاني: «وبين مصحف أهل الكوفة وأهل البصرة حرفان. وقال قوم بل عشرة أحرف وقال أحد عشر حرفا [المصاحف 47].
(4) الطبعة المحققة الأولى للقرآن الكريم بعناية محمد خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية عام 1337هـ.
(5) يظهر أن الاختلاف في الكتابة لم يكن على قاعدة مطردة. في رواية الكسائي في اختلاف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة قال: «وفي سورة الجن اختلفوا كلهم فيها» «قال: إنما ادعوا ربي» ويقولون: (قال) و (قل) [المصاحف 40]. والظاهر أنه يعني (قل) بدون ألف لأهالي المدينة والبصرة و (قال) بالألف لأهل الكوفة كما تقدم في الانبار فراجع «وقال في ص 49» وفي الجن اختلفوا فيها كلهم. راجع [الأعراف 75].
(6) في رواية أسيد: «في مصحف عثمان ثلاثة أحرف» [المصاحف 39] وهذه الآية {وَاشْهَدْ بِأَنََّا مُسْلِمُونَ}
وردت في آل عمران الآية: 52و 64والمائدة: 11.
(7) ورواية الكسائي: وفي النساء في مصاحف أهل الكوفة»: «والجار ذا القربى والجار الجنب» وكان بعضهم يقرؤها كذلك ولست أعرف واحدا يقرأها اليوم إلا «ذي القربى» راجع رواية الكسائي والجار ذي القربى [المصاحف 41].(1/139)
السورة: الآية: مصحف عثمان الخاصة: مصاحف الحجاز المدينة مكة الشام: مصاحف العراق البصرة الكوفة: المصحف الأميري طبعة 1337هـ النساء: 171:: ورسوله: مكة: ورسله [البقرة]: المائدة: 53: ويقول: يقول: الحجاز والشام: ويقول: المائدة: 54: من يرتد: من يرتدد: الحجاز والشام (1): من يرتد: المائدة: 111: باننا:::: باننا الأنعام: 32:: الدار الآخرة (2): الحجاز والشام: للدار الآخرة: الأنعام: 63:: انجيتنا:: انجيتنا البصرة: نجانا الكوفة: انجنا الأنعام: 137:: أولادهم شركائهم: الشام (3): أولادهم شركاؤهم: الأعراف: 3:: يتذكرون: الحجاز والشام: تذكرون: الأعراف: 43:: ما كنا: الحجاز والشام: وما كنا: الأعراف: 75:: قال: الحجاز والشام: وقال: قال الأعراف: 141:: انجاكم: الحجاز والشام: انجيناكم: انجينكم الأعراف: 195:: كيدوني: الحجاز والشام: كيدون: الأنفال: 67:: للنبي: الشام: لنبي: التوبة: 100:: من تحتها: مكة: تحتها [البقرة]: التوبة: 107: والذين: الذين: الحجاز والشام: والذين:
__________
(1) رواية أهل الشام [المصاحف 45].
(2) نفس المصدر.
(3) نفس المصدر.(1/140)
السورة: الآية: مصحف عثمان الخاصة: مصاحف الحجاز المدينة مكة الشام: مصاحف العراق البصرة الكوفة: المصحف الأميري طبعة 1337هـ يونس: 22:: ينشركم: الشام: يسيركم: يوسف: 30و 51: حش (1):::: حش الرعد: 42:: الكافر:: الكفار (2): الإسراء: 93:: قل: قال:: قال [الكوفة]: قل الكهف: 36: منها: منهما: الحجاز والشام: منها: الكهف: 95:: مكني: الحجاز والشام: مكنني: مكني الأنبياء: 4:: قل:: قل [البصرة] قال [الكوفة]: قال الأنبياء: 112:: قل:: قل [البصرة] قال [الكوفة]: قال المؤمنون: 85: [لله: لله: الحجاز والشام: لله [البصرة] لله [الكوفة]: المؤمنون: 87: لله (3): لله: الحجاز والشام: الله: لله: المؤمنون: 89: لله]: لله: الحجاز والشام: الله: لله:
__________
(1) في رواية أسيد بن يزيد أن في مصحف عثمان «وقلن حاش لله» ليس فيها ألف.
(2) في رواية سوادة بن زياد البرحي، في قراءة أهل العراق «وسيعلم الكفار» [المصاحف 43].
(3) في رواية أسيد بن يزيد قال: «في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه: سيقولون الله «ثلاثهن بغير ألف» [المصاحف 38].
في رواية «البرحي» وفي قراءة أهل العراق: «سيقولون لله» «وهما موضعان» [المصاحف 43].
في رواية الحضرمي: «في أيام أهل العراق الأولى» «سيقولون لله» والحرفان الآخران بعد ذلك «سيقولون الله» «سيقولون الله» مرتين [المصاحف 46].
روى السجستاني «وفي المؤمنين: سيقولون لله» في الثانية والثالثة تحذف الفين وفي ص 49 «أهل الكوفة وأهل المدينة كلها لله لله لله لذلك قال علي بن حمزة أهل البصرة (لله) واحدة واثنان (الله الله) بألف ص 49 [المصاحف 248].(1/141)
السورة: الآية: مصحف عثمان الخاصة: مصاحف الحجاز المدينة مكة الشام: مصاحف العراق البصرة الكوفة: المصحف الأميري طبعة 1337هـ المؤمنون: 112:: قل: قال:: قل: قال: قال الشعراء: 217: وتوكل: فتوكل: الحجاز والشام: وتوكل: فاطر: 33:: ولؤلؤا (1):: ولؤلؤ [البصرة] ولؤلؤا [الكوفة]: يس: 35:: عملته:: عملته [البصرة] عملت [الكوفة]: عملته غافر: 21:: أشد منكم: الحجاز والشام: أشد منهم: غافر: 26: أو أن: وان: الحجاز والشام: أو ان: الشورى: 30: فبما: بما: الحجاز والشام: فبما: الزخرف: 68:: يا عبادي: الحجاز والشام: يا عباد: الزخرف: 71: تشتهي: تشتهيه: الحجاز والشام: تشتهي: تشتهيه الأحقاف: 15:: حسنا (2):: حسنا [البصرة] إحسانا [الكوفة]: إحسانا محمد: 18:: أن تأتهم (3) مكة: تأتيهم [البصرة] تأتهم [الكوفة]: تأتيهم
__________
(1) في رواية البرحي: «وفي قراءة أهل العراق (من أساور من ذهب ولؤلؤ)» [المصاحف 44].
قال السجستاني: «في الحج والملائكة [فاطر] أهل المدينة وأهل الكوفة يثبتون الألف فيما في (لؤلؤ) وأهل البصرة يثبتون في الحج ويطرحون في الملائكة» [المصاحف 48].
(2) جاءت في المصاحف رواية أخرى عن الكسائي قوله: «وفي الأحقاف أهل الكوفة (إحسانا) وأهل البصرة كذلك في مصاحفهم وأهل المدينة وأهل البصرة (حسنا) بدون ألف» [المصاحف 48].
(3) وفي رواية الكسائي ما نصه: «الذين كفروا [سورة محمد] فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتهم بغتة» [47: 18] قراءة أهل مكة وفي مصاحفهم وأهل الكوفة مثل ذلك ولم أسمع أحدا من أهل الكوفة يقرأ هكذا وأهل لمدينة وأهل البصرة «أن تأتيهم». وهذا صريح في أن الخلاف في رسم الخط أثر في القراءة لدى أهل مكة.
[المصاحف 40وراجع ص 49].(1/142)
السورة: الآية: مصحف عثمان الخاصة: مصاحف الحجاز المدينة مكة الشام: مصاحف العراق البصرة الكوفة: المصحف الأميري طبعة 1337هـ الرحمن: 12:: ذا لعصف: الحجاز والشام: ذو العصف: الرحمن: 78:: ذو الجلال: الحجاز والشام: ذي الجلال: الحديد: 24: هو الغني: الغني: الحجاز والشام: هو الغني: الجن: 20:: قل: قال:: قل: قال: قل الإنسان: 16:: قواريرا قواريرا (1):: قواريرا قوارير [البصرة] قوارير قواريرا [الكوفة]: قوارير قواريرا الشمس: 15: ولا يخاف: فلا يخاف: الحجاز والشام: ولا يخاف: المجموع: 19:::: 19 ونتيجة للمقارنة بين اختلاف المصاحف على رواية السجستاني (ت 316هـ) نجد مصاحف أهل المدينة ومكة والشام متقاربة وأن مصحف البصرة والكوفة متقاربان والمصحف الأميري المطبوع 1337هـ يتفق مع مصحف الكوفة إلا في موارد أهمها:
1 - آل عمران: 75ذي القربى [بالخط] وفي الكوفي (ذا القربى).
2 - الأعراف: 93قال الملأ [بدون واو] وفي الكوفي (وقال الملأ) مع الواو.
3 - الإسراء: 93فقل له [بدون الألف] وفي الكوفي [قال] بالألف.
4 - الكهف: 95في الأميري (مكني) [بنون واحدة] وفي الكوفي (مكنني) بنونين.
5 - يس: 35في الأميري (وما عملته) [مع الضمير] وفي الكوفي (وما عملت) بدون ضمير.
__________
(1) في رواية البرحي «في قراءة أهل العراق» «قوارير قوارير» [المصاحف 44].(1/143)
6 - الزخرف: 71في الأميري (ما تشتهي) [بدون ضمير] وفي الكوفي (ما تشتهيه) مع الضمير.
7 - محمد: 18في الأميري (تأتيهم) [بالياء] وفي الكوفي (تأتهم) بدون ياء.
8 - الجن: 20في الأميري (قل) [بدون ألف] وفي الكوفي (قال) فعل ماضي.
وهذه المقارنة تبين أن كتابة المصحف الدائر بين المسلمين اليوم متأثر بالمصحف الكوفي دون غيره من مصاحف الأمصار.
كما تكشف أن الاختلاف في بعضها ناشئ من قراءة الخط الكوفي الغير المنقوط كما في موارد الخلاف بين (قال) و (قل) بسبب قراءة رسم الخط الكوفي الذي هو بدون ألف كتابة.
ضبط النص القرآني بالتنقيط والإعجام والتشكيل
ظل المصحف الإمام بخطه المدني متداولا بين المسلمين مع خلوه من التنقيط والتشكيل وقد تعاهده المسلمون بالقراءة متواترا جيلا بعد جيل ولم يحصل لهم التباس في قراءة المصحف الإمام وبعد فترة زمنية لا تقل عن 18عاما بدأ الالتباس في قراءة نص المصحف الإمام لخلو النص من الحركات والتنقيط والتشكيل.
ويعنى بالتنقيط علامات الإعراب فالنقط الملونة علامة للرفع والنصب والجر وقد انقرض استعمال هذا النوع.
ويعنى بالإعجام النقط المستعملة لتمييز الأحرف الروادف وهي: ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ.
ويعنى بالتشكيل: العلامات المتطورة للاعراب بالضمة والفتحة والكسرة على ما هو المعمول في عصرنا اليوم بزيادة علامة الشدة والادغام والسكون.
وبالتأمل في كلمة (ريب) من قوله: {لََا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 2] نجد أن الوجوه المحتملة للإعجام فيها ثلاثون: اثنان في الراء والزاء وخمسة في الباء والياء والتاء والثاء والنون وثلاثة في الباء والتاء والثاء. وقراءة الكلمة الخالية من العجمة من دون تعلم يوجب حيرة للقارئ.
قال ابن عطية (ت 543هـ): «وأما شكل المصحف ونقطه، فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله، فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجدّ فيه، وزاد تحزيبه، وأمر وهو والي
العراق، الحسن، ويحيى بن يعمر بذلك. وألف إثر ذلك بواسط كتابا في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط. ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألّف ابن مجاهد كتابه في القراءات. وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي.(1/144)
قال ابن عطية (ت 543هـ): «وأما شكل المصحف ونقطه، فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله، فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجدّ فيه، وزاد تحزيبه، وأمر وهو والي
العراق، الحسن، ويحيى بن يعمر بذلك. وألف إثر ذلك بواسط كتابا في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط. ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألّف ابن مجاهد كتابه في القراءات. وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي.
وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقّطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج: أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأنصار: أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك. وقيل إن الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمر السيرافي عن قتادة أنه قال: بدءوا فنقّطوا ثم خمّسوا ثم عشّروا وهذا كالابتكار. [مقدمتان 276]. وعليه يمكن تحديد التطور الزمني للتنقيط والإعجام والتشكيل بتواريخ حياة مخترعيها وتواريخ وفياتهم كتحديد تقريبي.
التنقيط في حدود عام 53هـ
تشير المصادر إلى أن أول من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي (ت 95هـ) استخدم النقط الملونة للدلالة على إعراب الكلمة من الضم والنصب والجر وهذا يعني أن الافتقار إلى الإعراب ظهر قبل الافتقار إلى تنقيط الحروف الروادف مع أن الاعتبار يقتضي العكس.
قال ابن النديم (ت 380هـ) وقد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة: «أخذ النحو عن علي بن أبي طالب عليه السّلام، أبو الأسود، وكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن علي، كرم الله وجهه، إلى أحد حتى بعث إليه زياد: اعمل شيئا يكون للناس إماما ويعرف به كتاب الله. فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ: {أَنَّ اللََّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3]، بالكسر. فقال: ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به الأمير فليبغني كاتبا لقنا يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه. فأتي بآخر. قال أبو العباس المبرد: أحسبه منهم، فقال أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي فانقط النقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة نقطتين». [الفهرست 63].
وزياد هذا هو الأمير المعروف بزياد ابن أبيه المتوفى سنة 53هـ وهو (زياد ابن سمية ويقال زياد بن عبيد الله أيضا فلما استلحقه معاوية وزعم أنه أخوه قيل زياد بن أبي سفيان) ومما قال ابن حجر في ترجمته: «لا يعرف له صحبة مع أنه ولد عام الهجرة وكان قوي المعرفة جيد السياسة وافر العقل وكان من شيعة علي وولاه أمرة القدس فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن معه وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين» [لسان الميزان 2/ 493].(1/145)
قال ابن النديم (ت 380هـ) وقد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة: «أخذ النحو عن علي بن أبي طالب عليه السّلام، أبو الأسود، وكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن علي، كرم الله وجهه، إلى أحد حتى بعث إليه زياد: اعمل شيئا يكون للناس إماما ويعرف به كتاب الله. فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ: {أَنَّ اللََّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3]، بالكسر. فقال: ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به الأمير فليبغني كاتبا لقنا يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه. فأتي بآخر. قال أبو العباس المبرد: أحسبه منهم، فقال أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي فانقط النقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة نقطتين». [الفهرست 63].
وزياد هذا هو الأمير المعروف بزياد ابن أبيه المتوفى سنة 53هـ وهو (زياد ابن سمية ويقال زياد بن عبيد الله أيضا فلما استلحقه معاوية وزعم أنه أخوه قيل زياد بن أبي سفيان) ومما قال ابن حجر في ترجمته: «لا يعرف له صحبة مع أنه ولد عام الهجرة وكان قوي المعرفة جيد السياسة وافر العقل وكان من شيعة علي وولاه أمرة القدس فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن معه وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين» [لسان الميزان 2/ 493].
وعليه يكون التنقيط من أبي الأسود الدؤلي خلال فترة حكم الأمير هذا وعلى أغلب الظن في الفترة التي كان مواليا لعلي حيث أن أبا الأسود كان متشيعا لعلي وعلى كل حال لا يتجاوز ذلك عام 53هـ وضعه في البصرة حيث كان أبو الأسود الدؤلي يعيش فيها وكان زياد حاكما عليها.
وروى الداني (ت 444هـ) رواية أوسع في ذلك قال: «اختلف الرواة لدينا في من ابتدأ بنقط المصاحف من التابعين فروينا أن المبتدئ بذلك كان أبو الأسود الدؤلي، وذلك أنه أراد أن يعمل كتابا في العربية يقوّم الناس به ما فسد من كلامهم، إذ كان قد فشا ذلك في خواص الناس وعوامهم، فقال: أرى أن أبتدئ بإعراب القرآن أولا، فأحضر من يمسك المصحف، وأحضر صبغا يخالف لون المداد، وقال للذي يمسك المصحف عليه: إذا فتحت فاي فاجعل نقطة فوق الحرف، وإذا كسرت فاي فاجعل نقطة تحت الحرف، وإذا ضممت فاي فاجعل نقطة أمام الحرف، فإن أتبعت شيئا من هذه الحركات غنة يعني تنوينا فاجعل نقطتين ففعل ذلك حتى أتى على آخر المصحف. وروينا أن المبتدئ بذلك كان نصر بن عاصم الليثي، وأنه الذي خمسها وعشرها» [المقنع 129].
وهذا يعني أنه لم يكن لبس على قراءة القرآن من جهة الحروف الروادف وأن الحاجة إلى تمييز الإعراب كانت أسبق من غيرها من العلامات المستعملة في القرآن.
قال الزركشي: «أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود أن ينقط المصاحف. وذكر الجاحظ في كتاب «الأمصار» أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف، وكان يقال له:
نصر الحروف. وأما وضع الأعشار فقيل: إن المأمون العباسي أمر بذلك. وقيل: إن الحجاج فعل ذلك. [البرهان 251].
وأسند الزبيدي في كتاب «الطبقات» عن المبرد. أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي: وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر. [البرهان 25].
ومما ذكر الذهبي (ت 747هـ) في تراجم يحيى بن يعمر العدواني (ت 90هـ) أبو سلمان البصري أخذ القراءة عرضا على أبي الأسود الدؤلي روى عن أبي ذر وعمار بن ياسر، وولي القضاء وهو أول من نقط المصحف، وكان فصيحا مفوها عالما، أخذ العربية عن أبي الأسود، ثم إن قتيبة عزله لما بلغه عنه شرب المنصف. [معرفة القراء 1/ 68].(1/146)
وأسند الزبيدي في كتاب «الطبقات» عن المبرد. أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي: وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر. [البرهان 25].
ومما ذكر الذهبي (ت 747هـ) في تراجم يحيى بن يعمر العدواني (ت 90هـ) أبو سلمان البصري أخذ القراءة عرضا على أبي الأسود الدؤلي روى عن أبي ذر وعمار بن ياسر، وولي القضاء وهو أول من نقط المصحف، وكان فصيحا مفوها عالما، أخذ العربية عن أبي الأسود، ثم إن قتيبة عزله لما بلغه عنه شرب المنصف. [معرفة القراء 1/ 68].
الإعجام بحدود عام 95هـ
ويعنى بالإعجام العلامات المستخدمة في التمييز بين الحروف الروادف كالباء والتاء والثاء وما شابه. فقد ذكر بعض المؤرخين أن ذلك حصل في إمارة الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 95هـ) وكان حاكما سياسيا شديد البطش.
قال العسقلاني (ت 852هـ): الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي، الأمير، المشهور، الظالم المبير، وقع ذكره وكلامه في الصحيحين وغيرهما، وليس بأهل بأن يروى عنه ولي إمرة العراق عشرين سنة، ومات سنة خمس وتسعين. [تقريب التقريب 1/ 154].
وأشار العسكري (ت 395هـ) إلى دورة إشارة عابرة حيث قال: «ان الناس غبروا يقرءون في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه نيفا وأربعين سنة إلى أيام عبد الملك بن مروان، ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق، ففزع الحجاج بن يوسف الثقفي إلى كتّابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات، فيقال: إن نصر بن عاصم قام بذلك فوضع النقط أفرادا وأزواجا وخالف بين أماكنها، فغبر الناس بذلك زمانا لا يكتبون إلا منقوطا، فكان مع استعمال النقط أيضا يقع التصحيف، فأحدثوا الإعجام، فكانوا يتبعون النقط والإعجام، فإذا أغفل الاستقصاء عن الكلمة فلم توفّ حقوقها اعترى التصحيف، فالتمسوا حيلة، فلم يقدروا فيها إلا على الأخذ من أفواه الرجال بالتلقين. [وفيات الأعيان 2/ 32].
التشكيل حدود عام 170هـ
ويعنى بالتشكيل استخدام الحركات الثلاث: الضمة والفتحة والكسرة للدلالة على إعراب الكلمة بدل استخدام النقط التي كان أبو الأسود الدؤلي يستخدمها، والتشكيل هذا يستعمل حتى عصرنا الحاضر مع توسع، وأول من اخترعه هو الخليل الفراهيدي (ت 170هـ) وعدّ ابن النديم (ت 380هـ) كتابه أول الكتب المؤلفة في النقط والتشكيل للقرآن [الفهرست 55].
قال الصدر (ت 1354هـ) الخليل بن أحمد هو الحبر العلّامة حجة الأدب، وترجمة
لسان العرب المولى أبو الصفا، الإمام الأوحد الخليل بن أحمد، حتى صار يعرف بالعروضي، قال ابن قتيبة: الخليل بن أحمد هو صاحب العروض وهو منسوب إلى اليحمد من الأزد من فخذ يقال لهم الفراهيد، وقال أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم في الفهرست عند ذكره، وهو أول من استخرج العروض، وحصن به أشعار العرب، قال: وكان من الزهاد في الدنيا، المنقطعين إلى العلم، وكان شاعرا مقلا، وتوفي الخليل بالبصرة سنة سبعين ومائة وعمره أربع وستون سنة. [تأسيس الشيعة ص 178].(1/147)
قال الصدر (ت 1354هـ) الخليل بن أحمد هو الحبر العلّامة حجة الأدب، وترجمة
لسان العرب المولى أبو الصفا، الإمام الأوحد الخليل بن أحمد، حتى صار يعرف بالعروضي، قال ابن قتيبة: الخليل بن أحمد هو صاحب العروض وهو منسوب إلى اليحمد من الأزد من فخذ يقال لهم الفراهيد، وقال أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم في الفهرست عند ذكره، وهو أول من استخرج العروض، وحصن به أشعار العرب، قال: وكان من الزهاد في الدنيا، المنقطعين إلى العلم، وكان شاعرا مقلا، وتوفي الخليل بالبصرة سنة سبعين ومائة وعمره أربع وستون سنة. [تأسيس الشيعة ص 178].
وذكر السيوطي (ت 911هـ) دور الخليل بقوله: «كان الشكل في الصدر الأول نقطا فالفتحة نقطة على أول الحرف والضمة على آخره والكسرة تحت أوله وعليه مشى الداني، والذي اشتهر الآن الضبط بالحركات المأخوذة من الحروف وهو الذي أخرجه الخليل وهو أكثر وأوضح وعليه العمل، فالفتح شكلة مستطيلة فوق الحرف والكسر كذلك تحته والضم واو صغرى فوقه والتنوين زيادة مثلها فإن كان مظهرا وذلك قبل حرف حلق ركبت فوقها وإلا جعلت بينهما وتكتب الألف المحذوفة والمبدل منها في محلها حمراء والهمزة المحذوفة تكتب همزة بلا حرف حمراء أيضا وعلى النون والتنوين قبل الباء علامة الاقلاب حمراء وقبل الحلق سكون وتعرّى عند الادغام والإخفاء ويسكن كل مسكن ويعرّى المدغم ويشدد ما بعده إلا الطاء قبل الثاء فيكتب عليها السكون نحو فرطت ومطة الممدود لا تجاوزه [الاتقان 1/ 171].
وجاء في الدر والمرجان: «أول من وضع الهمزة والتشديد والروم والاشمام الخليل» [الدر والمرجان 1/ 14].
تجزئة المصحف حدود 218هـ
قام ابن الجوزي (ت 597) بتجزئة القرآن نصفا وثلثا وأرباعا وأخماسا وأسداسا وأسباعا وأثمانا واتساعا وأعشارا ثم انصافها وتجزئة ثمان وعشرين والثلاثين والستين في كتابه «فنون الأفنان» ومن تجزئته يظهر أن مصطلح الحزب لم يكن سائدا في عصره.
كما لم يظهر السبب في قفزه في التجزئة من الأعشار إلى (28) ومنه إلى (30) و (60).
وإليك ملخص كلامه قال: «القرآن نصفان، النصف الأول عند قوله: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً} [الكهف: 74] فالنون والكاف من النصف الأول، والراء والألف من النصف الثاني.
فأما الأثلاث فالثلث الأول رأس اثنتين وتسعين من التوبة قوله: {أَلََّا يَجِدُوا مََا يُنْفِقُونَ} والثلث الثاني رأس خمس وأربعين من العنكبوت {يَعْلَمُ مََا تَصْنَعُونَ}، والثلث الثالث آخر القرآن [فنون الأفنان 49].(1/148)
وإليك ملخص كلامه قال: «القرآن نصفان، النصف الأول عند قوله: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً} [الكهف: 74] فالنون والكاف من النصف الأول، والراء والألف من النصف الثاني.
فأما الأثلاث فالثلث الأول رأس اثنتين وتسعين من التوبة قوله: {أَلََّا يَجِدُوا مََا يُنْفِقُونَ} والثلث الثاني رأس خمس وأربعين من العنكبوت {يَعْلَمُ مََا تَصْنَعُونَ}، والثلث الثالث آخر القرآن [فنون الأفنان 49].
وهكذا استمر في تجزئة القرآن بالأرباع والأخماس والأسداس والأسباع والأثمان والاتساع والأعشار ثم أجزاء (28) وأجزاء الثلاثين ثم أجزاء الستين ونكتفي هنا مما ذكره في أجزاء الثلاثين حيث أنه المتداول في عصرنا.
قال ابن الجوزي: «فأما أجزاء الثلاثين، فالأول في البقرة رأس مائة وإحدى وأربعين {عَمََّا كََانُوا يَعْمَلُونَ} والثاني: رأس اثنتين وخمسين ومائتين منها {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}
والثالث في آل عمران رأس تسعين منها {وَأُولََئِكَ هُمُ الضََّالُّونَ} والرابع في سورة النساء رأس ثلاث وعشرين منها {إِنَّ اللََّهَ كََانَ غَفُوراً رَحِيماً} والخامس رأس مائة وسبع وأربعين منها {شََاكِراً عَلِيماً}، والسادس في المائدة رأس اثنتين وثمانين منها {لََا يَسْتَكْبِرُونَ} وقيل رأس إحدى وثمانين منها {فََاسِقُونَ} السابع في الأنعام رأس مائة وعشر منها {يَعْمَهُونَ} الثامن في الأعراف رأس ست وثمانين منها {الْمُفْسِدِينَ} وقيل رأس سبع وثمانين منها {وَهُوَ خَيْرُ الْحََاكِمِينَ} التاسع في الأنفال رأس أربعين منها {نِعْمَ الْمَوْلى ََ وَنِعْمَ النَّصِيرُ} العاشر في التوبة رأس اثنتين وتسعين منها {مََا يُنْفِقُونَ} الحادي عشر في هود رأس خمس منها {بِذََاتِ الصُّدُورِ} والثاني عشر في يوسف رأس اثنتين وخمسين منها {كَيْدَ الْخََائِنِينَ} والثالث عشر خاتمة سورة إبراهيم، الرابع عشر خاتمة النحل، الخامس عشر في الكهف {شَيْئاً نُكْراً} السادس عشر خاتمة طه، السابع عشر خاتمة الحج، الثامن عشر في الفرقان رأس عشرين منها {وَكََانَ رَبُّكَ بَصِيراً} التاسع عشر في النمل رأس خمس وخمسين منها {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} وقيل رأس تسع {تُشْرِكُونَ} العشرون في العنكبوت رأس خمس وأربعين منها {وَاللََّهُ يَعْلَمُ مََا تَصْنَعُونَ} الحادي والعشرون في الأحزاب رأس ثلاث وعشرين منها {تَبْدِيلًا} وقيل رأس ثلاثين {يَسِيراً} والثاني والعشرون في يس رأس إحدى وعشرين {مُهْتَدُونَ} وقيل رأس ست وعشرين {يَعْلَمُونَ} الثالث والعشرون في الزمر رأس إحدى وعشرين منها لل {الْأَلْبََابِ} وقيل رأس إحدى وثلاثين منها {تَخْتَصِمُونَ} الرابع والعشرون في سجدة المؤمن رأس ست وأربعين منها {بِظَلََّامٍ لِلْعَبِيدِ} الخامس والعشرون
في الجاثية رأس تسع وعشرين منها {مََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وقيل رأس اثنتين وثلاثين منها {بِمُسْتَيْقِنِينَ} السادس والعشرون في الذاريات رأس عشر منها {الْخَرََّاصُونَ} وقيل بل رأس ثلاثين {الْعَلِيمُ} السابع والعشرون خاتمة الحديد، الثامن والعشرون خاتمة التحريم، التاسع والعشرون آخر المرسلات، الثلاثون آخر القرآن. [فنون الأفنان ص 49].(1/149)
قال ابن الجوزي: «فأما أجزاء الثلاثين، فالأول في البقرة رأس مائة وإحدى وأربعين {عَمََّا كََانُوا يَعْمَلُونَ} والثاني: رأس اثنتين وخمسين ومائتين منها {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}
والثالث في آل عمران رأس تسعين منها {وَأُولََئِكَ هُمُ الضََّالُّونَ} والرابع في سورة النساء رأس ثلاث وعشرين منها {إِنَّ اللََّهَ كََانَ غَفُوراً رَحِيماً} والخامس رأس مائة وسبع وأربعين منها {شََاكِراً عَلِيماً}، والسادس في المائدة رأس اثنتين وثمانين منها {لََا يَسْتَكْبِرُونَ} وقيل رأس إحدى وثمانين منها {فََاسِقُونَ} السابع في الأنعام رأس مائة وعشر منها {يَعْمَهُونَ} الثامن في الأعراف رأس ست وثمانين منها {الْمُفْسِدِينَ} وقيل رأس سبع وثمانين منها {وَهُوَ خَيْرُ الْحََاكِمِينَ} التاسع في الأنفال رأس أربعين منها {نِعْمَ الْمَوْلى ََ وَنِعْمَ النَّصِيرُ} العاشر في التوبة رأس اثنتين وتسعين منها {مََا يُنْفِقُونَ} الحادي عشر في هود رأس خمس منها {بِذََاتِ الصُّدُورِ} والثاني عشر في يوسف رأس اثنتين وخمسين منها {كَيْدَ الْخََائِنِينَ} والثالث عشر خاتمة سورة إبراهيم، الرابع عشر خاتمة النحل، الخامس عشر في الكهف {شَيْئاً نُكْراً} السادس عشر خاتمة طه، السابع عشر خاتمة الحج، الثامن عشر في الفرقان رأس عشرين منها {وَكََانَ رَبُّكَ بَصِيراً} التاسع عشر في النمل رأس خمس وخمسين منها {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} وقيل رأس تسع {تُشْرِكُونَ} العشرون في العنكبوت رأس خمس وأربعين منها {وَاللََّهُ يَعْلَمُ مََا تَصْنَعُونَ} الحادي والعشرون في الأحزاب رأس ثلاث وعشرين منها {تَبْدِيلًا} وقيل رأس ثلاثين {يَسِيراً} والثاني والعشرون في يس رأس إحدى وعشرين {مُهْتَدُونَ} وقيل رأس ست وعشرين {يَعْلَمُونَ} الثالث والعشرون في الزمر رأس إحدى وعشرين منها لل {الْأَلْبََابِ} وقيل رأس إحدى وثلاثين منها {تَخْتَصِمُونَ} الرابع والعشرون في سجدة المؤمن رأس ست وأربعين منها {بِظَلََّامٍ لِلْعَبِيدِ} الخامس والعشرون
في الجاثية رأس تسع وعشرين منها {مََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وقيل رأس اثنتين وثلاثين منها {بِمُسْتَيْقِنِينَ} السادس والعشرون في الذاريات رأس عشر منها {الْخَرََّاصُونَ} وقيل بل رأس ثلاثين {الْعَلِيمُ} السابع والعشرون خاتمة الحديد، الثامن والعشرون خاتمة التحريم، التاسع والعشرون آخر المرسلات، الثلاثون آخر القرآن. [فنون الأفنان ص 49].
قال القرطبي (ت 698هـ) وأما وضع الأعشار فقال ابن عطية: مرّ بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك، وقيل: أن الحجاج فعل ذلك. وذكر أبو عمرو الداني في كتاب البيان له عن عبد الله بن مسعود أنه كره التعشير في المصحف، وأنه كان يحكه وعن مجاهد أنه كره التعشير والطيب في المصحف. وقال أشهب: سمعت مالكا وسئل عن العشور التي تكون في الصحف بالحمرة وغيرها من الألوان، فكره ذلك وقال: تعشير المصحف بالحبر لا بأس به وسئل عن المصاحف يكتب فيها خواتم السور في كل سورة ما فيها من آية، قال: إني أكره ذلك في أمهات المصاحف أن يكتب فيها شيء أو تشكّل، فأما ما يتعلم به الغلمان من المصاحف فلا أرى بذلك بأسا. قال أشهب: ثم أخرج إلينا مصحفا لجدّه، كتبه إذ كتب عثمان المصاحف، فرأينا خواتمه من حبر على عمل السلسلة في طول السطر، ورأيته معجوم الآي بالحبر. وقال قتادة: بدءوا فنقّطوا ثم خمّسوا ثم عشّروا. وقال يحيى بن أبي كثير: كان القرآن مجرّدا في المصاحف، فأوّل ما أحدثوا فيه النّقط على الباء والتاء والثاء، وقالوا لا بأس به، هو نور له ثم احدثوا نقطا عند منتهى الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتيم، وعن أبي حمزة قال: رأى إبراهيم النخعي في مصحفي فاتحة سورة كذا وكذا، فقال لي: امحه فإن عبد الله بن مسعود قال: لا تخلطوا في كتاب الله ما ليس فيه.
وعن أبي بكر السراج قال قلت لأبي رزين: أأكتب في مصحفي سورة كذا وكذا؟ قال: إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنونه من القرآن.
قال الداني: وهذه الأخبار كلها تؤذن بأن التعشير والتخميس وفواتح السور ورءوس الآي من عمل الصحابة رضي الله عنهم، قادهم إلى عمله الاجتهاد وأرى أن من كره ذلك منهم ومن غيرهم إنما كره أن يعمل بالألوان كالحمرة والصفرة وغيرهما على أن المسلمين في سائر الآفاق قد أطبقوا على جواز ذلك واستعماله في الأمهات وغيرها، والحرج والخطأ مرتفعان عنهم فيما أطبقوا عليه إن شاء الله. [تفسير القرطبي 1/ 64].
أقول: «ومن هذه النقول يستفاد أن التجزئة إنما حصلت على أثر الحاجة في التعلم أو
الحفظ أو الحصة اليومية من القراءة وهذا عمل لا بأس به ولو حصل بالتجزئة بأية صورة كانت لأنها من الأغراض المشروعة. وحدّثني المقرئ الشيخ محمود الحصري أن القدماء اعتادوا على وضع ثلاث نقط عند آخر كل آية ايذانا بانتهائها، وكانوا يضعون لفظ خمس عند انقضاء خمس آيات ونقط عشر عند انتهاء عشر آيات، ومع تكرار العدد يعيدون نقط خمس وعشر حتى انتهاء السورة وأن هذا معنى قول قتادة: «بدءوا فنقّطوا ثم خمّسوا ثم عشّروا» ولم يبق اليوم من هذه التجزئة سوى الأجزاء الثلاثين وكل جزء حزبان وكل حزب أربعة أرباع فالمجموع ثلاثون جزء.(1/150)
أقول: «ومن هذه النقول يستفاد أن التجزئة إنما حصلت على أثر الحاجة في التعلم أو
الحفظ أو الحصة اليومية من القراءة وهذا عمل لا بأس به ولو حصل بالتجزئة بأية صورة كانت لأنها من الأغراض المشروعة. وحدّثني المقرئ الشيخ محمود الحصري أن القدماء اعتادوا على وضع ثلاث نقط عند آخر كل آية ايذانا بانتهائها، وكانوا يضعون لفظ خمس عند انقضاء خمس آيات ونقط عشر عند انتهاء عشر آيات، ومع تكرار العدد يعيدون نقط خمس وعشر حتى انتهاء السورة وأن هذا معنى قول قتادة: «بدءوا فنقّطوا ثم خمّسوا ثم عشّروا» ولم يبق اليوم من هذه التجزئة سوى الأجزاء الثلاثين وكل جزء حزبان وكل حزب أربعة أرباع فالمجموع ثلاثون جزء.
كما يظهر أن تجزئة القرآن كانت اختيارية حسب رغبات المسلمين والظروف التي يتمكنون فيها من قراءة القرآن من أوله إلى آخره، وفي عصر الإمام الصادق عليه السّلام كانت التجزئة في خمسة أجزاء وسبعة أجزاء و 14جزء.
فعن حسين بن خالد، عن أبي عبد الله قال: قلت له: في كم أقرأ القرآن فقال: اقرأه أخماسا، اقرأه أسباعا، أما إن عندي مصحفا مجزأ أربعة عشر جزءا. [الوسائل 4/ 862].
فيظهر أن التجزئة (14) مبنية على تصنيف القرآن كل حزبين في جزء تقريبا والتسبيع على قراءة أربعة أجزاء والتخميس على قراءة ستة أجزاء وذلك بتقسيم 30على 14لقراءة القرآن في خمسة أيام أو أسبوع أو أسبوعين.
قال الأرجاني: «قال يحيى بن كثير: ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في المصاحف إلا النقط الثلاث على رءوس الآيات. أخرجه ابن أبي داود وروى عن ابن سيرين أنه كره النقط يعني على رءوس الآيات والفواتح والخواتم. وعن ابن مسعود ومجاهد أنهما كرها التعشير. وأخرج ابن أبي داود عن النخعي أنه كان يكره العواشر والفواتح وتصغير المصحف وأن يكتب فيه سورة كذا وكذا. [كنز المرجان 1/ 14].
ويظهر من رواية الزركشي (ت 797هـ) أن الحجاج كان له عناية خاصة بتجزئة القرآن بالتسبيع، فقد جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو؟ قال: فحسبناه فاجمعوا على أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألف وسبعمائة وأربعون حرفا.
قال: فأخبروني عن نصفه فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكهف «وليتلطف». وثلثه الأول عند رأس مائة من براءة والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء. والثالث إلى آخره.
وسبعه الأول إلى الدال، في قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} [النساء: 55] والسبع الثاني إلى التاء من قوله في الأعراف: {حَبِطَتْ أَعْمََالُهُمْ} [الأعراف: 147] والثالث
إلى الألف الثانية من قوله في الرعد: {أُكُلُهََا} [الرعد: 35] والرابع إلى الألف في الحج من قوله: {جَعَلْنََا مَنْسَكاً} [الحج: 34] والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب: {وَمََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ وَلََا مُؤْمِنَةٍ} [الأحزاب: 36] والسادس إلى الواو من قوله في الفتح {الظََّانِّينَ بِاللََّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح: 6] والسابع إلى آخر القرآن. [البرهان 250].(1/151)
وسبعه الأول إلى الدال، في قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} [النساء: 55] والسبع الثاني إلى التاء من قوله في الأعراف: {حَبِطَتْ أَعْمََالُهُمْ} [الأعراف: 147] والثالث
إلى الألف الثانية من قوله في الرعد: {أُكُلُهََا} [الرعد: 35] والرابع إلى الألف في الحج من قوله: {جَعَلْنََا مَنْسَكاً} [الحج: 34] والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب: {وَمََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ وَلََا مُؤْمِنَةٍ} [الأحزاب: 36] والسادس إلى الواو من قوله في الفتح {الظََّانِّينَ بِاللََّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح: 6] والسابع إلى آخر القرآن. [البرهان 250].
والمعمول اليوم في تجزئة القرآن إلى ثلاثين جزءا، واستمرت العادة في عصرنا للصالحين من قراءة جزء في كل يوم من رمضان إلى ختم القرآن كله فيه، ومنهم من يضاعف العدد يوميا.
وكذلك توزع الأجزاء في الوفيات ليختم القرآن ثوابا لروح الميت من المشاركين في العزاء خلال ثلاثة أيام. وتسهيلا لهذه المهمة في التعليم من خلال الحصة اليومية للتلاميذ ابتكرت تقاسيم أخرى أشهرها تقسيم المصحف إلى أجزاء ثلاثين، وكل جزء إلى حزبين فالأحزاب ستون وكل حزب إلى اثنين فهما ربعان فالأرباع 240ربعا.
وظهر من كلام الزركشي (ت 797هـ) ما يفيد بأن هذه التجزئة كانت لغرض التعليم فقط حيث قال: «فقد اشتهرت الأجزاء الثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها» [البرهان 1/ 270].
والمصاحف في المغرب الإسلامي درجت على تربيع القرآن، وهو رواية ورش عن نافع المنتشرة بالمغرب الإسلامي، فالربع الأول، ينتهي بالأنعام، والربع الثاني ينتهي بالأعراف، والربع الثالث ينتهي بمريم، والربع الرابع يبتدئ بسورة ياسين إلى آخر القرآن، والتربيع هذا غريب على أهل المشرق. ويعبّرون عن الحصة اليومية للقرآن بالركوع. ولا يعرف بالضبط من اخترع هذه التقاسيم مما يظهر أنه كانت محاولات فردية للحاجة الشخصية، والمروي أن أول من ابتكر التعشير هو المأمون العباسي (167 218) وكان عالما من خلفاء العباسيين بنى بيت الحكمة في بغداد واهتم بثقافة الإغريق.
وفي عام 212للهجرة أعلن مسألة خلق القرآن عقيدة رسمية للدولة موافقة للمعتزلة لضرب الأشاعرة وعرفت هذه بالمحنة، وانتهت هذه المحنة بوفاة المأمون في 218هـ بطرطوس حيث يقع قبره اليوم في تركيا ويعرف قبره ب (مأمون آغا) وأثر هذا التعشير لا زال معمولا به إلى اليوم.(1/152)
وفي عام 212للهجرة أعلن مسألة خلق القرآن عقيدة رسمية للدولة موافقة للمعتزلة لضرب الأشاعرة وعرفت هذه بالمحنة، وانتهت هذه المحنة بوفاة المأمون في 218هـ بطرطوس حيث يقع قبره اليوم في تركيا ويعرف قبره ب (مأمون آغا) وأثر هذا التعشير لا زال معمولا به إلى اليوم.
تجزئة المصحف فى مختلف الطبعات(1/153)
مقارنة تجزئة القرآن في الطبعات
طبعة الهند والباكستان
30 - جزء (باره) كل جزء نصفان كل نصف ربعان
طبعة إيران
30 - جزء 120حزب كل جزء 4أحزاب
طبعة السعودية
30 - جزء 60حزب كل جزء حزبان 4
طبعة المغرب
40 - أجزاء 60حزب كل جزء 15حزب وكل حزب يقسم إلى أثمان
طبعة السودان
طبعة دار المركز الإسلامي الأفريقي بالخرطوم السودان ط 2، 1410هـ في 30جزءا كل جزء على حزبين والمجموع 60حزبا وكل حزب ثمانية أثمان تبدأ بالثمن الأول وتنتهي بالثمن الثامن من 1إلى 8.
طبعة نيجيريا
طبعة الحاج حسن انوماكنو في 819صفحة في أربعة أقسام:
الأول: من البقرة إلى الأعراف في 15حزبا.
الثاني: من الأعراف من ص 205في 15حزبا.
الثالث: مريم من ص 408في 15حزبا.
الرابع: من ص 605إلى آخر القرآن ص 819في 15حزبا وكل قسم تتخلله الوان وفراغات ملونة. وعلامة (ث) للثلث و (ب) للربع و (ث) للثمن و (ن) للنصف وهكذا
وتمتاز هذه الطبعة بأنها تذكر في مفتتح كل ربعة عدد الورقات لكل ربعة من الحزب مستعملا الحروف الأبجدية مثال ذلك في أول البقرة يذكر لفظه: (كافة: في ربعه تسع وعشرون وقفة) وهكذا إلى آخر القرآن. وعلامات وقف محدودة ومبينة.
الركوع: وقد زادت الطبعات الباكستانية والهندية في آخر مقطع من القرآن علامة (ع) للركوع صورتها هكذا: مع أرقام في أعلى الحرف ووسطه وأسفله تدل على:
رقم الركوع في السورة 1، وعدد الآيات في الركوع 14، وعدد الركوع في الجزء 12.(1/154)
الركوع: وقد زادت الطبعات الباكستانية والهندية في آخر مقطع من القرآن علامة (ع) للركوع صورتها هكذا: مع أرقام في أعلى الحرف ووسطه وأسفله تدل على:
رقم الركوع في السورة 1، وعدد الآيات في الركوع 14، وعدد الركوع في الجزء 12.
والركوع هو الحصة اليومية للقراءة والحفظ في عامين تقريبا فيكون مجموع الركعات 558وتختلف في عدد الآيات طولا وقصرا فالسور القصار من عبس رقم 80وما بعد منها تحتوي على ركوع واحد. عدد آيات كل ركوع تعادل عدد آيات السورة، أما تسلسل أرقام الركوعات في الجزء فتختلف.
فالجزء الثلاثون يحتوي على السور النبأ (عم) إلى آخر القرآن.
ورقم 78سورة النبأ (عم) يحتوي على ركوعين الركوع الأول في السورة يحتوي على (30) آية. الركوع الثاني في السورة يحتوي على (10) آيات.
ثم رقم 79سورة النازعات تحتوي على ركوعين الركوع الأول في السورة يحتوي على (26) آية والركوع الثاني في السورة يحتوي على (20) آية.
ثم رقم 80سورة عبس تحتوي على ركوع واحد وهو يحتوي على (22) آية عدد آيات السورة. وكل سورة بعد ذلك تحتوي على ركوع واحد فيكون آخر السور وهي سورة الناس الركوع رقم 39في الجزء الثلاثين.
ومن الواضح أن هذه التقسيمات في تجزئة القرآن كلها تقاسيم حادثة إنما ظهرت من أجل تسهيلها على من يريد تعلم القرآن.
رسم المصحف الإمام
لم تخضع كتابة المصحف لقواعد ثابتة، وكان الطريق الوحيد لتعلمها القراءة على المشايخ جيلا بعد جيل. وافرد الداني (ت 444هـ) كتابه المقنع في رسم القرآن وقد وصف أبو زيتحار الرسم بقوله: «الرسم بمعنى المرسوم في اللغة الأثر فهو مصدر أريد به اسم المفعول ويرادفه الخط إلى قوله: والاصطلاحي» وهو المعروف بالعثماني علم يعرف به مخالفة المصاحف العثمانية لاصول الرسم القياسي (وموضوعه) حروف المصاحف من حيث ما يعرض لها من الحذف والاثبات والزيادة والنقيصة والفصل والوصل ونحو ذلك [لطائف البيان 121و 13].
توقيفية رسم المصحف
اختلف الأعلام في أن رسم المصحف توقيفية بمعنى أنه لا يجوز كتابة المصحف بغير هذا الرسم أو أنه غير توقيفي.
وذهب الزركشي (ت 797هـ) إلى أنه توقيفي وقال: «كان هذا في الصدر الأول، والعلم حيّ غض، وأما الآن فقد يخشى الالتباس، ولهذا قال الشيخ عز الدين عبد السلام:(1/155)
اختلف الأعلام في أن رسم المصحف توقيفية بمعنى أنه لا يجوز كتابة المصحف بغير هذا الرسم أو أنه غير توقيفي.
وذهب الزركشي (ت 797هـ) إلى أنه توقيفي وقال: «كان هذا في الصدر الأول، والعلم حيّ غض، وأما الآن فقد يخشى الالتباس، ولهذا قال الشيخ عز الدين عبد السلام:
لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسوم الأولى باصطلاح الأئمة لئلا يوقع في تغيير من الجهّال: ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه، لئلا يؤدّي إلى دروس العلم، وشيء أحكمه القدماء لا يترك مراعاته لجهل الجاهلين ولن تخلو الأرض من قائم لله بالحجة. وقد قال البيهقي في شعب الإيمان: من كتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على حروف الهجاء التي كتبوا بها تلك المصاحف، ولا يخالفهم فيها، ولا يغير مما كتبوه شيئا، فإنهم أكثر علما، واصدق قلبا ولسانا، وأعظم أمانة منّا فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم، وروى بسنده عن زيد قال: القراءة خير، [البرهان 1: 379].
وتطرف في الموضوع الشنقيطي (1363هـ) حيث قال: «ان الكلام القديم سرا وللكتابة دخلا في ذلك فمن كتبه بحاله فقد أداه بجميع أسراره وإلا فقد نقص من سره وجاء بكلمات من تلقاء نفسه والذي حملنا على هذا أن جماعة من العلماء ترخصوا في الرسم وقالوا أنه اصطلاحي ولذلك لا يجب أن يكون محصورا على حد مخصوص بل يجوز كتبه على كل وجه سهل وبالهجاء الأول والمحدث بعده لأن الخطوط علامات تجري مجرى الرموز والإشارات فكل رسم دل على كلمة صح كتبها به وهذا غلط فاحش لما علمت اه ولكن خطه معجز لم تهتد إليه عقول العرب [ايقاظ الأعلام 37].
وزاد الشنقيطي (ت 1363هـ): «المراد بخط المصاحف هو الخط الذي أجمع الصحابة عليه كما ذكره الجزري في النشر وكذا غيره لا ما طبع بالمطابع الاستانبولية أو غيرها بل أكثرها مخالف لرسم المصاحف العثمانية لا سيما في حذف الألفات المتوسطة مثلا ونحوها فلا تكاد تجد ألفا محذوفا فيها نحو «العلمين» و «مسلمت» وشبههما مع تصريح أهل القرآن كافة بحذفهما ونحوهما وإجماعهم على حذف نحو ذلك [ايقاظ الأعلام 17].
أقول: «ليت شعري إذا كان رسم ما طبع مخالفا لرسم المصاحف العثمانية فما هي المصاحف العثمانية إذا»؟
قال ابن الجزري (ت 833) في أبواب الهجاء من كتب العربية، وأكثر خط المصاحف موافق لتلك القوانين لكنه قد جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها ولا يتعدى إلى سواها منها ما عرفنا سببه، ومنها ما غاب عنا، وقد صنف العلماء فيها كتبا كثيرة قديما وحديثا [2/ 138].
قال الأردكاني: «عن الكسائي أنه قال في خط المصحف عجائب وغرائب تحيّرت فيها عقول العقلاء وعجزت عنها آراء الرجال البلغاء وكما أن لفظ القرآن معجز فكذلك رسمه خارج عن طوق البشر والحكمة في الرسم أن لا يعتمد القارئ على المصحف بل يأخذ القرآن من أفواه الرجال الآخذين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالسند العالي [نثر المرجان 1/ 12].(1/156)
قال ابن الجزري (ت 833) في أبواب الهجاء من كتب العربية، وأكثر خط المصاحف موافق لتلك القوانين لكنه قد جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها ولا يتعدى إلى سواها منها ما عرفنا سببه، ومنها ما غاب عنا، وقد صنف العلماء فيها كتبا كثيرة قديما وحديثا [2/ 138].
قال الأردكاني: «عن الكسائي أنه قال في خط المصحف عجائب وغرائب تحيّرت فيها عقول العقلاء وعجزت عنها آراء الرجال البلغاء وكما أن لفظ القرآن معجز فكذلك رسمه خارج عن طوق البشر والحكمة في الرسم أن لا يعتمد القارئ على المصحف بل يأخذ القرآن من أفواه الرجال الآخذين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالسند العالي [نثر المرجان 1/ 12].
وتناول الزركشي (ت 797هـ) بالتفصيل موارد الخلاف وحاول واحيانا بتعسف أن يسندها إلى حكم خفية وأسرار بهية تصدى لها أبو العباس المراكشي الشهير بابن البنّاء (ت 721هـ) وبين أن هذه الأحرف إنما اختلف حالها بحسب اختلاف معانيها» [البرهان 1/ 380].
وعلى النقيض من ذلك يرى الداني (ت 444هـ) أن الرسم وحده هو السبب للحن في قراءة القرآن قال: «وجهه أن يكون عثمان رضي الله عنه أراد باللحن المذكور فيه التلاوة دون الرسم إذ كان كثير منه لو تلي على حال رسمه لانقلب بذلك معنى التلاوة وتغيرت ألفاظها ألا ترى قوله: «أو لا اذبحنه» و «لا أوضعوا» و «من نبإى المرسلين» و «سأوريكم» و «الربوا» وشبهه مما زيدت الألف والياء والواو في رسم لو تلاه تال لا معرفة له بحقيقة الرسم على حال صورته في الخط لصيّر الإيجاب نفيا ولزاد في اللفظ ما ليس فيه ولا من أصله فأتى من اللحن بما لا خفاء به على من سمعه مع كون رسم ذلك كذلك جائزا مستعملا. [المقنع 116].
وأحسن استدلال على أن الرسم ليس توقيفيا ما ذكره ابن خلدون (ت 806هـ) وقال:
«وانظر ما وقع لأجل ذلك في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم وكانت غير مستحكمة في الإجادة فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركا بما رسمه أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وخير الخلق من بعده المتلقّون لوحيه من كتاب الله وكلامه كما يقتفى لهذا العهد خطّ ولي أو عالم تبركا ويتبع رسمه خطأ أو صوابا وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فاتبع ذلك وأثبت رسما ونبه العلماء بالرسم على مواضعه ولا تلتفتن في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفّلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط وأن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يتخيل بل لكلها وجه يقولون في مثل زيادة الألف في «لا أذبحنّه» إنه تنبيه على أن الذبح لم يقع وفي زيادة الياء في «باييد» أنه تنبيه على كمال القدرة الربانية وأمثال ذلك مما لا أصل له إلّا التحكّم المحض وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيها للصحابة عن توهم النقص في قلّة إجادة الخط وحسبوا أن الخط كمال فنزّهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه وذلك ليس بصحيح. واعلم أن
الخط ليس بكمال في حقهم إذ الخطّ من جملة الصنائع المدنية المعاشية كما رأيته فيما مرّ والكمال في الصنائع إضافيّ بكمال مطلق إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخلال وإنما يعود على أسباب المعاش وبحسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس [المقدمة 419].(1/157)
«وانظر ما وقع لأجل ذلك في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم وكانت غير مستحكمة في الإجادة فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركا بما رسمه أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وخير الخلق من بعده المتلقّون لوحيه من كتاب الله وكلامه كما يقتفى لهذا العهد خطّ ولي أو عالم تبركا ويتبع رسمه خطأ أو صوابا وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فاتبع ذلك وأثبت رسما ونبه العلماء بالرسم على مواضعه ولا تلتفتن في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفّلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط وأن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يتخيل بل لكلها وجه يقولون في مثل زيادة الألف في «لا أذبحنّه» إنه تنبيه على أن الذبح لم يقع وفي زيادة الياء في «باييد» أنه تنبيه على كمال القدرة الربانية وأمثال ذلك مما لا أصل له إلّا التحكّم المحض وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيها للصحابة عن توهم النقص في قلّة إجادة الخط وحسبوا أن الخط كمال فنزّهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه وذلك ليس بصحيح. واعلم أن
الخط ليس بكمال في حقهم إذ الخطّ من جملة الصنائع المدنية المعاشية كما رأيته فيما مرّ والكمال في الصنائع إضافيّ بكمال مطلق إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخلال وإنما يعود على أسباب المعاش وبحسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس [المقدمة 419].
وأفضل دليل على أن الرسم ليس توقيفيا ما حصل من الاختلاف بين الصحابة في رسم القرآن في عهد عثمان في كتابة (التابوت) و (التابوة) فلو كان توقيفيا لما حصل هذا الاختلاف.
قال الداني (ت 444): «عن ابن شهاب قال اختلفوا يومئذ في «التابوت» فقال زيد بن ثابت «التابوة» وقال ابن الزبير وسعيد وعبد الرحمن «التابوت» فرفعوا اختلافهم إلى عثمان رضي الله عنه فقال عثمان اكتبوه «التابوت» فإنه لسان قريش» [المقنع 121].
وقد وردت كلمة «التابوت» في القرآن مرتين هما:
1 {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التََّابُوتُ} [البقرة: 248].
2 {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التََّابُوتِ} [طه: 39].
(وعليه) الاختلاف في كتابة المصحف من اللجنة المكلفة بكتابة المصحف لم تحصل إلا في هذه الكلمة وحدها، وفي كتابتها بتاء طويلة أو مربوطة. وهذا الاختلاف غريب حيث أن زيد بن ثابت الذي كان يرى كتابتها (التابوة) كان هو بنفسه قد كتب للخليفة أبي بكر مصحفه وأنه كان قد كتب الكلمة كذلك مما يظهر اعتماد أبي بكر رضي الله عنه عليه اعتمادا مطلقا وأن تلك الصحف نفسها كانت مصدرا للجنة في عهد عثمان فالاختلاف إذن جاء من قبل أعضاء اللجنة من قريش الذين رفضوا الانصياع لغير كتابة قريش المتمثل في زيد الأنصاري وأن الخليفة عثمان رضي الله عنه رجّح جانب قريش لأن النبي منهم والقرآن نزل بلغتهم. و (أيضا) يبقى السؤال لماذا لم يحصل هذا الاختلاف في كلمات مشابهة في التاء المربوطة والطويلة ككلمة (نعمت) و (نعمة) مع أن مواردها كثيرة في القرآن؟
ومنه يعلم أن الخط في غير كلمة (تابوت) كانت تابعة لرسم قريش وعليه المصحف الإمام كله على رسم قريش وقد خالف المصحف الإمام مقاييس رسم الكتابة في عصر الصحابة وحافظ المسلمون على هذه الخطوط كما هي بالرغم من تطور قواعد الرسم في الأجيال المتعاقبة.
كما أن محاولات لتصحيح رسم القرآن حصلت في بداية التاريخ الإسلامي كما
تسجله رواية السجستاني (ت 316هـ) عن ابن زياد (ت 53هـ) قال: «حدّثني يزيد الفارسي قال زاد عبيد الله بن زياد في المصحف ألفي حرف، فلما قدم الحجّاج بن يوسف بلغه ذلك فقال: من ولي ذلك لعبيد الله؟ قالوا: ولي ذاك له يزيد الفارسي، فأرسل إليّ فانطلقت إليه وأنا لا أشك أن سيقتلني، فلما دخلت عليه قال: ما بال ابن زياد زاد في المصحف ألفي حرف؟ قال قلت: أصلح الله الأمير إنه ولد بكلّاء البصرة فتوالت تلك عني، قال: صدقت.(1/158)
كما أن محاولات لتصحيح رسم القرآن حصلت في بداية التاريخ الإسلامي كما
تسجله رواية السجستاني (ت 316هـ) عن ابن زياد (ت 53هـ) قال: «حدّثني يزيد الفارسي قال زاد عبيد الله بن زياد في المصحف ألفي حرف، فلما قدم الحجّاج بن يوسف بلغه ذلك فقال: من ولي ذلك لعبيد الله؟ قالوا: ولي ذاك له يزيد الفارسي، فأرسل إليّ فانطلقت إليه وأنا لا أشك أن سيقتلني، فلما دخلت عليه قال: ما بال ابن زياد زاد في المصحف ألفي حرف؟ قال قلت: أصلح الله الأمير إنه ولد بكلّاء البصرة فتوالت تلك عني، قال: صدقت.
فخلّى عني، وكان الذي زاد عبيد الله في المصحف كان مكانه في المصحف «قالوا» قاف لام واو «كانوا» كاف نون واو فجعلها عبيد الله «قالوا» قاف ألف لام واو ألف وجعل «كانوا» كاف ألف نون واو ألف [المصاحف 117].
ويظهر من هذه الرواية أن عذر يزيد الفارسي إنما هو شيوع هذا النوع في رسم الخط في البصرة ولا نجد كلمة (كانوا) بدون الألف في القرآن الكريم اليوم.
ولا تزال الآراء في رسم المصحف تدور بين المنع والضرورة.
وأصدر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر محمد عبد اللطيف الفحّام بتاريخ 5ذي الحجة 1355هـ فتوى تعتبر رأيا وسطا في حل المشكلة جاء فيها ما نصه: «أن ينبّه في ذيل كل صفحة على ما يكون فيها من الكلمات المخالفة للرسم المعروف» [يراجع: مجلة الأزهر، عدد صفر 1368هـ تحت عنوان تقرير من كتاب الفرقان، ص 192. ويراجع: المصحف المرتل، الجمع الصوتي الأول، لبيب سعيد، ص 386].
ويظهر أنه على أثر هذه الفتوى قام الشيخ عبد الجليل عيسى بطبع المصحف الميسر عام 1381هـ فوضع لكل كلمة في القرآن الكريم تخالف الرسم المعتاد رقما ثم وضع معادل الرقم في هامش أسفل الصفحة بالرسم المعتاد [راجع: الطبعة السادسة، 1394هـ، دار الفكر بيروت].
وهذه الفتوى التي قدمتها اللجنة وإن كانت اقتراحا قابلا للتطبيق في أكثر المواضع في القرآن الكريم كما في:
1 - كتبا / كتابا 3/ 845.
2 - ثلاثة / ثلاثة 2/ 196.
3 - إسرائل / إسرائيل 2/ 4.
ولكن المشكلة في بعضها الآخر لا تحل إلا بالدراسة عند الشيوخ المهرة كما في الأمثلة التالية:
1 - أو لا أذبحنه مع أن القراءة أو لأذبحنه [النمل: 27/ 21].(1/159)
ولكن المشكلة في بعضها الآخر لا تحل إلا بالدراسة عند الشيوخ المهرة كما في الأمثلة التالية:
1 - أو لا أذبحنه مع أن القراءة أو لأذبحنه [النمل: 27/ 21].
2 - لا الى مع أن القراءة لإلى [37/ 68].
3 - أيه مع أن القراءة أيها [24/ 31].
4 - الن مع أن القراءة الآن [12/ 51].
5 - اليل مع أن القراءة الليل [20/ 130].
6 - يا بنؤم مع أن القراءة يا ابن أم [20/ 94].
7 - الها مع أن القراءة الاه [18/ 14].
8 - العلمؤا مع أن القراءة العلماء [35/ 28].
9 - الربوا مع أن القراءة الربا [2/ 275].
10 - الريا مع أن القراءة الرؤيا [37/ 105].
11 - السواء مع أن القراءة السوء [30/ 10].
فإن القراءة لهذه الكلمات من دون أستاذ غير ممكن عادة.
اختلاف رسم الكلمات في المصحف
ويختلف رسم كلمة واحدة في المصحف عن رسم الكلمة نفسها في آيات أخرى.
وحيث أن المصاحف تختلف في ذلك، إليك بعض الأمثلة من المصحف الأميري المطبوع في القاهرة سنة 1337هـ والتي عليها المعول في ما تأخر من طبعات المصحف:
1 - بسم الله الرحمن الرحيم، الرسم يخالف قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:
1]. {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [الواقعة: 96، الحاقة: 52].
2 {قََالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ} [الأعراف: 150]، والرسم يخالف قوله: {قََالَ يَا بْنَ أُمَّ لََا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي} [طه: 94].
3 {وَجَنََّاتٌ مِنْ أَعْنََابٍ} [الرعد: 4]، والرسم يخالف قوله: {مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنََابٍ}
[البقرة: 266].
4 {وَإِنِ امْرَأَةٌ خََافَتْ} [النساء: 128] والرسم يخالف قوله: {إِذْ قََالَتِ امْرَأَتُ عِمْرََانَ}
[آل عمران: 35].
5 {لَهُ بَنِينَ وَبَنََاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 100]، والرسم يخالف قوله: {مََا لَنََا فِي بَنََاتِكَ مِنْ حَقٍّ} [هود: 79].(1/160)
4 {وَإِنِ امْرَأَةٌ خََافَتْ} [النساء: 128] والرسم يخالف قوله: {إِذْ قََالَتِ امْرَأَتُ عِمْرََانَ}
[آل عمران: 35].
5 {لَهُ بَنِينَ وَبَنََاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 100]، والرسم يخالف قوله: {مََا لَنََا فِي بَنََاتِكَ مِنْ حَقٍّ} [هود: 79].
6 {وَاخْشَوْنِي} [البقرة: 150]، والرسم يخالف قوله: {فَلََا تَخْشَوُا النََّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 44].
7 {صَدَّقْتَ الرُّؤْيََا} [الصافات: 105]، الرسم يخالف قوله: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيََا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43].
8 {فَلََا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ} [الكهف: 70]، الرسم يخالف قوله: {فَلََا تَسْئَلْنِ مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [هود: 46].
9 {سُبْحََانَهُ وَتَعََالى ََ عَمََّا يَقُولُونَ} [الإسراء: 43]، الرسم يخالف قوله: {قُلْ سُبْحََانَ رَبِّي} [الإسراء: 93].
10 {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيََاتِنََا مُعََاجِزِينَ} [الحج: 51]، الرسم يخالف قوله: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيََاتِنََا مُعََاجِزِينَ} [سبأ: 5].
11 {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنََا} [الإسراء: 77]، الرسم يخالف قوله: {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 38].
12 {سُوءاً} [يوسف: 25]، الرسم يخالف قوله: {السُّواى ََ} [الروم: 10].
13 {وَلََا تَقْرَبََا هََذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: 35]، الرسم يخالف قوله: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} [الدخان: 43].
14 {أُولََئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللََّهِ} [البقرة: 161]، الرسم يخالف قوله: {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللََّهِ} [آل عمران: 61].
15 {نِعْمَةَ اللََّهِ مِنْ} [البقرة: 211]، الرسم يخالف قوله: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ}
[البقرة: 231].
16 {هُدىً وَرَحْمَةً} [الأعراف: 52]، {إِنَّ رَحْمَتَ اللََّهِ قَرِيبٌ}
[الأعراف: 56].
17 {يََا أَيُّهَا النََّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: 21]، الرسم يخالف قوله: وقالوا يا أيّه السّاحر ادع لنا [الزخرف: 49].
18 {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ََ} [القيامة: 37]، الرسم يخالف قوله: {آيََاتِي تُتْلى ََ عَلَيْكُمْ} [المؤمنون: 66].(1/161)
17 {يََا أَيُّهَا النََّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: 21]، الرسم يخالف قوله: وقالوا يا أيّه السّاحر ادع لنا [الزخرف: 49].
18 {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ََ} [القيامة: 37]، الرسم يخالف قوله: {آيََاتِي تُتْلى ََ عَلَيْكُمْ} [المؤمنون: 66].
19 {وَاللََّهُ يَدْعُوا إِلى ََ دََارِ السَّلََامِ} [يونس: 25]، الرسم يخالف قوله: {وَيَدْعُ الْإِنْسََانُ بِالشَّرِّ} [الإسراء: 11].
وقد حصل الاختلاف في الرسم في آية واحدة صدرا وذيلا وذلك في قوله تعالى:
{هََاؤُمُ اقْرَؤُا كِتََابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلََاقٍ حِسََابِيَهْ} [الحاقة: 19، 20].
فقد ورد الرسم في كتابة (كتابيه) بدون ألف و (حسابيه) مع الألف مما لا فارق بينهما ويكفي هذا في الدلالة على ضرورة توحيد رسم الخط في أقدس نص في الإسلام قبل أن تتطرق أياد غير مؤمنة بهذه القدسية وتحقق ما ينبغي للمسلمين أن يحققوه بأنفسهم.
وإليك جدولا بما وقفت عليه من اختلاف رسم المصحف الإمام:
رسم المصحف الإمام
ولم يختلف الإملاء في رسم المصحف مع الإملاء المرسوم اليوم، إلا في هذه الموارد التي استقصاها أحمد عزة البغدادي (ت 1352هـ) فبلغت 187موردا في رسالة مفردة بعنوان البيان المفيد. وإليك ملخص ما استقصاه مقارنا بالرسم اليوم مع الإشارة إلى السورة والآية:
2 - البقرة
1 - للملئكة / للملائكة: 302 2إسرائل / إسرائيل: 402 3باؤ / باؤا: 612 4الئن / الآن: 2/ 71 5فادرأتم / فادرأتم: 722 6فباؤ / فباؤا: 902 7اشترايه / اشتراه: 1022 8عفا / عفى: 1872 9ثلاثة / ثلاثة: 1962 10رحمت / رحمة: 2182 11فاؤ / فاءوا: 2262 12نعمت / نعمة: 2312 13اصطفيه / اصطفاه: 2472 14جزءا / جزاء: 2602 15الربوا / الربا: 2752 16تسئموا / تسأموا: 2852
3 - آل عمران
17 - امرات / امرأة: 353 18دعا / دعى: 383 19لعنت / لعنة: 613 20نعمت / نعمة: 1033 21وباؤ / وباؤا: 1123 22كتبا / كتابا: 1453
23 - عفا / عفى: 1523 24عفا / عفى: 1553 25مأويه / مأواه: 1623 26جاؤ / جاؤا: 1843(1/162)
17 - امرات / امرأة: 353 18دعا / دعى: 383 19لعنت / لعنة: 613 20نعمت / نعمة: 1033 21وباؤ / وباؤا: 1123 22كتبا / كتابا: 1453
23 - عفا / عفى: 1523 24عفا / عفى: 1553 25مأويه / مأواه: 1623 26جاؤ / جاؤا: 1843
4 - النساء
27 - آتوا / أتوا: 24 28سوء / سوأ: 1104 29بريا / بريئا: 1124 30سوء / سوأ: 1234 31يستهزا / يستهزأ: 1404 32امرؤا / امرأ: 1764
5 - المائدة
33 - نعمت / نعمة: 75 34تبوا / تبوء: 295 35جزؤا / جزاء: 295 36جزؤا / جزاء: 335
6 - الأنعام
37 - انبوءا / انباء: 56 38نبإى / نباء: 1346 39اتيكم / اتاكم: 476 40بالغداوة / بالغداة: 526 41شفعائكم / شفعاءكم: 946 42شركؤا / شركاء: 946 43كلمت / كلمة: 1156
7 - الأعراف
44 - رحمت / رحمة: 567 45جاؤ / جاؤا: 1167 46كلمت / كلمة / 1377 47نبا / نباء: 1757
8 - الأنفال
48 - سنت / سنة: 388
9 - التوبة
49 - عفا / عفى: 439
10 - يونس
50 - يبدأ / يبدئ: 410 51تلقائي / تلقاء: 1510 52كلمت / كلمة: 3310 53كلمت / كلمة: 9610 54يبدأ / يبدئ: 3410 55يبدأ / يبدئ: 3410
11 - هود
56 - رحمت / رحمة: 7311 57بقيت / بقية: 8611 58نشؤا / نشاء: 8711
12 - يوسف
59 - قرآنا / قرآنا: 212 60رؤياك / رؤياك: 512 61غيابت / غيابة: 1112 62غيابت / غيابة: 1612 63جاؤ / جاؤا: 1612 64جاؤ / جاؤا: 1812 65لدا / لدى: 2512 66سوءا / سوأ: 2512 67امرأت / امرأة: 3012 68فتيها / فتاها: 3012
69 - رءياي / رؤياي: 4312 70للرءيا / للرؤيا: 4312 71نجا / نجى: 4512 72امرأت / امرأة: 5112 73الن / الآن: 5112 74تفتؤا / تفتأ: 8512 75رءياي / رؤياي: 10012(1/163)
59 - قرآنا / قرآنا: 212 60رؤياك / رؤياك: 512 61غيابت / غيابة: 1112 62غيابت / غيابة: 1612 63جاؤ / جاؤا: 1612 64جاؤ / جاؤا: 1812 65لدا / لدى: 2512 66سوءا / سوأ: 2512 67امرأت / امرأة: 3012 68فتيها / فتاها: 3012
69 - رءياي / رؤياي: 4312 70للرءيا / للرؤيا: 4312 71نجا / نجى: 4512 72امرأت / امرأة: 5112 73الن / الآن: 5112 74تفتؤا / تفتأ: 8512 75رءياي / رؤياي: 10012
13 - الرعد
76 - سواءً / سوء: 1113
14 - إبراهيم
77 - نبؤا / نبأ: 914 78الضعفؤا / الضعفاء: 2114 79نعمت / نعمة: 2814 80نعمت / نعمة: 3414
16 - النحل
81 - دف / دفء: 516 82تجرءون / تجأرون: 5316 83بنعمت / بنعمة: 7216 84نعمت / نعمة: 8316 85ايتائ / ايتاء: 9016 86نعمت / نعمة: 10416
17 - الإسراء
87 - الأقصا / الأقصى: 117 88الرءيا / الرؤيا: 6017
18 - الكهف
89 - ندعوا / ندعو: 1418 90الها / الاه: 1418 91لشأي / لشيء: 2318
19 - مريم
92 - رحمت / رحمة: 219
20 - طه
93 - أتوكأ / أتوكأ: 1820 94جزءوا / جزاء: 7620 95يا بنؤم / يا ابن أم: 9420 96تضمؤا / تضمأ: 1920 97انائ / آناء: 13020 98اليل / الليل: 13020
23 - المؤمنون
99 - الملأ / الملأ: 2423 100نجيا / نجي: 3723 101يجرءون / يجأرون: 6423 102تجرءوا / تجأروا: 6523
24 - النور
103 - لعنت / لعنة: 724 104يدرؤا / يدرأ: 824 105جاؤ / جاؤا: 1124 106جاؤ / جاؤا: 1324 107أيه / أيها: 3124
25 - الفرقان
108 - جاؤ / جاؤا: 425 109يعبؤا / يعبأ: 7725
26 - الشعراء
110 - انبؤا / أنباء: 626 111قالوا / قالوا: 7426
112 - لئيكة / الأيكة: 17626 113علمؤا / علماء: 19726(1/164)
110 - انبؤا / أنباء: 626 111قالوا / قالوا: 7426
112 - لئيكة / الأيكة: 17626 113علمؤا / علماء: 19726
27 - النمل
114 - ولا اذبحنه / لأذبحنه: 2127 115الخب / الخبث: 2527 116الملأ / الملاء: 2927 117الملأ / الملاء: 3227 118الملأ / الملاء: 3827 119يبدأ / يبدئ: 6427 120جاؤ / جاؤا: 8427
28 - القصص
121 - اقصا / اقصى: 2028 122شركاءي / شركائي: 6228
29 - العنكبوت
123 - يبدي / يبدئ: 1929
30 - الروم
124 - بلقاىء / بلقاء: 830 125السوأى / السو: 1030 126يبدأ / يبدئ: 1130 127شفعؤا / شفعاء: 1330 128لقاىء / لقاء: 1630 129يبدأ / يبدئ: 2730 130رحمت / رحمة: 5030
31 - لقمان
132 - بنعمت / بنعمة: 3131
34 - سبأ
133 - يبدى / يبدئ: 24934
35 - فاطر
134 - نعمت / نعمة: 335 135العلمؤا / العلماء: 2835 136بينت / بينة: 4035 137سنت / سنة: 4335 138سنت / سنة: 4335
36 - يس
139 - اقصا / اقصى: 2036
37 - الصافات
140 - لا إلى / لإلى: 6837 141الرءيا / الرؤيا: 10537 142البلؤا / البلاء: 10637
38 - ص
143 - لئية / الأيكة: 1338 144نبؤا / نباء: 2138 145نبؤا / نباء: 6738
39 - الزمر
146 - جزؤا / جزاء: 3439
40 - المؤمن
147 - كلمت / كلمة: 640 148النجواة / النجاة: 4140 149الضعفوا / الضعفاء: 4740 150دعؤا / دعاء: 5040 151سنت / سنة: 8540
41 - السجدة
152 - سيء / سيأ: 4941(1/165)
152 - سيء / سيأ: 4941
42 - الشورى
153 - شركؤا / شركاء: 2142 154جزؤا / جزاء: 4042 155عفا / عض: 4042 156وراىء / وراء: 5142
43 - الزخرف
157 - قرآنا / قرآنا: 343 158جزءا / جزء: 1543 159ينشؤا / ينشأ: 1543 160رحمت / رحمة: 3243 161رحمت / رحمة: 3243 162يا أيه / يا أيها: 4943
44 - الدخان
163 - بلؤا / بلاء: 3344
48 - الفتح
164 - شطئه / شطأه: 2948
49 - الطور
165 - بنعمت / بنعمة: 2949
53 - النجم
166 - منواة / مناة: 2053
55 - الرحمن
167 - أيه / أيها: 3155 168جنا / جنى: 25455
56 - الواقعة
169 - جنت / جنة: 8956
58 - المجادلة
170 - معصيت / معصية: 858 171معصيت / معصية: 958
59 - الحشر
172 - جاؤ / جاؤا: 1059 173جزؤا / جزاء: 2959
60 - الممتحنة
174 - برءوا / برءاو: 460
64 - التغابن
175 - نبوءا / نباء: 564
69 - الحاقة
176 - طغا / طغى: 1169
75 - القيامة
177 - ينبؤا / ينبأ: 1375
77 - المرسلات
178 - حمالت / حمالة: 3377
89 - الفجر
179 - ابتليه / ابتلاه: 1589 180ابتليه / ابتلاه: 1689 ولتفصيل باقي رسوم القرآن يراجع:
1 - المقنع في رسم المصاحف لأبي عمر الداني (ت 444هـ) طبعة القاهرة 1978.
2 - النشر في القراءات العشر لابن الجزري (ت 833هـ) ط القاهرة، افست، بدون تاريخ.(1/166)
1 - المقنع في رسم المصاحف لأبي عمر الداني (ت 444هـ) طبعة القاهرة 1978.
2 - النشر في القراءات العشر لابن الجزري (ت 833هـ) ط القاهرة، افست، بدون تاريخ.
3 - نثر المرجان في رسم القرآن محمد غوث النائطي الأردكاني، ط حيدرآباد الدكن 1332هـ. وقد استوعب هذا الأخير البحث عن رسم القرآن في سبعة مجلدات.
والذي ينبغي أن يؤخذ بالاعتبار في رسم القرآن أمران:
الأول: أن المحافظة على رسم المصحف العثماني ضرورة لمعرفة تقييم القراءات الشاذة الموافقة منها للرسم المعروف في عهد الرسالة، فإن القضاء على الرسم المعهود هذا، سوف يفقد أثرا موروثا. يعتبر مقياسا لتصحيح القراءات.
الثاني: أن الرسم ككل الآثار الموروثة والتراث لا بد أن يواكب ركب الحضارة، وبدون ذلك سوف يتقوقع في طائفة خاصة من القراء، وقراءة النص في حياة المسلمين العامة تتقلص وبما أن الخط ليس إلا وسيلة لقراءة القرآن يجب أن يدخل هذا التطور، فإنه لا يمكن قراءة القرآن بالخط الكوفي مثلا الذي كان شائعا في العصور المتقدمة إلا لطائفة خاصة.
وبناء على ذلك يجب أن تتكون لجنة من ذوي الاختصاص لتحديد معالم هذا التطوير بحيث يحافظ على سلامة النص مع بيان أصول هذه المعالم للقراء بحيث يقفون على الأسباب والنتائج لهذه المعالم مع المحافظة على التراث.
ولا أجد مبررا للرضوخ للرسم العثماني ما دام القرآن قد جاز أن يدون ويكتب بالخط الكوفي ثم بالنسخ فلا بد أن يجوز بالرسم المعاصر أيضا.
كما يدل على جواز ذلك تطور كتابة المصحف بالخطوط المختلفة المتطورة في مختلف العصور تقريبا. نعم لا نعهد كتابة القرآن بالخط المسند مثلا، وكذلك الخط الحميري الذي كان مستعملا في الأنبار والحيرة ومنها انتقل إلى الجزيرة العربية. وتحتفظ المكتبة الإسلامية نسخا من القرآن الكريم بالخط المستعمل في الحجاز المقوّر المعروف بالخط الكوفي وذلك بالخطوط المتفرعة منه على أثر الأقلام المختلفة منها. الخط المدني:
ويسمى المحقق والوراقي والمكي والبصري ويسمى الكوفي والأصفهاني والعراقي.
واتسع اهتمام الكتاب والورّاقين بكتابة القرآن في الأمة الإسلامية في أيام الوليد بن عبد الملك وكان كاتبه المختص به خالد بن أبي الهيّاج قد انقطع لكتابة المصاحف للوليد، ثم مالك بن دينار الخطاط المجوّد (ت 131هـ) وكذلك في أيام الرشيد كان خشنام البصري ومهدي الكوفي كما قاله ابن النديم، ولم ير مثلهما إلى حيث انتهى إلى عصره حتى إذا
ما كانت أيام المعتصم ظهر أبو حدّي الكوفي وكان يكتب المصاحف اللطاف. ثم جماعة من الكوفيين منهم ابن أم شيبان والمسحور وأبو حمدة وأبو الفرج إلى أن انتهت رئاسة الخط إلى الضحّاك بن عجلان وإسحاق بن حماد في خلافة المنصور والمهدي. وفي خلافتهما بلغت الخطوط العربية اثني عشر قلما ثم انتهت الرسالة إلى الوزير (ابن مقلة) أبي علي وعنه أخذ عبد الله بن محمد بن أسد (ت 410هـ) وعنه أخذ ابن البواب (ت 412هـ) وعنه أخذ خلق كثير منهم ياقوت المستعصمي (ت 618هـ) الذي أصبح قدوة لكل من تأخر عنه.(1/167)
واتسع اهتمام الكتاب والورّاقين بكتابة القرآن في الأمة الإسلامية في أيام الوليد بن عبد الملك وكان كاتبه المختص به خالد بن أبي الهيّاج قد انقطع لكتابة المصاحف للوليد، ثم مالك بن دينار الخطاط المجوّد (ت 131هـ) وكذلك في أيام الرشيد كان خشنام البصري ومهدي الكوفي كما قاله ابن النديم، ولم ير مثلهما إلى حيث انتهى إلى عصره حتى إذا
ما كانت أيام المعتصم ظهر أبو حدّي الكوفي وكان يكتب المصاحف اللطاف. ثم جماعة من الكوفيين منهم ابن أم شيبان والمسحور وأبو حمدة وأبو الفرج إلى أن انتهت رئاسة الخط إلى الضحّاك بن عجلان وإسحاق بن حماد في خلافة المنصور والمهدي. وفي خلافتهما بلغت الخطوط العربية اثني عشر قلما ثم انتهت الرسالة إلى الوزير (ابن مقلة) أبي علي وعنه أخذ عبد الله بن محمد بن أسد (ت 410هـ) وعنه أخذ ابن البواب (ت 412هـ) وعنه أخذ خلق كثير منهم ياقوت المستعصمي (ت 618هـ) الذي أصبح قدوة لكل من تأخر عنه.
وكان للمقارئ العثمانية الغاية التامة لتحسين الخط العربي أسست في الآستانة سنة 1326هـ مدرسة لتعليم الخط ثم في القاهرة والبلاد العربية الأخرى. وانبثق من الخط الكوفي الخط المغربي وساد شمال إفريقية ويسمى أيضا (القيرواني) ثم ظهر الخط الأندلسي بعد تحسين وانتهى إلى عصرنا من الثلث والنسخ والفارسي والديواني والتعليق وأشهرها خط الرقعة.
ولم أعهد كتابة القرآن كاملا بالخطوط الأخرى سوى النسخ وإن كانت هناك أجزاء متفرقة بخطوط مختلفة. وكلام ابن خلدون أصدق كلام يمكن أن يقال في رسم الخط.
إذن، يجد الباحث المنصف أن القرآن الصوتي المتواتر قد كتب بأنواع من الخطوط المعبرة عن ذلك بالقرآن الصوتي من دون تصحيف أو تحريف. ففي عصرنا هذا مثلا يمكن كتابة القرآن (بالفونتيك) ليعبر بأحسن تعبير من الخط العربي لمن لا يحسن اللغة العربية، والخط العربي نفسه يجب أن يراعى فيه أصول التنقيط اليوم. فإن نظرة فاحصة في ما كانت عليه المصاحف القديمة من رسم الخط من اختلاف شديد توضح ضرورة التحول من الرسم العثماني إلى ما هو أوفق بقواعد الإملاء العربي المدروسة في عصر الطباعة كي تتيسر قراءة القرآن الكريم للجيل المعاصر الذي هو الغاية لنزول القرآن.(1/168)
إذن، يجد الباحث المنصف أن القرآن الصوتي المتواتر قد كتب بأنواع من الخطوط المعبرة عن ذلك بالقرآن الصوتي من دون تصحيف أو تحريف. ففي عصرنا هذا مثلا يمكن كتابة القرآن (بالفونتيك) ليعبر بأحسن تعبير من الخط العربي لمن لا يحسن اللغة العربية، والخط العربي نفسه يجب أن يراعى فيه أصول التنقيط اليوم. فإن نظرة فاحصة في ما كانت عليه المصاحف القديمة من رسم الخط من اختلاف شديد توضح ضرورة التحول من الرسم العثماني إلى ما هو أوفق بقواعد الإملاء العربي المدروسة في عصر الطباعة كي تتيسر قراءة القرآن الكريم للجيل المعاصر الذي هو الغاية لنزول القرآن.
التحريف والتصحيف
لقد أكد الله تعالى على حفظ القرآن بقوله: {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ}
[الحجر: 9] والحفظ هنا بمعناه العام عن كل ما يمس القرآن من التغيير سواء التحريف أو التصحيف، ومعناه كما هو موضح في التفسير أن أية محاولة للتغيير سوف تبوء بالفشل وتنكشف أهداف القائمين بذلك ويتميز الحق من الباطل وليس معنى هذه الآية نفي محاولات مغرضة بدعوى التحريف والتصحيف (بل) إن القرآن الكريم سوف يبقى محفوظا من التلاعب سواءً في الصدور أو في أيدي المسلمين مهما حاول المرجفون لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه. فإنه قد حصلت هذه المحاولات منذ عصر الرسالة وحتى اليوم.
التحريف لغة واصطلاحا
قال ابن منظور في لسان العرب: «وتحريف الكلم عن موضعه تغييره، والتحريف في القرآن والكلمة تغيير الحرف عن معناه والكلمة عن مفادها. وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تغير معاني التوراة فوبخهم الله بفعلهم فقال: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوََاضِعِهِ}.
(وعليه) التحريف في الحقيقة من صفات المعنى وإنما يتصف اللفظ به لتغير المعنى فإذا تغير اللفظ ولم يتغير المعنى كان هذا تصحيفا لا تحريفا، فالتحريف إذا في اللغة بمعنى تغيير اللفظ المستلزم لتغيير المعنى دون غيره وتشهد لذلك موارد الاستعمال في القرآن الكريم.
قال تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوََاضِعِهِ} [النساء: 46] أي يبدلون كلمات الله عن مواضعها.
وفسرها الطبري (ت 310هـ) بقوله: «أي تغيير اليهود حكم الزنا إلى الرجم بأربع جلدات». وعن تحريفهم التوراة بتحليلهم الحرام وتحريمهم الحلال. [راجع: مجمع البيان 2/ 55/ 194] و [تفسير الطبري 1/ 367].
والمراد من التحريف: التغيير عمدا فيما هو مكتوب سواءً كان اللفظ أو المعنى بكلمة واحدة أو أكثر.
والتصحيف: الخطأ سهوا في الكتابة فيما يتحمله المكتوب كتصحيف كلمة «تسعين» «بسبعين» و «سبعا» ب «شيئا» فالتحريف أعم من التصحيف كما يظهر من تأمل الموارد.(1/169)
والمراد من التحريف: التغيير عمدا فيما هو مكتوب سواءً كان اللفظ أو المعنى بكلمة واحدة أو أكثر.
