غير المنوّنة بغير همز ويقف بالألف (1) مثل: {نبأ نوح [يونس: 71] و} {أن لّا ملجأ.
1680 - وقال ابن واصل والضبّي: حمزة يقف} {إن امرؤا [النساء: 176] و} {من شاطىء [القصص: 30] زاد ابن واصل} {الله يستهزئ بهم [البقرة: 15] بغير همز ولا مدّ. ثم قال ابن واصل:} {يبدئ الله الخلق} [2] [العنكبوت: 19] و {يبدئ ويعيد [البروج:
13]} [3] يقف على جميعه وشبهه بياء ثم يشير إلى إعرابها.
1681 - قال أبو عمرو: والإشارة إلى الإعراب في هذا الضرب من التخفيف غير جائز لما سنبيّنه بعد.
1682 - وقال أبو العباس (4) الورّاق، عن خلف عن سليم، عن حمزة، وسائر أصحاب سليم عنه في هذا الباب مثل قول ابن واصل والضبّي، وإلى ذلك ذهب ابن مجاهد وأبو طاهر وغيرهما من علمائنا. وقال الدوري عن خلف عن سليم عن حمزة أنه يقف {ومكر السّيّئ [فاطر: 43] بياء ساكنة.
1683 - قال أبو عمرو: والرّوم والإشمام ممتنعان في هذا الضرب على المذهبين المذكورين جميعا} [5] لأن الهمزة في حال البدل تصير حرف مدّ ولين خالصا، [و] (6) في حال التسهيل بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها، والرّوم والإشمام لا يكونان في حرف ساكن محض ولا في حرف معرب منه (7)، وإنما يكونان في حرف متحرّك صحيح.
1684 - وقد (8) اختلف علماؤنا في كيفية تسهيل ما جاء من الهمز المتطرّف
__________
(1) في م: (يقف الألف). ولا يستقيم به السياق.
(2) العنكبوت / 19. ولم يذكر لفظ الجلالة في ت، م.
(3) البروج / 13. وسقطت = ويبدي = من ت.
(4) أحمد بن إبراهيم بن عثمان، وراق خلف، مشهور، كان أحد الحذاق، وكان ثقة. توفي في حدود السبعين ومائتين. تاريخ بغداد 4/ 8، غاية 1/ 34. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وهو من طرق المستنير لابن سوار كما أشار في غاية النهاية 1/ 34.
(5) وهما تسهيل الهمزة على حركة ما قبلها بالبدل، وتسهيلها على حركتها بين بين.
(6) زيادة ليستقيم السياق. أي وفي حال التسهيل تصير بين الهمزة الخ.
(7) سقطت (منه) من م. والمراد بالحرف المقرب من الساكن الهمزة المسهلة بين بين.
(8) من هنا إلى نهاية الفقرة الخامسة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 460) من قول الداني في جامعه.(2/576)
مرسوما في المصحف، على نحو حركته (1)، كقوله: {فقال الملؤا الّذين كفروا
[المؤمنون: 24] وهو الحرف الأول من سورة المؤمنين، وكذلك الثلاثة} [2] الأحرف الذين في النمل لا غير، وكذلك {تفتؤا [يوسف: 85]، و} {يتفيّؤا [النحل: 8]، و} {يبدؤا [النمل: 64]، و} {ويدرؤا [النور: 8]، و} {يعبؤا [الفرقان: 77]، و} {ينشّؤا
[الزخرف: 18]} [3]، و {ينبّؤا [القيامة: 13]} [4]، وما أشبهه مما صوّرت الهمزة فيه واوا على حركتها أو على مراد الوصل. وكذلك {من نّبإى المرسلين [الأنعام: 34] وشبهه مما رسمت فيه ياء على ذلك أيضا.
1685 - فقال بعضهم: تسهيل الهمزة في جميع ذلك على حركة ما قبلها، فتبدل ألفا ساكنة حملا على سائر نظائره، وإن اختلفت صورتها فيه إذ ذلك هو القياس، وهذا كان مذهب شيخنا أبي الحسن} [5] رحمه الله.
