قلنا وأين الأقاح؟ قال لنا: ... أودعته ثغر من سقى القدحا
فظلّ ساقي المدام يجحد ما ... قال فلمّا تبسّم افتضحا (1)
وعدّوا من الانسجام المرقص قول ابن سناء الملك (2) [من البسيط]:
لا تخش منّي فإنّي كالنّسيم ضنى ... وما النّسيم بمخشيّ على الغصن (3)
[ومثله قوله] (4) [من الطويل]:
وأشكو إلى ليل الغدائر غدرها (5) ... وأملي عليه وهو في الأرض يكتب (6)
وعدّوا من الانسجام المرقص قول ابن الدبّاغ (7) [وقد تقدّم] (8) [من الكامل]:
يا ربّ إن قدّرته لمقبّل ... غيري فللمسواك (9) أو للأكؤس
ولئن قضيت لنا بصحبة ثالث ... يا ربّ فلتك شمعة في المجلس
وإذا قضيت لنا بعين مراقب ... يا ربّ فلتك من عيون النرجس (10)
هذه الأبيات تقدّمت في [باب] (11) الانسجام الغراميّ، ولكن ما (12) يظهر من مكرّرها غير الحلاوة.
وعدّوا من الانسجام المرقص قول كمال الدين بن نبيه (13) [من البسيط]:
وكوكب الصّبح نجّاب على يده ... مخلّق تملأ الدنيا بشائره (14)
__________
(1) الأبيات في ديوانه ص 124.
(2) بعدها في و: «رحمه الله».
(3) بعدها في ط: «وعدّوا: يا ربّ إن قدّررته النرجس». والبيت في ديوانه 2/ 453.
(4) من ب، د، ط، و.
(5) في د: «غدرها».
(6) بعدها في ط: «هذه الأبيات تقدّمت في». والبيت في ديوانه 2/ 5.
(7) بعدها في و: «رحمه الله».
(8) من ب، ط، و.
(9) في ط: «فللمسوك».
(10) بعدها في ط: «ومثله قوله: وأشكو إلى ليل يكتب». والأبيات سبق تخريجها.
(11) من ط.
(12) في ط: «لم».
(13) في ب، ط: «بن النبيه» وبعدها في و:
«رحمه الله».
(14) البيت في ديوانه ص 92.
والمخلّق: المطيّب بالخلوق.(3/101)
وعدّوا من الانسجام المرقص قول [الصاحب جمال الدين] (1) بن مطروح [من الطويل]:
إذا ما اشتهى الخلخال أخبار قرطها ... فيا طيب (2) ما تملي عليه الضّفائر (3)
وعدّوا من الانسجام المرقص قول البرهان بن الفقيه نصر الله (4) [من السريع]:
أقتطف السّوداء من لمّتي ... أخذا مع البيضاء إذ تشرف (5)
فتخلف البيضاء أمثالها (6) ... وتغضب السّودا (7) فما تخلف
حماقة السّودان من ههنا ... يعرفها من لم يكن يعرف (8)
وعدّوا من الانسجام المرقص قول عفيف (9) الدين التّلمسانيّ (10) [من البسيط]:
ساروا فيا وحشة الوادي لبعدهم ... منهم ولا سيّما الأغصان والكثب (11)
ومن الانسجامات المرجّزة التي لو أدركها الشريف [بن الهبّاريّة] (12) تطفّل على نسيم (13) أبياتها، واعترف أنّ ما ل «الصّادح والباغم» (14) تغريد صدحاتها (15)، أرجوزة الشيخ جمال الدين بن نباتة الموسومة ب «نظم السلوك في مصائد الملوك» (16)، وهي (17) التي مدح (18) بها الملك الأفضل (19) بن الملك المؤيّد، صاحب حماة،
__________
(1) من ب، د، ط، و.
(2) في هـ ك: «لعلّه: «خوف»».
(3) في ب: «الظفائر». والبيت في ديوانه ص 198.
(4) بعدها في و: «رحمه الله».
(5) في ب، د، ط: «تسرف».
(6) في و: «البيضاء أمثالها».
(7) في ب: «السوداء».
(8) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
واللمّة: شعر الرأس، إذا كان فوق الوفرة. (اللسان 12/ 551 (لمم)).
(9) في ط: «أمين».
(10) بعدها في و: «سامحه الله».
(11) في د، ك، و: «والكتب». والبيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(12) من ب.
(13) في ب، و: «نسيب» وفي هـ، و:
«نسيب» ن.
(14) «والباغم» سقطت من ب.
(15) في ط: «صادحاتها».
(16) الأرجوزة في ديوانه ص 585، وقد سمّاها: «مصائد الشوارد».
(17) «وهي» سقطت من ب، ط، و.
(18) في ب، ط، و: «امتدح».
(19) في و: «الأشرف».(3/102)
وكان قد لقّب قبل «الأفضل» ب «المنصور»، وهي [قوله] (1) [من الرجز]:
أثنى شذا الروض على فضل السّحب ... واشتملت بالوشي أرداف الكثب (2)
ما بين نور مسفر اللثام ... وزهر يضحك في الأكمام
إن كانت الأرض لها ذخائر ... فهي لعمري هذه الأزاهر
قد بسطتها راحة الغمائم ... بسط الدّنانير على الدّراهم
أحسن بوجه الزمن الوسيم ... تعرف فيه (3) نضرة النّعيم
وحبّذا وادي حماة الرحب ... حيث زها العيش به والعشب
أرض السناء والهناء (4) والمرح ... والأمن واليمن ورايات الفرح
ذات النواعير سقاة التّرب ... وأمّهات عصفه والأبّ
تعلّمت نوح الحمام الهتّف ... أيّام كانت (5) ذات فرع أهيف
فكلّها من الحنين قلب ... وكيف (6) لا والماء فيها (7) صبّ
لله ذاك السّفح والوادي الغرد ... والماء معسول الرّضاب مطّرد (8)
يصبو بها الرائي فكيف السامع ... ويحمد العاصي فكيف الطائع
إذا نظرت للرّبا والنّهر ... فارو (9) عن الرّبيع أو عن جعفر
محاسن (10) تلهي العيون والفكر ... ربيع روضات وشحرور صفر
أمام كلّ منزل بستان ... وبين كلّ قرية ميدان
أما (11) رأيت الورق (12) في الأوراق ... جاذبة القلوب بالأطواق
فبادر اللّذّة (13) يا فلان ... واغنم متى أمكنك الزّمان
__________
(1) من ب.
(2) في د، و: «الكتب».
(3) في ب: «منه».
(4) في ط: «الهناء والسناء».
(5) في ب: «كنّ».
(6) في ط: «فكيف».
(7) في ط: «عليها».
(8) في ط: «مضطرد».
(9) في ب: «فارو» مصححة عن «فاروي».
(10) في ب: «معاني» وفي ط: «محاسنا».
(11) في ب: «إذا».
(12) في ك: «الأرق»، وفي هامشها: «الورق» خ.
(13) في ب: «اللذّات».(3/103)
ولا تقل مشتى ولا مصيف ... فكلّ أوقات الهنا شريف (1)
كلّ زمان يتقضّى بالجذل (2) ... زمان عيش (3) كلّما دار اعتدل
أحسن ما أذكر من أوقاته ... وخير ما أنعت من لذّاته (4)
بروزنا للصّيد فيه والقنص ... وحوزنا من مرّه أحلى الفرص
وأخذنا الوحش من المسارب ... وفعلنا في الطير فوق الواجب
لمّا دنا زمان رمي (5) البندق ... سرنا على وجه السّرور المشرق
في عصبة عادلة في الحكم ... وغلمة مثل بدور التّمّ
من كلّ مبعوث إلى الأطيار ... تظلمه (6) غمامة الغبار
قد حمد القوم به عقبى السّفر ... عند اقتران القوس منه بالقمر (7)
لولا حذار القوس من يديه ... لغنّت الورق (8) على عطفيه (9)
في كفّه محنيّة الأوصال ... قاطعة الأعمار كالهلال
زهراء خضراء (10) الإهاب معجبه ... ممّا ثوت بين الرّياض معشبه (11) /
فاغرة الأفواه للأطيار ... طالبة لهنّ بالأوتار
كأنّها بين المياه نون ... أو حاجب بما تشا مقرون
لها بنات بالمنى (12) مغدوقه (13) ... من طينة واحدة مخلوقه
سامعة لما (14) تشير الأمّ ... مع أنّها مثل الحجار صمّ
__________
(1) في ب، ط: «خريف» وفي هـ ك:
«خريف» خ.
(2) في ط، و: «بالجدل».
(3) في ك: «عيس».
(4) في ب، هـ، ب: «لذّاته».
(5) في د: «رمي زمان».
(6) في ب، د، ط، و: «تظلّه».
(7) في ك: «بالعمر».
(8) في ك: «الأرق»، وفي هامشها: «الورق» خ.
(9) «لولا عطفيه» سقطت من ب.
(10) في د: «خضراء».
(11) في ب، د، ط، و: «المعشبه».
(12) في د: «بالهنا» وفي ك: «بالمنى» مصححة عن «بالمنايا».
(13) في ب، ط، و: «معذوقة».
(14) في و: «بما».(3/104)
كأنّها والطير منها (1) هارب ... خلف الشياطين شهاب ثاقب
واها لها شهب كرات (2) تخطف ... شاهدة بالعزم وهي تقذف
حتّى نزلنا بمكان مونق ... أخوان صدق أحدقوا بالملّق
فيا له (3) في الحسن من محلّ ... مراد جدّ ومراد هزل
للطّير في مياهه مواقع ... كأنّها من حوله (4) فواقع
فلم نزل في منزل كريم ... نروي حديث الرّمي عن قديم
حتّى طوى الأفق (5) رداء الورس ... والتقم (6) المغرب قرص الشّمس
وذرّ منذ الليل في فرق الأفق (7) ... واتّشحت خود السّمان بالنّطق (8)
وابتدر (9) القوم إلى المراصد ... من ساهر الليل (10) التمام ساهد
كاللّيث يسطو كفّه بأرقم ... والبدر يرمى (11) في الدّجى بأسهم
بينا الطيور في مداها سائرة (12) ... إذا هم من عينه بالسّاهره
وأقبلت مواكب الطيور ... على طروس الجوّ كالسّطور
فحبّذا السطور في المهارق ... منقوطة (13) الأحرف بالبنادق
من كلّ تمّ حقّ أن تسمّي (14) ... ضياءه المشرق بدر التّمّ
تخاله من تحت عنق قد سجا ... طرّة صبح تحت أذيال الدّجى (15)
__________
(1) في ك، و: «فيها».
(2) في ب، د، ك، و: «شهب كراة» وفي ط، هـ ك: «شبه كراة».
(3) في ب: «فيالها».
(4) في ط: «حولها».
(5) في ب: «الورق».
(6) في ط: «والتهم».
(7) في هـ ك: «الأفق» ن.
(8) «وذرّ منذ بالنطق» سقطت من النسخ جميعا وثبتت في هـ ك مشارا إليها ب «صح».
(9) في ب: «فابتدر».
(10) في ب: «ليل».
(11) في ب، د: «يرمي».
(12) في ط: «ساهرة».
(13) في ط: «منظومة».
(14) في ب، ط: «نسمّي».
(15) «تخاله الدجى» سقطت من ب.(3/105)
وكلّ ذي حسن (1) [من] (2) الوسامة ... تخاله في أفقه غمامه
تتبعه إوزّة (3) دكناء (4) ... من دونها لغلغة (5) غرّاء
تقدمها (6) أنيسة (7) ملوّنه (8) ... تابعة من كلّ وصف (9) أحسنه
يجني بها الآكل خير ما جنى ... وأحسن المأكول ما تلوّنا (10)
وربّما مرّ لديها حبرج (11) ... كأنّه على نضار يدرج
وانقضّ من بعض الجبال نسر (12) ... له بأبراج النّجوم (13) وكر
مغبّر (14) الخلق شديد الأيدي (15) ... يبني على الكسر حروف الصّيد
تحثّ (16) مسراه (17) عقاب (18) كاسبه ... خافضة لحظ الطيور ناصبه
[إذا مضت جملتها المعترضه ... تواصلت خيوطها المنقرضه] (19)
بكلّ كركيّ (20) عجيب السّير ... كأنّه طيف خيال الطير
تحثّ (21) غرنوقا (22) شهيّ المجتلى ... مقدّما على الغرانيق العلا
وكلّ صوغ ينبت المفاجي ... كالبرق يخطو فوق ليل داجي (23)
__________
(1) في ب، د، ك، و: «وكلّ كيّ حسن» وفي هـ ك: «وكلّ ذي حسن» خ صح.
(2) من ط.
(3) في ك: «إوزّة» س.
(4) في ك: «ذكناه».
(5) في ط: «لقلقة» وفي ك: «لغلغة» س.
(6) في ب، و: «يقدمها».
(7) في ك: «أنيسة» س.
(8) في هـ ب: «معنونه».
(9) في ب: «وصف» تحتها «لون».
(10) «يجني تلوّنا» سقطت من النسخ جميعها وثبتت في هـ ب وفي هـ ك مشارا إليها ب «صح».
(11) في و: «حبرج» وفي ك: «حبرج» س.
(12) في ك: «نسر» س.
(13) في د: «النّسور».
(14) في د، ط: «مغيّر».
(15) في ط: «الأيدو».
(16) في و: «تحتّ».
(17) في ب: «مرآه»، وفي هامشها: «مسراه».
(18) في ك: «عقاب» س.
(19) من ب، د، ط، وو في هـ ب:
«المعترضة» مكان «المنقرضة».
(20) في ك: «كركيّ» س.
(21) في د، ط: «يحثّ» وفي و: «يحتّ».
(22) في ك: «غرنوقا» س.
(23) «وكلّ صوغ داجي» سقطت من النسخ جميعها وثبتت في هـ ك مشارا إليها ب «صح».(3/106)
وأبيض الطير (1) يسمّى مرزما (2) ... كم بات مثل نورة (3) منسجما (4)
يحفّه (5) سبيطر (6) قويّ ... معجزه في الطير موسويّ
كم حاش ثعبانا وكم حواه ... كأنّه (7) في يده عصاه (8)
هذا وكم ذي نظر ممتاز (9) ... ينعت في الواجب بالعنّاز (10)
أسود إلّا لمعة في الصّدر ... كأنّها نور الهدى في الكفر
[هذا وكم مرّ لديه صوغ ... كأنّه من ذهب مصوغ] (11)
فلم تزل قسيّنا الضّواري ... تصيبها بأعين الأوتار
حتّى غدت دامية النّحور ... ساقطة منّا (12) على الخبير
كأنّها وهي لدينا وقّع ... لدى محاريب القسيّ ركّع
وأصبحت أطيارنا قد حصلت ... ولم تسل بأيّ ذنب قتلت
مستتبعا وجه العشا (13) وجه السّحر ... وكلّ وجه منهما وجه أغرّ
يا لك من صيد مقرّ (14) العين ... مرضي الصحاب وهو ذو وجهين (15)
لم نرض ما وفى من الأمان (16) ... حتّى شفعناه بصيد ثاني
صيد الملوك الصّيد بالكواسر ... والخيل في وجه الصباح السّافر
ذاك الذي تصبو له الجوارح ... فهي إلى طلّابه طوامح
واثقة بالرّزق حيث كانا ... تغدو خماصا وتجي بطانا
__________
(1) في ب، د، و: «الغيم» وفي ط:
«كالغيم».
(2) في ك: «مرزما» س.
(3) في ب، د، و: «نوه» وفي ك: «نوه» س.
(4) في ط: «مبتسما».
(5) في ط: «يحثّه».
(6) في د: «شبيطر» وفي ك: «سبيطر» س.
(7) في و: «كأنه» مصحّحة عن «كأنّها».
(8) «كم حاش عصاه» لم أقع عليه في ديوانه.
(9) في د: «ممتاز».
(10) في ك: «بالعنّاز» س.
(11) من هـ ب ولم أقع عليه في ديوانه.
(12) في ط: «منها».
(13) «وجه العشا» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(14) في ب: «نقيّ»، وفي هامشها: «مقرّ».
(15) في ط: «الوجهين».
(16) في ب، د، ط: «الأمانيّ».(3/107)
سرنا على اسم الله والمناجح ... نعوم في الأقطار بالسّوابح (1)
خيل (2) تحاذي (3) الصيد حيث مالا ... كأنّها أضحت له ظلالا
تسعى بها قوائم لا تتبع ... وكيف لا وهي الرياح الأربع
تحفّنا من فوقها غلمان ... كأنّهم لدوحها (4) أغصان
ترك تريك في سماء الملبس ... كواكبا طالعة في الأطلس
منظومة الأوساط بالسّلاح ... من كلّ سهم جزل (5) الجناح
وكلّ عضب ذرب المقاطع ... يحرّف الهام عن المواضع (6)
على يد السّائر منهم زاده ... من كلّ باز قرم فؤاده
قد كتبت في صدره حروف ... تقري (7) بما تقرى (8) به الضيوف
وكلّ شاهين شهيّ المرتمى ... كبارق طار وصوب قد همى
بينا تراه ذاهبا لصيده ... معتصما بأيده وكيده
حتّى تراه عائدا من أفقه ... ملتزما طائره في عنقه
أفلح من كان على يسراه (9) ... حتّى غدت حاسدة يمناه (10)
تلك يد (11) لا تعرف الإعسارا ... لأجل هذا سمّيت يسارا
وكلّ صقر مسبل (12) الجناح ... مواصل الغدوّ والرّواح
ذو (13) مقلة لها ضرام واقد ... تكاد تشوي (14) ما يصيد الصّائد
__________
(1) في ب، و: «بالسّوانح».
(2) «خيل» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(3) في ب: «تجاري».
(4) في ط: «لدوحنا».
(5) في ب، ط، و: «زجل».
(6) «وكل عضب المواضع» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(7) في د، ط: «تقرا».
(8) في د: «يقرى».
(9) في ب: «على اليسار».
(10) في ب: «تمتار» مكان «يمناه»، وفي هامشها:
«أفلح من كان على يسراه
حتّى غدت تحسده عيناه»
(11) في ب: «التي» مكان «يد».
(12) في د: «مسيل».
(13) في ط: «ذي».
(14) في ط: «يكاد يشوي» وفي ب، ك:
«يكاد يشوي»، وفوق الياء فيهما نقطتان.(3/108)
كأنّما المخلب منه منجل ... لحصد أعمار الطيور مرسل
يا حبّذا طيور جدّ ولعب ... تهوي إلى الأرض وللأفق (1) تثب (2)
من سنقر عالي المدى والشّان ... معظّم الأخبار والعيان
يصعد خلف الرّزق ليس يمهله ... كأنّه من السّما يستعجله
ومن عقاب بأسها مروّع (3) ... كأنّها للطّير (4) جنّ تصرع (5)
كم جلبت لطائر من وهن ... وكم وكم قد أهلكت من قرن /
وحبّذا كواسر الكواهي ... عديمة الأنظار والأشباه
مخصوصة بالطرد القويم ... حدباء ظهر الذنب الرّقيم
ذاك لعمري حدب للرّائي ... يعدل ملك القلعة الحدباء
هذا وقد (6) تجهّزت (7) أعداد ... تجمعها (8) الكلّاب والفهّاد
من كلّ فهد عنتريّ الحمله ... إذا رأى شخص مهاة عبله
مبارك الإقبال (9) والإعراض ... مستقبل الحال بناب ماضي
كأنّه من حدّة اكتسابه ... قد أخرق (10) الأنجم في إهابه
له على مسائل الجفون ... خطّ كخطّ الألفات (11) الجون
ما أبصر المبصر خطّا مثله ... وكيف لا والخطّ لابن مقلة
وكلّ منسوب إلى سلوق ... أهرت وثّاب الخطا ممشوق
طاوي الفؤاد ناشر الأظافر ... يا (12) عجبا منه لطاو ناشر
__________
(1) في ك: «وللأفق» مصححة عن «وإلى الأفق».
(2) في ط: «تشب».
(3) في د: «مروّع».
(4) في ك: «للطر».
(5) في ط: «يصرع».
(6) في و: «وكم».
(7) في د: «جهّزت».
(8) في ب، ط: «يجمعها».
(9) في ب: «الإفعال».
(10) في ب، د، ط، و: «أحرق».
(11) في ب: «ألفات».
(12) في هـ، ب: «وا».(3/109)
يعضّ بالبيض ويخطو بالقنا ... ويسبق الوهم لإدراك المنى
كالقوس إلّا أنّه (1) كالسّهم ... والغيم يجلو عن شهاب الرّجم
إذا تراءى بقر الوحش اندفع ... كأنّه المرّيخ في الثور طلع
قاصرة عن يده (2) عيناه ... مشروطة برجله أذناه
يشفعه كلّ عزيز عاري (3) ... مغالب الصّيد على الأوكار (4)
واها لها من أكلب طوارد ... معربة عن مضمر المصائد
قد بالغت من طمع في كسبها ... ففتّشت عن أنفس لم تخبها
حتّى إذا تمّت (5) بها الأمور ... حفّت (6) بنا لصيدها الطيور
ما بين روضات (7) مددنا نحوها ... وحول (8) آفاق ملكنا جوّها
واستقبلت أطيارها البزاة ... معلمة كأنّها الغزاة
فلم تزل تسطو سطا الحجّاج ... على (9) الكراكيّ إلى الدّرّاج
حتى غدت تلك السّراة (10) صرعى ... مجموعة على التراب جمعا
على الرّبا من دمها خلوق ... كأنّ كلّ نبتها شقيق
ثمّ عطفنا للوحوش السائحه (11) ... واستبقت تلك الضواري الطامحه
كلاب صيد بينها سناقر ... تفعل في الوحش بها الفواقر
تخشى بها العفو (12) على نفوسها ... فالطير لا شكّ على رؤوسها
__________
(1) في و: «كأنه».
(2) في ب: «هذه»، وفي هامشها: «يده».
(3) في ب: «من كلّ غوز غاري» مكان «كلّ عزيز عاري»، وفي هـ، ب: «بكلّ»
وفي د، ك، و: «غوزّ غاري».
(4) في د: «الأكوار».
(5) في د: «نمت».
(6) في د: «خفّت».
(7) في ك: «رياض».
(8) في هـ ب: «وجون».
(9) في هـ ب: «من».
(10) في هـ ب: «الثراء» وفي ط: «البزاة».
(11) في ب، ط، و: «السانحة».
(12) في ب: «العضّ» وفي د، ط: «العقر» وفي و: «العفر».(3/110)
وللكلاب حولها مغار (1) ... تكاد (2) أن تقدح (3) منه النّار
من نمر (4) لسانه يلوب ... تقول هذا كوسج مخضوب
يعانق الظّبي عناق الوامق ... ما كان أغنى الظبي (5) عن معانق
والفهد (6) يشتدّ على الآجال ... شدّ وصيّ السّوء في الأموال
لا يهمل القصد (7) ولا يخون ... كأنّ كلّ جسمه عيون
وللزّغاريّات خلف (8) الأرنب ... حقائق تبطل كيد الثعلب
كم برّحت بالهارب المكدود ... وطوّحت (9) بصاحب الأخدود
وربّما مرّت ظباء ومها ... للنّبل في أكل حشاها مشتهى
قد نسجت ملاءة من عثير (10) ... تخاط (11) من قرونها بالإبر
فابتدرت أجنحة السّهام ... صائبة الأغراض والمرامي (12)
تجرح كلّ سانح (13) نفور ... كأنّه بعض شهود الزّور (14)
كأنّ أقطار الفلاة مجزره ... أو روضة من الدّماء مزهره (15)
__________
(1) في و: «معار».
(2) في ب، ط، و: «يكاد».
(3) في ب: «يقدح» مكان «أن تقدح».
(4) في ب، د، ك، و: «نهم» وفي هـ ك:
«نمر» خ صح.
(5) في ك: «للظبي».
(6) في ك: «والفهم»، وفي هامشها:
«والفهد» صح.
(7) في ب: «لا يقصد الجهل»، وفي هامشها:
«لا يجهل القصد»، وفي هـ هـ ب: «لا يهمل» وفي د: «لا يهمل الصيد».
(8) في هـ ب: «حول».
(9) في ب، و: «وطوّقت» وفي د:
«وطرّحت».
(10) في د، و: «من عنبر».
(11) في ك: «تخاد».
(12) في و: «والمرام».
(13) في د: «سارح» وفي ك: «سابح» دون إعجام ولعلّها «سانح» أو «سابح» وفي هامشها: «سارح» خ.
(14) هذه الأرجاز من:
«على الربا من دمها خلوق
كأنّ كلّ نبتها شقيق»
إلى «تجرح كلّ سانح نفور
كأنّه بعض شهود الزّور»
سقطت من ديوانه.
(15) في د: «مزهّره».(3/111)
كأنّ صرعى وحشها كفّار ... ألموت (1) عقبى أمرها والنار (2)
للمرء فيها منظر أحبّه ... يملأ (3) من لحم وشحم (4) قلبه
لله (5) ذاك المنظر المهنّا ... أيّ معاد عن ذراه عدنا
قد ملئت من ظفر أيدينا ... وقد شكرنا فضل ما حبينا
نسير حول الملك المنصور ... كالشّهب حول الملك (6) المنير
محمّد ناصر دين (7) أحمد ... ألملك ابن الملك المؤيّد
يا حبّذا من والد ومن ولد ... وحبّذا من شبل ملك وأسد
فرع زها بأصله أيّوب ... فأثمرت بحبّه القلوب (8)
قال الأنام حظّه جليّ ... قلت نعم وجدّه عليّ
ذاك الذي سام العلا صبيّا ... وجاءها (9) من مهده (10) مهديّا (11)
محكّم السّطوة سحّاح الدّيم ... يأخذ بالسّيف ويعطي بالقلم
لو لمس الصّخر لفاض نهرا ... أو صحب النجم لعاد بدرا
لا ظلم يلفى في حماه العالي ... إلّا على العداة والأموال (12)
أما ترى الدّينار منه خائفا ... أصفر من كفّ الهبات (13) ناشفا
كالبدر في سنائه وتمّه ... والطّود (14) في وقاره وحلمه
مرأى يشفّ عن فخار الأصل (15) ... ونسخة قد قوبلت بالأصل
__________
(1) في هـ ب: «القتل».
(2) في ب: «فالنار».
(3) في هـ ب: «يملؤ».
(4) في و: «من شحم ولحم».
(5) في ب: «ألذّ» مكان «لله».
(6) في ب، ط، و: «القمر».
(7) في و: «دين».
(8) «يا حبّذا من والد القلوب» لم أقع عليهما في ديوانه.
(9) في هـ ب: «نا»، يقصد: «وجاءنا».
(10) في د: «مهدها».
(11) في ك: «صبيّا»، وفي هامشها: «مهديّا» خ صح.
(12) في و: «والأنذال».
(13) في هـ ب: «ة»، يقصد: «الهباة».
(14) في د: «والطور»» وفي ك: «والطود».
(15) في ب، د، و: «الأهل» وفي ط:
«أصل».(3/112)
ما ضرّ من خيّم في جنابه ... أن لا يكون (1) الشّهب من أطنابه
جناب عزّ جاره لا ينكب (2) ... وباب نجح للغنى مجرّب
غنيت في ظلاله عن الورى ... غنى نزيل المدن عن قصد القرى
ورحت عن (3) نعماه بالتواتر ... أروي أحاديث عطا عن جابر (4)
يزداد لفظي بهجة ورونقا ... كأنّه الخمر إذا تعتّقا
إن لم أرم (5) ذاك الحمى العالي فمن ... ينصرني على تصاريف الزمن
يا ناصر الدين دعاء مادح ... ما بين روضات (6) السّطور صادح (7) /
حسبك مثلي في الأنام شاعرا ... وحسب (8) شعري قوّة وناصرا (9)
__________
(1) في ب، ط، و: «تكون».
(2) في ب: «جنابه عن جاره لا ينكب»، وفي هامشها: «جناب عزّ جاره لا ينكب»، وفي هامشها أيضا: «جناب من جاوره لا ينكب».
(3) في ب، ط، و: «من».
(4) في ب، د، و: «وجابر».
(5) في ب: «أرد».
(6) «روضات» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(7) «إن لم أرم ذاك الحمى صادح» لم أقع عليهما في ديوانه.
(8) في ك: «حسبك»، وفي هامشها:
«وحسب» خ صح.
(9) الأرجوزة في ديوانه ص 592585 وفيه: «لا سيّما» مكان «وكيف لا» و «ويهفو السامع» مكان «فكيف السامع» و «فكلّ وقت للهنا» مكان «فكل أوقات الهنا» و «كيفما دار» مكان «كلّما دار» و «أبعث» مكان «أنعت» و «وحورنا» مكان «وحوزنا» و «تظلّه» مكان «تظلمه» و «في يديه» مكان «من يديه» و «المعشبه» مكان «معشبه» و «حول المياه» مكان «بين المياه» و «طيبة» مكان «طينة» و «من شهب» مكان «شهب كرات» و «شاهرة» مكان «شاهدة» و «من فوقه فواقع» و «مسك الليل» مكان «منذ الليل» و «خود السماء» و «يرمي في الدجى بأنجم» و «أن يسمّي» و «كل حيّ» حسن الوسامه كأنّه في أفقه» و «لفلفة» مكان «لغلغة» و «النّسر» مكان «نسر» و «يحثّ مسراه» و «وكلّ كركيّ» و «يحثّ غرنوقا» و «كلّ صوع مبهت» و «وأبيض الغيم» و «مثل نوئه» و «شبيطر» و «في ملّة الأطيار» مكان «معجزه في الطير» و «أسوده ذو غرّة» مكان «أسود إلّا لمعة» و «بأعين النظّار» و «ساقطة منها» و «فلا تسل» و «يرضي الصحاب» و «الأماني» و «رجل الجناح» و «على يد الزائر»(3/113)
__________
و «في شكله حروف» و «تقري بما يقرى» و «لأجل ذا قد» مكان «لأجل هذا» و «جنّ تفزع» و «مهن» مكان «وهن» و «حدبا كظهر الذنب الركيم» و «ماض» و «كأنه من حدّه كنابه قد أحرق» و «لبعض» مكان «كخطّ» و «مشوق» مكان «ممشوق» و «عن شهاب رجم» و «قاصرة عن طرفه يداه» و «يشفعه بكل غور غار» و «صمدنا نحوها ودور آفاق» و «عزاة» مكان «الغزاة» و «أو الدرّاج» مكان «إلى الدرّاج» و «الضواري» مكان «السّراة» و «نشير» مكان «نسير» و «حول القمر المنير» و «سامى» مكان «سام» و «لا ظلم تلقى» و «إلّا على الأعداء» و «العفاة» مكان «الهبات» و «الأهل» مكان «الأصل» و «الشهد من أطنابه» و «جنابه عن جاره» و «نجح للمنى» و «المزن» مكان «المدن» و «عطا وجابر» و «كأنّه الخمرة إذ تعتّقا» و «حسبك منّي في الثناء شاعرا».
والنواعير: ج ناعورة، وهي الدولاب، أو: ج ناعور، وهو دلو يستقى بها، يديرها الماء ولها صوت. (اللسان 5/ 222 (نعر)) والعصف والأبّ: العصف بقل الزرع، أو ورق السنبل أو السنبل والأبّ: الكلأ، أو ما يأكله الأنعام (اللسان 1/ 204 (أبب)، 9/ 247 (عصف)) والورق: ج ورقاء، وهي الحمامة. (اللسان 10/ 376 (ورق) وحياة الحيوان 2/ 395) والبندق:
الذي يرمى به بواسطة البندقيّة. (اللسان 10/ 29 (بندق)) والإهاب: الجلد ومن الزهر غلافه. (اللسان 1/ 217 (أهب)) ومغدوقة: أي غارقة بالندى، أو نديّة عذبة. (اللسان 10/ 282 (غدق)) والأرقم: الحيّة. (اللسان 12/ 249 (رقم) ونظام الغريب في اللغة ص 181وفقه اللغة ص 180 والحيوان 4/ 243وحياة الحيوان 1/ 276) والساهرة: الأرض، أو الفلاة.
(اللسان 4/ 383 (سهر)) والمهارق: ج مهرق، وهو الصحيفة البيضاء يكتب فيها.
(اللسان 10/ 368 (هرق)) واللغلغة:
هي طائر اللقلق. (اللسان 8/ 449 (لغلغ) وحياة الحيوان 2/ 319) والأنيسة: طائر حادّ البصر، قال أرسطو: إنّه يتولّد من الشرقراق والغراب. (اللسان 6/ 16 (أنس) وحياة الحيوان 1/ 44، 343) والحبرج: هو ذكر الحبارى وقيل: الحبارج من طير الماء. (اللسان 2/ 226 (حبرج) وتاج العروس 5/ 458 (حبرج) وحياة الحيوان 1/ 227) والكركيّ: طائر، وقيل: طائر مائيّ كبير، وقيل: هو الغرنوق. (اللسان 10/ 481 (كرك) ونظام الغريب ص 173) وحياة الحيوان 2/ 273) والغرنوق: طائر أبيض، وقيل: هو صنف من الكركيّ. (اللسان 10/ 287 (غرنق) وحياة الحيوان 1/ 184181 وأدب الكتاب ص 86، 183والصّوغ:
لعله واحد الصّيغة، وهي السهام التي من(3/114)
ومن الأراجيز المرتجلة، التي سارت (1) الرّكبان ببلاغة ارتجالها ولطف انسجامها، أرجوزة الشيخ زين الدين [عمر] (2) بن [المظفّر] (2) الورديّ، سقى الله ثراه (4)، التي ارتجلها بدمشق المحروسة (5) عند الامتحان المفحم. ذكر الشيخ الإمام (6) العلّامة إمام المحدّثين، أبو الفداء إسماعيل بن كثير، أنّ الشيخ [زين الدين] (7) المشار إليه، قدم إلى (8) دمشق المحروسة (9)، في أيّام القاضي نجم الدين ابن صصرى، تغمّده الله برحمته (10)، فأجلسه في الصفّة المعروفة ب «الشباك المشهود» (11)، وكان يومئذ زريّ (12) الحال، فاستخفّ به الشهود. فحضر [يوما] (13)
كتابة مشترى ملك، فقال بعضهم: أعطوا المعرّيّ يكتبه، على سبيل الاستهزاء فقال
__________
عمل رجل واحد. (اللسان / 443 (صوغ)) والسبيطر: طائر طويل العنق.
(اللسان 4/ 343 (سبطر) وحياة الحيوان 2/ 16) والعنّاز: من العنز، وهو الباطل. (اللسان 5/ 382 (عنز)) والعضب: السيف القاطع. (اللسان 1/ 609 (عضب)) والقرم: الشديد الشهوة إلى اللحم. (اللسان 12/ 473 (قرم)) والشاهين: من سباع الطير. (اللسان 13/ 243 (شهن) وحياة الحيوان 2/ 48) والأيد: القوّة. (اللسان 3/ 76 (أيد)) وسنقر: هو اسم الملك الأفضل بن الملك المؤيّد والكواهي: العظائم، الضخام.
(اللسان 15/ 234 (كها)) والأهرت:
واسع الشدق. (اللسان 2/ 103 (هرت)) والدّرّاج: طائر شبه الحيقطان. (اللسان 2/ 270 (درج) وحياة الحيوان 1/ 335) والكوسج: هي سمكة اللخم، وقيل: هي القرش. (اللسان 2/ 352 (كسج) وحياة الحيوان 2/ 313) والزغاريات: لعلها نوع من الكلاب البلدية التي تنسب إلى زغر، وهي قرية بمشارف الشام. (اللسان 4/ 324 (زغر)) والعثير: العجاج الساطع.
(اللسان 4/ 540 (عثر)) والسانح: ما أتاك عن يمينك عن ظبي أو طائر أو غير ذلك. (اللسان 2/ 490 (سنح)).
(1) بعدها في و: «بها» مشطوبة.
(2) من ط.
(4) «سقى الله ثراه» سقطت من ب.
(5) «المحروسة» سقطت من ب.
(6) «الإمام» سقطت من ب.
(7) من ب، د، ط، و.
(8) «إلى» سقطت من ب، ط.
(9) «المحروسة» سقطت من ب.
(10) سقطت من ب وفي د، ط، و: «تغمده الله برحمته ورضوانه».
(11) في ب، د، و: «في الشهور» مكان المشهود» وفي ط: «في جملة الشهود» مكان «الشهود».
(12) في د: «رزيّ».
(13) من ط.(3/115)
الشيخ [زين الدين] (1): ترسمون (2) [لي] (3) أكتبه نظما أو نثرا؟ فزاد استهزاؤهم به (4)، فقالوا (5): بل (6) نظما فأخذ الطرس وكتب [ارتجالا ما صورته] (7) [من الرجز]:
باسم إله (8) الخلق (9) هذا ما اشترى ... محمّد بن يونس بن سنقرا
من مالك بن أحمد بن الأزرق (10) ... كلاهما قد عرفا من جلّق
فباعه قطعة أرض واقعه ... بكورة الغوطة وهي جامعه
لشجر مختلف الأجناس ... والأرض في البيع مع الغراس
وذرع هذي (11) الأرض بالذراع ... عشرون في الطول بلا نزاع
وذرعها في العرض أيضا عشرة ... وهو ذراع باليد المعتبره
وحدّها من قبلة (12) ملك التّقي ... وحائز الروميّ حدّ (13) المشرق
ومن شمال ملك أولاد علي ... والغرب ملك عامر بن جهبل
وهذه (14) تعرف من قديم ... بأنّها قطعة بنت (15) الرّومي
بيعا صحيحا لازما شرعيّا (16) ... ثمّ شراء قاطعا مرعيّا
بثمن مبلغه من فضّة ... وازنة جيّدة مبيضّة
جارية للنّاس في المعامله ... ألفان منها النصف ألف كامله
[قبضها البائع منه وافيه ... فعادت الذمّة منها خالية] (17)
__________
(1) من وو في ب: «زين المذكور».
(2) في ط: «ارسموا».
(3) من ط.
(4) «به» سقطت من ب.
(5) في د: «وقالوا».
(6) «بل» سقطت من ب.
(7) من ط.
(8) في و: «إله» مصححة عن «الإله».
(9) «الخلق» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(10) في د: «الأزرقي».
(11) في د، ك: «هذا».
(12) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«قبلة».
(13) في د: «جدّ».
(14) في ب: «وهي كذا».
(15) في ب، و: «بيت».
(16) في هـ ك: «مرضيّا» خ.
(17) من ب، د، ط، و.(3/116)
وسلّم الأرض إلى من اشترى ... فقبض القطعة منه وجرى
بينهما بالبدن التفرّق (1) ... طوعا فما لأحد تعلّق
ثمّ ضمان الدرك المشهور ... فيه على بائعه المذكور
وأشهدا عليهما بذاك في ... رابع عشر رمضان الأشرف
من عام سبعمائة وعشرة ... من بعد خمسة تليها الهجره
والحمد لله وصلّى ربّي ... على النّبي وآله والصّحب
يشهد بالمضمون من هذا عمر ... إبن المظفّر المعرّي إذ حضر (2)
فلمّا فرغ الشيخ من نظمه، وتأمّل الجماعة ارتجاله وسرعة بديهته (3)، اتّفق أنّه لم يكن فيهم من يحسن النظم، فقالوا، وقد اعترفوا بفضل الشيخ، وعجزوا عن رسم الشهادة نظما (4): لعلّ الشيخ يسدّ عن أحد منّا رسم (5) شهادته (6)، فكتب عن شخص منهم إلى جانبه، يدعى ابن رسول [من الرجز]:
قد حضر العقد الصحيح أحمد ... إبن رسول وبذاك يشهد (7)
وممّا استعذب من انسجامات الشيخ برهان الدين القيراطيّ، قوله من قصيدة (8)
تائيّة (9) [من مجزوء الرمل]:
أخذت بابل عنه ... بعض (10) هاتيك الصّفات (11)
فهو غصن في انعطاف ... وغزال في التفات
حسنات الخدّ منه ... قد أطالت حسراتي
كلّما ساءت (12) فعالا ... قلت إنّ الحسنات
__________
(1) في ب: «التفارق»، وفي هامشها: «التفرّق».
(2) الأرجوزة في ديوانه ص 506505.
(3) في و: «بديهيته».
(4) «نظما» سقطت من ط.
(5) في ط: «برسم».
(6) في و: «الشهادة».
(7) الرجز في ديوانه ص 506.
(8) في ب، ط: «قصيد».
(9) «تائية» سقطت من ب.
(10) «بعض» سقطت من ب، وفي هامشها:
«سحر».
(11) في ب: «تلك نفثات» وفي د، ط، و:
«تلك النفثات» مكان «هاتيك الصفات».
(12) في ط: «ساء».(3/117)
ولسوء الحظّ صارت ... حسناتي سيّئاتي
أعشق الشامات منه ... وهي أسباب مماتي (1)
و [يعجبني] (2) منها ما قال (3) [من مجزوء الرمل]:
بأبي منه (4) غزال ... قائل في الخلوات (5)
إنّ للموت بأقدا ... ح (6) جفوني سكرات
قلت قد متّ غراما ... قال لي مت بحياتي (7)
[منها] (8) [من مجزوء الرّمل]:
قلت إذ حرّك عودا ... عارفا (9) بالنّغمات
أنت مفتاح سروري ... يا سعيد الحركات (10)
ومن انسجاماتي [الغراميّة] (11) المرجّزة، التي تقدّمني بها (12) الشيخ جمال الدين ابن نباتة، والشيخ زين الدين بن الورديّ، قصيدتي الداليّة (13) التي كتبت بها قديما، من حماة المحروسة (14)، إلى القاضي فخر الدّين بن مكانس وولده القاضي مجد الدّين، تغمّدهما الله برحمته (15)، [وهي] (16) [من الرجز]:
ما لمعت بارقة من نجد (17) ... إلّا وهزّتني رعود وجدي
__________
(1) في ب «الممات». والأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(2) من ب، د، ط، و.
(3) في ب، د، ط، و: «قوله» مكان «ما قال».
(4) في ط: «لحظ».
(5) في ب: «الفلوات» (* خ)، يقصد:
«الخلوات».
(6) في د: «بأقداح».
(7) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(8) من ب، د، ط، و.
(9) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«عازفا».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) من ط.
(12) في ط: «فيها».
(13) «الدالية» سقطت من ب.
(14) «المحروسة» سقطت من ب.
(15) «تغمدهما الله برحمته» سقطت من ب.
(16) من ب، د، ط، و.
(17) في و: «من نجدي».(3/118)
ولا سرت سحابة مغدقة (1) ... إلّا وكان مثلها في خدّي
فيا رعى الله زمانا بالحمى ... فإنّ لي فيه بقايا عهد
ويا ربى مصر مراضع الحيا ... ترضعك (2) الغيث بذاك المهد /
كم ليلة قضّيتها وأنجم ال ... جوزاء فوق جيدها (3) كالعقد
والأرض قد حاكت برودا (4) وشيها ... يحير (5) في صفاته (6) ابن برد
وكوثر النيل يروق (7) منظرا ... حتّى كأنّي في جنان الخلد
وهند ما تخطر في برودها ... إلّا أمالت عذبات الرّند
مصريّة لكن يمانيّ لحظها ... منتسب في فتكه للهند (8)
آها له من سيف لحظ باتر ... زاد على عشّاقه في الحدّ
عبد مناف جدّها وإنّما ... قلبي لها قد صار عبد (9) ودّ (10)
يا لأمير النحل قرص وجهها ... يشهد أنّ ريقها من شهد
وثغرها يقول في نظامه ... يا يتم أبكار اللّآلي بعدي (11)
وشعرها الطائل قد قلنا له ... أنت لنا نابغة يا جعدي
وريقها قال النباتيّ أنا ... وخدّها قال أنا ابن الوردي (12)
والغصن حاكى قدّها قالت له ... ما أنت يا غصن الرياض قدّي (13)
يا قدّها وردفها لولا كما (14) ... ما اشتقت بانات الكثيب الفرد
__________
(1) في و: «معذقة».
(2) في ب، ط: «يرضعك».
(3) في ط: «صدرها».
(4) في ط: «برود».
(5) في ط: «يحار».
(6) في ط: «صفاتها» وفي ك: «صفاته» مصححة عن «صفاتها».
(7) في ب: «يزدني».
(8) في د: «للهندي».
(9) في د: «عبد».
(10) في و: «ودّي» مصححة عن «وردي» وفيه تورية لطيفة، بلفظة «ودّ»، وهو صنم لقريش، ومنه سمي «عبد ودّ». (اللسان 3/ 455 (ودد)).
(11) في ك، و: «بعد».
(12) في ك: «الورد».
(13) «والغصن حاكى قدّي» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(14) في ب: «كلاكما».(3/119)
سألتها لم صرفت عن ناظري ... وكلّفت قلبي بطول النّقد
قالت تركت الفخر من بين الورى ... وقد قعدت عن طلاب المجد (1)
لعمري إنّ الشرح قد طال في نوع الانسجام، ولكن ما استطردت بخيوله (2) إلّا إلى كلّ مهيع (3) بديع وغريب.
فبيت (4) الشيخ صفيّ الدين (5)، في بديعيته على نوع الانسجام، يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (6):
فذكره قد أتى في «هل أتى» و «سبا» ... وفضله ظاهر في «نون والقلم» (7)
انسجام الشيخ صفيّ الدين (8) في بيته ظاهر.
والعميان لم تنظم (9) هذا النوع في بديعيتهم.
وبيت الشيخ عزّ الدين (10) الموصليّ (11) في بديعيته (12):
بان انسجام كلام منزل عجب (13) ... يهدي ويخبرنا عن سالف الأمم (14)
بيت الشيخ عزّ الدين (15) لم يكن له تعلّق بما قبله من المديح النبويّ، والذي يظهر لي منه أنّه أشار به إلى القرآن (16)، بأنّه كلام منزل، وانسجامه عجب، يهدي
__________
(1) الأرجوزة في ديوانه ورقة 10ب 11ب وفيه: «المهدي» و «كالعقدي» و «برود وشيها» و «ابن بردي» و «آه له» و «النقدي».
(2) «بخيوله» سقطت من ب.
(3) المهيع: من كل شيء، هو الواضح البيّن الواسع. (اللسان 8/ 379 (هيع)).
(4) في ب: «وبيت».
(5) «الشيخ صفي الدين» سقطت من ب وبعدها في ب، ط، و: «الحليّ».
(6) في ب: «يقول فيه على م نوع م طريق الانسجام في النبيّ، عليه من الله أفضل الصلاة وأتمّ السلام».
(7) البيت في ديوانه ص 698وفيه:
«النون» وشرح الكافية البديعية ص 264ونفحات الأزهار ص 303.
و «هل أتى»، و «سبأ» و «ن والقلم»، أسماء سور من القرآن الكريم، وهي:
«الدهر»، «سبأ»، و «القلم».
(8) بعدها في ب: «الحلّيّ».
(9) في ب، ط: «ما نظموا».
(10) «عز الدين» سقطت من ب.
(11) «الموصليّ» سقطت من و.
(12) «في النبي، صلى الله عليه وسلم»، مكان «في بديعيته».
(13) في د: «عجب».
(14) البيت في نفحات الأزهار ص 303.
(15) في ب: «الموصلي» مكان «عز الدين».
(16) في د: «للقرآن» مصححه عن «إلى(3/120)
ويخبرنا عن سالف الأمم، والله أعلم (1).
وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم):
لذّ (2) انسجام دموعي في مدائحه ... بالله شنّف بها يا طيّب النّغم (3)
ولقد عجبت من الشيخ عزّ الدين (4)، كيف عقّد بيت انسجامه [على هذا] (5) مع سهولة هذا النوع وقرب مأخذه ولطف تسميته وقبولها للاشتراك (6). انتهى (7).
__________
القرآن». وبعدها في ب: «العظيم».
(1) «والله أعلم» سقطت من ب، ط.
(2) في ط: «له».
(3) في ط: «الكلم». والبيت سبق تخريجه.
(4) في ب: «الموصلي» مكان «عز الدين».
(5) من ب.
(6) بعدها في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم».
(7) بعدها في و: «والله أعلم».(3/121)
التفصيل (30)
61 - وإن ذكرت زمانا ضاع من عمري (1) ... في غير تفصيل مدح صحت يا ندمي (2)
التفصيل: بصاد مهملة، نوع رخيص بالنسبة إلى فنّ البديع والمغالاة (3) في نظمه، وقد نبّهت قبله على عدّة أنواع سافلة، ولكنّ المعارضة أوجبت الشروع في نظمه ك «التصدير»، و «عتاب المرء نفسه»، و «تشابه الأطراف»، وما أشبه ذلك.
والتفصيل: هو أن يأتي الشاعر بشطر بيت له متقدّم، صدرا كان أو عجزا، ليفصّل (4) به كلامه بعد حسن التصريف في التوطئة الملائمة.
والعميان ما نظموا (5) هذا النوع في بديعتهم وغالب علماء البديع لم تذكره في مصنّفاتهم (6) غير أنّ الشيخ صفيّ الدّين (7) الحليّ أورده في بديعيته، فدعت المعارضة إلى نظمه. وبيته (8) في بديعيته [عن النبي، (صلى الله عليه وسلم)] (9)، [على هذا النوع، هو] (10):
صلّى عليه إله العرش ما طلعت ... شمس وما لاح نجم في دجى (11) الظّلم (12)
فصدر هذا البيت ذكر أنّه تقدّم له في قصيدة قافية، امتدح بها النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)،
__________
(30) في ط: «ذكر التفصيل».
(1) «من عمري» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(2) البيت في ديوانه ورقة 5أونفحات الأزهار ص 305.
(3) في ط: «والمغالات».
(4) في د: «لتفصيل به».
(5) في ط: «لم ينظموا».
(6) في ب، د، و: «مصنّفاتها».
(7) «صفيّ الدين» سقطت من ب.
(8) في ب: «وبيت الشيخ الحلّيّ».
(9) من و.
(10) من ب.
(11) في ط: «النهار ولاحت أنجم» مكان «وما لاح نجم في دجى».
(12) البيت في ديوانه ص 699وشرح الكافية البديعية ص 273ونفحات الأزهار ص 304.(3/122)
مطلعها (1) / [من البسيط]:
فيروزج الصّبح أم ياقوتة الشّفق ... بدت فهيّجت الورقاء في الورق (2)
والبيت الذي أتى (3) بصدره منها، وأثبته (4) في بديعيته على حاله، لأجل نوع التفصيل [قوله] (5) [من البسيط]:
صلّى عليه إله العرش ما طلعت ... شمس النهار ولاحت أنجم الغسق (6)
وبيت الشيخ عزّ الدين (7) في بديعيّته [يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)] (8):
تفصيل مدحك تجميل لذي (9) أدب ... أوصاله لفّت (10) البلوى من الرّقم (11)
فصدر بيت الشيخ عزّ الدين (12) كان عجزا في قصيدة تقدمت له بائية (13)، مطلعها [من البسيط]:
لو أنّ وجه رضائي غير منتقب ... ما سرّ قلبي بلوغي غاية الأرب (14)
والبيت (15) الذي جعل عجزه صدرا (16)، وأبقاه على حاله في بديعيّته (17)، لأجل هذا الفصل (18)، نوع التفصيل [من البسيط]:
كسوتني حللا بين الأنام بها ... تفصيل مدحك تجميل لذي (19) أدب (20)
__________
(1) في ب: «ومطلعها يقول فيه».
(2) البيت في ديوانه ص 83وشرح الكافية البديعية ص 273ونفحات الأزهار ص 304.
(3) «أتى» سقطت من ب.
(4) في د: «وأنبته».
(5) من و.
(6) البيت في ديوانه ص 85وشرح الكافية البديعية ص 273ونفحات الأزهار ص 304.
والغسق: ظلمة الليل. (اللسان 10/ 288 (غسق)).
(7) في ب: «الموصلي» مكان «عز الدين» وبعدها في د، ط، و: «الموصليّ».
(8) من و.
(9) في د: «الذي».
(10) في ط: «كفّت».
(11) في ك: «النقم». والبيت في نفحات الأزهار ص 304وفيه: «كفّت».
(12) في ب: «الموصلي» مكان «عز الدين».
(13) «بائية» سقطت من ب.
(14) البيت في نفحات الأزهار ص 305.
(15) «والبيت» سقطت من ط.
(16) في ط: «صدره عجزا».
(17) في بديعيته سقطت من ب.
(18) «هذا الفصل» سقطت من ب، د، ط، و.
(19) في د: «الذي».
(20) البيت في نفحات الأزهار ص 305.(3/123)
هذا البيت كان تفصيل حلله (1) كاملا في موضعه، ولمّا نقل الشيخ عزّ الدين (2)
عجزه وجعله صدرا في بديعيّته، ظهر في تفصيله نقص بقوله مع العقادة في العجز:
«لفّت (3) البلوى من الرّقم»، فإنّ «الرّقم» بفتح الراء وكسر القاف: الداهية، قلت:
والداهية إذا دخلت بيتا تركته خرابا.
وبيت بديعيّتي أقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (4):
وإن ذكرت زمانا ضاع من عمري ... في غير تفصيل مدح صحت يا ندمي (5)
فصدر هذا البيت تقدّم لي في قصيدة فائيّة (6)، مطلعها [من البسيط]:
قد مال غصن النّقا عن صبّه هيفا ... يا ليته بنسيم العتب لو عطفا (7)
والبيت الذي نقلت صدره منها وأثبتّه في بديعيتي، وأبقيته على حاله، لأجل نوع التفصيل [هو] (8) [من البسيط]:
وإن ذكرت زمانا ضاع من عمري ... ولم أهاجر إليه صحت يا أسفا (9)
وهذه القصيدة من غرر قصائدي بل من غرر القصائد، منها [من البسيط]:
مزاج خمرة فيه (10) جاء معتدلا ... فراح منه مزاج الرّاح منحرفا
ومذ غدا جسمه ماء برقّته ... علمت والله أنّ القلب منه صفا
منه الغزالة غارت عينها حسدا ... والبدر قد لازم التّسهيد والكلفا (11)
[منها] (12) [من البسيط]:
والظبي قال: أنا أحكي لواحظه ... فصحّ عندي أنّ الظّبي قد خرفا (13)
__________
(1) في و: «خلله».
(2) في ب: «الموصلي» مكان «عز الدين».
(3) في ط: «كفّت».
(4) بعدها في ب: «وشرّف وكرّم وبجّل وعظّم».
(5) البيت سبق تخريجه.
(6) «فائية» سقطت من ب.
(7) البيت في ديوانه ورقة 9ب ونفحات الأزهار ص 305.
(8) من ب.
(9) البيت لم أقع عليه في ديوانه وهو له في نفحات الأزهار ص 305.
(10) في ب: «لنا قد» مكان «فيه».
(11) الأبيات في ديوانه ورقة 9ب.
والكلف: حمرة كدرة تعلو الوجه ولعلّه الولوع. (اللسان 9/ 307 (كلف)).
(12) من د.
(13) البيت في ديوانه ورقة 10أ.(3/124)
[ومنها] (1) [من البسيط]:
مذ (2) صار لي قبلة محراب حاجبه ... صيّرت عابد طرفي (3) فيه معتكفا (4)
ولام فيه عذولي (5) قلت من كلفي ... قلبي رأى منه قدّا في الهوى ألفا
ما ضرّه لو عفا عنّي وأظهر لي ... عطفا وعاين ربع الصّبر كيف عفا
أراد منّي وكف الدّمع، قلت له: ... حسيبك الله (6) يا بدر الدّجى وكفى (7)
قلت (8): لم أستطرد إلى ذكر هذه [الأبيات] (9) هنا (10)، إلّا أنّ (11) نوع التفصيل لم يحتمل إطلاق عنان القلم (12) في الكلام عليه إلى أكثر من ذلك (13).
__________
(1) من ب، و، ط.
(2) في و: «قد».
(3) في ب، و: «صيّرت عاكف صبري».
(4) في ب: «منعكفا».
(5) في ط: «عذول».
(6) في ب: «ألله حسبك».
(7) الأبيات في ديوانه ورقة 10أ.
ووكف الدمع: سيلانه. (اللسان 9/ 362 (وكف)).
(8) «قلت» سقطت من ب، د، ط، و.
(9) من ب، د، ط، و.
(10) في و: «هنا» كتبت فوق «الأبيات».
(11) في ب، د، ط، و: «لأنّ».
(12) في ب: «العنان» مكان «عنان القلم».
(13) بعدها في ب، د، و: «والله أعلم».(3/125)
النوادر (30)
62 - نوادر المدح في أوصافه نشقت ... منها الصّبا فأتتنا (1) وهي في شمم (2)
هذا النوع، أعني «النوادر»، سمّاه قوم «الإغراب» و «الطرفة»، وهو أن يأتي الشاعر بمعنى يستغرب، لقلّة (3) استعماله، لا لأنّه لم يسمع بمثله، وهذا مما اختاره قدامة دون غيره، ولكن غالب علماء البديع اختاروا غير رأي قدامة / في هذا النوع، فإنّهم قالوا: لا يكون المعنى غريبا إلّا إذا لم يسمع بمثله.
وأورد زكيّ الدين (4) بن أبي الأصبع في كتابه المسمّى ب «تحرير التحبير» (5) لنوع «النوادر» حدّا أقرب إليه من اختيار قدامة، وأبلغ وأوقع في النفوس، وهو: أن يعمد الشاعر إلى معنى مشهور، ليس بغريب في بابه، فيغرب فيه بزيادة لم تقع لغيره، ليصير بها ذلك المعنى المشهور غريبا، وينفرد [به] (6) دون كلّ من نطق به وبيان ذلك أنّ تشبيه «الحسان» ب «الشمس» و «البدر» (7) مبذول معروف، قد (8) ذهبت طلاوته لكثرة ابتذاله، فكأنّ (9) سابق (10) المتقدّمين وقبلة المتأخّرين القاضي الفاضل أنفث نفسه (11) من المثابرة (12) على هذا الابتذال، وكثرة تشبيه «الحسان» ب «البدور»، فقال
__________
(30) في ط: «ذكر النوادر».
(1) في ب: «فأتتني»، وفي هامشها: «فأتتنا».
(2) البيت في ديوانه ورقة 5أوفيه: «فانثنا» و «المدح» سقطت من الديوان ونفحات الأزهار ص 114.
(3) في ط: «القلّة».
(4) «زكيّ الدين» سقطت من ب.
(5) في ب: «تحريره» مكان «كتابه
التحبير».
(6) من ب، ط، و.
(7) في و: «والقمر».
(8) في ب: «و» وفي و: «وقد».
(9) في ب، ط: «وكان».
(10) في د: «مأبق».
(11) في د: «أنقت» وفي ط، و: «أنفت نفسه».
(12) «في المثابرة» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».(3/126)
[من الطويل]:
تراءى ومرآة السّماء صقيلة ... فأثّر فيها وجهه صورة البدر (1)
سبحان المانح! حاصل كلامه تشبيه محبوبه ب «البدر»، ولكن زيادة هذه النادرة الغريبة (2) لا تخفى: «إلّا على أكمه (3) لا يعرف القمرا» (4).
وعلى هذا المنوال نسجت بيت بديعيّتي.
ويعجبني في باب «النوادر» قول القائل [من الكامل]:
عرض المشيب بعارضيه فأعرضوا ... وتقوّضت خيم الشباب فقوّضوا
ولقد سمعت وما سمعت بمثلها (5) ... بين (6) غراب البين فيها (7) أبيض (8)
وبيت الشيخ صفيّ الدّين (9) الحلّيّ في بديعيّته، يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم):
كأنّما قلب معن ملء (10) فيه فلم ... يقل لسائله يوما سوى نعم (11)
هذا البيت، ذكر الشيخ صفيّ الدين (12) في شرحه أنّ النادرة [فيه] (13) قلب «معن» ب «نعم» (14)، [قلت: قلب «معن» ب «نعم»] (15)، لم يعدّ من نوع (16) النوادر،
__________
(1) البيت للقاضي الفاضل في ديوانه ص 208وفيه «ليلة البدر» وبلا نسبة في نفحات الأزهار ص 113.
(2) في ب، ط: «اللطيفة» وفي و: «الغريبة خ»، وفي هامشها: «اللطيفة» صح.
(3) في ب: «الأكمه».
والأكمه: الذي يولد أعمى. (اللسان 13/ 536 (كمه)).
(4) الشطر لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
وصدره من البسيط:
* وقد ظهرت فلا تخفى على أحد *
(5) في ط: «بمثله».
(6) في ب: «بأنّ».
(7) في ب، د، ط، و: «فيه».
(8) البيتان بلا نسبة في تحرير التحبير ص 508وفيه: «ييتا» مكان «بين».
(9) «صفي الدين» سقطت من ب.
(10) في د، ك: «ملء» وفي هـ، و: «ملء» ن.
(11) البيت في ديوانه ص 693وشرح الكافية البديعية ص 162ونفحات الأزهار ص 114. وأراد ب «معن» معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر الشيباني، أبا الوليد. من أشهر أجود العرب. (الأعلام 7/ 273).
(12) في ب: «الحلّيّ» مكان «صفي الدين» وبعدها في د: «الحليّ».
(13) من ب، د، ط، و.
(14) «بنعم» سقطت من د.
(15) من ب، د، ط، و.
(16) في ب: «أنواع».(3/127)
بل من أنواع (1) الجناس المسمّى ب «القلب والعكس»، وجناس القلب وغيره من أنواع الجناس ليس فيه غير خدمة الألفاظ، فإنه نوع لفظيّ، والذي قرّره قدامة وغيره، في هذا النوع [وغيره] (2)، أنّ الغرابة تكون في المعنى، بحيث يعدّ ذلك المعنى من النوادر.
والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم.
وبيت الشيخ عزّ الدين (3) الموصليّ (4) في بديعيّته [على هذا النوع، هو] (5):
نوادر من جنان (6) كالجنان زهت ... أم هل بدت واضحات الحسن من إرم (7)
قلت: إنّ بيت الشيخ صفيّ الدين (8) الحليّ مع ما فيه من النقد والمؤاخذة معدود من النوادر بالنسبة إلى هذا البيت، وما أشبهه بالبيت الذي أخبر عنه (9) الحريريّ في مقاماته وقال: «إنّه أخرج من التابوت، وأوهن (10) من بيت العنكبوت» (11). وما ذاك إلّا أنّي (12) كرّرت النظر في أركان هذا البيت، فلم أجد فيه مقرّا لنادرة (13) من النوادر التي (14) تقدّم تقريرها (15)، فلم يسعني غير النظر في شرحه فوجدته [قد] (16)
قال: «إنّ جناني [قد] (17) ظهر منه محاسن مدهشة، أو (18) بدت محاسن إرم ذات
__________
(1) «الجناس المسمّى أنواع» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(2) من ط.
(3) «عز الدين» سقطت من ب.
(4) «الموصلي» سقطت من و.
(5) من ب.
(6) في ب، د، ط، و: «جناني».
(7) البيت في نفحات الأزهار ص 114 وفيه: «من جناني».
(8) «صفي الدين» سقطت من ب.
(9) في ب: «الذي ذكره».
(10) في ب: «أوهى».
(11) المثل في جمهرة الأمثال 2/ 329 والدرّة الفاخرة 2/ 415وتمثال الأمثال 1/ 348وثمار القلوب ص 432وكتاب الأمثال لمجهول ص 17والمستقصى 1/ 441والمداني 2/ 382. وفيه إشارة إلى قوله تعالى:
{كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} [العنكبوت:
41].
(12) في ط: «أنني».
(13) في ب: «لفائدة».
(14) في ك: «الذي».
(15) في و: «ذكرها» خ، وفي هامشها:
«تقريرها» صح.
(16) من ب، د، وو في ب: «قد» تحت «قال».
(17) من ب.
(18) في ب، د، ط، و: «أم».(3/128)
العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد، ويحكى أنها جنّة بناها عاد». قلت: فما (1)
أحقّ اخترع الخرّاع بهذه العبارة، وهي بشهادة الله عبارته بفصّها (2)، والذي أعدّه من النوادر [إنّ] (3) إبراز الشيخ عزّ الدين (4) مثل هذا البيت في بديعيته، ورضاه به، وتنزيل مثل هذه العبارة عليه. انتهى.
وبيت بديعيّتي أقول فيه عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) (5):
نوادر المدح في أوصافه نشقت ... منها الصّبا فأتتنا وهي في شمم (6)
النادرة، في معنى هذا البيت، عرفها ضائع لمن شمّه من أهل الأدب، وما ذاك إلّا أنّ «النسيم» أكثر الشعراء من استعماله في تحمّل الرّسائل، وغاية ما عرفوا فيه (7)
أنّه (8) ينشق منه عرف الأحبّة إذا هبّ من نحوهم. والنادرة التي غرّبت (9) بها هذا المعنى أنّ نسيم (10) الصّبا لمّا نشقت عرف مديح النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، وتعرّفت به تزايد شممها، و «الشمم» للنّسيم نادرة بل نكتة (11) لم أسبق إليها فإنّ (12) «النسيم» (13)
أحقّ باشتراك هذه التورية / من غيره (14) لأنّ «الشمم» لائق به، وهو (15) الذي أشار إليه ابن أبي الأصبع في أنّ الشاعر يعمد إلى معنى مبذول معروف ليس بغريب في بابه، فيغرّبه بزيادة لم تقع لغيره، ويصير بها ذلك المعنى المعروف غريبا. ومثل ذلك حتّى يزداد نوع النوادر إيضاحا قول أبي نواس [من السريع]:
هبّت لنا ريح شماليّة ... متّت إلى القلب بأسباب
أدّت رسالات الهوى بيننا ... عرفتها من بين أصحابي (16)
__________
(1) في ب، ط، و: «وما».
(2) في ب، ط: «بنصّها».
(3) من هـ ب.
(4) في ب: «للشيخ الموصليّ» مكان ««إبراز الشيخ عز الدين».
(5) بعدها في ب: «وشرّف وكرّم».
(6) البيت سبق تخريجه.
(7) في ب: «غرّبوا فيه» وفي د: «غربوا به» وفي ط: «أغربوا فيه».
(8) في ب: «أن».
(9) في ط: «أغربت».
(10) «نسيم» سقطت من ب.
(11) في هـ و: «بل نكتة» كتبت فوق «نادرة».
(12) في ب: «وإنّ».
(13) «نادرة النسيم» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(14) «من غيره» سقطت من ب.
(15) في ب، د، ط، و: «وهذا».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.(3/129)
قوله:
* عرفتها من بين أصحابي *
نادرة لم يسبق إليها وقد جاراه مجير الدين [بن] (1) الخيّاط في بديع هذا النوع، [ونادرة هذا المعنى، لولا (2) الحياء، لقلت إنّه أحرز قصبات السّبق عليه] (3)، بقوله [من الخفيف]:
يا نسيم الصّبا الولوع بوجدي ... حبّذا أنت لو مررت بهند
ولقد رابني شذاك فباللّ ... هـ (4) متى عهده بأطلال نجد (5)
بين قوله (6) «ولقد (7) رابني شذاك» في بيت مجير الدين، وبين:
* عرفتها من بين أصحابي (8) *
في بيت أبي نواس (9) [معرك ذوقيّ] (10) وذوقه (11) ما يدركه (12) إلّا من صفت مرآة ذوقه في علم الأدب، ولعمري إنّ النادرتين (13) يتجمّل بهما (14) هذا النوع.
ومثله قول القائل، ويعجبني إلى الغاية (15) [من الكامل]:
ويد الشمال عشيّة مذ (16) أرعشت (17) ... دلّت على ضعف النّسيم بخطّها
كتبت سقيما في صحيفة جدول ... فيد الغمامة صحّحته بنقطها (18)
النوادر في هذين البيتين لم يحتج برهانها (19) إلى إقامة دليل، وقد فهمت
__________
(1) من ب.
(2) في ب، د، و: «ولولا».
(3) من ب، د، ط، و.
(4) في ط: «فيا لله».
(5) البيتان في ديوانه ص 104وفيه: «مررت بنجد» و «بأطلال هند».
وراب: من «الرّيب».
(6) «بين قوله» سقطت من ب و «قوله» سقطت من د، ط، و.
(7) في ب: «وقد».
(8) الشطر سبق تخريجه.
(9) «في بيت أبي نواس» سقطت من ط.
(10) من ب، د، ط، و.
(11) «وذوقه» سقطت من ب، د، ط، و.
(12) في و: «لا يدركه».
(13) في ك: «النادرة بين».
(14) في ك: «بها».
(15) «ويعجبني إلى الغاية» سقطت من ب.
(16) في ب: «إذ».
(17) في و: «أرعشت».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(19) في و: «برهانهما».(3/130)
الزيادات في غرابة المعاني المبتذلة.
ومثله، ولم يخرج عمّا (1) نحن فيه من لطف النسيم ونوادر النوع، قول القائل [من الكامل]:
وصبا صبت (2) من قاسيون فسكّنت ... بهبوبها وصب الفؤاد البالي
خاضت مياه النّيربين (3) عشيّة ... وأتتك وهي بليلة الأذيال (4)
ويعجبني في هذا الباب قول سيف (5) الدين [بن] (6) المشد (7) [من السريع]:
مسكيّة الأنفاس تملي (8) الصّبا ... عنها حديثا قطّ لم يملل
جننت لمّا أن سرى عرفها ... وما (9) نرى من جنّ بالمندل (10)
وألطف منه وأكثر نوادر قول بدر الدّين حسن الغزيّ [الشهير ب] (11) الزغاريّ (12)
[من الطويل]:
سرت من بعيد الدار لي نسمة الصّبا ... وقد أصبحت حسرى من السّير ضائعه
ومن عرق مبلولة الجيب بالندى ... ومن تعب أنفاسها متتابعه (13)
[ومن العجائب في هذا النوع [من الخفيف]:
حبّذا ليلة رأيت دجاها ... زاهيا عطفه بحلّة فجر
بشّرت باللّقاء وهي غراب ... ونفى الفجر حسنها وهي قمري] (14)
__________
(1) في ط: «عن ما».
(2) في ط: «هبّت صبا».
(3) في ط: «النّيرين».
(4) في و: «الأذيالي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والنّيربان: هي قرية مشهروة بدمشق، تدعى «النيرب». (معجم البلدان 5/ 381380وتاج العروس 4/ 259).
(5) في ب، ط، و: «ناصر».
(6) من ط.
(7) بعدها في و: «رحمه الله تعالى».
(8) في ب: «يملي».
(9) في و: «ومن».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) من ب، د، ط، و.
(12) بعدها في و: «رحمه الله تعالى».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) من ط. والبيتان لم أقع عليهما في ما(3/131)
ومن النوادر اللطيفة، في هذا الباب، قول علاء الدين الجوينيّ صاحب الديوان ببغداد (1) في (2) دو بيت (3):
مذ صار مبيتنا بضوء القمر ... والحبّ نديمنا وصوت (4) الوتر
نادى بفراقنا نسيم سحرا ... ما أبرد ما جاء (5) نسيم السّحر (6)
ومن نادر ما اتّفق لي، في نظم النوادر (7)، قولي من قصيدة (8) رائيّة (9)
[وهو] (10) [من البسيط]:
ومذ سرت نسمات الثغر باردة ... بدا بأعضاء (11) ذاك الجفن تكسير (12)
قد تقدّم تقرير حدّ ابن أبي الأصبع في نوع النوادر وتكرّر، وهو: أن يعمد الشاعر إلى معنى مشهور كثير الاستعمال، فيغرّب فيه بزيادة نكتة لم تقع (13) لغيره، ليصير المعنى المستعمل بها غريبا. وقد فهم ما أوردته هنا من تلاعب الشعراء ب «النسيم»، وما أظهروا فيه من النوادر التي تركت رخيصه غاليا، و «تكسير الجفن» أيضا، ونسبة «الكسر» (14) إليه أكثر أهل الأدب استعماله في تغزّلهم ونسيبهم (15)، ولكنّ استعارة «النسمات الباردة» ل «الثغر»، و «هبوبها» على «أعضاء» (16) ذلك (17) «الجفن» السقيم، حتّى ظهر فيه «التكسير» نادرة النوادر في هذا النوع، والله أعلم (18).
__________
عدت إليه من مصادر.
(1) في ب: «صاحب الديوان ببغداد علاء الدين الجوينيّ» مكان «علاء الدين
ببغداد».
(2) سقطت من د وفي ط: «من».
(3) في ب، د، ك، و: «ذوبيت».
(4) في ك: «وصوت».
(5) في ط: «جاءت».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) «في نظم النوادر» سقطت من ط.
(8) في و: «من قصيد».
(9) «رائيّة» سقطت من ب.
(10) من ب.
(11) في ب، ك: «بإغضاء» وفي هـ ك:
«صوابه: «بأعضاء»».
(12) البيت في ديوانه ورقة 8ب وفيه:
«بإغضاء».
(13) في ك: «يقع».
(14) في ط: «التكسير».
(15) سقطت من د وفي ط: «وتشبّههم».
(16) في ب: «إغضاء».
(17) في ب، ط: «ذاك».
(18) في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم».(3/132)
المبالغة (30)
63 - بالغ وقل كم جلا بالنّور ليل وغى ... والشّهب قد رمدت من عثير الدّهم (1)
«المبالغة» نوع معدود من محاسن هذا الفنّ عند الجمهور، واستدلّوا على ذلك (2) بقول من قال: «أحسن الشعر أكذبه»، وبقول (3) النابغة الذّبياني: «أشعر الناس من استجيد كذبه وضحك من رديئه». واستدلّوا أيضا بردّ النابغة الذّبياني (4)
المذكور على مثل حسان بن ثابت، رضي الله عنه (5)، [شاعر رسول الله، (صلى الله عليه وسلم)،] (6)
في قوله (7) [من الطويل]:
لنا الجفنات الغرّ يلمعن في الضّحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما (8)
و [الرّدّ] (9) الذي ردّه النابغة على / هذا البيت في ثلاثة مواضع: الأوّل منها أنّه قال له: قلت لنا «الجفنات»، و «الجفنات» تدلّ على قليل، فلا فخر لك ولا مبالغة إذا كان في ساحتك ثلاث جفنات (10) أو أربع. والثاني: أنّك (11) قلت «يلمعن»، و «اللمعة» بياض قليل ليس فيه كبير شأن. والثالث: أنّك قلت عن (12) السيوف «يقطرن»،
__________
(30) في ط: «ذكر المبالغة».
(1) البيت في ديوانه ورقة 5أونفحات الأزهار ص 249.
(2) «ذلك» سقطت من ب.
(3) في د: «وقول» وفي ك: «قول».
(4) «الذبياني» سقطت من ب، د، ط.
(5) «رضي الله عنه» سقطت من ط.
(6) من ب.
(7) «في قوله» سقطت من ب.
(8) البيت في ديوانه ص 356وتحرير التحبير ص 148والعمدة 2/ 85 والجفنات: القصاع الكبيرة. (اللسان 13/ 89 (جفن)).
(9) من ب، د، ط، و.
(10) في ب، د، ط: «جفان».
(11) «أنّك» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(12) في ط: «في».(3/133)
و «القطرة» تكون للقليل (1) فلا تدلّ على فرط (2) نجدة ولا مبالغة.
وترشيح جانب المبالغة مذهب ابن رشيق في «العمدة»، ومنهم من لم يعدّ المبالغة من حسنات الكلام، ومشى في ذلك على مذهب حسّان بن ثابت (3)، رضي الله عنه (4)، فإنّه قال [من البسيط]:
وإنّما الشعر عقل المرء يعرضه (5) ... على المجالس إن (6) كيسا وإن حمقا
وإنّ أشعر بيت أنت قائله ... بيت يقال، إذا أنشدته، «صدقا» (7)
وعند أهل هذا المذهب (8)، إنّ المبالغة لم تسفر عن غير التهويل على السامع، ولم يفرّ (9) الناظم إلى التحتيم (10) عليها، إلّا لعجزه وقصر (11) همّته عن اختراع المعاني المبتكرة، لأنّها في صناعة الشعر كالاستراحة من الشاعر إذا أعياه إيراد المعاني الغريبة، فيشغل الأسماع (12) بما هو محال وتهويل وقالوا: إنّها ربّما (13)
أحالت المعاني (14) فأخرجتها عن حدّ الكلام الممكن إلى حدّ الامتناع. والمبالغة تعاب في بابها إذا خرجت عن حدّ (15) الإمكان إلى (16) الاستحالة، ويأتي الكلام على حدّها في موضعه. والذي أقوله: إنّ المبالغة من محاسن أنواع البديع، ولم يستطرد في حلبات سبقها إلّا (17) فحول هذه الصناعة، ولولا سموّ رتبتها ما وردت في القرآن
__________
(1) في ب: «بالقليل».
(2) في ب: «فلا يدلّ فرط».
(3) «ابن ثابت» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(4) في ب: «رضي الله تعالى عنه».
(5) في د، و: «يعرضه».
(6) في ط: «الأنام فإن» وفي و: «البريّة إن».
(7) البيتان في ديوانه ص 274وتحرير التحبير ص 150وفيهما: «لبّ المرء».
(8) في ب: «الأدب» مكان «هذا المذهب».
(9) في ب: «ولم يقرّ».
(10) في ب، ط، و: «التخييم» وفي د:
«التختيم».
(11) في ط: «وقصور».
(12) في ب: «فشغل السامع» وفي هـ و:
«السمع» صح مكان «الأسماع».
(13) في ط: «ربّما إنّها».
(14) «الغريبة، فيشغل المعاني» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(15) «حدّ» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(16) في ب: «في».
(17) في ط: «لا».(3/134)
العظيم والسنّة النبويّة، ولو سلّمنا إلى من يهضم جانبها ولم يعدّها من محاسن (1)
الكلام، بطلت بلاغة الاستعارة وانحطّت رتبة التشبيه.
وتسمية «المبالغة» (2) منسوبة إلى قدامة، ومنهم من سمّى هذا النوع «التبليغ»، وسمّاه ابن المعتزّ «الإفراط في الصفة»، وهذه التسمية طابقت المسمّى، ولكن أكثر الناس رغبوا في تسمية قدامة لخفّتها.
وهذا النوع، أعني المبالغة، شرّكه قوم مع «الإغراق» و «الغلوّ» لعدم معرفة الفرق، وهو مثل الصّبح ظاهر.
و «المبالغة» في الاصطلاح: هي إفراط وصف الشيء بالممكن القريب وقوعه [عادة] (3)، و «الإغراق» وصف الشيء بالممكن (4) البعيد وقوعه عادة، و «الغلوّ» وصفه بما يستحيل وقوعه ويأتي الكلام على حدّ (5) كلّ واحد من الثلاثة في موضعه.
وقد تقرّر أوّلا أنّ المبالغة نوعها مبنيّ على وصف الشيء بالممكن القريب وقوعه.
وحدّ قدامة «المبالغة» فقال: هي أن يذكر المتكلّم حالا من الأحوال لو وقف عندها لأجزأت (6)، فلا يقف حتّى يزيد في معنى ما ذكره ما يكون أبلغ من معنى قصده، كقول عمير (7) بن كريم الثعلبيّ (8) [من الوافر]:
ونكرم جارنا ما دام فينا ... ونتبعه (9) الكرامة حيث مالا (10)
وقال: إنّ هذا البيت من أحسن المبالغة عند الحذّاق، فإنّ الشاعر بلغ فيه إلى أقصى ما يمكن من وصف الشيء، وتوصّل إلى أكثر ما يقدر عليه فتعاطاه.
__________
(1) في ب، د، ط، و: «حسنات».
(2) في ب: «البلاغة».
(3) من ب، د، ط، و.
(4) «القريب وقوعه بالممكن» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(5) «حدّ» سقطت من ب، ط، و.
(6) في ب: «الآخرات» (* ز)!!!
(7) في ب: «عمر».
(8) في ب، د، ط، و: «التغلبي».
(9) في ب: «وتتبعه».
(10) البيت لعمرو بن الأهتم التغلبيّ في تحرير التحبير ص 147ولعمر بن كرب الثعلبيّ في نفحات الأزهار ص 247ولعمرو بن الأيهم التغلبيّ 2/ 87وفيه: «حيث كانا» وبلا نسبة في الإيضاح ص 306.(3/135)
ولخّص بعضهم عبارة الحدّ الذي حدّه قدامة، وقال: المعنى إذا زاد على التمام سمّي «مبالغة». وقال ابن رشيق في «العمدة»: المبالغة بلوغ الشاعر أقصى ما يمكن في وصف الشيء.
قلت: وعلى هذا التقرير (1)، فجلّ القصد في المبالغة الإمكان والخروج عن المستحيل والمذهب الصحيح (2) فيها: أنّها ضرب من المحاسن إذا بعدت عن «الإغراق» و «الغلوّ»، وإن كان «الإغراق» و «الغلوّ» ضربين من المحاسن (3) ونوعين من أنواع البديع، فقد شرط علماؤه أنّ النوع لا يتجاوز حدّه بحيث يزول الالتباس.
ويعجبني من أمثلة المبالغة في المديح قول القائل [من الطويل]:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللّيل حتّى نظّم الجزع ثاقبه (4)
فالمعنى تمّ للناظم لمّا انتهى في بيته (5) إلى قوله «دجى الليل»، ولكن زاد بما هو أبلغ وأبدع (6) وأغرب في قوله «حتّى نظم الجزع ثاقبه».
ومثله قول أبي الطيّب المتنبّي (7) في وصف جواد [من الطويل]:
وأصرع أيّ الوحش قفّيته (8) به ... وأنزل عنه مثله حين أركب (9) /
وقال (10) زكيّ الدّين (11) بن أبي الأصبع في كتابه المسمّى ب «تحرير التحبير» (12):
أبلغ شعر سمعته في باب المبالغة قول شاعر الحماسة (13)، إذ بالغ في مدح
__________
(1) في ب، د، ك، و: «التقدير».
(2) في ب، هـ ب: «الصحيح».
(3) «إذا بعدت المحاسن» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(4) البيت للقيط بن زرارة في عيون الأخبار 4/ 314ولأبي الطمحان القينيّ في الأغاني 12/ 403.
والجزع: ضرب من الخرز، وقيل: هو الخرز اليمانيّ، وهو الذي فيه بياض وسواد تشبّه به الأعين. (اللسان 8/ 48 (جزع)).
(5) «في بيته» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(6) «وأبدع» سقطت من و.
(7) بعدها في و: «رحمه الله».
(8) في ب: «قنيته» دون إعجام.
(9) البيت في ديوانه ص 467وتحرير التحبير ص 154والإيضاح ص 306.
(10) في ط: «قال».
(11) «زكيّ الدين» سقطت من ب.
(12) في ب: «تحريره» مكان «كتابه
التحبير».
(13) بعدها في و: «رحمه الله خ».(3/136)
ممدوحه، بقوله [من الطويل]:
رهنت (1) يدي بالعجز عن شكر برّه ... وما فوق شكري للشّكور مزيد
ولو كان ممّا يستطاع استطعته ... ولكنّ ما لا يستطاع شديد (2)
فانظر، ما أحلى احتراسه عن ذلك بقوله:
* وما فوق شكري للشكور مزيد (3) *
وانظر كيف أظهر عجزه وعذره (4) مع قدرته بأن قال في البيت الثاني:
* ولو كان ممّا (5) يستطاع استطعته *
ثمّ أخرج بقيّة البيت للمبالغة (6) مخرج المثل السائر حيث قال (7):
* ولكنّ ما لا يستطاع شديد (8) *
ومن هنا قال (9) أبو نواس [من الكامل]:
لا تسدينّ (10) إليّ عارفة ... حتّى أقوم بشكر ما سلفا (11)
ومن معجز المبالغة في القرآن العظيم قوله تعالى: {سَوََاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسََارِبٌ بِالنَّهََارِ (10) لَهُ مُعَقِّبََاتٌ} (12) فجعل كلّ واحد [منهم] (13) أشدّ مبالغة في معناه وأتمّ صفة.
وجاء من المبالغة في السنّة النبوية (14) قوله، (صلى الله عليه وسلم)، مخبرا عن ربّه: «كلّ عمل
__________
(1) في ب: «وهنت».
(2) البيتان في شرح ديوان الحماسة 2/ 1596وتحرير التحبير ص 155 ونهاية الأرب 7/ 125.
(3) الشطر سبق تخريجه.
(4) «وعذره» سقطت من ب وفي د، ط، و:
«عذره في عجزه» وفي هـ ك: «صوابه:
«عذره في عجزه»».
(5) بعدها في د: «لا» مشطوبة.
(6) في د: «المبالغة».
(7) «في البيت الثاني: ولو حيث قال» سقطت من ب.
(8) الشطر سبق تخريجه.
(9) «ولكنّ ما لا قال» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(10) في ط: «لا تستدينّ».
(11) البيت في ديوانه ص 427وتحرير التحبير ص 156.
(12) الرعد: 1110. و «له معقبات» سقطت من ب، د، ط، و.
(13) من ب، ط، و.
(14) في ب: «السنّة الشريفة».(3/137)
ابن آدم له إلّا الصوم (1) فإنّه لي وأنا أجزي به» (2) وقوله في بقية [هذا] (3) الحديث:
«والذي نفس محمّد بيده، لخلوف (4) فم الصّائم أطيب عند الله (5) من ريح المسك» (6)، ففي هذا (7) الحديث الشريف (8) مبالغتان: إحداهما (9) كون الحقّ (10)، سبحانه وتعالى، أضاف الصيام إلى نفسه دون سائر الأعمال لقصد المبالغة في تعظيمه وشرفه، وأخبر أنّه، عزّ وجلّ، يتولّى مجازاة الصّائم بنفسه مبالغة في تعظيم الجزاء وشرفه، ونحن نعلم أنّ الأعمال كلّها لله، سبحانه وتعالى (11)، ولعبده باعتبارين: أمّا كونها للعبد فأنّه (12) يثاب عليها، وأمّا كونها لله (13) فأنّها (14) عملت لوجهه الكريم ومن أجله فتخصيص الصّيام (15) بالإضافة (16) إلى الرّبّ (17)، سبحانه وتعالى (18)، وتخصيص ثوابه بما خصّص به، إنّما كان للمبالغة في تعظيمه. والمبالغة الثانية إخبار النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، بعد تقديم القسم، لتأكيد الخبر بأنّ خلوف فم الصائم أطيب عند الله (19) من ريح المسك ففضّل تغيّر فم الصّائم بالإمساك عن الطعام والشراب على ريح المسك الذي هو أعطر الطيب على مقتضى ما يفهم (20) من ريح المسك، وأتى
__________
(1) في ب، و: «الصيام».
(2) الحديث في مسند أحمد بن حنبل 3/ 273ومصنّف عبد الرزاق ص 7891 وفتح الباري لابن حجر 4/ 107، 118 وكنز العمال للمتّقي الهنديّ ص 23627ومسند أبي حنيفة ص 78.
(3) من ب، د، ط، و.
(4) الخلوف: تغيّر طعم الفم لتأخّر الطعام، أو تغيّر ريح الفم. (اللسان 9/ 93 (خلف)).
(5) في ط: «عند الله أطيب».
(6) الحديث في صحيح البخاري 4/ 34 ومسند أحمد بن حنبل 1/ 2446/ 313والسنن الكبرى للبيهقيّ 4/ 235 والمعجم الكبير للطبراني 10/ 120 وتلخيص الحبير لابن حجر 1/ 61، 2/ 201ومجمع الزوائد للهيثميّ 3/ 165 وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي 7/ 213.
(7) «هذا» سقطت من ط.
(8) بعدها في و: «هنا» مشطوبة.
(9) في ب، د: «أحدهما».
(10) في و: «ألله» مكان «الحقّ».
(11) في ب: «عزّ وجلّ».
(12) في ب، د، ط، و: «فلأنّه».
(13) بعدها في ب: «عزّ وجلّ».
(14) في ط: «فلأنّها».
(15) في ط: «الصائم».
(16) «بالإضافة» سقطت من ب.
(17) في ط: «للرّبّ».
(18) «وتعالى» سقطت من ب، د، ط.
(19) في ط: «عند الله أطيب».
(20) «من ريح المسك ففضل ما يفهم» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».(3/138)
بصيغة «أفعل» للمبالغة، فجمع هذا الكلام بين قسمي المبالغة المجازيّ والحقيقة (1)
ولذلك (2) ورد أنّ دم الشهيد كريح المسك، للمبالغة.
وهذا (3)، النوع، أعني المبالغة (4)، يتمكّن (5) الناظم منه في المدائح النبويّة والصفات المحمديّة (6)، فإنّ المادح إذا بالغ في وصفه (7)، (صلى الله عليه وسلم)، كانت تلك المبالغة ممكنة (8) قريبة من معجزاته وعظمه عند ربّه.
فمن ذلك قولي في (9) قصيدة نبويّة، أقول فيها (10) عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) [من الطويل]:
إذا ما سرى فردا لفرط (11) جلاله ... يقول الورى: قد سار جيش عرمرم (12)
فالمبالغة تمّت (13) لمّا انتهيت (14) إلى قولي «سار جيش»، وزدت بعد ذلك بما هو أبلغ منه وأعظم بقولي (15) «عرمرم».
وبيت الشيخ صفيّ الدّين (16) الحلّيّ في بديعيته، يقول فيه عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) (17):
كم قد جلت جنح ليل النّقع طلعته ... والشّهب أحلك ألوانا من الدّهم (18)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «والحقيقيّ».
(2) في ب، و: «وكذلك».
(3) في ب: «هذا».
(4) بعدها في و: «يتأكّد» مشطوبة.
(5) في ط: «ممكّن».
(6) في ب: «مديح النبيّ، صلى الله عليه وسلم، وصفاته» مكان «المدائح المحمّديّة».
(7) في د: «في مدحه».
(8) «ممكنة» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(9) في ب، د، ط، و: «من».
(10) في ب: «قصيد أقول فيه» مكان «قصيدة نبوية أقول فيها».
(11) في و: «بفرط».
(12) في و: «غرمرم». والبيت في ديوانه ورقة 8أ.
وفي هامش ب: «قال البوصيري [من البسيط]:
كأنّه وهو فرد من جلالته
في عسكر حين تلقاه وفي حشم»
[ديوانه ص 168].
وأشير فوقها ب «حش».
(13) في ك: «تمّت» كتبت فوق «فالمبالغة».
(14) في ب: «وصلت».
(15) في ط: «لقولي».
(16) «صفيّ الدين» سقطت من ب.
(17) بعدها في ب: «وشرّف وكرّم».
(18) البيت في ديوانه ص 692وشرح الكافية البديعيّة ص 150ونفحات الأزهار ص 248. ويقصد ب «الشّهب» و «الدّهم»:(3/139)
المبالغة تمّت للشيخ صفيّ الدين (1) في الشطر الأوّل بقوله:
* كم قد جلت جنح ليل النقع طلعته *
ولكن زاد بما هو أبلغ منها حيث قال:
* والشهب أحلك ألوانا من الدهم (2) *
وبيت العميان في بديعيتهم (3) [هو] (4):
يمّم نبيّا تباري الرّيح (5) أنمله ... والمزن من كلّ هامي الودق مرتكم (6) /
المجمع عليه أنّ المبالغة في الأوصاف المحمّديّة ممكنة عقلا وعادة، ولكنّ الأبلغ في مبالغة العميان أنّ «الرّيح» و «المزن» كان يحبّ أنّ كلّا منهما (7) يتطفّل على أنامل النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، في المباراة لعلوّ رتبته وعظم مقامه.
وبيت الشيخ عزّ الدين (8) الموصليّ في بديعيته (9) [هو] (10):
امدح وجز كلّ حمد (11) في مبالغة ... حقّا ولا تطر تقبل غير متّهم (12)
هذا البيت لم ينتظم في سلك ما قبله من أبيات المديح النبويّ، ولا بينه وبين
__________
الخيل، لألوانها.
وبعدها في ب: «آخر الجزء الأوّل من شرح البديعيات * للعلّامة الشيخ تقيّ الدين أبي بكر بن حجّة الحمويّ، تمّ على يد راقمه العبد الفقير الدرويش، محمد الهريري، غفر الله له ولوالديه وللمسلمين أجمعين، آمين. والحمد لله ربّ العالمين، في غرّة شهر ربيع الأوّل من شهور سنة اثنين وعشرين وألف هجريّة، على مهاجرها أفضل الصلاة والسّلام».
* وهذا ما جاء أيضا في صفحة العنوان من الجزء الثاني من النسخة ب والصواب: «من شرح البديعيّة».
وفي بداية الجزء الثاني من «ب» أعيدت كتابة البيت «كم قد جلت الدهم» بعد البسملة.
(1) في ب: «الحليّ» مكان «صفيّ الدين».
(2) البيت سبق شرحه.
(3) «في بديعيتهم» سقطت من ب.
(4) من ب.
(5) بعدها في و: «طلعته» مشطوبة.
(6) البيت في الحلّة السيرا ص 125.
(7) في ط: «كل منهما أنّ».
(8) «عزّ الدين» سقطت من ب.
(9) «في بديعيّته» سقطت من ب.
(10) من ب.
(11) في ب: «مدح»، وتحتها «حمد» وفي ط: «حدّ».
(12) البيت في نفحات الأزهار ص 249.(3/140)
المبالغة أدنى وصلة، ولم يظهر لي في بيته، غفر الله له (1)، إلّا وصيّته للمادح [أنّه] (2)
إذا مدح يتجاوز (3) كلّ حمد (4) وأنّه لا يطري (5) يقبل (6) وما أحقّه هنا بقول القائل [من الطويل]:
تمنّيتهم بالرّقمتين ودارهم ... بوادي الغضى (7) يا بعد ما أتمنّاه (8)
وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم):
بالغ وقل كم جلا بالنور ليل وغى ... والشّهب قد رمدت من عثير الدّهم (9)
فالمبالغة تمّت في شطر بيتي (10) الأوّل بقولي (11) «كم جلا بالنور ليل وغى»، والزيادة بما هو أبلغ منها قولي:
* والشّهب قد رمدت من عثير الدّهم (12) *
وتسمية [هذا] (13) النوع هنا هو (14) ديباجة المبالغتين على هذه الصفة (15)، والله أعلم.
__________
(1) في ب: «له ولنا».
(2) من ب، ط، و.
(3) في و: «تجاوز».
(4) في ط: «حدّ».
(5) في ب: «يطري» مصححة عن «يطير».
(6) في ب: «يقبل» وفي ط: «فيقبل».
(7) في و: «النّقا».
(8) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(9) البيت سبق تخريجه.
(10) في ط: «البيت».
(11) في ط: «بالغ وقل».
(12) الشطر سبق تخريجه.
(13) من ط.
(14) في ط: «هي».
(15) في ب، د، ط، و: «الصيغة».(3/141)
الإغراق (30)
64 - لو شاء إغراق (1) من ناواه مدّ له ... في البرّ بحر بموج فيه ملتطم (2)
قد تقرّر في نوع (3) المبالغة أنّها إفراط وصف الشّيء بالممكن القريب وقوعه عادة، وهذا النوع، أعني الإغراق، فوق المبالغة، ولكنّه دون الغلوّ، وهو في الاصطلاح (4): إفراط وصف الشيء بالممكن البعيد وقوعه عادة وقلّ من فرّق بينهما، وغالب الناس عندهم «المبالغة» و «الإغراق» و «الغلوّ» نوع واحد، وهنا لم يعمل (5) بقول الحريريّ (6) [من مجزوء الكامل]:
* سامح أخاك إذا خلط (7) *
وكلّ من «الإغراق» و «الغلوّ» لا يعدّ من المحاسن إلّا إذا اقترن بما يقرّبه إلى القبول ك «قد» للاحتمال، و «لولا» للامتناع، و «كاد» للمقاربة، وما أشبه ذلك من أنواع التقريب.
ولا (8) وقع شيء من الإغراق (9) والغلوّ في الكتاب العزيز ولا في الكلام الفصيح إلّا مقرونا بما يخرجه من باب الاستحالة ويدخله في باب الإمكان، مثل «كاد» و «لو» (10) وما يجري مجراهما، كقوله تعالى (11): {يَكََادُ سَنََا بَرْقِهِ يَذْهَبُ}
__________
(30) في ط: «ذكر الإغراق».
(1) في ب: «أغرق».
(2) البيت في ديوانه ورقة 5أونفحات الأزهار ص 208وفيه: «بحرا».
وناواه: مخفّفة من «ناوأه» أي: فاخره وعاداه. (اللسان 1/ 178 (نوأ)).
(3) في ب: «النوع».
(4) بعدها في و: «إغراق» مشطوبة.
(5) في ب: «نعمل».
(6) في ب: «الحريّ».
(7) الشطر في مقامات الحريريّ ص 197.
(8) في ط: «وما».
(9) في و: «الإغراق» مصححة عن «الإغراض».
(10) في ب: «ولولا».
(11) بعدها في ب: «وتبارك».(3/142)
{بِالْأَبْصََارِ} (1) إذ لا يستحيل في العقل أنّ البرق يخطف الأبصار (2) لكنّه يمتنع (3)
عادة، وما زاد وجه الإغراق هنا جمالا إلّا (4) بقرينة (5) «يكاد»، واقتران هذه الجملة بها (6) هو (7) الذي صرفها إلى الحقيقة، فانقلبت (8) من الامتناع (9) إلى الإمكان.
ومن شواهد تقريب نوع الإغراق ب «لو» قول زهير [من البسيط]:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم بأوّلهم أو مجدهم قعدوا (10)
فاقتران هذه الجملة أيضا بامتناع «لو» من (11) قعود القوم فوق الشمس [المستفاد ب «لو»] (12) هو الذي أظهر بهجة شمسها في باب الإغراق.
وممّا استشهدوا به على هذا النوع بغير أداة التقريب قول امرئ القيس [من الطويل]:
تنوّرتها (13) من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي (14)
وبين المكانين بعد أيّام (15)، فإنّ «أذرعات» من الشّام، والنار التي تنوّرها من أذرعات، كانت بيثرب مدينة النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، وقد أثبتوا هذا الشاهد في باب «الإغراق»، لأنّهم قالوا لا يمتنع عقلا أن يرى (16) النار من بعد هذه المسافة، / وأن لا يكون ثمّ حائل من جبل أو غيره من عظم جرم النار، ولكنّ ذلك ممتنع عادة، هذا إن جعلنا «تنوّرتها»: «نظرت إلى نارها» حقيقة، وأمّا إن جعلناه بمعنى «توهّمت نارها وتخيّلتها في فكري»، فلا يكون في البيت إغراق.
__________
(1) في ب: «بالأنصار». النور: 43.
(2) في ب: «بالأنصار».
(3) «في العقل أنّ يمتنع» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(4) «إلّا» سقطت من و.
(5) في د، ط: «تقريبه».
(6) «بها» سقطت من د.
(7) في و: «هو» مصحّحة عن «هي» بعد شطبها.
(8) في ط: «فقلبت».
(9) «من الامتناع» سقطت من ب.
(10) البيت في ديوانه ص 26وفيه:
«لأوّلهم» والعمدة 2/ 105وفيه:
«بأحسابهم».
(11) «لو من» سقطت من ط.
(12) من ط.
(13) في د: «تنوّرتها»!
(14) البيت في ديوانه ص 260وفيه:
«عال» وتحرير التحبير ص 322 والعمدة 2/ 88.
(15) في ط: «تامّ».
(16) في ب، د، ط، و: «ترى».(3/143)
ومثله قول أبي الطيب المتنبّي في صباه (1) [من البسيط]:
روح تردّد في مثل الخيال (2) إذا ... أطارت الرّيح عنه الثوب لم يبن
كفى بجسمي نحولا أنّني رجل ... لولا مخاطبتي إيّاك لم ترني (3)
وقالوا هنا أيضا (4): لا يمتنع عقلا أن ينحل (5) الشخص حتى يصير مثل الخلال (6)، ولا يستدلّ عليه إلّا بالكلام، إذ الشيء الدقيق إذا كان بعيدا لا يرى بخلاف الصوت ولكنّ صيرورة الشخص في النحول إلى مثل هذه الحالة (7) ممتنع عادة. ولعمري إنّ الشيخ شرف الدين (8) بن الفارض (9) ضمّ خصر هذا المعنى الدقيق (10) ووشحه (11) بنفائس (12) العقود، حيث قال (13) [من الطويل]:
كأنّي هلال الشّكّ لولا تأوّهي ... خفيت فلم تهد العيون لرؤيتي (14)
قلت إذا قابلنا «نحول» المتنبّي ب «هلال الشّكّ» الذي أبرز (15) ابن الفارض (16)، لم تبعد المقارنة (17)، ولكن من قابل قول المتنبّي «أنّني رجل لولا مخاطبتي [إيّاك] (18) بقول الشيخ شرف الدين (19) بن الفارض (20) في بيته:
__________
(1) «في صباه» سقطت من ب وفي ك: «في صبائه».
(2) في ب، د، ط، و: «الخلال».
(3) في و: «ترن (ي)». والبيتان في ديوانه ص 7ونفحات الأزهار ص 207وفيهما:
«الخلال».
(4) «أيضا» سقطت من ط، وو ثبتت في هـ ومشارا إليها ب «صح».
(5) في د: «يتخلّل».
(6) «وقالوا الخلال» سقطت من ب.
ويبدو أنّ البيت يروى بروايتين: «الخيال» و «الخلال».
(7) في ب، د، ط، و: «الحال».
(8) في ب: «عمر».
(9) بعدها في ب: «رحمه الله تعالى».
(10) في ط: «الرقيق».
(11) في ط: «ورشحه».
(12) في د: «بنقائس».
(13) بعدها في ب: «رحمه الله تعالى».
(14) البيت في ديوانه ص 37: ونفحات الأزهار ص 207.
(15) في ب، د، ط، و: «أبرزه».
(16) بعدها في ب: «رحمه الله تعالى».
(17) في ب، د، و: «المقاربة».
(18) من و.
(19) في ب: «عمر» مكان «الشيخ شرف الدين».
(20) «لم تبعد المقارنة من الفارض» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح» وبعدها في ب:
«رحمه الله تعالى».(3/144)
* كأنّي هلال الشّكّ لولا تأوّهي (1) *
لا بدّ أن يقابله الله (2) على ذلك، وأين لطف «لولا تأوّهي» (3) من ثقل «لولا مخاطبتي» (4)، والفرق (5) بين «خطاب الرّجل» و «تأوّه هلال الشّكّ» لا يخفى على حذّاق أهل (6) الأدب. انتهى (7).
ومنه قول بعضهم [من الخفيف]:
قد سمعنا (8) أنينه من بعيد ... فاطلبوا الشّخص حيث كان الأنين (9)
قلت: ما برح طائر فكري يحوم على ورد هذا المعنى الذي حصلت فيه المواردة، على أنّ الشخص لا يرى لشدّة نحوله إلّا بأنين أو تأوّه، وأريد أن أرشّحه بنكتة، إلى أن قلت من قصيدي (10) التي عارضت بها كعب بن زهير، وامتدحت بها النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (11) [من البسيط]:
وفوق طرس مشيبي أرّخوا تلفي ... وذلك الطرس فوق الرّأس محمول
وقد تجاوز جسمي حدّ كلّ ضنى ... وها أنا اليوم في الأوهام تخييل (12)
وقد تقدّم وتقرّر أنّ أداة المقاربة ما استعملت في الإغراق، إلّا لتنقّله من الامتناع إلى الإمكان، وهذا [النوع] (13) الذي أوردته بغير أداة المقاربة هنا (14) إن كان يبعد عادة لا يبعد عقلا.
وممّا استشهدوا به على نوع الإغراق ب «لو» التي يمكن الإغراق بها عقلا، ويمتنع عادة قول القائل [من الطويل]:
__________
(1) الشطر سبق تخريجه في البيت السابق.
(2) في ب: «الله تعالى».
(3) «لا بدّ أن تأوّهي» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(4) «من قابل قول مخاطبتي» سقطت من د.
(5) في ب، ط، و: «فالفرق».
(6) «أهل» سقطت من ب، د، و.
(7) «انتهى» سقطت من ط.
(8) في ب، ط، و: «سمعتم».
(9) البيت بلا نسبة في نفحات الأزهار ص 207.
(10) في د: «قصيدتي».
(11) بعدها في ب: «وشرّف وكرّم وبجّل وعظّم»
(12) البيت الأوّل لم أقع عليه في ديوانه والبيت الثاني في ديوانه ورقة 73أ.
(13) من د.
(14) في و: «هنا» كتبت فوق «المقاربة».(3/145)
ولو أنّ ما بي من جوى وصبابة ... على جمل لم يبق في النّار كافر (1)
يريد أنّه لو كان ما به من الحبّ بجمل لنحل (2) حتّى يدخل في سمّ الخياط، وذلك (3) لا يستحيل عقلا إذ القدرة قابلة لذلك، لكنّه ممتنع عادة، وهذا غاية في الإغراق.
وأورد الشيخ شهاب الدّين أبو (4) جعفر المغربيّ الأندلسيّ، رحمه الله تعالى (5)، في شرحه الذي كتبه على بديعيّة صاحبه شمس الدّين محمّد بن جابر (6) الأندلسيّ على هذا البيت حكاية لطيفة (7)، وهي:
أنّ إبليس تعرّض لبعض الأولياء فلم ينل منه غرضا، فقال له الوليّ: من أشدّ عليك، العابد (8) الجاهل أو العالم المسرف على نفسه؟ فقال: العالم المسرف، وأمّا العابد الجاهل فهو في قبضتي أدخل عليه [في دينه] (9) من حيث شئت، وأنا أريك ذلك فانطلق به إلى أعبد الجهّال في ذلك الزّمان، فطرق عليه الباب، فخرج إليهما، فقال له إبليس: جئت أستفتيك، هل الله قادر على أن يدخل الجمل في سمّ الخياط أم لا (10)؟ فتوقّف وتحيّر وغلق عليه (11) الباب فقال إبليس للوليّ: ها هو (12) كفر بالشّكّ في قدرة الله تعالى، ثمّ انطلق به إلى العالم المسرف (13) / على نفسه، فطرق (14) عليه الباب، وكان في القائلة، فقال [الرجل] (15) العالم: من هذا الشيطان الذي يضرب بابي في القائلة، وقد قال، (صلى الله عليه وسلم) (16): «قيلوا فإنّ الشياطين لا
__________
(1) البيت بلا نسبة في نفحات الأزهار ص 207. وفي هذا البيت إشارة إلى الآية: {وَلََا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتََّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيََاطِ}. (الأعراف: 40).
(2) في د: «لنحل» (* ح).
(3) في د: «فذلك».
(4) في ط: «ابن».
(5) «رحمه الله تعالى» سقطت من ب، ط.
(6) «جابر» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(7) في هـ و: «حكاية لطيفة» توضيحا لما في المتن.
(8) في و: «الولي» مشطوبة، وفي هامشها:
«العابد» صح.
(9) في ب، د، ط، و.
(10) في ط: «أو لا».
(11) «عليه» سقطت من ب، د، ط، و.
(12) بعدها في ب، د، ط، و: «قد».
(13) في ب، د، ط، و: «عالم مسرف».
(14) في ط: «وطرق».
(15) من ب، د، ط، و.
(16) في د، و: «عليه السلام» وفي ط: «عليه الصلاة والسلام».(3/146)
تقيل» (1)؟ فقال إبليس: ها هو قد عرفني قبل رؤيتي، فلمّا خرج قال له إبليس: هل في قدرة الله (2) أن تدخل (3) الجمل في سمّ الخياط؟ فقال له: أتشكّ في قدرته (4) على أن يوسّع سمّ الخياط حتّى يدخل فيه الجمل، أو يرقّق الجمل (5) حتّى يصير كالخيط فيدخل في سمّ الخياط؟ (6) فانصرفا، وقال إبليس لرفيقه: معرفة هذا بالله (7) تمحو ذنبه (8)، وحاله خير من حال العابد الجاهل [بالله] (9). انتهى.
وبيت الشيخ صفيّ الدين (10) الحلّيّ في بديعيته على نوع الإغراق (11):
في معرك لا تثير الخيل عثيره ... ممّا تروّي (12) المواضي تربه بدم (13)
بيت الشيخ صفيّ الدين (14) الحلّيّ، على هذا النوع، أبرزه بغير أداة التقريب، وهو بيت عامر قريب (15) من العقل، بعيد (16) من الوقوع عادة على شرط الإغراق، لكنه غير صالح للتجريد، وقد تقرّر وتكرّر أن بيوت (17) البديعيّات شواهد على (18)
الأنواع، فلا ينبغي أن يكون البيت متعلّقا بما قبله ولا بما بعده.
__________
(1) الحديث في مجمع الزوائد للهيثميّ 8/ 112وإتحاف السادة المتقين للزبيدي 5/ 143وكنز العمال للمتّقي الهندي ص 21477وتذكرة الموضوعات لابن القيسراني ص 538والسلسلة الصحيحة للألباني ص 1647.
(2) «الله» سقطت من ب وبعدها في ب، د، ط، و: «تعالى».
(3) في ب، د، ط، و: «يدخل».
(4) في ب، ط: «قدرة الله تعالى» وفي د، و: «قدرة الله».
(5) في ب: «الجميل».
(6) في هامش ك: «ويجوز أيضا إدخال الجمل في سمّ الخياط مع بقاء كلّ على مقداره، فإنّ ذلك من أيسر مقدوراته سبحانه، ولعلّه هو المقصود» (حاشيته).
(7) في ب: «بالله تعالى».
(8) في ب، د، ط، و: «ذنوبه».
(9) من ب، د، ط، وو بعدها في ب:
«تعالى».
(10) «صفي الدين» سقطت من ب.
(11) بعدها في ب: «وهو».
(12) في ب: «يروّي».
(13) البيت في ديوانه ص 692وشرح الكافية البديعية ص 152ونفحات الأزهار ص 208.
(14) «صفي الدين» سقطت من ب.
(15) «قريب» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(16) في ب: «بديع».
(17) في ط: «بيون».
(18) بعدها في د: «هذا».(3/147)
وبيت بديعيّة (1) العميان يقولون [فيه] (2) عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، وقد أتوا فيه بأداة التقريب حيث قالوا:
لو قابل الشّهب ليلا في مطالعها ... خرّت حياء وأبدت برّ محترم (3)
وبيت الشيخ عزّ الدين (4) الموصليّ في بديعيّته يقول فيه عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم):
لو شاء إغراق (5) وجه الأرض أجمعه ... ندى يديه لأحياها ولم تضم (6)
وبيت بديعيّتي أقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (7):
لو شاء إغراق من ناواه مدّ له ... في البرّ بحر (8) بموج فيه ملتطم (9)
على كلّ تقدير مقام النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، صالح للمغالاة بالإغراق في مديحه، والله أعلم (10).
__________
(1) في د: «بديعيّته».
(2) من ب، د، ط، و.
(3) في ب: «محتشم». والبيت في الحلّة السيرا ص 126.
(4) «عزّ الدين» سقطت من ب.
(5) في ب، هـ ب: «أغرق».
(6) في هـ ب، د، ط، و: «يضم». وفي ب:
«لو شاء أغرق من ناواه مدّ له
في البرّ بحر بموج منه ملتطم»
وفي هامشها: «صوابه:
لو شاء أغرق وجه الأرض أجمعه
ندى يديه لأحياها ولم يضم»
والبيت في نفحات الأزهار ص 208 وفيه: «ولم يضم».
(7) بعدها في ب: «وشرّف وكرّم».
(8) في ط: «بحرا».
(9) البيت سبق تخريجه.
(10) في ب: «انتهى» مكان «والله أعلم».(3/148)
الغلوّ (30)
65 - بلا غلوّ إلى السّبع الطّباق سرى ... وعاد واللّيل لم يجفل (1) بصبحهم (2)
قد تقدّم القول على المبالغة، وتقرّر أنّها في الاصطلاح: إفراط وصف الشيء بالممكن القريب وقوعه عادة، وتقرّر أنّ الإغراق فوقها في الرّتبة، وهو في الاصطلاح: إفراط (3) وصف الشيء (4) [بالممكن] (5) البعيد وقوعه عادة.
والغلوّ، فوقهما، فإنّه الإفراط في وصف الشيء بالمستحيل (6) [وقوعه] (7) عقلا وعادة، وهو ينقسم إلى قسمين: مقبول وغير مقبول فالمقبول لا بدّ أن يقرّبه الناظم إلى القبول بأداة التقريب، أللهمّ إلّا أن يكون الغلوّ في مديح النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، فلا غلوّ.
ويجب على ناظم الغلوّ أن يسكنه (8) في قوالب التخييلات (9) الحسنة التي يدعو (10) العقل إلى قبولها، في أوّل وهلة، كقوله تعالى: {يَكََادُ زَيْتُهََا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نََارٌ} (11) فإنّ إضاءة الزيت من غير مسّ نار مستحيل (12) عقلا، ولكنّ
__________
(30) في ط: «ذكر الغلوّ».
(1) في هـ ب: «لم يحفل».
(2) في ب:
«لو شاء أغرق وجه الأرض أجمعه
ندى يديه لأحياها ولم يضم»
وفي هامشها: «صوابه:
بلا غلوّ إلى السبع الطباق سرى
وعاد والليل لم يحفل بصبحهم»
والبيت في ديوانه ورقة 5أونفحات الأزهار ص 206وفيه: «رقي» مكان «سرى» و «ولم يحفل» مكان «ولم يجفل».
(3) «إفراط» سقطت من ب، د، و.
(4) في و: «وصفا لشيء».
(5) من ب، د، ط، و.
(6) في ب، د، ك، و: «المستحيل».
(7) من ط.
(8) في ب، د، ط، و: «يسبكه».
(9) في ب، د، ط، و: «التخيّلات».
(10) في ب: «تدعو».
(11) النور: 35.
(12) في ب، د، ط، و: «مستحيلة».(3/149)
[لفظة] (1) «يكاد» قرينة (2) فصار مقبولا.
و [منه] (3) قول / أبي العلاء المعرّيّ [من الوافر]: /
تكاد قسيّه، من غير رام، ... تمكّن في قلوبهم النّبالا
تكاد سيوفه، من غير سلّ، ... تجدّ إلى رقابهم (4) انسلالا (5)
ويعجبني هنا قول ابن حمديس (6) الصّقليّ، في وصف فرس [من الكامل]:
ويكاد يخرج سرعة من ظلّه ... لو كان يرغب في فراق رفيق (7)
ومنه قول الفرزدق في عليّ (8) بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (9)، كرّم الله وجهه (10)، [من البسيط]:
يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم (11)
ومن الغلوّ المقبول بغير أداة التقريب، قول (12) أبي الطيّب المتنبّي (13) في ممدوحه [من الكامل]:
عقدت سنابكها عليه عثيرا ... فلو ابتغى عنقا عليه أمكنا (14)
معنى هذا البيت أنّ «سنابك الخيل» وهي أطراف الحوافر عقدت على هذا
__________
(1) من ط.
(2) في د، ط، و: «قرّبته».
(3) من ب، د، ط، و.
(4) في و: «قلوبهم».
(5) «تكاد سيوفه انسلالا» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
والبيتان في سقط الزند ص 48ونفحات الأزهار ص 202.
(6) في د: «حمديس» مصححة عن «أحمديس».
(7) البيت في ديوانه ص 293وبلا نسبة في الإيضاح ص 307وفيه: «عن ظلّه».
(8) بعدها في ب: «زين العابدين».
(9) «بن أبي طالب» سقطت من ب.
(10) في ب: «رضي الله تعالى عنهم» وفي د، و: «رضي الله عنهم» وفي ط: «رضي الله عنهم أجمعين».
(11) البيت لم أقع عليه في ديوانه وهو في شرح الكافية البديعية ص 153.
والحطيم: هو ما بين الركن والمقام إلى الباب، وقيل: هو ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر، وقيل: هو حجر مكة ممّا يلي الميزاب (معجم البلدان 2/ 315).
(12) في ب: «في قول».
(13) «المتنبي» سقطت من ب.
(14) البيت في ديوانه ص 152والإيضاح ص 307ونفحات الأزهار ص 202 وفيها: «لو تبتغي لأمكنا».(3/150)
الممدوح عثيرا، وهو الغبار، حتّى لو أراد أنه يمشي عليه عنقا لأمكن، و «العنق» هو المشي السريع، وانعقاد الغبار في الهواء (1) حتى يمكن المشي عليه مستحيل عقلا وعادة، إلّا أنّه تخيّل حسن مقبول (2).
وقد وقع للقاضي الأرّجانيّ بيت (3) جمع فيه بين (4) السببين (5) الموجبين للقبول والتقريب، وهما ما جرى بهما (6) مجرى «كاد»، والتخيّل الحسن، وذلك قوله [من الطويل]:
تخيّل (7) لي أن سمّر الشّهب في الدّجى ... وشدّت بأهدابي (8) إليهنّ أجفاني (9)
فقوله «تخيّل (10) لي» هو الجاري مجرى «كاد»، فإنّه جعل الأمر توهّما لا حقيقة، وأمّا التخيّل (11) الحسن فهو ما ذكر (12) من تسمير الشهب وشدّ أجفانه إليها بأهدابه، وجعل «الأهداب» بمنزلة الحبال (13)، ولا يخفى ما في هذا من التخييل الحسن.
وأمّا الغلوّ الذي [هو] (14) غير مقبول، فكقول أبي نواس (15) [من الطويل]:
فلمّا شربناها ودبّ دبيبها (16) ... إلى موضع الأسرار قلت لها قفي
مخافة أن يسطو عليّ شعاعها ... فيطلع ندماني على سرّي الخفي (17)
قالوا: إنّ غلوّ (18) شعاع (19) الخمر عليه، بحيث يصير جسمه شفّافا يظهر لنديمه
__________
(1) في ب، د، ك: «الهوى».
(2) «مقبول» سقطت من ب.
(3) «بيت» سقطت من ط.
(4) «بين» سقطت من و.
(5) في ط، و: «الشّيئين».
(6) «بهما» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح» وفي ب: «بينهما».
(7) في ب، د، ط، و: «يخيّل».
(8) في د: «بأهذابي».
(9) البيت في ديوانه 2/ 314والإيضاح ص 307وفيهما: «يخيّل».
(10) في ب، د، ط، و: «يخيّل».
(11) في و: «التخييل».
(12) في ب: «ذكره».
(13) في و: «الأجيال» مشطوبة، وفي هامشها: «الحبال» صح.
(14) من ب، د، ط، و.
(15) في ب: «أبي فراس».
(16) في ب: «دبينها».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ديوان أبي نواس ولا في ديوان أبي فراس، ولا في ما عدت إليه من مصادر.
(18) في ب: «علوّ»، وفي ط: «سطوة».
(19) في ب: «الشعاع».(3/151)
ما في باطنه (1) لا يمكن عقلا ولا عادة.
ومنه قول بعضهم [من المنسرح]:
أسكر بالأمس إن عزمت على الش ... شرب غدا إنّ ذا من العجب (2)
فكسره بالأمس بسبب عزمه على الشرب غدا ممّا لا يمكن عقلا ولا عادة أيضا ومنه قول أبي نواس [من الكامل]:
وأخفت أهل الشّرك حتّى إنّه ... لتخافك النّطف التي لم تخلق (3)
وهذا الذي قاله أبو نواس أيضا أمر مستحيل، [فإنّ قيام العرض (4) الموجود وهو الخوف، بالمعدوم، وهي النّطف التي لم تخلق] (5)، لا يمكن عقلا ولا عادة.
ومن ألطف ما يحكى هنا أنّ العنّابيّ (6) الشاعر لقي أبا نواس، فقال له: أما تستحيي (7) من الله بقولك (8): «وأخفت أهل الشرك»؟ البيت، فقال له أبو نواس: وأنت أيضا ما استحييت (9) من الله (10) بقولك [من البسيط]:
ما زلت في غمرات الموت مطّرحا ... يضيق عنّي وسيع الرأي من حيلي (11)
فلم تزل دائبا تسعى (12) بلطفك لي ... حتّى اختلست حياتي من يدي أجلي (13)
فقال العنّابيّ (14): قد علم الله وعلمت أنّ هذا ليس مثل قولك، ولكنّك أعددت لكلّ سؤال جوابا.
ومنه قول بعضهم [من السريع]:
قد كان لي فيما مضى خاتم ... واليوم لو شئت تمنطقت به
__________
(1) في د: «بطنه».
(2) البيت لأبي نواس في نفحات الأزهار ص 203، ولم أقع عليه في ديوانه وبلا نسبة في الإيضاح ص 307.
(3) البيت في ديوانه ص 452وشرح الكافية البديعية ص 155والإيضاح ص 307 ونفحات الأزهار ص 203والعمدة 2/ 102ونهاية الأرب 7/ 125.
(4) في د، و: «الغرض».
(5) من ب، د، ط، و.
(6) في ب، د، ط، و: «العتابيّ».
(7) في ط، و: «تستحي».
(8) في و: «بقوله».
(9) في ط، و: «استحيت».
(10) في ب: «الله تعالى».
(11) في ط: «حيل».
(12) في ك: «يسعى».
(13) البيتان للعتابيّ في حاشية شرح الكافية البديعية ص 155.
(14) في ب، د، ط، و: «العتابيّ».(3/152)
وذبت حتّى صرت لو زجّ بي ... في مقلة النائم لم ينتبه (1)
ومثل هذا أيضا لا يقبله (2) العقل ولا عليه رونق العقول (3).