والتصحيف: الخطأ سهوا في الكتابة فيما يتحمله المكتوب كتصحيف كلمة «تسعين» «بسبعين» و «سبعا» ب «شيئا» فالتحريف أعم من التصحيف كما يظهر من تأمل الموارد.
والمراد بالمصحف ما كتب في المصحف من القرآن المنزل على النبي المرسل. وإن هذا المكتوب لم يتغير عن خطه منذ عصر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى العصر الحاضر بالرغم من كثرة الروايات التي قد يتوهم منها الخلاف.
فالمصطلح عليه في عصرنا بالتحريف هو التغيير من حيث اللفظ فهو أعم من التصحيف والحق ما ذكرناه.
قال شيخنا العلامة: «وتحرير هذا البحث على ما ذكره الشيخ المفيد (هو) أنه هل لهذا القرآن الذي هو كتاب الإسلام وهو الموجود بين هاتين الدفتين بقية أم ليست له بقية؟ فالنفي والاثبات متوجهان إلى البقية التي غير هذا القرآن الموجود بين الدفتين وبتقرير آخر أنه هل أنزل وحي قرآني لم يكن محكما ولم يوجد بين الدفتين أو أنه نزل شيء آخر غير ما بينهما هذا محل الخلاف إنزال وحي آخر وعدمه» [الذريعة 13/ 313هامش].
والمتأمل يرى ان التغيير المتصور يكون بأحد الوجوه الأربعة، فقد يكون التغيير بالمعنى المراد عمدا وقد يكون التغيير باللفظ وقد يكون التغيير بالزيادة وقد يكون بالنقيصة وقد يكون بهما معا.
فهذه صور أربع تتلخص في طائفتين ولكل منها روايات آحاد وهما التحريف المعنوي والتحريف اللفظي، فلا بد من تحقيق المراد منهما:
التحريف المعنوي:
ويعنى به أن الآيات القرآنية الصريحة استخدمها المغرضون لتغيير معانيها المنزلة على الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأن فسروها حسب مصالحهم الشخصية كما غيرت اليهود كتبهم المقدسة.
قال الإمام الباقر عليه السّلام (ت 114) في رسالته لسعد الخير: «وكان من نبذهم الكتاب أن اقاموا حروفه وحرّفوا حدوده فهم يروونه ولا يرعونه» [78/ 359] و [الكافي 8/ 53].
فإن التأمل في هذه الرواية يفيد أن إقامة الحروف تعني عدم التحريف اللفظي بل التحريف المعنوي حيث أن كلام الباقر عليه السّلام صريح بأن ولاة الجور حافظوا على النص بإقامة الحروف ولكنهم حرّفوا المعنى.
وروي في الصحيفة السجادية في دعاء يوم الأضحى ما نصه: «حتى عاد صفوتك
وخلفاءك مغلوبين مقهورين مبرزين يرون حكمك مبدلا وكتابك منبوذا وفرائضك محرّفة عن جهات أشراعك».(1/170)
وروي في الصحيفة السجادية في دعاء يوم الأضحى ما نصه: «حتى عاد صفوتك
وخلفاءك مغلوبين مقهورين مبرزين يرون حكمك مبدلا وكتابك منبوذا وفرائضك محرّفة عن جهات أشراعك».
ويشهد بذلك التاريخ منذ تسلم الأمويين للحكم ثم العباسيين من تغيير مفاهيم نهت عنها الشريعة من ارتكاب الفجور والخمور والظلم. والغريب ما قاله المحدث النوري: «إنّا لم نعثر على التحريف المعنوي الذي فعله الخلفاء الذين نسب إليهم ذلك التحريف في تلك الأخبار في آية أو أكثر وتفسيرهم لها بغير ما أراد الله تعالى منها» [فصل الخطاب 327].
فإن كل محاولة في تفسير القرآن بما لا يتحمله تحريف للمعنى والتاريخ يشهد على وقوع ذلك في كل صاحب رسالة وهدف في الحياة فإن المنافقين والمندسين يحاولون تحميل النص ما لا يتحمله عادة لمآرب شخصية وسياسية الله أعلم بها.
وبذلك وجه المحدث الفيض الكاشاني روايات التحريف بقوله: «إن مرادهم بالتحريف والتغيير والحذف إنما هو من جهة المعنى دون اللفظ يعني حملوه على خلاف مراد الله». [الوافي 5/ 273].
وقال سيدنا الأستاذ دام ظله: «ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله. فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرّفه. ونرى كثيرا من أهل البدع والمذاهب الفاسدة قد حرّفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم» [البيان 215].
التحريف اللفظي:
ونعني به تغيير اللفظ في النص القرآني بزيادة أو نقيصة أو معا سواء كان حرفا أو كلمة أو أكثر. وقد وردت بها روايات آحاد من الفريقين. فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: «لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر [نقله السيوطي في الإتقان 2/ 40].
قال الزرقاني: «ان الحجاج أسقط من القرآن آيات كثيرة كانت قد نزلت في بني أمية وزاد فيه ما لم يكن وكتب مصاحف وبعثها إلى مصر. وأما المصاحف الأخرى فقد جمعها ولم يبق منها شيئا ولا نسخة واحدة. [مناهل العرفان 257].
واتهم الشيعة بالقول بالتحريف من غير فرق المسلمين، قال ابن حزم: دعوى الشيعة على التحريف ليست حجة لأن الشيعة غير مسلمين [الملل والنحل 2/ 78و 4/ 182الطبعة الأولى]. وقال أبو المظفر الأسفراييني: «ان جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون
على تكفير الصحابة ويدّعون أن القرآن قد غير عما كان ووقع فيه الزيادة والنقصان من قبل الصحابة ويزعمون أنه قد كان فيه نص على إمامة علي فأسقطه الصحابة منه ويزعمون أنه لا اعتماد على القرآن الآن». [التبصير في الدين 34].(1/171)
واتهم الشيعة بالقول بالتحريف من غير فرق المسلمين، قال ابن حزم: دعوى الشيعة على التحريف ليست حجة لأن الشيعة غير مسلمين [الملل والنحل 2/ 78و 4/ 182الطبعة الأولى]. وقال أبو المظفر الأسفراييني: «ان جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون
على تكفير الصحابة ويدّعون أن القرآن قد غير عما كان ووقع فيه الزيادة والنقصان من قبل الصحابة ويزعمون أنه قد كان فيه نص على إمامة علي فأسقطه الصحابة منه ويزعمون أنه لا اعتماد على القرآن الآن». [التبصير في الدين 34].
وعلى النقيض الشيعة يتبرءون من هذا الاتهام.
قال الصدوق (ت 381هـ: من نسب إلينا نحن الشيعة القول بنقص القرآن فقد كذب لأننا لا نقول بذلك قط» [رسالة الاعتقادات ص 1].
وعن الشريف المرتضى (ت 433هـ) أنه كان يكفّر من زعم أن القرآن بدّل أو زيد فيه أو نقص عنه، وكذا كان صاحباه أبو القاسم الرازي وأبو يعلى الطوسي نقل ذلك ابن حجر العسقلاني [لسان الميزان 4/ 223].
قال الطبرسي (548هـ): «وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييرا ونقصانا والصحيح من مذهبنا خلافه» [مجمع البيان 1/ 15].
وكذّبه الآلوسي (ت 1270هـ) في تفسيره قائلا: «نسبة ذلك إلى قوم من حشوية العامة الذين يعنى بهم أهل السنة والجماعة فهو كذب أو سوء فهم، لأنهم أجمعوا على عدم وقوع النقص فيما تواتر قرآنا كما هو موجود بين الدفتين اليوم، نعم أسقط زمن الصدّيق ما لم يتواتر وما نسخت تلاوته، وكان يقرأه من لم يبلغه النسخ، وما لم يكن في العرضة الأخيرة، ولم يأل جهدا رضي الله تعالى عنه في تحقيق ذلك، إلا أنه لم ينتشر نوره في الآفاق إلا زمن ذي النورين» [تفسير الآلوسي 1/ 45].
أقول: وغريب تكذيبه فإن ما ذكره من الإجماع على عدم وقوع النص فيما تواتر قرآنا كما هو موجود بين الدفتين اليوم حاصل من جميع المسلمين سنة وشيعة بلا خلاف وإنما الكلام فيما لم يتواتر قرآنا فيما روي بروايات آحاد من الفريقين سنة وشيعة.
ونظرة فاحصة إلى موارد التحريف المدّعاة في القرآن الكريم توقفنا على أن القول بالتحريف يستند إلى روايات آحاد رويت في كتب الحديث من السنة والشيعة معا ويجب دراستها بروح موضوعية، وقد فصلت ذلك في رسالة نفي التحريف والتصحيف. وتحليلها يوقفنا على أنها جميعها أخبار آحاد لا يمكن أن تعارض النص القرآني المتواتر فهي إما مختلقة أو ضعيفة مردودة.
فالروايات التي أوردها المحدث النوري وغيره من المحدثين السنة والشيعة لا تخلو من وجوه خمسة:(1/172)
ونظرة فاحصة إلى موارد التحريف المدّعاة في القرآن الكريم توقفنا على أن القول بالتحريف يستند إلى روايات آحاد رويت في كتب الحديث من السنة والشيعة معا ويجب دراستها بروح موضوعية، وقد فصلت ذلك في رسالة نفي التحريف والتصحيف. وتحليلها يوقفنا على أنها جميعها أخبار آحاد لا يمكن أن تعارض النص القرآني المتواتر فهي إما مختلقة أو ضعيفة مردودة.
فالروايات التي أوردها المحدث النوري وغيره من المحدثين السنة والشيعة لا تخلو من وجوه خمسة:
1 - التحريف المعنوي بمعنى تطبيق الحكم القرآني.
2 - التفسير المقحم في النص مع وضوح أنه ليس من النص لتواتر النص القرآني، وهذا يشبه بالشرح الممزوج بالمتن.
3 - التنزيل، أعني أسباب النزول فهي بيان أسباب النزول وذكرت خلال الآيات.
4 - التأويل، أي تفسير النص القرآني بما لا يكون ظاهرا باللفظ بل من بطون المعنى.
5 - القراءة، وهي ما يتحمله النص القرآني شأن القراءات السبع المشهورة كملك ومالك.
وإن ورد شيء ما عدا هذه الوجوه الخمسة فلا بد وأن يطرح لأنها أخبار آحاد.
موارد التحريف:
وهي آيات وسور مدّعاة.
أولا: الآيات المدعاة
1 - الآيات الشيطانية
وهي الآيات المدعاة: «تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى رواها السيوطي (ت 911هـ) قال: «أخرج عبد بن حميد من طريق السدي عن أبي صالح قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال المشركون، إن ذكر آلهتنا بخير ذكرنا إلهه بخير، فألقي في أمنيته أفرأيتم اللات والعزّى ومنات الثالثة الأخرى انهن لفي الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى. قال:
فانزل الله: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلََا نَبِيٍّ إِلََّا إِذََا تَمَنََّى أَلْقَى الشَّيْطََانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}
[الحج: 25] الآية.
فقال ابن عباس أن أمنيته أن يسلم قومه. وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى. ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا. فجاء جبريل فقال: أقرأ عليّ ما جئتك به. فقرأ: {أَفَرَأَيْتُمُ اللََّاتَ وَالْعُزََّى وَمَنََاةَ الثََّالِثَةَ الْأُخْرى ََ} [النجم: 19، 20] تلك الغرانيق
العلى وان شفاعتهن لترتجى فقال: ما أتيتك بهذا هذا من الشيطان. فانزل الله: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلََا} إلى آخر الآية.(1/173)
فقال ابن عباس أن أمنيته أن يسلم قومه. وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى. ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا. فجاء جبريل فقال: أقرأ عليّ ما جئتك به. فقرأ: {أَفَرَأَيْتُمُ اللََّاتَ وَالْعُزََّى وَمَنََاةَ الثََّالِثَةَ الْأُخْرى ََ} [النجم: 19، 20] تلك الغرانيق
العلى وان شفاعتهن لترتجى فقال: ما أتيتك بهذا هذا من الشيطان. فانزل الله: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلََا} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكة النجم فلما بلغ هذا الموضع: {أَفَرَأَيْتُمُ اللََّاتَ وَالْعُزََّى}، ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى». قالوا: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا ثم جاءه جبريل بعد ذلك قال: اعرض عليّ ما جئتك به، فلما بلغ تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى قال له جبريل: لم آتك بهذا، هذا من الشيطان. فأنزل الله: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلََا نَبِيٍّ} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بينما هو يصلي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب فجعل يتلوها فسمعه المشركون فقالوا: «إنّا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه فبينما هو يتلوها وهو يقول أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى، القى الشيطان أن تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى فعلق يتلوها فنزل جبريل فنسخها». [يراجع ابن هشام الكلبي (ت 187هـ) في كتابه الأصنام ص 19].
وتفسير الطبري 17/ 119. والدر المنثور للسيوطي 4/ 368366].
وتعتبر هذه أولى المحاولات في تحريف القرآن حيث كان حسب الرواية المذكورة في مكة قبل الهجرة ونظر المسلمون المفسرون إليها نظرة الدعاية المضادة من أعداء الإسلام للنيل من كرامة القرآن بما تيسر لهم من الوسائل المتاحة آنذاك وحتى اليوم.
وفي عام 1957م صدرت ترجمة فرنسية من بلاشير الفرنسي رأى المترجم أن يقحم في ترجمته للقرآن الآيات الشيطانية المزعومة مع أن عملا كهذا يعتبر خرقا لأبسط قواعد التحقيق العلمي حيث اقحم في المصحف الإمام المتواتر ما ليس فيه ولا في غيره من مصاحف الصحابة المختلفة فإن الآيات المزعومة ذكرها المفسرون في التفسير والمفروض من المترجم أن يترجم النص المتواتر من مصحف الإمام لا التفاسير، وكان له أن يعبر عن رأيه في التعليق ما شاء وأما أن يقحم رواية شاذة في النص القرآني المتواتر فهذا ما لا تسمح به قواعد التحقيق لما بينهما من التفاوت في الشذوذ والآحاد والتواتر. [راجع:.
620.، 1957،،] واستخدم الكاتب القصصي سلمان رشدي عام 1988م / 1409هـ فقرة الآيات الشيطانية عنوانا لرواية مشينة بشخصية الرسول وزوجاته الطاهرات وأحدث ذلك ضجة سياسية عالمية وقف إزاءها الإمام روح الله الخميني موقفا
مماثلا، وأصدر فتوى بقتله باعتباره مرتدا عن الإسلام وأصبحت المسألة قضية دولية تعدّت حدود النقاش العلمي.(1/174)
620.، 1957،،] واستخدم الكاتب القصصي سلمان رشدي عام 1988م / 1409هـ فقرة الآيات الشيطانية عنوانا لرواية مشينة بشخصية الرسول وزوجاته الطاهرات وأحدث ذلك ضجة سياسية عالمية وقف إزاءها الإمام روح الله الخميني موقفا
مماثلا، وأصدر فتوى بقتله باعتباره مرتدا عن الإسلام وأصبحت المسألة قضية دولية تعدّت حدود النقاش العلمي.
والعلماء المسلمون ناقشوا المسألة من ناحية السند للرواية ولم ترد هذه الرواية عن طريق أهل البيت عليهم السّلام قط ومن رواه فهو من غير طريقهم وصرح جمع بالطعن في السند وأنها غير ثابتة عندهم.
فعن أبي بكر البيهقي أن هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل وأن رواتها مطعونون وأن الحديث روي من طرق كثيرة وليس فيها البتة حديث الغرانيق.
وقال الرازي: «هذه رواية عامة المفسرين الظاهريين أما أهل التحقيق فقد قالوا هذه الرواية باطلة موضوعة واحتجوا عليه بالقرآن والسنة والمعقول» [التفسير الكبير 23/ 50].
وقال القاضي عياض: «هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواة ثقة بسند سليم متصل وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلفقون من العيب الصحيح والسقيم» [الشفا 117].
والتأمل في هذه الروايات يفيد أن المفسرين خلطوا بين اثنتين من الآيات هما آية الأمنية [الحج: 17] والغرانيق [النجم: 23] فقد استقصى الرازي في تفسيره [التفسير الكبير 50/ 54] وجوه الاحتجاج بالقرآن والسنة والعقول وإني أرى الأوفق مطالعة السورتين لبيان الحقيقة وأن الزيادة المذكورة لا ترتبط بالسياق القرآني اطلاقا فمن المحتم أن من لم تعجبه رسالة القرآن أراد الدس فيه متذرعا بالقافية والسجع وظنها كفاية في تحقيق مراده (أما) آية الأمنية فهي في سورة الحج: 52. فقد قال تعالى: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلََا نَبِيٍّ إِلََّا إِذََا تَمَنََّى أَلْقَى الشَّيْطََانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللََّهُ مََا يُلْقِي الشَّيْطََانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللََّهُ آيََاتِهِ وَاللََّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ومفادها أن الأنبياء والرسل لهم أمنية وأن للشيطان في مقابل ذلك أيضا موقف عدائي تجاه هذه الأمنيات وأن الله يحكم آياته. ومن الطبيعي أن أمنية الأنبياء والرسل ليست سوى نجاح رسالتهم ودور الشيطان ليس سوى التحريف والتشويه لهذه الرسالة، فمفاد هذه الآية عصمة الرسل والأنبياء في أداء رسالتهم لأن الله يحبط خطط الشياطين ولا ربط لهذه السورة بقصة الغرانيق اطلاقا.
أما الغرانيق فهو جمع الغرنوق. والغرنوق: جاء باللغة العربية بمعنى الناعم المنتشر من النبات والأبيض والشاب الناعم الجميل والطائر الأبيض والطائر الأسود من طير الماء طويل العنق.
وفي الحديث كما قال ابن منظور: «تلك الغرانيق العلى هي الأصنام وهي في الأصل الذكور من طير الماء [يراجع: لسان العرب مادة: الغرنوق].(1/175)
أما الغرانيق فهو جمع الغرنوق. والغرنوق: جاء باللغة العربية بمعنى الناعم المنتشر من النبات والأبيض والشاب الناعم الجميل والطائر الأبيض والطائر الأسود من طير الماء طويل العنق.
وفي الحديث كما قال ابن منظور: «تلك الغرانيق العلى هي الأصنام وهي في الأصل الذكور من طير الماء [يراجع: لسان العرب مادة: الغرنوق].
والسياق القرآني يأبى روايات الغرانيق في سورة النجم فإن السورة تبتدئ بالقسم بالنجم وهو الكوكب السماوي الذي يشاهده كل إنسان بصير، على نفي الضلالة والغواية عن النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنه ما ينطق عن الهوى وإنما هو وحي يوحى. وبعد هذه المقدمة القصيرة تتناول سورة النجم موضوع عبادة الأصنام وتستدل على عبدة الأصنام استدلالا يفهمه كل ذي بصيرة كما يشاهد النجم في السماء كل ذي بصر. ويؤكد على أن الإنسان في حياته يجب أن يكون عادلا في قراراته. ويخص بالذكر ثلاثة أصنام كانت العرب يعبدونها من دون الله وهي: (اللات) لأهل مكة و (العزى) لأهل الطائف و (منات) لبني كعب، باعتبارها أصنام رئيسية لعرب الجاهلية. ثم ان القرآن يبطل حجتهم على عبادة هذه الأصنام بأنها آلهة بما يفهمونه من مقاييس في حياتهم الخاصة، والعرب كانت تنظر إلى البنات نظرة احتقار وكره مما دعاهم إلى دفنهن أحياء مخافة العار حسب زعمهم إذن، على هذا المنطق، القرآن يحاججهم: كيف يجعلون الآلهة الأصنام على شكل أنثوي؟ ولماذا يفضلون الذكران لأنفسهم والإناث لله؟ فإن هذا النوع من الازدواجية في المنطق ليست عادلة، انها كما قال القرآن (قسمة ضيزى) أي قسمة جائرة.
ومع هذا السياق القرآني الواضح في ذم الأصنام كما هو وارد في آيات أخرى من القرآن الكريم كيف يمكن اقحام جملة أخرى تنافي هذا المدلول؟ وكيف توصف الآلهة بالغرانيق والغرنوق بالضم هو الشاب الناعم والوسيم من الذكور؟ وكيف توصف هذه الآلهة بالذكورة والأنوثة مع أنها تختلف في المفهوم؟ وكيف يمكن المدح والذم في آن واحد؟
فكان الأولى أن يقال أولئك الغرانيق بدل تلك الغرانيق وان شفاعتهم لترتجى بدل شفاعتهن (وبالجملة) من انصف في قراءة النص القرآني يجد أن هاتين الجملتين من الزيادات ومن وضع هذه الزيادة ليلصقها بالقرآن ظن أن السجع يكفي لجعلها آية من القرآن مع أن وحدة الموضوع تأبى ذلك قطعا.
2 - تحريف ابن أبي سرح
آية: {فَتَبََارَكَ اللََّهُ أَحْسَنُ الْخََالِقِينَ} [المؤمنون: 14] جاء في حياة عبد الله بن سعد بن أبي سرح الأموي في المدينة أنه كتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كما قال الواقدي بما لفظه: «أول من كتب من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح
ثم ارتد ورجع إلى مكة فنزل فيه»: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً أَوْ قََالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قََالَ سَأُنْزِلُ} [الأنعام: 93].(1/176)
آية: {فَتَبََارَكَ اللََّهُ أَحْسَنُ الْخََالِقِينَ} [المؤمنون: 14] جاء في حياة عبد الله بن سعد بن أبي سرح الأموي في المدينة أنه كتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كما قال الواقدي بما لفظه: «أول من كتب من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح
ثم ارتد ورجع إلى مكة فنزل فيه»: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً أَوْ قََالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قََالَ سَأُنْزِلُ} [الأنعام: 93].
قال ابن الأثير (ت 630هـ): «عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن حذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، قريش الظواهر، وليس من قريش البطاح، يكنى أبا يحيى، وهو أخو عثمان بن عفان من الرضاعة أرضعت أمه عثمان ومالك بن سالم بن عرب وأسلم قبل الفتح، وهاجر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وكان يكتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم ارتد مشركا، وصار إلى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرف محمدا حيث أريد، وكان يملي علي: «عزيز حكيم» فأقول: «أو عليكم حكيم»؟
فيقول: «نعم، كل صواب».
فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقتله وقتل عبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة. ففر عبد الله بن سعد إلى عثمان بن عفان، فغيّبه عثمان حتى أتى به إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد ما اطمأن أهل مكة، فاستأمنه له، فصمت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم طويلا، ثم قال: نعم. فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمن حوله: ما صمتّ إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه. فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إليّ يا رسول الله؟ فقال: إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين» [أسد الغابة 2/ 259].
وجاء في تفسير قوله عزّ وجلّ: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً أَوْ قََالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قََالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مََا أَنْزَلَ اللََّهُ} [الأنعام: 93]. عن الصادقين قال: «نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان استعمله على مصر وهو ممن كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد هدر دمه يوم فتح مكة وكان يكتب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذا أنزل الله: {إِنَّ اللََّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 10] كتب {إِنَّ اللََّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 28] فيقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: دعها وكان ابن أبي سرح يقول للمنافقين اني لأقول من نفسي مثل ما يجيء به فما يغير علي. فأنزل الله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً} [الأنعام: 21] إلى آخر الآية» [الوافي 1/ باب تفسير الآيات].
قال البيضاوي (ت 691هـ) في تفسيره ما لفظه: «كان عبد الله بن مسعود بن أبي سرح يكتب وحي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في المدينة، فلما نزلت الآيات: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسََانَ مِنْ سُلََالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنََاهُ نُطْفَةً فِي قَرََارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظََاماً فَكَسَوْنَا الْعِظََامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ} [المؤمنون: 1412]. فلما بلغ قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ} قال عبد الله: {فَتَبََارَكَ اللََّهُ أَحْسَنُ الْخََالِقِينَ} فقال له محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اكتبها فكذلك نزلت» فشك عبد الله وقال: لئن كان محمد صادقا لقد أوحي
إليّ كما أوحي إليه، وإن كان كاذبا لقد قلت كما قال. فنزلت الآية {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً أَوْ قََالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} [الأنعام: 93] [أنوار التنزيل 1/ 300].(1/177)
قال البيضاوي (ت 691هـ) في تفسيره ما لفظه: «كان عبد الله بن مسعود بن أبي سرح يكتب وحي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في المدينة، فلما نزلت الآيات: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسََانَ مِنْ سُلََالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنََاهُ نُطْفَةً فِي قَرََارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظََاماً فَكَسَوْنَا الْعِظََامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ} [المؤمنون: 1412]. فلما بلغ قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ} قال عبد الله: {فَتَبََارَكَ اللََّهُ أَحْسَنُ الْخََالِقِينَ} فقال له محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اكتبها فكذلك نزلت» فشك عبد الله وقال: لئن كان محمد صادقا لقد أوحي
إليّ كما أوحي إليه، وإن كان كاذبا لقد قلت كما قال. فنزلت الآية {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً أَوْ قََالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} [الأنعام: 93] [أنوار التنزيل 1/ 300].
وهذه الرواية ساقطة عن الاعتبار لأنها تناقض تاريخ نزول الآيات المذكورة فيها فإن الآيات المحتوية لخلق الإنسان من سورة المؤمنين الآيات 1312آيات مكية وليست مدنية وعبد الله بن أبي سرح كان كاتب النبي في المدينة لا في مكة وأن الآية 93من سورة الأنعام نزلت في المدينة وانطباقها عليه ممكن دون الآيات المكية فلا تصح دعوى التحريف في هذه الآية.
وموقف النبي تجاه عبد الله هذا كان من أشد المواقف حيث أحلّ دمه ولو كان متعلقا بأستار الكعبة كما أنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أظهر عدم رضاه لاستئمانه وحاشا لنبي الرحمة أن يأخذه الغضب لنفسه فيظهر أن عبد الله هذا كان من المتسللين إلى صف الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والمسلمين لتشويه الدعوة من الداخل وحاول تشويه الوحي بالدعاية والتهريج ومن هنا هرب من المدينة لما انكشف أمره للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأخذ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هذا الموقف الصارم تجاهه. وهو الوحيد الذي ادعى بقوله: «كنت أصرف محمدا حيث أريد» بخيانته في الإملاء إن صدق ولم يعهد من أحد من الصحابة ادعاء الخطأ في الإملاء أو الخيانة في النص القرآني. فهو عدو لا يمكن أن يصدّق في دعواه منفردا في النقل ولم يدّعه أحد سواه.
3 - آية الرضاعة
روى مسلم النيسابوري (ت 261هـ) في كتاب الرضاع من صحيحه قال ما لفظه:
«حدّثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن: «عشر رضعات معلومات يحرّمن» ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهنّ فيما يقرأ من القرآن. [صحيح مسلم 4/ 167]. فإن مادة الرضاعة ذكرت 11مرة في القرآن وليس الموردان منها.
وجاء في الهامش ما لفظه قال الزيلعي: «ولا حجة له في خمس رضعات أيضا لأن عائشة أحالتها على أنه قرآن وقالت: «ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها وقد ثبت أنه ليس من القرآن لعدم التواتر ولا تحلّ القراءة به ولا اثباته في المصحف ولا يجوز التقيد به لا عنده لعدم تواتره ولا عندنا لأنا إنما نجوز التقييد بالمشهور من القراءة ولم يشتهر ولأنه لو كان قرآنا لكان متلوّا اليوم إذ لا نسخ بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم».
يراجع:(1/178)
وجاء في الهامش ما لفظه قال الزيلعي: «ولا حجة له في خمس رضعات أيضا لأن عائشة أحالتها على أنه قرآن وقالت: «ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها وقد ثبت أنه ليس من القرآن لعدم التواتر ولا تحلّ القراءة به ولا اثباته في المصحف ولا يجوز التقيد به لا عنده لعدم تواتره ولا عندنا لأنا إنما نجوز التقييد بالمشهور من القراءة ولم يشتهر ولأنه لو كان قرآنا لكان متلوّا اليوم إذ لا نسخ بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم».
يراجع:
1 - أبو داود 1/ 279من كتاب النكاح.
2 - النسائي 2/ 82من كتاب النكاح.
3 - ابن ماجة 1/ 626من كتاب النكاح.
4 - والدارمي 1/ 157من كتاب النكاح.
5 - الموطأ 2/ 118من كتاب النكاح.
وفي رواية ابن ماجة: «قالت: نزلت آية الرجم والرضاعة، الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها» [صحيح ابن ماجة 1/ 626].
وانفردت السيدة عائشة (رض) بهذه الرواية إن صحت عنها ولم يشاركها غيرها من الصحابة فلو كانت هذه الآية فيما تقرأ من القرآن عند عامة المسلمين لظهرت في مصاحفهم ورواياتهم ولم تنحصر بصحيفة واحدة تأكلها داجن وربما كانت هذه الجملة في صحيفة لها خاصة تفسيرا للقرآن كانت تقرأها هي خاصة وأصبحت طعمة لهذا الحادث الطارئ ولكن صراحة الرواية تأبى ذلك فلا بد وأن تكون من التفسير أو تطرح لكونها آحادا.
وقد عدها السيوطي في أقسام المنسوخ تلاوة وحكما معا. وهذا غريب جدا ولأجل ذلك قال مكي هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو والناسخ أيضا غير متلو ولا أعلم له نظيرا [راجع الاتقان 2/ 23طبعة القاهرة 1370هـ].
4 - آية الرجم
«الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة» رواها البخاري في كتاب «حدود المحاربين» [ج 8/ 210209] عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث طويل منه قوله: «فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحد لأحد أن يكذب علي إن الله بعث محمدا صلّى الله عليه وآله وسلّم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في
كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف، ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم».(1/179)
«الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة» رواها البخاري في كتاب «حدود المحاربين» [ج 8/ 210209] عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث طويل منه قوله: «فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحد لأحد أن يكذب علي إن الله بعث محمدا صلّى الله عليه وآله وسلّم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في
كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف، ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم».
وروى ابن ماجة: «الشيخ والشيخة إذا زنيا فأوجعوهما البتة» [سنن ابن ماجة من كتاب الحدود 2/ 853]. وكذلك في الموطأ ابن مالك 3/ 42كتاب الحدود.
يراجع:
1 - صحيح مسلم 5/ 116.
2 - مسند أبي داود 2/ 456.
3 - الترمذي 4/ 38.
ومن روايات أهل البيت عليهم السّلام في المورد المذكور عن سعد الأشعري أن الصادق عليه السّلام قرأ: «الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قد قضيا الشهوة».
والصدوق في الفقيه قال: روى هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السّلام: في القرآن رجم؟ قال: نعم. قلت: كيف؟ قال: الشيخ والشيخة فارجمهما البتة فإنهما قضيا الشهوة.
وجاء في سيرة ابن هشام: خطب عمر بن الخطاب في المدينة قائلا: أما بعد، فإني قائل لكم اليوم مقالة قد قدر لي أن أقولها ولا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليأخذ بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعيها فلا يملئ أحدا أن يكذب علي: ان الله بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها وعلمناها ووعيناها ورجم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلّوا بترك فريضة أنزلها الله وان الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء وإذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف.
ثم إنّا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله «لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم» [سيرة ابن هشام 4/ 208].
ونقل السيوطي (ت 911هـ) عن البرهان من قول عمر: «لولا أن تقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها» يعني آية الرجم. ظاهر كلامه رضي الله عنه أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه فإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة لأن
هذا شأن المكتوب وقد يقال لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر ولم يعرج على مقالة الناس لأن مقالة الناس لا تصلح مانعا [الاتقان 2/ 26].(1/180)
ونقل السيوطي (ت 911هـ) عن البرهان من قول عمر: «لولا أن تقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها» يعني آية الرجم. ظاهر كلامه رضي الله عنه أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه فإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة لأن
هذا شأن المكتوب وقد يقال لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر ولم يعرج على مقالة الناس لأن مقالة الناس لا تصلح مانعا [الاتقان 2/ 26].
وأخرج ابن اشته في المصاحف عن الليث بن سعد قال: أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد وان عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده». [الاتقان 1/ 101].
وهذه الرواية تفيد حقيقة أخرى وهي أن القرآن كان مجموعا مؤلفا مشهورا قبل ذلك بحيث أن رجلا في قمة السياسة والزعامة كعمر بن الخطاب رضي الله عنه خشي أن الناس يعاتبونه على الزيادة في القرآن وهذا مما يؤكد على أن القرآن الكريم كان كاملا مكتوبا لا يمكن أن يكون موردا للزيادة.
ومن الطريف ما قاله السيوطي في هذا الصدد حيث قال: «وحضر لي في ذلك نكتة حسنة وهو أن سببه التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا لأنه أثقل الأحكام وأغلظ الحدود» [الاتقان 2/ 26]. فيا سبحان الله!! هل التخفيف في رفع الحكم أم في رفع الآية من القرآن مع بقاء الحكم؟ ثم التخفيف لحساب من إذا كانت المصلحة العامة تقتضي هذه الشدة؟ كما هي في أحكام الجنايات والحدود والعقوبات لجريمة أخلاقية هي من أعظم الخيانات في المجتمع.
ويظهر أن التباسا قد حصل في آية الرجم بين القرآن والحديث فهي من الأحاديث النبوية وردت بها السنة الشريفة بطرق عديدة وليست من النص القرآني.
ولذلك تشهد الروايات المستفيضة ويشهد على أن الرجم لم يرد حكمه في القرآن وإنما ورد في السنة النبوية ما رواه البخاري وجماعة أن عليا جلد شراحة الهمدانية يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة قال: «أجلدها بكتاب الله وأرجمها بسنة رسوله». فهي صريحة بأن الحكم كان ثابتا في السنة فقط ولم يكن من النص القرآني.
5 - آية وادي الذهب
«لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب» روى مسلم النيسابوري (ت 261هـ) في صحيحه: «حدّثني سويد بن سعيد حدّثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن فقال: انتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنّا
كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب». وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة». [صحيح مسلم 3/ 100].(1/181)
«لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب» روى مسلم النيسابوري (ت 261هـ) في صحيحه: «حدّثني سويد بن سعيد حدّثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن فقال: انتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنّا
كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب». وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة». [صحيح مسلم 3/ 100].
وروى الحاكم في المستدرك عن أبيّ بن كعب قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القراءة فقرأ: «لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين» لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيته وإن سأل ثانيا فأعطيته وسأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره».
وذكرها النوري بعنوان (سورة الحفظ) وقال: لو كان لابن آدم واديان من المال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب [فصل الخطاب 149].
أقول: لم يذكر أحد هذه الجملة بعنوان سورة الحفظ سواه، وأظنه قد التبس عليه الأمر مع سورة الحفد الآتية ودعوى هذه الفقرة من القرآن غريب حقا إذ كيف تخفى على جمهور المسلمين سورة تكون من الطول كسورة براءة التي تبلغ عدد آياتها في المعروف اليوم 129آية؟!! وكيف لم يحفظها غير أبي موسى الأشعري من الصحابة على كثرتهم واهتمامهم؟ وكيف لم يحفظ أبو موسى الأشعري نفسه في هذه السورة الكبيرة سوى هذه الفقرة؟
والتأمل فيها يقتضي أنها ليست سوى حديث من أحاديث الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم فيكون من التفسير بالمأثور والتبس عليه الأمر بين القرآن والحديث. وقد رويت كذلك عن طريق أهل البيت. قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى وراءهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب» [راجع مجموعة ورام 1/ 163].
ولعل لهذا السبب كان الشك المنسوب إلى ابن عباس كما رواه مسلم عن ابن جريح قال: سمعت عطاء يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب أن يكون إليه مثله ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب. قال ابن عباس فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟ وفي رواية زهير قال فلا أدري أمن القرآن لم يذكر ابن عباس [صحيح مسلم 3/ 100].(1/182)
ولعل لهذا السبب كان الشك المنسوب إلى ابن عباس كما رواه مسلم عن ابن جريح قال: سمعت عطاء يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: «لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب أن يكون إليه مثله ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب. قال ابن عباس فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟ وفي رواية زهير قال فلا أدري أمن القرآن لم يذكر ابن عباس [صحيح مسلم 3/ 100].
6 - آية الفراش «الولد للفراش وللعاهر الحجر»
قال السيوطي (ت 911هـ): وأخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق عدي بن عدي بن عمرة بن قزوة عن أبيه عن جده عمير بن قزوة أن عمر بن الخطاب قال لأبي: «أو ليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم» فقال: بلى. ثم قال: أو ليس كنا نقرأ: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» فيما فقدنا من كتاب الله؟ فقال أبي: بلى.
وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف ألم نجد فيما أنزل علينا: «أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة» فإنا لا نجدها. قال: أسقطت فيما اسقط من القرآن. [الدر المنثور 1/ 106].
والتأمل في هذه الرواية يكشف أن الرواة قد حصل لهم خطل بين القرآن والحديث فإن حديث الفراش حديث متواتر على ما هو موضح في الفقه ومجرد سماعه عن النبي لا يجعله قرآنا إذ أن كل الأحاديث تنتهي إليه صلّى الله عليه وآله وسلّم والفرق الأساسي أن الأحاديث ليست كلها متواترة مع أن القرآن الكريم متواتر فلا بد من طرح هذه الروايات لكونها من الآحاد التي لا تعارض القرآن المتواتر.
وقال السيوطي ضمن ما نسخ من تلاوته دون حكمه: «ان أمثلة هذا الضرب كثيرة.
عن ابن عمر قال: لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر.
عن عائشة قالت: «كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن». ثم ذكر روايات وهي بحذف الإسناد كالآتي:
1 - عن ذر بن حبيش قال لي أبيّ بن كعب كيف تعد سورة الأحزاب؟ قلت: اثنتين وسبعين آية أو ثلاثة وسبعين آية قال: إن كانت لتعدل سورة البقرة وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم قلت وما آية الرجم؟ قال: «إذا زنا الشيخ والشيخة فارجمهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم».
2 - عن أبي أمامة بن سهل أن خالته قالت لقد أقرأنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آية الرجم «الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة».
3 - عن حميدة بنت أبي يونس قالت: قرأ علي أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف
عائشة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلّون الصفوف الأول) قالت قبل أن يغير عثمان المصاحف.(1/183)
3 - عن حميدة بنت أبي يونس قالت: قرأ علي أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف
عائشة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلّون الصفوف الأول) قالت قبل أن يغير عثمان المصاحف.
4 - عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا أوحي إليه أتيناه فعلمنا مما أوحي إليه. قال: فجئت ذات يوم فقال: إن الله يقول: «إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديا لأحب أن يكون إليه الثاني ولو كان إليه الثاني لأحب أن يكون إليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب».
5 - عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ان الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ: «لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ومن بقيتها لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه سأل ثانيا وإن سأل ثانيا فأعطيه سأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره».
6 - عن أبي موسى الأشعري قال: نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ منها: «إن الله سيؤيد هذا الدين باقوام لا خلاق لهم ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب».
7 - عن أبي موسى الأشعري قال: كنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيناها غير أني حفظت منها: «يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة».
8 - عن عدي بن عدي قال: قال عمر: كنا نقرأ: «لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم». ثم قال لزيد بن ثابت أكذلك؟ قال: نعم.
9 - عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد فيما أنزل علينا: «أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة» فإنا لا نجدها. قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن.
10 - عن أبي سفيان الكلاعي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف فلم يخبروه وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك. فقال ابن مسلمة: «ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله
عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون». [الاتقان 2/ 26وراجع الدر المنثور 1/ 105و 106].(1/184)
10 - عن أبي سفيان الكلاعي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم أخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف فلم يخبروه وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك. فقال ابن مسلمة: «ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله
عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون». [الاتقان 2/ 26وراجع الدر المنثور 1/ 105و 106].
وفي محاولة لتوجيه هذه الروايات المتضاربة قام العلماء بتصنيفها في الناسخ والمنسوخ. وأقدم وأوفى من صنفها كذلك هو هبة الله بن سلامة (ت 410هـ) في رسالة مفردة قال ما لفظه: «والمنسوخ في كتاب الله عزّ وجلّ على ثلاثة أضرب، فمنه ما نسخ خطه وحكمه، ومنه ما نسخ خطه وبقي حكمه ومنه ما نسخ حكمة وبقي خطه.
فأما ما نسخ حكمه وخطه فمثل ما روي عن أنس بن مالك رضى الله عنه أنه قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سورة تعدلها سورة التوبة ما أحفظ منها غير آية واحدة «ولو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليها رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. وروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آية فحفظتها وكتبتها في مصحفي فلما كان الليل رجعت إلى مضجعي فلم ارجع منها بشيء وغدوت على مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال لي:
يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة.
وأما ما نسخ خطه وبقي حكمه فمثل ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
لولا أكره أن يقول الناس قد زاد في القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرجم وأثبتها فو الله لقد قرأناها على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لا ترغبوا عن آبائكم فإن ذلك كفر بكم، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم» فهذا منسوخ الخط ثابت الحكم.
وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستين سورة مثل الصلاة إلى بيت المقدس والصيام الأول والصفح عن المشركين والإعراض عن الجاهلين، قال أبو القاسم فأول ما نبدأ به من ذلك تسمية السور التي لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ وهي ثلاث وأربعون سورة والله أعلم [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة هامش أسباب النزول للواحدي ط 6].
نسخ التلاوة
: واستعرض سيدنا الأستاذ دام ظله روايات النسخ هذه ثم اعقبها بقوله: «وغير خفي أن القول بنسخ التلاوة هو القول بالتحريف والاسقاط وبيان ذلك: أن نسخ التلاوة هذا إما أن يكون قد وقع من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإما أن يكون ممن تصدّى للزعامة من بعده، فإن أراد القائلون بالنسخ وقوعه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فهو أمر يحتاج إلى الاثبات وقد اتفق العلماء
اجمع على عدم جواز نسخ الكتاب بخبر الواحد وقد صرح بذلك جماعة في كتب الأصول وغيرها [الموافقات لأبي إسحاق الشاطبي ج 3ص 106طبعة المطبعة الرحمانية بمصر].(1/185)
: واستعرض سيدنا الأستاذ دام ظله روايات النسخ هذه ثم اعقبها بقوله: «وغير خفي أن القول بنسخ التلاوة هو القول بالتحريف والاسقاط وبيان ذلك: أن نسخ التلاوة هذا إما أن يكون قد وقع من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإما أن يكون ممن تصدّى للزعامة من بعده، فإن أراد القائلون بالنسخ وقوعه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فهو أمر يحتاج إلى الاثبات وقد اتفق العلماء
اجمع على عدم جواز نسخ الكتاب بخبر الواحد وقد صرح بذلك جماعة في كتب الأصول وغيرها [الموافقات لأبي إسحاق الشاطبي ج 3ص 106طبعة المطبعة الرحمانية بمصر].
بل قطع الشافعي وأكثر أصحابه، وأكثر أهل الظاهر بامتناع نسخ الكتاب بالسنة المتواترة، وإليه ذهب أحمد بن حنبل في إحدى الروايتين عنه، بل أن جماعة ممن قال بإمكان نسخ الكتاب بالسنة المتواترة منع وقوعه [الإحكام في أصول الأحكام للآمدي ج 3 ص 217].
وعلى ذلك فكيف تصح نسبة النسخ إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بإخبار هؤلاء الرواة؟ مع أن نسبة النسخ إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تنافي جملة من الروايات التي تضمنت أن الاسقاط قد وقع بعده. وإن أرادوا أن النسخ قد وقع من الذين تصدوا للزعامة بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فهو عين القول بالتحريف.
وعلى ذلك فيمكن أن يدّعى أن القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة. لأنهم يقولون بجواز نسخ التلاوة سواء أنسخ الحكم أم لم ينسخ، بل تردد الأصوليون منهم في جواز تلاوة الجنب ما نسخت تلاوته، وفي جواز أن يمسه المحدث. واختار بعضهم عدم الجواز. نعم ذهبت طائفة من المعتزلة إلى عدم جواز نسخ التلاوة [الإحكام في أصول الأحكام للآمدي ج 3ص 203201]. [يراجع: البيان في تفسير القرآن للخوئي. ولمزيد البحث تراجع مادة النسخ في المعجم].
ثانيا
السور المدّعاة:
أولا: سورة مجهولة تقدمت رواية صحيح مسلم في الصحيح قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن. فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم فاتلوه ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها غير أنّي قد حفظت منها: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب».
وكنّا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبّحات فأنسيتها غير أني حفظت منها: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة» [صحيح مسلم 3/ 100].
قال الجلالي: «يكفي في بطلان هذه الدعوى جهالة المدّعى فكيف تنسى سورة كاملة كالبراءة؟ أو سورة مشبهة بإحدى المسبحات؟ مع أن المسبحات مختلفة في الطول والقصر؟
ثم كيف لم ينس منها هاتين الآيتين المزعومتين؟ ولماذا لم يذكرها غيره من المسلمين؟ كلها أسئلة تبقى بلا جواب مما يكشف أن أصل المدعى مختلق.(1/186)
قال الجلالي: «يكفي في بطلان هذه الدعوى جهالة المدّعى فكيف تنسى سورة كاملة كالبراءة؟ أو سورة مشبهة بإحدى المسبحات؟ مع أن المسبحات مختلفة في الطول والقصر؟
ثم كيف لم ينس منها هاتين الآيتين المزعومتين؟ ولماذا لم يذكرها غيره من المسلمين؟ كلها أسئلة تبقى بلا جواب مما يكشف أن أصل المدعى مختلق.
والسور المدّعاة المسمية أربعة: الخلع والحفد والولاية والنورين.
1 - سورة الخلع
ونص سورة الخلع «اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك». [الاتقان 1/ 65].
ونقل السيوطي عن الحسين بن المنادي في كتابه «الناسخ والمنسوخ» ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر وتسمى سورتي الخلع والحفد (تنبيه) حكى القاضي أبو بكر في الانتصار عن قوم إنكار هذا الضرب لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بإخبار آحاد لا حجة فيها. [الاتقان 2/ 26].
أقول: «غريب كلام ابن المنادي حيث إن النسخ إن وقع كما هو المفروض فلماذا المحافظة عليها بالقلب. فإن الإيمان بالنسخ يستلزم نسخه من القلوب أيضا.
وقد انتقد البلاغي (ت 1352هـ) السورة هذه من حيث القواعد العربية وقال: «كيف يصح قوله: «يفجر» وكيف تتعدى كلمة «يفجر»؟ وأيضا الخلع يناسب الأوثان إذن فماذا يكون المعنى وبماذا يرتفع الغلط؟» [آلاء الرحمن في تفسير القرآن 24].
2 - سورة الحفد
ونصها: «اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد ان عذابك بالكفار ملحق» [الاتقان 1/ 65].
وانتقد البلاغي (ت 1352هـ) ذلك بقوله: «ما معنى الجد هنا أهو العظمة أهو الغنى أو ضد الهزل أو هو حاجة السجع؟ نعم في رواية عبيد «نخشى نقمتك» وفي رواية عبد الله «نخشى عذابك» وما هي النكتة في التعبير بقوله (ملحق)؟ وما هو وجه المناسبة وصحة التعليل لخوف المؤمن من عذاب الله بأن عذاب الله بالكافرين ملحق؟ بل أن هذه العبارة تناسب التقليل بها لأن لا يخاف المؤمن من عذاب الله لأن عذابه بالكافرين ملحق» [آلاء الرحمن في تفسير القرآن 24].
ونقل الزركشي (ت 797هـ) عن أحمد بن جعفر المنادي (ت 334هـ) قوله: لا خلاف بين الماضين والغابرين انهما سورتا الحفد والخلع مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى
أبي بن كعب وأنه ذكر عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه اقرأه إياهما وتسمى سورتا الخلع والحفد» [البرهان 2/ 37].(1/187)
ونقل الزركشي (ت 797هـ) عن أحمد بن جعفر المنادي (ت 334هـ) قوله: لا خلاف بين الماضين والغابرين انهما سورتا الحفد والخلع مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى
أبي بن كعب وأنه ذكر عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه اقرأه إياهما وتسمى سورتا الخلع والحفد» [البرهان 2/ 37].
وقال السيوطي (911هـ) في عد سور القرآن: «وفي مصحف أبيّ مائة وستة عشر لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع» وأخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال: كتب أبيّ بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين واللهم إنا نستعينك، واللهم إياك نعبد، وتركهن ابن مسعود وكتب عثمان منهن فاتحة الكتاب والمعوذتين».
وقال أيضا: «أخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال: آمن امية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين».
هذا، ونقل السيوطي أيضا روايات أن عمر بن الخطاب وأبيّ بن كعب كانا يقنتان بهما في الصلاة. وأن الطبراني أخرجه من الدعاء المروي عن علي عليه السّلام. [الاتقان 1/ 35 سنة 1370هـ].
وأحسن توجيه لهذه الروايات أن يقال بأنها ادعية خاصة للقنوت لذلك أخرجها الطبراني في باب القنوت ولم يخرجها في باب القرآن وقد اختلط الأمر على الرواة.
والملاحظ أن هذه السلسلة من الأسئلة التي ذكرها البلاغي كلها تفند أصالة هذه القطعة المدّعاة بكونها من القرآن لأن الملاحظ فيها هي السجع الغير المناسب وقد يكون من الدعاء وقد اختلط هذا على الرواة وظنها البعض بأنها سورة مستقلة كما هي الحال فيما تقدم في سورة الخلع فهذه التسميات ليست من القرآن في شيء ظاهرا والله العالم.
3 - سورة الولاية
جاء في مختصر التحفة الاثني عشرية لشاه عبد العزيز بن غلام حكيم الدهلوي [تهذيب محمود شكري الآلوسي ص 31] ناسبا إلى الشيعة، سورة تسمّى «سورة الولاية» وقال: «ويزعمون أنها سورة طويلة قد ذكر فيها فضائل أهل البيت». ونصها: بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي وبالولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم، نبيّ وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير، ان الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم، والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذّبين، ان لهم في جهنم مقاما عظيما إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين، ما خلقهم المرسلين إلا بالحق وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب، وسبح بحمد ربك وعليّ من الشاهدين.
[مختصر التحفة الاثني عشرية لشاه عبد العزيز الدهلوي ص 31].
أقول: «وآثار الوضع في هذه ظاهرة فإن المفروض أن السورة للولاية والولاية في مفهومها الشيعي تختلف عن النبوة مفهوما ومصداقا فكيف يعبر فيها (بعثناهما) مع أن البعث إنما يكون للنبي لا للوصي. فإن المعتقد الشيعي بأن النبي كان مبعوثا من الله والوصي كان منصوصا عليه من النبي والفرق بين البعث والنص واضح.(1/188)
[مختصر التحفة الاثني عشرية لشاه عبد العزيز الدهلوي ص 31].
أقول: «وآثار الوضع في هذه ظاهرة فإن المفروض أن السورة للولاية والولاية في مفهومها الشيعي تختلف عن النبوة مفهوما ومصداقا فكيف يعبر فيها (بعثناهما) مع أن البعث إنما يكون للنبي لا للوصي. فإن المعتقد الشيعي بأن النبي كان مبعوثا من الله والوصي كان منصوصا عليه من النبي والفرق بين البعث والنص واضح.
ثم العظمة إنما تكون بمناسبة التكريم وآية عظمة في جهنم؟ وإنما جهنم مقام ذليل، ونعم ما قال البلاغي (ت 1352): «إن صاحب فصل الخطاب من المحدثين المكثرين المجدّين في التتبع للشواذ وإنه ليعدّ أمثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالته المنشودة ومع ذلك قال إنه لم يجد لهذا المنقول أثرا في كتب الشيعة فيا للعجب من صاحب دبستان المذاهب من أين جاء بنسبة هذه الدعوة إلى الشيعة في أي كتاب لهم وجدها؟ أفهكذا يكون النقل من الكتب؟ ولكن لا عجب شنشنة أعرفها من أخزم فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكاذب» [راجع: آلاء الرحمن في تفسير القرآن 24].
4 - سورة النورين
ذكر النوري هذه السورة المدّعاة بما نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنورين هما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم، نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم، أن الذين يوفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات النعيم، والذين كفروا من بعد ما آمنوا نقضهم ميثاقهم عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم.
ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي والرسول أولئك يسقون من حميم. إن الله الذي نور السماوات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم ان أخذي شديد أليم. إن الله قد أهلك عادا فثمودا بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون.
وفرعون بما طغى عليّ وأخيه هارون أغرقته ومن اتبعه أجمعين ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون. إن الله يجمعهم في يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون. إن الجحيم مأواهم وإن الله عليم حكيم. يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعملون. قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون. مثل الذين يوفون بعهدك اني جزيتهم جنات النعيم. ان الله لذو مغفرة وأجر عظيم. وان عليا من المتقين. وانا لنوفيه حقه يوم الدين ما نحن عن ظلمه بغافلين. وما كرمناه على أهلك أجمعين فإنه وذريته لصابرون وإن عدوهم إمام المجرمين. قل للذين كفروا بعد ما آمنوا أطلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما
وعدكم الله ورسوله. ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون. يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمنا ومن يتولّاه بعدك يظهرون. فاعرض عنهم انهم معرضون، انا لهم محضرون في يوم لا يغني عنهم شيئا ولا هم يرحمون. ان لهم في جهنم مقاما عنه لا يعدلون. فسبح باسم ربك وكن من الساجدين.(1/189)
وفرعون بما طغى عليّ وأخيه هارون أغرقته ومن اتبعه أجمعين ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون. إن الله يجمعهم في يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون. إن الجحيم مأواهم وإن الله عليم حكيم. يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعملون. قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون. مثل الذين يوفون بعهدك اني جزيتهم جنات النعيم. ان الله لذو مغفرة وأجر عظيم. وان عليا من المتقين. وانا لنوفيه حقه يوم الدين ما نحن عن ظلمه بغافلين. وما كرمناه على أهلك أجمعين فإنه وذريته لصابرون وإن عدوهم إمام المجرمين. قل للذين كفروا بعد ما آمنوا أطلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما
وعدكم الله ورسوله. ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون. يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمنا ومن يتولّاه بعدك يظهرون. فاعرض عنهم انهم معرضون، انا لهم محضرون في يوم لا يغني عنهم شيئا ولا هم يرحمون. ان لهم في جهنم مقاما عنه لا يعدلون. فسبح باسم ربك وكن من الساجدين.
ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون، فاصبر فسوف يبصرون. ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين، وجعلنا لك وصيا منهم لعلهم يرجعون. ومن يتول عن أمري فإلي مرجعه فليتمتعوا بكفرهم قليلا فلا تسئل عن الناكثين. يا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين آمنوا عهدا فخذه وكن من الشاكرين. إن عليا قانتا بالليل ساجدا يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه. قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون. سيجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون. انا بشرناك بذريته الصالحين وانهم لأمرنا لا يخلفون. فعليهم مني صلوات ورحمة أحياء وأمواتا ويوم يبعثون. وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي أنهم قوم سوء خاسرين. وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون والحمد لله رب العالمين [فصل الخطاب 158].
وعقب البلاغي (ت 352هـ) على ذلك بقوله: «ومما ألصقوه بالقرآن المجيد ما نقله في فصل الخطاب عن كتاب «دبستان المذاهب» أنه نسب إلى الشيعة أنهم يقولون ان إحراق المصاحف سبب اتلاف سور من القرآن نزلت في فضل علي وأهل بيته عليهم السّلام (منها) هذه السورة وذكر كلاما يضاهي خمسا وعشرين آية في الفواصل قد لفق في فقرات القرآن الكريم على أسلوب آياته. فاسمع ما في ذلك من الغلط فضلا عن ركاكة أسلوبه الملفق ثم ذكر وجوه الغلط فيه. [آلاء الرحمن في تفسير القرآن 24].
أقول: «لا نجد في مصادر الحديث للشيعة ذكرا ولا اسما لهذه السورة المدعاة على كثرة الكتب والمصادر سواءً الكتب الضعيفة أو الصحيحة وهذا البحار الجامع لكل حديث مروي عن طريق أهل البيت لا ذكر لهذه السورة فيه أصلا. ويظهر أن دعاة التفرقة افتعلوا هذه السورة وخاصة أنها طبعت في الهند في ظل الحكم البريطاني وشدة الصراع بين المسلمين وأعدائهم في تلك القارة في كتاب باسم «دبستان المذاهب» لا معرفة لأحد عن مؤلفه سوى أنه محسن فاني ولعله أيضا اسم مستعار.(1/190)
أقول: «لا نجد في مصادر الحديث للشيعة ذكرا ولا اسما لهذه السورة المدعاة على كثرة الكتب والمصادر سواءً الكتب الضعيفة أو الصحيحة وهذا البحار الجامع لكل حديث مروي عن طريق أهل البيت لا ذكر لهذه السورة فيه أصلا. ويظهر أن دعاة التفرقة افتعلوا هذه السورة وخاصة أنها طبعت في الهند في ظل الحكم البريطاني وشدة الصراع بين المسلمين وأعدائهم في تلك القارة في كتاب باسم «دبستان المذاهب» لا معرفة لأحد عن مؤلفه سوى أنه محسن فاني ولعله أيضا اسم مستعار.
ملحق
وفي عصر الحرية والنور نشرت على شبكة الأنترنت () سورا مجهولة تكشف عن تخطيط أعداء الإسلام باسم الحرية الفكرية في تقليد الأسلوب القرآني وتشويه مفاهيمه الإسلامية منها سور: الولايات، التجسيد، الوصايا، الإيمان، المسلمون.
وإليك نموذجا منها كمثال لأسلوبها التقليدي.
سورة موضوعة بعنوان سورة الوصايا(1/191)
سورة موضوعة بعنوان سورة المسلمون
وقد ظن ملفق هذه الكلمات أن تقليد الأسلوب اللفظي يجعلها سورا، والملاحظ عليه عدة نقاط:
1 - أن التقليد في الأسلوب القرآني لا يجعلها قرآنا وقد حاول مسيلمة الكذاب ذلك بتلفيق سورة «الفيل له خرطوم طويل وله ذنب قصير». وقد غفلوا أن السور القرآنية ذوات رسالة اصلاحية في عصر الرسالة. والتقليد ليس إلا دليلا على العجز بالاتيان بالسور المماثلة للقرآن من حيث المحتوى والأسلوب والهدف.
2 - أن الملفق لم يطبق القواعد النحوية المعتبرة اليوم. فالعنوان: (سورة المسلمون) غلط نحوي بل يجب أن يكون سورة المسلمين ويجب أن يكون على الإضافة ونسي الملفق أن القرآن نزل في عصر لم يستقر للنحو علم بل استمد النحو مادته من القرآن فإذا كان القرآن غير مقيد بالقواعد النحوية المتأخرة لا يكون المقلد هذا حرا منها لأنه بعد تأسيس تلك القواعد.(1/192)
1 - أن التقليد في الأسلوب القرآني لا يجعلها قرآنا وقد حاول مسيلمة الكذاب ذلك بتلفيق سورة «الفيل له خرطوم طويل وله ذنب قصير». وقد غفلوا أن السور القرآنية ذوات رسالة اصلاحية في عصر الرسالة. والتقليد ليس إلا دليلا على العجز بالاتيان بالسور المماثلة للقرآن من حيث المحتوى والأسلوب والهدف.
2 - أن الملفق لم يطبق القواعد النحوية المعتبرة اليوم. فالعنوان: (سورة المسلمون) غلط نحوي بل يجب أن يكون سورة المسلمين ويجب أن يكون على الإضافة ونسي الملفق أن القرآن نزل في عصر لم يستقر للنحو علم بل استمد النحو مادته من القرآن فإذا كان القرآن غير مقيد بالقواعد النحوية المتأخرة لا يكون المقلد هذا حرا منها لأنه بعد تأسيس تلك القواعد.
3 - أن هذه الملفقات تكشف أن السور الملفقة من قبل، كسورة الولاية والنورين إنما كانت بأيد جانية لتشويه الإسلام وتفرقة كلمة المسلمين، ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.
تكملة
عقد السجستاني (ت 316هـ) باب (ما غيّر الحجاج في مصحف عثمان) وروى بإسناده: «عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 95هـ) غير في مصحف عثمان أحد عشر حرفا.
[راجع المصاحف 117] وإليك جدولا معتمدا على هذه الرواية كالآتي:
ما غير الحجاج / في مصحف عثمان / السورة 1لم يتسنه / لم يتسن / [البقرة: 259] 2شرعة ومنهاجا / شريعة ومنهاجا / [المائدة: 48] 3يسيركم في البر والبحر / ينشركم / 4أنا أنبئكم بتأويله / آتيكم بتأويله / [يوسف: 45] 5سيقولون الله / سيقولون لله / [المؤمنون: 87] 6سيقولون الله / سيقولون لله [المؤمنون: 89] 7من المخرجين / من المرجومين / [الشعراء: 116] 8من المرجومين / من المخرجين / [الشعراء: 167] 9معيشهم / معايشهم / [الزخرف: 32] 10غير آسن / غير ياسن / [محمد: 47] 11فالذين آمنوا منكم وأنفقوا / فالذين آمنوا منكم واتقوا / [الحديد: 7] 12وما هو على الغيب بضنين / وما هو على الغيب بظنين / [الكوثر: 24] [المصاحف: 117]
أقول: «هذه رواية آحاد صريحة في تصحيف كلمات وتحريف أخر وساقطة عن الاعتبار لانفرادها فلا تقاوم النص المتواتر المتلو واظن أنها رويت للتشنيع على الحجاج الظالم (ت 95هـ) المعروف بظلمه في التاريخ، وقد ذكر التاريخ، أن كثيرا من القراء هربوا من حكمه إلى مكة ولو كان الأمر كذلك لنشر هؤلاء قراءاتهم في موطنهم الجديد. ثم بعد أن انتهى حكمه وظلمه كان الرجوع إلى القراءة الصحيحة ولم يحصل ذلك، فإن أي حاكم ظالم تنتهي أحكامه ومبتدعاته بانتهائه كما يشهد التاريخ.(1/193)
ما غير الحجاج / في مصحف عثمان / السورة 1لم يتسنه / لم يتسن / [البقرة: 259] 2شرعة ومنهاجا / شريعة ومنهاجا / [المائدة: 48] 3يسيركم في البر والبحر / ينشركم / 4أنا أنبئكم بتأويله / آتيكم بتأويله / [يوسف: 45] 5سيقولون الله / سيقولون لله / [المؤمنون: 87] 6سيقولون الله / سيقولون لله [المؤمنون: 89] 7من المخرجين / من المرجومين / [الشعراء: 116] 8من المرجومين / من المخرجين / [الشعراء: 167] 9معيشهم / معايشهم / [الزخرف: 32] 10غير آسن / غير ياسن / [محمد: 47] 11فالذين آمنوا منكم وأنفقوا / فالذين آمنوا منكم واتقوا / [الحديد: 7] 12وما هو على الغيب بضنين / وما هو على الغيب بظنين / [الكوثر: 24] [المصاحف: 117]
أقول: «هذه رواية آحاد صريحة في تصحيف كلمات وتحريف أخر وساقطة عن الاعتبار لانفرادها فلا تقاوم النص المتواتر المتلو واظن أنها رويت للتشنيع على الحجاج الظالم (ت 95هـ) المعروف بظلمه في التاريخ، وقد ذكر التاريخ، أن كثيرا من القراء هربوا من حكمه إلى مكة ولو كان الأمر كذلك لنشر هؤلاء قراءاتهم في موطنهم الجديد. ثم بعد أن انتهى حكمه وظلمه كان الرجوع إلى القراءة الصحيحة ولم يحصل ذلك، فإن أي حاكم ظالم تنتهي أحكامه ومبتدعاته بانتهائه كما يشهد التاريخ.
روايات التحريف:
المستند لمن توهم التحريف هي روايات روتها مصادر كل من السنة والشيعة وادخلت التفسير في القراءة كما نبه عليه ابن الجزري (ت 833هـ) قال: «[الصحابة] ربما يدخلون التفسير في القراءة إيضاحا وبيانا لأنهم محققون لما تلقوه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قرآنا فهم آمنون من الالتباس، وربما كان بعضهم يكتبه معه». [النشر 1/ 32].
وقال الذهبي المعاصر: «اثبت بعض الصحابة بعض التفسير في مصاحفهم فظنها بعض المتأخرين من وجوه القرآن التي نزل بها من عند الله تعالى» [التفسير والمفسرون 1/ 98القاهرة 1381هـ].
وللشك في نسبة القول بالتحريف إليهم مجال واسع حيث أنهم رواة وراوي الكفر ليس بكافر فإنهم يروون الأحاديث والحكم بصحة تلك الأحاديث وعدمها شيء آخر، وعليه فلا دليل للتحريف سوى الأحاديث والروايات.
ولا يصح بحال أن يعتبر من روى روايات التحريف من القائلين بالتحريف سواء كان من الشيعة أو السنة إذ يلزم ذلك أن يعتبر كافة المحدثين من السنة والشيعة ممن روى أحاديث التحريف من القائلين بالتحريف وهذا ما لا يقوله أحد.
وقد اتهم الشيعة خاصة بذلك لأن فيهم من نقل هذه الروايات وخاصة السياري والكليني والطبرسي والقمي مع أن دراسة هذه الروايات لا تفيد التحريف المدعى في كلها، ومن الواضح أن ناقل الكفر ليس بكافر فبطلت الدعوى من أساسها ومن هنا ذهب سيدنا الأستاذ الخوئي دام ظله إلى أن القول بالتحريف حديث خرافة (نعم) هناك روايات آحاد من السنة والشيعة تستلزم التحريف في القرآن وبما أنها آحاد لا تقاوم بوجه النص القرآني المتواتر.(1/194)
وقد اتهم الشيعة خاصة بذلك لأن فيهم من نقل هذه الروايات وخاصة السياري والكليني والطبرسي والقمي مع أن دراسة هذه الروايات لا تفيد التحريف المدعى في كلها، ومن الواضح أن ناقل الكفر ليس بكافر فبطلت الدعوى من أساسها ومن هنا ذهب سيدنا الأستاذ الخوئي دام ظله إلى أن القول بالتحريف حديث خرافة (نعم) هناك روايات آحاد من السنة والشيعة تستلزم التحريف في القرآن وبما أنها آحاد لا تقاوم بوجه النص القرآني المتواتر.
الخوئي والتحريف:
ونظر سيدنا الأستاذ الخوئي دام ظله في الروايات المتواترة عن أهل البيت عليهم السّلام في تحريف القرآن وصنفها في أربعة طوائف معلقا على كل طائفة منها بالبيان الشافي ومما قال ملخصا: «علينا أن نبحث عن مداليل هذه الروايات، وإيضاح أنها ليست متحدة في المفاد، وأنها على طوائف. فلا بد لنا من شرح ذلك والكلام على كل طائفة بخصوصها.
الطائفة الأولى:
هي الروايات التي دلت على التحريف بعنوانه وأنها تبلغ عشرين رواية، نذكر منها ونترك ما هو بمضمونها. وهي:
ما عن علي بن إبراهيم القمي، بإسناده عن أبي ذر قال: «لما نزلت الآية: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ترد أمتي عليّ يوم القيامة على خمس رايات. ثم ذكر أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يسأل الرايات عمّا فعلوا بالثقلين. فتقول الراية الأولى: أما الأكبر فحرفناه، ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه، وأبغضناه، وظلمناه. وتقول الراية الثانية: أما الأكبر فحرقناه، ومزقناه، وخالفناه، وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه». وقال أدام الله ظله معلقا: فهي ظاهرة في الدلالة على أن المراد بالتحريف حمل الآيات على غير معانيها، الذي يلازم إنكار فضل أهل البيت عليهم السّلام ونصب العداوة لهم وقتالهم. ويشهد لذلك صريحا نسبة التحريف إلى مقاتلي أبي عبد الله عليه السّلام في الخطبة المتقدمة (1). ورواية الكافي التي تقدمت في صدر البحث (2)، فإن الإمام الباقر عليه السّلام يقول فيها: وكان من نبذهم الكتاب أنهم أقاموا حروفه، وحرّفوا حدوده، وقد ذكرنا أن التحريف بهذا المعنى واقع قطعا.
الطائفة الثانية:
هي الروايات التي دلت على أن بعض الآيات المنزلة من القرآن قد ذكرت فيها أسماء الأئمة عليهم السّلام وهي كثيرة: منها ما ورد من ذكر أسماء الأئمة عليهم السّلام في القرآن، كرواية الكافي بإسناده عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السّلام قال: «ولاية علي بن أبي طالب مكتوب في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد و «ولاية» وصيه صلى الله عليهما وآلهما».
__________
(1) هي خطبة الإمام الحسين عليه السّلام في يوم عاشوراء 10/ محرم / 61للهجرة في كربلاء ومنها ما نصه: «إنما أنتم من طواغيت الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ونفثة الشيطان وعصبة الآثام ومحرفي الكتاب» ذكرها في ص 228عن ابن شهرآشوب.
(2) ذكرها في ص 198عن الوافي، كتاب الصلاة، ص 274.(1/195)
والجواب: عن الاستدلال بهذه الطائفة: أنا أوضحنا فيما تقدم أن بضع التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن وليس من القرآن نفسه، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الأئمة عليهم السّلام في التنزيل من هذا القبيل، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من طرح هذه الروايات المخالفة للكتاب والسنة.
الطائفة الثالثة:
هي الروايات التي دلت على وقوع التحريف في القرآن بالزيادة والنقصان، وأن الأمة بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم غيرت بعض الكلمات وجعلت مكانها كلمات أخرى.
فمنها: ما رواه علي بن إبراهيم القمي بإسناده عن حريز عن أبي عبد الله عليه السّلام:
«صراط من أنعمت عليهم وغير المغضوب عليهم وغير الضالين».
والجواب: عن الاستدلال بهذه الطائفة بعد الإغضاء عما في سندها من الضعف أنها مخالفة للكتاب والسنة، ولإجماع المسلمين على عدم الزيادة في القرآن ولا حرفا واحدا حتى من القائلين بالتحريف. وقد ادّعى الإجماع جماعة كثيرون على عدم الزيادة في القرآن، وأن مجموع ما بين الدفتين كله من القرآن. وممن ادّعى الإجماع الشيخ المفيد، والشيخ الطوسي، والشيخ البهائي، وغيرهم من الأعاظم قدس الله أسرارهم. وقد تقدمت رواية الاحتجاج (1) الدالة على عدم الزيادة في القرآن.
الطائفة الرابعة:
هي الروايات التي دلت على التحريف في القرآن بالنقيصة فقط.
والجواب: عن الاستدلال بهذه الطائفة: أنه لا بد من حملها على ما تقدم في معنى الزيادات في مصحف أمير المؤمنين عليه السّلام وإن لم يمكن ذلك الحمل في جملة منها فلا بد من طرحها لأنها مخالفة للكتاب والسنة. [راجع البيان في تفسير القرآن الصفحات 235226، ط الأعلمي بيروت 1394هـ].
نفي التحريف والتصحيف
ليس المراد بنفي التحريف والتصحيف أنه يستحيل على الإنسان أن يبدل الكلمات بل المراد أن التبديل لو حصل لانكشف أمره لتواتر القرآن المصون من التبديل واللحن والتحريف والتصحيف والغلط بتلقيه بالقراءة جيلا بعد جيل وأن الكتابة أو الطباعة لو حصل فيها غلط أو تحريف لبان على العامة لاشتهار النص القرآني.
__________
(1) ذكرها في ص 223ونصها: أتى [علي] بالكتاب كاملا مشتملا على التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ لم يسقط منه حرف ألف ولا لام فلم يقبلوا ذلك» نقلا عن تفسير الصافي المقدمة السادسة ص 11ط الأعلمي.(1/196)
ويدل على نفي التحريف الأدلة الأربعة: القرآن، والسنة، والاجماع، والعقل. وقد ذكرتها بالتفصيل في رسالة مفردة ألخصها هنا:
الدليل الأول: القرآن الكريم
قال تعالى: {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ} [الحجر: 9] استدل بها الشيخ البهائي (ت 1031هـ) على أن المراد من الذكر القرآن لظهور السياق وأن الآية السابقة ورد فيها الذكر بهذا المعنى [الحجر: 6] كما ورد بهذا المعنى في عدة آيات.
ويؤيده قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمََّا جََاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتََابٌ عَزِيزٌ لََا يَأْتِيهِ الْبََاطِلُ}
[فصلت: 41، 42].
ومعنى الحفظ هو صيانة النص القرآني من التغيير بحيث يكون معروفا لدى عامة الناس لأن القرآن نزل لهداية البشر وهو في مقام التحدي وهذا ينافي أن يكون محفوظا في مكان خاص لا تصل إليه يد عامة الناس.
قال تعالى: {قََالَ الَّذِينَ لََا يَرْجُونَ لِقََاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هََذََا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مََا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقََاءِ نَفْسِي} [يونس: 15].
وقال سبحانه: {وَلََا مُبَدِّلَ لِكَلِمََاتِ اللََّهِ وَلَقَدْ جََاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34] وأيضا: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لََا مُبَدِّلَ لِكَلِمََاتِهِ} [الأنعام: 115] وأيضا: {لََا مُبَدِّلَ لِكَلِمََاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} [الكهف: 27].
فيمكن الاستدلال بهذه الآيات على نفي التحريف والتصحيف كما هو مفصل في التفاسير.
الدليل الثاني: السنة
(ومنها) روايات العرض على الكتاب.
ومن روايات أهل البيت في ذلك:
1 - عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه.
ورواه البرقيّ في (المحاسن) عن النوفلي. ورواه الصّدوق في (الأمالي) عن أحمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه مثله.
2 - وعن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: وحدّثني الحسين بن أبي
العلا أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال: سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به، ومنهم من لا نثق به، قال: إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإلا فالذي جاءكم به أولى به، ورواه البرقي في (المحاسن) عن علي بن الحكم مثله.(1/197)
2 - وعن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: وحدّثني الحسين بن أبي
العلا أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال: سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به، ومنهم من لا نثق به، قال: إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإلا فالذي جاءكم به أولى به، ورواه البرقي في (المحاسن) عن علي بن الحكم مثله.
3 - عن أبي عبد الله عليه السّلام، قال: ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف.
4 - عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.
5 - عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: خطب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بمنى قال: أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبي أيوب المديني، عن ابن أبي عمير عن الهشامين جميعا وغيرهما، والذي قبله عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحر مثله. [وسائل الشيعة 18/ 78].
قال المحقق الكركي (ت 940هـ) في أخبار العرض: «ولا يجوز أن يكون المراد بالكتاب المعروض عليه غير هذا المتواتر الذي بأيدينا وأيدي الناس وإلا لزم التكليف بما لا يطاق فقد ثبت وجوب عرض الأخبار على هذا الكتاب وأخبار النقيصة إذا عرضت عليه كانت مخالفة له لدلالتها على أنه ليس هو وأي تكذيب يكون أشد من هذا!؟.
قال الشيخ الأنصاري (ت 1381هـ) في مسألة حجة الظن من كتاب الوسائل:
«والأخبار الواردة في طرح الأخبار المخالفة للكتاب والسنة ولو مع عدم المعارض متواترة جدا».
(ومنها) أحاديث الثقلين.
قال الشيخ الطوسي (ت 460هـ) وقد روى عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم رواية لا يدفعها أحد أنه قال: «اني مخلف فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز أن يأمرنا بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما أن أهل البيت ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته فينبغي أن نتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه. [التبيان 1/ 2].
الدليل الثالث: السيرة والإجماع
ان سيرة المسلمين وأئمة الدين على قراءة القرآن والاستدلال به في الاحكام والتاريخ والإعراب واللغة. ولم تظهر هذه الدعوى إلى قرآن غير ما هو المتداول بالتواتر. ولما
وصلت الخلافة إلى الإمام علي عليه السّلام لم يظهر شيئا آخر من القرآن خلافا للقرآن المعروف والمتداول ولو كان لبان وكان من أولى واجبات الإمام علي الذي قاد الحركة التصحيحية في حياته أن يظهر ذلك القرآن، إذ أنه أساس الدين وبه كمال شريعة سيد المرسلين. لذلك نجد أن السيرة على العكس. وحتى الذين نسب إليهم التحريف من المحدثين كالسياري والكليني والقمي والطبرسي هؤلاء كلهم يستدلون بالقرآن وإن نقلوا روايات التحريف فإن روايتهم لا تدل على نسبة القول إليهم فإنهم رووا في مصادر الحديث روايات متناقضة في المفهوم لا لشيء سوى أن يجعلوها في متناول الأيدي. وقد عرفت حال الروايات أنها آحاد لا تقاوم النص القرآني المتواتر. وقد استقصى الشيخ مهدي البروجردي أقوال الأعلام في كتابه «البرهان على عدم تحريف القرآن» وإليك مقتطفات من كلامه.(1/198)
ان سيرة المسلمين وأئمة الدين على قراءة القرآن والاستدلال به في الاحكام والتاريخ والإعراب واللغة. ولم تظهر هذه الدعوى إلى قرآن غير ما هو المتداول بالتواتر. ولما
وصلت الخلافة إلى الإمام علي عليه السّلام لم يظهر شيئا آخر من القرآن خلافا للقرآن المعروف والمتداول ولو كان لبان وكان من أولى واجبات الإمام علي الذي قاد الحركة التصحيحية في حياته أن يظهر ذلك القرآن، إذ أنه أساس الدين وبه كمال شريعة سيد المرسلين. لذلك نجد أن السيرة على العكس. وحتى الذين نسب إليهم التحريف من المحدثين كالسياري والكليني والقمي والطبرسي هؤلاء كلهم يستدلون بالقرآن وإن نقلوا روايات التحريف فإن روايتهم لا تدل على نسبة القول إليهم فإنهم رووا في مصادر الحديث روايات متناقضة في المفهوم لا لشيء سوى أن يجعلوها في متناول الأيدي. وقد عرفت حال الروايات أنها آحاد لا تقاوم النص القرآني المتواتر. وقد استقصى الشيخ مهدي البروجردي أقوال الأعلام في كتابه «البرهان على عدم تحريف القرآن» وإليك مقتطفات من كلامه.
قال الشيخ أبو جعفر الصدوق (ت 381هـ) اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة، وعندنا أن {وَالضُّحى ََ} و {أَلَمْ نَشْرَحْ} سورة واحدة، و {لِإِيلََافِ} و {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ} سورة واحدة، ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب. [نصوص الدراسة ص 75].
قال الشيخ الطوسي (ت 460هـ): «غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شيء منه من موضع إلى موضع طريقها الآحاد التي لا توجب علما ولا عملا والأولى الإعراض عنها وترك التشاغل بها» [التبيان 1/ 3].
قال المحقق الطبرسي (ت 548هـ): «فأما الزيادة فيه فمجمع على بطلانه وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييرا ونقصانا والصحيح من مذهبنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه [مجمع البيان 1/ 4].
قال العلامة الحلي (726هـ) في كتاب «نهاية الوصول إلى علم الأصول» البحث الثاني في التواتر يمكن التوافق على نقل ما سمعوه منه بغير تواتر وراوي الواحد ان ذكره على أنه قرآن فهو خطأ.
قال البياضي (ت 877هـ) في {الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ}: «علم بالضرورة تواتر القرآن بجملته وتفاصيله وكان التشديد في حفظه اتم حتى نازعوا في أسماء السور والتعشيرات وإنما اشتغل الأكثر عن حفظه بالتفكر في معانيه وأحكامه ولو زيد فيه أو نقص لعلمه كل عاقل».
قال المحقق الكركي (ت 940هـ): «إن ما دل من الروايات على النقيصة لا بد من
تأويلها أو طرحها فإن الحديث إذا جاء على خلاف الدليل من الكتاب والسنة المتواترة والإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه».(1/199)
قال المحقق الكركي (ت 940هـ): «إن ما دل من الروايات على النقيصة لا بد من
تأويلها أو طرحها فإن الحديث إذا جاء على خلاف الدليل من الكتاب والسنة المتواترة والإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه».
قال المولى صالح المازندراني (ت 1081هـ) في شرح الزبدة: القرآن متواتر لتوفر الدواعي للمنكرين والمقرين على نقله أما للمنكرين فلإرادة التحدي لابطال كونه معجزا، وأما للمقرين فلإعجاز الخصم، ولأنه أصل لجميع الأحكام علميا كان أو عمليا وكلما كان كذلك فالعادة تقضي بالتواتر في تفاصيله من أجزائه والفاظه وحركاته وسكناته إلى غير ذلك (وح) فما نقل إلينا بطريق الآحاد كالقراءات الشاذة وبعض ما نقله ابن مسعود في مصحفه ليس بقرآن فليس بحجة كما سيجيء.
قال كاشف الغطاء (ت 1228هـ) في كشف الغطاء «المبحث السابع في زيادته»: لا زيادة فيه من سورة ولا آية ولا من بسملة وغيرها لا كلمة ولا حرف. وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين واجماع المسلمين «المبحث الثامن» في نقصه: «لا ريب في أنه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح القرآن واجماع العلماء في جميع الأزمان».
قال الشيخ محمد حسن المامقاني (ت 1323هـ) في كتابه «بشرى الوصول»: «والحق ما اختاره الأولون القول بعدم التحريف لوجوه (الأول) الأصل لكون التحريف حادثا مشكوكا فيه (الثاني) الإجماع (الثالث) أن ذلك ينافي كونه معجزا لفوات المعنى به وقد عرفت أن مدار الإعجاز هو الفصاحة والبلاغة الدائرتان مدار المعنى. ومن المعلوم أن القرآن معجز باق (الرابع) أنه لو وقع التحريف لتوجه التعيير من أهل الأديان السالفة، كاليهود والنصارى إلى أهل الإسلام كما يتوجه التعيير منهم إليهم في تحريفهم التوراة والإنجيل (الخامس) قوله تعالى: {لََا يَأْتِيهِ الْبََاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلََا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}
[فصلت: 42] (السادس) أخبار الثقلين لافادتها أن الكتاب وسيلة النجاة ولا يكاد يتحقق كونه وسيلة إليها بعد تغيير ما هو عليه من افادة أحكام الله تعالى (السابع) الأخبار الناطقة بالأمر بالأخذ بهذا القرآن الموجود بين أظهرنا المروية عن أهل البيت عليهم السّلام.
قال شرف الدين (ت 1378هـ) في أجوبة مسائل موسى جار الله في (ص 27) المسألة الرابعة: نسب إلى الشيعة القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات الخ. فأقول نعوذ بالله من هذا القول ونبرأ إلى الله تعالى من هذ الجهل. وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتر علينا فإن القرآن العظيم والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وساير حروفه وحركاته وسكناته تواترا قطعيا عن أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السّلام لا يرتاب
في ذلك إلا معتوه. وأئمة أهل البيت كلهم أجمعون رفعوه إلى جدهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الله تعالى وهذا مما لا ريب فيه. وظواهر القرآن الحكيم فضلا عن نصوصه أبلغ حجج الله تعالى وأقوى أدلة أهل الحق بحكم الضرورة الأولية من مذهب الإمامية وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة ولذلك تراهم يضربون بظهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار ولا يأبهون بها عملا بأوامر أئمتهم عليهم السّلام وكان القرآن مجموعا أيام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وساير كلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان ولا تقديم ولا تأخير ولا تبديل ولا تغيير. وصلاة الإمامية بمجردها دليل على ذلك لأنهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب في كل من الركعة الأولى والثانية من الفرائض الخمس سورة واحدة تامة غير الفاتحة من سائر السور. ولا يجوز عندهم التبعيض فيها ولا القران بين سوره على الأحوط وفقههم صريح بذلك فلولا سور القرآن بأجمعها كانت زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما هي الآن عليه من الكيفية والكمية ما تسنى لهم هذا القول ولا أمكن أن يقوم لهم عليه دليل. أجل إن القرآن عندنا كان مجموعا على عهد الوحي والنبوة مؤلفا على ما هو عليه الآن.(1/200)
قال شرف الدين (ت 1378هـ) في أجوبة مسائل موسى جار الله في (ص 27) المسألة الرابعة: نسب إلى الشيعة القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات الخ. فأقول نعوذ بالله من هذا القول ونبرأ إلى الله تعالى من هذ الجهل. وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتر علينا فإن القرآن العظيم والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وساير حروفه وحركاته وسكناته تواترا قطعيا عن أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السّلام لا يرتاب
في ذلك إلا معتوه. وأئمة أهل البيت كلهم أجمعون رفعوه إلى جدهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الله تعالى وهذا مما لا ريب فيه. وظواهر القرآن الحكيم فضلا عن نصوصه أبلغ حجج الله تعالى وأقوى أدلة أهل الحق بحكم الضرورة الأولية من مذهب الإمامية وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة ولذلك تراهم يضربون بظهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار ولا يأبهون بها عملا بأوامر أئمتهم عليهم السّلام وكان القرآن مجموعا أيام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وساير كلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان ولا تقديم ولا تأخير ولا تبديل ولا تغيير. وصلاة الإمامية بمجردها دليل على ذلك لأنهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب في كل من الركعة الأولى والثانية من الفرائض الخمس سورة واحدة تامة غير الفاتحة من سائر السور. ولا يجوز عندهم التبعيض فيها ولا القران بين سوره على الأحوط وفقههم صريح بذلك فلولا سور القرآن بأجمعها كانت زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما هي الآن عليه من الكيفية والكمية ما تسنى لهم هذا القول ولا أمكن أن يقوم لهم عليه دليل. أجل إن القرآن عندنا كان مجموعا على عهد الوحي والنبوة مؤلفا على ما هو عليه الآن.
قال شيخنا العلامة (ت 1389هـ) «(القرآن) منزه عن كل ما يشينه من التغيير والتبديل والتصحيف والتحريف وغيرها باتفاق جميع المسلمين وليس لأحد منهم خلاف أو شبهة أو اعتراض فيه. واختلاف القراءات إنما هو اختلاف في لهجات الطوائف نعم بينهم خلاف مشهور في موضوع آخر غير هذا الكتاب الكريم وهو أنه هل أوحي إلى نبينا وحي قرآني آخر غير هذا الموجود بين الدفتين أم لا؟ فمنهم من يدعي القطع واليقين بأن جميع ما أنزل قرآنا من لدن البعثة إلى الرحلة هو في هذا الموجود بين الدفتين ومنهم من يدعي نزول وحي آخر من غير نسخ الأحكام على الإجمال بمعنى أنه ليس ذلك الوحي معلوما عندهم بعينه وشخصه بل أفادهم على نزوله القرائن القطعية» [الذريعة 1/ 78].
وقال سيدنا الأستاذ الخوئي دام ظله «وقد بين للقارئ مما ذكرنا أن حديث تحريف القرآن حديث خيالي لا يقول به إلا من ضعف عقله أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل أو من ألجأه إليه حب القول به والحب يعمي ويصم وأما العاقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه» [البيان / 181].
