واختلف فيها عن ابن عامر، فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا أحمد بن موسى (1)، قال: نا أحمد بن يوسف (2) عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر {ثم كيدوني بياء، قال ابن ذكوان: في كتابي} [3] بياء وحفظي بغير ياء في الحالين. قرأت ذلك في رواية الأخفش عنه من جميع الطرق، وقال ابن ذكوان في كتابه: أخبرني بعض أصحابنا أنه قرأ على أيّوب بإثبات الياء في الكتاب والقراءة. قال: وحفظي بغير إثبات الياء في هذا الموضع (4)، وقال أحمد بن أنس عنه بغير ياء في القراءة، وقال الترمذي (5) عنه بغير ياء لم يزد على ذلك. وكذلك روى الوليد عن يحيى وابن عتبة عن أيّوب. ونا فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله بن الحسين (6) عن أصحابه عن الحلواني عن هشام بإثبات الياء في الحالين (7)، وبذلك قرأت عليه وعلى أبي الحسن (8) في رواية الحلواني عن هشام، وكذلك روى ذلك الحلواني وأحمد بن الجارود (9) عن هشام والداجوني عن أصحابه، وكذلك روى عبد الحميد بن بكار بإسناده عن ابن عامر، وعبد الحميد فيما أظن هو الذي أخبر ابن ذكوان بأنه قرأها على أيّوب بالياء.
وحدّثني فارس بن أحمد أيضا من قراءته على أبي طاهر (10) الأنطاكي عن ابن
__________
(1) هو ابن مجاهد سبقت ترجمته.
(2) هو التغلبي سبقت ترجمته.
(3) كتابه مفقود. ولم أجده.
(4) (السبعة) 230229، و (التيسير) 95، و (الدر المصون) 5/ 542.
(5) هو محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي ثم البغدادي، عالم مشهور، روى القراءة عن عبد الله ابن ذكوان قال الداني: = هو من أجل أصحاب الحديث وعلمائهم =، ثقة حافظ، من الحادية عشرة. و (تقريب) 2/ 145، و (غاية) 2/ 102.
(6) هو عبد الله بن الحسين الشريف العلوي الحنبلي، مصدر ضابط معروف، أخذ عن الإسكافي وعن قالون وأبي بكر النقاش، وقد أثنى عليه أبو العلاء الهمذاني، وانفرد عن النقاش عن ابن ذكوان بالسكت على الساكن مطلقا. (غاية) 1/ 417.
(7) انظر: (التيسير) ص 95.
(8) هو طاهر بن غلبون شيخ الداني، وقد تقدم.
(9) هو: أحمد بن الجارود الدينوري، روى القراءة عن هشام، وروى عنه محمد بن الحسن النقاش وحده. (غاية) 1/ 42.
(10) في (م) على طاهر.(3/1132)
عبد الرزّاق عن ابن عبّاد عن هشام بغير ياء في الحالين، ونا أبو الحسن شيخنا، قال عبد الله بن محمد: قال أحمد بن أنس عن هشام بإسناده {ثم كيدون [195] بغير ياء، وكذلك رواه عنه أحمد بن النضر} [1] وإبراهيم بن دحيم وإسحاق بن أبي حسان (2)
وأبو بكر الباغندي وجماعة سواهم، وكذلك حكى لي أبو الفتح أيضا عن قراءته على عبد الباقي (3) بن الحسن عن أصحابه عن الحلواني عن هشام، وقال ابن شنبوذ وحده عن قنبل: {ثم كيدوني بياء في الوصل والوقف وهو غلط. وقرأ الباقون} [4] بحذف الياء في الحالين، ولم يرسم (5) في شيء من المصاحف بالياء إلا في مصاحف الحمصيين خاصة، وبالله التوفيق.
__________
(1) في (م) أحمد بن جبير.
(2) هو: إسحاق بن أبي حسان الأنماطي أبو يعقوب البغدادي، مشهور، روى القراءة عن هشام، وروى عنه عبد الواحد بن أبي هاشم، مات سنة 302هـ. (غاية) 1/ 155.
(3) هو: عبد الباقي بن الحسن أبو الحسن الدمشقي الخراساني، الأستاذ الحاذق الضابط الثقة، رجل الأمصار، وأخذ القرآن عرضا عن أحمد بن صالح ومحمد بن النضر وغيرهم كثير، وأخذ القراءة عنه أبو الفتح فارس وغيره، توفي بعد سنة 380هـ. (غاية) 1/ 356.
(4) يتلخص مما سبق أنه في القراءة السبعية إثبات الياء في الحالين لهاشم بخلف عنه، وأثبتها في الوصل أبو عمرو، أما بقية الأوجه المروية عن الأئمة فهي غير متواترة عنهم.
انظر: (المستنير) ص 95، و (النشر) 2/ 275
(5) في (م) ولم ترسم بالتاء.(3/1133)
سورة الأنفال
ذكر اختلافهم في سورة الأنفال (1)
حرف:
قرأ نافع {مردفين [9] بفتح الدال، وكذلك روى أحمد بن بويان عن قنبل عن ابن كثير، وكذلك نا محمد بن [7/ أ] علي} [2] عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل، وكذلك قال لي أبو الفتح عن ابن عبد الرزّاق أنه روى عن قنبل، وقال لي محمد عن ابن مجاهد: هو وهم فكان يقرأ بكسر الدال، وكذلك قرأت من طريقه وطريق غيره عن قنبل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: ثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد نا ابن سعدان، قال: نا المعلى عن أبي بكر والحلواني وغيره عن القوّاس، وأبو ربيعة عن قنبل، والبزّي وابن الصباح، وابن شنبوذ عن قنبل وابن الحباب (3)، وابن هارون (4) عن البزّي، والزينبي عن رجاله، والخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير (5).
__________
(1) وتسمى سورة الجهاد، مدنية، نزلت في بدر، آيها خمس وسبعون في الكوفي وست في المدنيين والمكي والبصري وسبع في الشامي. (البيان في عدّ آي القرآن) 158، و (مصاعد النظر) 2/ 144، و (البرهان في علوم القرآن) 1/ 7، و (القول الوجيز) 196.
(2) في (التيسير) ص 95عن محمد بن أحمد.
(3) هو: الحسن بن الحباب أبو علي البغدادي، شيخ متصدر مشهور ثقة ضابط، من كبار الحذاق، عرض على البزّي، وهو الذي روى التهليل عنه، وعنه ابن مجاهد، من الطبقة السابعة، توفي سنة 301هـ. (معرفة 1/ 229وغاية 1/ 209).
(4) هو: أبو نشيط محمد بن هارون الحربي، قرأ على قالون، وعنه أبو حسان، وروايته عن قالون هي التي في جميع كتب القراءات، وكان من أجل أصحابه، من الطبقة السادسة، مات سنة 258هـ (معرفة 1/ 222وغاية 2/ 272).
(5) الإمام أبو عمرو نقل لقنبل الوجهين هنا وليس له في قراءته السبعية إلا وجه الكسر، كما بين ذلك ابن مجاهد في (السبعة) 304، والداني في (تيسيره) 95، وابن الجزري في (نشره) 2/ 275. و (الكسر) هو اختيار الشاطبي في الحرز حيث قال:
وفي (مردفين) الدال يفتح نافع وعن قنبل يروي وليس معوّلا. انظر ص 56. قال ابن القاصح: ولقنبل وجهان الفتح كنافع، ولم يعول عليه عن طريق ابن مجاهد. والكسر كالباقين وعليه إطباق النقلة. ومعنى مردفين: بعض في أثر بعض، و (الترادف): التتابع.(3/1134)
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {إذ يغشاكم [11] بفتح الياء والشّين وألف بعدها في اللفظ} {النعاس [11] بالرفع، وكذلك روى حسين المروذي عن حفص عن عاصم، لم يروه غيره} [1]، وقرأ نافع (2) {يغشيكم بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها.} {النعاس بالنصب، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر} [3]. وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم فتحوا الغين وشدّدوا الشين (4).
{الرعب [12]} {ولكن الله قتلهم [17]} {ولكن الله رمى [17] مذكور فيما سلف} [5].
حرف:
قرأ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد {موهن كيد الكافرين [18] بفتح الواو وتشديد الهاء. وقرأ الباقون بإسكان الواو وتخفيف الهاء وكلهم نوّن النون ونصب الدال من} {كيد غير عاصم في رواية حفص، فإنه أضاف ولم ينوّن وخفض الدال} [6].
__________
انظر: (تفسير المشكل) ص 180، و (العمدة في غريب القرآن) ص 142، و (المفردات) 199، و (تحفة الأريب) 141، و (سراج القارئ) ص 233. وقال محمد بن أحمد الموصلي: وعن قنبل يروى وجهان الفتح كنافع، والكسر كالباقين. لأن المشهور الصحيح عنه الكسر (شرح شعلة) ص 404.
وقال القاضي ولكن الوجه الأول لم يعتمد عليه، ولم يصح من طريق الناظم وأصله، فيجب الاقتصار لقنبل على وجه الكسر كالجماعة، (الوافي) ص 278. وعلى هذا ف {مردفين بالفتح انفرادة سبعية لنافع انظر: (التيسير) 95.
(1) رواية حسين المروزي عن حفص آحادية، فله في المشهور المتواتر فتح الغين. انظر: (التيسير) 95.
(2) هذه انفرادة سبعية عن نافع، قلت: والمؤلف لم يذكر هذا الوجه في (التيسير) ص 95.
(3) رواية يحيى عن ابن عامر آحادية، فله في المشهور عنه كالجماعة، انظر المصدر السابق.
(4) أي} {يغشيكم فالقراءة الأولى من} {غشي، وفي الثانية من} {أغشى، وفي الثالثة من} {غشّى، وكلها سبعية، انظر: (الدر المصون) ج 2ص 574، و (النشر) ج 2ص 276.
والشاهد من الحرز: ويغشى سما خفّا وفي ضمه افتحوا. وفي الكسر حقا والنعاس ارفعوا ولا.
(5) في الآية [102] من سورة البقرة [2] انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 104، و (التيسير) ص 56.
(6) أي قرأ:} موهن كيد وهذه انفرادة سبعية عن حفص وشاهد القراءات الثلاث من الحرز:
وموهن بالتخفيف ذاع وفيه لم ينون لحفص كيد بالخفض عولا. انظر: (التيسير) 95و (الحرز)(3/1135)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم {وأن الله مع المؤمنين [19] بفتح الهمزة، وقرأ الباقون بكسرها} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {وما كان صلاتهم [35] بالرفع} {إلا مكاء وتصدية [35] بالنصب} [2] إلا ما اختلف (3) فيه عن أبي بكر عن عاصم، فحدّثنا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق الأنصاري، قال: نا هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {وما كان صلاتهم نصبا} {إلا مكاء وتصدية رفعا جميعا، وكذلك روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر. ونا عبد العزيز بن محمد، قال:
نا عبد الواحد، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ} {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية [35] بالرفع، وروت الجماعة سوى حسين وهارون عن أبي بكر كقراءة الناس} [4].
{ليميز [37] مذكور من قبل} [5].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {بالعدوة الدنيا [42] و} {بالعدوة القصوى
[42] بكسر العين فيهما. وقرأ الباقون بضمّها فيهما} [6].
__________
انظر ص 57. و (موهّن)، بالتشديد اسم فاعل من، (وهّن)، وبالتخفيف اسم فاعل من (أوهن) فهما يرجعان إلى معنى (مضعف). (شرح الهداية) 2/ 322، و (معاني القراءات) ص 199 و (المستنير) 1/ 212.
(1) قرئ بفتح الهمزة وبكسرها، فوجه الفتح: أنه لام علة، تقديره: {ولأن الله مع المؤمنين، كان كيت وكيت، وفيه ردّ على قوله:} إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم. ووجه الكسر: على الاستئناف. (شرح الهداية) 2/ 322، و (الدر المصون) 5/ 588، و (قلائد الفكر) 54 قال الشاطبي: وبعدو إنّ الفتح عمّ علا. انظر: ص 57.
(2) انظر (السبعة) ص 305، و (الدر المصون) 5/ 601.
(3) خلف عن شعبة وهو من انفرادات (جامع البيان) وعلى الوجه الثاني عنه فيعتبر انفرادة شاذة.
وقد نسبت القراءة إلى الضعف واللحن والخطأ، وقالوا هذا لا يجوز إلا في الشعر ضرورة، وخرّج لها أبو الفتح في (المحتسب)، بأن المكاء والتصدية اسم جنس فهما مصدران واسم الجنس تعريفه. وتنكره متقاربان. انظر: (المحتسب) 1/ 279278، و (السبعة) ص 305، و (إعراب الشواذ) 1/ 593، و (الدر المصون) 5/ 602.
(4) أي الجمهور.
(5) انظر فرش الآية [179] من سورة آل عمران [3].
(6) وهما لغتان مثل (جذوة وجذوة)، والضم أكثر اللغتين، لأن أكثر القراء عليه.
انظر: (الكشف) ج 1ص 491، و (التيسير) ص 116، و (حجة القراءات) ص 311.
يقول الشاطبي: وفيهما العدوة اكسر حقا الضّمّ وأعدلا. انظر: ص 57.(3/1136)
حرف:
قرأ نافع بخلاف عن المسيّبي وقالون وعاصم في غير رواية حفص {من حيي عن بينة [42] بياءين ظاهرتين} [1] الأولى مكسورة والثانية مفتوحة (2)، وروى ابن جبير عن أصحابه بياء واحدة، وروى القاضي والمدني والكسائي عن قالون {من حي ياؤها منتصبة مثقلة. وروى القطري عنه ياؤها منتصبة، ولم يذكر مثقلة، وروى أحمد بن صالح والحلواني وأبو سليمان وأبو نشيط والمسيّبي والشحام} [3] عن قالون بياءين، وكذلك روى أصحاب المسيّبي عنه.
وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي قال: نا يونس عن ورش عن نافع {من حي بيّن الياء وثقّلها، وعن ابن كيسة} [4] عن سليم (5) عن حمزة مختلسة الياء وأحسبه يريد الياء الأولى، وكذلك حكى عن نافع بيانها وتثقيلها يريد بتثقيلها تحريكها بالكسر. وحكي عن حمزة اختلاسها، يريد إدغامها لأنه قد قال عنه في {والذاريات ذروا [الذاريات: 1] يختلس. [7/ ب] التاء، أي يدغمها} [6]، وذلك مجاز واتّساع. وقال داود وعبد الصمد والأزرق وأحمد عن ورش {من حييّ عن
بياءين مثبتتين} [7] في القراءة، واختلف في ذلك عن ابن كثير، فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد في كتاب السبعة أنه قرأ على قنبل {من حي بياء واحدة مفتوحة مشددة} [8]، وبذلك قرأت من طريقته.
__________
(1) في: (م) ظاهرين.
(2) أي بفك الإدغام. ووجّه أن الياء الثانية مشبهة بحركة الإعراب، فهي تذهب كما تذهب حركة الإعراب. قال أبو منصور: والإظهار أتم وأفصح، وقال ابن الأنباري: فالإظهار:
(إجراء للماضي على المستقبل والمستقبل لا يجوز فيه الإدغام). (معاني القراءات) ص 200، و (حجة القراءات) ص 310، و (شرح الهداية) 2/ 322، و (البيان) 1/ 388.
(3) هو: الحسن بن علي أبو علي وأبو عمران الشحام، مقرئ معروف، قرأ على قالون، وقرأ عليه أبو العباس النحوي وأبو بكر المؤدب. (غاية) 1/ 255.
(4) هو: علي بن يزيد بن كيسة أبو الحسن الكوفي، قرأ على سليم وهو أضبط أصحابه، توفي سنة 202هـ (غاية) 1/ 584.
(5) هو: سليم بن عيسى أبو محمد الكوفي، ضابط حاذق من أصحاب حمزة، وقرأ عليه حفص بن عمرو وخلف وخلاد، مات سنة 288هـ (غاية) 1/ 319.
(6) أي لحمزة وجه الإدغام كالجماعة.
(7) في (م) متبينين.
(8) قلت: وقراءته بياء واحدة هي المشهورة عنه وعليها العمل. انظر: (السبعة) 307، و (البدور الزاهرة) ص 131، و (التيسير في القراءات السبع) ص 217.(3/1137)
وكذلك نا الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ عليه، وكذلك روى أبو ربيعة وابن ثوبان (1) وابن الصباح وابن عبد الرزاق عن قنبل والحلواني عن القوّاس والخزاعي عن ابن فليح، وروى الخزاعي عن عبد الله بن جبير الهاشمي عن القوّاس {من حيّ [42] بترك الإدغام وإظهار الياءين مع نصب الآخرة. وحكى ابن مجاهد في كتابه الجامع} [2] أنه قرأ على قنبل {من حيي بياءين: الأولى مكسورة، والثانية منصوبة، خلاف ما قاله في كتاب السبعة} [3]، وفي كتاب المكيين (4): والذي ذكره في جامعه وهم منه، على أن الزينبي وابن شنبوذ قد رويا ذلك أداء عن قنبل بياءين، وروى البزّي عن أصحابه عن ابن كثير بياءين ظاهرتين نصّ على ذلك عنه أبو ربيعة.
قال أبو ربيعة: كذا حفظناها من البزّي إلا أنه لم يذكرها في كتابه وبياءين، قرأت ذلك في روايته في كل طرقه (5)، وفي رواية ابن فليح. وكذلك قال لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه، واختلف في ذلك أيضا عن الكسائي، فروى عنه نصير (6) بياءين ظاهرتين، وروى عنه سائر الرواة بياء واحدة مفتوحة مشدودة (7).
وبذلك قرأ الباقون (8).
حرف:
قرأ عاصم في رواية هبيرة عن حفص عنه {وتذهب ريحكم [46] هاهنا و} {ويستخلف ربي قوما في هود [57] بجزم الباء} [9] والفاء. وقرأ الباقون بنصبهما (10).
__________
(1) في: (م) ابن بويان.
(2) لم أعثر عليه ولعله مفقود.
(3) كتاب مشهور متداول مطبوع بتحقيق الدكتور شوقي ضيف.
(4) لم أعثر عليه ولعله مفقود.
(5) أي للبزي وجه واحد هو وجه الإظهار، وبه قرأ في المشهور عنه. (التيسير) 95، (تقريب المعاني) 272.
(6) وهي قراءة آحادية عن الكسائي من رواية نصير والمتواتر عنه كحمزة. انظر: (المستنير في القراءات) ص 572.
(7) وهذه هي قراءته في السبعة. انظر: (التيسير) ص 95و (النشر) 2/ 279.
(8) أي بوجه الإدغام على الأصل لاجتماع الحرفين من جنس واحد. (حجة القراءات) ص 311، و (معاني القراءات) ص 200، و (التيسير) ص 95، و (الدر المصون) 5/ 613. والله أعلم.
قال الشاطبي: ومن حيي اكسر مظهرا إذ صفا هدى. انظر: ص 57.
(9) ولكن لا يقرأ بها لأنها مهجورة وتعتبر انفرادة شاذة. انظر: (المستنير في القراءات) ص 572و (الإتحاف) 2/ 81، و (الدر المصون) 5/ 616، و (الانفرادات) 2/ 706.
(10) وفي (م) برفعهما والصواب بالنصب في الأنفال والرفع في هود.(3/1138)
حرف:
قرأ ابن عامر {إذ تتوفى الذين كفروا [50] بتاءين. وقرأ الباقون بياء وتاء} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {فشرّد بهم من خلفهم [57] بنصب} [2] الميم ومن مكسورة، كأنه يريد أنه يقرأه على الوجهين، لم يرو ذلك عن الأعمش وابن أبي حمّاد غيره (3).
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم {ولا يحسبنّ الذين كفروا [59] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء} [4]، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر هاهنا (5) وفي النور [57].
حرف:
قرأ ابن عامر (6) {إنهم لا يعجزون [59] بفتح الهمزة. وكذلك روى ابن أبي أمية} [7] عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بكسر الهمزة، وكذلك روى ابن بكّار عن ابن عامر شكلا لا ترجمة.
__________
(1) أي على التذكير، والقراءتان سبعيتان وفي وجه التاء انفرادة سبعية عن ابن عامر، ويشهد لها من الحرز قول الشاطبي: وإذ يتوفّى أنثوه له ملا (التيسير) ص 95، و (النشر) 2/ 277.
(2) ولعل الصواب بفتح الميم، لأن النصب من حركات الإعراب.
(3) قلت: كأنه يشير إلى القراءة بالوجهين إلا أن قراءة الخفض شاذة، وقد رويت عن الأعمش بخلاف عنه وأبو حيوة وشعبة، ومرجع الضمير في قوله: (لم يرو ذلك) يعود إلى:
جرير بن عبد الحميد أبو عبد الله الضبي كما في (الكامل) للهذلي حيث يقول: {من خلفهم، على أن} من حرف جر، جرير عن الأعمش وأبو حيوة. الباقون بفتح الميم). انظر: (إعراب قراءات الشواذ) 1/ 597، والكامل 197/ أ، و (البحر المحيط) 4/ 509، و (الدر المصون) 5/ 622، و (غاية النهاية) 1/ 190، و (الانفرادات) 2/ 707.
(4) ومع كسر السين على أصولهم عدا شعبة فبفتح السين فيها. انظر: (التيسير) ص 97، و (النشر) 2/ 277.
(5) وجه غير متواتر عن ابن عامر، ويعتبر غريبا آحاديا لا يقرأ به.
والشاهد: وبالغيب فيها تحسبنّ كما فشا. عميما وقل في النور فاشية كحّلا.
انظر: (حجة القراءات) ص 312، و (التيسير) ص 117، و (المستنير في القراءات) ص 573، و (النشر) ج 2ص 277، و (الانفرادات) 2/ 708.
(6) في فتح الهمز انفراد سبعي عن ابن عامر، ويعلل ذلك على تقدير لأنهم، ويشهد للانفراد من الحرز قول الشاطبي: وإنهم افتح كافيا
انظر: (السبعة) ص 308، و (البيان) 1/ 391و (الحرز) ص 57، و (النشر) 2/ 277.
(7) رواية ابن أبي أمية من انفرادات جامع البيان عن غيره، والمؤلف رحمه الله لم يذكرها في (التيسير) ص 95.(3/1139)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص {وإن جنحوا للسّلم [61] بكسر السين.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتحها} [1].
حرف:
قرأ الحرميّان وابن عامر {وإن تكن منكم مائة يغلبوا [65] و} {فإن تكن منكم مائة صابرة [66] بالتاء} [2] جميعا، وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع الأولى بالياء والثانية بالتاء (3)، وروى أبو عبيد عن إسماعيل عنه الثانية بالياء (4) وهو غلط من ابن جبير. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر، قال: نا موسى، قال: نا هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم كليهما بالتاء (5) مثل نافع وأبو عمرو قرأ الأولى بالياء والثانية بالتاء (6)، وقرأهما الباقون بالياء (7)، وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر (8).
__________
(1) فتح السين وكسرها لغتان في الصلح، وفيهما قراءتان، وفي كسر السين انفرادة سبعية عن شعبة ويشهد لها من الحرز قول الشاطبي: واكسر ولشعبه السلم
انظر: (الكشف عن وجوه القراءات السبع) 1/ 494، و (التيسير) 117، و (الحرز) ص 57.
(2) أي بالتأنيث في (يكن) في الموضعين، وهما الثاني والثالث من السورة، احترازا من الموضع الأول {إن يكن منكم عشرون صابرون، والرابع} وإن يكن منكم ألف، إذ أجمعوا على قراءتهما بياء التذكير، ووجه قراءة التاء للتأنيث في مائة. انظر: (التيسير) ص 96، و (الدر المصون) 5/ 636.
(3) قراءة عن نافع لم تتواتر من طريق ابن جبير، وهي من انفرادات جامع البيان.
(4) وجه آخر عنه بالياء في الثانية ولم يتواتر ويروى أيضا عن خارجة عن نافع. انظر: (السبعة) 308، و (الانفرادات) 2/ 710.
(5) رواية آحادية عن عاصم وهي من انفرادات جامع البيان.
(6) فهو أتى باللغتين معا ليعلم أن هذه جائزة وهذه جائزة. (إعراب القراءات) 1/ 232، و (التيسير) ص 96، و (النشر) 2/ 277.
(7) والعلة لأن المائة جمع وهم مذكرون، أو لأن تأنيث المائة مجازي وللفصل بشبه الجملة (شرح الهداية) 2/ 324، و (المستنير) 1/ 218.
(8) وبما رواه عنه سائر القراء السبعة له.
قال الشاطبي: وثاني يكن غصن وثالثها ثوى.
انظر: (التيسير) ص 96، و (الحرز) ص 57، و (النشر) 2/ 277.(3/1140)
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {وعلم أن فيكم ضعفا [66] بضم العين} [1]، وقرأ الباقون بفتحها.
حرف:
قرأ عاصم وحمزة {ضعفا [66] هاهنا، وفي المواضع الثلاثة التي في الروم} [2] بفتح الضاد. وأجمع أصحاب حفص على الفتح هاهنا (3) إلا ما نا الفارسي قال: نا. [8/ أ] عبد الواحد بن عمر، قال: نا عيّاش (4) وابن فرح (5) قالا: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة (6) عن حفص عن عاصم أنه قال: قرأ {وعلم أن فيكم ضعفا
[66] بضمّ الضاد، وهو وهم عن أبي عمارة هاهنا} [7]. واختلف أصحاب حفص عنه في سورة الروم، فروى عمرو بن الصباح وحسين المروزي وأبو الربيع وعبيد بن الصبّاح عنه عن عاصم أنه نصب الضاد في كل القرآن، وذكر عمرو وعبيد أن حفصا قرأ في الروم بالضم خلاف عاصم.
نا طاهر بن غلبون قال: نا علي بن محمد. ح وحدّثنا أنس بن أحمد قال: نا الحسين، قال لنا أحمد (8) بن سهل،
__________
(1) وتنسبت أيضا لعيسى بن عمر ولكنها آحادية غير متواترة وذكرت في (التذكرة) 2/ 354، و (البحر) 4/ 518.
(2) هي السورة رقم [30] آية [54] الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة.
(3) (سراج القارئ المبتدئ) ص 235، و (النشر) 2/ 277.
(4) هو: عياش بن محمد أبو الفضل البغدادي، مشهور، روى عن أبي عمر الدوري، وعنه عبد الواحد بن عمر وابن شنبوذ، مات سنة 299هـ. (غاية) 1/ 607.
(5) هو: أحمد بن فرح أبو جعفر البغدادي الضرير، المقرئ المفسر، قرأ على الدوري والبزي، وعنه النقاش وابن مجاهد وابن شنبوذ، ثقة كبير تصدر للإفادة، من الطبقة السابعة، توفي سنة 303هـ.
(6) هو: حمزة بن قاسم أبو عمارة الأحول الأزدي الكوفي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن حمزة الزيات وحفص بن سليمان وإسحاق المسيبي والزبير بن عامر عن نافع وأبي بكر عن عاصم، وروى عنه الدوري وأبو الحارث الليث بن خالد وعبد الرزاق الأنطاكي (غاية) 1/ 264.
(7) فكل المصادر اجتمعت أن له فتح الضاد هنا. انظر: (التذكرة) 2/ 355، و (التلخيص) ص 277 وغيرهما.
(8) هو: أحمد بن سهل بن الفيروزان، الشيخ أبو العباس الأشناني، ثقة ضابط خيّر مقرئ، قرأ على عبيد بن الصباح، ثم قرأ على أصحاب عمرو بن الصباح، روى عنه ابن مجاهد وآخرون، مات سنة 314هـ. (غاية) 59.(3/1141)
قال: نا علي بن محصن (1)، قال: نا عمرو بن الصباح عن حفص أنه لم يخالف عاصما في شيء من قراءته إلا حرفا واحدا في الروم [54] {الله الذي خلقكم من ضعف، فإنه خالفه، وقرأ بالرفع ولم يكن يقرأ في القرآن غيره.
نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا وهيب} [2]، قال: نا الحسين، قال:
نا عمر (3) وقال: ذكر أبو عمرو أنه لم يخالف عاصما في حرف
حرف:
من كتاب الله إلا قوله {من ضعف. حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا أبو طاهر قال: نا عبد الرزاق، قال: نا عبد الصمد بن محمد، قال: نا عمرو قال: ذكر حفص أنه لم يخالف في شيء من قراءته إلا في حرف في الروم} {الله الذي خلقكم من ضعف بضم الضاد، وذكره عن المفضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد، قال: حدّثني يحيى بن إسماعيل البلخي، قال: نا جعفر} [4] بن علي بن خالد العجلي، قال: نا حفص عن عاصم أنه كان يقرأ {من ضعف، وكان يفصل} [5] ما بين ضعف وضعف. وروى أبو عمارة وهبيرة والقوّاس عن حفص أنه ضمّ الضاد في الثلاثة (6)، قال أبو عمرو:
__________
(1) هو: علي بن محصن البغدادي مقرئ حاذق ضابط، عرض على عمرو بن الصباح وهو من جلة أصحابه الذين ضبطوا عنه وروى عنه القراءة عرضا أحمد بن سهل. (غاية) 1/ 562.
(2) هو: وهيب بن عمرو بن عبيد الله النميري أبو القاسم، روى القراءة عن هارون بن موسى عن أبي عمرو عن عاصم، وروى القراءة عنه زكريا بن يحيى، كذا ذكر الأهوازي في رواية أبي عمرو عن عاصم في مفردة عاصم. (غاية) 2/ 362.
(3) في (م) عمرو.
(4) هو: جعفر بن علي بن خالد البجلي، راو روى القراءة عن حفص عن عاصم، وهو مقل عنه، وروى عنه يحيى بن إسماعيل البجلي. (غاية) 1/ 193.
(5) في (م) يفضل.
(6) أشار المؤلف رحمه الله إلى خلف حفص في هذا الحرف في (تيسيره) ص 142، وبين أن لحفص وجه فتح الضاد فيهن رواية عن أئمته، وهو أصح، وقد تركه. ووجه ضم الضاد اختيارا. وبالوجهين أخذ، قلت: وعليه العمل.
قال الشاطبي: وضعفا بفتح الضم فاشية نقلا وفي الروم صف عن خلف فصل انظر ص 57.(3/1142)
واختياري في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد في سورة الروم الأخذ بالوجهين بالفتح والضم، لأتابع (1) بذلك عاصما على قراءته، وأوافق حفصا على اختياره (2).
وقرأ الباقون بضم الضاد في السورتين (3).
حرف:
قرأ أبو عمرو {أن تكون [67] بالتاء} [4]، وكذلك روى هارون عن حسين عن أبي بكر بن شاهي (5) عن حفص عن عاصم (6)، لم يروه غيره، وكذلك روى أيضا الوليد عن يحيى عن ابن عامر [-6]. وقرأ الباقون بالياء (8). ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي بالتاء مثل أبي عمرو (9)، وهو غلط من ابن مخلد لأن أبا ربيعة والخزاعي والزينبي وأصحاب القوّاس رووا ذلك بالياء وهو الصّواب.
__________
وقال ابن الجزري: في (نشره) 2/ 345= وبالوجهين قرأت له وبهما أخذ = أه.
وقال: علي بن عثمان بن القاصح في (سراجه) ص 235، لحفص وجهان: فتح الضاد، وهو ما نقله عن عاصم. وضمها وهو اختياره لنفسه. اتباعا للغة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال صاحب (البدور) ص 248= الوجهان عنه جيدان =.
(1) في (م) نا نافع بدل لأتابع.
(2) الاختيار: في اللغة مشتق من (خ ي ر) وهو يستعمل للدلالة على الاصطفاء والانتقاء والتفضيل. وفي الاصطلاح: هو الصورة أو الوجه الذي يختاره القارئ من بين مروياته أو الراوي من بين مسموعاته أو الأخذ عن الراوي من بين محفوظاته، أو هو: الحرف الذي يختاره القارئ من بين مروياته مجتهدا في اختياراته. انظر: (مختار الصحاح) مادة (خ ي ر)، و (علم القراءات) 30، و (صفحات في علم القراءات) ص 185ن و (القراءات القرآنية) ص 105، و (مدخل في علم القراءات) ص 55.
(3) و (الضعف والضعف) لغتان مصدران بمعنى، وقيل: الفتح في الرأي والعقل، والضم في البدن. (الكشف) 1/ 495، و (الدر المصون) 5/ 636.
(4) أي تاء التأنيث مراعاة لمعنى جماعة الأسرى، وقد انفرد بها الإمام أبو عمرو في القراءة السبعية. (حجة القراءات) 313، و (المستنير) 1/ 220.
(5) هو: الفضل بن يحيى بن شاهي الأنباري، روى عن حفص عن عاصم، وروى عنه الفضل بن شاذان. (غاية) 1/ 11.
(6) (6) و (7) روايتان آحاديتان عنهما ولهما في القراءة السبعية كالجمهور. انظر: (التيسير) ص 96 و (النشر) 2/ 277.
(8) مراعاة لمفرد (الأسرى) و (أسير) ولأن التأنيث فيه غير حقيقي، وهو بمعنى الجماعة، وقيل مراعاة للفظ الجمع. (إعراب القراءات) 1/ 233، و (الدر المصون) 5/ 637.
(9) في (م) مثل عمرو.(3/1143)
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {له أسارى [67] و} {من الأسارى
[70] بضم الهمزة وفتح السين وألف بعدها في الحرفين على وزن فعالى} [1]. وقرأ أبو عمرو الحرف الأول بفتح الهمزة وإسكان السين من غير ألف على وزن فعلى (2)، والثاني مثل المفضل على وزن فعالى. وقرأ الباقون على وزن فعلى (3).
حرف:
قرأ حمزة {من ولايتهم [72] بكسر الواو. وفتحها الباقون} [4].
حرف:
وكلهم قرأ {والله بما تعملون بصير [72] بالتاء إلا ما رواه الحلواني عن أبي عمر} [5] عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأها بالياء (6)، وخالفه الجماعة عن اليزيدي، عن أبي عمرو أنه قرأها (7) بالتاء، وروى الشموني من غير رواية النقّار (8) عن
__________
(1) رواية المفضل تعتبر آحادية، فلعاصم من الروايات الأخرى في الموضعين القراءة بوزن (فعلى) كالجماعة. قال ابن القاصح العذري: = ولا خلاف في الأول (أن يكون له أسرى) أنه ساكن السين بوزن (فعلى) للسبعة =.
وقال أيضا: بعد أن ذكر قراءة أبي عمرو في الموضع الثاني بالألف بعد السين: = وأنهم قرءوا من الأسرى بسكون السين من غير ألف، بعدها بوزن (فعلى) = أهـ: انظر: (سراج القارئ) 236.
(2) قلت وقد انفرد بها الإمام البصري في القراءة السبعية. انظر: (التيسير) ص 96، و (النشر) 2/ 277.
(3) في النسختين على وزن (فعالى)، وهو تصحيف والصواب على وزن (فعلى).
انظر: (السبعة) ص 309.
قال الناظم: وأنّث أن يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا. انظر ص: 57.
(4) الولاية والولاية مثل الوكالة والوكالة، وفي القراءة انفرادة سبعية عن حمزة، قال الناظم:
ولا يتهم بالكسر فز انظر: (إعراب القراءات السبع) لابن خالويه 1/ 234، و (التيسير) ص 96، و (الحرز) ص 57، و (النشر) 2/ 277.
(5) في (م) أبي عمرو.
(6) انفرادة شاذة مخالفة للجماعة انظر: (المستنير في القراءات) ص 574و (الانفرادات) 2/ 714.
(7) في (م) فرووا ذلك عنه بالتاء.
(8) هو الحسن بن داود أبو علي النقار مولاهم، المعدل النحوي متصدر حاذق، عرض على القاسم ابن أحمد الخياط، وكان قيما بقراءة عاصم، وعنه أحمد بن الشذائي وعبيد الله المصاحفي، مات قبل ال 350هـ (غاية) 1/ 212.(3/1144)
الخياط (1) عن الأعشى {آووا ونصروا [72] لا يشدّدون الواو الثانية، وهذا لحن لا يجوز إلا أن يوصل ذلك بنيّة الوقف، فيمتنع التشديد والإدغام مع ذلك كما يمتنع مع الموقوف عليه المنفصل مما يدغم فيه} [2].
حرف:
وكلهم قرأ {وفساد كبير [73] بالباء إلا ما رواه [8/ ب] أبو موسى} [3]
عن الكسائي أنه قرأ بالثاء (4)، وبذلك قرأت من طريقه لم يتابعه على ذلك عن الكسائي أحد.
في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنتان، وهما قوله {إني أرى ما لا ترون
} {إني أخاف الله [48] فتحهما الحرميان وأبو عمرو وابن عامر} [5] في رواية ابن بكّار وأسكنهما الباقون، وليس فيها ياء محذوفة.
__________
(1) هو: القاسم بن أحمد بن يوسف الخياط الكوفي المعروف بالقملي، إمام في قراءة عاصم، ثقة حافظ عرض على الشموني، وعنه ابنه عبد الله والنقار والوراق، مات سنة 291هـ. (غاية) 2/ 16.
(2) (آووا) أصله (ءأويوا) ماض رباعي، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرفا مجانسا لحركة الأولى وهي الفتحة، فقلبت ألفا، ثم أبدلت الياء ألفا لتحركها بعد فتح، فالتقى ساكنان الألف وواو الجماعة، فحذفت الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها. (البيان والتعريف) 1/ 305.
(3) هو: عيسى بن سلمان أبو موسى الحجازي المعروف بالشيزري الحنفي، مقرئ عالم نحوي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي، وله عنه انفرادات، وأخذ الفقه عن محمد بن الحسن، روى عنه محمد بن سنان والحارث بن سعد. (غاية) 1/ 609.
(4) في (م) بالتاء، قلت: وفي القراءة انفرادة شاذة لمخالفتها للمتواتر انظر: (المستنير في القراءات) ص 575، و (البحر) 4/ 523، و (الانفرادات) 2/ 714.
(5) وجه عنه آحادي من هذه الرواية، قال الناظم: ومعا إني بياءين أقبلا.(3/1145)
ذكر اختلافهم في سورة التوبة (1)
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {أئمة الكفر [12] و} {أئمة يهدون
[الأنبياء: 73] و} {أئمة يدعون إلى النار} [2] [القصص: 41] وما أشبه (3) بتحقيق الهمزتين، ولم يأت في ذلك عن أبي بكر نصّا غير يحيى بن آدم والأعشى، وبذلك قرأت له من جميع الطرق (4). وروى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم أنه بهمزة واحدة، خالفه سائر أصحابه عنه (5) وأدخل (6) هشام عن ابن عامر من قراءتي على فارس بن أحمد عن قراءته على أبي الحسن المقرئ (7)
في رواية الحلواني عنه، وعن قراءته على أبي طاهر في رواية ابن عبّاد عنه بين
__________
انظر: (التيسير) ص 96، و (النشر) 2/ 277.
(1) هي آخر سورة نزلت جملة، وهي من المئين، جاءت الآثار بذكر فضائلها، ومن أسمائها المثيرة وسورة العذاب والمدمدمة والمقشقشة، روى أبو عبيد بسنده عن أبي عطية، قال:
كتب إلينا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ورحمته: تعلموا سورة التوبة، وعلموا نساءكم سورة النور وآيها مائة وتسع وعشرون في المكي، وثلاثون في عدد الباقي.
ومن مقاصدها: معاداة من أعرض عما دعت إليه السور الماضية من اتباع الداعي إلى الله في توحيده، واتباع ما يرضيه وموالاة من أقبل عليه. (لمحات الأنوار لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن) 2/ 754، و (جمال القراء) 1/ 62، و (مصاعد النظر) 2/ 151، وما بعدها و (الدر المنثور) 4/ 120.
(2) مواضع هذه الحروف في القرآن هي سورة (الأنبياء) [21]، آية [73]، (القصص) [28]، الآيتان [5، 41] السجدة [32]، آية [24].
(3) أي من الهمزتين من كلمة الأولى مفتوحة والثانية مكسورة مثل (أإذا إنكم).
(4) (أئمة) أصله {ءأممه، نقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة. فلما سكنت الميم الأولى، أدغمت في الثانية، فقيل} أئمة جمع إمام. قرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين الأولى للجمع، والثانية أصلية من غير إدخال ألف بينهما حسب أصلهم في الهمزتين من كلمة.
انظر: (تحصيل الهمزتين) للإمام ابن الطحان، ص 132.
(5) رواية المنذر لأبي بكر عن عاصم آحادية وهي انفرادات (جامع البيان).
(6) المقصود بالإدخال: الفصل بين الهمزتين بألف مدّية.
(7) هو: علي بن أحمد أبو الحسن الوزان، شيخ مقرئ، عرض عليه يحيى بن آدم وغيره.
(غاية) 1/ 525.(3/1146)
الهمزتين ألفا، وقرأت عليه من قراءته على ابن حسنون المقرئ (1) عن ابن عبدان (2) عن الحلواني عنه بغير ألف بينهما، وبذلك قرأت على ابن غلبون عن قراءته. وقال الحلواني في كتابه عنه عن هشام: إنه بهمزتين ولا يمدّ (3).
وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة الأولى وتسكين الثانية، فيكون بين الهمزة والياء الساكنة، ولا يكون ياء محضة الكسرة في مذهبهم لأنهم يرون الفصل بالألف بينها وبين الهمزة المخففة (4)، فهي في نيّة همزة مخفّفة بذلك، وإنما يتحقق إبدالها ياء محضة الكسرة في مذهب من لم ير التحقيق ولا بالفصل، وهو مذهب عامّة النحويين والبصريين (5)، فأمّا من يرى ذلك وهو مذهب أئمة القراءة (6)، فلا يكون إلا بين بين لما ذكرناه، ولم يأت بذلك منصوصا أحد من الرواة، فقال في مجرّده (7) {أئذا
و} {أئمة و} {أئنا و} {أئنكم إذا اختلف الهمزتان بين الأولى وسهّل الثانية} [8]، وأما الأصبهاني، فقال: {أيمة بهمزة واحدة وبعدها إشمام الياء.
__________
(1) هو: عبد الله بن الحسين بن حسنون أبو أحمد السامري البغدادي، المقرئ اللغوي، أخذ عن ابن مجاهد والأشناني وغيرهم، وعنه أبو الفضل الخزاعي، توفي 386هـ. (غاية) 1/ 417.
(2) هو: محمد بن أحمد بن عبدان الجزري، عرض على أحمد بن يزيد الحلواني عن هشام، وقرأ عليه عبد الله السامري وحده، وقال ابن الجزري: لا أعرف من حاله شيئا، غير أنه في التيسير.
(غاية) 2/ 64.
(3) الإدخال هو طريق أبي الفتح فارس، وعدمه طريق طاهر بن غلبون.
(4) قرأ الباقون وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو بالتسهيل بين بين في الثانية، وهو طريق حرز الأماني وأصله، واختيار الداني وإبدالها ياء محضة، وهو طريق النشر انظر: (التيسير) ص 96، و (النشر) 1/ 379، و (البدور الزاهرة) ص 134، و (تقريب المعاني) ص 79.
(5) انفرد هشام بالمد بين الهمزتين في} أئمة قال الناظم: = وأئمة بالخلف قد مد وحده =.
انظر: ص 16.
(6) يرى بعض النحويين كأبي علي الفارسي وأبي عمرو البصري، وبعض أهل الأداء كأبي عبد الله ابن شريح في الكافية، وأبي العز القلانسي في الإرشاد، وسائر الواسطيين: أن تجعل الثانية ياء خالصة لأن النطق بالهمزتين في كلمة ثقيل، وقياس تخفيفها عندهم أن تبدل ياء. قال الشاطبي: وفي النحو أبدلا (النشر) ص 1/ 379378، و (الدر المصون) 6/ 24، و (سراج القارئ) ص 68.
(7) لم أجده ولعله مفقود.
(8) يرى عامة أهل الأداء كأبي العباس المهدوي وأبي العز في كتابه الكافية، ومكي في التبصرة، والشاطبي وغيرهم وبعض النحويين: أن قياس تخفيف الثانية بتسهيلها بين بين.
(النشر) 1/ 378، و (سراج القارئ).(3/1147)
وقد اختلف عن نافع وأبي عمرو في الفصل بينها وبين الهمزة المخففة بألف، وفي ترك ذلك، فأما نافع فروى ابن سعدان وابن ذكوان عن المسيّبي عنه {أئمة
بالقصر} [1]، وروى ابن المسيّبي وموسى بن إسحاق عن أبيه (2) ألفها ممدودة، وليس فيها إلا همزة (3) واحدة، وبذلك قرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه محمد (4)، ومن طريق ابن سعدان. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني إسماعيل (5) بن أحمد، قال: نا أبو عمرو، قال: نا أبو عمارة عن إسحاق المسيّبي عن أهل المدينة أنهم همزوا الألف بفتحة (6) شبه الاستفهام، وهذا يؤذن بالمدّ (7) إذ معنى قوله: همزوا الألف بفتحه أتبعوا الهمزة مدّة، وهي الألف الفاصلة وساغت العبارة عن الألف بالفتحة من حيث كانت مأخوذة منها كما عبّر النحويون القدماء عن الحركات بالحروف كذلك، فقالوا العربية على ثلاثة أحرف، وذلك مجاز واتّساع.
واختلف عن إسماعيل فقرأت له من طريق ابن فرح عن أبي عمر عنه بالمدّ، وقرأت له من طريق ابن عبدوس عن أبي عمر بالقصر، وكذلك ذكر ابن مجاهد أنه قرأ على ابن عبدوس (8)، وروى ابن جبير عن الكسائي عن إسماعيل وعن المسيّبي
__________
(1) أي بدون إدخال.
(2) هو: إسحاق بن موسى أبو موسى الأنصاري الكوفي، روى عن إسحاق المسيبي، وروى عنه عبد الله بن عمرو، مات سنة 244هـ (غاية) 1/ 158.
(3) في (م) وليس فيها إلا نبرة والمؤدى واحد.
(4) هو: محمد بن إسحاق أبو عبد الله المسيبي المدني، مقرئ عالم مشهور ضابط ثقة، قرأ على والده، وأقرأ وحدث عن سفيان بن عيينة وابن فليح، كان من العلماء العاملين، من الطبقة السادسة، صدوق، من العاشرة، مات سنة 230. (التقريب) 2/ 144، و (معرفة 1/ 216و (غاية) 2/ 98).
(5) لعله: إسماعيل بن أحمد أبو محمد الرقي، قرأ على الدوري، وروى عنه ابن مجاهد.
(غاية) 1/ 111.
(6) (م) لفتحة.
(7) أي يقرؤها (آيمة) بالهمزة ممدودة وياء مسهلة قال صاحب (النشر) 1/ 381: لم ينفرد أبو جعفر بإدخال الألف بل ورد ذلك عن نافع وأبي عمرو، فنافع من رواية المسيبي، وإسماعيل وأبو عمرو من رواية ابن سعدان عن اليزيدي ومن رواية إسماعيل، فكل من فصل بالألف بينهما من المحققين، إنما يفصل بها حال تسهيلها، ولا يجوز الفصل بها في حال إبدالها الياء المحضة
وأما حال الإبدال، فإن ذلك يمتنع أصلا وقياسا. (النشر) 1/ 381، (والألفات والهمزات وأنواعها) 56.
(8) هو: عبد الرحمن بن عبدوس أبو الزعراء من جلة أهل الأداء وحذاقهم، وأرفع أصحاب أبي عمر الدوري، قرأ عليه ابن مجاهد وغيره، من الطبقة السادسة. (معرفة) 1/ 238، و (غاية) 1/ 373.(3/1148)
وعن سائر أصحابه عن نافع أنه يمدّ {أئمة [12] في جميع القرآن، وقال سائر أصحاب المسيّبي وأصحاب قالون} {أئمة بنبرة واحدة، زاد مصعب} [1] وإبراهيم بن قالون (2) ليس باستفهام واضطرب قول الأصبهاني عن أصحابه عن ورش في ذلك، فقال هاهنا وفي الأنبياء وفي الموضع الأول [9/ أ] من القصص: غير ممدودة، وقال في الموضع الثاني من القصص وفي السجدة: ممدودة، ولا يعرف أحد من أهل الأداء كروايته المدّ.
وأمّا أبو عمرو فروى ابن سعدان عن اليزيدي عنه في سورة القصص [41] {وجعلناهم أئمة ممدودة، وروى العبّاس بن محمد عن عمّه إبراهيم عن أبيه} [3]
اليزيدي: ولا يمدّها إلا أنها ليست باستفهام، وكذا قال ابن جبير عنه في مختصره.
وروى ابن غالب عن شجاع عنه بهمزة واحدة [ومدّة] غير مطوّلة.
حرف:
قرأ ابن عامر {لا إيمان لهم [12] بكسر الهمزة مصدرا. وقرأ الباقون بفتحها جمعا} [4].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {يعمروا مسجد الله [17] بغير ألف على التوحيد. وقرأ الباقون بالألف على الجمع} [5]، وكذلك روى الحلواني عن أبي عمر
__________
(1) مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري نسبة إلى الزبير بن العوام، ضابط محقق، قرأ على قالون.
(غاية) 1/ 229.
(2) إبراهيم بن عيسى بن قالون بن مينا المدني، قرأ على أبيه وعنه محمد بن عبد الله بن فليح.
(غاية) 1/ 22.
(3) هو: محمد بن يحيى اليزيدي، له من الأبناء أحمد والعباس والفضل وعبيد الله، لم يرو واحد منهم عنه القراءة، فأما أحمد فروى عن جده، وأما العباس فروى عن عميه عبد الله وإبراهيم، وأما عبيد الله فروى عن عمه إبراهيم وعن أخيه محمد. (غاية) 2/ 277.
(4) في كسر الهمزة انفرادة سبعية عن ابن عامر، والمعنى لا دين لهم ولا إسلام، أي لا دين ولا إسلام لهم، وبفتح الألف جمع يمين. يقول الشاطبي: ويكسر لا إيمان عند ابن عامر
انظر: (حجة القراءات) 315، و (التيسير) ص 96.
(5) فالإفراد إما على أن المراد المسجد الحرام خاصة، بدلالة قوله: وعمارة المسجد الحرام
بعده الآية (19)، أو على أن المسجد اسم جنس، فيدخل فيه جميع المساجد، والجمع إما على العموم، فيدخل المسجد الحرام، وغيره أو باعتبار المسجد الحرام لأنه قبلة لسائر المساجد.(3/1149)
عن اليزيدي (1) عن أبي عمرو، وأجمعوا من الطرق المذكورة عنهم على قوله {إنما يعمر مساجد الله [18] أنه بالألف على الجمع لأنه يريد سائر المساجد.
} {يبشّرهم [21] قد ذكر من قبل} [2].
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص عنه {وعشيراتكم [24] هاهنا بالألف على الجمع} [3]، واختلف عن أبي بكر وحده في المجادلة، فروى الشموني عن الأعشى عنه {عشيراتهم [المجادلة: 22] بالألف على الجمع. ونا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم هاهنا، وفي المجادلة على الجمع، فوافق ما رواه الشموني، وروى ابن غالب والتيمي عن الأعشى عن أبي بكر} {عشيرتهم على التوحيد} [4]. وكذلك روى المفضل وحمّاد عن عاصم وسائر الرّواة عن أبي بكر.
حرف:
قرأ عاصم والكسائي وأبو عمرو (5) في رواية عبد الوارث وحسين الجعفي
__________
والدليل: ووحّد حق مسجد الله الأولا.
انظر: (معاني القرآن) للنحاس ج 3ص 191، و (الكشف) ج 1، ص 500، و (التيسير) ص 96، و (حاشية الصاوي) ج 3، ص 58، و (قلائد الفكر) ص 55.
(1) وصاحب (الإتحاف) 2/ 88، نقل أيضا هذه الرواية وأضاف: وافقهم ابن محيصن واليزيدي.
قلت: وهي آحادية غير متواترة.
(2) في سورة (آل عمران) [3] في الآية [39]. انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 192، و (التيسير) ص 73.
(3) قلت: وقد انفرد بها شعبة في القراءة السبعية، وقرأ حفص والباقون بغير ألف على الإفراد، (النشر) ص 279. والدليل: عشراتكم بالجمع صدق انظر: ص 57.
(4) وقد أجمع على إفراد موضع (المجادلة) (التذكرة) ج 2ص 584، و (الإتحاف) ج 2ص 89.
(5) أورد الإمام الحافظ ابن مجاهد في كتابه عند هذا الحرف الخلف لأبي عمرو، وذلك من: رواية عبد الوارث عن أبي عمرو والأخرى عن اليزيدي عنه: فقال: = واختلف عن أبي عمرو وروى عبد الوارث عن أبي عمرو: {عزير منونا. أخبرنيه ابن أبي خيثمة عن القصبي عن عبد الوارث عن أبي عمرو بذلك، وروى اليزيدي وغيره عن أبي عمرو} {عزير ابن غير منون = أهـ.
(السبعة) ص 313. وأورد الحافظ المقرئ أبي العز القلانسي المتوفى سنة 521ذلك أيضا.
فقال: = قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وعبد الوارث وأبو أيوب الخياط} عزير بالتنوين، إلا أن ابن يزداد روى عن جبلة عن المفضل بغير تنوين، كالآخرين. = انظر: كتاب (إرشاد المبتدئ) ص 352الفقرة 2نقلا من كف، وانظر (التبصرة) ص 527. قلت: ورواية عبد الوارث وحسين غير مشهورة، انظر: (الانفرادات) 2/ 721.(3/1150)
{عزير ابن الله [30] بالتنوين، ولا يجوز ضمّه في مذهب الكسائي} [1] لأن ضمة النون بعد الساكن الذي بعده ضمّة إعراب وهي تنتقل. وروى التيمي (2) عن الأعشى عن أبي بكر بغير تنوين خالف الجماعة عن أبي بكر وعن الأعشى. وقرأ الباقون بغير تنوين.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية هبيرة عن حفص {يضاهؤون [30] بكسر} [3]
الهاء وهمزة مضمومة بينها وبين الواو. وقرأ الباقون (4) وهبيرة (5) عن حفص بضمّ الهاء من غير همز، وكذلك روى عيسى [-5] بن سليمان عن أبي بكر عن عاصم.
حرف:
وكلهم قرأ {اثني عشر شهرا [36] بفتح العين إلا ما رواه هبيرة} [7] عن حفص عن عاصم وابن جبير عن أصحابه عن نافع (8) أنهما قرآ {اثنا عشر شهرا
العين ساكنة والشين والراء محرّكة} [9]، وإذا سكنت العين لم يكن بدّ من زيادة المدّ
__________
(1) للكسائي في مذهبه عند الالتقاء ساكنين التخلص منه بالضم، إذا كان بعد الساكن الآخر ضمة لازمة. كقوله {خبيثة اجتثت (إبراهيم / 26)، فيحرك التنوين بالضم اتباعا للضمة التي بعده، ومنع له الضم هنا، وقد وقع بعد الباء الساكنة حرف مضموم، وذلك لأن ضمة النون عارضة، لكونها للإعراب، وليست لازمة، بخلاف ضمة التاء في} {خبيثة اجتثت فلذلك كسره هنا =.
انظر: (الدر النثير) ج 4ص 237236بتصرف يسير، و (النشر) ج 2ص 279.
ودليل الحرف قول الشاطبي: ونوّنوا عزير رضا نص وبالكسر وكلا. انظر: ص 57.
(2) رواية التيمي عن أبي بكر آحادية.
(3) حصل تقديم وتأخير في (ت)، وهو بكسر الهمزة والهاء مضمومة والصواب من (م).
(4) أي: (يضاهون) كقولك (يقاضون)، وبه قرأ الستة عدا عاصما.
الدليل: يضاهون ضم الهاء بكسر عاصم وزد همزة مضمومة عنه واعقلا. ص 58.
انظر: (الكشف) ج 1ص 502، و (النشر) ج 1ص 406، في باب الهمز المفرد.
(5) (5) و (6) لعاصم في} يضاهئون انفرادة سبعية، أما رواية هبيرة عن حفص وعيسى عن أبي بكر فهي غير متواترة انظر: (السبعة) ص 314، و (التيسير) ص 97.
(7) في (البحر المحيط) 5/ 38، عن ابن القعقاع وهبيرة.
(8) في (الانفرادات) 2/ 723عن نافع من رواية المسيبي من طريق ابن جبير. وإسماعيل من طريق ابن جبير.
(9) سكون العين لغة فصيحة سمعت من العرب، واستكرهت عند البعض من حيث الجمع بين ساكنين على غير حديهما. قلت: ولكنها قراءة متواترة مقبولة، رويت عن أبي جعفر من العشرة، وتعتبر انفرادة شاذة لمن رواها من السبعة لمخالفتها المتواترة عنهم. انظر: (الدر المصون) 6/ 44، و (النشر) 2/ 279، و (البدور الزاهرة) 1/ 385لسراج الدين بن النشار.(3/1151)
للألف قبلها (1) ليتميّز بذلك الساكنان ولا يلتقيان، قال لي أبو الفتح: ومثل الجماعة قرأت لهبيرة، وروى لي الفارسي عن أبي طاهر عن علي بن أحمد العجلي عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر {اثنا عشر شهرا يسكن الشين، وأظنه وهما من أبي هشام، ولم يذكر هذا الحرف أحد من أصحاب أبي بكر إلا ابن أبي أمية وحده، فإنه قال بنصب العين.
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني} [2]، وفي رواية قالون من طريق أحمد بن صالح وأبي سليمان (3) {إنما النسيء [37] بتشديد الياء من غير همز أبدل من الهمزة ياء وأدغم الياء الساكنة الزائدة التي قبلها فيها، وهو الذي لا يجوز في تسهيل مثل هذا غيره
__________
4.
وقرأ الباقون وورش من رواية الأصبهاني وقالون من غير رواية ابن صالح وأبي سليمان بالمدّ} [-5]، وكذلك روى إسماعيل والمسيّبي عن نافع وابن جبير عن أصحابه عنه.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {يضلّ به الذين كفروا [37] بضم الياء وفتح الضاد [10/ أ]. وروى الجيزي عن الشموني عن الأعشى بفتح الياء والضاد} [-6]، وروى من عامر [-7]
(1) أي بالمد المشبع لالتقاء الساكنين.
(2) انفرادة سبعية عن ورش من طريق الأزرق. قال الناظم: في باب الهمز المفرد:
وورش لئلا والنسي بيائه ... وادغم في ياء النسيّ فثقلا.
(إبراز المعاني) ص 153، و (سراج القارئ) ص 78، و (الإتحاف) 2/ 91، و (المحجة في تجويد القرآن مقرأ نافع ورواية ورش طريق الأزرق مذهب الداني) لمحمد الإبراهيمي.
(3) في النسخة (م) وأبو (وأبي) الأصح لضرورة الإعراب وهو: سالم بن هارون أبو سليمان الليثي المؤدب بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم، عرض على قالون، وعرض عليه ابن شنبوذ.
(4) (غاية) 1/ 301، وهذه الرواية عن قالون غير مشهورة وهي من انفرادات (جامع البيان).
(5) أي بالمد مع الهمز، وهي في السبعة للجماعة عدا ورش. (التيسير) ص 97، و (تلخيص العبارات) ص 99.
(6) أي بالبناء للمفعول من (أضل)، محتجين بقوله بعد: زين لهم، فهو أيضا لم يسم فاعله، والمعنى: أن كبراءهم يحملونهم على تأخير حرمة الشهر الحرام. (إعراب القراءات) 1/ 248، و (الكشف) 1/ 503، و (تقريب المعاني) 275.
(7) في الأصل طمس وفي (م) ابن عامر.(3/1152)
الموصلي (1) عن اليزيدي عن أبي عمرو (2) ومن قراءتي بضم الياء وكسر الضاد. وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الضاد (3). وكذلك روى سائر الرواة عن اليزيدي وعن الأعشى.
{طوعا أو كرها [53] قد ذكر من قبل} [4].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {أن يقبل منهم [54] بالياء، وكذلك حكى أبو عبيد عن نافع وعاصم بالياء وهو غلط منه عليهما. وقرأ الباقون بالتاء} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية الأعشى (6) وحسين الجعفي عن أبي بكر عنه {قل أذن [61] بالتنوين} {خير لكم [61] بالرفع. حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي، قال: حدّثنا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم} {أذن رفع منوّن} {خير لكم برفع. ونا جعفر قال: نا أبو طاهر، قال: نا عيّاش، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع} {أذن خير لكم رفع منوّن، وهو وهم} [7]. وقرأ الباقون {أذن خير لكم بغير تنوين وخفض الراء على الإضافة، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر عن عاصم وعن إسماعيل عن نافع.
__________
(1) هو: عامر بن عمر الموصلي أوقية، المقرئ صاحب اليزيدي، من الطبقة السادسة.
(معرفة 1/ 220وغاية 1/ 350).
(2) وروي هذا الوجه عن الأصمعي ومحبوب عن أبي عمرو ومن رواية أبي علي العطار عن السامري والطبري عن ابن مقسم بإسناده عن أوقية. انظر: (المستنير في القراءات) 2/ 724، و (بستان الهداة) 586، و (الانفرادات) 2/ 724.
(3) للبناء للفاعل، فأضافوا الفعل إلى الكفار.
قال الناظم:} يضلّ بضم الياء مع فتح ضاده. ... صحاب ولم يخشوا هناك مضللا.
(الكشف) ج 1ص 503، و (إبراز المعاني) ص 498.
(4) قوله تعالى أن ترثوا النّساء كرها سورة النساء (3) آية 19.
(5) وقراءة الياء والتاء متقاربتين ويشهد لها قول الشاطبي: وأن تقبل التذكير شاع وصاله. انظر:
ص 58.
و (إعراب القراءات) 1/ 249، و (التيسير) ص 97.
(6) انفرادة شاذة مخالفة للمتواتر عن عاصم من رواية الأعشى والمفضل والبرجمي.
انظر: (حجة القراءات) ص 319، و (المبسوط) ص 195، و (غاية الاختصار) 2/ 508، و (بستان الهداة) 586، و (الانفرادات) 2/ 728.
(7) انظر: (إعراب القراءات) 1/ 250.(3/1153)
حرف:
قرأ حمزة (1) {ورحمة للذين آمنوا [61] بالخفض، وروى ابن زربي} [2]
عن سليم عنه {ورحمة بالرفع خالف سائر أصحاب سليم. وقرأ الباقون بالرفع.} [3]
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (4) {ألم تعلموا أنه [63] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء.} [5]
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية المفضل (6) {إن نعف عن طائفة منكم [66] بالنون وفتحها ورفع الفاء} {نعذّب [66] بالنون وكسر الذال} {طائفة بالنصب. وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم} {إن يعف بالياء وضمها وفتح الفاء} {تعذب بالتاء وفتح الذال} {طائفة بالرفع.} [7]
__________
(1) انفرادة سبعية عن حمزة وفي رواية ابن زربي انفرادة شاذة لمخالفتها المتواتر عنه. (السبعة) 315.
(2) هو إبراهيم بن زربي الكوفي، قرأ على سليم وهو من جلة أصحابه، وقرأ عليه يحيى الضبي وأحمد الكاتب وعلي بن سلم. (غاية) 1/ 14.
(3) قراءة الخفض عطفا على {أذن خير، وقراءة الرفع على النسق، وقيل عطف على} {أذن، وقيل خبر لمبتدإ أي: (هو رحمة). (معاني القرآن) للفراء 1/ 444، و (إعراب القرآن) للنحاس 2/ 223، و (حجة القراءات) ص 320. الدليل: ورحمة المرفوع بالخفض فاقبلا. انظر: ص 58.
(4) رواية آحادية غير متواترة وذكرت في (المستنير في القراءات) 2/ 580، و (غاية الاختصار) 2/ 509، و (الانفرادات) 2/ 730.
(5) ومنهم عاصم في القراءة السبعية فهو كالجماعة بالياء.
(6) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 509.
(7) قراءة عاصم بنون العظمة في الموضعين، إخبار من الله تعالى عن نفسه، وقراءة الباقين بالياء في الأولى وبالتاء المضمومة في الثانية، على ما لم يسم فاعله، وفي الحرف انفرادة سبعية عن عاصم.
يقول الشاطبي:
} ويعف بنون دون ضم فاؤه ... يضم تعذب تاه بالنون وصل
وفي ذاله كسر وطائفة بنصب ... مرفوعة عن عاصم كله اعتلا.
انظر: ص 58.
انظر: (السبعة) ص 316، و (إعراب القراءات) 1/ 251، و (التيسير) ص 97، و (النشر) 2/ 280.(3/1154)
حرف:
قرأ الكسائي في رواية قتيبة (1) {وجاء المعذرون [90] بإسكان العين وتخفيف الذال. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر قال أخبرنا رزين} [2]
الوراق، قال: نا (3) أبو كريب (4) قال: نا أبو بكر، قال: قرأ عاصم {المعذرون
خفيفة} [5]، خالف رزينا في ذلك قاسم (6) المطرز، قال: نا أبو كريب قال: نا أبو بكر قال: قرأ عاصم {وجاء المعذرون يعني مشددا. وقال نا ابن أبي أمية عن أبي بكر، قال: قال عاصم: وزعم الكلبي} [7] أنها {المعذرون خفيفة} [8]، قال عاصم: ما رواه إلا (9) كما قال. وقرأ الباقون بفتح العين وتشديد الذال. (10)
__________
(1) في القراءة انفرادة شاذة عن الكسائي من رواية قتيبة وقد ذكرت من طريق النهاوندي عنه في (المبسوط) ص 195، و (حجة القراءات) ص 321، و (غاية الاختصار) 2/ 510.
(2) في (م) زرين ولعله: زريق بن أبي هارون تلميذ أبي كريب، ولم أعثر له على ترجمة. (غاية) 2/ 197.
(3) في (م) بدون أداة التحمل (نا).
(4) هو: محمد بن العلاء بن كريب أبو كريب الكوفي، ثقة، روى الحروف عن أبي بكر عن عاصم، وروى عنه القاسم بن زكريا وزريق بن أبي هارون، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 243هـ. (التقريب) 2/ 197، و (غاية) 2/ 197.
(5) انظر: (الغاية) ص 270، و (تفسير القرطبي) 8/ 143.
(6) هو: القاسم بن زكريا أبو بكر البغدادي المطرز، إمام مقرئ حاذق عارف، عرض على الدوري وغيره، وروى عنه ابن مجاهد وغيره، قال الذهبي: = كان ثقة حجة =، وقال ابن حجر: ثقة من الثانية، توفي في صفر سنة 305هـ. (التقريب) 2/ 116، و (غاية) 1/ 17.
(7) لعله: عيسى بن سعيد أبو الأصبغ الكلبي الأندلسي، مقرئ متصدر، عرض على أبي حفص الكتاني وأبي بكر الشذائي، وكان يقرئ في مسجده بقرطبة، توفي سنة 390هـ. (غاية 1/ 608).
(8) قال الفراء: وحدثني أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن صالح عن ابن عباس وأبي حفص الخراز عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه قرأ: المعذرون وعند النحاس قال: رواها أصحاب القراءات إلا أن مدارها على الكلبي. (معاني القرآن) للفراء 1/ 448، و (إعراب القرآن) 2/ 230.
(9) في (م) (لا كما) بدون همزة.
(10) من (المعتذرون) أدغمت التاء في الذال لقرب المخرجين، ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها.
(إعراب القرآن 2/ 230، و (حجة القراءات) 321.(3/1155)
حرف:
وكلهم قرأ {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله [90] بتخفيف الذال إلا ما رواه محمد بن شجاع عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه شدّد الذال، وهو وهم منه لأن أبا عبد الرحمن وأبا حمدون قد نصّا عن اليزيدي على تخفيف الذال.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو} {دائرة السوء [98] هاهنا، وفي الفتح} [1] بضم السين. وقرأهما الباقون بفتح السين. (2)
حرف:
قرأ نافع في رواية إسماعيل (3) وورش (4) وعاصم في رواية المفضل (5)
{ألا إنها قربة بضم الراء. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني محمد بن يونس} [6]، قال: نا ابن صدقة (7)، قال: نا أبو الأسباط (8)، قال:
نا عبد الرحمن (9) عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ {قربة لهم [99] مثقلا.
وقرأ الباقون ونافع في رواية المسيّبي وقالون} [10] بإسكان الراء، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر، ولا خلاف في ضمّ الراء من قوله {قربات عند الله [99].
__________
(1) السورة الكريمة رقم (48) آية (6)} عليهم دآئرة السّوء.
(2) (السّوء) بالفتح: معناه الفساد والرداءة، و (السّوء) بالضم معناه الضرر والمكروه.
الدليل: وحق بضم السوء مع ثان فتحها انظر: ص 58. و (البيان) 1/ 404.
(3) (المبسوط) ص 195، و (التذكرة) 2/ 359، و (الغاية) ص 270، و (حجة القراءات) ص 322.
(4) انفرادة سبعية عن ورش انظر: (التيسير) ص 97، و (النشر) 2/ 280.
(5) قلت وهي رواية آحادية غير مشهورة. انظر: (التذكرة) 2/ 359، (المستنير في القراءات) 581و (الانفرادات) 2/ 735.
(6) هو: محمد بن يونس أبو بكر الحضرمي البغدادي المطرز، مقرئ مشهور حاذق، روى عن إسماعيل بن يحيى، وعنه عبد الواحد بن أبي هاشم وغيره. انظر: (الغاية) 2/ 298.
(7) هو: أحمد بن محمد بن صدقة أبو بكر البغدادي، مشهور ثقة، قرأ على احمد بن جبير وغيره، وروى عنه محمد بن يونس وابن مجاهد وغيرهما. (غاية) 1/ 119.
(8) هو: إبراهيم بن محمد بن إسحاق، قرأ على قالون وعنه أحمد بن صدقة. (غاية) 1/ 23.
(9) هو: عبد الرحمن بن حماد، وقد سبقت ترجمته.
(10) الضم والإسكان لغتان: فالضم على الأصل، والإسكان للتخفيف.
(السبعة) ص 317، و (شرح الهداية) 2/ 232. قال في الحرز: وتحريك ورش قربة ضمة جلا.
انظر: ص 58.(3/1156)
حرف:
قرأ ابن كثير (1) {جنات تجري من تحتها الأنهار [100] في رأس الآية بزيادة من وخفض التاء، وكذلك في مصاحف المكّيين} [2]. وقرأ الباقون بغير من وفتح التاء، وكذلك في مصاحفهم. (3)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {إن صلاتك [103] هاهنا وفي هود [87]} {أصلاتك تأمرك على التوحيد وفتح التاء هاهنا، وقرأهما الباقون على الجمع وكسر التاء هاهنا، والتاء في هود مرفوعة بالإجماع.} [4]
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم في رواية المفضل وحمّاد {مرجون [106] و} {ترجي في الأحزاب [51] بهمزة مضمومة بعد الجيم} [5]، واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه العليمي والبرجمي ويحيى بن آدم وابن أبي أمية والمعلى بن منصور وابن جامع عن أبي حمّاد وخلّاد عن حسين عنه أنه همزها جميعا (6)، وقال موسى بن حزام عن يحيى عنه {مرجون [106] ربما همزها]، وقال} {ترجي مهموز، وقال ضرار عنه عن أبي بكر} {مرجون، لم
__________
(1) انفرادة سبعية عن ابن كثير. انظر: (التيسير) / 97، و (النشر) 2/ 280.
(2) انظر: (المقنع) 104، وزيادة (من) في الآية للتأكيد. قاله أبو منصور. (معاني القراءات) 214.
(3) وحذفت (من) للاختصار والمعنى واحد. قال صاحب الحرز: ومن تحتها المكي يجر وزاد من انظر: ص 58. و (معاني القراءات) ص 214، و (المقنع) ص 104.
(4) من قرأ بالتوحيد: (صلاتك) بمعنى الدعاء، أي: دعوت لهم حين يأتون بصدقاتهم، وهو مصدر، والمصدر يقع للقليل والكثير ويقويه،} {قل إن صلاتي ونسكي الأنعام (162).
ومن قرأ بالجمع بمعنى العبادة أي عبادتك ويقويه} وصلوات الرسول بالجمع.
قال صاحب الحرز: صلاتك وحد وافتح التا شذا علا ووحد لهم في هود.
(إعراب القرآن) 2/ 234، و (معاني القراءات) ص 214، و (شرح الهداية) 2/ 333، و (الكشف) ص 1/ 506.
(5) الهمز وتركه في (مرجون) لغتان. يقال: (أرجأ وأرجأته) و (أرجى وأرجيته) أي: أخرته.
ويحتمل أن يكونا أصلين بنفسها وتكون الياء بدلا من الهمزة.
انظر: (إعراب القرآن) 2/ 234، و (حجة القراءات) ص 323، و (الإتحاف) 2/ 98، و (الدر المصون) 6/ 118، و (الإتحاف) 2/ 98.
(6) وبالهمز قراءة شعبة في المشهور المتواتر. انظر: (التيسير) ص 97، و (تقريب المعاني) ص 277.(3/1157)
يذكر {ترجي. ونا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: نا عبد الله بن شاكر عن يحيى عن أبي بكر أنه لا يهمز} {مرجون و} {ترجي. ونا عبد الرحمن} [1] بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: قال ابن شاكر عن يحيى عن أبي بكر: إنه همزهما، وهذا هو الصواب، والذي في كتابي خطأ، وأظن أن «لا» وقعت عندي زائدة.
وروى الكسائي ويحيى الجعفي عن أبي بكر (2) أنه لم يهمز {مرجون وهمز} {ترجي، وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى ضد ما روياه أنه همز} {مرجون، ولم يهمز} {ترجي، وقال التيمي عن الأعشى} [3] {مرجون مهموز، ولم يذكر} {ترجي، وروى يزيد بن عبد الواحد} [4] عن أبي بكر {ترجي غير مهموز. حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي} [5]، قال: نا محمد بن العلا (6) قيل لأبي بكر قرأ عاصم {مرجون مهموز، قال: نعم. وقرأ الباقون بغير همز في الحرفين.} [7]
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {والذين اتخذوا [107] بغير واو قبل} {والذين
وكذا في مصاحف} [8] المدينة والشام. وقرأ الباقون {والذين بزيادة واو، وكذا في مصاحفهم.
__________
(1) لم أقف عليه بعد البحث.
(2) وجه عنه آحادي بترك الهمز.
(3) في التذكرة 2/ 360، وقرأ الأعشى بالهمز هاهنا، وبغير همز في (الأحزاب).
(4) لم أقف عليه بعد البحث.
(5) هو: محمد بن الحسين بن حفص أبو جعفر الكوفي الخثعمي الأشناني المعدل، مقرئ مشهور، ثقة، أخذ عن إبراهيم بن سليمان وأبي الأسباط المعلم، وعنه محمد بن الحسن وأحمد بن محمد وأبو القاسم بن أبي بلال وابن مجاهد والنقاش وأبو طاهر بن أبي هاشم، مات سنة 315هـ.
(غاية) 2/ 130.
(6) هو: محمد بن عمر بن وليد، وقد تقدمت ترجمته.
(7) قال صاحب الحرز: ترجئ همزه صفا نفر مع مرجئون وقد حلا انظر: ص 58.
(8) من قرأ بدون واو في} {والذين فهو مبتدأ والخبر مضمر أو بالعكس، ولا يحسن أن يكون} {الذين في هذه القراءة بدلا من} {وآخرين، لأن} {آخرين ترجى لهم التوبة، و} {الذين اتخذوا لا ترجى لهم توبة، لقوله} {لا يزال إلى أن تقطع قلوبهم، لأنهم من كبار المنافقين، كأبي عامر الراهب. ومن قرأ بالواو:} والذين فهو عطف جملة على(3/1158)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {أفمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسّس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظلمين [109] بضم الهمزة وكسر السين} {من أسّس، ورفع النون من} {بنيانه
في الموضعين. وقرأ الباقون بفتح الهمزة والسين ونصب النون} [1].
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة وعاصم في رواية المفضل (2) وحمّاد (3) {جرف
[109] بإسكان الراء. واختلف عن أبي بكر فروى البرجمي والأعشى وحسين الجعفي وابن أبي حمّاد وهارون بن حاتم} {جرف بضم الراء} [4]، وكذلك روى ضرار وحده عن يحيى عنه.
نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم {جرف مثقل. ونا الفارسي قال:
نا عبد الواحد قال: نا ابن حاتم، قال هارون، قال أبو بكر عن عاصم} {جرف
مشدد، قال أبو عمرو: يريد مثقل الراء مضمومة، وذلك مجاز واتّساع لأن الضم ثقيل والثقيل والشديد ضدّهما خفيف ومعناهما سواء. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر قال:
نا أبو بكر عن الزينبي عن خلّاد وعن القاضي عن هارون جميعا عن حسين عن أبي بكر عن عاصم} {جرف مثقل. وقال خلاد: هذا خطأ من حسين. وأنا أبو طاهر،
__________
جملة، والمعنى} {منهم من عاهد الله و} {منهم من يلمزك ومنهم من} {يؤذي النبي ومنهم} {آخرون مرجون، ومنهم} {الذين اتخذوا مسجدا. (إعراب القرآن) 2/ 234، و (الكشف) 1/ 507، و (المقنع) ص 104، و (الدر المصون) 6/ 119، و (الإتحاف) 2/ 96.
قال في الحرز: وعم بلا واو الذين وقال في نظم العقيلة ودون واو الذين الشام والمدني.
انظر: ص 58. انظر: (الوسيلة) ص 239.
(1) القراءتان متقاربتان وترجعان لمعنى واحد، أحدهما: بناء الفعل للفاعل، والآخر بناء الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله ويشهد لها الآية قبلها} لمسجد أسس على التقوى، فالجميع قرأه بالضم. (شرح الهداية) ص 334333، و (التيسير) ص 98، و (الدر المصون) 6/ 123، (المستنير) 1/ 234. قال في الحرز عطفا على الشطر الأول من البيت وضم في من أسس مع كسر وبنيانه ولا انظر: ص 58.
(2) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 511.
(3) (الغاية) ص 272، و (المبسوط) ص 196.
(4) وجه عن شعبة بضم الراء. انظر (غاية الاختصار) 2/ 511، و (المستنير في القراءات) / 582.(3/1159)
قال: حدّثني محمد بن يونس، قال: ابن صدقة (1) قال: نا أبو الأسباط (2)، قال: نا عبد الرحمن (3) عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {جرف مثقل، وروى غير هؤلاء عن أبي بكر} {جرف بإسكان الراء، وكذلك روت الجماعة عن يحيى} [4] عنه، وقرأ الباقون بضم الراء، كذلك روى الداجوني عن أصحابه عن هشام. (5) [10/ ب]
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية هشام وعاصم في رواية حفص (6)
وحمزة باتفاق من أصحاب سليم {هار [109] بإخلاص الفتح} [7]، وحكى ابن الجهم عن خلف عن سليم أنه كانت الإمالة والفتح عنده سواء، واختلف عن ابن ذكوان عن ابن عامر، فروى عنه التغلبي من روايتنا عن الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عنه بغير إمالة، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد (8): ليس عندي عن ابن عامر في {هار [109] شيء، وروى النقّاش وأبو العبّاس البلخي والأخفش عنه بإخلاص الفتح} [9]، وروى الشاميّون وابن شنبوذ عن الأخفش بإمالة فتحة «الهاء».
وقال الأخفش في كتابه الخاص (10): {هار يشمّ الراء شيئا من الكسر، ولم يذكر ذلك في كتابه العام} [-10]، وبإمالة خالصة قرأت له من طريق الشاميين، كذلك روى
__________
(1) هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، تقدمت ترجمته.
(2) هو: أبو الأسباط المعلم ذكره صاحب (غاية النهاية) 1/ 173و 370بدون ترجمة.
(3) هو: عبد الرحمن بن سكين، وقد تقدم.
(4) رواية يحيى عن أبي بكر بالإسكان مذكورة في (المبسوط) ص 196، و (التذكرة) 2/ 360، و (الغاية) ص 272، وقراءة الإسكان لشعبة هي اختيار المؤلف في (التيسير) ص 98، وعليها العمل والشاطبي في الحرز، حيث قال: وجرف سكون الضم في صفو كامل انظر ص 58.
(5) قال صاحب غاية الاختصار 2/ 511 جرف خفيف شامي، إلا الداجوني عن هشام، فعلم من عكس الترجمة أن الداجوني يقرأ لهشام بالضم، وهذا الخلف لهشام مذكور له من طريق العشرة الكبرى عند ابن الجزري، انظر: (البدور الزاهرة) 1/ 392، و (المهذب في القراءات العشر) 285.
(6) سقط من (م) اسم حفص.
(7) والعمل لهم كذلك في القراءة السبعية. انظر: (السبعة) ص 319، و (البدور الزاهرة) ص 140.
(8) انظر: السبعة ص 319.
(9) وعند ابن الجزري في (النشر) 2/ 57، وجه الإمالة في الهاء لابن ذكوان هو مذهب العراقيين.
(10) (10) و (11) كتابا الخاص والعام لهارون بن موسى الأخفش، لم أعثر عليهما.(3/1160)
محمد بن موسى (1) عن ابن ذكوان (2).
واختلف عن نافع، فروى الحلواني وأبو سليمان عن قالون (3) أنه يشمّها شيئا من الكسر. وقال أحمد بن صالح عنه الهاء مفتوحة وسطا من ذلك، وكذا عن ورش بالإمالة الخالصة قرأت لقالون (4) من طريق الحلواني عنه، وروى المسيّبي عن أبيه وابن سعدان من رواية المروزي عنه عن المسيّبي بفتح الهاء (5). وكذلك روى ابن جبير، عنه وعن الكسائي عن إسماعيل. ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن هارون. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا محمد بن جابر (6)، قالا: نا الباهلي، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع {هار مكسورة، وكذلك روى عيّاش عن أبي عمر عنه، وهذا يدلّ على الإمالة الخالصة.
وروى خلف وابن سعدان من رواية ابن واصل عن المسيّبي بين الكسر والتفخيم، وكذلك روى أبو عبيد عن إسماعيل، وكذلك روى أصحاب ورش} [7] عنه ما خلا الأصبهاني، فإنه قال عن أصحابه عنه {هار بالتفخيم، وقرأت أنا في رواية إسماعيل من طريق ابن مجاهد، وفي رواية المسيّبي من غير طريق ابن سعدان بين الفتح والإمالة، وقرأت لإسماعيل من طريق ابن فرح والمسيّبي من طريق ابنه بإخلاص الفتح} [8].
__________
(1) هو: محمد بن موسى بن أبي عمارة الصوري الدمشقي، مقرئ مشهور، ضابط، أخذ القراءة عرضا عن ابن ذكوان وغيره، وروى القراءة عنه عرضا محمد الداجوني والحسن المطوعي، مات سنة 307هـ. (غاية) 2/ 268.
(2) وفي (التيسير) ص 98اختار له وجه الإمالة فقط، وله من طريق الشاطبية الوجهان وعليه العمل، (النشر) 2/ 57، و (سراج القاري) / 114.
يقول أبو القاسم الشاطبي: وهار روى مرو بخلف صد حلا
(3) وجه عن قالون: بالتقليل في الألف، ولكنه لم يشتهر عنه.
(4) وجه عن قالون: بالإمالة المحضة وهو المتواتر عنه وعليه العمل، ولم يمل في القرآن إمالة كبرى إلا هذه الكلمة. انظر: (سراج القاري) / 144، و (البدور الزاهرة) / 138.
(5) وجه ثالث عن قالون بالفتح الخالص، ولم يشتهر عنه إلا من طريق طيبة النشر. انظر: (البدور الزاهرة) للنشار 1/ 392.
(6) هو: أحمد بن محمد بن جابر، روى القراءة عن ابن بدر بن النفاخ، وروى عنه فارس بن أحمد (غاية) 1/ 109.
(7) في (المستنير في القراءات) ص 582، وجه التقليل لورش من طريق المصريين، وكذا في (النشر) 2/ 57، حيث قال فيه صاحبه: وإمالة الأزرق عن ورش بين بين
قلت: وعلى ذلك أهل الأداء وعليه العمل. انظر: (البدور الزاهرة) ص 138.
(8) وجه عن ورش بإخلاص الفتح، ولكنه لم يشتهر عنه في القراءة السبعية.(3/1161)
واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه الأعشى {هار بفتحه} [1]، وكذلك روى ابن جبير عن الكسائي عنه، وروى عنه العليمي والبرجمي ويحيى بن آدم من رواية خلف والصريفيني والعجلي وابن حزام وابن شجاع عنه بإمالة فتحة الهاء، وترجم أصحاب يحيى عن ذلك بكسر الهاء والألف، وروى أبو عبيد عن الكسائي عنه بإشمام الكسر (2). وبالإمالة الخالصة قرأت في رواية الكسائي عنه، وبذلك قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي عمرو والكسائي من سائر طرقه. قال أبو عمرو:
والراء في هذه الكلمة كانت في الأصل لاما من الفعل، ثم صارت عينا منه بالقلب، وذلك أن الأصل كان في {هار وهاير} [3] على مثال فاعل، وجعلت لامه عينا وعينه لاما، فصار هاري، فاستثقلت الضمة على الياء فأزيلت عنها، فبقيت ساكنة والتنوين بعدها ساكن، فحذفت للساكنين، فبقي {هار على لفظ فعل مثل نار، والألف الممالة قبل الراء المجرورة منقلبة عن واو. وقيل عن ياء والواو أكثر.
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة والمفضل} [4] وحفص عن عاصم {إلا أن تقطع
[110] بفتح التاء. وكذلك روى ابن عطارد عن أبي بكر} [5] والتيمي، ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عنه، وقرأ الباقون: بضم التاء (6)، وكذلك [11/ أ] روت الجماعة عن أبي بكر عن الأعشى عنه.
{فيقتلون ويقتلون [111] قد ذكر من قبل} [7].
__________
(1) وجه عن شعبة، ولم يشتهر عنه.
(2) وجه آحادي عن شعبة بالتقليل.
(3) وبالإمالة العمل في روايته. انظر: (التيسير) 98، و (سراج القاري) / 114.
(4) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 512.
(5) وجه عن شعبة بفتح التاء غير مشهور.
(6) من قرأ بفتح التاء فأصل الفعل (تتقطع)، فحذفت الثانية، وقيل الأولى للتخفيف، وفاعله (قلوب). لأنها هي المتقطعة بالبلاء. ومن قرأ بضم التاء، فأصل الفعل (قطّع)، بني للمفعول على ما لم يسم فاعله. (وقلوبهم) نائب فاعل. ورواية الجماعة عن أبي بكر هي قراءته في السبعة.
انظر: (السبعة) لابن مجاهد ص 319، و (الكشف) 1/ 508، 509، و (الدر المصون) 6/ 127.
قال في الحرز: تقطع فتح الضم في كامل علا انظر: ص 58.
(7) انظر حرف وقاتلوا وقتلوا آل عمران آية (195) في (جامع البيان) ت طلحة ص 232، و (التيسير) ص 77، فحمزة والكسائي يبدأ ان بالمفعول قبل الفاعل والباقون بالفاعل قبل المفعول.(3/1162)
حرف:
قرأ حمزة وحفص عن عاصم {يزيغ قلوب فريق [117] بالياء، وكذلك روى ابن جنيد عن ابن أبي حمّاد، والأعشى عن أبي بكر عن} [1] عاصم. وقرأ الباقون بالتاء (2).
حرف:
قرأ عاصم في رواية جبلة (3) عن المفضل من قراءتي {فيكم غلظة
[123] بفتح الغين. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد} [4]، قال: نا محمد بن علي الخراز قال: نا محمد بن يحيى القطيعي، قال: نا سعيد بن أوس عن المفضل عن عاصم (5) أنه قرأ {غلظة بفتح الغين. وقرأ الباقون بكسرها} [6].
حرف:
قرأ حمزة {أولا ترون [126] بالتاء} [7]. وقرأ الباقون بالياء (8).
__________
(1) وجه عن شعبة بالياء، والقراءة له بالتاء. انظر: (التيسير) ص 98.
(2) وجاز التذكير والتأنيث في الفعل (تزيغ)، لأن الفاعل (قلوب) مؤنث غير حقيقي. ومما قيل في أوجه إعراب وتوجيه القراءتين: إن قراءة الياء يكون (كاد) ضمير الشأن، والحديث هو اسمها، وقيل اسمها ضمير القوم أو الجمع الذي دل عليه ذكر المهاجرين والأنصار، وجملة (يزيغ قلوب) فعل وفاعل في موضع نصب خبر كاد. وقراءة التاء: على التقديم، والتقدير: من بعد ما كاد قلوب فريق تزيغ، (فكاد) ضمير الشأن، وقلوب اسمها. وأنث التأنيث الجمع، وتزيغ خبر مقدم. يقول الشاطبي: يزيغ على فصل انظر: ص 58، و (إعراب القراءات) 1/ 257، و (حجة القراءات) ص 325، و (البيان) 1/ 406، و (الدر المصون) 6/ 133.
(3) هو: جبلة بن مالك بن جبلة، من أهل الضبط، قرأ على المفضل الضبي، وروى عنه أبو زيد عمر ابن شبة النميري (غاية) 1/ 190.
(4) انظر كتاب السبعة ص 320، وكذلك ذكرت رواية فتح الغين لعاصم في غلظة في كتاب (التذكرة) 2/ 361، و (غاية الاختصار) 2/ 512، وفي (الدر المصون) 6/ 140، وذكر مؤلفه أنها رواية الأعمش، وأبان بن تغلب والمفضل عن عاصم.
(5) انفرادة شاذة عن عاصم لمخالفتها المتواتر عنه، وعن الجمهور. انظر: المصادر السابقة.
(6) قراءة الجمهور ومنهم عاصم في قراءته السبعية بالكسر، وهي لغة أسد.
وبالفتح: لغة الحجاز. وقرئ بالضم لأبي حيوة والسلمي وابن أبي عبلة، والمفضل وأبان في رواية عنهما وهي لغة تميم. (الدر المصون) 6/ 140.
(7) أي تاء المخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم. والمراد المؤمنون على جهة التعجب. والمعنى:
أولا ترون أيها المؤمنون أن الكفار يفتنون في كل عام، وفيها انفرادة سبعية عن حمزة.
(التذكرة) 2/ 361، و (شرح الهداية) 2/ 335، و (الدر المصون) 6/ 141، و (الإتحاف) 2/ 100، و (المستنير) 1/ 238.
(8) أي ياء الغيبة رجوعا على الكفار الذين في قلوبهم مرض. وقيل إن الله تعالى أخبر النبي صلى(3/1163)
في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنتان أولهما {معي أبدا [83] أسكنها عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة والكسائي، وفتحها الباقون} [1] وعاصم في رواية حفص والمفضل (2). {معي عدوّا [83] فتحها حفص} [3] والمفضل (4) عاصم، وأسكنها الباقون وأبو بكر وحمّاد عن عاصم، وليس فيها ياء محذوفة.
__________
الله عليه وسلم عن الكفار، وهم في حين الإخبار غيب، وكره بعضهم الابتداء به، لأنه راجع إلى الكفار.
(التذكرة) 2/ 361، و (شرح الهداية) 2/ 335، و (التيسير) 98، و (الإتحاف) 2/ 100.
قال صاحب الحرز: يرون مخاطب فشا انظر: 58.
(1) انظر: السبعة ص 320، والتيسير) ص 98.
(2) قلت: وفي فتح الياء انفرادة سبعية عن حفص: انظر: (السبعة) ص 320، و (التيسير) ص 98.
(3) (التذكرة) 2/ 361.
(4) المصادر السابقة. قال صاحب الحرز: ومعي فيها بياء حملا انظر: ص 58.(3/1164)
ذكر اختلافهم في سورة يونس (1) (2) عليه السلام
حرف:
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم من غير رواية هبيرة والكسائي والبرجمي (3) والأعشى (4) عن أبي بكر {الر [1] و} {المر [الرعد: 1] بإخلاص الفتح في جميع القرآن، وقال الخزاعي عن أصحابه:} {الر مفتوحة مفخّمة} [5] غير الشديدة، وقال ابن اليتيم (6) عن حمزة عن حفص: {المر خفيف تام غير مكسور} [7]
ولا يمدّ الراء في كل القرآن. وروى هبيرة (8) عنه الراء بالكسر في كل السور
__________
(1) مكية إجماعا، وتسمى السابعة، لأنها سابعة السبع الطوال. قيل: إلا ثلاث آيات من قوله فإن كنت في شك مما إلى آخرها وآيها مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع عند الباقين، ومقصودها وصف الكتاب بأنه من عند الله، لأن غيره لا يقدر على شيء منه، وذلك دال على أنه واحد في ملكه لا شريك له. وتمام الدليل على هذا قصة قوم يونس على نبينا وعليه وعلى جميع الأنبياء أفضل الصلاة وأزكى التسليم. (البيان في عد آي القرآن) ص 163، و (مصاعد النظر) 2/ 162 و (التحبير في علم التفسير) 172، و (موسوعة فضائل سور وآيات القرآن) 1/ 187.
(2) شرع المؤلف هنا في بيان ما للقراء السبعة في الحروف المقطعة حروف التهجي التي في أوائل السور وموضع (يونس) هنا هو الموضع الأول الذي فيه الخلاف إذ موضعا (البقرة والأعراف) قبله لا خلاف فيهما من حيث الرواية والأداء، إلا من حيث المعنى والتفسير والإعجاز، فهناك أقوال عدة للعلماء مبثوثة في الكتب. انظر: (الجامع) للقرطبي 1/ 108، و (معترك الأقران) 1/ 56، و (براعة الاستهلال) 91. والمؤلف تعرض هنا لحكم الراء وفي نظائرها في أوائل (هود ويوسف وإبراهيم والحجر)، فالحكم واحد في الكل، وهو دائر بين الفتح والتقليل والإمالة. وخص موضع (الرعد) هنا بالذكر لزيادة الميم فيه.
قال الشاطبي: وإضجاع را كل الفواتح ذكره حمى غير حفص. انظر: ص 58.
(3) فائدة: ليس للبرجمي عن أبي بكر إمالة إلا في لفظة (أعمى) الأول في (الإسراء) [72] انظر:
باب إمالات عاصم (غاية الاختصار) 1/ 281.
(4) والأعشى عن أبي بكر عن عاصم لا يميل فواتح السور. انظر (غاية الاختصار) 1/ 280.
(5) في (م) مفخم.
(6) الحسن بن المبارك أبو القاسم الأنماطي المعروف بابن اليتيم البغدادي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عمرو بن الصباح صاحب حفص، وعلى عبيد وروى القراءة عنه أحمد بن سهل الأشناني وابن شنبوذ. (غاية 1/ 229).
(7) يقصد بالكسر هنا الإمالة.
(8) رواية هبيرة عن حفص عن عاصم ذكرها ابن مجاهد في كتاب (السبعة) ص 322.(3/1165)
و {المر وقال الكسائي} [1] عن أبي بكر: إنه لم يكسر حرفا من حروف الهجاء إلا {طه [طه: 1]، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف} [2]
عن يحيى عن أبي بكر {الر مكسورة الراء، وقال لي الفارسي عن أبي طاهر عن أبي بكر عن ابن واصل عن كتاب خلف، قال: يكسر عاصم} {الر و} {المر يكسرها على الهجاء.
قال ابن واصل: وفي كتاب ابن سعدان بالفتح: نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن يونس، قال: نا ابن صدقة، قال: نا أبو الأسباط، قال:
حدّثنا عبد الرحمن عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكسر الراء، وكذلك روى العليمي} [3] عنه وشعيب بن أيوب عن يحيى [-3] عنه فيما قرأت، وكذلك روى حمّاد (5)
والمفضل (6) عن عاصم، واختلف عن نافع فروى ورش عنه من غير رواية الأصبهاني (7) {الر و} {المر بين الفتح والإمالة، وقال داود عنه: لا فتح شديد ولا بطح.
وروى الأصبهاني عن أصحابه عنه} {الر بالفتح، وقال أحمد بن صالح عنه بكسر الراء. وقال أبو الأزهر وأبو يعقوب} [8]: {الر و} المر كما يخرج من الفم
__________
(1) ورواية الكسائي عن أبي بكر عن عاصم بفتح الراء، ذكرها الإمام طاهر بن غلبون في (تذكرته) 2/ 362.
(2) رواية خلف عن أبي بكر ذكرها ابن مجاهد في (السبعة) ص 322، وأبو منصور الأزهري في (معانيه) ص 219، حيث قال: = وكذلك روى خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالكسر.
(3) (3) و (4) العليمي ويحيى بن آدم كلاهما عن أبي بكر عن عاصم رويا الإمالة في الراء في فواتح السور، حيث جاء انظر: (المستنير في القراءات) ص 585، و (غاية الاختصار) أول سورة يونس 1/ 278، 279وفي (النشر) 2/ 67، عن العليمي فقط عن أبي بكر بإمالة بين بين.
(5) وفي (المبسوط) ص 198، نقل له الإمام أبو بكر بن مهران أيضا وجه التقليل. حيث قال: قرأ عاصم في رواية حماد بين الفتح والكسر. وكذا. (غاية الاختصار) 1/ 180.
(6) انظر باب (إمالات عاصم) رواية المفضل في (غاية الاختصار) 1/ 281.
(7) وجه الفتح هو رواية الأصبهاني عن ورش حتى من طريق طيبة النشر، وقد انفرد الهذلي عنه بالتقليل بين بين. انظر: (بستان الهداة) ص 258، و (النشر) 2/ 68، و (الإتحاف) 1/ 285.
(8) وجه التقليل هو رواية أبي يعقوب الأزرق عن ورش وهي المعتمدة لدى الداني والشاطبي انظر:
(التيسير) ص 98، يقول أبو القاسم الشاطبي: وذو الراء لورش بين بين انظر: ص 58.(3/1166)
فيما بين ذلك وسطا بين اللفظ، وقال أحمد (1) عن ورش وقالون لا يفخم الراء، وروى المسيّبي (2) عن نافع {الر [1] مفتوحة، وليست ممدودة.
وقرأت في رواية القاضي عن قالون وفي رواية أبي عون عن الحلواني عنه، وفي رواية ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل، وفي رواية ابن سعدان عن المسيّبي} {الر و} {المر [الرعد: 1] بين بين. وقرأت في رواية الباقين عن الثلاثة عن نافع بإخلاص الفتح، وكذلك روى الحلواني وأبو سليمان عن قالون} [3]، وهو قياس قول سائر أصحابه عنه.
وقرأ الباقون وهم ابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي بإمالة (4) فتحة الراء في جميع القرآن، وكذلك روى أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عن هشام (5) عن ابن عامر، وروى لي عن قراءته على أبي
__________
ويقول الشيخ محمد المتولي في كتابه (هداية المريد إلى رواية أبي سعيد) وهو شرح على منظومة الشيخ محمد المتولي في رواية ورش من طريق الشاطبية ص 23، (وتوراة مع را في الفواتح حاوها. المعنى: أنه قلل لفظ التوراة، حيث أتى، وقلل أيضا راء فواتح السور الست.
وقد روى الخلف عن الأزرق من طريق العشرة الكبرى، كما في شرح (طيبة النشر) للعلامة ابن الجزري ص 121، 129، حيث قال: وقلل الراء ورءوس الآي (جف) وقال: خلفهما را جد وإذ ها يا اختلف عطفا على ورا الفواتح أمل. وانظر: (النشر) 2/ 68، و (الإتحاف) 1/ 285. و (المحجة) ص 177.
(1) انظر (السبعة) ص 322.
(2) المصدر السابق و (بستان الهداة) ص 258.
(3) في (النشر) وجه الفتح عن قالون هو من رواية العراقيين من جميع الطرق، وكذا بعض المغاربة، وعليه العمل ووجه التقليل. فمن رواية جمهور المغاربة، وانفرد صاحب المبهج عن أبي نشيط عن قالون بالإمالة المحضة. انظر: (الاختيار في القراءات العشر) 2/ 440، و (التيسير) ص 98، و (بستان الهداة) ص 257، و (النشر) 2/ 67.
(4) إمالة محضة تخفيفا، فيقولون آلر. والإمالة لغة: لغير أهل الحجاز: وعلة إمالة هذا النوع: أن الألف التي من هجاء (راء) في تقدير ما أصله الياء، لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها (الكشف) 1/ 186، (حجة القراءات) ص 327.
قال في الحرز: واضجاع را كل الفواتح ذكره حمى انظر: ص 58.
(5) وجه بالإمالة عن هشام من طريق الجمهور وعليه المغاربة والمصريين قاطبة، وأكثر العراقيين، وهو اختيار الداني وابن الجزري قولا واحدا في (الراء) من أوائل السور. قلت: وعليه العمل.
انظر: (التيسير) ص 98، و (غاية الاختصار) 1/ 273، و (بستان الهداة) ص 258، و (النشر) 2/ 66، 67، و (الإتحاف) 2/ 103.(3/1167)
الحسن عن أصحابه عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر بإخلاص الفتح (1)، والذي نصّ عليه هشام في كتابه الإمالة (2) وهو الصحيح عنه.
حدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {المر مكسورة الراء، ولا يعرف أهل الأداء عنه غير ذلك. وقال الأخفش في [11/ ب] الخاصّ عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر} [3]
{المر يشمّ الراء شيئا من الكسر، وقال عنه في كتابه العامّ} {الر يختلس كسرة الراء وسطا بين ذلك، وقرأت من طريقه بإخلاص الإمالة، وعلى ذلك أهل الأداء عنه.
حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر والمفضل} [4] عن عاصم {لسحر مبين
[2] بغير ألف، وكذلك روى الجيزي عن الشموني عن الأعشى وحسين الجعفي عن أبي بكر} [5]. وقرأ الباقون (6) {لساحر بالألف، وكذلك روى أصحاب الشموني وأبي بكر عنه.
حرف:
قرأ ابن كثير} [7] في رواية قنبل (8) والحلواني عن القوّاس (9) {ضياء [5] هاهنا وفي الأنبياء [48]} {بضياء في القصص [71] بهمزة مفتوحة بعد الضاد في الثلاثة المواضع. وقال لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد} [10]: وكذلك قرأت على
__________
(1) ممن نقل لهشام الوجهين ابن الجندي في (البستان) ص 257، ونقل له وجه الفتح فقط الهذلي وأبو العز والحافظ أبو العلاء. انظر: (النشر) 2/ 6766.
(2) لم أجده ولعله مفقود.
(3) انظر: (المبسوط) ص 198.
(4) انظر: (المستنير في القراءات) ص 585، و (غاية الاختصار) 2/ 513.
(5) وجه غير مشهور لشعبة القراءة بغير الف.
(6) ومعهم عاصم من بقايا طرقه في السبعة بألف بعد السين على وزن (فاعل) ومعناه: قال الكافرون: إن هذا الرجل لساحر مبين، ومن قرأ (سحر) على وزن فعل معناه قال الكافرون إن هذا (الكلام) يعنون الوحي. قال صاحب الحرز: ساحر ظبى انظر: ص 98.
(شرح الهداية) 2/ 336، و (التيسير) 98.
(7) انظر: (السبعة) ص 323.
(8) انفرادة سبعية عن قنبل وقد ذكرت في (التيسير) ص 98، و (غاية الاختصار) 2/ 514.
يقول صاحب الحرز: وحيث ضياء وافق الهمز قنبلا انظر: ص 59.
(9) انظر: (حجة القراءات) ص 328.
(10) انظر: (السبعة) ص 323.(3/1168)
قنبل، وهو غلط، قال: وكان أصحاب البزّي وابن فليح ينكرون {ضئاء ويقرءون مثل قراءة الناس ذلك} {ضياء، وقال أحمد بن عبد الرحمن} [1] الولي: قرأت على الزينبي (2) عن قنبل بهمزتين كما قال ابن مجاهد والجماعة عنه. نا عبد العزيز بن محمد المقرئ قال: نا عبد الواحد بن أبي هشام قال: حدّثني الحسن بن محمد المهلبي (3)، قال: نا محمد بن العبّاس بن بسام (4) قال: نا أحمد بن يزيد الحلواني عن القوّاس عن أصحابه عن ابن كثير {ضياء بهمزة الياء ثم يمدّ ثم يهمز، ومثله} {بضياء بهمزة الياء ثم يمدّ ثم يهمز، وروى أبو ربيعة عن صاحبيه قنبل والبزّي والزينبي عن قنبل ممدودة مهموزة. وكذا قال البزّي في كتابه} [5]. وروى الخزاعي عن أصحابه بغير همز يريد بعد الضّاد.
ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد (6)، قال: أخبرني الخزاعي عن عبد الوهاب بن فليح عن أصحابه عن ابن كثير والبزّي عن ابن كثير أنهم لا يعرفون إلا همزة واحدة بعد الألف في {ضياء. وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم} {يفصل الآيات [5] بالياء} [7]، وقرأ الباقون بالنون. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد (8)، قال:
__________
(1) هو: أحمد بن عبد الرحمن الولي أبو بكر العجلي، مقرئ ثقة ضابط، قرأ على أبيه والزينبي وابن مجاهد وغيرهم، وعنه إبراهيم الطبري وغيره، توفي سنة 350هـ. (غاية) 1/ 66.
(2) انظر (الاختيار) 2/ 440.
(3) لم أجده بعد البحث.
(4) هو: محمد بن العباس بن بسام، ثقة، مشهور متصدر، أخذ عن أحمد اليزيدي وغيره، وروى عنه حسين المؤدب وغيره، (غاية) 2/ 157.
(5) الكتاب أحد مصادر الجامع، ولعله مفقود.
(6) انظر: (السبعة) ص 323.
(7) قراءة الياء: فيها إخبار عن فعل الله ومناسبة مع قوله تعالى قبله: {ما خلق الله ذلك إلا بالحق فجعلوا الفعل مسندا إليه بلفظ التوحيد.
وقراءة النون: نون العظمة فهو فعله تبارك وتعالى، وفيها معنى الالتفات من الغيبة إلى التكلم، ومناسبة لقوله:} أن أوحينا قبله. (معاني القراءات) 219، و (شرح الهداية) 2/ 337، و (حجة القراءات) 328، و (الدر المصون) 4/ 154. قال في الحرز: = نفصل يا حق علا = انظر:
ص 59.
(8) انظر: (السبعة) ص 323.(3/1169)
حدّثني مضر (1) بن محمد عن البزّي (2) عن أصحابه عن ابن كثير بالنون. ونا محمد، قال: نا أحمد، قال: حدّثني الحسن بن مخلد عن البزّي بالياء، وكذلك روى عنه أبو ربيعة والخزاعي وغيرهما، وعلى ذلك العمل في رواية البزّي. وقرأ الباقون بالنون.
حرف:
قرأ ابن عامر {لقضى إليهم [11] بفتح القاف والضاد} {أجلهم
[11] بالنصب. وقرأ الباقون بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء} {أجلهم
بالرفع} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {لننظر كيف تعملون [14] بنونين، إلا ما رواه عبد الحميد ابن بكار عن أيوب بإسناده عن ابن عامر} [4] {لنظّر بنون واحدة وتشديد الظاء، قال أبو عمرو} [5]: وقد رسم ذلك بنون واحدة في بعض المصاحف وإدغام النون في الظاء، وفي سائر حروف اللسان لا يجوز بوجه وإجماع من القرّاء والنحويين. وقال الأخفش في كتابه الخاصّ عن ابن ذكوان {لننظر بنونين كقراءة الناس.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل} [6] من رواية أبي ربيعة وابن الصباح وابن
__________
(1) في النسختين نضر بن محمد والصواب مضر.
(2) وجه عن البزي بالنون، ولكن لم يشتهر به.
(3) قراءة فتح القاف لابن عامر، وقد انفرد بها الفعل فيها مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير يعود على لفظ الجلالة الله، واستحسن بعضهم هذه القراءة لتقدم ذكر الله في الآية قبلها {ولو يعجل الله للناس، وقراءة ضم القاف على البناء للمفعول، ونائب الفاعل} {أجلهم. (شرح الهداية) 2/ 337، و (التذكرة في القراءات الثلاث المتواترة) 1/ 160، و (المستنير) 1/ 241.
قال الشاطبي: = وفي قضى الفتحان مع ألف هنا وقل أجل المرفوع بالنصب كملا. انظر:
ص 59.
(4) انفرادة شاذة لمخالفتها المتواتر عن الجماعة، وذكرت في (المحتسب) 1/ 309، عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر وفي (الإملاء) 2/ 26، ذكرها العكبري وحكم عليها بالشذوذ، وفي (إعراب القراءات الشاذة) 1/ 640، حكم عليها بالضعف. وانظر: (الانفرادات) 2/ 750.
(5) ذكر الإمام الداني في (المقنع) ص 90، أن رسم} لنظر بنون واحدة جاء من رواية الخاقاني، وليس في القرآن مثلها. وكذلك من رواية محمد بن شعيب عن يحيى، ثم قال أبو عمرو: ولم نجد ذلك كذلك في شيء من المصاحف. وقال محمد بن عيسى هو في الجدد والعتق بنونين، وأخبر في (العقيلة) ص 322، أن هذا الوجه مردود، حيث قال: وفي لننظر حذف النون رد
انظر (الوسيلة) 240.
(6) في (غاية الاختصار) 2/ 514، عن قنبل وأبي ربيعة وفي (النشر) 2/ 282، قنبل من جميع الطرق، وقد انفرد بها قنبل في القراءة السبعية والبزي في أحد وجهيه.(3/1170)
مجاهد وابن شنبوذ وابن بويان وابن عبد الرزاق عنه {ولا أدراكم به [16] بغير ألف بين اللام والهمزة يجعل اللام للتوكيد. قال ابن مجاهد} [1]: راجعت قنبلا في ذلك غير مرة، فلم يرجع، وكذلك روى اللهبي (2) عن البزّي والنقاش عن أبي ربيعة، وبذلك أقرأني الفارسي عنه في رواية البزّي. (3)
وقرأ الباقون (4) {ولا أدراكم [16] بألف بين اللام والهمزة يجعلونها لا التي للنفي، وكذلك روى أبو الحسن بن بقرة} [5] وأبو العباس البلخي (6) والزينبي عن قنبل (7) وسائر الرّواة عن البزّي (8) والفليحي، واختلفوا بعد ذلك في إمالة فتحة الراء وفي إخلاص فتحها، فأمال فتحها (9) عاصم في رواية [12/ أ] المفضل (10) وفي رواية
__________
(1) قال أبو شامة الدمشقي: = قال ذلك في غير كتاب السبعة = قلت: وهو كما قال (الإبراز) 506.
(2) هو: عبد الله بن علي بن عبد الله اللهبي المكي، مقرئ حاذق ثقة، قرأ على البزي، وهو من جلة أصحابه، وأخذ عنه أحمد بن الفضل وغيره. (غاية) 1/ 436.
(3) هذه الرواية الأولى عنه والقراءة بها ليست فاشية. انظر: (النشر) 2/ 182. و (الإتحاف) 2/ 105، و (تقريب المعاني) ص 221.
(4) وهم الجماعة عدا ابن كثير فبإثبات الألف، كما لفظ به، على أن (لا) نافية مؤكدة، ولم يذكر التي في سورة (القيامة) هنا عند قوله لا أقسم.
قال صاحب الحرز: وقصر ولا هاد بخلف زكا انظر: ص 59.
انظر: (جامع البيان) ت خالد، و (النشر) 29/ 282، و (الإتحاف) 2/ 106.
(5) هو أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن هارون المعروف بابن بقرة أبو الحسن المكي، قرأ على قنبل وأبي ربيعة، قرأ عليه عبد الله السامري والحسين البهلول. (غاية 1/ 118).
(6) هو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم ويعرف بدلبة أبو العباس البلخي، نزيل بغداد، مقرئ متصدر حاذق صدوق، أخذ القراءة عرضا عن قنبل وأبي ربيعة وأبي عون الواسطي وأبي حمدون وهارون الأخفش وأبي عمر الدوري ويونس بن عبد الأعلى، روى عنه الشذائي، مات سنة 318هـ.
(7) هذه الرواية الثانية عن قنبل ولم يذكرها في (التيسير) ص 99، وتقدمت الأولى التي عليها العمل.
(8) وهي الرواية الثانية عن البزي رواها ابن الحباب والمغاربة والمصريين قاطبة، وبذلك قرأ الداني على ابن غلبون وأبي الفتح فارس، ولم يذكرها في (التيسير) ص 99، والعمل القراءة بالوجهين.
انظر: (الفريدة البارزية) ص 333، و (سراج القارئ) ص 242.
(9) أي إمالة كبرى.
(10) انظر (المستنير في القراءات العشر)، ص 587.(3/1171)
يحيى (1) والكسائي (2) والبرجمي عن أبي بكر وفي رواية هبيرة وأبي عمارة عن حفص (3) وابن عامر (4)، وأبو عمرو (5) وحمزة والكسائي (6). وكذلك أمالوا فتحة الراء من {أدراكم في جميع القرآن} [7]. وروى حمّاد عن عاصم والعليمي عن أبي بكر (8)
والواسطيون عن يحيى عنه بإمالة فتحة الراء من {أدراكم هذه السورة خاصّة، وبإخلاص فتحها في} {أدراك حيث وقع. وكذلك روى لي أبو الفتح عن عبد الباقي عن أصحابه عن الأخفش عن ابن ذكوان.
وقرأت من طريق ابن الأخرم عن الأخفش} [9] بالإمالة في جميع القرآن. وكذلك روى التغلبي وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاد عن ابن ذكوان (10)، قالوا عنه {أدراكم و} {أدراك بكسر الراء، وكذلك روى الداجوني عن ابن موسى عنه، وكذلك روى أيضا عن أحمد بن ماموية} [11] عن هشام (12) لم يروه غيره. وقرأت من طريق النقّاش (13) عن الأخفش عن ابن ذكوان بإخلاص الفتح في جميع القرآن.
وكذلك روى المظفر بن أحمد الدمشقي (14) عن قراءته على ابن الأخرم عن الأخفش
__________
(1) في (المستنير القراءات) 587، = يحيى غير شعيب الصريفيني عنه =، وانظر: (غاية الاختصار) 1/ 279.
(2) في (المستنير في القراءات العشر) ص 587، = الكسائي عن أبي بكر غير الصيدلاني =.
(3) رواية غير مشهورة عن حفص بالإمالة.
(4) انظر رواية ابن عامر في كتاب (السبعة) ص 324.
(5) انظر: (السبعة) ص 324، وفي (المستنير في القراءات) ص 587. لأبي عمرو غير أبي زي.
(6) انظر: (السبعة) ص 324، و (غاية الاختصار) 1/ 320.
(7) جاء ذلك في ثلاثة عشر موضعا في القرآن. انظر: (المعجم المفهرس) ص 326.
(8) انظر: (الاختيار) 1/ 442، و (النشر) 2/ 41، و (الإتحاف) 1/ 259.
(9) لابن ذكوان الوجهان، وبه قرأ في الشاطبية، وذكره في (التيسير) ص 99.
(10) الوجه الأول عن ذكوان بالإمالة.
(11) أحمد بن محمد مامويه أبو الحسن الدمشقي، قرأ على هشام وابن ذكوان، قرأ عليه أبو بكر الداجوني ونسبه وكناه. (النشر) 2/ 41، و (غاية) 1/ 128.
(12) رواية آحادية عن هشام بالإمالة.
(13) طريق النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بالفتح هو الوجه الثاني له، وذكره في (التيسير) ص 99، وكذا صاحب (الإتحاف) 1/ 259، والقراءة له بالوجهين.
(14) المظفر بن أحمد بن إبراهيم أبو الفتح الدمشقي يعرف بابن برهام أو برهان، إمام مقرئ،(3/1172)
عنه، وأضرب الأخفش عن ذكر هذا الضرب في كتابه (1).
وكذلك روى أيضا الحلواني وابن عبّاد عن هشام (2)، وقال ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر {ولا أدراكم به [16] يفخّم، وقال أبو عبيد عنه عن أبي بكر} [3] {ولا أدراكم بالياء غير مهموزة، وقال ابن أبي أمية عن أبي بكر بالياء. وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير} {ولا أدراكم بالياء غير مهموزة. وقال ابن مخلد عن البزّي} {ولا أدراكم بالياء، وقال الحلواني عن القوّاس مفتوحة الراء.
قال أبو عمرو: وقول الخزاعي وابن مخلد بالياء يدلّ على الإمالة، وأحسبه أراد أن هذه الكلمة بغير همز ولا ياء إذ كان الحسن البصري} [4] يقرؤها كذلك، فترجمها بالياء مخالفة لقراءته وموافقة لمرسومها في كل المصاحف، وبإخلاص الفتح (5) قرأت لابن كثير ولحفص عن عاصم من غير رواية هبيرة، ولهشام عن ابن عامر من سائر الطرق. واختلف عن نافع في ذلك، فروى أبو عبيد عن إسماعيل وابن جبير (6) عن أصحابه {ولا أدراكم بالياء غير مهموزة، ومعنى ترجمة أبي عبيد} [7] وابن جبير كمعنى ترجمة الخزاعي وابن مخلد وإن كان من قول أبي عبيد عن إسماعيل أن لا يخلص الفتح في مثل ذلك.
وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع ولا أدراكم
بالفتح، ولم يذكر عنه خلافا. وكذلك روى المسيّبي عنه، وروى الحلواني عن قالون
__________
ثقة، أخذ عن محمد بن الأخرم وصالح بن إدريس والحسن المطوعي ومحمد الأشناني، وعنه عبيد الله بن سلمة وتمام بن محمد وعلي الربعي، مات سنة 385. (غاية) 2/ 300.
(1) في النسخة (م) في كتابيه.
(2) الوجه الثاني عن هشام بالفتح، وهو المختار له في القراءة. انظر: (التيسير) ص 99.
(3) وجه غير متواتر عن شعبة بالفتح، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(4) الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري السيد الإمام إمام زمانه علما وعملا، قرأ على حطان الرقاشي، وأبي العالية وعنه أبو عمرو بن العلاء وعاصم الجحدري، مات سنة 110. (غاية) 1/ 235.
(5) وبوجه الفتح القراءة السبعية عنه. انظر: (التيسير) ص 99، و (الكافي) ص 392.
(6) في (م) ابن جعفر.
(7) في (م) ابن عبيد.(3/1173)
مفتوحة الراء (1)، وهو قول سائر أصحابه، وروى عنه أحمد بن صالح الراء مفتوحة مقصورة وسطا بين ذلك، وروى أصحاب ورش عنه {أدراكم و} {أدراك وسطا من اللفظ بين ذلك} [2] إلا الأصبهاني، فإنه قال عن أصحابه عنه بعد الراء ألف غير مهموزة، وقرأت في روايته بإخلاص الفتح، وقرأت لقالون (3) وإسماعيل والمسيّبي على نحو ما ذكرته في {الر و} {المر من إخلاص الفتح ومن التوسّط في اللفظ.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {عمّا يشركون [18] وفي الموضعين الذين في أول النحل [1و 3] وفي الروم [40] و} {خير أمّا تشركون في النمل [59] بالتاء في الخمسة} [4]، وقرأهنّ عاصم (5) في غير رواية أبي عمارة عن حفص وأبو عمرو (6)
بالياء، وروى أبو عمارة عن حفص في الروم بالتاء وحدها، وفي الباقي بالياء. وروى حمّاد بن بحر (7) عن المسيّبي عن نافع في الروم بالتاء، وروى الباهلي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع في النمل بالياء وهو غلط منهما. (8)
وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد (9) في كتابي عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر الخمسة الأحرف بالياء قال: ورأيت في كتاب موسى
__________
(1) وبوجه الفتح القراءة السبعية عنه انظر: السبعة (التيسير) ص 392، و (تقريب المعاني) ص 280.
(2) أي يقرأ بوجه التقليل: وهو طريق الأزرق عنه، وأما ابن سوار فقد نقل له الإمالة من طريق المصريين انظر: (المستنير في القراءات) ص 586، و (الإتحاف) ص 2/ 106.
(3) قلت: الوجه الثاني عن قالون بالتقليل آحادي غير مستفيض، ولا يقرأ به، ولم يذكره المؤلف في (التيسير) ص 99.
(4) انظر (معاني القراءات) ص 221، وفي (التيسير) ص 99ذكر المواضع الأربعة الأولى وذكر حرف (النمل) في موضعه ص 137، قلت: ولم يختلفوا في غير هذه الخمسة.
(5) (السبعة) 324، و (معاني القراءات) ص 221.
(6) انظر إلى: المصدرين السابقين.
(7) هو حماد بن بحر الكوفي، روى عن إسحاق المسيبي وغيره، وروى عنه محمد الأصبهاني وغيره (غاية) 1/ 257.
(8) لأن نافعا يقرأ بالياء في المواضع الأربعة، وفي النمل بالتاء، ووافقه ابن كثير على ذلك.
(السبعة) ص 324، و (معاني القراءات) ص 221.
(9) انظر: كتاب (السبعة) ص 324.(3/1174)
بن موسى (1) عن ابن ذكوان عن ابن عامر {أما تشركون بالتاء في النمل. قال:
وكذلك حدّثني أحمد بن محمد بن بكر} [2] عن هشام [13/ ب] بإسناده عن ابن عامر الخمسة الأحرف بالياء (3)، وقال أبو عمرو: وذلك غلط من التغلبي عن ابن ذكوان ومن أبي بكر عن هشام في الحرف الذي في النمل (4) لأن أصحاب ابن ذكوان كلهم نصّوا عليه بالتاء، وكذلك أصحاب هشام، فحدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {خير أما تشركون في النمل بالتاء.
حرف:
قرأ ابن عامر} {هو الذي ينشركم [22] بنون ساكنة وشين مضمومة من غير ياء من النشر، وكذلك في مصاحف الشاميين. وقرأ الباقون} {يسيّركم بسين مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة من التيسير، وكذلك في مصاحفهم} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص (6) {متاع الحياة الدنيا [23] بنصب العين.
وكذلك روى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر} [7]، لم يروه غيره. وقرأ
__________
(1) هو: موسى بن موسى أبو عيسى الختلي البغدادي، روى عن ابن ذكوان وغيره وعنه ابن مجاهد، وكتابه لم أعثر عليه (غاية) 2/ 323.
(2) هو: أحمد بن محمد بن بكر البكراوي، روى القراءة سماعا عن هشام، وروى عنه ابن مجاهد (غاية) 1/ 108.
(3) وفي كتاب (السبعة) ص 324بالتاء.
(4) لأن ابن عامر يقرأ في ذلك الموضع بالتاء، ولذا عقب بقوله: لأن أصحاب ابن ذكوان وهشاما نصوا عليه بالتاء. قال صاحب الحرز: وخاطب عما يشركون هنا شذا وفي الروم والحرفين في النحل أولا. (السبعة) ص 324، و (المعاني) ص 221.
(5) قراءة {يسيركم بالشين المعجمة من النشر ضد الطي. أي يفرقكم ويبثكم، ونظيره قوله تعالى:
} {وما بث فيهما من دآبة، الشورى (29) وقراءة} {يسيركم بالسين المهملة من التيسير، كما لفظ به المؤلف. أي يحملكم في البر والبحر، ويحفظكم إذا سافرتم، (هو) مبتدأ، و (الذي) خبر، و (يسيركم) مضارع، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره} هو يعود على المبتدأ، و (الكاف) ضمير متصل مفعول به. (المصاحف) ص 55، و (إعراب القراءات) 1/ 265، و (شرح الهداية) 2/ 338، و (حجة القراءات) ص 329، و (الدر المصون) 6/ 168، و (المستنير) 1/ 244، و (معرض الأبريز من الكلام العزيز) 2/ 364. قال صاحب الحرز: يسيركم قل فيه ينشركم كفى. انظر: ص 59.
(6) انفرادة سبعية عن حفص (السبعة) ص 325، و (التيسير) ص 99.
(7) رواية آحادية عن أبي بكر.(3/1175)
الباقون (1) برفعها.
حرف:
قرأ ابن كثير والكسائي {قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء. وقرأ الباقون} [2] بتحريكها.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {هنالك تتلوا [30] بتاءين من التلاوة. وقرأ الباقون} [3] بالتاء والباء من البلوى.
حرف:
قرأ ابن عامر ونافع {كلمة ربك في الموضعين} [4] هنا [33و 96] في المؤمن [6] بالألف على الجمع في الثلاثة. وقرأ الباقون (5) بغير ألف على التوحيد فيهن، ووقف (6) أبو عمرو والكسائي عليهم بالهاء (7)، وهو قياس ما رواه ابن الحباب
__________
(1) قرأ حفص بنصب العين في (متاع) على أنه مفعول (بغيكم)، وقيل على المصدر، وتقديره:
تمتعون متاعا. وقرأ الباقون ومعهم أبي بكر شعبة في السبعية برفع. {متاع وتقديره على وجهين: الأول: أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف، والثاني: أن يكون خبرا بعد خبر ل (بغيكم).
قال صاحب الحرز: متاع سوى حفص برفع تحملا.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 339، و (حجة القراءات) ص 330، و (الكشف) 1/ 516. و (البيان) 1/ 409، و (الفتح الرباني) ص 191، و (المستنير) 1/ 243.
(2) بفتح الطاء على أنه جمع قطعة، وسكون الطاء على أن المراد به واحد، أي: بعض الليل. مثل قوله:} {فأسر بأهلك بقطع من الليل، أي: ساعة من الليل، وقيل معناه سواد الليل.
قال صاحب الحرز: وإسكان قطع دون ريب وروده. انظر: ص 59.
(إعراب القراءات) 1/ 267، و (شرح الهداية) 2/ 339، و (الكشف) 1/ 517، و (الفتح الرباني) ص 191.
(3) (تتلوا) و (تبلوا) الأول: من التلاوة، كما لفظ بها. أي: تقرأ ما عملته. والثانية: من البلوى كما لفظ بها، أي: تختبر ما قدمته من عمل، فتعاين حسنه وقبحه. وحجتهم قوله:} {يوم تبلى السرائر.
قال صاحب الحرز: وفي باء تبلوا التاء شاع تنزلا. انظر: ص 59.
و (إعراب القراءات) 1/ 267، و (المستنير) 1/ 244.
(4) الموضع الثاني الآية (96)} {إن الذين حقّت عليهم كلمة ربك.
(5) وهم ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون بتوحيد} كلمت والمراد به الجنس ونظير (رسالته ورسالاته). (الدر المصون) 5/ 125، دليل هذا الحرف ذكره الشاطبي: = في فرش سورة الأنعام الآية (115) في الموضع الأول لمجيء الخلاف هناك حيث قال:
= وقل كلمات دون ما ألف ثوى وفي يونس والطول حاميه ظللا = انظر: ص 52.
(6) شرع المؤلف هنا في بيان حكم هاء التأنيث المرسومة في المصاحف تاء مربوطة أو مجرورة مفتوحة وقد جاءت هذه الهاء في ثلاث عشرة كلمة في واحد وأربعين موضعا، منها كلمة (كلمة) المذكورة هنا، وهذا الحكم من أبواب الأصول في القراءات يبين كيفية الوقف على الحروف الموقوف عليها، ويسمى باب الوقف على مرسوم الخط. وأصل الرسم: الأثر، ومعنى مرسوم الخط أي ما أثره خط المصاحف العثمانية التي كتبت في زمن عثمان بإجماع الصحابة، ويسمى الرسم التوقيفي وهو على قسمين: قياسي: وهو ما طابق فيه الخط اللفظ. واصطلاحي:
ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو فصل أو وصل بقوانين وأصول مذكورة في كتب الهجاء العربي، أفرده بالتصنيف خلائق من المتقدمين والمتأخرين. مثل الداني وأبي داود والشاطبي وابن مهران وغيرهم، وبعضهم ضمن مباحث عدة كالإتقان في علوم القرآن 2/ 469، والبرهان للزركشي وغيرهم. انظر: (المقنع) ص 79، و (الوسيلة إلى كشف العقيلة) و (عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل) لأبي العباس المراكشي وهو في تعليل الرسم ص 51، و (سراج القارئ) ص 126، و (النشر) 2/ 129128، و (الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات) ص 23، و (دليل الحيران على موارد الظمآن) ص 31، و (إبراز المعاني) ص 273و (رسم المصحف دراسة لغوية) ص 71، و (رسم المصحف إحصاء ودراسة) ص 20، و (رسم المصحف العثماني) ص 25، و (جامع البيان في معرفة رسم القرآن) ص 161، و (التيسير) في القراءات السبع المشهورة) ص 25.
(7) قياس مذهبهم الوقوف بالهاء اتباعا للرواية. (التيسير في القراءات السبع المشهورة) ص 134.(3/1176)
عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير، ووقف عاصم وحمزة عليهنّ بالتاء (1) على الخط، ولم يذكر التي في المؤمن أحد من أصحاب أبي بكر نصّا إلا ابن جبير وحده، فإنه ذكرها عن الكسائي عنه بالتوحيد.
وأخبرنا أحمد بن عمر الجيزي (2)، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد الباغندي، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {كلمات ربك في يونس بالألف، وقال في المؤمن [6]} {حقّت كلمة ربك بالتاء على واحد.
وحدّثنا أبو الحسن شيخنا، قال: نا أبو أحمد بن المفسر، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر في يونس بالألف، وقال في المؤمن} {كلمات ربك بالتاء، وهي في كتابي مرسومة بألف قبل التاء وهو صحيح عن هشام} [3]
وعليه العمل.
__________
(1) يقفون بالتاء على أصولهم اتباعا للرسم والخط. انظر: (المصدر السابق).
(2) أحمد بن محمد بن عمر بن محفوظ أبو عبد الله المصري الجيزي، روى عن أبي الفتح وأحمد ابن جامع وأحمد بن سليمان ومحمد بن المنير، وعنه أبو عمرو الحافظ ت عام 399. (غاية 1/ 126).
(3) انظر: (السبعة) ص 567، و (المقنع) ص 79.(3/1177)
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع في رواية ورش {أمّن لا يهدي [35] بفتح الياء والهاء وتشديد الدال} [1]، وقرأ نافع (2) في رواية المسيّبي وإسماعيل وقالون (3) وأبو عمرو (4) في رواية شجاع بإسكان الهاء وتشديد الدال. وروى ابن جبير عن المسيّبي عن الكسائي عن إسماعيل بفتح الهاء. قال ابن جبير: حكي عن نافع أنه كان يجزم ويشدد يجمع بين ساكنين، واختلف عن اليزيدي عن أبي عمرو، فروى له (5) أبو حمدون وأبو خلّاد وأبو شقيق (6) وابن شجاع وأبو عمرو (7) من رواية
__________
(1) تعددت وجوه القراءة في هذا الحرف عند القراء السبعة. ورواتهم، وأصل الكلمة على الوجوه كلها (يهتدي). وفي قراءة حمزة والكسائي من (هدي يهدي) بمعنى (يهتدي)، فابن كثير وابن عامر وورش يقرءون بفتح الياء والهاء وتشديد الدال هكذا: لا يهّدي، أرادوا يهتدي، فنقلوا فتحة التاء إلى الهاء، ثم أدغموا التاء في الدال. (إعراب القراءات) 1/ 268، و (شرح الهداية) 2/ 340و (حجة القراءات) ص 332، و (تقريب المعاني) ص 282.
(2) بيّن المؤلف هنا قراءة بقية رجال نافع عنه: فرواية المسيبي وإسماعيل عنه بإسكان الهاء وتشديد الدال، وكذا ذكر صاحب (النشر) 2/ 284، وأشار إلى أن أكثر الرواة عن نافع كذلك.
(3) يروى من وجه إسكان الهاء وتشديد الدال لقالون في (النشر) من طريق العراقيين قاطبة، وبعض المغاربة والمصريين ومن العلماء من اختار له هذا الوجه، ولم يرو له سواه مثل ابن مجاهد في (السبعة) 326، وابن خالويه الهمذاني في (إعراب القراءات السبع) 1/ 268. وقال وهو رديء لأنه جمع بين ساكنين، وليس أحدهما حرف لين، وابن مهران الأصبهاني في (الغاية) 276، وابن زنجلة في (حجة القراءات) 331، وابن سوار البغدادي في (المستنير في القراءات العشر) ص 589، وأبي معشر الطبري في (التلخيص) 284، وأبي العز القلانسي في (إرشاد المبتدئ) ص 362، وأبي العلاء الهمذاني في (غاية الاختصار) 2/ 516.
ويروى عن قالون وجه الاختلاس عن أكثر المغاربة وبعض المصريين، وممن اختار له هذا الوجه ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 365، وابن بليمة في (تلخيص العبارات) ص 101.
والشاطبي في الحرز حيث يقول: وأخفى بنو حمد (الفريدة البارزية) ص 335، و (سراج القارئ) 244. وممن اختار له الوجهين الإمام مكي في (التبصرة) ص 535، وقال: والإسكان ليس بشيء. والداني في (التيسير) ص 99، وقال: والنص عن قالون بالإسكان وابن شريح الرعيني في (الكافي) ص 393، وابن الجزري في (النشر) 2/ 284، و (شرح طيبة النشر) ص 249، قلت: وعلى ذلك العمل. يقول الشيخ القاضي في (البدور) ص 143: وكلاهما صحيح مقروء به من طريق الحرز فاقتصار الشاطبي لقالون على الوجه الثاني فيه قصور. أهـ.
(4) في (ت) وأبو عمرو.
(5) في (م) له وأبو حمدون بواو.
(6) لم أقف على ترجمته.
(7) في (م) أبو عمرو، وبزيادة الواو.(3/1178)
إسماعيل بن يونس (1) وغيره عنه {يهدي مدغمة مثقلة على يهتدي والهاء جزم يشمّها شيئا من النصب} [2]، قالوا: وكذلك {يخصمون [يس: 49] وكذلك روى عبد الوارث} [3] عن أبي عمرو.
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي، قال: نا أبو عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو {يهدي بجزم الهاء والدال شديدة} [4] و {يخصمون بجزم الخاء وتشديد الصاد، ولم يذكر إشماما، وروى أحمد بن واصل عن اليزيدي يشمّ الهاء نصبا. وقال ابن جبير عنه في الحرفين بنصب الهاء} [5] والخاء، واضطرب قول ابن سعدان عنه في ذلك فقال في (مجرده) (6) يشمّ الهاء في يهدي [35] والخاء ويشدد. وقال الأصبهاني عنه مجزومة الهاء والخاء مشددة.
فهذه ثلاثة أقوال كلها مختلفة، والأول منها موافق لما قالت الجماعة عن اليزيدي، والثاني موافق لما قاله البرمكي عن الدوري عنه، والثالث موافق لما قاله ابن جبير. قال أبو عمرو: وأهل الأداء على ما رواه [14/ أ] آل اليزيدي. ومن وافقهم من اختلاس حركة الهاء والخاء وتضعيف الصوت بها، وبذلك يأخذون أيضا في رواية
__________
(1) هو: إسماعيل بن يونس بن ياسين أبو إسحاق السبعي البغدادي، روى عن الدوري، وروى عنه أبو طاهر عبد الواحد بن عمر (غاية) 1/ 170.
(2) أي باختلاس حركتها من غير إشباع، وعبر بعضهم عن ذلك بالإخفاء، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبعضهم بعدم إكمال الفتحة. وهو مذهب المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عن أبي عمرو، وأكثر أهل الأداء على ذلك. وعليه العمل. انظر: (السبعة) ص 326، و (التذكرة) 2/ 365، و (التبصرة) ص 535، و (التيسير) 99، و (التلخيص) ص 284، و (سراج القارئ) ص 244، و (النشر) 2/ 283.
(3) وفي (المستنير في القراءات العشر) ص 589= وعبد الوارث بكسر الياء والهاء وتشديد الدال =.
(4) وذكر أيضا وجه جزم الهاء وتشديد الدال عن أبي عمرو في (التبصرة) ص 535فقط.
(5) قراءة فتح الهاء وتشديد الدال عن أبي عمرو في (النشر) من رواية أكثر العراقيين عنه، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على المبتدئين، وذلك لخفته ولصعوبة الاختلاس، وذكر له هذا الوجه أيضا في (التلخيص) ص 284، و (حجة القراءات) ص 331، و (النشر) 2/ 283وغيرها.
قلت: لم أجد فيما توفر لدي من مصادر من ذكر هذه الأوجه الثلاثة غير الإمام الداني في كتابه هذا، فهو بحق كتاب جامع.
(6) الكتاب الرابع له وهو من مصادر الجامع.(3/1179)
الثلاثة المذكورين عن نافع فرارا من الجمع بين الساكنين، وقد قدّمنا أن الجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع.
وحدّثني الحسن بن شاكر المصري (1) قال: نا أحمد بن نصر، قال: قال ابن مجاهد قال: من رأيت يضبط هذا يعني الاختلاس والإخفاء، قال: وسألت متقدما منهم مشهورا عن {يهدي فلفظ به ثلاث مرّات كل واحدة تخالف أختها} [2]، قال أحمد بن نصر: وكان أكثر ما يقرأ به ابن مجاهد الفتح إلا من رآه (3) موضعا كذلك، وكذا ذكره أبو طاهر أنه قرأ عليه في مذهب أبي عمرو بفتح الهاء والخاء معا. قال أبو عمرو وإنما كان ابن مجاهد رحمه الله يأخذ في قراءة أبي عمرو بفتح الهاء والخاء تيسيرا على المبتدئين، واعتمادا على رواية من روى ذلك عن اليزيدي، على أن العباس بن الفضل (4) قد قال: سألت أبا عمرو فقرأ {يهدي كأنه يقول يهتدي، فيدغم ويسكن الهاء، قال: وسألته عن} {يهدي بفتح الهاء، فقال: لا. وقال ابن رومي عن العباس أنه قرأ على أبي عمرو، فيقول: قاربت ولم تصنع شيئا. قال ابن رومي} [5]
فقلت للعباس: خذه عليّ أنت على لفظ أبي عمرو، فقلته مرة واحدة، فقال: أصبت (6)
هكذا كان أبو عمرو يقول. وهذا يدلّ على أن مذهبه الاختلاس دون الفتح.
واختلف عن عاصم فروى عنه حمّاد والبرجمي والعليمي وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم وابن جبير والكسائي من رواية أبي عمر وأبي توبة (7) عنه ويحيى بن آدم من
__________
(1) ورد ذكره في (جامع البيان) في مواضع كثيرة وكذا في (النشر) 1/ 335و 2/ 115، ولم أقف عليه بعد البحث.
(2) قال العلامة ابن الجزري تعليقا على ذلك قلت: لا شك في صعوبة الاختلاس، ولكن الرياضة من الأستاذ تذلّله. (النشر) 2/ 284.
(3) كذا بالنسختين، ولم أهتد لمعناها.
(4) العباس بن الفضل أستاذ حاذق ثقة، من أكابر أصحاب أبي عمرو في القراءة، وضبط عنه الإدغام الكبير، وعنه حمزة بن القاسم وغيره، وكان عظيم القدر جليل المنزلة. (غاية) 1/ 353.
(5) هو: محمد بن عمر بن عبد الله بن رومي، مقرئ جليل، أخذ عن العباس بن الفضل واليزيدي، وهو من أجل أصحابهما، وعنه علي بن الحسن (غاية) 2/ 218.
(6) قلت: وهذا التعليل من أبي عمرو لفعل ابن مجاهد حسن وجيد، لأن الاختلاس لا يتقنه كل أحد حتى من بعض المشتغلين بالقراءة، إلا بعد تمرين ورياضة، لذا يلجأ البعض منهم إلى عمل ابن مجاهد.
(7) هو: ميمون بن حفص أو توبة النحوي الكوفي، راو معروف من أئمة العربية، روى عن الكسائي، وعنه محمد بن الجهم وغيره. (غاية) 2/ 325.(3/1180)
رواية الصريفيني وخلف وابن المنذر وموسى بن حزام عنه عن أبي بكر {يهدي
بكسر الياء والهاء.} [1] وروى الأعشى والكسائي من غير رواية أبي عمر وأبي ثوبة وحسين الجعفي وهارون وابن أبي حمّاد من رواية ابن جبير (2) وبريد (3) بن عبد الواحد وابن أبي أمية عن أبي بكر بفتح الياء وكسر الهاء (4)، وكذلك روى أبو عبيد عن الكسائي عنه، وكذلك حدّثنا محمد بن علي (5) عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي عن أبي بكر، وكذلك روى حفص من غير رواية عمارة عنه عن عاصم.
وروى ابن عطارد وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع عنه ويحيى بن آدم من رواية [ابن جامع عنه ويحيى بن آدم من رواية أبي هشام عنه عن] أبي بكر وأبو عمارة عن حفص بفتح الياء والهاء (6) ويشدّد. قال أبو هشام بفتح الياء على معنى يهتدي، فسّرها يحيى. وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر {يهدي مشدّدا، ولم يذكر الياء والهاء في كتابي} [7] تحت الياء والهاء ساكنة الهاء مشددة الدال مفتوحة الياء.
وروى النقّاش بإسناده ساكنة الهاء مفتوحة الياء خفيفة. وحكى ابن مجاهد عن أبي عمارة عن حفص {يهدي جمع بين ساكنين، كأنه يريد أنه أسكن الهاء مع الإدغام، والذي رواه أبو عمر وأبو الحارث} [8] عن أبي عمارة وهو فتح الياء (9) والهاء مع
__________
(1) هكذا يهدّي، وذكرها صاحب (الغاية) 276، وصاحب (مختصر الغاية) 2/ 516، وهذه هي الرواية المتواترة عن شعبة من طريق الحرز، وفيها انفرادة سبعية.
(2) في (م) ابن حنيد.
(3) بريد بن عبد الواحد الضرير المقرئ روى القراءة عن أبي بكر بن عياش وإسماعيل بن جعفر، وروى عنه سليمان الزهراني وحمزة بن القاسم أبو عمارة ومحمد القطعي، مات سنة 353، (غاية 1/ 176).
(4) رواية أخرى لشعبة من هذا الطريق وهي فتح الياء وكسر الهاء كحفص، ولكن لم تشتهر عنه، وتعتبر انفرادة سبعية لحفص كما في (التيسير) ص 99، والحرز ص 60.
(5) هو ابن الجلندا، وقد تقدم.
(6) رواية أخرى آحادية ذكرها لحفص عن عاصم، ولم تتواتر عنه.
(7) كتاب أبي هشام لعله مفقود.
(8) هو الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي، ثقة معروفة حاذق ضابط، عرض على الكسائي وهو من جلة أصحابه، وروى الحروف عن حمزة بن القاسم الأحول وعن اليزيدي، وروى عنه سلمة بن عاصم والفضل بن شاذان، من الطبقة السادسة، مات سنة 240هـ. (معرفة 1/ 211 وغاية 2/ 34).
(9) في (م) فتح الهاء والياء.(3/1181)
الإدغام وهو الصواب. وقرأ حمزة والكسائي والمفضل (1) عن عاصم {يهدي بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال.
حرف:
وكلهم قرأ} {إلا أن يهدي [35] بإسكان الهاء وتخفيف الدال إلا ما ناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الفضل بن أحمد بن الوزير} [2]، قال: نا أحمد بن إبراهيم (3) وراق خلف عن هشام [بن عمار] عن عمر (4)
بن عبد الواحد (5) عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر أنه قرأ {إلا أن يهدي
مثقلة} [6]، وقد رواه الحلواني عن هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث [14/ ب]، ولم يرفعه إلى ابن عامر، بل وقفه على يحيى، وقد كان ليحيى اختيار يخالف فيه ابن عامر، فلعل هذا منه، {ولكن الناس} [7] [44] {ويوم يحشرهم} [8] [الأنعام: 128] كلّ قد ذكر قبل.
حرف:
قرأ نافع (9) {آلآن وقد كنت [51]} {آلآن وقد عصيت [91] بإلقاء حركة الهمزة على اللام وتحريكها بها} [10]، واختلفت ألفاظ الرواة عنه في ذلك، فروى
__________
(1) وهي قراءة أخرى لعاصم. انظر (غاية الاختصار) 2/ 515، 516.
(2) هو: الفضل بن أحمد بن الوزير أبو العباس البغدادي، قرأ على إسحاق المسيبي، وعنه بكار بن بكار، (غاية) 2/ 8.
(3) هو: أحمد بن إبراهيم بن عثمان أبو العباس الوراق وراق خلف المشهور، روى عن خليفة بن خياط وهشام بن عمار واليزيدي، وعنه أبو عبيد الله بن واقد ومحمد بن قطن وابن شنبوذ، مات سنة 270هـ. (غاية 1/ 34).
(4) في (م) عمرو.
(5) عمر بن عبد الواحد بن قيس أبو حفص الدمشقي، عرض على يحيى بن الحارث الذماري، وروى عنه اختياره الذي خالف فيه عبد الله بن عامر، وروى عنه هشام بن عمار ودحيم، مات سنة 200هـ. (غاية 1/ 594).
(6) وصورتها {إلا أن يهدّى وقد شذت هذه القراءة وانفردت، فلا يقرأ بها لابن عامر.
(7) تقدم ذكره عند الآية رقم (102) من سورة (البقرة)} {ولكن الشياطين كفروا انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 104.
(8) تقدم ذكره عند الآية رقم (128) من سورة} {الأنعام} ويوم يحشرهم جميعا انظر:
(جامع البيان) ت طلحة ص 303.
(9) انفرادة سبعية عن نافع (التيسير) ص 100.
(10) ويسمى: نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وهو نوع من أنواع تخفيف الهمز المفرد.
لغة لبعض العرب اختص بروايته ورش، وشرط الساكن أولا: أن يكون آخر الكلمة، والهمز(3/1182)
ابن جبير عن المسيبي وعن الكسائي عن إسماعيل {آلآن بهمز بعد اللام. وروى ابن سعدان عنه وابن ذكوان وابن المسيّبي والأنصاري} [1] وحمّاد عن المسيّبي أن {آلآن ألفها مفتوحة مستفهمة بنبرة واحدة حيث وقعت، وكذا قال القاضي والمدني والقطري والكسائي وغيرهم من الرواة عن قالون} [2]، وليس في روايتهم هذه بيان عن مذهبه في الهمزة التي بعد اللام، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن محمد بن الفرج عن محمد ابن إسحاق المسيّبي عن أبيه عن نافع {آلآن ليس بعد اللام همزة.
وروى أحمد بن صالح عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة، وقال عن ورش بغير همز بعد اللام} [3]، فقال: نا الفارسي عن أبي طاهر قول أحمد بن صالح فيه بيان أن روايتيهما مختلفتان عن نافع وأن قالون يروى عنه أنه يهمز بعد اللام. قال أبو عمرو:
وقول أحمد عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة يدلّ على خلاف ما قاله أبو طاهر، وتحقيقه أن مذهب قالون وورش وروايتيهما عن نافع في ذلك سواء وإن اختلف لفظه في الترجمة عنهما لأن (4) همز قالون بعد اللام لم يكن في ذلك همزة واحدة كما حكي عنه همزتان بعد كل واحدة منهما مدّة، وتلك الهمزة التي ذكرها هي همزة الاستفهام (5) التي ذكرها جميع أصحاب قالون والمسيّبي لا غير، وقالون وورش متفقان على تخفيفها وصلا وابتداء. (6) وكذلك روى سائر الناس لأنها مبتدأة، ولا
__________
أول الكلمة التي بعدها ثانيا: أن يكون الساكن صحيحا. أي ليس حرف مد ولين. قال الناظم:
وحرك لورش كل ساكن آخر ... صحيح بشكل الهمز واحذفه مسهلا
(حرز الأماني) ص 19، و (سراج القارئ) ص 79، و (النشر) 1/ 408، و (الإتحاف) 1/ 213.
وفي (حجة القراءات) ص 333، قال مؤلفه: وقرأ إسماعيل عن نافع الآن بإسكان اللام، قلت: ويلزم من ذلك وجود الهمز بعد اللام.
(1) هو: يحيى بن محمد، وقد تقدم.
(2) انظر: (السبعة) ص 327.
(3) أي على أصله.
(4) في (م) لأنه.
(5) انظر: (الهمزة في اللغة العربية) ص 20.
(6) الابتداء: في عرف القراءة هو: الشروع في القراءة بعد قطع أو وقف فإذا كان بعد القطع فتتقدمه الاستعاذة، ثم البسملة، إذا كان الابتداء من أول السورة.
وإذا كان من أثنائها فللقارئ التخيير في الإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها بعد الاستعاذة.
انظر: (هداية القارئ) 395، و (الوسيط في علم التجويد) / 320، و (مذكرة في علم التجويد 85).(3/1183)
ساكن قبلها يلقي عليها حركتها، فوجب تحقيقها (1) على كل حال.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر أنه قرأ ذلك على أبي الزعراء (2) عن أبي عمر عن إسماعيل مثل قراءة حمزة يعني بهمزتين همزة قبل الألف وهمزة بعد اللام وقرأت أنا ذلك في رواية إسماعيل بهمزة واحدة، وكذلك قرأت في رواية المسيّبي وقالون، وعلى ذلك أهل الأداء عنهما، وقال ابن جبير في مختصره عن اليزيدي (3) عن أبي عمرو {آلآن في الحرفين يعني بغير همز} [4] مثل نافع وذلك وهم منه لأنه عدول عن مذهبه المشتهر في جميع القرآن.
وقرأ الباقون (5) بتخفيف الهمزتين قبل الألف وبعد اللام في الحرفين.
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية الوليد {خير مما تجمعون [58] بالتاء} [6].
وقرأ الباقون (7) بالياء، وكذلك روى الوليد عن يحيى. واتفقوا على الياء في قوله:
{فلتفرحوا [58] إلا ما رواه عيسى} [8] بن
__________
(1) في (م) تخفيفها.
(2) في النسختين (ذلك أبي الزعراء) والصواب بزيادة على.
(3) في (م) البزّي.
(4) في (م) يعني همزة مثل.
(5) فائدة: جملة ما في القرآن مما يشبه حرف {الآن في خمسة مواضع هي:
} {قل ءالذكرين الآية (144، 143) الأنعام،} {وقل ءالله الآية (59) يونس، و} {الله خبير
الآية (36) النمل، و} {السحر إن الله سيبطله الآية (81) يونس على قراءة أبي عمرو. وأكثر المصادر ذكرت أوجه قراءة نافع في} {الآن، وذكرت للباقين وجه تسهيل الهمز بين بين، ولا يخفى أن لجميع القراء وجهين جائزين، الأول: المتقدم ذكره، والثاني: المد المشبع. نظرا لالتقاء الساكنين. انظر: (السبعة) ص 327. و (التيسير) ص 100، و (الدر النثير) 4/ 240، وبتوسع (البدور الزاهرة) ص 146143، فإنه مهم.
(6) أي تاء الخطاب، ويقويه قوله تعالى قبله} {قد جاءتكم، وبعد قوله تعالى:} {قل أرءيتم
والمعنى: خير مما تجمعون من أعراض الدنيا. (شرح الهداية) 2/ 341، و (حجة القراءات) ص 434، و (المستنير) 1/ 246.
(7) أي بياء الغيبة لأن قبله} {فليفرحوا وقوله} وهدى ورحمة للمؤمنين قلت: وفيها انفرادة سبعية عن ابن عامر ورواية الوليد غير مشهورة. قال صاحب الحرز: وخاطب فيها يجمعون له ملا.
(8) عيسى بن سليمان أبو موسى الحجازي المعروف بالشيزري الحنفي، مقرئ عالم نحوي معروف، قال: سبط الخياط كان حجازيا ثم انتقل إلى شيزر، وأقام بها إلى أن مات، فنسب إليها، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي، وروى الحروف عن اسماعيل بن جعفر عن نافع وشيبة، روى القراءة عنه محمد بن سنان بن سرح الشيرزي وموسى بن شبيب. (غاية 1/ 608).(3/1184)
سليمان (1) عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ الحرفين جميعا بالتاء (2)، لم يروه غيره.
حرف:
قرأ الكسائي {وما يعزب هاهنا [61] بكسر الزاي، وفي سبأ} [3] [3].
وقرأ الباقون بضمها (4).
حرف:
قرأ حمزة (5) {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفع الراء فيهما، وكذلك روى ابن مجاهد بإسناده عن أبي زيد وجبلة عن المفضل} [6] عن عاصم، ولم أقرأ بذلك. وقرأ الباقون بفتح الراء، وأجمعوا على رفع الراء في [15/ أ] الكلمتين في سورة سبأ لارتفاع المثقال لفظا هناك على أن الرفاعي قد روى عن حسين الجعفي عن عمرو أنه فتح الراء فيهما، ولا عمل على ذلك.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد (7)، وفي رواية العليمي (8) عن أبي بكر وفي رواية الواسطيين عن يحيى وهي رواية يوسف بن يعقوب (9) عن شعيب عنه عن أبي
__________
(1) في (م) عيسى بن سليم.
(2) وذكرها أبو الفتح بن جني في (المحتسب) 1/ 313، فقال: ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان بن عفان وأبي بن كعب والحسن وأبي رجاء ومحمد بن سيرين والأعرج وأبي جعفر بخلاف، والسلمي وقتادة وعاصم الجحدري وهلال بن يساف والأعمش بخلاف، وعباس بن الفضل وعمرو بن فائد {فبذلك فلتفرحوا بالتاء، وذكرها لابن خالويه في مختصره ص 62، حيث قال:} {فلتفرحوا بالتاء. النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الكسائي في رواية زكريا بن وردان. قلت: وفيها انفرادة شاذة عن شعبة لمخالفتها المتواتر عنه، ويروى عنه وجه آخر وهو حذف اللام والياء.
انظر: (بستان الهداة) ص 600، و (الانفرادات) 2/ 763762.
(3) هي السورة رقم [34] آية [3]} لا يعزب عنه مثقال ذرة انظر: (كشف المعاني) 206.
(4) الكسر والضم في (يعزب) لغتان في المضارع. ومعنى يعزب: يغيب وفيها انفرادة سبعية عن الكسائي قال في الحرز: ويعزب كسر الضم مع سبأ رسا.
(السبعة) ص 328، و (التيسير) ص 100، و (المستنير) 1/ 247.
(5) انفرادة سبعية عن حمزة، انظر: المصادر السابقة.
(6) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 517، و (بستان الهداة) ص 601.
(7) رواية حماد عن شعبة عن عاصم ذكرت في (التلخيص) ص 285، و (غاية الاختصار) 2/ 517.
(8) انظر: (الاختيار) 2/ 446.
(9) هو: يوسف بن يعقوب، قرأ على شعيب الصريفيني، وعنه النقاش، إمام جليل. (غاية) 2/ 404.(3/1185)
بكر (1) {ويكون لكما الكبرياء [78] بالياء، وكذلك روى بكّار بن أحمد عن ابن رستم} [2] عن نصير (3) عن الكسائي لم يروه غيره. وقرأ الباقون وعاصم وأبو بكر (4)
من سائر الطرق بالتاء.
{بكل ساحر عليم [79] قد ذكر} [5].
حرف:
قرأ أبو عمرو (6) {ما جئتم به السحر [81] بالهمز} [7] والمدّ (8) على الاستفهام، والوقف على ما قبله كاف (9)، والابتداء به حسن على مذهبه لأنه مبتدأ
__________
(1) وجه الياء عن شعبة لم يتواتر عنه من طريق (الحرز) ومن طريق (النشر) عنه من رواية العليمي والهذلي فله الخلف من طريق الطيبة يقول العلامة ابن الجزري: يكون صف خلفا.
انظر: (شرح الطيبة) 250.
(2) هو: أحمد بن محمد بن رستم من أجل أصحاب نصير، وروى عنه بكار بن أحمد (غاية) 1/ 115.
(3) انفرادة شاذة عن نصير عن الكسائي بالياء لمخالفتها المتواتر عن الكسائي.
(4) وجه التاء عنه جاء من طريق يحيى بن آدم وأكثر أصحابه عنه، قلت: وعليه العمل لشعبة والكسائي انظر المصادر السابقة.
(5) انظر حرف 22من هذه الرسالة عند الآية (112) سورة الأعراف.
(6) انفرادة سبعية عنه (السبعة) 328، و (التيسير) ص 100.
(7) أي همزة قطع.
(8) أي المد المشبع للساكنين، وله وجه التسهيل بين بين، وتوصل هاء الضمير في {به بياء.
(إعراب القراءات) 272، و (الإتحاف) 2/ 118، و (البدور الزاهرة) 148.
يقول الإمام الشاطبي: مع المد قطع السحر حكم انظر: ص 59
(9) ذكر المؤلف رحمه الله هنا حكم الوقف على (به) في قراءة أبي عمرو، وذكره له مما يبين سعة معرفته بعلوم القراءات الأخرى، وإن علم الوقف والابتداء لمهم للمشتغلين بعلوم الكتاب، وبخاصة المقرئين وأئمة المساجد، ولما له من أثر في أداء التلاوة، ومعرفة وجوه التفسير، واستقامة المعنى، وصحة اللغة: وقد جاء عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ما سئل عن تفسير، قوله تعالى:} ورتل القرءان ترتيلا فقال الترتيل: هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
وتعريف الوقف في اللغة هو: الحبس والكف عن القول والفعل. واصطلاحا: كف الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة. وهو علم جليل يعرف به كيفية أداء القراءة بالوقف على المواضع التي نص عليها القراء لإتمام المعاني والابتداء بمواضع محددة لا تختل فيها المعاني. ونوع الوقف هنا كاف، وهو من أقسام النوع الاختياري. وتعريفه: الوقف على ما تم معناه وتعلق بما بعده معنى لا لفظا. وبنفس الحكم ذكر ذلك شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في كتابه (المقصد) ص 10، وأبو جعفر في كتابه (القطع والائتناف) ص 379،(3/1186)
وخبره محذوف والتقدير السحر هو. وقرأ الباقون بغير مدّ على الخبر (1). ولا يجوز الوقف على ما قبله والابتداء به على مذهبهم لأنه خبر المبتدأ الذي هو ما وصلتها في قوله {جئتم به والتقدير الذي جئتم به السحر.} [2]
حرف:
وكلهم قرأ {أن تبوأا بتحقيق الهمزة في الوصل، واختلفوا في الوقف، فكان حمزة يقف بتسهيل الهمزة، فيجعلها بين بين} [3]، ويأتي بألف التثنية بعدها.
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد (4)، قال: ذكر لي عبد الله بن عبد الرحمن (5) عن أبيه (6) عن حفص عن عاصم أنه يقف {تبويا بياء من غير همز} [7]
يعني بياء مفتوحة بدلا من الهمزة، وكذلك حكى أحمد بن يعقوب التائب عن أبي الحسن بن مجمع (8) المقرئ أنه روى عن أصحابه عن سليم عن حمزة أنه وقف،
__________
والداني في (المكتفي في الوقف والابتداء). ص 47، 49، 57، 310، وانظر: (جمال القراء) 2/ 548، وكتاب (الوقوف اللازمة) 2/ 548، و (الإضاءة)، وكتاب (كشف الغطاء في الوقف والابتداء) ص 5ص 41، و (نظام الأداء في الوقف والابتداء) ص 38.
(1) فتبقى همزة الوصل وتحذف ياء الصلة في {به.
(2) انظر: (المسائل السفرية في النحو) ص 81.
(3) على أصله في تسهيل الهمزة المتطرفة عند الوقف بين بين وهو قياس تخفيفها. انظر: باب وقف حمزة وهشام على الهمز من (سراج القارئ) ص 84.
(4) انظر: كتاب (السبعة) ص 329، وفيه ذكر المؤلف الرواية بسندها، ولم يحكم عليها بشيء ونقلها سبط الخياط في (اختياره) 2/ 446، عن الأندلسي عن حفص.
(5) هو: عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد أبو شبل الواقدي، شيخ مشهور، روى عن أبيه عن أحمد بن إبراهيم، وروى عنه ابن مجاهد وغيره. (غاية) 1/ 489.
(6) هو: عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد الختلي المؤدب البغدادي، أخذ عن حمزة بن القاسم ومحمد بن واصل وأحمد بن إبراهيم، وسمع الحروف من عباس بن الفضل وعلي بن حمزة الكسائي وحفص بن سليمان، روى عنه ابنه أبو شبيل عبيد الله شيخ ابن مجاهد وأحمد بن فرح المفسر. (غاية 1/ 381).
(7) انظر: (الدر المصون) 6/ 258، وقد ضعّف هذا الوجه لحفص في العربية وفي الرواية، إذ إن قياس تخفيف مثل هذا الهمز أن يكون بين بين، وقد ذكر ذلك البناء في (الإتحاف) 2/ 118، فقال: (وأما ما حكي من إبدال همز} تبوأ في الوقف ياء لحفص فغير صحيح، ونقل ذلك أيضا الشيخ عبد الفتاح القاضي في (بدوره) ص 150، وقال: وبذلك صح إمامنا الشاطبي بقوله. لم يصح فيحملا
(8) لم أجده بعد البحث.(3/1187)
وهذا الضرب من البدل على غير قياس، وإنما صار إلى مثله بالرواية والسّماع (1).
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: ذكر لي أبو بكر في كتاب قراءة عاصم أن أحمد بن علي حدّثه عن هبيرة عن حفص أنه وقف كذلك {تبوءا قال الفارسي:
قال لي أبو طاهر: فسألت أبا العباس الأشناني عن الوقف كما رواه هبيرة، فلم يعرفه وأنكره، وقال لي: الوقف مثل الوصل} [2]، وكذا وقف الباقون.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان (3) وابن عتبة {ولا تتبعان [89] بتخفيف النون، يجعل} [4] لا بمعنى ليس، فيكون لفظه لفظ الخبر، ومعناه أنّها كقوله: {لا تضار والدة [البقرة: 232] على قراءة من رفع ويجعل ذلك حالا من قوله} {فاستقيما [89]، أي: واستقيما من غير متبعين، أو يكون خفف النون الثقيلة للتضعيف كما خفّف ربّ، وإن ونحوهما من المضاعف، وهذه الأوجه تسوغ} [5] قراءة ذلك (6) بخلاف ما زعمه أبو طاهر بن أبي هاشم وأبو بكر الشذائي وغيرهما: أن تخفيف النون لحن وليس بحمد الله كذلك لما بيّنّاه، أو وقع هذا الحرف في كتاب ابن ذكوان (7) مترجما عنه بالتخفيف دون ذكر نون ولا غيرها، فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: أحسب ابن ذكوان عنى بروايته خفيفة يعني التاء من تتبع. (8)
قال: فإن كان كذلك فقد اتفق هشام في النون وخالفه هشام في التاء، وكذلك ترجم ابن مجاهد (9) عن ذلك في رواية ابن ذكوان، وقال قرأ ابن عامر في رواية ابن
__________
(1) (العرض والسماع) من مصطلحات الأداء والرواية، فالأول: أن يقرأ الطالب ويسمع الشيخ فيصحح للطالب ما قد يكون في قرائهم من أخطاء، والثاني: أن يقرأ الطالب ويسمع الطالب قراءة شيخه ليتخذوا حذوه. انظر: (المدخل والتمهيد) ص 99.
(2) ذكر ذلك الداني في (التيسير) ص 100، وعقب عليه بقوله وبذلك قرأت وبه آخذ.
(3) انفرادة سبعية عنه (التيسير) ص 100، و (النشر) 2/ 286.
(4) في (م) تجعل.
(5) في (ت) يسوغ بالياء.
(6) في (م) بزيادة كذلك.
(7) من مصادر الداني في الجامع.
(8) في (م) من تبّع.
(9) عبارته هذه في (السبعة) ص 329.(3/1188)
ذكوان {ولا تتبعان مخففة التاء الساكنة مشددة النون، وكذلك روى سلامة بن هارون} [1] عن الأخفش عن ابن ذكوان أداء، قال أبو عمرو: وذلك غلط منه رحمه الله ومن سلامة لأن جميع الشاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان [15/ ب] (2) وعن الأخفش سماعا وأداء بتخفيف النون وتشديد التاء، وكذلك نصّ عليه الأخفش في كتابه، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام جميعا، قال: وقد روي عن هشام بتخفيف النون والتاء جميعا. وقرأ الباقون بتشديد النون، وكذلك روى الحلواني وابن عباد عن هشام بإسناده عن ابن عامر (3).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {آمنت إنه [90] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها} [4].
حرف:
قرأ الكسائي في رواية قتيبة (5) {فاليوم ننجيك [92] بإسكان النون وتخفيف الجيم. وقرأ الباقون} [6] بفتح النون وتشديد الجيم.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد (7)
__________
(1) سلامة بن هارون أبو نصر البصري، قرأ على هارون الأخفش وعامر الموصلي وأبي معمر صاحب البزي وعلى قنبل، وروى عنه أبو حمدون عبد الله بن الحسين وعلي بن أحمد السلمي. (غاية 1/ 310).
(2) نقل العلامة ابن الجزري قول: الداني هذا، وأعقبه بقوله: قد صحّت عندنا هذه القراءة، أي بتخفيف التاء مع تشديد النون من غير طريق ابن مجاهد وسلامة، فرواها أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني عن هبة الله بن جعفر عن الأخفش، وصحّ أيضا من رواية التغلبي عن ابن ذكوان تخفيف التاء والنون جميعا، وذلك كله ليس من طرقنا. (الاختيار) 2/ 447، و (النشر) 2/ 287، و (الإتحاف) 2/ 119، و (الفتح الرباني) ص 192.
(3) (النشر) 2/ 287، و (الميسر في القراءات الأربعة عشرة) ص 219.
(4) قراءة كسر الهمزة على الاستئناف والفتح على حذف الباء، والتقدير: آمنت بأنه.
(شرح الهداية) 2/ 344، و (النشر) 2/ 287، و (الفتح الرباني) ص 192.
قال صاحب الحرز: وفي أنه أكسر شافيا.
(5) رواية آحادية: وتعتبر انفرادة شاذة عن قتيبة. (التذكرة) 2/ 368، و (الغاية) ص 279، و (المبسوط) 202، و (المستنير في القراءات) ص 592، و (الانفرادات) 2/ 774.
(6) ومعهم الكسائي في غير رواية قتيبة والمختار له في القراءة السبعية، كذلك (المستنير في القراءات) ص 592.
(7) (الغاية في القراءات العشرة) ص 279، و (المبسوط) ص 202.(3/1189)
وأبي بكر (1) وفي رواية التيمي (2) وابن الجنيد (3) عن الأعشى عنه {ونجعل الرجس
[100] بالنون. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل وفي رواية الشموني وابن غالب عن الأعشى والبرجمي عن أبي بكر بالياء} [4].
حرف:
قرأ الكسائي في رواية نصير من قراءتي {ثم ننجي رسلنا [103] بإسكان النون وتخفيف الجيم} [5]. وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم.
حرف:
قرأ الكسائي في جميع طرقه وعاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر (6)
وابن عامر من رواية الوليد [-6] عن يحيى {ننج المؤمنين [103] بإسكان النون وتخفيف الجيم. وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم} [8]، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر (9) وابن عامر، وقال المدني والقطري عن قالون عن نافع بين الياء في {ننج المؤمنين إذا أدرجت القراءة، وليست مكتوبة} [10]، وقال اليزيدي عن أبي
__________
(1) انفرادة سبعية لشعبة. انظر: (التذكرة) 2/ 368، و (التيسير) ص 101، و (غاية الاختصار) 2/ 518، و (النشر) 2/ 287.
(2) هو: محمد بن غالب، تقدمت ترجمته.
(3) هو محمد بن الجنيد، تقدمت ترجمته.
(4) فمن قرأ بالياء المعنى {ويجعل الرجس، وقبله} {وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله.
وكره البعض أن يبتدئ به. ومن قرأ بنون العظمة فعلى الاستئناف إخبار الله تعالى عن نفسه.
قال صاحب الحرز: وبنونه ونجعل صف انظر: ص 60.
(شرح الهداية) 2/ 244، و (التذكرة) 2/ 368، و (الفتح الرباني) ص 192.
(5) انفرادة شاذة من هذا الطريق وتروى عن يعقوب من العشرة.
(الغاية) ص 279، و (المبسوط) ص 202، و (المستنير في القراءات) ص 593، و (الانفرادات) 575.
(6) (6) و (7) روايتان آحاديتان عن أبي بكر وابن عامر من رواية الوليد من هذين الطريقين، ولا يقرأ لهما بهذا الوجه من طريق الشاطبية (المستنير في القراءات) ص 593، و (الانفرادات) 2/ 775.
(8) التخفيف والتشديد في} {ننجي لغتان جيدتان من (أنجى ينجي)، و (نجّى ينجّي).
(إعراب القراءات) 1/ 276، و (شرح الهداية) 2/ 344، و (النشر) 2/ 287.
قال في الحرز: والخف ننج رضى علا وذاك هو الثاني: انظر ص 60.
(9) وبما رواه سائر الرواة عنه، وكذا ما روي عن الإمام ابن عامر القراءة السبعية عنهما.
انظر: (التيسير) ص 101، و (النشر) 2/ 287.
(10)} ننج كتبت محذوفة الياء، وقرأ السبعة: بغير ياء وصلا ووقفا، لأجل رسم المصحف. وقيل(3/1190)
عمرو الوصل بالياء والسكت على الكتاب، وقد بيّنّا هذا في باب الوقف على المرسوم (1) والله أعلم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة خمس (2): أولاهنّ (3): {لي أن أبدله [15] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون.
} {نفسي إن أتبع [15] فتحها نافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون} [4].
{إني أخاف [15] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار، وأسكنها الباقون} [5] {إي وربّي إنه لحق [53] فتحها نافع وأبو عمرو. وأسكنها الباقون} [6].
وكذا الاختلاف في ياء {أجري [72] في جميع القرآن} [7]، وليس فيها ياء محذوفة وليس مختلف فيها.
__________
لا يوقف عليه لمخالفة الأصل، وأشار المؤلف رحمه الله هنا إلى وجه إثبات الياء وصلا عن قالون وأبي عمرو، وكذا في (التيسير) ص 101، فقال: = وكلهم يقف على هذا وشبهه مما رسم في المصاحف بغير ياء على حال رسمه، إلا ما جاءت فيه الرواية عنهم. قلت: ولكن هذا الوجه لم يشتهر عنهم، لذا لا يقرأ به، انظر: (النشر) 2/ 138، و (الإتحاف) 2/ 120، و (دليل الحيران على مورد الظمآن) 114، و (البدور الزاهرة) ص 149.
(1) انظر: (جامع) 2/ 650ت الطحان.
(2) في هذه السورة ست عشرة ياء إضافة اختلفوا في الخمس المذكورة منها، (السبعة) 330.
(3) في (السبعة) 330، و (التذكرة) 2/ 368، و (التيسير) 101، و (النشر) 2/ 288، فتحها للحرميين وأبي عمرو، وفي (المبسوط) 202غير ابن كثير والجميع لم يذكر رواية ابن بكار عن ابن عامر.
(4) (السبعة) 330و (التيسير) 101.
(5) وكذا في المصادر السابقة عدا رواية ابن بكار، فهي آحادية عن ابن عامر.
(6) (السبعة) 330، و (التيسير) 101.
(7) فتحها نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص، وأسكنها الباقون حيث وقع. انظر: المصدرين السابقين.
قال صاحب الحرز: ونفسي ياؤها وربي مع أجري وإني ولي حلا انظر: ص 60.(3/1191)
ذكر اختلافهم في سورة هود (1) عليه السلام
قد ذكرت الاختلاف في قوله {الر} [2] وفي قوله: {إلا سحر مبين} [3] و {من لدن} [4] {حكيم خبير [النمل: 6] و} {يضاعف} [5] فأغنى ذلك عن إعادته.
حرف:
وكلهم قرأ {لا جرم [22] بتمكين هذه الألف التي بعد اللام من غير إشباع زائد إلا حمزة، فإن خلفا والدوري وابن سعدان وأبا هشام رووا عن سليم عنه أنه أشبع مدّها في قوله:} {لا ريب [البقرة: 2] و} {لا خير في كثير من نجواهم
[النساء: 114] وما أشبهه. وروى المروزي عن ابن سعدان عن سليم أن حمزة كان يمدّ الألف قليلا} [6] في {لا جرم وكذا حكى الحلواني عن قراءته على خلف وخلّاد جميعا من سليم. وقال خلف عن سليم: إنما يفعل هذا من إشباعه تحقيقا للحروف، قال لي الفارسي: قال لي أبو طاهر: وقرأت على أبي بكر بالمدّ في قراءة حمزة، قال أبو عمرو: ورأيت زكريا بن يحيى} [7] المقرئ قد روى عن حبيب بن
__________
(1) مكية إجماعا، وعن ابن عباس رضي الله عنهما إلا آية واحدة، وهي قوله تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار (114) وهي مائة وإحدى عشرة آية في المدني الأخير والمكي والبصري، واثنتان في المدني والشامي وثلاث في الكوفي. انظر: (البيان في عد الآي) 165، و (مصاعد النظر) 2/ 170.
(2) تقدم الاختلاف في} {الر أول سورة يونس.
(3) لحمزة والكسائي من السبعة القراءة بالألف، وللباقين بغير ألف، وتقدم ذلك عند الآية (110) من سورة المائدة. انظر (الجامع) بتحقيق طلحة توفيق ص 267، و (التيسير) ص 83.
(4) انظر: (المستنير في القراءات) ص 594، و (البستان) 604.
(5) لابن كثير وابن عامر حذف الألف بعد الضاد وتشديد العين، وللباقين إثبات الألف وتخفيف العين انظر: حرف الآية (245) البقرة، و (الجامع) ص 142، ت طلحة و (التيسير) 69، و (البدور) 151.
(6) روى حمزة بخلف عنه مد} لا حيث وقع إذا لم يكن بعدها ساكن، نص على ذلك له عدد من الأئمة، ويسمى مد المبالغة في النفي، أو مد التبرئة. وسببه معنوي، وقدر المد متوسط لا يبلغ حد الإشباع. وأما أبو عمرو فيروى عنه بالقصر بهمزة مفتوحة بعد اللام، وكل ذلك لا يقرأ به اليوم.
انظر: (التلخيص) ص 207، و (بستان الهداة) ص 118، و (البحر) 5/ 213، و (النشر) 1/ 345، و (الإتحاف) 2/ 123، و (الانفرادات) 2/ 779.
(7) زكريا بن يحيى أبو يحيى المقرئ الأندلسي، متصدر ضابط، عرض علي أحمد بن اسماعيل التجيبي وبكر الدمياطي وحبيب بن إسحاق ومواس بن سهل، قال الداني: ولم يكن بالأندلس(3/1192)
إسحاق (1) صاحب داود (2) عن ورش {لا جرم ممدودة الألف في كل القرآن، وروى عن مواس [16/ أ] بن سهل عن أصحابه عن ورش} {اثنتا عشر و} {اثنا عشر ممدودة الألف، وهذا نصّ لإشباعه وتحقيقه، ولم أر أحدا من أهل الأداء يأخذ من مذهبه.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وابن عامر في رواية الوليد} {إني لكم نذير مبين [نوح: 2] في قصة نوح بفتح الهمزة} [3]، وقرأ الباقون بكسرها. وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون. ح ونا فارس بن أحمد، قال: نا محمد بن جابر (4)، قال: نا الحسن الباهلي (5)، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد، قال: نا عيّاش والبرمكي، قالا (6): ونا أبو عمرو عن إسماعيل عن شيبة (7) ونافع {إني
__________
بعد الغاز بن قيس أضبط منه لقراءة نافع، ولا أعرف بألفاظ المصريين من أصحاب عثمان بن سعيد. وله كتاب حسن في الأصول. (غاية 1/ 294).
(1) حبيب بن إسحاق القرشي الدمياطي، متصدر، قرأ على عبد الصمد وداود عن ورش، قرأ عليه أبو يحيى زكريا بن يحيى الأندلسي. (غاية 1/ 202).
(2) هو ابن طيبة، وقد تقدم.
(3) فتح الهمز على إضمار حرف الجر أي} {بأني لكم، وقيل على حذف الياء وبكسرها. فعلى إضمار القول، وقيل: على الاستئناف، وعلى كلا الوجهين لا يبتدأ بها، فعلى الأول: لأنها مفعول أرسلنا وعلى الثاني: لأنها محكية بعد القول، فهي متعلقة بقوله:} ولقد أرسلنا، وجميع المصادر الأخرى لم تذكر رواية الوليد عن ابن عامر، فهي آحادية. (إعراب القراءات) 1/ 278، و (التذكرة) 2/ 370، و (الدر المصون) 6/ 308، و (الفتح الرباني) 193.
(4) محمد بن جابر بن محمد القيسي الوادي آشي، إمام مقرئ محدث رحال، ثقة مشهور، قرأ لنافع وابن كثير ثم لأبي عمرو وقرأ التيسير على أحمد بن محمد الغماز، قرأ عليه محمد اللبان والأنصاري والمعافري، مات سنة 749. (غاية 2/ 106).