قلت: ومراتب الغلوّ تتفاوت (4) إلى أن تؤول (5) بقائلها إلى الكفر فمن ذلك قول ابن دريد [من الرجز]:
مارست من لو هوت الأفلاك من ... جوانب الجوّ عليه ما شكا (6)
[قيل] (7): إنّه لأجل [هذا] (7) البيت، والادّعاء العظيم الذي ادعى فيه (9)، ابتلي بمرض كان فيه يخاف (10) من الذباب أن يقع عليه، ومنه قوله [من الرجز]:
ولو حمى المقدار منه (11) مهجة ... لرامها أو تستبيح (12) ما حمى (13)
تغدو (14) المنايا طائعات أمره ... ترضى الذي يرضى وتأبى ما أبى
ومنه (15) قول أبي الطيّب [من الطويل]:
كأنّي دحوت الأرض من خبرتي بها ... وكان بنى (16) الإسكندر السّدّ من عزمي (17)
هذا أيضا من الغلوّ الذي يؤدّي إلى سخافة العقل، مع ما فيه من قبح التركيب وبعده عن البلاغة.
وأقبح / من هذا كلّه قول عضد الدولة [من الرمل]:
__________
(1) البيتان لنصر الخابز أرزي المشهور ب «الخبزرزي» في العمدة 2/ 104وفيه:
ذبت من الشوق فلو زجّ بي
في مقلة النائم لم ينتبه
وكان لي فيما مضى خاتم
فالآن لو شئت تمنطقت به
وبلا نسبة في نفحات الأزهار ص 204.
(2) في ب: «لا يقبل».
(3) في ب، ط، و: «القبول».
(4) في ب: «تتافاوت»!
(5) في ب: «يؤول»، وفي ط: «تؤل».
(6) في ب: «ما شكى». والرجز في ديوانه ص 149.
(7) من ب، د، ط، و.
(9) في ب: «ادّعاه» مكان «ادّعى فيه».
(10) في و: «يخاف فيه».
(11) في ط: «عنه».
(12) في ب، د، ك: «وتستبيح» وفي و: «ويستبيح».
(13) الرجز في ديوانه ص 185وفيه: «عنه» و «أو يستبيح».
(14) في ط: «تغدو».
(15) في ط: «ومثله».
(16) في ط: «بناء».
(17) البيت في ديوانه ص 81والعمدة 2/ 103وفيهما: «كأنّي» مكان «وكان».(3/153)
ليس شرب الكأس (1) إلّا في المطر (2) ... وغناء من جوار في السّحر
غانيات (3) سالبات للنّهى ... ناغمات (4) من تضاعيف الوتر
مبرزات الكأس من مطلعها ... ساقيات الراح (5) من فاق البشر
عضد الدّولة وابن ركنها ... ملك الأملاك غلّاب (6) القدر (7)
روي أنّه لم يفلح بعد هذا القول، وكان لا ينطق إلّا بقوله تعالى: {مََا أَغْنى ََ عَنِّي مََالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطََانِيَهْ} (29) (8).
ولولا (9) الإطالة وهو نظم غير مقبول لأوردت كثيرا من نظم الذين كانوا يتساهلون في هذا النوع، كأبي نواس، وابن هانئ [الأندلسيّ] (10)، والمتنبّي، وأبي العلاء المعرّيّ، وغيرهم من المتأخّرين كابن نبيه ومن (11) جرى مجراه.
وكنت من المبادئ أستقبح قول الشيخ صفيّ الدّين (12) الحلّيّ، وأستقلّ أدبه بقوله في موشّحه، الذي أوّله [من الرجز]:
* دارت على الدّوح سلاف القطر (13) *
وذلك (14) قوله في ممدوحه [من الرجز]:
لو قابل الأعمى غدا بصيرا ... ولو رأى ميتا غدا منشورا
ولو يشا كان الظلام نورا ... ولو أتاه الليل مستجيرا
* آمنه من سطوات الفجر * (15)
__________
(1) في ط: «الراح».
(2) في ب: «السحر».
(3) في ب: «غاليات».
(4) في ب، د، ك، و: «ناعمات».
(5) في و: «الكأس».
(6) في د: «غلّاب»، باعتبار «عضد» بدلا من «من».
(7) الأبيات له في نفحات الأزهار ص 206 (ما عدا البيت الثاني منها) ويتيمة الدهر 2/ 259وفيه: «في تضاعيف».
(8) الحاقة: 2928.
(9) في و: «ولو».
(10) من ط.
(11) في و: «وما».
(12) «صفي الدين» سقطت من ب.
(13) الرجز في ديوانه ص 110وبعده:
* فرنّحت أعطافه بالسّكر *
(14) بعدها في و: «في» مشطوبة.
(15) الرجز في ديوانه ص 115وفيه: «الظلام كان»، و «أمّنه».(3/154)
وبيته (1) في بديعيّته على هذا النوع، أعني الغلوّ (2)، [قوله] (3):
عزيز جار لو الليل استجار به ... من الصّباح لعاش الناس في الظّلم (4)
قلت: هذا الغلوّ هنا مقبول في مديح النّبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، غير لائق بممدوحه الذي أشار إليه في موشّحه، بقوله [من الرجز]:
ولو أتاه الليل مستجيرا ... أمّنه من سطوات الفجر (5)
فقد تقرّر أنّ الناظم إذا قصد الغلوّ في مديح النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، فلا غلوّ.
وبيت العميان في بديعيّتهم يقولون فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم):
يكاد يشهد (6) أنّ الله أرسله ... إلى الورى، نطف الأبناء في الرّحم (7)
فنسبة الشهادة إلى النّطف وهي في الأرحام لا تمكن (8) عقلا، وما استحال عقلا استحال عادة، وهذا الغلوّ هنا مقبول في مديح النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (9)، وقد زاد الناظم بقرينة (10) «يكاد» (11)، ولكنّ ذكر «الأرحام» و «النطف» في المدائح النبويّة ما يخلو (12) من قلّة أدب (13).
وبيت الشيخ عزّ الدّين (14) الموصليّ (15) في بديعيّته يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم):
__________
(1) في ب: «وبيت الحلّيّ».
(2) في ب: «على نوع الغلوّ» مكان «على الغلوّ».
(3) من ب، ط وفي ب: «وهو قوله» وفي و: «هو» مصححة عن «وهو» مكان «قوله».
(4) البيت في ديوانه ص 692وشرح الكافية البديعية ص 153ونفحات الأزهار ص 206.
(5) الرجز سبق تخريجه.
(6) في ط: «تكاد تشهد».
(7) البيت في الحلّة السيرا ص 126وفيه:
«تكاد تشهد».
(8) في ط: «يمكن».
(9) في و: «عليه السلام».
(10) في د، ط، و: «تقريبه».
(11) في ب، د، و: «بكاد».
(12) في ب: «تخلو».
(13) بعدها في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم» وفي د، و: «والله أعلم». وغريب أن يتّهم ابن حجة العميان بقلّة الأدب لذكرهم «الأرحام» و «النطف»، مع أن ذكر مثل هذه الألفاظ ورد في أكرم كتاب وأعزه عندهم جميعا، وهو «القرآن الكريم».
(14) «عز الدين» سقطت من ب.
(15) «الموصليّ» سقطت من د، ط.(3/155)
في مدحه نفحات لا غلوّ (1) بها ... يكاد يحيي شذاها بالي الرّمم (2)
نفحات هذا البيت عطّرت الوجود بالمديح النبويّ، وغلوّها فيه ملحوظ بعين القبول، وتقريبها «يكاد» (3) أحرز قصبات السبق، ولا أقول كاد وهذا البيت عندي مقدّم على بيت الشيخ صفيّ الدين (4) وبيت العميان، لالتزامه بتسمية النوع البديعيّ مورّى به من جنس المديح مع انسجامه ورقّته.
وبيت بديعيّتي أقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (5):
بلا غلوّ إلى السبع الطباق سرى ... وعاد والليل لم يجفل (6) بصبحهم (7)
هذا (8) الغلوّ يرخص عنده (9) بانتظامه في سلك المدائح النبويّة كلّ غلوّ، فإنّه لو كان في غير النبيّ صلّى الله / عليه وسلّم، لاستحال (10) عقلا وعادة، ونعوذ بالله من نسبته إلى غيره، فإنّها تؤدّي إلى الكفر المحض، وحصره في النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، متّفق عليه عقلا ونقلا.
قولي (11) عند نظم هذا النوع (12)، وهو (13) الغلوّ في المديح للنّبي (14)، «بلا غلوّ» يعلّم طالب هذا العلم طريق سلوك الأدب. وهذا البيت من خلاصات المدائح (15) النبويّة، فنرجو من الله (16) أن تشملنا (17) بركة ممدوحه (18)، (صلى الله عليه وسلم) (19).
__________
(1) في ب: «للغلوّ» مكان «لا غلوّ».
(2) البيت في نفحات الأزهار ص 206.
والرمم: ج رمّة، وهي العظام البالية.
(اللسان 12/ 252 (رمم)).
(3) في ب، د، ك، و: «بكاد».
(4) في ب: «الحلي» مكان «الشيخ صفي الدين».
(5) في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وأزواجه وسلّم».
(6) في ب: «لم يحفل».
(7) البيت سبق تخريجه.
(8) في ب: «وهذا».
(9) في د: «عنه» مكان «عنده».
(10) «لاستحال» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح». وفي د، ط، و: «استحال».
(11) في ب، د، ط، و: «وقولي».
(12) في ب: «البيت في نوع» مكان «النوع».
(13) «وهو» سقطت من ب، د، ط.
(14) «الغلوّ في المديح للنبيّ» سقطت من د، ط وفي ب، و: «النبوي» مكان «للنبيّ» وفي ك: «النبيّ».
(15) في د: «المديح».
(16) «من الله» سقطت من وو في ب، د:
«الله» مكان «من الله».
(17) في ب: «يشملنا».
(18) في ب: «ممدوحة» مكرّرة.
(19) بعدها في ب: «وشرّف وكرّم وبجّل وعظّم» وفي د، ط، و: «والله أعلم».(3/156)
ائتلاف المعنى مع المعنى (30)
66 - سهل شديد له بالمعنيين بدا (1) ... تآلف (2) في العطا والدين للعظم (3)
هذا النوع، وهو ائتلاف المعنى مع المعنى، ضربان: فالأوّل في الاصطلاح: هو أن يشمل (4) الكلام على معنى معه أمران، أحدهما ملائم، والآخر بخلافه، فيقرنه بالملائم واستشهدوا عليه بقول أبي الطيّب المتنبّي (5) [من البسيط]:
فالعرب منه مع الكدريّ طائرة ... والرّوم طائرة منه مع الحجل (6)
وقالوا: إنّ تقوية المعنى الأوّل مناسبة «القطا الكدريّ» مع «العرب»، لأنه يلائمهم بنزوله في السهل من الأرض وينفر من العمران ويستأنس بالمهامه ولا يقرب العمران إلّا إذا زاد به العطش وقلّ الماء في البئر (7) ومناسبة «الحجل» مع «الروم» أنّها تسكن الجبال وتنزل في المواضع المعروفة بالشجر.
والضرب الثاني هو أن يشتمل الكلام على معنى وملائمين له، فيقرن بهما ما لاقترانه مزيّة واستشهدوا على هذا الضرب الثاني (8) بقول أبي الطيّب (9) أيضا [من الطويل]:
وقفت وما في الموت شكّ لواقف ... كأنّك في جفن الرّدى وهو نائم
__________
(30) في ط: «ذكر ائتلاف المعنى مع المعنى».
(1) في و: «غدا».
(2) في د: «تألّف».
(3) البيت لم أقع عليه في ديوانه وهو له في نفحات الأزهار ص 275.
(4) في ب، د، ط، و: «يشتمل».
(5) المتنبي» سقطت من ب.
(6) البيت في ديوانه ص 338ونفحات الأزهار ص 274وشرح الكافية البديعية ص 172.
(7) في د، ط، و: «البرّ».
(8) «الثاني» سقطت من ب.
(9) بعدها في د، ط: «المتنبّي».(3/157)
تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضّاح وثغرك باسم (1)
وقالوا: إنّ (2) عجز كلّ من البيتين يلائم كلّا من الصدرين (3)، وما اختار ذلك الترتيب إلّا لأمرين، أحدهما: أنّ قوله:
* كأنّك في جفن الرّدى وهو نائم (4) *
تمثيل السلامة في مقام العطب، ولهذا قرّر له الوقوف والبقاء في موضع يقطع على (5) صاحبه فيه بالهلاك، أنسب من جعله مقرّرا لثباته في حال هزيمة الأبطال.
والثاني: أنّه (6) في تأخير التتميم بقوله:
* ووجهك وضّاح (7) وثغرك باسم (8) *
عن وصف الممدوح بوقوفه ذلك الموقف، وبمرور أبطاله كلمى بين يديه، ما يفوت بالتقديم.
ولعمري إنّ الضرب الثاني من ائتلاف المعنى مع المعنى أبدع من الضرب الأوّل وأوقع في القلوب وأقرب إلى مواقع الذّوق، وعليه نظمت بيت بديعيّتي، ويأتي الكلام عليه في موضعه.
ولكنّ هنا نكتة تزيد بديع الضرب الثاني إيضاحا، وترشح قصيد (9) المتنبّي [في ترتيبه الذي تقدّم عليه الكلام (10): حكي أنّ سيف الدولة بن حمدان، ممدوح المتنبّي،] (11) قال عند إنشاده إياه هذين البيتين: يا أبا الطيّب، قد انتقدنا عليك كما انتقد (12) على امرئ القيس، في قوله [من الطويل]:
كأنّي لم أركب جوادا لغارة ... ولم أتبطّن كاعبا ذات خلخال
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 387وشرح الكافية البديعية ص 173.
(2) «إن» سقطت من ب.
(3) في ب: «الضدّين».
(4) الشطر سبق تخريجه في ما سبقه.
(5) «على» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(6) سقطت من ب وفي د، ط، و: «أنّ».
(7) في د: «وضّاع».
(8) الشطر سبق تخريجه في ما سبقه.
(9) في ب، د، ط، و: «قصد».
(10) في ب، د، و: «الكلام عليه».
(11) من ب، د، ط، و.
(12) في ب: «انتقدنا».(3/158)
ولم أسبأ الزّقّ الرّويّ ولم أقل ... لخيلي كرّي كرّة بعد إجفال (1)
فقال المتنبّي: أيّها الأمير، إن صحّ أنّ البزّاز (2) أعلم بالثوب من حائكه، فقد صحّ ما انتقد على امرئ القيس وعليّ فإنّ امرأ (3) القيس أحبّ أن يقرن الشجاعة باللذّة في بيت واحد وهو الأوّل، وقد وقع مثل هذا في الكتاب العزيز، [وهو قوله تعالى] (4): {إِنَّ لَكَ أَلََّا تَجُوعَ فِيهََا وَلََا تَعْرى ََ (118) وَأَنَّكَ لََا تَظْمَؤُا فِيهََا وَلََا تَضْحى ََ} (119) (5)
فإنّه تعالى لم يراع فيه مناسبة الريّ بالشبع، والاستظلال للّبس (6) في تحصيل نوع المنفعة، بل راعى مناسبة اللبس للشبع في حاجة الإنسان إليه وعدم استغنائه عنه، ومناسبة الاستظلال للرّيّ في كونهما تابعين / للّبس (7) والشبع.
قلت: وأمّا جواب المتنبّي عن قول امرئ القيس [من الطويل]:
كأنّي لم أركب (8) جوادا لغارة ... ولم أتبطّن كاعبا ذات خلخال (9)
فهو الافتنان (10) بعينه، وهو نوع من أنواع البديع الغالية (11)، وقد تقدّم.
وبيت الشيخ صفيّ الدين (12) الحليّ في بديعيته، على هذا النوع، قوله:
من مفرد بغرار (13) السّيف منتثر ... ومزوج (14) بسنان الرّمح منتظم (15)
قد كثر تكرار (16) القول: إنّ (17) المراد من بيت البديعية أن يكون شاهدا على
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 263وفيه: «للذّة» مكان «لغارة».
وسبأ: شرى ليشرب. (اللسان 1/ 93 (سبأ)).
(2) في ك: «البزار».
(3) في ط: «امرئ».
(4) من ط وفي ب: «في قوله تعالى».
(5) طه: 119118.
(6) في ب: «للبس» مصححة عن «باللبس» وفي ط: «باللبس».
(7) في ط: «اللبس».
(8) في د: «كأنّي لم أركب» مكرّرة، والأولى منهما مشطوبة.
(9) البيت سبق تخريجه في ما سبقه.
(10) في ط: «الافتتان».
(11) في ط: «العالية».
(12) «صفي الدين» سقطت من ب.
(13) في ب، د، ك، و: «بعرار».
(14) في و: «ومزوج» وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «ومروج: وهو السريع».
(15) البيت في ديوانه ص 693وشرح الكافية البديعية ص 172ونفحات الأزهار ص 275.
(16) «تكرار» سقطت من ب.
(17) في ب: «من أن» وفي د، ط، و: «بأنّ».(3/159)
نوعه، وإن لم يكن صالحا للتجريد لم يصحّ الاستشهاد به على ذلك النوع، وبيت الشيخ صفيّ الدين (1) الحلّيّ هنا غير صالح للتجريد، وعدم صلاحيته (2) للتجريد هو الذي عقّده وحجّب إيضاح معناه عن مواقع الذوق.
والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيّتهم.
وبيت الشيخ عزّ الدّين (3) الموصليّ في بديعيته [على هذا النوع] (4) يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (5):
ذو معنيين بصحب والعدى ائتلفا ... للخلف ما أشهب البازيّ كالرّخم (6)
قلت: إنّ هذين البيتين (7)، لشدّة العقادة، أتعبت الفكر [فيهما] (8) على أن يتّضح لي منهما معنى فعجزت عن ذلك، والله أعلم (9).
وبيت بديعيّتي أقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (10):
سهل شديد له بالمعنيين بدا (11) ... تآلف في العطا والدين للعظم (12)
قد (13) تقدّم قولي: إنّ بيت بديعيّتي منظوم في سلك الضرب الثاني، لكونه أبدع وأوقع في الذّوق من الضرب الأوّل، وهو أن يشتمل الكلام على معنى وملائمين، فيقرب (14) بهما ما يلائم، ويظهر باقترانه مزيّة، ف «سهولة» النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، قرنتها (15)
ب «العطاء»، وناهيك بهذه الملاءمة و «شدّته»، (صلى الله عليه وسلم)، قرنتها ب «الدين والعظمة» (16)،
__________
(1) «صفي الدين» سقطت من ب.
(2) في ب، د، ط، و: «صلاحه».
(3) «عزّ الدين» سقطت من ب.
(4) من ب.
(5) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(6) البيت في نفحات الأزهار ص 275 وفيه: «أشبه» مكان «أشهب».
والأشهب: ما اختلط بياضه بسواد.
(اللسان 1/ 508 (شهب)).
(7) في ب، د، ط، و: «المعنيين».
(8) من ط.
(9) في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم».
(10) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(11) في ب، د، ك، و: «غدا».
(12) البيت سبق تخريجه.
(13) في ط: «وقد».
(14) في ب، ط، و: «فيقرن» وفي د:
«فيقون»، ولعلها: «فيقرن».
(15) «بالعطاء قرنتها» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح» وفي ب: «قرنتها» مصححة عن «قربتها».
(16) في ب، ط، و: «لعظمه».(3/160)
وأكرم (1) بها ملاءمة وشرف قران وقد ورد نصّ الكتاب (2) [بذلك] (3) في قوله تعالى (4): {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللََّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدََّاءُ عَلَى الْكُفََّارِ رُحَمََاءُ بَيْنَهُمْ} (5) وقولي في القافية «للعظم» بعد ثبوت «الشدّة» ل «الدّين» (6) في غاية التمكين (7)، والله أعلم.
__________
(1) في ب، د، ط، و: «فأكرم».
(2) بعدها في ب: «العزيز».
(3) من د، ط، و.
(4) في ب: «سبحانه وتعالى».
(5) «رحماء بينهم» سقطت من د، ك، و.
الفتح: 29.
(6) ل «الدين» سقطت من ب.
(7) في و: «التمكّن».(3/161)
نفي الشيء بإيجابه (30)
67 - لا ينتفي الخير من إيجابه أبدا ... ولا يشين العطا بالمنّ والسّأم (1)
«نفي الشيء بإيجابه»: هو أن يثبت المتكلّم شيئا في ظاهر كلامه، وينفي (2) ما هو من سببه مجازا، والمنفيّ في باطن الكلام حقيقة هو الذي أثبته، كقوله تعالى: {مََا لِلظََّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلََا شَفِيعٍ يُطََاعُ} (3) فإنّ ظاهر الكلام نفي الذي يطاع من الشفعاء، والمراد نفي الشفيع مطلقا، وكقوله تعالى: {لََا يَسْئَلُونَ النََّاسَ إِلْحََافاً} (4)
وإنّ (5) ظاهر الكلام نفي «الإلحاف» في المسألة، والباطن نفي «المسألة» ألبتّة (6)، وعليه إجماع المفسّرين.
وذكر ابن أبي الأصبع في كتابه المسمّى ب «تحرير التحبير» أنّه منقول عن ابن عبّاس، رضي الله (7) عنهما (8)، وهذا هو الحدّ الذي قرّره ابن رشيق في «العمدة»، فإنّه قال: «نفي الشيء بإيجابه» إذا تأمّلته وجدت ظاهره إيجابا وباطنه نفيا (9)، واستشهدوا (10) عليه بقول زهير [من الطويل]:
بأرض خلاء لا يصدّ (11) وصيدها ... عليّ ومعروفي بها غير منكر (12)
__________
(30) في ط: «ذكر نفي الشيء بإيجابه».
(1) البيت في ديوانه ورقة 5أونفحات الأزهار ص 276.
(2) في ب: «ويبقي».
(3) غافر: 18.
(4) البقرة: 273.
(5) في ب، ط، و: «فإنّ».
(6) في ب، د، ط، و: «بتّة».
(7) بعدها في ب: «تعالى».
(8) في د، و: «عنه».
(9) في ب، د، ط، و: «باطنه نفيا وظاهره إيجابا».
(10) في د، ط: «واستشهد».
(11) في د، ط: «يسدّ».
(12) البيت لم أقع عليه في ديوانه وهو له في العمدة 2/ 134.
والوصيد: الباب، أو فناء الدار والبيت.
(اللسان 3/ 460 (وصد)) ومنه قوله(3/162)
فأثبت لها في الظاهر «وصيدا»، ومراده في الباطن أن ليس لها «وصيد» فيسدّ.
وألطف ما رأيت من شواهد هذا النوع، أعني / «نفي الشيء بإيجابه»، قول مسلم ابن الوليد [من البسيط]:
لا يعبق الطّيب (1) خدّيه ومفرقه ... ولا يمسّح عينيه من الكحل (2)
فإنّ ظاهر الكلام نفي «عبيق (3) الطيب» و «مسح الكحل»، والمراد نفي «الطيب» و «الكحل» (4) مطلقا.
ومثله (5) قول أبي الطيّب المتنبيّ (6) [من البسيط]:
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها ... مضغ الكلام (7) ولا صبغ الحواجيب
ولا برزن من الحمّام مائلة ... أوراكهنّ صقيلات العراقيب (8)
فظاهر الكلام عدم بروزهنّ من الحمّام على تلك الهيئات، والمراد في باطن الكلام عدم الحمّام مطلقا، فإنّهنّ عربيّات كظباء الفلاة (9)، ولهذا قال ذو الرمّة [من البسيط]:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر (10)؟
والقصد أنّ حسنهنّ لم يفتقر إلى تصنّع ولا إلى (11) تطرية بدخول حمام (12).
وبيت الشيخ صفيّ الدين (13) الحلّيّ (14) [في بديعيته] (15)، على هذا النوع، أعني
__________
تعالى في أهل الكهف: {وَكَلْبُهُمْ بََاسِطٌ ذِرََاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}. الكهف: 18.
(1) في ب: «المسك».
(2) البيت في ديوانه ص 13.
وشرح الكافية البديعية ص 159وفيه:
«الكحل» ص 275والأغاني 19/ 41، 43، 46.
وعبق: لصق وبقي. (اللسان 10/ 234 (عبق)) والمفرق: وسط الرأس. (اللسان 10/ 301 (فرق)).
(3) في ب، د، ط، و: «عبق».
(4) «والكحل» سقطت من ب.
(5) في و: «ومنه».
(6) «المتنبي» سقطت من ب.
(7) في ب: «مصع اللثام» وفي و: «مضغ اللثام».
(8) البيتان في ديوانه ص 449وفيه: «ماثلة أوراقهنّ» ونفحات الأزهار ص 275.
(9) في د: «الفلا» وفي ك: «القلاة».
(10) البيت في ديوانه 2/ 339.
(11) «إلى» سقطت من ب.
(12) في ط: «الحمام».
(13) «صفي الدين» سقطت من ب.
(14) «الحليّ» سقطت من و.
(15) من ب، د، ط، و.(3/163)
«نفي الشيء بإيجابه»، يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (1):
لا يهدم المنّ منه عمر (2) مكرمة ... ولا يسوء أذاه نفس متّهم (3)
فظاهر الكلام في بيت الشيخ صفيّ الدين (4) أنّ النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (5)، لا يتبع المكرمة بمنّ، وحاشاه من ذلك، ولا يصدر [منه] (6) لنفس متّهم إساءة، والمراد في الباطن نفي «المنّ» و «الإساءة» مطلقا، فإنّ مقام النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (7)، في الكرم والحلم فوق ذلك.
والعميان لم ينظموا هذا النوع في بديعيّتهم.
وبيت الشيخ عزّ الدين (8) الموصليّ (9)، غفر الله له (10)، يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (11):
لم ينف ذمّا بإيجاب المديح فتى ... إلّا وعاقدت فيه الدّهر بالسّلم (12)
هذا البيت ليس له تعلّق بهذا النوع، فإنّ مشايخ البديع تواردوا في حدّه على عبارة واحدة، لم تختلف بحرف، بل الجميع قالوا: «نفي الشيء بإيجابه» وهو (13) أن يثبت المتكلّم شيئا في ظاهر كلامه، وينفي ما هو [من] (14) سببه مجازا، والمنفيّ في باطن الكلام حقيقة هو الذي أثبته. وأوردوا على ذلك ما تقدّم من شواهد القرآن العظيم والشواهد الشعريّة التي زادت النوع إيضاحا، ولم يتّضح لي في بيت الشيخ عزّ الدين (15)، غفر الله له (16)، لمعة أستضيء بها في ظلمة هذه العقادة إلى تقرير هذا
__________
(1) في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم».
(2) في و، هـ و: «عمر».
(3) البيت في ديوانه ص 692وفيه:
«مؤتهم» مكان «متّهم» ونفحات الأزهار ص 276.
(4) في ب: «الحليّ» مكان «الشيخ صفيّ الدين». وبعدها في د، ط، و:
«الحليّ».
(5) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(6) من ب، د، ط، و.
(7) في ب: «صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم».
(8) «عزّ الدين» سقطت من ب.
(9) «الموصلي سقطت من د، ط، و.
(10) «غفر الله له» سقطت من ب.
(11) في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم».
(12) البيت في نفحات الأزهار ص 276.
(13) في ب، د، ط: «هو».
(14) من ب، د، ط، و.
(15) في ب: «الموصلي» مكان «الشيخ عز الدين».
(16) في ب: «لنا وله».(3/164)
النوع في البيت المذكور، فلم يسعني (1) غير النظر في شرحه، فوجدته قد قال: ما نفي الذمّ بإيجاب المديح (2) كريم إلّا وكان النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، قد عاقد الدّهر بالسّلم على ذلك المعنى، قبل [الذي فعل] (3) هذا الفعل المحمود، فإنّه (4) هو الأصل في الأسباب الخيريّة جميعها، فما علمت (5) ما (6) مراده في النظم، ولا في الشرح، ولا أين استقرّ نفي الشيء بإيجابه، والله أعلم (7).
وبيت بديعيّتي أقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (8):
لا ينتفي الخير من إيجابه أبدا ... ولا يشين العطا بالمنّ والسّأم (9)
الذي أقوله: إنّ محاسن هذا البيت، ببركة ممدوحه، (صلى الله عليه وسلم) (10)، تغني (11) عن التطويل في شرحه، وسهولة مأخذ النوع منه لم تفتقر (12) إلى زيادة إيضاح، وما أحقّه [هنا] (13) بقول القائل / [من البسيط]:
وقد ظهرت فلا تخفى (14) على أحد ... إلّا على أكمه لا يعرف القمرا (15)
__________
(1) في د: «قلم يستغنى».
(2) في ب: «المدح».
(3) من ب، د، ط، و.
(4) بعدها في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم».
(5) في ب: «فما عملت».
(6) «ما» سقطت من و.
(7) في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم».
(8) في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم شرّف وعظّم وبجّل وكرّم» وفي و: «عليه السلام».
(9) البيت سبق تخريجه.
(10) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(11) في و: «يغني».
(12) في و: «لم يفتقر».
(13) من ب، د، ط، و.
(14) في ك: «يخفى».
(15) البيت سبق تخريجه.(3/165)
الإيغال (30)
68 - للجود في السّير إيغال (1) إليه وكم ... حيّا (2) الأنام بودّ غير منصرم (3)
هذا النوع مأخوذ من «إيغال السّير»، فإنّه يقال: «أوغل في السّير»، إذا بلغ غاية قصده بسرعة، ولهذا قلت: «للجود في السّير إيغال إليه»، البيت، ومعنى ذلك أنّ المتكلّم أو الشاعر إذا انتهى إلى آخر القرينة أو البيت استخرج سجعة أو قافية يريد (4) معنى زائدا في كلّ منهما، فكأنّ المتكلّم أو الشاعر قد تجاوز حدّ المعنى الذي هو آخذ فيه وبلغ مراده فيه إلى زيادة عن الحدّ.
وهذا النوع ممّا فرّعه قدامة وفسّره بأن قال: هو أن يستكمل الشاعر معنى بيته بتمامه قبل أن يأتي بقافية (5)، فإذا أراد الإتيان بها ليكون الكلام شعرا، أفاد بها معنى زائدا على [معنى] (6) البيت، كقول ذي الرمّة [من الطويل]:
قف العيس في آثار ميّة واسأل ... رسوما كأخلاق الرّدا (7) المتسلسل (8)
فتمّ كلامه قبل القافية، فلمّا احتاج إليها أفاد بها معنى زائدا، وكذلك صنع في
__________
(30) في ط: «ذكر الإيغال».
(1) «إيغال» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(2) في ب: «حيّ» وفي ط: «حبّا».
(3) البيت في ديوانه ورقة 5أونفحات الأزهار ص 272وفيه: «خبا» مكان «حيّا».
(4) في ب: «يزيد» وفي د، و: «تزيد».
(5) في ط: «بقافيته».
(6) من د، ط، و.
(7) في ب، د، ط، و: «الرداء» وفي ك:
«الردى».
(8) في ب، د، ط، و: «المسلسل». والبيت في ديوانه 2/ 164وأساس البلاغة (سلل) وأمالي القالي 1/ 38وفيها:
قف العنس في أطلال ميّة فأسأل
رسوما كأخلاق الرداء المسلسل
وتحرير التحبير ص 233والعمدة 2/ 92وفيهما: «الرداء المسلسل» وفي العمدة: «أطلال ميّة».(3/166)
البيت الذي بعده حيث (1) قال [من الطويل]:
أظنّ الذي (2) يجدي عليك سؤالها ... دموعا كتبديد (3) الجمان المفصّل (4)
فإنّه تمّ كلامه (5) بقوله (6) «كتبديد (7) الجمان»، واحتاج إلى القافية، فأتى بها (8)
يفيد (9) معنى زائدا، لو (10) لم يأت بها لم يحصل (11). انتهى.
والفرق بين «الإيغال» و «التتميم» أنّ التتميم يأتي إلى المحتاج فيتمّمه، كقول الشاعر، وقد تقدّم (12) [من الطويل]:
أناس إذا لم يقبل الحقّ منهم ... ويعطوه غاروا (13) بالسّيوف القواضب (14)
فإنّ المعنى بدون قوله «ويعطوه» ناقص، والإيغال لا يرد إلّا على المعنى التامّ فيزيده كمالا، ويفيد فيه معنى زائدا، غير أنّ بين «الإيغال» و «التكميل» تجاذبا (15)
يكاد أن ينتظم (16) أحدهما (17) في سلك الآخر، ولكن رأيت الناس قد مالوا (18) إلى ما اختاره ابن (19) قدامة (20) وفرّعه ههنا (21)، فمشيت مع الناس.
واستشهدوا على الإيغال بقوله (22): {أَفَحُكْمَ الْجََاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللََّهِ حُكْماً}
__________
(1) «حيث» سقطت من و.
(2) في د، ط: «التي».
(3) في ب: «كتبذير».
(4) في هـ ب: «المهلهل». والبيت في ديوانه 2/ 164وتحرير التحبير ص 233 وفيهما: «كتبذير» والعمدة 2/ 92.
(5) في ب: «الكلام»، وفي هامشها:
«كلامه».
(6) في ط: «بقول».
(7) في ب: «كتبذير».
(8) في ط: «يما».
(9) في ب، د، و: «تفيد».
(10) في ط: «ولو».
(11) في و: «تحصل».
(12) «وقد تقدم» سقطت من ب.
(13) في د، و: «غازوا».
(14) البيت لنافع بن خليفة الغنوي في تحرير التحبير ص 127والعمدة 2/ 83 وفيهما: «عاذوا» وبلا نسبة في نفحات الأزهار ص 228.
(15) في ب: «تجاذب».
(16) في ب، د، و: «أن ينظّم».
(17) في ب، د، و: «كلّا منهما» وفي ط:
«كلّ منهما».
(18) في ب، د، ط، و: «سّلموا».
(19) «ابن» سقطت من ب، د، ط، ك، وو ثبتت في هـ ك مشارا إليها ب «صح».
(20) في ب، د، ط، و: «قدامة ما اختاره» مكان «ما اختاره ابن قدامة».
(21) في ب، د، ط، و: «هنا».
(22) بعدها في ب: «تبارك وتعالى» وفي د، ط، و: «تعالى».(3/167)
{لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (1) فإنّ الكلام (2) بقوله تعالى: «ومن أحسن من الله حكما» (3) تمّ (4)، ثمّ احتاج الكلام إلى فاصلة تناسب القرينة الأولى، فلمّا أتى بها أفاد معنى زائدا قلت: ولعمري لو طلب «التكميل» حقّه من هذا الشاهد لم يمنعه الذوق السليم، ومثله قوله تعالى: {وَلََا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعََاءَ إِذََا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} (5) فإنّ المعنى تمّ بقوله تعالى: {وَلََا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعََاءَ} (5)، ثمّ أراد، وهو أعلم، تمام الكلام بالفاصلة، فقال (7): {إِذََا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} (8).
وقد حكي عن الأصمعيّ أنّه سئل: من أشعر الناس؟ فقال: الذي يأتي إلى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كثيرا، أو (9) ينقضي كلامه قبل القافية، فإن احتاج إليها أفاد [بها] (10) معنى زائدا، فقيل له: نحو (11) من؟ فقال: نحو الفاتح لأبواب المعاني، وهو امرؤ القيس، حيث قال [من الطويل]:
كأنّ عيون الوحش حول خيامنا (12) ... وأرحلنا، الجزع الذي لم يثقّب (13)
ومثله قول زهير [من الطويل]:
كأنّ فتات العهن في كلّ منزل ... نزلن به حبّ (14) الفنا (15) لم يحطّم (16)
__________
(1) المائدة: 50.
(2) بعدها في ب، د، ط، هـ، و: «تمّ».
(3) «لقوم يوقنون حكما» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(4) «تمّ» سقطت من ب، د، ط، هـ و، وكتبت بعد «الكلام».
(5) في ب، ط: «يسمع». النمل: 80 والروم: 52.
(7) بعدها في ب: «تعالى».
(8) «فإنّ المعنى تمّ مدبرين» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح». النمل: 80والروم: 52.
(9) في د، ط: «و».
(10) من ب، و.
(11) «نحو» سقطت من د.
(12) في ب، د، ط، و: «خبائنا».
(13) البيت في ديوانه ص 170ولسان العرب 8/ 48 (جزع)) وتحرير التحبير ص 233وشرح الكافية البديعية ص 156وفيها: «وخبائنا». والجزع:
ضرب من الخرز، وقيل: هو الخرز اليمانيّ، وهو الذي فيه سواد وبياض، تشبّه به الأعين. (اللسان 8/ 48 (جزع)).
(14) في د: «حبّ».
(15) في ب، ك، و: «القنا».
وفي هامش ك: «الفنا: بالفاء والنون، شجر ثمره أحمر». وقد أشير فوقها ب «حش».
(16) البيت في ديوانه ص 77وشرح الكافية(3/168)
فكلام امرئ القيس انتهى إلى قوله «الجزع»، وزيادة المعنى (1) في قوله «الذي لم يثقّب»، لا (2) يخفى على حذّاق الأدب / ما فيها من المحاسن ومعنى قول زهير انتهى في كلامه إلى قوله: «حبّ الفنا» (3) وزيادة المعنى في قوله (4) «لم يحطّم»، فيها نكتة [بديعة] (5) غريبة، وأنا أذكرها ههنا (6) تنبيها على ما قرّره الأصمعيّ، وما ذاك إلّا [أنّ] (7) زهيرا شبّه ما تفتّت من العهن ب «حبّ الفنا»، والفنا (8): شجر ثمره حبّ أحمر وفيه نقط سود وقال الفرّاء (9): هو عنب الثعلب فلمّا قال زهير، بعد تمام معنى بيته: «لم يحطّم»، أراد أن يكون حبّ الفنا (10) صحيحا، لأنّه إذا كسر ظهر له لون غير الحمرة.
وقال ابن أبي الأصبع في كتابه المسمّى ب «تحرير التحبير» (11): ولقد أحسن ابن المعتزّ في إيغاله بقوله لابن طباطبا العلويّ (12) [من المتقارب]:
فأنتم بنو بنته دوننا (13) ... ونحن بنو عمّه المسلم (14)
فإنّه تحيّل (15) على المساواة إذ لا طريق له إلى التفضيل (16)، بأن قال:
* ونحن بنو عمّه المسلم *
والكلام تمّ قبل الإتيان بالقافية، فلمّا أتى بها أفادت معنى ليس لزيادته في الحسن حدّ (17).
__________
البديعية ص 157وتحرير التحبير ص 233والعمدة 2/ 93والإيضاح ص 161ولسان العرب 2/ 65 (فتت)، 15/ 165 (فنى).
(1) في ك: «في المعنى».
(2) في د، ط: «ولا».
(3) في ب، هـ و: «حبّ القنا» وفي ك: «إلى حبّ الفنا».
(4) «الذي لم يثقّب قوله» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(5) من ب، د، ط، و.
(6) في د، ط، و: «هنا».
(7) من ب، د، ط، و.
(8) في و: «القنا والقنا».
(9) في د، ط، و: «الفرّا».
(10) في و: «القنا».
(11) في ب: «في تحريره» مكان «في كتابه التحبير».
(12) في ب: «العلويّ».
(13) في د: «ابنته دوتنا».
(14) البيت لم أقع عليه في ديوانه وهو له في تحرير التحبير ص 236والعمدة 2/ 96.
(15) في ب: «تخيّل».
(16) «إذ لا التفصيل» سقطت من ط.
(17) في ط: «إذ لا طريق له إلى التفصيل بزيادة في(3/169)
والذي وقع اتفاق البديعيّين عليه، أنّ أعظم ما وقع في هذا الباب وأبلغ، قول الخنساء أخت صخر [من البسيط]:
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنّه علم في رأسه نار (1)
فإنّ معنى جملة البيت كامل دون القافية، فوجودها زيادة لم تكن له قبلها، وهذه المرأة لم ترض لأخيها بأن (2) تأتمّ (3) به (4) جهّال الناس، حتّى جعلته تأتمّ (5) به أئمّة الناس، وهذا تتميم، ولم ترض تشبيهه بالعلم، وهو الجبل المرتفع المعروف بالهداية، حتّى جعلت في (6) رأسه نارا.
ويعجبني من أمثلة هذا النوع في شعر المتأخّرين قول الباخرزيّ من قصيد [من الكامل]:
أنا في فؤادك فارم طرفك نحوه ... ترني فقلت لها وأين فؤادي (7)
ومثله قول الآخر [من البسيط]:
تعجّبت من ضنى جسمي، فقلت لها: ... على هواك، فقالت: عندي الخبر (8)
وبيت الشيخ صفيّ الدّين (9) الحلّيّ (10) في بديعيّته، يقول فيه عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) (11):
كأنّ مرآه بدر غير مستتر ... وطيب ريّاه مسك غير مكتتم (12)
__________
حسن الجدّ» مكان «ليس حدّ».
(1) البيت في ديوانها ص 230وفيه: «أغرّ أبلج تأتمّ» وتحرير التحبير ص 234والعمدة 2/ 94وجمهرة اللغة ص 948وتاج العروس 10/ 292 (صخر) ومقاييس اللغة 4/ 109.
(2) «بأن» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح» وفي ط: «أن».
(3) في د، ط: «يأتمّ».
(4) بعدها في ب: «الهداة» مشطوبة.
(5) في ط: «يأتمّ».
(6) في هـ و: «جعلت في» ن.
(7) البيت في ديوانه ص 91.
(8) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(9) «الشيخ صفي الدين» سقطت من ب.
(10) «الحليّ» سقطت من ط.
(11) في ب: «صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم».
(12) البيت في ديوانه ص 692وشرح الكافية البديعية ص 156ونفحات الأزهار ص 272.(3/170)
الإيغال مع الشيخ صفيّ الدّين (1) الحلّيّ في «غير مستتر» و «غير مكتتم».
والعميان ما نظموا (2) هذا النوع في بديعيّتهم.
وبيت الشيخ عزّ الدين (3) الموصليّ في بديعيته يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (4):
أضحت أعاديه (5) في الأقطار طائرة ... وأوغلت في الهوى (6) خوفا مع العصم (7)
قال الشيخ عزّ الدين (8)، في شرحه: إنّ الإيغال الذي أفاد في بيته معنى زائدا بعد تمامه، قوله «خوفا مع العصم»، وذكر أنّ العصم هي الجوارح من الطيور التي تفرّخ في العوالي (9).
وبيت بديعيتي أشير فيه إلى النبيّ، (صلى الله عليه وسلم)، [بقولي] (10):
للجود في السّير إيغال إليه وكم ... حيّا (11) الأنام بودّ غير منصرم (12)
فمعنى بيتي انتهى إلى قولي عن النبيّ (13)، (صلى الله عليه وسلم) (14): «حيّا (15) الأنام بودّ (16)»، ولمّا قلت بعد ذلك: «غير منصرم» إشارة إلى ودّ النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (17)، ظهر لي من (18)
زيادة المعنى ما أقام قواعد بيتي، وملأ الدنيا بهجة بمحاسن الصّفات (19) النبويّة (20).
__________
(1) «الشيخ صفي الدين» سقطت من ب.
(2) في ب، و: «لم ينظموا».
(3) «الشيخ عز الدين» سقطت من ب.
(4) في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم».
(5) في ب: «أياديه».
(6) في ب: «في الهوا».
(7) في هامش ط: «قوله: «العصم» هي جمع «أعصم»، وفي القاموس: «الأعصم من الظباء والوعول ما في ذراعيه أو في حدّهما بياض وسائرها أسود أو أحمر».
انتهى. المراد منه: فما ذكره الشيخ عزّ الدين في تفسيرها غير صواب». وقد أشير بعدها ب «هـ». (حاشية). والبيت في نفحات الأزهار ص 272.
(8) في ب: «الموصلي» مكان «الشيخ عز الدين»، وبعدها في ب: «غفر الله لنا وله» وفي د، ط، و: «غفر الله له».
(9) بعدها في د، ط، و: «والله أعلم».
(10) من د، ط، و.
(11) في ب، د: «حيّ» وفي ط: «حبّا».
(12) البيت سبق تخريجه.
(13) في ب، د، ط، و: «عنه» مكان «عن النبيّ».
(14) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(15) في ب، د: «حيّ» وفي ط: «حبّا».
(16) بعدها في ب: «غير منصرم».
(17) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(18) «من» سقطت من و.
(19) في ب: «للصفات».
(20) بعدها في ب: «على صاحبها أفضل الصلاة وآله وصحبه وسلّم وشرّف وكرّم» وبعدها في د، ط، و: «والله أعلم».(3/171)
التّهذيب والتّأديب (30)
69 - تهذيب تأديبه قد زاده عظما ... في مهده وهو طفل غير منفطم (1) /
نوع التهذيب والتأديب (2) ما قرّروا له شاهدا يخصّه، لأنّه وصف يعمّ كلّ كلام منقّح محرّر، وهو عبارة عن ترداد النظر (3) في الكلام بعد عمله والشروع في تهذيبه (4) وتنقيحه، نظما كان أو نثرا، وتغيير ما يجب تغييره، وحذف ما ينبغي حذفه، وإصلاح ما يتعيّن إصلاحه، وكشف ما يشكل من غريبه وإعرابه، وتحرير ما يدقّ [من] (5) معانيه، واطّراح ما يتجافى عن مضاجع الرّقّة من غليظ ألفاظه لتشرق شموس التهذيب في سماء بلاغته، وترشف الأسماع على الطرب رقيق سلافته فإنّ الكلام إذا كان موصوفا ب «المهذّب» منعوتا ب «المنقّح» علت رتبته، وإن كانت معانيه غير (6) مبتكرة، وكلّ كلام قيل فيه لو كان موضع هذه الكلمة غيرها، إذ لو (7) تقدّم هذا المتأخّر وتأخّر هذا المتقدّم، أو لو تتمّم (8) هذا النقص بكذا، أو [لو] (9) تكمّل هذا الوصف بكذا، أو لو حذفت هذه اللفظة أو لو اتّضح هذا المقصد وتسهّل (10) هذا المطلب، لكان الكلام أحسن والمعنى أبين، كان ذلك الكلام غير منتظم في سلك نوع التهذيب والتأديب.
__________
(30) في ط: «ذكر التهذيب والتأديب» وفي د: نوع التهذيب والتأديب» وفي هـ و:
«التهذيب والتأديب» توضيحا لما في المتن.
(1) البيت في ديوانه ورقة 5أوفيه: «طفلا» ونفحات الأزهار ص 182.
(2) «نوع التهذيب والتأديب» سقطت من د.
(3) في ك: «النظم».
(4) بعدها في ب: «عن ترداد النظر» مشطوبة.
(5) من ب، د، ط، و.
(6) «غير» سقطت من د.
(7) في ب، د، ط، و: «أو لو».
(8) في ب، د، ط، و: «تمّم».
(9) من ط.
(10) في ط: «وسهل».(3/172)
وكان زهير بن أبي سلمى معروفا بالتنقيح والتهذيب، وله قصائد تعرف بالحوليّات، قيل: إنّه كان ينظم القصيدة في أربعة أشهر ويهذّبها وينقّحها في أربعة أشهر، ويعرضها على علماء قبيلته أربعة (1) أشهر، ويروى أنّه كان يعمل القصيدة في شهر وينقّحها ويهذّبها في أحد (2) عشر شهرا (3) ولا جرم أنّه (4) قلّما يسقط منه شيء، ولهذا كان الإمام عمر بن الخطاب (5)، رضي الله عنه (6)، مع جلالته في العلم [وتقدّمه] (7)، يقدّمه في النقد (8) على سائر الفحول من طبقته.
وما أحسن ما أشار أبو تمّام إلى التهذيب بقوله [من الكامل]:
خذها ابنة الفكر المهذّب في الدّجى ... والليل أسود [رقعة] (9) الجلباب (10)
فإنّه خصّ «تهذيب الفكر في الدّجى» (11) لكون (12) الليل تهدأ فيه الأصوات وتسكن الحركات، فيكون الفكر فيه مجتمعا، ومرآة التهذيب فيه صقيلة لخلوّ الخواطر (13) وصفاء القريحة، ولا سيّما وسط الليل، والنفس قد أخذت حظّها من الرّاحة بعد نيل قسطها من النوم، وخفّ عليها ثقل الغذاء (14)، وصحّ ذهنها، وصار صدرها منشرحا، وقلبها بالتأليف منبسطا، وما قدّموا وسط الليل في التأليف على السّحر مع ما فيه من رقّة الهواء وخفّة الغذاء وأخذ النفس سهمها من الرّاحة، إلّا لما يكون فيه (15) من انتباه أكثر الحيوان الناطق وارتفاع معظم الأصوات، وجرس (16)
الحركات، وتقشّع الظلماء بطلائع الأضواء، وبدون ذلك ينقسم الفكر ويشتغل القلب، ووسط الليل خال ممّا ذكرناه، ولهذا خصّ أبو تمّام «تهذيب الفكر»
__________
(1) «ويهذّبها أشهر» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(2) في ك: «في شهر أربعة» مكان «أحد» وقد أشير فوقها ب «كذا».
(3) في ب: «شهر».
(4) في و: «أنّه» كتبت فوق «جرم».
(5) «بن الخطاب» سقطت من ب.
(6) في ب: «رضي الله تعالى عنه».
(7) من ب، د، ط، و.
(8) في ب، د، ط، و: «في النقد يقدّمه».
(9) من ب، د، ط، وو مكانها في ك فراغ.
(10) البيت في ديوانه 1/ 109وتحرير التحبير ص 402، 403ونفحات الأزهار ص 180وشرح الكافية البديعية ص 259.
(11) في ب، د، ط، و: «بالدجى».
(12) بعدها في ب، د، ط، و: «أنّ».
(13) في ب، د، ط، و: «الخاطر».
(14) في د، ك، و: «الغدى».
(15) «فيه» سقطت من ب.
(16) في ب: «وخرس».(3/173)
ب «الدجى» عادلا عن الطرفين لما فيهما من الشواغل المذكورة.
وحكت الثقات (1) عن أبي عبادة البحتريّ الشاعر، قال: كنت في حداثتي (2)
أنظم (3) الشعر، وكنت أرجع فيه إلى طبع سليم، ولم أكن وقفت له على تسهيل مأخذ ووجوه اقتضاب، حتّى قصدت أبا تمّام وانقطعت إليه، واتّكلت في تعريفه عليه، فكان أوّل ما قال لي: يا أبا عبادة تخيّر الأوقات وأنت قليل الهموم، صفر من الغموم، واعلم أنّ العادة (4) في الأوقات إذا قصد الإنسان تأليف شيء أو حفظه أن يختار (5) وقت السّحر، وذلك أنّ النفس تكون قد أخذت حظّها من الرّاحة، وقسطها من النوم، وخفّ عنها (6) ثقل الغذاء (7)، وصفا من كثرة (8) الأبخرة والأدخنة (9) جسم الهواء، وسكنت الغمائم (10)، ورقّت النسائم، وتغنّت الحمائم وإذا شرعت في التأليف تغنّ بالشعر، فإنّ الغناء مضماره الذي يجري (11) فيه، واجتهد في إيضاح معانيه، فإن أردت التشبيب فاجعل (12) اللفظ رقيقا، والمعنى رشيقا، وأكثر فيه من بيان / الصّبابة، وتوجّع الكآبة، وقلق الأشواق، ولوعة الفراق، والتعلّل باستنشاق النّسائم، وغناء الحمائم، والبروق اللامعة، والنّجوم الطالعة (13)، والتبرّم من العذّال، والوقوف على الأطلال وإذا أخذت في مدح سيّد فأشهر مناقبه، وأظهر مناسبه، وأرهب (14) من عزائمه، ورغّب في مكارمه، واحذر المجهول من المعاني، وإيّاك أن تشين شعرك بالعبارة الزّريّة (15)، والألفاظ الوحشيّة (16) [الحوشيّة] (17)، وناسب بين الألفاظ والمعاني في تأليف الكلام، وكن كأنّك خيّاط تقدّر الثياب على
__________
(1) في ب: «الثقاة».
(2) في ب: «حداثة سنّي».
(3) «أنظم» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح». وفي ب، د، ط، و: «أروم».
(4) بعدها في و: «إذا قصد» مشطوبة.
(5) في ب: «أن تختار».
(6) في و: «عليها».
(7) في د، و، ك: «الغداء».
(8) في ب، د، ط، و: «أكثر».
(9) في د: «والأدحية».
(10) في ب، د، ط، و: «الغماغم».
(11) في د: «يحوي».
(12) في ب: «النسيب اجعل» وفي د، و:
«التشبيب اجعل».
(13) «والتعلّل باستنشاق الطالعة» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(14) في ب، د، و: «وأرهف».
(15) في ط: «الرديّة».
(16) «الوحشية» سقطت من د، ط.
(17) من ب، د، ط.(3/174)
قدر (1) الأجسام، وإذا عارضك الضجر فأرح نفسك، ولا تعمل إلّا وأنت فارغ القلب، ولا تنظم إلّا بشهوة، فإنّ الشهوة نعم المعين على حسن النظم، وجملة الحال أن تعتبر شعرك بما سلف من الأشعار (2)، أشعار الماضين (3)، فما استحسن العلماء فاقصده، وما استقبحوه فاجتنبه. انتهت وصيّة أبي تمّام.
وأورد العلّامة زكي الدّين (4) بن أبي الأصبع في كتابه المسمّى ب «تحرير التحبير» (5) وصيّة لنفسه، أوردها أيضا على نوع التهذيب والتأديب (6)، فاخترت (7)
منها ما هو اللائق بالحال، وأوّلها: ينبغي لك أيّها الرّاغب في العمل، السائل عن أوضح السّبل، أن تجعل (8) المعنى قبل الشروع في النظم، والقوافي قبل الأبيات.
قلت: وهذا مذهبنا ثمّ قال ابن أبي الأصبع (9): ولا تكره الخاطر على وزن مخصوص، ورويّ مقصود، وتوخّ (10) الكلام الجزل دون الرّذل، والسّهل دون الصعب، والعذب دون المستكره، والمستحسن دون المستهجن ولا تعمل نظما ولا نثرا عند الملل، فإنّ الكثير معه قليل، والنّفيس معه خسيس، وللخواطر (11) ينابيع، إذا رفق بها جمّت، وإذا كثر استعمالها نزحت (12) واكتب كلّ معنى يسنح (13) وقيّد كلّ فائدة تعرض (14)، فإنّ نتائج الأفكار كلمعة البرق، ولمحة الطرف، وإن (15) لم تقيّدها شردت وندّت، وإن لم تستعطف بالتكرار عليها صدّت والتّرنّم بالشعر ممّا يعين عليه، فقد قال الشاعر [من البسيط]:
تغنّ بالشّعر إمّا كنت قائله ... إنّ الغناء لقول الشّعر مضمار (16)
__________
(1) في هـ ك: «مقدار» صح وفي ب، د، ط، و: «مقادير».
(2) «الأشعار» من ب، د، ط، و.
(3) في د: «الماضيين».
(4) «العلامة زكيّ الدين» سقطت من ب.
(5) في ب: «تحريره مكان «كتابه
التحبير».
(6) «والتأديب» سقطت من ب.
(7) في ب: «واخترت».
(8) في ب، د، ط، و: «تحصّل».
(9) بعدها في د، ط: «قال».
(10) في د، ك: «وتوخّي».
(11) في ب، د، ط، و: «والخواطر».
(12) جمّت الينابيع ونزحت: كثرت وقلّت.
(اللسان 2/ 614 (نزح) 12/ 105 (جمم)).
(13) في ب: «بنسخ».
(14) في ب: «بفرض».
(15) في ب، ط، و: «إنّ» وفي د: «إذا».
(16) البيت بلا نسبة في تحرير التحبير ص 413ولحسّان بن ثابت في حاشيته ص 413ولم أقع عليه في ديوانه.(3/175)
وقد يكلّ خاطر الشاعر ويعصى عليه الشعر زمانا، كما روي عن الفرزدق أنّه قال: لقد يمرّ عليّ الزمان (1) وقلع ضرس من أضراسي أهون عليّ من أن أقول بيتا واحدا، وإذا كان كذلك فاتركه حتّى يأتيك عفوا، وينقاد إليك طوعا، وإيّاك وتعقيد المعاني، وتقصير الألفاظ وتوخّ حسن النسق عند التهذيب، ليكون كلامك بعضه آخذا (2) بأعناق بعض، وكرّر التنقيح وعاود التهذيب (3)، ولا تخرج (4) عنك ما تضمنه (5) إلّا بعد تدقيق النقد وإنعام (6) النظر. انتهى.
قلت: وهذا لعمري هو المراد من النوع الذي نحن فيه (7) في شرحه، أعني (8)
«التهذيب والتأديب»، لا كقول الفرزدق [وهو] (9) [من الطويل]:
وما مثله في الناس إلّا مملّكا ... أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه (10)
فإنّ الممدوح إبراهيم بن هشام [المخزوميّ، خال هشام] (11) بن عبد الملك، وأمّا التقديم والتأخير ففي قوله: «وما مثله» البيت، لأنّ التقدير (12) «وما مثله في الناس حيّ يقاربه إلّا مملّكا (13) أبو أمّه أبوه»، وسلوك طريق التعقيد في قوله «أبو أمّه أبوه»، وكان يجزئه قوله «جدّه»، وهذا لعمري هو التعقيد الذي بينه وبين «التهذيب والتأديب» الذي قرّرناه بعد المشرقين، وقد تقدّم قولي: إنّ البديعيين أجمعوا على أنّ هذا النوع ليس له (14) شاهد يخصّه، لأنّه وصف يعمّ كلّ كلام منقّح (15)، فاختصرت الشواهد ليظهر للمتأمّل من أحرز قصبات السّبق من نظّام البديعيّات في هذا النوع،
__________
والمضمار: الغاية والمجال. (اللسان 4/ 492491 (ضمر)).
(1) في ب، د، ط، و: «زمان».
(2) في ب: «آخذ».
(3) «وعاود التهذيب» سقطت من ب، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(4) في ب، ط: «ولا يخرج».
(5) في ب، ط، و: «نظمته».
(6) في ط: «وإمعان».
(7) «فيه» سقطت من ب، د، ط، و.
(8) بعدها في ط: «نوع».
(9) من ب.
(10) في ك: «يقارنه». والبيت في ديوانه ص 39ولسان العرب 10/ 492 (ملك) ومعاهد التنصيص 1/ 43 وتحرير التحبير ص 222، 339، 419 وفيه «مملّك».
(11) من ط.
(12) في د، ط، و: «فإنّ تقديره» وفي ب:
«لأن تقديره».
(13) في و: «مملّكا»، وفي هامشها: «مملّك» صح.
(14) في و: «له» كتبت فوق «ليس».
(15) في د: «منقّح».(3/176)
أعني «التّهذيب والتأديب» (1).
ولكن رأيت العلّامة زكيّ الدّين (2) بن أبي الأصبع قد (3) استحسن من الشواهد اللائقة بهذا (4) النوع، قول القاضي السعيد بن سناء الملك [من الطويل]: /
تغنّى عليها حليها طربا بها ... وفاحت، فقلنا: هذه الروضة الغنّا (5)
وقال (6) وقوله صحيح: لو لم يقدّم (7) في صدر البيت لفظة مشتقّة من الغناء حصل بها في البيت من الرّونق ما لا يحسن بدونها، كان البيت خاليا من التهذيب، فإنّ بوجودها حصل في بيته تصدير وتجنيس وائتلاف وتهذيب، وانتفى عنه من العيوب عدم الائتلاف وقلق القافية، وبذلك يقدّم (8) التهذيب، فإنّه لو قال [من الطويل]:
زهت بأزاهير الجمال وحسنها ... وفاحت فقلنا هذه الروضة الغنّا (9)
لظهر قلق القافية، وتمكين تلك الأولى بسبب تصدير البيت (10) بقوله «تغنّى».
انتهى كلام ابن أبي الأصبع.
وبيت الشيخ صفيّ الدّين (11) الحلّيّ في بديعيّته، [على هذا النوع] (12)، يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (13):
هو النّبيّ الّذي آياته ظهرت ... من قبل مظهره للنّاس في القدم (14)
قد تكرّر قولي: إنّني (15) لم أكثر من شواهد هذا النوع إلّا (16) ليظهر فيه من أحرز
__________
(1) في ط: «التّأديب».
(2) «العلامة زكيّ الدين» سقطت من ب.
(3) في د: «وقد».
(4) في ب، و: «على هذا».
(5) في ك: «الغنّاء». والبيت في ديوانه 2/ 321وتحرير التحبير ص 404.
(6) في ط: «قال».
(7) في ط: «تقدّم».
(8) في ب، ط، و: «تقدّم».
(9) البيت في تحرير التحبير ص 405.
(10) في ط: «البيب».
(11) «الشيخ صفي الدين» سقطت من ب.
(12) من ب، د، ط، و.
(13) في ب: «صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم».
(14) البيت في ديوانه ص 698وشرح الكافية البديعية ص 259ونفحات الأزهار ص 182.
(15) في و: «إنّي».
(16) في د، و: «إلّا».(3/177)
قصبات السبق من نظّام البديعيات.
والعميان لم ينظموا في بديعيتهم هذا النوع (1).
وبيت الشيخ عزّ الدين (2) الموصليّ في بديعيته، يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (3):
والله هذّبه طفلا وأدّبه ... فلم يحل هديه الزاكي ولم يرم (4)
وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (5)، وشرّف وكرّم (6):
تهذيب تأديبه قد زاده عظما ... في مهده وهو طفل عير منفطم (7)
هذا البيت يشتمل (8) ببركة من أدّبه ربّه فأحسن تأديبه، وهو الممدوح (صلى الله عليه وسلم) (9)، على عشرة أنواع من أنواع البديع، أوّلها النوع الذي هو شاهد عليه، وهو التهذيب والتأديب، والانسجام، والسّهولة، والتورية باسم (10) النوع، والتتميم، والتكميل، والتمكين، والإيغال، والائتلاف، والمبالغة، ولولا الخوف من الإطالة لذكرت كلّ نوع في موضعه، ولكن في نظر أصحاب الذّوق السّليم من علماء هذا الفنّ ما يغني عن ذلك (11).
__________
(1) في ط: «هذا النوع في بديعيّتهم».
(2) «عزّ الدين» سقطت من ب.
(3) في ب: «صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم وشرّف وكرّم وعظّم».
(4) البيت في نفحات الأزهار ص 182 وفيه: «هديه» مكان «هذّبه».
(5) في ب: «صلّى الله عليه وآله وسلّم».
(6) «وشرّف وكرّم» سقطت من ب، د، ط، و.
(7) البيت سبق تخريجه.
(8) بعدها في و: «على» مشطوبة».
(9) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(10) في ب، د، ط، و: «بتسمية».
(11) بعدها في ب، د، ط، و: «والله أعلم».(3/178)
ما لا يستحيل بالانعكاس (30)
70 - بحر وذو أدب بدا وذو رحب ... لم يستحل بانعكاس ثابت القدم (1)
هذا النوع سمّاه قوم «المقلوب والمستوي»، وسمّاه السّكاكيّ «مقلوب الكلّ»، وعرّفه الحريريّ في مقاماته ب «ما لا يستحل بالانعكاس»، وهو أن يكون عكس البيت أو عكس شطره كطرده.
وهذا النوع، أعني ما لا يستحيل بالانعكاس، غايته أن يكون رقيق الألفاظ، سهل التركيب، منسجما في حالتي النظم والنثر (2)، وجاء منه في الكتاب العزيز [قوله تعالى] (3): {كُلٌّ فِي فَلَكٍ} (4)، {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} (3) (5)، [{أَنَا اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا أَنَا}] (6).
ومن الكلام الذي رقّ لفظه: «أرض خضرا» وأورد الحريريّ في مقاماته:
«ساكب كاس» (7)، وزاد في العدّة فقال (8): «كبّر رجاء أجر (9) ربّك» (10)، وزاد في العدة أيضا فقال: «لذ بكلّ مؤمّل إذا لمّ وملك بذل» (11).
__________
(30) في ط: «ذكر ما لا يستحيل بالانعكاس» وفي و: «ما لا يستحيل بالانعكاس» مشطوبة، وثبتت في هامشها.
(1) البيت في ديوانه ورقة 5أونفحات الأزهار 252.
(2) في ب، د، ط، و: «النثر والنظم».
(3) من ب.
(4) الأنبياء: 33.
(5) المدّثر: 3.
(6) من ب. طه: 14.
(7) مقاماته ص 139ونظم الدّرّ والعقيان ص 304.
(8) «فقال» سقطت من ط.
(9) سقطت من ب وفي ك: «أمر» وفي هامشها: «صوابه: «أجر».
(10) مقاماته ص 139ونظم الدّرّ والعقيان ص 304وقد ضمّنه بعضهم في بيت من المجتثّ:
يا صاح في كلّ وقت
كبّر رجا أجر ربّك
(نفحات الأزهار ص 252).
(11) مقاماته ص 140ونظم الدرّ والعقيان ص 304.(3/179)
قلت: هذا الكلام الذي زاد الحريريّ في عدّة كلماته: صحيح التركيب في طرده وعكسه، ولكن يخف على الحذّاق وأصحاب السّجايا الرّقيقة أنّ التكليف (1) طوّق جيده (2) بطوق (3) العقادة.
وذكروا أنّ العلّامة (4) القاضي فتح (5) الدين بن الشهيد (6)، صاحب ديوان الإنشاء الشريف بالشّام المحروس، تغمّده الله (7) برحمته (8)، وصل في هذا التركيب (9) / إلى أكثر من هذه العدّة، ولكن ما وقفت له على شيء من ذلك، وإنّما [مولانا] (10) المقرّ الأشرف القاضويّ الناصريّ محمد بن البارزيّ الجهنيّ الشافعيّ، صاحب دواوين الإنشاء الشريف (11) بالممالك (12) الإسلامية، عظّم الله شأنه (13)، [أخبر المملوك] (14) أنّه وقف على ما نثره القاضي فتح الدين المشار إليه في هذا النوع قبل اللنك (15)، وذكر أنّه في غاية العقادة، وقد تقدّم القول وتقرّر أنّ المراد من تركيب هذا النوع، نثرا كان أو نظما، غير كثرة العدد، والمبرّز فيه هو الذي يأتي به رقيق الألفاظ، سهل التركيب، رافلا في حلل الانسجام وممّن استوعب هذه (16)
الشروط في كلام منثور، مولانا قاضي القضاة، شرف الدّين شيخ الإسلام (17) ابن البارزيّ الجهنيّ الشافعيّ، نور الله ضريحه (18)، بقوله: «سور حماة بربّها محروس».
ومن الغايات أيضا، في هذا النوع، قول العماد الكاتب، وقد مرّ عليه القاضي الفاضل راكبا [فرسا، فقال له] (19): «سر فلا كبا بك الفرس»، فأجابه القاضي (20)
__________
(1) في ط: «التكلّف».
(2) في د. «جيّدة».
(3) في د، ك: «يطوق».
(4) «العلامة» سقطت من ب.
(5) في ط: «فخر».
(6) في ب: «ابن الشهيد فتح الدين».
(7) «تغمّده الله» سقطت من ب وبعدها في و: «تعالى».
(8) «برحمته» سقطت من ب وبعدها في د، ط، و: «ورضوانه».
(9) في ب، د، ط، و: «تركيب هذا النوع».
(10) من ب، د، ط، و.
(11) «الشريف» سقطت من ب.
(12) في د، ط، و: «المحروسة».
(13) سقطت من ب وفي د، ط، و: «عظّم الله تعالى شأنه».
(14) من ب، د، ط، و.
(15) في ط: «تيمور لنك».
(16) في د: «هذا».
(17) شيخ الإسلام» سقطت من ب.
(18) سقطت من ب وفي د: «نوّر الله تعالى ضريحه».
(19) من ب.
(20) في ب، د، ط، و: «الفاضل».(3/180)
على الفور، وقد علم القصد: «دام علاء (1) العماد».
وقال الحريريّ في المقامات [من المضارع]:
إن احببت أن تنظّم ... فقل للّذي تعظّم (2):
[من مجزوء الرجز]:
أس (3) أرملا إذا عرا ... وارع إذا (4) المرء أسا (5)
قلت: وهذا النظم أيضا لا يخفى (6) أنّه يتجافى على الرقة بغليظ لفظه.
ومن الشواهد المقبولة (7) على هذا النوع في النظم، قول الشاعر [من الرمل]:
عج تنم قربك دعد أمنا ... إنّما دعد كبرق منتجع (8)
ومنه (9) [من المتقارب]:
أراهنّ نادمنه ليل لهو ... وهل ليلهنّ مدان نهارا (10)
والذي وقع عليه الإجماع أنّ أبلغ الشواهد، على هذا النوع الذي استوعب ناظمه فيه الشروط التي تقدّم ذكرها، قول القاضي (11) الأرّجانيّ [من الوافر]:
مودّته تدوم لكلّ هول ... وهل كلّ مودّته تدوم (12)
__________
(1) في ط: «علا».
(2) البيت في مقاماته ص 140، نثرا: وفيه:
«وإن أحببت أن تنظم، فقل للّذي تعظم».
(3) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«آس: من المواساة، وهي التعزية»، والصواب: أس: من «الأوس»، وهو العطيّة. (اللسان 6/ 17 (أوس) وعراه:
غشيه طالبا معروفه. (اللسان 15/ 44 (عرا) و «أسا» مخفّفة من «أساء».
(4) في ط: «إذ».
(5) الرجز في مقاماته ص 140وشرح الكافية البديعية ص 258ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز ص 141ونظم الدرّ والعقيان ص 304ومعاهد التنصيص 3/ 297.
(6) بعدها في د: «على».
(7) «أنه يتجافى المقبولة» سقطت من ك، وثبتت في هامشها.
(8) البيت في نفحات الأزهار ص 251ونظم الدرّ والعقيان ص 303ومعاهد التنصيص 3/ 496.
والبرق المنتجع: المقصود والمطلوب غيثه. (اللسان 8/ 347) (نجع)).
(9) في ط: «ومنها».
(10) البيت بلا نسبة في نفحات الأزهار ص 251.
(11) سقطت من ب وفي ط: «القاضتيّ».
(12) البيت في ديوانه 2/ 263ونفحات الأزهار ص 251وحاشية شرح الكافية البديعية ص 257ونظم الدرّ والعقيان(3/181)
ومثال شطر البيت الذي نسجت أبيات (1) البديعيّات على منواله [من المتقارب]:
* أرانا الإله هلالا أنارا (2) *
وبيت الشيخ صفيّ الدّين (3) الحلّيّ في بديعيّته على هذا النّوع (4):
هل من ينمّ بحبّ؟ من ينمّ له؟ ... بما رموه كمن لم يدر كيف رمي (5)
قلت: الشيخ صفيّ الله (6)، غفر الله له (7)، غير مشكور في نظم هذا البيت، فإنّ «الطرد والعكس» لم يأت به إلّا في الشطر الأوّل، وهو غير ملتزم تسمية النوع، فإنّ تسمية هذا النوع ب «ما لا يستحيل بالانعكاس» يستوعب (8) جزءا كبيرا من البيت، ومع عدم التزامه بشيء من ذلك جاء بيته في غاية العقادة، ولظلمة عقادته (9) لم تلح (10) لي فيه لمعة أهتدي بها إلى فهم معناه (11)، وأعجب من ذلك أنّ البيت [مبنيّ] (12) على مديح النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (13)، والبيت الذي قبله [يقول فيه] (14):
__________
ص 303ونهاية الأرب 7/ 171 ومعاهد التنصيص 3/ 295.
(1) في و: «ثياب».
(2) في ك: «أرانا الهلال أنارا» وفي هامشها: «صوابه: «أرانا الإله هلالا أنارا». والشطر بلا نسبة في نفحات الأزهار ص 251وشرح الكافية البديعية ص 258ونظم الدرّ والعقيان ص 303 ومعاهد التنصيص 3/ 297وصدره:
* ولما تبدّى لنا وجهه *
وفي هامش ك: «فيه تحريف إن شفع (كذا) والله أعلم، فإنه لم يعكس بها قرينة راجعة» (حاشية).
(3) «الشيخ صفي الدين» سقطت من ب.
(4) في ب: «على هذا النوع في بديعيته».
(5) البيت في ديوانه ص 698وشرح الكافية البديعية ص 257ونفحات الأزهار ص 252.
(6) في ب: «الشيخ الحليّ» وفي د، ط:
«الشيخ صفي الدين الحلي» وفي و:
«الدين» مكان «الله».
(7) في بك «لنا وله».
(8) في ط: «تستوعب».
(9) في د: «إعقاده».
(10) في ب، د، ط، و: «لم يلح».
(11) في هامش ك: «قوله: «لم يلح لي لمعة أهتدي بها إلى فهم معناه» أقول: إنّه صدق، لأنه لا يفهم الراكب، ومعنى البيت مستقيم، إذ معناه: هل الذي ينمّ بحبّ الذي ينمّ له بما رموه كمن لم يدر كيف رمي؟ وهذا واضح وقوله: «هل» استفهام على سبيل الإنكار. (لبعض الفضلاء)». (حاشية).
(12) من ب، د، ط، و.
(13) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(14) من ب.(3/182)
من مثله وذراع الشاة كلّمه ... عن سمّه بلسان صادق الرّنم (1)
والبيت الذي بعده:
هو النبيّ الذي آياته ظهرت ... من قبل مظهره للنّاس في القدم (2)
فبيت «ما لا يستحيل بالانعكاس» بينهما أجنبيّ، ونسبه (3) بعيد من شرف هذين البيتين المنتسبين (4) إلى النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (5).
والعميان لم ينظموا هذا النوع في بديعيتهم (6).
وبيت الشيخ عزّ الدين (7) الموصليّ في بديعيته، [على هذا النوع] (8)، يقول فيه عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (9):
لم يستحل بانعكاس في سجيّته ... مدن أخا طعم معط أخا ندم (10)
قلت: الشيخ عزّ الدين (11)، رحمه الله (12)، يعذر هنا إذا (13) احتجبت عنه مسالك الرقّة، لالتزامه بتسمية النوع الذي استوعب جزءا كبيرا من بيته.
وبيت بديعيّتي أقول فيه عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) (14):
بحر وذو أدب بدا وذو رحب ... لم يستحل بانعكاس ثابت القدم (15) /
وقد حسبت هنا عنان القلم (16) عن الإطناب في انسجام هذا البيت، ورقّة ألفاظه، وتمكين قافيته، علما أنّ في إنصاف أصحاب الذّوق السّليم من أهل الأدب ما يغني عن ذلك، والله أعلم (17).
__________
(1) البيت في ديوانه 698وفيه: «اسمه» مكان «سمّه» ونفحات الأزهار ص 334 وشرح الكافية البديعية ص 254.
(2) البيت سبق تخريجه.
(3) في ب: «وتشبيه» وفي د: «ونسيبه».
(4) «المنتسبين» سقطت من ب.
(5) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلّم».
(6) في بديعيتهم» سقطت من ب.
(7) «الشيخ عزّ الدين» سقطت من ب.
(8) من ب.
(9) في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم».
(10) البيت في نفحات الأزهار ص 252.
(11) «عز الدين» سقطت من ب.
(12) «رحمه الله» سقطت من ب وبعدها في ب، د، ط: «تعالى».
(13) في ب: «أن».
(14) في ب: «صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وتباعهم وسلّم».
(15) البيت سبق تخريجه.
(16) في ب، د، ط، و: «عنان القلم هنا».
(17) في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب».(3/183)
التّورية (30)
71 - أوصافه الغرّ (1) قد حلت (2) بتورية ... جيدي وعقد لساني بعد ذا وفمي (3)
التورية يقال لها «الإيهام» و «التوجيه» و «التخييل» (4) والتورية أولى في التسمية لقربها من مطابقة المسمّى، لأنّها مصدر «ورّيت الخبر (5) تورية» إذا سترته وأظهرت غيره، كأنّ (6) المتكلّم يجعله وراءه بحيث لا يظهر وهي في الاصطلاح: أن يذكر المتكلّم لفظا مفردا له معنيان حقيقيّان (7)، أو حقيقة ومجاز (8)، أحدهما قريب ودلالة اللفظ عليه [ظاهرة، والآخر بعيد ودلالة اللفظ عليه] (9) خفيّة، فيريد المتكلّم المعنى البعيد ويورّي عنه بالمعنى القريب، [فيتوهّم السّامع أوّل وهلة أنّه يريد القريب] (9)، وليس كذلك، ولأجل هذا سمّي هذا النوع إيهاما، ومثل ذلك قول أبي العلاء [المعرّيّ] (11) [من الطويل]:
وحرف، كنون تحت راء، ولم يكن ... بدال، يؤمّ الرّسم، غيّره النّقط (12)
فمن سمع هذا البيت توهّم أنّه يريد ب «راء» و «دال» حرفي (13) الهجاء، لأنّه صدّر بيته (14) بذكر «الحرف» (15) وأتبع ذلك ب «الرّسم» و «النقط»، وهذا هنا هو المعنى
__________
(30) في ط: «ذكر التورية».
(1) في ك: «الغرّ».
(2) في د، و: «حلّت».
(3) في د: «وفم». والبيت في ديوانه ورقة 5أ، ونفحات الأزهار ص 197.
(4) في د، ط: «والتخيير» وفي ك:
«التحصيل».
(5) في ك: «الخير».
(6) في ب: «وكأنّ».
(7) في د، و: «حقيقتان».
(8) في د، ك، «ومجازا».
(9) من ب، د، ط، و.
(11) من ب، ط.
(12) في و: «النفط» مكان «النقط». والبيت في سقط الزند ص 177ونظمّ الدّرّ ص 261.
(13) في ك: «حرف».
(14) في د: «ضدّ رتبته».
(15) في ط: «الحروف».(3/184)
القريب المتبادر أوّلا (1) إلى ذهن السّامع، والمراد غيره وهو المعنى البعيد المورّى عنه بالقريب، لأنّ مراده ب «الحرف» الناقة، وب «حرف النون» تشبيه الناقة به في تقويسها وضمورها، وب «راء» اسم الفاعل (2) من «رأى» إذا ضرب الرّئة (3)، وب «دال» اسم الفاعل من «دلا يدلو» إذا رفق في السير، وب «الرسم» أثر الدار، وب «النقط» المطر ومعنى هذا البيت: أنّ هذه النّاقة لضعفها وانحنائها مثل نون تحت رجل يضرب رئتها (4)، ولم يرفق (5) بها في السير، فهو غير دال، وقد تقدّم أنّ الدالي (6) هو الرفيق، يؤمّ (7) بها دارا (8) غيّر المطر رسمها، واجتماع هذه الأوصاف دليل على ضعف النّاقة، لأنّها لو كانت قويّة لما احتاجت إلى ضرب رئتها (9) وإلى الرفق بها مع شدّة شوقه إلى ديار أحبابه، وذلك باعث على شدّة السير.
قال (10) حذّاق الأدب: تراكيب التورية في هذا البيت بالنسبة إلى ديباجة المتأخّرين وطلاوة ألفاظهم وزخارف بيوتهم تستحقّ (11) قول القائل (12) [من الطويل]:
وما مثله إلّا كفارغ حمّص (13) ... خليّ من المعنى ولكن يفرقع (14)
لأنّ هذا النوع (15)، أعني التورية، ما تنبّه لمحاسنه (16) إلّا من تأخّر من حذّاق الشعراء وأعيان الكتّاب، ولعمري إنّهم بذلوا الطاقة في حسن سلوك الأدب إلى أن دخلوا إليه من باب، فإنّ التورية من أغلى فنون الأدب وأعلاها رتبة، وسحرها ينفث في القلوب ويفتح بها أبواب عطف ومحبّة، وما أبرز شمسها نقيّة (17) من غيوم النقد إلّا كلّ ضامر مهزول، ولا أحرز قصبات سبقها (18) من المتأخّرين غير الفحول، وممّا
__________
(1) «أوّلا» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(2) في ب: «فاعل»، وفي هامشها:
«الفاعل».
(3) في د: «الرؤية».
(4) في د: «رؤيتها».
(5) في ط: «يرقف».
(6) في ب، د، ك، و: «الدال».
(7) في ب، د، ط، و: «ويؤمّ».
(8) في د: «دار».
(9) في د: «رؤيتها».
(10) في د، و: «قالت».
(11) في ب، ط، و: «يستحقّ».
(12) في ب، و: «الشاعر».
(13) في ب: «بندق»، وفي هامشها:
«حمّص».
(14) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(15) «النوع» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(16) في ب: «إلى محاسنه».
(17) «نقيّة» سقطت من د، ط.
(18) «من غيوم سبقها» سقطت من د.(3/185)
يؤيّد قولي هذا قول الشيخ صلاح الدين الصّفديّ، رحمه الله (1)، في ديباجة كتابه المسمّى ب «فضّ الختام عن التورية والاستخدام»: ومن بديع (2) ما هو نادر الوقوع، ملحق بالمستحيل الممنوع، وهو نوع التورية والاستخدام، فإنّه نوع تقف الأفهام حسرى دون غايته عن مرامي المرام [من الكامل]:
نوع يشقّ على الغبيّ (3) وجوده ... من أيّ باب جاء يغدو مقفلا (4)
لا يفرع هضبه (5) فارع (6)، ولا يقرع بابه قارع، إلّا من تنحو البلاغة نحوه في الخطاب، وتجري (7) ريحها بأمره رخاء (8) حيث أصاب (9).
وقال الزمخشريّ، وهو حجّة في هذا العلم (10): ولا نرى (11) بابا (12) في (13)
البيان أدقّ ولا ألطف من هذا الباب، ولا أنفع ولا أعون على تعاطي تأويل المشتبهات (14) من كلام الله (15) وكلام نبيّه، (صلى الله عليه وسلم)، وكلام صحابته / رضوان الله عليهم (16) أجمعين. فمن ذلك قوله تعالى: {الرَّحْمََنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ََ} (5) (17)، فإنّ (18) «الاستواء» على معنيين، أحدهما الاستقرار في المكان، وهو المعنى القريب المورّى به الذي هو غير المقصود (19)، لأنّ الحقّ، تعالى وتقدّس، منزّه عن ذلك، والثاني الاستيلاء والملك، وهو المعنى البعيد المقصود الذي ورّى عنه بالقريب المذكور. انتهى (20).
__________
(1) سقطت من ب وفي د، ط، و: «رحمه الله تعالى».
(2) في د، ط، و: «البديع».
(3) في د: «الغنيّ».
(4) البيت في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 103.
(5) في د: «هضبه» وفي ط: «هضبته».
(6) يفرع هضبه فارع: يعلو هضبه عال مرتفع. (اللسان 8/ 247 (فرع)).
(7) في ب: «ويجري».
(8) في و: «رخاء» كتبت فوق «بأمره».
(9) «إلّا من تنحو أصاب» سقطت من د، وثبتت في هامشها.
(10) في ب: «الباب» مكان «العلم».
(11) في ك: «يرى».
(12) «بابا» سقطت من ب.
(13) في ب: «من».
(14) في ب: «المشبّهات».
(15) في ب، و: «الله تعالى».
(16) سقطت من و، وفي هامشها: «رضي الله عنهم» صح وفي ب: «رضي الله تعالى عنهم أجمعين» وفي د، ط: «رضي الله عنهم».
(17) طه: 5.
(18) في ب، د، ط، و: «لأنّ».
(19) في د، ط: «مقصود».
(20) في هامش ك: «ومن هذا الباب: قول(3/186)
ومنه قول النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (1)، حين سئل من (2) مجيئه [عند خروجه] (3) إلى بدر، فقيل لهم: ممّن أنتم؟ فلم يرد أن يعلم السائل، فقال: «من ماء» (4) أراد: «أنّا مخلوقون من ماء»، فورّى عنه بقبيلة يقال لها: «ماء». ومنه ما روي عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (5)، أنّه قال: «لا يزال المنام طائرا حتّى يقصّ، فإذا قصّ وقع» (6). ففي الكلام توريتان، لفظة «طائر» ولفظة «يقصّ»، ويحتمل أيضا أن [يكون] (7) في لفظة «وقع» تورية ثالثة.
ومنه قول أبي بكر (8)، رضي الله عنه (9)، في الهجرة، وقد سئل عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم): من هذا؟ فقال: هاد يهديني. أراد أبو بكر، رضي الله عنه (9)، «هاديا» يهديني إلى الإسلام، فورّى عنه ب «هادي الطريق»، وهو الدليل في السّفر.
وكانت خواطر المتقدّمين عن [نظم] (11) التورية بمعزل (12)، وأفكارهم مع صحّتها ما خيّمت عليها بمنزل، لكنّها ربّما وقعت لهم عفوا من غير قصد، لأنّهم على كلّ حال ولاة هذا الشأن وأدلّة هذا الركب. وقيل: إنّ أوّل من كشف غطاءها وجلا ظلمة إشكالها أبو الطيّب المتنبّي بقوله [من الطويل]:
برغم شبيب فارق السّيف كفّه ... وكانا على العلّات يصطحبان (13)
كأنّ رقاب الناس قالت لسيفه: ... رفيقك (14) قيسيّ وأنت يماني (15)
يريد أنّ كفّ شبيب وسيفه متنافران، فلا يجتمعان، لأنّ شبيبا كان قيسيّا والسّيف يقال له (16) «يماني»، فورّى به عن الرجل المنسوب إلى «يمن»، ومعلوم ما بين قيس
__________
الشاعر: [من الرجز]:
قد استوى بشر على العراق
من غير سيف ودم مهراق»
وقد كتب فوقها: «حاشية».
(1) في ب: «صلّى الله عليه وآله وسلّم».
(2) في ب، د، ط، و: «في».
(3) من ط.
(4) الحديث في البداية والنهاية لابن كثير 3/ 264وتهذيب سيرة ابن هشام ص 141 وفيهما: «نحن من ماء».
(5) في ب: «صلى الله عليه وآله وسلم».
(6) الحديث في شرح الكافية البديعية ص 135.
(7) من ب، د، ط، و.
(8) في ب: «أبي الصديق» مكان «أبي بكر»!
(9) في ب: «رضي الله تعالى عنه».
(11) من ب، د، ط، و.
(12) في هـ د: «بيان: «بمعزل».
(13) في ط: «مصطحبان».
(14) في د: «خليلك».
(15) البيتان في ديوانه ص 475وفيه:
«يمان».
(16) «يقال له» سقطت من و، وثبتت في(3/187)
ويمن من التنافر. قلت: وكأنّ (1) من قال: إنّ أبا الطيّب أوّل من كشف غطاء التورية، ما لمح قول عمرو بن كلثوم في معلّقته عن الخمرة [من الوافر]:
مشعشعة كأنّ (2) الحصّ فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا (3)
الشاهد هنا في «سخينا»، فإنّ العرب كانوا يسخّنون الماء في الشتاء لشدّة برده، ثمّ يمزجونها به، ف «سخينا» على هذا التقدير نعت لموصوف محذوف، والمعنى:
فأضحينا (4) شرابا سخينا، وهذا هو المعنى القريب المورّى به، ويحتمل «السخاء» الذي هو عبارة عن الكرم، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، ومراد الناظم، ممّا (5) يؤيّد قولي إنّه المراد، قول الجوهريّ في الصّحاح: قول من قال «سخينا» من «السّخونة»، نصب على الحال ليس بشيء، فإنّ المراد: لمّا (6) خالطها الماء (7)
ومزجت (8) به طبنا وسخينا (9) بأموالنا، كقول عنترة [من الكامل]:
وإذا سكرت فإنّني مستهلك ... مالي وعرضي وافر لم يكلم (10)
و «الحصّ» هو الزّعفران على أحد الأقوال، وهو الذي شبّه صفرتها به، فإن قيل «سخا» مضارعه «يسخو»، و «يسخو» من ذوات الواو، فلا يجوز أن يكون «سخينا» فعلا على هذا التقدير، فالإجماع عند أهل اللغة أنّه يقال: «سخا يسخى وسخا يسخو»، وهو (11) مذهب الجوهريّ في الصّحاح، وعلى هذا التقدير فاشتراك التورية في «سخينا» صحيح ممكن من الوجهين. انتهى.
__________
هامشها مشارا إليها ب «صح».
(1) في ط: «وكان».
(2) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«كان».
(3) البيت في ديوانه ص 64والأغاني 11/ 52وشرح ديوان الحماسة 1/ 188، 2/ 1277وجمهرة أشعار العرب 1/ 280واللسان 7/ 15 (حصص)، 13/ 205 (سخن) والمخصّص 3/ 2، 15/ 60.
(4) في د، و: «فأصبحينا» وفي ط:
«فأضحى».
(5) في ب، د، ط: «ومّما» وفي و: «ممّا» مصححة عن «وهو ممّا».
(6) «لمّا» سقطت من د.
(7) في ط: «الما».
(8) في و: «من حيث» مكان «ومزجت».
(9) في د: «طينا وسخينا».
(10) البيت في ديوانه ص 190والأغاني 9/ 254وجمهرة أشعار العرب 2/ 22 وفيها: «فإذا شربت».
(11) في ب، د، ط، و: «وهذا».(3/188)
وكشف [أيضا] (1) عن قناع التورية في شعر (2)، النابغة الذبيانيّ، بقوله [من البسيط]:
خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وأخرى تعلك اللّجما (3)
أراد ب «الصيام» ههنا «القيام»، وورّى (4) بقوله: «تعلك اللجما» عن «الصيام».
وأورد السكّاكيّ في «المفتاح» للعرب، من هذا الباب [من الطويل]:
حملناهم طرّا على الدّهم بعدما ... خلعنا عليهم (5) بالطّعان ملابسا (6)
أراد ب «الحمل على الدّهم» تقييدهم، وأوهم ب «الرّكوب على دهم الخيل»، قلت:
وقبل المتنبّي [أيضا] (7) بزمان (8) طويل قال أبو نواس [من المديد]:
فتنت قلبي محبّبة ... وجهها بالحسن منتقب (9)
قال الشيخ / صلاح الدين (10) الصّفديّ في كتابه المسمّى ب (11) «فضّ الختام عن التورية والاستخدام»: امتحنت ببيت أبي نواس جماعة ممّن حاضرتهم وذاكرتهم وعاطيتهم كؤوس الأدب وعاشرتهم، فبعضهم استخرج منه النكتة (12)، وبعضهم لم أجد له إليها لفتة.
وقال البحتريّ [من الكامل]:
ووراء تسدية الوشاح مليّة ... بالحسن تملح في القلوب وتعذب (13)
الشاهد في قوله «تملح» فإنّه يحتمل أن يكون من «الملوحة» التي هي ضدّ العذوبة،
__________
(1) من ب، د، ط، و.
(2) في ط: «شعره».
(3) البيت في ديوانه ص 73ولسان العرب 10/ 470 (علك)، 12/ 351 (صوم) وتاج العروس (علك)، (صوم) والمخصّص 13/ 90وجمهرة اللغة ص 899.
(4) في ب: «القنام، وروّى».
(5) في ب: «هم»، وفي هامشها: «عليهم».
(6) البيت بلا نسبة في الإيضاح ص 299 وشرح الكافية البديعية ص 135.
(7) من ب، د، ط، و.
(8) في ب، د، ط، و: «بزمن».
(9) البيت في ديوانه ص 52وفيه: «محجّبة» مكان «محبّبة».
(10) «صلاح الدين» سقطت من ب.
(11) «المسمّى ب» سقطت من ب.
(12) في ك: «النكثة».
(13) البيت في ديوانه 1/ 87وفيه:
«الوشاة».(3/189)
وهو المعنى القريب المورّى به، ويحتمل أن يكون من «الملاحة» وهو المعنى البعيد المورّى عنه، وقد تقدّم من لوازمه على جهة التبيين (1) قوله «مليّة بالحسن».
وأمّا أبو العلاء (2) فإنّه أتى في التورية [بلمعة] (3) تلمح (4) خفيّة الإيماء شديدة العقادة والتكليف (5)، كما تقدّم، وكقوله [من الطويل]:
حروف سرّى (6) جاءت (7) لمعنى أردته ... برتني أسماء لهنّ وأفعال
إذا صدق الجدّ افترى العمّ للفتى ... مكارم، لا تخفى، وإن كذب الخال (8)
«الجدّ» هنا مشترك بين أبي (9) الأب والسعد، ومراده «السعد»، و «العمّ» مشترك بين أخي (10) الأب والجماعة من الناس، ومراده الجماعة، و «الخال» مشترك بين أخي (10) الأم والظنّ، ومراده «الظنّ». أقول (12): زخرف (13) هذا البيت أيضا لا يخفى (14)، إنّه (15) مكسوف بدخان هذه (16) العقادة. أين هذا من قول الشيخ تقيّ الدين السروجيّ؟ [من السريع]:
في الجانب الأيمن من خدّها ... نقطة مسك أشتهي شمّها
حسبته لمّا بدا خالها ... وجدته من حسنه عمّها (17)
ومثله في اللطف والظرافة قول الشيخ عزّ الدين (18) [من السريع]:
لحظت من (19) وجنتها شامة (20) ... فابتسمت تعجب من حالي
__________
(1) في ك، و: «البيتين».
(2) بعدها في ب: «العلاء».
(3) من ط.
(4) «تلمح» سقطت من ط وفي ب، ط، و:
«بلمع».
(5) في ط: «والتكلّف».
(6) في ك: «سرّي».
(7) في ط، ك، «جات».
(8) البيتان في سقط الزند ص 232، 233 وفيه: «لا تكري» مكان «لا تخفى».
(9) في د: «أب الأب».
(10) في ب، و: «أخ».
(12) في ب، د، ط، و: «قلت».
(13) في ط: «زحوف».
(14) في ط: «لا تخفى».
(15) في و: «أن يكون» مكان «إنّه».
(16) «هذه» سقطت من ب، د، ط، و.
(17) البيتان له في الأدب في العصر المملوكيّ 1/ 262وفيه: «بالجانب».
(18) في ب: «الموصلي» مكان «عز الدين» وبعدها في د، ط، و: «الموصليّ».
(19) في د، و: «في».
(20) في و: «شامة».(3/190)
قالت: قفوا واستمعوا ما جرى ... قد هام عمّي الشيخ في (1) خالي (2)
[قلت] (3): ولهذا وقع الإجماع على أنّ المتأخّرين هم الذين سموا إلى أفق التورية وأطلعوا شموسها، ومازجوا بها أهل الذوق السّليم لمّا أداروا (4) كؤوسها، وقيل: إنّ القاضي (5) الفاضل هو الذي عصر سلافة التورية لأهل عصره، وتقدّم على المتقدّمين بما أودع منها في نظمه ونثره، فإنّه، رحمه الله تعالى (6)، كشف بعد طول التحجّب ستر حجابها، وأنزل الناس بعد تمهيده (7) بساحتها (8) ورحابها، وممّن شرب من سلافة عصره، وأخذ عنه وانتظم في سلكه بفرائد درّه، القاضي السعيد ابن سناء الملك، ولم يزل هو ومن عاصره مجتمعين على دور كاسها، ومتمسّكين بطيب أنفاسها، إلى أن جاءت (9) بعدهم حلبة صاروا فرسان ميدانها، والواسطة في عقد جمانها، كالسّراج الورّاق، وأبي الحسين (10) الجزّار، والنصير الحماميّ، وناصر الدين حسن بن النقيب، والحكيم شمس الدين بن دانيال، والقاضي محيي الدّين بن عبد الظاهر.
قال الشيخ صلاح الدين (11) الصّفديّ في كتابه المسمّى ب «فضّ الختام عن التورية والاستخدام»: وجاء جماعة من شعراء الشام (12) تأخّر عصرهم، وتأزّر نصرهم (13)، ولان في هذا النوع هصرهم (14)، وبعد حصرهم، كلّ ناظم تودّ (15) الشعرى (16)، لو كانت له شعرا، ويتمنّى الصبح لو كان له طرسا، والغسق مدادا، والنّثرة (16) نثرا، ما
__________
(1) في د، ط: «من».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) من ب، د، ط، و.
(4) في هـ و: «أداروا» ن.
(5) «القاضي» سقطت من ب، د، ط، و.
(6) «رحمه الله تعالى» سقطت من ب.
(7) في ط: «تمهيدها».
(8) في ب: «بساعتها» وفي د، ط، و:
«بساحاتها».
(9) في ط، ك: «جات».
(10) في د: «الحسن» مكان «الحسين».
(11) «صلاح الدين» سقطت من ب.
(12) في ب، د، ط، و: «من شعراء الشام جماعة».
(13) «وتأزّر نصرهم» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(14) «الهصر»: شدّة الغمز. (اللسان 5/ 265 (هصر)).
(15) في ط: «يودّ».
(16) الشّعرى: كوكب نيّر يقال له:
المرزم. (اللسان 4/ 416 (شعر)) والنثرة: نجم من نجوم الأسد ينزلها القمر، وقيل: هي كوكبان، وقيل:(3/191)
جلا من بنات فكره خودا (1) إلّا شاب لحسنها الوليد، وسيّرها في الأفق (2) وبين يديها من النجوم جوار (3) ومن الشعراء عبيد، كالشيخ شرف الدين (4) عبد العزيز الأنصاريّ شيخ شيوخ حماة، والأمير مجير الدين بن تميم، وبدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبيّ، ومحيي الدّين بن قرناص الحمويّ، وشمس الدين محمّد بن العفيف، وسيف الدين بن (5) المشدّ.
وقال الشيخ صلاح الدين (6) في آخر (7) ديباجة كتابه المذكور: ومع هؤلاء جماعة لم (8) يحضرني ذكرهم إلّا (9) عند شعرهم، ويعزّ عليّ إذ (10) لم أرهم / على تكاثرهم لفوات عصرهم وتلطّف بقوله بعد ذلك: ولا تقل أيّها الواقف على هذا التأليف، لقد أفرطت في التعصيب (11) لأهل مصر والشام، على من دونهم من الأنام، وهذا باطل ودعوى عدوان، وحميّة لأوطانك ومن جاورها (12) من البلدان. فالجواب: إنّ الكلام في التورية لا غير، ومن هنا تنقطع المادّة في السير، ومن ادّعى أنّه يأتي بدليل وبرهان، فالمقياس بيننا والشقراء (13) والميدان. انتهى كلام الشيخ صلاح الدين (14) الصّفديّ.
قلت: وقد (15) تقدّم وتقرّر أنّ التورية عند علماء هذا الفنّ بمنزلة الإنسان من العين، وسموّها في البلاغة سموّ الذهب على العين (16)، وقد ثبت أنّ خواطر المتقدّمين كانت بهم (17) شحيحة، وأفكارهم لا تقصد مظانّها، وإن كانت سليمة صحيحة، لكنّها ربّما وقعت لهم عفوا من غير مرام، فنقول: إنّها رمية من غير رام،
__________
ثلاثة. (اللسان 5/ 192 (نثر)).
(1) في ب: «جوادا» وفي ط: «خوداء».
(2) في ب، د، ط، و: «الآفاق».
(3) في ك: «جوارا».
(4) بعدها في و: «ابن».
(5) «بن» سقطت من ب، د، و.
(6) في ب: «الصفدي» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(7) في ب، د، ط، و: «أواخر».
(8) «لم» سقطت من ب، د، ط، و.
(9) «إلّا» سقطت من د، ط.
(10) في د: «إذا».
(11) في ط، و: «التعصّب».
(12) في ب: «جاوزها».
(13) الشقراء: يقصد بها الفرس.
(14) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(15) في ط: «قد».
(16) العين: ما ضرب من النقد والدنانير وقيل: المال العتيد وقيل: الذهب عامّة. (اللسان 13/ 305 (عين)).
(17) في ب، د، ط، و: «بها».(3/192)
وقد علم أنّ المتأخّرين من الفاضل إلى من فضل بعدهم نور مشكاتها، والمتفكّهون في أدواح الأدب بثمراتها، فإذا جليت عرائس (1) أفكارهم على اختلاف أنواع التورية لا يملّ المتأمّل، أللهمّ إلّا أن يكون سيف ذهنه كليلا، فنقول (2): إنّه من هذا الفنّ متنصّل، فإنّ هذه العرائس لم تبرز لمتأمّل إلّا من خدور هذا الكتاب، فإذا (3) طلبها من غيره (4) توارت عنه بالحجاب، فإذا سرّح المتأمّل طرفه وأمسى في كلّ واد من محاسنها يهيم، وتنوّعت حلاوات أنواعها لذوقه السّليم، جرّدت سيف العزم وأقمت لكلّ نوع حدّا، ونظمت له (5) من أنواع التورية وأقسامها في سلك هذا النوع (6) عقدا، فإنّ الشيخ صفيّ الدّين (7) الحلّيّ لم يذكر في شرح بديعيّته نوعا من أنواع التورية، ولا قسما من أقسامها، بل ذكر حدّ التورية الذي أجمع الناس عليه (8)، وقال: هي أن يأتي المتكلّم بلفظة مشتركة بين معنيين قريب وبعيد، فيذكر لفظا يوهم القريب إلى أن يجيء (9) بقرينة يظهر منها أنّ مراده البعيد.
قلت: ومن أين يعرف الطالب من هذا الحدّ التورية المجرّدة، والتورية المرشّحة وقسميها، والمبيّنة (10) وقسميها، والمهيّأة وأقسامها؟
وكذلك العلّامة زكيّ الدّين (11) بن أبي الأصبع لم يذكر في كتابه المسمّى ب «تحرير التحبير» (12) نوعا من أنواعها ولا قسما من أقسامها، مع أنّ كتابه ما وضع في هذا الفنّ له نظير، بل قال: التورية، وتسمّى «التوجيه»، وهي أن تكون الكلمة تحتمل (13) معنيين، فيستعمل [المتكلّم] (14) أحد (15) احتماليها، ويهمل الآخر، ومراده (16) ما أهمله، لا ما استعمله.
__________
(1) في و: «جليت عرائس».
(2) في ط: «فيقول».
(3) في ب، د، ط، و: «وإذا».
(4) في ب: «غير».
(5) «له» سقطت من و، ثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(6) في ب، و: «الشرح» مكان «النوع».
(7) «صفي الدين» سقطت من ب.
(8) في ب: «عليه الناس».
(9) في ب: «يأتي».
(10) في ب، د، ط «والمبنيّة».
(11) «زكي الدين» سقطت من ب.
(12) في ب: «تحريره» مكان «كتابه
التحبير».
(13) في ط: «يكون الكلام يحتمل».
(14) من د، ط، و.
(15) في ب: «أحدهما»، وفي هامشها:
«أحد».
(16) في ط: «مراده».(3/193)
وأمّا صاحب «التلخيص» فإنّه قال مشيرا إلى البديع: ومنه التورية وتسمّى «الإيهام» أيضا، وهي أن يطلق لفظ له معنيان قريب وبعيد، وهي ضربان: مرشّحة ومجرّدة (1). ولم يزد على هذا القدر شيئا (2).
وإذا أوردت (3) ما وعدت بإيراده من طلاوة المتأخّرين في التورية، شرعت في الكلام على أنواعها واقتباسها (4) ليسير ركب الأدب في طرقها المتشعّبة بدليل، ويصير لديباج (5) هذا البزّ (6) المنوّع (7) تفصيل، وقد قدّمت ذكر الفاضل ومن فضل بعده (8)
في باب «الاستخدام»، ولكن لم يمكن اختصارهم في باب «التورية»، فإنّهم فرسان حلباتها، وأجلّ من سكن غريب نظمه بأبياتها، وكلّ ما (9) أوردته لهم ولغيرهم من التورية في غير بابه، يتعيّن (10) نظم شمله هنا ليجتمع كلّ غريب بأقاربه وأنسابه (11).
ومن (12) مخترعات القاضي (13) الفاضل في التورية قوله من مديح قصيدة طائيّة، وهي نكتة لم تختلج في صدر غيره (14)، [ولا في غير صدره، وهي قوله] (15) [من البسيط]: /
أمّا الثريّا فنعل تحت أخمصه (16) ... وكلّ قافية قالت لذلك: طا (17)
ومثله قوله [من الكامل]:
في خدّه فخّ لعطفة صدغه ... والخال حبّته وقلبي الطّائر (18)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «مجرّدة ومرشّحة».
(2) في ك: «رشيا».
(3) «في ط: «أردت».
(4) في ب، د، ط، و: «وأقسامها».
(5) في ط: «لديباجة».
(6) «البزّ» سقطت من ط، ك وثبتت في هـ ك مشارا إليها ب «صح».
(7) في ط: «النوع».
(8) «بعده» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(9) في ب: «وكلّما».
(10) في هـ ب، د، ط، و: «تعيّن».
(11) «في غير بابه وأنسابه» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(12) في ب، د، ط، و: «فمن».
(13) «القاضي» سقطت من ب، و.
(14) في و: «غير صدره».
(15) من ب وفي ط: «وهو».
(16) في د، و: «أخمصه».
(17) وطا: مخفّفة من «طأ»، أمر من «وطأ».
والبيت في ديوانه ص 248.
(18) البيت سبق تخريجه.(3/194)
ومثله (1) قوله [من الطويل]:
وكنت وكنّا والزمان مساعد ... فصرت وصرنا وهو غير مساعد
وزاحمني في ورد ريقك شارب ... ونفسي تأبى شركها في الموارد (2)
ومن هنا أخذ الشيخ عزّ الدين (3) الموصليّ، وقال [من الطويل]:
لقد كنت لي وحدي ووجهك حضرتي ... وكنّا وكانت للزّمان مواهب
فعارضني في ورد خدّك عارض (4) ... وزاحمني في ورد ثغرك شارب (5)
ومن نظم (6) القاضي (7) الفاضل [أيضا] (8)، في بوّاب يلقّب (9) بالبحريّ [من الطويل]:
وهب أنّ هذا الباب للرّزق قبلة ... فها أنا قد ولّيته دونكم ظهري
وهب أنّه البحر الذي يخرج الغنى ... فكلّ خرا في الشطّ في لحية البحر (10)
ومثله [أيضا] (11) قوله (12) [من الكامل]:
عاتبته فتضرّجت وجناته ... والقلب صخر لا يلين لقاصد
فنظرت من ذا في حرير ناعم ... وضربت من ذا في حديد بارد (13)
ومن مخترعاته (14) التي لم تجل في فكر غيره قوله (15) من مديح قصيدة عادليّة [من الوافر]:
__________
(1) «مثله» سقطت من ب، وو ثبتت في هـ ومشارا إليها ب «صح».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) «عز الدين» سقطت من ب.
(4) في د: «عارض».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» مكان «ومن نظم».
(7) «القاضي» سقطت من د، ط، و.
(8) من د، ط، و.
(9) في ب: «يسمّى»، وفي هامشها: «يلقّب».
(10) في ب، ط: «البحر (ي)» وفي د، و:
«البحري». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) من د.
(12) في ب: «وقال منه أيضا»، وفي و: «ومنه قوله أيضا».
(13) البيتان في ديوانه ص 34.
(14) في ب، د، ط، و: «اختراعاته».
(15) في و: «قوله» مصححة عن «وقوله».(3/195)
وهذا الترب أم خدّ لثمنا؟ ... فآثار الشفاه عليه شامه
وهذا الدّرّ منثور ولكن ... أروني غير أقلامي نظامه (1)
وهذي روضة تندى (2) وسطري ... بها غصن وقافيتي حمامه (3)
ومثله (4) قوله أيضا [من الكامل]:
بالله قل للنّيل عنّي إنّني ... لم أشف من ماء الفرات غليلا
وسل الفؤاد فإنّه لي شاهد ... إن كان طرفي بالبكاء بخيلا
يا قلب كم خلّفت ثمّ بثينة ... وأظنّ (5) صبرك أن يكون جميلا (6)
ومثله (7) قوله، وأجاد إلى الغاية (8) [من البسيط]:
وقائل: وثب الأعداء، قلت لهم (9) ... كما الفراش على نيرانه يثب
فإنّ ثوب الذي عاداكم كفن ... كما بيوت الذي عاصاكم ترب
بلّغتموهم مناهم في ترفّعهم ... والقوم ما ارتفعوا إلّا وقد صلبوا
هل السّيوف عيون في الجفون لكم ... فإنّها لرقاب (10) البغي ترتقب (11)
ومن نثره، في هذا الباب، قوله في يوم شديد البرد والمطر (12): والخادم في رأس جبل يتلقّى الرّحمة غضّة قبل أن يبتذلها الناس، ويصافح (13) الرّياح عاصفة قبل أن تقتسمها الأنفاس، ويتلقّى الرّعد بالرعدة، وإذا السّماء انشقّت (14) استصحاها المملوك بالسّجدة (15).
وقد (16) تقدّم القول: إنّ من (17) أخذ عنه ونهل من موارده [العذبة] (18) القاضي
__________
(1) «وهذا الدرّ نظامه» سقطت من د.
(2) في ط: «تندا».
(3) الأبيات في ديوانه ص 301.
(4) في ب، د، ط، و: «ومنه».
(5) في ب: «وأعيذ».
(6) الأبيات في ديوانه ص 91.
(7) في ب، د، ط، و: «ومنه».
(8) «وأجاد إلى الغاية» سقطت من ب.
(9) في ط: «له».
(10) في د، ط: «لقراب».
(11) الأبيات في ديوانه ص 146، 149148.
(12) في ب، د، ط، و: «المطر والبرد».
(13) في ك: «وتصافح».
(14) هنا إشارة إلى الآية الكريمة: {إِذَا السَّمََاءُ انْشَقَّتْ} (1) (سورة الانشقاق: 1).
(15) «السجدة» هنا اسم سورة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى معناها اللغويّ.
(16) في ب، و: «قد».
(17) في ط: «ممّن».
(18) من ب، ط، و.(3/196)
السعيد بن سناء الملك، فمن نظمه، في هذا الباب، قوله [من الوافر]:
أما والله لولا خوف سخطك ... لهان عليّ ما ألقى برهطك
ملكت الخافقين فتهت (1) عجبا ... وليس هما سوى قلبي وقرطك (2)
ومنه قوله أيضا [من الطويل]:
وفي الحيّ من صيّرتها نصب خاطري ... فما أذنت في نازل الشّوق بالرّفع
تتيه بفرع، منه أصل بليّتي ... ولم أر أصلا قطّ يعزى إلى الفرع (3)
ومنه قوله [من الخفيف]:
ليس إلّا دمعي الذي من رأى جف ... ني رآه كأنّ دمعي هدبي
أنجم الدّمع لا تغيب شروقا ... مع أنّي رأيتها في الغرب (4)
ومنه قوله [من الطويل]:
صفاتك في كلّ الوجود (5) صحيحة ... فلحظك يضني (6) وهو إن صحّفوا يصبي
حرست الحشا من ناظريك بصارم ... فكسرة ذاك الجفن من ذلك الضّرب (7)
وممّا سبق الناس إليه (8)، في (9) هذا الباب، قوله [من الطويل]:
وفي القلب تصديع وفي الوصل جبره ... وفي الخدّ دينار وفي الجفن كسره (10)
فأخذها (11) الشيخ جمال الدين بن نباتة، فقال [من مجزوء الكامل]:
في خدّه وجفونه ... للحسن دينار وكسر (12)
وتلاعب [الناس بعد] (13) ابن (14) سناء الملك بهذا المعنى كثيرا، حتّى وصل إلى
__________
(1) في ب: «وتهت».
(2) البيتان في ديوانه 2/ 415وديوان الصبابة ص 90ونفحات الأزهار ص 194.
(3) في ب، د، و: «يعزى إلى فرع». وفي ط: «يسعى إلى فرع. والبيتان في ديوانه 2/ 190وفيه: «إلى فرع».
(4) البيتان في ديوانه 2/ 29.
(5) ب، د، ط، و: «الوجوه».
(6) في ط، و: «نصبي».
(7) «ومنه قوله: صفاتك الضّرب» سقطت من د. والبيتان في ديوانه 2/ 21.
(8) في ط: «إليه الناس».
(9) في ب: «من».
(10) البيت في ديوانه 2/ 165.
(11) في ب، د، ط، و: «أخذه».
(12) البيت في ديوانه ص 248وفيه: «من خدّه».
(13) من ب، د، ط، و.
(14) في و: «ابن» كتبت فوق «بعد».(3/197)
المعمار فقال [من مجزوء الرمل]:
كم حوى جفني معنى ... قلت ألفا وكسورا (1)
ولم يزل ابن سناء الملك يتلاعب في التورية باختراعاته، ويسكنها في عامر أبياته، إلى أن ظهر بعده السّراج [الورّاق] (2) فجلا (3) غياهبها بنور مشكاته، وتعاصر هو / وأبو الحسين (4) الجزّار والنصير (5) الحماميّ، وتطارحوا كثيرا، وساعدتهم صنائعهم وألقابهم في نظم التورية حتّى أنّه قيل للسّراج الورّاق: لولا لقبك وصناعتك (6) لذهب نصف شعرك، فمن ذلك قوله [من المنسرح]:
شعريّتي مذ رمدت قد حسبت ... طرفي عنكم فصرت محبوسا
فالحمد (7) لله زادني (8) شرفا ... كنت سراجا فصرت فانوسا (9)
وقال من أبيات (10)، فيمن يلقّب (11) ب «الضياء»، وأجاد [من الوافر]:
أمولانا ضياء الدين دم لي ... وعش فبقاء مولانا بقائي
فلولا أنت ما أغنيت شيئا ... وما يغني السراج بلا ضياء (12)
ومثله (13) قوله [فيه] (14) [من الوافر]:
وها (15) أنا حائر (16) في ليل خطب ... تساوى الصّبح فيه والمساء
فلا أنا مثل ما أدعى سراج ... ولا هو مثل ما يدعى ضياء (17)
__________
(1) البيت له في ديوانه الصبابة ص 227.
(2) من ب، د.
(3) في د: «فجلّى».
(4) في د: «وأبو الحسن».
(5) في و: «نصير».
(6) «وصناعتك» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(7) في ب، د، ط، و: «ألحمد».
(8) في ب: «لله زادني م ربّي م» ويبدو أن لفظة «ربّي» زائدة خطأ، وبها يكسر الوزن.
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في و: «أبياته».
(11) في ط: «تلقّب».
(12) في و: «بلا ضيائي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «ومنه».
(14) من ب، د، ط، و.
(15) في ب: «وما».
(16) في ب: «سائر».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ماع عدت إليه من مصادر.(3/198)
ومثله (1) قوله [من المتقارب]:
وكنت حبيبا إلى الغانيات ... فألبسني الشّيب هجر الحبيب (2)
وكنت سراجا بليل الشباب ... فأطفأ نوري نهار المشيب (3)
وكتب إلى بعض الرؤساء [من الوافر]:
بكتبك راج لي أملي وقصدي ... وفي يدك (4) النجاح لكلّ راج
ولولا أنت لم يرفع (5) مناري ... ولا عرف الورى قدر السّراج (6)
ومنه قوله يتقاضى من بعض الرؤساء شمعا [من الخفيف]:
ما علينا ضوء وقد (7) أبطأ الشم ... ع فقوّض به خيام الدّياجي
وتدارك بيتا عليه ظلام ... لم يكد ينجلي بنور السّراج (8)
وقال وقد اجتمع شمس الدين بن (9) بيليك (10) وبدر الدين آقسنقر (11) [من الرجز]:
لمّا رأيت البدر والشمس (12) معا ... قد انجلت دونهما الدّياجي
حقّرت نفسي ومضيت هاربا ... وقلت: ماذا موضع السّراج (13)
وظريف قوله في هذا الباب [من المتقارب]:
بنيّ اقتدى بالكتاب العزيز ... وراح لبرّي سعيا وراجا (14)
فما قال لي: «أفّ» (15) مذ كان لي ... لكوني أبا ولكوني سراجا (16)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «ومنه».
(2) في ط: «الشيب».
(3) في ط: «المشبيب». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ك: «بذل».
(5) في ب، ط، و: «ترفع».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «أو قد».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) «بن» سقطت من ب، د، ط، و.
(10) في ب: «بيلبك شمس الدين» مكان «شمس الدين بن بيليك» وفي ط:
«شمس الدين بيلبك».
(11) في ط: «آق سنقر».
(12) في د، ط، و: «الشمس والبدر».
(13) الرجز لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ط: «ولاجا».
(15) «أفّ» سقطت من ب.
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/199)
ومنه قوله [من السريع]:
أقول في يوم الشّتا إنّه (1) ... من سحبه ما خلّق (2) النّيلا
خرجت من بيتي سراجا وقد ... عدت بحمد الله قنديلا (3)
وكتب إلى أبي الحسين (4) الجزّار في عيد الأضحى [من الطويل]:
أجبت (5) بعيد النّحر من كان سائلي ... عن الحال في عيدي وقد مرّ ذكره
إذا بطل الجزّار والعيد عيده ... فلا تسأل الورّاق فالعذر عذره (6)
ومنه قوله [من الطويل]:
إلهي لقد جاوزت سبعين حجّة ... فشكرا لنعماك التي ليس تكفر
وعمّرت في الإسلام فازددت بهجة ... ونورا كذا يبدو السراج (7) المعمّر
وعمّم نور الشّيب رأسي فسرّني ... وما ساءني أنّ السراج منوّر (8)
ومن أظرف ما وقع له، في هذا الباب، قوله [من مخلع البسيط]:
كم قطع الجود من لسان ... قلّد في نظمه النّحورا
وها (9) أنا شاعر سراج ... فاقطع لساني أزدك نورا (10)
ومثله قوله [من مخلّع البسيط]:
أثنى عليّ الأنام أنّي ... لم أهج خلقا ولا (11) هجاني
فقلت: لا خير في سراج ... إن لم يكن دافئ اللّسان (12)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «شتاء له».
(2) في ب: «حلّق» وفي ط: «خلف».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من صادر.
(4) في ط: «أبي حسين».
(5) في د: «أحببت».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «لذا قالوا السرج» مكان «كذا يبدو السراج».
(8) البيتان الأوّلان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 154وفيه: «إلهي قد» و «ليس تنكر».
(9) «وعمّم نور وها» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح» وفي ب، ط: «فها» مكان «وها» وفي و: «فما».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب: «ولو».
(12) في و: «اللساني». والبيتان في الأدب في(3/200)
ومثله قوله [من الطويل]:
إذا بحت بالشكوى عنيت معاشرا ... بلا راحة في مدحهم أتعبوا ذهني
يريدونني رطب اللّسان ومن رأى ... سراجا غدا رطب اللّسان بلا دهن (1)
وكتب إليه الأديب (2) نصير الدين الحماميّ، وهو مقيم بالروضة [من البسيط]:
وكم (3) تردّدت للباب الكريم لكي ... أبلّ شوقي (4) وأحيي ميت أشعاري
وأنثني خائبا ممّا (5) أؤمّله ... وأنت في روضة والقلب في نار (6)
فكتب إليه السراج (7) [من البسيط]:
ألآن نزّهتني في روضة عبقت ... أنفاسها بين أزهار وأثمار
أسكرتني بشذاها فانثنيت بها ... وكلّ بيت أراه بيت خمّار (8)
ولا (9) تغالط فمن فينا السراج ومن ... أولى بأن قال: إنّ القلب في نار (10)
وقال النصير يوما للسّراج الورّاق (11): قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين، وأشتهي أن تثني عليها بحضرته، وسيّرها إلى الصاحب، فلمّا أنشدت بحضرة السراج، قال السراج بعد ما / فرغ منها [من الخفيف]:
شاقني للنّصير شعر بديع ... ولمثلي في الشّعر نقد بصير
ثمّ لمّا سمعت باسمك فيه ... قلت: نعم المولى ونعم النّصير (12)
ومنه قوله [من مجزوء الكامل]:
__________
العصر المملوكيّ 2/ 153وفيه: «ولو هجاني» و «يكن ذاك في لساني».
(1) في و: «بلا دهني». والبيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 153ومطالع البدور 1/ 90.
(2) في ط: «الأمير».
(3) في ب، د، ط، و: «كم قد» مكان «وكم».
(4) في د: «شوقا».
(5) في ب، د، و: «فيما».
(6) في و: «في ناري». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب، و: «فكتب السراج إليه».
(8) «أسكرتني خمّار» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(9) في ط: «فلا».
(10) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(11) «الوراق» سقطت من ب.
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/201)
طوت الزيارة إذ رأت ... عصر الشباب طوى الزياره
ثمّ انثنت لمّا انثنى ... بعد الصّلابة كالحجاره
وبقيت أهرب وهي تس ... أل جارة من بعد جاره
وتقول يا «ستّي» استرح ... نا لا سراج ولا مناره (1)
وممّا [روي عنه أنّه] (2) ورّى به (3) عن صناعة الوراقة [قوله] (4) [من الكامل]:
نصب الحشا غرضا فقرطس إذ رمى ... وهي القلوب سهامها الأحداق
وسألته وصلا فقال يحجّني (5) ... يا ليت شعري من هو الورّاق (6)
ومثله قوله [من الكامل]:
يا خجلتي وصحائفي سودا (7) غدت ... وصحائف الأبرار في إشراق
وموبّخ لي في القيامة قائل (8) ... أكذا تكون صحائف الورّاق (9)
ومن لطائفه، في غير (10) لقبه وصناعته، قوله [من الكامل]:
قالوا: وقد ضاعت جميع مصالحي ... لهموم نفس ليت لا حمّلتها
قد كان عندك يا فلان صريمة (11) ... فأجبتهم: بعت الحمار وبعتها (12)
ومنه قوله [من الخفيف]:
رفضوا الشعر جهدهم ورموه ... بينهم بالهوان والإزدراء
فلو انّ الكتاب كان بأيدي ... هم محوا (13) منه سورة (14) الشّعراء (15)
__________
(1) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(2) من ب.
(3) «به» سقطت من ب.
(4) من د، ط، وو في ب: «قوله».
(5) في و: «تحجّني».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وقرطس: أصاب القرطاس أو أهلك برميته. (اللسان 6/ 172 (قرطس)).