وقد انفرد دام ظله برمي دعاة التحريف بضعف العقل مما يكشف عن مدى بعد هذه الدعوى عن الحقيقة في نظر علماء مذهب أهل البيت عليهم السّلام.
الدليل(1/201)
وقد انفرد دام ظله برمي دعاة التحريف بضعف العقل مما يكشف عن مدى بعد هذه الدعوى عن الحقيقة في نظر علماء مذهب أهل البيت عليهم السّلام.
الدليل
الرابع: العقل
ويكفي للعقل دليلا على نفي التحريف والتصحيف عن المصحف الشريف ما نبه عليه الشريف المرتضى (ت 436هـ) بأوضح بيان حيث قال: «إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة فإن العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته وبلغت إلى حد لم يبلغه ما ذكرناه لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية. وعلماء المسلمين قد بلغوا من حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من اعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيّرا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد؟!. [مجمع البيان 1/ 15].
خلاصة البحث:
إن القرآن منذ نزوله وحتى العصر الحاضر مر بمراحل تاريخية هي:
1 - النزول على قلب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.
2 - قراءته على الناس وإعلانه.
3 - حفظ الصحابة للنص بالقراءة.
4 - نقل النص إلى الكتابة في المصحف.
5 - المصحف الإمام الرسمي في عهد عثمان رضى الله عنه.
6 - تعجيم المصحف.
7 - تشكيل المصحف.
8 - تنقيط المصحف.
9 - طباعة المصحف.
10 - ترجمة المصحف.
وفي كل هذه المراحل بلغت المحافظة على نص القرآن بنصه ولفظه الغاية. وقاوم المسلمون كل محاولات التحريف والتصحيف وأصبح النص محفوظا مصونا وصدق الله العظيم حيث قال: {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ}.(1/202)
وفي كل هذه المراحل بلغت المحافظة على نص القرآن بنصه ولفظه الغاية. وقاوم المسلمون كل محاولات التحريف والتصحيف وأصبح النص محفوظا مصونا وصدق الله العظيم حيث قال: {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ}.
موقف النوري:
وقد ألّف المحدث الشيخ ميرزا حسين النوري (ت 1320هـ) كتابا في التحريف وهو الوحيد الذي جال وصال في هذه الدعوى بعنوان «فصل الخطاب في تحريف الكتاب» وأحدث هذا ضجة في الأوساط العلمية وكان أول من رد عليه الشيخ محمود المعرب الطهراني ألّف في سنة 1302هـ كتابا في رده باسم «كشف الارتياب عن تحريف الكتاب».
وحشد النوري في كتابه كل ما وقفت عليه يده من روايات التحريف من طرق السنة والشيعة وجعل كتابه في مقدمات ثلاث في أخبار جمع القرآن وأقسام التغيير وأقوال العلماء ثم الباب الأول في أدلة التغيير والنقصان وعدّها 12دليلا كالآتي:
1 - وقوع التحريف في التوراة والإنجيل.
2 - كيفية جمع القرآن.
3 - إبطال وجود منسوخ التلاوة.
4 - كان لأمير المؤمنين قرآنا مخصوصا.
5 - كان لعبد الله بن مسعود مصحفا.
6 - مصحف أبي بن كعب.
7 - اختلاف مصاحف عثمان.
8 - أخبار النقصان رواها السنة.
9 - ذكر أسماء الأوصياء في الكتب السالفة.
10 - اختلاف القراء في الحروف والكلمات.
11 - أخبار النقصان في القرآن عموما.
12 - أخبار خاصة حسب السور.
والباب الثاني في رد أدلة القائلين بعدم التغيير.
وقد طبع الكتاب طبعة حجرية عام 1298هـ عن خط ميرزا سيد محمد رضا أحمد الأردستاني في 140صفحة.
ونظرة خاطفة إلى هذه العناوين توقفنا على سوء الفهم للروايات التي دعت المؤلف إلى هذه الزلة الكبيرة. فإن القرآن الكريم لا يقاس بغيره من الكتب السماوية لأن القرآن معجزة الإسلام دون غيرها. ومن يقارن القرآن وغيره من الكتب يجد بوضوح الفرق الواضح
في الأسلوب والمواضيع والأهداف. وقد تقدم البحث عن اختلاف المصاحف وسيأتي البحث في القراءات. وليس له من حجة سوى الروايات وقد جعلها في طائفتين ما رويت من كتب السنة وما رويت من كتب الشيعة.(1/203)
ونظرة خاطفة إلى هذه العناوين توقفنا على سوء الفهم للروايات التي دعت المؤلف إلى هذه الزلة الكبيرة. فإن القرآن الكريم لا يقاس بغيره من الكتب السماوية لأن القرآن معجزة الإسلام دون غيرها. ومن يقارن القرآن وغيره من الكتب يجد بوضوح الفرق الواضح
في الأسلوب والمواضيع والأهداف. وقد تقدم البحث عن اختلاف المصاحف وسيأتي البحث في القراءات. وليس له من حجة سوى الروايات وقد جعلها في طائفتين ما رويت من كتب السنة وما رويت من كتب الشيعة.
وقد وجد دعاة التفرقة والخلاف في هذا الكتاب وسيلة لتشهير كل طائفة بالأخرى بالتركيز على هذه الروايات وبما أن المؤلف محدث شيعي اتخذت الردود عليه صبغة طائفية وتعدت منطق العلم. فالأولى دراسة الروايات التي استند إليها هذا المحدث ومعرفة السبب في سوء الفهم منها.
قال النوري (ت 1320هـ) في الدليل الحادي عشر: «الأخبار الكثيرة المعتبرة الصريحة في وقوع السقط ودخول النقصان في الموجود من القرآن زيادة على ما مر متفرقا في ضمن الأدلة السابقة وأنه أقل من تمام ما نزل اعجازا على قلب سيد الإنس والجن من غير اختصاصها بآية أو سورة، وهي متفرقة في الكتب المعتبرة التي عليها المعول وإليها المرجع عند الأصحاب. جمعت ما عثرت عليها في هذا الباب بعون الله الملك الوهاب. [فصل الخطاب دليل 11].
ولم يفهم النوري من هذه الروايات سوى التحريف، وهذا سوء فهم فإنها روايات خليطة من عدة طوائف في التفسير واختلاف القراءات وتعدد الآيات باختلافها وما يدل على النقص والتحريف وقد بحثت في خصوص موارد القراءة وقراءة أهل البيت عليهم السّلام كذلك مفهوم الآية والنقص في رسالة السراط الوضيء في قراءة أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فليرجع إليها.
وقد صنف سيدنا الأستاذ دام ظله روايات التحريف إلى أربع طوائف وقد تقدمت وعقبها بقوله: «إن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع فيه، وتوضيح ذلك: أن كثيرا من الروايات، وإن كانت ضعيفة السند، فإن جملة منها نقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري، الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه، وأنه يقول بالتناسخ، ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب، وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها [البيان 246].
وقد دافع شيخنا العلامة (ت 1389هـ) عن شيخه النوري وحكى عنه قوله: «اخطأت في تسمية الكتاب وكان الأجدر أن يسمّى «فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب» لأني
أثبت فيه أن كتاب الإسلام القرآن الشريف الموجود بين الدفتين المنتشر في اقطار العالم وحي الهي بجميع سوره وآياته وجمله لم يطرأ عليه تغيير أو تبديل ولا زيادة ولا نقصان من لدن جمعه حتى اليوم وقد وصل إلينا المجموع الأولي بالتواتر القطعي ولا شك لأحد من الإمامية فيه هذا ما سمعناه من قول شيخنا نفسه وأما عمله فقد رأيناه وهو لا يقيم لما ورد في مضامين الأخبار وزنا بل يراها أخبار آحاد لا تثبت بها القرآنية بل يضرب بخصوصياتها عرض الجدار سيرة السلف الصالح من أكابر الإمامية كالسيد المرتضى والشيخ الطوسي وأمين الإسلام الطبرسي وغيرهم، ولم يكن العياذ بالله يلصق شيئا منها بكرامة القرآن وإن ألصق بذلك بكرامة شيخنا قدس سره من لم يطلع على مرامه». [النقباء 2/ 551].(1/204)
وقد دافع شيخنا العلامة (ت 1389هـ) عن شيخه النوري وحكى عنه قوله: «اخطأت في تسمية الكتاب وكان الأجدر أن يسمّى «فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب» لأني
أثبت فيه أن كتاب الإسلام القرآن الشريف الموجود بين الدفتين المنتشر في اقطار العالم وحي الهي بجميع سوره وآياته وجمله لم يطرأ عليه تغيير أو تبديل ولا زيادة ولا نقصان من لدن جمعه حتى اليوم وقد وصل إلينا المجموع الأولي بالتواتر القطعي ولا شك لأحد من الإمامية فيه هذا ما سمعناه من قول شيخنا نفسه وأما عمله فقد رأيناه وهو لا يقيم لما ورد في مضامين الأخبار وزنا بل يراها أخبار آحاد لا تثبت بها القرآنية بل يضرب بخصوصياتها عرض الجدار سيرة السلف الصالح من أكابر الإمامية كالسيد المرتضى والشيخ الطوسي وأمين الإسلام الطبرسي وغيرهم، ولم يكن العياذ بالله يلصق شيئا منها بكرامة القرآن وإن ألصق بذلك بكرامة شيخنا قدس سره من لم يطلع على مرامه». [النقباء 2/ 551].
نظرة إلى مصادر النوري:
وبالتأمل في مصادر النوري من الروايات يظهر بطلان التحريف من أصله. فإن نظرة فاحصة إلى روايات التحريف المزعوم توقفنا على أنها لا تخرج عن خمسة أقسام هي:
1 - تحريف المعنى دون اللفظ: وذلك بتفسير القرآن على خلاف ما أريد وترك العمل به.
2 - سبب النزول: وذلك ببيان الحادثة التي من أجلها نزلت الآية.
3 - التأويل: وذلك بتطبيق الآيات على موارد أخرى لم تكن في عصر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.
4 - التفسير: وذلك بتوضيح المراد من الآيات القرآنية.
5 - القراءة: وذلك بقراءة النص القرآني الموجود بما لا يوافق القراءات السبع التي حددها ابن مجاهد (ت 324هـ).
وما لم يدخل في أحد الأقسام المذكورة يعتبر من أخبار الآحاد التي لا تعارض النص القرآني المتواتر ويجب طرحه وإليك مثالا لكل منها:
التحريف المعنوي:
ومن التحريف المعنوي ما رواه كل من الكليني والصدوق بإسنادهما عن علي بن سويد قال: «كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السّلام وهو في الحبس وأجاب بما فيه قوله: أو ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه».
ويدل على أن معنى التحريف باللغة ليس التحريف اللفظي بل هو التحريف المعنوي، استعمال المادة في الروايات بمعنى التحريف المعنوي مثل قوله: «ينفون عن الدين تحريف
الغالين» فإن الغلاة ليس تحريفهم للفظ بل المعنى لأنهم يفسرون المفاهيم الإسلامية مغلوطا كما يريدون.(1/205)
ويدل على أن معنى التحريف باللغة ليس التحريف اللفظي بل هو التحريف المعنوي، استعمال المادة في الروايات بمعنى التحريف المعنوي مثل قوله: «ينفون عن الدين تحريف
الغالين» فإن الغلاة ليس تحريفهم للفظ بل المعنى لأنهم يفسرون المفاهيم الإسلامية مغلوطا كما يريدون.
ومن التحريف المعنوي ما روي بطريق الفريقين من ذلك بأن كل ما كان في الأمم السالفة فإنه يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل» [البحار 8/ 4].
فإن الظاهر منها التحريف المعنوي وهو حاصل وواقع لكل من لم يعمل بالقرآن.
فإن كل من فسر القرآن برأيه فهو محرّف للقرآن وما أكثر الناس، وحتى في يومنا هذا الذين يستدلون بقوله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللََّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}
[النساء: 59] يستدلون بها على وجوب إطاعة الحكام الظالمين في حين أن القرآن يصرح بقوله: (منكم) ولا يقول (عليكم) وكم من فرق بين المعنيين فإن أولي الأمر إن كانوا من المسلمين قولا وعملا فلا شك في وجوب إطاعتهم، وأما من ليس له من الإسلام إلا القول وهو يخالف القرآن بالعمل فلا تجب طاعته. وهل هذا غير التحريف المعنوي؟
سبب النزول:
ويعبر عنه في بعض الروايات «هكذا نزلت» أو «من التنزيل».
منها، ما رواه الكافي عن أبي بصير قال: «سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول الله تعالى: {أَطِيعُوا اللََّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} فقال عليه السّلام: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين فقلت له: إن الناس يقولون فما له لم يسمّ عليا وأهل بيته في كتاب الله؟
قال عليه السّلام: فقولوا لهم ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله له ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو الذي فسّر لهم ذلك» [الكافي 3/ 63].
ففي هذا توضيح للمراد من التنزيل صريحا. فإن تفسير الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم عدد ركعات الصلاة مما نزل فيه القرآن وشرحته الأحاديث النبوية.
التأويل:
ونعني به تطبيق النص القرآني بما ليس بظاهر من اللفظ، ومن هذا النوع أغلب الروايات التي طبقت عناوين عامة «كالظالمين» فسرتها «بالظالمين لآل محمد حقهم».
ومن التأويل ما رواه علي بن القاسم قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قوله تعالى:
{وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ} [التكوير: 8] قال شيعة آل محمد عليهم السّلام تسأل {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}.
وأيضا: «عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: قلت قوله عزّ وجلّ وإذا الموءودة سئلت. قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام.
فإن ذكر المادة المقتولة بالوأد وإرادة غير هذا المعنى تجوز تطبيق ما يشابهه وهو القتل من غير جرم كما طبقه على الإمام علي والإمام الحسين الشهيد عليهما السلام وشيعة آل محمد.(1/206)
وأيضا: «عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: قلت قوله عزّ وجلّ وإذا الموءودة سئلت. قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام.
فإن ذكر المادة المقتولة بالوأد وإرادة غير هذا المعنى تجوز تطبيق ما يشابهه وهو القتل من غير جرم كما طبقه على الإمام علي والإمام الحسين الشهيد عليهما السلام وشيعة آل محمد.
وعن الباقر عليه السّلام قال: «إن للقرآن بطنا وللبطن بطن، وله ظهر وللظهر ظهر، وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، وإن الآية أولها في شيء وآخرها في شيء، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه». [تفسير العياشي 1/ 11].
وعن داود بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السّلام: أنتم الصلاة في كتاب الله عزّ وجلّ، وأنتم الزكاة، وأنتم الحج؟ فقال: يا داود، نحن الصلاة في كتاب الله عزّ وجلّ، ونحن الزكاة، ونحن الصيام، ونحن الحج، ونحن الشهر الحرام، ونحن البلد الحرام، ونحن كعبة الله، ونحن قبلة الله، ونحن وجه الله. قال الله تعالى: {فَأَيْنَمََا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللََّهِ}
[البقرة: 115] ونحن الآيات ونحن البينات، وعدوّنا في كتاب الله عزّ وجلّ الفحشاء، والمنكر، والبغي، والخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، والأصنام، والأوثان، والجبت، والطاغوت، والميتة، والدم، ولحم الخنزير. يا داود إن الله خلقنا وأكرم خلقنا، وفضّلنا وجعلنا أمناءه وحفظته وخزّانه على ما في السماوات وما في الأرض، وجعل لنا أضدادا وأعداء، فسمانا في كتابه، وكنّى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليه وإلى عباده المتقين» [البحار 24/ 303].
والوجه في التأويل ما عن الرضا عليه السّلام فقال: «إن الله تبارك وتعالى لم يجعله [القرآن] لزمان دون زمان ولناس دون ناس فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة» [البحار 2/ 280].
فالحكمة في التأويل هي تطبيق القرآن على الحياة وأن لا يكون موردا للبحث النظري فقط مجردا عن التطبيق.
التفسير:
وهو شرح المفهوم من اللفظ حسب ما يراه المفسر.
ومن ذلك ما رواه سدير الصيرفي قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السّلام جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا والله. إلى أن قال: فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي يعني محمد وأهل بيته وادخلي جنتي».
فالإمام عليه السّلام يتكلم عن قبض الأرواح وموقف المؤمنين منها حيث أنهم على يقين في معتقدهم لا يعتريهم الشك في نفوسهم فنفوسهم راضية مرضية وقد اقحم التفسير في خلال النص القرآني.(1/207)
ومن ذلك ما رواه سدير الصيرفي قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السّلام جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا والله. إلى أن قال: فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي يعني محمد وأهل بيته وادخلي جنتي».
فالإمام عليه السّلام يتكلم عن قبض الأرواح وموقف المؤمنين منها حيث أنهم على يقين في معتقدهم لا يعتريهم الشك في نفوسهم فنفوسهم راضية مرضية وقد اقحم التفسير في خلال النص القرآني.
ومن هنا قال ابن الجزري (ت 833هـ) في كلامه المتقدم: «وربما كانوا يدخلون التفسير في القراءات إيضاحا وبيانا لأنهم محققون لما تلقوه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قرآنا فهم آمنون من الالتباس وربما كان بعضهم يكتبه معه» [النشر 1/ 33].
القراءة:
وهي الروايات التي يتحملها النص القرآني وتوافق قواعد اللغة العربية بوجه من الوجوه.
منها ما رواه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عن أبي عبد الله عليه السّلام أنه قال:
«صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين» الخبر.
وروى السجستاني (ت 316هـ) قال: حدثنا عبد الله حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي حدثنا عبيد الله حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود أن عمر كان يقرأ «صراط من انعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين» [المصاحف ص 5].
وقد أورد النوري طائفة من الروايات المصرحة بالقراءة منها: «عن غالب بن الهذيل قال سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول الله عزّ وجلّ: {وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6] على الخفض هي أم على النصب؟ قال: «بل هي على الخفض».
وقال العياشي عن غالب بن الهذيل عنه عليه السّلام مثله إلا أن فيه السؤال الرفع بدل النصب ويحمل على سهو الناسخ.
وقال دعائم الإسلام للقاضي النعماني قوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} بالكسر قراءة أهل البيت عليهم السّلام وكذلك قال أبو جعفر عليه السّلام.
ثم قال النوري: «ظاهر تلك الأخبار انحصار القراءة بالجر ونفي النزول بالنصب وكذا صرح الشيخ في «التهذيب».
أقول: «هذا خلط بين التفسير والقراءة. والعجب من هذا الشيخ رحمه الله كيف يرى تصريحات هؤلاء الأعلام بأنها قراءة أهل البيت عليهم السّلام ثم يستدل بها على أنها تحريف وكأنه لم يفرق بين مصطلح القراءة والتحريف وهذا ذهول عن مصطلحات أصحاب القراءات والله العاصم».
(وبالجملة) ما اعتمد عليه النوري هي الروايات ولا يؤخذ بها لأنها روايات آحاد ولا
يمكن أن تعارض النص القرآني المتواتر. (مع) أن كثيرا منها ليست من التحريف المصطلح بل هي إما تحريف المعنى أو التفسير أو القراءة أو التأويل (بالإضافة) إلى أن مصادره ليست كلها معتمدة وفيها الذي صرح بضعفه أو لأن النسخة عنده غير المعتمدة. وقد صرح بذلك في مواضع منها قوله في سورة [مريم: 18] قال: «وعن محمد بن حكيم عن أبيه قال قرأ أبو عبد الله عليه السّلام: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمََنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] ثم قال: «كذا في نسختي وهي سقيمة ولم يظهر لي موضع الاختلاف ولعله (شقيا) بدل (تقيا) والله العالم».(1/208)
(وبالجملة) ما اعتمد عليه النوري هي الروايات ولا يؤخذ بها لأنها روايات آحاد ولا
يمكن أن تعارض النص القرآني المتواتر. (مع) أن كثيرا منها ليست من التحريف المصطلح بل هي إما تحريف المعنى أو التفسير أو القراءة أو التأويل (بالإضافة) إلى أن مصادره ليست كلها معتمدة وفيها الذي صرح بضعفه أو لأن النسخة عنده غير المعتمدة. وقد صرح بذلك في مواضع منها قوله في سورة [مريم: 18] قال: «وعن محمد بن حكيم عن أبيه قال قرأ أبو عبد الله عليه السّلام: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمََنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] ثم قال: «كذا في نسختي وهي سقيمة ولم يظهر لي موضع الاختلاف ولعله (شقيا) بدل (تقيا) والله العالم».
ومن العجب أن يستدل الشيخ على دعوى التحريف في سورة الإخلاص برواية ثم يقول عنها: «وكذا في النسخة وهي سقيمة جدا وأظن (الصمد) الأول وانه من شك الراوي بأن الساقط هي كلمة (الأحد) أو (الواحد) والله العالم وقد وفينا بحمد الله تعالى بما وعدناه من ذكر ما ورد من الأخبار الدالة على تغيير المواضع المخصوصة من القرآن المستجمعة لشرائط الاستدلال بها سندا ودلالة الخالية عما يوهنه سوى شبهات ضعيفة أوردها المانعون نذكرها مع الجواب عنها».
أقول: «وهذا مما يضحك الثكلى إذ كيف يستدل بنسخة «سقيمة جدا» كما يصفها ثم يستند إلى الظن مع أنه لا يغني عن الحق شيئا ويعارض بها وبأمثالها النص القرآني المتواتر؟!! وهذا هو الغالب على استدلالاته وأين شرائط الاستدلال المدعاة! وأي ذو مسكة يطرح المتواتر بالآحاد؟ اللهم إن هذا لشيء عجاب».
وإليك جردا بالروايات التي جمعها رحمه الله مع الاقتصار على مادة التحريف المدعاة حسب السور مع الإشارة إلى معرفة إحدى الوجوه المتقدمة إن وجدت وإلا يبقى مهملا أو معلّما بعلامة الاستفهام.(1/209)
وإليك جردا بالروايات التي جمعها رحمه الله مع الاقتصار على مادة التحريف المدعاة حسب السور مع الإشارة إلى معرفة إحدى الوجوه المتقدمة إن وجدت وإلا يبقى مهملا أو معلّما بعلامة الاستفهام.
مقارنة روايات القراءات (1)
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
1 - الفاتحة
4: مالك: ملك: قراءة (1): نافع ابن كثير أبو عمرو ابن عامر حمزة أبو الدرداء ابن عباس ابن عمر مروان بن الحكم مجاهد يحيى بن وثاب الأعرج أبو جعفر شيبة ابن جريج عاصم الجحدري ابن جندب ابن محيصن أبو عبيد زيد المسوّر: مع 1/ 3بحر 1/ 20تب 1/ 33 يسر 18طبر 1/ 147جامع 1/ 139حجل 62سبعة 104 غيث 60كشاف 1/ 9مج 1/ 23: الصراط: السراط: قراءة (2): ابن كثير الكسائي أبو عمرو قنبل ابن مجاهد ابن حمدون يعقوب رويس اللؤلؤي ابن عباس أبو علي.: اتف 123اعن 1/ 1123مع 1/ 4بحر 1/ 25تب 1/ 40 جامع 1/ 148حجل 62حجز 80سبعة 105غيث 62 كشاف 1/ 11مج 1/ 27.
__________
(1) نلاحظ في هذا الجدول ما يلي:
أولا: في النص القرآني اعتمدنا على الطبعة الأولى للمصحف الأميري عام 1333هـ القاهرة ثانيا: العلامة بعد الآية السابقة إشارة إلى زيادة في الرواية. وعلى نقصها أو عدم وجودها. و () على موافقتها مع ما في المصحف الشريف ولا أدري لماذا أوردها المحدث النوري في كتابه من دون تنبيه إلى أوجه القراءات، فإن روايات أهل البيت ما عدا ما جمعه كلها موافقة للمصحف.
ثالثا: العمودان: «القارئ والمصدر» نقلناهما حرفيا من كتاب معجم القراءات القرآنية تأليف د. عبد العال سالم مكرم ود. أحمد مختار عمر، ط الكويت 1402هـ وقد ذكرا الرموز المشار إليها والمصادر كالآتي: إتحاف الفضلاء اتف، الإعراب للنحاس اعن، الإملاء للعكبري امع، البحر المحيط بحر، التبيان للطوسي تب، التيسير للداني يسر، تفسير الطبري طبر، تفسير القرطبي جامع، الحجة لابن خالويه حجل، الحجة لأبي زرعه حجز، السبعة لابن مجاهد سبعة، الغيث للصفاقسي غيث، الكشاف للزمخشري كشاف، الكشف للقيسي كشف، المجمع للطبرسي مج، المحتسب لابن جني مح، المعاني للأخفش معش، المعاني للفراء معف، تفسير الرازي فخر، النشر لابن الجزري نشر.(1/210)
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) الفاتحة
1: اللذين انعمت: من: قراءة (3): ابن مسعود عمر بن الخطاب ابن الزبير أهل البيت.: جامع 1/ 149كشاف 1/ 11مج 1/ 28: ولا الضالين: وغير: قراءة (4): عمر أبيّ علي.: بحر 1/ 29كشاف 1/ 12
2 - البقرة
59: فبدل الذين ظلموا: آل محمد حقهم: تفسير:: 90: بما أنزل الله: في علي: تفسير:: 91: بما أنزل الله: في علي: تفسير:: 129: ما يتلوا: بولاية: تفسير:: 143: أمة وسطا: أئمة وسطاء: تأويل:: 159: ما أنزلنا من البينات: في علي: تفسير:: 205: ويهلك الحرث والنسل: بظلمه وسوء سريرته: تفسير:: 211: كم آتيناهم من آية بينة: فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم اقر ومنهم من بدل: تفسير:: 212: وزلزلوا: ثم زلزلوا (؟): قراءة:: 231: والصلاة الوسطى: وصلاة العصر: قراءة (5): حفصة ابن عباس عبيد بن عمير عائشة: بحر 2/ 240طبر 5/ 205، 207، 209، 210، 211، 213 كشاف 1/ 146 23: غير إخراج: مخرجات (؟): قراءة:: 25: له ما في السموات وما في الأرض: وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر 155: وما بينها: وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أحدا: قراءة:: 255: العلي العظيم: والحمد لله رب العالمين: قراءة: دعاء:: 257: الطاغوت: الطواغيت: قراءة: الحسن جويرية بن بشير: امع 1/ 63بحر 2/ 283جامع 3/ 283مح 1/ 131 256: والذين كفروا: بولاية علي بن أبي طالب: تفسير:: 256: ولا يحيطون: ولا يحفظون من علمه: قراءة:: 261: مائة حبة: أو أكثر من ذلك: تفسير:: 275: لا يقومون: يوم القيامة: قراءة (7): عبد الله بن مسعود: بحر 2/ 333جامع 3/ 354(1/211)
59: فبدل الذين ظلموا: آل محمد حقهم: تفسير:: 90: بما أنزل الله: في علي: تفسير:: 91: بما أنزل الله: في علي: تفسير:: 129: ما يتلوا: بولاية: تفسير:: 143: أمة وسطا: أئمة وسطاء: تأويل:: 159: ما أنزلنا من البينات: في علي: تفسير:: 205: ويهلك الحرث والنسل: بظلمه وسوء سريرته: تفسير:: 211: كم آتيناهم من آية بينة: فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم اقر ومنهم من بدل: تفسير:: 212: وزلزلوا: ثم زلزلوا (؟): قراءة:: 231: والصلاة الوسطى: وصلاة العصر: قراءة (5): حفصة ابن عباس عبيد بن عمير عائشة: بحر 2/ 240طبر 5/ 205، 207، 209، 210، 211، 213 كشاف 1/ 146 23: غير إخراج: مخرجات (؟): قراءة:: 25: له ما في السموات وما في الأرض: وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر 155: وما بينها: وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أحدا: قراءة:: 255: العلي العظيم: والحمد لله رب العالمين: قراءة: دعاء:: 257: الطاغوت: الطواغيت: قراءة: الحسن جويرية بن بشير: امع 1/ 63بحر 2/ 283جامع 3/ 283مح 1/ 131 256: والذين كفروا: بولاية علي بن أبي طالب: تفسير:: 256: ولا يحيطون: ولا يحفظون من علمه: قراءة:: 261: مائة حبة: أو أكثر من ذلك: تفسير:: 275: لا يقومون: يوم القيامة: قراءة (7): عبد الله بن مسعود: بحر 2/ 333جامع 3/ 354
3 - آل عمران
33: والعمران: وآل محمد: قراءة: عبد الله بن مسعود: بحر 2/ 435 43: واسجدي واركعي: واركعي واسجدي: قراءة (8):: 55: متوفيك ورافعك: رافعك إلي ومتوفيك: قراءة:: 81: ميثاق النبيين: ميثاق أمم النبيين: قراءة (9): أبي عبد الله بن مسعود مجاهد: بحر 2/ 508كشاف 1/ 198 92: مما تحبون: ما تحبون: قراءة (10): عبد الله بن مسعود: بحر 2/ 524كشاف 1/ 202 فخر 2/ 501 102: مسلمون: مسلّمون: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/212)
33: والعمران: وآل محمد: قراءة: عبد الله بن مسعود: بحر 2/ 435 43: واسجدي واركعي: واركعي واسجدي: قراءة (8):: 55: متوفيك ورافعك: رافعك إلي ومتوفيك: قراءة:: 81: ميثاق النبيين: ميثاق أمم النبيين: قراءة (9): أبي عبد الله بن مسعود مجاهد: بحر 2/ 508كشاف 1/ 198 92: مما تحبون: ما تحبون: قراءة (10): عبد الله بن مسعود: بحر 2/ 524كشاف 1/ 202 فخر 2/ 501 102: مسلمون: مسلّمون: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) آل عمران
103: فانقذكم منها: بمحمد: تنزيل /:: تفسير:: 104: وليكن منكم أمة: أئمة: قراءة:: 110: كنتم خير أمة: أئمة: قراءة:: 123: وأنتم أذلة: ضعفاء قليل: تفسير / قراءة:: 128: ليس لك: لك: قراءة:::: ليس لك: قراءة:: 129: أو يتوب: ان تبت: قراءة:: 125: أو يعذبهم: أو تعذبهم: قراءة:: 125: ظالمون: لآل محمد: تفسير:: 140: شهداء: شهيدا: قراءة:: 181: ما بخلوا به: من الزكاة: تفسير:: 184: فقد كتب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر: قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات والزبر قل فتلقوهم: تفسير (قراءة):: 185: الموت: ومنشوره: تنزيل:: 200: اصبروا: يعني عن المعاصي: تفسير::
4 - النساء
24: فما استمتعتم به منهن: إلى أجل مسمى: قراءة (1): أبي ابن عباس سعيد بن جبير عبد الله بن مسعود: بحر 3/ 218تب 3/ 166طبر 8/ 177، 179جامع 5/ 130 كشاف 1/ 262فخر 3/ 195 42: وعصوا الرسول: وظلموا آل محمد حقهم: تأويل:: 47: نزلنا: في علي نورا مبينا: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/213)
24: فما استمتعتم به منهن: إلى أجل مسمى: قراءة (1): أبي ابن عباس سعيد بن جبير عبد الله بن مسعود: بحر 3/ 218تب 3/ 166طبر 8/ 177، 179جامع 5/ 130 كشاف 1/ 262فخر 3/ 195 42: وعصوا الرسول: وظلموا آل محمد حقهم: تأويل:: 47: نزلنا: في علي نورا مبينا: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) النساء
54: آل إبراهيم: وآل عمران وآل محمد: تفسير:: 59: أولي الأمر منكم: من آل محمد: تنزيل:: 59: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول: فارجعوه إلى الله [و] إلى أولي الأمر منكم: تفسير:: 64: جاءوك مما قضيت: يا علي: تأويل:: في أمر الولاية:: من أمر الوالي ويسلموا لله تسليما قضى محمد وآل محمد ويسلموا تسليما::: تأويل تفسير::: يحكموك: يحكموا محمدا وآل محمد: تفسير:: 65: اقتلوا أنفسكم: وسلموا للإمام تسليما: تأويل:: 66: ما يوعظون به: في علي: تفسير:: 79: فمن نفسك: وإنما قضيتها: قراءة (12): ابن مسعود ابن عباس: اعن 1/ 437بحر 3/ 301 135: أو تعرضوا: عما أمرتم به: تفسير:: 137: لم يكن الله ليغفر لهم: لن تقبل توبتهم: تفسير:: 163: انا أوحينا: اني أوحيت: قراءة:: 166: بما أنزل إليك: في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون: تفسير:: 168: وظلموا: آل محمد حقهم: تفسير:: 170: من ربكم: في ولاية علي: تفسير:: 174: وأنزلنا إليكم: في علي: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/214)
54: آل إبراهيم: وآل عمران وآل محمد: تفسير:: 59: أولي الأمر منكم: من آل محمد: تنزيل:: 59: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول: فارجعوه إلى الله [و] إلى أولي الأمر منكم: تفسير:: 64: جاءوك مما قضيت: يا علي: تأويل:: في أمر الولاية:: من أمر الوالي ويسلموا لله تسليما قضى محمد وآل محمد ويسلموا تسليما::: تأويل تفسير::: يحكموك: يحكموا محمدا وآل محمد: تفسير:: 65: اقتلوا أنفسكم: وسلموا للإمام تسليما: تأويل:: 66: ما يوعظون به: في علي: تفسير:: 79: فمن نفسك: وإنما قضيتها: قراءة (12): ابن مسعود ابن عباس: اعن 1/ 437بحر 3/ 301 135: أو تعرضوا: عما أمرتم به: تفسير:: 137: لم يكن الله ليغفر لهم: لن تقبل توبتهم: تفسير:: 163: انا أوحينا: اني أوحيت: قراءة:: 166: بما أنزل إليك: في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون: تفسير:: 168: وظلموا: آل محمد حقهم: تفسير:: 170: من ربكم: في ولاية علي: تفسير:: 174: وأنزلنا إليكم: في علي: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
5 - المائدة
: أوفوا بالعقود: التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين: تأويل::: إلى المرافق: من: تنزيل::: وارجلكم: وارجلكم: قراءة (13): ابن كثير أبو عمرو حمزة أبو بكر أنس عكرمة ابن عباس الشعبي الباقر قتادة علقمة الضحاك مجاهد أبو جعفر.: اعن 1/ 485بحر 3/ 437تب 3/ 447يسر 98طبر 10/ 60 جامع 6/ 91حجل 129حجز 223سبعة 242، 243غيث 200كشف 406، 407مج 2/ 163فخر 3/ 368نشر 2/ 254 6: ما أرسل إليك: في علي: تنزيل:: 85: أهليكم: أهاليكم: قراءة:::: ان عليا مولى المؤمنين: تنزيل:: 95: ذوا: ذوي / ذو منكم: قراءة (14): جعفر بن محمد الصادق: امع 1/ 131بحر 4/ 20مج 2/ 242مح 1/ 219:: يعني الإمام: تفسير: محمد بن علي الباقر: 101: عن أشياء: عن أشيائكم لم تبد لكم: تفسير:: 112: ربك يستطيع: يستطيع ربك: قراءة: الكسائي: بحر 4/ 54يسر 101جامع 6/ 364سبعة 249كشف 1/ 422 مج 2/ 263فخر 3/ 467:: تستطيع: قراءة (15)::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/215)
: أوفوا بالعقود: التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين: تأويل::: إلى المرافق: من: تنزيل::: وارجلكم: وارجلكم: قراءة (13): ابن كثير أبو عمرو حمزة أبو بكر أنس عكرمة ابن عباس الشعبي الباقر قتادة علقمة الضحاك مجاهد أبو جعفر.: اعن 1/ 485بحر 3/ 437تب 3/ 447يسر 98طبر 10/ 60 جامع 6/ 91حجل 129حجز 223سبعة 242، 243غيث 200كشف 406، 407مج 2/ 163فخر 3/ 368نشر 2/ 254 6: ما أرسل إليك: في علي: تنزيل:: 85: أهليكم: أهاليكم: قراءة:::: ان عليا مولى المؤمنين: تنزيل:: 95: ذوا: ذوي / ذو منكم: قراءة (14): جعفر بن محمد الصادق: امع 1/ 131بحر 4/ 20مج 2/ 242مح 1/ 219:: يعني الإمام: تفسير: محمد بن علي الباقر: 101: عن أشياء: عن أشيائكم لم تبد لكم: تفسير:: 112: ربك يستطيع: يستطيع ربك: قراءة: الكسائي: بحر 4/ 54يسر 101جامع 6/ 364سبعة 249كشف 1/ 422 مج 2/ 263فخر 3/ 467:: تستطيع: قراءة (15)::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
6 - الأنعام
23: ما كنا مشركي: لولاية علي: تفسير:: 33: لا يكذبونك: لا يكذبونك: قراءة (16): نافع الكسائي علي عبد الله أبو بكر الأعمش جعفر الصادق: انف 207اعن 1/ 544امع 1/ 139بحر 4/ 111تب 4/ 127 يسر 102طبر 11/ 330جامع 6/ 415حجل 138حجز 247 سبعة 257كشاف 2/ 10 كشف 1/ 430، 431مج 2/ 293 معف 1/ 331نشر 2/ 258 115: كلمة ربك: الحسنى: قراءة:: 158: كسبت: اكتسبت: قراءة:: 159: فرقوا: فارقوا: قراءة (17): حمزة الكسائي الحسن علي: انف 220امع 1/ 155بحر 4/ 260تب 4/ 354يسر 108 طبر 12/ 268جامع 7/ 149 حجل 152حجز 278سبعة 274غيث 220كشاف 2/ 50 كشف 1/ 458مج 2/ 388 معف 1/ 366فخر 4/ 172نشر 2/ 266
7 - الأعراف
32: من الرزق: الحلال: تفسير:: 41: وإذا صرفت: وإذا قلبت: قراءة (18): الأعمش: بحر 4/ 303كشاف 2/ 64: قالوا: عائذا بك أن تجعلنا::: 170: الست بربكم: ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين::: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/216)
32: من الرزق: الحلال: تفسير:: 41: وإذا صرفت: وإذا قلبت: قراءة (18): الأعمش: بحر 4/ 303كشاف 2/ 64: قالوا: عائذا بك أن تجعلنا::: 170: الست بربكم: ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين::: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
8 - الأنفال
1: عن الأنفال: الأنفال: قراءة (19): ابن مسعود سعد بن أبي وقاص علي بن الحسين محمد بن علي الباقر زيد بن علي جعفر الصادق طلحة بن مصرف عكرمة عطاء الضحاك.: اعن 1/ 664بحر 4/ 456تب 5/ 86، 87طبر 13/ 377، 388 كشاف 2/ 112مج 2/ 517 مح 1/ 272فخر 4/ 343 24: لا تصيبن: لتصيبن: قراءة (20): الزبير علي زيد بن ثابت أبي ابن مسعود أبو جعفر الباقر الربيع: بحر 4/ 486جامع 7/ 393 كشاف 2/ 121مج 2/ 32مح 1/ 277 27: أماناتكم: في آل محمد: تفسير::
9 - التوبة
26: على رسوله: وايده بروح القدس منه: تفسير::: وعلى المؤمنين:: تفسير:: 40: لصاحبه: ويلك: تفسير / قراءة:: 73: والمنافقين: بالمنافقين: قراءة (21):: تب 5/ 260 117: على النبي والمهاجرين: بالنبي على المهاجرين: قراءة:: 105: والمؤمنون: والمأمونون ونحن المامونون: تأويل:: 106: مرجون: يرجون: قراءة (22): ابن كثير ابن عامر أبو عمرو شعبة يعقوب: انف 244اعن 2/ 39بحر 5/ 97تب 5/ 295يسر 119 طبر 11/ 16حجز 323غيث 239كشاف 2/ 213كشف 1/ 506مج 5/ 69معش 2/ 337 فخر 16/ 191نشر 1/ 406
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/217)
26: على رسوله: وايده بروح القدس منه: تفسير::: وعلى المؤمنين:: تفسير:: 40: لصاحبه: ويلك: تفسير / قراءة:: 73: والمنافقين: بالمنافقين: قراءة (21):: تب 5/ 260 117: على النبي والمهاجرين: بالنبي على المهاجرين: قراءة:: 105: والمؤمنون: والمأمونون ونحن المامونون: تأويل:: 106: مرجون: يرجون: قراءة (22): ابن كثير ابن عامر أبو عمرو شعبة يعقوب: انف 244اعن 2/ 39بحر 5/ 97تب 5/ 295يسر 119 طبر 11/ 16حجز 323غيث 239كشاف 2/ 213كشف 1/ 506مج 5/ 69معش 2/ 337 فخر 16/ 191نشر 1/ 406
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) التوبة
110: إلا: إلى: قراءة (23) يعقوب أبو حيوة الحسن سهل قتادة عاصم الجحدري المطوعي أبو حاتم: بحر 5/ 101تب 5/ 303طبر 11/ 26 جامع 8/ 266كشاف 2/ 216مج 5/ 70معش 2/ 337فخر 16/ 198نشر 2/ 281 112: التائبون العابدون: التائبين العابدين: قراءة (24) أبي عبد الله بن مسعود الأعمش: اعن 2/ 43امع 2/ 13بحر 5/ 104تب 5/ 307جامع 8/ 271كشاف 2/ 216مج 5/ 74 مح 1/ 304فخر 16/ 202 مراجع «التائبون» 118: خلفوا: خالفوا: قراءة (25): أبو زيد أبو مجلز الشعبي ابن يعمر علي بن الحسين زيد بن علي جعفر الصادق محمد الباقر أبو عبد الرحمن السلمي زين العابدين: كشاف 2/ 218مج 5/ 78مح 1/ 305، 306فخر 16/ 217 128: من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم: من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا: تفسير::
10 - يونس
16: ولا أدريكم به: ولا أنذرتكم به: قراءة (26): ابن عباس الأعمش شهر بن حوشب عبد الله بن مسعود: بحر 5/ 133طبر 11/ 69 كشاف 2/ 229فخر 17/ 58
11 - هود
5: يثنون: يثنوني: قراءة (27): ابن عباس مجاهد يحيى بن يعمر عبد الله ابن أبي إسحاق علي بن الحسين محمد بن علي زيد بن علي جعفر بن محمد: امع 2/ 19بحر 5/ 202مج 5/ 142كشاف 2/ 259
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/218)
5: يثنون: يثنوني: قراءة (27): ابن عباس مجاهد يحيى بن يعمر عبد الله ابن أبي إسحاق علي بن الحسين محمد بن علي زيد بن علي جعفر بن محمد: امع 2/ 19بحر 5/ 202مج 5/ 142كشاف 2/ 259
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) هود
11: إلا الذين صبروا: على ما صنعتم به من بعد نبيهم: تفسير:: 17: على بينة من ربه: يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: تفسير:::: ويتلوه شاهد منه وصية إماما ورحمة::: 43: ابنه: ابنها: قراءة وتفسير (28): علي عروة بن الزبير عكرمة: امع 2/ 21بحر 5/ 226تب 5/ 495كشاف 2/ 270مج 5/ 161فخر 17/ 231 81: من الليل: مظلما: قراءة:: 100: قاتم وحصيد: وحصيدا: قراءة:: 107: إلا ما شاء الله:: تفسير:: 108: مجذوذ: مجدود بالدال: قراءة::
12 - يوسف
22: هيت: هيئت: قراءة (29): أبو عمرو ابن عامر علي ابن عباس مجاهد عكرمة أبو وائل أبو رجاء يحيى قتادة طلحة المقري هشام.: اتف 263اعن 2/ 133امع 2/ 28بحر 5/ 294تب 6/ 118يسر 128سبعة طبر 12/ 107جامع 9/ 163يبعة 347 غيث 256كشاف 2/ 310مج 5/ 222 30: شغفها: شعفها: قراءة (30): الحسن ابن محيصن علي بن أبي طالب علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن محمد الشعبي عوف الأعرابي أبو رجاء الأعرج أبو جعفر يحيى بن يعمر مجاهد ثابت البناني الزهري محمد بن السميفع ابن أبي مريم حميد: اتف 264امع 2/ 9بحر 5/ 301 طبر 12/ 118جامع 9/ 176 كشاف 2/ 316مج 5/ 228مح 1/ 339معف 2/ 42. فخر 18/ 126
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:(1/219)
22: هيت: هيئت: قراءة (29): أبو عمرو ابن عامر علي ابن عباس مجاهد عكرمة أبو وائل أبو رجاء يحيى قتادة طلحة المقري هشام.: اتف 263اعن 2/ 133امع 2/ 28بحر 5/ 294تب 6/ 118يسر 128سبعة طبر 12/ 107جامع 9/ 163يبعة 347 غيث 256كشاف 2/ 310مج 5/ 222 30: شغفها: شعفها: قراءة (30): الحسن ابن محيصن علي بن أبي طالب علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن محمد الشعبي عوف الأعرابي أبو رجاء الأعرج أبو جعفر يحيى بن يعمر مجاهد ثابت البناني الزهري محمد بن السميفع ابن أبي مريم حميد: اتف 264امع 2/ 9بحر 5/ 301 طبر 12/ 118جامع 9/ 176 كشاف 2/ 316مج 5/ 228مح 1/ 339معف 2/ 42. فخر 18/ 126
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:
(يتبع) يوسف
30: راسي: جفنة فيها خبر::: 41: سنبلات: سنابل: قراءة:: 43: يأكلهن:؟: قراءة:: 48: ما قدمتم: ما قربتم: قراءة:: 49: يعصرون: يعصرون: قراءة (31): جعفر بن محمد الأعرج عيسى البصري زيد بن علي: بحر 5/ 316طبر 12/ 138 كشاف 2/ 325مج 5/ 236مح 1/ 344فخر 18/ 151جامع 9/ 205 110: قد كذبوا: قد كذّبوا: قراءة (32) ابن كثير ابن عامر نافع أبو عمرو عائشة الحسن قتادة محمد بن كعب أبو رجاء ابن أبي مليكة الأعرج ابن مسعود ابن عباس عطا الزهري.: اتف 268اعن 2/ 161امع 2/ 33بحر 5/ 354تب 6/ 207 يسر 130طبر 13/ 57جامع 9/ 275حجل 199حجز 367 سبعة 351غيث 261كشاف 2/ 347كشف 2/ 15مج 5/ 269معف 2/ 56فخر 18/ 226نشر 2/ 296
13 - الرعد
7: منذر: للعباد وعلي: تأويل:: 10: منكم: على الله: تفسير:: 11: له معقبات: من خلفه ورقيب: قراءة (33): أبي ابن عباس أبو البرهم أبو عبد الله: بحر 5/ 372جامع 9/ 293مج 6/ 279 11: من أمر الله: بأمر الله: قراءة (34): علي ابن عباس عكرمة زيد بن علي جعفر بن محمد أبو البرهم أبو عبد الله: بحر 5/ 372مج 6/ 279مح 1/ 355 31: أفلم ياتبين الذين: أفلم يتبين للذين: قراءة (35): علي ابن عباس عكرمة ابن أبي مليكة الجحدري علي بن الحسين زيد بن علي أبو زيد المزني علي بن نديمة عبد الله بن يزيد جعفر بن محمد.: بحر 5/ 393تب 6/ 255جامع 9/ 320كشاف 2/ 360مج 6/ 292مح 1/ 357
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:(1/220)
7: منذر: للعباد وعلي: تأويل:: 10: منكم: على الله: تفسير:: 11: له معقبات: من خلفه ورقيب: قراءة (33): أبي ابن عباس أبو البرهم أبو عبد الله: بحر 5/ 372جامع 9/ 293مج 6/ 279 11: من أمر الله: بأمر الله: قراءة (34): علي ابن عباس عكرمة زيد بن علي جعفر بن محمد أبو البرهم أبو عبد الله: بحر 5/ 372مج 6/ 279مح 1/ 355 31: أفلم ياتبين الذين: أفلم يتبين للذين: قراءة (35): علي ابن عباس عكرمة ابن أبي مليكة الجحدري علي بن الحسين زيد بن علي أبو زيد المزني علي بن نديمة عبد الله بن يزيد جعفر بن محمد.: بحر 5/ 393تب 6/ 255جامع 9/ 320كشاف 2/ 360مج 6/ 292مح 1/ 357
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:
14 - إبراهيم
22: فاستجبتم لي: وعد لهم ان تولى كذا: تفسير:: 34: وءاتكم كل: وايتكم كل: قراءة (36): حمزة الكسائي ورش الأزرق: غيث 266اتف 272 37: تهوي: تهوى: قراءة (37): علي بن أبي طالب زيد بن علي محمد بن علي جعفر بن محمد مجاهد مسلمة بن عبد الله.: بحر 5/ 433كشاف 2/ 380 مج 6/ 317مح 1/ 364معف 2/ 78 38: من شي: شان شيء: تفسير:: 41: ولوالدي: ولولدي (يعني إسماعيل وإسحاق): قراءة تفسير (38): ابن يعمر الزهري إبراهيم النخعي الحسين بن علي محمد بن علي.: بحر 5/ 434جامع 9/ 375 كشاف 2/ 382مج 6/ 317مح 1/ 365 45: الأمثال: لكي تعقلون: قراءة::
15 - الحجر
2: مسلمين: مسلمين: قراءة:: 4: صراط عليّ: طراط علي: قراءة (39): يعقوب الحسن الضحاك إبراهيم أبو رجاء ابن سيرين مجاهد قتادة قيس بن عبادة حميد عمرو بن ميمون عمارة بن أبي حفصة أبو شرف أبو عبد الله: اتف 174بحر 5/ 454تب 6/ 337طبر 14/ 23جامع 10/ 28كشاف 2/ 391مج 6/ 336 مح 2/ 3معف 2/ 89نشر 2/ 301
16 - النحل
24: انزل ربكم: في علي: تنزيل / تفسير:: 26: بنيانهم: بيتهم: قراءة (40): جعفر: بحر 5/ 485غيث 270كشف 2/ 407مج 6/ 356
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:(1/221)
24: انزل ربكم: في علي: تنزيل / تفسير:: 26: بنيانهم: بيتهم: قراءة (40): جعفر: بحر 5/ 485غيث 270كشف 2/ 407مج 6/ 356
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:
(يتبع) النحل
90: وايتاء ذي القربى: حقه: تفسير:: 92: اربى من أمة: ازكى من أمة: قراءة:::: أئمة ازكى من ائمتكم: تأويل::
17 - الإسراء
5: عبادا: عبيدا: قراءة (41): الحسن زيد بن علي علي الكسائي علي بن أبي طالب زيد بن علي: اتف 281امع 2/ 48بحر 6/ 9 كشاف 2/ 438مج 6/ 397 مح 2/ 14 7: ليسوا: لنسوء: قراءة (42):: اتف 282اعن 2/ 232امع 2/ 49بحر 6/ 11يسر 139 جامع 10/ 223حجل 214 حجز 398سبعة 378غيث 273كشاف 2/ 439مج 6/ 397فخر 20/ 159نشر 2/ 306 16: امرنا: امرنا: قراءة (43) عاصم أبو عمرو السدي ابن عباس أبو عثمان النهدي زيد بن علي أبو العالية علي الحسن الباقر مجاهد أبو جعفر محمد بن علي: امع 2/ 49بحر 6/ 20تب 6/ 458طبر 15/ 42جامع 10/ 232حجل 214كشاف 2/ 442مج 6/ 405مح 2/ 15 معف 2/ 119فخر 20/ 177 60: الناس: ليعمهوا فيها: تفسير:: 72: أوحينا إليك: في علي: تنزيل:: 75: نصيرا: ثم لا تجد بعدك مثل علي وليا: تفسير وتأويل:: 82: الظالمين: آل محمد حقهم ولا يزيد ظالمي آل محمد حقهم الظالمين لآل محمد: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:(1/222)
5: عبادا: عبيدا: قراءة (41): الحسن زيد بن علي علي الكسائي علي بن أبي طالب زيد بن علي: اتف 281امع 2/ 48بحر 6/ 9 كشاف 2/ 438مج 6/ 397 مح 2/ 14 7: ليسوا: لنسوء: قراءة (42):: اتف 282اعن 2/ 232امع 2/ 49بحر 6/ 11يسر 139 جامع 10/ 223حجل 214 حجز 398سبعة 378غيث 273كشاف 2/ 439مج 6/ 397فخر 20/ 159نشر 2/ 306 16: امرنا: امرنا: قراءة (43) عاصم أبو عمرو السدي ابن عباس أبو عثمان النهدي زيد بن علي أبو العالية علي الحسن الباقر مجاهد أبو جعفر محمد بن علي: امع 2/ 49بحر 6/ 20تب 6/ 458طبر 15/ 42جامع 10/ 232حجل 214كشاف 2/ 442مج 6/ 405مح 2/ 15 معف 2/ 119فخر 20/ 177 60: الناس: ليعمهوا فيها: تفسير:: 72: أوحينا إليك: في علي: تنزيل:: 75: نصيرا: ثم لا تجد بعدك مثل علي وليا: تفسير وتأويل:: 82: الظالمين: آل محمد حقهم ولا يزيد ظالمي آل محمد حقهم الظالمين لآل محمد: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:
(يتبع) الإسراء
89: أكثر الناس: لولاية علي: تفسير:: 102: علمت: علمت: قراءة (44): الكسائي الأعمش علي بن أبي طالب زيد بن علي: اتف 287بحر 6/ 86تب 6/ 526يسر 141طبر 15/ 116 جامع 10/ 337حجل 221 حجز 411سبعة 385غيث 276كشاف 2/ 468كشف 2/ 52مج 6/ 433معف 2/ 132 فخر 21/ 65نشر 2/ 309 106: فرّقناه: فرقناه: قراءة (45): أبو عمرو (في رواية) ابن محيصن أبي عبد الله علي ابن عباس أبو رجاء قتادة الشعبي حميد عمرو بن فائد زيد بن علي عمرو بن ذر عكرمة الحسن: اتف 287اعن 2/ 263بحر 6/ 87تب 6/ 530طبر 15/ 118 جامع 10/ 339كشاف 2/ 469 مج 6/ 445مح 2/ 23معف 2/ 133
18 - الكهف
29: من ربكم: في ولاية علي: تفسير:::: في ولاية أمير المؤمنين: تفسير:: 29: للظالمين: لآل محمد: تفسير:::: آل محمد حقهم::: 60: على آثارهم: اسفا إن لم يؤمنوا بهذا الحديث: تفسير:: 66: مما علمت: فما علمت: قراءة:: 77: أن ينقض: أن يتقاص: قراءة (46): علي عكرمة خليد بن: سعد أبو شيخ خيوان ابن خالد الهنائي يحيى بن يعمر الزهري: بحر 6/ 152كشاف 2/ 495 مج 6/ 485مح 2/ 31
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:(1/223)
29: من ربكم: في ولاية علي: تفسير:::: في ولاية أمير المؤمنين: تفسير:: 29: للظالمين: لآل محمد: تفسير:::: آل محمد حقهم::: 60: على آثارهم: اسفا إن لم يؤمنوا بهذا الحديث: تفسير:: 66: مما علمت: فما علمت: قراءة:: 77: أن ينقض: أن يتقاص: قراءة (46): علي عكرمة خليد بن: سعد أبو شيخ خيوان ابن خالد الهنائي يحيى بن يعمر الزهري: بحر 6/ 152كشاف 2/ 495 مج 6/ 485مح 2/ 31
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر:
(يتبع) الكهف
79: سفينة: صالحة صحيحة: تفسير:: 80: فكان: كافرا وكان أبواه: تفسير:: 80: مؤمنين: وطبع كافرا::: 82: ما فعلته: يا موسى: تفسير / قراءة:: 87: من ظلم: نفسه ولم يؤمن بربه: تفسير::: نعذبه: بعذاب الدنيا: تفسير::: فيعذبه: في مرجعه: تفسير:: 89: ثم اتبع: ذي القرنين الشمس: قراءة:: 102: أفحسبَ: أفحسبُ: قراءة::
19 - مريم
6: يرثني: وارث: قراءة:: 5: خفت: خفّت: قراءة (47): عثمان بن عفان زيد بن ثابت ابن عباس سعيد بن العاصي ابن يعمر ابن جبير علي بن الحسين علي الحسن الجحدري قتادة أبو حرب بن أبي الأسود جعفر بن محمد أبو نهيك: اعن 2/ 302امع 2/ 60بحر 6/ 174تب 7/ 98طبر 16/ 37جامع 11/ 77كشاف 2/ 502مج 6/ 500مح 2/ 37 فخر 20/ 180بحر 6/ 174 كشاف 2/ 503مج 6/ 500مح 2/ 38فخر 21/ 180بحر 6/ 174.
84: نحشر المتقين: يحشر المتقون: قراءة (48): الحسن الجحدري قتادة: اتف 301بحر 6/ 217كشاف 2/ 524مج 6/ 529: ونسوق المجرمين: ويساق المجرمون: قراءة (49): الحسن الجحدري قتادة.: اتف 301بحر 6/ 217كشاف 2/ 524مج 6/ 529
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/224)
84: نحشر المتقين: يحشر المتقون: قراءة (48): الحسن الجحدري قتادة: اتف 301بحر 6/ 217كشاف 2/ 524مج 6/ 529: ونسوق المجرمين: ويساق المجرمون: قراءة (49): الحسن الجحدري قتادة.: اتف 301بحر 6/ 217كشاف 2/ 524مج 6/ 529
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
20 - طه
15: اخفيها: من نفسي: قراءة (50): أبي: بحر 6/ 233جامع 11/ 184 كشاف 2/ 532 97: لنحرّقنّه: لنحرّقنّه: قراءة (51): أبو جعفر ابن جماز الحسن قتادة أبو رجاء الكلبي ابن مسعود: اتف 307اعن 2/ 359بحر 6/ 276 طبر 16/ 153جامع 11/ 242 كشاف 2/ 552نشر 2/ 322 111: ظلما: لآل محمد::: 115: من قبل: كلمات في محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة من ذريته: تفسير:::
21 - الأنبياء
3: الذين ظلموا: آل محمد حقهم: تفسير::: 47: اتينا: آتينا: قراءة (52): ابن عباس مجاهد سعيد بن جبير ابن أبي إسحاق العلاء بن سيابة جعفر بن محمد ابن شريح الأصبهاني عكرمة: امع 2/ 73بحر 6/ 316تب 7/ 224جامع 11/ 294كشاف 2/ 575مج 7/ 50مح 2/ 63 فخر 22/ 177 92: وحرام: وحرام وحرم حرام: قراءة (53): حمزة الكسائي عاصم أبو عمرو الأعمش طلحة أبو حنيفة شعبة ابن عباس علي ابن مسعود يحيى بن وثاب إبراهيم النخعي عكرمة سعيد بن جبير: اتف 312اعن 2/ 382امع 2/ 74، 75بحر 6/ 338تب 7/ 245يسر 155طبر 17/ 68 جامع 11/ 340حجل 251 حجز 470سبعة 431غيث 294كشاف 2/ 583كشف 2/ 114مج 7/ 61معف 2/ 211 نشر 2/ 324
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/225)
3: الذين ظلموا: آل محمد حقهم: تفسير::: 47: اتينا: آتينا: قراءة (52): ابن عباس مجاهد سعيد بن جبير ابن أبي إسحاق العلاء بن سيابة جعفر بن محمد ابن شريح الأصبهاني عكرمة: امع 2/ 73بحر 6/ 316تب 7/ 224جامع 11/ 294كشاف 2/ 575مج 7/ 50مح 2/ 63 فخر 22/ 177 92: وحرام: وحرام وحرم حرام: قراءة (53): حمزة الكسائي عاصم أبو عمرو الأعمش طلحة أبو حنيفة شعبة ابن عباس علي ابن مسعود يحيى بن وثاب إبراهيم النخعي عكرمة سعيد بن جبير: اتف 312اعن 2/ 382امع 2/ 74، 75بحر 6/ 338تب 7/ 245يسر 155طبر 17/ 68 جامع 11/ 340حجل 251 حجز 470سبعة 431غيث 294كشاف 2/ 583كشف 2/ 114مج 7/ 61معف 2/ 211 نشر 2/ 324
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
22 - الحج
19: كفروا: بولاية علي: تأويل:: 27: رجالا: رجال: قراءة (54): ابن أبي إسحاق عكرمة الحسن أبو مجلد ابن عباس مجاهد أبو عبد الله جعفر بن محمد: امع 2/ 78بحر 6/ 364جامع 12/ 39كشاف 3/ 11مج 7/ 97مح 2/ 79فخر 23/ 28 28: ليشهدوا: ليحضروا: تفسير:: 28: منافع لهم: في الدنيا والآخرة: تفسير:: 36: صواف: صوافن: قراءة (55): عبد الله بن مسعود ابن عمر ابن عباس الباقر قتادة مجاهد عطاء الضحاك الكلبي الأعمش أبو جعفر الباقر إبراهيم: اعن 2/ 403امع 2/ 79بحر 6/ 369تب 7/ 283طبر 17/ 118جامع 12/ 61كشاف 3/ 14مج 7/ 85مح 2/ 81 معف 2/ 226 36: والفاتحين: والعاكفين: تفسير:: 40: صلوات: صلوات: قراءة (56): جعفر بن محمد: امع 2/ 79بحر 6/ 375جامع 12/ 71مج 7/ 85مح 2/ 83 جامع 12/ 79 52: ولا نبي: ولا محدّث: قراءة (57): ابن عباس: جامع 12/ 79
23 - المؤمنون
14: احسن الخالقين: رب العالمين: تفسير:: 65: ما أتوا: ما آتوا: قراءة (58): عائشة ابن عباس قتادة الأعمش الحسن النخعي: امع 2/ 82بحر 6/ 410جامع 12/ 132كشاف 3/ 35مح 2/ 95معف 2/ 238فخر 23/ 107
24 - النور
21: خطوات: خطؤات (ظ): قراءة (59): علي الأعرج سلام عمرو بن عبيد: مح 2/ 105 23: المحصنات الغافلات: المحصنين: الغافلين:::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/226)
21: خطوات: خطؤات (ظ): قراءة (59): علي الأعرج سلام عمرو بن عبيد: مح 2/ 105 23: المحصنات الغافلات: المحصنين: الغافلين:::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) النور
33: اكراههن: لهن: قراءة:: 45: أربع: ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك: قراءة / تفسير 60: ثيابهن: من ثيابهن: قراءة (60): أبي ابن عباس ابن مسعود أبو جعفر أبو عبد الله سعيد بن جبير: طبر 18/ 127جامع 12/ 309 مج 7/ 153فخر 24/ 34
25 - الفرقان
8: الظالمون: لآل محمد حقهم: تفسير:: 18: تتخذ: نتخذ: قراءة (61): ابن عامر أبو جعفر أبو الدرداء زيد بن ثابت أبو رجاء نصر بن علقمة زيد بن علي الباقر مكحول حفص بن عبيد، النخعي السلمي شيبة أبو بشر الزعفراني جعفر الصادق ابن عبيد مكحول مجاهد الحسن: اتّف 328اعن 2/ 460امع 2/ 88بحر 6/ 489تب 7/ 422 طبر 18/ 142جامع 13/ 10 كشاف 3/ 86مج 7/ 162مح 2/ 119معف 2/ 264فخر 24/ 62نشر 2/ 333: 20: يمشون: يمشّون: قراءة (62): علي بن أبي طالب ابن مسعود عبد الرحمن بن عوف عبد الله ابن عوف: بحر 6/ 490جامع 13/ 13 كشاف 3/ 87مج 7/ 162مح 2/ 120فخر 24/ 65 27: مع الرسول: عليا وليا: تفسير / تأويل:: 28: لم اتخذ: زفو: تفسير:: 36: فدمرناهم: فدمّراهم: قراءة (63): علي الحسن مسلمة ابن محارب: امع 2/ 89بحر 6/ 498مج 7/ 169
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/227)
8: الظالمون: لآل محمد حقهم: تفسير:: 18: تتخذ: نتخذ: قراءة (61): ابن عامر أبو جعفر أبو الدرداء زيد بن ثابت أبو رجاء نصر بن علقمة زيد بن علي الباقر مكحول حفص بن عبيد، النخعي السلمي شيبة أبو بشر الزعفراني جعفر الصادق ابن عبيد مكحول مجاهد الحسن: اتّف 328اعن 2/ 460امع 2/ 88بحر 6/ 489تب 7/ 422 طبر 18/ 142جامع 13/ 10 كشاف 3/ 86مج 7/ 162مح 2/ 119معف 2/ 264فخر 24/ 62نشر 2/ 333: 20: يمشون: يمشّون: قراءة (62): علي بن أبي طالب ابن مسعود عبد الرحمن بن عوف عبد الله ابن عوف: بحر 6/ 490جامع 13/ 13 كشاف 3/ 87مج 7/ 162مح 2/ 120فخر 24/ 65 27: مع الرسول: عليا وليا: تفسير / تأويل:: 28: لم اتخذ: زفو: تفسير:: 36: فدمرناهم: فدمّراهم: قراءة (63): علي الحسن مسلمة ابن محارب: امع 2/ 89بحر 6/ 498مج 7/ 169
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) الفرقان
50: الناس: لولاية علي: تفسير:: 74: واجعلنا للمتقين: واجعل لنا من المتقين: قراءة (64): أهل البيت: تب 7/ 452مج 7/ 180
26 - الشعراء
22: ظلموا: آل محمد حقهم: تفسير:: 100: فما لنا: في الناس شافعين: قراءة:: 214: الأقربين: ورهطك منهم المخلصين: تفسير / قراءة / تنزيل::
27 - النمل
13: مبصرة: مبصرة: قراءة (65): قتادة علي بن الحسين: امع 2/ 93بحر 7/ 58كشاف 3/ 139مج 7/ 212مح 2/ 136معش 2/ 428فخر 24/ 184 15: علما: فضلا: تفسير / قراءة::: قالا: فقالا: تفسير / قراءة::: فضلنا: بالإيمان بمحمد: تفسير:: 16: من كل شيء: كل شيء: قراءة::
29 - العنكبوت
3: وليعلمن: وليعلمن: قراءة (66): علي بن أبي طالب جعفر بن محمد محمد بن عبد الله بن الحسن الزهري: بحر 7/ 140كشاف 3/ 196 مج 8/ 271مح 2/ 159 مختصر البديع / 114
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/228)
3: وليعلمن: وليعلمن: قراءة (66): علي بن أبي طالب جعفر بن محمد محمد بن عبد الله بن الحسن الزهري: بحر 7/ 140كشاف 3/ 196 مج 8/ 271مح 2/ 159 مختصر البديع / 114
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
30 - الروم
27: أهون: هين: قراءة (67): ابن مسعود: بحر 7/ 169جامع 14/ 21 32: فرقوا: فارقوا: قراءة (68): حمزة الكسائي ابن عامر علي بن أبي طالب: اتف 348تب 8/ 224يسر 108جامع 14/ 32غيث 320 كشاف 3/ 222مج 8/ 304 نشر 2/ 266 48: خلاله: خلله: قراءة (69): الضحاك علي بن أبي طالب ابن عباس الحسن: اعن 2/ 594مج 8/ 308مح 2/ 164: لا يستخفنك: لا يستفزنك: قراءة (70): رويس يعقوب ابن أبي عبلة ابن أبي إسحاق الحسن ابن مسعود ابن هرمز: اتف 349بحر 7/ 182كشاف 3/ 228بشر 2/ 246مح 2/ 166
31 - لقمان
27: يمده: مداده: قراءة (71): جعفر بن محمد: بحر 7/ 191جامع 14/ 77مج 8/ 321مح 2/ 169
32 - السجدة
10: ضللنا: ضللنا: قراءة (72): يحيى بن يعمر ابن محيصن طلحة أبو رجاء ابن وثاب أبو العالية علي بن أبي طالب ابن عباس الحسن أبان بن سعيد بن العاصي أبو حيوة: اعن 2/ 611بحر 7/ 200طبر 21/ 61جامع 14/ 91كشاف 3/ 242مج 8/ 326معف 2/ 331 17: قرّة: قرّات: قراءة (73): الأعمش ابن مسعود أبو الدرداء أبو هريرة عوف العقيلي أبو جعفر: اتف 352بحر 7/ 202، 203 جامع 14/ 103مج 8/ 230مح 2/ 174معف 2/ 332كشاف 3/ 343
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/229)
10: ضللنا: ضللنا: قراءة (72): يحيى بن يعمر ابن محيصن طلحة أبو رجاء ابن وثاب أبو العالية علي بن أبي طالب ابن عباس الحسن أبان بن سعيد بن العاصي أبو حيوة: اعن 2/ 611بحر 7/ 200طبر 21/ 61جامع 14/ 91كشاف 3/ 242مج 8/ 326معف 2/ 331 17: قرّة: قرّات: قراءة (73): الأعمش ابن مسعود أبو الدرداء أبو هريرة عوف العقيلي أبو جعفر: اتف 352بحر 7/ 202، 203 جامع 14/ 103مج 8/ 230مح 2/ 174معف 2/ 332كشاف 3/ 343
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
33 - الأحزاب
6: من أنفسهم: وهو أب لهم فعقوة من ذريته: تفسير::: ورسوله: في ولاية علي والأئمة من بعده::: 25: القتال: بعلي: قراءة:: 69: آمنوا: لا تؤذوا رسول الله في علي والأئمة كما آذوا موسى::: 71: ورسوله: في ولاية علي والأئمة من بعده: تفسير::
34 - سبأ
14: الجن: الإنس والجن الإنس ان الجن الإنس: قراءة (74): عبد الله بن عباس ابن مسعود: اعن 2/ 662جامع 14/ 279 كشاف 3/ 283مج 8/ 380مح 2/ 186طبر 22/ 51كشاف 3/ 284 17: نجزي: يجازي: قراءة (75): نافع ابن كثير أبو عمرو عاصم ابن عامر شعبة أبو جعفر: اتف 359اعن 2/ 665بحر 7/ 271تب 8/ 351يسر 181 طبر 22/ 57جامع 14/ 288 حجل 294حجز 587سبعة 529غيث 327كشاف 3/ 285 كشف 3/ 585كشف 2/ 206 مج 8/ 384معف 2/ 359 نشر 2/ 350
36 - يس
12: نكتب: سنكتب: قراءة:: 30: يحسرة على العباد: يا حسرة العباد: قراءة:: 36: ومما لا يعلمون: ومما يأكلون: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/230)
12: نكتب: سنكتب: قراءة:: 30: يحسرة على العباد: يا حسرة العباد: قراءة:: 36: ومما لا يعلمون: ومما يأكلون: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) يس
38: لمستقر لها: لا مستقر لها: قراءة (76): عبد الله بن مسعود ابن عباس عكرمة عطاء بن رباح علي بن الحسين زين العابدين أبو جعفر الباقر جعفر الصادق ابن أبي عبدة: بحر 7/ 336جامع 15/ 28 كشاف 3/ 322مج 8/ 423مح 2/ 212 45: ما خلفكم: من ولاية الطواغيت: تفسير:: 48: الوعد: يا محمد: تفسير / قراءة:: 52: يا ويلنا: يا ويلنا: (77) قراءة: ابن أبي ليلى علي بن أبي طالب: بحر 7/ 341جامع 15/ 41 كشاف 3/ 326مج 8/ 428مح 2/ 6213
37 - الصافات
12: عجبت: عجبت: قراءة (78): حمزة الكسائي خلف أبو عبيد علي بن أبي طالب ابن مسعود شعبة الأعمش ابن سعدان ابن مقسم ابن عباس النخعي ابن وثاب طلحة شقيق: اتف 368اعن 2/ 714بحر 7/ 354 تب 8/ 444يسر 186جامع 15/ 69 حجل 301حجز 606سبعة 547 كشاف 3/ 337كشف 2/ 223مج 8/ 439معف 2/ 384فخر 26/ 126 نشر 2/ 356 75: نادينا نوح: نادينا نوحا: قراءة:: 103: اسلما: سلما: قراءة (79): الحسن المطوعي ابن مسعود علي ابن عباس مجاهد الضحاك جعفر بن محمد الأعمش الثوري: اتف 370/ 1اعن 2/ 763بحر 7/ 370جامع 15/ 104كشاف 2/ 348مج 8/ 451مح 2/ 222معف 2/ 390 130: إل ياسين: آل ياسين: قراءة (80): نافع ابن عامر يعقوب رويس الأعرج شيبة زيد بن علي عبد الله: اتف 370/ 1اعن 2/ 766، 767 امع 2/ 111بحر 7/ 373تب 8/ 479يسر 187طبر 23/ 61 جامع 15/ 118حجل 303 حجز 610سبعة 549غيث 335كشف 2/ 227، 228مج 8/ 456معف 2/ 392فخر 26/ 162نشر 2/ 360
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/231)
12: عجبت: عجبت: قراءة (78): حمزة الكسائي خلف أبو عبيد علي بن أبي طالب ابن مسعود شعبة الأعمش ابن سعدان ابن مقسم ابن عباس النخعي ابن وثاب طلحة شقيق: اتف 368اعن 2/ 714بحر 7/ 354 تب 8/ 444يسر 186جامع 15/ 69 حجل 301حجز 606سبعة 547 كشاف 3/ 337كشف 2/ 223مج 8/ 439معف 2/ 384فخر 26/ 126 نشر 2/ 356 75: نادينا نوح: نادينا نوحا: قراءة:: 103: اسلما: سلما: قراءة (79): الحسن المطوعي ابن مسعود علي ابن عباس مجاهد الضحاك جعفر بن محمد الأعمش الثوري: اتف 370/ 1اعن 2/ 763بحر 7/ 370جامع 15/ 104كشاف 2/ 348مج 8/ 451مح 2/ 222معف 2/ 390 130: إل ياسين: آل ياسين: قراءة (80): نافع ابن عامر يعقوب رويس الأعرج شيبة زيد بن علي عبد الله: اتف 370/ 1اعن 2/ 766، 767 امع 2/ 111بحر 7/ 373تب 8/ 479يسر 187طبر 23/ 61 جامع 15/ 118حجل 303 حجز 610سبعة 549غيث 335كشف 2/ 227، 228مج 8/ 456معف 2/ 392فخر 26/ 162نشر 2/ 360
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) الصافات
147: أو يزيدون: ويزيدون: قراءة (81): جعفر بن محمد الصادق: بحر 7/ 376جامع 15/ 132 كشاف 1/ 354مج 8/ 457مح 2/ 226
38 - ص
39: عطاؤنا: فامسك أو اعط فامسك أو اعطه: قراءة (82): ابن مسعود: كشاف 3/ 376 67: عظيم: في صدور الذين اوتوا العلم: تفسير::
39 - الزمر
29: سلما: سالما توليه: قراءة (83): ابن كثير أبو عمرو عاصم ابن محيصن اليزيدي الحسن ابن عباس مجاهد الجحدري أبو عبيد ابن مسعود عكرمة قتادة الزهري أبان يعقوب: اتف 375اعن 2/ 817تب 9/ 23يسر 189جامع 15/ 253 حجل 309حجز 621سبعة 562غيث 339كشاف 3/ 397 كشف 2/ 238مج 8/ 496 معف 2/ 419فخر 26/ 277 نشر 2/ 362بحر 7/ 424 53: يغفر: لكم: قراءة (84): شهر بن حوشب اسماء فاطمة عبد الله بن مسعود ابن عباس: اعن 2/ 824كشاف 3/ 403ذبر 24/ 11كشاف 3/ 403معف 2/ 421فخر 27/ 5
40 - المؤمن غافر
12: وحده: وأهل الولاية: تفسير::
41 - فصلت
4: أكثرهم: عن ولاية علي: تفسير:: 21: كفروا: بتركهم ولاية علي بن أبي طالب: تفسير:: 23: إلى الله: وهو حبي: تفسير / قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/232)
4: أكثرهم: عن ولاية علي: تفسير:: 21: كفروا: بتركهم ولاية علي بن أبي طالب: تفسير:: 23: إلى الله: وهو حبي: تفسير / قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
42 - الشورى
5: لمن في الأرض: من المؤمنين: قراءة / تفسير:: 8: والظالمون: لآل محمد حقهم: تفسير:: 13: ما تدعوهم إليه: من تولية علي بن أبي طالب: تفسير:::: يا محمد من ولاية علي: تفسير:: 22: ترى الظالمين: لآل محمد حقهم: تفسير:: 44: نري الظالمين: لآل محمد حقهم: تفسير:: 44: ينظرون: إلى علي بطرف خفي: تفسير::
43 - الزخرف
39: إذا جاءنا: جاءونا: تفسير / قراءة:::: يقول أحدهما لصاحبه حين يراه:::: إذا ظلمتم: آل محمد حقهم: تفسير:: 41: منتقمون: بعلي ابن أبي طالب: تفسير:::: بعلي: تفسير:: 57: يصدون: يضجون: قراءة / تفسير:: 59: خصمون: ان علي إلا عبد: تفسير:: 60: منكم: من بني هاشم: تفسير:: 71: وفيها: ومنها: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/233)
39: إذا جاءنا: جاءونا: تفسير / قراءة:::: يقول أحدهما لصاحبه حين يراه:::: إذا ظلمتم: آل محمد حقهم: تفسير:: 41: منتقمون: بعلي ابن أبي طالب: تفسير:::: بعلي: تفسير:: 57: يصدون: يضجون: قراءة / تفسير:: 59: خصمون: ان علي إلا عبد: تفسير:: 60: منكم: من بني هاشم: تفسير:: 71: وفيها: ومنها: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) الزخرف
77: يا مالك: يا مال: قراءة (85): عبد الله علي ابن وثاب الأعمش أبو الدرداء: اعن 3/ 102امع 2/ 122بحر 8/ 28جامع 16/ 116، 117 كشاف 3/ 496مج 9/ 56مح 2/ 257فخر 27/ 227
44 - الدخان
25: وعيون: ونعيم: قراءة:: 49: العزيز الحكيم: الضعيف اللئيم: تفسير / قراءة::
45 - الجاثية
29: كتابنا: كتابنا: قراءة::: ينطق: ينطق: قراءة::
45 - الأحقاف
4: اثره: وثره: قراءة (86): علي ابن عباس زيد بن علي عكرمة قتادة الحسن السلمي الأعمش عمرو بن ميمون أبو رجاء: امع 2/ 125بحر 8/ 55طبر 26/ 3جامع 16/ 182كشاف 3/ 515مج 9/ 82مح 2/ 264 فخر 28/ 4 9: يوحي إلي: في علي: تفسير:: 15: إحسانا: حسنا: قراءة (87): نافع أبو عمرو ابن كثير ابن عامر أبو جعفر يعقوب: اتف 391اعن 3/ 150امع 2/ 126بحر 8/ 60تب 9/ 271 يسر 199طبر 26/ 11جامع 16/ 192حجل 326حجز 663سبعة 596غيث 351 كشاف 3/ 520كشف 2/ 271 مج 9/ 84معف 3/ 52فخر 28/ 14نشر 2/ 373
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/234)
4: اثره: وثره: قراءة (86): علي ابن عباس زيد بن علي عكرمة قتادة الحسن السلمي الأعمش عمرو بن ميمون أبو رجاء: امع 2/ 125بحر 8/ 55طبر 26/ 3جامع 16/ 182كشاف 3/ 515مج 9/ 82مح 2/ 264 فخر 28/ 4 9: يوحي إلي: في علي: تفسير:: 15: إحسانا: حسنا: قراءة (87): نافع أبو عمرو ابن كثير ابن عامر أبو جعفر يعقوب: اتف 391اعن 3/ 150امع 2/ 126بحر 8/ 60تب 9/ 271 يسر 199طبر 26/ 11جامع 16/ 192حجل 326حجز 663سبعة 596غيث 351 كشاف 3/ 520كشف 2/ 271 مج 9/ 84معف 3/ 52فخر 28/ 14نشر 2/ 373
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
47 - محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم
2: علي محمد: في علي: تفسير:: 9: ما أنزل الله: في علي: تفسير / تنزيل:::: في حق علي: تفسير:: 15: مثل: أمثال: قراءة (88): علي بن أبي طالب ابن عباس: كشاف 3/ 533مج 9/ 99مح 2/ 270معف 3/ 60 16: قلوبهم: وسمعهم وأبصارهم: تفسير / قراءة:: 22: لوليتم: وتسلطتم وملكتم: تفسير:: 25: القرآن: فقبضوا ما عليهم من الحق: تفسير:: 26: نزل: انزل الله في علي: تنزيل:: 31: لنبلونكم: ليبلونكم: قراءة (89): عاصم شعبة أبو جعفر الباقر: اتف 394بحر 8/ 85تب 9/ 304يسر 201طبر 26/ 39 جامع 16/ 254حجل 329 حجز 670سبعة 601غيث 355كشاف 3/ 538كشف 2/ 278مج 9/ 106نشر 2/ 375
49 - الحجرات
4: المحداث: بنو تميم: تفسير::: وأكثرهم: بنو تميم: تفسير:: 6: فتبينوا: فتثبتوا: قراءة (90): حمزة الكسائي خلف عبد الله بن مسعود: اتف 397اعن 3/ 203بحر 8/ 109تب 9/ 342يسر 97 طبر 26/ 78جامع 16/ 312 غيث 356كشاف 3/ 560 كشف 1/ 394مج 9/ 131 معف 3/ 71نشر 2/ 251
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/235)
4: المحداث: بنو تميم: تفسير::: وأكثرهم: بنو تميم: تفسير:: 6: فتبينوا: فتثبتوا: قراءة (90): حمزة الكسائي خلف عبد الله بن مسعود: اتف 397اعن 3/ 203بحر 8/ 109تب 9/ 342يسر 97 طبر 26/ 78جامع 16/ 312 غيث 356كشاف 3/ 560 كشف 1/ 394مج 9/ 131 معف 3/ 71نشر 2/ 251
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
50 - ق
19: الموت بالحق: الحق بالموت: قراءة (91): أبو بكر الصديق عبد الله بن مسعود سعيد بن جبير شعبة طلحة: اعن 3/ 217طبر 26/ 100 جامع 17/ 12كشاف 4/ 7مج 9/ 143مح 2/ 283معف 3/ 78 24: القيا: يا محمد يا علي: تفسير::
51 - الذاريات
5: الصادق: في علي: تفسير::
52 - الطور
47: ظلموا: آل محمد حقهم: تفسير::
53 - النجم
8: دنا فتدلى: دنا فتدانى: قراءة:: 9: قوسين: في القرب: تفسير / قراءة:: 58: كاشفة: والذين كفروا سيئاتهم الغاشية: تفسير / قراءة::
55 - الرحمن
8: الميزان: واقيموا اللسان: قراءة:: 39: عن ذنبه: منكم: قراءة:: 43: التي يكذب: التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان ولا تحييان تصليانها أصلياها: قراءة (92): أبو عبد الله: كشاف 4/ 48معف 3/ 117مج 9/ 203
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/236)
8: الميزان: واقيموا اللسان: قراءة:: 39: عن ذنبه: منكم: قراءة:: 43: التي يكذب: التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان ولا تحييان تصليانها أصلياها: قراءة (92): أبو عبد الله: كشاف 4/ 48معف 3/ 117مج 9/ 203
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) الرحمن
76: رفرف: رفارف: قراءة (93): ابن محيصن عاصم الجحدري عثمان بن عفان نصر بن عاصم مالك بن دينار زهير العرقي ابن مصرف ابن مقسم شبل أبو حيوة الزعفراني الحسن نصر بن علي أبو الجلد أبو ضغمة: اتف 407بحر 8/ 199طبر 27/ 95جامع 17/ 191كشاف 4/ 50مج 9/ 209مح 2/ 305 معف 3/ 120 76: عبقري: عباقري: قراءة (94): ابن محيصن عاصم الجحدري عثمان بن عفان نصر بن عاصم مالك بن دينار زهير العرقبي ابن مقسم نصر بن علي أبو الجلد أبو طعمة: اتف 407اعن 3/ 316، 317 بحر 8/ 199طبر 27/ 95 كشاف 4/ 50مج 9/ 209مح 2/ 305معف 3/ 120فخر 9/ 137
56 - الواقعة
29: طلح: طلع: قراءة (95): علي جعفر بن محمد عبد الله: بحر 8/ 206تب 9/ 493جامع 17/ 208كشاف 4/ 54 82: رزقكم: شكركم: قراءة (96): علي ابن عباس: اعن 3/ 342بحر 8/ 215جامع 17/ 228مج 9/ 224مح 2/ 310 89: فروح: فروح: قراءة (97): أبو عمرو ابن عباس رويس روح الحسن البصري عائشة قتادة نوح القارئ الضحاك الأشهب شعيب بن الحبحاب سليمان التيمي الربيع بن خيثم محمد بن علي أبو عمران الجوني الكبي فياض عبيد عبد الوارث يعقوب بن صبان زيد نصر بن عاصم الجحدري شعيب بن الحارث ابن مهران: اتف 409اعن 3/ 345امع 2/ 137بحر 8/ 315تب 9/ 509 طبر 27/ 121جامع 17/ 232 مج 9/ 227مح 2/ 310 معف 3/ 131فخر 29/ 201 نشر 2/ 383
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/237)
29: طلح: طلع: قراءة (95): علي جعفر بن محمد عبد الله: بحر 8/ 206تب 9/ 493جامع 17/ 208كشاف 4/ 54 82: رزقكم: شكركم: قراءة (96): علي ابن عباس: اعن 3/ 342بحر 8/ 215جامع 17/ 228مج 9/ 224مح 2/ 310 89: فروح: فروح: قراءة (97): أبو عمرو ابن عباس رويس روح الحسن البصري عائشة قتادة نوح القارئ الضحاك الأشهب شعيب بن الحبحاب سليمان التيمي الربيع بن خيثم محمد بن علي أبو عمران الجوني الكبي فياض عبيد عبد الوارث يعقوب بن صبان زيد نصر بن عاصم الجحدري شعيب بن الحارث ابن مهران: اتف 409اعن 3/ 345امع 2/ 137بحر 8/ 315تب 9/ 509 طبر 27/ 121جامع 17/ 232 مج 9/ 227مح 2/ 310 معف 3/ 131فخر 29/ 201 نشر 2/ 383
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
57 - الحديد
22: في الأرض: ولا في السماء: تفسير / قراءة::
59 - الحشر
7: واتقوا الله: في ظلم آل محمد: تفسير::
61 - الصف
9: رسوله: عبده: قراءة (98): كشاف 4/ 99:
62 - الجمعة
9: فاسعوا: فامضوا: قراءة (99): عمر بن الخطاب ابن مسعود ابن شهاب ابن عباس علي أبي بن كعب ابن عمر ابن الزبير أبو العالية السلمي مسروق طاوس طلحة سالم بن عبد الله: بحر 8/ 268تب 10/ 8طبر 28، 65، 66جامع 18/ 102 كشاف 4/ 105مح 2/ 322 معف 3/ 156 10: من فضل الله: فضل الله: قراءة:: 11: انفضوا: انصرفوا: قراءة:: 11: التجارة: للذين اتقوا: قراءة (100): أبو رجاء العطاردي: جامع 18/ 120
63 - المنافقين
1: المنافقين: لولاية وصيتك: تفسير:: 1: المنافقين: لولاية علي: تفسير:: 2: فصدّوا: عن ولاية علي: تفسير:: 3: كفروا: بولاية وصيك: تفسير:: 6: استغفرت لهم: سبعين مرة: تفسير / قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/238)
1: المنافقين: لولاية وصيتك: تفسير:: 1: المنافقين: لولاية علي: تفسير:: 2: فصدّوا: عن ولاية علي: تفسير:: 3: كفروا: بولاية وصيك: تفسير:: 6: استغفرت لهم: سبعين مرة: تفسير / قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
64 - التغابن
13: من أزواجكم: أزواجكم: قراءة::
65 - الطلاق
1: لعدّتهنّ: في عدّتهنّ: قراءة (101): عثمان ابن عباس أبي جابر بن عبد الله مجاهد علي بن الحسين جعفر بن محمد: كشاف 4/ 118مج 10/ 302 مح 2/ 323
66 - التحريم
3: عرف: عرف: قراءة (102): الكسائي أبو عمرو طلحة السلمي الحسن قتادة هارون علي الكلبي الأعمش أبو بكر بن عياش: اتف 419اعن 3/ 462بحر 8/ 290تب 10/ 44يسر 212 طبر 28/ 103جامع 18/ 187 حجل 348حجز 713سبعة 640غيث 370كشف 2/ 325 مج 10/ 312معف 3/ 166 نشر 2/ 388 4: صغت: زاغت: قراءة (103): ابن مسعود: بحر 8/ 290 4: تتوبا إلى الله: بما هممتما: تفسير:: 4: تظاهرا: تظاهروا: قراءة / تفسير::: المؤمنين: عليا: تفسير:: 9: والمنافقين: بالمنافقين: قراءة:: 12: فنفخنا: في جيبها من روحنا: قراءة: تفسير::
67 - الملك
28: اهلكني: اهلككم الله جميعا ورحمنا فمن يجزكم: قراءة / تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/239)
28: اهلكني: اهلككم الله جميعا ورحمنا فمن يجزكم: قراءة / تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) الملك
:: اهلككم ومن معكم ونجاني ومن معي: قراءة / تفسير:: 29: رسالة ربي: في ولاية علي والأئمة بعده: تفسير::
68 - القلم
6: المفتون: تفتنون: قراءة::
70 - المعارج
2: للكافرين: بولاية علي: تفسير::
71 - نوح
38: ولوالدي: آدم وحواء: تفسير::
72 - الجن
17: لنفتنهم: لا يفتنهم: تفسير / قراءة:: 18: فلا تدعوا: إلى غيرهم: تفسير:: 22: ورسالاته: في علي: تفسير:: 23: ورسوله: في ولاية علي: تفسير::
73 - المزمل
10: يقولون: فيك: تفسير:: 11: وذرني: يا محمد: تفسير::: والمكذبين: وصيتك: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/240)
10: يقولون: فيك: تفسير:: 11: وذرني: يا محمد: تفسير::: والمكذبين: وصيتك: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
74 - المدثر
6: تستكثر: تستكثره: قراءة::
75 - القيامة
5: إمامه: بكيده: تفسير / قراءة::
76 - الإنسان
22: جراء: ما صنعتم: تفسير:: 23: القرآن: بولاية علي: تفسير::
77 - المرسلات
35: جمالات: حمالات: قراءة::
78 - النبأ
35: كذّابا: كذابا: قراءة (104): الكسائي علي بن أبي طالب: اتف 431اعن 3/ 609بحر 8/ 415تب 10/ 246يسر 219 طبر 30/ 11، 14جامع 19/ 184 حجل 361حجز 746سبعة 669غيث 380مج 10/ 425 معف 3/ 229فخر 31/ 21 نشر 2/ 397
80 - العبس
6: تصدى: تصدى: قراءة (105): أبو جعفر أبو جعفر الباقر: بحر 8/ 427كشف 4/ 218مج 10/ 436مح 2/ 352فخر 31/ 56 10: تلهى: تلهى: قراءة (106): أبو جعفر الباقر: بحر 8/ 428مج 10/ 436مح 2/ 352فخر 31/ 57
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/241)
6: تصدى: تصدى: قراءة (105): أبو جعفر أبو جعفر الباقر: بحر 8/ 427كشف 4/ 218مج 10/ 436مح 2/ 352فخر 31/ 56 10: تلهى: تلهى: قراءة (106): أبو جعفر الباقر: بحر 8/ 428مج 10/ 436مح 2/ 352فخر 31/ 57
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
81 - التكوير
8: الموءودة: المودة: قراءة (107): أبو جعفر الباقر أبو عبد الله ابن عباس: مج 10/ 422 24: بضنين: بظنين: قراءة (108): ابن كثير أبو عمرو الكسائي رويس ابن محيصن اليزيدي ابن عباس ابن الزبير عائشة ابن مسعود زيد بن ثابت عروة ابن عمر عمر بن عبد العزيز ابن جبير هشام بن جندب مجاهد ابن مهران روح: اتف 434اعن 3/ 1640مع 2/ 152بحر 8/ 435تب 10/ 284يسر 220طبر 30/ 52 جامع 19/ 242حجل 364 حجز 752سبعة 673غيث 381كشاف 4/ 223كشف 2/ 364مج 10/ 445معش 2/ 530معف 3/ 242فخر 31/ 74نشر 2/ 398، 399
82 - الانفطار
19: يومئذ: واليوم كله: قراءة::
85 - البروج
4: قتل: بما قتل: قراءة / تفسير:: 8: ان يؤمنوا: انهم آمنوا إلا أن آمنوا: قراءة::
86 - الطارق
11: الصدع: [بالخفض]:::
87 - الأعلى
3: قدّر: قدر (بالتخفيف): قراءة (109): الكسائي علي بن أبي طالب السلمي: اتف 437بحر 8/ 458تب 10/ 328يسر 221جامع 20/ 15حجل 368حجز 758 سبعة 680غيث 382كشاف 4/ 243كشف 2/ 370مج 10/ 473معف 3/ 256فخر 31/ 139نشر 2/ 399
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/242)
3: قدّر: قدر (بالتخفيف): قراءة (109): الكسائي علي بن أبي طالب السلمي: اتف 437بحر 8/ 458تب 10/ 328يسر 221جامع 20/ 15حجل 368حجز 758 سبعة 680غيث 382كشاف 4/ 243كشف 2/ 370مج 10/ 473معف 3/ 256فخر 31/ 139نشر 2/ 399
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
88 - الغاشية
16: مبثوثة: متكئين عليها ناعمين: تفسير / قراءة:: 17: خلقت: خلقت (بفتح أوائل هذه الحروف وضم التاء): قراءة (110): علي بن أبي طالب أبو حيوة ابن أبي عبلة محمد بن السميفع أبو العالية: بحر 8/ 464جامع 20/ 36مج 10/ 477مح 2/ 356 18: رفعت: رفعت: (111): علي بن أبي طالب أبو حيوة ابن أبي عبلة محمد بن السميفع أبو العالية: بحر 8/ 464جامع 20/ 36مج 10/ 477مح 2/ 356 19: نصبت: نصبت: (112): علي بن أبي طالب ابن أبي عبلة محمد بن السميفع أبو العالية: بحر 8/ 464جامع 3620مج 10/ 477مح 2/ 356 20: سطحت: سطحت: (113): علي بن أبي طالب أبو حيوة ابن أبي عبلة محمد بن السميفع أبو العالية: بحر 8/ 464جامع 3620مج 10/ 477مح 2/ 356
89 - الفجر
1: والفجر: الفجر: قراءة:: 26: لا يوثق: لا يوثق (بالفتح): قراءة (114): الكسائي أبو عمرو الحسن يعقوب ابن سيرين أبو حيوة ابن أبي إسحاق سوار القاضي ابن أبي عبلة أبو بحرية سلام سهل بن خارجة أبو عبيد أبو حاتم أبو قلابة: اتف 439اعن 3/ 700امع 2/ 154بحر 8/ 472تب 10/ 345يسر 222طبر 30/ 121 جامع 20/ 56حجل 371حجز 363سبعة 685غبث 383 كشاف 4/ 253كشف 2/ 373 مج 10/ 482معف 3/ 262 فخر 31/ 175نشر 2/ 400 27: راضية: بالولاية: تفسير:: 27: مرضية: بالثواب: تفسير:: 29: عبادي: يعني محمد وأهل بيته: تفسير:: 29: حنثي: غير مشوبة: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/243)
1: والفجر: الفجر: قراءة:: 26: لا يوثق: لا يوثق (بالفتح): قراءة (114): الكسائي أبو عمرو الحسن يعقوب ابن سيرين أبو حيوة ابن أبي إسحاق سوار القاضي ابن أبي عبلة أبو بحرية سلام سهل بن خارجة أبو عبيد أبو حاتم أبو قلابة: اتف 439اعن 3/ 700امع 2/ 154بحر 8/ 472تب 10/ 345يسر 222طبر 30/ 121 جامع 20/ 56حجل 371حجز 363سبعة 685غبث 383 كشاف 4/ 253كشف 2/ 373 مج 10/ 482معف 3/ 262 فخر 31/ 175نشر 2/ 400 27: راضية: بالولاية: تفسير:: 27: مرضية: بالثواب: تفسير:: 29: عبادي: يعني محمد وأهل بيته: تفسير:: 29: حنثي: غير مشوبة: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
91 - الشمس
15: عقباها: عقبها: قراءة::
92 - الليل
3: وما خلق: وخلق: قراءة (115): ابن مسعود أبو الدرداء علي بن أبي طالب ابن عباس: اعن 3/ 717طبر 30/ 129 جامع 20/ 81كشاف 4/ 260، 261مج 10/ 500مح 2/ 364 معف 3/ 270فخر 31/ 198 بحر 8/ 483تب 10/ 363:: الله خلق: قراءة:::: خالق::: 12: علينا: عليا: تفسير:: 13: لنا الآخرة: ولعلي الآخرة عليا الهدى: تفسير:: 13: لنا: له: قراءة / تفسير::
93 - الضحى
3: ودّعك: ودعك (بالتخفيف): قراءة (116): عروة بن الزبير هشام بن عروة أبو حيوة أبو بحرية ابن أبي عبلة ابن عباس: امع 2/ 155بحر 8/ 485تب 10/ 367جامع 20/ 94مج 10/ 503مح 2/ 364فخر 31/ 209 8: فاغنى: بك: قراءة:: 9: فلا تقهر: فلا تكهر: قراءة (117): ابن مسعود إبراهيم التيمي النخعي الشعبي: بحر 8/ 486كشاف 4/ 265 مج 10/ 503معف 3/ 274 فخر 31/ 219
94 - الانشراح
4: ذكرك: بعلي صهرك: تفسير:: 6: يسرا: يسرين: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/244)
4: ذكرك: بعلي صهرك: تفسير:: 6: يسرا: يسرين: قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
(يتبع) الانشراح
7: فرغت: من نبوتك من حجتك: تفسير:: 7: فانصب: عليا للولاية عليا وصيا::::: علما للناس: تأويل:: 8: فارغب: في ذلك: قراءة / تفسير::
95 - التين
2: سينين: سيناء: قراءة (118): عمر بن الخطاب زيد بن علي عبد الله بن مسعود: بحر 8/ 490جامع 20/ 113 7: فما يكذبك: فمن يكذبك: قراءة::
97 - القدر
3: شهر: ليس فيها ليلة القدر: تفسير:::: يملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر: تفسير:: 4: ربهم: على أوصياء محمد: تفسير:::: على محمد وآل محمد: تفسير:: 4: من كل أمر: بكل أمر: قراءة::
98 - الزلزلة
7: فمن: من: قراءة:: 7: خيرا: خيرا خيرا (بضم الخاء): قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/245)
7: فمن: من: قراءة:: 7: خيرا: خيرا خيرا (بضم الخاء): قراءة::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
100 - العاديات
5: فوسطن: فوسّطن (بالتشديد): قراءة (119): أبو حيوة ابن أبي عبلة علي زيد بن علي قتادة ابن أبي ليلى ابن مسعود أبو رجاء: بحر 8/ 504جامع 20/ 160 كشاف 4/ 278مج 10/ 528 مح 2/ 370معف 3/ 285فخر 32/ 66
102 - التكاثر
6: لترون: لترون: قراءة (120): ابن عامر الكسائي علي بن أبي طالب مجاهد الأشهب ابن أبي عبلة السلمي: اتف 443اعن 2/ 762امع 2/ 158بحر 8/ 508تب 10/ 402يسر 225طبر 30/ 181 جامع 20/ 174حجل 375 حجز 771سبعة 695
103 - العصر
1: والعصر: ونوائب الدهر: قراءة (121): علي: جامع 20/ 180 2: لفي خسر: وانه فيه إلى آخر الدهر: قراءة (122): علي: طبر 30/ 178جامع 20/ 180 3: الصالحات: واستمروا بالتقوى وائتمروا: قراءة تفسير::
105 - الفيل
2: ألم يجعل: اني جعلت: قراءة::
108 - الكوثر
1: اعطيناك: يا محمد: تفسير:: 3: شانئك: عمرو بن العاص: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر(1/246)
1: اعطيناك: يا محمد: تفسير:: 3: شانئك: عمرو بن العاص: تفسير::
الآية: النص القرآني: الرواية: الوجه: القارئ: المصدر
109 - الحجر
1: قل يا أيها الكافرون: قل للذين كفروا: قراءة:: 2: تعبدون: اعبد الله ولا اشرك به شيئا::: 6: ولي دين: ديني الإسلام (ثلاثا): دعاء::
111 - تبت المسد
1: وتب: وقد تب: قراءة (123): ابن مسعود أبي الأعمش: طبر 30/ 217جامع 20/ 234، 236كشاف 4/ 296معف 3/ 298
112 - الإخلاص
4: أحد: كذلك الله ربنا: دعاء:::: كذلك الله ربي: دعاء:::: كذلك الله ربي: دعاء:: ومن مجموع القراءات المذكورة رويت: 123قراءة منها بطرق مختلفة عن طريق أهل البيت وعن طريق غيرهم في مصادر الشيعة والسنة وقد شرحت الوجوه والعلل والإسناد في «السراط الوضي» في قراءة أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فراجع.