(5) إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي التبان العلاف البصري، ثقة، قرأ على سلام الطويل ويعقوب الحضرمي، وروى عن المعلى بن عيسى ويونس بن حبيب، وقرأ عليه أحمد الحلواني. قال أبو حاتم الرازي: كان صاحب قرآن، وكان بصيرا به، وكان شيخا ثقة، من العاشرة، مات سنة 235هـ.
(غاية 1/ 11)، و (تقريب) 1/ 34.
(6) في (م) قال: بالإفراد، والشاهد: وإني لكم بالفتح حق رواته. انظر: ص 65.
(7) شيبة بن نصاح بن سرجس، إمام ثقة مقرئ المدينة مع أبي جعفر وقاضيها ومولى أم سلمة رضي الله عنها مسحت على رأسه ودعت له بالخير. قال الحافظ أبو العلاء: هو من القراء التابعين الذين أدركوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأدرك أميّ المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما وقد دعتا الله تعالى له أن يعلمه القرآن، وكان ختن أبي جعفر على ابنته(3/1193)
{لكم بالفتح، وعن أبي جعفر} [1] بالكسر. وكذلك روى المفضل وابن شاذان (2) عن الحلواني عن خلف عن المسيّبي عن الدوري عن إسماعيل، وغلط أبو عمر في ذلك غلطا فاحشا، وذلك أنه عكس قول إسماعيل في كتابه (3) المصنف في قراءة المدنيين لأنه قال في رواية الكسائي والهاشمي وأبي عبيد وأبو جعفر بالفتح، وشيبة ونافع بالكسر.
حرف:
قرأ أبو عمرو (4) والكسائي في رواية نصير (5) {بادىء [27] بهمزة مفتوحة بعد الدال} [6]. وقرأ الباقون والكسائي من سائر الطرق بياء مفتوحة بعد
__________
ميمونة، عرض عليه نافع وسليمان جمار وإسماعيل بن جعفر وأبو عمرو بن العلاء وزوجته ميمونة، وهو أول من ألف في الوقوف، من الطبقة الثالثة في القراءة، ثقة من الرابعة في الحديث، مات سنة 130هـ.
(معرفة 1/ 79)، (وغاية 329)، و (تقريب 1/ 357).
(1) هو يزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ، أحد العشرة، الإمام، رفيع الذكر، قرأ على مولاه عبد الله ابن عياش وأبي هريرة وابن عباس عن أبي بن كعب، وصلى بابن عمر، تصدى للإقراء دهرا، روى عنه نافع بن أبي نعيم وسليمان بن جماز وعيسى بن وردان وطائفة من الطبقة الثالثة، وهو ثقة من الرابعة، مات سنة 127هـ. (معرفة 1/ 72، وغاية 2/ 382، وتقريب 2/ 406).
قلت: والعمل لأبي جعفر القراءة بالفتح. انظر: (شرح السمنودي) 76، و (الكوكب الدري) 458.
(2) محمد بن شاذان أبو بكر الجوهري البغدادي، مقرئ حاذق معروف محدث مشهور، ثقة، أخذ القراءة عرضا عن خلاد صاحب سليم، وهو من جلة أصحابه وعن رويم بن حمزة، وروى الحروف عن عبد الله العجلي. وعنه ابن شنبوذ وأبو بكر النقاش، ثقة من الحادية عشر، مات سنة 286هـ.
(3) والكتاب أحد مصادر جامع البيان.
(4) وفيها انفرادة سبعية عن أبي عمرو وفي (المستنير في القراءات) ص 594، قرأ أبو عمرو إلا عبد الوارث وأبا أيوب وأوقية عن صاحبيه اليزيدي والعباس، وكذلك في (الاختيار) 2/ 452 عدا أبي أيوب والعباس. يقول الشاطبي: وبادئ بعد الدال بالهمزة حللا
انظر: (السبعة) ص 332و (التيسير) ص 101.
(5) رواية نصير عن الكسائي لهذا الحرف ذكرت في (التذكرة) 2/ 370، و (الاختيار) 2/ 452، و (الغاية) 280، و (المبسوط) 203، وفي (غاية الاختصار) 2/ 519، عن الرستمي وهو عن نصير عن الكسائي، وكذا في (التلخيص) 288، قلت: وهي آحادية.
(6) على أنه اسم فاعل من (بدأ، يبدأ) أي: أول الرأي، وغير صادر عن روية، تأمل.
(التيسير) 101، و (البيان) 2/ 11، و (الدر المصون) 6/ 310، و (النشر) 1/ 407، و (الفتح الرباني) 193.(3/1194)
الدال (1)، وروى الشموني عن الأعشى أنه أمال فتحة الباء من ذلك، ولم يروه غيره (2). وكلهم نصب الياء التي بعد الدال إلا ما نا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد (3)، قال: نا محمد بن الربيع (4)، قالا: نا يونس، قال: أقرأني أبو عمرو {بادي [27] الياء منصوبة محرّكة} [5]، وأقرأني ابن كيسة {بادي موقوفة الياء مخففة، وهذا وهم وخطأ من يونس إذ وقف هذه الياء لا يجوز بوجه لأن فتحها إعراب، وهي لام الفعل. وإنما توقف الياء إذا كانت كناية زائدة وكانت فتحها بياء.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم} {فعمّيت عليكم [28] بضمّ العين وتشديد الميم} [6]. وقرأ الباقون بفتح العين وتخفيف الميم (7)، وأجمعوا على الحرف الذي في القصص [66] من أنه هذه الترجمة.
حرف:
وكلهم قرأ أنلزمكموها [28] برفع الميم إلا ما رواه أحمد بن
__________
(1) على أنه اسم فاعل من (بدا، يبدو) بمعنى ظهر، أي: ظاهر الرأي، دون باطنه. فيصح المعنى على قراءة الهمز أن قوم نوح قالوا له: ما نراك اتبعك إلا سفلتنا في بادئ رأيهم، من غير أن يتأملوا أمرك، وعلى قراء الجماعة أي: اتبعوك فيما ظهر لهم من رأيهم، أو ما اتبعك فيما ظهر لنا من الرأي إلا الأراذل، وبالياء قراءة الكسائي في السبعة (الكشف) 1/ 526، و (شرح الهداية) 2/ 345، و (التيسير) 101، و (البيان) 2/ 11.
(2) هذه من انفرادات الأعشى عن أبي بكر في الإمالة، ولكن لا يقرأ بها.
انظر: (التذكرة) 2/ 370، و (المستنير في القراءات) ص 595، و (الانفرادات) 2/ 328.
(3) هو: جعفر بن أحمد أبو محمد البزاز، روى القراءة عن محمد بن الربيع، وروى عنه فارس بن أحمد. (غاية 1/ 191).
(4) محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي الأزدي مولاهم، روى عن يونس بن عبد الأعلى، وروى عنه جعفر بن أحمد وأبو العباس المطوعي. (غاية 2/ 140).
(5) انظر: (إعراب القرآن) للنحاس 2/ 280. والشاهد: وبادئ بعد الدال بالهمز حللا
(6) في هذه القراءة بني الفعل على ما لم يسم فاعله، وحذف فاعله للعلم به، وهو الله تعالى، والمعنى أخفيت وعماها الله عليكم. (حجة القراءات) 338، و (الدر المصون) 6/ 313، و (المستنير) 1/ 252.
(7) وهنا أسند الفعل فيها إلى الفاعل، وهو ضمير البنية، والإسناد هنا مجاز لأن البنية ليست بذات جسم، فيكون مثل قولهم: (أدخلت القلنسوة في رأسي)، أي: (أدخلت رأسي في القلنسوة) (شرح الهداية) 2/ 346، و (حجة القراءات) 338، و (الدر المصون) 6/ 314، و (الإتحاف) 2/ 124، والشاهد قوله: فعميت أضممه وثقل شذا علا. انظر: ص 60.(3/1195)
واصل (1) عن اليزيدي عن أبي عمرو (2) أنه أسكن الميم، وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي نصّا برفع الميم، وعلى ذلك أهل الأداء.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص (3) {من كلّ زوجين هاهنا [40]، وفي قد أفلح [27] بتنوين اللام. وقرأ الباقون بالإضافة من غير تنوين} [4].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {مجراها [41] بفتح الميم وإمالة} [5] فتحة الراء (6)، ولم يمل حفص في القرآن وغيره، هذا قول عمرو وعبيد عنه، وكذلك روى هبيرة وأبو عمارة عنه، وخالفهم ابن شاهي والقوّاس، فقالا غير بفتح الراء (7). وقرأ الباقون بضم الميم (8)، وأمال فتحة الراء إمالة خالصة أبو
__________
(1) أحمد بن واصل البغدادي، روى القراءة عن اليزيدي والكسائي، وروى عنه ابنه محمد بن أحمد ابن واصل. (غاية 1/ 147).
(2) وكذلك روى الكسائي والفراء، وزعم النحويون أنه لحن، إذ لا يجوز إسكان حركة الإعراب إلا في الشعر، وذهب الزمخشري والزجاج إلى أنه اختلاس لم يضبطه عنه القراء، وتعقب ذلك أبو حيان بأنه من عادة تجهيل بعض النحويين والبلاغيين للقراءة، والقراء أجل من أن يلتبس عليهم الاختلاس بالسكون. قلت: وفيها انفرادة شاذة لا يقرأ بها لمخالفتها الجماعة وأهل الأداء عن أبي عمرو. انظر: (مختصر الشواذ) 64، و (المستنير في القراءات) ص 595، وفيه وروى أبو زيد من طريق الزهري و (البحر) 5/ 217، و (الدر المصون) 1/ 362، و 6/ 316.
و (القراءات القرآنية في البحر المحيط) ص 286، و (الانفرادات) 2/ 780.
(3) في (المستنير في القراءات) 595وحفص إلا ابن شاهي. وفيها انفرادة سبعية.
عنه يقول الشاطبي ص 60: ومن كل نوّن مع قد أفلح عالما. (السبعة) 333، و (التيسير) 101.
(4) من قرأ بالتنوين فعلى حذف المضاف إليه، والتنوين عوض عنه. ومن قرأ بغير تنوين فعلى الإضافة. (شرح الهداية) 2/ 346، و (إبراز المعاني) 513، و (المستنير) 1/ 253.
(5) أي بالإمالة الكبرى، فحمزة والكسائي على أصلهما في إمالة ما بعد الراء من الألفات، ووافقهم حفص هنا، ولم يمل غيرها.
قال الشاطبي: وما بعد راء شاع حكما وحفصهم يوالي بمجراها وفي هود أنزلا.
(التيسير) ص 46و 101، و (سراج القارئ) 110، باب الفتح والإمالة بين اللفظين.
(6) الإمالة إنما في الألف والراء تبعا لها (الإبراز) 220.
(7) ذكر صاحب (الاختيار) 2/ 453وجه الفتح عن حفص، فقال: ورواه ابن شاهي كذلك إلا أنه فخم الراء وفي (غاية الاختصار) 2/ 420، وجه الفتح عن جبلة عن المفضل عن عاصم، فقال:
وأمالوه غير جبلة. أنظر: الفقرة (2).
(8) فهو مصدر من {أجرى الرباعي، أي:} أجراها الله مجرى، وقيل: (بالله إجراؤها). وقراءة(3/1196)
عمرو (1) وأخلص فتحها (2) ابن كثير وابن عامر، على أن الداجوني (3) روى أداء عن ابن مامويه عن هشام إمالة فتحة الراء لم يروه غيره، قال ابن ذكوان في كتابه {مجراها مفتوحة الراء، واختلف عن نافع فيها، وفي السين من} {ومرساها
[النازعات: 42] فروى خلف عن المسيّبي الراء والسين} [4] فيهما بين الكسر والتفخيم، وروى محمد عن أبيه هما بألف في القراءة في غير مكتوبة، وهذا يدلّ على الفتح (5)، وروى ابن واصل عن ابن سعدان عنه بفتح الراء والسين.
وروى حمّاد بن بحر عنه مفخّما قليلا. وروى ابن جبير عن أصحابه عنه بالفتح، وروى القاضي والحلواني وأبو سليمان (6) وأبو نشيط والمدني والقطري والكسائي والشحام عن قالون الراء والسين مفتوحتان، وروى أحمد (7) بن صالح عنه عن [16/
__________
ضم الميم أقوى لاجتماعهم في ضم {مرساها. (حجة القراءات) ص 340، و (شرح الهداية) 2/ 346، و (البيان) 2/ 14.
(1) وفي ضم الميم وإمالة الراء انفرادة سبعية عن البصري. وقال الشاطبي: وما بعد راء شاع حكما.
انظر: (التذكرة) 2/ 371، و (إرشاد المبتدئ) 369، و (البدور الزاهرة) 155.
(2) وصورتها هكذا} {مجراها انظر: (التبصرة) 538، و (المبسوط) 204.
والشاهد: وفي ضم مجراها سواهم عطفا على البيت الذي قبله، وقد ذكر. انظر: ص 60.
(3) وفي (إرشاد المبتدئ) 369، والداجوني} مجراها بفتح الميم وبالإمالة، وفي (المستنير في القراءات) 595، الداجوني عن ابن ذكوان ومحقق الفن العلامة ابن الجزري، أشار إلى تضعيف هذا الوجه. فقال: وقد غلط من حكى فتح الميم عن الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان من المؤلفين وشبهتهم في ذلك والله أعلم، أنهم رأوا فيها عنه الفتح والإمالة فظنوا فتح الميم، وليس كذلك، بل إنما أريد فتح الراء وإمالتها، فإنه روى عن أصحابه عن ابن ذكوان فيها الفتح والإمالة، فالإمالة روايته عن الصوري، والفتح روايته عن غيره، وهذا مما ينبغي أن يتنبه له، وهو مما لا يعرفه إلا أئمة هذه الصناعة العالمون بالنصوص والعلل، المطلعون على أحوال الرواة، فلذلك أضرب عنه الحافظ أبو العلاء، ولم يعتبره مع روايته له عنه شيخه أبي العز، الذي نص عليه في كتبه، وبهذا يعرف مقدار المحققين.
انظر: (النشر) 2/ 288و 289.
(4) وفي (التذكرة) 2/ 371، وقرأها إسماعيل، والمسيبي، بين اللفظين، والمعنى واحد، وفي كتاب (السبعة) 1/ 333كذلك.
(5) انظر: (الاختيار) 2/ 453.
(6) سالم بن هارون بن موسى أبو سليمان الليث المؤدب، عرض على قالون، وعنه أبو الحسن بن شنبوذ. (غاية 301).
(7) وفي (الاختيار) 2/ 453، وإمالة (مرساها) قالون بين بين غير أحمد بن صالح.(3/1197)
ب] ورش الراء مقعورة (1)، وروى داود عن ورش لا فتح شديد ولا بطح، وهو قياس رواية أبي يعقوب (2) وأبي الأزهر عنه، وبذلك قرأت له من جميع الطرق إلا الأصبهاني (3)، فإنه روى عن أصحابه عنه بالتفخيم، فأما إسماعيل لم يذكر أحد من أصحابه عنه في ذلك إلا ما أتاه الفارسي عن أبي طاهر عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عنه أن الراء والسين مفتوحتان. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: كان نافع وعاصم في رواية أبي بكر يقرءانهما (4) بين الكسر والتفخيم، فدلّ على أنه يرويه عن إسماعيل وغيره عن نافع، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل من طريق أبي الزعراء عن أبي عمر عنه، وقرأت أنه من طريق ابن فرج عن أبي عمر عنه بالتفخيم.
واختلف أيضا عن اليزيدي عن أبي عمرو في ذلك، فروى عنه أبو عبد الرحمن وأبو حمدون {مجريها الراء مكسورة والياء بين الفتح والكسر و} {مرساها السين والهاء بين الفتح والكسر، وروى شجاع} [5] عنه مرتفعا الميم مفعلها غير مكسورة، وهذا يدلّ على إخلاص الراء والسين. وروى ابن سعدان عنه في مجرده {مجراها ومرساها [41] بكسرهما. وقال في جامعه بكسر الراء في} {مجراها [41]، وروى الأصبهاني} [6] عن ابن سعدان عنه يشمّ الراء الكسر، وروى ابن جبير عنه الراء مكسورة، و {مرساها مفتوحة. وبهذا قرأت في روايته وفي رواية شجاع وعليه أهل الأداء، وبه كان يقرأ ابن مجاهد، ولم يذكر الباقون من أصحاب اليزيدي في الراء والسين شيئا. واختلف أصحاب أبي بكر عنه في ذلك، فروى خلف عن يحيى عنه الراء والسين بين الكسر والفتح} [7].
وروى الوكيعي وأبو هشام وابن الأسود وابن حزام عن يحيى نصب الراء
__________
(1) في (م) معقورة.
(2) انظر: (المستنير في القراءات) 595، و (الإتحاف) 2/ 126.
(3) لأن طريق الأصبهاني عن ورش الفتح في مثل هذه الألفات قولا واحدا، (النشر) 2/ 41.
(4) انظر: (السبعة) ص 333.
(5) رواية شجاع بالفتح عن أبي عمرو (آحادية)، ولا يقرأ بها.
(6) رواية عن الأصبهاني بالتقليل لأبي عمرو وهي (آحادية).
(7) وجه عن شعبة بالتقليل في الراء، ولم يتواتر عنه.(3/1198)
والسين، وذلك دليل على الفتح، ولم يذكر ابن شاكر وابن المنذر وضرار عن يحيى في الراء والسين شيئا، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي بكر (1): الراء والسين بين الكسر والتفخيم. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر بنصب الراء والسين، وروى الأعشى عن أبي بكر {مجراها ومرساها مفخم، والباقون عن أبي بكر بنصب الراء والسين، وروى الأعشى عن أبي بكر} {مجراها ومرساها [41] مفخم، والباقون} [2] عن أصحاب أبي بكر لم يزيدوا على رفع الميم فيهما شيئا. ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال نا أبو بكر، قال: نا محمد بن الجهم، قال: نا أبو ثوبة الأعشى وابن أبي حمّاد عن أبي بكر، وذلك وهم من ابن الجهم وابن الجنيد لأن الجماعة من أصحابهما قد خالفوهما في ذلك، وأمال حمزة (3) والكسائي فتحة السين من {مرساها [النازعات: 42] على أصلها، وكلهم ضمّ الميم من} {مرساها حملا على قوله:} {أيّان مرساها
[النازعات: 42].
حرف:
قرأ عاصم} [4] من جميع طرقه هاهنا {يا بني اركب معنا [42] بفتح الياء، وروى حفص فتح الياء في الحرف الذي في يوسف} [5] والثلاثة الأحرف التي في لقمان (6) والحرف الذي في والصّافّات (7) في الخمسة، وتابعه المفضل على فتح الياء في لقمان لا غير. وقرأ الباقون في الستة بكسر الياء (8) إلا ابن كثير، فإنه قرأ في
__________
(1) وجه عن شعبة بالفتح في الراء، وعليه العمل.
(2) سقط في النسخة (ت)، وموجود في (م) ولعله تكرار، وهو (والباقون عن أبي بكر بنصب الراء والسين، روى الأعشى عن أبي بكر {مجراها و (مرساها) مفخم، والباقون عن أصحاب
(3) انظر: (السبعة) ص 333.
(4) براوييه لأن شعبة يوافق حفصا في هذا الموضع فقط، (النشر 2/ 289)، وفيها (انفرادة سبعية).
(5) السورة رقم 12آية 5} {يا بني لا تقصص رؤياك.
(6) السورة رقم 31الآيات (13، 16، 17).} {يا بني لا تشرك بالله، و} {يا بني إنها إن تك، و} {يا بني أقم الصلاة.
(7) السورة رقم 37، آية 102.} يا بني إني أرى في المنام.
(8) وقرأ الباقون وهم الجمهور بكسر الياء وتشديدها وحجتهم أن هذه الكلمة فيها ثلاث ياءات،: الأولى: ياء التصغير على (فعيل)، والثانية: مبدلة من لام الكلمة، أصلها (بنو)(3/1199)
لقمان بوجوه تذكر هناك إن شاء الله (1)، وقد ذكر البيان والإدغام في قوله: {اركب معنا في بابه} [2].
حرف:
قرأ الكسائي {إنه عمل بكسر الميم وفتح اللام من غير تنوين} {غير صالح [46] بنصب الراء. وقرأ الباقون} [3] {عمل بفتح العين والميم ورفع اللام وتنوينها} {غير صالح برفع الراء.
حرف:
قرأ ابن كثير} [4] {فلا تسئلن [46] وروى ابن} [5] عامر، وكذلك روى سلامة بن هارون عن الأخفش عن ابن ذكوان، وكذلك روى أهل أصبهان (6) عن الداجوني (7) عن ابن ذكوان، وكذلك روى أحمد بن يعقوب التائب عن أصحابه عن
__________
صغّر، فقيل: (بنيو) اجتمعت الواو والياء، سبقت إحداهما ساكنة، قلبت الواو ياء، وأدغمت فيها، ثم أضيف الاسم إلى ياء المتكلم، فاجتمعت ثلاث ياءات، فكسرت الباء المشددة قبل ياء الإضافة على الأصل، لأن ما قبلها مكسور، ثم حذفت ياء الإضافة لاجتماع ثلاث ياءات مع التشديد والكسر وبقيت الكسرة دالة على ياء الإضافة.
انظر بفائدة: (إعراب القرآن) 2/ 384، و (الدر المصون) 6/ 331، و (البيان) 2/ 14، و (البيان والتعريف) 1/ 358، 360.
(1) وبعض المصنفين ذكرها في هذا الموضع، لأنه الأول.
انظر: (السبعة) 334، و (النشر) 2/ 289. والشاهد: وفتح يا بني هنا نص وفي الكل عولا وأخر لقمان يواليه أحمد وسكنه زاك وشيخه الأوّلا. انظر: ص 60.
(2) (الجامع) ت الطحان 2/ 695، ومخلص عمل السبعة فيه، أن البزي وقالون وخلاد بلا خلاف عنهم لكل منهم الإظهار والإدغام، وابن عامر وخلف وورش، لهم الإظهار بلا خلاف، وللباقين الإدغام. قال الشاطبي: وفي اركب هدي بر قريب بخلفهم كما ضاع جا.
انظر: (الإدغام الكبير في القرآن الكريم) ص 37، و (سراج القارئ) 100.
(3) قرأ الكسائي وحده بدون تنوين (عمل) فعل ماضي، و (غير) مفعولا به، أو صفة لمصدر محذوف أي عمل عملا غير صالح، والجملة خبر إن. والباقون بالتنوين، (عمل) خبر إن، و (غير) بالرفع صفة. (شرح الهداية) 2/ 348، و (المستنير) 1/ 253.
والشاهد: وفي عمل فتح ورفع ونونوا وغير ارفعوا إلا الكسائي ذا الملا. انظر: ص 60.
(4) انفرادة سبعية عنه انظر: (التيسير) 102.
(5) في (م) عن أبي عامر.
(6) بكسر أوله ومنهم من يفتح الهمزة، (أصبهان) وهي مدينة عظيمة مشهورة من بلاد فارس من أعلام المدن، وأصبهان اسم للإقليم بأسره. انظر: (أخبار أصبهان) 1/ 30، و (معجم البلدان) 1/ 206، و (معجم ما استعجم) 1/ 163، و (آثار البلاد) 297.
(7) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 520، (والنشر) 2/ 289.(3/1200)
ابن جبير عن رجاله عن نافع (1). ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد [17/ أ] العزيز (2)، قال: نا أبو عبيد، قال: نا هشام عن ابن عامر (3). وكذلك أيضا بفتح اللام والنون، وروى الأخفش عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام وابن شاكر عن ابن عتبة بإسنادهم عن ابن عامر (4) بفتح اللام وكسر النون وتشديدها، والذي في كتاب ابن ذكوان الذي روته الجماعة عنه بفتح اللام مشددة بغير ياء، ولم يذكر النون بكسر ولا بفتح، إلا أن قوله: بغير ياء يدلّ على أنها مكسورة إذ لو كانت مفتوحة لم يكن لذكر الياء معنى، وأظن أن ابن مجاهد لم يجد في كتاب ابن ذكوان للنون ذكرا، ووجد في كتاب أبي عبيد (5) عن هشام فتح النون نصّا حمل رواية ابن ذكوان على رواية هشام هذه، فلذلك ذكر عنه فتح النون.
وحدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {فلا تسئلن [46] مثقلة، لم يزد على ذلك شيئا.
وكذلك قال ابن أبي حسان والباغندي عنه، وكذلك قال الوليد عن يحيى. وقال أحمد بن النضر} [6] وأحمد بن الجارود عنه مثقلة وكسر النون وتشديدها.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن محمد بن الوزير (7)، قال: نا عبد الرزاق بن الحسين (8)، قال: نا أحمد بن جبير عن الكسائي
__________
(1) وجه عن نافع القراءة كابن كثير، ولكن لم يشتهر عنه.
(2) هو: علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن أبو الحسن البغوي البغدادي، نزيل مكة، شيخ مسند، ثقة، روى الحروف عن أبي عبيد القاسم بن سلام، وهو من أجل أصحابه وأثبتهم فيه، وروى عنه الحروف إسحاق بن أحمد الخزاعي وآخرون، مات سنة 287هـ (غاية 1/ 549).
(3) وجه عن ابن عامر القراءة كابن كثير، ولكن لم يشتهر عنه (السبعة) 335.
(4) وجه عن ابن عامر القراءة كابن كثير، إلا أنه يكسر النون وعليه العمل. انظر: (التيسير 102، و (سراج القارئ) 250.
(5) في (م) أبي عبيدة.
(6) في النسختين ابن النصر، والصواب ما ذكر أعلاه، وقد تقدم.
(7) محمد بن محمد بن الوزير أبو بكر البصري، روى الحروف سماعا عن عبد الرزاق بن الحسن عن احمد بن جبير، وروى عنه الحروف عبد الواحد بن عمر.
(8) عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق العجلي وقيل الأنطاكي الوراق، شيخ مقرئ روى القراءة عن أحمد بن جبير الأنطاكي وابن ذكوان والبزي وحمزة بن القاسم الأحول، وروى عنه ابنه إبراهيم وأحمد ابن يعقوب التائب ومحمد بن شنبوذ ومحمد بن النقاش ومحمد الداجوني ومحمد بن محمد الوزير، وكان إمام جامع دمشق، بقي إلى حدود التسعين ومائتين. (غاية 1/ 384).(3/1201)
عن إسماعيل وعن إسحاق عن نافع {فلا تسلن بغير همز ويشدّد النون، أو لا يثبت الياء في وصل ولا وقف، لم يرو ترك الهمزة في ذلك أحد غير ابن جبير. وقوله: لا يثبت الياء في وصل ولا وقف دالّ على أن النون مكسورة. وقال أحمد} [1] بن صالح عن ورش وقالون: السين الساكنة والهمزة قبل اللام واللام ساكنة، كذا قال عنهما: إن اللام ساكنة، وهو منه خطأ فاحش وغلط بيّن، وذلك أن النون مشددة، فلا يجوز أن تكون اللام قبلها ساكنة لأنه يجتمع حينئذ ساكنان ليس أحدهما حرف مدّ، وهما اللام والنون الأولى الداخلة في النون، فإن كان يروى ذلك عنهما بإسكان اللام قبلها جائز حسن، على أن أهل الأداء عنه من المصريين وغيرهم لا يعرفون غير تشديد النون وتحريك اللام، وبذلك قرأت في روايته عن ورش، وقرأ الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون. ونذكر الاختلاف في إثبات الياء بعد النون وفي حذفها في آخر السورة مع الياءات إن شاء الله تعالى.
{ما لكم من إله غيره [50] مذكور من قبل} [2].
حرف:
روى هبيرة (3) عن حفص عن عاصم {ويستخلف ربي [57] بجزم الفاء. وقرأ الباقون برفعها، وقد ذكر في الأنفال.
حرف:
قرأ نافع في غير رواية إسماعيل} [4] وابن عامر (5) في رواية الوليد والكسائي
__________
(1) انظر: (السبعة) 335، والثابت من الأوجه للقراء في السبعة كما يأتي.
أبو عمرو والكوفيون بإسكان اللام وكسر النون مخففة وصورتها (تسألن).
ونافع وابن عامر بفتح اللام وكسر النون مشددة وصورتها (تسألنّ).
وابن كثير بفتح اللام والنون وتشديدها وصورتها (تسألنّ)، (التيسير في القراءات السبع) 227، والشاهد: وتسألن خف الكهف ظل حمى وهاهنا غصنه وافتح هنا نونه دلا. انظر: ص 60.
(2) الآية (59) الأعراف. انظر: ص في البحث.
(3) وفي (الجامع) للقرطبي 9/ 35، قوله: وروى عن حفص عن عاصم: ويستخلف بالجزم حملا على موضع الفاء وما بعدها، وفي (البحر) 5/ 234، (وقرأ حفص في رواية هبيرة بجزمها عطفا على مواضع الجزاء). قلت: وفيها انفرادة شاذة، والقراءة لحفص في السبعة كالجمهور.
وانظر: الحرف رقم (65) من سورة الأنفال من الرسالة، و (الانفرادات) 2/ 788.
(4) وفي (التذكرة) 2/ 373، وقرأ (رجال نافع سوى إسماعيل).
وفي (إرشاد المبتدئ) 370، قرأ (أهل المدينة إلا إسماعيل).
(5) رواية الوليد عن ابن عامر آحادية.(3/1202)
وأبو بكر (1) عن عاصم من رواية البرجمي والشموني ومحمد بن إبراهيم الأعشى عنه {ومن خزي يومئذ هاهنا [66] و} {من عذاب يومئذ في المعارج [11] بفتح الميم فيهما. وقرأهما الباقون بخفض الميم، وكذلك روى إسماعيل} [2] عن نافع. وقال ابن جبير عن الكسائي عنه بفتح الميم، وكذلك سائر الرواة عن ابن عامر وعن (3) أبي بكر وابن غالب (4) عن الأعشى عنه، ويأتي الاختلاف الذي في النمل (5) [89] هناك إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ حمزة وحفص عن عاصم {ألا إن ثمود هاهنا [68] وفي الفرقان [38] والعنكبوت [38]} {وعادا وثمود وفي والنجم [51]} {وثمود فما أبقى بغير صرف} [6] في الأربعة، وإذا وقفا سكّنا الدال، ولم يثبتا (7) الألف المرسومة في الخط بعدها، جاءت الرواية بذلك نصّا عن حمزة. حدّثنا محمد بن علي قال: نا محمد بن القاسم (8)، قال: نا سليمان بن يحيى (9)، قال: نا ابن سعد (10)، قال: حدّثني سليم عن
__________
(1) ذكرت رواية البرجمي والشموني عن أبي بكر عن عاصم في (التذكرة) 2/ 373.
و (المبسوط) 204، وفي (غاية الاختصار) 2/ 521، والأعشى عن أبي بكر، وهي آحادية.
(2) قال: صاحب (السبعة) 336، = وقال إسماعيل عن جعفر عنه، بالإضافة في الثلاثة، وكسر الميم = وكذا في (المبسوط) 204، قلت: ولم يشتهر هذا الوجه عنه.
(3) كذا بالنسختين، ولعل الصواب عن ابن عامر وعن أبي بكر والله أعلم.
(4) ورواية محمد بن غالب عن الأعشى. انظرها: في (المبسوط) 204، ولم تشتهر.
(5) والشاهد: ويومئذ مع سال فافتح اتى رضا وفي النمل حصن قبله النون ثملا. انظر: ص 60.
(6) أي: في كلمة، (ثمود)، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، لجعلهم اسم (قبيلة) معرفة.
انظر: (البيان) 2/ 20، و (الإتحاف) 2/ 129، و (المستنير) 1/ 258.
(7) في (م) ولم ينشأ.
(8) محمد بن القاسم بن محمد بشار الأنباري، الإمام الكبير والأستاذ الشهير، روى القراءة عن أبيه القاسم بن محمد وإسماعيل بن إسحاق القاضي والحسن بن الحباب وأحمد الأشناني وسليمان الضبي وعنه عبد الواحد بن أبي هاشم وأبو مسلم محمد الكاتب شيخ الداني، من الطبقة الثامنة، مات سنة 328هـ. (معرفة 1/ 280، وغاية 2/ 230).
(9) سليمان بن يحيى بن أيوب الضبي، عرض على الدوري، وروى القراءة عن خلف وأبي حمدون وعنه محمد بن القاسم وأبو بكر النقاش، من الطبقة السابعة، مات سنة 291هـ.
(معرفة 1/ 256، وغاية 1/ 317).
(10) هو: محمد بن سعدان، وقد تقدم.(3/1203)
حمزة أنه كان يقف على هذه الأربعة الأحرف [17/ ب] بغير ألف، وكذا قال ابن كيسة عن سليم عنه.
وكذا وقفت أنا في رواية حفص على جميع من قرأت عليه من شيوخ، وكذا روى ذلك الأشناني أداء عن عبيد (1) وعمرو عنه. وحدّثنا عبد الواحد (2) بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن [قدريخت] السيرافي (3) قال: نا القطيعي، قال: نا أبو الربيع (4) عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف على المنصوب من ثمود وقف بألف، وإذا وصل لم يجزه، ولا أعلم أحدا من أصحاب حفص ذكر الوقف على ذلك نصّا غير الزهراني (5) وحده (6)، وهذه الألف التي يأتي بها في الوقف ليست بالمبدلة من التنوين، وإنما هي صلة توصل بها الفتحة.
وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد بصرف الثلاثة الأحرف الأول، وترك صرف الحرف الرابع الذي في والنجم.
واختلف عن أبي بكر خاصة فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي (7) وابن أبي أمية وابن حمّاد والأعشى من رواية الشموني عنه أنه لم يصرف أيضا، وصرف الثلاثة الأحرف الباقية. وروى عنه ابن عطارد أنه لم يصرف الذي في والنجم، وترجم عنه بغير ألف، قال: وقد قاله أبو بكر مرّة ثمودا بألف ونون.
__________
(1) في (م) عن عبيد.
(2) عبد الواحد بن محمد أبو محمد الباهلي الأندلسي المالقي، أستاذ كبير، شرح كتاب التيسير شرحا حسنا، أفاد فيه. وأجاد، قرأ على أحمد بن إبراهيم ومحمد السهلي وابن أبي الأحوص.
(غاية 1/ 477)
(3) أحمد بن قدر بخت أبو بكر السيرافي، مقرئ روى عن محمد القطعي، وعنه أبي بكر النقاش والحسن بن سعيد المطوعي. (غاية 1/ 95).
(4) أبو الربيع: هو سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني البصري، روى عن جعفر بن سليمان وبريد ابن عبد الواحد وعبد الوارث بن سعيد وعنه أحمد بن شاهين وابن ماهان ومحمد بن يحيى القطعي، مات سنة 234هـ. (غاية 1/ 313).
(5) هو: أبو الربيع المتقدم.
(6) ووافقه صاحب (النشر) 2/ 290، على ذلك حيث قال: = ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة، فبذلك جاءت الرواية عنهم منصوصة، ولا نعلم عن أحد منهم في ذلك خلافا إلا ما انفرد به أبو الربيع الزهراني عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف = أهـ.
(7) انظر (المبسوط) 202.(3/1204)
واختلف عن حسين عنه فيه أيضا، فروى عنه خلّاد عن أبي بكر أنه أجرى {ثمودا فيما كان فيه ألف ثابتة} [1]، وهي هذه الأربعة، وروى عنه أبو هشام عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ الثلاثة بألف، وفي النجم بغير ألف. وقال عنه أبو هشام في موضع آخر: الأربعة بألف، فوافق خلّادا عنه. وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر أنه أجرى الأربعة الأحرف.
حدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن شهريار، قال: حدّثنا ابن الأسود قال: [وأخبرني عروة بن أحمد الأسدي] وقد كان قرأ على أبي بكر، قال: كان عاصم ينوّن في أربعة أحرف في والنجم، والعنكبوت، والفرقان، وهود. قال عروة: وقال أبو بكر: كان عاصم ربما نوّن في والنجم، وربما ترك.
وقرأ الباقون بصرف الأربعة الأحرف، ووقف عليها بألف (2) عوضا من التنوين.
حرف:
قرأ الكسائي (3) {ألا بعدا لثمود [68] مصروفا بكسر الدال مع التنوين.
وقرأ الباقون غير مصروف بفتح الدال من غير تنوين. نا محمد بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال: نا أبي} [4]، قال: نا محمد بن الجهم، قال: نا الفرّاء (5)، قال: قلت للكسائي: لم أجريت ألا بعدا لثمود ومن أصلك أن لا تجريه إلا في موضع النصب اتباعا للكتاب؟ فقال: لمّا قرب من المجرى وكان موافقا له من جهة المعنى أجريته لجواره له. قال أبو عمرو: وذلك بعد أن روى الإجراء عن سلفه وتلقّاه عن
__________
(1) في (م) ثانية.
(2) وذلك اتباعا للمصحف، لأنهن مكتوبات في المصحف بالألف، (إعراب القراءات) / 286.
(3) انفرادة سبعية عنه. انظر (التيسير) 102.
(4) القاسم بن محمد بن بشار الأنباري البغدادي، والد أبي بكر الأنباري، ثقة عرض على عمه أحمد ابن بشار وسمع الحروف من أبي خلاد سليمان بن خلاد ومن نصر بن داود ومن أبي الفتح النحوي ومن محمد بن الجهم، وروى عنه سماعا ابنه أبو بكر، وعرضا أحمد بن عبد الرحمن، مات سنة (304هـ). (غاية 2/ 24).
(5) هو: يحيى بن زياد أبو زكريا الأسلمي النحوي الكوفي المعروف بالفراء، شيخ النحاة، وكان أبرع الكوفيين، وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش وعلي بن حمزة الكسائي، وعنه سلمة بن عاصم ومحمد ابن الجهم. قال أبو العباس ثعلب: لولا الفراء. لما كانت العربية، لأنه خلصها وضبطها، له مصنفات كثيرة مشهورة في النحو واللغة ومعاني القرآن، مات سنة 207هـ.
انظر: (المعارف 545)، و (غاية 2/ 371)، و (بغية الوعاة 2/ 333)، و (البلغة 338).(3/1205)
أئمته (1).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي، {قال سلم [69] بكسر السين وإسكان اللام من غير ألف هاهنا، وفي والذاريات} [2]. وروى ابن مجاهد بإسناد عن جبلة عن المفضل (3) عن عاصم في والذاريات [25] {سلم مثل حمزة، ولم أقرأ بذلك من طريقه. وقرأهما الباقون بفتح السين واللام وألف بعدهما} [4].
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة (5) وحفص عن عاصم {يعقوب قالت [71، 72] بنصب الباء. وكذلك حكى أحمد بن صالح عن قالون} [6]، وقال: هذا حفظي عنه.
وخالفه في ذلك سائر أصحاب قالون، فرووه عنه بالرفع، وبذلك قرأ الباقون (7).
حرف:
قرأ ابن عامر ونافع والكسائي {سيء بهم [77] و} {سيء هاهنا، وفي
__________
(1) انظر: (السبعة) 337، و (الإتحاف) / 130. وشاهد الحرفين من الحرز: ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم ينون على فصل وفي النجم فصلا نما لثمود نونوا واخفضوا رضى. انظر:
ص 60.
قال الشيخ: محمد الحرباوي في (إرشاده) 56.
ثمود نونن هنا كنجمه والعنكبا فرقان فاعلمن به في لثمود نونن مع حفصة.
(2) السورة الكريمة، رقم [51] آية [25]:} {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما
(3) رواية المفضل عن عاصم بإسكان اللام في (سلم) في (الذاريات)، ذكرها أبو العلاء الهمذاني في (غاية الاختصار) 2/ 522، قلت: وهي لم تثبت له في القراءة السبعية.
(4) قراءة الجماعة معناها: أنه سلم عليهم وتقديرها: سلام عليكم، فحذف الخبر، كما قال:} {فصبر جميل (يوسف 18)، أي فصبر جميل أمثل.
ومن قرأ (سلم) فيحتمل أن تكون بمعنى قراءة الجماعة، فيكون معناها سلام مثل: حل وحلال، أو يكون بمعنى المسالمة. (شرح الهداية) 2/ 350، (والمستنير) 1/ 259.
الشاهد: هنا قال سلم كسره وسكونه وقصر وفوق الطور شاع تنزلا. انظر: ص 60.
(5) تنبيه: سقط اسم حمزة سهوا في النسخة (ت) مع من قرأ بالنصب، وكذا في (التيسير) 102، وهو مذكور في النسخة (م) وبقية المصادر والشاطبية.
(6) وجه عن قالون منفرد لم أجده إلا في الجامع، ولا يقرأ به.
(7) قراءة نصب الباء عطفا على لفظ (إسحاق)، أو منصوب بفعل مقدر أي (ووهبنا)، وبالرفع مبتدأ خبره الظرف قبله، فمن رفع: ابتدأ بقوله:} ومن وراء إسحاق، وذلك أن الكلام قد تم قبله، ومن نصب يكره له أن يبتدئ به، لأنه متعلق بقوله: (فبشرناها). والشاهد قوله: ويعقوب نصب الرفع عن فاضل كلا. انظر: ص 60.
(والتذكرة) 2/ 373، 474، و (الإتحاف) 2/ 131.(3/1206)
العنكبوت (1) [33] والملك (2) [27] إشمام (3) الضم للسين. وقرأ الباقون بإخلاص كسرها وقد ذكر (4).
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر في رواية الوليد {فأسر [81] هنا وفي الحجر [65] والدخان [23] بوصل الألف، وكذلك قرءوا [18/ أ]} {وأن أسر في طه [77] والشعراء [52] بوصل الألف وكسر النون قبلها للساكنين. وقرأ الباقون وسائر الرواة عن ابن عامر} [5] بقطع الألف في الخمسة وإسكان النون قبلها في الموضعين (6).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد {إلا امرأتك [81] برفع التاء. وقرأ الباقون وابن عامر في غير رواية الوليد بنصبها.} [7]
{أصلواتك} [8] [87] و {على مكانتكم} [9] [93و 121] قد ذكر قبل.
__________
(1) العنكبوت 29، آية 33، {سيء بهم وضاق.
(2) الملك 67، آية 27} {سيئت وجوه الذين.
(3) الإشمام لغة: مأخوذ من أشممته الطيب، أي وصلت إليه شيئا يسيرا مما يتعلق به وهو الرائحة.
والمقصود به هنا غير الإشمام الذي يكون في باب الوقف، وإذا أطلق فالمقصود الثاني، أما الذي هنا فهو حركة مركبة من حركتين كسر أو ضم، أو أن تنحو بالكسرة نحو الضمة وبالياء نحو الواو، والفعل هنا وإن كان مكسورا فأصله الضم على ما لم يسم فاعله، فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما يستحقه، وهي لغة فاشية للعرب، وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما تستحقه من الإعلال. قال الناظم: وسيء وسيئت كان رواية أنبلا
عطفا على قوله: وقيل وغيض ثم جيء يشمها.
انظر: (الإبراز) 321، و (سراج القارئ) 149، و (التعريفات) 27، و (الإضاءة) 60.
(4) في سورة البقرة آية 12} وإذا قيل لهم. انظر. (الجامع) ص 56و (التيسير) ص 67.
(5) والقراءة المتواترة عنه بما رواه سائر الرواة عنه. (السبعة) 338، و (التيسير) 102.
(6) القطع والوصل لغتان، من (سرى أسرى) بمعنى واحد، فمن وصل كسر النون للساكنين وصلا يبتدئون بكسر الهمز،، ومن قطع فعلى أصولهم، والراء يجوز فيها الوجهان الترقيق والتفخيم وقفا مع أولوية الترقيق. (شرح الهداية) 2/ 352، و (النشر) 2/ 92، (والشفاء في مسألة الراء) 95. الشاهد قوله: فأسر أن أسر الوصل أصل دنا. انظر: ص 61.
(7) من رفع التاء فعلى البدلية، ومن قرأ بنصبها فعلى الاستثناء، وابن عامر كله يقرأ في المتواتر عنه كالجماعة. الشاهد: وهاهنا حق إلا امرأتك ارفع وأبدلا. انظر (شرح الهداية) 2/ 353352.
(8) انظر: حرف 98.
(9) (الجامع) ص 33ت طلحة فرش الآية (35) سورة الأنعام، و (التيسير) ص 85.(3/1207)
حرف:
وكلهم قرأ {إذا أخذ القرى [102] بألف بعد الذال على ما رسم في كل المصاحف إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا محمد بن أحمد البرمكي، قال: نا أبو عمر} [1] عن إسماعيل (2) عن نافع: {إذ أخذ القرى بغير ألف، وكذلك روى خارجة} [3] عن أبي عمرو (4) لم يرو هذا عن أبي عمر غير البرمكي، وروى سائر الرواة عنه عن إسماعيل نفسه {إذا أخذ بألفين، وهو الصواب.
حرف:
وكلهم قرأ} {وما نؤخره [104] بالنون إلا ما رواه المفضل} [5] عن عاصم أنه قرأ بالياء.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {وأما الذين سعدوا [108] بضم السين. وقرأ الباقون بفتحها.} [6]
حرف:
قرأ الحرميان {وإن كلّا لما [111] بتخفيف إن ولمّا جميعا، وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم من غير رواية هبيرة وأبي عمارة [عن حفص] بتشديد إنّ ولمّا جميعا، وكذلك روى عبيد ونعيم وهارون بن حاتم ويحيى بن سليمان عن أبي بكر} [7] عن عاصم.
__________
(1) هو: الدوري شيخ البرمكي.
(2) وفي (مختصر الشواذ) 6665عن الجحدري، وإسماعيل عن نافع.
(3) خارجة بن مصعب أبو الحجاج الضبعي السرخسي، أخذ القراءة عن نافع وأبي عمرو، وله شذوذ عنهما لم يتابع عليه، وروى عن حمزة حروفا وعنه العباس بن الفضل وأبو معاذ النحوي، مات سنة 168هـ. (غاية 1/ 268).
(4) وتروى عن اللؤلؤي عن أبي عمرو وعن رجاء، وتعتبر شاذة لمخالفتها قراءة الجماعة.
انظر: (بستان الهداة) 610، (والبحر) 5/ 261، و (الانفرادات) 2/ 793.
(5) أبو زيد عن المفضل وتروى أيضا عن الأعمش، وفيها انفرادة شاذة عن عاصم، انظر:
(التذكرة) 2/ 374، (والمستنير في القراءات) 599، و (البستان) و (البحر) 5/ 261، و (الانفرادات) 2/ 79.
(6) الضم والفتح لغتان، فالأول: على البناء للمفعول، الثاني: على البناء للفاعل.
والشاهد: وفي سعدوا فاضمم صحابا وسل به.
انظر (حجة القراءات) 349، و (المستنير) 1/ 260.
(7) وجه عن شعبة القراءة كحفص بالتشديد، ولكن لم يشتهر عنه في القراءة السبعية.(3/1208)
وقرأ عاصم (1) في غير رواية أبي بكر (2) من الطرق المذكورة وفي رواية المفضل وحمّاد، وفي رواية هبيرة [وأبي عمارة] عن حفص (3) بتخفيف إن وتشديد لمّا. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم بتشديد إنّ ولمّا جميعا. وقرأ أبو عمرو والكسائي بتشديد إنّ وتخفيف لما. (4)
حرف:
وكلهم قرأ {أولوا بقية [116] بتشديد الياء إلا ما رواه سليمان الهاشمي عن إسماعيل} [5] عن نافع أنه خفّفها وعنه يروي إسكان القاف، فيكون رواية موافقة للمروي عن أبي جعفر وشيبة، وحل (6) روايته وما نصّه في كتابه على ذلك لأنه قال {أولوا بقية خفيفة لم يزد على ذلك ولا ذكر الياء ولا غير ولا غيرها} [7]، حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني جعفر الدوري (8) عن الحسن بن العباس (9) عن
__________
(1) في (م) في غير رواية، والصواب ما في (ت).
(2) الوجه الثاني عن شعبة، وعليه العمل. (التيسير) 103.
(3) وجه عن حفص القراءة كشعبة من رواية أبي عمارة، وتقدم الأول الذي به العمل.
انظر: المصدر السابق. تنبيه: حرف (يس) (س 36آية (32) و (الطارق) (س 86آية (4) ذكره المؤلف في سورة (يس)، وحرف (الزخرف) (س 43آية 35) في موضعه. انظر: (الجامع) بتحقيق خالد علي، ص 119و 180.
(4) فتصبح قراءة القراء في اللفظتين، كالآتي: قرأ نافع وابن كثير وشعبة بتخفيف النون الساكنة في (إن كلا). والباقون بفتحها مشددة: (كلا لما). قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد الميم والباقون بتخفيفها. والشاهد: وخف وإن كلا إلى صفوه، ولا وفيها وفي ياسين والطارق العلا
شدد لما كامل فاعتلا.
انظر: (النشر) 2/ 291290، و (التيسير في القراءات السبع) 228.
(5) الإمام الداني لم يبين هنا حركة الباء، لرواية إسماعيل عن نافع، ولكن ذكر أنها كرواية أبي جعفر، شيخ نافع وشيبة، ففي (النشر) 2/ 292، أن كسر الباء وإسكان القاف وتخفيف الباء هي قراءة شيبة، ورواية ابن أبي أويس عن نافع، وفي (البحر) 5/ 271قوله: قرأ أبو جعفر وشيبة بضم الباء وسكون القاف، وزن (فعلة). وهو وهم.
(6) كذا بالنسختين، ولم أهتد لمعناها.
(7) كذا بالنسختين، ولم أهتد لمعناها.
(8) لم أقف عليه بعد البحث.
(9) الحسن بن العباس أبو علي الرازي، شيخ عارف حاذق، مصدر ثقة، إليه المنتهى في الضبط والتحرير، قرأ على الأحمدين ابن قالون والحلواني محمد بن عيسى الأصبهاني وأحمد بن صالح المصري والقاسم بن أحمد ومحمد بن الجهم وأبي هاشم المروزي، روى عنه ابن(3/1209)
محمد بن عيسى (1) عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع (2) {أولو بقية [116] خفيفة، لم يرو ذلك أحد غيره.
حرف:
قرأ نافع وحفص عن عاصم} {وإليه يرجع الأمر كله [123] بضم الياء وفتح الجيم، وكذلك روى أحمد بن رشد} [3] عن يحيى الجعفي عن أبي بكر. وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الجيم. (4)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم {بغافل عمّا تعملون [123] آخرها وآخر النمل بالتاء. وقرأهما الباقون بالياء.} [5] وروى الثعلبي عن ابن ذكوان (6)
آخر النمل بالياء، وروى الأخفش وسائر الرواة (7) عنه بالتاء. وروى هارون عن حسين عن أبي بكر (8) عن عاصم آخر هود بالتاء مثل حفص، لم يروه غيره.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثماني عشرة (9) ياء: أولاهنّ {فإني أخاف
__________
مجاهد وابن شنبوذ وابن المنادي والنقاش وأحمد بن عبيد الله والحسن بن الحباب وأحمد بن بويان، من الطبقة السابعة، توفي عام 289هـ، (معرفة 1/ 235، وغاية 1/ 216).
(1) محمد بن عيسى أبو عبد الله الأصبهاني، إمام في القراءات، كبير مشهور، له اختيار في القراءة أول وثان، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن خلاد بن خالد والحسن بن عطية وداود بن أبي طيبة وخلف وأبي معمر وسليمان الهاشمي وسليم ويونس بن عبد الأعلى ونصير النحوي وابن حماد وحماد بن بحر، روى عنه الفضل بن شاذان محمد الأصبهاني وآخرون، قال أبو نعيم الأصبهاني: ما أعلم أحدا أعلم منه في وقته في القراءات، وصنف كتاب الجامع في القراءات، وكتابا في الرسم وكتابا في جواز قراءة القرآن على طريقة المخاطبة، مات سنة 253هـ، (غاية 2/ 223).
(2) انفرادة شاذة عن نافع (الانفرادات) 2/ 800.
(3) هو: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشيد أبو جعفر المصري الرشيدي، قرأ على أحمد بن صالح، وسمع الحروف من يحيى الجعفي عن أبي بكر، قرأ عليه محمد بن شنبوذ، وروى القراءة عنه أحمد بن مهران. (غاية 1/ 109).
(4) في القراءتين الفعل مبني للفاعل على وجه الفتح، ومبني للمفعول على وجه الضم، وقد تقدم نظيره، والشاهد: ويرجع في الضم والفتح إذ علا. ورواية يحيى آحادية.
(5) بالتاء على الخطاب والياء على الغيبة والدليل قوله: وخاطب عما تعملون هنا واخر النمل علما عمّ وارتاد منزلا. انظر: ص 61.
(6) وجه عن ابن ذكوان بالياء آخر (النمل)، ولم يشتهر عنه.
(7) والقراءة له بما رواه سائر الرواة عنه بالتاء.
(8) وجه آحادي عن شعبة، لم يشتهر ويتواتر عنه.
(9) في هذه السورة أربع وخمسون ياء إضافة، والمختلف فيه ثماني عشرة (السبعة) 340.
} {عليكم [3]، وكذا} {إني أخاف عليكم [26و 84]، و} {إني أعظك [46]، و} {إني أعوذ بك [47]،} {إني أخاف [84]} {شقاقي أن [89] فتحهن الحرميان وأبو عمرو وابن عامر من رواية ابن بكار، وأسكنهنّ الباقون} [1] {عني إنه لفرح [10]} {نصحي إن أردت [34]} {إني إذا لمن الظالمين [31]} {في ضيفي أليس [78] فتحهنّ نافع وأبو عمرو. وروى ابن عتبة عن ابن عامر} {شقاقي أن و} {نصحي إن أردت بالفتح، وروى ابن بكّار عنه} {في ضيفي أليس [78] بالفتح، وكذلك روى عنه فتح كل ياء إضافة استقبلها همزة مفتوحة في جميع القرآن [18/ ب]. وأسكنهن الباقون} [2].(3/1210)
__________
(9) في هذه السورة أربع وخمسون ياء إضافة، والمختلف فيه ثماني عشرة (السبعة) 340.
{عليكم [3]، وكذا} {إني أخاف عليكم [26و 84]، و} {إني أعظك [46]، و} {إني أعوذ بك [47]،} {إني أخاف [84]} {شقاقي أن [89] فتحهن الحرميان وأبو عمرو وابن عامر من رواية ابن بكار، وأسكنهنّ الباقون} [1] {عني إنه لفرح [10]} {نصحي إن أردت [34]} {إني إذا لمن الظالمين [31]} {في ضيفي أليس [78] فتحهنّ نافع وأبو عمرو. وروى ابن عتبة عن ابن عامر} {شقاقي أن و} {نصحي إن أردت بالفتح، وروى ابن بكّار عنه} {في ضيفي أليس [78] بالفتح، وكذلك روى عنه فتح كل ياء إضافة استقبلها همزة مفتوحة في جميع القرآن [18/ ب]. وأسكنهن الباقون} [2].
{ولكني أراكم [29] فتحها نافع وابن كثير من رواية البزّي وأبو عمرو وابن عامر وأبو عمر وحفص عن عاصم، وكذلك روى ابن جامع عن ابن} [3] أبي حماد عن أبي بكر. وأسكنها الباقون (4) {فطرني أفلا [51] فتحها نافع وابن كثير في رواية البزّي من غير رواية الخزاعي وابن عامر في رواية ابن بكّار. وأسكنها الباقون} [5]، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة القوّاس والبزّي وابن فليح {إني أشهد الله [54] فتحها نافع. وأسكنها الباقون} [6] {إني أراكم بخير [84] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار.
واختلف فيها عن ابن كثير، فروى عنه البزّي} [7] من رواية الخزاعي فتحها، وكذلك روى أبو ربيعة والزينبي وأبو العبّاس البلخي وابن مجاهد في جامعه عن
(1) وعليه أهل الأداء عنهم، ورواية ابن بكار غير متواترة. انظر: (السبعة) 340.
(2) انظر: (السبعة) 340، و (المبسوط) 207، و (التذكرة) 2/ 375، و (النشر) 2/ 292، و (الإتحاف) 2/ 138.
(3) في (م) عن أبي حماد.
(4) رواية ابن عامر وأبي عمر وحفص وأبي بكر بفتح الياء من انفرادات (الجامع)، ولهم في القراءة السبعية إسكان الياء المصادر السابقة.
(5) وعليه أهل الأداء عنهم، ورواية ابن بكار، لم تشتهر عنه، انظر: المصادر السابقة.
(6) انفرادة سبعية عن نافع، انظر: المصادر السابقة.
(7) وجه الفتح عن البزي، هو المتواتر عنه وبه العمل. انظر: المصادر السابقة.(3/1211)
قنبل. وروى عنه ابن فليح والخزاعي عن البزّي (1) وسائر الرواة عن قنبل (2) إسكانها، وكذلك ذكر ابن مجاهد في غير جامعه عن قنبل، وكذلك قال: لنا محمد بن علي عنه عن قنبل إسكانها (3) {وما توفيقي إلا بالله فتحها نافع وابن عامر وأبو عمرو، وأسكنها الباقون. وروى عامر عن اليزيدي عن أبي عمرو} [4] {توفيقي [88] و} {شقاقي بالإسكان} {أرهطي أعز [92] فتحها الحرميان وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة وأبي عمرو، وأسكنها الباقون.
وقد روى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية هشام عن ابن عامر فتحها، وعلى الإسكان العمل في روايته، فكلهم سكّن الياء من قوله:} {وترحمني أكن} [5] [47] إلا ما رواه أبو العباس بن عبد الله (6) بن إبراهيم البلخي أداء عن يونس عن (7) ورش وسقلاب (8) عن نافع أنه فتحها، وذلك غلط من البلخي لا شك فيه، وقد نصّ عليها بالإسكان عنه (9) ورش وأبو يعقوب وأبو الأزهر وداود،
وفيها من الياءات المحذوفات ثلاث:
أولاهن: {فلا تسئلن [26] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش وإسماعيل من قراءتي ومن رواية الكسائي عنه، وفي رواية العثماني} [10] وأبو
__________
(1) وجه آخر عنه، ولم يشتهر عنه، ولا يقرأ به.
(2) وبما رواه سائر الرواة عن قنبل القراءة له، وتقدم الوجه الأول بفتح الياء، ولم يشتهر. انظر:
المصادر السابقة.
(3) هذه الكلمة ساقطة في (م).
(4) وجه عن أبي عمرو بإسكان الياء، ولم يشتهر عنه، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(5) لم تذكر هذه الياء في كتاب (السبعة) 340.
(6) في (م) بزيادة كلمة (ابن).
(7) في (م) بدون (عن) والشاهد:
وياءاتها عنى وإني ثمانيا ... وضيفي ولكني ونصحني فأقبلا
شقاقي وتوفيقي ورهطي عدها ... ومع فطرن أجرى معا تحص مكملا.
(8) هو: سقلاب بن شيبة أبو سعيد المصري، قرأ عرضا على نافع، وروى عنه كتاب التمام، وكان يقرئ بمصر مع ورش، وروى عنه يوسف الأزرق ويونس بن عبد الأعلى، مات سنة 191هـ.
(غاية 1/ 308).
(9) في (م) عن.
(10) هو: محمد بن عثمان أبو مروان العثماني القرشي، وقد تقدم.(3/1212)
عمر عن قالون (1) وأبو عمرو. وكذلك روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط عن قالون، وحذفها الباقون في الحالين. وكذلك روى الهاشمي وأبو عبيد عن إسماعيل عن نافع وابن جبير عن أصحابه عنه وأصحاب قالون والمسيّبي عنهما عنه. وقال أبو مروان عن قالون: كل ما ليست في المصحف مكتوبة بالسواد، فإنه يصل بياء ويسكت بغير ياء، ولم يخص من الياءات شيئا، فدلّ على جري القياس في المحذوف عن الياءات في الفواصل وغيرها.
{ولا تخزون في ضيفي [78] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وأبي مروان عن قالون} [2] وأبي عمرو، وحذفها الباقون في الحالين، وكذلك ابن جبير عن إسماعيل، لم يروه غيره.
{يوم يأت لا تكلم} [3] [105] أثبتها في الحالين ابن كثير، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو والكسائي، وحذفها الباقون في الحالين. ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا ابن أبي هاشم (4)، قال: حدّثني أحمد بن عبيد الله (5)، قال: الحسن (6)، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه يصلها بغير ياء مثل حمزة، وهذا غلط من الحلواني لأن الدوري ذكرها في كتابه عن الكسائي بالإثبات في الوصل دون الوقف [19/ أ]، فحدّثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: نا عبيد الله بن أحمد (7)، قال: نا جعفر بن محمد الضرير، قال: نا أبو عمر عن الكسائي {يوم يأت لا تكلم، وفي الكهف [64]} {ما كنّا نبغ يثبت الياء فيهما إذا وصل، وإذا وقف لم يثبت.
__________
(1) وجه عن قالون بإثبات الياء وصلا، ولم يشتهر عنه.
(2) وجه عن قالون بإثبات الياء وصلا.
(3) انظر: (السبعة) 341، وفي (النشر) 2/ 292، كذلك إلا أنه ذكر رابعة، وهي} ثم لا تنظرون [55]، وأيضا في (سراج القارئ) 141، باب ياءات الزوائد والله الموفق.
(4) هو: عبد الواحد بن أبي هاشم، تقدم.
(5) أحمد بن عبيد الله المخزومي، روى القراءة عن الحسن بن العباس، وروى عنه عبد الواحد بن عمر (غاية 1/ 79).
(6) هو: الحسن بن العباس، تقدم.
(7) عبد الله بن أحمد بن ذي زوية أبو عمر الدمشقي، نزيل مصر، ثقة عارف معدل، روى حروف الكسائي عن جعفر بن محمد عن الدوري عنه، روى عنه عبد الرحمن بن عمر المعدل، مات قبل الأربعين، وثلاث مائة (غاية 1/ 406).(3/1213)
ذكر اختلافهم في سورة يوسف (1) عليه السلام
حرف:
قرأ ابن عامر {يا أبت في هذه السورة} [2] [4] وفي مريم (3) [42] والقصص (4) [26] والصّافّات (5) [102] بفتح التاء (6) وقرأ الباقون بكسرها (7)، ووقف ابن كثير وابن عامر {يا أبه بالهاء، ووقف الباقون بالتاء} [8] وقد ذكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {يا بني هنا [5]، وفي والصّافّات [102] بفتح الياء. وقرأ الباقون بكسرها، وقد ذكر} [9] أيضا.
__________
(1) هذه السورة مكية نزلت بعد سورة هود عام الحزن الذي كان بموت أبي طالب وخديجة سندي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بيعة العقبة الأولى والثانية التي جعل الله فيهما لرسول الله وللعصبة المسلمة معه وللدعوة الإسلامية فرجا ومخرجا بالهجرة إلى المدينة. وآيها مائة وإحدى عشرة آية إجماعا (البيان في عد الآي) 167، و (مصاعد النظر) 2/ 184، و (أسرار ترتيب القرآن) 109، و (في ظلال القرآن) 4/ 1949.
(2) في هذه السورة موضعان، والثاني الآية 100 {وقال يأبت هذا تأويل.
(3) وفي مريم 19الآيات (42، 43، 44، 45)} {يأبت لم تعبد و} {يأبت إني قد و} {يابت لا تعبد و} {يأبت إني أخاف.
(4) وفي (القصص) 28، الآية (26)} {يأبت استأجره.
(5) وفي (الصافات) (37) الآية (102)} يأبت أفعل ما تؤمر.
(6) قراءة الفتح تحتمل وجوها أحدها أن يكون أصله (يا أبتي) بالإضافة، فقلبت الياء ألفا، فصار (يا أبتا) ثم حذف الألف، وبقيت الفتحة دالة عليه، أو أن يكون الأصل (يا أبتاه) على الندبة ثم تحذف الهاء والألف. (شرح الهداية) 2/ 356، (والدر المصون) 6/ 430429، (والبيان والتعريف) 1/ 373. واستدل فيه مؤلفه بقول ابن مالك في الألفية:
وفي الندا أبت أمت عرض واكسر أو افتح ومن الياء التاء عوض.
(7) ومن قرأ بكسر التاء وهم الجماعة جعلوها عوضا عن ياء الإضافة، ولا يجوز أن يجمع بينهما، لأنه يؤدي إلى جمع العوض والمعوض منه، والكسر أكثر في الاستعمال. والشاهد:
يا أبت افتح حيث جا لابن عامر وفيها (انفرادة سبعية). (الكشف) 2/ 3، و (البيان) 2/ 32.
(8) أي خلافا للرسم. يقول الشاطبي: وقف يا أبه كفؤا دنا.
انظر: (الجامع) 3/ 912، و (التيسير) / 55، و (سراج القارئ) 130.
(9) انظر: حرف (143) من هذه الرسالة.(3/1214)
حرف:
فكلهم قرأ {أحد عشر كوكبا [4] بفتح العين، إلا ما رواه ابن جبير عن المسيّبي عن إسماعيل عن نافع} {أحد عشر كوكبا يفتح} [1] و {تسعة عشر [المدثر:
30] ولا يشبع، وفي كتابه على العين علامة السكون. وخالف ابن جبير في ذلك عامّة أصحاب المسيّبي وإسماعيل، فرووا ذلك عنهما بفتح العين، وكذلك روى قالون وورش عن نافع نصّا. ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام عن ابن عامر} {أحد عشر كوكبا و} {تسعة عشر مشدّدة، وكذلك روى جميع الرواة عنه. ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قال: نا يونس، قال: أقرأني ورش عن نافع وابن كثير عن سليم عن حمزة} {أحد عشر مشددة منصوبة يريد هشام ويونس بالتشديد تحريك العين لا غير، وذلك مجاز واتّساع.
حرف:
قرأ ابن كثير} [2] {آيات للسائلين} [3] [7] بغير ألف على التوحيد، وقياس ما رواه ابن مخلد عن البزّي، والوقف على {ثمرة} [4] [البقرة: 25] بالهاء يوجب أن يكون وقفه أيضا هاهنا آية بالهاء. وقرأ الباقون (5) بالألف على الجمع.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر (6) في رواية الوليد {غيابات الجبّ في الموضعين [10و 15] بالألف على الجمع. وقرأ الباقون} [7] بغير ألف على التوحيد وقف أبو
__________
(1) كذا بالأصل وفي (م) طمس، ولعله يسكن بدل يفتح، وقد ذكر وجه الإسكان هذا لنافع، بخلاف ما جاء في (المحتسب) 1/ 332.
(2) عن ابن كثير انفرادة سبعية.
(3) كذا بالأصل وفي (م)، واختلفوا في: (للسائلين). وهو خطأ.
(4) كذا بالأصل وفي (م) خمرة، ولم أهتد لمعناها.
(5) قراءة الإفراد المراد بها الجنس، وقيل لأن قصة يوسف وإخوته آية واحدة كقوله تعالى:
وجعلنا ابن مريم وأمه آية [المؤمنون: 50] وقراءة الجمع، فلأن قصتهم تشتمل على آيات كثيرة، وهو ظاهر، والشاهد من الحرز: ووحد للمكي آيات الولا. (شرح الهداية) 2/ 356، و (الدر المصون) 6/ 441.
(6) رواية الوليد لم تشتهر عنه ولابن عامر من طريق العشرة الصغرى والكبرى الإفراد كالجماعة.
انظر: (الكنز) / 176، و (النشر) 2/ 293، و (التيسير) 104.
(7) وهم الجماعة عدا نافع، ومنهم ابن عامر في باقي طرقه، فمن قرأ بالجمع، أراد الحفر في جانب البئر ونواحيها، حيث جعلوا المكان أجزاء، وكل جزء سمي (غيابة)، ومن قرأ بالإفراد، لأنه لم يلق إلا في بئر واحدة في مكان واحد. ومعنى (الجب) البئر التي لم(3/1215)
عمرو والكسائي بالهاء (1)، وهو قياس قول البزّي عن ابن كثير. ووقف الباقون بالتاء.
حرف:
وكلهم قرأ {يلتقطه [10] بالياء إلا ما حدّثناه الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة} {تلتقطه
بالتاء} [2] لم يرو ذلك أحد غير يونس عن ابن كيسة، وروى [داود] عنه بالياء كالجماعة (3).
حرف:
وكلهم قرأ {ما لك لا تأمنّا [11] بالإشارة} [4] إلى النون المدغمة بالضم
__________
تطو، وقيل: إنها بأرض الأردن، وقيل: ببيت المقدس، (شرح الهداية) 2/ 357، و (حجة القراءات) 355، و (الدر المصون) 6/ 445، و (غرر البيان في من لم يسم في القرآن) ص 284، و (أضواء البيان) 3/ 55.
والشاهد: غيابات في الحرفين بالجمع نافع، وفيها (انفرادة سبعية عن نافع).
(1) فابن كثير وأبو عمرو والكسائي يقفون عليه بالهاء على أصلهم المطرد، مخالفين للرسم اتباعا لأفصح اللغتين، قال ابن الجزري: (والقسم الذي قرئ بالإفراد وبالجمع ثمانية) أحرف
{وفي غيابات الجب في الموضعين من يوسف فمن قرأ شيئا من ذلك بالإفراد، وكان من مذهبه الوقف بالهاء وقف بالهاء، وإن كان من مذهبه الوقف بالتاء وقف بالتاء، ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء كسائر الجموع أ. هـ. (النشر) 2/ 131130، والباقون بالتاء موافقة للرسم خط المصحف والكل يصل بالتاء.
قال الشاطبي: إذا كتبت بالتاء هاء مؤنث، فبالهاء قف حقا رضى ومعولا.
(إعراب القراءات الشواذ) 1/ 684، و (إبراز المعاني) 274، و (سراج القارئ) 130، و (الإتحاف) 2/ 141، والموضع الثاني} أن يجعلوه في غيابات الجب (15).
(2) وتروى عن الحسن ومجاهد وقتادة، وفيها انفرادة شاذة لمخالفتها المتواتر.
(إعراب القراءات) 2/ 301، و (مختصر ابن خالويه) 67، و (القراءات الشاذة) 54، و (معجم القراءات) 2/ 427، و (الانفرادات) 2/ 804.
(3) قلت: وبذلك القراءة له، والعمل في القراءة السبعية.
(4) (ما) استفهامية في موضع رفع بالابتداء و (لك) الخبر و (لا تأمنا) في موضع نصب حال والنون والألف في موضع نصب مفعول، وأصل الفعل (تأمننا) اجتمع فيه حرفان متحركان من جنس واحد، فاستثقلوا اجتماعهما، فسكنوا الأول وأدغموه في الثاني، وأشاروا إليه.
1: حمل بعضهم الإشارة على الروم، وبعضهم على الإشمام، والبعض الآخر على الاختلاس حسب تعريفهم ومذهبهم لحقيقة الروم والإشمام، لأن تسمية الروم إشماما هو مذهب الكوفيين(3/1216)
إلا ما اختلف فيه عن قالون عن نافع، وعن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، فأما قالون فإن الحسن بن العباس روى عن الحلواني (1) عنه أنه يجزم، وروى أبو عون عن قالون أنه قال أولا، (2) لا تأمنّا يعني مشمّة النون، ثم رجع فقال بنصب الميم والنون، وقال أبو سليمان سالم بن هارون عنه أنه لا يشمّ، وخالف الحلواني وأبا سليمان عن قالون في ذلك سائر أصحابهما، فقال القاضي والمدني والقطري والكسائي عنه: مدغمة النون مثقلة، يعني مشمّة ضمّا لأن الإشمام لمّا كان إشارة إلى الضمّ عبّروا عنه بما يعبّر به عن الضمّ، وهو الثقيل على طريق الاتّساع والمجاز.
__________
وابن كيسان، ومذهب القراء ونحاة البصرة، فهو على حقيقته المتعارف عليها اليوم لدى القراء، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق.
2: تعريف الروم لغة: الطلب وفي اصطلاح القراء: عبارة عن النطق ببعض الحركة، وقدره بعضهم بثلثها، وعند الداني هو تضعيف الصوت بالحركة، حتى يذهب معظمها، فتسمع لها صوتا خفيا، يدركه الأعمى بحاسة السمع، وكلا القولين بمعنى واحد، وفي اصطلاح النحاة:
هو حركة مختلسة مخفاة بضرب من التخفيف. وأما الاختلاس فقد تقدم تعريفه، والبعض يجعل بينه وبين الروم فرقا، وإن اشتركا في تبعيض الحركة. وهو أن الروم يكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب، ولا يكون في فتح ولا نصب.
والاختلاس مختص بالوصل، ولا يكون في الوقف، والثابت فيه من الحركة أكثر من الذاهب، وقدره بعضهم بثلثي الحركة، ولا يضبط إلا بالمشافهة، ويكون في الحركات كلها، والإشمام هو: عبارة عن الإشارة بالحركة من غير تصويت، وقال بعضهم: أن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة، وعند بعضهم إطباق الشفتين بعيد السكون من غير صوت مسموع كهيئتها عند التقبيل، بحيث يكون بين الشفتين فرجة لإخراج النفس، ويكون في المضموم من المبنيات، والمرفوع من المعربات، ولا يختص بآخر الكلمة، والأعمى لا يدرك الإشمام من غيره، لأنه مما يرى، ولا يسمع، والروم آكد في البيان عن كيفية الحركة، لأنه يقرع السمع.
(العنوان) 64، و (البيان) 2/ 34، و (القواعد والإشارات) 51، و (النشر) 1/ 297296، وج 2/ 122121و (الإضاءة) 6158.
(1) نقل هذا الوجه عن الحلواني عن قالون صاحب (المبسوط) 208، و (الغاية) 285.
وفي (النشر) 1/ 304، حيث قال صاحبه: (وانفرد ابن مهران عن قالون بالإدغام المحض، كقراءة أبي جعفر وهي رواية أبي عون عن الحلواني، وأبي سليمان وغيره عن قالون، والجمهور على خلافه) أ. هـ.
(2) في (م) بزيادة قال.(3/1217)
وقال أحمد بن صالح عن قالون (1) شيئا يريد مرفوعة، أي: مشمّة رفعا، وكذلك قال المسيّبي وإسماعيل عن ورش (2) عن نافع. وأما الأعشى [19/ ب] (3): فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن الضحاك (4) عن القاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه لا يهمزها، ولا يشمّها شيئا من الرفع. وكذلك روى محمد بن جعفر بن أبي (5) أمية أداء عن القاسم بن أحمد، [نا فارس بن أحمد]، قال: نا عبد الله بن طالب (6). ح ونا ابن خواستي، قال: نا أبو طاهر، قالا: نا الحسن بن داود، قال: قال: نا القاسم، قال: نا الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {تأمنّا بنون واحدة مشددة يشمّ الرفع أولها والنصب} [7] آخرها. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد (8)
عن القاسم بن أحمد (9) عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه يشمّ فيهما شيئا من الرفع، وهذا هو الصحيح عن الأعشى. ووهم ابن الضحاك في ذلك، وأحسب أن لا وقعت زائدة في كتابه.
قال أبو عمرو: فأما الإشمام في هذه الكلمة على مذهب الجماعة، فعلماؤنا من القرّاء والنحويين مختلفون في كيفيته وحقيقته، فمنهم من يقول: هو إشارة بالعضو، وهما الشفتان إلى حركة نون (10) المدغمة بعد إخلاص سكونها للإدغام من غير
__________
(1) هنا كلمة لم أهتد لقراءتها في كلتا النسختين، وصورتها هكذا (معوة).
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 378.
(3) المصدر السابق.
(4) محمد بن محمد بن الضحاك أبو الحسن المقرئ البغدادي، روى قراءة عاصم عن القاسم بن أحمد، وروى عنه الحروف عثمان بن أحمد السماك وعبد الواحد بن عمر. (غاية 2/ 240).
(5) هو: عبد الله بن عمرو، تقدم.
(6) عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب أبو القاسم البزاز البغدادي، نزيل مصر، روى حروف الأعشى عن أبي بكر سماعا من غير عرض عن الحسن النقار ورواية قتيبة عن الكسائي عن إسحاق النهاوندي، وروى عنه فارس بن أحمد. (غاية 1/ 407).
(7) في (م) والنعت.
(8) سعيد بن أحمد الإسكاف الكوفي، مقرئ صالح، عرض على قاسم بن أحمد، عرض عليه الحسن بن داود النقار، (غاية 1/ 304).
(9) في (م) القاسم بن واحد.
(10) في (م) النون بزيادة ال.(3/1218)
إحداث شيء في حسيهما، وهذا هو الاستفهام بعضوه (1) الذي يدرك معرفته البصير دون الأعمى لأنه إعمال العضو وتهيئته لا غير، فلا يتحصّل إلا بالرؤية دون السمع، والقائلون بهذا يجعلون ذلك إدغاما خالصا ويأتون بتلك الإشارة بعد الإدغام (2)، قالوا: ويجوز أن يؤتى بها بعد سكون النون كما يؤتى بها عند الوقف بعد سكون الحرف الموقوف عليه، فيحصل حينئذ. قيل: كما الإدغام والإتيان بها، وإعمال العضو لها في كلا الوجهين متعذّر جدّا لدخول المدغم فيما أدغم فيه دخولا شديدا لا فرجة بينها ولا مهلة، ولاتصال فتحة النون الثانية بالألف من غير فصل بينها أيضا، فتعذّرت الإشارة، كذلك.
قال محمد بن السري النحوي (3): الإدغام مع الإشمام محال لا يمكن معه، لأنه لا فصل بين الحرفين إذا أدغما بحال من الأحوال، ومنهم من يقول: هو إشارة إلى النون بالضمة لا إلى الضمة بالعضو، وإذا كان الغرض الإتيان بالإشارة إنما هو الإدغام بأصل هذه الكلمة لا بكيفية حركة آخر الفعل المتصل بضمير الجماعة، وليفرق أيضا بذلك بين ما يسكن للإدغام خاصة وبين ما يسكن على كل حال، فلئن كان ذلك هو الغرض كانت الإشارة بالحركة إلى الحرف أتمّ في البيان وآكد في الدلالة لأن البصير والأعمى جميعا يستويان في معرفة ذلك إذ كانا يدركانه بحاسّة السمع، والقائلون بهذا يجعلون ذلك إخفاء (4) لا إدغاما محضا لأن الحرفين الحركة على قولهم يضعف الصوت بها، ولا يذهب رأسا لا تأمنّا التي يشبع بها الصوت ويمتطط بها اللفظ. وإذا كانت الحركة بين المدغم والمدغم فيه كما يفصل بينهما بالحركة فيفصل، كذلك امتنعت النون من السكون الخالص.
وإذا امتنعت من ذلك بطل إدغامها وثبت إخفاؤها، وإلى القول بالإخفاء دون
__________
(1) في (م) بعقبه.
(2) ووافقه صاحب (النشر) 1/ 304، على ذلك فقال: وبعضهم يجعلها إشماما، فيشير إلى ضم النون بعد الإدغام، فيصح معه حينئذ الإدغام.
(3) محمد بن السري أبو بكر النحوي المعروف بابن السراج، كان أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية، صحب المبرد وأخذ عنه العلم، روى عنه الزجاجي والسيرافي والرماني، وكان ثقة، وكان كثيرا ما يتمثل فيما يجري له من الأمور بأبيات حسنة، مات سنة (316هـ) (تاريخ بغداد) 5/ 319، و (إنباه الرواة) 3/ 145.
(4) أي (الروم).(3/1219)
الإدغام ذهب أكثر العلماء من القرّاء والنحويين، وهو الذي أختاره وأقول به (1)، وهو قول أبي محمد اليزيدي (2) وأبي حاتم النحوي (3) وأبي بكر بن مجاهد وأبي الطيب أحمد بن يعقوب التائب وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي بكر بن أشتة (4) وغيرهم من الجلة، وبه ورد النص عن نافع من طريق ورش، وبذلك نصّ كلامهم على ما أدّى لنا عنهم.
فأمّا البزّي في كتابه في المثلين والمتقاربين، وإذا أدغم أبو عمرو أحدهما في الآخر إن فيهما شيئا من الرفع.
قال: وذلك الإخفاء، قال: وقرأ هذا الحرف [20/ أ] على ذلك {لا تأمنا
[11] بين الإدغام والإظهار، وأما أبو حاتم، فقال في كتابه في القراءات عند ذكره} {تأمنّا والقراءة بالإدغام والإشمام وهو ضرب من الإخفاء. قال: ولو كان إدغاما صحيحا ما أشمّ شيئا} {تأمنا وإنما ترك الإشمام من تركه من القرّاء لما كان حقّ المدغم أن يكون ساكنا، فإن أشمّ إعرابه كان إخفاء لا إدغاما، وأمّا التائب فقال في كتاب السبعة: وكلهم قرأ} {تأمنّا بنونين الأولى مخفاة في النون الثانية مشمّة الضمة، قال: ولو كانت مدغمة في النون الثانية لسكنت وأدغمت، فلم تكن لها حركة يشار إليها.
وأما أبو طاهر، فقال في كتابه البيان} [5]: واتفقت الجماعة على قوله: تأمنّا
بالإشارة إلى النون المدغمة بالضم، فقال إلى النون ولم يقل إلى حركة النون، فدلّ
__________
(1) وعلى القول بالإشمام ذهب ابن الجزري، حيث قال: وهو اختياري، لأني لم أجد نصا يقتضي خلافه، ولأنه الأقرب إلى حقيقة الإدغام، وأصرح في اتباع الرسم. (النشر) 1/ 304.
(2) هو: يحيى بن المبارك، تقدم.
(3) هو محمد بن إدريس بن المنذر أبو حاتم الحنظلي الرازي الحافظ الكبير، روى الحروف سماعا عن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري وعن المفضل وخلاد، وعنه أجازه أبو بكر بن مجاهد. توفي سنة (275) هـ، (غاية) 2/ 97.
(4) هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن اشته أبو بكر الأصبهاني، أستاذ كبير إمام شهير ونحوي محقق، ثقة، سكن مصر، عالم بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة، له كتاب في الشاذ، قرأ على علي بن مجاهد ومحمد الكسائي ومحمد المعدل والنقاش، قرأ عليه خلف بن إبراهيم وعبد المنعم بن غلبون ومحمد بن عبد الله المؤدب، من الطبقة الثامنة، مات سنة 360هـ، (معرفة 1/ 321، وغاية 2/ 184).
(5) الكتاب من مصادر جامع البيان.(3/1220)
ذلك على الإخفاء، وقد قال في باب الإدغام: كان أبو عمرو يدغم الحرفين المثلين (1)
إذا تحرّكا، ويهمز المرفوع والمخفوض الأول منهما ضمّا وكسرا، قال: فيصير ذلك من فعله إخفاء، وأمّا ابن أشتة، فقال في (المحبر) (2): قرأ أبو جعفر {لا تأمنّا [11] بفتح النون على الإدغام الصريح} [3] والباقون بإشمامها الضمّ على الإخفاء. وقال الأصبهاني (4) عن أصحابه عن ورش: {تأمنّا بفتح التاء وترك الهمز وتشديد النون من غير مبالغة وإشمامها الضمّ، وذلك الإخفاء بعينه.
وقال داود وعبد الصمد عن ورش عن نافع وعن ابن كيسة عن سليم عن حمزة في الاختلاف والاتفاق بينهما} {تأمنا يشمّانها الرفع ويشمّانها النون، فتكون لا إلى هذه ولا إلى هذه. يعنيان أنهما يشيران إلى النون بالضم، فتكون لا مدغمة ولا مظهرة. وإذا كانت كذلك كانت مخفاة لا غير لأن الإخفاء حال بين حالتين. وقال أبو يعقوب وأبو الأزهر وداود في مجردهم} [5] عن ورش عن نافع: {تأمنا الرفع ضما} [6] بين الميم والنون الثانية، وهذا من قولهم يدلّ أيضا على الإخفاء دون الإدغام لأنهم لو أرادوا الإدغام المحض لقالوا الرفع بين النونين أو بعد النون الثانية إذ الإشمام الذي هو إشارة بالعضو كذلك يتحصل في ذلك، فلما قالوا بين الميم والنون الثانية وهي النون المرسومة التي هي والألف ضمير المفعولين علم أنهم أرادوا النون التي هي آخر الفعل المزال حركتها في الأصل للإدغام إذ هي التي بينهما. وإذا كان كذلك (7)، فهي المشار إليها بالحركة، وإذا أشير فيها صحّ الإخفاء من طريق النص وبطل الإدغام وبالله التوفيق (8).
__________
(1) إدغام المثلين: هو إدغام الحرفين المحتدين اسما ومخرجا وصفة سواء التقيا في الخط واللفظ، في كلمة أو كلمتين، أو التقيا في الخط دون اللفظ، وينقسم إلى صغير وكبير ومطلق.
(2) كتاب (المحبر) ورد ذكره في (غاية النهاية) 2/ 184، قال عنه ابن الجزري: (وكتابه المحبر كتاب جليل يدل على عظم مقداره).
(3) انظر: (النشر) 1/ 303.
(4) في (م) من غير أصحابه.
(5) من مصادر الجامع وهي مفقودة.
(6) في (ت) فيما، والتصويب من (م).
(7) في (م) بزيادة ذلك.
(8) قلت: الاختيار اليوم العمل بالوجهين للسبعة، وهما صحيحان مقروء بها. (البدور) / 159.(3/1221)
حرف:
قرأ ابن كثير {نرتع ونلعب [12] بالنون فيهما وكسر العين} [1]، وروى أبو ربيعة وابن الصباح وابن بقرة وابن شنبوذ والزينبي عن قنبل (2) أنه أثبت بعد العين ياء في الوصل والوقف (3). وروى ابن مجاهد وسائر الرواة عن قنبل أنه لم يثبتها، قال الزينبي: النبال وحده يثبت الياء فيها في الحالين، وكذلك (4) قال أبو ربيعة. وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما وجزم العين، وقرأ نافع (5) بالياء فيهما وكسر العين من غير ياء. وقرأ الباقون بالياء فيهما وجزم العين، واتفق على النون في الكلمتين ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والباقون على الياء، واتفق على كسر العين الحرميان وجزمها الباقون (6).
__________
(1) أي: من غير ياء من (ارتعيت)، وفي الحرف انفرادة سبعية عنه، وابن مجاهد نقل له بسنده بالنون، و (يلعب) بالياء وجزم الباء، وروى ابن محيصن في (نرتع) ضم حرف المضارعة وكسر التاء. انظر: (السبعة) / 345، و (التيسير) / 104، و (الدر المصون) 6/ 449، و (البستان) / 615، و (الإتحاف) 2/ 142.
(2) روى لقنبل وجه إثبات الياء في الحالين عدد من المتقدمين والمتأخرين بعبارات متقاربة، والعمل له من طريق العشرة الصغرى حذف الياء، ومن طريق العشرة الكبرى إثباتها بخلف عنه.
انظر: (التلخيص) / 293، و (الغاية) 286، و (المبسوط) / 209، وقال فيه (لا يصح إثبات الياء، و (غاية الاختصار) 2/ 527، والشاطبي في الحرز ص 36حيث قال: وفي نرتع خلف زكا
و (البستان) / 615، و (سراج القارئ) 147و 255، و (شرح الطيبة) / 254.
و (النشر) 2/ 180و 293، و (البدور الزاهرة) للنشار 1/ 432، والصفاقسي في (غيث النفع) / 255، حيث قال: هو مما خرج فيه عن طريقه أي خلف قنبل وذكره في التيسير على وجه الحكاية لا الرواية ويدل على ذلك أنه لم يذكره أي الشاطبي في باب الزوائد وإنما آخر السورة بلفظ وروى و (الإتحاف) 2/ 142، حيث قال: (والوجهان في الشاطبية كأصلها لكن الإثبات ليس من طريقهما لأن طريقهما عن قنبل، إنما هو طريق ابن مجاهد) و (البدور الزاهرة) للقاضي / 159بمعناه، و (المهذب) 333، و (تقريب المعاني) / 259.
(3) على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم، ويقدر حذف الحركة المقدرة على حرف العلة.
(الإتحاف) 2/ 333.
(4) في (م) وكذا.
(5) انفرادة سبعية عن نافع، انظر: (السبعة) / 345، و (سراج القارئ) / 255.
(6) فتحصل في هذا الحرف خمس قراءات في السبع المتواترة.
وأخرى عديدة عن غير السبعة، ولكنها شاذة. انظر قراءاتها في: (الدر المصون) 6/ 449، و (معجم القراءات) 2/ 428وما بعدها، و (تقريب المعاني) / 293.
يقول الشاطبي ص 61: ويرتع ويلعب ياء حصن تطولا ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى.(3/1222)
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش (1) وأبو عمرو إذا أدرج (2) القراءة والكسائي (3)
والأعشى (4) عن أبي بكر وخلّاد عن حسين عنه وحمزة (5) إذا وقف [على] {الذيب
في الثلاثة المواضع [13و 14و 17] بغير همز، وهمز ذلك الباقون، ونصّ عن اليزيدي} [6] عن أبي عمرو على الهمز إبراهيم بن اليزيدي وأبو خلّاد وأبو حمدون وأبو شعيب (7)، ولعلهم أرادوا أنه يهمز [20/ ب] إذا حقّق (8) القراءة أو قرأ في غير الصلاة (9).
حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد (10)، قال: حدّثني عبيد الله بن
__________
(1) ورش يبدل الهمز المفرد إذا سكنت، وكانت فاء من الفعل حرف مد على قاعدة الإبدال قال الناظم: إذا سكنت، فاء من الفعل همزة فورش يريها حرف مد مبدلا.
وكلمة (الذيب) همزها عين الفعل، فهو أيضا يبدلها لقول الناظم: وفي الذئب ورش والكسائي فأبدلا، عطفا على قوله: ويبدل للسوسي كل مسكن من الهمز مدا. (السبعة) 346، و (غاية الاختصار) 1/ 195و 527، و (سراج القارئ) 75، 76، 78، و (الإتحاف) 2/ 142.
(2) الإدراج: أي: الإسراع، وهو ضد التحقيق في التلاوة، وليس معناه الوصل، الذي هو ضد الوقف. (النشر) 1/ 392.
(3) قال الشيخ: محمد الحرباوي في (إرشاد القراء إلى قراءة الكسائي)، ص 27.
يأجوج مأجوج أبدلهن همزها كالذئب مع مؤصدة معا نما.
(4) انظر: رواية الأعشى عن أبي بكر في (المستنير في القراءات) / 605، و (غاية الاختصار) 1/ 197، 2/ 527وهي آحادية.
(5) انظر: (غاية الاختصار) 1/ 243، و (سراج القارئ) ص 84و 85، باب وقف حمزة وهشام على الهمز. و (البدور الزاهرة) ص 16.
قال الشاطبي: وحمزة عند الوقف سهل همزه إذا كان وسطا أو تطرف منزلا.
فأبدله عنه حرف مد مسكنا.
(6) ذكر لليزيدي تخفيف الهمز غير واحد من الأئمة. انظر (الإرشاد المبتدي) / 379. و (الاختيار) 2/ 465، و (غاية الاختصار) 2/ 527.
(7) هو الإمام السوسي رحمه الله.
(8) ممن روى لأبي عمرو همز (الذئب) إذا حقق القراءة ابن شريح في (الكافي) / 404، وابن الجزري في (النشر) 1/ 393.
(9) فدل ذلك على أنه إذا أدرج القراءة أو قرأ في الصلاة أو بالإدغام الكبير لم يهمز، (النشر) 2/ 392.
(10) انظر: كتاب (السبعة) / 392.(3/1223)
علي (1)، قال: نا نصر بن علي (2) عن أبيه (3)، قال: سمعت أبا عمرو (4) يقرأ {أكله الذيب [17] لا يهمز.
حرف:
قرأ الكوفيون} {يا بشرى [19] بغير إضافة وأمال فتحة الراء حمزة والكسائي وحمّاد} [5] من غير رواية هشام والعليمي (6). وقرأ الباقون {يا بشرى بياء مفتوحة بعد الألف. واختلف عن ورش عن نافع في فتحها وإسكانها} [7]، فروى عنه أبو الأزهر وداود في مجردهما إسكانها، وروى عنه أبو يعقوب وأحمد بن صالح ويونس والأصبهاني فتحها (8)، كذلك قال داود وأبو الأزهر عنه في كتاب (9) الاختلاف بين نافع وحمزة، وأمال فتحة الراء يسيرا ورش عن نافع من غير رواية الأصبهاني عنه، وجاء بذلك منصوصا عنه أبو يعقوب الأزرق (10). حدّثنا ابن غلبون، قال: نا
__________
(1) عبيد الله بن علي أبو القاسم الهاشمي البغدادي، شيخ روى الحروف عن نصر بن علي بن نصر عن أبيه، وروى عنه الحروف ابن مجاهد ونسبه وكناه. (غاية 1/ 489).
(2) نصر بن علي بن نصر بن علي أبو عمرو البصري الحافظ الإمام الولي العالم الصالح، روى عرضا عن أبيه، وسماعا من غير عرض عن شبل بن عباد وحسين الجعفي وعنه أبو موسى الهاشمي والحسن بن عباس، مات سنة 250. هـ. (غاية 2/ 338).
(3) علي بن نصر بن علي أبو الحسن البصري، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء والمعلى بن عيسى وشبل بن عباد وهارون بن موسى ومسلم بن خالد. وعنه ابنه نصر بن علي ومحمد بن يحيى القطعي، مات سنة 189هـ، (غاية 1/ 582).
(4) قلت: العمل لأبي عمرو إبدال الهمز من رواية السوسي من طريق الشاطبية، وله من طريق الطيبة الإبدال وتركه بخلف عنه. انظر: (النشر) 1/ 392، و (البدور الزاهرة) للنشار 1/ 432، و (الإتحاف) 2/ 142، و (البدور الزاهرة) / 159، و (المهذب) 224.
(5) حماد عن عاصم.
(6) العليمي أمالها من أكثر طرقه، وفتحها حفص وأبو بكر من أكثر طرق يحيى بن آدم، (الاختيار) 2/ 466، و (النشر) 2/ 41، و (الإتحاف) 2/ 143.
(7) وكذا (مثوى) (33) و (ومحياي ومماتي) الأنعام (162) و (عصاي) طه 18، روى عنه سكون الياء فيهن (السبعة) 347.
(8) وعلى ذلك أكثر أصحاب ورش، وهو اختيار الداني، وعليه العمل. انظر (السبعة) / 347، و (التيسير) / 104.
(9) من مصادر الجامع، وهو مفقود.
(10) وبذلك العمل لورش من طريق الشاطبية (التيسير) 104، و (الإتحاف) 2/ 143، و (المحجة) / 275.(3/1224)
إبراهيم بن محمد (1)، قال: نا ابن سيف (2)، قال: نا أبو يعقوب الأزرق عن ورش عن نافع {يا بشراي [19] أي مكسورة الراء محرّكة الياء، وقال أحمد بن صالح عنه الراء من «بشراي» مفتوحة وسطا من ذلك، وأخلص الباقون فتحها. وبذلك يأخذ عامّة أهل الأداء في قراءة أبي عمرو} [3]، وهو قول ابن مجاهد (4) وكل من لقيناه وقرأنا عليه بحرفه، وقد رواه عنه نصّا أحمد بن موسى اللؤلؤي (5) وهارون بن موسى النحوي (6).
ونا خلف بن إبراهيم (7)، قال: نا الحسن بن المعدل (8)، قال: نا أحمد بن شعيب (9)،
__________
(1) إبراهيم بن محمد بن مروان أبو إسحاق الشامي ثم المصري، ضابط ماهر عارف بقراءة ورش عالي السند فيها، قرأ على أبي بكر بن سيف، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون عرضا وابنه طاهر.
(غاية 1/ 26).
(2) هو: عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف أبو بكر التجيبي المصري، مقرئ مصدر محدث إمام ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي يعقوب الأزرق، روى عنه القراءة إبراهيم بن محمد بن مروان وأحمد بن محمد النحوي والأندلسي وابن خيرون، مات سنة 307هـ. (غاية 1/ 445).
(3) الوجه الأول عن أبي عمرو بإخلاص الفتح، وهو اختيار المؤلف في التيسير واختيار غيره من الأئمة (التيسير) ص 104، و (الدر النثير) 4/ 246، و (النشر) 2/ 40.
(4) ويروى وجه آخر عن ابن مجاهد، هو قلب الألف ياء، وإدغام الياء مع التشديد. انظر: (إعراب القراءات) 1/ 306.
(5) أحمد بن موسى اللؤلؤي الخزاعي البصري صدوق، روى عن أبي عمرو بن العلاء وعاصم الجحدري وإسماعيل السقط، وعنه روح بن عبد المؤمن ومحمد بن عمر بن الرومي ونصر بن علي وخليفة الخياط. (غاية 1/ 143).
(6) هو: الأخفش الدمشقي، وقد تقدم.
(7) خلف بن إبراهيم بن محمد بن خاقان الخاقاني أبو القاسم المصري، قرأ على أحمد بن أسامة التجيبي ومحمد المعافري وأحمد الخياط ومحمد بن أشتة والحسن بن رشيق، وعنه الحافظ أبو عمرو الداني وعليه اعتمد في قراءة ورش في التيسير، كان ضابطا لقراءة، ورش متقنا لها، مشهورا بالفضل والنسك واسع الرواية، مات سنة 402هـ، من الطبقة التاسعة. (المعرفة 1/ 293)، و (غاية 1/ 271).
(8) الحسن بن رشيق المعدل أبو محمد المصري مشهور عالي السند، روى عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي عن السوسي وخلف بن إبراهيم. (غاية 1/ 212).
(9) أحمد بن شعيب بن علي أبو عبد الرحمن النسائي الحافظ الكبير، روى القراءة عن أبي شعيب السوسي وأحمد بن نصر وروى عنه الحروف محمد بن قطن والحسين بن رشيق المعدل، مات سنة 303هـ. (غاية 1/ 61).(3/1225)
قال: نا صالح بن زياد (1) عن اليزيدي عن أبي عمرو {يا بشراي بالألف مضاف، مثل هداي ومحياي. ونا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: حدّثنا عمر بن يوسف،} [2] قال: نا الحسن بن شريك (3)، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو {يا بشراي بألف والياء نصب، قال أبو عمرو: قولهما بألف يدل على الفتح كما يدل قول ابن غلبون من غيّر عن الألف الممالة بالياء على الإمالة، وقال ابن مجاهد في كتاب} [4] قراءة أبي عمرو الراء مفتوحة من أجل الياء التي بعد الألف، يدلّ على ذلك ما قال هارون عن أبي عمرو {هداي [البقرة: 38] و} {بشراي
و} {مثواي [23] لا ينجر إذا أضفته إلى نفسك. وقال أحمد بن موسى:} {يا بشراي
بنصب الراء والياء، وقال ابن جبير: قرأ أبو عمرو بإمالة الراء يسيرا} [5].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة وابن بكّار {هيت لك [23] بكسر الهاء وفتح التاء من غير همز} [6]، واختلف في ذلك عن هشام عن
__________
(1) هو: الإمام السوسي راوي أبي عمرو.
(2) عمر بن يوسف بن عبدك أبو حفص الحناط البروجردي، روى عن الحسين بن شيرك صاحب أبي حمدون، روى عنه جعفر بن محمد (غاية 1/ 599).
(3) الحسين بن شيرك، ويقال شارك، وقيل شريك أبو عبد الله البغدادي، مقرئ عارف، أخذ عن أبي حمدون صاحب اليزيدي، وهو جليل في أصحابه، وعنه محمد بن يونس المطرز وعمر بن يوسف وابن مجاهد والحسن المطوعي. (غاية 1/ 241).
(4) الكتاب مفقود.
(5) الوجه الثاني عن أبي عمرو بالإمالة بين اللفظين، وروى آخرون عنه الإمالة المحضة، قال ابن الجزري: والفتح أصح رواية، والإمالة أقيس على أصله والأوجه الثلاثة في الشاطبية كالطيبة.
انظر: (سراج القارئ) وبهامشه (غيث النفع) ص 256، و (النشر) 2/ 40، و (الإتحاف) 2/ 143، و (البدور الزاهرة) 160.
يقول الشاطبي: شفا وقلل جهبذا وكلاهما عن ابن العلا الفتح عنه تفضلا.
(6) ذكر أهل النحو أن: (هيت لك) اسم للفعل (هلمّ)، ولذلك كانت مبنية، والأصل أن تبنى على السكون، ولم يكن ذلك حتى لا يجمعون بين ساكنين وهما الياء والتاء، ومنهم من بناها على الفتح لأنه أخف الحركات، ومنهم من بناها على الكسر لأنه الأصل في التخلص من الساكنين، ومنهم من بناها على الضم لحصول الغرض من زوال التقاء الساكنين، واختلفوا هل هي عربية أم معربة، فقيل: معربة من القبطية، وقيل من السريانية: وقيل من العبرانية وأصلها (هيتلج).
والجمهور على أنها عربية، وذكر أهل التأويل: أن معناها هلم، وأقبل وتعال وما أشبه ذلك، والفتح والكسر في الهاء لغتان. انظر: (المنتخب من غريب كلام العرب) 2/ 605، و (النشر) 2/ 294، و (الإتحاف) 2/ 143.(3/1226)
ابن عامر، فروى عنه الحلواني (1) بكسر الهاء وفتح التاء وهمزة ساكنة بينهما (2). ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد (3)، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن بكار، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {هيت لك من تهيأت بكسر الهاء وبالهمز وضمّ التاء} [4]
__________
5.
وكذلك روى إبراهيم بن [-6] عباد عن هشام وهذا هو الصواب. وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم [-7] منه لكون هذه الكلمة إذا همزت من التهيؤ، فالتاء فيها ضمير الفاعل المسند إليه الفعل، فلا يجوز غير ضمّها. وحدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن أحمد [-8]، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {هيت لك مكسورة الهاء لم يزد على ذلك، وكذا قال عنه ابن أبي حسان وابن دخيم والباغندي وغيرهم من الرواة. ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن المكي} [-9]، قال:
(1) ومن طريق (النشر) الحلواني وحده من جميع طرقه عنه والعراقيون عن هشام من طريق الحلواني، وانفرد الهذلي عنه بعدم الهمز، كابن ذكوان، ولم يتابعه على ذلك أحد.
انظر: (المستنير في القراءات) / 605، و (النشر) 2/ 294، و (الإتحاف) 2/ 143.
(2) ومعناها تهيأ لي أمرك، لأنها لم تكن تقدر على الخلوة، في كل وقت أو حسنت هيئتك.
(3) (الدر المصون) 6/ 465، و (الإتحاف) 2/ 143.
(4) انظر: كتاب (السبعة) / 347.
(5) انفرادة سبعية عن هشام من هذا الوجه، وهي رواية الداجوني عن هشام، وكلا الوجهين مذكوران في التيسير، لذلك يقول الحافظ ابن الجزري: = جمع الشاطبي الوجهين عن هشام في قصيدته، فخرج بذلك عن طرق كتابه لتحري الصواب =.
انظر: (التيسير) 104، و (سراج القارئ) ص 110، و (النشر) 2/ 294، و (الاختصار) 2/ 528، و (الإتحاف) 2/ 143.
و (البدور الزاهرة) ص 163للقاضي اختار فيه ترك وجه ضم التاء لخروجه عن طرق الحرز.
(6) إبراهيم بن عباد التميمي البصري، قرأ على هشام، وعنه إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي (غاية 1/ 16).
(7) طعن جماعة في قراءة هشام التي بالهمز وفتح التاء، فقالوا: إن ذلك وهما من الراوي، ورد على ذلك: بأن الحلواني ثقة كبير حجة، خصوصا فيما رواه عن هشام، فالقراءة صحيحة، وراويها غير واهم. انظر: (الدر المصون) 6/ 464، و (النشر) 2/ 294، والإتحاف 2/ 2/ 143.
(8) هو: ابن المفسر، وقد تقدم.
(9) هو: أحمد بن إبراهيم، المتقدم.(3/1227)
أنا أبو عبيد، قال: نا هشام عن ابن عامر {هيت لك بكسر الهاء وفتح التاء مثل نافع.
وقرأ ابن كثير} [1] بفتح الهاء وضمّ التاء. وقرأ [21/ أ] الباقون بفتح الهاء والتاء (2).
حرف:
قرأ الكوفيون ونافع {المخلصين [24] إذا كان بألف ولام بفتح اللام في جميع القرآن} [3]. وقرأ الباقون بكسرها (4)، ولا خلاف في كسرها فيما فيه {الدين و} {دينا} [5]، ونذكر الاختلاف في الموضع الذي في مريم هناك إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ أبو عمرو {حاشا لله في الموضعين} [6] [31و 51] بألف في اللفظ بعد الشين في حال الوصل (7) خاصة، فإذا وقف حذفها اتباعا للخط (8)، روى ذلك
__________
(1) انفرادة سبعية عنه يقول الشاطبي:
وهيت بكسر أصل كفؤ وهمزه ... لسان وضم التاء لوا خلفه دلا.
(2) فتحصل أن في (هيت لك) خمس قراءات سبعية، وأربع في الشاذ انظر صورها في:
(المحتسب) 1/ 434، و (الدر المصون) 6/ 464، و (معجم القراءات) 2/ 434، و (تقريب المعاني) 294.
(3) وبقية المواضع هي: الآية 40الحجر، (169، 160، 128، 74، 40) الصافات، (83) (المعجم المفهرس) / 302.
(4) قراءة كسر اللام على أنها اسم للفاعل، والمفعول محذوف تقديره: (المخلصين) أنفسهم أو دينهم وبفتحها على أنه اسم مفعول، من أخلصهم الله أي اجتباهم واختارهم. انظر: (السبعة) 348، و (التيسير) 105، و (حجة القراءات) / 358، و (الدر المصون) 6/ 470، و (المستنير) 1/ 268، والشاهد: وفي كاف فتح اللام في مخلصا ثوى وفي المخلصين الكل حصن تجملا.
(5) انظر (المبسوط) / 209، و (إرشاد المبتدئ) / 380وفي (بستان الهداة) / 617كذلك، وفيه إلا ما جاء عن الحسن وهارون عن أبي عمرو في سورة (لم يكن) (98) آية (5).
(6) انظر: (أسرار التكرار في القرآن) للكرماني ص 111.
(7) وذلك مراعاة لأصل الكلمة وهي تفيد التبرئة والتنزيه في باب الاستثناء، وقد عدها النحويون من الأدوات المترددة بين الحرفية والفعلية والاسمية، ولكون الوقف يحتمل الحذف، انظر:
(حجة القراءات) / 359، و (مفتاح الأغاني) / 223، و (الدر المصون) 6/ 481.
(8) وقد حكى الجمهور الأعظم أنها كتبت في المصحف الإمام بغير ألف.
قال الشاطبي: (حاشا) بحذف صح مشتهرا: وقبل: بأنه لا ينبغي أن يتعمد الوقف عليه، لأنه غير تام، ولا كاف لتعلقه بما بعده، انظر: (إعراب القراءات) / 309، و (التذكرة) 2/ 380، و (المقنع) / 15، و (الكافي) / 405، و (الوسيلة) / 243، و (تحبير التيسير) / 127، و (الإتحاف) 2/ 146.(3/1228)
منصوصا عن اليزيدي أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأحمد بن صالح وأبو شعيب من رواية محمود بن محمد الأديب (1) عنه، ومن سوى هؤلاء من رواة اليزيدي وشجاع ذكروا عنهما عن أبي عمرو إثبات الألف، ولم يميّزوا وصلا من وقف (2) ومن ميّز ذلك، فهو لا شك أضبط لمذهبه وأعلم باختياره، فالمصير إلى قوله أولى، والعمل بروايته أحق (3). وقرأهما الباقون بغير ألف في الحالين (4).
حرف:
وكلهم قرأ {آبائي إبراهيم [38] و} {دعائي إلا فرارا في نوح [6] بهمزة مكسورة بعد الألف إلا ما رواه الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأهما بغير همز} [5]، وخالفه الجماعة عن أبي بكر في ذلك فرووهما بالهمز، ولم ينصّ على ذلك منهم إلا يحيى بن آدم ويحيى بن سليمان. وبذلك قرأت في رواية الكسائي عنه عن أبي بكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص (6) من غير رواية أبي عمارة عنه {دأبا
[47] بتحريك الهمزة، واختلف عن أبي عمارة عن حفص، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن فرح، قال: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة عن حفص عن عاصم} {دأبا قياسهما جملا. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عيّاش، قال: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة عن حفص عن عاصم} {دأبا خفيفة} [7]، والصواب رواية ابن فرح عن أبي عمر لأنها توافق قول الجماعة
__________
(1) محمود بن محمد بن المفضل أبو العباس الأنطاكي يعرف بالأديب، أخذ القراءة عرضا عن أبي شعيب السوسي، وروى الحروف، عنه أحمد بن يعقوب التائب، ولم تذكر له وفاة، (غاية 2/ 291).
(2) في الحرف انفرادة سبعية عن البصري، قلت: وبعضهم نقل له الخلف في الوقف والحذف، وهو المختار والمشهور عنه (التبصرة) / 547، و (الدر النثير) 4/ 247، و (الكافي) / 405، و (البستان) / 619، قال الشاطبي: معا واصل حاشا حج
(3) قلت: هذا البيان ترجيح من المؤلف واختيار، وقد ذكره في (التيسير) ص 105.
(4) إلا ما روي عن نافع أنه قرأ فيها بألف ساكنة. انظر: (السبعة) / 348.
(5) ونقلت عن أشهب العقيلي والكوفيين وأبي عمرو، وقد روي عن بعضهم تسهيل الهمزة الثانية بعد الألف في (آبائي)، وكل ذلك شاذ، لا يقرأ به. انظر: (مختصر الشواذ) 68، و (الكشاف 2/ 317، و (البحر) 5/ 309، و (الإتحاف) 2/ 147، و (معجم القراءات) 2/ 446.
(6) في الرواية انفرادة سبعية عن حفص، قال الشاطبي: دأبا لحفصهم فحرك.
(7) أي: ساكنة.(3/1229)
عن حفص (1). ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس عن عبد الله بن عبد الرحمن بن واقد عن أبيه عن حفص {دأبا مثل} [2] دعابا مهموزة ممدودة، وهذا يدلّ على إشباع الحركة وتمطيط اللفظ فيها من حيث مثلها بدعابا وهو خطأ، وقال هبيرة في كتابه عنه يشدّد آخر الألف ويمدّ ويهمز آخر الألف، فعبّر عن تحقيق الهمزة وتمطيط فتحها وإشباعها بالمدّ والتشديد مجازا واتّساعا، وروى خلف بن هشام عن هبيرة عنه {دؤبا بضم الدال} [3] وفتح الهمزة، وهذا ما لا يعرف في نقل ولا أداء، والذي قرأت له من طريق حسنون والخراز بفتح الدال وتحريك الهمزة لا غير. وقرأ الباقون بإسكان الهمزة وأبو عمرو في تخفيفه وإدراجه (4) دون تحقيقه وترتيله والأعشى (5) عن أبي بكر والأصبهاني (6) عن ورش وحمزة (7) إذا وقف يبدلها ألفا، وقرأت ذلك في رواية شجاع عن أبي عمرو بالوجهين (8) بالهمز (9) وتركه (10).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم من رواية أبي عمارة عنه {فيه تعصرون [49] بالتاء} [11]، وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته في رواية هبيرة من طريق الخراز. وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى لي الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الخراز عن هبيرة، وكذلك روى عنه حسنون بن الهيثم. وبذلك قرأت له.
__________
(1) أي بدون الهمز، (السبعة) 349، و (التذكرة) 2/ 380، و (النشر) 1/ 392.
(2) في (م) شك بدل مثل، وهو خطأ وتصحيف.
(3) ذكرها أبو البقاء العكبري في (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 707، بدون نسبة، وذكر محقق الكتاب أنها للضحاك عن عاصم انظر: فقرة 5من الكتاب.
(4) أي: لم يهمزها. انظر: (السبعة) 349، و (التذكرة) 2/ 380.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 380.
(6) انظر: (شرح طيبة النشر) / 89.
(7) حسب قاعدته في الإبدال (البدور الزاهرة) 164.
(8) انظر: (البدور الزاهرة) للنشار 1/ 437.
(9) بالهمز مع الإظهار.
(10) وتركه مع الإدغام (غاية الاختصار) 2/ 200.
(11) أي تاء الخطاب، وردت على قوله تزرعون وتأكلون (47)، أما رواية عمارة عن حفص بالتاء فهي آحادية، والشاهد: وخاطب يعصرون شمردلا شرح الهداية) 2/ 362، و (سراج القارئ) 258، و (الانفرادات) 2/ 812.(3/1230)
حرف:
قرأ عاصم في رواية البرجمي والشموني عن الأعشى عن أبي بكر عنه {ما بال النسوة [50] بضمّ النون} [1]. وقرأ الباقون بكسرها (2)، وكذلك روى ابن غالب (3) عن الأعشى، وأجمعوا على كسر النون في قوله: {وقال نسوة في [50] ولم يأت به منصوصا إلا الحسن بن داود النقار عن الخياط عن الشموني عن الأعشى.
حرف:
قرأ نافع [21/ ب] في غير رواية ورش وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح} {بالسوء إلا ما رحم ربي [53] بتسهيل الهمزة الأولى وقبلها واوا مكسورة وإدغام الواو الساكنة التي قبلها فيها، وتحقيق الهمزة الثانية على أصلها في الهمزتين المكسورتين من كلمتين، ولم يجعلا الهمزة الأولى هاهنا بين الهمزة والياء كما جعلاها في سائر الباب} [4] لأن قبلها هاهنا واوا وهمزة بين بين لا يقع بعد واو ولا بعد ياء لخلوص سكونها، ولأن حركة ما قبلها قد تتغيّر، فتزول عن الواو الضمة وعن الياء الكسرة وينفتح ما قبلها فيزول بذلك معظم المدّ عنهما وتصيران كسائر الحروف السّواكن التي لا يمدّ فيها وهمزة بين بين لتوهينها وتضعيف الصوت تقرب بها من الساكن، ولذا (5) لا يبدأ بها كما لا يبدأ به.
فلو جعلت بين الواو والياء لالتقى ساكنان، فلذلك قلبا هاهنا واوا خالصة،
__________
(1) وتعتبر رواية شاذة لمخالفتها المتواتر عن شعبة، وقد ذكرت في (الغاية) / 288، و (المبسوط) 210، و (المستنير في القراءات) / 607، و (غاية الاختصار) 2/ 529، و (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 709، ولم ينسبها، و (البستان) / 612، وفي البحر 5/ 317، وفي (الدر المصون) 6/ 489، قال مؤلفه: ليست بالمشهورة 6/ 512، و (الانفرادات) 2/ 813.
(2) وهي القراءة السبعية للعامة. انظر: (المبسوط) / 210، و (الدر المصون) 6/ 512.
(3) وقراءة الأئمة السبعة في المتواتر عنهم كذلك. انظر: (الدر المصون) 6/ 512، و (المبسوط) / 210.
(4) اختلف عن قالون والبزي في هذا الحرف من الهمزتين المتفقتين كسرا، ولم يفصل بينهما حاجز فرواية الجمهور من المغاربة وسائر العراقيين عنهما. بإبدال الأول منهما واوا، إدغامهما في الواو التي قبلها فيها، فتصبح واوا واحدة مشددة هكذا (بالسوّ إلا) وهو المختار رواية مع صحته في القياس، وهو الذي ذكره الداني في (التيسير) ص 105، ولم يذكر غيره.
انظر: (التذكرة) 2/ 380، و (التبصرة) / 548، و (الكافي) / 446، و (إرشاد المبتدئ) ص 315، و (النشر) 2/ 383، و (الإتحاف) 2/ 149.
(5) في (م) وكذا والمؤدى واحد.(3/1231)
وأدغما الواو التي قبلها فيها، ولم يجعلاها (1) بين بين كما فعلا ذلك بها في نحو {هاؤلاء إن كنتم [البقرة: 31] وشبهه لأن قبلها هناك الألف فلزم حركة ما قبلها وقوي المدّ فيها فصارت بمنزلة المحرك، ولذلك اشتركا في الامتناع من الإدغام، فجاز جعل الهمزة بعدها بين بين كما يجوز جعلها بعد المتحرك، ألا ترى أن الساكن المحض قد يقع بعدها في نحو} {دابة [البقرة: 164] و} {صواف [الحج: 36] و} {حاد [المجادلة: 22] وشبهه، فلولا أنها بمنزلة المتحرك لم يجز وقوعه بعدها بإجماع، فوقوع الهمزة المجعولة بين بين بعدها أجوز وأحسن لكونها في زنة المتحرك، وقد كان بعض أهل الأداء يأخذ في قراءة نافع وابن كثير من الطرق المذكورة في هذا الموضع، يجعل الهمزة بين الهمزة والياء} [2] قياسا على جعلها بعد الألف كذلك وذلك خروج عن قياس (3) التسهيل، وعدول عن مذاهب القرّاء.
وقرأ نافع في رواية ورش (4) وابن كثير في رواية القوّاس بتحقيق الهمزة الأولى
__________
(1) في (م) ولم يجعلها.
(2) روى جماعة من أهل الأداء وجها آخر عن قالون والبزي وهو: تسهيل الأولى بين بين، ذكره ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 380، وابن بليمة في (تلخيص العبارات) 29و 106، وعبر فيه عن التسهيل بالياء المختلسة من غير مد، والشاطبي في (الحرز) ص 17، حيث يقول: وقالون والبزي في الفتح وافقا وفي غيره كالياء وكالواو سهلا وهو الوجه الثاني في الشاطبية، ويعتبر من زيادات القصيد (سراج القارئ) 70، وابن الجزري في (النشر) 1/ 383، وعلى هذا الوجه يجوز المد والقصر، ويقدم المد لبقاء أثر الهمز. قال الناظم: وإن حرف مد قبل همز مغير يجز قصره والمد ما زال أعدلا.
إذا أثر الهمز المغير قد بقي
(3) انظر: (الإتحاف) 3/ 149، و (مختصر بلوغ الأمنية) / 72، و (البدور الزاهرة) / 162، ويروى في (المبسوط) ص 114، وجه آخر للبزي: وهو إسقاط الهمزة الأولى، كأبي عمرو.
وقال أجزل مثوبته في (مفرداته): وهذا الذي لا يجوز في التسهيل غيره أي وجه الإدغام وتعقب عليه بأن من العرب من يجري الواو الأصلية إذا سكنت قبل الهمزة مجرى الزائدة، وإنما هي عين الكلمة، فأجروها مجرى الواو في (قروء) [228]. انظر: (الدر النثير) 4/ 248، و (النشر) 1/ 383.
(4) يبين المؤلف هنا وكذا في كتابه (التيسير) ص 36، أن لورش عن نافع ولقنبل وغيره عن ابن كثير تحقيق الأولى وتسهيل الثانية على أصلهم، ولم يذكر غيره، وذكره أيضا ابن بليمة في (تلخيصه) ص 29، وأشار إلى تكون مدتين في قراءتهما، مدة قبل الهمزة، ومدة بعدها، إلا أن الأولى أطول، وروى لهما الشاطبي وجها آخر، وهو جعل الثانية ياء محضة مع المد المشبع، وهذه عنده من زيادات القصيد، ويسمى هذا الوجه وجه البدل، والأول يسمى وجه التسهيل أو القياس.(3/1232)
وتسهيل الثانية، فتكون بين الهمزة والياء الساكنة على أن القوّاس قد خيّر بين هذا الوجه الأول، وقرأ أبو عمرو (1) بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية. وقرأ الباقون (2)
بتحقيق الهمزتين، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون عن نافع، وقد ذكرنا أصل قولهم في هذا الباب فيما سلف (3).
حرف: قرأ ابن كثير (4) {حيث نشاء [56] بالنون، وكذلك روى المفضل} [5] عن عاصم وهارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عنه، وقرأ الباقون (6) بالياء.
حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل (7) وحفص وحمزة والكسائي {وقال لفتيته
[63]} {لفتيانه بألف بعد الياء ونون مكسورة بعدها} [8]. وقرأ الباقون بتاء مكسورة بعد الياء من غير ألف (9).
حرف: قرأ حمزة والكسائي {أخانا نكتل [63] بالياء. وقرأ الباقون بالنون} [10].
__________
والشاهد: والأخرى كمد عند ورش وقنبل وقد قيل محض المد عنها تبدلا.
(سراج القارئ) ص 7271، و (الإتحاف) 2/ 249.
(1) وهذا هو مذهبه في الهمزتين المتفقتين من كلمتين، قال الشاطبي: وأسقط الأولى في اتفاقهما معا إذا كانتا من كلمتين فتى العلا قلت: وفيها (انفرادة سبعية) عنه.
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 381، و (تلخيص العبارات) ص 29.
(3) انظر: (الجامع) تحقيق عبد المهيمن 2/ 518، و (التيسير) / 36.
(4) وحده بنون العظمة (السبعة) / 349، و (التيسير) / 105.
(5) انظر: رواية المفضل في (التذكرة) 2/ 381، و (المستنير في القراءات) / 608، و (غاية الاختصار) 2/ 529، و (البستان) / 608، وهي آحادية.
(6) ومعهم عاصم في قراءته السبعية. والشاهد: وحيث يشاء نون دار
(7) انظر: (التذكرة) 2/ 381، و (غاية الاختصار) 2/ 529.
(8) جمع كثرة لفتى، مثل (جار وجيران)، (حجة القراءات) 361.
(9) جمع قلة، مثل (أخ وأخوة)، وهما لغتان: (كصبية وصبيان)، أراد مماليكه وخدمه.
انظر: المصدر السابق، و (معاني القراءات) ص 225، و (الفتح الرباني) ص 19، و (تقريب المعاني) ص 198، والناظم قد لفظ بالقراءتين فقال: وفتيته فتيانه عن شذا
(10) انظر: (السبعة) ص 350، و (حجة القراءات) ص 361، و (التيسير) ص 105.
والشاهد: ونكتل بيا شاف. انظر: ص 62.(3/1233)
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {خير حافظا [64] بألف بعد الحاء وكسر الفاء وكذلك روى سعيد بن أوس عن المفضل، ولم أقرأ بذلك، وقرأ الباقون بكسر الحاء وإسكان الفاء من غير ألف} [1].
حرف: قرأ ابن كثير في رواية البزّي من قراءتي على الفارسي على النقاش عن أبي ربيعة (2) عنه {فلما استيأسوا [80] و} {لا تيأسوا [87] و} {إنه لا ييأس [87]} {وحتى إذا استيأس الرسل [110]، وفي الرعد [31]} {أفلم ييأس الذين بألف بعد الياء من غير همز في الخمسة} [3]، وكذلك روى أبو عبد الرحمن اللهبي (4) وأبو الحسن بن بقرة عن البزّي بغير همز في الرعد خاصة، وروى سائر الرواة عن البزّي وقنبل جميع ذلك بالهمز (5).
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: قرأت على قنبل عن القوّاس {استيئسوا و} {استيئس بهمزة بين الياء والسين، قال ابن مجاهد: وقرأ أهل مكة} [6]
اليوم كذلك مثل حمزة (7). وقرأ الباقون بالهمز من غير ألف فيهنّ [22/ أ] في اللفظ ما خلا هشاما (8) عن ابن عامر، فإن ابن عبّاد روى عنه فيما قرأت إنه لا ييأس
__________
(1) قراءة الكوفيين عدا شعبة، على أنها اسم فاعل، وقراءة الباقين على المصدر.
والشاهد: وحفظا حافظا شاع عقلا
انظر: (إعراب القراءات) 1/ 314، و (التيسير في القراءات السبع المشهورة) ص 232.
(2) انظر: (الغاية) ص 289، و (التلخيص) / 295.
(3) انظر: (التيسير) / 105.
(4) انظر: (الاختيار) 2/ 472.
(5) وهو الوجه الثاني للبزي، ولم يذكره في (التيسير) ص 105، وممن نقل له التخيير بين الهمز وتركه فيهن سبط الخياط في (الاختيار) 2/ 473، من رواية الخزاعي والشاطبي في (الحرز) ص 62، حيث قال: وييأس معا واستيأس استيأسوا وتيأسوا اقلب عن البزي بخلف وأبدلا.
(6) وهي رواية محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير، وأما رواية عبيد عن شبل عن ابن كثير فبغير همز كما في (السبعة) 350، ونقل أبو منصور الأزهري في (معاني القراءات) / 226، عن محمد بن صالح وعبيد أنه غير مهموز. أهـ.
(7) وكان حمزة يقرأ وصلا كقراءة العامة بالهمز من غير ألف، ويقف عليه بالنقل والإدغام على إجراء الياء الأصلية مجرى الزائدة، وحكي له وجه آخر، وهو القلب مع الإبدال كالبزي.
(التيسير) 1064039، و (الإتحاف) 2/ 151، و (البدور الزاهرة) ص 166.
(8) وجه منفرد عن هشام غير متواتر، وهو من انفرادات (الجامع البيان)، قلت: ولا يقرأ به.(3/1234)
بألف وفتح الياء من غير همز فيه خاصة. وقد ذكرت الاختلاف عن ابن ذكوان في إمالة {مزجاة} [1] [88] في باب (2) الإمالة.
حرف: قرأ ابن كثير (3) {إنك لأنت يوسف [90] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر} [4]، وكذلك روى أبو عمارة عن المسيّبي عن نافع (5)، قال عنه: {أءنك
بطرح} [6] الهمزة الأولى. وقال لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الشيرازي (7) عن الكسائي مثل ابن كثير بهمزة واحدة مكسورة. قال لي: وقد قرأت له أيضا مثل ما يرويه ورش (8) عن نافع. وقرأ الباقون (9) بهمزتين على الاستفهام. ومذاهبهم في التحقيق والتسهيل وإدخال الألف مذكورة قبل (10).
__________
(1) أمال حمزة والكسائي الكلمة، وقللها ورش بخلف عنه، وفي (الإتحاف) 153، و (البدور) ص 167، ذكرا الخلف لابن ذكوان، وفي (إرشاد المبتدئ) ص 383، ذكرها لهبة الله عن ابن عامر.
(2) انظر: (جامع البيان) ت الطحان 3/ 781، و (التيسير) / 47.
(3) وحده من السبعة ومن غيرهم ابن محيصن وقتادة. انظر: (جامع البيان) للطبري 8/ 55، و (السبعة) / 351، و (مفتاح الأغاني) / 226، و (التفسير الكبير) للرازي 18/ 207، و (البحر) 5/ 342، و (الدر المصون) 6/ 551.
(4) تكون إما خبرا محضا أو استفهاما حذفت منه الهمزة لدلالة السياق، والقراءة الأخرى عليه وابن كثير خالف أصله هنا في الهمزتين المختلفتين من كلمة. انظر: (التبصرة) / 283، و (التيسير) / 36، و (حجة القراءات) / 364، و (الدر المصون) 6/ 551.
(5) وجه منفرد عن نافع من رواية المسيبي القراءة كابن كثير، وهو (من انفرادات الجامع)، إلا أن ابن زنجلة في (حجة القراءات) / 363، نقل عن ورش القراءة بكسر الهمز على لفظ الخبر، وعن قالون من رواية القاضي بهمزة من غير مد، وتسهيل الثانية بدون إدخال.
(6) في (م) تطرح بالتاء.
(7) ممن نقل للشيرازي عن الكسائي هذا الوجه سبط الخياط. في (الاختيار) 2/ 473، عن شيخه الشريف.
(8) الوجه الثاني عن الكسائي كورش أي بتسهيل الثانية بدون إدخال، ونقله سبط الخياط في (الاختيار) 2/ 473، عن شيخه أبي طاهر، إلا أنه قال: كأبي عمرو أي مع الإدخال.
(9) ومنهم الكسائي في قراءته السبعية المتواترة، ونقل عن أبي عمر الداني في قراءة أبي بن كعب أئنك أو أنت يوسف قلت: وهو شاذ. انظر: (السبعة) 351، و (التيسير) / 106.
انظر: (تفسير الطبري) 8/ 55، و (المحتسب) 1/ 349، و (البحر) 5/ 342.
(10) انظر (السبعة) 351، و (المبسوط) / 811، و (الجامع) ت الطحان 2/ 715، و (التيسير) / 36، و (النشر) 1/ 372، باب الهمزتين من كلمة، و (الإتحاف) 2/ 153، و (البدور الزاهرة) 164.(3/1235)
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص (1) من غير طريق هبيرة {نوحي إليهم هاهنا [109] وفي النحل} [2] [43] والأول من الأنبياء (3) [7] بالنون وكسر الحاء في الثلاثة على لفظ الجمع (4). وقرأ الباقون بالياء وفتح الحاء في الثلاثة على ترك تسمية الفاعل (5)، وكذلك روى هبيرة عن حفص فيما قرأت، وكذلك روى ابن شاهي (6) عن حفص في الأول من الأنبياء فقط.
حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر (7) ونافع وابن عامر {أفلا تعقلون
[109] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى الأعشى والكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وإسحاق الأزرق وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم عن أبي بكر} [8] عن عاصم.
حرف: قرأ الكوفيون {قد كذبوا [110] بتخفيف الذال، وقرأ الباقون بتشديدها} [9].
__________
(1) (السبعة) 351، و (التيسير) 106، و (النشر) 2/ 196، وذكر فيه مؤلفه إلا قوله: في {عسق
(الشورى)،} {كذلك يوحي إليك فإنه قرأه بالياء.
(2) سورة النحل آية [43]} {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم.
(3) والأول من الأنبياء آية [7]} وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم.
(4) أي: بنون العظمة مبنيا للفاعل. انظر: (إعراب القراءات) 1/ 315.
(5) أي: بالياء التحتية مبنيا للمفعول، وزاد في (التيسير) / 106، وحمزة والكسائي يميلانها على أصلهما.
(6) انفرد ابن شاهي عن حفص بهذه الرواية في الأول من الأنبياء.
انظر: (المستنير في القراءات) / 682، و (الاختيار) 2/ 550، و (البستان) / 625.
والشاهد قوله: ويوحي إليهم كسر حاء جميعها ونوّن علا يوحي إليها شذا علا.
(7) هنا خلف عن أبي بكر وهذا الوجه الأول عنه بالتاء، وعليه العمل من طريقي الشاطبية والطيبة.
انظر: (التيسير) / 106، و (سراج القارئ) / 207، و (شرح الطيبة) / 223، و (النشر) 2/ 257، و (البدور الزاهرة) للنشار 2/ 446، و (الكوكب الدري) / 426.
(8) الوجه الثاني عن شعبة، ولم أجده إلا في (الجامع)، ولم يبلغ التواتر، فلا يقرأ به. انظر:
المصادر السابقة.
(9) كلهم قرأه للبناء للمفعول، فمن خفف الذال، فالضمير في (ظنوا) للكفار. والتقدير: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوا من النبوة، وذلك لأنهم أمهلوا واستبطئوا ما توعدوا ومن شدد الذال، فالضمير في (ظنوا) للرسل، وهو: بمعنى اليقين، والمعنى: أيقن(3/1236)
حرف: قرأ عاصم في غير رواية هبيرة عن حفص وابن عامر في غير رواية الوليد {فنجي من نشاء [110] بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء على ما لم يسمّ فاعله} [1]، وكذلك روى حسين بن علي وعلي بن نصرة عن أبي عمرو (2). وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الوليد بنونين، الثانية ساكنة مخفاة عند الجيم، وإسكان الياء.
وكذلك روى هبيرة (3) عن حفص. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد عن عمر، قال: نا عبيد (4) ابن محمد، قال: نا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع موقوفة الياء بنون واحدة، فإن كان أراد بها بنون واحدة (5) في الخط فقد أصاب إذ هو قول الجماعة. وإن كان أراد بها كذلك في اللفظ فقد أخطأ وخالف الجماعة لأنها لا تكون (6) بنون واحدة إلا مع تشديد الجيم ولم يذكر ذلك.
__________
الرسل أن قومهم قد كذبوهم. (شرح الهداية) 2/ 366، و (التيسير) ص 106، و (تقريب المعاني) ص 297والشاهد: وخفف كذبوا ثابتا تلا
(1) لمناسبة ما قبلها من الأفعال الماضية على طريقه كلام الملوك والعظماء في بناء الفعل للمفعول.
انظر: (معاني القراءات) / 229، و (الدر المصون) 6/ 568.
(2) رواية عن أبي عمرو بنون واحدة كعاصم اتباعا للرسم والخط. كما يفهم من كلام الداني، فإن كانت كذلك، فهي مقبولة رواية ولكن لا تقبل قراءة لمخالفتها المتواتر عن أبي عمرو. وإن كانت بنون واحدة على سبيل الإدغام كما رويت عن نصر بن علي عن أبيه عن أبي عمرو، فغلطت رواية وأداء، إذ هذا ليس موضعا يدغم فيه، ولا يجوز إدغام المتحرك في الساكن، لأن المتحرك حي ساكن، والساكن ميت، ومن شأن العرب أن تدفن ميتا في حي، ولا يدفنون حيا في ميت. كما أن النون لا تدغم في الجيم. انظر: (السبعة) ص 352، و (إعراب القراءات) 2/ 317، 318.
(3) رواية هبيرة ذكرها له عدد من الأئمة، وبعضهم رواها له كقراءة العامة، ولكن بفتح الياء، ولكن غلطت رواية وقراءة، وجوزت إعرابا، حيث إن لها وجها في العربية.
انظر: (السبعة) ص 352، و (البحر) 5/ 355، نقلا من (المحرر) 9/ 395، و (الدر المصون) 6/ 567.
(4) عبيد بن محمد بن موسى أبو القاسم المؤذن البزاز المصري، يعرف برجال، ويقال: أبو الرجال، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن داود بن أبي طيبة عن ورش، وروى عن أحمد بن صالح، روى القراءة عنه أحمد بن محمد الصدفي، مات سنة 284هـ (غاية 1/ 497).
(5) قال صاحب (البحر المحيط) 5/ 355: وقد رويت هذه القراءة أي بنون واحدة وسكون الياء عن الكسائي، ونافع وقرءاهما في المشهور بنونين.
(6) في (ت) لا تكون، والصواب من (م).(3/1237)
وقد روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط عن قالون بنون واحدة مشددة الجيم ساكنة الياء، لم يرو ذلك عن أبي نشيط (1) أحد غيره وهو غلط (2). ونا أبو الفتح، قال: نا عبد الله بن محمد، نا محمد بن يوسف، قال: نا القطري، قال: نا قالون عن نافع {فنجي [110] خفيفة بنون واحدة في الكتاب والقراءة. ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن أحمد، قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: نا قالون عن نافع} {فنجي بنون واحدة خفيفة في الكتاب} [3]، وكذا قال القاضي والكسائي والحلواني وسائر أصحاب قالون عنه، ولم يذكر أحد منهم القراءة إلا القطري وحده، فإنه لم يكن أراد بذلك أن النون الثانية غير ظاهرة في اللفظ لأجل إخفائها عند الجيم، وإلا فهو له خطأ. ورأيت محمد بن جرير قد حكى عن المسيّبي عن نافع {فنجي بنون واحدة وتشديد الجيم وإسكان الياء وإرسالها، ولم يذكر الراوي كذلك عن المسيّبي، ولعله أراد رواية ابن سعدان، فإن كان أرادها بتشديد تأويل تقدير وذلك غلط.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث وعشرون ياء} [4]، أولاهنّ:
{لي ساجدين [4] فتحها عاصم في رواية ضرار وشعيب عن يحيى والأعشى عن أبي بكر، وفي رواية القوّاس عن حفص فيما قرأت. وأسكنها الباقون.
} {ليحزنني أن تذهبوا [13] فتحها الحرميان وابن عامر [22/ ب] في رواية ابن بكار.} [5] وأسكنها الباقون.
__________
(1) وذكر هذه الرواية لأبي نشيط عن قالون سبط الخياط في (اختياره 2/ 276475) بنفس ترجمة الداني، ولم يحكم عليها بشيء.
(2) أي: من قبيل الرواية، لأن قالون يقرأ كالجماعة بنونين وسكون الياء، (السبعة) / 352.
(3) أي كتابة المصحف العثماني فهي بنون واحدة، وكذا في سائر مصاحف البلدان.
قال الشاطبي: في (العقيلة) ونون ننجي بها والأنبيا حذفوا
وقال الشاطبي في الحرز: وثاني ننجي احذف وشدد وحركا كذا نل.
انظر: (المصاحف) / 120، و (تفسير الطبري) 8/ 89، و (المقنع) / 91، و (الوسيلة) / 254، و (تفسير القرطبي) 9/ 181، و (الإتحاف) 2/ 158.
(4) عدها الإمام ابن مجاهد في (السبعة) / 353، خمسا وعشرين ياء لاعتداده ببعض الأوجه الانفرادية عن بعض الأئمة، وعدها المؤلف في (التيسير) / 106اثنتان وعشرين ياء لعدم اعتداده بالأول هنا، لأنه منفرد عن الأعشى وغيره، وعليه العمل وانظر: (المبسوط) / 121، و (التذكرة) 2/ 384، و (غاية الاختصار) 1/ 351، و (سراج القارئ) م 261.
(5) قراءة غير مشهورة لابن عامر من رواية ابن بكار عنه، وهي من انفرادات (جامع البيان) ولا يقرأ بها.(3/1238)
{إنه ربّي أحسن مثواي [23]} {أراني أعصر [36]} {أراني أحمل [36]} {إني أرى سبع بقرات [43]} {إني أنا أخوك [69]} {أبي أو يحكم الله [80]} {إني أعلم من الله [96] فتحهنّ الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار} [1]. وروى الوليد عن يحيى عنه {إني أراني} {إني أراني و} {لي أبي أو
بالفتح في الأربعة، وأسكنهنّ الباقون} [2]: {إني أراني} {إني أراني أعني الياء من} {إني} {ربي إني تركت [37]} {نفسي إن النفس [53]} {ربي إن ربي [3] و} {يأذن لي أبي [80] الياء من} {لي} {ولكم ربي إنه [98]} {بي إذ أخرجني
[100] فتحهن نافع وأبو عمرو، وأسكنهن الباقون} [3]. {آبائي إبراهيم [38] و} {لعلي أرجع [46] أسكنهما الكوفيون على أن ابن جبير قد حكى في مختصره عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم} {آبائي إبراهيم وكذلك} {دعائي إلا فرارا في نوح [6] بفتح الياء. وحكى عنه في جامعه بإسكان الياء وهو الصواب، وقوله الأول:
غلط. وفتحهما الباقون} [4].
{أني أوف الكيل [59] فتحها نافع} [5] في رواية قالون وورش من غير رواية الأصبهاني، وفي رواية ابن جبير عن أصحابه عنه، وأسكنها الباقون. وكذلك روى إسماعيل (6) والمسيّبي والأصبهاني عن أصحابه عن ورش عن نافع من قراءتي، وذكرها الأصبهاني (7) في كتابه بالفتح. ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير (8)،
__________
(1) قراءة غير مشتهرة لابن عامر من رواية ابن بكار والوليد، ولا يقرأ بها.
(2) وكذا ابن عامر في المشهور والمتواتر عنه. انظر: (السبعة) / 353، و (التذكرة) 2/ 383، و (التيسير) / 106، و (سراج القارئ) / 261، و (النشر) 2/ 297.
(3) والقراءة السبعية لهم كما ذكر رحمه الله. انظر: المصادر السابقة.
(4) وكذلك نفس الحكم في المصادر السابقة، عدا رواية الكسائي عن أبي بكر عن عاصم، فلم تذكر هناك.
(5) انفرادة سبعية عنه بتحريك الياء. انظر: المصادر السابقة.
(6) انظر: (السبعة) ص 353.
(7) الكتاب من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(8) محمد بن أحمد عبد العزيز بن منير أبو بكر الحراني، يعرف بابن أبي الأصبغ، إمام الجامع بمصر، فقيه متصدر، روى عن أحمد بن هلال وعبد الله بن عيسى عن قالون وعنه أحمد بن عمران بن محفوظ ومنير الخشاب، مات سنة 379هـ. (غاية 2/ 68).(3/1239)
قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: أقرأني قالون والناس (1) {أني أوفي الكيل بتسكين الياء، ثم أقرأني بعد ذلك بنصب الياء، وذلك أنه قدم عليه إبراهيم بن محمد} [2]
البصري (3)، فما زاله عنه. وقد روى إسكانها عن قالون الحسين بن عبد الله بن (4)
المعلم المدني (5). وكذلك روى عنه {ليبلوني أأشكر في النمل [40] لم يرو ذلك أحد عنه غيره.
} {وحزني إلى الله [86] فتحها نافع في رواية إسماعيل وورش من غير طريق الأصبهاني، وقالون من رواية أحمد بن صالح وأبي علي الشحام. وأسكنها الباقون} [6]
ونافع في رواية المسيّبي، وابن جبير عن أصحابه، وقالون من غير الطريقين المذكورين، وورش من طريق الأصبهاني. وحدّثني أحمد بن عبد الله المكتب، قال: نا علي بن محمد الشافعي (7)، قال: نا ابن عبد الرزاق (8) عن أبي العباس محمد بن أحمد الرازي (9) عن الحلواني عن قالون بفتح الياء. وخالفه أبو عون الواسطي، فروى
__________
(1) كذا بالنسختين، ولعلها مع الناس.
(2) إبراهيم بن محمد بن ميمون أبو إسحاق البصري الفقيه، أخذ القراءة عن المنهال بن شاذان صاحب يعقوب الحضرمي، وعنه محمد بن سعيد الأنطاكي، توفي سنة بضع وستين وثلاثمائة (غاية 1/ 26).
(3) في (م) النصيري.
(4) في (م) الحسن بن عبد الله المعلم بدون (ابن).
(5) في النسختين (الحسن)، والصواب الحسين بن عبد الله المعلم، روى عن قالون وله عنه نسخة، وعنه محمد بن عبد الله بن فليح، وانفرد عن قالون بأحرف يسيرة (غاية 1/ 243).
(6) ولكنه رحمه الله تعالى ذكر في (التيسير) / 106، وكذا في بقية المصادر أبا عمر وابن عامر فيمن فتح هذه الياء كنافع، قلت: وعليه العمل.
(7) هو: علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر أبو الحسن الأنطاكي التميمي، إمام حاذق مسند ثقة ضابط، لزم إبراهيم بن عبد الرزاق مدة، وقرأ عليه وعلى محمد بن جعفر وأحمد بن صالح وأحمد التائب، وعنه عتبة بن عبد الملك ومحمد النجار، كان رأسا في القراءات مشهور، بالفضل والعلم والضبط، من الطبقة التاسعة توفي سنة 377هـ. (معرفة 1/ 342وغاية 1/ 564).
(8) إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وقد تقدم.
(9) محمد بن أحمد أبو العباس الرازي مقرئ، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أحمد الحلواني ومحمد بن عيسى الأصبهاني، وعنه إبراهيم بن عبد الرزاق (غاية 2/ 94).(3/1240)
عن الحلواني عن قالون إسكانها، وبذلك قرأت من طريقيه (1)، ومن طريق الجمال عن الحلواني.
{سبيلي أدعو إلى الله [108] فتحها} [2] نافع من غير خلاف أعلمه عنه من جهة نص أو أداء. وأسكنها الباقون.
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث.
أولاهنّ: {نرتع ونلعب [12] قد ذكرنا الاختلاف عن قنبل عن ابن كثير في أول السورة} [3].
{حتى تؤتون موثقا [66] أثبتها في الحالين ابن كثير، وروى الخزاعي عن ابن فليح أداء حذفها في الحالين، وبإثباتها في الحالين قرأت من طريقه} [4]، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل (5) وابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي (6)، وفي رواية أبي مروان وأبي سليمان عن قالون والأصبهاني عن ورش وابن جبير عن أصحابه، وأبو عمرو (7)، وحذفها الباقون في الحالين. وقال ابن مجاهد في جامعه عن ابن كثير: إنه يصل بياء ويقف بغير ياء، وقال في كتاب السبعة في كتاب الياءات (8) إنه يصلها بياء ويقف بغير ياء (9) وهو الصواب.
إنه من يتق ويصبر [90] أثبتها في الحالين ابن كثير في رواية أبي ربيعة،
__________
(1) في (م) من طريقتيه.
(2) انفرادة سبعية عنه بفتح الياء.
(3) انظر: حرف (169) من الرسالة.
(4) وكذا بقية المصادر ذكرت له إثبات الياء، في الحالين قولا واحدا.
(5) قلت: والقراءة لنافع كالجماعة. انظر: (السبعة) 354، و (التذكرة) 2/ 384، وفي (التيسير) ص 106، و (إرشاد المبتدئ) 387.
(6) في كتاب (السبعة) 354، وروى المسيبي وورش عن نافع بغير ياء، في الوصل والوقف وهي: زيادة من (ش).
(7) أي: له إثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف. (النشر) 2/ 297، وغيره وفي الوجه انفرادة سبعية عنه.
(8) هو من كتب الإمام ابن مجاهد، وتقدم كتاب السبعة والمكيين وغيرهما، ولم أعثر عليه.
(9) كذا بالنسختين، ولعل الصواب ويقف بياء.(3/1241)
والزينبي وابن ثوبان وابن مجاهد وابن الصباح عن قنبل (1) عن القوّاس، قال: نا محمد، قال لنا ابن مجاهد عن قنبل بياء في الوصل والوقف، وقال لي الفارسي: قال لي أبو طاهر: قال لي أبو بكر: وقفت قنبلا عليها، فقال: هكذا قراءتنا [23/ أ] لا يختلف فيها. وكذلك روى أبو ربيعة والزينبي عن البزّي (2) إثباتها في الحالين، ولم يذكرها البزّي ولا الخزاعي في كتابيهما (3). وحذفها الباقون (4) وابن كثير من رواية البزّي (5) وابن فليح فيما قرأت في الحالين.
__________
(1) انظر: (التذكرة) 2/ 384، و (التيسير) 107، و (التلخيص) 296، وفي الوجه انفرادة سبعية عنه.
(2) وجه عن البزي كقنبل بإثبات الياء في الحالين، ولكن لا يقرأ به.
(3) كتاب الخزاعي أحد مصادر الجامع.
(4) المصادر السابقة.
(5) الوجه الثاني عن البزي بحذفها في الحالين كالجماعة، وعليه العمل، المصادر السابقة.(3/1242)
ذكر اختلافهم في سورة الرعد (1)
قد ذكر {يغشى الليل [3] في الأعراف} [2].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص والمفضل (3) عن عاصم {وزرع
} {ونخيل صنوان وغير [4] بالرفع في الأربعة} [4]. وقرأ الباقون بخفضها (5). وروى
__________
(1) وهي أربعون وثلاث آيات في عد الكوفي، وأربع في عد المدنيين، والمكي، وخمس في عد البصري، وسبع وأربعون في عد الشامي وعند السخاوي: وست وأربعون في الشامي، والصواب الأول كما في جميع المصادر المعتمدة.
قال الشاطبي في ناظمة الزهر في علم الفواصل:
وفي الرعد للشامي زهر مداده ثلاث عن الكوفي والأربع للصدر، وسورة الرعد من السور المختلف فيها هل هي مكية أم مدنية أم مكية ومدنية. على النحو التالي:
أإنها سورة مكية كلها.
ب إنها سورة مدنية كلها.
ج مكية من حيث الجملة، مع اشتمالها على آيات مدنية.
د مدنية من حيث الجملة، مع اشتمالها على آيات مكية.
وهذا الخلاف ناتج عن الترجيح في الأقوال والأدلة التي نقلها السلف في هذا الموضوع.
انظر: (البيان في عد آي القرآن) 169، و (فنون الأفنان) 268، و (زاد المسير) 4/ 299، و (تفسير القرطبي) 9/ 183و (جمال القراء) 1/ 204، و (البحر المحيط) 5/ 356. و (الإتقان في علوم القرآن) 1/ 36، و (فتح القدير) 3/ 63، و (بشير اليسر شرح ناظمة الزهر) 99، و (سعادة الدارين في بيان عد آي معجز الثقلين) 31، و (مرشد الخلان إلى معرفة عد آي القرآن) 89، و (المكي والمدني في القرآن) 1/ 470.
(2) انظر: (التيسير) 91، وحرف (12) في هذا البحث.
(3) (غاية الاختصار) 2/ 532.
(4) فالرفع في {زرع، ونخيل عطفا على قوله:} {قطع متجاورات وجنات، والرفع في} صنوان تابعا ل (نخيل)، والرفع في (غير) على قوله: (صنوان).
(إعراب القراءات) 1/ 320، (الفريد) 3/ 113، (الهادي) 2/ 335.
(5) وهم نافع وابن عامر وعاصم من رواية شعبة في القراءة السبعية وحمزة والكسائي بالخفض فيها عطفا على (أعناب). (المستنير) 1/ 276.
قال الشاطبي: وزرع ونخيل غير صنوان أولا لدى خفضها رفع على حقه طلا.(3/1243)
إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة أنه رفع {غير وحدها} [1] وخفض ما عداها.
وخالفته الجماعة من أصحابه فرووه مخفوضا (2).
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (3) من قراءتي، ورواية أبي شعيب القوّاس عن حفص (4) {صنوان بضمّ الصاد في الموضعين. وقرأ الباقون بكسرها} [5] فيما حدّثناه محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد (6)، قال: حدّثني الحسن (7) وابن أبي مهران (8) عن أحمد بن زيد الحلواني عن القوّاس عن حفص عن عاصم {صنوان
بضم الصاد، قال: ولم يقله غيره عن حفص.} [9]
حرف:
قرأ عاصم وابن عامر {يسقى بماء واحد [4] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.} [10]
__________
(1) رواية آحادية تفرد بها ابن زربي عن حمزة، ولا يقرأ بها.
(2) والقراءة له بما روته الجماعة عنه.
انظر: (السبعة) / 356، و (التيسير) / 107، و (النشر) 2/ 297.
(3) وهي من رواية جبلة عنه من طريق الخزاعي. انظر: (المستنير في القراءات) / 614، و (التقريب والبيان) 374.
(4) وكذلك هي عند أبي منصور في معانيه ص 231، حيث قال: وروى القواس عن حفص عن عاصم صنوان وغير صنوان، وقال ابن خالويه في (إعرابه) 1/ 321،: قد قرأ به أي ضم الصاد عاصم في رواية حفص.
(5) وكذا عاصم في القراءة السبعية. انظر (السبعة) / 356، و (إعراب القراءات) 2/ 320.
(6) انظر: السبعة ص 356.
(7) الحسن بن علي بن حماد بن مهران الأزرق أبو عبد الله الجمال، قرأ على الحلواني وابن الصباح والهاشمي وحمدون، وعنه ابن شنبوذ والرازي والمطوعي والنقاش. وابن مجاهد، كان محققا لقراءة ابن عامر، من الطبقة السابعة، مات سنة 300هـ. (معرفة 2/ 136، وغاية 1/ 244).
(8) انظر: (المبسوط) ص 213، وزاد فيه قوله: وقد ذكرت في الأسانيد أنه قال: = قرأت على جماعة بقراءة حفص عن عاصم، فلم يختلفوا علي في شيء إلا في حرف واحد، وهو هذا الحرف وذكرها ابن خالويه في (مختصره) ص 7، لحفص عن عاصم والعكبري في (إعراب قراءات الشواذ) 1/ 723، وقال: ويقرأ بكسر الصاد وضمها، وهما لغتان، وقد حكى فتح الصاد.
(9) ويروى ذلك الوجه أيضا عن مصرف والسلمي وزيد بن علي انظر: (المحتسب) 1/ 351، و (البحر) 5/ 363، و (معجم القراءات القرآنية) 2/ 481.
(10) (التيسير) 107، و (الكنز) في القراءات العشر) لابن الوجيه الواسطي ص 179.
قال الشاطبي: وذكر تسقى عاصم وابن عامر(3/1244)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ويفضل بعضها [4] بالياء، وقرأ الباقون بالنون} [1].
واختلفوا في الجمع بين الاستفهام، وفي جعل أحدهما خبرا، نحو قوله: {أئذا كنّا ترابا اءنا لفي خلق جديد [5]} {وإذا كنّا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون [الإسراء:
49] و} {ءإذا متنا [المؤمنون: 82] و} {ءإذا ضللنا في الأرض أءنا لفي خلق جديد
[السجدة: 10] وما أشبهه، وجملة ذلك أحد عشر} [2] موضعا، هاهنا [5] موضع، وفي سبحان موضعان [49و 98] وفي المؤمنون (3) موضع [82]، وفي النمل موضع [67]، وفي العنكبوت موضع [29]، وفي السجدة موضع [10]، وفي والصّافّات موضعان [16و 36]، وفي الواقعة موضع [47] وفي والنازعات موضع [10] فقرأ نافع والكسائي جميع ذلك يجعل الأول استفهاما والثاني خبرا بهمزة واحدة مكسورة، ونافع يجعل الاستفهام بهمزة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مختلسة الكسرة من غير إشباع خلفا من الهمزة، وهي همزة بين بين.
واختلف (4) عنه في المدّ والفصل بالألف، فروى عنه ورش أنه لا يمدّ ولا يفصل بألف (5)، وكذلك موجب (6) رواية ابن المسيّبي عن أبيه، وهو معنى رواية أحمد بن
__________
(1) وبكسر الضاد في كلتا القراءتين، قال الشاطبي: وقل بعده بالياء نفضل شلشلا
(2) مذكورة في تسع سور فتصير بحكم التكرير، وفي الاستفهام اثنان وعشرون حرفا وهي: {أءذا كنا ترابا أءنا لفي خلق جديد [الرعد: 5]،} {أءذا كنا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون [الإسراء:
49، 98]،} {أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون [المؤمنون: 82]،} {أءذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون [النمل: 67]،} {إنكم لتأتون الفاحشة،} {أئنكم لتأتون الرجال
[العنكبوت: 28، 29]،} {أءذا ضللنا في الأرض أءنا [السجدة: 10]،} {أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا [الصافات: 16، 53]،} {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون [الواقعة:
47]،} {أءنا لمردودون في الحافرة،} أءذا كنا [النازعات: 10، 11].
(3) في (م) وفي (المؤمن).
(4) وبعضهم اختار له عدم الخلف، فنقل عنه بالمد قولا واحدا كالبصري منهم ابن خالويه في (إعراب القراءات) 1/ 323، والقاضي أبو زرعة في (حجة القراءات) / 371.
(5) والقراءة السبعية له بذلك. انظر (المبسوط) 214، و (التذكرة) 2/ 387، و (التيسير) / 10، و (سراج القارئ) 267، و (الإتحاف) 2/ 160، و (البدور الزاهرة) / 167.
(6) في (م) يوجب روايتا.(3/1245)
صالح والقاضي عن قالون (1) فيما حكاه لنا أحمد بن علي عن ابن مجاهد، قال أحمد عن ورش وقالون {أئذا كنا بهمزة، ثم يأتي بياء ساكنة من غير مدّ، وروى عنه إسماعيل وسائر الرواة عن المسيّبي وقالون} [2] أنه يمدّ ويفصل بالألف، والكسائي يجعل الاستفهام بهمزتين محققتين (3).
ونقض (4) نافع في مكانين: في النمل والعنكبوت، فجعل الأول منهما فيهما خبرا بهمزة واحدة مكسورة، والثاني استفهاما بهمزتين (5) وياء على ما رسم ذلك في المصاحف، فقرأ {إذا كنا ترابا و} {آباؤنا أئنا لمخرجون [النمل: 67]} {إنكم لتأتون الفاحشة [العنكبوت: 28]} {أئنكم لتأتون الرجال [النمل: 55] ونقض الكسائي أصله أيضا في موضع واحد في العنكبوت، فجعلها فيها استفهاما بهمزتين همزتين، فقرأ} {إنكم} {أإنكم، وقرأ في النمل [67]} {إننا لمخرجون بنونين بعد الهمزة المكسورة، وقرأ ابن عامر} [6]: جميع ذلك يجعل الأول خبرا بهمزة واحدة مكسورة، وجعل الثاني استفهاما بهمزتين محققتين (7)، وأدخل هشام من رواية الحلواني وابن عباد وغيرهما عنه بينهما ألفا، ولم يدخلها ابن ذكوان (8)، ونقض أصله في ثلاثة مواضع: في النمل والواقعة والنازعات، فجعل الأول من النمل استفهاما بهمزتين، وجعل الثاني خبرا بهمزة واحدة مكسورة (9).
__________
(1) وجه عن قالون القراءة كورش، مما قد يفهم من كلام أحمد بن صالح، إذا لم يبين بعد قوله:
من غير مد هل بالفصل أم بدونه.
(2) وجه آخر عن قالون، وعليه العمل. انظر: المصادر السابقة.
(3) في (م) مخففتين.
(4) أي خالف أصله.
(5) في (م) بهمزة.
(6) وحده من السبعة. انظر: المصادر السابقة.
(7) في النسخة (م) مخففين بالفاء.
(8) ما أشار إليه المؤلف رحمه الله هو المروي لهما في عامة كتب القراءات وعليه العمل، إلا أن البعض منهم أشار بعد ذلك إلى وجه آخر لابن عامر وهو: عدم الإدخال بين الهمزتين، حيث قال ابن مجاهد في (السبعة) ص 358، والمعروف عن ابن عامر بهمزتين من غير ألف.
وقال العلامة أحمد البنا في (الإتحاف) 2/ 161، فابن عامر بالتحقيق بلا فصل بالألف.
(9) هذا السطر ساقط من الأصل، ومستدرك من (م) وبعدها نون، كمذهب الكسائي في ذلك سواء، جعلها جميعا في (الواقعة) استفهاما بهمزتين همزتين، وجعل الأول في (والنازعات) استفهاما بهمزتين، وجعل الثاني خبر بهمزة واحدة مكسورة أهـ.(3/1246)
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد (1)، قال: حدّثني أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر بهمزتين والاستفهام تقدّم وتأخر بألف، وقال ابن مجاهد: ورأيت قرّاء الشام يروون عن ابن عامر بهمزتين، مثل حمزة. قال أبو عمرو:
وكذلك ذكره الأخفش في كتابه عن ابن ذكوان، فقال {أءنا بهمزة عليا مقصورة وهمزة سفلى مبينة قال ابن أنس وابن خرزاد عنه بهمزتين، لم يزيدا على ذلك.
وبذلك قرأت له، وعليه أهل الأداء عنه. وكذلك روى أبو موسى عنه أداء. وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال لي أحمد بن محمد بن بكر عن هشام} {أنّا بهمزة ثم يمدّ ثم يهمز في وزن عاعنا يعني في الباب كله} [2]، نا ابن غلبون قال: نا ابن المفسر، قال: نا ابن أنس، قال: نا هشام بإسناده وعن ابن عامر في الرعد [5] {ترابا أءنا بهمزتين ممدودتين، وفي السجدة [10]} {في الأرض أإنا ولم يذكر مدّا} [3]، وفي الواقعة [47] {أئذا بياء ثابتة مهموزة} {أئنا ممدودة بهمزتين، قال في النمل [67]} {إننا بنونين، وقال الحلواني في جامعه عن هشام} {إذا كنّا
في النمل [67] على الخبر.
__________
(1) هذا الأثر موجود بإسناد متقدم في كتاب (السبعة) 357.
قال الشاطبي:
} وما كرر استفهامه نحو أئذا ... أئنا فذو استفهام الكل أولا
سوى نافع في النمل والشام مخبر ... سوى النازعات مع إذا وقعت ولا
ودون عناء عم في العنكبوت مخبرا ... وهو في الثاني أتى راشدا ولا
سوى العنكبوت وهو في النمل كن رضا ... وزاده نونا إننا عنهما اعتلى
وعم رضا في النازعات وهم على ... أصولهم وامدد لوا حافظا بلا
(2) لأن أكثر الطرق عن هشام على الفصل. انظر: (النشر) 1/ 374وفيه قال مؤلفه: وبذلك قطع له صاحب التيسير، والشاطبية، وسائر المغاربة، وأكثر المشارقة، كابن شيطا وابن سوار وأبي العز والهمذاني وغيرهم، وذهب آخرون إلى إجراء الخلاف عنه في ذلك كما هو مذهبه في سائر هذا الضرب، منهم الأستاذ: أبو محمد سبط الخياط، وأبو القاسم الهذلي وأبو القاسم الصفراوي وغيرهم، وهو الظاهر قياسا والله أعلم. وكذا في (الإتحاف) 2/ 161.
(3) في (م) ولم يذكر مدا وفي (ت)، ولم يذكر (أئذا)، والصواب من (م).(3/1247)
وروى ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر {أئذا
في النمل بهمزة وياء من غير مدّ و} {أئذا متنا في الواقعة [47] بهمزة واحدة مكسورة على الخبر، وخالف الجماعة عن ابن عامر. وروى الوليد عن يحيى عنه في الرعد [5]} {أإذا كنا ترابا بهمزة واحدة ممدودة} {أإنا بهمزتين. وقال في النمل [67]} {أئذا كنا ترابا بهمزة ممدودة يستفهم بهمزة واحدة، وقال في السجدة [10]} {إذا ضللنا بهمزة واحدة} {أإنا بهمزتين، وقال في الواقعة} {أيذا مهموز ممدود بياء ثابتة} {أإنا بهمزتين.
وقرأ الباقون وهم ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة جميع ما تقدم بجعل الأول والثاني استفهاما، وابن كثير وأبو عمرو يجعلان الاستفهام بهمزة وياء، وأبو عمرو يمدّ ويفصل بألف بين الهمزة} [1] والياء، وابن كثير لا يمدّ. ونقض ابن كثير أصله في العنكبوت، فجعل الأول من الاستفهامين فيهما خبرا بهمزة واحدة مكسورة، ولم ينقض أبو عمرو أصله في شيء من ذلك، وعاصم وحمزة يجعلان الاستفهام بهمزتين محققتين (2)، ونقض عاصم في رواية حفص أصله في موضع واحد في العنكبوت والمفضل ولا حمزة أصلها في شيء من ذلك (3).
حرف:
قرأ ابن كثير {هاد في الموضعين [7و 33] هاهنا وفي الزمر [23] وفي المؤمن [33] و} {من واق في الموضعين} [4] هاهنا [34]، وفي المؤمن [21] {من
__________
(1) في (م) الهمزتين.
(2) في (م) مخففتين.
(3) تنبيهان ذكرهما القاضي في الوافي ص 300: أ / ليس بلازم أن يكون الاستفهام الأول: لفظ (أءذا)، والثاني: (أئنا) فقد يعكسان كما في (النازعات)، وقد يكونان لفظين آخرين، كما في (العنكبوت) (أئنكم).
ب: ضابط الباب أن يجتمع لفظا الاستفهام، ويكون كل منهما مشتملا على همزتين، سواء كان اللفظان في آية واحدة أم في آيتين متلاصقتين. فإذا تحقق الشرط الأول، دون الثاني بأن اجتمع لفظا الاستفهام، ولم يشتمل كل منهما على همزتين فلا يدخلان في هذا الباب، نحو} {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون، أإنكم لتأتون النمل، أو إذا تحقق الشرط الثاني، ولم يتحقق الأول: وهو اجتماع همزتين، دون اجتماع لفظين، فلا يكون من هذا الباب، أيضا نحو} {ءأنذرتهم،} {أئن ذكرتم.
(4) وهما} {ولكل قوم هاد،} (فما له من هاد.(3/1248)
{وال هاهنا [11] و} {ما عند الله باق في النحل [96] بالتنوين، فإذا وقف وقف في الوصل بالياء} [1] في هذه الأربع كلم خاصة، وزاد أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن ابن مجاهد وغيره {كلّ من عليها فان في الرحمن [26]} {وقيل من راق في القيامة} [2] [27].
وروى ابن الصباح عن قنبل {باق في النحل [96] بياء لم يذكر غيره. وقال النقّاش في كتابه} [3] عن أصحابه عن ابن كثير {هاد و} {راق بالياء في الوصل} [4]
والوقف، لم يذكر غيرهما. وفي قوله في الوصل خطأ، لا يجوز إثبات الياء مع التنوين بوجه لتعاقبه إياها، فإذا ثبت سقطت هي رأسا، ولم يثبت في لفظ ولا تقدير. وروى ابن ثوبان عن قنبل {واق و} {هاد و} {باق بالياء في الوقف، ولم يذكر غيرها. نا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال ابن كثير يقف} {هاد و} {واق و} {وال بالياء، ولم يذكر [24/ أ]} {باق [النحل: 96]. وقد ذكره في كتاب المكيين.
ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن قراءته على ابن مجاهد الأربعة بالياء في الوقف، قال: وكنت سألت أبا بكر عن نظائر ذلك من المنون، ومثل} {مستخف
و} {مفتر [النحل: 101] و} {مهتد [الحديد: 26] فقال: إذا وصلت فبالتنوين، وإذا وقفت فبالياء، فظننت أن ذلك منه غفلة حتى رأيته قد سطّر في جامعه عن ابن كثير أنه يقف على} {هاد [7و 33] و} {من راق [القيامة: 27] بالياء. قال: وكذلك ما أشبهه، فدلّ على أنه أتقن معرفة ذلك.
قال أبو عمرو: وخالفه المكيّون في ذلك، فلم يطلقوا القياس في جميع المنوّن، بل خصوا بذلك بعضه، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن موسى} [5] العباس عن أبي ربيعة، قال: وقد قال لي أبو
__________
(1) تفرد سبعي عن ابن كثير في هذا الوجه. انظر: (التيسير) / 108، و (غاية الاختصار) 1/ 36، و (النشر) 2/ 137، باب الوقف على مرسوم الخط، و (الإتحاف) 2/ 161وغيرها.
(2) تعقب المحقق العلامة ابن الجزري الداني رحمهما الله بعد نقله لهذه الرواية بقوله: = وقد خالف فيهما سائر الناس وكأن الداني لم يرتضه، فإنه لم يعول عليه في التيسير ولا في غيره، مع أنه أسند رواية قنبل في هذه المؤلفات من هذه الطرق = انظر: (النشر) 2/ 162.
(3) كتاب النقاش من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(4) في (م) وألف في الوقف.
(5) هو: محمد بن موسى الزينبي، وقد تقدم.(3/1249)
يحيى (1) بن أبي ميسرة لا أرى أن تثبت (2) شيئا من هذه الياءات التي أثبتها أصحابك في مثل هذه {هادي [الأعراف: 186] و} {واق [34] و} {التلاقي
[غافر: 15] و} {ينادي المناد [ق: 41] و} {وما عند الله باقي [النحل: 96] و} {الكبير المتعالي [9] وحذفوها في موضع آخر من هذا الجنس، فكرهت أن أخالفهم وأغيّر ما قرءوا به وأجمعوا عليه، فقول أبي يحيى هذا يدلّ على أنهم لم يجعلوا إثبات الياء مطّردا في جميع المنوّن، وأنهم خصّوا بذلك بعضه دون كله.
وأخبرني خلف بن إبراهيم فيما أذن لي في روايته، قال: نا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: نا أبو العباس محمد بن يعقوب المعدل} [3]، قال: حدّثني إسماعيل بن إبراهيم (4)، قال: حدّثني ابن أبي بزة، وقال: نا عكرمة بن سليمان (5) عن شبل بن عبّاد عن ابن كثير أنه كان يثبت الياء في {هاد و} {وال [11] و} {واق [34] وما أشبهه، ولعله يريد بإطلاق القياس نظير الكلم المذكور خاصة دون ما جرى مجراهنّ من سائر المنون} [6].
وروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي {هاد في الموضعين في هذه السورة [7 و 33] و} {من واق [34] و} {ما عند الله باق في النحل [96] بإثبات الياء في الوقف وإسقاطها في الإدراج، ولم يذكر} {من وال فقال الزينبي: نحن لا نثبت الياء في شيء من المنوّن في مذهب القوّاس} [7] والبزّي إلا في {باق و} {من وال و} {لا
__________
(1) في (ت): أن أبي ميسرة وهو: عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة المحدث المسند المقرئ سمع من عثمان بن يمان ويحيى بن قزعة وعدة وعنه أبو القاسم البغوي وآخرون، ومحله الصدق، توفي عام 279هـ. (الجرح والتعديل) 5/ 6، و (السير 12/ 632).
(2) في (م): يثبت.
(3) محمد بن يعقوب بن الحجاج أبو العباس المعدل، إمام ضابط مشهور، قرأ على أبي الزعراء ومحمد بن الجهم اللؤلؤي أحمد الخزار وعمر بن محمد بن برزة، وعنه محمد بن فيروز ومحمد بن أشته، مات بعد العشرين وثلاثمائة (غاية 2/ 282).
(4) لم أقف عليه بعد البحث.
(5) عكرمة بن سليمان أبو القاسم المكي، شيخ مستور، عرض على شبل وإسماعيل القسط وعنه أحمد البزي، وقد تفرد عنه البزي بحديث التكبير من الضحى. (غاية 1/ 515).
(6) وقد ذكر جملة منها ابن الجزري في (نشره) 2/ 137.
(7) انظر: (المبسوط) 216.
} {واق حيث وقع و} {هاد في الحرفين في الرعد [7و 33] وفي المؤمن [33] وما سوى هذا، فنحن نحذف الياء فيه، وكذا حكى أبو العباس البلخي عن قنبل وعن أبي ربيعة عن صاحبيه} [1]، وكذا حكى لي أبو الفتح عن عبد الباقي بن الحسن عن قراءته على أصحابه.(3/1250)
__________
(7) انظر: (المبسوط) 216.
{واق حيث وقع و} {هاد في الحرفين في الرعد [7و 33] وفي المؤمن [33] وما سوى هذا، فنحن نحذف الياء فيه، وكذا حكى أبو العباس البلخي عن قنبل وعن أبي ربيعة عن صاحبيه} [1]، وكذا حكى لي أبو الفتح عن عبد الباقي بن الحسن عن قراءته على أصحابه.
وروى الزينبي عن ابن فليح حذف الياء من جميع المنوّن، وأقرأني أبو الفتح في رواية البزّي وابن فليح عن قراءته {من وال بغير ياء في الوقف. وقال لي: لم يروه بالياء غير ابن مجاهد عن قنبل، وقرأته على الفارسي عن قراءته على النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي بالياء، وكذا قرأته في روايته على أبي الحسن عن قراءته. وروى أصحاب اللهبي الباب كله عند عن البزّي بغير ياء. وروى النحّاس عن أبي يعقوب، قال: قال لي ورش: الوقف على هذا وشبهه من المنوّن بالياء، قال: وإن شئت وقفت بغير ياء على ما في السّواد، وكذا وقف الباقون.
حرف:
وكلهم قرأ} {شديد المحال [13] بإخلاص الفتح} [2] إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن أبي هاشم، قال: نا ابن حاتم (3)، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم {شديد المحال [13] بكسر الحاء. ونا أبو الفتح شيخنا، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا عمر بن يوسف، قال: نا ابن شرك، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو} {المحال مكسورة الحاء. قال أبو عمرو: وكذا في كتاب شيخنا} [4]. وقال في كتاب الداجوني (5)، وفي كتاب غيرهما بالإسناد المقدّم:
{المحال مكسورة الميم، وهو الصحيح عندي والله أعلم.
وروى الشموني عن [24/ ب] الأعشى من غير رواية النقّار} {كباصط كفّيه
[14] بالصاد، وقرأت من طريق النقّار بالسّين وقد ذكر} [6].
(1) في (م) صاحبه.
(2) وكذلك الإمام ابن قتيبة صاحب الإمالات في حروف كثيرة قال: بفتح هذه الكلمة كما في (التذكرة) 1/ 231، عدا ما نقله عنه سبط الخياط في (المنهج) 567، فإنه بالإمالة.
(3) علي بن أحمد حاتم البغدادي، روى القراءة سماعا عن هارون بن حاتم، وعنه عبد الواحد بن عمر (غاية 1/ 518).
(4) كتاب أبي الفتح فارس، هو من مصادر الإمام الداني في الجامع، ولم أعثر عليه.
(5) كتاب الداجوني أيضا، ولم أعثر عليه.
(6) انظر: حرف (16).(3/1251)
حرف:
وكلهم قرأ {والذين تدعون من دونه [14] بالياء إلا ما ناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أحمد بن عبد الله، قال: نا الحسن بن العباس، قال: نا أبو عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأ} {والذين تدعون
بالتاء} [1]، ولم يتابعه على ذلك أحد من أصحاب اليزيدي، ونصّ على الياء عنه أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وابن جبير.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر من غير رواية هارون عنه، وفي رواية حماد وحمزة والكسائي {أم هل يستوي الظلمات والنور [16] بالياء} [2]. وقرأ الباقون بالتاء، وكذلك روى المفضل وحفص عن عاصم وهارون ابن حاتم عن أبي بكر عنه (3)، ولم يدغم أحد التاء في اللام هاهنا، لأن هشاما عن ابن عامر على خلاف عنه قد ذكرته (4) في باب الإدغام نقض أصله في هذا الموضع.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وابن عامر في رواية الوليد {ومما يوقدون [17] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [5].
{أفلم ييأس الذين آمنوا [31] قد ذكر في يوسف} [6].
حرف:
قرأ الكوفيون {وصدّوا عن السبيل [33] وفي المؤمن [37]} {وصدّ عن السبيل بضم الصاد في الموضعين. وقرأ الباقون بفتح الصاد} [7].
__________
(1) تفرد شاذ في الوجه عن أبي عمرو لمخالفته المتواتر عنه، وعن الجماعة، (الكشاف) 2/ 354، و (البحر) 5/ 376، و (الانفرادات) 2/ 825.
(2) في (م) بالتاء وهو خطأ.
(3) أشار المؤلف طيب الله ثراه هنا إلى وجه آخر لشعبة، وهو قراءة التاء كحفص، وأما في (التيسير) ص 108، فقد اختار له قراءة الياء، وكذلك في بقية المصادر، وعليه العمل له.
قال الشاطبي: هل يستوي صحبه تلا. انظر: ص 63.
(4) (الجامع) ت الطحان 2/ 682، و (التذكرة) 2/ 189، و (النشر) 2/ 5، و (الإتحاف) 2/ 161، و (غاية الاختصار) فقرة 196.
(5) نقل الإمام ابن مجاهد في (السبعة) ص 359، لأبي عمرو الوجهين الأول: كالباقين بالتاء، وهو الغالب، واختياره، وعليه العمل. والثاني: بالياء من رواية علي بن نصر عن أبيه عن أبي عمرو. قال الشاطبي: وبعد صحاب يوقدون وأما ابن عامر في المتواتر عنه فهو كالجماعة، ورواية الوليد عنه بالياء مما لا يقرأ به. انظر: (التيسير) / 108، و (النشر) 2/ 298، و (الانفرادات) 2/ 827.
(6) انظر: حرف (184).
(7) ضم الصاد على بناء المفعول مناسبة لقوله: بل زين للذين كفروا قبله، وبفتح الصاد على بناء الفاعل (الكشف) 2/ 2322، و (شرح الهداية) 2/ 371.(3/1252)
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو {ويثبت وعنده [39] بإسكان الثاء وتخفيف الباء، وقرأ الباقون بفتح الثاء وتشديد الباء} [1].
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر في غير رواية الوليد {وسيعلم الكفّار [42] على الجمع. وقرأ الباقون} {الكافر على التوحيد} [2]. وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر. وليس فيها إضافة مختلف في فتحها وإسكانها.
وفيها من الياءات المحذوفات في الخط واحدة {الكبير المتعال [9] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير} [3] من قراءتي في جميع الطرق عنه. وكذلك روى الحلواني عن أبي معمر (4) عن عبد الوارث (5) عن أبي عمرو. وروى أبو ربيعة (6) عن قنبل بإثبات الياء في الوقف وإذهابها في الإدراج. قال أبو ربيعة: وأمّا البزّي فلم يذكر فيها شيئا وقد كان يقرأ به. وقال ابن مخلد (7): سألت البزّي عن {المتعال أتثبتون الياء فيها؟ فقال: لا نقرؤها بغير ياء.
__________
و (الفتح الرباني) ص 201. قال الشاطبي: وضمهم وصدوا ثوى انظر: ص 63.
(1) تخفيف الباء من (أثبت)، وتشديدها من (ثبت)، وهما لغتان بمعنى، وفي التشديد ومعنى التأكيد والتكرير. (الكشف) 2/ 23، و (التيسير) 109، و (الفتح الرباني) 201.
قال الشاطبي: ويثبت في تخفيفه حق ناصر
(2) يلزم من الجمع ضم الكاف وتقديم الفاء وتشديدها وفتحها، و (الكفار) جمع تكسير، واستشهد لها مكي في (الكشف) 2/ 23، بحرف ابن مسعود} {وسيعلم الكافرون، وفي حرف أبي} {وسيعلم الذين كفروا، وزاد لأنه كتب في مصحف عثمان بغير ألف (ال ك ف ر) أهـ.
وبالإفراد فتح الكاف وتقديم الألف وكسر الفاء، ورواية الوليد لا يقرأ بها.
قال الشاطبي: وفي الكافر الكفار بالجمع ذللا.
(3) وفي الوجه انفراد سبعي عن المكي. انظر: (التيسير) 109، و (النشر) 2/ 298.