1686 - وقال آخرون: تسهيل الهمزة في ذلك بأن تبدل بالحرف الذي منه حركتها موافقة لرسمها تبدل واوا ساكنة في قوله: {الملؤا [المؤمنون: 24] وبابه تبدل ياء ساكنة في قوله:} {من نّبإى المرسلين ونحوه. وهذا كان مذهب شيخنا أبي الفتح} [6] رحمه الله، وهو اختياري أنا، وإن كان المذهب الأول هو القياس فإن هذا أولى من جهتين:
إحداهما أن أبا هشام وخلفا رويا عن حمزة نصّا أنه كان يتبع في الوقف على الهمزة خط المصحف، فدلّ على أن (7) وقفه على ذلك كان بالواو وبالياء على حال رسمه دون الألف لمخالفتها (8) إياه.
__________
(1) الأصل في رسم الهمزة المتطرفة أن ترسم بصورة الحرف الذي منه حركة ما قبلها. انظر المقنع للداني 65، 68.
(2) في ت: (الثلاث). وهو خطأ.
(3) الزخرف / 18. وفي م: (نشوءا) وهو في هود / 87. وكلاهما صحيح.
(4) ص / 21. وفي ت (يتبوأ) وهو في يوسف / 56. والهمزة فيه مرسومة على ألف بحسب حركة ما قبلها. وانظر المقنع / 62.
(5) طاهر بن غلبون.
(6) فارس بن أحمد.
(7) في م: (أنه). وهو غير مرضي والذي في النشر (1/ 461) موافق لما في ت.
(8) في ت، م، والنشر (لمخالفتهما). ولا يستقيم به السياق.(2/577)
والجهة الثانية: أن خلفا قد حكى ذلك عن حمزة منصوصا.
1687 - فحدّثنا (1) محمد بن أحمد الكاتب قال: حدّثنا محمد بن القاسم قال:
حدّثنا إدريس عن خلف قال: كان حمزة يشمّ الياء في الوقف ما كان فيه ياء مثل {من نّبإى المرسلين [الأنعام: 34] و} {تلقآئ نفسى [يونس: 15] و} {وإيتآئ ذى القربى
[النحل: 90] و} {ومن ءانآئ الّيل [طه: 13].
1688 [و]} [2] روى محمد بن (3) الجهم، عن خلف، عن سليم، عن حمزة أنه كان يقف {يعبؤا [الفرقان: 77] و} {تفتؤا [يوسف: 85] و} {الملؤا [البقرة: 246] و} {يدرؤا [النور: 8] بالواو من غير إشارة إلى الهمزة.
1689 - قال أبو عمرو: وهذه} [4] الكلم في المصاحف مرسومة بالياء والواو، ومع هاتين الجهتين، فإن إبدال الهمزة بالحرف الذي من حركتها دون حركة ما قبلها في الوقف خاصة في نحو ذلك لغة معروفة حكاها سيبويه وغيره من النحويين.
1690 - قال سيبويه (5): (يقولون في الوقف هذا الكلو فيبدلون من الهمزة واوا، ومررت بالكلي، ويبدلون منها ياء، ورأيت الكلا فيبدلون منها ألفا حرصا على البيان).
قال: (وهم الذين يحقّقون في الوصل). فوجب استعمال هذه اللغة، في مذهب هشام وحمزة، في الكلم المتقدمة لأنهما من أهل التحقيق في الوصل كالعرب الذي (6) جاء عنهم (7) ذلك.
1691 - على أن محمد بن أحمد بن واصل قد حكى في كتابه الوقف والابتداء في قوله: أو من ينشّؤا [الزخرف: 18] قال: إن شئت وقفت على الألف ساكنة وإن شئت وقفت وأنت تروم الضم، يعني: بالواو على حال الرسم، فدلّ ذلك على استعمال الوجهين وجوازهما في مذهب حمزة.
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1677.
(2) زيادة ليستقيم بها السياق.
(3) من الطريق الثاني والثلاثين بعد الثلاث مائة.
(4) من هنا إلى نهاية الفقرة التالية، نقله ابن الجزري في النشر (1/ 461) من قول الداني في جامعه.
(5) انظر الكتاب 4/ 178تحقيق عبد السلام محمد هارون.
(6) انظر التعليق على الفقرة / 7.
(7) في ت (منهم)، والذي في م هو الموافق لما في النشر.(2/578)
1692 - وأما إذا كان ما قبل الهمزة ساكنا فإنه ينقسم قسمين: أصليّا وزائدا.