(7) في ط: «سود».
(8) في د: «قائل» وفي ط: «قال لي».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ك: «عين».
(11) في ك: «صريمة».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والصريمة: العزيمة. (اللسان 12/ 335 (صرم)).
(13) في ط: «لمحوا».
(14) في ط: «آية».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/202)
وله في المعنى وأجاد (1) [من الرمل]:
يا بني الآمال (2) قد خاب الرّجا ... وقد اشتدّت وقد عزّ النّجاء (3)
سفن الآمال في بحر المنى ... وحلت (4) منّا فأين الرّؤساء (5)
وقال في المعنى [من الوافر]:
أصون أديم وجهي عن أناس ... لقاء الموت عندهم الأديب
وربّ الشعر عندهم بغيض ... ولو وافى به لهم حبيب (6)
ومن لطائفه قوله [من البسيط]:
وقائل قال (7) لي لمّا (8) رأى قلقي ... من انتظاري لآمال تعنّينا
عواقب الصّبر فيما (9) قال أكثرهم: ... محمودة، قلت: أخشى أن تخرّينا (10)
ومن لطائفه بعد «تخرّينا» قوله [من المتقارب]:
أتيت أرجّيه (11) في حاجة ... فلم تنبعث نفسه الجامده
وفتّل في ذقنه، والنفوس ... تعاف المفتّلة البارده (12)
ومثله (13) قوله [من السريع]:
دع الهوينا وانتصب واكتسب ... واكدح فنفس المرء كدّاحه
__________
(1) «وأجاد» سقطت من ب.
(2) في د: «الآمال».
(3) في ط: «العزاء».
(4) في و: «خلت».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ويقصد ب «حبيب» أبا تمام حبيب بن أوس الشاعر.
(7) «قال» سقطت من ب، د، ط، و.
(8) بعدها في ب، د، ط، و: «أن».
(9) في و: «فيها».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب: «أرجوه».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمفتّلة الباردة: لعلّها الفتيلة، وهي ما يفتل بين الإصبعين من الوسخ. (اللسان 11/ 514 (فتل)).
(13) في ب، د، ط، و: «ومنه».(3/203)
وكن عن الرّاحة في معزل (1) ... فالصّفع (2) موجود مع الرّاحه (3)
وأنشده الجزّار وهو مسرّح (4) ذقنه مماجنا [من المجتثّ]:
لا تعجبي (5) من لباسي ... فكلّ أمري لبس
والله ما تمّ (6) مال ... وإنّما تمّ (6) نفس (8)
فأجابه على الفور [من المجتثّ]:
صدقت ما تمّ (9) مال ... وإنّما تمّ (9) نحس (11)
وثمّ أخرى وأخرى ... فيها وعندك حدس (12)
ومنه قوله [من الوافر]:
ومعمومات (13) رؤس باكرتنا ... بطيب شذا ولا طيب العروس
فقمنا ماثلين (14) لها وقلنا (15) ... يحقّ لك القيام على الرّؤوس (16)
ومثله (17) قوله (18) [من الرجز]:
وأحمق أضافنا ببقلة ... لنسبة بينهما ووصله
فمن أقلّ أدبا من سفلة ... قد مدّ (19) في وجه الضيوف رجله (20)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «عزلة».
(2) في و: «فالصفح» وفي هامشها:
«فالصفع» صح ن.
(3) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 158.
(4) في ب، د، ط، و: «يسرّح».
(5) في ط: «تعجبن».
(6) في ب، د، ط، و: «ثمّ».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب، د، ط، و: «ثمّ».
(11) في د: «نحس» (* ح)، وفي هامشها: بيان:
«نحس» (* ح).
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في و: «ومغمومات».
(14) في ط: «فقمت بما يلين».
(15) في ط: «فقالت».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في ب، ط: «ومنه».
(18) «ومعمومات قوله» سقطت من د.
(19) في و: «مدّ» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(20) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.(3/204)
ومثله (1) قوله [من السريع]:
وسائل يسأل منّي وقد ... أنشدت شعرا دونه الشّعرى
يقول لي إذ كنت في معشر ... قد عبدوا البيضاء والصّفرا
هل حصلت دائرة (2) بينهم؟ ... قلت: بلى (3)، بطّيخة خضرا (4)
ومثله (5) قوله [من السريع]:
مدحته جهدي فما اهتزّ من ... قولي ونادى الناس كم تتعب
فقلت: أرجو زبدة، قيل لي (6): ... فاتك، أين اللّبن (7) الطيّب (8)؟
ومن لطائفه أيضا قوله (9) [من مجزوء الرمل]:
كان أيرا صار سيرا ... يلطم الأكساس سخره
كيف لا ينفرن عنّي (10) ... ومعي شيب ودرّه (11)
ومنه قوله (12) [من مخلّع البسيط]:
فسّر لي عابر مناما ... فصّل في قوله وأجمل
وقال: لا بدّ من طلوع ... فكان ذاك الطّلوع دمّل (13)
ومنه قوله (14)، وقد طلب شرابا فما وصل إليه [من الكامل]:
لا تطمعنّ براحة من معشر ... سادوا بغير مآثر السّادات
قطعت عن المعروف أيديهم وقد ... سرقوا العلا فخلت من الرّاحات (15)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «ومنه».
(2) في ك: «دائرة».
(3) في ط: «بلا».
(4) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ط: «ومنه».
(6) في و: «قال لي».
(7) في ب، هـ ب: «اللبن».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(10) في و: «منّي».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/205)
ومن نكته البديعة، في مدائحه (1)، قوله [من الوافر]:
رأيت قطوف عفوك دانيات ... فنحن على المدى نجني (2) ونجني /
وكم بات المسيء قرير عين ... وسيفك إذ حكمت (3) قرير جفن (4)
وكتب إلى فتح الدّين بن عبد الظّاهر [من الكامل]:
أنا تحت وعدك واعد أملي بما (5) ... يرجوه من (6) ظفر ومن (7) نجح
إذ (8) قال: أين الجود؟ قلت: أجيبه (9) ... مع (10) «أين» مبنيّ على الفتح (11)
ومثله (12) قوله (13) [من الكامل]:
ومبخّل بالمال قلت: لعلّه ... يندى وظنّي فيه ظنّ مخلف
جمع الدّراهم ليس جمع سلامة ... فأجابني لكنّه لا يصرف (14)
وكتبت في هذا المعنى، إلى الخواجا شهاب الدين بن [لؤلؤ] (15) الذّهبيّ، بدمشق المحروسة (16)، وقد مطلني في صرف دنانير أحلت بها عليه [وهو] (17) [من الخفيف]:
قد منعتم صرف الدنانير عنّي ... ولكم في الورى هبات (18) كثيره
وأنا شاعر وفي شرع نظمي ... صرفها واجب لأجل الضّروره (19)
__________
(1) «في مدائحه» سقطت من ب.
(2) في و: «نخني».
(3) في ب، د، ط: «إن حلمت» وفي و:
«إذا حملت».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «بما» تابعة للشطر الثاني.
(6) «من» سقطت من ب.
(7) في ب: «و» مكان «ومن».
(8) في ك: «إذا».
(9) في ب: «أجبته».
(10) بعدها في ب: «أنّ أين»، وبها يكسر الوزن.
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في د، ط، و: «ومنه».
(13) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) من ط.
(16) «المحروسة» سقطت من ب.
(17) من ب.
(18) في و: «هبات».
(19) البيتان في ديوانه ورقة 41ب 42أ.(3/206)
وكتب السراج إلى بعض أصحابه يطلب كتابا [من الكامل]:
لك في المكارم سنّة مألوفة ... معروفة الأنساب والأسباب
فابعث لعبدك بالكتاب فلم تزل ... تقواك تشفع سنّة بكتاب (1)
ومن لطائفه في شخص (2) اسمه عرفات [من الرّمل]:
أطنبوا في «عرفات» وغدوا ... يتعاطون له حسن (3) الصّفات
ثمّ قالوا لي: هل (4) وافقتنا؟ ... قلت: عندي وقفة في عرفات (5)
ومن أغزاله قوله (6) [من الرجز]:
وفاتك يجرح سيف لحظه ... مجرّدا في (7) جفنه ومغمدا
خاف على خدّيه من لحاظه ... فبات في عذاره مزرّدا (8)
ومنه قوله (9)، وهو في غاية الحسن (10) [من الكامل]:
ومهفهف عنّي يميل ولم يمل ... يوما إليّ، فقلت: من ألم الجوى
لم لا تميل إليّ يا غصن النّقا ... فأجاب كيف وأنت من جهة الهوى (11)
ومثله قوله (12) [من الخفيف]:
قلت للأهيف الذي فضح الغص ... ن: كلام الوشاة ما ينبغي لك
قال: قول الوشاة عندي ريح ... قلت: أخشى يا غصن أن تستميلك (13)
ومنه قوله (14) [من الكامل]:
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «وقال في من» مكان «ومن لطائفه في شخص».
(3) في د: «حسن».
(4) في د: «أهل».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال في الغزل».
(7) في ط: «عن».
(8) في و: «مزرّدا» مصححة عن «مجرّدا».
والرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(10) «وهو في غاية الحسن» سقطت من ب.
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله».
(13) في ب، د، ط: «يستميلك». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».(3/207)
عذّبت طرفي بالسّهاد فليله ... قد مات [عنه] (1) تعيش أنت صباحه
وألحّ سائل أدمعي فحرمتني (2) ... ولكم أضرّ بسائل إلحاحه (3)
وله (4) في مليح قلندريّ (5) [من السريع]:
عشقت من ريقته قرقفا (6) ... وما لها إذ ذاك من شارب
قلندريّ (7) حلقوا حاجبا ... منه كنون الخطّ من كاتب
سلطان حسن زاد (8) في عدله ... فاختار أن يبقى بلا حاجب (9)
ومنه قوله (10) [من الرمل]:
ولنا ساق جواد (11) كفّه ... وكفت بالرّاح سحبا بعد سحب
قال قوم: فاق كعبا في الندى ... قلت: لا غرو لساق فوق كعب (12)
ومنه قوله (13) [من السريع]:
يا ساكنا قلبي على أنّه ... بوجده في قلق ذائب (14)
قلبي من خوف النوى واجب ... وأنت لم تخرج عن الواجب (15)
__________
(1) من د، ط، وو في ب: «فيه».
(2) في د: «فاحرمتني».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في د، ط، و: «وقال».
(5) في ب: «قلندري مليح».
(6) في ب، د، ك، و: «قرقف».
(7) في ط: «قلندريّا».
(8) بعدها في د: «في حسنه في عدله» وبها يكسر الوزن.
(9) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(11) في د: «جواد».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ووكف: سال. (اللسان 9/ 362 (وكف)) وكعب: هو كعب بن مامة، يضرب به المثل في الجود فيقال «أجود من كعب بن مامة». (الألفاظ الكتابية ص 283وثمار القلوب ص 126 وجمهرة الأمثال 1/ 338والدرّة الفاخرة 1/ 129وكتاب الأمثال للسدوسيّ ص 73والمستقصى 1/ 54 والميداني 1/ 183والوسيط في الأمثال ص 65).
(13) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(14) في ب: «دائب».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/208)
نكتة «الواجب» أخذها الشيخ جمال الدين بن نباتة، ولكن سبكها في غير هذا القالب، بقوله (1) في رامي بندق [من السريع]:
أسعد بها يا قمري برزة ... سعيدة الطّالع والغارب
صرعت طيرا وسكنت الحشا ... فما تعدّيت عن الواجب (2)
ويعجبني من تغزّلات السّراج الورّاق قوله [من الطويل]:
أقول لهم شبّهت بالغصن قدّها ... فقالوا: رأينا قدّها منه أرشقا
فقلت: وبالرّمّان شبّهت نهدها ... فقالوا: إذن شبّهت شيئا محقّقا (3)
ومنه قوله (4) [من الطويل]:
وقفت بأطلال الأحبّة سائلا ... ودمعي يسقي (5) ثمّ عهدا ومعهدا
ومن عجب (6) أنّي أروّي ديارهم ... وحظّي منها حين أسألها الصّدى (7)
ومنه قوله (8) [من البسيط]:
وبي من البدو كحلاء الجفون بدت ... في قومها كمهاة بين آساد /
بنت عليها المعالي من ذوائبها ... بيتا من الشّعر لم يمدد بأوتاد
وأوقدت وجنتاها النار لا لقرى ... لكن لأفئدة منّا وأكباد
فلو بدت لحسان الحضر قلن (9) لها: ... على الرّؤوس، وقلن: الفضل للبادي (10)
قلت: ديوان الشيخ سراج الدين الورّاق سبع مجلّدات في القطع الكامل، ولكنّ الذي جنيته وفكّهت المتأمّل به هنا، هو ثمرات تلك الأوراق، وجمع الشيخ صلاح
__________
(1) في د: «فقوله». وفي ط: «في قوله».
(2) البيتان في ديوانه ص 63.
والبرزة: المرأة الحسناء التي تبرز للناس وتجلس لهم وتحدّثهم. (اللسان 5/ 310 (برز)).
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(5) في ب: «يسعى».
(6) في ب: «عجبي».
(7) في ب: «الصّدا». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(9) في ط، و: «قمن».
(10) في و: «للباد». والأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.(3/209)
الدين الصّفدي من ديوانه (1) كتابا لطيفا، وسمّاه «لمع السراج»، ولكم (2) رأيت نور السّراج فيه قليلا (3).
ومن تقاطيف (4) الجزّار في سمين التورية قوله مورّيا في صناعته [من الهزج]:
ألا قل للّذي يسأ ... ل عن قومي وعن أهلي (5)
لقد تسأل عن قوم ... كرام الفرع والأصل
ترجّيهم بنو كلب ... ويخشاهم (6) بنو عجل (7)
ومثله قوله (8) [من البسيط]:
إنّي لمن معشر سفك الدّماء لهم ... دأب وسل عنهم إن رمت تصديقي
تضيء بالدّم إشراقا عراصهم ... فكلّ أيّامهم أيّام تشريق (9)
ومثله قوله (10) [من السريع]:
أصبحت لحّاما وفي البيت لا ... أعرف ما رائحة اللّحم
واعتضت من فقري ومن فاقتي ... عن التذاذ الطّعم بالشّمّ
جهلته فقرا فكنت الذي ... أضلّه الله على علم (11)
ومثله قوله (12) [من المنسرح]:
أعمل في اللّحم للعشاء ولا ... أنال منه العشا فما ذنبي
__________
(1) «ديوانه» سقطت من د.
(2) في ب: «ولكن».
(3) بعدها في ب: «انتهى».
(4) في ط: «مقاطيف».
(5) في ب: «أهل (ي)».
(6) في ب، ط، و: «وتخشاهم».
(7) الأبيات في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 150وفيه: «يرجّيهم».
وفي البيت الأخير إشارة إلى أنّ الكلب يرجو الجزّار لما يرميه له، والعجل يخشاه لما يفعله به.
(8) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله».
(9) في و: «تشريقي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والتشريق: تقطيع اللحم وتقديده وبسطه، ومنه سمّيت أيّام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النّحر. (اللسان 10/ 176 (شرق)).
(10) في ب: «وقال أيضا».
(11) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال أيضا».(3/210)
خلا (1) فؤادي وفي (2) فمي وسخ ... كأنّني في جزارتي كلبي (3)
وظريف قوله (4) [من الخفيف]:
كيف لا أشكر الجزارة ما عش ... ت حفاظا وأرفض الآدابا
وبها صارت الكلاب ترجّي ... ني وبالشّعر كنت أرجو الكلابا (5)
ومثله (6) أيضا، وقال (7) [من الخفيف]:
لا تعبني بصنعة (8) القصّاب ... فهي أذكى من عنبر الآداب
كان فضلي على الكلاب فمذ صر ... ت أديبا رجوت فضل الكلاب (9)
ومثله قوله (10) [من الرمل]:
معشر ما جاءهم مسترفد ... راح إلّا وهو منهم معسر
أنا جزّار وهم من بقر ... ما رأوني قطّ إلّا نفروا (11)
وقال متهكّما على (12) المتنبّي [من المتقارب]:
تعاظم قدري على ابن الحسين ... فذهني كالعارض الصّيّب
وكم مرّة قد تحكّمت فيه ... لأنّ الخروف أبو (13) الطيّب (14)
وكتب إليه الشيخ نصير الدين الحمّاميّ مورّيا عن صناعته [من المنسرح]:
ومذ لزمت الحمّام صرت به (15) ... خلّا يداري من لا يداريه
__________
(1) في ب: «حلا».
(2) في ب: «ولي».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» مكان «وظريف قوله».
(5) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 137.
(6) في د، ط، و: «وقلبه».
(7) في ب: «قال وقد قلبه».
(8) في ك: «لا تعيبي صنعة».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) بعدها في ب: «أبي الطيب المتنبّي».
(13) «أبو» سقطت من ب.
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في د، ط، و: «بها».(3/211)
أعرف حرّ الأشيا وباردها ... وآخذ الماء من مجاريه (1)
فأجابه أبو الحسين الجزّار بقوله [من المنسرح]:
حسن التأنّي ممّا يعين على ... رزق الفتى والحظوظ تختلف
والعبد مذ صار في جزارته ... يعرف من أين تؤكل (2) الكتف (3)
ومن لطائفه البديعة (4) ما كتب به (5) إلى بعض الرؤساء، وقد منع من الدخول إلى بيته في يوم فرح [من المتقارب]:
أمولاي ما من طباعي الخروج ... ولكن تعلّمته من خمولي (6)
أتيت لبابك أرجو الغنى ... فأخرجني الضرب عند الدّخول (7)
وكتب إلى بعض الرؤساء (8) يستهدي (9) [منه] (10) قطرا [من الطويل]:
أيا علم الدين الذي جود كفّه ... براحته قد أخجل الغيث والبحرا (11)
لئن أمحلت أرض الكنافة إنّني ... لأرجو لها من سحب راحتك القطرا (12)
هذا القطر تحلّى به الشيخ جمال الدين بن نباتة بقوله [من مخلّع البسيط]:
لجود قاضي القضاة أشكو ... عجزي عن الحلو في صيامي (13)
__________
(1) البيتان في الأدب في العصر المملوكي 2/ 160وفيه: «صرت فتئ به يداري».
(2) في ب: «يؤكل».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «يعرف (أو يعلم) من أين تؤكل الكتف» مثل يضرب لمن يأتي الأمور من مأتاها.
(تمثال الأمثال 2/ 594وجمهرة الأمثال 2/ 422وكتاب الأمثال ص 100وكتاب الأمثال لمجهول ص 128والمستقصى ص 413واللسان 9/ 294 (كتف)).
(4) «ومن لطائفه البديعة» سقطت من ب.
(5) في ب: «وكتب» مكان «ما كتب به» وفي و: «به» كتبت فوق «كتب».
(6) في ب، ط: «خمول».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ط: «الرؤسا».
(9) في ب: «يستهديه».
(10) من ط.
(11) في ب: «والقطرا».
(12) البيتان في الأدب في العصر المملوكي 2/ 143وفيه: «أيا شرف الدين الذي فيض جوده».
(13) في ب: «الصيام»، وفي هامشها:
«صيامي».(3/212)
والقطر أرجو ولا عجيب ... للقطر (1) يرجى من الغمام (2)
وتلاعب الناس به بعده كثيرا.
ويعجبني من تغزّلات أبي الحسين الجزّار (3) قوله / [من المتقارب]:
تكلّف بدر السماء إذ حكى ... محيّاك لو لم يشنه (4) الكلف
وقام بعذري فيك العذار ... فأجرى دموعي لمّا وقف (5)
ومنه (6) قوله [من الطويل]:
حمت خدّها والثّغر عن حائم شج ... له أمل في مورد ومورّد
وكم هام قلبي لارتشاف رضابها ... فأعرب عن تفصيل (7) نحو المبرّد (8)
ومن لطائف مجونه في التورية قوله [من السريع]:
تزوّج الشيخ أبي شيخة ... ليس لها عقل ولا ذهن
لو برزت صورتها في الدّجى ... ما جسرت تبصرها (9) الجنّ
كأنّها في فرشها رمّة ... وشعرها من حولها قطن
وقائل قد (10) قال (11): ما سنّها؟ ... فقلت: ما في فمها سنّ (12)
قال الشيخ أثير الدّين أبو حيّان: رأيت أبا الحسين (13) بالقاهرة، عند الشيخ قطب الدّين بن القسطلّانيّ، فقال لي الشيخ قطب الدّين: هذا هو الأديب أبو الحسين الجزّار، فأنشدني لنفسه، وكتبت (14) [عنه] (15) [من مجزوء الكامل]:
__________
(1) في و: «القطر».
(2) البيتان في ديوانه ص 478وفيه: «فالقطر أرجو» و «ألقطر يرجى».
(3) «الجزار» سقطت من ب.
(4) في ك: «يشنه».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ط: «ومنه».
(7) في و: «تفصيل».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في و: «تنظرها».
(10) «قد» سقطت من ب، د، ط، و.
(11) في د، و: «قل».
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(13) بعدها في ب: «الجزار».
(14) في ب: «وهو يقول» مكان لنفسه وكتبت» وفي و: «وكتبت» مكررة، والثانية منهما مشطوبة.
(15) من ط.(3/213)
من منصفي من معشر ... كثروا عليّ وأكثروا
صادقتهم وأرى الخرو ... ج من الصّداقة يعسر
كالخطّ يسهل في الطّرو ... س ومحوه يتعذّر
وإذا أردت كشطته ... لكنّ ذاك يؤثّر (1)
وممّا شرح الصدر (2) والقلب من قول ابن (3) الحمّاميّ، تغمّده الله برحمته (4)، [من الطويل]:
وكدّرت حمّامي بغيبتك التي ... تكدّر فيها العيش من كلّ مشرب
فما كان صدر الحوض منشرحا بها ... ولا كان قلب الماء فيها بطيّب (5)
ومنه (6) قوله [من مجزوء الرجز]:
لي منزل معروفه ... ينهل غيثا كالسّحب
أقبل ذا العذر به ... وأكرم الجار الجنب (7)
ومن لطائف (8) ما كتب به (9) إلى السّراج الورّاق على يد مليح ولسانه [من السريع]:
عبدك يا مولاي وافى بها ... وفي «بها» معنى لمن يعقل
وهو على الباب ومقصوده ... وفيك فهم أنّه يدخل (10)
ومن نكته اللطيفة قوله [من مجزوء الرجز]:
أصبحت من أغنى الورى ... وطائرا بالفرح
__________
(1) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ط: «الصدور».
(3) «ابن» سقطت من د، و.
(4) «تغمده الله برحمته» سقطت من ب، د، ط، و.
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «ومنها».
(7) الرجز في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 160.
(8) «ومن لطائف» سقطت من ب وفي د، ط، و: «ومن لطائفه».
(9) في ب: «وكتب» مكان «ما كتب به».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/214)
عندي خمر (1) ذهب ... أكتاله بالقدح (2)
وقوله (3) [من مخلّع البسيط]:
أقول للكأس إذ تبدّى ... بكفّ أحوى (4) أغنّ أحور
أخربت (5) بيتي وبيت غيري ... وأصل ذا (6) كعبك المدوّر (7)
ومن لطائفه في تغزّلاته (8) قوله [من الكامل]:
ما (9) زال يسقيني زلال رضابه ... لمّا خفيت ضنى وذبت توقّدا
ويظنّني حيّا رويت بريقه ... فإذا دعا قلبي يجاوبه الصّدى (10)
أخذه الشيخ جمال الدين بن نباتة (11) وتقوّى عليه بالسّيف، فقال [من الكامل]:
أدعو السّيوف صقيلة من لحظه ... وإذا دعوت لماه جاوبني الصّدى (12)
ومن لطائفه (13) في مداعباته (14) [قوله] (15) [من السريع]:
رأيت شخصا آكلا كرشة ... وهو أخو ذوق وفيه فطن
وقال: ما زلت محبّا لها ... قلت: من الإيمان حبّ الوطن (16)
وممّن انتظم في سلك الجماعة وانتصر للتّورية وحسّن مواقعها، ناصر الدين حسن بن النقيب، فمن نظمه (17) [فيها قوله] (18) عفا الله عنه (19)، [من الطويل]:
__________
(1) في ط: «الخمر عندي».
(2) الرجز في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 160وفيه: «مستبشرا بالقدح» مكان «وطائرا بالفرح».
(3) في ب: «وقال».
(4) في د: «أحوى» (* ح).
(5) في ب: «خرّبت».
(6) بعدها في ب كلمة مشطوبة.
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب، و: «ومن لطائف تغزّلاته».
(9) في و: «وما».
(10) في ب: «الصّدا». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) «بن نباتة» سقطت من ك، وثبتت في هامشها.
(12) في ب: «الصدا». والبيت في ديوانه ص 144.
(13) في ب، و: «ومن لطائف».
(14) في ب، د، ك، و: «مذاعباته».
(15) من ب، د، ط، و.
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) «فمن نظمه» سقطت من د، ط.
(18) من ب.
(19) «عفا الله عنه» سقطت من د، ط، و.(3/215)
وجرّدت مع فقري وشيخوختي التي ... بها اليوم نومي عن جفوني مشرّد (1)
فلا تدّعي (2) غيري مقامي فإنّني ... أنا ذلك الشيخ الفقير المجرّد (3)
ومن نكته الغريبة في التورية قوله [من الطويل]:
أقول وقد شنّوا إلى الحرب غارة ... دعوني فإنّي آكل الخبز بالجبن (4)
ومثل ذلك قوله [من الوافر]:
أقول لنوبة الحمّى: اتركيني ... ولا يك منك لي ما عشت أوبه (5)
فقالت: كيف يمكن ترك هذا؟ ... وهل يبقى الأمير بغير نوبه؟ (6)
ومن لطائفه / قوله (7) [من الكامل]:
قالوا: رأينا العلق ينفق مسرفا ... والعلق لا شيء لديه ولا معه
فأجبتهم: إنفاقه من جحره (8) ... قالوا: صدقت لذاك ينفق من سعه (9)
ومن ألطف (10) ما وقع في تورية السّعة، قول أبي الحسين الجزّار، وقد وقف على باب ابن (11) الزّبير ومنع من الدخول دون غيره، [فكتب رقعة وأرسلها إلى ابن الزبير فإذا فيها] (12) [من البسيط]:
__________
(1) في ب: «مجرّد».
(2) في ب، د، ط، و: «يدّعي».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) البيت لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) بعدها في و: «ومن لطائفه قوله» مشطوبة.
(6) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 164.
والنوبة: دورة الحمّى، والثانية: الجماعة من الناس. (اللسان 1/ 775774) (نوب)).
(7) في ب: «وقال أيضا» مكان «ومن لطائفه قوله».
(8) في د: «حجره».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والعلق: النفيس من كل شيء ويقال:
علق خير، وعلق شرّ. (اللسان 10/ 268 (علق)).
(10) في د، ط: «لطائف».
(11) «ابن» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(12) من ط.(3/216)
ألناس قد دخلوا كالأير كلّهم (1) ... والعبد مثل الخصى (2) ملقى على الباب (3)
فلمّا وقف ابن الزّبير على هذا البيت أمر بعض الخدّام (4) أن يقف على الباب وينادي: أدخل يا خصى، فدخل وهو يقول: هذا دليل على السّعة (5).
ومنه قوله (6) [من الكامل]:
ومنكرش (7) أضحى يحلّق سفله ... لعساه لا يشكى إليه ويشكر
ويقصّ لحيته فإن ناديته ... لبّاك وهو محلّق ومقصّر (8)
ويعجبني من لطائفه قوله في داره [من المتقارب]:
ودار خراب بها قد نزل ... ت (9) ولكن نزلت إلى السّابعه
طريق من الطّرق مسلوكة ... محجّتها للورى شاسعه
فلا فرق ما بين أنّي أكون (10) ... بها أو أكون على «القارعه»
تشاورها هنوات (11) النّسيم ... فتصغي بلا أذن سامعه
وأخشى بها أن أقيم الصّلاة ... فتسجد حيطانها الراكعه (12)
إذا ما قرأت «إذا زلزلت» (13) ... خشيت بأن تقرأ (14) «الواقعه» (15)
__________
(1) في ط: «أجمعهم».
(2) في ك: «الخصا».
(3) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في د، ط، و: «الخدم».
(5) «ومن ألطف ما على السعة» سقطت من ب.
(6) في ب: «وقال أيضا».
(7) في ط: «ومكرّش» وفي و:
«ومنكرش».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمنكرش: النكريش، وهو حسن اللحية وهو لقب، لعلّه معرب. (تاج العروس (نكرش)).
(9) في د: «قد نزلت».
(10) في و: «كوني» مشطوبة، وفي هامشها:
«أنّي أكون» صح.
(11) في ب، د، و: «تشاورها هفوات» وفي ط: «تساورها هفوات».
(12) «وأخشى الراكعة» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(13) بعدها في ب: «الأرض» وبها يكسر الوزن.
(14) بعدها في و: «هي».
(15) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
و «القارعة»، و «إذا زلزلت» (الزلزلة)،(3/217)
ومنه قوله (1) [من مجزوء الكامل]:
جودوا لنسجع (2) بالمدي ... ح على علاكم سرمدا
فالطير أحسن ما يغر ... رد عندما يقع النّدى (3)
ومن بدائع (4) أغزاله قوله [من الطويل]:
وما بي سوى عين نظرت لحسنها ... وذاك لجهلي بالعيون وغرّتي
وقالوا: به في الحبّ عين ونظرة ... لقد صدقوا عين الحبيب ونظرتي (5)
ومن لطائف مجونه قوله [من الخفيف]:
نفقت لي رأس من الخيل كانت ... تسبق البرق والرياح الزعازع
وابتلى الله في المشاعر (6) أخرى ... بشقاق لها عن المشي مانع (7)
وإذا قيل: كم بقى لك رأس؟ ... قلت: رأس لكن بغير كوارع (8)
ومن لطائفه أيضا في تورية «المطوّق» (9) [قوله] (10) [من الخفيف]:
أنت طوّقتني صنيعا (11) وأسمع ... تك شكرا كلاهما ما (12) يضيع
فإذا ما شجاك شجوي (13) فإنّي ... أنا ذاك المطوّق المسموع (14)
ومن (15) هنا أخذ الشيخ جمال الدين (16) بن نباتة «سجع (17) المطوّق»، ووصل
__________
و «الواقعة» أسماء سور من القرآن الكريم، بالإضافة إلى معانيها اللغوية.
(1) في ب: «وقوله» مكان «ومنه «قوله».
(2) في و: «التسجّع».
(3) في ب، ط: «الندا». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب، د، و: «ومن بديع».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «مشاعر».
(7) في د: «مانع».
(8) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «في التورية أيضا في الطوق».
(10) من ب، د، ط، و.
(11) في ب: «ضيفا».
(12) في و: «ما» كتبت فوق «يضيع».
(13) في ب: «سمعي» وفي د: «شجعي» وفي ط، و: «سجعي».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) بعدها في د: «أخذ» مشطوبة.
(16) «جمال الدين» سقطت من ب.
(17) في و: «شجع».(3/218)
به عدّة مقاطيع.
ومن غايات (1) تغزّله (2) قوله [من الوافر]:
رميت بمهجتي جمرات شوق ... ولم تأخذك بالمشتاق رأفه
فهرول دمع عيني فوق خدّي ... وما حصلت له مع ذاك وقفه (3)
ومن لطائف مجونه قوله [من مجزوء الرمل]:
قال لي الواسع: صف لي ... مثل ما أعرف وصفك
أين باب الخرق؟ قل لي (4)، ... قلت: باب الخرق خلفك (5)
ومن غرائب النكت (6) قوله [من مجزوء الكامل]:
أبيات شعرك كالقصو ... ر ولا قصور بها يعيق
ومن العجائب لفظها (7) ... حرّ ومعناها رقيق (8)
ومن بديع اختراعاته قوله [من البسيط]:
قالوا: قد احترقت بالنار راحته ... وهي الغمام ومنها الوابل الغدق
وقال قوم وما ضلّوا ولا (9) وهموا: ... بأنّها النّيل، قلت: النّيل يحترق (10)
ومن غرائب (11) نكته قوله [من السريع]:
بخالد الأشواق يحيى الدّجى ... يعرف هذا العاشق الوامق
فخذ حديث الوجد عن جعفر ... من دمع عيني، إنّه الصّادق (12)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «غاية».
(2) في د، ط: «تغزّلاته».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) «قل لي» سقطت من ك، وثبتت في هامشها: «لعله: قل لي».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في و: «النكث».
(7) في ب: «أنّها» مكان «لفظها».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ط: «وما».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب، د، ط، و: «غريب».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/219)
ومن بديع تغزّله قوله [من الكامل]:
يا مالكي ولديك ذلّي شافعي ... مالي سألت فما أجبت سؤالي
فوخدّك النعمان إنّ بليّتي ... وشكايتي من جفنك الغزّالي (1)
ومن بديع غزله (2) قوله [من المتقارب]:
أقول لمن جفنه سيفه ... ولكنّه ليس يخشى نبوّه
تكلّف جفنك حمل الفتور ... وأخرج فيه من الضعف قوّه (3)
ومن نكته الغريبة قوله [من السريع]:
قلت لسقم الجسم منّي وقد ... أفرط بي فرط ضنى واكتئاب: /
فعلت (4) بي يا سقم ما لم يكن ... تلبس (5)، والله، عليه الثّياب (6)
وممّن حصّل الجلاء لعيون التورية بملاطفته، الحكيم شمس الدين بن دانيال، فمن (7) لطائفه قوله [من السريع]:
يا سائلي عن حرفتي في الورى ... وضيعتي (8) فيهم وإفلاسي
ما حال من درهم إنفاقه ... يأخذه من أعين النّاس (9)
ومنه قوله [من مخلّع البسيط]:
كم قيل لي إذ دعيت شمسا: ... لا بدّ للشمس من طلوع (10)
فكان ذاك الطلوع داء ... يرقى إلى السّطح من ضلوعي (11)
__________
(1) في ب، د: «الغزّال» وفي ط: «الغزّال (لي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «ومن بديعه أيضا» مكان «ومن بديع غزله».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والنبوّ: من نبا: إذا لم يقطع، أو لم يصب. (اللسان 15/ 302301 (نبا)).
(4) في ك: «فعلت» وفي و: «فقلت».
(5) في ب: «يلبس».
(6) البيتان لناصر الدين الفقعسيّ في ديوان الصبابة ص 215وفيه: «يقول جسمي لنحولي وقد».
(7) في ب: «ومن».
(8) في ط: «واضيعتي».
(9) البيتان في ديوانه ص 92.
(10) في ب: «الطلوع».
(11) البيتان في ديوانه ص 169.(3/220)
ومن لطائفه أيضا قوله [من السريع]:
ما عاينت عيناي في عطلتي ... أقلّ من حظّي ولا (1) بختي
قد بعت عبدي وحماري معا ... وصرت لا فوقي ولا تحتي (2)
ومن لطائفه أيضا في جارية تضرب بالدفّ، وأجاد، قوله [من البسيط]:
ذات القوام الذي يهتزّ غصن نقا ... لو مرّ يوما عليه طائر صدحا
تبدي على الدفّ كالجمار معصمها (3) ... [لنقره ببنان يشبه البلحا
غناؤها برقيق الغنج تمزجه] (4) ... فما ينقّط إلّا كلّ من رشحا (5)
ومن اختراعاته البديعة قوله [من الطويل]:
أيا سائلي عن قدّ محبوبي الذي ... فتنت به وجدا وهمت غراما
أبى (6) قصر الأغصان ثمّ رأى القنا (7) ... طوالا فأضحى بين ذاك قواما (8)
وممّن أحيا رسوم التورية وأظهر خفيّها القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر (9)، ومن نظمه فيها، [قوله] (10) [من الطويل]:
لقد قال كعب في النبيّ قصيدة ... وقلنا: عسى في فضلها نتشارك (11)
فإن شملتنا بالجوائز رحمة ... كرحمة كعب فهو كعب مبارك (12)
ومن لطائفه (13) قوله [من السريع]:
لا ينقل (14) الروض أحاديثه ... عن عين (15) نمّام (16) غدت خافيه
__________
(1) في ب، د، ط: «ومن».
(2) البيتان في ديوانه ص 92.
والمثل في البيت الثاني يضرب لمن يكون ثريّا فيبيع كل ما يملكه، فيصبح معدما يحتاج إلى العون.
(3) في ك: «معصمها».
(4) من د، ط.
(5) الأبيات في ديوانه ص 189.
(6) في ب، و: «رأى».
(7) في ب، و: «النّقا».
(8) البيتان في ديوانه ص 279.
(9) «القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر» سقطت من د.
(10) من ب.
(11) في د: «يتشارك».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في و: «لطائف».
(14) في د، و: «لا يقل».
(15) في و: «غير».
(16) في ب: «تمام».(3/221)
فإنّه ينقل (1) أخباره ... لنحو عين (2) عنده صافيه (3)
ومنه (4) قوله [من المجتثّ]:
يا قاتلي بلحاظ ... قتيلها ليس يقبر
إن صبّروا عنك قلبي ... فهو القتيل المصبّر (5)
وقال [أيضا] (6) [من مجزوء الخفيف]:
إنّ لوزيّ جلّق ... واهن الحيل والقوى
لم يكلّفك كسره ... فالق الحبّ والنّوى (7)
ومن نظمي في هذا المعنى في «المشمش السّلطانيّ» بحماة [من الرمل]:
قال سلطاني حماة عندما ... أجلسوه مذ أتاهم في الصّدور
مشمش الشّام يقوّي قلبه ... يوم نقع فهو قد أضحى وزيري (8)
ومن لطائف القاضي محيي الدين قوله [من مجزوء الكامل]:
شكرا لنسمة أرضكم ... كم (9) بلّغت عنّي تحيّه
لا غرو أن حفظت أحا ... ديث الهوى فهي الذكيّه (10)
وهذه النكتة أخذها الشيخ صلاح الدين (11) [الصّفديّ، وقال] (12) [من الكامل]:
يا طيب نشر هبّ لي (13) من نحوكم ... فأثار كامن لوعتي وتهتّكي
أهدى تحيّتكم وأشبه لطفكم ... وروى شذاكم إنّ ذا نشر ذكي (14)
__________
(1) في و: «تنقل».
(2) في ب، د، و: «إليّ عين» وفي ط:
«إلى أعين».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب، د، ط، و: «ومثله».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) من ب.
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) البيتان في ديوانه ورقة 80ب.
(9) بعدها في ط: «قد».
(10) البيتان له في ديوان الصبابة ص 115 وفيه: «شكر النسمة».
(11) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(12) من د، ط، وو في ب: «الصفديّ فقال».
(13) «لي» سقطت من د.
(14) البيتان لابن عبد الظاهر في ديوان(3/222)
وأشار إلى هذه السرقة الشيخ شهاب الدين (1) بن أبي حجلة بقوله، ولم يخرج عمّا نحن فيه من التورية [من الكامل]:
إنّ ابن أيبك لم تزل سرقاته ... تأتي بكلّ قبيحة وقبيح
نسب المعاني في النسيم لنفسه ... جهلا فراح كلامه في الرّيح (2)
ومن نكته البديعة الغريبة قوله (3) [من الخفيف]:
لا تسلني عن أوّل العشق إنّي ... أنا فيه قديم هجر وهجره
من دموعي ومن جبينك أرّخ ... ت غراما بمستهلّ وغرّه (4)
وتطفّل الشيخ عزّ الدين الموصليّ على هذا المعنى ولكن سبكه في قالب حسن (5)
بقوله من قصيد (6) [وهو] (7) [من الطويل]:
فيا (8) هاجري عاما لقد ضلّ (9) عاذلي (10) ... وليس له وجه وتاريخه سلخ (11)
ومن لطائفه (12) قوله بمنزلة القطيّفة بالقرب من دمشق [من مجزوء الكامل]:
هذي القطيّفة التي ... لا تشتهى عقلا ونقلا (13)
حشيت ببرد يابس ... فلأجل ذاك الحشو تقلى (14)
ومن لطائفه قوله أيضا (15) [من مجزوء الرمل]: /
__________
الصبابة ص 115ح وفيه: «هبّ لي من أرضكم» و «إنّ ذا ريح ذكيّ».
(1) «الشيخ شهاب الدين» سقطت من ب.
(2) البيتان لابن عبد الظاهر في ديوان الصبابة ص 115.
(3) في ب: «وقال أيضا» مكان «ومن نكته البديعة الغريبة قوله».
(4) البيتان لابن عبد الظاهر في ديوان الصبابة ص 194وفيه: «أرّخت غرامي».
ويقصد ب «مستهلّ وغرّة» أوّل الشهر، ودمعه والشعر الذي فوق جبينه.
(5) في ب: «آخر» مكان «حسن».
(6) في ب: «قصيدة».
(7) من ب.
(8) في ب: «ويا».
(9) في و: «ظلّ».
(10) في ب: «عائدي»، وفي هامشه:
«عاذلي».
(11) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في و: «لطائف».
(13) في د: «وتقلا».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) «أيضا» سقطت من د، ط وفي ب، و:
«أيضا قوله».(3/223)
ضفّر الشعر وألقى ... خلفه كالقطن وفره
قلت: ماذا؟ قال: شيب، ... قلت: والله ودرّه (1)
ومن لطائفه [قوله] (2) في معشوقه المغنّي (3) المسمّى ب «النّسيم» [من الكامل]:
إن كانت العشّاق من أشواقهم ... جعلوا النسيم إلى الحبيب رسولا
فأنا الذي أتلو لهم: يا ليتني ... كنت اتّخذت مع الرّسول سبيلا (4)
ومثله قوله [فيه (5)] [من مجزوء الكامل]:
يا من غدا لي من عوا ... صف هجره الرّيح العقيم
أترى يطيب لي الهوى ... ويقال لي: رقّ النّسيم (6)
ومن لطائفه قوله [من الخفيف]:
سلّ سيفا من جفنه ثمّ أرخى ... وفرة وفّرت عليه الحميلة (7)
إن شكا الخصر طولها غير بدع ... لنحيل (8) يشكو الليالي الطويلة (9)
وألمّ به ابن العفيف فقال [من السريع]:
حلّ ثلاثا يوم حمّامه ... ذوائبا تعبق منها الغوال
فقلت: والقصد ذؤاباته ... يا (10) سهري في ذي الليالي الطّوال (11)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) من ب، د، ط، و.
(3) في ط: «المعنى».
(4) البيتان لابن عبد الظاهر في ديوان الصبابة ص 114والأدب في العصر المملوكيّ 2/ 51.
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {يََا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} (الفرقان: 27).
(5) من ب، د، ط، و.
(6) البيتان لابن عبد الظاهر في ديوان الصبابة ص 115ومطالع البدور 1/ 57 والأدب في العصر المملوكيّ 2/ 51.
(7) في ب: «الخميلة» وفي و: «الجميلة».
(8) في و: «لبخيل».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والحميلة: علاقة السيف، وهي المحمل.
(اللسان 11/ 178 (حمل)).
(10) في ك: «ما».
(11) البيتان في ديوانه ص 281. والغوالي: ج غالية: من الطّيب. (اللسان 15/ 134) (غلا)).(3/224)
وهذا المعنى تلاعب به جماعة من المتأخّرين، ولولا الخيفة من طول (1) الشرح لذكرت ذلك، ولكن لا بدّ أن يرد على المتأمّل في مواضعه.
ويعجبني قوله [من الخفيف]:
وبروحي هويته عجميّا ... لي لذّات لفظه (2) الغتميّه (3)
كم حلا عجمة (4)، فقلت لخلّي: ... خلّني والحلاوة العجميّه (5)
ومن لطائف مجونه (6) قوله [من المنسرح]:
وأعور العين ظلّ يكشفها ... بلا حياء منه ولا خيفة
وكيف تلقى الحياء (7) عند فتى ... عورته لا تزال مكشوفه (8)
وقال (9) [من السريع]:
قال لي العلق، وقد جئته ... أريه أيرا فاق في حسنه:
أيرك هذا مات، قلت: انحني، ... كرامه الميّت في دفنه (10)
ويعجبني من خمريّاته قوله [من الخفيف]:
خمرة للشقيق أمست شقيقه (11) ... بنت كرم بالمكرمات خليقه
قال قوم، من لطفها: هي في الكأ ... س مجاز والكأس فيها (12) حقيقه
أنتجت فرحة وجاءت بكأس ... صبغت حمرة فنعم العقيقه (13)
__________
(1) في ب: «خيفة طول».
(2) في ب، ط، و: «لذّت ألفاظه» وفي د:
«لذّات ألفاظه».
(3) في و: «الغثميّة».
(4) في ب: «عجّة».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والغتميّة: التي لا تفصح شيئا، أو لها عجمة في المنطق. (اللسان 12/ 433 (غتم)).
(6) في د: «مجنونه».
(7) في ب، د، ط، و: «يلفى الحياء».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب، د، و: «ومثله قوله» وفي ط:
«ومنه قوله».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في د: «شقيقة».
(12) في و: «قال» مكان «فيها».
(13) في د، ط: «الشقيقة». والأدبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.(3/225)
ومن بديع اقتباسه بالتورية قوله [من الكامل]:
بأبي فتاة من كمال صفاتها ... وجمال بهجتها تحار الأعين
كم قد دفعت عواذلي عن وجهها، ... لمّا تبدّت، بالّتي هي أحسن (1)
هذا الاقتباس بالتورية أخذه الشيخ جمال الدين (2) بقافيته، ولكن زاده إيضاحا بقوله [من الكامل]:
يا عاذلي شمس النهار جميلة (3) ... وجمال فاتنتي ألذّ وأزين
فانظر إلى حسنيهما متأمّلا ... وادفع ملامك بالتي هي أحسن (4)
وألمّ به الشيخ عزّ الدين الموصليّ، وما خرج عن إيضاحه أيضا، بقوله (5) [من الخفيف]:
قد سلونا عن المليح بخود ... ذات وجه به الجمال تفنّن (6)
ورجعنا عن التّهتّك فيه ... ودفعناه بالتي هي أحسن (7)
ومن لطائف (8) قوله (9) [من الخفيف]:
ذات طوق وذات ريق (10) تغنّي ... فتنبّي بالوجد من ليس يدري
زيّقت ثمّ كاشفتنا فقلنا: ... لك زيق الغنى وزيق الفقر (11)
[ومن بديع لطائفه أيضا قوله] (12) [من الخفيف]:
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة:
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (فصّلت: 34).
(2) بعدها في ب: «ابن نباتة».
(3) في د: «جميلة».
(4) البيتان في ديوانه ص 486. وفيه:
ويلومني فيها خليّ ما درى
الشمس أم تلك المليحة أزين
يا لائمي انظر حسن تلك وهذه
وادفع ملامك بالتي هي أحسن
(5) «يا عاذلي بقوله» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(6) في ب: «تفنتّن».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في د، ط، و: «لطائفه».
(9) في ب: «وقال أيضا» مكان «ومن لطائف قوله».
(10) في د، ط، و: «زيق».
(11) في ط: «ولي زيق فقري». وفي و: «الفقري» مكان «الفقر». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) من د.(3/226)
ما تراها قد حدّثت خاطر النّه ... ر بما قد جرى وما منه يجري (1)
ومن بديع لطائفه (2) [أيضا] (3) قوله [من الطويل]:
وبطحاء في واد يروقك روضها ... ولا سيّما إن جاد غيث مبكّر
تلاحظها عين تفيض (4) بأدمع ... يرقرقها نهر (5) هنالك (6) محجر
إذا فاخرته (7) الريح ولّت (8) عليلة ... بأذيال كثبان الرّبا تتعثّر
به (9) الفضل يبدو والرّبيع وكم (10) غدا ... به (11) الروض يحيى وهو لا شكّ جعفر (12)
وقال في مليحة اسمها وردة [من الخفيف]:
بأبي دمية (13) مولّدة الحس ... ن دعوها بوردة البستان
في التصاوير (14) مثلها ليس يلفى (15) ... فيقولون: وردة (16) كالدّهان (17)
ومن تواريه الغريبة في المواليا في مليح مشطوب:
لك طرف ساحر (18) حمى من حسنك السرحه ... كم قد أغار على (19) العشّاق في صبحه
لمّا علمت بأنّو سابق اللمحه ... عليه خفت فشطّبتو على صحّه (20)
ومن نكته الغريبة / في أغزاله قوله [من الوافر]:
__________
(1) البيت لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في د، ط: «لطيف كلامه».
(3) من و.
(4) «تفيض» سقطت من و، وفي هامشها:
«تغيض» صح.
(5) في ب، د، ط، و: «منه» مكان «نهر».
(6) في و: «هناك».
(7) في د، ط: «فاخرتها».
(8) في ط: «وهي» مكان «ولّت».
(9) في ط: «بها».
(10) في ط: «وقد».
(11) في ط: «بها».
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
والبيتان الأخيران سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(13) في د، ط: «وردة».
(14) في ب: «والتصاوير».
(15) في ب: «يلغى».
(16) في د: «وردة».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(18) في ب، د، و: «طرف طرف» مكان «طرف ساحر» وفي ط: «طرف أحور».
(19) في د: «في».
(20) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/227)
ذباب السّيف من لحظ إليه ... لأخضر صدغه بعض (1) انتسابي (2)
ولا عجب إذا ما قيل هذا ... له صدغ زمرّده ذبابيّ (3)
ومن اختراعاته الغريبة قوله [من الطويل]:
كتبت لكم من أعين القصب التي ... لها من (4) معانيكم ومن نفسها طرب
فإن أطرب التشبيب فيها بذكركم ... فكم أطرب التّشبيب من أعين القصب (5)
ومن هنا أخذ المعمار فقال [من مجزوء الرجز]:
هويته مشبّبا ... جماله (6) برّح بي
تيّم قلبي بالحجا ... ز من عيون القصب (7)
ومن مخترعات القاضي محيي الدّين بن عبد الظاهر قوله [من الطويل]:
ملأت الليالي من علا وختمتها ... فقد أصبحت محشوّة بمكارمك
ختمت عليها بالثريّا فقل لنا: ... أهذا الذي في كفّها من خواتمك (8)؟
ومنه قوله [من البسيط]:
يا سيّدي إن جرى من مدمعي (9) ودمي ... للعين والقلب مسفوح ومسفوك
لا تخش من قود يقتصّ منك به ... فالعين جارية والقلب مملوك (10)
__________
(1) في د: «منه» وفي ط: «حسن» مكان «بعض».
(2) في د: «انتساب» وفي و: «انتساب».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وذباب السيف: حدّه. (اللسان 1/ 383 (ذبب)) وذبابي: ياؤه مخففة من ياء النسبة، نسبة إلى ذباب السيف، أو إلى لون الذبابة.
(4) في و: «في».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وعيون القصب: لعلها اسم مكان، لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب، و: «بعاده» وفي هـ ك: «بعاده».
خ صح.
(7) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في د: «من دمعي».
(10) البيتان له في نفحات الأزهار ص 196.
والقود: القصاص، أو قتل النفس بالنفس. (اللسان 3/ 372 (قود)).(3/228)
ومنه قوله [من الخفيف]:
ذو قوام يجور منه اعتدال ... كم طعين به من العشّاق
سلب القضب (1) لينها فهي غيظا ... واقفات تشكوه بالأوراق (2)
ومنه قوله [من السريع]:
يا ربّ كأس صرت من شربها ... من بعد رشفي ريق معشوقي
ملتهب الأحشاء نارا لأنّي (3) ... شربتها (4) منه على الرّيق (5)
ويعجبني [منه] (6) قوله [من مجزوء الرمل]:
أنت من وجه ولحظ ... لك دينار وكسر (7)
هذا «الدينار» و «الكسر» اغتصبه الشيخ جمال الدين (8) بن نباتة ولم يسبكه في غير قالبه، فقال [من مجزوء الكامل]:
أفدي حبيبا لي إلى ... مرآه طول الدّهر فقر
في خدّه وجفونه ... للحسن دينار وكسر (9)
وهذه زاوية شيخ الشيوخ (10) [بحماة] (11) التي (12) اخترتها من ديوان الشيخ الإمام العالم (13) العلّامة، شيخ الشيوخ عبد العزيز الأنصاريّ الحمويّ، سقى الله ثراه (14)، أمّا بعد:
__________
(1) في ك: «القضيب».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب، د، ط، و: «لأنّ».
(4) في و: «شربتها».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) من ب، د، ط، و.
(7) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(8) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(9) البيتان في ديوانه ص 248وفيه: «من خدّه».
(10) «وهذه زاوية شيخ الشيوخ» سقطت من د ومكانها فراغ و «شيخ الشيوخ» سقطت من ط.
(11) من ب، و.
(12) «التي» سقطت من ب، ط.
(13) «العالم» سقطت من د، ط.
(14) في ب: «من اختيار مؤلف الكتاب ابن حجة الحموي» مكان «التي اخترتها
ثراه» وفي و: «من اختيار الشيخ الإمام(3/229)
حمدا لله الذي أطلعنا من زوايا الأدب (1) على خبايا، وأرشدنا بمشايخ شيوخه إلى سلوك ما فيه من المزايا، والصّلاة والسّلام على نبيّه الّذي اختاره فكان نعم المختار، وعلى آله وصحبه المنتظمين في سلك هذا الاختيار، فقد انتهى ما أوردته منوعا في التورية من الحلاوات القاهريّة، وقد تعيّن أن أفكّه المتأمّل بعد ذلك بالفواكه الشاميّه، وأقتطف له من فروع شيخ الشيوخ، ما يظهر به مزيّة الثمرات الحمويّة، وقدرة السلطنة في الأدب، وناهيك بالسّلطنة الشيخيّة، فاخترت من أبيات قصائده (2) ومواصيل مقاطيعه ما يحلو به (3) التشبيب، وسمّيته «زاوية شيخ الشيوخ» علما بأنّها زاوية يتأهّل بها الغريب، والله تعالى (4) يجعلنا ممّن تخيّر (5) العمل الصالح فأحسن، وسمع القول فاتّبع منه الأحسن فمن ذلك قوله من قصيد (6) [من مخلّع البسيط]:
ويلاه من نومي المشرّد ... وآه من شملي المبدّد
يا كامل الحسن ليس يطفي ... ناري سوى ريقك المبرّد (7)
منها [ووصل] (8) إلى المخلص، وهو في غاية (9) الحسن، قوله [من مخلّع البسيط]:
غصن نقا حلّ عقد صبري ... بلين خصر يكاد يعقد
فمن رأى ذلك الوشاح الص ... صائم صلّى على محمّد (10)
ومنه قوله من قصيد (11) [من الوافر]:
لنا من (12) ربّة الخالين جاره ... تواصل تارة وتصدّ تاره
__________
العالم العلامة، فريد دهره، ووحيد عصره، الشيخ تقيّ الدين ابن حجّة، فسح الله في أجله».
(1) في ب: «الآداب».
(2) في د: «قصائد».
(3) في ط: «بها».
(4) في ب: «سبحانه وتعالى».
(5) في ط: «يخيّر».
(6) في ب: «قصيدة غريبة» وفي ط: «قصيدة».
(7) البيتان في ديوانه ص 147.
(8) من ط.
(9) في ب: «غاية في».
(10) البيتان في ديوانه ص 149148.
(11) في ب: «قصيدة».
(12) «من» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».(3/230)
تعاملني بما يحلي سلوّي ... ولكن ليس في جوفي (1) مراره (2)
ومنه قوله [وهو] (3) مطلع قصيد [من الطويل]:
حروف غرامي كلّها حرف إغراء ... على أنّ سقمي بعض أفعال أسماء (4) /
ومن هنا أخذ الشيخ جمال الدين (5) بن نباتة (6)، وقال (7) [من البسيط]:
أودت فعالك يا أسما بأحشائي ... وا حيرتا (8) بين أفعال وأسماء (9)
ومن بديع نكته قوله [من الطويل]:
وبدر دجى لم ينتقل كسميّه ... ولكنّه ما زال في القلب والطّرف
يلوح لعيني ماشقا نون صدغه ... فأعبد خلّاقي على ذلك الحرف (10)
هذه النكتة أخذها الشيخ عبد العزيز، من (11) ابن الورديّ (12)، بقافيتها وغالب ألفاظها ومعناها، فقال (13) [من السريع]:
يا بدر تمّ نوره باهر ... منزله في القلب والطرف
صدغك حرف النون في عشقه (14) ... {مَنْ يَعْبُدُ اللََّهَ عَلى ََ حَرْفٍ} (15)
ولعمري إنّها سرقة فاحشة، ومنه قوله [من الوافر]:
أقام لخدّه الناري عذارا ... ومذ قضّى (16) عذاري وهو ثلجي
__________
(1) في ط: «حلو».
(2) البيتان في ديوانه ص 200.
(3) من ب، د، ط، و.
(4) البيت في ديوانه ص 50.
(5) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(6) «بن نباتة» سقطت من ط.
(7) في ب: «فقال».
(8) في ط: «وا حيرتي» وفي و: «وا حيرتا».
(9) البيت في ديوانه ص 5وفيه:
«وا حيرتي».
(10) البيتان في ديوانه ص 335.
(11) «الشيخ عبد العزيز من» سقطت من د، ط، ك وثبتت في هـ ك مشارا إليها ب «صح».
(12) في د، ك: «ابن الرومي».
(13) في ب، و: «بقوله».
(14) في ط: «مشقه».
(15) البيتان في ديوانه ص 241وفيه:
«مشقه».
والآية في سورة الحجّ: 11.
(16) في ب: «أفضى»، وفي د، ط، و:
«أقصى».(3/231)
حمى سرح (1) العذار بمقلتيه ... فأمسى الناس في هرج ومرج (2)
ومنه قوله في التورية مع بديع الاقتباس [من البسيط]:
يا نظرة ما جلت لي حسن طلعته ... حتّى انقضت وأدامتني على وجل
عاتبت (3) إنسان عيني في تسرّعه ... فقال لي: {خُلِقَ الْإِنْسََانُ مِنْ عَجَلٍ} (4)
أخذه الشيخ جمال الدين (5) بن نباتة، وجعله مطلعا لقصيدة (6)، فقال [من البسيط]:
إنسان عيني بتعجيل السّهاد ملي ... عمري لقد {خُلِقَ الْإِنْسََانُ مِنْ عَجَلٍ} (7)
ومنه قول (8) شيخ الشيوخ (9)، وتلطّف ما شاء مع قصر الوزن [من مجزوء الخفيف]:
وغمام معربد ... ببروق وزمجره
غادر الروض ناضرا (10) ... بعيون مخضّره (11)
ومنه قوله [من السريع]:
قلت، وقد عقرب صدغا له ... عن مشقة الحاجب لم يحجب:
قدّست (12) يا ربّ الجمال الذي ... ألّف بين النّون والعقرب (13)
وقال، وتلطّف (14) ما شاء (15)، وأظنّه أوّل من ورّى بهذه النكتة (16)، [وهي] (17)
[من مخلّع البسيط]:
__________
(1) في ب، د، ط: «مرج» وفي و: «برج».
(2) البيتان في ديوانه ص 115.
(3) في و: «عانيت».
(4) البيتان في ديوانه ص 400وفيه:
«وجلي». والآية في سورة الأنبياء:
37.
(5) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(6) في ب: «مطلع قصيدة».
(7) البيت في ديوانه ص 381وفيه: «بلي» مكان «ملي». والآية في سورة الأنبياء:
37.
(8) بعدها في د، ط: «الشيخ عزّ الدين».
(9) «الشيوخ» سقطت من ب.
(10) في ب: «ناظرا».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(12) في ط: «قد سدت».
(13) البيتان في ديوانه ص 80.
(14) في ط: «وتطلّف».
(15) «وتلطف ما شاء» سقطت من ب.
(16) في و: «النكثة».
(17) من ب.(3/232)
أفدي حبيبا رزقت منه ... عطف محبّ على حبيب
بوجنة ما أتمّ ريحي (1) ... وقد غدا وردها نصيبي (2)
ومن هنا أخذ الشيخ جمال الدّين بن نباتة وغيره.
وقول (3) الشيخ جمال الدين بن نباتة (4) [من الطويل]:
فديتك غصنا ليس تبرح (5) مثمرا ... من الحسن في الدّنيا بكلّ غريب
تفتّح في وجناته الورد أحمرا ... فيا ليت ذاك الورد كان نصيبي (6)
ومنه قوله [من السريع]:
لا تنس وجدي بك يا شادنا (7) ... بحبّه أنسيت أحبابي
ما لي على هجرك من طاقة ... فهل إلى وصلك من باب (8)
ومنه قوله [من المتقارب]:
مرضت ولي جيرة كلّهم ... عن الرشد في صحبتي حائد
فأصبحت في النقص مثل الذي ... ولا صلة (9) لي ولا عائد (10)
ومن هنا أخذ الشيخ عزّ الدين الموصليّ، وقال (11) [من الرجز]:
أهل دمشق قد مرضت عندهم ... وما قصدت نحوهم بمسأله
مع علمهم بأنّني أنا الذي ... ولا أتاني عائد ولا صله (12)
ومنه قوله [من السريع]:
قالوا أما في جلّق نزهة ... تنسيك من (13) أنت به مغرى
__________
(1) في د، ط، و: «ربحي».
(2) البيتان في ديوانه ص 83.
(3) في ك: «قول».
(4) «أخذه ابن نباتة فقال» مكان «ومن هنا بن نباتة».
(5) في د، ط: «يبرح».
(6) البيتان في ديوانه ص 63وفيه: «يبرح».
(7) في ب: «شاذنا».
(8) البيتان لعبد العزيز الأنصاري في ديوانه ص 88ولابن نباتة في نفحات الأزهار ص 196ولم أقع عليهما في ديوانيهما.
(9) في ك: «صلة».
(10) البيتان في ديوانه ص 196.
(11) في ب: «فقال».
(12) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في و: «ما».(3/233)
يا عاذلي دونك من لحظه ... سهما ومن عارضه سطرا (1)
«السهم» و «سطرا» من منتزهات دمشق المشهورة، ومن هنا أخذ الشيخ جلال الدين ابن خطيب داريّا، وقال (2) [من الطويل]:
سألتكما إن جئتما الشّام بكرة ... وعاينتما الشقراء والغوطة الخضرا
قفا واقرآ منّي (3) كتابا كتبته ... بدمعي لكم مقرا (4) ولا تنسيا سطرا (5)
و «مقرا» أيضا من منتزهات دمشق، وحسن بعدها ذكر «سطرا» (6).
ومنه قوله، وأجاد (7) [من البسيط]:
سبحان مورثه من حسن يوسف ما ... لم يبق في الحجر لي والصّبر من حصص
أقام للشّعراء العذر عارضه ... فكم لهم في دبيب النمل من قصص (8)
ومنه قوله [من الكامل]:
ولقد عجبت لعاذل (9) في حبّه ... لمّا دجا ليل العذار المظلم
أو ما درى من سنّتي وطريقتي ... أنّي أميل مع السّواد الأعظم (10)
ومن هنا أخذ الشيخ جمال الدين بن نباتة وغيره، فأمّا (11) ابن نباتة فإنّه أخذه (12)
وزنا وقافية /، فقال (13) [من الكامل]:
أهواه معسول الرضاب منعّما ... ولقد (14) يعذّبني الهوى بمنعّم
يا قلب هذا شعره وجفونه ... صبرا على هذا السّواد الأعظم (15)
__________
(1) البيتان لعبد العزيز الأنصاري في ديوانه 241240ولابن نباتة في نفحات الأزهار ص 196وفيه: «ما» مكان «من» ولم أقع عليهما في ديوانه.
(2) في ب: «فقال».
(3) في د: «متى».
(4) في ب: «مقرى».
(5) في ب: «سطرى». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) «ومقرا أيضا سطرا» سقطت من ب.
(7) «وأجاد» سقطت من ب.
(8) البيتان في ديوانه ص 289288.
(9) في د، ط، و: «لعاذلي».
(10) البيتان في ديوانه ص 435.
(11) «الشيخ جمال الدين بن نباتة وغيره، فأمّا» سقطت من ب.
(12) «فإنه أخذه» سقطت من ب.
(13) في د، ط، و: «وقال».
(14) في ب: «ولكم».
(15) البيتان في ديوانه ص 479.(3/234)
ومن لطائفه قوله [من المنسرح]:
أكملت ستّا وأربعين بها ... أجلت (1) همومي من راحتي ربعي
وجزت في السبع خائفا وجلا ... لأنّني جائز على سبعي (2)
ومن نكته (3) اللطيفة قوله [من الخفيف]:
هزم (4) الهمّ عن نداماي راح ... حظيت (5) من سماعهم بلحون
لم تكد في الكؤوس تظهر لطفا ... فبدت من خدودهم في الصّحون (6)
ومن لطائف مجونه قوله [من السريع]:
سألته من ريقه شربة ... أطفي بها من كبدي (7) حرّه
فقال: أخشى يا شديد الظّما ... أن تتبع الشّربة بالجرّه (8)
ومن (9) هنا أخذ (10) المتأخّرون.
ومن نكته (11) اللطيفة ما كتبه على جرن حمّام السلطان [بحماة (12) المأنوسة] (13)
[من السريع]:
كملت لطفا ووقارا على ... ما حزت من أوصافي الحلوه
من أجل هذا صرت أهلا لأن ... أجالس السّلطان في الخلوه (14)
وممّن أجاد (15) رقيق التورية من غلظ العقادة الأمير مجير الدين محمّد (16) بن تميم الدّمشقيّ (17)، فمن ذلك قوله [من الكامل]:
__________
(1) في ب، د، ط، و: «أخلت».
(2) في ب، د، ط، و: «سبع». والبيتان في ديوانه ص 322وفيه: «السبع».
(3) في و: «نكثة».
(4) في و: «هرم».
(5) في د: «خظيت» وفي و: «حظيت».
(6) البيتان في ديوانه ص 500499.
(7) في ب: «ظمأي» وفي و: «ظمأ».
(8) البيتان في ديوانه ص 240.
(9) في ب: «من».
(10) بعدها في د: «الشيخ» مشطوبة.
(11) في و: «نكثه».
(12) من ب.
(13) من ب، د، ط، و.
(14) البيتان في ديوانه ص 521.
(15) في ب، ك: «أجار» وفي د: «أجاز».
(16) «محمّد» سقطت من ط.
(17) «الأمير مجير الدمشقيّ» سقطت من د و «الدمشقي» سقطت من ط.(3/235)
لمّا لبست (1) لبعده ثوب الضّنا ... وغدوت من ثوب اصطباري عاريا
أجريت واقف مدمعي (2) من بعده ... وجعلته وقفا عليه جاريا (3)
ومن لطائف نكته قوله في كتاب [من البسيط]:
يا حسنها نسخة يلهو مطالعها ... بها لما قد حوت من رائق الكلم
صحّت وقد لطفت أجزاؤها فحكت ... لطف النّسيم وحاشاها من السقم (4)
ومنه قوله [من مخلّع البسيط]:
بتنا جميعا وبات لثمي ... له حمى ثغره مباح
فمات منّي الظلام غبنا (5) ... وانشقّ من غيظه الصّباح (6)
و [منه] (7) قوله [من الوافر]:
وساقية تجور (8) على الندامى ... وتنهرهم لسرعة شرب خمر
سنشكر يوم لهو قد تقضّى (9) ... بساقية تقابلنا بنهر (10)
وهذه النكتة (11) تلاعب بها كثير من الناس (12).
ومن نكته الغريبة قوله في سجّادة [من الطويل]:
أيا حسنها سجّادة سندسيّة ... يرى للتّقى والزّهد فيها توسّم
__________
(1) في ط: «لبثت». وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «وردت في الأصل «لبثت» بدل «لبست»، وما أثبتناه أصحّ، ونظنّه من خلط الذين يلفظون الثاء سينا، والذال والظاء والضاد زايا في هذه الأيّام، لكثرة ما صقلتهم «المدنيّة» و «الحزارة الحديسة» (أي الحضارة الحديثة).
(2) في د، ط: «أدمعي».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب، د، ط، و: «غيظا».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) من ب، د، ط، و.
(8) في ط: «تدور».
(9) في ب: «تعفّى».
(10) البيتان له في نفحات الأزهار ص 196.
(11) في و: «النكثة».
(12) في ب، د، ط: «الناس بها كثيرا»، وفي و: «بها الناس كثيرا».(3/236)
إذا ما رآها الناسكون ذوو الحجا ... أمامهم صلّوا عليها وسلّموا (1)
ومن هنا أخذ الشيخ جمال الدين (2) [بن نباتة] (3)، وقال (4) [من الخفيف]:
إنّ سجّادتي الحقيرة قدرا ... لم يفتها (5) في بابك التعظيم
شرفت إذ سعت إليك فأمست ... وعليها الصّلاة والتسليم (6)
وتطفّل عليها الشيخ زين الدين (7) بن الورديّ أيضا، فقال [من المجتثّ]:
سجّادتي (8) أذكرتني ... منك الذي كنت أعلم
أهديتها لمحبّ ... صلّى عليها وسلّم (9)
ومن قوله، وهو من لطيف (10) أغزاله [من الكامل]:
يا حسن أهيف حظّه من حبّنا ... طيب النّعيم وحظّنا منه الشّقا
قدم العذار إلى نقا وجناته ... يا مرحبا بقدوم جيران النّقا (11)
ومن نكته [الغريبة] (12) قوله في مليح جرح جبينه (13) [من الوافر]:
بكوا (14) لجراحة شقّت جبين ال ... حبيب فقلت (15) ما ضرّ الجراح
أليس جبينه صبحا منيرا ... ولا عجب إذا انشقّ الصباح (16)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وذوو الحجا: ذوو العقل والفطنة.
(اللسان 15/ 165 (حجا)).
(2) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(3) من ب، د، ط، و.
(4) في ب: «فقال».
(5) في ب: «لم يبقها».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه ولعلّهما لابن تميم.
(7) «الشيخ زين الدين» سقطت من ب.
(8) في ب، د، ط، و: «سجّادة».
(9) البيتان في ديوانه ص 225.
(10) في د: «لطف» وفي ط: «ألطف».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والشقا: مخففة من الشقاء» ونقا: مخفّفة من «نقاء» و «النقا»: الكثيب من الرمل.
(اللسان 15/ 339 (نقا)).
(12) من ب، د، ط، و.
(13) في ك: «جرح جبينه».
(14) في ك: «انلوا» مكان «بكوا».
(15) في د، ط: «فقال».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/237)
ومن لطائفه قوله (1) [من الطويل]: /
وعيّرني بالشيب قوم أحبّهم ... فقلت، وشأن العاشقين التّجمّل:
بعثتم إلى رأسي المشيب بهجركم ... ومهما أتى منكم على الرّأس يحمل (2)
وهذه النكتة أيضا تلاعب بها المتأخّرون (3)، بعد ابن تميم كثيرا (4).
ومن لطائف نكته (5) [أيضا] (6) قوله [من الوافر]:
ونهر حالف الأهواء حتّى (7) ... غدا طوعا لها في كلّ أمر
إذا سرقت حلى الأزهار ألقت ... إليه بها فيأخذها ويجري (8)
ومثله (9) قوله [من الكامل]:
سرق النسيم حلى الغصون بسحرة (10) ... لمّا أتاها وهي في أطرابها (11)
ورمى بها نحو الغدير فضمّها ... في صدره من خوفه وجرى بها (12)
ومن بدائع (13) قوله (14) [من البسيط]:
وليلة بتّ أسقى في غياهبها ... راحا تسلّ شبابي من يد الهرم
ما زلت أشربها حتّى نظرت إلى ... غزالة الصّبح ترعى نرجس الظلم (15)
ومن لطائف [نكته في أغزاله] (16) قوله [من الطويل]:
خليليّ قد صاد الفؤاد بحسنه ... غزال به عذر المحبّين واضح
__________
(1) «قوله» سقطت من ب.
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «تلاعب بها المتأخرون أيضا».
(4) في ك: «ابن تميم بعد ابن كثير».
(5) في و: «نكثه» وفي ب: «لطائفه» مكان «لطائف نكته».
(6) من د، ط.
(7) في د: «حتى».
(8) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 197وفيه: «إليها بها».
(9) في ب: «ومنه».
(10) في د: «بسحرة».
(11) في د: «أطرافها».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «ومنه» مكان «ومن بدائع».
(14) في د، ط، و: «نكته» وبعدها في و:
«قوله».
(15) البيتان له في نفحات الأزهار ص 198 والأدب في العصر المملوكي 2/ 196.
(16) في د، ط، وو في ب: «نكت أغزاله».(3/238)
ولا غرو أن صاد الفؤاد بلحظه ... ألم تعلما أنّ العيون جوارح (1)
ومن لطائف نكته في أغزاله أيضا قوله (2) [من الطويل]:
وقالوا (3): بدا خطّ العذار بخدّه ... فأضحى سعيد الخدّ (4) وهو معذّر
فقلت: خيال الشعر ما قد رأيتم ... فإن صحّ ذاك الخطّ فهو مزوّر (5)
ومن هنا أخذ الشيخ صلاح الدين (6)، ولكن زاده نكتة (7) أخرى بقوله [من الكامل]:
عيناه قد شهدت بأنّي مخطئ ... وأتت بخطّ عذاره تذكارا
يا حاكم الحبّ اتّئد في قتلتي ... فالخطّ زور والشّهود سكارى (8)
ومن نكته (9) الغريبة قوله [من الطويل]:
أيا ذا الذي قد كفّ كفّيه عامدا ... عن الجود خوف (10) الفقر ما ذاك سائغ
أتخشى سهام الفقر ما دمت منفقا ... تصيبك (11) والنعمى (12) عليك سوابغ (13)
ومن نكته (14) الغريبة (15) قوله [من الطويل]:
ونهر بحبّ الدّوح (16) أصبح مغرما ... يروح ويغدو هائما بوصالها
إذا بعدت عنه شكى لخريره (17) ... جفاها وأمسى قانعا بخيالها (18)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «وقوله» مكان «ومن قوله».
(3) بعدها في و: «قد» مشطوبة.
(4) في ب، و: «الجدّ».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «الصفدي» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(7) في و: «نكثة».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في و: «نكثه».
(10) في د: «جوف».
(11) في ط: «نصيبك».
(12) في ط: «والنعما».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) «من نكته» سقطت من ب وفي و: «من نكثه».
(15) «الغريبة» سقطت من ب.
(16) في د، ك: «الروض».
(17) في ب، د، ط، و: «بخريره».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/239)
ومن لطائف مجونه (1) [قوله] (2) [من الوافر]:
وقوّاد بعيد الهجر وصلا ... وطول البعد قربا واتّفاقا
يكاد لحكمة فيه ولطف ... يقود بلا أزمّتها النّياقا (3)
ومن نكته (4) البديعة الغريبة (5) في باب التورية قوله (6) [من الكامل]:
لمّا جسستك بالمديح ولم أكن ... أدري بأنّك خامل في الناس
ناديت لمّا أن جسستك بالهجا ... أكليب خذها من يدي جسّاس (7)
ومنه قوله [من الكامل]:
مذ لاحظ المنثور طرف (8) النرجس ال ... مزورّ (9) قال (10)، وقوله لا يدفع:
فتّح عيونك في سواي فإنّني ... عندي قبالة كلّ عين إصبع (11)
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (12) [من الطويل]:
أيا حسنها من روضة ضاع نشرها ... فنادت عليه في الرّياض طيور
ودولابها كادت تعدّ ضلوعه ... لكثرة ما يبكي بها (13) ويدور (14)
__________
(1) «قوله: ونهر مجونه» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح صح» وفي د: «مجنونه» مكان «مجونه».
(2) من ب، و.
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في و: «نكثه».
(5) «ومن الغريبة» سقطت من ب.
(6) في ب: «وقوله في التورية».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ويقصد ب «جسّاس: ابن مرّة الشيبانيّ، قاتل كليب وائل أخي المهلهل ربيعة الشاعر بالإضافة إلى معناها اللغويّ:
المجرّب والمختبر. (اللسان 6/ 3938 (جسس)).
(8) في ط: «طوف» وفي ك: «بطرف».
(9) في ب: «المزرّر».
(10) في ك: «وقال».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «ومنه قوله في هذا الباب».
(13) في ط: «لها».
(14) البيتان له في الأدب في العصر المملوكي 2/ 197وفيه: «فيا حسنها روضة» و «تذوب ضلوعه».
ونفحات الأزهار ص 193، من الطويل:
تأمّل تر الدولاب والنهر إذ جرى
ودمعهما بين الرياض غزير(3/240)
النكتة في «يدور» وفي «ضاع» دارت بين (1) ابن تميم وبين (2) الجماعة، وتسلسل دورها منهم بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبيّ، بقوله [من مجزوء الرجز]:
وروضة دولابها ... إلى الغصون قد شكا (3)
من حين ضاع زهرها (4) ... دار عليه (5) وبكى (6)
ومنهم ما ذكر (7) الشيخ جمال الدين بن نباتة بقوله [من المتقارب]:
وناعورة قسّمت حسنها ... على واصف وعلى سامع
وقد ضاع نشر الرّبا فاغتدت ... تدور وتبكي على الضّائع (8)
ومنهم الشيخ صلاح الدين (9) الصّفديّ، ونقل المعنى إلى الغزل بقوله [من مجزوء الكامل]:
أضحى يقول عذاره: ... هل فيكم لي عاذر؟
ألورد ضاع بخدّه ... وأنا عليه دائر (10)
وبعضهم نقصه وقنع ب «الدور» بقوله [من الكامل]:
أبدى لنا الدولاب قولا معجبا ... لمّا رآنا قادمين إليه (11) /
إنّي من العجب العجيب كما ترى ... قلبي معي وأنا أدور عليه (12)
وزاد الشيخ جمال الدين (13) بن نباتة «الدور» نكتة أخرى، فقال [من الطويل]:
__________
وضاع النسيم الرّطب في الرّوض منهما
فأصبح ذا يجري وذاك يدور
(1) في ب: «بعد».
(2) في ب، و: «بين».
(3) في و: «قد وشكا».
(4) في ب، د، ط: «نشرها» وفي هـ و:
«نشرها» صح.
(5) في د، ط: «عليها».
(6) الرجز له في نفحات الأزهار ص 193.
(7) «ما ذكر» سقطت في ب، د، ط، و.
(8) البيتان في ديوانه ص 317وفيه: «ناظر» مكان «واصف».
(9) «صلاح الدين» سقطت من ب.
(10) البيتان له في نفحات الأزهار ص 193.
(11) «لمّا رآنا قادمين إليه» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.(3/241)
وناعورة قالت وقد ضاع قلبها ... وأضلعها كادت تعدّ من السّقم:
أدور على قلبي لأنّي (1) فقدته ... وأمّا دموعي فهي تجري على جسمي (2)
وهذا المعنى سبق إليه ابن تميم بقوله أيضا (3) [من السريع]:
قامت لنا بالعذر ناعورة ... أدمعها في غاية السّكب
تقول، لمّا ضاع قلبي وقد ... ضعفت بالنّوح وبالندب (4):
صيّرت جسمي كلّه أعينا ... يدور في الماء على قلبي (5)
ومثله قوله [من الكامل]:
ناعورة مذ ضاع منها قلبها ... ناحت (6) عليه بأنّة وبكاء
وتعلّلت بلقائه فلأجل ذا ... جعلت تدير عيونها في الماء (7)
وقنع الشيخ زين الدين (8) بن الورديّ (9) ب «الدور»، فقال [من مجزوء الرجز]:
ناعورة مذعورة ... ولهانة وحائره
ألماء فوق كتفها ... وهي عليه دائره (10)
وعلى ذكر تورية «الدور» يعجبني قول المقرّ المرحوميّ الفخريّ ابن مكانس، وقد كتب إلى الشيخ بدر الدين البشتكيّ يداعبه (11)، وقد دار الشيخ بدر الدين (12)
المذكور في ساقية الهمائل (13) [من الخفيف]:
دورة البدر في سواقي الهمائل ... تركت (14) أدمع العيون هوامل
__________
(1) في و: «فإنّي».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(3) في ب، د، ط، و: «أيضا بقوله».
(4) «تقول لمّا وبالنوب» سقطت من د.
(5) الأبيات لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «دارت».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) «الشيخ زين الدين» سقطت من ب.
(9) في ب: «ابن الورد».
(10) الرجز في ديوانه ص 408.
(11) في ب، د، ك: «يذاعبه».
(12) «الشيخ بدر الدين» سقطت من ب، و.
(13) الهمائل: لعله اسم للسّاقية.
(14) في ك: «تركت».(3/242)
آه من للرّياض (1) ثور أديب ... مظهر من كلامه سحر بابل
فاق سعيا على بني عجل في الجو ... د وأغنى عن الوابل (2) الهاطل
زاد علما على أبي ثور لكن ... قال بالدور ماؤه (3) والسّلاسل (4)
منها (5)، ولم يخرج عن تورية «الدور» [من الخفيف]:
يا سعيدا أثرى من النظم والنّث ... ر فأنسى الورى زمان الفاضل
قد سقيت الرياض يا شيخ بالدّو ... ر، فها (6) غصنها من السّكر مائل (7)
ومن نظمي في تورية «الدّور» أيضا قولي من قصيد [من الطويل]:
ومذ مدّ ذاك النهر ساقا مدملجا ... وراح بنقش البيت (8) يمشي على بسط
لوينا خلاخيل النواعير فالتوت ... وأبدت لنا دورا على ساقه السّبط (9)
وعلى ذكر تورية «الدّور» وتسلسلها، هنا نكتة (10) لطيفة: وهو (11) أنّه اتفق أنّ الشيخ نجم الدّين القحفيزي (12) سأل جماعة من الطلبة المشتغلين عليه عن قول الشاعر [من مجزوء الكامل]:
يا أيّها الحبر الذي ... علم العروض به (13) امتزج
أبن لنا دائرة ... فيها بسيط وهزج (14)
ففكّر بعض الطلبة فيه ساعة طويلة، ثمّ قال: هذا في الدّولاب، لأنّه أراد
__________
(1) في و: «الرياض».
(2) في ب، د، ط، و: «الولي».
(3) في ط: «تارة».
(4) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في و: «ومنها».
(6) في و: «فما».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في د، و: «البنت».
(9) في ب: «الشّطّ» وفي د: «البسط».
والبيتان في ديوانه ورقة 34ب وفيه:
«بنقش النبت» و «ساقة الشّطّ».
والسّبط: الطويل. (اللسان 7/ 309 (سبط)).
(10) بعدها في ب: «أخرى».
(11) في ط: «وهي».
(12) في ط: «الفجفيري» وفي و:
«القحفيزي».
(13) في د: «منه».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/243)
ب «البسيط» الماء وب «الهزج» صوت الساقية (1) حال الدوران (2) فقال له الشيخ:
صدقت، إلّا أنّك درت في الدولاب زمانا حتّى ظهرت (3) لك التورية. وهذا الكلام في غاية الظرافة من الشيخ، رحمه الله (4).
رجع إلى ما كنّا فيه من لطائف ابن تميم فمن ذلك قوله [من الكامل]:
لم لا أميل إلى الرّياض وحسنها ... وأعيش منها تحت ظلّ ضاف (5)
والزّهر (6) يلقاني بثغر (7) باسم ... والماء يلقاني بقلب صاف (8)
وهذان البيتان عزاهما الصلاح الكتبيّ في كتابه (9) «فوات الوفيات» (10) للبدر يوسف بن لؤلؤ الذهبيّ، ونسبا أيضا لمحيي الدين بن قرناص (11) في مواضع كثيرة، والله أعلم (12).
ومن نكته (13) اللطيفة في التورية قوله [من الكامل]:
روحي الفداء لمن أدار (14) بلحظه ... صهباء في عقلي لها تأثير
فاعجب له أنّى يصون بلحظه ... مشمولة وإناؤها مكسور (15)
ومنه قوله [من الكامل]:
__________
والحبر: العالم. (اللسان 4/ 157 (حبر)).
(1) في ب، د، ط، و: «صوته» مكان «صوت الساقية».
(2) في ب، د، ط، و: «دورانه».
(3) في ب: «ظهر».
(4) «رحمه الله» سقطت من ب وبعدها في د، ط، و: «تعالى» وبعدها في د: «فمن ذلك قوله» سهوا.
(5) في ط: «ضافي» وفي و: «صاف».
(6) في ب: «والروض».
(7) في ب: «بزهر».
(8) في ب: «صاف (ي)» وفي ط: «صافي».
والبيتان له في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 192وفيه: «لم لا أهيم وزهرها
وأقيم منها ظلّ وارف
والغصن يلقاني صافي».
(9) في د: «قوله» مكان «كتابه».
(10) في و: «وفيات الوفيات».
(11) في و: «ناصر» مكان «قرناص».
(12) في ب: «والله سبحانه وتعالى»!
(13) في و: «نكثه».
(14) في ب: «أراد»، وقوفها: «أدار».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمشمولة: الخمر الباردة، التي عرّضت لريح الشّمال. (اللسان 11/ 367 (شمل)).(3/244)
إنّي لأشهد للحمى بفضيلة ... من أجلها أصبحت من عشّاقه
ما زاره أيّام نرجسه فتى ... إلّا وأجلسه على أحداقه (1)
وتلاعب المتأخّرون بهذه النكتة كثيرا.
ومنه قوله [من الطويل]:
ألا ربّ يوم قد تقضّى ببركة ... أقمت به (2) فيما جرى متفكّرا /
بعيني (3) رأيت الماء ألقى بنفسه (4) ... على رأسه من شاهق فتكسّرا
فقام على إثر التّكسّر جاريا ... ألا فاعجبوا ممّن تكسّر قد جرى (5)
ومثله (6) قوله [من الكامل]:
يا حسنه من جدول متدفّق ... يلهي برونق حسنه من أبصرا
ما زلت أنذره عيونا حوله ... خوفا عليه أن يصاب فيعثرا
فأبى وزاد تماديا في جريه ... حتّى هوى من شاهق فتكسّرا (7)
وتورية «تكسر» تلاعب بها الناس بعد ابن تميم كثيرا (8).
ومن نكته (9) الغريبة البديعة (10) قوله [من الكامل]:
لو كنت تشهدني وقد حمي الوغى ... في موقف ما الموت عنه بمعزل
لترى أنابيب القناة على يدي ... تجري دما من تحت ظلّ القسطل (11)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب، ط، و: «بها».
(3) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
««بعيني» في الأصل «بعني»، ونظنه من خطأ النسّاخ».
(4) في ب، د، ط، و: «فيها وقد هوى» مكان «ألقى بنفسه».
(5) «فقام جرى» سقطت من ب، د، ط، ك، وو ثبتت في هـ ك مشارا إليها ب «صح»، وفيها: «فتعجّبوا» مكان «فاعجبوا»، وبها يكسر الوزن فاقتضى التصويب والأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليها من مصادر.
(6) في ب: «ومنه».
(7) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «بعده» مكان «بعد ابن تميم كثيرا».
(9) في و: «نكثه».
(10) «البديعة» سقطت من ب وفي د، ط:
«البديعة الغريبة».
(11) البيتان له في نفحات الأزهار ص 93.(3/245)
ومن لطائف نكته (1) قوله [من مخلّع البسيط]:
قالوا (2): رأيناك كلّ وقت ... تهيم بالشّرب والغناء
فقلت: إنّي فتى قنوع ... أعيش بالماء والهواء (3)
ومنه قوله [من الكامل]:
حاذر أصابع من ظلمت فإنّه ... يدعو بقلب في الدّجى مكسور
فالورد ما ألقاه في جمر الغضا ... إلّا الدّعا بأصابع المنثور (4)
ومن لطائف نكته وقد تقدّم معناها، ولكن حلّى (5) مكرّرها هنا قوله (6)
[من الطويل]:
تأمّل إلى الدولاب والنهر إذ جرى ... ودمعهما بين الرّياض غزير
وضاع النّسيم الرطب في الروض منهما (7) ... فأصبح ذا يجري وذاك يدور (8)
وقال الشيخ أثير الدين أبو حيّان: أنشدني أبو الخير الأزديّ لمجير الدين بن تميم [قوله] (9) [من المتقارب]:
نزلنا إلى الغور في جحفل ... نقاتل قوما من المسلمينا
قطعنا الشريعة في حربهم ... وخضنا إليهم مع الخائضينا (10)
__________
والقناة: من الرماح ما كان أجوف كالقصبة. (اللسان 15/ 204 (قنا)) والقسطل: الغبار الساطع الكثيف.
(اللسان 11/ 557 (قسطل)).
(1) في ب: «ومنه» مكان «ومن لطائف نكته».
(2) «قالوا» سقطت من ك، وثبتت في هامشها.
(3) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 195.
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وجمر الغضا: يضرب به المثل في شدّة الحرارة فيقال: أحرّ من جمر الغضا، أو من نار الغضا. (جمهرة الأمثال 1/ 397 والدرّة الفاخرة 1/ 156والمستقصى 1/ 63والميداني 1/ 227وثمار القلوب ص 581).
(5) في و: «حكى»، وفي هامشها: «حلّى ل» صح.
(6) في ب، ط: «بقوله».
(7) في ط: «كأنّ نسيم الروض قد ضاع منهما».
(8) البيتان له في نفحات الأزهار ص 193 وفيه: «تر» مكان «إلى».
(9) من ب.
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/246)
ومن نكته الغريبة البديعة (1) قوله (2) [من الكامل]:
إنّي لأعجب في الوغى من فارس (3) ... حارت دقائق فكرتي في كنهه
أدّى الشهادة لي بأنّي فارس ال ... هيجاء حين جرحته في وجهه (4)
ومن لطائف مجونه (5) قوله [من السريع]:
هويت نطّاعا إذا جئته ... بادرني باللّحظ والصّفع
أروم أن أحظى بوصل وقد ... قابلني بالسّيف والنّطع (6)
و [يعجبني] (7) من نكته [في] (7) الخمريات قوله [من مجزوء الكامل]:
ومدامة كاساتها ... تعطي الأمان من الزّمان
قد أتقنت (9) علم النجو ... م وأحكمت (10) سحر البيان
فإذا حساها الشاربو ... ن وأوقعتهم في الأمان (11)
بدأت بإخراج الضمي ... ر وبعده عقد اللسان (12)
ومن لطائف مجونه قوله [من الكامل]:
غطّت محاسن وجهها عن ناظري ... هيفاء لم أر في البريّة شبهها (13)
__________
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {وَكُنََّا نَخُوضُ مَعَ الْخََائِضِينَ}
(45) (المدّثر: 45).
والشريعة: ما سنّ الله من الدين وأمر به وهي أيضا: الموضع الذي ينحدر إلى الماء منه. (اللسان 8/ 175 (شرع)) ويقصد به «الخائضين» الذين يتكلموا في ما لا يعلمون، أو السابحين.
(1) في د، ط، و: «البديعة الغريبة».
(2) في ب: «وقوله أيضا» مكان «ومن
قوله».
(3) في ب: «فاس».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «ابن تميم في المجون» مكان «مجونه».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والنطّاع: المتأنّق في كلامه، والمتعمّق والنّطع: من الأدم. (اللسان 8/ 357 (نطع)).
(7) من ب، د، ط، و.
(9) في ب، ط: «أحكمت م».
(10) في ب، ط: «وأتقنت م».
(11) في د: «الأماني».
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «شكلها»، وفي هامشها: «شبهها».(3/247)
وغدت تمانعني فقمت مبادرا ... وكشفت من بعد التّمنّع وجهها (1)
و [من نكته الغريبة] (2) قوله [من الطويل]:
سأهجو أناسا يبتغون نقيصتي ... وقد رسخوا في بحر جهلهم رسخا
وأسلخهم لا في أوان مغيبهم ... ولكن أريهم في وجوههم السّلخا (3)
ومن لطائف (4) قوله [من الكامل]:
بعث الربيع (5) رسالة بقدومه ... للرّوض فهو بقربه فرحان
ولطيب ما قرأ الهزار لشدوه (6) ... مضمونها مالت له الأغصان (7)
ومن لطائفه التي سبقه السّراج إليها، واستعملها ابن تميم أحسن منه، قوله (8)
[من الوافر]:
أراق دمي بسيف اللحظ عمدا (9) ... وها أثر الدّماء بوجنتيه
فلمّا خاف من طلبي لثأري (10) ... أدار عذاره زردا (11) عليه (12) /
وقال في غلام وقّاد [من السريع]:
لاموا على الوقّاد في حبّه ... وحبّه باللّوم يزداد
لو لم يكن في حسنه كوكبا ... ما كان أمسى وهو وقّاد (13)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) من د، ط، وو في و: «نكثه» مكان «نكته».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) «من لطائف» سقطت من ب وفي د، ط: «ومن لطائفه».
(5) في د، ط: «النسيم».
(6) في ب، د، ط، و: «بشدوه».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) «قوله» سقطت من د، ط.
(9) في ب، د، ط، و: «ظلما».
(10) في ب: «بثأري».
(11) في د: «لثامه ذردا» مكان «عذاره زردا».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي هامش ب: «[وقال] آخر [من الوافر]:(3/248)
وزاد شيخنا الشيخ (1) شهاب الدّين بن حجر، فسح الله في أجله، هذا المعنى نكتة حصل بها الاتفاق البديع بلقبه الكريم، فقال في وقّاد أيضا [من الكامل]:
أحبب بوقّاد كنجم طالع ... أنزلته برضى الغرام فؤادي
وأنا الشهاب فلا تعاند (2) عاذلي ... إن ملت نحو الكوكب الوقّاد (3)
ومن نكته البديعة [الغريبة] (4) قوله [من مجزوء الرمل]:
بنده (5) الأزرق لمّا ... شدّه (6) من قد سباني
جدول فوق كثيب ... دار يسقي غصن بان (7)
ومن نكته (8) الغريبة قوله في وكيل بدار القاضي بدمشق (9) [وهو] (10) [من السّريع]:
لا تقرب الشرع إذا لم تكن ... تخبره فهو دقيق جليل
ووكّل العزّ (11) الذي وجهه ... على نجاح الأمر أقوى دليل
ولا تمل عنه إلى غيره ... وحسبنا الله ونعم الوكيل (12)
[وعلى ذكر الوكيل رأيت [من السريع]:
لاقى فلان اليوم ما ساءه ... وأفرغ الصّكّ عليه وكيل
وذاق من كفّ الوكيل العمى ... وحسبنا الله ونعم الوكيل] (13)
__________
سألت الغصن: لم تعرى شتاء
وتأتي في المصيف وأنت كاسي؟
فقال لي: الربيع على قدوم
خلعت على البشير به لباسي»
وقد أشير فوقها ب «حش».
(1) «الشيخ» سقطت من و.
(2) في ب، ط، و: «يعاند».
(3) البيتان في ديوانه ص 352وأنس الحجر ص 268.
(4) من ب، د، ط، و.
(5) في د: «نبذه».
(6) في ك: «شدّه».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في و: «نكثه».
(9) بعدها في د، ط، و: «المحروسة».
(10) من ب.
(11) في ك: «الغرّ».
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(13) من ط. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والصّكّ: الكتاب الذي يكتب للعهدة.
(اللسان 10/ 457 (صكك)).(3/249)
ومن لطائف (1) قوله يصف روضة (2) [من الكامل]:
أرض كساها (3) القطر حلّة سندس ... رقمت (4) لها طرز من الغدران
وفد النّسيم أضاع نشر رياضها ... فالورق تنشده بكلّ مكان (5)
وكتب إلى كمال الدين بن النجار وكيل بيت المال بدمشق المحروسة (6)، وهي من نكته (7) المخترعة [فقال] (8) [من الوافر]:
كمال (9) الدين يا مولاي يا من ... يغير البحر في (10) بذل النوال
أتيت لحاجة فاغنم ثنائي ... عليك بها وشكري وابتهالي
فلا (11) تجعل سواك لها فإنّي ... عليك بنجحها وقع اتّكالي
أيجمل أن يقول الناس أنّي ... أتيت لحاجة لم تقضها لي
وأصبح بينهم مثلا لأنّي (12) ... أتاني النقص من جهة الكمال (13)
ومن لطائف نكته (14) قوله [من الكامل]:
لم أنس قول الورق وهي حبيسة ... والعيش منها قد أقام منغّصا (15)
قد كنت (16) ألبس من غصوني أخضرا ... فلبست منها بعد ذاك مقفّصا (17)
وقال فيمن تاب عن شرب الخمر [من البسيط]:
__________
(1) في ب، د، ط، و: «لطائفه».
(2) في ب: «يصف روضة قوله».
(3) في و: «كسا»، وفي هامشها: «ها» ن.
(4) في ك: «وقمت».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «المأنوسة».
(7) في و: «نكثه».
(8) من ب.
(9) في د: «جمال».
(10) في ب: «من».
(11) في ب، د، ط، و: «ولا».
(12) في ب، و: «لكوني».
(13) في د، و: «الكمالي» وفي ط: لكمال».
والأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في و: «نكثه».
(15) في ط: «مقفصا».
(16) «كنت» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(17) البيتان لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.(3/250)
تركت شرب الحميّا غير مفتكر ... فيها (1) وفي شربها اللذّات والطرب
فارجع فقد أسبل الرّاووق أدمعه (2) ... وجدا عليك (3) وقلب الكأس يلتهب (4)
وأنشده (5) بعد ذلك وقد وافقه (6) [من البسيط]:
إن كان قد أسبل الراووق مدمعه (7) ... شوقا إليك وقلب الكأس يضطرم (8)
فاليوم أعينه (9) من فرط فرحته ... تفيض دمعا وثغر الكأس مبتسم (10)
ومن نكته (11) الغريبة قوله فيمن غضب عند عزله من منصب ولايته [من السريع]:
كم قلت (12) لمّا فاض غيضا (13) وقد ... أزيح من (14) منصبه المعجب
لا تعجبوا إن فار من غيظه ... فالقلب (15) مطبوخ على المنصب (16)
وهذا المعنى ألمّ به شرف الدّين النّصيبينيّ (17)، واستعمله أرقّ وأسجم بقوله [من الكامل]:
ولّوك إذ علموا بجهلك منصبا ... علموا (18) بأنّك عن قليل تبرخ (19)
طبخوا بنار العزل قلبك بعد ذا ... وكذا القلوب على المناصب تطبخ (20)
__________
(1) في و: «منها».
(2) في و: «مدمعه».
(3) في ب، د، ط: «شوقا إليك» مكان «وجدا عليك».
(4) في د: «يضطرم» مكان «يلتهب». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «وأنشد» وفي ط: «فأنشده».
(6) «وأنشده وافقه» سقطت من د.
(7) في ط: «أدمعه».
(8) «إن كان قد يضطرم» سقطت من د.
(9) في ب: «أعتبه».
(10) في د، ط، و: «يبتسم». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في و: «نكثه».
(12) في د: «كم قلت».
(13) في ب: «غيظا».
(14) في ب، د، ط، و: «عن».
(15) في ب: «والقلب».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في ب، د، ط، و: «النصيبيّ».
(18) في ب: «ودروا».
(19) في ب: «تنبرخ» وفي ك: «خ» وقبلها فراغ.
وتبرخ: تكبر. (اللسان 3/ 7 (برخ)).
(20) في ب: «تنطبخ». والبيتان لم أقع عليهما(3/251)
وقال يعتذر عن مخدومه في كثرة تجريده له [من الطويل]:
لقد لام قوم صاحبي حيث لم يزل ... يجرّدني دون (1) الرّفاق تعمّدا
رآني حساما ماضيا فأقامني (2) ... مدى الدّهر في وجه الأعادي مجرّدا (3)
ومنه قوله [من الكامل]:
مذ قلت للمنثور: إنّ الورد قد ... وافى على الإزهار (4) وهو أمير
بسمت (5) ثغور الأقحوان مسرّة ... بقدومه وتلوّن المنثور (6)
وأحسن منه قوله [من الطويل]:
ومذ قلت للمنثور: إنّي مفضّل (7) ... على حسنك الورد المنزّه في الشّبه
تلوّن من قولي وزاد اصفراره ... وفتح كفّيه وأومى إلى وجهي (8)
ومثله قوله [من الكامل]:
كيف السّبيل للثم من أحببته ... في روضة للزّهر فيها معرك
ما بين منثور وناضر نرجس ... مع أقحوان وصفه لا يدرك (9)
هذا يشير بإصبع وعيون ذا ... ترنو إليّ وثغر هذا يضحك (10)
ومثله قوله (11) [من الكامل]: /
كيف السّبيل لأن (12) أقبّل خدّ من (13) ... أهوى وقد نامت عيون الحرّس
__________
في ما عدت إليه من مصادر.
(1) في ب: «يجرّد في دون».
(2) في د: «فإقامتي».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «الأزهار».
(5) في ب: «تبسمت».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ك: «مفضّل».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) «ما بين منثور لا يدرك» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(10) الأبيات في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 195.
(11) في ب: «وقوله» مكان «ومثله قوله».
(12) في ب، و: «بأن».
(13) في ك: «للثم من أحببته» مكان «لأن
من».(3/252)
وأصابع المنثور تومئ نحونا ... حسدا وتغمزها عيون النّرجس (1)
ومنه قوله [من الكامل]:
روض الحمى يهوى لقاك وإنّه ... من فرط شوق لا يزال قرينه
لم يهد نرجسه إليك وإنّما ... لغرامه أهدى إليك عيونه (2)
ومن لطائفه (3) [في أغزاله] (4) قوله [من البسيط]:
قالوا: بدا نبت خدّيه فخذ بدلا ... عنه، فقلت لهم: حاشاه حاشاه
إن لاح في خدّه نبت فلا عجب ... ألله أنبته والعين ترعاه (5)
وتورية «النبت» و «الرعي» تلاعب بها جماعة من المتأخّرين بعد ابن تميم (6).
ومن مخترعاته في هذا الباب قوله [من الكامل]:
لو كنت حين علوت كور مطيّة (7) ... لم تعتلقها للمطيّ عيون
وتوسّطت بحر السّراب حسبتني ... من فوقها ألفا وتحتي نون (8)
ومن نكته (9) المخترعة [الغريبة] (10) قوله (11) [من الوافر]:
دعيت فكان أكلي فخذ (12) طير ... ولم أشرب من الصّهباء نقطه
وما يومي كأمس وذاك أنّي ... أكلت إوزّة وشربت بطّه (13)
أخذه (14) الشيخ صلاح الدّين (15) مع (16) القافية، فقال [من المجتثّ]:
__________
(1) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 194.
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «ألطافه».
(4) من ب، د، ط، و.
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) بعدها في ب: «من المتأخّرين».
(7) في د، ط: «مطيّتي».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والكور: الرّحل. (اللسان 5/ 154 (كور)).
(9) في و: «نكثه».
(10) من و.
(11) في ب: «وقوله» مكان «ومن نكته
قوله».
(12) في د: «فخذ».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب، د، ط، و: «أخذ».
(15) بعدها في ب، و: «الصفدي» وفي ب، د، ط، و: «الكلّ».
(16) في و: «من» مكان «مع».(3/253)
شوى الإوزّ فأضحت ... في حمرة الخدّ بسطه
فقلت: تشوي إوزّا ... أم كنت تشرب بطّه (1)
ومن اختراعاته (2) التي لعب (3) الناس بها (4) بعده قوله (5) [من مجزوء الرمل]:
قد هجرت الرّاح حتّى ... ليس لي فيها نصيب
وعلى الراووق منّي ... طول ما عشت صليب (6)
ومن نكته (7) المخترعة الغريبة قوله يرثي الأمير قطب الدين، رحمه الله تعالى (8)
[من الطويل]:
نأيتم فلا قلبي على (9) الحزن مقصر ... عليكم ولا جفني يجفّ له غرب
وأفلاك لذّاتي تعطّل سيرها ... وهل فلك يسري إذا عدم القطب (10)
ومن غريب نكته (11) في أغزاله قوله [من الكامل]:
شبّهت خدّك يا حبيبي عند ما ... أبدى الجمال به عذارا أشقرا
تفّاحة حمراء قد كتبوا بها ... خطّا دقيقا (12) بالنضار مشعّرا (13)
ومثله في الغرابة قوله (14) [من الطويل]:
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي هامش ب: «[من المجتث]:
حبّي المزيّن وافى
بعد البعاد بنشطه
وفشّ دمّل قلبي
بكأس راح وبطّه»
وقد أشير فوقها ب «حش».
(2) في ط: «اختراعاته»!!
(3) في ب، و: «لعبت».
(4) في ب: «بها الناس».
(5) «قوله» سقطت من ط.
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في و: «نكثه».
(8) «رحمه الله تعالى» سقطت من ب و «تعالى» سقطت من د.
(9) في ط: «عن».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والغرب: مكان خروج الدمع من العين، وهو مقدمها ومؤخرها. وغرب السيف:
حدّه. (اللسان 1/ 642641) (غرب)).
(11) في ب: «نكته الغريبة» وفي و: «نكثه» مكان «نكته».
(12) في و: «رقيقا».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقوله» مكان «ومثله
قوله».(3/254)
ولمّا احتمت عنّا الغزالة بالسّما ... وعزّ على قنّاصها أن ينالها
نصبنا شباك الماء في الأرض حيلة ... عليها فلم نقدر فصدنا خيالها (1)
ومن لطائف غراميّاته قوله (2) [من الكامل]:
لا تبعثوا غير الصّبا بتحيّة ... من أرضها (3) فلها عليّ جميل
خاضت دموع العاشقين وعرّجت ... عنهم إليّ وثوبها مبلول (4)
وهذا المعنى وقفت عليه لغيره، والله يعلم (5) من السابق، ولعمري إنّ الآخر أجاد [إلى الغاية] (6) بقوله [من الكامل]:
وصبا صبت من قاسيون فسكّنت ... بهبوبها وصب الفؤاد البالي
خاضت مياه (7) النّيربين (8) عشيّة (9) ... وأتتك وهي بليلة الأذيال (10)
ومن لطائفه قوله [من الكامل]:
لو لم أعانق من أحبّ بروضة ... أحداق نرجسها إلينا تنظر
ما شقّ جيب شقيقها حسدا ولا ... بات النّسيم بذيله يتعثّر (11)
وتلاعب الناس بعد ابن تميم بهذا المعنى كثيرا.
وقال [أيضا] (12) في إهداء مهرة حمراء (13)، وهي من مخترعاته [من السريع]:
هنّيتها (14) يا مالكي مهرة ... جميلة الخلق بوجه جميل
__________
(1) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 194ومطالع البدور 1/ 37 وفيهما: «احتمت منّا».
(2) «قوله» سقطت من ط.
(3) في ب، د، ط، و: «أرضكم».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في د، ط، و: «أعلم».
(6) من ب، و.
(7) في و: «مياه».
(8) في ط: «النيّرين».
(9) في ب: «بليلة»، وفي هامشها: «عشيّة».
(10) في ك: «الأذيالي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والنّيربين: قرية مشهورة بدمشق. (معجم البلدان 5/ 381380).
وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«النّيرين: دجلة والفرات، وكوكبين قطبيّين، والله أعلم».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) من ب.
(13) في ك: «حمرة».
(14) في ط: «أهديت لي» مكان «هنّيتها».(3/255)
موخرها (1) والعنق قد أوقعا ... قلب الأعادي في العريض الطّويل
قد لبست من شفق حلّة ... تخبرنا أنّ أباها أصيل (2)
ومنه قوله (3) / وهو من اختراعاته (4) اللطيفة (5) [من الطويل]:
حبيبي وعدت الكأس منك بقبلة ... وأعقب ذاك الوعد منك نفار
وما كان هذا لونها غير أنّها ... علاها لطول الانتظار صفار (6)
ومن هنا أخذ الشيخ بدر الدين بن الصاحب، فقال [من مخلّع البسيط]:
يا حابس الكأس لا تزدها ... من بعد حبس الدّنان حسره (7)
واغنم مزاجا لها لطيفا ... أورثه الانتظار صفره (8)
ومن نكته (9) الغريبة البديعة (10) قوله [من الكامل]:
لمّا رأت عيني مناطقك التي ... أضحت بشعرك دائما تتعلّق
لا تستقرّ وقد علتها صفرة ... ونحول (11) جسم بالصّبابة ينطق
أيقنت أنّ الخصر ضاع نحافة ... فلذا تدور جوى عليه (12) وتقلق (13)
ومن هنا أخذ الشيخ صلاح الدين (14) الصّفديّ، وقال (15) [من السريع]:
وشاح (16) من أحببته قال لي: ... وهو الذي في قوله قد صدق
قد ضاع منّي الخصر لمّا انثنى ... أما تراني دائرا في قلق (17)
__________
(1) في ب: «مؤخّرها».
(2) في ب، هـ ب: «إنّ أباها أصيل».
والأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقوله».
(4) في د، ط، و: «الاختراعات».
(5) «وهو من اختراعاته اللطيفة» سقطت من ب.
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «حرّه».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في و: «نكثه».
(10) في ب، د، و: «البديعة الغريبة».
(11) في ب: «وبخول».
(12) في ب: «عليه جوى».
(13) في ب: «وتعلق». والأبيات لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «الصلاح» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(15) في ب: «فقال».
(16) في د: «وشاح».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/256)
وقال في شخص اسمه عثمان يهدّده بالهجو [من الطويل]:
توعّدت يا عثمان بالهجو شاعرا ... سيوليك هجوا (1) عاره (2) ليس ينجلي
فخذها قصيدا قد أتت من محمّد ... «كجلمود صخر حطّه السّيل من عل» (3)
وممّن أبدر في أفق التورية ونظم عقود لآلئها بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبيّ (4)، فمن لآلئ (5) عقوده قوله [من الكامل]:
صدّوا وقد ذبّ (6) العذار بخدّه ... ما ضرّهم لو أنّهم خبروه (7)
هل ذاك غير نبات خدّ قد حلا ... لكنّهم لمّا حلا هجروه (8)
ومنه قوله [من مخلّع البسيط]:
عرّج على الزّهر يا نديمي ... ومل إلى ظلّه الظّليل
فالرّوض يلقاك بابتسام ... والرّيح تلقاك (9) بالقبول (10)
ومنه قوله، وأجاد (11) [من الرمل]:
ورياض وقفت أشجارها (12) ... وتمشّت نسمة الصّبح إليها
طالعت أوراقها (13) شمس الضّحى ... بعد أن وقّعت الورق عليها (14)
قال الشيخ صلاح الدين (15) الصّفديّ في كتابه المسمّى ب «فضّ الختام عن التورية والاستخدام»: لمّا وقفت (16) على هذين البيتين رأيت (17) نكتة (18) «التوقيع» هنا أليق
__________
(1) في ط: «هجرا».
(2) في د: «عاره».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) «بدر الدين بن لؤلؤ الذهبي» سقطت من د ومكانها فراغ.
(5) في ب: «درّ».
(6) في ب، د، ط، و: «دبّ».
(7) في ب، و: «جبروه» وفي ك: «خبّروه».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «يلقاك»، وفي د، و: «يلقاك».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب: «وقوله».
(12) في ك: «أسحارها».
(13) في هـ و: «أوراقها» ن.
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(16) في د، ط، و: «وقف».
(17) «رأيت» سقطت من ب، د، ط، ك، وو ثبتت في هـ ك: «لعله «رأيت»».
(18) في و: «نكثة».(3/257)
بابن عبد الظاهر، ولكن (1) طلع وأطلع عليه البدر، وحفظ سرّها (2) لمّا أضاعه (3) ذلك الصدر.
ومنه قوله [من الكامل]:
وحديقة مطلولة باكرتها ... والشّمس ترشف ريق أزهار الرّبا
يتكسّر (4) الماء الزّلال على الحصى ... فإذا جرى بين الرّياض تشعّبا (5)
ومن هنا أخذ الشيخ برهان الدين (6) القيراطيّ، فقال من قصيد (7) [من الكامل]:
وكأنّ ذاك النهر فيه معصم ... بيد النّسيم منقّش ومكتّب
وإذا (8) تكسّر ماؤه أبصرته ... في الحال بين رياضه يتشعّب (9)
ويعجبني [قوله] (10) من قصيد، ولولا خشية الإطالة لأوردتها بكمالها (11)، فإنّها (12) كلّها غرر (13) [من الكامل]:
وتنبّهت ذات الجناح بسحرة ... بالواديين فنبّهت أشواقي
ورقاء (14) قد أخذت فنون الحزن عن ... يعقوب والألحان عن إسحاق
قامت تطارحني الغرام جهالة ... من دون صحبي بالحمى ورفاقي
أنّى تباريني جوى وصبابة ... وكآبة وأسى وفيض مآقي (15)
وأنا الّذي أملى الجوى من (16) خاطري ... وهي الّتي تملى من الأوراق (17)
__________
(1) في د، ط: «لكن».
(2) في ط: «سرّه».
(3) في ب: «أضاعها».
(4) في د: «ينكسر».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) «الشيخ برهان الدين» سقطت من ب.
(7) في ب: «أبيات» مكان «قصيد».
(8) في ط: «فإذا».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمكتّب: المتجمّع. (اللسان 1/ 701 (كتب)).
(10) من ب، د، ط، و.
(11) «ولولا بكمالها» سقطت من ب.
(12) «فإنّها» سقطت من ب، ط.
(13) «كلّها غرر» سقطت من ب. وفي د، ط:
«كلّها غرر، ولولا خشية الإطالة لأوردتها بكمالها».
(14) في و: «ورقا».
(15) في ب: «مآق».
(16) في ب: «عن».
(17) الأبيات لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/258)
ومنه قوله [من السريع]:
هلمّ يا صاح (1) إلى روضه ... تجلو عن (2) العاني صدا همّه
نسيمها يعثر في ذيله ... وزهرها يضحك في كمّه (3)
ومنه (4) قوله [من السريع]:
أدر كؤوس الرّاح في روضة ... قد نمقّت أزهارها السّحب
الطّير (5) فيها شيّق مغرم ... وجدول الماء بها صبّ (6)
ومن هنا أخذ الشيخ جمال الدين (7) بن نباتة، وقال في نواعير حماة من طرديّته [من الرجز]:
ذات النّواعير سقاة التّرب ... وأمّهات عصفه والأبّ
تعلّمت نوح الحمام الهتّف ... أيّام كانت ذات فرع أهيف
فكلّها من الحنين قلب ... وكيف لا والماء فيها صبّ (8)
وقال ابن نباتة (9) في مطلع قصيد [من الكامل]:
دمعي عليك مجانس قلبي ... فأرث (10) على الحالين للصّبّ (11)
ونكتة «الصبّ» تطفّل عليها أيضا الشيخ صلاح الدين (12) الصّفديّ، ولكن ركّبها تركيبا قلقا، فقال [من الطويل]:
وحقّكم (13) ما حلت عن سنن الوفا ... ولم ينقلب منّي إلى سلوة قلب
وما أنا غرّ بالصّبابة والهوى ... فأنكر دمعي إن جرى وأنا صبّ (14)
__________
(1) في ك: «صاح».
(2) في ب، د، ط، و: «روضة يجلو بها».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في و: «ومثله».
(5) في و: «والطير».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(8) الرجز في ديوانه ص 586585وفيه:
«لا سيّما» مكان «وكيف لا».
(9) «ابن نباتة» سقطت من ب.
(10) في ب، و: «فانظر» وفي ك: «فارث».
(11) البيت في ديوانه ص 32وفيه: «فانظر» مكان «فأرث».
(12) «صلاح الدين» سقطت من ب.
(13) في ك: «وحياتكم» وبها يكسر الوزن.
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/259)
ويعجبني قول بدر الدين يوسف بن لؤلؤ من قصيد (1) [من السريع]:
باكر إلى الروضة تستجلها (2) ... فثغرها في الصّبح بسّام
والنرجس الغضّ اعتراه الحيا ... فغضّ طرفا فيه أسقام
وبلبل الدّوح فصيح على ال ... أيكة والشحرور تمتام
ونسمة الرّيح على ضعفها ... لها بنا مرّ وإلمام /
فعاطني صهباء (3) مشمولة ... عذراء فالواشون نوّام (4)
واكتم أحاديث الهوى (5) بيننا ... ففي (6) خلال الرّوض نمّام (7)
ومن هنا أخذ الجميع، حتّى الشيخ صفيّ الدّين (8) الحليّ، مع أنّ التورية غير مذهبه، فقال [من الطويل]:
أقول وطرف النرجس الغضّ شاخص ... إليّ (9)، وللنّمّام حولي إلمام
أيا (10) ربّ! حتّى في الحدائق أعين ... عليّ (11)، وحتّى في الرّياحين نمّام (12)
ولكن ما أخلّ بها (13) الشيخ جمال الدين بن نباتة لئلّا يخرج عن مذهبه، فقال (14) [من السريع]:
وأهيف ينهب أرواحنا ... ووجهه كالروض بسّام
تنمّ خدّاه بقتل الورى ... فخدّه ورد ونمّام (15)
__________
(1) في د، ط: «قصيدة».
(2) في ب: «نستجلها».
(3) في ب، د، ط: «الصهباء».
(4) في ب: «قوّام».
(5) في و: «الهورى».
(6) في و: «على».
(7) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
والنمّام: نبت طيّب الريح. (اللسان 12/ 592 (نمم)).
(8) «صفي الدين» سقطت من ب.
(9) في ب: «إلينا».
(10) في ب: «يا».
(11) في ب: «علينا».
(12) البيتان في ديوانه 559وفيه: «إلينا»، و «علينا».
(13) «بها» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(14) في و: «بقوله».
(15) البيتان في ديوانه ص 477وفيه: «وأغيد ينهب».
وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:(3/260)
وأخذها ابن الورديّ أيضا، ولكن زادها نكتة أخرى بقوله [من البسيط]:
إن قال: صف لي عذاري وصف مبتكر ... ووجنتي، قلت: خذ يا صنعة الباري
هذا عذارك نمّام ومسكنه ... نار بخدّيك والنمّام في النّار (1)
ومنه قوله [من مجزوء الكامل]:
ألروض أحسن ما رأي ... ت إذا تكاثرت الهموم
تحنو عليه (2) غصونه ... ويرقّ لي فيه النسيم (3)
ومنه قوله [من الكامل]:
ألبرد قد ولّى فما لك راقد (4) ... يا أيّها المدّثّر المزّمّل
أو ما ترى وجه الرّبيع وحسنه ... والرّوض يضحك والحيا يتهلّل (5)
ومن لطائف تغزّلاته قوله [من السريع]:
حلا نبات الشعر يا عاذلي ... لمّا بدا في خدّه الأحمر
فشاقني ذاك العذار الذي (6) ... نباته أحلى من السّكّر (7)
ومثله [في اللطف] (8) قوله (9) [من الكامل]:
شوقي إليك على البعاد تقاصرت ... عنه خطاي وقصّرت أقلامي
واعتلّت النسمات فيما بيننا ... ممّا أحمّلها إليك سلامي (10)
__________
«وثمام» وفي حاشيته: «الثّمام عشب من الفصيلة النجيلية». رغم أن لفظة «تنمّ» والوزن يدلّان بوضوح على أنّها «نمّام» لا «ثمام».
(1) «ولكن ما أخلّ بها الشيخ جمال الدين النار» سقطت من ب.
والبيتان في ديوانه 159158.
(2) في ب، د، ط، و: «عليّ».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ط: «راقدا».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والحيا: المطر. (اللسان 14/ 215 (حيا)).
وفي البيت الأول إشارة إلى آيتين بينهما:
{يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (1) (المدّثّر: 1) و {يََا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} (1) (المزّمّل: 1).
(6) في ب: «الذي م العذار م».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) من د، ط، و.
(9) في ب: «وقوله» مكان «ومثله
قوله».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/261)
ومنه قوله (1) [من الطويل]:
تعشّقته لدن القوام مهفهفا ... شهيّ اللّمى أحوى المراشف أشنبا
وقالوا: بدا حبّ الشّباب بوجهه ... فيا حسنه وجها إليّ محبّبا (2)
وقد تقدّم القول على (3) أنّ أبا تمّام (4) أوّل من اخترع هذه النّكيتة (5).
[ومن نكته] (6) الغريبة اللطيفة البديعة (7) بقوله (8) [من مجزوء الرجز]:
وذي قوام أهيف ... بين الندامى قد نشط
قام يقطّ شمعة ... فهل رأيت الظّبي قط (9)؟
وتطفّل الناس بعده على هذه النكتة. ومنه قوله [من الكامل]:
وبمهجتي المتحمّلون عشيّة (10) ... والرّكب بين تلازم وعناق
وحداتهم أخذت حجازا بعدما (11) ... غنّت وراء الرّكب في عشّاق (12)
ومن هنا أخذ الناس بعد الشيخ بدر الدين، كقول بعضهم [من مجزوء الرمل]:
قلت مذ غنّى (13) حجازا ... ليتنا (14) في أصبهان (15)
ومنه قول الشيخ بدر الدين يوسف (16) بن لؤلؤ (17) [من الكامل]:
__________
(1) في ب: «وقوله».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) «على» سقطت من ب، د، ط، و.
(4) في ب، و: «أبو نواس».
(5) في ب، د، ط، و: «النكتة».
(6) من ب، د، ط وفي و: «ومن نكثه».
(7) في ب: «البديعة الغريبة» مكان «الغريبة اللطيفة البديعة».
(8) في ب، د، ط، و: «قوله».
(9) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
وقطّ: قطع وسوّى. (اللسان 7/ 380 (قطط)).
(10) في و: «عشينا».
(11) في ب: «عندما»، وفي هامشها:
«بعدما».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب، د، ك، و: «غنّى حجازا فقلنا».
(14) في ب، و: «يا ليت كنّا» مكان «ليتنا».
(15) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(16) «يوسف» سقطت من ب، د، ط.