(4) هو: عبد الله بن عمر بن الحجاج أبو معمر المنقري التميمي البصري، قيم بحرف أبي عمرو ضابط له، روى عن عبد الوارث بن سعيد، وعنه أحمد بن علي البصري وأحمد الحلواني ومحمد الجرمي ومحمد بن عيسى الأصبهاني وابن الحباب، انفرد بإسكان اللام من} مالك يوم الدين عن أبي عمرو، مات سنة 224هـ (غاية 1/ 439).
(5) في (م) عن الوارث.
(6) وعند ابن الجزري في (النشر) 2/ 190، لقنبل هذا الوجه من طريق ابن شنبوذ عنه.
(7) محمد بن مخلد الأنصاري الأنطاكي، مقرئ معروف، روى عن خلف، وعنه إبراهيم بن عبد الرزاق وأحمد بن يعقوب وأبو العباس المطوعي، مات سنة 300هـ. (غاية 2/ 261).(3/1253)
وقال: نا محمد بن علي عن ابن مجاهد (1) عن قنبل (2) وغيره عن ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وكذلك قال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته على ابن مجاهد عن قنبل. وروى الزينبي (3) عن قنبل والبزّي بغير ياء في الوصل وبياء في الوقف. وقال الحلواني عن القوّاس بغير ياء، وروى محمد بن عمر الباهلي (4) عن المسيّبي عن نافع بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف، لم يروه عنه غيره (5).
وحذفها الباقون في الحالين. وبذلك قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو (6).
__________
(1) انظر: (السبعة) 2/ 358.
قال الشاطبي في باب ياءات الزوائد: وفي المتعالي دره.
(2) وأما اختيار ابن الجزري في (النشر) 2/ 190، لقنبل فهو بالحذف والإثبات وصلا ووقفا.
(3) وجه للبزي وقنبل من رواية الزينبي بإثبات الياء وقفا، وحذفها وصلا، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(4) في (ت) بدون واو الباهلي.
(5) أي: هو وجه انفرادي آحادي عنه، والقراءة لنافع حذفها في الحالين كالباقين.
انظر: المصادر السابقة.
(6) وبذلك القراءة السبعية لأبي عمرو. انظر: المصادر السابقة.(3/1254)
ذكر اختلافهم في سورة إبراهيم عليه السلام (1)
حرف:
قرأ نافع (2) وابن عامر والمفضل (3) عن عاصم {الحميد الله [21] بالرفع. وقرأ الباقون بالخفض في الحالين من الوصل، والابتداء بالمجرور قبيح لتعلقه بما قبله} [4]. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير إذا وصلت فقلت {الله بالخفض، وإذا ابتدأت قلت:
} {الله بالرفع، وبهذا قرأت أنا في رواية ابن فليح من طريقه، وخالفه في ذلك البزّي وقنبل وأبو ربيعة، فلم يفرّقوا بين الوصل والابتداء. وأحسب الخزاعي قال ذلك رأيا واستحسانا دون سماع من أصحابه وأداء عنهم [25/ أ] يتصل} [5] ابن كثير، فإن كان كذلك فقد أخطأ، وذلك أنه لو جاز ما قاله من أنه إذا وصل أتبع الاسم إعراب ما قبله، وإذا وقف ابتدأ الاسم فرفعه لوجب أن يفعل ذلك بكل اسم تابع للاسم المجرور قبله، سواء إن كان نعتا له أو بدلا منه، نحو قوله: {بسم الله الرحمن الرحيم [الفاتحة: 1] و} {الحمد لله ربّ العالمين [الفاتحة: 2]} {مالك يوم الدين
[الفاتحة: 4] و} {قل أعوذ بربّ الناس ملك الناس إله الناس [الناس: 31] وما أشبهه يصل} [6] بخفض هذه الأسماء، فإن أوقف على ما قبلها وابتدأ بها قطعها
__________
(1) هذه السورة متفق على مكيتها عند جمهور المفسرين إلا آيتين عند البعض، وقيل: آية، وقيل إلا ثلاث آيات بدءا من قوله: {ألم تر إلى الذين بدلوا، قيل: إنها نزلت في قتلى قريش ببدر، وهي خمسون وآية في البصري، وآيتان في الكوفي، وأربع في المدنيين والمكي، وخمس في الشامي. (البيان في عد آي القرآن) 117، و (فنون الأفنان) 288، و (مصاعد النظر) 2/ 169، و (مناهل العرفان) 1/ 199198، و (المكي والمدني) 1/ 341، وما بعدها صلوات ربي وسلامه على أنبياء الله ورسله.
(2) وفي (البحر المحيط) 5/ 404، هي عن الأصمعي عن نافع.
(3) رواية المفضل عن عاصم ذكرها له أيضا طاهر بن غلبون في (التذكرة) 2/ 392، وأبو العلاء الهمداني في (غاية الاختصار) 2/ 534، وابن الجوزي في (زاد المسير) 4/ 344.
(4) لأن الجلالة الشريفة بدل مما قبله، فلا يقطع منه، فمن جر وصل الآيتين ووقف على} وما في الأرض ولم يعتد برأس الآية وهو تام. انظر: (إيضاح الوقف والابتداء) 2/ 739،
و (التذكرة) 2/ 392، و (المكتفي) للداني 339، و (القطع والائتناف) لابن النحاس 1/ 347، و (المقصد) لزكريا الأنصاري 49، و (الاقتداء في معرفة الوقف والابتداء) 1/ 918.
(5) في (م) متصل ابن كثير، ولعل الصواب بابن كثير.
(6) في (م) متصل.(3/1255)
ورفعها، وكذلك يجب أن يفعل في قوله في المؤمنين [92] وسبأ [3] {عالم الغيب يصل بخفض الميم على النعت الاسم المجرور الذي تقدمه، فإذا وقف على ما قبله ابتدأه بالرفع، والإجماع منعقد على حمل هذه الأسماء وما أشبهها من الجمع عليه، والمختلف فيه على ما قبلها وصلا وابتداء، فصحّ بذلك أن الذي حكاه الخزاعي فيما تقدم خطأ لا شك فيه} [1].
حرف:
قرأ أبو عمرو (2) {سبلنا هنا [12] وفي العنكبوت} [3] [69] بإسكان الباء، وضمّها الباقون، وقد ذكر قبل (4).
حرف:
وكلهم قرأ {وما هو بميّت [17] بتشديد الياء لأنه مما لم يمت إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن مضر عن البزّي} {وما هو بميت خفيف، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: نا أحمد بن موسى، وقال لي قنبل: قال لي النبال: الق هذا الرجل يعني البزّي فقل له: هذا الحرف ليس من قراءتنا، وإنما يخفّف من الميت ما قد مات، وما لم يمت فهو مشددة. فلقيت البزّي فأخبرته بما قال لي النبّال} [5]، فقال: قد رجعت عنه، ثم لقي البزّي من الغد النبّال وهو في مجلسه عند باب الجيادين فقال له: قد جاءني أبو عمرو برسالتك في هذه الحروف، فكان معه حرفان آخران رددتهما عليه، وقد كان عكرمة بن سليمان أقرأنيهما وقد رجعت عنها إلى قولك.
حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد قال: قال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في قوله {بميت [17] خفيفة، فقال لي القوّاس: سر إلى أبي الحسن، فقل له: ما هذه القراءة التي قرأتها؟ لا نعرفها، فسرت إليه، فقال: قد رجعت عنها. نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا حسن} [6] عن البزّي {بميت مشدّدة، وأظن ابن مخلد رواه عن البزّي بعد أن رجع عن التخفيف. قال أبو عمرو: فكل ما كان من هذه
__________
(1) وقال أبو عبد الله بن خالويه في (إعرابه) 1/ 334تعليلا لذلك، لأن الوقف والابتداء لا يوجب تغير إعراب. قال الشاطبي: وفي الخفض في الله الذي الرفع عم.
(2) قرأ الحرف وحده من السبعة. انظر (التيسير) / 72، و (الإتحاف) 2/ 167.
(3) الآية رقم [69]} لنهدينهم سبلنا.
(4) انظر: (الجامع) بتحقيق طلحة ص 216، و (التيسير) ص 72.
(5) هو: أحمد النبال القواس. وقد تقدم.
(6) هو: الحسن بن الحباب، وقد تقدم.(3/1256)
الياءات مما لم يمت وهو للاستقبال، فلا خلاف في تشديده، نحو قوله {لميّتون
[المؤمنون: 15]} {وبميّتين [الصافات: 58] و} {إنك ميّت وإنهم ميّتون [الزمر:
30]} [1]، وما كان قد مات فهو المختلف فيه.
حرف:
قرأ نافع {الرياح هاهنا [18] وفي الشورى [33] بالألف على الجمع وقرأهما الباقون بغير ألف على التوحيد، وقد ذكر قبل.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {خالق السموات والأرض [19] بالألف على وزن فاعل، وخفض} {السموات والأرض وكذلك في النور [45]} {خالق كل دابّة
بألف، وخفض} {كل دابّة. وقرأ الباقون} {خلق على وزن فعل ونصب ما بعده لأن التاء من} {السموات تكسر لأنها تاء جمع المؤنث، فنصبها وخفضها واحد في اللفظ} [2]، والأصبهاني (3) عن ورش والأعشى عن أبي بكر عن حمزة إذا وقف. {إن يشأ
[19] بغير همز، والباقون يهمزون وصلا ووقفا، وقد ذكر} [4].
حرف:
قرأ حمزة (5) بمصرخي [22] بكسر الياء، وهي حكاها الفرّاء
__________
(1) انظر (المعجم المفهرس) 853.
(2) انظر: (التيسير) 109، و (النشر) 2/ 298.
قال الإمام: خالق امدده واكسر وارفع القاف شلشلا وفي النور واخفض كل فيها والأرض هاهنا.
(3) لأن أبا بكر الأصبهاني يبدل الهمز المفرد لورش، سواء كان فاء أو عين أو لام كلمة حرف مد من جنس حركة ما قبلها، إلا أحرف يسيرة من الأسماء والأفعال.
انظر: (القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق) للشيخ علي محمد الضباع ص 15.
(4) انظر: (الجامع) ت الطحان 2/ 552، و (التيسير) 4039، و (البدور الزاهرة) 172.
(5) لبعض النحويين طعن في قراءة حمزة، حيث قالوا: لا يجوز كسر ياء الإضافة حيث وصفوها بالشذوذ والرداءة وباللحن وبعدم سماعها من العرب، أو هي وهم من القراء. انظر: (معاني القرآن) للفراء 2/ 75، و (معاني القرآن) للأخفش 2/ 599، و (إعراب القرآن) للنحاس 2/ 368، و (نحو القراء الكوفيين) 105. قلت: إن القراءة سبعية متواترة، رواها إمام لا يقرأ إلا بأثر، فليس نفي النافي لسماعها يدل على عدمها. وقد وجهت بوجوه نقلها القراء والنحويون مستشهدين لها باللغة وغيرها، فالقراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها. قلت: وفي الوجه تفرد سبعي عن الكوفي. قال الشاطبي: مصرخي اكسر لحمزة مجملا كها وصل أو للساكنين وقطرب. انظر: (إعراب القراءات) 2/ 336335، و (البحر المحيط) 5/ 419، و (النشر) 1/ 11، 2/ 299، و (الإتحاف) 2/ 168167و (مناهج الصرفيين) 66، و (توجيه مشكل القراءات العشرية) 294، حكاها مع الفراء مع ولد العلا.(3/1257)
وقطرب (1)، وأجازها أبو عمرو، وقرأ الباقون بفتح الياء ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة [25/ ب]، قال: حدّثني أبي. ح وحدّثنا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد (2)، قالا: نا يونس (3)، قال: أقرأني عثمان (4) {بمصرخي بتحريك الياء، وأقرأني ابن كيسة بوقفها، خالف سائر أصحاب سليم، وأحسب ذلك وهما وخطأ من يونس لأن داود قال عنه عن سليم بكسر الياء، فوافق الجماعة، ومع هذا فإن إسكان الياء لا يجوز بوجه لأنها إذا سكنت لزم حذفها ضرورة لسكونها وسكون الياء التي قبلها المدغمة فيها في حال تحريكها، وبقيت تلك الياء. وإذا حذفت بطلت الإضافة.
} {ليضلّوا عن سبيله [30] و} {لا بيع فيه ولا خلال [31] قد ذكر من قبل الاختلاف فيه} [5].
حرف:
وكلهم قرأ {من كل ما سألتموه [34] بالإضافة إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: حدّثني محمد بن الفرح، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق المسيّبي عن أبيه عن نافع} [6] {من كل ما سألتموه، اللام من} {كل مبطوحة منوّنة، وقال ابن مجاهد: وهذا غلط، وذلك كما قال لأن الفارسي نا قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو العباس بن الصقر عن ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع: اللام من} {كل مبطوحة منوّنة، وكذلك روت الجماعة عن المسيّبي وسائر الرواة عن نافع، وأظن أنه أسقط من كتاب} [7] محمد بن الفرح غير.
__________
(1) هو: محمد بن المستنير الملقب بقطرب، أخذ النحو عن سيبويه، وهو الذي لقبه بقطرب لبكوره في الطلب وإتيانه في الأسحار، كان عالما ثقة، روى عنه الجلة، مات سنة 206هـ. (إنباه الرواة) 3/ 219، و (معجم الأدباء) 10/ 52، و (تاريخ بغداد) 3/ 291، و (البلغة) 214.
(2) هو: محمد بن الربيع، وقد سبقت ترجمته.
(3) هو: يونس بن عبد الأعلى، وقد سبقت ترجمته.
(4) يعني به الإمام ورشا، وقد سبقت ترجمته.
(5) عند الآية [119] الأنعام، و [254] البقرة. انظر: (الجامع) ت طلحة ص 301، 150، و (التيسير) ص 8869.
(6) وتروى أيضا عن ابن عباس والحسن وأبان عن عاصم، وأبي حاتم وزيد عن يعقوب، وتعتبر مردودة من جهة الرواية. كما ذكر وفيها انفرادة شاذة لمخالفتها المتواترة عن الجماعة.
انظر: (المحتسب) 1/ 163، و (مختصر الشواذ)، و (المستنير في القراءات) / 619، و (البحر) 5/ 428، و (معجم القراءات) 2/ 514، و (الانفرادات) 2/ 840.
(7) كتاب محمد بن الفرح من مصادر جامع البيان، ولم أجده.(3/1258)
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الحلواني (1) عن هشام {فاجعل أفئدة [37] بياء بعد الهمزة على إشباع الحركة بيانا لتحقيق الهمزة} [2]، والإشباع لغة الممططين (3) من العرب الذين يقولون: الدراهيم والمنابير والمساجيد، وقال الحلواني عنه: هو من الوفود، وذلك خطأ لأنه لا يقال في جمع وافد أفئدة، وإنما يقال: وفد وفدان وفود، وأفئدة جمع فؤاد، والمعنى: فاجعل قلوبا من الناس تسرع (4) إليهم، وبالذي رواه الحلواني عن هشام قرأت على أبي الفتح عن قراءته، وبه آخذ. ونا ابن غلبون، قال:
نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس. ح ونا أحمد بن عمر، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا محمد بن محمد، قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {أولئك يئسوا في العنكبوت [23] مهموز ممدود، يريد بالمدّ إشباع حركة الهمزة وتمطيط اللفظ بها بدليل أن الباغندي قال عنه:} {قد يئسوا [الممتحنة: 13] و} {كما يئس
[الممتحنة: 13]} {واللائي يئسن [الطلاق: 4] مهموز مقصور فالله أعلم. وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار والوليد في رواية الجماعة عن هشام} [5] بغير ياء.
وكلهم قرأ {إنما يؤخّرهم [42] بالياء إلا ما رواه ابن مجاهد بإسناده عن أبي زيد} [6] وجبلة عن المفضل عن عاصم أنه قرأ بالنون، ولم أقرأ بذلك.
__________
(1) في الوجه انفرادة سبعية عن هشام، وفي (الاختيار) 2/ 487لسبط الخياط الحلواني من طريق زبان وفي (النشر) 2/ 299، الحلواني من جميع طرقه وهذا الوجه هو اختيار المؤلف في (التيسير) ص 109، وعليه العمل.
(2) رد بعضهم هذا الوجه عن هشام، بأن الهمزة مسهلة، فعبر الراوي عنها على ما فهم بياء بعد الهمزة، ورد على ذلك بأن النقلة عن هشام كانوا أعلم الناس بالقراءة ووجوهها، كما أن الحلواني ليس منفردا بها بل رواها عنه غيره. انظر: (النشر) 2/ 300، و (الإتحاف) 2/ 170.
(3) وتسمى لغة المشبعين.
(4) في (م) تنزع.
(5) الوجه الثاني عن هشام، وقد نقله له عدد من الأئمة والقراءة له بالوجهين.
انظر: (إعراب القراءات) 1/ 336، و (غاية الاختصار) 2/ 534، و (سراج القارئ) / 266، و (النشر) 2/ 300، و (الإتحاف) 2/ 170. قال الشاطبي: وأفئيدة بخلف له ولا
(6) وفي كتاب (السبعة) ص 336، المطبوع نقلها ابن مجاهد عن ابن عباس وغيره، وفيها انفرادة شاذة لمخالفتها المتواتر عن الجماعة. انظر: (البستان الهداة) / 333، و (الانفرادات) 2/ 841.(3/1259)
حرف:
قرأ الكسائي (1) {لتزول منه [46] بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، وكذلك روى أبو مسلم الواقدي عن حفص عن عاصم، لم يرو عنه أحد غيره، وقرأ الباقون بكسر الأولى ونصب الثانية.
حرف:
وكلهم قرأ} {سرابيلهم من قطران [50] إلا ما حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا وكيع عن الكسائي عن أبي الحارث عن أبي عمارة، [قال: حدّثت] عن أبي بكر عن عاصم أنه همز الألف، وروى ذلك أبو عمارة عن أبي بكر عن عاصم أنه لم يهمز الألف، وهو الصحيح} [2].
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث، أولاهنّ: {وما كان لي عليكم [22] فتحها حفص} [3]، وأسكنها الباقون.
{قل لعبادي [31] أسكنها ابن عامر} [4] في غير رواية الوليد وعاصم في رواية [26/ أ] الأعشى (5) عن أبي بكر وحمزة والكسائي، وفتحها الباقون (6) وابن عامر في رواية الوليد، قال أبو عمرو: وقد كان ابن مجاهد رحمه الله تعالى ذكر في كتابه المصنّف في قراءة (7) الكسائي عن أصحابه عن نصير عن الكسائي أنه يفتح هذه الياء، قال: وهو الصواب لأن الكسائي يفتح ياء الإضافة عند استقبال الألف واللام، فما بال هذه من بينهنّ سكّنها وحمل الناس ذلك عنه كذلك، وقد رأيت أنا ذلك في نسخة من نسخ كتاب السبعة له سمعت منه قديما، فقال: نا الفارسي، قال لنا أبو
__________
(1) قرأها الكسائي منفردا بها في القراءة السبعية بكسر اللام الأولى. على أن (إن) مخففة من الثقيلة واللام فارقة. قال الإمام: وفي لتزول الفتح وارفعه راشدا.
(التيسير) 110، و (الفتح الرباني) 202.
(2) فقد رويت كلمة (قطران) بوجوه عديدة خارج القراءة السبعية وكلها غير مقروء بها اليوم إلا الوجه الذي ذكره المؤلف من ترك الهمز للجميع. كما في (المحتسب) 1/ 366، و (مختصر الشواذ) 74، و (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 740، و (معجم القراءات القرآنية) 2/ 521520.
(3) انفرادة سبعية عنه في فتح الياء انظر: (التيسير) 11، و (النشر) 2/ 300.
(4) انظر: المصدرين السابقين.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 393، و (السبعة) 364.
(6) انظر: المصدرين السابقين.
(7) الكتاب من مصادر الداني، ولم أعثر عليه.(3/1260)
طاهر: تتبّعت ذلك في رواية نصير عن الكسائي فلم أجده، فسألت أبا بكر عن ذلك بعد زمان وقلت له: ألست رويت لنا عن نصير عن الكسائي أنه ينصب الياء في سورة إبراهيم عند قوله: {قل لعبادي الذين آمنوا [31] فقال لي: وقع في كتابي غلط، فلما قال لي ذلك ضربت عليه من كتابي، قال أبو عمرو: وقد روى فتحها عن نصير عن الكسائي عن محمد بن عيسى عن الأصبهاني} [1]. وحدّثنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي بإسكان الياء (2).
{ربنا إني أسكنت [37] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار وأسكنها الباقون} [3].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث:
أولاهن: {وخاف وعيد [14] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش} [4]، وذلك قياس رواية العثماني عن قالون، وحذفها الباقون في الحالين (5).
ونا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن محمد، قال: نا (6) أبو عمر عن إسماعيل عن نافع أنه يثبت الياء في الياءات لا سيما إذا وصل إلا قوله: {الكبير المتعال [الرعد: 9] و} {كالجواب [سبأ: 34] و} {بالواد [طه:
12]، فقال: نا الفارسي عن أبي طاهر، قال لنا أبو بكر: فهذا يدلّ على أن} {وخاف وعيد غير مستثنى، وكذلك قال أبو طاهر وأبو بكر الداجوني في قوله:} {عذابي ونذر في الستة الأحرف التي في القمر [16و 18و 21و 30و 37و 39]: إن قياس قول إسماعيل هذا يدل على أنه يثبت الياء فيهن في الوصل، ويحذفها في الوقف. قال أبو عمرو: وذلك وهم منهم غير مشكوك فيه لأن إسماعيل إنما استثنى ما الياء فيه لام من الفعل أصلية في الثلاثة المواضع وياء} [7] {وعيد و} نذر ياء إضافة مزيدة،
__________
(1) ويعتبر وجها منفردا عن الكسائي، لا يقرأ به.
(2) وذلك كما في (التيسير) 110، و (النشر) 2/ 300، وعليه العمل له.
(3) وكذلك ابن عامر في غير رواية ابن بكار، وعليه العمل له.
قال الإمام الشاطبي: وما كان لي إني عبادي خذ ملا.
(4) انفرادة سبعية عنه في الوجه.
(5) ومعهم قالون من طرقه الأخرى. انظر: (السبعة) 364، و (التيسير) 110.
(6) في (م) قال أبو عمرو.
(7) في (م) ويا.(3/1261)
فلو كان من روايته، ولا رواية غيره عن نافع. وسمعت فارس بن أحمد يقول: ياءات إسماعيل التي أثبتها في الوصل كياءات أبي عمرو. واختلف في ثلاث منهنّ في سبأ {كالجواب [13] أثبتها أبو عمرو وحذفها إسماعيل، وفي والفجر [15]} {أكرمن
و} {أهانن [16] أثبتهما إسماعيل، وحذفها أبو عمرو، وهذا قول صحيح، وبه قرأت، وبه آخذ.
} {بما أشركتمون من قبل [22] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع} [1]
في رواية إسماعيل، وفي رواية ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي، وفي رواية العثماني عن قالون، وأبي عمرو (2) والكسائي في رواية قتيبة، وحذفها الباقون (3) في الحالين. وكذلك روى المسيّبي عن أبيه وابن جبير عن إسماعيل، وسائر الرواة غير (4)
إسماعيل وورش وأبو عمرو بخلاف عن اليزيدي عنه، وعاصم في رواية البرجمي عن أبي بكر، وفي رواية هبيرة عن حفص، وحمزة في رواية خلف وخلّاد ورجا من قراءتي، وفي رواية ابن جبير وابن سعدان وأبي هشام. وأثبتها في الحالين ابن كثير من غير رواية ابن مجاهد عن قنبل ورواية الحلواني عن القوّاس وحمزة في رواية أبي عمر وسليم [26/ ب] بن منصور (5) عن سليم، وداود عن ابن كيسة عن سليم عنه.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا حسن عن البزّي {وتقبل دعائي [40] بياء قال الحسن: فسألته عن الوقف، فقال بالياء، وإذا أدرجتها أشممتها الخفض. وقال الخزاعي عن أصحابه عنه: يشمّ الهمزة الكسر إذا وقف. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عن البزّي عن ابن كثير يصل بياء ويقف بياء} [6]، وكذلك قرأت في رواية ابن فليح، وكذلك روى ابن الصباح وأبو ربيعة
__________
(1) وكذلك في (السبعة) / 364، وفي (المبسوط) 218، يقول ابن مهران برواية قالون وإسماعيل واختلف عن إسماعيل عن نافع، وفي (إرشاد المبتدئ) 395، لإسماعيل عن ورش.
(2) لأبي عمرو انفرادة سبعية في إثبات الياء وصلا. (التيسير) 110، و (النشر) 2/ 201.
(3) وهم السبعة البدور في قراءتهم السبعية، عدا الإمام البصري. انظر: المصادر السابقة.
(4) في (م) بدون غير.
(5) سليم بن منصور بن عمار البصري روى عن حمزة، وقيل: قرأ على سليم على حمزة، وهو الصحيح. وعنه محمد بن عبد الرحمن الدهقان والحسن والحارثي. (غاية) 1/ 319.
(6) في الوجه تفرد سبعي، وعليه العمل له. انظر: (التيسير) 110.(3/1262)
والزينبي والبلخي وغيرهم عن قنبل (1) عن القوّاس، قال أبو ربيعة في كتابه عن صاحبيه {دعائي بالياء وقف، وكذلك روى إبراهيم بن اليزيدي، وابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو} [2]. وقال ابن مجاهد: زعم بعضهم وكذا البزّي عن أبيه عن أبي عمرو أنه يقف في {دعائي على ياء وجدته في كتاب} [3] إبراهيم بن اليزيدي.
وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو عمرو وأبو خلّاد وابن شجاع عن اليزيدي عنه الوصل بالياء، والوقف على الكتاب (4). قال أبو عمرو: ولم يثبت الياء أبو عمرو في الفواصل إلا في هذا الموضع، وفي قوله: {إذا يسر [الفجر: 4] لا غير، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرج عن أبي عمر عن سليم عن حمزة} {وتقبل دعائي [40] يسكت بالياء في هذا الحرف، وبذلك قرأت في رواية أبي عمر عن سليم. وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي، قال: نا أبو عمر عن سليم عن حمزة أنه يثبت الياء} {وتقبل دعائي في الوصل ويحذفها في الوقف} [5]، وقال خلف وابن سعدان: بياء إذا وصل، ويشمّها الكسر (6) إذا سكت.
وقال أبو هشام عنه بياء، وكذلك إذا وصل، ويهمز ويشمّها الخفض إذا سكت بغير ياء.
وقال الحلواني عن خلف وعن خلّاد عنه: {دعائي ربّنا [40، 41] يعني بالياء، وإذا سكت [سكت] بغير ياء. وقال داود عن علي عنه إنه كان يصل ويقف على} {دعائي في إبراهيم بالياء} [7]، وخالفه يونس عن علي، فحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قال: نا يونس عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة أنه حذف الياء من {دعائي في الوصل والوقف} [8]، وكذلك قرأ الباقون. وكذلك
__________
(1) وجه عن قنبل القراءة كالبزي بإثباتها في الحالين.
(2) وجه عن أبي عمرو كالبزي.
(3) كتاب ابن اليزيدي من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(4) الوجه الثاني عن أبي عمرو بإثباتها وصلا، وعليه العمل. (التيسير) 110، و (النشر) 2/ 301.
(5) وبذلك العمل للإمام حمزة في قراءته. انظر: المصدرين السابقين وغيرهما.
(6) إما باختلاسها أو بتسهيلها.
(7) وجه آخر عن حمزة بإثباتها في الحالين، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(8) وجه آخر عن حمزة بحذفها في الحالين.(3/1263)
روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع، وكذلك روى لي أبو الفتح عن عبد الباقي بن الحسن عن محمد بن الجلندي عن محمد بن إسماعيل القرشي (1) عن أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو (2) وكذلك روى إسماعيل بن اليزيدي عن أبيه عنه، قال:
الوصل والوقف على الكتاب، وكذلك روى ابن مجاهد عن قنبل (3) عن ابن كثير.
وقال لنا محمد بن علي عنه عن قنبل: يشمّ الياء ابن كثير في الوصل ولا يثبتها، ويقف بألف. وقال ابن شنبوذ عن قنبل (4): الوصل بغير ياء والوقف بياء، وقال أبو الربيع الزهراني عن اليزيدي عن إسماعيل عن نافع بالحذف، وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن عبد الله بن الحسن عن قراءته على ابن مجاهد، وهو قياس ما رواه لي محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه، حدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون (5)، قال: نا محمد، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل {دعائي بالياء جزم، وبذلك قرأت له. وقال الحلواني عن القوّاس وأصحاب ابن فليح} {دعاء بغير ياء، وبذلك قرأ الكسائي وابن عامر في غير رواية الوليد عن يحيى عنه. وقال الوليد عن يحيى عنه} دعائي بالياء مثبتة، ولعله يريد في الحالين. [27/ أ]
__________
(1) محمد بن إسماعيل القرشي مقرئ حاذق ضابط، أخذ عن السوسي، وعنه محمد بن علي بن الجلندا، (غاية 2/ 102).
(2) وجه عن أبي عمرو بحذفها في الحالين، وقد ذكر له الذي عليه العمل.
(3) وبذلك القراءة له رحمه الله. انظر: المصدر السابق.
(4) وجه عن قنبل بإثبات الياء وقفا، وتقدم الأول، وقد نقل له ابن الجزري هذا الخلف في (النشر) 2/ 301، فقال: واختلف عن قنبل وصلا ووقفا.
(5) هو أحمد بن عبد الله أبو محمد المصري الخياط، مقرئ بحرف ورش، قرأ على أبي رصاصة، وعنه خلف بن إبراهيم (غاية النهاية) 1/ 75.(3/1264)
ذكر اختلافهم في سورة الحجر (1)
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية الشموني عن الأعشى عن أبي بكر {ربما
[2] [بفتح الباء وتخفيفها. وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم} {ربما] يضم الراء والباء ويخفّف} [2]. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: حدّثني حسين (3) بن العباس، قال: حدّثني عبد الله بن قاسم بن أحمد الخيّاط (4)، قال: نا أبو عبيدة ابن أخي هنّاد (5)، قال: نا نعيم بن حذيفة (6)، قال: نا عبد الجبّار بن محمد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {ربما
مضمومة الراء والباء مخفّفة. وروت الجماعة} [7] عن أبي بكر بفتح الباء. وكذلك روى التميمي وابن غالب وابن جنيد عن الأعشى وأحمد بن عثمان بن جنيد بن حكيم (8)
عن عبد الجبّار عن أبي بكر. وقرأ الباقون بفتح الباء وتشديدها (9).
__________
(1) مكية كلها، وآيها بالإجماع تسع وتسعون، (البيان في عد الآي) 173،
و (مصاعد النظر) 2/ 202، و (الإتقان) 1/ 35.
(2) ممن نقل ضم الراء والباء عن الشموني عن الأعشى ابن مهران الأصبهاني. في (المبسوط) 220، وابن غلبون في (التذكرة) 2/ 395، وابن سوار في (المستنير) 622، والهمذاني في:
(غاية الاختصار) 2/ 536، وابن الجندي في (البستان) س 315، وهذا الوجه لم يشتهر ويتواتر عن عاصم، فلا يقرأ به. انظر: (الانفرادات) 2/ 846.
(3) في (م) حسن بن العباس.
(4) عبد الله بن قاسم أحمد التميمي الكوفي أخذ القراءة عرضا عن أبيه القاسم بن أحمد الخياط، وعنه زيد بن علي والحسن بن العباس الرازي. (غاية 1/ 441).
(5) لم أقف على ترجمته بعد البحث.
(6) وجدته في تلاميذ ابن عطارد، ولم أقف على ترجمته بعد البحث.
(7) التخفيف لغة أهل الحجاز والتشديد لغة أهل تميم وقيس وربيعة، وبما روته الجماعة عنه قراءته السبعية، وهو اختيار المؤلف في (التيسير) / 110، وابن الجزري في (النشر) 2/ 301.
قال الشاطبي: ورب خفيف إذ نما. (تقريب المعاني) 306.
(8) أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي وقيل عثم، روى عن عبد الجبار بن محمد العطاردي وميمون ابن صالح الدارمي صاحبي أبي بكر بن عياش، وعنه علي بن العباس المقانعي ومحمد بن الفتح الخراز. (غاية 1/ 80).
(9) وزاد ابن مجاهد في كتاب (السبعة) ص 366قوله: عن علي بن نصر قال: سمعت أبا عمرو يقرؤها على الوجهين خفيفا وثقيلا.(3/1265)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية (1) حفص {ما تنزّل [8] بالتاء وضمّها وفتح الزاي} {الملائكة [8] بالرفع} [2]، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص {ما ننزّل بالنون وضمّها وكسر الزاي} {الملائكة بالنصب} [3]. وقرأ الباقون (4) بالتاء وفتحها وفتح الزاي ورفع {الملائكة، وكذا روى إسحاق الأزرق وابن جامع عن أبي حمّاد وابن جبير عن أبي بكر} [5] عن عاصم، وروى موسى بن حزام عن أبي بكر (6)
{تنزل بالتاء مثقلة} {الملائكة نصب لم يروه غيره، وروى ابن جنيد عن أبي حمّاد عن أبي بكر بضمّ التاء مثل الجماعة، وروى البزّي وابن فليح عن ابن كثير تشديد التاء، وقد ذكر} [7]. وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي {ما ننزّل الملائكة بالنون نصب، وهو وهم من ابن مخلد.
حرف:
قرأ ابن كثير} [8] {سكرت أبصارنا [15] بتخفيف الكاف. وقرأ الباقون بتشديدها} [9]، وحدّثنا الفارسي، قال: نا ابن حاتم، قال: حدّثنا هارون، قال: نا أبو بكر (10) عن عاصم {سكرت مخففا مثل ابن كثير.
__________
(1) في (ت) في بدون غير قلت: وهي لشعبة، وفيها انفرادة سبعية.
(2) (التيسير) 110، و (النشر) 2/ 301.
(3) انظر: المصدرين السابقين.
قال الشاطبي: تنزل ضم التاء لشعبة مثلا وبالنون فيها واكسر الزاي والملائكة المرفوع عن شائد علا.
(4) (التيسير) 110، و (النشر) 2/ 301.
(5) وجه عن شعبة القراءة كالباقين، ولا يقرأ به، وتقدم الأول.
(6) وجه آخر آحادي عن شعبة.
(7) في البقرة حرف} ولا تيمموا [267]. وانظر (الجامع) ت طلحة ص 160، و (التيسير) / 70.
(8) قرأها منفردا بها في القراءة السبعية. انظر: (السبعة) 366.
(9) والتخفيف والتشديد لغتان، الأول بمعنى سحرت وحبست، والثاني يفيد التكثير، بمعنى سدت وغطيت. قال الشاطبي: سكرت دنا (الكشف) 2/ 300.
و (إعراب القراءات) 1/ 343، و (حجة القراءات) 382.
(10) رواية آحادية عنه.(3/1266)
حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام {وعيون [45]} {والعيون [يس: 34] بضم العين حيث وقع} [1]، وقرأ الباقون بكسرها. وقد ذكر {إنّا نبشّرك} [2] [53].
حرف:
قرأ نافع (3) {فبم تبشّرون [54] بكسر النون وتخفيفها، وقرأ ابن كثير} [4]
بكسرها وتشديدها، وقرأ الباقون (5) بفتحها. قال أبو عمرو: والوقف على قراءة ابن كثير غير متمكّن إلا بتخفيف النون لالتقاء ثلاث سواكن فيه إذا شددت، والتقاؤهن ممتنع. وذلك بخلاف الوقف على المشدد الذي يقع الألف قبل، نحو {الدواب} [6]
[الأنفال: 22] و {صواف [الحج: 36] و} {غير مضار [النساء: 12] و} {لا جان
[الرحمن: 39] وما أشبهه، وكذلك} {واللذان [النساء: 16] و} {هذان [طه: 63] على قراءته لأن الألف للزوم حركة ما قبلها قوي المدّ بها، فصارت لذلك بمنزلة المتحرّك والواو والياء بتغيير حركة ما قبلهما وانتقالهما خلص السكون بهما فلذلك تمكّن التقاء الساكنين بعد الألف في الوقف، ولم يتمكّن التقاؤهما بعد الواو والياء لخلوص سكونهما} [7] وكون الألف بمنزلة حرف متحرّك.
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي {ومن يقنط هاهنا [56]، و} {يقنطون في الروم [36]} {لا تقنطوا في الزمر [53] بكسر النون في الثلاثة، وقرأها الباقون بفتح النون} [8]، وأجمعوا على فتحها في قوله في الشورى [28] من بعد ما قنطوا.
__________
(1) انظر: (المعجم المفهرس) 629.
(2) انظر (الجامع) ت طلحة ص 192، و (التيسير) 73.
(3) قرأها وهو منفردا بها في القراءة السبعية.
(4) قرأها وهو منفردا بها في القراءة السبعية.
(5) انظر: (التيسير) 111، و (النشر) 2/ 302.
قال الشاطبي: وثقل للمكي نون تبشرون واكسره حرميا وما الحذف أولا.
(6) وقد وردت اللفظة في سورة الأنفال [8] عند الآيتين [22، 55].
(7) في (م) بخلوص سكونها.
(8) انظر: (التيسير) 111.
قال الشاطبي: ويقنط معه يقنطون وتقنطوا، وهن بكسر النون رافقن حملا.(3/1267)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {إنّا لمنجوهم [59] بإسكان النون وتخفيف الجيم، وكذا روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد} [1] الجيم، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر (2).
حرف:
[27/ ب]: قرأ عاصم في غير رواية حفص {قدّرنا إنها هاهنا [60] وفي النمل [57]} {قدّرناها بتخفيف الدال فيهما، وقرأهما الباقون وحفص عن عاصم بتشديد الدال} [3].
في هذه السورة من ياءات الإضافة أربع: {نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم
[49] و} {إني أنا النذير [89] ففتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون} [4]. {بناتي إن كنتم [71] فتحها نافع} [5] وابن عامر في رواية الوليد، وأسكنها الباقون. وأجمعوا على فتح أصلين مطّردين وتسعة أحرف متفرقة، فأما الأصلان فهما قوله: {حسبي الله} [6] [التوبة: 129] و {شركائي الذين} [7]
[النحل: 27] حيث وقعا، وأما التسعة الأحرف فأولها في آل عمران [40] {وقد بلغني الكبر، وفي الأعراف [188]} {بي الأعداء} {وما مسّني السوء [الأعراف:
188] و} {إن وليي الله [الأعراف: 196] وفي الحجر [54]} {مسّني الكبر وفي سبأ [27]} {أروني الذين ألحقتم وفي المؤمن [28]} {ربّي الله [28]} {لما جاءني البينات [66]. وفي التحريم [3]} نبأني العليم. وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها.
__________
(1) التخفيف والتشديد لغتان مثل (أكرم كرم)، (حجة القراءات) 384، و (التيسير) 111.
قال الشاطبي: ومنجوهم خف وفي العنكبوت تنجين شفا منجوك صحبته دلا.
(2) وبما روته الجماعة عنه قراءته السبعية، وتقدم الأول، وهو آحادي.
(3) وهما لغتان بمعنى التقدير، أي كتبنا. قال الشاطبي: قدرنا بها والنمل صف
وفيها انفرادة سبعية عن شعبة (التيسير) 111، و (تقريب المعاني) 308.
(4) (التيسير) 111، و (النشر) 2/ 302.
(5) وفيها انفرادة سبعية عنه. انظر: المصدرين السابقين.
وقال الشاطبي: وعباد مع بناتي وإني ثم إني فاعقلا
(6) وجاء ذلك في الآية [129] من (التوبة) [9]، والآية [38] من (الزمر) [39].
(7) وجاء ذلك في الآيات [27] من (النحل) [16]، و [52] من (الكهف) [18]، و [62، 74]، من (القصص) [28]، و [47] من (فصلت) [41].(3/1268)
ذكر اختلافهم في سورة النحل (1)
قد ذكر الاختلاف في قوله: {عمّا يشركون في الموضعين} [2] [1و 3]. وذكر الاختلاف عن ابن ذكوان (3) في الإمالة في قوله: {أتى أمر الله [1].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل} [4] {تنزّل [2] بالتاء مفتوحة وفتح الزاي} {الملائكة [2] بالرفع. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي} [5] ويحيى الجعفي وابن جبير بالتاء مفتوحة وفتح الزاي ورفع {الملائكة كما روى المفضل عن عاصم، كذا قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر، وكذا رواه ابن فرح وعباس الجوهري} [6]
عن أبي عمر (7) وابن جبير عنه، وكذلك حكى ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم عن الكسائي عن أبي بكر (8).
ونا محمد بن علي بالتاء مضمومة وفتح الزاي ورفع {الملائكة. وكذلك روى لي ابن أبي حسّان عن أبي طاهر عن أبي بكر} [9] {ننزّل بالنون مضمومة وكسر
__________
(1) وتسمى سورة النعم، مكية، قيل إلا ثلاث آيات من آخرها، قيل: إنها نزلت بالمدينة حين قتل حمزة بن عبد المطلب، ومثّل به. من قوله تعالى:} {وإن عاقبتم. وقال ابن عباس نزلت بين مكة والمدينة منصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحد، وقال قتادة من أول النحل إلى ذكر الهجرة يعني:} {والذين هاجروا في الله مكي، وسائرها مدني. وهي مائة وثمان وعشرون آية في عد الجميع. (البيان في عد الآي) 175، و (فنون الأفنان) 289، و (مصاعد النظر) 2/ 207، و (الإتقان) 1/ 32، و (المكي والمدني) 1/ 353و 2/ 728.
(2) والثاني في الآية [3]. انظر: حرف (115).
(3) انظر: (الجامع) ت الطحان 3/ 381.
(4) انظر روايته في (التذكرة) 2/ 397، وفي (غاية الاختصار) 2/ 539.
(5) انظر: (السبعة) 370.
(6) العباس بن الفضل بن عمرو أبو الفضل الواقفي الأنصاري المصري، أستاذ حاذق ثقة، قال الحافظ أبو العلاء: وكان من أكابر أصحاب أبي عمرو في القراءة، روى القراءة عرضا وسماعا عن ابن كثير ونافع وأبي عمرو، وروى القراءة عنه عبد الرحمن بن واقد ومحمد بن عمر الرومي، ولد سنة خمس ومائة، وتوفي سنة ست وثمانين ومائة. (186105)، و (غاية 1/ 353).
(7) في (م) أبي عمرو. قلت: وهي رواية لم تشتهر عن أبي عمرو.
(8) انظر: (البحر المحيط) 5/ 473، وفي (غاية الاختصار) 2/ 539، بضم التاءين، أي من} تنزل الملائكة جبلة.
(9) في النسختين تكرار للكلمة، والصواب بدونه.(3/1269)
الزاي {الملائكة بالنصب لم يروه غيره} [1]، وقرأ الباقون بالياء وضمّها وكسر الزاي ونصب {الملائكة، وكذلك روى يحيى والأعشى وابن أبي أميّة والمعلى بن عطارد عن أبي بكر} [2] وابن كثير وأبي عمرو (3) على أصلهما يسكنان النون بعد الياء ويخفّفان الزاي، والباقون يفتحون النون ويشدّدون الزاي. ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن عمر، قال: نا محمد بن أحمد، قال: نا عبد الله بن عيسى عن قالون عن نافع {ننزّل الملائكة بالنون وهو وهم. وسائر أصحاب قالون عنه مفتوحة النون وهو الصواب.
حرف:
وكلهم قرأ} {بشقّ الأنفس [7] بكسر الشين إلا ما رواه حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع} [4]، والوليد عن يحيى عن ابن عامر أنهما فتحاها. وروت الجماعة (5) عن المسيّبي وعن يحيى عن ابن عامر بالكسر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (6) وحمّاد (7) {ننبت لكم [11] بالنون، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي ويحيى} [8] بن آدم والعليمي وابن أبي أمية ومحمد بن إبراهيم والتيمي عن الأعشى بالنون، وروى عنه البرجمي والشموني وابن غالب عن الأعشى (9) بالياء، وكذلك روى حفص عن عاصم، وكذلك قرأ الباقون.
__________
(1) تفرد بها شعبة، وهي آحادية.
(2) رواية ثالثة عن شعبة، وهي المشتهرة، وعليها العمل.
(3) رواية أخرى عن أبي عمرو، وهي المستفيضة المشهورة، وعليها العمل.
(4) وتروى عن أبي عمرو وأبي جعفر من العشرة، وهي لم تشتهر عن واحد من السبعة.
انظر: (المستنير في القراءات) 626، و (البستان) 640، و (البحر) 5/ 476، و (معجم القراءات) 3/ 8.
(5) وبما روته الجماعة عنهما القراءة المقبولة لهما. انظر: المصادر السابقة.
(6) انظر: (المبسوط) 223، و (غاية الاختصار) 2/ 539.
(7) انظر: (المبسوط) 223، و (غاية الاختصار) 2/ 539.
(8) (التذكرة) 2/ 397.
(9) قلت: ممن نقل لأبي بكر هذا التخالف ابن مهران في (المبسوط) 223، وأما العمل له فبوجه النون، وفيه تفرد سبعي وهو اختيار المؤلف في (التيسير) 111، وابن الجزري في (النشر) 2/ 302.
قال الشاطبي: وينبت نون صح.(3/1270)
حرف:
قرأ ابن عامر (1) {والشمس والقمر والنجوم مسخّرات [12] برفع الأسماء الأربعة} [2]. وقرأ عاصم في رواية حفص (3) برفع {والنجوم مسخّرات [12] فقط، وقرأ الباقون} [4] الأربعة بالنصب وكسر التاء من {مسخّرات لأنها تاء جمع المؤنث.
حرف:
قرأ عاصم في رواية هبيرة والقوّاس عن حفص من قراءتي} {ما تسرّون [28/ أ] تسرّون وما تعلنون [19] بالياء} [5] فيهما. وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا أحمد بن علي عن هبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأهما بالياء، وقرأهما الباقون (6) بالتاء. وكذلك روت الجماعة (7) عن حفص عن عاصم وعن سليم عن حمزة. وأجمعوا على الياء في الحرفين الأخيرين، وهما قوله: {لا جرم أن الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون [23] لأن ما قبلها وما بعدها أخبار عن المشركين.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل} {والذين يدعون [20] بالياء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى والعليمي وابن أبي أمية بالياء} [8] أيضا، وروى عنه الكسائي والأعشى (9) والبرجمي (10) ويحيى الجعفي وهارون بن حاتم وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم وحسين بن علي من رواية هارون عنه بالتاء (11)، وكذلك روى
__________
(1) قرأها كذلك منفردا بها في القراءة السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(2) في (م) الأربعة في الأسماء تقديم وتأخير.
(3) قرأها كذلك منفردا بها في القراءة السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(4) انظر: حرف (13) من البحث، و (التيسير) 111، و (النشر) 2/ 269.
(5) وجه الياء في الحرفين عن حفص وحمزة، ويروى عن عبد الوارث عن أبي عمرو، وهو آحاد عنهم.
انظر: (السبعة) 371، و (المستنير في القراءات) 627، و (الجامع) للقرطبي 10/ 63.
(6) (الجامع) للقرطبي 10/ 63.
(7) وبما روته الجماعة عنه، العمل له في المشهور المتواتر.
(8) رواية عن شعبة بالياء، والقراءة له بذلك (التيسير) 111، و (النشر) 2/ 303.
(9) الأعشى له في جميع الروايات بالتاء، كما في (المبسوط) 224، و (التذكرة) 2/ 399، و (غاية الاختصار) 2/ 540.
(10) (غاية الاختصار) 2/ 540.
(11) رواية أخرى عن شعبة بالتاء، ولكن لم تشتهر عنه، وتقدمت الأولى.(3/1271)
ضرار بن صرد عن يحيى، واختلف عن حفص أيضا، فروى عنه حسين المروزي وحده بالتاء (1)، وروت الجماعة عنه بالتاء (2)، وقرأ الباقون بالتاء (3).
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية مضر عن البزّي (4) {أين شركائي الذين [27] بغير همز هاهنا خاصة، وبذلك قرأت على أبي الحسن} [5] عن قراءته، وكذلك روى النقّاش بإسناده عن البزّي. ونا محمد بن علي، قال نا ابن مجاهد عن مضر عن البزّي عن ابن كثير {شركاي بغير همز وفتح الياء} [6]، مثل: {هداي [البقرة: 38]، وقال ابن مجاهد في كتاب المكيّين عن مضر عن البزّي: ممدود منصوبة الياء، والمدّ المشبع} [7] لا يكون إلا مع مراد الهمزة، وقال ابن مخلد عن البزّي هاهنا منصوبة الياء، ولم يذكر الهمزة.
__________
(1) هي رواية انفرادية عن حفص بالتاء.
(2) وبما روته الجماعة القراءة السبعية عنه. قال الشاطبي: يدعون عاصم
انظر: (السبعة) / 371، و (التيسير) 111.
(3) في (م) بالياء، وهو خطأ.
(4) وفي (إعراب القراءات) 1/ 351، ترك الهمز من رواية شبل بن عباد عنه.
(5) هو طاهر بن غلبون المقرئ شيخ المؤلف.
(6) روي للبزي وجهان في هذا الحرف، أحدهما: ترك الهمز على لغة قصر الممدود في الكلام، وقد طعن بعض النحاة في هذه الرواية بالضعف، من حيث إن الممدود لا يقصر إلا في ضرورة الشعر، وإن جاز فهو على قلته. ومأخذ بعض القراء لهذه الرواية كابن الجزري في (نشره) 2/ 303، وبعض شراح الشاطبية (شرح شعلة) 456، والقاضي في (البدور) 178أنها ضعيفة:
* لانفراد الداني عن النقاش عن أصحابه عن البزي لها.
* وجه ذكره الداني حكاية لا رواية.
* إن الذين قرأ عليهم الداني هذه الرواية لم يقرءوه إلا بالهمز.
* قول الداني في مفرداته والعمل على الهمز وبه آخذ. * قول الداني بترك الهمز من طريق مضر، والجندي عن البزي، ومن روى عنه الترك لم يروه من طريق أبي ربيعة وابن الحباب، فليس ذلك من طرقهم، وهو خروج من الداني عن طريقه المبني عليه في الجامع والتيسير، بل ورد بأنها ثبتت من الطرق المتقدمة غير طرق التيسير والشاطبية والنشر، وبأن قصر الممدود جائز في الكلام على ما قلته وذلك أنهم استثقلوا جمع والهمزة والكسرة والياء، فحذفوا الهمزة تخفيفا (إعراب القراءات) 1/ 352، و (النشر) 2/ 303. وثانيهما: بالهمز كالجماعة، وهو طريق النشر وغيره، والمؤلف ذكرهما في (التيسير)، وكأنه ارتضاهما، ولكن العمل للبزي اليوم كما يذكر مدرسو القراءات مستدلين بلفظ الشاطبي في الحرز (هلهلا)، أي ضعف وخف من قوله: وفي شركائي الخلف في الهمز هلهلا. والله أعلم.
(7) أي الواجب المتصل.(3/1272)
وكذا قال الخزاعي عن أصحابه. وقال ابن مخلد في السجدة ممدودة منصوبة الياء، وهذا يدلّ على أن الهمز إن أراد هو (1) وقصد بالمدّ الزيادة لإشباع مدّ الألف إذ ذلك لا يكون إلا لأجل الهمزة لخفائها، فإن أراد بالمدّ إثبات الألف كما يراد به ذلك في {هداي و} {يا بشرى [يوسف: 19] و} {مثواي} [2] [يوسف: 23] ونحوه مما ورد الاختلاف بإثبات الألف وحذفها فيه من هذا الضرب عن السّلف لم يدلّ على الهمز، ودلّ على تركه. وترك الباقون ذلك بالهمز، وكذلك روى القوّاس وابن فليح عن ابن كثير، وبذلك قرأت في رواية البزّي على الفارسي وأبي الفتح عن قراءتهما، وكلهم (3) فتح الياء إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه جزم الياء (4) وخالفته الجماعة (5) عن حفص، فرووا ذلك عنه بفتح الياء. وكذلك قرأت في رواية هبيرة عن طريق الخراز (6) وحسنون (7) جميعا.
حرف:
قرأ نافع {تشاقون فيهم [27] بكسر النون، وقرأ الباقون بفتحها} [8].
حرف:
قرأ حمزة (9) {الذين تتوفّاهم الملائكة [28و 32] في الموضعين بالياء.
كذلك روى أبو الحارث وأبو عمرو عن أبي عمارة} [10] عن حفص عن عاصم، وقرأهما الباقون بالتاء، وكذلك روت الجماعة عن حفص (11).
__________
(1) كذا بالنسختين.
(2) انظر: (السبعة) 371.
(3) انظر: (السبعة) 371.
(4) رواية مفردة عن حفص بإسكان الياء، وهي شاذة لمخالفتها المتواتر عنه، وعن الجماعة.
(5) وبما روته الجماعة عنه العمل له. انظر: (السبعة) 371، و (الانفرادات) 2/ 861.
(6) هو: أحمد بن علي بن الفضل الخراز، وقد تقدم.
(7) هو: الحسن بن الهيثم أبو علي الدويري المعروف بحسنون، قرأ على هبيرة التمار قال الداني: وروايته أشهر الروايات وأصحها، وعنه أبو بكر النقاش ومحمد بن هارون وعبد الجليل الزيات، مات سنة 290هـ. (غاية 1/ 334).
(8) قلت: ونافع منفرد بها في القراءة السبعية. قال الشاطبي: ومن قبل فيهم يكسر النون نافع.
انظر: المصدر السابق، و (التيسير) 111.
(9) وحمزة منفرد بها في القراءة السبعية. قال الشاطبي: معا يتوفاهم لحمزة وصلا.
انظر: المصدرين السابقين.
(10) وهي رواية غير مشهورة عنه. (السبعة) 372.
(11) وبما روته الجماعة القراءة السبعية له. المصدر السابق، و (التيسير) 111.(3/1273)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم {إلا أن يأتيهم
[33] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء وقد ذكر} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {جنّات عدن يدخلونها [31] بفتح الياء وضمّ الخاء إلا ما حدّثناه الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن جابر، قال: نا محمد الباهلي. ح وحدّثنا عبد العزيز بن محمد} [2]، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن محمد البرمكي وعياش بن محمد، قالوا: أنا أبو عمر، قال: نا إسماعيل عن نافع (3) {جنّات عدن يدخلونها الياء رفع، وروى ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل بفتح الياء وضم الخاء مثل الجماعة، ولا يعرف [82/ ب] أهل الأداء برواية إسماعيل غير ذلك، وما رأى إسماعيل أراد بقوله رفع إلا التاء من} {جنات دون الياء من} {يدخلونها لأني رأيته وقد قال في سورة مريم [61] وسورة غافر [8]} {جنّات عدن التاء خفض، فعلمت بذلك أنه أراد هاهنا بالرفع التاء دون غيرها، وإذا كان ذلك مراده ففتح التاء وضمّ الخاء من} {يدخلونها إجماع من أئمة القراء} [4]، وتأويل من تأوّل غير ذلك خطأ.
حرف:
قرأ الكوفيون {فإن الله لا يهدي [37] بفتح الياء وكسر الدال، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال، وأجمعوا على ضم الياء من} {يضلّ لأن المعنى من أضله الله لا يهتدي، فلا هادي له على القراءتين} [5].
حرف:
قرى ابن عامر والكسائي هنا {كن فيكون بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع وقد ذكر} [6].
__________
(1) في الأنعام الآية [158]، وانظر: (التيسير) 89، و (الجامع) ت طلحة ص 308.
(2) في (م) عبد العزيز بن أحمد.
(3) وفي (مختصر الشواذ) 67ذكرها مؤلفه عن زيد بن ثابت، وفي (البحر) 5/ 488، عن إسماعيل عن نافع، ويعتبر حرفا شاذا لمخالفته لحرف الجماعة.
(4) في (م) أئمة القراءة والمعنى واحد.
(5) فتح الياء دال على البناء للفاعل وضمه دال على البناء للمفعول.
قال الإمام: سما كاملا يهدي بضم وفتحة.
(السبعة) 372، و (التيسير) 112، و (الفتح الرباني) 205.
(6) في البقرة الآية [117]. وانظر: (التيسير) 11265، و (الجامع) ت الطحان ص 10.(3/1274)
حرف:
وروى الأصبهاني عن ورش والأعشى (1) عن أبي بكر {لنبوّئنهم هاهنا [41] وفي العنكبوت [58] بتسهيل الهمزة وإبدالها ياء مفتوحة، وقرأتها} [2] في رواية يونس عن ورش بالوجهين (3) بالهمز وتركه، وحمزة إذا (4) أوقف هاهنا لم يهمز (5)، والباقون (6): يهمزون ذلك. وقد ذكر {نوحي إليهم [43] قد ذكر أيضا في سورة يوسف.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} [7] {ألم تروا [79] بالتاء، وكذلك روى الداجوني} [8] عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر خالف سائر أصحابه، [وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر]، وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ في رواية الحلواني (9) عن هشام، وبالياء قرأت (10) ذلك في رواية هشام وغيره عن ابن عامر، وكذلك رواه أيضا الحسين بن علي بن حمّاد الجمّال عن الحلواني عن هشام وقرأ الباقون (11) بالياء.
حرف:
قرأ أبو عمرو {يتفيؤ ظلاله [48] بالتاء وقرأ الباقون بالياء} [12].
__________
(1) انظر: (المستنير في القراءات)، و (غاية الاختصار) 2/ 540.
(2) ويروى ذلك أيضا عن أبي جعفر من العشرة. انظر المصدرين السابقين.
(3) ووجه ترك الهمز لا يقرأ به لعدم اشتهاره عنه.
(4) في (م) إن.
(5) على أصله في الإبدال.
(6) وهم أئمة القراء السبعة في المتواتر عنهم انظر: (الجامع) ت الطحان 2/ 556. و (البدور الزاهرة) للنشار 2/ 22، و (البدور الزاهرة) للقاضي 177.
(7) (التيسير) 112، و (النشر) 2/ 304. قال الشاطبي: وخاطب ترو شرعا.
(8) وجه عن هشام غير متواتر من طريق الداجوني عنه.
(9) رواية منفردة عن الحلواني عن هشام بالتاء، وذكرت أيضا في (البيان) 644.
(10) وبالذي قرأ به العمل في رواية هشام وغيره عن ابن عامر. انظر: (التيسير) / 112.
(11) انظر: (سراج القارئ) / 270، و (النشر) 2/ 304.
(12) قراءة التاءين لأبي عمرو على تأنيث لفظ (ظلاله) وبالياء والتاء على التذكير، لأن (ظلاله) مؤنث مجازي. انظر: المصدرين السابقين، و (الكشف) 2/ 31، 38.
قال الشاطبي:
يتفيؤا المؤنث للبصري ... وفيها (انفرادة سبعية) عن البصري.(3/1275)
حرف:
قرأ نافع (1) والكسائي في رواية قتيبة (2) {مفرطون [62] بكسر الراء، وفتحها الباقون. وكذلك روى سائر الرواة عن الكسائي} [3]، وكلهم سكّن الفاء وخفّف الراء إلا ما رواه الوليد (4) بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه فتح الفاء وشدّد الراء.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص {نسقيكم هنا [66].
وفي المؤمنين [21] بفتح النون، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضمّ النون فيهما} [5]
{يعرشون [68] قد ذكر قبل} [6].
حرف:
قرأ عاصم (7) في غير رواية حفص {أفبنعمة الله تجحدون [71] بالتاء، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص} [8] عن عاصم، لم يروه غيره، وقرأ الباقون (9)
بالياء. {في بطون أمّهاتكم [الزمر: 6] قد ذكر} [10].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد وحمزة {ألم تروا إلى الطير [79] بالتاء} [11]. وكذلك روى عبيد بن نعيم وإسحاق الأزرق عن أبي بكر عن
__________
(1) قرأها كذلك منفردا بها في القراءة السبعية. قال الشاطبي: ورا مفرطون اكسر أضا.
انظر: (التيسير) 112.
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 401، وفي (غاية الاختصار) 2/ 541، النهاوندي عن قتيبة، وهي رواية آحادية.
(3) وبما رواه سائر الرواة عنه قراءته السبعية.
(4) تعتبر انفرادة شاذة من رواية الوليد، وتروى عن أبي جعفر من العشرة، وقد ذكرت في (المبسوط) 225، و (المبهج) 587، و (البستان) 646.
(5) فتح النون من سقى وضمها من أسقى. قال الشاطبي: وحق صحاب ضم نسقيكم معا.
(التيسير) 112، و (النشر) 2/ 304، و (الفتح الرباني) 2/ 205.
(6) ينظر: الأعراف 137، والنحل 68، انظر: حرف (28) من البحث.
(7) وهذا الحرف في القراءة السبعية هو لشعبة عنه، وفيه انفرادة سبعية عنه.
(8) وجه انفرادي عنه من هذا الطريق، ولا يقرأ به.
(9) ومعهم حفص في المتواتر عنه. (السبعة) 374، و (التيسير) 112.
قال الشاطبي: لشعبة خاطب يجحدون معللا
(10) النساء عند حرف الآية [11]. انظر: (الجامع) ت ص 235، وانظر (التيسير) ص 785.
(11) انظر: (التيسير) 112. قال الشاطبي: والآخر في كلا.(3/1276)
عاصم (1)، خالفا سائر أصحابهما عن أبي بكر، واختلف عن أبي عمر عن الكسائي، فحدّثنا عبد العزيز بن أحمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أحمد بن عبد الله، قال: نا الحسين بن العباس، قال: نا أحمد بن يزيد عن أبي عمر عن الكسائي أنه قرأ ذلك بالياء، وكذلك روى عياش بن محمد عن أبي عمر عنه، وحدّثنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد (2)، قال: نا عبد الله بن أحمد (3)، قال: نا جعفر بن أسد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه قرأ بالياء.
وكذلك روى محمد بن أحمد البرمكي وعبد الرحمن بن عبدوس وأحمد بن فرح (4) عن أبي عمر عنه، وكذلك روى أيضا حبون المرزوق (5) عن الحلواني عن أبي عمر عنه، وهو الصحيح، وعليه عامّة أهل الأداء، وقرأ الباقون (6) بالياء، وكذلك [29/ أ] روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر.
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {يوم ظعنكم [80] بإسكان العين وفتحها الباقون} [7].
حرف:
وكلهم قرأ {والبغي يعظكم [90] بإظهار الياءين إلا أبا عمرو، فإنه أدغم الأولى في الثانية} [8] على ما شرحناه من مذاهبه وأصله في ذلك، واختلف عن أبي عمر عن الكسائي في ذلك، فقال لنا الفارسي: قال نا أبو طاهر، قرأت على أبي
__________
(1) وقال صاحب (البحر) 5/ 522: قال ابن عطية: واختلف عن الحسن وعيسى الثقفي وعاصم وأبي عمرو. أهـ. قلت: ولم يشتهر هذا الوجه عن شعبة.
(2) هو: عبد الرحمن بن عمر المعدل، وقد تقدم.
(3) هو: عبد الله بن أحمد بن ذي زوية، تقدم.
(4) في (م) ابن فرح.
(5) هو: هارون بن علي بن الحكم أبو موسى البغدادي المرزوق النقاش يعرف بحيون، مقرئ ثقة مشهور، روى عن أحمد بن الحلواني وأبي عمر الدوري ويوسف العطار، وعنه أحمد بن صالح وجعفر الخصاف، ت سنة 305هـ. (غاية 2/ 346).
(6) ومعهم شعبة في المتواتر عنه.
(7) والفتح والإسكان لغتان (كالنهر والنهر). قال الشاطبي: وظعنكموا إسكانه ذائع. (التيسير) 112، و (الإتحاف) 1/ 187.
(8) ونوعه الإدغام الكبير. انظر: (الإدغام الكبير) لأبي عمر بن العلاء ص 67، و (الجامع) ت عبد المهيمن 2/ 393، و (البدور الزاهرة) 183، و (الإرشادات الجلية) 261.(3/1277)
عثمان {والبغي يعظكم، فخففت ياء} {البغي وأظهرتها فردّ عليّ} {والبغي يعظكم فأسكن الياء وأدغمها في ياء} {يعظكم، فحكيت ما قاله فرضيه، وقد قال أبو عمر في حكاية عيّاش وابن الحمامي عنه} {والبغي يعظكم بياءين وقال: وكل ما يستقبلها ياء فهي مشددة، و} {من خزي يومئذ [هود: 66] مثلها، وقال في حكاية ابن فرح} [1] مشددة، فإن كان أبو عمرو لم يرد بقوله مشددة إظهار حركة الياء وتخليصها بالتفكيك والإشباع من الياء التي استقبلها كما أراد ذلك إسماعيل عن نافع في قوله:
{وهو يحيي الموتى [الشورى: 33] بغير غنّة بالتشديد مجازا واتّساعا وإلا فقد وافق أبا عثمان بن سعيد بن عبد الرحيم} [2] فيما أدّاه عنه من إدغامها، ويؤيد ذلك قول ابن فرح عنه مدغم، وحدّثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا جعفر بن أسد، قال: أنا أبو عمر عن الكسائي أنه قرأ {والبغي يعظكم
و} {فلنحيينّه [97] بياءين، وهذا يدلّ على تحريك الياء وإظهارها لا غير، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء.
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم} [3] {ولنجزينّ الذين صبروا [96] بالنون، وكذلك روى النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان} [4] بإسناده عن ابن عامر (5)، وبذلك قرأت على الفارسي عنه، وكذلك رواه عن الأخفش أبو العباس عبد الله بن أحمد البلخي،
__________
(1) سقط في (ت) مذكور في (م)، وهو (والبغي يعظكم) مدغم باءين، وكل ما يستقبلها مثلها.
(2) سعيد بن عبد الرحيم بن سعيد أبو عثمان الضرير البغدادي مؤدب الأيتام، مقرئ حاذق، عرض على الدوري، وعنه أبو الفتح برهن وأحمد بن عبد الرحمن بن الفضل والحسن المطوعي والشذائي وعبد الواحد بن أبي هاشم، من الطبقة السابعة، توفي بعد سنة 310هـ. (معرفة 1/ 242، وغاية 1/ 306).
(3) (التيسير) 112، و (النشر) 2/ 305.
(4) الوجه الأول عن ابن ذكوان بالنون، وقد ذكره المؤلف في (التيسير) / 112، بنفس الترجمة والحكم.
(5) اختلف نقل الأئمة رحمهم الله في قراءة ابن عامر وراوييه في هذا الحرف، فمنهم من نقل له بكامله قراءة وجه الياء قولا واحدا، كابن مجاهد في (السبعة) / 375، وأبي منصور في (القراءات وعلل النحويين) 2/ 308، ومكي في (الكشف) 2/ 40. ومنهم من روى له قراءة النون كعاصم منهم سبط الخياط في (الاختيار) 2/ 499. ومنهم من نقل له وجه النون، إلا من رواية الداجوني والأخفش عن ابن ذكوان كسبط الخياط في (المبهج) 588، والهمذاني.
في (غاية الاختصار) 2/ 543، وابن الجندي في (بستان الهداة) 648.(3/1278)
وهو وهم منهما لا شك فيه لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه بالياء، وكذلك رواه أداء عنه ابن شنبوذ وابن الأحزم وابن أبي حمزة (1) وابن أبي داود (2) وابن مرشد (3)
وابن عبد الرزاق وعامّة الشاميين، وكذلك ذكره ابن ذكوان في كتابه بإسناده، وأخبرني الخاقاني، قال: نا أبو بكر بن أشتة، قال في كتاب النقّاش: إن ابن ذكوان (4) روى بالياء، قال: وقال الأخفش بالنون.
قال ابن أشتة: وبالياء أخذوا ذلك عليّ يعني النقّاش وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان بالياء، وروى عن أصحابه أداء عن هشام بالنون (5)، وخالف سائر أهل الأداء (6) عنه. وقرأ الباقون (7) بالياء، وكذلك روى حسين المروزي وابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يروه غيرهما، وأجمعوا على النون في قوله: {ولنجزينّهم أجرهم [97] لكون} {فلنحيينّه [97] قبله.} {روح القدس
[102] قد ذكر} [8].
__________
(1) محمد بن نصير بن جعفر أبو بكر الدمشقي يعرف بابن أبي حمزة، مقرئ جليل ضابط ثقة، أخذ القراءة عن هارون بن موسى الأخفش، وهو أجل أصحابه وأضبطهم وأشهرهم، وعنه محمد بن الحسين الدبيلي. (غاية 2/ 269).
(2) هو: جعفر بن حمدان بن سليمان أبو الفضل بن أبي داود المؤدب، نزيل دمشق، قرأ على هارون الأخفش، وعنه عبد الله بن عطية ومحمد بن الحسين الدبيلي ومحمد بن عبيد بن الخليل، مات سنة 339هـ. (غاية 1/ 191).
(3) هو: محمد بن أحمد بن مرشد أبو بكر الدمشقي، قرأ على هارون الأخفش، وعنه عبد الباقي بن الحسن، مات سنة 209هـ. (غاية 2/ 88).
(4) الوجه الثاني عنه بالياء وهو مذكور في (التيسير) ص 112، والوجهان صحيحان مقروء بهما.
قال الشاطبي: ونجزين الذين النون داعيه نولا ملكت وعنه نص الأخفش ياءه وعنه روى النقاش نونا موهلا. انظر: (سراج القارئ) 271، و (البدور الزاهرة) 180، و (تقريب المعاني) 311.
(5) رواية عن هشام بالنون كابن ذكوان.
(6) وقال المحقق ابن الجزري عن ذلك: لا شك في صحة النون عن هشام وابن ذكوان جميعا من طرق العراقيين قاطبة، فقد قطع بذلك عنهما الحافظ الكبير أبو العلاء الهمذاني وسائر المشارقة، نعم نص المغاربة من جميع طرقهم عن هشام وابن ذكوان جميعا بالياء وجها واحدا. (النشر) 2/ 305، و (الإتحاف) 2/ 189.
(7) ومنهم هشام في المستفيض والمتواتر عنه. انظر المصادر السابقة.
(8) عند الآية [87] من (البقرة). وانظر: (التيسير) 64، و (الجامع) ت طلحة ص 100.(3/1279)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي هاهنا [103] {يلحدون إليه بفتح الياء والحاء، وقرأ الباقون بضمّ الياء وكسر الحاء وقد ذكر} [1].
وكلهم قرأ {أعجمي هاهنا بغير مدّ على الخبر إلا ما رواه حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع أنه قرأ} {أأعجمي [103] بالاستفهام وهو خطأ من حماد لأن الاستفهام هاهنا لا يجوز بوجه من قبل أنه إخبار من الله تعالى عن اللسان الذين يميلون إليه، فكيف يكون استفهاما؟ وروى المسيّبي وابن سعدان والأنصاري وغيرهم عن المسيّبي} {أعجمي بغير استفهام وهو الصحيح.
حرف:
قرأ ابن عامر} [2] {من بعد ما فتنوا [110] بفتح الفاء والتاء، وقرأ الباقون بضمّ الفاء وكسر التاء} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير (4) {في ضيق هاهنا [127] وفي النمل} [5] [70] بكسر الضاد، واختلف عن نافع، فروى عنه قالون وورش بفتح الضاد (6)، واختلف عن إسماعيل، فروى عنه أبو عبيد وابن جبير عن الكسائي عنه بكسر الضاد في الموضعين [29/ ب]، وروى ابن مجاهد عن قراءته على ابن عبدوس عن أبي عمر عنه بفتح الضاد، واختلف عن المسيّبي أيضا، فروى عنه خلف وابن جبير بكسر الضاد في الحرفين، وروى عنه وابن سعدان وابن ذكوان والأنصاري وحمّاد بن بحر بفتح الضاد فيهما، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء برواية إسماعيل والمسيّبي، وبذلك قرأ الباقون.
ليس في هذه السورة ياء إضافة ولا محذوفة مختلف فيها إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه أسكن الياء من قوله: شركاي الذين [27] وقد ذكرناه قبل فيها.
__________
(1) انظر حرف (49) في هذا البحث.
(2) أي: بفتح الفاء على البناء للفاعل، وفيها انفرادة سبعية عنه. (التيسير) 113، و (الفتح الرباني) 206.
(3) ضم الفاء للبناء للمفعول. قال الشاطبي: سوى الشام ضموا واكسوا فتنوا لهم.
انظر: المصدرين السابقين، و (الإتحاف) 2/ 190.
(4) وحده من السبعة. قال الشاطبي: ويكسر في ضيق مع النمل دخللا.
انظر: كتاب (السبعة) 376، و (التيسير) / 113.
(5) عند الآية [70].
(6) وبذلك القراءة السبعية عنهما. انظر المصدرين السابقين.(3/1280)
ذكر اختلافهم في سورة الإسراء (1)
حرف:
قرأ أبو عمرو {ألا يتخذوا [3] بالياء} [2] وقرأ الباقون بالتاء (3).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة {ليسوء وجوهكم [7] بالياء ونصب الهمزة على لفظ الواحد} [4]، وقرأ الكسائي بالنون (5)
ونصب الهمزة أيضا على لفظ الجميع المتكلمين (6)، وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل (7) {ليسؤوا بالياء، فقال الخزاعي عن أصحابه} {ليسؤوا على مثال ليسوغوا وهذه ترجمة صحيحة مروية، وضمّ الهمزة وبعدها واو الجمع، فتحصل الهمزة بين واوين ساكنين.
واختلف ألفاظ أصحاب ابن كثير في الترجمة عن ذلك عن حقيقة اللفظ، وقال ابن مخلد عن البزّي مرفوعة الواو مثقلة، ولا واو مرفوعة في هذه الكلمة إلا إن كان يريد الهمزة، فعبّر عنها بما قد} [8] تصور به آخرا انضمت، ولا تثقيل أيضا فيها إلا إن
__________
(1) مكية، ومن أسمائها بني إسرائيل، وسورة سبحان والأقصى، وآيها مائة وإحدى عشرة في الكوفي، وعشرة في عدد الباقين. (الجامع) للقرطبي 10/ 134، و (البيان في عد آي القرآن) 177، و (مصاعد النظر) 2/ 228، و (المكي والمدني) 1/ 353، 2/ 743. وما بعدها.
(2) على لفظ الغيبة لأن قبله هدى لبني إسرائيل، والبصري متفرد في القراءة السبعية. (التيسير) 113، و (النشر) 2/ 306، و (شرح شعلة) 460.
قال الشاطبي: ويتخذوا غيب حلا انظر: ص 65.
(3) تاء الخطاب على أنه حكاية ما في الكتاب، وقيل: للانصراف إلى الخطاب بعد الغيبة.
انظر: (المصادر السابقة)، و (الكشف) 2/ 42، و (الحجة) 396.
(4) على أن الضمير للرب في عسى ربكم، أو أن الضمير يعود للوعد، لأنه تقدم ذكره أو لعذاب (إعراب القراءات) 1/ 364، و (السبعة) 328، و (التيسير) 113. و (لفتح الرباني) 207.
(5) نون العظمة إخبار الله عن نفسه، وفي القراءة انفرادة سبعية عنه. (التيسير) 113، و (الفتح الرباني) 207.
(6) في (م) الجمع للمتكلمين.
(7) (غاية الاختصار) 2/ 544.
(8) في (م) قل.(3/1281)
كان أراد بعد الهمزة واو ممكنة في اللفظ، فعبّر بالتثقيل (1) عن ذلك. وبمثل عبارة ابن مخلد عن البزّي هذه عبّر يونس عن ورش عن نافع سواء، وقال أبو ربيعة عن البزّي مرفوعة الواو مهموزة، وقال عن قنبل (2): غير ممدود، ولم يذكر الهمز، قال: وأنا أقرأ برواية ابن أبي برّة بالإشباع والمدّ وإثبات الواو، قال: والقراءة الأخرى لها (3) مخرج، لأن الواوين مخرجهما واحد، فأدغمت أحدهما في الأخرى وشددت، وكلّ صواب.
وهذا من الكلام الذي لا يعرف له حقيقة، ولا يدرى ما أراد قائله على أن قوله:
إن إحدى الواوين تدغم في الأخرى خطأ لا يجوز من وجهين: أحدهما أن الهمزة المضمومة قد فصلت بينهما، فكيف يسوغ الإدغام مع ذلك، وهل في الفطرة الطاقة (4)
لذلك والثاني: أن الواو الأولى قد وليتها حركتها وهي الضمة، فإن حذفت الهمزة بعدها تخفيفا، واتصلت الواو الثانية من غير فاصل بينهما، لم يجز إدغامها أيضا فيها بوجه، لأنهما ساكنان، والسّاكن لا يدغم في الساكن كما لا يدغم المتحرك. في المتحرك ولعل أبا ربيعة يريد (5) أن تتقلب واوا وتدغم الواو التي قبلها فيها، فإن كان أراد ذلك، فما حكاه جائز في القياس، غير معروف من مذهب ابن كثير. على أن سلامة بن هارون قد روى ذلك أيضا عن أبي ربيعة عن قنبل فقال: بغير همز والواو مشدّدة. وقال الحلواني عن القوّاس على الجمع يمدّ ويهمز، ولا يشبع الرفعة، وهذا القول أيضا خطأ إن لم يرد بترك الإشباع المبالغة في تمطيط اللفظ بالواو الثانية التي لا همزة بعدها حتى يستوي بذلك بينها وبين الواو، الأولى التي استقبلتها الهمزة، فإن أراد به اختلاس ضمة الهمزة، فذلك ما لا يجوز لأن الواو التي للجمع تذهب في اللفظ، فبذلك يبطل علم الجمع، على أن عبد الله بن الحسين قد حكى عن ابن الصباح عن أصحابه عن ابن كثير حذف الواو بعد الهمزة، فقال: {ليسوأ بواو واحدة [30/ أ] وهمزة في وزن يسوغ، وروى غير عبد الله عن ابن الصباح عن قنبل} ليسو بفتح الواو فعل واحد، وكلا الروايتين عن ابن الصباح غلط لأن محمد بن
__________
(1) في (م) بالتثقيل.
(2) وعند سبط الخياط كذلك. حيث قال: ورواه الزينبي عن قنبل، بقلب الهمزة واوا وإدغامها في الواو. (الاختيار) 2/ 504.
(3) في (م) لهما.
(4) في (م) الحاقة.
(5) في (م) ير أن.(3/1282)
زريق البلدي (1) روى عنه عن قنبل بهمزة مضمومة بين واوين على الجمع، وكذلك روى ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق والزينبي عن قنبل، وعلى ذلك العمل في رواية الثلاثة عن ابن كثير (2) {ويبشر المؤمنين [9] مذكور قبل} [3].
حرف:
قرأ ابن عامر (4) {يلقاه منشورا [13] بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف في باب الإمالة} [5].
وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف (6).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {إمّا يبلغان [23] بألف مطوّلة بعد الغين وكسر النون على التثنية} [7]. وقرأ الباقون بغير ألف وفتح النون على التوحيد (8).
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص {أف [23] هاهنا، وفي الأنبياء [67]} [9]، والأحقاف [17] (10) بكسر الفاء مع التنوين في الثلاثة (11).
__________
(1) محمد بن زريق أبو منصور البلدي، مقرئ ثقة، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وروى عن أبي بكر بن المنذر، وعنه عبد الباقي بن الحسن. (غاية 2/ 141).
(2) وعليه العمل له في القراءة السبعية.
قال الشاطبي: ليسوء نون راو وضم الهمز والمد عدلا سما. انظر: ص 65.
(3) عند الآية [39] سورة (آل عمران). وانظر (الجامع) ت طلحة ص 192، و (التيسير) 73.
(4) قرأها كذلك وهو متفرد بها في القراءة السبعية، وفي فتحه وإمالته يقول ابن الجزري = وكل من الفتح والإمالة صحيح عن ابن ذكوان = (النشر) 2/ 42.
(5) انظر: (الجامع) ت الطحان 3/ 781، باب الاختلاف عن ابن عامر في إمالة بعض الحروف.
(6) (التيسير) 113، و (النشر) 2/ 306. قال الشاطبي: ويلقاه يضم مشددا كفى
(7) التثنية لذكر الوالدين، وتمد الألف فيها مدا مشبعا أي: مدا لازما كلميا مثقلا.
(إعراب القراءات) 1/ 368، و (التيسير) 113، و (تقريب المعاني) 313.
(8) على التوحيد إسنادا للفعل (لأحدهما). انظر: المصادر السابقة، و (شرح الهداية) 2/ 385.
و (الفتح الرباني) 207. قال الشاطبي: يبلغن امدده واكسر شمردلا وعن كلهم شدد.
(9) الآية رقم [67] {أف لكم ولما.
(10) الآية رقم [17]} قال لوالديه أف.
(11) (السبعة) 379، و (التيسير) 113، و (النشر) 2/ 307306.(3/1283)
وقرأ ابن كثير وابن عامر بفتح الفاء من غير تنوين، وفي الأنبياء بكسر الفاء من غير تنوين، وفي الأحقاف بكسر الفاء مع التنوين، فقرأ في الثلاث سور بثلاث أوجه (1). وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بكسر الفاء من غير تنوين فيهنّ (2)، يروي الشموني عن الأعشى (3).
{ولا تبصطها كل البصط [29] بالصاد، وقرأت في روايته بالسين فيهما، وقال أحمد بن صالح عن قالون في} {البصط لفظها بالصاد، وقد ذكر ذلك} [4].
حرف:
قرأ ابن كثير {كان خطأ [31] بكسر الخاء وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها} [5]، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة خطأ بفتح الخاء والطاء من غير ألف ولا مدّ (6). وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام (7) وابن بكّار بكسر الخاء وإسكان الطاء، وحمزة إذا وقف ألقى عليها حركة الهمزة، فتحرّكت بها على أصله (8).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر (9) في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان {فلا
__________
(1) وفي (التيسير) 113، ذكر لهما الوجه الأول، وهو: فتح الفاء من غير تنوين، ولعله اختياره. قلت: والعمل لهما بذلك. كما في (السبعة) 379، و (النشر) 2/ 307306وغيرهما. كما قال الشاطبي: وفا أف كلها وبفتح دنا كفؤا ونون على اعتلا.
(2) انظر: المصادر السابقة.
(3) انظر: (التذكرة) 2/ 404.
(4) انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 143.
(5) أي: على وزن مثال والمد هنا واجب متصل. قلت: والمكي متفرد بها في القراءة السبعية. انظر: (التيسير) 113، و (الفتح الرباني) 207.
(6) أي اسم مصدر من (أخطأ)، وفي الوجه تفرد سبعي. (التيسير) 113، و (الإتحاف) 2/ 197.
(7) ذكر المؤلف له هنا وجها واحدا، وكذا في مختصره (التيسير) 113. قلت: وعليه العمل. وفي (النشر) 2/ 307، و (الإتحاف) 2/ 197، ذكرا له وجها آخرا كابن ذكوان وهو عن الشذائي عن الداجوني غير طريق المفسر، أما الوجه الأول: فهو عن الحلواني وهبة الله المفسر عن الداجوني. يقول الشاطبي: وبالفتح والتحريك خطئا مصوب وحركه المكي ومد وجملا.
(8) انظر: (النشر) 2/ 307، و (البدور الزاهرة) 185.
(9) ورواية التغلبي عن ابن ذكوان آحادية. انظر: (السبعة) 380، و (البحر) 6/ 34.
} تسرف في القتل [33] بالتاء، وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال:(3/1284)
__________
(9) ورواية التغلبي عن ابن ذكوان آحادية. انظر: (السبعة) 380، و (البحر) 6/ 34.
{تسرف في القتل [33] بالتاء، وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال:
نا القطيعي، قال: نا أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالتاء} [1] أيضا، وهو وهم في أبي هشام لأن أصحاب يحيى كلهم رووا ذلك عنه بالياء، وبذلك قرأ الباقون (2) وابن عامر في رواية الأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاد وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان، وفي رواية هشام وغيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {بالقسطاس هنا [35] وفي الشعراء [182] بكسر القاف، واختلف عن أبي بكر فروى الرفاعي عن حسين بن علي وضرار بن صرد عن يحيى عنه هاهنا بضم القاف، وفي (الشعراء) بكسرها. وقرأ الباقون بضم القاف، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر عن يحيى عنه} [3]. وكلهم قرأ هذه الكلمة بالسين إلا ما رواه الشموني عن الأعشى عن أبي بكر أنه قرأها بالصاد (4).
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {كان سيئه [38] بضم الهمز والهاء وإلحاقها واوا في اللفظ} [5] على الإضافة والتذكير.
وقرأ الباقون {سيئة بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين على التوحيد} [6].
(1) في (م) بالياء.
(2) وابن عامر بكامله في المشهور عنه. قال الشاطبي: وخاطب في يسرف شهود.
انظر: (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(3) وبما رواه سائر الرواة عنه القراءة السبعية عنه، والكسر والضم في القاف لغتان فاشيتان. فالأولى:
لغة حجازية وهي أفصح. والأخرى: لغة غيرهم، وهي لغة رومية، معناها الميزان العدل.
(الكشف) 2/ 46، و (إعراب القراءات) 1/ 373، و (الجامع) 10/ 167.
و (الإتحاف) 2/ 197. قال الشاطبي: وضمنا بحرفيه بالقسطاس كسر شذ علا انظر: ص 65.
(4) ذكرت هذه القراءة الثالثة أيضا في (التذكرة) 2/ 405، و (غاية الاختصار) 2/ 547، وفي (إعراب القراءات) 1/ 373، عن الأعمش عن أبي بكر عن عاصم وفيه يقول ابن خالويه:
فإن صحّت فإنما قلبت السين صادا، لمجيء الطاء بعدها. كما قرئ (الصراط)، والأصل (السراط). قلت: وفيها انفرادة شاذة لمخالفتها المتواتر عن الجماعة. (المستنير في القراءات) 634، و (الانفرادات) 2/ 885.
(5) قلت: وفي كتابة المصحف تكتب واوا صغيرة للدلالة على مد الصلة، وهذا من علامات الضبط.
(6) فعند من أضاف. (سيئه)، فهو اسم كان، خبرها (مكروها). وعلى الإفراد: خير كان، واسمها ضمير اسم الإشارة. قال الشاطبي: وسيئه في همزه اضمم وهائه وذكر ولا تنوين ذكرا مكملا. (إعراب القراءات) 1/ 374، ومعاني القراءات) 314.(3/1285)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي: {ليذكروا هاهنا [41] وفي الفرقان [50] بإسكان الذال وضمّ الكاف مع تخفيفها.
وقرأ الباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدهما} [1]، في الموضعين.
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص {كما يقولون [42] بالياء وقرأ الباقون بالتاء} [2].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {عمّا تقولون [43] بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء} [3].
حرف:
قرأ الحرميّان [30/ ب] وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص {يسبّح له [44] بالياء} [4]، وكذلك روى هبيرة من قراءتي وأبو شعيب القوّاس من قراءتي عن حفص (5) عن عاصم. وقرأ الباقون بالتاء، وكذلك قرأت في رواية هبيرة عن حفص (6) الاستفهامين في الموضعين و {زبورا [55] قد ذكر قبل} [7].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص (8): {ورجلك [14] بكسر الجيم، وكذلك روى أبو زيد} [9] عن المفضل عن عاصم.
__________
(1) سكون الذال من (الذكر) وتشديدها من (التذكر). قال الشاطبي:
وخفف مع الفرقان واضمم ليذكروا شفاء وفي الفرقان يذكر فصلا. انظر: المصدرين السابقين.
(2) انظر: (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(3) يقول الشاطبي: يقولون عن دار وفي الثاني نزلا سما كفله. المصدرين السابقين.
(4) وجه من قرأ (تسبح) بالتاء، أنه حمله على تأنيث لفظ (السموات)، ويشهد له: حرف عبد الله (سبحت له السموات)، ومن قرأ بالياء، ذكر لأنه قد حال بينه وبين المؤنث ب (له).
ولأنه تأنيث غير حقيقي. قال الشاطبي: أنث يسبح عن حمى شفا.
(الكشف) 2/ 48، و (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(5) وهي رواية عن حفص من هذا الطريق غير مشتهرة.
(6) رواية أخرى عنه بالتاء، وعليها العمل. انظر: (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(7) الأول في حرف (193)، والثاني في الآية [163] (النساء).
(8) انظر: (الجامع) ت طلحة ص 255، و (التيسير) 83، وفي الوجه تفرد سبعي عن حفص، وهو مذكور في (التيسير) 114. وعليه العمل. يقول الشاطبي، واكسروا إسكان رجلك عملا.
(9) انظر: روايته في: (التذكرة) 2/ 406، و (غاية الاختصار) 2/ 549.(3/1286)
وقرأ الباقون بإسكانها (1).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد (2) عن يحيى عنه {أن يخسف بكم [68]} {أو نرسل عليكم [68]} {أن نعيدكم [69]} {فنرسل عليكم [69]} {فنغرقكم [69] بالنون في الخمسة، وقرأهنّ الباقون بالياء} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {قاصفا من الريح [69] على التوحيد إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأه على الجمع، لم يروه غيره، وبذلك قرأ أبو جعفر المدني} [4].
حرف:
قرأ أبو عمرو {ومن كان في هذه أعمى [72] بالإمالة وقال أبو حمدون عن اليزيدي عنه} {أعمى مكسورة شيئا} {فهو في الآخرة أعمى [72] بالفتح} [5].
وقرأ عاصم في رواية المفضل وحماد وأبي (6) بكر من غير رواية الأعشى وابن عامر (7) في رواية ابن عتبة وحمزة والكسائي بإمالتهما جميعا، وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص (8) عن عاصم، وقرأهما نافع على الاختلاف
__________
(1) انظر: المصدرين السابقين، و (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(2) رواية للوليد عن ابن عامر، ولم تشتهر عنه. انظر: (المبهج) ص 597.
(3) من قرأ بنون العظمة فهو إخبار الله عز اسمه عن نفسه، وهو من الخروج من الغيبة إلى الإخبار، ومن قرأ بالياء معناه أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر عن الله، ورده بعضهم إلى قوله: ضل من تدعون إلا إياه قبله.
قال الشاطبي: ويخسف حق نونه ويعيدكم فيغركم واثنان يرسل يرسلا.
(4) انظر: (الاختيار) 2/ 509، و (الإتحاف) للبنا 2/ 203. حيث قال صاحبه: وقرأ (من الريح) بالجمع أبو جعفر، والباقون بالإفراد. قلت: وتعتبر رواية يحيى عن ابن عامر آحادية.
(5) أي أمال (أعمى) الأول وفتح الثاني وهذه الترجمة هي التي نقلها العلماء عنه بدون خلاف.
انظر: (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 43، 52. والعمل له على ذلك، وزاد صاحب (الإتحاف) 1/ 274، للأثر وفرقا بين الصفة، وأفعل التفضيل.
(6) وعند ابن الجزري في (النشر) 2/ 43، ذكر له الإمالة من جميع طرقه، وكذا في (الإتحاف) 1/ 274. نقلا عنه.
(7) وجه بالإمالة عن ابن عامر من رواية عتبة، ولم يشتهر عنه، وهو من انفرادات (جامع البيان).
(8) وجه بالإمالة عن حفص من هذا الطريق، ولم يشتهر عنه وهو من انفرادات (جامع البيان).(3/1287)
المذكور عنه في باب الإمالة في ذوات الياء في الفتح والتوسّط، واختلف عن ابن ذكوان عن ابن عامر في ذلك، فروى عنه الثعلبي وابن المعلى وابن أنس بإخلاص فتحهما (1)، وبذلك قرأت في رواية الأخفش عنه من جميع الطرق، وقال في كتابه عنه الميم مكسورة في الكلمتين جميعا إشماما وسطا من ذلك، ولا يعرف أهل الأداء ذلك، واختلف عن نصير عن الكسائي (2)، فروى عنه محمد بن عيسى وعلي بن أبي نصر أنه أمال الأول وفتح الثاني مثل أبي عمرو، وروى الزيداني عنه أنه أمالهما معا، وبذلك قرأت له (3). وقرأهما الباقون وابن عامر في رواية هشام (4) بإخلاص الفتح.
وكذا روى الأعشى عن أبي بكر (5) من قراءتي له من طريق النقّار عن الخيّاط عن الشموني، ومن طريق ابن غالب، وقال: النقّار (6) في كتابه فتحها، وقال غيره عن الخيّاط عن الشموني عنه بين التفخيم (7) والتضجيع، وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر بالتفخيم فيهما، فخالف ابن جبير أبو عبيد، فحكى عن الكسائي عن أبي بكر الإمالة فيهما، وبذلك قرأت في روايته (8).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي: {خلافك
[76] بكسر الخاء وفتح اللام وألف بعدها.
وقرأ الباقون بفتح الخاء وإسكان اللام من غير ألف} [9].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وناء بجانبه هاهنا [83] وفي فصّلت
__________
(1) وعلى ذلك العمل في روايته. انظر: (التيسير) 114.
(2) وممن نقل هذا الوجه عن نصير صاحب (التذكرة) 1/ 200، و (الاختيار) 2/ 509، و (غاية الاختصار) 2/ 549.
(3) وبالذي قرأ به العمل في رواية الكسائي. انظر: (التيسير) 114.
(4) وعلى ذلك العمل في روايته. (التيسير) 114.
(5) الوجه الأول عن شعبة بالفتح فيهما.
(6) من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(7) أي بالإمالة الصغرى، وهو الوجه الثاني.
(8) وبما قرأ به المؤلف عن روايته القراءة السبعية عنه. انظر: (التيسير) 114.
(9) (خلفك وخلافك)، بمعنى واحد أي: بعد خروجك. (التيسير) 114، و (تقريب المعاني) 315. قال الشاطبي: خلافك فافتح مع سكون وقصره سما صف.(3/1288)
[51] الهمزة بعد الألف (1). وقرأها الباقون بالهمزة قبل الألف (2). وقال ابن ذكوان (3)
في حفظي عن أيّوب {ونأى مهموزة مقصورة يريد مثل الجماعة، واختلفوا بعد ذلك في إمالة فتحة النون والهمزة في السورتين، وفي إخلاص فتحهما: فقرأ الكسائي بخلاف عن نصير} [4] عنه وحمزة في رواية خلف وابن سعدان وأبي هشام بإمالة فتحة النون والهمزة جميعا (5) في السورتين، وروى ذلك عن خلف نصّا محمد بن الجهم والحلواني، وعن ابن سعدان محمد بن واصل، وكذلك روى جعفر بن محمد الحمامي عن الدوري عن سليم، وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر (6) عن عاصم في السّورتين وقرأ حمزة في رواية خلّاد (7) ورجاء وأبي عمر بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة في السورتين.
وكذلك روى محمد بن يحيى [31/ أ] المروزي عن ابن سعدان عن سليم، وكذلك روى نصير عن الكسائي حدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد (8)، قال:
حدّثني أبو الزعراء عن أبي عمر عن سليم عن حمزة، ونا بفتح النون وكسر الهمزة.
وروى ابن كيسة عن سليم عنه أنه يبطح، ولم يذكر النون ولا الهمزة، وأظنه يريد
__________
(1) أي ممدود مهموز على وزن (ناع)، ومثال (شاء)، وأصله (نوأ)، فانقلبت الواو ألفا، لانفتاح ما قبلها، ومدت الألف تمكينا للهمزة. والعمل له بذلك. وقد تفرد بها في القراءة السبعية.
(المبسوط) 230، و (إعراب القراءات) 1/ 381، و (التيسير) 114.
قال الشاطبي: نأى أخر معا همزة ملا. انظر: ص 65.
(2) على وزن (فعل) من النأي وهو البعد. انظر: المصادر السابقة، (والإتحاف) 2/ 203.
(3) وجه عنه منفرد آحادي القراءة كالجماعة.
(4) ونقل هذا الخلف عنه أيضا في (التذكرة) 2/ 407، وفي (غاية الاختصار) 2/ 550، له عدم الإمالة فيهما عن الكسائي، وزاد صاحب الغاية وجها آخر له: وهو فتح النون وكسر الهمز، وأما صاحب (الاختيار) 2/ 510، فقد ذكر له إمالة النون والهمزة معا.
(5) وبهذا الوجه العمل للكسائي وخلف عن حمزة فهما من أصحاب الإمالة الكبرى.
(التيسير) 114، و (النشر) 2/ 44.
(6) تفرد عن شعبة بالإمالة فيها، ولا يقرأ به.
(7) وهذا الوجه عن خلاد هو اختيار المؤلف وعليه العمل وقد ذكر.
انظر: (التذكرة) 2/ 407، و (التيسير) 114، والبعض سكت عنه ولم يذكره له كما في (غاية الاختصار) 2/ 500، و (النشر) 2/ 44، و (الإتحاف) 2/ 204، والله أعلم.
(8) انظر: كتاب (السبعة) 384.(3/1289)
الهمزة، وروى ابن جبير عن سليم مقصورة مهموزة نصا لم يزد على ذلك، وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد (1) بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة في هذه السورة خاصة، وبفتحهما معا في (فصّلت)، واختلف عن أبي بكر (2) فروى عنه العليمي مثل رواية المفضل وحمّاد بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة هنا، وبفتحهما معا في (فصّلت)، فروى عنه يحيى الجعفي {ونأى مثل رأى، فهذا يدلّ على أنه يميل فتحة النون والهمزة} [3]، وروى عنه ابن أبي أميّة {نأى مثل (نعى) مكسور الألف ولا يمدّها وقال: في (السجدة)} [4] {ونأى ولا يكسرها، فوافق رواية العليمي، وروى عنه الكسائي بإمالة فتحة النون والهمزة جميعا في السورتين} [5]. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر، قال: نا محمد بن الجهم عن أبي ثوبة عن أبي بكر {ونأى
مثل رمى ولا يمدّها، وكذلك روى ابن فرح عن أبي عمر عن الكسائي عن أبي بكر في كتاب} [6] الآثار للكسائي، وروى ابن أبي حمّاد عنه {ونأ في (حم) مكسورة لم يزد على ذلك ولا ذكر التي هاهنا. وروى الأعشى، وروى البرجمي عنه بفتح النون والهمزة في السورتين} [7]. حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا سمعت أبو يوسف قرأ التي في بني إسرائيل على أبي بكر بغير كسر، واختلف عن يحيى بن آدم فروى عنه خلف عن أبي بكر منصوبة النون مكسورة
__________
(1) (المبسوط) 230، و (غاية الاختصار) 2/ 550.
(2) رواية أخرى عنه القراءة كخلاد. قلت: وعليها العمل، وقد تقدمت الرواية التي بالإمالة فيهما. انظر: (التيسير) / 155، و (النشر) 2/ 44، وذكر فيه مؤلفه أن لأبي بكر طرق أحدها هذه، وهي رواية الجمهور عن شعيب عن يحيى عنه.
(3) ولم يبين هنا هل إمالة الحرفين في السورتين معا، أم في الأول. وعند ابن الجزري في (النشر) 2/ 44، إمالتهما في الأولى دون الثانية، إحدى الطرق، وهي رواية العليمي عنه، وأبي حمدون عن يحيى عنه من طريق الحمامي.
(4) وهي سورة (فصلت) سجدتها في الآية [38].
(5) وهذه الرواية، لم يذكرها المحقق ابن الجزري في (نشره) 2/ 44.
(6) من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(7) هذه رواية ثالثة عن شعبة بالفتح فيهما، وقد وذكرها ابن الجزري في (النشر) 2/ 22، وهي عنده من طريق صاحب المبهج عن أبي عون عن شعيب بن يحيى عنه وكذا البنا في (الإتحاف) 2/ 204، وزاد فيه = أما إمالة الهمزة في السورتين عن أبي بكر، وكذا الفتح في السورتين، فكل منهما انفرادة، ولذا أسقطهما من الطيبة = أهـ.(3/1290)
الهمزة، وقال: موسى بن حزام عنه مكسورة الألف، ولا يمدّها، وكذلك قال حسين العجلي عنه، وزاد في السجدة لا يكسرها، وكذا قال شعيب عنه {نأى مكسورة الهمزة في بني إسرائيل خاصة. وقال ابن شاكر عنه في سورة السجدة: لا يمدّها ويفتح الهمزة. وقال أبو هشام عنه} {ونأى على معنى ونعى يعني بكسر الألف وفي حم السجدة مثلها. وقال ابن المنذر عنه:} {ونأى مثل (نعي) بفتح النون والهمزة، وقرأت أنا له من رواية الصريفيني بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة هاهنا وبفتحهما معا في فصّلت كرواية العليمي عن أبي بكر سواء واختلف أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو في ذلك، فروى ابنه عبد الرحمن} [1] وأبو حمدون عنه الهمزة قبل لام الفعل، وهي مفتوحة من (نأيت). وروى ابنه عن إسماعيل عنه في هذه السورة الألف مقصورة مهموزة مفتوحة، وفي حم السجدة بهمزة بعدها ياء في كل القرآن كقوله:
نعى وهذا يدلّ على الإمالة، وكذلك روى أبو خلّاد عنه في السجدة، وقال: هنا {ونأى [23] مقصورة لم يزد على ذلك. وروى محمد بن أحمد البرمكي عن أبي عمر عنه} {ونأى بفتحها وبقصرها، وروى إسماعيل بن يونس السبيعي عن أبي عمر عنه} {ونأى مهموزة مثل (نعى) في كل القرآن. لم يزد على ذلك. وروى أبو شعيب عنه مفتوحة النون والألف في كل القرآن} [2] بهمزة بعدها ياء، كقوله: (نعا)، وأول قوله: يوجب الفتح وآخره يدلّ على الإمالة. وروى ابن جبير في (مختصره) {ونأى مثل (نعى) لم يزد على ذلك، وقال: في (جامعه) عنه مقصورة مهموزة، وروى شجاع عنه هاهنا مقصورة الألف مفتوحة وفي السجدة بهمزة بعدها ألف في كل القرآن كقوله: نعى، وروى عبيد الله} [3] بن اليزيدي عن عمّه إبراهيم وأخيه أبي جعفر (4) عنه بهمزة بعدها ياء، مثل (نعى)، وروى [31/ أ] العباس (5) عن عمّه إبراهيم
__________
(1) في النسختين بدون أبو، وهو عبد الله بن يحيى بن المبارك أبو عبد الرحمن اليزيدي البغدادي، مشهور ثقة، وروى عن أبيه أبي عمرو، وعنه ابنا أخيه العباس وعبد الله ابنا محمد بن أبي محمد وأحمد ابن إبراهيم وراق خلف. (غاية 1/ 463).
(2) رواية عن السوسي تحتمل الوجهين، وأما في (التيسير) 115، فعده من الباقين أي بفتح الهمز.
(3) وهذه رواية أخرى، وهي إمالة الهمزة في هذا الموضع.
(4) هو: أحمد بن محمد بن يحيى المبارك اليزيدي أبو جعفر، متقن، قرأ عن جده أبي محمد اليزيدي، وعنه أخوه عبيد الله وابن أخيه يونس بن علي. (غاية 1/ 133).
(5) العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي أبو الفضل البغدادي، روى عن عمه أبي عبد الرحمن عبد الله وأبي إسحاق إبراهيم، وعنه وجادة ابنه محمد. (غاية 1/ 354).(3/1291)
عنه {ونأى مكسورة الهمزة مثل} {رأى والياء بعد الهمزة، وهذا قول لا إشكال فيه، وروى ابن سعدان عنه في جامعه، ونا بالفتح والمدّ بعد الهمزة، وقال عنه في مجرّده} {ونأى مهموزة موصولة، ولا معنى لقوله موصولة، والصواب} [1] مقصورة، ولعله قد قال ذلك فغلط عليه، ونا عبد العزيز بن محمد (2)، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال لي أبو بكر عن عبد العزيز بن محمد الهلالي عن أبيه (3) عن محمد بن عمر الرومي (4)، قال: روى يحيى عن أبي عمرو {ونأى بالفتح، وبهذا قرأت أنا في رواية اليزيدي، وشجاع من جميع الطرق} [5] ما خلا أبا شعيب السوسي عن اليزيدي، فإن شيخنا أبا الفتح حكى لي عن قراءته في روايته عنه بالوجهين (6) بإمالة فتحة الهمزة في السورتين وبإخلاص فتحها فيهما وقرأت في رواية عبد الوارث (7)
بإمالة فتحة الهمزة في السورتين. فأما نافع فقياس رواية من روى عن المسيّبي وإسماعيل وقالون (8) إخلاص الفتح في ذوات الياء، ورواية من روى عنهم
__________
(1) قلت: عبارته هذه تدل على تحريه ودقته ومعرفته، غفر الله له.
(2) هنا جملة ضرب عليها الناسخ بخطه، وهي ساقطة في (م)، وهي: (عن أبيه عن محمد بن عمران المروي قال).
(3) هو: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، أبو مسعود الهلالي البصري، روى الحرف عن محمد ابن عمر بن رومي عن اليزيدي وعنه ابنه عبد العزيز ومحمد بن نوح. (غاية النهاية) 2/ 182.
(4) هو محمد بن عمر بن عبد الله بن الرومي، ويقال فيروز، أبو عبد الله البصري، مقرئ جليل، أخذ القراءة عن العباس بن الفضل وأبي محمد اليزيدي وروى عن أحمد اللؤلؤي والكسائي حروفهما، وعنه محمد بن عبيد بن عقيل وعلي بن الحسن. (غاية) 2/ 218.
(5) وقال أبو بكر بن مجاهد: وأما أبو عمرو فروى عنه اليزيدي (ونئا) مفتوحة الهمز هاهنا، وفي السجدة: أهـ (السبعة) 384.
(6) تعقب الحافظ ابن الجزري هذا الوجه بقوله: انفرد فارس بن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي بالإمالة في الموضعين، وتبعه على ذلك الشاطبي، أجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح، لا نعلم بينهم في ذلك خلافا، ولهذا لم يذكره له في المفردات (النشر) 2/ 44، وزاد العلامة البنا في (الإتحاف)، قوله: (ولهذا أسقطهما من الطيبة)، وحرر هذا الوجه العلامة عبد الفتاح القاضي في (بدوره) 189، قائلا: وما ذكره الشاطبي في الخلاف له في إمالة الهمز خروج عن طرقه وطرق أصله، فلا يقرأ له إلا بالفتح أهـ قلت: وقد ذكر المؤلف في (تيسيره) 115، وجه الإمالة للسوسي بصيغة التضعيف = وقد روى عن أبي شعيب مثل ذلك = أهـ.
(7) وأما ابن مجاهد في (السبعة) 384، وسبط الخياط في (الاختيار) 2/ 510، فقد ذكرا له فتح الهمزة هنا وإمالتها في فصلت.
(8) لأن قالون لا يعتبر من أصحاب الإمالة، إنما له إمالة أحرف يسيرة في القرآن.(3/1292)
التوسّط (1) في اللفظ في ذلك أن يكون ذلك جاريا في الهمزة والألف في هذين الموضعين لأنهما من ذوات الياء على أن أبا يعقوب وداود قد نصّا عن ورش (2)
عنه على ذلك بالفتح، فحدّثنا ابن غلبون، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا ابن سيف، قال: نا أبو يعقوب. ح أنا أبو الفتح، قال: نا أبو عمر بن محمد، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا داود، قال: نا ورش عن نافع أنه كان يفتح {ونأى بجانبه [83] وروى ابن شنبوذ أداء عن بكر بن سهل} [3] عن أبي الأزهر وعن النحّاس (4) عن أبي يعقوب عن ورش بفتح النون وكسر الهمزة، قال أبو عمرو وقرأت أنا كذلك في كل الطرق عن ورش (5) بين بين حملا على نظائره، ما خلا رواية الأصبهاني عن أصحابه عنه، فإني قرأت له بإخلاص الفتح (6)، ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبيد (7) الله بن عيسى، قال: نا قالون عن نافع {ونأى بجانبه [83] ألف} ونأى مفتوحة غير ممدودة، وكذا قال القاضي والقطري والكسائي وسائر أصحاب قالون عنه، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بفتح النون والهمزة في السورتين، وقرأ ابن كثير
__________
(1) رواية لقالون بالتقليل في الهمز كورش، ولكن لا يعمل بها، وتقدمت الأولى التي بالفتح، وعليها العمل.
(2) وجه بإخلاص فتح الهمزة ولكن لم يشتهر عنه من طريق الشاطبية.
(3) بكر بن سهل بن إسماعيل أبو محمد الدمياطي القرشي إمام مشهور، قرأ على عبد الصمد صاحب ورش، وعنه أبو يحيى زكريا بن يحيى وأحمد بن هلال وأحمد بن يعقوب وأحمد بن جامع وإبراهيم بن عبد الرزاق وابن شنبوذ. (غاية 1/ 178).
(4) إسماعيل بن عبد الله بن عمرو أبو الحسن النحاس، شيخ مصر محقق ثقة كبير جليل، قرأ على الأزرق وعبد الصمد بن عبد الرحمن، وعنه إبراهيم بن حمدان وأحمد الخياط وأحمد التجيبي، من الطبقة السابعة، مات سنة نيف وثمانين ومائتين. (معرفة 1/ 231وغاية 1/ 165).
(5) وهذا الوجه عنه هو اختياره في (التيسير) 115، وعليه العمل.
(6) والأصبهاني من طريق (النشر)، روى سائر باب الإمالة لورش بالفتح قولا واحدا، إلا ما انفرد عنه الهذلي بتقليل الهاء والياء من فاتحة (مريم) و (طه). لذا لم يعول عليه ابن الجزري في طيبته، لأنه يترك ما ورد على الانفراد. ونفى الانفراد في ذلك الموضع الشيخ علي محمد الضباع، بقوله: فقد حقق الإزميري أن أبا معشر ذكره في تلخيصه، فلا مانع من الأخذ به.
انظر: (القول الأصدق) 26، قلت: والحاصل أن القراءة لورش بالوجهين في (نئا) لأنه من ذوات الياء. انظر: (البدور الزاهرة) 189.
(7) في (م) عبد الله.(3/1293)
وعاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام بإخلاص فتح النون والهمزة في السورتين (1).
حرف:
وكلهم قرأ {مدخل صدق [80] و} {مخرج صدق [80] بضم الميم في الحرفين إلا ما رواه ابن عطارد والحسن بن جامع عن أبي حمّاد ومحمد بن عبد الله الجيزي عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه فتح الميم فيهم} [2].
حرف:
وكلهم قرأ {وننزّل من القرآن [82] بالنون إلا ما رواه حسين المروزي} [3] عن حفص عن عاصم أنه قرأ {وينزّل بالياء، قال لي الفارسي: قال لي أبو طاهر: كذا وجدته في كتابي معجما بالياء، ولم يروه عن غيره} [4].
حرف:
قرأ الكوفيون {حتى تفجر لنا [90] بفتح التاء وإسكان الفاء وضمّ الجيم وتخفيفها} [5]. وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الفاء وكسر الجيم وتشديدها (6).
وروى ابن غالب (7) عن الأعشى {تفجر و} {تفجر بالتخفيف والتشديد، وبذلك قرأت في روايته وأجمعوا على التشديد في قوله:} {فتفجر الأنهار [91] من أجل قوله:} {تفجيرا [91]} [8].
__________
(1) وعليه العمل لهم في القراءة المقبولة. انظر: (التيسير) 115، و (البدور الزاهرة) 188.
(2) ورويت أيضا عن علي وأبي رضي الله عنهما وجماعة، وقال ابن مجاهد: أجمع الناس على ضم الميم في (مدخل ومخرج صدق)، فجائز أن يكون أراد به أكثر الناس، أو لم يصح عنده فتح من فتح، والقراءة للسبعة بضم الميم، وفيها انفرادة شاذة عن شعبة، لأنها لم تشتهر، وخالفت الجماعة.
انظر: (مختصر الشواذ) 81، و (الإتحاف) 1/ 509، و (معجم القراءات) 3/ 73.
و (الانفرادات) 2/ 890.
(3) انظر: (الجامع) للقرطبي 10/ 204، و (فتح القدير) 3/ 253.
(4) انفرادة شاذة عن حفص، والقراءة السبعية عنه كالجماعة. انظر: (الانفرادات) 2/ 891.
(5) والتخفيف فيه على وزن (تقتل) مضارع (فجر). قال الشاطبي: تفجر في الأولى كتقتل ثابت.
(التيسير) 115، و (الاختيار) 2/ 510.
(6) أي مضارع (فجّر). انظر: المصدرين السابقين.
(7) انظر: (المبسوط) 230، و (غاية الاختصار) 2/ 550، و (الغاية) 303.
(8) قال العلامة أحمد البنا عن هذا الوجه: متفق على تشديدها للتصريح بمصدرها، (الإتحاف) 2/ 205، وقد أجمعوا على التخفيف في قوله: (فانفجرت منه) (البقرة) آية [60] الكشف 2/ 51.(3/1294)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في غير رواية ابن بكار وعاصم في غير رواية هبيرة عن حفص {علينا كسفا [92] هاهنا بفتح السين} [1]، وقرأ الباقون بإسكانها (2).
وكذلك روى ابن بكّار عن ابن عامر [32/ أ] وهبيرة عن حفص فيما قرأت (3). وقرأ عاصم في رواية عمرو وعبيد وأبي شعيب عن حفص في الشعراء [187] وسبأ [9] {كسفا من السماء بفتح السين فيهما} [4]. وروى أبو هبيرة (5) عن حفص بإسكان السين في الشعراء وفتحها في سبأ، وروى أبو عمرو عن أبي عمارة عنه بإسكان السين في السورتين (6)، ولم يرو إسكانها في سبأ غيره.
وقرأ الباقون بإسكان السين فيهما، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان (7) وابن بكّار والوليد في الروم [48] {ويجعله كسفا بإسكان السين، واختلف} [8] في ذلك عن هشام، فروى عنه الحلواني أنه فتح السين، وبذلك أقرأني أبو الفتح من طريقه ومن طريق ابن عباد عن هشام، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر، ونا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن عامر أنه أسكن السين، ولم يذكر عنه خلافا، فدلّ على أن الروايتين متفقتان على الإسكان. عنه وحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال:
نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر ويجعله كسفا جزم، وكذلك
__________
(1) جمع كسفة وهي القطعة، جمع تكسير. (إعراب القراءات) 2/ 383، و (البيان) 2/ 96.
(2) اسم جنس كثمرة وثمرة. انظر: المصدرين السابقين، و (التيسير) 115، و (النشر) 2/ 309.
(3) رواية آحادية من طريق ابن بكار وهبيرة بإسكان السين، وهي ليست من طريق الحرز، فلا يقرأ بها.
(4) والقراءة السبعية له بذلك (السبعة) 385، و (الفتح الرباني) 209، و (تقريب المعاني) 316.
(5) كذا بالنسختين، ولعل الصواب هبيرة بدون أبو، وهو من تلاميذ حفص.
(6) وهو وجه آحادي انفرادي عن حفص، مخالف لرواية الجماعة، فلا يقرأ به، وذكر أيضا في (المبسوط) 231.
(7) (الغاية) 304، و (المبسوط) 231.
(8) والخلف أيضا مروي عن هشام، كما في (النشر) 2/ 309، حيث قال ابن الجزري:
= والوجهان جميعا صحا عندي عن الحلواني والداجوني عنه = أهـ. وانظر: (تقريب المعاني) 316، قال الشاطبي:(3/1295)
روى ذلك عن هشام نصا أبو زرعة الدمشقي والفضل بن محمد الأنطاكي وأحمد بن القاسم بن عطية، وبذلك أقرأني أبو الحسن في رواية الحلواني وأبو الفتح من طريق عبد الله بن الحسن عن أصحابه عنه.
وقرأ الباقون بفتح السين، وأجمعوا على إسكان السين في سورة والطور [44] في قوله: {وإن يرو كسفا لوصفه بالواحد المذكور، في قوله} {ساقطا} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر {قال سبحان ربّي [93] بالألف على الخبر، وكذلك هو في مصاحف أهل مكة والشام.
وقرأ الباقون} {قل بغير ألف على الأمر، وكذلك في مصاحفهم} [2].
حرف:
قرأ الكسائي {لقد علمت [102] بضم التاء} [3]، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر في اختياره (4). وقرأ الباقون بفتح التاء.
في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنتان.
إحداهما: {وقل لعبادي يقولوا [53] أسكنها الكل} [5] إلا ما رواه ضرار بن صرد وأبو هشام الرفاعي عن يحيى بن آدم عن أبي بكر ومحمد بن خلف التيمي عن
__________
وعم ندى كسفا بتحريكه ولا وفي سبأ حفص مع الشعراء قل وفي الروم سكن ليس بالخلف مشكلا.
(1) انظر: (النشر) 2/ 309، و (الإتحاف) 2/ 205.
(2) على قراءة الألف (فعل ماض)، وبحذفه (فعل أمر).
قال الشاطبي: وقل قال الأولى كيف دار. انظر: (المصاحف) 50، و (المقنع) 104، و (التيسير) 115، و (الفتح الرباني) 209، وفي (تقريب المعاني) ص 316، بعد قال مؤلفه وقيده بالموضع الأول ليخرج الموضعين الأخيرين: {قل لو كان في الأرض [195]، و} قل كفى بالله
[96]، فمتفق على قراءتهما بضم القاف وسكون اللام.
(3) أي على التكلم الضمير فيه مسند لموسى وفي القراءة انفرادة سبعية عنه.
قال الشاطبي: وضم تا علمت رضى. (التيسير) 115، و (الإتحاف) 2/ 206، و (الفتح الرباني) 209.
(4) رواية آحادية غير متواترة، وقد ذكرت في (التذكرة) 2/ 408، و (الغاية) 304، و (غاية الاختصار) 2/ 551، رواية آحادية متواترة عن شعبة وذكرت في (التذكرة) 2/ 408، و (الغاية) 304، و (غاية الاختصار) 2/ 551
(5) وعليه أهل الأداء عنهم لذا سكت عنها في (التيسير) ص 115. انظر: المصادر السابقة و (النشر) 2/ 309. وغيرها.(3/1296)
الأعشى عنه أنه فتح الياء، ولم يرو ذلك عن غيره (1).
والثانية: {خزائن رحمة ربّي [100] إذا فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون} [2].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط اثنتان أيضا.
إحداهما: {لئن أخّرتن [62] أثبتها ابن كثير في الوصل والوقف} [3]، واضطرب قول ابن مجاهد عنه في الوقف، فقال في كتاب الياءات وفي كتاب المكيّين: الوقف بالياء، وقال في كتاب الجامع: الوصل بالياء والوقف بغير ياء، وقال: نا محمد عنه في كتاب السبعة بالياء في الوصل، ولم يذكر الوقف، إلا أنه قرأ به هناك لنافع وأبي عمرو، فدلّ ذلك على أن الوقف بالحذف، ثم قال: في آخر السورة يقف بياء ويصل بياء، وروى الزينبي عن قنبل والبزّي بإثبات الياء في الحالين، وعن ابن فليح بحذفها فيهما، وأثبتها نافع وأبو عمرو في الوصل، وحذفها في الوقف (4).
وحذفها الباقون في الحالين (5).
والثانية {فهو المهتد [97] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو} [6]، وكذا جاء به منصوصا عن اليزيدي عن أبي عمرو (7) أبو عمر وأبو عبد الرحمن وأبو حمدون وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي أنه يقف بالياء في [32/ ب] «المهتدي» في كل القرآن، وهذا غلط من الحلواني لأن المصاحف (8)
اتفقت على حذف الياء في هذا الموضع، وفي الذي في الكهف (9)، واتفقت على
__________
(1) انفرادة عن شعبة بفتح الياء غير مقروء بها.
(2) انظر: المصدرين الأخيرين. قال الشاطبي: والياء في ربي أنجلا.
(3) انفرادة سبعية، وعليها العمل له. انظر: (التيسير) 115، و (النشر) 2/ 309.
(4) قال ابن خالويه: تعليلا لذلك: (ليكونا متبعين للمصحف في الوقف، ومتبعين لأصل الكلمة في الدرج). قلت: وعليه العمل عنهما. انظر: (إعراب القراءات) 2/ 385، والمصدرين السابقين.
(5) انظر المصدرين السابقين.
(6) وعليه العمل لهما، انظر: المصدرين السابقين.
(7) في (م): تقديم، وتأخير وأبي بدل أبو، والصواب ما ذكر أعلاه. أي في (ت).
(8) انظر: (المقنع) 31، باب ذكر ما حذفت منه الياء اجتزاء بكسر ما قبلها منها.
(9) الموضع في الآية [17].(3/1297)
إثباتها في الذي في الأعراف خاصة، ومن قول أبي عمرو المجمع عليه عنه الوقف على ما في الرسم من إثبات، وحذف على حال ما رسم من غير مخالفة له، ولا عدول عنه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر المهتدي بالياء في هذه السورة، ولم يذكر وصلا ولا وقفا، وحذف الباقون الياء هاهنا في الحالين، وكذلك روى أبو سليمان أداء عن قالون، لم يروه غيره.
سورة الكهف(3/1298)
إثباتها في الذي في الأعراف خاصة، ومن قول أبي عمرو المجمع عليه عنه الوقف على ما في الرسم من إثبات، وحذف على حال ما رسم من غير مخالفة له، ولا عدول عنه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر {المهتدي بالياء في هذه السورة، ولم يذكر وصلا ولا وقفا، وحذف الباقون الياء هاهنا في الحالين، وكذلك روى أبو سليمان أداء عن قالون، لم يروه غيره.
سورة الكهف
ذكر اختلافهم في سورة الكهف} [1]
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {عوجا [1] يسكت على الألف سكتة} [2] لطيفة من غير قطع ولا تنوين، ثم يقول: قيّما [2]
__________
(1) هذه السورة مكية إجماعا وروي إلا الآيات من [81] و [28] ومن [10183] فمدنية، وآيها مائة وخمس آيات في المدنيين والمكي، وست في الشامي، وعشر في الكوفي، وإحدى عشر في البصري. جاءت الآثار بفضلها، فهي من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم. مكان الزبور عن واثلة ابن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل).
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدميه إلى عنان السماء، يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين).
والحديث الأول حسن، والثاني حسن لغيره. انظر: (البيان في عد الآي) 179، و (فنون الأفنان) 290، و (زاد المسير) 5/ 102، و (الجامع) 10/ 225، و (مصاعد النظر) 2/ 240، و (تفسير أبي السعود) 5/ 202، و (فتح القدير) 3/ 268، و (موسوعة فضائل سور وآيات القرآن) القسم الصحيح 1/ 342128.
(2) السكت من مصطلحات الأداء كالبدء والوصل والوقف. والقطع يطلق ويراد به السكت على الهمزة للإمام حمزة، وسكت عن غيره، وعرفوا السكت: بأنه قطع الصوت على الساكن زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وعرفوا القطع: بأنه قطع الصوت آخر الكلمة زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وللأئمة في تعبيرهم بما يدل على طول القطع وقصره ألفاظ هي: قال: أصحاب سليم عنه عن حمزة في السكت على الساكن قبل الهمزة سكتة يسيرة، وقال جعفر الوزان عن خلاد لم يكن يسكت على السواكن كثيرا، وقال الأشناني:
سكتة قصيرة، وقال قتيبة: سكتة مختلسة، وقال الأعشى: حتى يظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف، وقال ابن غلبون: وقفة يسيرة، وقال مكي: خفيفة، وقال ابن شريح: وقيفة، وعن قتيبة من غير قطع نفس، وأتمهم سكتة حمزة والأعشى وقال غيرهم: من مهلة.
وقال أبو القاسم الشاطبي: سكتا مقللا، وعبارة الداني هنا سكتة لطيفة، وقال أبو محمد في المبهج وقفة تؤذن بأسرار البسملة، وهذا يدل على المهلة، ثم قال المحقق ابن الجزري: فقد اجتمعت ألفاظهم على أن السكت زمنه دون زمن الوقف عادة، وهم في مقداره بحسب مذاهبهم في التحقيق، والجدر والمتوسط حسبما تحكم المشافهة. أهـ.
ثم يبين رحمه الله آراء العلماء بقولهم دون تنفس. قال الحافظ أبو شامة وهو من المتأخرين أي عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة، وقال الجعبري: زمنا قليلا أقصر من زمن(3/1299)
(1) وكذلك يسكت مع مراد (2) الوصل على الألف في يس [52] في قوله:
{من مرقدنا ثم يقول:} {هذا [يس: 52]} [3]. وكذا يسكت على النون في القيامة في قوله: {وقيل من [القيامة: 27] وعلى اللام في المطففين [14] في قوله:} {كلا بل ثم يقول:} {راق [القيامة: 27] و} {ران [المطففين: 14]} [4].
يقف في هذه الأربعة المواضع بنيّة الوصل.
نا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، ونا طاهر بن غلبون، قال: نا علي بن محمد، قالا: نا أحمد بن سهل الأشناني، قال: نا علي بن محصن، قال: نا عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم أنه كان يقف على {عوجا [1] ثم يبتدئ} {قيّما [2] في القطع والوصل جميعا، وفي يس [52]} {من مرقدنا يقف ويبتدئ} {هذا ما وعد الرحمن وفي القيامة [27]} {وقيل من يقف ويبتدئ} راق
__________
إخراج النفس، وقال ابن بصخان: دون مهلة، وليس المراد بالتنفس إخراج النفس، بدليل لو أن القارئ إذا أخرج نفسه مع السكت بدون مهلة لم يمنع من ذلك. ثم قال: قلت: الصواب حمل قولهم دون تنفس بمعنى (غير)، كما دلت عليه نصوص المتقدمين والمحققين من أهل الأداء من أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفس، سواء قلّ زمنه أو كثر، وختم بقوله:
الصحيح أن السكت مقيد بالسماع والنقل، فلا يجوز إلا فيما صحّت الرواية به لمعنى مقصود بذاته. أهـ وانظر: (النشر) 1/ 240، وما بعدها، (الإضاءة) 42.
فائدة: قلت: بعض المتقدمين من الأئمة قد أطلقوا هذه المصطلحات من الوقف والقطع والسكت وجعلوها كالمترادفات فيطلقوا هذه اللفظة مكان هذه، لأن بينها جميعا اشتراكا في المؤدى والعمل، ولكن عند ما جاءت مرحلة التمييز والتدقيق لدى المتأخرين حققوها، وجعلوا لكل عمل مصطلحا خاصا به، وكل ذلك من الحفظ، والذي وعد الله به لكتابه (المبين).
(1) وذلك إشعارا بأن (قيما) ليست متصلة ب (عوجا)، فإنه حال من الكتاب، (شرح شعلة) 468، و (الإتحاف) 2/ 208.
(2) في (م) يراد.
(3) وذلك لئلا يوهم أن هذا صفة لمرقدنا. انظر: المصدرين السابقين.
(4) وذلك لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة، وفي الثاني فرارا من الإدغام، قال أبو العباس المهدوي: وكان يلزمه مثل ذلك فيما شاكلهما، وهو لا يفعله، فليس لقراءته من وجه إلا اتباع الرواية.
انظر: المصدرين السابقين، وشرح الهداية) 2/ 392.
قال الإمام الشاطبي: وسكتة حفص دون قطع لطيفة على ألف التنوين في عوجا بلا وفي نون من راق ومرقدنا ولا م بل ران والباقون لا سكت موصلا.(3/1300)
[القيامة: 27] وفي المطففين [14] {كلا بل يقف ثم يبتدئ} {ران. قال الأشناني سألت علي بن محصن فقلت: هل خالف أبو شعيب القوّاس} [1] أبا حفص (2) في شيء من القرآن قال: لا، فقلت له: فكان يقف على هذه الأربعة الأحرف كما كان يقف أبو حفص. قال: نعم، نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر، قال: حدّثني وهيب، قال: نا الحسن بن المبارك، قال: نا أبو (3) حفص (4) عن أبي عمر (5) عن عاصم أنه كان يحب أن يسكت على قوله: {عوجا وصل أو قطع، قال أبو عمرو: وقد أقرأني أبو الفتح عن قراءته في رواية هبيرة السكت هاهنا، وفي يس وفي القيامة والمطففين بغير سكت وإدغام النون واللام في الراء، وقال هبيرة في كتابه عنه:} {بل ران [المطففين: 14] لا يدغم، وقال الزهراني عنه: يكمل اللام، يريد تبيينها، وقال حسين المروزي وأبو شعيب عنه} {بل ران يدغم اللام في الراء.
وقرأ الباقون في الأربعة بالوصل من غير سكت، وأدغموا النون واللام في الراء في} {من راق [القيامة: 27]} {بل ران وقد ذكرت الاختلاف عن نافع في الإدغام في بابه.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد وأبي بكر من طريق يحيى} [6] بن آدم والعليمي والكسائي عنه {من لدنّي [76] بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء ووصلها بياء} [7] في اللفظ لأجل الكسرة قبلها، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: نا إدريس (8) عن أحمد بن عمر الوكيعي،
__________
(1) هو: صالح بن محمد أبو شعيب القواس الكوفي، عرض على حفص بن سليمان، وعنه أحمد الصفار وأحمد الحلواني والحسن الرازي وأحمد البزاز (غاية) 1/ 334.
(2) وهو: عمرو بن الصباح.
(3) هنا سقط في النسخة (ت) وفي (م): أبو جعفر، قلت: وأبو حفص هو: عمرو بن الصباح.
(4) هنا سقط في (ت) وفي (م) قال زبان: قال أبو عمر، قلت: وأبو عمر هو: حفص بن سليمان.
(5) في (م) عن أبي عمرو.
(6) انظر: (المبسوط) 233، و (التذكرة) 2/ 412، و (الغاية) 304، وزاد صاحب (غاية الاختصار) 2/ 552، حماد وجبلة.
(7) فتصير (من لدنهي). وقد انفرد نفطويه عن الصريفيني عن يحيى عن أبي بكر بكسر من غير صلة. واختلف في الإشمام هنا، هل هو الذي في باب قيل وغيض، أم الآخر الذي هو الإشارة بالعضو، أي ضم الشفتين مع الدال، أم ضم الشفتين بعد الدال، أم هو الاختلاس. فاتفقوا على أنه ليس من باب قيل، فالدال هنا ساكنة، وانفرد ابن زنجلة بأنه من باب قيل، لأن الأصل في الدال الضم. وذهب إلى الثاني الجعبري وابن الجزري وأحمد البنا وآخرون وذهب إلى الثالث مكي والصفاقسي وآخرون. وذهب إلى أنه اختلاس الأهوازي تجوزا. انظر: (إعراب القراءات) 1/ 386، و (التذكرة) 2/ 412، و (التبصرة) 572، و (حجة القراءات) 412، و (المبهج) 602، و (النشر) 2/ 310، و (غيث النفع) 227، و (الإتحاف) 2/ 209، و (البدور الزاهرة).
تنبيه: رد بعض المشايخ هذه الزيادة عن شعبة بسبب مخالفتها لرواية الثقات، عنه كما في (المبسوط) 233، قلت: هي رواية صحيحة سبعية انفرد بها شعبة عن الآخرين.
(8) إدريس بن عبد الكريم الحداد أبو الحسن البغدادي، إمام ضابط متقن ثقة، قرأ على خلف ابن هشام ومحمد الشموني، وروى القراءة عنه سماعا ابن مجاهد، وعرضا محمد بن شنبوذ وابن مقسم والخاقاني وأحمد بن بويان وأبو بكر النقاش وأحمد القطيعي. وقال الدارقطني: ثقة وفوق الثقة بدرجة، مات سنة 292هـ. (تاريخ بغداد) 7/ 14، و (غاية) 1/ 154.(3/1301)
وعن خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم {من لدنه [2] يشمّ الدال الضمة ويكسر النون والهاء، وروى موسى بن حزام عن يحيى عن أبي بكر} {من لدنه بجزم الدال وبنصب اللام، ويحرّك} [1] النون تخفيف، وروى خلف عن يحيى مخفّفة مكسورة النون ويجزم الدال ويشمّها الضمّة، وينصب اللام. وروى ابن شاكر عن يحيى {من لدنه خفيف بنصب اللام وجزم الدال. وروى حسين بن الأسود} [2] {من لدنه خفيف لم يزد على ذلك. وكذلك روى ابن أبي أميّة عن أبي بكر، قال أبو عمرو: والإشمام هاهنا [33/ أ] وفي الموضع الذي في النساء [40] والموضعين اللذين في هود [1] والنمل [6] على رواية الكسائي عن أبي بكر يكون إيماء بالشفتين لا غير لأن الدال ساكنة خالصة السكون بدليل كسر النون بعدها للساكنين، فلا يقرع لذلك السمع، ولا يدرك معرفته إلا البصير دون الأعمى} [3].
وقرأ الباقون بضم الدال والهاء وإسكان النون (4)، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر (5)، ووصل ابن كثير الهاء بواو في اللفظ على أصله، ولم يصلها
__________
(1) في (م) وتحرك (بالتاء)
(2) في (م) بزيادة عنه.
(3) قلت: ولعل كلامه هذا يدل على اختياره للإشمام، بمعنى ضم الشفتين. ويؤيد ذلك قول مكي في (كشفه) 2/ 54، فكل إشمام في حرف ساكن لا يسمع، إنما هو ضم الشفتين لا غير. وكل إشمام في متحرك يسمع كالإشمام في قيل وحيل.
(4) على الأصل فيه وفي (لدن) لغات أخرى، غير ما ذكر، انظر: (الحجة) 5/ 124، و (البيان) 2/ 99.
قال الشاطبي: ومن لدنه في الضم أسكن مشمه ومن بعده كسران عن شعبة اعتلا وضم وسكن ثم ضم لغيره وكلهم في الهاء على أصله تلا.
(5) رواية أخرى عنه كالجماعة، ولكن لا يقرأ بها من طريق الحرز كأصله.(3/1302)
الباقون على أصولهم (1). {ويبشّر المؤمنين [2] قد ذكرت} [2].
حرف:
وكلهم قرأ {من أمرنا رشدا [10] بفتح الراء والشين إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر} [3] أنه ضمّ الراء وسكّن الشين (4).
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {مرفقا [16] بفتح الميم وكسر الفاء، واختلف عن أبي بكر} [5] عن عاصم، فروى عنه الكسائي والأعشى ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وابن جبير وهارون بن حاتم وحسين بن علي (6) من رواية خلّاد وأبي هشام وهارون عنه الموافقة لنافع (7). حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسين الشيباني (8)،
قال: نا المنذر (9)، وقال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم مرفقا مثل نافع،
__________
(1) ولا خلاف بينهم في الوقف بها ساكنة. (التذكرة) 2/ 412.
(2) في الآية [39] آل عمران [2]، وانظر: (الجامع) ت طلحة 192، (التيسير 2/ 412)، (الإرشادات الجلية، 271).
(3) تعتبر رواية آحادية عنه من هذا الطريق، والقراءة له كالجمهور. انظر: (المبهج) 603.
(4) ورويت أيضا عن أبي رجاء. انظر (البحر) 6/ 102.
(5) وجه عنه بفتح الميم من هذا الطريق.
(6) هو: ابن الأسود، وقد تقدم.
(7) في كتاب (السبعة) 388، عن الكسائي وفي (المبسوط) 233، و (التذكرة) 2/ 412، عن الأعشى، و (غاية الاختصار) 2/ 552، عن الأعشى والبرجمي.
يقول الشاطبي: وقل مرفقا فتح مع الكسر عمه
فائدة: على قراءة فتح الميم في (مرفقا) تفخم الراء، وعلى قراءة كسر الميم فهناك خلف لأجل الاعتداد بزيادة الميم وعروض كسرتها وعدمه. والصواب فيه الترقيق، لأن الكسرة فيه لازمة، وإن كانت الميم زائدة كما رجحه ابن الجزري في (النشر) 2/ 107104، والقاضي في (البدور الزاهرة) 190.
(8) عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني البغدادي، شيخ، روى القراءة سماعا عن محمد بن المنذر عن يحيى بن آدم ومحمد بن الجهم، روى القراءة عنه أبو طاهر بن أبي هاشم وأحمد بن نصر الشذائي (غاية 1/ 590).
(9) المنذر بن محمد بن المنذر الكوفي، روى القراءة عن هارون بن حاتم عن أبي بكر وعن عاصم وعن أبيه عن سليم عن حمزة عن الأعشى، روى عنه الحروف عمر بن الحسن الشيباني وأحمد بن سعيد الهمذاني (غاية 2/ 311).(3/1303)
وروى عنه العليمي ويحيى بن آدم وابن أبي أميّة وإسحاق الأزرق بكسر الميم وفتح الفاء (1)، وكذلك روى الحسن الرازي عن هارون عنه. وروى عنه البرجمي الوجهين جميعا (2).
وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الفاء، وكذلك روى حفص وحمّاد والمفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد {تزور [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف على لفظ (تحمرّ وتصفر)} [3]، وروى الوليد عن يحيى عنه {تزوّر
بفتح الزاي وتشديد الواو من غير ألف} [4]. وقرأ الكوفيون {تزاور بفتح الزاي وتخفيفها وألف بعدها وتخفيف الراء.
وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم شدّدوا الزاي} [5].
حرف:
قرأ الحرميّان (6): {ولملئت منهم [18] بتشديد اللام} [7].
وقرأ الباقون بتخفيفها (8) ونا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قال: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة ولمليت مخففة
__________
(1) الرواية الثانية عن شعبة بكسر الميم، وعليها العمل. (التيسير) 116، و (النشر) 2/ 310.
(2) قلت: ولا يقرأ له بهذا الخلف من طريق الحرز والطيبة. انظر: المصدرين السابقين، و (شرح طيبة النشر) 267، و (الكوكب الدري) 478.
(3) انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 116، و (النشر) 2/ 310.
(4) أي (تزوّر)، وقد ذكرت في (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 8، وهي رواية آحادية عنه.
(5) وهذه الأوجه الثلاثة سبعية، والكل لغات بمعنى تميل وتنحرف.
يقول الإمام الشاطبي: وتزور للشامي كتحمر وصلا وتزاور التخفيف في الزاي ثابت.
(التيسير) 116، و (النشر) 2/ 310، و (الفتح الرباني) 210.
(6) هما نافع وابن كثير.
(7) وفي كتاب (السبعة) ص 389زاد ابن مجاهد قوله: وروى إسماعيل بن مسلم عن بن كثير (ولملئت) خفيفة.
(8) إلا أن أبا عمرو روى عنه ترك الهمز مع التخفيف عن أصله عن شجاع والسوسي عن(3/1304)
بغير همز، لم يرو ترك الهمز في ذلك في حال الوصل حمزة إلا من هذا الوجه، ولعله أراد أنه بغير همز في الوقف (1) فيوافق الجماعة.
{رعبا [18] قد ذكر} [2].
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحماد والمفضل (3)، وفي رواية هبيرة وأبي شعيب القوّاس عن حفص (4) فيما قرأت، وأبو عمرو (5) وحمزة {بورقكم [19] بإسكان الراء.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم من رواية عمرو وعبيد وأبي شعيب وأبي عمارة وأبي الربيع وابن شاهي بكسر الراء} [6]، وكذلك روى حسن بن جامع عن أبي حمّاد والحسن الرازي عن هارون بن حاتم عن أبي بكر، لم يروه عنه غيرهما (7).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي ثلاث مائة سنين [25] بغير تنوين على الإضافة،
__________
عبد الوارث (الاختيار) 2/ 515، ونقل له خلف بين الهمز وتركه العلامة البنا في (الإتحاف) 2/ 211، والعمل للسوسي ترك الهمز في الحالين. (البدور الزاهرة) 191.
قال الشاطبي: وحرميهم ملئت في اللام ثقلا. والتخفيف والتشديد لغتان، والأول مقدم، لأن الأكثر عليه، وهو كثير الاستعمال، (الكشف) 2/ 57.
(1) قلت: والعمل لحمزة ترك الهمزة وقفا، وورش من طريق الأصبهاني عنه. (الإتحاف) 2/ 211. و (الجامع) ت طلحة 222.
(2) في الآية [151] من سورة (آل عمران) [2] انظر: (التيسير) 76.
(3) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 535.
(4) رواية عن حفص بإسكان الراء كشعبة من هذا الطريق، ولكن لا يقرأ بها من طريقي الشاطبية والطيبة. انظر: (التيسير) 116، و (شرح الطيبة) 267، و (النشر) 2/ 310.
(5) قلت: وليس للإمام البصري إدغام هنا لسكون ما قبل القاف، إلا ما روى عن العباس عنه وروح ابن أحمد بن موسى عنه (بورقكم) مدغمة، وكان يشمها من التثقيل، ويروى ذلك أيضا عن ابن محيصن. انظر: (السبعة) 389، و (المبهج) 604، و (بستان الهداة) 93، 664، و (كنز المعاني على الشاطبية) للجعبري لوحة 112، و (التقريب والبيان) للصفراوي 424، و (سراج القارئ) 38.
(6) وذلك على الأصل والإسكان تخفيف منه.
قال الشاطبي: بورقكم الإسكان في صفو حلوه وفيه عن الباقين كسر تأصلا. (إعراب القرآن) 2/ 452، و (التيسير) 116، و (تقريب المعاني) 319.
(7) في (م) غيرها قلت: وهي رواية عن شعبة غير مشهورة، وتقدمت الأولى التي عليها العمل.(3/1305)
وقرأ الباقون بالتنوين (1).
حرف:
قرأ ابن عامر {ولا تشرك في حكمه [26] بالتاء وجزم الكاف على النهي، وقرأ الباقون بالياء ورفع الكاف على الخبر} [2].
{بالغداة والعشي [28] قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ عاصم (4) بخلاف عن أبي بكر {وكان له ثمر [34]} {وأحيط بثمره [42] بفتح الثاء والميم، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي عن أبي هشام} [5] عن حسين عن أبي بكر بضم الثاء والميم في الموضعين، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسن (6)، قال: نا المنذر بن محمد، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم وقرأ كل شيء [33/ ب] في {ثمر إلا حرفين قرأهما بالرفع} {وكان له ثمر [34]} {وأحيط بثمره [42] وقرأ أبو عمرو بضم وإسكان الميم في الموضعين} [7] وقرأهما الباقون بضم الثاء والميم (8).
__________
(1) من قرأ على الإضافة وهما الصاحبان فتنبيها على الأصل الذي كان يجب استعماله، ومن نون فعلى التقديم والتأخير أي سنين ثلاثمائة. (إعراب القرآن) 2/ 435، و (البيان) 2/ 106، و (تقريب المعاني) 319. قال الشاطبي: وحذفك للتنوين من مائة شفا.
(2) انفرادة سبعية عن ابن عامر ومن قرأ بتاء الخطاب إجراء على النهي للإنسان، أي: لا تشرك أيها الإنسان في حكم ربك أحدا، وقيل نهي للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بياء الغيبة جعله نفيا، والضمير لله. يقول الشاطبي: وتشرك خطاب وهو بالجزم كملا. انظر: المصدر السابق.
(3) في الآية [52] الأنعام. وانظر: فرش الآية من (التيسير) 85.
(4) لعاصم بكامله في القراءة السبعية والعشرية بفتحتين متواليتين على الثاء والميم، وفيها انفرادة سبعية جمع (ثمرة) والخلف المذكور عن شعبة من انفرادات. (جامع البيان).
انظر: (السبعة) 390، و (التيسير) 116، و (النشر) 2/ 310، و (البدور الزاهرة) للنشار 2/ 47.
(5) هو: أبو هشام الرفاعي، وقد تقدم.
(6) في النسختين عمر بن الحسين، والصواب المذكور أعلاه.
(7) إلا رواية عبد الوارث عنه وما رواه علي بن نصار وحسين الجعفي عنه (ثمر) مثل نافع والقراءة له بما ذكره الداني في الجامع. و (التيسير) ص 116، وانظر: (السبعة) لابن مجاهد ص 390، و (المبهج) 606، و (الاختيار) 2/ 517، و (النشر) 2/ 310.
(8) بضمها على أنه جمع (ثمار وثمر) و (ككتاب وكتب).(3/1306)
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر {منهما منقلبا [36] بالميم على التثنية، وكذلك في مصاحفهم، وقرأ الباقون «منها» بغير ميم على التوحيد، وكذلك في مصاحفهم} [1] وقد غلط الحلواني على ابن كثير في ذلك، فحكى عن القوّاس عن أصحابه عنه منها بغير ميم، وخالفه البزّي وقنبل والخزاعي وأبو ربيعة، فرووا ذلك بالميم.
حرف:
قرأ ابن كثير (2) في رواية الخزاعي عن أصحابه عن البزّي والقوّاس وابن فليح، وفي رواية محمد بن هارون عن البزّي ونافع في رواية المسيّبي (3)، وفي رواية ابن جبير عن إسماعيل، وفي رواية عبد الله بن عيسى المدني عن قالون (4) وعاصم في رواية البرجمي عن أبي بكر (5)، وفي رواية ضرار بن صرد عن يحيى عنه، وفي رواية هبيرة عن حفص (6) وابن عامر (7) لاكنا هو الله [38] بإثبات الألف بعد
__________
(حجة القراءات) 416، و (الفتح الرباني) 211.
(1) من قرأ بالتثنية فالضمير يعود على الجنتين، ومن قرأ بالإفراد فعلى الجنة المدخولة.
انظر: المصدرين السابقين، و (معاني القرآن للفراء) 2/ 144، و (المصاحف) 53، و (السبعة) 390، و (التيسير) 117، و (المقنع) 104، و (تقريب المعاني) 320.
(2) انظر: (المبسوط) 235، و (غاية الاختصار) 2/ 554وفي كليهما من طريق ابن فليح.
(3) انظر: (التعريف في اختلاف الرواة عن نافع) للداني 314، و (غاية الاختصار) 2/ 544.
(4) رواية عن قالون من طريق المدني بإثبات الألف في الحالين، وهي ليست من طريق الحرز، فلا يقرأ بها في السبعة، وهي من انفرادات جامع البيان.
(5) رواية البرجمي آحادية غير متواترة وذكرت في (المبسوط) 235، و (المستنير في القراءات) ص 643.
(6) رواية عن حفص انفرادية من غير طريق الحرز، فلا يقرأ بها.
(7) الإمام الشامي قرأها وحده بإثبات الألف في الحالين في القراءة السبعية، والأصل في (لكنا) (لكن أنا)، فألقيت حركة الهمزة على النون، وحذفت الهمزة، وأدغم أحد المثلين في الآخر وقيل: بل حذفت الهمزة بحركتها، وأدغمت النون، الأولى في الثانية. وممن قال: بالقولين معا ابن الأنباري في (البيان) 2/ 107، والمنتجب الهمداني في (الفريد) 3/ 338، وممن قال بالأول فقط ثلة، منهم: الزجاج في (معاني القرآن) 3/ 286، والنحاس في (إعراب القرآن) 2/ 457، ومكي في (الكشف) 2/ 61، وأبو علي الفارسي في (الحجة) 5/ 145، وممن قال بالثاني: ابن خالويه في (إعراب القراءات) 1/ 394.(3/1307)
النون في الوصل والوقف، وكذلك روى عبيد بن موسى عن حمزة (1) وعصمة (2)
بن عروة عن أبي عمرو (3) ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبد الله بن عيسى (4)، قال: نا قالون عن نافع {لاكنا بإثبات الألف في القراءة والكتابة} [5] والقطع والابتداء، قال أبو موسى (6) عبد الله: الوقف على {لكنا ووصله واحد تبين فيه الألف، قال: أبو عمرو ولم يأت بهذا عن قالون أحد غير عبد الله بن عيسى وهو ثقة ضابط، وروى حذف الألف في الوصل عنه نصّا أحمد بن صالح والحلواني، وروى ابن المسيّبي عن أبيه} {لكنّا مثقلة في الكتاب والقراءة، وروى ابن واصل عن ابن سعدان عنه بالألف في الكتابة والقراءة جميعا، وخالفهما عنه أبو عمارة فقال يطرح الألف في الوصل} [7]. كذلك روى أصحاب إسماعيل (8)
__________
أما وجه قراءة الشامي بالألف وصلا لأن الهمزة من (أنا) حذفت، فصار إثبات الألف عوضا منها، وقيل: هي لغة حكاها الكوفيون، يجعلون الألف من أصل الاسم المضمر، وقد جاء ذلك على لغة بني تميم، واستشهد بعضهم بمثل قوله: {(أنّا ربكم الأعلى) وذكر الفارسي احتمالين آخرين، وزعم فريق أن إثبات الألف في الإدراج لحن وشذوذ، وتعقب الزجاج ذلك بقوله:
= والجيد البالغ ما في مصحف أبي بن كعب، ولم نذكره في القراءات لمخالفته المصحف. وهو} {لكنا هو الله ربي فهذا الأصل وجميع ما قرئ به جيد بالغ، ولا أنكر القراءة بهذا والأجود اتباع القراء ولزوم الرواية فإن القراءة سنة = انظر: المصادر السابقة و (البحر) 6/ 128.
(1) وفي (الاختيار) 2/ 517والعبسي عن حمزة، قلت: وهو وجه انفرادي عنه.
(2) عصمة بن عروة، أبو نجيح القفيمي، روى عن أبي عمرو وعاصم وروى حروفا عن أبي بكر، سئل عنه أبو حاتم فقال: مجهول: (غاية 1/ 125).
(3) قرأها في رواية لم تشتهر عنه وهي من غير طريق الحرز. (التيسير) 117، و (البحر) 6/ 128.
(4) قال ابن الجزري عنه: في (النشر) 1/ 440، وهو الذي روى عن قالون} لكنا هو الله
بإثبات الألف وصلا كابن عامر.
(5) وهذه الألف مما زيدت اتفاقا. انظر: (البديع في رسم مصاحف عثمان) 136، و (إعراب القرآن) 215، و (لطائف البيان) 2/ 34.
(6) هو ابن عيسى المتقدم.
(7) نقل الإمام الداني رحمه الله لقالون الوجهين، والعمل له ما ذكره آخرا من حذف الألف في الوصل كالجماعة، انظر (التيسير) 117و (النشر) 2/ 311.
(8) انظر: (السبعة) 391، وفيه: = وإسماعيل بن جعفر عن نافع بغير ألف في الوصل =.(3/1308)
وورش (1) وأصحاب أبي بكر وحفص، وروى إسحاق الأزرق (2) عن أبي بكر {لكن هو الله ربّي خفيفة النون، يريد ساكنة، لم يروه عنه أحد غيره. وقال أبو خليد عتبة بن حمّاد عن نافع} {لكنا هو الله جزم موافق ما رواه الأزرق عن أبي بكر، وروى ضرار بن صرد عن يحيى عنه بين الألف وصل أو قطع. وروى خلف عن يحيى} [3]
يشدّد النون ويحذف الألف في الوصل، وكذلك روى ابن المنذر عنه. وكذا قال الأعشى ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم والكسائي عن أبي بكر في الألف.
وقرأ الباقون وابن كثير (4) في غير رواية الخزاعي هارون ونافع (5) في غير رواية المسيّبي (6) والمدني عن قالون وابن جبير عن أصحابه، وعاصم من غير رواية البرجمي (7) وهبيرة بحذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف (8) بيانا للفتحة، كما أثبتوها كلهم فيه في كلمة «أنا» حيث وقعت كذلك، وقد خالف الجماعة قتيبة (9) بن مهران، فروى عن الكسائي أنه يقف {لكن بغير ألف، ونا فارس، قال: نا (محمد الأصبهاني)، قال: نا محمد بن محمد نا} [10] عبد الله بن أحمد البزاز (11)، قال: نا
__________
(1) وفي (المبسوط) لابن مهران ص 235، عن ورش القراءة بالوجهين.
(2) وجه انفرادي آحادي عن شعبة ونافع، ويعتبر شاذا لمخالفته المتواتر عنهما. ويروى أيضا عن أبي رجاء. انظر: (المحتسب) 2/ 30، و (التيسير) 117، و (زاد المسير) 5/ 143، و (القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير (526).
(3) وبهذا الوجه العمل في رواية شعبة من طريق يحيى والكسائي وابن منذر عنه، وكذا صاحبه حفص. (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311.
(4) وبهذا الوجه العمل في قراءة ابن كثير.
(5) في النسختين بزيادة (ابن)، والصواب نافع. انظر: (مفردة نافع من كتاب التيسير) 107.
(6) لأن له عن نافع إثبات الألف في الحالين، وعن قالون عنه في الوجه الثاني كالجماعة، وعليه العمل (السبعة) 391.
(7) فله عن عاصم إثبات الألف في الحالين. انظر: (غاية الاختصار) 2/ 554.
(8) وذلك اتباعا للرسم (النشر) 2/ 311، و (هبة الرحمن الرحيم) 47.
(9) انظر: (المبسوط) 235، و (غاية الاختصار) 2/ 554.
(10) ما بين المعكوفين ساقط في (م).
ودليل الحرف من الشاطبية قوله: وفي الوصل لكنا فمد له ملا.
(11) في النسختين البزار، والصواب البزار، وقد تقدم.(3/1309)
إسماعيل بن شعيب (1)، قال: نا أحمد بن محمد الأصبهاني (2)، قال: نا محمد بن يعقوب (3)، قال: نا العباس بن الوليد (4)، قال: نا قتيبة عن الكسائي {لكن هو الله ربّي [38] بنصب النون ووقفه بالنون، لم يروه عنه أحد غير قتيبة} [5]، وخالفهما أيضا الوليد بن عتبة. وروى عنه ابن شاكر بإسناده عن ابن عامر أنه أثبت الألف في الوصل، وحذفها في الوقف.
حرف:
[34/ أ]: وكلهم قرأ {ماؤها غورا [41] هنا. وفي الملك [30]} {ماؤكم غورا بفتح الغين، إلا ما رواه البرجمي} [6] عن أبي بكر أنه ضمّ الغين هاهنا بلا خلاف عنه، وضمّها وفتحها في الملك، قرأ هناك بالوجهين جميعا، لم يتابعه على ذلك عن أبي بكر أحد (7).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ولم تكن له فئة ينصرونه [43] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [8].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي هنالك الولاية [44] بكسر الواو، واختلف عن أبي
__________
(1) إسماعيل بن شعيب أبو علي النهاوندي، مقرئ متصدر مشهور، قرأ على أحمد بن محمد بن سلمويه، وروى الحروف عن إسحاق بن منده، وعنه عبد الله بن أحمد وعبد الواحد بن عمر وتلاوة على ابن محمد العلاف وعلي الحمامي وابن مهران، مات سنة 350هـ. (غاية) 1/ 164.
(2) أحمد بن محمد بن سلمويه بالسكون أبو علي الأصبهاني، مقرئ حافظ ضابط، قرأ على محمد ابن الحسن، وروى الحروف عن محمد بن يعقوب وقرأ عليه إسماعيل بن شعيب النهاوندي، مات سنة 336هـ (غاية) 1/ 116.
(3) محمد بن يعقوب بن يزيد أبو عبد الله القرشي الأصبهاني الغزال، روى الحروف سماعا عن العباس بن الوليد صاحب قتيبة، وعنه أحمد بن محمد بن سلموية وابن شنبوذ. (غاية) 2/ 283.
(4) العباس بن الوليد أبو الفضل الأصبهاني شيخ أصبهان في رواية قتيبة، أخذ القراءة عرضا عن قتيبة بن مهران، وعنه العباس بن الفضل الرازي ومحمد بن يعقوب القرشي وابن معروف، مات بعد 250. (غاية) 1/ 355.
(5) في الوجه انفرادة شاذة لمخالفتها لقراءة الجماعة. انظر: (التذكرة) 2/ 414، و (التيسير) 117، و (المستنير في القراءات) 644، و (المبهج) 607، و (الانفرادات) 2/ 906.
(6) ينظر رواية البرجمي في المستنير في القراءات ص 444.
(7) ويعتبر التفرد شاذا عنه، انظر: (مختصر الشواذ) ص 67، و (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 19، وفيه أن بضم الغين والواو.
(8) في تذكير (يكن) لأجل (ينصرونه) بعده بالياء، وتأنيثه لأن لفظ (فئة) مؤنث مجازي. والدليل قول الشاطبي: وذكر تكن شاف.
انظر: (إعراب القراءات) 1/ 395، و (التيسير) 117.(3/1310)
بكر (1) فروى يحيى الجعفي وابن جبير وخلّاد عن حسين عنه أنه كسر الواو، وروت الجماعة (2) أنه فتحها، وكذلك روى هارون وأبو هشام عن حسين عنه، وبذلك قرأ الباقون (3).
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي {لله الحق [44] برفع القاف، وخفضها الباقون} [4].
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر (5) وحمزة {وخير عقبا [44] بإسكان القاف وضمها الباقون، وكذلك روى إسحاق الأزرق وخلّاد عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون جميعا عن أبي بكر عن عاصم، حدّثنا الفارسي، قال: نا عمر بن الحسن، قال: نا المنذر، قال: ثنا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم} {عقبا مشددة، يريد مضمومة القاف، والعبارة بالتشديد على الضم مجاز واتّساع، بذلك من حيث اشتركا في الثقل والعدول عن الخفّة. أخبرت عن محمد بن الحسن، قال: نا الرازي، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم} {عقبا مثقل} [6].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {تذروه الريح [45] بغير ألف على التوحيد، وكذلك روى التيمي والأعشى وابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر} [7] عن عاصم لم يروه غيرهما، وقرأ الباقون بالألف على الجمع وقد ذكر (8).
__________
(1) رواية القراءة عن شعبة كقراءة حمزة، لم تشتهر من هذا الطريق، وهي من انفرادات (جامع البيان).
(2) وبما روته الجماعة بالفتح المتواتر عنه، وبه العمل. (التيسير) 117.
(3) انظر: (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 113، حرف (76) من سورة الأنفال في هذه الرسالة، والفتح والكسر في الواو لغتان، وقيل مصدران بمعنى الملك والقهر والسلطة. (إعراب القراءات) 396، و (إعراب القرآن الكريم وبيانه) 5/ 598.
(4) رفع (الحق) على أنه نعت (الولاية) والجر صفة (الله).
والدليل: وفي الحق جره على رفعه حبر سعيد تأولا.
انظر: (المعاني) للفراء 2/ 146، و (الفتح الرباني) 211، و (تقريب المعاني) 320.
(5) هذا الخلف من انفرادات (جامع البيان)، وفي (التيسير) 117، اختار له إسكان القاف، وعليه العمل والقراءتان لغتان، بمعنى والأصل الضم والإسكان تخفيفا. (إعراب القراءات) 1/ 397، (والكشف) 2/ 63. قال الشاطبي: وعقبا سكون الضم نص فتى انظر: ص 66.
(6) في (م) متصل.
(7) وجه عنه لم يشتهر القراءة، كحمزة وهو من انفرادات (الجامع)، والعمل له كجماعة.
(التيسير) 117.
(8) ذكر في البقرة [164] وانظر: (التيسير) 66.(3/1311)
حرف:
قرأ الكسائي وابن عامر وأبو عمرو {ويوم تسير [47] بالتاء وضمها وفتح الياء} [1]، {الجبال [47] بالرفع، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص} [2] عن عاصم، وقرأ الباقون بالنون وضمها وكسر الياء (3)، ونصب الجبال وكذلك روت الجماعة عن حفص (4).
حرف:
قرأ حمزة {ويوم يقول [52] بالنون وقرأ الباقون بالياء} [5].
حرف:
قرأ الكوفيون {العذاب قبلا [55] بضم القاف والباء، وقرأ الباقون بكسر القاف وفتح الباء} [6].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {لمهلكهم هنا [59] وفي النمل [49]} {مهلك أهله بفتح الميم وكسر اللام فيهما} [7]، وقرأ في رواية المفضل (8) وحماد (9)
بفتح الميم واللام في الموضعين. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى من غير رواية الرفاعي والعليمي والكسائي، وابن أبي أمية ويحيى الجعفي وابن عطارد والتيمي عن الأعشى أنه فتح الميم واللام في السورتين (10) كرواية المفضل وحمّاد (11) سواء،
__________
(1) أي على البناء للمفعول.
(2) رواية آحادية عنه، وتروى أيضا عن أبان عن عاصم. (المستنير في القراءات) 2/ 311.
والبستان 667.
(3) وتشديدها على البناء للفاعل إخبار من الله جل ذكره، (الكشف) 2/ 64.
(4) انظر: (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311.
(5) والضمير يعود (لله) جل ذكره. والإمام الكوفي منفرد بها عن السبعة.
قال الشاطبي: ويقول النون حمزة فضلا انظر: (الفريد) 3/ 349، و (الفتح الرباني) 211.
(6) ضم القاف جمع (قبيل)، مثل (قمص وقميص). وكسرها على معنى المقابلة.
يقول الشاطبي: وكسر وفتح الضم في قبلا حمى ظهيرا وللكوفي في الكهف وصلا.
انظر: (الكشف) 2/ 64، و (البيان) 2/ 112.
(7) فيكون مصدرا أو اسم زمان من (هلك) الثلاثي، وقد قرأها وحده بذلك.
انظر: (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311، و (الإتحاف) 2/ 219، و (الفتح الرباني) 212.
(8) وفي (غاية الاختصار) 2/ 556، وأبو زيد عن المفضل.
(9) انظر (المبسوط) 236، و (الغاية) 309، كليهما لابن مهران.
(10) وبهذا الوجه من هذا الطريق القراءة السبعية عنه في السورتين، (المبسوط) 236، و (الغاية) 309، و (التذكرة) 2/ 415، و (غاية الاختصار) 2/ 556، انظر: (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311.
(11) كلمة مكررة في (ت).(3/1312)
وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى (1)، والرفاعي عن يحيى عنه أنه ضم الميم وفتح اللام في الكهف وفتح اللام والميم في النمل [49]، وروى ابن جامع عن أبي حماد والمنذر بن محمد عن هارون عنه ضدّ ذلك أنه فتح الميم واللام (في الكهف) وضمّ الميم وفتح اللام في (النمل) (2)، وروى الحسين (3) الرازي عن هارون عنه {لمهلكهم [59] بكسر اللام. وروى البرجمي} [4] عنه أنه ضم الميم وفتح اللام في السورتين. وبذلك قرأ الباقون (5).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {وما أنسانيه هاهنا [63] وفي الفتح [10]} {عليه} [6] بضم الهاء في حال الوصل في الحرفين، وقال ابن أبي حمّاد عن أبي بكر {عليه الله [الفتح: 10] مثله.
وقرأهما الباقون بكسر الهاء} [7] فيه، ولم يمل فتحة السين هاهنا إمالة خالصة غير الكسائي (8).
__________
(1) يعتبر وجها عنه من هذا الطريق، ولا يقرأ. انظر: (المبسوط) 236، و (الغاية) 309، و (التذكرة) 2/ 415، و (غاية الاختصار) 2/ 556.
(2) هذا الوجه عن شعبة من انفرادات (الجامع) ولم يشتهر عنه.
(3) في (م) الحسن.
(4) وجه انفرادي للبرجمي عن شعبة بضم الميم في السورتين، ولا يقرأ به. وذكر في (المبسوط) 236.
(5) على جعله مصدرا ميميا من (أهلك) الرباعي. (الإتحاف) 2/ 219، و (الفتح الرباني) 212.
والشاهد قوله: لمهلكهم ضموا ومهلك أهله سوى عاصم والكسر في اللام عولا. انظر: ص 67.
(6) في قوله: ومن أوفى بما عاهد عليه الله.
(7) ضم الهاء في (أنسانيه) على الأصل في هاء الضمير، وكسرها لأجل الياء، وحفص لم يصل الضمة بواو، فهو يقرأها وحده كذلك. والباقون كذلك لم يصلوا الكسرة بباء.
قال الناظم: وها كسر أنسانيه ضم لحفصهم ومعه عليه الله في الفتح وصلا.
انظر: المصدرين السابقين، و (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311.
(8) انفرادة سبعية عنه. انظر: (السبعة) 393، (والواضح) 2/ 416.(3/1313)
حرف:
قرأ أبو عمرو {مما علمت رشدا [66] بفتح الراء والشين} [1].
وقرأ ابن عامر في رواية التغلبي (2) عن ابن ذكوان بضم الراء والشين [34/ ب] وكذلك روى هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث موقوفا عليه، قال لنا محمد بن علي، قال لنا ابن مجاهد (3) هكذا في كتابي عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان {رشدا خفيفة.
وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين} [4]، وكذلك روى الأخفش وسائر الرواة عن ابن ذكوان وابن عتبة والوليد وهشام بإسناده عن ابن عامر (5).
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {فلا تسألن [70] بفتح اللام وتشديد النون} [6].
وقرأهما الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون (7). ويأتي الاختلاف في إثبات الياء وحذفها في آخر السورة.
__________
(1) في الحرف انفرادة سبعية عن الإمام البصري، ويروى ذلك من غير السبعة عن أبان عن عاصم. انظر: (المستنير في القراءات) 646، والمصادر السابقة.
(2) انفرادة شاذة لمخالفتها لسائر الرواة عن ابن ذكوان انظر (مختصر الشواذ) 84، و (السبعة) 394، و (المستنير في القراءات) 646، و (الاختيار) 2/ 521.
(3) انظر: (السبعة) 394، وفيه عكس هذه الترجمة حيث قال: = مضمومة الراء والشين وهكذا في كتابي عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان، ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان (رشدا) خفيفة، وقال هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر (رشدا) خفيفة = أهـ.
(4) فضم الراء وإسكانها لغتان بمعنى، وقد اتفقوا على الموضعين المتقدمين. {وهيئ لنا من أمرنا رشدا} {ولأقرب من هذا رشدا أنهما بفتح الراء والشين.
فائدة: سئل الإمام أبو عمرو بن العلاء عن قراءة الفتح، فقال (الرشد) بالضم هو الصلاح، وبالفتح هو العلم وموسى عليه السلام إنما طلب من الخضر عليه السلام العلم، وأما قوله:
} فإن آنستم منه رشدا فقد أجمع على ضمه =.
انظر: (الكشف) 2/ 66، و (التيسير) 117، و (الفريد) 3/ 357) و (النشر) 2/ 312311.
(5) وبما رواه سائر الرواة عن ابن ذكوان القراءة السبعية عنه. انظر المصادر السابقة.
(6) بتشديدها وكسرها على أن نون التوكيد كسرت لمناسبة الياء.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 349، و (الكشف) 2/ 67، و (المستنير) 1/ 320.
(7) تخفيف النون على أن الفعل معرب، والنون للوقاية.
انظر: المصادر السابقة والشاهد: تقدم ذكره في سورة هود.(3/1314)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ليغرق [71] بالياء وفتحها وفتح الراء} {أهلها
[71] برفع اللام، وقرأ الباقون بالتاء وضمها وكسر الراء ونصب اللام} [1].
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو {نفسا زاكية [74] بألف بعد الزاي وتخفيف الياء، وقرأ الباقون بغير ألف وتشديد الياء} [2].
حرف:
قرأ نافع (3) في غير رواية إسماعيل وابن عامر (4) في رواية ابن ذكوان وعاصم (5) في غير رواية حفص {نكرا في الموضعين هاهنا [74و 87] وفي الطلاق [8] بضم الكاف، وروى ابن عتبة} [6] عن ابن عامر الحرف الأول بضم الكاف، وفي الثاني بإسكانها.
وقرأ الباقون ونافع في رواية إسماعيل وابن عامر في رواية هشام والوليد وعاصم في رواية حفص بإسكان الكاف في الثلاثة (7).
__________
(1) قراءة الياء مفتوحة على وزن (يفعل) من (غرق يغرق)، و (أهلها) بالرفع على الفاعلية، وبتاء الخطاب المضمومة على وزن (تفعل) من (أغرق)، و (أهلها) بالنصب على المفعولية.
والشاهد: لتغرق فتح الضم والكسر غيبة وقل أهلها بالرفع راويه فصلا ص 67.
انظر: (الكشف) 2/ 67، و (الفتح الرباني) 212، و (المستنير) 1/ 321، و (تقريب المعاني) 322.
(2) (زاكية) اسم فاعل أي طاهرة من الذنوب، لأنها صغيرة، و (زكية) بتشديد الياء للمبالغة في الزكاة. يقول الشاطبي: ومد وخفف ياء زاكية سما. انظر المصادر السابقة.
(3) وذلك في رواية قالون والمسيبي وأبو بكر بن أبي أويس وورش، بما ذكره الداني في ترجمة قراءة نافع إلا إسماعيل بن جعفر، فإنه يسكن في الكاف، في كل القرآن إلا قوله إلى شيء نكر فإنه بالضم. انظر: (السبعة) 395، و (المبسوط) 237، و (الغاية) 309، و (الجامع في القراءات العشر) 2/ 777، و (المستنير في القراءات) 646، و (إرشاد المبتدئ) 420، و (الاختيار) 2/ 522، و (غاية الاختصار) 2/ 557.
(4) انظر: المصادر السابقة وفي (السبعة) 395، و (المبسوط) 237، و (حجة القراءات) 424، (المستنير في القراءات) 646، ضم الكاف في الموضعين عن ابن عامر بكامله.
(5) انظر: المصادر السابقة، وفيها أنها لأبي بكر عنه، وفي (غاية الاختصار) 2/ 557، بزيادة المفضل عنه.
(6) انظر: (المبهج) 612.
(7) انظر: (التيسير) 118، و (النشر) 2/ 216.(3/1315)
حرف:
قرأ نافع {من لدني عذرا [76] بضمّ الذال وتخفيف النون} [1]، وروى موسى بن إسحاق (2) الأنصاري عن المسيّبي عنه أنها موقوفة حيث وقعت، وروى حمّاد بن بحر عن المسيّبي نونها موقوفة حيث وقعت، وذلك غلط منهما، واختلف عن أبي بكر في ذلك، فروى الكسائي من قراءتي والأعشى (3) عنه بضم الدال وتخفيف النون مثل نافع (4)، وقال أبو عمر (5) عن الكسائي عنه بتخفيف النون لم يزد على ذلك. وقال ابن الجهم عن أبي ثوبة عن الكسائي عنه بفتح اللام وضم الدال والنون خفيفة. وقال ابن جبير عن الكسائي عنه بضم اللام وجزم، وقال أبو عبيد في كتاب (6) القرآن عنه عن أبي بكر يشمّ اللام الضمة مع جزم الدال، وإشمام اللام خطأ منه، وقد قال في كتابه [-6] المعاني عن الكسائي عن أبي بكر بفتح اللام، وهو الصواب، غير أنه لم يذكر الدال هناك، وقال ابن أبي أمية وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم وابن عطارد وأبو عمارة الأحول والتيمي عن الأعشى وخلّاد عن حسين عن أبي بكر بتخفيف النون، لم يذكروا غير ذلك. وروى هارون عن حسين ومحمد بن جنيد عن الأعشى عنه بضم اللام (8) والدال ساكنة والنون خفيفة، وهما في اللام. على أن ابن جبير وأبا عبيد قد تابعاه عن الكسائي عن أبي بكر على ضمّها، فالضمّ لغة (9)،
__________
(1) قرأ: بذلك وحده، لأنه كره اجتماع النونين، فحذف إحداهما، والحذف في الأسماء جائز.
انظر: (السبعة) 396، و (إعراب القرآن) 2/ 467، و (إعراب القراءات) 1/ 407و (الكشف) 2/ 69، و (التيسير) 118.
(2) موسى بن إسحاق أبو بكر الأنصاري الخطمي البغدادي القاضي، ثقة روى عن قالون وأبي هشام الرفاعي وهارون بن حاتم ومحمد بن المسيبي وعنه ابن مجاهد، مات سنة 297هـ. (غاية) 2/ 317.
(3) وعند الإمام ابن مهران في (المبسوط) 237، هذا الحرف عن الأعشى من طريق الشموني ومحمد بن غالب ومحمد القلا.
(4) أي بتخفيف النون. انظر: المصادر السابقة.
(5) وفي (م) أبو عمرو عن.
(6) (6) و (7) الكتابان من مؤلفات أبي عبيدة التي استقى منها الداني، وقد تقدم الأول في حرف (145).
(8) روى هذا الوجه عن شعبة، وفيه انفرادة شاذة عنه، لمخالفته لطرق سائر الرواة عنه.
قال ابن مجاهد عنه: هو غلط، وقال ابن مهران فلا أدري أنه وقع له ذلك.
انظر: (السبعة) 396، و (المبسوط) 237، و (الانفرادات) 2/ 917.
(9) لأن الشذوذ كان من جهة الرواية لا من جهة اللغة. انظر: (الحجة) للفارسي 5/ 162، و (البحر) 6/ 151.(3/1316)
وروى العليمي عن أبي بكر بإسكان الدال وإشمامهما الضم وتخفيف النون (1)، وكذا روى عن حمّاد عن عاصم. وروى معلى بن منصور ويحيى الجعفي والبرجمي، وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع عنه عن أبي بكر مشددة النون (2) وقال ابن جامع: {من لدني [76] مثقل} {عذرا [76] مخفف، وحكى ابن مجاهد عن ابن ثوبان} [3] عن ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم {من لدنّي مشددة، وقال لنا الفارسي قال لنا أبو طاهر: ورأيت أنا في كتاب ابن ثوبان} [4] الذي يرويه عن ابن جامع [35/ أ] عن أبي حمّاد عن أبي بكر {من لدنّي عذرا خفيف والله أعلم. قال أبو عمرو: قوله خفيف، يريد به} {عذرا، واختلف أصحاب يحيى بن آدم فروى عنه خلف مخففة مكسورة النون ويجزم الدال ويشمها الضمة وينصب اللام، قال: وفي أول السورة} {من لدنى مثله وكذا قرأت في رواية الصريفيني عنه، وروى موسى بن حزام عنه بنصب اللام وبجزم الدال مخففة، ويشم ضمة بعد الدال وقبل النون. وروى حسين العجلي والوكيعي وابن شاكر عنه خفيفة النون، وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن أبي بكر عن موسى بن إسحاق عن أبي هشام عنه نصب اللام ورفع الدال.
وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن العجلي والقطيعي عن أبي هشام عنه} {من لدني خفيف لم يزد على ذلك وكذا قال ضرار عن يحيى قال أبو عمرو} [5]:
والإشمام في هذه الكلمة على رواية من رواه عن عاصم، وعن أبي بكر يكون إيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال، وقبل كسر النون كما لخّصه موسى بن حزام عن يحيى بن آدم، ويكون أيضا إشارة بالضم إلى الدال، فلا يخلص لها سكون بل
__________
(1) وبهذا الوجه القراءة السبعية عن شعبة. انظر: (التيسير) 118، و (النشر) 2/ 314.
(2) وجه آخر عنه بتشديد النون.
(3) في الأصل ابن بويان، والصواب ما ذكر أعلاه كما في (م) وقد تقدمت ترجمته.
(4) في (ت) ابن بويان، والتصويب من (م).
(5) بين الإمام أبو عمرو الداني هنا في الجامع الوجهين في إشمام الدال، هل هو بعد سكونها أم باختلاس حركتها، وتبعه في ذلك الحافظ ابن الجزري في (النشر) 2/ 313، فذكر أن أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها، وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني، ولم يذكر غيره في (التيسير) 118، وتبعه على ذلك الشاطبي، وروى كثير منهم اختلاس ضمة الدال، وقد رواه الداني في مفرداته. وهذان الوجهان مما اختص بهما هذا الحرف، وقد ذكرهما البنا في (الإتحاف) 2/ 222، ورجحهما القاضي في (البدور) 195. والله أعلم.(3/1317)
هي على ذلك في زنة المتحرك. وإذا كان إيماء كانت النون المكسورة نون {لدن
الأصلية، كسرت لسكونها وسكون الدال قبلها، وأعمل العضو بينهما ولم تكن النون التي تصحب} [1] يا المتكلم، بل هي المحذوفة تخفيفا لزيادتها، وإذا كان الإشارة بالحركة كانت النون المكسورة التي تصحب يا المتكلم لملازمتها إيّاها كسرت كسر بناء، وحذفت الأصلية قبلها للتخفيف.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل بضم الدال وتشديد النون (2).
حرف:
وكلهم قرأ {يضيفوهما [77] بفتح الضاد وتشديد الياء من ضيفت إذا أنزلته إلا ما رواه أبو زيد وجبلة عن المفضل} [3] عن عاصم {أن يضيفوهما
خفيفة} [4]، من أضفت ومثل الجماعة قرأت (5) له.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {لتخذت عليه [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء من غير ألف، وكذلك روى عبد الحميد بن بكار بإسناده عن ابن عامر، وقرأ الباقون} {لا تخذت بتشديد التاء وفتح الخاء وألف في الخط بعد اللام} [6].
__________
(1) في (م) تصحت.
(2) انظر المصادر السابقة.
والشاطبي يقول: ونون لدني خف صاحبه إلى وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا.
(3) ويروى الوجه أيضا عن ابن الزبير والحسن وأبي رجاء وممن نقل للمفضل هذه الرواية صاحب (التذكرة) 2/ 417، و (المستنير في القراءات) 647، و (المبهج) 613، و (غاية الاختصار) 2/ 557، و (البحر) 6/ 151، و (بستان الهداة) 670، وتعد في القراءة انفرادة شاذة عن عاصم، لمخالفتها المتواتر عنه وعن الجماعة. انظر: (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 29، و (الانفرادات) 2/ 919.