1693 - فأما الأصلي فإنهما ينقلان إليه حركة الهمزة ويحركانه بها فتسقط من اللفظ لسكونها، وتقدير سكون الحرف المنقول إليه حركتها، وسواء كان حرف علّة:
ياء، أو واوا أو كان حرف صحة من سائر الحروف، وذلك نحو قوله: {سىء بهم
[هود: 77] و} {حتّى تفىء [الحجرات: 9] و} {وجاىء [الزمر: 69] و} {يضىء [النور: 35] و} {المسىء [غافر: 58] و} {من شىء [آل عمران: 92] و} {عليه شىء [آل عمران: 5] و} {أن تبوأ [المائدة: 29] و} {ليسئوا [الإسراء: 7] و} {لتنوءا [القصص: 76] و} {بالسّوء [البقرة: 169] و} {مطر السّوء [الفرقان: 40] و} {المرء [النبأ: 40] و} {بين المرء [البقرة: 102] و} {جزءا [الحجر: 44]} [1]، و {دفء [النحل: 5] و} {الخبء
[النحل: 25] و} {مّلء الأرض [آل عمران: 91] وما أشبهه.
1694 - وقد أجاز بعض علمائنا في الياء والواو البدل والإدغام في الوقف حملا للأصل} [2] على الزائد، وذلك قياس ما حكاه ابن (3) واصل، وأبو أيوب (4)
الضبّي عن أصحابهما، عن حمزة: من الوقف على قوله: {شيئا [البقرة: 48] و} {كهيئة [آل عمران: 49] بالتشديد، على أن الضبّي قد روى عن أصحابه: الوقف على} {لتنؤا [الإسراء: 7]} [5] بتشديد الواو فدلّ على إجراء القياس في نظائره، وبذلك أقرأني أبو الفتح (6) عن قراءته.
1695 - وقد حكى ذلك يونس (7)، والكسائي جميعا عن العرب وأجازاه والنقل
__________
(1) الحجر / 44. وفي ت، م: (جزءا) وهو من الهمز المتوسط، انظر أمثلة الفقرة / 1743.
(2) في م: (الأصل) وهو خطأ لأنه لا يناسب المقام.
(3) محمد بن أحمد بن واصل.
(4) سليمان بن يحيى بن أيوب.
(5) في م: (ليسؤا).
(6) فارس بن أحمد وطرقه بعرض القراءة هي من الخامس والثلاثين إلى التاسع والثلاثين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة، وذلك في قراءة حمزة. وأما في رواية هشام عن ابن عامر فهي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، والخامس عشر، وكلها بعد المائتين.
(7) يونس بن حبيب، الضبي البصري أبو عبد الرحمن، إمام في النحو واللغة، سمع من العرب، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. البلغة في تاريخ أئمة اللغة لمجد الدين الفيروزآبادي / 295، بغية الوعاة 2/ 365.(2/579)
أوجه وأقيس. وبه قرأت على أبي الحسن (1) وغيره.
1696 - وأما الساكن الزائد، فيكون ياء أو واوا [فيبدءون] من الهمزة التي بعدهما بأيّ حركة تحرّكت حرفا صحيحا من جنسهما ويدغمانها فيه فرقا بين الزائد والأصلي، فيقفان على ما فيه الواو بواو مشددة كقوله: {ثلثة قروء [البقرة: 228] لا أعلم في كتاب الله غيره. وعلى ما فيه الياء بياء مشددة كقوله:} {إنّما النّسىء [التوبة:
37] و} {برىء [الأنعام: 19] و} {درّيء [النور: 35]} [2] على قراءة حمزة وما أشبهه، وهذا ما لا خلاف فيه بين القرّاء والنحويين.
1697 - والرّوم والإشمام جائزان في الحرف المتحرّك بحركة الهمزة (3)، وفي المبدل منها (4) إن انضما، والرّوم خاصة إن انكسرا والإسكان وحده إن انفتحا كالهمزة سواء لأن حركتها ثابتة فيهما كثبوتها فيها، على أن محمد بن واصل قد حكى في كتاب الوقف أن حمزة لم يكن يشير إلى الهمزة ولا الإعراب إذا ألقى حركتها على الساكن قبلها، والقياس الإشارة.