(17) في ب: «ومنه قوله أعني ابن لؤلؤ الذهبي» مكان «ومنه لؤلؤ».(3/262)
لك مبسم عذب اللّمى يفترّ عن ... برد وسلسال الرّضاب مرادي
وفم يحاكي الميم إلّا أنّه ... كم حوله عين تحوم لصادي (1)
وهذا المعنى أيضا تطفّل عليه المتأخّرون (2) بعد الشيخ بدر الدين، منهم الشيخ جمال الدين بن نباتة، حيث قال [من السريع]:
يا عين آمالي إذا استجمعت ... إنّي إلى مورد لقياك صادي (3)
ويعجبني قوله (4) من قصيد (5)، ورّى (6) في بيتها الأوّل (7) باسمه [فقال] (8) [من البسيط]:
قد أنحلتني الغواني (9) غير راحمة ... ومحقتني الليالي بعد إبداري (10)
فكم أواري غراما من جوى وأسى ... زناده (11) تحت أثناء الحشا واري
جيراننا كنتم بالرّقمتين فمذ ... بعدتم صار دمعي بعدكم جاري (12)
ومن (13) هنا أخذ الشيخ جمال الدين (14) بن نباتة، وقال (15) [من الوافر]:
بروحي جيرة أبقوا غرامي (16) ... وقد رحلوا بقلبي واصطباري
كأنّا للمجاورة اقتسمنا ... فقلبي (17) جارهم والدّمع (18) جاري (19)
وما أحلى قول بدر الدّين (20) من القصيدة / المذكورة في الخمرة، ولم يخرج
__________
(1) في ب، د: «لصاد» وفي ط: «كصاد».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «تطفّل عليه المتأخّرون أيضا».
(3) في ب، د، ط، و: «صاد». والبيت في ديوانه ص 173وفيه: «صاد».
(4) في ب: «قول البدر الذهبيّ».
(5) في د، ط، و: «قصيدة».
(6) في و: «وروي».
(7) في ب: «أوّلها» مكان «بيتها الأوّل».
(8) من ب، ط.
(9) في د، ط: «الغوادي».
(10) في ط: «إبدار».
(11) في ب: «زيادة» وفي و: «زيادة».
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «من».
(14) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(15) في ب: «فقال».
(16) في ط: «دموعي».
(17) في هـ و: «فقلبي» ن.
(18) في و: «والريع».
(19) البيتان في ديوانه ص 252ونفحات الأزهار ص 192وفيهما: «دموعي» مكان «غرامي».
(20) في ب، و: «قوله» مكان «قول بدر الدين».(3/263)
عمّا نحن فيه من (1) التورية، [فقال] (2) [من البسيط]:
سارت لتقتصّ من قوم فما برحت (3) ... في حثّ (4) كأس على الأوتار دوّار
فالقوم من بعض قتلاها وما ظلمت ... وإنّما أخذت منهم بأوتار (5)
ومن (6) هنا أخذ (7) القاضي أمين الدين الحمصيّ كاتب السرّ الشريف بالشّام المحروس (8)، كان (9)، فقال [من البسيط]:
وقوس حاجبه يصمي كأنّ له ... مطالبات على (10) قلبي بأوتار (11)
ويطربني قوله من قصيد (12) [من الطويل]:
فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالك (13) ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
وأتبعته (14) قلبا مطيعا على الغضا ... وخلّيت (15) لي جفنا على السّفح أطوعا (16)
ومن لطائفه الغريبة قوله (17) [من مجزوء الكامل]:
رفقا بصبّ مغرم ... أبليته صدّا وهجرا
وافاك سائل دمعه ... فرددته في الحال نهرا (18)
هذا «النهر» ورد منه المتأخّرون قاطبة، ولولا طول الشرح لذكرت ذلك.
__________
(1) في و: «من مكررة».
(2) من ط.
(3) في ط: «ربحت».
(4) في و: «حبّ».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ط: «من».
(7) بعدها في د: «الشيخ» مشطوبة.
(8) «المحروس» سقطت من ب.
(9) «وكان» في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو قبل «كاتب» مكان «كان» هنا.
(10) بعدها «القا» مشطوبة.
(11) البيت لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في و: «قصيدة».
(13) في ط: «ومالكا».
(14) في ط: «فأتبعته».
(15) في ك: «وخلّيت».
(16) البيتان لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
والغضا: شجر، أو القذى. (اللسان 15/ 128 (غضا)).
(17) «قوله» سقطت من ط.
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/264)
ومن لطائفه قوله [من المجتثّ]:
يا عاذلي فيه قل لي ... إذا بدا كيف أسلو
يمرّ بي كلّ وقت ... وكلّما (1) مرّ يحلو (2)
ومن لطائفه الاتفاقية (3)، ونكته (4) الغريبة قوله في نجم الدين بن إسرائيل (5)، وقد هوى مليحا يلقّب ب «الجارح» [من مجزوء الخفيف]:
قلبك اليوم طائر ... عنك أم في الجوانح
كيف يرجى (6) خلاصه ... وهو في كفّ جارح (7)
وكتب إليه، وقد بلغه أنّه سلا عن معشوقه المذكور [يقول] (8) [من الكامل]:
خلّصت طائر قلبك العاني [ترى] (9) ... من جارح يغدو به ويروح
ولقد يسرّ خلاصه إن كنت قد ... خلّصته منه وفيه روح (10)
ومن مخترعاته الغريبة قوله في الخمرة [من البسيط]:
أبدى الحباب لها خطّا فأحسن ما ... قد كان حرّر من ميم ومن هاء
قديمة ذاتها في روض جنّتها ... كانت وكان لها عرش على الماء (11)
__________
(1) في ط: «وكلّ ما».
(2) «يمرّ يحلو» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
والبيتان للصّفدي في نفحات الأزهار ص 197وفيه: «في هواه» مكان «فيه قل لي».
(3) في ب، د، ط، و: «لطائف اتّفاقه».
(4) في و: «ونكثه».
(5) في «د، ك»: «إسرائيل».
(6) في و: «ترجى».
(7) «قلبك اليوم جارح» سقطت من د.
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) من ب.
(9) من ب، د، ط، و.
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والعاني: الأسير، العبد، الذليل. (اللسان 15/ 101 (عنا)).
(11) البيتان له في شعراء النصرانية بعد الإسلام ص 423.
والحباب: طرائق الماء، أو فقاقيعه.
(اللسان 1/ 295294 (حبب)).
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {وَكََانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمََاءِ}
هود: 7).(3/265)
ومن هنا أخذ الصاحب فخر الدين (1) بن مكانس، فقال من قصيد (2) السرحة [من البسيط]:
فاستمهدت دوحها المخضلّ وافترشت (3) ... نجم الربا (4) ورقت عرشا على الماء (5)
ولكن لم يساعده في لفظة «العرش» اشتراك تورية بالنسبة إلى الشيخ بدر الدين، فإنّ نسبة العروش إلى الكرم (6) معروفة.
ومنه قوله في مليح نجّار [من الطويل]:
بروحي نجّار حكى الغصن قدّه ... رشيق التثنّي أحور الطّرف وسنان
تميل (7) على الأعواد قطعا بما جنت ... وما سرقت من قدّه وهي أغصان (8)
ومن هنا أخذ جميع الناس وقال من قال [من البسيط]:
قد لمت ذا الأهيف النجّار وهو على ال ... أشجار يقطع في (9) أغصان خلّاف
فقال لي: عندها ثأر (10) تحدّ به ... لأنّها سرقت من لين أعطافي (11)
وممّن أحيا ما درس من رسوم التورية القاضي محيي الدين بن قرناص الحمويّ (12)، رحمه الله (13)، فمن نكته اللطيفة قوله [من الكامل]:
سقيا له روضا قدود غصونه ... تختال في الأبراد من أوراقها
جنّت به ورق الحمام صبابة ... أو ما ترى الأغلال (14) في أعناقها (15)
__________
(1) في ب: «الفخر» مكان «الصاحب فخر الدين».
(2) في د، ط: «قصيدة».
(3) في و: «وافترست».
(4) في ب: «الثريّا».
(5) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «الكروم».
(7) في ب، د، ط: «يميل».
(8) البيتان لابن الورديّ في ديوانه ص 210 وفيه: «عجبت للأهيف النجار».
(9) في و: «من».
(10) في د: «نار».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) «القاضي الحمويّ» سقطت من د ومكانها فراغ.
(13) سقطت من ب، د، وو في ط: «تغمّده الله برحمته».
(14) في هـ ك: «لعلّه: «الأطواق» مكان «الأغلال».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/266)
ومن لطائف قوله (1) [من الكامل]:
مال القضيب بروضة (2) من سكره ... لمّا سقاه عقاره آذار (3)
حتّى إذا سرق النسيم دراهما ... من كمّه صاحت به الأطيار (4)
و [مثله] (5) قوله [من الخفيف]:
مذ أتينا نبغي زيارة دوح ... قد حبانا بالجود والإكرام
ناولتنا أيدي الغصون ثمارا ... أخرجتها لنا من الأكمام (6)
ومثله قوله، وتلطّف ما شاء في جمعه بين (7) الاستعارة البديعة والتورية (8) [من الخفيف]:
قد أتينا الرّياض حين تجلّت ... وتحلّت من النّدى بجمان
ورأينا خواتم الزّهر لمّا ... سقطت من أنامل (9) الأغصان (10)
ومنه قوله [من مخلّع البسيط]:
وربّ نهر له عيون ... تحار في حسنها (11) العيون (12)
لمّا غدا الرّيق منه عذبا ... مالت إلى رشفه الغصون (13)
ومنه قوله (14) [من المتقارب]:
__________
(1) في ب: «وقوله» مكان «ومن لطائف قوله».
(2) في و: «بروضه».
(3) في ط: «أدوار».
(4) «ومن لطائف قوله: مال الأطيار» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) من د، ط، و.
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والعقار: الخمر، من المعاقرة. (اللسان 4/ 598 (عقر)).
(7) «بين» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(8) في ب: «ومثله قوله في الاستعارة والتورية» مكان «ومثله والتورية».
(9) في د: «أمل» مشطوبة وفي هامشها «أنامل»، صح.
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ط: «في وصفه».
(12) «وربّ نهر العيون» سقطت من د.
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) «ومنه قوله» سقطت من د.(3/267)
أيا حسنها روضة قد غدا ... جنوني (1) فنونا بأفنانها
أتى الماء فيها على رأسه ... لتقبيل أقدام أغصانها (2)
ومنه قوله [من الوافر]:
تثنّى الغصن إعراضا وعجبا ... على نهر يذوب أسى عليه
فرقّ له النسيم وجاء يسعى ... ملاطفة وميّله إليه (3) /
ومنه قوله (4)، وتلطّف ما شاء (5) [من الوافر]:
ويوم قد قطعناه بروض ... تضاحك (6) زهره شمس النهار
فكان (7) نهارنا طلق المحيّا ... صبيح الوجه مخضرّ العذار (8)
ومنه قوله (9) [من السريع]:
أنعم فإنّ الدّوح يا مالكي ... حمّل من أجلك ما لا يطيق
يرقبك الطير على وكره ... وأعين الأزهار نحو الطريق (10)
وهذا المعنى أخذه الصاحب فخر الدين بن مكانس وزنا وقافية (11)، فقال [من السريع]:
والنرجس الغضّ غدا شاخصا ... فلا تخلّي (12) عينه للطّريق (13)
ومنه قوله، وتلطّف ما شاء (14) [من الكامل]:
__________
(1) في ب: «جفوني».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) «فرقّ إليه» سقطت من د. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقوله» وفي و: «ومثله قوله».
(5) «وتلطّف ما شاء» سقطت من ب.
(6) في ط: «يضاحك».
(7) في د: «كان».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«العذاب» مكان «العذار».
(9) في ب: «وقوله».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) «وزنا وقافية» سقطت من ب وفي د:
«وقافية فيه».
(12) في ط: «يخلّي».
(13) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(14) بعدها في ب: «أعني الذهبي ابن(3/268)
لو كنت إذ نادمت من أحببته ... في روضة أطيارها تترنّم
لرأيت نرجسها يغضّ جفونه ... عنّا وثغر أقاحها يتبسّم (1)
ومنه قوله (2) في معذّر [من البسيط]:
ووجنة قد غدت كالورد حمرتها ... وأشبه الآس ذاك العارض النّضر
كأنّ موسى كليم (3) الله أقبسها ... نارا وجرّ عليها ذيله الخضر (4)
وهذا المعنى استعمله بعضهم في شجرة نارنج (5) فقال، ولكن لم أعلم المخترع من هو [من البسيط]:
نارنجة برزت في منظر (6) عجب ... زبرجد (7) ونضار صاغه المطر
كأنّ موسى كليم (8) الله أقبسها ... نارا وجرّ عليها ذيله الخضر (9)
ومنه قوله [من الوافر]:
وروض قد أتت فيه معان ... تطيب (10) به الندامى والمدام
يسامره النسيم إذا تغنّت ... حمائمه ويسقيه الغمام (11)
ومنه قوله [من الرمل]:
روضة من قرقف أزهارها (12) ... وغناء الورق فيها بارتفاع
لا تلم أغصانها إن سكرت (13) ... فهي ما بين شراب وسماع (14)
__________
قرناص» و «الذهبي» مشطوبة.
(1) في و: «يتنسّم». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «وقوله».
(3) في ك: «كليم».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وأقبس: أعطى نارا. (اللسان 6/ 167 (قبس)).
(5) في ب: «النارنج» وهو ثمر معروف معرّب. (القاموس المحيط (نورج)).
(6) بعدها في و: «حسن» مشطوبة.
(7) في د: «زبرجد».
(8) في ك: «كليم».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والزبرجد: الزمرّد. (اللسان 3/ 194 (زبرجد)).
(10) في ط: «يطيب».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب، د، ط، و: «أنهارها».
(13) في د، ط: «رقصت».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/269)
ومن (1) لطائفه في (2) أغزاله (3) قوله [من مخلّع البسيط]:
هويت في مكتب غلاما ... قلبي بهجرانه جريح
أهيف أضحى قبيح خطّ ... وإنّما شكله مليح (4)
ومنه قوله في مليح مؤذّن (5) [من الكامل]:
ومؤذّن أضحى كريما وجهه ... لكنّه بالوصل أيّ شحيح
أبدا أموت بهجره (6) لكنّني ... من بعد ذاك أعيش بالتّسبيح (7)
ومنه قوله [من الكامل]:
قبّلت خطّ عذاره لمّا بدا ... وهصرت لين قوامه الميّاس
وطلبت [لي] (8) من خدّه المحمرّ ما ... يشفي قواي فجاءني بالآس (9)
وهذه النكتة (10) توارد هو وشمس الدين محمد بن العفيف عليها (11)، فقال [من دوبيت] (12):
من يعطف نحوي قلب هذا القاسي ... كم أذكره وهو لعهدي ناسي
أشكو سقمي لعارضيه وكذا ... يشكو دنف سقامه للآس (13)
وتطفّل [عليها] (14) بعدهما الشيخ صلاح الدين (15) الصّفديّ، فقال [من مخلّع البسيط]:
__________
(1) في ب: «ومنه» وبعدها في و: «لظا» مشطوبة.
(2) «في» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(3) «لطائفه في أغزاله» سقطت من ب.
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «وقال في مؤذّن مليح».
(6) في ب، و: «بحبّه».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) من ب، د، ط، و.
(9) في ب، د، ط، و: «بالآس (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في و: «النكث».
(11) في ب: «تواردت بينه وبين العفيف».
(12) في ب: «دوبيت».
(13) في ب، د، و: «للآس (ي)» وفي ط:
«للآسي (س)». والبيتان في ديوانه ص 188وفيه: «من يعطف نحوي» و «أشكو لعذاره سقامي وكذا».
(14) من ب، د، ط، و.
(15) في ب: «الصلاح» مكان «الشيخ صلاح الدين».(3/270)
كم جرح القلب منه جفن ... كالسّيف في صحّة (1) القياس
وطبّ آس العذار جرحي ... فصحّ أنّ الطبيب آسي (2)
وابتذال المتأخّرون بعدهم حجابها (3)، ونظمتها أنا، ولكن زدتها نكتة أخرى من جنسها، فترشّحت وازدادت حسنا، وهي قولي [من الرمل]:
مذ جفاني ممرض القلب ولم ... ألق للضّعف وللكسر انجبارا
قلت للعارض: يا آسي إذا ... درت داري مرض القلب فدارى (4)
ومن لطائفه في (5) أغزاله قوله [من مجزوء الكامل]:
إنّ الّذين ترحّلوا ... نزلوا بعين ناظره (6)
أنزلتهم (7) في مقلتي ... {فَإِذََا هُمْ بِالسََّاهِرَةِ} (14) (8)
وهذه النكتة أيضا ابتذال المتأخّرون حجابها كثيرا.
ومن ظرافات شمس الدين محمد بن العفيف المشهور ب «الشابّ الظريف» قوله [من الوافر]:
إذا حاولت حلّ البند، قالت ... معاطفه (9): حمانا لا يحلّ (10)
وإن جليت بوجنته مدام ... يرى لعذاره دور ونزل (11)
وسبك أيضا تورية «الدّور» (12) في قالب آخر، وجاء (13) في غاية اللّطف والغرابة
__________
(1) في ب: «صحّة» مصححة عن «الصحّة».
(2) في ب: «آس (ي). والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «حجاب هذه النكتة» وفي و: «حجاب هذه النكثة» وبعدها علامة استلحاق إلى هامشها حيث ثبتت «بعدهم» صح!! رغم وجودها في مكانها.
(4) البيتان في ديوانه ورقة 80ب وفيه:
«انجبار» و «فدار».
(5) في ب: «ومن لطائف» مكان «ومن لطائفه في».
(6) في ط: «ناضره».
(7) في و: «أزلتهم».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والآية في سورة النازعات: 14.
(9) في د: «معاطفة».
(10) في ك: «تحلّ».
(11) البيتان في ديوانه ص 255.
(12) في ب: «تورية الدور أيضا».
(13) في ط: «وجا».(3/271)
بقوله [من الطويل]: /
لحاظك أسياف ذكور فما لها ... كما زعموا مثل الأرامل تغزل
وما بال برهان العذار (1) مسلّما ... ويلزمه دور وفيه تسلسل (2)
ومنه قوله فيما يكتب على كاس وأجاد (3) [من الطويل]:
أدور لتقبيل الندامى (4) ولم أزل ... أجود بروحي (5) للنّدامى وأنفاسي
وأكسو أكفّ الشّرب ثوبا مذهّبا ... فمن أجل هذا لقّبوني (6) بالكاس (7)
ومن هنا أخذ الشيخ شهاب الدين (8) بن أبي حجلة، وقال [مضمنا] (9) [من الكامل]:
يا صاح قد حضر الشراب ومنيتي ... وحظيت بعد الهجر بالإيناس (10)
وكسا العذار الخدّ حسنا فاسقني ... واجعل حديثك كلّه في الكاس (11)
ويعجبني قوله وقد أهدى مجموعا [من الكامل]:
يا أيّها الصّدر الذي وجه العلا ... منه يزان بمنظر مطبوع
لا تعتقد قلبي يحبّك وحده ... ها قد بعثت لسيّدي مجموعي (12)
ونكتة «المجموع» استعملها الشيخ جمال الدين (13) وغيره.
ومن نكته (14) البديعة التي لم يسبق إليها (15) [قوله] (16) [من مجزوء الرّمل]:
__________
(1) في ك: «العذار».
(2) البيتان في ديوانه ص 242. والبيت الثاني سبق تخريجه في باب التوجيه.
(3) «وأجاد» سقطت من ب.
(4) في ب، ط، و: «الثنايا».
(5) في ب، د، ط، و: «بنفسي».
(6) في د: «لتبوني».
(7) في د، ط، و: «بالكاس (ي)». والبيتان في ديوانه ص 186185وفيه:
«الثنايا»، و «بنفسي» و «أكسو كفّ».
(8) «الشيخ شهاب الدين» سقطت من ب.
(9) من د، ط، و.
(10) في ك، و: «بالإيناسي».
(11) في ب، د، ط، و: «الكاس (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) البيتان في ديوانه ص 376.
(13) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(14) في ب: «ومنه» وفي و: «ونكثه» مكان «ومن نكثه».
(15) في ب: «ولم يسبق إليه» مكان «البديعة إليها».
(16) من ب، د، ط، و.(3/272)
كان ما كان وزالا ... فاطّرح قيلا وقالا
أيّها المعرض عنّا ... حسبك الله تعالى (1)
وهذه أخذها صاحبنا المرحوم مجد الدين بن مكانس بفصّها، فقال (2) من قصيد (3) [من مخلّع البسيط]:
يا غصنا في الرّياض مالا ... حمّلتني في (4) هواك مالا
يا رائحا بعد ما سباني (5) ... حسبك ربّ السّما تعالى (6)
ومن لطائفه (7) قوله في مليح رسّام (8) [من مجزوء الرجز]:
قلت: لرسّامكم ... بك الفؤاد مغرم
قال: متى أذيبه ... فقلت: حين ترسم (9)
ومن لطائفه واختراعاته (10) قوله [من مجزوء الكامل]:
قامت حروب الزّهر ما ... بين الرّياض السّندسيّه
وأتت بأجمعها لتغ ... زو روضة (11) الورد الجنيّه
لكنّها انكسرت لأن ... ن الورد شوكته قويّه (12)
ومن لطائفه أيضا قوله [من مخلّع البسيط]:
يا ساكنا قلبي المعنّى ... وليس فيه سواه (13) ثاني
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 262وفيه: «قيل» مكان «قيلا» و «العاتب ظلما» مكان «المعروض عنّا».
(2) في و: «بقوله».
(3) «من قصيد» سقطت من ب.
(4) في و: «من».
(5) في د: «سيأتي».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «ومن لطائف ابن العفيف».
(8) في ب: «قوله في رسام» وفي د، ط:
«في مليح رسام قوله».
(9) الرجز في ديوانه ص 307وفيه:
قالوا لرسّامكم
بك الفؤاد مغرم
قالوا: متى تذيبه
فقلت حتّى يرسم»
(10) في ب: «ومن لطيف اختراعه» وفي و:
«ومن لطائف».
(11) في د: «لثغر وروضه».
(12) الأبيات في ديوانه ص 352وفيه:
«وأتت جيوش الآس لتغزو» و «لكنّها كسرت».
(13) في ط: «سواك».(3/273)
لأيّ معنى كسرت قلبي ... وما التقى فيه ساكنان (1)
ومن لطائفه أيضا قوله [من مجزوء الكامل]:
إنّي لأشكو في الهوى ... ما راح يفعل خدّه
ما كان يدري (2) ما الجفا ... لكن تفتّح ورده (3)
ومن هنا أخذ الشيخ صلاح الدين (4) الصّفديّ فقال (5)، ولكنه (6) زاده نكتة أخرى (7) [من الطويل]:
أقول له: ما كان خدّك هكذا ... ولا الصّدغ حتّى سال في الشّفق الدّجى
فمن أين هذا الحسن والظرف؟ قال لي: ... تفتّح وردي والعذار تخرّجا (8)
ومن نكته البديعة قوله (9) [من مجزوء الرمل]:
قد تعشّقت خلافي ... يا ولي فيه معاني (10)
كلّما جادلني العا ... ذل فيه ولحاني
جئته من عارضيه (11) ... بدليل الدّوران (12)
ومن اختراعاته اللطيفة قوله (13) في مليح خياليّ [من الوافر]:
خياليّ أخاف الهجر منه ... ولست أراه يرغب في وصالي
وكنت عهدتني قدما شجاعا ... فمالي صرت أفزع من خيالي (14)
__________
(1) في و: «ساكناني». والبيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(2) في ب: «يدر».
(3) البيتان في ديوانه 128وفيه:
«ما كان يعرف حتى تفتّح ورده».
(4) «صلاح الدين» سقطت من ب.
(5) في و: «بقوله».
(6) في ب، ط، و: «ولكن».
(7) «أخرى» سقطت من د، ط، وو في ب:
«فقال».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقوله» مكان «ومن قوله».
(10) في و: «معان (ي)».
(11) في و: «عارضه».
(12) في و: «الدوراني». والأبيات في ديوانه ص 331.
(13) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(14) في ب: «خيال (ي)». والبيتان في ديوانه ص 271وفيه:
«وكنت عهدتني ...
فمالي اليوم أفزع من خيالي»(3/274)
وقال في زهر اللوز [من الطويل]:
تبسّم زهر (1) اللوز عن طيب نشره ... وأقبل في حسن يجلّ عن الوصف
هلمّوا إليه بين قصف ولذّة ... فإنّ غصون الزّهر تصلح للقصف (2)
ومنه (3) قوله [من الطويل]:
تمشّى بصحن الجامع الشادن (4) الذي ... على قدّه أغصان بان النّقا تثني
فقلت: وقد لاحت عليه حلاوة ... ألا فانظروا هذي (5) الحلاوة في الصحن (6)
وقال [من مخلّع البسيط]:
يا ذا الذي نام عن غرامي ... ونبّه الوجد والجوى لي
جفني خراجيّه دموع ... شوقا إلى وجهك الهلالي (7)
ومن اختراعاته الغريبة قوله (8) [من الكامل]:
عبتم على المحبوب حمرة شعره ... وأظنّكم بدليله لم تشعروا
لا تنكروا ما احمرّ منه فإنّه ... بدماء أرباب الغرام (9) مضفّر (10)
وقال في مليح (11) زجّاج [من السريع]: /
قولوا لزجّاجكم ذا الذي ... له محيّا (12) بالسّنا مسفر (13):
__________
(1) في د، ط، و: «ثغر».
(2) البيتان في ديوانه ص 223وفيه: «عن درّ مبسم وأصبح في حسن» و «هلمّ».
ويقصد ب «القصف»: الكسر، واللهو واللعب.
(3) في د، ط، و: «ومثله».
(4) في ب، د، ك، و: «الشاذن».
(5) في ك: «هذا».
(6) في و: «الصحني (ن)». والبيتان في ديوانه ص 335وفيه: «اليوم شادن» مكان «الشادن الذي». و «هذي الحلاوة».
(7) في ب: «الهلال (ي)». والبيتان في ديوانه 272وفيه: «غرامي» مكان «جفوني».
(8) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(9) في د، ط: «القلوب».
(10) في و: «مظفّر». والبيتان في ديوانه ص 156وفيه:
«عابوا من وأظنّهم لم يشعروا».
(11) «مليح» سقطت من ب.
(12) في و: «محبّا».
(13) في د، ط: «يسفر».(3/275)
إن كنت في الصّنعة ذا خبرة ... وكان معروفك لا ينكر (1)
فما لأحداقك أقداحها ... في صحّة من حسنها تكسر (2)
وقال أيضا (3) [في مليحة عجّانة] (4) [من الكامل]:
كلف الفؤاد بظبية (5) عجّانة ... ما كنت يوما آمنا من هجرها
عجنت فؤادي بالغرام فماؤها ... من أدمعي ودقيقها من خصرها (6)
هذا (7) المعنى تلاعب (8) به الجماعة بعد ابن العفيف، ولكن ما برح دقيقه خاصّا وقال في ذمّ الحشيشة (9)، وأجاد (10) [من البسيط]:
ما للحشيشة فضل عند آكلها ... لكنّه غير مصروف إلى رشده
صفراء في وجهه خضراء في فمه ... حمراء في عينه سوداء في جسده (11)
وقال في مليح أصيبت عينه [من السريع]:
كان بعينين فلمّا طغى ... بسحرها (12) ردّ إلى عين
وذاك من لطف بعشّاقه ... ما يضرب الله بسيفين (13)
وتورية «السيف» تناولها (14) الجماعة بعد ابن العفيف، ولولا خشية الإطالة لذكرت غالبها وقال في مليح بدويّ [من الخفيف]:
بدويّ كم جدّلت (15) مقلتاه ... عاشقا في مقاتل الفرسان
__________
(1) في و: «ينكسر» مشطوبة وفي هامشها:
«ينكر» ن صح.
(2) الأبيات في ديوانه ص 156.
(3) «أيضا» سقطت من ب.
(4) من ب.
(5) في ب: «بطيبه».
(6) البيتان في ديوانه 177وفيه: «علق الفؤاد».
(7) في د، ط: «وهذا».
(8) في ب: «تلاعبت».
(9) في د، ط، و: «الحشيش».
(10) «وأجاد» سقطت من ب، د.
(11) البيتان في ديوانه ص 144، 145وفيه:
«كبده» مكان «جسده».
(12) في ط: «بسحره».
(13) البيتان في ديوانه ص 337وفيه:
«بسحره».
(14) في ب: «تناولتها».
(15) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«جدّل»، وفي حاشيتها: «جندل»!(3/276)
ذو محيّا (1) يصيح يا لهلال ... ولحاظ تقول (2) يا لسناني (3)
وقال في مليح جرح بسكّين [من الكامل]:
لم تجرح السّكّين كفّ معذّبي ... إلّا لمعنى في الغرام (4) يحقّق
هي مثل ما قد قيل جارحة له (5) ... ولكلّ جارحة إليه تشوّق (6)
وقال في مليح مؤذّن بالجامع الأمويّ بدمشق المحروسة (7) [من الوافر]:
فديت مؤذّنا يصبو (8) إليه ... بجامع جلّق منّا النّفوس
يطير النّسر من شوق إليه ... وتهوى أن تعانقه العروس (9)
هذان (10) البيتان توارد على نكتتيهما (11) شمس الدين بن العفيف، والشيخ جمال الدين بن نباتة، ورأيتهما (12) في ديوانه، والبيت الأوّل بنصّه (13) والبيت الثاني [فيه] (14) بعض تغيير، وهو [من الوافر]:
لقد زفّ (15) الزمان لنا مليحا (16) ... تكاد (17) بأن تعانقه العروس (18)
وقال في مليح منيّر [من مجزوء الرجز]:
__________
(1) في ب: «كم»، وفي هامشها: «محيّا».
(2) في ك: «يقول».
(3) في ب: «يا لسان» وفي د، ط، و: «يا لسنان». والبيتان في ديوانه ص 388 وفيه: «لسنان».
والسّنان: حديدة الرمح. (اللسان 13/ 223 (سنن). وهلال وسنان: اسما قبيلتين عربيّتين بالإضافة إلى معناهما اللغويّ.
(4) في ب، و: «الجمال».
(5) بعدها في ب: «له» مشطوبة، في الشطر الثاني.
(6) البيتان في ديوانه ص 229وفيه: «حسنه متحقّق» مكان «في الغرام محقّق».
(7) «بدمشق المحروسة» سقطت من ب، د، ط، و.
(8) في ب، ط، و: «تصبو».
(9) البيتان في ديوانه ص 373وفيه:
«تصبو».
(10) في ب: «هذا».
(11) في ب: «نكتها» وفي د، ط:
«نكتتهما» وفي و: «نكتتها».
(12) في ب: «ورأيتها».
(13) في ب، د، ط: «بفصّه» وفي و: «بفضّه».
(14) من ب، د، ط، و.
(15) في و: «رقّ».
(16) في ب: «عروسا»، وفي هامشها: «مليحا».
(17) في ب، د: «يكاد».
(18) البيت في ديوانه ص 268وفيه: «به» مكان «لنا».(3/277)
منيّر وجدي به ... أكتمه ويظهر
وكيف تخفى لوعتي ... وقد غدا ينيّر (1)
وقال [أيضا] (2) يصف بساطا [من الوافر]:
بساط يملأ الأحداق حسنا ... ويهدي للقلوب به سرورا
ويشرح حين يبسط كلّ صدر ... وخير البسط ما يرضي الصّدورا (3)
وقال [من] (4) دوبيت (5):
ألصّبّ بحبّكم عراه الوله ... في طوع هواكم عصى عذّله
إيضاح غرامه غدا تكملة ... إذ كان مفصّل الهوى مجمله (6)
وقال أيضا [من دوبيت]:
أفدي عربا حلّوا بوادي الجزع ... يا وحشة ناظري لهم في الرّبع
لمّا بحثوا عندي في فرقتنا ... أنشأت لهم مسائلا من دمعي (7)
ومنه قوله [من الوافر]:
يقول وقد رنا عن لحظ ظبي (8) ... وهزّ الغصن في ورق الغلائل:
أأقتلكم بطرفي أم بعطفي؟ ... فقلت: بما تشا، فالكلّ ذابل (9)
__________
(1) الرجز في ديوانه ص 157.
(2) من ط.
(3) البيتان في ديوانه ص 160وفيه: «يملأ الأبصار حسنا». وفيه: «البسط».
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) في ب، ك: «ذوبيت».
(6) البيتان في ديوانه ص 340وفيه دوبيت:
الصّبّ بحبّه عليه وله
والعاذل في هواك مالي وله
إيضاح غرامه له تكملة
إن كان مفصّل الهوى مجمله»
والإيضاح، والتكملة، والمفصل، والمجمل: أسماء كتب في البلاغة واللغة بالإضافة إلى معانيها اللغويّة والمفصّل والمجمل أيضا من آيات القرآن الكريم: الواضح والغامض.
(7) البيتان في ديوانه ص 214وفيه: «اشتاق لهم مسايلا من دمعي».
(8) في ب، و: «نأى عن حسن ظنّي».
(9) في د: «قاتل». والبيتان في ديوانه ص 282.
والغلائل: ج غلالة: شعار يلبس تحت الثوب. (اللسان 11/ 502 (غلل)).(3/278)
وهذه النكتة أخذها الشيخ جمال الدين (1) بقافيتها، وقال [من الطويل]:
له معطف لدن القوام ومرشف ... رقيق على التّقبيل فالكلّ ذابل (2)
وقال الشيخ صلاح الدين (3) الصّفديّ في كتابه الذي جمعه من إملاء الشيخ أثير الدين أبي حيّان وسمّاه «مجاني الهصر من آداب (4) أهل العصر»: أنشدني الشيخ أثير الدين أبو حيّان (5)، قال: أنشدني شمس الدين (6) محمد بن العفيف في مليح طبّاخ [من مجزوء الرمل]:
ربّ طبّاخ مليح ... فاتن (7) الطّرف غرير
مالكي أصبح لكن ... شغلوه بالقدوري (8)
قال الشيخ صلاح الدين (9): وأنشدني الشيخ أثير الدين [المذكور] (10) قال:
أنشدني شمس الدين محمد (11) بن العفيف لنفسه [يقول] (12) [من السريع]:
ليس خليلا لي ولكنّه ... يضرم في الأحشاء نار الخليل
يا ردفه جرت على خصره ... رفقا به ما أنت إلّا ثقيل (13)
وهذه النكتة تلاعب بها غالب المتأخّرين بعد ابن العفيف، ومن لطائفه قوله، وقد احتجب / بعض أصحابه عنه (14) [من الكامل]:
__________
(1) في ب: «أخذ ابن نباتة».
(2) البيت لم أقع عليه في ديوانه.
(3) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(4) في ب، د، ط: «أدب».
(5) «أبو حيّان» سقطت من ب، د، ط، و.
(6) «شمس الدين» سقطت من ب، ط.
(7) في ط: «فاتر».
(8) في ب، و: «بالقدور» وفي ط:
«بالقدور (ي)». والبيتان في ديوانه ص 175وفيه «فاتر» و «بالقدور».
وفي هامش ب: «[من مجزوء الرمل]:
ربّ فلّاح مليح
قال: يا أهل الفتوّه
كفلي أثقل * خصري
{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ»}
[البيتان لابن الوردي في ديوانه ص 414 وفيه: «أضعف خصري». والآية في سورة الكهف: 95].
وقد أشير فوقها ب «حش».
* لعلّها: «أنحل».
(9) «صلاح الدين» سقطت من ب.
(10) من ب.
(11) «شمس الدين محمد» سقطت من ب.
(12) من ب.
(13) البيتان في ديوانه ص 282281وفيه:
«أضرم» مكان «يضرم».
(14) في ب: «عنه بعض أصحابه».(3/279)
ولقد أتيت إلى جنابك قاضيا ... باللّثم للعتبات بعض الواجب
وأتيت أقصد زورة أحيا بها ... فرددت يا عيني هناك بحاجب (1)
وهذه (2) النكتة (3) أخذها الشيخ جمال الدين (4) بن نباتة، غفر الله له (5)، بقافيتها فقال [من السريع]:
حجبتني فازددت عندي (6) علا ... برغم من أقبل كالعاتب (7)
وقلت (8): لا أعدم من سيّدي ... من كان عيني فغدا حاجبي (9)
وألمّ الشيخ زين الدّين (10) بن الورديّ بهذه النكتة (11)، ولكن سبكها في غير هذا القالب بقوله [من مخلّع البسيط]:
زرتكم صحبة وودّا ... ألفيتكم مغلقين بابا
سعيي إلى بابكم جنون ... عليه أستأهل (12) الحجابا (13)
ومن لطائفه في أغزاله قوله (14) [من الطويل]:
وكم يدّعي صونا وهذي جفونه ... بفترتها للعاشقين تواعد (15)
وكم يتجافى خصره وهو ناحل ... وكم يتحالى ريقه وهو بارد (16)
ومن هنا أخذ الشيخ صفيّ الدين (17) الحليّ، وليته لا (18) قال [من الطويل]:
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 70وفيه:
«ولقد وقفت ضحى ببابك ...
وأتيت أطلب».
(2) في ب، د، ط، و: «هذه».
(3) في و: «النكثة».
(4) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(5) سقطت من ب وفي ط: «غفر الله لهما».
(6) في و: «عنّي».
(7) في ب: «كالعائب» وفي و:
«كالغائب».
(8) في ب، و: «فقلت».
(9) في ك: «حاجب». والبيتان في ديوانه ص 61.
(10) «زين الدين» سقطت من ب.
(11) في و: «النكثة».
(12) في ب: «أستهلّ».
(13) البيتان في ديوانه ص 402.
(14) في ب: «وقوله» مكان «ومن قوله».
(15) في ب: «توارد».
(16) في ب، و: البيت الثاني قبل البيت الأوّل. والبيتان في ديوانه ص 121 وفيه: «فكم يتجافى» والبيت الثاني قبل الأوّل.
(17) «صفي الدين» سقطت من ب.
(18) في ب، و: «ما».(3/280)
وما فيه شيء ناقص غير خصره ... وما فيه شيء بارد غير ريقه (1)
ومنه قوله [من الطويل]:
أيسعدني يا طلعة البدر طالع (2) ... ومن شقوتي خطّ بخدّك نازل (3)
ولو أنّ قسّا واصف منك وجنة ... لأعجزه نبت بها وهو باقل (4)
الذي يظهر لي أنّ النكتة في «باقل» من اختراعات ابن العفيف فإنّي لم أجد أحدا ممّن تقدّمه ألمّ بها، ولكن ما صبر الشيخ جمال الدين (5) عنها لحسنها، فقال من قصيدة (6) [مضمّنا] (7) [من الطويل]:
تطاولت الأغصان تحكي (8) قوامه ... وعند التناهي يقصر المتطاول
وأعيا فصيح الوقت نبت عذاره ... وعيّر قسّا بالفهاهة باقل (9)
وكذلك الشيخ زين الدّين بن الورديّ (10)، فما (11) صبر (12) عنها حتّى قال [من الطويل]:
وبي أغيد من حسنه البدر خائف ... على نفسه والنجم في الغرب مائل
فلو رام قسّ وصف باقل خدّه ... لعيّر قسّا بالفهاهة باقل (13)
__________
(1) البيت في ديوانه ص 394، وفيه:
«فما فيه ولا فيه».
(2) في ب: «بطالع».
(3) في ب: «بازل».
(4) البيتان في ديوانه ص 244وفيه: «حظّ بخدّيك».
وقسّ: هو قسّ بن ساعدة الإياديّ، أحد حكماء العرب، ومن كبار خطبائهم في الجاهلية، وهو أسقف نجران. (الأعلام 5/ 196واللسان 6/ 175 (قسس)) والباقل: النبت أو الشجر إذا خرج في أعراضه مثل أظفار الطير وأعين الجراد قبل أن يستبين ورقه وباقل: اسم رجل يضرب به المثل في العيّ، فيقال: «إنّه لأعيا من باقل». (اللسان 11/ 6261 (بقل) وثمار القلوب ص 102، 127 وجمهرة الأمثال 2/ 73).
(5) في ب: «ابن نباتة» مكان «جمال الدين».
(6) في ب، د، ط، و: «قصيد».
(7) من ب، د، ط، و.
(8) في ك: «يحكي».
(9) البيتان في ديوانه ص 395وفيه:
«الوصف» مكان «الوقت».
(10) في ب: «ابن الورد» مكان «الشيخ
الورديّ».
(11) في ب، د، ط، و: «ما».
(12) في د: «صير».
(13) البيتان في ديوانه ص 453242.(3/281)
ومن لطائفه قوله (1) [من المنسرح]:
يا خاله خضرة بعارضه ... حرستها عن متيّم مغرى
كفّ عن العاشقين مقتصرا ... هل أنت إلّا حويرس الخضرا (2)
ومن نكته (3) الغريبة (4) قوله (5) [من المنسرح]:
زار وجيب الظلام منسدل ... فانشقّ ثوب الدّجى عن الفجر
وبتّ من صدغه ومبسمه ... أجمع بين الحشيش والخمر (6)
هذه النكتة أخذها الشيخ زين الدين (7) بن الورديّ (8) بمعناها، وقال (9) [من مجزوء الرمل]:
ومليح قال جهرا: ... يا نفوس النّاس عيشي
من رضابي وعذاري ... بين خمر وحشيش (10)
ومن لطائف نكت (11) ابن العفيف قوله (12) [من الكامل]:
وافى (13) بوجه كالهلال مركّب ... من (14) قامة غصنيّة هيفاء
وبمقلة خفق الفؤاد وقد رنت ... وكذا الجنون يكون (15) عن سوداء (16)
ومن لطائف اختراعاته قوله (17) [من الطويل]:
__________
(1) في ب: «وقوله».
(2) البيتان في ديوانه ص 160.
والخضراء: الشّامة، أو الكتيبة الخضراء التي يعلوها سواد الحديد. (اللسان 4/ 345 (خضر)).
(3) في و: «نكثه».
(4) في د: «البديعة اللطيفة» وفي ط:
«اللطيفة» وفي و: «الغريبة اللطيفة».
(5) في ب: «وقوله» مكان «ومن قوله».
(6) البيتان في ديوانه ص 175وفيه: «وجنح الظلام».
(7) «الشيخ زين الدين» سقطت من ب.
(8) «ابن الوردي» سقطت من ط.
(9) في ب: «فقال».
(10) في و: «وحشيشي». والبيتان في ديوانه ص 191.
(11) في و: «نكث».
(12) في ب: «وقال ابن العفيف» مكان «ومن قوله».
(13) في ط: «وأتى».
(14) في و: «في».
(15) في د: «تكون».
(16) في ب: «بالسّوداء». والبيتان في ديوانه ص 36وفيه: «في قامة غضّيّة».
(17) في ب: «وقال أيضا ابن العفيف».(3/282)
بدا وجهه من فوق أسمر قدّه ... وقد لاح من سود الذّوائب في جنح
فقلت: عجيب، كيف لم يذهب الدّجى؟ ... وقد طلعت شمس النهار على رمح (1)
ومنه قوله والنكتة (2) غريبة وبديعة (3) [من السريع]:
أسكرني باللّفظ (4) والمقلة ال ... كحلاء والوجنة والكاس
ساق يريني قلبه قسوة ... وكلّ ساق قلبه قاس (5)
ومن لطائفه أيضا قوله (6) [من مخلّع البسيط]:
يا باعثا شعره انتشارا ... بقامة ما لها نظير
ألموت من ناظريك لكن ... من شعرك البعث والنّشور (7)
ومن لطائف (8) قوله (9) في مليح اسمه مالك [من الخفيف]:
مالك قد أحلّ قتلي برمح ال ... قدّ منه وراح قلبي طعينه (10) /
ليس يفتي سواه في قتل صبّ ... كيف يفتي ومالك بالمدينه (11)
ومنه قوله مع (12) حسن التضمين (13) [من الوافر]:
جلا ثغرا وأطلع لي ثنايا ... يسوق بها المحبّ (14) إلى المنايا
وأنشد ثغره يبغي افتخارا ... أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا (15)
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 114وفيه: «ليل» مكان «سود».
(2) في و: «والنكثة».
(3) في ب: «وقال أيضا» مكان «ومنه
وبديعة».
(4) في و: «باللطف».
(5) في ب: «قاسي» وفي د، ط:
«قاس (ي)». والبيتان في ديوانه ص 186وفيه: «قاسي».
(6) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(7) البيتان في ديوانه ص 158.
(8) في د، ط، و: «لطائفه».
(9) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(10) في ب، ك: «ظعينه».
(11) البيتان في ديوانه ص 328.
(12) في و: «في» مكان «مع».
(13) في ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومنه
التضمين».
(14) في ك: «المحبّ».
(15) البيتان في ديوانه ص 347وفيه: «إلى المحبّ بها».
وابن جلا: الرجل المشهور المعروف، والأمر الواضح المكشوف. قال سحيم بن وثيل اليربوعيّ من الوافر:(3/283)
ومن لطائفه قوله (1) [من الخفيف]:
بأبي شادن (2) غدا الوجه منه ... مخجل (3) النّيّرين في الإشراق
«سلب القضب لينها فهي غيظا ... واقفات تشكوه بالأوراق» (4)
البيت الثاني بلفظه ومعناه تقدّم لابن عبد الظاهر، والله يعلم (5) أيّهما السابق، وابتذال حجاب هذه النكتة بعد ذلك المتأخّرون، منهم الشيخ زين الدين (6) بن الورديّ بقوله [من مجزوء الرمل]:
قدّه جار (7) اعتدالا ... فله فتك ونسك (8)
سلب الأغصان (9) لينا ... فهي بالأوراق تشكو (10)
ومن نكته (11) [البديعة] (12) الغريبة قوله (13) [من المتقارب]:
ومستتر من سنا وجهه ... بشمس لها ذلك الغصن (14) في
كوى القلب منّي بلام العذا ... ر فعرّفني أنّها لام كي (15)
ومن لطائفه قوله (16) [من البسيط]:
كأنّني واللّواحي في محبّته ... في يوم صفّين قد قمنا بصفّين
__________
أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني
(الأصمعيات ص 17والمرصّع ص 102، 123وثمار القلوب ص 265والدرّة الفاخرة ص 488والمخصّص 13/ 207ولسان العرب 14/ 152 (جلا)، 14/ 92 (بني)) والثنايا: الأسنان، والطرق الجبلية الصعبة. (اللسان 14/ 123) (ثني)).
(1) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(2) في ب: «شاذن».
(3) في ب، د، ط، و: «يخجل».
(4) البيتان في ديوانه ص 379وفيه:
«يخجل بالإشراق». ويقصد ب «النيّرين»: الشمس والقمر.
(5) في ب، د، ط، و: «أعلم».
(6) «الشيخ زين الدين» سقطت من ب.
(7) في د: «جاز».
(8) في ب: «قتل وفتك».
(9) بعدها في و: «ليلا» مشطوبة.
(10) البيتان في ديوانه ص 200.
(11) في و: «ومن نكثه».
(12) من د، ط، و.
(13) في ب: «وقال، وهي من نكته الغريبة».
(14) في ب، د، ط، و: «الصّدغ».
(15) البيتان في ديوانه ص 352351وفيه:
«الصّدغ».
(16) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».(3/284)
وكيف تطلب (1) صلحا أو موافقة ... ولحظه بيننا يسعى بسيفين (2)
ومن نكته (3) التي تلطّف بها، وتطفّل (4) الناس بعده عليها، قوله (5) [من مجزوء الرمل]:
بأبي أفدي حبيبا ... تيّم القلب (6) غراما
عذر (7) العاذل فيه ... مذ رأى العارض لاما (8)
وقال [من البسيط]:
لو لم تكن إبنة العنقود في (9) فمه ... ما كان في خدّه القاني أبو لهب
تبّت يدا عاذلي فيه ووجنته (10) ... حمّالة الورد لا حمّالة الحطب (11)
أخذه ابن نباتة وقال (12) [من البسيط]:
حمّالة الحلي (13) والدّيباج قامته ... تبّت غصون الرّبا (14) حمّالة الحطب (15)
قلت: «ورد» ابن العفيف أغلى من «ديباج» ابن نباتة من حيث المناسبة الأديبة (16). وهذه النكتة (17) أيضا أغار عليها المعمار بقوله [من البسيط]:
__________
(1) في ب، و: «نطلب» وفي ط: «يطلب».
(2) البيتان في ديوانه ص 338337وفيه:
«يطلب».
(3) في و: «نكثه».
(4) «تلطّف بها و» سقطت من ب، د، ط، و.
(5) في ب: «وقال، وهي من نكته التي تطفّل عليها الناس بعده». مكان «ومن
قوله».
(6) في د: «القلب».
(7) في هـ و: «عذر» ن.
(8) البيتان في ديوانه ص 309.
(9) في و: «في» كتبت فوق «فمه».
(10) في ب، د، ط، و: «فوجنته».
(11) البيتان في ديوانه ص 92وفيه:
«فوجنته». وفيهما إشارة إلى الآيتين الكريمتين: {تَبَّتْ يَدََا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}
(1)، و {وَامْرَأَتُهُ حَمََّالَةَ الْحَطَبِ}
(4) (المسد: 1، 4). وابنة العنقود:
الخمرة. (ثمار القلوب ص 272).
(12) في ب: «فقال».
(13) في د: «الجلي».
(14) في ط: «النّقا».
(15) «أخذه ابن نباتة الحطب» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح». والبيت في ديوانه ص 22.
(16) في د: «الأديبة» وبعدها في د، ط، و:
«والله أعلم».
(17) في و: «النكثة».(3/285)
تعرّض البدر يحكي (1) حسن صورته ... فراح منكسفا وانشقّ بالغضب
وبانة الجزع ماست (2) مثل قامته ... تبّت وقد أصبحت حمّالة الحطب (3)
وممّن أحسن المباشرة في نظم التورية سيف الدين بن المشدّ (4)، فمن نكته (5)
البديعة الغريبة قوله [من السريع]:
مسكيّة الأنفاس تملي الصّبا ... عنها حديثا قطّ لم يملل
جننت لمّا أن سرى عرفها ... وما نرى (6) من جنّ بالمندل (7)
ومن لطائفه قوله (8) [من البسيط]:
ومجلس راق من واش يكدّره ... ومن رقيب له في اللّوم (9) إيلام
ما فيه ساع سوى الساقي وليس به ... على الندامى سوى الريحان نمّام (10)
هذه النكتة (11) تقدّمت للبدر بن لؤلؤ الذهبيّ، وذكرت من أغار عليها من الجماعة، ولكنّ الأمير سيف الدّين [المشدّ] (12) زادها نكتة (13) أخرى بديعة، واستعملها أحسن من (14) الجماعة، ومن لطائفه (15) قوله [من السريع]:
وشادن (16) أوردني (17) هجره ... لهيب حرّ الشّوق والفرقه
أصبحت (18) حرّان إلى ريقه ... فليت لي من قلبه رقّه (19)
__________
(1) في د: «تجلي».
(2) في ب: «مالت»، وفي هامشها: «ماست».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب، د، ك، و: «المشدّ» وفي ط، هـ ك: «ابن المشدّ».
(5) في و: «نكثه».
(6) في و: «ترى».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال المشدّ» مكان «ومن
قوله».
(9) في ب، د، ط، و: «باللّوم».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في و: «النكثة».
(12) من ب.
(13) في و: «نكثة».
(14) في و: «من» كتبت فوق «أحسن».
(15) في ب: «لطيف».
(16) في ب، ك، و: «وشاذن».
(17) في د، ط: «أورد في».
(18) في د: «أصيحت».
(19) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/286)
[هذه النكتة (1) نظمتها في مبادئ العمر (2)، ولم أقف على قول ابن (3) المشدّ إلّا بالديار المصريّة في الأيّام المؤيّدية، فقلت [من المنسرح]:
أرشفني ريقه وعانقني ... وخصره يلتوي من الدّقّه
فبتّ من خصره وريقته ... أهيم بين الفرات والرّقّه] (4)
ومن لطائف (5) قوله [من الكامل]:
في يوم غيم من لذاذة جوّه ... غنّى الحمام وطابت الأنداء
والرّوض بين تكبّر وتواضع ... شمخ القضيب به وغنّى (6) الماء (7)
ومن لطائفه أيضا قوله (8) [من مجزوء الرمل]:
أذّن القمريّ فيها ... عند تهويم النّجوم
فانثنى الغصن يصلّي ... بتحيّات النسيم (9)
ومن لطائفه قوله (10) [من المجتثّ]:
لئن صرفت وحاشا ... ك فالدّنانير تصرف
وما اعتقلت (11) كريما ... إلّا وأنت مثقّف (12)
ومن لطائفه قوله (13) [من البسيط]:
ألحمد لله في حلّي ومرتحلي ... على الّذي نلت من علمي ومن عملي
__________
(1) في و: «النكثة».
(2) «في مبادئ العمر» سقطت من ب.
(3) «ابن» سقطت من ب، د، و.
(4) من ب، د، ط، و. والبيتان في ديوانه ورقة 40ب.
(5) في ب: «لطائف المشدّ». وفي ط، و:
«لطائفه».
(6) في ب، د، ط، و: «وخرّ».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال أيضا» مكان «ومن
قوله» وفي و: «قوله أيضا» مكان «أيضا قوله».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والتهويم: النوم الخفيف. (اللسان 12/ 624 (هوم)).
(10) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(11) في د: «اعتقلت».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».(3/287)
بالأمس كنت إلى الديوان منتسبا (1) ... واليوم أصبحت والدّيوان ينسب لي (2)
ومن لطائفه قوله (3) [من السريع]:
لعبت بالشّطرنج مع شادن (4) ... رشاقة الأغصان من قدّه /
أحلّ عقد البند من خصره ... وألثم الشّامات من خدّه (5)
تورية «الشامات» رخّصها المتأخّرون بعد سيف الدين (6) بن (7) المشدّ (8).
وممّن أخذها الشيخ جمال الدين بن نباتة، فقال [من البسيط]:
أفديه لاعب شطرنج قد اجتمعت ... في شكله من معاني الحسن أشتات
عيناه منصوبة للقلب غالبة (9) ... والخدّ فيه لقتل (10) النفس شامات (11)
انتهى ما تخيّرته ووعدت بإيراده في باب التورية من كلام هذه العصابة التي مشت تحت العصائب الفاضليّة، وصار لها من بعده في باب (12) التورية أعظم رويّة، وقدّمت إمامهم الذي صلّت الجماعة خلفه، وهو القاضي الفاضل، وبعده القاضي السعيد بن سناء الملك، والشيخ سراج الدين الورّاق، وأبو الحسين الجزّار، ونصير الدين الحمّاميّ، وناصر الدين حسن بن النقيب، والحكيم شمس الدين بن دانيال (13)، والقاضي محيي الدّين بن عبد الظاهر، وهذه الفرقة التي تقدّمت بعد الفاضل بالديار المصريّة. وأمّا الفرقة الشاميّة فإمام (14) جماعتها الشيخ [شرف الدين] (15) عبد العزيز الأنصاريّ (16) شيخ شيوخ حماة، وبعده [الأمير] (17) مجير
__________
(1) في د: «متلبسا».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال».
(4) في ب، د، ك، و: «شاذن».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) «سيف الدين» سقطت من ب.
(7) «بن» سقطت من ب، د، و.
(8) بعدها في و: «والله أعلم».
(9) في ب: «غالية».
(10) في ب: «لتقتل».
(11) البيتان في ديوانه ص 81.
(12) في ب، د، ط، و: «نظم».
(13) في ب: «وشمس الدين بن دانيال الحكيم».
(14) في ب: «فإما».
(15) في ب، د، ط، و.
(16) «الأنصاريّ» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(17) من ب وبعدها في و: «الشيخ» مشطوبة.(3/288)
الدين [محمّد] (1) بن تميم، وبدر الدين يوسف (2) بن لؤلؤ الذهبيّ، ومحيي الدين بن قرناص الحمويّ، وشمس الدين بن العفيف، وسيف الدين بن (3) المشدّ.
ولكن عجبت من الشيخ صلاح الدين الصّفديّ، كيف أخلّ في كتابه المسمّى ب «فضّ الختام عن التورية والاستخدام» بذكر الشيخ علاء الدين (4) عليّ بن المظفّر الكنديّ الشهير بالوداعيّ (5)، وهو أشهر من «قفا نبك» (6) في نظم التورية، بل هو امرؤ قيسها وكنديّها، وإذا ذكر شرف نسبها (7) فإنّه (8) علويّها (9)، وانتقل إلى (10)
حلب المحروسة و (11) إلى دمشق (12)، وحاضر (13) الجماعة المذكورين (14)، ومولده سنة أربعين وستمئة، ووفاته سنة ستّ عشرة (15) وسبعمئة، فكانت مدّة (16) حياته ستّا (17) وسبعين سنة. ومولد السرّاج الورّاق سنة خمس عشرة (18) وستمئة، ووفاته سنة خمس وتسعين وستمئة، فكانت (19) مدّة حياته ثمانين سنة. ومولد أبي الحسين الجزّار سنة إحدى وستمئة، ووفاته سنة اثنتين (20) وسبعين وستمئة، فمدّة حياته إحدى وسبعون (21) سنة. ووفاة نصير الدين حمّاميّ (22) سنة اثني عشر (23) وسبعمئة، ووفاة ناصر الدين [حسن] (24) بن النقيب (25) سنة سبع وثمانين وستمئة، ووفاة
__________
(1) من ب.
(2) بعدها في ك: «الأنصاري» مشطوبة.
(3) «بن» سقطت من ب، د، و.
(4) بعدها في ب: «الوداعيّ».
(5) في ب: «والأشهر الوداعيّ».
(6) «قفا نبك» عنوان معلّقة امرئ القيس المشهورة.
(7) في ك، و: «نسيبها».
(8) في و: «فهو».
(9) في ب: «علونّها».
(10) في ب، د، ط: «من».
(11) «المحروسة و» سقطت من ب، د، ط.
(12) بعدها في د، ط: «المحروسة».
(13) في ب، د، ط: «وعاصر».
(14) في ب: «المذكورة».
(15) في و: «ست عشر».
(16) «مدّة» سقطت من و.
(17) في ب: «ستّة» وفي و: «ستّ».
(18) في و: «خمس عشر».
(19) في و: «وكانت».
(20) في ب، د، ك، و: «اثنين».
(21) في ب: «وسبعين».
(22) في ب: «ونصير الدين الحمّامي وفاته».
(23) في ب: «سنة اثنتي عشرة» وفي ط:
«لسنة اثنتي عشرة».
(24) من ب.
(25) في ب: «وناصر الدين حسن بن النقيب وفاته».(3/289)
[وشمس الدين] (1) الحكيم بن دانيال (2) سنة عشرة وسبعمئة (3). ومولد محيي الدين بن عبد الظاهر (4) سنة عشرين وستمئة، ووفاته سنة اثنتين (5) وتسعين وستمئة، فمدّة حياته اثنتان (6) وسبعون سنة (7). ومولد شيخ الشيوخ الأنصاريّ (8) سنة ستّ وثمانين وخمسمئة، ووفاته سنة إحدى وستّين وستمئة، فمدّة حياته خمس وسبعون سنة. ووفاة مجير الدين [محمد] (9) بن تميم (10) سنة إحدى وثمانين وستمئة، ووفاة بدر الدين يوسف [بن لؤلؤ] (11) الذهبي (12) سنة ثمانين وستمئة. ومولد شمس الدين بن العفيف سنة اثنتين (13)
وستّين وستمئة، ووفاته سنة (14) [سبع وثمانين وستمئة، فمدّة حياته خمس وعشرون (15)
سنة. ومولد سيف الدين بن المشدّ (16) سنة اثنتين (17) وستمئة، ووفاته سنة خمس وخمسين وستمئة] (18)، فمدّة حياته ثلاث (19) وخمسون سنة.
وجلّ القصد في (20) ذلك، تحقيق الواقف على هذا الشرح، أنّ الشيخ (21) علاء الدين الوداعيّ عاصر الجماعة أو غالبهم، وقد تقدّم قولي في «باب التوجيه» أنّ الشيخ علاء الدّين (22) الوداعيّ سبك التورية في قوالب لم يسبقه أحد من هذه الجماعة
__________
(1) من ب.
(2) في ب: «وشمس الدين بن دانيال الحكيم وفاته».
(3) «ووفاة ناصر الدين وسبعمئة» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(4) في ب: «ومحيي الدين بن عبد الظاهر مولده».
(5) في د، ك، و: «اثنين».
(6) في د، ك، و: «اثنان».
(7) «فمدة حياته اثنتان وسبعون سنة» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(8) في ب: «وشيخ الشيوخ بحماة الأنصاريّ مولده».
(9) من ب.
(10) في ب: «والأمير مجير الدين محمد بن تميم وفاته».
(11) من ب.
(12) في ب: «وبدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي وفاته».
(13) في و: «اثنين».
(14) بعدها في و: «من خمس وعشرون سنة ومولد سيف الدين إلى» مشطوبة.
(15) في ب: «وعشرين».
(16) في ب: «وسيف الدين المشدّ مولده» وفي د، و: «المشد» مكان «ابن المشدّ».
(17) في د، و: «اثنين».
(18) من ب، د، ط، وو في ك: «خمس وعشرين وسبعمئة».
(19) في ب، و: «ثلاثة».
(20) في ط: «من».
(21) «الشيخ» سقطت من د، ط.
(22) «علاء الدين» سقطت من ب.(3/290)
إليها، ولا سقط فكره عليها.
ومع علوّ قدر الشيخ جمال الدين بن نباتة، وهو الذي مشت ملوك الأدب قاطبة بعد الفاضل تحت / أعلامه، تطفّل على موائد نكت (1) الوداعيّ ومعانيه، وعلى المعاني (2) الغريبة (3) من تواريه، وأوردت هناك من هذا (4) القدر (5) نبذة، ولكن تعيّن إيرادها هنا (6) كاملة لأنها حقّ من حقوق التورية، وصل في تقدّمه إلى غير مستحقّه بحيث إنّ الطالب إذا أراد أن يفرد هذا النوع، أعني التورية، كان بإفراده فريدا، وعقدا نضيدا، وكلّ ما (7) أوردته من أنواع التورية (8) في غير بابه، عزمت على نظم شمله هنا ليجتمع كلّ غريب بأقاربه وأنسابه، وقد عنّ لي أنّني إذا فرغت من هذا الشرح [أن] (9) أفرد باب «التوريّة» (10) و «الاستخدام»، وأجعلهما مصنّفا مفردا، وأسمّيه «كشف اللّثام عن وجه التورية والاستخدام» (11)، فإنّ الشيخ صلاح الدّين (12)
[الصّفديّ] (13) في كتابه [فضّ الختام] (14)، لم يشف القلوب بترتيبه، ولا تفقّه (15)
في بديعه وغريبه.
فمن موائد (16) الوداعيّ التي تطفّل عليها الشيخ جمال الدين بن نباتة (17) قوله من قصيد [من الخفيف]:
أثخنت عينها الجراح ولاإث ... م عليها لأنّها نعساء
زاد في عشقها جنوني فقالوا: ... ما بهذا؟ فقلت: بي سوداء (18)
__________
(1) في و: «نكث».
(2) في ب: «أنواع» وفي د، ط، و:
«الأنواع».
(3) في و: «الغراميّة».
(4) «هذا» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(5) في ب: «النقد».
(6) في ب: «ههنا».
(7) في ب، ط: «وكلّما».
(8) بعدها في و: «كان بإفراده فريدا» مشطوبة.
(9) من ط.
(10) في ط: «بابا للتّورية».
(11) بعدها في و: «واجعلهما مصنفا» مشطوبة.
(12) «صلاح الدين» سقطت من ب.
(13) من ب، د، ط، و.
(14) من ب.
(15) في ب: «وتفقّه».
(16) في و: «فوائد».
(17) في ب: «ابن نباتة عليها» في د، ط، و:
«الشيخ جمال الدين بن نباتة عليها».
(18) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.(3/291)
أخذه الشيخ جمال الدين (1) بن نباتة فقال من مطلع قصيد (2) [من الخفيف]:
قام يرنو بمقلة كحلاء ... علّمتني الجنون بالسّوداء (3)
والشيخ جمال الدين بن نباتة (4) أدرك الوداعيّ، وهو في عنفوان (5) شبابه، ولمعان سيوف آدابه، وقد تقدّم مولد الوداعيّ ووفاته [فمولده سنة أربعين وستمئة، ووفاته سنة ستّ عشرة وسبعمئة] (6)، ومولد الشيخ جمال الدين (7) سنة ستّ وثمانين وستمئة، وتوفّي سنة ثمان وستّين وسبعمئة، فمدّة حياته اثنتان (8) وثمانون (9) سنة، وعلى هذا كان سنّ الشيخ جمال الدين بن نباتة (10) عند وفاة الوداعيّ ثلاثين سنة (11).
وممّا نعطف به على ما تقدّم (12) قول الوداعيّ [من الرجز]:
إذا رأيت عارضا مسلسلا ... في وجنة كجنّة يا عاذلي
فاعلم يقينا أنّني من أمّة ... تقاد للجنّة بالسّلاسل (13)
أخذه الشيخ جمال الدين (14) [بن نباتة] (15) وزنا وقافية، وقال (16) [من الرّجز]:
أفدي الذي ساق إليها مهجتي ... فرع طويل تحت حسن طائل
قلبي بصدغيها إلى طلعتها ... يقاد (17) للجنّة بالسّلاسل (18)
__________
(1) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(2) في ب: «قصيدة».
(3) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(4) في ب: «النباتيّ».
(5) في هـ و: «عنفوان» ن.
(6) من ب.
(7) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين» وفي و: «جمال الدين ابن نباتة».
(8) في ب، د، ط، و: «اثنان» وفي ك:
«اثتان».
(9) في ب: «وثمان».
(10) في ب: «الوداعي» مكان «الشيخ جمال الدين بن نباتة». مشطوبة وبعدها:
«النباتيّ».
(11) في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم» وفي د، ط، و: «والله أعلم».
(12) «على ما تقدّم» سقطت من ك، وثبتت في هامشها.
(13) الرجز سبق تخريجه في باب التوجيه.
(14) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(15) من ب، د، ط، و.
(16) في ب: «فقال».
(17) في د، ط، ك، و: «تقاد».
(18) «أخذه الشيخ جمال الدين
بالسلاسل» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح». والرجز سبق تخريجه في باب التوجيه.(3/292)
ومن ذلك قول الشيخ علاء الدين (1) الوداعيّ [من الوافر]:
لقد سمح الزمان لنا بيوم ... غدا فيه السّميّ مع السّميّ
تجمّعنا كأنّا ضرب خيط ... عليّ في عليّ في عليّ (2)
أخذه الشيخ جمال الدين (3) بن نباتة أيضا (4) وزنا وقافية، [وقال] (5) [من الوافر]:
علوت اسما ومقدارا (6) ومعنى ... فيا لله من حسن جليّ
كأنّكم الثلاثة ضرب خيط ... عليّ في عليّ في عليّ (7)
قال الشيخ علاء الدين (8) الوداعيّ [من مجزوء الكامل]:
من آخذ من خدّه ... بدم الشّهيد المغرم
فالرّيح ريح المسك من ... هـ ولونه لون الدّم (9)
أخذه الشيخ جمال الدين (10) بن نباتة وقال (11) [من السريع]:
لا ينكر الكاسر (12) من جفنه ... دم الشهيد الصابر المغرم
فالرّيح ريح المسك من خدّه، ... كما ترى، واللون لون الدّم (13)
قال الشيخ علاء الدين (14) الوداعيّ من قصيد [من السريع]:
يفتن بالفاتن (15) من طرفه ... وريقه البارد يا حار (16)
أخذه الشيخ جمال الدين (17) بن نباتة، وقال (18) من قصيد [من البسيط]:
__________
(1) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(2) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(3) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(4) «أيضا» سقطت من ب.
(5) من د، ط، وو في ب: «فقال».
(6) في ب: «ومقدرا».
(7) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 218.
(8) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(9) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 218.
(10) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(11) في ب: «فقال».
(12) في د: «الكاس».
(13) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(14) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(15) في ب، د، ط: «بالفاتر».
(16) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(17) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(18) في ب: «فقال».(3/293)
لو (1) ذقت برد رضاب من مقبّله (2) ... يا حار ما لمت أعضائي التي ثملت (3)
مع أنّ الشيخ جمال الدين (4) فتر عن الفاتر.
قال (5) الشيخ علاء الدين (6) الوداعيّ [من الخفيف]:
قيل: إن شئت أن تكون غنيّا ... فتزوّج وكن من المحصنينا
قلت: ما يقطع الإله بحرّ ... لم يضع بين أظهر المسلمينا (7)
أخذه الشيخ جمال الدّين (8) بالقافية وقال (9) [من الرّمل]:
قال لي خلّي: تزوّج تسترح ... من أذى الفقر وتستغني يقينا
قلت: دع نصحك واعلم أنّني ... لم أضع بين ظهور المسلمينا (10)
قلت: إنّ قافية «محصنينا» (11) أصدق من «يقينا» (12) ابن نباتة في مقطوعه.
قال الشيخ علاء الدين (13) الوداعيّ مضمّنا [من البسيط]:
يا عاذلي في النّكا ريش اطّرح عذلي ... واعذر فعذري فيهم واضح حسن
فالمرد (14) إن حاولوا حربي بهجرهم ... إذا لقام بنصري معشر خشن (15)
أخذه / الشيخ جمال الدين بن نباتة (16) وقال (17) [من البسيط]:
لو آذنتني (18) عذّالي بحربهم ... إذ في النّكا ريش قد أصبحت هيمانا
إذا لقام بنصري معشر خشن ... عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا (19)
__________
(1) في د: «ولو».
(2) في د: «تحت مبسمه» مكان «من مقبّله».
(3) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(4) في ب: «ابن نباتة» مكان الشيخ جمال الدين».
(5) في ط: «وقال».
(6) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(7) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(8) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب وبعدها في و: «بن نباتة».
(9) في ب: «فقال».
(10) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(11) في ب، د، ط، و: «محصنين».
(12) في ب، د، ط، و: «يقين».
(13) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(14) في د: «فالمراد».
(15) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(16) «الشيخ نباتة» سقطت من ب.
(17) في ب، د، ط، و: «فقال».
(18) في و: «آذنت لي» مشطوبة، وفي هامشها: «آذنتني» صح.
(19) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.(3/294)
قال الشيخ علاء الدين (1) الوداعيّ [من قصيد] (2) [من الكامل]:
عذب مقبّله وحلو لحظه ... أو ما تراه بالنّعاس معسّلا (3)
أخذه الشيخ جمال الدين (4) بن نباتة وقال (5) [من قصيد] (6) [من البسيط]:
معسّل بنعاس في لواحظه ... أما تراها إلى كلّ القلوب حلت (7)
قال (8) الشيخ علاء الدين (9) الوداعيّ من القصيدة المذكورة [من الكامل]:
ألحاظه وهي السّيوف كليلة ... ويكون تعذيب الكليلة أطولا (10)
أخذه الشيخ جمال الدين (11) مع القافية وقال (12) من قصيد (13) [من الطويل]:
بليت به ساجي اللّحاظ كليلها ... وما زال تعذيب الكليلة أطولا (14)
قال (15) الشيخ علاء الدين (16) الوداعيّ من قصيد (17) [من السريع]:
والنّهر كالمبرد (18) يجلو الصّدا ... ببرده عن قلب ظمآنه (19)
أخذه الشيخ جمال الدين (20) بن نباتة وقال (21) من قصيد [من مجزوء الكامل]:
__________
(1) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(2) من ب، د، ط، و.
(3) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(4) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب وبعد «الدين» في د: «جما» مشطوبة!!
(5) من ب، د، ط، و.
(6) من ب، د، ط، و.
(7) في د: «جلت». والبيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(8) في و: «وقال».
(9) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(10) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(11) في هـ ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(12) في هـ ب: «فقال».
(13) «أخذه ابن نباتة مع القافية وقال من قصيد» مشطوبة.
(14) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(15) في و: «وقال».
(16) «الشيخ علاء الدين» سقطت من هـ ب.
(17) «من قصيد» سقطت من هـ ب.
(18) «أخذه كالمبرد إلخ» سقطت من ب، وثبتت في هامشها رغم أنّ «والنهر كالمبرد» مثبتة في ب.
(19) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(20) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(21) «وقال» سقطت من ب.(3/295)
والنهر فيه كمبرد ... فلأجل ذا يجلو الصّدا (1)
لكن نقص نهره وكلّ مبرده عن نكتة «ببرده» في بيت الوداعيّ فإنّ الشيخ جمال الدين (2) حطّ مكانها في بيته «فلأجل ذا» وشتّان
قال (3) الشيخ علاء الدين (4) الوداعيّ في مطلع قصيد [من الكامل]:
ما كنت أوّل مغرم محروم ... من باخل بادي النفار كريم (5)
أخذه الشيخ جمال الدين (5) بن نباتة وقال من قصيد [من السريع]:
مبخّل يشبه ريم الفلا ... يا طول شجوي من بخيل كريم (7)
قال الشيخ علاء الدين (8) الوداعيّ في مليح أعمى (9) [من الطويل]:
بروحي غزال راح في الحسن جنّة ... تعشّقته أعمى فهمت من الوجد
إذا ما تبدّى قائدا بيمينه ... تيقّنت حقّا أنّه جنّة الخلد (10)
أخذه الشيخ جمال الدين (11) [بن نباتة] (12) بالقافية وقال (13) [من السريع]:
أفديه أعمى مغمدا لحظه ... ليرتعي (14) في خدّه الوردي
تمكّنت عيناي من خدّه (15) ... فقلت: هذي جنّة الخلد (16)
قال الشيخ علاء الدين (17) الوداعيّ من قصيد [من الكامل]:
بخلت عليّ بدرّ مبسمها ... فغدت مطوّقة بما بخلت (18)
__________
(1) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(2) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(3) في ب: «وقال».
(4) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب وبعدها في د: «العلائيّ» مشطوبة.
(5) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(7) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(8) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(9) في ب: «بصير».
(10) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
وفي هامش د: «والفأرة العمياء تسمّى الخلد. (قاموس)».
(11) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(12) من ب، د، ط.
(13) في ب: «فقال».
(14) في ب: «لنرتعي».
(15) في د، ط، و: «وجهه».
(16) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(17) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(18) في د: «بخلت به». والبيت سبق تخريجه في باب التوجيه.(3/296)
أخذه الشيخ جمال الدين (1) بن نباتة وقال (2) من قصيد [من الكامل]:
بخلت بلؤلؤ ثغرها عن لاثم ... فغدت مطوّقة بما بخلت به (3)
هذا المعنى (4) قد (5) استحقيته (6) على الشيخ علاء الدين الوداعيّ والشيخ جمال الدين بن نباتة، فإنّي (7) زدت (8) الاقتباس من الحديث تورية بقولي (9) [من الكامل]:
ناحت مطوّقة الرّياض وقد جرى ... دمعي الملوّن بعد فرقة حبّه
لكن بتلوين الدّموع تباخلت ... فغدت مطوّقة بما بخلت به (10)
قال الشيخ علاء الدين (11) الوداعيّ من قصيدة (12)، يصف مليحا من المغل [من الهزج]:
وما يبري هوى المشتا ... ق إلّا ذلك المغلي (13)
قال الشيخ جمال الدين من قصيد (14) [من الطويل]:
من المغل أشكو نحوه ألم الجوى (15) ... وطبّ (16) الهوى عندي كما قيل بالمغلي (17)
قال الشيخ علاء الدين (18) الوداعيّ [من الرمل]:
يا نديمي (19) والذي عاهدني ... إنّه عن شربها لن (20) يقصرا (21)
__________
(1) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(2) في ب: «فقال».
(3) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(4) في ب: «هذه النكتة».
(5) «قد» سقطت من ب، د، ط، و.
(6) في ب: «استحقّها شيخنا الشيخ تقيّ الدين» وفي و: «استحقّه شيخنا الشيخ تقيّ الدين، أسبغ الله ظلاله» مكان «استحقّيته».
(7) في ب: «على الشيخ الوداعيّ»، والشيخ النباتيّ، فإنّه» و «فإنّي» سقطت من و، وفي هامشها: «فإنّه» صح.
(8) في ب، و: «زاد».
(9) في ب، و: «بقوله».
(10) البيتان له في نظم الدّرّ والعقيان ص 185.
(11) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(12) في ب، د، ط: «قصيد».
(13) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(14) في ب: «أخذه ابن نباتة فقال من أبيات».
(15) في ب: «الهوى».
(16) د: «فطبّ».
(17) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(18) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(19) «يا نديمي» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(20) في و: «لم» مشطوبة، وفوقها: «لن».
(21) في ك: «يقصّرا».(3/297)
إسقني صرفا ودع (1) عذّالنا ... يضربون الماء حتّى يخثرا (2)
أخذه الشيخ جمال الدين (3) بن نباتة وقال (4) [من مجزوء الرمل]:
سقّني (5) صرفا من الرا ... ح تحتّ الهمّ حتّا
ودع العذّال فيها ... يضربون الماء (6) حتّى (7)
قال الشيخ علاء الدين (8) الوداعيّ من مطلع قصيد (9) [من الخفيف]:
باللّوى صعدة عليها لواء ... كلّ طعنات نصلها نجلاء (10)
وقال بعد المطلع [من الخفيف]:
لا تخل عندها سماعا لشكوى (11) ... فلهذا قالوا لها صمّاء (12)
قال الشيخ جمال الدين (13) [بن نباتة] (14) في مطلع قصيد [من الكامل]:
وعدت (15) بطيف (16) خيالها أسماء ... إن كان يمكن مقلتي (17) إغفاء (18)
وقال بعد المطلع [من الكامل]:
يا من يطيل من الجوى لقوامها ... شكواه وهي الصّعدة السّمراء (19)
قال الشيخ علاء الدين (20) الوداعيّ [من المجتثّ]:
يا ربوة أطربتني ... وحسّنت لي هتكي
__________
(1) في د: «ودع» مصححة عن «فأودع».
(2) في ب: «تخثرا» وفي ط: «يخصرا».
والبيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(3) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(4) في ب: «فقال».
(5) في ط، و: «إسقني».
(6) في ط: «الما».
(7) البيتان سبق تخريجهما في باب التوجيه.
(8) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(9) في ب: «في مطلع قصيدة».
(10) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(11) في ب: «لشكري».
(12) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(13) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(14) من ب، د، ط، و.
(15) في ك: «وغدت».
(16) في د: «بطرف».
(17) في و: «ناظري».
(18) البيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(19) في ب، ط، و: «الصمّاء» وفي د:
«السمراء» مصححة عن «الصمّاء».
والبيت سبق تخريجه في باب التوجيه.
(20) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.(3/298)
إذ لست أبرح فيها ... ما بين دفّ وجنك (1) /
أخذه الشيخ جمال الدين بن نباتة وقال (2) [من الكامل]:
بالجنك من مغنى دمشق حمائم ... في دفّ أشجار تشوق بلطفها
فإذا أشار لها الشّجيّ (3) بكأسه ... غنّت عليه بجنكها وبدفّها (4)
وتطفّل أيضا (5) الشيخ صلاح الدّين (6) الصّفديّ على الوداعيّ في «جنكه» و «دفّه»، فقال (7) [من السريع]:
إنهض إلى الربوة مستمتعا ... تجد من اللّذّات ما يكفي
فالطير قد غنّى على عوده ... في الرّوض بين الجنك والدّفّ (8)
وتطفّل على الوداعيّ أيضا الشيخ زين الدين (9) بن الورديّ، وتزاحم هو والصّفديّ على «العود» بقوله (10) [من السريع]:
دمشق، قل ما شئت في وصفها ... واحك عن الرّبوة ما تحكي (11)
فالطّير قد غنّى على عوده ... في الرّوض بين الدّفّ والجنك (12)
قال الشيخ علاء الدين (13) الوداعيّ من قصيد (14)، يصف نار شوقه لمحبوبه مع كتمان سرّه [من الخفيف]:
في حشاه للشوق نار تلظّى ... وبفيه حفظا لسرّك ماء (15)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «أخذه وقال ابن نباتة».
(3) في ب، د، و: «السخيّ».
(4) البيتان في ديوانه ص 333.
(5) «أيضا» سقطت من و.
(6) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(7) في د، و: «وقال».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) «الشيخ زين الدين» سقطت من ب.
(10) «بقوله» سقطت من د، ط.
(11) في ك: «تحكي» (* ح).
(12) البيتان في ديوانه ص 352351.
(13) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(14) في ب: «من أبيات».
(15) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر. وفيه إشارة إلى المثل:
«في فمي ماء وهل ين
طق من في فمه ماء»
(الميداني 2/ 90، والحيوان 3/ 267 والعقد الفريد 3/ 127).(3/299)
أخذه الشيخ جمال الدين (1) [بن نباتة] (2) بالقافية، وقال (3) من قصيد، ولكن زاده حسنا [من الطويل]:
فيا عجبا منّي لإنسان مقلتي ... يحدّث أخباري وفي فمه ماء (4)
ومن لطائف الوداعيّ ونكته (5) في «العود» الذي أخذه منه الشّيخ صلاح الدّين (6)
[الصّفديّ] (7) والشيخ زين الدين (8) بن الورديّ واستعملاه بلا أوتار، [قوله] (9) [من السريع]:
والروض يهدي مع نسيم الصّبا ... نشر خزاماه وريحانه
وأرسل (10) القمريّ ورقاءه ... يشدو (11) على أوتار عيدانه (12)
ويعجبني من هذه القصيدة قوله مشيرا إلى رأس العين ببعلبكّ [من السريع]:
يا حادي الأظعان (13) إن شارفت ... من بعلبكّ سفح لبنانه
فاقرأ تحيّاتي على نازل ... في محجر العين كإنسانه (14)
وقال (15) الشيخ علاء الدين (16) الوداعيّ من قصيد [من المنسرح]:
يا جيرة بالغوير قد نزلوا ... ألله من جيرة ونزّال
[ما عطّل (17) الطرف بعد فرقتكم ... من دمعه واكشفوا عن الحال] (18)
__________
(1) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(2) من ب، د، ط، و.
(3) في ب: «فقال».
(4) البيت في ديوانه ص 18.
(5) في و: «ونكثه».
(6) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(7) من ب، ط، و.
(8) «الشيخ زين الدين» سقطت من ب.
(9) من ب، د، ط، و.
(10) في ب، د، ط: «وراسل».
(11) في ب، د، ط: «شدوا» وفي و:
«شذوا».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في د: «الأغصان» وفي ك: «الأضعان».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في د، ط: «قال».
(16) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(17) في ب: «عدّل».
(18) من ب، د، ط، و. وفي ب، د، ط:
«الحال (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/300)
أخذه الشيخ جمال الدين (1) بن نباتة وقال (2) [من السريع]:
حلّوا بعقد الحسن أجيادهم ... وحاولوا صبري حتّى استحال
فآه من عاطل صبر مضى ... والحمد لله على كلّ حال (3)
قال الشيخ علاء الدين (4) الوداعيّ، وأجاد إلى الغاية [من مجزوء الخفيف]:
قالت الورق إذ شدا (5) ... فشجاها وشوّقا
ما رأينا مقرطقا ... قبل هذا مطوّقا (6)
ومثله في تورية «المطوّق» قوله (7) [من مجزوء الرجز]:
يا جنّة كوثرها ... رضابه المروّق
وفوق غصن قدّه ... عذاره مطوّق (8)
ومثله قوله [من مجزوء الرجز]:
فديت من مبسمه ... زهر لغصن (9) قدّه
وصدغه مطوّق ... في روضة من خدّه (10)
النكتة (11) في «المطوّق» من مخترعات (12) الوداعيّ، وتطفّل عليها الشيخ جمال الدين (13) بن نباتة حتّى في تسمية كتابه، ومن نظمه فيها قوله [من مخلّع البسيط]:
طوّق جيد (14) الوزير جيدي (15) ... فلست من (16) مدحه أعوّق
__________
(1) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(2) في ب: «فقال».
(3) البيتان في ديوانه ص 421.
(4) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(5) في د، ك، و: «شذا».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمقرطق: لابس القرطق، وهو معرّب، وهو قباء، من الثياب الفارسية المزركشة.
(اللسان 10/ 323 (قرطق)).
(7) «قوله» سقطت من د، ط.
(8) الرجز لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في و: «كغصن».
(10) الرجز لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب، و: «التورية».
(12) في ب، د، ط، و: «اختراعات».
(13) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(14) في ب، ط، و: «جود».
(15) في د: «جودي».
(16) في ب، د، ط، و: «عن».(3/301)
أسجع (1) بالمدح في علاه ... لا غرو أن يسجع (2) المطوّق (3)
قال الشيخ علاء الدين (4) الوداعيّ [من الخفيف]:
لي من الطرف كاتب يكتب الشو ... ق إليه إذا الفؤاد أملّه (5)
سلسل الدّمع في صحيفة (6) خدّي ... هل رأيتم مسلسلات ابن مقله (7)
هذا المعنى قلبه ابن نباتة بعد الوداعيّ كثيرا وسبكه (8) في قوالب كثيرة، وأظنّه أخذه وزنا وقافية بقوله (9) [من الخفيف]:
قلت للكاتب الّذي ما أراه ... [قطّ] (10) إلّا ونقّط الدّمع شكله
إن تخطّ (11) الدّموع في الخدّ خطّا ... ما يسمّى؟ فقال: خطّ ابن مقله (12)
قال الشيخ علاء الدين (13) الوداعيّ من قصيد (14) [من الكامل]:
قلبي مطيع في هواك وأنت لي ... من بين دوح الحسن غصن خلاف (15)
أخذه الشيخ جمال الدين (16) بن نباتة وقال (17) في مطلع قصيد [من الكامل]:
قاسي الجوانح ليّن الأعطاف ... أهواه في الحالين غصن خلاف (18)
قال الشيخ علاء الدين (19) الوداعيّ من قصيد [من الخفيف]:
__________
(1) في و: «أشجع».
(2) في و: «يشجع».
(3) البيتان في ديوانه ص 356.
(4) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(5) في ك: «أمّله».
(6) في ب: «صفحة».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وابن مقلة: الدمع، ومحمد بن الحسين ابن مقلة، يضرب بحسن خطّه المثل.
(الأعلام 6/ 273).
(8) في د: «وسبكه».
(9) في ك: «قوله».
(10) من ب، د، ط، و.
(11) في ب: «يخطّ».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(13) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(14) في ب: «من أبيات».
(15) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
والخلاف: شجر معروف ولعله الصفصاف. (اللسان 9/ 97 (خلف)).
(16) «الشيخ جمال الدّين» سقطت من ب.
(17) في ب: «فقال».
(18) البيت في ديوانه ص 323.
(19) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.(3/302)
كيف أقوى لحمل سخط وبعد ... بعد (1) ما كان من رضى وتداني
فتكرّم بعطفة والتفات ... مثل باقي (2) الأغصان والغزلان (3)
أخذه الشيخ جمال الدين (4) فقال من قصيد [من البسيط]:
غزال رمل ولكن غير ملتفت ... وغصن بان ولكن غير منعطف (5)
ومن لطائف / الشيخ علاء الدين (6) الوداعيّ ونكته (7) الغريبة قوله [من الخفيف]:
قال لي العاذل المفنّد فيها ... يوم وافت فسلّمت مختاله:
قم بنا ندّعي النّبوّة في العش ... ق فقد سلّمت علينا الغزاله (8)
أخذه الشيخ جمال الدين (9) بن نباتة فقال [من الخفيف]:
يا غزالا أهدى السّلام إلى المغر ... م لا تنكرنّ حالا لديه
كيف لا يدّعي النبوّة في العش ... ق وقد سلّم الغزال عليه (10)؟
فأخذه (11) الشيخ صفيّ الدين (12) الحلّيّ، فقال في ثلاثة أبيات تركيبها صعب (13) [من الوافر]:
تنبّأ فيك قلبي واسترابت ... قلوب صدّهم (14) عنه ضلال
وردّهم الهوى أن يؤمنوا بي ... وقالوا: إنّ معجزه محال
فمذ سلّمت سلّمت البرايا ... إليّ، وقيل: كلّمه الغزال (15)
__________
(1) في ك: «وبعد بعد».
(2) في ط: «ما في».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «ابن نباتة» مكان الشيخ جمال الدين».
(5) البيت في ديوانه ص 330.
(6) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(7) في و: «ونكثه».
(8) البيتان في الأدب في العصر المملوكي 2/ 218وفيه: «يوم زارت».
(9) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(10) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(11) في ب، د، ط، و: «وأخذه».
(12) «الصفي» مكان «الشيخ صفيّ الدّين».
(13) في ب، د، ط، و: «ضعيف».
(14) في ب: «صدها».
(15) الأبيات في ديوانه ص 476وفيه:
«فاسترابت به قوم وعمّهم الضّلال» و «وصدّهم الهوى».(3/303)
ومن لطائف الشيخ علاء الدين (1) الوداعيّ أيضا ونكته الغريبة قوله على لسان صديق له (2) اسمه عمر، وقد هام بمليح في إحدى (3) أذنيه لؤلؤة [من مجزوء الرجز]:
كم قلت لمّا مرّ بي ... مقرطق يحكي القمر:
«هذا أبو لؤلؤة ... منه خذوا ثأر عمر» (4)
ومن لطائفه أيضا قوله (5) في مليح اسمه سعد [من الوافر]:
إذا ما (6) كان قتلي يا حياتي ... مرادك من يردّك أو يصدّ
ففوّق سهم طرفك نحو قلبي (7) ... فداك أبي [وأمّي] (8) «وارم سعد» (9)
ومن لطائفه أيضا (10) في مليح بدويّ [من مخلّع البسيط]:
أقبل من حيّه وحيّا ... فأشرقت سائر النّواحي
فقلت: يا وجه من بني من؟ ... فقال لي: من بني صباح (11)
ومن نكته البديعة الغريبة قوله (12) [من السريع]:
تعجّبوا لمّا غدت أدمعي ... بيضا وراحت كالدّم القاني
__________
(1) «الشيخ علاء الدين» سقطت من ب.
(2) «له» سقطت من ط.
(3) في ب: «إحدى» مكرّرة.
(4) الرجز الثاني بلا نسبة في تاج العروس 1/ 413 (لألأ)) ولابن الوردي في الأدب في العصر المملوكي ص 127، 238وفيه:
مرّ بي مقرطق
ووجهه يحكي القمر
«هذا أبو لؤلؤة
منه خذوا ثأر عمر»
وأبو لؤلؤة: فيروز المجوسيّ النهاونديّ (غلام المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه)، قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. (تاج العروس 1/ 412 413 (لألأ)).
(5) «قوله» سقطت من د، ط.
(6) «ما» سقطت من و، وثبتت في هامشها.
(7) في و: «قبلي».
(8) في ب، د، ط، و.
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «ارم سعد» مثل أصله من خطبة الحجاج: «انج سعد فقد قتل سعيد».
(تاج العروس (سعد) ولسان العرب 3/ 216 (سعد)).
(10) في ب: «وقال» مكان «ومن لطائفه أيضا».
(11) في و: «صباحي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال الوداعي» مكان «ومن
قوله».(3/304)
لا تعجبوا طرفي وربّ (1) الهوى ... ف {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (2)
ومن نكته (3) البديعة الغريبة [أيضا] (4) قوله (5) [من الوافر]:
وليلة خلت مجلسنا سماء ... وصحبي كالثّريا في اجتماع
فبات الطّرف يرعى البدر منهم ... إلى أن حلّ منزلة الذراع (6)
ومن نكته (7) الغريبة البديعة (8) [أيضا] (9) قوله في (10) دوبيت (11):
[يا غصن نقا أينع (12) بالأزهار ... يا ألطف من نسيمة الأسحار
ريحان عذارك الذي تيّمني ... من ولّده من قلم الأشعار (13)
ومن لطائفه قوله من دوبيت (14) أيضا] (15):
لمّا حجب الكرى عن الآماق ... وانقاد مع العدى على العشّاق
ناديت وقد تزايدت أشواقي ... يا غصن رضيت منك بالأوراق (16)
ومن نكته (17) الغريبة [قوله] (18) فيمن يبيع السّكّر بالدّين [من السريع]:
__________
(1) في ب: «في ربّ» وفي د: «ربّ» وفي ط، ك: «ربّ».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والآية في سورة الرحمن: 29.
(3) في و: «نكثه».
(4) من ب، د، ط، و.
(5) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والذراع: نجم من نجوم الجوزاء على شكل الذراع وقيل: هو ذراع الأسد، وهما كوكبان ينزلهما القمر. (اللسان 8/ 96 (ذرع)).
(7) في و: «نكثه».
(8) في ب، د، و: «البديعة الغريبة».
(9) من د، ط.
(10) في ط: «من».
(11) في ب: «وقال دوبيت» مكان «ومن
دوبيت» وفي د، ك، و: «ذوبيت» مكان «دوبيت».
(12) في و: «أينع».
(13) من ب، د، ط، و. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ط، و: «ذوبيت».
(15) من ط، وو في ب: «وقال دوبيت» مكان «ومن أيضا».
(16) «ومن لطائفه الأوراق» سقطت من د. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في د، ط: «لطائفه» وفي و: «نكثه».
(18) من د، ط، وو في ب: «وقال» مكان(3/305)
أرى من (1) الواجب أن يصرف ال ... عطّار بالصدّ وبالزّجر
فأيّ تصريف وذوق لمن ... يديّن السّكّر بالصّبر (2)
ومن نكته (3) الغريبة البديعة (4) أيضا قوله (5) من مديح قصيد (6) [من الكامل]:
يا طالبا للكيمياء ولم ... يحصل على عين ولا أثر
زر لاثما عتبات ساحته (7) ... تظفر إذا بمكرّم الحجر (8)
وهذا المعنى تطفّل عليه الشيخ جمال الدين (9) بن نباتة، وكثير من الناس بعد الوداعيّ.
ومن لطائفه قوله (10) [من السريع]:
يا عزّ، والله العزيز الذي ... قضى على نفسي بإذلالها
ما (11) خطرت من نحوكم نسمة ... إلّا تعرّضت لتسآلها
ولا سرت منّا إلى أرضكم ... إلّا تمسّكت بأذيالها (12)
ومن لطائف مجونه (13) قوله [من الطويل]:
لنا شاعر (14) قد هذّب الطبع شعره ... وأصبح عاصيه على فيه مطبّعا (15)
__________
«ومن قوله».
(1) «من» سقطت من ب.
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ويقصد ب «الصبر» الجلد لمرارته، والفاكهة المعروفة. والعطّار: في الأصل بائع العطر، وصارت تطلق على البائع إطلاقا. (اللسان 4/ 482 (عطر)).
(3) في و: «نكثه».
(4) «البديعة» سقطت من د، ط.
(5) «قوله» سقطت من ط.
(6) في ب «وقال من مديح» مكان «ومن
قصيد» وفي د، ط: «قصيدة».
(7) في ب: «راحته»، وفي هامشها:
«ساحته» وفي ط: «ساحة».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(10) في ب: «وقوله» مكان «ومن قوله».
(11) في نسخة مطبوعة يشرح عصام شعيتو:
«ونعتقد أنّ البيت يبدأ ب «لا» بدلا من «له» لمناسبة المعنى».
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في د: «مجنونه».
(14) في ب، و: «صاحب».
(15) في ب، د، ط، و: «طيّعا».(3/306)
إذا خمّس الناس القصيد لحسنه ... يحقّ لشعر قاله أن يسبّعا (1)
ومن نكته (2) [البديعة] (3) الغريبة قوله مع حسن التضمين (4) [من السريع]:
وشادن (5) مثل الضحى وجهه ... كتمت عشقي فيه خوف الرّقيب
حتّى بدا ليل عذار له ... فبحت (6) والليل نهار الأريب (7)
ومن لطائفه التي تقدّم بها قوله [من الخفيف]: /
كلّما رمت فيك إنكار حبّي ... من عذول يزيد في تعنيفي
عرّفته لام العذار غرامي ... بك واللام آلة التّعريف (8)
ومن نكته (9) الّتي هي نوع من السّحر قوله في مطلع قصيد [من السريع]:
أعيذ ريم الترك ب «الرّوم» ... والصّدغ مع فيه ب «حاميم» (10)
وما أحلى ما قال بعده، ولم يخرج عمّا نحن فيه من (11) مطابقة التورية [من السريع]:
وخدّه المشرق قد صحّ في ... عذاره المعوجّ تقويمي (12)
ومن نكته (13) البديعة الغريبة المطربة قوله (14) [من الكامل]:
وأغنّ ساجي الطرف ذي هيف ... والواو في «وأغنّ» للقسم
قالت خلاخله: أيمكنني ... نطق وماء الساق ملء فمي (15)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «نكثه».
(3) من د، ط، و.
(4) في ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومن
التضمين».
(5) في د، ك: «وشاذن».
(6) بعدها في د: «والنهار» مشطوبة.
(7) في ط: «الأديب». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في و: «نكثه».
(10) في ب، د، ط، و: «حم». والبيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
و «الروم» و «حم» سورتان من سور القرآن الكريم.
(11) في ب، د، ط، و: «عن» مكان «عمّا
من».
(12) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في و: «نكثه».
(14) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «الساق»: حذفت ياؤها للضرورة(3/307)
ومن نكته (1) البديعة الغريبة قوله (2) من قصيد [من الكامل]:
وكأنّ ريق النحل ريقتها ... فبها (3) الشّفاء لمهجة نحلت (4)
ومن لطائفه قوله [من الطويل]:
ويوم لنا بالنّيربين (5) رقيقة (6) ... حواشيه خال من رقيب يشينه
وقفنا وسلّمنا على الدّوح بكرة ... فردّت علينا بالرّؤوس غصونه (7)
ومن لطائفه [أيضا] (8) قوله [من السريع]:
وذي دلال أهيف أحور ... أصبح في عقد الهوى شرطي
طاف على القوم بكاساته ... وقال: ساقي، قلت: في وسطي (9)
ومن نكته (10) البديعة [الغريبة] (11) قوله (12) [من السريع]:
روّ بمصر وبسكّانها (13) ... شوقي وجدّد عهدي الخالي
وارو لنا يا سعد عن نيلها ... حديث صفوان بن عسّال (14)
ومن اختراعاته البديعة [الغريبة] (15) قوله (16) [من مجزوء الكامل]:
سقيا لكرم مدامة ... أنشت لنا النّشوات ليلا
خلعت علينا سكرة ... بدويّة كمّا وذيلا (17)
__________
الشعرية، ولإيهام التورية بين «الساقي» و «الساق».
(1) في و: «نكثه».
(2) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(3) في ب، د، و: «فيها».
(4) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ط: «بالنيّرين».
(6) في د: «رقيقة».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) من د، ط، و.
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في و: «نكثه».
(11) من د، ط، و.
(12) في ب: «وقال أيضا» مكان «ومن
قوله».
(13) في ب، ك: «وسكّانها».
(14) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 2/ 218.
(15) من د، ط، و.
(16) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/308)
ومن نكته (1) البديعة [الغريبة] (2) قوله (3) [من الهزج]:
رمتني سود عينيه ... فأصمتني ولم تخطي (4)
وما في ذاك من بدع ... سهام الليل لا تخطي (5)
أخذه الشيخ جمال الدين (6) بالقافية وقال (7) [من البسيط]:
وأغيد كلّ شيء فيه يعجبني ... كأنّما هو مخلوق على شرطي
أجفانه السّود ما تخطي إذا رشقت ... سهامها وسهام الليل لا تخطي (8)
ويعجبني من نكته (9) الغريبة قوله (10) من قصيد [من الخفيف]:
أهل نجد هم ينجدون (11) محبّا ... صاده بالغوير ظبي ملول
كم دماء مطلولة في هواه ... وبها روض خدّه مطلول
وحديث عن السقام صحيح ... قد رواه عن (12) طرفه مكحول (13)
وقال وقد عيّنه الوزير لرحبة مالك بن طوق [من السريع]:
حاشاك أن تختار لي رحبة ... لست إليها الدّهر بالسّالك
لأنّها نار تلظّى أما ... ترونها تعزى (14) إلى مالك (15)
__________
(1) في و: «نكثه».
(2) من د، ط، و.
(3) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(4) في ب، د، ط، و: «ولم تبطي».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(7) في ب: «فقال».
(8) البيتان في ديوانه ص 286وفيه: «منه» مكان «فيه» و «لا تخطي» مكان «ما تخطي».
(9) في و: «نكثه».
(10) في ب: «وقال» مكان «ويعجبني
قوله».
(11) في ب، د، ط، و: «هل تنجدون».
(12) في و: «من».
(13) الأبيات لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ومكحول: أحد حفّاظ الحديث، وهو مكحول الشامي. (الأعلام 7/ 284).
(14) في د: «تغري».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ويقصد ب «مالك» ملك جهنّم.(3/309)
ومن (1) نكته (2) التي ما حام فكر غيره عليها قوله (3) [من الرجز]:
وفي أسانيد الأراك حافظ ... للعهد يروي صبره عن علقمه
وكلّما ناحت به حمامة ... روى حديث دمعه عن عكرمه (4)
[التورية في «علقمة» وفي «عكرمة» أيضا (5) فإنّه اسم للحمامة] (6).
ومثله في الغرابة أيضا قوله، وقد توجّه من دمشق إلى البلقاء لزيارة صاحب له يلقّب ب «الشمس»، فلمّا وصل إلى البلقاء وجده قد توجّه إلى حسبان، فكتب إليه [يقول] (7) [من الطويل]:
أتيت إلى البلقاء أبغي لقاءكم ... فلم أركم فازداد شوقي وأشجاني
فقالت لي الأقوام: من أنت قاصد ... لرؤياه؟ قلت: الشمس، قالوا (8): بحسبان (9)
انتهى ما أوردته من ترجمة الشيخ علاء الدين الوداعيّ، ومن غريب (10) نكته (11)
البديعة في باب التورية، وأيّدت (12) سموّ رتبته بتطفّل (13) مثل الشيخ جمال الدين (14)
ابن نباتة على موائد بدائعه وغرائبه، ولكن أقول (15): الجزاء من جنس العمل، كما
__________
(1) في ب: «وقال وهي من» مكان «ومن».
(2) في و: «نكثه».
(3) في ب: «وهي».
(4) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
وعلقمة: الشجرة المرّة. (اللسان 12/ 422 (علقم)) أو اسم من أسماء التابعين، وهو علقمة بن قيس. (الأعلام 4/ 248) وعكرمة: الحمامة الأنثى (اللسان 12/ 416 (عكرم) وحياة الحيوان 2/ 149أو رجل من رجال الحديث، وهو عكرمة بن عمّار. (الأعلام 4/ 244).
(5) في ب: «في عكرمة وعلقمة أيضا» مكان «في أيضا».
(6) من ب، د، ط، و.
(7) من ب.
(8) في هـ و: «قالوا» ن.
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي البيت الثاني إشارة إلى قوله تعالى:
{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبََانٍ} (5).
(الرحمن: 5).
(10) في د، ط، و: «غرائب».
(11) في و: «نكثه».
(12) في و: «وأبدت».
(13) في ب: «بتطفيل».
(14) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(15) بعدها في ب، د، ط، و: «إنّ».(3/310)
أغار الشيخ جمال الدين (1) على الوداعيّ ودخل إلى بيوته وابتذل حجاب بنيّات (2)
فكره (3)، قيّض الله له الشيخ صلاح الدين (4) الصّفديّ، فإنّ الشيخ جمال الدين (5)
كان يخترع المعنى الذي لم يسبق إليه، ويسكنه بيتا من أبياته العامرة بالمحاسن، فيأخذه الشيخ صلاح / الدّين (6) الصّفديّ بلفظه، ولم يغيّر فيه غير البحر، وربّما عام به في بحر طويل يفتقر فيه إلى كثرة الحشو واستعمال ما لا يلائم، فلم يصبر الشيخ جمال الدين (7) على ذلك، وصنّف كتابا [ألّفه] (8) في (9) نظمه ونظم الشيخ صلاح الدين (10) الصّفديّ، وسمّاه «خبز الشعير» يعني أنّه مأكول مذموم، واستهلّ خطبته بقوله تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوََالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً} (11)، ورتّب كتابه المذكور على قوله: «قلت أنا فأخذه الشيخ صلاح الدين (12) وقال».
وكنت أوردت من «خبز الشعير» نبذة في أوائل هذا الكتاب، ولكن لم يرض باب التورية إلّا بإيراده هنا كاملا (13) لأنّه حقّ من حقوقها، فمن ذلك قال (14) الشيخ جمال الدين (15) بن نباتة: [قلت] (16) [من المجتثّ]:
ومولع بفخاخ ... يمدّها وشباك (17)
قالت لي العين: ماذا ... يصيد؟ قلت: كراكي (18)
فأخذه (19) الشيخ صلاح الدين وقال (20) [من الطويل]:
__________
(1) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(2) في ب، د، ط: «بنات».
(3) في ب: «أفكاره».
(4) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(5) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين» وبعدها في د، ط: «رحمه الله» وبعدها في و: «رحمه الله تعالى».
(6) «صلاح الدين» سقطت من ب.
(7) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(8) من ب، د، ط، و.
(9) في ب، د، ط، و: «من».
(10) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(11) نوح: 28.
(12) في ب: «الصفديّ» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(13) «كاملا» سقطت من ب.
(14) في د، ط: «قول».
(15) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(16) من ب، د، ط، و.
(17) في د: «وشراك».
(18) في ط، و: «كراك (ي)». والبيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(19) في د: «وأخذه».
(20) في ب: «الصفدي فقال» مكان «الشيخ وقال».(3/311)
أغار على سرح (1) الكرى عندما رمى ال ... كراكي غزال للبدور يحاكي (2)
فقلت: ارجعي يا عين ورد حسنه ... ألم تنظريه كيف صاد كراكي؟ (3)
قال الشيخ جمال الدين (4) بن نباتة: [قلت] (5) [من السريع]:
أسعد بها يا قمري برزة ... سعيدة الطّالع والغارب
صرعت طيرا وسكنت الحشا ... فما تعدّيت عن الواجب (6)
فأخذه الشيخ صلاح الدين (7) الصفديّ (8) [وقال] (9) [من السريع]:
قلت له، والطير من فوقه ... يصرعه بالبندق الصّائب:
سكنت في (10) قلبي فحرّكته ... فقال: لم أخرج عن الواجب (11)
قال الشيخ جمال الدين (12) بن نباتة (13): قلت [من الكامل]:
وبمهجتي رشأ يميس قوامه ... فكأنّه نشوان من شفتيه
شغف العذار بخدّه ورآه قد ... نعست لواحظه فدبّ عليه (14)
فأخذه (15) الشيخ صلاح الدين (16) [الصفديّ وقال] (17) [من الطويل]:
وأهيف كالغصن الرّطيب إذا انثنى ... تميل حمامات الأراك إليه
له عارض لمّا رأى الطرف ناعسا ... أتى خدّه سرّا فدبّ عليه (18)
__________
(1) في د: «شرح».
(2) في د: «تحاكي».
(3) في د، ط: «كراك (ي)». والبيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(4) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(5) من ب، د، ط، و.
(6) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(7) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(8) «الصفدي» سقطت من ب، د، ط، و.
(9) من ب، د، ط، و.
(10) «في» سقطت من ط.
(11) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(12) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(13) «بن نباتة» سقطت من د، ط، و.
(14) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(15) في ط: «أخذه».
(16) في ط: «الصلاح» مكان «صلاح الدين» و «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(17) من ب، ط و «الصفديّ» سقطت من د، و.
(18) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.(3/312)
قال الشيخ جمال الدين (1): قلت [من البسيط]:
يا غادرا بي ولم أغدر بصحبته ... وكان منّي مكان السمع والبصر
قد كنت من قلبك القاسي إخال جفا ... فجاء (2) ما خلته (3) نقشا على حجر (4)
قال (5) الشيخ صلاح الدّين (6) [من الكامل]:
ما زلت أشكو حين وفّر في الضّنا ... قسمي وأسلمني إلى البلوى وفرّ
حتّى تأثّر من شكاية لوعتي ... لي قلبه فرأيت نقشا في حجر (7)
وأحسن ما [وقع في هذا الباب] (8) للشيخ جمال الدين [بن نباتة] (9)، أنّه قال [من الوافر]:
بروحي عاطر الأنفاس ألمى ... مليّ الحسن حالي (10) الوجنتين
له خالان في دينار خدّ ... تباع له القلوب بحبّتين (11)
فأخذه الشيخ صلاح الدّين (12) [الصفديّ] (13) وقال [من الوافر]:
بروحي خدّه المحمرّ أضحت ... عليه شامة شرط المحبّه
كأنّ الحسن يعشقه قديما ... فنقّطه بدينار وحبّه (14)
فلمّا وقف الشيخ جمال الدين (15) على هذين البيتين قال: لا إله إلّا الله (16)،
__________
(1) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(2) «فجاء» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(3) بعدها في و: «جا» مشطوبة.
(4) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(5) في ب، د، ط، و: «فأخذه».
(6) في ب: «الصفدي» مكان «الشيخ صلاح الدين» وبعدها في ب، د، ط، و:
«وقال».
(7) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(8) من ب، د، ط، و.
(9) من د، ط وفي ب: «لابن نباتة» مكان «للشيخ نباتة».
(10) في ب: «خالي».
(11) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(12) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(13) من ب، د، ط، و.
(14) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(15) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(16) «لا إله إلا الله» سقطت من ب.(3/313)
سرق الشيخ صلاح الدين (1)، كما يقال، من الحبّتين حبّة.
قال الشيخ جمال الدين (2) [ابن نباتة] (3): قلت [من الكامل]:
يا عاذلي شمس النّهار جميلة ... وجمال فاتنتي ألذّ وأزين
فانظر إلى حسنيهما متأمّلا ... وادفع ملامك بالتي هي أحسن (4)
فأخذه (5) الشيخ صلاح الدّين (6) مع البحر، بل أخذ الكلّ مع القافية، وقال [من الكامل]:
بأبي فتاة من كمال صفاتها ... وجمال بهجتها تحار الأعين
كم قد دفعت عواذلي من وجهها ... لمّا تبدّت (7) بالّتي هي أحسن (8)
وهذان البيتان، تقدّم القول إنّهما بنصّهما (9) للقاضي محيي الدّين بن عبد الظاهر، ولكن رأيت العزّ الموصليّ نسبهما في تذكرته للصّلاح الصّفديّ (10) من جملة «خبز الشعير»، والله أعلم.
قال الشيخ جمال الدين (11): قلت [أنا] (12) [من الوافر]:
فديتك أيّها الرّامي بقوس ... وطرف يا ضنا جسدي عليه
لقوسك نحو حاجبك انجذاب ... وشبه الشيء منجذب إليه (13)
__________
(1) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(2) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(3) من ب، و.
(4) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(5) في ك: «أخذه».
(6) في ب: «الصفديّ» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(7) في ط: «تبدّى».
(8) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(9) في ب: «أو بعضهما» وفي د:
«بفصّهما» وفي و: «بعضهما».
(10) في ب، و: «للصفدي» مكان «للصلاح الصفدي».
(11) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(12) من ب.
(13) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
وفي هامش ب: [من الوافر]:
«وظبي من بني الأتراك فيّ
يصول على المحبّ بمقلتيه
وقد جذب الحسام وسلّ شفعا *
وشبه الشّيء منجذب إليه»
وقد أشير فوقها ب «حش».(3/314)
فأخذه الشيخ صلاح الدين (1) وقال [من الوافر]:
تشرّط من أحبّ فذبت (2) وجدا ... فقال، وقد رأى جزعي عليه /:
عقيق دمي جرى فأصاب خدّي ... وشبه الشيء منجذب إليه (3)
قلت: ما (4) أظنّ أنّ الشيخ صلاح الدّين (5) لمّا سمع قول الشيخ جمال الدين (6)، ونظم بعده (7) هذين البيتين (8) كان في حيّز الاعتدال، وأين انجذاب القوس إلى الحاجب من انجذاب الدم الخدّ، وليته تلفّظ ب «الانجذاب»، بل قال: «عقيق دمي جرى فأصاب خدّي».
قال الشيخ جمال الدّين (9): قلت [أنا] (10) [من البسيط]:
يا مشتكي الهمّ دعه وانتظر فرجا ... ودار وقتك من حين إلى حين
ولا تعاند إذا أصبحت في كدر ... فإنّما أنت من ماء ومن طين (11)
أخذه الشيخ صلاح الدين (12) [الصّفديّ] (13) وقال [من الوافر]:
دع الأخوان (14) إن لم تلق منهم ... صفاء واستعن واستغن بالله
أليس المرء من ماء وطين ... وأيّ صفا لهاتيك الجبلّه (15)
__________
* فوقها في هامش ب: «لحظا».
(1) في ب: «الصفديّ» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(2) في ب: «فمتّ»، وفي هامشها:
«فذبت».
(3) البيتان سبق تخريجهما في باب براعة الاستهلال.
(4) «ما» سقطت من ط.
(5) في ب: «الصفدي» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(6) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(7) «بعده» سقطت من د، ط.
(8) بعدها في د، ط: «ما».
(9) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(10) من ب، د، ط، و.
(11) البيتان في ديوانه ص 534.
(12) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(13) من ب، د، ط، و.
(14) في و: «دع الأحزان».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/315)
قال الشيخ جمال الدين (1) [بن نباتة] (2): قلت [أنا] (3) [من الطويل]:
أحاول صبرا عن هوى قد كتمته ... فلا أجد الصّبر المحاول يعذب
وألقى به ثوب المشيب مطبّعا ... فأغسله بالدّمع و «الطّبع أغلب» (4)
فأخذه (5) الشيخ صلاح الدين (6) [الصّفديّ] (7) وقال [من الوافر]:
يقول الفكر لي دنّست ثوب الش ... شباب وفي غداة الشّيب تتعب (8)
وتغسله بدمعك كلّ وقت ... وما ينقى لأنّ الطبع أغلب (9)
قال الشيخ جمال الدين (10) [بن نباتة] (11): قلت [أنا] (12) [من المتقارب]:
أسفت لشاشي الذي قد مضى ... وفاز به سارق حاشه
وو الله ما بي ممّا جرى ... سوى قولهم: «صفعوا شاشه» (13)
فأخذه الشيخ صلاح الدين (14) [الصفديّ] (15) وقال [من السريع]:
قد سرق الشاش بليل وما ... قدّره الله فما (16) يندفع
ألحمد لله الّذي لم يكن ... شاشي على رأسي لمّا صفع (17)
قال الشيخ جمال الدين (18) [بن نباتة] (19): قلت [أنا] (19) [من المنسرح]:
__________
(1) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(2) من ب، د، ط، و.
(3) من ب.
(4) البيتان في ديوانه ص 63وفيه: «قد ألفته ولا» و «مطبّقا» مكان «مطبّعا».
و «الطبع أغلب» مثل يضرب في غلبة الطبع على العادة والتطبّع. (الدرّة الفاخرة 2/ 455).
(5) في ك: «أخذه».
(6) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(7) من ب، د، ط، و.
(8) في د: «يتعب».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(11) من ب، د، ط، وو بعدها في ط:
«رحمه الله تعالى رحمة واسعة».
(12) من ب، و.
(13) البيتان في ديوانه ص 276.
(14) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(15) من ب، د، ط، و.
(16) في و: «فلا».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(18) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(19) من ب، د، ط، و.(3/316)
أشكو إلى الله ما أكابد من ... دمامل مسّني بها الضّرّ
بالليل (1) عندي من حالها شبه (2) ... فما لليلي ولا لها فجر (3)
فأخذه الشيخ صلاح الدين وقال [من مخلّع البسيط]:
أشكو إلى الله من أمور ... تمرّ عيشي لما تمرّ
ودمّل مع (4) دوام ليل ... ما لهما ما حييت فجر (5)
قال الشيخ جمال الدين: ونظم (6) هذا المعنى أيضا في أبيات معناها الوعظ، تعجبني (7) إلى الغاية، [وهي] (8) [من الكامل]:
لا تخش من همّ كغيم عارض ... فلسوف يسفر عن إضاءة بدره
إن تمس عن عبّاس حالك راويا (9) ... فكأنّني بك راويا عن بشره
ولقد تمرّ الحادثات على الفتى ... وتزول حتّى ما تمرّ (10) بفكره
ولربّ ليل بالهموم (11) كدمّل ... صابرته حتّى ظفرت بفجره (12)
قال (13) الشيخ جمال الدين [بن نباتة] (14): قلت أنا (15) [من الوافر]:
بروحي فاتر الأجفان ساج ... كأنّ الحسن لفظ (16) وهو معنى
تفرّد وهو فتّان التثنّي ... فيا لله من فرد تثنّى (17)
__________
(1) في ط: «فالليل».
(2) في ط: «سنة».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(4) في ك: «مع».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في د، ط، و: «ونظم الشيخ جمال الدين» مكان «قال ونظم».
(7) في ط: «يعجبني».
(8) من د، ط، و.
(9) في ط: «روايا».
(10) في د: «ما يمرّ».
(11) في ط: «في الهموم».
(12) الأبيات في ديوانه ص 225، 226 وفيه: «غمّ» مكان «همّ» و «في الهموم».
ويقصد ب «عباس وبشر» ابن عبّاس وبشرا، وهما من رواة الحديث النبويّ الشريف بالإضافة إلى معناهما اللغويّ.
(13) في د، ط، و: «وقال».
(14) من د، ط، و.
(15) «أشكو إلى الله ما أكابد من قلت أنا» سقطت من ب.
(16) في هـ ك: «كامل الحسن لفظا» مكان «كأنّ الحسن لفظ».
(17) البيتان في ديوانه ص 528وفيه البيت الثاني فقط و «فريد» مكان «تفرّد».(3/317)
فأخذه الشيخ صلاح الدين (1) وقال [من المجتثّ]:
وأهيف حاز قدّا ... قد حار فيه المعنّى
تراه في الحسن فردا ... لكنّه يتثنّى (2)
قال الشيخ جمال الدين (3) [بن نباتة] (4): قلت [أنا] (4) [من الوافر]:
بروحي جيرة أبقوا دموعي ... وقد رحلوا بقلبي واصطباري
كأنّا للمجاورة اقتسمنا ... فقلبي جارهم والدّمع جاري (6)
أخذه الشيخ صلاح الدين (7) [الصّفديّ] (8) وقال [من المجتثّ]:
أسكنت شخصك طرفي ... حتّى (9) أواري (10) أواري
فحين جاورت دمعي (11) جعلت جارك جاري (12)
وقد تقدّم القول (13) إنّ بدر الدين يوسف (14) بن لؤلؤ الذهبيّ (15) أوّل من سبق إلى هذه النكتة (16).
قال الشيخ جمال الدين (17) بن نباتة: قلت [أنا] (18) [من الطويل]:
سألت النّقا والغصن يحكي لناظري ... روادف [أو] (19) أعطاف من زاد صدّها
__________
(1) في ب: «الصفدي» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(4) من ب، د، ط، و.
(6) البيتان في ديوانه ص 252.
(7) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(8) في ب، د، ط، و.
(9) «حتى» سقطت من ب.
(10) بعدها في ك: «ما».
(11) في ب: «عيني».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وأواري الأولى: من المواراة وهي الإخفاء. والثانية: لهبي. (اللسان 1/ 35 (أور)).
(13) «القول» سقطت من ط.
(14) «بدر الدين يوسف» سقطت من ب.
(15) «الذهبيّ» سقطت من ب.
(16) من و: «النكثة».
(17) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(18) من ب، و.
(19) من د، ط، و.(3/318)
فقال (1) كثيب الرّمل: ما أنا حملها ... وقال قضيب البان ما أنا قدّها (2)
أخذه الشيخ صلاح الدين (3) [الصفديّ] (4) وقال (5) [من المجتثّ]:
يقول ردف حبيبي ... وعطفه المتثنّي
ما أنت يا غصن قدّي ... ولا كثيبك وزني (6)
قال الشيخ جمال الدين (7): قلت [أنا] (8) [من الخفيف]:
لك يا أزرق (9) اللّواحظ مرأى ... قمريّ (10) أضحى (11) على الخلق ينهى
يا لها من سوالف وخدود ... ليس تحت الزّرقاء أحسن منها (12)
أخذه الشيخ صلاح الدين (13) الصّفديّ وقال (14) [من الخفيف]:
ألبسوه عمامة للنّصارى ... قد روى اللّازورد في (15) اللون (16) عنها
وجلا طلعة كبدر تمام (17) ... ليس تحت الزرقاء أحسن منها (18) /
قال الشيخ جمال الدين (19) [بن نباتة:] (20) قلت أنا [من الكامل]:
يا مجريا دمعي وموقف لوعتي ... من جسمي المضنى على الأطلال
يا من إذا سألوه عن بدر الدّجى ... والمسك (21)، قال: أخي الشقيق وخالي (22)
__________
(1) في و: «فقالت».
(2) البيتان في ديوانه ص 173وفيه: «والبان أن يحكيا لي» مكان «والغصن يحكي لناظري».
(3) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(4) من ب، د، ط، و.
(5) في ب، و: «فقال».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(8) من ب، د، ط، و.
(9) في د: «أرزق».
(10) في ك: «قمريّا».
(11) في هـ و: «أضحى» ن.
(12) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(13) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب وفي و: «الصلاح».
(14) في ب: «فقال».
(15) في و: «في» كتبت فوق «اللازورد».