(4) ويلزم من ذلك كسر الضاد وسكون الياء. انظر المصادر السابقة.
(5) وبالذي قرأ به لعاصم نور الله مرقده المتواتر عن عاصم، وعليه العمل.
(6) من قرأ بالتخفيف في (لتخذت) على أنه فعل ماض من (تخذ) الثلاثي، وأدخل اللام التي هي جواب (لو) على التاء، وهي لغة عن بني هذيل. ومن قرأ بتشديد التاء الأولى، فأصله (اوتخذ)، فأبدل من واوه تاء فأدغمت في تاء الافتعال وقيل اتخذ (افتعل) من الأخذ أصله (أأتخذ)، فأبدل من الهمزة ياء لسكونها. وانكسار ما قبلها، فصار (ايتخذ) ثم أبدل من الياء تاء، فأدغموا التاء في التاء. أما رواية ابن بكار عن ابن عامر فتعتبر آحادية.
قال الشاطبي: تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا. انظر: (الحجة) للفارسي 5/ 163، و (الكشف) 2/ 70، و (التيسير) 118، و (البيان) 2/ 115114، و (النشر) 2/ 315، و (المستنير) 1/ 323.(3/1318)
وقد تقدم ذكر الاختلاف في إدغام الذال وإظهارها (1).
حرف:
(2) قرأ نافع وأبو عمرو {أن يبدلهما هاهنا [81]} {ليبدلنهم في النور [55]} {وأن يبدله أزواجا في التحريم [5] و} {أن يبدلنا خيرا منها في نون والقلم [32] بفتح الباء وتشديد الدال في الأربعة} [3]. وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحماد بإسكان الباء وتخفيف الدال فيهن (4).
وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل في (النور) (5) وحدها بفتح الباء وتشديد الدال، وفي الثلاثة المواضع بإسكان الباء وتخفيف الدال. ونا الفارسي، قال:
نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح عن أبي عمر عن أبي عمارة عن حفص (6) أنه قرأها في هذه السورة بالتشديد، وخالفت الجماعة عن حفص (7) فرووا عنه مثل حمزة في الباء كله.
حرف:
قرأ ابن عامر {وأقرب رحما [81] بضم الحاء} [8].
وأسكنها الباقون (9).
حرف:
وكلهم قرأ {ما لم تستطع عليه [78] بالسين} [10] إلا ما رواه أحمد بن
__________
(1) انظر: (جامع البيان) و (التيسير) 42.
(2) في النسختين بدون قرأ، وهي إضافة مقبولة يقتضيها المقام.
(3) من التبديل مضارع (بدّل) كنزل.
انظر: (حجة القراءات) 427، و (الفتح الرباني) 212، و (المستنير) 1/ 324.
(4) من الإبدال مضارع (أبدل)، كأنزل وهما لغتان.
انظر: (السبعة) 397، و (المبسوط) 238، والمصادر السابقة.
(5) الموضع الذي في النور ذكره بعض الأئمة مع نظائره في موضعه الأول، كما في (السبعة) 397، و (المبسوط) 238، وذكره آخرون في مكانه في السورة كما في (التذكرة) 2/ 462، والمؤلف في (التيسير) 132، وتبعه ابن الجزري في (النشر) 2/ 333.
قال الشاطبي: ومن بعد بالتخفيف يبدل هاهنا وفوق وتحت الملك كافية ظللا.
(6) رواية آحادية عن حفص القراءة كنافع، ولكن لا يقرأ بها.
(7) وبما روته الجماعة عنه القراءة السبعية له.
(8) وهو قرأها وحده كذلك. انظر: (السبعة) 397، و (التيسير) 118.
(9) تخفيفا.
(10) وبوجه السين القراءة السبعية للأئمة كما ذكر. انظر المصادر السابقة.(3/1319)
صالح عن ورش وقالون عن نافع (1) أنه قرأ بالصاد.
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر [35/ ب]: {فأتبع سببا [85]} {ثم أتبع سببا
[89] في الثلاثة الأحرف بقطع الألف وإسكان التاء.
وقرأ الباقون بوصل الألف وتشديد التاء فيهن} [2]. وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى (3) عن ابن ذكوان، لم يروه غيره (4).
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وابن عامر وحمزة والكسائي {في عين حامية [86] بألف بعد الحاء وفتح الياء من غير همز} [5].
وقرأ الباقون من غير ألف وهمز الياء (6)، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر (7) لم يروه أحد غيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {فله جزاء الحسنى [88] بالنصب والتنوين وكسره لسكونه وسكون لام التعريف بعده} [8]. وروى التيمي عن
__________
(1) رواية آحادية عن نافع، وتروى كذلك وبتشديد الطاء عن حمزة، وكلها شاذة لمخالفتها المتواتر والمشهور عنهم. انظر: (المستنير في القراءات) 648، و (البستان) 672، و (الانفرادات) 2/ 921.
(2) والقراءتان متقاربتان، والفعل متعد لواحد، وقيل: (اتبع) بالقطع متعد لاثنين، حذف أحدهما. أي: اتبع أمره سببا. انظر: (السبعة) 398397، و (الكشف) 2/ 7372، وفيهما ذكر اتفاقهم واختلافهم في قطع ووصل الهمزة في بقية النظائر. و (شرح الهداية) 2/ 400، و (الإتحاف) 2/ 223، قال الشاطبي: فاتبع خفف في الثلاثة ذاكرا.
(3) هو: الصوري، وقد سبقت ترجمته.
(4) في الرواية انفرادة من طريق الشذائي عن ابن ذكوان مخالفة للمشهور عنه، لا يقرأ بها.
انظر: (التلخيص) 318، و (المبهج) 614، و (النشر) 2/ 314.
(5) كالتي في الغاشية آية [4]، والقارعة [11]، وهو اسم فاعل. انظر: (الكشف) 2/ 73، و (الإتحاف) 2/ 224، و (تقريب المعاني) 323.
(6) تعلل بأنها صفة مشبهة، وهي الطينة السوداء. انظر: المصادر السابقة.
(7) وجه ثان عن شعبة وهو غير متواتر عنه، ولم يذكره المؤلف. وفي (التيسير) 118. قال الشاطبي: وحاميه بالمد صحبته كلا.
(8) (فالحسنى) مبتدأ بمعنى الجنة، و (له) خبر، و (جزاء) مصدر في موضع الحال، وقيل منصوب على التمييز.
انظر: (حجة القراءات) 430، و (البيان) 2/ 116، و (الفتح الرباني) 213.(3/1320)
الأعشى عن أبي بكر بالرفع والتنوين (1) وكسرة للساكنين.
وقرأ الباقون بالرفع من غير تنوين (2). وكذلك روى الشموني وابن غالب عن الأعشى وسائر الرواة عن أبي بكر (3).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص: {بين السدين [93] بفتح السين. وقرأ الباقون بضمها} [4].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {يفقهون قولا [93] بضم الياء وكسر القاف. وقرأ الباقون بفتح الياء والقاف} [5].
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر {يأجوج ومأجوج هاهنا [94] وفي الأنبياء [96] بهمز الاسمين. وروى الشموني والتيمي عن الأعشى عن أبي بكر أنه لم يهمزهما} [6] في السورتين. وكذلك روى أبو هشام وخلاد عن حسين عن أبي بكر، وروى ابن غالب عن الأعشى عنه همزهما، وكذلك روى أبو هشام عن الأعشى والجماعة عن أبي بكر (7) حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر،
__________
(1) رواية آحادية من هذا الطريق، وتعتبر شاذة لمخالفتها المشهور عن شعبة، وعند النحويين يعتبر أجود الوجوه الثلاثة المذكورة.
انظر: (إعراب القرآن) للنحاس 2/ 417، و (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 32، وفيه ذكر المؤلف الوجه من غير نسبه، و (التبيان) 2/ 159)، والانفرادات) 2/ 923.
(2) وذلك على الإضافة وهو مبتدأ مؤخر، وخبره الجار والمجرور قبله.
انظر: (الفتح الرباني) 213، و (المستنير) 1/ 325.
(3) وبما رواه سائر الرواة عنه القراءة السبعية له. انظر: (التيسير) 118، و (النشر) 2/ 315، و (إيضاح الرموز) للقباقبي 440، قال الشاطبي: وصحابهم جزاء فنون وانصب الرفع واقبلا.
(4) الفتح والضم لغتان بمعنى. وقيل: ما كان من فعل الله تعالى فهو (سد) بالضم، وما كان من فعل المخلوقين فهو بالفتح، والله أعلم. انظر: (شرح الهداية) 2/ 402.
يقول الشاطبي: على حق السدين سدا صحاب حق الضم مفتوح.
(5) قراءة ضم الياء من (أفقه يفقه)، ومن فتح فمن (فقه) الثلاثي، وهو اختيار ابن مجاهد.
يقول الشاطبي: وفي يفقهون الضم والكسر شكلا.
انظر: (إعراب القراءات السبع) 1/ 418417.
(6) ممن نقل لشعبة الخلف صاحب (التذكرة) 2/ 419، و (المبسوط) 239، و (الغاية) 312، و (غاية الاختصار) 2/ 559. قلت: ولا يقرأ به من طريق (الحرز).
(7) وبما روته الجماعة عنه بهمز الاسمين المشهور عنه، وعليه العمل. وفي الحرف انفرادة سبعية عن عاصم. انظر: (التيسير) 118، و (النشر) 1/ 395394.(3/1321)
قال: نا العجلي عن أبي هشام، قال: سمعت أبا بكر همزهما، ثم سمعت أبا يوسف قرأهما على أبي بكر فهمزهما.
وقرأهما الباقون بغير همز في السورتين (1).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {خراجا هاهنا [94] وفي المؤمنين [72]} {أم تسألهم خراجا بفتح الراء وألف بعدها في الموضعين، وروى إسحاق الأزرق عن أبي بكر} {خراجا في المؤمنين بالألف، وخالفه الجماعة} [2] عن أبي بكر، فرووه عنه بغير ألف.
وقرأ الباقون في الموضعين بإسكان الراء من غير ألف (3). وقرأ ابن عامر {فخرج ربك [المؤمنون: 72] بإسكان الراء من غير ألف} [4]، وكذلك روى محمد بن خلف التيمي عن الأعشى، وعن ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر (5) لم يروه غيره.
وقرأ الباقون (6) بفتح الراء وألف بعدها.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص {وبينهم سدّا هاهنا [94] وفي الموضعين في يس [9] بضمّ السين في الثلاثة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو
__________
(1) وهما اسمان أعجميان لم ينصرفا للعجمة والتعريف. وقيل هما عربيان، والهمز لغة بني أسد، واختار بعض النحويين ترك الهمز، لأن الأسماء الأعجمية سواه غير مهموزة نحو طالوت وجالوت وهاروت وماروت. قال الشاطبي: ويأجوج ومأجوج أهمز الكل ناصر.
انظر: (إعراب القراءات السبع) 1/ 418، و (الكشف) 2/ 77، و (إملاء ما من به الرحمن) 108، و (تقريب المعاني) 324.
(2) أما الرواية الأولى عنه فهي انفرادية، والقراءة له ما ذكره الجماعة عنه بغير ألف.
انظر: (السبعة) 400.
(3) والخرج والخراج لغتان في مصدر خرج. انظر: (المغني) 2/ 395.
(4) في هذا الحرف انفرادة سبعية عن ابن عامر. انظر: (النشر) 2/ 315.
(5) رواية عن شعبة القراءة كابن عامر في الموضع الثاني في (المؤمنين)، ولكن لم تشتهر عنه.
(6) ومعهم الإمام شعبة في قراءته السبعية.
يقول الشاطبي:
} وحرك بها والمؤمنون ومده ... خراجا شفا واعكس فخرج له ملا.
وإثبات الألف وحذفها موجود في المصاحف، (المقنع) 95، و (مختصر التبيين) لابن نجاح / 821820.(3/1322)
بفتح السين هاهنا، وبضمها في الموضعين في يس. وقرأ الباقون وهم عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي بفتح السين في الثلاثة (1).
حرف:
قرأ ابن كثير {ما مكّنّي فيه [95] بنونين ظاهرتين: الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وكذلك في مصاحف أهل مكة.
وقرأ الباقون بنون واحدة مكسورة مشدّدة وكذلك في مصاحفهم} [2].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (3) وحمّاد: {ردما آتوني [95، 96] بالوصل وكسر التّنوين وهمزة ساكنة بعده من باب المجيء وإذا ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء} [4]، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فروى عنه يحيى (5) بن آدم والعليمي وحسين الجعفي وابن حمّاد وإسحاق الأزرق والكسائي من روايتي دون قراءتي بالقصر من (الجيئة)، حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد (6)، قال: حدّثني إبراهيم بن عمر الوكيعي عن ابنه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر {ردما إيتوني على وزن جيئوني، وكذلك رواه عن يحيى بكسر التنوين، نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحق [36/ أ] عن أبي هشام عن أبي بكر عن عاصم} ردما إيتوني على وزن جيئوني، وكذلك رواه عن يحيى موسى
__________
(1) فتكون مذاهب القراء في موضعي (يس) كالآتي: نافع وابن كثير وأبي عمرو وشعبة اتفاقا منهم على ضم السين، وحفص وحمزة والكسائي بفتح السين فيها.
يقول الشاطبي: وياسين شد علا.
(2) قراءة ابن كثير بالإظهار على الأصل، وفيها انفرادة سبعية عنه، فالنون الأولى: نون (مكّن)، والثانية: التي تصحب ياء الإضافة، والباقون بالإدغام تسهيلا.
انظر: (المصاحف) 55، و (شرح الهداية) 2/ 403، و (المقنع) 104.
يقول الشاطبي: ومكنني أظهر دليلا.
(3) انظر (غاية الاختصار) 2/ 560فقرة (3).
(4) في (م) نا.
(5) ممن أشار إلى رواية يحيى عن أبي بكر بن مهران في (الغاية) 312، وطاهر بن غلبون في (التذكرة) 2/ 419، وهي في قراءاته عن أبيه عن نصر بن يوسف من طريق ابن شنبوذ، ورواها عنه سبط الخياط في (الاختيار) 2/ 525، ولم يبين هل هي في حالة الوصل أم الوقف، ونقلها عن الداني ابن الجزري في (النشر) 2/ 315.
(6) انظر: كتاب (السبعة) 400.(3/1323)
بن حزام وحسين العجلي و (1) الصريفيني نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق الأزرق عن هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم {ردما إيتوني مثله على (جيئوني)، وروى عنه عن الأعشى} [2] والبرجمي وهارون بن حاتم والكسائي من قراءتي {آتوني بالمدّ والقطع في الوصل والابتداء من الإعطاء} [3].
وكذلك حكى ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم عن خلاد وهارون عن حسين عن أبي بكر، وكذلك روى المنذر عن هارون. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عمر بن الحسين، قال: نا المنذر بن محمد، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم {ردما إيتوني [95، 96] من (الإعطاء)} [4]. وكذلك قرأ الباقون (5) وعاصم في رواية حفص.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو {بين الصدفين [96] بضم الصاد وإسكان الدال} [6]. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بضم الصاد وإسكان الدال (7)، وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص.
__________
(1) في النسختين بدون الواو.
(2) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 560.
(3) نقل المؤلف هنا لشعبة الوجهين: أحدهما قصر الهمز، وهو الأشهر. وهو الذي اختاره في (التيسير) 119، وعليه العمل من طريق الحرز وفيه انفرادة سبعية. انظر (البستان) 674.
والثاني: مد الهمز كسائر القراء، وهو اختيار فريق من الأئمة. انظر: (النشر) 2/ 315واختار له البعض القراءة بالوجهين كابن غلبون في (التذكرة) 2/ 419، ومكي في (الكشف) 2/ 79، وابن الجزري في (النشر) 2/ 316315. قلت: وعليه العمل من طريق الطيبة. والله أعلم.
انظر: (شرح الطيبة) 1/ 271.
قال الشاطبي: واهمز مسكنا لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا لشعبة
وقال الجزري: آتون همز الوصل فيهما صدق خلف
(4) انظر: وجهتي القراءتين وتوجيههما في كتاب (الحجة) للفارسي 5/ 175وما بعدها و (الكشف) 2/ 79فإنه مهم.
(5) فائدة: استحب ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 420، أن لا يعتمد القارئ الابتداء بالفعل لأحد من القراء، لأنه من كلام ذي القرنين، فهو متصل بما قبله.
(6) في بالنسختين وإسكان، والصواب ضم الدال. انظر: (التيسير) 119، و (النشر) 2/ 316.
وغيرهما.
(7) أي: تخفيفا من القراءة التي قبلها، وشعبة منفرد بها في القراءة السبعية.
انظر: (التيسير) 119، و (المغني) 2/ 397، و (الهادي) 3/ 26(3/1324)
وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل بفتح (1) الصاد والدال. وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص، خالف أبا عمر الدوري عنه، وهو الصواب. وحكى عمرو بن الصباح عن حفص أنه خالف عاصما في قوله:
{الصدفين وذكر عن حفص أن عاصما كان يقرؤه بضم الصاد وسكون الدال. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني ابن منيع} [2]، قال:
حدّثني جدّي (3) قال: نا حسين المروزي عن حفص عن عاصم بنصب الصّاد والدال.
قال عاصم: ما خالفت (4) أبا عبد الرحمن (5) في حرف أعلمه إلا أنني اعتدت هذا الحرف من زر (6) وشقيق (7)، قال أحدهما: كيف يقرأ أبو عبد الرحمن؟ قلت:
{الصدفين، فقال: ويحك هو إلا حذف} [8]، فاعتدت أقرأ الصدفين، حدّثنا
__________
(1) في النسختين بضم، والصواب بفتح، وهي لغة أهل الحجاز. (الإتحاف) 2/ 227.
(2) أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر الأصم مروروذي الأصل، ثقة، روى القراءة عن حسين المروذي عن حفص، وعنه سبطه عبد الله بن محمد البغوي، مات سنة 244هـ.
(تاريخ بغداد) 5/ 160، و (غاية) 1/ 139.
(3) لم أعثر عليه في المصادر التي لدي.
(4) في: (م) ما خالف.
(5) هو شيخ عاصم، عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي، مقرئ الكوفة ولأبيه صحبة وولد هو في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ القرآن وجوده، وبرع في حفظه، أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم، انظر: (حلية الأولياء) 4/ 191، و (التيسير) 4/ 267، و (تاريخ بغداد) 9/ 430.
(6) زر بن حبيش بن حباشة أبو مريم، ويقال أبو مطرف الأسدي الكوفي، عرض على عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان، عرض عليه عاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش، مات في زمن الحجاج سنة 82، ثقة جليل. (حلية الأولياء) 4/ 181، وغاية 1/ 294، وتقريب التهذيب 1/ 258).
(7) شقيق بن سلمة أبو وائل الكوفي الأسدي، إمام كبير أدرك النبي، ولم يره، روى عن عمر وعثمان وغيرهم، وروى عنه الأعمش ومنصور، مات في زمن الحجاج سنة 82هـ ثقة مخضرم (سير النبلاء 4/ 161، وطبقات ابن سعد 6/ 181، وغاية 1/ 328، وتقريب التهذيب 1/ 354).
(8) هنا كلمة، لم اهتد لقراءتها، وصورتها هكذا (الحل). يقول الشاطبي: وسكنوا مع الضم في الصدفين عن شعبة الملا.(3/1325)
الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر، قال: حدّثني أهيب (1)، قال: نا الحسن بن المبارك عن أبي حفص (2)، قال: نا زرعان (3) عن أبي عمرو عن عاصم أنه كان ربما قرأ {الصدفين فيقول: هذا ما اعتدته من زر وكانت قراءته النصب.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد} [4] والمفضل وحمزة (5) وابن عامر في رواية ابن عتبة (6) عن أيوب عن يحيى عنه، قال: {ائتوني [96] بوصل الألف وهمزة ساكنة بعدها من المجيء، وإذا ابتدءوا كسروا الألف وأبدلوا الهمزة. واختلف في ذلك عن أبي بكر} [7]. فروى عنه العليمي والكسائي من غير قراءتي ويحيى الجعفي وابن عطارد وعبيد بن نعيم وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد وهارون بن حاتم وحسين بن علي من رواية خلّاد وهارون عنه، قال: {ائتوني بالقصر، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسين، قال: نا المنذر، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم، قال:} {ائتوني من المجيء. وروى عنه الأعشى وإسحاق الأزرق والبرجمي والكسائي من قراءتي} {آتوني بالمد من العطية، واختلف أصحاب يحيى بن آدم} [8] عنه، فروى الرفيعي (9) والوكيعي والصريفيني وحسين العجلي وموسى بن حزام عنه عن أبي بكر بالقصر، وروى عنه خلف ومحمد بن المنذر وضرار بن صرد بالمدّ (10). وبذلك قرأ الباقون.
__________
(1) هو: وهب بن عبد الله أبو بكر المروذي البغدادي، روى عن الحسن بن المبارك عن عمرو ابن الصباح عن حفص، وعنه أبو بكر بن مجاهد. (غاية النهاية) 2/ 361.
(2) هو عمرو بن الصباح صاحب حفص، وقد تقدم.
(3) زرعان بن أحمد أبو الحسن الطحان الدقاق البغدادي، عرض على عمرو بن الصباح وكان مشهورا في أصحابه، وعنه علي بن محمد الفلاشي. (غاية) 1/ 294.
(4) وفي (غاية الاختصار) 2/ 560، والسّراج عن حماد.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 420، و (السبعة) 401، و (التيسير) 119.
(6) رواية ابن عتبة آحادية غير مشتهرة، والمؤلف لم يذكرها في (التيسير) 119. وانظر (المستنير في القراءات) 650، و (المبهج) 617.
(7) وقد نقل له الخلاف أيضا في (التيسير) 119، وتبعه الشاطبي وعليه العمل، انظر: (البدور الزاهرة) 196.
(8) في (م) عن أبي بكر عنه.
(9) هو: أبو هاشم المتقدم.
(10) وعند ابن مجاهد في (السبعة) / 400عن يحيى وجه المد فقط.(3/1326)
حرف:
قرأ حمزة (1): {فما اسطاعوا [97] بتشديد الطاء، يريد فما استطاعوا، فأدغم} [2] التاء في الطاء، وجمع بين ساكنين في الوصل، والجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع (3) ومما يقوّي ذلك ويسوّغه أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك، فكأن الساكن الأول قد ولي متحركا. واختلف في ذلك عن الأعشى عن أبي بكر، فروى عنه [36/ ب] التيمي الموافقة لحمزة على تشديد الطاء، وروى الشموني عنه من غير رواية النقار عن الخياط في: {اصطاعوا [97] بالصاد وتشديد الطاء} [4] أيضا. ونا فارس بن محمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {فما اسطاعوا بالسين خالصة، ولم يذكر الطاء. فقرأت له من طريقه بتخفيفها} [5]، وكذلك قرأت من طريق ابن غالب عن الأعشى. وقرأت من الطريقين بالسين خالصة. وروى أحمد بن صالح (6) عن ورش وقالون عن نافع فما اصطاعوا أيضا بالصّاد مثل ما رواه الشموني عن الأعشى.
__________
يقول الشاطبي: والثاني فشا صف بخلفه ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا ورد قبل همز الوصل والغير فيهما بقطعهما والمد بدءا وموصلا
(1) حمزة وحده في جميع الروايات إلا رواية خلاد عن سليم.
انظر: (الغاية) 313، و (المبسوط) 240، و (المستنير في القراءات) 650، و (الاختيار) 2/ 526.
(2) لقرب المخرج واتحاده. انظر: (الكشف) 2/ 80، و (الإتحاف) 2/ 227.
(3) طعن بعضهم في هذه القراءة من حيث الجمع بين ساكنين، ليس أولهما حرف مد ولين، بأنه مردود وبعيد على غير الحد، ونرد عليهم بأنها متواترة، وقارئها إمام حبر، ما كان يقرأ إلا بأثر.
انظر: (الكشف) 2/ 80، و (البرهان في توجيه متشابه القرآن) 122، و (الفريد) 3/ 373، و (إملاء ما من به الرحمن) 109، و (الإتحاف) 2/ 227.
(4) هنا خلف عن شعبة من هذه الطرق. الأول: القراءة بالسين وتشديد الطاء كحمزة، والثاني:
بالصاد مع التشديد. وكل ذلك لا يقرأ به لانفراده، ومخالفته المشهور عنه. انظر: (التذكرة) 2/ 420، و (المستنير في القراءات) 650، و (البحر) 6/ 165، و (الانفرادات) 2/ 926.
(5) انظر: (التيسير) 119، و (النشر) 2/ 316، وعليه العمل.
(6) رواية آحادية عن نافع من هذا الطريق ولم تذكر في (التيسير) 119، ولا يقرأ بها.(3/1327)
وقرأ الباقون (1) ذلك بالسين وتخفيف الطاء (2).
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية المفضل وحمزة والكسائي {جعله دكّاء [98] بالمدّ والهمز من غير تنوين. واختلف عن أبي بكر} [3] فروى خلّاد وهارون جميعا عن حسين والتيمي عن الأعشى عنه بالتنوين من غير مدّ ولا همز، وكذلك من غير تنوين. وقرأ الباقون بالتنوين من غير مدّ ولا همز. وكذلك روى المفضل عن عاصم، وقد ذكر في الأعراف (4).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر (5) وابن غلبون في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان (6) {قبل أن ينفد بالياء، وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم.
وقرأ الباقون بالتاء} [7]، وكذلك روى الأخفش وسائر الرواة عن ابن ذكوان والجماعة (8) عن أبي بكر.
__________
(1) ومعهم نافع فيما اشتهر عنه. من باقي طرقه.
(2) أصله (اسطاعوا) حذفت التاء تخفيفا لزيادتها، ولموافقة الخط، وحتى لا يؤدى إلى جواز ما لا يجوز إلا في شاذ الشعر من التقاء الساكنين، ليس الأول حرف لين.
انظر: (الكشف) 2/ 81، و (الفريد) 3/ 373.
ملحوظة: قد أجمعوا على إظهار (وما استطاعوا). انظر: (الإتحاف) 2/ 227.
يقول الشاطبي: وطاء فما استطاعوا لحمزة شددوا.
(3) اختلافان عن شعبة الأول: منهما القراءة كنافع بالتنوين من غير مد ولا همز، ولكن لا يشتهر عنه من الطريق المذكور. والثاني: كالأول إلا أنه من غير تنوين، وفيه انفرادة شاذة لمخالفته المتواتر والمشهور عن شعبة وعن الجماعة، وهو من انفرادات (الجامع) عن غيره، والمشهور عن شعبة القراءة كالكوفيين بالمد، والهمز من غير تنوين، وعليه العمل. انظر: (التيسير) 119، و (المستنير في القراءات) 650، و (النشر) 2/ 316، و (الانفرادات) 2/ 927.
(4) انظر: (السبعة) 402، و (التيسير) 119، و (الإتحاف) 2/ 228، وحرف [32] في البحث.
(5) في (م) وابن غلبون.
(6) رواية لابن ذكوان وشعبة القراءة بالياء، ولكن لم تشتهر وتتواتر عنهما.
انظر: (التيسير) 119، و (المفتاح في اختلاف القراء السبعة) 120، و (الاختيار) 2/ 526.
(7) الياء على التذكير والتاء للتأنيث، لأن (كلمات) مؤنث غير حقيقي.
(الكشف) 2/ 82، و (الإتحاف) 2/ 288.
(8) وبما رواه سائر الرواة عن ابن ذكوان والجماعة عن أبي بكر المشهور عنهما، وعليه العمل.(3/1328)
حرف:
وكلهم قرأ {بمثله مددا بفتح الميم من غير ألف بين الدالين، إلا ما رواه أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص} [1] عن عاصم: {بمثله مددا بكسر الميم وألف بعد الدال، وخالفه في ذلك سائر أصحاب حفص، فرووا عنه كالجماعة} [2].
في هذه السورة من ياءات الإضافة تسع:
أولاهن: {قل ربي أعلم [22]} {ولا أشرك بربي أحدا [38، 39]} {ولم تكن [43]} {فعسى ربي أن يؤتين [40] فتحهنّ الحرميان وأبو عمرو} [3] وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنهنّ الباقون (4).
{ستجدني إن شاء الله [69] فتحها نافع وأسكنها الباقون} [5].
{معي صبرا [67] في هذه المواضع فتحهنّ عاصم في رواية حفص، وأسكنهنّ الباقون} [6].
{من دوني أولياء [102] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر} [7] في رواية ابن بكّار عن أيوب، وفي رواية ابن المعلى عن ابن ذكوان.
وأسكنها الباقون (8).
__________
يقول الشاطبي: وأن ينفذ لتذكير شاف تأولا
وانظر: (التيسير) 119، و (المفتاح في اختلاف القراء السبعة) 120، و (البدور) 197.
(1) ويروى أيضا عن ابن مسعود وابن عباس والأعمش بخلاف، ومجاهد وأبي عمرو وغيرهم، وفيه انفرادة شاذة، انظر: (مختصر الشواذ) 85، و (المبهج) 619، و (البحر) 6/ 169، و (البستان) 676، و (الانفرادات) 2/ 930.
(2) والقراءة له بما وافق الجماعة.
(3) والقراءة السبعية للثلاثة بذلك. انظر: (السبعة) 402، و (التيسير) 119، و (موجز في القراءات) 234، و (النشر) 2/ 316.
(4) وكذا ابن عامر في القراءة السبعية، ورواية ابن بكار عنه غير متواترة. انظر: المصادر السابقة.
(5) انظر: المصادر السابقة.
(6) انظر: المصادر السابقة.
(7) وجه آحادي عنه بالفتح.
(8) وكذا الإمام ابن عامر في القراءة المقبولة عنه. انظر: المصادر السابقة.(3/1329)
وكلهم سكن الياء من قوله: {أن يتخذوا عبادي [102] إلا ما رواه محمد بن عمرو الباهلي عن المسيّبي عن نافع وأحمد بن المعلى عن ابن ذكوان عن ابن عامر أنهما فتحاها، ولم يرو ذلك عنها أحد غيرهما} [1].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ست:
أولهن {فهو المهتد [17] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو، وحذفها الباقون في الحالين} [2]. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون، لم يروه غيره {أن يهدين [24]} {إن ترن [39]} {أن يؤتين [40]} {ما كنّا نبغ [64]} {على أن تعلمن [66] أثبتهنّ في الوصل والوقف ابن كثير} [3]، وروى الزينبي عن ابن فليح حذفهن في الحالين إلا {نبغ [64] وحدها، فإنه أثبتها في الحالين، وبإثباتهن في الحالين قرأت لابن فليح} [4]، وأثبتهن في الوصل دون الوقف نافع وأبو عمرو (5)، واختلف عن ورش في {إن ترن أنا [39] وحدها، فروى عنه أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود وأحمد بن صالح أنه حذفها في الحالين} [6]. وروى عنه يونس ومواس بن سهل الأصبهاني (7) عن أصحابهما عنه (8) أنه أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف. وكذلك روى إسماعيل والمسيّبي وقالون عن نافع حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس، قال: أقرأني عثمان (9) إن ترني بالياء. قال أبو عمرو: وقد حكى أبو طاهر بن أبي هاشم رحمه
__________
(1) انفرادة شاذة في فتح الياء، لمخالفتها قراءة الجماعة.
قال الشاطبي: ثلاث معي دوني وربي بأربع وما قبل إن شاء المضافات تجتلا
(2) ورواية أبي سليمان آحادية انظر: (التيسير) 119، و (النشر) 2/ 316.
(3) انفرادة سبعية عنه بإثبات الياء، في الحالين.
(4) والقراءة له بذلك. انظر: المصدرين السابقين، و (المبسوط) 241.
(5) انظر: المصادر السابقة، و (الكشف) 2/ 83.
(6) ذكر له هذا الوجه ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 422، وابن مهران في (المبسوط) 241، من طريق البخاري، وعليه العمل.
(7) مواس بن سهل أبو القاسم المعافري المصري، مقرئ مشهور ثقة، ابن أخت أبي الربيع الرشديني، قرأ على يونس بن عبد الأعلى وداود بن أبي طيبة، وعنه البلخي ومحمد الأصبهاني. (غاية) 2/ 316.
(8) وجه عن ورش كقالون، ولكن لم يشتهر عنه.
(9) يعني به الإمام ورشا رحمه الله.(3/1330)
الله تعالى أن أبا الأزهر وداود رويا عن ورش إثبات هذه الياء في الوصل، ولا أدري أين وجد ذلك مسطرا عنهما ولا عن من رواه [37/ أ] أيضا. أهل الأداء مجمعون على خلاف ما حكاه، والنص الوارد عنهما في كتابيهما ينفيه (1) ويردّه، وذلك أنهما ذكرا فيهما عن ورش أن جملة الياءات اللواتي أثبتهنّ في الوصل سبع وأربعون وأتيا بهن بابا إلى آخرهن، ولم يذكرا في الجملة هذه الياء، فدلّ ذلك دلالة قاطعة من طريق النص على أن روايتهما عن ورش حذفها في الحالين، وأثبت الكسائي (2) الياء في الوصل وحذفها في (3) الوقف. في قوله: {ما كنّا نبغ [64] وحدها، وحذفها في الحالين فيما عداه. وقد رواه الحلواني عن أبي عمر عنه أنه حذف الياء من} {نبغ
في الحالين، وهو وهم لأن جميع أصحاب الكسائي وأصحاب أبي عمر على إثباتها في الوصل، ونا عبد الرحمن بن عمر، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه أثبت الياء في} {ما كنا نبغ إذا وصل فإذا وقف لم يثبتها وروى ابن شاهي عن حفص} [4]: {أن يهدين وحدها بإثبات الياء في الوصل لم يروه عنه غيره، وحذفها الباقون الخمسة في الحالين، فأمّا قوله:} {فلا تسألني عن شيء [70] فأجمعوا على إثبات الياء فيه وصلا ووقفا لثبوتها رسما في كل المصاحف، إلا ما كان من ابن عامر من طريق ابن ذكوان، فإنه اختلف عنه} [5] في ذلك فحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الثعلبي عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر {فلا تسألن [70] اللام محركة والنون مكسورة بغير ياء.
وكذلك روى أحمد بن أنس وإسحاق بن داود} [6] ومضر بن محمد الضبي (7) عن ابن
__________
(1) في (م) بنفيه.
(2) انظر: (السبعة) 403، و (المبسوط) 241.
(3) في (م) بدون في.
(4) رواية آحادية عن حفص، وهي كما قال، لم يروه عنه غيره.
(5) أشار المؤلف رحمه الله إلى هذا الاختلاف وهو الحذف. في الحالين أو الإثبات في الحالين، عن ابن ذكوان في (التيسير) 120، مقدما ذكر وجه الحذف عنه، ثم ذكر الخلف عن الأخفش وكذا العلامة ابن الجزري في (النشر) 2/ 313312، مبينا أن وجه الإثبات أشهر كالجماعة، وزاد عن بعضهم عنه الحذف في الوصل دون الوقف، ثم صحح الوجهين عنه نصا وأداء. أهـ.
(6) لم أقف على ترجمته بعد البحث.
(7) مضر بن محمد بن خالد أبو محمد الضبي الأسدي الكوفي، معروف وثقوه، روى عن(3/1331)
ذكوان. وكذلك روى الوليد عن يحيى، واختلف عن الأخفش (1) عنه، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين عن ابن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان أنه حذف الياء في الحالين، وكذلك ذكر الأخفش عنه في كتابه العامّ. وذكر في كتابه الخاص عنه إثباتها في الحالين، وبذلك قرأت على الفارسي عن النقّاش عنه، وعلى أبي الفتح عن عبد الباقي عن أصحابه عنه، وكذلك روى أبو إسماعيل الترمذي (2)
والحسن بن إسحاق وابن خرزاد وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان. وقرأت على أبي الحسن عن قراءته بالحذف والإثبات جميعا، وروى هشام وابن عتبة عنه عن ابن عامر إثبات الياء (3) في الحالين. وأنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال:
نا ابن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {فلا تسألنّ [70] مثقلة، وفي كتابه ياء ثابتة. ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام بياء مشددة النون.
وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر} {أن يهدين [24] بالياء} [4]، لم يروه عنه غيره.
__________
أحمد البزي وحامد البلخي وعبد الله بن ذكوان وإبراهيم العلاف وعبد الرحمن بن داود، وعنه أبو بكر بن مجاهد وأحمد الواسطي وابن شنبوذ وعلي بن سهل وأبو بكر بن مقسم.
(غاية) 2/ 299.
(1) انظر: (التيسير) 120.
(2) في (م) المريدي.
(3) والقراءة السبعية لهشام بهذا الوجه. انظر: المصدر السابق، و (النشر) 2/ 313.
(4) وجه آحادي عن ابن عامر بإثبات الياء في الحرف، مخالف للمشهور عنه، ولا يقرأ به.(3/1332)
سورة مريم
ذكر اختلافهم في سورة مريم عليها (1) السلام:
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (2) وحمّاد [-2] والكسائي (4): {كهيعص [1] بإمالة فتحة الهاء والياء جميعا. وقرأ عاصم في رواية حفص} [5] بإخلاص فتحهما.
واختلف عن أبي بكر عنه، فروى يحيى (6) بن آدم والعليمي وأبو عبيد عن الكسائي عنه بإمالة فتحة الهاء والياء. وروى الأعشى والبرجمي وأبو عمر وابن جبير عن الكسائي عنه بإخلاص فتحهما (7)، وروى محمد بن المنذر عن يحيى بفتح الهاء ويشمّ الهاء كسرة (8)، وخالفه خلف، فروى عنه بكسر الهاء والياء، وقرأ ابن عامر (9)
وحمزة (10) بإخلاص فتحة الهاء وإمالة فتحة الياء، واختلف عن نافع (11) فروى أبو
__________
(1) في (م) عليهما. وهي مكية استثنى بعضهم منها آيتين آية (السجدة) والثانية وإن منكم إلا واردها كذا في (الإتقان) للسيوطي. وعدد آياتها تسعون وتسع للمدني الأخير والمكي، وثمان في عدد الباقين.
انظر: (البيان في عد الآي) 81، و (فنون الأفنان) 291، و (مرشد الخلان) 104.
(2) (2) و (3) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 562.
(4) انظر: (التيسير) 120، و (البدور الزاهرة) 195، و (إرشاد القراء) 34، و (الكافي في قراءة الإمام الكسائي) 247.
(5) انظر: (التيسير) 120، و (الإرشادات الجلية) 286.
(6) انظر: (المبسوط) 242، و (الغاية) 314، و (التذكرة) 2/ 423، و (غاية الاختصار) 2/ 562، والقراءة لشعبة بإمالتها. انظر: (التيسير) 120، و (البدور) 198، و (أوضح المعالم) 48.
(7) وجه ثان لشعبة من ذلك الطريق.
(8) وجه ثالث لشعبة من رواية ابن المنذر عن يحيى.
(9) وفي (غاية الاختصار) 2/ 562، شامي إلا الداجوني عن هشام وفي (النشر) 2/ 68، قوله:
وهذا هو المشهور عن هشام، وبه قطع له ابن مجاهد وابن شنبوذ والحافظ أبو عمرو يعني الداني من جميع طرقه في جامع البيان وروى جماعة له الفتح كصاحب التجريد والمهدوي. وفي (الغاية) 314، ذكر إمالة الياء لابن ذكوان فقط.
(10) انظر: المصدرين السابقين، و (التيسير) 120، وزاد صاحب (الاختيار) 2/ 529، حمزة إلا العبسي.
(11) هذا الاختلاف عن نافع نقله له عدد من الأئمة، فمنهم من قطع له بالفتح في الهاء والياء قولا(3/1333)
عبيد وأبو عمر من رواية محمد بن أحمد البرمكي عنه عن إسماعيل {كهيعص بين الكسر والفتح، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن إسماعيل، وروى ابن جبير عن الكسائي عنه يفخّم} [1] الهاء والياء، وروى ابن سعدان والمسيبي وابن جبير عن المسيّبي مفتوحة الهاء والياء، وهو قياس [37/ ب] قول أصحاب قالون (2) لأنهم قالوا: {طه [طه: 1] بفتح الطاء والهاء. وروى خلف عن المسيّبي بفتح الهاء والياء يشمّ الكسر قليلا.
حدّثنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد} [3] عن أصحابه عن المسيّبي عن أبيه الهاء والياء بين الكسر والفتح، وروى الحلواني عن قالون بفتح الهاء والياء. وروى أحمد بن صالح عنه وعن ورش الكاف (4) والهاء والياء بين الفتح والكسر، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش كما يخرج من الفم وسطا من اللفظ. وروى الأصبهاني عن أصحابه عنه بالتفخيم (5)، وقرأت في رواية الجمع عن نافع ما خلا الأصبهاني الهاء والياء بين بين. حكى لي ذلك أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه، وحكاه لي أيضا أبو الحسن عن قراءته في روايته قالون وورش وابن خاقان عن قراءته في رواية ورش، وحكى لي أبو الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه في رواية الأربعة عن نافع بإخلاص الفتح (6) للهاء والياء.
__________
واحدا كابن زنجلة في (حجة القراءات) 437، وابن أبي العز في (إرشاد المبتدئ) 426، وسبط الخياط في (الاختيار) 2/ 529، و (المبهج) 621، وغيرهم. ومنهم من نقل له التقليل فيهما وجها واحدا كابن غلبون في (التذكرة) 2/ 423، والمؤلف في (التيسير) 120، وغيرهما.
قلت: وعليه العمل لورش. انظر: (البدور الزاهرة) 196، ومنهم من نقل الوجهين معا كابن مجاهد في (السبعة) 406، وابن خالويه في (إعراب القراءات) 2/ 5، ومكي في (التبصرة) 585، وعنده التقليل أشهر، وابن الجزري في (النشر) 2/ 6867، وتبعه البنا في (الإتحاف) 2/ 231.
(1) أي يفتح.
(2) ومن طريق (النشر) له الفتح من رواية العراقيين قاطبة، وفي (الهداية والهادي) فمن طرق المغاربة عنه (النشر) 2/ 67.
(3) انظر: كتاب (السبعة) 406.
(4) رواية آحادية بالتقليل في (الكاف) عن ورش وقالون، وهي من انفرادات (الجامع).
(5) ومن طريق (النشر) انفرد الهذلي عنه عن ورش بالتقليل. انظر: (النشر) 2/ 68، و (القول الأصدق) 26.
(6) طريق أبي نشيط، وهي طريق التيسير لقالون الفتح والقراءة له. بذلك، وما ذكره الشاطبي(3/1334)
واختلف عن ابن كثير، فروى الحلواني عن القوّاس وابن مجاهد وابن ثويان عن قنبل (1) بفتح الهاء والياء، وكذلك قرأت في رواية البزّي وابن فليح وقنبل. وروى الخزاعي عن أصحابه {كهيعص بين الفتح والكسر} [2]، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا ابن مخلد عن البزّي (3) الهاء مفتوحة والياء مكسورة. قال أبو عمرو: وكذا ذكره البزّي في كتابه، ولا يعرف أهل الأداء عنه غير إخلاص الفتح (4).
واختلف عن أبي عمرو، فروى أبو عبد الرحمن وإسماعيل ابنا اليزيدي وابن شجاع عن اليزيدي عنه الهاء (5) مكسورة والياء مفتوحة (6)، زاد ابن شجاع والكاف مفتوحة.
وكذلك نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا السبيعي (7) عن أبي عمر عن اليزيدي كقول ابن شجاع، وكذلك قال لنا محمد بن أحمد، قال لنا ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي، وبذلك قرأت على الفارسي عن قراءته على أبي طاهر عن ابن مجاهد، وعلى أبي الفتح عن قراءته في رواية ابن شجاع وعبد الوارث (8)، وفي رواية الدوري وأبي أيوب الخيّاط (9) وأبي الفتح الموصلي (10) وأبي شعيب من طريق ابن عمران عنه عن اليزيدي، وعلى أبي الحسن عن قراءته في رواية الدوري والسوسي عن اليزيدي، وقال: نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر والذين أدركناهم من أصحاب أبي
__________
من التقليل فيهما لقالون فخروج من طريق الشاطبية.
انظر: (النشر) 2/ 67، و (البدور الزاهرة) 198، و (الإرشاد الجلية) 286.
(1) وبهذا الوجه القراءة السبعية عنه. انظر: المصادر السابقة.
(2) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 562.
(3) وجه آحادي عن البزي بإمالة الياء، ولم يشتهر عنه، فلا يقرأ به.
(4) والقراءة السبعية له بذلك. انظر: (التيسير) 120، و (البدور الزاهرة) 198.
(5) في (م) الياء.
(6) والقراءة لأبي عمرو بذلك. انظر: المصدرين السابقين.
(7) هو: إسماعيل بن يونس السبيعي، وقد تقدم ذكره.
(8) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان أبو عبيدة العنبري البصري، إمام حافظ مقرئ ثقة، عرض على أبي عمرو، وروى عنه ابنه عبد الصمد والزهراني وأحمد القرشي، وكان ثقة حجة موصوفا بالعبادة والدين والفصاحة، ولكنه اتهم بالقدر، ولم يثبت عنه، من الطبقة الخامسة عند الذهبي من العاشرة في التقريب، مات سنة 108هـ. (تقريب) 1/ 527، و (معرفة) 1/ 163، و (غاية) 1/ 478.
(9) هو: سليمان بن أيوب بن الحكم أبو أيوب الخياط البغدادي، مقرئ جليل، قرأ على اليزيدي، وعنه أحمد المعذل والدقاق وعلي بن مروان، مات سنة 235هـ. (غاية 312).
(10) هو: عامر بن عمر الموصلي، وقد تقدمت ترجمته.(3/1335)
عمر (1) لا يعرفون غير ذلك. وروى ابن جبير والسوسي بخلاف عنه وابن فرح عن أبي عمر فيما حكاه لنا أبو الفتح عن قراءته عن اليزيدي بكسر الهاء والياء جميعا (2)، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر عن أحمد بن علي الخزاعي (3) عن أبي عمر عن اليزيدي {كهيعص [1] بين ذلك بكسر الهاء والياء، ونا الخاقاني، قال: نا الحسن بن رشيق، قال: نا أحمد بن شعيب، قال: عن اليزيدي عن أبي عمرو} [4] {كهيعص الكاف} [5] مفتوحة بين النصب والخفض والهاء والياء مكسورتان، ونا الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن أبي شعيب عن اليزيدي الكاف مفتوحة بين النصب والخفض لم يزد على ذلك شيئا، ولم يذكر الهاء والياء، قال أبو عمرو: بإمالة فتحة الهاء والياء، قرأت في رواية السوسي (6) من غير طريق ابن عمران النحوي عنه على أبي الفتح عن قراءته، وروى ابن سعدان عن اليزيدي في مجرّده بكسر الهاء، ولم يذكر الياء. وروى في جامعه (7) الهاء بين التفخيم والكسر والياء مكسورة. وروى أبو خلّاد ومحمد بن مخلد، قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي في {كهيعص كلها مفتوحة، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا أبو بكر عن أبي عمر عن اليزيدي} {كهيعص بفتح ذلك، ولم يذكر أبو حمدون عن اليزيدي [38/ أ] في ذلك شيئا، وأظهر ذلك الهجاء في قوله:} كهيعص عند الذال من ذكر بخلاف عن ورش وقالون والمسيّبي وابن كثير وعاصم، وأدغمها الباقون. ونا
__________
(1) في (م) أبي عمرو.
(2) وذكر أن هذه الرواية أيضا بإسنادها في (المبسوط) 242، و (الموضح في الفتح والإمالة) 615613.
(3) هو: إسحاق بن أحمد الخزاعي، وقد تقدمت ترجمته.
(4) في (م) عن أبي عمر.
(5) وجه عن أبي عمرو بالتقليل في الكاف، ولكن لم يشتهر عنه.
(6) وفي (الإقناع) 425، وجه إمالتها عنه من طريق ابن جرير والنقاش، وانظر: (النشر) 2/ 69.
وقال: صاحب (الإتحاف) 2/ 232، وما في التيسير من أنه قرأ بها أي إمالة الياء للسوسي على فارس بن أحمد ليس من طريق أبي عمران، التي هي طريق التيسير والعذر للشاطبي في اتباعه. أهـ.
وانظر: ذلك مختصرا في (البدور) 198، و (الإرشادات) 286.
(7) وجه آحادي بالتقليل في (الهاء)، وتقدم الأول الذي عليه العمل.(3/1336)
محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد (1)، قال: نا الحسن بن مالك، قال: نا أحمد بن صالح عن قالون وورش عن نافع: نون العين مبينة (2) ودال (3) صاد غير مبينة وموضعها دال (4). وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع أنه يدغم الصاد عند الذال (5) ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن سعدان، قال: نا إسحاق عن نافع أنه يدغم الصّاد عند الذال، وروى ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي أنه بين الصاد (6).
قال أبو عمرو: ولم يرو عن نافع إظهار نون العين عند الصاد غير أحمد بن صالح وإظهارها عندها إظهارا خالصا غير معروف من مذاهب القرّاء، لأن الصاد من حروف الفم وحكم النون معهن أن تكون مخفاة، والمخفي ليس بمظهر خالص، ولا مدغم (7)
محض بل هو بمنزلة من المنزلتين. قال أبو عثمان المازني (8) بيان النون مع حروف الفم لحن، ولعل أحمد بن صالح قد جعل الإظهار عبارة عن الإخفاء مجازا واتّساعا كما يجعل الكسر عبارة عن الإمالة والضمّ عبارة عن الإشمام في نظائر كذلك، فإن كان ذلك فما حكاه من البيان غير خارج عن الصواب إذ ليس على الحقيقة بل هي على المجاز على أن البيان لا يمتنع هاهنا من حيث كانت حروف الهجاء مبنية على الانفصال مما (9) بعدها والأخذ به.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد {زكريا إذ ناد [2، 3] و} {يا زكريا إنا نبشرك [7] وفي الأنبياء [89]} وزكريا إذ نادى بتحقيق
__________
(1) انظر: (السبعة) 406، وفيه نون العين، غير مبينة.
(2) أي مظهره.
(3) في (م) وذاك.
(4) في (م) ذاك.
(5) في (م) الدال.
(6) قلت: والقراءة لنافع بإظهار الصاد عند الذال. انظر (التيسير) 120، و (النشر) 2/ 17، باب الإدغام الصغير.
(7) في (م) ولا يدغم.
(8) هو: بكر بن محمد بن عثمان أبو عثمان المازني النحوي المشهور، روى عن أبي عمرو الجرمي ويونس، وعنه محمد المبرد، مات 249هـ. (إنباه الرواة) 1/ 41، و (غاية) 1/ 179.
(9) في: (م) بما.(3/1337)
الهمزتين في الثلاثة (1).
وقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية (2)، وقرأ عاصم في رواية حفص والمفضل بخلاف عنه وحمزة والكسائي بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية (3).
حرف:
وكلهم قرأ {إني خفت الموالي [5] من الخوف ونصب الياء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ} {خفت بالتشديد أي قلت} {الموالي
بسكون الياء، وهذه القراءة} [4] تروى عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان (5) رحمة الله عليه.
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي {يرثني ويرث من آل [6] بالجزم في الثاء فيهما. وقرأ الباقون برفعهما فيهما} [6].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {عتيّا [8] و} {بكيّا [58] و} {صليّا [70] و} {جثيّا [68] بكسر} [7] أوائل هذه الأربعة في هذه. واختلف عن عاصم، فروى عنه عمرو وعبيد والقوّاس والزهراني ضمّ الياء من بكيّا وحدها، وكسر أول الثلاثة
__________
(1) ويكون المد عندهم حينئذ متصلا، وحينئذ تلتقي همزتان، الأولى: مضمومة، والثانية:
مكسورة، فيحققانها على أصلهم. انظر: (التيسير) 12073، و (البدور الزاهرة) 198.
(2) وعنهم إبدالها واوا خالصة. انظر: المصدرين السابقين.
(3) فيكون المد عندهم منفصلا، وكل يمد حسب مذهبه. انظر: المصدرين السابقين، (الإرشادات الجلية) 285.
(4) ولكن تعتبر شاذة. انظر (مختصر الشواذ) 86، و (المحتسب) 2/ 37، و (الانفرادات) 3/ 934، وأماكن ورودها في (معجم القراءات) 3/ 152.
(5) عثمان بن عفان بن أبي العاص القرشي الأموي ذو النورين وأمير المؤمنين أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، ت 35هـ (أسد الغابة) 3/ 480، و (تهذيب الأسماء) 1/ 321، و (الأعلام) 4/ 410.
(6) على الجزم في جواب الدعاء وبالرفع على أن الجملة نعت (وليا)
قال الشاطبي: وحرفا يرث بالجزم حلو رضي انظر ص 68.
انظر: (التيسير) 120، و (النشر) 2/ 317، و (الإتحاف) 2/ 233، و (الفتح الرباني) 216.
(7) اتباعا للكسرة بعدها ليعمل اللسان فيه عملا واحدا. انظر: (الكشف) 2/ 85، و (البيان) 2/ 120.(3/1338)
الباقية (1). قال (2): هبيرة أقرأني أبو عمرو بمكة (3) {عتيّا الحرف الذي بعد السجدة} [4] بضم العين، وأقرأ فيهن قبل ذلك ببغداد (5) بالكسر كلاهما، وقرأت أنا في رواية هبيرة بضم الباء من قوله {بكيّا، فالعين من قوله} {عتيّا الحرف الثاني الذي بعد السجدة. وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا وكيع، قال: نا محمد بن يحيى الكسائي، قال: نا أبو حارث عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ} {بكيّا و} {صليّا و} {جثيّا و} {عتيّا كلهن مكسورات} [6]، ورفع حرفا واحدا قوله:
{أيهم أشدّ على الرحمن عتيّا [69] وكسر} {من الكبر عتيا [8] وقرأ الباقون بضم أول هذه الأربعة} [7].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {وقد خلقناك من قبل [9] بالنون مفتوحة وألف بعدها على لفظ الجمع} [8]. وقرأ الباقون بالتاء مضمومة من غير ألف (9) على لفظ التوحيد (10).
__________
(1) والقراءة لحفص عنه كذلك، وشعبة كالباقين بالضم فيها.
قال الشاطبي: وضم بكيا كسره عنهما وقل عتيا صليا مع جثيا شذا علا. انظر: ص 68.
انظر: (التيسير) 120، و (النشر) 2/ 317.
(2) في (م) وقال.
(3) مكة: بيت الله الحرام، ويقال بكة، وسماها الله تعالى أم القرى. مدينة تاريخية قديمة، أقدس البقاع، ذات مكانة عالية، وهي قبلة المسلمين، ومحط أنظارهم، ومهوى أفئدتهم، حيث تقام مناسك الحج حرسها الله. انظر: (معجم البلدان) 5/ 181، و (المصباح المنير) 577، و (موسوعة المدن العربية) 43.
(4) أي الموضع الثاني له الآية [69].
(5) بغداد: مدينة السلام عاصمة العراق، وأكبر مدنها، بها كثير من المرافق الحياتية والمعالم التاريخية الحضارية. انظر: (الأمصار ذوات الآثار) 171، و (معجم ما استعجم) 1/ 261، و (موسوعة المدن العربية) 71.
(6) وجه آخر لحفص.
(7) وذلك على الأصل انظر: (حجة القراءات) 439.
(8) النون للعظمة مناسبة، لقوله: {إنا نبشرك انظر: (الفتح الرباني) 216، و (المستنير) 2/ 6.
(9) الألف محذوفة عند الكل لتحتمل القراءتين. انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة) للسخاوي ص 259، و (جميلة أرباب المراصد) ص 369.
(10) على التوحيد وذلك إسنادا للفعل إلى ضمير المتكلم مناسبة، لقوله:} هو علي هين.
قال الشاطبي: خلقت خلقنا شاع وجها تجملا. انظر: (حجة القراءات) 440، و (المستنير) 2/ 6.(3/1339)
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش (1) وفي رواية الحلواني وسالم بن هارون [38/ ب] عن قالون وأبو عمرو {ليهب لك [19] بالياء المفتوحة بعد اللام على الإخبار عن الغائب. وحدّثنا} [2] عبد الله (3) بن محمد، قال: نا عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسّان عن أبي نشيط عن قالون {ليهب لك بالياء} [4]. وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة على إخبار المتكلم، وكذلك روى إسماعيل والمسيّبي عن نافع وأحمد بن صالح عن قالون (5) عنه وابن جبير عن أصحابه، وبذلك قرأت في رواية القاضي وأبي نشيط والشحام عن قالون (6). ولم يذكر ذلك عنه نصّا غير أحمد بن صالح.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وأبو عمرو {من تحتها [24] بفتح الميم والتاء} [7]، وقرأ الباقون بكسر الميم وخفض التاء (8)، وكذلك روى حفص والمفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد (9) وفي رواية العليمي (10) عن أبي بكر {يسّاقط عليك [25] بالياء مفتوحة وتشديد السين وفتح القاف} [11]، وكذلك روى حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع بالياء، وكذلك قال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن ابن
__________
(1) انظر: (التيسير) 120، و (التعريف في اختلاف الرواة عن نافع) 318، و (رسالة ورش) 48.
(2) لحق بجانب الصفحة: وهو عبد الله بن أحمد كذا أثبته الحافظ أبو عمرو، وذكر أنه قرأ لقبه وكنيته بخطه. والمعروف أنه عبد الله بن محمد بن أحمد بن علي بن مهران غاية النهاية.
(3) في (م) محمد بن عبد الله بن محمد.
(4) وهذا الوجه المذكور له في (التيسير) 120.
(5) الوجه الثاني لقالون، والعمل له بالوجهين، كما نص عليه الشاطبي.
(6) انظر: (النشر) 2/ 318317. قال الشاطبي: وهمز أهب بالياء جرى حلو بحره بخلف.
(7) على أن (من) موصول، و (تحت) منصوب على الظرفية. انظر: (مشكل إعراب القرآن) 451، و (الفتح الرباني) 217، و (الهادي) 3/ 32.
(8) على أن (من) جارة، وما بعدها مجرور.
قال الشاطبي: ومن تحتها اكسروا خفض الدهر عن شذا. انظر: المصدرين السابقين.
(9) انظر: (المبسوط) 242، و (الغاية) 316، و (غاية الاختصار) 2/ 564.
(10) انظر: (الاختيار) 2/ 532، و (النشر) 2/ 318.
(11) انظر: (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 45، و (البستان) 679، و (الانفرادات) 3/ 939.(3/1340)
رستم عن نصير (1) عن الكسائي بالياء أيضا. وكذلك نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني عن العباس (2) في كتابه (3) عن أبي الأسباط عن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم بالياء أيضا، وقرأ عاصم في رواية حفص من غير طريق هبيرة والقوّاس {تساقط بالتاء مضمومة وتخفيف السين وكسر القاف} [4]، أنا أحمد بن عمر الجيزي (5) في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد الباغندي، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {تساقط بضم التاء وكسر القاف لم يروه عن هشام} [6] غيره، نا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد قال:
نا ابن أنس، قال: نا هشام بإسناده {تساقط بالتاء لم يزد على ذلك، وهي في كتابي مقيدة بتشديد السين وفتح القاف.
وقرأ حمزة} [7] وحفص (8) في رواية هبيرة بالتاء مفتوحة وتخفيف السين وفتح القاف وكذلك روى سائر الرواة عن المسيّبي، عن أبي بكر (9) عن الكسائي، وكذلك روى أيضا أبو شعيب القوّاس عن حفص ومحمد بن حسين الجعفي وأحمد بن صدقة عن أبي الأسباط عن ابن أبي حمّاد والحسن بن جامع عنه عن أبي بكر.
حرف:
وكلهم قرأ {فإما ترين [26] بكسر الياء من غير همز إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هشام، قال: حدّثني أبو بكر} [10]، قال: أخبرني
__________
(1) انظر: (المبسوط) 243، و (الغاية) 316، و (غاية الاختصار) 2/ 564.
(2) في (م) عن العباس.
(3) علي بن العباس بن عيسى أبو الحسن البجلي الكوفي، شيخ مشهور، روى عن أحمد بن حكيم وأبي الأسباط المعلم عن أبي حماد، وروى عنه أبو بكر بن مجاهد وعبد الواحد بن عمر وأحمد بن عبد الله شيخ الأهوازي كذا ذكره في مفردة عاصم، وكتابه لم أجده. غاية 1/ 547.
(4) انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 121، و (النشر) 2/ 318.
(5) في (ت) الجيزي والتصويب من (م) وانظر: (غاية) 1/ 126.
(6) رواية آحادية عن هشام القراءة كحفص، ولم تشتهر عنه.
(7) انفرادة سبعية عنه. قلت: وقرأ الباقون بفتحهما مع التشديد، وفيها أوجه أخرى عديدة ذكرت في (مختصر الشواذ) 87، و (معجم القراءات) 3/ 161، وما بعدها قال الشاطبي:
وخف تساقط فاصلا فتحملا وبالضم والتخفيف والكسر حفصهم.
(8) رواية عن حفص من طريق هبيرة القراءة كحمزة، وتقدمت الأولى التي عليها العمل.
(9) وجه آخر عن شعبة القراءة كحمزة، لم يشتهر عنه، والعمل له في القراءة السبعية كالجماعة. انظر: المصادر السابقة.
(10) يعني ابن مجاهد رحمه الله (غاية النهاية) 1/ 141.(3/1341)
محمد بن عبد العزيز بن محمد الهلالي عن محمد بن عمر الرومي، قال: ذكر يحيى عن أبي عمرو (1) أنه قرأ: {فإما ترئن بالهمز، قال أبو عمرو} [2] والهمز في ذلك معروف عن أبي عمرو كما أن الهمز الذي رواه العبّاس بن الفضل عنه في قوله: {لترون [التكاثر: 76]،} {ثم لترونّها [التكاثر: 7] كذلك أيضا، وليس ذلك إلا من جهة أجوبة أبي عمرو لسائله عن اختلاف اللغات} [3]، فنسب (4) أكثر أهل الكتب ذلك إلى قراءته واختياره وقل من ميّز منهم اختياره، من أخباره وفصل بينهما (5).
حرف:
قرأ عاصم وابن عامر {قول الحق [34] بنصب اللام. وقرأ الباقون برفعها} [6].
حرف:
قرأ الكوفيون (7) وابن عامر {وإن الله ربي [36] بكسر الهمزة.
وقرأ الباقون بفتحها} [8]. {كن فيكون [35] و} {يا أبت [43] قد ذكر].} [9]
حرف:
وكلهم قرأ {الذي فيه يمترون [34] بالياء إلا ما رواه الترمذي} [10]
__________
(1) انفرادة شاذة لمخالفتها المشهور والمتواتر عن الجماعة.
انظر: (مختصر الشواذ) 87، و (المحتسب) 2/ 42، و (البحر) 6/ 185، و (البستان) 680، و (الانفرادات) 3/ 940.
(2) يعني نفسه.
(3) في (م) اللقاب.
(4) في (م) تبست.
(5) قلت: تميزه هذا عبارة تغني عن الكلام.
(6) من نصب (قول) فعلى أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة، وعامله محذوف تقديره: (أقول قول الحق)، هذا إن أريد معنى الصدق. وإن أريد به اسم من أسماء الله تعالى، فنصبه على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره: (أمدح قول الحق)، أي قول الله وكلمته الذي هو عيسى.
وبالرفع يكون خبرا لمبتدإ محذوف. انظر: (الفتح الرباني) 217، و (المستنير) 2/ 10.
قال الشاطبي: وفي رفع قول الحق نصب ند كلا.
(7) في (م) وابن غلبون.
(8) كسر همزة (إن) على الاستئناف، وفتحها عطفا على الياء في (أوصاني). انظر: الفتح الرباني 217. قال الشاطبي: وكسر وأن الله ذاك.
(9) في البقرة: 117ويوسف: 4. ينظر المطبوع من هذا البحث ص 989. و (التيسير) 55و 65 و (النشر) 2/ 128، باب الوقف على مرسوم الخط.
(10) في: (م) اليزيدي.(3/1342)
عن ابن ذكوان عن ابن عامر ويحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم (1) أنهما قرآ بالتاء (2) وخالفهما (3) الجماعة عن ابن عامر، وعن أبي بكر في ذلك، فرووه بالياء (4).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمّاد وحمزة والكسائي {إنه كان مخلصا
[51] بفتح اللام، وكذلك روى ابن المعلى عن ابن ذكوان} [5] عن ابن عامر. واختلف [39/ أ] عن أبي بكر (6) فروى الكسائي ويحيى الجعفي عنه عن عاصم أنه كسر اللام، وكذلك روى عبد الله بن ثابت (7) عن حسين العجلي عن يحيى عنه، لم يروه عن يحيى غيره، كذا روى أيضا أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عنه. وروى سائر الرواة عن أبي بكر فتح اللام (8)، وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص. وقرأ الباقون بكسر اللام، وكذلك روى سائر الرواة عن ابن ذكوان عن ابن عامر (9) والمفضل (10) عن عاصم.
حرف:
وكلهم قرأ {إذا تتلى عليهم [58] بالتاء إلا ما رواه الثعلبي عن ابن ذكوان} [11] عن ابن عامر وابن شنبوذ عن النحاس عن أبي يعقوب عن ورش أنهما قرءا
__________
(1) ويروى ذلك أيضا عن نافع والكسائي في رواية، قلت: وهي رواية غير مشهورة عنهم، بل هي آحادية من تلك الطرق. انظر: (المستنير في القراءات) 668، و (المبهج) 625، و (البحر) 6/ 189، و (البستان) 681، و (الانفرادات) 3/ 941.
(2) في: (م) بالياء.
(3) في: (م) وخالفتهما.
(4) في: (م) بالتاء. قلت: وبما روته الجماعة عنهما المتواتر عنهم، وعليه العمل.
(5) رواية آحادية عن ابن ذكوان القراءة كالكوفيين.
(6) انظر: (السبعة) 410.
(7) عبد الله بن ثابت أبو محمد التوزي، أخذ عن محمد بن الهيثم ومحمد بن الفضل وحسين الأسود عن يحيى بن آدم، وعنه محمد الناقد وأحمد التائب، مات سنة 293هـ (غاية) 1/ 411.
(8) وقراءتهما المقبولة هي قراءة الكوفيين، أي: بفتح اللام. انظر: (التيسير) 121.
(9) وبما رواه سائر الرواة عن ابن ذكوان القراءة السبعية عنه. انظر: المصدر السابق.
(10) انظر: (التذكرة) 2/ 425.
(11) وتروى عن عبد الله بن مسعود وحمزة وقتيبة وآخرون (البحر) 6/ 200، و (مختصر الشواذ) 88، و (القراءات القرآنية في البحر المحيط) 1/ 398، وكتاب (قراءة عبد الله بن مسعود) 126.(3/1343)
بالياء وهو غلط (1). {فأولئك يدخلون قد ذكر} [2].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الشاميين عن الأخفش وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان (3): {إذا ما متّ [66] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وكذا ذكره الأخفش في كتابه. وكذا روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام} [4]
جميعا، وبه كان يأخذ في الروايتين.
وقرأ الباقون (5) بهمزتين على لفظ الاستفهام، وهم في ذلك على مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين (6) من تحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها والفصل بالألف في حال التحقيق والتسهيل بهمزتين. وروى الثعلبي وابن أنس والترمذي وابن خرزاد عن ابن ذكوان والنقاش عن الأخفش وابن عتبة وابن بكار بإسنادهما عن ابن عامر (7).
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {أولا يذكر الإنسان [67] بإسكان الذال وضم الكاف وتخفيفهما.
وقرأ الباقون بتشديدهما} [8] وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر (9).
حرف:
قرأ الكسائي {ثم ننجي الذين اتقوا [72] بإسكان النون وتخفيف الجيم، وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم} [10].
__________
(1) أي من جهة الرواية لمخالفتها المتواتر عن الجماعة. انظر: (مختصر الشواذ) 88، و (الانفرادات) 3/ 943.
(2) في النساء: 124.
(3) وعند ابن الجزري له ذلك من جميع طرقه غير الشذائي عنه. انظر: (النشر) 1/ 372.
(4) رواية عن هشام من طريق الداجوني القراءة كابن ذكوان، ولكن لم تشتهر عنه.
(5) ومنهم هشام في باقي طرقه.
(6) انظر: (الجامع) انظر الصفحة في المطبوع، و (التيسير) 36.
(7) وهو الوجه الثاني لابن ذكوان عن ابن عامر، وقد ذكرهما في (تيسيره) 121، وعليه العمل وانظر: (البدور الزاهرة) 200.
(8) سكون الذال من الذكر ضد النسيان مضارع (ذكر) وتشديدها مضارع (تذكر)، وأصله (يتذكر)، فأبدلت التاء ذالا، وأدغمت في الذال. والتذكر: التيقظ. انظر: (المستنير) 2: 16.
(9) وجه عنه القراءة كالجماعة من رواية الوليد، وتقدم الأول الذي عليه العمل. (المبهج) 627.
(10) سكون النون للكسائي من (أنجى) وقد قرأ بها وحده، وبالتشديد من (نجى).(3/1344)
حرف:
قرأ ابن كثير {خير مقاما [73] بضم الميم. وقرأ الباقون بفتحهما} [1].
حرف:
قرأ نافع (2) في غير رواية ورش وابن عامر (3) في رواية ابن ذكوان (4) وأبو بكر عن عاصم في (5) رواية الشموني (6) عن الأعشى عنه: {وريّا [74] بياء مشددة من غير همز} [7]. وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن هشام (8) وابن شنبوذ عن النحّاس عن أبي يعقوب عن ورش وهو غلط، وكذا ذكره الخياط (9) في كتابه، وقال النقّار عنه فيه: كان يهمز ثم تركه وشدّد الياء.
وقرأ الباقون ونافع في رواية ورش (10) وابن عامر في رواية هشام من جميع الطرق عنهما بهمزة ساكنة بين الراء والياء. وكذلك روى ابن شنبوذ والخياط وابن غالب والبرجمي ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عن أبي بكر، وقد ذكرنا (11) مذهب حمزة في الوقف (12)، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا
__________
انظر: (الفتح الرباني) 217، و (المستنير) 2/ 16. قال الشاطبي: وننجي خفيفا رض.
(1) قراءة ضم الميم لابن كثير على أنه مصدر ميمي أو اسم مكان من (أقام) الرباعي، وقد قرأ بها وحده وبفتح الميم من (قام) الثلاثي. قال الشاطبي: مقام بضمه دنا.
انظر: (حجة القراءات) 446، و (المستنير) 2/ 18.
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 426، و (المبسوط) 244، و (الغاية) 318، و (غاية الاختصار) 2/ 565.
(3) (السبعة) 411، و (المبسوط) 244.
(4) (التذكرة) 2/ 426، و (غاية الاختصار) 2/ 565.
(5) في (م) في غير.
(6) قلت: وهي رواية، لم تشتهر عن شعبة. انظر: المصدرين السابقين.
(7) لأنه رسم في جميع المصاحف بياء واحدة، فإن كان رسمه على قراءة من لم يهمز، فذلك حقيقة رسمه. وإن كان على قراءة من همز، فقد حذفت منه ياء واحدة. انظر: (المحكم في نقط المصحف) للداني ص 167.
(8) وفي (المستنير في القراءات) 669، ابن زبان عن الحلواني عن هشام، وهي رواية لم تشتهر عنه، وسيذكر الثانية التي من جميع طرقه، وعليها العمل.
(9) الكتاب من مصادر الداني، ولم أجده.
(10) والقراءة المقبولة بالهمز. انظر: (السبعة) 411، و (التيسير) 121، و (التعريف) للداني ص 318.
(11) وهذه الرواية عنه هي المشتهرة، والعمل عليها. انظر: المصادر السابقة.
(12) لحمزة وجهان في الوقف الأول: الإبدال مع الإدغام، والثاني: الإبدال من غير إدغام.(3/1345)
ابن مخلد عن البزّي {ورءيا بالمدّة قبل الهمزة والهمزة بعد الياء، وهذه الترجمة تدلّ على أنه يروى عن ابن كثير} [1]، {وريا في زنة قولك: بريّا وذلك عندي غير صحيح.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي هاهنا} {مالا وولدا [77]} {الرحمن ولدا [88]} {للرحمن ولدا [91]} {أن يتخذ ولدا [92]، وفي الزخرف [81]} {للرحمن ولد بضم الواو وبإسكان اللام في الخمسة} [2].
وقرأ الباقون بفتح اللام والواو فيهن، ويأتي الاختلاف في الذي في سورة نوح [21] هناك إن شاء الله.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {يكاد السموات هنا [90] وفي عسق [5] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء في الموضعين} [3].
حرف:
قرأ عاصم [39/ أ] في غير رواية حفص من غير طريق هبيرة وأبي عمارة وأبو عمرو {ينفطرن هاهنا [90] وفي عسق [5] بالنون ساكنة وكسر الطاء وتخفيفها} [4]، وكذلك روى هبيرة (5) وأبو عمر عن أبي عمارة عن حفص. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر هاهنا بالنون، وفي عسق بالتاء. وخالفه أبو عبيد وأبو عمرو، فرويا عن الكسائي عنه بالنون في السورتين وهو الصواب لموافقة روايتهما
__________
انظر: (الجامع) صفحة المطبوع و (الفتح الرحماني) 110، و (البدور الزاهرة) 201.
(1) ويروى أيضا ذلك عن النقار وأبو بكر في رواية الأعمش، وقرئ بالزاي بدل الراء، قلت:
وكله شاذ مخالف لقراءة الجماعة. انظر: (المحتسب) 2/ 44، و (المستنير في القراءات) 670، و (البحر) 6/ 210، و (معجم القراءات) 3/ 179178.
(2) بضم الواو جمع (ولد) كأسد وأسد، وبفتح الواو اسم مفرد قائم مقام الجمع. وقيل: هما لغتان بمعنى. كالعرب والعرب.
قال الشاطبي: وولدا بها والزخرف اضمم وسكن شفاء وفي نوح شفاء حقه ولا.
انظر: (الفتح الرباني) 218، و (المستنير) 2/ 12.
(3) من قرأ بالياء، فلأن {السموات مؤنث غير حقيقي. ومن قرأ بالتاء فعلى لفظ تأنيث} السموات. انظر: (شرح الهداية) 2/ 413. قال الشاطبي: وفيها وفي الشورى يكاد أتى رضا.
(4) على أنه مضارع (انفطر) بمعنى انشق.
(5) انظر: (السبعة) 413.(3/1346)
قول الجماعة (1) عنه. وقرأ ابن عامر في غير رواية الوليد وحمزة هاهنا {ينفطرن
بالنون وكسر الطاء، وفي عسق بالتاء وفتح الطاء} [2]. وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة {ينفطرن في السورتين بالنون وخفض الطاء، وخالفه داود، فروى عن ابن كيسة عن سليم كما روى الجماعة عنه في هذه السورة بالنون في عسق بالتاء، وقول يونس وهم.
وقرأ الباقون في السورتين بالتاء مفتوحة وفتح الطاء وتشديدها} [3]، وكذلك روى الوليد عن يحيى وعمرو وعبيد والقوّاس والزهراني والمروزي وابن شاهي عن حفص (4) وكذا روى أبو الحارث عن أبي عمارة عنه.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ست (5):
أولاهن {من ورائي وكانت [5] فتحها ابن كثير} [6]، وأسكنها الباقون. {اجعل لي آية [10] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر} [7] في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون. {إني أعوذ [18] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر} [-7] في رواية ابن بكار، وأسكنها حمزة، وكذلك قال هبيرة في كتابه عن حفص عن عاصم وأسكنها [-7]
الباقون، وبذلك قرأت في رواية هبيرة.
{إني أخاف [45] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر} [-7] في رواية ابن
__________
(1) وبما روته الجماعة عنه القراءة السبعية له. انظر: (التيسير) 122، و (النشر) 2/ 319.
(2) والقراءة السبعية عنهما في السورتين، كذلك. انظر: (التيسير) 157122، وفيه حرف الشورى في موضعه.
(3) على أنه مضارع (انفطر) بمعنى تشقق، (المستنير) 2/ 22.
قال الشاطبي: وطا يتفطرن اكسروا غير اثقلا وفي التاء نون ساكن حج في صفا.
كمال وفي الشورى حلا صفوه ولا
(4) وبما روته الجماعة عن حفص المتواتر عنه، وعليه العمل في السورتين، وقد تقدم الوجه الأول الآحادي عنه من طريق هبيرة. انظر: المصادر السابقة.
(5) انظر: (السبعة) 413، و (التيسير) 122، و (الإتحاف) 2/ 241.
(6) انفرادة سبعية عنه في فتح الياء. انظر: المصادر السابقة.
(7) (7) و (8) و (9) و (10) أوجه عنه آحادية من رواية الوليد، والعمل له كالجماعة.(3/1347)
بكار، وأسكنها الباقون] {ربّي إنه كان [47] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر} [1]
في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون (2).
ليس فيها من الياءات المحذوفات شيء، والله أعلم (3).
__________
(1) في النسختين وفتحها، والصواب ما ذكره أعلاه. انظر: المصادر السابقة.
(2) والسادسة هي آتاني الكتاب [30]. انظر: المصادر السابقة.
قال الشاطبي: ورائي واجعل لي وإني كلاهما وربي وأتاني مضافاتها العلا.
(3) انظر: المصادر السابقة.(3/1348)
سورة طه
ذكر اختلافهم في سورة طه (1):
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص {طه [1] بإخلاص فتحة الطاء} [2]، وروى الخزاعي عن أصحابه بفتح الطاء والهاء غير التشديد (3). قال:
وكذلك حروف الهجاء كلها مفتوحة. وروى ابن مخلد عن البزّي الطاء والهاء نصب، وروى أبو ربيعة عن صاحبيه الطاء مفتوحة، وروى الزهراني عن حفص {طه، وقال: مدّ الطاء في كتابي} [4] تحت الهاء كسرة وفوق الطاء فتحة. واختلف عن نافع فروى الكسائي وأبو عمر عن إسماعيل وابن جبير عن أصحابه عنه {طه بفتح الطاء. وروى أبو عبيد عن إسماعيل بفتح الطاء، وليس بالفتح الشديد. وروى ابن المسيّبي عن أبيه وابن جبير وابن سعدان عنه الطاء والهاء مفتوحتان} [5]. قال ابن سعدان: كان إسحاق كأنه يشير فيها إلى الكسرة، فإذا قلت له: إنك تكسر، قال: لا ولا يأبى (6) إلا الفتح. وروى خلف عنه {طه [1] و} {طسم [الشعراء: 1]} [7]، و {حم [غافر: 1]} [8] ونحوه لا يكسر ولا يفتح فتحا شديدا، وهو إلى الفتح أقرب.
وروى القاضي والحلواني والمدني والكسائي والقطري والعثماني وأبو نشيط وأبو علي الشحام وأبو سليمان الليثي ومصعب [40/ أ] الزبيري وغيرهم عن قالون بفتح الطاء
__________
(1) وتسمى سورة موسى عليه السلام، مكية وآيها مائة وثلاثون، وآيتان بصري، وأربع مدنيان ومكي، وخمس كوفي، وأربعون شامي. (البيان في عد الآي) 183، و (فنون الأفنان) 292، و (مصاعد النظر) 2/ 267.
(2) والهاء كذلك. انظر: (التيسير) 122، و (الإتحاف) 2/ 243.
(3) في (م) التشديد قلت: والكلمة جاءت في (المبسوط) 246، لابن مهران بقوله: والذي قرأناه وأخذناه لفظا، إلا أنه ليس بالفتح الشديد.
(4) كتاب حفص من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 429، و (التعريف) 320، وفيهما عن المسيبي وإسماعيل وابن سعدان بين اللفظين في الطاء والهاء.
(6) في (م) بابا. وانظر: (السبعة) / 416.
(7) في أول الشعراء والقصص و (طس) أول النمل.
(8) وذلك أول غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف، وجمعها حواميم.(3/1349)
والهاء (1)، وروى أحمد بن صالح عنه الطاء والهاء مفتوحتان وسطا (2) من ذلك، وروى أبو الأزهر وداود وأبو يعقوب (3) عن ورش {طه كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ، في القرآن كله يعنون بقولهم في القرآن كله جميع حروف الهجاء. وأخبرني محمد بن شعيب في كتابه} [4] قال: أخبرني محمد بن أحمد بن خلد، قال: أخبرنا أبي، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا عبد الصمد (5) عن ورش عن نافع {طه و} {طسم و} {حم لا قعر ولا بطح} [6]. وروى المصريون عن أبي يعقوب عن ورش أداء بإخلاص فتحة الطاء وإمالة فتحة الهاء إمالة خالصة (7). كمذهب أبي عمرو سواء، وبذلك قرأت على أبي الفتح وأبي القاسم وأبي الحسن عن قراءتهم، وكذلك رواه المظفر بن أحمد، فيما بلغني عنه عن أحمد بن هلال عن إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب أداء، وفي كتابي عن طاهر بن غلبون عن أبي بكر عتيق بن ما شاء الله (8)، قال: قرأت على ابن هلال (9) طه بفتح الطاء والهاء فأنكر ذلك
__________
(1) قلت: والقراءة المقبولة له بذلك. انظر: (التيسير) 122.
(2) أي بالتقليل، وقد ذكر له هذا الوجه ابن الجزري في (النشر) 2/ 68، والنشار في (البدور) 2/ 69.
(3) هو: الإمام يوسف بن عمر الأزرق. وانظر: (الإتحاف) 2/ 243.
(4) محمد بن شعيب بن شابور القرشي الدمشقي، روى عن يحيى بن الحارث والأوزاعي، وعنه الربيع وابن المبارك وهشام بن عمار ودحيم ومحمود بن خالد مات سنة 299هـ.
وكتابه هذا من مصادر أبي عمرو، لم أجده (غاية) 2/ 154.
(5) هو: عبد الصمد بن عبد الرحمن أبو الأزهر.
(6) وكذلك روى له صاحب الكامل بين بين سوى الأصبهاني. انظر: (النشر) 2/ 70.
(7) وقراءته السبعية بذلك، وليس له إمالة محضة سواها، خروجا من قاعدته العامة الفتح والتقليل في ذوات الياء، والتقليل في ألفات رءوس الآي.
يقول الإمام أبو الحسن القيرواني: إمالة ورش كلها غير محضة سوى الها من ظه وللفتح استجدي.
انظر: (التعريف) / 320، و (البدور) / 202200، و (الإرشادات) 294، و (القصيدة الحصرية)، لوحة 7.
(8) عتيق بن ما شاء الله بن محمد أبو بكر المصري الغسال، شيخ مقرئ معروف، روى عن أحمد بن هلال، وعنه أبو الطيب بن غلبون وابنه الحسن، مات سنة 360هـ (غاية) 1/ 500.
(9) أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال أبو جعفر الأزدي المصري، أستاذ كبير محقق ضابط، قرأ على النحاس، وعنه الشعراني وابن الأصبغ وعتيق بن ما شاء الله وابن حمدان، مات سنة 310هـ (غاية) 1/ 74.(3/1350)
عليّ، ولفظ بفتح الطاء وكسر الهاء. وقال ابن شنبوذ (1) عن النحّاس عن أبي يعقوب يشمّ الهاء الإمالة قليلا، وقرأت في رواية الأصبهاني عن أصحابه (2) عنه بفتح الطاء والهاء. وكذلك قرأت في رواية يونس عنه، وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد والكسائي بإمالة فتحة الطاء والهاء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والكسائي ويحيى الجعفي وابن أبي أمية وابن عطارد وابن جبير بكسر الطاء والهاء (3). وروى إسحاق الأزرق عنه {طه يشمّها شيئا من الخفض} [4]. وروى خلّاد عن حسين عنه أنه لا يكسر الطاء ولا الهاء ولا يفتحهما، وروى عنه الأعشى والبرجمي بفتح الطاء والهاء (5)، وقد روى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الكسائي عنه بفتح الطاء وإمالة الهاء (6)، والأول هو الصحيح عنه. وقرأ أبو عمرو بإخلاص فتحة الطاء وإمالة فتحة الهاء. وقرأ حمزة والكسائي بإمالة {أواخر آي هذه السورة من لدن قوله:} {لتشقى [2] إلى قوله:} {ومن اهتدى [135] آخرها.
وقرأ أبو عمرو بإمالة ما فيه راء قبل الألف المنقلبة عن الياء، نحو} {الثرى
[طه: 6] و} {افترى [61] و} {لا تعرى [118] وما عدا ذلك بين الإمالة والفتح.
وقرأ نافع جميع ذلك على ما تقدّم من الاختلاف عنه في باب الإمالة من إخلاص الفتح، ومن التوسّط في اللفظ. وقال أحمد بن صالح عن ورش} {لتشقى القاف مفتوحة، وقال عنه البزّي بكسر الراء. وقال عن قالون: الراء مفتوحة وسطا من ذلك.
وقال أحمد: ولا أيعن} [7] هذا الحرف من ورش سماعا، وهو قوله: يعني أن الإمالة المتوسطة في ذلك قياس مذهبه. وقال العثماني عن قالون بفتح ذلك كله يريد أواخر الآي. وقال ابن سعدان عن المسيّبي كتابتها بالياء. وقرأتها بالألف [وقوله: بالألف] يدلّ على إخلاص الفتح.
__________
(1) انظر: (النشر) 2/ 68، (الإتحاف) 2/ 243.
(2) إلا ما انفرد فيه صاحب التجريد عنه بإمالتها محضا. (النشر) 2/ 68.
(3) قلت: القراءة المقبولة له بذلك، كما أشار المؤلف إليه: والأول هو الصحيح عنه انظر:
(التيسير) 122، و (غاية الاختصار) 2/ 567، و (البدور) / 201.
(4) وجه آخر لشعبة، وهو التقليل فيهما.
(5) وجه ثالث لشعبة، وهو الفتح فيهما.
(6) وجه رابع لشعبة وهو الفتح في الطاء والإمالة في الهاء.
(7) كذا بالأصل، وفي (م) يقن.(3/1351)
حرف:
قرأ حمزة {لأهله امكثوا [10] هاهنا وفي القصص [28] بضم الهاء ضمة مختلسة في حال الوصل} [1]. واختلف عن المسيّبي عن نافع، فروى لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد (2) عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيّبي عنه أنه ضمّ الهاء (3). وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن سعدان عن إسحاق عن نافع (4) عن سليم عن حمزة {لأهله امكثوا [40/ ب] مرتفعة الهاء، وبذلك قرأت أنا في رواية المسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان، وروى ابن واصل عن ابن سعدان وخلف عن المسيّبي أنها مبطوحة، وكذا قال ابن المسيّبي عن أبيه} [5] وزاد الألف فيها قوة، ولا معنى لذكره الألف إن كان أراد الوصل لأنه لا حركة لها فيه. وروى أبو عمارة عن إسحاق الأزرق {لأهله امكثوا [10] كسر الألف، وهذا خطأ منه سواء أراد الوصل أو الابتداء لأنها في حال الوصل ساقطة من اللفظ، وفي حال الابتداء مضمومة لانضمام ثالث المستقبل من الفعل الذي هو} [6] أوله، وهو يمكث. وأظنه أراد الهاء، فذكر (7) الألف. وقرأ الباقون بكسر الهاء في الموضعين (8)، وكذلك روى قالون وورش وأبو عبيد عن إسماعيل عن نافع (9).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {أني أنا ربك [12] بفتح الهمزة} [10]، وكذلك
__________
(1) وذلك على أصل الكلمة، وعلى لغة من يقول: مررت به يا فتى.
انظر: (حجة القراءات) 450، و (الفتح الرباني) 219.
(2) انظر: كتاب (السبعة) 417.
(3) انظر: (التعريف في اختلاف الرواة عن نافع) / 320.
(4) قلت: وممن نقل له رواية ضم الهاء صاحب (البحر المحيط) 6/ 215، وأشار إليها بقوله:
ونافع في رواية بضم الهاء.
(5) في: (م) عن ابنه.
(6) في: (م) هي.
(7) في (م) مذكرا.
(8) وذلك لأجل الكسرة التي قبلها. انظر: (حجة القراءات) 450، و (الفتح الرباني) 219.
(9) وقراءته السبعية كالجماعة. انظر: (التيسير) 122، و (النشر) باب هاء الكناية.
قال الشاطبي: لحمزة فاضمم كسرها أهل امكثوا معا. انظر: ص 69.
(10) وهو على تقدير نودي بأني أنا ربك. انظر: (شرح الهداية) 2/ 415، و (الفتح الرباني) 219.(3/1352)
روى ابن مجاهد عن الحسن الجمال (1) عن محمد بن عيسى عن حماد بن بحر عن نافع وهو غلط. وكذا روى الوليد (2) عن يحيى عن ابن عامر، وكذلك روى أبو الحسن عن أصحابه عن نصير (3) عن الكسائي، وهو وهم. وقرأ الباقون بكسرها (4).
وكذا قال ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو، وهو خطأ. وروى الشيرازي عن الكسائي بالفتح والكسر (5) جميعا، قال: لي أبو الفتح والمشهور عنه الكسر (6).
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {طوى هاهنا [12] وفي والنازعات [16] بالتنوين ويكسرونه في والنازعات لمجيء الساكن بعده، وقرأ الباقون بغير تنوين في السورتين} [7].
حرف:
قرأ حمزة وعاصم في رواية المفضل (8): {وإنّا [13] بتشديد النون} {اخترناك [13] بالنون مفتوحة وألف بعدها على لفظ الجمع} [9]. وقال محمد بن نصر (10) في كتابه إن يونس بن عبد الأعلى وإسحاق الأزرق رويا عن حمزة وإنا
__________
(1) هو: الحسن بن علي الجمال، وقد تقدم.
(2) انظر: روايته في (المبهج) 632، وهي آحادية.
(3) انظر: (التذكرة) 2/ 429.
(4) على الحكاية أو على إضمار القول. انظر: (شرح الهداية) 2/ 415، و (الفتح الرباني) 219.
(5) أي له الوجهان.
(6) وعليه أهل الأداء عنه. قال الشاطبي: وافتحوا إني أنا دائما حلا.
انظر: (التيسير) 122، وبقية المصادر.
(7) من قرأ بتنوين الواو على أنه اسم (واد)، ومن قرأ بتركه فممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث أو العجمة، وهو اسم للبقعة. قال الشاطبي: ونون بها والنازعات طوى ذكا.
انظر: (الفتح الرباني) 219، و (المستنير) 2/ 24.
(8) انظر: (التذكرة) 2/ 430، و (غاية الاختصار) 2/ 568، و (المبهج) 633.
(9) وذلك على وجه التعظيم، وهو من خطاب الملوك. قلت: وفي القراءة انفرادة سبعية عن حمزة
انظر: (شرح الهداية) 2/ 416، و (البحر) 6/ 231، و (الفتح الرباني) 219، (إعراب القراءات) 2/ 30، و (المبسوط) 247.
(10) محمد بن نصر بن حماد البجلي، مقرئ متصدر، قال الداني: لا أدري على من قرأ، روى عنه سليمان بن يحيى وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (غاية) 2/ 269، وكتابه لم أجده.(3/1353)
بكسر الهمزة (1). {اخترناك بالنون والألف، ولم أجد في كتاب} [2] يونس الذي سمعناه من طريق الجيزي وأسامة عنه للألف ذكرا، وإنما قال فيه: {وإنا جماعة لم يزد على ذلك. وقرأ الباقون} {وأنا بتخفيف النون} {اخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد} [3].
حرف:
قرأ (4) ابن عامر {أخي اشدد [30، 31] بقطع الألف وبفتحها في الوصل والابتداء} {وأشركه بضمّ الهمزة على الإخبار والجواب والمجازاة} [5]. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا قاسم المطرز والخثعمي وابن جرير، قالوا: نا كريب (6)، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ {اشدد به أزري وأشركه [طه: 31، 32] على الإخبار مثل ابن عامر، وقال قاسم في حديثه:
} {وأشركه،} {وأنا وقرأ الباقون بوصل ألف} {اشدد وإسقاطها من اللفظ، وإذا ابتدءوا ضمّوها لانضمام الثالث وفتحوا الهمزة في} {وأشركه على الدعاء} [7]. وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر (8) عن عاصم، وقرأ ابن كثير (9) ونافع في رواية خلف وابن سعدان عن المسيّبي عنه {وأشركهوا بصلة الهاء وإلحاقها واوا في اللفظ. وكذلك قال
__________
(1) ونسبها صاحب (البحر) 6/ 231، للسلمي وابن هرمز والأعمش.
(2) كتاب يونس، لم أجده.
(3) على أنها ضمير منفصل مبتدأ، و} اخترناك خبر المبتدأ. انظر: (المستنير) 2/ 25.
قال الشاطبي: وفي اخترتك اخترنا فاز وثقلا وأنا.
(4) سقطت كلمة (قرأ) من النسختين.
(5) وذلك إخبار من موسى عن نفسه بالفعلين جميعا. وفيها انفرادة سبعية عن الشامي.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 416، (والفتح الرباني) 219.
(6) هو: كريب بن أبي مسلم أبو رشدين الهاشمي العباسي الإمام الحجة والد رشدين ومحمد، حدث عن مولاه ابن عباس، وأم الفضل أمه. وعنه أبو سلمة ومكحول وسليمان بن يسار، مات سنة 98هـ. (سير) 4/ 479، وروايته عن أبي بكر، لم تشتهر عنه.
(7) وهو فعل أمر من (شدّ)، والأمر من الثلاثي مضموم العين، وتضم همزته تبعا لضم ثالث الفعل. انظر: (حجة القراءات) 452، و (الكشف) 2/ 97، و (المستنير) 2/ 26.
(8) والقراءة له بما روته الجماعة عنه.
قال الشاطبي: وشام قطع اشدد وضم في ابتدأ غيره واضمم وأشركه كلكلا.
(9) وذلك على أصله في صلة الهاء.(3/1354)
لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد (1) عن أصحابه عن المسيّبي.
وقرأ الباقون بضم الهاء من غير صلة وقد ذكر ذلك (2).
حرف:
وكلهم قرأ {كي تقرّ عينها بفتح القاف إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيّوب عن يحيى عن ابن عامر} [3] أنه قرأ {تقرّ بكسر القاف، وهو عندي وهم [41/ أ] من ابن بكار، والكسر لغة معروفة، ولم يذكر ابن جرير هذا الحرف في جامعه.
حرف:
وكلهم قرأ} {كل شيء خلقه بإسكان اللام إلا ما رواه نصير} [4] عن الكسائي من غير قراءتي أنه فتح اللام وبإسكانها قرأت في روايته، وكذلك روت الجماعة عن الكسائي (5).
حرف:
قرأ الكوفيون {الأرض مهدا هنا [53] وفي الزخرف [10] بفتح الميم وإسكان الهاء من غير ألف.
وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها} [6]. وأجمعوا على الحرف الذي في النبأ [6] بهذه الترجمة اتباعا لما بعده من الفواصل.
__________
(1) انظر: كتاب (السبعة) 418.
(2) انظر: (جامع البيان) يذكر المطبوع و (التيسير) 34.
(3) ولم يبين هنا حركة التاء هل هي الفتح أم الضم، وذكرت في (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 71، بقوله: ويقرأ بضم التاء وكسر التاء وكسر القاف. ويقرأ كذلك، إلا أنه بالياء.
وفي (الجامع) 11/ 132، للقرطبي نقلها عن عبد الحميد، وفي (البحر) 6/ 242، ذكرها بدون نسبة، بقوله: وقرأت (فرقة) بكسر القاف. قلت: وحكم هذه الرواية الشذوذ لمخالفتها المتواتر والمشهور عن الجماعة.
(4) نقل هذا الوجه جماعة منهم صاحب (التذكرة) 2/ 431، و (المبسوط) 248، و (الغاية) 320، و (المستنير في القراءات) 674، وفيه عن نصير غير الأشعري، و (المبهج) 634، وفيه عن نصير والمطوعي عن الأعمش، و (غاية الاختصار) 2/ 568عن الرستمي، عنه، و (البستان) 686، وفيه قرأ نصير في الأشهر عنه و (الانفرادات) 3/ 957، وحكم عليها بالشذوذ لمخالفتها لجميع القراء
(5) والقراءة له بما روته الجماعة عنه.
(6) وعلى كلا القراءتين هما مصدر، بمعنى يقال: مهدته مهدا ومهادا.
انظر: (الكشف) 2/ 98، و (حجة القراءات) 453، و (المستنير) 2/ 28.(3/1355)
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة {مكانا سوى [58] بضمّ السين وكسرها الباقون} [1]. وروى خلف والعجلي والوكيعي عن يحيى بن آدم وابن أبي أميّة وعبيد بن نعيم عن أبي بكر (2) عن عاصم أنه يميل فتحة الواو والألف بعدها من قوله {سوى
في الوقف، وكذلك حكى خلف عن يحيى عنه في قوله في القيامة [36]} {أن يترك سدى ولم يذكر سائر الرواة عن أبي بكر في الوقف على ذلك شيئا} [3].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {فيسحتكم بعذاب [61] بضم الياء وكسر الحاء.
وقرأ الباقون بفتح الياء والحاء} [4].
حرف:
وروى هبيرة (5) عن حفص عن عاصم {يوم الزينة [59] بفتح الميم على الظرف} [6]. وقرأ الباقون برفع الميم على خبر المبتدأ الذي هو {موعدكم [59]} [7].
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والمفضل (8): {قالوا إن [63] بإسكان النون. وروى أبو عمر عن أبي عمارة وابن شاهي} [9] عن حفص بتشديد
__________
(1) والكسر والضم في السين لغتان بمعنى: مكانا عدلا وسطا بين قريتين. انظر: المصادر السابقة.
(2) أي فله الإمالة الكبرى كحمزة والكسائي. وعليه العمل له. انظر: (التذكرة) 2/ 431، و (التيسير) 123، و (البدور) 206.
(3) قال الشاطبي: واضمم سوى في ند كلا ويكسر باقيهم. وصحح له المحقق ابن الجزري الوجهين، فالفتح طريق العراقيين قاطبة، والإمالة رواية المصريين والمغاربة. انظر: (النشر) 2/ 43.
(4) كسر الحاء من {الإسحات، وفتحها من} السحت، وهما لغتان بمعنى واحد، أي استأصله وأهلكه. قال الشاطبي: فيسحتكم ضم وكسر صحابهم.
انظر: (حجة القراءات) 454، و (الفتح الرباني) 219و (المستنير) 2/ 30.
(5) رواية آحادية وتعتبر شاذة لمخالفتها المتواتر عن الجماعة وذكرت في (المحتسب) 2/ 53 عن أبي عمرو، و (المبسوط) 248، و (الغاية) 321، و (المستنير في القراءات) 674، و (الانفرادات) 3/ 960.
(6) في (م) على الطرق.
(7) قال المنتجب الهمذاني: وهو على هذه القراءة أعني الموعد أو زمان، ولا حذف في الكلام ولك أن تجعله مصدرا، وتقدر على هذا حذف مضاف، ليكون الثاني هو الأول.
والتقدير: وقت موعدكم يوم الزينة. أهـ. انظر: (الفريد) 3/ 444.
(8) انظر: (التذكرة) 2/ 432، وفي (غاية الاختصار) 2/ 569، عن جبلة عنه.
(9) وهي رواية غير مشهورة عنه. انظر: (الاختيار) 2/ 542.(3/1356)
النون. وخالف أبا عمر في ذلك أبو الحارث، فروى عن أبي عمارة عن حفص {إن بالجزم فوافق ما روته الجماعة عنه} [1]. واختلف عن أبي بكر، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن يونس وأبو بكر شيخنا، قالا: نا ابن صدقة، قال: نا أحمد بن جبير، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ {إن هذان [63] خفيف، كذا قال ابن يونس. وقال ابن مجاهد} {إن موقوفة.
وروى حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأها بالوجهين ساكنة النون ومشددة.
وروى سائر الرواة عن أبي بكر بتشديد النون.} [2] وكذلك روى حمّاد عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ أبو عمرو {إن هذين [63] بالياء وتخفيف النون.
وقرأ ابن كثير بالألف وتشديد النون. وقرأ الباقون بالألف وتخفيف النون} [3].
حرف:
قرأ أبو عمرو {فاجمعوا كيدكم [64] بوصل الألف وفتح الميم، وقرأ الباقون بقطع الألف وكسر الميم} [4].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة {تخيّل إليه [66] بالتاء.
وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام والباقين بالياء} [5]، ولم يذكر هذا الحرف ابن
__________
(1) وبما روته الجماعة عنه قراءته السبعية. انظر: (التيسير) 123، وبقية المصادر.
(2) وبما رواه سائر الرواة عنه قراءته السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(3) فبعد تركيب الأوجه تصبح قراءة الأئمة على النحو التالي:
نافع وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي {إن هذان لسحران بتشديد} {إن وألف في} {هذان. وابن كثير وحده} {إن هذان لساحران بسكون} {إن، وتشديد} {هذان، ومد الألف مشبعا. وأبو عمرو وحده} {إن هذان لساحران بتشديد} {إن، وبالياء في} {هذين.
وحفص وحده} {إن هذان لساحران بسكون} {إن، وبالألف في} {هذان والله أعلم.
انظر: رسالة} إن هذان لساحران ص 27، و (مجلة البحث العلمي) 2/ 267وما بعدها.
قال الإمام الشاطبي: وتخفيف إن عالمة دلا وهذين في هذان حج وثقله دنا.
(4) من قرأ بوصل الألف وفتح الميم وهو البصري وحده فمن (جمع) الثلاثي: ضد فرق، بمعنى الضم، ومن قرأ بقطع الهمز على أنه فعل أمر من (أجمع) الرباعي، بمعنى: الحكمة أو العزم.
قال الشاطبي: فأجمعوا صل وافتح الميم حولا. انظر: (المستنير) 2/ 33، و (تقريب المعاني) 335.
(5) من قرأ بالتاء فعلى الإخبار من الحبال والعصي، ومن قرأ بالياء فعلى الإخبار عن السعي.
والتقدير: فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه سعيها. وأما الإمام الشامي عنه ابن ذكوان فهو منفرد بالوجه في القراءة السبعية. انظر: (شرح الهداية) 2/ 420419، و (المستنير) 2/ 3433.(3/1357)
مجاهد ولا أبو طاهر في كتابيهما.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان {تلقف ما صنعوا [69] برفع الفاء} [1].
وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام والوليد وابن عتبة وابن بكّار بجزمها (2). وقد ذكرنا مذهب ابن كثير في رواية البزّي وابن فليح في تشديد التاء (3)، ومذهب عاصم في رواية حفص في إسكان اللام وتخفيف القاف (4).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {كيد سحر [69] بكسر السّين وإسكان الحاء من غير ألف} [5]، وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم وقرأ الباقون بفتح السين وألف [40/ ب] بعدها وكسر الحاء (6)، وكذلك روت الجماعة عن حفص (7).
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل ونافع في (8) ورش من طريق أحمد بن صالح، وعبد الجبار بن محمد عن عبد الصمد، وعاصم في رواية حفص {آمنتم له [71] بهمزة واحدة بعدها ألف على لفظ الخبر.
__________
(1) وبتشديد القاف على أنه مضارع} {تلقف مضعف العين والرفع على الاستئناف. وقيل: في موضع الحال من فاعل} ألق وابن ذكوان منفرد بها عن الجماعة.
انظر: (الفتح الرباني) 220و (المستنير) 2/ 35.
(2) لأنها في الجواب الأمر، والقاف مشددة.
(3) انظر: الجامع: ينظر المطبوع (التيسير) 70و (الجامع) ص 145.
(4) انظر: (التيسير) 92، وحرف (24) من هذا البحث.
قال الشاطبي: وتلقف ارفع الجزم مع أنثى يخيل مقبلا.
(5) على أنه مصدر بمعنى اسم فاعل، أو على إضمار تقديره: كيد ذي سحر.
انظر: (الكشف) 2/ 102، و (المستنير) 2/ 35.
(6) على أنه اسم فاعل مضاف إلى ما قبله انظر: المصدرين السابقين.
(7) وبما روته الجماعة عنه القراءة السبعية عنه، أما الرواية الأولى عنه من طريق أبي عمارة فهي آحادية غير مشهورة. انظر: (التيسير) 123، و (النشر) 2/ 321، و (البدور) 405.
قال الشاطبي: وقل ساحر سحر شفا
(8) كذا بالنسختين ولعلها في رواية ورش، وفي بعض المصادر هذه الرواية عنه من طريق الأصبهاني، وانفرد الخزاعي عن الشذائي عن الأزرق. بذلك مخالفا سائر الرواة عن الأزرق.
انظر (السبعة) 421، و (التيسير) 123، و (الاختيار) 2/ 543، و (النشر) 1/ 368، و (الإتحاف) 2/ 251.(3/1358)
وقرأ الباقون بهمزتين على لفظ الاستفهام، وقد مضى ذكر مذاهبهم في التحقيق لهما، وفي التسهيل لإحداهما، فأغنى ذلك عن الإعادة (1).
حرف:
قرأ عاصم في رواية الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم عن أبي بكر، وفي (2) رواية أبي عمارة عن حفص، وأبو عمرو في رواية السّوسي (3) عن قراءتي، وفي رواية الحلواني وابن فرح عن أبي عمر عن اليزيدي وحمزة (4) في رواية يونس عن ابن كيسة عن سليم {ومن يأته مؤمنا [75] بإسكان الهاء. ونا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة} {ومن يأته مؤمنا موقوفة الهاء. وقرأ نافع في رواية قالون بخلاف عنه بكسر الهاء من غير صلة} [5]. حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الحسن بن أبي مهران (6)، قال: نا أحمد بن يزيد عن قالون عن نافع {ومن يأته مؤمنا يشبع الكسرة} [7]. وكذا روى أحمد بن صالح نصّا عن قالون، وبذلك قرأت على أبي الفتح من جميع الطرق عنه ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن حمدون الحذاء قال: نا أبو عون، قال: نا الحلواني عن قالون عن نافع {ومن يأته مؤمنا مكسورة الهاء لا يبلغ بها الياء، وذلك قياس ما رواه لنا محمد بن عبد الله بن الحسين بإسنادهما عن الحلواني عن هشام} [8] عن ابن عامر.
__________
(1) انظره بالتفصيل في حرف 25من هذا البحث.
(2) في (م) بدون واو.
(3) المؤلف قد نقل له وجه الإسكان أيضا في (التيسير) 124، وتبعه الشاطبي: وعدد من الأئمة وسائر المغاربة وعليه العمل، أما وجه الصلة فقد رواه له سائر العراقيين عنه.
انظر: (إرشاد المبتدئ) 436، و (الإتحاف) 2/ 252.
(4) رواية آحادية عن حمزة بإسكان الهاء، ولم تشتهر عنه.
(5) أي: اختلاس الحركة ونقل له صاحب (التذكرة) 2/ 432، و (الاختيار) 2/ 543، وآخرون الاختلاس وجها واحدا.
(6) هو: الحسن بن العباس بن أبي مهران الجمال أبو علي الرازي، وقد تقدم.
(7) ونقل له ذلك وجها واحدا صاحب الهداية والكامل. انظر: (النشر) 1/ 110وروى عنه الوجهين المؤلف في (تيسيره) 124، وتبعه الشاطبي كأصله، وصاحب (الكافي) 437، و (النشر) 1/ 110، و (الإتحاف) 2/ 252، وعليه العمل.
(8) في عبارته إشارته إلى وجه الاختلاس لهشام.(3/1359)
وقرأ الباقون بكسر الهاء ووصلها (1)، وكذلك روى خلف وابن سعدان عن المسيّبي وابن جبير عن أصحابه عن نافع وابن جبير وأحمد بن الخشاب (2) عن اليزيديين عن أبيهم، وابن شجاع عن أبي عمرو، وبه كان يأخذ ابن مجاهد في قراءة أبي عمرو، وبذلك قرأت في رواية المسيّبي، وقد ذكرنا هذا الباب مشروحا في آل عمران. {أن أسر بعبادي [77] مذكور أيضا} [3].
حرف:
قرأ حمزة (4): {لا تخف دركا [77] بجزم الفاء وحذف الألف قبلها} [5].
وقرأ الباقون برفع الفاء وإثبات الألف قبلها (6).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {قد أنجيتكم [80]} {وواعدتكم [80]} {ما رزقتكم [81] بالتاء} [7] مضمومة من غير ألف في الثلاثة.
وقرأ الباقون بالنون (8) مفتوحة وألف بعدها فيهن وحذف الألف بعد الواو من {وعدناكم أبو عمرو، وأثبتها الباقون وقد ذكر} [9].
حرف:
قرأ الكسائي (10) وابن عامر (11) في رواية ابن بكّار {فيحلّ عليكم غضبي
__________
(1) ومعهم حفص وحمزة وهشام في قراءاتهم السبعية، قال صاحب (البدور) 205، = وليس لهشام إلا الصلة فما يؤخذ من كلام الشاطبي من جواز القصر له، غير مقروء به من طرقه = أهـ.
(2) أحمد بن حفص الخشاب المصيص، قرأ على السوسي، وعنه إبراهيم بن عبد الرزاق وأحمد التائب. (غاية) 1/ 51.
(3) انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 300، وحرف (153) من هذا البحث.
(4) انفرادة سبعية. انظر: (التيسير) 124.
(5) على وجوب الأمر أو على النهي} {ولا تخشى بعده منقطع. انظر: (الفتح الرباني) 220.
(6) على الاستئناف. انظر: المصدر السابق.
قال الشاطبي: لا تخف بالقصر والجزم فصلا. انظر: ص 70.
(7) تاء المتكلم مناسبة لقوله تعالى:} {فيحل عليكم. انظر: (الفتح الرباني) 220، و (المستنير) 2/ 38.
(8) وهي نون العظمة مناسبة لقوله تعالى:} ولقد أوحينا إلى موسى. انظر: المصدرين السابقين.
(9) في سورة البقرة الآية [51]. انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 79، و (التيسير)، و (المبهج) 639.
(10) وحده من السبعة. انظر: المصدر السابق.
انظر: (السبعة) 422، و (التيسير) 224، و (النشر) 2/ 321.
(11) رواية آحادية عنه. انظر: (المستنير في القراءات) 677، و (المبهج) 639.(3/1360)
{ومن يحلل [81] بضم الحاء في الأول وضمّ اللام في الثاني. وروى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر} [1]: {ومن يحلل بضم اللام، و} {فيحل بكسر الحاء. وروى ابن شاذان عن حجاج بن حمزة} [2] عن حسين الجعفي عن عاصم (3) أنه قرأ:
{فيحلّ بضم الحاء وفتح الياء} {ومن يحلل بضم الياء وكسر اللام. وحسين وعاصم مرسل} [4].
وقرأ الباقون (5) بكسر الحاء واللام فيهما (6)، وأجمعوا على كسر الحاء في {أن يحلّ عليكم [86]} [7] لأن المراد به الوجوب دون النزول.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية المفضل (8): {بملكنا [87] بفتح الميم، وقرأ حمزة والكسائي بضمها.
وقرأ الباقون بكسرها} [9]. وكذلك روى المفضل عن عاصم وابن شاهي (10) عن حفص عنه. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع وعن اليزيدي [42/ أ] عن أبي عمرو (11) أنهما كسرا الميم، وذلك خطأ عن نافع.
__________
(1) يشير إلى وجه آخر لابن عامر بالكسر في حاء الأول، والضم في لام الثاني.
(2) حجاج بن حمزة بن سويد أبو يوسف الخشابي القاضي، روى عن يحيى بن آدم، وعنه محمد الحجاج وعبيد الله بن الفضل. (غاية) 1/ 203.
(3) يشير إلى رواية أخرى لعاصم بالضم في حاء الأولى، وضم الياء وكسر اللام في الثاني.
(4) وتعتبر قراءة شاذة.
(5) ومعهم ابن عامر وعاصم في المتواتر عنهم. انظر: المصادر السابقة.
(6) {فيحل بالضم، من الحلول أي النزول. كقوله:} {أو تحل قريبا من دارهم، الرعد / 31.
وبالكسر معناه: الوجوب، أي: تجب عليكم عقوبتي، ومنه حل الذي يحل حلولا: إذا وجب أداؤه. انظر: (الفريد) 3/ 455454.
(7) في قوله} يحل عليه عذاب مقيم في هود [39]، (الكشف) 2/ 103.
قال الشاطبي: وحا فيحل الضم في كسره رضا وفي لا يحل عنه وافى محللا.
(8) انظر: (التذكرة) 2/ 434، وفي (غاية الاختصار) 2/ 570، وعاصم غير جبلة وهو عن المفضل. انظر: فقرة (7).
(9) وكلها لغات بمعنى في مصدر (ملك)، كالوجد والوجد والوجد. وقيل: ضم الميم معناه:
سلطاننا، وكسرها من الملك الذي هو مصدر ملك، وفتحها أي اسم ما ملكته اليد.
انظر: (الكشف) 2/ 104، و (شرح الهداية) 2/ 421، 422، و (المستنير) 2/ 41.
(10) وهي رواية آحادية، لا يقرأ بها، وقد وردت في (الاختيار) 2/ 545.
(11) وفي: (السبعة) 422، القطعي عن عبيد عن هارون عن أبي عمرو بفتح الميم.(3/1361)
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وحفص عن عاصم {ولكنا حملنا [87] بضم الحاء وتشديد الميم} [1].
وقرأ الباقون بفتح الحاء والميم من غير تشديد (2). {يبنؤم [94] قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {بما لم تبصروا [96] بالتاء} [4]، وكذلك روى ابن عتبة عن ابن عامر والأصمعي (5) عن نافع وعلي بن نصر عن ابن كثير (6). وقرأ الباقون (7) بالياء (8).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {لن تخلفه [97] بكسر اللام} [9] وقرأ الباقون بفتحها (10).
__________
قال الشاطبي: وفي ملكنا ضم شفا وافتحوا أولي نهى.
(1) وهو على البناء للمفعول من التحميل. انظر: (الفتح الرباني) 221.
(2) وهو مبني للفاعل من الحمل. انظر: المصدر السابق.
قال الشاطبي: وحملنا ضم واكسر مثقلا كما عند حرمي.
(3) في الأعراف 150. وانظر: (الطراز في شرح ضبط الخراز) 294.
(4) تاء الخطاب على أن المخاطب هو موسى عليه السلام وقومه ردا على الخطاب في قوله تعالى:
{فما خطبك. [95]. انظر: غير مأمور: في (الكشف) 2/ 105، و (المستنير) 2/ 44.
(5) هو: عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعي الباهلي البصري إمام اللغة وأحد الأعلام فيها، وفي العربية والشعر والأدب، روى عن نافع وأبي عمرو والكسائي، وعنه محمد القطعي وأبو حاتم ونصر بن علي وعبد الرحمن الحارثي تفرد عن نافع بإثبات الألف في} حاشا، مات سنة 216هـ (وفيات الأعيان) 3/ 379، و (غاية) 1/ 470، و (بغية الوعاة) 2/ 112، و (أدباء العرب) 2/ 192.
(6) وهذه الرواية عن الأئمة الثلاث انفرادية وآحادية عنهم، ولا يقرأ بها.
(7) ومعهم الأئمة الثلاثة في قراءاتهم السبعية.
(8) في النسختين: بفتحها وهو خطأ، والصواب بالياء، أي: ياء الغيبة، على أن الفعل مسند إلى ضمير الغائبين.
انظر المصدرين السابقين. قال الشاطبي: وخاطب يبصروا شذا.
(9) على أنه مضارع مبني للمعلوم من (أخلف الوعد)، وفيه تهديد أي: لا بدّ أن تصير إليه.
(10) على أنه مضارع مبني للمجهول من (أخلفه الوعد).(3/1362)
حرف:
قرأ أبو عمرو {يوم ينفخ في الصور [102] بالنون وفتحها وضم الفاء} [1]. وقرأ الباقون بالياء وضمها وفتح الفاء (2).
حرف:
قرأ ابن كثير {فلا يخف ظلما [112] بجزم الفاء وحذف الألف قبلها} [3].
وقرأ الباقون برفع الفاء وإثبات الألف (4)، والذي في سورة الجن [13] بهذه الترجمة إجماع.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص {وإنك لا تظمؤا [119] بكسر الهمزة} [5].
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتحها (6)، وكذلك روى البرجمي عن الأعشى عن أبي بكر. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر شيخنا، ومحمد بن يونس، قالا: نا (7) ابن صدقة، قال: نا أحمد بن جبير عن
__________
قال الشاطبي: وبكسر اللام تخلفه حلا دراك. انظر: ص 70.
و (حجة القراءات) 462، و (المستنير) 2/ 45، و (تقريب المعاني) 337.
(1) على أنه مضارع مبني للمعلوم مسند إلى ضمير العظمة، والبصري قرأها وحده بذلك.
(2) على أنه مضارع مبني للمجهول نائب فاعله الجار والمجرور بعده.
انظر: (المستنير) 2/ 46.
(3) والحجة في ذلك أن (لا) ناهية جواب الشرط، والفعل بعدها مجزوم بها، والجملة في محل جزم جواب الشرط، وفي القراءة انفرادة سبعية عن المكي.
انظر: (الكشف) 2/ 107و (المستنير) 2/ 47.
(4) على أن (لا) نافية، والفعل بعدها مرفوع لتجرده من الجازم والناصب.
انظر: المصدرين السابقين، و (القمر المنير) 138. قال الشاطبي: وبالقصر للمكي واجزم فلا يخف.
(5) عطفا على قوله تعالى: {إن لك ألا تجوع [118]، وهو من عطف الجمل، وقيل: على الاستئناف. انظر: المصدرين السابقين و (الإتحاف) 2/ 258.
(6) عطفا على المصدر المنسبك من} {أن وما بعدها، في قوله تعالى:} أن لا تجوع وهو من عطف المفردات. انظر: المصادر السابقة.
(7) في (م) بدون (نا) لفظة التحمل.(3/1363)
أبي بكر عن عاصم {وإنك لا تظمؤا زاد ابن مجاهد مفتوح، وخالف ابن جبير (عن أبي بكر عن عاصم)} [1] في ذلك عن أبي بكر سائر أصحابه، فرووه عنه بالكسر (2).
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (3) وحمّاد والكسائي {لعلك ترضى
[130] بضم التاء} [4]، وكذلك روى أبو عمر وأبو الحارث (5) عن أبي عمارة (6)
عن حفص.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل وحفص من سائر الطرق بفتح التاء (7).
حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وقتيبة (8) عن الكسائي والوليد عن يحيى عن ابن عامر {أو لم تأتهم بيّنة [133] بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء} [9].
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث عشر ياء.
أولاهن: {إني آنست [10]} {إني أنا ربك [12]} إني أنا الله [طه: 14]
__________
(1) ما بين القوسين ساقط في (م).
(2) والقراءة المقبولة عنه بما رواه سائر أصحابه. انظر: (التيسير) 124، و (النشر) 2/ 322، و (البدور الزاهرة) 208. قال الشاطبي: وإنك لا في كسره صفوه العلا.
(3) وفي (غاية الاختصار) 2/ 572، أبي بكر وجبلة.
(4) على أن الفعل مبني للمجهول من (أرضى)، ونائب الفاعل ضمير المخاطب.
انظر: (الكشف) 2/ 107، و (المستنير) 2/ 15.
(5) في (م) بدون أبو.
(6) وروايته عن حفص، لم تشتهر عنه، وقد وردت في كتاب (السبعة) ص 425.
(7) على أن الفعل مضارع مبني للمعلوم من (رضي) الثلاثي، والفاعل ضمير المخاطب.
انظر: المصادر السابقة وقراءة حفص بما روته سائر الطرق عنه كالجماعة. (التيسير) 124.
قال الشاطبي: وبالضم ترضى صف رضا.
(8) انظر: روايته في (المبسوط) 251، و (الغاية) 325، و (التذكرة) 2/ 436، وفي (غاية الاختصار) 2/ 572، وقتيبة غير بشر وروايته عن الكسائي والوليد عن يحيى آحادية غير متواترة.
(9) بالتاء تاء التأنيث، وبالياء للتذكير، لأن الفعل مؤنث غير حقيقي، يجوز فيه الوجهان، ويقرأ مع الجماعة بالياء الكسائي وابن عامر في المقبول عنهما. انظر: (التيسير) 125، و (النشر) 2/ 323.(3/1364)
فتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو (1) وابن عامر في رواية ابن بكّار (2)، وأسكنهنّ الباقون.
{لعلّي آتيكم [10] أسكنها الكوفيون وفتحها الباقون} [3]. وقال أحمد بن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان هاهنا [10] وفي غافر [36] {لعلّي بوقف الياء، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الثعلبي عن ابن ذكوان هاهنا، وفي المؤمنين [10]، وفي الموضعين في القصص [29]، وفي غافر [38]، وروى ابن خرزاد والأخفش وابن موسى عن ابن ذكوان بفتح الياء من} {لعلّي في جميع القرآن، ولم يختلفوا عنه في فتح الياء في الموضع الذي في يوسف [46]، وعلى ما رواه الأخفش أهل الشام، وبه يأخذون.
} {لذكري إن [14، 15]} {ويسّر لي أمري [26]} {على عيني إذ [39، 40]} {ولا برأسي إني [94] فتحهن نافع وأبو عمرو وفتح ابن عامر في رواية ابن بكار} {ويسّر لي أمري وفتح في رواية الوليد} [4].
{ولا برأسي إني وأسكنها الباقون} [5]. {ولي فيها مآرب [18] فتحها نافع} [6]، في رواية ورش (7) من غير رواية الأصبهاني. وفي رواية العثماني عن قالون، وفي رواية محمد بن عمر والباهلي عن المسيّبي، وعاصم في رواية حفص (8)، وفي رواية الأعشى عن أبي بكر، وفي رواية ضرار عن يحيى عنه. وأسكنها الباقون. وكذلك
__________
قال الشاطبي: يأتهم مؤنث عن أولي حفظ.
(1) انظر: (التيسير) 125، و (النشر) 2/ 323.
(2) تعتبر رواية آحادية انفرادية له عن ابن عامر، فله في القراءة المشهورة الإسكان كالجماعة.
انظر: المصدرين السابقين.
(3) انظر: المصدرين السابقين.
(4) انظر: (المبهج) 644.
(5) وكذا وابن عامر في المتواتر عنه. انظر: المصدرين السابقين.
(6) وفي كتاب (السبعة) ص 426عن نافع بالإسكان.
(7) انظر: (التيسير) 125، وفي (النشر) 2/ 323، والأزرق عن ورش.
(8) انظر: (المصدرين السابقين).(3/1365)
روى سائر الرواة عن نافع (1) عن أبي (2) بكر، وقال الأصبهاني: قرأت على أبي مسعود الأسود (3): {ولي فيها بفتح الياء، ولم أسمعه من غيره. وقرأت عليه غير هذا الوجه بإسكان الياء، وبذلك قرأت أنا في روايته} {أخي اشدد به [30، 31] فتحها ابن كثير وأبو عمرو} [4]، وكذلك روى أحمد بن جبير عن المسيّبي وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع، وكذلك حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي، قال: نا أبو عمر، قال: أنا إسماعيل عن أهل المدينة وعن اليزيدي عن أبي عمرو {أخي اشدد [42/ ب] يحرّكون الياء.
وأسكنها الباقون} [5]. وكذلك روى الزينبي عن الخزاعي عن النبال، وكان (6)
الزينبي يأخذ في رواية الثلاثة بالفتح. وكذلك روى ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل.
{لنفسي اذهب [41، 42] و} {في ذكري اذهبا [42، 43] أسكنهما الكوفيون.
وابن عامر} [7] وأسقطوهما في الوصل للساكنين الذي بعدهما. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر (8). {لنفسي اذهب بالفتح وفتحهما الباقون.
} {لم حشرتني أعمى [125] فتحها الحرميّان، وأسكنها الباقون} [9].
__________
(1) وقالون في القراءة السبعية، ورواية العثماني عنه آحادية.
(2) وشعبة في القراءة السبعية، والرواية الأولى عنه غير مشهورة. انظر: المصدرين السابقين.
(3) أبو مسعود الأسود المدني، نزيل مصر، قرأ على ورش ومعلى بن دحية، وعنه محمد الأصبهاني والتنوخي، وكان يمد مدا طويلا، وكانت له سكتات تشبه الإخفاء في مثل أولئك، فإنه يقول: أولا، ثم يسكت ثم يقول: إئك. (الغاية) 2/ 326.
(4) انظر: المصدرين السابقين.
(5) ومعهم نافع في القراءة السبعية. انظر: (السبعة) 426، والمصدرين السابقين.
(6) في (م) وقال.
(7) انظر: المصادر السابقة.
(8) والقراءة لابن عامر كالكوفيين. انظر: المصادر السابقة.
(9) انظر: المصادر السابقة و (تقريب المعاني) 338.(3/1366)
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي:
قوله: {ألا تتبعن أفعصيت [93] أثبتها ساكنة في الحالين ابن كثير} [1]. وقال:
ابن مجاهد في جامعه: يصل بياء ويقف بغير ياء، وقال في غيره: الوصل والوقف بالياء، وقال لي محمد بن علي عنه ابن كثير: يقف بالياء، وهو الصحيح من قوليه.
واضطرب الزينبي فيها عن ابن فليح، فقال عنه: يصل ويقف بالياء، وقال في آخر:
يقف بغير ياء، وأثبتها ساكنة في الوصل، وحذفها في الوقف نافع (2)، في غير رواية إسماعيل وأبو عمرو (3)، واختلف عن إسماعيل (4) عنه فروى الهاشمي وأبو عمرو عنه أنه يصلها بياء وينصبها، وقالا ليس ينصب ياء ليست في الكتاب غيرها وغير الذي في النمل [36].
{فما آتان الله ولم يذكرا كيف يقف، فسألت فارس بن أحمد عن قراءتي كرواية إسماعيل عن مذهبه في الوقف، فقال لي: يقف بالياء، وذلك عندي كما قال لأنه لم يفتحها في الوصل إلا وهو يريد إثباتها، ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون، قال: نا الباهلي، قال أبو عمر عن إسماعيل عن نافع} [5]: {ألا تتبعني و} {فما آتاني بنصب الياء، ويثبتها فيهما، وهذا يدل على فتح الياء في الوصل وإثباتها ساكنة في الوقف لأنه عبّر عنهما بعبارتين: إحداهما الوصل} [6] وهي الفتح، والثانية للوقف وهي الإثبات (7). وقياس ما رواه المسيّبي عن نافع من اتباعه خط المصحف عند الوقف يوجب أن يقف بغير ياء لأنها كذلك في جميع المصاحف. وروى ابن جبير عن المسيّبي وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع أنه يرسلها، قد حكى ابن مجاهد في كتاب (8) قراءة نافع عن الحلواني عن قالون أنه يفتحها أيضا، وهو وهم. وحذفها الباقون في الحالين.
__________
(1) والقراءة له بذلك، وفيها انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 125، و (النشر) 2/ 323.
(2) والقراءة له بذلك. انظر: المصدرين السابقين.
(3) والقراءة له بذلك. انظر: المصدرين السابقين.
(4) انظر: (المبسوط) 251.
(5) نافع ساقطة في (م).
(6) من مصادر الداني.
(7) في (م) للوصل.
(8) في (م) للوقف.(3/1367)
ذكر اختلافهم في سورة الأنبياء (1): عليهم السلام
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {ربي يعلم القول [4] بالألف على الخبر} [2]، وكذلك روى خلّاد عن حسين وأحمد بن أبي موسى (3) عن ابن جبير ويحيى الجعفي عن أبي بكر، لم يروه عنه غيرهم. وكذلك في مصاحف الكوفيين (4).
وقرأ الباقون: {القول بغير ألف على الأمر} [5]، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر (6) وحفص (7) في غير رواية هبيرة وابن شاهي {نوحى إليهم [7] وهو الأول بالنون وكسر الحاء، والباقون بالياء وفتح الحاء. وكذلك روى هبيرة وابن شاهي} [8] عن حفص وقد ذكر (9).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص باختلاف عنه وحمزة والكسائي إلّا نوحي
__________
(1) مكية وآياتها مائة واثنتا عشرة في الكوفي، وإحدى عشرة للباقين. انظر: (البيان في عد آي القرآن) 186، و (فنون الأفنان) 294، و (مصاعد النظر) 2/ 285، و (الإتقان) 1/ 32، و (روح المعاني) 9/ 2.
(2) والحجة في ذلك على أنه فعل ماض مسند إلى ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو إخبار من الله تعالى حكاية عما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم الطاعنين في رسالته.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 424، و (الهادي) 3/ 55، و (المستنير) 2/ 54.
(3) لم أقف على ترجمته.
(4) انظر: كتاب (السبعة) 428، و (المقنع) 104.
(5) أمر من الله عز وجل لنبيه ليجيب الطاعنين في رسالته. قال الشاطبي: وقل قال عن شهد.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 424، و (الهادي) 3/ 55، و (المستنير) 2/ 54.
(6) وبما روته الجماعة القراءة له، والرواية الأولى عنه آحادية.
انظر: (التيسير) 125، و (النشر) 2/ 323.
(7) وحده من السبعة. انظر: (التيسير) 106، و (المكرر) 83.
(8) انظر: (الاختيار) 2/ 551.
(9) يوسف: 109.(3/1368)
{إليه [25] وهو الثاني بالنون وكسر الحاء} [1].
وقرأ الباقون بالياء وفتح الحاء، وقال الرافعي عن حسين عن أبي بكر ما كان من رجال، فهو نوحي بالنون وما كان من رسول يوحي بالياء خالف الجماعة من أصحاب أبي بكر (2).
حرف:
قرأ ابن كثير (3) {ألم ير الذين كفروا [30] بغير واو بين الهمزة واللام، وكذلك في مصاحف المكيين} [4] [43/ أ].
وقرأ الباقون {أو لم ير الذين بالواو والله أعلم، وكذلك في مصاحفهم} [5].
حرف:
قرأ ابن عامر (6) في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان {وإلينا ترجعون [35] بفتح التاء وكسر الجيم.
وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الجيم} [7].
حرف:
قرأ ابن عامر (8) في غير رواية الوليد عن يحيى {ولا تسمع [45] بالتاء وضمها وكسر الميم} [9]: {الصم بالنصب} [10].
__________
(1) وهو فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر تقديره (نحن)، وجملة {نوحي في محل نصب حال من فاعل أرسلنا، والاختلاف المذكور عن حفص هو من رواية ابن شاهي عنه.
انظر: (المستنير في القراءات) 682. و (الجدول في إعراب القرآن) 7/ 18، و (المستنير) 2/ 55.
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 383، و (التيسير) 125، و (النشر) 2/ 323296.
(3) وحده من السبعة.
(4) انظر: (السبعة) 428و (المقنع) 104.
(5) انظر: المصدرين السابقين.
(6) وحده. انظر: (السبعة) 429، و (الاختيار) 2/ 551، والمؤلف رحمه الله لم يذكر في (التيسير) 126، هذا الحرف في موضعه من السورة، وتبعه ابن الجزري في (النشر) 2/ 323.
(7) وروى عباس عن أبي عمرو} {يرجعون بالياء مضمومة.
انظر: (السبعة) 429، وفي (البحر) 6/ 311، وقرأت فرقة بضم الياء للغيبة.
(8) وحده من القراء السبعة.
(9) على أنه فعل مضارع من (أسمع) مسند إلى ضمير المخاطب، وهو النبي صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.
(10) على أنه مفعول أول، و (الدعاء) مفعول ثاني. انظر: (شرح الهداية) 2/ 310، و (المستنير) 2/ 59. تنبيه: من قرأ بالتاء، لم يبتدئ به، لأنه خطاب للرسول:} قل إنما أنذركم فهو متعلق به (التذكرة) 2/ 440.(3/1369)
وقرأ الباقون بالياء وفتحها (1)، وفتح الميم ورفع (2): {الصم، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر. وروى ابن جبير} [3] عن اليزيدي عن أبي عمرو {ولا يسمع بالياء وضمّها وكسر الميم «الضم» بالنصب} {الدعاء رفع لم يرو ذلك أحد عن اليزيدي غيره} [4]، وروى أحمد بن صالح عن قالون {الموازين القصط [47] بالصّاد} [5]، ولم يروه غيره، وقد ذكر (6).
حرف:
قرأ نافع (7): {وإن كان مثقال حبة هاهنا [47] وفي لقمان [16] برفع اللام.
وقرأ الباقون بنصبها} [8]. {ضياء [48] و} {ذكرا [48] قد ذكرا} [9].
حرف:
قرأ الكسائي (10): {جذاذا إلا [58] بكسر الجيم.
وقرأ الباقون بضمها} [11].
__________
(1) على أنه مضارع (سمع).
(2) على أنه فاعل، و (الدعاء) مفعول به. انظر: المصدرين السابقين.
(3) انظر: روايته في (البحر) 6/ 315.
(4) والقراءة المقبولة كالجماعة. انظر. (التيسير) 126، و (النشر) 2/ 323، و (البدور) 211.
(5) رواية آحادية عنه ذكرت في (الجامع) للقرطبي 11/ 194، من غير نسبة وكذا في (البحر) 6/ 316.
(6) في المائدة: 28. وانظر: (التيسير) ص 75.
(7) وحده من القراء السبعة.
(8) رفع اللام على أن (كان) تامة بمعنى وجد وحدث، وهي لا تحتاج إلى خبر، و {مثقال
فاعل. وبنصبها على أن (كان) ناقصة، واسمها ضمير العمل المفهوم من قوله:} {ونضع الموازين، و} مثقال خبر. قال الشاطبي: ومثقال مع لقمان بالرفع أكملا.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 425، و (المستنير) 2/ 60، و (الهادي) 3/ 57.
(9) في يونس: 5.
(10) وحده من البدور السبعة.
(11) الضم والكسر، لغتان في الجيم في مصدر (جذ) بمعنى: قطع.
قال الشاطبي: جذاذا بكسر الضم راو. انظر: المصادر السابقة.(3/1370)
حرف:
وكلهم قرأ {ثم نكسوا [65] بتخفيف الكاف إلا ما حدّثناه فارس بن أحمد، قال: نا محمد قال: نا محمد بن الحسن، قال: نا عبد الرزاق عن إبراهيم ابن عبّاد عن هشام} [1] بإسناده عن ابن عامر بتشديد الكاف من {نكسوا لم يروه عن هشام غير بن عباد.} {أف لكم قد ذكر} [2]، {أئمة قد ذكر أيضا} [3].
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص {لتحصنكم [8] بالتاء} [4]، وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر. وروى إبراهيم بن عبّاد عن هشام بإسناده عن ابن عامر بفتح التاء وتشديد الصاد (5)، لم يروه عنه أحد غيره. وقد قرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحماد (6) بالنون.
وقرأ الباقون بالياء (7).
حرف:
وكلهم قرأ هاهنا {ولسليمان الريح [81] بنصب الحاء، إلا ما رواه يحيى الجعفي عن أبي بكر} [8] عن عاصم أنه رفع الحاء هاهنا وفي سبأ [12]، ويأتي الذي في سبأ في موضعه إن شاء الله تعالى.
__________
(1) وتروى أيضا عن الأخفش عن هشام وعن ابن المقسم وابن الجارود، وفيها انفرادة شاذة لمخالفتها للمشهور والمتواتر عن هشام. وعن الجماعة، (البستان) 697، و (البحر) 6/ 325، و (الانفرادات) 3/ 982.
(2) في الإسراء: 23.
(3) في التوبة: 12.
(4) أي: مضمومة، والفاعل يعود على الصنعة، أو اللبوس. انظر: (الإتحاف) 2/ 266.
(5) انفرادة شاذة تفرد بها الأخفش عن هشام، وتروى عن وثاب والأعمش.
انظر: (المبهج) 647، و (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 112، و (البحر) 6/ 332. و (البستان) 699، و (الانفرادات) 3/ 983.
(6) انفرادة سبعية لشعبة القراءة بنون العظمة لمناسبة وعلمناه، والرواية الأولى عنه غير مشتهرة.
انظر: (غاية الاختصار) وفيه السراج عن حماد، و (الإتحاف) 2/ 266.
(7) والفاعل يعود على (الله) تعالى أو داود عليه السلام، أو التعليم، أو اللبوس.
انظر: المصدرين السابقين. قال الشاطبي: ونون ليحصنكم صا في وأنث عن كلا.
(8) وتروى عن عبد الرحمن بن هرمز، وفيها انفرادة شاذة عنه لمخالفتها المتواتر عنهم.
انظر: (إعراب قراءات الشواذ) 2/ 112، و (البحر) 6/ 332.(3/1371)
حرف:
قرأ ابن عامر من طرقه وعاصم في غير رواية (1) حفص والكسائي في رواية أبي موسى الشيرازي (2): {نجي المؤمنين [88] بنون} [3] واحدة وتشديد الجيم على معنى {ننجي المؤمنين، ثم حذفت إحدى النونين تخفيفا.
وقرأ الباقون بنونين الثانية ساكنة والجيم مخففة} [4]. وكذلك قال لي الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الثعلبي عن ابن ذكوان، والذي رواه الأخفش ومحمد بن موسى وأحمد بن المعلى وابن خرزاد وأحمد بن أنس وغيرهم عنه أداء وسماعا هو ما قدمته، ولا يعرف أهل الشام غير ذلك. وكذلك روى هشام والجماعة بإسنادهم عن ابن عامر، ولم يذكر ابن مجاهد عن ابن عامر في هذا الحرف شيئا في كتابه.
حرف:
وكلهم قرأ {رغبا ورهبا [90] بفتحتين إلا ما رواه أحمد بن عمر القاضي في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان، قالا: نا محمد بن محمد، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر} {رغبا ورهبا بضم الراء في الحرفين جميعا} [5]، وتحقيقها لم يرو هذا عن هشام أحد غير الباغندي ولا روى عنه غيره. ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده {رغبا ورهبا مثقل في كتابي على الهاء والعين فتحة شكلا.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي} {وحرم على قرية
[95] بكسر الحاء وإسكان الراء من غير ألف.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح الحاء والراء وألف بعدها} [6] {حتى إذا
__________
(1) وفي (غاية الاختصار) 2/ 575، هي لأبي بكر وجبلة.
(2) وتعتبر رواية آحادية غير مشهورة عن الكسائي، والقراءة له كالجماعة. انظر: (الاختيار) 2/ 553.
(3) مضمومة. انظر: (السبعة) 430، و (البدور) 121.
(4) على أنه مضارع (أنجى) مسند إلى ضمير العظمة، مناسبة لقوله تعالى:} فاستجبنا له، وحذفت منه النون الثانية رسما لأنها مخفاة في الجيم.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 426، و (المستنير) 2/ 66، و (الهادي) 3/ 59.
قال الشاطبي: وتنجي احذف وثقل كذي صلا.
(5) تفرد شاذ عنه في هذا الوجه، لمخالفته للمشهور والمتواتر عنهم، ويروى عن الأعمش أيضا.
انظر: (إعراب الشواذ) 2/ 115، و (البحر) 6/ 336، و (البستان) 699، و (الانفرادات) 3/ 984.
(6) وهما لغتان في وصف الفعل الذي وجب تركه، يقال هذا حرم وحرام، وحل وحلال.(3/1372)
{فتحت [الأنعام: 44]} {يأجوج [الكهف: 94]} {ومأجوج [96] قد ذكر من قبل.
حرف:
[43/ ب]: وكلهم قرأ} {إنهم لا يرجعون [95] بفتح الياء وكسر الجيم إلا ما ناه محمد بن علي} [1]، قال: نا محمد بن قطن، قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي عن أبي عمرو {يرجعون الياء رفع، لم يروه غيره، وهو وهم. قرأ الكسائي في رواية أبي موسى} {لا يحزنهم [103] بضم الياء وكسر الزاي، وقد ذكر} [2].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل (3) وحمزة والكسائي: {للكتب
[104] بضم الكاف والتاء على الجمع} [4].
وقرأ الباقون بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد (5) في: {في الزبور [105] قد ذكر} [6].
حرف:
وكلهم قرأ {وإن أدري في الموضعين هاهنا [109و 111]، وفي سورة الجن [25] بإسكان الياء دلالة على رفع الفعل، إلا ما رواه ابن بكار عن أيّوب عن يحيى عن ابن عامر} [7] أنه فتح الياء فيهن، وذلك غير جائز إلا على إلقاء حركة الهمزة على الياء فيما بعدها همزة وتحريكها بها وإسقاط الهمزة من اللفظ، فإن ذلك قد يجوز، وما أحسب ذلك إلا وهما من ابن بكّار.
__________
قال الشاطبي: وسكن بين الكسر والقصر صحبه وحرم انظر: (شرح الهداية) 2/ 426، و (المستنير) 2/ 67، و (الهادي) 39/ 60.
(1) محمد بن أحمد بن علي أبو مسلم الكاتب البغدادي، نزيل مصر مسند عالي السند، روى عن ابن مجاهد ومحمد بن أحمد بن قطن وابن دريد ونفطويه وابن الأنباري وأبي القاسم البغوي، وعنه أبو عمرو الداني، مات سنة 399هـ. (غاية) 2/ 73.
(2) في آل عمران 176. وانظر: (التيسير) 76.
(3) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 576.
(4) أي جمع كتاب بمعنى الصحف. انظر: (شرح الهداية) 2/ 427، و (المستنير) 2/ 70، و (الهادي) 3/ 61.
(5) على أن (الكتاب) في معنى مصدر. انظر: (حجة القراءات) 471.
(6) في النساء: 163. وانظر: (التيسير) 81.
(7) ويروى الوجه أيضا عن الوليد بن عتبة عن ابن عامر وفيه تفرد شاذ.(3/1373)
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص (1): {قال ربّ احكم [112] بالألف على الخبر} [2].
وقرأ الباقون بغير الألف على الأمر (3)، وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن قراءته في رواية القوّاس عن حفص.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان (4) وعاصم في رواية المفضل (5): {على ما يصفون [112] آخر السورة بالياء.
وقرأ الباقون} [6] بالتاء. وكذلك روى الأخفش وغيره عن ابن ذكوان، وكذلك قال:
نا الفارسي عن أبي طاهر عن محمد بن محبوب (7) عن التغلبي عن ابن ذكوان، وقال لنا ابن مجاهد عن ابن ذكوان عنه بالياء.
في هذه السورة من ياءات الإضافة أربع (8):
أولاهن {ذكر من معي [24] فتحها حفص} [9] عن عاصم، وأسكنها الباقون.
__________
انظر: (المبهج) 651، و (إعراب القراءات الشواذ 2/ 121)، و (البحر) 6/ 344، و (معجم القراءات) 3/ 278و (الانفرادات) 3/ 989.
(1) قرأها وحده من الرواة كذلك. انظر: (التيسير) 124.
(2) على أنه فعل ماض مسند إلى ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو إخبار من الله تعالى.
(3) أمر من الله تعالى لنبيه ليجيب به المعرضين عن دعوته.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 427، و (المستنير) 2/ 71.
(4) وفي (غاية الاختصار) 2/ 576، الصوري عن ابن ذكوان وكذا في (النشر) 2/ 325.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 441، و (غاية الاختصار) 2/ 576.
(6) والباقون هم الأئمة السبعة في المشهور المتواتر عنهم، فإن لهم القراءة بالتاء كما في (السبعة) 432، (التيسير) 126.
(7) محمد بن سليمان بن محبوب أبو عبد الله وأبو أيوب النقاش البغدادي، روى عن التغلبي عن ابن ذكوان، وعنه عبد الواحد بن عمر ونسبه وكناه. (غاية) 2/ 149.
(8) انظر: (السبعة) 432و (التيسير) 127و (النشر) 2/ 325.
(9) في فتح الياء انفرادة سبعية لحفص. انظر: المصادر السابقة.(3/1374)
{إني إله [29] فتحها نافع وأبو عمرو، وقال ابن جبير عن اليزيدي: كان أبو عمرو يخيّر بين فتحها وإسكانها} [1]. وأسكنها الباقون.
{مسني [83]، و} {عبادي الصالحون [105] أسكنهما حمزة} [2]، وفتحهما الباقون.
وليس فيها من الياءات المحذوفات من الخط شيء (3) والله أعلم.
__________
(1) والمشهور المتواتر عنه فتحها كنافع. انظر: المصدر السابق.
(2) في إسكان الياء تفرد سبعي عن حمزة. انظر: المصادر السابقة.
(3) انظر: المصادر السابقة.(3/1375)
ذكر اختلافهم في سورة الحج (1):
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {سكرى وما هم بسكرى [2] بفتح السين وإسكان الكاف من غير ألف على وزن (فعلى) فيهما.} [2]
وقرأهما الباقون بضم السين وفتح الكاف وألف بعدها على وزن (فعالى) (3).
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (4): {ونقر في الأرحام [5] و} {ثم يخرجكم [5] بنصب الراء والجيم.
وقرأ الباقون برفعهما} [5]، {ليضل [9]} [6] قد ذكر.
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش وابن عامر وأبو عمرو {ثم ليقطع [15] و} {ثم
__________
(1) مكية قال أبو عمرو الداني: إلا ثلاث آيات منها، نزلت بالمدينة في الذين تبارزوا يوم بدر، وهم ثلاثة مؤمنون، علي وحمزة وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم، وثلاثة كافرون عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد ابن عتبة، وهي قوله:} {هذان خصمان اختصموا إلى قوله} {وهدوا إلى صراط الحميد وعند أبي السعود 6/ 19، أنها مدنية إلا آيات بين مكة والمدينة، وذكرها السيوطي فيما نزل بالمدينة، وهي سبعون وأربع آيات في الشامي، وخمس في البصري، وست في المدنيين، وسبع في المكي، وثمان في الكوفي. انظر: (البيان في عد الآي) 189، و (الجامع) 12/ 3للقرطبي، و (مصاعد النظر) 2/ 290، و (الإتقان) 1/ 33.
(2) جمع (سكران) أو (سكر)، ويطرد هذا الوزن في كل وصف على وزن (فعيل وفعل) دال على علة، أو بلية أو عاهة، نحو مريض ومرضى، أو زمانة كزمن وزمنى، وهي لغة تميم. انظر:
(معاني القراءات) 313، و (إبراز المعاني) 603، و (الإتحاف) 2/ 270، و (المستنير) 2/ 73، و (النحو بين التميميين والحجازيين) 240، و (القواعد النحوية على اللغة التميمية) 157.
(3) جمع (سكران)، وقيل اسم جمع، وهو القياس، ونظير القراءتين (أسرى وأسارى) في (الأنفال)، وقد أجمعوا على الذي في (النساء) آية [43]،} لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى انظر: المصادر السابقة. قال الشاطبي: سكارى معا سكرى شفا.
(4) انظر: (التذكرة) 2/ 443، وفي (غاية الاختصار) 2/ 577، في اللفظة الأولى فقط، وفي (الاختيار) 2: 558، هي عن الحلبي عن عبد الوارث.
(5) وهي قراءة الجماعة. كافة. المصادر السابقة.
(6) في إبراهيم عليه السلام: 30.(3/1376)
{ليقضوا [29] بكسر اللامين.} [1] وقرأ ابن كثير في رواية قنبل (2) عن القوّاس (3): {ثم ليقطع بإسكان اللام، و} {ثم ليقضوا بكسر اللام. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن ابن أبي هاشم، قال: نا ابن مخلد عن البزّي} [4]، قال: سمعت وهبا أبا الإخريط يقرأ {ثم ليقضوا مكسورة اللام.
وقرأ الباقون، ونافع في رواية إسماعيل، والمسيّبي، وقالون، وابن كثير في رواية البزّي} [5] وابن فليح بإسكان اللام فيهما (6). وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبيه والخزاعي عن أصحابه وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان (7): {وليوفوا [29] و} {ليطوفوا [29] بكسر اللامين. وروى الحلواني عن القوّاس والأعشى عن أبي} [8]
بكر بإسكان اللام من {وليوفوا وحدها.
وقرأ الباقون} [9] بإسكان اللامين، ولم يكسر اللام في {وليطوفوا غير ابن عامر في رواية ابن ذكوان} [10]، {والصابئين [17] قد ذكر} [11].
__________
(1) على الأصل في لام الأمر، وفرقا بينهما وبين لام التأكيد. ويجوز فيها الكسر والإسكان إذا سبقت بالواو أو الفاء أو ثم. انظر: (معاني القراءات) 314، و (الإتحاف) 2/ 272، و (المستنير) 2/ 76، و (اللامات) 69.
(2) انظر (السبعة) 434، و (التيسير) 127، و (النشر) 2/ 326، و (الإتحاف) 2/ 272.
(3) انظر (المبسوط) 257، و (الغاية) 331.
(4) الوجه الأول عن البزي، جمعا بين اللغتين.
(5) وجه ثان عنه، وعليه العمل له.
(6) تخفيفا للكسرة فأسكنوها و: إنهم اعتدوا بحرف العطف.
انظر: (الكشف) 2/ 172، و (الإتحاف) 2/ 272، و (المستنير) 2/ 76.
تنبيه: يقول الإمام أبو منصور في (معانيه) 314، = وأما من اختار كسر اللام في {ثم ليقضوا، فلأن الوقوف على} {ثم يحسن، ولا يحسن على الفاء والواو =، ولأن} {ثم ينفصل من اللام. (إعراب القراءات) 2/ 73.
(7) وحده من الرواة عن ابن عامر.
(8) وجه عن شعبة بإسكان اللام} {وليوفوا، وكسرها في} وليطوفوا.
(9) ومنهم شعبة في المختار له في القراءة السبعية.
(10) انظر: (التيسير) 172.
(11) في البقرة: 62. وانظر: (التيسير) 63.(3/1377)
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية المفضل (1) وهبيرة: {ولؤلؤا هاهنا [23] وفي الملائكة [33]} [2] بالنصب. كذا قرأت له. واضطرب ابن مجاهد عنه [44/ أ] في ذلك، فقال في كتاب السبعة (3) بالخفض في السورتين (4)، وقال في كتاب عاصم بالنصب، وروى هبيرة عن حفص عنه هاهنا (5) بالنصب، وفي الملائكة بالخفض. وقرأ الباقون بالخفض (6) في السورتين، ثم اختلفوا في همزهما، فروى الأصبهاني (7) عن ورش عن نافع (من اللؤلؤ ولولو ولولو) في هذين الموضعين وفي جميع القرآن (8).
وهمز الهمزة الثانية المتحركة، وكذا قرأ أبو عمرو (9) في تحقيقه وإدراجه (10) ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن سعدان، قال: نا ابن المعلى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {ولؤلوا همز الأولى، ولم يهمز الآخرة. ما روته الجماعة عن أبي بكر، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا السيرافي، قال: نا القطيعي، قال: نا أيوب المتوكل} [11] عن حسين عن أبي بكر عن عاصم {ولؤلؤا في الحج [33] والملائكة، وهو في كتابي مقيد بغير همز.
وروى الواسطيون عن يحيى} [12] عن أبي بكر أن يترك الهمزة الأولى من المنصوب
__________
(1) انظر: (التذكرة) 2/ 444، وفي (غاية الاختصار) 2/ 577، وفقرة (8)،. وهو عن المفضل.
(2) هي سورة فاطر الآية [1].
(3) لم أجد هذه المقولة: في كتاب (السبعة) 435، الذي بين يدي.
(4) في (م) بزيادة وهمزتين.
(5) في: (م) عنه هاهنا.
(6) عطفا على (ذهب). انظر: (الفتح الرباني) 224.
(7) انظر: (القول الأصدق) 15.
(8) وجاءت منكرة ومعرفة في الطور 24، والرحمن 22، والواقعة 23، و (الإنسان) 19، وأهل البصرة يثبتون الألف فيها وفي (الحج)، ويطرحونها في سورة (الملائكة)، وفي كلمة ولؤلؤا. وأهل الكوفة وأهل المدينة يثبتون الألف فيهما. انظر: (كتاب المصاحف) 5750، و (المعجم المفهرس) 818.
(9) انظر: (التذكرة) 2/ 444.
(10) أي: إسراعه.
(11) أيوب بن المتوكل الأنصاري البصري، إمام ثقة ضابط، له اختيار تبع فيه الأثر، قرأ على سلام والكسائي وحسين الجعفي ويعقوب الحضرمي، وروى عنه اختياره محمد القطيعي، مات سنة 200هـ (غاية) 1/ 172.
(12) انظر: (السبعة) 435.(3/1378)
فقط، وجملة ذلك ثلاثة مواضع، هاهنا، وفي فاطر على قراءته، وفي الإنسان بإجماع.
وروى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر {ولؤلؤا نصب} [1] منوّن مهموز، وليس في هذه الرواية بيان عن أيّ الهمزتين يهمز، ويحتمل أن يكون أراد أنه يهمز الثانية منهما، فيوافق قول الجماعة عن أبي بكر، ويحتمل أن يكون أراد أنه يهمزهما معا، وحمزة إذا وقف سهّلهما جميعا، فأبدلهما واوا ساكنة في السورتين، وابن عامر في رواية الحلواني عن هشام إذا وقف أبدل الثانية خاصة واوا ساكنة.
وقرأ الباقون وأبو عمرو في تحقيقه وترتيله يحقّقون الهمزتين وصلا ووقفا في جميع القرآن. وبذلك قرأت في رواية الأصبهاني عن ورش (2).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص (3) في: {سواء العاكف [25] بنصب الهمزة، وقرأ الباقون برفعها} [4].
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص (5): {وليوفوا نذورهم [29] بفتح الواو وتشديد الفاء.
__________
(1) في (م) بنصب.
(2) أما مذاهب القراء السبعة في} {ولؤلؤا مع أوجه الوقف فيها، فكما يأتي:
نافع وعاصم ينصبان الهمزة الثانية، وغيرهم بخفضها مع إبدال الهمزة الأولى: واوا ساكنة مدية وصلا ووقفا شعبة والسوسي، وفي الوقف حمزة.
وأما الثانية: فلحمزة وهشام فيها الإبدال واوا ساكنة مدية، وتسهيلها بين بين مع الروم. وهذان الوجهان قياسيان، ويجوز إبدالها واوا خالصة اتباعا للرسم، فيكون الوقف عليها بالسكون، فيتحد هذا الوجه مع الأول، ويجوز الوقف عليها بالروم. فهي أربعة تقديرا وثلاثة عملا. والله ولي التوفيق.
قال الشاطبي: ومع فاطر انصب لؤلؤا نظم ألفه. انظر: (البدور) 214.
(3) قرأها وحده. انظر: (التيسير) 127، و (النشر) 2/ 326.
(4) فمن نصب} {سواء فعلى أنه مصدر عمل فيه} {جعلنا في قوله} {الذي جعلناه للناس سواء أو على الإضمار، ومن رفعه فخبر مقدم، أو بالابتداء والوقف على} الذي جعلناه للناس تام.
انظر: (معاني القراءات) 316، و (الهادي) 3/ 66. قال الشاطبي: ورفع سواء غير حفص تنخلا.
(5) وفي (التيسير) 127، و (النشر) 2/ 326، وبقية المصادر هي لأبي بكر، وكذلك في القراءة السبعية وفي (غاية الاختصار) 2/ 578عنه والمفضل.(3/1379)
وقرأ الباقون بإسكان الواو وتخفيف الفاء، وكسر اللام القوّاس في رواية الحلواني والأعشى (1) عن أبي بكر، وأسكنها الباقون.
حرف:
قرأ نافع (2) {فتخطفه [31] بفتح الخاء وتشديد الطاء} [3].
وكذلك روى أبو الربيع عن حفص عن ابن عاصم (4) لم يروه عنه غيره (5)، وقال:
أحمد ابن صالح عن قالون (6) الخاء مختلسة غير مبيّنة، وروى ابن شنبوذ عن أبي حسان عن أبي نشيط (7) عن قالون الخاء ساكنة والطاء مشددة. وقال سائر أصحاب (8)
قالون وأصحاب ورش جميعا: الخاء مفتوحة والطاء مثقلة. وكذا قال إسماعيل والمسيّبي وابن بويان وابن ذؤابة (9) عن أبي حمّاد عن أبي نشيط ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا محمد بن جرير، قال: نا يونس عن ورش {فتخطفه مثقلة الطاء مسكنة الخاء مدغمة الطاء يعني الجمع بين الساكنين، وهذه الترجمة خطأ لأن هذه الكلمة ليست فيها تاء مدغمة أصلا لأن الفعل في وزن تفعل مثل تكلم، والأصل تتخطف وتتكلم بتاءين، فحذفت إحداهما تخفيفا. وإنما (تكون التاء)} [10] المدغمة في هذا الفعل، إذا كان في وزن (تفتعل)، فيكون الأصل فتختطفه، فيدغم التاء في الطاء وتكون الطاء مكسورة لا بدّ من ذلك دلالة قاطعة على أن الفعل (11) ليس في
__________
(1) انظر: (المبسوط) 257، و (الغاية) 331، كلاهما لابن مهران، ورواية الحلواني آحادية.
(2) وحده من السبعة. انظر: (السبعة) 436.
(3) على أنه مضارع (تخطف) والأصل تتخطفه فحذفت إحدى التاءين تخفيفا.
انظر: (معاني القراءات) 316و (الهادي) 3/ 66.
(4) في (م) عن ابن عامر وهو خطأ.
(5) فهي رواية آحادية انفرادية عنه.
(6) وجه عنه باختلاس الخاء.
(7) انظر. (الاختيار) 2/ 560.
(8) وجه عنهما بفتح الخاء، بما رواه عنهما سائر أصحابهما، وعليه العمل لهما.
انظر: (السبعة) 136، و (التيسير) 127، و (الثمر اليانع) 147.
(9) هو: علي بن سعيد بن الحسن بن ذؤابة، عرض على إسحاق الخزاعي وأحمد بن فرح وأحمد ابن سهل وأحمد بن الأشعث، وعنه صالح بن إدريس والدارقطني والباهلي، مات سنة 340هـ. (غاية) 1/ 543.
(10) ما بين المعكوفين من (م)، وفي الأصل يكون تاء.
(11) في (ت) الفاعل.(3/1380)
زنة (تفتعل)، وأنه [44/ ب] في زنة (تفعّل) (1) فلا يجوز ما حكاه ابن جرير عن يونس عن ورش بوجه. والغلط في ذلك عندي عن ابن جرير، لا من يونس لأن فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد قال: نا محمد بن الربيع. ح ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قالا: نا يونس عن ورش عن نافع {فتخطفه
مثقلة، وعن ابن كيسة عن سليم عن حمزة مخففة لم يزد على قوله مخففة ومثقلة شيئا يدلّ} [2] على موافقة الجماعة من أصحاب نافع، وأن الزيادة من ابن جرير وهو خطأ. وقرأ الباقون بإسكان الخاء وتخفيف الطاء (3)، وكذلك روت الجماعة عن حفص عن عاصم.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {منسكا [34] في الموضعين في هذه السورة [34 و 67] بكسر السين. وقرأ الباقون بفتحها فيهما} [4].
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص {أذن للذين [39] بضم الهمزة} [5]، {يقاتلون [39] بفتح التاء} [6]، وكذلك روى ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر (7)، وقال: واختلف فيها عنه.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بفتح الهمزة (8)
__________
(1) ما بين المعكوفتين تكرار.
(2) في (م) تدل.
(3) على أنه مضارع (خطف).
قال الشاطبي: فتخطفه عن نافع مثله. قلت: وبما روته الجماعة لحفص المشهور عنه المتواتر.
انظر: (معاني القراءات) 316، و (الهادي) 3/ 66.
(4) الفتح والكسر في {منسكا لغتان بمعنى واحد. وهذا الوزن (مفعل) بالوجهين، يصلح أن يكون مصدرا ميما، ومعناه (النسك) أي الذبح أو اسم مكان أي مكانا للنسك، أو اسم زمان أي وقت النسك. والفتح هو القياس والكسر سماعي. انظر: (معاني القراءات) 316، و (المستنير) 2/ 82، و (الهادي) 3: 67.
قال الشاطبي: وقل معا منسكا بالكسر في السين شلشلا.
(5) مبنيا للمفعول، وإسناد إلى الجار والمجرور. انظر: (الإتحاف) 2/ 276.
(6) مبنيا للمفعول لأن المشركين قاتلوهم. انظر: المصدر السابق.
(7) وجه غير متواتر عن ابن عامر. انظر: (المبهج) 656.
(8) على أنه فعل ماض مبني للمعلوم، و} {للذين متعلق ب} {أذن، والفاعل ضمير يعود على الله تعالى المتقدم ذكره، في قوله:} إن الله يدافع عن الذين آمنوا.(3/1381)
وكسر التاء (1) وقرأ ابن عامر (2) بفتح الهمزة والتاء، وقرأ عاصم في غير رواية حفص وأبو عمرو بضم الهمزة وكسر التاء، فاتفق على ضمة الهمزة نافع وعاصم وأبو عمرو.
والباقون على فتحها. واتفق على فتح التاء نافع وابن عامر وحفص عن عاصم، والباقون على كسرها (3). وحكى ابن مجاهد في كتاب قراءة نافع أن داود بن أبي طيبة (4) روى عن ورش عن نافع {يقاتلون [39] بكسر التاء، وهو غلط لأن داود نصّ على ذلك في كتابه عن ورش عن نافع بفتح التاء.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو} {إن الله يدفع [38] بفتح الياء، وإسكان الدال وفتح الفاء من غير ألف.
وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال وألف بعدها وكسر الفاء} [5]: {ولولا دفع الله
[40] قد ذكر قبل} [6].
حرف:
قرأ الحرميان {لهدمت صوامع [40] بتخفيف الدال. وقرأ الباقون بتشديدها} [7]. وقد ذكر الاختلاف في إظهار التاء في إدغامها في بابه (8).
__________
انظر: (معاني القراءات) 318، و (الهادي) 3/ 6968.
(1) على البناء للمعلوم، والواو فاعل، والمفعول محذوف. انظر: المصدرين السابقين.
(2) وحده.
(3) فتكون مذاهب القراء في الحرفين على النحو التالي:
قرأ: نافع وحفص بضم {أذن وفتح تاء} {يقاتلون.
قرأ: أبو عمرو وشعبة بضم} {أذن وكسر تاء} {يقاتلون.
قرأ: ابن عامر بفتح} {أذن وفتح تاء} {يقاتلون.
قرأ: ابن كثير وحمزة والكسائي بفتح} {أذن وكسر تاء} {يقاتلون. والله أعلم.
انظر: (تقريب المعاني) 344.
(4) في (م) طهبة. ودليل الحرف قول الشاطبي: والفتح في تا يقاتلون عم علا.
(5) من قرأ} {يدفع على أنه مضارع (دفع) ومن قرأ} يدافع فعلى أنه مضارع (دافع).
قال الشاطبي: ويدفع حق بين فتحيه ساكن يدافع. انظر: (معاني القراءات) 317و (شرح الهداية) 2/ 430و (المستنير) 2/ 84.
(6) في البقرة 251. وانظر: (التيسير) 69.
(7) تخفيف الدال في الفعل على أنه ثلاثي مجرد، وهو يقع للقليل والكثير. وبالتشديد على أنه مضعف العين يدل على الكثير، وذلك لكثرة الصوامع والبيع. قال الشاطبي: هدمت خف إذ دلا.
انظر: (معاني القراءات) 318، و (الهادي) 3/ 69.
(8) انظر: (الجامع) تذكر صفحة المطبوع، و (التيسير) 4342.(3/1382)
حرف:
قرأ أبو عمرو (1): {وكأيّن من قرية أهلكتها [45] بالتاء مضمومة من غير ألف} [2]، واختلف عن أبي بكر (3) عن عاصم فروى ضرار بن صرد عن يحيى وابن جامع عن ابن أبي حمّاد عنه بالتاء مثل أبي عمرو. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف قرأها على أبي بكر {أهلكتها.
وقرأ الباقون} {أهلكناها بالنون مفتوحة وألف بعدها} [4]، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر (5) ويحيى والأعشى عنه.
حرف:
قرأ نافع في رواية المسيّبي (6) وورش (7) وابن كثير في رواية ابن فليح (8)
وأبو عمرو (9) إذا أدرج القراءة أو قرأ في الصلاة (10). وعاصم في رواية الأعشى (11)
عن أبي بكر: {وبير معطلة [45] بغير همز} [12]، وروى ذلك عن المسيّبي نصّا ابنه محمد وابن سعدان من رواية ابن واصل عنه، قال: نا محمد بن علي، قال: نا ابن
__________
(1) وحده. انظر: (السبعة) 438، و (معاني القراءات) 318.
(2) على أن الفعل مسند إلى ضمير المتكلم لمناسبة قوله تعالى: {فأمليت للكافرين ثم أخذتهم [44]. انظر: (معاني القراءات) 318، و (المستنير) 2/ 88، و (الهادي) 3/ 70.
(3) ونقل له صاحب كتاب (السبعة) 438هذا الوجه من رواية ابن جماز عنه. قلت: ولم يشتهر عنه ذلك.
(4) على أن الفعل مسند إلى ضمير المعظم نفسه، وهو الحق جل وعز. لمناسبة قوله تعالى:
} الذين إن مكناهم في الأرض. انظر: المصادر السابقة.
(5) وبما روته الجماعة عند المشتهر عنه. قال الشاطبي: وبصرى أهلكنا بتاء وضمها.
(6) انظر: (التذكرة) 2/ 447.
(7) من طريقيه. انظر: (النشر) 1/ 391، و (الإتحاف) 2: 277، و (القول الأصدق) 15، زاد في (السبعة) 438، وابن جماز ويعقوب وخارجة عن نافع.
(8) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 580، وزاد صاحب (السبعة) 438، في رواية القواس والبزي.
(9) انظر: (التيسير) 39.
(10) أو قرأ بالإدغام. انظر: المصدر السابق.
(11) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 580.
(12) تخفيفا وهو حسن.
انظر: (الحجة) لأبي علي الفارسي 5/ 282.(3/1383)
مجاهد (1)، قال: حدّثني عبد الله بن الصقر (2) عن محمد بن إسحاق عن أبيه أنه لم يهمز {وبئر، وروى ابن جبير وأبو عمارة عن المسيّبي أنه همزها، وكذلك روى أصحاب قنبل والبزّي عنهما عن ابن كثير، وروى جعفر بن محمد الأصبهاني} [3] عن ابن سعدان وأبي حمدون وأبي خلّاد وأبي شعيب عن اليزيدي (4) عن أبي عمرو {وبئر مهموزة} [5]، وأظنه أنه يهمزها إذا حقّق القراءة، ورتلها ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخزاعي، قال: كان بعض المكيّين يهمزه، وبعضهم لا يهمزه، فأما الذين همزوا فالقسط (6) وأصحابه، ولم يهمزها وهب بن زمعة (7). وذكر أن أباه زمعة بن صالح (8) لم يهمزها، أخبرني بذلك عبد الوهاب بن فليح عن الفريقين، وأخبرني عن داود بن شبل (9) أن أباه شبل بن عبّاد، ومعروف بن مشكان (10) لم يهمزاها كل فريق منهم [45/ أ] يحكي قراءته عن ابن كثير. وكان عبد الوهاب بن فليح لا يهمزها.
قال الخزاعي: وكان البزّي يهمزها. قال: وأخبرني قنبل بن (11) عبد الرحمن عن
__________
(1) انظر: كتاب (السبعة) 439لابن مجاهد.
(2) عبد الله بن الصقر بن نصر أبو العباس البغدادي السكري، روى عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع، وعنه ابن مجاهد وأبو طاهر وبكار بن أحمد وأحمد الختلي، مات سنة 302هـ (غاية 1/ 423).
(3) جعفر بن أحمد بن الفرج الأصبهاني، روى عن فورك بن شبويه، وعنه جعفر بن مطيار.
(غاية) 1/ 191.
(4) في (م) عن البزي.
(5) ويروى الهمز أيضا عن عبيد عن هارون عن أبي عمرو. انظر: (السبعة) 439.
(6) وفي (م) فالقسط.
(7) وهب بن زمعة بن صالح المكي من مشايخ المكيين، روى عن أبيه زمعة، وعن عبد الله بن كثير كلاهما عن مجاهد ودرباس، وعنه عبد الملك وشعيب المكيان. (غاية) 1/ 361.
(8) زمعة بن صالح أبو وهب المكي، عرض على درباس ومجاهد وابن كثير، وعنه ابنه وهب.
(غاية) 1/ 295.
(9) داود بن شبل بن عباد المكي، عرض على أبيه وإسماعيل القسط، وعنه عبد الوهاب بن فليح (غاية) 1/ 279.
(10) معروف بن مشكان أبو الوليد المكي، مقرئ مكة مع شبل، وهو من أبناء الفرس الذي بعثهم كسرى في السفن لطرد الحبشة من اليمن، عرض على ابن كثير، وعنه إسماعيل القسط، مات سنة 165هـ. (غاية) 2/ 303.
(11) وفي (م) بدون بن.(3/1384)
القوّاس أنه كان يهمزها، وروايتهما في مصحف محمد بن سبعون (1) مهموزة، وفي مصحف ابن أبي ميسرة (2)، وكان عنده مصحف مكي قديم مهموز. وروايتها في مصحف ابن عيسى (3) وفي مصحف العليمي (4) غير مهموز. وقرأ الباقون بالهمزة (5).
ونصّ على ذلك عن أبي بكر (6) عن عاصم ويحيى بن آدم وابن أبي أميّة.
حرف:
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي {مما يعدون [47] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [7].
حرف:
{في آياتنا معجزين هنا [51] وفي الموضعين} [8] في سبأ [5و 38] بتشديد الجيم من غير ألف.
وقرأ الباقون بألف بعد العين وتخفيف الجيم في الثلاثة.
{ثم قتلوا و} {مدخلا [59] قد ذكر قبل} [9].
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص {وإن ما تدعون من دونه هنا [62] وفي لقمان [30] بالتاء} [10].
__________
(1) محمد بن سبعون، أخذ عن شبل بن عباد وإسماعيل القسط، وعنه ابن فليح (غاية) 2/ 142.
(2) في (م) أبي مبيرة، ولم أعثر على ترجمته.
(3) هو محمد بن عيسى أبو موسى الهاشمي العباسي، وستأتي ترجمته.
(4) في (م) مصحف العليميين.
(5) بعض الأئمة يذكر خلاف هذا الحرف في الأصول باب الهمزة المفرد، كالمؤلف في (التيسير) 39وتبعه ابن الجزري في (النشر) 1/ 391، والشاطبي في الحرز وغيرهم.
(6) وقراءته المقبولة بالهمز. انظر: (البدور) 216.
(7) من قرأ بالياء على أن الفعل مسند إلى ضمير الغائبين، لمناسبة قوله تعالى: ويستعجلونك بالعذاب، وبالتاء على الخطاب، والمخاطب المسلمون.
انظر: (الفتح الرباني) 225، و (المستنير) 2/ 89. قال الشاطبي: تعدون فيه الغيب شايع دخللا.
(8) تشديد الجيم على أنه اسم فاعل من (عجزه)، إذا ثبطه. وتخفيفها على أنه اسم فاعل من (عاجزه) إذا سابقه. انظر: المصدرين السابقين.
(9) في آل عمران 169، والنساء 31.
(10) أي: تاء الخطاب والمخاطب الكفار والمشركون الحاضرون.
انظر: (معاني القراءات) 320، و (المستنير) 2/ 93، و (الهادي) 3/ 71.(3/1385)
وقرأهما الباقون بالياء (1).
وكذلك روى حفص (2) عن عاصم. وأقرأني أبو الفتح في رواية ابن فليح (3) عن ابن كثير هنا خاصة بالوجهين بالتاء والياء، أخبرت عن محمد بن الحسن، قال: نا محمد بن عمران، قال: نا ابن فليح، قال: قرأها أصحابنا بالياء والتاء، وأنا أقرؤها كذلك في سورة الحج، والتي في لقمان كلهم أجمعوا عليها بالياء، ولم يقرأ أحد منهم بالتاء (4)، والأعشى من رواية الشموني من غير قراءتي وأحمد بن صالح عن قالون {يصطون بالصاد وقد ذكر} [5].
في هذه السورة من ياءات الإضافة واحدة
وهي قوله: {بيتي للطائفين [26] فتحها نافع} [6] وابن عامر في رواية هشام (7)
والوليد وعاصم في رواية حفص (8) وأسكنها الباقون. وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع (9).
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط اثنتان:
{والباد ومن أثبتها في الحالين ابن كثير} [10].
وقال لنا محمد عن ابن مجاهد في كتاب السبعة (11) عنه بياء في الوصل، ولم
__________
(1) أي: التحتية على الغيبة مناسبة لقوله تعالى قبل: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين. انظر المصادر السابقة.
(2) انظر: (النشر) 2/ 327، و (الإتحاف) 2/ 380.
(3) انظر: (المبسوط) 259، و (الغاية) 333، قلت: وهذا الخلف لابن فليح عن ابن كثير من انفرادات (الجامع). قال الشاطبي: والأول مع لقمان يدعون غلبوا سوى شعبة. انظر: ص 82.
(4) في (م) بالياء.
(5) تقدم ذكره. وانظر: (التذكرة) 2/ 448، و (المستنير في القراءات) 691.
(6) والقراءة له بذلك. انظر: (التيسير) 128و (النشر) 2/ 327.
(7) والقراءة له بذلك. انظر: المصدرين السابقين.
(8) والقراءة له بذلك. انظر: المصدرين السابقين.
(9) وجه آخر عنه لم يشتهر قال الشاطبي: والياء بيتي جملا.
(10) وفيها انفرادة سبعية عن المكي. انظر: المصدرين السابقين.
(11) والقراءة السبعية عنه بذلك. انظر: المصادر السابقة.(3/1386)
يذكر الوقف، وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وورش (1). في رواية العثماني عن قالون (2) وأبو عمرو (3) وروى ابن جبير [عن المسيّبي] عن الكسائي عن إسماعيل عن نافع يصل بياء، ويقف بغير ياء. وقال ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو (4) {والباد مثل حمزة، وقال عنه في جامعه: يصل بياء ويقف بغير ياء وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن قطن} [5] قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي عن أبي عمرو {والبادي إذا وصل أثبت الياء، وإذا وقف وقف على الكتاب، ولا أعلم أحدا جاء بهذه الياء منصوصة عن اليزيدي غير أبي خلّاد وحده لأن قياس ما روته الجماعة عنه أنه يثبت الياء إذا كانت في غير فاصلة يوجب إثباتها، وعلى ذلك أهل الأداء} [6] وحذفها الباقون (7) في الحالين.
{فكيف كان نكير [44] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش} [8] وفي رواية العثماني عن قالون (9)، وحذفها الباقون في الحالين (10) وكذا قال أحمد بن صالح عن قالون (11).
__________
(1) انظر: (المبسوط) 259، والمصادر السابقة.
(2) وجه عنه كصاحبه ورش، ولم يشتهر عنه، والعمل له على الحذف في الحالين (التعريف) 327.
(3) والقراءة السبعية عنه كذلك. انظر المصادر السابقة.
(4) أي بحذفها في الحالين عنه، وابن جبير منفرد عنه بهذا الوجه، وتقدم لأول الذي عليه العمل.
(5) بالأصل ابن (قطر)، والصواب من (م) وقد تقدم.
(6) انظر: (النشر) 2/ 182.
(7) انظر: (التيسير) 128.
(8) حيث وقعت، وفيها انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 128، و (التعريف) 328.
(9) وجه عنه كورش، وهو آحادي.
(10) انظر: المصادر السابقة.
(11) وذلك في المشهور عنه، وعليه العمل. انظر: المصادر السابقة.(3/1387)
ذكر اختلافهم في سورة المؤمنين (1):
حرف:
قرأ ابن كثير (2): {والذين هم لأماناتهم هنا [8] وفي المعارج [32] بغير ألف بعد النون على التوحيد} [3].
وقرأهما الباقون [45/ ب] بالألف على الجمع (4).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {على صلاتهم [9] على التوحيد} [5]. وقرأ الباقون {صلواتهم على الجمع} [6].
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص {المضغة عظما فكسونا العظم [14] بفتح العين وإسكان الظاء من غير ألف على التوحيد فيهما} [7].
وقرأهما الباقون وحفص عن عاصم بكسر العين وفتح الظاء وألف بعدها على
__________
(1) مكية باتفاق وعدد آياتها الإجمالي مائة وثماني عشرة كوفي وحمصي، وتسع عشرة للباقين.
انظر: (البيان في عدد الآي) 191، و (فنون الأفنان) 225، و (مصاعد النظر) 2/ 302، و (مرشد الخلان) 121.
(2) وحده منفردا بها في القراءة. انظر: (السبعة) 444، و (التيسير) 129.
(3) وهو مصدر يدل على القليل والكثير من جنسه، ولأن بعده قوله تعالى: {وعهدهم، وهو مصدر. وقد أجمع القراء على قراءته بالتوحيد مع كثرة العهود واختلافها.