1698 - وإذا كان الساكن ألفا سواء كانت مبدلة من ياء أو واو أو كانت زائدة فإنهما يبدلان من الهمزة التي تقع بعدها ألفا بأيّ حركة تحرّكت في الوصل من فتح أو كسر أو ضمّ لأنها تسكن في الوقف، فتدبّرها حركة الحرف الذي قبلها لأن تلك الألف الفاصلة بينهما ليست بحاجز حصين، وذلك نحو قوله: {جآء [النساء: 43] و} {شآء [البقرة: 20] و} {ما يشآء [آل عمران: 40] و} {ومن أسآء [فصلت: 46] و} {أضآء [البقرة: 20] و} {من المآء [الأعراف: 50] و} {منه المآء [البقرة: 74] وكذلك} {أوليآء [آل عمران: 38] و} {ضرّآء [يونس: 21] و} {أنبيآء [البقرة: 91] و} {تلقآء
[الأعراف: 47] و} {من مّآء [البقرة: 164] و} {على سوآء [الأنفال: 58] و} {بنآء [البقرة:
22] و} {مّن السّمآء [البقرة: 19] و} {هؤلآء [البقرة: 31] و} السّرّآء [آل عمران: 134]
__________
(1) طاهر بن عبد المنعم بن غلبون. وطريقه هو الرابع والثلاثون بعد الثلاث مائة. وذلك في قراءة حمزة. وطريق قراءة الداني عليه في رواية هشام خارج عن طرق جامع البيان وانظر الفقرة / 2215.
(2) النور / 35. قرأها حمزة بضم الدال وتشديد الراء والمد والهمز. انظر النشر 2/ 332، السبعة / 456.
(3) وهو الساكن الأصلي.
(4) وهو الساكن الزائد.(2/580)
و {الضّرّآء [البقرة: 177] و} {الكبريآء [يونس: 78] و} {البلؤا [الصافات: 106] و} {أغنيآء [البقرة: 272] و} {أوليآء، و} {السّفهآء [البقرة: 13] و} {سوآء [التوبة: 6] و} {بلآء [البقرة: 49] وما أشبهه. وجاء بذلك عن حمزة نصّا الرفاعي} [1]، فقال به سليم عنه: إذا مددت الحرف المهموز ثم سكّنت، فأخلف مكان الهمزة مدّة، أي:
أبدل بها (2) ألفا.
1699 - واختلف أصحابنا في تمكين مدّ الألف، فكان بعضهم يمكنهما زيادة ليفصل بذلك بينهما وبين المبدلة من الهمزة وليدلّ به عليها، وذلك قياس ما أجازه يونس (3) في اضربان زيدا واضربنان زيدا على لغة من خفّف النون لأنها تبدل في الوقف ألفا، فيجتمع ألفان فيزداد في المدّ لذلك.
1700 - حدّثنا أحمد (4) بن عمر قال: قال لنا أبو جعفر بن النحاس: إذا وقف يونس قال: اضربا، يمدّ صوته، يريد الألفين.
1701 - وكان آخرون لا يمكّنونها لأنها لما التقت مع المبدلة من الهمزة حذفت للساكنين، فبطل التمكين الزائد لذلك، والتمكين أقيس لانعقاد الإجماع على جواز الجمع بين الساكنين في الوقف، ولأن خلفا قد جاء به منصوصا عن سليم عن حمزة، فقال يقف بالمدّ من غير همز.
1702 - وجائز أن تحذف المبدلة من الهمزة وتبقى هي، فعلى هذا يزاد في تمكينها أيضا ليدلّ بذلك على الهمزة بعدها.
1703 - وقد أخذ كثير من أهل الأداء في هذا الفصل كله، فجعل الهمزة فيه بين بين دون البدل، فجعلوا المفتوحة بين الهمزة والألف، والمكسورة بين الهمزة
__________
(1) محمد بن يزيد بن رفاعة.
(2) في م: (منها).
(3) يونس بن حبيب. وانظر قوله هذا في كتاب سيبويه منسوبا إلى يونس وناس من النحويين.
كتاب سيبويه 3/ 527.
(4) أحمد بن محمد بن عمر بن محفوظ.