(16) في د، ط: «الحسن».
(17) في ك: «تمّ»، وفي هامشها: «تمام» ص.
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(19) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(20) من ب، د، ط، و.
(21) «والمسك» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(22) البيتان في ديوانه ص 401وفيه: «على أطلال».(3/319)
أخذه الشيخ صلاح الدين (1) [الصفديّ] (2) وقال (3) [من الطويل]:
فديت حبيبا ضرّج الحسن خدّه (4) ... فصبّ على خدّيه ذوب عقيق
إذا عاين الروض المدبّج خدّه (5) ... يقول لنا: هذا أخي وشقيقي (6)
قلت: الشيخ صلاح الدين (7) ما شمّ لمسك الخال رائحة (8).
قال (9) الشيخ جمال الدين (10): قلت أنا [من الكامل]:
هيهات بين ذوي الأسى لا يستوي ... دمعي ودمعك أيّها المتواجد
فحديث دمعي من (11) تلهّب أضلعي ... ذاكي اللّظى وحديث دمعك بارد (12)
فأخذه (13) الشيخ صلاح الدين (14) [الصفديّ] (15) [وقال] (16) [من الرجز]:
شكوت حتّى لان بعد قسوة ... ورحت أبكي وهو لي يساعد
وقال: ها نحن سواء في البكا، ... لا يا حبيبي ما بكانا واحد (17)
لا يستوي دمع حكى جمر الغضا ... إذا جرى منه (18) ودمع (19) بارد (20)
قال الشيخ جمال الدين (21) [بن نباتة] (22): قلت أنا (23) [من الكامل]:
__________
(1) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(2) من ب، و.
(3) في ب: «فقال».
(4) بعدها في و: «يقول لنا هذا أخي وشقيقي» مشطوبة.
(5) في د: «الروض المدبّج خدّه».
(6) في ك: «وشقيق». والبيت الأول في الأدب في العصر المملوكي 2/ 93.
(7) في ب: «الصفديّ» مكان «الشيخ صلاح الدين» وفي و: «جمال الدين» مشطوبة، وفي هامشها: «صلاح الدين».
(8) بعدها في د، ط، و: «والله أعلم».
(9) في د، ط، و: «وقال».
(10) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(11) في د، ط، و: «عن».
(12) البيتان في ديوانه ص 171وفيه:
«الهوى» مكان «الأسى» و «عن تلهّب».
(13) في ك: «أخذه».
(14) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(15) من ب، و.
(16) من د، ط، وو في ب: «فقال».
(17) في د: «واحد» (* ح).
(18) «منه» سقطت من ب، د، ط، و.
(19) بعدها في ب، د، ط، و: «عين».
(20) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(21) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(22) من ب، د، ط، و.
(23) «أنا» سقطت من د.(3/320)
هنّئتم (1) آل الشّهيد بنجمكم ... وبوجه مولود لكم ما أزهره
من قبل ما عملت لديه عقيقة ... عملت له المدح الجواري جوهره (2)
فأخذه (3) الشيخ صلاح الدين (4) [الصفديّ] (5) وقال (6) [من الوافر]:
أيا (7) أندى الورى كفّا ووجها ... وأقومهم إلى العليا طريقه
لقد جاءتك جوهرة المعالي (8) ... فلا تبخل عليها بالعقيقه (9)
قال الشيخ جمال الدين (10): قلت أنا [من الوافر]:
عذول (11) لست أسمع منه عذلا ... على هيفاء مثل البدر تمّا
له طرف ضرير عن سناها (12) ... ولي أذن عن الفحشاء صمّا (13)
أخذه الشيخ صلاح الدّين (14) [الصّفديّ] (15)، وغيّر صيغة (16) المثل بالحشو (17)، فقال (18) [من الطويل]:
تعشّقته مثل القضيب إذا انثنى ... بوجه حكى البدر المنير إذا تمّا
وإن كان عذّالي عموا عن جماله ... فلي أذن عن كلّ ما نقلوا (19) صمّا (20)
__________
(1) في د: «هنّئتموا».
(2) البيتان في ديوانه ص 256وفيه:
«هنّئتموا».
(3) في ك: «أخذه».
(4) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(5) من ب، د، و.
(6) في ب: «فقال».
(7) في و: «أنا».
(8) في ط: «المعاني».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(11) في و: «عدوّك».
(12) في د: «سناها» مصححة عن «سماها».
(13) البيتان في ديوانه ص 480وفيه: «غيداء» مكان «هيفاء».
(14) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(15) من ب، د، ط، و.
(16) في د: «صيغته».
(17) «بالحشو» سقطت من ب وفي و:
«بالمحو» مشطوبة، وفي هامشها:
«بالحشو» صح.
(18) في ب: «فقال وغير صيغة المثل» مكان «وغيّر فقال».
(19) في ب: «الفحشاء» مكان «كلّ ما نقلوا».
(20) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/321)
قال الشيخ جمال الدّين (1): قلت [أنا] (2)، [من الخفيف]:
حربي من مهفهف القدّ رام ... أسهم اللّحظ ما أسدّ (3) وأرشق (4)
كلّما قلت: «يفتح الله بالوص ... ل» (5)، رماني من سحر (6) عينيه يغلق (7)
فأخذه (8) الشيخ صلاح الدين (9) [الصّفديّ] (10) وقال (11) [من المجتثّ]:
سهام طرفك أصمت ... قلبي ولم تترفّق
ما يفتح الجفن إلّا ... ورهن قلبي يغلق (12)
قال الشيخ جمال الدين (13): قلت أنا [من الطويل]:
تأمّلت في الحمّام تحت مآزر ... روادف بيض ما سناها بغائب
كأنّي من هذي وهاتيك ناظر ... بياض العطايا في سواد المطالب (14)
فأخذه الشيخ (15) صلاح الدين [الصّفديّ وقال] (16) [من الطويل]:
تبدّى حبيبي في السّواد فراقني ... وما راعني لمّا أتى بالعجائب
وشبّهت (17) ذاك الجيد في طوق برده ... بياض العطايا في سواد المطالب (18)
__________
(1) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(2) من ب، د، ط، و.
(3) في و: «ما أشدّ».
(4) في د: «وأرمق».
(5) في ب: «بوصل».
(6) في و: «صحن».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
ويغلق الرهن: إذا لم يفتكّ في الوقت المشروط، أو إذا لم يوجد له تخلّص، وبقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه والغلق أيضا: الضجر أو الغضب أو الهلاك. (اللسان 10/ 292 293 (غلق)).
(8) في ب: «أخذه».
(9) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(10) من ب، د، ط، و.
(11) في ب: «فقال».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(14) البيتان في ديوانه ص 62وفيه: «غيد» مكان «بيض».
(15) في ط: «فأخذ ما لشيخ».
(16) من د، ط، وو في ب: «أخذه الصفدي فقال» مكان «فأخذه وقال».
(17) في ب: «فشبهت».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/322)
قال الشيخ جمال الدين (1): قلت أنا [من الطويل]:
لقد كنت في لذّات ثغرك هائما ... ليالي لم تمنع (2) على عاشق ثغر (3)
فأمّا وستر دونها من شوارب ... فلا خير في اللذّات من دونها ستر (4)
أخذه الشيخ صلاح الدين (5) [الصّفديّ] (6) وقال (7) [من الطويل]:
ألا سقّني (8) من (9) خمرة لذّ طعمها ... بفيك ولا تبخل وقل لي: هي الخمر
وحطّ (10) لثاما (11) حجّب اللّثم عن فمي ... فلا خير في اللذّات من دونها ستر (12)
قلت: قد (13) أوردت هنا ما جناه الشيخ صلاح الدين (14) الصّفديّ من حدائق الروض النباتيّ، ومقابلة الشيخ جمال الدين (15) له على ما جناه، فإن نسبني أحد إلى تحمّل راجعته إلى النقل (16)، وإن وافق وتعقّل الرّتبتين فقد اكتفى بشاهد العقل، وإلّا فالأقسماء الصفديّة (17) بالنسبة (18) إلى القطر النباتيّ تمجّها (19) الأذواق، وها أنا قد أبرزت ثمرات الدوحتين بين هذه الأوراق، والشيخ صلاح الدين (20) تصاغر لذلك
__________
(1) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(2) في ب، ط، و: «يمنع».
(3) «ثغر» إزاءها في هـ ك: «ظ».
(4) البيتان في ديوانه ص 255وفيه:
«يمنع» و «وسرّ من دونها سرّ».
(5) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(6) من ب، د، ط، و.
(7) في ب: «فقال».
(8) في ب: «فاسقني» مصحّحة عن «سقّني» وفي ط: «فاسقني».
(9) في ك: «من» كتبت فوق «سقّني».
(10) في د: «وحطّ».
(11) في و: «لنا ما».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ومعنى هذين البيتين صاغه أبو نواس في بيت واحد، في قوله، من الطويل:
ألا فاسقني خمرا، وقل لي: هي الخمر
ولا تسقني سرّا إذا أمكن الجهر
[ديوانه ص 242].
(13) في و: «وقد».
(14) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(15) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(16) في ك: «العقل».
(17) في ب: «الصّفديّ».
(18) «بالنسبة» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح» وبعدها في و: «با» مشطوبة.
(19) في ب: «تمجّه».
(20) في ب: «والصّفديّ» مكان «والشيخ صلاح الدين» وبعدها في د، ط، و:
«رحمه الله».(3/323)
وما كابر، / ووقف على باب الشيخ [النباتيّ] (1) وقوف فقير يسأل برّ الإجازة، وأطال وقوفه على ذلك الباب العالي إلى أن حصل له الفتوح وأجازه، وها أنا أذكر سؤال هذا السّائل الذي ودّ قبل العطاء أن يدفع بالّتي هي أحسن، وأشرح (2) كرم المسؤول الذي نثر على مسائله (3) الدّرّ جزافا، علما بأنّ عطاء الكريم لا يوزن.
فسؤال الإجازة من الشيخ صلاح الدين (4) قوله يخاطب الشيخ جمال الدين (5) بن نباتة، رحمهما الله تعالى (6):
«الحمد لله على نعمائه، المسؤول من إحسان سيّدنا الشيخ (7) الإمام العالم العلّامة، رحلة (8) أهل الأدب، قبلة ذوي التحصين له (9) في التحصيل والدّأب، الذي (10) تبيت شوارد المعاني صرعى بحوله (11) للطافة تخيّله، وتمسي (12) الألفاظ العذبة طوع (13) تحوّله، في التركيب وتحيّله، فأمسى وله النسيب الذي يضحك من العبّاس (14) في رقّته، وتقيم (15) صريع الغواني (16) إلى مقته بعد مقته (17)، والغزل (18) الذي يشيب له فود (19) الوليد، ويسترقّ الحرّ من كلام عبيد، والتشبيه
__________
(1) من ب.
(2) «أشرح» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(3) في ب، د، ط، و: «سائله».
(4) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(5) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(6) «رحمها الله تعالى» سقطت من ب.
(7) «جمال الدين الشيخ» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(8) الرّحلة: الذي يرتحل إليه. (اللسان 11/ 279 (رحل)).
(9) «له» سقطت من ط.
(10) في و: «التي».
(11) في ب، ط، و: «تخوّله» وفي د:
«تحوّله».
وفي هامش د: «التحوّل: الحذق وجودة النظر، والتحوّل أيضا: القدرة على التصرّف». (حاشية).
(12) في و: «وتمشي».
(13) في د: «طوع».
(14) العبّاس: يقصد به العباس بن الأحنف الشاعر، المعروف بغزله الرقيق.
(الأعلام 3/ 259).
(15) في ب، د، ط، و: «ويقيم».
(16) صريع الغواني: يقصد مسلم بن الوليد الشاعر.
(17) المقت: أشدّ الإبغاض. والمقة:
المحبّة. (اللسان 2/ 90 (مقت) 10/ 285 (ومق)).
(18) في ك: «والغزال».
(19) في د: «فوّاد».(3/324)
الذي لو علمه ابن المعتزّ لما نصب الهلال (1) فخّا لصيد النجوم، ولو تعاطاه حفيد جريج (2) لقيل له: ألم تسمع: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} (2) (3) والمديح الذي لو بلغ زهيرا لقال: ما أنا من هذه الحدائق، أو اتّصل نبأه (4) بالمتنبّي لاشتغل عن ذكر العذيب وبارق (5)، والرثاء الذي نقص عنده أبو تمام بعد أن رفع له لواء الشرف والفخر، وقال هذه عذوبة الزلال لا ما تفجّر من الخنساء (6) على صخر، والترسّل الذي سقى الفاضل كأس الحتوف، لمّا شبه الغمود (7) بالكمائم والسيوف بالأزهار، وأذهله حتى صحّت له القسمة في الخيل والخيال بين المراقب والمراقد (8)، وأخطأت (9) معه في المرابع والمساجد، بين الأنواء والأنوار، والكتابة التي تغدو الطروس (10) بها وكأنّها رياض محبّرة أو سماء بالنجوم زاهرة، إن لم ترض أن تكون في الأرض رياضا مزهرة (11) [من الكامل]:
أدب علي الحصريّ يعلو تاجه ... وله ابن بسّام بكى ألوانا
وترسّل سبحان من قد زاده ... منه وأعطى الفاضل النّقصانا
وكتابة لعلوّها في وضعها ... ليس ابن مقلة عندها إنسانا
فلكم أخي فضل (12) رأت عيناه في ال ... أوراق لابن نباتة بستانا (13)
جمال الدين أبي (14) عبد الله محمد ابن الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن نباتة، جمع الله به شتات أهل الأدب في دوحة (15) هذه الدولة، ولمّ به شعث
__________
(1) «لما نصب الهلال» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(2) في د، ط: «جريح» وجريج هو عبد الملك بن عبد العزيز، فقيه الحرم المكيّ. (الأعلام 4/ 160).
(3) {الم} (1): سقطت من د، ك، و.
الروم: 21.
(4) في ب، د، ك: «واتصل بناؤه» وفي ك:
«واتّصل نبأه».
(5) في هـ، د: «بيان: «العذيب وبارق».
(6) في و: «الخنا».
(7) في ب: «الغموم» وفي ك: «العمود».
(8) في ب: «والمراقب» وفي ط:
«والمرافد».
(9) في د، ط: «فأخطأت».
(10) في د: «التي تعد والطروس».
(11) في ب: «رياضها زهرة».
(12) في د: «فضل».
(13) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(14) «أبي» سقطت من ب.
(15) في د، ط: «درجة».(3/325)
أبنائه، الذين لا صون لهم ولا صولة (1)، وأقام به أعماد (2) أبيات الشعر التي لولاه لما عرفت دار ميّة من أطلال خولة (3)، إجازة كاتب هذه الأحرف، فسح الله له في مدّته، من رواية (4) المصنّفات في الأحاديث النبويّة، والتآليف (5) الأدبيّة، على اختلاف أوضاعهما، وتباين أجناسهما وأنواعهما (6)، بحسب ما يؤدّي ذلك إليه، واتّضل به من سماع وإجازة (7)، أو وصيّة أو إجازة (8)، من مشايخ العلم الذين أخذ عنهم وإجازة ماله، أحسن الله إليه من مقول، نظما ونثرا (9)، أو تأليفا (10) أو وضعا، إجازة خاصّة وإثبات ما له من التصانيف (11) إلى هذا التاريخ بخطّه الكريم، وإجازة ما لعلّه يقع بعد ذلك إجازة عامّة، على أحد القولين في المسألة، فإنّ الرياض لا ينقطع زهرها، والبحار (12) لا ينفد درّها، وإثبات ما يحسن إيراده في هذه الإجازة من المقاطيع الرائقة، والأبيات اللائقة، وذكر نسبه ومولده ومكانه متفضّلا في ذلك، وكتب [كتبه] (13) خليل بن أيبك بن عبد الله الألبكيّ (14) بالقاهرة المحروسة، في مستهلّ شعبان (15) سنة تسع وعشرين وسبعمئة، وحسبنا الله ونعم الوكيل» (16).
فكتب (17) الشيخ جمال / الدين (18) [بن نباتة، الجواب] (19) مجيبا لسؤال الشيخ
__________
(1) «ولا صولة» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(2) في ب، د، ط، و.
(3) خولة: حبيبة لبيد بن ربيعة المذكورة في معلّقته [من الطويل]:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
(4) في ط: «برواية» وفي و: «من رواية».
(5) في ب، د، ط، و: «والتأليفات».
(6) «وأنواعهما» سقطت من ب.
(7) في ب، د، ط، و: «أو إجازة».
(8) في ب، د، و: «أو وجادة» وفي ط: «أو وجازة».
(9) في ط: «أو نثرا».
(10) في د: «وتأليفا».
(11) في ب: «المصنّفات».
(12) بعدها في ك: «الذي».
(13) من ط.
(14) في ب: «الأليكيّ» وفي ط: «الأيبكيّ».
(15) بعدها في ب، د، ط، و: «المبارك».
(16) في و: «وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل» وبعدها في ب: «انتهى».
(17) في ط: «فكتب».
(18) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(19) من د، ط.(3/326)
صلاح الدين (1) [الصّفديّ] (2)، رحمهما الله تعالى (3):
«بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: حمدا لله الذي إذا توجّه إليه ذو السؤال فاز، وإذا استدعى كرمه ذو الطلب أجاب وأجاز، والصّلاة (4) على سيّدنا محمّد كعبة القصد التي ليس بينها وبين النجح حجاز، وعلى آله وصحبه حقائق الفضل، والفضل من بعدهم مجاز.
فلو لزم في كلّ الأحوال تناسب المخاطبة، وكان جواب السؤال بحسب ما بينهما من شرف المناسبة، لما رضي سجع الحمائم (5) لمطارحته نوعا من الأطيار، ولا قبل فصحاء الأول مراجعة الصدى من الدّيار، ولا قنع غمز (6) حواجب الأحبّة بردّ القلوب الهائمة، في أودية الأفكار، ولكن نقول: الأكابر والأولياء تبذل من الأجوبة جهدها وتنفق ممّا (7) عندها، وتجرّد الأماثل سيوف المنطق ولا تتعدّى الإتباع من الطاعة حدّها، ولمّا كنت أيّها الراقم برود هذا الاستدعاء ببنانه، والمنشئ روض هذا السؤال بآثار السّحب من بيانه، والسائل الذي بهرت (8) الأفكار فضائله، وسحرت أرباب العقائل (9)
عقائله، وأقام المسؤول مقاما ليس من أهله، فليتّق الله سائله (10)، فريد أهل (11) الأدب [الذي لا يبارى] (12)، وبحره الذي لا يهدي [غائص] (13) قلمه الدّرّ إلّا كبارا، وذو (14)
اليد البيضاء فيه (15) الذي طالما آنس من جانب الذهن (16) [الشريف] (17) نارا، وخليله الذي أطلع على أسراره الدقيقة، ورئيسه الذي لو طارح ابن المعتزّ وتمّت ولايته لكان
__________
(1) «مجيبا لسؤال الشيخ صلاح الدّين» سقطت من د و «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(2) من ب، ط.
(3) في ب: «عليهما رحمة الله تعالى».
(4) بعدها في ب، ط: «والسلام».
(5) في ب: «الحمام».
(6) في و: «غمز» مصححة عن «غمزة».
(7) في ط: «ما».
(8) في د: «نهرت».
(9) في ب، د، ط، و: «العقول».
(10) في هذا إشارة إلى بيت أبي تمّام من الطويل:
ولو لم يكن في كفّه غير روحه
لجاد بها، فليتّق الله سائله
[ديوانه 2/ 15وديوان المعاني 1/ 25].
(11) في ب، د، ط، و: «فنّ».
(12) من ب، د، ط، و.
(13) من ب، د، ط.
(14) في ب، د، ط، و: «وذا».
(15) في و: «فيه» ن.
(16) في ب: «الدّهر».
(17) من ب، د، و.(3/327)
أمير المؤمنين على الحقيقة، وناظمه الذي يسري الطائيّان (1) تحت علمه المنشور، وكاتبه الذي يتبجّح (2) العبدان (3) بالدخول تحت رقّه المأثور، طالما شاقه (4) منه العلم (5)
وجها جميلا، وقدرا جليلا، ولاقى من لا يندم على صحبته، فيقول (6): يا (7) ليتني لم أتّخذ فلانا خليلا، فهو الغرس الذي يقصّر عن أمالي وصفه الشجريّ، ويفخر الدين والعلم بشخصه (8) ولفظه، فهذا يقول غرسي، وهذا يقول ثمري، كم أغنى بمفرد شخصه (9) عن فضلاء جيل، وكم بدا للسمع والبصر من بنات فكره بثينة ومن وجهه جميل (10)، وكم تنزّهت الأفكار من لفظه بين آس وورد لا بين إذخر (11) وجليل (12)، وكم دام عهده [وودّه] (13) حتّى كاد يبطل قول الأول [من الطويل]:
* دليل (14)، على أن لا يدوم خليل (15) *
تودّ الشهب لو كانت حصباء غدير طرسه، وتغار الأفق إذا طرّز يراع درجه بالظلماء أردية شمسه، ويتحاسد النظم والنثر على ما تنتج مقدّمات منطقه من النتائج، وينشده (16) كلّ منهم [من المتقارب]:
إذا حاول القول خلّ (17) الصّفاء ... فهل (18) أنت بالله (19) بالدّار عائج (20)
__________
(1) الطائيان هما: حاتم وحبيب (أبو تمّام).
(2) في ط: «تتبجّح».
(3) في ط: «العيدان».
(4) في د، ط: «شافه».
(5) في ط: «القلم».
(6) في ب: «ويقول».
(7) «يا» سقطت من د، ط، و.
(8) في ك: «بسجيّته».
(9) في ك: «صحبته».
(10) في ب: «بجميل».
(11) الإذخر: حشيش طيّب الريح، يسقف به البيوت فوق الخشب. (اللسان 4/ 303 (ذخر)).
(12) الجليل: الثّمام، وهو نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت. (اللسان 11/ 120 (جلل)).
(13) من ب، د، ط، و.
(14) في ط: «دليلا».
(15) الشطر لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(16) في د، ط، و: «وينشد».
(17) في النسخ جميعها: «خليل» وبها يكسر الوزن، فوجب التصويب والإشارة أمّا إذا اعتبرت «إذا حاول القول» مع النثر السابق، فيكون البيت بها من مجزوء المتقارب، وتكون صحيحة.
(18) في ط: «هل».
(19) «بالله» سقطت من ط.
(20) البيت لم أقع عليه في ديوانه، ولا في ما عدت إليه من مصادر.(3/328)
إن كتب انكبت (1) ابن مقلة من الحسد على قذاة (2)، وحمل (3) ابن البوّاب لحجبته (4) عصا القلم قائلا: «ما ظلم من أشبه أباه» (5)، وإن نحا النحو لبّاه عشرا، ولانت أعطاف الحروف قسرا، وتشاجرت على لفظه (6) الأمثلة، فلا غرو (7) إن ضرب زيد عمرا (8)، يترجّل كلام الفارسيّ بين يديه، ويطير لفظ ابن عصفور حذرا من البازي المطلّ عليه، وإن شعر هامت الشعراء بذكره في كلّ واد، ونصبت بيوت نظمه على بقاع الشرف (9) كما نصبت بيوت الأجواد، طالما بلّد لبيدا، وولّى منه شعر ابن (10) مقبل شريدا، وقالت الآداب لبحتريّ (11) لفظه: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينََا وَلِيداً}؟ (12)
وإن نثر فما الدرّ اليتيم إلّا تحت حجره، ولا الزّهر النضير (13) إلّا ما ارتضع من أخلاف قطره، ولا المترسّلون / إلّا من (14) تصرّف في ولاية البلاغة تحت نهيه وأمره، وإن تكلّم على فنون الأدب روّى الظّما (15)، وجلا معاني الألفاظ كالدّمى، وقالت الأعاريض لابن أحمد وله [من الطويل]:
* خليليّ هبّا بارك الله فيكما (16) *
هذا وكم أثنى قديم علم الأوائل على فكره الحكيم، وشهدت رواية الأحاديث النبويّة (17) بفضله، وما أعلى من شهد بفضله الحديث والقديم.
بدأتني، أعزّك الله، من الوصف بما قلّ عنه مكاني (18)، وكاد من الخجل يضيق
__________
(1) في ب، د، ط، و: «أغضى».
(2) القذاة أو القذى: ما يقع في العين وما ترمي به. (اللسان 15/ 172 (قذي)).
(3) في و: «وجمل».
(4) في ط: «لحجبه».
(5) في هذا إشارة إلى بيت كعب بن زهير، من الطويل:
أقول شبيهات بما قال عالما
بهنّ ومن يشبه أباه فما ظلم
[ديوانه 269ومقاييس اللغة 3/ 468].
(6) في ط: «لفظة».
(7) «غرو» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(8) في ك: «عمروا».
(9) في ب: «الشرب».
(10) بعدها في د: «و» مشطوبة.
(11) في ب: «لتحرير».
(12) الشعراء: 18.
(13) في و: «النظير».
(14) «من» سقطت من د.
(15) الظّما: مخففة من «الظّمأ».
(16) الشطر لم أقع عليه في ديوانه، ولا في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في ط: «الحديث النبويّ».
(18) «مكاني» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.(3/329)
صدري ولا ينطلق لساني، وحمّلت كاهلي من المنّ (1) ما لم يستطع، وضربت لذكري في الآفاق نوبة خليليّة لا تنقطع، وسألتني [مع] (2) ما عندك من المحاسن التي لها طرب من نفسها، وثمر من غرسها، أن أجيبك وأجيزك، وأوازن بمثقال كلمي الحديد إبريزك (3)، وأقابل لسنك المطلق (4) بلساني المحصور، وأثبت استدعاءك على بيت مال نطقي المكسور، فتحيّرت بين أمرين أمرّين، ووقع ذهني السقيم بين داءين (5) مضرّين، إن فعلت ما أمرت [به] (6) فما أنا من أرباب هذا القدر العالي، والصدر الخالي (7) ومن أنا من أبناء مصر حتى أتقدّم لهذا الملك العزيز، وكيف أطالب مع إقتار علمي بأن أمدح وأجيز، وأين (8) لمقيّد خطوة (9) هذه الوثبات، وأنّى يماثل قوّة هذا الغرس ضعف (10) هذا النبات.
وإن منعت فقد أسأت الأدب والمطلوب حسن الأدب منّي، وأهملت الطاعة التي أقرع بعدها برمح القلم سنّي، وفاتني شرف الذكر (11) الذي امتلأ [به] (12) حوض الأفق وقال: «قطني» (13)، ثم ترجّح عندي أن أجيب السّؤال، وأقابل بالامتثال، صابرا (14) على تهكّم سائلي، معظما قدري، كما قيل، بتعاقلي (15)، منقادا إلى جنّة استدعائك من السّطور بسلاسلي، وأجزت لك أن تروي عنّي ما يجوز (16) لي روايته من مسموع ومأثور، ومنظوم ومنثور، وإجازة ومناولة (17) [ونقل] (18) وتصنيف، وتنضيد (19) وتفويف (20)، وماض ومتردّد، وآت على رأي بعض الرّواة ومتجدّد،
__________
(1) في ط: «المنن».
(2) من ب، د، ط، و.
(3) الإبريز: الذهب الخالص. (اللسان 5/ 311 (برز)).
(4) في و: «لسانك المنطلق».
(5) في ط: «دائن».
(6) من ط.
(7) في ب، ط: «الحالي».
(8) في ط: «وأنّى».
(9) في ط: «خطوي».
(10) في و: «ضعيف».
(11) «الذكر» سقطت من ب.
(12) من ب، د، ط، و.
(13) قطني: حسبي (اللسان 7/ 381) (قطط)).
(14) في ك: «صابر».
(15) في ب، د، و: «بتغافلي».
(16) في ك: «تجوز».
(17) في و: «ومنازلة».
(18) من ب، د، ط، و.
(19) تنضيد: ترتيب واتّساق. (اللسان 3/ 424 (نضد)).
(20) تفويف: تزيين وهو من المحسنات البديعيّة. وقد مرّ الكلام عليه.(3/330)
وجميع ما تضمّنه استدعاؤك فاجمع ما يكون من لفظه (1) المتردّد (2)، كاتبا لك بذلك خطّي، مشترطا عليك الشرط المعتبر، فليكن قبولك (3) يا عربيّ البيان جواب شرطي، ذاكرا من لمع خبري ما أبطأت بذكره وأرجو أن أبطئ ولا أخطي (4).
فأمّا مولدي فبمصر (5) المحروسة (6)، [في شهر (7) ربيع الأوّل] (8) سنة ستّ وثمانين وستمئة، بمنزلنا بزقاق القناديل، وأمّا شيوخ الحديث الذين رويت عنهم سماعا وحضورا فمن أقدمهم الشيخ شهاب الدين (9) أبو الهيجاء، غازي بن أبي الفضل بن عبد الوهاب المعروف ب «الرداف» (10)، والشيخ عزّ الدين أبو نصر عبد العزيز بن أبي الفرج الحصريّ البغداديّ، والشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي [محمد] (11) إسحاق الأبرهوقيّ (12)، وأما ذوو الإجازة (13) في مصر وغيرها من الأمصار فكثير، وأمّا الفضلاء والأدباء الذين رويت عنهم ورأيت منهم، فمنهم القاضي الفاضل محيي الدين أبو محمّد عبد الله ابن الشيخ رشيد الدين عبد الظاهر بن نشوان الكاتب المصريّ، والشيخ الإمام بهاء الدين أبو عبد الله محمّد بن [إبراهيم بن النحّاس الحلبيّ النحويّ، والأمير الفاضل شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن] (14)
الصاحب شرف الدين [بن] (15) إسماعيل ابن المتّيني (16)، اقترح عليّ أن أنظم له في زيادة النيل، فقلت [من مجزوء الكامل]:
زادت أصابع نيلنا ... وطمت (17) فأكمدت الأعادي
وأتت بكلّ جميلة ... ما ذي أصابع ذي أيادي (18)
__________
(1) في ك: «من لفظة» وفي د: «لفظه».
(2) في ط: «المتبدّد».
(3) في و: «قولك».
(4) أخطي: مخففة من «أخطئ».
(5) في ب، د، ك، و: «بمصر».
(6) «المحروسة» سقطت من ب.
(7) «شهر» سقطت من د، ط، و.
(8) من ب، د، ط، و.
(9) «الدين» سقطت من ب.
(10) في د، ط: «الرادف».
(11) من ب، د، ط، و.
(12) في ب، د، ط، و: «الأبرقوهي» وفي د: «الأبرقوهي» مصحّحة عن «الأبرهوقيّ»»، وفي هامشها: «بيان:
«الأبرقوهي»» وفي ك: «الأبرهوقي»، وفي هامشها: «لعله: «الأبرقوهي»».
(13) في و: «الإجازاة».
(14) من ب، د، ط، و.
(15) من ط.
(16) في د، ط: «المتنبيّ».
(17) في ب: «وطمّت».
(18) البيتان في ديوانه ص 163وفيه: «ذي إياد».(3/331)
والشيخ العالم علم الدين قيس بن سلطان المصريّ (1) من أهل منية بني خصيم (2)
قرأت عليه كثيرا من الكتب الأدبيّة، وكان كثيرا ما يستنشدني إلى أن أنشدته قولي [من البسيط]:
يا غائبين تعلّلنا لغيبتهم (3) ... بطيب عيش ولا والله لم يطب
ذكرت والكأس في كفّي لياليكم ... فالكأس في راحة والقلب في تعب (4) /
فقال: أتعب، والله، جدعك القرّح (5).
والشيخ العالم شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف ب «ابن المفسّر» (6)، أنشدني لنفسه [من الرمل]:
لا أرى لي في حياتي راحة ... ذهبت لذّة عيشي بالكبر
بقي الموت لمثلي سترة ... يا إلهي أنت أولى من ستر (7)
وأنشدته (8) لي [من الخفيف]:
بقّلت وجنة الحبيب (9) وقد ول ... لى زمان الصّبا الّذي كنت أملك
يا عذار الحبيب دعني فإنّي ... لست في ذا الزمان من خلّ بقلك (10)
والشيخ الأديب الفاضل سراج الدين عمر الورّاق المصريّ سمعته ينشد لنفسه [من الكامل]:
واخجلتي وصحائفي (11) سودا غدت (12) ... وصحائف الأبرار في إشراق
وتوقّفي لموبّخ لي قائل (13) ... أكذا تكون صحائف الورّاق (14)
__________
(1) في هـ و: «المصريّ» ن.
(2) في د، ط: «خصيب».
(3) في ب: «بغيبتكم»، وفي هامشها:
«بغيبتهم».
(4) البيتان في ديوانه ص 64وفيه: «لهو» مكان «عيش».
(5) في و: «جذعك القرّح» وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «جزعك القدح».
(6) في ك: «المفسو».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب، د، ط، و: «فأنشدته».
(9) في ب، د، ط، و: «المليح».
(10) البيتان في ديوانه ص 423وفيه:
«المليح» مكان: «الحبيب» في البيتين و «الضّنا» مكان «الصّبا».
(11) في ك: «وصحائفا».
(12) في ط: «مسودّة».
(13) في د، و: «قائل».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/332)
والأديب الفاضل نصير الدين [المناويّ] (1) الحمّاميّ (2) أنشدني لنفسه [من الطويل]:
أحبّ من الدّنيا (3) إليّ وما حوت ... غزال تبدّى لي (4) بكأس رحيق
وقد شهدت لي سنّة اللهو أنّني ... أحبّ من الصّهباء كلّ عتيق (5)
فأنشدته لي [من الكامل]:
إنّي إذا آنست همّا طارقا ... عجّلت باللذّات قطع طريقه
ودعوت ألفاظ المليح وكأسه ... فنعمت بين حديثه وعتيقه (6)
وجماعة يطول ذكرهم ويعزّ عليّ أن لا يحضرني الآن (7) شعرهم.
وأمّا مصنّفاتي التي هي كالياسمين لا تساوي جمعها، ولولا الخزائن الشريفة السّلطانيّة الملكيّة المؤيّديّة تجبرها ما استخرت (8) نصبها ولا رفعها (9)، فهي: كتاب «مجمع الفرائد»، «القطر النباتي»، «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، «منتخب الهديّة من المدائح النبويّة» (10)، «الفاضل من إنشاء الفاضل»، «زهر المنثور»، «إبراز الأخبار» (11)، «شعائر البيت»، «التقوى»، لم يكمل (12) إلى الآن، الأرجوزة المسمّاة «فرائد السلوك في مصائد الملوك».
أجزت لك أعزّك (13) الله روايتها [عنّي] (14)، ورواية ما أدوّنه وأجمعه بعد ذلك، حسبما اقترحه استدعاؤك ونمّقه، ونسخه وحقّقه، وتضمّنه سؤالك الذي تصدّقت به،
__________
(1) من ب، د، ط، و.
(2) في ب: «الحماميّ المناويّ».
(3) «من الدنيا» سقطت من وو ثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(4) في ط: «إليّ».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) البيتان في ديوانه ص 352وفيه:
«الحبيب» مكان «المليح».
ويقصد: ب «الحديث والعتيق» الكلام والخمر، أو الجديد والقديم.
(7) بعدها في النسخ جميعها: «إلّا»، وجب حذفها لإقامة المعنى.
(8) في ب: «استخزت».
(9) في د، ط، و: «ورفعها».
(10) في ب، د، ط، و: «المؤيّديّة».
(11) في ب، ط، و: «أبرار الأخيار».
(12) في ط: «تكمل».
(13) في د: «أعزّ».
(14) من ب، د، ط، و.(3/333)
فمنك السّؤال ومنك الصّدقة، والله تعالى (1) يشكر عهدك الجميل، وكلماتك الجزلة، وكرمك الجزيل، ويمتّع (2) [بك] (3) فنون الفضائل الملتجئة (4) إلى ظلّ قلمك الظليل، ولا يعدم الأحباب والألباب (5) من اسمك وسمتك (6) خير صاحب وخليل».
قال ذلك وكتبه محمّد بن محمّد بن محمّد بن الحسين (7) بن أبي الحسن (8) بن صالح بن عليّ بن يحيي بن طاهر بن محمّد بن الخطيب أبي (9) يحيى [بن] (10) عبد الرحيم بن نباتة الفارقيّ ثم (11) المصريّ (12) الحذاقيّ (13)، عفا الله عنه (14).
انتهى ما أوردته من استدعاء الشيخ صلاح الدين (15) وسؤاله وجواب الشيخ جمال الدين (16) وإجازته [له] (17)، بعد أن علمت دقائق الدرجتين في النظم والنثر، واتّضح الفرق بينهما، وثبت أنّ الشيخ جمال الدين (18) بن نباتة، سقى الله نباته ورعاه، ومتّع أهل الذوق السّليم بحلاوة ذلك النبات وجناه، فإنّه [و] (19) إن تأخّر في السّبق عن فحول المتقدّمين عصرا، فقد تقدّم عليهم ببديعه وغريبه بيانا وسحرا، وتفقّه في الطريق الفاضليّة بمذاهب (20) ما سلكها المتقدّمون، وها نحن نستجدي من حواصلها نظما ونثرا، وكم سأله عالم في سلوك هذه الطريقة، فقال له: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} (21)، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا.
__________
(1) في ب: «سبحانه وتعالى».
(2) في ب: «وتمتّع»، وتحت التاء نقطتان.
(3) من ط.
(4) في ب: «المليحة».
(5) في ب، د، ط، و: «والآداب».
(6) في ط: «وسميك».
(7) في ب، د، ط، و: «الحسن».
(8) «بن أبي الحسن» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(9) في ط: «بن».
(10) من ط.
(11) «ثمّ» سقطت من د، و.
(12) «المصريّ» سقطت من د.
(13) في ب: «الخمذافي» وفي د، و:
«الحمداقيّ» وفي ط: «الحذاقي ثمّ المصريّ».
(14) في ب: «عفا الله سبحانه عنه».
(15) في ب: «الصفديّ» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(16) في «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(17) من ب.
(18) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(19) من ب، ط.
(20) في ط: «المذاهب».
(21) الكهف: 67.(3/334)
وإن قيل (1): إنّ الفاضل أجلّ من تمذهب بهذا المذهب / فمذهبي، وأنا أستغفر الله، أنّه وصل فيه إلى درجة الاجتهاد، وهذا القول يقول به من رفع الخلاف وتأدّب، فإنّ هذه (2) الطريقة (3) ما أمّها ناظم ولا ناثر في الأيّام الأمويّة، ولا ابتسمت لهم ثغورها في الخلافة العباسيّة، ولمّا انتهت الغاية إلى الفاضل أتى بهذه الفضيلة (4)
الغريبة (5)، وأظهر منها الزيادة المستفادة، واعتادت بلغاء المتأخّرين بها [بعد] (6) ما شهدوا بسبقه فأكرم بها عادة وشهادة، ولمّا اتّصلت بالشيخ جمال الدين [بن نباتة] (6)
أهّل غربتها (8)، وشرّف بأصل شجرته النباتيّة نسبتها (9)، وأسكن في أبياته، من بديع النظم، كلّ قرينة صالحة، وأمست سواجع (10) إنشائها على فروعه النباتيّة صادحة.
وقد عنّ لي أن أورد نبذة من مفرداته التي حصل (11) الإجماع في الغرابة عليها، وأشار المصنّف بقوله إليها [من السريع]:
أصغ (12) لما قال أخو وقتكم (13) ... وخلّ عنك اليوم ما قيلا
واسمع مقاطيعا (14) له أطربت ... ولا تقل إلّا مواصيلا (15)
فمن ذلك قوله [من الكامل]:
حمّلت خاتم فيه فصّا أزرقا ... من كثرة اللّثم الذي لم أحصه (16)
__________
(1) في د: «وإن قيل» مكررة.
(2) في و: «هذا».
(3) في و: «الطريق».
(4) في ب، د، و: «الفضلة».
(5) في د: «الغربيّة».
(6) من ب، د، ط، و.
(8) «ولمّا اتصلت غربتها» سقطت من ب وفي د: «غريبها».
(9) في ب، د: «نسيبها».
(10) في ك: «شواجع».
(11) في و: «خصل».
(12) في د: «إصغ».
(13) في ط: «وقته» وفي ك: «وقتكم ظ».
(14) في ب: «مقاطيع».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(16) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«هذا البيت هكذا ورد برفع أو جرّ «خاتم»، ونصب «فصّا أزرقا»، وهذا ممّا لم نعرف له وجها إعرابيّا وكان حقّه النصب في «خاتم» والرفع في «فصّ أزرق»، فيكون: حملت خاتما فيه فصّ أزرق، والفصّ: قطعة صغيرة من حجر كريم توضع في وسط الخاتم».
يبدو أن الشارح قد التبس عليه «فوه» فلم يعرف «فاه» / «الفم» من «فيه» / الجارّة، فقال، وكأنّ في فيه ماء، ما لم يقله(3/335)
لو لاه ما علم الرقيب فيا له ... من خاتم نقل الحديث بفصّه (1)
ومنه قوله [من البسيط]:
لله خال على خدّ الحبيب له ... في العاشقين كما شاء الهوى عبث
أورثته حبّة (2) القلب القتيل به ... وكان عهدي أنّ الخال لا يرث (3)
ومنه قوله [من الطويل]:
وأغيد جارت في القلوب لحاظه ... وأسهرت الأجفان أجفانه الوسنى
أجل نظرا في حاجبيه وطرفه ... ترى السّحر منه قاب قوسين أو أدنى (4)
وقوله [من الطويل]:
بروحي مشروط على الخدّ أسمر ... دنا ووفى بعد التجنّب والسّخط
وقال على اللّثم اشترطنا فلا تزد ... فقبّلته ألفا على ذلك الشّرط (5)
وقوله [من مخلّع البسيط]:
واحرّبا من هوى رشيق ... معتدل كالقضيب مائل
عذاره لا يجيب دمعي ... وسائل لا يحبّ (6) سائل (7)
ومن نكته (8) البديعة قوله في هذا الباب (9) [من الطويل]:
__________
شارح. ف «فيه»: فمه، و «حمّلت» مضاعفة الميم تحتاج إلى مفعولين، فيكون «خاتم» مفعولها الأوّل، وهو مضاف إلى «فيه» و «فصّا» مفعولها الثاني، وبهذا يحكم الوزن والمعنى.
(1) البيتان في ديوانه ص 278.
(2) «حبّة» سقطت من د.
(3) البيتان في ديوانه ص 85.
(4) البيتان في ديوانه ص 134وفيه: «فعاله» مكان «لحاظه» و «وطرفه» مكان «ولحظه» وفي ديوانه ص 507506:
وللّحظ منه سنّة عربيّة
ألم تره في الحرب قد كسّر الجفنا
إذا قام يروي حاجباه وطرفه
ترى السحر منه قاب قوسين أو أدنى
(5) البيتان في ديوانه ص 286.
(6) في ب، ط، و: «يجيب».
(7) البيتان في ديوانه ص 420وفيه:
«وا حربا» و «لا يغيث» مكان «لا يجيب» و «لا يجيب» مكان «لا يحبّ». ويقصد ب «السائل» الأولى: الرضاب أو العذار وب «السائل» الثانية: المستعطي، أو الدمع.
(8) في و: «نكثه».
(9) في ب: «وقوله» مكان «ومن الباب».(3/336)
وضعت سلاح الصّبر عنه فما له ... يقاتل بالألحاظ من لا يقاتله
وسال عذار فوق خدّيه جائر ... على مهجتي فليتّق الله سائله (1)
ومن السّرقات الفاحشة قول ابن الورديّ، غفر الله له (2) [من الطويل]:
تعجّبت من نهديه لو أنّ لامسا (3) ... أراد انقباضا لم تطعه أنامله
وسار (4) عذار لو (5) نحا (6) نفس صبّه ... لجاد بها فليتّق الله سائله (7)
ومنه قوله [من الخفيف]:
لا تخف عيلة ولا تخش فقرا ... يا كثير المحاسن المحتاله (8)
لك عين وقامة في البرايا ... تلك غزّالة وذي فتّاله (9)
ومنه قوله [من الكامل]:
قبّلته عند النوى فتمرّرت ... تلك الحلاوة بالتفرّق والجوى
ولثمته عند القدوم فحبّذا ... رطب (10) الشّفاه السّكّريّ بلا نوى (11)
وقوله [من المنسرح]:
أفديه لدن القوام منعطفا ... يسلّ من مقلتيه سيفين
وهبت قلبي له، فقال: عسى ... نومك أيضا، فقلت: من عيني (12)
ومنه قوله [من السريع]:
يا ربّ لصّ ناهب سالب ... وهو من الحسن مليّ غني
__________
وفي د، ط، و: «في هذا الباب قوله».
(1) البيتان في ديوانه ص 423وفيه «حول» مكان «فوق». وفي البيت الثاني إشارة إلى بيت أبي تمّام، وقد سبق تخريجه.
ويقصد ب «سائله»: «عذاره»، و «مستعطيه».
(2) في ب: «لنا وله» وفي و: «عفا الله عنه».
(3) في هـ و: «لامسا» ن.
(4) في ب، د، ط، و: «وسال».
(5) «لو» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(6) في ب: «نجى».
(7) البيتان في ديوانه ص 243، 261.
(8) في ب، و: «المختاله».
(9) البيتان في ديوانه ص 421وفيه:
«المختاله» و «كلّ يوم» مكان «في البرايا».
(10) في ك: «رطب».
(11) البيتان في ديوانه ص 546.
(12) البيتان في ديوانه ص 533.(3/337)
يرنو إلى سرب الظّبا (1) لحظه ... فيسرق الكحل من الأعين (2)
ومنه قوله [من السريع]:
مبقّل الخدّ أدار الطّلا ... فقال لي في (3) حبّها عاتبي
عن أحمر المشروب ما تنتهي ... قلت: ولا عن أخضر الشارب (4)
ومنه قوله [من السريع]:
كم قلت باللثم وبرد اللّمى ... إيه برغم العاذل الحاسد
روّ صدى قلبي ودع عاذلي ... في الحبّ يغتاظ على البارد (5)
ومنه قوله [من الطويل]:
بروحي معسول اللّمى متحجّب ... إذا لم يزر لم يهن عيش ولا إذا
إذا (6) ذقت منّا من حلاوة ريقه ... أتانا رقيب يتبع المنّ بالأذى (7)
ومنه قوله [من الكامل]:
يا كعبة الحسن الممنّع لا تطل (8) ... بيني وبينك للجفاء حجاز
حاشا (9) لها من قامة ألفيّة ... يثني لقاها كاشح همّاز (10) /
ومنه قوله [من المنسرح]:
__________
(1) في ط: «الظبي».
(2) «ومنه قوله: «يا ربّ الأعين» سقطت من ب. والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(3) في و: «في» كتبت فوق «لي».
(4) البيتان في ديوانه ص 60وفيه: «الوجه» مكان «الخدّ» و «ما تلتهي».
(5) البيتان في ديوانه ص 174وفيه: «عذّلي» مكان «عاذلي» و «تغتاظ».
وإيه: كلمة زجر، بمعنى حسبك. (اللسان 13/ 474 (أيه)).
(6) في ب، د، ط، و.
(7) البيتان في ديوانه ص 178.
وفي البيت الأول اكتفاء، تقديره: ولا إذا زار وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {لََا تُبْطِلُوا صَدَقََاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ََ} (البقرة: 264).
(8) في د، و: «لا يطل».
(9) في ب، ط: «حاشى».
(10) البيتان في ديوانه ص 262وفيه: «لا يكن» مكان «لا تطل».
والكاشح: العدوّ المبغض. (اللسان 2/ 572 (كشح)) والهمّاز: العيّاب، والمغتاب. (اللسان 5: / 426 (همز)).(3/338)
يا واصف الخيل بالكميت وبالن ... نهد أرحني من طول وسواسي
لا نهد إلّا من صدر غانية ... ولا كميتا (1) إلّا من الكاس (2)
ومن هنا (3) أخذ الصّاحب (4) فخر الدين بن مكانس (5) وقال (6) [من السريع]:
وإن ذكرت الخيل في الميدان ... فاشرب كميتا واعل فوق نهد (7)
ومنه قوله [من مخلّع البسيط]:
قلت، ولي في هوى (8) حبيبي ... قلب رقيق (9) عليه يدهش:
بالجفن والصّدغ يا عنائي ... هذا سقيم وذا مشوّش (10)
ومنه قوله [من المنسرح]:
نقطة خال في وجنة جعلا ... في اللهو لي بعد توبتي (11) غبطه
فيا لها وجنة معشّقة ... صرت عليها أقول بالنّقطه (12)
ومنه قوله [من الطويل]:
إذا سألوني عن هوى قد كتمته ... سكتّ أراعي واشيا ورقيبا
وجاوب عنّي سائل من مدامعي ... فلله دمعي سائلا ومجيبا (13)
__________
(1) في ط: «الكميت».
(2) البيتان في ديوانه ص 272والبيت الأوّل في ديوانه ص 266أيضا وهو برواية أخرى:
أين مقالي يا صاحب الفرس الن
نهد أرحني من طول وسواسي
والنّهد من الخيل: الجسيم المشرف.
(اللسان 3/ 429 (نهد)).
(3) في و: «ومن هذا».
(4) «الصاحب» سقطت من ب.
(5) في ب: «بن مكانس فخر الدين».
(6) في ب: «فقال».
(7) في ب: «فوق نهد (ي)»: وفي د، و:
«فوق نهدي». والبيت في شعراء النصرانية بعد الإسلام ص 422.
(8) في ب: «نرى»!!
(9) في ب: «رفيق».
(10) البيتان في ديوانه ص 276.
(11) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«نوبتي».
(12) البيتان في ديوانه ص 286وفيه: «ووجنة فعلا» مكان «في وجنة جعلا» و «توبة» مكان «وجنة».
(13) البيتان في ديوانه ص 60وفيه: «فلله دمعا».(3/339)
ومن اختراعاته الغريبة قوله مع بديع التضمين (1) [من الكامل]:
لمّا رأيت نهودها قد أقبلت ... ورأت لقلبي (2) عشقة (3) تتجدّد (4)
قالت، وقد رأت (5) اصفراري: من به؟ ... وتنهّدت، فأجبتها: المتنهّد (6)
ومنه قوله [من السريع]:
وتاجر قلت له إذ رنا: ... رفقا بقلب صبره خاسر
ومقلة تنهب طيب الكرى ... منها على عينك يا تاجر (7)
وهذه النكتة (8) زاحمه عليها (9) الشيخ زين الدين (10) بن الورديّ وزنا وقافية ومعنى، فقال (11) [من السريع]:
وتاجر شاهدت عشّاقه ... والحرب فيما بينهم دائر (12)
قال: علام اقتتلوا ههنا (13)؟ ... قلت: على عينك يا تاجر (14)
واتصلت بالشيخ شمس الدين الرئيس [الدمشقيّ] (15) العصريّ الشهير بابن المزيّن (16)، فاستعملها أحسن من الشيخ زين الدين بن (17) الورديّ، وزاد المثل قوّة وإيضاحا بقوله [من السريع]:
وتاجر أسكرني طرفه ... والكأس فيما بيننا دائر (18)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «مع بديع التضمين قوله».
(2) في ب، د، و: «لوجهي».
(3) في ط: «عشقه».
(4) في ط: «يتجدّد».
(5) في د: «راب».
(6) البيتان في ديوانه ص 174وفيه:
«لوجهي».
(7) البيتان في ديوانه ص 254وفيه: «حائر» مكان «خاسر».
و «على عينك يا تاجر» مثل، لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في و: «النكثة».
(9) في ب، د، ط، و: «فيها».
(10) «الشيخ زين الدين» سقطت من ب.
(11) في د، ط: «وقال».
(12) في هامش ط: «قوله»: «دائر»، فيه أن «الحرب» مؤنّث». (حاشية).
(13) في ب، د، ط، و: «هكذا».
(14) البيتان في ديوانه ص 4241، 337، 444وفيه: «ثائر».
(15) من د، ط، وو في ب: «بدمشق».
(16) في ب، د، ط، و: «بالمزيّن».
(17) «زين الدين بن» سقطت من ب.
(18) في هامش ط: «قوله: «دائر» فيه أنّ(3/340)
وقال لي: سرّك، قلت: اسقني ... جهرا على عينك يا تاجر (1)
ومنه قوله [من مخلّع البسيط]:
أفنى جفاكم كثير دمعي ... لكن بقي في القليل نشطه
وكنت أروي عن ابن بحر ... فصرت أروي عن ابن نقطه (2)
ومنه قوله، وتلطّف كثيرا (3) [من الخفيف]:
خفّ خصر الحبيب ثمّ ابتلاني (4) ... بعذول يزيدني تعنيفا
ليت لو كان في الملامة مثلي ... في هوى الخصر يورث (5) التّخفيفا (6)
ومنه قوله [من الطويل]:
وكنت أظنّ العشق يترك مهجتي ... إذا رجم (7) الشيب الشباب بمفرقي
فلمّا بدا مع أسود الشعر أبيض ... أتى العشق يغزوني على ألف أبلق (8)
ومنه قوله [من مجزوء الكامل]:
يا حبّذا خدّ الحبي ... ب وقد أضاء شريقه
إن لم يكن في الحسن نف ... س الرّوض فهو شقيقه (9)
أخذه الشيخ صلاح الدّين (10) الصّفديّ وقال (11) [من الطويل]:
فديت حبيبا ضرّج الحسن وجهه ... وصبّ على خدّيه ذوب عقيق
إذا أبصر الرّوض المدبّج خدّه ... يقول لنا: هذا أخي وشقيقي (12)
__________
«الكأس» مؤثنة».
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) البيتان في ديوانه ص 287وفيه: «قد كنت».
(3) «وتلطّف كثيرا» سقطت من ب.
(4) بعدها في و: «في هوى الخصر يوثر التخفيفا» مشطوبة.
(5) في ب، ط، و: «يؤثر».
(6) البيتان في ديوانه ص 334وفيه:
«الملاح كمثلي» مكان «الملامة مثلي» و «يؤثر».
(7) في ب: «رحم» وفي ط: «زاحم».
(8) في ب: «البق»، وفي هامشها: «أبلق».
والبيتان في ديوانه ص 353وفيه:
«زحم».
(9) البيتان في ديوانه ص 354وفيه: «فقد أضاء».
(10) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(11) في ب: «فقال».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/341)
ومنه قوله [من الرجز]:
[يا حبّذا يومي بوادي جلّق ... وفرحتي مع الغزال الحالي] (1)
من أوّل الجبهة قد قبّلته ... مرتشفا لآخر الخلخال (2)
ومنه قوله (3) [من المجتثّ]:
آها لحاذق ذهن (4) ... يقول: في الحبّ من لي؟
قال العذار لحدقي (5): ... ما أنت من خلّ بقلي (6)
ومنه قوله مع التضمين (7) [للمثل] (8) [من الرجز]:
في الناس من (9) يشتاق للمرد ولا ... يزال في هجر وشوق يبطنه (10)
وأخر شاخوا وما يتركهم ... ذا يشتهي التين وذا يقطّنه (11)
ومنه قوله (12) [من الكامل]:
يا من يقول البدر أو شمس الضّحى ... كمعذّبي لأكيد للقمرين
أبوجه ذاك ووجه تلك تقيسه ... قسما لقد أخطأت من وجهين (13)
ومنه قوله (14) [من الكامل]:
نسبوه حسنا للهلال وعينه ... للظّبي تنسب لا رميت ببينه
فإذا بدا فإلى هلال أصله ... وإذا رنا فهو الغزال بعينه (15)
__________
(1) من ب، د، ط، وو في و: «الخالي».
(2) الرجز في ديوانه ص 419وفيه:
«فرجتي».
(3) في ب: «وقال».
(4) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«ذهن» وبها يكسر الوزن.
(5) في ب، د، ط، و: «لحذقي».
(6) البيتان في ديوانه ص 419وفيه: «في العشق» مكان «في الحبّ» و «بقل (ي)».
(7) في ب، و: «تضمين».
(8) من د، ط وفي ب، و: «المثل».
(9) بعدها في و: «لا» مشطوبة.
(10) في ب: «وسوف ببطنه».
(11) في ب: «بقطنه». والرجز لم أقع عليه في ديوانه.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(13) البيتان في ديوانه ص 536وفيه:
«تقيسه».
(14) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(15) البيتان في ديوانه ص 537وفيه: «لا رميت بعينه» وفي ديوانه ص 539 540:(3/342)
[ومثله] (1)، ومن خطّه نقلت قوله (2) [من مجزوء الكامل]:
يرنو ويشرق حسنه (3) ... في ناظري ولهانه (4)
فهو الغزالة والغزا ... ل بعينه وعيانه (5)
وضاقت عين الشيخ صلاح الدين (6) الصّفديّ عن (7) هذه النكتة (8)، فأخذها بعينها، فقال (9) [من مخلّع البسيط]:
بسهم أجفانه رماني ... وذبت من صدّه وبينه
إن متّ مالي سواه خصم ... لأنّه قاتلي بعينه (10)
ومنه قوله [من الطويل]:
دعوني في حلّي (11) من العيش مائسا ... ومرتقبا من بعده عفو راحم /
أمدّ إلى ذات الأساور مقلتي ... وأسأل للأعمال حسن الخواتم (12)
ومنه قوله (13) [من مجزوء الكامل]:
لمّا تبدّى في الحني ... ن تحاربت كبدي وعيني
فاعجب لها من وقعة ... جاءت ببدر في حنين (14)
ومن هنا أخذ الشيخ برهان الدّين (15) القيراطيّ فقال [من المجتثّ]:
__________
راموا سلوّي حيث لاحت نقطة
في عين ظبي لا رميت ببينه
هيهات أصرف عن هواه بنقطة
هذا الصغار بعينه وبغينه
(1) من ب، د، ط، و.
(2) «قوله» سقطت من د، ط.
(3) في و: «حسنه».
(4) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«ولهانه» جاعلا الواو حرف عطف وفي حاشيته: «اللهان، واللهنة: ما يهدى للمسافر عند عودته أو ما يهديه هو عند عودته». ولعمري، إنّ هذا الشرح يفسده ما في البيت الثاني من معنى.
(5) البيتان في ديوانه ص 529.
(6) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(7) في د، و: «من».
(8) في و: «النكثة».
(9) في د، ط، و: «وقال».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب: «حلّي».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(13) في ب: «وقال بن نباتة».
(14) البيتان في ديوانه ص 531وفيه: «غزوة» مكان «وقعة».
(15) «الشيخ برهان الدين» سقطت من ب.(3/343)
بدت روادف حبّي ... تحت الحنين لعين (1)
فقلت: يا بدر هذي (2) ... حقّا جبال حنين (3)
ومن لطائف الشيخ جمال الدين بن نباتة (4) [قوله] (5) [من مخلّع البسيط]:
دعوا شبيه الغزال يرمي ... في مهجتي بالنّفار جمرا
تالله لا فاتني لقاه ... وعين كيسي (6) عليه حمرا (7)
ومنه قوله (8) [من الخفيف]:
بأبي نائم على الطرف (9) راحت ... في هواه وليس يعلم روحي
فاتح في الكرى فما سكّريا (10) ... يا له من مسكّر مفتوح (11)
ومنه قوله (12) [من الرّمل]:
ملأت إنسان عيني عسجدا ... من خدود قد ملاها الحسن صبغا
قلت: والرّدف أريني، فانثنت ... ثمّ قالت: هكذا الإنسان يطغى (13)
ومنه قوله (14) [من الكامل]:
__________
(1) في ب، و: «لعيني» وفي ط: «بعين».
(2) في ط: «هدى».
(3) في و: «حنيني». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) «بدت روادف بن نباتة» سقطت من د و «ومن لطائف بن نباتة» سقطت من ب و «ابن نباتة» سقطت من ط.
(5) من ط، وو في ب: «وقال أيضا».
(6) في ك: «وعيني ليست»، وفي هامشها:
«لعلّه: وعيني كستني».
(7) البيتان في ديوانه ص 251والبيت الأوّل في ديوانه ص 237أيضا وهو برواية أخرى:
وأغيد كلما تجنّى
ورّث بين القلوب جمرا
(8) في ب: «وقال أيضا».
(9) في د، ط: «الطرق».
(10) في ك: «سكّريّا ظ».
(11) البيتان في ديوانه ص 119وفيه:
«الطرق».
(12) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(13) البيتان في ديوانه ص 322وفيه:
«ملئت». وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {كَلََّا إِنَّ الْإِنْسََانَ لَيَطْغى ََ}
(6) (العلق: 6).
(14) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».(3/344)
ومن الشّقا (1) أنّ الجفا وتشوّقي ... لا ينتهي هذا (2) وذاك إلى طرف
ما مال (3) غصن قوامه عن (4) فكرتي ... يوما ولا دينار وجنته (5) انصرف (6)
ومنه قوله (7) [من الطويل]:
سلت (8) مهجة قد كان صدّعها الأسى ... فلا آخذ (9) الله الأسى بصدوعها
وعين على حالي بعاد وجفوة ... عفا الله عمّا قد جرى من دموعها (10)
ومن لطائفه قوله [من الطويل]:
من الترك أثني (11) سلوتي مع أنّها ... صواب وأفنى (12) فيه وهو من الخطا
أما والهوى (13) لا حلت عن عطف أغيد ... ولا بتّ في رمّان صدر مفرّطا (14)
ومن نكته (15) البديعة في المدائح قوله (16) [من الطويل]:
لنا ملك قد قاسمتنا هباته ... فنثر العطا منه ونظم الثّنا منّا
يذكّرنا أخبار معن بجوده ... فتنشي (17) لنا (18) لفظا وننشي لها (19) معنا (20)
__________
(1) في د: «الشتا».
(2) في ب: «حتّى».
(3) في و: «ما بال».
(4) «قوامه عن» سقطت من ب، وثبتت في هامشها.
(5) بعدها في د: «لصرف» دون شطب.
(6) البيتان في ديوانه ص 330.
(7) في ط: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(8) في د: «سلب».
(9) في ب، د، ط، و: «واخذ».
(10) البيتان في ديوانه ص 317وفيه: «وعينا على».
(11) في د: «أنثي» وفي ك: «انني ظ».
(12) في ط: «وأفتي».
(13) في ب: «أما هواه».
(14) البيتان في ديوانه ص 284وفيه:
عليّ يمين لا سلوت مهفهفا
ولا بتّ في رمّان صدر مفرّطا
ولا حلت عنه فاتر اللحظ أغيدا
يخرّ له الغصن الرطيب إذا خطا
(15) في و: «نكثه».
(16) في ب: «وقوله» مكان «ومن قوله».
(17) في ب: «فينشي».
(18) في ب، د، ط، و: «له».
(19) في ب، د، ط، و: «وينشي لنا».
(20) في ب: «معنا»، وفي د: «معنى (ا)» وفي ط: «معنا (معنى)» وفي و:
«معنى». والبيتان في ديوانه ص 536 وفيه: «ونثر» مكان «ونظم» و «فننشي له لفظا وينشي لنا معنى».(3/345)
وقال في صدر مطالعة (1) [من الكامل]:
خذ من عبيدك مقتضى نيّاتها ... في الحمد واعذر مقتضى أقوالها
قسما لو اسطاعت لديك (2) جسومهم ... بعثت دروج الحمد من أوصالها (3)
ومنه (4) قوله (5) [من الخفيف]:
لا عدمنا لابن الأثير يراعا ... جاريا للعفاة بالأرزاق
كلّما ماس في المهارق كالغص ... ن رأيت الندى على الأوراق (6)
ومنه قوله (7) في (8) كمال الدّين بن الزّملكانيّ [من المنسرح]:
يفديه (9) قوم (10) تشبّهوا حسدا ... به وليسوا [له] (11) بأشباه
إن نطقوا، بالجميل (12)، أو فعلوا ... فللرّيا، والكمال لله (13)
ومنه قوله (14) [من الطويل]:
لعمري لقد أفحمت بالفضل منطقي ... وقد كنت ذا نطق وفضل بيان
وحرّكت ميزاني فأثنى لسانه ... فلا زلت مشكورا بكلّ لسان (15)
__________
ومعن: هو معن بن زائدة من أجواد العرب. (اللسان 13/ 411 (معن)).
(1) في ب: «مطالعته» وفي ط، و:
«مطالعه».
(2) في ط: «إليك».
(3) البيتان في ديوانه ص 419418وفيه:
«إليك» و «دروج المدح».
(4) «منه» سقطت من ط.
(5) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(6) البيتان في ديوانه ص 346والبيت الأول فيه:
«ذو يراع جار بفصل القضايا
واتصال العفاة بالأرزاق»
والعفاة: طلّاب المعروف والأضياف.
(اللسان 15/ 74 (عفا)) والمهارق: ج مهرق، وهو الصحيفة البيضاء التي يكتب فيها. (اللسان 10/ 368 (هرق)).
(7) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(8) في و: «في» كتبت فوق «قوله».
(9) في ب: «تفديه».
(10) في ك: «قوما».
(11) من ب، د، ط، و.
(12) في ب: «بالجهل» والصواب:
«فبالجميل»، وقد حذفت مراعاة للوزن.
(13) البيتان في ديوانه ص 544وفيه: «تفديه».
و «الرّيا» مخفّفة من «الرّياء».
(14) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(15) البيتان في ديوانه ص 533.(3/346)
وقال، وقد (1) كتب إليه الملك (2) المؤيّد صاحب (3) حماة [من الطويل]:
فديتك من ملك يكاتب عبده ... بأحرفه اللّاتي حكتها الكواكب
ملكت بها رقّي وأنحلني الأسى ... فها أنا ذا عبد رقيق مكاتب (4)
وقال يهنّئ الصاحب شمس الدين بخلعة [من الطويل]:
تهنّ (5) مدى الأيّام بالخلع الّتي ... وجدنا بها الأيّام واضحة الأنس
أضاء بها وجه الزّمان وأهله ... ولم لا؟ ومن أطواقها مطلع الشّمس (6)
ومنه [قوله] (7) يهنّئ القاضي جمال الدين، وقد عاد من غزوة سيس [من الطويل]:
بقيت مدى الدّنيا جمالا لدولة ... لها منك سهم (8) في اللّقا ورئيس
تسوق (9) لها عزّ (10) الفتوح جنائبا ... وأوّل هاتيك الجنائب سيس (11)
ومنه قوله في جواد (12) [من مخلّع البسيط]:
وأدهم الليل (13) حندسيّ ... في جريه للورى عجائب
يقصر سعي الرّياح عنه ... فكلّها (14) للورى (15) جنائب (16)
__________
(1) في ب: «و».
(2) «الملك» سقطت من ب.
(3) في ب: «ملك».
(4) البيتان في ديوانه ص 60. والمكاتب:
العبد يكاتب على نفسه بثمنه، فإذا سعى وأدّاه عتق. (اللسان 1/ 700 (كتب)).
(5) في ط: «تهنأ».
(6) البيتان في ديوانه ص 269وفيه: «تهنّى» و «ولم أر من» مكان «ولم لا ومن».
(7) من ط وفي ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(8) في ب، د، ط: «شهم».
(9) في ب، ط: «يسوق».
(10) في د، و: «غرّ» وفي ط: «عند».
(11) البيتان في ديوانه ص 269وفيه:
«شهم» و «غرّ».
وسيس: هي سيسيّة، بلد هو اليوم أعظم مدن الثغور الشاميّة. (معجم البلدان 3/ 338 (سيس)).
(12) في ب: «وقال في جواده».
(13) في ب، ط، و: «اللون».
(14) في ب: «وكلّها».
(15) في ب، ط، و: «خلفه».
(16) البيتان في ديوانه ص 50وفيه: «جري» مكان «سعي» و «خلفه» مكان «للورى».
والحندسيّ: نسبة إلى الحندس، وهو(3/347)
ومنه قوله (1)، وكتب (2) بها إلى الصاحب شرف الدين يعقوب [من الرّمل]:
قالت العليا لمن حاولها ... سبق الصّاحب واحتلّ ذراها
فدعوا كسب المعالي إنّها ... حاجة في نفس يعقوب قضاها (3)
ومنه قوله (4) يهنّئ محتسبا [من المتقارب]:
تهنّ (5) بها حسبة أدركت ... بأيّام فضلك ما ترتقب (6)
فإنّك من أسرة تصطفى ... وترزق من حيث لا تحتسب (7)
ومنه قوله (8) [من المتقارب]:
قصدت معاليك أرجو النّدى ... وأشكو (9) من العسر داء دفينا /
فما كان بيني وبين اليسار ... سوى أن مددت إليك اليمينا (10)
ومنه قوله (11) [من السريع]:
يا ملكا يقصر (12) عن وصفه ... بدائع الشاعر (13) والكاتب
__________
الظلمة. (اللسان 6/ 58 (حندس)).
(1) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(2) في ط: «وقد كتب».
(3) بعدها في ط: «ومنه قوله: قصدت معاليك». والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {إِلََّا حََاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضََاهََا} (يوسف: 68).
(4) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(5) في ط: «تهنأ».
(6) في ب: «ترقب».
(7) بعدها في ط: «ومنه قوله: تهنّأ بعيد». والبيتان في ديوانه ص 47 والبيت الأوّل فيه ملفّق من بيتين:
«تهنّ بما تكتسي من سناك
معالي الأمور وما تكتسب
ومرتبة رقيت قصدها
إلى أن قضى الله ما ترتقب»
(8) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(9) في ط: «وأزجي».
(10) في د: «المينا» وبعدها في ط: «وقوله يهنّئ محتسبا: تهنّأ بها حسبة».
والبيتان في ديوانه ص 538وفيه:
«حماك أرجّي الغنى» مكان «معاليك أرجو الندى».
(11) «ومنه قوله» سقطت من ط وفي ب:
«وقال».
(12) في ب: «تقصر».
(13) في ب: «الشعراء»، وفي هامشها:
«الشاعر و».(3/348)
في بابك العلم وفيض الندى ... فلا خلا بابك من طالب (1)
ومنه قوله (2) يهنّئ بعيد النحر [من الطويل]:
تهنّ (3) بعيد النّحر وابق ممتّعا ... بأمثاله سامي العلا نافذ (4) الأمر
تقلّدنا فيه قلائد أنعم ... وأحسن ما تبدو القلائد في النّحر (5)
ومنه قوله (6) [من الطويل]:
كذا أبدا يا أرفع الناس همّة ... غوادي النّدى من راحتيك غزار
أقدّم أطراسا (7) وتمنح أنعما ... فمنّي أوراق ومنك ثمار (8)
ومنه قوله (9)، وكتب بها (10) إلى القاضي بهاء الدين بن أبي البقاء على يد طالب [شفاعة] (11) [من الكامل]:
أرسلته لك واثقا بمكارم ... أورثتها عن سادة أنجاب
لا غرو إن أعربت عن أحسابهم (12) ... فأبو البقاء أحقّ بالإعراب (13)
ومنه قوله (14)، وكتب بها إلى القاضي شمس الدين البهنسيّ [من الكامل]:
يا ربّي (15) امدد بالغنى يد سيّد ... في يومه يهب الجزيل وفي غده
فالبحر يسعى خادما في بابه ... والسّحب جارية تصبّ على يده (16)
ومنه قوله (17) وكتب بها إليه [من الطويل]:
__________
(1) البيتان سقطا من ط وهما في ديوانه ص 61وفيه: «تقصر».
(2) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(3) في ط: «تهنّأ».
(4) في د: «يا فذ».
(5) البيتان في ديوانه ص 244.
(6) في ب: «وقال» وفي د: «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(7) في ب: «أشطارا»، وفي هامشها:
«أطراسا».
(8) البيتان في ديوانه ص 248.
(9) في ب: «وقال» وكان «ومنه قوله».
(10) «بها» سقطت من ب.
(11) من ب، د، ط، و.
(12) في ب: «أجسامهم».
(13) البيتان في ديوانه ص 50وفيه: «أرسلت نجلي» مكان «أرسلته لك».
(14) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(15) في ط: «ربّ».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(17) في ب: «وقال» مكان «ومنه قال».(3/349)
عليّ ديون من ثنى (1) لم أقم بها ... فيا عجبا لي في ازديادي من الفضل
وأعجب من ذا أنّك الشمس أشرقت ... وها أنا منها حيثما كنت في ظلّ (2)
ومنه قوله (3)، وقد أرسل إليه شرف الدين خالد بن (4) القيسرانيّ هديّة جليلة في وقتها [من الطويل]:
لك الله ما أزكى وأشرف همّة ... وأحمد صنعا حيث تتلى (5) المحامد
فأنت الّذي قرّت برؤيته العلا ... وهنّئت الدّنيا بأنّك خالد (6)
وقال، وقد وصلت إليه هديّة على يد الكمال [من الوافر]:
قبضت من الكمال نداك (7) صفوا (8) ... بريئا من سؤال أو مطال
فيالله من عادات برّ ... أتتني بالتمام وبالكمال (9)
وكتب إلى الصاحب تقيّ الدّين بن هلال [من الكامل]:
هنّئت ما أوتيته من رتبة ... حملتك في العينين من إجلالها
في مقلة الأجفان أنت (10) فقل لنا: ... أنت ابن مقلتها (11) أم ابن هلالها؟ (12)
ومنه قوله (13) [من الطويل]:
فديناك يا ابن المحسنين (14) مجوّدا ... بأقلامه أو جائدا بمكارمه
__________
(1) في ط: «ثنا».
(2) البيتان في ديوانه ص 422وفيه: «ثنا» و «في ازدياد».
(3) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(4) «بن» سقطت من ط.
(5) في ب: «يتلى» وفوق الياء نقطتان وفي ط: «تبلى».
(6) البيتان في ديوانه ص 169وفيه: «وأنت الذي»، وفي ديوانه ص 160وفيها البيت الثاني فقط:
كذا ألف عيد شرّف اسمك زينه
وهنّئت الدنيا بأنّك خالد
(7) في ط: «نداه».
(8) في ط: «عفوا».
(9) البيتان في ديوانه ص 413.
(10) في ط: «الإنسان نمت» مكان «الأجفان أنت».
(11) في ب: «مقلة»، وبها يكسر الوزن.
(12) البيتان في ديوانه ص 414وفيه: «دولة» مكان «رتبة».
(13) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(14) في ب، د، ك، و: «المحسني».(3/350)
فحاتم عند الجود في بطن كفّه ... وياقوت عند الخطّ في فصّ خاتمه (1)
ومنه قوله (2) يهنّئ بالعيد [من المتقارب]:
تهنّ بعوده (3) عيدا سعيدا ... وعش ما شئت يا كهف البرايا
نحرت به جميع عداك فانحر ... قرونا آخرين من الضّحايا (4)
ومنه قوله (5) [من الخفيف]:
قف بباب العلا وقل: يا كتابي ... عن لساني (6) قول الخويدم حقّا
أنا عبد مكاتب غير أنّي ... لست أرجو (7) من مالك الرّقّ عتقا (8)
وقال، وقد أنعم عليه بنصفيّة (9) [من مجزوء الخفيف]:
سور الذكر سهّلت ... لي تفصيلة (10) غلت (11)
فب «ياسين» عوّذت (12) ... وب «حاميم» «فصّلت» (13)
وتلطّف بكتابته (14) إلى من أنعم عليه بالنّصفيّة (15) بقوله (16) [من الكامل]:
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 479وفيه: «يا ابن الواسطيّ ممجّدا» و «أهل» مكان «عند» في الشطرين.
وياقوت: هو ياقوت الموصلي، أمين الدين، خطّاط من أهل الموصل.
(الأعلام 8/ 131).
(2) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(3) في ب: «بعودة».
(4) البيتان في ديوانه ص 578.
(5) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(6) في ب: «لسان».
(7) في ط: «أبغي».
(8) البيتان في ديوانه ص 355وفيه:
«أخشى» مكان «أرجو».
(9) في ط: «نصفيّة» وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «نصيفة».
والنصفيّة: لعلها منسوبة إلى النّصيف، وهو الخمار، أو ثوب يتجلّل به فوق الثياب. (اللسان 9/ 332 (نصف)).
(10) في ط: «نصفيّة».
(11) في ط: «علت».
(12) في د، ك: «عوّدت».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
و «ياسين» و «فصّلت» من سورة القرآن الكريم و {حم} (1) آية في عدّة سور من القرآن الكريم، منها: غافر: 1، وفصّلت: 1.
(14) في و: «في كتابته».
(15) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«نصيفة».
(16) في ب: «وقال وتلطّف في كتابته إلى من أنعم عليه بالنصفيّة» مكان «وتلطّف بقوله».(3/351)
يا سيّدي نصفيّتي (1) قد فصّلت ... وعجزت لمّا غبت عن تبطينها
ما حلت فيها عن ندى (2) نعمى (3) يدي ... ك ولا اتّخذت بطانة من دونها (4)
وكتب أيضا (5) إلى القاضي شمس الدين البهنسيّ [من الرمل]:
شكر الله أياديك الّتي ... أنعشت حالي بشمسيّ الهبات
أنت بالمعروف قد أحييته (6) ... وكذا الشمس حياة للنّباتي (7)
وقال يهنّئ قادما من الحجاز [من الرجز]:
قالوا: سررت زائدا بقادم ... حجّ شهابا ثمّ عاد بدرا
تقصد منه ماله أو جاهه (8) ... قلت: نعم، كلاهما وتمرا (9) /
وكتب إلى من أهدى له (10) تمرا (11) رديئا غالبه نوى [من الكامل]:
أرسلت تمرا (11) بل نوى فقبلته ... بيد الوداد فما عليك عتاب
وإذا تباعدت الجسوم فودّنا ... باق ونحن على النّوى أحباب (13)
ومنه قوله (14) [من الرّمل]:
__________
(1) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«نصيفتي» وبها يكسر الوزن.
(2) في ب، د، و: «رجا».
(3) في ط: «نعما».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(5) «أيضا» سقطت من ب، ط.
(6) في ب: «أحببته».
(7) في ب، ط، و: «للنبات» وفي د:
«للنبات (ي). والبيتان في ديوانه ص 76 وفيه: «عاجلت قصدي بأنواع الهبات» و «قد أحييتني» و «للنبات».
(8) في ب، د، و: «جاهه أو ماله».
(9) الرجز في ديوانه ص 237وفيه:
«زائرا» و «تطلب منه ودّه ورفده» مكان «تقصد جاهه».
و «كلاهما وتمرا» مثل يضرب في كلّ موضع خيّر فيه الرجل بين شيئين، وهو يريدهما معا. (جمهرة الأمثال 2/ 147 والفاخر ص 149وفصل المقال ص 110وكتاب الأمثال ص 200 وكتاب الأمثال المجهول ص 90 والمستقصى 2/ 231والميداني 2/ 151، 287.
(10) في ط: «إليه».
(11) في د: «ثمرا».
(13) البيتان في ديوانه ص 55.
(14) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».(3/352)
قال فتح الدّين إذ حدّثنا ... بتلافي (1) فضّة (2) تفضى لمنحي
كيف أثمار حديثي عندكم؟ ... قلت: فضّيّ (3) وإلّا فهو فتحي (4)
وقال يهنّئ ولد الأمير ناصر الدين بن فضل الله العمريّ بإمرة (5) عشرة [من المنسرح]:
هنّئتها إمرة مجدّدة ... يا ابن السّراة الأكارم (6) البرره
أقسم من ذا وذا بأنّكم ... وجدّكم (7) من أكابر العشره (8)
ومن لطائفه في هذا الباب [قوله] (9) [من الكامل]:
والله ما عجبي لقدرك إنّه ... قدر على (10) باغي مداه بعيد
إلّا لكونك لست تشكو وحشة ... في هذه الدّنيا وأنت وحيد (11)
وكتب على شرح مختصر ابن الحاجب لشمس الدّين الأصبهانيّ (12) [من الطويل]:
أخا العلم إنّ الشّمس باد ضياؤها ... فسر بسناها (13) حيثما أنت سائر
وخلّ فتى شيراز عنك فإنّما ... هو القطب قد دارت عليه الدّوائر (14)
__________
(1) في ب، د، و: «بتلاقي» وفي ط:
«يتلافى».
(2) في ط: «قصّة».
(3) في ط: «فصّي».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه، وفي ديوانه ص 118 (من مجزوء الرمل):
«قلت إذ حدّثني الفت
ح ووفاني بمنح
كيف أثمار حديثي
قال فضّيّ وفتحي»
(5) في د: «بإمرة» مصححة عن «بإمرأة».
(6) في ط: «الأكابر».
(7) في د: «وجدّكم» وفي ط: «وجدتم».
(8) البيتان في ديوانه ص 237وفيه:
«الأكابر» و «وجدتم».
(9) من د، ط، وو في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(10) في ب: «عليّ».
(11) البيتان في ديوانه ص 170.
(12) في ب، د، ط، و: «الأصفهانيّ».
(13) في ب: «سناها».
(14) البيتان في ديوانه ص 238237وفيه:
«بسناء».(3/353)
ومن لطائفه قوله (1) [من الطويل]:
وصلت إلى باب المقرّ (2) وظلّه ... وفارقت ذلّي إذ وصلت إلى العزّ
وأصبحت من جند المحامد والثّنا ... ولا بدّ للجنديّ من طلب (3) الخبز (4)
ومنه (5) قوله (6) في جامع دمشق الأمويّ (7) [من الطويل]:
أرى الحسن مجموعا بجامع جلّق ... وفي (8) صدره (9) معنى الملاحة مشروح
فإن يتّقى لي (10) بالجوامع (11) معشر ... فقل لهم: باب الزيادة مفتوح (12)
ومن مداعباته (13) ومجونه وأغراضه (14) ونكته اللطيفة (15) في باب التورية [قوله] (16) [من السريع]:
يا أير لا تركن لعلق ولا ... تثق به واتركه مع نفسه
ولا ترجّ (17) الودّ ممّن يرى ... أنّك محتاج إلى فلسه (18)
ومن مداعباته (19) اللطيفة مع الشيخ (20) بدر الدين حسن الزّغاريّ مضمّنا [قوله] (21) [من الكامل]:
__________
(1) في ب: «وقال» مكان «ومن لطائفه قوله».
(2) في ط: «المعزّ».
(3) بعدها في و: «العزّ» مشطوبة.
(4) البيتان في ديوانه ص 261وفيه: «لجأت إلى باب الأمير» و «والغنى» مكان «والثنا».
(5) في و: «ومن لطائفه».
(6) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(7) في ط: «وقوله في الجامع الأمويّ بدمشق» مكان «ومنه الأمويّ».
(8) في ب: «ومن».
(9) في د: «صدر».
(10) في ب، د، ط: «يتغالى» وفي و: «يتغالى»، وفوق الياء نقطتان.
(11) في ب: «في الجوامع» وفي د:
«بالزيادة».
(12) البيتان في ديوانه ص 116وفيه: «فإن يتغالى في الجوامع».
(13) في ب، د، و: «مذاعباته» وفي ط:
«مداعبته».
(14) سقطت من ب وفي ط: «وأعراضه».
(15) في ب: «اللطيف».
(16) من ب، د، ط، و.
(17) في ب، د، ط، و: «ترجّي».
(18) البيتان في ديوانه ص 270.
(19) في ب، د، و: «مذاعباته».
(20) «الشيخ» سقطت من ب.
(21) من ط وفي ب، د، و: «قوله مضمّنا».(3/354)
يا غائبا عن مجلس قد شاتمت ... ندماه واشتعلت لديه (1) الأكؤس
نبّئت أنّ النار بعدك أوقدت ... وأسيء (2) بعدك يا كليب المجلس (3)
ومنه قوله (4) في مليح اسمه إلياس (5) [من الكامل]:
أفدي مليحا في البرايا لم أزل (6) ... طول الزّمان عليه في وسواس
قالوا: أتقطعه كبيرا (7)؟ قلت: من ... راحات قلب المرء قطع الياس (8)
ومنه قوله (9) [من مجزوء الكامل]:
لهفي على فرسي الّذي ... أضحى قريح المقلتين
يكبو وأملك رقّه (10) ... فمعثّر في الحالتين (11)
ومنه قوله (12) [من السريع]:
سافرت للسّاحل مستبضعا (13) ... قصدا وحمدا حسن الجملة
فيا له من متجر رابح ... ما نفقت فيه سوى بغلتي (14)
ومنه قوله (15) [من مخلّع البسيط]:
__________
(1) في ب، ط: «عليه».
(2) في د: «فأسيء» وفي ط: واستبّ» وفي و: «وأسيء».
(3) البيتان في ديوانه ص 269وفيه:
«واستعلت» و «واستبّ».
وكليب: هو ابن ربيعة بن الحارث بن مرّة التغلبيّ الوائليّ، ويقال كليب لقب له واسمه وائل، وهو الذي قتله جسّاس بن مرّة لأجل ناقة البسوس. (الأعلام 5/ 232).
(4) في ب: «وقال».
(5) في د: «اليأس».
(6) في ب: «لم يزل».
(7) في ط: «كثيرا».
(8) البيتان في ديوانه ص 269268وفيه:
«كثيرا».
(9) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(10) في د: «برقه».
(11) البيتان في ديوانه ص 534.
ويقصد ب «المعثر»: الذي يتعثّر، أو الذي لا حظّ له.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(13) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«هكذا في الأصل: «مستبضعا»، ونعتقد أنها: «مستبضعا»، أي طالبا للبضاعة لمناسبة المعنى».
(14) البيتان في ديوانه ص 81وفيه: «حمدا وقصدا».
(15) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».(3/355)
ميزاني العاطل المنحّى (1) ... قال له الفقر (2): نم (3) مكانك
لا تذكر المال عند هذا ... ولا تحرّك به لسانك (4)
ومنه قوله (5) يداعب (6) صديقا له يروم ولاية القضاء [من الخفيف]:
ربّ إنّ ابن عامر هائم الفك ... ر معنّى في صبحه والمساء
يتمنّى القضا فلا (7) تعطينه ... واجعل الموت سابقا للقضاء (8)
ومنه (9) قوله (10) [من مجزوء الوافر]:
لقد أصبحت في حال ... يرقّ لمثلها الحجر
مشيب وافتقار يد ... فلا عين ولا أثر (11)
ومنه قوله (12)، يداعب (13) بعض أصحابه [من الكامل]:
لفلان في الديوان صورة حاضر ... وكأنّه من جملة الغيّاب
لم يدر ما مخزومة (14) وجريدة ... سبحان رازقه بغير حساب (15)
ومن لطائفه قوله (16) يهنّئ شارب دواء [من المتقارب]:
أمط بالدواء ثياب الأذى ... وطب في الرّواح (17) به والغدوّ (18)
__________
(1) في ب: «المنحنى»، وفي هامشها:
«المخبّا» وفي د، و: «المخبّا» وفي ط: «المحلّى».
(2) في ب: «الدهر».
(3) في ط: «قف».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(5) «قوله» سقطت من ب.
(6) في ب، د، ك: «يذاعب».
(7) في ب: «القضاء لا».
(8) البيتان في ديوانه ص 19.
(9) في ط: «ومثله».
(10) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(11) البيتان في ديوانه ص 251و «فلا عين ولا أثر» مثل، لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(13) في ب، د: «يذاعب».
(14) في د: «محرومة» وفي ط: «محزومة».
(15) البيتان في ديوانه ص 5049وفيه:
«مخرومة وجريدة». وفيه إشارة إلى الآية الكريمة: {وَاللََّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشََاءُ بِغَيْرِ حِسََابٍ} (النور: 38).
(16) في ب: «وقال» مكان «ومن لطائفه قوله».
(17) في ط: «بالرواح».
(18) في ط: «والغدوّ».(3/356)
وكرّر أحاديث بيت الخلا ... ولكن (1) على رغم (2) أنف العدوّ (3)
وكتب إلى صفيّ الدين الحليّ مداعبا له (4) [من السريع]:
أوقعني ودّي مع هاجر ... يبخل بالدّرج وبالوصل
والله لا غررت من بعدها ... ولا جعلت (5) الودّ في حلّ (6)
ومنه قوله (7) [من الطويل]: /
وقالوا: أحاطت ذقنه بخدوده ... ووجدك لا ينفكّ يذكر حسنه
فقلت: نعم، ضيف (8) بقلبي نازل ... أعظّم مثواه وأكرم ذقنه (9)
قال (10) [من السريع]:
ربّ مليح خشن (11) صوته ... قالوا، وقد أصبح ذا ذقن (12):
لحيته قد قطّعت (13) حلقه ... قلت: من الأذن إلى الأذن (14)
وكتب، وقد أهدى إليه بعض الأصحاب (15) ديوكا (16) [من الخفيف]:
وصلتنا ديوك برّك تزهو ... بوجوه جميلة مستجاده
كلّ عرف يروق حسنا (17) وإنّي ... أرتجي أن يكون (18) عرفا وعاده (19)
__________
(1) في ب: «الخلاء لكن».
(2) في و: «زعم».
(3) البيتان في ديوانه ص 546.
(4) في ب: «وقال وكتب بذلك إلى الصفيّ الحليّ يذاعبه» وفي د، و: «مذاعبا له».
(5) في و، هـ و: «جعلت».
(6) في ب، د، و: «حلّ (ي)». والبيتان في ديوانه ص 426وفيه: «أوقفني»، و «حلّي».
والدّرج: الطّوع. (اللسان 2/ 270 (درج)).
(7) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(8) في ط: «ضيفي».
(9) البيتان في ديوانه ص 534.
(10) في ب، د، و: «وقال» وفي ط:
«وقوله».
(11) في ب، د، ط، و: «حسن».
(12) في د: «ذا ذقن».
(13) في ب: «طعت»، وفي هامشها: «قطعت».
(14) البيتان في ديوانه ص 539وفيه:
«حسن» و «صورته» مكان «صوته».
(15) في ط: «أصحابه».
(16) في ب: «وقال أهدي إليه ديوكا» مكان «وكتب ديوكا».
(17) في ب: «حسن».
(18) في ط: «تكون».
(19) البيتان في ديوانه ص 163وفيه: «تكون».(3/357)
وكتب إليه في المعنى [من البسيط]:
قل للرّئيس جمال الدين لا برحت ... هباته ذات تأسيس وإيناس
واصل رجاي بعرف الدّيك مقتبلا ... لن يذهب العرف عند (1) الله والناس (2)
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (3) [من الوافر]:
لقد عدناكم لمّا ضعفتم ... فلا، والله، ما وافيتمونا
أقيموا في ضناكم (4) أو أفيقوا ... فإن عدنا فإنّا ظالمونا (5)
ومنه قوله (6)، وقد صرف عن مباشرته (7) [من المتقارب]:
أيا ابن نباتة (8) جار الزمان ... وزلت وزالت قوى همّتك
وقد كنت ذا خدمة وانقضت ... فلا أوحش الله من خدمتك (9)
ومن نكته (10) اللطيفة في هذا الباب قوله (11) [من الخفيف]:
أحمد الله كم أجوّد في الخل ... ق مقالا وما يفيد المقال
كلمي في الأنام سحر ولكن ... أنا والسّحر باطل بطّال (12)
ومنه قوله (13) [من الوافر]:
[لقد أصبحت ذا عمر عجيب ... أقضّي فيه بالأنكاد وقتي] (14)
من الأولاد خمس حول أمّ ... فوا حرباه من خمسي وستّي (15)
__________
(1) في ط: «بين».
(2) البيتان في ديوانه ص 269وفيه:
«رجائي».
(3) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(4) في د: «صباكم».
(5) البيتان في ديوانه ص 534533.
(6) في ب: «وقال».
(7) في ب: «مباشرة» وفي د، و:
«مباشرة».
(8) في د: «ابن نباتة» وبها يكسر الوزن.
(9) البيتان في ديوانه ص 80وفيه: «ذا حكمة».
(10) في و: «نكثه».
(11) في ط: «قوله في هذا الباب» وفي ب:
«وقال في المعنى» مكان «ومن
قوله».
(12) البيتان في ديوانه ص 424.
(13) في ب: «وقال في المعنى» وفي ط:
«وقوله».
(14) من ب، ط، و.
(15) في ط: «خمس وستّ (ي)». والبيتان في ديوانه ص 80وفيه: «وستّ».(3/358)
ومن لطائفه قوله (1) [من المنسرح]:
قد لقّبوا الرّاح بالعجوز وما ... تخرج ألقابهم عن العادة
ألانت الغادة التي امتنعت ... فصحّ أنّ العجوز قوّادة (2)
وقال يداعب (3) كبير الأنف [من المنسرح]:
أقبل عند القوم (4) يسألني ... من أيّ أرضيك نلت (5) إيثارا؟
قلت: من النّبك ما رأى بصري ... خيرا، ولكن رأيت من قارا (6)
ومن لطائف مجونه أيضا (7) [قوله] (8) [من الوافر]:
أرى أيري تكبّر (9) في جلوس (10) ... وفي عمر وأعطى اللّؤم قومه
فأمسى لا يقوم لزائريه ... وإن زار العزيز فنصف قومه (11)
وقال في صديق باع مملوكا (12) وتزوّج امرأة جميلة (13) [من الكامل]:
لي صاحب ترك المليح وعاد في (14) ... حبّ المليحة من ذوي الأقدار
قد كان عند الأسهل (15) المنسوب في ... حسن فأضحى وهو عبد الدّار (16)
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (17) [من الوافر]:
__________
(1) في ب: «وقال».
(2) البيتان في ديوانه ص 172.
(3) في ب، د، ك: «يذاعب».
(4) في ب، د، و: «عند القدوم».
(5) في و: «نلت» مصححة عن «قلت».
(6) في ب: «من قارا» وإزاءها في هامشها:
«منقارا» وفي ط: «منقارا» وفي و: «منقارا»، وإزاءها في هامشها: «من قارا». والبيتان في ديوانه ص 238 وفيه: «النيك» و «منقارا».
(7) «أيضا» سقطت من ط.
(8) من د، وو في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(9) في ك: «يكبر».
(10) في ط: «جلوسي».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(12) في ب: «مملوكه».
(13) في ب: «حسنة».
(14) في ب: «وعافى».
(15) في ب، د، و: «عبد الأشهل» وفي ط:
«عبد الأشهب».
(16) البيتان في ديوانه ص 236وفيه: «عبد الأشهب».
(17) في ب: «وقال في المعنى» مكان «ومن قوله» وفي ط: «قوله في هذا الباب».(3/359)
لقد أضحت سعاد تعاف أيري ... وتحوجها الضرورة أن تجامل
فتمعكه بلا قلب لديها ... وتأخذه بأطراف (1) الأنامل (2)
ومنه (3) قوله مع التضمين المخترع (4)، [وهو] (5) [من الطويل]:
دنوت إليها وهو كالفرخ راقد ... فيا خجلي (6) لمّا دنوت وإذلالي
وقلت (7): امعكيه بالأنامل فالتقى ... لدى وكرها العنّاب والحشف البالي (8)
ومنه قوله (9) [من المجون] (10) [من السريع]:
محبوبتي دنيا جفت بعدما ... جادت وكانت نزهة الهائم
كانت مع الأير زمان الصّبا ... وهكذا الدّنيا مع القائم (11)
ومن لطائفه [قوله] (12) في هذا الباب (13) [من المجون] (14) [من المنسرح]:
باع صديقي لجام بغلته ... ليشتري الخبز منه والأدما
واها عليه راحت جرايته ... فهو على ذاك (15) يأكل (16) اللّجما (17)
__________
(1) في ب: «برؤوس»، وفي هامشها:
«بأطراف».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(3) في د، و: «ومثله».
(4) في و: «المجزع».
(5) من ط وفي ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومنه وهو».
(6) في د، ط، و: «خجلتي».
(7) في ب: «فقلت».
(8) البيتان في ديوانه ص 424. وفيه إشارة إلى بيت امرئ القيس من الطويل:
«كأنّ قلوب الطير رطبا ويابسا
لدى وكرها العنّاب والحشف البالي»
[ديوانه ص 264].
(9) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(10) من ب.
(11) البيتان في ديوانه ص 480.
(12) من ط.
(13) «في هذا الباب» سقطت من ط وفي ب:
«وقال» مكان «ومن الباب» وفي د، و: «في هذا الباب قوله».
(14) من ب.
(15) في ب: «ذاك» مصححة عن «ذلك» وفي ك: «ذلك».
(16) في ط: «يعلك».
(17) البيتان في ديوانه ص 481وفيه: «فآها» و «وظيفته» مكان «جرايته» و «الحالين» مكان «ذاك».
والجراية: الجاري من الوظائف. (اللسان 14/ 142 (جرى)).(3/360)
ومن لطائف مجونه أيضا (1) قوله (2) [من الرمل]:
يا ملاذ (3) الغوث من عائلة (4) ... ليس من تكليفهم لي مهرب
طلبوا في أرجل (5) شتّى (6) وقد ... نقّبوا رأسي بما قد طلبوا (7)
ومنه قوله (8) [من السريع]:
جنينة البيت (9) وجيرانها ... قد طيّبت لذّاتها وقتي
وكثّرت عندي ما أشتهي ... فالتين من فوقي ومن تحتي (10)
وقال يداعب (11) صديقا له طلّق زوجة تسمّى «دنيا» [من السريع]:
قل لابن فعلان (12) الذي أصبحت ... كرّته بين الورى خاسره /:
ظلمت دنياك وفارقتها ... ورحت لا دنيا ولا آخره (13)
ومنه قوله (14) [في المجون] (15) [من السريع]:
تبسّم الشّيب بذقن الفتى ... يوجب سحّ الدمع من جفنه
حسب الفتى بعد الصّبا ذلّة ... أن يضحك الشّيب على ذقنه (16)
ومن أغراضه اللّطيفة في إهداء كتاب قوله (17) [من مجزوء الكامل]:
أرسلته (18) نعم الجلي ... س إذا (19) تغيّرت البشر
__________
(1) «أيضا» سقطت من ط.
(2) في ب: «وقال منه» مكان «ومن
قوله».
(3) في ط: «ملاذي».
(4) في د: «عاملة».
(5) في د: «أرجل» وفي ط: «أرجلي».
(6) في ب، د، ط، و: «شيئا».
(7) في د: «ممّا يطلبوا» مكان «بما قد طلبوا». والبيتان في ديوانه ص 65وفيه:
«يا ملاذي» و «أرجلي شيئا».
(8) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(9) في ب، د، ط، و: «التين».
(10) البيتان في ديوانه ص 80وفيه: «التين» مكان «البيت».
(11) في ب، د، ك: «يذاعب».
(12) في ط: «بغلان».
(13) البيتان في ديوانه ص 239وفيه:
«نعلان» و «وطلّقتها فرحت».
(14) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(15) من ب.
(16) البيتان في ديوانه ص 535.
(17) في ب: «وقال في إهداء كتاب».
(18) في ب: «أنهلته» وفي د: «أرسلتم».
(19) في ب: «إذ».(3/361)
يبقى على سنن الوفا ... أبدا ويقنع بالنّظر (1)
ومنه قوله (2) [أيضا] (3) [من السريع]:
لله تصنيف له رونق ... كرونق الحبّات في عقدها
كادت تصانيف الورى عنده ... تموت للخجلة (4) في جلدها (5)
وقال، وقد عتب عليه القاضي بدر الدين لأمر [من السريع]:
أهّلتني للعتب حتّى لقد ... لذّ لسمعي وهو صعب شديد
هذا ولو قطعتني لذّ لي ... وسرّني أنّي ببدر شهيد (6)
وقال يداعب (7) جنديّا من أصحابه عرض ولم يقبل [من الهزج]:
ظننّا طوله يجدي ... ليوم العرض أو يرضي
فلا والله ما أجدى ... وراح الطّول في العرض (8)
ومن لطائف (9) مجونه قوله (10) [من الطويل]:
صفا (11) لون شيبي ثمّ كدّر عيشتي ... فيا عجبا للشّيب من كدر صافي
وصار على الأكتاف يضحك من يرى ... فآها له شيبا يقطّع أكتافي (12)
ومن أغراضه اللطيفة قوله [من مجزوء الكامل]:
كانت للفظي رقّة ... ضنّ الزمان بما استحقّت
__________
(1) في ب: «ويقطع الخبر»، وفي هامشها:
«ويقنع بالنظر». والبيتان في ديوانه ص 252.
(2) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(3) من د، و.
(4) في ط: «للهيبة».
(5) البيتان في ديوانه ص 172171وفيه:
«للهيبة».
(6) البيتان في ديوانه ص 162.
(7) في ب، د: «يذاعب».
(8) البيتان في ديوانه ص 280.
(9) سقطت من ب وفي د: «ومن لطائفه».
(10) في ب: «وقال مجونا» مكان «مجونه قوله».
(11) في ط: «صغا».
(12) البيتان في ديوانه ص 332وفيه:
«ومرخى» مكان «وصار» و «فأوّاه من شيب».(3/362)
فصرفتها عن فكرتي (1) ... وقطعتها من حيث رقّت (2)
ومن لطائف (3) مجونه [أيضا] (4) قوله [من الرجز]:
قالت: أريد من طبيخ قدرة ... وكثّرت حاجاتها وأوغلت
فقلت: هذي قدرة يا ستّنا ... من قبل أن تمسّها النار غلت (5)
ومن لطائف (6) مجونه [أيضا] (7) قوله (8) [من المتقارب]:
دعاني صديق لحمّامه (9) ... فأوقعني في العذاب الأليم (10)
كلام يزيد وماء يقلّ ... فبئس الصديق وبئس الحميم (11)
ومنه قوله [من الكامل]:
ما زلت أقلع شيبة نسخت (12) بها ... فسواد (13) عقد شبابها مفسوخ (14)
حتّى غدت صفحات وجهي (15) آية ... لا ناسخ فيها ولا منسوخ (16)
ومن مراثيه البديعة قوله يرثي (17) الملك المؤيّد صاحب حماة (18) [من الطويل]:
ألا في سبيل الله ملك مؤيّد ... كنصل (19) غدا في باطن الأرض مغمدا
__________
(1) في ط: «قدرتي».
(2) البيتان في ديوانه ص 81وفيه:
«قدرتي» وفي ديوانه ص 353352 وفيه: «لنظمي» مكان «للفظي».
(3) في د: «ومن لطائفه».
(4) من د، و.
(5) الرجز في ديوانه ص 81.
(6) سقطت من ب وفي د: «ومن لطائفه».
(7) من د، و.
(8) في ب: «ومنه قوله» مكان «ومن
قوله».
(9) في ط: «لحاجاته».
(10) في ك: «كذا وردت «بالضمّ» والأفضل لو سكّنها وما بعدها.
(11) البيتان في ديوانه ص 479.
(12) في و: «نسجت».
(13) في ب، د، و: «سوداء» وفي ك: «سواد».
(14) في د: «منسوخ».
(15) في ب: «وجدي».
(16) في ب: «ناسخ» مكان «منسوخ» وبعدها في د: «ومنه قوله، ومن مراثيه»
والبيتان في ديوانه ص 124وفيه:
«سوداء».
(17) في ب: «في» مكان «يرثي».
(18) بعدها في ب: «يرثيه».
(19) في د: «كفضل».(3/363)
على الرغم منّا إن خبا (1) منه لامع (2) ... وجاوبنا من حول تربته الصّدى (3)
ومنه قوله (4)، وقد توفّي له ولد لم (5) يبلغ حولا [من السريع]:
يا راحلا من بعد ما أقبلت ... مخائل للخير مرجوّة (6)
لم تكتمل (7) حولا وأورثتني ... ضعفا فلا حول ولا قوّة (8)
ومثله قوله في ولده عبد الرحيم [من البسيط]:
يا لهف قلبي على عبد الرّحيم ويا ... شوقي إليه ويا شجوي ويا دائي
في شهر كانون وافاه الحمام لقد ... أحرقت بالنّار يا كانون أحشائي (9)
ومنه (10) قوله فيه [من السريع]:
آها لشمل قد وهى سلكه ... وكان ذا درّ بعبد الرّحيم
فليتني لاقيت عنه الرّدى ... وعاش ذاك الدّرّ درّا يتيم (11)
وقال يرثي جارية له [من الطويل]:
يقولون: قد أخلقت (12) جفنك بالبكا ... نعم إنّ جفني بالبكاء حقيق (13)
دعوا الدمع للجفن القريح مؤاخيا ... فإنّي عدمت الدّمع (14) وهو شقيق (15)
وقال يهنّئ بالعشر بعد تعزية بميت (16) [من الطويل]:
__________
(1) في ط: «أتى»، وفي و: «خفا».
(2) في ب: «لامح»، وفي هامشها: «لامع».
(3) البيتان في ديوانه ص 140وفيه: «نصل عزائم وعلم غدا» مكان «ملك مؤيّد كنصل غدا» و «أن خبا منه رونق» مكان «إن خبا منه لامع».
(4) في ط: «وقوله».
(5) في ط: «ولم».
(6) في ب: «يا راحلا مرجوّه» مكان «لم تكتمل ولا قوّة» والبيت الثاني مكان البيت الأوّل.
(7) في ك: «لم يكتمل».
(8) البيتان في ديوانه ص 546.
(9) البيتان في ديوانه ص 18.
(10) في ب، د، و: «ومثله».
(11) البيتان في ديوانه ص 480وفيه: «منه الرّدى».
(12) في ك: «أحلفت».
(13) في ب، د، و: «خليق».
(14) في د، و: «الخدّ».
(15) البيتان في ديوانه ص 351وفيه:
«خليق» و «فإنّي فقدت الخدّ».
(16) في ب، د، و: «وقال يعزّي بميت ويهنّئ بالعشر».(3/364)
أتيتك يا أزكى البريّة جامعا ... لأمرين في يوم من الدّهر وافد (1)
هنا وعزا لا عيب فيه لأنّني ... أهنّي بعشر إذ أعزّي بواحد (2)
وقال يرثي الملك الأفضل صاحب حماة [من الطويل]:
مضى الأفضل المرجوّ للبأس (3) والنّدى ... وصحّت على رغم العفاة (4) وفاته
وما مات أو (5) ماتت بحزن (6) نساؤه ... وماتت بأحزان البلاد حماته (7)
وقال في رثاء طفل [من مخلّع البسيط]:
بدا وفي حاله توارى ... فيا لها طلعة شريقه
جوهرة ما عملت إلّا ... دموع عيني لها عقيقه (8)
وقال في رثاء ولده أيضا [من الكامل]:
قالوا: فلان قد جفت أفكاره ... نظم القريض فلا يكاد يجيبه (9) /
هيهات نظم الشعر منه بعدما ... سكن التراب وليده وحبيبه (10)
انتهى ما وقع عليه الاختيار، ووعدت بإيراده من غريب (11) الشيخ جمال الدّين ابن نباتة وبديعه (12) في باب التورية على اختلاف أنواعها، وقد تقدّم قولي: إنّ الراية الفاضلية هو عرابة (13) مجدها، وواسطة عقدها، وقائد زمامها، ومسك ختامها، وقدّمت أيضا ذكر (14) من مشى تحت الرّاية الفاضلية، من ابن سناء الملك إلى
__________
(1) في د: «وافد».
(2) البيتان في ديوانه ص 162وفيه: «لا عتب».
(3) في و: «للناس».
(4) في ط: «العداة».
(5) في ط: «إذ».
(6) في و: «بحسن».
(7) البيتان في ديوانه ص 81وفيه:
«العداة».
(8) البيتان في ديوانه ص 356وفيه: «حالة توار» و «ما علمت».
(9) في د: «تكاد تجيبه».
(10) البيتان في ديوانه ص 51.
(11) في ط: «غرائب».
(12) في ط: «وبدائعه».
(13) في د: «غرابة».
(14) «ذكر» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».(3/365)
الوداعيّ ولمّا رفع العلم النباتيّ كانت [هذه] (1) الفرقة التي مشت تحت هذا العلم أكثر عددا، وأشهر ذكرا، وأعلى رتبة نظما ونثرا.
وقد عنّ لي أن أذكر هنا لكلّ من عاصره ومشى تحت علمه [النباتيّ] (1)، وتحلّى بنكته الأدبيّة (3)، نبذة من مختار مقاطيعه التي حلاوتها (4) في الأصل نباتيّة، ليظهر صدق قولي في تفضيل الصحابة المحمديّة (5)، وأشرع بعد ذلك في إيراد نبذة من نظم التابعين لهم (6) بإحسان، وأدير هذا الكأس بحيث يتسلسل دوره (7) إلى أهل (8)
هذا العصر والأوان، والعصابة التي مشت تحت العلم النباتيّ وتحلّت بقطر نباته، [وتفيّأت بظلال أبياته] (9)، هم الشيخ صلاح الدين الصّفديّ، والشيخ زين الدّين بن الورديّ (10)، والشيخ برهان الدين القيراطيّ، ومذهبي أنّه أقرب الناس إلى الشيخ جمال الدين بن نباتة (11) نظما ونثرا، والشيخ شمس الدين بن الصائغ، والشيخ بدر الدين بن الصاحب، والشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة، والشيخ إبراهيم المعمار (12)، والشيخ بدر الدين حسن الزّغاريّ الغزّيّ (13)، والشيخ يحيى الخبّاز الحمويّ (14)، والشيخ شهاب الدّين الحاجبي.
وممّن أدركهم وعاصرهم المصنّف، وكتبوا إليه وكتب إليهم، وأنشدوه وأنشدهم (15) من أهل مصر والشّام، الشيخ زين الدين بن العجميّ، عين كتاب الإنشاء الشريف بالدّيار المصريّة، والقاضي فتح الدين بن الشهيد، صاحب
__________
(1) من ط.
(3) «لكلّ من عاصره الأدبيّة» سقطت من ب.
(4) في و: «حلاواتها».
(5) «المحمديّة» نسبة إلى «محمّد» اسم ابن نباتة، وفيه تورية لطيفة بالنسبة إلى اسم محمد (صلى الله عليه وسلم).
(6) «لهم» سقطت من د، و.
(7) في ب: «دورها».
(8) «أهل» سقطت من ب.
(9) من ب، د، و.
(10) في ب: «زين عمر الورديّ».
(11) «بن نباتة» سقطت من د، ط، و.
(12) «والشيخ إبراهيم المعمار» سقطت من ط.
(13) بعدها في ب، و: «والشيخ إبراهيم المعمار».
(14) «الحمويّ» سقطت من د.
(15) في ب، د، و: «وممّن أدركتهم وحاضرتهم وكتبوا إليّ وكتبت إليهم وأنشدوني وأنشدتهم» وبعد «أدركتهم و» في د: «د» مشطوبة.(3/366)
دواوين (1) الإنشاء الشريف بدمشق (2) المحروس (3)، وناظم السيرة النبويّة، نوّر الله ضريحه، والشيخ عزّ الدين الموصليّ، والشيخ علاء الدين بن أيبك (4) الدّمشقيّ (5)، والشيخ جلال الدين بن خطيب داريّا، والشيخ شمس الدين الرئيس الشهير بابن المزيّن (6)، والصاحب فخر الدين بن مكانس، وولده الجناب المخدوميّ (7)
المجديّ، وسيّدي أبو الفضل بن أبي (8) الوفاء، قدّس الله روحه (9)، ولكن ما رأيته (10)، والشيخ شرف الدين عيسى [العالية] (11) الشهير بعويس، والشيخ شهاب الدين (12) بن العطار، ولكن ما حضرته (13)، والشيخ جمال الدين عبد الله السوسيّ (14)، ولكن ما رأيته (15)، وصاحبنا الشيخ شمس الدين المتّينيّ (16)
المصريّ (17)، رحمه الله (18).
والفرقة التي أطال الله بقاءها، وأمست قواعد بيوت (19) الأدب بها قائمة (20)، وختمت بهم هذه الطريقة البديعة، وأخلصوا في العمل ففازوا في الحالين (21)
بحسن الخاتمة، وهم: [علامة العصر سيّدنا الشيخ] (22) القاضي (23) بدر الدين [محمّد] (24) بن الدّمامينيّ المالكيّ المخزوميّ، فسح الله في أجله، والشيخ الإمام الحافظ العلّامة شهاب الدين [أحمد] (25) ابن حجر العسقلاني الشافعيّ، عظّم الله
__________
(1) في ب، د، و: «ديوان».
(2) في ب، د، و: «بالشام».
(3) في ط: «المحروسة».
(4) في د: «بن أيتك».
(5) «الدمشقيّ» سقطت من ب، و.
(6) في ب، د، و: «بالمزيّن».
(7) في ب، د، و: «المرحوميّ».
(8) في ك: «أ». مكان «أبي».
(9) في ب: «سرّه».
(10) «وسيّدي أبو الفضل رأيته» سقطت هنا من ب، وو كتبت بعد «السوسيّ، ولكن ما رأيته».
(11) من ب، د، و.
(12) «الدين» سقطت من ب.
(13) في د، و: «حاضرته».
(14) «عبد الله السوسيّ» سقطت من ط.
(15) بعدها في ب، و: «وسيّدي أبو الفضل ما رأيته».
(16) في ط: «المتنبّي».
(17) «المصري» سقطت من ب، ط، وو بعدها في د: «تعالى».
(18) «رحمه الله» سقطت من ب، ط، وو بعدها في د: «تعالى».
(19) «بيوت» سقطت من ط.
(20) في ب، د، و: «بها قواعد بيوت الأدب قائمة».
(21) في ط: «الحالتين».
(22) من ب، و.
(23) «القاضي» سقطت من ب، و.
(24) من ب، و.
(25) من ب، د، و.(3/367)
شأنه (1)، والشيخ بدر الدين البشتكيّ، فسح الله في أجله (2).
ونبدأ بمن تقدّم ذكره أوّلا فأوّلا (3)، [والله أعلم] (4).
فمن محاسن الشيخ صلاح الدين / الصّفديّ، رحمه الله تعالى (5)، في باب التورية قوله (6) [من المنسرح]:
أفديه ساجي الجفون (7) حين رنا ... أصاب منّي الحشا بسهمين
أعدمني الرّشد في هواه ولا ... أفلح شيء يصاب بالعين (8)
ومثله قوله (9) [من الطويل]:
لقد شبّ جمر (10) القلب من فيض عبرتي ... كما أنّ رأسي شاب من موقف البين
فإن كنت ترضى لي مشيبي والبكا ... تلقّيت ما ترضاه بالرّأس والعين (11)
ومثله في تورية «العين» قوله (12) [من مخلّع البسيط]:
سألتم عن منام عيني ... وقد براه جفا وبين
والنوم (13) قد غاب حين غبتم ... ولم تقع (14) لي عليه عين (15)
__________
(1) في د، و: «عظم الله تعالى شأنه» وفي ط: «رحمه الله تعالى».
(2) في ط: «رحمه الله تعالى».
(3) بعدها في ب: «ويأتي الكلام عليه، إن شاء الله سبحانه وتعالى (*) وكرّر من:
وعدنا بإيراده ممن مشى تحت العلم النباتيّ (* *)» وبعدها في و: «ويأتي الكلام عليه» مشطوبة.
(*) إزاءها في الهامش: «خطأ».
(* *) هذه العبارة يبدو أنها من إدخال الناسخ في المتن خطأ.
(4) سقطت من النسخ جميعها، وثبتت في هـ ومشارا إليها ب «صح» وبعدها في و: من ذكر فمن محاسن من وعدنا بإيراده ممّن مشى تحت العلم النباتيّ إلى» مشطوبة.
(5) «رحمه الله تعالى» سقطت من ب وفي ط: «في باب التورية».
(6) في ط: «رحمه الله، قوله».
(7) في ط: «العيون».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله».
(10) في و: «خمر».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال في تورية العين».
(13) في ط: «واليوم».
(14) في ب، ط: «يقع».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/368)
ومنه (1) قوله (2) [من الخفيف]:
إنّ عيني مذ غاب شخصك عنها ... يأمر السّهد في كراها وينهى
بدموع كأنّهنّ الغوادي ... لا تسل ما جرى على الخدّ منها (3)
ومنه قوله (4) [من مجزوء الرمل]:
وفقيه قلت: صلني (5)، ... فالبكا قرّح عيني
قال: لا تفخر بشيء ... هو دون القلّتين (6)
ومن لطائفه قوله (7) [من السريع]:
قلت: وقد أعرض عنّي ولم ... يصغ (8) إلى شكوى (9) ولم يقبل
لا تطمعي يا نفس في وصله ... ويا دموع العين لا تسبلي (10)
ومن لطائفه [أيضا] (11) قوله (12) [من الكامل]:
إن لم تصدّقني تصدّق بالكرى ... ليزورني فيه الخيال الزائل
وانظر إلى فقري لوصلك واغتنم ... أجري وقل للدّمع: قف يا سائل (13)
ومنه قوله (14) [أيضا] (15) [من الوافر]:
يقول الناس: كيف يميل (16) عنه ال ... حبيب ويدّعي صونا وعفّه
أليس لقدّه في كلّ يوم ... يمرّ مع النواسم ألف عطفه (17)
__________
(1) في ط، و: «ومثله».
(2) في ب: «وقال».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال».
(5) في د: «صفني».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «وقال».
(8) في ط: «يصفي».
(9) في ط: «الشكوى».
(10) في د: «لا تسبل (ي)» وفي ط:
«تسألي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) من د، و.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(15) من ط.
(16) في ب: «تميل».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/369)
ومنه قوله (1) [أيضا] (2) [من الطويل]:
وأحور أحوى فاتر الطرف كم (3) غدا ... به قلب صبّ بالجوى يتضرّم (4)
كستني ضنا (5) جسمي سهام جفونه ... فبرد سقامي في هواه مسهّم (6)
ومنه قوله (7) مع حسن التضمين (8) [من السريع]:
مقلته السّوداء أجفانها ... ترشق في وسط فؤادي نبال
وتقطع (9) الطرق على سلوتي ... حتّى حسبنا في السّويدا رجال (10)
وألمّ به (11) الشيخ زين الدين بن الورديّ (12) بهذه النكتة (13)، ولكن سبكها في غير هذا القالب بقوله [من السريع]:
من قال بالمرد فإنّي امرؤ ... إلى النّسا (14) ميلي (15) ذوات (16) الجمال
ما في سويدا القلب إلّا (17) النّسا ... ما (18) حيلتي ما في (19) السّويدا رجال (20)
ومنه قوله (21) [من السريع]:
بجفنه سيف فرى حدّه ... قلوب قوم في الهوى أسرى
ومن عجيب نصر ألحاظه ... وجفنها المكسور قد فرّا (22)
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) من ط.
(3) في ط: «قد».
(4) في ب: «يتصرّم».
(5) في د: «ضناء».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(8) في ب: «مضمّنا» مكان «مع حسن التضمين».
(9) في ط: «ويقطع».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) «به» سقطت من د، ط، و.
(12) «بن الوردي» سقطت من ط.
(13) في و: «النكثة» وفي ب: «وألمّ بهذه النكثة ابن الورديّ».
(14) في د: «إلى النساء».
(15) في و، وهامشها: «ميلي».
(16) في ط: «ميلي إلى النسوة ذات» مكان «إلى ذوات».
(17) في ط: «غير».
(18) في د، و: «يا».
(19) «في» سقطت من و.
(20) في د، وهامشها: «بيان: «السّويدا رجال»». والبيتان في ديوانه ص 284.
(21) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(22) في ط: «فرّا (ى)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/370)
ومنه قوله (1) [من الطويل]:
وظبي معانيه بيان بديعها ... له حار فكري إذ رأى كلّ معجز (2)
قرأت مقامات الحريريّ كلّها ... بعارضه (3) مشروحة للمطرّزي (4)
تزاحم (5) الشيخ صلاح الدين (6) الصفديّ (7) والشيخ (8) زين الدّين بن الورديّ (9)
في هذا المعنى، والنكتة بقوله [من المجتثّ]:
شبّهت خدّ حبيبي ... تشبيه فكر مبرّز
مقامة للحريري ... وشرحها للمطرّز (10)
والذي يشهد به الذوق أنّ تركيب الصّفديّ أحسن وأقعد، ومنه قوله (11) [من مجزوء الكامل]:
كن كيف شئت فإنّ قد ... رك قد علا عندي وعزّا
مات السّلوّ، تعيش أن ... ت، أما رأيت الصّبر عزّا (12)؟
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (13) [من الكامل]:
قالوا: حكى بدر (14) الدّجى وجه (15) الذي ... تهوى، فقلت لهم: قفوا وتربصّوا
أنا ما أصدّق من (16) عليه كلفة ... وإذا (17) حكى شيئا يزيد وينقص (18)
__________
وفرى وفرّى: شقّ وأفسد. (اللسان 15/ 52 (فرا)).
(1) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(2) في و: «معجزي».
(3) في و: «على خدّه»، وفي هامشها:
«بعارضه» خ.
(4) في ب: «للمطرّز (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ط، و: «وتزاحم».
(6) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب.
(7) «الصفديّ» سقطت من ط.
(8) «والشيخ» سقطت من ب وفي د، و:
«هو والشيخ».
(9) في ب: «والوردي» مكان «والشيخ
الوردي».
(10) في ب: «للمطرّز (ي)». والبيتان في ديوانه ص 351350.
(11) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(14) في د: «بدر».
(15) في د: «وجه».
(16) في ط: «ما».