انظر: (معاني القراءات) 321، و (المستنير) 2/ 96، و (الهادي) 3/ 73.
(4) وذلك لكثرة الأمانات. فالمصدر يجمع إذا اختلفت أجناسه وأنواعه.
انظر: المصادر السابقة، و (الكشف) 2/ 125. قال الشاطبي: أماناتهم وحد وفي سال داريا.
(5) وذلك لإرادة الجنس.
(6) لإرادة الفرائض الخمس، أو الفرائض والنوافل، وهي مكتوبة في المصحف بالواو وكذلك التي في براءة 18، وهود 87.
انظر: المصادر السابقة، و (حجة القراءات) 483. قال الشاطبي: صلاتهم شاف.
(7) لقصد الجنس، ومنه قوله تعالى:} قال رب إني وهن العظم مني (مريم) آية [4].(3/1388)
الجمع (1)، وروى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم في الثاني {فكسونا العظام بالألف على الجمع لم يروه عنه أحد غيره} [2].
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو {من طور سيناء [20] بكسر السين. وقرأ الباقون بفتحها} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {تنبت بالدهن [20] بضم التاء وكسر الباء} [4]
وكذلك روى لي ابن خاقان عن أحمد بن أسامة عن أبيه عن يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة، وهو غلط من ابن أسامة لأن أبا الفتح روى لنا عن جعفر بن أحمد عن محمد بن الربيع عن يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة بفتح التاء مثل نافع، وهذا هو الصواب. وقرأ الباقون بفتح التاء وضمّ الباء (5).
{نسقيكم [21]} {ومن إله غيره [23] و} {من كلّ زوجين [27] مذكور قبل} [6].
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية (7) حفص {منزلا [29] بفتح الميم وكسر الزاي} [8].
__________
(1) لقصد الأنواع، لأن العظام مختلفة منها الدقيقة والغليظة والمستديرة والمستطيلة. انظر:
المصادر السابقة.
(2) ويعتبر وجها آحاديا عنه. قال الشاطبي: وعظما كذي صلا مع العظم.
(3) فمن قرأ بكسر السين على وزن (فعلاء)، فالهمز بدل من ياء، وليست للتأنيث، فهي ملحق ب (علباء وحرباء)، فالهمزة بدل من الياء، لوقوعها متطرفة بعد ألف زائدة. ولم ينصرف (كلعباء)، لأنه معرفة وهو اسم للبقعة، فلم ينصرف للتعريف والتأنيث أو للتعريف والعجمة. ومن قرأه بفتح السين على وزن (فعلاء) كحمراء، فالهمزة للتأنيث، ولم ينصرف للتأنيث والصفة.
انظر: المصادر السابقة و (الكشف) 2/ 126، و (البيان) 2/ 182.
قال الشاطبي: واضمم واكسر الضم حقه تنبت والمفتوح سينا ذللا.
(4) على أنه مضارع (أنبت) الرباعي، والمفعول محذوف أي زيتونهما، هذا إن كانت الباء في {بالدهن غير زائدة، وقيل: إن الباء زائدة، لأن الفعل إذا كان رباعيا يتعدى بغير حرف.
(5) على أنه مضارع} {نبت الثلاثي، وتكون الياء في} الدهن للتعدية، لأن الفعل غير متعد.
(6) في النحل 66، والأعراف 59، وهود 40، في هذا البحث.
(7) وفي (غاية الاختصار) 2/ 582، هي لأبي بكر والمفضل عن عاصم، وفي القراءة السبعية هي للأول وحده. انظر (السبعة) 445، و (التيسير) 129، و (النشر) 2/ 328.
(8) أي مكان النزول.(3/1389)
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضم الميم وفتح الزاي (1).
حرف:
وكلهم قرأ {إنكم مخرجون [35] بفتح الهمزة} [2]، إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن سعيد عن الخياط عن الشموني (3) عن الأعشى (4) عن أبي بكر أنه كسر الهمزة، فخالف ابن سعيد عن الخياط الحسين بن داود النقار، فروى ذلك عنه عن الشموني بفتح الهمزة مثل الجماعة، حدّثني بذلك الفارسي عن أبي طاهر عن النقار، وكذلك روى ذلك أداء عن الخياط سائر أصحابه. وبذلك قرأت في الروايتين عن الأعشى، ووقف ابن كثير في رواية البزّي والكسائي على قوله {هيهات هيهات [المؤمنون: 36] في الحرفين بالهاء} [5]، ووقف الباقون عليها بالتاء، وقد ذكر بأسانيده في باب الوقف على المرسوم (6).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {تترا كلما [44] بالتنوين، ووقفا بالألف عوضا منه نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: من نوّن يقف بالألف لا غير، وقرأ الباقون} {تترا بغير تنوين} [7].
على وزن (فعلى) وقفوا على ألف التأنيث حمزة والكسائي (8) وهبيرة (9) عن
__________
(1) فيجوز أن يكون مصدرا، أو مكانا أي إنزالا أو موضع إنزال.
انظر: (الإتحاف 29/ 283، و (الفتح الرباني) 226.
(2) قلت: والجميع متفقون في قراءاتهم السبعية على فتح الهمزة.
(3) وفي (غاية الاختصار) هي لحماد عن الشموني.
(4) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 451.
(5) انظر: (التيسير) 55، و (الإتحاف) 2/ 284، وفيها لغات وأوجه. انظرها غير مأمور في (المحتسب) 2/ 90، و (الفريد) 3/ 565564، و (معجم القراءات القرآنية) 3/ 331330.
(6) انظر: (الجامع) صفحة المطبوع و (التيسير) / 55.
(7) أصلها وترى من المواترة، فأبدل من الواو تاء، فمن قرأ بالتنوين جعل ألفها للإلحاق، وألف الإلحاق قليلة في المصادر، وجعلها بعضهم بدلا من التنوين، والتنوين لغة قريش وبني كنانة، ومن لم ينون جعل ألفها للتأنيث، وهي لغة أسد وتميم ونجد، وهما لغتان فصيحتان.
انظر: (البيان) 2: 185، و (الفريد) 3/ 658، و (الفتح الرباني) 226. قال الشاطبي: نون تترى حقه.
(8) انظر: (التذكرة) 2/ 452، و (الإتحاف) 2/ 285.
(9) وجه لحفص بالإمالة من رواية هبيرة. انظر: (الجامع) ت طلحة صفحة 145و (التيسير) 70.(3/1390)
حفص عن عاصم يخلصون إمالتها وإمالة فتحة الراء قبلها في حال الوصل والوقف جميعا. وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن ابن ذكوان (1)، وكذلك روى [ابن] عتبة بإسناده عن ابن عامر، وروى أبو عمارة عن حفص {تترى بالياء مرسلة، وهذا يدلّ على الإمالة أيضا. وروى أحمد بن صالح عن قالون} [2] الراء مقصورة وسطا من ذلك، وقال عن ورش: الراء مبطوحة (3). وقال أبو عون عن الحلواني عن قالون لا يفتح ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبد الله بن عيسى، قال:
نا قالون عن نافع {تترا بفتح الراء، وكذلك روى أبو سليمان عن قالون، وروى المسيّبي عن نافع الفتح، والاختلاف في ذلك عن نافع على ما تقدّم في باب الإمالة سواء. وعاصم في غير رواية هبيرة وأبي عمارة وابن عامر يخلصون فتح الراء في الحالين} [4].
{إلى ربوة [50] قد ذكر} [5].
حرف قرأ الكوفيون {وإن هذه أمتكم [52] بكسر الهمزة} [6]، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: أخبرني ابن بويان [46/ أ]، قال: نا الحسن بن جامع عن محمد بن حفص الكوفي (7) عن حفص (8) عن عاصم {وإن هذه أمتكم بنصب الألف، وخالفه في ذلك سائر أصحاب حفص فرووه} [9] بكسر الهمزة.
__________
(1) وجه لابن ذكوان بالإمالة من رواية الداجوني وابن عتبة عن ابن عامر انظر: (إرشاد المبتدئ) 455.
(2) وجه عن قالون بالإمالة من رواية أحمد بن صالح والحلواني.
(3) لعله إشارة إلى الإمالة الكبرى لورش في هذا الحرف، والعمل له على التقليل فيه.
(4) والعمل لهم في القراءة بذلك. أما أبو عمرو فإن وصل فلا إمالة له، وإن وقف كان له الإمالة والفتح وجمهور العلماء على الثاني، لأن الألف مبدلة من التنوين كألف همس.
انظر: (الموضح في الفتح والإمالة) للداني 706، و (رواية أبي عمرو البصري) لابن الأبزاري 82، و 150، و (البدور الزاهرة) 217.
(5) في البقرة 265. وانظر: (التيسير).
(6) وتشديد النون على الاستئناف و {هذه اسمها، و} {أمتكم خبرها.
(7) محمد بن حفص بن جعفر الكوفي أخذ القراءة عرضا عن حمزة، وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة بالكوفة، وروى الحروف عن حفص وعنه عنبسة الأحمري والحسن بن المبارك والحسن بن جامع وابن زياد الفراء. (غاية) 2/ 135.
(8) وجه لحفص من هذا الطريق بفتح همزة} إن.
(9) والعمل له بما روته الجماعة عنه. انظر: (التيسير) 129، و (النشر) 2/ 328.(3/1391)
وقرأ الباقون بفتح الهمزة (1) وخفف ابن عامر (2) النون من {وإن وشددها الباقون} [3]. وقال ابن ذكوان: وجدتها في كتابي بالتشديد وفتح الألف.
حرف:
وكلهم (4) قرأ {بينهم زبرا [53] بضم الباء إلا ما حدّثناه خلف بن إبراهيم، قال: أنا أحمد بن المكي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا عبيد قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر وأهل الشام} {زبرا بضم الزاي وفتح الباء} [5] وخالف أبا عبيد في ذلك سائر أصحاب هشام، فرووا عنه بضم الزاي والباء. حدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {زبرا مثقلة.
حرف:
قرأ نافع} [6]: {تهجرون [67] بضم التاء وكسر الجيم} [7]. وقرأ الباقون بفتح التاء وضم الجيم (8).
__________
(1) على تقدير حرف الجر قبلها أي ولأن هذه أمتكم، و {هذه اسم أن و} {أمتكم خبرها.
انظر: (الفريد) 3/ 569، و (المستنير) 2/ 107، و (الهادي) 3/ 77.
(2) انظر: (السبعة) 446، و (التيسير) 129، و (النشر) 2/ 328.
(3) انظر: المصادر السابقة. فائدة: يقول صاحب (التذكرة) 2/ 453، فأما من كسرها فإنه يبدأ بها لأنها ابتداء خبر من الله بذلك، وأما من فتحها سواء خفف النون أو شددها، فله تقديران:
1 - أن تكون معطوفة على (ما) من قوله:} {إني بما تعملون عليم [51]، فعلى هذا لا يجوز أن يبتدأ بها.
2 - أن تكون متعلقة بقوله:} فاتقون. والتقدير: ولأن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاتقون أي فاتقون لهذا. قال الشاطبي: واكسر الولا وإن ثوى.
(4) وكذلك قرءوا في القراءة السبعية عنهم.
(5) وتروى أيضا عن الأعمش وعبد الوارث عن أبي عمرو وفيها انفرادة شاذة لمخالفتها المشهور المتواتر عن الجماعة. انظر: (المستنير في القراءات) 695و (الجامع) للقرطبي 12/ 87و (زاد المسير) 5/ 478.
(إعراب الشواذ) 2/ 159، و (إملاء ما من به الرحمن) 150، و (البحر) 6/ 338، و (البستان) 711، و (الانفرادات) 3/ 1006.
(6) وحده. انظر: (السبعة) 446.
(7) على أنه مضارع (أهجر) الرباعي، وهو مشتق من (الهجر). وهو الهذيان، وما لا خير فيه.
(8) على أنه مضارع (هجر) الثلاثي، وهو مشتق من (الهجر) بفتح الهاء. أي: تهجرون آيات الله، فلا تؤمنون بها. قال الشاطبي: وتهجرون بضم واكسر الضم أجملا.(3/1392)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {أم تسألهم خراجا [72] بالألف، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم هاهنا.
وقرأ الباقون بغير ألف، وقرأ ابن عامر} {فخرج ربك [72] بغير ألف، وكذلك روى محمد بن خلف التيمي عن الأعشى، وعن ضرار عن يحيى بن آدم عن أبي بكر.
وقرأ الباقون بالألف، وقد ذكر ذلك. قبل} [1] والاستفهامات (2) قد ذكرت أيضا.
حرف:
قرأ أبو عمرو (3): {سيقولون الله [87]} {سيقولون الله [89] في الموضعين الأخيرين بالألف ورفع الهاء من اسم الله تعالى، وكذلك رسما في مصاحف البصريين} [4] ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا محمد بن الحسين، قال: نا حسين الأسود، قال: نا يحيى عن أبي بكر (5) عن عاصم أنه قرأهما {الله} {الله مثل أبي عمرو.
وقرأهما الباقون} {لله} {لله بغير ألف وخفض الهاء} [6]، وكذلك رسما في مصاحف (7) الحجاز والعراق والشام، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر (8) وعن يحيى عنه، ولا خلاف في الحرف الأول أنه {سيقولون لله لأن قبله} {قل لمن الأرض ومن فيها [المؤمنون: 84] فجاء الجواب على لفظ السؤال.
__________
انظر: (الفتح الرباني) 226، و (المستنير) 2/ 108، و (الهادي) 3/ 7.
(1) انظر: (السبعة) 447، و (التذكرة) 2/ 453، و (التيسير) 129، وحرف (311) من هذا البحث.
(2) أي في قوله تعالى:} قالوا أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون [82]. وانظر: حرف 193.
(3) وحده. انظر: (السبعة) 447، و (التيسير) 130، و (النشر) 2/ 339.
(4) انظر: (المقنع) 150140، و (جميلة أرباب المقاصد) 377.
(5) رواية لشعبة القراءة كأبي عمرو ولكن لا يقرأ بها.
(6) على أنه جار ومجرور خبر لمبتدإ محذوف.
انظر: (الفتح الرباني) 226، و (الهادي) 3/ 7978، و (القراءات العشر المختلفة) 124.
(7) قال أبو عبيد وكذلك رأيت ذلك في الإمام. انظر: (المقنع) 105، و (الوسيلة) 264.
(8) وبما روته الجماعة القراءة المقبولة عنه. انظر: (السبعة) 447، و (التيسير) 130، و (النشر) 2/ 339. قال الشاطبي: وفي لام لله الأخيرين حذفها وفي الهاء رفع الجر عن ولد العلا.(3/1393)
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص بخلاف (1) عنه وعن أبي بكر وحمزة والكسائي {عالم الغيب [92] بالرفع} [2]، وكذلك روى هبيرة عن حفص (3).
وقرأ الباقون وحفص في غير رواية هبيرة بالخفض (4)، وكذلك روى خلّاد وأبو هشام عن حسين عن أبي بكر (5).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وعاصم (6) في رواية المفضل: {شقاوتنا [106] بفتح الشين والقاف وألف بعدها.
وقرأ الباقون بكسر الشين وإسكان القاف من غير ألف} [7]. وقال ابن خرزاد عن ابن ذكوان عن ابن عامر (8) الشين مفتوحة بغير ألف، لم يروه غيره (9). نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عيسى العباسي (10) وأحمد بن علي الخراز، قال: نا بشر ابن (11) هلال الصوّاف،
__________
(1) هذا الخلف عن عاصم وشعبة من انفرادات (الجامع)، ولشعبة من طريقي الطيبة والشاطبية الرفع قولا واحدا انظر: (التيسير) 130، و (شرح الطيبة) 284.
(2) فيكون خبرا لمبتدإ محذوف، أي: هو عالم الغيب.
(3) رواية آحادية عن حفص بالرفع كشعبة.
(4) أي: بدل من الجلالة الشريفة في قوله تعالى: {سبحان الله عما يصفون.
انظر: (الفتح الرباني) 227، و (الهادي) 3/ 79.
(5) رواية له بالخفض من هذا الطريق. قال الشاطبي: وعالم خفض الرفع عن نفر.
(6) وفي (غاية الاختصار) 2/ 585، عن غير عاصم إلا جبلة.
(7) فتح الشين وكسرها في} شقاوتنا مصدران (لشقي)، بمعنى واحد: وهو سوء العاقبة.
انظر: المصدرين السابقين: قال الشاطبي: وفتح شقوتنا وامدده وحركه شلشلا.
(8) وجه عنه من هذا الطريق، ويروى عن شبل في اختياره. انظر: (البحر) 6/ 426.
(9) والقراءة له من بقية طرقه كالجماعة. انظر: (التيسير) 130، و (النشر) 2/ 329.
(10) محمد بن عيسى أبو موسى ويقال أبو علي الهاشمي العباسي البغدادي يعرف بالبياضي، شيخ مشهور روى عن محمد بن يحيى القطيعي وبشر بن هلال، روى عنه الحروف أبو بكر بن مجاهد وأبو بكر بن مقسم (غاية) 2/ 225.
(11) بشر بن هلال أبو جعفر الصواف، روى عن بكار، وعنه أبو موسى محمد بن محمد بن عيسى الهاشمي الحسن بن الحباب وأحمد بن القاسم بن نصر. (غاية) 1/ 177.(3/1394)
قال: نا بكار (1) عن أبان (2)، قال: سألت عاصما، قال: إن شئت فاقرأ {شقوتنا وإن شئت فاقرأ} {شقاوتنا.
حرف:
قرأ نافع وحمزة والكسائي} {سخريّا هنا [110] وفي ص [63] بضم السين} [3] فيهما وروى المفضل (4) عن عاصم هنا بكسر السين، وفي ص بضمها.
وروى هبيرة (5) عن حفص عنه ضدّ ذلك هنا بضم السين، وفي ص بكسرها.
وقرأ الباقون بكسر السين (6)، وأجمعوا على ضم السين في الذي في الزخرف [32] وهو قوله: {ليتخذ بعضهم بعضا سخريّا لأنه من السخرة وليس من الهزء.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وهبيرة عن حفص عن عاصم} {إنهم هم الفائزون
[46/ ب] [11] بكسر الهمزة} [7].
وقرأ الباقون بفتحها (8)، وكذلك روت الجماعة عن حفص (9).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {قل كم لبثتم [112]} {قل إن لبثتم [المؤمنون:
114] بغير ألف فيهما على الأمر، وكذلك رسما في مصاحف} [10] الكوفيين، وقرأ ابن
__________
(1) بكار بن عبد الله بن يحيى العودي شهير في رواية أبان قرأ على أبان يزيد العطار ويحيى بن سعيد والخليل بن أحمد، وعنه بشر بن هلال. وعلي بن نصر. (غاية) 1/ 77.
(2) هو أبان بن يزيد أبو يزيد البصري العطار النحوي، ثقة صالح، قرأ على عاصم وقتادة، وعنه بكار العودي وحرمي بن عمارة وشيبان وعباس بن الفضل وعلي بن نصر وهارون بن موسى ووكيع، مات بعد المائة والستين. (غاية) 1/ 4.
(3) على أنه مصدر من (التسخير)، وهو الخدمة، وقيل بمعنى الهزء.
(4) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 455، و (غاية الاختصار) 2/ 585.
(5) انظر: روايته في (السبعة) 448، وقال ابن مجاهد هو غلط، لأن المعروف عن عاصم كسر السين.
(6) وهو مصدر من (السخرية)، وهو الاستهزاء. ويدل عليه قوله تعالى بعده {وكنتم منهم تضحكون [110]. قال الشاطبي: وكسر سخريا بها وبصادها على ضمه أعطى شفاء وأكملا.
(7) وهو على الاستئناف وثاني مفعول} {جزيتهم محذوف، أي (الخير) أو (النعيم) وابتدأ بها لأن الكلام قد تم دونها. انظر: (التذكرة) 2/ 455، و (الإتحاف) 2/ 289.
(8) مفعول ثان} لجزيتهم ولم يبتدئ بها، لأنها متعلقة بما قبلها، بأن تكون في موضع نصب مفعول له أو تكون مفعولا ثان. انظر: المصدرين السابقين.
(9) وبما روته الجماعة له القراءة والاختيار. قال الشاطبي: وفي أنهم كسر شريف.
(10) انظر: كتاب (المصاحف) 50، و (المقنع) 105.(3/1395)
كثير (1) {قل كم لبثتم بغير ألف،} {قال إن لبثتم بألف كذا، رواه الحلواني عن القوّاس والبزّي وأبو ربيعة والخزاعي عن أصحابه، وكذا قرأت في رواية الثلاثة عنه.
واضطرب قول ابن مجاهد عن قنبل في ذلك} [2]. فقال: لنا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة (3)، كذلك الأول بغير ألف والثاني بألف. وكذلك قال في الجامع، وقال في كتاب المكيّين بغير ألف في الحرفين، كذا قرأت على قنبل، وكذلك روى أحمد بن بويان وابن عبد الرزاق نصّا عن قنبل. وقال لنا الفارسي قال: نا أبو طاهر رأيت في بعض كتب أصحابنا في كتاب الاختلاف عن ابن مجاهد الحرفين جميعا بالألف.
قال: والصواب ما ذكر في الجامع وما قرأت به عليه. وقرأ الباقون الحرفين بالألف (4).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {إلينا لا ترجعون [115] بفتح التاء وكسر الجيم} [5]. وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الجيم (6).
في هذه السورة من ياءات الإضافة ياء واحدة:
وهي قوله تعالى: {لعلّي أعمل [100] أسكنها الكوفيون} [7]، وكذلك روى الثعلبي عن ابن ذكوان (8) بإسناده عن ابن عامر.
__________
(1) وبذلك القراءة له، والعمل.
انظر: (التيسير) 130، و (النشر) 2/ 330، و (البدور) 220.
(2) على ثلاثة أقوال مذكورة.
(3) انظر: (السبعة) ص 449، ووجدت فيه عن قنبل بغير ألف في الموضعين.
(4) بصيغة الماضي على الخبر. قال الشاطبي: وفي قال كم قل دون شك وبعده شفا.
انظر: (التيسير) 130، و (الإتحاف) 2/ 289، و (الفتح الرباني) 227.
وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي، يدغمون الثاء في التاء، والباقون لا يدغمون.
انظر: (السبعة) 449، و (البدور) 221.
(5) ببنائه للفاعل إضافة للفعل إلى المخاطبين.
انظر: (الكشف) 2/ 132، و (الإتحاف) 2/ 289، و (المستنير) 2/ 116.
(6) ببنائه للمفعول والواو نائب فاعل، والجملة (لا ترجعون) في محل رفع خبر (إن).
انظر: المصادر السابقة. قال الشاطبي: وترجعون في الضم وكسر الجيم وأكملا.
(7) انظر: (السبعة) 450، و (التيسير) 130، و (النشر) 2/ 330.
(8) وجه عن ابن ذكوان بإسكان الياء من هذا الطريق.(3/1396)
وفتحها الباقون. وكذلك روى الأخفش وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى وابن خرزاد وابن موسى عن ابن ذكوان (1).
وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها (2).
__________
(1) وجه ثان عنه كالباقين، وعليه العمل له. انظر: المصادر السابقة.
(2) انظر: المصادر السابقة.(3/1397)
ذكر اختلافهم في سورة النور (1):
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {وفرضناها [1] بتشديد الراء} [2]. وقرأ الباقون بتخفيفها (3).
حرف:
قرأ ابن كثير (4) في رواية قنبل وفي رواية البزّي بخلاف (5) عنه {بهما رأفة [2] بتحريك} [6] الهمزة، وقرأ التي في الحديد [27] {رأفة ورحمة بإسكان الهمزة، وكذا قال لي عبد العزيز بن محمد عن أبي طاهر عن ابن مجاهد عن قنبل، قال ابن مجاهد} [7]، وقال: قنبل كان البزّي قد وهم، فكان يحرّك الهمزة فيهما، فأخبرته أنها واحدة، فرجع. وقال لي محمد بن علي عن ابن مجاهد عن قنبل أنه قرأ عليه هاهنا بتحريك فلما أخبرته أنما هي هذه وحدها رجع، وكذلك روى الزينبي وابن الصباح وابن بويان وابن عبد الرزاق وأبو العباس البلخي عن قنبل. وقال ابن شنبوذ (8)
__________
(1) هي سورة مدنية وعدد آياتها الإجمالي ستون واثنتان مدني ومكي وثلاث حمصي وأربع للباقين. انظر:
(البيان في عدد الآي) 193، و (الجامع) للقرطبي 12/ 104، و (فنون الأفنان) 296، و (مصاعد النظر) 2/ 309، و (الإتقان) 1/ 33، و (مناهل العرفان) 1/ 198، و (مرشد الخلان) 122.
(2) تشديد الراء لتأكيد الإيجاب والإلزام، وذلك لكثرة ما في السورة من الأحكام المفروضة فرضا بعد فرض، مثل حد الزنى والقذف، وحكم اللعان والاستئذان وغض النظر.
انظر: (معاني القراءات) 330، و (الكشف) 2/ 133، و (الفريد) 3/ 586، و (الهادي) 3/ 83.
(3) تخفيف الراء لأنه يقع للقليل والكثير وقيل: أي: ألزمناكم العمل بما بّين فيها من الأحكام، وقد أجمعوا على قوله: {إن الذي فرض عليك القرءان القصص [85]، و} قد علمنا ما فرضنا عليهم الأحزاب [50].
انظر: المصادر السابقة. قال الشاطبي: وحق فرضنا ثقيلا.
(4) وحده من القراء السبعة (السبعة) 452، و (التيسير) 130، و (البدور) 221.
(5) وفي (التيسير) 130، لم ينقل له هذا الخلف بل اختار له وجه التحريك.
(6) أي بالفتحة.
(7) في (كتاب السبعة) 452.
(8) انظر: (الاختيار) 2/ 573، و (المنهج) 667، و (النشر) 2/ 330.(3/1398)
عنه هاهنا كذلك بتحريك الهمزة. وقال عنه في (الحديد) بوزن (رعافة) (1) خالف الجماعة من أصحابه، وقال أبو ربيعة عن البزّي وقنبل واللهبي عن البزّي كما روى ابن مجاهد سواء ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الحسن بن الحباب عن البزّي في النور {رأفة بهمزة مجزومة، ولم يذكر التي في (الحديد) ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر عن مضر عن البزّي} [2] {رأفة منصوبة الهمزة، ولم يذكر التي في الحديد أيضا. وروى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة بإسكان الهمزة فيهما جميعا. قال: وفتح الألف من هذه القرّاء من أهل مكة وجزم التي في الحديد. قال: وهما لا فرق بينهما، وروى الحلواني عن القوّاس} [3] بفتح الهمزة فيهما جميعا كرواية البزّي التي رجع عنها، وقرأت أنا في رواية ابن فليح (4) بإسكان الهمزة (5) في السورتين، وكذا قرأت أنا في رواية الخزاعي ومحمد بن هارون جميعا عن البزّي، وبذلك قرأ الباقون، وسهّل (6) الهمزة فيهما في الحالين ورش في رواية الأصبهاني (7) وأبو بكر (8) خاصة، وحقّقها الباقون في الحالين. و {المحصنات [4] [47/ أ] قد ذكر الاختلاف فيه} [9].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحمزة والكسائي أربع شهادات
__________
(1) أي بفتح الهمزة وألف بعدها. (المستنير في القراءات) 698.
(2) ونقل للبزي هذا الخلف أيضا. ابن الجزري (نشره) 2/ 330، ونظمه في (الطيبة). انظر:
(شرح الطيبة النشر) 284، و (الهادي) 3/ 83.
(3) انظر: روايته. في (المبسوط) 265.
(4) ذكر له هذا الوجه أيضا عن ابن كثير صاحب (المبسوط) 265، و (الغاية) 337، و (غاية الاختصار) 2/ 587.
(5) الفتح والإسكان لغتان في مصدر (رأف، يرأف) والرأفة: أرق الرحمة.
انظر: (معاني القراءات) 330، و (الهادي) 3/ 83.
(6) أي بإبدالها حرف مد.
(7) انظر: (الإتحاف) 2/ 292، و (القول الأصدق) 15.
(8) في رواية الأعشى عنه، وكذا أبي عمرو إذا أدرج القراءة، أو قرأ في الصلاة، أو ترك الهمزة في رواية السوسي. قال الشاطبي: ورأفة يحركه المكي. انظر: ص 72.
و (السبعة) 452، و (المبسوط) 265، و (التذكرة) 2/ 457، و (البدور) 221.
(9) في النساء 24. انظر: (التيسير) 79.(3/1399)
[6] وهو الأول برفع العين (1).
وقرأ الباقون بنصبها (2) ولا خلاف في نصب العين من قوله: {أن تشهد أربع شهادات [8]، وهو الثاني لوقوع الفعل عليه.
حرف:
(432): قرأ عاصم في رواية حفص} [3]: {والخامسة أن غضب الله [9] وهو الحرف الثاني بنصب التاء. وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر} [4]، لم يروه عنه غيره.
وقرأ الباقون برفعها وكلهم (5) رفع التاء من قوله: {والخامسة أن لعنة الله
[7] وهو الأول، إلا ما رواه ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر} [6] عن عاصم أنه نصب التاء في الحرفين جميعا. وروى إسحاق الأزرق عن أبي بكر (7) عن عاصم أنه نصب التاء في الحرف الأول، ورفعها في الحرف الثاني ضدّ ما رواه حفص.
حرف:
قرأ نافع (8) وعاصم في رواية المفضل (9): {أن لعنت الله [7] و} {أن غضب الله [9] بتخفيف النون} [10] فيهما ورفع: {لعنت} [11] وكسر الضاد من
__________
(1) على أنه خبر لمبتدإ {فشهادة، (الإتحاف) 2/ 192، و (الفتح الرباني) 228، و (الهادي) 3/ 84.
(2) على المصدرية والخبر محذوف. انظر: المصادر السابقة. قال الشاطبي: وأربع أولا صحاب.
(3) وحده. انظر: (السبعة) 453، و (التيسير) 131، ورأى له البعض عدم الابتداء بها، لأنها محمولة على الأربع المنصوبة في قوله:} أن تشهد أربع شهادات. (التذكرة) 2/ 457.
(4) رواية آحادية عنه.
(5) انظر: (التيسير) 131، و (الفتح الرباني) 228، و (الهادي) 3/ 85.
قال الشاطبي: وغير الحفص خامسة الأخيرة.
(6) وجه عنه من هذه الطريق لم يشتهر عنه، وفيه انفرادة شاذة عنه، (الانفرادات) 3/ 1016.
(7) وجه آخر عنه من رواية الأزرق، وتقدم الأول الذي عليه العمل كالجماعة.
(8) وحده في المشهور المتواتر عنه في القراءة السبعية.
(9) انظر: روايته في (غاية الاختصار) 2/ 587.
(10) على أنها مخففة من الثقيلة.
(11) خبر المبتدأ.(3/1400)
{غضب} [1]، ورفع الهاء (2) من اسم الله تعالى.
وقرأ الباقون بتشديد النون (3) فيهما، ونصب {لعنت} [4] وفتح الضاد من {غضب} [5] وخفض الهاء (6) من اسم {الله تعالى} {خطوات الشيطان
[32]} [7].
{ما زكى [21]} [8] قد ذكر قبل.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {يوم يشهد عليهم [24] بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء} [9].
حرف:
قرأ ابن كثير بخلاف (10) عن قنبل والبزّي وابن عامر في رواية ابن
__________
(1) فعل ماض.
(2) فاعل، والجملة من الفعل، والفاعل في محل رفع خبر (أن) المخففة.
انظر: (الفريد) 3/ 590، و (الكشف) 2/ 134، و (المستنير) 2/ 122، و (الهادي) 3/ 85.
(3) حرف توكيد ونصب.
(4) اسم (أن).
(5) اسم (أن).
(6) مضاف إليه. انظر: المصادر السابقة.
قال الشاطبي: أن غضب التخفيف والكسر أدخلا ويرفع بعد الجر.
(7) في البقرة 168. وانظر: (التيسير) 67.
(8) هذا الفعل الثلاثي من ذوات الواو وكتب بالياء، وهو مما أجمع القراء على قراءته بالفتح، إلا ما ذكره الداني وغيره من الكسائي وشعبة والأعمش. وغيرهم بإمالته إمالة كبرى.
قلت: هذا مما نقل عن بعضهم في قراءة قديمة، وشذ نقل إمالته عنهم والله أعلم.
انظر: (مختصر الشواذ) 102 (إعراب القرآن) للنحاس 3/ 131، و (المحتسب) 2/ 105، و (التذكرة) 2/ 331، و (الجامع) للداني ت عبد المهيمن 3/ 833، و (الموضح) له 205201، و (الاختيار) 2/ 574، و (إعراب الشواذ) 2/ 179، و (الإتحاف) 2/ 295، و (البدور) 223، و (معجم القراءات) 3/ 363، (المحكم فيما شذت إمالته) 107.
(9) جاز تذكير الفعل وتأنيثه لأن الفاعل جمع تكسير. قال الشاطبي: ويشهد شائع.
انظر: (معاني القرآن) للفراء 2/ 248، و (الإتحاف) 2/ 295.
(10) وهذا خلاف عن ابن كثير من انفرادات (الجامع)، وله من طريقي الشاطبية والطيبة كسر الجيم. كحمزة (التيسير) 131، و (شرح الطيبة) 193، و (الكوكب الدري) 38.(3/1401)
ذكوان والأعشى عن أبي بكر (1) وحمزة والكسائي {على جيوبهن [31] بكسر الجيم.
وقرأ الباقون بضمها} [2]، وكذلك روى ابن الصباح والزينبي عن قنبل وأبي ربيعة عن قنبل والبزّي جميعا وابن كيسة عن سليم عن حمزة (3) وقد ذكر هذا قبل (4).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص (5): {غير أولي الإربة [31] بنصب الراء} [6]، وكذلك روى ابن جبير عن الكسائي عن إسماعيل عن نافع (7)، لم يروه غيره، وقرأ الباقون بخفضها.
حرف:
وكلهم كسر الهمزة من قوله: {الإربة، إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا يحيى، قال: قلت لأبي بكر: روى حسين} [8] عنك {الأربة بنصب الألف} [9]، فقال:
لم يحفظ.
حرف:
وكلهم قرأ {على عورات النساء [31] بإسكان الواو، إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر} [10] أنه فتح الواو، ولم يذكر ذلك
__________
(1) رواية آحادية عنه من طريق الأعمش، ويروى له من طريق الطيبة عن أبي حمدون عن يحيى عنه كسرها. (شرح الطيبة) 193، و (النشر) 2/ 226، و (الكوكب الدري) 38.
(2) ومعهم شعبة في المشهور عنه من طريق الشاطبية (التيسير) 131.
(3) هذه رواية آحادية، لم تشتهر عنه، وتقدمت الأولى التي بها العمل.
(4) انظر: (الجامع) ت طلحة ص 145، و (التيسير) ص 68.
(5) وفي (غاية الاختصار) 2/ 588، في رواية أبي بكر وأبي زيد عن المفضل.
(6) وهو على الاستثناء ويجوز نصبه على الحال. انظر: (معاني القراءات) 333، والكشف 2/ 136، و (الإتحاف) 2/ 296، و (الفتح الرباني) 228، و (المستنير) 2/ 127، و (الهادي) 3/ 87.
(7) وجه آحادي عنه من هذا الطريق، ولم يشتهر عنه.
(8) هو حسين بن الأسود الكوفي، وقد تقدم، ضعف من ناحية حفظه وضبطه. قال عنه الجرجاني في (الكامل في الضعفاء) 2/ 368: يسرق الحديث. وقال ابن حجر في (التقريب) 1/ 177: صدوق يخطئ كثيرا.
(9) وتعتبر قراءة مردودة من جهة الراوي والرواية.
(10) تروى أيضا عن أبي إسحاق والأعمش قال ابن مجاهد: = هو لحن =، وقال أبو حيان:
= وإنما جعله لحنا من قبل الرواية. وإلا فله مذهب في العربية لغة بني تميم انظر:
(البحر) 6/ 449، و (معجم القراءات) 3/ 368.(3/1402)
أحد غيره (1).
حرف:
قرأ ابن عامر (2): {أيّه المؤمنون هاهنا [31] وفي الزخرف [49]} {أيّه الساحر وفي الرحمن [31]} {أيّه الثقلان بضم الهاء} [3] في حال الوصل في الثلاثة، والوقف على ذلك على قراءته بغير ألف لا غير (4).
وقرأ الباقون بفتح الهاء (5) في الثلاثة، ووقف أبو عمرو والكسائي بالألف (6)
عليهنّ وكذلك روى الزينبي (7) عن قنبل ووقف الباقون عليهن بغير ألف (8)، وقد ذكر هذا بأسانيده في باب الوقف.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {آيات مبينات
هاهنا في الموضعين [34و 46] وفي (الطلاق) [11] بكسر الياء فيهنّ} [9]، وقرأهنّ الباقون بفتح الياء (10).
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في رواية حفص من غير طريق هبيرة {درّي [35] بضم الدال وتشديد الياء من غير همز} [11]، وقرأ عاصم في رواية
__________
(1) فهو وجه آحادي عنه. انظر: (إعراب القرآن) للنحاس 3/ 134.
(2) وحده في القراء السبعة. (السبعة) 455، و (التيسير) 131.
(3) ووجه ذلك أن الألف لما حذفت للساكنين ضمت الهاء اتباعا لضمة الياء، وقيل: ضم الهاء لأنه قدرها آخرا في المعنى، كما هي أخرى في اللفظ، وقيل: بل لغة مسموعة.
انظر: (الكشف) 2/ 137، و (الإتحاف) 2/ 296، و (المستنير) 2/ 129.
(4) اتباعا لخط المصحف.
(5) ووجه ذلك أن الألف إذا حذفت للساكنين أبقيت الفتحة، لتدل على الألف المحذوفة.
انظر: المصادر السابقة.
(6) ووجه ذلك أن الألف حذفت في الوصل لسكونها وسكون ما بعدها، فلما وقف وزال ما بعدها، ردها إلى أصلها فأثبتها. انظر: المصادر السابقة.
(7) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 588.
(8) اتباعا للمصحف، والأولى عدم الوقف عليها لأحد من القراء، لأن ما بعدها نعت لها لازم، فلا يقطع منه. انظر: (التذكرة) 2/ 460459، و (الجامع) ت عبد المهيمن 3/ 912.
(9) على أنه اسم فاعل.
(10) على أنه اسم مفعول. انظر: (معاني القرآن) للفراء 2/ 251.
(11) نسبة إلى الدر لفرط ضيائه ونوره، فهو على وزن (فعلى)، ويجوز أن يكون أصله الهمز، لكن خفف، وأبدل منها ياء لأن ما قبلها زائدة للمد، ووقع الإدغام لاجتماع الياءين الأولى ساكنة.(3/1403)
المفضل (1): {دري بكسر الدال وتشديد الياء من غير همز، كذا قرأت له. وقال ابن مجاهد في كتاب عاصم عن أبي زيد وجبلة عنه [47/ ب] عن عاصم بكسر الدال وتشديد الراء وبهمز، قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد، وفي رواية هبيرة عن حفص وحمزة} [2]: {دريء بضم الدال وهمزة بعد الياء} [3]، وقرأ أبو عمرو والكسائي {دريء بكسر الدال وهمزة بعد الياء} [4].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية المفضل (5) وفي رواية هبيرة عن حفص {توقد [35] بالتاء وفتحها وفتح الواو والدال وتشديد القاف} [6]، وكذلك روى الحسن بن جامع عن ابن أبي حمّاد والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر (7) عن عاصم (8)، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وابن شاهي {يوقد بالياء وضمّها وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال} [9]، وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر (10) عن عاصم، وقرأ عاصم في
__________
(1) هي الضبي وانظر: روايته في (معاني القراءات) 335، و (التذكرة) 2/ 460، و (غاية الاختصار) 2/ 590.
(2) وهو يقف عليها بالإبدال، والإدغام مع أوجه الوقف الثلاثة.
انظر: (التيسير) 131، و (الإتحاف) 2/ 298، و (البدور) 224، و (المستنير) 2/ 131.
(3) وهو على وزن (فعّيل) مشتق من (الدرء)، وهو الدفع وهو صفة (الكوكب).
(4) وهو على وزن (فعيل)، وهو صفة أيضا.
قال الشاطبي: ودري اكسر ضمه حجه رضا وفي مده والهمز صحبته حلا.
انظر: (معاني القراءات) 335، و (الكشف) 2/ 138، و (المستنير) 2/ 131، و (الهادي) 3/ 87.
(5) انظر روايته في (التذكرة) 2/ 460، و (المستنير في القراءات) 701، قلت: ورواية هبيرة آحادية، لم تشتهر عنه.
(6) وهو على وزن (تفعّل) وهو فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر يعود على {الزجاجة.
انظر: (الكشف 2/ 138، و (هدية البرية) 57، و (المستنير) 2/ 131.
(7) وجه أول لأبي بكر من هذا الطريق.
(8) وذكر هذه الرواية لعاصم بنفس الترجمة ابن مجاهد في (السبعة) 456، من رواية القطعي عن عبيد عن هارون عن أبي عمرو عن عاصم، وهي رواية آحادية عنه.
(9) على أنه مضارع مبني للمجهول من (أوقد) الرباعي، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره (هو)، يعود على} المصباح المتقدم ذكره. انظر: (الكشف) 2/ 138، و (الفتح الرباني) 229228، و (المستنير) 2/ 132131، و (الهادي) 3/ 89.
(10) وجه ثان لأبي بكر.(3/1404)
رواية حمّاد وأبي بكر (1) من غير الطرق الثلاثة المذكورة، وفي رواية ابن شاهي عن حفص وحمزة والكسائي بالتاء وضمها وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال (2).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص {يسبّح له فيها [36] بفتح الباء} [3]، وكذلك روى ابن شاهي (4) عن حفص.
وقرأ الباقون، وحفص عن عاصم بكسر الباء (5).
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل والحلواني عن القوّاس (6)، وفي رواية ابن فليح [-6]: {سحاب [40] بالتنوين} {ظلمات [40] بالخفض على البدل من قوله} {أو كظلمات [40]، وقرأ في رواية البزّي} [8]: {سحاب بغير تنوين،} {ظلمات بالخفض على الإضافة، وكذلك روى الزينبي} [9] عن قنبل، لم يروه عنه غيره.
وقرأ الباقون برفعهما جميعا مع التنوين (10).
حرف:
[وكلهم قرأ أبو بكر عن عاصم أنه قرأ بالتاء، وخالفتهما الجماعة، فرووه
__________
(1) وجه ثالث لأبي بكر من هذا الطريق، وعليه الاختيار له.
انظر: (التيسير) 131، و (النشر) 2/ 332، و (الإرشادات الجلية) 328.
(2) فيكون مضارعا مبنيا للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: (هي) يعود على {الزجاجة. وأنّث الفعل لتأنيث لفظ:} {الزجاجة، قلت: ورواية ابن شاهي آحادية.
(البستان) 717. قال الشاطبي: ويوقد المؤنث صف شرعا وحق تفعلا.
(3) وهو فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل} {له.
(4) انظر: روايته. في (الاختيار) 2/ 576، و (البستان) 718.
(5) على أنه فعل مضارع مبني للمعلوم، و} {له متعلق به، و} {رجال فاعل.
انظر: (الكشف) 2/ 139، و (الفريد) 3/ 601، و (الإتحاف) 2/ 298، و (الفتح الرباني) 228، و (المستنير) 2/ 133، و (الهادي) 3/ 88. قال الشاطبي: يسبح فتح البا كذا صف.
(6) (6) و (7) انظر: روايتهما في (المبسوط) 267.
(8) في الرواية انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 131.
(9) انظر: روايته بهذا الوجه عن قنبل في (الاختيار) 2/ 576، وهي رواية آحادية عنه.
(10) على أنها خبر لمبتدإ محذوف. تقديره: تلك أو هذه ظلمات، و} {سحاب مبتدأ، وخبره مقدم عليه، وهو} من فوقه. انظر: المصادر السابقة.
يقول الإمام: وما نون البزي سحاب ورفعهم لدى ظلمات جر دارا وأوصلا.(3/1405)
عن أبي بكر بالياء] (1).
{والله خالق كل دابة [45] مذكور في (إبراهيم) [206].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص} [2] من غير رواية هبيرة وأبي عمارة (3):
{ويتّقه [52] بإسكان القاف وكسر الهاء من غير صلة.
وقرأ الباقون} [4] بكسر القاف، واختلفوا في الهاء. فقرأ نافع في رواية ورش (5)
وإسماعيل [-5] وابن كثير (7) وابن عامر (8) في رواية الثعلبي وابن المعلى عن ابن ذكوان (9) وحمزة (10) بخلاف عنه، والكسائي (11) بكسرها وصلتها، وكذلك روى خلف وعبيد بن محمد عن ابن سعدان عن المسيّبي (12) وابن جبير عن أصحابه، والحلواني، وأحمد بن صالح عن قالون (13) عن نافع، وكذلك روى البرجمي (14) والأعشى [-14]
__________
(1) كذا مكتوب بالنسختين. قلت: هنا سقط لأن الكلام غير مفهوم هكذا، ولعل المحذوف قوله: {يذهب بالأبصار [43]. لأنه الذي فيه الخلاف قبل} {يتقه [52]، وكلهم قرءوه بالياء. انظر: (المبسوط) 268، و (الاختيار) 2م 576، و (غاية الاختصار) 2/ 590، أو قد يكون قوله تعالى:} {يؤلف [43]. انظر: (السبعة) 457، والله أعلم.
(2) وحده. انظر: (السبعة) 458، و (المبسوط) 268، و (التيسير) 132، و (البدور) 224.
(3) وروايته عن حفص كسر القاف في} يتقه. انظر: (السبعة) 458.
(4) انظر: (التذكرة) 2/ 462.
(5) (5) و (6) قلت: والعمل لورش بهذا الوجه، انظر: روايتهما في (السبعة) 457، و (المبسوط) 268، و (التيسير) 132، و (البدور) 224، و (هداية المريد) 6، و (الإرشادات) 329، و (القبس الجامع) 60، (نيل الخيرات) 1/ 50، و (أحكام التجويد، على رواية أبي سعيد) ص 42.
(7) انظر: (السبعة) 457، و (المبسوط) 267، و (التيسير) 133.
(8) انظر: (المبسوط) 268، و (التيسير) 132، و (الاختيار) 2/ 577، وفي كتاب (السبعة) 457، نقل له وجه السكون في الهاء كأبي عمرو.
(9) وبذلك القراءة له والعمل. انظر: المصادر السابقة.
(10) سيأتي وجه الخلف عن راوييه آخر الحرف.
(11) وبذلك القراءة له والعمل. انظر: المصادر السابقة.
(12) هذا هو الوجه الأول عنه بصلة الهاء، ونقله المؤلف من كتاب (السبعة) 457.
(13) هذا هو الوجه الأول عنه بصلة الهاء، ونقله المؤلف من كتاب (السبعة) 457.
(14) (14) و (15) انظر: روايتهما. في (المبسوط) 268.(3/1406)
وإسحاق الأزرق عن أبي بكر (1) عن عاصم، وقرأ نافع في رواية قالون (2) من قراءتي في جميع الطرق عنه، وفي رواية المسيّبي من قراءتي أيضا ومن رواية ابنه وابن واصل عن ابن سعدان عنه بكسر الهاء من غير صلة وكذلك روى ابن المعلى عن ابن ذكوان (3) عن ابن عامر، وذلك قياس ما رواه لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الرازي عن الحلواني عن هشام (4) عن ابن عامر، وقال أبو هشام الرفاعي عن سليم عن حمزة (5) بتحريك الهاء ولا يشبعها. وقال الشموني عن الأعشى (6) من غير رواية النقار بكسر الهاء قليلا. وهذا يدل على أنه لا يصلها. وقرأ أبو عمرو (7) بخلاف عن شجاع وعاصم في رواية حماد والمفضل وأبي بكر (8) من غير الطرق المذكورة، وفي رواية هبيرة وأبي عمارة (9) عن حفص (وابن عامر في غير رواية التغلبي) عن ابن ذكوان (10) وحمزة (11) في رواية ابن جبير والخنيسي (12) [48/ أ] عن خلّاد (13) عن
__________
(1) هذا هو الوجه الأول عنه بصلة الهاء، ونقله عن (المبسوط) 268.
(2) هذا الوجه الثاني عنه باختلاس الهاء، وعليه العمل لقالون ورواه له أيضا صاحب (السبعة) وانظر: (التيسير) 132، و (النشر) 1/ 307، و (الصيب النافع) 133.
(3) وجه آخر عنه باختلاس الهاء، وتقدم الوجه الأول عنه.
(4) وهذا هو الوجه الأول عنه باختلاس الحركة، وله وجه آخر، وهو الصلة والعمل له بالوجهين. كما ذكره الشاطبي ونقل له صاحب (النشر) 1/ 306، وتبعه صاحب (الإتحاف) 2/ 301، وجها ثالثا، وهو الإسكان.
(5) هذا الوجه الثاني عنه باختلاس الحركة، وتقدم الوجه الأول بصلتها بخلف عنه.
(6) انظر: روايته هذه في (التذكرة) 2/ 461، وروايته عن عاصم في (المبسوط) 268، بصلة الهاء.
(7) وعليه العمل له. انظر: (التيسير) 132، و (النشر) 1/ 306.
(8) هذا الوجه الثاني له، وعليه العمل والقراءة. انظر: المصدرين السابقين.
(9) انظر: روايته هذه لحفص في (السبعة) 458، وهو الوجه الثاني لحفص، وتقدم الأول الذي عليه العمل له.
(10) ما بين المعكوفتين ساقط في (م).
(11) وجه ثالث عنه بسكون الهاء، وتقدم الأول والثاني.
(12) محمد بن يحيى أبو عبد الله الخنيسي الرازي ثم الكوفي، مقرئ مشهور، روى عن خلاد عن سليم، روى عنه جعفر بن محمد بن حرب. (غاية) 2/ 278.
(13) الوجه الأول عنه بالإسكان، ونص له عليه ابن مهران وأبو العز وغيرهم. انظر: (النشر) 1/ 307.(3/1407)
سليم عنه بإسكان الهاء، وكذلك أقرأني أبو الفتح. في رواية خلّاد، وكذلك قال القطري في كتابه (1) عن قالون وهو وهم، وروى الحلواني عن خلّاد (2) وخلف (3)، وابن الجهم عن خلف وأبو عمرو (4) وابن سعدان وابن كيسة عن سليم عنه بكسر الهاء وصلتها، وروى إبراهيم بن زربي عن سليم أنه يكسر الهاء، ولم يذكر هل يصلها أم لا. وروى القصباني (5) عن ابن غالب عن شجاع عن أبي بكر بكسر الهاء وصلتها، وبذلك قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (6) وحمّاد والمفضل (7): {كما استخلف الذين [55] بضم التاء وكسر اللام} [8]، وإذا ابتدأ ضمّ همزة الوصل (9). وكذلك روى مضر بن محمد عن أبي عمر عن الكسائي، وهو وهم من مضر.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح التاء (10)، وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل، وكذلك روى محمد بن إبراهيم عن الأعشى عن أبي بكر (11) لم يروه غيره.
__________
(1) كتاب القطري، لم أعثر عليه.
(2) هذا الوجه الثاني له بالصلة، ونص عليه صاحب (التلخيص) 128، و (العنوان) 139، وغيرهم. وانظر: (النشر) 2/ 407، و (مصباح المريد شرح رسالة فتح المجيد). في قراءة حمزة ص 10.
(3) وجه له بالصلة كما ذكر، وعليه القراءة والعمل.
(4) وجه ثان له بالصلة، وقد تقدم الأول الذي عليه العمل.
ملحوظة: بعض الأئمة يذكر خلاف هذا الحرف في الأصول باب هاء الكناية لتعلقه به. انظر:
(النشر) 1/ 305وغيره.
(5) أحمد بن إبراهيم بن مروان أبو العباس، قرأ على محمد بن غالب صاحب شجاع، وعنه زيد بن علي بن أبي بلال والشذائي. (غاية) 1/ 35.
(6) وحده من الرواة في القراءة السبعية. انظر: (السبعة) 458، و (التيسير) 132.
(7) انظر روايته نفي. (غاية الاختصار) 2/ 590.
(8) وهو على ما لم يسم فاعله و (الذين) نائب فاعل.
(9) لضم ثالث الفعل.
(10) على ما سمي فاعله، والفاعل ضمير يعود على (الله) تعالى، في قوله: وعد الله انظر:
(الكشف) 2/ 142، و (الإتحاف) 2/ 301، و (المستنير) 2/ 138، و (الهادي) 3/ 90.
(11) رواية آحادية عنه قال الشاطبي: كما استخلف اضممه مع الكسر صادقا.(3/1408)
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحماد {وليبدلهم [55] بإسكان الباء وتخفيف الدال} [1].
وقرأ الباقون بفتح الباء وتشديد الدال (2)، وكذلك روى حفص والمفضل عن عاصم (3).
حرف:
قرأ ابن عامر بخلاف (4) عنه وحمزة: {لا يحسبن الذين [57] بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء} [5]. وكذلك روى عتبة (6) بإسناده عن ابن عامر وابن المعلى عن ابن ذكوان عنه. وروى سائر الرواة عن ابن ذكوان بالياء، وعليه العمل.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي {ثلاث عورات لكم
[58] بنصب الثاء، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم برفعها} [7].
{أو بيوت أمهاتكم [61] قد ذكر} [8].
__________
(1) جعلوه من (أبدل) الرباعي.
(2) جعلوه من (بدّل) المضعف. وهما لغتان وفي التشديد معنى التكثير، وقد ذكر في (الكهف). انظر: حرف (302).
(3) انظر: (السبعة) 459458، و (التيسير) 132.
قال الشاطبي: وفي يبدلن الخف صاحبه دلا.
(4) وفي (التيسير) 132، ذكر له القراءة بدون خلف، وعليه العمل.
(5) فمن قرأ بالتاء كان الفاعل المخاطب، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، {والذين مفعول أول ل} {تحسبن، و} {معجزين المفعول الثاني. ومن قرأ بالياء: كان} {الذين مرفوعا، لأنه فاعل} {تحسبن، والمفعول الأول محذوف، و} معاجزين مفعول ثان. والاختلاف في حركة السين ذكر في (البقرة) آية [273]. انظر: (معاني القراءات) 337، و (الكشف) 2/ 143، و (التيسير) 71، و (البيان) 2/ 199198، و (المستنير) 2/ 139.
(6) في (م) عنه. وانظر: (المبهج) 674.
(7) ولم يختلفوا في إسكان الواو فيها، وقراءة نصب الثاء على أنه بدل من ثلاث مرات المنصوب على الظرفية، والرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف وتقديره هي أي الأوقات السابقة عورات لكم أما الموضع الأول ثلاث مرات فإنه متفق على نصبه.
انظر: المصادر السابقة، و (إبراز المعاني) 616، و (تقريب المعاني) 352.
قال الشاطبي: وثاني ثلاث ارفع سوى صحبه وقف ولا وقف قبل النصف إن قلت ابدلا.
(8) انظر: النساء 11، و (جامع البيان) ت طلحة ص 145، و (التيسير) 78.(3/1409)
حرف:
وكلهم (1) قرأ {ويوم يرجعون [64] بضم الياء وفتح الجيم إلا ما رواه الحلواني عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو} [2] أنه فتح الياء وكسر الجيم.
وكذلك رواه عن أبي عمر وهارون بن موسى وعلي بن نصر وعبيد (3) بن عقيل والعباس بن الفضل وروى اليزيدي (4) عنه بضم الياء وفتح الجيم، ولم يأت بذلك عنه نص إلا الدوري وحده بذلك قرأت لأبي عمرو في جميع الطرق.
وليس في هذه السورة من ياءات الإضافة ولا من الياءات المحذوفات المختلف فيهنّ شيء (5) والله أعلم.
__________
(1) انظر: (السبعة) 459.
(2) وتروى عن ابن معمر وابن أبي إسحاق ويعقوب من القراء العشرة.
انظر: (البحر) 6/ 477، و (النشر) 2/ 232، و (الإتحاف) 2/ 302، و (البدور) 225.
(3) عبيد بن عقيل بن صبيح أبو عمرو الهلالي البصري، راو ضابط صدوق، روى عن أبان بن يزيد وأبي عمرو بن العلاء وهارون الأعور وشبل بن عباد، وعنه خلف والزهراني وابن سعدان والقطعي والجهضمي، مات سنة 207هـ. (غاية) 496.
(4) انظر: (السبعة) 459.
(5) انظر: (التيسير) 132، و (النشر) 2/ 323، وغيرهما.(3/1410)
الجزء الرابع
تتمة باب الحروف المتفرقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره
ذكر اختلافهم في سورة الفرقان (1):
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {نأكل منها [8] بالنون} [2].
وقرأ الباقون بالياء (3).
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية المفضل (4) وحمّاد: {ويجعل لك قصورا [10] برفع اللام. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي وابن أبي حماد من رواية ابن جامع بجزم} [5] اللام، وروى سائر الرواة عنه برفع
__________
(1) مكية في قول الجمهور، قال ابن عباس وقتادة إلا ثلاث آيات نزلت في المدينة، وهي:
{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله:} {وكان الله غفورا رحيما. وهي سبع وسبعون آية في عد الجميع، لا اختلاف بينهم في شيء منها. أخرج البخاري وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه، فقلت:
من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهشام: اقرأ فقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك نزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر فقرأت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك نزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسير منه. انظر:
صحيح البخاري مع الفتح 9/ 3.
انظر: (البيان في عد الآي) 194، و (فنون الأفنان) 296، و (البحر) 6/ 480، و (فضائل القرآن) 60، و (مصاعد النظر) 2/ 316، و (الدر المنثور) 6/ 234، و (الإتقان) 1/ 32، و (مرشد الخلان) 123.
(2) انظر: (التيسير) 132، و (تحبير التيسير) 152.
(3) وجه النون للدلالة على الجمع، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (نحن)، يعود على الواو في قوله تعالى قبل:} وقالوا مال هذا الرسول [7]، ووجه الياء على إسناده للرسول، والفاعل ضمير مستتر على الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الشاطبي: ونأكل منها النون شاع.
انظر: (الكشف) 2/ 144، و (الفتح الرباني) 230، و (الهادي) 3/ 93.
(4) انظر: في (غاية الاختصار) 2/ 592.
(5) وهذا الوجه الأول عنه ويعتبر غير متواتر.(4/1411)
اللام (1). وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخثعمي، قال: نا ابن الوليد، قال: نا ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم {ويجعل لك برفع اللام، وكذا قال أبو الأسباط عنه عن أبي بكر. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بجزم اللام} [2]. {مكانا ضيقا [13] قد ذكر قبل} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وابن عامر (4)
في رواية الوليد عن يحيى عنه {ويوم يحشرهم [17] بالياء.
وقرأ الباقون بالنون، وكذلك روى هبيرة عن حفص} [-4].
حرف:
قرأ ابن عامر (6) في غير رواية الوليد {فنقول أأنتم [17] بالنون} [7]، ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده [48/ ب] عن ابن عامر، {فيقول أأنتم أضللتم عبادي [17] بالياء، ولا أدري هل أراد بقوله بالياء،} {فيقول أم} {عبادي؟ فأخبرني أحمد بن عمر في الإجازة، قال:
نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر} {أأنتم أضللتم عبادي بالياء، ولم يذكر} {فيقول فدلّ على أنه يريد إثبات الياء في} {عبادي لا غير والله أعلم.
وكلهم} [8] أسكنها إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها. ونا عبد العزيز ابن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أحمد (9) بن قدر بخت
__________
(1) وهذا الوجه الثاني له، وعليه العمل، لأن سائر الرواة عنه بذلك. لذا ذكره في (التيسير) 132، عنه قولا واحدا.
(2) عطفا على محل قوله تعالى: {جعل لك جنات لأنه جواب الشرط، ويلزم من الجزم الإدغام انظر: (معاني القراءات) 339، و (الكشف) 2/ 144، و (الفريد) 3/ 622، و (الإتحاف) 2/ 305، و (المستنير) 2/ 142. قال الشاطبي: ويجعل برفع دل صافيه وكملا.
(3) في الأنعام [125]، وانظر (التيسير) 88.
(4) (4) و (5) وجه عنهما يعتبر غير متواتر من هذا الطريق، ولا يقرأ به. قال الشاطبي: ونحشر يا دار علا. انظر: (المبهج) 676.
(6) وحده. انظر: (التذكرة) 2/ 464، و (السبعة) 463، و (التيسير) 132، و (النشر) 2/ 333.
(7) نون العظمة لمناسبة قوله تعالى:} ويوم نحشرهم لأنه يقرأها بالنون، فجرى الكلام على نسق واحد. انظر: (معاني القراءات) 340، و (الكشف) 2/ 144، و (الهادي) 3/ 93.
(8) انظر: (التيسير) 57، 58.
(9) في (م) محمد.(4/1412)
السيرافي، قال: ونا محمد بن يحيى القطيعي، قال: نا سليمان (1)، قال: نا يزيد (2) عن أبي بكر عن عاصم {ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول [17] بالنون جميعا، وهذا وهم من القطيعي لأن سليمان بن داود روى في جامعه} [3] عن يزيد عن أبي بكر {نحشرهم بالنون، ثم قال عن يزيد} [4] عن إسماعيل عن أبي جعفر {نحشرهم بالنون،} {فيقول بالياء، وهذا هو الصواب.
وقرأ الباقون} [5] {فيقول بالياء} [6]، وكذلك روى الوليد عن ابن عامر.
حرف:
وكلهم قرأ {أن نتخذ من دونك [18] بفتح النون وكسر الخاء إلا ما رواه الوليد بن مسلم} [7] عن يحيى (8) وعبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر (9) أنه قرأ {أن نتخذ من بضم النون وفتح الخاء} [10]، ولم يروه غيرهما.
وكذلك قرأ أبو جعفر (11) يزيد بن القعقاع المدني.
__________
(1) هو سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني البصري، وقد تقدم ذكره.
(2) هو ابن عبد الواحد، وقد تقدم ذكره.
(3) الكتاب من مصادر الداني، ولم أقف عليه.
(4) في (م) بريد.
(5) وهم الجماعة عدا ابن عامر من القراء السبعة.
(6) أي: التحتية لمناسبة قوله تعالى: {يحشرهم بالياء، وقوله} {كان على ربك، ومن قرأ بالنون في الأول. أي:} {يحشرهم، وبالياء في الثاني} {فيقول. فالالتفات من التكلم إلى الغيبة.
قال الشاطبي: فيقول نون شام. انظر: (الكشف) 2/ 145، و (الإتحاف) 2/ 306، و (المستنير) 2/ 145.
(7) بالنسختين الوليد سليمان، والصواب ما ذكره أعلاه، وقد تقدم.
(8) هو الذماري، وقد تقدم.
(9) تفرد شاذ عنه من هذا الطريق، لمخالفته المشهور عنه والمتواتر عن الجماعة.
انظر: (المستنير في القراءات) 706، و (المبهج) 677، و (البستان) 722، و (الانفرادات) 3/ 1033.
(10) على الفعل المجهول.
(11) وجلة من القراء كأبي الدرداء وزيد بن علي والسلمي والحسن ومجاهد بخلاف ونصر بن علقمة ومكحول. انظر: (مختصر الشواذ) 105، و (المحتسب) 2/ 119، و (الفريد) 3/ 624، و (الجامع) 13/ 9، وذكرها صاحب (البحر) 6/ 489، عنهم} يتخذ بالياء على الفعل للمجهول. قال القرطبي: = وقد تكلم في هذه القراءة النحويون = فقال أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر = لا يجوز (نتخذ) = وقال أبو عمرو = ولو كانت (نتخذ) لحذفت (من) الثانية، أي: (نتخذ من دونك أولياء) أهـ. وأجيب عن ذلك بأن (من) الثانية للتبعيض، ولا يجوز أن(4/1413)
حرف:
وكلهم (1) قرأ {فقد كذبوكم بما تقولون [19] بالتاء، إلا ما حدّثناه محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد} [2] قال: لي قنبل عن أبي بزة عن ابن كثير (3) {بما يقولون بالياء، وكذلك روى ابن شنبوذ عن قنبل وهو غلط. وروى الخزاعي عن أصحابه، والحلواني عن القوّاس بالتاء مثل الجماعة، وعلى ذلك أصحاب البزّي وقنبل وابن فليح.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص} [4] من طريق هبيرة {فما تستطيعون [19] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء} [5]، وكذلك روى غير هبيرة عن حفص.
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر {ويوم تشقق [25] وفي ق [44] بتشديد الشين فيهما، وقرأهما الباقون بتخفيف الشين} [6].
حرف:
قرأ ابن كثير (7): وننزل [25] بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة
__________
تكون لتأكيد معنى النفي، لأنها لا تزاد في المفعول الثالث عند جمهور النحاة. انظر: (الجامع) 13/ 9، و (الفريد) 3/ 625. قلت: والقراء إنما يقرءون بما يروونه لا بما يرونه. والله أعلم.
(1) أي: الأئمة السبعة ورواتهم. انظر: (السبعة) 463، و (النشر) 2/ 334.
(2) انظر: كتاب (السبعة) 463.
(3) وذكر له هذا الوجه أيضا ابن مهران في (المبسوط) 271، دون (الغاية في القراءات) 342.
وتعقبه بقوله: = ونحن قرأنا في جميع الروايات عنه بالتاء وقال الهاشمي، لا خلاف عند أهل مكة أنه بالتاء =. أهـ وأبو حيان في (البحر) 6/ 489، عن ابن أبي الصلت عن قنبل وسبط الخياط في (الاختيار) 2/ 580، عن المؤدب عن ابن شنبوذ وابن الجزري في (النشر) 2/ 334، كذلك ولكن روى له الخلف من طريق طيبة النشر، ولم يذكره في (التحبير) 153.
انظر: (شرح طيبة النشر) 287، و (المهذب) 82، و (الهادي) 3/ 96.
(4) وحده. انظر: (السبعة) 463، و (التذكرة) 2/ 464، و (التيسير) 133، و (النشر) 334، و (الإتحاف) 2/ 307.
(5) ياء الغيبة على إسناد الفعل إلى المعبودين. قال الشاطبي: وخاطب تستطيعون عملا.
(6) وجه تخفيف الشين على أنه مضارع (تشقق) على وزن (تفعّل)، وأصله (تتشقق)، فحذفت إحدى التاءين تخفيفا. ووجه تشديد الشين على إدغام التاء الثانية في الشين، وحسن الإدغام وقوي لأن الشين أقوى من التاء في الصفات، ولقرب مخرجها، إذ التاء تخرج من طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا. والشين تخرج من وسط اللسان مع فوقه من الحنك الأعلى، وهما مشتركتان في الصفات الآتية: الهمس والاستفال والانفتاح والإصمات والله يرشدنا ويتولانا. قال الشاطبي: تشقق خف الشين مع قاف غالب. انظر: (معاني القراءات) 341، و (الكشف) 2/ 145، و (الهادي) 3/ 97.
(7) وحده. انظر: (السبعة) 464، و (التيسير) 133.(4/1414)
وتخفيف الزاي ورفع اللام {الملائكة [25] بالنصب، وكذلك في مصاحف المكيين} [1]. وقرأ الباقون {ونزّل بنون واحدة مضمومة وتشديد الزاي وفتح اللام} {الملائكة بالرفع على ما لم يسمّ فاعله} [2]، وكذلك في مصاحفهم.
{وثمودا [38] قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير (4) هاهنا {وهو الذي أرسل الريح [48] على التوحيد. وقرأ الباقون على الجمع، وقد ذكر} [5] {وبشرا [48] ذكر أيضا} [6].
حرف:
وكلهم قرأ {بلدة ميتا [49] حيث وقع مخفّفا إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر} [7] أنه شدّد الياء، حيث وقع، لم يروه غيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (8): {ونسقيه [49] بفتح النون. وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر} [9] وعبد الحميد بن صالح (10) عن الأعشى عن أبي بكر، وقرأ الباقون بضم النون (11).
__________
(1) انظر: (المقنع) 106، و (جميلة أرباب المراصد) 381.
(2) والتضعيف أبلغ في المعنى، ويفيد الكثرة والقوة. انظر: هذا التوجيه في (معاني القراءات) 341، و (إعراب القراءات السبع) 2/ 120، و (الكشف) 2/ 164، و (تفسير ابن باديس في مجالس التذكير) 53. قال الشاطبي: ونزل زده النون وارفع وخف والملائكة المرفوع ينصب دخلا.
(3) في هو [68].
(4) انظر: (التيسير) 66.
(5) في البقرة [164]. وانظر: (التيسير) ص 66، و (جامع البيان) طلحة ص 118.
(6) انظر: (السبعة) 465، و (التيسير) 91، في الأعراف 57.
(7) وهي رواية آحادية غير مشتهرة، عنه من هذا الطريق، لذا لم يذكرها له المؤلف في (التيسير) 133، لاتفاق سائر طرق القراء كالجماعة، ولكن تروى عن عيسى وأبي جعفر من العشرة.
انظر: (البحر) 6/ 505، و (إرشاد المبتدئ) 466، و (النشر) 2/ 334، و (الإتحاف) 2/ 309، و (المهذب) 85.
(8) انظر: روايته في (مختصر الشواذ) 106، و (التذكرة) 2/ 465، و (غاية الاختصار) 2/ 593.
(9) وتعتبر رواية آحادية عنه غير مشتهرة، من هذا الطريق، ولم يذكرها له في (التيسير) 133.
(10) هو البرجمي. وانظر: روايته هذه في (المبسوط) 271وتروى أيضا عن عمر بن الخطاب وابن مسعود والأعمش وأبي عمرو في رواية والمطوعي. انظر: (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 202، و (البحر) 6/ 505، و (الإتحاف) 2/ 309، و (القراءات الشاذة) 71، و (معجم القراءات) 3/ 409، و (الانفرادات) 3/ 1036.
(11) ومعهم ابن عامر وشعبة في قراءتهم السبعية من طريق الحرز.(4/1415)
حرف:
وكلهم قرأ {وأناسي كثيرا [49] بتشديد الياء إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى} [1] عن ابن عامر أنه خفّف الياء.
{ليذكّروا [50] مذكور في الإسراء [41].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {لما يأمرنا [60] بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.} [2]
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {فيها سرجا [61] بضم السين والراء من غير ألف على الجمع} [3].
وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الراء وألف بعدها على التوحيد (4) [49/ أ].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (5) وحمزة (6): {لمن أراد أن يذكر [62] بإسكان الذال وضم الكاف وتخفيفها. وكذلك روى هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر} [7] والجماعة عنه، وكذلك قال ابن مجاهد عن جبله عن المفضل.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل (8): ولم يقتروا [67]
__________
(1) هو الذماري، وتعتبر روايته هذه عن ابن عامر أحادية غير مشتهرة، ولا يقرأ بها اليوم. انظر:
(مختصر الشواذ) 106، و (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 202، و (البحر) 6/ 505، و (معجم القراءات) 3/ 409، و (الانفرادات) 3/ 1036.
(2) والفعل على القراءتين مسند إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
انظر: (إعراب القراءات السبع) 2/ 123، و (معاني القراءات) 342، و (الكشف) 2/ 146، و (المستنير) 2/ 151، و (الهادي) 3/ 99. قال الشاطبي: ويأمرك شاف.
(3) وذلك على إرادة الكواكب لأن كل كوكب سراج.
(4) والمراد به الشمس. انظر: المصادر السابقة. قال الشاطبي: وأجمعوا سرجا ولا.
(5) انظر: روايته في. (غاية الاختصار) 2/ 593.
(6) وحده من القراء السبعة. انظر: (السبعة) 466، و (التيسير) 133.
(7) رواية عنه غير متواترة، ولم يذكرها له المؤلف في (التيسير) 133. وانظر: (البحر) 6/ 512، و (معجم القراءات) 3/ 413.
(8) انظر: روايته في (غاية الاختصار) 2/ 593، نقلا من الجامع.(4/1416)
بضم الياء وكسر التاء (1)، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي (2) وابن أبي أمية ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم من رواية المنذر بن محمد، وهارون عن حسين عنه بضم الياء وكسر التاء مثل نافع. وروى يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن جبير وابن عطارد عنه (3) بفتح الياء وضم (4)
التاء مثل حمزة، وروى ابن مجاهد عن ابن بويان عن ابن جامع عن ابن حمّاد عن أبي بكر (5) بفتح الياء وكسر التاء (6). مثل أبي عمرو. وروى النقّاش عن ابن زكريا عن ابن حسين عن أبي بكر، وعن الأعشى عنه برفع التاء.
حرف:
قرأ عاصم في غير (7) رواية حفص، وابن عامر في رواية (8) الوليد {يضاعف له [69]} {ويخلد [69] برفع الفاء والدال} [9]، وابن عامر يحذف الألف بعد الضاد ويشدد (10) العين، وعاصم يثبت الألف ويخفف العين.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بجزم الفاء (11) والدال وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر (12) وابن عامر (13) وابن كثير [-13] يحذف الألف ويشدد العين.
والباقون يشبعون (15) الألف ويخفّفون العين. واختلف عن حسين عن أبي بكر في
__________
(1) مضارع (أقتر) الرباعي، مثل (أكرم ويكرم). والمقتر اسم فاعل من (أقتر)، أي: (افتقر) قال تعالى: وعلى المقتر قدره. البقرة [236].
(2) الوجه الأول: عن شعبة من رواية الكسائي وذكر في كتاب (السبعة) 466.
(3) هذا الوجه الثاني له، وعليه العمل. انظر: (التيسير) 133، و (النشر) 2/ 334.
(4) مضارع (قتر) الثلاثي، مثل (قتل ويقتل).
(5) وهذا الوجه الثالث له من هذا الطريق.
(6) مضارع (قتر) الثلاثي (كضرب يضرب).
(7) وهي في القراءة السبعية لشعبة عن عاصم.
(8) في (م) في غير رواية.
(9) وذلك على الاستئناف.
(10) في (م) وبتشديد.
(11) وذلك بدل اشتمال من (يلق)، و (يخلد) معطوف عليه.
(12) وجه عنه بالجزم، وتقدم الأول الذي عليه العمل. (المبهج) 681.
(13) (13) و (14) على أصلهما في كل القرآن. انظر: (النشر) 2/ 228.
(15) في (م) بتنوين.(4/1417)
ذلك، فروى عنه هارون بن حاتم برفع الفعلين، وروى عنه خلّاد بجزمهما (1)، خلاف رواية الجماعة عن أبي بكر، وحكى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الكسائي عن أبي بكر بالوجهين بالرفع والجزم، وبذلك قرأت عليه في روايته، وكلهم فتح الياء وضم اللام من {يخلد إلا ما رواه الدوري عن الكسائي عن أبي بكر} [2] أنه ضمّ الياء وفتح اللام، وكذلك روى حسين العجلي عن أبي عمرو (3).
حرف:
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم {فيهي مهانا [69] بصلة الهاء بياء.
وقرأ الباقون بغير صلة وقد ذكر} [4].
حرف:
قرأ (5): {فأولئك يبدل الله سيآتهم حسنات [70] مشددا، إلّا ما رواه عبد الحميد} [6] بن صالح عن الأعشى عن أبي بكر (7) {يبدل مخفّفا لم يروه غيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل وأبو عمرو وحمزة والكسائي} {وذريتنا قرّة أعين [74] بغير ألف} [8]، واختلف (9) عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وحسين بن علي من رواية موسى بن
__________
(1) وجه ثان عنه من هذا الطريق، وتقدم الأول.
(2) وجه ثالث عنه في يخلد من هذا الطريق، ولم يشتهر عنه.
(3) انظر روايته في (السبعة) 467وقال مؤلفه: هي غلط، قال أبو علي الفارسي في تعليقه على رواية حسين الجعفي فإنه يشبه أن يكون غلطه من طريق الرواية، وأما من جهة المعنى فلا يمتنع (الحجة) 5/ 352، قلت: وقد وردت فيها لغات أخرى، وكلها غير مقروء بها اليوم.
انظرها: مفصلا في (البحر) 6/ 515، و (معجم القراءات القرءانية) 3/ 417.
(4) ذكر في باب هاء الكناية. وانظر: (الجامع) ت عبد المهيمن 2/ 431، و (التيسير) 43، و (النشر) 1/ 305، و (الإتحاف) 2/ 311، و (الإرشادات) 336.
(5) كذا بالنسختين بدون نسبة الحرف، قلت: ولعل التقدير: وكلهم قرأ.
(6) انظر: روايته هذه في (مختصر الشواذ) 107، و (معجم القراءات) 3/ 418.
(7) تفرد شاذ عنه مخالف للمتواتر في القراءة عن شعبة، ويروى أيضا عن أبان.
انظر: (المستنير في القراءات) 708، و (الانفرادات) 3/ 1044.
(8) على التوحيد لإرادة الجنس.
(9) أي له الخلف بوجهين.(4/1418)
إسحاق والمنذر بن محمد عن هارون عنه {وذرياتنا بألف} [1] وروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن أبي أميّة وابن عطارد وبريد بن عبد الواحد {وذريتنا بغير ألف} [2]. وكذلك روى خلّاد عن حسين عنه. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالألف على الجمع (3).
حرف:
قرأ عاصم في رواية (4) حفص وابن عامر (5) في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان، وفي رواية سلامة بن هارون عن الأخفش عنه وحمزة والكسائي:
{ويلقون فيها [75] بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف} [6].
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم والأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر (7)، وكذلك هشام [49/ ب] والوليد وابن بكّار بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف (8).
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان:
{يا ليتني اتخذت [27] فتحها أبو عمرو} [9]. وكذلك روى ابن جبير عن
__________
(1) على الجمع وهذا الوجه الأول عنه.
(2) موافقا للكوفيين، وهذا الوجه الثاني عنه، وهو اختيار المؤلف في (التيسير) 133، وعليه العمل.
(3) وذلك حملا على المعنى، لأن لكل واحد ذرية. انظر: (معاني القراءات) 344.
و (الكشف) 2/ 148، و (الهادي) 3/ 101. قال الشاطبي: ووحد ذرياتنا حفظ صحبه ص 74.
(4) كذا بالنسختين قلت: ولعلها (في غير رواية حفص)، وهو ما يقتضيه المعنى لأنها رواية أبي بكر شعبة.
(5) انظر: روايته هذه في (السبعة) 468.
(6) فعل مضارع مبني للمعلوم من (لقي) الثلاثي، يتعدى إلى مفعول واحد، وهو (تحية). والواو فاعل مناسبة لقوله تعالى: {فسوف يلقون غيا [59] مريم.
(7) وهذا هو الوجه الثاني عنه، وذكره في (التيسير) 133، وعليه العمل.
(8) على أنه مضارع (لقّي) مضعف العين، وهو مبني للمجهول ويتعدى إلى مفعولين: الأول الواو، التي في} {ويلقون وهو نائب فاعل. والثاني: (تحية) مناسبة لقوله تعالى:} ولقاهم نضرة
[11] الإنسان. انظر: (معاني القراءات) 344، و (الكشف) 2/ 148، و (الهادي) 3/ 101. قال الشاطبي: ويلقون فاضممه وحرك مثقلا سوى صحبه.
(9) وحده في القراءة السبعية. انظر (التيسير) 134، و (إبراز المعاني) 62، و (النشر) 2/ 33.(4/1419)
أصحابه عن نافع (1). وأسكنها الباقون.
{إن قومي اتخذوا [30] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر} [2] وابن كثير في رواية البزّي، وفي رواية الخزاعي عن أصحابه القوّاس والبزّي وابن فليح وفي رواية أبي ربيعة عن صاحبيه قنبل (3) والبزّي، وفي رواية الزينبي عن قنبل. قال الخزاعي:
وكذلك رويتها (4) في كثير من مصاحفهم، ونا محمد بن علي، نا ابن مجاهد، قال:
قال لي قنبل: كان البزّي ينصب الياء، فقال لي القوّاس: انظر في مصحف أبي الإخريط كيف هي في نقطها؟ فنظرت فإذا هو قد كان نقطها بالفتح، ثم حكّت.
وأسكنها الباقون، وكذلك روى ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن بويان (5) وابن عبد الرزاق وأبو العباس البلخي وغيرهم عن قنبل (6) والحلواني عن القوّاس، وبذلك قرأت في رواية أبي ربيعة (7) وغيره عن قنبل.
وكلهم أسكن الياء في قوله {عبادي هؤلاء [17] إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها، لم يرو ذلك أحد غيره وقد ذكر} [8].
وليس في هذه السورة ياء محذوفة مختلف فيها (9)، والله أعلم.
__________
(1) ويروى عن أبي خليد عنه فتحها أيضا، والاختيار له القراءة كالجماعة.
انظر: (السبعة) 468، و (التيسير) 134.
(2) كذا بالنسختين ولعله وجه عنه، والاختيار له القراءة كالجماعة بالإسكان. انظر: المصدرين السابقين.
(3) وجه عنه بفتح الياء كالبزي، ولم يشتهر عنه.
(4) في (م) روايتها.
(5) في (م) وابن ثوبان.
(6) وبما روته الجماعة عنه بالإسكان في الياء، القراءة له والعمل.
(7) في (م) ربيعة. قال الشاطبي: والياء قومي وليتني.
(8) في الفرقان 17.
(9) انظر: (الكشف) 2/ 149، و (التيسير) 134، و (النشر) 2/ 335، و (الإتحاف) 2/ 312، والله أعلم بجميع ذلك.(4/1420)
سورة الشعراء
ذكر اختلافهم في سورة الشعراء (1):
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (2) وحمّاد [-2] وحمزة (4) والكسائي [-4]:
{طسم [1] في أول هذه السورة وأول القصص و} {طس [1] في أول النمل بإمالة فتحة الطاء. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى} [6] بن آدم وإسحاق الأزرق والكسائي من رواية أبي عبيد عنه بإمالة فتحة الطاء. وروى عنه الطاء، وبذلك قرأت في رواية الكسائي عنه من طريق الدوري وابن جبير.
واختلف عن نافع، فروى أبو عبيد عن إسماعيل (7) الطاء بين الكسر والفتح (8)
واختلف (9) وقرأت له من طريق الدوري بإخلاص الفتح (10). وروى ابن المسيّبي وابن سعدان عن المسيّبي الطاء مفتوحة. وروى خلف عنه لا مفتوحة ولا مكسورة (11) وهي إلى الفتح أقرب. وروى ابن جبير عن أصحابه {طس [1] مفخّم، وروى الحلواني والعثماني عن قالون بالفتح، وهو قياس رواية القاضي والمدني والقطري والكسائي
__________
(1) وتسمى سورة الظلة، وقيل: هي مكية، إلا أربع آيات فيها، وهن من قوله تعالى:} والشعراء يتبعهم الغاوون [244]، إلى آخر السورة. نزلت بالمدينة في شعراء النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة، وقيل: إن الثلاث آيات في الكافرين والأخيرة في المسلمين، وهي مائتان وست وعشرون آية في المدني الأخير والمكي والبصري، وسبع وعشرون في المدني الأول والكوفي والشامي. انظر: (البيان في عد الآي) 196، و (فنون الأفنان) 296، و (مصاعد النظر) 2/ 324، و (القول الوجيز في فواصل الكاتب العزيز) 249.
(2) (2) (3) انظر: روايتها في (المبسوط) 274، و (غاية الاختصار).
(4) (4) و (5) وهما من أصحاب الإمالة.
(6) انظر: روايته في المصدرين السابقين.
(7) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 469.
(8) هذا الوجه الأول عن نافع بالإمالة بين اللفظين، ووافقه في ذلك صاحب (العنوان) 142، انظر:
(النشر) 2/ 70.
(9) كذا بالنسختين، ولعلها كلمة زائدة.
(10) هذا الوجه الثاني عنه بإخلاص الفتح، وعليه العمل.
(11) هذه الرواية الثالثة عنه بالتقليل في الطاء، ولم تشتهر عنه.(4/1421)
عنه لأنهم قالوا عنه {طه [طه: 1] بفتح الطاء. وروى حمد بن صالح عن ورش وقالون} [1] الطاء مفتوحة وسطا من ذلك، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش {طسم و} {طس [النمل: 1] كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ. وروى الأصبهاني} [2] عن أصحابه عنه بالتفخيم، وقرأت أنا في رواية الجمع عن نافع بإخلاص فتحة الطاء.
وكذلك قرأ الباقون (3)، وكذلك روى أبو عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو نصّا، قال: الطاء مفتوحة. وروى عامر الموصلي عن اليزيدي عنه الطاء بين الفتح والكسر، لم يروه غيره (4) وعلى ما رواه أبو عبد الرحمن عامّة أهل الأداء. وقرأ حمزة (5) {طسم بإظهار نون الهجاء عند الميم في السورتين، وكذلك روى الكسائي عن إسماعيل عن نافع} [6] والشموني عن الأعشى عن أبي بكر (7) عن عاصم [50/ أ] من قراءتي، ونا فارس بن أحمد المقرئ قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم بن أحمد، قال: (8) نا محمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {طسم لا بين السين عند الميم.
وقرأ الباقون بإدغام} [9] النون في الميم. وكذلك روى أبو عبيد وابن جبير عن إسماعيل والشموني وابن غالب عن الأعشى، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل، وكلهم (10) أخفى النون عند التاء في قوله: طس تلك في أول النمل [1] وعند
__________
(1) هذه الرواية الثانية عنه بالتقليل، وذكرت الأولى التي عليها العمل.
(2) وانفرد عنه الهذلي ببين اللفظين. انظر: (النشر) 2/ 70.
(3) قال أبو بكر بن مهران في بيان درجات الفتح للأئمة (وابن كثير أشد فتحا وتفخيما، وكذلك عاصم ثم يعقوب والآخرون لا يفتحون فتحا شديدا فيه إفراط) ا. هـ. (المبسوط) 274.
(4) بين بين في الطاء، يعتبر وجها ثانيا لأبي عمرو، وهو آحادي عنه، والعمل له على الوجه الأول المتقدم، وهو الفتح.
(5) وحده من القراء السبعة. انظر: (السبعة) 47، و (التذكرة) 2/ 469، و (النشر) 2/ 19.
(6) ويعتبر وجها عنه، غير متواتر، والعمل له على الإدغام. انظر: (السبعة) ص 470.
(7) ويعتبر إظهار النون وجها عنه، والعمل له على الإدغام.
(8) ما بين القوسين موجود في (م)، وهو (قال نا عبد الله بن أحمد المقرئ).
(9) ونوعه الإدغام الصغير في باب حروف قربت مخارجها. (فتح الوصيد 54، و (العقد النضيد) 3/ 1194.
(10) انظر: (النشر) 2/ 19.(4/1422)
القاف في قوله: {عسق على مراد الاتصال دون الانفصال.
حرف:
وكلهم قرأ في هذه السورة} {فماذا} [1] [35]، وفي (الأعراف) [110] مثل {تبشرون [الحجر: 54] و} {تشاقون [النحل: 27]} [2] وهو غلط، {أرجه وأخاه
[الأعراف: 111]} [3]، قال: نعم (4) {فإذا هي تلقف [الأعراف: 117]} [5]، و {قال آمنتم [49]} [6]، {أن أسر [52]} [7]، قد ذكر ذلك فيما سلف.
حرف:
قرأ الكوفيون غير المفضل عن عاصم وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة {حاذرون بالألف} [8].
وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام والوليد والمفضل عن عاصم بغير ألف (9)، ولم يأت به عن هشام غير الحلواني (10).
حرف:
قرأ حمزة (11) وعاصم في رواية هبيرة (12) عن حفص والكسائي في رواية
__________
(1) في (م) فإذا، وتتمة الآية {تأمرون [35] والذي في (الأعراف) آية [110].
(2) انظر: النحل 27.
(3) انظر: الأعراف 1.
(4) انظر: الأعراف 44.
(5) انظر: الأعراف 117.
(6) انظر: الأعراف 123.
(7) انظر: هود 81.
(8) على أنه اسم فاعل من (حذر) ومعنى} حاذرون مستعدون بالسلاح، وغيره من آلة الحرب.
(9) ووجهه أنه صفة مشبهة من (حذر) بمعنى متيقظون.
(10) وبالوجه المذكور العمل لهشام من هذا الطريق، وهو الذي ذكره المؤلف في (التيسير) 134، وأما ابن الجزري فقد نقل له وجها بالألف من طريق الداجوني، واعتمد له الوجهين في طيبته.
انظر: (النشر) 2/ 335، و (شرح طيبة النشر) 288، و (الإتحاف) 2/ 316.
قال الشاطبي: وفي حاذرون المد ماثل.
(11) انظر: قراءته في (السبعة) 471، و (المبسوط) 275، و (التذكرة) 2/ 470، و (التيسير) 134، و (إرشاد المبتدئ) 470، و (الاختيار) 2/ 588، و (غاية الاختصار) 2/ 597.
(12) انظر: روايته في (السبعة) 471.(4/1423)
نصير (1): {تراءى الجمعان [61] بإمالة فتحة الراء في حال الوصل، ونا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عباس عن أبي عمر عن الكسائي عن أبي بكر} [2]
وعن أبي عمر عن أبي عمارة عن حفص [-2] عن عاصم: {تراءى الجمعان بكسر، وروى ابن مجاهد عن ابن الجهم عن أبي ثوبة عن الكسائي عن أبي بكر} [4] بالفتح، وكذلك روى ابن فرح عن أبي عمر عن الكسائي وعن أبي عمارة عن حفص [-4] وهو الصواب. وقول عياش خطأ لأنه قال: بكسر الأولى وقال ابن فرح لا يكسر، فسقطت (لا) على عياش. وقرأ الباقون (6) بفتح الراء في الوصل ثم اختلفوا في الوقف على ذلك، فوقف حمزة {ترى بإمالة فتحة الراء، ويمدها بعدها مدة مطولة في تقدير ألفين ممالتين أميلت لإمالة فتحة الراء الأولى، والثانية أمليت لإمالة فتحة الهمزة المسهلة المشار إليها بالصدر لأنها في زنة المتحرك، وإن أضعف الصوت بها ولم يتم فثبتوا إلا في هذه الكلمة على مذهبه أربعة أحرف ممالة، الراء التي هي فاء الفعل، والألف التي بعدها الداخلة لبناء تفاعل، والهمزة المجعولة على مذهبه التي هي عين الفعل، والألف التي بعدها المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، وكذا يقف هبيرة عن حفص ونصير عن الكسائي} [7] إلا أنهما يحققان (8) الهمزة. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: كان حمزة يقف على {ترى يمدّ مدّة بعد الراء ويكسر الراء من غير همز، وهذا مجاز، وما قلناه حقيقة، ويحكم ذلك المشافهة} [9]، ووقف الكسائي (10) في غير رواية نصير تراءي
__________
(1) انظر: روايته عن الكسائي في (السبعة) 472، و (المبسوط) 275، و (التذكرة) 2/ 470، و (التلخيص) 350، وفي (التيسير) 134، و (إرشاد المبتدئ) عن الكسائي له، و (الاختيار) 2/ 588، و (غاية) 2/ 597.
(2) (2) و (3) وجه عنهما بالإمالة من تلك الطرق، ولكن لم يشتهر عنهما.
(4) (4) و (5) وجه آخر عنهما بالفتح، وعليه العمل لهما. وقد نقله لهما ابن مجاهد في (السبعة) 472471، والمؤلف في (الموضح) من 710إلى 714. فصل الوقف على (تراء الجمعان).
(6) انظر: المصادر السابقة.
(7) والعمل له بهذا الوجه.
(8) في (م) يخففان.
(9) انظر: (التيسير) 134، و (الإتحاف) 2/ 316.
(10) وجه آخر عنه بالفتح.(4/1424)
بإخلاص فتحة الراء، والألف التي بعدها وإمالة فتحة الهمزة والألف التي بعدها، ووقف الباقون بإخلاص فتحة الراء والهمزة إلى (1) ألفين، وقياس قول من روى عن نافع التوسط في اللفظ والإمالة اليسيرة في ذوات الياء كورش، ومن وافقه (2) من الرّواة، أن يقف بإمالة فتحة الهمزة والألف قليلا بين بين، كما يقف على قوله: {را القمر [الأنعام: 77] و} {را الشمس [الأنعام: 78] وشبهه سواء لأن الباب واحد، فالقياس فيه مطّرد، وقد جاء بذلك منصوصا عن ورش وداود بن [50/ ب] أبي طيبة من رواية زكريا بن يحيى الأندلسي عن حبيب بن إسحاق عنه، فقال:} {راء الشمس
و} {را القمر} {تراءى الجمعان [61] وما أشبهه مفتوح في القراءة مكسور في اللفظ لا يبين ثبات الياء، وهذا يوجب قول سائر أصحابه} {أوعظت [136] قد ذكر في باب الإدغام} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {كذبت ثمود المرسلين [141] بغير تنوين إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عمر بن الحسين الشيباني، قال: أنا المنذر، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ} {كذبت ثمود
منوّن، لم يرو ذلك عن أبي بكر} [4] أحد غير هارون.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي في رواية أبي عمر وأبي الحارث ونصير {خلق الأولين [137] بفتح الخاء وإسكان اللام} [5].
وقرأ الباقون والكسائي في رواية قتيبة (6) وأبي موسى بضم الخاء واللام (7)، حدّثنا الخاقاني، قال: نا محمد المكّي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد عن الكسائي أنه كان يقرأها زمانا بضم الخاء واللام، ثم رجع إلى القراءة الأولى يعني إلى
__________
(1) في (م) إلا.
(2) في (م) ووافقه.
(3) انظر: (الجامع) ت الطحان ص 361.
(4) تفرد شاذ في هذا الوجه من ذلك الطريق لمخالفته المشهور والمتواتر عن شعبة انظر:
(إعراب القراءات الشواذ) للعكبري 2/ 222، و (الانفرادات) 3/ 1053.
(5) على أنه مصدر (خلق خلقا). انظر: (إعراب القراءات السبع) 2/ 136.
(6) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 471، و (الاختيار) 2/ 590، و (غاية الاختصار) 2/ 598.
(7) بمعنى العادة، أي كان عادة من تقدم.(4/1425)
فتح الخاء، وإسكان اللام، فدلّ ذلك على أن الذي رواه قتيبة وأبو موسى اختياره الأول، وأن الذي رواه غيرهما هو اختياره الآخر الذي رجع إليه (1). وقد حكى ذلك عنه نصّا قتيبة، فحدّثنا أبو الفتح، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل بن شعيب، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس بن الوليد، قال: نا قتيبة، قال: كان الكسائي أقرأنيه {خلق بضم الخاء واللام، فرجع إلى قول بعض أهل المدينة بفتح الخاء. قال أبو عمرو: وهو أبو جعفر القارئ. وروى ابن جبير عن المسيّبي، وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع} [2]: {خلق الأولين
بضم الخاء وإسكان اللام، وخالفته الجماعة من أصحاب المسيّبي وإسماعيل، فرووا ذلك عنهما بضم الخاء واللام} [3].
حرف:
قرأ الكوفيون غير المفضل (4) وابن عامر {فارهين [149] بالألف} [5].
وقرأ الباقون بغير ألف (6)، وكذلك روى المفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر {أصحاب ليكة هاهنا [176] وفي ص [13] بلام مفتوحة من غير ألف قبلها ولا همزة بعدها وفتح تاء التأنيث في الوصل} [7] مثل حمزة وعمرة وطلحة، وكذلك رسما في كل المصاحف.
وقرأ الباقون الأيكة بلام وألف مع إسكان اللام وهمزة بعدها وخفض تاء التأنيث في الوصل. وروى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر هاهنا مثل نافع، وفي
__________
(1) وفي (التيسير) 134اختيار له الاختيار الأخير الذي رجع إليه، قلت: وعليه العمل له من طريقي الشاطبية والطيبة. انظر: (النشر) 2/ 335و (الكوكب الدري) 511.
(2) وجه غريب شاذ مخالف للمشهور عن نافع، ويروى أيضا من طريق أبي قلابة والأصمعي عنه.
انظر: (مختصر الشواذ) 109، (إعراب الشواذ) 2/ 222، (البحر) 7/ 34.
(3) والقراءة له بما روته الجماعة عنه. قال الشاطبي: وخلق اضمم وحرك به العلا كما في ند.
(4) انظر: (التذكرة) 2/ 471، (المستنير في القراءات) 712.
(5) بمعنى حاذقين من الفراهة والحذق.
(6) أي أشرين بطرين. قال الشاطبي: فارهين ذاع.
انظر: (إعراب القراءات) 2/ 137و (الكشف) 2/ 151.
(7) ووجه بأنه اسم غير منصرف للعملية والتأنيث اللفظي.(4/1426)
(ص) (1) مثل أبي عمرو، أجمعوا على الموضع الذي في الحجر (2)، والذي في (ق) [14] أنهما هذه الترجمة. وكذلك رسما نصّا في جميع المصاحف، إلا أن نافعا من رواية ورش يلقي حركة الهمزة التي بعد اللام ويحركها بها، فيسقط من اللفظ على أصله في لام المعرفة الداخلة على الهمزة. {بالقسطاس [182] قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص (4) من غير طريق هبيرة وأبي عمارة {كسفا من السماء هاهنا [187] وفي سبأ [9] بفتح السين، وروى هبيرة} [5] عن حفص هاهنا بإسكان (6) السين، وفي سبأ بفتحها. وروى أبو عمر عن أبي عمارة عنه بإسكان السين في الموضعين، ولم يرو عنه أحد الإسكان في سبأ غيره. وقرأ الباقون بإسكان السين فيهما، وقد ذكر ذلك في سبحان (7).
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص بخلاف (8) عن أبي بكر وابن عامر وحمزة والكسائي {نزل به [51/ أ] بتشديد الزاي} {الروح الأمين [193] بنصب الاسمين} [9].
وقرأ الباقون بتخفيف الزاي ورفع الاسمين (10) وكذلك روى حفص عن عاصم
__________
(1) رواية عنه عند القراءة كأبي عمرو في (ص) من طريق الوليد وهي لم تشتهر عنه والعمل بما روته بقية الطرق عنه كابن كثير. انظر: (المستنير في القراءات) 712.
(2) الآية [78].
(3) في الإسراء 35.
(4) وحده من الرواة. انظر: (التيسير) 135، و (النشر) 2/ 3.
(5) في: (م) بإسكان عن.
(6) في: (م) بفتح قلت: ورواية هبيرة وأبي عمارة عن حفص آحادية غير مشتهرة عنه.
(7) يعني في الإسراء الآية: 268.
(8) وهذا الخلاف عن شعبة من زيادات الجامع على التيسير، فقد روى له الحرف هناك ص 135بدون خلاف، وكذا بقية المصادر، وعليه العمل.
(9) على أن (نزل) فعل ماض مضعف العين، وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو) يعود على {رب العالمين في الآية قبله. و} {الروح مفعول به، و} {الأمين صفة له.
(10) على أن (نزل) فعل ماضي، و} {الروح فاعل، و} الأمين صفة له. والروح الأمين هو جبريل عليه السلام.(4/1427)
والجيزي عن الشموني عن الأعشى وبريد بن عبد الواحد عن أبي بكر (1)، وكذلك قال ابن مجاهد عن جبلة عن المفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ ابن عامر (2): {أولم تكن لهم بالتاء} [3]، {آية [197] بالرفع وقرأ الباقون بالياء} [4] والنصب.
حرف:
وكلهم قرأ {فيأتيهم بغتة [202] بالياء على التذكير، أي: العذاب إلا ما رواه أحمد بن المعلى عن ابن ذكوان} [5] عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء على التأنيث أي الساعة. وكذلك ذكر ذلك عن ابن ذكوان الداجوني في كتابه في الخلاف بين أبي عمرو وابن عامر، ولا يعرف ذلك أهل الشام.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {فتوكل على العزيز [217] بالفاء} [6]، وكذلك في مصاحف (7) المدينة والشام، وقرأ الباقون {وتوكل بالواو} [8].
وكذا في مصاحفهم. {يتبعهم الغاوون [224] قد ذكر} [9].
__________
انظر: (إعراب القراءات) 2/ 138، و (الإتحاف) 2/ 320، و (الهادي) 3/ 106.
(1) الوجه الثاني عنه من ذلك الطريق.
قال الشاطبي: وفي نزل التخفيف والروح الأمين رفعهما علو سما وتبجلا.
(2) وحده من القراء السبعة.
(3) تاء التأنيث، و {تكن تامة، تكتفي بمرفوعها، و} {آية فاعلها.
(4) ياء التذكير و} {يكن ناقصة، و} {آية خبرها مقدم، و} {أن يعلمه في تأويل مصدر اسمها مؤخر، قال الشاطبي: وأنت يكن لليحصبي وارفع آية. انظر: المصادر السابقة.
(5) ويعتبر وجها آحاديا غريبا عنه وقد روي شاذا عن الحسن وعيسى.
انظر: (مختصر الشواذ) 109، و (البحر) 7/ 42، و (الانفرادات) 3/ 1056.
(6) على أنها واقعة في جواب شرط يفهم من السياق والتقدير: فإذا أنذرت عشيرتك الأقربين فعصتك، فتوكل على العزيز الرحيم.
(7) انظر: (المقنع في مرسوم المصاحف) 106.
(8) على أنه معطوف على قوله تعالى:} فلا تدع مع الله إلها أخر فتكون من المعذبين
[213].
قال الشاطبي: وفا فتوكل واو ظمانه حلا.
(9) في الأعراف الآية: 193.(4/1428)
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث عشرة:
أولاهن: {إني أخاف أن يكذّبون [12]} {إني أخاف عليكم [135]} {ربي أعلم [188] فتحهن الحرميان} [1] وأبو عمرو [-1] وابن عامر في رواية ابن بكار (3)
وأسكنهنّ الباقون (4).
{بعبادي إنكم [52] فتحها نافع} [5]، وأسكنها الباقون. وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع (6) {إن معي ربي [62] فتحها عاصم في رواية حفص} [7]، وأسكنها الباقون.
{عدو لي [77]} {واغفر لأبي إنه [86] فتحهما نافع} [8] وأبو عمرو [-8]، وأسكنهما الباقون. وروى المفضل بن شاذان عن الحلواني عن هشام (10) عن ابن عامر أنه فتح {لأبي إنه كان [86]، وكذلك ذكر الشذّائي أنه قرأ لهشام وأهل الأداء مجمعون عن هشام على الإسكان} [11].
{إن أجري إلا [109و 127و 145و 164و 180] في الخمسة المواضع فتحهنّ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص. وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر} [12]، وأسكنهنّ الباقون (13).
ومن معي من المؤمنين [118] فتحها نافع في رواية ورش من غير طريق
__________
(1) (1) و (2) وبفتح الياء القراءة السبعية عنهم، والعمل.
انظر: (السبعة) 474، و (الكشف) 2/ 153، و (التيسير) 135، و (النشر) 2/ 336.
(3) وجه لابن عامر من رواية ابن بكار بفتح الياء، وهو آحادي لم يشتهر عنه
(4) وابن عامر في قراءته السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(5) وبذلك القراءة له، والعمل.
(6) وجه آخر عنه من هذا الطريق.
(7) انفرادة سبعية عنه في فتح الياء.
(8) (8) و (9) وبذلك القراءة، ولهما العمل. انظر: المصادر السابقة.
(10) وجه عنه بالفتح من طريق الحلواني، ولم يشتهر عنه.
(11) وعليه العمل له في القراءة السبعية.
(12) وجه عند بالفتح في الياء من ذلك الطريق، ولم يشتهر عنه.
(13) وشعبة في روايته المشتهرة عنه من بقية طرقه وقد ذكرت في (التيسير) 135.(4/1429)
الأصبهاني، وفي رواية العثماني عن قالون (1)، وعاصم في رواية حفص، وأسكنها الباقون (2). وكذلك روى ابن شنبوذ عن النحّاس عن أبي يعقوب عن ورش أداء وهو غلط لأن أبا يعقوب نصّ عليها في كتابه عن ورش بالفتح، وأهل الأداء من المصريين وغيرهم مجمعون عنه على ذلك. وقال الأصبهاني قرأته أعني على أصحابه عن ورش بالفتح والإسكان جميعا، وبالإسكان قرأت (3) أنا في روايته، وبه آخذ.
وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها (4) والله أعلم.
__________
(1) وجه آحادي عنه بفتح الياء.
(2) وقالون في روايته المشتهرة والمتواترة من بقية طرقه.
قال الشاطبي: ويا خمس أجري مع عبادي ولي معي معا أبي إنجلا.
(3) في (م) وبالأقرب إما.
(4) انظر: المصادر السابقة.(4/1430)
ذكر اختلافهم في سورة النمل (1):
حرف:
قد ذكر في {طس [1] قبل} [2].
حرف:
قرأ الكوفيون {بشهاب [7] بالتنوين} [3]. وقرأ الباقون بغير تنوين على الإضافة (4). {من لدن حكيم [6]} [5] {وبشرى [2]} [6]، و {رءاها تهتزّ كأنها
[10]} [7] قد ذكر الاختلاف فيه.
حرف:
قرأ ابن كثير (8): {أو ليأتينني [21] بنونين: الأولى مفتوحة ومشددة} [9]
والثانية مكسورة مخففة (10)، وكذلك في مصاحف أهل مكة (11).
__________
(1) وتسمى سورة سليمان عليه السلام. مكية وهي تسعون وثلاث آيات في الكوفي، وأربع بصري، وشامي، وخمس في المدنيين والمكي.
انظر: (السبعة) 478، و (البيان في عد الآي) 199، و (فنون الأفنان) 297.
(2) والوقف على طس تام. وقيل: كاف ولا يعده الكوفي آية، لأنه مستثنى من فواتح السور.
انظر: (مجاز القرآن)، لأبي عبيدة معمر بن المثنى 2/ 97، و (المكتفي) 425158، و (بشير اليسر) 25، و (نفائس البيان في شرح الفرائد الحسان) للعلامة القاضي ص 50.
(3) وذلك على القطع عن الإضافة، (وقبس) بدل من (شهاب)، أو صفة له، بمعنى شهاب مقتبس.
(4) والإضافة على معنى (من). انظر (إعراب القراءات) 2/ 143، و (معاني القراءات) 352، و (الكشف) 2/ 154، و (الهادي) 3/ 109. قال الشاطبي: شهاب بنون ثق.
(5) انظر: أول سورة (هود).
(6) انظر: باب الإمالة من هذا الكتاب.
(7) انظر: باب الإمالة من هذا الكتاب.
(8) وحده من القراء السبعة. انظر: (السبعة) 479، و (المبسوط) 278، و (التيسير) 136.
(9) للتوكيد.
(10) للوقاية والفعل مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.
(11) انظر: (المقنع) 106. قال الشاطبي: وقل يأتنني دنا.(4/1431)
وقرأ الباقون بنون واحدة مشدّدة، وكذلك في مصاحفهم.
حرف:
(490): قرأ عاصم (1) بخلاف عن أبي بكر {فمكث [22] بفتح الكاف.
وقرأ الباقون بضمها، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر} [2]، وخالفته الجماعة عن أبي بكر، فرووا ذلك عنه بفتح الكاف (3).
حرف:
(491): قرأ ابن كثير في رواية البزّي وعاصم في رواية [51/ ب] المفضل (4) وأبو عمرو: {من سبأ هنا [22] وفي سورة سبأ [15]} {لقد كان لسبأ في مساكنهم بفتح الهمزة من غير تنوين} [5]، واختلف عن قنبل، فروى عنه ابن مجاهد (6) وابن عبد الرزاق وابن الصباح وابن شنبوذ بهمزة ساكنة في الوصل على نيّة الوقف في السورتين (7). قال لنا محمد ابن أحمد عن ابن مجاهد كذا قرأت على قنبل عن النبال، وكذلك روى الحلواني عنه. وروى أبو ربيعة والزينبي (8) وأبو العباس البلخي عن قنبل بألف (9) ساكنة بدلا من الهمزة. قال أبو ربيعة بوقف الألف الساكنة يجعله (10) اسما مقصورا، وكذلك روى ابن فليح (11) عن أصحابه عن ابن كثير،
__________
(1) وحده في القراءة السبعية.
(2) الوجه الأول عنه من طريق الأزرق، وهو آحادي مخالف لرواية الجماعة.
(3) الوجه الثاني عنه من رواية الجماعة، وعليه العمل له. قال الشاطبي: مكث افتح ضمة الكاف نوفلا.
(4) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 474، وفي (غاية الاختصار) 2/ 600، عن جبلة عن المفضل.
(5) على أنه ممنوع من الصرف للعلمية ولتأنيث البقعة.
(6) ذكرها في كتاب (السبعة) 480، وحكم عليها بالوهم والغلط، وتبعه ابن مهران في (المبسوط) 278.
(7) وقراءته السبعية بهذه الترجمة المذكورة، وفيها انفرادة سبعية عنه.
(8) انظر روايته في (الاختيار) 2/ 596.
(9) وروى له هذا الوجه أيضا أبو معشر في (التلخيص) 353، وسبط الخياط في (الاختيار) 2/ 596، ولكن لا يقرأ به.
(10) في: (م) تجعله.
(11) انظر: روايته في (المبسوط).(4/1432)
وكذلك ذكر الخزاعي في كتابه عن أصحابه، وقال: هو إجماع منهم عن ابن كثير، وقال العباس (1) بن أحمد البرتي عن البزّي {من سبأ نصب بغير همز} [2] يريد البدل، والله أعلم.
وقال أحمد بن ثوبان عن قنبل (3) بهمزة مفتوحة، وقال التائب عن الخزاعي: كان القوّاس وابن فليح يوقفان الألف يريد الهمزة، قال: والبزّي يفتحها وهو الصواب.
وأخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش، قال: نا محمد بن عمران، قال: نا ابن فليح بإسناده عن ابن كثير {من سبأ مهموزة موقوفة، ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: أخبرني قنبل عن ابن أبي بزّة} {من سبأ مفتوحة الهمزة، وبذلك قرأت في رواية البزّي من طريق الخزاعي وابن هارون وابن مخلد وأبي ربيعة وغيرهم. وقرأ الباقون بخفض الهمزة مع التنوين في السورتين} [4].
حرف:
قرأ الكسائي (5): {ألا يسجدوا لله [25] بتخفيف اللام} [6]، ووقف (7)
{ألا يا وابتدأ} {اسجدوا} [8] بهمزة مضمومة على الأمر، معنى ألا يا هؤلاء ويا أيها
__________
(1) العباس بن أحمد البرتي أبو خبيب، روى عن البزي وابن فليح، وعنه عبد الواحد بن عمر (غاية) 1/ 352.
(2) وجه ثان عن البزي كرواية قنبل، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(3) وجه ثان عن قنبل كرواية البزي، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(4) على أنه منصرف اسم للمكان. قال الشاطبي: معا سببا افتح دون نون حمى هدى وسكنه وانو الوقف زهرا ومندلا.
(5) وحده من القراء السبعة.
(6) على أن {ألا للاستفتاح، و} {يا حرف نداء، والمنادى محذوف.
(7) أي اضطرارا أو اختبارا على} {ألا وحدها، و} {يا وحدها.
(8) فعل أمر يبتدأ بهمزة وصل مضمومة لضم ثالث الفعل.
انظر: (السبعة) 480، و (الحجة) 5/ 384383، و (الإتحاف) 2/ 325، و (الهادي) 3/ 111.
قال الشاطبي:
} إلا يسجدوا وقف مبتلى الا ... ويا اسجدوا وابدأه بالضم موصلا
أراد الا يا هؤلاء اسجدوا وقف له ... قبله والغير أدرج مبدلا
وقد قيل مفعولا وأن أدغموا بلا ... وليس بمقطوع فقف يسجدوا ولا.(4/1433)
الناس اسجدوا، وحذف الألف بعد يا وألف الوصل قبل السين في الخط على مراد الاتصال دون الانفصال كما حذفوها من قوله: {يبنؤم في طه [94] على مراد ذلك، وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر: قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الله، قال: نا الحسن، قال: نا أحمد، قال: نا ابن الأصبهاني، عن أبي بكر غير ابن الأصبهاني وهو أبو جعفر محمد بن سعيد} [1].
وقرأ الباقون {ألّا يسجدوا بتشديد اللام لإدغام نون أن فيها، ووقفوا} {ألا
ويبتدئون} {يسجدوا بالياء مفتوحة على الإخبار.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص بخلاف} [2] عنه والكسائي: {ما تخفون وما تعلنون [25] بالتاء فيهما} [3].
وقرأهما الباقون بالياء (4). وكذلك روى ابن شاهي (5) عن حفص.
حرف:
قرأ عاصم وأبو عمرو في رواية اليزيدي وحمزة {فألقه إليهم [28] بإسكان الهاء} [6]. وقرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان والكسائي بكسر الهاء وصلتها (7)، وكذلك روى محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن شجاع وعبد الوارث جميعا عن أبي عمرو (8)، وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن المكّي، قال: نا علي، قال: نا أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو {فألقه بخفض
__________
(1) محمد بن سعيد أبو جعفر الأصبهاني الكوفي، روى حروفا من قراءة عاصم عن شعبة، وعنه الحلواني، مات سنة 220هـ (غاية) 2/ 146.
(2) قلت: وإحدى طرق هذا الخلاف هي من رواية ابن الشاهي عنه، فإنه رواه بالياء كما في، (المستنير في القراءات) 716، و (الاختبار) 2/ 597، و (البستان) 729.
(3) وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
(4) وذلك جريا على نسق الغيبة قبل قوله تعالى:} وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون [24] فصار آخر الكلام كأوله في الغيبة. انظر: المصادر السابقة.
(5) وطريق ابن شاهي عن حفص ليست هي التي في (التيسير) 136، لذا اختار له المؤلف هناك وجه الياء من باقي طرقه. قال الشاطبي: ويخفون خاطب يعلنون على الرضا.
(6) وهي لغة لبعض العرب. انظر: (الكشف) 2/ 159.
(7) بياء بدلا من الواو، وهو الأصل في الزيادة لتقوية هاء الكناية، وذلك لكسرة ما قبل الهاء فبنى الكلمة في زيادة الياء على اللفظ ولم ينظر إلى الأصل. انظر: المصدر السابق.
(8) وهذه الرواية الثانية لابن كثير، ولكن لم تشتهر عنه.(4/1434)
الهاء، لم يزد على ذلك. وأقرأني أبو الفتح عن قراءته في رواية شجاع بإسكان الهاء وفي رواية عبد الوارث بصلتها، وروى التغلبي عن ابن ذكوان (1) بكسر الهاء من غير صلة بياء (2)، وروى ابن عتبة بكسر الهاء، لم يزد على ذلك. وروى الأخفش عنه (3)
والحلواني عن هشام (4) عن ابن عامر بصلة الهاء، وروى لي فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله [52/ أ] بن الحسين (5) عن أصحابه عن الحلواني عن هشام (6)
بكسر الهاء من غير صلة، وروى أيضا عن قراءته في رواية أبي شعيب القوّاس عن حفص (7) بكسر الهاء وصلتها. وكذلك روى البرجمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر (8)، واختلف عن نافع، فروى عنه إسماعيل (9) وورش (10)، أنه وصل الهاء بياء، وكذلك روى ابن جبر (11) عن أصحابه وخلف وابن سعدان من رواية المروزي عنه عن المسيّبي. وكذلك روى أحمد بن صالح عن قالون (12)، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الحلواني عن قالون كذلك أيضا بياء بعد الهاء، ذكر ذلك ابن مجاهد (13) عن الحلواني في هذه السورة. وقال عن الحسن الرازي عنه عن قالون في سورة آل عمران: {يؤده [75] و} {نؤتيه [النساء: 114] و} فألقه [28] كل ذلك غير مشبع. وهذا هو الصواب، وبه قرأت. وروى ابن المسيّبي وابن واصل
__________
(1) رواية ثانية للتغلبي عن ابن ذكوان باختلاس الحركة، ولكن لم تشتهر عنه، وتقدمت الأولى التي عليها العمل.
(2) أي الاختلاس. انظر (النشر) 1/ 306.
(3) رواية أخرى عنه من طريق الأخفش بالصلة.
(4) وهذا هو الوجه الأول عنه بالصلة.
(5) في (م) ابن الحسن.
(6) وهذا الوجه الثاني عنه بالاختلاس وعليه العمل، وأما ابن الجزري فقد نقل له وجها ثالثا وهو الإسكان في الهاء. انظر: (النشر) 1/ 306.
(7) وجه ثان عنه من رواية القواس، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(8) وجه ثان عنه من رواية الأزرق، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(9) انظر: روايته في (الاختيار) 2/ 598.
(10) وعليه أهل الأداء عنه، انظر: (السبعة) 481، و (التيسير) 136.
(11) في (م) جبير.
(12) هذا الوجه الأول عنه بالإشباع.
(13) انظر: (السبعة) لابن مجاهد ص 481.(4/1435)
عن ابن سعدان عن المسيّبي بكسر الهاء من غير صلة. وكذلك روى أبو سليمان والقاضي والمدني والقطري والكسائي عن قالون (1) قالوا عنه: الهاء مبطوحة لا يبين الياء في قراءتها، وكذلك روى لي الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الحلواني عنه، وكذلك قرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان، وفي رواية الجماعة عن قالون.
حرف:
قرأ حمزة (2): {أتمدّونّي [36] بنون واحدة مشددة} [3]، واختلف عن المسيّبي عن نافع، فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد: قال: نا ابن واصل، قال: نا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع (4): {أتمدوني خفيفة النون، وهي بنون واحدة وياء في الوصل والوقف. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد المروزي، قال: نا ابن سعدان} [5]، قال: نا إسحاق عن نافع {أتمدون بنون واحدة خفيفة، ويثبت الياء في القراءة، ويحذفها في الوقف.
واختلف عن اليزيدي، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا محمد بن أحمد البرمكي، قال: نا أبو عمر عن سليم عن حمزة عن اليزيدي عن أبي عمرو} {أتمدونني ونا} [6]، ولم يذكر هل النون مشدّدة أو مخفّفة، وروى سائر الرّواة عن المسيّبي عن نافع (7)، وعن اليزيدي عن أبي عمرو [-7] بنونين ظاهرتين (9).
وبذلك قرأ الباقون، ويأتي الاختلاف في إثبات الياء، وحذفها في آخر السورة. إن شاء الله تعالى.
__________
(1) وهذا الوجه الثاني عنه بالاختلاس، وعليه العمل.
(2) وحده. انظر: (السبعة) 482، و (منهج البغوي في عرض القراءات) 2/ 568.
(3) مع المد المشبع وصلا ووقفا.
(4) وجه عنه القراءة بنون واحدة خفيفة. ولكن لم يشتهر عنه.
(5) انظر: كتاب (التعريف) للداني 330.
(6) في (م) ويا.
(7) (7) و (8) وبما رواه سائر الرواة عنهما بنونين ظاهرتين المشهور عنهما، وعليه العمل.
(9) في (م) ظاهر بين. قال الشاطبي: تمدوني الإدغام فاز وثقلا.
انظر: شرح العلامة عبد الحق السنباطي على حرز الأماني 2/ 725.(4/1436)
حرف:
قرأ حمزة (1) في غير رواية خلّاد عن سليم وفي غير رواية الضبّي عن رجاله عنه {أنا آتيك به في الموضعين [39، 40] بإمالة} [2] فتحة الهمزة، وكذلك نا الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته على أبي عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي (3).
وقرأ الباقون بإخلاص فتحة الهمزة، وقد ذكر ذلك (4) من قبل.
وروى عن نصير عن الكسائي {فلما رأته [44] بكسر الراء قليلا} [5]، والباقون يفتحون الراء.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل (6) من طريق (7) الزينبي {عن ساقيها هنا [44] وفي ص [33]} {بالسّوق وفي الفتح [29]} {على سوقه بالهمز} [8] في الثلاثة، وكذلك حكى الخزاعي عن القوّاس (9). وقال أبو ربيعة: هكذا أقرأنا قنبل بن عبد الرحمن، قال زكريا: وذكر أن القوّاس أقرأه كذلك، وذكر القوّاس أن وهب بن واضح أقرأه كذلك مهموزا. قال الزينبي: هو متروك من رواية النبال عن (10) المكيين.
__________
(1) تفرد الإمام حمزة بإمالة هذا الحرف في القراءة السبعية من رواية خلف عنه وخلاد بخلفه، وفي (التيسير) 48، ذكر المؤلف الوجهين لخلاد، واختار وجه الفتح. وأما أبو القاسم الشاطبي فقد نظم لخلاد الوجهين كأصله. قلت: وهما صحيحان، وعليهما العمل.
انظر: (الموضح في الفتح والإمالة) 597، و (النشر) 2/ 63، و (البدور) 235، إلا أن بعض الأئمة كابن مجاهد في (السبعة) 482، لم يميز الروايات عن حمزة، فأطلق له الإمالة قولا واحدا.
(2) بإمالة فتحة الهمزة إشماما. (السبعة) 482، و (الموضح) 598، و (التيسير) 48.
(3) والإمالة عنه انفرادة من الدوري، لا يقرأ بها، مخالفة لرواية أصحاب أبي الحارث ونصير عنه. (الموضح) 598.
(4) انظر: (الجامع) ت الطحان ص 361.
(5) وسبط الخياط في (المبهج)، و (الاختيار) 2/ 599، أطلق له الإمالة أيضا، قلت: وهي انفرادة من نصير لم يتابع عليها.
(6) وحده من الرواة وعليه العمل.
(7) في (م) من غير طريق.
(8) لغة فيها، وهي أصلية على الصحيح، وقيل: هي لغة قليلة خارجة عن القياس.
انظر: (الكشف) 2/ 161، و (الإتحاف) 2/ 329، و (الهادي) 3/ 112.
(9) انظر: روايته في (المبسوط) 289.
(10) في (م) غير.(4/1437)
وروى البزّي وابن فليح عن أصحابهما عن ابن كثير والزينبي عن قنبل (1) عنه بغير همز (2) في الثلاثة، وبذلك قرأ الباقون. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد، قال: نا ابن أبي بزّة (3) عن [52/ ب] أصحابه {ساقيها بغير همز، قال البزّي} [4]: وكان وهب بن وضّاح يهمز لي فيها، و {بالسّوق و} {على سوقه. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد} [5]، قال: حدّثني مضر بن محمد عن ابن أبي بزّة، قال كان وهب بن وضّاح يهمز {ساقيها و} {على سوقه، قال ابن أبي بزّة: وأنا لا أهمز من هذا شيئا، قال ابن مجاهد: وكذا ابن فليح لا يهمز من هذا شيئا، وأجمعوا على ترك الهمزة في قوله في نون [42]} {يوم يكشف عن ساق وفي قوله في القيامة [29]:} {والتفّت الساق بالساق إلا ما رواه محمد بن الصباح عنه عن قنبل أنه همز الذي في} {ن، ولم يرو ذلك عنه غيره، وهو وهم منه، وهمز الألف والواو فيما تقدّم لغة، قال الأخفش: العرب تهمز الألف إذا كان قبلها فتحة والواو إذا كان قبلها ضمة، ولا تهمز الياء إذا كان قبلها كسرة.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {لتبيتنّه وأهله ثم لتقولن [49] بالتاء في الفعلين جميعا، وضم التاء الثانية في الأولى وضم اللام الثانية في الثاني} [6].
وقرأهما الباقون بالنون (7).
__________
(1) وجه عنه بغير الهمز في الثلاثة، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(2) على الأصل ومن هذا يتبين أن الهمز وعدمه لغتان، والهمز أفصح وأشهر. انظر: المصادر السابقة.
(3) في (م) ابن بزة والمؤدى واحد.
(4) وجه عنه بالهمز، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(5) انظر: (السبعة) 483.
قال الشاطبي: مع السوق ساقيها وسوق اهمزوا زكا ووجه بهمزة بعده الواو وكلا.
تنبيه: روي عن قنبل وجه آخر، وهو زيادة واو بعد الهمزة واستغربت عن قنبل وقيل: انفرد بها الشاطبي عنه، وليس كذلك. قد نص الهذلي أنها طريق بكار عن مجاهد، وأبي أحمد السامري، عن ابن شنبوذ. انظر: (النشر) 2/ 338، و (الإتحاف) 2/ 329.
(6) وذلك على قصد حكاية ما قاله بعض الحاضرين إلى بعض فهو خطاب من بعضهم لبعض.
انظر: (النفحات الإلهية) 510.
(7) وهي نون العظمة أي أجروا الفعلين على الإخبار عن جميعهم عن أنفسهم.(4/1438)
وفتح التاء (1) واللام. {مهلك أهله [49] قد ذكر} [2].
حرف:
قرأ الكوفيون {أنا دمرناهم [51] بفتح الهمزة} [3].
وقرأ الباقون بكسرها (4). {وقدّرناها [57] مذكور قبل} [5].
حرف:
قرأ عاصم وأبو عمرو {خير أما يشركون [59] بالياء} [6]، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان (7).
وقرأ (8) الباقون بالتاء (9)، وقد ذكر.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية هشام والوليد وأبو عمرو {قليلا ما يذّكرون
[63]} [10] وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد (11) رأيت في كتاب موسى بن موسى الختلي عن ابن ذكوان (12) بإسناده عن ابن عامر بالياء مثل أبي عمرو، قال أبو
__________
انظر: (الكشف) 2: 162، و (الإتحاف) 2/ 330، و (المستنير) 2/ 170، و (الهادي) 3/ 113.
قال الشاطبي: نقولن فاضمم رابعا ونبيتنه ومعا في النون خاطب شمردلا.
(1) في (م) الياء.
(2) انظر: حرف الآية [59] (الكهف) من هذا البحث ورقمه (292).
(3) على تقدير حرف الجر، و {كان تامة، و} {عاقبة فاعلها.
(4) على الاستئناف، و} {كان ناقصة و} {عاقبة اسمها، و} {أنا دمرناهم خبرها.
انظر: (معاني القراءات) 259، و (الكشف) 2/ 162، و (الإتحاف) 2/ 330، و (المستنير) 2/ 170. قال الشاطبي: ومع فتح أن الناس ما بعد مكرهم لكوف.
(5) في الحجر 60.
(6) مناسبة لما قبله قوله تعالى} {وأمطرنا عليهم [58]، ولفظ الغيبة بعده في قوله تعالى:
} {بل أكثرهم لا يعلمون [61]، و} {بل هم قوم يعدلون [60].
(7) وجه عنه بالياء من رواية التغلبي، ويعتبر عنه آحاديا.
(8) انظر: سورة يونس آية: 18.
(9) على المخاطبة للكفار أي: قل لهم يا محمد: الله خير أما تشركون. أو مناسبة قوله تعالى:
} {ويجعلكم خلفاء الأرض [62]. انظر: المصادر السابقة، و (الهادي) 3/ 114. قال الشاطبي: وأما يشركون ند حلا.
تنبيه: خرج بقيد (أما)} عما يشركون [63]. المتفق على قراءته بياء الغيب.
(10) أي بالياء وتشديد الذال. قال الشاطبي: قبله يذكرون له حلا.
(11) انظر قوله: في (السبعة) 484.
(12) وجه عنه بالياء كهشام.(4/1439)
عمرو: لا يعرف أهل الشام عن ابن عامر غير التاء. وكذلك رواه الأخفش عن ابن ذكوان (1) نصّا وأداء. وكذلك رواه ابن أنس وابن المعلى وغيرهما عنه.
{ومن يرسل الرياح بشرا [63] قد ذكر قبل} [2].
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية المفضل (3) وأبو عمرو {بل أدرك [66] بقطع الألف وإسكان الدال من غير ألف} [4] بعدها، وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى (5): {بل ادرك بوصل الألف وتشديد الدال من غير ألف بعدها.
وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم أثبتوا الألف بعد الدال} [6]. وكذلك روى التيمي عن الأعشى (7) عن أبي بكر.
حرف:
قرأ نافع {إذا كنّا ترابا [67] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وكذلك روى المفضل بن شاذان} [8] عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر، وهو وهم
__________
(1) الوجه الثاني له بالتاء كالجماعة، وعليه العمل له وهم على أصولهم في الذال فحفص وحمزة والكسائي بتخفيفها، والباقون بتشديدها.
(2) في البقرة 164. وانظر: (التيسير) 66.
(3) روايته هذه موافقة لما في: (السبعة) 485، و (التذكير) 2/ 477.
وفي (غاية الاختصار) 2/ 603عن جبلة عنه.
(4) على وزن (أفعل)، وقيل: هو بمعنى (تفاعل) (تدارك). انظر: (باهر البرهان) 2/ 1062.
(5) وهو عن أبي بكر. وانظر: روايته في (السبعة) 485، و (المبسوط) 280.
(6) على أن أصله (تدارك) أبدلت التاء دالا، وأدغمت في الدال، ثم أتى بهمزة الوصل توصلا إلى النطق بالساكن وقيل أدغمت التاء في الدال، ثم أدخلت: ألف الوصل، ليسلم سكون الدال الأولى. انظر: (تأويل مشكل القرآن) 354، و (إعراب القراءات السبع) 2/ 160، وما بعدها. وذكر فيه أوجها أخرى للقراءة. (معاني القراءات) 360، و (الكشف) 2/ 165، و (المستنير) 2/ 173، و (الهادي) 3/ 116.
(7) وهي مثل رواية البرجمي وحماد ويحيى عن أبي بكر، وهذا الوجه الثاني عنه، وعليه العمل.
قال الشاطبي: وشدد وصل وامدد بل أدارك الذي ذكا.
(8) المفضل بن شاذان بن عيسى، أبو العباس الرازي، الإمام الكبير، ثقة، عالم، أخذ القراءة عن الحلواني والأصبهاني، وعنه العباس الرازي وابن عبديل، من الطبقة السادسة، مات سنة (290هـ). (معرفة) 1/ 462، و (غاية) 2/ 10.(4/1440)
لأن من قول ابن عامر جعل أحد الاستفهامين خبرا لا جعلهما معا.
وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام وهم في تخفيف الثانية منهما، وفي تسهيلها وفي المدّ والقصر أو في الوجهين (1) على ما تقدّم في باب الهمزتين.
حرف:
وقرأ ابن عامر والكسائي {إننا لمخرجون [67] بهمزة واحدة مكسورة، وبعدها نونان على لفظ الخبر. وقرأ الباقون بهمزتين ونون واحدة مشددة على الاستفهام وهم أيضا في الهمزتين والفصل وتركه على ما تقدم هناك ورسم هذا الحرف في جميع المصاحف بحرفين بعد الهمزة.
} {في ضيق مما [70] قد ذكر} [2].
حرف:
قرأ ابن كثير (3): {ولا يسمع بالياء وفتحها. وفتح الميم} [4] {الصّم
[80] بالرفع} [5]، وكذلك في الروم [52] وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر في الروم.
وقرأها الباقون بالتاء وضمها وكسر الميم (6) ونصب {الصّم} [7].
حرف:
قرأ حمزة (8): {وما أنت تهدي [81] بالتاء وفتحها وإسكان الهاء} [9] من غير ألف على أنه فعل مستقبل {العمي [81] بالنصب} [10]. وكذلك [53/ أ] في الروم.
__________
(1) انظر: خلاف الهمزتين من كلمتين في سورة (الرعد) الآية: 5.
(2) في النحل 127.
(3) وحده في القراءة السبعية.
(4) على أنه فعل مضارع مبني للمعلوم من (سمع).
(5) فاعل، و {الدعاء مفعول به.
(6) على أنه فعل مضارع مبني للمجهول من (اسمع).
(7) على أنه مفعول أول، و} الدعاء مفعول ثاني.
(8) وحده من القراء السبعة.
(9) على أنه مضارع مسند إلى ضمير المخاطب، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
(10) ويكون مفعولا به.(4/1441)
وقرأ الباقون {بهادي بالياء وكسرها وفتح الهاء وألف بعدها} [1]، على أنه اسم {العمي بالخفض في السورتين إلا ما ناه فارس بن أحمد بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ} {بهادي العمي بالتنوين ونصب} {العمي في السورتين، وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا محمد بن القاسم} [2] قال: نا أبو شبل عبيد الله بن أبي مسلم (3) بإسناده عن ابن عامر (4): {بهادي بالتنوين} {العمي بالنصب، وكذلك روى عبد الجبار بن محمد العطاردي عن أبي بكر} [-4] عن عاصم، لم يرو ذلك إلا من هذين الطريقين.
والباقون بعد على ترك التنوين والإضافة، نا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {بهادي العمي بخفض الياء. قال أبو عمرو: والذي رواه ابن عباد وأبو شبل} [6] من التنوين والنصب في ذلك مرفوعا إلى ابن عامر وهم منهما، وذلك أن الحلواني رواه عن هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث موقوفا عليه، وهو الصحيح. وذلك من جملة ما خالف فيه يحيى بن عامر، ورسم الموضع الذي في هذه السورة في كل المصاحف {بهادي بياء بعد الدال، ورسم الذي في الروم فيها بغير ياء، ووقف حمزة عليهما بالياء، وروى ذلك نصّا أبو عمر عنه قتيبة أنه يقف عليهما جميعا بالياء، وفي الروم بغير ياء على الرسم. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عياش بن مخلد} [7]، قال:
__________
(1) على أنه (الباء) حرف جر، و {هاد اسم فاعل خبر (ما)، و} العمي بالجر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله. انظر: (إعراب القراءات) 2/ 163، و (معاني القراءات) 362، و (الكشف) 2/ 166، و (الهادي) 3/ 117.
(2) محمد بن القاسم بن محرز أبو الحسن الشامي الدمشقي، مقرئ صالح، روى عن عبد الصمد عن هشام بن عمار، وعنه علي بن داود ونسبه وكناه. (غاية النهاية) 2/ 230.
(3) عبيد الله بن محمد بن مهران بن أبي مسلم أبو أحمد الفرضي البغدادي، إمام كبير ثقة ورع، أخذ عن ابن بويان، وعنه الحسن البغدادي والفارسي والخياط والرازي، مات سنة 406هـ (غاية) 1/ 491.
(4) (4) و (5) انفرادة في الوجه عن ابن عامر وشعبة مخالفة للمشهور والمتواتر عنهما، فلا يقرأ بها.
انظر: (إعراب الشواذ) 2/ 246، و (البحر) 7/ 96، و (البستان) 732، و (الانفرادات) 3/ 1068.
(6) في (م) وابن شبل. قال الشاطبي: بهادي معا تهدي فشا العمى ناصبا وبالياء لكل قف وفي الروم شمللا.
(7) هو: عياش بن محمد أبو الفضل، روى عن أبي عمر، وقد تقدم.(4/1442)
نا أبو عمر عن الكسائي أنه وقف عليهما جميعا بغير ياء، ووقف وقرأ الباقون هاهنا بالياء، وهناك بغير ياء اتباعا للرسم، فأمّا الوقف على رواية من روى التنوين عن هشام، وعن أبي بكر، فيحتمل الوقف في الموضعين على الياء وعلى غير الياء، وذلك أوجه وقد ذكرنا هذا مشروحا بطرقه وأسانيده في باب الوقف على المرسوم (1).
حرف:
قرأ الكوفيون {تكلمهم أن الناس [82] بفتح الهمزة.
وقرأ الباقون بكسرها} [2].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل (3) وحمزة والكسائي في رواية أبي موسى (4). {وكلّ أتوه داخرين [87].
بقصر الهمزة وفتح التاء} [5]. وقرأ الباقون (6) بمدّ الهمزة وضمّ التاء (7).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {إنه خبير بما يفعلون [88] بالياء} [8]، وكذلك روى أبو عبيدة (9) عن إسماعيل عن نافع وهو وهم منه لأن الجماعة من أصحاب إسماعيل خالفته في ذلك، فروته عنه بالتاء. واختلف عن ابن ذكوان وعن هشام عن ابن عامر، فأمّا ابن ذكوان (10)، فروى التغلبي وأحمد بن أنس عنه بالياء مثل أبي عمرو، وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن
__________
(1) انظر (جامع البيان) ت الطحان ص 361.
(2) قراءة فتح الهمز على تقدير حرف الجر والجر المقدر، إما باء التعدية، أي: تكلمهم بأن الناس، وإما باء السببية، أي: تكلمهم بسبب أن الناس، وقراءة كسر الهمز على الاستئناف.
(3) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 479و (غاية الاختصار) 2/ 604.
(4) انظر: روايته في (الاختيار) 2/ 602.
(5) على أنه فعل ماض مسند إلى واو الجماعة، والهاء مفعول به.
(6) ومعهم الكسائي في قراءته المقبولة.
(7) على أنه اسم فاعل، والواو علامة الرفع، وحذفت النون للإضافة، والهاء مضاف إليه، وأصله {آتيون. نقلت ضمة الياء إلى التاء قبلها، ثم حذفت الياء للساكنين، ثم حذفت النون للإضافة.
قال الشاطبي: وأتوه فأقصر وافتح الضم علمه فشا.
(8) على الأصل لمناسبة قوله تعالى:} وكل أتوه.
(9) في (م) أبو عبيد.
(10) وجه عنه بالياء من هذا الطريق، ولم يشتهر عنه.(4/1443)
الأخفش عن ابن ذكوان، وكذلك روى سلامة بن هارون البصري عن الأخفش عنه بالتاء (1)، وكذلك ذكره الأخفش في كتابه. وأمّا هشام (2) فقرأت من طريق الحلواني عنه على أبي الفتح وأبي الحسن عن قراءتهما بالياء مثل أبي عمرو. وكذلك نا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن عامر، فدلّ على أن روايته عن هشام، وعن ابن ذكوان جميعا بالياء، وروى لنا الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الحلواني عن هشام (3) بالتاء مثل نافع، وكذلك رواه النقّاش عن أصحابه عن الحلواني عنه، وكذلك نصّ عليه الحلواني في كتابه، وكذلك [53/ ب] روى لي فارس بن أحمد عن أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عن هشام، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عنه بالياء، وكذلك روى الوليدان وابن بكّار عن ابن عامر. واختلف عن عاصم، فروى المفضل وحمّاد عنه بالياء.
واختلف عن أبي بكر (4) فروى عنه الأعشى من غير رواية التيمي والعليمي والبرجمي وحسين الجعفي وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم من رواية المنذر عنه بالياء، وروى عنه الكسائي ويحيى بن آدم وابن أبي حمّاد ويحيى الجعفي وأبي أمية وإسحاق الأزرق ويزيد بن عبد الواحد بالتاء (5)، وكذلك روى التيمي عن الأعشى عنه، كذلك روى حفص عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ الكوفيون بخلاف (6) عن أبي بكر، وعن الكسائي (7): {من فزع
[النمل: 89] بالتنوين} [8] {يومئذ بفتح الميم، وقرأ نافع} [9] في غير رواية
__________
(1) الوجه الثاني عنه بالتاء، وعليه العمل.
(2) وجه عنه بالياء، وعليه العمل له.
(3) وجه آخر عنه بالتاء من ذلك الطريق.
(4) رواية بالياء عنه وهي قراءته في العشرة الكبرى من طريق الطيبة بخلف عنه.
(5) وجه عنه بالتاء، وعليه العمل له في العشرة الصغرى من طريق الشاطبية والدرة.
قال الشاطبي: تفعلون الغيب حق له ولا.
(6) هذا الخلاف عن أبي بكر من انفرادات (الجامع)، وفي (التيسير) 138، اختار له وجه التنوين كالكوفيين، وعليه العمل.
(7) وفي (الاختيار) 2/ 603عنه إلا الشيرزي.
(8) على إعمال المصدر في الظرف الذي بعده، وهو يومئذ.
(9) وحده من القراء السبعة. انظر: المصادر السابقة.(4/1444)
إسماعيل (1) والكسائي (2) في رواية أبي موسى {من فزع يومئذ [89] من غير تنوين وفتح الميم.
وقرأ الباقون ونافع في رواية إسماعيل بغير تنوين وبخفض الميم، وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر} [3] عن عاصم، لم يرو ذلك عنه أحد غيره.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان وعاصم في رواية حفص {عما تعملون [93] آخر السورة بالتاء} [4].
وقرأ الباقون بالياء (5) ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد (6) عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان بالياء، قال ابن مجاهد: ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان عن ابن عامر بالتاء. قال أبو عمرو: وكذلك روى الأخفش وابن المعلى وابن أنس وابن خرزاذ وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان، ولا يعرف أهل الشام غير ذلك.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ست:
أولاهن: {إني آنست [7] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر} [7] في رواية ابن بكار، وأسكنها الباقون (8).
{أوزعني أن أشكر هاهنا [19] وفي الأحقاف [14]. فتحهما نافع في رواية ورش من غير رواية الأصبهاني، وفي رواية أحمد بن صالح عن قالون} [9]، وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح، وكذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن زيد بن علي عن ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل عن قراءته على
__________
(1) انظر: (التذكرة) 2/ 479.
(2) وبهذا الوجه القراءة السبعية عنه.
(3) وجه آحادي عنه، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(4) بالتاء جريا على سياق الآية.
(5) بالياء على الالتفات.
(6) انظر: (السبعة) 488. وقال الشاطبي: وآخر النمل علما عم وارتاد منزلا.
(7) وجه عنه بفتح الياء من رواية ابن بكار، ولم يشتهر عنه.
(8) وابن عامر في قراءته السبعية.
(9) وجه عنه بفتح الياء من رواية ابن صالح، وهو آحادي، لم يشتهر عنه.(4/1445)
عبد الله بن الحسين (1) عن أصحابه عن الحلواني عن قالون، وكذلك روى ابن بكار عن ابن عامر (2)، وأسكنها الباقون (3). وكذلك روى الزينبي في كتابه (4) عن ابن فليح، وهو وهم. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن عن مواس عن ورش {أوزعني موقوفة، قال أبو عمرو ومواس عن ورش مرسل بذلك قرأت أنا في رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش} {ما لي لا أرى الهدهد [20] فتحها ابن كثير وعاصم، بخلاف} [5] عن حفص والكسائي وابن عامر في رواية ورش، وكذلك روى محمد بن إسماعيل الترمذي عن ابن ذكوان (6)
والداجوني عن أصحابه والنقاش عن الأخفش عنه. وأسكنها الباقون (7). وكذلك روى الجماعة عن اليزيدي إلا ابن سعدان وابن واصل، فإنهما حكيا عنه أنه فتحها. وروى الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي أنه أسكنها، وهو الصواب.
{إني ألقي إليّ [29]} {وليبلوني ءأشكر [40] فتحهما نافع} [8]، وروى ابن بكّار عن ابن عامر (9): {ليبلوني بالفتح، وأسكنهما الباقون} [10]. وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع [54/ أ] والحسين بن عبد الله المعلم (11) عن قالون (12) عنه:
ليبلوني ساكنة، لم يروه غيرهما. وقال المدني: أقرأنا قالون أولا بإسكان الياء، ثم أقرأنا بالفتح.
__________
(1) في (م) بن الحسن.
(2) وجه عنه بفتح الياء من رواية ابن بكار، ولم يشتهر عنه.
(3) وكذا قالون وابن عامر في قراءتهما السبعية.
(4) كتاب الزينبي، لم أجده.
(5) هذا الخلاف عنه من انفرادات (الجامع)، والقراءة له بفتحها وجها واحدا، وهو المذكور في (التيسير) 138، وغيره.
(6) وجه عنه بفتح الياء من طريق الترمذي، ويعتبر آحاديا عنه.
(7) ومعهم ابن ذكوان في روايته السبعية.
(8) وحده في قراءته السبعية. انظر: (السبعة) 488، و (التيسير) 138.
(9) وجه عنه بالفتح من رواية ابن بكار ولم يشتهر عنه.
(10) ومعهم ابن عامر في قراءته السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(11) في (م) ابن عبد المعلم. قال الشاطبي: ومالي وأوزعني وأني كلاهما ليبلوني الياءات في قول من بلا.
(12) وجه عنه آحادي بسكون الياء من طريق المعلم، ولم يشتهر عنه.(4/1446)
{فما آتاني الله [36] فتحها في الوصل نافع وابن كثير} [1] في رواية ابن فليح وعاصم في رواية حفص وأبو عمرو. وأثبتها ساكنة في الوقف منهم نافع في غير رواية ورش وابن كثير في رواية ابن فليح وأبو عمرو (2) من قراءتي لهم، وقال الزينبي وابن شنبوذ عن قنبل: الوصل بغير ياء والوقف بياء، وقال ابن مجاهد عنه: الوصل والوقف بغير ياء، وحذفها في الوقف نافع في غير رواية ورش، وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته في جميع الطرق عن نافع، وكذلك روى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون والأصبهاني عن ابن سعدان وابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه يقف بغير ياء، قال لنا الفارسي عن أبي طاهر: كذلك يقف نافع.
واختلف عن حفص، فقال لي أبو الفتح عن قراءته على أصحابه عن الأشناني بحذف الياء، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد ابن عمر، قال: نا أبو بكر عن الأشناني عن أصحابه عن حفص أنه يقف بالياء. وكذلك حكى لي أبو الحسن عن قراءته على ابن محمد عن الأعشى. (3) ونا محمد بن علي نا ابن مجاهد، قال: من فتح {آتاني الله وقف بالياء، وحذف الباقون في الحالين} [4].
وفيها من ياءات المحذوفات من الخط ثنتان:
{أتمدونني بمال [36] أثبتها في الحالين ابن كثير وحمزة. وكذلك روى ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع} [5] قد تقدّم الاختلاف في النون، ولم يحفظ ابن مجاهد عن قنبل في الوقف شيئا. وقال لنا محمد عن (6) ابن كثير بياء في الوصل، وروى عنه ابن شنبوذ والزينبي وابن الصباح وأبو العباس البلخي الوصل والوقف بياء. وكذلك روى أبو ربيعة عنه، وعن الزينبي والخزاعي عن أصحابه.
وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي ونا أبو الفتح، قال: نا أبو محمد الرازي، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن
__________
(1) وجه عنه بالفتح من رواية ابن فليح. انظر: (السبعة) 488.
(2) وجه عنه بالإسكان، وتقدم الأول الذي عليه العمل. انظر: (الكشف) 2/ 170.
(3) في (م) عن الأشناني.
(4) وهي في المصحف مرسومة بغير ياء (الهبات السنية) للملا علي قاري 405.
(5) وجه عنه بإثبات الياء من رواية المسيبي، ولم يشتهر عنه انظر: (التعريف) للداني 330.
(6) في (م) عنه.(4/1447)
حمزة (1): {أتمدونني بحذف الياء ويثقل الحرف، ولا أدري هل يريد بحذف الياء الوقف خاصة أم الوصل، والوقف جميعا؟ وقد خالف يونس في ذلك، داود بن أبي طيبة، فروى عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يشدّد النون يثبت الياء في الوصل والوقف، فوافق الجماعة عن سليم وروى حيون المزوق عن الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم عن حمزة أنه يثبت الياء في الوصل ويسكت بغير ياء على الكتاب، وكذلك روى أبو أيوب الضبي عن رجاله عنه، وروى سليمان اللؤلؤي عن خلّاد عن سليم بالياء في الوصل والوقف. وقال ابن سعدان وأبو هشام عن سليم: إنه يثبت الياء، ولم يذكر الوقف، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا وكيع عن أبي العباس الورّاق عن خلف عن سليم عن حمزة أنه يقف بالياء. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى وغيره من أصحابه عن حمزة} {أتمدوني [36] بنون واحدة مشددة وياء بعدها في الوصل، وإذا وقف وقف بنونين الثانية منها مكسورة، ولا ياء بعدها. وقال ابن اليزيدي: يلزم من شدّد النون أن يقف كذلك، وأثبتها نافع} [2]
وأبو عمرو في الوصل، وحذفاها في الوقف وحذفها الباقون في الحالين. و {فما آتاني الله [36] قد تقدّم الاختلاف في إثباتها وحذفها في مذهب من فتحها، فأغنى ذلك عن الإعادة} [3] ووقف الكسائي (4) من رواية خلف عنه على قوله: {على واد النمل
[18]} {وادي بالياء، ووقف الباقون بغير ياء. وقد ذكرنا ذلك في باب الوقف} [5]
مجرّدا والله أعلم.
__________
(1) وجه عنه بحذف الياء، وتقدم الذي عليه العمل.
(2) انظر: (التيسير) 138، و (النشر) 2/ 340.
(3) انظر: (التيسير) 138.
(4) وفي الوجه انفرادة سبعية عنه. وذكرت. (التيسير) ص 138، و (النشر) 138.
(5) انظر: (الجامع) ت الطحان 3/ 888.(4/1448)
ذكر اختلافهم في سورة القصص [54/ ب] (1):
قد ذكرت الاختلاف في الفتح والإمالة والبيان والإدغام في قوله: {طسم [1]، فأغنى ذلك عن الإعادة.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {ويرى فرعون وهامان وجنودهما [6] بالياء} [2]
وفتحها، وإمالة فتحة الراء بعدها ورفع الأسماء الثلاثة (3).
وقرأ الباقون بالنون (4) وضمها، وكسر الواو وفتح الياء بعدها ونصب الأسماء الثلاثة (5).
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (6) وحمزة والكسائي {عدوّا وحزنا [8] بضم الحاء وإسكان الزاي. وقرأ الباقون بفتح الحاء والزاي} [7].
حرف:
وكلهم قرأ {يبطش [19] و} {يوم نبطش في الدخان [16] بكسر الطاء
__________
(1) مكية قيل إلا قوله تعالى:} {الذي أتيناهم الكتاب إلى} {الجاهلين فمدني، وقال ابن سلام} {إن الذي فرض عليك نزل بالجحفة، وقت الهجرة إلى المدينة. وهي ثمان وثمانون آية في جميع العدد وكلمها ألف وأربع مائة وإحدى وأربعون كلمة، وحرفها خمسة آلاف وثمان مائة حرف.
انظر: (البيان في عدد الآي) 201، و (الإتقان) 1/ 32، و (الدر المنثور) 6/ 389، و (الإتحاف) 2/ 339.
(2) على أنه مضارع (رأى) الثلاثي.
(3)} {فرعون بالرفع فاعله، و} {وهامان وجنودهما بالرفع عطفا.
(4) على أنه مضارع (أرى) الرباعي، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: (نحن)، وهو إخبار عن الله تعالى المعظم نفسه. وهم يقرءونه بفتح الياء، لأنهم يكسرون الراء.
(5)} {فرعون بالنصب مفعول} نرى، وما بعدها عطفا عليه.
قال الشاطبي: وفي نرى الفتحان مع ألف ويائه وثلاث رفعها بعد شكلا.
(6) انظر: (التذكرة) 2/ 484، و (غاية الاختصار) 2/ 606.
(7) الفتح والإسكان في (حزنا) لغتان في مصدر (حزن)، مثل (العرب والعرب).
قال الشاطبي: وحزنا بضم مع سكون شفا.(4/1449)
إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه ضمّها (1) فيهما. وهي قراءة أبي جعفر المدني (2).
حرف:
قرأ ابن عامر {حتى يصدر الرعاء [23] بفتح الياء وضم الدال} [3].
وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الدال (4)، {هاتين [27] قد ذكر} [5].
حرف:
قرأ عاصم (6) بخلاف (7) عن أبي بكر وحفص {أو جذوة من [29] بفتح الجيم، وقرأ حمزة} [8] وابن عامر (9) في رواية عتبة بضمها.
وقرأ الباقون بكسرها، وكذلك روى خلّاد وأبو هشام عن حسين وأبي بكر (10)
وحسين المروزي عن حفص (11) عن عاصم.
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو {من الرهب [32] بفتح الراء والهاء، وقرأ عاصم في رواية حفص} [12] من غير رواية هبيرة بفتح الراء وإسكان الهاء.
__________
(1) ضم الطاء لغة، وتروى القراءة أيضا عن الحسن، وأما رواية الوليد فلم تتواتر عنه.
انظر: (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 255، و (البحر) 7/ 110، و (معجم القراءات) 3/ 506.
(2) انظر: (شرح طيبة النشر) 292، و (النشر) 2/ 274، 341، و (الكنز) 164، و (المهذب) 112.
(3) على أنه مضارع (صدر يصدر) من باب (نصر ينصر)، وهو فعل الكلام، و {الرعاء
فاعل.
(4) مضارع (أصدر) الرباعي المعدى بالهمزة، و} الرعاء فاعل، والمفعول به محذوف.
(5) في النساء 16.
(6) وحده من القراء السبعة.
(7) وفي (التيسير) 139لم يشر له بهذا الخلاف، والعمل له بدون خلف قولا واحدا.
(8) وحده من القراء السبعة.
(9) قراءته بضم الجيم من رواية ابن عتبة لم تتواتر عنه، والعمل له القراءة كالباقين.
(10) وجه عنهما بكسر الجيم، وتقدم الأول بالفتح الذي عليه العمل، والفتح والضم والكسر في الجيم لغات بمعنى. قال الشاطبي: وجذوة أضم فزت والفتح نل. انظر: ص 76.
(11) وحده من الرواة عن الأئمة في قراءته السبعية.
(12) هذا الخلاف عنه من انفرادات (الجامع) عن غيره، والقراءة له كالجماعة كما في (التيسير) 139.(4/1450)
وقرأ الباقون بخلاف (1) عن أبي بكر وحفص (2) بضم الراء وإسكان الهاء، وروى ابن أبي حمّاد وأبو هشام عن حسين عن أبي بكر وهبيرة عن حفص بفتح الراء والهاء مثل نافع، ولم يضم أحد منهم الهاء (3).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فذانك [32] بتشديد النون} [4]. وقرأ الباقون بتخفيفها (5).
حرف:
قرأ نافع (6): {ردا [34] بفتح الدال من غير همز} [7]، وحمزة (8) إذا وقف كذلك. واختلف عن ورش في الوقف على ذلك، فقال لي أبو الحسن بن غلبون عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد أنه وقف على ابن (9) سيف بغير همز (10) مثل الوصل، وقال لي عن أبي بكر عتيق بن ما شاء الله أنه وقف على ابن هلال بالهمز (11) وفي الوصل بغير همز. وكذلك حكى ابن شنبوذ عن إسماعيل النحّاس عن أبي يعقوب
__________
(1) وجه عنه بضم الراء كشعبة، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(2) وجه آخر عنه بفتح الراء والهاء، والأوجه الثلاثة {الرهب لغات في مصدر} {رهب،
بمعنى الخوف والفزع.
(3) أي في المقبول والمتواتر عنهم في القراءة، وإلا فقد روي وجه ضم الهاء عن قتادة والحسن والجحدري. انظر: (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 260، و (البحر) 7/ 118، و (معجم القراءات القرآنية) 3/ 514. قال الشاطبي: وصحبه كهف ضم الرهب وأسكنه ذبلا.
(4) أي: تثنية} {ذلك باللام فأدغمت في النون، وقيل: لما قلّت حروف الاسم قوّوها بالتشديد، وزاد ابن مجاهد لابن كثير وجها بتخفيف النون بياء من رواية شبل ولأبي عمرو بتخفيف وتثقيل من رواية نصر عنه، ولكن العمل لهما بالوجه الأول (السبعة) 493.
(5) وهو تثنية} ذاك بغير لام. انظر: (إعراب القراءات السبع وعللها) 2/ 174، و (النشر) 2/ 248، و (الإتحاف) 2/ 343.
(6) وحده في القراءة السبعية. انظر: (السبعة) 494، و (التذكرة) 2/ 484.
(7) بوزن (ربا). انظر: (الحجة) 5/ 420.
(8) انظر: (التيسير) 139، و (البدور) 241.
(9) في (م) بدون (ابن)، قلت: وهو أبو بكر بن سيف بن أبي بكر الحريري إمام كامل عرض على أبي شامة والزواوي وأبي عبد الله بن مالك، وعنه حفيده الشرف محمد والبهاء المعافري مات سنة 726. (غاية النهاية) 1/ 185.
(10) الوجه الأول عنه بغير همز في الوقف، وعليه العمل.
(11) الوجه الثاني عنه بالهمز في الوقف.(4/1451)
ويونس جميعا أن ورشا كان يصلها بغير همز، ويقف عليها بالهمز، والذي نصّ عليه داود وأبو الأزهر وأبو يعقوب ويونس وأحمد بن صالح في كتبهم عن ورش بغير همز، ولم يميزوا وصل من وقف. وقرأ الباقون بإسكان الدال وتخفيف الهمزة بعدها وصلا ووقفا. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون (1)، لم يروه غيره.
حرف:
قرأ عاصم وحمزة {يصدقني [34] برفع القاف} [2].
وقرأ الباقون بجزمها (3).
حرف:
قرأ ابن كثير (4): {قال موسى [37] بغير} [5]، واو قبل {قال،
وكذلك في مصاحف أهل مكة} [6]. وقرأ الباقون {وقال بالواو} [7]، وكذلك في مصاحفهم.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (8) وحمزة والكسائي هاهنا [37] {من يكون بالياء، وكذلك روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر} [9].
وقرأ الباقون بالتاء (10).
__________
(1) وجه آخر عنه آحادي القراءة كالجماعة، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(2) على الاستئناف أو صفة {ردءا، والتقدير: فأرسله معي ردءا مصدقا لي، و} {الردء:
المعين والوزير، أو حالا من الضمير في} {فأرسله. انظر: (شرح الهداية) 2/ 462، و (البرهان في متشابه القرآن) 264، و (الهادي) 3/ 121.
(3) أي جواب الطلب، وهو} {فأرسله، فكأنه قال: إن ترسله معي يصدقني.
قال الشاطبي: يصدقني ارفع جزمه في نصوصه. انظر: (الفريد البارزية في حل العقيدة الشاطبية) 382.
(4) وحده من القراء السبعة. انظر: المصدر السابق.
(5) على الاستئناف.
(6) انظر: (المقنع) 106.
(7) عطفا على الجملة التي قبلها، وهي قوله تعالى} ما هذا إلا سحر مفترى.
قال الشاطبي: وقل قال موسى واحذف الواو دخللا.
(8) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 335.
(9) وجه عنه بالياء غير متواتر القراءة كالكوفيين لذا لم يذكره المؤلف في (التيسير) ص 88.
(10) وكذا أبو بكر في روايته المشتهرة عن عاصم. انظر: المصدر السابق.(4/1452)
حرف:
قرأ نافع بخلاف عن المسيّبي وقالون وحمزة والكسائي {إلينا لا يرجعون [39] بفتح الياء وكسر الجيم} [1]. وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الجيم (2)، وكذلك روى خلف عن المسيّبي والقطري عن قالون، نا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن محمد الرازي، قال: نا محمد بن يوسف الهروي، قال: نا محمد بن عبد الجهم عن قالون عن نافع {إلينا لا يرجعون ياؤها مفتوحة. وروت الجماعة عن المسيّبي وقالون} [3] بفتح الياء وكسر الجيم.
حرف:
قرأ الكوفيون {قالوا سحران [48] بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف} [4].
وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء (5).
حرف:
وكلهم قرأ {تظاهرا [48] مخفّفة الظاء إلا ما حكاه ابن مجاهد عن عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى} [6] عن ابن عامر أنه شدّد الظاء، وذلك لحن لأن الفعل ماض (7) ونا محمد بن أحمد [55/ أ]، قال: نا محمد بن قطن، قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي عن أبي عمرو {ساحران تظاهرا [48] قال أبو خلّاد} {تظاهرا
مشددة في جميع القرآن، وأخطأ أبو خلّاد في هذا الموضع إذ أجراه وهو فعل ماض في التشديد الذي لا وجه له فيه مجرى سائر ما جاء في القرآن من الأفعال المضارعة
__________
(1) على البناء للفاعل.
(2) على البناء للمفعول.
(3) وبما روته الجماعة عنه بفتح الياء القراءة له، والعمل والوجه المتقدم لم يشتهر عنه.
قال الشاطبي: نما نفر بالضم والفتح يرجعون.
(4) وهو تثنية سحر على أنه خبر لمبتدإ محذوف، أي هما سحران.
(5) تثنية} ساحر، وهو خبر لمبتدإ محذوف أيضا، أي هما ساحران.
(6) هو: الذماري. انظر: روايته هذه في (مختصر الشواذ) 114، وصاحب (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 263، ذكرها غير منسوبة، وفي (البحر) 7/ 124. عنه وأبي حيوة، وأبي خلاد عن اليزيدي.
(7) وإنما التشديد في المضارع، قال ابن خالويه: تشديده لحن، وقال صاحب اللوامع: لا أعرف وجهه. وقال صاحب الكامل: لا معنى له. وقال أبو البقاء: هو بعيد، لأنه لا يصح أن يقدر (تتظاهر). قال أبو حيان: وله تخريج في اللسان، وذلك أنه مضارع حذفت منه النون، وقد جاء حذفها في قليل الكلام وفي الشعر. اهـ (البحر) 7/ 124.(4/1453)
الذي يسوغ ذلك فيها، نحو {وإن تظاهرا عليه [التحريم: 4] و} {تظاهرون عليهم
[البقرة: 85] وشبههما، ولم يذكر ابن جريج هذا الحرف} [1] عن عبد الحميد في «جامعه» ولا ذكره عبد الحميد في «مجرده»، فلا أدري من أين نقله ابن مجاهد.
حرف:
قرأ نافع (2): {تجبى إليه بالتاء، وقرأ الباقون بالياء} [3].
حرف:
قرأ أبو عمرو (4): {أفلا يعقلون [60] بالياء، وكذلك روى الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم عن أبي بكر} [5]، وقد ذكرنا اختلاف ألفاظ أصحاب اليزيدي عنه في ذلك في سورة الأنعام [32].
وقرأ الباقون بالتاء. و {ثم هو يوم القيامة [61]} {بضياء أفلا [71] قد ذكرا قبل} [6].
حرف:
وكلهم قرأ {كما غوينا [63] بفتح الواو إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنه كسر الواو} [7].
حرف:
وكلهم قرأ {شركائي الذين [62و 74] بالمدّ والهمز إلا ما ناه الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حكى لي أبو بكر عن ابن أبي بزّة، وأظنه حكاه عن مضر الأسدي عنه} {شركائي الذين غير ممدود ولا مهموز مثل} هداي [البقرة: 38]
__________
(1) وهذا الحرف بتشديد الظاء، يعتبر شاذا لمخالفته للمشهور والمتواتر عن الجماعة.
المصادر السابقة، و (الانفرادات) 3/ 1081.
(2) وحده انظر: (التيسير) 139.
(3) جاز تأنيث الفعل وتذكيره، لأن الفاعل مؤنث مجازي. قال الشاطبي: ويجبى خليط.
(4) وحده. انظر: (السبعة) 495و (التيسير) 139.
(5) وجه عنه بالياء من هذا الطريق، والقراءة له بالتاء كالجماعة.
(6) في البقرة 29، ويونس 5.
(7) كسر الواو لغة قليلة، وقد ذكر هذا الوجه ابن خالويه في (مختصر الشواذ) 114، عن أبان عن عاصم وبعض الشاميين، وتبعه صاحب (البحر) 7/ 128، وذكرها غير منسوبة، وأبو البقاء في (إعراب الشواذ) 2/ 265، ويعتبر هذا الوجه آحاديا من هذا الطريق عن ابن عامر، وهو شاذ. انظر: (الانفرادات) 3/ 1083. انظر: ص 234.(4/1454)
و {عصاي [طه: 18]، وروى ابن مخلد عن البزّي ممدودة مهموزة} [1] مطوّلة، وروى أبو ربيعة عن صاحبيه ممدودة منصوبة الياء، والمدّ الممكن لا يكون إلا مع الهمزة.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص (2) وابن عامر (3) في رواية ابن عتبة: {لخسف بنا [82] بفتح الخاء والسين. واختلف} [4] عن أبي بكر عن أصحابه، فروى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد وأبو هشام الرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم ومحمد بن خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر (5) بفتح الخاء والسين.
وقرأ الباقون (6) بضم الخاء وكسر السين، وكذلك روت الجماعة (7) عن أبي بكر عن أصحابه.
وقد ذكرت اختلافهم في الوقف على قوله {ويكأن الله [82]} {ويكأنه [82] في باب الوقف على المرسوم، فكفى ذلك من الإعادة.
في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنا عشرة ياء:
أولاهنّ:} {عسى ربي أن يهديني [22]} {إني آنست [29]} {إني أنا الله
[30]} {إني أخاف [34]} {ربي أعلم بمن [37]} {ربي أعلم من [85] فتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر} [8] في رواية ابن بكّار والوليد، وأسكنهنّ الباقون (9).
__________
(1) تقدم نظير هذا الخلاف.
(2) وحده من الرواة. انظر: (التيسير) 140، و (النشر) 2/ 342.
(3) وجه عنه بفتح الخاء من رواية عتبة، وهو وجه آحادي عنه.
(4) هذا الخلاف عنه من انفرادات (الجامع) عن غيره.
(5) الوجه الأول بفتح الخاء كحفص.
(6) وابن عامر في القراءة السبعية.
(7) وبما روته الجماعة عنه القراءة المتواتر السبعية له.
قال الشاطبي: وفي خسف الفتحين حفص تنخلا.
(8) وجه عنه بفتح الياء، ولم يشتهر عنه.
(9) وابن عامر في قراءته السبعية.(4/1455)
{إني أريد [27]} {ستجدني إن شاء الله [27] فتحهما} [1] نافع (2)، وأسكنهما الباقون.
{لعلّي آتيكم [29]} {لعلّي أطّلع [38] أسكنهما الكوفيون} [3]، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان (4) بإسناده عن ابن عامر وفتحهما الباقون. حدّثنا أحمد ابن عمر في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد، قال: نا هشام (5) بإسناده عن ابن عامر {لعلّي آتيكم بجزم الياء. وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام، ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام} [6] بإسناده عن ابن عامر {لعلّي آتيكم بنصب الياء، وهذا هو الصحيح عن هشام. وكذلك رواه الحلواني وابن عبّاد وغيرهما عنه، وكذلك روى أيضا ابن المعلى وابن خرزاذ وأبو موسى والأخفش وابن أنس عن ابن ذكوان} [7]، ولا يعرف أهل الشام عن ابن عامر غير ذلك. {معي ردّا [34] فتحها عاصم في رواية حفص} [8]، وأسكنها الباقون (9).
{عندي أولم يعلم [78] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر} [10] في رواية ابن بكّار. واختلف عن ابن كثير، فروى اللهبي عن البزّي وأبي ربيعة (11) عن البزّي. وعن قنبل ومحمد بن موسى الزينبي ومحمد بن [55/ ب] الصباح وأبو الحسن بن بقرة جميعا عن قنبل إسكانها، وروى سائر الرواة عن البزّي وقنبل فتحها، وكذلك روى ابن فليح عنه، وأسكنها الباقون (12).
__________
(1) هذه الكلمة ساقطة في (م).
(2) وحده، وفيه انفرادة سبعية عنه.
(3) انظر: (التيسير) 140.
(4) وجه عنه بإسكان الياء من هذا الطريق.
(5) وجه عنه بإسكان الياء، ولم يشتهر ويتواتر عنه.
(6) الوجه الثاني عنه بالفتح، وعليه العمل. وكما قال المؤلف: هذا هو الصحيح عنه.
(7) الوجه الثاني عنه كهشام، وعليه العمل.
(8) وحده من الرواة، وفيه انفرادة سبعية عنه.
(9) انظر: (السبعة) 496، و (التيسير) 140، و (نشر) 2/ 342.
(10) وجه عنه بفتح الياء، وهو آحادي غير مشهور.
(11) انظر: (التيسير) 140، و (النشر) 2/ 342.
(12) وابن عامر في قراءته السبعية.(4/1456)
وكلهم سكّن الياء من قوله {ردءا يصدقني [34] إلا ما حكاه ابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتحها، وذلك خطأ منه من جهتين:
إحداهما: أنه مجزوم، ومن قول أبي عمرو بإجماع عنه إسكان الياء منه طالت الكلمة أو قصرت. والثانية: أن الكلمة التي هي فيها على ستة أحرف معها، ومن مذهبه في قول الزيديين وأبي شعيب وأبي عمر وأبي خلّاد وغيرهم عن اليزيدي عنه إسكانها إذا طالت الكلمة وكانت معها على خمسة أحرف في الرسم فما فوق ذلك، فإذا كانت معها على أربعة أحرف فما دون ذلك فتح الياء، وذلك إذا لقيت همزة مفتوحة أو مكسورة لا غير، وقد نقض ذلك في مواضع أوجبته وقد أتينا على البيان عن ذلك في كتابنا المصنّف في الياءات} [1].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة:
هي قوله: {إني أخاف أن يكذبون [34] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش} [2] بلا خلاف، وفي رواية أحمد بن صالح عن قالون (3)، وذلك قياس رواية العثماني عنه، وحذفها الباقون (4) في الحالين. وكذلك حكى ابن شنبوذ عن النحّاس عن الأزرق، وأحمد بن التائب عن أصحابه عن ورش، وهو غلط منهما، والله أعلم.
__________
قال الشاطبي: وعندي وذو الثنيا وإني أربع لعلي معا ربي ثلاث معي اعتلا.
(1) انظر: (غاية النهاية) 1/ 505.
(2) وحده من الرواة. انظر: المصدرين السابقين.
(3) رواية عنه بإثبات الياء كورش، ولم تشتهر عنه.
(4) وقالون في روايته المقروء بها. ولله الحمد والشكر وبه نهتدي ونستعين.(4/1457)
ذكر اختلافهم في سورة العنكبوت
حرف:
(1) قرأ حمزة (2)، والكسائي {أولم تروا كيف [19] بالتاء} [3].
واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه يحيى بن آدم (4)، وابن أبي أميّة (5)
بالتاء مثل حمزة (6).
وروى عنه الكسائي (7)، والعليمي (8)، والبرجمي (9)، والأعشى (10)،
__________
(1) أي = وجه =، ومنه ومن الناس من يعبد الله على حرف (الحج: 11) أي على وجه واحد، انظر معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 42، مادة (حرف).
(2) تقدمت ترجمة حمزة ص 16.
(3) على الخطاب، انظر: التيسير ص 173، النشر 2/ 343.
(4) هو يحيى بن آدم بن سليمان، سلفت ترجمته.
انظر: معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 168، غاية النهاية 2/ 363.
(5) عبد الله بن عمرو بن أبي أمية البصري. أخذ القراءة عن أبي بكر عن عاصم غاية 2/ 438.
(6) وهي التي اعتمدها المصنف في التيسير ص 173عن أبي بكر، وكذا ابن الجزري في تقريب النشر ص 158. وكذا الشاطبي في منظومته الفائقة، حينما قال: = يروا صحبة خاطب =، ويريد بقوله = صحبة = حمزة، والكسائي، وأبا بكر.
انظر: متن الشاطبية ص 76، سورة العنكبوت، سراج القارئ ص 317.
(7) علي بن حمزة الكسائي، سلفت ترجمته، معرفة 1/ 120، غاية 1/ 535،.
(8) يحيى بن محمد بن قيس الأنصاري الكوفي، سلفت ترجمته.
(9) عبد الحميد بن صالح بن عجلان التيمي الكوفي، مقرئ ثقة، أخذ القراءة عن أبي بكر، والأعشى، مات سنة 230هـ. غاية 1/ 360، التهذيب 1/ 106، الأنساب 1/ 308، المغني في ضبط الأسماء ص 45.
(10) يعقوب بن محمد بن خليفة بن سعيد، أبو يوسف التميمي الكوفي، أجل أصحاب أبي بكر، قال النقاش: = ولست أقدم عليه أحدا في القراءة على أبي بكر =، توفى في حدود المائتين. غاية 2/ 390.(4/1458)
ويحيى الجعفي (1)، وابن عطارد (2)، وإسحاق الأزرق (3)، وعبيد بن نعيم (4)، وهارون بن حاتم (5)، وحسين الجعفي (6) بالياء (7)، وكذلك روى حفص، والمفضل (8)، وحمّاد (9) عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون (10).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وعبد الحميد بن بكّار (11) بإسناده عن ابن عامر {النشاة [20] بفتح الشين، وألف مطوّلة بعدها، هنا} [12]، وفي {والنجم. والواقعة،
__________
(1) يحيى بن سليمان بن يحيى، أبو سعيد الجعفي، روى القراءة عن أبي بكر، توفي سنة 237هـ. غاية 2/ 373، والجعفي: بضم الجيم وسكون العين وكسر الفاء، نسبة إلى قبيلة جعفة من مذحج. الأنساب 2/ 67.
(2) عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد العطاردي، روى الحروف عن أبي بكر، وروى عنه أحمد وزيد ابنا عثمان بن حكيم. غاية 1/ 358.
(3) إسحاق بن يوسف بن يعقوب، أبو محمد الواسطي، روى عن أبي بكر وغيره، ثقة كبير القدر، توفي سنة 195هـ، أو سنة 194هـ. غاية 1/ 158.
(4) عبيد بن نعيم بن يحيى، أبو عمرو السعيدي، روى عن أبي بكر وغيره. غاية 1/ 498.
(5) هارون بن حاتم، أبو بشر الكوفي البزاز، مقرئ مشهور، ضعفوه، روى عن أبي بكر، توفي سنة 249هـ. غاية 2/ 345.
(6) حسين بن علي الجعفي، أبو عبد الله، أحد الأعلام، روى عن أبي بكر، وبرع في القراءة والحديث، مات سنة 203هـ وله 84سنة. معرفة 1/ 165، غاية 1/ 247قال فيه ابن حجر: ثقة عابد. التقريب ص 167.
(7) على الغيبة. النشر 2/ 343.
(8) المفضل بن محمد الضبي، أبو محمد، من جلة أصحاب عاصم، وشذ عنه بأحرف مات سنة 168هـ، قال ابن أبي حاتم: متروك القراءة، متروك الحديث. معرفة 1/ 131، غاية 2/ 307.
(9) حماد بن أبي زياد شعيب، أبو شعيب الكوفي، مقرئ جليل ضابط، أخذ القراءة عن عاصم، ولا يتابع على أكثر حديثه. غاية 1/ 258.
(10) التيسير ص 173، وذكر الروايتين أيضا ابن مهران في المبسوط ص 289.
(11) عبد الحميد بن بكار، أبو عبد الله الكلاعي، أخذ القراءة عن أيوب بن تميم. غاية 1/ 360. قال فيه ابن حجر: مقبول. تقريب ص 332، ولم يذكر روايته هذه المصنف في التيسير ولا ابن الجزري في النشر.
(12) في (م) = هاهنا =، وهذه الكلمة في قوله تعالى} ثم الله ينشئ النشأة الآخرة(4/1459)
في الثلاثة (1)، وقرأهنّ الباقون بإسكان الشين من غير ألف في اللفظ (2). وحمزة إذا وقف ألقى حركة الهمزة على الشين، وحرّكها بها، وأسقط الهمزة (3)، وقد ذكر هذا في الوقف على الهمز (4).
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية المفضل من قراءتي وفي رواية أبي زيد (5)
عنه وأبو عمرو والكسائي {مودّة بالرفع من غير تنوين} {بينكم [25] بخفض النون} [6].
وقرأ عاصم في رواية حفص وحمزة {مودّة بالنصب من غير تنوين} {بينكم
بالخفض.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حمّاد وأبي بكر بخلاف عنه} {مودّة
بالنصب والتنوين} {بينكم بالفتح في النون} [7]، وكذلك روى جبلة (8) عن المفضل، وابن جبير (9) عن الأعشى عن أبي بكر {مودّة بالرفع والتنوين} {بينكم بفتح النون} [10].
__________
(1) أما التي في سورة النجم فقوله {وأن عليه النشأة الأخرى 47، والتي في الواقعة فقوله:} ولقد علمتم النشأة 62، وانظر: التيسير ص 173، النشر 2/ 343. وقوله:
= ألف مطولة = يعني: ممدودة، فتبقى الهمزة مفتوحة وقبلها ألف ممدودة.
(2) التيسير ص 173، وهما لغتان في مصدر = نشأ =: = نشأة =، و = نشاءة =، مثل: = رأفة ورآفة =.
انظر: المغني في توجيه القراءات العشر 3/ 126، لسان العرب، مادة (نشأ).
(3) انظر البدور الزاهرة ص 242.
(4) من القسم المحقق 1/ 621في القسم الذي حققه الدكتور الطحان.
(5) سعيد بن أوس بن ثابت، أبو زيد الأنصاري النحوي، مات سنة 215هـ. سلفت ترجمته، غاية 1/ 305.
(6) أي: كسرها، والمصنف كثيرا ما يعبر عن الضم بالرفع، وعن الفتح بالنصب، وعن الكسر بالخفض، وسترى أمثلة عديدة لذلك.
(7) انظر: التيسير ص 173، النشر 2/ 343.
(8) جبلة بن مالك بن جبلة أبو أحمد الكوفي، من أهل الضبط، قرأ على المفضل وسمع منه الحروف، وهو مشهور عنه. غاية 1/ 190.