غريب حقا أمر دعاة التحريف الذين يتمسكون بظواهر روايات آحاد مع أن لها توجيهات من التفسير والتأويل والتنزيل والقراءة وتغيير المعنى دون اللفظ ويستدلون بهذه الروايات من الآحاد على فقدان قسم من القرآن الكريم الذي هو اعز تراث على قلب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السلام والمسلمين عامة (مع) أنهم في حياتهم اليومية لا يعتمدون على خبر الآحاد في فقدان عزيز عليهم من المال أو الأنفس ولا يطمئنون بالخبر إلا إذا استفدوا كل الوجوه المحتملة. والأغرب اتهام الشيعة بالتحريف لوجود هذه الروايات الآحاد في كتبهم مع أنهم لا يقرون بها ولا يستندون إليها، مضافا إلى وجود مثلها من
الروايات والقراءات في كتب السنة وكتب القراءة فإذا لم يحمل تصرف هؤلاء وأولئك على سوء الفهم فهل يبقى وجه آخر سوى سوء الظن بالأسلوب والهدف؟ وصدق الإمام الباقر عليه السّلام: «إنما القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة» [الكافي 2/ 630].(1/247)
غريب حقا أمر دعاة التحريف الذين يتمسكون بظواهر روايات آحاد مع أن لها توجيهات من التفسير والتأويل والتنزيل والقراءة وتغيير المعنى دون اللفظ ويستدلون بهذه الروايات من الآحاد على فقدان قسم من القرآن الكريم الذي هو اعز تراث على قلب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السلام والمسلمين عامة (مع) أنهم في حياتهم اليومية لا يعتمدون على خبر الآحاد في فقدان عزيز عليهم من المال أو الأنفس ولا يطمئنون بالخبر إلا إذا استفدوا كل الوجوه المحتملة. والأغرب اتهام الشيعة بالتحريف لوجود هذه الروايات الآحاد في كتبهم مع أنهم لا يقرون بها ولا يستندون إليها، مضافا إلى وجود مثلها من
الروايات والقراءات في كتب السنة وكتب القراءة فإذا لم يحمل تصرف هؤلاء وأولئك على سوء الفهم فهل يبقى وجه آخر سوى سوء الظن بالأسلوب والهدف؟ وصدق الإمام الباقر عليه السّلام: «إنما القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة» [الكافي 2/ 630].(1/248)
غريب حقا أمر دعاة التحريف الذين يتمسكون بظواهر روايات آحاد مع أن لها توجيهات من التفسير والتأويل والتنزيل والقراءة وتغيير المعنى دون اللفظ ويستدلون بهذه الروايات من الآحاد على فقدان قسم من القرآن الكريم الذي هو اعز تراث على قلب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السلام والمسلمين عامة (مع) أنهم في حياتهم اليومية لا يعتمدون على خبر الآحاد في فقدان عزيز عليهم من المال أو الأنفس ولا يطمئنون بالخبر إلا إذا استفدوا كل الوجوه المحتملة. والأغرب اتهام الشيعة بالتحريف لوجود هذه الروايات الآحاد في كتبهم مع أنهم لا يقرون بها ولا يستندون إليها، مضافا إلى وجود مثلها من
الروايات والقراءات في كتب السنة وكتب القراءة فإذا لم يحمل تصرف هؤلاء وأولئك على سوء الفهم فهل يبقى وجه آخر سوى سوء الظن بالأسلوب والهدف؟ وصدق الإمام الباقر عليه السّلام: «إنما القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة» [الكافي 2/ 630].
القسم الثاني في أحوال القرآن نطقا(1/249)
القراءة الحرة
القراءة الحي يجد الباحث المنصف أن قراءة القرآن الكريم قبل جمع عثمان رضي الله عنه كانت حرة لم تتقيد بقراءة رسمية مما دعاه إلى اختيار قراءة رسمية، واستمرت هذه القراءات الحرة حتى القرن الرابع الهجري حيث قام ابن مجاهد (ت 324هـ) بحصرها في القراءات السبع.
ونعني بالقراءة الحرة القراءة من دون تعلم وتعليم.
كما ينبغي التنبيه على أن لفظة (القارئ) في عصر الرسالة لم تكن تعني قارئ القرآن بالتلاوة بل العالم بالمفاهيم القرآنية والقائم بالقراءة لنفسه وعلى الناس بالتعليم أو الإقراء بتحفيظهم وبذلك لم يعرّف من الألفاظ (القارئ) أو (المقرئ) أو (الحافظ)، كما هو المفهوم اليوم. وقد نبه على ذلك القسطلاني (ت 923هـ) في «شرح البخاري» بقوله: «باب ذكر القراء الذين اشتهروا بحفظ القرآن والتصدي لتعليمه من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على عهده [إرشاد الساري 7/ 456].
فلفظة (القارئ) في عصر الرسالة كانت ترادف العالم الديني المهتم برسالة الإسلام وبحكم قرب الصحابة من الرسول لم تكن لهم حاجة إلى أكثر من النص القرآني وما شاهدوه من سيرته وما رووه من أخباره.
روى مسلم عن أنس بن مالك قال: «جاء ناس إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالوا: ابعث معنا رجالا يعلّمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام يقرءون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصّفّة وللفقراء فبعثهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا: «اللهم بلّغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا». قال وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه فقال حرام: «فزت ورب الكعبة» فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأصحابه: «ان إخوانكم قد قتلوا وانهم قالوا: اللهم بلّغ عنا نبينا أنّا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنّا» [صحيح مسلم 6/ 245].
ونعني بالقراءة قراءة النص القرآني شفويا وهذه لم تتحدد معالمها في عصر الرسالة وكثرت الروايات المتضاربة في شأنها حتى حصل الخلاف بين الصحابة وتنازع فيها كبار الصحابة مثل الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه وأبيّ بن كعب في رواية أخرى.
روى الطبري (ت 310هـ) بإسناده قال: قرأ رجل عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فغيّر عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يغيّر عليّ. قال: فاختصما عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول الله، ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: «بلى!» قال: فوقع في صدر عمر شيء، فعرف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره وقال: «أبعد شيطانا» قالها ثلاثا ثم قال: «يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة» [الطبري 1/ 37].(1/250)
ونعني بالقراءة قراءة النص القرآني شفويا وهذه لم تتحدد معالمها في عصر الرسالة وكثرت الروايات المتضاربة في شأنها حتى حصل الخلاف بين الصحابة وتنازع فيها كبار الصحابة مثل الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه وأبيّ بن كعب في رواية أخرى.
روى الطبري (ت 310هـ) بإسناده قال: قرأ رجل عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فغيّر عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يغيّر عليّ. قال: فاختصما عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول الله، ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: «بلى!» قال: فوقع في صدر عمر شيء، فعرف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك في وجهه، قال: فضرب صدره وقال: «أبعد شيطانا» قالها ثلاثا ثم قال: «يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة» [الطبري 1/ 37].
وهذه الرواية وأمثالها لا ترفع الشك إلا بضربة نبوية صلّى الله عليه وآله وسلّم. وللطبري أيضا رواية أخرى قد تلقي بعض الضوء على ذلك.
عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله بن مسعود: تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آية. قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فوجدنا عليّا يناجيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة. قال: فاحمر وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم».
قال: ثم أسرّ إلى عليّ شيئا، فقال لنا علي: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يأمركم أن تقرءوا كما علّمتم. [الطبري 1/ 36].
فإن قوله عليه السّلام: «أن تقرءوا كما علّمتم» يشير إلى أن هناك طريقة خاصة في نقل القرآن وهي التعليم. كان النبي وأصحابه يعلمون الآخرين قراءة النص القرآني وفي مقابل تلك طريقة أخرى هي القراءة من دون تعليم وهذا ما نعنيه بالقراءة الحرة التي لا تتقيد بالتعلم والتعليم. ويظهر أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أجاز هذه القراءة الحرة في مناسبات خاصة لا تضر بسلامة النص القرآني كما تدل عليه الروايات المتقدمة.
ولم تختلف الحال بعد جمع عثمان القرآن فإن الملاحظ في القراءات الحرة منذ جمع عثمان حتى القرن الرابع الاعتماد على الرواية في القراءات شأنها شأن الروايات في تسلسل الإسناد طبقة عن طبقة. ولم تحدد شروط خاصة في هذه الروايات سوى القراءة على الأستاذ من آيات معينة أو سور وربما القرآن كله، وكانت الحرية في انتقاء قراءة خاصة تتبع رغبة القارئ الشخصية.
ويدل على ذلك ما ذكره الذهبي (ت 748هـ) في ترجمة سعيد بن جبير قال ما لفظه:
ابن هشام الإمام العلم أبو عبد الله الأسدي الوالبي، مولاهم، الكوفي. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: يا أهل الكوفة، تسألوني وفيكم سعيد بن جبير.
قال ربيعة الرأي: كان سعيد بن جبير من العلماء العباد. قلت: استشهد بواسط في شعبان، سنة خمس وتسعين.(1/251)
ابن هشام الإمام العلم أبو عبد الله الأسدي الوالبي، مولاهم، الكوفي. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: يا أهل الكوفة، تسألوني وفيكم سعيد بن جبير.
قال ربيعة الرأي: كان سعيد بن جبير من العلماء العباد. قلت: استشهد بواسط في شعبان، سنة خمس وتسعين.
وروى عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه قال: مات سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه.
وقال إسماعيل بن عبد الملك: كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان، فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود، وليلة بقراءة زيد. [معرفة القراء 1/ 69].
وهذه تعني أن القراءة الحرة كانت معمولة في حدود سنة 95للهجرة.
تحديد القراءات
حاول جمع من القراء تحديد القراءات وانتقاء المختار منها، منهم:
1 - أحمد بن جبير بن محمد بن جعفر الكوفي الأنطاكي نزيل أنطاكية (ت 258هـ) أصله من خراسان سافر إلى الحجاز والعراق والشام ومصر ثم أقام بانطاكية فنسب إليها. كان من أئمة القراءة [غاية النهاية 1/ 42].
وقال في النشر «جمع كتابا في الحجة من كل مصر واحد» [النشر 1/ 34].
2 - إسماعيل بن إسحاق المالكي الأزدي البغدادي (ت 282هـ) قال الذهبي:
«وصنف كتابا في القراءات جمع فيه قراءة عشرين إماما. [النشر 1/ 34وغاية النهاية 1/ 162].
3 - هارون الأخفش (ت 292هـ) قال السيوطي (ت 911هـ) ما لفظه: «هارون بن موسى بن شريك القارئ النحوي أبو عبد الله يعرف بالأخفش وهو خاتمة الأخفشيين من أهل دمشق ولد سنة إحدى ومائتين وقرأ بقراءات كثيرة وروايات غريبة وكان قيما بالقراءات السبع عارفا بالتفسير والنحو والمعاني والغريب والشعر طيب الصوت وعنه اشتهرت قراءة هل الشام ولولا ضبطه ارتفعت. قرأ على عبد الله بن ذكوان وغيره وعليه أبو الحسن بن الأخرم وحدث عن أبي مسهر الغساني وعنه أبو بكر بن فطيس وكان من أهل الأدب والفضل صنف كتبا كثيرة في القراءات والعربية ومات سنة إحدى وقيل اثنتين وتسعين ومائتين [بغية الوعاة، ط 1326هـ، ص 40].
ولم يكن لأحد منهم دور قيادي كما قام به ابن مجاهد (ت 324هـ) بتحديدها بالقراءات السبع.(1/252)
ولم يكن لأحد منهم دور قيادي كما قام به ابن مجاهد (ت 324هـ) بتحديدها بالقراءات السبع.
القراءات السبع ودور ابن مجاهد (ت 324هـ)
ذكر ابن الجزري (ت 833هـ) أن ابن مجاهد (ت 324هـ) هو أول من سبّع السبعة [غاية النهاية 1/ 142]. وهو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي العطشي ولد ببغداد سنة 245هـ وتوفي سنة 324هـ ويعني أنه عاش 69عاما.
وطبيعي أنه تعلّم شأن معاصريه العلوم العربية وحفظ القرآن وقد انتهت إليه شيخوخة القراءة في عصره واشتهر كتابه «السبعة» في القراءات الذي حاول فيه حصرها في السبعة.
ترجمه ابن النديم (ت 380هـ) بقوله: «ابن مجاهد آخر من انتهت إليه الرئاسة بمدينة السلام في عصره. أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، وكان واحد عصره غير مدافع، وكان من فضله وعلمه وديانته ومعرفته بالقراءات وعلوم القرآن، حسن الأدب، رقيق الخلق كثير المداعبة ثابت الفطنة جوادا، ومولده سنة خمس وأربعين ومائتين، وتوفي في يوم الأربعاء لليلة بقيت من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ودفن في تربة في حريم داره بسوق العطش ثاني يوم موته، وله من الكتب: كتاب «القراءات الكبير»، كتاب «القراءات الصغير»، كتاب «الياءات»، كتاب «الهامات»، كتاب «قراءة أبي عمرو»، كتاب «قراءة ابن كثير»، كتاب «قراءة عاصم»، كتاب «قراءة نافع»، كتاب «قراءة حمزة»، كتاب «قراءة الكسائي»، كتاب «قراءة ابن عامر»، كتاب «قراءة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم» [الفهرست 49].
وترجمه الخطيب (ت 463هـ) بقوله: «كان شيخ القراء في وقته والمقدم فيهم على أهل عصره كان ثقة مأمونا. وعن أحمد بن يحيى أنه قال في سنة 286هـ ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد وروى في حياته أمرين لا يجتمعان عادة في شخص واحد:
الرواية الأولى: عن أبي الفضل الزهري قال: حدّثنا أبو الفتح محمد بن عمر الرفّاء قال: سمعت أبا بكر المحبري بالنهروان قال: صليت خلف أبي بكر بن مجاهد صلاة الغداة فاستفتح بقراءة الحمد ثم سكت، ثم استفتح ثانية ثم سكت، ثم ابتدأ بالقراءة.
فقلت: أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا! فقال لي: شهدت المكان؟ فقلت: نعم. فقال أشهدتك الله إن حدثت به عني إلى أن أوارى تحت أطباق الثرى. فقال لي يا بني ما هو إلا أن كبرت تكبيرة الإحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين رب العزة تعالى، سرا بسر، ثم استفتحت بقراءة الحمد فاستجمع كل حمد لله في كتابه ما بين عيني، فلم أدر بأي الحمد أبتدئ. [تاريخ بغداد 5/ 145].
الرواية الثانية: في مجلس طعام بعد أن ينتهي عن الأكل يسأل المحدث عن ابن غريب المغني ونصها: فقلت له: أين ابن غريب؟ فقال لي عند بعض الرؤساء وقد حال بيننا وبينه، فشق علي وتبين أبو بكر بن مجاهد ذلك مني، فقال لي: هاهنا من ينوب عن ابن غريب.(1/253)
فقلت: أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا! فقال لي: شهدت المكان؟ فقلت: نعم. فقال أشهدتك الله إن حدثت به عني إلى أن أوارى تحت أطباق الثرى. فقال لي يا بني ما هو إلا أن كبرت تكبيرة الإحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين رب العزة تعالى، سرا بسر، ثم استفتحت بقراءة الحمد فاستجمع كل حمد لله في كتابه ما بين عيني، فلم أدر بأي الحمد أبتدئ. [تاريخ بغداد 5/ 145].
الرواية الثانية: في مجلس طعام بعد أن ينتهي عن الأكل يسأل المحدث عن ابن غريب المغني ونصها: فقلت له: أين ابن غريب؟ فقال لي عند بعض الرؤساء وقد حال بيننا وبينه، فشق علي وتبين أبو بكر بن مجاهد ذلك مني، فقال لي: هاهنا من ينوب عن ابن غريب.
فتحدّثنا ساعة. فقلت له: لا أرى للنائب عن ابن غريب خبرا ولا أثرا، فدافعني فصبرت ساعة، ثم كررت الخطاب عليه والححت، ولست أعلم من هو النائب بالحقيقة عن ابن غريب. فقال للفتى: هات قضيبا، فأتاه به، فأخذه أبو بكر ووقع واندفع يغني، فغناني نيفا وأربعين صوتا في غاية الحسن والطيبة والإطراب، فأشجاني وحيرني فقلت له: يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته؟ فقال: يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن، ومضى لنا يوم طيب [تاريخ الطبري 5/ 147].
ولعل الرواية الأولى من ديانته كما وصفه ابن النديم والثانية من رقيق خلقه وكثرة المداعبة كما وصفه بذلك أيضا، وهذه الصفة انعدمت تجاه مناوئه ابن شنبوذ (ت 328هـ) الذي كان يناوئ ابن مجاهد ولا يعاشره كما يقول ابن النديم وجرت هذه المناوئة الويل على ابن شنبوذ الذي سعى ابن مجاهد ضده حتى ضرب أسواطا ومات في محبس السلطان كما تشير إلى ذلك مصادر ترجمته.
قال الذهبي (ت 748هـ) في ترجمة ابن مجاهد (ت 324هـ) ما لفظه: ولد سنة خمس وأربعين ومائتين بسوق العطش من بغداد، وسمع الحديث من سعدان بن نصر، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبي بكر الصنعاني، وعباس الدّوري، وخلق.
وقرأ القرآن على أبي الزّعراء بن عبدوس، وقنبل المكي. وسمع القراءات من طائفة كبيرة، مذكورين في صدر كتابه، وتصدر للإقراء، وازدحم عليه أهل الأداء، ورحل إليه من الأقطار وبعد صيته.
وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد لم لا يختار الشيخ لنفسه حرفا يحمل عنه، فقال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا، أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.
وقال فارس بن أحمد: انفرد ابن مجاهد عن قنبل بعشر أحرف لم يتابع عليها.
وقال علي بن عمر المقرئ: كان ابن مجاهد له في حلقته أربعة وثمانون خليفة، يأخذون على الناس.
وقال عبد الباقي بن الحسن: كان في حلقة ابن مجاهد خمسة عشر رجلا، أضراء يتلقنون لعاصم.(1/254)
وقال علي بن عمر المقرئ: كان ابن مجاهد له في حلقته أربعة وثمانون خليفة، يأخذون على الناس.
وقال عبد الباقي بن الحسن: كان في حلقة ابن مجاهد خمسة عشر رجلا، أضراء يتلقنون لعاصم.
قلت: آخر من روى السبعة لابن مجاهد، أو اليمن الكندي، تفرد بعلو رواية الكتاب، عن ابن توبة، عن الصّريفيني، عن أبي حفص الكتاني، عنه.
قرأت الكتاب كله على عمر بن عبد المنعم الطائي، عن الكندي إجازة.
توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. [راجع: معرفة القراء، المجلد الأول 269إلى 271].
وقال ابن الجزري (ت 833هـ) أيضا: «أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي الحافظ الأستاذ أبو بكر بن مجاهد البغدادي شيخ الصنعة وأول من سبّع السبعة، ولد سنة خمس وأربعين ومائتين بسوق العطش ببغداد، قرأ على عبد الرحمن بن عبدوس عشرين ختمة وعلى قنبل المكي وعبد الله.
وبعد صيته واشتهر أمره وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير ولا أعلم أحدا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه. حكى ابن الأخرم أنه وصل إلى بغداد فرأى في حلقة ابن مجاهد نحوا من ثلاثمائة مصدر. وقال علي بن عمر المقرئ كان ابن مجاهد له في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس، توفي يوم الأربعاء وقت الظهر في العشرين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة رحمه الله تعالى [غاية النهاية 1/ 142].
وترجمة الذهبي له تكشف عن همة عالية له حيث «سمع القراءات من طائفة كبيرة» ثم هو نفسه كان تواقا لهذا العلم «وتصدر للإقراء» ولا شك لعوامل كبيرة أهمها كفاءته الذاتية «ورحل إليه من الأقطار وبعد صيته» ومن الطبيعي لمن سمع القراءات الكثيرة أن يتصدر بقراءة واختيار ولا يعرف ما هي العشر الأحرف التي قرأ بها عن قنبل ثم «لم يتابع عليها»؟
وإذا تحاشى أن يختار لنفسه حرفا فلماذا انفرد بهذه العشر أحرف؟ وما هي؟ وطبيعي أن من يحظى بهذه الدرجة من الشهرة بحيث أن يكون له 84خليفة «أي معيدين لدروسه لا بد وأن يكثر حساده ومناوئوه ومعاملته مع المناوئين تكشف عن شخصيته الفريدة».
فقد ضبط التاريخ من مناوئيه اثنان هما:
1 - أبو الحسن بن شنبوذ (ت 328هـ).
2 - محمد بن يعقوب بن مقسم (ت 354هـ).
وإليك لمحة عنهما:(1/255)
2 - محمد بن يعقوب بن مقسم (ت 354هـ).
وإليك لمحة عنهما:
ابن شنبوذ (ت 328هـ)
قال ابن النديم (ت 380هـ) في ترجمة ابن شنبوذ (ت 328هـ): «هو محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ. وكان يناوئ أبا بكر ولا يعاشره وكان ديّنا فيه سلامة وحمق.
قال لي الشيخ أبو محمد يوسف بن الحسن السيرافي أيّده الله، عن أبيه: إنه كان كثير اللحن قليل العلم، وقد روى قراءات كثيرة. وله كتب مصنفة في ذلك. وتوفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في محبسه بدار السلطان». وكان الوزير أبو علي بن مقلة، ضربه أسواطا فدعا عليه بقطع اليد، فاتفق أن قطعت يده. وهذا من طريف الاتفاق. [الفهرست 49].
ومما قال الذهبي (ت 748هـ) في ترجمته: «أبو الحسن بن شنبوذ (ت 328هـ) هو محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت، ومنهم من يقول: ابن الصلت بن أيوب بن شنبوذ البغدادي. شيخ الإقراء بالعراق، مع ابن مجاهد. قرأ القرآن على عدد كثير بالأمصار، منهم قنبل، وعد جمعا.
ثم قال: «وتهيأ له من لقاء الكبار ما لم يتهيأ لابن مجاهد، وقرأ بالمشهور والشاذ، قرأ عليه عدد كثير، منهم أحمد بن نصر الشذائي، وعد جمعا.
ثم قال: «واعتمد أبو عمرو الداني والكبار على أسانيده في كتبهم. وروى عنه أبو بكر بن شاذان، وعمر بن شاهين، وأحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري، وأبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو الشيخ بن حيّان.
وكان يرى جواز الصلاة بما جاء في مصحف أبيّ، ومصحف ابن مسعود، وبما صح في الأحاديث مع أن الاختلاف في جوازه معروف بين العلماء قديما وحديثا ويتعاطى ذلك.
وكان ثقة في نفسه، صالحا دينا، متبحّرا في هذا الشأن، لكنه كان يحط على ابن مجاهد، ويقول: هذا العطشيّ لم تغبر قدماه في طلب العلم، يعني أنه لم يرحل من بغداد، وليس الأمر كذلك، قد حجّ وقرأ على قنبل بمكة.
قال محمد بن يوسف الحافظ: «كان ابن شنبوذ إذا أتاه رجل من القراء، قال: هل قرأت على ابن مجاهد، فإن قال: نعم. لم يقرئه.
قال أبو بكر الجلاء المقرئ: كان ابن شنبوذ رجلا صالحا.
قال أبو عمرو الدّاني: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضي، يقول: استتيب ابن شنبوذ على هذه الآية: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]. قال لنا عبد الرحمن: فسمعت أبا بكر الأبهري يقول: أنا كنت ذلك اليوم الذي نوظر فيه ابن شنبوذ، حاضرا مع جملة الفقهاء، وابن مجاهد بالحضرة.(1/256)
قال أبو بكر الجلاء المقرئ: كان ابن شنبوذ رجلا صالحا.
قال أبو عمرو الدّاني: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضي، يقول: استتيب ابن شنبوذ على هذه الآية: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]. قال لنا عبد الرحمن: فسمعت أبا بكر الأبهري يقول: أنا كنت ذلك اليوم الذي نوظر فيه ابن شنبوذ، حاضرا مع جملة الفقهاء، وابن مجاهد بالحضرة.
قال الداني: حدّثت عن إسماعيل بن عبد الله الأشعري، حدّثنا أبو القاسم بن زنجي الكاتب الأنباري، قال: حضرت مجلس الوزير أبي علي بن مقلة وزير الراضي وقد احضر ابن شنبوذ، وجرت معه مناظرات في حروف، حكي عنه أنه يقرأ بها، وهي شواذ، فاعترف منها بما عمل به محضر بحضرة أبي علي بن مقلة، وأبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن موسى الهاشمي، وأبي أيوب محمد بن أحمد، وهما يومئذ شاهدان مقبولان.
نسخة المحضر:
سئل محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ، عما حكي عنه أنه يقرأه، وهو: «فامضوا إلى ذكر الله» فاعترف به، وعن «وتجعلون شكركم أنكم تكذبون»، وعن «كل سفينة صالحة غصبا» فاعترف به، وعن «كالصوف المنفوش» فاعترف به، وعن «فاليوم ننجيك ببدنك» فاعترف به، وعن «تبت يدا أبي لهب وقد تبّ» فاعترف به، وعن «فلمّا خرّ تبينت الإنس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين» فاعترف به، وعن «والذكر والأنثى» فاعترف به، وعن «فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما» وعن «وينهون عن المنكر ويستغيثون الله على ما أصابهم، وأولئك هم المفلحون» وعن «وفساد عريض» فاعترف بذلك.
وفيه اعترف ابن شنبوذ بما في هذه الرقعة بحضرتي، وكتب ابن مجاهد بيده يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة.
ونقل ابن الجوزي وغير واحد، في حوادث سنة ثلاث هذه أن ابن شنبوذ أحضر، وأحضر عمر بن محمد بن يوسف القاضي، وابن مجاهد، وجماعة من القراء، ونوظر فأغلظ للوزير في الخطاب، وللقاضي، ولابن مجاهد، ونسبهم إلى قلة المعرفة، وأنهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر.
فأمر الوزير بضربه سبع درر، وهو يدعو على الوزير، بأن يقطع الله يده، ويشتت شمله، ثم أوقف على الحروف التي يقرأ بها، فأهدر منها ما كان شنعا، وتوبوه عن التلاوة بها غصبا. وقيل: إنه أخرج من بغداد، فذهب إلى البصرة، وقيل: إنه لما ضرب بالدرة جرد وأقيم بين الهنبازين، وضرب نحو العشر، فتألم وصاح، وأذعن بالرجوع.
وقد استجيب دعاؤه على الوزير، وقطعت يده، وذاق الذل.(1/257)
فأمر الوزير بضربه سبع درر، وهو يدعو على الوزير، بأن يقطع الله يده، ويشتت شمله، ثم أوقف على الحروف التي يقرأ بها، فأهدر منها ما كان شنعا، وتوبوه عن التلاوة بها غصبا. وقيل: إنه أخرج من بغداد، فذهب إلى البصرة، وقيل: إنه لما ضرب بالدرة جرد وأقيم بين الهنبازين، وضرب نحو العشر، فتألم وصاح، وأذعن بالرجوع.
وقد استجيب دعاؤه على الوزير، وقطعت يده، وذاق الذل.
توفي ابن شنبوذ في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة، وفيها هلك ابن مقلة.
[معرفة القراء 2/ 279].
لم يؤثر عن ابن شنبوذ رأي باخباره سوى الاتهام بالقراءة المخالفة لمصحف عثمان وذكر ابن النديم شيئا مما قرأ به ابن شنبوذ قائلا: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله. وقرأ، وكان إمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وقرأ، كالصوف المنفوش. وقرأ، تبت يدا أبي لهب وقد تبّ ما أغنى وقرأ، اليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية. وقرأ، فلما خرّ تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب الأليم. وقرأ، والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى والذكر والأنثى. وقرأ، فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما. وقرأ، الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. وقرأ، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ناهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم أولئك هم المفلحون. والله أخرجكم من بطون أمهاتكم. ويقال إنه اعترف بذلك كله. ثم استتيب وأخذ خطّه بالتوبة، فكتب: يقول محمد بن أحمد بن أيوب قد كنت أقرأ حروفا تخالف مصحف عثمان (بن عفان) المجمع عليه والذي اتفق أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على قراءته ثم بان لي أن ذلك خطأ وأنا منه تائب وعنه مقلع وإلى الله جلّ اسمه منه بريء، إذ كان مصحف عثمان هو الحق الذي لا يجوز خلافه ولا يقرأ غيره. وله من الكتب كتاب ما خالف فيه ابن كثير أبا عمرو [الفهرست 50].
وهذه الحروف لم تتجاوز العشرة وهي المروية في قراءة ابن مسعود وغيره وابن شنبوذ كما تنبئنا ترجمته لم يكن بالنكرة من القراء وكما يقول الذهبي (ت 748هـ): «قد تهيأ له من لقاء الكبار ما لم يتهيأ لابن مجاهد» ويظهر أن ابن مجاهد لم يعبأ بعلم الرجل ولا بلقائه الكبار ولا لاختياراته.
ومما كتبه ابن شنبوذ على رواية ابن النديم يظهر أن الاتهام ضده خاصة بأنه كان يخالف مصحف عثمان وأنه يجوّز خلافه لم يكن أمرا خاصا به.
فإن هذه الموارد ليست إلا اختيارات شخصية كسائر القراء في عصره. ولم تكن معاملة ابن مجاهد إياه بحدود الأدب بل كان من منظار سياسي. وبالقضاء على شخصية ابن شنبوذ أخذت القراءات الأخرى بالأفول. ولكن، لم يعد ابن شنبوذ من مناصرين له في الفكر منهم محمد بن الحسن بن مقسم.(1/258)
فإن هذه الموارد ليست إلا اختيارات شخصية كسائر القراء في عصره. ولم تكن معاملة ابن مجاهد إياه بحدود الأدب بل كان من منظار سياسي. وبالقضاء على شخصية ابن شنبوذ أخذت القراءات الأخرى بالأفول. ولكن، لم يعد ابن شنبوذ من مناصرين له في الفكر منهم محمد بن الحسن بن مقسم.
ابن مقسم (ت 332هـ)
ترجمه ابن النديم (ت 380هـ) بقوله: «أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم بن يعقوب. أحد القراء بمدينة السلام قريب العهد وكان عالما باللغة والشعر. سمع من ثعلب (روى عنه) وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. وله من الكتب: كتاب «الأنوار في علم القرآن». كتاب «المدخل إلى علم الشعر»، كتاب «احتجاج القراءات»، كتاب «في النحو (كبير)»، كتاب «المقصور والممدود»، كتاب «المذكر والمؤنث»، كتاب «الوقف والابتداء»، كتاب «عدد التمام»، كتاب «المصاحف»، كتاب اختيار نفسه، كتاب «السبعة بعللها (الكبير)»، كتاب «السبعة الأوسط»، كتاب «الأوسط»، آخر. كتاب «الأصغر» ويعرف ب «شفاء الصدور»، كتاب «انفراداته»، كتاب «مجالس ثعلب». [ابن النديم 52].
وقال الذهبي (ت 748هـ) ما نصه: «ابن الحسن بن مقسم الإمام أبو بكر البغدادي، المقرئ النحوي العطار. أخذ القراءة عرضا عن إدريس الحداد، وداود بن سليمان صاحب وعده جمعا ثم قال: «كان من أحفظ أهل زمانه لنحو الكوفيين، وأعرفهم بالقراءات، مشهورها وغريبها وشاذها.
قال أبو عمرو الداني: هو مشهور بالضبط والاتقان، عالم بالعربية، حافظ للغة، حسن التصنيف في علوم القرآن، وكان قد سلك مذهب ابن شنبوذ الذي أنكر عليه، فحمل الناس عليه لذلك. قال: وسمعت عبد العزيز بن جعفر يقول: سمعت منه أمالي ثعلب، واختار حروفا خالف فيها العامة، فنوظر عليها فلم يكن عنده حجة، فاستتيب، فرجع عن اختياره بعد أن وقّف للضرب، وسأل ابن مجاهد أن يدرأ عنه ذلك، فدرئ عنه، فكان يقول: ما لأحد عليّ منة كمنة ابن مجاهد ثم رجع بعد موت ابن مجاهد إلى قوله، فكان ينسب إلى أن كل قراءة توافق خط المصحف، فالقراءة بها جائزة، وإن لم يكن لها مادة.
قال أبو بكر الخطيب: لابن مقسم كتاب جليل في التفسير، ومعاني القرآن سماه كتاب «الأنوار»، وله تصانيف عدة، ومما طعن عليه أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها، فقرأها وأقرأها على وجوه، ذكر أنها تجوز في اللغة العربية، وشاع ذلك عنه، فأنكر عليه، فارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره واستتابه بحضرة الفقهاء والقراء، فأذعن بالتوبة، وكتب محضر توبته. وقيل: إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وكان يقرئ بها إلى آخر وفاته.
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب «البيان»: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا، فزعم
أن كل من صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله ذلك بدعة ضلّ بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في منزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسبب رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق، بتخيير القراءات من جهة والبحث والاستخراج بالآراء، دون الاعتصام والتمسك بالأثر، وكان شيخنا أبو بكر نضّر الله وجهه سئل عن بدعته المضلة، فاستتابه منها بعد أن سئل البرهان على ما ذهب إليه، فلم يأت بطائل، ولم يكن له حجة، فاستوهب أبو بكر تأديبه من السلطان، عند توبته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه، واستغوى من أصاغر الناس من هو في الغفلة والغباوة دونه، إلى أن قال ابن هاشم: وذلك أنه قال: لما كان لخلف بن هشام وأبي عبيد، وابن سعدان، أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر، كان لمن بعدهم مباحا. فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقهم، لكان ذلك سائغا له ولغيره، وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة، اختار أن يقرأها على مذهب نافع، وأما أبو عبيد وابن سعدان، فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة الأمصار، وإنما كان النكير على هذا شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.(1/259)
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب «البيان»: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا، فزعم
أن كل من صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله ذلك بدعة ضلّ بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في منزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسبب رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق، بتخيير القراءات من جهة والبحث والاستخراج بالآراء، دون الاعتصام والتمسك بالأثر، وكان شيخنا أبو بكر نضّر الله وجهه سئل عن بدعته المضلة، فاستتابه منها بعد أن سئل البرهان على ما ذهب إليه، فلم يأت بطائل، ولم يكن له حجة، فاستوهب أبو بكر تأديبه من السلطان، عند توبته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه، واستغوى من أصاغر الناس من هو في الغفلة والغباوة دونه، إلى أن قال ابن هاشم: وذلك أنه قال: لما كان لخلف بن هشام وأبي عبيد، وابن سعدان، أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر، كان لمن بعدهم مباحا. فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقهم، لكان ذلك سائغا له ولغيره، وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة، اختار أن يقرأها على مذهب نافع، وأما أبو عبيد وابن سعدان، فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة الأمصار، وإنما كان النكير على هذا شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.
قال الخطيب: حدّثني أبو بكر أحمد بن محمد الغزال، سمعت أبا أحمد الفرضي غير مرة يقول: رأيت في المنام كأني في الجامع أصلّي مع الناس، وكان محمد بن الحسن بن مقسم قد ولى ظهره القبلة، وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك بمخالفته للأئمة، فيما اختاره لنفسه.
ولد ابن مقسم سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي في ثامن ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاث مائة «توفي على ساعات من النهار ودفن بعد صلاة الظهر من يومه». [معرفة القراء 306/ 309].
وعلى العكس مما فعله ابن شنبوذ من القراءات المخالفة لمصحف عثمان من دون بيان الأوجه لذلك جاء دور محمد بن الحسن بن مقسم (ت 354هـ) من وجهة لغوية وتلخصت دعواه بأن: «كل قراءة توافق خط المصحف فالقراءة بها جائزة وإن لم تكن لها مادة».
وذكر كما في روايات الخطيب: «أنها تجوز في اللغة والعربية».
وسترى فيما بعد أن هذا مما اتفق عليه في صحة القراءات اليوم.
وحجة ابن مقسم على ما حكاه مناوئوه: «لما كان من يخلف ابن هشام وأبي عبيد وابن سعدان أن يختاروا وكان ذلك لهم مباحا غير منكر كان لمن بعدهم مباحا أيضا». وهذه الحجة تعني أن الاختيارات ليست توقيفية فحال القراء فيها واحد سواء من تأخر زمنا أو تقدم بشرطين هما: موافقة خط المصحف وموافقة اللغة العربية.(1/260)
وسترى فيما بعد أن هذا مما اتفق عليه في صحة القراءات اليوم.
وحجة ابن مقسم على ما حكاه مناوئوه: «لما كان من يخلف ابن هشام وأبي عبيد وابن سعدان أن يختاروا وكان ذلك لهم مباحا غير منكر كان لمن بعدهم مباحا أيضا». وهذه الحجة تعني أن الاختيارات ليست توقيفية فحال القراء فيها واحد سواء من تأخر زمنا أو تقدم بشرطين هما: موافقة خط المصحف وموافقة اللغة العربية.
ورأى أبو طاهر ابن هشام تلميذ ابن مجاهد ذلك منه «غفلة وغباوة وابتداعا واستغواء لأنه تتخذ القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر».
ومن ذكاء ابن مقسم أنه لما أخذ للمحاكمة ونوظر ووقف للضرب أن تصرف بما يثبت براءته حيث سأل ابن مجاهد أن يدرأ عنه ذلك فدرأ عنه وهذا موقف يعاكس تماما موقف ابن شنبوذ (فكيف) يدرأ الحد عمن يستحقه؟ ودور ابن مقسم هذا يثبت براءة ابن مقسم وأن الأمر من ابن مجاهد كان شخصيا أو سياسيا. ومن هنا كما في رواية «لم يدع من تلك الحروف وكان يقرأ بها إلى آخر وفاته» من دون مزاحمة من ابن مجاهد مجاراة له في حياته وخوفا منه وعاد إلى إعلان رأيه بعد وفاته من دون خوف.
ولم تؤرخ حادثة ابن مقسم (المولود 265والمتوفى 354هـ) ومن المظنون أنها في نفس العام الذي حدث لشيخه ابن شنبوذ أي سنة (323هـ) فلم يطل عليه الأمر حيث توفي ابن مجاهد سنة (324هـ) وبذلك ارتفع عنه الحظر عن القراءة وقرأ حسب ما يراه من موافقة المصحف والعربية. أي حوالي 31عاما بعد وفاة ابن المجاهد.
وهذا يختلف عن موقف شيخه ابن شنبوذ الذي لم يرضخ لابن مجاهد فضرب سبع درات واستتيب وحبس وعلى رواية ابن النديم مات في حبس السلطان سنة (328هـ) أي خمسة أعوام بعد وفاة ابن مجاهد فكيف يدرأ للتلميذ ولم يدرأ للشيخ مع أنهما معا على خط واحد؟ مما يظهر أن السلطة لم تكن تخشى من مخالفة ابن مقسم خشيتها من ابن شنبوذ.
فالخلاف بين ابن شنبوذ وابن مقسم لم يكن إلا فيما لا يوافق عليه ابن مجاهد الممثل لحكم السلطة آنذاك.
وقد حصل كل ذلك في خلافة الرضي بالله أبي العباس محمد بن المقتدر بالله العباسي الذي حكم بين (329322هـ) وقد جاء في البداية والنهاية [11/ 178] في حوادث [322] وفيها عظم أمر مرداويج باصبهان وتحدث الناس أنه يريد أخذ بغداد وأنه ممالئ لصاحب أمير القرامطة وقد اتفقا على رد الدولة من العرب إلى العجم. [11/
178].
فلعل هناك صلة بين هذه الحوادث السياسية وعجمة ابن شنبوذ كما ينبئ عن ذلك اسمه، وموقف الوزير علي بن مقلة الذي خلع القاهر وأصبح وزيرا للراضي بعده وأن ابن شنبوذ (اغلظ للوزير في الخطاب) كما رواه ابن الجوزي.(1/261)
178].
فلعل هناك صلة بين هذه الحوادث السياسية وعجمة ابن شنبوذ كما ينبئ عن ذلك اسمه، وموقف الوزير علي بن مقلة الذي خلع القاهر وأصبح وزيرا للراضي بعده وأن ابن شنبوذ (اغلظ للوزير في الخطاب) كما رواه ابن الجوزي.
وبالنتيجة ان طريقة كل من ابن شنبوذ وابن مقسم قد ماتت مهما كانت الأسباب وكان النصر بجانب ابن مجاهد. فما هي إذا طريقة ابن مجاهد.
طريقة ابن مجاهد:
اختار ابن مجاهد قراءات سبع مشهورة في عصره وحاول فرضها على المجتمع الإسلامي ومن حسن الحظ أن حدد طريقته في كتابه: «كتاب السبعة» بما يرفع اللبس.
قال في المقدمة: «اختلف الناس في القراءة كما اختلفوا في الأحكام، ورويت الآثار بالاختلاف عن الصحابة والتابعين توسعة ورحمة للمسلمين، وبعض ذلك قريب من بعض، وحملة القرآن متفاضلون في حمله، ولنقلة الحروف منازل في نقل حروفه، وأنا ذاكر منازلهم، ودال على الأئمة منهم، ومخبر عن القراءة التي عليها الناس بالحجاز والعراق والشام، وشارح مذاهب أهل القراءة ومبين اختلافهم واتفاقهم إن شاء الله، وإياه أسأل التوفيق بمنه» [كتاب السبعة 45].
فالهدف هو إذا ذكر أئمة القراءة التي عليها الناس بالحجاز والعراق والشام وبيان خلافهم والترتيب في هذه المدن مقصود كما سيتبين.
واوضح أن السبب في هذا الاختيار اختلاف القراءات بقوله: «وأما الآثار التي رويت في الحروف فكالآثار التي رويت في الأحكام منها المجتمع عليه السائر المعروف. ومنها المتروك المكروه عند الناس المعيب من أخذ به، وإن كان قد روي وحفظ. ومنها ما توهم فيه من رواه، فضيع روايته ونسي سماعه لطول عهده، فإذا عرض على أهله عرفوا توهمه وردوه على من حمله. وربما سقطت روايته لذلك بإصراره على لزومه وتركه الانصراف عنه، ولعل كثيرا ممن ترك حديثه واتهم في روايته كانت هذه علته. وإنما ينتقد ذلك أهل العلم بالأخبار والحرام والحلال والأحكام. وليس انتقاد ذلك إلى من لا يعرف الحديث ولا يبصر الرواية والاختلاف. كذلك ما روي من الآثار في حروف القرآن، منها المعرب السائر الواضح، ومنها المعرب الواضح غير السائر، ومنها اللغة الشاذة القليلة، ومنها الضعيف المعنى في الإعراب غير أنه قد قرئ به، ومنها ما توهّم فيه فغلط به فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية إلا اليسير، ومنها اللحن الخفيّ الذي لا يعرفه إلا العالم النحرير،
وبكل قد جاءت الآثار في القراءات. والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوّليهم تلقّيا، وقام بها في كل مصر من الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، أجمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه، وتمسّكوا بمذهبه، على ما روى.(1/262)
واوضح أن السبب في هذا الاختيار اختلاف القراءات بقوله: «وأما الآثار التي رويت في الحروف فكالآثار التي رويت في الأحكام منها المجتمع عليه السائر المعروف. ومنها المتروك المكروه عند الناس المعيب من أخذ به، وإن كان قد روي وحفظ. ومنها ما توهم فيه من رواه، فضيع روايته ونسي سماعه لطول عهده، فإذا عرض على أهله عرفوا توهمه وردوه على من حمله. وربما سقطت روايته لذلك بإصراره على لزومه وتركه الانصراف عنه، ولعل كثيرا ممن ترك حديثه واتهم في روايته كانت هذه علته. وإنما ينتقد ذلك أهل العلم بالأخبار والحرام والحلال والأحكام. وليس انتقاد ذلك إلى من لا يعرف الحديث ولا يبصر الرواية والاختلاف. كذلك ما روي من الآثار في حروف القرآن، منها المعرب السائر الواضح، ومنها المعرب الواضح غير السائر، ومنها اللغة الشاذة القليلة، ومنها الضعيف المعنى في الإعراب غير أنه قد قرئ به، ومنها ما توهّم فيه فغلط به فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية إلا اليسير، ومنها اللحن الخفيّ الذي لا يعرفه إلا العالم النحرير،
وبكل قد جاءت الآثار في القراءات. والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوّليهم تلقّيا، وقام بها في كل مصر من الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، أجمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه، وتمسّكوا بمذهبه، على ما روى.
وبعد أن ذكر القراء السبع وتراجمهم وطرقهم قال: «فهؤلاء سبعة نفر من أهل الحجاز والعراق والشام، خلفوا في القراءة التابعين، وأجمعت على قراءتهم العوام من أهل كل مصر من هذه الأمصار التي سميت وغيرها من البلدان التي تقرب من هذه الامصار، إلا أن يستحسن رجل لنفسه حرفا شاذا، فيقرأ به، من الحروف التي رويت عن بعض الأوائل منفردة، فذلك غير داخل في قراءة العوام. ولا ينبغي لذي لب أن يتجاوز ما مضت عليه الأئمة والسلف بوجه يراه جائزا في العربية، أو مما قرأ به قارئ غير مجمع عليه. [السبعة 101].
وقد ابتدأ بقراءة المدينة ثم مكة فالعراق (الكوفة والبصرة) والشام واغلب الظن أنه اختارها على الترتيب حيث أن المصاحف العثمانية أرسلت كذلك إلى هذه المدن. ولعل ابن مجاهد كان يرى وجود تلك المصاحف فيها سببا في شهرة القراءة في تلك المدن.
وكما سترى أن اختياره لهذه القراءات لم يكن على مستوى واحد ففيها ما قرأه نحو عشرين مرة كقراءة نافع خاصة وما لم يقرأه قط بل رواه رواية كقراءة عاصم.
جدول القراء السبعة حسب اختيار ابن مجاهد (ت 324هـ)
التسلسل الاسم: القراءة: الإسناد إليه: مركز القراءة 1: نافع: قرأها عشرين مرة: وأسند إليه: المدينة: 2: عبد الله بن كثير: قرأها سنة 278هـ: وأسند إليه: مكة 3: عاصم: لم يقرأها بل رواها: وأسند إليه: الكوفة 4: حمزة: قرأها غير مرة: وأسند إليه: الكوفة 5: الكسائي: قرأها غير مرة: وأسند إليه: الكوفة 6: أبو العلاء: قرأها مرات: وأسند إليه: البصرة 7: ابن عامر: لم يقرأها: وأسند إليه: الشام(1/263)
التسلسل الاسم: القراءة: الإسناد إليه: مركز القراءة 1: نافع: قرأها عشرين مرة: وأسند إليه: المدينة: 2: عبد الله بن كثير: قرأها سنة 278هـ: وأسند إليه: مكة 3: عاصم: لم يقرأها بل رواها: وأسند إليه: الكوفة 4: حمزة: قرأها غير مرة: وأسند إليه: الكوفة 5: الكسائي: قرأها غير مرة: وأسند إليه: الكوفة 6: أبو العلاء: قرأها مرات: وأسند إليه: البصرة 7: ابن عامر: لم يقرأها: وأسند إليه: الشام
انتقاد ابن مجاهد:
ولم يقتصر منتقدو ابن مجاهد في حصره للقراءات بالسبع على المعاصرين الذين اتهموا بالحسد والمنافسة بل عارضه وانتقده قراء معروفون من بعده وبعد أن أفنى الدهر عوامل الحسد والمنافسة منهم:
1 - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي (ت؟ 43هـ) الذي كان رأسا في القراءات والعربية [معرفة القراء / 399].
2 - أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ) الذي كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية [معرفة القراء 1/ 394].
3 - وابن الجزري (ت 833هـ) في [النشر 1/ 37] قال بتفصيل ما لفظه: «كره كثير من الأئمة المتقدمين اقتصار ابن مجاهد على سبعة من القراء وخطئوه في ذلك وقالوا ألا اقتصر على دون هذا العدد أو زاده أو بين مراده ليخلص من لا يعلم من هذه الشبهة (قال الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي (ت؟ 43هـ) فأما اقتصار أهل الأمصار في الأغلب على نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، فذهب إليه بعض المتأخرين اختصارا واختيارا فجعله عامة الناس كالفرض المحتوم حتى إذا سمع ما يخالفها خطأ أو كفر وربما كانت أظهر وأشهر، ثم اقتصر من قلّت عنايته على راويين لكل إمام منهم فصار إذا سمع قراءة راو عنه غيرهما أبطلها وربما كانت أشهر، ولقد فعل مسبع هؤلاء السبعة ما لا ينبغي له أن يفعله وأشكل على العامة حتى جهلوا ما لم يسعهم جهله وأوهم كل من قل نظره أن هذه هي المذكورة في الخبر النبوي لا غير وأكد وهم اللاحق السابق، وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل هذه الشبهة. (وقال أيضا): القراءة المستعملة التي لا يجوز ردها ما اجتمع فيها الثلاثة الشروط فما جمع ذلك وجب قبوله ولم يسع أحدا من المسلمين رده سواء كانت عن أحد من الأئمة السبعة المقتصر عليهم في الأغلب أو غيرهم.
وقال الإمام أبو محمد المكي (ت 437هـ): «وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطرحهم. وقد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة. وكذلك زاد الطبري في كتاب «القراءات» له على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلا. وكذلك فعل أبو عبيد وإسماعيل القاضي. فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة
المتأخرين قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة المنصوص عليها؟ هذا تخلف عظيم أكان ذلك بنص من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أم كيف ذلك؟ وكيف يكون ذلك والكسائي إنما ألحق بالسبعة بالأمس في أيام المأمون وغيره وكان السابع يعقوب الحضرمي فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة أو نحوها الكسائي في موضع يعقوب ثم أطال الكلام في تقرير ذلك [النشر 1/ 37].(1/264)
وقال الإمام أبو محمد المكي (ت 437هـ): «وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطرحهم. وقد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة. وكذلك زاد الطبري في كتاب «القراءات» له على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلا. وكذلك فعل أبو عبيد وإسماعيل القاضي. فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة
المتأخرين قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة المنصوص عليها؟ هذا تخلف عظيم أكان ذلك بنص من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أم كيف ذلك؟ وكيف يكون ذلك والكسائي إنما ألحق بالسبعة بالأمس في أيام المأمون وغيره وكان السابع يعقوب الحضرمي فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة أو نحوها الكسائي في موضع يعقوب ثم أطال الكلام في تقرير ذلك [النشر 1/ 37].
وعلى العكس يرى الدكتور شوقي ضيف محقق كتاب السبعة لابن مجاهد بعد أن استعرض اختلاف القراءات أن ما قام به ابن مجاهد كان ضروريا فقال: وكل ذلك جعل من الضروري أن يتجرد عالم من علماء القراءات أو طائفة من جهابذتها، ليقابلوا بين القراءات الكثيرة التي شاعت في العالم الإسلامي، ويستخلصوا منها للناس قراءات يحملونها عليها حتى لا يتفاقم الأمر، ويلتبس الباطل بالحق، وتصبح قراءة القرآن فوضى، لكل أن يقرأ حسب معرفته، بدون بصر تام بوجوه القراءات وبدون تمييز بين المتواتر المشهور منها وغير المتواتر. ولم يلبث ابن مجاهد أن نهض بهذا العبء الرائع الذي تنوء به جماعات العلماء من القراء الأفذاذ، فاختار بعد البحث والفحص الطويل سبعة من أئمة القراءات حمل عليهم المسلمين في جميع أقطارهم وأمصارهم، وبذلك لم الشعث، وأدرك الأمة قبل أن يتسع بينها الخلاف في قراءات كتابه السماوي العظيم. [مقدمة كتاب السبعة ص 12].
أقول: «وهذه بلا شك نظرة إلى علم القراءات من ناحية سياسية بحتة. ولا نظن الأمر بهذه الدرجة من التهويل الذي ذكر. فإن ابن مجاهد صرح أنه اختار القراءات المشهورة بين العوام. فإذا كانت مشهورة كما هو الواقع فإن شهرتها كانت كافية في العمل بها ولم تستلزم وجود قراءات غير مشهورة أية فوضى في الأمة كما يراه القائل بل وحتى اليوم توجد قراءات كقراءات عاصم المشهورة وقراءات غير مشهورة إما في بطون الكتب أو الصدور وليس لها أية فوضى مع أن الذين قاموا بتلك القراءات الغير المشهورة كانوا ذوي بصيرة تامة بوجوه القراءات ومع تمييز كامل بين المتواتر المشهور وغير المتواتر. ومما لا شك فيه أنه كان لابن مجاهد دور إيجابي في تفضيل هذه القراءات والتأكيد على شهرتها بين العوام حسب تعبيره ويشبه دوره دور الخليفة عثمان غير أنه لم يكن خليفة فكلاهما كان له دور تاريخي عن تاريخ القرآن ومعاقبة من لم يتبع رأيه.
فالخليفة عثمان كما في رواية المسعودي وقف موقفا متشددا لقراءة عبد الله بن مسعود بالمدينة وعبر عنه (بالدابة السوداء) وجر من رجله حتى كسر ضلعه ومات.
وابن مجاهد وقف موقفا متشددا لقراءة محمد بن شنبوذ (ت 328هـ) بالعراق فأمر الوزير بضربه سبع درر وضرب نحو العشر فتألم وصاح وادعى الرجوع عن رأيه ومات في
سجن السلطان كما ذكره ابن النديم. ولا يزال لدور ابن مجاهد أثرا في تفضيل القراءات السبع على غيرها.(1/265)
وابن مجاهد وقف موقفا متشددا لقراءة محمد بن شنبوذ (ت 328هـ) بالعراق فأمر الوزير بضربه سبع درر وضرب نحو العشر فتألم وصاح وادعى الرجوع عن رأيه ومات في
سجن السلطان كما ذكره ابن النديم. ولا يزال لدور ابن مجاهد أثرا في تفضيل القراءات السبع على غيرها.
والملاحظ أن ابن مجاهد ركز على القراءات المشهورة بين العوام حسب تعبيره في المدن مكة الكوفة البصرة والشام دون غيرها مع أن القراء لم ينحصروا فيها ومع أن منهم من هاجر منها وإليها ولم يكن من أهلها فالكسائي كان يتنقل بين البلاد [ص 79] أبو عمرو بن العلاء قرأ على أهل الحجاز وسلك في القراءة طريقهم [ص 82] وإلى قراءته صار أهل البصرة أو أكثرهم [ص 85].
فاختيار ابن مجاهد هذه المدن خاصة دون غيرها لم يقم على حجة شرعية وإن كان أغلب الظن أن السبب هو أن عثمان أرسل المصاحف إليها فهي خمسة فكان ينبغي التخميس لا التسبيع ولماذا أهمل البحرين؟ وهي منها على بعض الروايات.
قال العاملي (ت 1226هـ): «ان ابن جبير قد صنف قبل ابن مجاهد كتابا في القراءات واقتصر على خمسة أخبار على عدد الأمصار التي أرسل عثمان إليها المصاحف. قال: ومن الناس من قال أنه وجه سبعة هذه الخمسة ومصحفا إلى اليمن وآخر إلى البحرين ولما أراد ابن مجاهد وغيره مراعاة هذا العدد ولم يعلم لذينك المصحفين بخبر أثبتوا قارئين آخرين كملوا بهما العدد الذي ورد به الخبر وعثر عليه ومن لم يعرف أصل المسألة فظن أن المراد بالأحرف السبعة القراءات السبع انتهى، وهذا يؤيد ما عليه أصحابنا. [مفتاح الكرامة 2/ 395].
ويرى القسطلاني (ت 923هـ) المتأخر توجيها لعمل ابن مجاهد لم يدّعه ابن مجاهد نفسه فقال: «ابن مجاهد، أول من اقتصر على هؤلاء السبعة، فإنه أحب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين والعراقين والشام إذ هذه الأمصار الخمسة هي التي خرج منها علم النبوة، من القرآن وتفسيره، والحديث، والفقه في الأعمال الباطنة والظاهرة وسائر العلوم الدينية.
ثم زاد: «فلما أراد ذلك جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قراء هذه الأمصار، ليكون ذلك موافقا لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن، لا لاعتقاده، أو اعتقاد غيره من العلماء، أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءاتهم» [لطائف الاشارات 1/ 86].
وهذا التوجيه في تحديد القراءات بالسبع أغرب من اختيار ابن مجاهد نفسه فإن موافقة العدد للحروف السبعة فيه من التلبيس ما لا ينبغي للعالم أن يفعله بل يجب أن يتجنبه خشية الالتباس بأن المراد السبعة هذه هي السبعة المذكورة في الأحاديث السبعة.
والظاهر أن ابن مجاهد تأثر في ذلك بشيخه الطبري (ت 310هـ) حيث كان مغرما بقراءته فقد نقل الخطيب البغدادي (ت 463هـ) عن أبي علي الطوماري قال: كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي أبي بكر بن مجاهد إلى المسجد لصلاة التراويح، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره واجتاز على مسجده فلم يدخله وأنا معه، وسار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش فوقف بباب مسجد محمد بن جرير الطبري ومحمد يقرأ سورة الرحمن، فاستمع قراءته طويلا ثم انصرف. فقلت له: يا أستاذ تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا؟ فقال: يا أبا علي دع هذا عنك، ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة. [تاريخ بغداد 2/ 164].(1/266)
وهذا التوجيه في تحديد القراءات بالسبع أغرب من اختيار ابن مجاهد نفسه فإن موافقة العدد للحروف السبعة فيه من التلبيس ما لا ينبغي للعالم أن يفعله بل يجب أن يتجنبه خشية الالتباس بأن المراد السبعة هذه هي السبعة المذكورة في الأحاديث السبعة.
والظاهر أن ابن مجاهد تأثر في ذلك بشيخه الطبري (ت 310هـ) حيث كان مغرما بقراءته فقد نقل الخطيب البغدادي (ت 463هـ) عن أبي علي الطوماري قال: كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي أبي بكر بن مجاهد إلى المسجد لصلاة التراويح، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره واجتاز على مسجده فلم يدخله وأنا معه، وسار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش فوقف بباب مسجد محمد بن جرير الطبري ومحمد يقرأ سورة الرحمن، فاستمع قراءته طويلا ثم انصرف. فقلت له: يا أستاذ تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا؟ فقال: يا أبا علي دع هذا عنك، ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة. [تاريخ بغداد 2/ 164].
والطبري قال ما لفظه: «فغير جائز لأحد تغيير رسم مصاحف المسلمين وإذا لم يجز ذلك لم يكن الصحاح من القراءة إلا ما عليه قراء الأمصار دون من شذ بقراءته عنهم» [تفسير الطبري 33/ 663، ط 1327هـ).
فيرى الطبري إجماع القراء حجة القراءة وكان ابن مجاهد يرى في هؤلاء السبعة اجماعا منهم وفيها كفاية على صحتها وغيرها حسب اجتهاده ولكن تفضيله بعضها كقراءة نافع على غيرها ينافي هذا التحديد.
وبالرغم من هذا الاهتمام المتزايد من ابن مجاهد في قراءة نافع ليس اليوم في سنة 1385هـ في العراق موطن ابن مجاهد قارئ لقراءة نافع ولا قارئ واحد بل على العكس أصبح ما دعى إليه مناوئه ابن مقسم من موافقة خط المصحف وموافقة اللغة العربية أصلين من أصول صحة القراءة اليوم في العالم الإسلامي كله.
وقد ظهرت في القرن الرابع طائفة كتب في علل القراءات السبع والاحتجاج بها والانتصار لها:
1 - ولعل أولها انتقادا لابن مجاهد ما كتبه أبو بكر محمد بن السري السراج (ت 316هـ) لكنه لم يتم كما يظهر من مقدمة الفارسي.
2 - محمد بن الحسن الأنصاري (ت 351هـ) له كتاب السبعة بعللها الكبير.
3 - محمد بن الحسن بن مقسم (ت 362هـ) له كتابان «كتاب بعللها الكبير والأوسط.
4 - عبد الله بن الحسين بن خالويه (ت 370هـ) له الحجة في القراءات السبع ط 1971م.
5 - أبو علي الفارسي (ت 377هـ) له الحجة في القراءات السبع ط دمشق 1984م.(1/267)
4 - عبد الله بن الحسين بن خالويه (ت 370هـ) له الحجة في القراءات السبع ط 1971م.
5 - أبو علي الفارسي (ت 377هـ) له الحجة في القراءات السبع ط دمشق 1984م.
وهذه الكتب بالرغم من ضياع بعضها تعطي فكرة واضحة عن أثر ابن مجاهد في نشر القراءات السبع في المجتمع الإسلامي.
وكل من جاء بعدهم توسع على مبناهم وسار على خطاهم وأشهرهم:
1 - مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ).
2 - عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ).
3 - القاسم بن فيروز الشاطبي (ت 590هـ).
وقد ساهم كل منهم مساهمة فعالة في القراءات السبع دراسة وقراءة وحفظا. وإليك لمحة عن هؤلاء القراء السبع:
جدول تواريخ القراءة السبعة
القارئ / الأصل / المكان / الحاكم / نوع الحكم / المعارضة / أئمة أهل البيت 1ابن عامر (ت 118هـ) /؟ / دمشق / هشام بن عبد الملك / أموي / زيد (ت 123هـ) / الباقر (ت 114هـ) 2ابن كثير (ت 120هـ) / مولى / مكة / عبد الملك / أموي / زيد (ت 123هـ) / الصادق / (ت 148هـ) 3عاصم (ت 127هـ) / مولى / الكوفة / عبد الملك / عباسي / النفس الزكية (ت 154هـ) / الصادق (ت 148هـ) 4عمرو (ت 154هـ) مولى / البصرة / المنصور الدوانيقي / عباسي / إبراهيم (ت 154هـ) / الكاظم (ت 183هـ) 5الزيات / (ت 156هـ) / مولى / الكوفة / الهادي / عباسي / شهيد فخ (ت 169هـ) / الكاظم (ت 183هـ) 6نافع (ت 169هـ) / مولى / المدينة / الهادي / عباسي / شهيد فخ (ت 169هـ) / الكاظم (ت 183هـ) 7الكسائي (ت 181هـ) / مولى / الكوفة / الرشيد / عباسي / الكاظم (ت 183هـ) / الكاظم (ت 183هـ)(1/268)
القارئ / الأصل / المكان / الحاكم / نوع الحكم / المعارضة / أئمة أهل البيت 1ابن عامر (ت 118هـ) /؟ / دمشق / هشام بن عبد الملك / أموي / زيد (ت 123هـ) / الباقر (ت 114هـ) 2ابن كثير (ت 120هـ) / مولى / مكة / عبد الملك / أموي / زيد (ت 123هـ) / الصادق / (ت 148هـ) 3عاصم (ت 127هـ) / مولى / الكوفة / عبد الملك / عباسي / النفس الزكية (ت 154هـ) / الصادق (ت 148هـ) 4عمرو (ت 154هـ) مولى / البصرة / المنصور الدوانيقي / عباسي / إبراهيم (ت 154هـ) / الكاظم (ت 183هـ) 5الزيات / (ت 156هـ) / مولى / الكوفة / الهادي / عباسي / شهيد فخ (ت 169هـ) / الكاظم (ت 183هـ) 6نافع (ت 169هـ) / مولى / المدينة / الهادي / عباسي / شهيد فخ (ت 169هـ) / الكاظم (ت 183هـ) 7الكسائي (ت 181هـ) / مولى / الكوفة / الرشيد / عباسي / الكاظم (ت 183هـ) / الكاظم (ت 183هـ)
القراء السبعة:
هم من المدن التي أرسل عثمان المصاحف إليها وهي الكوفة والبصرة والشام مضاف إليها مكة والمدينة وكلهم من الموالي ما عدا ابن عامر حيث اختلف فيه أهو عربي أم مولى فقد انتخب ابن مجاهد (ت 324هـ) قارئا واحدا من كل من مكة والمدينة ودمشق والبصرة وثلاثة من الكوفة، ويصعب تعليل اختياره ثلاثة من مدينة الكوفة وحدها دون الباقي. وهم حسب وفياتهم:
1 - ابن عامر (ت 118هـ) هو أبو عمران ابن عبد الله بن عامر اليحصبي من أهل الشام.
2 - ابن كثير (ت 120هـ) هو أبو معبد عبد الله بن كثير أبو معبد المكي مولى من أهل مكة.
3 - عاصم (ت 127هـ) هو أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي من أهل الكوفة.
4 - أبو عمرو بن العلاء (ت 154هـ) أبو عمرو زياد بن العلاء بن عمار البصري المازني من أهل البصرة.
5 - حمزة الزيات (ت 156هـ) أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي المولى من أهل الكوفة.
6 - نافع (ت 169هـ) أبو رويم نافع بن عبد الله محمد بن نعيم الليثي المولى من أهل المدينة.
7 - الكسائي (ت 189هـ) أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي المولى من أهل الكوفة.
وإليك لمحة عن حياتهم:
1 - أبو عامر الدمشقي (ت 118هـ)
ظهرت قراءة ابن عامر الدمشقي في خلافة هشام بن عبد الملك الأموي (106 116هـ) الذي أخمد ثورة زيد بن علي بن الحسين العلوي واتخذ دمشق عاصمة لخلافته.
ويذكر المؤرخ ابن الأثير (630هـ) في «الكامل» حوادث عن دعاة بني العباس في خراسان منها سنة 117هـ حيث قال: «وفي هذه السنة أخذ عبد الله جماعة من دعاة بني العباس بخراسان فقتل بعضهم ومثل ببعض وحبس بعضهم» [الكامل 4/ 415].
ولم يذكر ابن الأثير (630هـ) وفاة ابن عامر في سنة 118هـ[راجع الكامل 4/ 422] مما يكشف عن عدم اشتهاره في هذا العصر وترجمه الذهبي في معرفة القراء [1 (8683)] وقال: «انه توفي سنة 118هـ».(1/269)
ويذكر المؤرخ ابن الأثير (630هـ) في «الكامل» حوادث عن دعاة بني العباس في خراسان منها سنة 117هـ حيث قال: «وفي هذه السنة أخذ عبد الله جماعة من دعاة بني العباس بخراسان فقتل بعضهم ومثل ببعض وحبس بعضهم» [الكامل 4/ 415].
ولم يذكر ابن الأثير (630هـ) وفاة ابن عامر في سنة 118هـ[راجع الكامل 4/ 422] مما يكشف عن عدم اشتهاره في هذا العصر وترجمه الذهبي في معرفة القراء [1 (8683)] وقال: «انه توفي سنة 118هـ».
ونقف في ترجمته على النقاط التالية:
يذكر ابن عامر نفسه أنه: «قبض رسول الله ولي سنتان وانتقلت إلى دمشق ولي تسع سنين [معرفة القراء 1/ 82]. وهذا يستلزم أنه ولد السنة 9للهجرة وفي 18انتقل إلى دمشق ولم يذكر من أين وكان قد بلغ من العمر 117عاما لأنه توفي 118هو هذا عمر طويل عادة. ورواية الذماري أنه ولد سنة 21للهجرة أقرب إذ يكون عمره حينئذ 96عاما.
كان ممن ولي قضاء دمشق وحدث عن معاوية [معرفة القراء 1/ 83] فهو إذا على صلة حسنة بالأمويين وكان قاضي الجند وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيّرها [1/ 84] فإذا كان له دور فعال في شرطة الأمويين وكان يزعم أنه من حمير وكان يغمز في نسبه» [1/ 84] فكان إذا لديه عقدة نقص يحاول نقضها بدعوى النسب وقال سلمان بن عبد الملك للمهاجر بن أبي المهاجر «إذا كان أول ليلة من رمضان قف خلف الإمام فإذا تقدم ابن عامر فخذ بثيابه واجذبه وقل: تأخر فلن يتقدمنا دعيّ» [1/ 85] وعليه دعواه النسب كانت معروفة. وقال العجلي «ابن عامر شامي ثقة» [1/ 85] لا بد وأن يكون في غير هذه الدعوى.
فمن الطبيعي في مثل هذه الوظائف الحكومية التي تقلدها ابن عامر أن تنتشر قراءته في عاصمة الأمويين وتساندها الأموية وأن تموت قراءة زيد بن علي المعارض للحكم الأموي والذي قضى الحكم الأموي على ثورته وماتت قراءته بموته حتى عدت من الشواذ [راجع المحتسب لابن جني ص 1].
وقد ماتت قراءة ابن عامر ولا يقرأ بها أحد اليوم سنة 1385هـ في دمشق ولا في غيرها من البلاد الإسلامية وكأن زوال الحكم الأموي كان سببا لزوالها.
قال ابن مجاهد (ت 324هـ): وكان عبد الله بن عامر اليحصبي قد أخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وأخذها المغيرة عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
وروي عن يحيى بن الحارث الذماري، قال: «قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه» [السبعة 86].
وعلى قراءة ابن عامر أهل الشام وبلاد الجزيرة إلا نفرا من أهل مصر، فإنهم ينتحلون قراءة نافع، والغالب على أهل الشام قراءة ابن عامر [كتاب السبعة 87].(1/270)
وروي عن يحيى بن الحارث الذماري، قال: «قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه» [السبعة 86].
وعلى قراءة ابن عامر أهل الشام وبلاد الجزيرة إلا نفرا من أهل مصر، فإنهم ينتحلون قراءة نافع، والغالب على أهل الشام قراءة ابن عامر [كتاب السبعة 87].
وذكر ابن مجاهد ثلاثة أسانيد لقراءة عبد الله بن عامر أولها: وأما ابن عامر فإن أحمد بن يوسف التغلبي أخبرنا بقراءته، عن عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي أبي عمرو، قال: قرأت على أيوب بن تميم القارئ التميمي وأخبرني أيوب أنه قرأ على يحيى الذماري، وأن يحيى بن الحارث قرأ على عبد الله بن عامر. [السبعة 101].
قال القيسي (ت 427هـ): «ابن عامر هو أكبر القراء سنا، روي لنا أنه قرأ على عثمان وعلى أبي الدرداء، وقيل على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي قرأ، وقرأ المغيرة على عثمان وكلا الطريقين قد تكلم فيه، ولذلك أخّرناه، ولم أر أحدا من الشيوخ يترك قراءته، ولم يحملها إلا محمل الصحيح والسلامة وعلى ذلك نحن.
وكان ابن عامر من التابعين، من الطبقة الثانية، وتوفي بدمشق سنة ثماني عشرة ومائة، روى البخاري أن ابن عامر سمع من معاوية وروى عنه، وقيل إنه قرأ على النعمان بن بشير وعلى واثلة بن الأسقع رحمة الله عليهم». [التبصرة 51].
ومما قال الذهبي (ت 748هـ) في ترجمته: «إمام أهل الشام في القراءة عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة، أبو عمران على الأصح، وقيل أبو عامر، وقيل: أبو نعيم، وقيل: أبو عليم، وقيل: أبو عبيد، وقيل: أبو محمد، وقيل: أبو موسى، وقيل: أبو معبد، وقيل: أبو عثمان الدمشقي، ثابت النسب إلى يحصب بن دهمان أحد حمير، وحمير من قحطان، وبعضهم يتكلم في نسبه، والصحيح أنه صريح النسب.
قال خالد بن يزيد المريّ: سمعت عبد الله بن عامر يقول: قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولي سنتان، وانتقلت إلى دمشق، ولي تسع سنين.
أخذ القراءة عرضا عن أبي الدرداء، وعن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان، وقيل: عرض على عثمان نفسه رضي الله عنه، وروى عنه القراءة عرضا يحيى الذماري.
ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني، وحدث عن معاوية، وفضالة بن عبيد، والنعمان بن بشير، وواثلة بن الأسقع.
قال الفسوي في «تاريخه»: «حدّثنا هشام بن عمار، حدّثنا الهيثم بن عمران، قال:
كان رأس المسجد بدمشق في زمن عبد الملك وبعده، عبد الله بن عامر اليحصبي، وكان
يغمز في نسبه، فجاء رمضان، فقالوا: من يؤمّنا، فذكروا المهاجر بن أبي المهاجر، فقيل:(1/271)
كان رأس المسجد بدمشق في زمن عبد الملك وبعده، عبد الله بن عامر اليحصبي، وكان
يغمز في نسبه، فجاء رمضان، فقالوا: من يؤمّنا، فذكروا المهاجر بن أبي المهاجر، فقيل:
ذاك مولى، ولسنا نريد أن يؤمنا مولى، فبلغت سليمان بن عبد الملك. فلما استخلف، بعث إلى المهاجر، فقال: إذا كان أول ليلة من رمضان قف خلف الإمام، فإذا تقدم ابن عامر، فخذ بثيابه واجذبه، وقل: تأخر فلن يتقدمنا دعيّ، وصلّ أنت يا مهاجر، ففعل.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: «ابن عامر شامي ثقة».
عن يحيى بن الحارث، أنه قرأ على ابن عامر، وأنه قرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وأن المغيرة قرأ على عثمان. قد ذكرنا رواية هشام عن الوليد، وفيها إسقاط المغيرة، وأن هشاما ضعّف ذلك ووهّاه.
قال خليفة ومحمد بن سعد، وابن جرير: توفي ابن عامر سنة ثماني عشرة ومائة.
[معرفة القراء 1/ 86].
وذكر عبد الفتاح القاضي منهج ابن عامر في القراءة كالآتي:
1 - له بين كل سورتين ما لأبي عمرو راجع ص 284.