(17) في ط: «فإذا».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/371)
ومنه قوله (1) [من السريع]:
من شافعي يوما إلى مالك ... في أمر روحي القبض والبسطا
صوّب رأي الناس في حبّه ... وشعره في الأرض قد خطّا (2)
ومنه قوله (3) [من السريع]:
يقول إذ أنكرته قبلة ... غصبتها في زورة الطّيف:
هذا عذاري وجفوني، فقم ... واحلف على المصحف والسّيف (4)
ومنه قوله (5) [من الطويل]:
يقولون: حاكاه الهلال فلا تزغ ... عن الحقّ واعرف ذاك إن كنت تنصف
فقلت: إذا ما صار بدرا مكمّلا ... حكاه ومع هذا عليه تكلّف (6) /
ومنه قوله (7) [من الطويل]:
إذا قلت: قد أسرفت في التّيه، قال لي: ... تقل (8) عن (9) جمالي في الورى غير ما جرى
وأبيض طرفي واقف عند حدّه (10) ... وأسود شعري قد تواضع للثّرى (11)
ومنه قوله (12) [من الوافر]:
محيّاه له حسن بديع ... غدا روض الخدود به مزهّر
وعارضه رأى تلك الحواشي ... مذهّبة فزمّكها وشعّر (13)
__________
(1) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «وقال».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(8) لعلّه: «فقل».
(9) في ط: «في».
(10) في د، و: «عند خدّه».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وزمّك الشيء: أدخل بعضه في بعض.
(اللسان 10/ 436 (زمك)).(3/372)
ومنه قوله (1) [من الطويل]:
أقول، وحرّ الرّمل قد زاد وقده ... ومالي إلى شمّ النسيم سبيل
أظنّ نسيم الجوّ قد مات وانقضى ... فعهدي به بالشّام (2) وهو عليل (3)
«النسيم العليل» تلاعبوا به كثيرا، ولكنّ قول الشيخ صلاح الدين (4) [الصّفديّ] (5):
* فعهدي به بالشام (6) وهو عليل *
في غاية اللطف ومنه قوله (7) [من المتقارب]:
كؤوس المدام تحبّ الصّفا ... فكن لتصاويرها مبطلا
ودعها سواذج (8) من نقشها ... فأحسن ما ذهّبت بالطّلا (9)
ومثله قوله (10) [من مجزوء الكامل]:
كلفي ببدر صائغ ... كالبدر في جوّ السماء
سكر المحبّ بريقه ... وغدا يموّه بالطّلاء (11)
ومنه قوله (12) وهو غريب وبديع (13) [من الخفيف]:
قلت، لمّا شوى الحبيب إوزّا (14) ... واكتسى باللهيب ثوب سناء:
لو يعيش الجزّار مات غراما ... في معاني محاسن الشّوّاء (15)
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) في ط: «في الشّام».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) «الشيخ صلاح الدين» سقطت من ب، ط.
(5) من ب، ط.
(6) في ط، و: «في الشام».
(7) في ب: «وقال».
(8) في د: «سوارج».
(9) بعدها في ط: «وقوله: قلت لمّا شوى». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» وفي د: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(11) بعدها في ط: «ومنه قوله: شوى الإوزّ». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) «وهو غريب وبديع» سقطت من ط وفي ب: «وهو بديع غريب».
(14) في ط: «إوزّا حبيبي».
(15) بعدها في ط: «وقوله: «كلفي ببدر». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/373)
ومثله (1) قوله (2) [من المجتثّ]:
شوى الإوزّ فأضحت ... في حمرة الخدّ بسطه
فقلت: تشوي إوزّا ... أم كنت تشرب بطّه (3)؟
ومنه قوله (4) [من الرجز]:
قل للرّقيب (5) يسترح من عذلي (6) ... ما أصبح (7) المعشوق عندي مشتهى
وارتدّ قلبي عن سيوف (8) لحظه (9) ... وكلّ شيء بلغ الحدّ (10) انتهى (11)
ومن نكته (12) البديعة في هذا الباب قوله (13) [من الطويل]:
أقول له: ما كان خدّك هكذا ... ولا الصّدغ حتّى سال في الشّفق الدّجى
فمن أين هذا (14) الحسن والظرف (15)؟ قال لي: ... تفتّح وردي والعذار تخرّجا (16)
ومنه قوله (17) [من الكامل]:
__________
(1) في ط: «ومنه».
(2) في ب: «وقال».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي هامش ب: «[من الوافر]:
دعيت فكان أكلي فخذ طير
ولم أشرب من الصهباء نقطه
وما يومي كأمسي، وذاك أنّي
أكلت إوزّة وشربت بطّه»
وقد أشير فوقها ب «حش».
وبعدها أيضا في هامش ب: «[من المجتثّ]:
حبّي المزيّن وافى
بعد البعاد بنشطه
وفشّ دمّل قلبي
بكاس راح وبطّه»
وقد أشير فوقها ب «حش».
(4) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(5) في ط: «للعذول».
(6) في ب، و: «رصدي».
(7) في ك: «أصبح ح».
(8) بعدها في و: «هجره» مشطوبة.
(9) في ب، د، و: «جفنه» وفي ك:
«جفونه».
(10) في ك: «الحدّ».
(11) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في د، و: «ومن لطائفه».
(13) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(14) في ب: «ففي أين كأس» مكان «فمن أين هذا» وفي و: «كان» مكان «هذا».
(15) في ب: «من قبل» مكان «والظرف» وفي و: «من قبل».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».(3/374)
أصبحت نابغة الغرام لصبوة (1) ... في غادة بجمالها متفرّده
كم قد جلت من خدّها وسيوف مق ... لتها لي (2) النعمان والمتجرّده (3)
ومنه قوله (4) [أيضا] (5) [من الكامل]:
أنفقت كنز مدائحي في ثغره ... وجمعت فيه كلّ معنى شارد
وطلبت منه جزاء ذلك قبلة ... فأبى وراح تغزّلي في البارد (6)
ومنه قوله (7) [من السريع]:
قالت، وقد مادت كغصن النّقا: ... أسرفت في العشق بلا فائده
فقلت: منهوم الهوى لم يكن ... يشبع إن لذّت (8) له المائده (9)
ومنه قوله (10) [من الخفيف]:
سكّن البدو من أحبّ، فقالوا: ... زاد أهل الغرام في البعد بعدا
قلت بالله هل سمعتم ببدر ... غاب عن عاشقيه لمّا تبدّى (11)
ومن نكته (12) الغريبة قوله (13) [من الكامل]:
سال العذار فسنّ (14) سيف جفونه ... حتّى غدت مهج الورى أفلاذا
يا صدغه والله كنّا في غنى ... عن أن يراك (15) السّائل الشّحّاذا (16)
__________
(1) في ب: «الزمان لصبوتي» مكان «الغرام لصبوة» وفي ب، د، و: «لصبوتي».
(2) في هـ ك: «لعلّها: «إلى»».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(5) من ط.
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(8) في ط: «مدّت».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) «وقوله».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في و: «ومن نكثه».
(13) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(14) في ب، ط: «فسلّ» وفي هـ ب: «فسنّ».
(15) في ب، ط: «نراك».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/375)
ومنه قوله (1) [من الطويل]:
أقول لقاض سهم مقلته (2) غدا ... يصيب (3) الحشا لا تبغ قتلي ولا توذي
وإن كان قلبي عنده غير ثابت (4) ... فدعه ولا تحكم عليه بتنفيذ (5)
ومنه قوله (6) [من الكامل]:
أمّلت أن تتعطّفوا بوصالكم ... فرأيت من هجرانكم ما لا يرى
وعلمت أنّ بعادكم لا بدّ أن ... يجري له دمعي دما وكذا جرى (7)
ومنه قوله (8) [من الطويل]:
لئن سمح الدّهر البخيل بقربكم ... وسكّن منّا (9) أنفسا وخواطرا
جعلت ابتذال الرّوح شكران وصلكم (10) ... وقلت لدمع العين يعمل ما جرى (11)
ومنه قوله (12) [من الوافر]:
بدا في الخدّ عارضه فأضحى ... عليه معنّفي باللوم يغري
وحاول أن يرى منّي سلوّا ... وقال: لقد تعذّر، قلت: صبري (13) /
ومنه قوله (14) [من الطويل]:
تقول له الأغصان إذ ماس قدّه: ... أتزعم أنّ اللين عندك قد ثوى؟
فقم نحتكم في الرّوض عند نسيمه ... ليقضي على من مال منّا مع الهوى (15)
__________
(1) في ب: «وقال» وفي د: «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(2) في د: «مقبله».
(3) في ب: «تصيب».
(4) في ط: «تائب».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «قال» وفي ط: «وقوله» وفي و: «ومثله قوله».
(9) في ط: «منّي».
(10) في هـ ك: «بيان: «وصلكم»».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/376)
ومن لطائفه قوله (1) [من الطويل]:
تناءى الذي أهوى فمتّ صبابة ... فقال: عجيب كلّ أمرك في الهوى
صبرت لطرفي إذ رمتك سهامه ... ولم تتصبّر (2) إذ رميتك بالنوى (3)
ومنه قوله (4) [من الطويل]:
أتاني وقد أودى (5) السّهاد (6) بناظري ... يمزّق جنح الليل بارق فيه
فناديته: يا طيّب الأصل هكذا ... أخذت الكرى منّي وعيني فيه (7)
ومنه قوله (8) [من الوافر]:
بأسياف (9) الجفون قتلت نفسا ... مبرّأة عن الشكوى (10) زكيّه
فما أقوى جفونك وهي مرضى ... وأقدرها على قتل البريّة (11)
ومنه قوله (12) [من السريع]:
جاء بقدّ قد ثنته الصّبا ... ورنّحت أعطافه السّامية
ومذ غدا في لينه واحدا ... كانت له ريح الصّبا ثانية (13)
ومنه قوله (14) [من السريع]:
وفي القلب من (15) هاجري لوعة ... بغير تلاقيه (16) ما يندمل (17)
فيا شعره، بعض هذا الجفا ... ويا ردفه، أنت ما تنحمل (18)
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) بعدها في ك: «لي».
(3) في ط: «إذ رمتك يد النوى». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(5) في ط: «أوذى».
(6) في ك: «السهام».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(9) في د: «يا سيّاف».
(10) في ب: «السلوى».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(15) في د: «في».
(16) في ب، د، ط، و: «تلافيه».
(17) في ب، د، ط، و: «تندمل».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/377)
ومنه قوله (1) [من المنسرح]:
يا قلب صبرا على الفراق ولو ... روّعت ممّن تحبّ بالبين
وأنت يا دمع إن أبحت بما ... يخفيه قلبي (2) سقطتّ من عيني (3)
ومنه قوله (4) [من الكامل]:
لولا شفاعة شعره في صبّه ... ما كان زار ولا أزال سقاما
لكن تنازل (5) في الشفاعة عنده ... وغدا على أقدامه يترامى (6)
وهذه النكتة (7) تزاحم هو والشيخ زين الدين بن الورديّ (8) عليها (9)، والله أعلم من المخترع [لها] (10)، فإنّهما كانا عصريّين (11)، فقال [من الخفيف]:
كيف أنسى جميل شعر حبيبي (12) ... وهو كان الشّفيع فيّ لديه
شعر الشعر أنّه رام قتلي ... فرمى روحه على قدميه (13)
ومثله قوله (14) [من مجزوء الرجز]:
إن قلت: زرني، قال: لا، ... بحاجب ما أظلمه
فما نرى (15) جوابه ... إلّا بنون العظمه (16)
__________
و «بعض هذا الجفا» كناية عن طول الشعر و «أنت ما تنحمل» كناية عن ثقل ردفه.
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) في ط: «تخفيه وجدا».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(5) في ط: «تطاول».
(6) في د: «يترايا». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في و: «النكثة».
(8) في ب: «هو وابن الورديّ».
(9) «عليها» سقطت من ب.
(10) من ب.
(11) في ط: «متعاصرين».
(12) في ط: «لشعر حبّي يوما» مكان «جميل شعر حبيبي».
(13) البيتان في ديوانه ص 202.
والمعنى: أنّه خفيف الروح رشيق في مشيته.
(14) في ب، د، و: «ومنه قوله» وفي ط:
«وقوله».
(15) في ب، د، ط، و: «يرى».
(16) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
ويقصد ب «نون العظمة» نا «المتكلم» المفرد لدلالتها على عظمته.(3/378)
والشيخ صلاح الدين (1) تزاحم هو والشيخ برهان الدين القيراطيّ (2) على هذه النكتة (3) وزنا وقافية، والله أعلم من المخترع [لها] (4) منهما، بقوله [من مجزوء الرجز]:
وتائه حدّثته (5) ... ولم أفه (6) بكلمه
أجابني بحاجب ... لكن بنون العظمة (7)
ويعجبني قوله [من الكامل]:
أضحى نسيم دمشق حيّاها الحيا ... يمشي الهوينا في ظلال رباها
وكأنّه (8) من مائها وهضابها ... ما داس إلّا أعينا وجباها (9)
ومثله قوله (10) [من الطويل]:
تقول دمشق إذ تفاخر غيرها ... بمعبدها الزاهي البديع (11) المشيّد:
جرى ليباهي (12) حسنه كلّ معبد ... وما قصبات السّبق إلّا لمعبد (13)
ومنه قوله (14) [من الكامل]:
لمّا زهى زهر الرّبيع بروضة (15) ... وغدا له فضل يبين (16) لديه
قام الحمام له خطيبا بالهنا ... وجرى الغدير فخرّ بين يديه (17)
__________
(1) في ب: «والصفديّ».
(2) في ب: «والقيراطيّ».
(3) في و: «النكثة».
(4) من ب.
(5) في د: «كلّمته».
(6) في ط: «فلم يفه».
(7) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب، د، ط، و: «فكأنّه».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» وفي د: «ومنه قوله».
(11) في ط: «الرفيع».
(12) في ب، د، و: «لتناهي».
(13) في ب، ط: «لمعبد (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ومعبد (الثانية): هو ابن وهب، نابغة الغناء العربي في العصر الأمويّ. (الأعلام 7/ 264).
(14) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(15) في ب، ط، و: «بروضه».
(16) في ط: «ينير».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/379)
ومنه قوله (1) [في نيل مصر] (2) [من البسيط]:
قالوا: علا نيل مصر في زيادته ... حتّى لقد (3) بلغ الأهرام حين طمى
فقلت: هذا عجيب في بلادكم ... إنّ ابن ستّة عشر يبلغ الهرما (4)
ومن أغراضه (5) في هذا الباب (6) [قوله] (7) [في طبّاخ] (8) [من المديد]:
ربّ طبّاخ به نضجت ... مهجات غير مرحومه
سلوتي عنه مزوّرة ... أبدا والنفس مغمومة (9)
ومنه قوله (10) [في بيطار] (11) [من الكامل]:
يا حسن بيطار أقول له وقد ... أصبحت في بحر الدموع غريقا:
لو أنّ قلبي من حديد لم يكن ... في مثل حبّك يحمل التّطريقا (12)
ومنه قوله (13) [من السريع]:
أحببت بابا حسنه بارع ... سبى من النّسّاك البابا
أغلق في وجهي باب الرّضى ... فهل تراني أفتح البابا (14)؟
ومنه قوله (15) [من مجزوء الكامل]:
إنّ اللطافة لم تزل ... بين الأكابر فاشيه
__________
(1) في ب: «وقال»: وفي ط: «وقوله».
(2) من ب.
(3) في و: «لقد» كتبت فوق «حتّى».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) «ومن أغراضه» سقطت من ب.
(6) «في هذا الباب» سقطت من ب، ط وفي د، و: «في باب التورية».
(7) من د، ط، وو في ب: «وقال».
(8) من ب.
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) «ومنه قوله» سقطت من ط وفي ب:
«وقال».
(11) من ب.
(12) «يا حسن التطريقا» سقطت من ط.
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) «ومنه قوله» سقطت من ك، وثبتت في هامشها وفي ب: «وقال» وفي ط:
«وقوله».(3/380)
أرأيت عمرك في الورى ... طرفا رقيق الحاشيه (1)
وكتب / على لسان صاحب له طلب من صاحب سرجا، فلم يجهّزه له، [قوله] (2)
[من الخفيف]:
عجبا، كيف لم تجد (3) لي بسرج ... وحده واللّجاج (4) دأب النّفوس
وإذا لم تبعثه في أوّل الأم ... ر اختيارا فابعثه بالدّبّوس (5)
وكتب إلى من أهدى له صحن قطائف [قوله] (6) [من الطويل]:
أتاني صحن من قطائفك التي ... غدت وهي روض قد تنبّت (7) بالقطر
فلا غرو إن صدّقت حلو حديثها ... وسكّرها يرويه لي عن أبي ذرّ (8)
[قلت] (9): الجماعة تجاروا (10) في هذه الحلبة (11) كثيرا (12) وأجادوا، منهم الشيخ زين الدين ابن الورديّ (13) بقوله [من مجزوء الوافر]:
بعثت قطائفا حلّت (14) ... حشاها (15) قطرها الغامر
فسكّرها أبو ذرّ ... ومرسل (16) صحنها جابر (17)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) من ط وفي ب: «فقال».
(3) في ك: «يجد».
(4) في ط: «واللجام».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ويقصد بالدبّوس: بالقوّة.
(6) من ط.
(7) في ك: «نبتت».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وأبو ذرّ: هو أبو ذرّ الغفاريّ، جندب بن جنادة بن سفيان، من بني غفار، صحابيّ كبير. (الأعلام 2/ 140).
(9) من ب.
(10) في و: «تحاروا» (* ح).
(11) في د: «الحلية».
(12) «كثيرا» سقطت من ط.
(13) في ب: «ابن الورد الشيخ زين الدين عمر» مكان «الشيخ الوردي».
(14) في ب: «حكى» وفي د، و: «حلّى».
(15) في ط: «جناها».
(16) في د: «ومرسل».
(17) البيتان في ديوانه ص 194.
وجابر: هو جابر بن عبد الله الصحابيّ.
(الأعلام 2/ 104). وجابر أيضا: الخبز، وكنيته أبو جابر. (اللسان 4/ 116 (جبر)).(3/381)
وأجاد الشيخ جمال الدين (1) بن نباتة هنا، وجمع بين التورية وحسن التضمين وبديع الاكتفاء والحلاوة بقوله [من الطويل]:
أقول، وقد جاء الغلام بصحنه ... عقيب طعام الفطر (2) يا غاية المنى
بعيشك حدّثني بصحن (3) قطائف ... وصرّح بمن (4) أهوى (5) ودعني من الكنا (6)
ومثله قوله مع التضمين البديع (7) [من الطويل]:
رعى الله نعماك التي من أقلّها ... قطائف من قطر النّبات لها قطر
أمدّ لها كفّي فأهتزّ فرحة ... «كما انتفض العصفور (8) بلّله القطر (9)»
ويعجبني هنا قول الشيخ برهان الدين (10) القيراطيّ مع بديع التضمين [من الطويل]:
لقد قطفت زهر النّبات قطائف ... تخيّرتها فاخترت للنّفس ما يحلو
تقول (11) اسمعوا منّي مدائح مرسلي ... فكلّي (12)، إن حدّثتكم، ألسن تتلو (13)
[قلت] (14): وأمّا تورية «القطر» فالقطر (15) النباتيّ معروف، فمن ذلك قوله [من البسيط]:
__________
(1) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ب.
(2) في ب: «القطر».
(3) في ب، ط، و: «قل لي جاء صحن» مكان «حدّثني بصحن».
(4) في ب، ط، و: «وبح باسم من».
(5) في ط: «تهوى».
(6) في ب: «الكنى» وفي د، ط، ك:
««الكنا (فه)». والبيتان في ديوانه ص 540وفيه: «قل لي جاء صحن» و «وبح باسم من تهوى ودعني من الكنى».
(7) في ب: «وقال مضمّنا» وفي ط: «وقوله مع بديع التضمين».
(8) في ب، وهامشها: «العصفور».
(9) البيتان في ديوانه ص 253وفيه:
«سأشكر نعماك لها بحر» و «فيهتزّ».
وفي البيت الثاني إشارة إلى قول أبي صخر الهذلي من الطويل:
وإنّي لتعروني لذكراك هزّة
كما انتفض العصفور بلّله القطر
(الأغاني 5/ 169والدرر 3/ 79وشرح أشعار الهذليين 2/ 957ولسان العرب 2/ 155 (رمث)).
(10) «الشيخ برهان الدين» سقطت من ب.
(11) في ب: «فقلت».
(12) «فكلّي» سقطت من د.
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) من ب.
(15) «فالقطر» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».(3/382)
شكرا لبرّك يا غيث العفاة ولا ... زالت مدائحك العلياء تنتخب
قد جدت بالقطر حتّى زدت في طمع ... وأوّل الغيث قطر ثمّ ينسكب (1)
ومثله قوله (2) [من مخلّع البسيط]:
لجود قاضي القضاة أشكو ... عجزي عن الحلو (3) في صيامي
والقطر أرجو ولا عجيب ... للقطر يرجى من الغمام (4)
ويعجبني هنا قول أبي الحسين (5) الجزّار [من الطويل]:
أيا علم الدين الذي جود كفّه ... براحته قد أمحل (6) الغيث والبحرا
لئن أمحلت أرض الكنافة إنّني ... لأرجو لها من سحب راحتك القطرا (7)
قلت: الشيء بالشيء يذكر (8)، ذكرت هنا لغزا في لوزينج، كتب به مولانا قاضي القضاة، صدر الدين بن الأدميّ، سقى الله ثراه (9)، إلى علّامة العصر القاضي بدر الدين بن (10) الدّمامينيّ، فسح الله في أجله (11)، [وهو (12) قوله] (13) [من البسيط]:
يا من له في عروض الشعر أيّ يد ... فاق الخليل بها فضلا وتمكينا
ما اسم دوائره في لفظه ائتلفت ... والثلم في صدرها مستعمل حينا
أجزاؤه من زحاف الحشو قد سلمت ... هذا ويقطع (14) مطويّا ومخبونا
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 60وفيه: «شكرا لنعماك يا غوث تنتحب».
و «أوّل الغيث القطر» مثل لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(3) في ك: «الخلق».
(4) البيتان في ديوانه ص 478وفيه: «عن الحلو» و «فالقطر أرجو ألقطر يرجى».
(5) في د، و: «أبي الحسن».
(6) في ب، ط، و: «أخجل».
(7) «لئن أمحلت القطرا» سقطت من ب. والبيتان في الأدب في العصر المملوكي 2/ 143وفيه: «أيا شرف الذي فيض جوده قد أخجل».
(8) «الشيء بالشيء يذكر» مثل يضرب عند ما يذكّر شيء بشيء آخر مثله. (تمثال الأمثال ص 293291).
(9) في ط: «رحمه الله».
(10) «بن» سقطت من و.
(11) في ط: «رحمهما الله».
(12) من ب، د، و.
(13) «قوله» من ب.
(14) في ط: «وقد تقطّع».(3/383)
تصحيف معكوسه لفظ يرادفه (1) ... يا فرد يا رحلة (2) قوم مقيمونا
والعبد منتظر من حلّه فرجا ... لا زال سعدك بالإقبال مقرونا (3)
فأجابه المشار إليه بقوله [من البسيط]:
يا مرسلا من شهيّ النظم لي كلما ... منه (4) ابن سكّرة قد راح مغبونا
لله درّك (5) صدرا من حلاوته ... وجوهر النظم لم يبرح يحلّينا
حلّيت لغزك إذ أبهمته فلذا ... يا فاتني رحت (6) بالإعجاب (7) مفتونا (8)
هذا وكم قد رأينا في دوائره ... للكفّ قبضا يزيد العقل تمكينا (9) /
وليس إضماره مستحسنا فأدم ... بالكشف عنه لمن وافاك تحسينا (10)
وكن (11) لنا هاديا صوب الصّواب ودم ... فينا أمينا رشيد الرّأي مأمونا (12)
وقد آن الرّجوع إلى ما كنّا فيه (13)، ممّا أختاره (14) من نظم الشيخ صلاح الدين الصّفديّ، في باب التورية.
فمن لطائف مجونه قوله فيمن سرق شيئا من بعض شعره [من السريع]:
إن كان يا (15) مولاي لا بدّ أن ... تأخذ شعري جملة كافيه
قافية البيت اطّرح لفظها ... وقم خذ الكلّ بلا قافيه (16)
__________
(1) في و: «يراد به».
(2) في د: «مرحلة».
(3) الأبيات لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
والزحاف والحشو والسالم والقطع والطيّ والخبن: مصطلحات عروضية بالإضافة إلى معناها الحقيقيّ.
(4) في د، و: «منها».
(5) في و: «ذرّك».
(6) في و: «رجت».
(7) في ب، د، و: «بالإعجاز».
(8) في ب: «حلّيت مفتونا» مكان «هذا وكم تمكينا» وقد أشير قبلها في ب ب «م».
(9) «هذا وكم تمكينا» مكان «حلّيت
مفتونا» وقد أشير قبلها في ب ب «م».
(10) في ب: «تحيينا».
(11) بعدها في و: «لهاد» مشطوبة.
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(13) «فيه» سقطت من ب.
(14) في ب، د، و: «اخترناه».
(15) «يا» سقطت من د.
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/384)
ومنه قوله (1) [من الوافر]:
أدير بلحيتي البيضاء كأسي ... بكيس زائد منّي وفطنه
ألم ترني وعفو الله راج ... ومن شرهي أصفّيها بقطنه (2)
[ومنه قوله (3) [من المجتثّ]:
وجرّة قدّموها (4) ... والرّاح فيها كمينه
شممت طينة (5) فيها ... فرحت سكران طينه] (6)
ومنه قوله (7) [من السريع]:
قلت له إذ هزّ لي ذقنه ... ولام فيمن همت في عشقها:
تذكر إذ (8) غنّت؟ فنادى: نعم ... فقلت: وا شوقي (9) إلى حلقها (10)
ومنه قوله (11) [من المنسرح]:
وعاذل بارد المقالة لا ... يعي صوابا وزاد في نكدي
وقال: ذقن الحبيب باردة ... فقلت: يا بردها على كبدي (12)
ومن أغراضه قوله (13) [من الطويل]:
ملكت كتابا أخلق الدّهر جلده ... وما أحد في دهره بمخلّد
إذا عاينت كتبي الجديدة حاله ... يقولون: لا تهلك أسى وتجلّد (14)
__________
(1) في ب: «وقال الصفديّ» وفي ط: «وقوله».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) من ب، د، ط، وو في ط: «وقوله».
(4) في ب، د، و: «أظهروها».
(5) في ب: «ظينة».
(6) من ب، د، ط، و. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «وقوله».
(8) في د: «إن».
(9) في ط: «شوقا».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ط: «وقوله».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي البيت الثاني إشارة إلى بيت طرفة بن(3/385)
ومن نكت (1) المجون التي توارد هو والشيخ جمال الدين (2) عليها وزنا وقافية [قوله] (3) [من الوافر]:
إذا ما قام أيرك في الدّياجي ... وعندك من تحبّ فلا تحابي
ومل نحو الطّواشي واعتنقه ... فمثلك (4) لا يدلّ على صواب (5)
وقول الشيخ جمال الدين (6) [من الوافر]:
أرى لصواب (7) يا أيري صفات ... تحثّ على التّعشّق والتّصابي
فبادره (8) فأنت به خبير ... ومثلك لا يدلّ (9) على صواب (10)
ويحسن أن نختم (11) هذه المجونات هنا (12) بقول الشيخ صلاح الدين الصفديّ (13)، رحمه الله (14)، [وهو] (15) [من السريع]:
يا ساحبا ذيل الصّبا في الهوى (16) ... أبليته في الغيّ وهو القشيب
فاغسل بدمع العين ثوب التّقى ... ونقّه من قبل عصر (17) المشيب (18)
__________
العبد من الطويل:
وقوفا بها صحبي على مطيّهم
يقولون لا تهلك أسى وتجلّد
[ديوانه ص 51وجمهرة أشعار العرب 1/ 308].
(1) في و: «نكث».
(2) في ب: «وابن نباتة» مكان «والشيخ جمال الدين».
(3) من ب، د، ط، و.
(4) في و: «ومثلك».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والطواشيّ: خفيف العقل. (اللسان 6/ 312 (طيش)).
(6) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(7) في د: «لصواب»!!
(8) في ط: «فبارده».
(9) في د: «لا يدلّ».
(10) البيتان في ديوانه ص 50وفيه:
«الخلاعة» مكان «التعشّق» و «فمثلك».
(11) في ب: «تختم» وفي ك: «يختم».
(12) «هنا» سقطت من ط.
(13) «الصفدي» سقطت من ط.
(14) «رحمه الله» سقطت من ب، ط، و.
(15) من ب، ط.
(16) في و: «الهوى في الصّبا».
(17) في ط: «وقع».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والقشيب: الجديد. (اللسان 1/ 674 (قشب)).(3/386)
[قلت] (1): الشيخ صلاح الدّين (2)، رحمه (3) الله (4)، كان من المكثرين، وكان هو والشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة يرضيان لرغبتهما (5) في الكثرة بالأشياء الرّخيصة، ولم أورد للشيخ صلاح الدين (6) هنا غير الغالي من نظمه، واختياره واختياري (7).
ومن محاسن [الشيخ زين الدين] (8) بن الورديّ في باب التورية، [قوله] (9)
من (10) مقاطيعه التي هي أحسن من مقطعات النيل، وأحلى في الأسماع (11) من (12)
نغمات المواصيل [وهو] (13) [من المجتثّ]:
إن قلت: قدّك غصن، ... قالت لي: الغصن ساجد (14)
أو قلت: ريقك ثلج، ... قالت: تشبّه بارد (15)
ومن ذلك قوله [من مجزوء الرجز]:
يا سائلي تصبّرا ... عن لثم فيه لا تسل
ما تستحي تبدلني ... بالصّبر عن ذاك العسل (16)
ومنه (17) قوله [من الخفيف]:
ومليح إذ (18) النحاة (19) رأوه ... فضّلوه على بديع الزّمان
__________
(1) من ب.
(2) بعدها في د، و: «الصفديّ».
(3) في ط: «سامحه».
(4) «رحمه الله» سقطت من ب وبعدها في د، و: «تعالى».
(5) في و: «لرعيهما».
(6) «في ب: «للصفدي» مكان «للشيخ صلاح الدين».
(7) في ب: «واختياري واختياره».
(8) من ب، د، ط، و.
(9) من ب، و.
(10) في ط: «و».
(11) «في الأسماع» سقطت من ب، وثبتت في هامشها وفي و: «من الأسماع».
(12) في و: «في».
(13) من ب.
(14) في د: «ساجد».
(15) في د: «بارد». والبيتان في ديوانه ص 193192.
(16) الرّجز في ديوانه ص 193192.
(17) في ط: «ومن ذلك».
(18) في ب، ط، و: «إذا».
(19) في د: «النحاة» (* ح).(3/387)
برضاب عن المبرّد يروي (1) ... ونهود تروي عن الرّمّاني (2)
ومنه قوله (3) [من الوافر]:
إمام في الرّكوع حكى هلالا ... ولكن في اعتدال كالقضيب
وقال: تلوت، قلت: الشّمس حسنا، ... وقال: ختمت، قلت: على القلوب (4)
ومن لطائفه في هذا الباب [قوله] (5) [من مجزوء الرجز]:
يشفع (6) فيّ شعره ... إذ مال عن قبوله
فهو على أقدامه ... ممدّد بطوله (7) /
ومنه قوله [من البسيط]:
عجبت في رمضان من مسحّرة ... بديعة الحسن إلّا أنّها ابتدعت
جاءت (8) تسحّرنا ليلا، فقلت لها: ... كيف السّحور وهذي الشّمس قد طلعت (9)؟
ومن لطائفه في هذا الباب (10) قوله (11) [من المجتثّ]:
إذا تعذّر حبّي ... فخلّه يتعذّر
فجيده أصل ما بي ... والجيد ما (12) يتغيّر (13)
ومنه قوله [من السريع]:
وتاجر ما طلته دينه ... لأجتليه (14)، قال: ما أمطلك!
__________
(1) في و: «يروي».
(2) في ب، د: «الرمان (ي)». والبيتان في ديوانه ص 194.
(3) في ط: «وقوله».
(4) البيتان في ديوانه ص 442.
(5) من ب، د، ط، و.
(6) في ب: «تشفّع».
(7) الرجز في ديوانه ص 202.
(8) في ط: «قامت».
(9) البيتان في ديوانه ص 202.
(10) «في هذا الباب» سقطت من ط.
(11) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(12) في ط: «لا».
(13) البيتان في ديوانه ص 198، 454وفيه:
«يتعذّر» و «يتغيّر».
(14) في د: «لاحت ليه» ولعلّها: «لاحت إليه».(3/388)
قلت له: جيدك لي أو لمن؟ ... فقال: هات المال والجيد لك (1)
ومثله قوله (2) [من المجتثّ]:
قالت: إذا كنت تهوى ... وصلي (3) وتخشى نفوري
صف ورد خدّي وإلّا ... أجور، ناديت: جوري (4)
ومن لطائف أغزاله قوله [من مجزوء الخفيف]:
أنحلتني (5) حبيبة ... أنحل الله خصرها
كسّرتني جفونها ... ضاعف الله كسرها (6)
ومنه قوله [من مجزوء الرجز]:
أنكر حبّي مدمعي ... وقال: هذا من هوى
فقلت: لا بل من فتى ... أصاب عيني بنوى (7)
ومن نكته (8) اللطيفة في (9) تضمين المثل السائر (10) [قوله] (11) [من مجزوء الكامل]:
وسمينة كانت لها ... في القلب منزلة ترقّت
رقّت (12) فعفت وصالها ... وقطعتها من حيث رقّت (13)
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 408، 445.
(2) في ط: «وقوله».
(3) في ط: «أنسي».
(4) بعدها في ب، د، و: «ومنه قولي: أنكر حبّي بزوجك». والبيتان في ديوانه ص 407، 466.
(5) في د: «أنحلتني» (* ح).
(6) «ومن لطائف أغزاله كسرها» سقطت من ط، ك وثبتت في هـ ك مشارا إليها ب «صح صح» وبعدها في ب: «ومنه قوله:
أقول إذ قال لي حبيبي» وفي د، و:
«ومن لطائف أقول إذ قال لي حبيبي». والبيتان في ديوانه ص 236.
(7) في د: «بنوري» مكان «بنوى». والرجز في ديوانه ص 221.
(8) في و: «نكثه».
(9) في ب، د، و: «مع».
(10) «السائر» سقطت من ب، د، و.
(11) من ب، د، ط، و.
(12) في و: «دقّت».
(13) البيتان في ديوانه ص 226، 465.(3/389)
ومثله قوله (1) [من المجتثّ]:
سألتها: أيّ ناه ... نهاك عن حسن نوجك (2)؟
قالت: نهاني زوجي، ... فقلت: روحي بزوجك (3)
ومن لطائف (4) أغزاله [أيضا] (5) قوله (6) [من مخلّع البسيط]:
أقول إذ قال لي حبيبي: ... علام فارقتني علاما؟
خدّك كان الصّفا ولكن ... قد أصبح المشعر الحراما (7)
ومنه قوله (8) [من المنسرح]:
رامت وصالي، فقلت: لي شغل ... عن كلّ خود تريد تلقاني
قالت: كأنّ الخدود كاسدة (9) ... قلت: كثيرا لقلّة القاني (10)
ومنه قوله (11) [من مجزوء الرمل]:
أبصروا دمعي فخافوا ... قلت: لا تخشوا بكائي
ما عليكم من دموعي ... غير أمطار السّماء (12)
ومثله (13) قوله [من المتقارب]:
سل الله ربّك من فضله ... إذا عرضت حاجة مقلقه (14)
__________
(1) في ب، ط: «وقوله».
(2) في ب، د، ك، و: «قوجك».
(3) بعدها في ب، د، و: «ومن لطائف أغزاله قوله: «أنحلتني حبيبة
كسرها». والبيتان في ديوانه ص 233، 467وفيه: «قوجك».
والنّوج: المراءاة. (اللسان 2/ 384 (نوج)).
(4) «لطائف» سقطت من ط.
(5) من د، و.
(6) في ب: «ومنه قوله» مكان «ومن
قوله».
(7) البيتان في ديوانه ص 209.
(8) في ط: «وقوله».
(9) في د: «كاسدة».
(10) البيتان في ديوانه ص 252.
والقاني: المحمّر من «قنا» والأحمر القاني والقاني: المكتسب. (اللسان 15/ 201، 205 (قنا)).
(11) في ط: «وقوله».
(12) البيتان في ديوانه ص 262.
(13) في ب، د، ط، و: «ومنه».
(14) في ب: «معلعلة»، وفي هامشها:
«مقلقه».(3/390)
ولا تسأل (1) التّرك في حاجة ... فأعينهم أعين ضيّقه (2)
ومنه قوله (3) [من مجزوء الكامل]:
لمّا شتت (4) عيني ولم ... ترفق (5) لتوديع الفتى
أدنيتها من خدّه ... والنار فاكهة الشّتا (6)
ومنه قوله (7) [من السريع]:
ضممتها عند اللّقا ضمّة ... منعشة للكلف الهالك
قالت: تمسّكت؟ وإلّا فما ... هذا الشّذا؟ قلت: بأذيالك (8)
ومنه قوله (9) [من المجتثّ]:
شكى من الخطّ ضعفا ... وذاك منه دلال
قلت: استعن بمثال ... فقال: ما لي مثال (10)
ومنه قوله (11) [من مجزوء الرجز]:
وأغيد يسألني ... ما المبتدا والخبر
مثّلهما لي (12) مسرعا ... فقلت: أنت القمر (13)
ومن نكته (14) [اللطيفة] (15) مع حسن التضمين [قوله] (16) [من الوافر]:
مليح ردفه والسّاق منه ... كبنيان القصور على الثلوج
خذوا من خدّه القاني نصيبا ... فقد عزم الغريب على الخروج (17)
__________
(1) في ب، و: «ولا تسل».
(2) البيتان في ديوانه ص 277.
(3) في ط: «وقوله».
(4) في ك: «شتّت».
(5) في ب: «يرفق».
(6) البيتان في ديوانه ص 282.
(7) في ط: «وقوله».
(8) البيتان في ديوانه ص 283، 473.
(9) في ط: «وقوله».
(10) البيتان في ديوانه ص 284، 451.
(11) في ب، و: «ومثله قوله».
(12) «لي» سقطت من د، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(13) الرجز في ديوانه ص 284، 452.
(14) في و: «نكثه».
(15) من ب، د، و.
(16) من ب، د، ط، و.
(17) البيتان في ديوانه ص 324، 452.(3/391)
ومن نكته (1) اللطيفة التي ما تليق بغيره (2)، قوله [من السريع]:
مهفهف القدّ إذا ما انثنى ... قال ولا (3) تخش (4) من الرّدّ (5)
ما أنت حملي يا كثيب النّقا (6) ... ولست يا غصن النّقا قدّي (7)
ومثله قوله (8) [من السريع]:
لو نلت من خدّيه تقبيلة ... تزيّن الرّيحان بالورد (9)
[ومثله قوله] (10) [من السريع]:
روميّة الأصل لها مقلة ... تركيّة صارمها هندي
قد فضحتني وجنتاها فقل ... في وجنة فاضحة الوردي (11)
ومثله قوله في (12) دو بيت (13):
يا روضة حسن ليتها (14) لي وحدي ... ألشّركة فيك قد أذابت كبدي
ما ضرّك أن تسقى بماء فردي (15) ... والواجب أن يكون ماء الوردي (16)
ومنه قوله [من السريع]:
هويت أعرابيّة ريقها ... عذب ولي فيه (17) عذاب مذاب
__________
(1) في و: «نكثه».
(2) «التي ما تليق بغيره» سقطت من ط وفي ك: «يليق» مكان «تليق».
(3) في ط: «يقول: لا».
(4) في ب: «يخشى» وفي د، ك، و:
«تخشى».
(5) في و: «الردّي».
(6) في ب: «اللوى» وفي د، و: «اللوا».
(7) البيتان في ديوانه ص 325.
(8) في ب، د، و: «ومثله قوله» وفي ط:
«وقوله».
(9) «لو نلت بالورد» سقطت من د وفي ب: «بالورد (ي)» وفي و: «بالورديّ».
والبيت في ديوانه ص 325.
(10) من ب، د، وو في ط: «وقوله» وفي و: مصححة عن «ومن أمثلة قوله».
(11) في ب: «الورد (ي). والبيتان في ديوانه ص 361، 462.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله في» وفي ط: «وقوله من».
(13) في د، ط، ك، و: «ذوبيت».
(14) سقطت من ط وفي ك: «يا ليتها».
(15) في ب، د، ط، و: «فرد».
(16) في ب: «الورد». والبيتان في ديوانه ص 408، 465، 466.
(17) في ط: «فيها».(3/392)
رأسي بها (1) شيبان والطرف من ... نبهان والعذّال فيها كلاب (2)
ومنه قوله (3) [من مجزوء الرجز]:
قلت، وقد عانقته: ... عندي من الصّبح قلق (4)
قال: وهل يحسدنا؟ ... قال (5): نعم، قال (6): انفلق (7)
ومنه قوله [من الكامل]:
تقويم قدّك (8) صحّ (9) يا من ثغره ... درّ يقصّر دونه التّقويم /
إنّي لأبكي من جفاك ولي أب ... والثّغر يضحك منك (10) وهو يتيم (11)
ومن اختراعاته الغريبة (12) [في هذا الباب] (13) قوله [من مجزوء الرمل]:
رام ظبي التّرك وردا ... قلت: أقصر خاب ضدّك (14)
عندك الورد المربّى (15) ... قال: قاني، قلت: خدّك (16)
[ومنه قوله] (17) [من مجزوء الرمل]:
ربّ فلّاح مليح ... قال: يا أهل الفتوّة
كفلي أضعف خصري ... {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} (18)
__________
(1) في ط: «بني».
(2) البيتان في ديوانه ص 331.
و «شيبان» و «نبهان» و «كلاب»: أسماء قبل عربية بالإضافة إلى معانيها اللغوية.
(3) في ط: «وقوله».
(4) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«فلق».
(5) في ب، د، ط، و: «قلت».
(6) في ب: «قد» وفي ط: «حتّى».
(7) الرجز في ديوانه ص 334، 457.
(8) في ب: «خدّك».
(9) في ط: «مال».
(10) في د، ط: «منه».
(11) البيتان في ديوانه ص 348.
والتقويم الثانية من «القيمة».
(12) «الغريبة» سقطت من ط.
(13) من ب، د، و.
(14) في ب: «قصدك».
(15) في د: «مربّى».
(16) البيتان في ديوانه ص 414وفيه:
«ضدّك»، و «خدّك».
(17) من ب، د، وو في ط: «وقوله».
(18) البيتان من ب، د، ط، و. والبيتان في ديوانه ص 414، 449. والآية في سورة الكهف: 95.(3/393)
ومنه قوله (1) [من مخلّع البسيط]:
قلت لفرّا (2) فرى أديمي ... وزاد صدّا وطال هجرا
قد فرّ صبري وفرّ نومي ... قال: نعم، مذ عشقت فرّا (3)
ومثله قوله (4) [من السريع]:
رغيف خبّازكم قد حكى ... من وجهه التدوير والحمره
إذا رأى ميزانه المشتري ... قال: هنا الميزان والزّهره (5)
ومنه قوله (6) في مليح عبريّ (7) [من السريع]:
أغيد عبريّ له عمّة ... حكت من العشّاق ألوانا
لقد سبى بالنور شمس الضّحى ... ف «هل أتى» من «آل عمرانا» (8)
ومنه قوله [من الكامل]:
ووعدت أمس بأن تزور فلم (9) تزر ... فغدوت (10) مسلوب الفؤاد مشتّتا
لي مهجة في «النازعات» وعبرة (11) ... في «المرسلات» وفكرة في «هل أتى» (12)
ومنه قوله (13) [من السريع]:
أعور كالبدر له مقلة ... واحدة قامت مقام اثنتين
قد سرق الرّقدة من ناظري ... وقال: ما جئتك إلّا بعين (14)
__________
(1) في ط: «وقوله».
(2) في ط: «لغرّا».
(3) البيتان في ديوانه ص 215، 445.
(4) في ط: «وقوله».
(5) البيتان في ديوانه ص 413.
والمشتري والميزان والزهرة من الأبراج والكواكب بالإضافة إلى معانيها اللغويّة.
(6) في ب: «وقوله».
(7) «في مليح عبري» سقطت من ب، د، و.
(8) البيتان في ديوانه ص 411، 458.
و «هل أتى»: أوّل الآية الأولى من سورة الإنسان وبها تسمّى السورة و «آل عمران»: اسم سورة من القرآن الكريم.
(9) في ط: «ولم».
(10) في ب، و: «فقعدت».
(11) في ب: «ومقلة».
(12) البيتان في ديوانه ص 411.
و «النازعات»: اسم سورة من القرآن الكريم و «المرسلات»: اسم سورة أخرى.
(13) في ط: «وقوله».
(14) البيتان في ديوانه ص 411.(3/394)
ومثله قوله (1) [من الرمل]:
بأبي أعور عين (2) فاتن ... مثل بدر التّمّ والبدر (3) بعين (4)
طرفه الواحد عضب (5) ذكر ... فله في الحسن حظّ (6) الأنثيين (7)
ومثله قوله (8) [من الطويل]:
رأيت رشيق القدّ أعور فاتنا ... له مقلة أغنته عن حسن ثنتين (9)
إذا قال غصن البان: أنت ابن قامتي ... يناديه بدر التّمّ: أنت أخو عيني (10)
ومنه قوله (11) [من السريع]:
جنكيّة شاهدت عشّاقها ... وهم بها في الجور (12) والضّنك
قالت: أما تعشق جنكيّة؟ ... قلت: كذا يا ليتني جنكي (13)
ومنه قوله (14) [من مجزوء الرجز]:
تغسل عيني وجنتي ... بدمعة هاملة
فوجنتي قائلة ... عدوّتي غاسلتي (15)
ومنه قوله (16) [من مجزوء الكامل]:
ناديت صالحة إلى ... كم أنت عنّا نازحه
__________
(1) في ط: «وقوله».
(2) في هـ ك: «العين».
(3) في ط: «والتمّ».
(4) «بأبي أعور بعين» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(5) في ك: «عصب» وفي و: «غصب».
(6) في ب: «الحظّ م حسن م».
(7) البيتان في ديوانه ص 432.
والأنثيان: الخصيتان أو الأذنان والأنيث من السيوف ما كان من الحديد غير ذكر وغير قاطع. (اللسان 2/ 113112 (أنث)).
(8) في ط: «وقوله».
(9) في ك: «اثنتين»، وبها يختلّ الوزن.
(10) البيتان في ديوانه ص 432.
(11) في ط: «وقوله».
(12) في ط: «الجهد».
(13) في و: «جنك (ي)». والبيتان في ديوانه ص 420.
والجنك: الطنبور، وهو آلة من آلات الطرب معرب (المعجم الوسيط (جنك)).
(14) في ط: «وقوله».
(15) الرجز في ديوانه ص 433.
(16) في ط: «وقوله».(3/395)
قالت: نزحت لأنّكم ... لا (1) تصلحون لصالحه (2)
ومنه قوله (3) [من السريع]:
هويت حصّادا حكت (4) قامتي، ... من طول ما يهجرني، منجله
أقول، والسّنبل من حوله: ... مولاي أنت الشمس في السّنبله (5)
ومنه قوله (6) [من مجزوء الرمل]:
أنا في حالي نقيض ... يا شموسا في البزوغ
هرم (7) الصّبر عليكم ... والمنى دون البلوغ (8)
ومن لطائفه في هذا الباب (9) [قوله] (10) [من مجزوء الخفيف]:
قال لي بند خصره: ... كم كذا ترجع البصر؟
قلت: لا تنفرد به ... لك شدّ، ولي نظر (11)
ومن أغراضه اللطيفة قوله (12) في صديق له بالمعرّة، يقال له «شمس» [من المجتثّ]:
لي بالمعرّة شمس ... رضاه عين (13) مرادي
فلا تذمّوه إنّي ... أدرى بشمس بلادي (14)
وكتب إليه في وقف (15) [من المجتثّ]:
__________
(1) في ب: «ما».
(2) البيتان في ديوانه ص 216.
وصالحة: أيّ عمل صالح، واسم علم.
(3) في ط: «وقوله».
(4) في د: «حكت» (* ح).
(5) البيتان في ديوانه ص 401، 449.
والسنبلة: أحد أبراج الشمس. (اللسان 11/ 346 (سنبل)).
(6) في ط: «وقوله».
(7) في ط: «هزم».
(8) البيتان في ديوانه ص 351.
(9) «في هذا الباب» سقطت من ط وفي ب:
«وقوله» مكان «ومن الباب».
(10) من د، ط، و.
(11) البيتان في ديوانه ص 375، 458.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(13) في ط: «غير».
(14) البيتان في ديوانه ص 192.
(15) في ب، د، و: «وقت» وفي ط «زفّة له».(3/396)
يا شمس أشعلت (1) شمعا ... عليك عشر الأصابع
رغما لمن قال قبلي: ... ألشّمع في الشّمس ضائع (2)
ومن لطائفه قوله (3) في آل النّصيبيّ (4) بحلب [من الطويل]:
فؤادي إلى آل (4) النّصيبيّ (6) مائل ... وودّي لهم في محضري ومغيبي
فبيني وبين القوم (7) نوع تجانس (8) ... إذا طاب أصل الورد فهو (9) نصيبي (10)
ومنه قوله (11) [من المجتثّ]:
للمقدسيّ بقلبي ... حبّ خليّ (12) الدّليل
فمن تكن (13) ذا خليل ... فالمقدسيّ خليلي (14)
ومن لطائف أغراضه قوله (15) [من المجتثّ]:
يا شيخ خلّ التّصابي ... فالزّهد بالشّيخ أليق
ولا تحثّ كميتا ... فإنّ فودك أبلق (16)
ومثله قوله (17) [من الطويل]:
ولي صاحب بالمدح والهجو كسبه ... يقول: أتدري كيف أصنع بالخلق؟
إذا حمّروا وجهي وما بيّضوا يدي ... أزرّق لهم رجلي ولو خضّروا عنقي (18)
__________
(1) في ك: «يا شمس أشعلت».
(2) البيتان في ديوانه ص 198197.
(3) في ب: «وقال» مكان «ومن لطائفه قوله» وفي ط: «ومنه قوله».
(4) في د: «النصيبينيّ».
(6) «آل» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(7) «القوم» سقطت من ب.
(8) في د: «مجانس».
(9) في ط: «كان».
(10) البيتان في ديوانه ص 207.
(11) في ط: «وقوله».
(12) في ب، د، و: «جليّ».
(13) في ب، د، ط: «يكن».
(14) البيتان في ديوانه ص 220.
(15) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(16) البيتان في ديوانه ص 221.
(17) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(18) البيتان في ديوانه ص 232.
واحمرار الوجه كناية عن الخجل، وبياض اليد كناية عن العطاء، وازرقاق الرّجل كناية عن الرحيل إليهم، واخضرار العنق كناية عن دقّها.(3/397)
ومثله قوله (1) [من مخلّع البسيط]:
لي صاحب واسمه سراج ... ما قرّ عنده قرار
لسانه محرق لقلبي ... إنّ لسان السراج نار (2)
ومن أغراضه اللطيفة قوله (3) [من الوافر]:
تجادلنا: أماء الزّهر أذكى (4) ... أم الخلّاف أم ورد القطاف /
وعقبى ذلك الجدل اصطلحنا ... وقد وقع (5) الوفاق على الخلاف (6)
ومن لطائف مجونه قوله (7) [من مجزوء الرجز]:
يا من تولّى قاضيا ... هذا قضاء أم قدر
عذرك في نسياننا (8) ... أنّ القضا يعمي (9) البصر (10)
[ومن أغراضه البديعة قوله (11) من المجون (12) [من مجزوء الرجز]:
قد مات شيخي فاظهروا ... بحربه أو سلمه
عيشوا بجهل بعده ... فقد قضى بعلمه] (13)
ومن أغراضه البديعة (14) [أيضا] (15) قوله (16) [من البسيط]:
ديار مصر هي الدّنيا وساكنها ... هم الأنام فقابلها (17) بتقبيل
__________
(1) «ومثله قوله» سقطت من ب وفي و:
«ومنه قوله».
(2) البيتان سقطا من ب. وهما في ديوانه ص 240.
(3) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(4) في ط، و: «أزكى».
(5) في ب، د، ط، و: «حصل».
(6) البيتان في ديوانه ص 244.
(7) «قوله» سقطت من ط وفي ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(8) في ط: «غدروك في بستاننا».
(9) في د: «يعمي».
(10) الرجز في ديوانه ص 248.
(11) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(12) «من المجون» سقطت من د، ط، و.
(13) من ب، د، ط، وو بعدها في ط: «ومن أغراضه لا تحملوني سيفي».
والرّجز في ديوانه ص 271.
(14) «البديعة» سقطت من ط.
(15) من د، و.
(16) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(17) في ط: «فقابلهم».(3/398)
يا من يباهي ببغداد ودجلتها ... مصر مقدّمة والشرح للنّيل (1)
ومن أغراضه البديعة الغريبة (2) [أيضا] (3) قوله (4) [من مخلّع البسيط]:
لا تحملوني على انتقام ... فالجاه يحكي خيال طيف
عفوت عن مذنب فقرّت ... عين عدوّي وجفن سيفي (5)
ومن لطائف مجونه قوله (6) [من السريع]:
حمّامكم قيّمه مرعب (7) ... هربت منه وأنا صارخ
قد سلخت جسمي أظفاره ... يا قوم هذا الأسود السّالخ (8)
ومن لطائف أغراضه قوله (9) [من البسيط]:
يا من غدا في طلاب (10) المجد (11) مجتهدا ... لم يثنه عنه لا مال (12) ولا ولد
لا تبسطنّ لتقليد القضاء يدا ... أيرتضي رتبة التقليد مجتهد (13)
وكتب إلى قاضي القضاة شيخ الإسلام (14) شرف الدين بن البارزيّ، رحمه الله (15) [من الكامل]:
جنّبتني وأخي تكاليف القضا ... وكفيتنا مرضين مختلفين
__________
(1) في ب، د: «للنيل (ي)» وبعدها في ط:
«ومن لطائف حمّامكم».
والبيتان في ديوانه ص 141، 298.
(2) «الغريبة» سقطت من ط وبعدها في و:
«البديعة».
(3) من د، و.
(4) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(5) بعدها في ط: «ومن أغراضه ديار مصر للنيل». والبيتان في ديوانه ص 298.
(6) في ب: «وقال من المجون» مكان «ومن قوله».
(7) في ط: «أسود» مكان «مرعب».
(8) في ط: «أسود سالخ». والبيتان في ديوانه ص 309.
وأسود سالخ: العظيم من الحيّات.
(اللسان 3/ 226 (سود) وفقه اللغة ص 179والحيوان 4/ 243وحياة الحيوان 1/ 25).
(9) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(10) في ب: «في طلاب» مكررة.
(11) في ب، د، و: «العلم».
(12) في ب، د، و: «مال لا».
(13) البيتان في ديوانه ص 317.
(14) «شيخ الإسلام» سقطت من ط.
(15) «رحمه الله» سقطت من ب، د، ط، و.(3/399)
يا حيّ عالم دهرنا أحييتنا ... فلك التصرّف في دم الأخوين (1)
ومنه قوله (2)، مع تضمين المثل السّائر (3) [من المجتثّ]:
إنّي عدمت صديقا ... قد كان يعرف قدري
دعني لقلبي ودمعي ... أدر عليه (4) وأذري (5)
ومن لطائف أغراضه (6)، وقد ولي قضاء شيراز (7) [قوله] (8) [فكتب لابنه محمّد] (9) [من مجزوء الرمل]:
إنّما شيراز (10) نار ... وبها القاضي (11) مخلّد
قلت: لا أمكث فيها ... أنا من حزب محمّد (12)
ومن أغراضه البديعة الغريبة (13) قوله (14) [من الكامل]:
مرض الفؤاد وصحّ ودّي فيهم ... وأقام تذكاري وصبري نازح
إنسان عيني كم سهادكم بكى ... {يََا أَيُّهَا الْإِنْسََانُ إِنَّكَ كََادِحٌ} (15)
__________
(1) البيتان في ديوانه ص 319.
ودم الأخوين: بالإضافة إلى معناه اللغوي، هو العندم، أو الأيدع، شجر أحمر وقيل: هو البقّم، أو دم الغزال المطبوخ بلحاء الأرطى للخضاب. (اللسان 12/ 430 (عندم) 14/ 271 (دمي)).
(2) في ط: «وقوله».
(3) في ب: «وقال مضمّنا للمثل السائر» مكان «ومنه السائر» وفي د، و:
«ومنه مع تضمين المثل السائر قوله».
(4) في ب، د، و: «عليه أحرق» مكان «أدر عليه» وفي ط: «يا صاح أجرف» وفي ك: «أدور عليه» والصواب: «أدر عليه» للوزن ولأنها جواب الطلب.
(5) في ب، د: «وأدري». والبيتان في ديوانه ص 321.
(6) في ب: «وقال» مكان «ومن لطائف أغراضه».
(7) في ب، د، ك، و: «شيزر».
(8) من ط وفي د، و: «قوله وقد ولي قضاء شيزر».
(9) من ب، و.
(10) في ب، د، ك، و: «شيزر».
(11) في د، ك، و: «العاصي».
(12) البيتان في ديوانه ص 335.
(13) «البديعة الغريبة» سقطت من ط.
(14) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(15) البيتان في ديوانه ص 338.
والآية في سورة الانشقاق: 6.(3/400)
ومن نكته (1) البديعة، مع تضمين المثل (2)، قوله في آل البيت، عليهم الصلاة والسلام (3)، [من المنسرح]:
يا آل بيت النبيّ من بذلت ... في حبّكم روحه فما غبنا
من جاء عن بيته يحدّثكم ... قولوا (4) له: البيت والحديث لنا (5)
ومن نكته (6) الغريبة [قوله] (7) في محتسب (8) [من السريع]:
من ولي الحسبة يصبر على ... تعرّض الواقف والعابر (9)
فليس يحظى بالمنى والغنى ... فيهم سوى المحتسب الصّابر (10)
ومنه قوله (11) [من مجزوء الرمل]:
قد عجبنا لأمير ... ظلم الناس وسبّح
فهو كالجزّار فيهم ... يذكر الله ويذبح (12)
ومن أغراضه اللطيفة في حلب قوله (13) [من الوافر]:
عليك بصهوة الشهباء (14) تكفي (15) ... بجوشنها محاربة الزّمان
فللغرفات (16) في الفردوس طيب (17) ... يفوح شذاه من باب الجنان (18)
__________
(1) في و: «نكثه».
(2) في ب: «وقال مضمّنا للمثل السائر» مكان «ومن المثل».
(3) في ب، د، ط، و: «عليهم السلام».
(4) في د: «قولوا» مكررة، والثانية منهما مشطوبة.
(5) البيتان في ديوانه ص 339.
و «البيت والحديث لنا» مثل لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في و: «نكثه».
(7) من ب، د، ط، و.
(8) في ب، و: «في محتسب قوله».
(9) في ط: «والسائر».
(10) البيتان في ديوانه ص 360.
والمحتسب: الذي يحتسب أجره عند الله.
(اللسان 1/ 315 (حسب)).
(11) في ط: «وقوله».
(12) البيتان في ديوانه ص 353.
(13) في ب: «وقال في حلب» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله في مدينة حلب».
(14) في و: «بقهوة الصهباء».
(15) في ط: «تلقى».
(16) في ط: «فللعرفان».
(17) في ط: «ريح».
(18) البيتان في ديوانه ص 378.
والجوشن: الصدر. (اللسان 13/ 88 (جشن)).(3/401)
ومن مجونه اللطيف (1)، فيمن رتّبوا له أربعة دراهم، قوله [من الرمل]:
كلّ يوم رتّبوا أربعة ... لك فازددت علينا (2) صعصعه
فلو استفتيت في سيّدنا (3) ... قلت: يستأهل قطع الأربعه (4)
ومن لطائفه (5) قوله (6) [من مجزوء الرجز]:
ناعورة مذعورة ... للبين ثكلى (7) حائره
ألماء فوق كتفها ... وهي عليه دائره (8)
ومن نكته (9) الغريبة، مع بديع التضمين (10)، قوله (11) [من الرجز]:
زوجة مجد الدين والداها ... في أخذ عرض المجد أشبهاها
«إنّ أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها» (12)
ومن لطائف مجونه قوله (13) [من مجزوء الرجز]:
مليحة مسطولة (14) ... إن لمتها فيما جرى
تقول: كلّ ظبية (15) ... ترعى الحشيش الأخضرا (16)
__________
(1) «اللطيف» سقطت من ط وفي د، ك:
«اللطيفة».
(2) في ب، و: «عليها».
(3) «لك فازددت سيّدنا» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح صح».
(4) البيتان في ديوانه ص 385، 495494.
والصعصعة: الجلبة. (اللسان 8/ 200 (صعع)).
(5) بعدها في د: «مجونه».
(6) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(7) في ط: «ولهانة و» مكان «للبين ثكلى».
(8) الرجز في ديوانه ص 408.
(9) في و: «نكثه».
(10) «مع بديع التضمين» سقطت من ط.
(11) في ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومن
قوله».
(12) الرجز لم أقع عليه في ديوانه. والرجز الثاني «إنّ أباها غايتاها» تضمين وهو لرؤبة في ملحق ديوانه ص 168 وله أو لأبي النجم في الدرر 1/ 106 وشرح التصريح 1/ 65وشرح شواهد المغني 1/ 127وهو من شواهد النحو واللغة.
(13) في ب: «وقال مجون» مكان «ومن
قوله» وفي ط: «وقوله» وفي د:
«مليحه» مكان «قوله».
(14) في ط: «مصطولة».
(15) في د: «طيبة».
(16) الرجز في ديوانه ص 413، 472.(3/402)
ومن أغراضه البديعة قوله (1)، مع حسن التضمين (2) البديع (3) [من الطويل]: /
كرهت وضوءا من قناة تساق من ... دماء الرّعايا أو بسخرة مسلم
سنشرق (4) في يوم الحساب ندامة ... «كما شرقت صدر القناة من الدّم» (5)
وممّا تخيّرته هنا من تأليفي الذي وسمته ب «تحرير القيراطيّ»، رحمه الله (6)، [قوله] (7) [من مجزوء الكامل]:
ألبدر طلعة وجهه ... وعذاره هالاته
وخفوق (8) قلبي في هوا ... هـ سعيدة حركاته (9)
ومنه قوله (10) [من البسيط]:
أجريت دمعي فمذ أفنيت أبحره ... أجريت منّي بأسياف الجفون دمي
إن ملت عنّي برمح القدّ يا أملي ... لتقرعنّ عليّ السّنّ بالنّدم (11)
ومنه قوله (12) [من البسيط]:
أسدّي ثمّ ألحم تحت طاق ... له والدّمع يجري كلّ وقفه
وكم يوما (13) عبرت له زقاقا ... أحاول غفلة وأروم عطفه (14)
__________
(1) بعدها في د، و: «رحمه الله تعالى».
(2) في ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومن
التضمين» وفي ط: «مع حسن التضمين قوله».
(3) «البديع» سقطت من ب، ط.
(4) في ب، ط: «ستشرق» وفي د، و:
«سيشرق».
(5) البيتان في ديوانه ص 241. وفي البيت الثاني تضمين من بيت للأعشى، من الطويل:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته
كما شرقت صدر القناة من الدّم
(ديوانه ص 349والأزهيّة ص 238 والأشباه والنظائر 5/ 255والدرر 5/ 19ولسان العرب 4/ 446 (صدر)، 10/ 178 (شرق)).
(6) «رحمه الله» سقطت من ب، وو بعدها في د، ط: «تعالى».
(7) من ب، ط، وو في د: «قوله رحمه الله تعالى».
(8) في ب: «وحتوف».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ط: «وقوله».
(11) في ب، د، ط، و: «من دم». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) في ب، د، ط: «يوم».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من(3/403)
ومنه قوله (1) [من المنسرح]:
لمّا تبدّى قوام قامته ... وحاجباه لناظر العين
رأيت موتي بسيف ناظره ... من قيد رمح وقاب قوسين (2)
ومنه قوله (3) [من السريع]:
تنفّس الصّبح فجاءت لنا ... من نحوه (4) الأنفاس مسكيّه
وأطربت في العود قمريّة ... وكيف لا تطرب عوديّه (5)
ومنه قوله (6) [من الكامل]:
أرتاح للأقمار وهي طوالع ... وشموس راحي للمغارب تجنح
ويهزّني زجل الطيور بلحنها ... والرّوض (7) بالزّهر النّضير (8) موشّح (9)
ومنه قوله (10) [من مجزوء الخفيف]:
يا أمير الجمال قل ... فالمراسيم تستمع
أنا مملوكك الذي ... لك قلبي غدا تبع (11)
ومنه قوله (12) [من الكامل]:
في جفنه سيف مضاربه ... يا صاح أسبق (13) لي من العذل
وبخدّه والرّدف (14) لي خبر ... قد سار بين السّهل والجبل (15)
__________
مصادر.
و «أسدّي ثمّ ألحم» من «السّدى»، وهو خلاف لحمة الثوب، وقيل أسفله، أو ما مدّ منه ولحمة الثوب: ما سدّي بين السّديين. (اللسان 12/ 538 (لحم)، 14/ 375 (سدا)).
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) في ب: «نحو».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(7) في د: «والروض» غير واضحة، وفي هامشها: «لعلّه: «والروض»».
(8) في ب، ط، و: «النظيم».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(11) البيتان أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) في و: «أشبق».
(14) في د: «والردف».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/404)
ومنه قوله (1) [من الخفيف]:
شبّه السّيف والسّنان بعيني ... من لقتلي دون (2) الأنام استحلّا
فأبى السّيف (3) والسّنان وقالا: ... حدّنا دون ذاك حاشا (4) وكلّا (5)
ومنه قوله (6) [من السريع]:
هويت (7) طبّاخا له نصبة ... نيرانها للقلب جنّات
يكسر أجفانا إذا ما رنا ... لها على الأرواح نصبات (8)
ومنه قوله (9) [وأجاد] (10) [من الطويل]:
أهيم بأعطاف القدود (11) صبابة ... و [إن هي] (12) زادتني جفا وتباعدا (13)
ويعجبني بين الأنام تطفّلي ... عليها إذا شاهدتهنّ موائدا (14)
ومنه قوله (15) [وأجاد] (16) [من السريع]:
أباح لي نرجس ألحاظه (17) ... [في مجلس] (18) ما فيه ما نكره
فقلت: ورد الخدّ جد لي به ... أيضا، فقال: الكلّ في الحضره (19)
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «ومنه قوله».
(2) في ط: «بين».
(3) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«فالسيف» وفي حاشيتها: «هكذا في الأصل، ونرجّح أنّه «السيف» بدل «فالسيف»».
(4) في ب: «فحاشا».
(5) البيتان أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(7) في ب، د، و: «أهواه».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والنصبة: كل ما ينصب، وهنا الموقد والنصب أيضا: المعاداة. (اللسان 1/ 761 (نصب)).
(9) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(10) من د، و.
(11) في ب: «الخدود»، وفي هامشها: «القدود».
(12) من ب، د، ط، وو في ك: فراغ، وقد أشير مكانها ب «ظ».
(13) في و: «وتبعادا».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(16) من د، و.
(17) في ب، د، و: «أحداقه».
(18) من ب، د، ط، و.
(19) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/405)
ومنه قوله (1) [من الخفيف]:
قال لي: بالحمى غزالي لمّا ... لم أجد من ظبي (2) الجفون ملاذا
كيف جاءت إليك أسياف جفني؟ ... قلت: جاءت على الحمى فولاذا (3)
ومنه قوله (4) [من الكامل]:
في وصف خمر الثغر منك نوادري (5) ... تزري بحسن نوادر ابن عتيق (6)
وإذا وصفت رشيق عطفك (7) عندما ... يهتزّ (8) من هيف (9) فما ابن رشيق (10)
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (11) [من السريع]:
جفني وجفن الحبّ قد أحرزا ... وصفين من نيلك يا مصر
جفني له يوم الوداع الوفا (12) ... وجفنه السّاجي له الكسر (13)
ومنه قوله (14) [من السريع]:
خدمت بالأغزال أبوابه ... لمّا تبدّى حسنه الباهر
ولي من الدمع على خدمتي ... جراية أطلقها النّاظر (15)
ومنه قوله (16) [من المجتثّ]:
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «ظبا».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(5) في ط: «نوادر».
(6) في د: «ابن عقيق».
(7) في ط: «قدّك» وفي و: «عشقك».
(8) في د: «تهتزّ» وفي ك: «يهتزّ» وفوق الياء نقطتان.
(9) في ط: «هزّ القوام لنا» مكان «يهتزّ من هيف».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وابن عتيق: هو الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق التغلبي، من أدباء الأندلس. (الأعلام 2/ 243).
(11) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(12) في ط: «الجفا».
(13) في و: «السكر». والبيتان أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والجراية: الجريان أو الراتب، وقد سبق شرحها.
(16) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».(3/406)
ألدّمع والجفن فيه ... لي شاهدان بحزني
فالجفن يسقط دمعي ... والدمع يجرح (1) جفني (2)
ومنه قوله (3) [من المنسرح]:
عبدك يا من جفا وصدّ وما ... درى بصبّ يموت بالكمد
جرى على الخدّ من مدامعه ... في الحبّ ما لا جرى على أحد (4)
ومنه قوله (5) [من السريع]:
في خدّ من همت به شامة ... ما النّدّ في نفحته (6) ندّها
والعنبر الرّطب (7) غدا قائلا ... لا تدعني إلّا ب «يا عبدها» (8)
ومنه قوله (9) [من الكامل]:
ومخايل نبت العذار بخدّه ... وله مخائل بالملاحة تشهد /
لمّا رآني قانعا بخياله ... نزل (10) العذار بوجنتيه يسوّد (11)
ومنه قوله (12) [من السريع]:
مال إلى الهيئة ذو هيئة ... فاتنة ألبابنا باهره
لخاله (13) في خدّه نقطة ... عذاره أضحى لها دائره (14)
ومنه قوله (15) [من السريع]:
__________
(1) في د: «يجرح» (* ح).
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(6) في ط: «نفحه».
(7) في و: «الورد».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال» وفي د: «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(10) في و: «ترك».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمخايل: المختال المزدان بالخال.
والمخائل: علامات الكبر والخيلاء.
(اللسان 11/ 229228 (خيل)).
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) في ط: «فخاله».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».(3/407)
أنظر إلى سطر عذار بدت ... من فوقه الشامات مثل النقط
صحّت به نسخة حسن لمن ... قد راحت الأرواح فيه غلط (1)
ومنه قوله (2) [من الكامل]:
حزت (3) النّقا فحويت لين غصونه ... وكثيب واديه وجيد غزاله
وأخذت حسن البدر منه وقد بدا (4) ... في أفقه بتمامه وكماله (5)
ومنه قوله (6) [من الطويل]:
ويوم توالى القطر فيه فجاءني (7) ... بشمس الطّلا بدر يفوق على البدر
فعانقت، لمّا مال، عسّال قدّه ... وقبّلت معسول اللّمى عدد القطر (8)
ومنه قوله (9) [من الكامل]:
يا من تبرمك صبّه في عشقه ... بالرّوح لا تبخل فعشقي زائد
بالفضل جد لي إنّ دمعي جعفر ... والوجد يحيى والتّشوّق خالد (10)
ومنه قوله (11) [من السريع]:
يا هاجرا أوقعني هجره ... وصدّه في حالة صعبه
أخذت قلبي بالتّجنّي وما ... تركت لي منه ولا حبّه (12)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(3) في ب، ط، و: «جزت».
(4) في د: «وقد غدا».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(7) في ب، و: «وجاءني».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والعسّال: مضطرب لدن. (اللسان 11/ 446 (عسل)).
(9) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(10) البيتان له في نفحات الأزهار ص 91 وفيه: «بالوصل» مكان «بالروح».
والفضل، وجعفر ويحيى وخالد أسماء علم بالإضافة إلى معانيها اللغوية وهم:
الفضل بن يحيى البرمكيّ، وجعفر بن يحيى، ويحيى بن خالد، وخالد بن برمك. (الأعلام 2/ 49).
(11) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/408)
[ومنه قوله (1) [من السريع]:
قلت (2) له: لمّا زها حسنه ... على بدور التّمّ ما أحسنك!
وقلت للّائم (3): يا لائمي، ... في خدّه (4) الناعم ما أخشنك]! (5)
ومن لطائف مدائحه قوله (6) [من السريع]:
أوصافكم تسري أحاديثها ... مسرى نجوم (7) الزّهر في الأفق
كما أحاديث النّدى عنكم (8) ... تسندها الرّكبان من طرق (9)
وقال (10) في البخانقيّ (11) الموقّت (12) [من الوافر]:
شهاب الدين ذو فكر تسامت (13) ... وبالفلك المحيط غدت محيطه
غدا في العصر شيخ الوقت حقّا ... وفي أوضاعه ملك البسيطه (14)
ومن أغراضه اللطيفة (15) قوله (16) [فيمن يسرق] (17) [من السريع]:
[وسارق أبيات نظمي غدا ... لا يعرف النّظم ولا يحسن
إيّاك أن تنشده يا فتى ... بيتا فلصّ البيت لا يؤمن] (18)
[ومن أغراضه اللطيفة أيضا قوله] (19) [من السريع]:
__________
(1) من ب، د، ط وفي ب: «وقال».
(2) في و: «قللت»، وفي هامشها: «قلت» ن.
(3) في و: «للعاذل».
(4) في ب: «جسمه».
(5) البيت الأوّل من ب، د، ط، وو الثاني من ب، ط، و. ولم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال في مديح» مكان «ومن قوله».
(7) في ط: «النجوم».
(8) في ط: «عندكم».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ط: «وقوله».
(11) في ط: «البجانقيّ».
(12) في ب: «وقال في الموقّت البخانقيّ».
(13) في ط: «بسمت».
(14) البيتان أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) «اللطيفة» سقطت من ط.
(16) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(17) من ب.
(18) البيتان من ب، د، و. ولم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(19) من ب، د، وو في ب: «وقال».(3/409)
قناطر الجيزة كم قادم ... عليك يلقى فيك أقصى مناه
أتاك قوم لاطة فانحنى ... ظهرك للوطء وصبّ المياه (1)
وقلت في هذا المعنى (2) [من الطويل]:
وقالوا: كميت النيل يجري وقد بدا (3) ... عليه خلوق (4) السّبق، قلت: كذا جرى
ولكنّه نحو القناطر مذ (5) أتى ... تجرّا (6) عليها معجبا فتقنطرا (7)
ويعجبني من أغراض القيراطيّ (8) اللطيفة قوله [من مجزوء الرجز]:
كم عالم قد اشتكى ... في الفقر طول مكثه
وكلّ ثور سارح ... زيد له في حرثه (9)
وكتب إلى الشيخ صلاح الدين (10) الصفديّ (11) [يقول] (12) [من الخفيف]:
يا صلاح (13) العلا صفاء ودادي ... لا يرى عن أبي الصّفا تحويلا
فدع العتب إنّني لست ممّن ... لا يراعي (14) من (15) الأنام خليلا (16)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «ويعجبني في هذا المعنى قول شيخنا ابن حجّة»، وإزاءها في هامشها:
«هذه عبارة الكاتب الأوّل» وفي و:
«ويعجبني في هذا المعنى قول شيخنا الشيخ تقيّ الدين ابن حجّة، فسح الله تعالى في أجله» مكان «وقلت في هذا المعنى».
(3) في ط: «وقد غدا».
(4) في ط: «حلوق».
(5) في ط: «إذ».
(6) في و: «تجزّى».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
والخلوق: الطيب المعروف، يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، وتغلب عليه الحمرة والصفرة. (اللسان 10/ 91 (خلق)).
(8) في ط: «أغراضه» مكان «أغراض القيراطيّ».
(9) الرجز لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي الرجز الثاني إشارة إلى الآية الكريمة:
{مَنْ كََانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}
(الشورى: 20). والحرث: العمل للدنيا والآخرة أو العمل في الأرض. (اللسان 2/ 134 (حرث)).
(10) «الدين» سقطت من ب.
(11) «الصفدي» سقطت من ط.
(12) من ب.
(13) في ب: «صفاء».
(14) في ط: «يراعون».
(15) في ط، ك: «في».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/410)
ومن لطائفه [قوله] (1) فيما يكتب على طاسة [من الطويل]:
تأمّل فإنّي طاسة صحّ نقشها ... وفاق على نقش (2) الغواني الّتي تسبي
وواصف (3) حسني أطرب السمع قوله ... لأنّي (4) في الطاسات (5) داخلة الضّرب (6)
وقلت في معنى ذلك (7) [من الكامل]:
أنا طاسة قدري سما وبروضتي ... نهر (8) المجرّة للنّجوم موارد
وتساذج (9) القمر المنير بحسنه (10) ... فقمرته (11) وعليه نقشي قاعد (12)
وقلت أيضا (13) [من الكامل]:
أنا طاسة بيّضت وجهي عندكم ... وصفا لكم قلبي بماء رائق
عذبت مشاربه (14) ببارق بهجة (15) ... فتنزّهوا بين العذيب وبارق (16)
__________
(1) من ط.
(2) في ب: «نقس».
(3) في و: «وأوصف».
(4) في ط: «كأنّي».
(5) في ط: «الكاسات».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) بعدها في د: «أنا طاسة بيّضت
وبارق» وفي ب: «يعني المؤلّف لهذا الكتاب» مكان «في معنى ذلك» وفي ط: «في المعنى» وفي و: «ولعمري إنّ شيخنا الشيخ تقيّ الدين ابن حجّة، فسح الله في أجله، قال هنا أحسن من قول القيراطيّ بقوله» مكان «وقلت
ذلك».
(8) في د: «يهجر».
(9) في ب: «وتسارح» وفي ط، و:
«وتسارج».
(10) في ط: «لحسنه».
(11) في د: «فقمرته».
(12) بعدها في د: «ومن أغراضه بروحي أفدي». والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
وقمرته: غلبته. (اللسان 5/ 115 (قمر)).
(13) بعدها في د: «أنا طاسة قدري سما
قاعد». وفي ب: «وقال المؤلّف أيضا» وفي و: «وقال أيضا وأحسن» مكان «وقلت أيضا».
(14) في ط: «موارده».
(15) في ب، د، ط، و: «بهجتي».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.(3/411)
ومن أغراضه اللطيفة في باذهنج (1) قوله [أعني القيراطيّ] (2) مضمّنا (3) [من الطويل]:
بروحي أفدي باذهنجا موكّلا ... بإطفاء ما يلقاه (4) من حرق الجوى
إذا امتدحت (5) أوصافه قال منشدا: ... على أنّني راض بأن أحمل الهوى (6)
ومن / أغراضه اللطيفة (7) قوله [من السريع]:
أطربنا العود إلى أن غدا ... مقامنا يرقص مع صحبه
فشمعه (8) قام على ساقه ... وكأسه (9) دار على كعبه (10)
ومن لطائفه الغريبة (11) قوله، مع بديع التضمين (12) [من الكامل]:
درب (13) الحجاز لقد شرفت منازلا ... قدر المنازل عن سناها (14) نازل
كم سرت فيها نحو مكّة منشدا: ... لك يا منازل في القلوب منازل (15)
وممّا اخترته من الأبيات العامرة للمعمار [إبراهيم] (16) قوله، رحمه الله (17)
__________
(1) الباذهنج: المنفذ الذي يجيء منه الهواء، فارسيّ معرّب، وهو بالعربية: راووق النسيم. (معجم المعرّبات الفارسية في اللغة العربية ص 33).
(2) من و.
(3) في ب: «وقال القيراطيّ في باذهنج مضمّنا» مكان «ومن مضمنا».
(4) في ب: «نلقاه».
(5) في ب، د، ط، و: «مدحت» وفي ك:
«مدحت» وفي هامشها: «صوابه:
«امتدحت»».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) اللطيفة: سقطت من ط.
(8) في ط: «فشمعنا».
(9) في ط: «وكأسنا» وفي و: «وكأنّه».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في و: «البديعة» مكان «الغريبة».
(12) في ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومن
التضمين» وفي ط: «وقوله مضمّنا».
(13) في د: «درب».
(14) في ط: «من سواها».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي البيت الثاني تضمين من بيت المتنبّي، من الكامل:
«لك يا منازل في القلوب منازل
أقفرت أنت وهنّ منك أواهل»
[ديوانه ص 177].
(16) من ب.
(17) في ط: «رحمه الله قوله».(3/412)
تعالى (1)، [من مجزوء الكامل]:
إن قام يتلو سورة الش ... شمس المنيرة في ضحاها
يا حسنه فكأنّه ال ... قمر المنير إذا تلاها (2)
ونقلت من تذكرة الشيخ عزّ الدين الموصليّ بخطّه بيتين للمعمار [أيضا] (3)، وذكر (4) أنّهما خارجان (5) عن الديوان، وهما (6) من اللطائف في هذا الباب (7) [من البسيط]:
لمّا تبدّى عذار الخدّ (8)، قلت له: ... رفقا ومهلا عليه أيّها الجاني (9)
ولا تخشّن (10) فما في (11) ذاك (12) محتمل ... بأن يحطّ (13) عليه عرق ريحان (14)
ومن لطائفه أيضا (15) في هذا الباب (16) قوله (17) [من السريع]:
وخادم قبّلت مشروطه ... في خدّه لكن رأيت العجب
من ناعم حلو فناديته: ... ما أنت يا مشروط إلّا رطب (18)
ومثله قوله (19) [من الطويل]:
تملّك قلبي خادم قد هويته ... من الهند معسول اللّمى أهيف القدّ
__________
(1) «رحمه الله تعالى» سقطت من ب و «تعالى» سقطت من ط.
(2) في ط: «تلاها (هى)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) من ب، و.
(4) في د: «ذكر».
(5) في د، ك، و: «أنّها خارجة».
(6) في د، ك، و: «وهي».
(7) في ب: «أنّهما من محاسن شعره وهما قوله» مكان «أنّهما خارجان الباب».
(8) في ط: «الحبّ».
(9) في و: «أيّها الحاني».
(10) في ب، د: «ولا تخش».
(11) «في» سقطت من ب.
(12) في ط: «الخدّ».
(13) في ط: «يخطّ».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) «أيضا» سقطت من ط.
(16) في ب: «ومنه» مكان «ومن الباب» وفي و: «في هذا الباب أيضا».
(17) «قوله» سقطت من د.
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمشروط: العلامة، يقال: مشاريط الأشياء: أوائلها وعلاماتها. (اللسان 7/ 335 (شرط)).
(19) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».(3/413)
أقول لصحبي (1) حين يرنو بلحظه: ... خذوا حذركم قد سلّ صارمه الهندي (2)
ومنه قوله (3) [من الوافر]:
لثمت عذار محبوبي الشرابي ... فقال: تركت لثم الخدّ عجبا
حفظت الأنسيون (4) كما سمعنا ... ورحت تضيّع الورد المربّى (5)
ومنه قوله (6) [من الرجز]:
صاد فؤادي من بني العرب فتى ... له من الحسن اتّصال ونسب
فصحت في الحيّ وعقلي (7) طائر ... يا عربا أهل ذمام وحسب
عساكم أن تنشدوا حشاشة ... في حبّكم (8) ضلّت وراحت يا عرب (9)
ومنه قوله (10) [من مجزوء الكامل]:
رحلوا (11) عريب المنحنى ... وفراقهم (12) ما كان أصعب (13)
أمّلتهم أن يرجعوا ... والموت لي من ذاك أقرب
جئت الحمى لأرى الخيا ... م فلم يلح في الحيّ مضرب (14)
ومنه (15) قوله (16) [في طبّاخ] (17) وأجاد (18) [من الكامل]:
كلفي بطبّاخ تنوّع حسنه ... ومزاجه للعاشقين يوافق
__________
(1) في د: «لصنجي».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) في ب: «الأنيسون» وفي د، ك، و:
«الآنسون».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(7) في ط: «وقلبي».
(8) في د، و: «حيّكم».
(9) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» وفي د، و: «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(11) في و: «وحلوا».
(12) في د: «وفارقهم».
(13) في و: «أقرب».
(14) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في د: «ومثله».
(16) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».
(17) من ب.
(18) «وأجاد» سقطت من ب.(3/414)
لكن مخافي من جفاه (1) وكم (2) غدت ... منه قلوب في الصّدور خوافق (3)
[ومنه قوله في جزّار (4) [من مجزوء الرمل]:
ربّ جزّار هواه ... صار لي دما ولحما (5)
فزت بالألية منه ... وامتلا قلبي شحما] (6)
ومنه قوله (7) [من السريع]:
حاكمت في شرع الهوى قاتلي ... ولي دم طلّ (8) على خدّه
فاتّهم الحاكم لحظا له (9) ... تحقّق الفتنة من عنده
مال (10) إلى الحقّ (11) فلمّا رأى ... قدّ حبيبي، مال مع قدّه (12)
ومنه قوله (13) [في مليح من الخطّاء] (14) [من المجتثّ]:
أصاب قلبي خطائي ... بلحظه لشقائي
فرحت من فرط دائي (15) ... أشكو إلى الحكماء
قالوا: أصبت بعين ... فقلت: من عظم (16) دائي
إن كان هذا صوابا ... فتلك عين الخطائي (17)
__________
(1) في ب، د، و: «من جواه».
(2) في د: «وقد».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) من ب، د، ط، وو «في جزّار» سقطت من د، ط، و.
(5) في ط: «لحما ودمّا».
(6) البيتان من ب، د، ط، ك، و. ولم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «وقال»، وفي ط: «وقوله».
(8) في د، و: «ظلّ».
(9) في و: «ألحاظه» مكان «لحظا له».
(10) في ب، د، و: «ومال».
(11) في ب، د، ك، و: «للحقّ».
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(14) من ب.
(15) في ب، د، و: «وجدي».
(16) في ط: «علم».
(17) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
والخطاء: ضدّ الصواب. (اللسان 1/ 65 (خطأ)).(3/415)
ومن لطائفه البديعة، في هذا الباب (1)، قوله (2) [من الخفيف]:
رحت يوم الفراق أجري دموعي ... حسرة إذ قضى الزّمان ببيني
قيل كم ذا تجري دموعك تعمى ... أوقف الدمع، قلت: من بعد عيني (3)
ومن لطائفه أيضا (4) قوله (5) [من المنسرح]:
شكوت للحبّ منتهى حزني (6) ... وما ألاقيه من ضنا جسدي
قال: تداو (7) بريقتي (8) سحرا ... فقلت: يا بردها على كبدي (9)
ومن لطائفه أيضا (10) قوله (11) [من السريع]:
قلت له لمّا وفى موعدي (12) ... مختفيا من حاسد معتدي:
ربّ كما فرّحتني (13) بالوفا ... أسبل عليه (14) السّتر يا سيّدي (15)
ومنه قوله (16) [من الوافر]:
وبي غضبان لا يرضيه إلّا ... دموع ساكبات مستمرّه
فما عطفت معاطفه بوصل ... وفي عينيّ بعد الهجر قطره (17)
ومن لطائفه البديعة / الغريبة، في هذا الباب (18)، قوله (19) [من البسيط]:
__________
(1) «البديعة في هذا الباب» سقطت من ط.
(2) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(3) بعدها في ب: «وقال: قلت له لمّا يا سيّدي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) «أيضا» سقطت من ط.
(5) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(6) في ب، د، و: «حرقي» وفي ط: «حربي».
(7) في ب، د، و: «تداوى».
(8) في و: «بريقي».
(9) بعدها في ب: «ومنه قوله: وبي غضبان». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) «أيضا» سقطت من ط.
(11) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(12) في ب: «موعيدي».
(13) في ب: «فرّحني».
(14) في ط: «عليّ».
(15) بعدها في ب: «وقال: شكوت للحبّ كبدي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(16) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(18) «البديعة الباب» سقطت من ط.
(19) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».(3/416)
[جاءت مقمّعة الأطراف متّزره ... تميس كالغصن الميّاس بالثّمره] (1)
لو أنصفت لأشارت بالسّلام على ... متيّم ما قضى من وصلها وطره
بأصبع إنّما غطّت (2) أناملها ... حتّى ولا واحد (3) يصفو من العشره (4)
ومنه قوله (5) [من مجزوء الخفيف]:
لو رأى دور (6) ثغره ... عاذلي في التّبسّم
ذهبت روحه، كما ... قيل، في دور درهم (7)
ومنه قوله (8) [من مجزوء الرجز]:
في خدّ من أحببته ... ورد بدا لم (9) أجنه
وشامة (10) ذقت لها ... حلاوة في صحنه (11)
ومن بديع لطائفه (12) قوله، مع حسن (13) التضمين (14) [من الطويل]:
عزمت على رقيا محاسن وجهه ... بأنوار آيات «الضّحى» حين أقبلا
فلمّا بدا يفترّ عن نظم ثغره ... بدأت ب «بسم الله» في النّظم أوّلا (15)
ومن بديع مديحه في هذا الباب (16) قوله (17) [من مجزوء الرمل]:
لابن فضل الله فضل ... غمر الفضل ووفّى
كيف لا وهو عليّ ... علم السّرّ وأخفى (18)
__________
(1) من هـ وو قد أشير اليها ب «صح».
(2) في ط: «عضّت».
(3) في د: «واحد».
(4) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «وقال» وفي ط: «ومثله قوله».
(6) في د: «ورد» وفي و: «ذور».
(7) في د: «ذو ورد وهم». وفي و:
«ددرهم». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(9) في د: «جنيّ» مكان «بدا لم».
(10) في ك: «وشامت».
(11) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ط: «لطائف» مكان «بديع لطائفه».
(13) «حسن» سقطت من ط.
(14) في ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومن
التضمين».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(16) «في هذا الباب» سقطت من ط.
(17) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(18) البيتان في الأدب في العصر المملوكيّ(3/417)
ومنه قوله (1) [من الوافر]:
أيا بدر المحاسن حزت جودا ... وفضلا شاع بين العالمينا
وكنت من الكرام فحزت خطّا ... فصرت من الكرام الكاتبينا (2)
ومنه قوله (3) [من الكامل]:
قسما بما أوليت من إحسانه ... وجميله ما عشت طول زماني
ورأيت من يثني على عليائه ... بالجود إلّا كنت أوّل ثاني (4)
ومن أغراضه البديعة (5) قوله (6) [من الكامل]:
ما مصر إلّا منزل مستحسن ... فاستوطنوه مشرقا أو مغربا
هذا وإن كنتم على سفر به ... فتيمّموا منه صعيدا طيّبا (7)
ومن قوله (8) [من البسيط]:
جاء الرّخاء ووفّى (9) النيل وانفرجت ... عنّا الهموم وهان القمح ثمّ رمي
وراح خزّانه للنّيل ينظره ... فاستكثر الماء في عينيه ثمّ عمي (10)
__________
2/ 71وفيه: «غمر الناس».
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى ََ} (7) (طه: 7) فظاهر البيت كفر لكون «أخفى» اسما، وباطنه اكتفاء لكون «أخفى» فعلا، والتقدير: «وأخفاه».
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {كِرََاماً كََاتِبِينَ} (11) (الانفطار: 11).
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) في و: «أوّل ثان». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وثاني: ضدّ أوّل، والمثني من الثناء.
(اللسان 14/ 124 (ثني)).
(5) «البديعة» سقطت من ط.
(6) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي البيت الثاني إشارة إلى آيتين كريمتين: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى ََ سَفَرٍ} (البقرة:
283) و {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى ََ أَوْ عَلى ََ سَفَرٍ} {فَلَمْ تَجِدُوا مََاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً} (النساء:
43 - والمائدة: 6).
(8) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(9) في ط: «وفاض» وفي و: «وولّى».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/418)
ومثله قوله (1) [أيضا] (2) [من الرمل]:
حزن (3) الخزّان لمّا أن رأى ... نيلنا قد عمّ سهلا وجبل
ورأى الأرض لنا قد أخرجت ... سنبلات ذات حبّ وسبل (4)
وبكى إذ رمدت مقلته (5) ... زاده (6) الله عروقا وسبل (7)
ومثله، وهو في غاية الحسن، قوله (8) [من السريع]:
سمعت (9) يوما سدّ مصر يقو ... ل: (10) النيل وافى زائدا عندي
وكان هذا خبرا صادقا ... فرحت أرويه عن السّدّي (11)
ومن لطائفه البديعة قوله (12) [من الخفيف]:
لائمي في الشباب دع عنك لومي ... لست ممّن تروعه بالعتاب
أيّها الشيخ هات بالله قل لي ... أيّ عيش يحلو بغير الشباب (13)
ومنه قوله (14) [من السريع]:
وشادن (15) ليس له شارب ... ولا عذار بل له طرّه
__________
(1) في ب: «وقال» وفي د: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(2) من د، و.
(3) في و: «خزن».
(4) في ب، ط، و: «فاختبل» وفي د: «فاحتبل».
(5) في ط: «أعينه».
(6) في ب، د، ط، و: «زادها».
(7) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
والعروق: سيلان ماء العين والسّبل: داء في العين شبه غشاوة كأنّها نسج العنكبوت بعروق حمر. (اللسان 10/ 241 (عرق)، 11/ 322 (سبل)).
(8) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(9) في ط: «وسمعت».
(10) في د: «يقلّ» مصحّحة عن «يقول».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والسّديّ: هو إسماعيل بن عبد الرحمن، تابعيّ، حجازيّ الأصل، سكن الكوفة.
(الأعلام 1/ 317).
(12) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(15) في ب، د، ط، و: «وشاذن».(3/419)
كفايتي من ريقه شربة ... وا حسرتي (1) منه على جرّه (2)
ومن لطائف مجونه قوله (3) [من المجتثّ]:
شهر الصّيام تولّى ... فراقه يوم عيدي (4)
فقيل: شيّع بستّ ... فقلت: أيضا وسيدي (5)
ومنه قوله (6) [من المنسرح]:
قلت: هلال الصّوم (7) ليس يرى ... فلا (8) تصوموا وارضوا بنقل (9) ثقه
فغالطوني (10) وحقّقوا ورأوا (11) ... وكلّ هذا من قوّة الحدقه (12)
ومنه قوله (13) [من المنسرح]:
أيري مع المرد خاب (14) متجره ... مذ عاملوه المعثّر (15) النّصبه
فضيّعوا رأس مال حاصله ... وأكسروه (16) وقام بالثّقبه (17)
ومثله قوله (18) [من المجون] (19) [من مجزوء الرجز]:
أيري إذا ندبته ... لحاجة تختصّ بي
قام لها بنفسه ... ما هو إلّا عصبي (20)
__________
(1) في د: «وحسرتي».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال مجون» مكان «ومن
قوله».
(4) في ط: «عيد».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال منه» وفي ط: «وقوله».
(7) في د، ط، و: «الصيام».
(8) في ك: «لا».
(9) في ط: «بقول».
(10) في ب، د، ك، و: «فبالطوني».
(11) في ب، و: «فرأوا».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال منه» وفي ط: «وقوله».
(14) في ك: «قد خاب» وكتبت «قد» فوق خاب رغم أنه لا حاجة لها.
(15) في ط: «معثر».
(16) في ب، د، ط، و: «إذ كسروه».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(18) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(19) من ب.
(20) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.(3/420)
ومثله قوله (1) [من مجزوء الرجز]:
تأخّرت لعذرها ... قلت لها: تقدّمي
أيري هذا عصبي ... يخوض (2) معك في الدّم (3)
ومثله قوله (4) [أيضا] (5) [من الرمل]:
لي أير فيه كبر وجفا ... وهو منّي يا لقومي وإليّ /
كلّما أغضبني أرضيته ... وإذا أرضيته (6) قام عليّ (7)
ومثله قوله (8) [من السريع]:
أيري مغرى باللّواط الذي ... يقبح لا سيما (9) على مثله
أوقف حالي لا تسل (10) ما جرى ... وصرت خلف الناس من أجله (11)
ومثله قوله (12)، غفر الله له (13)، [إذ جاء بهذا المجون الغريب] (14) [من المنسرح]:
وبّخت أيري إذ جاء ملتثما ... بذاك (15) من علقه (16) فما اكترثا
بل قال لي حين (17) لمته (18): قسما ... ما (19) جزت حمّام قعره (20) عبثا
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) في ب، د، ط: «يدخل».
(3) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال منه» وفي ط: «وقوله».
(5) من د، و.
(6) في و: «وإذا لم أرضه».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(9) في ب: «لا سيّما» والصواب تخفيفها مراعاة للوزن.
(10) في ب: «لا نسل».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) «غفر الله له» سقطت من ط.
(14) من ب.
(15) في د: «من ذاك».
(16) في ط: «في غفلة».
(17) في د: «حين» مصحّحة عن «حيث».
(18) في د: «لمنمه».
(19) في د: «وما».
(20) في د: «بعده» مكان «قعره».(3/421)
كيف وفيها طهارتي وبها ... أقلب ماء وأرفع الحدثا (1)
ومثله قوله (2) [من مجزوء الرجز]:
يا ليلة قضّيتها ... فهل تراها عائده
عمود أيري قائم ... وهي عليه قاعده (3)
ومنه قوله (4) [من مجزوء الكامل]:
وصغيرة كلّفتها ... أيري، فقالت: ويك (5) باعد
ما خلت يحمل ذا العمو ... د من النّسا إلّا القواعد (6)
ومثله قوله (7) [من السريع]:
صغيّر نام على وجهه ... وقال: حكّك، قلت: لا فائده
قم وادخل العمود (8) يا سيّدي ... فقال: لا تنخرم القاعده (9)
ومثله قوله (10) [من المنسرح]:
عميرة (11) قام يبتغي نكدي ... جلدته، ثمّ قلت: يا ولدي
ها أنت في قبضتي فطاوعني (12) ... وإن عصاني خصاه تحت يدي (13)
__________
(1) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(3) الرجز لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال منه» وفي د، و: «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(5) في و: «ويلك».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «وقال منه» وفي ط: «ومثله».
(8) في د، و: «وادخل العامود» وفي ط:
«أدخل العامود».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال منه» وفي ط: «وقوله» وفي و: «ومنه قوله».
(11) في هامش ط: «قوله: «عميرة»، هو ك «سفينة»، وقد خطر ببال هذا الشاعر غلطا أنّه كناية عن الذكر وفي شرح القاموس: «أنه كناية عن الكفّ»، والذي غرّه عبارة القاموس حيث قال: «وجلد عميرة كناية عن الاستمناء باليد» ففهم منها أنّ عميرة كناية عن الذكر، وليس كذلك. انتهى».
(حاشية). وقد أشير تحتها بكلمة «مصحّح».
(12) في ط: «تطاوعني».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/422)
ومنه قوله (1) [من السريع]:
وقحبة ذات حر يابس (2) ... تحمل كالسّندان رصعي الشديد
تقول: قم طرّقه لي، لا تنم، (3) ... فقلت: ما لي زبرة من حديد (4)
ومنه قوله (5) [من مجزوء الكامل]:
أطعمت أيري كي ينا ... م، وقلت: قرّ فما استقرّ
بل قام يسعى (6) قائلا ... أنا من إذا طعم انتشر (7)
[ومنه قوله] (8) [من السريع]:
قد بتّ (9) من كربي لفقد النّسا ... أفور كالتنّور من ناريه
وقد طغى الماء فمن لي بأن ... أحمل بالجود على جاريه (10)
ومثله قوله (11) [من الرّمل]:
لو رأى بهجة حبّي (12) عاذلي ... وهي تجلى في ثياب سندسيّه
لغدا العاذل فيها عاذرا ... وتفاصلنا على بيضا نقيّه (13)
ومنه قوله (14) [من الوافر]:
سألت وصال حبّي، قال: دعني ... فإنّك في افتقار لا تجاب (15)
__________
(1) في د: «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(2) في ب: «يابسة».
(3) في د: «لانتم».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) «ومنه قوله» سقطت من وو في ط:
«وقوله».
(6) في و: «يسقي».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {فَإِذََا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا}
(الأحزاب: 53).
(8) من ب وفي د، و: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(9) في ط: «ذبت».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب، د، و: «ومنه قوله» وفي ط:
«وقوله».
(12) في ب، د، و: «فقحة حبّي» وفي ط:
«فقحة حيي» مكان «بهجة حبّي».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ط: «وقوله».
(15) في ب: «لا يجاب».(3/423)
فقلت له: حبيب القلب أدعى ... بذي فقر وفي وسطي نصاب (1)
ومنه قوله (2) [من السريع]:
وصاحب أنزل بي صفعة ... غضبت إذ ضيّع لي حرمتي
فقال (3): في ظهرك جاءت يدي ... فقلت: لا، والعهد في رقبتي (4)
ومثله قوله (5) [من السريع]:
سألته في صفعة قال لي (6): ... جناية الصّفعة (7) ما منه بدّ
صاع من التّمر أحلّى به ... قلت له: أعطيك صاعا ومدّ (8)
ومثله قوله (9) [من مجزوء الكامل]:
لحّ العذول ولامني ... فيمن أحبّ وعنّفا
فهممت ألطم رأسه ... ممّا (10) بليت تأسّفا
لكنّني زلقت يدي ... وقعت على أصل القفا (11)
ومثله قوله (12) [من المنسرح]:
جئت لخلّ يلاطف الجرحى ... قلت له: يا أخا الرّضى صف لي
في عنقي دمّل به ورم ... قال: تداو (13) بمرهم النخل (14)
ومثله قوله (15) [من مخلّع البسيط]:
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ط: «وقوله».
(3) في ب، د، و: «وقال».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(6) في ك: «فقال» مكان «قال لي».
(7) بعدها في و: «مندمل».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(10) في ب: «لجّ» وفي ط: «لمّا».
(11) الأبيات لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(13) في د، ك، و: «تداوى».
(14) في ط: «النخل». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ب، د، و: «ومنه قوله» وفي ط:
«وقوله».(3/424)
قالوا: عشقت الشباب جهلا ... فعلك هذا هو القبيح
فقلت: قد قيل كلّ شيء ... يأتي على وجهه مليح (1)
ومثله قوله (2) [من مخلّع البسيط]:
بدا بخدّ المليح (3) شعر ... وسفله يا أخيّ سالم
فكان كالخوخ إذ ينادي ... عليه يا (4) مشعر (5) وناعم (6)
ومثله قوله (7) [من مجزوء الكامل]:
ومماجن يهوى الصّفا ... ع ولم يكن إذ ذاك فنّي
سلّمته (8) عنقي الدقي ... ق فراح ينحله بغبن (9)
ما إن أذنت (10) له رضى ... لكنّه من خلف (11) أذني
لولا يد سبقت له ... لأمرته بالكفّ عنّي (12)
ومثله في اللطف والحلاوة (13)، قوله (14) [من الطويل]:
ومازحة تهوى المجون ولم تزل ... تباسطني لطفا بطيب مجونها
تقول، وقد تاهت بلين قوامها ... وقلبي مفتون بسحر عيونها:
بعيشك هب لي صفعة ثمّ أقسمت ... على صبّها المضني بنور جبينها
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب، د، و: «ومنه قوله» وفي ط:
«وقوله».
(3) في ط: «الحبيب».
(4) في ط: «ذا».
(5) في ب: «مشعّر».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب، د، و: «ومنه قوله» وفي ط:
«وقوله».
(8) في ك: «سلمته».
(9) في و: «بغبني».
(10) في ك: «أدنت».
(11) في ب: «خلفه».
(12) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
والغبن: من «غبنه» أي مرّ به، وهو ماثل فلم يره يفطن له. (اللسان 13/ 309 (غبن)).
(13) «في اللطف والحلاوة» سقطت من ط.
(14) في ب: «ومنه قوله» مكان «ومثله
قوله».(3/425)
فلمّا جرى منها اليمين وأكّدت ... مددت قفائي (1) فسحة ليمينها (2)
ومن عجائبه وغرائبه في هذا الباب (3)، قوله (4) [من مخلّع البسيط]:
جاءت (5) بخدّين كاللّجين ... فقلت: ما ذي (6) سوى (7) لحيني
ذات حر واسع عميق ... كأنّه ترعة اللّبيني (8) /
[له لسان وطال (9) حتّى ... فرّق ما بينها وبيني] (10)
عليه شعر لو نسجته (11) ... لجاء مسحا لراهبين
وفاض ماء فقمت (12) لمّا ... عاينت من غسله (13) بعيني
تقول: لم لا تجرّ ألفا؟ ... أجبتها: باسط (14) اليدين
إن كان قصدي عليه جرّا (15) ... غرقت فيه بجرّتين (16)
ومنه قوله (17) [من الطويل]:
__________
(1) في ب، ط، و: «قفاي».
(2) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(3) «في هذا الباب» سقطت من ط.
(4) في ب: «ومنه قوله» مكان «ومن
قوله» وفي د، و: «ومن عجائبه في هذا الباب وغرائبه قوله».
وفي هامش ط: «قوله: «جاءت» الأبيات هي من مخلّع البسيط، ووزنه: «مستفعلن فاعلن فعولن» ستّ مرّات، وهي على ما تراه هكذا في جميع النسخ، وهي وإن كانت للمعمار إلّا أنّ الطبقة الأولى [لو نسجته] من بيته الثالث، والثانية من بيته الرابع [منه غسلي] خراب، لأنّه حين وزنها كان ميزانه مخلّعا. انتهى». (حاشية). وقد أشير تحتها بكلمة «مصحّح».
(5) في ط، ك: «جات».
(6) في ب، د، ط، و: «ذا».
(7) في و: «سوى» مصححة عن «لسوى».
(8) في ب: «اللتيني» وفي و: «التسينيّ».
(9) في ب، د، و: «قد طال» والصواب:
«وطال» مراعاة للوزن.
(10) من ب، د، و.
(11) «لو نسجته» والصواب: تسكين النون مراعاة للوزن.
(12) في ط: «فقلت» وفي ك: «قلت».
(13) في ب، ط، ك: «منه غسلي» وفي د، و: «من غسلي» والصواب: «من غسله» مراعاة للوزن.
(14) في ك: «باسط».
(15) في ب: «جرّا عليه».
(16) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
والمسح: الكساء من الشعر. (اللسان 2/ 596 (مسح)).
(17) في ب: «وقال» مكان «ومنه قوله».(3/426)
وإنّ من الخدّام من ليس يرتجى (1) ... مكارمه فالبعد عنهم (2) غنائم
ولا (3) تك ممّن يتّهمهم بحشمه (4) ... فليس لهم بين الرّجال محاشم (5)
ومنه قوله (6) [من الوافر]:
فلان والجماعة عارفوه ... وإن أبدى التنسّك والزّهاده
يموت على الشّهادة وهو حيّ ... إلهي لا تمته على الشّهاده (7)
ومنه قوله (8) [من البسيط]:
لمّا جلوا لي عروسا لست أطلبها ... قالوا: ليهنك (9) هذا العرس والزينه
فقلت: لمّا رأيت النهد منتقشا ... رمّانة كتبت: يا ليتها تينه (10)
ومنه قوله (11) [من الطويل]:
أبيت من الإفلاس والفقر طاويا ... لقد زهّدوني العشق (12) قهرا وسلّوني
وقالوا: تحبّ البيض والسمر (13)؟ قلت: لا، ... أحبّ من الألوان قمحيّة اللّون (14)
ومن لطائفه (15) في المواليا (16) [قوله] (17):
طرفي لمح حسن رائس (18) قرّحوا تقريح ... أوسق بصدّي (19) وسمّى الهجر بالتّصريح
__________
(1) في ط، و: «ترتجى».
(2) في ط: «عنه».
(3) في ب، و: «فلا».
(4) في د: «بحشمة».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والحشم: الغضب. (اللسان 12/ 136 (حشم)).
(6) في ط: «وقوله».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ط: «وقوله».
(9) في و: «ليهنيك».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ط: «وقوله».
(12) في د: «العشيق».
(13) في د: «والسمر».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ط: «وقوله» مكان «ومن لطائفه».
(16) في ب: «وقال مواليا» مكان «ومن
مواليا».
(17) من د، و.
(18) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«رابس» وفي حاشيتها: «رابس: حامض كناية عن صعوبة الوصول إليه».
(19) في ب، د، و: «لصدّي».(3/427)
قذف لعرضي وخلّاني من التبريح ... دمعي انحدر والعواذل يقلعوا (1) في الريح (2)
ومثله [أيضا] (3) قوله (4) [من المواليا]:
مزحت مرّا (5) مع الحبّ الرشيق القدّ ... وقلت: آه (6) على قبلة بصحن الخدّ
فسلّ سيف (7) من الحاظو لقتلي حدّ ... قلت: انتهى الأمر يا حبّي إلى ذا الحدّ (8)
ومثله قوله (9) [من المواليا] (10):
رمى أصاب صميم القلب زين الزين (11) ... وأصبحت مضنى قلق أخشى حلول الحين
وكنت قبل خلّي لم أشك وشك البين ... سالم من العشق (12) حتّى صابني بالعين (13)
ومن لطائف مجونه في المواليا قوله (14):
يقل لها زوجها لا تختشي من لوم ... ولا قفي (15) كل من في الأرض وأنا الكوم (16)
واسّبّبي (17) واطعميني ابق من ذا اليوم ... انعس وارقد ومثلي ما تري (18) في النوم (19)
ومثله قوله (20) [من المواليا]:
__________
(1) في ط: «تقذفوا».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وأوسق: عارض. (اللسان 10/ 380 (وسق)).
(3) من د، و.
(4) في ب: «وقال مواليا» مكان «ومثله
قوله» وفي ط: «وقوله».
(5) في ب: «مرّة» وفي ط: «مرّا».
(6) في ط: «أهي».
(7) في ط: «سيفو».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(10) في ب: «مواليا».
(11) في و: «زين الدين».
(12) في ب: «الغشّ».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال مواليا مجون» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(15) في ب، د، ك، و: «ولا ققي».
(16) في و: «الكوم» مصحّحة عن «القوم».
(17) في ط: «وأتيني».
(18) في ط: «لا يرى» وفي و: «ما يرى».
(19) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(20) في ب: «وقال مواليا» وفي ط:
«وقوله».(3/428)
قلتو (1): لمن تركتني (2) بالجفا ناحل ... وصلك بكم وارحمي ذا العاشق (3) الماحل (4)
قالت: بميتي (5) جمل، قلتو (6) أنا راحل ... مالي جمال ولكن نخل في السّاحل (7)
ومثله قوله (8) [من المواليا] (9):
قالت لي: اخبرني (10) وروّي قلبي الظامي ... واصدقني أعطيك ما خلفي وقدّامي (11)
عهدي بأيرك رقيّق (12) خرط (13) أقلامي (14) ... وقد نما قلت: أيري ما برح (15) نامي (16)
ومثله قوله (17) [من المواليا]:
قالوا: توقّ الشتا كم قد صرع أعيان ... يصدمك يعمى (18) وذاشي تعرفوا (19) العميان
إنهض تحلل ودع لعبك مع الصبيان ... قلتو: (20) يجيء أدنى (21) لو منحني عريان (22)
ومن لطائف العلامة الشيخ شمس الدين [محمّد] (23) بن الصائغ الحنفيّ، رحمه الله (24)، في باب التورية قوله [من الكامل]:
من هجر سلمى ما سلمت ومن ترى ... يقوى بحمل (25) الشوق والهجران
__________
(1) في ب، ط، و: «قلت».
(2) في ب: «تركني».
(3) في ب، د، و: «للعاشق».
(4) في ط: «الناحل».
(5) في ب: «يميني».
(6) في ب، ط، و: «قلت».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(9) في ب: «مواليا».
(10) في د، ط: «أخبر» وفي و: «اخبز».
(11) في ب: «وقدّام (ي)».
(12) في ب: «دقّيق».
(13) في د: «خرط مسلوب» مكان «رقيّق خرط».
(14) في ط: «لأقلامي».
(15) في ط: «لم يزل».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في ب: «وقال مواليا» وفي ط:
«وقوله».
(18) في ب، د، ط: «تعمى».
(19) في ط: «يعرفوا».
(20) في ب، ط: «قلت».
(21) في ط: «يجي إنني».
(22) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(23) من ب.
(24) في ب: «عاملنا الله وإيّاه بلطفه الحنفيّ» وفي د: «تغمّده الله تعالى برحمته» وفي ط: «رحمه الله تعالى» وفي و: «تغمّده الله تعالى».
(25) في ط: «لحمل».(3/429)
لا تغترر (1) يوما بحلو رضابها ... فلقد بدا من قدّها مرّان (2)
ومنه قوله (3) [من السريع]:
وشادن (4) ظلّت غصون الرّبا (5) ... لمّا رأته مقبلا ساجده
سألته من ريقه شربة ... فقال: ذي مسألة بارده (6)
ومنه قوله (7) [من الوافر]:
ثنى غصنا ومدّ عليه فرعا ... كحظّي حين أطلب منه وصلا
وبلبله (8) على الأرداف (9) منه ... فلم أر مثل ذاك الفرع أصلا (10)
ومنه قوله (11) [من الرجز]:
ركبت في بحر هواكم مركبا ... فذقت (12) فيه بيد التّبريح
فانحدرت مدامعي وأقبلت (13) ... عواذلي وأقلعت في الريح (14) /
ومنه قوله (15) [من الكامل]:
هجرت فأحشائي توقّد جمرها ... هذا وليست في المحبّة فاتره
وتظلّ تحرمني أقيّل بالجفا (16) ... ومن الذي يقوى بنار (17) الهاجره (18)
__________
(1) في ب: «لا تغرر».
(2) في ط: «مرّان (ني)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ط: «وقوله» وفي و: «ومثله قوله».
(4) في ب، د، ك: «وشاذن».
(5) في ب: «النّقا».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(8) في ط: «وأسبله».
(9) في و: «الأوراق».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ط: «وقوله».
(12) في ب، د، و: «قذفت».
(13) في و: «أقبلت».
(14) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ط: «وقوله».
(16) في ط: «تحرقني بنيران الجفا» مكان «تحرمني أقيّل بالجفا».
(17) في ط: «لنار».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/430)
ومنه قوله (1) [من البسيط]:
قد أودعوا القلب لمّا ودّعوا حرقا ... فظلّ في الليل مثل النّجم حيرانا
راودته يستعير الصبر بعدهم ... فقال: إنّي استعرت اليوم نيرانا (2)
ومنه قوله (3) [من الطويل]:
يقول عذولي للدموع وقد جرت ... على إثر محبوب برى مهجتي بريا:
تأنّ (4) فقد لاح العذار بخدّه ... فقلت (5): له، والله قد زدتني جريا (6)
ومنه قوله (7) [من السريع]:
قد زاد في التفنيد لي عاذلي ... على هوى من لم أطق بينها
حتّى بدا من لحظها صارم ... ففرّ (8) لمّا أن رأى عينها (9)
ومنه قوله (10) [من الكامل]:
لا تنكروا كوني (11) تركت معذّرا ... أضنى الفؤاد بلوعة التبريح
لمّا بدا شعر بصفحة خدّه ... قابلت ذاك الشعر بالتّسريح (12)
ومثله قوله (13) [من السريع]:
عارضني العذّال في عارض ... قالوا بلطف بعد ما أطنبوا:
ما آن بالعارض (14) أن تنتهي (15) ... قلت: ولا بالشيب (16) لا تتعبوا (17)
__________
(1) في ب، ط: «وقوله» وفي و: «ومثله قوله».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ط: «وقوله».
(4) في ب، د، ط، و: «تأنّى».
(5) في ب، د، ط، و: «فقالت».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «وقوله».
(8) في و: «فقرّ».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ط: «وقوله».
(11) في ط: «أنّي».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب، و: «ومثله قوله» وفي ط:
«وقوله».
(14) في ط: «للعارض».
(15) في د: «ننتهي» وفي ط: «ينتهي».
(16) في ط: «للشيب».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/431)
ومنه قوله (1) [من الرجز]:
قاس الورى وجه حبيبي بالقمر ... لجامع بينهما وهو الخفر
قلت: القياس باطل بفرقه ... وبعد ذا عندي في الوجه نظر (2)
ومنه (3) [في هذا الباب] (4) قوله (5) [من السريع]:
لمّا ثنى العطف ثنى مهجتي ... إليه ظبي في الهوى شارد
ناديت إذ صرنا بلا ثالث ... يا ثاني (6) العطف عسى واحد (7)
ومنه (8) [في هذا الباب] (9) قوله (10) [من مجزوء الرجز]:
قال العذول عندما ... شاهدني في شغل (11):
بمن فتنت (12) في الورى؟ ... فقلت (13): دعني بعلي (14)
ومنه قوله (15) [من الرجز]:
يا باخلين بالسّلام جهدهم ... من ذا رأيتم شحّ يوما بالكلام (16)
لا تمنعوا عنّي السّلام سادتي ... فأنتم قصد (17) المعنّى والسّلام (18)
ومنه قوله (19) [من الخفيف]:
__________
(1) في ط: «وقوله».
(2) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في د: «وهن لطائفه» مكان «ومنه».
(4) من د.
(5) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(6) في ب، وهامشها: «يا ثاني».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في و: «ومن لطائفه» مكان «ومنه».
(9) من و.
(10) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(11) في د، ط: «شغلي» وفي و: «شغل».
(12) في ب: «فنيت».
(13) في و: «قلت».
(14) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ط: «وقوله».
(16) في ب: «بالسلام».
(17) في ك: «قصد».
(18) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(19) في ط: «وقوله».(3/432)
يا مليحا رووا لنا عنه حسنا ... وقبيح (1) [إن] (2) لم يكن تمّ حسنا (3)
طبت لفظا مع الرّواة ولكن ... ينبغي أن تطيب (4) في الدّهر معنا (5)
ومنه قوله (6) [من الطويل]:
أميل إليه كي يميل فينثني (7) ... ويعرض أبصرت القضيب إذا انثنى
ويطرحني عن باله لا يعدّني ... فيلبسني من طرحه حلّة الضّنا (8)
ومنه قوله (9) [من السريع]:
وليلة مرّت بنا (10) حلوة (11) ... إن رمت تشبيها بها (12) عبتها
بتّ مع المعشوق في روضة ... ونلت من خرطومه المشتهى (13)
ومنه قوله (14)، وأجاد (15) [إلى الغاية] (16) [من الرمل]:
لست أنسى رقّة العيش الّذي ... زاد في (17) الرّقّة حتّى انقطعا
فرعى الله زمانا بالحمى ... وحماه وسقاه ورعا (18)
ومنه قوله (19) [من الوافر]:
__________
(1) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«هذا البيت هكذا ورد في الأصل برفع «قبيح»، والتقدير: وقبيح هو إن لم يكن تمّ حسنا. والله أعلم».
(2) من د، ط، و.
(3) في ب، و: «ثمّ حسنى».
(4) في ط: «تكون».
(5) في ب: «معنى» وفي ط: «معنا (معنى)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(7) في ب: «فأنثني».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(10) في ب: «لها» وفي ط: «لنا».
(11) في و: «خلوة».
(12) «بها» سقطت من د وفي و: «لها».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(15) و «أجاد» سقطت من ب، ط.
(16) من د، و.
(17) في و: «زادني».
(18) في ب: «ورعى». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(19) في ط: «وقوله».(3/433)
بدا ليل العذار بخدّ بدر ... يفوق البدر حسنا في الكمال
فلا تطمع عذولي في سلوّي ... فعشقي لا تغيّره الليالي (1)
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (2) [من الطويل]:
بروحي أفدي خاله فوق خدّه ... ومن أنا في الدنيا فأفديه بالمال
تبارك من أخلى من الشّعر خدّه ... وأسكن كلّ الحسن في ذلك الخالي (3)
ومثله في اللطف قوله (4) [من الكامل]:
راحت منى روحي فهذي (5) مهجتي ... من بعد ذاك وجدتها (6) قد طاحت
فاترك ملامك (7) يا عذول فإنّما ... هي مهجة (8) راحت (9) على من راحت (10)
ومن لطائف مدائحه (11)، في القاضي علاء الدين بن فضل الله، قوله (12) [من الوافر]:
لقد أعطى علاء الدّين ما لم ... توفّ بشكره المدّاح طرّا
نحا نحو الكرام إليّ حتّى ... دخلت مبرّدا وخرجت فرّا (13)
ومنه قوله (14) في القاضي تقيّ الدين بن (15) صالح، مع بديع التضمين (16) [من الطويل]:
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «ومنه قوله» مكان «ومن
قوله» وفي ط: «وقوله».
(3) في ب، د: «الخال (ي)» وفي ط، و:
«الخال». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «ومنه قوله» مكان «ومثله
قوله» وفي ط: «وقوله».
(5) في د: «فهذه».
(6) في ط: «ذا وجدا بها» مكان «ذاك وجدتها».
(7) في و: «ملامي».
(8) في هـ ك: «فإنّما هي مهجة» ن.
(9) في ط: «رحلت».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وطاحت: هلكت. (اللسان 2/ 535 (طوح)).
(11) في ب: «وقال» مكان «ومن لطائف مدائحه» وي ط: «وقوله».
(12) «قوله» سقطت من ب، ط.
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(15) «بن» سقطت من ب، و.
(16) في ب: «مضمّنا» مكان «مع بديع التضمين».(3/434)
بجود تقيّ الدين أصبح دهرنا ... رقيق الحواشي معلما بالمدائح
فيا (1) دهرنا حزت المفاخر فافتخر ... إذا نحن أثنينا عليك بصالح (2)
ومن أغراضه البديعة (3) قوله (4) [من الكامل]:
أعدى احتراق النيل أكباد الورى ... فغدت تذوب تلهّبا وتلهّفا
وتزايدت نيرانها من نقصه ... فإذا (5) به طاف البلاد وطفّفا (6)
ومن نكته (7) الغريبة (8) [اللطيفة] (9) وقد أهدى له بعض / الوزراء في عيد الأضحى كبشا [من الوافر]:
وزير الملك عيّد ألف عيد ... فأنت الصاحب الخلق الجليل (10)
فمنك غنيت (11) في الأضحى بكبش ... مليّ بالغنى كاف كفيلي (12)
ومن لطائف مجونه (13) قوله [من السريع]:
وباخل (14) أضحى يصفّي وقد ... جئت (15) له راووق جريال
سألته كأسا أطفّي بها ... نيران أحشائي فصفّى لي (16)
__________
(1) في و: «أيا».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمعلم: المشهور والمميّز من العلم:
الجبل. (اللسان 12/ 420 (علم)).