(9) أحمد بين جبير بن محمد، أبو جعفر الكوفي، إمام جليل ثقة ضابط، قرأ على الأعشى والمسيبي وغيرهما، مات سنة 258هـ. معرفة 1/ 207، غاية 1/ 42.
(10) المبسوط ص 289، ولم يذكر هذه الرواية المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.(4/1460)
وحدّثنا (1) الفارسي (2) قال نا أبو طاهر (3) قال: نا علي بن العباس المقانعي (4)
قال: نا أحمد بن عثمان بن حكيم (5) قال: نا عبد الجبار (6) عن أبي بكر عن عاصم كذلك {مودّة رفع منوّن} {بينكم} [7].
وروى محمد بن عبد الله الجيزي (8) عن الشموني (9) عن الأعشى عن أبي بكر
__________
(1) هذه من ألفاظ التحمل عند أهل الحديث، وقد استعملها المصنف بكثرة في روايته للقراءة في كتابه هذا، وأحيانا يستعمل = أخبرنا = أو = ثنا = أو = نا = وهما اختصار للصيغتين السابقتين، انظر الباعث الحثيث ص 104.
(2) عبد العزيز بن جعفر بن محمد، أبو القاسم ابن خواستى، كان خيّرا فاضلا صدوقا ضابطا، روى عنه الداني، وروى عن عبد الواحد بن عمر أبي طاهر، توفي سنة 413هـ وعمره 93 سنة. والفارسي: بفتح الفاء وكسر الراء، نسبة إلى الإقليم الكبير المعروف. معرفة 1/ 374، غاية 1/ 392، الأنساب 4/ 33.
(3) عبد الواحد بن عمر بن محمد، أبو طاهر البزاز، الأستاذ الكبير، العلم الثقة، روى عن علي بن العباس، وروى عنه الفارسي، انتهى إليه الحذق بأداء القرآن توفي سنة 349هـ وعمره 70سنة. معرفة 1/ 312، غاية 1/ 475.
(4) علي بن العباس بن عيسى، أبو الحسن المقانعي، شيخ مشهور، روى عن أحمد بن عثمان، وروى عنه ابن مجاهد، وعبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 547، والمقانع: بفتح الميم والقاف وكسر النون، نسبة إلى المقانع، جمع مقنعة، وهي الخمار الذي تختمر به النساء. الأنساب 5/ 361.
(5) أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي، روى عن عبد الجبار، وعنه علي بن العباس. غاية 1/ 80، وقال في التقريب ص 82: ثقة، مات سنة 261هـ.
(6) هو ابن عطارد، تقدم ص 48، وهو لم يوثق، فلذلك هو علة هذا السند.
(7) هكذا في النسختين لا شيء بعد الآية، والمقصود بنصب النون.
(8) كذا في النسختين = الجيزي =، ولعل الصواب = الحيري = بالحاء والراء المهملتين، وصاحب هذه النسبة هو الذي قرأ على الشموني، وروى عنه. انظر غاية 2/ 189أما = الجيزي = بالجيم والزاي فصاحبها هو أحمد بن محمد بن عمر القاضي، مات سنة 399هـ، ولم يدرك الشموني، وأدركه الداني وروى عنه. انظر غاية 1/ 126. و = الحيري =:
بكسر الحاء، وسكون الياء، بعدها راء، نسبة إلى الحيرة بالعراق. انظر الأنساب 2/ 297.
ورواية الداني عن الحيري هي من طريق عبد العزيز بن جعفر وجادة، كما ذكرنا ذلك في مقدمة الجامع من القسم المحقق 1/ 299، ومعلوم أن رواية القراءة بالوجادة غير مقبولة، يقول الداني معللا ذلك: = إذ الكتب، والصحف، غير محيطة بالحروف الجلية، ولا مؤدية عن الألفاظ الخفية = 1/ 5من القسم المحقق، والله تعالى أعلم.
(9) محمد بن حبيب، أبو جعفر، مقرئ ضابط مشهور، كان أقرأ أصحاب الأعشى مات بعد سنة 340هـ. معرفة 1/ 205، غاية 2/ 115.(4/1461)
{مودّة بالرفع من غير تنوين} {بينكم بالخفض} [1]، مثل أبي عمرو.
حرف:
قرأ الحرميّان، وابن عامر، وعاصم في رواية حفص {إنكم لتأتون الفاحشة [28] [206/ أ]، وهو الأول من الاستفهامين، بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وكذلك روى المنذر بن محمد} [2] عن هارون وإسحاق الأزرق وهارون عن حسين عن أبي بكر (3).
وروى الجيزي (4) عن الشموني عن الأعشى {إنكم لتأتون بلا ياء، فإن كان أراد بلا ياء في الرسم، فالصواب ما قال لأن المصاحف مجتمعة على ذلك} [5]، وإن كان أراد بقوله بلا ياء على الخبر، فقد أخطأ لأن الجماعة عن الشموني عن الأعشى على غير ما قال.
وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام (6).
وكلهم قرأ {أئنكم لتأتون الرجال [الأعراف: 81] وهو الاستفهام الثاني بهمزتين على الاستفهام فيهما جميعا} [7]، على مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين، وفي سورة الرعد (8).
__________
(1) لم يذكر هذه الرواية المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(2) المنذر بن محمد بن المنذر الكوفي، روى عن هارون بن حاتم عن أبي بكر. (غاية) 2/ 311، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال في غرائب مالك: ضعيف. لسان الميزان 6/ 90.
(3) رواية المنذر عن هارون خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب، والمعتمد عن أبي بكر رواية الجماعة، إذ لم يذكر في التيسير عنه غير ذلك.
(4) تقدم أن الصواب هو = الحيري =، وقوله = بلا ياء = يعني: بلا همز، لأنهم كانوا يكتبون الهمز على صورة الياء.
(5) نقل الداني عن أبي عبيد قوله: = رأيت في الإمام في العنكبوت {إنكم لتأتون الفاحشة
بحرف واحدة يعنى همزة واحدة ورأيت في الثاني} {أئنكم لتأتون الرجال بحرفين =.
انظر المقنع في رسم المصحف ص 53، ونقله عنه ابن نظام الدين الأركاني في نثر المرجان 5/ 231.
(6) انظر التيسير ص 173.
(7) تحبير التيسير ص 159.
(8) انظر القسم المحقق 1/ 490وما بعدها، وفي سورة الرعد عند قوله:} وإن تعجب فعجب قولهم أءذا كنا ترابا أءنا 5.(4/1462)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {لننجينّه وأهله [32] بإسكان النون وتخفيف الجيم} [1]، وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم (2).
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية حفص بخلاف عن أبي بكر وحمزة والكسائي {إنّا منجوك [33] بإسكان النون وتخفيف الجيم، وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم} [3].
وكذلك روى الكسائي ويحيى الجعفي عن أبي بكر وحفص عن عاصم {سيء بهم [33]} {وعادا وثمودا [38] قد ذكر} [4].
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر {إنّا منزّلون [34] بفتح النون وتشديد الزاي، وكذلك قال لنا محمد بن علي} [5] عن ابن مجاهد (6) عن الأعشى عن أبي بكر، ولا أدري عن من رواه؟ (7)
وهو وهم لأن الجماعة روت عن الأعشى بالتخفيف (8).
ونا أبو الفتح (9)
__________
(1) من أنجى، ننجي، والرواية الثانية من = نجى ينجي =. انظر المبسوط ص 290، الحجة لابن خالويه ص 280.
(2) ذكر الروايتين المصنف في التيسير ص 173، وابن الجزري في النشر 2/ 259في سورة الأنعام عند قوله: قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر 63.
(3) التيسير ص 173، وقد قطع لأبي بكر بالرواية الأولى.
(4) انظر سورة هود في القسم الثالث.
(5) محمد بن أحمد بن علي، أبو مسلم الكاتب، روى عن ابن مجاهد وغيره، وعنه الداني، معمر مسند، مات سنة 399هـ. غاية 2/ 73، معرفة 1/ 359، وذكره الذهبي في الميزان 3/ 461.
(6) أحمد بن موسى بن العباس، أبو بكر بن مجاهد، شيخ الصنعة، الإمام الحافظ، توفي سنة 324هـ. غاية 1/ 139.
(7) يعنى ابن مجاهد، ففيه انقطاع بين ابن مجاهد والأعشى، حيث إن ابن مجاهد ولد سنة 245هـ، والأعشى توفي في حدود المائتين، فلم يدركه، فلذلك قال المصنف = ولا أدري عن من رواه؟ = وانظر السبعة ص 500.
(8) يعني: تخفيف الزاي.
(9) فارس بن أحمد بن موسى، أبو الفتح الحمصي، الأستاذ الكبير، الضابط الثقة، روى عن عبد الله ابن أحمد، وعنه الداني، وأكثر عنه، توفي سنة 401هـ. معرفة 1/ 379، غاية 2/ 605.(4/1463)
قال نا عبد الله بن أحمد (1) قال نا الحسن بن داود (2) قال نا قاسم بن أحمد (3) عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {إنّا منزلون خفيفة الزاي} [4]، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي (5)، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر.
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وأبي عمرو {إن الله يعلم ما يدعون
[42] بالياء} [6].
واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي وابن أبي أميّة، والتيمي (7) عن الأعشى بالياء مثل أبي عمرو.
وروى عنه الكسائي والأعشى من رواية الشموني وابن غالب (8)، وإسحاق الأزرق وحسين بن علي ويحيى بن سليمان وبريد بن عبد الواحد (9) بالتاء، وكذلك قرأ الباقون (10).
__________
(1) عبد الله بن أحمد بن علي، أبو القاسم البزاز البغدادي، روى الحروف من غير عرض عن الحسن بن داود، وعنه فارس بن أحمد، وقال الخطيب: كان ثقة، مات سنة 390هـ. غاية 1/ 407، التاريخ 9/ 395.
(2) الحسن بن داود، أبو علي النقار، كان ثقة، قيما بحرف عاصم، روى عن قاسم بن أحمد، وروى عنه عبد الله بن أحمد، مصدر حاذق، توفي قبل سنة 350هـ معرفة 1/ 304، غاية 1/ 212.
(3) قاسم بن أحمد بن يوسف الخياط الكوفي، إمام في قراءة عاصم، حاذق ثقة، عرض على الشموني، وعرض عليه الحسن بن داود، توفي سنة 291هـ. غاية 2/ 16.
(4) الإسناد صحيح، وانظر النشر 2/ 343.
(5) انظر التحبير ص 100.
(6) التيسير ص 174، ولم يذكر غيرها عنه، وكذا ابن الجزري في النشر 2/ 343.
(7) محمد بن خلف بن صالح، أبو بكر، ثقة، روى عن الأعشى. غابة 2/ 137والتيمي: نسبة إلى قبائل شتى اسمها = تيم = وهم تيم اللات، وتيم الرباب، وتيم ربعية، وتيم بن مرة، ولم أستطع تحديد أيها ينتسب المترجم له. انظر الأنساب 1/ 498.
(8) محمد بن غالب، أبو جعفر الصيرفي، مقرئ متصدر، روى عن الأعشى، وقال أبو عمرو:
= وكان شيخنا أبو الفتح يضن برواية محمد بن غالب، ولا يمكن أحدا منها لغرابتها، وصحة طريقها =، الجامع 1/ 301، وانظر غاية 2/ 324.
(9) بريد بن عبد الواحد، أبو المعافى الضرير، مقرئ، روى عن أبي بكر، مات سنة 353هـ عن 78سنة. غاية 1/ 176، و = بريد = كتبت في النسختين = يزيد = وهو خطأ، وقد تكرر كثيرا فيهما، وهذه الرواية لم يذكرها المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(10) يعنى: بتاء الخطاب.(4/1464)
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن بكّار، وعاصم في رواية أبي بكر، وحمّاد وحمزة والكسائي من غير رواية (1) قتيبة {ءايت من ربه [50] بغير ألف على التوحيد} [2].
ووقف ابن كثير، والكسائي {ءايت بالهاء، ووقف عاصم وحمزة بالتاء على الخط} [3].
وقرأ الباقون وابن عامر في غير رواية ابن بكار وعاصم في رواية حفص، والمفضل والكسائي في رواية قتيبة بالألف على الجمع (4).
وأجمعوا على الجمع في قوله: {إنما الآيات عند الله [50] لأن المراد بذلك جميع الآيات التي سألها الكفّار وهي كثيرة.
حرف:
قرأ الكوفيون ونافع} {ويقول ذوقوا [55] بالياء، وقرأ الباقون بالنون} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية يحيى بن آدم، والعليمي، وابن أبي أميّة عن أبي بكر {ثم إلينا يرجعون [57] بالياء.
وقرأ الباقون، وعاصم في رواية حفص والمفضل، وفي رواية الأعشى والكسائي والبرجمي عن أبي بكر من} [6] قراءتي بالتاء (7)، وكذلك روى الواسطيون (8)
عن يحيى عن أبي بكر، وقد قرأت في رواية المفضل ذلك بالوجهين بالتاء وبالياء.
__________
(1) قتيبة بن مهران، أبو عبد الرحمن الأزاذاني قرية من أصبهان إمام مقرئ صالح ثقة، روى عن الكسائي، توفي بعد المائتين بقليل. معرفة 1/ 213، غاية 2/ 2726.
(2) يعني: على الإفراد. ولم يذكر المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النثر رواية ابن بكار عن ابن عامر.
(3) انظر البدور الزاهرة ص 244.
(4) التيسير ص 174، النشر 2/ 343.
(5) انظر المصدرين السابقين، وفي الحجة لابن خالويه: = يقرأ بالنون والياء وهما إخبار عن الله عز وجل، فالنون إخباره تعالى عن نفسه، والياء إخبار نبيه عليه السلام عنه = أ. هـ بنصه ص 281.
(6) في (م) و (ت) = من من = مكرّرة.
(7) التيسير ص 174، وأفرد رواية = الياء = عن أبي بكر بالذكر.
(8) هم القرّاء الذين أخذوا عن يحيى بن آدم من أهل واسط، وهم كثيرون.(4/1465)
حرف:
وكلهم ضمّ التاء والياء وفتح الجيم، إلا ما رواه ابن جبير (1) عن المسيّبي (2) عن نافع أنه فتح التاء وكسر الجيم، وهو وهم (3).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {لنثوينّهم من الجنة [58] بالثاء ونصب الياء من غير همز من الثوى وهو الإقامة، وقرأ الباقون بالباء من التبوء وهو المنزل} [4]، وأجمعوا [206/ ب] على الذي في النحل أنه بهذه الترجمة (5) لأن المعنى: لنسكننهم مسكنا صالحا، وهو المدينة (6).
وكلهم همز الياء في الموضعين (7)، إلا ما رواه الأصبهاني (8) عن أصحابه عن ورش، والشموني وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر أنهما أبدلا الهمزة ياء مفتوحة، لانكسار ما قبلها (9).
__________
(1) تقدمت ترجمته ص 76.
(2) إسحاق بن محمد، أبو محمد المسيبي المخزومي، من جلة أصحاب نافع المحققين، قال ابن الجزري: إمام جليل، عالم بالحديث، قيم في قراءة نافع، ضابط لها محقق فقيه، مات سنة 206هـ. غاية 1/ 157، وانظر معرفة 1/ 147. والمسيبي: بضم الميم وفتح السين وياء مشددة بعدها باء، نسبة إلى جده الأعلى = المسيب بن أبي السائب =. الأنساب 5/ 299.
(3) وهي قراءة يعقوب البصري أحد العشرة انظر النشر 2/ 343، البدور الزاهرة ص 244.
(4) التيسير ص 174، النشر 2/ 344، وانظر المغني في التوجيه 3/ 130.
(5) يريد بقوله = الترجمة = أي: = التعبير عن ضبط القراءة، وبيانها =، والآية التي في سورة النحل هي قوله والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة
(41)، والمراد: أن آية النحل أجمع القراء على قراءتها بالباء.
(6) ورجح هذا المعنى ابن جرير الطبري في تفسيره، وذكر أنه قول ابن عباس وقتادة والشعبي وغيرهم 14/ 107.
(7) يعني: الذي في = النحل = وهنا.
(8) محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم، أبو بكر الأصبهاني، إمام عصره في رواية ورش لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه، وحذق في معرفة حرف نافع، مات سنة 296هـ معرفة 1/ 232، غاية 2/ 169.
(9) وهي قراءة أبي جعفر، النشر 1/ 396، باب الهمز المفرد.(4/1466)
وقرأت أنا في رواية يونس (1) عن ورش بالهمز وتركه.
حرف:
وكلهم قرأ {غرفا [58] بفتح الراء إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنه ضمّ الراء، ولم يروه غيره.
حرف:
قرأ ابن كثير ونافع في رواية قالون والمسيّبي وابن عامر في رواية ابن عتبة} [2] وحمزة والكسائي {وليتمتعوا [66] بإسكان اللام جعلوها لام الأمر} [3].
واختلف عن أبي بكر وعن حفص، فأما أبو بكر فروى عنه الكسائي والبرجمي ويحيى الجعفي والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والخوّاص (4) والجيزي بإسكان اللام، قال الكسائي على الوعيد (5).
وروى عنه يحيى بن آدم والعليمي وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد (6)، وحسين الجعفي ويزيد بن عبد الواحد والتيمي عن الأعشى بكسر اللام، وكذلك روى حمّاد والمفضل عن عاصم.
وأما حفص فروى عنه هبيرة (7) بإسكان اللام،
__________
(1) يونس بن عبد الأعلى، أبو موسى الصدفي، قرأ على ورش، وهو إمام كبير، ومقرئ محدث ثقة صالح، مات سنة 264هـ. معرفة 1/ 189، غاية 2/ 406، وفي التقريب ص 613: ثقة.
(2) الوليد بن عتبة، أبو العباس الأشجعي، مقرئ حاذق معروف ضابط، عرض على أيوب بن تميم، مات سنة 240هـ. معرفة 1/ 201، غاية 2/ 360، وقال في التقريب ص 283: ثقة. وروايته هذه لم يذكرها المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(3) انظر المغني في التوجيه 3/ 131.
(4) في هامش (ت) = الخواص اسمه محمد بن إبراهيم =، هو محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو بكر الخواص، روى عن الأعشى عن أبي بكر. غاية 2/ 43.
والخواص: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الواو، وفي آخرها صاد مهملة، هذه الكلمة اسم لمن ينسخ الخوص، الذي يعمل المراوح من سعف النخل. الأنساب 2/ 411.
(5) قوله = على الوعيد = يعنى: أنه على قراءة الإسكان يكون في الكلام معنى التهديد والوعيد، انظر المغني 3/ 131.
(6) عبد الرحمن بن سكين، أبو محمد، ابن أبي حماد، روى القراءة عرضا عن حمزة، وأبي بكر، وروى الحروف عن نافع. غاية 1/ 370.
(7) هبيرة بن محمد التمار، أبو عمر الأبراش، بغدادي مشهور بالإقراء والمعرفة، قرأ على حفص.
معرفة 1/ 205، غاية 2/ 353.(4/1467)
وروى عنه عمرو (1) وعبيد (2) وأبو الربيع الزهراني (3)، وأبو شعيب القوّاس (4) وابن شاهي (5) بكسر اللام. وبذلك قرأ الباقون (6).
وكذلك روى إسماعيل (7) وورش عن نافع والجماعة عن ابن عامر.
واللام تحتمل على قراءتهم (8) وجهين: أن تكون لام أمر كسرت على الأصل، وأن تكون لام كي (9). وقد روى الزينبي (10) عن أصحابه عن البزّي بكسر اللام، وروى الحلواني (11) عن الدوري
__________
(1) عمرو بن الصباح، أبو حفص الكوفي، كان أحذق من قرأ على حفص، وأبصرهم بحرفه، وروى أيضا عن أبي بكر، مات سنة 221هـ. معرفة 1/ 203، غاية 1/ 601.
(2) عبيد بن الصباح، أبو محمد الكوفي، أخو عمرو، من أجل أصحاب حفص وأضبطهم، مات سنة 219هـ. معرفة 1/ 204، غاية 1/ 495.
(3) سليمان بن داود، أبو الربيع الزهراني البصري، روى عن جعفر بن سليمان، وبريد بن عبد الواحد، وغيرهما، مات سنة 234هـ. غاية 1/ 313، وقال في التقريب: ثقة. ص 251.
والزهراني: بفتح الزاي وسكون الهاء وفتح الراء في آخرها نون، نسبة إلى بني زهران. انظر الأنساب 3/ 180.
(4) صالح بن محمد، أبو شعيب الكوفي، مشهور، قرأ على حفص. معرفة 1/ 204، غاية 1/ 334.
والقوّاس: بفتح القاف وتشديد الواو، في آخرها السين المهملة، نسبة إلى عمل القسي وبيعها.
الأنساب 4/ 557.
(5) الفضل بن يحيى بن شاهي، أبو محمد الأنباري، روى القراءة عرضا وسماعا عن حفص. غاية 2/ 11.
(6) وهي التي قطع المصنف بها لروايي عاصم، شعبة، وحفص، في التيسير ص 174، وابن الجزري في النشر 2/ 334، واستظهر ابن جرير رواية إسكان اللام. انظر الجامع 21/ 13.
(7) إسماعيل بن جعفر، أبو إسحاق الأنصاري ولاء، عرض على نافع، وبرع في القراءة، قال ابن معين: إسماعيل بن جعفر ثقة مأمون، مات سنة 180هـ. معرفة 1/ 144، غاية 1/ 163.
(8) أي: على قراءة الكسر.
(9) انظر: الحجة لابن خالويه ص 282، قلائد الفكر، ص 93، 113.
(10) محمد بن موسى بن محمد، أبو بكر الزينبي، مقرئ محقق، ضابط لقراءة ابن كثير، مات سنة 318هـ. معرفة 1/ 285، غاية 2/ 267.
والزينبي: بفتح الزاي وسكون الياء بعدها نون، وفي آخرها ياء، نسبة إلى زينب بنت سليمان بن علي. انظر: الأنساب 3/ 191، غاية النهاية 2/ 267.
(11) أحمد بن يزيد، أبو الحسن الحلواني، من كبار الحذاق المجودين، قرأ على قالون، وهشام، والدوري، قال الداني: = صدوق متقن =، وسئل عنه أبو حاتم فلم يرضه في الحديث، مات سنة 250هـ. معرفة 1/ 222، غاية 1/ 149.(4/1468)
عن اليزيدي (1) عن أبي عمر بإسكان اللام، وذلك خلاف لما اجتمع عليه الناقلون وأهل الأداء عليها (2).
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث:
أولاهن: {إلى ربي إنه [26] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون} [3].
{يا عبادي الذين ءامنوا [56] أسكنها أبو عمرو وحمزة والكسائي، وأسقطوها من اللفظ للنداء، وأثبتوها في الوقف لثبوتها في جميع المصاحف. وكذلك رواه ابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يروه غيره، وفتحها الباقون، وأثبتوها ساكنة في الوقف} [4]. {إن أرضي واسعة [56] فتحها ابن عامر، وأسكنها الباقون.} [5]
وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيه (6).
__________
والحلواني: بضم الحاء وسكون اللام ونون قبل الياء نسبة إلى حلوان بلدة بالعراق. الأنساب 2/ 247.
(1) يحيى بن المبارك، أبو محمد البصري، وقيل له = اليزيدي = لاتصاله بيزيد بن منصور خال المهدي يؤدب ولده، كان ثقة علامة بارعا، قرأ على أبي عمرو، وعليه الدوري والسوسي، مات سنة 202هـ. معرفة 1/ 151، غاية 2/ 375.
(2) كذا في النسختين = عليها =، والصواب = عليه =، ورواية الحلواني عن الدوري خارجة عن طرق الداني في هذا الكتاب.
(3) التيسير ص 174، النشر 2/ 324.
(4) انظر المبسوط ص 292.
(5) التيسير ص 174.
(6) كذا في النسختين، ولعل الصواب = فيها =.(4/1469)
ذكر اختلافهم في سورة الروم
حرف:
قرأ الكوفيون بخلاف عن أبي بكر وابن عامر {ثم كان عاقبة الذين
[10] بالنصب} [1].
واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي وابن أبي أميّة، والتيمي عن الأعشى بالنصب. وروى عنه الأعشى من رواية الشموني وابن غالب والخواص والكسائي والبرجمي وحسين الجعفي وهارون بن حاتم من رواية المنذر عنه (2) بالرفع.
ونا عبد العزيز بن محمد (3)، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عيّاش (4) وابن فرح (5)، قالا: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم (6) {وما كان قولهم
[آل عمران: 147]} {وما كان حجتهم [الجاثية: 25]} {وما كان جواب قومه
[الأعراف: 82]} {ثم كان عاقبة الذين [10] بالنصب، ثم قال أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر في موضع آخر} {ثم كان عاقبة الذين بالرفع وهو الصواب. وكذلك رواه عن الكسائي أبو توبة} [7] وأبو عبيد (8) وابن جبير، وبذلك قرأت. وقرأ الباقون
__________
(1) لم يشر المصنف في التيسير إلى الرواية الثانية عن أبي بكر، وكذا في النشر 2/ 344.
وأشار إلى الخلاف عن أبي بكر ابن مهران في المبسوط ص 293.
(2) وهي رواية خارجة عن طرق الداني كما مر سابقا.
(3) هو الفارسي، وقد تقدم ص 50.
(4) عياش بن محمد، أبو الفضل الجوهري، مشهور، روى عن أبي عمر، وعنه أبو طاهر، مات سنة 299هـ. معرفة 1/ 608، وقال الخطيب في التاريخ 12/ 279: = وكان ثقة =.
(5) أحمد بن فرح بن جبريل، أبو جعفر الضرير، ثقة كبير، قرأ على الدوري، وعليه أبو طاهر، مات سنة 303هـ، وقد قارب التسعين. معرفة 1/ 238، غاية 1/ 95.
(6) الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
(7) ميمون بن حفص، أبو توبة النحوي، راو معروف من أئمة العربية، روى القراءة عرضا عن الكسائي. غاية 2/ 325.
(8) القاسم بن سلام، أبو عبيد الأنصاري ولاء، إمام أهل دهره في جميع العلوم، صاحب سنة، ثقة مأمون، أخذ القراءة عرضا عن الكسائي وغيره، مات سنة 224هـ. معرفة 1/ 170، السير 10/ 490، غاية 2/ 17.(4/1470)
بالرفع. (1)
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد وفي رواية يحيى بن آدم والعليمي وابن أبي أميّة عن أبي بكر وأبو عمر {ثم إليه يرجعون [11] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [2].
وكذلك روى الأعشى والكسائي والبرجمي ومحمد بن المنذر وحجّاج بن حمزة (3)
عن يحيى عن أبي بكر، وكذلك روى ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو، وأقرأني (4) في رواية المفضل [207/ أ] عن عاصم بالوجهين بالتاء والياء. {وكذلك تخرجون [19] قد ذكر أن حمزة والكسائي وابن عامر في رواية عبد الحميد بن بكّار عن أيوب} [5] وفي رواية النقّاش (6) عن الأخفش (7) عن ابن ذكوان يفتحون التاء ويضمون الراء (8).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {لآيات للعالمين [22] بكسر اللام التي قبل الميم جمع عالم، وقرأ الباقون بفتحها جمع عالم} [9].
__________
(1) التيسير ص 174، النشر 2/ 344.
(2) التيسير ص 175، النشر 2/ 344، ولم يذكرا الرواية الأخرى عن أبي بكر.
(3) حجاج بن حمزة بن سويد، أبو يوسف الخشابي، روى القراءة عن يحيى بن آدم غاية 1/ 203.
(4) يعني شيخه المتقدم قريبا عبد العزيز بن محمد بن جعفر الفارسي.
(5) أيوب بن تميم بن سليمان التميمي، ضابط مشهور، عرضه عليه ابن بكار وهشام، مات سنة 198هـ. غاية 1/ 172.
(6) محمد بن الحسن، أبو بكر النقاش، مقرئ مفسر، قال الخطيب: = كان عالما بالحروف حافظا للتفسير =، وقال الذهبي: = وهو مع علمه وجلالته ليس بثقة =، روى عن الأخفش وغيره، مات سنة 351هـ، انظر: تاريخ بغداد 2/ 201، الميزان 3/ 520، معرفة 1/ 294، غاية 2/ 119.
والنقّاش: بفتح النون والقاف المشددة في آخرها شين، نسبة لمن ينقش السقوف والحيطان.
الأنساب 5/ 517.
(7) هارون بن موسى، أبو عبد الله التغلبي، مقرئ مصدر ثقة، روى عن ابن ذكوان وغيره، مات سنة 292هـ، وله 92سنة. وليس هو بالأخفش الكبير، ولا الأوسط، ولا الصغير، بل هو أخفش آخر، يدعى بأخفش باب الجابية. انظر معرفة 1/ 247، غاية 2/ 347، طبقات المفسرين للداودي 2/ 348.
(8) قال المصنف في التيسير ص 175: = والباقون بضم التاء وفتح الراء، ورواية النقاش خارجة عن طرق الداني في هذا الكتاب، وقد ذكر هذا الخلاف في سورة الأعراف =.
(9) التيسير ص 175، النشر 2/ 344.(4/1471)
{من الذين فرّقوا [32] و} {يقنطون [36] قد ذكرا} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير {وما أتيتم من ربا [39] بالقصر من باب المجيء، وقرأ الباقون بالمدّ من باب العطية} [2]، وأجمعوا على المدّ في قوله: {وما ءاتيتم من زكاة
[39] لقوله:} {وإيتاء الزكاة} [3] [الأنبياء: 73].
حرف:
قرأ نافع {لتربوا [39] بالتاء مضمومة وإسكان الواو على فعل الجماعة.
وقرأ الباقون بالياء مفتوحة ونصب الواو على فعل الواحد} [4].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {عمّا تشركون [40] بالتاء} [5]، وكذلك روى أبو عمارة (6) عن حفص وحمّاد بن بحر (7) عن المسيّبي عن نافع وقد ذكر (8).
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل {لنذيقهم [41] بالنون، وروى ذلك عن} [9]
قنبل بن مجاهد (10) وابن بويان (11) ومحمد بن حمدون
__________
(1) (فرقوا) ذكراها في سورة الأنعام (آية 159) (يقنطون) في سورة الحجر (آية 55).
(2) التيسير ص 81، النشر 2/ 228، الحجة ص 283.
(3) أي: لأنه من باب الإعطاء، لا غير، والآية في سورة النور، برقم (37).
(4) التيسير ص 175، وانظر الكشف عن وجوه القراءات 2/ 184، المغني 3/ 135، فرواية التاء على الخطاب، والفعل مسند إلى ضمير الجماعة، ورواية الياء على الغيبة، والفاعل ضمير مستتر يعود إلى = الربا =.
(5) والباقون بالياء. التيسير ص 121.
(6) حمزة بن القاسم، أبو عمارة الأحول، روى عن حفص وغيره، وعنه الدوري غاية 1/ 264.
(7) حماد بن بحر الكوفي، روى عن المسيبي، قال الداني: = وحماد هذا كثير الشذوذ لأصحابه عن المسيبي =. غاية 1/ 258.
(8) في سورة يونس: الآية 18.
(9) في (م) = من =، وهو خطأ.
(10) في كتاب السبعة ص 507.
(11) في (م) = ثوبان =، وهو الصواب، وما في (ت) خطأ، والناسخ مشى على هذا إلى آخر النسخة.
وابن ثوبان هو: أحمد بن الصقر بن ثوبان، أبو سعيد الطرسوسي، قرأ على قنبل، وروى عنه ابن مجاهد. غاية 1/ 63. وانما قلت ان = ابن بويان = خطأ من الناسخ، لأنه ليس من الرواة عن قنبل، وانظر ترجمته في غاية 1/ 79.(4/1472)
الواسطي (1)، وقرأ الباقون بالياء (2).
وكذلك روى البزّي وابن فليح (3) عن ابن كثير وسائر الرّواة عن قنبل أبو ربيعة (4)
وابن شنبوذ (5) والزينبي وابن الصباح (6) وغيرهم. حدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قرأت على قنبل عن القوّاس (7) {لنذيقهم بالنون، قال ابن مجاهد:
ولم يتابعه أحد في هذه الرواية، قال: وروى إسحاق بن محمد الخزاعي عن ابن فليح بالياء} [8]، قال: ورأيت الخزاعي لا يعرف النون (9).
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: قرأت على
__________
(1) محمد بن حمدون، أبو الحسن الواسطي الحذاء، قرأ على قنبل، وعنه ابن مجاهد ثقة ضابط، مات سنة 310هـ أو بعدها. معرفة 1/ 250، غاية 2/ 135.
والواسطي: بكسر السين والطاء، هذه النسبة إلى خمسة مواضع: واسط العراق، أو واسط الرقة، أو واسط بفرقان، أو واسط مرزاباد، أو واسط قرية ببلخ. الأنساب 5/ 563، ورواية ابن ثوبان وابن حمدون عن قنبل خارجة عن طرق المصنف.
(2) انظر الروايتين في التيسير ص 175، وذكر هذا الاختلاف عنه ابن الجزري في النشر 2/ 345.
(3) عبد الوهاب بن فليح، أبو اسحاق المكي، كان إمام أهل مكة في القراءة، قال ابن أبى حاتم:
سئل عنه أبي فقال: صدوق، مات قبل سنة 200هـ، وقال الذهبي مات في حدود سنة 250هـ.
الجرح 6/ 73، معرفة 1/ 180، غاية 1/ 480.
(4) محمد بن اسحاق، أبو ربيعة الربعي، مؤذن المسجد الحرام، مقرئ جليل ضابط أخذ عن البزي وقنبل، وطريقه عن البزي هي التي في التيسير والشاطبية من طريق النقاش عنه، مات سنة 294هـ. غاية ص 9998.
(5) محمد بن أحمد بن أيوب، أبو الحسن البغدادي، كان ثقة فاضلا صالحا، رحل في طلب القراءات، وكان يقرأ بالشواذ في الصلاة وغيرها، واستتيب وهدد، وأخذ عليه محضر تعهد بعدم القراءة بذلك، مات سنة 320هـ. معرفة 1/ 276، غاية 2/ 52.
و= شنبوذ = بفتح الشين والنون، وضم الباء. انظر لب اللباب للسيوطي 2/ 61.
(6) محمد بن عبد العزيز بن الصباح، أبو عبد الله المكي، من جلة المقرئين، مقرئ جليل، أخذ القراءة عرضا على قنبل. معرفة 1/ 283، غاية 2/ 172.
(7) أحمد بن محمد بن علقمة، أبو الحسن النبال وهو القواس، إمام مكة في القراءة، قرأ عليه قنبل وغيره، مات سنة 240هـ أو 245هـ. معرفة 1/ 178، غاية 1/ 123، والإسناد صحيح.
(8) وهي رواية موافقة لرواية الجماعة.
(9) السبعة ص 507، ونقل المصنف عنه فيه تصرف كبير، لأنه عن طريق الرواية.(4/1473)
أبي بكر (1) {لنذيقهم [41] بالنون. قال: وقال لي أبو بكر: زعم} [2] في ذلك قنبل في قراءتي عليه، قال أبو طاهر: ووافق أبا بكر على ذلك عن قنبل محمد بن حمدون الواسطي، وهو من أهل الثقة والضبط والإتقان قال أبو عمرو: ووافقه أيضا على ذلك عنه أحمد بن الصقر بن بويان. {يرسل الريح [48] مذكور قبل} [3].
حرف:
قرأ ابن عامر بخلاف عنه وعن هشام {ويجعله كسفا [48] بإسكان السين} [4]، [ونا ابن غلبون (5) قال: نا عبد الله بن محمد (6)، قال: نا أحمد بن أنس (7)
قال: نا هشام بإسناده {ويجعله كسفا جزم} [8].
وقال الحلواني عن هشام بفتح السين، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر وقد ذكر هذا (9).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير (10) رواية حفص وحمزة والكسائي إلى ءاثار رحمة الله [50] بألف بعد الهمزة وبعد الثاء على الجمع، وقرأ الباقون بغير
__________
(1) هو ابن مجاهد، والإسناد صحيح.
(2) ولعل في قوله = زعم = إشارة إلى تضعيف رواية النون، وإن كانت = زعم = تأتي أحيانا في القول المحقق.
(3) وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف، وبيان أن روايتيهما خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب ص 64.
(4) ورواية الباقين بفتح السين، انظر التيسير ص 175.
(5) طاهر بن عبد المنعم، أبو الحسن الحلبي، ثقة ضابط حجة، وكتب عنه الداني كثيرا وقرأ عليه، وقرأ طاهر على عبد الله بن محمد، مات سنة 399هـ. معرفة 1/ 369، غاية 1/ 339، والإمام طاهر هو مؤلف = التذكرة في القراءات الثمان =.
(6) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح، أبو أحمد الدمشقي، المعروف بابن المفسر، شيخ مشهور فقيه، روى عن أحمد بن أنس، وعنه أبو الحسن بن غلبون. غاية 1/ 452.
(7) أحمد بن أنس بن مالك، أبو الحسن الدمشقي، قرأ على هشام، وابن ذكوان، وعنه ابن المفسر.
غاية 1/ 40.
(8) أي بسكون السين. والإسناد رجاله ثقات، غير أحمد بن أنس، فإني لم أجد من وثقه.
(9) في سورة الإسراء: آية 92، قال ابن الجزري: = والوجهان جميعا صحا عندي عن الحلواني والداجوني عنه = أي: عن هشام، 2/ 309، فتحصل أن لهشام روايتين في = كسفا =.
(10) كذا في النسختين بزيادة = غير = وهو خطأ أفسد مراد المصنف، ولعله من النساخ، فحفص عن عاصم يقرأ بألف بعد الهمزة، وزيادة = غير = تفسد المراد.(4/1474)
ألف على التوحيد (1).
{ولا تسمع الصّمّ [53]} {وما أنت بهاد العمي [53] و} {من ضعف [54] و} {ضعفا [54] في الثلاثة المواضع، وقد ذكر الاختلاف فيه فيما سلف} [2].
حرف:
قرأ الكوفيون {فيومئذ لا ينفع هاهنا [57] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [3]
ويأتي الذي في المؤمن (4) في موضعه إن شاء الله تعالى.
وليس في هذه السورة من الياءات شيء.
__________
(1) التيسير ص 175، وقوله = بغير ألف = أي: بحذف الألف بعد الهمزة، وبعد الثاء، انظر النشر 2/ 345.
(2) انظر سورة النمل: آية 8180، وأما = ضعف = فانظر سورة الأنفال: آية 66.
(3) التيسير ص 175، ورواية الياء على التذكير، و = التاء = على التأنيث، وانظر النشر 2/ 346.
(4) وهو قوله (فلم يك ينفعهم إيمانهم) غافر: آية 85.(4/1475)
ذكر اختلافهم في سورة لقمان
حرف:
قرأ حمزة {هدى ورحمة [3] بالرفع} [1]، وكذلك روى ابن عبد الرزاق (2) وابن ثوبان عن قنبل وأبي عون الواسطي (3) عن الحلواني عن القوّاس = عن = (4) ابن كثير، وقرأ الباقون بالنصب (5). وكذلك روت الجماعة عن قنبل وعن القوّاس
{ليضلّ عن سبيل [6] و} {في أذنيه [7] قد ذكرا} [6].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحمزة والكسائي {ويتخذها هزوا
[6] بنصب الذال} [7]، وكذلك روى الرفاعي (8) عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، وغلط،
__________
(1) في قوله = رحمة =.
(2) إبراهيم بن عبد الرزاق، أبو إسحاق الأنطاكي، مقرئ جليل، ضابط مشهور، ثقة مأمون، قاله الداني وفي قراءته على قنبل شك، لأن قنبلا قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين. معرفة 1/ 287، غاية 1/ 16.
(3) محمد بن عمرو بن عون، أبو عون السلمي الواسطي، مقرئ محدث ضابط متقن، عرض على الحلواني وقنبل، مات قبل سنة 270هـ. غاية 2/ 221.
(4) ساقطة من (م).
(5) ذكر القراءتين المصنف في التيسير ص 175، وابن الجزري في النشر 2/ 346، ولم يشر إلى رواية ابن عبد الرزاق، ولا أبي عون.
(6) في سورة إبراهيم: آية 30، وفي سورة المائد: آية 45 (والأذن بالأذن).
(7) أي بفتحها، عطفا على قوله = ليضل =، ويعبر المصنف كثيرا على الفتح بالنصب كما سبق ذكره، وعن الضم بالرفع، على اعتبار أنهما علامتان من علامات الإعراب على حد قول ابن مالك:
= فارفع بضم وانصبن فتحا = وانظر شرح الأشموني 1/ 67.
(8) محمد بن يزيد، أبو هشام الكوفي، سمع الحروف من يحيى والأعشى والجعفي وغيرهم، وقال الداني: وله عن هؤلاء شذوذ كثير، وقال البخاري: = رأيتهم مجمعين على ضعفه =، مات سنة 248هـ، معرفة 1/ 224، غاية 2/ 280، وقال في التقريب ص 514: ليس بالقوي.
والرفاعي: بكسر الراء وفتح الفاء في آخرها العين، منسوب إلى جده رفاعة بن سماعة.
الأنساب 3/ 79.(4/1476)
وقرأ [207/ ب] الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بالرفع (1)، وكذلك روت الجماعة عن يحيى عن أبي بكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل {يا بني لا تشرك [13] و} {يا بني إنها [16] و} {يا بني أقم الصلاة [17] بفتح الياء في الثلاثة} [2]. وقرأ ابن كثير في رواية قنبل والحلواني عن القوّاس الأول والأخيرة بإسكان الياء وتخفيفها والوسطى بكسر الياء وتشديدها، وقرأ في رواية الخزاعي (3) ومحمد بن هارون (4) عن البزّي الأولى والوسطى بكسر الياء وتشديدها والأخيرة بفتح الياء وتشديدها في الثلاثة (5)
{إن تك} [6] مثقال حبّة [16] قد ذكر أن نافعا يقرأ بالرفع، وكذلك روى ابن بكّار عن ابن عامر هاهنا (7).
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم بخلاف عن أبي بكر {ولا تصعّر [18] بتشديد العين من غير ألف، وقرأ الباقون بتخفيف العين وبالألف} [8].
__________
(1) أى بضمها، عطفا على قوله = من يشتري =، وذكر القراءتين المصنف في التيسير ص 175، وابن الجزري في النشر 2/ 346.
(2) مع التشديد.
(3) إسحاق بن أحمد، أبو محمد المكي، كان ثقة حجة رفيع الذكر، قرأ على البزي وابن فليح، وعنه ابن مجاهد، مات سنة 308هـ. معرفة 1/ 227، غاية 1/ 156. والخزاعي: بضم الخاء وفتح الزاي في آخرها عين، نسبة إلى قبيلة خزاعة. الأنساب 2/ 358.
(4) محمد بن محمد بن هارون، أبو الحسن الربعي، عرض على البزي، وروى عنه محمد البلخي.
غاية 2/ 257.
(5) كذا في النسختين، ولعل هناك سقط، وأما الباقون وهم: نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم، فقرءوا بكسر الياء، وتشديدها، التيسير ص 175، وانظر البدور الزاهرة ص 249، وذكر ابن مهران في المبسوط ص 297رواية ثالثة عن ابن كثير من طريق ابن فليح، وأما رواية الخزاعي ومحمد بن هارون عن البزي بكسر الياء في الأولى فلم يذكرها المصنف في التيسر، ولا ابن الجزري في النشر.
(6) في (ت) = تكن = وهو خطأ، لأن النون محذوفة رسما، وتخفيفا، وانظر إعراب القرآن للدرويش 7/ 542.
(7) قرأ نافع برفع = مثقال =، ووافقه ابن بكار، والباقون بنصب = مثقال =. انظر التيسير ص 176، وانظر سورة الأنبياء: آية 47من القسم الثالث.
(8) التيسير ص 176، النشر 2/ 246.(4/1477)
وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر (1)، قال: نا ابن صدقة (2)، قال: نا أحمد بن جبير، قال: حدّثني أبو بكر عن عاصم {ولا تصاعر [18] بالألف، لم يرو ذلك عن أبي بكر أحد غيره} [3].
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وأبو عمرو {نعمه ظاهرة [20] بفتح العين وهاء مضمومة على التوكيد} [4] والجمع، وقرأ الباقون بإسكان العين وتاء منونة منصوبة على التأنيث والتوحيد.
حرف:
قرأ أبو عمرو {والبحر يمدّه [27] بنصب الراء، وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يروه عنه غيره. وقرأ الباقون برفعها} [5]
{وأن ما يدعون من دونه [30] قد ذكر} [6].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم بخلاف عن أبي بكر (7) عن حفص {وينزل الغيث هاهنا [34] وفي الشورى [28] بفتح النون وتشديد الزاي، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي} [8]، وروى الجعفي عن أبي بكر هاهنا بالتخفيف، وفي الشورى [28] بالتشديد. وروى إسحاق الأزرق عنه وهبيرة عن حفص ضدّ ذلك هنا بالتشديد، وفي الشورى بالتخفيف (9).
وليس في هذه السورة من الياءات المختلف فيهنّ شيء.
__________
(1) أبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر، تقدم ص 50، وأبو بكر هو ابن مجاهد، وتقدم أيضا ص 53.
(2) أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، أبو بكر البغدادي، مشهور ثقة، روى عن ابن جبير، وعنه ابن مجاهد. غاية 1/ 119.
(3) يعني أحمد بن جبير، وإسناد الرواية صحيح، رجاله كلهم ثقات، ولا يعنى هذا أن الرواية مقروء بها، لخلوها من شرط التواتر.
(4) كذا في النسختين، وفي التيسير ص 176: = على التذكير =، وكذا النشر 2/ 347، وهو الصواب بدليل قوله بعد قليل: = منصوبة على التأنيث والتوحيد =، أي: على تأنيث = نعمة = وافرادها.
(5) التيسير ص 177، النشر 2/ 347.
(6) في سورة الحج: آية 62.
(7) كذا في النسختين، ولا بدّ من إضافة حرف العطف = الواو = لتصبح العبارة هكذا = عن أبي بكر وعن حفص =.
(8) الآية التي في الشورى هي قوله (وهو الذي ينزل الغيث) (28).
(9) اعتمد المصنف في التيسير ص 177عن عاصم التشديد في الموضعين، وكذا ابن الجزري في النشر 2/ 218.(4/1478)
ذكر اختلافهم في سورة السجدة
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو {كل شيء خلقه [7] بإسكان اللام.
وقرأ الباقون بفتحها} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {مما تعدون [5] بالتاء هاهنا، إلا ما حكاه بعض شيوخنا عن أبي ربيعة عن صاحبيه} [2] عن ابن كثير أنه قرأ بالياء، وإلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي (3)، قال: نا أبو هشام (4)، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالياء أيضا والجماعة بعد على التاء، وبذلك يأخذ عامّة أهل الأداء في رواية أبي ربيعة عن البزّي وقنبل، ولا يعرف غيره.
الاستفهامان (5) و {أئمة [24] قد ذكرا.
حرف:
قرأ حمزة} {ما أخفي لهم [17] بإسكان الياء يجعلها} [6] فعلا مستقبلا.
وقرأ الباقون بفتح الياء يجعلونه فعلا ماضيا لم يسمّ فاعله (7).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {لما صبروا [24] بكسر اللام وتخفيف الميم، وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد الميم} [8]. وليس في هذه السورة من الياءات المختلف فيه شيء (9).
__________
(1) التيسير ص 177، النشر 2/ 347.
(2) هما البزي، وقنبل.
(3) علي بن الحسن بن سليمان، أبو الحسن القطيعي، روى عن أبى هشام، وروى عنه أبو طاهر عبد الواحد بن عمر، وقال الخطيب: كان ثقة، مات سنة 306هـ. تاريخ بغداد 11/ 377، غاية 1/ 530.
والقطيعي: بفتح القاف وكسر الطاء، وسكون الياء بعد عين، نسبة إلى مواضع وقطائع متفرقة في بغداد. الأنساب 4/ 528.
(4) هو محمد بن يزيد، تقدم، والإسناد رجاله ثقات، غير محمد بن يزيد فإن فيه كلاما سبق ذكره.
(5) الاستفهامان هما في قوله وقالوا أءذا ضللنا في الأرض أءنا لفي خلق جديد (10)، وذكرت في سورة الرعد، و (أئمة) في التوبة.
(6) في (م) = يجعلهما =، وهو خطأ.
(7) أي: مبني للمجهول، وانظر: التيسير ص 177، النشر 2/ 241، الحجة ص 287.
(8) تحبير التيسير ص 162.
(9) كذا في النسختين، ولعلها = فيها =.(4/1479)
ذكر اختلافهم في سورة الأحزاب
حرف:
قرأ أبو عمرو {بما يعملون خبيرا [2] و} {بما يعملون بصيرا [9] بالياء فيهما، وروى ابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عنه الأولى بالتاء، والثانية بالياء خالف الجماعة من أصحابه، وقرأهما الباقون بالتاء} [1].
حرف:
[208/ أ] قرأ الكوفيون وابن عامر بخلاف عنه {الّئي هنا [4] وفي المجادلة [2] والطلاق [4]} [2] بهمزة بعدها ياء ثابتة في الوصل والوقف. وروى الوليد (3) عن يحيى (4) عن ابن عامر بياء خفيفة. قال في الطلاق مهموزة مقصورة.
وروى ابن عتبة عن أيّوب في المجادلة. كذلك وهنا وفي الطلاق بياء بعد الهمزة.
وقال ابن المعلى (5) عن ابن ذكوان في المجادلة بالتشديد والكسر.
واختلف عن نافع، فروى عنه المسيّبي وقالون من غير رواية أحمد بن صالح (6)
عنه بهمزة مكسورة بلا ياء. وكذلك قرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن
__________
(1) انظر: التيسير ص 177، إتحاف فضلاء البشر ص 352.
ولم أجد مختصر ابن جبير هذا بعد البحث، فلعله مفقود.
(2) التي في المجادلة هي قوله {(إن أمهاتهم الا الئي ولدنهم) (2)، والتي في الطلاق هي قوله:
} (والئي يئسن من المحيض والئى لم يحضن) (4).
(3) الوليد بن مسلم، أبو العباس الدمشقي، عرض على يحيى بن الحارث وغيره، قال ابن المديني: = ما رأيت في الشاميين مثله =، ثقة، يدلس تدليس التسوية، مات سنة 195هـ.
غاية 2/ 360، التقريب ص 584.
وذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين، وهي التي اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل، انظر تعريف أهل التقديس ص 121.
(4) يحيى بن الحارث الذماري، أبو عليم، شيخ القراءة بدمشق بعد ابن عامر، يعد من التابعين، فقد لقي واثلة بن الأسقع، عرض على ابن عامر، وعليه الوليد وأيوب، مات سنة 125هـ. غاية 2/ 367، معرفة 1/ 105.
(5) أحمد بن المعلى، أبو بكر القاضي، روى عن ابن ذكوان. غاية 1/ 139.
(6) أحمد بن صالح، أبو جعفر المصري، الامام أحد الأعلام، قرأ على ورش وقالون، مات سنة 248هـ. معرفة 1/ 184، غاية 1/ 62، وثقه البخاري وابن معين. التهذيب 1/ 34.(4/1480)
عبدوس (1) وابن فرح عن أبي عمر عنه. واختلف (2) ألفاظ أصحابه عنه في ذلك، فقال الكسائي والهاشمي (3) عنه لا يثبت الياء في {الّئي [4] لم يزيدا على ذلك، وقولهما هذا يدلّ على الهمز لا غير لأنهما إن كانا أرادا بقولهما لا يثبت الياء التي بعد الهمزة التي يثبتها أهل الكوفة وابن عامر، فإنها لا تكون ثابتة ثم تحذف إلا مع الهمزة، فإذا حذفت بقيت الهمزة على حالها من التحقيق، وإن كانا أرادا بالنفي الياء التي تجعل خلفا من الهمزة في مذهب من سهّلها، فقد حقّقا بذلك الهمزة وأوجباه.
وقال أبو عبيد عنه} [4] {الّئي غير مهموز، ولا ممدود. وهذا يدلّ على تسهيل الهمزة.
ونا الخاقاني} [5]، قال: نا أحمد بن محمد (6) ح (7) وحدّثنا أبو الفتح، قال: نا ابن جابر (8)،
__________
(1) عبد الرحمن بن عبدوس بفتح العين أبو الزعراء، ثقة ضابط محرر، من أجل أصحاب أبي عمر الدوري وأضبطهم وأوثقهم، مات سنة بضع وثمانين ومائتين غاية 1/ 374. وطريق ابن عبدوس وابن فرح من طرق عرض القراءة عن إسماعيل.
(2) كذا في النسختين، والصواب = اختلفت =، وقوله = عنه = أي: عن إسماعيل.
(3) سليمان بن داود، أبو أيوب الهاشمي، ثقة ضابط مشهور، روى عن إسماعيل مات سنة 219هـ.
غاية 1/ 313.
والهاشمي: بفتح الهاء بعدها الألف في آخرها الشين، نسبة إلى هاشم بن عبد مناف. الأنساب 5/ 624.
(4) = عنه = أي: عن إسماعيل، وأبو عبيد هو: القاسم بن سلام، وقد تقدمت ترجمته ص 62.
(5) خلف بن إبراهيم بن محمد، أبو القاسم، الأستاذ الضابط، روى عن أحمد بن محمد، وعنه الدانى، وقد اعتمد روايته في قراءة ورش في التيسير، مات سنة 402هـ. غاية 1/ 271، معرفة 1/ 363.
والخاقاني: بفتح الخاء المعجمة والقاف، نسبة إلى اسم جد المنتسب إليه. الأنساب 2/ 309.
(6) أحمد بن محمد بن عبد الله الصيدلاني، أبو عبد الله، مقرئ معروف، قرأ على ابن بدر، وعليه خلف بن خاقان. غاية 1/ 120.
(7) يؤتى بهذا الحرف لبيان التحويل من سند إلى سند، وذلك أن المتن اذا كان له أكثر من إسناد وجمع بينها مؤلف ما في مكان واحد، وأراد أن ينتقل من سند إلى آخر فإنه يرمز لهذا التحويل بحرف (ح). قال السيوطي في الألفية: = وكتبوا = ح = عند تكرير سند =، انظر: الألفية مع الشرح 2/ 42، توضيح الأفكار 2/ 368.
(8) أحمد بن محمد بن جابر، أبو بكر التنيسي، روى القراءة عن ابن بدر، وعنه فارس بن أحمد.
غاية 1/ 109.(4/1481)
قالا: نا أبو الحسن الباهلي (1)، قال: نا أبو عمر، قال: نا إسماعيل عن نافع {الئي
الياء مرسلة وخفيفة، وهذا يدلّ على إبدال الهمزة ياء ساكنة كمذهب أبي عمرو. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا البرمكي} [2] عن أبي عمر عن إسماعيل {الئي مثل حمزة يعني بالهمز وإثبات ياء بعد الهمزة، فهذه أربع روايات مختلفات عن إسماعيل.
وقال لنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بالهمز من غير مدّ} [3]، ثم حكي عن ورش بغير همز، فدلّ على ذلك (4) أن روايته عن إسماعيل والمسيّبي وقالون سواء، وهو الصحيح عن إسماعيل، وعليه أهل الأداء. وقال أصحاب قالون {الئي خفيفة مقصورة مهموزة يعنون بقولهم مقصورة أنه لا ياء بعد الهمزة في اللفظ، وليس يعنون الألف التي قبل الهمزة مقصورة لأنها قد استقبلها} [5] في كلمة واحدة، فلا بدّ من إشباع مدّها لأجلها.
وقد ظن بعض الناس أنهم يعنون قصر الألف، فحكموا لها (6) بذلك من طريق النص، وذلك خطأ لا شك فيه. وقال أحمد بن صالح عن قالون {الئي بكسر الياء كسرة مختلسة من غير همز، وكذلك روى سالم بن هارون} [7] عنه فخالفا سائر أصحابهما عنه
__________
(1) محمد بن محمد بن عبد الله بن بدر النفاح، أبو الحسن، ثقة مشهور محدث صالح روى عن الدوري، مات سنة 314هـ. معرفة 1/ 244، غاية 2/ 242.
والباهلي: بفتح الباء وكسر الهاء واللام، نسبة إلى باهلة بن أعصر، والعرب تستنكف من النسبة اليها. الأنساب 1/ 275، المغني ص 45، وطريق الخاقاني إسنادها صحيح، وأما طريق أبي الفتح ففيها ابن جابر لم أجد من وثقه.
(2) محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو بكر البرمكي، شيخ، وسكت عنه الخطيب في التاريخ 1/ 312. روى الحرف عن الدوري، وعنه أبو طاهر. غاية 2/ 68.
والبرمكي: بفتح الباء وسكون الراء وفتح الميم، نسبة إلى خالد بن برمك، أو إلى موضع ببغداد يسمى = البرامكة =، أو = البرمكية =. الأنساب 1/ 329، وروايته عن الدوري ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب. والإسناد يحتمل التحسين لحال البرمكي.
(3) السبعة ص 518.
(4) كذا في النسختين، ولعلها = فدل ذلك على =.
(5) كذا في النسختين، والصواب = استقبلتها =، والمعنى: أن الألف جاء بعدها همز فلا بد من اشباع مدها لأجل الهمز.
(6) في (م) = فحكم هنا بذلك =.
(7) سالم بن هارون بن موسى، أبو سليمان الليثى، عرض على قالون. غاية 1/ 301.(4/1482)
وقال أبو الأزهر (1) وأبو يعقوب (2) وداود (3) عن ورش {الئي غير ممدود ولا مهموز، ولا دلالة فيما قالوا} [4] على كيفية التسهيل للهمزة أهو بدل محض أم بين بين؟ فقال ابن مجاهد عنه في كتاب قراءة نافع بياء ساكنة من غير همز، وذلك وهم من حيث كان خلافا لما يأخذ به عامّة أهل الأداء في مذهبه. وقال يونس عنه (5) فخفّف الياء من {الئي، وهذا يدلّ على أنه يسهل الهمزة، ويجعلها بين بين، فيكون في اللفظ كالياء المكسورة المختلسة الكسرة.
وقال أحمد بن صالح: هذا قول صحيح} [6] مجمع عليه في معرفة كيفية التسهيل في الوصل والوقف، وبذلك قرأت في روايته وفي رواية غيره عن ورش على مشيخة المصريين (7) وغيرهم ما خلا رواية [208/ ب] يونس والأصبهاني، فإني قرأت ذلك في رواية يونس بتسهيل الهمزة وبتحقيقها، وحكى لي أبو الفتح أنه كذلك قرأ في روايته بالوجهين، وقرأت في رواية الأصبهاني عن أصحابه (8) بالهمز من غير ياء في الثلاث سور. وقال الأصبهاني عنه في كتابه (9) في هذه السورة وفي المجادلة الئي
مكسورة الألف الأخيرة منبورة غير ممدودة، وليس بعد النبرة ياء. وقال في الطلاق غير ممدودة ولا مهموزة، فاضطرب قوله في الباب، وغلط في قوله مع الهمزة غير ممدودة لأنها مع حرف المدّ في ذلك من نفس الكلمة، فلا بدّ من زيادة التمكين للألف قبلها لأجل الاتصال.
__________
(1) عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي، أحد الأئمة الأعلام، قرأ على ورش، مات سنة 231هـ.
معرفة 1/ 182، غاية 1/ 389.
(2) يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق المدني، أتقن عن ورش القراءة، مات في حدود سنة 240هـ.
معرفة 1/ 181، غاية 2/ 402.
(3) داود بن أبي طيبة المصري، أبو سليمان، قرأ على ورش وتحقق بالأداء، مات سنة 223هـ.
معرفة 1/ 182، غاية 1/ 279.
(4) في (م) = قالوه =.
(5) يعنى عن ورش.
(6) في (م) = قول حصل صحيح =، وهو خطأ.
(7) لم أستطع تحديد المقصود منهم.
(8) وهم كثر، وقد ذكرهم الداني في مقدمة هذا الكتاب عند ذكر الطرق والأسانيد من القسم المحقق.
(9) لم أجد هذا الكتاب، ولعله من مصادر الداني التي لم تصل الينا، وهي كثيرة، وكذا كتاب ابن مجاهد السابق ذكره.(4/1483)
واختلف عن ابن كثير، فروى قنبل والحلواني عن القوّاس بهمزة مكسورة بعدها ياء في الثلاث سور. وكذلك قرأت أنا في رواية ابن فليح عن أصحابه عنه. وحدّثنا محمد بن علي، نا ابن مجاهد، قال: أخبرني إسحاق بن أحمد (1) عن ابن فليح عن أصحابه (2) عن ابن كثير: مكسورة مخفّفة بغير مدّ ولا همز في كل القرآن (3)، وهذا يدلّ على تسهيل الهمزة وجعلها بين بين. وقال الخزاعي عن أصحابه: الثلاث {الئي
مخفّفة مكسورة بغير مدّ ولا همز في الثلاث سور} [4]، وقال أبو ربيعة عن صاحبيه (5)
في هذه السورة [الأحزاب: 4] {اللائي مخففة. وقال في سورة المجادلة [2]} {اللائي مكسورة بغير همز. وقال في سورة الطلاق [4]} {والئي يئسن} {والئي لم يحضن [الطلاق: 4] خفيفة، هذا يدلّ على أنها تروى} [6] عنهما بتسهيل الهمزة وجعلها بين بين.
وكذلك روى الزينبي عن قنبل والبزّي جميعا واللهبي (7) عن البزّي، وقال لنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد قرأت على قنبل {الئي ليس بعد الهمزة ياء} [8]، وكذلك روى ابن شنبوذ وابن الصباح وابن ثوبان وابن عبد الرزاق وأبو العباس البلخي (9) عنه، وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني
__________
(1) هو الخزاعي، وقد سبقت ترجمته ص 80.
(2) ذكرهم الداني في المقدمة 1/ 261، وهذا الإسناد صحيح إلى ابن فليح، كلهم ثقات أثبات.
(3) السبعة ص 518.
(4) هي روايته عن ابن فليح السابقة بعينها مع اختلاف يسير.
(5) تقدم أنهما البزي وقنبل ص 170.
(6) في (ت) = يروى =.
(7) عبد الله بن علي بن عبد الله، أبو عبد الرحمن، مقرئ حاذق ثقة، أخذ القراءة عرضا عن البزي وهو من جلة أصحابه، ويعود نسبة إلى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
غاية 1/ 436.
واللهبي: بفتح اللام والهاء في آخرها باء. انظر الأنساب 5/ 149.
(8) السبعة ص 518.
(9) عبد الله بن أحمد بن إبراهيم، أبو العباس، مقرئ متصدر حاذق، عرض على قنبل وغيره، مات سنة 318هـ. غاية 1/ 404.
والبلخي: بفتح الباء الموحدة وسكون اللام في آخرها خاء، نسبة إلى = بلخ = من بلاد خراسان.(4/1484)
مضر (1) عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير {الئي مثل أبي عمرو، وهذا يدلّ على إبدال الهمزة ياء ساكنة. ونا ابن خواستي الفارسي، قال: نا أبو طاهر كما أقرأني عن قنبل يعني بهمزة مكسورة ليست بعدها ياء، وهذا خلاف لما قاله ابن مجاهد في كتابه} [2] لأنه قرنه (3) بأبي عمرو، فدلّ على تسهيل الهمزة دون تحقيقها، فإن كان أبو طاهر حكى الهمزة متأوّلا لقوله مكسورة، فقد أخطأ لأن قوله ذلك إنما يدلّ على التسهيل دون التحقيق، وذلك من حيث كانت هذه الكلمة مرسومة في جميع المصاحف بياء في آخرها، فإذا أطلق عليها الكسر ولم يذكر الهمزة، فإنما يراد (4) به تلك الياء لا غير.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن مخلد (5) عن البزّي {الئي بياء بعد الهمزة، قال ابن مجاهد وقفته عليها يعني البزّي} [6]، فشدّدها يريد أنه يثبت الياء بعد الهمزة والعبارة عن إثباتها بعدها بالتشديد اتّساع (7)، وقال عنه في سورة الطلاق: مثقلة (8). وقال لنا محمد بن أحمد: قال: نا ابن مجاهد عن ابن
__________
الأنساب 1/ 388، ولم يذكر الداني في المقدمة أبا العباس من ضمن الرواة عن قنبل، ولا ابن ثوبان، فروايتهما خارجة عن طرقه في هذا الكتاب.
(1) مضر بن محمد بن خالد، أبو محمد الضبي، روى القراءة عن البزي، وعنه ابن مجاهد، قال ابن الجزري: معروف، وثقوه. غاية 2/ 299.
وابن مجاهد روى عن مضر الحروف سماعا، انظر غاية 1/ 140، وهي الطريق التي اعتمدها الداني عن البزي عن ابن كثير في التيسير ص 11، واسنادها صحيح.
(2) السبعة ص 518.
(3) في (م) = قربه =.
(4) في (م) = يزاد =، وهو خطأ.
(5) الحسن بن الحباب بن مخلد، أبو علي الدقاق، عرض على البزي، وأخذ عنه أبو طاهر، مقرئ من حذاق أهل الأداء، مات سنة 301هـ. معرفة 1/ 229، غاية 1/ 206.
وروايته عن البزي عرضا وسماعا، والإسناد صحيح.
(6) هذا خطأ، لأن ابن مجاهد لم يأخذ عن البزي، حيث أن البزي توفي سنة 250هـ، وابن مجاهد ولد سنة 245هـ، ويدل على ذلك أن ابن مجاهد لم يذكر ضمن الذين قرءوا على البزي أو رووا عنه، فكيف يقول ابن مجاهد: = وقفته عليها فشددها =؟!، وقد يكون الخطأ صادرا من الذين قال: = يعني البزي =، ولعل صواب العبارة: = وقفته عليها يعنى ابن مخلد فشددها =، والعجيب أن النسختين اتفقتا على هذا الخطأ.
(7) أى: توسع في الأسلوب وتجوز.
(8) السبعة ص 518.(4/1485)
مخلد عن ابن أبي بزّة {الئي مشددة مكسورة} [1]. قال ابن مجاهد: وهو غلط (2)، يعني أنه غلط في الرواية لا في العبارة، وقرأت أنا في رواية البزّي على أبي الفتح عن قراءته في كل الطرق عنه بتسهيل الهمزة، وجعلها كالياء المكسورة المختلسة الكسرة في اللفظ.
وقرأت على الفارسي عن قراءته [209/ أ] على النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي (3)، وعلى أبي الحسن (4) عن قراءته من طريق الخزاعي وأبي ربيعة وغيرهما بإبدال الهمزة ياء (5) ساكنة، وبمثل (6) ذلك قرأت عليهما في قراءة أبي عمرو. وقرأت على أبي الفتح في جميع الطرق عن اليزيدي، في رواية شجاع (7) وعبد الوارث (8) بياء مكسورة مختلسة بالكسرة خلفا من الهمزة، كما قرأت عليه (9) في رواية البزّي عن ابن كثير سواء (10)، وكذلك حكى ابن المنادي (11) أنه قرأ لأبي عمرو من طريق اليزيدي
__________
(1) الإسناد صحيح، وهو يفيد أن ابن مجاهد بينه وبين البزي ابن مخلد، مما يؤكد خطأ ما ورد في الرواية السابقة من أن ابن مجاهد أخذ عن البزي.
(2) السبعة ص 518.
(3) الفارسي هو عبد العزيز بن محمد، وقد تقدم ص 50، والنقاش هو محمد بن الحسن، وتقدم أيضا ص 62، وطريق الفارسي عن البزي هو طريق التيسير ص 12.
(4) أبو الحسن هو طاهر بن عبد المنعم بن غلبون، تقدم ص 66.
(5) = ياء = ساقطة من (م).
(6) في (م) = بمثلى =.
(7) شجاع بن أبي نصر، أبو نعيم البلخي، ثقة كبير، عرض على أبي عمرو، وهو من جلة أصحابه، سئل عن الإمام أحمد فقال: = بخ بخ، وأين مثله اليوم؟ =، مات سنة 190هـ. غاية 1/ 324، معرفة 1/ 162.
(8) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة العنبري ولاء، إمام حافظ مقرئ ثقة، عرض على أبي عمرو، قال أحمد عنه: = كان يرى القدر، ولا يدعوا اليه = مات سنة 179هـ أو سنة 180 هـ. غاية 1/ 478، معرفة 1/ 163. وقال ابن حجر: = ثقة ثبت، رمي بالقدر ولم يثبت عنه = التقريب ص 367.
(9) أي: على أبي الفتح.
(10) أي: مثل رواية اليزيدي وشجاع.
(11) أحمد بن جعفر بن محمد، أبو الحسين البغدادي، إمام مشهور، حافظ ثقة متقن محقق ضابط، مات سنة 330هـ. غاية 1/ 44، وطريقه عن شجاع خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.(4/1486)
وشجاع جميعا، قال: قرأت عليهما (1) بالإبدال من الهمزة لينا (2) مختلسا من غير مدّ، وكذلك روى أحمد بن يعقوب التائب (3) عن الخشاب (4) عن أبي شعيب عن اليزيدي، فقال بياء مختلسة الكسر بعد الألف، وجاء بذلك نصّا عن اليزيدي وابن مجاهد عن ابن كثير (5) عن أبيه، فقال: وأما أبو عمرو، فلم يمدّ ولم يهمز، وجعل بعد الألف كسرة. وكذلك فعل بأخواتها. وقال لنا محمد بن علي، قال لنا ابن مجاهد عن أبي عمرو بغير همز، ثم قال عن ورش عن نافع بغير همز مثل أبي عمرو (6)، وهذا من قوله يدلّ على تسهيل الهمزة، وجعلها بين بين ما لم يحقّق البدل المحض في مذهب ورش، وحقّق التسهيل بين بين.
وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر: قرأ أبو عمرو {الئي بياء ساكنة، وهذا يدلّ على البدل. وقال لي الحسن بن شاكبة} [7] البصري عن أبي عمرو في قوله:
{اللائي} [8] حيث وقع الجمع فيه بين ساكنين، قال: وعلّته في الجمع بين الساكنين في ذلك أن الساكن الأول حرف مدّ، والإعراب إنما يكون بها أو بحركتها، فإذا كان
__________
والمنادي: بضم الميم وفتح النون في آخرها دال، نسبة إلى من ينادي على الأشياء التي تباع، والأشياء المفقودة التي يطلبها أربابها. الأنساب 5/ 385.
(1) في (م) = عليها = وهو خطأ.
(2) كذا في النسختين، ولعلها = ياء =، وإلا فما المعنى؟ ويدل على أنها = ياء = الرواية التالية.
(3) أحمد بن يعقوب، أبو الطيب الأنطاكي، مقرئ حاذق، قرأ على أحمد بن حفص الخشاب، مات سنة 340هـ. غاية 1/ 151، معرفة 1/ 282ن وفيها = محمد بن حفص = بدل = أحمد =.
(4) أحمد بن حفص المصيصي، قرأ على السوسي، أخذ عنه أحمد بن يعقوب. غاية 1/ 51، معرفة 1/ 259.
والخشاب: بفتح الخاء والشين في آخرها باء، نسبة إلى من يبيع الخشب الأنساب 2/ 366.
وطريق التائب لم يذكرها المصنف في باب الأسانيد، ضمن الطرق إلى اليزيدي 1/ 256، فهى خارجة عن طرق الكتاب.
(5) عبد الله بن كثير، أبو محمد المؤدب، أخذ القراءة عن أبي الخياط صاحب اليزيدي، وعرض عليه ابن مجاهد، وأثنى عليه. غاية 1/ 445، أما أبوه فلم أعثر له على ترجمة.
(6) السبعة ص 518.
(7) في (م) = ساكن =، والحسن هذا لم أجد له ترجمة.
(8) في (م) زيادة وهي = اللائي =.(4/1487)
قبل كل حرف منها حركته، فكأنه متحرّك (1). قال أبو عمرو: وقال أصحاب اليزيدي كلهم عن أبي عمر {الئي لا يمدّ ولا يهمز، قال: وهي لغة قريش} [2]. وقال ابن سعدان عن اليزيدي عنه بغير همز ويثبت الياء، وليس في قولهم هذا بيان لمذهبه في كيفية تسهيل الهمزة ولا في قول ابن سعدان ما بين حكم المختلسة الكسرة هي أم ساكنة؟
وقال ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو: يشبع كسرة الياء، فيصير بعدها كذلك ياء أخرى مثل اللاهي (3) ولا يهمز، قال أبو عمرو: من حقّق الهمزة من أئمة القراءة سواء أثبت الياء بعدها أو حذفها، ومن أبدلها منهم ياء ساكنة زاد في تمكين مدّ الألف قبلها بيانا للهمزة في مذهب من حقّقها، وليتميّز الساكنان أحدهما من الآخر في مذهب من أبدلها، فأما من جعلها بين بين، فزيادة التمكين للألف والقصر جائزان في مذهبه لما بيّنّاه في باب الهمزتين (4).
حرف:
قرأ الحرميّان وأبو عمرو {تظّهّرون بتشديد الهاء والظاء من غير ألف بينهما، وقرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر} {تظاهرون بضم التاء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء} [5]، وروى يحيى الجعفي وأبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر (6)
__________
(1) بمعنى: أنه لما اجتمع ساكنان خفف الاسم، وسهل ذلك عليه، لأن الحرف الأول منها حرف مد ولين، والمد الذي فيه يقوم مقام الحركة. انظر الحجة ص 288.
(2) النشر 1/ 404باب الهمز المفرد.
(3) وزنا لا لفظا.
(4) خلاصة القول في هذا الحرف هو: أن ابن عامر، وعاصما، وحمزة، والكسائي قرءوا بهمزة مكسورة، بعدها ياء ساكنة، على وزن = القاضي =، وصلا ووقفا، وأما الباقون وهم: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، فقرءوا بحذف الياء. واختلف عن هؤلاء الثلاثة في الهمزة، فقرأ قالون وقنبل بتحقيقها، وقرأ ورش بتسهيلها بين بين، وجاء عن أبي عمرو، والبزي وجهان، كلاهما صحيح ثابت: الأول: تسهيلها، وهو رواية المصنف عن أبي الفتح عنهما، وهو الذى أخذ به العراقيون.
الثاني: إبدالها ياء ساكنة، وهو روايته عن أبي الحسن والفارسي عنهما، وهو الذي أخذ به المغاربة، وعلى هذا الوجه يجتمع ساكنان فيشبع المد ليتميز الساكنان، وأما ورش فإن المد والقصر جائزان في مذهبه، وأما من حقق الهمزة فإنه يشبع المد بيانا للهمزة.
انظر: التيسير ص 178، النشر 1/ 404باب الهمز المفرد، إتحاف فضلاء البشر ص 352، البدور الزاهرة ص 251.
(5) التيسير ص 178، النشر 2/ 347.
(6) رواية الجعفي عن الكسائي خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.(4/1488)
بفتح التاء والهاء وتخفيف الظاء مثل حمزة. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر مثل رواية الجماعة عنه، وبذلك قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر (1). وقرأ ابن عامر {تظّاهرون بفتح التاء والهاء وتشديد الظاء وألف بعدها وقرأ حمزة والكسائي مثل ابن عامر إلا أنهما خفّفا الظاء} [2]، كذا روت الجماعة عن سليم ما خلا إبراهيم بن زربي (3)، فإنه روى عنه تشديد الظاء مثل ابن عامر، ويأتي اختلافهم في سورة المجادلة هناك إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص والكسائي في رواية قتيبة {الظّنونا [10] و} {الرّسولا [66] [209/ ب] و} {السّبيلا [67] بإثبات الألف في الوصل والوقف في الثلاث الفواصل} [4]. وكذلك روى أحمد بن موسى (5) وعباس (6)
عن أبي عمرو. وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد
__________
(1) ولم ينص على غيرها عنه في التيسير ص 178.
(2) التيسير ص 178، النشر 2/ 347.
(3) في (م) = زرنى = وهو خطأ.
وإبراهيم هذا هو: إبراهيم بن زربي الكوفى، قرأ على سليم وعليه رجاء بن عيسى غاية 1/ 15.
وزربي: بفتح الزاي وسكون الراء وكسر الباء، وهذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم. الأنساب 3/ 144.
(4) الفواصل: جمع فاصلة وهي آخر كلمة في الآية، قال السيوطي: = الفاصلة كلمة آخر الآية كقافية الشعر =. الإتقان 3/ 416الإتقان ط 1مؤسسة النداء، أبو ظبي الإمارات سنة 2003م 1424هـ وانظر شرح المخللاتي على ناظمة الزهر ص 124.
واتفقت المصاحف على رسم الألف بعد النون في (الظنونا)، وبعد اللام في الحرفين الأخيرين دون سائر الفواصل. انظر المقنع ص 38، الاتحاف ص 353.
(5) أحمد بن موسى بن أبى مريم اللؤلؤي الخزاعي، صدوق، روى القراءة عن أبي عمرو، وعنه خليفة بن خياط وغيره. غاية 1/ 143.
(6) في (م) = عياش =، وبحثت فيمن اسمه كذلك فلم أجد أحدا منهم يروي عن أبي عمرو، وفي (ت) صورة كتابة الاسم توحي بأنه = عباس =، ولعله: العباس بن الفضل بن عمرو، أبو الفضل الأنصاري، من أكابر أصحاب أبي عمرو، وروى عنه القراءة عرضا وسماعا، وقال أبو عمرو عنه: = لو لم يكن في أصحابي الا عباس لكفاني =، وقال ابن عدي: = وهو مع ضعفه يكتب حديثه =. معرفة 1/ 162غاية 1/ 353.
وطريق أحمد بن موسى، وعباس لم يذكرهما الداني في المقدمة عن أبي عمرو، فهما خارجتان عن طرقه في هذا الكتاب، وانظر قول ابن عدي في الكامل 5/ 1665.(4/1489)
القوّاس (1) وأبي عمارة (2) والكسائي في غير رواية قتيبة بحذف الألف فيهنّ في الوصل وإثباتها في الوقف، وكذلك روى ابن عتبة عن ابن (3) عامر في الآخرين.
وروى هبيرة والزهراني عن حفص بإثبات الألف في الوصل والوقف مثل نافع، وكذلك روى ابن شنبوذ عن قنبل خالف الجماعة عنه، وقرأ أبو عمرو وحمزة بحذف الألف فيهنّ في الوصل والوقف (4)، ولم يختلفوا في شيء من الفواصل غيرهنّ.
حدّثنا محمد بن أحمد (5)، قال: نا ابن قطن (6) قال: نا أبو خلّاد (7) ونا الخاقاني (8)، قال: نا الحسن المعدل (9)، قال: نا أحمد بن شعيب (10)، قالا (11) نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه وقف على الثلاثة بغير ألف، ونا محمد بن علي، قال: نا
__________
(1) كذا في النسختين، والصواب = وعبيد، والقواس =، لأن عبيد هو ابن الصباح، والقواس هو صالح ابن محمد، وقد تقدما، وعمرو هو ابن الصباح، وتقدم أيضا ص 57.
(2) سبقت ترجمته ص 64.
(3) في (م) = أبي =، وهو خطأ.
(4) انظر القراءات في هذا الحرف التيسير ص 178، النشر 2/ 348.
(5) هو أبو مسلم الكاتب، تقدم ص 53.
(6) محمد بن أحمد بن قطن، أبو عيسى الوكيل، شيخ مقرئ حاذق ضابط، روى القراءة سماعا عن أبي خلاد، وعنه النقاش، وأبو طاهر، وأبو مسلم. غاية 2/ 79.
(7) سليمان بن خلاد السامري المؤدب، أخذ القراءة عن اليزيدي عرضا وسماعا، وعنه ابن قطن، قال ابن الجزري: صدوق مصدر، وقال ابن أبي حاتم: صدوق مات سنة 261هـ. معرفة 1/ 194، غاية 1/ 313. وهذا الطريق اسناده حسن، واعتمده المصنف في التيسير ص 12، وذكره في مقدمة هذا الكتاب 1/ 276، وهو طريق رواية كما هو ظاهر.
(8) هو خلف بن إبراهيم، تقدم ص 94.
(9) الحسن بن رشيق، أبو محمد المصري، مشهور، روى الحروف عن أحمد بن شعيب بن السوسي، وعنه خلف بن إبراهيم، وقد وثقه جماعة، ولينه الحفاظ عبد الغني بن سعيد. غاية 1/ 213.
(10) أحمد بن شعيب، أبو عبد الرحمن النسائي، الحافظ الكبير، روى القراءة عن السوسي، وعنه الحسن المعدل، مات سنة 303هـ. غاية 1/ 61.
(11) النسائي لا يروي عن اليزيدي إلا عن طريق السوسي، وقد سقط اسمه من النسختين، وانظر التيسير ص 12فقد اعتمد هذا الطريق، وفي (م) = قال = وطريق الخاقاني إسنادها حسن، من أجل الكلام الذي في الحسن بن رشيق.(4/1490)
محمد بن القاسم (1)، قال: نا سليمان بن يحيى (2)، قال: نا ابن سعدان (3)، قال: نا سليم عن حمزة أنه يقف عليهن بغير ألف، وقد روى أبو مزاحم الخاقاني (4) عن قراءته من طريق محمد بن بحر (5) عن سليم عن حمزة أنه وقف عليهنّ بألف على الخط، وذلك خلاف لما روته الجماعة عن سليم، ولما عليه الجمهور من أهل الأداء.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {لا مقام لكم [13] بضم الميم، وقرأ الباقون بفتحها} [6].
حرف:
قرأ نافع وابن كثير في رواية البزّي والقوّاس وابن عامر في رواية التغلبي (7) وإسحاق بن داود (8) وأحمد بن المعلى (9) وأحمد بن موسى الصوري (10)
__________
(1) محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، الإمام الكبير، والأستاذ الشهير، روى عن سليمان بن يحيى، وعنه أبو مسلم، مات سنة 328هـ. غاية 2/ 231، معرفة 1/ 280.
(2) سليمان بن يحيى الضبي، أبو أيوب، مقرئ كبير ثقة، روى عنه محمد بن القاسم وغيره، مات سنة 291هـ. غاية 1/ 317، معرفة 1/ 256.
(3) محمد بن سعدان الكوفي، أبو جعفر، قرأ على سليم وغيره، وعليه سليمان بن يحيى، وثقه الخطيب وغيره، مات سنة 231هـ. تاريخ بغداد 5/ 324، معرفة 1/ 217، غاية 2/ 143.
والإسناد صحيح.
وطريق سليمان عن ابن سعدان خارجة عن طرق الداني في هذا الكتاب، انظر 1/ 332من القسم المحقق.
(4) موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان البغدادي، إمام مقرئ محدث ثقة، كان ضابطا لقراءة الكسائى إماما فيها، مات سنة 325هـ. غاية 2/ 320.
(5) محمد بن بحر الخزاز الكوفي، أخذ عن سليم، وعنه جماعة. غاية 2/ 104، وطريق ابن بحر خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(6) التيسير ص 178، النشر 2/ 348.
(7) أحمد بن يوسف، أبو عبد الله، روى القراءة عن ابن ذكوان وأبي عبيد، وعنه ابن مجاهد والطبري. غاية 1/ 153.
والتغلبي: بفتح التاء وسكون الغين وكسر اللام والباء، نسبة إلى قبيلة تغلب بن وائل. الأنساب 1/ 469.
(8) لعله: إسحاق بن داود السراج، قال عنه ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق 2/ 295: = دمشقي ثقة =. أفاد فيها شيخنا الدكتور محمد سيدي الأمين. وطريقه عن ابن ذكوان خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(9) تقدمت ترجمته ص 83.
(10) كذا في النسختين = أحمد = وهو خطأ، والصواب: محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوري،(4/1491)
وأحمد بن أنس (1) وسلامة بن هارون (2) عن الأخفش عن ابن ذكوان، وفي رواية ابن عتبة عن أيوب والوليد عن يحيى والكسائي في رواية قتيبة {لأتوها [14] بالقصر} [3]، وكذلك حكى أبو ربيعة عن صاحبيه ومضر عن البزّي، وحكى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية أبي ربيعة عن البزّي بالمدّ، وهو وهم (4). وقال ابن ذكوان في كتابه (5) مقصور من باب المجيء.
واختلف عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير في ذلك، فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: إن ابن فليح روى عن أصحابه {لأتوها بالمدّ} [6]. وكذلك أقرأني أبو الفتح في روايته عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن (7) عن أصحاب (8)
الخزاعي عن ابن فليح. وقال الخزاعي في كتابه عنه وعن القوّاس والبزّي لأتوها
مقصورة بمعنى جاءوها، ولم يذكر بينهم فيه خلافا. وكذلك قال لي أبو الفتح عن
__________
أبو العباس، مشهور ضابط ثقة، أخذ القراءة عرضا عن ابن ذكوان، وروى عنه الداجوني، مات سنة 307هـ. غاية 2/ 268، معرفة 1/ 254والصوري: بضم الصاد، نسبة إلى بلدة = صور = من بلاد الشام. انظر الأنساب 3/ 564.
(1) أبو الحسن الدمشقي، تقدم ص 83.
(2) سلامة بن هارون، أبو نصر البصري، قرأ على هارون بن موسى الأخفش، وغيره. غاية 1/ 310. وسلامة يروي عن ابن ذكوان بواسطة الأخفش، وأما البقية فيروون عن ابن ذكوان مباشرة، وطريق التغلبي هي التي اعتمدها المصنف في التيسير ص 12، واعتمد ابن الجزري طريقي الأخفش والصوري عن ابن ذكوان، النشر 1/ 142139.
(3) على أنه فعل ماض من الإتيان، والمجيء، أي: فعلوا الفتنة وجاءوها. انظر: المغني 3/ 149، تفسير الطبري 21/ 136.
(4) انظر النشر 2/ 348.
(5) لم أجد هذا الكتاب.
(6) انظر السبعة ص 520.
(7) أبو الفتح هو فارس بن أحمد، تقدم ص 95، وعبد الباقي هو: عبد الباقي بن الحسن بن أحمد، أبو الحسن الخراساني الدمشقي، كان خيرا فاضلا ثقة مأمونا، أخذ القراءة عنه عرضا فارس بن أحمد، مات بعد سنة 380هـ. غاية 1/ 356، معرفة 1/ 359.
(8) منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المقرئ، وهو المقصود هنا، لأنه هو الذي يروي عنه عبد الباقي من طريق أبي الفتح عنه، انظر مقدمة هذا الجامع 1/ 262من القسم الأول.
وأبو إسحاق هذا قال فيه ابن الجزري: = شيخ جليل، توفي سنة 361هـ =. غاية 1/ 4.(4/1492)
عبد الله بن الحسين (1) عن أصحابه (2) عن ابن فليح، ورواية ابن فليح عن ابن مجاهد هي عن الخزاعي، وقد حكى في كتابه (3) خلاف ما قاله ابن مجاهد، والله أعلم. ولم يذكر ابن مجاهد هذا الحرف في كتاب المكيّين (4)، بل قال فيه: لم أحفظ قول قنبل فيه، وكان يقرأه بالقصر، وعلى ذلك جميع الرّواة، وأهل الأداء. وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الأخفش عن ابن ذكوان، وفي رواية هشام والكسائي في غير رواية قتيبة بالمدّ (5).
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وحفص {أسوة حسنة هاهنا [21] وفي الموضعين في الممتحنة} [6] [4و 6] بضمّ الهمزة في الثلاثة، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر في الممتحنة خاصّة، وقرأهن (7) الباقون بكسر الهمزة (8)، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر [210/ أ] وابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يتابعه (9) على ذلك أحد عنهما {الرّعب و} {مبيّنة قد ذكرا} [10].
__________
(1) عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد السامري، مشهور ضابط ثقة مأمون كما قال الداني، واختلط في آخر عمره، وجزم الذهبي بضعفه، وقد رد ابن الجزري تضعيف الذهبي. انظر معرفة 1/ 328، غاية 1/ 416.
(2) ذكر منهم الداني اثنين في المقدمة 1/ 261، وهما: أحمد بن موسى بن مجاهد، ولعله المقصود لأجل تعقيب المصنف، والثاني أبو الحسن علي بن الحسين الرقي، له ترجمة في الغاية 1/ 534.
(3) يعنى كتاب الخزاعى، ولم أعثر عليه لأوثق منه النص، ولعله من مصادر المصنف المفقودة.
(4) لكن ذكره في كتاب السبعة، انظر ص 520.
(5) من الإعطاء والإيتاء، أى: لأعطوا الفتنة من سألهم وشاركوه. انظر: الحجة ص 97/ 298، المغني 3/ 149، وانظر النشر 2/ 348.
(6) والموضعان هما: {(قد كانت لكن أسوة حسنة في إبراهيم (4)، وقوله:} (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة) (6).
(7) في (م) = وقرأ =، ورواية الوليد عن يحيى عن ابن عامر لم يذكرها المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(8) والضم لغة قيس وتميم، والكسر لغة الحجاز، وانظر: التيسير ص 178، النشر 2/ 348، إتحاف فضلاء البشر ص 354.
(9) كذا في النسختين، ولعله = لم يتابعهما =.
(10) = الرعب = في آل عمران آية رقم (151)، و = مبينة = في النساء آية رقم (19).(4/1493)
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر {نضعف لها [30] بالنون وكسر العين وتشديدها من غير ألف قبلها} [1] {العذاب [30] بالنصب، وقرأ أبو عمرو} {يضعف بالياء وفتح العين وتشديدها من غير ألف قبلها} {العذاب بالرفع. وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم خفّفوا العين، وأثبتوا الألف قبلها} [2].
حرف:
وكلهم قرأ {ومن يقنت [31] بالياء} [3] إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى، والوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء (4).
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمزة والكسائي {ويعمل صالحا يؤتها
[31] بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء في الأول، وبالنون في الثاني} [5].
حرف:
قرأ نافع وعاصم بخلاف عن أبي بكر وحفص {وقرن في بيوتكنّ [33] بفتح القاف. وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون بكسرها} [6].
وكذلك روى هبيرة عن حفص وأبو هشام الرفاعي (7) وضرار بن صرد (8) عن (9) عن أبي بكر.
وروت الجماعة عنهما فتح القاف، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أحمد بن يونس (10)، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه كان يقرأ {وقرن، فقيل له} [11]: هكذا كان
__________
(1) على البناء للمعلوم، و = العذاب = مفعول به، وقراءة أبي عمرو، والباقين على البناء للمجهول و = العذاب = نائب فاعل، انظر الاتحاف ص 354.
(2) التيسير ص 179، النشر 2/ 348.
(3) انظر المبسوط لابن مهران ص 301.
(4) وهي مخالفة لقراءة الجماعة، وتروى عن يعقوب الحضرمي من طريق روح وزيد انظر:
المبسوط ص 301.
(5) والمصنف في التيسير ص 179لم يشر لرواية المفضل، وأثبت الأوجه الأخرى، وكذا ابن الجزري في النشر 2/ 348.
(6) تقريب النشر ص 161.
(7) هو محمد بن يزيد، وتقدم أنه يروى شذوذات كثيرة عن يحيى وغيره، انظر ص 68.
(8) ضرار بن صرد بن سليمان، أبو نعيم التميمي، ثقة صالح، روى القراءة عن يحيى والكسائي، مات سنة 129هـ. غاية 1/ 338.
(9) في (م) = يحيى =، وقد سقطت من نسخة الأصل (ت)، وما في (م) أصوب.
(10) لم أجد له ترجمة، والأثر ذكره الذهبي في السير مختصرا 5/ 259.
(11) أى: قيل لأبي بكر، وأبو عبد الرحمن هو السلمي.(4/1494)
يقرأ أبو عبد الرحمن، فقال: كل قراءة عاصم قراءة أبي عبد الرحمن إلا حرفا.
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر في رواية هشام {أن يكون لهم [36] بالياء.
وقرأ الباقون وابن عامر في غير رواية هشام بالتاء} [1].
حرف:
قرأ عاصم {وخاتم النّبيين [40] بفتح التاء، وكذلك روى محمد بن شبل} [2] القاضي عن عيسى بن سليمان الحجازي (3) عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وصاحبيه خالف الجماعة عن إسماعيل. وقرأ الباقون بكسر التاء (4)، نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن منيع (5)، قال: حدّثني جدّي (6)، قال:
نا حسين المروزي (7)، قال: نا حفص، قال: قال عاصم: رسول الله الخاتم والله الخاتم (8). قال أبو عمرو: فتح التاء على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ختم الأنبياء كما
__________
(1) التحبير ص 164.
(2) كذا في النسختين، والصواب: محمد بن سنان بن سرح القاضي الشيزري، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عيسى بن سليمان، وهو مقرئ ضابط، مات سنة 273هـ. غاية 2/ 151، وإنما صوبت = ابن سنان = لأن ابن الجزري لم يذكر في الغاية من اسمه = محمد بن شبل = ضمن القراء، وهو قد جمع كتاب الداني والذهبي في التراجم وزاد عليهما، والله أعلم.
(3) عيسى بن سليمان، أبو موسى الشيزري، مقرئ معروف، روى الحروف عن إسماعيل، وأخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي، وروى عنه محمد بن سنان وغيره. غاية 1/ 609.
والحجازي: نسبة إلى منطقة الحجاز، وهي مكة وما حولها إلى المدينة. الأنساب 2/ 176.
وروايته عن إسماعيل خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(4) انظر قراءة عاصم والباقين في هذا الحرف التيسير ص 179، النشر 2/ 348.
(5) عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم البغوي، روى عن جده أحمد بن منيع، وعنه أبو طاهر ثقة. انظر: تاريخ بغداد 10/ 111، غاية 1/ 450.
(6) أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي الأصم، روى عن حسين المروذي، وعنه سبطه عبد الله ابن محمد. غاية 1/ 139، وقال في التقريب ص 85: ثقة حافظ، مات سنة 244هـ.
(7) حسين بن محمد بن أحمد المروذي، روى عن إسماعيل، وعنه أحمد بن منيع غاية 1/ 249.
والمروذي: أصل النسبة = المرو الروذي = فخففت إلى = المروذي =، وهي نسبة إلى = مرو الروذ =، بلدة حسنة مبنية على وادي مرو. انظر الأنساب 5/ 262.
والإسناد فيه من لم يوثق، وذكر المصنف هذا الطريق في المقدمة 1/ 317.
(8) الأثر لم أجده.(4/1495)
قرأه (1) عاصم وكسره على أنه هو الذي ختمهم، فهو خاتمهم (2).
{أن تمسّوهنّ [49] قد ذكر} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {تعتدّونها [49] بتشديد الدال إلا ما أتاه محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني مضر عن ابن أبي بزّه} [4] عن ابن كثير {تعتدونها
[49] خفيفة، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الحسن بن مخلد، قال: حدّثنا ابن أبي بزّة عن} [5] أصحابه عن ابن كثير أنه قرأ {تعتدونها خفيفة، فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في} {تعتدونها [49] فكان يخفّفها، وقوله:} {وما هو بميت [إبراهيم: 17] خفيفة} [6]
{وإذا العشار عطلت [التكوير: 4] فقال لي القوّاس سر إلى أبي الحسن، فقل له: ما هذه القراءة التي قرأتها لا نعرفها؟ فسرت إليه، فقال: رجعت عنها} [7]. وروى الخزاعي عن أصحابه (8) التشديد، وكذلك روى محمد بن سودة (9)، وأبو عبد الرحمن اللهبي وغيرهما عن اليزيدي (10) أداء، وبذلك قرأت. وقال أبو (11) ربيعة: كان ابن أبي بزّة
__________
(1) في (م) = فسره =.
(2) توضيح عبارة الداني أن = خاتم = بفتح التاء اسم للآلة، على معنى أن النبى صلى الله عليه وسلم ختم به الأنبياء فهو آخرهم، وبكسر التاء على أنه اسم فاعل، والفاعل ضمير مستتر يعود على النبي صلى الله عليه وسلم. انظر تفسير الطبري 22/ 16، وانظر: الاتحاف ص 355، المغني 3/ 153.
(3) في البقرة آية (227).
(4) هذا الطريق اعتمده الداني في التيسير عن ابن كثير، انظر ص 11، والبزي قرأ على عكرمة، وعكرمة على اسماعيل واسماعيل على ابن كثير، وهذا الإسناد صحيح.
(5) الإسناد صحيح.
(6) في (م) = حقيقة =، ومعنى = خفيفة = بدون تشديد الياء.
(7) انظر الأثر في السبعة ص 522، معرفة القراء 1/ 179، في ترجمة القواس.
(8) لعل المقصود ابن فليح.
(9) محمد بن يعقوب بن سورة التميمي، سمع أبا الوليد الطيالسي، وكان ثقة تاريخ بغداد 3/ 389، وطريقه عن البزي خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(10) كذا في النسختين، ولعل الصواب = البزي =، لأن اللهبي لم يرو عن اليزيدي، وكذا اليزيدي لم يذكر اللهبي في تلاميذه. وتقدمت ترجمة اللهبي ص 79.
(11) كلمة = أبو = ساقطة من (م)، وأبو ربيعة هو محمد بن إسحاق، وتقدم ص 65.(4/1496)
يخفّفها زمانا ثم رجع إلى التشديد (1).
الأعشى ويزيد بن عبد الواحد عن أبي بكر. {ترجى [51] بغير همز وسائر الرواة عن أبي بكر بالهمز} [2] وقد ذكر (3).
حرف:
قرأ الأصبهاني عن ورش، والأعشى عن أبي بكر، وقتيبة عن الكسائي، وحمزة إذا وقف {وتوي إليك [51] بغير همز} [4]، والإدغام والبيان جائزان في الواو الساكنة المبدلة من الهمز [210/ ب] وفي ذلك الإدغام للتماثل والاعتداد بالبدل والبيان لكون البدل عارضا، فالهمزة في التقدير والنيّة، وهي لا تدغم رأسا.
حرف:
قرأ أبو عمرو {لا تحل بالتاء وقرأ الباقون بالياء} [5].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام وحمزة والكسائي {غير نظرين إنه بإمالة فتحة النون والألف بعدها، وكذلك روى الحلواني وسالم بن هارون} [6] عن قالون أنه كسر النون والألف، قال الحلواني: كتب قالون {إنه على كتاب المصحف، وكتبته أنا} {إناه بالألف} [7]، وقال الحسن بن جامع (8) عن ابن أبي حمّاد والمنذر بن محمد (9) عن هارون عن أبي بكر وهبيرة وأبو شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم أنه يكسر الياء، وهذا يدل على الإمالة. وقال ابن شنبوذ عن النحّاس (10) عن أبي يعقوب،
__________
(1) الأثر لم أجده.
(2) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، إضافة إلى أبي بكر بهمزة مضمومة، والباقون بغير همز.
انظر: التيسير ص 119، النشر 1/ 406.
(3) عند قوله (مرجون لأمر الله) التوبة: 106.
(4) وإبدالها واوا ساكنة وإدغامها في الواو بعدها، فيصير النطق بواو مشددة مكسورة ولحمزة وجه آخر، وهو إبدال الهمزة واوا ساكنة بلا إدغام. انظر: الإتحاف ص 356، البدور الزاهرة ص 255.
(5) انظر: التيسير ص 179، النشر 2/ 349.
(6) تقدمت ترجمته ص 78.
(7) لم أجد الأثر.
(8) الحسن بن جامع الكوفي، روى القراءة عن ابن أبي حماد، وعنه أحمد بن الصقر. غاية 1/ 309.
(9) تقدم أن روايته عن هارون خارجة عن طرق المصنف ص 51.
(10) إسماعيل بن عبد الله، أبو الحسن، مقرئ الديار المصرية، قرأ على أبي يعقوب مات سنة بضع وثمانين ومائتين. معرفة 1/ 231، غاية 1/ 165.
والنحاس: بفتح النون وتشديد الحاء، نسبة إلى عمل النحاس وهي الأواني الصفرية. انظر الأنساب 5/ 465.(4/1497)
وعن أبي بكر عن أبي الأزهر بالنون ممالة، وهو قياس قولهما وقول داود وأحمد في كتبهم عن ورش، غير أن الإمالة بين بين. وقال أحمد بن صالح عن قالون النون مفتوحة (1)، وكذلك روى ابن سعدان عن المسيّبي. وقرأ الباقون بإخلاص الفتح (2).
حرف:
قرأ ابن عامر {إنّا أطعنا ساداتنا [67] بألف بعد الدال وكسر التاء} [3]، وكذلك حكى ابن مجاهد عن جبلة عن المفضل عن عاصم (4)، ولم أقرأ بذلك من طريقه وقال ابن جرير (5) في مجرّده عن البيروتي (6) عن ابن بكار عن أيوب عن ابن عامر بغير ألف. وكذلك روى الوليد عن يحيى عنه، وقال في «جامعه» عنه بألف وهو الصواب. وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء (7).
حرف:
قرأ عاصم {لعنا كبيرا [68] بالباء} [8]، وكذلك روى الداجوني (9) أداء عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر، وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد،
__________
(1) هذا هو الثابت عن قالون.
(2) انظر القراءتين في هذا الحرف. التيسير ص 49، الإتحاف ص 356.
(3) فهو جمع الجمع، والمقصود التكثير.
(4) ولم يذكرها في كتابه السبعة.
(5) الإمام الكبير محمد بن جرير الطبري، مشهور كبير القدر، روى عن البيروتي، وصنف كتابا حسنا في القراءات، لعله المشار اليه عاليا، مات سنة 311هـ. انظر: معرفة 1/ 264، غاية 2/ 106، البداية والنهاية 11/ 145.
(6) في هامش (ت) = البيروتي هو العباس بن الوليد، روى عن ابن بكار =. غاية وفي (م) = السيروتي = وهو خطأ، والصواب ما في (ت)، وهو: العباس بن الوليد بن مزيد، أبو الفضل، روى عن ابن بكار وروى عنه ابن جرير، وقال أبو زرعة: صدوق ثقة. انظر: الجرح والتعديل 6/ 215، غاية 1/ 355، وذكر المصنف طريق ابن جرير عن البيروتي في باب ذكر الأسانيد 1/ 290.
والبيروتي: نسبة إلى بلدة من بلاد الشام، وهي بيروت، عاصمة لبنان اليوم. انظر: الأنساب 1/ 428، معجم البلدان 1/ 525.
(7) على التوحيد، وانظر: القراءتين في التيسير ص 179، النشر 2/ 349، وقوله = وقال في جامعه عنه = يعني: ابن جرير في = الجامع في القراءات =، ولم أطلع عليه.
(8) في (م) = بالياء = وهو خطأ.
(9) محمد بن أحمد، أبو بكر الداجوني، مقرئ كبير، قرأ على الأخفش، والصوري، وعليه ابن مجاهد وغيره، توفي بعد سنة 320هـ. معرفة 1/ 268، غاية 2/ 77.(4/1498)
قال: في كتابي عن أحمد بن يوسف (1) عن ابن ذكوان بالياء مثل عاصم، قال: ورأيت في كتاب موسى بن موسى (2) عن ابن ذكوان عن ابن عامر بالتاء. وقرأ الباقون بالثاء (3)، وكذلك روى الأخفش وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى وغيرهم عن ابن ذكوان، وهشام عن ابن عامر. ولا يعرف الشاميون (4) غير ذلك. وليس في هذه السورة من الياءات المختلف فيها شيء والله أعلم.
__________
والداجوني: بفتح الدال وضم الجيم، نسبة إلى قرية داجون، من قرى الرملة من أرض فلسطين.
الأنساب 2/ 435، وانظر معجم البلدان 2/ 417.
(1) هو التغلبي، وقد تقدمت ترجمته ص 82، وانظر كلام ابن مجاهد في السبعة ص 524523.
(2) موسى بن موسى بن غالب، أبو عيسى الختلي، روى القراءة عن ابن ذكوان، وعنه ابن مجاهد.
غاية 2/ 323.
وطريقا الداجوني عن هشام، وموسى عن ابن ذكوان خارجتان عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) انظر القراءتين في هذا الحرف في التيسير ص 179، النشر 2/ 349.
(4) في (م) = الشاميين = وهو خطأ ظاهر.(4/1499)
ذكر اختلافهم في سورة سبأ
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {عالم الغيب [3] برفع الميم على وزن فاعل} [1]، نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال ابن ذكوان: وقال بعض أصحابنا عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر بالكسر (2)، قال أبو عمرو: وأظن بعض أصحابه عبد الحميد بن بكار لأنه كذلك روى عن أيوب عن ابن عامر، وقرأ ابن كثير وعاصم بخلاف عن أبي بكر وابن عامر في رواية ابن بكار وأبو عمرو بخفض الميم على وزن فاعل (3)، وروى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر برفع الميم مثل نافع، لم يروه غيره.
وقرأ حمزة والكسائي {علّام الغيب على وزن فعال، الألف بعد اللام} [4] وخفض الميم. وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر، لم يتابعه على ذلك أحد من أصحابه
{لا يعزب [3] قد ذكر} [5]
{معجزين في الموضعين} [6] [5و 38] قد ذكرا أيضا.
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والمفضل {من رجز أليم هاهنا [5] وفي الجاثية [11] بالرفع. وقرأهما الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحماد بالخفض} [7].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {إن يشأ يخسف بهم الأرض أو يسقط [9] [211/ أ] بالياء في الثلاثة. وقرأهنّ الباقون بالنون} [8] وأدغم الكسائي الفاء في الباء (9)،
__________
(1) على اعتبار أن = عالم = خبر لمبتدإ محذوف تقديره = هو =. الإتحاف ص 357.
(2) السبعة ص 526، ولم يذكر الكسر عن ابن عامر المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(3) على اعتبار أنها صفة ل = ربي =.
(4) واللام مشددة، وانظر الأوجه في هذا الحرف التيسير ص 179، النشر 2/ 349.
(5) في سورة آية رقم (61).
(6) الموضع الثاني في السورة نفسها في آية رقم (38)، وقد ذكرا في سورة الحج آية (51).
(7) التيسير ص 180.
(8) النشر 2/ 349.
(9) أي: أن الكسائي أدغم فاء = نخسف = في باء = بهم =، وذلك لتقارب مخرجيهما. انظر الإتحاف ص 357.(4/1500)
وأظهرها الباقون {كسفا [9] قد ذكر} [1].
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص {ولسليمن الريح [12] بالرفع} [2].
واختلف عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، فروت الجماعة عنه بالرفع أيضا، وروى عنه ضرار والرفاعي (3) بالنصب، وبذلك قرأ الباقون (4).
حرف:
قرأ (5) نافع وابن كثير من رواية ابن فليح وابن عامر في رواية ابن عتبة وأبو عمرو {منساته [14] بألف ساكنة بدلا من الهمزة، والبدل مسموع وهو على غير قياس} [6]، أنشدنا فارس بن أحمد شاهدا لذلك شعرا:
إن الشيوخ إذا تقارب خطوهم ... دبّوا على المنساة في الأسواق (7)
وقال أبو عمرو بن العلاء، وهي لغة قريش، قال هارون (8): كان يهمزها ثم ترك الهمزة. وقرأ في رواية الأخفش عن ابن ذكوان {منسأته بهمزة ساكنة، و [كذلك] روى الداجوني أداء عن أصحابه عن ابن ذكوان، وذلك عند عامّة النحويين [ضعيف] جدّا} [9] من جهة أن هاء التأنيث لا يليها من الحركات إلا الفتحة، ومن السّواكن إلا الألف لأنها في نيّة فتحة لقوة مدّتها إلا أن مثل ما رواه الأخفش عن ابن ذكوان قد
__________
(1) في سورة الإسراء.
(2) أي: رفع الحاء من = الريح =، والرفع على الابتداء.
(3) هو محمد بن يزيد، تقدم ص 86، وروايتهما بالنصب عن أبي بكر لم يذكرها المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(4) انظر الوجهين في: التيسير ص 180، النشر 2/ 349، والنصب على إضمار فعل تقديره = سخرنا =، انظر الاتحاف ص 358.
(5) في (م) = قرأ نا وبن كثير =.
(6) لأن الأصل الهمزة، وهي على وزن = مفعلة =، وقد حكى الأصل سيبويه، كما في اللسان مادة = نسأ =، وكذلك ابن جرير في تفسيره 22/ 74، وانظر الكشف 2/ 203.
(7) المنساة هي العصا، كما في اللسان مادة = نسأ =.
(8) لعله هارون بن موسى الأخفش، فان كان هو فقد تقدم ص 63، وإن كان غيره فلا أعلم من هو؟.
(9) لكنها ثابتة من جهة النقل، فلا يضرها تضعيف النحويين، قال في الإتحاف 2/ 384:
= وهو ثابت مسموع، خلافا لمن طعن فيه = بتحقيق الدكتور شعبان إسماعيل.(4/1501)
يجيء في الشعر في المصارع (1) والقوافي، أنشد الأخفش الدمشقي شاهدا لذلك:
صريع خمر قام من وكأته ... كقومة الشيخ إلى منسأته (2)
فسكّن الهمزة في المصراعين (3) جميعا. وقرأ الباقون وابن كثير في رواية قنبل والبزّي وابن عامر في رواية التغلبي وابن المعلى وابن أنس وغيرهم عن ابن ذكوان، وفي رواية الوليد وابن بكار وهشام بهمزة متحركة.
نا ابن غلبون، قال: نا ابن المفسر، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام (4)
بإسناده عن ابن عامر {منسأته بهمزة مقصورة، وكذلك} [5] قال ابن ذكوان في كتابه بإسناده عن ابن عامر يعنيان والله أعلم بهمزة متحرّكة، وهي اللغة السائرة. وأنشد الخزاعي شاهدا لذلك:
أمن أجل حبل لا أبا لك ضربته ... بمنسأة قد جرّ حبلك أحبلا (6)
وإذا وقف حمزة جعلها بين بين على أصله (7)، وكلهم فتح السين إلا ما حكاه الحلواني عن أبي عمر عن الكسائي أنه كسرها (8)، وهو عندي وهم من الحلواني، وأظنه أنه أراد بالكسر الميم لأن بعض السلف وهو حميد بن قيس المكّي (9) يفتحها
__________
(1) في (م) = المضارع = وهو خطأ، والصواب ما أثبته، والمصارع جمع مصراع، وأصل الكلمة = صرع = وهي تدل على سقوط الشيء إلى الأرض، وقال الأزهري = المصراعان من الشعر ما كان فيه قافيتان في بيت واحد =، وصرع البيت من الشعر جعل عروضه كضربه.
انظر اللسان مادة = صرع =، معجم مقاييس اللغة، مادة صرع، ومجيئه في الشعر للضرورة.
(2) البيت ذكره المصنف في التيسير ص 180، وذكر القرطبي في الجامع 14/ 179عجز البيت.
(3) في (م) = المضارعين = وهو خطأ.
(4) تقدم هذا الإسناد ص 65.
(5) في (م) = وكذلك قال =.
(6) البيت لأبي طالب، عم النبي صلّى الله عليه وسلم، والصواب في عجزه = قد جاء حبل بأحبل =، انظر اللسان 1/ 169، مادة = نسأ =.
وفي (م) = لا أبا لك صدقة بمنشاة = وهذا خطأ.
(7) انظر الأوجه في هذا الحرف في التيسير ص 180، النشر 2/ 350.
(8) وطريق الحلواني خارجة عن أسانيد المصنف في هذا الكتاب.
(9) حميد بن قيس الأعرج، أبو صفوان القارئ، ثقة، أخذ القراءة عن مجاهد، وروى عنه سفيان، وأبو عمرو، مات سنة 130هـ. غاية 1/ 265، وثقه أبو داود، معرفة 1/ 97.(4/1502)
فغلط قد (1) ذكر السين، وقد قال الحمامي (2) عن أبي عمر عن الكسائي {منسأته
[14] مكسورة الميم مهموزة، فدلّ على صحة ما قلناه، ولعل الحلواني أراد بكسر السين إمالة فتحها لأجل كسرة الميم.} {لسبإ [15] قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة {في مسكنهم [15] بإسكان السين وفتح الكاف من غير ألف على التوحيد. وقرأ الكسائي كذلك إلا أنه كسر الكاف.
وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الكاف على الجمع} [4].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة وأبو عمرو {ذواتي أكل خمط [16] مضافا بغير تنوين} [5]. وقرأ الباقون بالتنوين وأسكن الكاف الحرميان وضمّها الباقون.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {وهل نجازي [17] بالنون وكسر الزاي} {إلا الكفور [17] بالنصب، وأدغم الكسائي لام} {هل في النون، وأظهرها حمزة وحفص، وقرأ الباقون بالياء وفتح الزاي ورفع} {الكفور} [6].
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية [211/ ب] هشام وأبو عمرو {ربنا بعّد
[19] بتشديد العين من غير ألف. حدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس. ح وأخبرني أحمد بن عمر} [7]، قال: نا أحمد بن سليمان (8)،
__________
(1) كذا في النسختين، ولعلها = في =، أو = فذكر =.
(2) كذا في النسختين، والصواب: ابن الحمامي، وهو: جعفر بن محمد بن أسد، أبو الفضل، حاذق ضابط، قرأ على الدوري، وعليه ابن الجلندي، مات سنة 307هـ. غاية 1/ 195، معرفة 1/ 242.
(3) في سورة النمل.
(4) التيسير ص 180، النشر 2/ 350.
(5) كذا في النسختين، وهو خطأ، فإن عاصما، وراوييه، وحمزة ينونون اللام في = أكل =، ولم تذكر هذه الرواية عنهم المصادر المعتمدة كالتيسير والنشر، وما أدري ما سبب هذا الخطأ؟ وأبو عمرو وحده يقرأ بترك التنوين، انظر النشر 2/ 350.
(6) التيسير ص 181، النشر 2/ 350.
(7) أحمد بن محمد بن عمر بن محمد القاضي، أبو عبد الله الجيزي، روى القراءة عن أحمد بن سليمان، وعنه الداني، توفي سنة 399هـ. غاية 1/ 126.
(8) أحمد بن سليمان بن إسماعيل، أبو الطيب الدمشقي، روى القراءة عن الباغندي، وعنه أحمد بن عمر، مات سنة 337هـ. غاية 1/ 59.(4/1503)
قال: نا محمد ابن محمد (1)، قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {ربّنا بعد مثقلة} [2].
ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن بكر (3)، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {ربنا بعد بغير ألف. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن أصحابه عن الحلواني} [4] عن هشام عن ابن عامر {ربنا نصب} {بعد بنصب الباء وكسر العين وتشديد بغير ألف وبجزم الدال، وبذلك قرأت في رواية هشام. وقرأ الباقون بألف بعد الباء وتخفيف العين} [5]. وكلهم قرأ {ربنا بعد على الطلب بنصب الباء وجزم الدال} [6]
إلا ما رواه عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم {ربنا برفع الباء} {باعد بفتح العين والدال على الخبر، لم يتابعه على هذا عن أبي بكر أحد} [7].
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن أبي حسان (8)، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {ربنا بعد مثقلة وفي كتابي على الباء ضمة وعلى العين والدال فتحتان قال عبد الواحد: وهذا غلط يعني من ابن أبي حسان.
حرف:
قرأ الكوفيون} {ولقد صدق [20] بتشديد الدال. وقرأ الباقون بتخفيفها} [9].
__________
(1) محمد بن محمد بن سليمان، أبو بكر الباغندي، مقرئ، روى القراءة عن هشام وعنه أحمد بن سليمان. غاية 2/ 240، والإسناد فيه من لم يوثق.
(2) يعنى: بتشديد العين.
(3) في هامش ورقة 212/ أمن (ت): = ابن بكر، هو أحمد بن محمد بن بكر الدكزاوي، غاية =، و = الدكزاوى = خطأ، والصواب = البكراوي =، مولى بني سليم شيخ، روى عن هشام، وعنه ابن مجاهد. غاية 1/ 108.
والإسناد اعتمده ابن مجاهد في السبعة ص 101.
(4) هذا الطريق خارج عن طرق المصنف في هذا الكتاب عن الحلواني.
(5) انظر الوجهين في الحرف، التيسير ص 181، النشر 2/ 35.
(6) على أنه فعل أمر، وقوله = بنصب الباء = أى باء = ربنا =.
(7) وهي قراءة يعقوب، من العشرة، انظر النشر 2/ 350، الإتحاف ص 359.
(8) إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، أبو يعقوب البغدادي، مشهور، روى عن هشام، وعنه أبو طاهر، مات سنة 302هـ. غاية 1/ 155، وقال الدارقطني: ثقة، تاريخ بغداد 6/ 385، والسند صحيح. وذكر الإسناد المصنف في المقدمة 1/ 289، من القسم المحقق، وفيه كتب اسم أبي طاهر = عبد الوهاب = والصواب = عبد الواحد =.
(9) التيسير ص 181، النشر 2/ 350.(4/1504)
حرف:
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي {إلا لمن أذن له [23] بضم الهمزة.
واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي والأعشى في رواية الخياط} [1] عن الشموني، ومن رواية ابن غالب بضم الهمزة، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى عنه، وروى سائر الرواة عنه، وعن يحيى بفتح (2)، وكذلك روى الجيزي (3) عن الشموني، وبذلك قرأ الباقون (4).
حرف:
قرأ ابن عامر {حتى إذا فزع [23] بفتح الفاء والزاي. وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر الزاي} [5].
حرف:
قرأ حمزة {وهم في الغرفت [37] بإسكان الراء من غير ألف على التوحيد، وإذا وقف وقف بالتاء على الخط. وقرأ الباقون بضم الراء والألف على الجمع} [6]. وكلهم ضمّ الراء إلا ما رواه عصمة (7) عن أبي بكر عن عاصم أنه أسكنها، لم يروه غيره.
{ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول [يونس: 28] قد ذكر} [8].
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في رواية حفص التناوش [52] بضم الواو من غير همز. وكذلك روى ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو بغير همز خالف الجماعة من أصحابه، وهو وهم.
واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه الكسائي والأعشى وحسين ويحيى الجعفيان وعبيد بن نعيم أنه لم يهمز، وروى عنه يحيى العليمي والبرجمي وإسحاق
__________
(1) هو القاسم بن أحمد، تقدم ص 260.
(2) كذا في النسختين، ولعلها = بفتحها =.
(3) تقدم أن الصواب الحيري، وروايته عن الشموني وجادة. انظر ص 48.
(4) انظر الوجهين في الحرف التيسير ص 181، النشر 2/ 350.
(5) مع تشديد الزاي، انظر النشر 2/ 351.
(6) التيسير ص 181، النشر 2/ 351.
(7) عصمة بن عروة، أبو نجيح الفقيمي، روى عن أبى عمرو، وعاصم، وروى حروفا عن أبي بكر، سئل عنه أبو حاتم فقال: مجهول. غاية 1/ 512.
ولم يذكر المصنف روايته في المقدمة، فهي خارجة عن شرطه في هذا الكتاب.
(8) في سورة الأنعام.(4/1505)
الأزرق وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية وابن عطارد أنه همز (1)، وكذلك روى البرجمي عن الأعشى، لم يروه عنه غيره، وقرأ الباقون بالهمزة (2).
وإذا وقف حمزة جعل الهمزة بين بين إذا كان ذلك مأخوذا من النتش (3)، وهو الحركة في الإبطال (4) لأن أصله الهمز، فإن كان من النوش، وهو التناول، ثم همزت الواو للزوم (5) ضمّها كما همزت في قوله: {أقّتت [المرسلات: 11] هو من الوقت وفي قوله:} {وجوه وشبهه كذلك لأن أصله الهمزة، وقف} [6] بضم الواو ضمة خالصة يردّ ذلك إلى أصله (7).
و {حيل بينهم [54] قد ذكر} [8]، والله أعلم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث: أولاهن {عبادي الشكور [13] أسكنها حمزة، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وخالفته الجماعة في ذلك، وفتحها الباقون} [9].
{إن أجري إلا [47] [212/ أ] فتحها نافع وابن عامر [وأبو عمرو وعاصم] في رواية حفص. وكذلك روى ابن جامع} [10] عن ابن أبي حماد عن أبي بكر وأسكنها الباقون (11).
__________
(1) وهي التي ذكرها المصنف في التيسير ص 181.
(2) انظر الوجهين في الحرف التيسير ص 181، وذكر ابن الجزري وجه الهمز مع المد، انظر النشر 2/ 351.
(3) في (م) = النيش =، وانظر المفردات ص 509.
(4) كذا في النسختين، ولا معنى له، والصواب = الإبطاء = كما في التيسير ص 181.
(5) كذا في النسختين، ولعل الصواب = للزم =.
(6) كذا في النسختين ولعل الصواب = والوقف =، وقوله تعالى (أقتت) في المرسلات آية (11).
(7) في التيسير للمصنف ص 181: = وجائز أن يكون من النوش وهو التناول، فيكون أصله الواو ثم يهمز للزوم ضمتها، فعلى هذا يقف بضم الواو، ويرد ذلك إلى أصله =، وعبارة المصنف هنا فيها ارتباك، ولعله حصل سقط.
(8) في سورة البقرة آية (59)، وتقدم في الأصول في باب = قيل =، و = غيض =.
(9) التيسير ص 182، النشر 2/ 351.
(10) تقدم ص 950.
(11) انظر السبعة ص 531.(4/1506)
{ربي إنه سميع [50] فتحها نافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون} [1]. وكذلك روى ابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عن أبي عمرو، وهو وهم (2) والله أعلم.
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثنتان: {كالجواب، أثبتها في الحالين ابن كثير، وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف أبو عمرو ونافع في رواية ورش وأبي مروان} [3] عن قالون وابن جبير عن المسيّبي عن الكسائي عن إسماعيل. وكذلك روى محمد بن عمرو الباهلي (4) عن المسيّبي أيضا. وحذفها الباقون في الحالين (5)، وكذلك حكى ابن جبير في = مختصره = عن اليزيدي عن أبي عمرو، قال: {خفيف
بغير ياء، وأخطأ، لأنها غير فاصلة، وكذلك روت الجماعة عن قالون وإسماعيل والمسيّبي، وكذلك ذكرها إسماعيل في كتابه المصنّف في قراءة المدنيين} [6]، وعلى ذلك أهل الأداء.
{كان نكير [45] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش، وحذفها الباقون في الحالين} [7].
__________
(1) الكشف 2/ 209.
(2) لأن الثابت عن أبي عمرو هو الفتح، وكتاب ابن جبير هذا لم أعثر عليه.
(3) محمد بن عثمان القرشي العثماني، مقرئ معروف ثقة، روى الحروف عرضا وسماعا عن قالون، مات سنة 241هـ. غاية 2/ 196.
(4) محمد بن عمرو بن العباس، أبو بكر الباهلي، أخذ القراءة عرضا عن المسيبي، وروى عنه النقاش وغيره. غاية 2/ 221.
(5) انظر: التيسير ص 182، النشر 2/ 351.
(6) لم أجده، وهو من مصادر الداني المفقودة.
(7) النشر 2/ 351.(4/1507)
ذكر اختلافهم في سورة الملائكة (1) عليهم السلام
حرف قرأ حمزة والكسائي {هل من خالق غير الله [فاطر: 3] بخفض الراء، وقرأ الباقون برفعها} [2].
{أرسل الريح [9] و} {إلى بلد ميت [9] قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ الكسائي في رواية قتيبة {والذين يدعون من دونه [13] بالياء} [4]، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص عن عاصم. وقرأ الباقون بالتاء والجماعة عن حفص كذلك.
حرف قرأ أبو عمرو {يدخلونها [33] بضم الياء وفتح الخاء، وكذلك روى العطاردي عن عاصم لم يرو ذلك عن أبي بكر أحد غيره، وكذلك روى أيضا مطرف الهندي} [5] عن ابن كثير لم يروه عنه غيره. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء (6).
حرف قرأ أبو عمرو {كذلك يجزى [36] بالياء وضمّها وفتح الزاي} {كل كفور
[36] برفع اللام، وكذلك روى ابن مخلد عن البزّي عن ابن كثير، وهو وهم، وقرأ الباقون بالنون وفتحها وكسر الزاي ونصب اللام} [7].
حرف قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص وأبو عمرو وحمزة على بيّنت منه
__________
(1) وتسمى سورة = فاطر =، انظر مصاعد النظر 2/ 385384.
(2) التيسير ص 182، النشر 2/ 351.
(3) في سورة البقرة.
(4) وهي قراءة الحسن البصري، انظر النشر 2/ 352، ولم يذكرها المصنف في التيسير وذكرها ابن مهران، في المبسوط ص 308.
(5) صحفت النسبة في (م) إلى = السقري =.
ومطرف هو: ابن معقل، أبو بكر النهدى، ثقة معروف، روى الحروف عن ابن كثير وغيره، قال ابن معين: ثقة. غاية 2/ 300، وروايته خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
والنهدي: بفتح النون وسكون الهاء في آخرها دال، نسبة إلى بني نهد من قضاعة انظر الأنساب 5/ 541.
(6) انظر الوجهين في الحرف التيسير ص 182، النشر 2/ 252.
(7) انظر الاتحاف ص 362.(4/1508)
[40] بغير ألف على التوحيد، ووقف حفص وحمزة بالتاء. ووقف ابن كثير وأبو عمرو بالهاء، وقرأ الباقون بالألف على الجمع (1).
حرف قرأ حمزة {ومكر السيىء [43] بإسكان الهمزة في الوصل لتوالي الحركات تخفيفا كما أسكنها أبو عمرو في قوله:} {بارئكم [البقرة: 54] كذلك} [2]، وإسكانها في الطرف أحسن لأنه موضع التغيير، وإذا وقف حمزة أبدلها ياء ساكنة لانكسار ما قبلها.
وقد اختلف أصحاب سليم في الترجمة عن الوصل (3)، فروى عنه خلف وخلّاد وابن سعدان وابن جبير وابن كيسة (4) ورجاء بن عيسى (5) بإسكان الهمزة. واختلف عن أبي عمر عنه، فقرأت من طريقه كذلك، وقال ابن فرح عنه ساكنة الياء يريد الهمزة لأن صورتها ياء مشددة مهموزة. وروى عيّاش بن محمد عنه (6) عن سليم بياء ساكنة بلا همز ولا تشديد، ولعله أراد الوقف، وقوله: بلا تشديد إن لم يرد به نفي تحقيق الهمزة وإشباع حركتها فهو خطأ.
وروى محمد بن خلد البرمكي (7) عن سليم بهمزة مختلسة يريد ساكنة وذلك مجاز. وقال الخنيسي (8) عن خلّاد عن سليم بياء واحدة خفيفة مهموزة، يريد ساكنة
__________
(1) انظر الوجهين في التيسير ص 182، النشر 2/ 352.
(2) انظر التيسير ص 73، وقوله تعالى (بارئكم) في البقرة آية (54).
(3) يعنى: اختلفوا في الإخبار عن حكم الهمزة في الوصل.
وسليم هو: ابن عيسى بن سليم، أبو محمد الحنفي ولاء الكوفي، مقرئ، ضابط، حاذق، وهو من أصحاب حمزة، عرض عليه، حفص بن عمر، وخلف وخلاد، وغيرهم. مات سنة 288هـ. غاية 1/ 319.
وستأتي ترجمة خلف ص 112، وخلاد ص 115.
(4) علي بن يزيد بن كيسة، أبو الحسن الكوفي، عرض على سليم، وهو أضبط أصحابه، مات سنة 202هـ. غاية 1/ 584.
(5) رجاء بن عيسى بن رجاء، أبو المستنير الجوهري، مصدر مقرئ، قرأ على ابن زربى وغيره، مات سنة 231هـ. غاية 1/ 283.
(6) أي: عن أبي عمر، وعياش هو: ابن محمد، أبو الفضل الجوهري، مشهور، روى القراءة سماعا عن الدوري، وكان ثقة. انظر تاريخ بغداد 12/ 279. مات سنة 299هـ. غاية 1/ 608. وروايته خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) كذا في النسختين، والصواب: محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد البرمكي، تقدم ص 319.
(8) هو محمد بن يحيى، أبو عبد الله، مقرئ مشهور، روى القراءة عن خلاد، وعنه جعفر بن محمد وغيره. غاية 2/ 279.(4/1509)
الهمزة. وقوله: بياء واحدة اثبتوا (1) أراد الخط واللفظ، وقال أبو هشام (2) عنه مهموزة خفيفة. وحدّثنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الثقفي (3) عن أبي [212/ ب] هشام عن سليم، قال: يخفّف الهمزة ولا يكسر، وهذا هو الصواب، وعليه الأداء.
ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي (4) [عن أبي هشام عن سليم] (5)، قال:
نا محمد بن عمر بن وليد (6)، قال: نا عبد الرحمن عن أبي بكر (7) عن عاصم {ومكر السيىء [43] بين الياءين يعني المرسومين، وهذا يؤذن بتسهيل الهمزة وجعلها بين الهمزة والياء، وعلى تحقيقها وإشباع كسرتها الجماعة عن أبي بكر. وقرأ الباقون بخفض الهمزة في الوصل} [8]، وإذا وقفوا أسكنوها. ويجوز رومها (9).
وأجمعوا على تحقيق الهمزة متحركة في الوصل في قوله: {ولا يحيق المكر} [10]
السيىء إلا [43] ولم يسكنها حمزة كما سكّنها في الكلمة الأولى إذ لو فعل ذلك
__________
(1) كذا في النسختين، ولا أدري ما معناها.
(2) هو محمد بن يزيد، تقدم.
(3) الحسن بن علي بن موسى، أبو القاسم الوراق، روى القراءة عن أبي هشام، وعنه أبو طاهر. غاية 1/ 225.
والثقفي: بفتح الثاء والقاف، وكسر الفاء، نسبة إلى ثقيف، قبيلة معروفة انظر الأنساب 1/ 508.
والإسناد هذا فيه الثقفي لم يوثق، ولم يجرح، وأبو هشام الرفاعي ضعفه البخاري وغيره.
(4) محمد بن الحسين بن حفص، أبو جعفر، مقرئ مشهور ثقة، أخذ القراءة عرضا عن إبراهيم الأبزاري، وروى عن محمد بن عمر بن وليد، وروى عنه أبو طاهر وغيره، مات سنة 315هـ. غاية 2/ 130.
والخثعمي: بفتح الخاء وسكون الثاء وفتح العين نسبة إلى قبيلة خثعم. انظر الأنساب 2/ 326.
(5) الذي يظهر أن هذه العبارة التي بين القوسين مقحمة هنا، لأن الخثعمي لا رواية له عن أبي هشام، وما بعد هذه العبارة المقحمة هو صلة إسناد الخثعمي، والنسختان متفقتان على هذه العبارة، ولعل الناسخ كررها.
(6) محمد بن عمر بن وليد، أبو جعفر الكندي، روى الحروف عن عبد الرحمن بن أبي حماد، وعنه الخثعمى. غاية 2/ 219. قال في التقريب ص 498: = صدوق =.
(7) = بكر = ساقطة من (م)، وعبد الرحمن هو ابن أبي حماد، تقدم ص 57، والإسناد حسن.
(8) انظر الوجهين في هذا الحرف في التيسير ص 183، النشر 2/ 352.
(9) الروم هو: = عبارة عن النطق ببعض الحركة =، أو = تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها = وكلا التعريفين صحيح، انظر النشر 2/ 212.
(10) كلمة = المكر = سقطت من (م).(4/1510)
للزمه إدغامها في همزة «إلا» التي استقبلتها من غير فاصل بينهما كما يجب ذلك في سائر المثلين إذا التقيا، وقد سكّن الأول منهما، فيجمع بذلك بين ثقلين: ثقل الهمزة، وثقل التشديد، فآثر بذلك تحريكها وعدل عن سكونها لئلا يخرج عن غرضه في طلب الخفية واستعمالها في هذه الكلمة، فقد (1) ألزم حمزة إسكانها أبو عبيد وغيره، وذلك لا يلزمه لما بيّنّا من الخفي اللطيف (2).
ليس في هذه السورة ياء إضافة.
وفيها من الياءات المحذوفات واحدة وهي قوله: {كان نكير [26] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف ورش عن نافع. وحذفها الباقون في الحالين} [3].
__________
(1) كذا في النسختين، ولعلها = وقد =.
(2) كذا في النسختين، ولم أعرف لها وجها.
(3) التيسير ص 183، النشر 2/ 352.(4/1511)
ذكر اختلافهم في سورة يس
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وحمزة والكسائي {يس [1] بإمالة فتحة الياء. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: حمزة أقرب إلى الفتح في} {يس} [1]، وروى خلف وخلّاد وأبو عمرو وابن سعدان وأبو هشام عن سليم الياء بين الكسر والفتح (2)، فدلّ هذا على صحة ما قاله ابن مجاهد. وبإخلاص الإمالة قرأت ذلك لحمزة مثل الكسائي، وأهل الأداء على ذلك.
واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى يحيى بن آدم ويحيى العليمي عنه إمالة فتحة الياء (3). وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي فتح الياء، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر. واختلف عن نافع، فروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش عنه {يس كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ.
وروى الحلواني عن قالون أنه يجعل الياء بين الكسر والتفخيم} [4]. وكذلك روى أبو سليمان عنه أداء، وذلك قياس رواية خلف (5) عن المسيّبي وأبي عبيد عن إسماعيل.
وقال ابن المسيّبي (6) عن أبيه: الياء مفتوحة. وكذلك قال أحمد بن صالح عن قالون وورش. وقال: نا (7) محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عن أحمد عن ورش وقالون مفتوحة شيئا. قال ابن مجاهد: قرأه نافع وسطا (8). وقياس رواية القاضي (9)
__________
(1) انظر السبعة ص 538.
(2) يعني: بين بين، وهو التقليل.
(3) في (م) = الهاء = وهو غلط، والإمالة هي التي اعتمدها في التيسير ص 183.
(4) يعني: بين بين.
(5) خلف بن هشام بن ثعلب، أحد الرواة عن سليم، وأحد العشرة، روى عن المسيبي وغيره، وروى عنه خلق، مات سنة 229هـ. معرفة 1/ 208، غاية 1/ 272.
(6) محمد بن إسحاق بن محمد، أبو عبد الله المسيبي، أخذ عن والده وغيره، مقرئ ضابط ثقة، قال صالح جزرة: ثقة، مات سنة 236هـ. معرفة 1/ 216، غاية 2/ 98.
(7) كذا في النسختين، ولعل الصواب: = لنا =.
(8) انظر السبعة ص 538.
(9) اسماعيل بن اسحاق القاضي، ثقة كبير، روى عن قالون، وعنه ابن مجاهد وغيره، مات سنة 282هـ. غاية 1/ 162.(4/1512)
والمدني (1) والقطري (2) والكسائي (3) عن قالون الفتح لأنهم رووا عنه {طه [طه:
1] بالفتح، وبذلك قرأت لنافع من كل الطرق. وقرأ الباقون بإخلاص فتح الياء} [4].
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: ذكر لي أبو بكر عن علي بن موسى (5) عن أبي شعيب عن اليزيدي أن الياء مفتوحة لا يفرط فيها، ولم أجد أنا ذلك في كتاب أبي شعيب. وقرأ حمزة {يس والقرءان [1] و} {ن والقلم [القلم: 1] بإظهار نون الهجاء عند الواو، وقرأ الكسائي بإدغامها فيها في السورتين. واختلف عن الباقين في ذلك، فأما نافع، فروى المسيّبي وإسماعيل عنه إظهار النون في السورتين، وجاء بذلك [213/ أ] منصوصا عن إسماعيل الكسائي، وكذلك روى أحمد بن صالح عن قالون، وكذلك قرأت في رواية أبي نشيط} [6] والقاضي والشحام (7) عنه. وقال القاضي والمدني والقطري عنه {يس [1] موقوفة لم يزيدوا على ذلك شيئا. وروى الحلواني وأبو سليمان عنه} {يس والقرءان [1، 2] بالإدغام} [8] ون والقلم [1،
__________
(1) عبد الله بن عيسى، أبو موسى القرشي، المعروف = بطيارة =، أخذ عن قالون عرضا وسماعا، مات سنة 287هـ. غاية 1/ 440.
(2) محمد بن عبد الحكم، أبو العباس، سمع من قالون، وروى عنه محمد بن يوسف وغيره.
غاية 2/ 159.
والقطري: بكسر القاف وسكون الطاء في آخرها راء نسبة إلى القطر، الأنساب 4/ 522.
(3) إبراهيم بن الحسين، أبو إسحاق، المعروف = بسفينة =، روى سماعا عن قالون، وهو ثقة كبير، وروى عنه الخياط وغيره، مات سنة 281هـ. غاية 1/ 11.
(4) فتحصل من ذلك أن أبا بكر، وحمزة في المشهور عنه والكسائي يميلون فتحة الياء من (يس)، وأن نافعا في المشهور عنه أيضا وبقية القراء يخلصون فتحها انظر: التيسير ص 83، النشر 2/ 70، الإتحاف ص 363.
(5) أبو بكر هو ابن مجاهد، وعلي هو: ابن موسى بن حمزة، روى عن السوسي، وعنه ابن مجاهد وأبو طاهر. غاية 1/ 581، وهو علة السند، فانه لم يوثق.
(6) محمد بن هارون، أبو جعفر الربعي، يعرف بأبي نشيط، مقرئ جليل ضابط، عرض على قالون، قال ابن أبى حاتم صدوق، وطريقه عن قالون هي التي اعتمدها المصنف في التيسير، مات سنة 258هـ. معرفة 1/ 222، غاية 2/ 272.
(7) الحسن بن علي بن عمران، مقرئ معروف، عرض على قالون، غاية 1/ 225. والشحام:
بفتح الشين، وتشديد الحاء، نسبة إلى بيع الشحم. الأنساب 3/ 406.
(8) قال ابن الجزري: = وكلاهما صحيح عن قالون من الطريقين = النشر 2/ 17، يعني = بالطريقين = طرق أبي نشيط، والحلواني عنه.(4/1513)
2] بالإظهار، وكذلك روى أبو يعقوب الأزرق ويونس بن عبد الأعلى عن ورش من قراءتي.
وقال إسماعيل النحّاس (1) عن أبي يعقوب: {ن والقلم مبيّنة النون تامّة في اللفظ. وقال عن عبد الصمد} [2]: {ن والقلم كأنه يدغمها قليلا. يعني أنه يبقي غنّتها مع الإدغام، فلا يذهب لفظها رأسا وروى عنه} [3] أحمد بن صالح والأصبهاني عن أصحابه الإظهار في السورتين. وروى عنه أبو الأزهر من قراءتي الإدغام في السورتين، وكذلك قرأت في رواية أحمد بن صالح عنه (4)، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع.
وأما ابن كثير فروى الخزاعي وابن هارون (5) وابن الحباب عن اليزيدي (6) فيما قرأت والخزاعي عن ابن فليح وأحمد بن بويان عن قنبل الإدغام في السورتين.
وروى ابن مجاهد (7) وسائر الرواة عن قنبل، وأبو ربيعة عن البزّي وقنبل الإظهار في السورتين (8). وقال الخزاعي في كتابه عن أصحابه {يس وقف. وقال:} {ن والقلم
بغير إظهار النون في اللفظ. وقال أبو ربيعة عن صاحبيه} {يس وقف و} {ن والقلم
مبينة غير مدغمة. وقال الحلواني عن القوّاس} {يس بتبيّن النون في آخر السين، وقال:} {ن والقلم جزم على الهجاء. وقال ابن مخلد عن البزّي} {يس وقفت} [9]
ولم يزيدوا على ذلك شيئا.
وأما ابن عامر، فروى الأخفش عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام وابن عتبة عن
__________
(1) تقدمت ترجمته ص 139.
(2) عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي، تقدم ص 225.
(3) يعنى: ورش.
(4) قال ابن الجزري: = والوجهان صحيحان عن ورش = النشر 2/ 18، يعني = بالوجهين =:
الإظهار، والإدغام.
(5) تقدمت ترجمته ص 77.
(6) كذا في النسختين، وهو خطأ، والصواب = البزي =.
(7) السبعة ص 538.
(8) وهو المعتمد عن قنبل، أما البزي فالوجهان عنه صحيحان. انظر النشر 2/ 18.
(9) لعلها = وقف =.(4/1514)
أيوب الإدغام في السورتين. وروى التغلبي وابن أنس والداجوني عن ابن موسى (1) عن ابن ذكوان، وسلامة بن هارون عن الأخفش عنه الإظهار في السورتين (2). وقال ابن ذكوان في كتابه (3) {ن والقلم بالإظهار وقياسه يبين كذا، رواه ابن المعلى وغيره عنه.
وأما عاصم، فروى الكسائي وأحمد بن جبير ويحيى بن آدم عن أبي بكر من قراءتي، وكذلك المفضل عن عاصم الإدغام في السورتين، وكذلك روى محمد بن غالب عن الأعشى وأبو هشام} [4] عن حسين عن أبي بكر الإظهار في السورتين (5).
وروى خلّاد عن حسين (6) عنه {يس مبينة النون} [7]. وقال: {ن والقلم يبيّن نونها، وروى الأشناني} [8] عن أصحابه عن حفص الإظهار في السورتين. وكذلك روى عمرو (9) عن حفص. وقال أبو شعيب القوّاس: {يس لا يبيّن النون في آخر السين، ولم يذكر} {ن والقلم. وقال هبيرة عنه في} {ن يبين ولا يمدّ. وقرأت في روايته من طريقي الخزاز} [10] وحسنون (11) بالإدغام في السورتين. وروى حمّاد عن عاصم
__________
(1) هو الصوري، تقدم ص 82.
(2) والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان، انظر النشر 2/ 18.
(3) لم أقف عليه.
(4) هو الرفاعي، تقدم 86.
(5) انظر: السبعة ص 538، المبسوط ص 311، وكلا الوجهين صحيح عنه، انظر النشر 2/ 18.
(6) في (م) = سليم = وهو خطأ.
وخلاد هو: ابن خالد، أبو عيسى الشيباني، إمام في القراءة ثقة، عرض على سليم، وروى الحروف عن الحسين، وعنه جماعة. غاية 1/ 274، معرفة 1/ 210.
(7) انظر السبعة ص 538.
(8) أحمد بن سهل بن الفيروزان، أبو العباس، ثقة ضابط مجود، قرأ على عبيد الصباح، وغيره، وروى عنه ابن مجاهد وأبو طاهر، وغيرهما، مات سنة 307هـ. غاية 1/ 59.
والأشناني: بضم الهمزة وسكون الشين وفتح النون الأولى وكسر الثانية نسبة إلى بيع الأشنان وهو الصابون وشرائه. انظر الأنساب 1/ 170.
(9) هو ابن الصباح، تقدم، والوجهان صحيحان عن عمرو عن حفص، وأما طريق عبيد عنه فوجه واحد وهو الإظهار. انظر النشر 2/ 18.
(10) أحمد بن علي بن الفضل، أبو جعفر، مقرئ ماهر ثقة، مات سنة 286هـ. معرفة 1/ 207، غاية 1/ 86.
والخزاز: بالخاء المعجمة وزاءين، وتشديد الزاي الأولى، نسبة إلى بيع الخز. انظر الأنساب 2/ 356.
(11) حسن بن الهيثم، أبو علي الدويري، المعروف بحسنون، وروايته أشهر الروايات وأصحها، مات سنة 290هـ. غاية 1/ 234، معرفة 1/ 203.(4/1515)
والعليمي عن أبي بكر {يس بالإظهار و} {ن بالإدغام} [1]. وقال ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر {ن والقلم لا يبيّن النون. وقال ابن أبي أمية عن أبي بكر:
= جزم =، وكذلك قال أصحاب يحيى بن آدم لم يزيدوا على ذلك شيئا.
وأما أبو عمرو فقرأت له من جميع الطرق بالإظهار في السورتين واختلف أصحاب اليزيدي عنه فقال أبو عبد الرحمن} [2]: النون في {يس و} {ن لا يبيّن ذلك البيان الشديد، يريد أن غنّتها تبقى فيكون حينئذ مخفّفا لامتناع قلبها حرفا محضا بظهور غنّتها.
وقال إبراهيم بن اليزيدي} [3] في حكاية (4) العبّاس بن محمد (5) عنه {يس والقرءان [يس: 1] خفيفة غير مدغمة يريد أن غنّتها ظاهرة، وقال ابن جبير عنه [213/ ب] في مختصره: يدغم النون في السورتين، وقال في جامعه} [6]: يبيّن النون هاهنا وفي {ن والقلم [القلم: 1] وقال ابن سعدان عنه: إنه يثبتها في} {ن والقلم
ولم يذكر} {يس. وقال إسماعيل} [7] وإبراهيم وأبو جعفر (8) اليزيديون وأبو عمرو وأبو شعيب وأبو خلّاد ومحمد بن شجاع (9) عنه: إنه يثبتها في السورتين، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: حدّثني أبو بكر قال: نا أبو علي الصفّار (10) قال:
__________
(1) انظر المبسوط ص 311.
(2) عبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدي، مشهور ثقة، من أجل الآخذين عن أبيه وله عنه نسخة. غاية 1/ 463.
(3) إبراهيم بن يحيى اليزيدي، أبو إسحاق، ضابط شهير، قرأ على أبيه، وروى عنه العباس.
غاية 1/ 29.
(4) كذا في النسختين، يعنى: = في رواية =.
(5) العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي، روى عن عميه عبد الله، وإبراهيم. غاية 1/ 354.
(6) المختصر والجامع كلاهما لم أقف عليهما.
(7) إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي، أخذ القراءة عن أبيه. غاية 1/ 170.
(8) أحمد بن محمد بن يحيى اليزيدي، متقن، قرأ على جده يحيى. غاية 1/ 133.
(9) محمد بن شجاع، أبو عبد الله البلخي، صالح مشهور، متكلم فيه من جهة اعتقاده، عرض على اليزيدي، وروى عنه يحيى بن آدم وغيره، قال ابن عدي: = كان يضع الأحاديث في التشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث =، مات سنة 264هـ غاية 2/ 153، انظر الكامل 6/ 2292.
(10) الحسن بن سعيد الموصلي، أبو علي الصفار، عرض على عامر الموصلي، وروى عنه ابن مجاهد، شيخ. غاية 1/ 215. وفي تاريخ بغداد 7/ 325: = كان كثير الكتاب، متعففا، وحدث وكتب الناس عنه =.(4/1516)
حدّثني أبو الفتح عامر الموصلي (1) عن اليزيدي أنه يبيّن النون في السورتين (2).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {تنزيل العزيز الرحيم [5] بنصب اللام، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وابن جبير عنه عن الأعشى وأبو المعالي} [3] بنصب اللام، وروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن عطارد وابن أبي أمية برفع اللام (4) وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {سدّا في الموضعين بفتح السين وضمها فيهما الباقون وقد ذكر} [5].
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص {فعززنا بثالث [14] بتخفيف الزاي} [6]، وقرأ الباقون بتشديدها، وكذلك روى حفص عن عاصم.
روى أبو زيد (7) وجبلة عن المفضل وابن أبي حمّاد وهارون بن حاتم عن حسين ومحمد بن المنذر عن هارون عن أبي بكر {أئن ذكرتم [19] بتسهيل الهمزة الثانية وقد ذكر في باب الهمزتين} [8].
حرف:
وكلهم قرأ {ذكّرتم بتشديد الكاف إلا ما رواه الزهراني عن حفص عن عاصم والأصمعي} [9]
__________
(1) عامر بن عمر، المعروف بأوقية، الموصلي، مقرئ حاذق، أخذ القراءة عن اليزيدي، وروى عنه الصفار، مات سنة 250هـ. غاية 1/ 351، معرفة 1/ 220، والإسناد صحيح.
(2) وهو المعتمد عن أبي عمرو، وانظر الأوجه في نون (يس) و (ن) في التيسير ص 183، النشر 2/ 1817، الإتحاف ص 363.
(3) كذا في النسختين، ولم أجده.
(4) وهو الذي نص عليه في النشر عنه. انظر 2/ 353.
(5) التيسير ص 183، وذكر هذا الحرف في سورة الكهف.
(6) الأولى، وهي رواية شعبة، انظر البدور الزاهرة ص 263.
(7) هو سعيد بن أوس، تقدم ص 89.
(8) من القسم المحقق.
(9) عبد الملك بن قريب، أبو سعيد الباهلي، إمام اللغة، وأحد الأعلام، روى عن نافع، وأبي عمرو، وروى عن الكسائى، قال فيه ابن حجر: صدوق، تقريب ص 364، وانظر غاية 1/ 470، وروايته عن نافع ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.(4/1517)
عن نافع وأبو زيد (1) عن أبي عمرو أنهم خففوها (2).
حرف:
وكلهم قرأ {أنهم إليهم لا يرجعون [31] بفتح الياء وكسر الجيم إلا ما حكاه ابن جبير عن المسيّبي عن نافع أنه كان يضمّ الياء ويفتح الجيم، وقال عنه عن نافع: أنه يفتح الياء ويكسر الجيم في الحرف الذي في العنكبوت} [3]، وقول ابن جبير في الموضعين خطأ لأن ابن المسيّبي قد رواهما عن أبيه عن نافع مثل الجماعة، فقال في العنكبوت الياء مقوه (4)، وقال في {يس: الياء مفتوحة وهذا هو الصواب.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة} {وإن كلّ لمّا [32] هاهنا وفي الطارق [4]} {لمّا عليها بتشديد الميم فيهما، وقرأهما الباقون بتخفيف الميم} [5].
ويأتي الاختلاف في الذي في الزخرف (6) في موضعه إن شاء الله تعالى.
{الأرض الميتة قد ذكر. و} {ليأكلوا من ثمره [35] مذكور أيضا} [7].
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي {وما عملت أيديهم
[35] بغير هاء} [8] وكذلك في مصاحف الكوفيين. وقرأ الباقون {وما عملته بالهاء وكذلك في مصاحفهم} [9].
نا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا محمد بن أحمد البرمكي قال: نا أبو عمر عن اليزيدي (10) {وما عملت بغير هاء وخالفته الجماعة عن اليزيدي عن أبي عمرو فرووا ذلك عنه بالهاء وهو الصواب.
__________
(1) روايته عن أبي عمرو خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب، ولم يذكر المصنف هذه الرواية في التيسير ولا ابن الجزري في النشر.
(2) وهي قراءة أبي جعفر، من العشرة، انظر النشر 2/ 353.
(3) وهو قوله} {(ثم الينا يرجعون) (57) وتقدم الكلام عليه.
(4) كذا في النسختين ولا معنى لها، ولعل الصواب = مضمومة =.
(5) التيسير ص 126عند قوله} {(وان كلا لما ليوفينهم) (هود: 111)، والنشر 2/ 291.
(6) ص 180.
(7)} {(الميتة) في سورة البقرة،} (ثمره) في سورة الأنعام.
(8) فتصبح = عملت =.
(9) انظر: التيسير ص 184، النشر 2/ 353، المقنع ص 106.
(10) تقدم هذا الإسناد ص 81.(4/1518)
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {والقمر قدّرناه [39] بنصب الراء وقرأ الباقون برفعها} [1].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {أنّا حملنا ذريّاتهم [41] بالألف وكسر التاء على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد} [2].
حرف قرأ نافع في رواية ورش وأبي سليمان عن قالون وابن كثير وابن عامر في رواية هشام وابن عتبة {وهم يخصّمون [49] بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد، وقرأ نافع في رواية المسيّبي وإسماعيل وقالون وأبو عمرو في رواية شجاع بفتح الياء وإسكان الخاء وتشديد الصاد} [3] يجمعان بين ساكنين، وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وعبد الوارث بفتح الياء [214/ أ] وإشمام (4) الخاء شيئا من الفتح وتشديد الصاد يريد إخفاء حركتها، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وعاصم في رواية حمّاد والمفضل والكسائي بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد، واختلف في ذلك عن أبي بكر وعن حفص.
فأما أبو بكر فروت الجماعة عنه أنه فتح الياء وكسر الخاء (5) وكذلك روى التيمي عن الأعشى عنه وروى الشموني وابن غالب عنه عن أبي بكر أنه فتح الياء والخاء جميعا، وروى ابن جبير عنه أنه كسرها معا وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر وعن حمّاد عن عاصم. حدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني ابن صدقة قال: نا أحمد بن جبير قال: حدّثني أبو بكر عن عاصم (6) أنه قرأ يخصمون
__________
(1) الإتحاف ص 365.
(2) التيسير ص 184، النشر 2/ 273في سورة الأعراف.
(3) وهي التي نص عليها في التيسير ص 184.
(4) الإشمام في معناه العام هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت، كما قال ابن الجزري في النشر 2/ 121، ويأتي لأربعة معان، منها: إخفاء الحركة، أو اختلاسها وهذا هو تفسير المصنف لقراءة أبي عمرو من رواية اليزيدي وعبد الوارث، وقال في التيسير ص 184 = باختلاس فتحة الخاء =. ومن معاني الإشمام: خلط حركة بأخرى، كما في = قيل، غيض =، ومن معانيه: خلط حرف بحرف بحيث يتولد منهما حرف آخر، كما في = الصراط =، ومن معانيه: ضم الشفتين من غير صوت بعد النقط بالحرف الأخير ساكنا إشارة إلى الضم. ا. هـ من فوائد الشيخ الدكتور محمد سيدي الأمين، جزاه الله خيرا.
(5) وهي التي اعتمدها في التيسير عن عاصم براوييه ص 184.
(6) الإسناد صحيح، وانظر السبعة ص 541.(4/1519)
بكسر الياء والخاء {ويهدي} [1] بكسر الياء والهاء، وأما حفص فروت الجماعة عنه أيضا أنه فتح الياء وكسر الخاء ما خلا أبا عمارة فإنه روى عنه أنه فتح الياء والخاء جميعا، وقرأ حمزة بفتح الياء وإسكان الخاء وتخفيف الصاد (2).
{مرقدنا هذا [52] قد ذكر} [3].
حرف قرأ الحرميان وأبو عمرو {في شغل [55] بإسكان الغين وقرأ الباقون بضمها} [4].
حرف قرأ حمزة والكسائي {في ظلل [56] بضم الظاء من غير ألف بعد اللام وقرأ الباقون بكسر الظاء وألف بعد اللام} [5].
حرف:
قرأ عاصم ونافع (6) {جبلّا [62] بكسر الجيم والباء وتشديد اللام وقرأ ابن عامر في رواية ابن بكّار وأبو عمرو بضم الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام، وقرأ الباقون وهم ابن كثير وحمزة والكسائي بضم الجيم والباء وتخفيف اللام} [7]، وقال يونس: عن ابن كيسة (8) عن سليم عن حمزة مرفوعة الجيم مخففة جدّا، يريد بالتخفيف اللام دون الباء لأن داود قال عنه عن سليم عن حمزة: {جبلّا} {زبرا
و} {ذللا} [9].
أخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش قال: نا ابن أبي موسى (10) قال: نا ابن جبير عن أبي بكر عن عاصم {جبلا برفع الجيم وثقل اللام} [11]، وكذلك روى ابن بكّار
__________
(1) في يونس الآية 35.
(2) انظر الأوجه في هذا الحرف التيسير ص 184، النشر 2/ 354وقد أجاد في عرضها.
(3) في سورة الكهف.
(4) التيسير ص 184، النشر 2/ 216في سورة البقرة عند قوله (بارئكم)
(5) المصدران السابقان ص 184، النشر 2/ 355.
(6) في (م) = نافع، وعاصم =.
(7) التيسير ص 184، النشر 2/ 355.
(8) يونس هو ابن عبد الأعلى، وابن كيسة هو: علي بن يزيد، وقد تقدما.
(9) كذا هذه العبارة في النسختين بدون مقول القول، والمعنى: أن اللام في هذه الأمثلة مخففة أيضا.
(10) هو الأخفش، وقد تقدم.
(11) لفظة = اللام = سقطت من (م)، وقوله = ثقل اللام = أي: تشديدها.(4/1520)
بإسناده عن ابن عامر بضم الجيم والباء وتشديد اللام (1) لم يرو ذلك أحد غيرهما وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر {جبلّا مثل رواية يحيى و} {جبلا بضم الجيم والباء وتشديد اللام و} {جبلا بضم الجيم والباء وتخفيف اللام، وقال عبد الرزاق بن الحسن} [2] عن ابن جبير وروى عن عاصم فيها ثلاثة أوجه (3). وقال ابن ذكوان: قرأ أيّوب بن تميم {جبلّا بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، خالف فيه يحيى بن الحارث} [4].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد وحمزة {ننكّسه في الخلق [68] بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الكاف وتشديدها، واختلف عن أبي بكر وحفص فروت الجماعة عنهما مثل حمزة وروى أبو عمارة وحده عن أبي بكر وهبيرة وحده أيضا عن حفص} {ننكسه بفتح النون الأولى وإسكان الثانية وضم الكاف وتخفيفها وكذلك قرأ الباقون} [5]، وكذلك روى المفضل وعاصم.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الأخفش وابن المعلى وأبو موسى (6) وابن خرزاذ (7) عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة وابن بكار والوليد {أفلا تعقلون [68] بالتاء، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان في رواية هشام بالياء} [8] وقد ذكر.
__________
(1) لم يذكر المصنف في التيسير ولا ابن الجزري في النشر هذه الرواية عن أبي بكر عن عاصم، وعن ابن بكار عن ابن عامر، لكنها قراءة عشرية عن روح. النشر 2/ 355.
(2) عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق، أبو القاسم العجلي، شيخ مقرئ، روى القراءة عن ابن جبير، بقى إلى حدود التسعين ومائتين. معرفة 1/ 257، غاية 1/ 384.
(3) العبارة فيها ارتباك، وسقط كما يظهر، وهي هكذا في النسختين.
(4) يحيى بن الحارث الذماري، أبو عمرو الغساني، إمام مقرئ، عرض على ابن عامر، وقرأ عليه أيوب، والوليد، قال فيه أبو حاتم: = ثقة، عالم بالقراءة =، مات سنة 145هـ. معرفة 1/ 105، غاية 2/ 367.
وذكر ابن الجزري في الغاية 1/ 172أثرا شبيها به.
(5) انظر الوجهين في هذا الحرف التيسير ص 185، النشر 2/ 355.
(6) كذا في النسختين، ولعله = ابن موسى = وهو: محمد بن موسى الصوري، تقدم، لأني لم أجد من كنيته = أبو موسى = ضمن الرواة عن ابن ذكوان.
(7) عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ، أبو عمرو البصري، روى عن ابن ذكوان، وعنه إبراهيم ابن عبد الرزاق. غاية 1/ 507.
(8) انظر الوجهين في التيسير ص 185، النشر 2/ 257في سورة الأنعام.(4/1521)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر هاهنا {لتنذر من كان [70] بالتاء وقرأ الباقون بالياء.
} {على مكانتهم [67] و} {مشارب [214/ ب] [73] و} {كن فيكون [82] قد ذكر} [1].
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث أولاهنّ {وما لي لا أعبد الذي [22] أسكنها حمزة وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان وفتحها الباقون} [2]، وكذا الدوري (3) والأخفش وابن المعلى وابن يونس وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان وهشام عن ابن عامر.
{إني إذا لفي [24] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون} [4].
{إني ءامنت [25] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون} [5].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي قوله: {ولا ينقذون إني إذا
[23، 24] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش} [6] وكذلك روى أحمد ابن صالح عن قالون وهو قياس رواية العثماني عنه وحذفها الباقون في الحالين والله أعلم.
__________
(1) {(على مكانتهم) في سورة الأنعام،} (كن فيكون) في سورة النحل.
(2) التيسير ص 185، النشر 2/ 356.
(3) كذا في النسختين، وليس للدوري رواية عن ابن ذكوان.
(4) النشر 2/ 356.
(5) السبعة ص 544.
(6) الإقناع 2/ 744.(4/1522)
ذكر اختلافهم في سورة والصّافّات
حرف:
قرأ أبو عمرو في إدغام الكبير (1) وحمزة {والصّافّات صفّا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا [31]} {والذاريات ذروا [الذاريات: 1] بإدغام التاء في الصاد والزاي والذال وزاد أبو عمرو} {والسبحات سبحا فالسبقات سبقا [النازعات:
3، 4]} {فالملقيات ذكرا [المرسلات: 3]} {والعاديات ضبحا فالمغيرت صبحا
[العاديات: 1، 2] فأدغم التاء في السين والذال والضّاد والصّاد، وأبو عمرو يشير إلى حركة التاء فيصير ذلك من جعله إخفاء لا إدغاما محضا، وحمزة لا يشير إلى حركة التاء بل يسكنها فتنقلب حرفا من جنس الحرف الذي يدغم فيه وذلك باب الإدغام الخالص.
وأقرأني شيخنا أبو الفتح عن قراءته في رواية خلّاد عن سليم عن حمزة في والمرسلات} {فالملقيات ذكرا [المرسلات: 5] وفي} {والعاديات ضبحا فالمغيرات صبحا [العاديات: 1، 2] بإدغام التاء في الذال والضّاد} [2] والصّاد فيها، ولم أجد ذلك مسطورا عن خلّاد.
ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا أبو طاهر قال: نا القطيعي قال: نا أبو هشام قال: نا سليم عن حمزة (3) أنه كان لا يدغم إذا قرأ في الصلاة {والصّافّات صفّا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا وقرأ الباقون بكسر التاء من غير إدغام في ذلك كله} [4].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة {بزينة الكواكب [الصافات: 6] بخفض الباء} [5]، وكذلك روى أحمد بن بويان عن شعيب (6) عن يحيى عن أبي بكر،
__________
(1) كذا في النسختين، ولعلها في الإدغام الكبير، وهو: = ما كان المدغم والمدغم فيه متحركين، ويكون في المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين =، وأشهر من عنى به هو أبو عمرو بن العلاء، فهو الذي اهتم به، ونقله، وضبط حروفه، انظر الوافي ص 53.
(2) = والضاد = سقطت من (م).
(3) تقدم الإسناد ص 76.
(4) انظر الوجهين في الحرف التيسير ص 186185.
(5) باء = الكواكب =، مع تنوين التاء في = بزينة =.
(6) شعيب بن أيوب، أبو بكر الصريفيني، مقرئ ضابط موثق، عرض وسمع من يحيى، مات سنة 261هـ. غاية 1/ 327.(4/1523)
واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد، وابن أبي أميّة وهارون بن حاتم، وابن عطارد أنه نوّن {بزينة ونصب} {الكواكب، وكذلك روى حمّاد عن عاصم، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وإسحاق الأزرق عن أبي بكر أنه لم ينوّن} {بزينة وخفض} {الكواكب
على الإضافة} [1]، وبذلك قرأ الباقون، وكذلك روى المفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وابن عامر في رواية الوليد وابن بكّار وحمزة والكسائي {لا يسّمعون [8] بتشديد السين والميم، وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة وهشام بإسكان السين وتخفيف الميم} [2].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {بل عجبت [12] بضم التاء وقرأ الباقون بفتحها} [3].
حرف:
قرأ نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون وفي رواية الأصبهاني عن ورش وابن جبير عن رجاله وابن عامر {أو ءاباؤنا الأولون [17] هاهنا، وفي الواقعة بإسكان الواو، والأصبهاني عن ورش يلقي عليها حركة الهمزة التي بعدها فتحرّك بها على أصله} [4]، وقرأ الباقون ونافع (5) في رواية أبي الأزهر وأبي يعقوب وداود ويونس وأحمد بن صالح عن ورش عنه بفتح الواو وتحقيق [215/ أ] الهمزة التي بعدها.
وقد ذكر {قل نعم و} {المخلصين مذكور أيضا} [6].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ينزفون [47] هاهنا وفي الواقعة بكسر الزاي،
__________
وذكر المصنف في باب ذكر الأسانيد من القسم المحقق، رواية شعيب من طريق أحمد بن يوسف القافلائي، ويوسف بن يعقوب الواسطي ي ولم يشر إلى رواية ابن بويان، فهى خارجة عن طرق المصنف.
(1) وهي التي قطع له بها ابن الجزري 2/ 356.
(2) انظر المبسوط ص 315.
(3) التيسير ص 184، الإقناع 2/ 745.
(4) أي: أنه ينقل حركة الهمزة بعدها اليها كسائر السواكن، انظر النشر 2/ 356.
(5) التيسر ص 186، النشر 2/ 356.
(6)} {(قل نعم) في سورة الأعراف،} (المخلصين) في سورة يوسف.(4/1524)
وقرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر في هذه السورة بفتح الزاي وفي الواقعة بكسرها وقرأ الباقون بفتح الزاي في السورتين (1)، وكذلك روى ابن عطارد عن أبي بكر ومحمد بن إبراهيم (2) عن الأعشى عنه، وكلهم ضمّ الياء فيهما (3) إلا ما حدّثناه الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا أبو بكر قال: نا موسى قال: نا هارون قال: نا حسين (4) عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {ينزفون بفتح الياء وكسر الزاي يعني في الواقعة، وروى المنذر بن محمد بن هارون} [5] قال: نا أبو بكر عن عاصم {ينزفون
بالنصب، وكذلك روى المفضل عن عاصم.
الاستفهامان في الموضعين والاستفهام المفرد قد ذكر قبل} [6].
حرف وكلهم قرأ {لمن المصدّقين [52] بتخفيف الصاد إلا ما حدّثناه الخاقاني قال: نا أحمد بن أسامة} [7] قال: نا أبي (8) ح ونا أحمد بن فارس (9) قال نا أبو محمد
__________
(1) التيسير ص 186، النشر 2/ 356.
(2) هو الخواص، تقدم ص 85.
(3) قال المصنف في التيسير: = ولا خلاف في ضم الياء = ص 186.
(4) حسين هو الجعفي، وهارون هو ابن حاتم، وقد تقدما.
وموسى هو: ابن إسحاق، أبو بكر الخطمي، ثقة، روى عن قالون، وهارون بن حاتم، وروى عنه ابن مجاهد، قال ابن أبى حاتم: صدوق، مات سنة 297هـ. غاية 2/ 317.
والإسناد ضعيف، لأن فيه هارون، وهو ضعيف، سئل عنه أبو حاتم فقال: أسأل الله السلامة.
غاية 2/ 346.
(5) كذا في النسختين = ابن هارون = وهو خطأ، والصواب = عن هارون =.
(6) الاستفهامان هما قوله {(أءذا متنا أءنا لمدينون) (53)، والاستفهام المفرد هو قوله} (يقول أءنك) (52)، وقد ذكرا في الأصول من القسم المحقق.
(7) أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي، روى عن أبيه عن يونس، وقرأ عليه الخاقاني اعتمد الداني روايته عن إسماعيل في التيسير ص 11، مات سنة 356هـ، وقال خلف: كان قيما بقراءة ورش. معرفة 1/ 298، غاية 1/ 38، واعتماد الداني لروايته توثيق له.
(8) أسامة بن أحمد التجيبي المصري، روى عن يونس، وعنه ابنه أحمد. غاية 1/ 155. وذكره الذهبي في الميزان 1/ 174، وابن حجر في اللسان 1/ 341، ولم يكن بذاك في الحديث، وحدث عنه أبو سعيد بن يونس وقال: تعرف وتنكر، وفي قول إنه ثقة عالم بالحديث.
(9) كذا في النسختين، والصواب = فارس بن أحمد =.(4/1525)
البزاز (1) قال: نا محمد بن الربيع (2) قالا نا يونس قال: أقرأني عثمان {لمن المصدقين
مخفّفة، وأقرأني ابن كيسة} {المصدقين مثقلة، وخالفه عن ابن كيسة داود فروى ذلك عنه مخفّفة الصاد مثل الجماعة وهو الصواب.
حرف قرأ عاصم في رواية المفضل وابن عامر في رواية الوليد وحمزة} {إليه يزفّون [94] بضم الياء، وأنا أحمد بن عمر في الإجازة} [3] قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا أبو بكر الباغندي قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {يزفون برفع الياء مشددة، لم يروه عن هشام غيره، ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس} [4] قال: نا هشام بإسناده {يزفون مشددة وعلى الياء في} {كتابي فتحة وقرأ الباقون بفتح الياء} [5].
{يا بني [102] و} {يأبت [102] قد ذكر} [6].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ماذا تري [102] بضم التاء وكسر الراء كسرة خالصة يجعلان الفعل رباعيّا} [7] وقرأ الباقون بفتح التاء والراء يجعلون الفعل ثلاثيّا، وأمال فتحة الراء إمالة خالصة أبو عمرو في رواية التغلبي وأحمد بن المعلى وعثمان بن خرزاذ عن ابن ذكوان وعاصم في رواية هبيرة عن حفص، وأمالها بين بين نافع على الاختلاف المذكور عنه في باب الإمالة، وأخلص الباقون فتحها (8).
__________
(1) جعفر بن أحمد، أبو محمد البزاز، روى عن محمد بن الربيع، وعنه فارس بن أحمد، قال عنه ابن عدي: = كان يسرق الحديث، وهو عندي لين =. انظر: غاية 1/ 191، الكامل 2/ 581.
(2) محمد بن الربيع بن سليمان الأزدي، مولاهم، روى عن يونس بن عبد الأعلى، وعنه البزاز. غاية 2/ 140، وطريق الخاقاني إلى يونس أمثل، وطريق فارس فيها البزاز وهو ضعيف، وسكت عنه ابن الجزري.
(3) الإجازة هي: = إذن الشيخ في الرواية عنه إما بلفظه أو خطه، بما يفيد الإخبار الإجمالي عرفا =. انظر حاشية توضيح الأفكار 2/ 310. والإسناد تقدم.
(4) وتقدم هذا الإسناد أيضا.
(5) المعتمد عن حمزة الضم، والباقين الفتح، انظر التيسير ص 186، النشر 2/ 357.
(6) في سورة يوسف.
(7) انظر الكشف 2/ 226225، فإنه بين حجة من ضم، ومن فتح.
(8) انظر الإقناع 2/ 746، ونافع أمالها من طريق ورش.(4/1526)
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية التغلبي وأحمد بن أنس وابن المعلى والترمذي (1)
ومحمد بن موسى الصوري عن ابن ذكوان (2) {وإن الياس [123] فوصل الألف من غير همز، وكذلك قرأت على عبد العزيز بن محمد الفارسي عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان} [3]، وبه كان يأخذ أبو بكر النقّاش وأبو بكر الداجوني في روايته، وقرأت في رواية الجماعة من الشاميين عن الأخفش بقطع الألف وهمزها ولم يذكر الأخفش في كتابيه والقطع والهمز هو الصحيح عن ابن ذكوان والوصل غير صحيح عنه (4).
وذلك أن ابن ذكوان ترجم عن ذلك في كتابه بغير همز كما نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن التغلبي عن ابن ذكوان (5) بإسناده عن [ابن عامر] (6) فتأوّل ذلك عامّة البغداديين ابن مجاهد والنقّاش وأبو طاهر وغيرهم أنه يعني همز أول الاسم، وسطّروا ذلك عنه في كتبهم (7) وأخذوا به في مذهبهم على أصحابه، وهو خطأ من تأويلهم ووهم من تقديرهم، وذلك أن ابن ذكوان إذا أراد بقوله بغير همز لا يهمز الألف التي في وسط هذا الاسم كما يهمز في كثير من الأسماء نحو {الكأس
و} {الرأس و} {البأس و} {الشأن وما أشبهه فقال: غير مهموز ليرفع الإشكال ويزيل} [8] الالتباس بذلك فيه ويدلّ على مخالفته الأسماء المذكورة التي هي مهموزة، ولم يرد أن همزة أوله ساقطة (9). والدليل على أنه لم يرد ذلك وأنه أراد ما قلناه
__________
(1) ستأتى ترجمته ص 1551.
(2) انظر النشر 2/ 357.
(3) انظر التيسير ص 187.
(4) قال ابن مهران في المبسوط ص 317: = ومن ذكر عنه وصل الألف فيه فقد أخطأ وغلط، وكان أهل الشام ينكرونه ولا يعرفونه =.
(5) ترجم ابن الجزري في الغاية 2/ 153للتغلبي ولم يذكر فيه توثيقا، وبقية رجال الإسناد موثقون.
(6) ساقطة من (م).
(7) انظر السبعة لابن مجاهد ص 548.
(8) في (م) = ويزيد = وهو خطأ.
(9) لكن الداني نفسه قال في التيسير ص 187: = وقال ابن ذكوان في كتابه بغير همز، والله أعلم بما أراد =.(4/1527)
إجماع الآخذين عنه من أهل بلده والذين نقلوا القراءة (1) عنه وشاهدوه من لدن تصدره إلى حين وفاته وقاموا بالقراءة بعيده على تحقيق الهمزة المبتدأة في ذلك.
وكذلك من أخذ عنهم إلى وقتنا هذا (2)، وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة في أول هذا الاسم، وكذلك روى هشام وابن عتبة وابن بكّار والوليد بإسنادهم عن ابن عامر [215/ ب]، والذي روى عن ابن ذكوان وصل الألف فروى (3) مثله عن حمزة أشعث بن أعطاف الأسدي (4).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {الله ربّكم وربّ ءابائكم
[126] بنصب الأسماء الثلاثة، وكذلك روى محمد بن إسحاق} [5] عن هارون عن حسين عن أبي بكر والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر نفسه، وقرأ الباقون برفع الأسماء الثلاثة (6) وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا القطيعي قال: نا أبو هشام قال: نا حسين (7)
عن أبي بكر عن عاصم بالرفع.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {على آل ياسين [130] بالمدّ وقطع اللام من الياء وحدها مثل آل محمد} [8]، وكذلك ورد الرسم في كل المصاحف، وقرأ الباقون
__________
(1) في (م) = والذين نقلوه القرآن = وهو خطأ، والتصحيح من (ت)، ومما نقله ابن الجزري في النشر 2/ 358.
(2) من قوله = والوصل غير صحيح عنه = إلى هنا نقله ابن الجزري في النشر 2/ 358ثم استظهر الحافظ ابن الجزري أن الواهم حقيقة هو المصنف، وأن الصواب هو جواز الوجهين، اعتمادا على نقل الأثبات في رواية ابن ذكوان، وثبوتهما نصا وعربية، ثم رد على دليل المصنف المذكور آنفا.
(3) كذا في النسختين، ولعله = روى مثله =.
(4) أشعث بن عطاف، أبو النضر الأسدي، روى القراءة عرضا عن حمزة، وعنه نوح بن أنس.
غاية 1/ 171.
والأسدي: بفتح الألف والسين بعدها دال، نسبة إلى أسد، وهو اسم عدة قبائل الأنساب 1/ 138.
(5) كذا في النسختين، ولعل الصواب = موسى بن إسحاق =، لأنه بالنظر إلى من اسمه = محمد بن إسحاق = لم أجد من له رواية عن هارون، والله أعلم، و = موسى = هذا تقدم ذكره.
(6) التيسير ص 178، النشر 2/ 360.
(7) تقدم هذا الإسناد.
(8) فيجوز الوقف على = آل = اضطرارا، لأن = آل = صارت كلمة منفصلة عن = ياسين = انظر البدور الزاهرة ص 218.(4/1528)
{إلياسين بكسر الهمزة وإسكان اللام بعدها ووصلها بالياء.
حرف:
قرأ نافع في رواية إسماعيل وفي رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش} {لكاذبون اصطفى [152، 153] بوصل الألف على لفظ الخبر، ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني محمد بن عبد الرحيم عن أصحابه عن ورش} [1] عن نافع {لكاذبون اصطفى بغير همز ولا مدّ، وقال الأصبهاني في كتابه} [2]: مفتوحة النون موصولة غير ممدودة، وهذا القول يحتمل أمرين: أن يكون أراد إسقاط همزة الاستفهام رأسا، وأن يكون أراد تبيينها ويجعلها كالمدّة من غير إسقاط لها، وإذا ابتدأ نافع من هذين الطريقين كسر الألف قال لنا ذلك: محمد بن علي عن ابن مجاهد عن ابن الأنباري (3) جميعا، وقال لي أبو الفتح عن قراءته على أصحابه: الابتداء في الروايتين بقطع الألف على معنى الاستفهام، وليس ذلك بشيء، وقرأ الباقون بقطع الألف في الوصل والابتداء على الاستفهام (4).
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث {إني أرى في المنام أني أذبحك
[102] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر} [5] في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون (6) {ستجدني إن شاء الله [102] فتحها نافع وأسكنها الباقون} [7].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي {لتردين [56] أثبتها نافع في رواية ورش} [8] وهو قياس رواية العثماني عن قالون، وحذفها الباقون في الحالين والله تعالى أعلم.
__________
(1) انظر السبعة ص 549، والإسناد صحيح.
(2) لم أجده فيما لدي من مصادر.
(3) لم يذكر ابن الأنباري ضمن شيوخ ابن مجاهد، فلعل ابن مجاهد روى عنه بواسطة.
(4) انظر الوجهين في النشر 2/ 360.
(5) = وابن عامر = سقطت من (م).