2 - له التوسط في المدين المتصل والمنفصل.
3 - له في الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة التسهيل والتحقيق مع الإدخال، إذا كانت مفتوحة، وله التحقيق مع الإدخال وعدمه إذا كانت مكسورة أو مضمومة. وهذا كله لهشام، أما ذكوان فيقرأ كحفص.
4 - يغير الهمز المتطرف عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله وهذا لهشام وحده.
5 - يدغم من رواية هشام ذال إذ في بعض الحروف نحو: «إذ تبرّأ الذين اتبعوا»، ويدغم من الروايتين الدال في الثاء نحو «ومن يرد ثواب»، والثاء في التاء في «لبثت» و «لبثتم» حيث وقعا، والذال في التاء في «أخذتم» و «أخذت» و «اتخذتم» كيف وقعت.
6 - ويميل من رواية هشام ألف إناه في «غير ناظرين إناه» في الأحزاب، وألف «ومشارب» في يس، وألف «عابدون وعابد». في الكافرون وألف آنية في «تسقى من عين آنية» في الغاشية.
7 - يقرأ من رواية هشام لفظ إبراهيم في بعض المواضع بفتح الهاء وألف بعدها.
8 - يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية: جاء شاء زاد، حيث وقعت وكيف وردت، حمارك، المحراب، إكراههن، كمثل الحمار، والاكرام، عمران.
9 - يقرأ من رواية ابن ذكوان «وإن إلياس» في الصافات بوصل الهمزة. [تاريخ القراء 23].(1/272)
8 - يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية: جاء شاء زاد، حيث وقعت وكيف وردت، حمارك، المحراب، إكراههن، كمثل الحمار، والاكرام، عمران.
9 - يقرأ من رواية ابن ذكوان «وإن إلياس» في الصافات بوصل الهمزة. [تاريخ القراء 23].
2 - ابن كثير (ت 120هـ)
يشترك عصر ابن كثير وابن عامر فهما كانا في خلافة هشام بن عبد الملك الأموي (116106هـ) وإن يفترق ابن كثير في أن شهرته كانت في مكة المكرمة. ويذكر ابن الأثير (630هـ) في هذه السنة (120هـ) دورا فعالا لشيعة بني العباس بخراسان وعزل خالد بن عبد الله القسري وولاية يوسف بن عمر الثقفي الحجاج من قبل هشام بن عبد الملك [4/ 436] ولم يذكر وفاة ابن كثير مما يظهر عدم اشتهاره حينئذ كما ذكر بتفصيل في سنة 121هـ ظهور زيد بن علي بن الحسين ومقتله 121هـ.
وقد ترجم الذهبي (ت 748هـ) وارخ وفاته سنة 120هـ ومما قال: «عبد الله بن كثير بن المطلب الإمام أبو معبد مولى عمرو بن علقمة الكناني الداري المكي إمام المكيين في القراءة أصله فارسي ودارين موضع بنواحي الهند من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى إلى صنعاء فطردوا عنها الحبشة». [معرفة القراء 1/ 86].
وعن مهنته قال: «كان عطارا» [1/ 87] وممن حدث ابن كثير عنه عبد الله بن الزبير [1/ 87] فتظهر صلته بحاكم مكة آنذاك في هذه الفترة ظهرت ثورة زيد بن علي المدني بالولادة والعربي بالنسب وكانت المدينة آنذاك مركز الفكر الإسلامي في الشرق والذي ثار في الكوفة حتى قتل 121هـ. نجد أن شهرة ابن كثير المكي الفارسي في هذه الفترة الزمنية لا تخلو من تحويل للانظار عن المدينة التي هي مصدر الثورة ضد الحكم الأموي فكريا إلى مكة المكرمة التي هي أقدس بقعة للمسلمين.
قال ابن مجاهد: «وكان الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة، وأمّ بها أهلها في عصره عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداريّ، وكان مقدّما، قرأ على مجاهد بن جبر، وقرأ مجاهد على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه. ولم يخالف ابن كثير مجاهدا في شيء من قراءته.
وكان في عصر عبد الله بن كثير بمكة ممن تجرد للقراءة وقام بها محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السّهمي، ويقال له محمد بن عبد الله بن محيصن، ويقال عبد الرحمن بن محمد محيصن. وكان قرأ على درباس مولى ابن عباس رضي الله تعالى
عنهما، وقرأ درباس على ابن عباس. وقد قرأ ابن كثير أيضا على درباس. وكان ابن محيصن عالما بالعربية، وكان له اختيار لم يتبع فيه أصحابه، وأخذ عن مجاهد أيضا. ويروى عن مجاهد أنه كان يقول: ابن محيصن يبني ويرصّص في العربية، يمدحه بذلك. وحدّثنا ابن أبي خيثمة، قال: حدّثنا خلف، قال: حدّثنا عبيد بن عقيل عن شبل عن حميد عن مجاهد أنه قال ذلك. ولم يجمع أهل مكة على قراءته كما اجمعوا على قراءة ابن كثير. [كتاب السبعة 65].(1/273)
وكان في عصر عبد الله بن كثير بمكة ممن تجرد للقراءة وقام بها محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السّهمي، ويقال له محمد بن عبد الله بن محيصن، ويقال عبد الرحمن بن محمد محيصن. وكان قرأ على درباس مولى ابن عباس رضي الله تعالى
عنهما، وقرأ درباس على ابن عباس. وقد قرأ ابن كثير أيضا على درباس. وكان ابن محيصن عالما بالعربية، وكان له اختيار لم يتبع فيه أصحابه، وأخذ عن مجاهد أيضا. ويروى عن مجاهد أنه كان يقول: ابن محيصن يبني ويرصّص في العربية، يمدحه بذلك. وحدّثنا ابن أبي خيثمة، قال: حدّثنا خلف، قال: حدّثنا عبيد بن عقيل عن شبل عن حميد عن مجاهد أنه قال ذلك. ولم يجمع أهل مكة على قراءته كما اجمعوا على قراءة ابن كثير. [كتاب السبعة 65].
وعن أسانيد ابن كثير قال: «وأما قراءة ابن كثير فإني قرأت بها على أبي عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المخزومي المكي، ويلقب قنبلا، سنة ثمان وسبعين ومائتين. وأخبرني أنه قرأ على أحمد بن محمد بن عون النّبال القوّاس، وأخبره أنه قرأ على أبي الإخريط وهب بن واضح، قال: وأخبرني وهب أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله بن القسط، وأخبره إسماعيل أنه قرأ على شبل بن عبّاد ومعروف بن مشكان، وأخبراه أنهما قرآ على ابن كثير، رحمه الله تعالى.
قال النبال: وأخبرني وهب أنه لقي معروف بن مشكان وشبل بن عباد فقرأ عليهما، وأخبراه بهذا الإسناد. [كتاب السبعة 93].
وذكر القيسي (ت 437هـ): «وأما ابن كثير فإنه قرأ على مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عباس، وقرأ ابن عباس على أبيّ وزيد، وقرأ أبيّ وزيد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقرأ أيضا على عبد الله بن السائب المخزومي صاحب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقرأ عبد الله على أبيّ، وكان من الطبقة الثانية من التابعين ففضله مشهور، وقراءته قراءة أهل الحجاز مستقيمة السند، صحيحة الطريقة، وتوفي بمكة سنة عشرين ومائة. [التبصرة 46].
وترجمة الذهبي (ت 748هـ) بقوله: «عبد الله بن كثير (ت 120هـ) ابن المطلب الإمام أبو معبد، مولى عمرو بن علقمة الكناني الدّاري المكي، إمام المكيين في القراءة».
أصله فارسي، وكان داريّا بمكة، وهو العطّار، مأخوذ من قولهم: عطر دارين، ودارين: موضع بنواحي الهند، وقيل في نسبته الدّاري: إنه قرشي من بني عبد الدار، قاله البخاري. وقال أبو بكر بن أبي داود: الدار: بطن من لخم، وهم رهط تميم الداري. وعن الأصمعي، قال: الداري: الذي لا يبرح في داره ولا يطلب معاشا. وعنه قال: كان عبد الله بن كثير عطارا، قلت: هذا هو الحق، فلا يبطله اشتراك الأنساب، وابن كثير من أبناء فارس، الذين بعثهم كسرى إلى صنعاء فطردوا عنها الحبشة.
وتصدّر للإقراء وصار إمام أهل مكة في ضبط القرآن، قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء، وشبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين وطائفة.(1/274)
أصله فارسي، وكان داريّا بمكة، وهو العطّار، مأخوذ من قولهم: عطر دارين، ودارين: موضع بنواحي الهند، وقيل في نسبته الدّاري: إنه قرشي من بني عبد الدار، قاله البخاري. وقال أبو بكر بن أبي داود: الدار: بطن من لخم، وهم رهط تميم الداري. وعن الأصمعي، قال: الداري: الذي لا يبرح في داره ولا يطلب معاشا. وعنه قال: كان عبد الله بن كثير عطارا، قلت: هذا هو الحق، فلا يبطله اشتراك الأنساب، وابن كثير من أبناء فارس، الذين بعثهم كسرى إلى صنعاء فطردوا عنها الحبشة.
وتصدّر للإقراء وصار إمام أهل مكة في ضبط القرآن، قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء، وشبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين وطائفة.
وبلغنا أن عبد الله بن كثير كان فصيحا بليغا مفوها، أبيض اللحية طويلا جسيما، أسمر، أشهل العينين، يخضب بالحناء، عليه سكينة ووقار.
وقال ابن عيينة: حضرت جنازته سنة عشرين ومائة، وقال غيره. عاش خمسا وسبعين سنة، قلت: فيكون مولده ظنا في سنة خمس وأربعين ومات شيخه عبد الله بن السائب رضي الله عنه بعيد السبعين.
وقد قرأ على أبيّ بن كعب، وقرأ مجاهد على ابن عباس، وحديث ابن كثير مخرج في الكتب الستة. [معرفة القراء 8886].
وذكر القاضي منهج ابن كثير في القراءة كالآتي.
1 - يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة كقالون.
2 - يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه.
3 - يصل هاء الضمير بواو إن كانت مضمومة وقبلها حرف ساكن وبعدها حرف متحرك نحو «منه آيات» ويصلها بياء إن كانت مكسورة وقبلها ساكن وبعدها متحرك نحو «فيه هدى».
4 - يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولا واحدا.
5 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما.
6 - يختلف راوياه في الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتي الحركة فالبزي يقرأ كقالون أعني بإسقاط الأولى إن كانتا مفتوحتين وبتسهيلها إن كانتا مكسورتين أو مضمومتين.
وقنبل يقرأ بتسهيل الثانية أو إبدالها حرف مدّ كورش أما إن كانتا مختلفتي الحركة فابن كثير من راويتيه يغير الثانية منهما كما يغيرها قالون وورش.
7 - يفتح ياءات الإضافة إذا كان بعدها همزة قطع مفتوحة أو همزة وصل مقرونة بلام التعريف أو مجردة منها على تفصيل يعلم من المؤلفات.
8 - يثبت بعض الياءات الزائدة وصلا ووقفا وقد تكفل علماء القراءات ببيانها وينبغي أن يعلم أن الخلاف بين راويي ابن كثير: البزي وقنبل إنما هو في كلمات قليلة مبينة في كتب القراءات منثورها ومنظومها.
9 - يقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء بالهاء نحو «رحمت الله وبركاته» وجنت نعيم [تاريخ القراء 15].(1/275)
8 - يثبت بعض الياءات الزائدة وصلا ووقفا وقد تكفل علماء القراءات ببيانها وينبغي أن يعلم أن الخلاف بين راويي ابن كثير: البزي وقنبل إنما هو في كلمات قليلة مبينة في كتب القراءات منثورها ومنظومها.
9 - يقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء بالهاء نحو «رحمت الله وبركاته» وجنت نعيم [تاريخ القراء 15].
3 - عاصم الكوفي (ت 128هـ)
اشتهرت قراءة عاصم بن أبي النجود بالكوفة في أوج النشاط العباسي ضد الحكم الأموي وفي سنة وفاته توجه عبد الرحمن بن مسلم المعروف بأبي مسلم الخراساني إلى خراسان وعمره تسع عشرة سنة [الكامل 5/ 21] واعلن ثورته في الحدود الشرقية ضد الحكم الأموي.
ويذكر وفاته ابن الأثير في الكامل بقوله: «وفيها سنة 128هـ مات عاصم بن أبي النجود صاحب القراءات» [الكامل 5/ 23].
وقد عاصر عاصم الدول الأموية وشاهد صراعات بني مروان على الحكم وخاصة الوليد بن يزيد الأموي (127120) ويزيد بن الوليد (127127) الذي ولي الخلافة خمسة اشهر وليلتين [الكامل 4/ 449].
وفي ظل الصراع القائم بين الأمويين بدمشق والعباسيين الذين اتخذوا الكوفة أولا ثم بغداد عاصمة لهم، ظهرت وانتشرت قراءة عاصم فمن هو عاصم؟ وما هي مؤهلاته؟
ترجمه الذهبي (748هـ) في [معرفة القراء 9488] ومما قال: «عاصم بن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي القارئ الإمام أبو بكر» [1/ 88] تولى القراءة عام 74 للهجرة قال: «وإليه انتهت الإمامة والقراءة بالكوفة بعد شيخه أبي عبد الرحمن السلمي» [1/ 89] وقد توفي السلمي عام 74 [1/ 57].
ونقل تلميذه أبو بكر بن عياش «ما رأيت أحدا اقرأ من عاصم» [1/ 90] و «ما رأيت أحدا قط كان افصح من عاصم بن أبي النجود إذا تكلم كاد يدخله خيلاء» [1/ 90] ولم تكن قراءته المفضلة على الاطلاق في اعتقاد أحمد بن حنبل حيث يقول: «قراءة أهل المدينة أحب فإن لم تكن فقراءة عاصم» [1/ 90]. وفي اعتقاده السياسي والديني «كان عثمانيا» [1/ 91] ويظهر أن هذه العقيدة لم تؤثر عليه في انتخاب القراءات قال عاصم: «ما اقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي (ت 74هـ). وكان قد قرأ على علي عليه السّلام» [1/ 91] وقال مدافعا عن عقيدته العثمانية «ما نضع علي بن أبي طالب إلا أنه يعني عثمان رضي الله عنه كان أفضل من أن يزكي نفسه» [1/ 93]. وربما كانت العقيدة العثمانية أثرت في شهرة عاصم.
قال ابن مجاهد (ت 324هـ): «وأما أهل الكوفة فكان الغالب على المتقدمين من أهلها قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، لأنه (هو) الذي بعث به إليهم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ليعلمهم، فأخذت عنه قراءته قبل أن يجمع عثمان رضي الله تعالى عنه الناس على حرف واحد، ثم لم تزل في صحابته من بعده يأخذها الناس عنهم.(1/276)
ونقل تلميذه أبو بكر بن عياش «ما رأيت أحدا اقرأ من عاصم» [1/ 90] و «ما رأيت أحدا قط كان افصح من عاصم بن أبي النجود إذا تكلم كاد يدخله خيلاء» [1/ 90] ولم تكن قراءته المفضلة على الاطلاق في اعتقاد أحمد بن حنبل حيث يقول: «قراءة أهل المدينة أحب فإن لم تكن فقراءة عاصم» [1/ 90]. وفي اعتقاده السياسي والديني «كان عثمانيا» [1/ 91] ويظهر أن هذه العقيدة لم تؤثر عليه في انتخاب القراءات قال عاصم: «ما اقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي (ت 74هـ). وكان قد قرأ على علي عليه السّلام» [1/ 91] وقال مدافعا عن عقيدته العثمانية «ما نضع علي بن أبي طالب إلا أنه يعني عثمان رضي الله عنه كان أفضل من أن يزكي نفسه» [1/ 93]. وربما كانت العقيدة العثمانية أثرت في شهرة عاصم.
قال ابن مجاهد (ت 324هـ): «وأما أهل الكوفة فكان الغالب على المتقدمين من أهلها قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، لأنه (هو) الذي بعث به إليهم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ليعلمهم، فأخذت عنه قراءته قبل أن يجمع عثمان رضي الله تعالى عنه الناس على حرف واحد، ثم لم تزل في صحابته من بعده يأخذها الناس عنهم.
وقال: حدّثني علي بن عبد الصمد، قال: حدّثنا محمد بن الهيثم المقرئ، قال:
حدّثنا موسى بن داود، عن حفص، عن عمران، عن الأعمش، قال: أدركت الكوفة وما قراءة زيد فيهم إلا كقراءة عبد الله فيكم اليوم ما يقرؤها إلا الرجل والرجلان [كتاب السبعة 67].
وقال: «فلم تزل قراءة عبد الله بالكوفة لا يعرف الناس غيرها، وأول من أقرأ بالكوفة القراءة التي جمع عثمان رضي الله تعالى عنه الناس عليها أبو عبد الرحمن السلمي واسمه عبد الله بن حبيب، فجلس في المسجد الأعظم ونصب نفسه لتعليم الناس القرآن، ولم يزل يقرئ بها أربعين سنة، فيما ذكر أبو إسحاق السبيعي إلى أن توفي في ولاية بشر بن مروان.
وكانت ولاية بشر بن مروان سنة ثلاث وسبعين. [كتاب السبعة 68].
وكان أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن، وعرض على زر بن حبيش، فيما حدّثني به عبد الله بن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش، قال: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي، وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على علي رضي الله تعالى عنه، وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن، فأعرض على زر بن حبيش، وكان زر قد قرأ على عبد الله. قال أبو بكر بن عياش: فقلت لعاصم: لقد استوثقت. [كتاب السبعة 70].
وكان عاصم متقدما في زمانه مشهورا بالفصاحة، معروفا بالإتقان، وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة، وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ من عاصم أبو بكر بن عياش فيما يقال لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا. وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان لا يكاد يمكن من نفسه من أرادها منه، فقلّت بالكوفة من أجل ذلك وعز من يحسنها وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات. [كتاب السبعة 71].
وعن أسانيد قراءة عاصم قال ابن مجاهد: «وما كان من قراءة عاصم بن أبي النجود عن أبي بكر بن عياش فإن عبد الله بن محمد بن شاكر أخبرني به، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم من أول القرآن إلى خاتمة الكهف.
وأخبرني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، عن أبيه، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم، بذلك من أول القرآن إلى آخره [كتاب السبعة 94].(1/277)
وعن أسانيد قراءة عاصم قال ابن مجاهد: «وما كان من قراءة عاصم بن أبي النجود عن أبي بكر بن عياش فإن عبد الله بن محمد بن شاكر أخبرني به، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم من أول القرآن إلى خاتمة الكهف.
وأخبرني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، عن أبيه، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم، بذلك من أول القرآن إلى آخره [كتاب السبعة 94].
أقول: وظاهر كلام ابن مجاهد أنه لم يقرأ قراءة عاصم على مشايخه بل اكتفى بالرواية عن مشايخه مع أنه قرأ غيرها من السبعة قراءة متعددة مما يظهر عدم اهتمامه بقراءة عاصم بنفس الدرجة من الاهتمام بقراءة نافع.
قال القيسي (ت 437هـ): «أما عاصم، فكان من الطبقة الثالثة، وكان أضبط الناس في عصره لقراءة زيد بن ثابت، وكان قد قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي طالب، وقرأ علي زيد، وقرأ زيد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وروي أن عليا قرأ على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقرأ عاصم أيضا على ابن مريم زر بن حبيش. قال:
كنت أعرض على زيد بعد قراءتي على أبي عبد الرحمن، وقرأ زر على علي وعلى عثمان وعلى ابن مسعود رضي الله عنهم، وقرأ هؤلاء على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وكان عاصم قد جلس للإقراء في موضع أبي عبد الرحمن السلمي بعد موته، وروى عنه عطاء بن أبي رباح المكي، وهو من جملة التابعين، فقراءته مختارة عند من رأيت من شيوخ السبعة، مقدمة على غيرها لفصاحة عاصم، ولصحة سندها، وثقة ناقلها، وتوفي عاصم سنة سبع وعشرين ومائة وقيل سنة ثمان. [التبصرة 44].
ومما قال الذهبي (ت 748هـ): «وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالكوفة، بعد شيخه أبي عبد الرحمن السلمي أيضا، قال أبو بكر بن عياش: لما هلك أبو عبد الرحمن، جلس عاصم يقرئ الناس، وكان عاصم أحسن الناس صوتا بالقرآن.
وقال أبو خيثمة وغيره: اسم أبي النجود بهدلة، وقال الفلاس: بهدلة أمه».
توفي عاصم في آخر سنة سبع وعشرين ومائة. وقال إسماعيل بن مجالد: سنة ثمان وعشرين رواه البخاري عن أحمد بن سليمان عنه فلعله في أولها مات.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: عاصم بن بهدلة، صاحب سنة وقراءة، كان رأسا في القرآن، قدم البصرة فأقرأهم، قرأ عليه سلام أبو المنذر، وكان عثمانيا، قرأ عليه الأعمش في حداثته، ثم قرأ على يحيى بن وثاب.
وقال أبو بكر بن عيّاش: كان عاصم نحويا فصيحا إذا تكلم، مشهور الكلام. وكان الأعمش وعاصم وأبو حصين كلهم لا يبصرون، جاء رجل يوما يقود عاصما، فوقع وقعة شديدة، فما كهره ولا قال له شيئا.
وقال حماد بن زيد عن عاصم، قال: «كنا نأتي أبا عبد الرحمن ونحن غلمة أيفاع.(1/278)
وقال أبو بكر بن عيّاش: كان عاصم نحويا فصيحا إذا تكلم، مشهور الكلام. وكان الأعمش وعاصم وأبو حصين كلهم لا يبصرون، جاء رجل يوما يقود عاصما، فوقع وقعة شديدة، فما كهره ولا قال له شيئا.
وقال حماد بن زيد عن عاصم، قال: «كنا نأتي أبا عبد الرحمن ونحن غلمة أيفاع.
فأغمي عليه. فأفاق ثم قرأ: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللََّهِ مَوْلََاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام: 62].
وقال أبو بكر بن عياش: قال عاصم: من لم يحسن من العربية إلا وجها واحدا، لم يحسن شيئا، وقال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا، إلا أبو عبد الرحمن، وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكنت أرجع من عنده، فأعرض على زرّ، وكان زرّ قد قرأ على عبد الله رضي الله عنه فقلت لعاصم: لقد استوثقت. رواها يحيى بن آدم عنه.
وروى جماعة عن عمرو بن الصبّاح، عن حفص الغاضريّ، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ رضي الله عنه بالقراءة.
وذكر عاصم أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليّا في شيء من قراءته.
وروى أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، قال: كل قراءة عاصم قراءة أبي عبد الرحمن إلا حرفا.
وروى أبو بكر، عن عاصم: كان أبو عمرو الشيباني يقرئ الناس في المسجد الأعظم، فقرأت عليه، ثم سألته عن آية فاتهمني بهوى، فكنت إذا دخلت المسجد يشير إليّ ويحذّر أصحابه منّي، رواها يحيى بن آدم عنه. وروي عن حفص بن سليمان قال: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها، فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السّلمي، عن علي رضي الله عنه، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عياش، فهي القراءة التي كنت أعرضها على زرّ بن حبيش، عن ابن مسعود رضي الله عنه [معرفة القراءة 1/ 88].
وحديثه مخرج في الكتب الستة وليس حديثه بالكبير [كذا والصحيح بالكثير] رحمه الله تعالى.
وأعلى ما يقع لنا القرآن العظيم من جهته، فإنني قرأت القرآن كله على أبي القاسم سحنون المالكي، عن أبي القاسم الصفراوي، عن أبي القاسم بن عطية، عن ابن الفحام، عن ابن نفيس، عن السامري، عن الأشناني عن عبيد بن الصباح، عن حفص، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضى الله عنه، وعن زر، عن عبد الله، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، عن جبريل عليه السلام عن الله عزّ وجلّ، فنسأل الله أن يجعله شاهدا لنا وشافعا [معرفة القراء 1/ 88/ 94].
ذكر القاضي منهج عاصم في القراءة كالآتي:(1/279)
وأعلى ما يقع لنا القرآن العظيم من جهته، فإنني قرأت القرآن كله على أبي القاسم سحنون المالكي، عن أبي القاسم الصفراوي، عن أبي القاسم بن عطية، عن ابن الفحام، عن ابن نفيس، عن السامري، عن الأشناني عن عبيد بن الصباح، عن حفص، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضى الله عنه، وعن زر، عن عبد الله، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، عن جبريل عليه السلام عن الله عزّ وجلّ، فنسأل الله أن يجعله شاهدا لنا وشافعا [معرفة القراء 1/ 88/ 94].
ذكر القاضي منهج عاصم في القراءة كالآتي:
1 - يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله الوقف والسكت والوصل.
2 - يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات.
3 - يميل شعبة عنه ألف «رمى» في ولكن الله رمى «بالأنفال» وألف أعمى في موضعي الإسراء «ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى» وألف ونأى في «ونأى بجانبه» في الإسراء، وألف ران في «كلا بل ران» في المطففين وألف هار في «شفا جرف هار» في التوبة، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في «مجراها».
4 - يفتح من رواية شعبة ياء الإضافة في «من بعدي اسمه أحمد» في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضا في «وأمي إلهين» في المائدة و «أجري إلا» في جميع المواضع، و «وجهي لله» في آل عمران والأنعام. و «بيتي» في «ولمن دخل بيتي» بنوح، «ولي دين» في الكافرون.
5 - يحذف الياء الزائدة وصلا ووقفا من رواية شعبة في «فما آتان الله خير» في النمل.
6 - يقرأ من رواية شعبة «من لدنه» بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها. «تاريخ القراء 28].
4 - أبو عمرو البصري (ت 154هـ)
اشتهرت قراءته في ظل انتصار العباسيين على الأمويين وتأسيس العاصمة الجديدة للعباسيين في بغداد عام 145هـ وقد شاهد أفول الأمويين في دمشق وظهور العباسيين في الكوفة ثم انتقالهم إلى بغداد سنة 145هـ والصراع بين العباسيين والعلويين على تسلم الحكم وخاصة في مدينة البصرة وثورة إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق العلوي في البصرة التي انتهت إلى مقتله سنة 145هـ بالكوفة وهذه الثورة العلوية استمرت آثارها حتى عام 156هـ حيث أخذ عامل البصرة عمرو بن الشداد الذي كان عامل إبراهيم بن عبد الله على فارس [الكامل 5/ 211].
وذكره ابن الأثير في الكامل فيمن توفي عام 154هـ وقال: «وفيها مات أبو عمرو بن العلاء مات سنة 154هـ وكان عمره ست وثمانين سنة» [5/ 205].
وترجمه الذهبي (ت 748هـ) بقوله: «المازني المقرئ النحوي البصري الإمام مقرئ أهل البصرة اسمه زبان على الأصح» [معرفة القراء 1/ 10] ولد سنة 68هـ وأنه «ولد بمكة
سنة 68هـ ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة» [1/ 101] وكان شعبه يشجع هذه القراءة فقال «تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا» [1/ 102] وهذا التنبؤ تحقق لمؤهلاته الخاصة فقد كان «اعلم الناس بالقرآن والعربية وأيام العرب والشعر وأيام الناس» [1/ 103] فهذه الخبرة بالتاريخ جعلته يتقي معترك المعارضة السياسية لمصلحته ومن هنا حينما سئل هل هو عربي أو مولى قال: «النسب من مازن والولاء للغير وقال عدس للبقلة» [1/ 105] فالمهم عنده أن الولاء للغير البقلة التي تؤكل أو البغلة التي تركب ثم يمضي الإنسان لحاله في هذه الحياة من دون ولاء لأي شيء آخر حقا كان أم باطلا. وقد وجدوا على شاهد قبره أنه (مولى بني حنيفة) وبالرغم من تهربه من هذا النوع من الولاء ألصق بقبره بعد موته سنة 154هـ.(1/280)
وترجمه الذهبي (ت 748هـ) بقوله: «المازني المقرئ النحوي البصري الإمام مقرئ أهل البصرة اسمه زبان على الأصح» [معرفة القراء 1/ 10] ولد سنة 68هـ وأنه «ولد بمكة
سنة 68هـ ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة» [1/ 101] وكان شعبه يشجع هذه القراءة فقال «تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا» [1/ 102] وهذا التنبؤ تحقق لمؤهلاته الخاصة فقد كان «اعلم الناس بالقرآن والعربية وأيام العرب والشعر وأيام الناس» [1/ 103] فهذه الخبرة بالتاريخ جعلته يتقي معترك المعارضة السياسية لمصلحته ومن هنا حينما سئل هل هو عربي أو مولى قال: «النسب من مازن والولاء للغير وقال عدس للبقلة» [1/ 105] فالمهم عنده أن الولاء للغير البقلة التي تؤكل أو البغلة التي تركب ثم يمضي الإنسان لحاله في هذه الحياة من دون ولاء لأي شيء آخر حقا كان أم باطلا. وقد وجدوا على شاهد قبره أنه (مولى بني حنيفة) وبالرغم من تهربه من هذا النوع من الولاء ألصق بقبره بعد موته سنة 154هـ.
وتاريخ وفاته بعد أربعة أعوام من وفاة أبي حنيفة النعمان المتوفى عام 150هـ الذي تعاطف مع ثورة العلويين في البصرة.
قال ابن الأثير في الكامل [5/ 205] في حوادث سنة 154هـ: «وفيها مات أبو عمرو بن العلاء وقيل مات سنة 157هـ وكان عمره ستّا وثمانين».
قال ابن مجاهد (ت 324هـ): «وكان مقدما في عصره، عالما بالقراءة ووجوهها، قدوة في العلم باللغة، إمام الناس في العربية، وكان مع علمه وفقهه بالعربية متمسكا بالآثار، لا يكاد يخرج اختياره عما جاء عن الأئمة قبله، متواضعا في علمه، قرأ على أهل الحجاز، وسلك في القراءة طريقهم، ولم يزل العلماء في زمانه تعرف له تقدمه، وتقرّ له بفضله، وتأتمّ في القراءة بمذهبه.
وروى عن سفيان بن عيينة، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنام، فقلت: يا رسول الله قد اختلفت عليّ القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ قال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.
حدّثني أبو بكر موسى بن إسحاق، قال: حدّثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا أبو العباس ختن ليث، قال: سألت أبا عمرو على من قرأت؟ فقال: على مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما.
وحدّثني فضلان المقرئ، قال: حدّثني أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو، قال: سمع سعيد بن جبير قراءتي، فقال: الزم قراءتك هذه.
حدّثنا ابن يوسف عن أبي عبيد عن حجاج، عن هارون، عن أبي إسحاق قال: قال
أبو عمرو بن العلاء أخذنا عن الأشياخ: نصر بن عاصم وأصحابه، قال هارون: فذكرت ذلك لأبي عمرو، فقال: لكني لا آخذ قراءتي عن نصر بن عاصم ولا عن أصحابه، ولكن عن أهل الحجاز.(1/281)
حدّثنا ابن يوسف عن أبي عبيد عن حجاج، عن هارون، عن أبي إسحاق قال: قال
أبو عمرو بن العلاء أخذنا عن الأشياخ: نصر بن عاصم وأصحابه، قال هارون: فذكرت ذلك لأبي عمرو، فقال: لكني لا آخذ قراءتي عن نصر بن عاصم ولا عن أصحابه، ولكن عن أهل الحجاز.
وكان في عصره جماعة من أهل العلم بالقراءة لم يبلغوه، منهم عبد الله بن أبي إسحاق، وعاصم بن أبي الصباح الجحدري وعيسى بن عمر الثقفي النحوي. وكان هؤلاء أهل فصاحة أيضا، ولم يحفظ عنهم في القراءة ما حفظ عن أبي عمرو، وإلى قراءته صار أهل البصرة أم أكثرهم.
ثم دخل أبو عمرو الكوفة فتوفي بها عند محمد بن سليمان. حدّثني بعض أصحابنا عن أبي بكر بن خلاد عن وكيع بن الجراح، قال: قرأت بالكوفة على قبر أبي عمرو بن العلاء: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء مولى بني حنيفة. [كتاب السبعة 85].
وعن أسانيد قراءة أبي عمرو بن العلاء قال ابن مجاهد: «وما كان من قراءة أبي عمرو بن العلاء فإني قرأت بها على ابن عبدوس القرآن مرات، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر، وقرأ أبو عمر على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو.
وقرأت أيضا على جماعة ممن قرأ على أبي أيوب سليمان الخياط، وقرأ أبو أيوب على اليزيدي.
وقرأت على رجل من أصحاب أبي أيوب الخياط شيخ صدوق يقال له: عبد الله بن كثير، قرأ على أبي أيوب، ومنه تعلمت عامة القرآن.
وأخبرني أبو القاسم بن اليزيدي عن أبيه وعمه، عن اليزيدي.
وأخبرني عبيد الله بن علي الهاشمي عن نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه عن أبي عمرو [كتاب السبعة 99].
وقال القيسي (ت 437هـ): «وأما أبو عمرو فإنه قرأ على ابن كثير على سنده المتقدم، وقرأ أيضا على نصر بن عاصم، وقرأ نصر على أبي موسى الأشعري، وقرأ أبو موسى على أبيّ وزيد، وقرأ أبيّ وزيد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقرأ أيضا أبو عمرو على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد على ابن عباس. وقرأ أيضا على مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عباس، وقر ابن عباس على أبيّ وزيد، وقرأ أبيّ على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقرأ أبو عمرو على عكرمة وعلى عطاء بن أبي رباح وعلى الأعرج، وقرأ أبو عمرو أيضا على ابن محيصن وعلى يزيد بن رومان وعلى
شيبة بن نصاح ويزيد بن القعقاع، وقرأ أبو عمرو أيضا على الحسن بن أبي الحسن وعلى يحيى بن يعمر وعلى غيرهما.(1/282)
وقال القيسي (ت 437هـ): «وأما أبو عمرو فإنه قرأ على ابن كثير على سنده المتقدم، وقرأ أيضا على نصر بن عاصم، وقرأ نصر على أبي موسى الأشعري، وقرأ أبو موسى على أبيّ وزيد، وقرأ أبيّ وزيد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقرأ أيضا أبو عمرو على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد على ابن عباس. وقرأ أيضا على مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عباس، وقر ابن عباس على أبيّ وزيد، وقرأ أبيّ على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقرأ أبو عمرو على عكرمة وعلى عطاء بن أبي رباح وعلى الأعرج، وقرأ أبو عمرو أيضا على ابن محيصن وعلى يزيد بن رومان وعلى
شيبة بن نصاح ويزيد بن القعقاع، وقرأ أبو عمرو أيضا على الحسن بن أبي الحسن وعلى يحيى بن يعمر وعلى غيرهما.
واختار من جميع ما قرأ به عليهم، قراءته المروية عنه، ومات سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل سنة سبع، ووجد على قبره مكتوب «مولى بني حنيفة»، وكان إذ توفي رحمه الله ابن ست وثمانين سنة، وهو من الطبقة الرابعة، وقيل من الثالثة، لأنه قرأ على التابعين إلا أنه كان صغيرا.
ولد أبو عمرو بمكة، ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة، وقيل مات بطريق الشام.
قال أبو عمرو، وكنت رأسا في زمان الحسن، قال أبو زيد: قلت لأبي عمرو: أكل ما أخذته وقرأت به سمعته؟ فقال: لو لم أسمعه لم أقرأ به، لأن القراءة سنّة، فقراءته مختارة مقدمة عند كثير من أهل الأمصار لثقته، وتقدّمه في العلم باللغة والإعراب، مع ديانته وورعه.
وقد روي عنه أنه قال: لم أزل أطلب أن أقرأ كما قرأ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكما أنزل، وكان قد فرّ من الحجاج إلى مكة فلقي بها التابعين من أهل الحجاز وغيرهم فقرأ عليهم. [التبصرة 48].
ومما قال الذهبي (ت 748هـ): «المازني المقرئ النحوي الإمام، مقرئ أهل البصرة، اسمه زبّان على الأصح، وقيل: العريان، وقيل: يحيى، وقيل: محبوب، وقيل:
جنيد، وقيل: عيينة، وقيل: عثمان، وقيل: عياد، وهو أبو عمرو بن العلاء بن عمّار بن العريان، وقيل: ابن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي، ثم المازني، وقال الأصمعي وعمر بن شبة: اسمه كنيته.
وعن الأصمعي رواية أخرى قال: اسمه زبّان، وله إخوة: سفيان، ومعاذ، وأبو حفص عمر.
ولد أبو عمرو سنة ثمان وستين، وقيل: سنة سبعين، وأخذ القراءة عن أهل الحجاز، وأهل البصرة، فعرض بمكة على مجاهد وسعيد بن جبير، وعطاء، وعكرمة بن خالد، وابن كثير.
قال أبو عمرو الداني: يقال: إنه ولد بمكة سنة ثمان وستين، ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة، وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة.
وقال الأصمعي: كنت إذا رأيت أبا عمرو يتكلم ظننته لا يعرف شيئا، كان يتكلم كلاما سهلا، وكان له كل يوم بفلس كوز، وبفلس ريحان، فيشرب بالكوز يوما ويهبه، يأمر الجارية فتدق الريحان إذا جف في الأشنان.(1/283)
قال أبو عمرو الداني: يقال: إنه ولد بمكة سنة ثمان وستين، ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة، وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة.
وقال الأصمعي: كنت إذا رأيت أبا عمرو يتكلم ظننته لا يعرف شيئا، كان يتكلم كلاما سهلا، وكان له كل يوم بفلس كوز، وبفلس ريحان، فيشرب بالكوز يوما ويهبه، يأمر الجارية فتدق الريحان إذا جف في الأشنان.
وقال أبو عبيدة: كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف، ثم تنسك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوههم.
وقال الأصمعي: قال أبو عمرو: إنما نحن فيمن مضى كبقل في أصول نخل طوال.
قال ابن معين: أبو عمرو ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به، قلت: ليس له في الكتب الستة شيء.
وعن أبي عمرو، قال: نظرت في هذا العلم قبل أن أختن، ولي أربع وثمانون سنة.
قال ابن مجاهد: حدّثني بعض أصحابنا عن أبي بكر بن خلاد، عن وكيع، قال:
قرأت على قبر أبي عمرو بالكوفة: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء مولى بني حنيفة. قلت: لعله ولاء حلف.
قال ابن دريد: حدّثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، قال: قال أبو عمرو بن العلاء: أنا زدت هذا البيت في أول قصيدة الأعشى، واستغفر الله منه.
وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشّيب والصّلعا
قال الأصمعي وغيرهم: توفي أبو عمرو سنة أربع وخمسين ومائة. [معرفة القراء 1/ 105101].
وذكر القاضي منهج أبي عمرو في القراءة كالآتي:
1 - له بين كل سورتين البسملة، السكت، الوصل، سوى بين الأنفال وبراءة فله القطع، السكت، الوصل، وكل منها بلا بسملة.
2 - له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك. والمتقاربين نحو وشهد شاهد. والمتجانسين نحو ربكم أعلم بكم بشروط مخصوصة.
3 - له في المد المتصل التوسط من الروايتين، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري. والقصر فقط من رواية السوسي.
4 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.
5 - يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين متفقتين في الحركة ويغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير وجعفر بن ربيعة.(1/284)
4 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.
5 - يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين متفقتين في الحركة ويغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير وجعفر بن ربيعة.
6 - يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو إذ دخلوا، ودال قد في حروف معينة نحو فقد ظلم، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو كذبت ثمود. ولام هل في هل ترى من فطور بالملك. فهل ترى لهم من باقية بالحاقة ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو فنبذتها، عذت، ومن يرد ثواب.
7 - يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن فعلى بفتح الفاء نحو السلوى، أو كسرها نحو سيماهم، أو ضمها نحو المثلى. ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعد راء نحو اشترى، الذكرى، النصارى. ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو على أبصارهم، من ديارهم. ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منها متطرفة مكسورة نحو: {إِنَّ كِتََابَ الْأَبْرََارِ} [المطففين: 18] {مِنَ الْأَشْرََارِ}
[ص: 62]. ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري.
8 - يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو: {بَقِيَّتُ اللََّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} [هود: 86] {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} [الدخان: 43].
9 - يفتح ياءات الإضافة التي بعدها قطع مفتوحة نحو إني أعلم أو مكسورة نحو فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو لا ينال عهدي الظالمين، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو هارون أخي اشدد.
على تفصيل يعلم من كتب الفن.
10 - يثبت بعض ياءات الزوائد وصلا نحو: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدََّاعِ إِذََا دَعََانِ} [البقرة:
186] ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام. [تاريخ القراء 18].
5 - حمزة الزيات (ت 156هـ)
يشترك كل من حمزة الزيات (ت 156هـ) وأبو عمرو بن العلاء (ت 154وقيل 156هـ) في مسيرة الأحداث في عصرهما وعاش حمزة ستين عاما. عاصر فيها مسيرة المنصور العباسي إلى الشام عام 154هـ[الكامل 5/ 145] ومطاردة عبد الرحمن الأموي عام 156هـ إلى أشبيلية بالأندلس بواسطة اليمانيين الذين قاومهم عبد الرحمن الأموي «فلم تقم بعدها لليمانية قائمة» [الكامل 5/ 209].
وعلى أثر هذه الحوادث في عام 157هـ يقول ابن الأثير: «وبسبب هذه الواقعة وغش العرب مال عبد الرحمن إلى اقتناء العبيد» [الكامل 5/ 210].(1/285)
يشترك كل من حمزة الزيات (ت 156هـ) وأبو عمرو بن العلاء (ت 154وقيل 156هـ) في مسيرة الأحداث في عصرهما وعاش حمزة ستين عاما. عاصر فيها مسيرة المنصور العباسي إلى الشام عام 154هـ[الكامل 5/ 145] ومطاردة عبد الرحمن الأموي عام 156هـ إلى أشبيلية بالأندلس بواسطة اليمانيين الذين قاومهم عبد الرحمن الأموي «فلم تقم بعدها لليمانية قائمة» [الكامل 5/ 209].
وعلى أثر هذه الحوادث في عام 157هـ يقول ابن الأثير: «وبسبب هذه الواقعة وغش العرب مال عبد الرحمن إلى اقتناء العبيد» [الكامل 5/ 210].
كما وذكر في حوادث سنة 156هـ وفيها توفي حمزة بن حبيب الزيات المقرئ أحد القراء السبعة [5/ 211].
فمن هو حمزة؟
وصفه الذهبي (ت 748هـ): «حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام أبو عمارة الكوفي مولى آل عكرمة بن ربعي التميمي الزيات أحد القراء السبعة» [معرفة القراء 1/ 111] «ولد سنة ثمانين»، «وقرأ عرضا على الأعمش وحمران بن أعين وجعفر الصادق وتصدر للإقراء مدة وقرأ عليه عدد كثير» [ص 112]. «وكان إماما حجة قيما بكتاب الله تعالى حافظا للحديث بصيرا بالفرائض والعربية عابدا خائفا قانتا لله ثخين الورع عديم النظير» [112] وعن عمله قال: «كان حمزة يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب من حلوان الجوز والجبن إلى الكوفة» [ص 113] وعن مصحفه قال: «وكان له مصحف على هجاء مصحف ابن الزبير» [113] ويظهر أن قراءة حمزة اتسمت بالبساطة من التعقيد حيث قال: «إذ لهذا التحقيق منتهى إليه ثم يكون قبيحا مثل البياض له منتهى فإذا زاد صار برصا» [1/ 115] وكره أحمد بن حنبل في قراءة حمزة الإمالة حيث قال: «أكره من قراءة حمزة الهمزة الشديد والاجتماع» [الإمالة 1/ 116] وأما حمزة نفسه فكان يقول ذلك رياضة حيث قال: «إنما الهمز رياضة فإذا أحسنها الرجل سلها» [1/ 116] وخدمته في القرآن طويلة حيث يقول: «نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري» [1/ 113] و «احكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة» [1/ 110] وحيث أنه ولد سنة 80هـ فقد أحكم القراءة سنة 95هـ واستمر فيها حتى وفاته عام 156هـ.
قال ابن مجاهد (ت 324هـ): «وكان حمزة ممن تجرد للقراءة ونصب نفسه لها، وكان ينحو نحو أصحاب عبد الله، لأن قراءة عبد الله انتهت بالكوفة إلى الأعمش.
أسانيد حمزة: وكان حمزة قد قرأ على الأعمش بها، ويقال إنه لم يقرأ عليه، ولكنه سمع قراءته، وقرأ على ابن أبي ليلى، وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو، وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه، وقرأ أبيّ بن كعب على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم [كتاب السبعة 72].
وقال ابن مجاهد عن أسانيده إلى قراءة حمزة قال: «وما كان من قراءة حمزة بن حبيب فإني قرأت بها غير مرة على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر حفص بن عمر، وأخبره أبو عمر أنه قرأ على سليم بن عيسى، وأخبره سليم أنه قرأ على حمزة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.(1/286)
أسانيد حمزة: وكان حمزة قد قرأ على الأعمش بها، ويقال إنه لم يقرأ عليه، ولكنه سمع قراءته، وقرأ على ابن أبي ليلى، وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو، وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه، وقرأ أبيّ بن كعب على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم [كتاب السبعة 72].
وقال ابن مجاهد عن أسانيده إلى قراءة حمزة قال: «وما كان من قراءة حمزة بن حبيب فإني قرأت بها غير مرة على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر حفص بن عمر، وأخبره أبو عمر أنه قرأ على سليم بن عيسى، وأخبره سليم أنه قرأ على حمزة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وأخبرني محمد بن الجهم، قال: حدّثني خلف بن هشام، عن سليم، عن حمزة.
وقال محمد بن الجهم: وقرأت على عائذ بن أبي عائذ، وقرأ عائذ على حمزة. [كتاب السبعة 97].
وقال القيسي (ت 437هـ): «وأما حمزة فإنه قرأ على ابن أبي ليلى، وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال وقرأ المنهال على سعيد بن جبير وقرأ سعيد على ابن عباس، وقرأ أيضا على حمران بن أعين، وقرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي، وقرأ أبو الأسود على عليّ وعلى عثمان، وقرأ أيضا حمزة على الأعمش سليمان بن مهران وقرأ الأعمش على يحيى بن وثّاب وقرأ يحيى على أصحاب ابن مسعود وعلى زرّ بن حبيش، وقرأ زرّ على عليّ وعلى عثمان وعلى ابن مسعود، ولما مات الأعمش خلفه حمزة في موضعه.
قال حمزة: ما كان من قراءتي على ابن أبي ليلى فهو عن علي بن أبي طالب، وما كان من قراءتي عن الأعمش فهو عن ابن مسعود، فدل قوله هذا على أنه قرأ على الأعمش، ودلّ أيضا أن قراءة ابن أبي ليلى تتصل بعلي بن أبي طالب وابن عباس.
وقرأ حمزة أيضا على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وقرأ جعفر على آبائه، وكان حمزة من الطبقة الرابعة، وتوفي حمزة سنة ست وخمسين ومائة، وكان قد قرأ على سفيان الثوري القرآن أربع مرات، وأمّ الناس بالكوفة سنة مائة، فإمامة حمزة ظاهرة وثيقة مشهورة، وسنده مستقيم. [التبصرة 49].
ومما قال الذهبي (ت 748هـ): ابن عمارة بن إسماعيل الإمام، أبو عمارة الكوفي، مولى آل عكرمة بن ربعي التيمي الزيات، أحد القراء السبعة.
ولد سنة ثمانين، وأدرك الصحابة بالسن، فلعله رأى بعضهم، وقرأ القرآن عرضا على الأعمش، وحمران بن أعين، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومنصور، وأبي إسحاق وغيرهم، وقرأ أيضا على طلحة بن مصرّف، وجعفر الصادق.
وتصدّر للإقراء مدة، وقرأ عليه عدد كثير.
وكان إماما حجة، قيما بكتاب الله تعالى، حافظا للحديث، بصيرا بالفرائض والعربية،
عابدا خاشعا قانتا لله، ثخين الورع، عديم النظير، قال البخاري: «حمزة بن حبيب الزيات، مولى بني تيم الله بن ربيعة. وقال سليم: حمزة مولى بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة. وقال محمد بن الحسن النقاش مولى بني عجل، من ولد أكثم بن صيفي وقال: كان حمزة يجلب الزيت من العراق إلى حلوان، ويجلب من حلوان الجوز والجبن إلى الكوفة.(1/287)
وكان إماما حجة، قيما بكتاب الله تعالى، حافظا للحديث، بصيرا بالفرائض والعربية،
عابدا خاشعا قانتا لله، ثخين الورع، عديم النظير، قال البخاري: «حمزة بن حبيب الزيات، مولى بني تيم الله بن ربيعة. وقال سليم: حمزة مولى بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة. وقال محمد بن الحسن النقاش مولى بني عجل، من ولد أكثم بن صيفي وقال: كان حمزة يجلب الزيت من العراق إلى حلوان، ويجلب من حلوان الجوز والجبن إلى الكوفة.
وقال أبو عبيد: حمزة هو الذي صار عظم أهل الكوفة إلى قراءته، من غير أن تطبق عليه جماعتهم.
وبه قال ابن مجاهد: حدّثنا مطيّن، حدّثنا عقبة بن قبيصة، حدّثنا أبي، قال: كنا عند سفيان الثوري، فجاء حمزة فكلّمه، فلما قام من عنده، أقبل علينا سفيان، فقال: هذا ما قرأ حرفا من كتاب الله عزّ وجلّ إلا بأثر.
وبه: حدّثني محمد بن عيسى، حدّثنا أبو هشام، حدّثنا سليم، عن حمزة، أنه كان إذا قرأ في الصلاة لم يكن يهمز.
وبه: حدّثنا ابن أبي الدنيا، قال: قال محمد بن الهيثم: أخبرني إبراهيم الأزرق، قال: كان حمزة يقرأ في الصلاة كما يقرأ لا يدع شيئا من قراءته، فذكر المد والهمز والإدغام.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: أكره من قراءة حمزة الهمز الشديد، والاضجاع. [الإمالة].
وعن حمزة قال: «إنما الهمز رياضة، فإذا حسّنها الرجل سلّها».
وقال سهل بن محمد التميمي: «قال لنا سليم: سمعت حمزة يقول: ولدت سنة ثمانين، وأحكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة».
قال ابن أبي الدنيا: حدّثني محمود بن أبي نصر العجلي، قال: مات حمزة سنة ست وخمسين ومائة، وكذا ورخه غير واحد، وقيل: سنة ثمان وخمسين وهو وهم، رحمه الله.
[معرفة القراء 1/ 118].
وذكر القاضي منهج حمزة في القراءة كالآتي:
1 - يصل آخر كل سورة بأول تاليها من غير بسملة بينهما.
2 - يضم الهاء وصلا ووقفا في الألفاظ الثلاثة: عليهم، إليهم، لديهم.
3 - يسكن الهاء في: يؤدّه إليك، قوله: {مََا تَوَلََّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} [النساء: 115] نؤته منها، فألقه إليهم.(1/288)
2 - يضم الهاء وصلا ووقفا في الألفاظ الثلاثة: عليهم، إليهم، لديهم.
3 - يسكن الهاء في: يؤدّه إليك، قوله: {مََا تَوَلََّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} [النساء: 115] نؤته منها، فألقه إليهم.
4 - يقرأ بالاشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات.
5 - يقرأ بالسكت على أل وشيء ويقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو:
{عَذََابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 10].
6 - بغير الهمز عند الوقف سواء كان في وسط الكلمة نحو يؤمنون، أم في آخرها نحو ينشئ على تفصيل في ذلك.
7 - يدغم من رواية خلف ذال إذ في الدال والتاء، ومن رواية خلاد في جميع حروفها ما عدا الجيم، ويدغم من الروايتين دال قد في جميع حروفها، وتاء التأنيث في جميع حروفها، ويدغم لام هل في الثاء في هل ثوب الكفار في المطففين، ولام بل في السين في «بل سولت لكم» بيوسف وفي التاء نحو بل تأتيهم، ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو وإن تعجب فعجب، وهذا من رواية خلاد، ويدغم الذال في التاء في عذت، اتخذتم، فنبذتها، والثاء في التاء في أورثتموها، وفي لبثت كيف وقع.
8 - يميل الألفات من ذوات الياء والألفات المرسومة ياء في المصاحف نحو الهدى مشترى، النصارى، ويميل الألفات في خاب، خافوا، طاب، ضاقت، وحاق، راع، جاء، شاء، زاد، ويقلل الألفات الواقعة بين راءين ثانيهما متطرفة مكسورة نحو إن كتاب الأبرار، من الأشرار.
9 - يسكن ياءات الإضافة في {قُلْ لِعِبََادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} بإبراهيم، يا {يََا عِبََادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} بالزمر ونحو ذلك وقد حصرها العلماء.
10 - يثبت الياء الزائدة في {أَتُمِدُّونَنِ بِمََالٍ} في النمل، {رَبَّنََا وَتَقَبَّلْ دُعََاءِ}
بإبراهيم. [تاريخ القراء 33].
6 - نافع (ت 169هـ)
«اشتهرت قراءة نافع في ظل الصراع بين العباسيين أنفسهم على الحكم وقد كان المهدي العباسي (169هـ) قد عزم على خلع ابنه موسى الهادي والبيعة للرشيد بولاية العهد وتقديمه على الهادي» [الكامل 5/ 259] «فأكل طعاما فمات بعد عشرة أيام واختلف في
سبب موته فقيل شرب من إناء فيه سم، فمات من ساعته» [5/ 259] وبويع ابنه موسى الهادي في اليوم الذي مات فيه المهدي [5/ 263].(1/289)
«اشتهرت قراءة نافع في ظل الصراع بين العباسيين أنفسهم على الحكم وقد كان المهدي العباسي (169هـ) قد عزم على خلع ابنه موسى الهادي والبيعة للرشيد بولاية العهد وتقديمه على الهادي» [الكامل 5/ 259] «فأكل طعاما فمات بعد عشرة أيام واختلف في
سبب موته فقيل شرب من إناء فيه سم، فمات من ساعته» [5/ 259] وبويع ابنه موسى الهادي في اليوم الذي مات فيه المهدي [5/ 263].
خلافة الهادي (170169هـ) دامت سنة واحدة عام 170بعد أن جد في خلع الرشيد والبيع لابنه جعفر [5/ 270] «واختلف في سبب موته وقيل أن وفاته كانت من قبل جوار لأمه الخيزران كانت امرتهن بقتله» [5/ 272] فوضعت جواريها عليه لما مرض فقتلنه بالغم والجلوس على وجهه» [5/ 273].
وفي خلافة الهادي في عام 169هـ ظهرت حركة الحسن بن علي شهيد فخ وكان من أمرها أن الهادي استعمل العمري على المدينة وقد أخذ جمعا من العلويين بتهمة شربهم النبيذ فأمر بهم فضربوا جميعا وجعل في أعناقهم الحبال وطيف بهم في المدينة فجاء الحسين بن علي العمري وقال له: «قد ضربتهم ولم يكن لك أن تضربهم لأن أهل العراق لا يرون به بأسا فلم تطوف بهم؟» [الكامل 5/ 265].
فلما صلى الحسين وقت الصبح أتاه الناس فبايعوه على كتاب الله وسنة نبيه والمرتضى من آل محمد [5/ 266] وانتهت المقاومة بمعركة فخ قرب مكة.
ولم يذكر ابن الأثير لنافع أية وجهة نظر في هذه الحركة واكتفى بالقول: «وفيها سنة 169هـ توفي نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المقرئ صاحب القراءة أحد القراء السبعة» [5/ 269] ولم يشر إلى وفاة نافع في البداية [10/ 156] فمن هو نافع؟.
ترجمه الذهبي ومما قال: «نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم أبو رويم المقرئ المدني أحد الأعلام هو مولى جعونة. وأصله من أصبهان. واقرأ الناس دهرا طويلا فقرأ عليه من القدماء مالك. وانه قدم المدينة سنة عشر ومائة فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازع [1/ 108] وعلق الذهبي أنه سنة 113هـ ومهما كان فلا بد أن يكون في سن يؤهله للقراءة. والأصمعي نقل عمن قال: «ادركت المدينة سنة مائة ونافع رئيس في القراءة» [1/ 109] وهذا يقتضي أن يكون عمره حدود المائة. ونافع هو الوحيد الذي صرح بأسلوبه في القراءة فقال: «فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فاخذته وما شذ فيه واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة [1/ 109] ويظهر من الحلواني: «أن نافعا كان لا يهمز همزا شديدا ويمد ويحقق القراءة ولا يشدد ويقرب بين الممدود وغير الممدود [1/ 110] وتوفي نافع سنة 169هـ.
ومما قال ابن مجاهد (ت 324هـ) أبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم
مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب. أخبرني بنسبه أبو بكر محمد بن الفرج المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الله المسيبي عن أبيه بذلك.(1/290)
ومما قال ابن مجاهد (ت 324هـ) أبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم
مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب. أخبرني بنسبه أبو بكر محمد بن الفرج المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الله المسيبي عن أبيه بذلك.
حدّثني محمد بن عيسى العباسي، قال حدّثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: قال لي نافع بن أبي نعيم: أصلي من أصبهان.
حدّثني أبو بكر محمد بن عبد الرحيم، قال: سمعت المفضل بن غسان الغلابي، يقول: حدّثني رجل من أهل المدينة عن أبي سهر، قال: قرأت على نافع بن أبي نعيم، وسألته عن ولائه، فزعم أنه مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف بني هاشم [كتاب السبعة 54].
ثم ذكر أساتذة نافع وقال: «وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضين ببلده، أخذ القراءة عن جماعة من التابعين منهم. ثم فصل أحوال عدد منهم هم:
1 - عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
2 - جعفر بن زيد بن القعقاع.
3 - يزيد بن الرومان.
4 - شيبة بن نصاح.
5 - مسلم بن جندب الهذلي.
قال: حدّثني محمد بن الفرج، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق المسيبي عن أبيه عن نافع أنه قال: أدركت هؤلاء الأئمة الخمسة وغيرهم ممن سمى فلم يحفظ أبي أسماءهم قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة في هذه الحروف.
حدّثني محمد بن أحمد بن محمد بن شاهين، قال: حدّثنا روح بن الفرج، قال:
حدّثنا عبد الغني بن عبد العزيز المعروف بالعسال، قال: سمعت ابن وهب يقول: قراءة أهل المدينة سنة. قيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم. وعلى قراءة نافع اجتمع الناس بالمدينة العامة منهم والخاصة.
حدّثني محمد بن أحمد بن شاهين، قال: سمعت أبا الزنباع روح بن الفرج يقول:
سمعت محمد بن رمح، يقول: سمعت الليث بن سعد يقول: حججت سنة عشرة ومائة وإمام الناس بالمدينة في القراءة نافع بن أبي نعيم.
حدّثني عبد الله بن الصقر أبو العباس السكري، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا خليد الدمشقي يحدث عن الليث بن سعد أنه قدم المدينة سنة عشر ومائة، فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازع.(1/291)
سمعت محمد بن رمح، يقول: سمعت الليث بن سعد يقول: حججت سنة عشرة ومائة وإمام الناس بالمدينة في القراءة نافع بن أبي نعيم.
حدّثني عبد الله بن الصقر أبو العباس السكري، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا خليد الدمشقي يحدث عن الليث بن سعد أنه قدم المدينة سنة عشر ومائة، فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازع.
وقال القيسي (ت 437هـ): «وقرأ نافع على شيبة بن نصاح مولى أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلى عبد الرحمن بن هرمز ومسلم بن جندب الهذلي وعلى يزيد بن رومان.
وقرأ هؤلاء على أبي هريرة وابن عباس وقرأ أبو هريرة وابن عباس على أبيّ بن كعب، وقرأ أبي على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقراءته هي السنة لكونه في المدينة معدن العلم ومنزل الوحي، ولأنه إمام لحرم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وثناء مالك عليه وتعديله إياه واشتهار فضله، ولقول مالك وابن وهب: قراءة نافع هي السنة. يعني بذلك سنة أهل المدينة، والقراءات الثابتة من السنة التي لا مدفع فيها لأحد، وتوفي نافع بالمدينة سنة تسع وستين ومائة وقيل سنة سبع، وأقرأ الناس في مسجد النبي عليه السّلام قبل سنة مائة من الهجرة، وكان من الطبقة الثالثة، وكان يقرئ الناس كل ما قرئ عليه مما رواه إلا أن يسأله إنسان، إلا في قراءته، فيأخذ عليه، فلذلك كثر الاختلاف عنه. [التبصرة 46].
ومما قال الذهبي (ت 748هـ) نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي، مولاهم أبو رويم المقرئ المدني. أحد الأعلام، هو مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب، أو حليف أخيه العباس. وقيل: يكنى أبا الحسن، وقيل: أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو نعيم، وأشهرها أبو رويم.
قرأ على طائفة من تابعي أهل المدينة، وكان أسود اللون حالكا وأصله من أصبهان.
قال أبو قرة موسى بن طارق: سمعته يقول: قرأت على سبعين من التابعين.
قال سعيد بن منصور: سمعت مالكا يقول: قراءة أهل المدينة سنة، قيل له: قراءة نافع، قال: نعم.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم يكن فقراءة عاصم.
وقال مالك: نافع إمام الناس في القراءة.
وروى أبو خليد الدمشقي واسمه عتبة عن الليث بن سعد، أنه قدم المدينة سنة عشر ومائة، فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازع.
وقال إسحاق المسيبي: قال نافع: قرأت على هؤلاء، فنظرت إلى ما أجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة.(1/292)
وروى أبو خليد الدمشقي واسمه عتبة عن الليث بن سعد، أنه قدم المدينة سنة عشر ومائة، فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازع.
وقال إسحاق المسيبي: قال نافع: قرأت على هؤلاء، فنظرت إلى ما أجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة.
وقال الأصمعي: سألت نافعا عن «الذئب» و «البئر»، فقال: إن كانت العرب تهمزها فاهمزها.
وروى الحلواني عن قالون: أن نافعا كان لا يهمز همزا شديدا، ويمد ويحقق في القراءة ولا يشدد ويقرب بين الممدود وغير الممدود [معرفة القراء 1/ 111107].
وذكر القاضي منهج نافع في القراءة كالآتي:
لنافع في القراءة اختياران، أو منهجان، أقرأ قالون بأولها وورشا بالآخر:
منهج قالون
1 - إثبات البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله ثلاثة أوجه، القطع، السكت، الوصل. والثلاثة من غير بسملة.
2 - ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو: {سَوََاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لََا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6] وله القراءة بسكون الميم أيضا، فله في هذه الميم الوجهان الصلة والسكون.
3 - قصر المد المنفصل وتوسطه نحو يا أيها، وفي أنفسكم، قوا أنفسكم، ومقدار القصر حركتان والتوسط أربع حركات.
4 - تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما بمقدار حركتين، سواء كانت الهمزة الثانية مفتوحة نحوء أنتم. أم مكسورة نحو أئنكم. أم مضمومة نحو أؤنبئكم.
5 - إسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين بأن تكون الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية وهذا إذا كانت الهمزتان متفقتي الحركة مفتوحتين نحو: {ثُمَّ إِذََا شََاءَ أَنْشَرَهُ} [عبس: 22]. فإذا كانتا متفقتي الحركة مكسورتين نحو: {هََؤُلََاءِ إِنْ كُنْتُمْ} [البقرة: 31] أم مضمومتين وذلك في قوله تعالى: {وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيََاءُ أُولََئِكَ} [الأحقاف: 32] فإنه يسهل الهمزة الأولى وليس له في الهمزة الثانية في الأحوال الثلاث إلا التحقيق.
أما إذا كانت الهمزتان مختلفتي الحركة فإنه يسهل الثانية منهما بين بين إذا كانت
مكسورة والأولى مفتوحة نحو: {وَجََاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ} [يوسف: 58]. أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة وذلك في «كلما جاء أمة رسولها بالمؤمنين»، ويبدلها ياء خالصة إذا كانت مفتوحة. [معرفة القراء 9].(1/293)
أما إذا كانت الهمزتان مختلفتي الحركة فإنه يسهل الثانية منهما بين بين إذا كانت
مكسورة والأولى مفتوحة نحو: {وَجََاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ} [يوسف: 58]. أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة وذلك في «كلما جاء أمة رسولها بالمؤمنين»، ويبدلها ياء خالصة إذا كانت مفتوحة. [معرفة القراء 9].
وذكر القاضي منهج ورش في القراءة كالآتي:
1 - له بين كل سورتين ثلاثة أوجه، البسملة، السكت، الوصل والوجهان بلا بسملة، وله بين الأنفال وبراءة ما لقالون.
2 - له في المدين المتصل والمنفصل الإشباع بقدر ست حركات. وله في مد البدل نحو آمنوا، إيمانا، أوتوا، ثلاثة أوجه القصر بمقدار حركتين، والتوسط بمقدار أربع حركات، والمد بمقدار ست حركات، وله في حرف اللين الواقع قبل الهمزة نحو شيئا سوأة، التوسط والمد، وليس في القراء من يقرأ بالتوسط والمد في البدل واللين غيره.
3 - يقرأ الهمزتين المجتمعتين في كلمة بتسهيل الثانية منهما بين بين من غير إدخال وبإبدالها حرف مد ألفا إذا كانت مفتوحة أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل.
4 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وله إبدالها حرف مد أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما كقالون.
5 - يبدل الهمزة الساكنة حرف مد إذا كانت فاء للكلمة نحو يؤمن إلا ما استثنى.
ويبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واوا إذا كانت فاء للكلمة نحو مؤجلا.
6 - يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو ومنهم أميون.
7 - يدغم دال قد في الضاد نحو فقد ضل، وفي الظاء نحو فقد ظلم، ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو كانت ظالمة، ويدغم الذال في التاء في أخذتم ونحوه.
8 - يقرأ بتقليل الألفات من ذوات الياء يخلف عنه نحو الهدى الهوى ويقللها قولا واحدا إذا وقعت بعد راء نحو اشترى، النصارى. ويقلل الألفات الواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو الأبرار، الأشرار، أبصارهم ديارهم.
9 - يرقق الراء المفتوحة نحو خيرا، والمضمومة نحن خير بشروط دوّنها العلماء في الكتب.
10 - يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة نحو الصلاة. أو الساكنة نحو يصلي، أو وقعت بعد الطاء المفتوحة نحو وبطل. أو الساكنة نحو مطلع. أو وقعت بعد الظاء المفتوحة نحو ظلم. أو الساكنة نحو ولا يظلمون. وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره.(1/294)
9 - يرقق الراء المفتوحة نحو خيرا، والمضمومة نحن خير بشروط دوّنها العلماء في الكتب.
10 - يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة نحو الصلاة. أو الساكنة نحو يصلي، أو وقعت بعد الطاء المفتوحة نحو وبطل. أو الساكنة نحو مطلع. أو وقعت بعد الظاء المفتوحة نحو ظلم. أو الساكنة نحو ولا يظلمون. وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره.
11 - يشترك مع قالون في ياءات الإضافة فيفتح ما يفتحه قالون منها ويسكن ما يسكنه منها وهناك ياءات يفترقان فيها بينها العلماء في المصنفات.
12 - يشترك مع قالون في الياءات الزائدة فيثبت منها ما يثبته قالون منها. ويحذف ما يحذفه منها إلا مواضع افترقا فيها بينت في محالها. [تاريخ القراء ص 11].
7 - الكسائي (189هـ)
اشتهرت قراءة الكسائي في عصر هارون الرشيد العباسي (194170هـ) وقد استوطن بغداد وأدب الرشيد وولده الأمين (198194هـ) وقد بلغت خلافة هارون قمة القوة وقضى فيها على كل من خاف منهم ومنهم آل برمك (188170هـ) ورئيسهم جعفر بن يحيى البرمكي (188هـ) ونقل عاصمته من بغداد إلى الرقة على أثر مقتل البرامكة وخرج في عصره 194هـ بنفسه إلى قتال رافع بن ليث بخراسان وبصحبته الكسائي هذا ومحمد بن الحسن الشيباني وماتا معا ببلاد الري في يوم واحد وكان الرشيد يقول:
«دفنت الفقه والعربية بالري» [البداية والنهاية 10/ 203].
وهذه الصلة القوية بالرشيد جعله أن يتخذه الرشيد إماما في الصلاة قال الكسائي:
«صليت يوما بالرشيد فأعجبه قراءتي فغلطت غلطة ما غلطها غبي حين أردت أن أقول:
«لعلهم يرجعون» فقلت: «لعلهم ترجعين» فما تجاسر الرشيد أن يردها علي فلما سلمت قال: أي قراءة هذه؟ فقلت: ان الجواد قد يعثر قال أما هذا فنعم» [البداية والنهاية 10 203].
فمن هو الكسائي؟
ذكره ابن الأثير في البداية سنة 195هـ[10/ 203].
وترجمه الذهبي (ت 748هـ) ومما قال: «الإمام أبو الحسن الأسدي مولاهم الكوفي المقرئ النحوي أحد الأعلام وتوفي بحدود 120هـ وسمع من جعفر الصادق وآخرين وقرأ القرآن وجوّده على حمزة الزيات وعلي بن عمر الحمدان [معرفة القراء 2201] وإن كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضها» [1/ 122].
وكان في الكسائي تيه وحشمة لما نال من الرئاسة بإقراء محمد الأمين ولد الرشيد وتأديبه. وتأديبه أيضا الرشيد فنال ما لم ينله أحد من الجاه والمال والإكرام وحصل له رئاسة العلم والدنيا [1/ 123].(1/295)
وترجمه الذهبي (ت 748هـ) ومما قال: «الإمام أبو الحسن الأسدي مولاهم الكوفي المقرئ النحوي أحد الأعلام وتوفي بحدود 120هـ وسمع من جعفر الصادق وآخرين وقرأ القرآن وجوّده على حمزة الزيات وعلي بن عمر الحمدان [معرفة القراء 2201] وإن كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضها» [1/ 122].
وكان في الكسائي تيه وحشمة لما نال من الرئاسة بإقراء محمد الأمين ولد الرشيد وتأديبه. وتأديبه أيضا الرشيد فنال ما لم ينله أحد من الجاه والمال والإكرام وحصل له رئاسة العلم والدنيا [1/ 123].
والمحادثة بين الفراء والكسائي تكشف عن نفيسته. قال الفراء: «لقيت الكسائي يوما فرأيته كالباكي فقلت ما يبكيك؟ فقال: هذا الملك يحيى بن خالد يحضرني. فيسألني عن الشيء. فإن ابطأت في الجواب لحقني منه عتب وإن بادرت لم آمن الزلل فقلت: يا أبا الحسن من يعترض عليك. قل ما شئت فأنت الكسائي فأخذ لسانه بيده فقال: قطعه الله إذا أني قلت ما لا أعلم» [1/ 126].
ومن هذه المحادثة يظهر أنه كان يمتحن بمجاراة من هو أقوى منه مساومة على الحق وما أغلاه من ثمن!. ثم ذكر مؤلفاته التي هي في القرآن والشعر والنحو ورثاء يحيى الزيدي.
[معرفة القراء 1/ 128]. وقد توفي الكسائي في 189هـ بالري بقرية أرنوبة [1/ 128].
وطبيعي أن تشتهر قراءة الكسائي في ظل المساندة الكاملة من هارون الرشيد فهل كان استصحابهما معه إلى الري حبا لهما أو خوفا منهما؟ فهذا أمر يجب أن يحققه التاريخ.
قال ابن مجاهد [ت 324هـ): «كان علي بن حمزة الكسائي قد قرأ على حمزة ونظر في وجوه القراءات وكانت العربية علمه وصناعته، واختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة. وكان إمام الناس في القراءة في عصره، وكان يأخذ الناس عنه ألفاظه بقراءته عليهم. [كتاب السبعة 78].
حدّثني أحمد بن القاسم البرني، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال سمعت الكسائي، وهو يقرأ على الناس القرآن مرتين.
وقال خلف: كنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس وينقّطون مصاحفهم بقراءته عليهم، ولم يقم بالكوفة، كان ينتقل في البلاد وتوفي برنبويه قرية من قرى الري سنة تسع وثمانين ومائة.
وحدّثنا محمد بن عبد الرحيم المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن عيسى المقرئ الأصبهاني، قال: حدّثنا محمد بن سفيان، قال: قال الكسائي: أدركت أشياخ أهل الكوفة القرّاء والفقهاء: ابن أبي ليلى، وأبان بن تغلب، والحجاج بن أرطاة، وعيسى بن عمر الهمداني، وحمزة الزيات.
حدّثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدّثنا محمد بن خالد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن صالح العجلي، عن الكسائي، قال: قال لي هارون أمير المؤمنين: أقرئ محمدا قراءة حمزة، فقلت: هو أستاذي يا أمير المؤمنين [كتاب السبعة 79].(1/296)
وحدّثنا محمد بن عبد الرحيم المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن عيسى المقرئ الأصبهاني، قال: حدّثنا محمد بن سفيان، قال: قال الكسائي: أدركت أشياخ أهل الكوفة القرّاء والفقهاء: ابن أبي ليلى، وأبان بن تغلب، والحجاج بن أرطاة، وعيسى بن عمر الهمداني، وحمزة الزيات.
حدّثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدّثنا محمد بن خالد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن صالح العجلي، عن الكسائي، قال: قال لي هارون أمير المؤمنين: أقرئ محمدا قراءة حمزة، فقلت: هو أستاذي يا أمير المؤمنين [كتاب السبعة 79].
وعن أسانيد قراءة الكسائي قال ابن مجاهد: «وما كان من قراءة أبي الحسن علي بن حمزة فإني قرأت بها القرآن غير مرة على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عمر وقرأ أبو عمر على الكسائي.
وأخبرني محمد بن يحيى الكسائي، عن أبي الحارث الليث بن خالد، عن الكسائي [كتاب السبعة 98].
وقال القيسي (ت 437هـ) وأما الكسائي فإنه قرأ على حمزة على سنده المستقيم، وقرأ أيضا على غير حمزة، ولكن أكثر قراءاته عن حمزة، فهو مقدم في قراءاته لبراعته في اللغة، وتقدمه في علم العربية، ولصحة نقله لا سيما عن حمزة، وهو من الطبقة الرابعة، لأنه أدرك أشياخ محمد بن أبي ليلى وغيره، وتوفي سنة تسع وثمانين ومائة، وقيل سنة ثلاث وثمانين، وولد بالكوفة ومات بالري إذ خرج مع الرشيد إلى خراسان، ونسب إلى الكسائي لأنه فيما روي أحرم بحجة في كساء. [البصرة 49].
قال ابن كثير (ت 776هـ) في ترجمة الكسائي: أصله من الكوفة ثم استوطن بغداد الرشيد وولده الأمين، وقد قرأ على حمزة بن حبيب الزيات قراءته، وكان يقرئ بها، ثم اختار لنفسه قراءة وكان يقرأ بها. وقد روى عن أبي بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وغيرهما، وعنه يحيى بن زياد الفراء وأبو عبيد. قال الشافعي: من أراد النحو فهو عيال على الكسائي. أخذ الكسائي عن الخليل صناعة النحو فسأله يوما: عمن أخذت هذا العلم؟ قال:
من بوادي الحجاز. فرحل الكسائي إلى هناك فكتب عن العرب شيئا كثيرا، ثم عاد إلى الخليل فإذا هو قد مات وتصدر في موضعه يونس، فجرت بينهما مناظرات أقر له فيها يونس بالفضل، وأجلسه في موضعه.
قال الكسائي: صليت يوما بالرشيد فأعجبتني قراءتي، فغلطت غلطة ما غلطها صبي، أردت أن أقول: «لعلهم يرجعون»، فقلت: «لعلهم ترجعين»، فما تجاسر الرشيد أن يردها.
فلما سلمت قال: أي لغة هذه؟ فقلت: إن الجواد قد يعثر. فقال: أما هذا فنعم. وقال بعضهم: لقيت الكسائي فإذا هو مهموم، فقلت: ما لك؟ فقال: إن يحيى بن خالد قد وجه إليّ ليسألني عن أشياء فأخشى من الخطأ، فقلت: قل ما شئت فأنت الكسائي، فقال: قطعه
الله يعني لسانه إن قلت ما لم أعلم. وقال الكسائي يوما قلت لنجار: بكم هذان البابان؟(1/297)
فلما سلمت قال: أي لغة هذه؟ فقلت: إن الجواد قد يعثر. فقال: أما هذا فنعم. وقال بعضهم: لقيت الكسائي فإذا هو مهموم، فقلت: ما لك؟ فقال: إن يحيى بن خالد قد وجه إليّ ليسألني عن أشياء فأخشى من الخطأ، فقلت: قل ما شئت فأنت الكسائي، فقال: قطعه
الله يعني لسانه إن قلت ما لم أعلم. وقال الكسائي يوما قلت لنجار: بكم هذان البابان؟
فقال: بسالجيان يا مصفعان.
توفي الكسائي في هذه السنة على المشهور، عن سبعين سنة. وكان في صحبة الرشيد ببلاد الري فمات بنواحيها هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد، وكان الرشيد يقول: دفنت الفقه والعربية بالري. قال ابن خلكان: وقيل إن الكسائي توفي بطوس سنة ثنتين وثمانين ومائة، وقد رأى بعضهم الكسائي في المنام ووجهه كالبدر فقال: ما فعل بك ربك؟ فقال:
غفر لي بالقرآن. فقلت: ما فعل حمزة؟ قال: ذاك في عليين، ما نراه إلا كما نرى الكوكب.
وفيها توفي. [البداية والنهاية 10/ 201].
ومما قال الذهبي (ت 748هـ) الإمام أبو الحسن الأسدي، مولاهم الكوفي المقرئ النحوي، أحد الأعلام.
ولد في حدود سنة عشرين ومائة، وسمع من جعفر الصادق، والأعمش، وزائدة، وسليمان بن أرقم، وجماعة يسيرة. وقرأ القرآن وجوده على حمزة الزيات، وعيسى بن عمر الهمداني.
ونقل أبو عمرو الداني وغيره أن الكسائي قرأ على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أيضا، واختار لنفسه قراءة، ورحل إلى البصرة، فأخذ العربية عن الخليل بن أحمد.
قال محمد بن عيسى الأصبهاني: حدّثنا محمد بن سفيان، قال: قال الكسائي أدركت أشياخ أهل الكوفة: أبان بن تغلب، وابن أبي ليلى، وحجاج بن أرطاة، وعيسى بن عمر الهمذاني، وحمزة.
قلت: وأخذ الحروف أيضا عن أبي بكر بن عياش وغيره، وخرج إلى البوادي، فغاب مدة طويلة، وكتب الكثير من اللغات والغريب عن الأعراب بنجد وتهامة، ثم قدم وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبر.
قال الصولي: هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز مولى بني أسد.
قال أبو عبيد في كتاب «القراءات»: كان الكسائي يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة ببعض، وترك بعضا، وكان من أهل القراءة، وهي كانت علمه وصناعته، ولم نجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه.
[اعلم] الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وكان أوحد الناس في القرآن، فكانوا
يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم، فيجمعهم، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادي.(1/298)
[اعلم] الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وكان أوحد الناس في القرآن، فكانوا
يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم، فيجمعهم، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادي.
قلت: وكان في الكسائي تيه وحشمة، لما نال من الرئاسة بإقراء محمد الأمين ولد الرشيد وتأديبه، وتأديبه أيضا للرشيد، فنال ما لم ينله أحد من الجاه والمال، والإكرام، وحصل له رئاسة العلم والدنيا.
قال ثعلب: حدّثنا خلف بن هشام، قال: عملت وليمة، فدعوت الكسائي واليزيدي، فقال اليزيدي للكسائي: يا أبا الحسن أمور تبلغنا عنك ينكر بعضها! فقال الكسائي: أو مثلي يخاطب بهذا؟! وهل مع العالم من العربية إلا فضل بصاقي هذا؟ ثم بصق، فسكت اليزيدي.
وقد قيل في وفاته أقوال واهية: سنة إحدى وثمانين، وسنة ثنتين، وسنة ثلاث، وسنة خمس أعني وثمانين وسنة ثلاث وتسعين والله أعلم، وقيل: إنه عاش سبعين سنة.
[معرفة القراء 1/ 128].
وذكر القاضي منهج الكسائي في القراءة كالآتي:
1 - يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة فيقف أو يسكت أو يصل.
2 - يوسط المدين المتصل والمنفصل بمقدار أربع حركات.
3 - يدغم ذال إذا فيما عدا الجيم، ويدغم دال قد وتاء التأنيث ولام هل وبل في حروف كل منها، ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو قال اذهب فمن تبعك منهم. ويدغم الفاء المجزومة في الباء في {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ} في سبأ. ويدغم من رواية الليث اللام المجزومة في الذال في يفعل ذلك حيث وقع هذا اللفظ. ويدغم الذال في التاء في عذت، فنبذتها، اتخذتم ويدغم الثاء في التاء في أورثتموها، لبثت، لبثتم.
4 - يميل ما يميله حمزة من الألفات ويزيد عليه إمالة بعض الألفاظ كما وضح في كتب القراءات.
5 - يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو رحمة، الملائكة بشروط مخصوصة.
6 - يقف على التاءات المفتوحة نحو شجرت، بقيت، جنت بالهاء.
7 - يسكن ياء الإضافة في قل لعبادي الذين آمنوا، بإبراهيم، يا عبادي الذين، بالعنكبوت والزمر.
8 - يثبت الياء الزائدة في يوم يأت في هود، وما كنا نبغ في الكهف في حال الوصل.(1/299)
7 - يسكن ياء الإضافة في قل لعبادي الذين آمنوا، بإبراهيم، يا عبادي الذين، بالعنكبوت والزمر.
8 - يثبت الياء الزائدة في يوم يأت في هود، وما كنا نبغ في الكهف في حال الوصل.
[تاريخ القراء 27].
مقارنة القراءات السبع في الفاتحة
المصحف العثماني: الحمد: مالك: الصراط: عليهم: غير: 1ابن عامر الشام (118هـ):::::: 2ابن كثير مكة (120هـ)::::: غير: 3عاصم الكوفة (127هـ):::::: 4أبو العلاء البصرة (154هـ): إلحمد: ملك /: السراط::::: ملك: / صراط::: 5حمزة الزيات الكوفة (156هـ)::: الزراط: عليهم:: 6نافع المدينة (169هـ): إلحمد: ملك:::: 7الكسائي الكوفة (189هـ)::::::
القراءات العشر
وفي القرن التاسع الهجري أخذ محمد بن الجزري (ت 833هـ) على ابن مجاهد إهماله قراءات لها أهميتها. فزاد على السبعة ثلاثة آخرين هم بالمستوى المطلوب في القراءة وقد ساعدت ابن الجزري على هذه الخطوة خبرته في القراءات ورحلاته في سبيلها كما تكشف ذلك حياته. ولخص كحالة ترجمته من المصادر المختلفة بقوله: محمد بن الجزري (833751هـ) ابن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف العمري، الدمشقي، ثم الشيرازي، الشافعي، ويعرف بابن الجزري (شمس الدين، أبو الخير) مقرئ، مجوّد، محدث، حافظ، مؤرخ، مفسر، فقيه، نحوي، بياني، ناظم، مشارك في بعض العلوم. ولد بدمشق في 25رمضان، وتفقه بها وطلب الحديث والقراءات وعمر للقراء مدرسة وسماها دار القرآن، وأقرأ الناس، وقدم القاهرة مرارا، واتصل بقطلبك استدار ايتمش، ونقم عليه وتهدده، ففر منه، فنزل البحر إلى بلاد الروم، فاتصل بأبي يزيد عثمان فعظمه وأخذ أهل البلاد عنه علم القراءات وأكثروا عنه، فلما أسر ابن عثمان اتصل ابن الجزري باللنك فعظمه وفوض له قضاء شيراز فباشره مدة طويلة وأخذ عنه أهل تلك البلاد القراءات والحديث، وأقام بينبع، ثم بالمدينة، ثم بمكة فحج، ورجع إلى العراق، ثم عاد فحج، ودخل القاهرة
فعظمه الملك الأشرف وأكرمه، وحج، ودخل اليمن تاجرا فأسمع الحديث عند صاحبها ووصله، ورجع ببضاعة كثيرة، فدخل القاهرة وأقام بها مدة، ثم سافر على طريق الشام، ثم على طريق البصرة إلى أن وصل شيراز، وتوفي بها في 5ربيع الأول [معجم المؤلفين 11 292].(1/300)
وفي القرن التاسع الهجري أخذ محمد بن الجزري (ت 833هـ) على ابن مجاهد إهماله قراءات لها أهميتها. فزاد على السبعة ثلاثة آخرين هم بالمستوى المطلوب في القراءة وقد ساعدت ابن الجزري على هذه الخطوة خبرته في القراءات ورحلاته في سبيلها كما تكشف ذلك حياته. ولخص كحالة ترجمته من المصادر المختلفة بقوله: محمد بن الجزري (833751هـ) ابن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف العمري، الدمشقي، ثم الشيرازي، الشافعي، ويعرف بابن الجزري (شمس الدين، أبو الخير) مقرئ، مجوّد، محدث، حافظ، مؤرخ، مفسر، فقيه، نحوي، بياني، ناظم، مشارك في بعض العلوم. ولد بدمشق في 25رمضان، وتفقه بها وطلب الحديث والقراءات وعمر للقراء مدرسة وسماها دار القرآن، وأقرأ الناس، وقدم القاهرة مرارا، واتصل بقطلبك استدار ايتمش، ونقم عليه وتهدده، ففر منه، فنزل البحر إلى بلاد الروم، فاتصل بأبي يزيد عثمان فعظمه وأخذ أهل البلاد عنه علم القراءات وأكثروا عنه، فلما أسر ابن عثمان اتصل ابن الجزري باللنك فعظمه وفوض له قضاء شيراز فباشره مدة طويلة وأخذ عنه أهل تلك البلاد القراءات والحديث، وأقام بينبع، ثم بالمدينة، ثم بمكة فحج، ورجع إلى العراق، ثم عاد فحج، ودخل القاهرة
فعظمه الملك الأشرف وأكرمه، وحج، ودخل اليمن تاجرا فأسمع الحديث عند صاحبها ووصله، ورجع ببضاعة كثيرة، فدخل القاهرة وأقام بها مدة، ثم سافر على طريق الشام، ثم على طريق البصرة إلى أن وصل شيراز، وتوفي بها في 5ربيع الأول [معجم المؤلفين 11 292].
وقال السيوطي في طبقات الحفاظ: لا نظير له في القراءات في الدنيا في زمانه، حافظا للحديث وغيره اتقن منه ولم يكن له في الفقه معرفة [فهرست الفهارس 1/ 223].
وسرد البغدادي في هدية العارفين له 48مؤلفا مما تبين عن سعة باعه في مختلف الفنون الإسلامية ويظهر من الكتاني أن ابن الجزري استحقر جدوى علم القراءات وهذا ما لا يظهر في جهوده المتواصلة والحق أنه لم يكن اهتمامه بالحديث إلا جزءا مكملا لاهتمامه في القراءات كما يظهر من مقارنة أسانيده في العلمين والمشاركة في غيرها.