(3) «البديعة» سقطت من ط.
(4) في ب: «ومنه قوله» مكان «ومن
قوله».
(5) في ك: «فإذا».
(6) في ب، د، ط، و: «وقد طفا». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في و: «نكثه».
(8) «الغريبة» سقطت من ط وفي ب:
«وقال» مكان «ومن الغريبة».
(9) من ط.
(10) في ط: «الجميل».
(11) في د: «فمنك عتبت» وفي ط: «لقد منيت».
(12) في ب، د، ط، و: «كفيل». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «ومنه في المجون» مكان «ومن لطائف مجونه».
(14) في ط: «وناحل».
(15) في ب، و: «جبت» وفي ط: «حنّت».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والجريال: الخمر الشديدة الحمرة، وقيل: لونها، وقيل: صفوة الخمر.
(اللسان 11/ 108 (جرل)).(3/435)
ومنه قوله (1) [من السريع]:
قلت لبزّاز (2) على خلوة ... واصل فتى ينسب للخرقة
وخلّني أصفق لو (3) صفقة (4) ... فأنت ما تخسر في (5) صفقة (6)
ومنه قوله (7) في العنب العاصميّ [من السريع]:
وعاصميّ قد غدا طعمه (8) ... أروى من الماء لدى (9) الحائم (10)
أورث خلّي أكله هيضة ... فاعجب له من مسهل عاصمي (11)
ومنه قوله (12) [من مجزوء الخفيف]:
جاء نحوي معذّر ... بعدما عزّ مطلبه
قلت: ذا الأير ميّت ... ظلّ يبكي ويندبه (13)
ومنه قوله (14) [من الطويل]:
تطلّبت جحرا في الظّلام فلم أجد ... ومن يك مثلي حيّة دأبه الجحر
فناداني البدر الأديب إلى هنا: ... «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر» (15)
__________
(1) في ط: «وقوله».
(2) في و: «لبزّار».
(3) في ط: «ولو».
(4) في ب، د، و: «مرّة».
(5) في ب: «لي».
(6) في ط: «صفقتي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والبزّاز: بائع البزّ، وهي الثياب. (اللسان 5/ 312 (بزز)) والخرقة: قطعة من الثوب والخرق: الحمق. (اللسان 10/ 73، 75 (خرق)) والصفقة: من «ثوب صفيق» أي جيّد النسج. (اللسان 10/ 204 (صفق)).
(7) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(8) في ب: «أكله»، وفي هامشها: «طعمه».
(9) في د: «كذا».
(10) بعدها في د: «ومنه قوله» مشطوبة.
(11) في ب، ط، و: «عاصم» وفي د:
«عاصم (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والحائم: الشديد العطش. (اللسان 12/ 162 (حوم)).
(12) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/436)
ومن لطائف مجونه مع الشيخ شهاب الدّين (1) [أحمد] (2) بن أبي حجلة، رحمهما الله (3)، [قوله] (4) [من المنسرح]:
يكذب من ينسب البغاء (5) إلى ... شاعرنا المنتمي إلى حجله
ما هو بغّا (6) كما يقال لنا ... بل هو ثور يدور بالعجلة (7)
ومثله قوله في (8) الشيخ علاء (9) الدين بن دقيق العيد [من مجزوء الرمل]:
لعلاء الدّين ذقن ... تملأ الكفّ وتفضل
فاعمل المنخل منها ... لدقيق العيد وانخل (10)
ومن لطائف الشيخ بدر الدين بن الصاحب (11) في باب التورية قوله، وتلّطف ما شاء (12) [من الوافر]:
حبيب لي طبيب لم يزرني ... سوى بالطيف في ظلم الليالي
رآني ناحلا (13) من (14) فرط شوقي ... فأهدى لي مزوّرة (15) الخيالي (16)
ومثله قوله (17) [من المجتثّ]:
__________
وفي البيت الثاني تضمين من بيت أبي فراس الحمدانيّ من الطويل:
«سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر»
[ديوانه ص 165].
ومن بيت عنترة من الطويل:
«سيذكرني قومي إذا الخيل أقبلت
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر»
[ديوانه ص 105].
(1) في ب: «وقال يماجن» مكان «ومن
الدين».
(2) من ط.
(3) «رحمهما الله» سقطت من ب، د، ط، و.
(4) من د، ط، و.
(5) في د: «البغّاء» وفي و: «البغاة».
(6) في ب: «بغي».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال يماجن» مكان «ومثله قوله في» وفي ط: «وقوله في».
(9) في ط، ك: «تقيّ».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) «الشيخ بدر الدين بن الصاحب» سقطت من د ومكانها فراغ.
(12) «وتلطّف ما شاء» سقطت من ب.
(13) في د: «ناحلا» (* ح).
(14) في و: «في».
(15) في ط: «مزوّره».
(16) في ب، د: «الخيال». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في ط: «وقوله» ومكان «ومثله قوله»(3/437)
وعدتني بخيال ... يزور طرفي مناما
فشاب رأسي انتظارا ... وما بلغت احتلاما (1)
ومنه قوله (2) [من مجزوء الرمل]:
يا هلالا قد تسامى ... وله الصّدغ عمامه
أشتهي لو نلت حظّا ... منك مقدار قلامه (3)
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (4) [من البسيط]:
يقبّل الأرض لا زالت مقبّلة ... من بعد ثغري بثغر النّور (5) والزّهر
ويسأل الله جمع الشمل ملتئما (6) ... ودمعه (7) قائل: يا منزل المطر (8)
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (9) [من مجزوء الرجز]:
جفني عليك ساهر ... بحرقة (10) قد ذقتها
ودمعتي جارية ... إن زرتني عتقتها (11)
ومنه قوله (12) في [قيّم] (13) حمّام [من البسيط]:
وقيّم قيّم (14) في حسن صنعته ... حاز الجمال على لطف (15) من التّرف
__________
وبعدها في د: «يا هلالا قلامه».
(1) بعدها في د: «ومن لطائفه يقبّل الأرض». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ط: «وقوله» مكان «ومثله قوله» وبعدها في د: «وعدتني بخيال
احتلاما».
(3) بعدها في د: «ومنه قوله». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(5) في ط: «الرّوض».
(6) في ب، د، و: «مبتهلا» وفي ط: «منتظما».
(7) في ب، د، و: «وجفنه».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(10) في د، و: «لحرقة».
(11) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
وعتقتها: أطلقت حريّتها، أو حبستها.
(اللسان 10/ 236 (عتق)).
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) من ب، د، ط، و.
(14) «قيّم» الثانية سقطت من و.
(15) في ط: «حسن».(3/438)
لو يخدم البدر أنقى (1) البدر من كلف ... لكنّه لم يزل ما بي من الكلف (2)
ومنه قوله (3)، وأجاد (4) [من الطويل]:
فتنت بنبت من عوارض خدّه ... فها أنا في قيد الغرام أسير
وما (5) كان لي بالعشق قطّ تعلّق ... ولا بالهوى قبل العذار شعور (6)
ومنه قوله (7) [من المجتثّ]:
إذا جلوا (8) لي كأسي ... بها حباب منظّم
علمت أنّ زماني ... بعد القطوب تبسّم (9)
ومنه قوله (10) [من السريع]:
يا أيّها العاصر بادر إلى ... عنقودك الفاخر (11) في كرمه
إيّاك أن تتركه ساعة ... يزبّب النّحس على أمّه (12)
ومنه قوله (13) [من مخلّع البسيط]:
يا حابس الكأس لا تزدها ... من بعد حبس الدّنان حسره
واغنم مزاجا لها لطيفا ... أورثه الانتظار صفره (14)
ومنه قوله (15) [من مجزوء الرجز]:
أطربنا مشبّب (16) ... من غير جعل سأله
__________
(1) في د: «أبقى».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) «وأجاد» سقطت من ب، ط.
(5) في ط: «ولا».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «وقوله».
(8) في و: «خلوا».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ط: «وقوله».
(11) في ب، و: «الفاجر».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «يزبّب النّحس على أمّه» مثل لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ط: «وقوله».
(14) بعدها في ب، د، و: «ومنه قوله:
«غنّت الذقون». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ط: «وقوله».
(16) في د، و: «مشيّب».(3/439)
يا حسن موصول له ... لم يفتقر إلى صله (1)
ويعجبني (2) قوله [من السريع]:
غنّت فأغنت عن كؤوس الطّلا ... بالسّكر من لذّات تلك اللحون
فقلت إذ هيّمني صوتها: ... في مثل ذا الحلق تروح الذقون (3)
ويعجبني قوله (4) [من السريع]: /
يا مهدي الأقصاب من سكّر ... صفرا حكى طول (5) القنا طولها
إيّاك أن تقطعها ساعة ... فأحسن الأقصاب موصولها (6)
ومنه قوله (7) [من الرجز]:
ناحت حمام (8) البان أم تاهت أسى ... لم أدر ما غناؤها (9) من شوقها
عجماء لا تظهر حرفا من شجى ... لأنّها (10) مخنوقة بطوقها (11)
ومثله قوله (12) [من البسيط]:
وذات طوق على الأغصان تذكرني ... قوام حسنك في ضمّي لمعتنقك (13)
قد سوّدت مهجتي (14) نوحا، فقلت لها: ... سواد قلبي يا ورقاء في عنقك (15)
__________
(1) بعدها في ب: «وقال: يا مهدي»
وفي د، و: «ويعجبني قوله: يا مهدي». والرجز له في نفحات الأزهار ص 195.
والجعل: الأجر. (اللسان 11/ 111 (جعل)).
(2) في ب: «ومنه» مكان «ويعجبني».
(3) بعدها في ب، د، و: «ومنه قوله:
أطربنا صله». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(5) في ب: «سمر».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ويقصد بالأقصاب: قصب السّكّر المعروف.
(7) في ط: «وقوله».
(8) في ب: «حام».
(9) في ط: «عناؤها».
(10) في ط: «كأنّها».
(11) في ط: «من طوقها». والرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(13) في و: «لعشقك».
(14) في ط: «وجهها».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/440)
ويعجبني قوله (1) [من مخلّع البسيط]:
يا ليل إنّ الحبيب وافى ... وخفت إسراع دهم خيلك
فطل وغشّ (2) الصّباح إنّي ... دخلت، يا ليل، تحت ذيلك (3)
ومن نكته البديعة الغريبة قوله (4) في الشطرنج (5) [من الطويل]:
تأمّل ترى الشطرنج كالدّهر دولة ... نهارا وليلا ثمّ بؤسا وأنعما
محرّكها باق وتفنى (6) جميعها ... وبعد الفنا تحيا وتبعث أعظما (7)
ومثله قوله (8)، وأجاد، مع (9) حسن التضمين (10) [من المتقارب]:
أميل لشطرنج أولي (11) النّهى ... وأسلوه من ناقل الباطل
وكم رمت تهذيب لعّابه (12) ... وتأبى (13) الطباع على الناقل (14)
ومثله قوله (15) [من السريع]:
لعبت بالشطرنج (16) في غاية ... تقصّر الأوصاف عن حدّها
إن صار (17) في الأقران لي بيدق ... تموت منه الشاة في جلدها (18)
__________
(1) في ب: «وقال» مكان «ويعجبني قوله».
(2) في د: «وغش».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي و: «ومن نكثه الغريبة البديعة قوله».
(5) في ط: «في الشطرنج قوله».
(6) في ب: «ويغنى» وفوق الياء نقطتان.
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال فيه» وفي د، و: «ومثله أيضا» وفي ط: «وقوله».
(9) في و: «في».
(10) في ب، ط: «مضمّنا» مكان «وأجاد
التضمين» وبعدها في د، و: «قوله».
(11) في ب، د، ط، و: «وأهل».
(12) في ب، د، و: «لعّابها».
(13) في ك: «ويأبى».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ب: «وقال فيه» وفي ط: «ومن أغراضه».
(16) في ط: «في الشطرنج».
(17) في د، ط، و: «صاح».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والبيدق: من أدوات لعبة الشطرنج(3/441)
ومن لطائف مجونه (1) [قوله] (2) [من الكامل]:
شاب الحبيب، فقلت: أهلا بالوفا، ... وازددت فيه تعشّقا وتكلّفا
والأير قام موقّرا (3) لمشيبه ... فالرّاية البيضا عليه بالوفا (4)
ومثله قوله (5) [من السريع]:
كم جار صرف الدّهر في حكمه ... وضرّني من حيث بي يعتني
ألبسني من شيبتي (6) حلّة ... قلت له: والله عرّيتني (7)
ومن أغراضه البديعة قوله، مع التضمين (8) الذي سارت له به الرّكبان (9) [من البسيط]:
لله يوم الوفا والناس قد جمعوا ... كالرّوض تطفو (10) على نهر أزاهره
وللوفاء عمود من أصابعه ... مخلّق تملأ الدّنيا بشائره (11)
ومثله قوله (12) [فيه] (13) [من مجزوء الكامل]:
ألنّيل ألبس حلّة ... حمراء في تخليقه
وله أصابع زيّنت (14) ... وتختّمت (15) بعقيقه (16)
__________
(معرب). (المعجم الوسيط (بيدق)).
(1) في ب: «وقال من المجون».
(2) في د، ط، و.
(3) في ط: «ولم يبل» مكان «موقّرا».
(4) في ط: «في الوفا». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «وقال» وفي «وقوله».
(6) في ب: «مشيبي».
(7) في ب: «غرّيتني» وفي ط: «عزّيتني».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ط: «مع حسن التضمين قوله» مكان «قوله مع التضمين» وفي ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومن التضمين».
(9) «الذي الركبان» سقطت من ب، ط.
(10) في ك، و: «يطفو».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ومخلّق: من الأخلاق، أو الخلوق (الطيّب).
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) من د، و.
(14) في ط: «زينب».
(15) في ط: «قد ختّمت».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/442)
ومثله قوله (1) [فيه] (2) [من مخلّع البسيط]:
نادى منادي الوفاء مصرا ... إذ (3) علّقوا ستره (4) علامه
من الغلا (5) قد سلمت حقّا ... فبتّ في السّتر والسّلامه (6)
ومنه قوله (7) [فيه] (8) [من مجزوء الرجز]:
كانت (9) لمصر ميزة (10) ... بالنيل مذ ولّى حلت (11)
كأنّه زوج لها ... فبعده ترمّلت (12)
ومن أغراضه البديعة قوله (13) [من السريع]:
فاخرت الأقلام سمر القنا ... والسّعد في الأقسام مكتوب
فقلت للخطيّ: لا تستطل ... كلاكما للخطّ منسوب (14)
ومنه قوله (15) [من المجتثّ]:
ولائم زاد لوما ... في أسود أشتهيه
وقال: أسود تهوى؟ ... فقلت: عينك فيه (16)
ومن لطائف أغراضه قوله (17) في مليح فوّال (18) [من الطويل]:
__________
(1) في ب: «وقال فيه» وفي ط: «وقوله».
(2) من د.
(3) في ب: «إذا».
(4) في ط: «سترة».
(5) في د: «من الغلاء».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب: «وقال فيه» وفي د، و: «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(8) من د، و.
(9) في و: «كان».
(10) في ط: «سترة».
(11) في ب، د، ط، و: «خلت».
(12) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) «قوله» سقطت من ب.
(18) في ط: «في مليح فوّال قوله» مكان «قوله فوّال».(3/443)
أيا (1) ابن الذي في الليل تسطع ناره ... كثير رماد القدر للعبء يحمل
يطوف بأقداح العوافي (2) على الورى ... ويصبح بالخير الكثير يفوّل (3)
وممّا اخترته (4) من نظم الشيخ شهاب الدّين (5) [أحمد] (6) بن أبي حجلة، رحمة الله عليه (7)، وقد تقدّم قولي: إنّه كان يرضى لأجل الكثرة بالرّخيص (8)، قوله (9) [من الرجز]:
بي من غدا ظهري عليه المنحنى ... ولحظه لحظ ظباء رامه
كم قلت من عذاره وقد بدا ... لي خطّه (10): يا كاتب السّلامه (11)
ومنه قوله (12) [من الوافر]:
يقول لي الحبيب أرى عذاري (13) ... يدبّ الحسن من وجهي إليه
تكلّم (14) في وظيفة حسن خدّي ... وقام بنفسه يسعى عليه (15)
ومنه قوله (16) [من السريع]:
وعاذل قد زاد في (17) لومه ... وقال: لمّا هاج بلبالي
بعارض المحبوب ما تنتهي ... قلت: ولا بالشيب والوالي (18)
__________
(1) في د، ط، و: «أنا».
(2) في و: «القوافي».
(3) «ومن لطائف يفوّل» سقطت من ب.
والبيتان في الأدب في العصر المملوكيّ 1/ 75وفيه: «أنا ابن».
ويفوّل: من «الفأل»، وهو ضدّ الطّيرة.
(اللسان 11/ 513 (فأل)) أو من «الفول» وهو الباقلّاء المعروفة. (اللسان 11/ 534 (فول)).
(4) في ب، د، و: «تخيّرته».
(5) «الدين» سقطت من ب.
(6) من ب.
(7) «رحمة الله عليه» سقطت من ب، ط وفي د: «رحمه الله تعالى» وفي و:
«رضي الله تعالى عنه».
(8) في ط: «بالرخيص لأجل الكثرة».
(9) «قوله» سقطت من ب وفي د، و: «قوله وقد تقدّم بالرخيص» مكان «وقد تقدم قولي بالرخيص قوله».
(10) في و: «لحظه».
(11) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(13) في ط: «عذراي».
(14) في ب: «فكلّم».
(15) في ط: «إليه». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(16) في ط: «وقوله».
(17) في و: «زادني في» وبها يكسر الوزن.
(18) البيتان في ديوان الصبابة ص 141وفيه:(3/444)
ومنه قوله (1) [من الكامل]:
يا سائلي عن حالتي ما حال من ... أمسى بعيد الدّار فاقد إلفه
بي صيرفيّ لا يرقّ لحالتي ... قد متّ من جور الزمان وصرفه (2) /
ومنه قوله (3) [من مجزوء الرجز]:
أصبحت ما بين الورى ... كالواله المصاب
من هجر (4) ذا القبطي الذي ... ما كان في حسابي (5)
ومنه قوله (6) [من مخلّع البسيط]:
يقول جاري (7) بعد جور ... وقد رأى حرقتي وناري:
دمعك ما شأنه؟ ومن ذا ... عليك قد جار؟ قلت: جاري (8)
ومنه قوله مع حسن التضمين (9) [من الطويل]:
أقول لصبّ قلبه يشتكي (10) الأسى: ... هو الحبّ فاسلم بالحشا ما الهوى سهل
عذلتك في ابن السّكّري والذي أرى ... مخالفتي فاختر لنفسك ما يحلو (11)
ومثله قوله مع بديع التضمين (12) [من البسيط]:
__________
«عاذل بالغ في عذله».
والبلبال: شدّة الهمّ والوسواس والبرحاء والحزن الشديد. (اللسان 11/ 69 (بلل)).
(1) في ط: «وقوله».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) في ب: «من أجل».
(5) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
والقبطيّ: نسبة إلى القبط، وهم أهل مصر، أو طائفة من النصارى فيها.
(اللسان 7/ 373 (قبط)).
(6) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(7) بعدها في النسخ جميعها: «من»، والصواب حذفها مراعاة للوزن.
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومنه
التضمين» وفي ط: «وقوله مضمّنا».
(10) في هـ ك: «صوابه: «يشكو»».
(11) البيتان في ديوانه الصبابة ص 142وفيه:
«أقول لظبي» و «نصحتك علما بالهوى والذي أرى».
(12) في ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومثله(3/445)
قل للهلال، وغيم الأفق يستره: ... حكيت طلعة من أهواه بالبلج
لك البشارة فاخلع ما عليك فقد ... ذكرت ثمّ على ما فيك من عوج (1)
وقال (2) في غلام يدعى «مقبلا» [من الكامل]:
يا من تحجّب عن محبّ صادق ... ما زال عنه كلّ حين يسأل
من لي بيوم فيه تقبل باللّقا ... ويقال لي: هذا حبيبك مقبل (3)
ومنه قوله (4) في جارية تدعى «حكم الهوى» [من الكامل]:
حكم الهوى صدق فبتّ من اجل (5) ذا ... ولهان من فرط الصّبابة والجوى
يا عاذلي لا تلحني في حبّها ... نفذ القضاء وهكذا (6) حكم الهوى (7)
ورأيت غالب مقاطيع (8) الشيخ شهاب الدين (9) بن أبي حجلة في الباذهنج والفانوس (10)، ولكن نختار منها ما يحسن نظمه في هذا السلك، فمن ذلك قوله في فانوس مع حسن التضمين (11) [وهو] (12) [من الكامل]:
وكأنّما الفانوس نجم نيّر ... منع الظلام من الهجوم طلوعه
أو عاشق أجرى الدموع بحرقة ... من حرّ نار تحتويه ضلوعه (13)
[قلت] (14): وتقدّمه فيه مجير الدين (15) بن تميم فقال، وقد (16) أحسن في (17)
__________
التضمين» وفي ط: «وقوله مضمّنا».
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ط: «وقوله».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(5) في ب، د، ط، و: «لأجل» مكان «من اجل».
(6) في ط: «القضا وكذا جرى» مكان «القضاء وهكذا».
(7) البيتان في ديوان الصبابة ص 142وفيه:
«صدّت» مكان «صدق» و «لا تلمني».
(8) في ط: «مقطعات».
(9) «الشيخ شهاب الدين» سقطت من ب.
(10) في ب: «في الفانوس والباذهنج».
(11) في ب: «مضمّنا» مكان «مع حسن التضمين».
(12) من ب.
(13) في د: «طلوعه» مكان «ضلوعه». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) من ب.
(15) «مجير الدين» سقطت من ب.
(16) في د، ط، و: «و» مكان «وقد».
(17) «في» سقطت من ط.(3/446)
التضمين (1) [من الكامل]:
أنظر إلى الفانوس تلق متيّما ... ذرفت على فقد الحبيب دموعه
يبدو تلهّب (2) قلبه لنحوله (3) ... وتعدّ من تحت القميص ضلوعه (4)
وقال فيه (5) شهاب الدين (6) بن أبي حجلة، وأجاد مع حسن التضمين (7) أيضا (8)
[من الكامل]:
يحكي سنا (9) الفانوس من بعد لنا ... برقا تألّق (10)، موهنا، لمعانه
فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ... والماء ما سمحت (11) به أجفانه (12)
ويعجبني قوله فيه (13)، مع حسن التضمين أيضا (13) [من الكامل]:
أنا في الدّجى ألقى (15) الهوى (16) وبمهجتي ... حرق يذوب لها (17) الفؤاد جميعه
فكأنّني في الليل صبّ مدنف ... كتم الهوى فوشت عليه دموعه (18)
ويعجبني أيضا هنا قول مجير الدين بن تميم (19) [من البسيط]:
__________
(1) في ب: «مضمّنا» مكان «وقد
التضمين».
(2) في ب: «يلهب».
(3) في هـ ك: «بدموعه».
(4) «وتقدّمه فيه ضلوعه» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح صح». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) «فيه» سقطت من وو بعدها في د، و:
«الشيخ».
(6) «شهاب الدين» سقطت من ب، ط.
(7) في ب: «مضمّنا» مكان «مع حسن التّضمين».
(8) «أيضا» سقطت من ط.
(9) «سنا» سقطت من د.
(10) في و: «تألّف».
(11) في ط: «سحّت».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وموهنا: نحو منتصف الليل وموهنا:
صائرا في ذلك الوقت أو مضعفا.
(اللسان 13/ 455454 (وهن)).
(13) سقطت من ط وفي ب: «وقال أيضا فيه مضمّنا» مكان «ويعجبني
أيضا».
(15) في و: «ألغى».
(16) في ب: «الهوا».
(17) في و: «بها».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(19) في ب: «ويعجبني هنا قول ابن تميم أيضا».(3/447)
أبدى اعتذارا لنا الفانوس حين بدا ... في حالة من هواه ليس ينكرها
رأى الهوى مضرما ما بين أضلعه ... نار الجوى فغدا بالثوب يسترها (1)
ومن نظم الشيخ شهاب الدّين (2) بن أبي حجلة في الباذهنج قوله مع حسن التضمين (3) [من البسيط]:
وباذهنج غدا في الجوّ منظره ... من فوق منظرة تبدو (4) على سنن
فانظر، فديتك يا محبوب، رفعته ... واستنشق الرّيح من تلقاه يا سكني (5)
وأجاد فيه أيضا (6) [بقوله] (7) [من مجزوء الكامل]:
يا باذهنجي كم كذا ... تعلو على بان الحمى
أبديت حمقا (8) زائدا ... ورفعت رأسك للسّما (9)
وألطف منه قوله، مع حسن التضمين (10) [من الكامل]:
يا باذهنجي لا برحت من الهوى ... مثلي على حبّ الديار مولّها
داري بحبّك لم تزل مشغوفة (11) ... خلقت (12) هواك كما خلقت (12) هوى لها (14)
ويعجبني في هذا الباب قوله، مع حسن التضمين (15) [من الوافر]:
هجا الشعراء جهلا باذهنجي ... لأنّ نسيمه أبدا عليل
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «وقال» مكان «ومن نظم
الدين».
(3) في ب: «مضمّنا» مكان «قوله
التضمين».
(4) في ط: «مخبره يبدو» مكان «منظرة تبدو».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال فيه» مكان «وأجاد فيه أيضا» وفي ط: «وقوله».
(7) من د، و.
(8) في و: «جمعا».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال فيه مضمّنا أيضا» مكان «وألطف التضمين».
(11) في و: «معشوقة».
(12) في ط: «خلعت خلعت».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ب: «وقال فيه مضمنا» مكان «ويعجبني التضمين» وفي ط:
«وقوله مضمّنا».(3/448)
فقال الباذهنج، وقد هجوه: ... إذا صحّ الهوى دعهم يقولوا (1)
ومن نكته (2) الغريبة في باب التورية قوله، وكتب به إلى ابن الزين [المعروف (3)
ب] «لبّيكم» (4) [من الكامل]:
يا شاعرا قد حاز حسن بديهة ... وتطيعه (5) درر النجوم إذا نظم (6)
وتجيبه قبل السؤال لفقده (7)، ... وتقول (8): يا ابن الزّين، لبّيكم، نعم (9)
ومنه قوله (10)، وقد قدم (11) الشيخ جمال الدين بن نباتة (12) إلى (13) الشام المحروس (14) [من الكامل]:
يا معشر الأدبا غدا تشبيبكم ... ومديحكم ممّا (15) يروق ويطرب / (16)
وافاكم ابن نباتة فتفقّهوا ... أقواله بسكينة وتأدّبوا (17)
ومن أغراضه البديعة، مع حسن التضمين (18)، قوله من أبيات (19) [من الكامل]:
ومتى امتطيت من الكؤوس كميتها ... أمسيت تمشي في المسرّة راكبا
ومتى طرقت عشيّ آنس (20) ديرها ... لم تلق إلّا راغبا أو راهبا (21)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في و: «ومن نكثه».
(3) من ط.
(4) في ب: «وقال في الزين ابن لبّيكم الشاعر المشهور» مكان «ومن نكته لبّيكم».
(5) في ب، و: «وقطيعه» وفي ك: «ويطيعه».
(6) في و: «انتظم».
(7) في ب، د، ط، و: «لقصده».
(8) في ب، ك: «ويقول».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ط: «وقوله» مكان «ومنه قوله».
(11) في د: «تقدّم».
(12) «بن نباتة» سقطت من ط.
(13) في ب، و: «إلى».
(14) «المحروس» سقطت من ب، د، ط، و.
(15) في ط: «فيما».
(16) في ط: «ويعذب».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(18) «ومن التضمين» سقطت من ط.
(19) في ب: «من أبيات مع حسن التضمين قوله» مكان «مع حسن أبيات».
(20) في ب: «أنس».
(21) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/449)
وممّن قنص شوارد التورية بحبائل فكره الشيخ بدر الدين حسن [الغزّيّ الشّهير ب] (1) الزغاريّ، رحمه الله (2)، [فمن ذلك قوله] (3) [من مخلّع البسيط]:
قالت وقد أنكرت سقامي: ... لم أر ذا السّقم يوم بينك
لكن أصابتك عين غيري ... فقلت: لا عين بعد عينك (4)
ومنه قوله (5) [من الوافر]:
حبست الدمع ثمّ جعلت جفني (6) ... سياجا ماله قطّ انفراج
فما زلتم بجوركم إلى أن ... تجرّى (7) الدمع وانخرق السّياج (8)
ومنه قوله (9) [من الخفيف]:
قيل لي إذ رأيت أقمار تمّ ... عن بدور السّماء للطّرف تلهي:
أيّ وجه أضناك؟ قلت: دعوني ... فسقامي قد صحّ من كلّ وجه (10)
ومنه قوله (11) [من السريع]:
سلّ لحتفي كالحسام الصّقيل ... لحظا (12) حديدا (13) تحت جفن كليل
ثقيل ردف قادني في دجى ... شعر فقوّاد وليل طويل (14)
ومنه قوله (15) [أيضا] (16) [من الكامل]:
__________
(1) من ب، د، و.
(2) «رحمه الله» سقطت من ب، د، و.
(3) من ب، د، ط، و.
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ط: «وقوله».
(6) في و: «جسمي».
(7) في د: «تعدّى».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ط: «وقوله».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ط: «وقوله».
(12) في د: «خطّا».
(13) في د، و: «جديدا».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والحديد: الشديد في تحديقه ورميه.
(اللسان 3/ 142 (حدد)).
(15) في ط: «وقوله».
(16) من ط.(3/450)
أفديه في الألكيّ (1) يرمي دائما ... وسواد قلب الصّبّ من أغراضه
أطلقت لحظي نحوه فأصابني (2) ... سهم وما عاينت (3) كشف بياضه (4)
ومنه قوله (5)، وأجاد إلى الغاية، مع بديع التضمين (6) [من الوافر]:
يقول العاذلون نرى (7) رمادا ... على خدّيه من شعر العذار
فقلت لهم: صدقتم غير أنّي ... أرى خلل الرّماد وميض (8) نار (9)
ومن لطائفه قوله (10) [من المتقارب]:
فتنت (11) بأسمر حلو اللّمى ... لسلوانه الصبّ لم يستطع
تقطّع (12) قلبي وما رقّ لي ... ودمعي يرقّ وما ينقطع (13)
ومنه قوله (14) في مليح بيده (15) قوس حلقه [من الكامل]:
وبدا العشيّة أغيد في كفّه ... قوس كنانتها سهام جفونه
فسألته البقيا على عشّاقه ... فنفوسهم مطويّة بيمينه (16)
__________
(1) في ط: «الألكن» وبها يكسر الوزن.
وفي هامش ط: «قوله: «في الألكن» كذا في النسخ، ولم أقف له على معنى مناسب. انتهى». (حاشية).
(2) في ط: «فأجابني».
(3) في و: «ينت» مكان «عاينت».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والألكيّ: حامل الألوك، وهي الرسالة أو السلام. (اللسان 10/ 393 (ألك)).
(5) في ط: «وقوله» وبعدها في ط:
«مضمّنا».
(6) «إلى الغاية التضمين» سقطت من ط وفي ب: «وقال مضمّنا» مكان «ومنه التضمين».
(7) في ب: «يرى» وفي د: «ترى».
(8) في ك: «وميض».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(11) في و: «فتننت»!!
(12) في د، ط: «يقطّع».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال».
(15) بعدها في ك: «حلقة» مشطوبة.
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والكنانة: جعبة السهام. (اللسان 13/ 361 (كنن)).(3/451)
ومنه قوله (1) [من الكامل]:
وافى كتابك يا خليلي بعدما ... حكمت عليّ ببعدك الأيّام
لكن أرى نار اشتياقي لم يكن (2) ... بردا عليّ وفيه منك سلام (3)
ومن نكته (4) الغريبة قوله (5) [من المنسرح]:
أما ترى النهر كالحسام غدا ... ينسلّ بين الغصون والورق
وليس أجرى منه (6) [و] (7) صارمه ... يشقّ نحوي مفارق الطّرق (8)
ومن غاياته البديعة في هذا الباب قوله (9) [من الطويل]:
سرت من بعيد الدّار لي نفحة الصّبا ... وقد أصبحت حسرى من السير ضالعه (10)
ومن عرق مبلولة الجيب بالندى ... ومن تعب أنفاسها متتابعه (11)
ومن لطائفه في هذا الباب (12) [قوله] (13) [من الرجز]:
أعجب ما في مجلس اللهو جرى ... من أدمع الرّاووق (14) لمّا انسكبت
لم تزل البطّة في قهقهة ... ما بيننا تضحك حتّى انقلبت (15)
ومثله في اللطف قوله (16) بزيادة نكتة (17) أخرى [من الرجز]:
يا من يلوم في (18) التّصابي خلّني ... فأذني عن الملام قد نبت
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) في د، ط، و: «لم تكن».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في و: «ومن نكثه».
(5) في ب: «وقوله» مكان «ومن قوله».
(6) في ط: «في الجري مثل».
(7) من ب، د، و.
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(10) في ط: «ظالعه».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) «في هذا الباب» سقطت من ط وفي ب:
«وقال» مكان «ومن الباب».
(13) من د، ط، و.
(14) في ط: «الراوق» وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «الرواق: هكذا وردت في الأصل، ونظنّها الراووق».
(15) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(16) في ط: «قوله وزاد لطفا» مكان «في اللطف قوله» وفي ب: «وقال» مكان «ومثله قوله».
(17) في و: «نكثة».
(18) في ب، د، ك، و: «على».(3/452)
تصفية الكاسات في (1) شواربي (2) ... أضحكت البطّة حتّى انقلبت (3)
وتلاعب [أيضا] (4) بهذا المعنى وقال [من الرجز]:
أنا القليل العقل في صرف الذي ... أملكه في كلف المشارب
ولم أنل ممّا أضعته سوى ... تصفية الكاسات في شواربي (5)
ومن مجونه اللطيفة (6) قوله (7) [من الكامل]:
يا صاحبا ما زال من أنعامه ... لثياب راجيه المؤمّل وافي (8)
قد قطّعت فرجيّتي حتّى لقد ... ظهر القطوع بها على أكتافي (9)
وممّن أتى في رقيق (10) التورية بخاصّ الخاصّ الشيخ يحيى الخبّاز الحمويّ، رحمه الله (11)، فمن ذلك قوله [من المنسرح]:
قال عذولي والقوم قد رحلوا ... وقصده في مقاله حيني:
أطلق دموعا ما زلت تحبسها ... وطلّق النوم، قلت: من عيني (12)
ومنه قوله (13) [من السريع]:
لم أنس طيفا زارني وانثنى ... عنّي وقلبي بعده يخفق
__________
(1) في و: «من».
(2) في ط: «شواربي».
(3) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
ونبا: تجافى وتباعد. (اللسان 15/ 301 302 (نبا)).
(4) من ب، د، و.
(5) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(6) «اللطيفة» سقطت من ط وفي و:
«اللطيف».
(7) «وقال من المجون» مكان «ومن قوله».
(8) في ب، ط: «رافي».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والفرجيّة: ثوب واسع طويل الأكمام يتزيّا به علماء الدين. (محدثة). (المعجم الوسيط (فرج)).
(10) في ب، د، ط، و: «دقيق».
(11) «رحمه الله» سقطت من ب، د، ط.
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «من عيني» تفيد الاستجابة للطلب بكل رحابة صدر.
(13) في ط: «وقوله».(3/453)
وما كفى حتّى دموعي غدت ... من خلفه تجري وما تلحق (1)
ومنه قوله، مع حسن التضمين، وأجاد (2) [من الطويل]:
لئن وعدت بالوصل سلمى وأخلفت ... فسلها عسى العذر المبين يقوم
ولا تبدها باللوم قبل سؤالها ... لعلّ لها عذرا (3) وأنت تلوم (4)
ومنه قوله (5) [من السريع]:
لقد تعشّقت فتى سائبا ... يبدّل الحاضر بالغائب
مدحته جهدي فلم يرتبط ... وراح كلّ المدح في السائب (6)
ومنه قوله (7) [من الطويل]:
تعذّر من أهواه واسودّ وجهه ... ورام وصالي بعدما (8) لم يكن خلقي
وقال: حكى (9) صدغي نباتا أجبته (10) ... صدقت، لهذا عاد يصلح للحلق (11)
ومثله (12) [من لطائف نكته في هذا الباب] (13) قوله [من السريع]:
قلت لمن ينتف أصداغه: ... لا تكره الرّيحان حول الشّقيق
واعتق شعور الذقن من نتفها ... فالشّيخ سنّيّ يحبّ (14) العتيق (15)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «وقال مضمّنا» وفي ط: «وقوله مضمّنا» مكان «ومنه وأجاد».
(3) في و: «عذر».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ط: «وقوله».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «وقوله».
(8) في ب، د، و: «عندما».
(9) في د، و: «حلا».
(10) في د: «بنانا أحببته».
(11) في ب: «وقال للحلق» سقطت من ب. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ولم يكن خلقي: لم يكن خليقا أو جديرا بي. (اللسان 10/ 91 (خلق)).
(12) «مثله» سقطت من ط وفي ب: «ومنه» مكان «ومثله».
(13) من ط.
(14) في النسخ كلّها: «فإنّني شيخ أحبّ» وفي هـ ك: «فالشيخ سنّيّ يحبّ» خ صح.
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/454)
ومن لطائف نكته (1) في هذا الباب قوله (2) [من السريع]:
أصبحت في العالم أعجوبة ... عند أولي العقول (3) والفهم
جدّي حموي فاسمعوا واعجبوا ... وما كفى حتّى أبي أمّي (4)
ومن لطائفه في هذا الباب (5) قوله (6) [من الخفيف]:
عاطنيها (7) من عهد كسرى سلافا (8) ... تتّقد في الكؤوس (9) كالنيران
وابن ماء السّماء زوّجه (10) راحا ... أذكرتنا شقائق النّعمان (11)
ومن رقيق أغزاله (12) [قوله] (13) في هذا الباب (14) [من المجتثّ]:
لضعف أجفان حبّي ... بالقتل فينا فتوّه (15)
فيا لها من جفون ... تري من الضّعف قوّه (16)
ومن لطائف (17) مجونه قوله (18) [من السريع]:
كسبت مملوكا ومن لطفه ... يسير باللطف على سيري
سمّيته خيرا وإن أدخل (19) ال ... أير غدا (20) خيرا على خيري (21)
__________
(1) في و: «نكثه».
(2) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(3) في د، و: «أولي المعقول» وفي ط:
«ذوي الألباب».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) «في هذا الباب» سقطت من ط.
(6) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(7) في ب: «عاطيتها».
(8) في ب: «سلافة».
(9) في د، ك: «الكؤس».
(10) في ك: «زوجه».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» مكان «ومن رقيق أغزاله» وفي د: «ومن رقائق أغزاله».
(13) من د، ط، و.
(14) «في هذا الباب» سقطت من ب، ط وفي د، و: «في هذا الباب قوله».
(15) في ب، د، ط، و: «بالفتك فينا عتوّه».
(16) في ط: «تزداد بالضعف قوّه». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) «لطائف» سقطت من ط.
(18) في ب: «وقال من المجون» مكان «ومن قوله».
(19) في ط: «يدخل».
(20) في ط: «يكن».
(21) في ب، د، ط: «خير». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/455)
ومن مماجناته، مع (1) الشيخ بدر الدين (2) حسن الزّغاريّ المذكور أوّلا (3)
قوله (4) [من مجزوء الكامل]:
حسن الزّغاري أحمق ... يا بئس من يوافقه (5)
فخنقته (6) هجوا وما ... للكلب إلّا خانقه (7)
ومثله قوله [أيضا] (8) فيه (9) [من الكامل]:
نبح الزغاري عند نظم موشّحي (10) ... وكمال نظمي بالسّفاهة نقّصا (11)
فضربته بعصا الهجا لمّا عوى ... فأصبت مصرعه ولم تضع العصا (12)
ومثله قوله فيه (13) [أيضا] (14) [من الكامل]:
قل للزغاريّ الذي من جهله ... أمسى بأقوال الأكابر هازي:
هذا ابن قرصة قد سمعت هجاءه ... من ذا يجيرك من يد الخبّاز (15)
ومن لطائف الشيخ شهاب الدين الحاجبيّ، تغمّده الله برحمته (16)، في باب التورية، ولم أظفر له إلّا بما قلّ من مقاطيعه، مع أني كثير الفحص عنها، فإنّه ما يجارى في انسجامه وسهولته ورقّته ولطف (17) تركيبه في هذا الباب، فمن ذلك (18)
__________
(1) في ب: «وقال يماجن» مكان «ومن مماجناته مع».
(2) «بدر الدين» سقطت من ب، ط.
(3) «أوّلا» سقطت من ط.
(4) «قوله» سقطت من ب.
(5) «يوافقه»: «متفاعلن» أصابها الوقص فصارت: «مفاعلن»، وهذا قليل في الكامل.
(6) في ط: «خنقته».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) من د، و.
(9) في ب: «وقال فيه أيضا» مكان «ومثله فيه» وفي و: «ومثله قوله فيه أيضا».
(10) في ط: «موشّح».
(11) في د: «نقّضا».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال فيه أيضا» مكان «ومثله فيه» وفي ط: «وقوله فيه».
(14) من ب.
(15) في و: «الخبّازي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(16) «تغمّده الله برحمته» سقطت من ب، د، و.
(17) في ط: «ولطيف».
(18) «فمن ذلك» سقطت من ط.(3/456)
قوله [من الوافر]:
له (1) عين لها غزل وغزو ... مكحّلة ولي عين تباكت
وحاكت في فعائلها المواضي ... فيا لك مقلة غزلت وحاكت (2)
ومنه قوله (3) [من مجزوء الرجز]:
وصفت خصره الذي ... أخفاه ردف راجح
قالوا: وصف جبينه ... فقلت: ذاك واضح (4)
ومنه قوله (5) [من مخلّع البسيط]:
عودوا لصبّ بكى عليكم ... يا جيرة ودّعوا وساروا
فدمع عينيه عاد بحرا ... وقلبه ما له قرار (6)
ومنه قوله (7) [من الكامل]:
لا تبعثوا غير الصّبا بتحيّة ... ما طاب في سمعي حديث سواها
حفظت أحاديث الهوى وتضوّعت ... نشرا فيا لله ما أذكاها (8)
ووقفت له على قصيدة لاميّة امتدح بها الملك الأفضل صاحب حماة، كلّها غرر في باب التورية، مطلعها [من الكامل]:
عمّا جرى من أدمعي لا تسألوا ... فمدامعي أخبارها تتسلسل (9) /
وما أحلى ما قال بعد المطلع [من الكامل]:
وخذوا حديث هوى (10) ألمّ بمهجتي ... وازداد حتّى أهملته العذّل (11)
[منها] (12) [من الكامل]:
__________
(1) في د: «له» مصححة عن «لها» وفي ط:
«لها».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ط: «وقوله».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «وقوله».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «يتسلسل». والبيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ط: «حديثا قد» مكان «حديث هوى».
(11) في د: «للعذّل». والبيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(12) من ب، د، ط، و.(3/457)
ثاني المعاطف كنت أوّل عاشق ... في حبّه ولكلّ ثان أوّل
يرنو فيحلو للمتيّم لحظه ... إذ ذاك لحظ بالنعاس معسّل (1)
[منها] (2) [من الكامل]:
وتميس (3) منه شمائل لم أدر من ... مشمولة أو حرّكتها شمأل (4)
متلوّن الأوصاف سيف لحاظه ... ماض ولكن هجره مستقبل (5)
منها قوله (6)، وأظنّه (7) سبق ابن نباتة إلى معناه، [وهو] (8) [من الكامل]:
أيجود لي دهر (9) بطيف خياله ... وأظنّه برجوع ذلك يبخل
أم كيف يأتي الطيف (10) جفنا بابه ... بالفتح من أرق الصّبابة مقفل (11)
وقول الشيخ جمال الدين (12) [من الطويل]:
وأقسم لو جاد الخيال بزورة ... لصادف باب الجفن بالفتح مقفلا (13)
ومن قصيدة (14) الحاجبيّ قوله [من الكامل]:
يا ساكنين السّفح كيف حجبتم ... عن ناظري البدر الذي لا يأفل
وفعلتم بي ما يسرّ حواسدي (15) ... ما شئتم يا أهل بدر فافعلوا
لا تحجبوا بيني وبين غزالكم ... فعلى حجاز الصّدّ (16) ما لي محمل (17)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) من ب، د، و.
(3) في ط: «وتميل».
(4) في ط: «الشمأل».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر. والمشمولة: الخمر الباردة التي عرّضت للشّمال والشمأل: الريح الباردة. (اللسان 11/ 367 (شمل)).
(6) «قوله» سقطت من ب، د، و.
(7) في د، و: «وأظنّ أنّه».
(8) من ط.
(9) في و: «دهرا».
(10) في د: «الطيف».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(13) البيت في ديوانه ص 548وديوان الصبابة ص 119.
(14) في ب: «ومن قصيد».
(15) في ط: «عواذلي».
(16) في ب: «الصبّ».
(17) «لا تحجبوا محمل» سقطت من د.(3/458)
منها (1)، وهو من (2) المرقص والمطرب، في هذا الباب (3)، قوله (4) [من الكامل]:
يا صاح علّلني بكأس مدامة ... عن ذكره إنّ المحبّ معلّل (5)
صهباء إن جنّ الفتى بخمارها ... فيها (6) شفاه (7) وفي شذاها المندل (8)
ومن لطائف الحاجبيّ (9)، في هذا الباب، قوله [من السريع]:
لم أنس أيّام الصّبا والهوى ... لله أيّام النّجا والنّجاح
ذاك زمان مرّ حلو الجنى ... ظفرت فيه بحبيب وراح (10)
تالله لقد عزّ عليّ أن ينحجب (11) عنّي عرائس الحاجبيّ في خدور (12) الأوراق، فإنّي لم أظفر من منهله العذب بغير هذه النهلة (13).
ومن عروبة الشيخ زين الدين بن العجميّ، في باب التورية، قوله [من الكامل]:
سهل الخدود عزيز وصل من يرم (14) ... يوما (15) جنى وجناته لم يستطع
كم رمت لثم الخدّ منه، فقال لي: ... لا تطمعنّ فإنّ سهلي (16) ممتنع (17)
__________
والأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(1) في ط: «ومنها».
(2) «من» سقطت من ط.
(3) «في هذا الباب» سقطت من ب.
(4) في و: «قوله» مكررة.
(5) في ط: «يعلّل».
(6) في د: «فبها» وفي ط: «فهي».
(7) في ط: «الشفاء».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وعلّل نفسه بالخمر: تلهّى بها وتجزّأ.
(اللسان 11/ 469 (علل)) والمندل:
العود الرّطب الذي يتبخّر به. (اللسان 11/ 654 (ندل)).
والخمار: النّصيف، أو ما تغطّي به المرأة رأسها والخمار: فعل الخمر بالإنسان.
(اللسان 4/ 257255 (خمر)).
(9) في ط «لطائفه» مكان «لطائف الحاجبيّ».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب: «يتحجّب» وفي د، ط:
«تتحجّب» وفي و: «تنحجب».
(12) في و: «صدور».
(13) بعدها في ب: «انتهى».
(14) في د: «يرم» مصححة عن «يروم».
(15) «يوما» سقطت من ك، وثبتت في هامشها مشارا إيها ب «صح».
(16) في ط: «فكلّ سهل».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/459)
وقوله [من السريع]:
حبّي يمين في يمين الوفا (1) ... فلا تثق منه بزور المقال
كم قال: لا (2) ملت وآلى (3)، وكم ... قد سأل (4) العشّاق روحا ومال (5)
وقوله (6) [من الكامل]:
وافى وفي كمّيه ورد أحمر ... حيّا به مذ شبّ (7) تحت لثامه
فرشفت صرف (8) الراح من خرطومه ... وجنيت غصن الورد (9) من أكمامه (10)
ومن أغراضه البديعة قوله (11) [من الكامل]:
أنظر إلى الغدران (12) كيف تجعّدت (13) ... أمواجها فزهت وراقت منظرا
وحكت سطورا في طروس خطّها ... قلم النّسيم بلطفه لمّا انبرى (14)
ومن نكت (15) مدائحه البديعة قوله (16) في القاضي شهاب الدين بن فضل الله، رحمه الله (17)، [من الرجز]:
يا عمريّ الأصل أنت مالكي ... ونافعي بجوده دون البشر
لذا رفعت مسندي في مدحكم (18) ... لمالك لنافع (19) لابن عمر (20)
__________
(1) في ط: «الهوى».
(2) في ط: «ما».
(3) في ط: «وولّى».
(4) في ب، ط: «قد سلب» وفي و: «كم سلب».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» وفي ك: «قوله».
(7) في د، و: «بست».
(8) في ط: «حلو».
(9) في ب، د: «غضّ الورد» وفي ط: «ورد الخدّ» وفي و: «غرس الورد».
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(12) في د: «العذران».
(13) في ب: «تجمّعت».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في و: «ومن نكث».
(16) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(17) «رحمه الله» سقطت من ب، د، وو بعدها في و: «تعالى».
(18) في ط: «سندي في حكمكم» مكان «مسندي في مدحكم».
(19) في ط: «لنافع لمالك» مكان «لمالك لنافع».
(20) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.(3/460)
وقال وقد أهدى له حلاوة سكب [من الطويل]:
لفضلك يا قاضي القضاة مزيّة ... على السّحب لا يخفى (1) على من له لبّ
فأوّل جود الغيث قطر مبدّد ... وغيث نداك (2) الجمّ أوّله سكب (3)
ويعجبني من زهديّاته قوله [من الخفيف]:
عن طريق الذنوب قيّدت خطوي ... خيفة من عقاب عقبى التّجرّي
فإذا (4) لاح نهج برّ تراني ... فيه أمشي أبغي ثوابي وأجري (5)
وقد عنّ لي أن أورد هنا له نبذة (6) من المواليا، فإنّه كان فارس (7) ميدانها وقائد عنانها، فمن ذلك قوله [من المواليا]:
للحبّ قالوا: معنّاك الذي اذبلتو (8) ... جدلو بقبلة فعقلو فيك خبّلتو
فقال: أقسم لو أنّ البوس سبّلتو ... ومات للشرق مادرتو وقبّلتو (9)
ومن مخترعات معانيه قوله فيها (10) [من المواليا]:
حشيش عارضك الأخضر قد (11) بدا في (12) هدو (13) ... في روض وجنتيك (14) يحدو للصّبابة حدو /
والوهم ما ضرّ خدّك يا رخيم الشدو (15) ... إلّا لأنّ حشيشو قد طلع في بدو (16)
__________
ومالك بن أنس، ونافع بن جبير وابن عمر (عبد الله): من رواة الحديث الشريف. (الأعلام 4/ 5108/ 257، 7/ 352).
(1) في ب، ط، و: «لا تخفى».
(2) في د: «بداك» ولعلّه يقصد: «يداك».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ط: «وإذا».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والتجرّي: اتخاذ الجواري، أو مخفّفة من «التجرّؤ». (اللسان 1/ 44 (جرأ)، 14/ 142 (جرا)).
(6) في د، و: «له نبذة هنا» وفي ط: «هنا نبذة له».
(7) في د: «كارس فار» مكان «كان فارس».
(8) في ب: «ابدلتو».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب، د، و: «ومن معانيه المخترعة فيها قوله».
(11) «قد» سقطت من د، ط.
(12) في ب، و: «تخطّر» وفي د: «نمشي» مكان «بدا في».
(13) في ب: «هذو».
(14) في ب، د، ط، و: «وجنتك».
(15) في د، ك: «الشذو».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/461)
ومنه قوله (1) [من المواليا]:
شدّوا المحامل فسرتو (2) ساعة التحميل ... ملهوف لا حمل (3) يغنيني (4) ولا التحميل (5)
والعين (6) قد حلفت يا بدر في التكميل ... لا تكتحل بالكرى إن غبت (7) عنها ميل (8)
ومنه قوله (9) [من المواليا]:
يا من على الخلق أذيال المكارم جرّ ... وقد سلب نوم أجفاني وعنّي فرّ
يحلّ لك أنّ قلبي يا غزير (10) الذّرّ (11) ... مالو قرار ودمعي بحر (12) وأنت البرّ (13)
وممّن فتح له هذا الوصيد، القاضي فتح الدّين بن الشهيد، رحمه الله (14)، فمنه قوله [من الكامل]:
بستان حسنك أينعت ثمراته ... واها لغصن قوامك الميّاس
في صدره رمّان نهد زانه ... حلي يوسوس في صدور الناس (15)
ومنه قوله (16) [من السريع]:
أفدي التي (17) ساقت حروب الهوى ... بحسن ساقيها (18) لمشتاقها
جادلت عذّالي على حسنها ... فقامت الحرب على ساقها (19)
__________
(1) في ط: «وقوله».
(2) في ب، د، و: «فصرتو» وفي ط:
«فصرت».
(3) في ب، و: «جمل».
(4) في ب، ط: «يعنّيني» وفي و: «تغنيني».
(5) في ب، و: «التجميل» وفي ب: «تحميل».
(6) في هـ و: «والعين» ن.
(7) في د: «أغبت».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ط: «وقوله».
(10) في د، ك: «عزير» وفي و: «عزيز».
(11) في ب، د، ط، و: «الدّرّ».
(12) في ط: «البحر».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) «رحمه الله» سقطت من ب، وو بعدها في د، ط: «تعالى».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وواها: اسم فعل بمعنى «ما أحسنه» ويكون للتلهّف والتلذّذ والاستطابة.
(اللسان 13/ 564563 (ويه)).
(16) في ط: «وقوله».
(17) في ك، و: «الذي».
(18) في ب: «ساقها».
(19) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/462)
ومنه قوله (1) [من الرمل]:
قال (2): لا تخش رقيبي، فلمن ... حبّني، في زورتي، أوفى نصيب
قلت: إن زرت (3) وحانت غفلة ... فبودّي وعمى عيني رقيبي (4)
ومن أغراضه البديعة قوله (5) في عين بعلبكّ [من الكامل]:
ولقد أتيت لبعلبكّ فشاقني ... عين بها روض النّعيم منعّم
فلأهلها من أجلها أنا مكرم (6) ... ولأجل عين ألف عين تكرم (7)
ومنه قوله (8) [من الكامل]:
قاسوا حماة بجلّق فأجبتهم: ... هذا قياس باطل وحياتكم
فعروس جامع جلّق ما مثلها ... شتّان بين عروسنا وحماتكم (9)
[قلت] (10): وأجبته (11)، في ذلك التاريخ، عن ذلك بقولي: [كذبت ليس الجواب صحيح] (12) [من الكامل]:
والله إنّ حماة شامة شامكم ... وعروسها بمحاسن متزايده
ودمشقكم بعذارها الثّلجيّ قد ... ولّت شبيبتها وأمست بارده (13)
ومن لطائف القاضي فتح الدين بن الشهيد قوله، وقد أحضر له عوّاد (14) يسمّى «طائر بغا»، بسفارة الحاجب توكّل [من الطويل]:
__________
(1) في ط: «وقوله».
(2) في و: «قالت».
(3) في ك: «زرت».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(6) في ب: «فلأهلها أنا مكرم من أجلها».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب، د، و: «ومنها قوله» وفي ط:
«وقوله».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) من ب.
(11) في ط: «فأجبته».
(12) من وو الصواب: «صحيحا» إذ سكّنها دون سبب.
(13) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(14) في د: «عود» وفي ط: «عوّادا».(3/463)
نهاري أنس كلّه بمنادم ... على عوده يغزو الحشا بالتّغزّل (1)
وكنت أراه طائرا عزّ مطلبا ... ولكنّني حصّلته بتوكّل (2)
وقال، وقد حضر عنده من يلعب بالقانون وأطربه [من السريع]:
غنّى على القانون حتّى غدا ... من طرب يهتزّ عطف الجليس
داوى قلوبا من عليل (3) الأسى ... وكان فيها من هواه (4) رسيس (5)
فصاحت الجلّاس عجبا به ... يا صاحب القانون أنت الرّئيس (6)
ومن نكته (7) اللطيفة التي هو أحقّ بها من غيره، لكونه صاحب ديوان الإنشاء الشريف (8) بالشام المحروس (9)، قوله [من مخلّع البسيط]:
كانت فتاتي لنظم بيتي ... قرينة برّة أمينه
بكيتها والحمام قامت ... بالسّجع (10) في ندبها معينه
من علّم الورق (11) أنّ سجعي ... ليس يؤاتي (12) بلا قرينه (13)
ومن لطائفه، وقد جهّز له بعض (14) أصحابه رسالة القلب، وهي ما لا يستحيل بالانعكاس (15)، وجهّز بعدها (16) قوالب سكّر قوله (17) [من السريع]:
رسالة القلب بها (18) خدمتي ... تقدّمت في الزّمن الذّاهب
__________
(1) في ط: «بتبلبل».
(2) في د، ك: «بتوكل (ي)» والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في د، و: «غليل».
(4) في ط: «هواها» وفي و: «جواه».
(5) في و: «دسيس».
(6) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر. والرّسيس: أوّل الحمّى وأصلها.
(اللسان 6/ 97 (رسس)) ويقصد ب «صاحب القانون والرئيس الشيخ ابن سينا.
(7) في و: «نكثه».
(8) «الشريف» سقطت من ب.
(9) «المحروس» سقطت من ب، ط.
(10) في و: «بالشجع».
(11) في ك: «الأرق» وفي و: «الوزن».
(12) في ب: «يوافي».
(13) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب، د، ط، و: «لبعض» مكان «له بعض».
(15) في و: «بالانكاس».
(16) في ط: «بعده».
(17) «قوله» سقطت من ط.
(18) في د: «بها» مكررة.(3/464)
وها أنا أرسل من بعدها ... قوالب السّكّر في الواجب
ليعلم المخدوم أنّي امرؤ ... أخدمه بالقلب والقالب (1)
وكتب على عمارة بيته [قوله] (2) [من الطويل]:
بنيت (3) على وفق المكارم والعلا ... فللفتح أبوابي وصدري للضّمّ (4)
وقوله (5) [من الطويل]: /
سنا الملك يبدو من موشّح زينتي (6) ... ومن أجل ذا دار الطراز على كمّي (7)
وكتب على الرفرف [من الطويل]:
رفعت كما (8) شاء التّرفّه رفرفا ... أزين سمائي بل أزين سماحي (9)
فلا بدع أنّ النّاس يهوون بهجتي ... ويمشون في ظلّي وتحت جناحي (10)
وكتب على مجلس بيته [من البسيط]:
يا من ينزّه في حسني نواظره ... إسمع (11) صفات (12) بها قد فقت أمثالي
إنّي مقام مقرّ عزّ جانبه ... ودون قدر مقامي (13) المجلس العالي (14)
ومن لطائف الشيخ عزّ الدين الموصليّ (15)، في باب التورية، قوله (16) [من الوافر]:
يقول وقد بدا قمرا وغصنا ... حباه (17) حسنه هيفا بلين
__________
(1) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(2) من ب، ط.
(3) في د: «ينبت».
(4) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(5) «وقوله» سقطت من ب، د، ط، و.
(6) في ب، و: «رتبتي».
(7) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ط: «رفعتك ما».
(9) بعدها في د: «وكتب على مجلس بيته» مشطوبة.
(10) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في د: «لسمع».
(12) في ب: «صفاتا» وفي ك: «صفات»، وفوقها: «حديثا».
(13) في ب، د، و: «جنابي».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) بعدها في د، و: «رحمه الله تعالى».
(16) بعدها في ط: «رحمه الله تعالى».
(17) في و: «حياه».(3/465)
تنشّق مسك أصداغي حلالا ... فهذا الطيب من عرق الجبين (1)
ومنه قوله (2) [من السريع]:
كالزّرد المنظوم أصداغه ... وخدّه كالورد لمّا ورد
بالغت في اللّثم وقبّلته ... في الخدّ تقبيلا يفكّ الزّرد (3)
ويعجبني من نكته (4) الغريبة قوله (5) [من السريع]:
وحاجم في الكأس أجرى دما ... من ساق ساقينا (6) بإشفاق
لكنّه خالف في شرطه ... وحكّم الكأس على السّاق (7)
ولعمري إنّه تلطّف إلى الغاية بقوله (8) [من مجزوء الكامل]:
أعدى سقام جفونه ... جفني فأعدمني الكرى
حتّى اعتللت بسرعة ... مثل النسيم إذا سرى (9)
ويعجبني قوله في باب (10) التدبيج [من الخفيف]:
خضرة (11) الصّدغ (12) والسّواد من العي ... ن بياض المشيب قد أورثاني
واحمرار (13) الدموع صفّر خدّي ... كلّ ذا من تلوّنات الزّمان (14)
ومنه قوله (15) [من الطويل]:
حديث عذار الحبّ باد وساقه ... له أوجه تبدي (16) لقلبي اشتياقه
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ط: «وقوله».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في و: «نكثه».
(5) في ب: «وقال» مكان «ويعجبني قوله».
(6) في و: «من ماق ماقينا».
(7) في ب: «الساقي» وفي د، ط:
«الساق (ي). والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال» مكان «ولعمري
بقوله».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال في» مكان «ويعجبني
باب».
(11) في ب: «حضرة» وفي ك: «خصره».
(12) في ك: «والصدغ».
(13) في د: «واحمرار» (* ح).
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(16) في د: «تبدّى» وفي ك: «يبدي».(3/466)
درى أنّنا نصغي (1) إلى الحسن كلّنا ... فأبدى لنا ذاك الحديث وساقه (2)
ومنه قوله (3) [من المجتثّ]:
يا مقلة الحبّ مهلا ... فقد أخذت بثارك
وأنت (4) يا وجنتيه ... لا تحرقيني بنارك (5)
[ومنه قوله (6) [من الطويل]:
حديث عذار الحبّ في خدّه جرى ... كمسك على الورد الجنيّ مسطّرا (7)
فقبّلته حتّى محوت رسومه ... كأن لم يكن ذاك الحديث ولا جرى] (8)
ومنه قوله (9) [من المجتثّ]:
عيني أفاضت دموعي ... من طول صدّ وبين
ووجنة الحبّ (10) قالت: ... رأيت غسلي بعيني (11)
ومنه قوله (12) [من المنسرح]:
عاتبت حبّي على تأخّره ... وقد تعنّى برجّة (13) الردف
فقال: هذا الثقيل أخّرني ... عن سرعتي لانقطاعه خلفي (14)
__________
(1) في ط: «نسعى».
(2) «درى وساقه» سقطت من و. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) في ك: «وأنت».
(5) في د، و: «بتارك». وبعدها في ب:
«وقال: عيني أفاضت بعيني» وفي د، و: «ومنه قوله: عيني بعيني».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال».
(7) في ب، د، و: «تسطّرا».
(8) البيتان من ب، د، ط، وو بعدهما في ب: «وقال: عاتبت» وفي د، و:
«ومنه قوله: عاتبت». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(10) في ب: «الحدّ» وفي د، و: «الخدّ».
(11) في ط: «بعين (ي)» وبعدها في ب:
«وقال: حديث ولا جرى» وفي د، و: «ومنه قوله: حديث جرى».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) في ب، د، ط، و: «برجّة» وفي ك: «برنّة».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/467)
ومن لطائفه في هذا الباب قوله (1) [من الكامل]:
لحديث نبت العارضين (2) حلاوة ... وطلاوة هامت (3) بها العشّاق
فإذا تهافى (4) المرد قلت: تمهّلوا، ... فإليكم هذا الحديث يساق (5)
ومثله في اللطف قوله (6) [من مجزوء الرمل]:
هجروك البيض لمّا ... نصل الصّبغ فضرّك
كشف الدّهر المغطّى ... يا جميل السّتر سترك (7)
ومنه قوله (8) [من مجزوء الرجز]:
ذو حور أصابني ... بعينه لمّا نظر
فليس قتل صبّه ... إلّا كلمح بالبصر (9)
ومن لطائف مجونه قوله (10) [من الطويل]:
وبي ناتف للعارضين يقول: صف ... نبات عذار زان في الحسن منظري
فناديت: يا حلو الشمائل ما الّذي ... يقول لساني في النّبات المكرّر (11)
ومثله قوله (12) [من السريع]:
__________
(1) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(2) في ط، ك: «العذار» وفي هـ ك:
«العارضين» ص.
(3) في ب: «قامت» وفي ط: «هاجت».
(4) في ب، د، و: «نهاني» وفي ط:
«تجافى».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ونصل الصبغ: زال عن الشيء. (اللسان 11/ 664 (نصل)).
(8) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(9) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال من المجون» مكان «ومن قوله».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال مجون» وفي ط:
«وقوله».(3/468)
لمّا جفا المحبوب ناديته ... قابلت حبّي منك بالبغض
فعندها نام على وجهه، ... وقال: وجهي منك في الأرض (1)
وكنت أظنّ أنّ هذه النكتة اختراع الشيخ عزّ الدّين الموصليّ، إلى أن وقفت على الديوان الكبير من نظم الشيخ (2) جمال الدين (3) بن نباتة، فوجدته (4) أخذها منه [بنصّها] (5)، أللهمّ إلّا أن يكون وقع حافر [على حافر] (6)، والله أعلم (7). وقول الشيخ جمال الدين (8) في هذه النكتة (9) [من السريع]:
عاتبت (10) محبوبي وقد تلته (11) ... بطحا فأضحى خجلا مغضي (12)
وقلت (13): در بسني (14) وخلّ (15) الحيا ... فقال: وجهي منك في الأرض (16) /
ومن لطائف مجون الشيخ عزّ الدين (17) قوله [من السريع]:
قد لقّبوا بالزّاغ ذا حنكة (18) ... كواه ذا التلقيب (19) في القلب داغ
وهو غراب البين في شؤمه ... لكن إذا جئنا إلى الحقّ زاغ (20)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «وجهي منك في الأرض»: كناية عن شدّة الخجل.
(2) «الشيخ» سقطت من و.
(3) «جمال الدين» سقطت من ب.
(4) بعدها في ب، د، ط، و: «قد».
(5) من ط وفي ب، د: «بفصّها» وفي و:
«بعضها».
(6) من ط. و «وقع حافر على حافر» مثل يضرب عند توارد الخواطر والأفكار، ولم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(7) «والله أعلم» سقطت من ط.
(8) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(9) في و: «النكثة».
(10) في ب: «عاينت».
(11) في ب، ط: «نكته» وفي و: «نكثه».
(12) في و: «مفضي».
(13) في ط: «فقلت».
(14) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«دربسني»!!!!
(15) في و: «وخلّي».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
وتلته: تلت به: دهيت ومنيت. (اللسان 11/ 81 (قول)).
(17) بعدها في ب، و: «الموصليّ».
(18) في د، و: «حنكه».
(19) في ك: «التقليب» وفي و: «التلقيب» مصحّحة عن «التقليب».
(20) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/469)
ومثله قوله (1) في الشيخ جمال الدين (2) «تمتّع» الدّمشقيّ [من الوافر]:
وذي أدب لطيف الذّات جدّا ... طلبت الوصل منه فما تمنّع
ودبّ لأخذ أيري (3)، قلت: من ذا؟ ... فناداني بإشفاق: تمتّع (4)
ومثله قوله (5) [من مجزوء الرجز]:
مذ نام (6) أيري قال لي: ... أقمه يحظى (7) بالوصول
فقلت: فيه قصر ... فقال: ذا شيء يطول (8)
وممّن عاصر الشيخ عزّ الدين الموصليّ، ومشى تحت علم التورية، [الشيخ] (9)
علاء الدين بن (10) أيبك [الدمشقيّ] (11)، وكان المتعسّفون (12) على الشيخ عزّ الدين (13) يناظرونه به، ولعمري (14) هذه المناظرة ما صدرت ممّن عنده (15) نظر،
__________
والزاغ: نوع من الغربان صغير. (اللسان 8/ 432 (زيغ)) وداغ: عمّه المرض أو حمق. أو «داغ» من «دائغ» على سبيل القلب. (اللسان 8/ 425 (دوغ)).
وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«داغ: هذه اللفظة لم نعثر على معنى لها في ما بين أيدينا، ونرجّح أن تكون ترخيما ل «داغل»، وهذه تقال للجرح الخفيّ، أو أنّها تكون بمعنى «الأحمق» من «دغينة»، وهي علم على «الأحمق»». وفيها أيضا:
«ويمكن أن تكون [زاغ] ترخيم «زاغل» وهي بمعنى «عاش»!» لقد زاغ الشارح عن الصواب في تحديد المعنى الحقيقيّ، فلم يستطع التمييز بين «الزاغ» و «الزاغل» وداغ في تمييزه بين «داغ» و «داغل»، ولو كلّف نفسه التفكير قليلا لوجد أنّ في ««زاغ» الثانية تورية لطيفة بالفعل «زاغ» أي «عدل عن» وبالاسم «الزاغ» الطائر المعروف دليلا عليها.
(1) في ط: «وقوله».
(2) «الشيخ جمال الدين» سقطت من ط وفي ب: «ابن نباتة» مشطوبة، وفي هامشها: «الشيخ جمال الدين».
(3) في د، و: «أثري».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ط: «وقوله».
(6) في و: «قام».
(7) في و: «تحظى».
(8) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(9) من ب، د، و.
(10) «بن» سقطت من د.
(11) من ب، د، ط، و.
(12) في ب، د، ط، و: «المتعصّبون».
(13) بعدها في ب: «الموصلي».
(14) بعدها في ط: «إنّ».
(15) في ط: «له».(3/470)
فمن نكته البديعة [الغريبة] (1) قوله، وقد اجتمع بمليح في منتزه (2) من منتزهات (3)
دمشق المحروسة (4)، يعرف ب «السلطانيّ» [وهو] (5) [من الكامل]:
سلطان حسن أفتديه بناظري ... وأعيذه من نظرة الشيطان
يوما بزهر اللوز لمّا جاءني (6) ... قضّيت (7) ذاك اليوم بالسّلطاني (8)
ومنه قوله (9) [من الوافر]:
أقول وقد ظمئت ووجه حبّي ... له عرق على ورد الخدود:
أرى ماء وبي ظمأ شديد ... ولكن لا سبيل إلى الورود (10)
ومنه قوله (11) [من السريع]:
أحببت مرجئا له (12) وجنة ... مشرقة حمراء شبه اللهب
قالوا: الشّهيديّة أردافه (13) ... فقلت: والردف تليل الذّهب (14)
ومن لطائف مجونه قوله (15) [من الوافر]:
تلطّف واحتمل مزح الغواني ... وإن أوجعن منك الظهر دقّا
__________
(1) من ب.
(2) في د، و: «متنزّه».
(3) في و: «متنزّهات».
(4) «المحروسة» سقطت من ط وفي ب:
«المأنوسة».
(5) من ب.
(6) في ب، ط، و: «زارني».
(7) في د: «وقضيت».
(8) بعدها في ط: «وقوله: أحببت
الذهب». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ط: «وقوله».
(10) بعدها في ط: «ومن لطائف مجونه قوله:
تلطّف». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ط: «وقوله».
(12) في ب، ط: «من حياله» مكان «مرجئا له».
(13) في ب، د، و: «أرياقه» وفي ط:
«أعطافه».
(14) في د: «اللهب» مكان «الذهب» وبعدها في ط: «وقوله: أقول وقد الورود».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والتّليل: المصروع أو العنق. (اللسان 11/ 77، 79 (تلل)).
(15) في ب: «وقال مجون» مكان «ومن
قوله».(3/471)
وجيدك إن تلقّ (1) الصّفع فاصبر ... فإنّ الجيد في الدنيا ملقّى (2)
ومن نظم الشيخ جلال الدين بن خطيب داريّا، في باب التورية، قوله [من الكامل]:
شهدت جفون معذّبي بملالة ... منّي وإنّ وداده تكليف
لكنّني لم أنأ (3) عنه لأنّه ... خبر رواه الجفن وهو ضعيف (4)
ومنه قوله (5) [من الوافر]:
تقول وقد أتتني ذات يوم ... مخبّرة عن الظّبي الجموح
يسرّك أن أروح إليه أجري (6) ... فقلت لها: خذي مالي وروحي (7)
ومن لطائف مجونه قوله [من السريع]:
يا معشر الأصحاب (8) قد عنّ لي ... رأي يزيل الحمق فاستظرفوه
لا تحضروا إلّا بأخفافكم ... ومن تثاقل بينكم خفّفوه (9)
ومنه قوله (10) [من الطويل]:
تصفّحت ديوان الصّفيّ فلم أجد ... لديه من السّحر الحلال مرامي
فقلت لقلبي: دونك ابن نباتة ... ولا تصحب (11) الحلّيّ فهو حرامي (12)
[قلت] (13): الشيخ جلال (14) الدين، رحمه الله تعالى (15)، أراد ب «السحر
__________
(1) في ب، د، ك، و: «تلقّى».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «أنأى» وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «أفأ» وبها يكسر الوزن.
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «وقال» وفي ب، د، ط، و:
«وقوله».
(6) في ب، و: «أخري».
(7) في د: «وروح (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ك: «الأدبا».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ط: «وقوله».
(11) في ب، د، ط، و: «تقرب» وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «تقربي:
هكذا ورد، والأصحّ: «تقرب»، أو تكون تقربي كما وردت ولكن يكون البيت كما يلي: «فقلت لنفسي» بدل «قلبي»».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) من ب.
(14) في ط: «جلال».
(15) «رحمه الله تعالى» سقطت من ب.(3/472)
الحلال» الذي ما وجده في ديوان الصّفيّ (1)، التورية لا غير، وما ذاك إلّا أنّ الشيخ صفيّ الدّين (2) كان أجنبيّا منها، ولهذا لم أنظمه في سلك القوم الذين مشوا في نظم التورية (3) تحت العلم الفاضليّ والعلم النباتيّ، وغايته أنّه رضي بالشعر السّاذج [المنسجم] (4)، وتعرّض إلى التورية (5) في بعض المواضع، ولكن (6) سبكها في غير قوالبها (7)، لأنّها لم تكن (8) في طباعه، ويأتي الكلام على ذلك في موضعه، إن شاء الله تعالى (9).
ومن نظم الشيخ جلال الدين [بن خطيب داريّا] (10)، غفر الله له (11)، والمعنى في مراده مفهوم / [قوله] (12) [من الخفيف]:
ذكر المصطفى (13) ثلاثين (14) دجّا ... لا يجيئون في (15) قيام (16) السّاعه
فيهم أعور وقد صحّ بالبر ... هان إذ (17) جا بواحد (18) من جماعه (19)
ويعجبني قوله في آثار (20) النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (21)، [بمصر] (22) [من الكامل]:
يا عين إن بعد الحبيب وداره ... ونأت مرابعه وشطّ مزاره
فلقد حظيت (23) من الزّمان (24) بطائل ... إن لم تريه فهذه آثاره (25)
__________
(1) في ط: «صفيّ الدين».
(2) في ب: «الحلّيّ» مكان «الشيخ صفيّ الدّين».
(3) «في نظم التورية» سقطت من د.
(4) من ب، د، ط، و.
(5) في ب، ط: «للتورية».
(6) في و: «لكن».
(7) في ط: «قالبها».
(8) في ط: «لأنّه لم يكن».
(9) في ب: «سبحانه وتعالى».
(10) من ب.
(11) في ب: «لنا وله».
(12) من ط.
(13) بعدها في ب: «صلى الله عليه وسلم»، وجب حذفها مراعاة للوزن.
(14) في ك: «ثلاثون».
(15) في ب، د، و: «قبل» وفي ك: «إلى».
(16) في ب، د، و: «يوم».
(17) في ط: «أن».
(18) في ب، د، و: «جاء واحدا» وفي ط:
«جا كواحد».
(19) البيتان في ب كتبا بأسلوب النثر. ولم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(20) في ب: «بمصر» مكان «في آثار».
(21) في ب: «صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم وشرّف وكرّم».
(22) من د، و.
(23) في د: «ظفرت».
(24) في د: «الحبيب» مكان «الزمان».
(25) «ويعجبني قوله آثاره» سقطت من ك،(3/473)
ومن لطائف الشيخ (1) شمس الدين [بن] (2) المزيّن، في باب التورية، ما أنشدني (3) من لفظه لنفسه [قوله] (4) [من الوافر]:
مدير الكأس حدّثنا ودعنا ... بعيشك من كؤوسك والحثيث (5)
حديثك عن قديم الرّاح يغني ... فلا تسق (6) الأنام سوى الحديث (7)
وأنشدني (8) من لفظه لنفسه أيضا (9) [قوله] (10) [من الخفيف]:
ومليح لألاه يحكيه حسنا ... فهو كالبدر في الدّجى يتلالا
قلت: قصدي من الأنام مليح ... هكذا هكذا وإلّا فلالا (11)
ومن نكته (12) اللطيفة قوله [من مجزوء الرمل]:
قلت للأحدب لمّا ... أن رأى الوجد علاني:
أنا إن أبق (13) بوجدي ... فيك (14) يا أحدب فاني (15)
وتقدّم (16) القول إنّ النكتة في «التاجر»، استحقّها (17) الشيخ جمال الدين (18) بن نباتة، على (19) الشيخ صلاح الدين (20) الصفديّ، وعلى الشيخ (21) زين الدّين (22)
__________
وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح صح».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(1) «الشيخ» سقطت من ط.
(2) من ط.
(3) «ما أنشدني» سقطت من وو في ط: «ما أنشدنيه».
(4) من ب.
(5) في ب، ط: «والخبيث».
(6) في ب، د، ط: «تسقي» وفي و: «تشفي».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في د: «فأنشدني».
(9) في ب: «أيضا من لفظه لنفسه» وفي و:
«من لفظه أيضا لنفسه».
(10) من ب، و.
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ولألاه: اسم مقصور من «لألاء»: وهو نوره وإشراقه واللألاء أيضا بائع اللؤلؤ.
(اللسان 1/ 150 (لألأ)).
(12) في و: «ومن نكثه».
(13) في ب، د، ك، و: «إن أبقى» وفي ط:
«أبقى و» وفي ك: «إن» كتبت فوق «أبق».
(14) في و: «أنت».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(16) في ط: «وقد تقدّم».
(17) بعدها في ب، د، و: «على».
(18) في ب: «ابن نباتة» مكان «الشيخ جمال الدين».
(19) في ب، د، ك، و: «وعلى».
(20) في ط: «الصلاح» مكان «الشيخ صلاح الدين».
(21) «الشيخ» سقطت من ب.
(22) «زين الدين» سقطت من ب، ط.(3/474)
ابن (1) الورديّ، [وهي] (2) [من السريع]:
وتاجر أسكرني طرفه ... والكأس فيما بيننا دائر
وقال لي: سرّك؟ قلت: اسقني، ... جهرا على عينك يا تاجر (3)
ومن نكته (4) المخترعة قوله [من مجزوء الخفيف]:
شاب ورد الرّياض من ... ورد خدّيك وانفرك
فله النّاس أثبتوا ... وانتفى الورد للكرك (5)
ورسم (6) الجوبانيّ، وهو إذ ذاك كافل المملكة الشريفة (7) الشاميّة، لفضلاء دمشق (8) أن ينظموا له ما ينقش (9) على أسنّة الرّماح، فنظم القاضي فتح الدّين بن الشهيد [يقول] (10) [من البسيط]:
إذا الغبار علا في الجوّ عثيره ... وأظلم (11) الجوّ ما للشّمس أنوار
هذا سناني نجم يستضاء به ... كأنّني (12) علم في رأسه نار (13)
والسّيف إن نام ملء الجفن في علق ... فإنّني بارز للحرب خطّار (14)
إنّ الرّماح لأغصان وليس لها ... سوى النجوم على العيدان أزهار (15)
__________
(1) «بن» سقطت من ب، ط.
(2) من ب، د، ط، و.
(3) البيتان في ديوانه ص 254وفيه:
«وتاجر قلت له إذ رنا
رفقا بقلب صبره حائر
ومقلة تنهب طيب الكرى
منها على عينك يا تاجر»
(4) في و: «ومن نكثه».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وانفرك: من «أفرك الزرع» إذا اشتدّ وانتهى أو من الفرك: البغضة. (اللسان 10/ 474 (فرك)) والكرك: الأحمر. (اللسان 10/ 481 (كرك)) والكرك: مدينة قرب بعلبكّ. (معجم البلدان 4/ 452).
(6) في د: «رسم».
(7) «الشريفة» سقطت من ب، ط.
(8) بعدها في و: «المحروسة».
(9) في ط: «يكتب».
(10) من ب.
(11) في ب، ط، و: «فأظلم».
(12) في ط: «كأنّه».
(13) في البيت تضمين من بيت الخنساء، من البسيط:
أغرّ أبلج تأتمّ الهداة به
كأنّه علم في رأسه نار
[ديوانها ص 230].
(14) «والسيف خطّار» سقطت من ط.
(15) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.(3/475)
ونظم مولانا قاضي القضاة صدر الدين بن الأدميّ، نوّر الله ضريحه (1)، وكان إذ ذاك (2) في عنفوان شبابه (3) ومبادئ نظمه [من الكامل]:
ألنّصر مقرون بضرب أسنّة ... لمعانها كوميض برق يشرق (4)
سبكت لتسبك كلّ خصم مارد (5) ... وتطرّقت لمعاند يتطرّق
زرق تفوق البيض في الهيجاء إذ ... يحمرّ من دمه (6) العدوّ الأزرق
ينسخن (7) يوم الحرب كلّ كتيبة (8) ... تحت الغبار فنصرهنّ محقّق (9)
ولعمري إنّ الشيخ شمس الدين (10) [بن] (11) المزيّن تطاول برمحه على أقرانه، في ذلك العصر، بقوله (12) [من الكامل]:
أنا أسمر والرّاية البيضاء لي ... لا للسّيوف وسل من (13) الشجعان
لم يحل (14) في (15) عيش العداة (16) لأنّني ... نوديت يوم الجمع بالمرّان
وإذا تغاتمت (17) الكماة بجحفل ... كلّمتهم فيه بكلّ سنان (18)
فتخالهم غنما تساق إلى الرّدى ... قهرا لمعظم سطوة الجوبان (19)
وكتبت في هذا المعنى (20)، من حماة المحروسة (21)، حسب ما (22) رسم
__________
(1) «نوّر الله ضريحه» سقطت من ب.
(2) «إذ ذاك» سقطت من و.
(3) في ب، د، و: «شبيبته».
(4) في د: «تشرق».
(5) في ط: «مارق».
(6) في ط: «دمها».
(7) في د، ط: «ينسجن».
(8) في ك: «كتيبة».
(9) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
والأزرق من الأسنّة كالبيض من السيوف:
شديد الصفاء، وتسمّى الأسنّة زرقا للونها والعدوّ الأزرق: الروم لألوانهم، أو العدوّ الشديد. (اللسان 10/ 139 (زرق)).
(10) «شمس الدين» سقطت من ب.
(11) من ط.
(12) في ب: «فقال» مكان «بقوله».
(13) في ك: «من» وفي و: «عن».
(14) في ط: «أحل».
(15) في د: «بي» وفي و: «لي».
(16) في و: «الغداة».
(17) في ط: «تعانقت».
(18) في ب، د، ط: «لسان» وفي و:
«لسان (ي)».
(19) في ط، و: «الجوباني». والأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
(20) «في هذا المعنى» سقطت من ط.
(21) «المحروسة» سقطت من ب.
(22) «ما» سقطت من ب.(3/476)
[لي] (1) به [قولي] (1) [من الخفيف]:
أنا في الخطّ إن تحمّر نقطي ... فكتابي مقاتل الفرسان
وقوامي إذا تثنّى ففرد ... ما له في تفرّق الجمع ثاني
وسناني كالبرق بل صار منه ... قلب سيف البروق في خفقان
رمحه للرّدين ينسب لكن ... صاح لمّا علاه يا لسنان (3)
ومن أغراض الشيخ شمس الدين المزيّن اللطيفة قوله [من مجزوء الكامل]:
حمل الدواة فرمتها ... منه مرامة عاشق
قالت: إذن ما أنت يا ... قلم الدّيار بلائق (4)
ومن لطائف مجونه قوله [من مجزوء الخفيف]:
سلّماني أضافنا ... لبنا ما له ثمن
بيّض الله وجهه ... كلّما جاء باللّبن (5)
ومن مقاطيعه التي سارت له بها (6) الرّكبان قوله [من السريع]:
أنا دواة يضحك الجود من ... بكا (7) يراعي جلّ من قد براه
دلّوا على جودي من (8) مسّه ... داء من الفقر فإنّي دواه (9)
ومن أغراضه اللطيفة قوله (10) [من الوافر]: /
نزلنا بالقصير فرام قلبي ... مليحا بالعذارى الغيد أزرى
فلمّا أن تعذّر مال عنه ... فؤادي والجوانح نحو عذرا (11)
__________
(1) من ط.
(3) في ب: «يا لسناني» وفي د، ك:
«بالسنان». والأبيات لم أقع عليها في ديوانه.
والرماح الرّدينيّة منسوبة إلى ردينة، وهي امرأة السمهريّ، كانا يقوّمان القنا بخطّ هجر. (اللسان 13/ 178 (ردن)).
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ب: «اللبن». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «بها» وفي ط: «لديها».
(7) في د: «ندا» وبكا: اسم مقصور من «بكاء».
(8) بعدها في د: «شنّه» وبها يكسر الوزن.
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/477)
ومن مدائحه المخترعة ما أنشده لشيخنا ومولانا قاضي القضاة علاء الدين بن القضاميّ الحنفيّ، نوّر الله ضريحه (1)، وقد مرّ على دمشق المحروسة (2)، متوجّها إلى الحجاز الشريف (3) في محفّة (4)، [قوله] (5) [من مخلّع البسيط]:
محفّة المجلس العلائي ... تنشر (6) جدواه في المشاهد
تقول: هذا قنى (7) وأعطى ... وحجّ بالنّاس وهو قاعد (8)
وأمر [ابن المزيّن] (9) أن يكتب على قبره من نظمه ما قرأته على القبر (10)
وحفظته، وهو قوله، رحمه الله (11) [من الوافر]:
بقارعة الطّريق جعلت قبري ... لأحظى بالتّرحّم من صديقي
فيا مولى الموالي أنت أولى ... برحمة من يموت على الطريق (12)
وممّا قررته للشيخ (13) شرف الدين عيسى العالية (14)، لنفسه (15) في باب التورية قوله (16) [من الكامل]:
لمّا رأوه (17) مضاجعي تحت الدّجى ... حجبوه عن عينيّ حتّى أسهرا
قبّلت خالا فوق كعبة خدّه ... قبل الوداع وما أتيت المشعرا (18)
ومنه قوله (19) [من الكامل]:
__________
(1) في ب: «رحمه الله تعالى».
(2) «المحروسة» سقطت من ب، ط.
(3) «الشريف» سقطت من ب.
(4) «المحروسة محفّة» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(5) من ب، ط.
(6) في و: «تنشد».
(7) في ب، د، ك، و: «أفتى».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمحفّة: مركب كالهودج إلّا أن الهودج يقبّب، وسمّيت بذلك لأنّ الخشب يحفّ بالقاعد فيها من جميع جوانبه. (اللسان 9/ 49 (حفف)).
(9) من ط.
(10) في ب: «على قبره» وفي د: «على الفقير».
(11) بعدها في ب، د، و: «تعالى».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب، د، ك، و: «فرزنه الشيخ».
(14) في ب: «العالية» (* ع).
(15) «لنفسه» سقطت من ط.
(16) بعدها في ط: «تعالى».
(17) في و: «رآه».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(19) في ط: «وقوله».(3/478)
ومليحة راودتها (1) فتعلّلت ... بالحيض وهي تقول كالمعذور (2):
هل موضع خال؟ فقلت لها: اسكتي (3) ... فمواضعي ليست تعدّ ودوري (4)
ومن لطائف مجونه قوله، وهي (5) حكاية لحاله (6) [من السريع]:
قالت لي الفروة: قم دفّني (7) ... حتّى أدفّيك (8) بقلبين
قلت لها: بالله ما تشتهي؟ ... قالت: غشا، قلت: على عيني (9)
ومن مجونه، مع الشيخ بدر الدين البشتكيّ، قوله (10) [من المجتثّ]:
ألبشتكيّ المكدّي ... ذو أبنة ليس تشفى (11)
قد مدّ للنيك (12) رجلا ... وللخلائق كفّا (13)
ومثله قوله (14) [من المتقارب]:
أيا معشر الصّحب منّي اسمعوا ... مقالي (15) وكسّ اخت (16) من ينتكي (17)
ألا فالعنوا آكلين الحشيش ... وبولوا على شارب البشتكي (18)
ومثله قوله (19) [من السريع]:
__________
(1) في د: «رواددتها».
(2) في ط: «كالمذعور» وفي و:
«كالمعذوري».
(3) في ب: «اسكني».
(4) في ك: «دوري». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) في ط: «وهو».
(6) في و: «الحال».
(7) في و: «ذقني».
(8) في و: «أذيقك».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) «قوله» سقطت من ط.
(11) في ط: «تخفى».
(12) في د، و: «للتّيل».
(13) في و: «كفّى» وبعدها في ب: «وقال:
البشتكي البدر النوره» وفي و:
«ومثله قوله: البشتكي البدر النوره».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمكدّي: السّائل المستعطي. (اللسان 15/ 216 (كدا)) والأبنة: العيب.
(اللسان 13/ 4 (أبن)).
(14) في ب: «وقال» وفي د: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».
(15) «مقالي» سقطت من ب ومكانها فراغ.
(16) في ط: «أمّ».
(17) في د: «يشتكي».
(18) بعدها في ب، و: «ويعجبني من مدائحه قوله: تهنّ». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(19) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».(3/479)
ألبشتكي البدر له لحية ... كلحية الراهب مبعوره (1)
قال: أنا أشعر هذا الورى ... قلنا له: فاستعمل النّوره (2)
ويعجبني من مدائحه قوله [من الطويل]:
تهنّ (3) بنصف كم به (4) من حلاوة ... وجد لي بفضل لا يضيع ثوابه
فإنّ لساني صارم وفمي له ... قراب وأرجو أن يحلّى قرابه (5)
[ومن شعر عيسى في مؤلّفه من قصيدة [من المتقارب]:
صبيغ دعاويه ما تنقضي ... ويخطئ في القول لا يشعر
تفكّرت فيه وفي ذقنه ... فلم أدر أيّهما أحمر] (6)
ومثله قوله (7) [من الوافر]:
أيا ربّ الجناب الرّحب جد لي ... وكثّر في العطاء ولا تقلّل
وما تعطيه لي من خشكنان ... نهار العيد كبّر أو فهلّل (8)
ومثله قوله (9) [في ابن فضل الله] (10) [من الوافر]:
لفضلك يا ابن فضل الله أشكو (11) ... برأسي البرد في يومي وأمسي (12)
وأرجو الشّاش شمسيّا (13) فإنّي (14) ... أروم الفوز من برد (15) بشمسي (16)
__________
(1) في ط: «مشعوره».
(2) بعدها في ب: «وقال: أيا معشر
البشتكي» وفي و: «ومثله قوله: أيا معشر البشتكي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ط: «تهنأ».
(4) في و: «كم له».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) من ط. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ط: «وقوله».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والخشكنان: خبزة تصنع من خالص دقيق الحنطة، وتملأ بالسّكّر واللوز، أو الفستق، وتقلى. (فارسية). (المعجم الوسيط).
(9) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(10) من ب.
(11) في و: «أشكر».
(12) في و: «وأمس (ي).
(13) في د: «شمسا لي» مكان «شمسيّا».
(14) في ط: «أن يكون الشاش شمسا» مكان «الشاش شمسيّا فإنّي».
(15) في د، و: «من بدر».
(16) في ب: «بشمس (ي) وفي ط:(3/480)
[قلت] (1): الشيخ شرف الدين عيسى وعصريّه الشيخ شهاب الدين بن العطّار الآتي ذكره، رحمهما الله (2)، والشيخ بدر الدين البشتكيّ، فسح الله في أجله (3)، لم أجد في أغزالهم من المقاطيع ما يغازل بغزله عيون التورية، ولكن وقفت لهم على أغراض هي (4) فوق الغرض.
فمن ذلك قول الشيخ شهاب الدين (5) بن العطار (6) [من البسيط]:
أصبحت بطّال والأولاد أربعة ... محمّد وثلاث موتهم يجب
فإن تحيّل في رزق بمدحكم ... أبو محمّد البطّال لا عجب (7)
ومن إيهامه (8) في هذا الباب (9) قوله [من السريع]:
طلبت رزقا، قيل: رح ناظرا ... جيوش سيس، قلت: رأي تعيس
لو أنّ ذي (10) الحكّام في سطلة (11) ... ما طلبوا أنّي أبقى بسيس (12)
وقال في الشيخ شرف الدين عيسى المذكور [من المجتثّ]:
عيسى ومن مدحوه ... ما شمت فيهم رئيسا
وما رأيت أناسا ... لكن حميرا وعيسا (13)
__________
«بشمس». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(1) من ب.
(2) سقطت من ب وفي د، ط، و:
«رحمهما الله تعالى».
(3) «فسح الله في أجله» سقطت من ط.
(4) «هي» سقطت من و.
(5) «الشيخ شهاب الدين» سقطت من ب.
(6) بعدها في ط: «قوله».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وقد منع «بطّال» من الصرف مراعاة للوزن.
(8) في ب، د، و: «إيهاماته».
(9) «في هذا الباب» سقطت من د وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(10) في د، و: «لولا انّ ذا».
(11) في ط: «سلطة».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «سيس»: سبق شرحها.
(13) في د: «وعيسى» وفي ط: «وعيسا (وعيسى)» وفي و: «وعيسا (ي)».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وشام: أبصر ونظر. (اللسان 12/ 330 (شيم)).(3/481)
ومثله قوله (1) في طاهر (2) بن حبيب [من الوافر]:
تجادل شافعي مع مالكيّ ... وهذا البحث عند (3) الناس ظاهر /
فقال الشافعيّ: الكلب رجس (4) ... وقال المالكيّ: الكلب طاهر (5)
ومن لطائف مجونه (6) في هذا الباب (7) قوله [من مجزوء الرمل]:
هيّأ البلّان موسى ... خلوة (8) تحيي النّفوسا
قلت: ما أصنع فيها؟ ... قال: تستعمل موسى (9)
ومن محاسن الشيخ جمال الدين (10) [العلّامة] (11) عبد الله السّوسيّ (12) في هذا الباب (13) [قوله] (14) [من مخلّع البسيط]:
أهوى غزالا عليه صبري ... قد بان في الحبّ وهو عذري
آسر قلبي بمقلتيه (15) ... فرحت مملوكه بأسري (16)
ومن أغراضه اللطيفة قوله (17) [من الطويل]:
تهاون شمس الدين بي وهو صاحب ... وأظهر لي أضعاف ما تظهر العدى
نزلت به أبغي الندى وهو طالع ... وعند طلوع الشمس يرتفع الندى (18)
وقوله (19) [من الوافر]:
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) في د: «ظاهر».
(3) في ط: «بين».
(4) في ط: «نجس».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) بعدها في ك: «قوله» وجب حذفها لتكرارها.
(7) «في هذا الباب» سقطت من ط.
(8) في د: «جلوة».
(9) في ط: «موسا (موسى)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر. والبلّان:
الحمّام. (اللسان 13/ 58 (بلن)).
(10) في ب: «الدين» كتبت فوق «جمال».
(11) من ب.
(12) بعدها في د: «رحمه الله».
(13) في ط: «باب التورية» مكان «هذا الباب».
(14) من ب، د، ط، و.
(15) في ط: «قد أسرت مقلتاه قلبي» مكان «آسر بمقلتيه».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(18) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(19) في ب: «وقال».(3/482)
زجرت النفس عن بذل لئيم (1) ... أقرّ بموعدي غلطا وأنكر
وقد ذكّرته عنه مرارا ... وهيهات المؤنّث لا يذكّر (2)
وقوله [من الوافر]:
تجنّب (3) أقطعا لصّا جريئا ... يحنّ إلى الخيانة (4) كلّ ساعه
وما قطعوه بعد الوصل إلّا ... أرادوا كفّه عن ذي الصّناعه (5)
ومن محاسن الصّاحب فخر الدّين بن مكانس، رحمة الله عليه (6)، في باب التورية، قوله [من مجزوء الكامل]:
بأبي عقيقة مرشف ... برّت وكانت قبل عقّت
فلثمتها ورشفتها ... وقطعتها من حيث رقّت (7)
ومثله قوله (8) [من الكامل]:
زارت معطّرة الشّذا ملفوفة ... كي تختفي فأبى شذا العطر
يا معشر الأدباء هذا وقتكم ... فتناظموا في اللّفّ والنّشر (9)
ومثله قوله (10) [من السريع]:
علّقتها معشوقة خالها ... إن (11) عمّها بالحسن قد خصّصا
يا وصلها الغالي (12) ويا جسمها ... لله ما أغلى وما أرخصا (13)
__________
(1) في د: «لثيم».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في و: «تجنّت».
(4) في ط: «الجناية».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والأقطع: السارق المقطوع اليد. (اللسان 8/ 278 (قطع)).
(6) «رحمة الله عليه» سقطت من ب، ط، و.
(7) بعدها في ط: «ومنه قوله: يقول مفندي وسهلا». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ط: «وقوله».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
واللفّ والنشر: من المصطلحات البلاغية وقد سبق شرحهما.
(10) في ط: «وقوله».
(11) في ط: «إذ» وفي ك: «إنّ».
(12) في ك: «العالي».
(13) بعدها في ط: «وقال وأجاد: إن(3/483)
ومثله (1) قوله [من الوافر]:
يقول مفنّدي إذ همت وجدا ... بخدّ خلت فيه الشّعر نملا (2)
أتعرف (3) خدّه للعشق أهلا ... فقلت له (4): نعم، «أهلا وسهلا» (5)
وقال (6)، وأجاد إلى الغاية (7) [من البسيط]:
إنّ الهواءين يا معشوق قد عبثا ... بالرّوح والجسم في سرّ وفي علن
فالرّوح، حوشيت (8) بالممدود، قد تلفت ... والجسم، يكفيك (9) بالمقصور، فيك فني (10)
وقال مورّيا مع بديع التضمين (11) [من الطويل]:
ومقلة ظبي ترشق (12) القلب سهمها ... ولكنّه رشق يزال به الهمّ (13)
على نفسه فليبك من ضاع عمره ... وليس له فيها (14) نصيب ولا سهم (15)
__________
الهواءين». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(1) في ط: «ومنه».
(2) في د: «يملا».
(3) في ط: «أيعرف».
(4) في ط: «لهم».
(5) بعدها في ط: «وقوله: زارت معطرة
والنشر». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «أهلا وسهلا» مثل أو دعاء يقال عند الترحيب. (اللسان 11/ 29 (أهل)).
(6) في و: «قال».
(7) «وأجاد إلى الغاية» سقطت من ب و «إلى الغاية» سقطت من ط.
(8) في ط: «تفديك».
(9) في ط: «حوشيت».
(10) في ب: «فيك فني، وفي هامشها: «في كفن»، وفي د، ط، و: «في كفن» وإزاءها في د، و: «فيك فني». والبيتان ويقصد ب «الممدود والمقصور»: الهواء والهوى، وقد سبق شرحهما.
وفي هامش ك: «وفي هذا المعنى لبعضهم [من الكامل]:
جمع الهواء مع الهوى في أضلعي
فاستجمعت في أضلعي ناران
فقصرت بالممدود في وصل الظّبا
ورددت بالمقصور في أكفاني
(حاشية).
(11) في ب: «مضمّنا» مكان «مع بديع التضمين» وفي ط: «وقال مضمّنا» مكان «وقال التضمين».
(12) في ب: «رشق» وفي ط، و: «يرشق».
(13) في ب، د، و: «الوهم».
(14) في ب، ط: «منها».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/484)
وقال (1) [من مجزوء الرمل]:
عارض المحبوب من فو ... ق صفاء الخدّ فاتن
شبه ورد زان (2) لطفا ... حول ماء غير آسن (3)
ومن لطائف مجونه مع بديع التضمين قوله (4) [من الخفيف]:
قلت: يا لائمي على بذل مالي ... في هوى الحبّ دع كلام الفشار
فعلى فلس ذا يناح (5) ويبكى ... لا على درهم ولا دينار (6)
ومثله قوله (7) [من السريع]:
شكى إليّ اليتم إذ نكته (8) ... مراهق فيه حلا هتكي
بتّ أسلّيه على يتمه ... وكلّما سلّيته يبكي (9)
ومنه قوله (10) [من مجزوء الرمل]:
سكر الشيخ وطابا ... واشتهى الشيخ شبابا
حسب الخمرة صابا ... وجد الرّاح شرابا (11)
وقال (12) يمازح (13) السّراج السّكندريّ، وقد انقطع عنه [من مجزوء الكامل]:
قل للسّراج إذا تكب ... بر (14) حيث بالقوم احتمى
__________
(1) في ط: «وقوله».
(2) في ب، د، و: «دار» وفي ط: «زاد».
(3) إزاءها في هـ ب، هـ و: «آس». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «وقال من المجون، غفر الله لنا وله» وفي ط: «وقوله في مجونه مضمنا» مكان «ومن قوله» وبعدها في د، و: «غفر الله له».
(5) في ك: «يناح».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والفشار: الذي تستعمله العامّة بمعنى الهذيان. (تاج العروس (فشر)).
(7) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(8) في د، و: «مذ تلته».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والصاب: عصارة شجر مرّ. (اللسان 1/ 537 (صوب)).
(12) في ط: «وقوله».
(13) في د، ط، و: «يماجن».
(14) في د: «تكثّر».(3/485)
أنت السّراج بعينه ... لو شلت أنفك للسّما (1)
ومثله قوله (2) [فيه] (3) [من البسيط]:
يا ذا السّراج اشتري (4) أيري (5) فأنت به ... أولى وذلك للحقّ الذي وجبا
سكندريّ وتدعى بالسّراج وذا ... مثل (6) المنار (7) إذا ما قام وانتصبا (8)
وقال في الصاحب بن النّشو الوزير، وقد أنشأ سبيلا بالجامع العمريّ (9) [من السريع]: /
أنشا القطيم النشو لمّا ارتقى ... وزارة زادته في قدره (10)
بالجامع العمري (11) سبيلا وقد ... قال (12) لنا عنه بنو مصره
هذا سبيل حاله فاسد ... وزيره يرشح من قعره (13)
ومن أغراضه البديعة (14) قوله [من الرجز]:
لولا الزمان للمحال قابل ... ما سلسلوا مطلق كلّ جدول
وأصبح الدولاب في رياضه ... يقول بالدور وبالتّسلسل (15)
ومن أغراضه [الغريبة] (16) البديعة أيضا (17) قوله في ولده مجد الدين (18)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ب: «وقال» مكان «ومثله قوله».
(3) من د، ط.
(4) في ك: «اشتر».
(5) في د، و: «أثري».
(6) في ك: «مثل».
(7) في و: «النهار».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ك: «العمرويّ».
(10) في ط: «وزره».
(11) في ك: «العمريّ».
(12) في د، ط، و: «قالت».
(13) الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليه من مصادر.
والقطيم: تصغير: قطم، وهو الشهوان للّحم كالصقر. (اللسان 12/ 488 (صقر)) والزّير: الدّنّ، أو الحبّ (الإبريق) الذي يعمل فيه الماء. (اللسان 4/ 339 (زير)).
(14) في د: «البديعيّة».
(15) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(16) من ط.
(17) «البديعة أيضا» سقطت من ط و «أيضا» سقطت من ب.
(18) في ط: «مجد الله».(3/486)
[بن] (1) فضل الله، رحمهما الله تعالى (2) [من الطويل]:
أرى ولدي قد زاده الله بهجة ... وكمّله في الخلق والخلق مذ نشا
سأشكر ربّي حيث أوتيت مثله ... وذلك فضل الله يؤتيه من يشا (3)
ومن بدائع (4) مدائحه (5) قوله في السيّد (6) فخر الدين نقيب الأشراف (7) [من السريع]:
جناب فخر الدين كهف الورى ... دامت له النعماء لا تنقضي
فهو الشريف الحسن المرتضى ... وخلقه ذاك الشريف الرّضي (8)
وقال يمتدح (9) الإمام [المرتضى] (10) عليّ [بن أبي طالب] (11)، رضي الله عنه (12)، [من الخفيف]:
يا ابن عمّ (13) الرسول (14) إنّ أناسا ... قد توالوك بالسّعادة فازوا
أنت للعلم في الحقيقة باب ... يا إماما وما سواك مجاز (15)
ويعجبني من حسن خواتمه (16) قوله (17) [من الكامل]:
واسوأتاه إذا وقفت بموقف ... ما مخلصي فيه سوى الإقرار
وسواد وجهي عند أخذ صحيفتي ... وتطلّعي (18) فيها شبيه القار (19)
__________
(1) من ب، د، ط.
(2) «رحمهما الله تعالى» سقطت من ب، و.
(3) البيتان له في شعراء النصرانية بعد الإسلام ص 424.
(4) في ب، د، و: «بديع».
(5) في ط: «أمداحه».
(6) في ط: «الشهيد».
(7) بعدها في ط: «رحمه الله تعالى».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ط: «يمدح».
(10) من ط.
(11) من د، ط، و.
(12) في ب: «رضي الله تعالى عنه» وفي ط:
«كرّم وجهه».
(13) «عمّ» سقطت من ب.
(14) في ط: «النبيّ».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(16) في ب: «خواتيمه».
(17) بعدها في و: «مخلصي».
(18) في و: «وتلطّفي».
(19) في د، و: «القاري» وفي ط:
«القار (ي)». والبيتان له في شعراء النصرانية بعد الإسلام ص 424.
والقار: شيء أسود تطلى به الإبل، أو(3/487)
ومن محاسن ولده القاضي (1) مجد الدين [بن] (2) فضل الله (3)، تغمده الله برحمته (4)، قوله [من المجتثّ]:
وأغيد بتّ في (5) نا ... ر عشقه أتقلّى (6)
رمى من اللحظ سهما ... به نموت ونبلى (7)
وقوله (8) [من مجزوء الرّجز]:
قالوا: وقد عشقت (9) قا ... ماتهم والأعينا
إن رمت تلقانا فلج ... بين السّيوف والقنا (10)
وقوله (11) [من الطويل]:
يقولون: هل منّ الحبيب بزورة ... ومنّاكم المطلوب قلنا لهم منّا
فقالوا لنا: غوصوا على قدّه وما ... يحاكي إذا ما اهتزّ قلنا لهم غصنا (12)
وقوله (13) [من الوافر]:
بحقّ الله دع ظلم المعنّى ... ومتّعه كما يهوى بأنسك
وكفّ الصّدّ يا مولاي عمّن ... بيومك رحت تهجره وأمسك (14)
[ومنه قوله] (15) [من الرمل]:
__________
الزّفت. (اللسان 5/ 124 (قير)).
(1) «القاضي» سقطت من ط.
(2) من ط.
(3) «فضل الله» سقطت من د.
(4) سقطت من ب وفي د: «تغمّده الله تعالى برحمته».
(5) في ط: «منه».
(6) في ط: «بنار عشقيه أقلى» مكان «نار
أتقلّى».
(7) في ب: «ونبلا (ي)» وفي ط: «ونبلى (لا)».
والبيتان لابن مكانس في نفحات الأزهار ص 189وفيه: «من نار» و «ونبلا».
والنّبل: السّهام، أو العربية منها. (اللسان 11/ 642 (نبل)).
(8) في ب: «وقال».
(9) في ط: «عبثت بنا».
(10) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(11) في ب: «وقال».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) من ب وفي د، و: «ومنه قوله» وفي ط: «وقوله».(3/488)
قال خلّي لحبيبي: صل فتى ... بك قد أضحى معنّى مغرما
قال: هل يولم إن واصلته (1) ... قال (2): إن فاز بثغر أو لما (3)
ومنه قوله (4) [من البسيط]:
يا لائمي إن (5) فقدت الصبر في قمر ... أصداغه سلبت أهل الهوى وسبت
كلّت سيوف اصطباري عنه حين بدا ... آس (6) العوارض في (7) وجناته ونبت (8)
وقوله (9) [من الخفيف]:
من مجيري من سادة ألفوا الهج ... ر (10) لعشّاق حسنهم و (11) النفارا
سأل الدمع أن يجيروه قالوا: ... مثل هذا في حبّنا (12) لن يجارا (13)
ومن اختراعاته اللطيفة قوله (14) [من الوافر]:
تساومنا شذا أزهار روض ... تحيّر ناظري فيه وفكري
فقلت: نبيعك الأرواح حقّا ... بعرف طيّب منه ونشري (15)
ومن أغراضه اللطيفة قوله (16) [من مجزوء الرمل]:
ربّ خذ بالعدل يوما (17) ... أهل ظلم متوالي
كلّفوني بيع خيلي ... برخيص وبغال (18)
__________
(1) في ك: «واصلته».
(2) في ط: «قلت».
(3) في و: «أولما (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ط: «وقوله».
(5) في ب: «إذ».
(6) في ك: «آس».
(7) في ط: «العذار على» مكان «العوارض في».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ب: «وقال».
(10) في د: «الهجرا».
(11) في ط: «لعشاقهم وزادوا» مكان «لعشّاق و».
(12) في ط: «حيّنا».
(13) في د، ط، و: «تجارا (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) «قوله» سقطت من ط وفي ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(15) في ب، ط: «ونشر (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(16) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(17) في ب: «قوما» مصححة عن «قولا» وفي و: «قوما».
(18) في ب، و: «وبغالي» وفي د:(3/489)
ومن مماجناته اللطيفة قوله (1) [من الكامل]:
سحقا لذي نظم يهيج من البغا ... ويثير في هجو الكرام عجاجا
أقصيته (2) عنّي فظلّ يسبّني ... ومنعته (3) أيري (4) فذمّ وهاجا (5)
ومن مدائحه يهنّئ والده بعوده من السفر [قوله] (6) [من الكامل]:
هنّئت يا أبتي بعودك سالما ... وبقيت ما طرد الظلام نهار
ملئت بطون الكتب فيك مدائحا ... حقّا (7) لقد عظمت بك الأسفار (8)
وقال فيه أيضا و [قد] (9) أهدى له هديّة حسنة [من الطويل]:
تناهيت في برّي إلى أن هديتني ... ولولاك كنت الدّهر في الغيّ ساريا (10)
وأهديت لي ما حيّر العقل حسنه (11) ... فلا زلت في الحالين للعبد هاديا (12)
ويعجبني من زهديّاته قوله [من الطويل]:
جزى الله شيبي كلّ خير فإنّه ... دعاني لما يرضي الإله وحرّضا
فأقلعت عن ذنبي وأخلصت تائبا ... وأمسكت لمّا لاح لي الخيط (13) أبيضا (14) /
ومن كلام سيّدي (15) [الشيخ] (16) أبي (17) الفضل بن أبي الوفاء (18)، العارف
__________
«وبغال (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(1) «ربّ خذ قوله» سقطت من ط وفي ب: «وقال يماجن» مكان «ومن قوله».
(2) في د: «أوصيته» وفي و: «أمضيته».
(3) في و: «ومنعه».
(4) في ب، د: «أثري».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «هاج» من «الهياج»، و «هاجى» من «المهاجاة والهجاء».
(6) من ب، د، و.
(7) في ط: «حتّى».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) من ب، د، ط، و.
(10) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«ساديا».
(11) في ك: «حسنه».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في د: «الخيط» مصححة عن «الخيل».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) «سيدي» سقطت من ط.
(16) من ط.
(17) ي ك: «أبو».
(18) بعدها في ب: «قدّس الله سرّه» وي و:
«قدّس الله روحه».(3/490)
الذي دخل بحسن سلوكه إلى زوايا الأدب، فأخرج منها الخبايا وأظهر البرهان، تغمّده الله برحمته (1)، قوله [من مجزوء الرمل]:
عبدك (2) الصّبّ المعنّى ... عرف الفقر وذاقه
فلكم فاخر محتا ... جا شكى فقرا وفاقه (3)
ومن مخترعاته في باب التورية مع بديع التضمين (4) قوله (5) [من البسيط]:
ما خادم واسمه في درّ مبسمه ... إلّا أغنّ غضيض الطّرف مكحول
وريقه مع ثناياه التي انتظمت ... كأنّه منهل بالراح معلول (6)
ومن اختراعاته (7) أيضا (8) قوله [من الطويل]:
على وجنتيه جنّة ذات (9) بهجة ... ترى لعيون الناس فيها تزاحما
حمى ورد خدّيه حماه (10) عذاره ... فيا حسن ريحان الخدود (11) حماحما (12)
ومثله قوله [من السريع]:
أرسلت عينيّ بدمعيهما ... بين يدي من قد تمادى جفاه
أسأله في فمه قبلة ... فلم يميلاه ولم يعطفاه (13)
__________
(1) «تغمده الله برحمته» سقطت من ب، وو في د: «تغمّده الله تعالى برحمته».
(2) في د: «عبد».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «نظم» مكان «التضمين».
(5) في و: «قوله مع بديع التضمين» مكان «ومن مخترعاته قوله».
(6) في ب، د، ط، و: «معلول (مع لولو)» وفي ك: «معلول» مصححة عن «مع لول». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمعلول: من العلل، وهو بعد النّهل، الشّربة الثانية. (اللسان 11/ 467 (علل)).
(7) في ب: «ومنه» مكان «ومن اختراعاته».
(8) «أيضا» سقطت من ب، ط.
(9) «جنّة ذات» سقطت من و، وثبتت في هامشها مشارا إليها ب «صح».
(10) في ط، و: «حماة».
(11) في ط: «العذار».
(12) في ب: «حما حمى» وفي د: «حمى (ا) حمى (ا)» وفي ط: «حماحما (حمى حمى)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والحماحم: ريحانة معروفة، وهي كثيرة بأطراف اليمن. (اللسان 12/ 161 (حمم)).
(13) في ب، و: «يعط فاه»، وإزاءها:(3/491)
ومثله قوله (1) [من المجتثّ]:
سألتها رشف ريق ... مستعذب الطّعم حلو
قالت: فصفني ارتجالا ... فقلت: بعد التروّي (2)
ومن لطائف نكته في هذا الباب قوله (3) [من المجتثّ]:
إزداد خدّك شعرا ... فازداد قلبي حبّا
إذ كان وردك جمري ... فيه فصار مربّى (4)
ومن لطائفه، في هذا الباب، أيضا (5) قوله (6) [من الطويل]:
ألا لا تلوموني فلست بمقلع ... إذا انحدرت من كأسها الخمر (7) في حلقي
سآوي إلى بحر من الخمر مترع ... أحطّ المراسي عنده فامل لي واسقي (8)
وقال (9) [من السريع]:
ذكرك لي في اللّوم مستحسن ... واللّوم عندي غير مستحسن
كم قلت للمعرب (10) في لومه: ... إن جئت (11) نحوي قطّ لا تلحني (12)
ومن لطائف مجونه، مع حسن التضمين، قوله (13) [من الوافر]:
وخلّ سمته صفعا بمال ... فقال: توازعوه يا صحابي
__________
«يعطفاه» وفي ط: «يعطفاه»، وإزاءها:
«يعط فاه» وفي ك: «ولم يعطفاه» وإزاءها: «ولم يعط فاه». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(1) في ب: «وقال».
(2) في ب، د، ك، و: «الروي». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) «في هذا الباب أيضا» سقطت من ط.
(6) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(7) في ط: «الراح».
(8) في ب: «واسق (ي)» وفي ط: «واسقي (وسقي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والوسق: مكيلة معلومة. (اللسان 10/ 378 (وسق)).
(9) في ط: «وقوله».
(10) في و: «للعرب».
(11) في و: «حيث».
(12) في ب، د، و: «تلحن (ي)» وفي ط:
«تلحن (ني)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في ب: «وقال مماجنا مضمنا» مكان(3/492)
إذا الحمل الثقيل توازعته ... أكفّ القوم هان على الرّقاب (1)
ومن أغراضه البديعة (2) قوله (3) [من الطويل]:
تعنّت دهر لجّ فينا بخطبه ... وذلّلنا من بعد عزّ وأنكانا
قسى وانثنى يختال في جبروته ... وجرّر أذيالا علينا وأردانا (4)
وأنشدني من لفظه لنفسه الشيخ شمس الدّين المتّينيّ (5)، رحمه الله (6)، [قوله في مليح اسمه حمزة] (7) [من الوافر]:
ترى يبدو لحمزة بعض ما بي (8) ... ويرثي (9) لي وينظر في بلائي
وأشفى بالمبرّد من لماه ... وأجمع بين حمزة والكسائي (10)
ومن لطائف (11) علّامة الوجود (12) وفريده الشيخ (13) بدر الدين محمّد (14) بن الدّمامينيّ المخزوميّ المالكيّ، رحمه الله (15)، قوله في هذا الباب (16) [من مخلّع البسيط]:
__________
«ومن قواه» و «قوله» سقطت من ط.
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وسام: أولى وكلّف، ومنه: «سامه الخسف» أو عرض للبيع. (اللسان 12/ 310، 312 (سوم)).
(2) «البديعة» سقطت من ط.
(3) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وأردانا: يقصد بها: الأردان أي الأكمام، أو أردانا من «الرداء» أو قتلنا من «الرّدى» أو «أردأنا» من الإعانة، أو الإفساد. (اللسان 1/ 85 (ردأ)).
(5) في د، ط، و: «المتنبّي».
(6) سقطت من ب، ط، وو بعدها في د:
«تعالى».
(7) من ط.
(8) في ب، و: «ما بقلبي» مكان «بعض ما بي».
(9) في و: «ويروي».
(10) في ط: «والكساء (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمبرّد وحمزة والكسائي: المبرّد: محمد ابن يزيد إمام العربية المعروف، وحمزة بن حبيب، أحد القرّاء السبعة والكسائي: علي ابن حمزة، إمام في اللغة والنحو والقراءة.
(الأعلام 2/ 277، 4/ 283، 7/ 144).
(11) بعدها في و: «الشيخ».
(12) في ب، د، و: «العصر» مكان «الوجود».
(13) في ط: «فريد الدهر» مكان «وفريده الشيخ».
(14) من ب، و.
(15) سقطت من ط وفي ب: «فسح الله تعالى في أجله» وفي د، و: «فسح الله في أجله».
(16) «في هذا الباب» سقطت من ط.(3/493)
قلت له: والدّجى مولّ ... ونحن في الأنس بالتّلاقي (1)
قد عطس الصبح يا حبيبي ... فلا تشمّته بالفراق (2)
ومنه قوله (3) [من الطويل]:
يقول بديوان الملاحة (4) ورّدوا ... محاسن حبّي فهو في الحسن مفرد
فورّدت في الديوان عامل قدّه ... فقال: وذاك الخدّ قلت: مورّد (5)
ومنه قوله (6) [من الطويل]:
وفي (7) وجنة حمراء (8) زاد صفاؤها ... فأبدت (9) صفات (10) أبدع الحسن كونها
فدع لائمي ينهى عن الحبّ جهده ... فما أنا بالسّالي صفاها ولونها (11)
ومنه قوله (12) [من الرمل]:
يا عذولي في مغنّ مطرب ... حرّك الأوتار لمّا سفرا
لم (13) تهزّ العطف منه طربا ... عندما تسمع منه وترا (14)
ومنه قوله (15) [من السريع]:
[أذاب أحشائي هوى صائغ ... قلت له والقلب رهن لديه] (16):
__________
(1) في ط: «في مجلس التلاقي».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر. وفي البيت الثاني إشارة إلى الحديث الشريف: «إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمّتوه» والتشميت: دعاء ب:
«يرحمكم الله». (مستدرك الحاكم 4/ 265وشرح السنة للبغويّ 12/ 312 ومشكاة المصابيح للتبريزي ص 4735 وإتحاف السادة المتقين للزبيدي 6/ 285 وفتح الباري لابن حجر 10/ 610).
(3) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(4) في ط: «المحبّة».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(7) في ب، د، ط: «وبي».
(8) في د، و: «حمراء».
(9) في ط: «وأبدت».
(10) في ب: «صفاتا».
(11) في د: «ولو نهى» وفي ط، ك: «ولونها (نهى)» وفي و: «ولونها (ى)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(13) في ط: «كم».
(14) في ب، ط: «وترى (ا)» وفي و:
«وترا (ى)». والبيتان له في نفحات الأزهار ص 195.