(6) التيسير ص 187، النشر 2/ 360، ولم يشيرا إلى رواية ابن بكار.
(7) الإقناع 2/ 247.
(8) المبسوط ص 318.(4/1529)
ذكر اختلافهم في سورة ص
حرف:
وقف الكسائي فيما حدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر بن أبي هشام قال: نا إسماعيل (1) عن أبي عمر على قوله: {ولات حين مناص [3] ولات} [2] بالهاء، وقد ذكرنا ذلك مجردا في بابه. وروى أبو حمدون (3) وأبو عبد الرحمن (4) عن اليزيدي عن أبي عمرو {أءنزل عليه [8] و} {أءلقي} [5] بالمدّ وكذلك روى ابن جبير وابن سعدان وإبراهيم بن اليزيدي من رواية العباس عنه عن اليزيدي في {أنزل خاصّة و} {ألقي [القمر: 25] مثله} [6]، وكذلك روى شجاع عن أبي عمرو في الحرفين وقد ذكر هذا مشروحا في باب الهمزتين (7).
{أصحاب لئيكة [13] قد ذكر} [8].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ما لها من فواق [15] بضم الفاء، وكذلك روى الحسن ابن جامع عن محمد} [9] بن حفص الحنفي (10) عن حفص عن عاصم، وقرأ
__________
(1) إسماعيل بن يونس بن ياسين، أبو إسحاق السبيعي، روى عن الدوري، وعنه أبو طاهر.
غاية 1/ 171، تاريخ بغداد 6/ 299، وسكتا عنه، وقال ابن القطان: لا أعرف حاله.
اللسان 1/ 446، وروايته عن الدوري ليست من طرق المصنف.
(2) في (م) = ولا =.
(3) الطيب بن إسماعيل الذهلي، مقرئ ضابط ثقة، قرأ على المسيبي واليزيدي، وعنه جماعة، مات سنة 240هـ تقريبا. معرفة 1/ 211، غاية 1/ 343، وذكر الخطيب عنه قصة عجيبة.
انظرها في تاريخه 9/ 360.
(4) هو عبد الله بن يحيى، تقدم.
(5) الآية في القمر برقم (25)، والمراد بالمد هنا إدخال ألف بين الهمزتين. من فوائد الشيخ الدكتور شعبان إسماعيل.
(6) انظر هذه الروايات عن أبي عمرو في السبعة ص 522.
(7) من القسم المحقق.
(8) في سورة الشعراء.
(9) لم أجده ضمن شيوخ الحسن بن جامع.
(10) لم أجده فيما بين يدي من المصادر، ورواية الحسن عن محمد عن حفص بن حفص لم يذكرها المصنف في مقدمة الكتاب.(4/1530)
الباقون بفتحها (1) وكذلك روت الجماعة عن حفص.
حرف:
وكلهم قرأ {أنما فتنّاه [24] بتشديد النون إلا ما نماه الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: أخبرنا عبيد بن محمد المكتب} [2] قال: نا ابن سعدان قال: نا أبو محمد وعبد الوهاب (3) عن أبي عمرو {أنما فتناه خفيف [إنما صمدا يعني المكيّين إنما أراد الفعل للمكيين} [4]]، وكذلك روى علي بن نصر (5) عن أبي عمرو، وروى جعفر بن محمد الأصبهاني (6) عن ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو {فتناه خفيف وهذا يحتمل أن يكون أراد خفيفة التاء وأن يكون أراد خفيفة النون، وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو خلّاد [216/ أ] عن اليزيدي عنه خفيفة التاء مشددة النون، وحدّثنا الخاقاني قال: نا الحسن المعدل قال: نا أحمد بن شعيب قال: نا أبو شعيب عن اليزيدي} [7] عن أبي عمرو {فتنة خفيفة التاء} [8] من فتنت ولم يذكر النون وكذلك روى أبو جعفر اليزيدي عنه عن أبي عمرو، وروى شجاع وعبد الوارث عن أبي عمرو مثل الجماعة.
__________
(1) التيسير ص 187، النشر 2/ 361.
(2) عبيد بن محمد، أبو محمد المروزي، روى عن ابن سعدان، وعنه أبو طاهر. غاية 1/ 497، وسكت عنه، وذكره الخطيب في التاريخ 11/ 103، وسكت عنه. والمكتب: بضم الميم وسكون الكاف وكسر التاء، نسبة إلى من يعلم الخط ويحسن ذلك. انظر الأنساب 5/ 372.
(3) أبو محمد هو اليزيدي، وعبد الوهاب هو: ابن عطاء بن مسلم، أبو نصر الخفاف ثقة مشهور، روى عن أبى عمرو، ولم أجده ضمن شيوخ ابن سعدان، مات سنة 204هـ. غاية 1/ 479، والاسناد فيه من لم يوثق، وذكره المصنف في المقدمة، ولم يذكر عبد الوهاب بن عطاء في سلسلته.
(4) كذا في النسختين = المكيين = ولعله خطأ والصواب = الملكين =، والعبارة مرتبكة، وفي السبعة ص 553: = فتنة مخففة، يعني الملكين =.
(5) علي بن نصر بن علي، أبو الحسن الجهضمي، روى عن أبي عمرو، وعنه جماعة موثق، مات سنة 189هـ. غاية 1/ 582، وروايته خارجة عن طرق المصنف عن أبي عمرو في هذا الكتاب، وذكر في السبعة ص 553روايتي عبد الوهاب وعلي.
(6) جعفر بن محمد، أبو محمد الآدمي، روى عن ابن سعدان، وعبد الله اليزيدي. غاية 1/ 198، وسكت عنه.
(7) تقدم هذا الإسناد.
(8) في (م) = النون = وهو خطأ.(4/1531)
حرف:
قرأ عاصم في رواية الكسائي والأعشى ويحيى الجعفي وابن جبير وعبيد بن نعيم وحسين بن علي عن أبي بكر {لتدبّروا ءاياته [29] بالتاء وتخفيف الدال} [1]، قال أبو هشام: وكذلك سمعت أبا يوسف قرأ على أبي بكر (2)، وروى يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي وابن أبي أميّة عن أبي بكر بالياء وتشديد الدال، وكذلك روى حفص والمفضل وحمّاد عن عاصم.
ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: قال لنا العجلي (3)
عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر بالياء ويثقلها قال يعني يحيى: رددتها عليه فقال:
{ليدبروا بالياء وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر عن أبي بكر عن ابن حيّان} [4] عن ابن هشام عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالياء قال يحيى: قلت لأبي بكر: قد خالفوني عنك فلم يرجع، وقال خلف (5) عن يحيى: وأصحابي يخالفوني قال: وقد أعدت عليه غير مرة فقال: {لتدبروا بالتاء وقرأ الباقون بالياء وتشديد الدال} [6].
{بالسوق [33] قد ذكر} [7].
حرف:
قرأ عاصم في رواية هبيرة عن حفص {بنصب وعذاب [41] بفتح النون وإسكان الصاد، وروى أبو عمارة عن حفص وهارون عن حسين عن أبي بكر} {بنصب
بضم النون والصاد جميعا، وروى عمرو وعبيد والقوّاس عن حفص والجماعة عن أبي بكر بضم النون وإسكان الصاد، وبذلك قرأ الباقون} [8]، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد
__________
(1) وهي قراءة أبي جعفر المدني، انظر النشر 2/ 361، ونص على الرواية الثانية عن أبي بكر مع الباقين.
(2) السبعة ص 553.
(3) علي بن أحمد بن أبي قوبة، أبو الحسن البغدادي المحاسب شيخ معروف، روى عن أبي هشام الرفاعي سماعا، وعنه أبو طاهر. غاية 1/ 523، والإسناد فيه الرفاعي متكلم فيه.
والعجلي: بكسر العين وسكون الجيم، نسبة إلى بني عجل. الأنساب 4/ 160.
(4) محمد بن عيسى بن حيان، أبو جعفر البغدادي، قال الداني: مقرئ متصدر مشهور، أخذ القراءة عن أبي هشام، وعنه ابن مجاهد. غاية 2/ 224. والإسناد فيه الرفاعي أيضا.
(5) هو خلف بن هشام، تقدم.
(6) النشر 2/ 361، ولم يذكر المصنف هذا الحرف في التيسير.
(7) في سورة النمل.
(8) النشر 2/ 361، وانظر السبعة ص 554.(4/1532)
قال: أخبرني أبو العباس يعني الأشناني عن عبيد وعن أبي حفص (1) عن حفص عن عاصم {بنصب مثل رواية أبي بكر عن عاصم} [2]، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا الأشناني عن عبيد وعن علي بن محصن (3) عن أبي حفص (4) عن عاصم بضم النون خفيفة. قال أبو طاهر: وقرأت ذلك على الأشناني بضم النون والصاد فلم يزده على ذلك وهم منّي ومنه.
ولم يفتح النون والصاد (5) [فلم يزده] جميعا غير يعقوب الحضرمي (6) وحده.
حرف:
قرأ ابن كثير {واذكر عبدنا إبراهيم [45] بغير ألف على التوحيد وقرأ الباقون} {عبادنا بالألف على الجمع} [7].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية هشام من قراءتي {بخالصة ذكرى الدار
[46] بغير تنوين على الإضافة، وقرأ الباقون} {بخالصة بالتنوين} [8]، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: أن نافعا وحده ترك النون (9)، وكذا قال لنا الفارسي عن أبي طاهر ولم يذكر عن هشام خلافا، والذي قرأت له من طريق الحلواني وابن عباد (10)
مثل نافع، وكذلك حكاه الحلواني عن هشام في مفرده (11)، وعلى ذلك أهل الأداء عنه لم يذكر ذلك هشام في كتابه [-11].
__________
(1) هو عمرو بن الصباح، تقدم، والإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات ضابطون، وذكره ابن مجاهد في السبعة ص 554.
(2) يعني بضم النون، وإسكان الصاد.
(3) علي بن محصن البغدادي، مقرئ حاذق ضابط، عرض على أبي حفص عمرو بن الصباح، وهو من جلة أصحابه، وروى عنه الأشناني. غاية 1/ 562.
(4) كذا في النسختين، وذكر المصنف هذا السند قبل قليل بزيادة = حفص عن عاصم = وهي الصواب، لأن أبا حفص عمرا لا يروي عن عاصم إلا عن طريق حفص، والإسناد صحيح.
(5) في (م) هنا عبارة = فلم يزده =، وهي مكررة، وساقطة من (ت).
(6) انظر النشر 2/ 361، ويعقوب تقدم ص 487.
(7) التيسير ص 188، النشر 2/ 361.
(8) انظر السبعة ص 554.
(9) الإتحاف ص 373.
(10) ستأتي ترجمته ص 1544.
(11) (11) و (12) لم أعثر عليهما.(4/1533)
{واليسع [48] قد ذكر} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {هذا ما يوعدون [53] بالياء وقرأ الباقون بالتاء} [2].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {وغسّاق [57] هاهنا} {وغساقا في النبأ [25] بتشديد السين فيهما، واختلف عن أبي بكر فروى عنه ابن أبي حمّاد وابن عطارد أنه يخفّف السين هاهنا ويشدّدها في النبأ، وكذلك روى المفضل عن عاصم، وقرأ الباقون بتخفيف السين في السورتين وكذلك روى حمّاد عن عاصم وسائر الرواة عن أبي بكر} [3].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وفي رواية هبيرة [216/ ب] عن حفص من قراءتي وفي رواية حسين المروزي (4) عنه وأبو عمرو {وأخر من شكله بضمّ الهمزة على الجمع، وقال المروزي: عن حفص عن عاصم} {وءاخر ثلاثة أنواع} [5]، وقرأ الباقون {وءاخر بفتح الهمزة وألف بعدها على التوحيد. وكذلك روى سائر الرواة عن حفص وأبو بكر وحمّاد عن عاصم} [6].
حرف:
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي {من الأشرار اتخذناهم [62، 63] بوصل الألف} [7] على لفظ الخبر وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل وقرأ الباقون بقطع الألف في الوصل والابتداء على الاستفهام (8).
حرف:
قرأ نافع وحمزة والكسائي والمفضل عن عاصم {سخريّا [63] هاهنا
__________
(1) في سورة الأنعام.
(2) التيسير ص 188.
(3) ولم يذكر المصنف عن أبي بكر غيرها في التيسير ص 188، وكذا ابن الجزري في النشر 2/ 361.
(4) تقدمت ترجمته.
(5) لم أجد الأثر عن عاصم، وقال القرطبي في الجامع 15/ 145: = ومن قرأ} {(وأخر) أراد وأنواع من العذاب أخر =.
(6) التيسير ص 188، النشر 2/ 361.
(7) أي: الألف التي في} (اتخذناهم)، فتكون همزة وصل.
(8) المبسوط ص 320.(4/1534)
بضم السين وقرأ الباقون بكسرها (1) وقد ذكر.
{المخلصين [83] مذكور أيضا} [2].
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية المفضل وهبيرة عن حفص وحمزة: {قال فالحقّ [84] بالرفع وقرأ الباقون بالنصب} [3] وكذلك روى المفضل عن عاصم وهبيرة عن حفص من قراءتي، وأجمعوا على النصب في قوله: {والحقّ أقول بوقوع الفعل عليه} [4].
في هذه السورة من ياءات الإضافة ستّ أولاهنّ {ولي نعجة [23] فتحها عاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وأبي عمارة عنه، وفي رواية الأعشى عن أبي بكر وابن عامر في رواية ابن عباد وابن أنس عن هشام في رواية الوليد عن يحيى وابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه، والكسائي في رواية أبي موسى} [5]، وكذلك روى ابن حمّاد (6) عن نافع، وكذلك حكى أحمد بن نصر (7) أنه قرأ في رواية الحلواني عن هشام وأسكنها الباقون (8)، وكذلك روى هبيرة وأبو عمارة عن حفص والحلواني وابن أبي حسان وأبو بكر الباغندي عن هشام وابن عتبة عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر وسائر الرواة عن أبي بكر وعن الكسائي.
{إني أحببت [32] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه وأسكنها الباقون} [9] من بعدي إنك [35] فتحها نافع وأبو
__________
(1) التيسير ص 160في سورة المؤمنون آية (110)، النشر 2/ 329.
(2) في سورة يوسف.
(3) انظر الإقناع 2/ 749.
(4) انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع 2/ 234.
(5) عيسى بن سليمان، تقدم ص 388.
(6) هو عبد الرحمن بن أبي حماد، تقدم، وروايته عن نافع ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) كذا في النسختين، ولعله: أحمد بن النضر العسكري، قرأ على هشام، مات سنة 290هـ.
غاية 1/ 146.
(8) انظر الوجهين في الحرف التيسير ص 188، ولم يشر إلى الخلاف عن هشام، والنشر 2/ 362.
(9) الإقناع 2/ 749.(4/1535)
عمرو وأسكنها الباقون (1) {مسّني الشيطان [41] أسكنها حمزة وفتحها الباقون} [2]
{ما كان لي من علم [69] فتحها عاصم في رواية حفص وأسكنها الباقون} [3]
{لعنتي إلى يوم الدين [78] فتحها نافع وأسكنها الباقون} [4]، وكذلك روى ابن جبير على أصحابه عن نافع.
وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها إلا ما رواه ابن شنبوذ وحده عن قنبل: أنه أثبت الياء في الوقف دون الوصل في قوله: {يذوقوا عذاب} [5] [8] وهو وهم منه (6).
__________
(1) المبسوط ص 321.
(2) البدور الزاهرة ص 270.
(3) التيسير ص 188.
(4) في النشر 2/ 362: = فتحها المدنيان = وهو خطأ، ولعله سبق قلم.
(5) في (م) = عذابي =.
(6) ولا تصح عن قنبل، ويعقوب أحد العشرة أثبتها في الحالين. انظر النشر 2/ 362.(4/1536)
باب ذكر اختلافهم في سورة الزمر
قد ذكر {في بطون أمّهاتكم [6] في سورة النساء [11].
حرف:
قرأ ابن كثير والكسائي} {يرضهو لكم [7] بصلة الهاء بواو في اللفظ، وروى الحلواني عن القوّاس برفع الهاء ولا يشبع الرفعة، هذا وهم منه لأنه عدول عن مذهب ابن كثير في صلة هاء الضمير} [1] مع الساكن والمتحرّك، واختلف عن ابن عامر فروى الحلواني عن هشام عنه {يرضه لكم برفع الهاء ولا يشبع الرفعة، وبذلك قرأت في روايته على أبي الحسن} [2] عن قراءته، وعلى أبي الفتح (3) عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه، وبذلك أيضا قرأت على أبي الفتح في رواية ابن عباد عنه.
وقرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني عنه عن (4) قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه بإسكان الهاء (5) مثل قوله {خيرا يره و} {شرا يره [الزلزلة: 7 8] وروى ابن أنس وابن المعلى وأبو موسى والتغلبي عن ابن ذكوان بضم الهاء من غير إشباع، وروى الأخفش عنه بضم الهاء وصلتها وترجم [217/ أ] عن الصلة بالمدّ، وكذلك روى ابن عبيد} [6] عن أيوب.
واختلف عن عاصم فروى عنه حمّاد والمفضل بضم الهاء من غير صلة.
واختلف عن أبي بكر فروى الأعشى والعليمي والبرجمي وخلف والصريفيني من
__________
(1) هاء الضمير هي: = الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب =، وتسمى هاء الكناية، ولها أحوال، وابن كثير يصل منها ما وقع بعد ساكن وقبل متحرك نحو = فيه هدى =، وما وقع بين متحركين كما = يرضه لكم =، انظر الوافي ص 68.
(2) هو طاهر بن عبد المنعم، تقدم.
(3) هو فارس بن أحمد، تقدم.
(4) كذا في النسختين، وهي زائدة، لأن أبا الفتح قرأ على عبد الباقي.
(5) وقال ابن الجزرى بعد ذكره لكلام الداني 1/ 308: = وقد تتبعت رواية الإسكان عن هشام فلم أجدها في غير ما ذكرت يعني في كلام الداني = ثم قال: = ولولا شهرته عن هشام، وصحته في نفس الأمر لم نذكره =.
(6) لم أجده، وروايته ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.(4/1537)
قراءتي والواسطيون عن يحيى بن آدم وأبو عبيد عن الكسائي بضم الهاء من غير صلة، وقال خلف عن يحيى يشمّ الهاء قليلا من الرفع (1).
وروى عنه الكسائي من رواية أبي عمرو وأبي ثوبة وابن أبي سريح (2) وحسين وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية ويحيى الجعفي ويحيى بن آدم من رواية حسين العجلي والوكيعي (3) والرفاعي وابن المنذر بإسكان الهاء، وكذلك روى ابن جبير عنه وعن الأعشى، وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله بن الحسين في رواية حمّاد عن عاصم، وبذلك قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر من طريق ابن جبير وأبي عمر جميعا.
وروى إسحاق الأزرق عنه بضم الهاء وصلتها. واختلف عن حفص فروى أبو شعيب والقوّاس وأبو عمارة والحسن بن المبارك (4) عن عمرو بن الصباح والأعشى عن أصحابه بضم الهاء من غير صلة، وروى عنه هبيرة وعمرو وأبو حفص فيما حدّثناه محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عنه بإسكان الهاء، وقال أبو حفص في كتابه (5) عنه: = لا يجرّ الهاء = لم يذكر غير ذلك. وقد قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عن أبي حفص عن حفص {يرضه يشمّ الضمة} [6]، فاضطرب عنه.
وقال لي أبو الفتح عن أصحابه عن أحمد بن سهل الأشناني عن عبيد عن حفص بضم الهاء وإلحاقها واوا قال لي: واختلف عنه في ذلك وبضمّ الهاء من غير صلة قرأت في روايته عليه وعلى أبي الحسن وكذلك حدّثني الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ على الأشناني، واختلف عن نافع فروى عنه ورش وقالون أنه ضمّ الهاء ولم يصلها بواو.
__________
(1) السبعة ص 560، ويريد بقوله = من غير صلة = أي اختلاس الضمة.
(2) تقدم ترجمته ص 638.
(3) أحمد بن عمر بن حفص، أبو إبراهيم البغدادي، روى عن يحيى بن آدم، مات سنة 235هـ. غاية 1/ 92.
والوكيعي: بفتح الواو وكسر الكاف، نسبة إلى وكيع. انظر الأنساب 5/ 631.
(4) الحسن بن المبارك، أبو القاسم الأنماطي، المعروف بابن اليتيم، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عمرو بن الصباح، وروى عنه أحمد بن سهل. غاية 1/ 229.
(5) لم أجده بعد البحث.
(6) في (م) = يشم الضمير =، وانظر الأثر في السبعة ص 560.(4/1538)
وكذلك روى ابن واصل (1) عن ابن سعدان عن المسيّبي قال عنه يشمّ الهاء رفعا، وكذلك نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن ابن الفرج (2) عن محمد بن المسيّبي عن أبيه ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا عبيد بن محمد المؤدب (3) قال: نا ابن سعدان عن إسحاق عن نافع مشبع (4)، وكذلك روى خلف عن المسيّبي وابن جبير عن أصحابه والكسائي عن أبي عبيد (5) عن إسماعيل، وبذلك قرأت في روايته من طريق أبي عمر.
ونا أحمد بن عمر قال: نا إبراهيم (6) قال: نا أبو بكر (7) قال: نا أبو الأزهر عن ورش عن نافع {يرضه لكم [7] ممدودة، وأخطأ ابن جامع في ذلك لأن أصحاب ورش كلهم وأصحاب الأزهر} [8] غير ممدودة فسقطت «غير» عليهم، واختلف عن أبي عمرو، فروى أبو عبيد عن شجاع عنه = يشمّها الضمّ ولا يشبع =. قال لنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد: وكذلك يقرأ أصحاب شجاع (9)، وبذلك قرأت أنا في روايته وفي رواية عبد الوارث جميعا، واختلف أصحاب اليزيدي في ذلك فروى عنه أبو عبد الرحمن وإبراهيم من رواية العباس عنه وأبو حمدون وابن سعدان وابن جبير وأحمد
__________
(1) أحمد بن محمد بن واصل، أبو العباس الكوفي، مقرئ حاذق، قرأ على ابن سعدان والكسائي. غاية 1/ 133.
(2) محمد بن الفرج، أبو بكر الخرابي، شيخ مقرئ، روى عن محمد المسيبي، وعنه ابن مجاهد. غاية 2/ 229. والإسناد صحيح.
(3) هو المكتب، وقد سبق الإسناد إلى ابن سعدان.
(4) السبعة ص 560.
(5) كذا في النسختين، وليس للكسائي رواية عن أبى عبيد.
(6) كذا في النسختين، والصواب: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع السكري، روى عن بكر بن سهل، وعنه أحمد بن عمر، مات بعد سنة 340هـ. غاية 1/ 35والتصويب من مقدمة جامع البيان 1/ 238.
(7) كذا في النسختين، والصواب: بكر بن سهل، أبو محمد الدمياطي، إمام مشهور قرأ على أبي الأزهر، وروى عنه أحمد بن إبراهيم. غاية 1/ 178. والتصويب من مقدمة الجامع 1/ 238.
وهذا الإسناد اعتمده الداني في التيسير ص 11.
(8) كذا في النسختين، ولعل هنا سقط وهو: = وأصحاب أبي الأزهر رووا =.
(9) السبعة ص 561.(4/1539)
بن واصل {يرضهو لكم الهاء مشبعة} [1]، وبذلك قرأت من طريق أهل العراق عن اليزيدي على أبي القاسم الفارسي (2) عن قراءته على أبي طاهر وعلى أبي الفتح عن قراءته على أصحاب ابن مجاهد وعلى أبي الحسن (3) عن قراءته أيضا، وكذلك قال لنا محمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي عمرو، وكذلك قال لي عبد العزيز بن محمد عن أبي طاهر أنه قرأ على ابن مجاهد (4)، وروى أبو شعيب وابن شجاع وعامر الموصلي من قراءتي وأبو عمرو من رواية الحلواني وأحمد بن حرب (5) وأحمد بن فرح وعبد الرحمن بن محمد بن المغيرة (6) عنه بإسكان الهاء. وقرأ حمزة بضم الهاء من غير صلة [217/ ب]، هذا قول الجماعة عن سليم ما خلا الخنيسي (7) فإنه روى عن خلّاد عنه {يرضه لكم وقف لم يروه أحد غيره} [8].
{ليضلّ عن سبيله} [9] [8] قد ذكر.
__________
(1) المصدر السابق.
(2) هو عبد العزيز بن جعفر، تقدم.
(3) علي بن عبد الله بن الجلاء، مقرئ متصدر، قرأ على ابن مجاهد، وقرأ عليه أبو الفتح فارس بن أحمد. غاية 1/ 555.
(4) الإسناد صحيح.
(5) أحمد بن حرب بن غيلان، أبو جعفر المعدل، مقرئ معروف، روى عن الدوري، مات سنة 301هـ. غاية 1/ 45.
ورواية الحلواني، وأحمد بن حرب عن الدوري لم يذكرها المصنف في المقدمة.
(6) عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة بن شعيب الأكفاني، روى عنه أبو طاهر، وغيره قال الخطيب: كان صدوقا. تاريخ بغداد 10/ 283.
(7) محمد بن يحيى، أبو عبد الله الخنيسي الرازى، مقرئ مشهور، روى القراءة عن خلاد، وعنه جماعة. غاية 2/ 279.
والخنيسي لم يذكرها في الأنساب، وفي (م) = الخنتسي =.
(8) وخلاصة الكلام في هذا الحرف: أن عاصما ونافعا وحمزة قرءوا بضم الهاء من غير صلة.
وابن كثير وابن ذكوان والكسائي بالضم مع الصلة، والسوسي بإسكانها، وأما الدوري عن أبى عمرو فله وجهان إسكانها، وضمها مع الصلة، وهشام قرأ بالضم من غير صلة، هذا المشهور عنه، ولهشام وأبي بكر وجه آخر وهو الإسكان، وابن ذكوان له الاختلاس. والله أعلم.
انظر: التيسير ص 189، النشر 1/ 307باب هاء الكناية، البدور الزاهرة ص 272.
(9) في النسختين = عن سبيل الله = وهو خطأ.(4/1540)
حرف:
قرأ الحرميان وعاصم في رواية المفضل وحمزة {أمن هو قانت [9] بتخفيف الميم وقرأ الحرميان بتشديدها} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {قل يعباد الذين ءامنوا [10] بحذف الياء في الحالين إلا ما رواه الشموني والتيمي عن الأعشى وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم وما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن ابن عامر أنهما قرأ} {يا عبادي الذين ءامنوا بفتح الياء} [2]. وقال الشموني عن الأعشى: يقف بغير ياء، وروى ابن غالب عن الأعشى بحذف الياء (3) في الحالين.
وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد قال: نا (4) قتيبة عن الكسائي {يا عباد الذين آمنوا وقفه بالياء وفي الإدراج مجزومة، وهذا خلاف لما رواه عنه من أنه يثبت من الياءات في الوقف ما كان ثابتا في الرسم لا غير، وهذه الياء محذوفة في جميع المصاحف.
حرف:
وكلهم قرأ} {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل [16] بضم الظاء} [5] من غير ألف بعد اللام إلا ما رواه هارون بن حكيم (6) عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأهما بكسر الظاء وألف بعد اللام في الحرفين، لم يرو ذلك أحد غيره.
__________
(1) كذا في النسختين وهو خطأ، والصواب = وقرأ الباقون =، وانظر: التيسير ص 189، النشر 2/ 362.
(2) وهو خلاف الإجماع، وانظر النشر 2/ 140في باب الوقف على مرسوم الخط.
(3) في (م) = الألف = وهو خطأ.
(4) كذا في النسختين، وهو خطأ، لأن عبد الله بن أحمد لم يدرك قتيبة، فكيف يقول: حدثنا قتيبة.
وعبد الله يروي عن إسماعيل بن شعيب، واسماعيل عن أحمد بن محمد بن سلمويه، وأحمد عن محمد بن الحسن بن زياد، ومحمد عن محمد بن إسماعيل = حمشاذ =، ومحمد عن أحمد بن حوثرة، وأحمد عن قتيبة، هكذا ذكر السند المصنف في المقدمة من القسم المحقق 1/ 340، فما أدري هل هؤلاء الرجال كلهم سقطوا هنا في هذا الموضع، أم ماذا؟
(5) في (م) = الياء = وهو خطأ.
(6) كذا في النسختين = حكيم =، ولعله خطأ، والصواب = حاتم =، وقد سبق، لأني لم أجد من اسمه = هارون بن حكيم = ضمن الرواة عن أبي بكر، فالله أعلم، وروايته ليست في التيسير ولا في النشر.(4/1541)
حرف:
وكلهم قرأ {ثم يجعله حطاما [21] برفع اللام إلا ما حدّثناه طاهر بن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس} [1] ح ونا أحمد بن عمر قال:
نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد (2) قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {ثم يجعله قال ابن أنس: اللام منصوبة وقال محمد: بنصب اللام وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {مثاني تقشعر [23] بنصب الياء إلا ما رواه أحمد بن أنس وإسحاق بن أبي حسان وأبو بكر الباغندي وإبراهيم بن دحيم} [4] وأحمد بن النصر عن هشام بإسناده عن ابن عامر {مثاني بجزم الياء، وكذلك روى الوليد أيضا عن يحيى عن ابن عامر.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو} {ورجلا سالما [29] بألف بعد السين وكسر اللام وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم لم يرو ذلك عنه غيره، وقرأ الباقون بفتح اللام من غير ألف} [5].
حرف:
وكلهم قرأ {أسوأ الذي عملوا [35] بغير مدّ على وزن أفعل إلا ما حدّثناه محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني مضر عن اليزيدي} [6] بإسناده عن ابن كثير {أسوأ الذي عملوا ممدودة وقال} {أسوأ جمع والمدّ لحن ولا وجه} [7] للجمع هاهنا لأن المعنى سيّئ عملهم (8)، وروى أبو ربيعة عن البزّي وقال:
أسوأ مهموز مقصور، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه والحلواني عن القوّاس وابن مجاهد وغيره عن قنبل وهو الصواب.
__________
(1) تقدم هذا السند إلى هشام.
(2) تقدم هذا السند إلى هشام.
(3) هذه القراءة لم أجدها فيما اطلعت عليه.
(4) إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم، معروف ب = ابن دحيم =، روى القراءة عن هشام بواسطة. غاية 1/ 16. وهذه الرواية ليست في التيسير، ولا في النشر.
(5) التيسير ص 189، النشر 2/ 362.
(6) كذا في النسختين، وهو خطأ، والصواب = البزي =، لأن مضرا لا يرو عن اليزيدي البتة، واليزيدي ليس من الرواة عن ابن كثير.
(7) في (م) = ولا وهمه = وهو خطأ.
(8) في (م) = شيء = وهو خطأ.(4/1542)
حرف:
قال ابن مخلد عن البزّي سمعت عكرمة بن سليمان (1) يقرأ: {وصدق به
خفيفة قال البزّي: وأنا أقرأها بالتثقيل وكذلك قرأت الجماعة.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {بكاف عباده بألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد} [2].
حرف:
قرأ أبو عمرو {كاشفات ضرّه و} {ممسكات رحمته [38] بالتنوين فيهما} [3] ونصب {ضرّه و} {رحمته واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي بالتنوين والنصب مثل أبي عمرو وقرأ الباقون بغير تنوين وخفض} {ضرّه
و} {رحمته على الإضافة، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر} [4].
{على مكانتكم [39] قد ذكر} [5] إلا أن ابن شنبوذ روى عن ابن شاكر (6) عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر هاهنا {على مكاناتكم بالجمع مثل أبي بكر [218/ أ] عن عاصم، لم يروه غيره} [7].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي في غير رواية قتيبة {التي قضي عليها الموت
[42] بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء} {الموت بالرفع وقرأ الباقون والكسائي في رواية قتيبة} {قضى بفتح القاف والضاد وألف بعدها في اللفظ} [8]، وقتيبة عن الكسائي يميلها وفتحة الضاد قبلها إمالة خالصة (9)، ونافع فيهما على الاختلاف المذكور عنه {الموت بالنصب.
__________
(1) عكرمة بن سليمان بن كثير، أبو القاسم المكي، قال فيه الذهبي: = شيخ مستور، ما علمت أحدا تكلم فيه =، عرض على شبل، وإسماعيل، وعليه البزي، وصار إمام أهل مكة في القراءة بعد شبل، توفي قبل المائتين. معرفة 1/ 146، غاية 1/ 515.
(2) التيسير ص 189، النشر 2/ 363.
(3) أي: تنوين التاء فيهما.
(4) ولم يذكر في النشر 2/ 363غيرها عن أبي بكر.
(5) في الأنعام آية (135)، وفي هود آية (121).
(6) أحمد بن نصر بن شاكر، أبو الحسن الدمشقي، مقرئ مشهور، عرض على الوليد، وروى عنه ابن شنبوذ، مات سنة 292هـ. غاية 1/ 144، والمصنف في المقدمة 1/ 290ذكر رواية ابن شاكر من طريق ابن الصلت.
(7) وبقية القراء على التوحيد، وانظر التيسير ص 107عند قوله} (قل يقوم اعملوا على مكانتكم) الأنعام: 135.
(8) فتصير الياء ألفا، انظر النشر 2/ 363.
(9) قال مكي في الكشف 2/ 239: = ولم يمله أحد =، وهو متعقب بإثبات الداني، والمثبت مقدم على النافي، وذكر الإمالة عن قتيبة أيضا ابن غلبون في التذكرة 2/ 530.(4/1543)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة الكسائي {بمفازاتهم [61] بالألف على الجمع، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد} [1].
حرف:
قرأ ابن عامر {تأمرونني أعبد [64] بنونين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وكذلك في مصاحف أهل الشام، وقال ابن ذكوان: في حفظي بنونين وفي كتابي بنون واحدة، وقال التغلبي وابن المعلى وابن خرزاذ وابن أنس عنه بنون واحدة مخففة، وكذلك روى أيضا سلامة عن الأخفش عنه. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا أحمد بن يوسف} [2] قال: قال أبو عمرو عبد الله بن ذكوان: كذلك وجدتها في كتابي وفي حفظي {تأمرونني بنونين} [3]. وروى ابن عتبة عن أيوب بنون واحدة خفيفة كما في كتاب ابن ذكوان، وروى سائر الرواة عن الأخفش بنونين.
وكذلك نصّ على ذلك في كتابه.
نا ابن غلبون قال: نا ابن المفسّر قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام (4) بإسناده عن ابن عامر {تأمرونني بنونين، وكذلك روى الحلواني وابن عباد} [5] وابن أبي حسان وسائر الرواة عن هشام (6).
وقرأ نافع بنون واحدة مكسورة خفيفة وقرأ الباقون بنون واحدة مكسورة مشددة.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {فتحت أبوابها [71] في الموضعين هاهنا وفي} {عمّ يتساءلون و} {وفتحت السماء [19] بتخفيف التاء في الثلاثة} [7]، واختلف عن عاصم فروى حفص وحمّاد عنه بتخفيف التاء في الثلاثة وروى عنه المفضل بتشديد التاء فيهن، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي وابن أبي أميّة بالتخفيف فيهنّ، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي بالتشديد فيهن، وروى عنه
__________
(1) الإتحاف ص 376.
(2) هو التغلبي، تقدم ص 82، وهو ثقة مأمون كما في التاريخ 5/ 219، وبقية رجال الإسناد ثقات.
(3) انظر السبعة ص 563.
(4) تقدم هذا الإسناد.
(5) إبراهيم بن عباد التميمي البصري، قرأ على هشام، وعليه إبراهيم بن عبد الرزاق غاية 1/ 16.
(6) قال ابن الجزري في النشر 2/ 363: = هذا الذي اجتمع عليه أكثر الرواة في روايتي هشام، وابن ذكوان شرقا وغربا، وكذا هي في المصحف الشامي =.
(7) وهو الذي جزم به عنهما في النشر 2/ 364.(4/1544)
الأعشى والبرجمي وابن جبير وهارون بن حاتم من رواية المنذر عنه في التاء (1) في الثلاثة.
{قيل} {وجايء [70] و} {وسيق [70و 73] قد ذكر} [2] والله (3) أعلم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة سبع: أولاهن {قل يا عباد الذين ءامنوا
[10] عند رأس العشر قد تقدم الاختلاف فيها} [4].
{إني أمرت [11] فتحها نافع وأسكنها الباقون} [5].
{إني أخاف [13] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه وأسكنها الباقون} [6].
{فبشّر عباد الذين [17] فتحها في الوصل أبو عمر في رواية شجاع عنه وفي رواية أبي حمدون وأبي عبد الرحمن وابن سعدان وابن واصل وإبراهيم بن اليزيدي من رواية العباس عنه عن اليزيدي، وكذلك نا الخاقاني قال: نا الحسن المعدل قال: نا أحمد بن شعيب عن أبي الفتح} [7] عن قراءته، ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد (8) [محمد بن القاسم قال]: نا الحسن بن المخلد (9) قال: نا محمد بن غالب [عن شجاع عن أبي عمرو بفتح الياء، وكذلك روى الشموني وابن غالب] عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وقال الشموني عن الأعشى: الوقف بغير ياء، وقال الأصبهاني (10) عن ابن سعدان عن اليزيدي بنصب الياء في الوصل وإذا وقف
__________
(1) كذا في النسختين، ولعل هناك سقط.
(2) أما {(قيل)، و} {(جيء) ففي سورة البقرة، وأما} {(سيق) ففي سورة سبأ عند قوله} (وحيل بينهم)
(3) في (م) = والله تعالى =.
(4) ص 145.
(5) النشر 2/ 364.
(6) البدور الزاهرة ص 273.
(7) كذا في النسختين، ولعل الصواب = أبي شعيب =، وتقدم هذا الإسناد وهو صحيح ص 175، وقد اعتمده الداني في التيسير ص 12.
(8) كذا في النسختين، والصواب = ابن مجاهد عن محمد بن القاسم =.
(9) كذا في النسختين = المخلد =!! وهو خطأ والصواب = مخلد =، وهذا الإسناد إلى ابن غالب خارج عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(10) عبد الله بن أحمد بن سليمان، أبو محمد الأصبهاني، مقرئ محقق، روى القراءة عن الأدمي عن ابن سعدان. غاية 1/ 406.(4/1545)
وقف (1) على ما في الكتاب. وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عنه بالياء في الوصل لأنه ليس رأس آية، الياء منصوبة لأنها استقبلتها ألف خفيفة وبغير الياء في السكت لأنه مكتوب بغير ياء (2)، وهذا تلخيص حسن، وقال لي أبو الفتح عن قراءته في رواية السوسي عن اليزيدي: الوقف بالياء.
ونا محمد بن علي قال: نا مجاهد (3) قال: قرأ أبو عمرو في رواية أبي عبد الرحمن عن أبيه {فبشّر عباد الذين قال: وقال عبّاس} [4]: سألت أبا عمرو فقال:
{فبشّر عبادي الذين بنصب الياء قال: وقال عبيد عن أبي عمرو: إن كانت رأس آية وقفت، «عباد»} [5] وإن لم تكن رأس آية قلت: {فبشّر عبادي الذين وإن وصلت قلت:} {= عبادي} [6] الذين = [31] وقراءته القطع (7)، وقال ابن مجاهد في كتاب أبي عمرو في رواية عباس وابن اليزيدي دليل على أن أبا عمرو كان يذهب في العدد مذهب المدّ في الأول وهو كان عدد أهل الكوفة والأئمة قديما (8)، فمن ذهب إلى عدد الكوفي والمدني الأخير والبصريين حذف الياء في قراءة أبي عمرو، ومن عدّ (9)
عدد المدني الأول فتحها واتبع أبا عمرو في القراءة والعدد (10).
وقال أبو عبد الرحمن في كتابه في الوصل والقطع: ذكر (11) لأبي عمرو من الوقف بالياء إذا نصب قال: وهذا منه ترك (12) لقوله إنه يتبع الخط في الوقف، يعني
__________
(1) كلمة = وقف = الثانية سقطت من (م).
(2) انظر المبسوط ص 325، فانه ذكر كلاما شبيها به.
(3) في (م) = ونا محمد بن مجاهد =، وهو خطأ.
(4) في (م) = عياش =.
(5) كلمة = عباد = ساقطة من (م)، ويعني: أنه يقف بغير ياء، وان لم تكن رأس آية فتح الياء.
(6) في (م) = وان وصل قل لعبادي الذين =، وهو خطأ.
(7) انظر هذا الأثر في السبعة ص 561.
(8) قال ابن مهران في المبسوط ص 325: = وهذا كان مذهب المشايخ والأئمة قديما، كانوا يعدون عدد المدني الأول في الأكثر، والأغلب =.
(9) كلمة = عد = سقطت من (م).
(10) الأثر عن ابن مجاهد لم أجده.
(11) في (ت) قبل = ذكر = كلمة غير واضحة، وفي (م) = لأنه = بدل = ذكر =.
(12) في الهامش زيادة غير مفهومة كتب عليها = صح =.(4/1546)
إذا وقف بالياء، قال: وكأن أبا عمرو أغفل أن يكون هذا الحرف رأس آية (1).
قال أبو عمرو: وقول أبي عمرو لعبيد بن عقيل (2) دليل على أنه لم يذهب إليه لأنه رأس آية في بعض العدد الأخير (3)، فقال: إن عددتها فأسقط الياء على مذهبه في الفواصل وإن لم تعدّها فأثبت الياء وانصبها، على مذهبه في غير الفواصل وعند استقبال الياء الألف واللام، وحذفها الباقون في الحالين (4).
{إن أرادني الله بضر [38] أسكنها حمزة وفتحها الباقون} [5].
{قل يا عبادي الذين أسرفوا [53] أسكنها وحذفها للنداء في الوصل أبو عمرو وحمزة والكسائي وفتحها الباقون وكلهم أثبتها ساكنة في الوقف اتباعا للرسم} [6].
{تأمروني أعبد [64] فتحها الحرميان وابن عامر في رواية ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه وأسكنها الباقون} [7].
__________
(1) الأثر لم أجده.
(2) عبيد بن عقيل بن صبيح، أبو عمرو الهلالي، راو ضابط صادق، روى عن أبان وعن أبي عمرو، سئل عنه أبو حاتم فقال: صدوق، مات سنة 207هـ. غاية 1/ 496.
(3) كذا في (ت) كما يظهر لي، وفي (م) = أخيره =، ولعل الصواب = وخيره فقال =.
(4) انظر التيسير ص 67.
(5) النشر 2/ 364.
(6) المبسوط ص 325.
(7) البدور الزاهرة ص 275.(4/1547)
ذكر اختلافهم في سورة المؤمن
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام {حم
بإخلاص فتحة الحاء في جميع الحواميم وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة عن عاصم في رواية المفضل وحماد وحمزة والكسائي بإمالة فتحة الحاء إمالة خالصة. وروى سلامة عن الأخفش عن ابن ذكوان بين الفتح والكسر وقال الأخفش عنه في كتابه} [1]: بكسر الحاء إشماما.
واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي وابن جبير أنه فتح الحاء، وروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي وحسين الجعفي أنه أمالها، وروى ذلك عن يحيى لبن آدم نصّا محمد بن المنذر وضرار بن صرد، وبذلك قرأت في رواية الصريفيني عنه ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا الزينبي (2) أبو بكر قال: نا خلّاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكسر الحاء من {حم ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا عبيد بن محمد قال: نا ابن سعدان قال: نا محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم} {حم مكسورة} [3]، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الكسائي عن أبي بكر أنه لم يكسر شيئا من الهجاء إلا {طه وحدها، وكان يفتح} {حم ويخفّفها} [4] وكذا قال ابن جبير عنه.
واختلف عن نافع فروى ابن المسيّبي وابن سعدان عن المسيّبي عنه الحاء مفتوحة
__________
(1) لم أجده فيما بين يدي من مصادر.
(2) كذا في (ت)، وفي (م) = النرسي =، ولم أجده، وفي القسم المحقق 1/ 305: = وحدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا ابن مجاهد قال حدثنا أبو بكر القورسي قال حدثنا خلاد =
فلعله يكون هذا القورسي فإن كان هو فقد قال ابن الجزري 1/ 185: = أبو بكر القورسي وأخوه لا أعرفهما =.
ووقع في السبعة ص 567الاسم هكذا: = وأخبرنا النرسي أبو بكر قال حدثنا خلاد = فالله أعلم، وبكل حال فالإسناد ضعيف لجهالة هذا الرجل.
(3) انظر الأثر في السبعة ص 567، والإسناد فيه عبيد بن محمد، وتقدم أن ابن الجزري سكت عنه، وبقية رجاله موثقون.
(4) كذا في النسختين، ووقع في السبعة ص 567: = ويفخمها =، والإسناد صحيح.(4/1548)
[219/ أ]، وكذلك روى الحلواني والعثماني عن قالون وهو قياس رواية القاضي والمدني والقطري والكسائي (1) وغيرهم عنه.
وروى أحمد بن صالح عنه وعن ورش: الحاء لا مكسورة ولا مفتوحة وسطا من ذلك (2)، وروى ابن جبير عن أصحابه عنه مفخّم، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش كما يخرج من الفم وسطا من اللفظ فيما بين ذلك، وكذلك روى خلف عن المسيّبي، وهو قياس رواية أبي عبيد عن إسماعيل وقياس رواية الكسائي (3)
وأبي عمر عنه الفتح، وكذلك روى الأصبهاني عن ورش، وكذلك أقرأني أبو الفتح في رواية الأربعة (4) عن نافع، وقرأت على الخاقاني وعلى ابن غلبون في رواية ورش من طريق الأزرق بإمالة فتحة الحاء (5) يسيرا بين بين والله تعالى أعلم.
واختلف عن أبي عمرو فحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني ابن اليزيدي (6) عن أبيه عن أبي عمرو {حم الحاء} [7] بين الكسر والفتح (8)، وكذلك روى العبّاس بن محمد عن إبراهيم بن اليزيدي عن أبيه ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد عن أبي بكر أن ابن اليزيدي أخبره عن أبيه وعن أبي عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو: بين الفتح والكسر (9).
ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا أبو عبد الله بن اليزيدي عن كتاب أبيه = و = (10) عن أبي عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو: الحاء مفتوحة، وكذلك حكى
__________
(1) هو إبراهيم بن الحسين، تقدم ص 78.
(2) السبعة ص 567، يعنى: بين بين.
(3) هو علي بن حمزة، تقدم ص 266.
(4) الأربعة هم: إسماعيل بن جعفر، وإسحاق المسيبي، وقالون، وورش.
(5) في (م) = الهاء = وهو خطأ، وانظر النشر 2/ 70فصل في إمالة أحرف الهجاء في أوائل السور.
(6) هو إبراهيم، وقد تقدم ص، والإسناد صحيح.
(7) في (م) = الحالين = وهو خطأ.
(8) السبعة ص 566.
(9) قال الهذلي: = وعليه الحذاق من أصحاب أبي عمرو =، نقله عنه ابن الجزري في النشر 2/ 71.
(10) الواو سقطت من (م)، وطريق أبي عبد الله اليزيدي وجادة.(4/1549)
ابن جبير عن اليزيدي في مختصره، وقال عنه في جامعه: أبو عمرو أيسر تفخيما من عاصم (1).
أنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني محمد بن يحيى (2) عن ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو {حم بكسر الحاء، وكذلك روى محمد بن شجاع وأحمد بن واصل عن اليزيدي وهذا يدلّ على إخلاص الإمالة.
وقرأت أنا ذلك في رواية شجاع وفي رواية الجماعة عن اليزيدي على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسين بإخلاص الفتح، وقال لي عن قراءته على عبد الله بن الحسين في رواية اليزيدي وعبد الوارث وغيرهما: بإمالة بين بين، وكذلك قرأت على أبي القاسم الفارسي وعلى أبي الحسن بن غلبون في رواية أبي عمرو وأبي شعيب عن اليزيدي.
وحدّثني الفارسي عن أبي طاهر قال: كنت أقرأ على أبي بكر بالفتح، قال: وأظنني قد قرأت عليه بالإمالة أيضا} [3].
{كلمت ربك [6] قد ذكر في الأنعام.
حرف:
وكلهم قرأ} {لينذر يوم التلاق [15] بالياء إلا ما رواه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني عن أصحابه عن ورش عن نافع أنه قرأ} {لتنذر بالتاء. حكى ذلك الداجوني عنه} [4] ومثل الجماعة قرأت من طريقه عن ورش وبه آخذ.
__________
(1) لم أجد كتابي ابن جبير.
(2) محمد بن يحيى بن سليمان، أبو بكر المروزي، مقرئ مشهور محدث، روى عرضا عن ابن سعدان، وهو من جلة أصحابه، وعنه ابن مجاهد، توفي قريبا من سنة 300هـ. غاية 2/ 376.
والإسناد صحيح، رجاله موثقون كلهم، وانظر السبعة ص 566.
(3) خلاصة الكلام في هذا الحرف: أن حمزة، والكسائي، وابن ذكوان، وأبا بكر أمالوا حاء (حم) إمالة محضة، وأمالها ورش بين بين من طريق الأزرق، ولأبي عمرو وجهان صحيحان عنه وهما: إخلاص الفتح، والثاني: الإمالة بين بين، وأما الباقون وهم: ابن كثير، وحفص، وهشام، وقالون فإنهم أخلصوا فتح الحاء، والله أعلم.
انظر: التيسير ص 191، النشر 2/ 71، الاتحاف ص 377.
(4) وذكرها ابن مهران في المبسوط ص 326، وهي قراءة شاذة، انظر القراءات الشاذة ص 79للقاضي.(4/1550)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية هشام بلا خلاف، وفي رواية التغلبي وأحمد بن أنس وابن خرزاذ ومحمد بن موسى ومحمد بن إسماعيل الترمذي (1)، والحسين بن إسحاق (2) [و] سلامة عن الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية الوليد وابن بكّار {والذين تدعون [20] بالتاء وقرأ الباقون بالياء} [3]، وكذلك روى الأخفش ومحمد (4) بن المعلى، وإسحاق بن داود (5) عن ابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب، وعلى ذلك أهل الشام.
حرف:
قرأ ابن عامر {كانوا هم أشد منكم قوة [21] بالكاف، وكذلك في مصاحف الشاميين، وقرأ الباقون} {منهم بالهاء، وكذلك في مصاحفهم} [6].
حرف:
قرأ الكوفيون {أو أن [26] بزيادة ألف قبل الواو، وكذلك في مصاحفهم وقرأ الباقون} {وأن بغير ألف قبل الواو وكذلك في مصاحفهم} [7].
حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو [219/ ب] {يظهر في الأرض [26] بضم الياء وكسر الهاء} {الفساد بالنصب، واختلف عن حفص فروى عنه عمر وعبيد والقوّاس بضم الياء وكسر الهاء ونصب} {الفساد مثل نافع، وكذلك روى أبو الحارث} [8] عن أبي عمارة عنه (9)، وروى هبيرة عنه [{يظهر بفتح الياء والهاء} الفساد بالرفع،
__________
(1) محمد بن اسماعيل بن يوسف، أبو اسماعيل الترمذي، عالم مشهور، روى القراءة عن ابن ذكوان، قال الداني: هو من جلة أصحاب الحديث وعلمائهم. غاية 2/ 102، وروايته عن ابن ذكوان خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(2) ذكره ابن الجزري ضمن الرواة عن ابن ذكوان في الغاية 1/ 404، ولكنه لم يترجم له.
(3) التيسير ص 191، النشر 2/ 365364.
(4) كذا في النسختين، والصواب = أحمد =، وقد تقدم.
(5) ذكره ابن الجزري ضمن الرواة عن ابن ذكوان في الغاية 1/ 404، ولم يترجم له، فلعله نسي أن يترجم له، أو أن الترجمة سقطت من المطبوعة، وعلى كل حال ف = الحسين بن اسحاق، واسحاق بن داود = روايتهما خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(6) المبسوط ص 327.
(7) التيسير ص 191، النشر 2/ 365.
(8) الليث بن خالد البغدادي، ثقة معروف ضابط، روى عن أبي عمارة حمزة بن القاسم، مات سنة 240هـ. معرفة 1/ 211، غاية 2/ 34.
(9) وهي التي اعتمدها المصنف في التيسير ص 191، وابن الجزري في النشر 2/ 365.(4/1551)
وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عنه وروى أبو الربيع الزهراني عنه {وأن يظهر بغير ألف قبل الواو وضم الياء وكسر الهاء} {الفساد بالنصب، لم يروه عنه حذف الألف قبل الواو وغيره، وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء ورفع} {الفساد.
حرف:
قرأ أبو عمرو وابن عامر في رواية الأخفش وابن خرزاذ والحسين بن إسحاق ومحمد بن إسماعيل الترمذي عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة عن أيوب والكسائي في رواية قتيبة} {على كل قلب [35] بالتنوين} [1].
ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا أبو طاهر (2) قال:
أخبرني أبو بكر عن ابن بويان (3) عن الحسين (4) بن جامع عن حفص عن الكوفي عن أبي عمر (5) عن عاصم أنه قرأ {على كل قلب منوّن، لم يرو ذلك عن حفص أحد غيره، وقرأ الباقون} {قلب متكبر [35] مضافا بغير تنوين} [6]، وكذلك روى التغلبي وابن أنس وسلامة عن الأخفش وابن موسى وابن المعلى عن ابن ذكوان وهشام بإسناده عن ابن عامر والوليد عن يحيى وابن بكّار عن أيوب، وروى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان بغير تنوين وعن أصحابه عن هشام بالتنوين.
وحكى أحمد بن نصر (7) أنه قرأ على ابن الأخرم (8) عن الأخفش بغير تنوين
__________
(1) أي: تنوين الباء من (قلب).
(2) في (م) = عبد الواحد بن عمر قال نا أبو طاهر = وهو خطأ.
(3) هو عبد الله بن حميد بن قيس بن بويان، روى عن الحسن بن جامع، قال ابن الجرزي:
غير معروف. غاية 1/ 418.
(4) كذا في النسختين، وهو خطأ، وصوابه = الحسن =.
(5) كذا في النسختين = عن حفص عن الكوفي عن أبي عمر = وهو خطأ، لأن الداني قد ذكر هذا السند في ص 133بلفظ = الحسن بن جامع عن محمد عن حفص الحنفي عن حفص عن عاصم =.
والإسناد مليء بالمجاهيل، فابن بويان مجهول، ومحمد، وحفص الحنفي لم أجد لهما ترجمة، ثم إن رواية ابن جامع عن محمد عن حفص خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب، وكذا رواية حفص الحنفي عن حفص.
(6) التيسير ص 191.
(7) أحمد بن نصر بن منصور، أبو بكر الشذائي، إمام مشهور، قرأ على ابن الأخرم وغيره، مات سنة 373هـ. معرفة 1/ 391، غاية 1/ 144.
(8) محمد بن النضر بن محمد، أبو الحسن، شيخ الإقراء بالشام، عرض على الأخفش وعنه أحمد ابن نصر، مات سنة 341هـ. غاية 2/ 270.(4/1552)
خالف سائر أصحاب ابن الأخرم وبالتنوين نصّ على ذلك الأخفش في كتابيه عن ابن ذكوان.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {فاطلع [37] بنصب العين وقرأ الباقون برفعها} [1]
{وصدّ عن السبيل [37] قد ذكر} [2].
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية المفضل وحماد {يدخلون الجنة [40] و} {سيدخلون جهنم بضم الياء وفتح الخاء فيهما، ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر عن ابن مخلد عن البزّي} [3] {سيدخلون بنصب الياء وهو وهم من ابن مخلد، وقرأ أبو عمرو} {يدخلون بضم الياء وفتح الخاء} {سيدخلون بفتح الياء وضمّ الخاء، واختلف فيهما عن أبي بكر عن عاصم فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وحسين بن علي وحجّاج بن حمزة عن يحيى بن آدم أنه فتح الياء وضمّ الخاء فيهما، وروى عنه العليمي والبرجمي وابن عطارد وابن أبي أميّة والتيمي عن الأعشى والصريفيني والرفاعي والعجلي وضرار بن صرد وموسى ابن حزام} [4] عن يحيى بن آدم بضم الياء وفتح الخاء فيهما، وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى عنه {يدخلون بضم الياء وفتح الخاء و} {سيدخلون بفتح الياء وضم الخاء، وروى عنه ابن أبي حمّاد وخلف والوكيعي عن يحيى} {سيدخلون مرتفعة الياء، قال خلف: قال يحيى: ثم سمعت أبا بكر بعد سئل عنها فقال:} {سيدخلون و} {يدخلون الجنة بنصب الياء} [5].
وروى ابن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان {سيدخلون بضم الياء وفتح الخاء، لم يروه عنه غيره، وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر بالوجهين في
__________
(1) التيسير ص 191، النشر 2/ 365.
(2) في سورة الرعد.
(3) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(4) موسى بن حزام، أبو عمران الترمذي، روى عن يحيى سماعا، كان رجلا صالحا مات سنة 251هـ. غاية 2/ 318.
(5) اعتمد المصنف في التيسير ص 97ضم الياء، وفتح الخاء عن أبي بكر في قوله} {(يدخلون)، وكذا في قوله} (سيدخلون)، وهي رواية العليمي عنه من طرق العراقيين قاطبة، وأما يحيى بن آدم فيقول ابن الجزري: = وعلى ضم الياء وفتح الخاء سائر الرواة عن يحيى = النشر 2/ 252في سورة النساء.(4/1553)
العلمين (1) وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء فيهما، وكذلك ذكره الأخفش في كتابيه (2) عن ابن ذكوان.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وأبو عمرو {الساعة ادخلوا [46] بوصل الألف وضمّ الخاء، وإذا ابتدءوا ضمّوا همزة الوصل، وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل بقطع الألف في الحالين وكسر الخاء} [3]، وروى ابن مجاهد عن جبلة عن المفضل مثل [220/ أ] أبي عمرو.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب وأبو عمرو {يوم لا تنفع الظالمين [52] بالتاء. نا ابن غلبون، وقال: نا ابن المفسر قال: نا ابن أنس قال: نا هشام} [4] بإسناده {يوم لا تنفع بالتاء، وكذلك روى الحلواني وابن عبّاد وابن أبي حسّان والباغندي عنه، وكذلك روى الأخفش وابن المعلى وابن خرزاذ وابن أنس والترمذي} [5] وغيرهم عن ابن ذكوان، وكذلك روى ابن بكّار عن أيوب عن يحيى وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب (6).
حرف:
قرأ الكوفيون {قليلا ما تتذكّرون [58] بتاءين، ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: في كتابي} [7] عن العبّاس بن اليزيدي عن عمّه إبراهيم عن اليزيدي بالتاء، قال: وهو غلط، ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد قال:
نا الباهلي قال: نا عمرو قال: نا إسماعيل عن نافع (8) تتذكرون بالياء وهو غلط من
__________
وانظر الإتحاف ص 379، البدور الزاهرة ص 279278.
(1) في (م) = العلميين =، ولعل المعنى: في الموضعين.
(2) لم أجدهما فيما بين يدي من مصادر.
(3) السبعة ص 572.
(4) تقدم هذا الإسناد.
(5) في (م) = اليزيدي = وهو خطأ.
(6) التيسير ص 192، النشر 2/ 365.
(7) أبو طاهر لا يروي عن العباس، انما الصواب = محمد بن العباس =، ولكني أثبت ما في النسختين، والتصحيح من مقدمة الكتاب 1/ 274، والغاية 1/ 476.
والإسناد ضعيف لأنه وجادة.
(8) الإسناد صحيح، وقد تقدم.(4/1554)
الباهلي وقرأ الباقون بياء وتاء (1).
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وابن عامر في رواية هشام وابن عتبة وأبو عمرو {شيوخا [67] بضم الشين وكسرها الباقون} [2]، وكذلك روى هبيرة عن حفص وابن جبير عن أصحابه عن نافع.
وقد ذكر {كن فيكون [68]} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {فلم يك ينفعهم إيمانهم [85] برفع العين إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه سكّن العين تخفيفا} [4] والله أعلم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثمان: أولاهن: {ذروني أقتل [26] فتحها ابن كثير وابن عامر في رواية ابن بكار عن أيوب، وكذلك روى ابن سعدان وابن واصل وابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو، وذكر ذلك ابن سعدان في مجرده وابن جبير في مختصره} [5] وقد قال ابن جبير في موضع آخر: هي موقوفة، وأسكنها الباقون (6) وعلى ذلك العمل في قراءة أبي عمرو، وما رواه المذكورون عن اليزيدي عنه في فتحها خطأ لما بيّنّاه في قوله {يصدّقني إني أخاف في سورة القصص [34].
} {وإني أخاف [26] و} {إني أخاف [30] و} {إني أخاف [32] في الثلاثة فتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى وابن بكّار عن أيوب وأسكنهنّ الباقون} [7]
{لعلّي أبلغ [41] أسكنها الكوفيون وكذلك روى ابن المعلى والتغلبي وأحمد بن أنس عن ابن ذكوان وفتحها الباقون، وسائر الرواة عن ابن عامر} [8].
__________
(1) انظر الوجهين في الحرف في التيسير ص 192، النشر 2/ 365.
(2) الإتحاف ص 380.
(3) في سورة البقرة.
(4) لم أجد هذه الرواية.
(5) لم أجد الكتابين، وقوله = موقوفة = أى بغير فتح.
(6) النشر 2/ 366، وأضاف: = الأصبهاني عن ورش =.
(7) التيسير ص 192
(8) البدور الزاهرة ص 278، والباقون هم: نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو.(4/1555)
{ما لي أدعوكم [41] أسكنها الكوفيون وابن عامر في رواية الأخفش وابن موسى عن ابن ذكوان} [1] وفي رواية عتبة عن أيوب، وفتحها الباقون وابن عامر في رواية التغلبي وابن المعلى وابن الجنيد (2) وابن أنس عن ابن ذكوان وفي رواية ابن بكّار والوليد وهشام.
{أمري إلى [44] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون} [3].
{ادعوني أستجب لكم [60] فتحها ابن كثير وابن عامر في رواية ابن بكّار عن أيوب وأسكنها الباقون} [4].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث: {التلاق [15] و} {التناد [32] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير، واختلف قول ابن مجاهد عنه في الوقف فقال لنا محمد بن علي عنه: ابن كثير يثبت الياء في} {التلاق و} {التناد وصل أو وقف} [5]، وكذلك قال عنه في كتاب المكيّين: وقال في كتاب الياءات (6) عن قنبل في {التلاق كذلك ولم يذكر} {التناد، وقال في جامعه عنه: يصل} {التلاقي بياء ويقف بغير ياء.
وحدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا الحسن بن الحباب [220/ ب] عن البزّي} [7] بإسناده عن ابن كثير بالياء فيهما في الوصل والوقف، وروى الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما عنه بالياء فيهما ولم يذكروا وصلا ولا وقفا، ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: أخبرني أبو بكر عن الخزاعي (8) {التلاق و} {التناد الوصل بالياء والوقف عليهما بغير ياء في رواية ابن فليح عنه، وروى الزينبي} [9] عن الخزاعي عن ابن فليح بالياء في الحالين وروى محمد بن عمران (10) عن ابن فليح {التلاق بغير ياء و} التناد بالياء.
__________
(1) وهي التي نص عليها عنه في التيسير ص 192.
(2) علي بن الحسن بن الجنيد، أبو الحسين، روى القراءة عرضا عن ابن ذكوان. غاية 1/ 529.
(3) السبعة ص 573.
(4) انظر المبسوط ص 329.
(5) انظر السبعة ص 568.
(6) لم أجد الكتابين.
(7) تقدم هذا الإسناد مرارا، وهو صحيح.
(8) الإسناد صحيح، كلهم ثقات أثبات.
(9) هو محمد بن موسى، تقدم ص 59، وروايته عن الخزاعي ليست من طرق هذا الكتاب.
(10) محمد بن عمران، أبو بكر الدينوري، قرأ على ابن فليح، وروى عنه النقاش. غاية 2/ 222.(4/1556)
واختلف عن نافع فيهما فروى عنه ورش أنه أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف، وكذلك روى الهاشمي (1) وأبو عمر عن إسماعيل وأحمد بن فليح (2) وأبو مروان والعثماني (3) عن قالون، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن إسماعيل بحذف الياء فيهما، وقياس قول إسماعيل في كتابه يدلّ على إثبات الياء فيهما لأنه لم يستثن من ياءات الأسماء إلا {المتعال [الرعد: 9] و} {كالجواب
[سبأ: 13] و} {الواد [القصص: 30] لا غير فدلّ على أن ما عدا هذه الثلاثة فإنه يثبت الياء فيه.
وروى الحلواني وأبو سليمان} [4] وأبو نشيط والشحام عن قالون وأصحاب المسيّبي عنه بغير ياء فيهما، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه وروى ابن عبد الرزاق أداء عن أبي العباس الرازي (5) عن الحلواني عن قالون أنه أثبت الياء فيهما في الوصل، وقرأتهما أنا على أبي الفتح في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون من طرقهم عن (6) قراءته على عبد الباقي بن الحسن (7) عن أصحابه بالوجهين بالإثبات والحذف (8)، وعن قراءته على
__________
(1) سليمان بن داود، أبو أيوب الهاشمي، ضابط مشهور ثقة، روى عن اسماعيل مات سنة 219هـ. غاية 1/ 313. والهاشمي: بفتح الهاء بعدها ألف، نسبة إلى هاشم بن عبد مناف، الأنساب 5/ 624.
(2) لم أجد في الرواة عن قالون من اسمه = أحمد بن فليح =.
(3) كذا في النسختين = والعثماني =، والصواب بحذف الواو، لأن العثماني كنيته = أبو مروان =.
(4) هو سالم بن هارون، تقدم ص 78.
(5) محمد بن أحمد، أبو العباس الرازي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الحلوانى، وعنه ابن عبد الرزاق. غاية 2/ 94.
والرازي: بفتح الراء، وكسر الزاى بعد الألف، نسبة إلى الري، على غير قياس. انظر الأنساب 3/ 23.
(6) في (م) = علي = وهو خطأ.
(7) في (م) = الحسين = وهو خطأ.
(8) قال ابن الجزري في النشر 2/ 190في باب = مذاهبهم في ياءات الزوائد =: = وتبعه في ذلك الداني من قراءته عليه، وأثبته في التيسير كذلك، فذكر الوجهين جميعا عنه، وتبعه الشاطبي على ذلك، وقد خالف عبد الباقي في هذين سائر الناس، ولا أعلمه ورد من طريق من الطرق عن أبى نشيط ولا الحلواني، بل ولا عن قالون أيضا في طريق، إلا طريق أبي مروان عنه وسائر الرواة عن قالون على خلافه =(4/1557)
عبد الله بن الحسين عن أصحابه بالحذف لا غير، وحذفها الباقون في الحالين.
{اتبعون أهدكم [38] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير، وقال ابن مجاهد في جامعه عنه في الوصل بالياء والوقف بغير ياء.
وقال لنا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة: ابن كثير يصل ويقف بالياء} [1]، وكذلك (2) قال في كتاب المكيّين وفي كتاب الياءات، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وأبو عمرو، واختلف في ذلك عن قالون وعن ورش، فأما قالون فروى عنه القاضي موسى بن إسحاق المدني (3) والقطري والكسائي وأحمد بن صالح بغير ياء في الوصل والوقف، وروى عنه القاضي إسماعيل بن إسحاق وسالم بن هارون والعثماني والحلواني وأبو نشيط والحسن بن علي الشحام بياء في الوصل وبغير ياء في الوقف (4)، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه، وأما ورش فروى الأصبهاني عن أصحابه عنه بياء في الوصل.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا أبو بكر عن محمد بن عبد الرحيم عن موّاس (5) عن ورش عن نافع بعد النون ياء ساكنة. قال ابن عبد الرحيم: ليس إثباتهم الياء في {اتبعون [38] من شرطهم في الكتاب ولكن كذا قرأت عليهم} [6]، وروى سائر الرواة عن ورش بغير ياء في الوصل والوقف، وحكى لنا الفارسي عن أبي طاهر بن أبي هاشم أن داود وأبا الأزهر رويا عنه: بياء في الوصل وبغير ياء في الوقف، وذلك غلط منه وعليهما لأنهما ذكرا في كتابيهما جملة ما أثبته ورش من الياءات في الوصل وحصراها بعدد ولم يذكرا هذه بينهنّ، فدلّ على
__________
(1) السبعة ص 573.
(2) في (م) = كذا =.
(3) تقدم ص 127.
(4) ونص على هذه الرواية لا مصنف في التيسير ص 192.
(5) مواس بن سهل، أبو القاسم المعافري، مقرئ ثقة، أخذ القراءة عرضا عن يونس بن عبد الأعلى عن ورش، وعنه الأصبهانى. غاية 2/ 316.
والإسناد صحيح، فإن رجاله كلهم ثقات، ومواس يروي عن يونس بن عبد الأعلى في هذا السند المذكور، لأن الأصبهاني سأله: إلى من تسند؟ فقال: إلى يونس. وانظر المقدمة 1/ 245.
(6) أثبت ابن الجزري في النشر 2/ 366رواية الأصبهاني، على أن المأخوذ به لورش هو الحذف كما قرر ذلك المصنف هنا.(4/1558)
أن روايتهما عن ورش فيها الحذف في الحالين [221/ أ]، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء بروايتهما من المصريين وغيرهم وحذفها الباقون في الحالين والله (1) أعلم.
__________
(1) في (م) = والله تعالى أعلم =.(4/1559)
ذكر اختلافهم في سورة فصّلت
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {في أيام نحسات [16] بكسر الحاء وقرأ الباقون بإسكانها} [1]، وكذلك روى أبو الربيع الزهراني عن حفص عن عاصم، لم يرو ذلك عنه أحد غيره، ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر عن أصحابه عن أبي الحارث وعن عيّاش (2) عن أبي عمر عن الكسائي أنه كسر السين من {نحسات وكذلك روى ابن الحمامي عن أبي عمر إلا أنهما لم يذكرا الحاء، وأظنهما أراداها} [3] فغلطا فذكرا السين لأن جميع أصحاب أبي عمر ذكروا الحاء ولم يذكروا السين (4)، وقد تابع أبا (5) الحارث على ما رواه عن الكسائي من كسر الحاء والسين هاشم البربري (6)، فدلّ على أن لكسر السين أصلا عنه (7) على أن قتيبة بن مهران قد روى عنه من الإمالات ما يشبه ذلك مما قد ذكرناه في باب الإمالة، والذي قرأت به في جميع الطرق عنه إخلاص فتحها وعلى ذلك أهل الأداء.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل من قراءتي وأما ثمود فهديناهم [17] بنصب الدال، وكذلك روى ذلك عن المفضل نصّا أبو زيد النحوي، ولم يرو عنه
__________
(1) التيسير ص 193، النشر 2/ 366.
(2) تقدمت ترجمته ص 108، وتقدم أن روايته خارجة عن طرق هذا الكتاب.
(3) في (م) = أرادهما =.
(4) هذا لا يتفق مع ما قاله في التيسير ص 193، بعد أن ذكر رواية أبي الحارث، قال: = ولم أقرأ بذلك، وأحسبه وهما =.
(5) في (م) = أبو الحارث = وهو خطأ.
(6) في (م) = اليزيدى = وهو خطأ.
وهاشم هذا هو: ابن عبد العزيز، أبو محمد البربري، روي عن الكسائي. غاية 2/ 348.
والبربري: بفتح الباءين بينهما راء مهملة، بعد الباء راء أخرى، نسبة إلى بلاد البربر، وهي ناحية كبيرة من بلاد الغرب. الأنساب 1/ 306.
ورواية هاشم ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) يقول ابن الجزري 2/ 366معقبا: = وما حكاه الحافظ أبو عمرو عن أبى طاهر بن أبي هاشم عن أصحابه عن أبي الحارث عن إمالة فتحة السين فإنه وهم وغلط لم يكن محتاجا اليه، فانه لو صح لم يكن من طرقه ولا من طرقنا =.(4/1560)
جبلة، قال لي الفارسي عن (1) أحمد: وقد قرأت له بالوجهين غير أني على النصب أعوّل وقرأ الباقون برفع الدال (2).
حرف:
قرأ نافع {ويوم نحشر [19] بالنون وفتحها وضمّ الشين} {أعداء الله [19] بالنصب وقرأ الباقون} {يحشر بالياء وضمّها وفتح الشين} {أعداء
بالرفع} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكار وابن عتبة والوليد وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبو عمرو في رواية شجاع وعبد الوارث في رواية السوسي من قراءتي وأبي عبيد وابن سعدان وابن جبير وابن واصل عن اليزيدي {أرنا الذين [29] بإسكان الراء. واختلف عن ابن عامر: فحدّثنا ابن غلبون قال: نا ابن المفسّر قال: نا ابن أنس قال: نا هشام} [4] بإسناده عن ابن عامر {أرنا جزم، وحدّثنا محمد بن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد} [5] قال: نا هشام {أرنا الذين
جزم خفيفة.
وبذلك قرأت في رواية الحلواني عنه على أبي الحسن عن قراءته وعلى أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين، ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن أبي حمّاد} [6] قال: نا هشام: هذا خطأ ليس في القرآن {أرنا إنما هو} {أرنا بكسر الراء. أقرأني فارس بن أحمد في رواية الحلواني وابن أبي حمّاد} [7] عن هشام أداء. ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد ح ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قالا: أقرأني ابن عامر {أرنا ساكنة الراء فدلّ ذلك على أنهما يرويانه عن هشام وابن ذكوان جميعا بإسنادهما عن ابن عامر} [8].
__________
(1) في (م) = بن =، وفي النسختين = الفارسي =، ولعل الصواب = فارس بن أحمد =.
(2) وهي المتواترة، أما قراءة الفتح فشاذة، وهي قراءة الحسن، انظر القراءات الشاذة للقاضي ص 79.
(3) التيسير ص 193، النشر 2/ 366.
(4) تقدم هذا الإسناد مرارا.
(5) تقدم هذا الإسناد.
(6) لم أعرف من هو، وانظر أثر هشام في السبعة ص 576.
(7) في (م) = عباد = وهو خطأ، وطريقه عن هشام خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(8) وهو الذي نص عليه المصنف في التيسير ص 193عن ابن عامر، وانظر السبعة ص 576.(4/1561)
واختلف عن أبي بكر فروى عنه ابن أبي أمية وحسن (1) بن علي من رواية هارون، وعن أبي بكر نفسه أنه كسر الراء (2)، وكذلك روى ضرار بن صرد ومحمد بن المنذر عن يحيى بن آدم عنه، وروى سائر الرواة عنه وعن يحيى إسكان الراء (3).
وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وأبو (4) خلّاد وابن شجاع وأبي حمدون وأبي شعيب والموصلي وأبي أيّوب من قراءتي لهما باختلاس كسرة الراء (5)، وقرأ الباقون بإشباعها (6).
{اللذين قد ذكر} {يلحدون [40] مذكور أيضا} [7].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية هشام {أعجمي وعربي [44] بهمزة واحدة مفتوحة من غير مدّ على الخبر وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وسائر الرواة على الاستفهام} [8] ثم اختلفوا في تحقيق الهمزتين معا [221/ ب] وفي تسهيل الثانية منهما وفي إدخال ألف بينهما وفي إخراجها، وقرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي بتحقيق الهمزتين، وروى يزيد بن عبد الواحد عن أبي بكر اعجمي ممدودة يريد تسهيل الثانية، لم يرو ذلك عنه أحد غيره، واختلف عن حفص فروى عنه هبيرة وأبو عمارة بتحقيق الهمزتين، وروى عنه عمرو وعبيد والقوّاس والمروزي بهمزة بعدها مدّة، وقرأ الباقون بتسهيل الهمزة الثانية، ونافع في غير رواية ورش وأبو عمرو يدخلان بينهما وبين همزة الاستفهام ألفا على أصلهما.
ونافع في رواية ورش من غير طريق الأزرق وابن كثير لا يدخلانها على أصلهما أيضا، وذلك قياس قول ابن ذكوان عن ابن عامر وحفص عن عاصم لأن من
__________
(1) كذا في النسختين، والصواب = حسين =.
(2) في (م) = الواو = وهو خطأ.
(3) وهي التي نص عليها المصنف في التيسير ص 193عن أبي بكر.
(4) كذا في النسختين، وهو خطأ، والصواب = وأبي خلاد =.
(5) وهي التي نص عليها في التيسير ص 193عن اليزيدى.
(6) في (م) = باشباعهما = وهو خطأ، والمقصود كسر الراء كسرة خالصة، والوجهان ثابتان من كلا الطريقين عن أبي عمرو، انظر النشر 2/ 222.
(7) في سورة الأعراف.
(8) النشر 1/ 366باب في الهمزتين من كلمة.(4/1562)
مذهبهما تحقيق الهمزتين في الاستفهام من غير فاصل بينهما.
وقد كان بعض أصحابنا يأخذ في مذهبهما بالفصل كمذهب أبي عمرو أداء، لأن (1) عامّة المصنفين من ابن مجاهد والنقاش وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق (2)، وأحمد بن يعقوب التائب (3)، وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي بكر الشذائي (4)، وأبي بكر بن أشتة (5)، وغيرهم قد ترجموا عنهم بترجمة واحدة وهي قولهم: بهمزة واحدة وبمدّة، ولم يميّزوا بين مذهبهما ومذهبه، وهذا لا يلزم من ثلاث جهات:
إحداهنّ: النصّ.
وذلك أن الأخفش حكى عن ابن ذكوان في كتابيه [و {أئن و} {لئن] الهمزة الثانية ومدّها.
وقال التغلبي وابن المعلى وابن خرزاذ وابن أنس وسائر أصحابه عنه: بهمزة ممدودة، وذكر الأشناني عن أصحابه عن حفص: ممدودة الألف، يريد بالمدّ تسهيل الهمزة إذ كذلك جرت عادتهم وعادة غيرهم من الرواة في العبارة عنهما ولم يذكر واحد من هؤلاء فصلا عنهما مع ذلك، فدلّ على طوله من جهة النص.
والجهة الثانية: القياس.
وذلك أنهما لم يفصلا بألف بين الهمزتين في حال تحقيقهما في نحو} {أأنذرتهم [البقرة: 6] و} {أأشفقتم [المجادلة: 13] و} أإله [60] وشبهه مع ثقل اجتماعهما صحّ، وثبت أن فصلهما بما بينهما في حال تسهيل إحداهما هاهنا مع خفّة ذلك غير صحيح في مذهبهما إذ التثقيل بذلك كان أولى من التخفيف فلم يستعملاه
__________
(1) في (م) = اذ كان =.
(2) إن كان إبراهيم فقد تقدم ص 68، وان كان غيره فلا أدري من هو؟.
(3) في (م) = الثابت = وهو خطأ، وقد تقدمت ترجمته ص 82.
(4) هو أحمد بن نصر، تقدم ص 160.
(5) محمد بن عبد الله بن محمد، أبو بكر الأصبهاني، ضابط مشهور ثقة، إمام نحوي محقق، قرأ على ابن مجاهد وغيره، وعليه ابن غلبون، مات سنة 360هـ. معرفة 1/ 321، غاية 2/ 184.
وأشتة: بضم الهمزة، وسكون الشين، وفتح التاء، وانظر تبصير المنتبه لابن حجر 1/ 20.(4/1563)
في موضع الثقل دلّ دلالة قاطعة على أنهما لا يستعملانه في موضع الخفّة (1).
والجهة الثالثة:
أن المصنّفين إنما ترجموا عنهما وعن أبي عمرو بترجمة واحدة وقرّبوها (2) به مع اختلاف مذهبهما ومذهبه في الفصل لما كانوا متفقين على التسهيل لا غير، وذلك منهم على طريق التقريب لمذاهبهم في ذلك لا على جهة التحصيل والتحقيق لها فيه.
ألا ترى أنهم قد أدرجوا معهم في الترجمة ابن كثير وهو ممّن لا يفصل بإجماع وكذلك قال (3) حفص وابن ذكوان سواء.
وقد اختلف قول ابن مجاهد في الترجمة عن ابن كثير في ذلك فقال لنا محمد بن أحمد عنه في كتاب السبعة {ءاعجمي [44] ممدودة} [4] وقال لنا في كتاب المكيّين وفي الجامع قال لي قنبل: {أعجمي مقصورة بغير مدّ ولم يرد بقوله: بغير مدّ أنه على لفظ الخبر فيما أظنه بل أراد} [5] بذلك أنه لا يفصل بألف إذ بالفصل يحصل المدّ المشبع والله أعلم.
على أن أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل (6) وأبا طاهر بن أبي هاشم قد رويا ذلك عنه عن قنبل بالقصر على لفظ الخبر وما رواه في كتاب السبعة هو الصحيح، وبذلك [222/ أ] قرأت من جميع الطرق عنه وبه آخذ، وقال الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما وابن مخلد عن البزّي: مستفهمة بهمزة واحدة، وكذا قال الجماعة عن قنبل وعن البزّي، وقال الحلواني عن القوّاس: يستفهم بهمزة مطوّلة، وروى
__________
(1) قال ابن الجزري 1/ 368: = وليس نص من يقول = بهمزة ومدة = يعطي الفصل، أو يدل عليه، ومن نظر كلام الأئمة، متقدمهم ومتأخرهم، علم أنهم لا يريدون بذلك إلا بين بين، ليس إلا، فقول الداني أقرب إلى النص، وأصح في القياس = ثم قال: = وقد قرأت له بكل من الوجهين، والأمر في ذلك قريب والله أعلم = ا. هـ.
(2) كذا في (ت)، وفي (م) = وقد توها به =، ولعل الأولى = وقرنوها به =.
(3) كذا في النسختين، ولعلها = وكذا قول =.
(4) في السبعة ص 576: = بهمزة ممدودة =.
(5) في (م) = المراد =.
(6) ابن الحسن بن البختري، أبو بكر العجلي، مقرئ ثقة ضابط، قرأ على ابن مجاهد وغيره، مات سنة 355هـ. غاية 1/ 66.(4/1564)
المصريون أداء عن أبي يعقوب عن ورش إبدال الهمزة الثانية ألفا خالصة. وقد قدّمنا أن البدل في مثل ذلك على غير قياس وأن الفصل معه ممتنع (1).
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل {من ثمرات
[47] بالألف على الجمع، وقال المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم} {من ثمرات على تاء وأحسبه أراد الجمع} [2] وذلك غلط، وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بغير ألف على التوحيد (3)، ووقف منهم ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالهاء ووقف عاصم وحمزة بالتاء. وحدّثنا محمد بن أحمد قال: أنا محمد بن القاسم قال: نا الحسن بن الحباب قال: سئل البزّي (4) عن الوقف على {من ثمرات} [5].
{نأ بجانبه [51] قد ذكر} [6] والله أعلم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان {أين شركاءي قالوا [47] فتحها ابن كثير وأسكنها الباقون} [7].
إلى ربي إن لي عنده [50]
فتحها نافع في رواية إسماعيل وورش وأبو عمرو، واختلف فيها عن قالون فروى عنه القاضي والكسائي إسكانها، وروى عنه الحلواني والمدني والقطري وأحمد بن
__________
(1) وخلاصة الكلام في تحقيق الهمزتين هنا: أنه قرأ قالون، وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية، مع إدخال ألف بينهما، وابن كثير، وابن ذكوان، وحفص كذلك، لكن بدون إدخال ألف بينهما، ولورش وجهان: مثل ابن كثير، والوجه الآخر، إبدالها ألفا مع الإشباع، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي بتحقيق الهمزتين من غير إدخال، وأما هشام عن ابن عامر فإنه أسقط الهمزة الأولى، وحقق الثانية من غير مد.
انظر: التيسير ص 193، النشر 1/ 368366، البدور الزاهرة ص 282.
(2) وقد تقدم مرارا أن هذا الطريق خارج عن طرق هذا الباب.
(3) انظر التيسير ص 194.
(4) الإسناد صحيح، فإن رجاله كلهم ثقات أثبات.
(5) هنا نقص في النسختين.
(6) في سورة الإسراء.
(7) المبسوط ص 331.(4/1565)
صالح وأبو سليمان والعثماني فتحها، نصّ على ذلك عن الحلواني أبو عون (1) وقرأتها على أبي الفتح في رواية قالون من طريق الحلواني والشحام وأبي نشيط بالوجهين (2).
واختلف فيها أيضا عن المسيّبي فروى عنه ابنه محمد والأنصاري (3) وحمّاد (4)
إسكانها، وقد روى عنه ابن سعدان فتحها (5)، وقرأت من طريقه بإسكانها وأسكنها الباقون، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع وعن اليزيدي وخالف جميع أصحاب اليزيدي.
__________
(1) محمد بن عمرو بن عون، أبو عون الواسطي، مقرئ محدث، ضابط متقن، قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق، مات قبل السبعين ومائتين. غاية 2/ 221.
(2) وقال ابن الجزري في النشر 2/ 169: = والوجهان صحيحان عن قالون، قرأت بهما، وبهما آخذ، غير أن الفتح أشهر وأكثر =
(3) إسحاق بن موسى، أبو موسى الأنصاري، روى القراءة عن إسحاق المسيبي، مات سنة 244هـ. غاية 1/ 158.
(4) هو ابن بحر، تقدم ص 64.
(5) انظر السبعة ص 578.(4/1566)
ذكر اختلافهم في سورة الشورى
حرف:
قرأ ابن كثير {كذلك يوحى إليك [3] بفتح الحاء وقرأ الباقون بكسرها} [1].
وكلهم قرأ بالياء إلا ما ناه عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر عن أصحابه عنه (2) عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {نوحي بالنون، وكذلك روى ذلك عن الخيّاط أداء ابن شنبوذ} [3] والنقاش ومحمد بن جعفر بن أبي أميّة [ذلك] (4)، وقال الخياط في كتابه (5) عن الشموني عن الأعشى:
{يوحي بالياء.
ونا فارس بن أحمد قال: أنا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم عن الشموني عن الأعشى} [6] عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {يوحي بالياء وكسر الحاء، وكذلك روى ابن غالب والتيمي عن الأعشى وبذلك قرأت في الروايتين عنه.
حرف:
قرأ نافع والكسائي} {يكاد السموات [5] بالياء وقرأ الباقون بالتاء} [7].
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد والمفضل في رواية هبيرة وأبي عمر عن أبي عمارة عن حفص وأبو عمرو {ينفطرن [5] هاهنا بالنون ساكنة} [8]
__________
(1) التيسير ص 194.
(2) كذا في النسختين، ولعل لفظة = عنه = زائدة، وأصحاب عبد الواحد هم: أبو الحسن محمد بن محمد الضحاك، وأحمد بن محمد بن سعيد. انظر المقدمة 1/ 297.
(3) رواية ابن شنبوذ عن الخياط ليست من طرق هذا الكتاب.
(4) كذا في النسختين، ولا داعى لها.
ومحمد بن جعفر: هو ابن الخليل بن أبي أمية، أبو عبد الله الواسطي، مقرئ مشهور، قرأ على الخياط وغيره. غاية 2/ 109.
وروايته ورواية النقاش عن الخياط خارجة عن طرق الكتاب.
(5) لم أجد الكتاب.
(6) الإسناد صحيح وقد تقدم.
(7) التيسير ص 150في سورة مريم، والنشر كذلك 2/ 319.
(8) يعني النون الأولى، التي هي بدل التاء.(4/1567)
وكسر الطاء وتخفيفها، وكذلك روى يونس (1) عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة لم يروه غيره، وقرأ الباقون بالتاء مفتوحة وفتح الطاء وتشديدها (2)، وكذلك روى أبو الحارث (3) عن أبي عمارة وسائر الرواة عن حفص وداود (4) عن ابن كيسة عن سليم.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {ذلك الذي يبشّر الله [23] بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين وتشديدها، وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان الباء وضمّ الشين وتخفيفها} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية [222/ ب] حفص وابن عامر في رواية ابن عتبة عن أيوب عن يحيى عنه وحمزة والكسائي {ويعلم ما تفعلون [25] بالتاء وكذلك روى حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع وهو غلط وقرأ الباقون بالياء} [6].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم بخلاف عن أبي بكر وحفص {وهو الذي ينزّل الغيث [28] بفتح النون وتشديد الزاي، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي} [7]، وكذلك روى هبيرة عن حفص وإسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم (8).
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {بما كسبت أيديكم [30] بغير فاء قبل الباء، وكذلك في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون} {فبما بالفاء وكذلك في مصاحفهم} [9].
{إن يشأ يسكن الريح [33] قد ذكر} [10].
__________
(1) هو ابن عبد الأعلى، تقدم ص 79.
(2) انظر السبعة ص 580.
(3) هو الليث بن خالد، تقدم ص 90.
(4) هو داود بن أبي طيبة، تقدم ص 79.
(5) النشر 2/ 239في سورة آل عمران.
(6) المبسوط ص 332.
(7) الإتحاف ص 383.
(8) ولم يذكر هاتين الروايتين المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(9) التيسير ص 195، المقنع ص 106.
(10) في سورة البقرة.(4/1568)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {ويعلم الذين [35] برفع الميم وقرأ الباقون بنصبها} [1].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {كبير الإثم [37] هاهنا وفي والنجم [32] بكسر الباء من غير ألف ولا همزة على التوحيد، وروى ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي زيد وجبلة عن المفضل عن عاصم في والنجم} {كبير الإثم [32] مثل حمزة ومثل أبي عمرو قرأت [كبير]} [2] في رواية المفضل في السورتين، وقرأ الباقون (3) {كبائر
بفتح الباء وألف وهمزة مكسورة بعدها.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية التغلبي وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى وابن موسى الصّوري عن ابن ذكوان} {أو يرسل رسولا فيوحي [51] برفع اللام وإسكان الياء، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن التغلبي عن ابن ذكوان في حفظي عن أيوب} {أو يرسل رسولا فيوحي نصبا جميعا} [4]، وكذلك قال عنه ابن أنس وابن المعلى وغيرهما.
وقال ابن خرزاذ عنه قال بعض أصحابنا {أو يرسل نصب} {فيوحي نصب وهو حفظي كما قالوا، حتى وجدتها في كتابي رفعا، وروى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة} {فيوحي بإسكان الياء مثل نافع، لم يروه عنه أحد غيره، وقرأ الباقون في رواية الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية هشام والوليد وابن بكّار وابن عتبة بنصب اللام والياء} [5].
ليس في هذه السورة ياء إضافة مختلف فيها، وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة.
وهي قوله: {الجوار في البحر [32] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد وحذفها الباقون في الحالين} [6]، وكذلك روى ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو وهو غلط ولم يأت بإثباتها نصّا عن اليزيدي غير ابنه أبي عبد الرحمن وذلك قياس قول أبي عمرو.
__________
(1) السبعة ص 581.
(2) ساقطة من (م).
(3) المبسوط ص 332.
(4) انظر السبعة ص 582. ومعنى قوله = جميعا = أي: نصب = يرسل = و = فيوحي =.
(5) انظر: التيسير ص 195، النشر 2/ 368.
(6) الإقناع 2/ 759.(4/1569)
ذكر اختلافهم في سورة الزخرف
حرف:
قد ذكرت {في أمّ الكتاب [4] في سورة النساء} [1].
حرف:
قرأ نافع وحمزة والكسائي {صفحا إن كنتم [5] بكسر الهمزة، وقرأ الباقون بفتحها} [2].
{الأرض مهدا [10] قد ذكر} [3].
{وكذلك تخرجون [11] قد تقدم أن حمزة والكسائي وابن عامر في رواية ابن بكّار وابن ذكوان من غير طريق ابن خرزاذ والتغلبي، وفي رواية هشام من طريق الحلواني وابن عبّاد يفتحون التاء ويضمّون الراء} [4].
{من عباده جزءا [15] قد ذكر قبل} [5].
حرف:
وكلهم قرأ {بلدة ميتا [11] بالتخفيف} [6] إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه شدّد الياء حيث وقع.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {أو من ينّشؤا [18] بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين، وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان النون وتخفيف الشين} [7].
حرف:
قرأ الحرميّان [223/ أ] وابن عامر والكسائي في رواية أبي موسى (8)
__________
(1) الحرف المختلف فيه هو قوله = أم =، انظر النشر 2/ 248، في سورة النساء.
(2) التيسير ص 195.
(3) في سورة طه.
(4) انظر التيسير ص 109في سورة الأعراف.
(5) في سورة البقرة.
(6) أي: تخفيف الياء من = ميتا =، وتشديدها هنا قراءة أبي جعفر، لأنه يشددها حيث وقعت في القرآن. انظر 2/ 224من النشر.
(7) التيسير ص 196، النشر 2/ 368.
(8) هو عيسى بن سليمان، تقدم ص 388.(4/1570)
{الذين هم عند الرحمن بالنون} [1]، وفتح الدال من غير ألف ظرف، وقرأ الباقون {عباد الرحمن بالباء وألف بعدها وضمّ الدال جمع عبد} [2].
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل (3) {أأشهدوا خلقهم [19] من أشهدت} [4] بإسكان الشين وبهمزتين، وعاصم من الطريق المذكور يحقّقهما معا، كذا قرأت له، ونافع يسهّل الثانية على حركتها فيجعلها بين الهمزة والواو، واختلف عنه في المدّ وفي الترجمة عن ذلك فقرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان وفي رواية ابن فرح وأبي عمر عن إسماعيل، وفي رواية أبي نشيط عن قالون بالمدّ بعد همزة الاستفهام (5)، وكذلك روى أبو سليمان عن قالون وأحمد بن قالون (6) عن أبيه، وقرأت في رواية غيرهم بغير مدّ.
وقال خلف وابن سعدان عن المسيّبي: بالمدّ، وقال محمد والأنصاري وحمّاد عنه: مستفهمة بنبرة (7) واحدة ولم يذكروا المد (8)، وقولهم مستفهمة دليل على المدّ، وقال الكسائي عن إسماعيل: برفع الألف على الاستفهام على تأويل همزتين، وقال الهاشمي عنه استفهام لم يزد على ذلك شيئا ولم يأت بشيء، وقال أبو عبيد عنه بضم الألف من {أشهدت على معنى افعل بهم، وقال أبو عمرو عنه: = الألف رفع = يعني بالألف الهمزة المسهّلة} [9] التي بعد همزة الاستفهام لأنها هي (10) المصورة في الخط على قراءة نافع دون همزة الاستفهام [حرفا دخلا زائدا، فكانت همزة كره الجمع بين
__________
(1) أى في قوله = عبد =.
(2) انظر الكشف 2/ 256في توجيه القراءتين.
(3) انظر السبعة ص 585.
(4) المبني للمجهول، وانظر: الكشف 2/ 257، المغني 3/ 226.
(5) أي: بإدخال ألف بعد الهمزة الأولى مع بقاء الهمزة الثانية مسهلة.
(6) أحمد بن عيسى بن مينا المدني، روى عن أبيه عرضا، وخلفه في القيام بالقراءة بالمدينة.
غاية 1/ 94.
(7) النبر: أصل صحيح يدل على علو وارتفاع، ونبر الحرف أي: همزه.
انظر معجم مقاييس اللغة، مادة (نبر)، وكذا اللسان في المادة نفسها.
(8) لفظة = المد = سقطت من (م).
(9) في (م) = المستهلة =.
(10) في (م) = على =.(4/1571)
صورتين متفقتين في الكتابة أولى بالرسم منها كذلك] (1)، وقال ابن جبير عن أصحابه عنه = يمدّ الألف باستفهام = وقال إبراهيم (2) بن قالون ومصعب الزبيري (3) والقاضي والمدني والقطري والكسائي عن قالون فاعلا من ألف {اشهدوا مفتوح ووسطها مقبو} [4] مستفهمة بنبرة واحدة.
وقال الحلواني عنه برفع {أم} [5] وجزم الشين ولا يمدّها، وقال أحمد بن صالح عنه، وعن ورش: ألف {اشهدوا مفتوحة والثانية على مثال واو ليست مهموزة.
وقال أبو يعقوب وأبو الأزهر وداود عن ورش: الألف بهمزتين نصب ورفع} [6] غير أن الثانية مدغمة يعنون مسهّلة وذلك مجاز، وقال داود عنه في الاختلاف (7) بين نافع وحمزة بهمزتين والألف مرفوعة، وقال يونس عنه: برفع الألف لم يزد على ذلك شيئا.
وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه: مستفهمة النبرة الأولى مفتوحة والنبرة الثانية مضمومة ساقطة في الاستئناف والشين ساكنة في الإدراج بمعنى فتحة الهمزة الأولى على تنوين {إناثا [19] فتثبت الهمزة} [8] المضمومة في ألف اشهدوا [19] يعني
__________
(1) ما بين المعكوفتين كذلك في النسختين، والكلام يدور حول رسم الهمزتين من كلمة، بعد اتفاق المصاحف على حذف صورة إحدى الهمزتين من الرسم كراهة الجمع بين صورتين متفقتين، وأي الهمزتين هي المحذوفة؟ في ذلك قولان لأهل العلم:
1 - قول الكسائي، وعليه عامة أصحاب المصاحف إن المحذوفة منهما هي همزة الاستفهام والثانية همزة القطع أو الأصل.
2 - قول الفراء وابن كيسان، وغيرهما: إن المحذوفة منهما هي همزة الأصل، أو القطع، والثانية هي همزة الاستفهام، ولكل من القولين حجة ودليل. قال الداني بعد أن ذكر الأقوال وأدلتها: = والوجهان في ذلك صحيحان =. انظر المحكم في نقط المصاحف ص 94، 95، من فوائد الشيخ الدكتور محمد سيدي الأمين جزاه الله خيرا.
(2) إبراهيم بن عيسى بن مينا، قرأ على أبيه، وعليه ابن فليح. غاية 1/ 22.
(3) مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري، نسبة إلى الزبير بن العوام، ضابط محقق ثقة، قرأ على قالون، وروى عن مالك بن أنس. غاية 2/ 299.
(4) كذا في (ت)، وفي (م) = مقبوح =، ولا أدري ما معناها؟
(5) كذا في النسختين = أم = ولا وجه لها، إذ المقصود الهمزة هنا.
(6) أى: الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة لأنها مسهلة قريبة من الواو.
(7) في (م) = الاختلاس =.
(8) في (م) = بهمزة =.(4/1572)
أن حركة الهمزة وهي الضمة تثبت في الحرف المعرّف من تلك الحركة المرسومة في الخط ألفا وإن لم يشبع وتحقق فيه إشباعها وتحقيقها معا لأنه قد أخبر بسقوطها قبل، فكيف يصحّ إخباره بثباتها بعد أو لأنه أراد ذلك، وقوله = ساقطة = يعني مسهّلة، وقوله في = الاستئناف = خطأ وكذا قوله = والشين ساكنة في الإدراج = خطأ أيضا وذلك أن التسهيل للهمزة والتسكين للشين موجودان في الحالين من الوصل والابتداء فتخصيص احديهما (1) بذلك دون الآخر خطأ لا شك فيه.
وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن المفضل عن عاصم {أشهدوا مثل نافع بغير مدّ} [2] وقال النقّاش عنه عن عاصم: مثل نافع بالمدّ وضمّ الألف [223/ ب] وتحقيق الهمزتين جميعا من غير مدّ، كذا قرأت له وهو قياس قول عاصم في الاستفهام.
وقرأ الباقون {أشهدوا من شهدت} [3] بفتح الشين وهمزة واحدة مفتوحة (4).
حرف:
وكلهم قرأ {ستكتب [19] بالتاء وضمها وفتح التاء الثانية} {شهادتهم
[19] برفع التاء إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأ} {سنكتب [19] بالنون وفتحها وضم التاء} {شهادتهم بنصب التاء وبذلك قرأت من طريق حسنون عنه وقرأت من طريق الخزاز} [5] عنه مثل قراءة الجماعة.
ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر بإسناده عن الخزاز (6) عن هبيرة عن حفص بالنون
__________
(1) في (م) = احداهما = وهو الصواب.
(2) انظر السبعة ص 585، وأما الإسناد فقد ذكر المصنف في المقدمة رواية ابن مجاهد عن المفضل، وهي من طريق جبلة، وأبي زيد، وانظر مقدمة السبعة ص 96.
(3) المبني للمعلوم، وانظر: الكشف 2/ 257، المغني 3/ 226.
(4) فتلخص من ذلك أن ورشا عن نافع قرأ بهمزتين، الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة مسهلة بين بين مع سكون الشين، من غير إدخال ألف بينهما، وقالون يدخل ألفا بخلاف عنه، وأما المفضل عن عاصم فإنه قرأ مثل ورش إلا أنه حقق الهمزتين، وأما بقية القراء فإنهم قرءوا بهمزة واحدة مفتوحة محققة، مع فتح الشين. انظر: التيسير ص 196، النشر 1/ 377376، 2/ 369، وذكر صاحب كتاب = البدور الزاهرة = أن الشين تكسر في قراءة الجمهور، وهو خلاف الصواب انظر ص 287.
(5) في (م) = الخراز عنه =.
(6) لعل الواسطة بينهما ابن مجاهد، لأنه روى عن الخزاز وهو ثقة، تقدم ص، وأبو طاهر(4/1573)
والنصب وهو الصحيح منه (1).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص: {قال أولو جئتكم [24] بالألف على الخبر، وقرأ الباقون} {قل بغير ألف على الأمر} [2] وكذلك روى ابن شاهي عن حفص لم يروه عنه غيره.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {سقفا من فضة [33] بفتح السين} [3] وإسكان القاف على التوحيد، وقرأ الباقون بضم السين والقاف على الجمع (4).
حرف:
قرأ عاصم وحمزة {لمّا متاع الحياة الدنيا [35] بتشديد الميم، واختلف عن هشام عن ابن عامر فروى الحلواني عنه} {لما مشددة، ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده} [5] عن ابن عامر {وإن كل ذلك لمّا مثقل} [6]، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر {لمّا مشددة} [7]. ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن أبي حسان قال: نا هشام بإسناده (8) عن ابن عامر {لما متاع
خفيفة، وكذلك روى إبراهيم بن دحيم عن هشام، وكذلك قرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني وابن عباد عن هشام وقال لي: التشديد اختيار من} [9] ابن هشام، وقرأت
__________
من الرواة عن ابن مجاهد، بيد أن المصنف لم يذكر طريق أبي طاهر في باب الطرق، وإذا ثبت أن الواسطة بين أبي طاهر والخزاز هو ابن مجاهد فالإسناد صحيح، ولكن العمل في رواية حفص على خلاف ذلك.
(1) في (م) = عنه = ولعله الصواب.
(2) التيسير ص 196، النشر 2/ 369.
(3) في (م) = الشين = وهو خطأ.
(4) انظر الإقناع 2/ 760.
(5) تقدم هذا الإسناد مرارا.
(6) يعني: مشدد.
(7) انظر السبعة ص 586، والمقصود بأصحاب ابن مجاهد: أحمد بن محمد بن بكر، شيخ.
انظر غاية 1/ 108، والحسن بن أبي مهران، ثقة حاذق. انظر غاية 1/ 216فالإسناد مقبول من كلا الطريقين، واعتمد المصنف في التيسير الطريق الثاني ص 13.
(8) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(9) في (م) = عن =.(4/1574)
على أبي الحسن في رواية الحلواني بالتشديد (1)، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان والوليد وابن بكّار وابن عتبة بتخفيف الميم.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد وفي رواية العليمي عن أبي بكر {يقيض له
[36] بالياء، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: حدّثني أحمد بن عبيد} [2] قال: نا الحسن بن أبي مهران قال: نا أحمد بن يزيد قال: نا شباب عن عصمة (3) عن أبي بكر عن عاصم {يقيّض له شيطانا بالياء} [4] وقرأ الباقون بالنون.
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص {حتى إذا جاءانا
[38] بألف بعد الهمزة على التثنية، وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بغير ألف على الهمزة على التوحيد} [5].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان {إذ ظلمتم إنكم [39] بكسر الهمزة} [6]، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الأخفش وأحمد بن أنس وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان بفتحها.
{يا أيه الساحر قد ذكر} [7].
__________
(1) والوجهان صحيحان عن هشام، لكن رواية التشديد أشهر وأكثر. انظر النشر 2/ 291في سورة هود.
(2) كذا في النسختين = عبيد =، والصواب: أحمد بن عبيد الله المخزومي، روى عن الحسن بن أبي مهران، وعنه أبو طاهر. غاية 1/ 79.
(3) كذا في (ت)، وفي (م) = شباب عمرو بن عصمة = وهو خطأ، لأنه لا يوجد أحد من الرواة بهذا الاسم فيما اطلعت عليه من المصادر، وعصمة هو: ابن عروة، مجهول، وقد تقدم ص 104.
وشباب لم أجده، إلا أن يكون هو خليفة بن خياط، الحافظ، مات سنة 240هـ، لأنه يلقب ب = شباب = أيضا. انظر غاية 1/ 275. وعليه فالإسناد ضعيف لعدم معرفة من هو = شباب = جزما، ولجهالة عصمة، وطريقه ليست من طرق هذا الكتاب.
(4) وهي قراءة يعقوب الحضرمي. النشر 2/ 369.
(5) التيسير ص 196.
(6) التي في قوله = أنكم =، وهذا الوجه لم يشيرا اليه في التيسير، والنشر، وأشار اليه ابن مجاهد في السبعة ص 586.
(7) في سورة النور(4/1575)
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {أسورة من ذهب [53] بإسكان السّين من غير ألف، وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها} [1].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {فجعلناهم سلفا [56] بضم السين واللام، وقرأ الباقون بفتحها} [2].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر والكسائي {منه يصّدون [57] بضم الصاد، وكذلك روى الرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى عنه، وروى عنه العليمي والبرجمي وابن أبي أميّة وابن أبي حمّاد وابن عطارد وإسحاق الأزرق بكسر الصاد.
وكذلك روى خلف والصريفيني وحسين} [3] بن الأسود عن يحيى عن أبي بكر ونا الفارسي [224/ أ] قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن فرح قال: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم (4) {يصدّون برفع الصاد، فترك ذلك من قول أبي عبد الرحمن} [5]، وزعم عاصم أن أبا رزين (6) أخبره عن أبي يحيى (7) مولى ابن عباس (8)
عن ابن عباس أنه كان يقرؤها مكسورة الصاد وقال: إنما هي {يضجون} [9].
__________
(1) الإقناع 2/ 761.
(2) المبسوط ص 335.
(3) في (م) = وحسن = وهو خطأ، والصواب: حسين بن علي بن الأسود العجلي الكوفي، روى عن يحيى بن آدم، وعنه الحلواني وغيره. غاية 1/ 238. وسئل عنه أبو حاتم، فقال:
صدوق الجرح 3/ 56.
(4) الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات أثبات.
(5) هو عبد الله بن حبيب، أبو عبد الرحمن السلمي، مقرئ الكوفة، إمام كبير وحديثه مخرج في الكتب الستة، مات سنة 74هـ. معرفة 1/ 52، السير 4/ 267، غاية 1/ 413.
(6) مسعود بن مالك الكوفي، أبو رزين الأسدي، ثقة فاضل، مات سنة 85هـ. غاية 2/ 296، التقريب ص 528، الكاشف 3/ 138.
(7) هو مصدع الأعرج المعرقب، روى عن ابن عباس، وعنه أبو رزين، قال ابن حبان:
= يخالف الأثبات =. انظر الضعفاء لابن الجوزي 3/ 122، قال الذهبي: صدوق، وقال ابن حجر: مقبول، مات بعد المائة. انظر: الكاشف 3/ 147، التقريب ص 533.
(8) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، البحر، الحبر، ترجمان القرآن، من أشهر علماء الصحابة، لم يكن على وجه الأرض أعلم منه في زمانه، كف بصره في آخر عمره، مات سنة 68هـ.
انظر: الإصابة 2/ 330، شذرات الذهب 1/ 75، معرفة 1/ 45، غاية 1/ 425، وغيرها كثير.
والإسناد يحتمل التحسين، لحال أبي يحيى فإنه مقبول، أي: عند المتابعة.
(9) انظر الأثر في تفسير الطبري 25/ 87.(4/1576)
وكذا حكى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر في جامعه، وقال في مجرّده عنه عن أبي بكر {يصدون مرتفعة الصاد، وحكى عبيد بن نعيم عن أبي بكر نحوا من قول الكسائي.
ونا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا علي بن العباس قال: نا أحمد بن عثمان بن حكيم قال: نا عبد الجبار عن أبي بكر عن عاصم} [1] عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ {يصدون وأن عاصما قرأ} {يصدون وقرأ الكوفيون بكسر الصاد} [2].
حرف قرأ الكوفيون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان {ءأالهتنا خير
[58] على الاستفهام بهمزتين بعدهما ألف، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية هشام وابن عتبة على الاستفهام بهمزة بعدها مدّة في تقدير همزتين مسهلتين والأولى بين بين والثانية مبدلة ألفا، ولم يفصل أحد منهم بين المخففة والمسهّلة هاهنا بألف لكراهة اجتماع ثلاث ألفات بعد همزة الاستفهام} [3]، ولم يذكره ابن ذكوان في كتابه، وذكره الأخفش فقال: بمدّة طويلة.
وقد اختلف عن ورش في الاستفهام والخبر في ذلك، فقال أحمد بن صالح:
بلغني عن ورش أنه كان يقرؤها بغير استفهام على مثال الخبر (4).
وكذلك روى ابن عبد الرزاق عن عبد الجبار بن محمد عن عبد الصمد عنه (5).
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال وكذلك كنت حفظت عن إسماعيل بن عبد الله
__________
(1) تقدم هذا الإسناد.
(2) نص على ذلك عنهم في النشر 2/ 369.
(3) انظر الوجهين في الحرف في النشر 1/ 365في الهمزتين من كلمة، والألفات الثلاث بعد همزة الاستفهام، هي: الألف الفاصلة، وهمزة القطع، والمبدلة من الهمزة الساكنة.
(4) انظر الأثر في السبعة ص 588.
(5) ابن عبد الرزاق هو إبراهيم، تقدم ص 140.
وعبد الجبار هو ابن محمد المعلم الأنطاكي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عبد الصمد، وروى عن إبراهيم. غاية 1/ 358.
وعبد الصمد هو ابن عبد الرحمن، أبو الأزهر، الراوي عن ورش، تقدم ص 79.(4/1577)
الفارسي (1) حين حدّثنا عن بكر بن سهل (2) عن أبي الأزهر عن ورش غير أني لم أجده في كتابي عنه. قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية يونس (3) عنه بالوجهين بالاستفهام والخبر، وروى سائر الرواة عنه بالاستفهام، ولم يأت به نصّا غير الأصبهاني عن أصحابه عنه فإنه قال مستفهمة بنبرة واحدة.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص {ما تشتهيه الأنفس [71] بهاءين، وكذلك في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون} {ما تشته بهاء} [4] واحدة، وكذلك في مصاحف أهل مكة والعراق (5).
{ولد فأنا أول [81] قد ذكر} [6].
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي وحمزة والكسائي في غير رواية أبي موسى {وإليه يرجعون [85] بالياء، وكذلك روى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو لم يروه عنه غيره وقرأ الباقون بالتاء} [7]، وكذلك روى الأخفش وابن أنس وابن المعلى وأبي موسى وغيرهم عن ابن ذكوان وسائر الرواة عن ابن عامر وأبو موسى عن الكسائي وسائر الرواة عن اليزيدي.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية المفضل: {وقيله بنصب اللام وضمّ الهاء} [8]، وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر لم يرو ذلك عنه أحد غيره.
__________
(1) إسماعيل بن عبد الله الفارسي، أبو بكر، روى عن بكر بن سهل، وعنه ابو طاهر. غاية 1/ 165.
(2) سبقت ترجمة بكر بن سهل ص 143.
وطريق أبى طاهر عن عبد الصمد ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) ابن عبد الأعلى، تقدم.
(4) في (م) = بياء = وهو خطأ.
(5) التيسير ص 197، وانظر المقنع ص 107.
(6) في سورة مريم.
(7) النشر 2/ 370.
(8) كذا في النسختين بزيادة = غير = بعد قوله = قرأ عاصم =، ولم يذكر الحرف المختلف فيه وهو قوله = وقيله =، وهو خطأ لعله من الناسخ، لأن عاصما براوييه يقرأ بخفض اللام وكسر الهاء، ويوافقه في ذلك حمزة، وأما الباقون فيقرئون بنصب اللام، وضم الهاء، ويوافقهم في ذلك المفضل وغيره، انظر النشر 2/ 370ولم يذكر هو، ولا المصنف في التيسير رواية المفضل، والجعفي عن أبي بكر.(4/1578)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان {فسوف تعلمون [89] بالتاء، وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم وهو وهم، وقال ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو: بالياء والتاء عنده سواء} [1].
وقرأ الباقون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان بالياء.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان
{من تحتي أفلا تبصرون [51] فتحها نافع وابن كثير [224/ ب] في رواية البزّي وابن فليح في رواية الزينبي} [2] وأبي ربيعة عن قنبل والبزّي وأبو عمرو، وكذلك حكى الخزاعي عن أصحابه، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر وأسكنها الباقون (3)، وكذلك روى ابن مجاهد (4)، وابن شنبوذ وابن الصباح وغيرهم عن قنبل والقوّاس، وكذلك حدّثني فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه (5) عن ابن فليح.
{يا عباد لا خوف عليكم [68] فتحها في الوصل، وأثبتها ساكنة في الوقف عاصم في رواية المفضل وحمّاد، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي وابن عطارد والشموني عن الأعشى، كذلك بفتح الياء في الوصل، حدّثنا فارس ابن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود قال: نا القاسم بن أحمد قال: نا محمد بن حبيب عن الأعشى} [6] عن أبي بكر عن عاصم {يا عبادي بياء منصوبة} [7].
__________
(1) السبعة ص 589.
(2) كذا في النسختين، ولعله خطأ، والصواب: الدينوري، وهو: محمد بن عمران أبو بكر، قرأ على ابن فليح، وروى عن النقاش. غاية 2/ 222. والزينبي ليست له رواية عن ابن فليح، ثم لو فرض أن الصواب = الزينبي = فإن طريقه ليست من طرق المصنف عن ابن فليح في هذا الكتاب.
(3) الإقناع 2/ 761.
(4) انظر السبعة ص 590.
(5) وقد ذكرهم في مقدمة هذا الكتاب 1/ 261.
(6) الإسناد صحيح، وقد تقدم، وفي (م) = محمد بن الحبيب =.
(7) يعنى: مفتوحة.(4/1579)
وروى ابن جبير عن الكسائي عنه بحذف الياء في الحالين وبذلك قرأت في روايته، وقد قرأت بذلك أيضا في رواية الأعشى من طريق الشموني وابن غالب، وروى التيمي عن الأعشى بإسكان الياء وأسكنها في الوصل، وأثبتها كذلك في الوقف نافع وابن عامر وأبو عمرو، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وروى ابن جبير في جامعه عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه يثبتها في الوصل ويحذفها في الوقف، وروى عنه في مختصره إثباتها في الحالين، وكذلك روى أبو عبد الرحمن وإبراهيم وأبو خلّاد وأبو عمرو وأبو شعيب وابن سعدان عن اليزيدي.
حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: قال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه يقف {يا عبادي بياء} [1].
حدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن قطن قال: نا أبو خلّاد قال: نا اليزيدي (2) عن أبي عمرو {يا عبادي هذه وحدها بياء: قال: لأني} [3] رأيتها في مصاحف أهل المدينة والحجاز بالياء.
وحدّثنا ابن غلبون قال: حدّثنا عبد الله بن محمد قال: نا ابن أنس ح ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن أبي حسّان قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {يا عبادي مثبتة الياء، وأخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد} [4] قال: نا محمد قال: نا هشام بإسناده {يا عبادي بإثبات الياء، وحذفها الباقون وهم ابن كثير وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي في الحالين} [5].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي قوله: واتبعون هذا صراط [61] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وفي
__________
(1) انظر السبعة ص 588، وابن مجاهد لا يروي عن ابن اليزيدي مباشرة، بل بواسطة أبي القاسم بن اليزيدي، كما هو ظاهر من أسانيده التي ذكرها في مقدمة كتابه السبعة ص 99.
(2) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(3) في (م) = لأبي = وهو خطأ، وانظر قول أبي عمرو في النشر 2/ 370.
(4) أحمد هو: ابن سليمان، أبو الطيب، ومحمد هو: ابن محمد الباغندي، تقدمت ترجمتهما ص 102.
وتقدم السند ص 102.
(5) انظر التيسير ص 197.(4/1580)
رواية ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي وأبي مروان وأبي سليمان عن قالون وأبو عمرو في كتابي عن محمد بن أحمد عن ابن مجاهد أن ابن كثير يصلها بياء مثل أبي عمرو (1)، وكذا ذكره محمد ابن أشتة في كتابي عن قراءته على ابن مجاهد وغيره وهو وهم لا شك فيه لأن النص والأداء عن ابن كثير بخلاف ذلك، على أن ابن شنبوذ روى عن قنبل أنه يصل ويقف بالياء، وخالف الجماعة عنه.
وحذفها الباقون في الحالين (2)، وكذلك روى أبو طاهر عن ابن مجاهد عن قنبل نصّا وعلى ذلك أهل الأداء عنه.
__________
(1) انظر السبعة ص 590.
(2) المبسوط ص 336.(4/1581)
ذكر اختلافهم في سورة الدخان
حرف:
قرأ الكوفيون {ربّ السموات والأرض [7] بخفض الباء، وكذلك روى أبو طاهر محمد بن سليمان البعلبكي} [1] وإبراهيم بن عبد الرزاق عن [225/ أ] الأخفش عن ابن ذكوان. قال لي فارس بن أحمد عن محمد بن الحسين (2) الأنطاكي عن ابن عبد الرزاق وعن عبد الباقي بن الحسين (3) عن أبي طاهر البعلبكي. وقرأت بذلك في الطريقين عنه، وكذلك حكى الأخفش في كتابه العام عن ابن ذكوان وقرأ الباقون برفع الباء (4)، وكذلك حكى الأخفش في كتابه الخاص (5) عن ابن ذكوان وبذلك قرأت من غير طريق المذكورين وعلى ذلك سائر الرواة عن ابن عامر.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان وعاصم في رواية حفص {يغلي في البطون [45] بالياء.
ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن مخلد عن البزّي} [6] وهو وهم.
واختلف عن أبي بكر عن عاصم فروى موسى بن إسحاق عن هارون (7) عن حسين عنه والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر نفسه بالتاء، وكذلك روى الوليد وابن بكّار وابن عتبة عن ابن عامر والأخفش وابن أنس وغيرهما عن ابن
__________
(1) محمد بن سليمان بن أحمد، شيخ صالح، مقرئ، عالي السند، قرأ على الأخفش، وعليه عبد الباقي بن الحسن، مات سنة 354هـ. معرفة 1/ 316، غاية 2/ 148، وذكره ابن العماد في الشذرات 3/ 35.
(2) كذا في النسختين، والصواب: محمد بن الحسن بن علي، أبو طاهر، أثبت الناس في إبراهيم، ومن جلة أصحابه، روى عنه فارس بن أحمد، مات قبل سنة 380هـ بقليل.
معرفة 1/ 345، غاية 2/ 118.
(3) كذا في النسختين = الحسين = وهو خطأ، والصواب = الحسن =.
(4) التيسير ص 198، النشر 2/ 371.
(5) لم أجد كتابيه = العام، والخاص =.
(6) الإسناد صحيح، رجاله ثقات أثبات.
(7) موسى بن اسحاق، أبو بكر الخطمي، تقدم ص 127، وهارون هو ابن حاتم تقدم ص 48. وهو ضعيف.(4/1582)
ذكوان وسائر الرواة عن هشام (1).
حرف:
قرأ الكسائي {ذق أنك [49] بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها} [2].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن بكار {في مقام أمين [51] بضم الميم وقرأ الباقون بفتحها} [3].
قال أبو داود (4): هذا العلم عليه لم أقرأه على أبي عمرو وإنما نقلته من أصله بعد موته ولم يكن من خطّه، وكذلك روى ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان: {إني ءاتيكم [19] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون} [5].
{لي فاعتزلون [21]
فتحها نافع في رواية العثماني عن قالون، ولم يأت بها نصّا غيرهما وأسكنها الباقون، وكذلك حكى أحمد بن صالح عن ورش وهو وهم} [6].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثنتان {أن ترجمون [20] و} {فاعتزلون [21] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش، وذلك قياس رواية أبي مروان عن قالون، وكذلك حكى أحمد بن صالح عن قالون فيما حكاه ابن مجاهد في كتاب المدنيين، وكذلك روى ابن شنبوذ عن قنبل وهو وهم، وحذفها الباقون في الحالين} [7].
__________
(1) وبقية القراء، حتى أبو بكر، بالتاء، انظر التيسير ص 198.
(2) الإقناع 2/ 763.
(3) المبسوط ص 337.
(4) هو سليمان بن نجاح، الراوي عن أبي عمرو هذا الكتاب، تقدمت ترجمته ص 31، ويريد أبو داود أن يبين أن هذا الحرف لم يسمعه من الداني كما سمع بقية الكتاب.
وقوله = هذا العلم عليه = كذا في النسختين، ولعلها = المعلم عليه =، ولم أجد في النسختين أثرا لتعليم، أو ضرب.
(5) الإقناع 2/ 763.
(6) الذي في التيسير ص 198، والنشر 2/ 371أن الذي فتح الياء هو ورش وحده، وأما قالون فله التسكين كالبقية.
(7) انظر السبعة ص 593.(4/1583)
ذكر اختلافهم في سورة الجاثية
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {وما يبث من دآبة ءايات [4] و} {تصريف الريح ءايات [5] بكسر التاء فيهما وتوحيد الريح وروى هبيرة وأبو شعيب القوّاس من قراءتي عن حفص عن عاصم بكسر التاءين} [1] مثل حمزة، وقرأ الباقون برفعهما، وكذلك روى سائر الرواة عن حفص (2).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وحمزة والكسائي {وءاياته تؤمنون [6] بالتاء، واختلف عن أبي بكر وعن حفص، فأمّا أبو بكر فروى الأعشى وضرار ابن صرد عن يحيى عنه بالتاء، وروى سائر الرواة عنه وعن يحيى بالياء، وأما حفص فروى عنه أبو عمارة بالتاء، وروت الجماعة عنه بالياء وقرأ الباقون بالياء} [3]
{من رجز أليم [11] قد ذكر} [4].
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكار وحمزة والكسائي {لنجزي قوما
[14] بالنون، وقرأ الباقون بالياء} [5]، وكذلك روى ابن بكار بإسناده عن ابن عامر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {سواء محياهم [21] بالنصب وقرأ الباقون بالرفع} [6]، وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة لم يرو ذلك عنه أحد غيره.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {غشوة [23] بفتح الغين وإسكان الشين من غير ألف وقرأ الباقون} {غشاوة بكسر الغين وفتح الشين وألف بعدها} [7].
__________
(1) في (م) = التاء من =، وهو خطأ.
(2) التيسير ص 198، النشر 2/ 371.
(3) المبسوط ص 339.
(4) في سورة سبأ.
(5) النشر 2/ 372.
(6) الإتحاف ص 390.
(7) البدور الزاهرة ص 292.(4/1584)
حرف:
وكلهم قرأ {ما كان حجّتهم [25] بالنصب إلّا ما رواه موسى بن إسحاق عن هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر نفسه، وما رواه عبد الحميد بن بكار بإسناده عن ابن عامر أنهما قرآ ذلك بالرفع} [1].
حرف:
قرأ حمزة {والساعة لا ريب فيها [32] بالنصب، وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم لم يرو ذلك عنه أحد غيره.
وقرأ الباقون بالرفع} [2].
{فاليوم لا يخرجون [35] قد ذكر أن حمزة والكسائي وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه يفتحون الياء ويضمون الراء} [3].
ليس في هذه السورة ياء إضافة ولا محذوفة مختلف فيها.
__________
(1) وهي قراءة الحسن، مخالفا الجماعة، القراءات الشاذة ص 81للقاضي.
(2) التيسير ص 198.
(3) والباقون بضم التاء وفتح الراء، المصدر السابق ص 175.(4/1585)
ذكر اختلافهم في سورة الأحقاف
حرف:
قرأ الجماعة {أو أثارة من علم [4] بغير ألف بعد الراء على التوحيد إلا ما حدّثناه أحمد بن عمر في الإجازة قال: نا أحمد بن سليمان نا أبو بكر الباغندي نا هشام} [1] بإسناده عن ابن عامر {أو أثارات بالألف والتاء على الجمع.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل} {لتنذر الذين ظلموا
[12] بالتاء، واختلف عن ابن كثير فروى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة} [2] والحلواني عن القوّاس واللهبي وابن هارون عن البزّي وابن الصباح (3) وابن بقرة (4) وابن بويان (5) وابن عبد الرزاق عن قنبل والزينبي عن رجاله بالتاء (6)، وبذلك قرأت في رواية البزّي من غير طريق النقاش عن أبي ربيعة، وفي رواية ابن فليح جميعا، وروى ابن مجاهد عن قنبل بالياء (7)، وبذلك قرأت من طريقه، وكذلك روى ابن شنبوذ والبلخي (8) عنه، وكذلك روى النقاش عن أبي ربيعة وسلامة بن هارون عن أبي معمر (9) عن البزّي، ولم يذكر البزّي ولا أبو ربيعة في كتابيهما (10)، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: قرأت على قنبل بالياء (11)، قال: وأخبرني إسحاق بن محمد الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير بالياء [-11].
__________
(1) الإسناد تقدم، ولم يذكر هذه الرواية المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(2) أصحاب الخزاعي هم: أبو الحسن البزي، وأبو اسحاق عبد الوهاب بن فليح، ولم أعرف ثالثهم.
(3) هو محمد بن عبد العزيز، تقدم ص 306.
(4) أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو الحسن المكي، قرأ على قنبل، وأبي ربيعة غاية 1/ 118.
(5) روايته عن قنبل خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب كما تقدم ذكره
(6) هم كثر، فلا أدري من المقصود منهم؟
(7) السبعة ص 596.
(8) هو عبد الله بن أحمد، وروايته عن قنبل ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب كما تقدم ذكره ص 80.
(9) أبو معمر الجمحي البصري، روي القراءة عرضا عن البزي، وعنه سلامة بن هارون. غاية 2/ 326.
(10) كذا في النسختين، ويبدو أن هناك سقط، لعله = ذلك =.
(11) (11) و (12) الإسناد صحيح، وانظر السبعة ص 596.(4/1586)
وقرأ الباقون بالياء (1).
حرف:
قرأ الكوفيون {بوالديه إحسانا [15] بهمزة مكسورة قبل الحاء وإسكان الحاء وفتح السين وألف بعدها} [2]، كذلك في مصاحف الكوفيين، وقرأ الباقون {حسنا بضم الحاء وإسكان السين من غير همز ولا ألف، وكذلك في مصاحفهم} [3].
حرف:
قرأ الكوفيون غير المفضل وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة عن أيوب عن يحيى {كرها [15] في الحرفين بضم الكاف، وكذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام وهو وهم منه} [4].
وقال ابن خرزاذ عن ابن ذكوان {كرها بفتح الكاف في كل القرآن.
وقال التغلبي وابن المعلى عنه: بضم الكاف في الحرفين، قال وحفظي بفتح الكاف فيهما.
وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم وهشام عن ابن عامر بفتح الكاف فيهما} [5]، وقد ذكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {أولئك الذين نتقبل عنهم بالنون وفتحها} {أحسن ما عملوا بنصب النون} {ونتجاوز بالنون وفتحها.
وقرأ الباقون بالياء وضمها بالحرفين ورفع النون من} {أحسن} [6].
{أف لكما قد ذكر} [7].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام أتعدانّي أن أخرج [17]
__________
(1) والمصنف في التيسير ص 199ذكر الخلاف عن البزي وأطلقه، وانظر النشر 2/ 248في = النساء =.
(2) في (م) = فى =.
(3) انظر التيسير ص 199.
(4) كلمة = منه = ساقطة من (م).
(5) السبعة ص 596.
(6) المبسوط ص 341.
(7) في سورة الإسراء.(4/1587)
بنون واحدة مشددة (1)، وزيادة التمكين للألف قبلها ليتميز بذلك الساكنان، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه [226/ أ] عن هشام وبذلك قرأت في رواية ابن عبّاد عنه وروى عبد الوارث (2) عن أبي عمرو {أتعدانني بنونين الأولى مفتوحة، وكذلك حكى ابن حاتم} [3] عن نافع أنه قرأ [{أتعدانني بفتح النون الأولى]} [4] وهي قراءة الحسن (5) وفتح النون (6) لغة.
وقرأ الباقون بنونين ظاهرتين مكسورتين (7)، وكذلك روى ابن ذكوان وغيره عن ابن عامر وسائر الرواة عن أبي عمرو.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية هشام وابن بكّار وعاصم بخلاف عن أبي بكر وأبو عمرو {وليوفّيهم أعمالهم [19] بالياء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي والأعشى بالياء، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وخلّاد وهارون عن حسين والمنذر عن هارون عنه بالنون.
وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة والوليد} [8] بالنون، وكذلك روى ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمر لم يروه غيره.
حرف:
قرأ ابن كثير {أذهبتم [20] على الاستفهام بهمزة محقّقة} [9] وهمزة مسهّلة بين بين من غير ألف بينهما، وقرأ ابن عامر في رواية الأخفش والتغلبي وابن خرزاذ والترمذي (10) عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة على الاستفهام بهمزتين مخففتين من غير ألف بينهما.
__________
(1) بإدغام نون الرفع في نون الوقاية، فيصير بذلك من الإدغام الكبير، وانظر النشر 1/ 303.
(2) ابن سعيد العنبري، تقدم ص 82، وهو ومع كونه إماما ثقة إلا أن طريقه خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) كذا في النسختين، وفي المطبوع من النشر 1/ 303= أبو حاتم =، ولم أعرف من هو؟.
(4) ما بين المعكوفتين ساقط من (م).
(5) هو الحسن البصري، سيد أهل زمانه علما وعملا، قرأ على حطان، وأبي العالية مات سنة 110هـ. معرفة 1/ 65، السير 4/ 563، غاية 1/ 235، وقراءة الحسن موافقة لقراءة هشام.
(6) في (م) = نون =.
(7) انظر التيسير ص 199.
(8) النشر 2/ 373.
(9) في (م) = مخففة =، وهو خطأ.
(10) روايته عن ابن ذكوان ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.(4/1588)
وروى ابن المعلى وابن أنس وابن موسى (1) عن ابن ذكوان بهمزة ومدّة، وكذلك روى محمد بن نصر (2) عن قراءته على الداجوني عن الصوري عن ابن ذكوان عن ابن الأخرم (3) عن الأخفش عنه، وسائر أصحاب ابن الأخرم من الشاميين على تحقيق الهمزتين، وقياس قول ابن ذكوان إذا سهّل الهمزة الثانية من الهمزتين لا يفصل بألف، واختلف في ذلك أيضا عن هشام فروى عنه الحلواني بهمزة مطوّلة يعني أنه حقّق همزة الاستفهام وسهّل همزة القطع بعدها فجعلها بين بين وأدخل الفاصلة بينها طردا لمذهبه في نظائر ذلك من الاستفهام وكذلك روى الوليد عن يحيى.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر نا ابن أبي حسّان، ح وأخبرنا أحمد بن عمر قال: أخبرنا أحمد بن سليمان نا محمد بن محمد (4) قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {أذهبتم بهمزة واحدة ممدودة، فوافقا الحلواني عنه} [5]، وخالفهم أحمد بن أنس. فحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام (6)
بإسناده عن ابن عامر {أأذهبتم بهمزتين، وكذلك روى إبراهيم بن دحيم عن هشام، وكذلك روى أيضا إبراهيم بن عبّاد عنه إلا أنه يفصل بين الهمزتين بألف وقرأ الباقون على لفظ الخبر بهمزة واحدة مفتوحة} [7].
حرف:
قرأ عاصم وحمزة {لا يرى [25] بالياء وضمّها} {إلا مساكنهم برفع النون.
وقرأ الباقون بالتاء وفتحها ونصب النون} [8]، وروى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر
__________
(1) كذا في النسختين، ولعله = ابن موسى = وهو الصوري، وقد تقدم ص.
(2) كذا في النسختين، وهو خطأ، والصواب = أحمد بن نصر =، وتقدم ص 148.
(3) في (م) = ابن أخرم =، ورواية ابن الأخرم عن الأخفش ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(4) تقدم الكلام على هذه الأسانيد مرارا.
(5) أي: عن هشام.
(6) تقدم هذا الإسناد مرارا.
(7) فتلخص من ذلك: إن ابن كثير، وابن عامر قرءا بهمزتين مفتوحتين على الاستفهام، وابن كثير يسهل الهمزة الثانية من غير إدخال ألف، وهشام له ثلاثة أوجه: التسهيل بدون إدخال، والتسهيل بإدخال، والتحقيق مع الإدخال، وابن ذكوان يحقق من غير إدخال، وقرأ الباقون بهمزة واحدة على الخبر. انظر: التيسير ص 200، النشر 1/ 366، الإتحاف ص 393، البدور الزاهرة ص 293.
(8) التيسير ص 200.(4/1589)
بالتاء وضمّها ورفع النون، لم يرو ذلك أحد غيره، وروى عبد الحميد أيضا بإسناده عن ابن عامر {وليس لهم من دونه أولياء [32] بهاء وميم وذلك خلاف الرسم} [1]، والله أعلم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة أربع {أوزعني أن أشكر [15] قد ذكرت الاختلاف فيها في النمل فأغنى عن إعادته.
} {أتعدانني أن [17] فتحها الحرميّان والوليد وابن بكّار عن ابن عامر وأسكنها الباقون} [2]، وكذلك روى أبو بكر بن حمّاد أداء عن الجمال عن الحلواني وأحمد بن قالون عن قالون وهو وهم من ابن جمال.
{إني أخاف عليكم [21] فتحها الحرميان وأبو عمرو والوليد وابن بكار عن ابن عامر وأسكنها الباقون} [3].
{ولكني أراكم [23] فتحها نافع وابن كثير في رواية [226/ ب] البزّي وابن عامر في رواية ابن بكّار وأبو عمرو، وكذلك روى لي أبو الفتح عن عبد الباقي عن أصحابه} [4] عن الخزاعي عن ابن فليح وأسكنها الباقون، وكذلك روى أبو ربيعة وابن مجاهد عن قنبل (5)، والخزاعي عن ابن فليح وبذلك أخذ في رواية ابن فليح، وقد روى (6) لي ذلك أيضا عن قراءته.
وليس فيها ياء محذوفة والله أعلم.
__________
(1) لأن المرسوم في المصحف بلا ميم، هكذا (وليس له)، ولم يذكر هذه الرواية صاحب التيسير، ولا صاحب النشر.
(2) الإقناع 2/ 766.
(3) المبسوط ص 342.
(4) انظر باب ذكر الأسانيد من مقدمة هذا الكتاب 1/ 261، فقد ذكر رجالا كثيرين روى عنهم عبد الباقي.
(5) عن القواس بإسناده عن ابن كثير، انظر السبعة ص 598.
(6) يعني: أبا الفتح.(4/1590)
باب ذكر اختلافهم في سورة محمد صلّى الله عليه وسلم
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وأبو عمرو {والذين قتلوا [4] بضم القاف وكسر التاء من غير ألف وقرأ الباقون بفتح القاف والتاء وألف بينهما} [1].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل (2) {ويثبت أقدامكم [7] بإسكان الثاء وتخفيف الباء، وقرأ الباقون بفتح الثاء وتشديد الباء.
حرف:
قرأ ابن كثير} {من ماء غير آسن [15] بالقصر من غير ألف بعد الهمزة على وزن فعل، وقرأ الباقون بالمدّ على وزن فاعل} [3].
واختلف عن ابن كثير من طريق البزّي في قوله: {قال أنفا [16] بالقصر، وبذلك قرأت على أبي الفتح في رواية أبي ربيعة عنه، وقرأت ذلك على الفارسي عن النقّاش عن أبي ربيعة عنه بالمدّ، وكذلك قرأت في جميع الطرق عن البزّي، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه} [4].
وقال البزّي في كتابه {ءانفا بفتح الألف لم يزد على ذلك، وأحسبه أراد المدّ قد يعبّر عنه بالفتح من حيث كانت الفتحة مأخوذة من الألف وذلك مجاز، وأخبرني أحمد بن قوّاس} [5] المكّي نا محمد بن إبراهيم (6) نا سعد بن عبد الرحمن (7) نا سفيان (8) أنه سمع حميد بن قيس يقرأ بإثباتها = جاء بيانها = يريد ممدودة.
__________
(1) التيسير ص 200، النشر 2/ 374.
(2) لم يشيرا إلى روايته في المصدرين السابقين.
(3) انظر الكشف 2/ 277.
(4) قال المصنف في التيسير ص 200: (وبه آخذ).
(5) في (م) (مواس)، ولم أجده بعد البحث.
(6) لم أجده بعد البحث.
(7) لم أجده بعد البحث.
(8) رسم الاسم في النسختين هكذا (سفين)، وهو: سفيان بن عيينة الكوفي المكي، إمام جليل مشهور، عرض على حميد بن قيس، مات سنة 198هـ. غاية 1/ 308، وهذا الطريق خارج عن طرق المصنف في الكتاب.(4/1591)
وقرأ الباقون بالمدّ (1) وكذلك روى ابن مجاهد (2)، وسائر الرواة عن قنبل وقال في كتابيه (3): مفتوحة الألف كما قال البزّي سواء.
{فهل عسيتم [22] قد ذكر} [4].
حرف:
قرأ أبو عمرو {وأملي لهم [25] بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء وقرأ الباقون بفتح الهمزة واللام وألف بعدها في اللفظ} [5].
وحمزة والكسائي يميلانها، حدّثنا الخاقاني: نا أحمد بن هارون: نا محمد الباهلي أبو عمر (6) نا إسماعيل {وأملي لهم بنصب الألف} [7] عن أبي حفص [عن] نافع وشيبة (8) {وأملي برفع الألف وهذا وهم من أبي عمر وعكس منه للترجمتين، وإنما هو أبو جعفر برفع الألف وشيبة} [9] ونافع بنصبها وقد قيل مثل هذا عنهم في قوله:
{أنّى لكم في هود [25] وقد ذكرناه.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحمزة والكسائي} {والله يعلم إسرارهم [26] بكسر الهمزة على المصدر وقال الفارسي: نا أبو طاهر: نا ابن مخلد عن البزّي} [10] {إسرارهم بكسر الألف وهو وهم، وقرأ الباقون بفتح الهمزة على الجمع} [11]، وكذلك روى الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما وقنبل والحلواني والقوّاس وسائر الرواة عن البزّي، وكذلك روى ابن شاهي عن حفص لم يروه غيره.
__________
(1) انظر الوجهين في التيسير ص 200، النشر 2/ 374.
(2) السبعة ص 600.
(3) في (م) (كا)، ولم أجد الكتابين.
(4) في سورة البقرة.
(5) انظر التيسير ص 200.
(6) تقدم هذا الإسناد، وهو صحيح.
(7) يعني: بفتح الهمزة.
(8) شيبة بن نصاح بن سرجس، أبو ميمونة، الإمام المقرئ، أحد شيوخ نافع، مات سنة 130هـ. معرفة 1/ 79، غاية النهاية 1/ 329.
(9) في (م) (وسببه).
(10) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(11) النشر 2/ 374.(4/1592)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص {وليبلونكم حتى يعلم [31]} {ويبلو أخباركم [31] بالياء في الثلاثة، وقرأهنّ الباقون وحفص عن عاصم بالنون} [1].
{وتدعوا إلى السلم [35]} {وهأنتم [38] قد ذكر} [2].
وليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) المبسوط ص 345.
(2) {(السلم) في البقرة، و} (هأنتم) في مواضع كثيرة، في آل عمران، والنساء.(4/1593)
ذكر اختلافهم في سورة الفتح
وقد ذكرت {دائرة السوء [6] و} {عليه الله [10] فيما سلف} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزّروه ويوقّروه ويسبّحوه [9] بالياء في الأربعة وقرأهنّ الباقون بالتاء} [2].
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر {فسنؤتيه أجرا [10] بالنون [227/ أ] وقرأ الباقون بالياء} [3].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {بكم ضرّا [11] بضم الضاد وقرأ الباقون بفتحها} [4].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {كلم الله [15] بكسر اللام من غير ألف وقرأ الباقون بفتح اللام وألف بعدها} [5]، وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة خالف في ذلك جماعة أصحابه.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {ندخله ونعذبه [17] بالنون جميعا وقرأهما الباقون بالياء} [6].
حرف:
وكلهم قرأ {ومغانم كثيرة يأخذونها [19] بالياء إلا ما حدّثناه الخاقاني خلف ابن إبراهيم قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي ح وحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر نا محمد بن جرير قال: حدّثنا يونس عن ورش عن نافع: أنه قرأ بالتاء} [7]، لم يرو هذا عن ورش أحد غيره، ولا خلاف في الحرف الثاني وهو
__________
(1) {دائرة السوء في التوبة، و} {وعليه الله في الكهف عن قوله} ما أنسانيه إلا الشيطان.
(2) التيسير ص 211، النشر 2/ 375.
(3) السبعة ص 603.
(4) الإتحاف ص 396.
(5) البدور الزاهرة ص 297.
(6) الإقناع 2/ 297.
(7) الإسناد الأول فيه أسامة بن أحمد، حديثه محتمل التحسين اذا توبع، وقد تقدم ص 128، وقد توبع هنا بالإمام الحجة ابن جرير، فالرواية صحيحة الإسناد. وقرأ بالتاء أبو العباس المطوعي، انظر القراءات الشاذة ص 82.(4/1594)
قوله: {وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها [20] أنه بالتاء لاتصالها بالخطاب.
حرف:
قرأ أبو عمرو} {وكان الله بما يعملون بصيرا [24] بالياء وقرأ الباقون بالتاء} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية الخزاعي عن اليزيدي (2) وابن فليح وابن هارون عن البزّي وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة {أخرج شطئه [29] بفتح الطاء، وقال الوليد عن يحيى: مقصورة مهموزة، يريد بالقصر إسكان الطاء كما يريد بمدّها تحريكها، وروى الخزاعي عن البزّي وابن فليح} [3] الدينوري عن ابن فليح (4)
ومحمد بن هارون عن البزّي بإسكان الطاء، وقال الخزاعي: وكان القوّاس يفتح الطاء وروى أبو ربيعة عن صاحبيه وقنبل والحلواني عن القوّاس وسائر الرواة عن البزّي بفتح الطاء.
واختلف أصحاب هشام عنه في الترجمة عن ذلك فروى عنه الحلواني وابن عباد بإسكان الطاء وكذلك حدّثنا الفارسي نا أبو طاهر نا ابن أبي حسان عن هشام بإسناده.
ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس نا هشام بإسناده.
عن ابن عامر {شطئه مقصورة وفي كتابي على الطاء فتحة، وقوله: مقصورة يدل على إسكانها.
وحدّثنا أحمد بن عمر نا أحمد بن سليمان نا محمد بن محمد نا هشام عن أصحابه عن ابن عامر} {شطئه مهموز ممدود وقوله: ممدود يدل على فتح الطاء كما دلّ قول هبيرة وابن واقد} [5] عن حفص عن عاصم في قوله: دأبا ممدودة على تحريك الهمزة وفتحها وذلك مجاز.
__________
(1) النشر 2/ 375.
(2) كذا في النسختين، والصواب (البزي).
(3) كذا في النسختين، وهو خطأ، والصواب (ابن عمران).
(4) ذكر رواية ابن فليح ابن مهران في المبسوط ص 346.
(5) عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد، أبو شبيل الواقدي، شيخ مشهور، قال الخطيب: وكان ثقة، مات سنة 298هـ. تاريخ بغداد 10/ 340، معرفة 1/ 489. وروايته عن حفص ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.(4/1595)
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال نا عبد الواحد بن عمر نا أبو بكر عن أحمد بن محمد بن بكر عن هشام (1) بإسناده عن ابن عامر {شطئه مفتوح مهموز، وقال يحيى بن حمزة} [2] عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر: مثل قول ابن ذكوان، وترجمة ابن بكر عن هشام يدل على فتح الطاء وحكايته عن يحيى بن حمزة يدل على أن روايته عن هشام إسكان الطاء خلافا لرواية ابن ذكوان، وقرأ الباقون بإسكان الطاء (3) وحمزة إذا وقف ألقى عليها حركة الهمزة فتتحرّك بها وتسقط الهمزة من اللفظ.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة وابن بكّار والوليد {فأزره
[29] بقصر الهمزة من غير ألف بعدها في زنة قوله: فأمره.
واختلف في ذلك عن هشام فروى عنه الحلواني وابن عبّاد من قراءتي} {فآزره
ممدودة، وروى عنه أحمد بن أنس وإبراهيم بن حكيم} [4] وإسحاق بن أبي حسان وأبو بكر الباغندي بالهمز والقصر مثل ابن ذكوان وأصحابه.
وقرأ الباقون بالمدّ على زنة قوله فآثره (5).
{على سوقه [29] قد ذكر} [6].
__________
(1) أبو بكر هو ابن مجاهد، وأحمد هو: ابن محمد البكراوي، والإسناد تقدم.
(2) يحيى بن حمزة، أبو عبد الرحمن الحضرمي، من أئمة العلم، ثقة جليل روى عن يحيى، مات سنة 188هـ، غاية 2/ 369.
(3) فابن كثير، وابن ذكوان بتحريك الطاء بالفتح، والباقون بإسكانها. التيسير ص 202، النشر 2/ 375.
(4) كذا في النسختين، ولعله (ابن دحيم).
(5) وانظر الكشف 2/ 282.
(6) في سورة النمل.(4/1596)
ذكر اختلافهم في سورة الحجرات
قد ذكرت {فتثبتوا [6] وتاءات البزي} [1] وابن فليح فيما تقدم.
حرف:
[227/ ب] قرأ ابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان {بين إخوتكم [10] بالتاء مكسورة على الجمع} [2]، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام وفي رواية الأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ والترمذي وغيرهم عن ابن ذكوان، وفي رواية الجماعة عنه بالياء ساكنة على التثنية.
{لحم أخيه ميتا [12] قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ أبو عمرو {لا يألتكم [14] بهمزة ساكنة بين الياء واللام} [4] وإذا خفّف القراءة أبدلها ألفا ساكنة وقرأ الباقون بغير همز.
حرف:
قرأ ابن كثير {والله بصير بما يعملون [18] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [5].
ليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) البزي يشدد التاء التي في أول الأفعال المستقبلة في حال الوصل في واحد وثلاثين موضعا من القرآن، منها الثلاث التي في هذه السورة وهي: {ولا تنابزوا (11)،} {ولا تجسسوا (12)،} ولتعارفوا (13). وبقية القراء لهم التخفيف في الباب كله انظر التيسير ص 83.
(2) وكسر الهمزة، وهي قراءة يعقوب. النشر 2/ 376.
(3) في سورة الأنعام.
(4) وهي رواية الدوري عنه، أما السوسي عنه فيقرأ بالابدال، على حد قول الشاطبي (ويألتكم الدوري والابدال يجتلا)، وانظر سراج القارئ ص 78.
(5) السبعة ص 606.(4/1597)
ذكر اختلافهم في سورة ق
قرأت الجماعة {بلدة ميتا [11] مخفّفة إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه شدّد الياء} [1].
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل وحمّاد {يوم يقول لجهنم [30] بالياء، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد وابن عطارد وحسين الجعفي كذلك بالياء، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي ويزيد} [2] بن عبد الواحد بالنون، وكذلك روى حفص عن عاصم وكذلك قرأ الباقون (3).
حرف:
قرأ ابن كثير {هذا ما يوعدون [32] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [4]
وكذلك قال ابن مخلد عن البزّي عن ابن كثير: وهو غلط.
حرف:
قرأ الحرميان وحمزة {وإدبار السجود بكسر الهمزة على المصدر، وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر، خالف في ذلك سائر أصحابه، وقرأ الباقون بفتح الهمزة على الجمع} [5].
وأجمعوا على كسر الهمزة في قوله في آخر الطور {وإدبار النجوم [49] على أنه مصدر إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر نا عبيد بن محمد قال: نا ابن سعدان} [6] عن إسحاق عن نافع {وأدبار السجود [40] و} {أدبار النجوم [الطور: 49] بنصب الألف، وهذا خطأ من عبيد في الحرفين جميعا لأن ابن واصل روى ذلك عن ابن سعدان عن المسيّبي بكسر الألف} [7] وكذلك روى سائر الرواة عن نافع.
__________
(1) وهي قراءة يعقوب، النشر 2/ 224.
(2) في (م) (مزيد).
(3) التيسير ص 202.
(4) البدور الزاهرة ص 301.
(5) الإتحاف ص 398.
(6) تقدم هذا الإسناد، وفيه عبيد بن محمد، مسكوت عنه.
(7) أي في الحرفين.(4/1598)
حدّثنا الفارسي نا عبد الواحد بن أبي هشام نا قاسم المطرز (1) نا أبو كريب (2) نا أبو بكر قال: قرأ عاصم {وإدبار السجود قال: إدبارها: ذهابها، والتي في الطور [49]} {وإدبار النجوم تدبير، وقال: إدبار الصلاة التسبيح في دبر الصلاة.
} {يوم تشقق الأرض [44] قد ذكر} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {أفعيينا [15] بياءين الأولى مكسورة خفيفة والثانية ساكنة ممكنة، وكذلك روى ذلك نصّا أحمد بن صالح عن ورش وقالون قال:} {أفعيينا
بياءين مبيّنتين، وروى الحلواني عن قالون مخففة مشبعة الياء، وروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش بالتخفيف، وروى ابن مخلد عن البزّي ممدودة قليلا، وروى الخزاعي عن أصحابه بإظهار الياءين، وروى الحلواني عن القوّاس مخفّفة مشبعة، وقال سورة} [4] عن الكسائي مخفّف الياء، وقال قتيبة عنه مخفّفة متحركة، وقال الأخفش عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر: بياءين الأولى مكسورة خفيفة والثانية ساكنة على معنى أعيينا، وحدّثنا الخاقاني نا أحمد بن هارون ح وحدّثنا فارس بن أحمد نا محمد بن إبراهيم (5) قالا: نا محمد بن محمد الباهلي، ح وحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر نا عباس بن محمد (6) قالوا نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع {أفعيينا
مشددة، ونا ابن غلبون نا عبد الله بن محمد نا أحمد بن أنس ح ونا الفارسي نا أبو طاهر نا ابن أبي حسّان ح وأخبرنا أحمد بن عمر أخبرنا محمد قالوا: نا هشام} [7] بإسناده
__________
(1) القاسم بن زكريا، أبو بكر البغدادي، كان ثقة إماما، أثنى عليه الدارقطني، أخذ عنه أبو طاهر، وروي عن أبي كريب، مات سنة 305هـ. معرفة 1/ 240، غاية 2/ 17.
(2) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، ثقة، روي الحروف عن أبي بكر، مات سنة 243هـ، غاية 2/ 197، والإسناد صحيح، ورواية أبي كريب عن أبي بكر خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب. وانظر أقوال المفسرين في آيتي (ق) والطور في تفسير الطبري 26/ 181، 27/ 39والدر المنثور 7/ 638611.
(3) في سورة الفرقان.
(4) سورة بن المبارك الخرساني، من المكثرين في الرواية عن الكسائي. غاية 1/ 321، وسكت عنه. وروايته عن الكسائي خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(5) لم أجده فيما بين يدى من مصادر
(6) هو عباس بن أحمد بن محمد البرتي ستأتي ترجمته وطريقه صالحة، أما طريق الباهلي ففيها محمد بن إبراهيم، لم أجده.
(7) تقدمت هذه الأسانيد مرارا.(4/1599)
عن ابن عامر [228/ أ] {أفعيينا مشددة قال أبو عمرو والتشديد هاهنا اتّساع ومجاز وهو عبارة عن إثبات الياء الساكنة بعد الياء المتحركة وليس بالتشديد المتعارف الذي حقيقته إدخال حرف ساكن في حرف آخر متحرك ورفع اللسان بهما رفعة واحدة} [1]، إذ ذلك هاهنا لا يجوز بوجه، ومما يدلّ على أن معناه ما قلناه ما حدّثناه محمد ابن علي نا ابن مجاهد نا ابن مخلد عن البزّي (2) عن أصحابه عن ابن كثير الياء مشددة يريد بياء بعد الهمزة فعبّر بالتشديد عن إثباتها.
وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير {إن الله لا يستحيي [البقرة: 26] مثقلة بياءين، و} {ما ووري} [3] مشددة بواوين فعبّر عن إثبات التاء والواو بالتثقيل والتشديد، وحدّثنا الخاقاني نا أحمد بن محمد ح، وحدّثنا أبو الفتح نا أحمد بن محمد قالا: نا محمد الباهلي (4) نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع وأبي جعفر وقتيبة {ولا تلوون [آل عمران: 153]} {يقاتلون مشدد عنهم يريد بالتشديد إثبات الواو الساكنة التي بعد الواو المضمومة، فعبّر به عن ذلك وجعله دلالة على إثبات تلك الواو كما عبّر به فيما تقدم، وجعل دلالة على إثبات الياء، وقد يعبّر به أيضا عن إثبات الألف ويجعل دلالة على ذلك.
حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي، ح وحدّثنا فارس بن أحمد نا جعفر بن أحمد نا محمد بن الربيع قالا: نا يونس} [5] عن ورش عن نافع {أنا أحيي [البقرة: 258] بالتشديد لها والوقف عليها يعني بالتشديد للألف التي بعد النون يريد إثباتها في الوصل والوقف، فعبّر عن ذلك بالتشديد كما عبّر من تقدّم ذكره عن إثبات الياء والواو سواء، وقد يراد به أيضا تحريك الحرف الذي قد يسكن، قال يونس عن ورش عن نافع:} {يوم ظعنكم [80]} [6] مشدّدة، وقال عنه وعن ابن كيسة:
__________
(1) ويسمى أيضا ب (الإدغام)، وانظر: النشر 1/ 275، هداية القارئ للمرصفي ص 163.
(2) تقدم هذا الإسناد.
(3) في النسختين (ما روى)، وهو خطأ، وقوله {ان الله لا يستحي أن في البقرة (26)، و} ما وورى في الأعراف (20).
(4) الإسنادان صحيحان، وقد تقدما.
(5) تقدم هذان الإسنادان.
(6) في النحل آية (80).(4/1600)
{أحد عشر كوكبا [يوسف: 4] مشددة منصوبة، يريد بالتشديد في الموضعين تحريك العين، وقال أبو عمرو عن إسماعيل عن أبي جعفر القاري} {خطوات
[البقرة: 168] مشددة يريد تحريك الطاء بالضم.
وقال أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يقرأ} {خشب [المنافقون:
4] بالتشديد ثم رجع إلى التخفيف يريد بالتشديد ضم الشين، وقال هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم} {عقبا} [1] مشددة يريد مضمومة القاف، وقال علي بن نصر عن أبي عمرو {بالأفق الأعلى} [2] مشددة يريد مضمومة الفاء في نظائر لذلك، وذلك كله من الاتّساع الذي قد يغلط في تأويله وكيفية حقيقته كثير من الناس لخروجه عن الاستعمال (3) والعادة.
فلا ينبغي لذي لبّ وفهم أن يجعل اختلاف ألفاظ الناقلين في هذه ونحوه اختلافا في القراءة ولا سيما إذا احتمل التأويل بل يلزم ردّه إلى الإجماع وبالله التوفيق.
ليس في هذه السورة ياء إضافة وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث {وعيد أفعيينا [14، 15] وفي آخرها} {من يخاف وعيد [45] أثبتهما في الوصل، وحذفهما في الوقف نافع في رواية ورش، وكذلك موجب رواية العثماني عن قالون وحذفهما الباقون في الحالين} [4].
{يوم يناد المناد [41]
أثبتها ابن كثير في الوصل والوقف، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد} [5] عنه، وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبيه، وقال الحلواني عن القوّاس:
{المنادي بالياء لم يزد على ذلك، وروى الخزاعي عن أصحابه} يناد المناد على حذف الياء ولعله يريد ياء «يناد» دون ياء «المناد» وبإثباتها في الحالين قرأت لابن كثير من جميع الطرق، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو.
__________
(1) في الرعد آية (24).
(2) في النجم آية (7).
(3) في (م) (الاستعلاء) وهو خطأ.
(4) التيسير ص 202، النشر 2/ 376.
(5) انظر السبعة ص 607.(4/1601)
وجاء بذلك نصّا عن أبي عمرو وأبو عمر وأبو عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه عنه وقال ابن سعدان عن اليزيدي: كان أبو عمرو ربما طرحها في الوصل يعني ياء «المنادي» وحذفها الباقون في الحالين.
فأما قوله: {يناد فجاء مرسوما في المصاحف بغير ياء على الوصل} [1] وكذلك الوقف عليه في مذهب الجميع اتباعا لرسمه إلا ما اختلف فيه عن ابن كثير فحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر قال: قال لنا ابن مخلد عن البزّي (2)
{ينادي بالياء قال: فسألته يعني البزّي عن الوقف فقال: بالياء وكذلك قال أبو ربيعة عن صاحبيه، وكذلك قال ابن مجاهد في كتابه الجامع وفي كتاب المكيّين} [3] عن ابن كثير، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس وكذلك روى أيضا النقاش عن أبي ربيعة عن البزّي، وروى الخزاعي عن أصحابه «يناد (4) المناد» على حذف الياء.
وقد قال ابن مجاهد في موضع آخر من جامعه: أبو عمرو يقف على يناد
بغير ياء وابن كثير والله أعلم.
__________
(1) انظر المقنع ص 33.
(2) الإسناد صحيح، وقد تقدم مرارا.
(3) لم أعثر عليهما.
(4) في (م) (بياء).(4/1602)
ذكر اختلافهم في سورة والذاريات
قد ذكرت {والذاريات ذروا [1] فيما سلف} [1].
حرف
قرأ عاصم في رواية حفص (2) وحمزة والكسائي {مثل ما أنكم [23] برفع اللام، وكذلك الحلواني عن القوّاس عن ابن كثير وحدّثنا الفارسي نا أبو طاهر نا عبد الله ابن الصقر} [3] والفضل بن أحمد المكتب (4) قالا: نا محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع {مثل ما اللام مفتوحة، وكذلك} [5] روى موسى بن إسحاق القاضي عن محمد عن أبيه عن نافع.
وقرأ الباقون بنصب اللام (6)، وكذلك روى الخزاعي وأبو ربيعة عن أصحابهما وقنبل والهاشمي عن القوّاس، وسائر الرواة عن المسيّبي عن نافع، وكذلك روى أيضا حفص عن عاصم والمنذر بن محمد عن هارون بن حاتم عن أبي بكر لم يأت بذلك عن أبي بكر أحد غيره (7).
{قالوا سلما قال سلم [25] قد ذكر} [8].
__________
(1) في سورة الصافات ص 125.
(2) كذا في النسختين وهو خطأ، والصواب: (في رواية غير حفص)، لأن رفع اللام من (مثل) رواية أبي بكر، على حد قول الشاطبي: (وقل مثلما بالرفع شمم صندلا). ولعله سبق قلم من المصنف أو من النساخ.
(3) عبد الله بن الصقر، أبو العباس البغدادي، روى عن محمد بن اسحاق، وعنه أبو طاهر، مات سنة 302هـ. غاية 1/ 423. قال الخطيب: كان ثقة، وقال الدارقطني: صندوق. تاريخ بغداد 9/ 482.
والإسناد صحيح.
(4) الفضل بن أحمد بن الوزير، أبو العباس البغدادي، قرأ على محمد بن إسحاق غاية 2/ 8، وسكت عنه.
(5) في (م) (ولذلك ولذلك).
(6) انظر: التيسير ص 203، النشر 2/ 377.
(7) وروايته ليست من طرق المصنف هنا، كما تقدم مرارا.
(8) في سورة هود.(4/1603)
حرف:
قرأ الكسائي {فأخذتهم الصعقة [44] بإسكان العين من غير ألف، وقرأ الباقون بكسر العين وألف بينهما وبين الصاد} [1].
حرف:
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي {وقوم نوح [46] بخفض الميم، وقرأ الباقون بنصبها} [2].
ليس فيها من الياءات المختلف فيها شيء والله أعلم.
__________
(1) الإتحاف ص 399.
(2) البدور الزاهرة ص 302.(4/1604)
ذكر اختلافهم في سورة الطور
حرف:
قرأ أبو عمرو {والذين ءامنوا وأتبعناهم [21] بقطع الألف وإسكان التاء والعين ونون وألف بعدها} [1].
وقرأ الباقون {واتّبعتهم بوصل الألف وتشديد التاء وفتح العين وتاء ساكنة بعدها} [2].
حرف:
قرأ ابن عامر وأبو عمرو {ذرياتهم،} {بهم ذرياتهم [21] بالألف على الجمع} [3] فيهما وابن عامر برفع التاء في الأول بالفعل وأبو عمرو بكسرها لأنها في موضع نصب مفعول {أتبعناهم وروى ابن مجاهد بإسناده عن أبي زيد وجبلة عن المفضل عن عاصم على الجمع فيهما مثل ابن عامر، وقرأ نافع الأول بغير ألف على التوحيد ورفع التاء، والثاني: بالألف على الجمع وكسر التاء وقرأ ابن كثير والكوفيون بخلاف عن أبي بكر وحفص الأول والثاني: بغير ألف على التوحيد ورفعوا التاء في الأول ونصبوها في الثاني لأنه مفعول} {ألحقنا} [4].
واختلف عن أبي بكر وعن حفص، فأما أبو بكر فروت الجماعة عنه مثل حمزة بغير ألف على التوحيد فيهما.
واختلف عن الكسائي عنه فحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر نا ابن فرح (5) نا أبو عمر عن الكسائي (6) عن أبي بكر عن عاصم [229/ أ] {ذرياتهم ألحقنا بهم ذرياتهم على الجمع ذكر ذلك أبو عمر في كتاب قراءة عاصم، وروى
__________
(1) فتصير هكذا} {(وأتبعناهم) والفعل هنا مسند إلى (نا) الفاعل، وهو إخبار من الله تعالى عن نفسه.
(2) والفاعل هنا هو} (ذريتهم)، وانظر: التيسير ص 203، النشر 2/ 377، المغني 3/ 265.
(3) أي: جمع مؤنث سالم، والأول منهما مرفوع لأنه فاعل (وأتبعتهم)، والثاني مفعول به، ونصب جمع مؤنث سالم يكون بالكسرة نيابة عن الفتحة كما هو مقرر في علم العربية، انظر الاجرومية ص 43من التحفة السنية.
(4) انظر توجيه هذه الرواية في الكشف 2/ 290.
(5) في (م) (نوح) وهو خطأ.
(6) إسناده صحيح، وقد تقدم.(4/1605)
الكسائي في كتاب الآثار (1) له عن أبي بكر عن عاصم على التوحيد فيهما مثل حمزة، وكذلك روى أبو عبيد وابن جبير عن الكسائي عنه، وقال ابن جبير في جامعه عنه عن أبي بكر الأول بالتوحيد والثاني على الجمع (2).
والذي قرأت أنا في رواية الكسائي عن أبي بكر بالألف فيهما على الجمع مثل ابن عامر، وأما حفص فروى جميع أصحابه عنه بغير ألف فيهما على التوحيد ما خلا أبا عمارة، فإن أبا عمر روى عنه حفص بالألف فيهما على الجمع مثل ما رواه عن الكسائي عن أبي بكر.
حرف:
وكلهم قرأ {وكتاب مسطور [2] بالسين إلا ما حكاه أحمد بن صالح عن نافع أنه قرأ بالصاد ولم يسنده قبل نافع إلى أحد فدلّ على أنه يرويه عن ورش وقالون.
حرف:
وكلهم قرأ} {فاكهين [18] هاهنا بالألف إلا ما رواه أبو موسى بن إسحاق} [3] عن هارون عن حسين بن علي والمنذر بن محمد عن هارون بن حاتم (4)
جميعا عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {فكهين بغير ألف، لم يرو ذلك عن أبي بكر غيرهما.
حرف:
قرأ ابن كثير} {وما ألتناهم [21] بكسر اللام وإثبات الهمزة قبلها، هذه رواية الخزاعي وأبي ربيعة عن أصحابهما ورواية ابن هارون واللهبي وابن مخلد عن البزّي في رواية الجماعة عن قنبل والقوّاس، وروى الحلواني عن القوّاس} {وما لتناهم بإسقاط الهمزة رأسا وكسر اللام، وكذلك روى ابن شنبوذ أداء عن قنبل لم يروه غيره وقرأ الباقون بإثبات الهمزة وفتح اللام} [5].
{لا لغو فيها ولا تأثيم [23] قد ذكر.
__________
(1) لم أجد الكتابين.
(2) في (م) (الجماع)، وهو خطأ.
(3) كذا في النسختين، والصواب (أبو بكر موسى بن اسحاق) وقد تقدم.
(4) هاتان الروايتان ضعيفتان، لأن في إسناد كل منهما هارون بن حاتم وهو ضعيف ولا يعني ذلك رد قراءة حذف الألف من} (فكهين) بل هي صحيحة متواترة يقرأ بها من العشرة أبو جعفر. انظر النشر 2/ 354، إلا أنها غير ثابتة عن أبي بكر عن عاصم.
(5) انظر السبعة ص 612.(4/1606)
حرف:
قرأ نافع والكسائي {أنه هو البر بفتح الهمزة، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر وقرأ الباقون بكسرها} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية ابن الصباح وابن مجاهد والزينبي وابن ثوبان (2)
وابن عبد الرزاق عن قنبل والقوّاس {المسيطرون [37] هاهنا بالسين و} {بمصيطر
في الغاشية [22] بالصّاد، كذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن ابن كثير} [3].
وروى ابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عن قنبل: بالصاد في الحرفين، ولم يذكرهما الخزاعي ولا أبو ربيعة ولا البزّي في كتبهم، وقرأتهما في رواية البزّي وابن فليح بالصاد، واختلف فيهما عن نافع فروى الكسائي عن إسماعيل عنه بالسين فيهما، وكذلك روى أبو علي الصوّاف (4) عن ابن غالب عن شجاع عن أبي عمرو، ولم يروه غيره، وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون بالصاد جميعا، وكذلك قرأتهما لنافع من جميع الطرق، وكذلك قرأهما أبو عمرو والكسائي.
واختلف عن ابن عامر فروى ابن ذكوان بإسناده عنه بالصاد فيهما، ورأيت علي بن داود (5) يروي عن أبي الحسن بن الأخرم وعن صالح بن إدريس (6) عن أبي القاسم علي بن الحسن المعروف بابن السفر (7) كلاهما عن الأخفش عن ابن ذكوان
__________
(1) انظر الإقناع 2/ 773.
(2) قد قدمت سابقا أن الصواب (ابن بويان)، ولكن الناسخ لنسخة الأصل (ت) مشى على (ثوبان) في النسخة كلها.
(3) انظر السبعة ص 613، ونص على ذلك الجمهور من العراقيين والمغاربة، وهو الذي في التيسير ص 204، والنشر 2/ 378.
(4) الحسن بن الحسين بن علي الصواف، شيخ متصدر ماهر، قرأ على ابن غالب، مات سنة 310هـ، معرفة 1/ 196، غاية 1/ 210.
(5) أبو الحسن الداراني القطان، ثقة حاذق، قرأ على ابن الأخرم، وصالح بن إدريس، مات سنة 402هـ. معرفة 1/ 366، غاية 1/ 541، شذرات الذهب 3/ 164.
(6) أبو سهل البغدادي، أحد الحذاق، من صالحي القراء وساداتهم، قرأ على ابن السفر، وعليه علي ابن داود، مات سنة 345هـ، تاريخ بغداد 9/ 331، معرفة 1/ 302، غاية 1/ 332.
(7) علي بن الحسين بن أحمد بن السفر، أبو القاسم الدمشقي، روى عن الأخفش، وعنه صالح بن إدريس، هذا على رأي الداني، وابن الجزري يرى أن في اسم الرجل تصحيفا، والصواب: علي بن الحسين ابن الصقر، أبو العباس الحرسي الدمشقي البزاز، شيخ معروف، مات سنة 338هـ. غاية 1/ 533532.(4/1607)
الحرفين (1) بالسين، وقرأت أنا من جميع الطرق عن الأخفش: الحرفين بالصاد وحكى في كتابه عن ابن كثير {بمسيطر في جميع القرآن على مذهب السين، وقال ابن ذكوان في كتابه} {المصيطرون لا يشمّها الزاي، وهذا يدلّ على الصاد لأنها هي التي تشمّ زاء دون السين، وروى الحلواني عن هشام بإسناده عنه بالسين فيهما.
قال هشام: كتابها بالصاد ويقرءونها بالسين} [2]. وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر.
واختلف عن عاصم فقرأت [229/ ب] في رواية أبي بكر والمفضل وحماد بالصاد فيهما، ولم يأت بهما نصّا غير ابن جبير فإنه روى عن الكسائي عن أبي بكر عنه: أنه قرأهما بالصاد، وغير الأعشى فإن فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد نا الحسن بن داود نا قاسم بن محمد نا الشموني عن الأعشى عن أبي بكر (3) عن عاصم أنه قرأهما بالصاد أيضا.
وحدّثنا الفارسي نا أبو طاهر عن أصحابه (4) عن الخياط عن الشموني عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأهما جميعا بالسين، وكذلك رواهما عن الخياط عن الشموني عن الأعشى ابن شنبوذ والنقاش وسائر أصحابه ما خلا النقار (5) وحده. وروى الحسن بن المبارك عن أبي حفص (6)، وأبو شعيب القوّاس جميعا عن حفص عن عاصم:
بالصاد في السورتين.
وذكر هبيرة عن حفص {المصيطرون بالصّاد ولم يذكر} {بمصيطر وبالصاد قرأتهما من طريقه، وقرأت على أبي الفتح عن قراءته على أصحاب الأشناني عن الأشناني عن أصحابه} [7] عن حفص {المسيطرون بالسين و} بمصيطر بالصاد، وكذلك حكى ابن مجاهد عن الأشناني عن عبيد عن حفص في كتاب قراءة عاصم.
__________
(1) مفعول (يروى).
(2) السبعة ص 613.
(3) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(4) ذكر المصنف رجال الإسناد كلهم في المقدمة ص 297، وإسناده صحيح.
(5) هو الحسن بن داود، تقدم، وانظر روايته في المبسوط ص 352.
(6) هو عمرو بن الصباح، تقدم، والحسن تقدم ص 88.
(7) ذكر المصنف رجال الإسناد كلهم في المقدمة ص 314.(4/1608)
وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر سألت أبا العباس عن الباب؟ (1) فقال لي: كله بالسين، قال: ثم قرأت عليه {المسيطرون بالسين وقرأت} {بمصيطر فأخذها علي بالصاد، وقرأتهما أنا على أبي الحسين} [2] عن قراءته على الهاشمي (3) عن الأشناني بالصاد، ورواهما ابن شاهي عن حفص وزرعان بن أحمد الطحان (4) عن عمرو بن الصباح عن حفص: بالسين جميعا، واختلف أصحاب سليم عنه، فحدّثنا الفارسي قال:
نا أبو طاهر نا أحمد بن عبيد الله (5) نا الجمال (6) عن الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم: أنه يقرؤهما بإشمام الزاي، وكذلك قال حيون المزوق (7) عن الحلواني عن خلف عن سليم وقال عن الحلواني: وزعم خلّاد عن سليم أن حمزة: كان يقرؤهما بالصّاد ولا يشمّ الزاي في شيء منهما.
وروى هارون المزوق (8) عن أبي جعفر البزاز (9) أنه قرأ على خلّاد عن سليم عن
__________
(1) يريد: سألته عن قاعدة هذا الحرف وضابطه، ولعل المقصود بأبي العباس ابن مجاهد، وقوله بعد (ثم قرأت عليه) أي: قرأ ابن مجاهد على الأشناني.
(2) كذا في (ت)، وفي (م) (أبي الحسن) وهو الصواب، لأنها كنية طاهر بن غلبون وقد تقدم.
(3) علي بن محمد بن صالح، أبو الحسن، ثقة مشهور، أخذ القراءة عن الأشناني، وعنه طاهر بن عبد المنعم، مات سنة 368هـ. غاية 1/ 568.
والأشناني أحمد بن سهل، تقدم، والإسناد إليه صحيح.
(4) زرعان بن أحمد بن عيسى، أبو الحسن الطحان البغدادي، مقرئ، عرض على عمرو بن الصباح، وهو من جلة أصحابه الضابطين لروايته. غاية 1/ 294.
(5) أحمد بن عبيد الله المخزومي، تقدم ص 220.
(6) الحسن بن العباس بن أبي مهران، أبو علي الرازي، ثقة إليه المنتهى في الضبط والتحرير، قرأ على الحلواني، وروى القراءة عنه أحمد بن عبيد الله، مات سنة 289هـ، معرفة 1/ 235، غاية 1/ 216.
(7) يحيى بن أحمد بن هارون البغدادي، يعرف ب (حيون المزوق)، روى عن الحلواني وعنه ابن مجاهد. غاية 2/ 367، وطريقه عن الحلواني اعتمدها المصنف في التيسير ص 15.
(8) هارون بن علي بن الحكم، أبو موسى البغدادي، معروف ب (حيون المزوق)، مقرئ ثقة مشهور، روى القراءة عن الحلواني، وقال الذهبي: كان ثقة. مات سنة 305هـ. معرفة 1/ 240، غاية 2/ 346.
(9) محمد بن سعيد بن عمران الكوفي الضرير، مقرئ، بارع، عرض على خلاد، وروى عنه يحيى المزوق، قديم الوفاة. غاية 2/ 144.(4/1609)
حمزة: بالسين فيهما، وروى ابن سعدان وابن الجهم (1) عن خلف عن سليم (2) الصاد يشمها الزاي فيهما، وروى أبو هشام (3) عن سليم يشمّها الزاي. قال: وقال لي سليم:
إن استطعت أن تبيّن الصاد فيهما فهو أعجب إليّ فقرأت عليه {المصيطرون
و} {الصراط بالصاد فأعجبه ذلك.
وروى داود عن ابن كيسة عن سليم = يضغط الصاد فيهما بين الصاد والزاي =، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد} [4] عن حمزة: بين الصّاد والزاي فيهما، وروى أبو عمر عن سليم {بمصيطر بالصاد، وروى ابن جبير عنه عن حمزة فيهما جميعا بالصّاد وقرأتها أنا في رواية خلف وأبي عمرو عن سليم بإشمام الصاد الزاي، وقرأتهما في رواية خلّاد ورجاء بن عيسى على أبي الفتح عن قراءته بالوجهين جميعا بالإشمام والتصفية للصاد، قال لي: = وقد خيّرا في ذلك =، وقرأتهما على أبي الحسن عن قراءته في رواية خلف وخلّاد بالإشمام} [5].
حرف:
قرأ عاصم وابن عامر في غير رواية الوليد عن يحيى {فيه يصعقون
[45] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها} [6] وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر.
ليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله السمري، روى عن خلف، وعنه ابن مجاهد، شيخ كبير، وإمام شهير، مات سنة 208هـ. تاريخ بغداد 2/ 161، غاية 2/ 113.
(2) في (م) (سيم الصاد يشمها).
(3) هو محمد بن يزيد، تقدم.
(4) ابن مجاهد لم يلق حمزة، فالإسناد منقطع.
(5) أطال المصنف رحمه الله في ذكر الروايات في هذا الحرف، وخلاصة الكلام فيه:
قرأ قنبل وهشام وحفص بالسين، وخلاد بإشمام الصاد زاء، وقرأ الباقون بالصاد الخالصة، وهو الوجه الثاني لحفص وخلاد، وأما قوله بمصيطر فهشام كذلك بالسين، والإشمام لخلاد، والباقون بالصاد، وهو الوجه الثاني عن خلاد.
انظر: التيسير ص 204، النشر 2/ 378، الإتحاف ص 401، البدور الزاهرة ص 304، 339.