قال ابن الجزري منتقدا ابن مجاهد ما لفظه: «وقال الإمام شيخ الإسلام أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي بعد أن ذكر الشبهة التي من أجلها وقع بعض العوام الأغبياء في أن أحرف هؤلاء الأئمة السبعة هي المشار إليها بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» وأن الناس إنما ثمنوا القراءات وعشّروها وزادوا على عدد السبعة الذين اقتصر عليهم ابن مجاهد لأجل هذه الشبهة ثم قال: وإني لم اقتف أثرهم تثمينا في التصنيف أو تعشيرا أو تفريدا إلا لإزالة ما ذكرته من الشبهة وليعلم أن ليس المراعى في الأحرف السبعة المنزلة عددا من الرجال دون آخرين ولا الأزمنة ولا الأمكنة وأنه لو اجتمع عدد لا يحصى من الأمة فاختار كل واحد منهم حروفا بخلاف صاحبه وجرد طريقا في القراءة على حدة في أي مكان كان وفي أي أوان أراد بعد الأئمة الماضين في ذلك بعد أن كان ذلك المختار بما اختاره من الحروف شرط الاختيار لما كان بذلك خارجا عن الأحرف السبعة» [النشر 1/ 43].
وألف في ذلك أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني العطار (ت 569هـ).
في كتابه «غاية الاختصار في قراءة العشر أئمة الأمصار تحقيق د. أشرف طلعت، طبعة سنة 1414هـ» ولم يكن لأحد من القراء الاسلوب الواضح الذي قام به ابن الجزري (ت 933هـ).
ولم يكتف ابن الجزري (ت 833هـ) بانتقاده ابن مجاهد (ت 324هـ) نظريا على حصره القراءات المشهورة بالسبعة بل استدرك عليه عمليا في كتابه وزاد عليها فبلغت عشرة.
وقال في المقدمة: «وإني لما رأيت الهمم قد قصرت، ومعالم هذا العلم الشريف قد دثرت، وخلت من أئمته الآفاق، وأقوت [كذا] من موفق يوقف على صحيح الاختلاف
والاتفاق، وترك لذلك أكثر القراءات المشهورة، ونسي غالب الروايات الصحيحة المذكورة، حتى كاد الناس لم يثبتوا قرآنا إلا ما في الشاطبية والتيسير ولم يعلموا قراءات سوى ما فيها من النذر اليسير، وكان من الواجب عليّ التعريف بصحيح القراءات، والتوقف على المقبول من منقول مشهور الروايات، فعمدت إلى تثبيت ما وصل إليّ من قراءاتهم، وأوثق ما صح لديّ من رواياتهم، من الأئمة العشرة قراء الأمصار، والمقتدى بهم في سالف الأعصار، واقتصرت عن كل إمام براويين، وعن كل راو بطريقين وعن كل طريق بطريقين:(1/301)
وقال في المقدمة: «وإني لما رأيت الهمم قد قصرت، ومعالم هذا العلم الشريف قد دثرت، وخلت من أئمته الآفاق، وأقوت [كذا] من موفق يوقف على صحيح الاختلاف
والاتفاق، وترك لذلك أكثر القراءات المشهورة، ونسي غالب الروايات الصحيحة المذكورة، حتى كاد الناس لم يثبتوا قرآنا إلا ما في الشاطبية والتيسير ولم يعلموا قراءات سوى ما فيها من النذر اليسير، وكان من الواجب عليّ التعريف بصحيح القراءات، والتوقف على المقبول من منقول مشهور الروايات، فعمدت إلى تثبيت ما وصل إليّ من قراءاتهم، وأوثق ما صح لديّ من رواياتهم، من الأئمة العشرة قراء الأمصار، والمقتدى بهم في سالف الأعصار، واقتصرت عن كل إمام براويين، وعن كل راو بطريقين وعن كل طريق بطريقين:
مغربية ومشرقية، مصرية وعراقية، مع ما يتصل إليهم من الطرق، ويتشعب عنهم من الفرق.
فنافع من روايتي قالون وورش عنه. وابن كثير من روايتي البزي وقنبل عن أصحابهما عنه.
وأبو عمرو من روايتي الدوري والسوسي عن اليزيدي عنه. وابن عامر من روايتي هشام.
وابن ذكوان عن أصحابهما عنه. وعاصم من روايتي أبي بكر شعبة وحفص عنه. وحمزة من روايتي خلف وخلاد عن سليم عنه. والكسائي من روايتي أبي الحارث والدوري عنه. وأبو جعفر من روايتي عيسى بن وردان وسليمان بن جماز عنه. ويعقوب من روايتي رويس وروح عنه. وخلف من روايتي إسحاق الوراق وإدريس الحداد عنه. [النشر 1/ 54].
وهؤلاء الثلاثة الذين ألحقهم بالسبعة هم:
8 - أبو جعفر المديني (ت 127هـ) أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي بالولاء مولى من أهل المدينة وله كتاب وجوه القراءات.
9 - يعقوب الحضرمي (ت 205هـ) أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي بالولاء من أهل البصرة.
10 - خلف البغدادي (ت 229هـ) أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب البغدادي من أهل بغداد.
والملاحظ أن الوحيد الذي يظهر كونه عربيا هو خلف البغدادي كما أن الوحيد الذي ألف منهم هو أبو جعفر المدني (ت 127هـ) أما غيرهما فكلهم من الموالي وأنهم لم يؤلفوا شيئا في دائرة اختصاصهم.
(وغريب) أن يعزل ابن مجاهد (ت 324هـ) هؤلاء الثلاثة عن القراءات المشهورة من دون بيان وجيه في ذلك مما يظهر أن القول بالتواتر ليس إلا اجتهادا من قائلها. وإليك لمحة عن تراجمهم ومنهجهم.(1/302)
(وغريب) أن يعزل ابن مجاهد (ت 324هـ) هؤلاء الثلاثة عن القراءات المشهورة من دون بيان وجيه في ذلك مما يظهر أن القول بالتواتر ليس إلا اجتهادا من قائلها. وإليك لمحة عن تراجمهم ومنهجهم.
8 - أبو جعفر المدني (ت 127هـ)
مما قاله الذهبي (ت 748هـ): «أبو جعفر القارئ يزيد بن القعقاع أحد العشرة، مدني مشهور، رفيع الذكر.
قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وفاقا.
وقال غير واحد: قرأ أيضا على أبي هريرة، وابن عباس رضي الله عنهم، عن قراءتهم على أبيّ بن كعب، وصلى بابن عمر، وحدث عن أبي هريرة وابن عباس، وهو قليل الحديث.
تصدى لإقراء القرآن دهرا، فورد أنه أقرأ الناس من قبل وقعة الحرة، حتى قيل: انه قرأ على زيد بن ثابت ولم يصح.
أخبرنا عمر الكتاني، أخبرنا ابن مجاهد، حدّثنا محمد بن الجهم، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، قال: قال لي سليمان بن مسلم، أخبرني أبو جعفر أنه كان يقرئ في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل الحرة، وكانت الحرة سنة ثلاث وستين. وأخبرني أنه كان يمسك المصحف على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وكان من أقرأ الناس، قال: وكنت أرى كل ما يقرأ، وأخذت عنه قراءته، وأخبرني أبو جعفر أنه أتي به إلى أم سلمة وهو صغير فمسحت على رأسه، ودعت له بالبركة.
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه قال: قال لي مالك: كان أبو جعفر القارئ رجلا صالحا يفتي الناس بالمدينة.
وقال يونس بن حبيب: حدّثنا قتيبة بن مهران، حدّثنا سليمان بن مسلم بن جماز، سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة أبي هريرة، في: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] يحزّنها شبه الرثاء.
فأما قراءة أبي جعفر فدارت على أحمد بن زيد الحلواني، عن قالون عن عيسى بن وردان الحذاء، عن أبي جعفر قرأ بها الفضل بن شاذان الداري، وجعفر بن الهيثم عن الحلواني، وأقرأ بها الزبير بن محمد العمري، عن قراءته على قالون بإسناده، وأقرأها سليمان بن مسلم أخبرني أبو جعفر حين كان يمر به نافع، يقول: أترى هذا كان يأتيني وهو غلام، فيقرأ علي ثم كفر بي وهو يضحك. قال سليمان: وشهدت أبا جعفر حين احتضر، جاء أبو حازم وشيخه، فأكبوا عليه يصرخون به، فلم يجبهم. [معرفة القراء 75].
وذكر القاضي منهج أبي جعفر في القراءة كالآتي:
1 - يقرأ بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله الأوجه الثلاثة المعروفة.(1/303)
وذكر القاضي منهج أبي جعفر في القراءة كالآتي:
1 - يقرأ بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله الأوجه الثلاثة المعروفة.
2 - يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها حرف متحرك همزا كان أم غيره.
3 - يقرأ بإسكان الهاء في يؤده. نوله، ونصله، ونؤته، فألقه.
4 - يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل بقدر أربع حركات.
5 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المتلاقيتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.
سواء كانت الهمزة مفتوحة أم مكسورة أم مضمومة.
6 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المتلاقيتين في كلمتين المتفقتين في الحركة أما المختلفتان فيها فيغير ثانيتهما كما يغيرها نافع وابن كثير وأبو عمرو.
7 - يبدل الهمز الساكن مطلقا سواء كان فاء للكلمة أو عينها أو لامها.
8 - يدغم الذال في التاء في أخذتم وبابه. ويدغم الثاء في التاء في لبثت ولبثتم، والذال في التاء في عذت.
9 - يقرأ بإخفاء النون الساكنة والتنوين عند الخاء والغين مع الغنة نحو من خير من غفور، عليم خبير، عزيز غفور.
10 - يقف على كلمت «أبت» بالهاء حيث وردت.
11 - يفتح ما يفتحه قالون من ياءات الإضافة ويسكن ما يسكنه منها إلا ما استثنى.
12 - يوافق قالون في إثبات بعض الياءات الزائدة وصلا. ويوافق ورشا في إثبات بعضها. وينفرد بإثبات البعض الآخر كما هو مفصل في الكتب.
13 - يقرأ بضم تاء «للملائكة اسجدوا» في جميع المواضع.
14 - يسكت على كل حرف من حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور مثل «الم» «كهيعص» سكتة لطيفة من غير تنفس.
15 - يقرأ «ونخرج له يوم القيامة كتابا» بالاسراء بالياء المضمومة في مكان النون المفتوحة، وبفتح الراء.
16 - يقرأ «ولا يتأل أولو الفضل منكم» في النور بتاء مفتوحة بعد الياء وبعد التاء همزة مفتوحة مع فتح اللام وتشديدها.
17 - يقرأ، نسقيكم مما في بطونه في المؤمنين والنحل بتاء مفتوحة مكان النون المضمومة.
18 - يقرأ، ولتصنع على عيني بسكون اللام وجزم العين في ولتصنع.(1/304)
17 - يقرأ، نسقيكم مما في بطونه في المؤمنين والنحل بتاء مفتوحة مكان النون المضمومة.
18 - يقرأ، ولتصنع على عيني بسكون اللام وجزم العين في ولتصنع.
19 - يقرأ «اصطفى البنات» في الصافات بوصل الهمزة، ويبتدئ بها مكسورة.
20 - يقرأ «بنصب» في ص بضم النون والصاد. [تاريخ القراء 40].
9 - يعقوب بن إسحاق الحضرمي (ت 250هـ)
ترجمه الذهبي (ت 748هـ) بقوله: «الحضرمي قارئ أهل البصرة في عصره، الإمام أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين.
قرأ القرآن على أبي المنذر سلّام بن سليم، وعلى أبي الأشهب العطاردي، ومهدي بن ميمون، وشهاب بن شرنفة.
وسمع من حمزة الزيات، وشعبة، وهارون بن موسى النحوي، وسليم بن حيان، وهمام بن يحيى، وزائدة، وأبي عقيل الدّورقي، والأسود بن شيبان.
وبرع في الإقراء، قرأ عليه روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل رويس، والوليد بن حسان التوزي، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، وأبو حاتم السجستاني، وأبو عمر الدوري، وخلق سواهم.
وحدث عنه أبو حفص الفلّاس، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن إبراهيم شاذان، ومحمد بن يونس الكديمي.
قال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف، والاختلاف في القرآن وعلله ومذهبه، ومذاهب النحو.
وقال أحمد بن حنبل هو صدوق.
ولبعضهم:
أبوه من القراء كان وجده ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدري
تفرده محض الصواب ووجهه ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر
قال طاهر بن غلبون: إمام أهل البصرة بالجامع، لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب رحمه الله تعالى يعني في الصلوات.
وقال علي بن جعفر السعيدي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه، وكان أبو حاتم من بعض تلامذته.
وقال أبو القاسم الهذلي: لم ير في زمن يعقوب مثله كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا تقيا نقيا، ورعا زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه في الصلاة، ولم يشعر وردّ إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق.(1/305)
وقال علي بن جعفر السعيدي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه، وكان أبو حاتم من بعض تلامذته.
وقال أبو القاسم الهذلي: لم ير في زمن يعقوب مثله كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا تقيا نقيا، ورعا زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه في الصلاة، ولم يشعر وردّ إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق.
وقال ابن سوار وغيره: توفي في ذي الحجة سنة خمس ومائتين. [معرفة القراء 1 (158157)].
وذكر القاضي منهج يعقوب في القراءة كالآتي:
1 - له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه.
2 - يقرأ من رواية رويس لفظ «الصراط» كيف وقع في القرآن معرفا أو منكرا بالسين.
3 - يقرأ بضم هاء كل ضمير جمع مذكر إذا وقعت بعد الياء الساكنة، نحو فيهم عليهم. وبضم كل هاء ضمير جمع مؤنث إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو عليهن، فيهن وبضم كل هاء ضمير مثنى إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو فيهما. ويقرأ من رواية رويس بضم هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد ياء ساكنة ولكن حذفت الياء لعارض جزم أو بناء نحو أو لم يكفهم، فاستفتهم.
4 - يقرأ بالإدغام كالسوسي في بعض الحروف المتماثلة نحو والصاحب بالجنب، بالنساء. لا قبل لهم بها بالنمل. أتمدونن بمال بها.
5 - يقرأ من رواية رويس باختلاس هاء الكناية أي بالنطق بالهاء مكسورة كسرا كاملا من غير إشباع في لفظ «بيده» حيث وقع.
6 - يقرأ بقصر المد المنفصل، وتوسط المد المتصل بقدر أربع حركات.
7 - يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمة من غير إدخال.
8 - يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة أما المختلفتان فيها فيقرأ بتغيير ثانيتهما كما يقرأ أبو عمرو.
9 - يقف على هذه الألفاظ بهاء السكت: فيم، عم، مم لم بم، وهو وهي عليهن لديّ، إليّ، يا أسفى، يا حسرتى ثمّ.
10 - يسكن بعض ياءات الإضافة. ويفتح بعضها.
11 - يثبت الياءات الزائدة في رءوس الآي وصلا ووقفا نحو فلا تفضحون. فلا تستعجلون، كما يثبت غيرها ما لم يكن في رءوس الآي.(1/306)
10 - يسكن بعض ياءات الإضافة. ويفتح بعضها.
11 - يثبت الياءات الزائدة في رءوس الآي وصلا ووقفا نحو فلا تفضحون. فلا تستعجلون، كما يثبت غيرها ما لم يكن في رءوس الآي.
12 - يقرأ: {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلََّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللََّهَ شَدِيدُ الْعَذََابِ} [البقرة: 165] بكسر همزة إن في الموضعين.
13 - يقرأ: يرفع درجات من يشاء بالياء في يرفع ويشاء في موضع النون فيهما.
14 - يقرأ: {فَيَسُبُّوا اللََّهَ عَدْواً} في الأنعام بضم العين والدال وتشديد الواو المفتوحة.
15 - يقرأ: من أن يقضى إليك وحيه في طه بالنون المفتوحة في موضع الياء المضمومة، مع كسر الضاد ونصب الياء في نقضي ونصب الياء في وحيه.
16 - يقرأ: {وَكَلِمَةُ اللََّهِ هِيَ الْعُلْيََا} في التوبة بنصب التاء. [تاريخ القراء 44].
10 - خلف بن هشام (ت 229هـ)
ترجمه الذهبي (ت 748هـ) بقوله: «ابن ثعلب، وقيل: ابن طالب بن غراب أبو محمد البغدادي المقرئ البزار أحد الأعلام».
وله اختيار أقرأ به، وخالف فيه حمزة.
قرأ على سليم عن حمزة وسمع مالكا، وأبا عوانة، وحماد بن زيد، وأبا شهاب عبد ربه الحناط، وأبا الأحوص، وشريكا. وحماد بن يحيى الأبح، وطائفة. وقرأ أيضا على أبي يوسف الأعشى لعاصم، وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي، وقراءة أبي بكر عن يحيى بن آدم.
قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني، وأحمد بن إبراهيم وراقة، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن الجهم، وسلمة بن عاصم، وخلق سواهم.
وحدّث عنه مسلم في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه» وأحمد بن حنبل وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن أبي خيثمة ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وعدد كثير.
وثقه ابن معين والنسائي، وقال الدارقطني: كان عابدا فاضلا.
وقال حمدان بن هانئ المقرئ: سمعت خلف بن هشام يقول: أشكل علي باب من النحو، فأنفقت ثمانين ألف درهم، حتى حذقته.(1/307)
وثقه ابن معين والنسائي، وقال الدارقطني: كان عابدا فاضلا.
وقال حمدان بن هانئ المقرئ: سمعت خلف بن هشام يقول: أشكل علي باب من النحو، فأنفقت ثمانين ألف درهم، حتى حذقته.
وعن خلف قال: أعدت الصلاة أربعين سنة، كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين.
وقال الحسين بن فهم: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام، كان يبدأ بأهل القرآن، ثم يأذن للمحدثين، وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثا، وورد أن خلفا كان يصوم الدهر.
وقال أحمد بن إبراهيم وراق خلف: سمعته يقول: قدمت الكوفة فصرت إلى سليم، فقال: ما أقدمك؟ قلت: اقرأ على أبي بكر بن عياش.
فقال: أتريده؟ قلت: بلى، فدعا ابنه وكتب معه ورقة إلى أبي بكر، لم أدر ما كتب فيها، فأتيناه فقرأ الورقة وصعّد فيّ النظر، ثم قال: أنت خلف؟ قلت: نعم، قال: أنت لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك، فسكت. فقال لي: اقعد هات اقرأ، قلت: عليك؟ قال:
نعم، قلت: لا والله لا أقرأ على من يستصغر رجلا من حملة القرآن، ثم خرجت، فوجه إلى سليم يسأله أن يردني فأبيت. ثم ندمت واحتجت، فكتبت قراءة عاصم عن يحيى بن آدم، عنه.
توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين، وكان مولده سنة خمسين ومائة.
[معرفة القراء 11/ 210208].
وذكر القاضي منهج خلف في القراءة كالآتي:
1 - يصل آخر السورة بأول التالية من غير بسملة كحمزة.
2 - يقرأ بتوسط المدين المتصل والمنفصل.
3 - يقرأ بنقل حركة الهمزة إلى السين قبلها مع حذف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال حيث وقع وكيف ورد إذا كان قبل السين واو نحو واسألوا الله من فضله أو فاء نحو فاسألوا أهل الذكر.
وعلى الجملة فقراءته لا تخرج عن قراءة حمزة والكسائي في جميع القرآن إلا في قوله تعالى: وحرم على قرية في الأنبياء فإنه قرأ وحرام كحفص وغيره وحرم.
وتكفلت تفصيل قراءات الثلاثة هؤلاء كتب أهمها:
1 - النشر في القراءات العشر لابن الجزري (833هـ) طبعة القاهرة بتصحيح علي محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية وتبعه من تأخر عنه من القراء حتى عصرنا الحاضر.(1/308)
وتكفلت تفصيل قراءات الثلاثة هؤلاء كتب أهمها:
1 - النشر في القراءات العشر لابن الجزري (833هـ) طبعة القاهرة بتصحيح علي محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية وتبعه من تأخر عنه من القراء حتى عصرنا الحاضر.
2 - طلائع البشر في توجيه القراءات العشر تأليف محمد الصادق قمحاوي عضو لجنة مراجعة المصاحف طبعة سنة 1978م.
3 - المهذب في القراءات العشر وتوضيحها عن طريق طيبة للنشر. تأليف محمد محمد محمد سالم محيسن عضو لجنة مراجعة المصاحف طبعة سنة 1389هـ.
القراءات الأربعة عشر
وفي سنة 1082هـ استدرك شهاب الدين الشيخ أحمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي المشهور بالبناء (ت 1117هـ) على ابن الجزري (ت 833هـ) بكتابه «اتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر» حيث رأى أن أربعة آخرين من القراء هم بنفس المستوى المطلوب من القراءة.
ولد ابن البناء بدمياط ورحل إلى القاهرة فالحجاز واليمن فالمدينة المنورة حيث استوطنها حتى وفاته في 3محرم سنة 1117هـ ويظهر تأثره البالغ بشيخه نور الدين علي بن علي الشبراملسي الضرير (ت 1087هـ) حيث صرح باسمه في مقدمة الكتاب دون غيره وصرح بأنه المراد بقوله: «شيخنا» عند الاطلاق. وهذا الشيخ هو سنده في القراءة الموصولة إلى ابن الجزري (ت 833هـ) بأسانيده المذكورة في النشر [1/ 100].
ويصرح المؤلف بأنه زاد أربعة قراء مشهورين بالرغم من الاتفاق من غيره على شذوذها وقال عن أسلوبه ما لفظه: «فخطر لي بعد ذلك أن ألخص ما صح وتواتر من القراءات العشر، حسبما تضمنته الكتب المعتمدة، المعول عليها في هذا الشأن، ككتاب «النشر في القراءات العشر» و «طيبته» و «تقريبه» للشيخ المذكور، الذي ترجموه بأنه لم تسمح الأعصار بمثله، ووصف كتابه «النشر» بأنه لم يسبق بمثله، وكشرح «طيبته» للإمام أبي القاسم العقيلي الشهير «بالنويري» وكتاب «اللطائف» للشهاب المحقق «أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني» شارح البخاري.
ثم وقع الإعراض عن ذلك، فحثني عليه حثا شديدا بعض إخواني، فاستخرت الله تعالى، وشرعت فيه مستعينا به تبارك وتعالى، فجاء بحمد الله تعالى على وجه سهل، يمكن ويتيسر معه وصول دقائق هذا الفن لكل طالب، مع الاختصار الغير المخل ليسهل تحصيله، مع زيادة فوائد وتحريرات تحصلت حال قراءتي على شيخنا المفرد بالفنون، وإنسان العيون
محقق العصر «أبي الضياء نور الدين علي الشبراملسي» رحمه الله تعالى وهو مرادي بشيخنا عند الإطلاق، فإن أردت غيره قيدت.(1/309)
ثم وقع الإعراض عن ذلك، فحثني عليه حثا شديدا بعض إخواني، فاستخرت الله تعالى، وشرعت فيه مستعينا به تبارك وتعالى، فجاء بحمد الله تعالى على وجه سهل، يمكن ويتيسر معه وصول دقائق هذا الفن لكل طالب، مع الاختصار الغير المخل ليسهل تحصيله، مع زيادة فوائد وتحريرات تحصلت حال قراءتي على شيخنا المفرد بالفنون، وإنسان العيون
محقق العصر «أبي الضياء نور الدين علي الشبراملسي» رحمه الله تعالى وهو مرادي بشيخنا عند الإطلاق، فإن أردت غيره قيدت.
ثم جنح الخاطر لتتميم الفائدة بذكر قراءة الأربعة، وهم: «ابن محيصن» واليزيدي» و «الحسن» و «الأعمش» وإن اتفقوا على شذوذها، لما يأتي إن شاء الله تعالى من جواز تدوينها، والتكلم على ما فيها. [اتحاف الفضلاء 1/ 65].
وسميت مجموع ما ذكر من التلخيص، وما ضم إليه ب «إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر».
وعن اقسام القراءات قال: «ولما كانت القراءات بالنسبة إلى التواتر وعدمه، ثلاث أقسام:
قسم اتفق على تواتره، وهم السبعة المشهورة.
وقسم اختلف فيه، والأصح، بل الصحيح المختار المشهور تواتره، كما تقدم، وهم الثلاثة بعدها.
وقسم اتفق على شذوذه، وهم الأربعة الباقية، قدمت قراءة السبعة، ثم الثلاثة، ثم الأربعة، على الترتيب السابق، فإن تابع أحد من الثلاثة أحدا من السبعة عطفته بكذا أبو جعفر مثلا، تبعا لكتاب «اللطائف»، وهو مرادي بالأصل. فإن وافق من الأربعة قلت بعد استيفاء الكلام على تلك القراءة وافقهم الحسن مثلا. فإن خالف قلت: وعن الحسن كذا مثلا.
وهذا في الأصول، أما الفرش فأسقط لفظ كذا، غالبا، إيثارا للاختصار. [اتحاف فضلاء البشر 1/ 80].
وحاول البناء أن يسلك نفس الأسلوب المتبع ممن سبقه كابن الجزري (ت 833هـ) من ذكر الإسناد إلى القراء وبيان الطريق إلى القراء الأربعة فقال: «قرأت القرآن العظيم، من أوله إلى آخره بالقراءات العشر، بمضمون «طيبة النشر» المذكور، بعد حفظها على علامة العصر والأوان، الذي لم يسمح بنظيره ما تقدم من الدهور والأزمان «أبي الضياء نور الدين علي الشبراملسي» بمصر المحروسة.
وقرأ شيخنا المذكور على شيخ القراء بزمانه، الشيخ «عبد الرحمن اليمني».
وقرأ اليمني على والده الشيخ «شحاذة اليمني» وعلى «الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي».
وقرأ السنباطي على الشيخ «شحاذة المذكور».(1/310)
وقرأ اليمني على والده الشيخ «شحاذة اليمني» وعلى «الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي».
وقرأ السنباطي على الشيخ «شحاذة المذكور».
وقرأ الشيخ «شحاذة» على الشيخ «أبي النصر الطبلاوي».
وقرأ الطبلاوي على شيخ الإسلام «زكريا الأنصاري».
وقرأ شيخ الإسلام على الشيخين: «البرهان القلقيلي» و «الرضوان».
وقرأ كل منهما على إمام القراء والمحدثين، محرر الروايات والطرق، أبي الخير «محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري» بأسانيده المذكورة. في نشره.
وأما طرق القراء الأربعة: فالبزي، وابن شنبوذ، عن «ابن محيصن» فعن شبل عنه من المبهج، ومفردات الأهوازي.
وأما سليمان بن الحكم (ت 23هـ)، وأحمد بن فرح (ت 303هـ) عن «اليزيدي» فمن المبهج والمستنير.
وأما المطوعي (ت 371هـ)، والشنبوذي (ت 388هـ) وعن الأعمش فعن قدامة عنه من المبهج.
وأما البلخي (ت 190هـ) والدوري (ت 246هـ) عن «الحسن البصري» فعن عيسى الثقفي عنه، من مفردات الأهوازي، والله تعالى أعلم [اتحاف الفضلاء 1/ 80].
من هم هؤلاء الأربعة؟
وهؤلاء الأربعة الذين الحقهم البناء في القراءات المشهورة عرفت قراءتهم بالشواذ وتراجمهم المذكورة في مصادر القراءات كابن الجزري (ت 833هـ) وغيره تنبئ عن علو كعبهم في القراءات ولا تقل أهميتهم عمن عاصرهم من القراء فهم أصحاب اختيارات شاءت الأقدار أن يتقدمهم على الشهرة غيرهم ومن هنا أخذ البناء على نفسه الحاقهم بالمشهورين وعدم إقرارهم بالشذوذ عمليا وفي قوله: «وإن اتفقوا على شذوذها» تعريض بهذا الاتفاق وأنه اتفاق عن اجتهاد. وتكشف تراجمهم عن بعض أدوارهم التي لا تقل عن غيرهم ممن هم في طبقتهم. معتمدا على ما ذكره ابن الجزري (ت 833هـ) في غاية النهاية.
11 - الحسن البصري (ت 110هـ)
الحسن بن أبي الحسن يسار السيد الإمام أبو سعيد الحسن البصري (ت 110هـ) إمام زمانه علما وعملا، قرأ على حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى الأشعري وعلى أبي العالية عن أبيّ وزيد وعمر، وروى عنه أبو عمرو بن العلاء وسلام بن سليمان الطويل
ويونس بن عبيد وعاصم الجحدري، وأسند الهذلي قراءته من رواية ابن عباد بن راشد وعباد بن تميم وسليمان بن أرقم وعتبة بن عتبة وعمر بن مقبل كلهم عن الحسن والله أعلم، وقد أسند الأهوازي قراءة الحسن عن شجاع البلخي وأن شجاعا قرأ على عيسى بن عمر النحوي وأن عيسى قرأ على الحسن والله أعلم، وقد أثبت قراءة شجاع على عيسى بن عمر وقراءة عيسى على الحسن الحافظ أبو العلاء ويكفي ذلك مع أن شجاعا سمع من عيسى بن عمر وعيسى سمع من الحسن ولكن لا نعلم أن أحدهما عرض على الآخر فيحتمل أن يكون ذلك رواية سماع لا عرض والله أعلم، روينا عن الشافعي رحمه الله أنه قال لو أشاء أقول أن القرآن نزل بلغة الحسن لقلت لفصاحته، ومناقبه جليلة وأخباره طويلة ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه وذلك سنة إحدى وعشرين وتوفي سنة عشر ومائة.(1/311)
الحسن بن أبي الحسن يسار السيد الإمام أبو سعيد الحسن البصري (ت 110هـ) إمام زمانه علما وعملا، قرأ على حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى الأشعري وعلى أبي العالية عن أبيّ وزيد وعمر، وروى عنه أبو عمرو بن العلاء وسلام بن سليمان الطويل
ويونس بن عبيد وعاصم الجحدري، وأسند الهذلي قراءته من رواية ابن عباد بن راشد وعباد بن تميم وسليمان بن أرقم وعتبة بن عتبة وعمر بن مقبل كلهم عن الحسن والله أعلم، وقد أسند الأهوازي قراءة الحسن عن شجاع البلخي وأن شجاعا قرأ على عيسى بن عمر النحوي وأن عيسى قرأ على الحسن والله أعلم، وقد أثبت قراءة شجاع على عيسى بن عمر وقراءة عيسى على الحسن الحافظ أبو العلاء ويكفي ذلك مع أن شجاعا سمع من عيسى بن عمر وعيسى سمع من الحسن ولكن لا نعلم أن أحدهما عرض على الآخر فيحتمل أن يكون ذلك رواية سماع لا عرض والله أعلم، روينا عن الشافعي رحمه الله أنه قال لو أشاء أقول أن القرآن نزل بلغة الحسن لقلت لفصاحته، ومناقبه جليلة وأخباره طويلة ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه وذلك سنة إحدى وعشرين وتوفي سنة عشر ومائة.
[اتحاف الفضلاء 1/ 235].
12 - ابن محيصن (ت 113)
محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي مولاهم المكي مقرئ أهل مكة مع ابن كثير ثقة، روى له مسلم وقيل اسمه عمر وقيل عبد الرحمن بن محمد وقيل محمد بن عبد الله، عرض على مجاهد بن جبير ودرباس مولى ابن عباس وسعيد بن جبير، عرض عليه شبل بن عباد وأبو عمرو بن العلاء وسمع منه حروفا إسماعيل بن مسلم المكي وعيسى بن عمر البصري ويحيى بن جرجة ويقال بل عرض عليه، قال ابن مجاهد وكان ممن تجرد للقراءة وقام بها في عصر ابن كثير محمد بن عبد الرحمن بن محيصن، قلت وقراءته في كتاب المبهج والروضة وقد قرأت بها القرآن ولولا ما فيها من مخالفة المصحف لألحقت بالقراءات المشهورة. وعن ميمون بن عبد الملك سمعت أبا حاتم يقول ابن محيصن من قريش وكان نحويا قرأ القرآن على ابن مجاهد، وقال أبو عبيد وكان من قراء مكة عبد الله بن كثير وحميد بن قيس ومحمد بن محيصن وكان ابن محيصن أعلمهم بالعربية وأقواهم عليها، وقال ابن مجاهد: كان لابن محيصن اختيار في القراءة على مذهب العربية فخرج به عن اجماع أهل بلده فرغب الناس عن قراءته وأجمعوا على قراءة ابن كثير لاتباعه.
قال أبو القاسم الهذلي مات سنة ثلاث وعشرين ومائة بمكة وقال القصاع وسبط الخياط سنة اثنتين وعشرين. [غاية النهاية 2/ 167].
13 - سليمان الأعمش (ت 148هـ)
سليمان بن مهران الأعمش أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي الإمام
الجليل، ولد سنة ستين، أخذ القراءة عرضا عن إبراهيم النخعي وزر بن حبيش وزيد بن وهب وعاصم بن أبي النجود وأبي حصين ويحيى بن وثاب ومجاهد بن جبر وأبي العالية الرياحي. روى القراءة عنه عرضا وسماعا حمزة الزيات ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجرير بن عبد الحميد وزائدة بن قدامة وأبان بن تغلب وعرض عليه طلحة بن مصرف وإبراهيم التيمي ومنصور بن المعتمر وعبد الله بن إدريس وأبو عبيدة بن معن الهذلي وروى عنه الحروف محمد بن عبد الله المعروف بزاهر ومحمد بن ميمون، قال هشام: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله عزّ وجلّ من الأعمش. وروينا عنه أنه قال إن الله زين بالقرآن أقواما وإني ممن زينه الله بالقرآن ولولا ذلك لكان على عنقي دن أطوف به في سكك الكوفة، وروينا عنه ملحا ونوادر خرج يوما إلى الطلبة فقال لولا أن في منزلي من هو أبغض إليّ منكم ما خرجت إليكم، مات في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة. [غاية النهاية 1/ 316].(1/312)
سليمان بن مهران الأعمش أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي الإمام
الجليل، ولد سنة ستين، أخذ القراءة عرضا عن إبراهيم النخعي وزر بن حبيش وزيد بن وهب وعاصم بن أبي النجود وأبي حصين ويحيى بن وثاب ومجاهد بن جبر وأبي العالية الرياحي. روى القراءة عنه عرضا وسماعا حمزة الزيات ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجرير بن عبد الحميد وزائدة بن قدامة وأبان بن تغلب وعرض عليه طلحة بن مصرف وإبراهيم التيمي ومنصور بن المعتمر وعبد الله بن إدريس وأبو عبيدة بن معن الهذلي وروى عنه الحروف محمد بن عبد الله المعروف بزاهر ومحمد بن ميمون، قال هشام: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله عزّ وجلّ من الأعمش. وروينا عنه أنه قال إن الله زين بالقرآن أقواما وإني ممن زينه الله بالقرآن ولولا ذلك لكان على عنقي دن أطوف به في سكك الكوفة، وروينا عنه ملحا ونوادر خرج يوما إلى الطلبة فقال لولا أن في منزلي من هو أبغض إليّ منكم ما خرجت إليكم، مات في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة. [غاية النهاية 1/ 316].
14 - يحيى اليزيدي (ت 202هـ)
يحيى بن المبارك بن المغيرة الإمام أبو محمد العدوي البصري المعروف باليزيدي، نحوي مقرئ ثقة علّامة كبير، نزل بغداد وعرف باليزيدي لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي فكان يؤدب ولده، أخذ القراءة عرضا عن أبي عمرو وهو الذي خلفه بالقيام بها وأخذ أيضا عن حمزة، روى القراءة عنه أولاده محمد وعبد الله وعد آخرين روى عنه الحروف أبو عبيد القاسم بن سلام وسمع عبد الملك بن جريج، وأخذ عن الخليل بن أحمد وله اختيار خالف فيه أبا عمرو في حروف يسيرة قرأت به من كتاب المبهج والمستنير وغيرهما وهي عشرة إشباع باب بارئكم ويأمركم، وحذف الهاء وصلا من «يتسنه» [س 2 آ 259] و «فبهداهم اقتده» [6آ 90] وإشباع صلة هاء الكناية من «يؤده» [س 3آ 75] «ونوله» [س 4آ 115] و «نصله» [س 4آ 115] و «نؤته» [س 42آ 20] ونصب «معذرة» في الأعراف [س 7آ 164] ونون «عزيز» [س 9آ 30] في التوبة وفي طه [س 20آ 102] «ينفخ» بالياء مضمومة وفي الواقعة [س 56آ 3] «خافضة رافعة» بنصبهما وفي الحديد [س 57آ 23] «بما أتاكم» بالمد، قال ابن المنادي: أكثرت السؤال عن اليزيدي ومحله من الصدق ومنزلته من الثقة من شيوخنا بعضهم أهل عربية وبعضهم أهل قرآن وحديث فقالوا ثقة صدوق لا يدفع عن سماع ولا يرغب عنه في شيء غير ما يتوهم عليه في الميل إلى المعتزلة. قرأت على محمد بن أحمد المقرئ عن الوجيهية وقال أحسبه قال كانت اليمين بالطلاق. وقال ابن مجاهد وإنما عولنا على اليزيدي وإن كان سائر أصحاب أبي عمرو أجل منه لأجل أنه انتصب
للرواية عنه وتجرد لها ولم يشتغل بغيرها وهو أضبطهم. وقال الحافظ الذهبي كان ثقة علّامة فصيحا مفوها بارعا في اللغات والآداب، أخذ عن الخليل وغيره حتى قيل إنه أملأ عشرة آلاف ورقة عن أبي عمرو خاصة، وله عدة تصانيف منها كتاب النوادر كتاب المقصور كتاب المشكل كتاب نوادر اللغة كتاب في النحو مختصر، قلت له نظم حسن فمنه:(1/313)
يحيى بن المبارك بن المغيرة الإمام أبو محمد العدوي البصري المعروف باليزيدي، نحوي مقرئ ثقة علّامة كبير، نزل بغداد وعرف باليزيدي لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي فكان يؤدب ولده، أخذ القراءة عرضا عن أبي عمرو وهو الذي خلفه بالقيام بها وأخذ أيضا عن حمزة، روى القراءة عنه أولاده محمد وعبد الله وعد آخرين روى عنه الحروف أبو عبيد القاسم بن سلام وسمع عبد الملك بن جريج، وأخذ عن الخليل بن أحمد وله اختيار خالف فيه أبا عمرو في حروف يسيرة قرأت به من كتاب المبهج والمستنير وغيرهما وهي عشرة إشباع باب بارئكم ويأمركم، وحذف الهاء وصلا من «يتسنه» [س 2 آ 259] و «فبهداهم اقتده» [6آ 90] وإشباع صلة هاء الكناية من «يؤده» [س 3آ 75] «ونوله» [س 4آ 115] و «نصله» [س 4آ 115] و «نؤته» [س 42آ 20] ونصب «معذرة» في الأعراف [س 7آ 164] ونون «عزيز» [س 9آ 30] في التوبة وفي طه [س 20آ 102] «ينفخ» بالياء مضمومة وفي الواقعة [س 56آ 3] «خافضة رافعة» بنصبهما وفي الحديد [س 57آ 23] «بما أتاكم» بالمد، قال ابن المنادي: أكثرت السؤال عن اليزيدي ومحله من الصدق ومنزلته من الثقة من شيوخنا بعضهم أهل عربية وبعضهم أهل قرآن وحديث فقالوا ثقة صدوق لا يدفع عن سماع ولا يرغب عنه في شيء غير ما يتوهم عليه في الميل إلى المعتزلة. قرأت على محمد بن أحمد المقرئ عن الوجيهية وقال أحسبه قال كانت اليمين بالطلاق. وقال ابن مجاهد وإنما عولنا على اليزيدي وإن كان سائر أصحاب أبي عمرو أجل منه لأجل أنه انتصب
للرواية عنه وتجرد لها ولم يشتغل بغيرها وهو أضبطهم. وقال الحافظ الذهبي كان ثقة علّامة فصيحا مفوها بارعا في اللغات والآداب، أخذ عن الخليل وغيره حتى قيل إنه أملأ عشرة آلاف ورقة عن أبي عمرو خاصة، وله عدة تصانيف منها كتاب النوادر كتاب المقصور كتاب المشكل كتاب نوادر اللغة كتاب في النحو مختصر، قلت له نظم حسن فمنه:
أنا المذنب الخطاء والعفو واسع ... وإن لم يكن ذنب لما عرف العفو
سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما ... كرهت وما إن يستوي السكر والصحو
توفي سنة اثنتين ومائتين مبرر وله أربع وسبعون سنة وقيل بل جاوز التسعين وقارب المائة. [غاية النهاية 2/ 377].
أقول: «وما أخذه البنّاء على ابن الجزري يؤخذ عليه أيضا. ويبقى السؤال لماذا اقتصر ابن الجزري على هؤلاء العشرة؟ فإن عدد الأئمة في القراءة الذين يقتدى بهم ويرحل إليهم وتؤخذ عنهم واجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم بالقبول ولم يختلف عليهم فيها اثنان ولتصديقهم للقراءة نسب إليهم» حسب تعبير ابن الجزري واحصائه بلغوا وأحدا وعشرين إماما.
قال ما لفظه: «ثم تجرد قوم للقراءة والأخذ واعتنوا بضبط القراءة، اتم عناية حتى صاروا في ذلك أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم ويؤخذ عنهم، أجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم بالقبول ولم يختلف عليهم فيها اثنان ولتصديهم للقراءة نسبت إليهم (فكان بالمدينة) أبو جعفر يزيد بن القعقاع ثم شيبة بن نصاح ثم نافع بن أبي نعيم (وكان بمكة) عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن محيصن (وكان بالكوفة) يحيى بن وثاب وعاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش ثم حمزة ثم الكسائي (وكان بالبصرة) عبد الله بن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء ثم عاصم الجحدري ثم يعقوب الحضرمي (وكان بالشام) عبد الله بن عامر وعطية بن قيس الكلابي وإسماعيل بن عبد الله بن المهاجر ثم يحيى بن الحارث الذماري ثم شريح بن يزيد الحضرمي. [النشر 1/ 98].
والأسماء التي أشار لها ابن الجزري ما عدا ما تقدم من القراء الأربعة عشر هم:
1 - شيبة بن نصاح بن سرحس بن يعقوب (ت 130هـ) من المدينة.
2 - حميد بن قيس الأعرج (ت 130هـ) من مكة.
3 - يحيى بن وثاب الأسدي (ت 103هـ) من الكوفة.
4 - عبد الله بن إسحاق الحضرمي النحوي (ت 129هـ) من البصرة.(1/314)
3 - يحيى بن وثاب الأسدي (ت 103هـ) من الكوفة.
4 - عبد الله بن إسحاق الحضرمي النحوي (ت 129هـ) من البصرة.
5 - عيسى بن عمر الثقفي النحوي (ت 149هـ) من البصرة.
6 - عاصم بن أبي الصباح الجحدري (ت 128هـ) من البصرة.
7 - عطية بن قيس الكلابي الحمصي (ت 121هـ) من الشام.
8 - إسماعيل بن عبد الله المهاجر المخزومي (ت 131هـ) من الشام.
9 - يحيى بن الحارث بن عمر الذماري الدمشقي (ت 145هـ) من الشام.
10 - شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي (ت 203هـ) من الشام.
(لا يقال) أن ابن الجزري حصر منهجه على ما قال: «ما وصل إليّ من قراءاتهم وأوثق ما صح لدي من رواياتهم» [النشر 1/ 54] فهو إذا ترك الأئمة الآخرين إما لأن قراءاتهم لم تصل إليه أو لأنها لم تكن مما صح لديه من الروايات، فإن التتبع في نقول ابن الجزري يوقفنا على أن الحال في روايات هؤلاء سواء في مصادر الرواية التي اعتمد عليها في مقدمة كتابه فإنها من هذه الطرق المتعارفة في عصره وحالها حال غيرها من روايات الأئمة المشهورين غالبا.
جمع القراءات
لقد أوجد تعدد القراءات السبع أو العشر أو الأربعة عشر مشكلة جديدة لمن أراد القراءة بها جميعا وذهب جمهور القراء إلى المنع وأن الختمة لا بد أن تكون لقراءة واحدة.
قال الإمام أبو الحسن السخاوي في كتابه «جمال القراءة»: خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ ولا يجوز.
وقال الإمام الجعبري: تركيب ممتنع في كلمة، وفي كلمتين إن تعلقت إحداهما بالأخرى، وإلا كره
وكان ممن وقف بإصرار على المنع هو الشيخ أبو بكر بن محمد بن علي بن خلف الحسيني في رسالة «الآيات البينات في حكم جمع القراءات» طبع القاهرة سنة 1344هـ.
وفي 4ذي القعدة سنة 1340هـ عقد مجمع لعلماء القراءات بمصر واعلنوا رأيهم كالتالي:
ان جمع القراءات السبع أو الأكثر أو الأقل في ختمة واحدة لم يقع في الصدر الأول أصلا بل كانوا يقرءون لكل راو ختمة دون أن يجمعوا رواية إلى أخرى، واستمر العمل على ذلك إلى أثناء المائة الخامسة عصر الداني وغيره، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في
ختمة واحدة لضرورة سرعة التحصيل، ومنعه بعض الأئمة لمخالفته لعمل الصدر الأول وقد ثبت أن الحق والصواب في كل شيء مع الصدر الأول فضلا عما يترتب على هذا الجمع من التخليط والتلبيس، وحيث أن موضوع الخلاف بين المتأخرين في التجويز والمنع هو الجمع حالة التلقي كما هو واضح من تعليل النص حيث أنه لم ينص أحد على جواز الجمع في غير حالة التلقي فبكون كل بدعة ضلالة لا يساعدها نص ولا قياس ولا عمل الماضين من السلف الصالح، وقد تؤدي إلى التخليط والتلبيس، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» قرروا باتفاق الآراء منع جمع قراءة أو رواية مع أخرى بأي طريقة من طرقه في أي مجلس كان، كما قرروا كذلك منع القراءة برواية غير المعتادة عند العامة ما لم يوجد بالمجلس عالم بها، وأنه إذا قرأ قارئ بإحدى الروايات لا ينتقل منها إلى غيرها إلا إذا انتهت القصة وشرع في غيرها فله أن يقرأ ما شرع فيه برواية أخرى وإن كان الأولى أن يستمر على الرواية التي ابتدأ بها حتى ينتهي المجلس. [الآيات البينات 7].(1/315)
ان جمع القراءات السبع أو الأكثر أو الأقل في ختمة واحدة لم يقع في الصدر الأول أصلا بل كانوا يقرءون لكل راو ختمة دون أن يجمعوا رواية إلى أخرى، واستمر العمل على ذلك إلى أثناء المائة الخامسة عصر الداني وغيره، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في
ختمة واحدة لضرورة سرعة التحصيل، ومنعه بعض الأئمة لمخالفته لعمل الصدر الأول وقد ثبت أن الحق والصواب في كل شيء مع الصدر الأول فضلا عما يترتب على هذا الجمع من التخليط والتلبيس، وحيث أن موضوع الخلاف بين المتأخرين في التجويز والمنع هو الجمع حالة التلقي كما هو واضح من تعليل النص حيث أنه لم ينص أحد على جواز الجمع في غير حالة التلقي فبكون كل بدعة ضلالة لا يساعدها نص ولا قياس ولا عمل الماضين من السلف الصالح، وقد تؤدي إلى التخليط والتلبيس، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» قرروا باتفاق الآراء منع جمع قراءة أو رواية مع أخرى بأي طريقة من طرقه في أي مجلس كان، كما قرروا كذلك منع القراءة برواية غير المعتادة عند العامة ما لم يوجد بالمجلس عالم بها، وأنه إذا قرأ قارئ بإحدى الروايات لا ينتقل منها إلى غيرها إلا إذا انتهت القصة وشرع في غيرها فله أن يقرأ ما شرع فيه برواية أخرى وإن كان الأولى أن يستمر على الرواية التي ابتدأ بها حتى ينتهي المجلس. [الآيات البينات 7].
وإلى نقيض ذلك ذهب الدكتور محيسن فقال: وقال الإمام ابن الجزري: الصواب عندنا التفصيل، فإن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم، كمن يقرأ: {فَتَلَقََّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمََاتٍ} [البقرة: 37] برفعهما، أو بنصبهما، ونحو: {وَكَفَّلَهََا زَكَرِيََّا} [آل عمران: 37] بالتشديد والرفع، وشبهه مما لا تجيزه العربية ولا يصح في اللغة.
أما ما لم يكن كذلك، فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية «لم يجز» من حيث إنه كذب في الرواية.
وإن لم يكن على سبيل الرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات من حيث وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين سيدنا محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وإلى هذه الشروط أشار ابن الجزري بقوله:
بشرطه فليرع وقفا وابتدأ ... ولا يركب وليجد حسن الأدا
[الإشارات الجلية للمحيسن 14] وقال: «يشترط على من يريد أن يجمع بالقراءات شروط أربعة رعاية الوقف، والابتداء، وحسن الأداء، وعدم التركيب أما رعاية الترتيب، والتزام تقديم قارئ بعينه فلا يشترط. [الإرشادات الجلية 14].
أقول: ان الشروط الأربعة المذكورة إن حصلت لا تكفي فيما إذا لم يرتفع الخلط والتلبيس فالمناط في الجواز وعدمه هو حصول التلبيس ومن الطبيعي أنه لا يحصل خلط أو تلبيس في مقام التعليم والتعلم أما في غير هذا المقام فلا بد من رعاية الأمن من الخلط والتلبيس ومعهما لا يجوز والله العالم.(1/316)
بشرطه فليرع وقفا وابتدأ ... ولا يركب وليجد حسن الأدا
[الإشارات الجلية للمحيسن 14] وقال: «يشترط على من يريد أن يجمع بالقراءات شروط أربعة رعاية الوقف، والابتداء، وحسن الأداء، وعدم التركيب أما رعاية الترتيب، والتزام تقديم قارئ بعينه فلا يشترط. [الإرشادات الجلية 14].
أقول: ان الشروط الأربعة المذكورة إن حصلت لا تكفي فيما إذا لم يرتفع الخلط والتلبيس فالمناط في الجواز وعدمه هو حصول التلبيس ومن الطبيعي أنه لا يحصل خلط أو تلبيس في مقام التعليم والتعلم أما في غير هذا المقام فلا بد من رعاية الأمن من الخلط والتلبيس ومعهما لا يجوز والله العالم.
مصطلحات
اصطلح علماء القراءة على إسناد القراءات بما يختلف به عن المحدثين في رواية الحديث ويعنون هنا القراءة كل ما روي عن القراء السبعة أو العشرة وبالرواية كلما روي عن الرواة عن هؤلاء مباشرة وبالطرق لمن روى عنهم غير مباشرة مهما سفل.
قال عبد الفتاح القاضي: «ان كل خلاف نسب لإمام من الأئمة العشرة مما أجمع عليه الرواة عنه فهو قراءة، وكل ما نسب للراوي عن الإمام فهو رواية، وكل ما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق. نحو: الفتح في لفظ ضعف في سورة الروم قراءة حمزة ورواية شعبة، وطريق عبيد بن الصباح عن حفص وهكذا.
وهذا هو الخلاف الواجب، فهو عين القراءات والروايات والطرق، بمعنى أن القارئ ملزم بالإتيان بجميعها فلو أخلّ بشيء منها عد ذلك نقصا في روايته كأوجه البدل مع ذات الياء لورش، فهي طرق، وإن شاع التعبير عنها بالأوجه تسهلا. وأما الخلاف الجائز فهو خلاف الأوجه التي على سبيل التخيير والإباحة كأوجه البسملة، واوجه الوقف على عارض السكون فالقارئ مخير في الإتيان بأي وجه منها غير ملزم بالإتيان بها كلها، فلو أتى بوجه واحد منها أجزأه ولا يعتبر ذلك تقصيرا منه ولا نقصا في روايته، وهذه الأوجه الاختيارية لا يقال لها قراءات ولا روايات ولا طرق بل يقال لها أوجه فقط، بخلاف ما سبق.
[البدور الزاهرة، ط 10، ص 1397].
واهتم القراء بأن يعدوا لكل قارئ روايتين ولا يعرف بالضبط السبب في ذلك ومن هنا حمل بشدة على هذا الأسلوب ابن حيان الجياني (ت 745هـ): وهكذا كل إمام من باقي السبعة قد اشتهر عنه رواة غير ما في هذه المختصرات فكيف يلغى نقلهم ويقتصر على اثنين؟
وأي مزية وشرف لذينك الاثنين على رفقائهما وكلهم أخذوا عن شيخ واحد وكلهم ضابطون ثقات؟ وأيضا فقد كان في زمان هؤلاء السبعة من أئمة الإسلام الناقلين للقراءات عالم لا يحصون وإنما جاء مقرئ اختار هؤلاء وسمّاهم، ولكسل بعض الناس وقصر الهمم وإرادة
الله أن ينقص العلم اقتصروا على السبعة ثم اقتصروا من السبعة على نزر يسير منها. انتهى.(1/317)
وأي مزية وشرف لذينك الاثنين على رفقائهما وكلهم أخذوا عن شيخ واحد وكلهم ضابطون ثقات؟ وأيضا فقد كان في زمان هؤلاء السبعة من أئمة الإسلام الناقلين للقراءات عالم لا يحصون وإنما جاء مقرئ اختار هؤلاء وسمّاهم، ولكسل بعض الناس وقصر الهمم وإرادة
الله أن ينقص العلم اقتصروا على السبعة ثم اقتصروا من السبعة على نزر يسير منها. انتهى.
[النشر 431].
أقول: «وكان ابن الجزري (833هـ) أول من توسع في هذه الطرق ولعله أراد أن يثبت التواتر بها مع أن التواتر لا يحصل بالاثنين.
وذكر محيسن الرواة الأربعة عشر والطرق في الإرشادات الجلية بتفصيل كالآتي:
كل إمام من الأئمة السبعة عنه راويان فيتم بذلك أربعة عشر راويا.
راويا نافع: قالون وورش
1 - فأما قالون: فهو عيسى بن مينا المدني معلم العربية، ويكنى أبا موسى، وقالون لقب له، يروى أن نافعا لقبه به لجودة قراءته، لأن قالون بلسان الروم «جيد» ولد سنة 120هـ عشرين ومائة وتوفي بالمدينة سنة 220هـ عشرين ومائتين.
2 - وأما ورش: فهو عثمان بن سعيد المصري، ويكنى أبا سعيد، وورش لقب له، لقب به لشدة بياضه وتوفي بمصر سنة 197هـ سبع وتسعين ومائة. راويا ابن كثير: البزي، وقنبل.
3 - البزي: هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المؤذن المكي، ويكنى أبا الحسن، ولد سنة 170هـ سبعين ومائة، وتوفي بمكة سنة 250هـ خمسين ومائتين.
4 - وقنبل: هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد المكي المخزومي، ويكنى أبا عمرو، ويلقب بقنبل، ويقال أهل بيت مكة يعرفون بالقنابلة وتوفي بمكة سنة 291هـ إحدى وتسعين، ومائتين.
5 - الدوري: هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري النحوي، والدور موضع ببغداد، وتوفي سنة 246هـ ست وأربعين ومائتين.
6 - السوسي: هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله السوسي، توفي سنة 261هـ إحدى وستين ومائتين. راويا ابن عامر: هشام، وابن ذكوان.
7 - هشام: هو هشام بن عمار بن نصير القاضي الدمشقي، ويكنى أبا الوليد، توفي سنة 245هـ خمس وأربعين ومائتين عن واحد وتسعين عاما.
8 - ابن ذكوان: هو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الدمشقي، ويكنى أبا عمرو، ولد سنة 173هـ ثلاث وسبعين ومائة، وتوفي بدمشق سنة 242هـ اثنين وأربعين ومائتين. راويا عاصم: شعبة وحفص.
9 - شعبة: المتوفى سنة 316هـ. هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الكوفي ولد سنة 95هـ خمس وتسعين وتوفي سنة 193هـ ثلاث وتسعين ومائة بالكوفة.(1/318)
8 - ابن ذكوان: هو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الدمشقي، ويكنى أبا عمرو، ولد سنة 173هـ ثلاث وسبعين ومائة، وتوفي بدمشق سنة 242هـ اثنين وأربعين ومائتين. راويا عاصم: شعبة وحفص.
9 - شعبة: المتوفى سنة 316هـ. هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الكوفي ولد سنة 95هـ خمس وتسعين وتوفي سنة 193هـ ثلاث وتسعين ومائة بالكوفة.
10 - حفص: هو أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي، ويكنى أبا عمر وكان ثقة، قال ابن معين هو أقرأ من أبي بكر توفي سنة 180هـ ثمانين ومائة. راويا حمزة: خلف، وخلاد.
11 - خلف: هو خلف بن هشام البزار، ويكنى أبا محمد، توفي ببغداد سنة 229هـ تسع وعشرين ومائتين.
12 - خلاد: هو خلاد بن خالد، ويقال ابن خليد الصيرفي، توفي بالكوفة سنة 220هـ عشرون ومائتين. راويا الكسائي: أبو الحارث، وحفص الدوري.
13 - أبو الحارث: هو الليث بن خالد البغدادي، توفي سنة 240هـ أربعين ومائتين.
14 - حفص الدوري: هو الراوي عن أبي عمرو، وقد سبق ذكره.
الطرق
1 - طريق قالون: أبو نشيط محمد بن هارون، المتوفى سنة 258هـ.
2 - طريق ورش: أبو يعقوب يوسف الأزرق، المتوفى في حدود سنة 240هـ.
3 - طريق البزي: أبو ربيعة محمد بن إسحاق، المتوفى سنة 294هـ.
4 - طريق قنبل: أبو بكر أحمد بن مجاهد، المتوفى سنة 324هـ.
5 - طريق الدوري: أبو الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، المتوفى سنة بضع وثمانين ومائتين.
6 - طريق السوسي: أبو عمران موسى بن جرير، المتوفى سنة 316هـ.
7 - طريق هشام: أبو الحسن أحمد بن يزيد الحلواني المتوفى سنة 250هـ.
8 - طريق ابن ذكران: أبو عبد الله هارون بن موسى الأخفش، المتوفى سنة 292هـ.
9 - طريق شعبة: أبو زكريا يحيى بن آدم الصلحي.
10 - طريق حفص: أبو محمد عبيد بن الصباح، المتوفى سنة 235هـ.
11 - طريق خلف: أحمد بن عثمان بن بويان، المتوفى سنة 344هـ.
12 - طريق خلاد: أبو بكر محمد بن شاذان، المتوفى سنة 186هـ.(1/319)
11 - طريق خلف: أحمد بن عثمان بن بويان، المتوفى سنة 344هـ.
12 - طريق خلاد: أبو بكر محمد بن شاذان، المتوفى سنة 186هـ.
13 - طريق أبي الحارث: أبو عبد الله محمد بن يحيى البغدادي، المتوفى سنة 288هـ.
14 - طريق الدوري: أبو الفضل جعفر بن محمد النصيبي، المتوفى 307هـ.
تواتر القراءات
ذهب جمهور علماء المسلمين إلى أن القراءات السبع أو العشر متواترة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وآخرون إلى أنها متواترة عن أصحابها القراء السبعة أو العشر أو الأربعة عشر. والتأمل في كلماتهم يظهر التفصيل بين النص القرآني المكتوب في عهد عثمان رضي الله عنه فهو متواتر من عصره إلى عصرنا وبين قراءات هذا النص فهي متواترة إلى أصحابها وذكر بعضهم إسناده إلى النبي عن طريق آحاد فكيف يمكن دعوى التواتر في حين أنهم لم يدعوه؟
نقل القسطلاني (ت 923هـ) عن تاج الدين ابن السبكي في بعض فتاويه: القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي، والثلاثة التي هي قراءة أبي جعفر، وقراءة يعقوب، وقراءة خلف، متواترة، معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل، وليس تواتر شيء منها مقصورا على من قرأ بالروايات، بل هي متواترة عند كل مسلم، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله ولو كان مع ذلك عاميا جلفا، لا يحفظ من القرآن حرفا.
وقال: «ومن له اطلاع على هذا الشأن يعرف أن الذين قرءوا هذه القراءات العشرة وأخذوها عن الأمم المتقدمين، كانوا أمما لا تحصى، وطوائف لا تستقصى، والذين أخذوا عنهم أيضا أكثر، وهلم جرا إلى زماننا هذا. فقد علم مما ذكر أن السبع متواترة اتفاقا، وكذا الثلاثة: أبو جعفر، ويعقوب، وخلف بعدها بخلف، وأن الأربعة بعدها شاذة اتفاقا. لكن خالف صاحب البديع، من متأخري الحنفية، فيما نقله العلامة الكمال ابن أبي شريف، فاختار أن السبع مشهورة. ونقل السروجي الحنفي، في باب الصوم، من كتاب الغاية شرح الهداية، عن المعتزلة أنها آحاد و (عن) جميع أهل السنة: أنها متواترة. [لطائف الإرشادات 1/ 77].
واستدل العلّامة الحلّي (ت 726هـ) في نهاية الأصول على تواتر القراءات السبع بالقياس المنطقي قال ما لفظه: «لو لم تكن متواترة لخرج بعض القرآن عن كونه متواترا كمالك وملك وأشباههما والتالي باطل فالمقدم مثله بيان الشرطية أنهما وردا عن القراء السبعة
وليس تواتر أحدهما أولى من تواتر الآخر فإما أن يكونا متواترين وهو المطلوب أو لا يكون شيء منهما بمتواتر وهو باطل وإلا يخرج عن كونه قرآنا وهذا خلف».(1/320)
واستدل العلّامة الحلّي (ت 726هـ) في نهاية الأصول على تواتر القراءات السبع بالقياس المنطقي قال ما لفظه: «لو لم تكن متواترة لخرج بعض القرآن عن كونه متواترا كمالك وملك وأشباههما والتالي باطل فالمقدم مثله بيان الشرطية أنهما وردا عن القراء السبعة
وليس تواتر أحدهما أولى من تواتر الآخر فإما أن يكونا متواترين وهو المطلوب أو لا يكون شيء منهما بمتواتر وهو باطل وإلا يخرج عن كونه قرآنا وهذا خلف».
أقول: «هذا القياس خلط بين الوجود اللفظي الذي هو القراءة وبين المصحف المكتوب بالتواتر فإن النص المكتوب المحتمل للوجهين في القراءة ملك ومالك لا يستلزم تواتر أحد الوجهين خاصة وعدم تواتر أحد القراءتين لا يستلزم عدم تواتر القرآن فالقياس مع الفارق».
ونقل ابن النديم (ت 380هـ) في الفهرست: «أن لأبي طاهر كتابا جمع فيه شواذ القراءات السبع وكتب أبو سعيد فرج بن لب وهو من علماء المغرب رسالة ذكر فيها أن تواتر القراءات السبع من ضروريات الدين ومن ينكرها فهو كافر».
ورد عليه سيدنا الأستاذ الخوئي بقوله: «لنفرض أن القراءات متواترة عند الجميع فهل يكفر من أنكر تواترها إذا لم تكن من ضروريات الدين ثم لنفرض أنها بهذا التواتر الموهوم أصبحت من ضروريات الدين فهل يكفر كل أحد بإنكارها حتى من لم تثبت عنده ذلك.
اللهم ان هذه الدعوى جرأة عليك وتعد لحدودك وتفرق لكلمة أهل دينك» [البيان / 172].
وذهب الشهيد (ت 996) إلى تواتر القراءات في المقاصد العلية وقال: «مراعاة إعرابها وتشديدها على الوجه المنقول بالتواتر وهي قراءة السبعة المشهورة وفي تواتر تمام العشر خلاف وقد شهد المصنف في الذكرى بتواترها ونقل الإجماع بخبر الواحد. فإن الكل من عند الله نزل به روح الأمين على قلب سيد المرسلين تخفيفا على الأمة وتهوينا على أهل هذه الملة».
وكأن الشهيد رضي الله عنه تنبه إلى عدم التلازم بين تواتر القراءة وتواتر النص وعقب على ذلك بقوله: «ليس المراد أن كل ما ورد من هذه القراءات متواتر بل المراد انحصار المتواتر فيما نقل في هذه القراءات فإن بعض ما نقل عن السبعة شاذ فضلا عن غيرهم».
أقول: «لقد انصف رضى الله عنه ولكن وجود المتواتر فيها لا يثبت تواتر كل واحد منها كما هو ظاهر ومهما كان فهو قول وسط بين التواتر المطلق ونفيه المطلق وهو وجه حسن».
وذهب العاملي (ت 1226هـ) إلى تواترها قائلا: «فلا كلام في اشتراط المادة الجوهرية التي تختلف خطوط القرآن ومعناه بها لأنها قرآن فلا بد أن تكون متواترة وإلا لزم أن يكون بعض القرآن غير متواتر وهو باطل وهذا قياس من الشكل الثالث وهو هكذا القراءات
السبع قرآن والقراءات السبع غير متواترة ينتج بعض القرآن غير متواتر وأما الهيئة التي لا تختلف الخطوط والمعنى بها كالمد والإمالة ففيها خلاف فجماعة من متأخري أصحابنا على أنه لا يجب تواترها (واعترض عليهم) بأن المراد بالقرآن هنا هو اللفظ والهيئة وإن لم تكن جزءا لجوهره لكنها عارضة لازمة فلا يمكن نقله بدونها فالقول بوجوب تواتر الأول ينافي القول بعدم وجوب تواترها (وأجيب) بأن الهيئة الخاصة ليست بلازمة بل اللازم هو القدر المشترك بينها وبين غيرها والمطلوب أن الهيئة المخصوصة لا يجب تواترها وإن وجب تواتر القدر المشترك. وأمّا ما يختلف به المعنى دون الخط فلا بد من تواتره وإلا فهي من الشواذ كملك بصيغة الماضي وكذا ما يختلف به الخط فقط لا بد من تواترها بل ذلك من الهيئة بل من المواد. [مفتاح الكرامة 2/ 395].(1/321)
وذهب العاملي (ت 1226هـ) إلى تواترها قائلا: «فلا كلام في اشتراط المادة الجوهرية التي تختلف خطوط القرآن ومعناه بها لأنها قرآن فلا بد أن تكون متواترة وإلا لزم أن يكون بعض القرآن غير متواتر وهو باطل وهذا قياس من الشكل الثالث وهو هكذا القراءات
السبع قرآن والقراءات السبع غير متواترة ينتج بعض القرآن غير متواتر وأما الهيئة التي لا تختلف الخطوط والمعنى بها كالمد والإمالة ففيها خلاف فجماعة من متأخري أصحابنا على أنه لا يجب تواترها (واعترض عليهم) بأن المراد بالقرآن هنا هو اللفظ والهيئة وإن لم تكن جزءا لجوهره لكنها عارضة لازمة فلا يمكن نقله بدونها فالقول بوجوب تواتر الأول ينافي القول بعدم وجوب تواترها (وأجيب) بأن الهيئة الخاصة ليست بلازمة بل اللازم هو القدر المشترك بينها وبين غيرها والمطلوب أن الهيئة المخصوصة لا يجب تواترها وإن وجب تواتر القدر المشترك. وأمّا ما يختلف به المعنى دون الخط فلا بد من تواتره وإلا فهي من الشواذ كملك بصيغة الماضي وكذا ما يختلف به الخط فقط لا بد من تواترها بل ذلك من الهيئة بل من المواد. [مفتاح الكرامة 2/ 395].
واوضحه صاحب الجواهر (ت 1266) قائلا: تمنع اعتبار الهيئة الخاصة من أفراد الهيئة الصحيحة في القرآنية، فلا يتوقف العلم بكونه قرآنا عليها، إذ هي من صفات الألفاظ الخارجة عنها، كما يستأنس له بصدق قراءة قصيدة امرئ القيس مثلا، ودعاء الصحيفة على المقروء صحيحا وإن لم يعلم الهيئة الخاصة الواقعة من قائلهما، بل يصدق في العرب قراءة القرآن على الموافق للعربية واللغة وإن لم يعلم خصوصية الهيئة الواقع عليها، بل قد ادعى المرتضى فيما حكي عن بعض رسائله كبعض العامة صدق القرآن على الملحنون لحنا لا يغير المعنى، ولذا جوزه عمدا وإن كان هو ضعيفا. [الجواهر 9/ 293].
وقال القسطلاني (923هـ): «فإن قلت: الأسانيد إلى الأئمة السبعة، وأسانيدهم إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، على ما في كتب القراءات آحاد، لا تبلغ عدد التواتر، فمن أين جاء التواتر؟
أجيب: بأن انحصار الأسانيد المذكورة في طائفة لا يمنع مجيء القراءات عن غيرهم، وإنما نسبت القراءات إلى الأئمة، ومن ذكر في أسانيدهم، والأسانيد إليهم، لتصديهم لضبط الحروف وحفظ شيوخهم فيها، ومع كل منهم في طبقة ما يبلغها عدد التواتر، لأن القرآن قد تلقاه من أهل كل بلد، بقراءة إمامهم، الجم الغفير عن مثلهم، وكذلك دائما مع تلقي الأمة لقراءة كل منهم بالقبول». انتهى.
وقال السخاوي: «ولا يقدح في تواتر القراءات السبع إذا أسندت من طريق الآحاد، كما لو قلت: أخبرني فلان عن فلان أنه رأى مدينة سمرقند، وقد علم وجودها بطريق التواتر، لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم بها. فقراءة السبع كلها متواترة، وقد اتفق على أن المكتوب في المصاحف متواتر الكلمات والحروف، فإن نازع في تواتر السبع أحد قلنا له: ما تقول في قراءة ابن كثير، مثلا في سورة التوبة: «تجري من تحتها الأنهار» بزيادة
(من)، وقراءة غيره بإسقاطها؟ فإن قال: متواترة، فهو الغرض، وإن منع تواتر ذلك فقد خرق الإجماع المنعقد على ثبوتهما، أو باهت فيما هو معلوم منهما. وإن قال بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له، لأن ثبوتهما في الرتبة سواء، فلزم التواتر في قراءة السبعة».(1/322)
وقال السخاوي: «ولا يقدح في تواتر القراءات السبع إذا أسندت من طريق الآحاد، كما لو قلت: أخبرني فلان عن فلان أنه رأى مدينة سمرقند، وقد علم وجودها بطريق التواتر، لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم بها. فقراءة السبع كلها متواترة، وقد اتفق على أن المكتوب في المصاحف متواتر الكلمات والحروف، فإن نازع في تواتر السبع أحد قلنا له: ما تقول في قراءة ابن كثير، مثلا في سورة التوبة: «تجري من تحتها الأنهار» بزيادة
(من)، وقراءة غيره بإسقاطها؟ فإن قال: متواترة، فهو الغرض، وإن منع تواتر ذلك فقد خرق الإجماع المنعقد على ثبوتهما، أو باهت فيما هو معلوم منهما. وإن قال بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له، لأن ثبوتهما في الرتبة سواء، فلزم التواتر في قراءة السبعة».
انتهى. [لطائف الإشارات 1/ 78].
ان ما ذكره القسطلاني (ت 923هـ) من أنه لا يمنع عن صحة القراءات عن غيرهم والسخاوي أنه لم يقدح في تواتر القراءات الإسناد من طريق الآحاد مكابرة واضحة للواقع الذي استند إليه القراء السبعة أنفسهم فلم يدع أحد منهم تواتر قراءاتهم فهم إما أسندوها إلى اختيار أنفسهم أو ذكروا رواية آخرين عن طريق الآحاد وانفرد نافع فيما بينهم باختيار ما توافق عليه اثنان من الرواة وأن نقل الاثنين ليس من التواتر؟
وصدق العاملي (ت 1226هـ) بقوله: «إن أحدهم كان إذا برع وتمهر شرع للناس طريقا في القراءة لا يعرف إلا من قبله ولم يرد على طريقة مسلوكة ومذهب واضح متواتر محدود وإلا لم يختص به ووجب على مقتضى الغالب في العادة أن يعلم به الآخر المعاصر له الاتحاد الفن وعدم البعد عن المأخذ وكيف نطلع نحن على تواتر قراءات هؤلاء ولا يطلع بعضهم على ما تواتر إلى الآخر؟ إن ذلك لمستبعد جدا إلا أن يقال أن كل واحد من السبعة ألف طريقته من متواترات كان يعلمها الآخر لكنه اختار هذه دون غيرها من المتواترات لمرجح ظهر له كالسلامة من الإمالة والروم ونحو ذلك فطريقته متواترة وإن لم تكن الهيئة التركيبية متواترة حصل الاختصار والامتياز وإن صح ما نقله الرازي من منع بعضهم الناس عن قراءة غيره اشتد الخطب وامتنع الجواب. [مفتاح الكرامة 3932].
وانصف الزركشي (ت 797هـ) حيث ذهب إلى عدم التواتر بالقراءات وأن التحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة خاصة قال: «أما تواترها عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ففيه نظر فإن إسناد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في كتب القراءات، وهي نقل الواحد عن الواحد لم تكمل شروط التواتر في استواء الطرفين والواسطة. وهذا شيء موجود في كتبهم، وقد أشار الشيخ شهاب الدين أبو شامة في كتابه «المرشد الوجيز» إلى شيء من ذلك». [البرهان 1/ 319].
ونقل صاحب الحدائق (ت 1186هـ) أن ليس المراد بتواتر السبع والعشر أن كل ما ورد من هذه القراءات متواتر بل المراد انحصار التواتر الآن في ما نقل من هذه القراءات.
[الحدائق 9/ 95].
والحق ما ذكره صاحب الجواهر (ت 1266هـ) من أن من أنكر التواتر منا ومن القوم خلق كثير، بل ربما نسب إلى أكثر قدمائهم تجويز العمل بها وبغيرها، لعدم تواترها، يؤيده أن من لاحظ ما في كتب القراءة المشتملة على ذكر القراء السبعة ومن تلمذ عليهم ومن تلمذوا عليه يعلم أنه من التواتر بمعزل، إذ أقصى ما يذكر لكل واحد منهما واحد أو اثنان، على أن تواتر الجميع يمنع من استقلال كل من هؤلاء بقراءة بحيث يمنع الناس عن القراءة بغيرها. [الجواهر 9/ 395].(1/323)
[الحدائق 9/ 95].
والحق ما ذكره صاحب الجواهر (ت 1266هـ) من أن من أنكر التواتر منا ومن القوم خلق كثير، بل ربما نسب إلى أكثر قدمائهم تجويز العمل بها وبغيرها، لعدم تواترها، يؤيده أن من لاحظ ما في كتب القراءة المشتملة على ذكر القراء السبعة ومن تلمذ عليهم ومن تلمذوا عليه يعلم أنه من التواتر بمعزل، إذ أقصى ما يذكر لكل واحد منهما واحد أو اثنان، على أن تواتر الجميع يمنع من استقلال كل من هؤلاء بقراءة بحيث يمنع الناس عن القراءة بغيرها. [الجواهر 9/ 395].
ووجه ابن الجزري (ت 833هـ) نسبة القراءات إلى أصحابها بما لا يخلو من تعسف فقال: «إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة ورواتهم المراد بها أن ذلك القارئ وذلك الإمام اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة حسبما قرأ به، فآثره على غيره، ودوام عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به، وقصد فيه، وأخذ عنه فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء وهذه الإضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد. [البشر 1/ 52].
وقد أصر ابن الجزري (ت 833هـ) في [النشر 1/ 45] على أن التواتر لا يختص بالقراءات السبع بل يعم القراءات العشر معللا موافقتها مع رسم المصحف ثم نقل كلام جرى بينه وبين قاضي القضاة أبي نصر عبد الوهاب هذا نصه: «(وقد جرى) بيني وبينه في ذلك كلام كثير وقلت له ينبغي أن تقول والعشر متواترة ولا بد، فقال أردنا التنبيه على الخلاف فقلت وأين الخلاف وأين القائل به ومن قال إن قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف غير متواترة؟ فقال: يفهم من قول ابن الحاجب «والسبع متواترة» فقلت: أي سبع؟ وعلى تقدير أن يكون هؤلاء السبعة مع أن كلام ابن الحاجب لا يدل عليه فقراءة خلف لا تخرج عن قراءة أحد منهم بل ولا عن قراءة الكوفيين في حرف فكيف يقول أحد بعدم تواترها مع ادعائه تواتر السبع؟ وأيضا فلو قلنا إنه يعني هؤلاء السبعة فمن أي رواية؟ ومن أي طريق؟ ومن أي كتاب؟ إذ التخصيص لم يدعه ابن الحاجب ولو ادعاه لما سلم له بقي الإطلاق فيكون كلما جاء عن السبعة. فقراءة يعقوب جاءت عن عاصم وأبي عمر وأبو جعفر هو شيخ نافع ولا يخرج عن السبعة. [النشر 1/ 45].
فإن السؤال يبقى بلا جواب عن أي رواية؟ ومن أي طريق يكون التواتر إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فإن من الواضح أن القراءات السبع تختلف رواياتها وطرقها مما يغير المعنى كما يغير اللفظ مثلا: من موارد الاختلاف في القراءة كثيرة مع سلامة النص المكتوب ومنها «ملّك» و «ملك» ومنها «يطهرن» و «يطّهرن» ومنها «باعد» و «باعد» «ننشرها» «ننشزها» ومن
الاعراب «أرجلكم» و «أرجلكم» وقد يترتب الخلاف في التفسير والفقه ولا يمكننا أن نقف محتارين في هذه القراءات بل يجب الاختيار لإحدى الأقوال المفصلة في التفاسير.(1/324)
فإن السؤال يبقى بلا جواب عن أي رواية؟ ومن أي طريق يكون التواتر إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فإن من الواضح أن القراءات السبع تختلف رواياتها وطرقها مما يغير المعنى كما يغير اللفظ مثلا: من موارد الاختلاف في القراءة كثيرة مع سلامة النص المكتوب ومنها «ملّك» و «ملك» ومنها «يطهرن» و «يطّهرن» ومنها «باعد» و «باعد» «ننشرها» «ننشزها» ومن
الاعراب «أرجلكم» و «أرجلكم» وقد يترتب الخلاف في التفسير والفقه ولا يمكننا أن نقف محتارين في هذه القراءات بل يجب الاختيار لإحدى الأقوال المفصلة في التفاسير.
قال سيدنا الأستاذ الخوئي دام ظله: «والمعروف عند الشيعة أنها غير متواترة بل القراءات بين ما هو اجتهاد من القارئ وبين ما هو منقول بخبر الواحد واختار هذا القول جماعة من المحققين من علماء أهل السنة. وهذا القول هو الصحيح» ولتحقيق هذه النتيجة لا بد لنا من ذكر أمرين:
الأول: قد اطبق المسلمون بجميع نحلهم ومذاهبهم على أن ثبوت القرآن بنحو طريقة التواتر واستدل كثير من علماء السنة والشيعة على ذلك بأن القرآن تتوفر الدواعي لنقله لأنه الأساس للدين الإسلامي والمعجز الإلهي عن نبي المسلمين وكل شيء يتوفر الدواعي لنقله لا بد وأن يكون متواترا إلى أن قال.
الثاني: إن الطريق الأفضل إلى إثبات عدم تواتر القراءات هي معرفة القراء أنفسهم وطرق رواتهم. [البيان 738].
توضيح كلامه دام ظله أن التواتر عن السبعة يتوقف على تواتره في جميع الطبقات وهذا وإن كان حاصلا في عصرنا إلا أنه في الفترة بين عصرنا وعصرهم لا يعلم التواتر حيث أن لكل منهم راويان غالبا ولا يحصل بالاثنين التواتر بالإضافة إلى أنه لم تثبت وثاقة الرواة كلهم مع الاختلاف بين هذين الاثنين في كثير من الموارد.
(مع) أن الإسناد ينتهي إليهم وهم يختلفون في القراءة والزمان فلا يحصل بهم التواتر فلا بد وأن الوجه في قراءتهم إما إلى الخبر كما يظهر من بعضها الواحد أو إلى اجتهاد كما يظهر من البعض الآخر وإن هذا ليس من التواتر في شيء.
(والخلاصة) أن تواتر القراءات يتصور في مرحلتين:
المرحلة الأولى: من عصرنا إلى عصر القراء
وهذا لا يمكن إنكاره إذ أن في كل عصر ومصر طبقة بعد طبقة من القراء والحفاظ والمؤلفين من قرأ وحفظ وألف في قراءاته المسندة إليهم وأسانيد القراء وإن كانت آحاد ولكنها مجتمعة مع العناية المستمرة بها جيلا بعد جيل بأنواع الكتابة وغيرها مما تثبت تواترها عن القراء السبعة.
المرحلة الثانية: من عصر القراء إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم:
ان نظرة فاحصة إلى الأسانيد التي ذكرها مسبع السبعة ابن المجاهد (ت 324هـ) يكشف عن أنها لم تكن متواترة وهم وإن قرءوها على من سبقهم بالعرض فهي لم تكن سوى عرض للآحاد من القراء ولم يبين لنا أحد
منهم أسلوبه في انتخاب قراءته سوى نافع الذي صرح باعتماده على ما توافق عليه اثنان وترك ما اختلف.(1/325)
ان نظرة فاحصة إلى الأسانيد التي ذكرها مسبع السبعة ابن المجاهد (ت 324هـ) يكشف عن أنها لم تكن متواترة وهم وإن قرءوها على من سبقهم بالعرض فهي لم تكن سوى عرض للآحاد من القراء ولم يبين لنا أحد
منهم أسلوبه في انتخاب قراءته سوى نافع الذي صرح باعتماده على ما توافق عليه اثنان وترك ما اختلف.
ولا يثبت التواتر باثنين كما هو واضح. ولكنها بلا شك حجة شرعية في ثبوت الرواية النفي بالاستفاضة والكتابة في صحة القراءة.
والفرق بين هذه السبعة التي تطابق المصحف والقراءات التي لا توافقه كقراءة ابن مسعود هو أن هذه السبعة نقلت عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بالاستفاضة وأن غيرها نقلت عنهم بالآحاد.
وتشتمل أحكام القرآن هذه السبعة دون غيرها التي تعتبر من جملة الأحاديث فلا حاجة في هذه السبعة إلى البحث عن الإسناد بخلاف غيرها فإنها تفتقر إلى تمييز الصحيح من الضعيف بما هو مدون في علم رواية الحديث.
ولعل ما ذهب إليه أبو شامة أصدق كلام في الموضوع حيث قال: «ان هؤلاء الأئمة السبعة لشهرتهم ولشهرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم زكى النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم». [النشر 1/ 104].
القراءة الصحيحة
تكاد تتفق الكلمة على أن رسم المصحف وصحة الإسناد وموافقة العربية أركان ثلاثة لصحة القراءة واختلفوا في التفصيل.
قال الشيخ موفق الدين الكواشي (ت 680هـ): «كل ما صح سنده واستقام مع وجهة العربية، ووافق لفظه خط المصحف الإمام فهو من السبع المنصوص عليها، ولو رواه سبعون ألفا مجتمعين أو متفرقين. فعلى هذا الأصل يبني من يقول: القراءات عن سبعة كان أو سبعة آلاف، ومتى فقد واحد من هذه الثلاثة المذكورة في القراءة فاحكم بأنها شاذة ولا يقرأ بشيء من الشواذ وإنما يذكر ما يذكر من الشواذ ليكون دليلا على حسب المدلول عليه، أو مرجحا». [البرهان 1/ 331].
وقال مكي القيسي (ت 437هـ): «وقد اختار الناس بعد ذلك، وأكثر اختياراتهم إنما هو الحرف إذا اجتمع فيه ثلاثة أشياء: قوة وجه العربية، وموافقته للمصحف، واجتماع العامة عليه والعامة عندهم هو ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة، فذلك عندهم حجة قوية توجب الاختيار. وربما جعلوا العامة ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وربما جعلوا الاعتبار بما اتفق عليه نافع وعاصم فقراءة هذين الإمامين أولى القراءات، وأصحها سندا
وأفصحها في العربية، ويتلوها في الفصاحة خاصة قراءة أبي عمرو والكسائي». [البرهان 1/ 331].(1/326)
وقال مكي القيسي (ت 437هـ): «وقد اختار الناس بعد ذلك، وأكثر اختياراتهم إنما هو الحرف إذا اجتمع فيه ثلاثة أشياء: قوة وجه العربية، وموافقته للمصحف، واجتماع العامة عليه والعامة عندهم هو ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة، فذلك عندهم حجة قوية توجب الاختيار. وربما جعلوا العامة ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وربما جعلوا الاعتبار بما اتفق عليه نافع وعاصم فقراءة هذين الإمامين أولى القراءات، وأصحها سندا
وأفصحها في العربية، ويتلوها في الفصاحة خاصة قراءة أبي عمرو والكسائي». [البرهان 1/ 331].
وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: كل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب فهي قراءة صحيحة معتبرة فإن اختل أحد هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة أشار إلى ذلك جماعة من الأئمة المتقدمين، ونص عليه الشيخ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في كتاب مفرد صنفه في معاني القراءات السبع، وأمر بإلحاقه بكتاب الكشف، وذكره شيخنا أبو الحسن في كتابه جمال القراء. [البرهان 1/ 331].
قال ابن الجزري (ت 833هـ): «كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها. بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعي الداني، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه». [النشر 1/ 9].
ثم فصّل مراده بهذه الأركان بتفصيل وملخصها أن الضابط ما وافق العربية بوجه من وجوه النحو سواء كان أفصح أم فصيحا مجمعا عليه أم مختلفا فيه اختلافا لا يضر مثله إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاه الأئمة بالإسناد الصحيح إذ هو الأصل الأعظم فكم من قراءة أنكرها بعض أهل النحو أو كثير منهم ولم يعتبر إنكارهم بل أجمع الأئمة المقتدى بهم من السلف على قبولها كاسكان «بارئكم» و «تأمركم» ونحوه وذكر أمثلة أخرى [النشر 1/ 10].
الركن الأول موافقة اللغة العربية
أقول: «وهذه الأركان الثلاثة للقراءة الصحيحة لا بد وأن تخضع للاجتهاد في صحة هذه المقاييس فإن الركن الأول أعني موافقة اللغة العربية وإن كان ركنا أصيلا في الغالب إلا أنه يستلزم أن تكون القواعد العربية أصيلة مع كثرة الاختلاف فيها وهي بلا شك لم تكن أسبق من نص القرآن بل القواعد هذه مستقاة من النص القرآني والاستعمال ولا نص أوثق وأقدم من
القرآن فاخضاع النص القرآني للقواعد العربية فرض للقواعد المتأخرة زمنا على نص تقدم عليها مما لا يستساغ علميا.(1/327)
أقول: «وهذه الأركان الثلاثة للقراءة الصحيحة لا بد وأن تخضع للاجتهاد في صحة هذه المقاييس فإن الركن الأول أعني موافقة اللغة العربية وإن كان ركنا أصيلا في الغالب إلا أنه يستلزم أن تكون القواعد العربية أصيلة مع كثرة الاختلاف فيها وهي بلا شك لم تكن أسبق من نص القرآن بل القواعد هذه مستقاة من النص القرآني والاستعمال ولا نص أوثق وأقدم من
القرآن فاخضاع النص القرآني للقواعد العربية فرض للقواعد المتأخرة زمنا على نص تقدم عليها مما لا يستساغ علميا.