(15) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(16) من د، ط، و.(3/494)
إنّي على فيك أرى خاتما ... فهل ترى يقعد نقشي عليه (1)
وقد (2) زاد النكتة (3) [المستعملة] (4) نكتة أخرى (5) [بقوله] (6) [من مجزوء الرجز]:
بدا وقد كان اختفى ... وخاف من مراقبه
فقلت: هذا قاتلي ... بعينه وحاجبه (7)
ومنه قوله (8) [من مخلّع البسيط]:
أمنيتي (9) أنت يا مليحا (10) ... ما مثله في الزمان ثاني
فكيف يبدي (11) جفاك خوفي (12) ... وأنت يا (13) غاية الأماني (14)
ومنه قوله (15) [من الخفيف]:
وعزيز الجمال أوجب ذلّي (16) ... وهواه عليّ أصبح فرضا
فهو للحسن (17) والجمال سماء ... صرت يا صاح (18) منه (19) بالذلّ أرضا (20) /
ومنه قوله (21) [من السريع]:
تناسبت أوصاف من وصله ... ينفي عن القلب جميع الكرب
في الخدّ تسهيل ومن ثغره ... يطيب للصّبّ ارتشاف الضّرب (22)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) قبلها في ب، د، و: «وقال».
(3) في و: «النكثة».
(4) من و.
(5) في ط: «حسنا» مكان «نكتة أخرى».
(6) من ط.
(7) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(9) في ب، د، و: «آمنتني».
(10) في ط: «مليح».
(11) في ط: «يبدي».
(12) في ط: «خوفا».
(13) في ب، د: «لي» وفي ط، و: «في».
(14) في ط: «الأمان (ني)» وفي و:
«الأمان». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(15) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(16) في ب: «حبّي».
(17) في ط: «فهو في الحسن».
(18) في ك: «صاح».
(19) «منه» سقطت من و.
(20) في ب، د: «أرضى (ا)» وفي ط:
«أرضا (ضى)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(21) في ب «وقال» وفي ط: «وقوله».
(22) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/495)
ومنه قوله (1) [من السريع]:
لا ما عذاريك (2) هما أوقعا ... قلب المحبّ الصّبّ في الحين
فجد له بالوصل واسمح به ... ففيك قد هام بلامين (3)
ومنه قوله (4) [من السريع]:
قلت لعطّار به صبوتي ... محمودة والصبر لا يستطاب
أسقيتني كأس غرام به ... ذبت ومن فيك براني الشراب (5)
ومنه قوله (6) [من السريع]:
لله منه لثم ثغر اشنب (7) ... قد طاب فيه العشق للمغرم
فقل (8): لعذّالي لا تعجبوا ... طيب الهوى ما زال في الملثم (9)
ومنه قوله (10) [من مجزوء الرجز]:
في ليلة البدر أتى ... حبّي فقرّت مقلتي
وقال لي: يا بدر نم (11) ... فقلت: هذي ليلتي (12)
__________
(1) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(2) في ب: «يك» فوق «عذار».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والحين: الهلاك. (اللسان 13/ 136 (حين)) والمين: الكذب. (اللسان 13/ 426 (مين)).
(4) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «وقال» وفي د، ط، و:
«وقوله».
(7) في ب، د، ط، و: «ملثم أشنب» مكان «لثم ثغر اشنب» وقد وصلت همزة القطع مراعاة للوزن.
(8) في ط: «قلت».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وفي هامش ط: «قوله: «في الملثم» هو في النسخ بالثاء، وبها تتمّ التورية، والمعروف في الرّيح التي تهبّ من ناحية الشمال التّاء، وعليه فلا تورية.
انتهى». (حاشية).
(10) في ب: «وقال» وفي د، ط، و:
«وقوله».
(11) في د، ط، و: «قم».
(12) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.(3/496)
ومنه قوله (1) [من مجزوء الرمل]:
قم بنا نركب طرف ال ... لّهو سبقا (2) للمدام
واثن يا صاح عناني ... لكميت ولجام (3)
ومن أغراضه اللطيفة قوله (4) [من الطويل]:
أقول لخلّ (5) جنّ من فرط ماله ... ورابى فأسقى الناس كأس عذاب
صفاتك يا هذا لعمري تناقضت ... فإنّك ذو مال وأنت ترابي (6)
ومن مدائحه ما كتب به إلى قاضي القضاة ناصر الدين التنيسيّ (7) [قوله] (8) [من الكامل]:
قد نلت يا قاضي القضاة مطالبي ... بكنوز جود منك أورثت الغنى
وأخافني دهري (9) الظلوم فمذ رآ ... ني داعيا [لجناب جودك] (10) أمّنا (11)
ومن مدائحه فيه [قوله] (12)، وقد ولّاه وظيفة العقود في مبادئ العمر [من المجتثّ]:
يا حاكما ليس يلفى (13) ... نظيره في الوجود (14)
__________
(1) في ب: «وقال» وفي د، ط: «وقوله».
(2) في و: «سيقا» وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو: «سيقا»: هكذا في الأصل وهي من «السياقة»، ونظنّها «سقيا»، وهي بمعنى «شربا»، وهي أنسب في المعنى».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ويقصد ب «الكميت» الخمرة أو الفرس، و «جام»: الكأس، واللجام: المقود.
(4) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(5) في د: «خلّ».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وترابي: نسبة إلى «التراب» أو مضارع من الفعل «رابى»، وهو من «الرّبا» أو من «الرّيب»: وهو الحاجة. (اللسان 1/ 443 (ريب)).
(7) في د، ك، و: «التّنسيّ».
(8) من ط.
(9) في ط: «الدّهر».
(10) من ط وفي د، ك: مكانها فراغ وفي و: «لك»، وبها يكسر الوزن.
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) من ط.
(13) في و: «يلقى».
(14) في د: «الجود».(3/497)
قد زدت في الفضل حتّى ... قلّدتني بالعقود (1)
وكتب إلى برهان الدين (2) المحليّ [من الخفيف]:
يا سريّا معروفه ليس يحصى ... ورئيسا زكا (3) بفرع وأصل
مذ علا (4) في الورى محلّك عزّا ... قلت: هذا هو العزيز المحلّ (5)
وكتب إلى شهاب الدين الفارقي، رحمه الله تعالى (6)، [من الكامل]:
قل للذي أضحى يعظّم حاتما ... ويقول ليس لجوده من لاحق:
إن قسته بسماح أهل زماننا ... أخطا قياسك مع وجود الفارقي (7)
ويعجبني من أغراضه البديعة (8) [قوله] (9) [من الطويل]:
لئن عقدت بنت الكروم عهودها (10) ... على نفي حمل (11) الهمّ والهمّ زائد
فنحن شهود في المقام لعقدها ... على أولياء اللهو (12) واللوز عاقد (13)
ومن لطائف مجونه قوله (14) [من الوافر]:
أمنت صدوده فدنوت منه ... على مهل بشيء (15) زاد حسنا
وعاجلني الرّقيب فخاف أيري (16) ... وأنزل إذ رأى خوفا وأمنا (17)
__________
(1) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وقلّده: ألزمه، أو ألبسه القلادة (اللسان 3/ 367366 (قلد)) والعقود: ج عقد، العهد، والعقد: القلادة. (اللسان 3/ 297296 (عقد)).
(2) «الدين» سقطت من و.
(3) في ط: «ذكا».
(4) في د: «غلا».
(5) في ب، د، ط، و: «المحلّ (ي)».
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
وزكا: صلح. (اللسان 14/ 358 (زكا)).
(6) «رحمه الله تعالى» سقطت من د، ط، و.
(7) في ب، ط، و: «الفارق (ي)» وفي د:
«الفارق». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) في ب: «وقال» مكان «ويعجبني
البديعة».
(9) من د، ط، و.
(10) في ط: «عقودها».
(11) في ط: «حمل نفي».
(12) في ب: «العهد»، وفي هامشها: «اللهو».
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(15) في ب، و: «لشيء».
(16) في ب، د، و: «أثري».
(17) في ب، ط: «وأمنا (وأمنى)». والبيتان لم(3/498)
وممّا اختاره سيّدنا (1) الشيخ الإمام (2) العالم العلّامة (3) الحافظ (4) أبو الفضل (5)
أحمد بن حجر العسقلانيّ (6)، فسح الله للمسلمين في أجله (7)، من [مقطعات] (8)
نظمه لنفسه الكريمة (9)، حرسها (10) الله تعالى، في باب التورية، ورسم (11) [لي] (12)
أن يكون واسطة لهذا العقد، وكتب (13) ذلك بخطّه (14) الكريم في (15) كرّاسة وأتحف (16) بها العبد لأنظمها (17) في عقود هذه الأسلاك، [وكتب] (18) في ديباجة الكرّاس (19) قوله (20) [من مجزوء الرجز]:
يا سيّدا طالعه ... إن راق معناه فعد
وافتح له باب الرّضى ... وإن تجد عيبا فسد (21)
وقوله (22) [من المنسرح]:
سألت من لحظه وحاجبه ... كالقوس والسّهم موعدا حسنا
ففوّق السّهم من لواحظه ... وانقوس (23) الحاجبان واقترنا (24)
وقوله (25) [من مجزوء الرمل]:
__________
أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(1) في و: «سيّدي».
(2) «الإمام» سقطت من ط.
(3) «العالم العلامة» سقطت من ب، د، و.
(4) «الحافظ» سقطت من ط.
(5) في ب، د، و: «أبو العباس».
(6) بعدها في ب، د، و: «العسقلانيّ».
(7) في ط: «روّى الله من سحائب الرحمة ثراه».
(8) من ب، و.
(9) «الكريمة» سقطت من ط.
(10) في ط: «رحمه».
(11) في ب، و: «فرأيت».
(12) من ط.
(13) في ب، و: «فكتب».
(14) في ب، و: «من خطّه».
(15) في و: «من».
(16) في ب، و: «كان أتحف» مكان «وأتحف».
(17) في ب، و: «فنظمتها».
(18) من ط.
(19) في ب، ط: «الكرّاسة».
(20) في ب: «فقوله في ديباجة الكراسة» وفي د، و: «قوله في ديباجة الكرّاس».
(21) الرجز في ديوانه ص 75وأنس الحجر ص 47، وحاشيته ص 348.
(22) في ب: «وقال».
(23) في ب: «واتقوّس».
(24) في ب، ط، و: «واقترنا (وقت رنا)».
والبيتان في ديوانه ص 266، وأنس الحجر ص 349وفيه: «واقترنا (وقت رنا)».
(25) في ب: «وقال».(3/499)
سألوا عن عاشق في ... قمر باد سناه
أسقمته (1) مقلتاه ... قلت: لا بل شفتاه (2)
وقوله (3) [من الطويل]:
أتى من أحبّائي رسول فقال لي: ... ترفّق وهن واخضع تفز برضانا
فكم عاشق قاسى الهوان بحبّنا ... فصار عزيزا حين ذاق هوانا (4)
وقوله (5) [من الوافر]:
ضنيت جوى فواصلني حبيبي ... وعاد إلى الجفاء فعاد ما بي
فقلت: أعد وصالي (6)، قال: كلّا، ... فها أنا ذبت من ردّ الجواب (7)
وقوله (8) [من مجزوء الرّمل]:
بان سرّي من دموعي ... حين بانوا وافتضاحي
كم جهات ملئت من ... فرط حزني ونواحي (9)
وقوله / وأجاد (10) مع بديع الاقتباس (11) [من الكامل]:
خاض العواذل في حديث مدامعي ... لمّا جرت (12) كالبحر سرعة سيره (13)
فحبسته لأصون سرّ هواكم ... {حَتََّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} (14)
__________
(1) في و: «أقسمته».
(2) البيتان في ديوانه ص 263وأنس الحجر ص 340.
(3) في ب: «وقال».
(4) البيتان سبق تخريجهما.
(5) في ب: «وقال».
(6) في ط: «وصالا».
(7) في ب، ط: «الجواب (الجوى بي)» وفي و: «الجوابي»، وإزاءها في هـ و:
«الجوى بي». والبيتان في ديوانه ص 285، وفيه: «الجوى بي».
(8) «وقوله» سقطت من ط.
(9) «بان ونواحي» سقطت من ط وفي د: «وتواحي». والبيتان في ديوانه ص 259وأنس الحجر ص 334.
(10) «وأجاد» سقطت من ط.
(11) في ب: «وقال مقتبسا» مكان «وقوله
الاقتباس».
(12) في ط: «رأوا».
(13) في د: «سيّره».
(14) البيتان في ديوانه ص 267وأنس الحجر ص 350. والآية في «الأنعام»: 68.(3/500)
[وقوله] (1) [من مخلّع البسيط]:
[قلت لمن لامني ترفّق ... واعذر تذق للغرام كأسا
واعشق تقاسي الصّدود مثلي ... فاستنبط العذر لي وقاسا] (2)
وقوله (3) [من البسيط]:
يا عاذلي وسهام اللحظ ترشقني ... عن قوس حاجب بدر خدّه قبسي
إن تستطع لنجاتي في الهوى سببا ... فاستنبط السّلم لي من أسهم وقسي (4)
[وقوله] (5) [من السريع]:
[في خدّه «لام» وفي صدغه ... «نون» بتعريفهما قد فتن
فإن سألنا الوصل قال: اقرأوا ... جوابكم قد خطّه الحسن «لن»] (6)
وقوله (7) [من الطويل]:
ولم أنس إذ زار (8) الحبيب بروضة ... فغارت من المعشوق أعينها المرضى
ولاحت بخدّ الورد حمرة خجلة ... حيا ورأينا (9) طرف نرجسه (10) غضّا (11)
وقوله (12) [من الرجز]:
يا مبدعا في حسنه واصل أخا ... همّ له عام وما واصلتا (13)
__________
(1) من و.
(2) من و. والبيتان في ديوانه ص 263 264وفيه: «وقاسى»» وأنس الحجر ص 342341وفيه: «وقاسا (وقاسى)».
(3) في ب: «وقال».
(4) في ب، د، و: «وقس (ي)» وفي ط:
«وقس (قسي)». والبيتان في ديوانه ص 297وفيه: «وقسيّ».
(5) في و: «قوله» والواو زيادة يقتضيها السياق.
(6) من و. والبيتان في ديوانه ص 272 وفيه: «فتن» وأنس الحجر ص 358.
(7) في ب: «وقال».
(8) في د: «زاد».
(9) في ط: «حياء رأينا» وفي و: «حيا وأينا».
(10) في ط: «نرجسها».
(11) البيتان في ديوانه ص 288وفيه:
«عضّا».
(12) في ب: «وقال».
(13) في ب، د، ك، و: «وصلتا».(3/501)
فقال: هل صيّف في مساءة (1)؟ ... قلت: نعم، وفي هموم شتّى (2)
وقوله (3) [من المجتثّ]:
محبوبتي واصلتني ... والهمّ عنّي تشتّت
وذاب قلب حسودي ... لمّا وفت (4) وتفتّت (5)
وقوله (6) [من الكامل]:
أحببت وقّادا (7) كنجم طالع ... أنزلته برضى الغرام فؤادي
وأنا الشهاب فلا تعاند (8) عاذلي ... إن ملت نحو الكوكب الوقّاد (9)
وقوله (10) [من الخفيف]:
نحن أهل الهوى بلوناه قدما ... بين خوف من هجره (11) وأماني (12)
وشربنا خمر (13) الجفا (14) كلّ (15) حين ... بكؤوس قد أترعت وأواني (16)
[وقوله] (17) [من الخفيف]:
يا عذولي مهلا فدمعي قد با ... ح بما قد أخفيت من أسراري
وجفاني بدر التّمام فحتّا ... م أغطّى بحيرتي وإزاري] (18)
__________
(1) في ط: «مشتاته».
(2) الرجز في ديوانه ص 259وأنس الحجر ص 334333.
(3) في ب: «وقال».
(4) في ب، د، و: «دنت».
(5) البيتان في ديوانه ص 260وأنس الحجر ص 334.
(6) في ب: «وقال».
(7) في ط: «أحبب بوقّاد».
(8) في و: «يعاند».
(9) البيتان في ديوانه ص 268، 352وأنس الحجر ص 268.
(10) في ب: «وقال».
(11) في ط: «أهله».
(12) في ب، ط، و: «وأمان» وفي د:
«وأمان (ي)».
(13) في و: «الخمر».
(14) في ط: «الهوى».
(15) بعدها في و: «يوم» مشطوبة.
(16) في ب، د، و: «وأوان (ي)». وفي ط:
«وأوان (ني)». والبيتان في ديوانه ص 274وأنس الحجر ص 362361 وفيهما: «وأمان» و «وأوان».
(17) في و: «قوله» والواو زيادة يقتضيها السياق.
(18) من وو إزاء البيت الثاني فيها: «ظ» وفيه: «بحيرتي وإداري»، دون إعجام، ولعلّ الصواب ما أثبتّ أو لعلّها:(3/502)
وقوله (1) [من الخفيف]:
رشأ (2) مذ بدا (3) وعينا التّصابي ... بعدما كان ذا اشتباه علينا
وجهلنا الغرام حتّى أرانا (4) ... منه تحت اللّثام خدّا وعينا (5)
وقوله (6) [من مخلع البسيط]:
سرت وخلّفتني غريبا ... في الرّبع أصلى جوى بنارك
أغث حشا أحرقت (7) غراما ... في ربعك (8) المعتلى ودارك (9)
وقوله (10) [من المجتثّ]:
وبدر تمّ جميل ... محجّب بالدّلال
إذا هممت بأنّي ... أسلو (11) هواه بدا لي (12)
وقوله (13) [من الطويل]:
نهاني حبيبي أن أطيع عواذلي ... لكي أتهنّى بالوصال الذي سرّا
فقلت: فدتك النفس سمعا وطاعة ... فلم أر نهيا منه أهنى ولا أمرا (14)
وقوله (15) [من الطويل]:
وأهيف حيّاني بطيب وصاله ... ومن ريقه الخمر الحرام حلالي (16)
__________
«بحيرتي وأداري». والبيتان في ديوانه ص 271وأنس الحجر ص 357 وفيهما: «بتحرّجي وأواري».
(1) في ب: «وقال» وفي و: «قوله».
(2) في ب، د، ط، و: «ورشأ».
(3) في ط: «نشا».
(4) في و: «رأينا».
(5) البيتان في ديوانه ص 297.
(6) في ب: «وقال».
(7) في ب: «غرقت» وفي د، و: «حرّقت».
(8) في و: «ريقك».
(9) البيتان في ديوانه ص 284.
(10) في ب: «وقال».
(11) في و: «أشكو».
(12) في ب: «بدال (ي)». والبيتان في ديوانه ص 297وفيه: «بدلال» و «بدالي».
(13) في ب: «وقال».
(14) في ب: «أمرا (ى)» وفي و: «أمرى».
والبيتان في ديوانه ص 269وأنس الحجر ص 354.
و «أمرا»: مخففة من «أمرأ»، أو هي «الأمر» منصوبا.
(15) في ب: «وقال».
(16) في و: «حلا لي».(3/503)
أدار لي الكأسين خمرا وريقة ... ونزّهني عن جفوة وملالي (1)
[وقوله] (2) [من الطويل]:
[جنى ثمري بالوصل حتّى إذا انتهى ... جناه وغا دائي المحول جفاني
إلى الله أشكو يا أخلّاي هجر من ... يملّك قلبي بالهوى وجناني] (3)
وقوله (4) [من الوافر]:
تجرّد من أحبّ فقال لي: من ... يلوم وأظهر الحسد المكتّم؟
أجاد لك الحبيب بلمس (5) جسم ... له كالخزّ؟ قلت: نعم (6)، وأنعم (7)
ومن لطائف مجونه قوله (8) [من السريع]:
تيه فلان الدّين (9) مع فقره ... أقوى دليل أنّه جاهل
لثوبه بالصّقل من فوقه ... قعاقع ما تحتها طائل (10)
ومن أغراضه اللطيفة قوله (11) [من المجتثّ]:
أشكو إلى الله ما بي ... وما حوته ضلوعي
قد طابق السقم جسمي (12) ... بنزلة وطلوع (13)
ومن مدائحه قوله (14)، [وهو ممّا كتبه على مجموع الكرمانيّ] (15) [من الطويل]:
__________
(1) في ب، د، و: «وملال (ي)» وفي ط:
«وملال (لي)». والبيتان في ديوانه ص 298وفيه: «وملال».
(2) من و.
(3) من و. وإزاء البيت الأوّل فيها: «ظ» وفيه:
«وغاداي المحول جفاي»، ولعلّ الصواب ما أثبتّ أو لعلّها: «غدا دائي المحول جفاني». والبيتان في ديوانه ص 268 وأنس الحجر ص 353وفيهما: «غدا».
(4) في ب: «وقال».
(5) في د: «بلثم».
(6) «نعم» سقطت من د.
(7) البيتان في ديوانه ص 269وأنس الحجر ص 354.
(8) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله» وفي ط: «وقوله».
(9) في و: «الذي».
(10) البيتان في ديوانه ص 265وأنس الحجر ص 345.
(11) في ب: «وقال» مكان «ومن قوله».
(12) في د: «جفني».
(13) البيتان في ديوانه ص 261وأنس الحجر ص 337.
(14) في ب: «وقال مديحا» وفي ط: «وقوله».
(15) من ط.(3/504)
نظرت لما سطّرته من فوائد ... لها الفضل إذ وافت (1) محاسنها تعزى (2)
فلله (3) ما سطّرت منها لخاطري (4) ... فلم (5) يكفّ طرفي منه جزء (6) ولا أجزا (7)
ومنه قوله (8) [من الكامل]:
قد جئت في علم الأصول لنا وفي ... علم الفروع بخالص الإبريزي (9)
برّزت (10) في هذا وفي هذا (11) على الر ... رازيّ بالإحسان والتّبريزي (12)
ويعجبني من وعظيّاته قوله [من الكامل]:
يا أيّها الشيخ المطيع هواه دع ... هذي (13) الدّعابة (14) قد أتى داعي الرّدى
وخيوط هذا الشيب لا تنسج (15) بها ... ثوب التّصابي (16) فهي ما خلقت سدى (17)
ومثله قوله (18) [من الطويل]:
خليليّ، ولّى العمر منّا، ولم نتب ... وننوي (19) فعال الصّالحات (20) ولكنّا
فحتّى متى نبني بيوتا مشيّدة؟ ... وأعمارنا منّا تهدّ وما تبنا / (21)
__________
(1) في و: «راقت».
(2) في د، و: «يعزى».
(3) في ب، و: «وقد لذّ» مكان «فلله».
(4) في د: «بخاطري».
(5) في ب، و: «ولم».
(6) في ط: «شيء».
(7) في ب: «أجزا (ى)». والبيتان في ديوانه ص 276وأنس الحجر ص 364 وفيهما: «يغزى».
وأجزا: مخففة من أجزأ، أو هي:
«أجزى» من «الجزاء».
(8) في ب: «وقال» وفي د، و: «ومثله قوله» وفي ط: «وقوله».
(9) في ب، د، ط، و: «الإبريز».
(10) في ط: «وبرّزت».
(11) في د: «في هذا وهذا» وفي و: «في هذا وفي ذا»، وإزاءها في هـ و: «ظ».
(12) في ب، ط: «والتّبريز (ي)». والبيتان في ديوانه ص 298.
(13) في و: «هذا».
(14) في د، و: «الدعاية».
(15) في ب، و: «ينسج».
(16) في ب، و: «الصبابة» مكان «التّصابي».
(17) البيتان في ديوانه ص 266وأنس الحجر ص 347346.
(18) في ب: «وقال» وفي ط: «وقوله».
(19) في و: «ونثوي».
(20) في د، ط: «الصالحين».
(21) في ب: «تبنا (ى)» وفي د، ط:
«تبنى (ا)». والبيتان في ديوانه ص 276وأنس الحجر ص 365.(3/505)
ومن نظم الشيخ بدر الدين البشتكيّ، رحمه الله (1)، في هذا النوع، قوله [من المجتثّ]:
بدا بوجه جميل ... قد شرّف الحسن قدره
في شمسه كلّ صبّ ... يودّ يبذل (2) بدره (3)
[قلت]: هذا الذي (4) ظفرت به من أغزاله في هذا الباب (5).
ومن مجونه قوله (6) [من مجزوء الكامل]:
وافى بذقن بعد أن ... قاسيته حلوا ومرّا
فقبضت لحيته وأي ... ري (7) في استه وهلمّ جرّا (8)
وقال من (9) كتابه المسمّى ب «رفع شأن العمشان» (10) [من الوافر]:
أقول لناتف خدّيه: مهلا ... أترضي اللائطين مدى الدّهور
فدع نتف العوارض عنك كيما ... تناك بلحية مثل الحريري (11)
[قوله، ومن محاسنه] (12) [من الوافر]:
[وخمّار هدانا في الدّياجي ... بجذوة كأسه وشذا النّسيم
سألنا منه عن خمر حديثا ... فأخبرنا عن العصر القديم] (13)
ومثله قوله في الشيخ (14) بدر الدين بن الدّمامينيّ (15) المخزوميّ [من الكامل]:
__________
(1) سقطت من ب وفي د، و: «فسح الله في أجله».
(2) في ب: «ببذل».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(4) في ب: «هذا البيت».
(5) «هذا الباب» سقطت من و.
(6) في و: «قوله» مكررة.
(7) في د: «وأثري».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في و: «في».
(10) في ب: «العميان».
(11) في ط: «الحرير (ي)» وفي و:
«الجويري». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) من و.
(13) من و. والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في د: «ومثله قول الشيخ».
(15) «بن الدمامينيّ» سقطت من ب، د، و.(3/506)
تبّا لقاض جار في أحكامه ... حتّى على المنثور والمنظوم
خان الشريعة مذ أطاع بني وفا (1) ... وانقاد للفسّاق كالمخزوم (2)
ومن مدائحه قوله [من الطويل]:
وقاس الورى بالنيل نائلك الذي ... حلا وصفا والنيل يبدو مرنّقا
فقلت: وهل ينقاس من خلقه الوفا؟ (3) ... بمن بالوفا في العام يوما تخلّقا (4)
وكتب إليه (5) سيّدنا ومولانا قاضي القضاة (6) الشيخ (7) شهاب الدين بن حجر [العسقلاني] (8)، في رمضان [من المتقارب]:
أليس عجيبا بأنّا نصوم ... ولا نشتكي من أذى الصّوم غمّا
ونسغب (9) والله في نسكنا ... إذا نحن لم نرو نثرا ونظما (10)
فأجابه بقوله [من المتقارب]:
ألا يا شهابا رقى في العلا ... فأمطرنا نوءه العذب قطرا
إلى فقرة منك يا فقرنا ... ونستغن إن قلت نظما ونثرا (11)
وممّا فضل لي (12) من (13) صبابات هؤلاء الفضلاء، في مناهل التورية، قولي
__________
(1) في د: «وقا».
(2) في ب، د: «كالمخزوميّ» وفي ط:
«كالمخزوم (مي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمخزوم: الذي في أنفه الخزامة، وهي حلقة تجعل في وترة الأنف يشدّ بها الزّمام. (اللسان 12/ 174 (خزم)).
(3) في د: «الوقا».
(4) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمرنّق: المكدّر. (اللسان 10/ 127 (رنق)).
(5) «إليه» سقطت من و.
(6) «سيدنا القضاة» سقطت من ب، د، و.
(7) «الشيخ» سقطت من ط.
(8) من ط.
(9) في و: «ونشغب».
(10) البيتان في ديوانه ص 275وأنس الحجر ص 363، وقد سبق تخريجهما في باب «الطباق» (الحاشية).
ونسغب: نجوع. (اللسان 1/ 468 (سغب)).
(11) في ب، ط: «ونثرا (ى)». والبيتان سبق تخريجهما في باب «الطباق» (الحاشية).
(12) «لي» سقطت من ب.
(13) «من» سقطت من و.(3/507)
[من البسيط]:
هويته (1) أعجميّا فوق وجنته ... لاميّة عوّذتها أحرف (2) القسم
في وصفها ألسن الأقلام قد نطقت ... وطال شرحي في لاميّة العجم (3)
وقولي (4) [من الكامل]:
خال الحبيب يقول لي لمّا بدا ... من تحت عارضه كسرّ (5) غامض:
أنا فارضيّ واتّحدت (6) بخدّه ... وغدا (7) مقامي تحت ذيل العارض (8)
وقولي [من الوافر]:
عزمت على السّلوّ لطول هجري ... فجاءتني عوارضه تعارض
وكان العذر يقبل في سلوّي ... ولكن ما سلمت من العوارض (9)
وقولي [من الرجز]:
دويرة العارض عنّي حميت ... برشقة (10) من جفنه مشقّة (11)
فاترك ملامي يا عذول (12) إنّني ... قتلت (13) بين دورة ورشقة (14)
وقولي [من الطويل]:
ولمّا أراني (15) الشعر وهو مذيّل ... وجانب ذاك الصّدغ وهو مطرّف
بدا بخمار من خمار بريقه ... فقلت لهم: هذا الجناس المحرّف (16)
__________
(1) في ب: «هويت».
(2) في د: «أحرف».
(3) في ب، د، ط، و: «العجم (ي)».
والبيتان في ديوانه ورقة 40أ.
(4) سقطت من د وفي ب: «وقول (ي)».
(5) في و: «بكسر».
(6) في ط: «في الغرام» مكان «واتّحدت».
(7) في ط: «فغدا».
(8) البيتان في ديوانه ورقة 40أوفيه: «واتخذت».
(9) البيتان في ديوانه ورقة 40أ.
(10) في و: «برشفة».
(11) في ط: «مشتقّة».
(12) في ط: «عذولي».
(13) في و: «قفلت».
(14) في د: «وارشقه». والرجز في ديوانه ورقة 78أوفيه: «عذولي».
(15) في د، ط: «رآني».
(16) بعدها في ط: «وقولي: أقول لثغر
تقرقفا». والبيتان في ديوانه ورقة 78ب وفيه: «رآني».(3/508)
وقولي [من الكامل]:
لمّا تعذّر من أحبّ تعذّر الص ... صبر الجميل فلم أطق أن أصبرا
قال العذول: الصّبر أعظم مسعد ... في العشق، قلت: أما تراه تعذّرا (1)
[وقولي] (2) [من الطويل]:
أقول لثغر الحبّ: متّ ولم أجد ... سبيلا إلى برد الحشا يا أخا الصّفا
فقال: ارتشف من خمر ريقي نهلة ... ألم تره من برده (3) قد تقرقفا (4)
وقولي مع بديع الاقتباس [من الكامل]:
ناحت مطوّقة الرّياض وقد رأت ... تلوين دمعي بعد فرقة حبّه
لكن به لمّا سمحت تباخلت ... فغدت مطوّقة بما بخلت به (5)
وقولي (6) في مرج (7) حماة [من الوافر]:
ذكرت أحبّتي بالمرج يوما ... فقوّت أدمعي نيران وهجي /
وصرت (8) أكابد الأحزان وحدي ... وكلّ النّاس في هرج ومرج (9)
وقولي (10) فيه أيضا [من السريع]:
مرج حماة بنواعيره ... زاد على المقياس في روضته
__________
(1) بعدها في ط: «وقولي مع بديع الاقتباس: ناحت مطوّقة بخلت به». والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(2) من ب، د، ط، و.
(3) في د: «ردّه».
(4) بعدها في ط: «وقولي: «لمّا تعذّر
تعذّرا». والبيتان في ديوانه ورقة 40أوفيه: «ارتشق» وورقة 78ب وفيه:
«من بردها».
(5) البيتان سبق تخريجهما 3/ 297.
وفي البيت الثاني إشارة إلى الآية الكريمة: {سَيُطَوَّقُونَ مََا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيََامَةِ} (آل عمران: 180).
(6) في ب: «وقلت».
(7) في ب، ط: «مدح».
(8) في ب: «وبتّ».
(9) البيتان في ديوانه ورقة 78ب وفيه:
«فصرت».
والهرج والمرج: الاختلاط والاضطراب.
(اللسان 2/ 365 (مرج)، 389 (هرج)).
(10) في ب: «وقلت».(3/509)
وغيظ (1) تمّوز (2) دمشق لذا ... فقلت لا أفكر في غيضته (3)
[قلت] (4): وجلست يوما في قطاف السفرجل، على عين الغيطة (5) الموصوفة ب «ستّ الشام»، مع جماعة من أهل [العلم و] (6) الأدب، فنظم كلّ منهم ما يليق بذلك المقام على قدر مقامه، فنظمت [قولي] (6) [من الرجز]:
تقول ستّ الشّام لمّا غازلت ... بعينها فأنعشت حياتي
وانتقشت بمرجها وأبرزت ... نهدا حلا لأنّه نباتي
خذني بغير ضرّة فإنّني ... بديعة في الحسن والصّفات
واستجلني عروسة يتيمة ... شاميّة وعش بلا حماة (8)
وقولي (9) في وادي راشعين (10)، وعينه بظاهر [مدينة] (11) طرابلس المحروسة (12) [من الخفيف]:
أرض وادي راشعين (13) مفتوحة العي ... ن لها يقظة (14) على النّيربين (15)
ما حللنا هناك إلّا وقالت ... أجلسوهم على محاجر عيني (16)
وقولي (17) ب «وادي المنافس»، بظاهرها (18) أيضا [من البسيط]:
وادي المنافس من مغنى طرابلس ... بطيب أنفاسه أبدى نفائسه
__________
(1) في ب، د، ك، و: «واغتاظ» وفي هـ ك: «صوابه: «غيظ»».
(2) في ب، و: «نمّور» وفي ط: «نمرود» وفي نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
«نمروذ»، وفي حاشيته: «النمروذ: نوع من الأزهار»!!
(3) في ط: «غيظته». والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(4) من ب.
(5) في ب، د، ط، و: «الغيضة».
(6) من ط.
(8) الرجز في ديوانه ورقة 40ب وفيه: «بلا حمات».
(9) في ب: «وقلت».
(10) في ب، د، ط، و: «رشعين».
(11) من ط.
(12) «المحروسة» سقطت من ب، ط.
(13) في ب، د، ط، و: «رشعين».
(14) في ب، ط: «نقطة».
(15) في ط: «النيّرين».
(16) في و: «عين». والبيتان في ديوانه ورقة 29أوفيه: «رشعين» و «لما يقظ علي».
(17) في ب: «وقلت».
(18) في و: «بظاهر».(3/510)
وكاد يلحق بالشّقرا وأبلقها ... فلا تلوموه إن (1) قوّى منافسه (2)
وقولي (3) ب «رأس العين» ببعلبكّ [من الطويل]:
ولمّا نزلنا (4) بعلبكّ تفكّهت (5) ... عيوني وأذواقي وصلت على البين
وطالبتها يوما برؤية مرجها ... وخضرته قالت: على الرّأس والعين (6)
ومن أغزالي البديعة قولي (7) [من مجزوء الخفيف]:
ماس في الرّوض وانثنى ... بخدود مورّده
فرأينا غصونه ... وهي خشب مسنّده (8)
وقلت مورّيا ومقتبسا ومكتفيا [من الرجز]:
قالوا: وقد فرّطت في تصبّري ... وقد سقى مع الظما (9) سقاما
إصبر عسى تسقى (10) بماء ريقه ... قلت لهم: {يََا حَسْرَتى ََ عَلى ََ مََا} (11)
وقولي (12) [من الرجز]:
أرخت لها (13) ذوائبا من شعرها ... عشرا وفرق الفجر (14) فيهم يسري
فصرت ب «الفجر» لها معوّذا ... لمّا بدا بين ليال عشر (15)
وقولي مورّيا مع (16) بديع التضمين (17) [من الرجز]:
__________
(1) في ط: «تلوموا إذا».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(3) في ب: «وقلت».
(4) في ك: «لمّا نزلت» مكان «ولمّا نزلنا».
(5) في ك: «فتفكّهت».
(6) البيتان في ديوانه ورقة 41أ.
(7) في ب: «وقلت» مكان «ومن
قولي».
(8) البيتان في ديوانه ورقة 40ب.
(9) في ط: «وما برى بوصله» مكان «وقد الظّما».
(10) في د، و: «تشفى».
(11) في ك، و: «حسرتى». والرجز لم أقع عليه في ديوانه.
وفي الرجز الثاني اكتفاء وتضمين من الآية الكريمة: {يََا حَسْرَتى ََ عَلى ََ مََا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللََّهِ} (الزمر: 56) أو اكتفاء تقديره:
«على ماء ريقه».
(12) سقطت من د وفي ب: «وقلت».
(13) في ب، د، ط، و: «لنا».
(14) في ب، د، و: «وفجر الفرق».
(15) الرجز في ديوانه ورقة 80ب وفيه:
«لنا» و «وفجر الفراق».
(16) في و: «مع زيادة» مكان «مورّيا مع».
(17) في ب: «وقلت مورّيا مضمّنا» مكان «وقولي التضمين».(3/511)
سرنا وليل شعره منسدل ... وقد غدا بنومنا مضفّرا (1)
فقال: صبح ثغره مبتسما ... «عند الصّباح يحمد القوم السّرى» (2)
ومثله قولي (3) [من الكامل]:
قف (4) واستمع طربا فليلى في الدّجى ... باتت معانقتي (5) ولكن في الكرى
وجرى لدمعي رقصة بخيالها ... أترى درى ذاك (6) الرقيب بما جرى (7)
ومثله قولي (8) [من مخلّع البسيط]:
كم صحت في ظلمة الليالي ... ويلاه من نومي المشرّد
والدّمع في وجنتي ينادي ... أوّاه (9) من دمعي (10) المبدّد (11)
ومثله قولي (12) [من الوافر]:
يقول معذّبي حسن تخيّر ... سواي، فقلت: مذ (13) عزّ اصطباري
وكم في النّاس من حسن ولكن ... عليك لشقوتي وقع اختياري (14)
__________
(1) في ب، و: «مظفّرا».
(2) الرجز لم أقع عليه في ديوانه.
وفي الرجز الثاني تضمين لرجز قاله خالد ابن الوليد:
«عند الصباح يحمد القوم السّرى
وتنجلي عنهم غيابات الكرى»
وهو مثل يضرب للرجل يحتمل المشقّة رجاء الراحة. (الألفاظ الكتابية ص 271 وتمثال الأمثال 2/ 473وجهمرة الأمثال 2/ 42والحيوان 6/ 508وزهر الأكم 1/ 325والعقد الفريد 3/ 107 والفاخر ص 193وفصل المقال ص 254، 334وكتاب الأمثال ص 170، 231وكتاب الأمثال لمجهول ص 74 واللسان 14/ 417 (سوا) والمستقصى 2/ 168والميداني 1/ 137، 2/ 3 والوسيط في الأمثال ص 120).
والسّرى: السّير بالليل. (اللسان 14/ 381 (سرا)).
(3) في ب: «وقلت» وفي ط: «وقولي».
(4) قبلها في و: «قم» مشطوبة.
(5) في و: «تعانقني».
(6) في ط: «هذا».
(7) البيتان في ديوانه ورقة 79ب.
(8) في ب: «وقلت مضمّنا» وفي ط:
«وقولي».
(9) في ب: «وآه».
(10) في ب، د، ط، و: «شملي».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(12) في ب: «وقلت مضمّنا» وفي ط: «وقولي».
(13) في ط: «قد».
(14) البيتان في ديوانه ورقة 80ب.(3/512)
وقولي (1) [من المنسرح]:
أرشفني ريقه وعانقني ... وخصره يلتوي من الدّقّه
فصرت من خصره وريقته ... أهيم بين الفرات والرّقّه (2)
وقولي (3) [من مجزوء الرمل]:
أبصروا عند وداعي ... عقدها وهو مفرّط
لمتها في ذاك، قالت: ... برّح الوجد (4) وأفرط (5)
وقولي (6) [من الكامل]:
سجدت جفوني هيبة لمّا بدا ... محراب حاجبه بغير حجاب
ألله أكبر وهو يغزو مهجتي ... حربا ولم أخرج عن المحراب (7)
وقولي (8) [من الرجز]:
طلبت منه قبلة، فقال لي: ... وقد بدا يشرع (9) في الإعراض
نسيت فعل (10) سيف لحظي، قلت لا: ... يا قاتلي وكيف أنسى الماضي / (11)
[وقولي] (12) [من المنسرح]:
طلبت تقبيل من أحبّ وقد ... أنكرت في الخدّ نقطة حسنه
فرقّ لي قلبه وقال: إذا ... لثمت (13) خدّي لا تنكر الحسنه (14)
وقولي (15) [من الرمل]:
__________
(1) في ب: «وقلت مضمّنا».
(2) البيتان في ديوانه ورقة 40ب.
والرقّة: محافظة أو مدينة سوريّة. (معجم البلدان 3/ 67).
(3) في ب: «وقلت».
(4) في ط: «الشوق».
(5) البيتان في ديوانه ورقة 78ب.
(6) في ب: «وقلت».
(7) البيتان في ديوانه ورقة 40ب.
(8) في ب: «وقلت».
(9) في ك، و: «يسرع».
(10) في د: «فعلي».
(11) بعدها في ط: «وقولي: قيل لي لمّا
شدّه». والرجز في ديوانه ورقة 78ب.
(12) من د، ط، وو في ب: «وقلت».
(13) في ط: «قبّلت».
(14) بعدها في ط: «وقولي مورّيا ومضمّنا:
حثثت عزمي». والبيتان في ديوانه ورقة 79أ.
(15) في ب: «وقلت».(3/513)
مذ جفاني ممرض القلب ولم ... ألق في الضعف وفي الكسر انجبارا
قلت للعارض: يا آسي إذا (1) ... درت داري مرض (2) القلب فدارا (3)
وقولي (4) [من الرمل]:
قيل لي: لمّا علتني (5) شدّة ... وتناءى فرج عنّي مدّه
يا أخا الأشواق ماذا تبتغي؟ ... قلت: أبغي فرجا من بعد شدّه (6)
وقلت (7) مورّيا ومضمّنا (8) [من مخلّع البسيط]:
حضّيت (9) عزمي شوقا (10) إليكم ... فلم أطق مكثة (11) بأرض
وحيث (12) لم أحض (13) بالتّلاقي ... فغايتي أن ألوم حضّي (14)
وقولي (15) [من الرجز]:
جاء بصبح ثغره مبتسما ... يمشي بليل الشعر في دلال (16)
قلت له: دمت لقلبي هكذا ... ما دامت الأيّام والليالي (17)
وقولي (18) مرتجلا (19) في جبهة دمشق [من] (20) دوبيت (21):
__________
(1) في د: «إذ».
(2) في ط: «ممرض».
(3) في ب، د: «فدارى (ا)» وبعدها في ط:
«وقولي: طلبت تقبيل الحسنه».
والبيتان في ديوانه ورقة 80ب وفيه: «انجبار» و «فدار».
(4) في ب: «وقلت».
(5) في ط: «عرتني».
(6) بعدها في ط: «وقولي: مذ جفاني
فدارا». والبيتان في ديوانه ورقة 80ب وفيه: «علاني».
(7) في ط: «وقولي».
(8) في ب: «مضمّنا».
(9) في ط: «حثثت».
(10) «شوقا»: الوزن مكسور بها ولو قال «جوى» لكان أصحّ.
(11) في ط: «مكثه».
(12) في د، و: «وجئت».
(13) في ب، د، ط، و: «لم أحظ».
(14) في ب: «حضّي (ا)» وي ط: «حظّي».
والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(15) في ب: «وقلت».
(16) في ك: «الدلال».
(17) الرجز في ديوانه ورقة 41أ، وورقة 79أ.
(18) في ب: «وقلت».
(19) «مرتجلا» سقطت من ب.
(20) من ط.
(21) سقطت من د وفي ك، و: «ذو بيت».(3/514)
لمّا ملأ الجبهة بالأنوار ... لمناه على ذلك (1) خوف العار
قال: انصرفوا سئمت من بلدتكم ... والجبهة من منازل الأقمار (2)
ومثله قولي (3) [من دوبيت]:
مذ أظهر ورده لنا ريحانه ... ناديت لتلك المقلة الكسلانه:
قد دبّ عذاره على وجنته ... قومي انتبهي، قالت: أنا نعسانه (4)
وقولي (5) [من الكامل]:
أحببته متأدّبا ونظمت في ... حسن ابتدائي فيه نظم المرقص (6)
فأشار (7) في حسن الختام أجبته ... حسن الختام يكون بعد تخلّصي (8)
وقولي (9) [من الوافر]:
يحاضرني بأبيات ولكن ... يغايرني (10) إذا طال اجتماعي
فإن أنشدت أشعار السّلامي (11) ... يطارحني بأبيات الوداعي (12)
وقولي (13) [من مجزوء الخفيف]:
قلت للخال إذ بدا ... في نقا جيده السّعيد:
فزت يا عبد، قال لي: ... أنا عبد لكلّ جيد (14)
وقولي (15) [من مخلّع البسيط]:
قال أراك الحمى تعوّض ... بغصن قدّي إذا جفاك (16)
__________
(1) في و: «ذاك».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(3) في ب: «وقلت» وفي ط: «وقولي».
(4) البيتان في ديوانه ورقة 80أ.
(5) في ب: «وقلت».
(6) في ب: «مرقص».
(7) في ط: «وأشار».
(8) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(9) في ب: «وقلت».
(10) في ط: «يعيرني».
(11) في ب: «السلامي (م)» وفي د:
«السلام (ي)» وفي ط: «السلام».
(12) في ط: «الوداع (عي)» وفي و:
«الوداع (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(13) في ب: «وقلت».
(14) البيتان في ديوانه ورقة 80ب.
(15) في ب: «وقلت».
(16) في ط: «جفاكا».(3/515)
فقلت: من بعد قدّ حبّي ... والله ما أشتهي أراك (1)
وقولي (2) [من الرمل]:
رمت يوم العيد منه وقفة ... ليرى من بعده حالي وضعفه
فطر (3) القلب وولّى قائلا (4) ... يا معنّى ما لعيد الفطر وقفه (5)
وقولي (6) [من الرمل]:
قال نهد الحبّ: صفني مذ غدا ... قاعدا في الصّدر بالتصدير يجهر
قلت إذ برّز في تحقيقه: ... أنت بالتحقيق والله مصدّر (7)
وقولي (8) [من مجزوء الرجز]:
أسياف لحظ قاتلي ... لمّا تعدّت حدّها
وعربدت من سكرها ... قلت: استحي وردّها
فقال (9) لي مورّيا: ... لا بدّ أن أحدّها (10)
وقولي (11) [من البسيط]:
عاتبته ودموعي غير جارية ... لأنّ دمعي من طول البكا نشفا
فقال: لم أر وكف الدّمع، قلت له: ... حسيبك (12) الله، يا بدر الدّجى، وكفى (13)
__________
(1) في ط: «أراكا». وبعدها في ب:
«وقلت: قال نهد مصدّر». والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(2) في ب: «وقلت».
(3) في د: «قطّر».
(4) في د: «هاربا».
(5) بعدها في ب: «وقلت: أسياف».
والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(6) في ب: «وقلت».
(7) بعدها في ب: «وقلت: رمت
وقفه». والبيتان في ديوانه ورقة 80ب وفيه: «في الصدر ملحوظا موقّر».
(8) في ب: «وقلت».
(9) في ط: «وقال».
(10) الرجز في ديوانه ورقة 79أ.
وأحدّها: أعاقبها بالحدّ، وهو العقاب لمن ركب ما نهي عنه أو أشحذها بمبرد.
(اللسان 3/ 141140 (حدد)).
(11) في ب: «وقلت».
(12) في ب: «حسبك».
(13) في ب، د: «وكفى (ا)» وفي ط: «وكفا (وكفى)» وفي و: «وكفا». والبيتان في(3/516)
وقولي (1) [من الكامل]:
قالت، وقد قبّلتها في جيدها ... تصبو (2) إلى غيري وتخلص (3) من يدي
فأجبت حين (4) تقلّدت بمدامعي: ... يا هند خوضي في دمي (5) وتقلّدي (6)
وقولي (7) [من السريع]:
بنقطة (8) الخال وطعم اللّمى ... وخضرة الشارب يا عاتبي
قد ملت للنقطة بعد التّقى ... وقلت: بالمشروب والشارب (9)
وقولي (10) [من الرجز]:
أرداف من أهواه قد تثاقلت ... لمّا تجافى الشعر يوم البين (11)
وبعد ذا وجنته تلوّنت ... وساقه والله ذو وجهين (12)
وقولي (13) [من المجتثّ]: /
برامة لي ظبي ... تخشى الأسود مرامه
كم هام قلبي فيه ... بين العقيق (14) ورامه (15)
وقولي (16) [من البسيط]:
هويت غصنا لأطيار القلوب على ... قوامه في رياض الوجد (17) تغريد
__________
ديوانه ورقة 42أ 42ب.
ووكف الدمع: سال. (اللسان 9/ 362 (وكف)).
(1) سقطت من د وفي ب: «وقلت».
(2) في ب: «يصبو».
(3) في ب: «ويخلص».
(4) في د: «حين» (* ح).
(5) في و: «في دما».
(6) البيتان في ديوانه ورقة 42ب.
(7) في ك: «وقولي» مكررة وفي ب:
«وقلت».
(8) في و: «بنقط».
(9) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(10) في ب: «وقلت».
(11) في د: «البين (ي)».
(12) في د: «وجهين (ي)». والرجز لم أقع عليه في ديوانه.
(13) في ب: «وقلت». «أرداف من
وقولي» مكررة، ومشطوبة، وقد أشير إليها ب «خ».
(14) في ط: «العذيب».
(15) البيتان في ديوانه ورقة 42ب.
(16) في ب: «وقلت».
(17) في ب: «الخدّ».(3/517)
قالت لواحظه: إنّا نسود على ... بيض الظّبى قلت: أنتم أعين سود (1)
وقولي (2) [من المنسرح]:
قلت له (3): إنّ جفن مقلته ... يشبه (4) سهما بعجبه (5) رشقه
خفت من الفتك رمت (6) أملقه (7) ... سابقني مدمعي جرى ملقه (8)
وقولي (9) [من الخفيف]:
في سويدا مقيلة الحبّ نادى ... جفنه (10) وهو يقنص الأسد (11) صيدا
لا تقولوا: ما في السّويدا رجال ... فأنا اليوم من رجال السّويدا (12)
وقولي (13) [من الوافر]:
بروحي أفتدي ظبيا نفورا ... يحقّ له بروحي أن يفدّى
جلا لصدا قليبي (14) فرد يوم ... بوصل منه ثمّ جفا وصدّا (15)
وقولي (16) مورّيا مضمّنا (17) [من الطويل]:
ومذ كلّمت جسمي سيوف (18) لحاظها ... شكوت إليها قصّتي وهي تبسم
__________
(1) في ب، د، ك: «سود (وا)» وفي ط:
«سودوا (د)». والبيتان في ديوانه ورقة 80ب وهما له في نفحات الأزهار ص 189.
(2) في ب: «وقلت».
(3) في هـ و: «لهم» صح.
(4) في ب: «تشبه».
(5) في د، و: «يعجبه» وفي ط: «بجعبة».
(6) في د، ط: «رحت».
(7) في د: «أمّلته».
(8) البيتان في ديوانه ورقة 22ب وفيه:
«أمقله».
والملق: الكذب والملقة: الصفاة الملساء. (اللسان: 1/ 348 (ملق)).
(9) في ب: «وقلت».
(10) في ط: «لحظه».
(11) في ب، د، و: «حين صاد للأسد».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(13) في ب: «وقلت».
(14) في ب، د، ك، و: «لصدى قلبي» وفي هـ و: «قليبي» صح.
(15) في ب: «وصدّا (ى)». والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(16) في ب، ط: «وقلت».
(17) في د، و: «ومضمّنا».
(18) في د: «جفون».(3/518)
فلم أر بدرا (1) ضاحكا قبل وجهها ... ولم تر (2) قبلي ميّتا يتكلّم (3)
ومثله قولي (4) [من مجزوء الكامل]:
جاد النّسيم على الرّبا ... بندى يديه، وقال لي:
أنا ما أقصّر عن ندى ... وكما علمت شمائلي (5)
وقولي (6) [من الطويل]:
رأيت مع المنثور بعض وقاحة ... ولم أدر ما بين الغدير وبينه
تلوّن (7) منه ثمّ مدّ (8) أصابعا ... إلى وجهه عمدا (9) وخضّر (10) عينه (11)
وقولي (12) [من الرجز]:
حيّا بها عاصرها في كأسها ... مشرقة باسمة كالثّغر
وقال: هذي تحفة في عصرنا ... قلت: اسقنيها يا إمام العصر (13)
وقولي (14) [من الرجز]:
لمّا غدا حباب كأسي شاعرا ... لنظم خمريّاته يحرّر
أوقفت ساقينا على نظامه ... فقال لي (15): والله هذا جوهر (16)
وقولي (17) [من مجزوء الرجز]:
__________
(1) في و: «أرى»، وفي هامشها: «أر بدرا» ظ.
(2) في ك: «أر».
(3) البيتان في ديوانه ورقة 42ب.
(4) في ب: «وقلت مضمّنا» وفي ط:
«وقولي».
(5) البيتان في ديوانه ورقة 40ب.
وفي البيت الثاني تضمين من بيت لعنترة، من الكامل:
«وإذا صحوت فما أقصّر عن ندى
وكما علمت شمائلي وتكرّمي»
[ديوانه ص 190].
(6) في ب: «وقلت».
(7) قبلها في و: «و» مشطوبة.
(8) في و: «مذ».
(9) في ط: «قصدا».
(10) في د: «واخضرّ».
(11) البيتان في ديوانه ورقة 78ب.
(12) في ب: «وقلت».
(13) الرجز في ديوانه ورقة 41أوفيه:
«كالثغري».
(14) في ب: «وقلت».
(15) «لي» سقطت من و.
(16) بعدها في ط: «وقولي: لما غدا راحي نحيلا المزاج». والرجز في ديوانه ورقة 79أ.
(17) في ب: «وقلت».(3/519)
في حبّ كأسي لامني ... من ليس يدري حالتي
فقلت: دعني إنّني ... وجدت فيها راحتي (1)
وقولي (2) [من الرجز]:
لمّا غدا راحي نحيلا (3) باليا ... وكاد أن لم يك في الزّجاج
وجاز بالماء إلى بحرانه (4) ... ورق قالوا: صنه بالعلاج
[فجئته مستقصيا (5) أعراضه (6) ... وجدته معتدل المزاج] (7)
وقولي (8) مماجنا [من السريع]:
أعنابكم (9) إن حرّموا ماءها ... وحرّفوا (10) فيها على الشارب
لا تمنعوني (11) التين إنّي امرؤ ... أعشقه بالقلب والقالب (12)
ومثله قولي (13) [من المجتثّ]:
أدخلت أيري (14) فيه ... أصبت منه المقاتل
وقلت (15): كيف تراه؟ ... فقال: والله، داخل (16)
ومثله قولي (17) [من المنسرح]:
__________
(1) بعدها في ط: «وقولي مماجنا:
أعنابكم». والرجز في ديوانه ورقة 79أ.
(2) في ب: «وقلت».
(3) في ب: «بخيلا».
(4) في و: «لحوانه».
(5) في و: «مستقضيا».
(6) في ب، د، و: «أغراضه».
(7) من ب، د، ط، و. وبعدها في ط:
«وقولي: في حبّ كأسي راحتي».
والرجز لم أقع عليه في ديوانه.
(8) في ب: «وقلت».
(9) في و: «أغنامكم».
(10) في ب: «وحرّضوا».
(11) في ط: «لا تحرموني».
(12) البيتان في ديوانه ورقة 79أوفيه: «لا يمنعوني».
(13) في ب: «وقلت» وفي ط: «وقولي».
(14) في د: «أثري».
(15) في ط: «فقلت».
(16) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(17) في ب: «وقلت» مكررة وفي ط:
«وقولي».(3/520)
ألعلم ابن الكويز (1)، قال: معي ... لطف وظرف حواهما كرم (2)
وقامتي بانة مهفهفة ... فقلت: لا بانة ولا علم (3)
ومثله قولي (4) [من السريع]:
قالوا: صفيّ الدّين أشعاره ... ما للورى في طرقها ممشى (5)
وهكذا إنشاؤه مسكر (6) ... قلت لهم: والله ما أنشا (7)
وقولي (8) [من الكامل]:
ديوان نظمي جاء وهو محرّر ... برقيق نظم لفظه مستعذب (9)
فإذا بدا لا تستقلّوا حجمه (10) ... وحياتكم فيه الكثير الطّيّب (11)
انتهى ما أوردته في باب التورية، من كتاب الله (12) وحديث نبيّه (13)، (صلى الله عليه وسلم) (14)، وكلام أصحابه، رضي الله عنهم (15)، ومن نظم المولّدين وفحول العرب (16)، إلى أن ارتفع العلم الفاضليّ وأوردت محاسنه ومحاسن (17) من مشى تحت علمه، [إلى أن انهلّ القطر (18) النباتيّ وأوردت محاسنه ومحاسن من مشى (19) تحت علمه] (20)
__________
(1) في ط: «الكوير» وفي و: «اللوير»، ولعلها: «الكوير»، أو «الكويز» أو «اللويز».
(2) في ط: «الكرم».
(3) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(4) في ب: «وقلت» وفي د، ط، و:
«وقولي».
(5) في ب: «ممشا».
(6) في و: «سكّر».
(7) البيتان في ديوانه ورقة 79ب.
وأنشا: مخففة من «أنشأ» ليورّي عن «أنشى».
(8) في ب: «وقلت».
(9) في ط: «يستعذب».
(10) في ب: «نظمه»، وفي هامشها:
«حجمه».
(11) البيتان في ديوانه ورقة 41أ 41ب.
(12) بعدها في ب: «تعالى».
(13) في د: «رسوله».
(14) في ب: «صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم».
(15) في ب: «رضوان الله تعالى عليهم أجمعين» وبعدها في ط: «أجمعين».
(16) في ب، د، و: «العرب والمولّدين والفحول» وفي ط: «فحول العرب والمولّدين».
(17) في ب: «ومحاسن» مصححة عن «في محاسن».
(18) في و: «أن ارتفع العلم».
(19) «من مشى» سقطت من ب.
(20) من ب، و.(3/521)
المحمّديّ، إلى أن [اتصلت هذه الرواية، و] (1) اتّصل / (2) هذا السند بأعيان أهل العصر، فسح الله في آجالهم (3).
قلت: ولولا الحياء من العصابة النباتيّة، وأنا منها، لعزّزت العلمين من (4)
الوداعيّ بثالث، وأوردت (5) هنا من مطرب (6) [عطر] (7) مفرداته ما يغني عن المثاني والمثالث (8)، فإنّه أحد أئمّة هذا المذهب، وإذا (9) ذكرت التورية فهو عذيقها المرجّب، وعلى كل تقدير ففرسان العلمين المشهورين الفاضليّ والنباتيّ هم الذين أبرزوا عروس التورية من خدرها، وحقّقوا للنّاس من تساذج (10) عن نقوشها (11)
القاعدة، وسفل عن علوّ قدرها، ولم أخلّ بذكر الشهاب [محمود] (12) وكان محمودا بحشمة (13) ألفاظه على كلّ ناظم وناثر (14)، إلّا أنّ التورية كانت غير مذهبه، ووقوعها في نظمه ونثره من النوادر، وتمذهب بها القاضي شهاب الدين بن فضل الله، ولكن ما تفقّه في [هذا] (15) المذهب ولا حرّره، ولا أبدر فيها بدر الدّين بن حبيب، وكانت ليالي سطورها بنظمه (16) غير مقمرة، ولهذا خدمها (17) حذّاق الأدب، وحافظوا على الخدمة وثابروا، وأنشدوا من رضي بالشعر الموزون [من الطويل]:
إذا كنت ما (18) تدري سوى الوزن وحده ... فقل: أنا وزّان (19)، وما أنا شاعر (20)
__________
(1) من ب.
(2) في ك: «اتصل» مكررة.
(3) سقطت من ط وفي ب: «فسح الله سبحانه وتعالى في أجلهم».
(4) بعدها في ب: «العلّامة».
(5) في ط: «فأوردت».
(6) في و: «ما يطرب».
(7) من ط.
(8) في و: «الثاني والثالث».
(9) في ب: «وإذ».
(10) في د: «تسارح».
(11) في ط: «نقوش».
(12) من ط.
(13) في ط: «لحشمة في».
(14) في و: «في نظمه ونثره» مكان «على كل ناظم وناثر».
(15) من ط.
(16) «بنظمه» سقطت من و.
(17) في و: «ولهذا أخذ بها».
(18) في ط: «لا».
(19) في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:
وازن» وفي حاشيتها: «وازن: هكذا في الأصل، ونظنّه من التحريف، فالبيت غير قائم الوزن، والأصحّ: وزّان: وهو الذي ينظم الشعر الموزون حسب التفعيلات».
(20) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.(3/522)
قلت: وممّا تخيّرته (1) من نظم القاضي شهاب الدّين بن فضل الله (2)، [المشار إليه] (3)، رحمة الله عليه (4)، من النكت (5) التي وقعت له عفوا من غير كدّ ولا تكليف (6)، قوله [من الرجز]:
جاؤوا بأنواع من الطيب لنا ... تحملنا (7) معشوقة ممشوقه
قلت: خذوا الطيب لكم جميعه ... بشرط أن لا تأخذوا المعشوقه (8)
وممّا اخترته من نظم الشيخ (9) بدر الدين بن حبيب، رحمه الله تعالى (10)، قوله [من السريع]:
وجنته الحمراء لمّا اكتست ... خضرة أذناب الطّواويسي (11)
عابوا لفرط الحسن دينارها ... فقلت (12): «خلّوه على كيسي» (13)
قلت: وقد عنّ لي أن أورد هنا نبذة من نظم من كانت التورية غير مذهبه، ولا جعلها (14) في (15) مهالك الإشكال وموانع العقادة جلّ مطلبه، وما عليّ ممّن تأخّر عصرا أو تقدّم، فإنّ الغرض أن يصير (16) عقد التورية وهو بنظم من شعر بها منظّم، وما خفي أنّ من حذّاق الأدب من وقعت له التورية عفوا وصادف (17) العفو محلّا عند المقدرة (18)، ومنهم من نقّب عنها وعسعس عليه ظلام التكليف فلم يبرزها نيّرة،
__________
(1) في ب، د، و: «تخيّرت».
(2) «بن فضل الله» سقطت من ب، و.
(3) من و.
(4) «رحمة الله عليه» سقطت من ب، وو في د: «رحمه الله تعالى» وي ط: «رحمه الله».
(5) في و: «النكث».
(6) في ط، و: «تكلّف».
(7) في ب: «يحملها».
(8) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(9) «الشيخ» سقطت من ط.
(10) «رحمه الله تعالى» سقطت من ب، و.
(11) في ب، ط، و: «الطواويس» وفي د:
«الطواويس».
(12) في د: «فقلوه».
(13) في و: «كيس (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
و «خلّوه على كيسي» مثل، لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(14) في ط: «لا جعلها».
(15) «في» سقطت من ب.
(16) في ب: «يكون»، وفي هامشها: «يصير».
(17) في ط: «وصار».
(18) في ط: «القدرة».(3/523)
كالشيخ صفيّ الدّين (1) الحلّيّ (2)، فإنّها كانت غير مذهبه، وحاولها مرارا فأتى بها مغصوبة، ولم يبلغ من اقتناص شواردها بحبائل فكره مطلوبه، كقوله [من الوافر]:
وساق من بني الأتراك طفل ... أتيه به على جمع الرّفاق
أملّكه قيادي، وهو رقّي، ... وأفديه بعيني وهو ساقي (3)
قلت: لا شكّ أنّ مراده بالمعنى الواحد من التورية «ساقي الرّاح»، وهو ظاهر صحيح، وبالمعنى (4) الآخر أن يكون هذا السّاقي ساقا للشيخ صفيّ الدين (5)، غفر الله له (6)، وهذا (7) غير ممكن (8)، ولعمري إنّ هذا مسلك (9) من ليس له في باب التورية مدخل، وهذه النكتة أبرزتها معلمة (10) الطرفين، وأنا إذ ذاك مبتدئ لم (11) أبلغ من البلاغة أشدّي، ولا ثبت عند قضاة الأدب رشدي، بقولي مورّيا ومضمّنا [من المنسرح]:
يا حسن ساق يقول إن (12) ذهبت ... مدامكم تكتفوا (13) بأحداقي (14)
شمّر عن ساقه لنا وسقى ... قامت حروب الهوى على ساق (15)
قلت: وممّا عقده / الشيخ صفيّ الدّين (16)، في هذا الباب، بيت بديعيته الذي نظمه شاهدا على هذا النوع، وهو قوله في المديح النبويّ، عليه الصلاة والسلام (17):
__________
(1) «صفيّ الدين» سقطت من ب.
(2) «الحليّ» سقطت من ط.
(3) في و: «وهو ساق». والبيتان في ديوانه ص 482.
والطّفل: الرخص الناعم. (اللسان 11/ 401 (طفل)).
(4) في و: «والمعنى».
(5) في ب: «الحليّ» مكان «صفيّ الدين».
(6) سقطت من ط وفي ب: «غفر الله لنا وله».
(7) سقطت من وو في ط: «وهو».
(8) «غير ممكن» سقطت من و.
(9) في و: «م سلك» وتحت السين ثلاث نقاط ().
(10) بعدها في د، و: «من».
(11) في و: «ولم».
(12) في ك: «إذ».
(13) في ط: «تكيفوا».
(14) في و: «بأحداق (ي)».
(15) في ب: «على ساقي» وفي د: «على ساق (ي)». والبيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(16) في ب: «الحليّ» مكان «صفي الدين».
(17) «في المديح والسلام» سقطت من د و «عليه الصلاة والسلام» سقطت من وو في ب: «مديح النبيّ صلّى الله عليه وآله(3/524)
خير النبيّين والبرهان متّضح ... في «الحجر» عقلا ونقلا واضح اللّقم (1)
قلت: ومن تواريه التي يستشهد بها على رفضه، ولا بدّ أنّ الله تعالى يقابله فيها (2) على قبح سريرته وقلّة أدبه (3)، قوله [من الطويل]:
إذا شاهدت عيناك وجه معذّبي ... وقد زارني بعد القطيعة والهجر
رأيت بقلبي من تلقّيه مرحبا ... وسيف عليّ في لحاظ أبي بكر (4)
وكذلك الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن جابر الأندلسيّ، ناظم البديعية [المشهورة ب «بديعية العميان»] (5)، كان عن نظم التورية بمعزل، ولم ترض (6) [أن تنزل] (7) [بالقرب] (8) من أبياته بمنزل، وبيت (9) نظمه في بديعيّته شاهدا (10) على هذا النوع في غاية العقادة والسفالة، وهو قوله:
لا يرفع العين للرّاجين يمنحهم ... بل يخفض الرّأس قولا: هاك فاحتكم (11)
وهذه البديعية غالبها سافل على هذا النمط، والتورية تجلّ [عن] (12) أن تكون من مخدّرات هذا البيت، ولكن أورد له الشيخ أبو جعفر في شرحه الذي كتبه على بديعيّته، ما هو مقبول (13) في هذا الباب، وهو قوله [من الخفيف]:
وقفت للوداع زينب لمّا ... رحل الرّكب والمدامع تسكب
مسحت بالبنان دمعي وحلو ... سكب دمعي على أصابع زينب (14)
__________
وأصحابه وأزواجه وتبّاعهم وسلّم» وفي ط: «مدح النبيّ (صلى الله عليه وسلم) مكان «المديح والسلام».
(1) البيت في ديوانه ص 691وشرح الكافية البديعية ص 135وفيه: «نقلا وعقلا» ونفحات الأزهار ص 197.
والحجر: العقل واللبّ. (اللسان 4/ 170 (حجر))، أو اسم سورة واللّقم: وسط الطريق، أو معظمه، أو منفرجه. (اللسان 12/ 547546 (لقم)).
(2) «فيها» سقطت من و.
(3) «ولا بدّ أنّ أدبه» سقطت من ب.
(4) البيتان في ديوانه ص 469وفيه: «ولو شاهدت».
(5) من ب.
(6) في ب: «ولم يرض» وفوق الياء نقطتان وفي د: «ولم يرض».
(7) من ب، د، ط، و.
(8) من ب، د، و.
(9) في ب، د، و: «وبيته الذي».
(10) في و: «شاهد».
(11) البيت في الحلة السّيرا ص 106.
(12) من ط.
(13) في ط: «منقول».
(14) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/525)
قلت: ورتبة الشيخ صفيّ الدّين (1) بالنسبة إلى ابن جابر معلوم أنّها عالية، ولكن ما دخلت التورية (2) إلى بيت من بيوته إلّا خرجت غير راضية، ومن التواري التي وقعت لناظمها عفوا بل سحرا من غير كدّ، قول القائل، (لابن الورديّ) (3) [من مخلّع البسيط]:
قاسوك بالغصن في التّثنّي ... قياس جهل بلا انتصاف
هذاك (4) غصن الخلاف يدعى ... وأنت غصن بلا خلاف (5)
ومن ذلك قول جلال الدين يوسف (6)، شاعر ماردين قديما [وهو] (7)، [من السريع]:
ويوم برد يد أنفاسه ... تخمّش (8) الأوجه (9) من قرصها
يوم تودّ الشمس من برده (10) ... لو جرّت (11) النّار إلى قرصها (12)
ومثله قول شرف (13) الدين بن منقذ (14) [من الكامل]:
ولربّ ليل تاه فيه نجمه ... وقطعته سهرا (15) فطال وعسعسا
وسألته عن صبحه (16) فأجابني ... لو كان في قيد الحياة تنفّسا (17)
ومثله قول ابن نبيه (18)، وكانت التورية غير (19) مذهبه [من الطويل]:
تعلّمت علم الكيمياء بحبّه ... غزال بجسمي ما بعينيه من سقم (20)
__________
(1) في ب: «الحليّ» مكان «صفيّ الدين».
(2) في ط: «التورية ما دخلت».
(3) سقطت من النسخ جميعها وثبتت في هـ ك.
(4) في ب: «هذا» وفي ط: «فذاك».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه.
(6) «يوسف» سقطت من ط.
(7) من ب.
(8) في ب، و: «تعبّس» وفي د: «تعيّس».
(9) في د: «الأوجه».
(10) في ب، د، و: «من بردها».
(11) في ط: «لجرّت».
(12) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(13) في د: «شهاب».
(14) في د، ط، و: «منقد».
(15) في د: «شهرا» وفي و: «سهدا».
(16) في و: «صحبه».
(17) البيتان لم أقع عليهما في ديوانه وهما له في ديوان الصبابة ص 128127.
(18) في ب: «ابن النبيه».
(19) «غير» سقطت من ب.
(20) في و: «سقمي».(3/526)
فصعّدت أنفاسي وقطّرت أدمعي ... فصحّ بذا التدبير تصفيرة (1) الجسم (2)
ومثله قول ظهير الدّين بن البارزيّ [من مجزوء الرجز]:
يا لحية الحبّ التي ... زال بها تثبّتي (3)
هل أنت (4) مسك التّرك أو ... هل أنت (4) مسك تنبتي (6)
ومثله قول أمين الدّين (7) السليمانيّ (8) [من الطويل]:
أضيف الدّجى معنى إلى ليل (9) شعره ... فطال ولولا ذاك ما خصّ بالجرّ
وحاجبه نون الوقاية ما وقت ... على شرطها فعل الجفون من الكسر (10)
ومنه قول محاسن الشوّاء [من الطويل]:
ولمّا أتاني العاذلون عدمتهم ... وما منهم إلّا للحمي قارض
وقد بهتوا (11) لمّا رأوني شاحبا (12) ... فقالوا (13): به عين، فقلت: وعارض (14)
ومنه قول سعد الدّين الفارقيّ [من الكامل]:
قف [بي] (15) على نجد فإن قبض الهوى ... روحي فطالب خدّ ليلى بالدّم
وإذا دجا ليل (16) الفراق فناده ... يا كافرا (17) أحللت (18) قتل المسلم (19)
__________
(1) في ب، ط: «تصفية».
(2) البيتان في ديوانه ص 390.
(3) في ط: «طال لها تلفّتي» وفي ك: «زال بها تثبّت».
(4) في د: «أنت».
(6) في ب: «تبّتي» وفي ط: «تبّت».
والرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(7) «الدين» سقطت من ب.
(8) في ب، ك، و: «التلمسانيّ».
(9) في ط: «لون».
(10) البيتان بلا نسبة في نفحات الأزهار ص 92وفيه: «لونا» مكان «معنى» و «لون» مكان «ليل» و «وطال».
(11) في د: «تهيوا».
(12) من ط: «ساهيا».
(13) في ب، د، ط، و: «وقالوا».
(14) البيتان له في ديوان الصبابة ص 154 وفيه: «وما فيهم فارض» و «وقالوا».
(15) من ب، د، ط، و.
(16) «ليل» سقطت من د.
(17) في و: «كافر».
(18) في ب، د، و: «حلّلت».
(19) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/527)
ومثله (1) قول شهاب الدين بن أبي الحوف (2) [من الطويل]:
أقول لعقد أذهل الطرف حسنه ... على جيد خود (3) وصلها كلّ مقصودي /
أجدت (4) نظاما راق معنى، فقال لي: ... وما زلت في (5) عمري أدور على الجيد (6)
ومنه (7) قول إبراهيم بن عبد الله الغرناطيّ [من الكامل]:
يا ربّ كأس لم يشجّ (8) شمولها ... فاعجب لها جسما بغير مزاج
لمّا رأينا السحر من أشكالها (9) ... جملا (10) نسبناه إلى الزّجّاج (11)
ومنه قول مجير الدين بن (12) حيّان الشاطبيّ [من الوافر]:
تؤمّون الحجاز وما علمتم ... بأنّ القلب بيتكم العتيق (13)
وألفاظي العذيب وفي ضلوعي ال ... حمى (14) ودموع مقلتي العقيق (15)
ومثله قول الشريف محمّد بن قاضي الجماعة بغرناطة، [وهو] (16) [من الوافر]:
حدائق أنبتت فيها (17) الغوادي ... ضروب النّور (18) رائقة البهاء
فما يبدو بها النّعمان إلّا ... نسبناه إلى ماء السّماء (19)
__________
(1) في ب، د، ط، و: «ومنه».
(2) في ب، د، ك، و:: «الخوف».
(3) في د: «بخود» مصحّحة عن «خودها».
(4) في ب، ط: «أخذت».
(5) في ب، د، و: «من».
(6) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) في ب، د، ط، و: «ومثله».
(8) في ب: «تسحّ» وفي د، ط، و: «تشجّ».
(9) في د: «شكالها».
(10) في ب: «حملا».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
ويشجّ شمولها: يمزج بالماء لكسره.
(اللسان 2/ 304 (شجج)) والزجّاج:
بالإضافة إلى معناها اللغوي، هو الزّجّاجي: عبد الرحمن بن إسحق، شيخ العربية في عصره، وصاحب كتاب «الجمل الكبرى». (الأعلام 3/ 299).
(12) في ب: «أبي».
(13) في د: «العقيق».
(14) في ط: «وأضلعي المنحنى» مكان «وفي ضلوعي الحمى».
(15) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(16) من ط.
(17) في و: «في».
(18) في و: «الثور».
(19) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/528)
ومنه قول لسان الدين بن الخطيب [من الرمل]:
جلس المولى لتسليم الورى ... ولفصل (1) البرد في الجوّ (2) احتكام
فإذا ما سألوا عن يومنا ... قلت: هذا اليوم برد وسلام (3)
ومنه قول الشيخ شمس الدين الأرمويّ (4) [من الكامل]:
كم للنّسيم على (5) الرّبا من نعمة ... وفضيلة بين الورى لن تجحدا
ما زارها وشكت إليه فاقة ... إلّا وهزّ لها الشّمائل بالنّدى (6)
ومثله في الحسن واللطف (7) قول الشيخ موفّق الدين الحكيم [من البسيط]:
لله أيّامنا والشمل منتظم (8) ... نظما به خاطر التفريق ما شعرا
والهف (9) قلبي على عيش ظفرت به ... قطعت مجموعه المختار (10) مختصرا (11)
ومنه قول عبد العزيز الآمديّ، رحمه الله (12) [من السريع]:
إنّ الذي في وجهه جنّة ... حفّت بمكروه من العذل
مقلته، في وسط قلبي غدت ... أرملة تأكل بالغزل (13)
ومنه قول القائل، وأجاد (14) [من الكامل]:
ويد الشمال عشيّة مذ (15) أرعشت (16) ... دلّت على ضعف النّسيم بخطّها
__________
و «النعمان» شقائق النعمان، الزهر المعروف، والنعمان بن المنذر بن ماء السماء ملك العرب. (اللسان 12/ 588 (نعم)).
(1) في ط: «ولفضل».
(2) في د: «الجوّ في البرد».
(3) البيتان في ديوانه 2/ 571وفيه:
«احتكام» و «وسلام».
(4) في د: «الأرموني» وفي ط: «الأدفويّ».
(5) في و: «عن».
(6) في ب: «بالندا (ى)». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(7) «في الحسن واللطف» سقطت من ب.
(8) في ط: «مجتمع».
(9) في ب، د، ك، و: «ولهف».
(10) في د: «مجموعة المختار».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) «رحمه الله» سقطت من ب، د، ط، و.
(13) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(14) «وأجاد» سقطت من ب.
(15) في ب: «قد»، وفي هامشها: «مذ».
(16) في د: «أرعشت».(3/529)
كتبت سقيما في صحيفة جدول ... فيد الغمامة صحّحته بنقطها (1)
ويعجبني في هذا الباب قول القائل في حمّام [من الخفيف]:
إنّ حمّامنا (2) التي نحن فيها ... أيّ ماء لها وأيّة نار
قد نزلنا بها (3) على ابن معين ... وروينا عنه صحيح البخاري (4)
ومثله في الحسن (5) قول علاء الدين بن البطريق، ناظر الجيش ببغداد [من مجزوء الكامل]:
دار السّراج بديعة ... فيها تصاوير بمكنه
تحكي كتاب كليلة ... فمتى أراها وهي دمنه (6)
ومن المخترعات، في هذا الباب، قول الشيخ شمس الدّين الواسطيّ، يهجو (7)
عوّادا وزامرا [من الرجز]:
شبّهت ذا العوّاد والزّامر إذ ... ضاقت علينا بهما (8) المناهج
بعقرب يضرب وهو ساكت ... وأرقم ينفخ وهو خارج (9)
ويعجبني قوله في (10) دوبيت (11):
__________
(1) بعدها في ط: «ومثله: دار السراج دمنه». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(2) في ط: «حمّامك».
(3) في ط: «فيها».
(4) في ب، د: «البخار (ي)». وبعدها في ط: «ومن المخترعات: شبّهت ذا». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(5) «في الحسن» سقطت من ب.
(6) بعدها في ط: «ويعجبني: إنّ حمّامك التي البخاري». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والمكنة: في الأصل بيضة الضّباب وقد تستعمل مجازا مواضع للطّير، أو للإنسان. (اللسان 13/ 412 (مكن)) والدمنة: الموضع القريب من الدار، وقيل: أثر الدار وكليلة ودمنة: الثعلبان الأخوان اللذان ورد اسمهما في كتاب ابن المقفّع. (اللسان 13/ 158157 (دمن)).
(7) في و: «يجهر».
(8) في ط: «بهم».
(9) الرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(10) في ط: «من».
(11) في د، ك، و: «ذوبيت».(3/530)
إن ضرّمني (1) بجذوة التذكار ... حبّي وبرى عظمي شكرت الباري
فالعاذل في هواه لا عقل له ... ما أبلد عاذلي وأذكى ناري (2)
ومنه (3) قول القاضي علاء الدين [بن الجوينيّ] (4)، صاحب الديوان ببغداد [من دوبيت]:
يا طيب مبيتنا بوادي السّمر ... في بهجة ليلة بضوء القمر
وافى بفراقنا نسيم سحرا ... ما أبرد ما جاء نسيم السّحر (5)
ومن الغايات، في هذا الباب، قول الشيخ صدر الدين بن الوكيل [من دوبيت] (6):
كم قال معاطفي حكتها الأسل ... والبيض سرقن ما حوته المقل
والآن أوامري عليهم حكمت ... ألبيض تحدّ والقنا تعتقل (7)
ومثله قوله (8) [من دوبيت]: /
يا غاية منيتي ويا معشوقي ... من بعدك لم أمل إلى مخلوق
يا خير نديم كان لي يؤنسني ... من بعدك صلّيت (9) على الرّاووق (10)
ويعجبني (11) من نظم الموّالة (12)، في هذا الباب، قول القائل [من المواليا]:
حبّي ومحبوبتو (13) مذ بان يوم البين (14) ... زاروا عشا ليلة الإثنين قبل الحين
فصرت أنظر إلى زينا (15) وألمح زين ... وأقول يا قلب ما أحلى ليلة الإثنين (16)
__________
(1) في ب: «أضرمني» وفي ك:
«صرمني».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) بعدها في ب: «دوبيت».
(4) من ب، ط، و.
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) في ب: «دوبيت».
(7) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(8) بعدها في ب: «أيضا».
(9) في ب: «صلبت».
(10) في ط: «الراوق». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(11) قبلها في ب: «موّال».
(12) في ب، ط: «المواليا».
(13) في ط، و: «ومحبوبتي».
(14) «يوم البين» سقطت من و.
(15) في ط: «زينه».
(16) إزاءها في هـ و: «ظ». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/531)
ومثله في اللطف قول الآخر (1) [من المواليا]:
سمعتها وهي داخل دارها (2) في الصحن ... تنشد رمل صحنت قلب (3) المعنّى صحن
يا ليتها مع تغنّيها وطيب اللحن ... ترفع أجر ودع يدخل عليّ (4) اللحن (5)
ومثله قول الآخر (6) [من المواليا]:
قالت لها أختها: قاصد تسمّعنا (7) ... من نحن (8) قالت لها: نحنا (9) بأجمعنا
للرفع والنصب أنا وأنتي (10) ومن معنا ... للجرّ والزوج حرف جاء للمعنى (11)
ومنه [قوله] (12) [من المواليا]:
ستّي الكبيرة (13) لها الخدّام والحرمه ... تحلف على النيك بالمصحف وبالختمه
جاها الطواشي أفشخت لو ناك من كلمه (14) ... راحت يمين القواقيّا (15) على القرمه (16)
ومثله في اللطف قول القائل (17) [من المواليا]:
يا منيتي زدت (18) لهواتي تنشّفها (19) ... واحرمتني الشفّة الحمرا أرشّفها
أتحبّ (20) بيضا وأجفانك تحشفها (21) ... بالله انظر ظلاماتي وكشّفها (22)
__________
(1) في ب: «موال: وقال الآخر مواليا» مكان «ومثله الآخر».
(2) في د: «بيتها».
(3) في ط: «قلبي».
(4) في ب: «عليّ» مصحّحة عن «علينا».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(6) «قول الآخر» سقطت من د، وو في ب:
«وقال موال» مكان «ومثله قول الآخر».
(7) في ط: «قصدي يسمعنا».
(8) في ب، ط، و: «ما النحو».
(9) في ط: «نحن».
(10) في ب: «أو أنتي» مكان «أنا وأنتي».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) من ط.
(13) في ب: «أل الكبير» مكان «الكبيرة».
(14) بعدها في د: «خطوة».
(15) في ب، ط، و: «القواقيّه».
(16) في ب، د، ط، و: «قرمه». والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(17) في ب: «وقال آخر موّال» مكان «ومثله القائل».
(18) في د، و: «ردت».
(19) في د، و: «تنشقها».
(20) في د، و: «أبحت» وفي ط: «تحبّ».
(21) في د، و: «بخشفها».
(22) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.(3/532)
ويعجبني هنا (1) قول الشيخ (2) حامد الحكاك [من المواليا] (3):
نار (4) الغرام الذي في مهجتي (5) خامد ... وسال دمعي الذي كنت أعهدو (6) جامد
وأنا ببغداد (7) والمحبوب في آمد ... مصيبتي عظمت وأنا لها حامد (8)
[قلت] (9): وقد طال الشرح، وأوردت في باب التورية من المحاسن ما يكفي قديما وحديثا، وأوردت بعد ذلك ما وقع فيها من النظم عفوا وتكلّفا (10)، وقد تعين [عليّ] (11) إيراد ما وعدت به في ديباجة هذا الباب من فقه التورية، والكلام على أنواعها وأقسامها، فإنّ القول على اختلاف عبارات (12) الحدود قد تقدّم، والكلّ راجع إلى مقصود واحد، إذ القصد من لفظة (13) «التورية» أن تكون (14) مشتركة (15)
بين معنيين، أحدهما قريب ودلالة اللفظ عليه ظاهرة، والآخر بعيد ودلالة اللفظ عليه خفيّة، فيريد المتكلّم المعنى البعيد، ويورّي عنه بالقريب، فيتوهّم (16) السامع أوّل وهلة أنّه يريد القريب، وليس كذلك، ولهذا سمّي هذا النوع إيهاما (17).
[أنواع التورية] (18):
والتورية أربعة أنواع: مجرّدة، ومرشّحة، ومبيّنة، ومهيّأة.
فالمجرّدة (19)، النوع الأوّل (20)، وهي التي لم يذكر فيها لازم من لوازم المورّى
__________
(1) «هنا» سقطت من ط وفي د: «هنا» كتبت فوق «ويعجبني».
(2) «الشيخ» سقطت من ب.
(3) في ب: «موّال».
(4) في د، و: «ثار».
(5) في ط: «مجهتي».
(6) في ط: «أعهده».
(7) في ك: «ببغداذ».
(8) «وأنا ببغداد حامد» سقطت من د.
والبيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(9) من ب.
(10) في ب، د، ط، و: «وتكليفا».
(11) من ط.
(12) في د: «عيارات».
(13) في ط: «لفظ».
(14) في ط: «يكون».
(15) «مشتركا».
(16) في ط: «فيوهم».
(17) في د: «إتهاما» مكان «إيهاما».
(18) زيادة يقتضيها المنهاج.
(19) «فالمجرّدة» سقطت من ب، د، ط، و.
(20) بعدها في ب، د، ط، و: «التورية المجرّدة».(3/533)
به، وهو المعنى القريب، ولا من لوازم المورّى عنه، وهو المعنى (1) البعيد، وأعظم أمثلة هذا النوع قوله تعالى: {الرَّحْمََنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ََ} (5) (2)، لأنّ «الاستواء» على معنيين، أحدهما الاستقرار في المكان، وهو المعنى القريب، والثاني (3) الاستيلاء والملك، وهو المعنى البعيد المورّى عنه، وهو (4) المراد، لأنّ الحقّ سبحانه وتعالى (5)، منزّه (6) عن [المعنى] (7) الأوّل، ولم يذكر من لوازم هذا شيئا، ولا من لوازم هذا (8)، فالتورية مجرّدة بهذا الاعتبار. ومنه قول النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (9)، في مجيئه (10) إلى بدر، و [قد] (11) قيل له: ممّن أنتم؟ فلم يرد، [(صلى الله عليه وسلم)] (12)، أن يعلم السّائل، فقال: «من ماء» (13) أراد (14): إنّا مخلوقون (15) من ماء، فورّى عنه بقبيلة من العرب، يقال لها «ماء»، ومن ذلك قول أبي بكر الصدّيق، رضي الله عنه (16)، في الهجرة، وقد سئل عن النبيّ، (صلى الله عليه وسلم) (17)، فقيل له (18): من هذا؟ فقال، [رضي الله عنه] (19): هاد يهديني أراد أبو بكر، رضي الله عنه (20)، «هاديا» (21) يهديني إلى الإسلام فورّى عنه ب «هادي (22) الطريق» الذي هو الدليل في السفر ومنه قول القاضي عياض (23)، في سنة كان (24) شهر كانون (25) فيها (26) معتدلا فأزهرت فيه
__________
(1) «القريب، ولا المعنى» سقطت من د.
(2) طه: 5.
(3) في ب: «الثاني وهو» وفي و: «الثاني».
(4) في د، و: «والمراد».
(5) «وتعالى» سقطت من ط وفي ب:
«سبحانه وتعالى وتقدّس» وفي د، و:
«تعالى وتقدّس».
(6) في و: «متنزّه».
(7) من ط.
(8) في ط: «ذاك».
(9) في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم».
(10) في ط: «خروجه».
(11) من ب، د، ط، و.
(12) من ب.
(13) الحديث في البداية والنهاية لابن كثير 3/ 264وفيه: «نحن من ماء».
(14) في ط: «وأراد».
(15) في و: «أنا مخلوق».
(16) في ب: «رضي الله تعالى عنه».
(17) في ب: «صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم».
(18) «له» سقطت من ط.
(19) من ب.
(20) «رضي الله عنه» سقطت من ط وفي ب:
«رضي الله تعالى عنه».
(21) في ب: «هاد».
(22) في د، ك: «بهدي».
(23) بعدها في ب: «رحمه الله تعالى».
(24) بعدها في و: «فيها» زائدة.
(25) في ب: «كان».
(26) في ط: «فيها شهر كانون» مكان «شهر كانون فيها».(3/534)
الأرض [من البسيط]:
كأنّ نيسان أهدى من ملابسه ... لشهر كانون أنواعا من الحلل
أو الغزالة من طول المدى خرفت ... فما تفرّق بين الجدي والحمل (1)
فالتورية هنا مجرّدة، والشاهد / في «الغزالة» و «الجدي» و «الحمل»، فإنّ الناظم لم يذكر قبل «الغزالة» ولا بعدها شيئا من لوازم المورّى به، كالأوصاف المختصّة بالغزالة الوحشيّة من طول العنق، وحسن (2) الالتفات، وسرعة النفرة، وسواد العين، ولا من أوصاف (3) المورّى عنه كالأوصاف المختصّة بالغزالة الشمسيّة من الإشراق، والسموّ، والطلوع، والغروب، فإن قيل: إنّ الغزالة قد رشحت بذكر «الجدي» و «الحمل»، وهما مرشّحان ب «الغزالة»، فالجواب أنّ لازم التورية من شرطه أن يكون لفظه غير مشترك، و «الغزالة» هنا مشتركة، وكذلك «الجدي» و «الحمل».
ومنه قول [القاضي] (4) محيي الدين بن زيلاق (5)، وقد أهدى لبدر الدين صاحب (6) الموصل حملا [من مجزوء الرجز]:
يا أيّها المولى الّذي ... ببابه كلّ أمل (7)
لو لم تكن بدرا لما ... أهدى لك الثور الحمل (8)
فالتورية وقعت ب «البدر» (9)، و «الثور»، و «الحمل»، ولم يذكر لواحد منها (10)
لازما، ف «البدر» مشترك بين اسم الممدوح وبدر السماء، و «الثور» مشترك بين الحيوان والبرج في السماء، وكذلك «الحمل».
ومنه قول بعضهم في (11) «كان وكان»، وأجاد (12):
__________
(1) البيتان له في الإيضاح ص 299وتحرير التحبير ص 168وفيهما: «كأنّ كانون لشهر تمّوز» ونفحات الأزهار ص 190ونظم الدّرّ والعقيان ص 258وعروس الأفراح 4/ 325.
(2) في ط: «وسرعة».
(3) في ب، د، و: «لوازم».
(4) من ط.
(5) في ب، د، ك: «زبلاق».
(6) في ط: «لصاحب» مكان «لبدر الدين صاحب».
(7) في و: «الأمل».
(8) في ط: «حمل». والرجز لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(9) في ط: «بين البدر».
(10) في ط: «منهما».
(11) في ب، ط: «من».
(12) «وأجار» سقطت من ط.(3/535)
لو سنبله (1) ليلها طال (2) ... ناظر إليها المشتري
ولو ذنب (3) ما يفارق (4) ... حتّى يرى الميزان (5)
ومنه قول القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر يصف واديا، ويقول (6) [من الطويل]:
وبطحاء من واد يروقك حسنه ... ولا سيّما إن جاد غيث مبكّر
به الفضل يبدو والربيع وكم غدا ... به العيش يحيى وهو لا شكّ جعفر (7)
فالتورية وقعت هنا في «الفضل» و «الربيع» و «يحيى» و «جعفر»، والاشتراك في كلّ من الأربعة ظاهر.
النوع الثاني: التورية المرشّحة، وهي التي يذكر فيها لازم المورّى به (8)، قبل لفظ التورية أو بعده (9)، فهي بهذا الاعتبار قسمان، وسمّيت «مرشّحة» لتقويتها بذكر لازم المورّى به، فإذا صرّح به (10) ترشّحت (11).
فالقسم الأوّل منها هو ما ذكر لازمه من (12) قبل (13)، وأعظم (14) أمثلته قوله تعالى: {وَالسَّمََاءَ بَنَيْنََاهََا بِأَيْدٍ} (15) فإنّ قوله (16) «بأيد» يحتمل الجارحة، وهذا هو
__________
(1) في ب، د، ك، و: «سنبلا».
(2) في ط: «خلف ظهرو» مكان «ليلها طال».
(3) في و: «ولو دنت».
(4) في ب، د، ط، و: «يقارن».
(5) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
والسنبلة، والمشتري والذنب والميزان، مجموعة من الكواكب.
(6) «ويقول» سقطت من ب، د، ط، و.
(7) البيتان سبق تخريجهما.
وهما في نفحات الأزهار ص 91، وفيه:
«إذا فاخرته الريح ولّت عليلة
بأذيال كثبان الثرى تتعثّر
به الفضل ...
به الروض يحيى»
(8) بعدها في ط: «سمّيت بذلك لتقويتها بذكر لازم المورّى به، ثمّ تارة يذكر اللازم».
(9) في ط: «أو تارة بعده».
(10) في ب، د، و: «بذكره» مكان «به».
(11) «وسمّيت مرشّحة ترشّحت» سقطت من ط.
(12) «من» سقطت من ط.
(13) بعدها في ط: «لفظ التورية».
(14) في ب، د، و: «ومن أعظم».
(15) الذاريات: 47.
(16) بعدها في ب، د، و: «تعالى».(3/536)
المعنى القريب المورّى به، وقد ذكر من لوازمه على جهة الترشيح «البيتان»، ويحتمل «القوّة وعظمة الخالق» (1)، وهذا هو (2) المعنى البعيد المورّى عنه والمراد (3)، فإنّ الله، سبحانه (4)، منزّه عن المعنى الأوّل.
ومنه قول يحيى بن منصور من (5) شعراء (6) الحماسة [من الطويل]:
فلمّا نأت عنّا العشيرة كلّها ... أنخنا فحالفنا (7) السّيوف على الدهر
فما أسلمتنا عند يوم كريهة ... ولا نحن أغضينا الجفون على وتر (8)
الشاهد هنا (9) في «الجفون»، فإنّها تحتمل «جفون العين»، وهذا هو (10) المعنى القريب المورّى به، وقد قدّم (11) لازما (12) من لوازمه على جهة الترشيح، وهو «الإغضاء»، لأنّه من لوازم جفن (13) العين، وتحتمل (14) أن تكون جفون السيوف، أي أغمادها، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، و [هو] (15) مراد الناظم.
ومن ألطف ما وقع في هذا القسم قول الحكيم شمس الدين (16) بن دانيال، وهو (17) كحّال (18) [من السريع]:
يا سائلي عن حرفتي في الورى ... وضيعتي (19) فيهم وإفلاسي
ما حال من درهم إنفاقه ... يأخذه من أعين الناس (20)
__________
(1) في ب: «وعظم الخالق سبحانه وتعالى».
(2) «هو» سقطت من ط.
(3) في ط: «وهو المراد».
(4) بعدها في ب: «سبحانه وتعالى وتقدّس» وفي د، و: «سبحانه وتعالى».
(5) في و: «من» مكررة.
(6) في د: «شعر».
(7) في و: «فخالفنا».
(8) في و: «وقر». والبيتان في شرح ديوان الحماسة 1/ 326والإيضاح ص 299 وفيه: «أسلتنا» مكان ««أسلمتنا».
والوتر: الظلم في الذّحل. (اللسان 5/ 274 (وتر)).
(9) «هنا» سقطت من ط.
(10) «هو» سقطت من د.
(11) في و: «تقدم».
(12) في د، ك: «لوازما».
(13) «جفن» سقطت من ط.
(14) في ب: «ويحتمل».
(15) من ط.
(16) في ب، ط: «شمس الدين الحكيم».
(17) «وهو» سقطت من ط.
(18) في ب، د: «كاحل» وفي ط:
الكحّال» وفي و: «كاحل» (* ح).
(19) في د، ط: «وصنعتي».
(20) البيتان في ديوانه ص 9392.(3/537)
الشاهد هنا «في أعين الناس»، فإنّها تحتمل «الحسد (1) وضيق العين»، وهذا هو (2) المعنى القريب المورّى به، وقد قدّم (3) لازمه على جهة الترشيح، وهو «درهم الإنفاق»، لأنّه من لوازم الحسد (4)، ويحتمل / «العيون» التي يلاطفها بالكحل، وهذا هو المعنى البعيد (5) المورّى عنه، و [هو] (6) مراد (7) الناظم الكحّال (8).
انتهى القسم الأوّل من التورية المرشّحة (9).
والقسم (10) الثاني منها هو ما ذكر لازمه بعد لفظ التورية، ومن أمثلته اللطيفة قول الشاعر [من السريع]:
مذ همت من وجدي في خالها ... ولم أصل منه إلى اللثم
قالت: قفوا واستمعوا ما جرى ... خالي قد هام به عمّي (11)
الشاهد هنا (12) في «الخال»، فإنّه يحتمل «خال» النسب، وهذا هو المعنى القريب المورّى به، وقد ذكر لازمه بعد لفظ التورية وعلى (13) جهة الترشيح وهو «العمّ».
ومنه قول الشاعر [من مجزوء الرجز]:
أقلعت عن رشف الطّلا ... واللثم في ثغر الحبب (14)
وقلت: هذي راحة ... تسوق للقلب التعب (15)
الشاهد هنا في «الراحة» فإنّها تحتمل «الراحة» (16) التي هي ضدّ «التعب»، وقد
__________
(1) في ك: «الجسد».
(2) في ط: «وهو» مكان «وهذا هو».
(3) في ط، و: «تقدم».
(4) في ك: «الجسد».
(5) «البعيد» سقطت من ط.
(6) من ط.
(7) بعدها في ب، و: «هذا».
(8) في النسخ جميعها: «الكاحل» وفي هـ ك: «صوابه: الكحّال».
(9) في د: «الموشّحة».
(10) في ب: «القسم».
(11) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(12) «هنا» سقطت من ط.
(13) في د، ط، و: «على».
(14) في و: «الحبيب» (* ح).
(15) الرجز بلا نسبة في نفحات الأزهار ص 193وفيه: «خدّ» مكان «ثغر».
(16) «فإنها تحتمل الراحة» سقطت من ط.(3/538)
ذكر «التعب» بعدها على جهة الترشيح لها، وهذا هو المعنى القريب المورّى به، ويحتمل «الرّاحة» التي هي من أسماء الخمر، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، و [هو] (1) مراد الناظم.
النوع الثالث: التورية المبيّنة، وهي ما ذكر فيها لازم المورّى عنه قبل لفظ التورية أو بعده، فهي بهذا الاعتبار أيضا قسمان:
فالقسم الأوّل هو ما ذكر لازمه من قبل، واستشهدوا عليه بقول البحتريّ [من الكامل]:
ووراء تسدية (2) الوشاح مليّة ... بالحسن تملح في القلوب وتعذب (3)
الشاهد هنا في «تملح» فإنّه يحتمل أن يكون من «الملوحة» التي هي ضدّ العذوبة، وهذا هو المعنى القريب المورّى به (4)، ويحتمل أن يكون من «الملاحة» التي هي عبارة عن الحسن، وهذا هو المعنى البعيد (5) المورّى عنه، و [هو] (6) مراد الناظم، وقد قدّم (7) من لوازمه على جهة التبيين «ملية بالحسن».
قلت: هذا الشاهد الذي استشهدوا به من نظم البحتري فيه نظر، ولكن يأتي الكلام عليه في موضعه.
ومن أحسن الشواهد على هذا القسم (8) قول الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاريّ (9)، شيخ شيوخ حماة (10) المحروسة (11) [وهو] (12)، [من السريع]:
قالوا: أما في جلّق نزهة ... تنسيك من أنت به مغرى
يا عاذلي دونك من لحظه ... سهما ومن عارضه سطرا (13)
__________
(1) من ط.
(2) في د: «تشدية».
(3) البيت في ديوانه 1/ 87، وفيه: «الوشاة» مكان «الوشاح».
(4) في د: «عنه».
(5) «البعيد» سقطت من ب.
(6) من ط.
(7) «تقدّم» سقطت من ط.
(8) بعدها في و: «قوله» مشطوبة.
(9) «الشيخ الأنصاريّ» سقطت من ب و «الأنصاريّ» سقطت من ط.
(10) في ب: «شيخ الشيوخ» مكان «شيخ شيوخ حماة».
(11) «المحروسة» سقطت من ب، ط وبعدها في ط: «رحمه الله تعالى».
(12) من ب.
(13) في ط: «سطرا (ى)». والبيتان في ديوانه ص 241240.(3/539)
الشاهد هنا في موضعين، وهما «السهم» و «سطرا» (1)، فإنّ المعنى البعيد هو (2)
الموضعان المشهوران بمنتزهات دمشق المحروسة (3)، وذكر «النزهة بجلّق» قبلهما هو المبيّن لهما وأمّا المعنى القريب ف «سهم اللحظ» و «سطر العارض».
القسم الثاني من التورية المبيّنة وهي التي (4) يذكر فيها (5) لازم المورّى عنه بعد لفظ التورية، ومن أمثلته البديعة (6) قول الشاعر [من الطويل]:
أرى ذنب السرحان في الأفق ساطعا ... فهل ممكن أنّ الغزالة تطلع (7)
الشاهد هنا في موضعين، أحدهما «ذنب السرحان»، فإنّه يحتمل أوّل ضوء الفجر، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، و [هو] (8) مراد الناظم، وقد بيّنه بذكر لازمه بعده بقوله (9) «ساطعا»، ويحتمل ذنب الحيوان المعروف، وهذا هو المعنى القريب المورّى به، وفي قوله «الغزالة» فإنّه يحتمل الشمس، وهو المعنى البعيد المورّى عنه (10) ومراد الناظم، وقد بيّنه بذكر لازمه بعده وهو قوله «تطلع» ويحتمل الحيوان المعروف، وهذا هو المعنى القريب المورّى به (11).
واستشهدوا على (12) هذا القسم أيضا / (13) بقول ابن سناء الملك، [وهو] (14)
[من الوافر]:
أما والله لولا خوف سخطك ... لهان عليّ ما ألقى برهطك
ملكت الخافقين فتهت عجبا ... وليس هما سوى قلبي وقرطك (15)
__________
(1) في ب: «وسطرى».
(2) في ط: «هما».
(3) «المحروسة» سقطت من ب، ط.
(4) في ط: «هو الذي» مكان «وهي التي».
(5) في ط: «فيه».
(6) في د: «البعيدة».
(7) البيت لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر.
(8) من ط.
(9) في ب، و: «وهو قوله» مكان «بقوله» وفي د: مكان «بعده بقوله».
(10) «عنه» سقطت من د.
(11) «وفي قوله «الغزالة» فإنه يحتمل
المورّى به» سقطت من ط.
(12) بعدها في د: «ذلك» مشطوبة.
(13) «أيضا» سقطت من ط.
(14) من ط.
(15) البيتان في ديوانه 2/ 415وفيه: «في أمر رهطك» وديوان الصبابة ص 90 ونظم الدّرّ والعقيان ص 263.(3/540)
الشاهد هنا في «الخافقين»، فإنّه يحتمل أن يريد به (1) قلبه وقرط محبوبته (2)، وهذا هو المعنى البعيد [المورّى عنه] (3)، و [هو] (4) مراد الناظم، وقد بيّنه بالنصّ عليه، فإنّه صرّح بعد «الخافقين» بذكر «القلب» و «القرط»، ويحتمل أن يريد ملك الشرق والغرب (5)، وهذا هو المعنى القريب المورّى به.
النوع الرابع (6): التورية المهيّأة، وهو الذي (7) لا تقع (8) فيه (9) التورية، ولا تتهيّأ إلّا باللفظ الذي قبلها، أو باللفظ الذي بعدها، أو تكون التورية في لفظين (10) لولا كلّ منهما لما تهيّأت التورية [في الآخر، فالمهيّأة بهذا الاعتبار، ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل من التورية المهيّأة، وهو (11) الذي تتهيّأ فيه التورية] (12) بلفظة (13)
من قبل، وقد استشهدوا (14) على ذلك بقول ابن سناء الملك، يمدح الملك المظفّر صاحب حماة [من الطويل]:
وسيرك فينا سيرة عمريّة (15) ... فروّحت عن قلب وفرّجت (16) عن كرب
وأظهرت فينا من سميّك (17) سنّة ... فأظهرت ذاك الفرض من ذلك الندب (18)
الشاهد هنا في «الفرض» و «الندب»، وهما (19) يحتملان أن يكونا من الأحكام الشرعية، وهذا هو المعنى القريب المورّى به، ويحتمل أن يكون «الفرض» بمعنى العطاء، و «الندب» (20) صفة الرجل السريع في قضاء (21) الحوائج، الماضي في الأمور، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، ولولا ذكر «السنّة» لما تهيّأت التورية
__________
(1) «به» سقطت من ط.
(2) في ط: «محبوبه».
(3) من ب، ط، و.
(4) من ط.
(5) في ب، د، ط، و: «المشرق والمغرب».
(6) «النوع الرابع» سقطت من د.
(7) في ط: «وهي التي».
(8) في ب: «لا يقع» وفوق الياء نقطتان.
(9) في ط: «فيها».
(10) في د: «لفظتين».
(11) في ب، د، و: «الأوّل هو» مكان «القسم وهو».
(12) من ب، د، ط، و.
(13) «بلفظة» سقطت من ط.
(14) في ب، د، و: «واستشهدوا».
(15) في د: «سيرة عمريّة».
(16) في ط: «وأخرجت».
(17) في و: «سجيّك».
(18) البيتان في ديوانه 2/ 11.
(19) في ب، د، و: «فإنّهما».
(20) في ك: «العطا أو الندب».
(21) بعدها في و: «الحاجة» مشطوبة.(3/541)
فيهما، ولا فهم من «الفرض» (1) [و «الندب»] (2) الحكمان الشرعيّان اللذان صحّت بهما التورية.
القسم الثاني من التورية المهيّأة، وهو الذي (3) تتهيّأ فيه التورية بلفظة من بعد، ومن أمثلته نثرا قول الإمام (4) عليّ بن أبي طالب (5)، رضي الله عنه (6)، في الأشعث ابن قيس: إنّه كان يحوك الشمال باليمين. ف «الشمال» يحتمل أن يكون (7) جمع «شملة»، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، ويحتمل أن يراد بها «الشمال» التي هي إحدى (8) اليدين، وهذا هو المعنى القريب المورّى به، ولولا ذكر «اليمين» بعد «الشمال» لما (9) تنبّه السامع لمعنى اليد.
ومنه نظما قول الشاعر [من الكامل]:
لولا التطيّر بالخلاف وأنّهم ... قالوا: مريضا (10) لا (11) يعود مريضا
لقضيت نحبا (12) في جنابك خدمة ... لأكون مندوبا قضى مفروضا (13)
ف «المندوب» هنا يحتمل «الميّت» الذي يبكى عليه، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، وهو المراد (14)، ويحتمل أن يكون أحد الأحكام الشرعيّة، وهذا هو (15)
المعنى القريب المورّى به، ولولا ذكر المفروض (16) بعده لم ينتبه (17) السامع لمعنى
__________
(1) في د: «الغرض».
(2) من ط، و.
(3) في ك: «التي».
(4) «الإمام» سقطت من ب.
(5) «بن أبي طالب» سقطت من ب، د، و.
(6) في ب: «رضي الله عنه» وفي ط:
«كرّم الله وجهه».
(7) في ب: «تكون».
(8) في د، ك، و: «أحد».
(9) في د، ك، و: «ما».
(10) في د، ط، و: «مريض».
(11) في ب: «ما».
(12) في د: «نحبا» (* ح).
(13) البيتان لابن الربيع في الإيضاح ص 299ولابن أبي الربيع في نظم الدّرّ والعقيان ص 265وعروس الأفراح 4/ 326وفيها: «قالوا مريض»
و «لقضيت نحبي في فنائك».
والنحب: النحيب وهو أشدّ البكاء، أو الموت، أو الأجل والمدّة والوقت.
(اللسان 1/ 750749 (نحب)).
(14) في ب، د، و: «والمراد».
(15) في ط: «وهو» مكان «وهذا هو».
(16) في ب: «المندوب»، وفي هامشها:
«المفروض».
(17) في ب، د، ط، و: «لم يتنبّه».(3/542)
«المندوب»، ولكنّه لمّا ذكر تهيّأت التورية بذكره.
ومثله قول أبي الحسين (1) الجزّار [من الخفيف]:
يا عذولي دعني من العذل إنّ الن ... نصح في مذهب الهوى تحريض
متّ لمّا نأى فها أنا مندو ... ب فراق وحبّه مفروض (2)
الكلام على [هذا] (3) الشاهد كالكلام على الذي قبله.
القسم الثالث من التورية المهيّأة، وهو الذي تقع التورية فيه (4) في لفظين، لولا كلّ منهما لما تهيّأت التورية في الآخر، واستشهدوا على ذلك بقول عمر (5) بن [أبي] (6) ربيعة المخزوميّ، [وهو] (7) [من الخفيف]:
أيّها المنكح الثّريّا سهيلا ... عمرك الله كيف يجتمعان (8)
هي شاميّة إذا ما استقلّت ... وسهيل إذا استقلّ يماني (9)
الشاهد في البيت الأوّل في «الثريّا» و «سهيل»، فإنّ «الثريّا» يحتمل [أن يكون أراد بها] (10) ثريّا (11) بنت عليّ بن عبد الله بن الحارث / (12) بن أميّة الأصغر، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، و [هو] (13) المراد، [ويحتمل] (14) ثريّا السماء، وهذا
__________
(1) في و: «الحسن».
(2) البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.
(3) من ب، د، ط، و.
(4) «فيه» سقطت من ب «وفي د، و: «فيه التورية».
(5) في ب، ط، ك: «عمرو».
(6) من ب، د، ط، و.
(7) من ط.
(8) في ط: «يلتقيان».
(9) في ك: «يمان» وفي و: «يمان (ي)».
والبيتان في ديوانه ص 339والأغاني 1/ 131، 233232ونظم الدّرّ والعقيان ص 266وفيها: «يلتقيان» وتحرير التحبير ص 368وفيه:
«يمان».
(10) من ط.
(11) «ثريّا» سقط من ب، ط.
(12) في ط: «الحرث».
(13) من ط.
(14) من ب، ط وفي د، ط، و:
«والقريب».(3/543)
هو (1) المعنى القريب المورّى به، و «سهيل» أيضا يحتمل (2) سهيل بن عبد الرّحمن ابن عوف، وقيل: كان رجلا مشهورا من اليمن، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه، ويحتمل النجم المعروف ب «سهيل»، وهذا هو المعنى القريب المورّى (3) به، ولولا ذكر «الثريّا» التي هي النجم لم ينتبه (4) السامع ل «سهيل» (5) [الذي هو النجم، ولولا ذكر «سهيل» لما فهمت «الثّريّا» التي هي النجم] (6)، وكلّ (7) واحد منهما صالح (8) للتورية، والتورية هنا لا تصلح أن تكون مرشّحة ولا مبيّنة، لأنّ الترشيح والتبيين لا يكون كلّ منهما إلّا بلازم خاصّ والفرق بين اللفظ الذي تتهيّأ به التورية، واللفظ الذي (9) تترشّح به، واللفظ الذي تتبيّن (10) به، أنّ اللفظ [الذي] (11) تقع (12) به التورية (13) مهيّأة لو لم يذكر لم تتهيّأ (14) التورية أصلا، واللفظ المرشّح والمبيّن إنّما هما مقوّيان للتورية، فلو لم يذكرا لكانت (15) التورية موجودة.
وسبب نظم هذين البيتين أنّ سهيلا المذكور تزوّج الثريّا المذكورة وكأنّ (16)
بينهما بونا بعيدا (17) في الخلق، فإنّ الثريّا كانت مشهورة في زمانها بالجمال، وسهيل بالعكس، وهذا مراد الناظم بقوله [من الخفيف]:
* عمرك الله كيف يجتمعان * (18)
__________
(1) «هو» سقطت من د.
(2) في ط: «يحتمل أيضا».
(3) «عنه، ويحتمل النجم المورّى» سقطت من و.
(4) في ط: «لم يتنبّه».
(5) في ب، د، و: «لما فهم سهيل» مكان «لم ينتبه السامع لسهيل».
(6) من ب، د، و.
(7) في ب، د، و: «فكلّ».
(8) في ب، د، و: «هيّأ صاحبه» مكان «صالح» وفي ك: «صالحة».
(9) «تتهيّأ به الذي» سقطت من و.
(10) في د: «يتبيّن».
(11) من ب، د، ط، و.
(12) في ك: «يقع».
(13) في ب: «التورية به».
(14) في د: «لم يتهيّأ» وفي ط: «لما تهيّأت».
(15) في د: «لكاتب».
(16) في ب، د، ط، و: «وكان».
(17) في ب، د، ط، و: «بون بعيد».
(18) في ط: «يلتقيان». والشطر سبق تخريجه.(3/544)
وأيضا هي (1) شامية الدار، وسهيل يمانيّ.
انتهى الكلام على التّورية المهيّأة، وهي آخر أنواع التورية.
وهنا تنبيه فيه فائدة، وهو أنّ مشايخ هذا العلم قالوا أن (2) ليس كلّ لفظ مشترك بين معنيين يتصوّر (3) فيه التورية، كاللعاب الذي يدور (4) على الألسنة، وإنّما يتصوّر (5) حيث يكون المعنيان ظاهرين إلّا أنّ أحدهما أسبق (6) إلى الفهم من (7)
الآخر.
وقد عنّ لي أن أختم باب التورية بفائدة تكون مسكا لختامها، وبدرا لتمامها، وهي أنّ بعض علماء هذا الفنّ قالوا (8): إنّ التورية إذا جاءت بلازمين فتكافآ ولم يترجّح أحدهما على الآخر، فكأنّهما لم يذكرا، وصار المعنى (9) القريب والمعنى البعيد بذلك في درجة واحدة، [و] (10) تلحق هذه التورية ب «المجرّدة»، وتعدّ فيها قسما ثانيا (11) وتصير مجرّدة بهذا الاعتبار، واستشهدوا على ذلك بقول الشاعر [من الوافر]:
غدوت مفكّرا في سرّ أفق ... أرانا العلم من بعد الجهالة
فما طويت له شبك (12) الدّراري ... إلى أن أظفرته بالغزالة (13)
وقالوا: إنّ «الشبك» (14) من لوازم الغزالة الوحشيّة، و «الدراري» من لوازم الغزالة الشمسيّة. قلت: أمّا قوله (15) في تقديره (16): إنّ اللازمين إذا تكافآ ولم يترجّح أحدهما على الآخر تصير التورية كالمجرّدة، فقريب، وأمّا الشاهد ففيه نظر،
__________
(1) في و: «فهي».
(2) «أن» سقطت من ط.
(3) في ب، ط، و: «تتصوّر».
(4) في ب، د، و: «كاللغات التي لا تدور» وفي ط: «كاللغات التي تدور».
(5) في ب، د، ط، و: «تتصوّر».
(6) في و: «سبق».
(7) «من» سقطت من و.
(8) في و: «قال».
(9) في ك: «معنى».
(10) من ط.
(11) «ثانيا» سقطت من و.
(12) في د: «شكّ».
(13) البيتان بلا نسبة في نفحات الأزهار ص 189. والدّراريّ: الكواكب الدرّيّة.
(اللسان 4/ 282 (درر)).
(14) في د: «الشكّ».
(15) في د: «أمّا في قوله».
(16) في ب، د، ط: «تقريره».(3/545)
فإنّه صدّر بقوله [من الوافر]:
* غدوت مفكرا في سرّ أفق * (1)
فالتفكر في «سرّ هذا الأفق»، الذي أراه «العلم من بعد الجهالة» لازم خاصّ يرجّح (2) جانب «الغزالة» الشمسيّة، وأمّا (3) «الشبك» (4) فاستعارة مرشّحة بالحسن ل «نجوم الدراري»، وهي أيضا ممّا يرشّح جانب «الشمس» عند طيّها (5) الذي أراد به الناظم غيابها، ولو كانت «الشمس» مجرّدة من «الدراري»، ربّما كان ل «الغزالة الوحشيّة» بعض مقاربة (6)، وعين «الشمس» هنا ما تغطّى عن (7) الترجيح (8)، والله أعلم (9).
واستشهدوا أيضا على هذا القسم (10) بقول مجير الدين بن تميم [وهو] (11) [من البسيط]:
وليلة بتّ أسقى في غياهبها ... راحا تسلّ شبابي من يد الهرم
ما زلت أشربها حتّى نظرت إلى ... غزالة الصّبح ترعى نرجس الظلم (12)
وقالوا / أيضا: إنّ «الصبح» من لوازم الغزالة الشمسيّة، و «الرعي» من لوازم الغزالة الوحشية. قلت: أمّا «الصّبح» فمن لوازم الغزالة الشمسيّة، كما قالوا، وأمّا «رعي (13) نرجس الظلم» فليس من لوازم الغزالة الوحشيّة، وإنّما (14) هو استعارة مرشّحة بالحسن للنّجوم، وهي مثل استعارة «الشباك» (15) ل «الدّراري» (16)، و «الغزالة الوحشيّة» ليس لها هنا مرعى، فإنّها أجنبيّة من «رعي نرجس الظلم»، الذي هو عبارة
__________
(1) الشطر سبق تخريجه.
(2) في ب، د: «يرشّح» وفي و: «يترشّح».
(3) في و: «فأمّا».
(4) في د: «الشّكّ».
(5) في ب: «طلوعها»، وفي هامشها:
«طيّها».
(6) في ب: «مقارنة».
(7) في ط: «على».
(8) في ب: «الترشيح».
(9) في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم».
(10) «القسم» سقطت من ط.
(11) من ب.
(12) البيتان سبق تخريجهما.
(13) في ب: «ترعى».
(14) في ب: «فإنّما».
(15) في ب، و: «الشبكّ» وفي د: «الشكّ» وفي ك: «الشباب».
(16) في ط: «والدّراري».(3/546)
عن [النجوم] (1)، والله أعلم (2).
وقد تقدّم قولي على الشاهد الذي أوردوه للبحتريّ في التورية المبيّنة بذكر لازم المورّى عنه من قبل، وقلت: فيه نظر، وهو [قوله] (3) [من الكامل]:
ووراء تسدية الوشاح مليّة ... بالحسن تملح في القلوب وتعذب (4)
هذا الشاهد تعارض فيه اللازمان وتكافآ، وهو أقرب إلى المجرّدة، وما ذاك إلّا أن الشاهد في قوله «تملح» يحتمل أن يكون من «الملوحة» ولازمه «تعذب»، وهذا هو (5) المعنى القريب، ويحتمل أن يكون من «الملاحة»، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه (6)، ولازمه «مليّة بالحسن»، وقد تعارض اللازمان، وهذا هو الشاهد على هذا القسم الذي اختاروه أن يكون قسما ثانيا للتّورية المجرّدة. وأقرب منه قول الشيخ زين الدّين (7) بن الورديّ [من المجتثّ]:
قالت: إذا كنت تهوى ... أنسي وتخشى نفوري
صف ورد خدّي وإلّا ... أجور ناديت جوري (8)
ومثله قول الشيخ جمال الدّين بن نباتة (9) [من الكامل]:
حمّلت خاتم فيه فصّا أزرقا ... من كثرة اللّثم الذي لم أحصه
لولاه ما علم الرقيب فيا له ... من خاتم نقل الحديث بفصّه (10)
والأشباه والنظائر من هذا القسم كثير، والغرض أنّ اللازمين إذا تعارضا وتكافآ في التورية يلحق هذا القسم بالتورية المجرّدة.
انتهى الكلام على باب (11) التورية، وقد قدّمت من نظم الجماعة الذين مشوا
__________
(1) من د، ط، و.
(2) في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم».
(3) من ب، ط.
(4) البيت سبق تخريجه.
(5) في ط: «وهو» مكان «وهذا هو».
(6) «المورّى عنه» سقطت من ب، د، و.
(7) بعدها في ب: «عمر بن الوردي المعرّي».
(8) البيتان سبق تخريجهما وهما في نفحات الأزهار ص 189.
(9) في ب: «وقال ابن نباتة وهو مثله» مكان «وقال نباتة».
(10) البيتان سبق تخريجهما.
(11) «باب» سقطت من ط، ك وثبتت في هـ ك مشارا إليها ب «صح».(3/547)
تحت العلمين المشهورين ما هو أشهر من الأعلام، فالمتأمّل إذا جمع ما (1) بين طرفي هذا الباب، وعرف (2) الأنواع والأقسام وضع من نظم المذكورين (3) كلّ شيء في محلّه، فإنّي (4) كشفت له اللّثام عن وجه التورية، [وأمّا أبيات البديعيّات فقد تقدّم ذكرها، والله أعلم بالصواب] (5).
__________
(1) «ما» سقطت من ط.
(2) في و: «وعلم»، وفي هامشها: «وعرف» ن.
(3) «من نظم المذكورين» سقطت من ط.
(4) في د: «فإنّه».
(5) من ب، ط، وو «بالصواب» سقطت من وو في ب: «والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم».(3/548)
فهرس المحتويات
التلميح 5
تشبيه شيئين بشيئين 21
الانسجام 25
التفصيل 122
النوادر 126
المبالغة 133
الإغراق 142
الغلوّ 149
ائتلاف المعنى مع المعنى 157
نفي الشيء بإيجابه 162
الإيغال 166
التّهذيب والتّأديب 172
ما لا يستحيل بالانعكاس 179
التّورية 184(3/549)