(6) الإتحاف ص 401.(4/1610)
ذكر اختلافهم في سورة والنجم
حرف:
قرأ حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من لدن قوله: {إذا هوى
[1] إلى قوله:} {من النذر الأولى [56] بالإمالة الخالصة، وأمال أبو عمرو من ذلك إمالة محضة ما فيه قبل الألف راء نحو} {تتمارى [55]} [1] و {الأخرى [47] و} {الكبرى [18] و} {الشعرى [49] وما أشبهه، وما عدا ذلك بين بين، واختلف عن نافع فروى أبو الأزهر} [2] وأبو يعقوب وداود عن ورش جميع ذلك بين الفتح والإمالة، وكذلك روى خلف عن المسيبي وأبو عبيد عن إسماعيل وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون والأصبهاني عن أصحابه عن ورش جميع ذلك بالفتح، وكذلك روى المسيّبي عن نافع قال عنه: كل ذلك بألف، وقرأت أنا ذلك في رواية إسماعيل من طريق ابن عبدوس وفي رواية المسيّبي من طريق ابن سعدان، وفي رواية قالون من طريق القاضي وأبي عون عن الحلواني بين الفتح والإمالة، وقرأت في رواية الباقين عن هؤلاء الثلاثة بإخلاص الفتح وبذلك قرأ الباقون (3).
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد وهشام {ما كذّب الفؤاد [11] بتشديد الذال، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة بتخفيفها} [4].
وروى الأصفهاني (5) عن ورش وابن غالب عن الأعشى {الفواد بغير همز وحمزة كذلك في الوقف وهمز الباقون.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {أفتمرونه [12] بفتح التاء وإسكان الميم من غير ألف، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعدها} [6].
حرف:
وكلهم قرأ أفرءيتم اللات [19] بتخفيف التاء إلا ما رواه الوليد بن
__________
(1) في (م) و (ت) (تمارى) بتاء واحدة، وهو خطأ.
(2) في (م) (الأزهري) وهو خطأ.
(3) التيسير ص 204، المبسوط ص 353.
(4) النشر 2/ 379، الإتحاف ص 204.
(5) في (م) (الأصبهاني)، وكلاهما صحيح.
(6) انظر: التيسير ص 204، المبسوط ص 354.(4/1611)
مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأها مثقلة (1)، وكذلك روى اللهبي أداء عن البزّي عن ابن كثير، وكلهم وقف بالتاء إلا الكسائي فإن أبا عمر روى عنه أنه وقف بالهاء، وقد ذكرنا ذلك بإسناده في باب الوقف (2).
حرف:
قرأ ابن كثير {ومنآءة الثالثة [20] بمدّ الألف بهمزة مفتوحة بعدها، وكذلك روى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وقرأ الباقون بغير مدّ ولا همز} [3]، وكذلك روى ابن غالب عن الأعشى.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل والبزّي {ضئزى [22] بهمزة ساكنة بعد الضاد، وروى الخزاعي وابن فليح والبزّي جميعا ومحمد بن هارون عن البزّي بغير همز، وسائر الرواة عن البزّي بعد على الهمزة، وقرأ الباقون بغير همز} [4].
{كبير الإثم [32] و} {في بطون أمهاتكم [32] و} {النشأة [47] و} {ثمودا
[51] مذكور قبل.
حرف:
قرأ نافع في غير رواية قالون وأبو عمرو} {عادا الأولى [50] بإلقاء حركة الهمزة على اللام وإدغام التنوين فيهما اعتدادا بالحركة، وقرأ نافع في رواية قالون كذلك أيضا إلا أنه يهمز همزة ساكنة بعد ضمّه اللام. قال الحلواني عن قالون مثل} {عادا
العلى} [5] وهو معنى قول الجماعة عنه، وكذلك روى ابن جبير عن إسماعيل وابن ذكوان عن المسيّبي، وكذلك روى أبو بكر بن أبي أويس (6) وعبد الرحمن بن أبي الزناد (7)
وكردم (8) عن نافع. وقال ابن المسيّبي عن أبيه عنه: أنه رجع عن همزها.
__________
(1) وهي قراءة ابن عباس، ومجاهد، ومنصور بن المعتمر. النشر 2/ 379.
(2) ص 907.
(3) الاتحاف ص 403.
(4) انظر المبسوط ص 354.
(5) كذا في النسختين والصواب (عادا لؤلى).
(6) عبد الحميد بن أبي أويس الأصبحي، يعرف بالأعشى، ثقة، أخذ القراءة عن نافع، مات سنة 164هـ، غاية 1/ 360، وروايته خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) في (م) (أبي الزياد) وهو خطأ.
واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان المدني البغدادي، روى عن نافع الحروف، مات سنة 164هـ، ضعفه ابن معين وغيره. تاريخ بغداد 10/ 228، غاية 1/ 372. وروايته خارجة عن طرق المصنف أيضا. وانظر: الضعفاء الكبير 2/ 340، الكامل لابن عدي 4/ 1585.
(8) كردم بن خالد المغربي، أبو خالد التونسي، عرض على نافع، وكان زاهدا عابدا لم يرو عنه إلا أحمد بن جبير، كما قال الداني. غاية 2/ 32. وروايته عن نافع خارجة عن طرق المصنف أيضا.(4/1612)
وحدّثني عبد الله بن محمد (1) قال: نا عبيد الله بن أحمد (2) نا أحمد بن جعفر (3)
نا الحسن بن علي (4) نا أبو عون (5) عن الحلواني عن قالون عن نافع: {عادا الأولى
بترك الهمزة بعد إدغام التنوين في اللام، وكذلك روى لنا أبو الفتح عن عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحاب أبي عون عنه عن الحلواني عن قالون، وكذلك حكى لي عبد الله بن محمد عن عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسّان} [6] عن أبي نشيط عن قالون. وحدّثنا أحمد بن عمر قال: نا عبد الله بن عيسى (7) نا قالون عن نافع {عادا الاؤلى الهمزة في الواو وعلى ذلك جميع أهل الأداء برواية قالون، وقال ابن جبير في مختصره [230/ أ] عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغم همزة فاء الفعل.
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم: = وهذا ما لا يفعل =} [8]. قال أبو عمرو: وقول ابن جبير معقول مفهوم، وذلك أنه جعل الإدغام عبارة عن تسهيل الهمزة وإلقاء حركتها على اللام الساكنة قبلها في ذلك كما جعله أصحاب ورش عبارة عن تليينها وجعلها بين بين في نحو: {أإله [النمل: 60] و} أؤنبئكم [آل عمران: 15] وشبهه، فقالوا كما تلين الأولى وتدغم الثانية وذلك من حيث عدمت من اللفظ في حال الإلقاء،
__________
(1) لم أجده بعد البحث، مع أن ابن الجزري ذكره ضمن شيوخ الداني 1/ 503.
(2) في هامش (ت) = عبيد الله بن أحمد هو عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، غاية =، أبو أحمد البغدادي، إمام كبير، ثقة ورع، روى عنه عبد الله بن محمد، مات سنة 406هـ، غاية 1/ 491، معرفة 1/ 364.
(3) أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان، أبو الحسين البغدادي، ثقة كبير ضابط، قرأ عليه عبد الله الفرضي، مات سنة 344هـ.
(4) الحسن بن علي بن الهذيل، أبو سعيد الواسطي، روى عن أبي عون، وعنه أحمد بن عثمان. غاية 1/ 225. ولم أجد من وثقه.
(5) هو محمد بن عمرو بن عون، تقدم ص 289، وهو ثقة كبير.
والإسناد متوقف في صحته حتى يتبين حال شيخ الداني، والحسن بن علي.
(6) أحمد بن محمد بن يزيد، القاضي العنزي، ثقة ضابط لحرف قالون، مات قبل الثلاثمائة.
معرفة 1/ 193، غاية 1/ 133.
(7) تقدم ص 78، وقبله رجل سقط من الإسناد هنا، وذكره المصنف في المقدمة 139وهو:
أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الحراني، فقيه مصدر. غاية 2/ 68.
والإسناد صحيح، وقد اعتمده المصنف في التيسير ص 10.
(8) هكذا في النسختين، ولعلها (ما لا يعقل)، بدليل كلام المصنف بعدها.(4/1613)
وذهب معظم صوتها في حال التليين كعدم الحرف المدغم وذهابه إذا أدغم أو ضعف الصوت بحركته، فلما اشتركا (1) في الذهاب وعدم الظهور عبّر عنهما بعبارة واحدة على مذاهب العرب في تسمية الشيء باسم الشيء إذا أشبهه في بعض معانيه، وذلك مجاز واتّساع.
وقرأ الباقون بإسكان اللام وكسر التنوين قبلها لسكونه وسكونها وتحقيق همزة فاء الفعل بعدها (2).
قال أبو عمرو: وفي الابتداء بقوله: {الأولى هاهنا إذا فصل بالوقف من قوله:
} {عادا على مذهب نافع وأبي عمرو ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يبدأ} {لولا بضم اللام دون همزة قبلها ولا بعدها كالوصل سواء، ويأتي قالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة كما يصل وحذفت همزة الوصل قبل اللام في هذا الوجه استغناء عنها لمّا تحرّكت اللام بحركة همزة فاء الفعل لأنها إنما تجتلب للساكن للتوصل بها إلى النطق فإذا عدم لم يحتج إليها.
والوجه الثاني: أن يبتدأ} [3] {ألؤلا بضم اللام وإثبات همزة الوصل مفتوحة قبلها ويأتي قالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة أيضا كما يأتي بها في الوجه الأول، وأثبت همزة الوصل قبل اللام في هذا الوجه وإن كانت متحركة في اللفظ لأنها في تقدير السكون الخالص بدليل أن} [4] الحركة ليست لها، وإنما هي حركة همزة فاء الفعل نقلت (5) إليها فهي لذلك عارضة، فوجب أن لا يعتدّ بها في حذف همزة الوصل قبلها وإن ثبتت في اللفظ كما ثبتت (6) مع الساكن المحض.
والوجه الثالث أن يبتدئا (7) الأولى بإسكان اللام وإثبات همزة الوصل قبلها وتحقيق همزة فاء الفعل بعدها ولا يأتي قالون في هذا الوجه بالهمزة الساكنة يأتي بها في الوجهين الأولين بتحقيق همزة فاء الفعل قبلها لئلا يلتقي همزتان الثانية فيهما
__________
(1) في (م) (أشركا).
(2) انظر النشر في باب النقل 1/ 410، فقد أفاض في هذا الحرف.
(3) في (م) (عندنا) وهو خطأ.
(4) في (م) (لأن).
(5) في (م) (تقلب).
(6) في (م) (ثبت).
(7) (عندنا) في (م).(4/1614)
ساكنة إذ التقاؤهما (1) معدوم وغير جائز، وهذا الوجه عندي أوجه الأوجه الثلاثة وأقيسها بمذهب نافع وأبي عمرو وذلك أنهما لمّا كانا إنما نقلا حركة الهمزة إلى اللام في هذا الموضع خاصة، وحرّكاها بها في حال الوصل لأجل سكونها وسكون التنوين قبلها لئلا يلتقي ساكنان.
ألا ترى أنهما قد حذفا التنوين لأجل ذلك في قوله: {عزير ابن الله [التوبة:
30] إذ كان ساكنا فحرّكاه بحركة الهمزة، فأدغما التنوين فيها وآثرا على كسرة، فلما كان ذلك وعدم التنوين في حال الانفصال والابتداء بهذه الكلمة وهو الموجب لتحريك لامها لزم ردّها إلى حكم نظائرها في جميع القرآن نحو} {من النذر الأولى
[56] و} {للأخرة خير لك من الأولى [الضحى: 4] و} {فما بال} [2] القرون الأولى
[طه: 51] وما أشبهه مما يسكنان اللام فيه ويحقّقان الهمزة بعدها على الأصل (3).
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وحمزة {وثمود فما أبقى [51] [231/ أ] بغير صرف ووقفا بغير ألف، وروى الزهراني عن حفص أنه يقف بألف.
واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم} [4] والعليمي والبرجمي وابن أبي أمية والأعشى في غير رواية ابن غالب وابن عطارد وابن أبي حمّاد بغير تنوين، قال يحيى بن آدم: رددتها عليه مرارا، كل ذلك ينصبها بغير تنوين وقال ابن عطارد وقد قال أبو بكر مرة {ثمودا بألف وينون، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وأبو هشام وهارون عن حسين وابن غالب عن الأعشى أنه ينوّنها} [5].
وقال عروة بن محمد الأسدي (6) عن أبي بكر كان عاصم ربما نوّن في {والنجم وربما ترك. وقرأ الباقون بالتنوين} [7] ووقفوا بالألف عوضا منه.
ليس في هذه السورة شيء من ياءات الإضافة والله أعلم.
__________
(1) في (م) (إذا التقى) في سطر، والذي بعده (وهما).
(2) كذا في (م) وهو الصواب، وفي (ت) (فمال).
(3) انظر التيسير ص 205.
(4) السبعة ص 616.
(5) المبسوط ص 355.
(6) عروة بن محمد الأسدي الكوفي، عرض على أبي بكر، وروى عنه حسين بن الأسود.
غاية 1/ 512.
(7) التيسير ص 205، النشر 2/ 380، الإتحاف ص 404.(4/1615)
ذكر اختلافهم في سورة القمر
حرف:
قرأ ابن كثير {إلى شيء نكر [6] بإسكان الكاف، وقرأ الباقون بضمّها} [1]، وكذلك حكى الخزاعي عن ابن فليح في كتابه عن أصحابه عن ابن كثير، وقال النقّاش: سألت الخزاعي فقال: {نكر مثقل، وكذلك قال التائب} [2] عنه عن أصحابه عن ابن كثير.
حرف:
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي {خاشعا أبصارهم [7] بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين على لفظ الواحد، وقرأ الباقون بضم الخاء وفتح الشين وتشديدها من غير ألف على لفظ الجمع} [3].
{ففتحنا أبواب السماء [11] و} {عيونا [12] قد ذكر.
حرف:
وكلهم قرأ} {وفجّرنا [12] بتشديد الجيم إلا ما رواه أبو زيد وجبلة عن المفضل عن عاصم} {وفجرنا خفيفة وبتشديد الجيم، قرأت للمفضل من طريق جبلة وبه آخذ.
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة} {ستعلمون غدا [26] بالتاء، واختلف في ذلك عن حفص عن عاصم فروى عنه هبيرة وأبو شعيب القوّاس فيما قرأته بالتاء مثل حمزة، وروت الجماعة عنه بعد بالياء، وكذلك قال القوّاس في كتابه عنه، وقرأ الباقون بالياء} [4].
حرف:
وكلهم قرأ {مستطر [53] بتخفيف الراء وقفا ووصلا إلا ما حدّثناه عبد العزيز ابن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أحمد بن عبيد الله نا الجمال نا الحلواني نا سهل بن عثمان} [5] عن عصمة (6) عن أبي بكر عن عاصم
__________
(1) التيسير ص 205، تقريب النشر ص 92.
(2) هو أحمد بن يعقوب، تقدم، وقوله (مثقل) أي: مضمومة الكاف.
(3) التيسير ص 205.
(4) المبسوط ص 356، النشر 2/ 380، وكتاب القواس لم أعثر عليه
(5) سهل بن محمد بن عثمان، أبو حاتم السجستاني، إمام البصرة، عرض على يعقوب الحضرمي، صلى بالبصرة ستين سنة بالتراويح وغيرها فما أخطأ يوما ولا لحن، ولا أسقط حرفا، مات سنة 255هـ. غاية 1/ 230.
(6) تقدم أن أبا حاتم الرازي سئل عنه فقال مجهول، وقال ابن الجزري في الغاية 1/ 512: (وهو المنفرد عن أبي بكر برواية مستطر بتشديد الراء، لم يروه غيره) فالإسناد ضعيف.(4/1616)
{مستطرّ مشددة الراء. قال أبو عمرو: ومثل هذا إنما يجوز في الوقف على مذهب بعض العرب وهم الذين يبالغون في البيان عن كيفية حركات أواخر الكلم في الفصل فيشدّدون الحرف الأخير منهنّ إذا وقفوا عليهن فيقولون في الوقف: هذا محمد، ومررت بخالد} [1] ورأيت أحمد يجمعون بين ساكنين، قال سيبويه (2): وعلامة ذلك الشين، قال أبو عمرو: وذلك لأنها أول قولك شديد فلذلك جعلها علامة له ودلالة عليه ومثل ذلك قول الشاعر (3):
لقد خشيت أن أرى جدبّا ... في عامنا ذا بعد ما خضبّا
فشدّد الباء في المصراعين جميعا في حال الوقف ثم حمل الوصل عليه فشدّدهما أيضا فيه لمّا لم يكن له بدّ من إطلاق الباء فيه ليصحّ الوزن.
فإن سكن ما قبل الحرف الموقوف عليه نحو زيد وبكر وعمر لم يجز تشديده لئلا يجتمع في الوقف ثلاثة سواكن، واجتماعها خروج من كلام العرب لتعذّر النطق بها.
ليس في هذه السورة ياء إضافة وفيها من المحذوفات ثمان: [231/ ب]
أولاهنّ {يدع الدّاع [6] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير في رواية أبي ربيعة عن قنبل والبزّي في رواية الزينبي وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق عن قنبل وفي رواية ابن مخلد ومضر واللهبي عن البزّي وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وورش وابن جبير عن أصحابه وأبو عمرو.
وحذفها الباقون في الحالين} [4]، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة
__________
(1) في (م) (بخلد).
(2) عمرو بن عثمان بن قنبر، أبو بشر الفارسي، إمام النحو، وحجة العرب، برع في العربية وساد أهل زمانه، سمي سيبويه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين من الحسن، مات سنة 180هـ.
انظر: معجم الأدباء 16/ 114، إنباه الرواة 2/ 346، سير أعلام النبلاء 8/ 351غاية النهاية 1/ 602.
وانظر قول سيبويه في الكتاب.
(3) انظر البيت في لسان العرب 1/ 255، مادة (جدب)، وقد أورد فيه أمثلة أخرى تزيد المسألة إيضاحا.
(4) انظر: التيسير ص 206، المبسوط ص 357.(4/1617)
القوّاس والبزّي وابن فليح وابن الصباح (1)، وابن بويان عن قنبل ومحمد بن هارون عن البزّي. وروى ابن واصل عن اليزيدي عن أبي عمرو {يدع الدّاع يصل بغير ياء لم يروه غيره.
} {مهطعين إلى الداع [8] أثبتها في الحالين ابن كثير باتفاق من الرواة إلا أن محمد بن أحمد قال لنا عن ابن مجاهد: إن ابن كثير يصل بياء} [2]، وقال الخزاعي عن أصحابه عنه {إلى الدّاع يقول بإشراكها في الياء التي استقبلتها، فيدلّ هذا الذي حكاه على إثباتها في الوصل خاصة لأنه إذا وقف لم يستقبلها بتلك الياء التي لأجلها أثبتت.
وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع بإجماع عنه وأبو عمرو من غير خلاف} [3].
وخالف الجماعة عن نافع أبو موسى الأنصاري فروى عن المسيّبي عنه أنه حذفها في الحالين. {عذابي ونذر [39] في ستة مواضع [16و 18و 21و 30و 37و 39] فيها} [4] أثبت الياء فيهنّ نافع في رواية ورش، وذلك قياس ما رواه العثماني عن قالون، وحذفهنّ الباقون في الحالين (5).
__________
(1) هو محمد بن عبد العزيز، تقدم.
(2) انظر السبعة ص 617.
(3) انظر الوجهين في الحرف في التيسير ص 206، النشر 2/ 380.
(4) الآيات 16، 18، 21، 30، 37، 39.
(5) المبسوط ص 357، النشر 2/ 380.(4/1618)
ذكر اختلافهم في سورة الرحمن عزّ وجلّ
حرف:
قرأ ابن عامر {والحبّ ذا العصف والريحان [12] بنصب الثلاثة الأسماء. أخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد نا محمد نا هشام بإسناده عن ابن عامر} {والحبّ ذا العصف بالألف والنصب} [1]، {والريحان بالخفض.
وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله نا أحمد نا هشام بإسناده عن ابن عامر} {والحبّ ذا العصف والريحان بالنصب وهذا هو الصواب، وكذلك رواه الحلواني وابن عبّاد وغيرهما عن هشام، وقرأ حمزة والكسائي} {والريحان وحده بالخفض ورفعا الاسمين الأولين، وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون برفع الثلاثة الأسماء} [2]، وكذلك روى أحمد بن أبي شريح (3) عن الكسائي.
حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو {يخرج منهما [22] بضمّ الياء وفتح الراء، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الراء} [4].
وحدّثنا محمد بن أحمد نا ابن مجاهد حدّثني محمد بن عيسى نا ابن هشام (5)
قال ابن مجاهد: وأخبرني موسى بن إسحاق عن هارون كلاهما عن حسين عن أبي عمرو أنه قرأ {نخرج منهما بالنون مضمومة وكسر الراء} {اللؤلؤ والمرجان [22] بالنصب جميعا} [6].
__________
(1) أي نصب (الحب)، ولا خلاف في خفض (العصف)، تقريب النشر ص 178.
(2) انظر: السبعة ص 619، التيسير ص 206، النشر 2/ 380.
(3) كذا في النسختين، والصواب: أحمد بن الصباح بن أبي سريج بالسين المهملة والجيم البغدادي، ثقة ضابط، قرأ على الكسائي، مات سنة 230هـ. غاية 1/ 63.
(4) الإتحاف ص 405.
(5) كذا في النسختين، والصواب (أبو هشام) وهو الرفاعي. تقدم. وهذا الإسناد ضعيف، والعلة فيه الرفاعي هذا، فإنه يروي شذوذات كثيرة، وضعفه البخاري كما تقدم.
وكذا الإسناد الآخر ضعيف والعلة فيه هارون بن حاتم، وتقدم ذكر ضعفه.
(6) انظر السبعة ص 619.(4/1619)
وقال الحسن الرازي (1) عن أبي هشام والحلواني عن خلّاد عن حسين عن أبي عمرو مثله إلا أنه [بالياء] لم يرو ذلك غير حسين عن أبي عمرو (2).
حرف:
قرأ حمزة وحمّاد عن عاصم {المنشآت [24] بكسر الشين، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي والعليمي ويحيى الجعفي وحسين بن علي وعبيد بن نعيم وابن جبير ويزيد بن عبد الواحد وهارون بن حاتم بكسر الشين مثل حمزة، وبذلك قرأت في رواية يحيى بن آدم على أبي الفتح. فروى عنه يحيى بن آدم وابن أبي أمية وابن عطارد بالوجهين بالكسر [232/ أ] والفتح} [3]، قال ابن عطارد: قال أبو بكر: كان عاصم يقرؤها على الوجهين، وروى عنه الأعشى والبرجمي وابن جامع عن ابن أبي حمّاد بفتح الشين، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر حدّثني ابن يونس (4) نا ابن صدقة (5) نا أحمد بن جبير عن أبي بكر عن عاصم {المنشآت يعني بكسر الشين.
قال عبد الواحد: وحدّثنا أبو بكر عن ابن صدقة عن ابن جبير عن أبي بكر عن عاصم} [6] بفتح الشين، والصحيح ما رواه ابن يونس لأن ابن جبير ذكر ذلك في مختصره عن عاصم بكسر الشين، وذكر في جامعه عنه بالوجهين.
حدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر نا أبو بكر نا عبيد الله بن أبي مسلم عن أبيه (7) عن عباس (8) عن جعفر بن الزبير عن ابن عامر بكسر الشين، قال ابن أبي
__________
(1) هو الوراق، تقدم ص 109.
(2) ورواية حسين عن أبي عمرو خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) انظر: المبسوط ص 358، وقال في النشر 2/ 381: (والوجهان صحيحان عن أبي بكر).
(4) هو محمد بن يونس، أبو بكر الحضرمي البغدادي، مقرئ حاذق مشهور، روى عن ابن صدقة، وعنه أبو طاهر، قال عنه الداني: (مقرئ متصدر مشهور). غاية 2/ 289، وله ترجمة في تاريخ بغداد 3/ 246.
(5) هو أحمد بن محمد، تقدم، والإسناد صحيح.
(6) الإسناد صحيح كلهم ثقات.
(7) لم أجد لهما ترجمة.
(8) عباس بن الفضل بن عمرو، أبو الفضل الواقفي، ثقة حاذق، من أكابر أصحاب أبي عمرو، وروى عنه عبد الغفار، مات سنة 186هـ. غاية 1/ 353.(4/1620)
هاشم وحدّثناه العمري (1) عن عبد الغفّار (2) عن عباس عن جعفر عن ابن عامر، وقرأ الباقون (3)، وعاصم في رواية حفص والمفضل بفتح الشين.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {سيفرغ لكم [31] بالياء، وقرأ الباقون بالنون} [4].
والياء والنون مفتوحتان والراء مضمومة لكلهم إلا ما رواه هارون وخلّاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه فتحها، لم يروه غيره.
وقال حسين عن أبي عمرو بالياء وفتحها وفتح الراء (5) لم يروه أيضا غيره.
{أيه الثقلان [31] قد ذكر} [6].
حرف:
قرأ ابن كثير {شواظ [35] بكسر الشين وقرأ الباقون بضمها} [7].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو و {نحاس [35] بالخفض وقرأ الباقون بالرفع} [8].
وقرأ نافع في رواية ورش وفي رواية أبي سليمان (9) عن قالون وعاصم في رواية الخياط من غير طريق النقار عن الشموني عن الأعشى عنه {من استبرق [54] بوصل الهمزة، وقال النقّار عن الخياط: كان يصلها مرّة ويقطعها أخرى، وقرأ الباقون بقطع الهمزة} [10] وقد ذكر.
__________
(1) إبراهيم بن علي بن إبراهيم العمري، أبو إسحاق، أخذ القراءة سماعا عن عبد الغفار. غاية 1/ 20.
(2) عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصلي، روى القراءة عن عباس، وعنه العمري. غاية 1/ 397.
(3) انظر التذكرة 2/ 576.
(4) النشر 2/ 381.
(5) السبعة ص 620.
(6) في سورة النور.
(7) التيسير ص 206، النشر 2/ 381.
(8) البدور الزاهرة ص 311.
(9) في (م) (ليمان) وهو خطأ.
(10) المصدر السابق.(4/1621)
حرف:
واختلف عن الكسائي في قوله {لم يطمثهنّ [56، 74] في الموضعين، فروى عنه أبو عمر أنه إذا ضمّ الأولى كسر الثانية وإذا كسر الأولى ضمّ الثانية، وقرأت من طريقه ومن طريق نصير} [1] بضم الميم في الكلمة الأولى وكسرها في الثانية.
وكذلك حدّثني الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته في رواية أبي عمر على ابن مجاهد وأبي عثمان الضرير (2)، واختلف في ذلك عن أبي الحارث، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر حدّثني أحمد بن سعيد الأذني (3) نا محمد بن يحيى (4) نا أبو الحارث عن الكسائي مثل قول أبي عمر عنه سواء، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني الكسائي عن أبي الحارث عن الكسائي أنه ضمّ الميم في الحرف الأول وكسرها في الثاني (5).
وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد أخبرني أحمد بن يحيى ثعلب (6) عن سلمة ابن عاصم (7) عن أبي الحارث عن الكسائي لم يطمثهنّ يقرؤها بالرفع
__________
(1) نصير بن يوسف، أبو المنذر الرازي، صاحب الكسائي، إمام حاذق، مات سنة 240هـ، معرفة 1/ 213، غاية 2/ 340.
(2) سعيد بن عبد الرحيم البغدادي، صاحب الدوري، مقرئ جليل ضابط، مات بعد سنة 310هـ، معرفة 1/ 242، غاية 1/ 306.
(3) أحمد بن محمد بن سعيد، أبو علي الأذني، روى عن محمد بن يحيى، وعنه أبو طاهر.
غاية 1/ 116. ولم أجد من وثقه، وبقية رجال السند ثقات.
والأذني: بفتح الألف والذال وكسر النون، نسبة إلى بلدة (أذنة) بساحل الشام. الأنساب 1/ 103.
(4) محمد بن يحيى الكسائي الصغير أبو عبد الله البغدادي، مقرئ ثقة محقق، قرأ على أبي الحارث، وروى عنه أحمد الأذني، مات سنة 288هـ. معرفة 1/ 256، إنباه الرواة 3/ 229، غاية 2/ 279.
(5) السبعة ص 621، والسند صحيح، وابن مجاهد يروي عن الكسائي الصغير محمد بن يحيى.
(6) أحمد بن يحيى بن يزيد، أبو العباس، ثقة كبير، روى عن سلمة، وعنه ابن مجاهد، مات سنة 291هـ. إنباه الرواة 173، تاريخ بغداد 5/ 204، غاية 1/ 148.
(7) أبو محمد البغدادي، روى عن أبي الحارث، وعنه ثعلب، مات بعد سنة 270هـ، قال الخطيب: (وكان ثقة ثبتا) تاريخ بغداد 9/ 134، غاية 1/ 311، والإسناد صحيح.(4/1622)
والكسر جميعا لا يبالي كيف يقرؤهما (1)، وروى نصير عن الكسائي {لم يطمثهنّ
مرتفعة الميم من واحدة منهما والثانية بالكسرة ولا يبالي قرأت برفع الميم أو بالكسر وهذا موافق لما رواه سلمة عن أبي الحارث، وروى قتيبة عن الكسائي أنه يجمع بين اللغتين في} {يطمثهنّ إذا كسر الأولى ورفع} [2] الأخرى، وروى ابن جبير عنه أنه إذا ضمّ ميم الأولى كسر ميم الأخرى، وإذا كسر ميم الأولى ضمّ ميم الأخرى، وهذا موافق أيضا لما رواه أبو عمر عنه (3).
وروى أبو موسى عن الكسائي بكسر الميم في الأولى وبضمّها في الثانية، ومثل حمزة لا يبالي كيف يقرأهما لغتان.
وقال سورة عنه برفع الميم في إحداهما والأخرى لا يرفع.
وحدّثنا الفارسي [232/ ب] عن أبي طاهر في البيان عن ابن مجاهد عن الكسائي عن أبي الحارث عن الكسائي مثل ذلك، وروى أبو طاهر في كتاب الفصل عن ابن مجاهد بالإسناد نفسه: أن الكسائي يستحبّ كسر الأولى وضم الثانية، ومما يدلّ على صحة ما رواه هؤلاء عن الكسائي على اختلافه.
حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن محمد (4) قال: نا علي بن عبد العزيز (5)
نا أبو عبيد (6) قال: كان الكسائي يرى في {يطمثهنّ الضم والكسر وربما كسر إحداهما وضمّ الأخرى.
قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية أبي الحارث عن الكسائي على أبي الفتح مثل أبي عمر بضمّ الأولى وكسر الثانية، وقرأت في روايته على أبي الحسن بكسر الأولى وضمّ الثانية، وقرأهما الباقون بالكسر} [7].
__________
(1) السبعة ص 621.
(2) كذا في النسختين، والواو زائدة لا معنى لها.
(3) انظر المبسوط ص 359.
(4) أحمد بن محمد بن أبي الرجاء المصري، روى عن خلف بن إبراهيم، وهو من حذاق رواة ورش، مات سنة 343هـ. غاية 1/ 115.
(5) علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن البغوي، شيخ ثقة، روى عن أبي عبيد، مات سنة 287هـ. غاية 1/ 549.
(6) هو القاسم بن سلام تقدم ص 76.
(7) قال ابن الجزري في النشر 2/ 382: (والوجهان ثابتان عن الكسائي من التخيير وغيره نصا وأداء، قرأنا بهما، وبهما نأخذ).(4/1623)
حرف:
قرأ ابن عامر {تبارك اسم ربّك ذو الجلال [78] بواو بعد الذال نعتا للاسم، وكذلك في مصاحف الشاميين.
وقرأ الباقون} {ذي الجلال بياء بعد الذال نعتا للربّ} [1]، وكذلك في مصاحفهم، وأجمعوا على أن بعد الذال واوا في الحرف الأول وهو قوله: {ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام نعتا للوجه، واتفقت مصاحف الأمصار على ذلك، وأمال ابن عامر في رواية ابن ذكوان فتحة الراء من قوله:} {والإكرام في الموضعين، وقرأهما نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني بين بين، وأخلص الباقون فتحها} [2].
ليس فيها ياء إضافة ولا ياء محذوفة مختلف فيها والله أعلم.
__________
(1) انظر الكشف 2/ 303، المقنع ص 108.
(2) الإتحاف ص 406.(4/1624)
ذكر اختلافهم في سورة الواقعة
حرف:
قرأ الكوفيون بخلاف عن أبي بكر {ولا ينزفون [19] هاهنا بكسر الزاي، وقرأ الباقون بفتحها} [1]، وكذلك روى ابن عطارد عن أبي بكر ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عنه، وروى المفضل عن عاصم هنا {ينزفون بفتح الياء وكسر الزاي، وكذلك روى حسين وهارون عن أبي بكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وأبو عمرو في رواية عبد الوارث من قراءتي وحمزة والكسائي} {وحور عين [22] بالخفض جميعا، وقرأهما الباقون بالرفع} [2].
حرف:
وكلهم قرأ {إنشاء [35] بفتح الشين إلا ما حدّثناه الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر نا ابن فرح نا أبو عمر عن سليم عن حمزة} {إنشاء مكسورة الألف} [3]، وأحسبه يريد ألف القطع التي في أول المصدر لا ألف البناء التي بعد الشين، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر نا ابن يونس (4) عن عيّاش بن محمد [-4] عن سليم عن حمزة {إنشاء مكسورة، ولم يذكر الألف والله أعلم.
حرف:
قرأ نافع في رواية إسماعيل وعاصم في رواية حمّاد والمفضل وأبو عمرو في رواية شجاع وحمزة} {عربا أترابا [37] بإسكان الراء هذه رواية أبي عبيد وأحمد بن إبراهيم القصباني} [6] عن محمد بن غالب عن شجاع، وروى أبو علي الصوّاف
__________
(1) التيسير ص 207، النشر 2/ 357في سورة الصافات.
(2) المبسوط ص 360.
(3) الإسناد صحيح، وقد تقدم، ولم يذكر هذه الرواية المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(4) (4) و (5) ابن يونس هو محمد المطرز، ثقة، تقدم ص 1006، وعياش، ثقة مشهور، تقدم ص 807، ولعله لم يدرك سليما، لأن سلمان توفي سنة 188هـ، وقيل سنة 189هـ، وعياش مات سنة 299هـ، فالإسناد صحيح أن لقي عياش سليما وأخذ عنه، وإلا فاحتمال الانقطاع قائم، ثم إن روايته عن سليم ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب، كما تقدم ذكره.
(6) أحمد بن إبراهيم بن مروان، أبو العباس، قرأ على ابن غالب، تاريخ بغداد 4/ 13، غاية 1/ 35.(4/1625)
وأبو علي الدقاق (1) وغيرهما عن ابن غالب بضمّ الراء. واختلف في ذلك عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم (2) ويحيى العليمي وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية وابن عطارد بإسكان الراء، وزاد ابن عطارد وقد قال {عربا مثقلة، وقال أبو هشام عن يحيى قال أبو بكر: كأني أسمع عاصما الساعة يقرؤها} {عربا خفيفة.
وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي وحسين الجعفي وعبيد بن نعيم وأبو المعافى} [3] وهارون بن حاتم بضمّ الراء، وقرأ الباقون بضم الراء (4)، وكذلك [حكى] أحمد بن نصر عن قراءته على القصباني وأبي الليث الفرائضي (5) وغيرهما عن محمد بن غالب عن شجاع عن أبي عمرو قال: وكذلك روى الحسن الدقاق عن ابن غالب، وقرأت [233/ أ] من طريق القصباني بإسكان الراء، وكذلك روى أبو عبيد عن شجاع نصّا. حدّثنا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد نا علي نا أبو عبيد (6) قال: اختلف فيها أبو جعفر ونافع فقرأها أحدهما بالتخفيف وثقلها الآخر (7).
قال أبو عمرو: فكأن أبا عبيد لم يضبط ذلك عن إسماعيل كما ضبطه عنه الكسائي وأبو عمر (8)، وغيرهما.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة {أئذا متنا [47]} {أءنا لمبعوثون [47] بالجمع بين الاستفهامين} [9] وتحقيق الهمزتين في كل واحد منهما، وابن كثير وأبو
__________
والقصباني: بفتح القاف والصاد والباء، نسبة إلى بيع القصب. الأنساب 4/ 510.
(1) الصواف هو الحسن بن الحسين، تقدم ص 331، والدقاق هو الحسن بن الحباب، تقدم ص 331.
(2) السبعة ص 622.
(3) كذا في النسختين، والصواب: المعافى بن يزيد، روى عن شعبة وعنه الزهراني، غاية 2/ 203، وروايته خارجة عن طرق المصنف عن أبي بكر في هذا الكتاب.
(4) انظر: التيسير ص 207، المبسوط ص 360.
(5) أحمد بن الليث الفرائضي، روى عن ابن غالب، وعنه أحمد بن نصر، غاية 1/ 98.
وروايته عن ابن غالب خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(6) تقدم هذا الإسناد.
(7) الأثر لم أجده.
(8) كذا في النسختين، والصواب (وأبي عمر).
(9) وابن عامر لا يجمع بين استفهامين إلا هنا، المبسوط ص 361.(4/1626)
عمرو يجمعان أيضا بينهما إلا أنهما يسهّلان الهمزة الثانية في كل واحد منهما، وقرأ نافع والكسائي بالاستفهام في الأول، ونافع يسهل الهمزة الثانية، والكسائي يحقق الهمزتين وبالخبر في الثاني بهمزة واحدة مكسورة، وهشام عن ابن عامر يدخل بين الهمزتين فيهما ألفا، وأبو عمرو أيضا يدخلها بين المحقّقة والمسهّلة فيهما، ونافع في غير رواية ورش يدخلها بينهما في الاستفهام، وقد ذكرنا هذا في سورة الرعد (1).
حرف:
وكلهم قرأ {فظلتم تفكّهون [65] بفتح الظاء إلا ما رواه هارون عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم أنه كسرها، لم يروه أحد غيره} [2].
حرف:
قرأ نافع وعاصم وحمزة {شرب الهيم [55] بضم الشين، وقرأ الباقون بفتحها} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير {نحن قدرنا بينكم [60] بتخفيف الدال وقرأ الباقون بتشديدها} [4].
{النشأة الأولى [62] قد ذكر} [5].
حرف:
وكلهم قرأ {فمالئون [53] و} {مستهزؤون [البقرة: 14] و} {الخاطؤون [37] و} {متكؤن [يس: 56] وما أشبهه بالهمز وصلا ووقفا إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه لم يهمز ذلك وضم ما قبل الواو فيه، وحمزة إذا وقف يسهل الهمزة على ما شرحناه قبل} [6].
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر {أءنا لمغرمون [66] على الاستفهام بهمزتين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، حدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني الخثعمي} [7] وعلي بن العباس (8) في كتابه قالا: نا محمد بن عمر بن وليد (9)
__________
(1) وانظر التيسير ص 207.
(2) كذا في النسختين ولعلها (غيره). أي: غير هارون عن أبي بكر.
(3) التيسير ص 207، النشر 2/ 383.
(4) السبعة ص 623.
(5) في العنكبوت ص 1459.
(6) في باب ذكر بيان مذهب حمزة في تسهيل الهمزة المتوسطة، من القسم المحقق.
(7) محمد بن الحسين، تقدم ص 996، وهو ثقة.
(8) لعله المقانعي، وقد تقدم ص 357.
(9) تقدم، وسكت عنه في الجرح والتعديل 8/ 22، وقال ابن حجر في التقريب ص 498:
(صدوق).(4/1627)
حدّثني عبد الله بن منصور (1) قال: سألت أبا بكر كيف كان يقرأ عاصم؟ قال: سمعت عاصما يقرأ {أإنا لمغرمون وهمزها أبو عبد الرحمن يعني: عبد الله بن منصور همزتين، وقرأ الباقون على الخبر بهمزة واحدة مكسورة} [2]، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر وابن جبير عنه.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {بموقع النجوم [75] بإسكان الواو من غير ألف على لفظ الواحد، وقرأ الباقون بفتح الواو وألف بعدها على لفظ الجمع} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {إلا المطهّرون [79] بتخفيف الطاء وفتح الهاء إلا ما حدّثناه فارس بن أحمد عن أصحابه} [4] عن ابن عبد الرزاق عن الخزاعي عن البزّي عن ابن كثير {المطّهّرون بتشديد الطاء وكسر الهاء، لم يروه عن الخزاعي أحد غيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل} {أنكم تكذبون [82] بفتح التاء وإسكان الكاف وتخفيف الذال، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الكاف وتشديد الذال} [5].
ليس في هذه السورة من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) عبد الله بن منصور، أبو عبد الرحمن الكوفي، قرأ على حمزة، وروى الحروف عن أبي بكر، وعنه محمد بن عمر، غاية 1/ 461، ولم أجد من وثقه، وهو علة هذا الإسناد.
(2) التيسير ص 207، المبسوط ص 361.
(3) الكشف 2/ 306، النشر 2/ 383.
(4) لم أعرف على وجه التحديد من يقصد من أصحابه؟ وهم كثر، انظر باب ذكر الأسانيد من المقدمة.
(5) السبعة ص 624.(4/1628)
ذكر اختلافهم في سورة الحديد
حرف:
قرأ أبو عمرو {وقد أخذ [8] بضم الهمزة وكسر الخاء} {ميثاقكم
[8] برفع القاف وقرأ الباقون بفتح الهمزة والخاء ونصب القاف} [1].
حرف:
قرأ ابن عامر {وكلّ وعد الله الحسنى [10] بالرفع وكذلك في مصاحف أهل الشام [233/ ب]} [2]، والذي في النساء [95] بالنصب (3)، إجماع من القرّاء واتفاق من المصاحف، وكذلك روى أبو معمر عبد الوارث (4) عن أبي عمرو وقرأ الباقون {وكلّا بالنصب} [5]، وكذلك في مصاحفهم.
{فيضعفه له [11] قد ذكر} [6].
حرف:
قرأ حمزة {للذين ءامنوا أنظرونا [13] بقطع الألف في الحالين وكسر الظاء والمعنى: أمهلونا، اصبروا علينا، ترفّقوا بنا، وقرأ الباقون بوصل الألف وضم الظاء أي: انتظرونا} [7].
وإذا ابتدءوا الألف ضمّوها لضمة الظاء بعدها.
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان {فاليوم لا تؤخذ منكم [15] بالتاء وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان ولا يعرف أهل الشام إلا التاء} [8]، وقال ابن جبير عن اليزيدي: كان أبو عمرو يقرأها بالتاء
__________
(1) التيسير ص 208، النشر 2/ 384.
(2) انظر المقنع ص 108.
(3) وهو قوله وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله (95).
(4) كذا في النسختين، والصواب (أبو معمر عن عبد الوارث)، لأن أبا معمر كنية ل: عبد الله بن عمرو بن الحجاج المنقري، قيم بحرف أبى عمرو، ضابط له، وقد روى عن عبد الوارث، مات سنة 224هـ، غاية 1/ 439، أما عبد الوارث فكنيته (أبو عبيدة)، وتقدم، وروايتهما ليست من طرق المصنف عن أبى عمرو في هذا الكتاب.
(5) التيسير ص 208، النشر 2/ 384.
(6) في سورة البقرة.
(7) النشر 2/ 384، تفسير ابن عطية 14/ 302301.
(8) ولذلك جزم المصنف لابن عامر بالتاء في التيسير ص 208، وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 384.(4/1629)
ثم رجع إلى الياء، وقال أصحاب اليزيدي: كلهم عنه بالياء لم يذكروا غير ذلك.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص والمفضل {وما نزل من الحق [16] بتخفيف الزاي وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بتشديد الزاي} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية حفص عنه {إن المصدقين والمصدقات [18] بتخفيف الصّاد فيهما، وقرأهما الباقون وحفص عن عاصم بتشديد الصّاد} [2].
حرف:
قرأ أبو عمرو {بما أتاكم [23] بالقصر من الجيئة، وقرأ الباقون بالمدّ من العطية} [3].
{بالبخل [24] قد ذكر} [4].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {فإن الله الغني الحميد [24] بغير هو، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام} [5]، وقرأ الباقون {فإن الله هو الغني، بزيادة هو، وكذلك في مصاحفهم} [6].
ليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) المبسوط ص 362، تقريب النشر ص 179.
(2) النشر 2/ 384.
(3) الإتحاف ص 411، المغني 3/ 288.
(4) في سورة النساء.
(5) المقنع ص 108، وانظر النشر 2/ 384.
(6) أي: أهل مكة والعراق.(4/1630)
باب ذكر اختلافهم في سورة المجادلة
حرف:
قرأ عاصم {الذين يظاهرون [2] بضم الياء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء في الموضعين، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي} {يظّاهرون بفتح الياء والهاء وتشديد الظاء وألف بعدها فيهما، وقرأها} [1] الباقون {يظّهّرون بفتح الياء وتشديد الظاء والهاء من غير ألف بينهما} [2].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {ما هنّ أمهاتهم [2] برفع التاء على لغة بني تميم، وقرأ الباقون بكسرها} [3]، وهي في موضع نصب على لغة أهل الحجاز (4)
{الئي مذكور قبل} [5].
حرف:
وكلهم قرأ {ما يكون من نجوى [7] بالياء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء وهي قراءة أبي جعفر المدني} [6]، لم يرو ذلك عن يحيى عن ابن عامر غير الوليد.
حرف:
قرأ حمزة {وينتجون بالإثم [8] على «يفتعلون» بنون ساكنة بعد الياء وبعدها تاء مفتوحة وجيم مضمومة.
وقرأ الباقون} {يتناجون على يتفاعلون بتاء ونون مفتوحتين وبعدها ألف وفتح الجيم} [7].
__________
(1) في (م): «قرأهما».
(2) المبسوط ص 364، التيسير ص 209208.
(3) على أن (أما) «عملت عمل» «ليس»، وهي التي يسميها النحويون «ما» الحجازية، انظر السبعة ص 628، وشرح الأشموني على الألفية 1/ 247، وذكر أن إهمالها هو القياس، لعدم اختصاصها بالأسماء.
(4) الحجاز: جبل ممتد حال بين غور تهامة ونجد، فهو حاجز بينهما أن يختلطا، انظر معجم البلدان 2/ 218، باب الحاء والجيم.
(5) في الأحزاب ص 74.
(6) النشر 2/ 385.
(7) التيسير ص 209، الإقناع 2/ 782.(4/1631)
وأجمعوا على قوله: {فلا تتناجوا أنه بهذه الترجمة} [1] حملا على ما قبله من قوله: {إذا ناجتيم [12] وعلى ما بعده من قوله} {وتناجوا [9].
} {ليحزن الذين ءامنوا [10] قد ذكر} [2].
حرف:
قرأ عاصم {في المجالس [11] بالألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد} [3].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {وإذا قيل انشزوا فانشزوا [11] بضم الشين فيهما، واختلف عن عاصم فروى عنه المفضل وحمّاد بكسر الشين فيهما} [4]، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الأعشى والبرجمي وهارون بن حاتم بضم الشين فيهما (5)، وروى عنه الكسائي والعليمي وحسين الجعفي بكسر الشين في الحرفين، روى ذلك منصوصا عن الكسائي أحمد ابن جبير وعن حسين خلّاد كذلك، وكذلك روى محمد بن المنذر وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم عنه، وبذلك قرأت فيهما في رواية الصريفيني عن يحيى. [234/ أ]
وقال لنا محمد بن علي: عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن سعدان عن يحيى بن آدم عنه أنه كسر الشين فيهما أيضا، وروى (6) ابن سعدان عن يحيى مرسلة، وإنما هي عن محمد ابن المنذر عنه، وخالف هذين عن خلف يحيى وشعيب والرفاعي والوكيعي وحسين العجلي فقالوا عنه عن أبي بكر: إنه لم يحفظ عن عاصم كيف قرأ، قال: فسألت عنها الأعشى قلت: فكيف قرأها الأعشى؟ قال: قرأها بكسر الشين (7)، وكذلك قال ابن أبي أميّة عن أبي بكر سواء، وقال عبيد بن نعيم عن أبي بكر أنه لا
__________
(1) أي مثل قراءة الجمهور، وقوله (أجمعوا) أي: السبعة، وكذا بقية العشرة، إلا رويسا، فإنه قرأ هذا الحرف بتاء ونون ساكنة مع ضم الجيم (فلا تنتجوا)، انظر النشر 2/ 385.
(2) في سورة آل عمران.
(3) التيسير ص 209، الكشف 2/ 315.
(4) المبسوط ص 365.
(5) السبعة ص 629.
(6) كذا في النسختين، ولعل الأصوب (ورواية)، لأن ابن سعدان يروي عن يحيى بواسطة ابن المنذر، كما ذكر ابن الجزرى في الغاية 2/ 143.
(7) السبعة ص 629، وفيه (الأعمش) بدل (الأعشى)، والمبسوط ص 365.(4/1632)
يدري كيف كان عاصم يقرؤها (1)؟
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر نا علي بن العباس ومحمد بن الفتح (2) قالا: نا أحمد بن عثمان (3) بن حكيم نا عبد الجبار العطاردي قال: قال أبو بكر: لا أحفظ عن عاصم.
قال عبد الجبّار: وسألت عروة بن محمد عنها كيف ينبغي أن يكون في قراءة عاصم؟ فقرأها برفع الشين في الحرفين قال: هو مثل {يعكفون [الأعراف: 138].
قال أبو عمرو: يريد عروة بقوله هو مثل} {يعكفون} [4] أن مضارع {نشز
و} {عكف لما كان فيه لغتان الضم والكسر وكان عاصم بإجماع من الرواة عنه قد ضمّ كاف} {يعكفون ولم يحفظ عنه أبو بكر في شين} {انشزوا [11] ضمّا ولا كسرا وجب ردّه إلى لفظ نظيره المجمع عليه عنه، وكان ذلك أولى من ردّه إلى لفظ غيره} [5].
ولو قال عروة: وهو مثل {يعرشون [الأعراف: 137] لكان أحسن لما في ذلك من اجتماع اللغتين في مضارع عرش كاجتماعهما في مضارع نشز وعكف من المطابقة ومن الموافقة لمذهب أبي بكر وروايته عن عاصم في ضم راء مضارع} [6].
واختلف عن حفص أيضا فروى هبيرة عنه بكسر الشين فيهما، وروى عنه سائر الرواة عمرو وعبيد والقوّاس وأبو عمارة والمروزي والزهراني بضم الشين، وقرأ الباقون بكسر الشين فيهما، ومن ضمّ الشين ابتدأ الألف بالضم ومن كسر الشين ابتدأ الألف بالكسر بناء على حركة الشين لأنها لازمة في كلا الوجهين، وروى الشموني
__________
(1) وهذا نص صريح أن الشك هو من أبي بكر، لا من يحيى كما ذكر أبو معشر في التلخيص ص 432.
(2) محمد بن الفتح، أبو عيسى البغدادي، روى عن أحمد بن عثمان تصحفت في المطبوع من الغاية إلى (علي)، وعنه أبو طاهر. غاية 2/ 228.
(3) في (م) (بن عثمان بن عثمان) وهو خطأ.
(4) السبعة ص 629.
(5) والوجهان صحيحان عن أبي بكر كما جزم بذلك في النشر 2/ 385، ومن قبله ابن الباذش في الإقناع 2/ 782.
(6) كذا في النسختين، والسياق يشعر أن هناك نقصا.(4/1633)
عن الأعشى وهارون بن حاتم عن أبي بكر {أو عشيراتهم [22] بالألف على الجمع وكسر التاء، وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد، وكذلك روى ابن غالب والتيمي عن الأعشى وسائر الرواة عن أبي بكر} [1] وقد ذكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {أولئك كتب في قلوبهم [22] بضم الكاف وكسر التاء} {الإيمان بالرفع} [2]، وقرأ الباقون بفتح الكاف والتاء ونصب الإيمان (3).
في هذه السورة ياء إضافة واحدة:
وهي قوله: {ورسلي إن الله [21] فتحها نافع وابن عامر، وقال ابن جبير: لم يرو فتحها عن نافع إلا المسيّبي وحده يعني: من أصحابه الذين قرأ عليهم، وأسكنها الباقون} [4] والله أعلم.
__________
(1) المبسوط ص 365.
(2) على أنها نائب فاعل.
(3) السبعة ص 630، ولم يذكر هذا الحرف في التيسير، ولا صاحب النشر.
(4) التيسير ص 209، النشر 2/ 386.(4/1634)
ذكر اختلافهم في سورة الحشر
قد ذكر {الرعب في آل عمران.
حرف:
قرأ أبو عمرو} {يخرّبون بيوتهم [2] بفتح الخاء وتشديد الراء، وقرأ الباقون بإسكان الخاء وتخفيف الراء} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {وليخزي الفاسقين [5] بنصب الياء إلا ما حدّثناه خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي ح وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن أحمد نا محمد بن الربيع قالا: نا يونس} [2] قال: أقرأني عثمان {وليخزي
بجزم} [3] الياء ونصبها، وأقرأني ابن كيسة بوقفها وهذا لا يجوز لأن الفتحة إعراب، وهو عندي وهم من يونس والله أعلم.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد عن يحيى وفي رواية الحلواني عن هشام {كي لا تكون [7] بالتاء} {دولة بالرفع} [4]، وكذا قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله ابن الحسين [234/ ب] عن محمد بن عبدان (5) وغيره عن الحلواني عن هشام، وبذلك قرأت أيضا على أبي الحسن بن غلبون بإسناده عن الحلواني عن هشام، وقد روى الحلواني عن هشام {يكون بالياء، رواه لنا الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عنه، ورواه أحمد بن نصر عن قراءته ورواه غيرهما عنه} [6].
وكذلك روى أحمد بن نصر عن قراءته من طريق الحلواني وغيره عن هشام، ولم يختلف عنه في رفع دولة إلا ما حدّثناه فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن
__________
(1) التيسير ص 209، النشر 2/ 386.
(2) تقدم هذان الإسنادان.
(3) في (م) (بجر) وهو خطأ.
(4) وهي المعتمدة عن هشام، كما في التيسير ص 209.
(5) محمد بن أحمد بن عبدان الجزري، عرض على الحلواني، وعليه عبد الله بن الحسين، قال ابن الجزري: (لا أعرف من حاله شيئا) غاية 2/ 64، واعتمد المصنف طريقه في التيسير ص 14.
(6) وذكرها المصنف في التيسير ص 209مصدرة بلفظة (روى) المشعرة بالضعف.(4/1635)
عن أصحابه عن الحلواني (1) عنه: {يكون بالياء} {دولة بالنصب مثل الجماعة، وهو غلط لانعقاد الإجماع عنه على الرفع، ولم يذكر ابن مجاهد عن هشام في الحرفين شيئا، وقد اختلف في الياء خاصّة عن ابن ذكوان، فروى أحمد بن المعلى عنه عن ابن عامر بالتاء على التأنيث وروى عنه سائر الرواة بالياء على التذكير.
واختلف في ذلك أيضا عن أبي بكر عن عاصم، فحدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد ابن عمر قال: نا القطيعي قال: نا أبو هشام قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم} {كي لا تكون دولة على تاء، وخالفته الجماعة عن أبي بكر فروته بالياء، وقال أحمد بن نصر عن يونس: إن ورشا قرأه عن نافع وابن كيسة عن حمزة} {تكون بالتاء، والذي في كتاب يونس الذي رواه عنه محمد بن الربيع وأسامة بن أحمد وغيرهما إنما قرأه بالياء اتفاقا وهو الصحيح، والذي حكاه أحمد بن نصر غلط منه، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة بالياء والنصب} [2].
روى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر {تبوّ والدار [9] بغير همز وقد ذكر، وقال النقار عن الخياط عنه: لا يهمز ولا يظهر واوا، قال: وكان ربما همز، وبغير همز قرأت من هذا الطريق.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو} {أو من ورآء جدار [14] بكسر الجيم وفتح الدال وألف بعدها على التوحيد، وأبو عمرو يميل فتحة الدال والألف على أصله، وقرأ الباقون} {جدر بضم الجيم والدال على الجمع} [3].
{الباريء [24] قد ذكرت في الإمالة} [4].
في هذه السورة من ياءات الإضافة واحدة وهي قوله: {إني أخاف الله [16] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون} [5] وليس فيها ياء محذوفة.
__________
(1) الإسناد ضعيف، لأن فيه عبيد الله بن محمد المقري. قال الداني عنه: (لا أدري من هو)، غاية 1/ 493وانظر باب الأسانيد والطرق من القسم المحقق.
(2) نظر: المبسوط ص 366، النشر 2/ 386.
(3) المبسوط ص 366، التيسير ص 209.
(4) ص 810من القسم المحقق.
(5) النشر 2/ 386.(4/1636)
ذكر اختلافهم في سورة الممتحنة
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو والمفضل عن عاصم {يفصل بينكم [3] بضم الياء وإسكان الفاء وفتح الصّاد وتخفيفها، وقرأ ابن عامر} [1] {يفصّل بضم الياء وفتح الفاء والصاد وتشديدها، وقرأ عاصم في رواية غير المفضل ورواية أبي عمارة عن حفص بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد وتخفيفها، وقرأ حمزة والكسائي} {يفصّل بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد وتشديدها، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص، وخالفته في ذلك الجماعة عنه.
} {أسوة في الموضعين [4] [6]، قد ذكر} [2].
حرف:
قرأ أبو عمرو {ولا تمسّكوا [10] بفتح الميم وتشديد السين، وقرأ الباقون بإسكان الميم وتخفيف السين} [3]، وكلهم ضمّوا التاء وكسروا السين إلا ما رواه عبد الحميد (4) بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ {ولا تمسكوا بفتح التاء والميم والسين وتشديدها} [5]، لم يروه أحد غيره.
ليس فيها (6) من الياءات شيء.
__________
(1) بخلف عن هشام عنه، النشر 2/ 387.
(2) في سورة الأحزاب ص 1493.
(3) المبسوط ص 367، التيسير ص 210.
(4) في (م) (عبيد بن الحميد) وهو خطأ.
(5) وهي قراءة الحسن، انظر القراءات الشاذة ص 88.
(6) كلمة (فيها) ساقطة من (م).(4/1637)
ذكر اختلافهم في سورة الصف
قد ذكرت {هذا سحر مبين [6]} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {متمّ [235/ أ] نوره [8] بغير تنوين وخفض الراء وكسر الهاء على الإضافة، وقرأ الباقون} {متمّ
بالتنوين} {نوره بنصب الراء وضم الهاء} [2].
حرف:
قرأ ابن عامر {تنجيكم [10] بفتح النون وتشديد الجيم وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الجيم} [3]، وروى أبو بكر الداجوني عن أبي بكر النقّاش عن الحسن بن حماد (4) عن الحلواني عن قالون عن نافع مثل ابن عامر وهو غلط من ابن حمّاد.
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو {أنصارا [14] بالتنوين} {لله بلام الجرّ وإذا وقفوا عوّضوا من التنوين ألفا، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون} {أنصار الله بغير تنوين وبغير لام في اسم الله تعالى على الإضافة، وإذا وقفوا أسكنوا الراء لا غير} [5].
وفيها من ياءات الإضافة ثنتان {من بعدي اسمه [6] أسكنها ابن عامر في غير رواية ابن بكّار عن أيوب عن يحيى عنه وعاصم في رواية حفص وفي رواية ابن جبير عن الكسائي وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر، وفي رواية جبلة عن المفضل وحمزة والكسائي وفتحها الباقون} [6]، وكذلك روى الشموني عن الأعشى، وكذلك
__________
(1) في سورة الأنعام.
(2) التيسير ص 210، النشر 2/ 387.
(3) السبعة ص 635، الإقناع 2/ 786، الإتحاف ص 416.
(4) كذا في النسختين، والصواب: الحسين بن علي بن حماد الرازي الجمال الأزرق، قرأ على الحلواني، وعليه النقاش، كان محققا لقراءة ابن عامر، مات في حدود سنة 300هـ. معرفة 1/ 236، غاية 1/ 244.
(5) المبسوط ص 368، التيسير ص 210.
(6) النشر 2/ 387.(4/1638)
قرأت للمفضل، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر {من أنصاري إلى الله
[14] فتحها نافع على الاختلاف المذكور عنه في آل عمران، وأسكنها الباقون} [1]، وليس فيها ياء محذوفة.
__________
(1) السبعة ص 635، التيسير ص 210.(4/1639)
ذكر اختلافهم في سورة الجمعة
قد ذكرت اختلافهم في التوبة فأغنى عن إعادته.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية [ابن ذكوان] وأبو عمرو والكسائي في غير رواية أبي الحارث وحمزة في رواية أبي عمر وابن كيسة عن سليم {كمثل الحمار [5] بالإمالة الخالصة، وقال التغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان: بكسر الميم وقال الأخفش عنه: بكسر الميم إشماما، وروى ابن جبير عن سليم عن حمزة أنه كان يكسر الميم شيئا، وروى عنه خلف أنه كان يجيز} [1] الوجهين فكان الفتح أحبّ إليه، وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقّار عن الخيّاط أنه أمال أيضا. وقرأت للأعشى من الطريقين بإخلاص الفتح، وكذلك روى النقار عن الخياط عن الأعشى.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن مخلد عن البزّي أنه كان يشير في {الحمار إلى الكسر، وقرأت من طريقه بإخلاص الفتح، واختلف في ذلك عن نافع فروى عنه ورش من غير رواية الأصبهاني أنه قرأ ذلك بين الإمالة والفتح، وكذلك روى خلف عن المسيّبي عنه، وروى ابن المسيّبي عن أبيه وأبو عمر عن إسماعيل وأحمد ابن صالح عن قالون بإخلاص الفتح للميم والألف بعدها، وبذلك قرأت في رواية ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل وفي رواية ابن المسيّبي عن أبيه وفي غير رواية القاضي وأبي عون عن الحلواني عن قالون وفي رواية الأصبهاني عن ورش، وبذلك قرأ الباقون} [2].
وليس من هنا إلى آخر التحريم من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) في (م) (يخير).
(2) وانظر الإتحاف ص 416.(4/1640)
ذكر اختلافهم في سورة المنافقين
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد (1) وابن بويان عن قنبل وعاصم في رواية المفضل وأبي عمرو والكسائي {كأنهم خشب [4] بإسكان الشين وقرأ الباقون بضمّها} [2]، وكذلك روى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي وابن الصباح والزينبي [235/ ب] عن قنبل والخزاعي عن أصحابه والحلواني عن القوّاس.
وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن محمد البغدادي (3) قال: نا عمر بن يوسف (4) قال: نا الحسين بن شيرك (5) قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يقرأ {خشب بالتشديد ثم رجع إلى التخفيف، لم يرو هذا عن اليزيدي غير أبي حمدون، وقوله بالتشديد اتّساع ومجاز وهو عبارة عن ضم الشين وتثقيلها لأن التثقيل شديد في المعنى ولأن ضدّه خفيف كضدّ ثقيل.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل} {لووا رءوسهم [5] بتخفيف الواو، وقرأ الباقون بتشديدها} [6].
حرف:
قرأ أبو عمرو وأكون من الصالحين [10] بنصب النون وواو قبلها في
__________
(1) السبعة ص 636.
(2) المبسوط ص 371، التيسير ص 211.
(3) جعفر بن محمد بن الفضل، أبو القاسم، روى عن عمر بن يوسف، وعنه فارس بن أحمد، وقال الصوري: كان كذابا، مات سنة 387هـ. تاريخ بغداد 7/ 233، غاية 1/ 197، وكذبه الدارقطني. انظر الضعفاء لابن الجوزي 1/ 172.
(4) عمر بن يوسف بن عبدك، أبو حفص البروجردي، روى عن ابن شيرك، وعنه جعفر بن محمد. غاية 1/ 599، ولم أجد من وثقه.
(5) الحسين بن شيرك بن عبد الله الأدمي، أبو عبد الله البغدادي، مقرئ عارف، قرأ على أبي حمدون، وروى عنه عمر بن يوسف. غاية 1/ 241.
والإسناد ضعيف كما هو ظاهر.
(6) التيسير ص 211، النشر 2/ 388.(4/1641)
اللفظ، وقرأ الباقون بجزم النون من غير واو قبلها (1)، وكذا رسم ذلك في مصحف الإمام (2) وفي سائر المصاحف.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وفي رواية أبي بكر من طريق يحيى بن آدم والعليمي والكسائي وابن أبي أميّة وابن أبي حمّاد وبريد بن عبد الواحد وابن عطارد ويحيى الجعفي {والله خبير بما يعملون [11] بالياء، وروى الأعشى والبرجمي والكسائي من قراءتي عن} [3] أبي بكر بالتاء، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى، لم يرو ذلك عن يحيى نصّا غيره، وكذلك روى الواسطيون عنه عن أبي بكر أداء، وقرأ الباقون بالتاء. وكذلك روى حفص عن عاصم (4) والله أعلم.
__________
(1) المبسوط ص 371، تقريب النشر ص 181.
(2) أي: المصحف الإمام، وهو مصحف عثمان رضي الله عنه.
(3) في (م) (على).
(4) السبعة ص 637، التيسير ص 211، النشر 2/ 388.(4/1642)
ذكر اختلافهم في سورة التغابن
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل {نكفّر عنه سيئآته وندخله [9] بالنون فيهما، وقرأهما الباقون بالياء} [1].
يضعفه لكم [17] قد ذكر والله أعلم.
__________
(1) المبسوط ص 372، التيسير ص 211.(4/1643)
ذكر اختلافهم في سورة الطلاق
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل {بالغ أمره [3] بغير تنوين وخفض الراء وكسر الهاء على الإضافة، وكذلك روى ابن أبي حماد عن أبي بكر وقرأ الباقون بالتنوين ونصب الراء وضم الهاء} [1]، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر فاضطرب قول ابن مجاهد عن المفضل في ذلك، فقال لنا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة مثل حفص (2)، وبذلك قرأت له، وقال في كتاب عاصم عن أبي زيد وجبلة عنه مثل أبي عمرو.
حرف:
وكلهم قرأ {يكفّر عنه سيئاته [5] بالياء إلا ما حكاه ابن مجاهد عن جبلة عن المفضل عن عاصم أنه قرأ بالنون، ولم يذكروا} {يعظم له [5] وهو شك، وبالياء قرأتهما.
} {الئي [4] في الموضعين} {وكأيّن [8] و} {عذابا نكرا [8] و} {مبيّنة [1] و} {مبيّنت [11] قد ذكر قبل} [3].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل {ندخله جنات [11] بالنون وقرأ الباقون بالياء} [4].
حرف:
وكلهم قرأ {ومن الأرض مثلهن بنصب اللام إلا ما حدّثناه الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قال نا وكيع} [5]، قال: نا إسماعيل بن أحمد (6) قال:
أخبرني يحيى بن جابر (7) ح قال: عبد الواحد وحدّثنا أبو بكر وأحمد بن عبيد الله
__________
(1) التيسير ص 211، النشر 2/ 388.
(2) السبعة ص 639.
(3) {الئي في سورة الأحزاب ص 74،} {وكأين في سورة آل عمران، و} {نكرا في سورة الكهف، و} {مبينة في سورة النساء، و} مبينت في سورة النور.
(4) السبعة ص 639، التيسير ص 211.
(5) محمد بن خلف بن حيان، أبو بكر البغدادي، المعروف ب (وكيع)، ثقة جليل، روى عنه أبو طاهر، مات سنة 306هـ. انظر: تاريخ بغداد 5/ 236، غاية 2/ 137.
(6) لم أجدهما بعد بحث.
(7) أبو بكر هو ابن مجاهد تقدم، وأحمد هو المخزومي، تقدم.(4/1644)
قالا: نا الجمال (1) قال: نا الحلواني قال: نا شباب (2) عن عصمة (3) عن أبي بكر عن عاصم {ومن الأرض مثلهنّ برفع اللام} [4]، لم يروه عنه غيره والله أعلم.
__________
(1) هو الحسن بن العباس، تقدم.
(2) لم أجده بعد بحث، وقد تقدم.
(3) هو ابن عروة، تقدم ص 104، وهو مجهول كما قال أبو حاتم، وطريقه عن أبي بكر خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب، وكلا الطريقين لا تصلحان للاحتجاج.
(4) هذه الرواية موجودة في كتاب (الكامل) عن المفضل، واللؤلؤي عن أبي عمرو كما أفادني ذلك الشيخ الدكتور محمد سيدي الأمين، جزاء الله خيرا.(4/1645)
ذكر اختلافهم في سورة التحريم
حرف:
قرأ الكسائي {عرف بعضه [3] بتخفيف الراء، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر، واختلف عن الأعشى فروى أحمد بن شعيب الآدمي} [1]
عن الخيّاط عن الشموني عنه بالتخفيف، وحدّثنا [236/ أ] فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بالتشديد. قال أبو عمرو: والتخفيف اختيار من أبي بكر (2) وروايته عن عاصم التشديد، وقد ذكرنا هذا في سورة البقرة، وقرأ الباقون بتشديد الراء (3).
{وإن تظاهرا [4] و} {أن يبدله [5]} {وجبريل [44] قد ذكر قبل} [4].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل {توبة نصوحا [8] بضم النون، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الأعشى والبرجمي أنه فتح النون دون سائر الرواة عنه أنه ضمّ النون، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح النون} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وأبو عمرو {وكتبه وكانت [12] بضم الكاف والتاء من غير ألف على الجمع.
وقرأ الباقون بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها} [6].
ابنت عمران [12] مذكور في الإمالة والله أعلم.
__________
(1) كذا في النسختين، ولم أجده، ولعل الصواب (أحمد بن سعيد الاذني)، فإن كان هو فقد تقدم ص 197، وإن كان (أحمد بن شعيب الأدمي) فإن روايته عن الخياط خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(2) وهو من الحروف العشرة التي يذكر أنه قال فيها: (أنا أدخلتها من قراءة علي رضي الله عنه في قراءة عاصم، حتى استخلصت قراءته)، المبسوط ص 375.
(3) انظر الوجهين في الحرف في: التيسير ص 212، النشر 2/ 388.
(4) تظهرا (في سورة البقرة،) يبدله (في سورة الكهف،) جبريل (في سورة البقرة).
(5) السبعة ص 641، التلخيص ص 440.
(6) النشر 2/ 389.(4/1646)
ذكر اختلافهم في سورة الملك
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {من تفوّت [3] بتشديد الواو من غير ألف، وقرأ الباقون بتخفيف الواو وألف قبلها} [1].
{هل ترى من فطور [3] قد ذكر في الإدغام.
حرف:
قرأ الكسائي} {فسحقا [11] بضم الحاء وبإسكانها بالوجهين، قال أبو عمرو عنه} {فسحقا يثقل} [2] ويخفف ما يبالي كيف قرأ، والمأخوذ عنه في الأداء الضم وبه قرأت (3)، وروى عنه قتيبة وسورة بالضم لا غير. حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: قرأ الكسائي {فسحقا و} {سحقا خفيفا وثقيلا} [4]. وكذا قال أبو موسى (5) عنه.
وقال ابن أبي شريح عنه: «أنه كان إلى التخفيف أميل».
وحدّثنا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد قال: نا أبو عبيد قال: كان الكسائي يرى فيها التخفيف والتثقيل جميعا (6). وقرأ الباقون بإسكان الحاء (7).
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد وابن بويان وابن الصباح وأبي عون الواسطي عن قنبل {وإليه النشور [15] و} {أمنتموا} [8] [16] بإبدال همزة الاستفهام واوا مفتوحة لانضمام ما قبلها في حال الوصل خاصة لوجود الضمة هناك وبعد تلك الواو مدّة في تقدير همزة مسهّلة، وروى أبو ربيعة وابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عن قنبل والحلواني عن القوّاس بزيادة واو مفتوحة قبل همزة الاستفهام وتحقيق همزة
__________
(1) النشر 2/ 389.
(2) أي: بضم الحاء.
(3) واعتمده في التيسير ص 212.
(4) السبعة ص 644.
(5) هو الشيزري، وقد تقدم.
(6) انظر التلخيص ص 441.
(7) الإتحاف ص 420.
(8) رسمت في النسختين هكذا: (وامنتموا).(4/1647)
الاستفهام وتسهيل همزة الوصل بعدها، وكذلك روى ابن مجاهد عن قنبل (1) قال:
وهو غلط منه.
وقد قدّمنا في سورة الأعراف أن زيادة الواو غير جائز لأنه خلاف لرسوم مصاحف المسلمين المتفق عليها، وإبدالها من همزة الاستفهام في حال الوصل.
وقرأ ابن كثير في رواية البزّي وابن فليح في رواية الخزاعي عن أصحابه الثلاثة والزينبي عن قنبل ونافع وابن عامر في رواية الحلواني عن هشام وأبو عمرو بتحقيق همزة الاستفهام وتسهيل همزة القطع بعدها، ونافع في غير رواية ورش وهشام وأبي عمرو يفصلون بينهما بألف، ونافع في غير رواية المصريين عن أبي يعقوب عن ورش وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح لا يفصلان على أصلها، وورش من طريق المصريين يبدل همزة القطع ألفا والفصل قبلها لا يجوز، وقرأ الباقون (2) وهم الكوفيون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وفي رواية، والفضل بن عباد وابن بكر عن هشام بتحقيق الهمزتين، وابن عباد [236/ ب] وابن بكر عن هشام يفصلان بينهما بألف على ما تقدم.
{سيئت [27] قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ الكسائي {فسيعلمون من هو في ضلال [29] بالياء وقرأ الباقون بالتاء، وأجمعوا على التاء في الحرف الأول وهو قوله:} {فستعلمون كيف نذير
[17] لاتصاله بالخطاب} [4].
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان {إن أهلكني الله [28] أسكنها حمزة، وكذلك روى خلف عن المسيّبي عن نافع والوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر، وفتحها الباقون} [5]، وكذلك روى سائر الرواة عن المسيّبي وعن ابن عامر.
ومن معي أو رحمنا أسكنها عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي،
__________
(1) السبعة ص 644، وردها ابن الباذش في الإقناع 1/ 368.
(2) انظر الأوجه في التيسير ص 212، النشر 1/ 364، باب الهمزتين من كلمة.
(3) في سورة هود.
(4) النشر 2/ 389.
(5) التيسير ص 213.(4/1648)
وكذلك روى أبو الربيع الزهراني عن يزيد بن عبد الواحد عن اسماعيل عن نافع.
واختلف عن الأعشى عن أبي بكر فروى عنه ابن غالب بالإسكان (1)، وكذلك قرأت في رواية الشموني عنه، وروى عنه التيمي بالفتح، وكذلك حدّثنا فارس بن أحمد نا عبد الله بن أحمد ح وحدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قالا: نا الحسن بن داود نا قاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بالفتح أيضا، وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر، واختلف عن يحيى بن آدم عن أبي بكر أيضا، فروى عنه ضرار بن صرد بالفتح، وروى خلف والصريفيني وغيرهما عنه بالإسكان وفتحهما الباقون (2)، وكذلك روى الهاشمي وأبو عمر عن إسماعيل عن نافع. وفيها من الياءات المحذوفات ثنتان
{كيف نذير [17] و} {كان نكير [18] أثبتهما في الوصل وحذفهما في الوقف نافع في رواية ورش، وفي رواية العثماني عن قالون، وحذفهما الباقون في الحالين} [3]، وكذلك قال أحمد بن صالح عن قالون فيها.
وليس من هنا إلى الفجر ياء محذوفة اختلف القرّاء في حذفها وإثباتها.
__________
(1) واعتمدها في التيسير ص 213.
(2) كذا في النسختين، والصواب (وفتحها)، وانظر المبسوط ص 377.
(3) النشر 2/ 389.(4/1649)
ذكر اختلافهم في سورة ن
قد ذكرت اختلافهم في البيان والإدغام في قوله: {ن والقلم [1، 2] في سورة يس} [1] فأغنى ذلك عن إعادته.
حرف:
وكلهم قرأ {وما يسطرون [2] بالسين إلا ما رواه أحمد بن واصل عن ورش أنها بالصاد في القراءة ورواها عن قالون بالسين. وروى أحمد أيضا عن قالون:
} {طايف [19] الياء مكسورة وروى عن ورش} {نايمون [19] الياء مكسورة، وذلك قياس ما حكاه الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير من أنه لا يهمز فاعلا ولا فاعلين ولا فاعلان من ذوات الياء والواو، وسائر القرّاء يهمزون ذلك وصلا ووقفا إلا حمزة فإنه يهمز في الوصل ولا يهمز في الوقف على ما شرحناه من مذهبه} [2].
قال أبو عمرو: وقد يمكن أن يريد أحمد بقوله في: {طائف و} {نائمون الياء مكسورة الهمزة على طريق الاتّساع، ألا ترى أن المصنفين كثيرا ما يقولون في نحو:
إن، وإنه، وإيمان، وإدبار بكسر الألف يريدون الهمزة، فعبّروا عنها بصورتها. ومما يؤيد ذلك أن أبا الأزهر وأبا يعقوب وداود قالوا عن ورش في قوله:} {ومكر السيّء
[فاطر: 43] مجرورة الياء يريدون الهمزة لا غير، فعبّروا عنها بصورتها مجازا واتّساعا، فكذلك عبّر عنها أحمد بذلك في الحرفين.
حرف:
قرأ ابن عامر} {أن كان ذا مال [14] على الاستفهام بهمزة محققة وهمزة مسهّلة بعدها، وهشام يفصل بينهما بألف طردا لمذهبه في سائر الاستفهام، وابن ذكوان لا يفصل [237/ أ] لأن من قوله تحقيق الهمزتين دون فاصل في سائر الاستفهام، فلما لم يفصل في حال الثقل علم أنه لا يفصل في حال الخفّة لأن الفصل بالألف تخفيف، هذا مع أن الأخفش وغيره من أصحابه لم يذكروا ذلك عنه، فوجب أن يحمل ذلك على ما يوجبه أصل قوله وقياس مذهبه، وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وحمزة} أأن كان على الاستفهام أيضا مع تحقيق الهمزتين.
واختلف في ذلك عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي
__________
(1) ص 1513.
(2) انظر القسم المحقق 1/ 550.(4/1650)
والأعشى وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد وعبد الجبار بهمزتين، وروى خلّاد عن حسين عنه {آن كان بهمزة ممدودة يعني مسهّلة من غير فصل بألف بين المحقّقة وبينها، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم ويزيد بن عبد الواحد وابن جبير وهارون عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر} {أن كان على لفظ الخبر بهمزة واحدة، واختلف عن ابن كثير، فروى الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عنه} {أن كان على الاستفهام بهمزة واحدة ومدّة من غير فاصل بينهما.
قال الخزاعي عنه بمدّ الألف عن} [1] الاستفهام، وروى القوّاس والبزّي عنه على الخبر بهمزة واحدة مفتوحة.
واختلف عن أبي عمرو أيضا فروت الجماعة عن اليزيدي عنه على لفظ الخبر بهمزة واحدة.
واضطرب قول ابن جبير عنه في ذلك فقال في جامعه عنه على الخبر، وقال في مختصره: ممدودة على تأويل الاستفهام، والأول من قوليه هو الصواب. وقرأ الباقون بهمزة واحدة مفتوحة على لفظ الخبر، وكذلك روى حفص عن عاصم وشجاع وعبد الوارث عن أبي عمرو (2).
{أن يبدلنا قد ذكر} [3].
حرف:
قرأ نافع {ليزلقونك بفتح الياء من} {زلقت وقرأ الباقون بضمّها من} {أزلقت} [4] وهما لغتان والله تعالى أعلم.
__________
(1) في (م) (على) وهو الصواب.
(2) انظر الأوجه في: التيسير ص 213، النشر 1/ 367باب في الهمزتين من كلمة.
(3) في سورة الكهف.
(4) انظر الكشف 2/ 322.(4/1651)
ذكر اختلافهم في سورة الحاقة
قد ذكر {وما أدريك [3] في الإمالة و} {فهل ترى [8] في الإدغام.
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي} {ومن قبله [هود: 17] بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ الباقون بفتح القاف وإسكان الباء} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {وتعيها [12] بكسر العين وفتح الياء وتخفيفها، واختلف في الترجمة عن ذلك عن ابن كثير وأبي بكر عن عاصم وحمزة والكسائي، فأما ابن كثير فروى أبو ربيعة وابن الصباح والزينبي عن قنبل} {وتعيها ساكنة العين مفتوحة الياء، وكذلك حكى ابن مجاهد عن الخزاعي عن قنبل، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس فيما حدّثناه محمد ابن علي عن ابن مجاهد في كتاب السبعة} [2]، وكذلك قال أبو ربيعة عن قنبل قال ابن مجاهد: وقرأت أنا على قنبل بحركة العين مثل حمزة (3)، وقال الحلواني في كتابه عن القوّاس بكسر العين قليلا، وقال الخزاعي في كتابه عن أصحابه الثلاثة كما حكى ابن مجاهد عن قنبل بكسر العين وفتح الياء خفيفة، وكذلك روى محمد بن هارون واللهبي وأبو ربيعة عن البزّي.
ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن مخلد عن البزّي {وتعيها مثقلة مخفوضة الياء مسكنة ثم تنصب. وهذه الترجمة كلها خطأ لأنه قال: مثقلة، وأراه يريد أن العين مكسورة ثم قال: مخفوضة الياء مسكّنة، فكيف يجمع على الياء الحركة والسكون معا؟! ولعله يريد بمثقلة أن الياء شديدة.
فإن أراد} [4] ذلك [237/ ب] فقد جمع عليها ثلاثة أشياء كل واحد منها إذا انفرد بها ألحقها بما لا يجوز فكيف باجتماعها (5) واجتماع اثنين منها؟ هذا مع أن اللفظ بذلك كذلك غير متمكّن ولا في الفطرة إطاقة ذلك، وقد تصحّ ترجمة البزّي في هذه
__________
(1) التيسير ص 213.
(2) ص 648.
(3) المصدر السابق، ونقله عن ابن مجاهد ليس نصا.
(4) في (م) (قال كان)، وهو خطأ.
(5) في (م) (باجتماعهما).(4/1652)
إذا جعل قوله مخفوضة صفة لقوله: مثقلة وجعل قوله: الياء مسكنة ابتداء وخبرا يعني أن العين مكسورة والياء ساكنة، ولو كانت الواو مثبتة قبل الياء لكان أبين ولعلّها سقطت على ابن الحباب (1)، ويدلّ على أن معنى الترجمة ما قلناه ما حدّثناه فارس بن أحمد قال: نا أبو الحسين المقرئ (2) قال: نا أحمد بن عمر (3) نا الحسن بن الحباب قال: نا البزّي {وتعيها ساكنة الياء هذه ترجمة مفهومة.
وأما أبو عمرو فحدّثنا الخاقاني نا الحسن نا أحمد بن شعيب نا أبو شعيب عن اليزيدي} [4] عنه {وتعيها منتصبة الياء مرسلة الياء} [5]، وهذا كالذي رواه ابن الحباب عن البزّي، ولا أعلم هذا يروى عن أبي عمرو إلا من طريق السوسي وحده، وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عنه {وتعيها خفيفة منصوبة} [6] من وعيت، وأما عاصم فروى إبراهيم بن الوكيعي (7) عن أبيه عن يحيى عن أبي بكر أنه شدّد الياء ونصبها.
وروى الجيزي عن الشموني عن الأعشى عنه {وتعيها يشدّدها، وروى الخياط عن الشموني عن الأعشى بكسر العين ونصب الياء، وروى ضرار بن صرد عن يحيى والتيمي عن الأعشى} {وتعيها خفيفة وروى العجلي والرفاعي عن يحيى بنصب الياء، لم يزيدا على ذلك والتشديد للياء غير جائز، وأما حمزة فروى الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم عنه يختلس العين ولا يشبع كسرتها، وروى ابن سعدان عن سليم نحو ذلك قال: يشمّ العين الكسرة ولا يشبعها يختلسها} [8]، وكذلك حكى ابن الجهم عن خلف عن سليم سواء.
__________
(1) الراوي عن البزى وهو ابن مخلد.
(2) هو عبد الباقي بن الحسن، تقدم ص 158.
(3) أحمد بن صالح بن عمر، أبو بكر البغدادي، ثقة ضابط، قرأ على ابن الحباب، وعليه عبد الباقي، توفي بعد سنة 350هـ. غاية 1/ 62، والإسناد صحيح.
(4) تقدم هذا السند، وفي الحسن كلام لا ينزل حديثه عن رتبة القبول.
(5) أي ساكنة الياء.
(6) أي مفتوحة.
(7) إبراهيم بن أحمد بن عمر، أبو إسحاق الوكيعي المصري، شيخ، روى عن أبيه عن يحيى، وعنه ابن مجاهد، غاية 1/ 8.
(8) المبسوط ص 379.(4/1653)
قال ابن الجهم: وأما غير خلف فيقول {وتعيها بكسر العين وفتح الياء، وقال ابن الجهم: وكذلك قرأناها على خلف غير مرة. وروى عيّاش بن محمد عن أبي عمر عن سليم منتصبة مثقلة مكسورة العين بياء ساكنة وأخرى نصب لا تشدد، وهذه الترجمة خطأ ينفي بعضها بعضا، وروى ابن فرح عن أبي عمر عنه مثقلة منتصبة الياء مكسورة العين، وهذه الترجمة صحيحة إن أراد بقوله: مثقلة: أن حروف الكلمة محرّكة كلها لا سكون في شيء منها مما قد جاء السكون فيه نحو العين والياء، وروى سليمان بن منصور} [1] عن سليم التاء نصب والعين خفض والياء نصب مشددة والتشديد الذي هو إدخال حرف ساكن في حرف متحرّك، ورفع اللسان بها رفعة واحدة لحن (2).
وقد يجوز أن يراد هاهنا تحريك الياء على الاتّساع والمجاز كما قال يونس عن ورش عن نافع في قوله: {أحد عشر كوكبا [يوسف: 4] و} {يوم ظعنكم [النحل:
80] مشددة، وقال هشام عن ابن عامر:} {أحد عشر و} {تسعة عشر [المدثر: 30] مشددة يريدان حركة العين وإذا أريد به ذلك صار اختلافا في العبارة لا اختلافا في القراءة، وروى إبراهيم بن زربي عن سليم مثقلة، ولعله أراد ما حكيناه من تحريك العين والياء.
وروى الخنيسي عن خلّاد عنه مكسورة العين منصوبة، وروى أبو هشام عنه أنه يخفّف الياء، وأما الكسائي فروى عيّاش وابن فرح وابن الحمامي عن أبي عمر عنه} {وتعيها مرسلة [238/ أ] الياء مثقلة، وهذا كالذي رواه ابن الحباب عن البزّي عن ابن كثير والسّوسي واليزيدي عن أبي عمرو، وروى الحلواني عن أبي عمر عنه بكسر العين لم يزد على ذلك، وروى أبو الحارث عنه مختلسة الياء يريد مخفّفة، وروى قتيبة عنه مخفّفة متحركة، وقال سورة عنه مثقلة الياء يريد محرّكة، والباقون من القرّاء والرواة لم يختلف عنهم في الترجمة عن ذلك اختلافا يوجب تغاير اللفظ فلذلك أضربنا عن تراجمهم} [3]
__________
(1) كذا في النسختين، والصواب: سليم بن منصور بن عمار البصري، قرأ على سليم غاية 1/ 319.
(2) يعني: إن كان هذا هو المراد من التشديد هنا فذلك خطأ.
(3) والحق أن المصنف قد أطال هنا في عرض الوجوه بما لا طائل تحته، وقد قال في التيسير ص 213: (وجاء عن ابن كثير، وعاصم، وحمزة في ذلك ما لا يصح)، وأما ابن الجزري فلم يذكر خلافا أصلا.(4/1654)
{أذن وعية [12] قد ذكر} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {وحملت الأرض [14] بتخفيف الميم إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر} {وحمّلت [14] مشددة} [2]، لم يروه غيره وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {وحملت الأرض [14] خفيفة، وكذلك روى ابن ذكوان وابن عتبة بإسناده عنه.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {لا يخفى منكم [18] بالياء وقرأ الباقون بالتاء} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {هآؤم اقرءوا [19] بهمز الواو وإشباع المدّ للألف قبلها لأنها مع الهمزة من كلمة واحدة إذ} {هاؤم بمنزلة} {هاكم إلا ما حكاه أحمد بن صالح عن ورش وقالون الواو غير مهموزة يريد أن} [4] همزتها مسهّلة بين بين، وحمزة إذا وقف جعلها كذلك (5)، ولم يأت بذلك عن نافع غير أحمد وهو ثقة ضابط.
{ما أغنى عنّي ماليه هلك عني سلطانيه [28، 29] مذكور قبل في سورة البقرة.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن المعلى وابن خرزاذ في رواية الشاميين عن الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة والوليد وهشام} {قليلا ما يؤمنون [41] و} {قليلا ما يذّكّرون [42] بالياء فيهما، وحدّثنا الفارسي نا عبد الواحد بن عمر نا ابن أبي حسان نا هشام بإسناده عن ابن عامر} قليلا ما يؤمنون
__________
(1) في سورة المائدة.
(2) وهي قراءة شاذة، قرأ بها المطوعي كما في القراءات الشاذة للقاضي ص 89، وذكرها ابن جني في المحتسب 2/ 328، من طريق ابن مجاهد عن عبد الحميد بن بكار، ثم قال ابن مجاهد بعد ذكره للرواية: (وما أدري ما هذا)، ودافع ابن جني عن الرواية نحويا، ورد على ابن مجاهد استنكاره للرواية، قال بعد رده: (ورحم الله ابن مجاهد، فلقد كان كبيرا في موضعه، مسلما فيما لم يمهر به)، والحق أن القراءة لا يؤخذ بها إذا وافقت وجه نحوي فقط، بل الأصل العظيم في قبول القراءة هو السند المتواتر، وهذا قد غفل عنه ابن جني حين رد على ابن مجاهد. فرحم الله الجميع.
(3) النشر 2/ 389.
(4) في (م) (تريدان بهمزتها)، والصواب ما في (ت).
(5) انظر الإتحاف ص 422.(4/1655)
بالياء و {قليلا ما تذكّرون بالتاء} [1].
وهذا عندي وهم من ابن أبي حسان لأن طاهرا حدّثنا قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا ابن أنس قال: نا هشام بإسناده {ما يؤمنون بالياء} {ما يذكّرون بالياء، وكذلك روى أبو بكر الواسطي عن هشام، وكذلك روى الحلواني وابن عبّاد عنه.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما} [2]، وكذلك روى ابن بكّار والداجوني أداء عن أصحابه عن هشام وابن أنس والتغلبي عن ابن ذكوان وابن شنبوذ والنقّاش عن الأخفش عنه (3)، وبذلك قرأت عن الفارسي عنه، وقال ابن أشتة: كذلك وجدته في كتاب النقّاش، وذكرهما الأخفش في كتابيه (4) بالياء قال على الإخبار عنهم وهو الصحيح وعليه العمل عند أهل الشام، وبذلك قرأت في جميع الطرق عن الأخفش والله أعلم.
__________
(1) في المصرية كرر الإسناد نفسه، والرواية نفسها بزيادة في آخرها (فيهما).
(2) انظر النشر 2/ 390.
(3) الإقناع 2/ 791.
(4) لم أعثر عليهما.(4/1656)
ذكر اختلافهم في سورة الواقع [المعارج]
حرف
(1): قرأ نافع وابن عامر {سال [1] بألف ساكنة بعد السين بدلا من الهمزة والبدل مسموع} [2] وليس بجار على القياس، ويجوز أن يكون ذلك من السبيل دون السؤال فيكون (3) الألف مبدلة من ياء، وقرأ الباقون بهمزة بعد السين (4)، وحمزة إذا وقف جعلها بين بين (5). وأجمعوا على همز {سائل وصلا ووقفا إلا حمزة فإنه يسهّل الهمزة في الوقف على أصله.
حرف:
قرأ الكسائي} {يعرج الملئكة [2] بالياء وقرأ الباقون بالتاء} [6].
حرف:
وكلهم قرأ {ولا يسئل حميم حميما [10] بفتح الياء إلا ما رواه البرجمي عن أبي بكر عن عاصم} [7] والوليد عن يحيى عن ابن عامر أنهما قرءا بضم الياء، وما اختلف فيه عن البزّي عن ابن كثير، فحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد [238/ ب] قال: نا مضر بن محمد عن البزّي {ولا يسئل بالضم للياء} [8].
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن مخلد عن البزّي بضم الياء مثله، وكذلك روى عنه أبو عبد الرحمن اللهبي والعباس بن أحمد البزّي (9)
__________
(1) سقطت من (م).
(2) ومنه قول حسان: (سألت هذيل رسول الله فاحشة)، وقد أنشد ذلك سيبويه وإبدال الهمزة عنده على غير قياس، والقياس بين بين. وانظر الكشف 2/ 334.
(3) كذا في النسختين، ولعلها (فتكون).
(4) انظر الوجهين في: التيسير ص 214، النشر 2/ 390.
(5) الإتحاف ص 423.
(6) التيسير ص 214.
(7) المبسوط ص 381، وبضم الياء قرأ أبو جعفر المدني، وهو أحد العشرة.
(8) الإسناد صحيح، وأنظر السبعة ص 650.
(9) العباس بن أحمد بن محمد، أبو خبيب البغدادي، روى عن البزي، وعنه أبو طاهر، مات سنة 308هـ، وفي المطبوع من تاريخ بغداد 12/ 152، وغاية النهاية 1/ 352 (البرتي)، وليس (البزي) كما هو في النسختين، وسيذكر المصنف الراوي مرة أخرى بنسبته الصحيحة وهو (البرتي)، وروايته عن البزي خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.(4/1657)
وإبراهيم بن موسى (1) وغيرهم، وعلى ذلك رواة كتابه متفقون عنه، وكذلك حكى الزينبي أنه قرأ على أصحابه عنه (2)، وبذلك قرأت أنا له من طريق ابن الحباب بالإسناد المتقدّم في أول الكتاب (3).
وروى أبو ربيعة والخزاعي ومحمد بن هارون بفتح الياء، وكذلك روت الجماعة عن قنبل والحلواني عن القوّاس والخزاعي عن ابن فليح، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: أنه قرأ على قنبل عن النبال (4)، وبذلك قرأت في رواية أبي ربيعة والخزاعي وابن هارون عن البزّي (5)
{من عذاب يومئذ [11] قد ذكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وفي رواية ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر} {نزّاعة للشوى [16] بالنصب وقرأ الباقون بالرفع} [6].
{لأماناتهم [32] قد ذكر} [7].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {بشهاداتهم [23] بألف بعد الدال على الجمع، وكذلك روى أبو معمر عن عبد الوارث والعباس بن الفضل عن أبي عمرو} [8]، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد (9).
حرف:
وكلهم قرأ {على صلاتهم يحافظون [34] وهو الثاني على التوحيد} [10]
__________
(1) لم أجد له ترجمة.
(2) الإقناع 2/ 792.
(3) 1/ 255من القسم المحقق.
(4) السبعة ص 650.
(5) انظر النشر 2/ 390.
(6) التيسير ص 214.
(7) في سورة المؤمنون.
(8) رواية عبد الوارث، والعباس عن أبي عمرو ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب، وقد تقدم ذكر هذا.
(9) المبسوط ص 318.
(10) علل ابن الجزري اتفاق القراء هنا على التوحيد في النشر 2/ 328في سورة المؤمنون، مراعاة للسياق، واللحاق.(4/1658)
إلا ما رواه ابن جبير عن الكسائي ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ذلك على الجمع والأول لا خلاف فيه.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {أن يدخل جنة نعيم [38] بفتح الياء وضم الخاء، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص لم يروه أحد غيره} [1]. وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الخاء، وكذلك روت الجماعة عن حفص (2).
حرف:
وكلهم قرأ {يوم يخرجون [43] بفتح الياء وضمّ الراء إلا ما رواه الشموني وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه ضمّ الياء وفتح الراء، وبذلك قرأت في رواية الأعشى من هذين الطريقين، وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ في رواية يحيى عن أبي بكر من طريق شعيب بن أيوب وغيره، وروى التيمي عن الأعشى عن أبي بكر بفتح الياء وضمّ الراء مثل الجماعة ولم يأت بذلك نصّا عن يحيى عن أبي بكر غير} [3] ضرار بن صرد وعلى ذلك أهل الأداء عنه (4).
والحرف الذي في القمر (5) مجمع على فتح الراء فيه.
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية الوليد وعاصم في رواية حفص {إلى نصب [43] بضم النون والصّاد جميعا، وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر بضمّ النون وإسكان الصاد، وقرأ الباقون بفتح النون وإسكان الصّاد} [6].
وأمال حمزة والكسائي قوله: {لظى [15] و} {الشوى [16] و} {تولى [17] و} {فأوعى [18] وقرأهنّ أبو عمرو بين بين لأنهنّ رءوس آي} [7]، وقرأهنّ نافع على الاختلاف المذكور عنه، وأخلص الباقون فتحهنّ.
{فمال الذين كفروا [36] مذكور في باب الوقف، والله أعلم.
__________
(1) وهي قراءة شاذة، قرأ بها الحسن، والمطوعي، انظر القراءات الشاذة ص 89.
(2) انظر السبعة ص 651.
(3) ساقطة من (م).
(4) أنظر المبسوط ص 382.
(5) وهو قوله} يخرجون من الأجداث (7).
(6) انظر النشر 2/ 391.
(7) انظر الإتحاف ص 424.(4/1659)
ذكر اختلافهم في سورة نوح عليه السلام
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {ماله وولده [21] بفتح الواو واللام، وقرأ الباقون بضم الواو وإسكان اللام} [1].
حرف:
قرأ نافع {ودّا [23] بضم الواو، وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام قال: وقد روي عنه فتح الواو والفتح هو الذي نصّ عليه هشام في كتابه، وكذلك رواه عنه الحلواني وابن عبّاد وابن أنس وابن ذكوان وابن أبي حسان وابن دحيم والباغندي وغيرهم واختار هشام الضم} [2]. أخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد قال هشام بإسناده عن ابن عامر [239/ أ] {ودّا بفتح الواو وبذلك قرأت وعليه أهل الأداء.
واختلف في ذلك عن أبي بكر فحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا المروزي} [3] عن ابن سعدان عن محمد بن المنذر (4) عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {ودّا مضمومة الواو. وروى سائر الرواة عن أبي بكر عن يحيى عنه بفتح الواو، وبذلك قرأ الباقون} [5].
حرف:
قرأ أبو عمرو {مما خطاياهم [25] بفتح الطاء والياء وألف بعدهما من غير همز على لفظ قضاياهم وقرأ الباقون} {خطيئاتهم بكسر الطاء وياء ساكنة بعدها وبعد الياء همزة مفتوحة وألف وتاء مكسورة} [6].
والهاء في قراءة أبي عمرو مضمومة وفي قراءتهم مكسورة (7).
__________
(1) فتصير هكذا (ولده) وأنار التيسير ص 215.
(2) كذا في النسختين، وهذا يعارض ما قبله في قوله (والفتح هو الذي نص عليه هشام)،
وما بعده في الأثر المسند عن هشام، والإسناد تقدم.
(3) هو عبيد بن محمد، تقدم ص 1105.
(4) محمد بن المنذر الكوفي، مقرئ معروف، روى عن يحيى، وعنه ابن سعدان، غاية 2/ 266، والإسناد يحتمل التحسين، وانظر الأثر في السبعة ص 653.
(5) انظر التيسير ص 215.
(6) المصدر السابق.
(7) للاتباع، انظر النشر 2/ 391.(4/1660)
وحمزة إذا وقف أبدل الهمزة ياء مفتوحة وأدغم الياء الساكنة التي قبلها فيها.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث: أولاهن: {دعاءي إلا فرارا [6] أسكنها الكوفيون بخلاف عن أبي بكر وفتحها الباقون} [1]، وكذلك روى ابن أبي أمية وإسحاق الأزرق وبريد بن عبد الواحد عن أبي بكر وكذلك روى لنا ابن خواستي الفارسي عن أبي طاهر عن الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بفتح الياء، وروى لنا أبو الفتح عن ابن غالب (2) عن الحسن عن الخياط عن الشموني [عن الأعشى] عن أبي بكر بإسكان الياء وبذلك قرأت.
{إني أعلنت [9] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد وابن بكار وأسكنها الباقون} [3] وابن عامر في رواية ابن ذكوان وهشام وابن عتبة.
{بيتي مؤمنا [28] فتحها عاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية ابن بكّار، واختلف فيها عن هشام عنه فروى الحلواني وابن عباد عنه فتحها.
وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر} {بيتي [28] جزم} [4]، وكذلك قال عنه أبو بكر الواسطي (5)
وسائر الرواة، وكذلك روى الوليد عن يحيى وابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب عن ابن عامر، وأسكنها الباقون (6) وسائر الرواة عن عاصم.
ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي قال: نا يونس عن ورش عن نافع {بيتي منصوبة بالياء ح و} [7] نا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن أحمد قال: نا محمد بن الربيع قال: نا يونس عن ورش عن نافع {بيتي مؤمنا [28] موقوفة الياء} [8]، وهذا هو الصواب. قال أبو عمرو: ورأيت علي بن عمر
__________
(1) التيسير ص 215.
(2) في (م) (طالب)، وهو خطأ.
(3) النشر 2/ 391.
(4) يعني: الياء ساكنة.
(5) هو محمد الباغندي. تقدم ص 243.
(6) التيسير ص 215.
(7) في (م) (ح ونا فارس) ولا داعي لرمز (ح) هنا، والإسناد تقدم.
(8) يعني: ساكنة.(4/1661)
الدارقطني (1) قد غلط في هذا الباب غلطا فاحشا فحكى في كتاب السبعة (2) أن نافعا من رواية الحلواني عن قالون يفتحها وأن عاصما من رواية حفص يسكنها والرواة وأهل الأداء مجمعون عنهما على ضدّ ذلك والله أعلم.
__________
(1) علي بن عمر، أبو الحسن، الإمام الحافظ الكبير، انتهى إليه علم الأثر ومعرفة العلل، مع الصدق والأمانة، والثقة، مات سنة 385هـ، تاريخ بغداد 12/ 3534، غاية 1/ 558.
(2) لعل هذا هو اسم كتاب الدارقطني الذي ألفه في القراءات، والذي قال فيه ابن الجزري:
(وألف في القراءات كتابا جليلا لم يؤلف مثله ولم يكمل حسن كتاب (جامع البيان) إلا لكونه نسج على منواله).(4/1662)
ذكر اختلافهم في سورة الجنّ
حرف:
اتفقت الجماعة على فتح الهمزة من قوله: {أنه استمع [1] و} {أن المسجد [18] و} {وألّو استقموا [16] و} {أن قد أبلغوا [28] في الأربعة} [1] على أن أحمد بن واصل قد روى عن اليزيدي عن أبي عمرو {وأن المساجد لله بكسر الهمزة، لم يروه أحد غيره، وكذلك اتفقت [الجماعة] على كسر الهمزة بعد القول وبعد فاء الجزاء، فأما القول فجملته أربعة مواضع:} {فقالوا إنا سمعنا [1] و} {قل} [2]
إنما أدعوا ربّي [20] و {قل إني لا أملك لكم [21] و} {قل إني لن يجيرني
[22]، وأما فاء الجزاء فهما موضعان:} {فإن له نار جهنم [23] و} {فإنه يسلك
[27].
واختلف في فتح الهمزة وفي كسرها فيما سوى ذلك. فقرأ ابن عامر وعاصم [239/ ب] في رواية حفص من غير طريق هبيرة وحمزة والكسائي بفتح الهمزة من لدن قوله:} {وأنه تعلى جدّ ربنا [3] إلى قوله:} {وأنه لمّا قام عبد الله [19] في ابتداء كل آية، وجملة ذلك ثلاثة عشر موضعا} {وأنه تعلى} {وأنه كان يقول سفيهنا
[4] و} {أنا ظننا} [3] [5] و {أنه كان [4] و} {أنهم ظنوا [7] و} {أنا ظننا [5] و} {أنا كنّا و} {أنا لا ندري [10]} {وأنا منّا الصالحون [11]} {وأنا ظننا} {وأنا لما سمعنا الهدى [13]} {وأنا منّا المسلمون [14] و} {أنه لما قام [19].
وكذلك روى ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم مثل حمزة سواء، وقال أحمد بن أنس والباغندي وغيرهما عن هشام عن ابن عامر أنه يكسر} {فقالوا إنا
و} {فإن له نار جهنم [23] ويفتح ما سواهما في السورة كلها، وقد أغفلوا} [4] من
__________
(1) انظر الكشف 2/ 339، وفيه بيان الحجة في الفتح في هذه الأربعة المواضع، وقارن ذلك بما ذكره ابن الجزري في النشر 2/ 392391في بيان حجة من فتح.
(2) في الرسم (قل) واتفقت النسختان على كتابتها (قال).
(3) كذا في النسختين، وهو خطأ، ولعل الصواب وأنا لمسنا لأنها هي التي لم تذكر وبها يتم العدد (ثلاثة عشر) كما ذكر المؤلف، وغير أن ابن الجزري في النشر 2/ 391ذكر أن عدة ذلك اثنتا عشر موضعا.
(4) في (م) (أعقلوا) وهو خطا.(4/1663)
المكسور ما ذكرناه، وقال الحلواني عن هشام {إنا سمعنا بكسر الألف وما بعدها بنصب الألف إلى قوله:} {إنما أدعوا ربي [21] فإنه يكسر الألف وما بعدها إلى قوله:} {ليعلم أن قد أبلغوا [28] فإنه ينصب الألف.
وهذا قول} [1] محصل موافق لقول الرواة عن ابن عامر، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة في ذلك كله إلا قوله: {وأنه لما قام فإنهما فتحا الهمزة، وقرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص وفي غير رواية أبي حمّاد عن أبي بكر بكسر الهمزة في الجميع، وكذلك روى هبيرة عن حفص ولم يذكر عنه الفتح في شيء من السورة إلا في قوله:} {وأن المسجد وأحسبه أراد أنه لا يفتح من أن المشدّدة التي تكون في أول الآية إلا} {وأن المسجد فإن كان ذلك فصواب ما حكاه وصحيح ما رواه، وقرأت أنا في روايته عن حفص بالتخيير الكسر} [2] والفتح في جملة المختلف فيه، واختار الكسر لورود النص به (3)، وقد جاء عن نافع في ذلك اختلاف ألفاظ من الرواة فحكى الحلواني عن قالون أن نافعا كان يكسر كل حرف فيها إلا حروفا ذهبت عليّ حتى كتبت إلى قالون فكتب إليّ أنه كان يفتح الألف في أربعة ألف {وألو استقموا
[16] و} {أن المسجد [18] و} {أنه لما قام عبد [19]} {وليعلم أن قد أبلغوا
[28] ويكسر سائرها.
وخالف الحلواني في} {وأنه لما قام جميع أصحاب قالون والقاضي والمدني والقطري والكسائي والزبيدي وغيرهم فرووه عنه بالكسر، ولم يذكر أحد منهم في المفتوح} {أن قد أبلغوا [28] لتباعده وانفراده عن نظائره وذكروا} {أنه استمع ولم يذكره الحلواني وذكر} [4] أن ألف {أنه استمع وألف} {وأن المسجد [18] وألف} {وألو استقموا [16] مفتوحة وأن كلّ ما فيها من} {أن و} {أنه فالألف فيه مبطوحة} [5]. وقال خلف عن المسيّبي عن نافع قال: نا محمد بن أحمد بن منير قال: نا
__________
(1) في (م) (قوله هذا القول).
(2) في (م) (بالتخيير بين الكسر) وهذا الصواب مما في (ت).
(3) انظر الأوجه في كسر الهمزة وفتحها في: التيسير ص 215، النشر 2/ 391، الاتحاف ص 425.
(4) سقطت من (م).
(5) البطح: هي تقرب الفتحة من الكسرة والألف من الياء، وهو بمعنى الإضجاع والإمالة.
انظر الوافي في شرح الشاطبية ص 140.(4/1664)
عبد الله بن عيسى قال: نا قالون عن نافع ونا أحمد بن عمر (1) أنه كسر {إنه
و} {إنا إلا قوله:} {وأن المساجد [18] فإنه ينصبه. فإن كان أراد أن المشددة التي تكون في أول الآية خاصة فقد أصاب وقيّد الباب، وإن كان لم يرد ذلك فقد أدخل في المكسور} {أنه استمع وذلك غلط لانعقاد الإجماع على فتحه إذ لا يجوز فيه غير ذلك من حيث كان مفعول} {أوحي أقيم مقام الفاعل لمّا لم يسم.
قال محمد بن أحمد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع: أنه فتح} {أنه} [2] استمع و {ألو استقموا و} {أن المسجد و} {وأنه لما قام [19] مثل أبي عمرو، فوافق ما حكاه الحلواني عن قالون.
وخالف البرمكي عن أبي عمرو سائر أصحابه فروى عنه} [3] إسماعيل {وإنه لما قام بالكسر، وكذلك روى الهاشمي وأبو عبيد عن إسماعيل. نا الخاقاني قال: قال:
نا أحمد بن محمد ح ونا فارس بن أحمد قال: نا محمد بن إبراهيم قالا: نا محمد بن محمد قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع} [4] أنه كان يفتح {أنه استمع و} {ألو استقاموا و} {أن المسجد لله ويكسر ما عدا هذه الثلاثة المواضع، فدلّ على أنه} {وأنه لما قام مكسور، وهذا هو الصواب. نا خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي قال: نا أبو عبيد عن إسماعيل عن نافع} [-4] أنه كان يكسر كل ما في سورة الجنّ إلا (6) ثلاثة أحرف {قل أوحي إليّ أنه [1] و} {ألو [240/ أ] استقموا و} أن المسجد.
__________
(1) هذه العبارة مقحمة هنا، وهي في النسختين كذلك، والصواب أن مكانها ليس هنا، بل هي قبل قوله (نا محمد بن أحمد بن منير) فتكون العبارة هكذا: (ونا أحمد بن عمر قال نا محمد بن أحمد).
وأحمد بن عمر هو ابن محفوظ، تقدم ص 581.
وشيخه هو محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن منير، أبو بكر الحراني، فقيه مصدر سمع من ابن عيسى، مات سنة 339هـ. غاية 2/ 68.
وعبد الله بن عيسى هو أبو موسى القرشي، تقدم ص 113، ولم أجد من وثقه، ولولاه لكان الإسناد محتجا به.
(2) سقطت من (م).
(3) كذا في النسختين، ولعله خطأ، وصوابه (عن).
(4) (4) و (5) تقدم هذان الإسنادان مرارا.
(6) في (م) (إلى)، وهو خطأ.(4/1665)
حرف:
قرأ الكوفيون {يسلكه عذابا [17] بالياء واختلف عن نافع فروى ابن جبير في جامعه وفي مختصره عن المسيّبي وعن الكسائي عن إسماعيل عنه بالياء، وكذلك روى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش، وبذلك قرأت من طريقه، وخالفت الجماعة عن نافع في ذلك ابن جبير والأصبهاني فرووه بالنون، وروى أحمد بن نصر عن محمد بن إبراهيم الأهناسي} [1] عن أصحابه النحّاس (2) وغيره عن ورش بالياء، قال أحمد: وهي رواية المصريين أجمعين، ورواية داود بن أبي طيبة عن ورش، وهذا خطأ فاحش، والذي رواه المصريون أجمعون من أهل الأداء وغيرهم ونصّ عليه داود وعبد الصمد في كتابيهما وأبو يعقوب ويونس وأحمد بن صالح النون ولا يعرف أحد من أصحابهم غير ذلك، وبذلك قرأ الباقون (3).
ونا أحمد بن عمر في الإجازة قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا أبو بكر الواسطي قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {نسلكه مثقلة لم يزد على ذلك، وكذلك روى إسحاق بن أبي حسان عن هشام، وقال الوليد عن يحيى عن ابن عامر: بالنون مثقلة ولعلهم يريدون بالتثقيل} [4] ضم اللام.
حرف:
قرأ الأصبهاني عن ورش والأعشى عن أبي بكر {ملئت حرسا [8] بغير همز، والباقون يهمزون} [5]، وحمزة إذا وقف يبدل الهمزة ياء مفتوحة.
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وحمزة قل إنما أدعوا ربي [21] بغير ألف على الأمر، وكذلك روى الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر، وكذلك
__________
(1) محمد بن إبراهيم، أبو عبد الله الطائي، ضابط معروف، قرأ على النحاس، وروى عنه أحمد بن نصر، غاية 2/ 48.
والأهناسي: بفتح الهمزة، وسكون الهاء، وفتح النون، نسبة إلى (أهناس) بلدة في صعيد مصر. الأنساب 1/ 231.
(2) هو إسماعيل بن عبد الله، تقدم ص 189، والإسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع فيما بين المصنف وأحمد بن نصر.
ورواية النحاس عن ورش ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) انظر الوجهين في الحرف التيسير ص 215.
(4) في (م) «التفصيل».
(5) النشر 1/ 396في باب الهمز المفرد.(4/1666)
قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو، وكذلك رواه الزهراني عن أبي زيد عنه (1).
وقرأ الباقون: {قال بالألف على الخبر} [2]، وكذلك رواه ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر، وخالفه في ذلك سائر أصحاب أبي بكر وأصحاب الكسائي.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد بن مسلم وفي رواية الحلواني وغيره عن هشام {عليه لبدا [19] بضم اللام، وكذلك نصّ} [3] عليه في كتابه. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر {لبدا بضم اللام} [4].
ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله قال: نا ابن أنس، ونا أحمد بن عمر قال: نا أحمد قال: نا محمد قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {لبدا برفع اللام، وكذلك روى إسحاق بن أبي حسان وغيره عن هشام، وكذلك كان الداجوني يأخذ في روايته.
وحدّثت عن صالح بن إدريس} [5] قال: نا محمد بن أحمد بن سعيد (6) وعبد الله بن أحمد بن هارون (7) عن إبراهيم بن دحيم (8) الدمشقي عن هشام {لبدا بالكسر، وكذلك قال الحلواني عن هشام في كتابه، وبه قرأت في رواية ابن عبّاد عنه، وبذلك قرأ الباقون} [9].
وأجمعوا على ضمّ اللام في قوله في البلد: {مالا لبدا [6] لأن معناه الكثرة فبابه أن تضمّ لامه، والذي في هذه السورة معناه جماعات فبابه أن تكسر لامه} [10]
__________
(1) انظر الرواية في السبعة ص 657.
(2) المبسوط ص 384.
(3) يعني: هشام.
(4) السبعة ص 656.
(5) سبقت ترجمته ص 311.
(6) لم أجده بعد البحث، وطريقه عن ابن دحيم خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب، ولعل الاسم صحف في النسخة من (أحمد بن محمد بن سعيد) الذي روى عنه صالح بن ادريس. غاية 1/ 116، والله أعلم.
(7) عبد الله بن أحمد الدمشقي، روى عن ابن دحيم، وعنه صالح بن ادريس. غاية 1/ 408.
(8) تقدم ص 147، والإسناد ضعيف لأن فيه من لم يوثق.
(9) انظر التيسير ص 215.
(10) أنظر: الكشف 2/ 342، زاد المسير 8/ 383.(4/1667)
وإنما ضمّها ابن عامر في رواية هشام والوليد من حيث كان ذلك غير خارج عن معنى الكثرة التي تختصّ كلمها بضمّ اللام (1).
في هذه السورة من ياءات الإضافة واحدة وهي قوله {ربّي أمدا [25] فتحها الحرميان وأبو عمرو والوليد بن مسلم وابن بكّار عن ابن عامر وأسكنها الباقون} [2].
روى ابن بكار بإسناده عن ابن عامر {قل إن أدري أقريب [25] بفتح الياء، وفتحها غير جائز إلا أن تحرّك بحركة الهمزة التي بعدها، روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر} إنما أدعو ربي بفتح الياء، لم يرو ذلك أحد غيره والكل مجمعون على إسكانها والله تعالى أعلم.
__________
(1) أنظر: الكشف 2/ 342، زاد المسير 8/ 383.
وقوله (فبابه) أي: قاعدته ووجهه، انظر لسان العرب، مادة «بوب» 1/ 223.
(2) التيسير ص 215.(4/1668)
ذكر اختلافهم في سورة المزّمّل
حرف:
وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم والأصبهاني عن أصحابه عن ورش عن نافع والحلواني عن القوّاس [240/ ب] عن ابن كثير {إن ناشية الليل
[6] بلا همز} [1] وهمزها الباقون، وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبه (2) وابن مجاهد عن قنبل، وحمزة إذا وقف لم يهمزها.
حرف:
قرأ نافع (3) وأبو عمرو {أشدّ وطاء بكسر الواو وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها وقرأ الباقون بفتح الواو وإسكان الطاء، وحمزة إذا وقف ألقى عليها حركة الهمزة فتحرّكت بها، وقال الوليد عن يحيى عن ابن عامر:} {وطاء ممدودة منصوبة غير مهموزة ولعله يريد: أن الهمزة مسهلة غير محققة.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي} {ربّ المشرق [9] بخفض الباء، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم برفعها} [4].
قرأ ابن عامر في رواية الحلواني وابن عبّاد وغيرهما عن هشام {من ثلثي الليل
[20] بإسكان اللام، وكذلك قرأت في رواية هشام على أبي الفتح عن قراءته على أبي طاهر بإسناده عن ابن عامر، وعن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عنه، وبذلك أيضا قرأت على أبي الحسن عن قراءته، وبذلك كان الداجوني يأخذ في روايته، وكذلك نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام.
وقال لي أبو الفتح من قراءته على أبي الحسن عن أصحابه عن الحلواني بضم اللام وهو وهم} [5]، وقرأ الباقون بضم اللام، وكذلك روى ابن ذكوان بإسناده عن ابن
__________
(1) وهي قراءة أبي جعفر أحد العشرة انظر الإتحاف ص 426.
(2) كذا في النسختين، والصواب «صاحبيه».
(3) كذا في النسختين، وهو خطأ، ولعله سبق قلم من المصنف أو من الناسخ، والصواب (قرأ ابن عامر). انظر: التيسير ص 516، النشر 3/ 393.
(4) السبعة ص 658، التيسير ص 216
(5) قال ابن الجزري في النشر 2/ 217: «ولم تكن هذه الطريق من طرق كتابنا».(4/1669)
عامر، وكلهم ضمّ اللام من قوله: {وثلثه [20] إلا ما ناه محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: نا ابن الجهم عن خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير} {وثلثه
ساكنة اللام} [1].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو {ونصفه وثلثه [20] بخفض الفاء والثاء وكسر الهاءين.
وقرأ الباقون بنصب الفاء والثاء وضم الهاءين} [2].
__________
(1) السبعة ص 658.
(2) النشر 2/ 393.(4/1670)
ذكر اختلافهم في سورة المدّثر
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحفص بخلاف عنه {والرّجز [5] بضم الراء وقرأ الباقون بكسرها} [1]، وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص، لم يرو ذلك عنه غيره {وما أدراك [27] قد ذكر في يونس.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وحمزة} {والّيل إذ أدبر [33] بإسكان الذال} [2] و {أدبر على وزن أفعل، ونافع في رواية ورش يلقي على الذال حركة همزة} {أدبر فيتحرك بها وتسقط الهمزة من اللفظ، واختلف عن ابن كثير فروى عنه بريد بن عبد الواحد} {إذ أدبر مثل حفص، وروى محمد بن المنذر عن يحيى عنه} {إذا أدبر بألفين وذلك خلاف لمرسوم المصاحف ما خلا مصحف أهل حمص} [3]، فإن أبا حاتم حكى أن ذلك فيه مرسوم كذلك (4)، وقرأ الباقون «إذا» بفتح الذال وألف بعدها {دبر على وزن فعل} [5] وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر، وكذلك روى خلف والرفاعي والعجلي والصريفيني وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل {حمر مستنفرة [50] بفتح الفاء، وكذلك روى محمد بن حفص الكوفي} [6] عن حفص عن عاصم، لم يروه عنه غيره، وقرأ الباقون بكسر الفاء (7)، وكذلك روت الجماعة عن حفص.
حرف:
وكلهم قرأ بل لا يخافون الأخرة [53] بالياء، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الجماعة إلا ما رواه النقّاش عن أحمد بن أنس، وما
__________
(1) التيسير ص 216.
(2) على أنها ظرف لما مضى من الزمان.
(3) بكسر الحاء سكون الميم، بلدة مشهورة في بلاد الشام، بين دمشق وحلب. انظر معجم البلدان 2/ 302.
(4) انظر كلام أبي حاتم في المقنع ص 112.
(5) على أن (اذا) ظرف لما يستقبل من الزمان، وانظر الإتحاف ص 427.
(6) محمد بن حفص بن جعفر الحنفي، روى عن حفص، وهو أحد الذين خلفوا حمزة في الإقراء بالكوفة، انظر غاية 2/ 134، وروايته عن حفص خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) التيسير ص 216.(4/1671)
حكاه بعض شيوخنا عن ابن مجاهد عن التغلبي عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء (1)، ولم نجد ذلك في كتابنا عن ابن مجاهد (2) ولا ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم أيضا في كتابه ولا أحمد بن نصر ولا غيرهما من مدوّني [241/ أ] رواية التغلبي
حرف:
قرأ نافع {وما تذكرون [56] بالتاء وقرأ الباقون بالياء} [3] والله أعلم.
__________
(1) قال ابن مهران في المبسوط ص 387: «والذي روى عن ابن عامر بالتاء غلط وذكر عنه حروف كثيرة كلها غلط، تركت ذكرها في كتابي، اذ لم أجد فائدة في ذكره».
(2) بل الرواية موجودة في كتاب السبعة ص 660، قال ابن مجاهد: «قرأ ابن عامر، فيما حدثني به أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر بل لا يخافون الآخره
بالتاء». وأحمد هو التغلبي.
(3) النشر 2/ 393.(4/1672)
ذكر اختلافهم في سورة القيامة
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل عن القوّاس وفي رواية أبي ربيعة عن البزّي {لأقسم بيوم القيامة [1] بغير ألف بعد اللام يجعل اللام لام اليمين، قال لنا محمد بن علي قال لنا ابن مجاهد: كذا قرأت على قنبل قال: وقرأت عليه:} {ولا أقسم بالنفس [2] بألف} [1].
روى الحلواني عن القوّاس {لا أقسم و} {لا أقسم بقطع الألف فيهما، وكذا قال الخزاعي عن أصحابه، وقال أبو ربيعة عن قنبل معنى ما قاله ابن مجاهد عنه قال:
فأما ابن أبي بزة فلم يذكره في كتابه فلم أحفظ فيه شيئا، وأحسبه كان يقرؤها كذلك} [2]، وقال الزينبي: قال لي أبو ربيعة إنه لم يحفظ عن أبي بزّة فيها شيئا، وقال ابن مجاهد عنه: إنه قال أحسب أن أبي بزّة كان يقرؤها كرواية قنبل، قال أبو عمرو بمثل ما رواه ابن مجاهد والجماعة عن قنبل: قرأت على عبد العزيز بن محمد المقرئ عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي، وقرأ الباقون بألف (3) بعد اللام في الحرفين جميعا (4)، وبذلك قرأت في رواية الجماعة عن البزّي وفي رواية ابن فليح.
حرف:
قرأ نافع {فإذا برق [7] بفتح الراء وقرأ الباقون بكسرها} [5].
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان وأبي عمرو {كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة [20، 21] بالياء فيهما وقرأهما الباقون بالتاء} [6]، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان وابن شنبوذ عن الأخفش عنه، وذكرهما الأخفش في كتابيه بالياء قال: {على} [7] الإخبار عنهم، وكذلك رواهما (8) أحمد بن أنس وابن
__________
(1) السبعة ص 661.
(2) يعني كرواية قنبل.
(3) في (م) «بالغيب» وهو خطأ.
(4) التيسير ص 216.
(5) النشر 2/ 393.
(6) المبسوط ص 388.
(7) سقطت من (م).
(8) يعني: رووا الحرفين بالياء.(4/1673)
المعلى وابن خرزاذ وابن موسى عن ابن ذكوان، وكذلك رواهما هشام وابن بكّار والوليد بإسنادهم عن ابن عامر.
{وقيل من راق [27] قد ذكر قبل} [1].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان {من مني يمنى [37] بالياء، وبذلك قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو} [2]، وكذلك روى أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو وقرأ الباقون بالتاء (3)، وكذلك روى الأخفش وأحمد بن أنس وابن المعلى وغيرهم عن ابن ذكوان وهشام وابن بكّار والوليد بإسنادهم عن ابن عامر، وبذلك قرأت في رواية شجاع عن أبي عمرو، وأمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من لدن قوله {ولا صلّى إلى آخرها.
وقرأ أبو عمرو جميع ذلك بين بين، وقرأ نافع ذلك على الاختلاف المذكور عنه في باب الإمالة وأخلص الباقون فتح ذلك كله} [4].
__________
(1) في سورة الكهف.
(2) السبعة ص 662.
(3) انظر النشر 2/ 394؟
(4) التيسير ص 217.(4/1674)
ذكر اختلافهم في سورة الإنسان
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية هشام والوليد بن مسلم وعاصم في غير رواية حفص والكسائي {سلاسلا [4] بالتنوين ووقفوا بالألف عوضا منه، وقرأ الباقون بغير تنوين، وكذلك ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة من طريق الأداء وعاصم في رواية حفص} [1].
نا ابن جعفر قال: نا ابن أبي هاشم قال: نا أحمد بن عبيد الله قال: نا الحسن قال:
نا أحمد (2) قال: نا الوليد بن عتبة المقرئ قال: نا أيوب بن تميم قال: نا يحيى عن ابن عامر (3) {سلاسلا ينون فيها. نا ابن جعفر قال: نا أبو طاهر قال: نا قاسم والخثعمي [241/ ب] قالا: نا أبو كريب قال: نا أبو بكر قال: كان عاصم ينوّن كل شيء} {هل أتى على الإنسان [1]} [4] واختلفوا في الوقف. فأما ابن كثير فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن قنبل أن الوقف بغير ألف (5)، وبذلك وقفت في مذهبه.
وكذلك روى الزينبي عن رجاله أداء، وكذلك روى النقّاش عن أبي ربيعة عن البزّي، وروى الحسن بن مخلد عن البزّي بغير تنوين، قال الحسن. قلت له: يعني البزّي كيف الوقف؟ قال: {سلسلا بألف وقال أبو ربيعة في كتابه عن صاحبيه والحلواني عن القوّاس: «بغير تنوين» لم يزيدا على ذلك، وقال الخزاعي عن أصحابه عنه: مجراة} [6] الألف في آخرها، وهذا يدل على أن الوقف بغير ألف. ووقفت أنا (7)
في رواية أبي ربيعة عن البزّي من قراءتي على الفارسي عن النقّاش عنه بغير ألف (8)، ووقفت في رواية غير أبي ربيعة عن البزّي، وفي رواية ابن فليح بالألف.
__________
(1) انظر النشر 2/ 394.
(2) هو الحلواني، والحسن بن الجمال، وقد تقدما.
(3) الإسناد رجاله ثقات، ما عدا أحمد بن عبيد الله المخزومي، فإني لم أجد من وثقه كما مر ص 185.
(4) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(5) انظر السبعة ص 663.
(6) يعني: بغير تنوين.
(7) في (م) «لنا».
(8) انظر التيسير ص 217.(4/1675)
فأما حفص فقال لي أبو الفتح عن قراءته في روايته من غير طريق هبيرة الوقف بغير ألف.
ونصّ ما حكاه الأشناني عن أصحابه عنه في كتابه يدل على ما قال لي، وذلك أنه قال في قوله: {قواريرا [15] الأول لا ينوّنه ويقف عليه بالألف فلو كان مذهبه في} {سلسلا [4] كمذهبه في} {قواريرا لكان قد ذكر الوقف فيه كما ذكره في} {قواريرا لأنهما جميعا مرسومان بالألف، وحكى لي أبو الحسن عن قراءته على أصحاب الأشناني بالألف في الوقف، وبذلك وقفت في رواية هبيرة عن حفص، فأما ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش عنه أنه يقف بغير ألف، وبذلك وقفت على ابن خواستي الفارسي عنه ووقفت من طريق الشاميين عنه بالألف، ولم يذكر} [1] في كتابه عن ابن ذكوان في الوقف شيئا، وقال ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن ابن عتبة:
الوقف بالألف.
وأما أبو عمرو، فروت الجماعة عن اليزيدي عنه أنه يقف بالألف ما خلا ابن جبير وحده، فإنه روى عنه أنه يقف بغير ألف، وبالألف وقفت في رواية شجاع وعبد الوارث.
وقال أبو معمر عن عبد الوارث، كان (2) أبو عمرو يستحب أن يسكت عندها ولا يجعلها مثل التي في الأحزاب لأنها ليست آخر آية (3).
نا محمد بن أحمد قال: نا ابن قطن قال: نا أبو خلاد قال: نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا وقف على {سلسلا و} {كانت قواريرا وقف بألف على الكتاب} [4].
وأما حمزة فوقف بغير ألف. نا محمد بن أحمد قال: نا محمد بن القاسم الأنباري قال: نا سليم بن يحيى (5) قال: نا ابن سعدان عن سليم عن حمزة أنه كان يقف {سلسلا بغير تنوين.
__________
(1) أي الأخفش.
(2) في (م) «كل».
(3) الأثر في السبعة ص 663، ومقصوده بقوله «التي في الأحزاب»} {الرسولا،} السبيلا،
وقد تقدم الخلاف في ذلك.
(4) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(5) كذا في النسختين، والصواب «سليمان بن يحيى» وهو الضبي، تقدم، أما (سليم ابن يحيى) فلا يوجد في القراء من اسمه كذلك، كما هو معلوم من كتاب الغاية.(4/1676)
قال أبو عمرو: ومن وقف بالألف ممن لم ينون في الوصل فإنما وصل فتحة اللام بتلك الألف فهي صلة لها وليست بالمبدلة من التنوين (1).
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص وابن عامر في رواية الوليد بن مسلم والوليد بن عتبة من غير طريق الأداء والكسائي {قواريرا قواريرا [15] بالتنوين في الكلمتين، ووقفوا عليهما بالألف عوضا منه. نا عبد العزيز بن محمد قال:
نا عبد الواحد بن عمر قال: نا أحمد بن عمر} [2] قال: نا أحمد بن عبيد الله قال: نا ابن أبي مهران نا (3) أحمد ابن يزيد قال: نا الوليد بن عتبة المقرئ عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ {قواريرا قواريرا منوّنتين، وقرأ ابن كثير الكلمة الأولى} {قواريرا بالتنوين، ووقف عليها بالألف بدلا من التنوين والكلمة الثانية} {قواريرا من فضة [16] بغير تنوين ووقف عليها بغير ألف، كذا قرأت له} [4] من جميع الطرق.
وحكى ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو في [242/ أ] جامعه (5) {كانت قواريرا منوّن} {قواريرا من فضة غير منوّن، فهذا يوافق مذهب ابن كثير، غير أنه وهم من ابن سعدان لأنه قال في مجرده عن اليزيدي عن أبي عمرو غير منوّنتين فوافق سائر أصحابه، ونا عبد العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: نا أحمد بن عبد الله قال: نا الحسن قال: نا أحمد قال: نا إسحاق بن عيسى عن إسحاق الأزرق} [6] عن أبي بكر أنه نوّن الثانية ولم ينوّن الأولى ضدّ قراءة ابن كثير، وقرأ
__________
والإسناد صحيح، إلا أن طريق سليمان عن ابن سعدان هذه ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(1) انظر أوجه الوقف في هذا الحرف، النشر 2/ 394.
(2) لم أجده بعد بحث.
(3) سقطت من (م)، وهذه الطريق عن الوليد خارجة عن طرق المصنف في الكتاب.
(4) سقطت «له» من (م).
(5) الذي ألفه ابن سعدان، ولم أعثر عليه بعد البحث.
(6) الإسناد كما في المقدمة 87: «حدثنا الفارسي قال حدثنا أبو طاهر قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال حدثنا الحسن بن علي الخراز الأبح قال حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن أبي بكر»، وهذا هو الصواب، أما الإسناد المثبت عاليا ففيه رجال لم أجدهم بعد البحث وهم: «أحمد بن عبد الله» و «أحمد»، ثم ان الحسن بن علي يروي عن إسحاق الأزرق مباشرة بدون واسطة أما في الإسناد المثبت في النص فإن بينه وبين إسحاق وساطتان، بكل حال فهذا الإسناد خارج عن طرق وأسانيد المصنف في هذا الكتاب بهذه الصورة، والله أعلم.(4/1677)
الباقون الكلمتين بغير تنوين (1). وكذلك روى ابن شنبوذ (2) أداء عن أحمد بن نصر بن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر.
واختلفوا في الوقف عليهما، فأمّا ابن عامر فإني وقفت في رواية هشام عليهما بالألف صلة لفتحة الراء، وبذلك وقفت في رواية الأخفش عن ابن ذكوان على أبي الفتح عن قراءته من سائر الطرق عنه.
ووقفت على أبي القاسم الفارسي عن قراءته على النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان وعلى أبي الفتح عن قراءته من سائر الطرق عنه، ووقفت على أبي القاسم الفارسي عن قراءته على النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان على الأول بالألف وعلى الثاني بغير ألف، وكذلك وقفت من طريق ابن الأخرم عن الأخفش على أبي الحسن (3).
والنصّ عن هشام وابن ذكوان في الوقف معدوم وإنما نرويه عنهما من طريق التلاوة والأداء، وقد قال الحلواني عن هشام والتغلبي وغيره عن ابن ذكوان هما بغير ألف ولا تنوين فيهما، وقال الأخفش في كتابيه بغير تنوين لم يزيدوا على ذلك شيئا.
وأما حفص فحدّثنا ابن غلبون قال: نا علي بن محمد (4) ح وحدّثنا أبو الفتح قال:
نا عبد الله بن الحسين قالا: نا أحمد بن سهل عن علي بن محصن عن أبي حفص عن حفص عن عاصم (5) أنه يقف على الأول بالألف وعلى الثاني بغير ألف، وكذلك روى الحسن بن المبارك عن أبي حفص عن حفص (6).
وروى هبيرة عن حفص أنه يسكت على الكتاب بالألف، حكى ذلك الخزاعي في كتابه (7) عنه، وكذلك وقفت في روايته (8) عن حفص من طريق الخزاز وحسنون
__________
(1) انظر: التيسير ص 217، النشر 2/ 395.
(2) روايته عن أحمد بن نصر خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) يعني ابن غلبون، ورواية ابن الأخرم ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(4) تقدم، وهو ثقة.
(5) طريق ابن غلبون صحيح، وتقدم طريق ابي الفتح، وهو صحيح أيضا.
(6) وهي التي اعتمدها في التيسير ص 217.
(7) لم أجد هذا الكتاب.
(8) يعني هبيرة.(4/1678)
جميعا. وروى القوّاس عن حفص: هما (1) جميعا بغير ألف، وهذا يحتمل أن يريد به الوصل وأن يريد به الوقف.
وروى حسين المروذي عنه {قواريرا قواريرا كلتاهما بألف، وأيّهما قطع أكمل فيه الألف، وإن لم يقطع ولم ينوّن ولم يكمل فيه الألف يريد بالقطع الوقف والسكون، وروى أبو عمارة عنه} {قواريرا قواريرا لم ينوّن في شيء منها ولم يذكر الوقف.
وأما أبو عمرو فروت الجماعة عن اليزيدي عنه أنه يقف على الأولى بالألف وعلى الثانية بغير ألف} [2]، وكذا قال عنه ابن سعدان في مجرّده.
قال أبو عمرو: وإنما خصّ أبو عمرو ومن ذكرناه من قوافيه (3) الكلمة الأولى بالألف في الوقف دون الثانية لكون الأولى رأس آية، ورأس الآية كالقافية والصلة أكثر ما يستعمله هناك إعلاما بالانقطاع والانفصال، وكون الثانية حشوا والصلة في الحشو قليل، هذا مع مراد اتّباع مرسومها إذ (4) كانتا مرسومتين في مصاحف البصريين كذلك الأولى بالألف والثانية بغير ألف، وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن أحمد قال: نا عمر بن يوسف قال: نا الحسن بن شيرك (5) قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي قال: إنما كتبوها {قواريرا بالألف لأنها رأس [242/ ب] آية شبهوها بالقوافي والأخرى} {قوارير بغير ألف في الوصل والكتاب، نا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي قال: نا أبو عبيد قال: وأما أبو عمرو فكان يثبت الألف في الأول من قوله:} {قواريرا ولا يثبتها في الثانية، قال: وكذلك هما في مصاحف أهل البصرة} [6].
قال أبو عمرو: وكذلك وقفت في رواية شجاع وفي رواية عبد الوارث عنه، وأما حمزة فوقف عليهما جميعا بغير ألف (7). نا محمد بن أحمد قال: نا ابن الأنباري قال:
__________
(1) رسمت في (م) هكذا «حفصهما».
(2) وهي التي نص عليها في التيسير ص 217.
(3) في (م) «قوافته» ولهلها «قافية» أو «قوافي».
(4) في (م) «ان».
(5) في (م) «شريك»، والإسناد تقدم.
(6) انظر المقنع ص 38.
(7) التيسير ص 217، وقال بعد ذكره للأوجه: «فحصل من ذلك أن من لم ينونهما وقف على الأول بالألف، إلا حمزة، وعلى الثاني بغير الألف، إلا هشام».(4/1679)
نا سليمان ابن يحيى قال: نا ابن سعدان قال: نا سليم عن حمزة أنه وقف على {قوارير قوارير بغير ألف فيهما.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل وفي رواية هبيرة عن حفص وحمزة} {عليهم [21] بإسكان الياء وكسر الهاء، وقرأ الباقون وحفص من سائر طرقه بنصب الياء وضم الهاء} [1].
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص {خضر وإستبرق [21] بالرفع فيهما جميعا وقرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية حفص بخلاف عن أبي بكر} {خضر
بالخفض و} {إستبرق بالرفع، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم والكسائي والأعشى والعليمي والبرجمي والعطاردي وعبيد بن نعيم مثل ابن كثير بخفض} {خضر ورفع} {إستبرق} [2] [21].
وروى محمد بن المنذر عن هارون بن حاتم ضدّ ذلك {خضر [21] بالرفع و} {إستبرق بالخفض.
وروى هارون وخلّاد عن حسين الجعفي وابن أبي حمّاد عنه برفعهما جميعا، وقرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكار وأبو عمرو} {وخضر بالرفع و} {إستبرق
بالخفض، وأخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر} {خضر منوّن} {وإستبرق رفع منوّن ولم يذكر في} {خضر شيئا غير التنوين، وفي الأصل عندي على الراء علامة الرفع شكلا وذلك وهم من الواسطي} [3] لأن أبا الحسن قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {خضر بالرفع بالتنوين و} {إستبرق
مكسورة منوّنة وهذا هو الصواب. وكذلك روى ابن عبّاد والحلواني وغيرهما عن هشام وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر في رواية ابن بكّار بالخفض فيهما جميعا} [4].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان ورواية الوليد بن عتبة عن أيوب {وما يشاءون [30] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [5]،
__________
(1) النشر 2/ 396.
(2) ولم يذكر غير ذلك عنه في النشر 2/ 396.
(3) يعني محمد بن محمد الباغندي، تقدم، وتقدم إسناده، والإسناد الذي بعده أيضا.
(4) والمعتمد عن ابن عامر الوجه الأول، وانظر النشر 2/ 396.
(5) المبسوط ص 390، التيسير ص 218.(4/1680)
وكذلك روى ابن عتبة عن أيوب والتغلبي عن ابن ذكوان وابن شنبوذ عن الأخفش عنه.
وقال الأخفش في كتابه عنه: بالياء على الإخبار عنهم (1)، ولم يذكر ابن ذكوان هذا الحرف في كتابه، [ذكره هشام يختار التاء] (2)، وكذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمارة (3) بإسناده عن ابن عامر {وما يشاءون بالياء. قال هشام:
هذا خطأ،} {تشاءون أصوب، وقال أبو خليد} [4] لأيوب القارئ: أنت في هذا واهم يعني: {تشاؤون. قال والله إني لأثبتها كما أثبت أنك عتبة بن حمّاد} [5]. نا عبد العزيز بن محمد قال: نا ابن أبي هاشم قال: نا ابن أبي حسّان (6) بإسناده عن ابن عامر {وما يشاءون بالياء قال هشام يقرأ} {تشاءون [ونا أحمد ابن عمر قال: نا أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله [243/ أ] بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر} {وما يشاءون بالياء]} [7]
لم يزيدا على ذلك شيئا (8) ولا خلاف في الياء الذي في التكوير (9) أيضا له (10)
بالخطاب.
__________
(1) يعني: على الغيبة، انظر الكشف 2/ 356.
(2) فيما بين المعكوفتين، كذا في النسختين، ولعل هناك سقط: صوابه: «وذكره هشام وهو يختار التاء» والله أعلم.
(3) كذا في النسختين وهو خطأ صوابه «عمار»، والإسناد تقدم.
(4) في هامش (ت) «أبو خليد هو عتبة بن حماد»، الحكمي الدمشقي القارئ، معروف، روى عن نافع، وعنه هشام. غاية 1/ 498.
(5) انظر الأثر في السبعة ص 665فقد أورده كاملا، وغاية النهاية 1/ 498.
(6) كذا في النسختين، وصوابه: «قال نا ابن أبي حسان نا هشان بإسناده».
(7) ما بين المعكوفتين ساقط من أصل (م)، ومثبت في هامشها.
(8) قال ابن الجزري في النشر 2/ 396: «والوجهان صحيحان عن ابن عامر من روايتي هشام، وابن ذكوان وغيرهما».
(9) عند قوله وما تشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين (29).
(10) الضمير في «له» يعود إلى ابن عامر.(4/1681)
ذكر اختلافهم في سورة والمرسلات
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص {أو نذرا [6] بضم النون والذال، وقرأ الباقون بإسكانها} [1].
واختلف عن أبي بكر في قوله: {عذرا فروى الأعشى والبرجمي والمنذر بن محمد عن هارون عن حسين أنه ثقّل الذال} [2]، وروى عنه سائر الرواة أنه خففها (3)، وكذلك روى الجيزي عن الشموني عن الأعشى وموسى بن إسحاق عن هارون عن حسين وأبو بكر القرسي (4) عن حسين، حكى ذلك عنهما ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم، وحكى في الجامع عن هارون عن حسين مثقلة. قال الجيزي عن الشموني بتخفيف {عذرا وتشديد} {نذرا [6] يعني بضم ذالها. روى الوليد بن عتبة عن أيوب بإسناده عن ابن عامر} {عذرا بضم الذال قال: واختلف فيها عن ابن عامر.
حرف:
قرأ أبو عمرو} {وإذا الرسل وقّتت [11] بالواو مضمومة، وقرأ الباقون بهمزة مضمومة} [5] تكتب ألفا لكونها ابتداء، وكذلك رسمت في الإمام وفي سائر المصاحف.
حرف:
قرأ نافع والكسائي {فقدّرنا [23] بتشديد الدال، وكذلك روى الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون بتخفيفها} [6].
__________
(1) التيسير ص 218.
(2) أي: حركها بالرفع، وقوله «خففها» أي: سكنها، وانظر: المبسوط ص 391، السبعة ص 666.
(3) وهي المعتمدة عن أبي بكر، حيث أنه لم يحرك الذال من عذرا إلا يعقوب وحده من القراء العشرة، من طريق روح. انظر: النشر 2/ 217، البدور الزاهرة ص 322.
(4) كذا في (ت)، وفي (م) «الهرسي»، وكلاهما خطأ، والصواب «القورسي»، وما أثبته هو ما في غاية النهاية 1/ 185، والأنساب 4/ 558، وقال:) القورسي (بضم القاف والراء، هذه النسبة إلى قورس، وظني أنها من قرى حلب، والله أعلم).
وقال ابن الجزري عن القورسي هذا: «أبو بكر القورسي وأخوه لا أعرفهما».
(5) التيسير ص 218.
(6) المصدر السابق.(4/1682)
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {كأنه جمالت [33] بغير ألف على التوحيد، ووقف عاصم وحمزة بالتاء، ووقف الكسائي بالهاء ممالة، وقرأ الباقون} {جمالات بالألف على الجمع} [1]، وكلهم كسر الجيم إلا ما رواه هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم وسلامة بن هارون عن أبي معمر عن البزّي عن ابن كثير وعبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنهم ضمّوها (2).
وروى خلّاد والرفاعي وحسين عن أبي بكر أنه يكسرها مثل الجماعة.
حرف:
وكلهم قرأ {هذا يوم لا ينطقون [35] بالرفع} [3] إلا ما رواه يحيى بن سليمان الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أنه نصب (4) وبالياء (5) إلا ما رواه قتيبة عن الكسائي أنه يقف بالياء، ولم يذكر الوصل وهو إذا وقف بالياء وصل كذلك لا شك.
وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان لا يصل مثل ذلك ويتعمّد الوقف عليه، وروى ابن سعدان عن اليزيدي عنه أنه كان إذا وصل مثل ذلك سكّن النون منه.
__________
(1) المبسوط ص 392.
(2) وهي قراءة يعقوب، عن طريق رويس، النشر 2/ 397.
(3) أي: رفع الميم من «يوم».
(4) وهي رواية شاذة، قرأ بها المطوعي، وانظر القراءات الشاذة ص 91.
(5) عطف على قوله «بالرفع»، أي بالغيبة.(4/1683)
ذكر اختلافهم في سورة التساؤل (1)
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان {كلا ستعلمون ثم كلا ستعلمون [4، 5] بالتاء جميعا، وقرأهما الباقون بالياء} [2]، وكذلك روى الأخفش وابن أنس وغيرهما عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمّاد وحمزة والكسائي {وفتحت السماء
[19] بتخفيف التاء، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي وابن أبي أمية} [3] بتخفيف التاء (4)، وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي ويحيى الجعفي وهارون بن حاتم وابن جبير بتشديد التاء.
حدّثنا الفارسي أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: نا ابن شهريار (5)
قال: نا حسين [243/ ب] بن الأسود قال يحيى: قال (6): قلت لأبي بكر:
خالفوني عنك فقالوا: {فتّحت مثقلة.
فضحك وقال: أخطئوا لم يكن عاصم يثقلها، وقرأ الباقون بتشديد التاء، وكذلك روى المفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ حمزة} {لبثين فيها [23] بغير ألف بعد اللام وقرأ الباقون بألف} [7].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وفي رواية ابن أبي حمّاد وابن
__________
(1) وتسمى أيضا ب «النبأ»، و «عم»، و «المعصرات»، انظر مصاعد النظر 3/ 150.
(2) السبعة ص 668، ورواية التاء عن ابن عامر لم يذكرها المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(3) كذا في النسختين، والصواب «ابن أبي أمية»، وقد تقدم.
(4) وهي المعتمدة عن الكوفيين، ومن جملتهم أبو بكر، انظر التيسير ص 190.
(5) محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر القطان، روى عن حسين بن الأسود، وعنه أبو طاهر، وثقه ابن الجزري، وقال فيه الدارقطني: ليس به بأس، وتكلم فيه آخرون، انظر:
تاريخ بغداد 2/ 232، لسان الميزان 5/ 137، غاية 2/ 130، وابن الجزري كلامه مقدم على كلام غيره فيما يتعلق برجال القراءة، وباقي رجال الإسناد تقدم ذكرهم.
(6) كذا في النسختين، ولعلها زائدة، والإسناد صحيح مقبول.
(7) التيسير ص 219.(4/1684)
عطارد عن أبي بكر وحمزة والكسائي {غسّاقا [25] هاهنا بتشديد السّين وقرأ الباقون بتخفيف السين} [1] وقد ذكر.
حرف:
قرأ الكسائي {لغوا ولا كذابا [35] بتخفيف الذال وقرأ الباقون بتشديدها} [2]. نا عبد العزيز بن محمد أن أبا طاهر حدّثهم قال: نا إسماعيل (3) عن أبي عمر عن الكسائي في كتاب «المعاني» (4)، قال: كان الكسائي يقرأ {كذابا خفيفة في الأول ثم رجع فقال:} {كذابا ومات عليه، ولا خلاف في تشديد الذال في قوله:
} {وكذبوا بئاياتنا كذّابا [28] لأجل} {كذبوا} [5].
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير (6) رواية المفضل {ربّ السموات والأرض وما بينهما الرحمن [37] بالخفض في الباء من} {ربّ والنون من} {الرحمن واختلف عن أبي بكر فروت الجماعة عنه كذلك. وروى موسى بن إسحاق عن هارون عنه} {رب} [7] بالخفض والرحمن بالرفع.
وقرأ حمزة والكسائي كذلك بخفض {ربّ ورفع} {الرحمن وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل برفع الاسمين جميعا} [8].
__________
(1) السبعة ص 668.
(2) النشر 2/ 397.
(3) هو ابن يونس، تقدم ص 311، وأنه ضعيف، وطريقه ليست من طرق المصنف عن الدوري عن الكسائي وعليه فالإسناد ضعيف.
(4) في (م) (الفاني) هو خطأ، والصواب ما في (ت)، وهو كتاب لم أعثر عليه، وذكره الذهبي ضمن مؤلفات الكسائي، معرفة 1/ 127.
(5) أي: لأن {كذابا هنا مفعول مطلق، وفعله موجود معه وهو قوله} كذبوا، انظر النشر 2/ 397.
(6) سقطت من (م).
(7) ساقطة من (م).
(8) انظر هذه الأوجه في التيسير ص 219، المبسوط ص 393.(4/1685)
ذكر اختلافهم في سورة والنازعات
حرف:
قرأ نافع وابن عامر والكسائي {أءنا لمردودون [10] على الاستفهام [و]} {إذا كنّا [11] على الخبر وقرأهما الباقون على الاستفهام} [1] والجميع في التحقيق للهمزتين وفي التسهيل للثانية، وفي الفصل بالألف بينهما في حال التحقيق والتسهيل على ما تقدم شرحه في سورة الرعد.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة {ناخرة [11] بالألف، واختلف عن الكسائي فقال لنا محمد بن علي} [2] عن ابن مجاهد أن أبا عمر الدوري يروي عنه أنه كان لا يبالي كيف قرأها بالألف أم بغير ألف (3).
وروى إسماعيل بن يونس عن أبي عمر عنه أن قراءته الأولى {نخرة ثم صار إلى} {ناخرة وروى أحمد بن فرح وعياش بن محمد} [4] عن أبي عمر عنه {نخرة} [5] بغير ألف وإن شئت بألف، وروى محمد بن خالد البرمكي (6)
والحلواني [-6] عن أبي عمر عنه {نخرة بغير ألف. ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه} [8] عن أبي الحارث عن الكسائي أنه كان يقرأ {نخرة ثم رجع إلى} {ناخرة بالألف} [9]، فوافق ما رواه ابن يونس عن أبي عمر.
__________
(1) النشر 1/ 374باب الهمزتين من كلمة.
(2) ساقطة من (م).
(3) الأثر في السبعة ص 671، وابن مجاهد يروي عن أبي عمر من طريق ابن عبدوس كما في مقدمة السبعة ص 98.
(4) روايتهما عن الدوري ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(5) في (م) بعد قوله «نخرة» زيادة «عنه».
(6) (6) و (7) روايتهما عن أبي عمر ليست من طرق المصنف أيضا، والمعروف أن البرمكي الراوي عن أبي عمر اسمه «محمد بن أحمد» كما تقدم، أما «محمد بن خالد» فلم أجده، ولعل الداني نسبه إلى جد أبيه، فيكون هو نفسه السابق.
(8) ذكرهم ابن مجاهد في مقدمة كتابه السبعة ص 98.
(9) الأثر في السبعة ص 671، وفي المبسوط ص 394بمعناه، وقال ابن الجزري في النشر 2/ 397: «هذا الذي عليه العمل عن الكسائي، وبه نأخذ»، ثم ذكر أثر عياش بن محمد المتقدم، لكن من رواية جعفر بن محمد.(4/1686)
وروى أبو موسى (1) عنه {نخرة وقال: قال الكسائي وأنا أقرؤها} {ناخرة
وروى سورة} [2] عنه {ناخرة بألف لم يذكر غير ذلك، وروى نصير وقتيبة عنه بغير ألف} [3]، وقرأ الباقون بغير ألف وكذلك روى حفص والمفضل (4) عن عاصم.
{طوى اذهب [16، 17] قد ذكر} [5] كلهم ضم الطاء فيه إلا ما رواه عبد الجبار بن محمد العطاردي والحسن بن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه كسر الطاء، وكذلك روى أبو زيد النحوي عن أبي عمرو (6)، وخالفتهما الجماعة عن أبي بكر فروت عنه ضم الطاء.
حرف:
قرأ الحرميان {إلى أن تزّكّى [18] بتشديد الزاي، وقرأ الباقون بتخفيفها} [7] وأمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة ما اتصل من ذلك بكتابة مؤنث وما لم يتصل (8) من لدن قوله: {هل أتاك حديث موسى [15] إلى آخرها ما خلا} {دحاها [30] فإن الكسائي أمالها، وروى المنذر بن محمد عن هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ} {دحها بالكسر فوافق الكسائي لم يأت بذلك أحد [244/ أ] عن أبي بكر غير هارون وفتحها حمزة وأمال أبو عمرو من ذلك} {الكبرى [20] [34] في الموضعين و} {لمن يرى [36] و} {ذكريها [43] إمالة خالصة} [9] وما عدا ذلك بين بين، وقرأ نافع جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه في سورة والنجم (10) وفي باب الإمالة، وقرأ الباقون بإخلاص فتح جميع ذلك (11).
__________
(1) هو الشيزري، تقدم.
(2) هو ابن المبارك، تقدم، وطريقه عن الكسائي خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) المبسوط ص 394، التيسير ص 219.
(4) في (م) «الفضل».
(5) في سورة طه.
(6) وروايته عن أبي عمرو ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) السبعة ص 671، النشر 2/ 397.
(8) يعني: اتصال الألف بهاء التأنيث نحو «بنها، فسواها».
(9) في (م) «خالفته»، وهو خطأ.
(10) ص 229.
(11) انظر الأوجه في إمالة أواخر الآي: التيسير ص 220219، الإتحاف ص 432.(4/1687)
ذكر اختلافهم في سورة عبس
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية أبي بكر {فتنفعه الذكرى [4] بنصب العين، واختلف في ذلك عن أبي بكر عنه فروى يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي وابن أبي أمية والمعلى بن منصور} [1] وعبد الجبار العطاردي وبريد بن عبد الواحد عنه عن عاصم أنه نصب العين (2)، وروى الكسائي ويحيى الجعفي والأعشى وابن أبي حمّاد وعبيد بن نعيم وهارون عن حسين والمنذر عن هارون عنه أنه رفعها، وروى الجيزي عن الشموني عن الأعشى أنه نصبها، وخالفه الخيّاط عن الشموني وابن غالب والتيمي ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى، وقال خلف والرفاعي والعجلي عن يحيى بن آدم: رددتها على ابن كثير (3) مرارا كل ذلك ينصبها وقرأ الباقون برفع العين.
حرف:
وكلهم قرأ {عنه تلهّى [10] بفتح اللام وتشديد الهاء إلا ما رواه الحلواني عن شباب عن عصمة عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ تلهّى بجزم اللام} [4]
خفيفة، لم يروه أحد غيره.
حرف:
قرأ الحرميان {تصّدّى [6] بتشديد الصاد وقرأ الباقون بتخفيفها} [5].
حرف:
قرأ الكوفيون {أنا صببنا الماء صبّا [25] بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها} [6]. أمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من أولها إلى قوله: {تلهّى
وأمال أبو عمرو} {الذكرى وما عداه بين بين، وقرأ نافع جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه، وأخلص الباقون فتح جميع ذلك} [7] والله أعلم.
__________
(1) معلى بن منصور، أبو يعلى الرازي، روى عن أبي بكر، وحدث عن مالك والليث، مات سنة 211هـ، وثقه العجلي، وابن الجزري. انظر غاية 2/ 304.
(2) وهي المعتمدة عن عاصم براوييه. انظر: التيسير ص 220، النشر 2/ 398.
(3) كذا في النسختين، وهو خطأ لأن يحيى لم يدرك ابن كثير، ولا قرأ عليه، بل الصواب «أبي بكر»، ثم إن ابن كثير من جملة القراء الذين يرفعون العين، فكيف يروى عنه أنه نصبها؟!
(4) أي: بسكون اللام، وتقدم إسناد الرواية، وأنه ضعيف.
(5) المبسوط ص 396، النشر 2/ 398.
(6) المصدران السابقان.
(7) التيسير ص 220.(4/1688)
ذكر اختلافهم في سورة التكوير
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {وإذا البحار سجرت [6] بتخفيف الجيم وقرأ الباقون بتشديدها} [1].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وعاصم بخلاف عن أبي بكر {وإذا الجحيم سعّرت [12] بتشديد العين، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى العليمي والبرجمي والأعشى والكسائي وابن أبي أمية وابن جبير ويحيى الجعفي وحسين الجعفي وأبو المعافى وهارون بن حاتم} {سعّرت [12] مثقلة، وكذلك روى ضرار بن صرد عن يحيى بن آدم والعليمي عن أبي هشام عنه عن أبي بكر، وروى خلف ومحمد بن المنذر وحسين العجلي والصيريفيني عن يحيى والقطيعي عن أبي هشام عنه وأبو عبيد عن الكسائي وابن أبي حمّاد وعبيد بن نعيم عن أبي بكر} {سعرت مخفّفة} [2]، وقرأ الباقون بتخفيف العين (3)، وكذلك روى الحلواني عن هشام نصّا، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام، وحكاه عن أصحابه عنه، وبه قرأت من طريق الحلواني عنه، وقد حكى لي فارس عن قراءته على عبد الباقي في رواية الحلواني وعلى أبي طاهر في رواية ابن عبّاد عن هشام بتشديد العين، والتخفيف هو الصحيح عنه وبه آخذ.
حرف:
وكلهم قرأ {وإذا العشار عطّلت [4] بتشديد الطاء إلا ما رواه مضر} [4]
بن محمد عن البزّي عن ابن كثير أنه خفّفها فقال لنا محمد بن علي: قال لنا ابن مجاهد: قال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في {يعتدونها و} {ما هو بميت
[إبراهيم: 17] و} إذا العشار عطلت [4] فكان يخفّفها فقال لي القوّاس: سر إلى [244/ ب] أبي الحسن فقل له: ما هذه القراءة التي قرأتها لا نعرفها؟ فسرت إليه فقال: قد رجعت عنها، وروى ابن مخلد عن البزّي بتشديد الطاء، وأحسبه روى التشديد عنه بعد رجوعه عن التخفيف.
__________
(1) السبعة ص 673.
(2) وهي التي اعتمدها المصنف في التيسير ص 220عن أبي بكر.
(3) النشر 2/ 398.
(4) في (م) «المصريون» ومضروب عليها، ومصححة في الهامش «مضر»، وقد تقدم.(4/1689)
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي {بظنين [24] بالظاء} [1] وقرأ الباقون بالضاد (2)، وكذلك رسم في جميع المصاحف.
__________
(1) سقطت من (م).
(2) النشر 2/ 398.(4/1690)
ذكر اختلافهم في سورة الانفطار
حرف:
قرأ الكوفيون {فعدلك [7] بتخفيف الدال، وقرأ الباقون بتشديدها} [1]
وكذلك روى أبو زيد عن المفضل عن عاصم.
حرف:
وكلهم قرأ {كلا بل تكذبون [9] بالتاء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالياء، لم يروه أحد غيره وهي قراءة أبي جعفر المدني} [2].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {يوم لا تملك [19] برفع الميم، وقرأ الباقون بنصبها} [3].
{وما أدراك [17] مذكور قبل} [4].
__________
(1) التيسير ص 220، ولم يذكر رواية أبي زيد، ولا ابن الجزري في النشر.
(2) النشر 2/ 399.
(3) السبعة ص 674.
(4) في سورة يونس.(4/1691)
ذكر اختلافهم في سورة المطففين
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحماد وابن عامر في رواية الوليد بن عتبة عن أيوب وحمزة والكسائي {بل ران [14] بإمالة فتحة الراء، واختلف عن أبي بكر فروى الأعشى والبرجمي وابن جبير عن الكسائي عنه أنه فخّم الراء، وروى سائر الرواة عنه أنه أمالها، وكذلك روى أبو عبيد عن الكسائي عنه، وروى خلف عن المسيّبي عن نافع إمالة الراء بين الفتح والكسر} [1]، وخالفه ابن المسيّبي وابن سعدان فرويا عن المسيّبي أن الراء مفتوحة. وكذلك روى إسماعيل وقالون وورش عن نافع، وكذلك قرأ الباقون (2). وقال أحمد ابن واصل عن اليزيدي عن أبي عمرو: الراء مكسورة (3) لم يرو ذلك عنه أحد غيره.
حدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن قطن قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي عن أبي عمرو {بل ران مفتوحة، وكذلك قال أبو عمرو وأبو شعيب وأبو حمدون واليزيديون، وسائر الرواة عنه وعلى ذلك أهل الأداء، ووقف عاصم في رواية حفص من غير طريق القوّاس على اللام وقفة يسيرة مع مراد الوصل} [4]، هذا قول عمرو وعبيد عنه.
وقال الزهراني عنه أنه يكمل اللام يعني لا يدغمها ويكسر الراء، لم يرو الإمالة عنه غيره وقال هبيرة عنه {بل ران [14] لا يدغم} [5].
ونا ابن غلبون قال: نا علي بن محمد ح وحدّثنا أبو الفتح قال: نا عبد الله بن الحسين قالا: نا أحمد بن سهل عن علي بن محصن أن أبا حفص وأبا شعيب القوّاس كانا يقفان على اللام من {بل ران وعلى النون} من راق [القيامة: 27] ووصل الباقون اللام بالواو، واختلفوا في إدغامها وفي إظهارها فكلهم أدغمها إلا ما اختلف
__________
(1) الأثر في السبعة ص 675.
(2) انظر: التيسير ص 220، النشر 2/ 60.
(3) كذا في النسختين، ولعل الصواب «الراء مكسورة»، وقوله «مكسورة» أي: ممالة.
(4) وتسمى هذه الوقفة اليسيرة السكت، انظر هداية القارئ ص 411409.
(5) أي: بسبب السكت، لأن السكت يوجب إظهار اللام، ويمنع إدغامها في الراء.(4/1692)
فيه عن نافع وعن أبي بكر وعن عاصم (1)، فأما نافع فروى ابن المسيّبي وابن سعدان عن المسيّبي عنه أنه أظهرها، وكذلك روى العثماني وأحمد بن قالون وسالم بن هارون عن قالون وأبي عون عن الحلواني عنه.
وحدّثنا عبد الله بن محمد قال: نا عبيد الله بن أحمد قال: نا أحمد بن عثمان قال: نا الحسين (2) بن علي، قال: نا (3) أبو عون، عن [-3] قالون: {بل ران مظهرة اللام عند الراء، وقال الرازي} [5] عن الحلواني: سألت قالون كيف أصنع باللام؟ قال:
تبيّنه (6)، نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني محمد بن الفرج عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع {بل ران غير مدغمة} [7]، ونا محمد قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني أحمد يعني ابن أبي خيثمة (8) عن خلف عن إسحاق عن نافع أنه أدغم اللام ولفظ بالرائين الكسر والفتح (9)، وروى سائر الرواة عن نافع إدغام اللام في الراء (10)، وأما أبو بكر فروى عنه ابن أبي حمّاد وابن عطارد أنه بيّن اللام وكسر الراء، وروى عنه سائر الرواة إدغامها.
وجاء بذلك نصّا خلف وضرار عن يحيى بن آدم والأعشى [245/ أ] وابن أبي أمية والجعفي وأبو عبيد عن الكسائي، وروى حسين المروزي وأبو شعيب القوّاس عن حفص أنه أدغم اللام في الراء، لم يأت بذلك نصّا عنه غيرهما، زاد القوّاس بفتح الراء (11).
__________
(1) كذا في النسختين، والصواب «عن عاصم» بدون «واو».
(2) كذا في النسختين «الحسين»، وهو خطأ والصواب «الحسن»، وقد تقدم.
(3) (3) و (4) «نا» و «عن» سقطتا من (م).
(5) هو محمد بن أحمد، تقدم.
(6) انظر الأثر في المبسوط ص 403.
(7) انظر الأثر في السبعة ص 675، والإسناد صحيح.
(8) أحمد بن زهير بن حرب، أبو بكر البغدادي، الإمام الكبير، روى عن أبيه وخلف، وعنه ابن مجاهد، مات سنة 279هـ، غاية 1/ 54.
(9) انظر الأثر في السبعة ص 675، والإسناد صحيح، رجاله ثقات أثبات.
(10) وهو المأخوذ به في الأداء عنه، وعن أبي بكر، انظر البدور الزاهرة ص 339.
(11) أي: إدغام بلا إمالة.(4/1693)
وقال الزهراني عنه: يكمل اللام ويكسر الراء يريد بقوله يكمل اللام بينهما ولا يدغمها، وقال هبيرة عنه: لا يدغمها (1).
حرف:
قرأ الكسائي {خاتمه مسك [26] بفتح الخاء والتاء وألف بينهما، وروى أبو موسى عنه كسر التاء لم يرو ذلك عنه غيره، وقرأ الباقون بكسر الخاء وفتح التاء وألف بعدها} [2].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية أحمد بن أنس عن ابن ذكوان، وفي رواية إبراهيم بن عبّاد عن هشام بإسنادهما عنه {انقلبوا فكهين [31] بغير ألف بعد الفاء، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان، وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ على ابن الأخرم عن الأخفش وسائر أصحاب ابن الأخرم عن الأخفش على خلاف ذلك} [3]، وقرأ الباقون بألف، وكذلك روى الأخفش والتغلبي وابن المعلى وغيرهم عن ابن ذكوان والحلواني وابن أبي حسّان والباغندي وابن دحيم وغيرهم عن هشام (4)،
وحدّثنا ابن غلبون قال نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر فاكهين بألف، والله أعلم.
__________
(1) سبق أن ذكر المصنف أثري الزهراني وهبيرة ص 331.
(2) انظر التيسير ص 221.
(3) انظر النشر 2/ 355.
(4) وهي التي لم يذكر غيرها المصنف في التيسير ص 221عن ابن عامر.(4/1694)
باب ذكر اختلافهم في سورة الانشقاق
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وأبو عمرو وحمزة {ويصلى سعيرا
[12] بفتح الياء وإسكان الصاد وتخفيف اللام، واختلف عن أبي بكر في فتح الياء وضمّها فروى يحيى الجعفي وهارون بن حاتم عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عنه أنه ضمّ الياء، وروى سائر الرواة عنه أنه يفتح الياء، واتفقوا عنه على التخفيف} [1]، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام (2).
حرف:
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي {لتركبن [19] بفتح الباء، وقرأ الباقون بضمها} [3].
الأعشى عن أبي بكر وابن غالب عن اليزيدي قري بغير همز وقد ذكر.
__________
(1) وهي المعتمدة عن عاصم براوييه، انظر التيسير ص 221.
(2) النشر 2/ 399.
(3) المبسوط ص 400.(4/1695)
ذكر اختلافهم في سورة البروج
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمزة والكسائي في غير رواية قتيبة {ذو العرش المجيد [15] بخفض الدال وقرأ الباقون والكسائي في رواية قتيبة برفع الدال} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {ذو العرش بالواو على ما رسم في جميع المصاحف إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر قرأ} {ذي العرش بالياء وذا على قولك:} {إن بطش ربك [12]} [2].
حرف:
قرأ نافع {في لوح محفوظ برفع الظاء وقرأ الباقون بخفضها} [3] والله أعلم.
__________
(1) السبعة ص 678.
(2) يعني: أن «ذا» في هذه الرواية مخفوضة لأنها صفة ل «ربك»، وهي بهذا الوجه مخالفة للرسم المتواتر. وانظر المحرر الوجيز 15/ 392، ولم يذكرها صاحبا «التيسير»، و «النشر».
(3) والرفع على أن «محفوظ» نعت ل «قرآن»، والخفض على جعله نعتا ل «لوح»، انظر الكشف 2/ 369، زاد المسير 9/ 79، النشر 2/ 399.(4/1696)
ذكر اختلافهم في سورة الطارق
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة {لمّا عليها [4] بتشديد الميم، وقرأ الباقون بتخفيفها} [1] وقد ذكر في يس (2)،
وذكر {ما أدراك [2] في سورة يونس عليه السلام.
__________
(1) التيسير ص 221.
(2) عند قوله} لما جميع لدينا (32).(4/1697)
ذكر اختلافهم في سورة الأعلى عزّ وجل
حرف:
قرأ الكسائي {والذي قدر [3] بتخفيف الدال، وكذلك روى محمد بن عبد الله الجيزي عن الشموني عن الأعشى، لم يرو ذلك عنه غيره، وقرأ الباقون بتشديد الدال} [1].
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي في رواية قتيبة {بل يؤثرون [16] بالياء وقرأ الباقون بالتاء} [2] وكذلك روت الجماعة عن الكسائي.
حرف:
وروى الشموني عن الأعشى عن أبي عن أبي بكر {سنقريك [6] غير مهموز وبذلك قرأت، وكذلك روى ابن غالب والتيمي عن الأعشى [245/ ب] عن} [3] ضرار عن يحيى. أمال أواخر آي هذه السورة كلها حمزة والكسائي، وأمال أبو عمرو {الذكرى [9] و} {لليسرى} [4] [8] و {الكبرى [12] وما عدا ذلك بين بين، وقرأ نافع جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه، وأخلص الباقون فتح ذلك كله} [5].
__________
(1) الإتحاف ص 437.
(2) النشر 2/ 400.
(3) هكذا في النسختين، وهو خطأ، والصواب «وضرار عن يحيى»، لأن الأعشى لا يروي عن ضرار، إنما هو راوية لأبي بكر.
(4) في (ت) «البشرى» وهو خطأ، وأثبت الصواب في المتن لأنها آية، وهو موافق لما في (ت).
(5) انظر التيسير ص 221.(4/1698)
ذكر اختلافهم في سورة الغاشية
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وأبو عمرو {تصلى [4] بضم التاء وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح التاء} [1].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام {من عين ءانية [5] بإمالة فتحة الهمزة وقرأ الباقون بإخلاص فتحها} [2] وقد ذكر.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {لا يسمع فيها [11] بالياء وضمها} {لاغية
بالرفع، وقرأ نافع بالتاء وضمّها و} {لاغية بالرفع، واختلف عن إسماعيل عنه في التاء، فروى الهاشمي وأبو عمر وابن جبير عن الكسائي عنه عن نافع بالتاء، وروى أبو عبيد عنه بالياء مثل أبي عمرو. ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن هارون ح} [3] وحدّثنا أبو الفتح قال: نا أحمد ابن محمد قالا: نا محمد بن محمد قال: نا أبو عمر قال: نا إسماعيل عن نافع {لا تسمع بالتاء، وبذلك قرأت في رواية أبي عمر من طريق ابن عبدوس وابن فرح، وقرأ الباقون بالتاء وفتحها} {لاغية بالنصب} [4]، وروى الحلواني عن هشام وابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر والكسائي عن إسماعيل عن نافع والخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر وابن شاهي عن حفص وزرعان بن أحمد عن عمرة (5) عن حفص عن عاصم، والصواف (6) عن ابن غالب عن شجاع عن أبي عمرو ويونس بن حبيب (7) عنه والفرّاء (8) عن الكسائي بمسيطر [22] بالسين،
__________
(1) النشر 2/ 400.
(2) البدور الزاهرة ص 341.
(3) سقطت من (م).
(4) النشر 2/ 400.
(5) كذا في (ت)، وفي «عمرو» وهو الصواب.
(6) في (م) «والصواب» وهو خطأ، والصواف هو الحسن بن الحسين، تقدم ص 331.
(7) يونس بن حبيب، أبو عبد الرحمن الضبي ولاء روى عن أبي عمرو، مات سنة 185هـ.
غاية 2/ 406، وروايته عن أبي عمرو خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(8) يحيى بن زياد بن عبد الله، أبو زكريا الأسلمي، شيخ النحاة، روى عن شعبة، والكسائي، وعنه محمد بن الجهم، وغيره، مات سنة 207هـ. غاية 2/ 371، ثم ذكر روايته لهذا الحرف.
ورواية الفراء عن الكسائي ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.(4/1699)
وقرأ الباقون بالصاد، وحمزة بخلاف عن خلّاد يشمّها، وقد ذكر في الطور (1).
ذكر اختلافهم في سورة الفجر
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {والوتر [2] بكسر الواو وقرأ الباقون بفتحها} [2].
حرف:
قرأ ابن عامر {فقدّر عليه [16] بتشديد الدال، وقرأ الباقون بتخفيفها} [3]، ولم يذكر ابن مجاهد هذا الحرف في كتابه.
حرف قرأ أبو عمرو {بل لا يكرمون [17]} {ولا يحضّون [18] و} {يأكلون [19] و} {يحبّون [20] بالياء في الأربعة، وقرأ الباقون بالتاء} [4]، وقرأ الكوفيون {ولا تحاضون [18] بألف بعد الحاء، وكلهم فتح التاء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر وأبو موسى عن الكسائي أنهما ضمّا التاء، لم يروه عنهما غيرهما، ولا روى إثبات الألف عن ابن عامر غير الوليد، وقرأ الباقون بغير ألف بعد الحاء مع ضمّها} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل والكسائي {لا يعذب [25] و} {لا يوثق
[26] بفتح الذال والثاء وقرأ الباقون بكسر الذال والثاء} [6].
{وجايء يومئذ [23] قد ذكر} [7] والله أعلم.
فيها من ياءات الإضافة ثنتان {ربّي أكرمن [15]} {ربّي أهانن [16] فتحها الحرميان وأبو عمرو، وكذلك روى الوليد عن يحيى وابن بكار عن أيّوب عنه عن ابن عامر وأسكنها الباقون} [8].
__________
(1) عند قوله أم هم المصيطرون (37) ص 1605.
(2) التيسير ص 222.
(3) النشر 2/ 400.
(4) المبسوط ص 407.
(5) النشر 2/ 400. ولم يذكر المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر رواية الوليد عن ابن عامر، ولا رواية أبى موسى عن الكسائي.
(6) وهو المعتمد عن عاصم براوييه، انظر النشر 2/ 400.
(7) في سورة البقرة.
(8) التيسير ص 222، ولم يشر إلى الاختلاف على ابن عامر.(4/1700)
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط أربع: أولاهنّ {إذا يسر [4] أثبتها في الحالين ابن كثير وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو والكسائي في رواية قتيبة وأبي موسى وسورة بن المبارك وأحمد بن واصل، ولم يأت بذلك نصّا عن اليزيدي إلا عبد الرحمن وأبو حمدون وابن جبير في مختصره، وروى العباس البلخي} [1] عن أبي حمدون أن اليزيدي رجع قبل موته عن الوصل بياء فحذفها.
وروى محمد بن عيسى (2) عن نصير عن الكسائي بياء في الوصل قال: ثم همّ أن يرجع لأنها رأس آية، ونا ابن خاقان قال: نا أحمد قال: نا علي قال: نا أبو عبيد قال:
كان الكسائي يقرأ {يسري بالياء هذا} [3] ثم رجع إلى غيره، وحذفها الباقون والكسائي في رواية الدوري [246/ أ] وأبي الحارث ونصير في الحالين (4)، قال أبو عمرو: لا يثبت الياء فيها إذا وصل ولا إذا وقف، وقال أبو الحارث بغير ياء إذا (5)
رجع عن إثبات الياء في الوصل.
وكذلك روى أبو زيد عن نافع عن إسماعيل (6).
{بالواد أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير في رواية البزّي وابن فليح، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن قنبل} [7]، وعن غيره من الرواة عنه في كتاب الاختلاف (8) إنه يثبت الياء في الحالين، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته في رواية قنبل والبزّي وابن فليح.
__________
(1) كذا في النسختين، والصواب «أبو العباس»، وقد تقدم.
(2) محمد بن عيسى بن إبراهيم، أبو عبد الله الأصبهاني، إمام كبير مشهور، روى عن خلاد، ونصير، وعنه جماعة. غاية 2/ 223.
(3) كذا في النسختين، والصواب «دهرا»، والتصويب من السبعة ص 683.
(4) النشر 2/ 400.
(5) كذا في النسختين، ولعل الصواب «إذ» بدون ألف بعد الذال، فتكون تعليلية.
(6) كذا في النسختين، وهو أمر عجيب، فإن أبا زيد وهو سعيد بن أوس لم يدرك نافعا ولا إسماعيل، ثم إن إسماعيل يروي عن نافع، ولا عكس، فالله أعلم بمراد المصنف، إلا أن يكون هذا الخطأ وقع من الناسخ، وهو الأقرب.
(7) انظر السبعة ص 683.
(8) لم أجده بعد بحث.(4/1701)