والركن الثاني: وهو صحة الإسناد
أيضا يخضع لاجتهاد الرواة فما من راو من القراء قبل تحديدها بالسبعة إلا وكان يرى ما يقرأه رواية صحيحة وقد سبق قول عبد الله بن مسعود في تمسكه بقراءته معللا أنه سمعها من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وأما الركن الثالث:
فإن رسم القرآن أي موافقته أحد المصاحف الستة من جمع عثمان على ما فيها من اختلاف قد يتحمل قراءة رفضت من جمهور القراء ووصفت بالقراءات الشاذة بالرغم من موافقة المصحف بقراءة «مليك» بدل «مالك» أو «ملك» على ما هو مفصل في الشواذ.
(والحق أن يقال) ان للقراءة الصحيحة ركن واحد هو النقل بالتواتر عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ومن هنا نجد الطبري (ت 310هـ) يخطّئ بعض هذه القراءات السبعة فلو كانت متواترة لما صح هذا منه مثلا راجع تخطئة قراءة عاصم لقوله تعالى: {إِلََّا أَنْ تَكُونَ تِجََارَةً حََاضِرَةً} [البقرة: 282] وأنها قراءة شاذة [تفسير الطبري 6/ 8] فكيف التوفيق بين التواتر والشذوذ؟ فيظهر أن هذه القراءات لم تكن متواترة حتى القرن الرابع، القرن الذي حصرها ابن مجاهد (ت 324هـ) بالسبعة فكيف بما قبلها؟! وقال ابن الجزري (ت 833هـ): ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتا في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر: {قََالُوا اتَّخَذَ اللََّهُ وَلَداً} في البقرة بغير واو «وبالزبر وبالكتاب المنير» بزيادة الباء وعدة أمثلة أخرى. [النشر 1/ 11].
وأوضح قوله: (احتمالا): يعني به ما يوافق الرسم ولو تقديرا وهو الموافقة احتمالا وقد خولف صريح الرسم في مواضع اجماعا نحو: «السموات والصلحت واليل والصلاة والزكوة والربوا» الخ [النشر 1/ 11].
وبالغ ابن الجزري (ت 833هـ) في ذلك قائلا: «فانظر كيف كتبوا الصراط المصيطرون» بالصاد المبدلة من السين وعدلوا عن السين التي هي الأصل لتكون قراءة السين وإن خالفت الرسم من وجه قد أتت على الأصل فيعتدلان وتكون قراءة الإشمام محتملة ولو كتب ذلك بالسين على الأصل لفات ذلك وعدت قراءة غير السين مخالفة للرسم والأصل، ولذلك كان الخلاف في المشهور في (بسطة) الأعراف دون (بسطة) البقرة لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو
مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسألني) في الكهف وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من (بضنين) ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته (وقولنا) وصح سندها فإنا نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتى تنتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن الضابطين له غير معدودة عندهم من الغلط أو مما شذ بها بعضهم. [النشر 1/ 13].(1/328)
وبالغ ابن الجزري (ت 833هـ) في ذلك قائلا: «فانظر كيف كتبوا الصراط المصيطرون» بالصاد المبدلة من السين وعدلوا عن السين التي هي الأصل لتكون قراءة السين وإن خالفت الرسم من وجه قد أتت على الأصل فيعتدلان وتكون قراءة الإشمام محتملة ولو كتب ذلك بالسين على الأصل لفات ذلك وعدت قراءة غير السين مخالفة للرسم والأصل، ولذلك كان الخلاف في المشهور في (بسطة) الأعراف دون (بسطة) البقرة لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو
مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسألني) في الكهف وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من (بضنين) ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته (وقولنا) وصح سندها فإنا نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتى تنتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن الضابطين له غير معدودة عندهم من الغلط أو مما شذ بها بعضهم. [النشر 1/ 13].
نفى ابن الجزري (ت 833هـ) اشتراط التواتر في صحة القراءة بشدة وقال: «وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ولم يكتف فيه بصحة السند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر وأن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن وهذا مما لا يخفى ما فيه فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواترا عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وجب قبوله وقطع بكونه قرآنا سواء وافق الرسم أم خالفه، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا القول ثم ظهر فساده وموافقة أئمة السلف والخلف (قال) الإمام الكبير أبو شامة في «مرشده»: وقد شاع على ألسنة جماعة من القارئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة أي كل فرد فرد ما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب ونحن بهذا نقول ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها. [النشر 1/ 13].
أقول: لقد أصاب رضى الله عنه في نفي اشتراط التواتر إذ كيف يصح التواتر مع مخالفة القراء بعضهم البعض؟ وبيان أسانيدهم التي هي روايات لم تبلغ حد التواتر وأن بعضهم شرح طريقته من موافقة اثنين من الصحابة معا فكيف فيمن لا يوافقهما وليس هذا من التواتر في شيء (نعم) الاستفاضة ثابتة لكثرة الطرق وتكفي ذلك في مقام العمل فإن شأنه شأن التواتر وإن لم يكن إياه.
(بيان ذلك) ان اللفظ باللسان والكتابة باليد يتبعان الوجود الحقيقي للشيء وحقيقة القرآن هي ما أنزل على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم من الوحي في العرضة الأخيرة وهو قرآن واحد لا
اختلاف فيه وأي غلط في القرآن لسانا أو كتابة لا يوجب نعوذ بالله غلطا في القرآن المنزّل على النبي المرسل.(1/329)
(بيان ذلك) ان اللفظ باللسان والكتابة باليد يتبعان الوجود الحقيقي للشيء وحقيقة القرآن هي ما أنزل على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم من الوحي في العرضة الأخيرة وهو قرآن واحد لا
اختلاف فيه وأي غلط في القرآن لسانا أو كتابة لا يوجب نعوذ بالله غلطا في القرآن المنزّل على النبي المرسل.
ومن الثابت أن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يكتب القرآن بيده فالرسم القرآني ليس سنة متبعة من الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وهذا بخلاف القراءة فإنها سنة متبعة إلى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وان بالقراءة قوام القرآن ولا عبرة بالرسم إذا خالف القراءة ولذلك اتفقت كلمة المسلمين على مخالفة الرسم العثماني في القرآن في الآيات التالية:
1 {وَلَأَوْضَعُوا} [التوبة: 47].
2 {لَأَذْبَحَنَّهُ} [النمل: 21].
3 {وَجِيءَ} [الزمر: 69].
فلو كان الرسم وحده كافيا في حقيقة القرآن لصحت قراءة الآيتين بلا النافية التي تعكس المعنى وهذا ما لا يقول به أحد.
وليس الإسناد وحده كافيا في حقيقة القرآن وإن كان صحيحا إذا لم تبلغ الرواية حد التواتر والاستفاضة والتواتر في درجة واحدة من حيث عدم الحاجة إلى الإسناد ومن هنا تعتبر القراءات الشاذة أحاديث مروية خاضعة لقواعد علم الحديث دون قواعد القراءة.
وذكر القسطلاني (ت 923هـ): «والقراءة الصحيحة على قسمين: قسم صح سنده ووافق العربية والرسم، وهو على ضربين: ضرب استفاض نقله، وتلقاه الأئمة بالقبول، كما انفرد به بعض الرواة، وبعض الكتب المعتبرة، أو كمراتب القراءة في المد، ونحو ذلك، فهذا صحيح مقطوع به، أنه منزل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهذا الضرب يلتحق بالقراءة المتواترة، وإن لم يبلغ مبلغها، والعدل الضابط إذا انفرد بشيء تحتمله العربية والرسم، واستفاض وتلقي بالقبول، قطع به، وحصل به العلم، وهذا قاله الأئمة في الحديث: المتلقى بالقبول أنه يفيد القطع، وبحثه ابن الصلاح في علوم الحديث، وظن أن أحدا لم يسبقه إليه، وقد قاله قبله الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، ونقله ابن تيمية عن جماعة، منهم: القاضي عبد الوهاب المالكي، والشيخ أبو حامد الإسفرايني وأبو الطيب الطبري، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، من الشافعية، وابن حامد وأبو يعلى، وأبو الخطاب، وابن الزعفراني، من الحنابلة، وشمس الأئمة السرخسي، من الحنفية. قال ابن تيمية: وهو مذهب أهل الكلام من الأشعرية، كالإسفرايني، وابن فورك، ومذهب أهل الحديث قاطبة، ومذهب السلف عامة.
فتلخص من ذلك أن خبر العدل الواحد الضابط إذا حفته القرائن أفاد العلم.
والضرب الثاني، الذي صح ولم تتلقه الأمة بالقبول ولم يستفض، فالذي يظهر من كلام كثير من العلماء جواز القراءة به، والصلاة.(1/330)
فتلخص من ذلك أن خبر العدل الواحد الضابط إذا حفته القرائن أفاد العلم.
والضرب الثاني، الذي صح ولم تتلقه الأمة بالقبول ولم يستفض، فالذي يظهر من كلام كثير من العلماء جواز القراءة به، والصلاة.
والقسم الثاني من القراءة الصحيحة ما وافق العربية، وصح سنده، وخالف الرسم، كما ورد في الصحيح من زيادة، ونقص، وإبدال كلمة بأخرى، ونحو ذلك مما جاء عن ابن مسعود وغيره، فهذه القراءة تسمى اليوم شاذة، لكونها شذت عن رسم المصحف المجمع عليه، وإن كان إسنادها صحيحا، فلا تجوز القراءة بها، لا في الصلاة ولا في غيرها.
وأما ما وافق المعنى والرسم، أو أحدهما، من غير نقل، فلا يسمى شاذا، بل مكذوب، يكفر متعمده». [لطائف الإشارات 1/ 72].
(والخلاصة) إن الموقف تجاه القراءات السبع التي سبّعها ابن مجاهد (ت 324هـ) ان نلتزم بأحد أمرين:
الأول: أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قرأ بهذه القراءات السبع كلها وهذا يأباه الاعتبار إذ أن العرضة الأخيرة لا بد وأن تكون بإحداها ومن الركاكة البعيدة عن الذوق العربي أن يكرر اللفظ سبع مرات (مضافا) إلى أن أصحاب السبعة أنفسهم ذكروا وجوها لاختياراتهم مما تدل على أن اختيارهم استند إلى قراءة النص المكتوب في بعضها.
الثاني: إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قرأ بهذه القراءات السبع في فترات مختلفة قبل العرضة الأخيرة فيكون حالها حال الأحاديث التي رويت عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم في فترات مختلفة في حياته الشريفة وهذا ما لا يقول به دعاة التواتر ولو صح هذا فلا اعتداد به لأن الاعتبار بالعرضة الأخيرة فقط دون غيرها.
(والحق) أن دعاة التواتر يدّعون ما لم يدّعه أصحاب القراءات السبع أنفسهم. فإن أسانيدهم إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا تبلغ التواتر وإن بلغت الاستفاضة، فالأمر إذا يدور بين سبع قراءات كل منها منسوبة إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد وصلت إلى حد الاستفاضة وليس هناك دليل شرعي على ترجيح أي منها على الأخرى، فيجب قبولها جميعا ولكن ذلك في مقام العمل غير ممكن إلا بالتخيير بين أي قراءة شاء أو الاجتهاد بينها كما فعل الطبري في تفسيره وحيث أن الاجتهاد غير متيسر لعامة الناس فبقي التخيير هو الحل العلمي الوحيد.
ومن هنا قال صاحب الحدائق البحراني (ت 1186هـ) أن جار الله الزمخشري ينكر تواتر السبع ويقول أن القراءة الصحيحة التي قرأ بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنما هي في صفتها وإنما هي واحدة والمصلي لا تبرأ ذمته من الصلاة إلا إذا قرأ بما وقع فيه الاختلاف على كل
الوجوه كمالك وملك وصراط وسراط وغير ذلك. انتهى. وهو جيد وجيه بناء على ما ذكرنا من البيان والتوجيه ولولا ما رخص لنا به الأئمة عليهم السّلام من القراءة بما يقرأ الناس لتعين عندي العمل بما ذكره. [الحدائق 8/ 102].(1/331)
ومن هنا قال صاحب الحدائق البحراني (ت 1186هـ) أن جار الله الزمخشري ينكر تواتر السبع ويقول أن القراءة الصحيحة التي قرأ بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنما هي في صفتها وإنما هي واحدة والمصلي لا تبرأ ذمته من الصلاة إلا إذا قرأ بما وقع فيه الاختلاف على كل
الوجوه كمالك وملك وصراط وسراط وغير ذلك. انتهى. وهو جيد وجيه بناء على ما ذكرنا من البيان والتوجيه ولولا ما رخص لنا به الأئمة عليهم السّلام من القراءة بما يقرأ الناس لتعين عندي العمل بما ذكره. [الحدائق 8/ 102].
القراءات الشاذة
ذهب الكواشي إلى أن كل قراءة لم تحتوى على الأركان الثلاثة فهي شاذة على ما صرح به ابن الجزري (833هـ): «وقال الشيخ الإمام العالم الولي موفق الدين أبو العباس أحمد بن يوسف الكواشي الموصلي في أول تفسيره التبصرة: وكل ما صح سنده واستقام وجهه في العربية ووافق لفظه خط المصحف الإمام فهو من السبعة المنصوص عليها ولو رواه سبعون ألفا مجتمعين أو متفرقين فعلى هذا الأصل بنى قبول القراءات عن سبعة كانوا أو عن سبعة آلاف ومتى فقد واحد من هذه الثلاثة المذكورة في القراءة فاحكم بأنها شاذة. انتهى.
[النشر 1/ 44].
وقال الإمام العلامة شيخ الشافعية والمحقق للعلوم الشرعية أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي في شرح المنهاج في صفة الصلاة: قالوا يعني أصحابنا الفقهاء تجوز القراءة في الصلاة وغيرها بالقراءات السبع ولا تجوز بالشاذة وظاهر هذا الكلام يوهم أن غير السبع المشهورة من الشواذ وقد نقل البغوي في أول تفسيره الاتفاق على القراءة بقراءة يعقوب وأبي جعفر مع السبع المشهورة قال وهذا القول هو الصواب. واعلم أن الخارج عن السبع المشهورة على قسمين: منه ما يخالف رسم المصحف فهذا لا شك في أنه لا تجوز قراءته لا في الصلاة ولا في غيرها ومنه ما لا يخالف رسم المصحف ولم تشتهر القراءة به إنما ورد من طرق غريبة لا يعول عليها وهذا يظهر المنع من القراءة به أيضا، ومنه ما اشتهر عن أئمة هذا الشأن القراءة به قديما وحديثا فهذا لا وجه للمنع منه ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره قال والبغوي أولى من يعتمد عليه في ذلك فإنه مقرئ فقيه جامع للعلوم قال وهكذا التفصيل في شواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا. انتهى [النشر 1/ 44].
وصرح ابن جني (ت 392هـ) أن الشذوذ إنما هو عن تسبيع ابن مجاهد حيث قسم القراءات إلى قسمين ثم قال: ضربا اجتمع عليه أكثر قراء الأمصار، وهو ما أودعه أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (رحمه الله) كتابه الموسوم بقراءات السبعة وهو بشهرته غان عن تحديده.
وضربا تعدّى ذلك، فسماه أهل زماننا شاذا، أي خارجا عن قراءة القراء السبعة المقدم
ذكرها، إلا أنه مع خروجه عنها نازع بالثقة إلى قرائه. محفوف بالروايات من أمامه وورائه، ولعله، أو كثيرا منه، مساو في الفصاحة للمجتمع عليه. نعم وربما كان فيه ما تلطف صنعته، وتعنف بغيره فصاحته، وتمطوه قوى أسبابه، وترسو به قدم إعرابه [المحتسب ص 320طبعة 1386هـ].(1/332)
وضربا تعدّى ذلك، فسماه أهل زماننا شاذا، أي خارجا عن قراءة القراء السبعة المقدم
ذكرها، إلا أنه مع خروجه عنها نازع بالثقة إلى قرائه. محفوف بالروايات من أمامه وورائه، ولعله، أو كثيرا منه، مساو في الفصاحة للمجتمع عليه. نعم وربما كان فيه ما تلطف صنعته، وتعنف بغيره فصاحته، وتمطوه قوى أسبابه، وترسو به قدم إعرابه [المحتسب ص 320طبعة 1386هـ].
وتطرف الشيخ محمد سعيد العريان حيث رأى وجود الشذوذ حتى في القراءات السبع وقال: «لا تخلو إحدى القراءات من شواذ فيها حتى السبع المشهورة فإن فيها من ذلك أشياء».
وعندهم أن أصح القراءات من جهة توثيق سندها نافع وعاصم وأكثرها توخيا للوجوه التي هي أفصح أبو عمرو والكسائي. [اعجاز القرآن للرافعي الطبعة الرابعة ص 52].
وإذا كانت مسألة التوخي للفصاحة تتبع الاجتهادات الخاصة في الأدب العربي إذا لأمكننا القول البات بأن من ذهب إلى أن قراءة الكسائي وأبي عمرو أفصح إنما استند اجتهاده الخاص في إفراد القراءات.
فيبقى امامنا الأصح سندا فقد عرفت أصحها عندهم قراءة عاصم (ت 128هـ) ونافع (ت 169هـ) وهذا ما يطابق عصر الإمامين الصادق (ت 148هـ) والكاظم (ت 183هـ) تقريبا.
وفصل القاضي في معنى الشذوذ بين الرواية والرسم وقال: ومن هنا يعلم أن الشاذ عند الجمهور ما لم يثبت بطريق التواتر، وعند مكي ومن وافقه ما خالف الرسم أو العربية ولو كان منقولا عن الثقات، أو ما وافق الرسم والعربية ونقله غير ثقة أو نقله ثقة ولكن لم يتلق بالقبول ولم يبلغ درجة الاستفاضة والشهرة. [القراءات الشاذة ص 7].
ويصرح السيوطي (ت 991هـ) بأن أول من اهتم بالشواذ هو: (هارون) بن موسى القارئ الأعور النحوي الأزدي ولاء أبو موسى وقيل أبو عبد الله البصري صاحب القرآن والعربية وسمع من طاوس اليماني وثابت البناني قال الخطيب: كان يهوديا فأسلم وطلب القراءة فكان رأسا وضبط النحو وحفظه وحدث وهو أول من تتبع وجوه القرآن وألفها وتتبع الشاذ منها وبحث على إسناده وكان شديد القول بالقدر وثقه ابن معين وروى له البخاري ومسلم وناظر إنسانا يوما في شيء فغلبه فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له كنت يهوديا فأسلمت فقال له هارون فبئس ما صنعت فغلبه أيضا في هذا مات حدود السبعين ومائة [بغية الوعاة ص 406ط 1326].
ومذهب الهذلي أن الشاذ ما يحتوي على ركنين، السند والرسم. قال ابن الجزري
(ت 833هـ) وقال أبو القاسم الهذلي في كامله: وليس لأحد أن يقول لا تكثروا من الروايات ويسمي ما لم يصل إليه من القراءات شاذا لأن ما من قراءة قرأت ولا رواية رويت إلا وهي صحيحة إذا وافقت رسم الإمام ولم تخالف الإجماع. [النشر 1/ 37].(1/333)
ومذهب الهذلي أن الشاذ ما يحتوي على ركنين، السند والرسم. قال ابن الجزري
(ت 833هـ) وقال أبو القاسم الهذلي في كامله: وليس لأحد أن يقول لا تكثروا من الروايات ويسمي ما لم يصل إليه من القراءات شاذا لأن ما من قراءة قرأت ولا رواية رويت إلا وهي صحيحة إذا وافقت رسم الإمام ولم تخالف الإجماع. [النشر 1/ 37].
لكن المتفق عليه في عصرنا بين القراء هي الأركان الثلاثة التي فصلها ابن الجزري (ت 833هـ) وهي: 1صحة السند 2الاستقامة في العربية 3موافقة خط المصحف الإمام دون غيرها.
عدد الشواذ
حصرهم البناء (ت 1082هـ) في أربعة هم الحسن البصري (ت 110هـ) وابن محيصن (ت 123هـ) والأعمش (ت 148هـ) ويحيى اليزيدي (ت 202هـ). وقال: «ولما كانت القراءات بالنسبة إلى التواتر وعدمه، ثلاثة أقسام: قسم اتفق على تواتره، وهم السبعة المشهورة. وقسم اختلف فيه، والأصح، بل الصحيح المختار المشهور تواتره، كما تقدم، وهم الثلاثة بعدها.
وقسم اتفق على شذوذه، وهم الأربعة الباقية، قدمت قراءة السبعة، ثم الثلاثة، ثم الأربعة، على الترتيب السابق، فإن تابع أحد من الثلاثة أحدا من السبعة عطفته بكذا أبو جعفر مثلا، تبعا لكتاب «اللطائف» وهو مرادي بالأصل. فإن وافق من الأربعة قلت بعد استيفاء الكلام على تلك القراءة وافقهم الحسن مثلا.
فإن خالفت قلت: وعن الحسن كذا مثلا. وهذا في الأصول، أما الفرش فأسقط لفظ كذا، غالبا، وإيثارا للاختصار. [اتحاف فضلاء البشر 1/ 80].
وغريب حصر الشواذ بهذه الأربعة فإن ما ذكر من الضوابط في تحديد مفهوم الشاذة تختلف وباختلافها لا ينحصر عدد الشواذ في عدد خاص وقد احتوت كتب الشواذ موارد كثيرة كما أشار إليها ابن جني (ت 392هـ) في المحتسب. [راجع طبعة سنة 1386هـ القاهرة].
حكم القراءة الشاذة
ونظر ابن الجزري (ت 833هـ) إلى حكم الشواذ من ناحية القراءة في الصلاة وقال:
«ان الخارج عن السبع المشهورة على قسمين: منه ما يخالف رسم المصحف فهذا لا شك في أنه لا تجوز قراءته لا في الصلاة ولا في غيرها، ومنه ما لا يخالف رسم المصحف ولم
تشتهر القراءة به وإنما ورد من طريق غريبة لا يعول عليها وهذا يظهر المنع من القراءة به أيضا، ومنه ما اشتهر عند أئمة هذا الشأن القراءة به قديما وحديثا فهذا لا وجه للمنع منه ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره قال والبغوي أولى من يعتمد عليه في ذلك فإنه مقرئ فقيه جامع للعلوم قال وهكذا التفصيل في الشواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا. [النشر 1/ 44].(1/334)
«ان الخارج عن السبع المشهورة على قسمين: منه ما يخالف رسم المصحف فهذا لا شك في أنه لا تجوز قراءته لا في الصلاة ولا في غيرها، ومنه ما لا يخالف رسم المصحف ولم
تشتهر القراءة به وإنما ورد من طريق غريبة لا يعول عليها وهذا يظهر المنع من القراءة به أيضا، ومنه ما اشتهر عند أئمة هذا الشأن القراءة به قديما وحديثا فهذا لا وجه للمنع منه ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره قال والبغوي أولى من يعتمد عليه في ذلك فإنه مقرئ فقيه جامع للعلوم قال وهكذا التفصيل في الشواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا. [النشر 1/ 44].
وزاد ابن الجزري دفاعا عن الشواذ قائلا: وكان بعض أئمتنا يقول وعلى قول من حرم القراءة بالشاذ يكون عالم من الصحابة وأتباعهم قد ارتكبوا محرما بقراءتهم بالشاذ فيسقط الاحتجاج بخبر من يرتكب الحرام دائما وهم نقلة الشريعة الإسلامية فيسقط ما نقلوه فيفسد على قول هؤلاء نظام الإسلام والعياذ بالله قال ويلزم أيضا أن الذين قرءوا بالشواذ لم يصلوا قط لأن تلك القراءة محرمة والواجب لا يتأدى بفعل الحرام وكان مجتهد العصر أبو الفتح محمد بن علي بن دقيق العيد يستشكل الكلام في المسألة ويقول: الشواذ نقلت نقل آحاد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيعلم ضرورة أنه صلّى الله عليه وآله وسلّم قرأ بشاذ منها وإن لم يعين، قال فتلك القراءة تواترت وإن لم تتعين بالشخص فكيف يسمى شاذا؟ والشاذ لا يكون متواترا. [النشر 1/ 15].
ويرى ابن جني (ت 362هـ) أن الشاذ حجة شرعية مرضية وقال: نعتقد قوة هذا المسمّى شاذا، وأنه مما أمر الله تعالى بتقبله وأراد منا العمل بموجبه، وأنه حبيب إليه، ومرضي من القول لديه. نعم وأكثر ما فيه أن يكون غيره من المجتمع عندهم عليه أقوى منه إعرابا وأنهض قياسا إذ هما جميعا مرويان مسندان إلى السلف (رضي الله عنهم) فإن كان هذا قادحا فيه، ومانعا من الأخذ به فليكونن ما ضعف إعرابه مما قرأ بعض السبعة به هذه حاله، ونحن نعلم مع ذلك ضعف قراءة ابن كثير «ضئاء» بهمزتين مكتنفتي الألف، وقراءة ابن عامر: «وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم»، وسنذكر هذا ونحوه في مواضعه متصلا بغيره، وهو أيضا مع ذلك مأخوذ به. [المحتسب 331طبعة 1386].
واستخرج القاضي حلا وسطا بين الأقوال وقال: «وبناء على هذا فالقراءات التي انفرد بنقلها الأئمة الأربعة أو أحدهم أو راو من رواتهم لا تجوز القراءة بها مطلقا على رأي الجمهور ولو وافقت العربية والرسم لأنها لم تنقل بطريق التواتر.
وعلى رأي مكي وابن الجزري تجوز القراءة بما وافق العربية والرسم منها حيث كان صحيح السند وظفر بالشهرة والاستفاضة والتلقي بالقبول.
وإذ قد علمت أن القراءة الشاذة لا تجوز القراءة بها مطلقا فاعلم أنه يجوز تعلمها وتعليمها، وتدوينها في الكتب، وبيان وجهها من حيث اللغة والإعراب والمعنى، واستنباط الأحكام الشرعية منها على القول بصحة الاحتجاج بها، والاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة العربية، وفتاوى العلماء قديما وحديثا مطبقة على ذلك، والله تعالى أعلم. [القراءات الشاذة 8].(1/335)
وعلى رأي مكي وابن الجزري تجوز القراءة بما وافق العربية والرسم منها حيث كان صحيح السند وظفر بالشهرة والاستفاضة والتلقي بالقبول.
وإذ قد علمت أن القراءة الشاذة لا تجوز القراءة بها مطلقا فاعلم أنه يجوز تعلمها وتعليمها، وتدوينها في الكتب، وبيان وجهها من حيث اللغة والإعراب والمعنى، واستنباط الأحكام الشرعية منها على القول بصحة الاحتجاج بها، والاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة العربية، وفتاوى العلماء قديما وحديثا مطبقة على ذلك، والله تعالى أعلم. [القراءات الشاذة 8].
وألف في ذلك كتابه القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب طبعة عيسى الباب الحلبي القاهرة 1371هـ.
وقال العاملي (ت 1226هـ): «قال أكثر علمائنا يجب أن يقرأ بالمتواتر وهي السبع وفي (جامع المقاصد) الاجماع على تواترها وكذا العرية وفي (الروض) إجماع العلماء وفي (مجمع البرهان) نفي الخلاف في ذلك وقد نعتت بالتواتر في الكتب الأصولية والفقهية كالمنتهى والتحرير والتذكرة والذكرى والموجز الحاوي وكشف الالتباس والمقاصد العلية والمدارك وغيرها، وقد نقل جماعة حكاية الاجماع على تواترها عن جماعة وفي رسم المصاحف بها وتدوين الكتب لها حتى أنها معدودة حرفا فحرفا وحركة فحركة مما يدل على أن تواترها مقطوع به كما أشار إلى ذلك في مجمع البرهان والعادة تقضي بالتواتر في تفاصيل القرآن من أجزائه والفاظه وحركاته وسكناته ووضعه في محله لتوفر الدواعي على نقله من المقر كونه أصلا لجميع الأحكام والمنكر لإبطال كونه معجزا فلا يعبوء بخلاف من خالف أو شك. [مفتاح الكرامة 2/ 396].
وعن مكي بن محمد القيسي (ت 437هـ) تفصيل في القراءة بين ما تجوز القراءة به وما لا يجوز يرجع حاصله إلى القول بأن القرآن متواتر قال: «فإن سأل سائل فقال فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به؟ وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به؟ وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب أن جميع ما روي في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهن أن ينقل عن الثقات عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغا ويكون موافقا لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثالث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن اجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده قال (والقسم الثاني) ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصاحف فهذا يقبل ولا يقرأ به بخبر الواحد، والعلة الثاني أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده، قال (والقسم الثالث) هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة ولا
وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف قال ولكل صنف من هذه الأنام تمثيل تركنا ذكره اختصارا [التبصرة 1/ 14].(1/336)
وعن مكي بن محمد القيسي (ت 437هـ) تفصيل في القراءة بين ما تجوز القراءة به وما لا يجوز يرجع حاصله إلى القول بأن القرآن متواتر قال: «فإن سأل سائل فقال فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به؟ وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به؟ وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب أن جميع ما روي في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهن أن ينقل عن الثقات عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغا ويكون موافقا لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثالث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن اجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده قال (والقسم الثاني) ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصاحف فهذا يقبل ولا يقرأ به بخبر الواحد، والعلة الثاني أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده، قال (والقسم الثالث) هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة ولا
وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف قال ولكل صنف من هذه الأنام تمثيل تركنا ذكره اختصارا [التبصرة 1/ 14].
أقول: «هذا التفصيل لا يرجع إلى محصل فإنه إذا ثبت أن القرآن هو ما اجتمعت فيه الأركان الثلاثة بالنقل عن الثقات عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وبوجهه في العربية وموافقته الخط هو القسم الأول فغيره لا يكون قرآنا ولا يلحق به حكم القرآن ومرجع قوله إلى القرآن يثبت بالتواتر وإذا كان النقل عن الثقات من دون تواتر كما نص عليه فيكون حكمه وحكم الآحاد التي تروي عن الثقات واحدا وهذا ما لا يقول به مسلم.
قراءة أهل البيت عليهم السّلام
لأهل البيت عليهم السّلام قراءة خاصة لم تشتهر في العصر الأموي ولا في العصر العباسي وان كانت لا تزال في مطاوي كتب القراءات فقد كانت لعلي بن أبي طالب قراءة تشير إليها المصادر.
قال الطبرسي (ت ح 502هـ) في قوله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى ََ بَعْضِ أَزْوََاجِهِ حَدِيثاً}
[التحريم: 3].
قال: الكسائي وحده «عرف» بالتخفيف والباقون «عرّف» بالتشديد واختار التخفيف أبو بكر بن عياش وهو من الحروف العشر التي قال اني أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة علي بن أبي طالب عليه السّلام حتى استخلصت قراءته يعني قراءة علي عليه السّلام وهي قراءة الحسن وأبي عبد الرحمن السلمي وكان أبو عبد الرحمن إذا قرأ إنسان بالتشديد حصبه [مجمع البيان 5/ 312، ط 1356].
وقد أخذ القراءة عن علي عليه السّلام جمع أشهرهم:
1 - عبد الله بن عباس (ت 68هـ).
2 - سعيد بن جبير الكوفي (ت 95هـ).
3 - أبو عبد الرحمن السلمي (ت 74هـ) وهو شيخ قراءة عاصم المشهورة اليوم.
وقد ألّف في قراءة علي بن أبي طالب بعنوان «قراءة أمير المؤمنين» جمع منهم:
1 - أبو عبد الله محمد بن العباس بن الحجام (ت ح 328هـ). ذكره الشيخ الطوسي (ت 460هـ) في الفهرست [ص 177، ط النجف 1380هـ] وله أيضا كتاب «قراءة أهل البيت».
2 - أبو أحمد عبد العزيز بن علي الجلودي (ت 302هـ) بعنوان كتاب قراءة أمير المؤمنين [الذريعة 17/ 54].(1/337)
1 - أبو عبد الله محمد بن العباس بن الحجام (ت ح 328هـ). ذكره الشيخ الطوسي (ت 460هـ) في الفهرست [ص 177، ط النجف 1380هـ] وله أيضا كتاب «قراءة أهل البيت».
2 - أبو أحمد عبد العزيز بن علي الجلودي (ت 302هـ) بعنوان كتاب قراءة أمير المؤمنين [الذريعة 17/ 54].
3 - زيد الشهيد بن علي بن الحسين (ت 122هـ) له كتاب قراءة أمير المؤمنين [الذريعة 17/ 54].
4 - أبو طاهر عبد الواحد المقرئ (ت 349هـ) [النجاشي ترجمة رقم 649].
وعرّف السيد حسن الصدر (ت 1354هـ) جمعا من شيعة أهل البيت ممن كتب له قراءة مفردة منهم:
1 - الأعمش سلمان بن مهران الأسدي الكوفي (ت 148هـ) شيخ حمزة أحد السبعة.
2 - أبان بن تغلب بن رباح (ت 141هـ) أخذ القراءة عن عاصم وشيخ الكسائي أحد السبعة له قراءة مفردة.
3 - زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليه السّلام (ت 122هـ) له قراءة مفردة.
4 - حمران بن أعين (ت؟ 13هـ) أخذ القراءة عن أبي الأسود عن علي شيخ حمزة أحد السبعة.
5 - أحمد بن محمد السياري (ت ح 260هـ) له كتاب القراءة.
6 - الفضل بن شاذان بن النيسابوري (ت ح 202هـ) صاحب الرضا له كتاب القراءة.
7 - أبو جعفر محمد بن الحسن الرواسي الكوفي (ت ح 148هـ) له اختيار في القراءة.
8 - الحسن بن محمد بن عبد الوهاب الكوفي (ت 524هـ) صنف في القراءات.
9 - سليمان بن خالد الأقطع (ت ح 148هـ) كان مشهورا في القراءة.
10 - محمد بن سعدان الضرير الكوفي (ت 231هـ) من قراء الشيعة.
11 - علي بن محمد بن الكوفي الزبير (ت 348هـ).
12 - ثابت بن أسلم الحلبي (ت ح 460هـ) له قراءة عاصم. [تأسيس الشيعة 341 346].
ويظهر وجود كتاب (مقرأ رسول الله وأهل البيت) من القرن السابع. حيث رآه ابن طاوس (ت 664هـ) وأشار إليه في سعد السعود، ص 121، ط النجف سنة 1369هـ.
ووصفه بقوله: «مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب فيه مقرأ رسول الله»
سنده: أبو العباس قال أخبرنا الحسن بن القسم قال حدّثنا علي بن إبراهيم قال حدّثني أبي عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله» [ص 121].(1/338)
ووصفه بقوله: «مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب فيه مقرأ رسول الله»
سنده: أبو العباس قال أخبرنا الحسن بن القسم قال حدّثنا علي بن إبراهيم قال حدّثني أبي عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله» [ص 121].
وأشهرها قراءة أهل البيت أبان بن تغلب الربعي (ت 141هـ).
وقال الطوسي (ت 460هـ): «أبان بن تغلب جليل القدر عظيم المنزلة في أصحابنا ولأبان قراءة مفردة أخبرنا بها أحمد بن محمد بن موسى قال حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدّثنا أبو بكر محمد بن يوسف الرازي المقرئ بالقادسية سنة 281هـ إحدى وثمانين ومائتين قال حدّثني أبو نعيم المفضل بن عبد الله بن العباس بن معمر الأزدي الطلقاني ساكن سواد البصرة سنة 255هـ خمس وخمسين ومائتين بالري قال حدّثنا محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ قال سمعت أبان بن تغلب وما اقرأ منه» [الفهرست ص 40].
وقال ابن الجزري (ت 833هـ): «أبان بن تغلب الربعي أبو سعد ويقال أبو أميمة الكوفي النحوي جليل، قرأ على عاصم وأبي عمرو الشيباني وطلحة بن مصرف والأعمش وهو أحد الذين ختموا عليه ويقال إنه لم يختم القرآن على الأعمش إلا ثلاثة منهم أبان بن تغلب، أخذ القراءة عنه عرضا محمد بن صالح بن زيد الكوفي، توفي سنة إحدى وأربعين ومائة وقال القاضي أسد سنة ثلاث وخمسين ومائة. [غاية النهاية 1/ 4].
ولكن لم تستمر إلى اليوم شيء من هذه القراءات ولم أجد في عاصمة الشيعة الإمامية الروحية النجف الأشرف أحدا من أعلامها يقرأ بقراءة أهل البيت عليهم السّلام بل كلهم يقرءون بقراءة عاصم برواية حفص دون استثناء. كما ذهبت إلى صعدة عاصمة الزيدية الروحية ولم أجد أحدا منهم يقرأ بقراءة زيد بل كلهم يقرءون قراءة نافع برواية قالون دون استثناء. فقد أصبحت قراءة أهل البيت غريبة في ديار أهلها وماتت قراءة زيد النار باستشهاده (ت 122هـ) وأما أئمة مذهب الشيعة الاثني عشرية فإنهم نهوا نهيا قاطعا عن القراءة بغير المشهور.
روى الكليني (ت 329هـ): «عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سالم أبي سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السّلام وأنا استمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله عليه السّلام: «كفّ عن هذه القراءة، أقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذ قام القائم قرأ كتاب الله على حد وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السّلام» الحديث.
وأيضا: وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن
بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال:(1/339)
وأيضا: وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن
بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال:
«لا، اقرءوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم».
وأيضا: وعنهم، عن سهل، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط قال: سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن ترتيل القرآن، فقال: «اقرءوا كما علمتم».
وأيضا: وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن داود بن فرقد، والمعلّى بن خنيس جميعا قالا: كنا عند أبي عبد الله عليه السّلام فقال: إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضال، ثم قال: «أما نحن فنقرؤه على قراءة أبيّ».
[الوسائل 4/ 821].
وسيرة علماء مذهب أهل البيت هذا النهج في القراءة والفقه على حد سواء. فذهبوا إلى وجوب متابعة إحدى القراءات السبع المتواترة في الصلاة وغيرها وإهمال القراءة الشاذة سواء كانت مروية عنهم أم عن غيرهم.
وقراءة أهل البيت عليهم السّلام أكثر انطباقا مع قواعد القراءات المعمولة عليها منذ عهد ابن الجزري (ت 833هـ) وهي:
1 - موافقة رسم الخط العثماني.
2 - موافقة العربية بوجه.
3 - صحة السند.
وعلى سبيل المثل: قراءة أهل البيت في قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ}
[المائدة: 6] هي كسر كل من كلمة «الرءوس» و «الأرجل» لأن حرف العطف يعطف «الأرجل» إلى أقرب كلمة وهي «الرءوس» المجرورة بالباء (مع) أن قراءة عاصم هي نصب «الأرجل» عطفا على «الوجوه» وهي أبعد كلمة عن حرف العطف فقراءة أهل البيت عليهم السّلام موافقة للعربية باحسن وجه متصور. وبالرغم من ذلك أمر أهل البيت بالقراءة بالمشهور ولا نتصور معنى لهذا الأمر سوى المحافظة على وحدة الكلمة في النص القرآني الكريم.
فمن المتقدمين قال الطوسي (ت 460هـ): «واعلموا أن العرف من مذهب أصحابنا والشائع من أخبارهم ورواياتهم أن القرآن نزل بحرف واحد على نبي واحد، غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء، وأن الإنسان مخير بأي قراءة شاء قرأ. وكرهوا
تحديد قراءة بعينها بل أجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القراء ولم يبلغوا بذلك حد التحريم [التبيان 1/ 7].(1/340)
فمن المتقدمين قال الطوسي (ت 460هـ): «واعلموا أن العرف من مذهب أصحابنا والشائع من أخبارهم ورواياتهم أن القرآن نزل بحرف واحد على نبي واحد، غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء، وأن الإنسان مخير بأي قراءة شاء قرأ. وكرهوا
تحديد قراءة بعينها بل أجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القراء ولم يبلغوا بذلك حد التحريم [التبيان 1/ 7].
ومن المتأخرين البلاغي (ت 1352هـ) قال: «إنّا معاشر الشيعة الإمامية قد أمرنا بأن نقرأ كما يقرأ الناس أي نوع المسلمين وعامتهم» [آلاء الرحمن ص 3].
واستدل سيدنا الأستاذ على ذلك: «بالاجماع المتقدم عن التبيان ومجمع البيان، المعتضد بالسيرة القطعية في عصر المعصومين عليهم السّلام على القراءة بالقراءات المعروفة المتداولة في الصلاة وغيرها من دون تعرض منهم عليهم السّلام للانكار، ولا لبيان ما تجب قراءته بالخصوص الموجب للقطع برضاهم عليهم السّلام بذلك كما هو ظاهر. [المستمسك 6/ 45].
أقول: «والتأمل في هذه الروايات يوجب قراءتي عاصم ونافع دون غيرهما لأن السائل لا يشك في كونه مواليا لآل البيت عليهم السّلام إما في المدينة موطن الإمام أو الكوفة حيثما وطن موالي أهل البيت عليهم السّلام والتواريخ المعاصرة لحياة الإمام الصادق (ت 148هـ) هي إحدى القراءات الثلاث: لأبي عامر (ت 118هـ) وهي المعروفة في دمشق ولم يعهد فيها مواليا لآل البيت عليهم السّلام في ذلك الوقت. وابن كثير وكانت قراءته معروفة بمكة وهي لم تكن معروفة بالولاء، فتتعين قراءة عاصم (ت 128هـ) وفي هذا التاريخ كان الإمام الصادق في عمر 45 عاما حيث أنه ولد عام 83هـ فشهرة قراءة عاصم في حياته ثابتة.
أما رواية الكاظم (ت 183هـ) فهي ليست إلا تأكيدا على رواية أبيه وحيث أنه عليه السّلام كان في المدينة وسجن في بغداد والقراءات المشهورة في عصره هي قراءة نافع (ت 189هـ) في المدينة وقراءة الكسائي (ت 189هـ) في الكوفة أما قراءة الكسائي فهي غير مدونة مستقلا وأما نافع فهي مدروسة كاملة فمن المحتمل أن تكون هذه القراءة إلى جنب قراءة عاصم أو تأكيدا على كلام الإمام الصادق عليه السّلام لا غير.
(وبعبارة أخرى) في هذه الروايات منها ما هو مروي عن الصادق عليه السّلام (ت 148هـ) ورواية واحدة مروية عن أبي الحسن، والظاهر أن المراد به الإمام الكاظم (ت 183هـ) والروايات كلها تؤكد على القراءات المتداولة في عصرهما والتأمل في حياة القراء الذين عاصروا الإمامين يفيد أن نختار قراءة البلدان التي عاشا فيها أو كثر الشيعة الموالون فيها وهي المدينة مركز الأئمة والكوفة مركز الشيعة كذلك والبصرة وبغداد عاش فيها الإمام الكاظم مسجونا ونجد من القراء مدنيا واحدا هو نافع بن عبد الله (ت 169هـ) فلا يقصده الإمام الصادق عليه السّلام لأن قراءته اشتهرت بعد حياة الإمام (ت 148هـ) وأما الكوفة ففيها ثلاث قراء
هم عاصم بن أبي النجود (ت 128هـ) والكسائي (ت 189هـ) وحمزة الزيات (ت 189هـ) وكل منهما متأخر. أما حمزة فهو متأخر عن الإمامين معا، وكذلك الكسائي.(1/341)
(وبعبارة أخرى) في هذه الروايات منها ما هو مروي عن الصادق عليه السّلام (ت 148هـ) ورواية واحدة مروية عن أبي الحسن، والظاهر أن المراد به الإمام الكاظم (ت 183هـ) والروايات كلها تؤكد على القراءات المتداولة في عصرهما والتأمل في حياة القراء الذين عاصروا الإمامين يفيد أن نختار قراءة البلدان التي عاشا فيها أو كثر الشيعة الموالون فيها وهي المدينة مركز الأئمة والكوفة مركز الشيعة كذلك والبصرة وبغداد عاش فيها الإمام الكاظم مسجونا ونجد من القراء مدنيا واحدا هو نافع بن عبد الله (ت 169هـ) فلا يقصده الإمام الصادق عليه السّلام لأن قراءته اشتهرت بعد حياة الإمام (ت 148هـ) وأما الكوفة ففيها ثلاث قراء
هم عاصم بن أبي النجود (ت 128هـ) والكسائي (ت 189هـ) وحمزة الزيات (ت 189هـ) وكل منهما متأخر. أما حمزة فهو متأخر عن الإمامين معا، وكذلك الكسائي.
فتبقى قراءة عاصم هي الأقرب لشهرتها في عصر الإمام الصادق عليه السّلام أو نافع لشهرته في عصر الإمام الكاظم عليه السّلام وقد صرحت الرواية بالقراءة المشهورة.
رواية حفص عن عاصم
المعمول به اليوم بين المسلمين ثلاث قراءات لا غير وأقدمها تاريخيا وأشهرها في العالم الإسلامي هو قراءة حفص (ت 180هـ) عن عاصم بن أبي النجود الكوفي (ت 128هـ) في عامة البلاد الإسلامية. والدوري (ت 246هـ) عن أبي عمرو زيان بن العلاء البصري (ت 154هـ) في السودان ونيجيريا. وورش (ت 197هـ) عن نافع بن عبد الرحمن الليثي (ت 169هـ) في المغرب الإسلامي. وقالون عن نافع في اليمن.
وبالرغم أن مسبع السبعة ابن مجاهد البغدادي اهتم بقراءة نافع أكثر من غيرها لم تدم هذه القراءة في العراق واشتهرت قراءة عاصم فيها وفي غيرها من البلاد الإسلامية.
وشهرة قراءة عاصم في الكوفة كانت متزامنة مع انحلال الدولة الأموية في دمشق وظهور الدولة العباسية في العراق.
وقد ألف في هذه القراءة خاصة دون غيرها كتب مستقلة منها: «تذكرة الإخوان بأحكام رواية الإمام حفص» تأليف الشيخ علي محمد الضباع (ت 1380هـ) شيخ مشايخ المقارئ المصرية.
كما أفرد بالتصنيف لقراءة عاصم شيخ القراءة عفيف الدين أبو التوفيق عثمان بن عمر الناشري (ت 848هـ) كتاب «الدر الناظم لرواية حفص عن قراءة عاصم» صورته وحفظته وقد قال بالمقدمة ما نصه: «والذي حداني على ذلك سهولة روايته بالاتفاق وعذوبتها وفصاحتها على الاطلاق وهي العمدة الآن في الهند والعراق والأليق بكثير من الناس أن يعتمد رواية حفص لأنه لا يميل شيئا من القرآن إلا «مجراها» في هود ولا يسهل شيئا من الهمزات إلا «أأعجمي» في فصلت وكذا باب «الذكرين» على وجه مرجوح على ما سيأتي بيانه.
إلى أن قال: «أفردت رواية حفص بالنسبة إلى الدوري فما اتفقا عليه تركته وما اختلفا فيه بينته بالنسبة إلى حفص فقط طلبا للاختصار» ثم ترجم حفص ترجمة وافية قال:(1/342)
إلى أن قال: «أفردت رواية حفص بالنسبة إلى الدوري فما اتفقا عليه تركته وما اختلفا فيه بينته بالنسبة إلى حفص فقط طلبا للاختصار» ثم ترجم حفص ترجمة وافية قال:
حفص الأسدي (18090هـ)
حفص هو أبو عمر بن أبي داود سليم بن المغيرة الأسدي الغاضري الكوفي البزاز ابن زوجة عاصم.
ومولده سنة تسعين ومات سنة ثمانين ومائة روى الحديث عن علقمة بن مرثد وثابت البناني وخلق وانتفع به جماعة كثيرون وكان اثبت واضبط القراء أشار الشاطبي بقوله:
«وحفص بالاتقان كان مفضلا».
وقرأ حفص على الإمام أبي بكر عاصم بن أبي النجود المقرئ الأسدي الكوفي الخياط أحد الأئمة السبعة مقرأ على جماعة كأبي عبد الرحمن السلمي، وحدّث عن أبي وائل ومصعب بن سعيد بن أبي وقاص وهو معدود في التابعين قرأ عليه الأعمش وأبان بن يزيد والحسن بن صالح وروى عنه أبو عمرو بن العلاء وحمزة بن حبيب والحمادان والخليل بن أحمد وكان حسن الصوت كان في حلقه جلاجل وروي عن حفص أنه قال:
قال لي عاصم: اقرأتك القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ وأقرأت شعبة القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود.
قال الذهبي: وأعلى ما يقع لنا القرآن العظيم من جهته. مات عاصم رحمه الله سنة ثمان وعشرين ومائة وقيل غير ذلك وإذ تأملت رواية حفص عن عاصم وجدته عرض على الجمع بين اللغات كما سيأتي إن شاء الله تعالى وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي، وأخذ أبو عبد الرحمن عن جماعة منهم عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وقرءوا على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقرأ أيضا عاصم على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي بقراءته على عثمان بن عفان وابن مسعود رضي الله عنهم فانظر إلى هذا السند الذي جمع جملة من أئمة الدين وسراة المسلمين قلت في ذلك: إذا رمت تيسير القراءة فاعتمد رواية حفص من قراءة عاصم.
له سند في غاية الحسن يرتقي إلى المصطفى الهادي سلالة هاشم. [الدر الناظم، مخطوطة].
وقال الخزرجي (ت ح 923) حفص بن سليمان الأسدي الغاضري بمعجمتين ثم مهملة أبو عمر البزاز ابن امرأة عاصم يقال له حفيص بن أبي داود الكوفي المقرئ عن علقمة بن مرثد ومحارب بن دثار وعنه آدم بن أبي أياس ومحمد بن سليمان لوين
وعلي بن حجر وخلق قال البخاري تركوه (1) ليرو [كذا] الديب وأما القراءة فهو فيها ثبت بإجماع مات سنة ثمانين ومائة. [خلاصة تهذيب الكمال ص 74ط 1322].(1/343)
وقال الخزرجي (ت ح 923) حفص بن سليمان الأسدي الغاضري بمعجمتين ثم مهملة أبو عمر البزاز ابن امرأة عاصم يقال له حفيص بن أبي داود الكوفي المقرئ عن علقمة بن مرثد ومحارب بن دثار وعنه آدم بن أبي أياس ومحمد بن سليمان لوين
وعلي بن حجر وخلق قال البخاري تركوه (1) ليرو [كذا] الديب وأما القراءة فهو فيها ثبت بإجماع مات سنة ثمانين ومائة. [خلاصة تهذيب الكمال ص 74ط 1322].
وذكر ابن الجزري (ت 833هـ) أنه قال عن حفص: «أنه لم يخالف عاصما في شيء في قراءته إلا في الروم سورة [3/ 54] {اللََّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} قراءته بالضم وقراءة عاصم بالفتح» [طبقات القراء 1/ 254].
قال الذهبي: «أما القراءة فثقة ثبت ضابط بها بخلاف حاله في الحديث» [التهذيب 2/ 401].
قال الداني (ت 444هـ): «نزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ بها أيضا وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم: رواية أبي عمر حفص بن سليمان. وقال أبو هشام الرفاهي كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم. وقال الذهبي: أما القراءة فثقة ثبت ضابط لها. وقال ابن المنادى قرأ على عاصم مرارا. وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم. وأقرأ الناس دهرا. وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى عليّ رضي الله عنه. [تذكرة الإخوان 43].
قال حفص: «قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود» [طبقات القراء 1/ 348].
ومما قال ابن الجزري في ترجمة السلمي: «عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي الضرير ومقرئ الكوفة، ولد في حياة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولأبيه صحبة إليه انتهت القراءة تجويدا وضبطا. أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت رضي الله عنه وأبيّ بن كعب. أخذ القراءة عنه عرضا عاصم وعطاء بن السائب وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى
__________
(1) جاء في هامش النسخة المطبوعة ما نصه: كذا في نسخة أخرى وليست هذه الجملة في التهذيب ولا في الميزان ولا في مختصر ابن الملقن ولا في نسخة الخلاصة أتى بخط أبي الخير بن عبد العليم الخزرجي قريب المؤلف بل فيها بعد قوله تركوه مات سنة الخ هـ.
أقول: أن الكلمة المذكورة تصحيف والظاهر أنها «لرواية الذئب» إشارة إلى الخلاف الحاصل في قراءة الكلمة بالهمزة أو الياء.(1/344)
ومحمد بن أبي أيوب وأبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي وعامر الشعبي وإسماعيل بن أبي خالد والحسن والحسين رضي الله عنهما.
تعلم القرآن من عثمان رضي الله عنه وعرض على علي عليه السّلام، وقال السبيعي: كان أبو عبد الرحمن يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة. [غاية النهاية 1/ 413].
ذكر ابن الجزري (ت 833هـ): «اثنتين وخمسين طريقا لحفص»، ثم قال: «وقرأ حفص وأبو بكر على إمام الكوفة وقارئها أبي بكر عاصم بن أبي النجود بن بهدلة الأسدي مولاهم الكوفي فذلك مائة وثمانية وعشرون طريقا لعاصم، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير وعلى أبي مريم زر بن حبيش بن حباشة الأسدي وعلى أبي عمر وسعد بن إلياس الشيباني، وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقرأ السلمي أيضا على أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما وقرأ ابن مسعود وعثمان وعلي وأبيّ وزيد على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. [النشر 1/ 155].
قال الضباع (ت 1380هـ): «وقد اشتهرت روايته بالبلاد العراقية وما ورائها إلى أقصى الهند والصين وعليها إلى وقتنا عامة أكثر هذه البلاد.
واشتهرت بالأقاليم المصرية والشامية في العصور الأخيرة وأصبحت العامة بها عليها من القرن الحادي عشر الهجري إلى الآن. [تذكرة الإخوان 43].
مصحف مشيخة المقارئ المصرية (1337هـ)
منذ عهد الطباعة في الشرق ظهرت طبعات مختلفة من المصحف الشريف فوق الحد والحصر والغالب فيها أنها طبعات تجارية قامت بها جهات دينية أو أفراد تقربا إلى الله وتفتقر على الأغلب إلى بيان الأصول المعتمدة في الطباعة.
والطبعة المحققة الأولى حصلت في مصر سنة 1337هـ وعرفت بالمصحف الأميري بإشراف لجنة رباعية مشكلة من:
1 - محمد علي خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية.
2 - حفني بك ناصف المفتش الأول للغة العربية لوزارة الأوقاف.
3 - مصطفى عناني المدرس بمدرسة المعلمين الناصرية.
4 - أحمد الاسكندري المدرس بمدرسة المعلمين الناصرية.
وتم طبعه في 10ربيع الثاني سنة 1337هـ وكان الدور الرئيسي للشيخ الحسيني وذيلوا الطبعة بتعريف كامل للأصول والمنهج في الكتابة وضبط الهجاء وعدد الآيات والأجزاء والأحزاب وبيان المكي والمدني والوقوف والعلامات والسجدات والسكتات واصطلاحات الضبط مما قرره الأستاذ محمد بن علي بن خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية وذكروا المصادر التي اعتمدوا عليها اختصارا وتفصيلا معتمدين على الرسم العثماني على رواية حفص عن عاصم والتلقي من أفواه المشايخ وهذا التعريف على ما فيه من ابهام يعتبر أوسع وأدق ما يوجد في المصاحف المطبوعة. ومن أجل ذلك أصبحت الطبعة المعتمدة وكثرت الطبعات فيما بعد على أساسها منها طبعة المصحف الأميري الذي طبعته الحكومة المصرية سنة 1342هـ تحت إشراف مشيخة الأزهر، ثم طبعة سنة 1381هـ بعد مراجعة لجنة تصحيح المصاحف بمشيخة الأزهر المكونة من:(1/345)
4 - أحمد الاسكندري المدرس بمدرسة المعلمين الناصرية.
وتم طبعه في 10ربيع الثاني سنة 1337هـ وكان الدور الرئيسي للشيخ الحسيني وذيلوا الطبعة بتعريف كامل للأصول والمنهج في الكتابة وضبط الهجاء وعدد الآيات والأجزاء والأحزاب وبيان المكي والمدني والوقوف والعلامات والسجدات والسكتات واصطلاحات الضبط مما قرره الأستاذ محمد بن علي بن خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية وذكروا المصادر التي اعتمدوا عليها اختصارا وتفصيلا معتمدين على الرسم العثماني على رواية حفص عن عاصم والتلقي من أفواه المشايخ وهذا التعريف على ما فيه من ابهام يعتبر أوسع وأدق ما يوجد في المصاحف المطبوعة. ومن أجل ذلك أصبحت الطبعة المعتمدة وكثرت الطبعات فيما بعد على أساسها منها طبعة المصحف الأميري الذي طبعته الحكومة المصرية سنة 1342هـ تحت إشراف مشيخة الأزهر، ثم طبعة سنة 1381هـ بعد مراجعة لجنة تصحيح المصاحف بمشيخة الأزهر المكونة من:
1 - الأستاذ الشيخ عبد الفتاح القاضي رئيسا وعضوية الأساتذة:
2 - الشيخ محمد خليل الحصري.
3 - الشيخ أحمد علي مرعي.
4 - الشيخ محمد سالم محيسن.
5 - الشيخ محمد سلمان صالح.
6 - الشيخ عبد العظيم الخياط.
7 - الشيخ عبد الرءوف محمد سالم.
8 - الشيخ محمد الصادق القمحاوي.
وتم طبعه في ربيع الآخر سنة 1381هـ.
مصادر اللجنة
واللجنة الثانية برئاسة الشيخ عبد الفتاح القاضي لم تذكر شيئا من مصادرها واكتفت بالقول: «قد قامت بتصحيحه ومراجعته عن أمهات كتب القراءات والرسم والضبط والفواصل لجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بمشيخة الأزهر الشريف».
وكان ذلك بالاعتماد على ما ذكرته اللجنة الأولى برئاسة محمد علي خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية سنة 1337هـ فإنها ذكرت من مصادرها ما يأتي:
1 (في الرسم) ما رواه الشيخان أبو عمرو الداني (ت 444هـ) وسليمان بن نجاح مع
ترجيح الثاني عند الاختلاف. مورد الظمآن لمحمد بن محمد الشريشي الخراز (ت ح 800هـ) مع شرح عبد الواحد بن عاشر الأندلسي (ت 1040هـ).(1/346)
1 (في الرسم) ما رواه الشيخان أبو عمرو الداني (ت 444هـ) وسليمان بن نجاح مع
ترجيح الثاني عند الاختلاف. مورد الظمآن لمحمد بن محمد الشريشي الخراز (ت ح 800هـ) مع شرح عبد الواحد بن عاشر الأندلسي (ت 1040هـ).
2 (في الضبط) الطراز على ضبط الخراز للإمام التنسي مع إبدال علامة الأندلسيين والمغاربة بعلامات الخليل بن أحمد واتباعه من المشارقة.
3 (في عد الآيات) طريقة الكوفيين من كتاب ناظمة الزهر للإمام الشاطبي (ت 590هـ) وشرحها لابن عبد رضوان المخللاتي. وكتاب أبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي. وكتاب تحقيق البيان للشيخ محمد المتولي شيخ القراء بالديار المصرية.
4 (بيان الأجزاء والأحزاب) غيث النفع للعلامة السفاقسي (ت 1117هـ)، وناظمة الزهر وشرحها، وتحقيق البيان، وارشاد القراء والكاتبين لأبي عبد رضوان المخللاتي.
5 (بيان المكي والمدني) من الكتب المذكورة وكتب القراءات والتفسير على خلاف في بعضها، وكتاب أبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي.
6 (بيان الوقوف والعلامات) مما قرره الأستاذ محمد بن علي خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية.
7 (بيان السجدات) كتب الفقه في المذاهب الأربعة.
8 (بيان السكتات) الشاطبية وشرحها والتلقي من أفواه المشايخ.
وهذا التعريف مع أنه أوفى ببيان كثير من المبهمات لا يخلو من غموض في ملاحظات منها:
1 - قال في مصادر الرسم «مراعاة القواعد التي استنبطها علماء الرسم من الأهجية المختلفة على حسب ما رواه الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سلمان بن نجاح مع ترجيح الثاني عند الاختلاف» [ص هـ] ولم يذكروا من هم علماء الرسم هؤلاء؟ كما لم يذكروا نسخ الكتب المعتمدة للداني وسليمان؟ ولا مواصفاتها؟ ولا السبب في ترجيح الثاني عند الاختلاف؟
2 - في بيان المكي والمدني قالت اللجنة أنها أخذت من «كتب القراءات والتفسير على خلاف في بعضها [ص هـ] ما هي هذه الكتب على كثرتها؟ وكيف وصلت إلى قرار عند الخلاف في بعضها؟ فإنه لا يزال مجهولا.
3 - في بيان السجدات ومواضعها قالت اللجنة أنها أخذت من كتب «الفقه في المذاهب الأربعة» فما هي هذه الكتب مع كثرتها؟ وكيف قررت عند الاختلاف؟(1/347)
2 - في بيان المكي والمدني قالت اللجنة أنها أخذت من «كتب القراءات والتفسير على خلاف في بعضها [ص هـ] ما هي هذه الكتب على كثرتها؟ وكيف وصلت إلى قرار عند الخلاف في بعضها؟ فإنه لا يزال مجهولا.
3 - في بيان السجدات ومواضعها قالت اللجنة أنها أخذت من كتب «الفقه في المذاهب الأربعة» فما هي هذه الكتب مع كثرتها؟ وكيف قررت عند الاختلاف؟
4 - في بيان السكتات قالت اللجنة أنها أخذت من «الشاطبية وشرحها والتلقي من المشايخ» [ص و] فما هي الشروح؟ ومن هم هؤلاء المشايخ؟ فلا يزالون مجهولين والسبب في ترجيح اختياراتهم مجهولا.
5 - في بيان الوقف والعلامات قالت اللجنة أنها أخذت «مما قرره الأستاذ محمد بن علي بن خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية الآن أي سنة 1337هـ على حسب ما اقتضته المعاني التي ترشد إليها أقوال أئمة التفسير» [ص و] فبالرغم من كفاءة الشيخ الحسيني وجهوده المقدرة فلا يزال أسلوب ما قرره مجهولا. فكيف اختار قولا لإمام من أئمة التفسير دون غيره؟ وعلى أي أساس بناه؟ ومن هو ذلك الإمام؟
ولم أقف لحد الآن على من أرجع هذه الاجتهادات إلى أصولها من أول المصحف إلى آخره وإن كثرت الكتب في كل فن منها.
فقد تنبه محمد طاهر الكردي إلى ضرورة توضيح بعض هذه النقاط فوجه الأسئلة إلى الشيخ محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية في سنة 1363هـ وهو رئيس اللجنة الثانية فأجاب الشيخ الضباع بما يكشف عن بعض أسلوب العمل وقد ألحقت هذه الرسالة والأجوبة في آخر كتابه تاريخ القرآن ط 1مصر من صفحة 183إلى صفحة 224.
طبعة سنة 1371هـ
وقد قام الدكتور إبراهيم الأبياري وصحبه بطبع المصحف الأميري من جديد مع زيادة ملاحظتين قال: «هذا كله كان جهد اللجنة الأولى، وما من شك في أنه كان جهدا عظيما، غير أنه حين فكر في طبع هذا المصحف طبعة ثانية سنة 1371هـ / 1952م وهي هذه التي بين يديك ألفت لهذا الغرض لجنة، من:
1 - علي محمد الضباع.
2 - محمد علي النجار.
3 - عبد الفتاح القاضي.
4 - بعد الحليم بسيوني.
5 - أحمد عبد العليم البردوني.
6 - إبراهيم إطفيش.(1/348)
5 - أحمد عبد العليم البردوني.
6 - إبراهيم إطفيش.
وكان على هذه اللجنة أن تنظر في المصحف نظرة ثانية، فإذا هي تستدرك على الطبعة الأولى أشياء قليلة، منها ما هو خاص بالرسم، ومنها ما هو خاص بالضبط، ومنها ما هو خاص بالوقوف، ومنها ما هو خاص بترجمات السور، وها هي ذي تلك الاستدراكات، وقد أدخلت كلها على الطبعة الثانية التي تضمنتها هذه الموسوعة:
1 - الرسم:
الكلمة: الآية: السورة: الطبعة الأولى: الطبعة الثانية: كلمة: 127: الأعراف: 7: بتاء مربوطة: بتاء مفتوحة «كلمت». وقد أجمعت جميع الطرق عن حفص على الوقف عليها بالتاء، مراعاة لرسمها.:
للطاغين: 55: ص «38» السبأ «78»: بالألف بعد الطاء: كتبت فيها بدونها، كما رسم في الآيتين: 30، الصافات: 37:
31، القلم: 88.
2 - الضبط:
(أ) كلمة «قائم» من قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قََائِمٌ عَلى ََ كُلِّ نَفْسٍ بِمََا كَسَبَتْ} [الرعد:
33]، كتبت الهمزة فوق صورة الياء، وحقها أن تكتب تحتها على الأصل كنظائرها في المصحف.
(ب) ضبطت في أواخر بعض السور وأوائل تالياتها كلمات ضبطا مبنيا على أساس أن آخر السورة موصول بأول التي تليها، من غير اعتداد بالبسملة بين السورتين، وهذا لا يتفق وطريقة حفص. [الموسوعة 1/ 112].
المصحف المرتل (1378هـ 1959م)
وفي عام 1378هـ 1959م وفق الله عالما بأن يسد فراغا ملموسا في المكتبة القرآنية في خدمة للقرآن الكريم وييسر للقراء ذلك وهو السيد لبيب السعيد المدير العام لتخطيط الدعوة وتدريب الدعاة بمصر وذلك بتنفيذ فكرة المجمع الصوتي للقرآن الكريم وسماه المصحف المرتل واشتهر في العالم الإسلامي شهرة واسعة. ومن حسن الحظ أن شرح
بنفسه أسلوب عمله في كتاب مستقل من الفكرة والأسلوب تحت عنوان «الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم» أو «المصحف المرتل وبواعثه ومخططه» طبعة القاهرة سنة 1967م ونقتطف منها مقتطفات من قوله: كنت أتابع، في المقارئ الكبيرة بالقاهرة، الممتازين من علماء القراءات، وكان يؤلمني أنه كان إذا مات منهم، أستاذ حاذق خلفه أحيانا من لا يعدله أستاذية وحذقا، وضاعت على المسلمين إلى الأبد مواهب الميت لأنها لم تسجل [ص 101].(1/349)
وفي عام 1378هـ 1959م وفق الله عالما بأن يسد فراغا ملموسا في المكتبة القرآنية في خدمة للقرآن الكريم وييسر للقراء ذلك وهو السيد لبيب السعيد المدير العام لتخطيط الدعوة وتدريب الدعاة بمصر وذلك بتنفيذ فكرة المجمع الصوتي للقرآن الكريم وسماه المصحف المرتل واشتهر في العالم الإسلامي شهرة واسعة. ومن حسن الحظ أن شرح
بنفسه أسلوب عمله في كتاب مستقل من الفكرة والأسلوب تحت عنوان «الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم» أو «المصحف المرتل وبواعثه ومخططه» طبعة القاهرة سنة 1967م ونقتطف منها مقتطفات من قوله: كنت أتابع، في المقارئ الكبيرة بالقاهرة، الممتازين من علماء القراءات، وكان يؤلمني أنه كان إذا مات منهم، أستاذ حاذق خلفه أحيانا من لا يعدله أستاذية وحذقا، وضاعت على المسلمين إلى الأبد مواهب الميت لأنها لم تسجل [ص 101].
نص الاقتراح
وتقدمت في أواخر فبراير، أو أوائل مارس 1959م إلى مجلس إدارة الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم عبر الدهور كانت وما زالت، روايته وتلقينه مباشرة وشفاها، فما لفم، وهذا هو المعتمد عند علماء القرآن، لأن في القراءة ما لا يمكن إحكامه إلا عن طريق السماع والمشافهة. ومتابعة لتطوره، وتأكيدا لطريقة النقل الشفوي، وتطويرا لها، يمكن الآن الاتجاه إلى تسجيل القرآن الكريم تسجيلا صوتيا. ولعل هذا الأسلوب أن يكون هو أصلح أساليب العصر وأكثرها تيسيرا على المسلمين في تلقي الكتاب العزيز مجودا ومتلوا بمختلف القراءات.
ومنه قوله والملاحظ الآن أن كثيرا من المسلمين لا يحسنون مع الأسف أداء الكتاب العظيم حسب أصول التجويد، مع أنهم بالضرورة يؤمنون بهذا الكتاب، ويحبونه، ويستهدونه. والملاحظ أيضا أن أغلب حفاظ القرآن الكريم لا يعرفون غير قراءة «حفص».
وهذا وذاك أمران بالغا الخطورة، ويتعين تلقاءهما على الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم.
وعن كيفية التسجيل قال: فطلبت إلى أعضاء لجنة التسجيل:
1 - اقتضاء كل قارئ غاية الدقة في الأداء، مع إلغاء كل تسجيل لا يصل الأداء فيه إلى حد الامتياز، واعتبار هذا مبدأ لا يجوز أبدا الترخص فيه.
2 - الاستماع جميعا إلى الحصة القرآنية المراد تسجيلها للتأكد مقدما من دقة أداء القارئ ومراعاته الأحكام، وتزويده بما قد يلزمه من توجيهات، وبصفة خاصة لتحديد مواضع الوقف بحسب السنة، وبحسب ما تقتضيه المعاني، وما اتفق عليه علماء القرآن.
ومضى العمل في تسجيلات رواية حفص عن عاصم، بصوت الشيخ الحصري الذي
كنت اخترته لتسجيل هذه الرواية، منذ ما قبل وضع المشروع تحت الرعاية المالية لوزارة الأوقاف، حسبما أوضحت آنفا.(1/350)
ومضى العمل في تسجيلات رواية حفص عن عاصم، بصوت الشيخ الحصري الذي
كنت اخترته لتسجيل هذه الرواية، منذ ما قبل وضع المشروع تحت الرعاية المالية لوزارة الأوقاف، حسبما أوضحت آنفا.
ولم يكن التسجيل شيئا هينا، فمع امتياز القارئ، وكونه قد أصبح آنئذ شيخ المقارئ، كانت اللجنة تستوقفه كثيرا ليعيد التسجيل على النحو النموذجي المطلوب.
لجنة التسجيل قالت: «كانت مشكلة وقتئذ من الأساتذة المشايخ. عبد الفتاح القاضي: «وقد استعفى من اللجنة في وقت مبكر، لأسباب منها بعد عمله عن القاهرة»، عامر عثمان، وعبد العظيم الخياط، ومحمد سليمان صالح، ومحمود حافظ برانق، الأربعة الآخرين من مديري معهد القراءات التابع للأزهر».
وبدأ الطبع في مايو سنة 1960م، وأمكن الانتهاء من الطبعة الأولى في 23يوليو 1961م: عيد الثورة التاسع، حيث بدأ بتوزيع المصحف المرتل للمرة الأولى في تاريخ الإسلام. [الجمع الصوتي 114] (1).
__________
(1) وبالنسبة إلى القراءات الأخرى قال لسعيد ما ملخصه:
وأعقب هذا، في سنة 1962م، تسجيل قراءة أبي عمرو، برواية الدوري. وهذه القراءة هي الأكثر ذيوعا الآن في السودان، ونيجيريا، واواسط إفريقية بصفة عامة، وكانت هي الأكثر انتشارا في مصر، حتى جاء الحكم التركي، ففاقتها في الانتشار رواية حفص.
و [اصدر] الأزهر كتابا تطلب فيه منع ما سوى رواية حفص من الروايات وما سوى صوت الشيخ الحصري من الأصوات، حتى لا يثير ذلك حسبما قرر كتاب المشيخة اختلاف المسلمين حول أي القراءات أولى وأي الأصوات أحلى.
وفزع صاحب المشروع من هذا المنع، وقابل في شأنه شيخ الأزهر، وكان من أوجه الاحتجاج في تلك المقابلة الطويلة التي تحملها الشيخ، وكان وقتئذ مريضا، رحمه الله:
أن مرجع الاختلاف بين القراءات هو على الأغلب نزول القرآن على سبعة أحرف، حسبما قرر النبي، فيما روى البخاري ومسلم، وابن جرير وابن حبان والبيهقي، وفيما روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي والطيالسي وغيرهم.
وقال: وأيد الشيخ رحمه الله كل أقوالي، وكان في تأييده يسبق أحيانا إلى إتمام بعض عباراتي، وبادر فكتب رسميا لوزير الأوقاف بأن القراءات التي لا يوافق على تسجيلها هي فقط: القراءات الشاذة وغير المتواترة، وأنه يود أن يظل التسجيل سائرا على قاعدة عدم خلط القراءات بعضها ببعض، وأن تكون دقة الأداء ومراعاة الأحكام مقدمتين على حسن الصوت، ورجا أن توجه كل قراءة إلى البلاد التي تختارها، وبناء على طلب المسلمين فيها.(1/351)
وقد حدّثني الشيخ محمود الحصري عام 1979م أن المسجلات الصوتية هي من قراءته تحرى فيه أقصى ما يمكنه من الدقة في الأداء كما رأيت في هذا الشيخ من آثار الورع والعلم ما لم أشاهده في غيره من القراء المصريين وغير المصريين منهم وقد أهداني نسخة من كتابه «أحكام قراءة القرآن الكريم».
سند القراءة
اهتم القراء بإسناد القراءة من عصرهم جيلا بعد جيل إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في خصوص القراءات السبع وتوسع في ذلك محمد بن الجزري (ت 833هـ) في النشر (ص 991) وتوسط في ذلك أبو محمد المكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ) في التبصرة (4834) واقتصر الشيخ علي محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية في تذكرة الإخوان (5344) على أسانيد حفص عن عاصم، مؤكدا على أنها قراءات متسلسلة إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
قال ابن الجزري (ت 833هـ): «وجملة ما تحرر عنهم من الطرق بالتقريب نحو ألف طريق وهي أصح ما يوجد اليوم في الدنيا وأعلاه لم نذكر فيها إلا من ثبت عندنا أو عند من تقدمنا من أئمتنا عدالته، وتحقق لقيه لمن أخذ عنه وصحت معاصرته، وهذا التزام لم يقع لغيرنا ممن ألف في هذا العلم. [النشر 1/ 93].
وأشار إلى أهمية الموضوع بقوله: «ومن نظر أسانيد كتب القراءات وأحاط بتراجم الرواة علما عرف قدر ما سبرنا ونقحنا واعتبرنا وصححنا، وهذا علم أهمل، وباب أغلق، وهو السبب الأعظم في ترك كثير من القراءات، والله تعالى يحفظ ما بقي.
وإذا كان صحة السند من أركان القراءة كما تقدم تعين أن يعرف حال رجال القراءات كما يعرف أحوال رجال الحديث، لا جرم اعتنى الناس بذلك قديما، وحرص الأئمة على ضبطه عظيما وأفضل من علمناه تعاطى ذلك وحققه، وقيد شوارده ومطلقه، إماما الغرب والشرق الحافظ الكبير الثقة أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني مؤلف التيسير وجامع البيان وتاريخ القراء وغير ذلك ومن انتهى إليه تحقيق هذا العلم وضبطه واتقانه ببلاد الأندلس والقطر الغربي، والحافظ الكبير أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني مؤلف الغاية في القراءات العشر وطبقات القراء وغير ذلك ومن انتهى إليه معرفة أحوال النقلة وتراجمهم ببلاد العراق والقطر الشرقي. [النشر 1/ 93].
والتأمل في هذه الأسانيد يوقفنا على أنها كانت بالقراءة في القرآن كله أو جزء منه بل تكررت القراءة من بعضهم على بعض الشيوخ كما حصل لابن مجاهد (ت 324هـ) في قراءة
نافع إلا أنها لم تكن قراءة لكل شيخ على كل طبقة وإنما اكتفوا بالقراءة لشهرتها المستفيضة من دون حاجة إلى إسناد فإن الإسناد في القراءة ليس إلا للتيمن والتبرك بذكر المشايخ ومعرفة طبقاتهم.(1/352)
والتأمل في هذه الأسانيد يوقفنا على أنها كانت بالقراءة في القرآن كله أو جزء منه بل تكررت القراءة من بعضهم على بعض الشيوخ كما حصل لابن مجاهد (ت 324هـ) في قراءة
نافع إلا أنها لم تكن قراءة لكل شيخ على كل طبقة وإنما اكتفوا بالقراءة لشهرتها المستفيضة من دون حاجة إلى إسناد فإن الإسناد في القراءة ليس إلا للتيمن والتبرك بذكر المشايخ ومعرفة طبقاتهم.
وذكر أبو محمد المكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ) أسانيده وصرح بأن أسانيده ليست كلها قراءة بل (قراءة بأكثره)، (ومما رويته ولم أقرأ به) وإليك أسانيده إلى القراءات.
قال: «اعلم أن لاتصال قراءتي بهؤلاء الأئمة السبعة طرقا كثيرة يطول ذكرها عن غير واحد من القراء رواية وقراءة، وأنا أقتصر في هذا الكتاب على أقرب الطرق مما قرأت بأكثره عن أبي الطيب، رحمه الله، وأدع ما عدا ذلك بتكرار الإسناد فيه بغير فائدة، ومما رويته ولم أقرأ به.
أما قراءة نافع وفي رواية ورش عنه (فقد) نقلتها عن أبي عدي عبد العزيز بن أبي الفرج عن أبي بكر بن سيف عن أبي يعقوب الأزرق عن ورش عن نافع.
وأما رواية قالون عن نافع فنقلتها عن أبي الطيب عن ابن المستفاض عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عن قالون عن نافع، وعن أبي الطيب أيضا عن أبي سهل صالح بن إدريس عن أبي الحسن علي بن سعيد عن أبي بكر أحمد بن محمد الأشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع.
وأما قراءة عاصم في رواية أبي بكر عنه، فنقلتها عن أبي الطيب عن أبي سهل عن أحمد بن محمد الديباجي عن إدريس بن عبد الكريم عن خلف بن هشام البزاز عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم.
وأما رواية حفص عن عاصم، فنقلتها عن أبي الطيب عن أبي الحسن نظيف بن عبد الله الصمد بن محمد العينوني عن عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم.
وأما قراءة ابن كثير في رواية قنبل فنقلتها عن أبي الطيب عن إبراهيم بن عبد الرزاق عن قنبل عن أحمد بن محمد بن عون القواس عن أبي الإخريط وهب (بن) واضح عن إسماعيل بن عبد الله القسط عن شبل بن عباد ومعروف بن مشكان عن ابن كثير.
وأما قراءة أبي عمرو في رواية أبي شعيب السوسي فنقلتها عن أبي الطيب عن أبي أحمد جعفر بن سليمان المشحلاني عن أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو.
وأما رواية الدوري فنقلتها عن أبي الطيب عن أبي القاسم المجاهدي عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس عن اليزيدي عن أبي عمرو.
وحدّثني أبو الطيب برواية أبي خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو ولم يذكر أيضا اختلافا لأبي خلاد، بل جعله كالدوري وصاحبيه كلهم عن اليزيدي بغير اختلاف بينهم على من نذكره عن الدوري بعد إن شاء الله.(1/353)
وأما رواية الدوري فنقلتها عن أبي الطيب عن أبي القاسم المجاهدي عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس عن اليزيدي عن أبي عمرو.
وحدّثني أبو الطيب برواية أبي خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو ولم يذكر أيضا اختلافا لأبي خلاد، بل جعله كالدوري وصاحبيه كلهم عن اليزيدي بغير اختلاف بينهم على من نذكره عن الدوري بعد إن شاء الله.
وأما قراءة حمزة في رواية خلف والدوري فنقلت إحداهما عن أبي الطيب عن عبد الله بن أحمد بن الصقر عن أبي بكر الأدمي عن أبي أيوب الضبي عن خلف عن سليم عن حمزة، وأما الأخرى فحدثني بها أبو الطيب عن محمد بن علي العطوفي عن جعفر بن محمد المقرئ عن أبي عمر حفص بن عبد العزيز بن صهبان الدوري عن سليم عن حمزة، ولم يذكر اختلافا بين الدوري وخلف.
وأما قراءة الكسائي في رواية الدوري عنه فنقلتها عن أبي الطيب عن محمد بن علي العطوفي عن أبي الفضل جعفر بن محمد بن أسد عن الدوري عن الكسائي.
وأما رواية أبي الحارث عن أبي الطيب عن أبي سهل وابن خالويه عن ابن مجاهد عن محمد بن يحيى عن أبي الحارث عن الكسائي.
وأما قراءة ابن عامر في رواية ابن ذكوان فنقلتها عن أبي الطيب عن أبي علي الحسن بن حبيب الدمشقي وعن أبي عبد الله هارون بن موسى الأخفش عن ابن ذكوان عن أيوب بن التميمي عن يحيى بن الحارث الذماري عن ابن عامر.
وأما رواية هشام عن ابن عامر فنقلتها عن أبي الطيب عن أبي علي الحسن بن حبيب الدمشقي عن أحمد بن المعلى عن هشام بن عمار عن عراك بن خالد عن يحيى بن الحارث الذماري عن ابن عامر، وحدّثني أيضا بها عن أبي أحمد عبد الله بن محمد الدمشقي عن أحمد بن أنس عن هشام بن عمار كالذي قبله. [التبصرة 41].
علو الإسناد
واهتم ابن الجزري (ت 833هـ) خاصة بعلو الإسناد في القراءات وقال: «وأعلى ما وقع لنا باتصال تلاوة القرآن على شرط الصحيح عند أئمة هذا الشأن أن بيني وبين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أربعة عشر رجلا، وذلك في قراءة عاصم من رواية حفص وقراءة يعقوب من رواية رويس وقراءة ابن عامر من رواية ابن ذكوان ويقع لنا من هذه الرواية ثلاثة عشر رجلا لثبوت قراءة ابن عامر على أبي الدرداء رضي الله عنه وكذلك يقع لنا في رواية حفص من طريق الهاشمي عن الأشناني ومن طريق هبيرة عن حفص متصلا وهو من كفاية سبط الخياط، وهذه أسانيد لا يوجد اليوم أعلى منها ولقد وقع لنا في بعضها المساواة والمصافحة للإمام أبي القاسم
الشاطبي (ره) ولبعض شيوخه كما بينت ذلك في غير هذا الموضوع، ووقع لي بعض القرآن كذلك، وأعلى من ذلك فوقعت لي سورة الصف مسلسلة إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بثلاثة عشر رجلا ثقات وسورة الكوثر مسندة بأحد عشر رجلا وهذا أعلى ما يكون من جهة القرآن.(1/354)
واهتم ابن الجزري (ت 833هـ) خاصة بعلو الإسناد في القراءات وقال: «وأعلى ما وقع لنا باتصال تلاوة القرآن على شرط الصحيح عند أئمة هذا الشأن أن بيني وبين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أربعة عشر رجلا، وذلك في قراءة عاصم من رواية حفص وقراءة يعقوب من رواية رويس وقراءة ابن عامر من رواية ابن ذكوان ويقع لنا من هذه الرواية ثلاثة عشر رجلا لثبوت قراءة ابن عامر على أبي الدرداء رضي الله عنه وكذلك يقع لنا في رواية حفص من طريق الهاشمي عن الأشناني ومن طريق هبيرة عن حفص متصلا وهو من كفاية سبط الخياط، وهذه أسانيد لا يوجد اليوم أعلى منها ولقد وقع لنا في بعضها المساواة والمصافحة للإمام أبي القاسم
الشاطبي (ره) ولبعض شيوخه كما بينت ذلك في غير هذا الموضوع، ووقع لي بعض القرآن كذلك، وأعلى من ذلك فوقعت لي سورة الصف مسلسلة إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بثلاثة عشر رجلا ثقات وسورة الكوثر مسندة بأحد عشر رجلا وهذا أعلى ما يكون من جهة القرآن.
[النشر 1/ 194].
وإليك إسناده إلى سورة الكوثر: «فأخبرني بها الشيخ الرحلة أبو عمر محمد بن أحمد بن عبد الله بن قدامة المقدسي الحنبلي بقراءتي عليه بسفح قاسيون من دير الحنابلة ظاهر دمشق المحروسة قال أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد الحنبلي قراءة عليه بالسفح أيضا ظاهر دمشق، أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله الحنبلي قراءة عليه ببغداد مدينة السلام. أخبرنا أبو علي الحسن بن المذهب الحنبلي قراءة ببغداد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطعي الحنبلي ببغداد، أخبرنا عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل ببغداد قال: حدثني أبي ببغداد (ثنا) محمد بن فضيل عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك رضي الله عنه» قال: «أغفى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إغفاءة فرفع رأسه متبسما» إما قال لهم وإما قالوا له: «لم ضحكت؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إني أنزلت علي آنفا سورة فقرأ، يعني {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ إِنََّا أَعْطَيْنََاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شََانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} حتى ختمها قال: هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال: هو نهر أعطانيه ربي عزّ وجلّ في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ وأبو داود والنسائي من طريق محمد بن فضيل وعلي بن مسهر كلاهما على المختار بن فلفل عن أنس. [النشر 1/ 196].
ثم قال: «وهذا الحديث يدل على أن البسملة نزلت مع السورة. وفي كونها منها أو في أولها احتمال، ويدل على أن هذه السورة مدنية وقد أجمع من نعرفه من علماء العدد والنزول على أنها مكية والله سبحانه وتعالى أعلم». [النشر 1/ 196].
سند المؤلف
القراءات السبع في غنى عن الإسناد لتواترها عن القراء السبعة جيلا بعد جيل وما تقدم من الأسانيد التي استقصاها ابن الجزري في النشر [1/ 93] التي لم تخرج في غالبها من تسلسل الرواية بالإجازة وقد حافظ عليها الأعلام تأكيدا على تواترها في القراء وكنت قد
قرأت القرآن الكريم رواية حفص عن عاصم على والدتي العلوية الحسينية الخرسانية في الصغر وكانت (ره) على عطوفتها وأمومتها شديدة في تعليم القرآن. ولدت في كربلاء 1329هـ وسافرت مع والدها إلى خراسان عام 1366هـ وحجت بيت الله الحرام سنة 1384هـ وكانت منقطعة إلى العبادة والعلم وكان من عادتها الإجابة بالآيات القرآنية المناسبة تأسيا بفضة رضي الله عنها وكانت حافظة متقنة ورعة تقية وساهمت في التأليف وكتبت «نور المسجدين» في أعمال مسجد الكوفة والسهلة واتخذت من دارها مدرسة لتعليم القرآن بصبر وإيمان وحب وإخلاص في غاية الندرة في هذا العصر. وفي حجر هذه العلوية الصالحة المؤمنة تعلمت القرآن الكريم قراءة وقد بلغني نبأ وفاتها في 15/ ج 1/ 1401هـ ودفنت في النجف الأشرف في جوار جدها علي أمير المؤمنين وجزاها الله خيرا على ما تحملته في سبيل ذلك وقيض الله أمهات مسلمات يحافظن على مستقبل الجيل بغرس مبادئ القرآن وحلاوة الإيمان في قلوبهم والسهر على تربيتهم تربية صالحة.(1/355)
القراءات السبع في غنى عن الإسناد لتواترها عن القراء السبعة جيلا بعد جيل وما تقدم من الأسانيد التي استقصاها ابن الجزري في النشر [1/ 93] التي لم تخرج في غالبها من تسلسل الرواية بالإجازة وقد حافظ عليها الأعلام تأكيدا على تواترها في القراء وكنت قد
قرأت القرآن الكريم رواية حفص عن عاصم على والدتي العلوية الحسينية الخرسانية في الصغر وكانت (ره) على عطوفتها وأمومتها شديدة في تعليم القرآن. ولدت في كربلاء 1329هـ وسافرت مع والدها إلى خراسان عام 1366هـ وحجت بيت الله الحرام سنة 1384هـ وكانت منقطعة إلى العبادة والعلم وكان من عادتها الإجابة بالآيات القرآنية المناسبة تأسيا بفضة رضي الله عنها وكانت حافظة متقنة ورعة تقية وساهمت في التأليف وكتبت «نور المسجدين» في أعمال مسجد الكوفة والسهلة واتخذت من دارها مدرسة لتعليم القرآن بصبر وإيمان وحب وإخلاص في غاية الندرة في هذا العصر. وفي حجر هذه العلوية الصالحة المؤمنة تعلمت القرآن الكريم قراءة وقد بلغني نبأ وفاتها في 15/ ج 1/ 1401هـ ودفنت في النجف الأشرف في جوار جدها علي أمير المؤمنين وجزاها الله خيرا على ما تحملته في سبيل ذلك وقيض الله أمهات مسلمات يحافظن على مستقبل الجيل بغرس مبادئ القرآن وحلاوة الإيمان في قلوبهم والسهر على تربيتهم تربية صالحة.
وقد تلقيت بعض القرآن قراءة أو تفسيرا أو استجازة من جمع من الأعلام اذكرهم ليكون ذلك سببا للترحم عليهم والسير على خطاهم في المحافظة على القرآن الكريم، والله ولي التوفيق.
الوالد السيد محسن الجلالي (13961320هـ)
سيدي وأستاذي ومن كان على توجيهاته اعتمادي كان (ره) مترفعا عن حطام الدنيا منقطعا إلى الله في كل لحظاته وسكناته مراقبا لأعماله في كل حالاته مستنا بسنة جده الرسول الأطهر وآله الغرر في ساعاته وكانت أوقاته بنظام ودقة لم تعهد من أقرانه، فوقت لربه ووقت لتدريسه وآخر للإجابة على أسئلة الناس. كان يبدأ السحر بصلاة التهجد ثم يقرأ جزءا من القرآن حتى مطلع الفجر عند رأس الحسين عليه السّلام ثم يصلي الفجر جماعة ويستمر في القراءة ولا يتوقف إلا لإجابة سؤال فقهي من المصلين وغيرهم ثم يستأنف حتى طلوع الشمس وإن منعه مانع أنهاها في غير هذا الوقت وكانت هذه عادته حتى وفاته. أما في رمضان فكان يختم في كل أسبوع. ولم يمنعه ذلك من القيام بمهامه العلمية من التدريس والإمامة وقضاء حوائج المؤمنين، وخلّف آثارا كان يستحقرها ويمتنع عن طبعها ترفعا عن حب النفس. وكان يرى نفسه مسئولا عن إعداد الجيل المقبل والحفاظ على مستوى الفقه والأصول وإحياء سنة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيرة المشايخ في المعقول والمنقول ويتحمل في سبيل ذلك ما لا تتحمله الجبال ولم تأخذه في الله لومة لائم. مضى إلى ربه سعيدا بعد أن قضى حياته حميدا في يوم
الأربعاء 20صفر سنة 1396هـ وكان (ره) لا يقرأ سوى قراءة حفص ويرى تواترها عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كما كان يرى وجوب متابعة رسم القرآن في الكتابة، وكانت الطبعة المفضلة عنده طبعة الخطاط حافظ عثمان وكان (ره) يوقفني على ميزة هذه الطبعة على غيرها وقد جاء في آخرها: «كتبه العبد الفقير، إلى رحمة ربه القدير، سميّ جامع القرآن، الشهير بحافظ عثمان، راجيا لطف ربه المنّان، انه منبع الإحسان والغفران، ومناجيا شفاعة مهبط الفرقان، في يوم الحشر والميزان، راقما على ما وافق مصحف الشيخ المعروف بعلي القارئ المكي بين الفحول والأعيان، قد وقع الفراغ في أوائل شهر شعبان، بعناية ربه الديان في سنة سبع وتسعين وألف من هجرة من له العز والشرف».(1/356)
سيدي وأستاذي ومن كان على توجيهاته اعتمادي كان (ره) مترفعا عن حطام الدنيا منقطعا إلى الله في كل لحظاته وسكناته مراقبا لأعماله في كل حالاته مستنا بسنة جده الرسول الأطهر وآله الغرر في ساعاته وكانت أوقاته بنظام ودقة لم تعهد من أقرانه، فوقت لربه ووقت لتدريسه وآخر للإجابة على أسئلة الناس. كان يبدأ السحر بصلاة التهجد ثم يقرأ جزءا من القرآن حتى مطلع الفجر عند رأس الحسين عليه السّلام ثم يصلي الفجر جماعة ويستمر في القراءة ولا يتوقف إلا لإجابة سؤال فقهي من المصلين وغيرهم ثم يستأنف حتى طلوع الشمس وإن منعه مانع أنهاها في غير هذا الوقت وكانت هذه عادته حتى وفاته. أما في رمضان فكان يختم في كل أسبوع. ولم يمنعه ذلك من القيام بمهامه العلمية من التدريس والإمامة وقضاء حوائج المؤمنين، وخلّف آثارا كان يستحقرها ويمتنع عن طبعها ترفعا عن حب النفس. وكان يرى نفسه مسئولا عن إعداد الجيل المقبل والحفاظ على مستوى الفقه والأصول وإحياء سنة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيرة المشايخ في المعقول والمنقول ويتحمل في سبيل ذلك ما لا تتحمله الجبال ولم تأخذه في الله لومة لائم. مضى إلى ربه سعيدا بعد أن قضى حياته حميدا في يوم
الأربعاء 20صفر سنة 1396هـ وكان (ره) لا يقرأ سوى قراءة حفص ويرى تواترها عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كما كان يرى وجوب متابعة رسم القرآن في الكتابة، وكانت الطبعة المفضلة عنده طبعة الخطاط حافظ عثمان وكان (ره) يوقفني على ميزة هذه الطبعة على غيرها وقد جاء في آخرها: «كتبه العبد الفقير، إلى رحمة ربه القدير، سميّ جامع القرآن، الشهير بحافظ عثمان، راجيا لطف ربه المنّان، انه منبع الإحسان والغفران، ومناجيا شفاعة مهبط الفرقان، في يوم الحشر والميزان، راقما على ما وافق مصحف الشيخ المعروف بعلي القارئ المكي بين الفحول والأعيان، قد وقع الفراغ في أوائل شهر شعبان، بعناية ربه الديان في سنة سبع وتسعين وألف من هجرة من له العز والشرف».
كما جاء تعريف بالعلامات في هذه الطبعة مما ليس في غيرها ونصه: «هذا المصحف أخذ هجاؤه عن مصحف كتبه الأستاذ المحقق الكبير المقرئ الفقيه الأصولي الشهير علي بن سلطان محمد الهروي المكي إمام الحرم المكي في وقته ونقله الخطاط الشهير الحافظ عثمان على ما اختاره المشارقة.
شروح الرموز التي في هذا المصحف:
م علامة الوقف اللازم أي المتعين فيه الوقف لايهام الوصل خلاف المقصود.
ط علامة الوقف المطلق الذي هو أولى من الوصل.
ج علامة الوقف الجائز الذي يستوي فيه الوقف والوصل.
ز علامة الوقف المجوز لكن الوصل أولى.
ص علامة الوقف المرخص لضرورة.
ق علامة الوقف الذي لم يقل به أكثر العلماء قف علامة الوقف المستحب فلا حرج إن وصل لا علامة عدم الوقف إلا إذا كان تحتها علامة رأس الآي فالمستحب فيها الوقف على رأي الأكثرين.
ك علامة لبيان الوقف الذي يجري على حكم سابقه.
س علامة على السكتة أي الوقفة اللطيفة بلا تنفس.
؟؟؟ علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يصح الوقف على الآخر.
ء علامة انتهاء العشر في العدد الكوفي.
عب علامة انتهاء العشر في العدد البصري.(1/357)
ء علامة انتهاء العشر في العدد الكوفي.
عب علامة انتهاء العشر في العدد البصري.
هـ علامة انتهاء الخمس في العدد الكوفي.
خب علامة انتهاء الخمس في العدد البصري وإذا اتفق العددان في عشر أو خمس اكتفى بعلامة الكوفي.
لب علامة لبيان أن ما تحتها ليس برأس آية في العدد البصري.
تب علامة لبيان أن ما تحتها رأس آية في العدد البصري.
ب علامة انتهاء الحزب.
وكان مذهبه أن قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اقرءوا كما علّمتم» أمر بالقراءة بالتلقي فقط كما عليه سيرة المشايخ دون الإجازة في القرآن لذلك كان (ره) يرى أن الإجازة لا بد وأن يختص بالحديث وأن أسانيد القراءات ليست أسانيد للقراءة بل هي أسانيد للرواية وأن القرآن الكريم لا بد وأن يتلقى بالقراءة لا بالإجازة والتلقي على المشايخ فإن القراءة دون غيرها تحافظ على سلامة القرآن الكريم.
1 - الشيخ محمد علي السرابي (ت 1384هـ)
حضرت دروسه في التفسير وكان (ره) يستوحش من الناس ويطلب الانزواء وكانت صلته بالناس من خلال الدرس فقط وكان على جانب عظيم من الزهد سألته عن مشايخه في القراءة وإسناده فقال ان قراءة عاصم متواترة وأنه كان رأي شيخه السيد آغا حسين القمي (ت 1366هـ) الذي صرح بذلك في درسه وإسناده إسناده وكان يرى تواتر رواية عاصم دون غيرها من القراءات.
وقد ترجمه شيخنا العلامة ومما قال: «هو الشيخ محمد علي بن يحيى السرابي عالم جليل وورع فاضل. كان اشتغاله في أوائل عمره في المشهد الرضوي بخراسان، ثم هاجر إلى العراق فقرأ على بعض أعلام سامراء برهة، وحضر على علماء كربلاء ومنهم السيد آغا حسين القمي فقد لازمه مدة حتى حاز فضلا ومعرفة وأصبح محل اعتماد أستاذه في علمه وتقواه، وبعد وفاته في سنة 1366هـ هبط النجف وتصدر لتدريس السطوح فحضر عليه كثيرون من الطلاب واستفادوا منه، وكان يدرس.
وقد امتاز بالخلق الرفيع والسيرة المتزنة والتواضع الجم، والأدب النفسي، والصلاح والتقى، والانصراف إلى الإفادة والنفع، وأصيب بالفالج أخيرا فلم ينفعه أطباء بغداد وظل
جليس داره برهة وتوفي في 28ذي الحجة سنة 1384هـ وشيع باحترام ودفن في وادي السلام قرب مقام المهدي عج ولم يرزق ولدا بل بقي ما كتبه من الفوائد المختلفة عند الشيخ عبد الله اللنكراني ابن الشيخ مجتبى الذي هو أخو زوجته. [طبقات أعلام الشيعة 14/ 156].(1/358)
وقد امتاز بالخلق الرفيع والسيرة المتزنة والتواضع الجم، والأدب النفسي، والصلاح والتقى، والانصراف إلى الإفادة والنفع، وأصيب بالفالج أخيرا فلم ينفعه أطباء بغداد وظل
جليس داره برهة وتوفي في 28ذي الحجة سنة 1384هـ وشيع باحترام ودفن في وادي السلام قرب مقام المهدي عج ولم يرزق ولدا بل بقي ما كتبه من الفوائد المختلفة عند الشيخ عبد الله اللنكراني ابن الشيخ مجتبى الذي هو أخو زوجته. [طبقات أعلام الشيعة 14/ 156].
وشيخه المذكور السيد آغا حسين محمد القمي الحائري (ت 1366هـ) يروي عن السيد مرتضى الكشميري (ت 1323هـ) عن السيد ميرزا هاشم الخونساري (ت 1317هـ) عن السيد صدر الدين العاملي (ت 1263هـ) عن السيد محمد مهدي بحر العلوم (ت 1212هـ) عن محمد باقر الوحيد البهبهاني (ت 1206هـ) عن المولى محمد باقر المجلسي (ت 1111هـ) عن والده محمد تقي المجلسي (ت 1070هـ) عن الشيخ بهاء الدين العاملي (ت 1031هـ) عن والده الحسين بن عبد الصمد (ت 984هـ) عن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني (ت 966هـ) عن نور الدين علي بن عبد العال الميسي (ت 940هـ) عن شمس الدين محمد الشهير بابن المؤذن الجزيني عن ضياء الدين علي العاملي عن والده شمس الدين محمد بن مكي الشهيد الأول (ت 786هـ) عن شيخه جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد التبنيني العاملي (ت ح 849هـ) قال: [كما في البحار] انني قرأت القرآن على السيد جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن ناصر بن حمّاد الحسيني الغروي برواية أبي بكر عاصم بن أبي النجود بن بهدلة الحناط الكوفي برواية راوييه أبي بكر وحفص بن سليمان بن مغيرة البزاز الكوفي، وبرواية الكسائي وراوييه.
وقال: قرأت بهما القرآن الكريم من فاتحته إلى خاتمته على السيد رضي الدين أبي عبد الله الدوري وأبي الحارث الليث بن خالد البغدادي والحسين بن قتادة بن مزروح الحسني الري المقرئ، قال: قرأت بهما على مشايخ منهم: أبو حفص عمر بن معن الزبري الضرير إمام مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالروضة، وقرأ بهما على المحدث أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي وقرأ بهما على أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد الجذامي الضرير المالقي المعروف بابن الغماد، وقرأ بهما على أبي محمد عبد الله بن سهل وعلى الخطيب أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن الحصاد القرطبي. قالا: قرأنا بهما على أبي عمر عثمان بن سعيد بن عثمان الداني بطريقه المذكور في التيسير وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وقرأ على أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وقرأ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقرأ الكسائي أيضا على حمزة وقرأ حمزة على الصادق عليه السّلام وقرأ على أبيه وقرأ
على أبيه وقرأ على أبيه وقرأ على أمير المؤمنين عليه السّلام وقرأ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. [البحار 107/ 201].(1/359)
وقرأ الكسائي أيضا على حمزة وقرأ حمزة على الصادق عليه السّلام وقرأ على أبيه وقرأ
على أبيه وقرأ على أبيه وقرأ على أمير المؤمنين عليه السّلام وقرأ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. [البحار 107/ 201].
2 - السيد علوي بن عباس المالكي (13911335هـ)
اجتمعت به في مكة المكرمة في موسم الحج في الحجة الأولى سنة 1383هـ وزرته في داره العامرة في محلة القرارة مرارا وجدته محدثا جليلا مشاركا في العلوم وسألته عن نسبه وحياته فقال: انه علوي اسما ونسبا ابن عباس بن عبد العزيز بن محمد الحسني نسبا والمالكي مذهبا وأنه ولد في مكة المكرمة 1325هـ وتلقى مبادئ العلوم من والده وأنه يدرس بمدرسة الفلاح منذ سنة 1347هـ فاستجزته وأجازني في 15ذو الحجة سنة 1383هـ وبلغني نعيه في سنة 1391هـ وأهداني طائفة من مؤلفاته منها «العقد المنظم في أقسام الوحي المعظم» و «شرح منظومة أصول التفسير» وأحال في إسناده في القراءات إلى إجازة وعد بإرسالها بعد موسم الحج ولكنها لم تصلني، ولم تكن طبيعته الإهمال حيث وجدته جامعا للعلم والعمل وقد وجدت إسناده في القراءات في كتاب «نور النبراس في حياة والده السيد عباس (ت 1350هـ)» وأورده نصا:
محدث المجاز السيد علوي بن عباس المالكي (ت 1391هـ) عن والده (ت 1350هـ)، عن المحدث الشيخ أبي اليسر محمد فالح الظاهري المهنوي. قال:
أخبرنا شيخنا الأستاذ شيخ الإسلام والمسلمين الإمام أبو عبد الله محمد بن علي السنوسي الشريف الخطابي الحافظ الشلفي. قال: أخذنا القرآن العظيم، عن عدة أشياخ مهرة كرام بررة، بجميع قراءته ورواياته، وطرقه ووجوهه، سماعا وعرضا، وإجازة ومناولة بنوعيها، على مذهب من يسوّي بينه وبين الحديث في ذلك، وهو المنصور المعمول به سلفا وخلفا، فأرويه عن سيدي محمد بن عبد السلام الناصري، عن سيدي علي بن ناصر قائلا: أخذت القرآن العظيم قراءة نافع، بروايتي ورش وقالون وقراءة ابن كثير بروايتي البزّي وقنبل، وقراءة أبي عمرو بروايتي الدوري والنوسي، سماعا من الوالد وغير واحد. عن أبي إسحاق السباعي عن أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي، عن سيدي عبد الرحمن السلجلماسي، عن أبي عبد الله الشريف عن أبي القاسم الدكالي، عن الإمام ابن غازي، عن أبي عبد الله الصغير، عن أبي العابس الفيلالي، عن أبي عبد الله الفخار عن أبي العابس الزواوي، عن علي بن سليمان، عن أبي جعفر بن الزبير، عن أبي الوليد إسماعيل العطار، عن أبي بكر بن حسّون، عن أبي عبد الله بن بقي، عن أبي محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء،
عن الطبري وابن نفيس، عن أبي بكر بن سيف، عن أبي يعقوب الأزرق، عن ورش وقالون، عن نافع، عن ابن هرمز، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وباقيهم إلى ابن نفيس، وبالإجازة باقي السبعة كذلك إلى ابن نفيس، إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. [نور النبراس ص 100 ط 1416هـ].(1/360)
أخبرنا شيخنا الأستاذ شيخ الإسلام والمسلمين الإمام أبو عبد الله محمد بن علي السنوسي الشريف الخطابي الحافظ الشلفي. قال: أخذنا القرآن العظيم، عن عدة أشياخ مهرة كرام بررة، بجميع قراءته ورواياته، وطرقه ووجوهه، سماعا وعرضا، وإجازة ومناولة بنوعيها، على مذهب من يسوّي بينه وبين الحديث في ذلك، وهو المنصور المعمول به سلفا وخلفا، فأرويه عن سيدي محمد بن عبد السلام الناصري، عن سيدي علي بن ناصر قائلا: أخذت القرآن العظيم قراءة نافع، بروايتي ورش وقالون وقراءة ابن كثير بروايتي البزّي وقنبل، وقراءة أبي عمرو بروايتي الدوري والنوسي، سماعا من الوالد وغير واحد. عن أبي إسحاق السباعي عن أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي، عن سيدي عبد الرحمن السلجلماسي، عن أبي عبد الله الشريف عن أبي القاسم الدكالي، عن الإمام ابن غازي، عن أبي عبد الله الصغير، عن أبي العابس الفيلالي، عن أبي عبد الله الفخار عن أبي العابس الزواوي، عن علي بن سليمان، عن أبي جعفر بن الزبير، عن أبي الوليد إسماعيل العطار، عن أبي بكر بن حسّون، عن أبي عبد الله بن بقي، عن أبي محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء،
عن الطبري وابن نفيس، عن أبي بكر بن سيف، عن أبي يعقوب الأزرق، عن ورش وقالون، عن نافع، عن ابن هرمز، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وباقيهم إلى ابن نفيس، وبالإجازة باقي السبعة كذلك إلى ابن نفيس، إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. [نور النبراس ص 100 ط 1416هـ].
3 - الشيخ محمود الحصري (14011337هـ)
تحدثت معه في رمضان 1399هـ وهو في صحبة مضيفه الشيخ محمد جواد الشري وكان قد دعي للمشاركة في تلاوة القرآن الكريم بمناسبة شهادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام في 13أوغست 1979م في المركز الإسلامي. وقال أن مولده كان سنة 1337هـ في قرية شبرا من أعمال مدينة طنطا.
وهو من العلماء والقراء الأفاضل قل أن يرى من القراء مثلهم في هذا العصر قرأت عليه سورة الفاتحة رواية حفص عن عاصم تيمنا وأحالني إلى كتابه «مع القرآن الكريم» وفي الإسناد إلى كتاب تذكرة الإخوان بأحكام رواية الإمام حفص بن سليمان تأليف علي محمد الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية وقال بأن الأشرطة المتداولة كلها بصوته وعملت تحت إشرافه المباشر وأن التفصيل مذكور في كتاب «المصحف المرتل» تأليف د. لبيب سعيد.
وبلغني نعيه في محرم سنة 1401هـ.
والإسناد المذكور في «تذكرة الإخوان» تنتهي إلى أصحاب الكتب المشهورة في القراءات واكتفي بما يأتي:
2 - علي محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية.
3 - قراءة على الشيخ أحمد بن محمد بن منصور السكري من طريق الحرز [حرز الأماني للشاطبي ت 950هـ].
4 - قراءة على الشيخ سيد الخياط الشبيني.
5 - قراءة على الشيخ علي بن حمودة المنبهي.
6 - قراءة على الشيخ حلبي الطندتائي.
7 - قراءة على الشيخ سليمان الشهداوي.
8 - قراءة على الشيخ مصطفى المبهي.
9 - قراءة على والده الشيخ علي المبهي.
10 - قراءة على الشيخ إسماعيل الأزهري.(1/361)
9 - قراءة على والده الشيخ علي المبهي.
10 - قراءة على الشيخ إسماعيل الأزهري.
11 - قراءة على الشيخ محمد السمنودي المنير.
12 - قراءة على الشيخ علي الرميلي.
13 - قراءة على الشيخ أحمد الرشيدي.
14 - قراءة على الشيخ أحمد بن رجب البقري.
15 - قراءة على الشيخ محمد بن قاسم البقري.
16 - قراءة على الشيخ عبد الرحمن اليمني من طريق الطيبة [طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري ت 833هـ].
17 - قراءة على الشيخ شماذة اليمني.
18 - قراءة على الناصر الطبلاوي.
19 - قراءة على الشيخ الإسلام زكريا الأنصاري.
20 - قراءة على أبي النعيم رضوان بن محمد بن مكي.
21 - قراءة على شيخ القراء محمد بن الجزري صاحب الطيبة والنشر.
22 - قراءة على القاضي أبي العباس أحمد بن الحسين بن سليمان بن قرارة الحنفي من طريق التيسير [التيسير في القراءات السبع للداني ت 444هـ].
23 - قراءة على والده الحسين سليمان.
24 - قراءة على أبي محمد القاسم بن أحمد بن الموفق الكوفي وهو قرأ على أئمة مقرءين منهم.
25 - قراءة على الشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الحصار.
26 - قراءة على أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل البلنسي.
27 - على أبي داود سلمان بن نجاح.
28 - على الإمام أبي عمرو الداني صاحب التيسير [التيسير في القراءات السبع].
29 - على طاهر بن غلبون.
30 - على أبي الحسن بن محمد بن صالح بن داود الهاشمي.
31 - علي أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني.
32 - على أبي محمد عبيد بن الصباح.(1/362)
31 - علي أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني.
32 - على أبي محمد عبيد بن الصباح.
33 - على حفص بن سليمان.
34 - على أبي بكر عاصم بن أبي النجود بن بهدلة الأسدي مولاهم الكوفي.
35 - على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير.
36 - على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود.
وقراءة هؤلاء الخمسة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [راجع تذكرة الإخوان ص 44أو 40].
4 - السيد أسد الله المدني (14011293هـ)
تعرفت عليه في النجف الأشرف وحضرت حلقة درسه في التفسير ورأيت فيه دقة العلماء وتواضع الزهاد وحماس المجاهدين وهي صفات قل ما تجتمع في أعلام عصره وزادت صلتي به حين عزم على حج بيت الله الحرام عام 1383هـ فصحبته عن طريق البر من النجف الأشرف إلى عرر فالمدينة المنورة في ثلاثة أيام وخلال هذه السفرة وجدت فيه خصالا كريمة تندر مثلها في المعاصرين وكان في منتهى التواضع وكان فينا كأحدنا أشداء على الكفار رحماء بينهم وكان لا يفتر من قراءة القرآن ما تسنى له فسألته عن مولده فقال أنه ولد سنة 1293هـ في ناحية آذر من مدن أذربيجان وأن والده السيد علي الدهخوارقاني كان يمتهن بيع الأقمشة وأنه فقد أمه وله أربع سنين وأباه وهو ابن ستة عشر عاما ومر بتجارب اليتم ما جعله يتحسس بآلامهم وآمالهم.
هاجر إلى قم وحضر فيها على أعلامها ثم إلى النجف الأشرف واتفق أن أردت زيارة الإمام الرضا عليه السّلام فاقترح أن أزور درة مراد بيك في همدان فنزلت عند رغبته كرها وقضيت في هذه القرية الوديعة ثلاثة أشهر ولما رأيت كيف اعتنى هو بشئون أهلها وهو بعيد عنها فخرجت عنها كرها وكانت الحكومات الظالمة تلاحقه في نشاطه وهو لا يفتر عن دوره أينما كان وقد بلغني نعيه في صلاة الجمعة في 8ذو القعدة 1401هـ في تبريز وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وسألته عن قراءته قال: إن قراءة عاصم قراءة شيخه السيد محمد الحجة الكوه كمري المتوفى 1372هـ.
وهذا يروي عن شيخه الشيخ ميرزا فتح الله النمازي (ت 1339هـ) مؤلف «إنارة الحالك في قراءة ملك ومالك» عن الميرزا هاشم الخونساري (ت 1317هـ) بإسناده المتقدم.(1/363)
وهذا يروي عن شيخه الشيخ ميرزا فتح الله النمازي (ت 1339هـ) مؤلف «إنارة الحالك في قراءة ملك ومالك» عن الميرزا هاشم الخونساري (ت 1317هـ) بإسناده المتقدم.
5 - السيد شهاب الدين المرعشي (14111318هـ)
السيد الإمام المشارك السيد محمد حسين الشهير بشهاب الدين بن محمود الحسيني المرعشي النجفي زرته في داره العامرة بدار الإيمان قم فوجدته إماما مشاركا في علوم الإسلام غفل عنه الخاص والعام كالإسناد والنسب والقراءات مضافا إلى العلوم السائرة اليوم من الفقه والأصول والحديث والرجال. وكان (ره) جمّاعة للكتب مهتما بأمرها وله مكتبة عامة أوقفها لانتفاع العموم وذكر أن له طريق قراءة عن عاصم وغيره من القراء وذكر له مشايخ فيها وقال أنه لم يقرأ القرآن كاملا عندهم بل حصة يسيرة حسب الحاجة ولم يعتمد على غير عاصم من القراءات بلغني نعيه قدس سره في 5صفر سنة 1411هـ.
ويروي قراءة عاصم عن جمع منهم:
1 - السيد آغا التستري النجفي مؤلف تعويد اللسان بتجويد القرآن.
2 - عن ميرزا فرج الله التبريزي الشهير بعباجي زاده (ت 1339هـ).
3 - عن شيخ الشريعة الأصفهاني (ت 1339هـ).
4 - عن الميرزا هاشم الخونساري بإسناده المتقدم.
كما يتصل سنده في القراءات إلى شمس الدين محمد ابن الجزري بطرقه المتكثرة.
وقد جاء في إجازته ما لفظه: «ولنا طرق خاصة إلى القراء المشهورين كعاصم ونافع وغيرهما وهي كثيرة. منها ما أرويه عن الأستاذ القارئ المجود الضابط الحافظ للقرآن الشريف عاصم الزمان في التلاوة الشيخ نور الدين الشافعي الشهير بالشيخ نوري عن شيخه نظام الدين القارئ البغدادي البكتاشي عن شيخه عماد الإسلام المصري عن شيخه الشيخ مصطفى البغدادي عن شيخه الشيخ أحمد الكرد علي.
حيلولة: وبهذا السند عن الشيخ أحمد كرد علي المذكور آنفا عن شيخه وأستاذه القارئ الشهير الشيخ عثمان الزيله شيخ القراء في جامع السلطان محمد خان من ملوك آل عثمان الواقع في الآستانة، عن شيخه الحاج محمد أفندي المعروف بجلبي إمام، عن شيخه شعبان بن مصطفى الإمام في جامع السلطان محمد خان والخطيب في جامع السلطان سليمان، عن شيخه الشيخ محمد البياتي والشيخ أوليا محمد والشيخ محمد المدرس الإمام بجامع السلطان سليمان خان جميعا عن الشيخ الميسيري عن الشيخ أبي عبد الله ناصر الدين الطبلاوي عن شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري عن الشيخ النوبري شارح كتاب «طيبة النشر في القراءات العشر» عن إمام القراء وحفّاظ الكتاب العزيز الشيخ شمس الدين أبي
الخير محمد بن علي بن يوسف الجزري الشافعي بطرقه التي أوردها في كتابيه «غاية النهاية» و «منجد القراء» وغيرهما، وهما مطبوعان معروفان [الإجازة الكبرى 454].(1/364)
حيلولة: وبهذا السند عن الشيخ أحمد كرد علي المذكور آنفا عن شيخه وأستاذه القارئ الشهير الشيخ عثمان الزيله شيخ القراء في جامع السلطان محمد خان من ملوك آل عثمان الواقع في الآستانة، عن شيخه الحاج محمد أفندي المعروف بجلبي إمام، عن شيخه شعبان بن مصطفى الإمام في جامع السلطان محمد خان والخطيب في جامع السلطان سليمان، عن شيخه الشيخ محمد البياتي والشيخ أوليا محمد والشيخ محمد المدرس الإمام بجامع السلطان سليمان خان جميعا عن الشيخ الميسيري عن الشيخ أبي عبد الله ناصر الدين الطبلاوي عن شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري عن الشيخ النوبري شارح كتاب «طيبة النشر في القراءات العشر» عن إمام القراء وحفّاظ الكتاب العزيز الشيخ شمس الدين أبي
الخير محمد بن علي بن يوسف الجزري الشافعي بطرقه التي أوردها في كتابيه «غاية النهاية» و «منجد القراء» وغيرهما، وهما مطبوعان معروفان [الإجازة الكبرى 454].
وقد تقدم إسناد ابن الجزري في إسناد الحصري رقم 21.
6 - عبد الله الصديق (14131328هـ)
زارني (ره) في سنة 1402هـ فوجدته مثال السلف الصالح في علمه وهديه وتقاه شيخ القراءة والحديث على الإطلاق. وجمع بين علوم المغرب والمشرق ففاق وهو السيد عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن عبد المؤمن الصديق الإدريسي نسبا والغماري أصلا والقاهري مهجرا والطنجي مولدا ومسكنا ومدفنا.
ولد في طنجة في المغرب رجب 1328هـ من أبوين علويين وتربى في حجر والده وعليه تعلم القراءة برواية ورش عن نافع وأيضا برواية حفص عن عاصم وهاجر إلى فاس والقرويين والقاهرة في سنة 1349هـ وحاز على شهادة العالمية سنة 1350هـ. وصنف وأكثر.
بلغني نعيه في يوم الخميس 19شعبان سنة 1413هـ ودفن في طنجة، وبوفاته فقدت الأمة محدثا صديقا من أعلم أعلام المشرق والمغرب في القراءات والحديث ولا حول ولا قوة إلا بالله.
له كتب كثيرة ومن كتبه في القرآن «جواهر البيان في تناسب سور القرآن، طبعة القاهرة» و «بدع التفسير، طبعة القاهرة سنة 1385هـ».
قرأت عليه سورة الفاتحة وشطرا من القرآن، كان قد قرأ قراءة ورش عن نافع على والده محمد بن الصديق (ت 1354هـ) وقرأ عاصم برواية حفص عن عاصم على الشيخ محمد بخيت المصري المطيعي الحنفي (ت 1354هـ).
وقرأت عليه الروايتين بإسناده وأحال إلى ثبته وهو يرويها:
1 - عن والده الشيخ محمد الصديق (ت 1354هـ).
2 - عن السيد محمد جعفر الكتاني (ت 1345هـ).
3 - عن والده السيد جعفر إدريس الكتاني (ت 1324هـ).
4 - عن عابد السندي (ت 1257هـ).
وقد ذكر شيخنا أبو الفيض محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي المتوفى في يوم
الجمعة 28ذي الحجة سنة 1410هـ بمكة والمدفون بجنة المعلاة في كتابه أسانيد الفقيه أحمد بن حجر الهيثمي (ت 974هـ) طبعة بيروت سنة 1408هـ صفحة 107.(1/365)
وقد ذكر شيخنا أبو الفيض محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي المتوفى في يوم
الجمعة 28ذي الحجة سنة 1410هـ بمكة والمدفون بجنة المعلاة في كتابه أسانيد الفقيه أحمد بن حجر الهيثمي (ت 974هـ) طبعة بيروت سنة 1408هـ صفحة 107.
إسناد السندي كالآتي:
عن محمد عابد السندي، عن محمد حسين بن مراد بن محمد يعقوب الأنصاري السندي، عن أبيه، عن الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور السندي، عن مفتي الأحناف بمكة الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر الصديقي، عن الشيخ حسن العجيمي، عن الشيخ أبي الوفاء أحمد بن محمد العجل اليمني، عن السيد الصديق الخاص اليمني، عن المسند داود بن علي بن شعبان الأصابي اليمني عن الشهاب أحمد بن محمد بن حجر المكي، عن الحافظ الجلال السيوطي، قال: أخبرني الشرف إسماعيل بن أبي بكر الزبيدي إجازة عن إمام القراء الحافظ قاضي القضاة شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن الجزري الشافعي الدمشقي سماعا لطيبة النشر وهي منظومة والنشر في القراءات العشر وعدة الحصن الحصين. [أسانيد الفقيه ابن حجر للفاداني ص 108 ط 1408هـ].
وقد تقدم إسناد ابن الجزري فراجع ص 465.
7 - الشيخ حمود بن عباس المؤيد
الشيخ العلامة والمقرئ الفهامة الشيخ حمود بن عباس المؤيد اجتمعت به لأول مرة في المسجد الحرام في الحجة الثانية عام 1396هـ وسألته عن نسبه فأنهاها إلى الإمام الحسن السبط عليه السّلام وأفاد فوائد نافعة عن اليمن وأهل البيت فيها.
ولما وجدته جامعا لخصال الفضل استجزته وزادني إعجابا به اهتمامه بالقراءات فقد كتب بخطه عدة مصاحف يميّز بها قراءة عاصم وقراءة نافع التي يقرأ هو بها بلون الحمرة.
وقد أوقف إحدى هذه المصاحف أو الختمة حسب التعبير اليمني التي كتبها في 1397هـ وسماها بمصحف المؤمنين على جامع صنعاء معتمدا من سورة مريم إلى آخر القرآن على نسخة فريدة بالجامع الأبهر في صنعاء وطبعته مكتبة الخير تصويرا على نفس الخط والمقاس (23181) إنشا في 601صفحة ومع الأسف خفيت الألوان في الطباعة.
ونسخة الجامع الأبهر كما حدّثني شيخنا كانت قديمة ولم يذكر فيها اسم الناسخ ولا تاريخ الكتابة ولكنها تمتاز بخصلة فريدة هي أن الحرف الأول من السطر الأول من أعلى
كل صفحة منها يطابق الحرف الأول من السطر الأخير من أسفل الصفحة وهكذا باقي السطور حتى منتصف الصفحة. وأن المفردات المتكررة ملونة بلون خاص.(1/366)
ونسخة الجامع الأبهر كما حدّثني شيخنا كانت قديمة ولم يذكر فيها اسم الناسخ ولا تاريخ الكتابة ولكنها تمتاز بخصلة فريدة هي أن الحرف الأول من السطر الأول من أعلى
كل صفحة منها يطابق الحرف الأول من السطر الأخير من أسفل الصفحة وهكذا باقي السطور حتى منتصف الصفحة. وأن المفردات المتكررة ملونة بلون خاص.
وقد تفضل دام فضله وأرسل إليّ مشكورا بنسخته الفريدة فقررت أن أزور اليمن لمطابقتها مع الأصل. ومع الأسف لم أجد الأصل في الجامع الأبهر.
كتب دام فضله خمس ختمات للقرآن الكريم الشريف بألوان متعددة ليميز بها القراءات المختلفة وإن كان يعتمد قراءة نافع ورواية قالون ويرى أنها أصح القراءات وبها يقرأ، ولما سألته عن السبب قال: أن قراءة نافع أصح القراءات لأنها مدنية. وعن سبب اختيار رواية قالون قال: إنها سيرة مشايخه. وتفضل علي بنسخته الخاصة المصححة وأعتبرها أحسن هدية منه حفظه الله.
ويروي قراءة عاصم ونافع:
1 - عن حسين بن مبارك الغيثي (شيخ مشايخ القراءات السبع في صنعاء اليمن).
2 - عن أحمد بن ناصر الخولاني.
3 - عن علي بن أحمد السلامي (و) الخطيب محمد حسن دلال كلاهما.
4 - عن علي بن أحمد الشرفي.
5 - عن شيخه العماد يحيى بن هادي الشرفي.
6 - عن شيخه ياقوت بن أحمد الماس المهدي.
7 - عن شيخه هادي بن حسين القادني.
8 - عن شيخه العلامة علي بن عثمان العجمي الاستنبولي.
9 - عن شيخه سلطان محمود أبو محمد الحاج عبد الله بن محمد يوسف.
10 - عن أبيه محمد بن يوسف.
11 - عن أبيه يوسف.
12 - عن شيخه محمد المقرئ.
13 - عن شيخه الشيخ محمد المصري المدفون بخارجة المدرسة التي بناها الوزير بن محمد باشا ببقعة أبي أيوب الأنصاري.
14 - عن شيخه الشريف ناصر الدين عبد الله بن محمد بن سالم الطبلاوي.
15 - عن شيخه شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري شارح الجزرية.(1/367)
14 - عن شيخه الشريف ناصر الدين عبد الله بن محمد بن سالم الطبلاوي.
15 - عن شيخه شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري شارح الجزرية.
16 - عن شيخه أبي العباس أحمد بن بكر القلقيلي (و) أبي نعيم بن محمد بن الزين (و) طاهر بن محمد بن علي النويري. شيخ القراء بالديار المصرية. وهؤلاء على الإمام المقرئ محمد بن محمد بن محمد بن علي الجزري الشافعي.
17 - عن شيخه أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد.
18 - عن شيخه الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الخالق الشهير بالصباح.
19 - عن شيخه أبي الحسن علي بن شجاع بن سالم.
20 - عن شيخه الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن علي الأندلسي.
21 - عن شيخه أبي الفتح عبد الله بن محمد بن يوسف القرطبي.
22 - عن شيخه شيخ القراء أبي القاسم بن فيروز بن خلف الرعيني الشاطبي.
23 - عن شيخه أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص.
24 - عن شيخه أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد القرشي.
25 - عن علي بن عبد الله الأنصاري.
26 - عن أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني، وهو يروي رواية قالون عيسى بن مينا المدني الرقي.
27 - عن شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى بن عمران المقري الضرير.
28 - قال قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقري.
29 - قال قرأت بها على إبراهيم بن عمر المقري.
30 - قال قرأت بها على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر بن يونان المقري.
31 - وقال قرأت بها على أبي بكر أحمد بن محمد بن الأشعث.
32 - وقال قرأت بها على أبي نشيط محمد بن هارون المغربي.
33 - وقال قرأت على قالون.
34 - وقال قرأت على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.
35 - وهو عن أبي جعفر بن يزيد القعقاع (و) أبي داود عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج (و) شيبة بن نضاح القاضي (و) أبي عبد الله مسلم بن جندب الهذلي (و) أبي يزيد بن رومان.(1/368)
35 - وهو عن أبي جعفر بن يزيد القعقاع (و) أبي داود عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج (و) شيبة بن نضاح القاضي (و) أبي عبد الله مسلم بن جندب الهذلي (و) أبي يزيد بن رومان.
36 - عن أبي هريرة (و) ابن عباس (و) عبد الله بن عباس وابن أبي ربيعة.
37 - عن أبيّ بن كعب.
38 - عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وأما رواية حفص بن سليمان المغيرة الأسدي فيرويها عن:
1 - فقال أبو عمرو الداني. قال: قرأت بها:
2 - على أبي الحسن شيخنا [طاهر بن غلبون المقري] (1).
3 - وقال قرأت على الهاشمي [بن محمد بن صالح الهاشمي المقرئ بالبصرة] (2).
4 - وقال قرأت على الاشناني [أبو عباس أحمد بن سهل].
5 - عن عبيد [أبي محمد عبيد بن الصباح].
6 - عن حفص.
7 - عن عاصم بن أبي النجود وهو.
8 - عن عبد الرحمن بن حبيب السلمي (و) أبي مريم زر بن حبيش أخذ عن عبد الرحمن.
9 - عن علي عليه السّلام (و) عثمان بن عفان (و) أبيّ بن كعب (و) زيد بن ثابت (و) عبد الله بن مسعود.
10 - عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وليكن دام فضله ختام المسك لأنه الوحيد بين مشايخي الذي جمع بين روايتي عاصم
__________
(1) الزيادات بين المعقوفتين مقتبسة من كتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني (ت 444هـ) ط استانبول 1930م، ص 14و 15.
(2) في التيسير: «قرأت بها على الهاشمي» ونص كلامه كالتالي: «قرأت القرآن كله على شيخنا أبي الحسن وقال لي: بها قرأت بها على الهاشمي، وقال: قرأت على الاستاني عن عبيد عن حفص عن عاصم» ص 15.(1/369)
ونافع وقد كتب المصحف خمس ختمات وأهداني مها نسخة مصححة بقلمه الشريف واحتفظ بسلسلة الرواية للقراءتين إلى النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
اللهم ارحمنا بالقرآن العظيم واجعله لنا إماما ونورا وهدى ورحمة. اللهم ألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني واجعلني أتلوه على النحو الذي يرضيك عني. اللهم نور بكتابك بصري واشرح به صدري وفرّح به قلبي وأطلق به لساني واستعمل به بدني.
قاله بقلمه ورقّمه بقلمه الفقير إلى رحمة ربه محمد حسين بن محسن بن علي الحسيني نسبا والجلالي لقبا والحائري مولدا والنجفي مسكنا ومدفنا إن شاء الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(1/370)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مصطلحات
(1)
1 - الابنان: عبد الله بن كثير (ت 120هـ) من السبعة، وعبد الله بن عامر (ت 118هـ) من القراء السبعة.
2 - الاختلاس: النطق بأكثر من نصف الحركة دون تمامها.
3 - الاختيار: ما يختاره المقرئ أو القارئ مستندا إلى وجه من الوجوه عن اجتهاد.
4 - الأخوان: حمزة بن حبيب الزيات (ت 154هـ) من السبعة، وعلي بن حمزة الكسائي (ت 189هـ) من السبعة.
5 - الإدغام الكبير: دمج حرفين في حرف واحد مشددا سواء كانا مثلين أو جنسين أو متقاربين.
6 - الإدغام الصغير: إدغام حرفين الأول منهما ساكن والثاني متحرك سواء كان الحرفان في كلمتين نحو (فقد ظلم) أو كلمة واحدة نحو (فنبذتها) وسمي صغيرا لقلته.
7 - الإشباع: وصل الضمة بالواو.
8 - الإشمام: النطق بأول الفعل بحركة مكونة من حركتين هما الضم والكسر، يبدأ بالضمة ثم بالكسرة نحو (قيل) و (غيض) [هود 44].
9 - الأصول: القواعد العامة التي التزم بها القراء الأربعة عشر على خلاف بينهم.
10 - الإمالة الكبرى الاضطجاع: ألفاظ متقاربة بمعنى التلفظ بالألف قريبا من الياء أو الفتحة قريبا من الكسرة نحو (لله الواحد القهار) [سورة إبراهيم آية 28].
11 - بصري: ما عليه ميمون الجحدري البصري (ت 130ح هـ).
12 - البصريان: أبو عمرو زبان بن العلاء البصري (ت 154هـ) من القراء السبعة، ويعقوب بن إسحاق بن زيد البصري (ت 205هـ) من العشرة.
__________
(1) المصطلحات الراجعة إلى القراء ذكرها بتفصيل طاهر بن غلبون (ت 399هـ) في أول كتابه التذكرة 1/ 43فراجع(1/371)
13 - التجويد: النطق بالحروف والكلمات صحيحة.
14 - التحقيق: النطق بالحرف كاملا ويقابله التسهيل.
15 - الترتيل: القراءة بتتابع من دون وقف ضروري.
16 - التفخيم: هو تغليظ الحرف المنطوق ويقابله الترقيق نحو اللام في (الله).
17 - الحدر: السرعة في القراءة من دون إخلال.
18 - الحرق: القراءة.
19 - حرمي: ما اتفق عليه المكي والمدني.
20 - الحرميان: نافع بن عبد الرحمن المدني (ت 169هـ) من السبعة، وعبد الله بن كثير المكي (ت 120هـ) من السبعة.
21 - الرسم: خط المصحف الإمام أو المصاحف العثمانية.
22 - الرواية: كل ما اختاره أحد الرواة من الأربعة عشر قارئا، فإن لكل منهم روايات كرواية ورش عن نافع ورواية حفص عن عاصم وهكذا.
23 - الروم: النطق بنصف الحركة دون تمامها بتولد صوت خفي.
24 - السكت: قطع الصوت من دون تنفس وإلا فيكون قطعا.
25 - شامي: ما عليه عبد الله بن عامر (ت 118هـ) من السبعة.
26 - الطريق: كل ما اختاره التالي للراوي عن القارئ من القراء الأربعة عشر فإن لكل منهما طريق كطريق الأصبهاني عن ورش عن نافع.
27 - عراقي: ما اتفق عليه البصري والكوفي.
28 - علي: هو علي بن حمزة الكسائي (ت 189هـ) من السبعة.
29 - الفاصلة: نهاية الآية بمثابة السجع في النثر والقافية في الشعر.
30 - الفرش: كل كلمة في القرآن اختلف القراء في لفظها.
31 - القارئ: من يقرأ القراءات على غيره ولم يقرئ الآخرين فيقتصر على قراءات خاصة.
32 - علم القراءة: علم لأصول أداء الكلمات القرآنية على وجه صحيح يعصم من الخطأ نطقا.
33 - القراءة: كل ما اختاره أحد الأربعة عشر قارئا كقراءة عاصم وقراءة نافع وهكذا.(1/372)
32 - علم القراءة: علم لأصول أداء الكلمات القرآنية على وجه صحيح يعصم من الخطأ نطقا.
33 - القراءة: كل ما اختاره أحد الأربعة عشر قارئا كقراءة عاصم وقراءة نافع وهكذا.
34 - القراءة الصحيحة: ما صح سنده ووافق العربية ولو بوجه ووافق إحدى المصاحف العثمانية ولو احتمالا.
35 - القراءة الشاذة: ما عدا السبعة أو العشرة أو الأربعة عشر على خلاف.
36 - القصر: التلفظ بالحركة كاملا بدون إشباع.
37 - القطع: قطع الصوت مع التنفس معرضا عن القراءة زمنا ما.
38 - كوفي: ما عليه قراءة الكوفة وهم: عبد الرحمن بن حبيب السلمي (ت 74هـ)، وعاصم بن أبي النجود (ت 128هـ) من السبعة، وحمزة بن حبيب الزيات (ت 154هـ) من السبعة، علي بن حمزة الكسائي (ت 189هـ) من السبعة.
39 - الكوفيون: عاصم بن أبي النجود الأسدي (ت 128هـ) من السبعة، حمزة بن حبيب الزيات (ت 154هـ) من السبعة، علي بن حمزة الكسائي (ت 189هـ) من السبعة.
40 - المد: إطالة الصوت في حروف المد واللين على أربع حركات أو ثلاث على خلاف.
41 - مدني: ما عليه قراء المدينة المنورة أشهرهم: نافع بن عبد الرحمن (ت 169هـ) من السبعة، ويزيد بن القعقاع (ت 130هـ) من العشرة، وشيبة بن نصاح، وإسماعيل بن أبي ويس بن مالك بن أنس (ت 227هـ).
42 - مكي: ما عليه قراءة مكة المكرمة أشهرهم: عبد الله بن كثير (ت 120هـ) من السبعة.
43 - المقرئ: من يقرئ عنده القراءات التي تلقاها سماعا عن شيوخه ولا بد من علمه بالقراءات المشهورة.
44 - النحويان: علي بن حمزة الكسائي (ت 189هـ) من السبعة، وأبو عمرو زبان بن العلاء البصري (ت 154هـ) من السبعة.
45 - النقل: نقل حركة الهمزة إلى الحرف الأسبق إذا كان ساكنا وصحيحا كقول «ردءا».
46 - هاء الكناية: ضمير المفرد المذكر ويعبر عنها بالهاء الزائدة لتخرج ما هو من
أصل الكلمة كما في «تفقه». فإذا وقعت هاء الكناية بين محركتين وجب صلتها بياء في اللفظ نحو: (تساءلون به والأرحام) أو بياء في اللفظ نحو: (له ملك السموات والأرض) وفي غيرها خلاف.(1/373)
46 - هاء الكناية: ضمير المفرد المذكر ويعبر عنها بالهاء الزائدة لتخرج ما هو من
أصل الكلمة كما في «تفقه». فإذا وقعت هاء الكناية بين محركتين وجب صلتها بياء في اللفظ نحو: (تساءلون به والأرحام) أو بياء في اللفظ نحو: (له ملك السموات والأرض) وفي غيرها خلاف.
47 - الوجه: كل ما اختاره القراء دون الطرق ممن هو في الطبقة الرابعة وما بعد كاختيار الطبري وابن الجزري وهكذا.
48 - الوقف: قطع الصوت من دون استئناف للقراءة ولا تكون في وسط الكلمة.
49 - الوقف التام: ما لا يتعلق بما بعده كأغلب نهاية الآيات.
50 - الوقف الكافي: ما يتعلق بما بعده معنى نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهََاتُكُمْ}
[النساء: 23].
51 - الوقف الحسن: ما يتعلق بما بعده لفظا ومعنى نحو: {رَبِّ الْعََالَمِينَ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 2، 3].
52 - الوقف القبيح: ما يخل بالمعنى كالوقف على الموصوف دون الصفة.
53 - ياء الإضافة: الياء الدالة على المتكلم: نحو (أني) و (لي) و (عهدي) فهذه الياءات ثابتة في المصحف في آخر الكلمة وفي فتحها نطقا أو سكونها خلاف.
54 - ياء الزائدة: الياء في آخر الكلمة من الاسم كالمنادى نحو: {يََا قَوْمِ} [الأعراف:
93]. أو الفعل نحو (يتقي) وهذه ليست ثابتة في المصحف وفي إتيانها نطقا أو حذفها خلاف.(1/374)
93]. أو الفعل نحو (يتقي) وهذه ليست ثابتة في المصحف وفي إتيانها نطقا أو حذفها خلاف.
جدول مشاهير القراء القراء ورواياتهم حسب شهرتهم كلمة (ابن) أو (أبو) تهملان في الترتيب
1 - ابن أبان: الوليد هشام بن عمار بن النصير السلمي الدمشقي. قرأ على ابن عامر (ت 245هـ).
2 - أحمد بن فرج: قارئ اليزيدي (ت 303هـ).
3 - إدريس: أبو الحسن بن عبد الكريم الحداد البغدادي قارئ خلف (ت 292هـ).
4 - الأعمش: أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكوفي من الأربعة عشر (ت 148هـ).
5 - البزي: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله المخزومي المكي. قرأ على ابن كثير (ت 205هـ).
6 - أبو بكر: شعبة بن عياش بن سالم الأسدي. قرأ على عاصم (ت 193هـ).
7 - أبو جعفر: يزيد بن القعقاع المخزومي المدني من العشرة (ت 130هـ).
8 - ابن جماز: الربيع بن سليمان بن مسلم الزهري المدني. قارئ أبي جعفر (ت 170هـ).
9 - الحسن البصري: أبو سعيد بن أبي الحسن الأنصاري البصري. من الأربعة عشر (ت 110هـ).
10 - حفص: أبو عمرو حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز. قارئ عاصم (ت 280هـ).
11 - حمزة: حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات من السبعة. قارئ الكوفة (ت 154هـ).
12 - خلف: أبو محمد بن هشام البزاز الكوفي. قارئ حمزة ومن العشرة (ت 239هـ).
13 - خلّاد: أبو عيسى خلّاد الصيرفي الكوفي. قارئ حمزة (ت 220هـ).(1/375)
12 - خلف: أبو محمد بن هشام البزاز الكوفي. قارئ حمزة ومن العشرة (ت 239هـ).
13 - خلّاد: أبو عيسى خلّاد الصيرفي الكوفي. قارئ حمزة (ت 220هـ).
14 - الدوري: أبو عمر حفص بن عمر بن صهبان البغدادي. قرأ على أبي عمرو والكسائي والحسن البصري (ت 246هـ).
15 - ابن ذكوان: أبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير القرشي الدمشقي. قرأ على ابن عامر (ت 242هـ).
16 - روح: أبو الحسن بن عبد المؤمن بن عبدة الهذلي البصري. قارئ يعقوب (ت 235هـ).
17 - رويس: أبو عبد الله بن المتوكل اللؤلؤي البصري. قارئ يعقوب (ت 238هـ).
18 - سليمان بن الحكم: أبو أيوب الخياط صاحب البصري البغدادي. قارئ اليزيدي (ت 235هـ).
19 - السوسي: أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله الأهوازي. قرأ على أبي عمر (ت 261هـ).
20 - ابن شنبوذ: أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب البغدادي. قارئ ابن محيصن (ت 328هـ).
21 - الشتوذي الشطوي: أبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم. قارئ الأعمش (ت 388هـ).
22 - عاصم: عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي من السبعة. قارئ الكوفة (ت 128هـ).
23 - ابن عامر: عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي من السبعة. قارئ الشام (ت 118هـ).
24 - أبو عمرو: زبان بن العلاء بن عمار المازني من السبعة. قارئ البصرة (ت 154هـ).
25 - قالون: عيسى بن مينا الزرقي المدني. قرأ على نافع (ت 205هـ).
26 - قنبل: أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومي المكي (ت 291هـ). قرأ على ابن كثير.
27 - ابن كثير: عبد الله بن كثير بن عمرو الداري من السبعة. قارئ مكة (ت 120هـ).(1/376)
26 - قنبل: أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومي المكي (ت 291هـ). قرأ على ابن كثير.
27 - ابن كثير: عبد الله بن كثير بن عمرو الداري من السبعة. قارئ مكة (ت 120هـ).
28 - الكسائي: علي بن حمزة بن عبد الله من السبعة. قارئ الكوفة (ت 189هـ).
29 - الليث: أبو الحارث الليث بن خالد المروزي. قارئ الكسائي (ت 240هـ).
30 - ابن مجاهد: أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي مسبع السبعة (ت 324هـ).
31 - ابن محيصن: أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محيصن المكي من الأربعة عشر (ت 123هـ).
32 - المروزي: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان الوراق البغدادي. قارئ خلف (ت 286هـ).
33 - المطوعي: أبو العباس الحسن بن سعيد. قارئ الأعمش (ت 371هـ).
34 - نافع: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الأصبهاني من السبعة. قارئ المدينة (ت 169هـ).
35 - أبو نعيم البلخي: شجاع بن أبي نصر البلخي. قارئ الحسن البصري (ت 190هـ).
36 - ورش: أبو سعيد عثمان بن سعيد القبطي. قرأ على نافع (ت 197هـ).
37 - ابن وردان: عيسى بن وردان الحذاء المدني. قرأ على أبي جعفر (ت 260ح هـ).
38 - اليزيدي: أبو محمد يحيى بن المبارك العدوي البصري من الأربعة عشر (ت 202هـ).
39 - يعقوب: أبو محمد بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري من العشرة (ت 205هـ).(1/377)
39 - يعقوب: أبو محمد بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري من العشرة (ت 205هـ).
أهم مصادر الدراسة
1 - آلاء الرحمن في تفسير القرآن، محمد جواد البلاغي (ت 1352هـ) ط صيدا 1355هـ.
2 - الآيات البينات في حكم جميع القراءات، أبو بكر بن محمد بن علي بن خلف الحسيني، طبعة مصر سنة 1344هـ.
3 - أسباب النزول، لأبي الحسن علي الواحدي النيسابوري (ت 468هـ)، طبعة بيروت «افست» سنة 1316هـ.
4 - أسد الغابة في معرفة الصحابة، علي بن أحمد بن الأثير (ت 630هـ)، بيروت سنة 1970م.
5 - الإرشادات الجلية في القراءات السبع من طريق الشاطبية، محمد محمد محمد سالم محيسن، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة سنة 1394هـ / 1974م.
6 - الإصابة في أحوال الصحابة، أحمد بن حجر العسقلاني (ت 852هـ)، طبعة مصر، سنة 1358هـ / 1939م.
7 - أصل الخط العربي وتطوره حتى نهاية العصر الأموي، تأليف سهيلة ياسين الجبوري، مطبعة الأديب، بغداد 1977م.
8 - الاعتقادات (رسالة) لأبي جعفر محمد بن الحسن الشيخ الصدوق (ت 381هـ)، في نصوص الدراسة، طبعة بيروت 1408هـ / 1988م.
9 - اعجاز القرآن، مصطفى صادق الرافعي (ت 1356هـ) الطبعة الثانية، القاهرة سنة 1345هـ / 1926م.
10 - إعراب القراءات الشواذ، لأبي البقاء العكبري (ت 616هـ)، طبعة بيروت، عالم الكتب، سنة 1996م.
11 - إعراب القرآن، أحمد بن محمد النحاس (ت 338هـ)، بغداد سنة 1397هـ / 1977م.
12 - اقدم المخطوطات العربية في العالم، كور كيس عواد، بغداد سنة 1982م.
13 - أنوار التنزيل وأسرار التأويل، عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 685هـ)، طبعة بولاق سنة 1263هـ.(1/378)
12 - اقدم المخطوطات العربية في العالم، كور كيس عواد، بغداد سنة 1982م.
13 - أنوار التنزيل وأسرار التأويل، عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 685هـ)، طبعة بولاق سنة 1263هـ.
14 - ايقاظ الأعلام لوجوب اتباع مصحف الإمام، الشيخ محمد حبيب الله بن عبد الله الشنقيطي (ت 1363هـ)، حمص سنة 1392هـ.
15 - ارشاد الجليل في رد مفتريات المسمى بخليل، محمد بن سعودي الأزهري، مطبعة المعاهد، مصر سنة 1345هـ.
16 - ارشاد الساري شرح صحيح البخاري، أحمد بن محمد القسطلاني (ت 923هـ)، مصر 1305هـ.
17 - ارشاد المريد إلى مقصود القصيد «شرح الشاطبية»، علي محمد الضباع (ت 1380هـ)، مكتبة تاج، طنطا (دت).
18 - ابراز المعاني من حرز الأماني، عبد الرحمن بن شامة الدمشقي (ت 665هـ)، مطبعة الباب الحلبي (د ت).
19 - اتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر «منتهى الأماني»، أحمد بن محمد البناء (ت 1117هـ)، تحقيق د. شعبان إسماعيل، بيروت سنة 1407هـ.
20 - اتحاف البررة بالمتون العشرة، جمع علي محمد الضّباع (ت 1380هـ)، مطبعة القاهرة سنة 1354هـ.
21 - الاتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي (ت 911هـ)، طبعة القاهرة 1370هـ / 1951م.
22 - أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر، محمود الحصري (ت 1401هـ)، مطبعة الشعب، القاهرة (دت).
23 - أحسن البيان في جواز ترجمة القرآن، عبد الرحمن الجزيري (ت 1360هـ)، مطبعة الإرشاد، القاهرة (د ت).
24 - أجوبة مسائل جار الله، عبد الحسين شرف الدين (ت 1377هـ)، الطبعة الثانية، مطبعة العرفان، صيدا سنة 1373هـ / 1953م.
25 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر النميري (ت 463هـ) ط.
حيدرآباد 1336هـ.
26 - البحث والاستقراء في تراجم القراء، محمد الصادق قمحاوي، القاهرة، سنة 1401هـ.(1/379)
حيدرآباد 1336هـ.
26 - البحث والاستقراء في تراجم القراء، محمد الصادق قمحاوي، القاهرة، سنة 1401هـ.
27 - بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي (ت 1111هـ) طبعة طهران، سنة 1376هـ 1392هـ.
28 - البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة، من طريق الشاطبية، عبد الفتاح القاضي، القاهرة 1397هـ / 1977م.
29 - البرهان على عدم تحريف القرآن، ميرزا مهدي البروجردي، طبعة المصطفوي طهران سنة 1375هـ 30البرهان في علوم القرآن (41) محمد بن عبد الله الزركشي (ت 797هـ) طبعة الباب الحلبي، القاهرة سنة 1391هـ.
31 - البيان في تفسير القرآن، أبو القاسم الموسوي الخوئي (ت 1413هـ) بيروت سنة 1394هـ / 1974م.
32 - البيان المفيد في رسم خط القرآن المجيد، أحمد عزة البغدادي (ت 1352هـ) تحقيق عبد الرحيم محمد علي، النجف سنة 1395هـ.
33 - تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، السيد حسن الصدر (ت 1354هـ)، طبعة شركة النشر، بغداد (د ت).
34 - تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه، محمد طاهر الكردي المكي، الطبعة الثانية، مصر سنة 1372هـ / 1953م.
35 - تاريخ بغداد، أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463هـ)، دار الفكر، بيروت (د ت).
36 - تاريخ القراء العشرة ورواتهم، عبد الفتاح القاضي، مطبعة المشهد الحسيني، القاهرة، سنة 1970م.
37 - تاريخ اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن واضح (ت 284هـ)، دار صادر، بيروت سنة 1379هـ.
38 - تاريخ القرآن، أبو عبد الله الزنجاني (ت 1360هـ)، طبعة الأعلمي، بيروت سنة 1388هـ.
39 - التبصير في الدين، شهفور بن طاهر الأسفراييني (ت 471هـ) طبعة القاهرة 1359هـ / 1940م.(1/380)
38 - تاريخ القرآن، أبو عبد الله الزنجاني (ت 1360هـ)، طبعة الأعلمي، بيروت سنة 1388هـ.
39 - التبصير في الدين، شهفور بن طاهر الأسفراييني (ت 471هـ) طبعة القاهرة 1359هـ / 1940م.
40 - التبصرة في القراءات، لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ) تحقيق محيي الدين رمضان، الكويت سنة 1405هـ / 1985م.
41 - التبيان في تفسير القرآن، محمد بن الحسن الطوسي (ت 460هـ) تحقيق أحمد حبيب قصير، النجف سنة 1376هـ.
42 - تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة، محمد بن محمد بن الجزري (ت 833هـ) دار الوعي حلب، سنة 1392هـ.
43 - التجديد في الاتقان والتجويد، عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) تحقيق د. غانم قدوري حمد، بغداد سنة 1407هـ / 1988م.
44 - التحفة الاثنى عشرية، شاه عبد العزيز الدهلوي (ت 1239هـ) تهذيب محمود الآلوسي، استانبول سنة 1981م.
45 - تخريج الدلالات السمعية، علي بن محمد الخزاعي التلمساني (ت 789هـ) القاهرة سنة 1401هـ / 1980م.
46 - تذكرة الإخوان، علي محمد الضباع (ت 1380هـ) القاهرة سنة 1948م.
47 - ترجمة القرآن وما فيها من المفاسد، محمد رشيد رضا (ت 1354هـ) مصر سنة 1344هـ / 1926م.
48 - ترجمة القرآن، بلا شير، (بالفرنسية).،
. 1957
49 - التعريف في اختلاف الرواة عن نافع، عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) تحقيق د. التهامي الراجي الهاشمي، سنة 1403هـ / 1982م.
50 - تصوير وتجميل الكتب العربية، محمد عبد الجواب الأصمعي، دار المعارف، القاهرة، سنة 1971م.
51 - تقريب التهذيب، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ) تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، طبعة دار المعرفة، بيروت، سنة 1395هـ / 1975م.
52 - تقريب النشر في القراءات العشر، محمد بن محمد بن الجزري (ت 833هـ)، القاهرة، سنة 1381هـ / 1961م.(1/381)
51 - تقريب التهذيب، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ) تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، طبعة دار المعرفة، بيروت، سنة 1395هـ / 1975م.
52 - تقريب النشر في القراءات العشر، محمد بن محمد بن الجزري (ت 833هـ)، القاهرة، سنة 1381هـ / 1961م.
53 - تقريب النفع في القراءات السبع، علي محمد الضباع (ت 1380هـ)، مطبعة الباب الحلبي، سنة 1347هـ.
54 - التيسير في القراءات السبع، عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) استانبول، سنة 1930م.
55 - تنوير الاذهان في الرد على مدعي تحريف القرآن، الشيخ محمد زكي الدين سند، ألفه سنة 1309هـ، طبع سنة 1310هـ.
56 - التنزيل والتحريف، أبو عبد الله السياري (ت ح 260هـ) نسخة بخط محمد بن طاهر السماوي، سنة 1346هـ.
57 - الجامع لأحكام القرآن، محمد بن أحمد القرطبي (ت 668هـ)، دار الفكر، بيروت، سنة 1414هـ / 1993م.
58 - الجامع الصحيح «صحيح مسلم»، مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 261هـ)، المكتب التجاري، بيروت (د ت).
59 - الجمع الصوتي الأول للقرآن «المصحف المرتل بواعثه ومخططاته»، لبيب السعيد، القاهرة، سنة 1387هـ / 1967م.
60 - جمع القرآن وتدوينه، الشيخ علي الخفيف، مطبعة الأزهر، سنة 1387هـ / 1967م.
61 - جوهرة البيان في تحريف بعض آي القرآن، جواد محفوظ (ت 1356هـ) نسخة بخطه سنة 1328هـ.
62 - الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف، يوسف أحمد نصر الدجوي (ت 1365هـ)، مطبعة النهضة، القاهرة سنة 1331هـ.
63 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، الشيخ محمد حسن النجفي (ت 1266هـ) دار الكتب الإسلامية، النجف، سنة 1380هـ.
64 - حجة القراءات، أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة (ت ح 382هـ) تحقيق سعيد الأفغاني، بن غازي، سنة 1394هـ.
65 - الحجة في القراءات السبع، عبد الله بن الحسين بن خالويه (ت 370هـ) تحقيق د. عبد العال سالم مكرم، دار الشروق، سنة 1971م.(1/382)
64 - حجة القراءات، أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة (ت ح 382هـ) تحقيق سعيد الأفغاني، بن غازي، سنة 1394هـ.
65 - الحجة في القراءات السبع، عبد الله بن الحسين بن خالويه (ت 370هـ) تحقيق د. عبد العال سالم مكرم، دار الشروق، سنة 1971م.
66 - الحجة للقراء السبعة، أبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي (ت 377هـ) دار المأمون، دمشق سنة 1984م.
67 - الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، الشيخ يوسف البحراني (ت 1186هـ) دار الكتب الإسلامية، النجف 1377هـ.
68 - حرز الأماني ووجه التهاني، قاسم بن فيروز الرعيني الشاطبي (ت 590هـ) طبعة القاهرة سنة 1375هـ / 1955م.
69 - خلاصة تهذيب الكمال، أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت ح 923هـ) مصر 1323هـ.
70 - دراسة في تطور الكتابات الكوفية على الأحجار في مصر في القرون الخمسة الأول للهجرة، تأليف د. إبراهيم جمعة، دار الفكر العربي، القاهرة سنة 1387هـ / 1967م.
71 - در الناظم في رواية حفص عن عاصم، عثمان بن عمر الناشري (ت 848هـ) الطبعة الأولى، المدرسة الحرة، سنة 1418هـ / 1998م.
72 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور، جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) بيروت (دت).
73 - الدقائق المحكمة في شرح المقدمة «الجزرية»، أبو يحيى زكريا الأنصاري (ت 926هـ)، تحقيق عبد الله عمر البارودي دار الجنان، بيروت سنة 1411هـ.
74 - دليل الحيران، إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي (ت ح 1325هـ) شرح مورد الظمآن في الرسم للخراز، بيروت 1415هـ / 1995م.
75 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة، محمد محسن الطهراني (ت 1389هـ) النجف سنة 1355هـ.
76 - راهنماي كنجينة قرآن، أحمد كلجين معاني، إيران سنة 1347هـ.
77 - رحلة ابن جبير، محمد بن أحمد بن جبير الأندلسي (ت 614هـ) القاهرة، سنة 1992م.
78 - السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ت 324هـ) تحقيق د. شوقي ضيف، دار المعارف، مصر، سنة 1972م.(1/383)
77 - رحلة ابن جبير، محمد بن أحمد بن جبير الأندلسي (ت 614هـ) القاهرة، سنة 1992م.
78 - السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ت 324هـ) تحقيق د. شوقي ضيف، دار المعارف، مصر، سنة 1972م.
79 - السبيل الميسر في قراءة الإمام أبي جعفر، محمود الحصري (ت 1401هـ) مطبعة الشمرني، القاهرة، سنة 1964م.
80 - سراج القارئ المبتدي شرح حرز الأماني مع الأصل لعلي بن عثمان بن القاصح العذري (ت 801هـ) طبعة دار الفكر، بيروت، وطبعة القاهرة سنة 1275هـ / 1955م.
81 - السيرة النبوية، عبد الملك بن هشام الحميري (ت 213هـ) تحقيق مصطفى السقا وآخرون، الطبعة الثانية (د ت).
82 - شرح متن الدرة في القراءات الثلاث المتممة للقراءات العشر، للحافظ محمد بن محمد بن الجزري الشافعي، تأليف عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري (ت 848هـ) تحقيق عبد الرزاق علي إبراهيم موسى، صيدا المكتبة العصرية، سنة 1989م.
83 - شرح رسالة قالون، علي محمد الضباع (ت 1380هـ) مطبعة صبيح وأولاده (د ت).
84 - شرح السمنودي على متن الدرة المتممة للقراءات العشر، محمد بن محمد بن الجزري (ت 833هـ) تحقيق علي محمد الضباع، مطبعة محمد علي صبيح، القاهرة.
85 - شرح الشاطبية طيبة النشر في القراءات العشر، محمد بن محمد بن محمد الجزري (ت 833هـ) تحقيق علي محمد الضباع، مطبعة الباب الحلبي، القاهرة، سنة 1369هـ.
86 - شرح شعلة على الشاطبية كنز المعاني شرح حرز الأماني، محمد بن أحمد الموصلي (ت 656هـ) الطبعة الأولى، القاهرة، سنة 1374هـ / 1955م.
87 - صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256هـ) النسخة السلطانية، طبعة استانبول، سنة 1313هـ.
88 - صحيح مسلم الجامع الصحيح.
89 - الصحيفة السجادية، ادعية الإمام زين العابدين علي (ت 95هـ) طبعة سنة 1988م.
90 - الصراط المستقيم، علي بن يونس البياضي (ت 877هـ) مطبعة الحيدري، طهران، سنة 1384هـ.(1/384)
89 - الصحيفة السجادية، ادعية الإمام زين العابدين علي (ت 95هـ) طبعة سنة 1988م.
90 - الصراط المستقيم، علي بن يونس البياضي (ت 877هـ) مطبعة الحيدري، طهران، سنة 1384هـ.
91 - صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص، علي محمد الضباع (ت 1380هـ) مطبعة الباب الحلبي، سنة 1346هـ.
92 - طبقات أعلام الشيعة، محمد محسن الطهراني (ت 1389هـ) النجف سنة 1373هـ.
93 - طلائع البشر في توجيه القراءات العشر، تأليف محمد الصادق قمحاوي، سنة 1978م.
94 - طيبة النشر في القراءات العشر، محمد بن محمد بن الجزري (ت 833هـ) تحقيق محمد تميم الزعبي، سنة 1414هـ / 1994م.
95 - العقد المنظم في أنواع الوحي المعظم، علوي بن عباس العلوي المالكي (ت 1391هـ) الطبعة الثانية، مطبعة المدني سنة 1389هـ / 1969م.
96 - علل الوقوف، للإمام أبي عبد الله محمد بن طيفور السجاوندي (ت 560هـ) طبعة الرياض، سنة 1415هـ.
97 - عنوان البيان في علوم التبيان، محمد حسنين مخلوف (ت 1355هـ) مطبعة المعاهد، مصر، سنة 1344هـ.
98 - غاية الاختصار في قراءات العشرة أئمة الأمصار، الحسن بن أحمد العطار الهمداني (ت 569هـ) تحقيق أشرف فؤاد طلعت، جدة، سنة 1994م.
99 - غاية النهاية في طبقات القراء، محمد بن الجزري (ت 833هـ) عنى بنشره براجستر، مصر 1351هـ.
100 - غيث النفع في القراءات السبع، علي النوري الصفاقسي، مطبعة الباب الحلبي، القاهرة، سنة 1375هـ / 1955م.
101 - فصل الخطاب في تحريف الكتاب، الشيخ ميرزا حسين النوري (ت 1320هـ) طبعة حجرية، 1298هـ.
102 - الفصل في الملل والنحل، علي بن أحمد بن حزم (ت 456هـ) طبعة بيروت، سنة 1395هـ / 1975.
103 - فنون الأفنان في عيون علوم القرآن، أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597هـ) تقديم أحمد الشرقاوي، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، سنة 1965م.(1/385)
102 - الفصل في الملل والنحل، علي بن أحمد بن حزم (ت 456هـ) طبعة بيروت، سنة 1395هـ / 1975.
103 - فنون الأفنان في عيون علوم القرآن، أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597هـ) تقديم أحمد الشرقاوي، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، سنة 1965م.
104 - فهرس كتب الخزانة المتوكلية بجامع صنعاء عدني، المنارة الشرقية. صدر بالأمر الإمامي المتوكلي اليحيوي، طبعة صنعاء 1964.
105 - الفهرست، محمد بن إسحاق بن النديم الوراق (ت 380هـ) تحقيق رضا تجدد، طهران، سنة 1391هـ / 1971م.
106 - فهرست كتاب خانه سلطنتي (قرآن) بدري اتاباي، طهران، 1352هـ / 1973م.
107 - الفوائد المرتبة على الفوائد المهذبة في بيان حفص، علي محمد الضّباع (ت 1380هـ) مطبعة الباب الحلبي، سنة 1347هـ.
108 - القرآن الكريم، الطبعات التالية:
1337 - هـ طبعة مصر، مشيخة المقارئ المصرية، افست عليها 1371هـ و 1394هـ وما بعدها.
1395 - هـ طبعة إيران، بخط أحمد خالقي زنجاني، انتشارات علمية إسلامية.
1408 - هـ طبعة الهند، بخط الشيخ محمد يوسف القاسمي العظيم آبادي، دلهي الهند.
1413 - هـ طبعة السعودية، بخط عثمان طه، وزارة الحج والأوقاف، المدينة المنورة.
1410 - هـ طبعة السودان، رواية الدوري عن أبي عمرو، المركز الإسلامي، الخرطوم.
1410 - هـ طبعة المدرسة الحرة، شيكاغو.
(دت) طبعة نيجيريا، الناشر الحاج حسن انودن ماكنو.
(دت) طبعة تونس، على رواية ورش، الناشر التيجاني المحمدي، مطبعة المنار، تونس.
(دت) طبعة باكستان، تاج كمباني لميتد كراجي، لاهور، باهتمام عناية الله منجنك.
(دت) طبعة اليمن، برواية الإمام قالون بالرسم العثماني، مكتبة اليمن الكبرى، صنعاء.(1/386)
(دت) طبعة باكستان، تاج كمباني لميتد كراجي، لاهور، باهتمام عناية الله منجنك.
(دت) طبعة اليمن، برواية الإمام قالون بالرسم العثماني، مكتبة اليمن الكبرى، صنعاء.
109 - قراءة أبي عمرو البصري (ت 246هـ) تأليف عبد الكريم الطبري (ت 478هـ) بخط موسى بن يوسف المعروف بابن البائس (ت 604هـ) سنة 575هـ مخطوط الجامع الكبير صنعاء.
110 - القراءات الشاذة وتوجيهها، عبد الفتاح القاضي، طبعة الباب الحلبي، القاهرة.
111 - كشف الارتياب عن تحريف كتاب رب الأرباب، للشيخ محمود المعرب الطهراني، ألفه سنة 1302هـ في رد كتاب فصل الخطاب، مكتبة المؤلف مخطوط.
112 - كشاف اصطلاحات الفنون، محمد علي التهانوي (ت ح 1158هـ) بيروت سنة 1418هـ / 1998م.
113 - الكافي، أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (ت 329هـ) طهران، سنة 1381هـ.
114 - الكامل في التاريخ، محمد بن الأثير (ت 630هـ) تحقيق عبد الله القاضي، بيروت، سنة 1407هـ / 1987م.
115 - لسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي (ت 771هـ) بيروت، سنة 1389هـ.
116 - لسان الميزان، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ) طبعة الأعلمي، بيروت، سنة 1390هـ / 1971م.
117 - لطائف الإشارات لفنون القراءات، شهاب الدين العسقلاني (ت 923هـ) تحقيق الشيخ عامر السيد عثمان ود. شاهين، القاهرة، سنة 1392.
118 - مجمع البيان في تفسير القرآن، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ح 502هـ) صيدا، سنة 1333هـ.
119 - المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات، لأبي الفتح عثمان بن جني (ت 329هـ) (21) تحقيق علي الحيدري ناصيف وآخرون، القاهرة 1386هـ.
120 - مختصر بلوغ الأمنية شرح نظم تحرير مسائل الشاطبية، الشيخ علي محمد الضباع، مطبعة الباب الحلبي، القاهرة، سنة 1375هـ / 1955م.(1/387)
119 - المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات، لأبي الفتح عثمان بن جني (ت 329هـ) (21) تحقيق علي الحيدري ناصيف وآخرون، القاهرة 1386هـ.
120 - مختصر بلوغ الأمنية شرح نظم تحرير مسائل الشاطبية، الشيخ علي محمد الضباع، مطبعة الباب الحلبي، القاهرة، سنة 1375هـ / 1955م.
121 - مخلفات الرسول في المسجد الحسيني في القاهرة، د. سعاد ماهر، القاهرة 1965م.
122 - مستمسك العروة الوثقى، السيد محسن الحكيم (ت 1391هـ) مطبعة النجف، سنة 1389هـ.
123 - مسند أحمد بن حنبل (ت 241هـ) وبهامشه منتخب كنز العمال، طبعة المكتب الإسلامي، بيروت، دت.
124 - المصاحف، عبد الله بن سليمان السجستاني (ت 316هـ) تحقيق د. آثر جفري، الطبعة الأولى، مصر، سنة 1355هـ / 1936م.
125 - مصوّر الخط العربي، ناجي زين الدين، بغداد، سنة 1388هـ.
126 - المطلوب في الكلمات عن أبي يعقوب، علي محمد الضباع (ت 1380هـ) مطبعة الباب الحلبي، القاهرة، سنة 1349هـ.
127 - معجم القراءات القرآنية، إعداد عبد العال سالم المكرم ومختار عمر، الكويت، سنة 1402هـ / 1982م.
128 - معاني القرآن وإعرابه، إبراهيم بن السري الزجاج (ت ح 311هـ) تحقيق عبد الجليل شلبي، الطبعة الأولى، بيروت، سنة 1972م.
129 - معاني القرآن، أبو الحسن سعيد الأخفش (ت 215هـ) تحقيق د. هدى قراعة، طبعة القاهرة، سنة 1411هـ.
130 - عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ معجم القرآن (41) أحمد بن يوسف السمين، طبعة عالم الكتب، بيروت، 1414هـ / 1993م.
131 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة، سنة 1955م.
132 - معرفة القرّاء الكبار على الطبقات والأمصار، شمس الدين بن محمد بن أحمد الذهبي (ت 748هـ) تحقيق بشار عواد معروف وآخرون، مؤسسة الرسالة (21) سنة 1404هـ / 1984م.
133 - معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة (ت 1408هـ) دمشق (د ت).(1/388)
132 - معرفة القرّاء الكبار على الطبقات والأمصار، شمس الدين بن محمد بن أحمد الذهبي (ت 748هـ) تحقيق بشار عواد معروف وآخرون، مؤسسة الرسالة (21) سنة 1404هـ / 1984م.
133 - معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة (ت 1408هـ) دمشق (د ت).
134 - مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار، محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت 538هـ) طهران، سنة 1409هـ.
135 - مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلّامة، محمد جواد العاملي (ت ح 1226هـ) مطبعة الشورى، مصر، سنة 1326هـ.
136 - مقدمتان في علوم القرآن وهما:
مقدمة كتاب المباني في نظم المعاني، لمؤلف مغربي مجهول (ت ح 420هـ).
مقدمة ابن عطية، عبد الحق بن أبي بكر بن عطية (ت ح 245هـ) تحقيق د. آرثر جفري، مكتبة الخانجي، مصر سنة 1954م.
137 - مقرأ نافع، تأليف موسى بن يوسف المعروف بابن البائس (ت 604هـ) نسخة مؤرخة سنة 575هـ بخط المؤلف ظاهرا، مكتبة الجامع الكبير، صنعاء.
138 - المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء، شيخ الإسلام أبي يحيى زكريا بن محمد الأنصاري (ت 926هـ) الطبعة الثانية، القاهرة، سنة 1393هـ.
139 - المقنع في معرفة مرسوم المصاحف، عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) تحقيق محمد أحمد دهمان، دمشق، سنة 1359هـ / 1940م.
140 - منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، أحمد بن محمد الأشموني من القرن الحادي عشر، الطبعة الثانية، القاهرة، سنة 1393هـ.
141 - مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، دار احياء الكتب العربية، القاهرة، سنة 1943م.
142 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597هـ) حيدرآباد الهند، سنة 1358هـ.
143 - منجد المقرئين ومرشد الطالبين، محمد بن محمد بن الجزري (ت 833هـ) مكتبة القدسي، القاهرة، سنة 1350هـ.
144 - المهذب في القراءات العشر، محمد محمد محمد سالم محيسن، القاهرة، سنة 1389هـ / 1969م.
145 - الموسوعة القرآنية الميسرة، إبراهيم الأبياري، القاهرة، سنة 1394هـ / 1974م.(1/389)
144 - المهذب في القراءات العشر، محمد محمد محمد سالم محيسن، القاهرة، سنة 1389هـ / 1969م.
145 - الموسوعة القرآنية الميسرة، إبراهيم الأبياري، القاهرة، سنة 1394هـ / 1974م.
146 - الميزان في تفسير القرآن، محمد حسين الطباطبائي (ت 1402هـ) طبعة الأعلمي، بيروت، 1972م.
147 - الناسخ والمنسوخ، لأبي القاسم هبة الله بن سلامة (ت 410هـ) بهامش أسباب النزول للواحدي، الطبعة الأولى، سنة 1316هـ افست.
148 - نثر المرجان في رسم نظم القرآن، محمد غوث النائطي الأركاني، مطبعة عثمان بريس، حيدآباد الدكن، سنة 1332هـ.
149 - النشر في القراءات العشر، محمد بن محمد بن الجزري (ت 833هـ) مطبعة مصطفى محمد، مصر.
150 - النقد اللطيف في نفي التحريف، محمد محسن الطهراني (ت 1389هـ) مكتبة صاحب الذريعة النجف، (مخطوط).
151 - التنقيط (مع كتاب المقنع)، عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) تحقيق محمد أحمد دهمان، دمشق سنة 1359هـ / 1940م. «النقط والضبط» نسخة مخطوطة في مكتبة دار الكتب المصرية تحت رقم 491/ 1937.
152 - نور القلوب في قراءة الإمام يعقوب، محمود الحصري (ت 1401هـ) دار التحرير، القاهرة، سنة 1386هـ.
153 - نور النبراس في التعريف باسانيد ومرويات الجد عباس (ت 1350هـ) بقلم حفيده السيد محمد بن علوي المالكي، دار الفكر، حلب سنة 1416هـ.
154 - الهجاء في مرسوم خطوط المصاحف «المقنع»، عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) مخطوطة دار الكتب المصرية رقم 419/ 1937.
155 - هداية المريد إلى رواية أبي سعيد «شرح منظومة محمد المتولي»، تأليف علي محمد الضّباع (ت 1380هـ)، الطبعة الثانية، محمد علي صبيح، القاهرة، دت.
156 - النقط والمصاحف، أبو عمر عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) تحقيق محمد الصادق قمحاوي، القاهرة، سنة 1978م.
157 - هدى البرية في الخلاف بين حفص ودوري من الشاطبية، عبد الرءوف محمد سالم، مطبعة صبيح وأولاده، القاهرة، سنة 1377هـ.(1/390)
156 - النقط والمصاحف، أبو عمر عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) تحقيق محمد الصادق قمحاوي، القاهرة، سنة 1978م.
157 - هدى البرية في الخلاف بين حفص ودوري من الشاطبية، عبد الرءوف محمد سالم، مطبعة صبيح وأولاده، القاهرة، سنة 1377هـ.
158 - الوافي، محمد محسن الفيض الكاشاني (ت 1091هـ) طبعة حجرية، طهران، سنة 1324هـ.
159 - وسائل الشيعة، محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104هـ) بيروت، سنة 1377هـ.
160 - وفيات الأعيان، أحمد بن محمد بن خلكان (ت 681هـ) تحقيق د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، سنة 1969م.(1/391)
160 - وفيات الأعيان، أحمد بن محمد بن خلكان (ت 681هـ) تحقيق د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت، سنة 1969م.
من تواريخ القرآن الكريم
12 - قبل الهجرة / بدء نزول الوحي في رمضان في غار حراء مكة المكرمة 11بعد الهجرة / انقطاع وحي القرآن في المدينة المنورة 11؟ / مصاحف الصحابة 1311؟ / جمع الخليفة الأول رضي الله عنه 2214؟ جمع الخليفة الثاني رضي الله عنه 23هـ: جمع الخليفة الثالث رضي الله عنه المصحف الإمام 53هـ: تنقيط المصحف 95هـ: اعجام المصحف 170هـ: تشكيل المصحف 218هـ: تجزئة المصحف 324ح: القراءات السبع حددها ابن مجاهد (ت 324هـ) 833هـ: القراءات العشر حددها ابن الجزري (ت 833هـ) 1082هـ: القراءات الأربعة عشر حددها ابن البنّاء (ت 1082هـ) 1337هـ: مصحف مشيخة المقارئ المصرية 1379هـ: المصحف المرتل رواية حفص عن عاصم الكوفي ترتيل الشيخ محمود الحصري (ت 1401هـ)(1/392)