أبو جعفر بن النحاس اسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، النحوي المصري، قال السيوطي: من أهل الفضل الشائع والعلم الذائع، وكان صادقا، مات سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة. بغية الوعاة 1/ 362، حسن المحاضرة 1/ 531.(2/581)
والياء، والمضمومة بين الهمزة والواو، وسكنوا الألف قبلها زيادة لكون التخفيف عارضا، وبذلك قرأت في المكسورة والمضمومة دون المفتوحة على أبي الفتح (1)، عن قراءته. وكذلك روى ذلك خلف وغيره عن سليم عن حمزة منصوصا.
1704 - حدّثنا محمد (2) بن علي قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثنا إدريس عن خلف، قال: كان حمزة يسكت على قوله: {إنّ الّذين كفروا سوآء
يمدّ، ويشمّ} [3] الرفع، من غير همز. وقال ابن (4) واصل: حمزة يقف على = هؤلاء = بالمدّ، والإشارة (5) إلى الكسر، من غير همز، ويقف على {لا تسئلوا عن أشيآء
[المائدة: 101] تسألوا بالمدّ، ولا يشير إلى الهمزة. قال: ويقف على} {الفقرآء [البقرة:
271] و} {البلؤا [الصافات: 106] و} {البأسآء [البقرة: 177] و} {الضّرّآء [البقرة: 177] بالمدّ والإشارة. قال: وإن شئت لم تشر ومدّدت، قال: ويقف على} {رحلة الشّتآء
[قريش: 2] بالمدّ والإشارة وإن شئت لم تشر.
1705 - وقال الضبّي} [6]: حمزة يقف {مّن السّمآء [البقرة: 19] بألف ساكنة وكذلك ما أشبهه. وهذا على البدل والحذف، والبدل في المكسورة والمضمومة أقيس لما ذكرناه، والتخفيف فيهما آثر وعليه العمل عند ابن مجاهد وسائر أصحابه.
1706 - حدّثنا الفارسي} [7]، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم قال: كان حمزة يمدّ الممدود، ويشير إلى الرفع والخفض بعد المدّة، ولا يروم (8) الهمز، كأنه يومئ في المرفوع إلى الواو، وفي المخفوض إلى الياء (9)، وحدثنا بذلك البراثي (10) عن خلف، عن سليم عنه.
__________
(1) فارس بن أحمد.
(2) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1677.
(3) أي يسهل الهمزة بين بين.
(4) محمد بن أحمد بن واصل.
(5) المقصود بالإشارة تسهيل الهمزة بين بين.
(6) سليمان بن يحيى بن أيوب.
(7) عبد العزيز بن جعفر بن محمد، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر.
(8) أي لا يأتي بالهمز. انظر تفسير المؤلف لمثل هذا التعبير في الفقرة / 1691.
(9) في ت، م: (وحدثنا) وزيادة الواو خطأ لأن قوله (حدثنا بذلك الخ) هو من تتمة قول أبي طاهر ابن أبي هاشم.
(10) البراثي اسمه أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد، تقدم. وطريق أبي طاهر عنه خارج عن طرق جامع البيان، والإسناد صحيح.(2/582)
1707 - قال أبو عمرو: والرّوم والإشمام على المذهبين (1) جميعا غير جائزين في الحرف المبدل من الهمز لكونه حرف مدّ، وفي الهمزة المجعولة بين بين لتقريبها بالتضعيف، والتوهين، والإخفاء من (2) الساكن، والرّوم حركة، والإشمام دالّ على حركته، فامتنعا لذلك في الضربين.
1708 - فأما ما جاءت فيه الهمزة من ذلك مصوّرة بالحرف الذي منه حركتها نحو قوله: {ما نشؤا في هود [87]، و} {شفعؤا في الروم [13]،} {وما دعؤا
في المؤمن [50]، وكذلك} {البلؤا [الصافات: 106] و} {الضعفؤا [التوبة: 91] و} {شركؤا [النساء: 92] و} {إنّا برءؤا [الممتحنة: 4] و} {ومن ءانآئ الّيل [طه: 130] و} {من تلقآئ نفسى [يونس: 15]} {من ورآء حجاب [الأحزاب: 53] وشبهه، مما قد ذكرنا جميع الوارد منه في كتابنا المصنّف في مرسوم المصاحف} [3]، فإن الاختيار أن يوقف على المرسوم بالياء بياء ساكنة، بدلا من الهمزة لما ذكرناه من موافقة المرسوم، ومتابعة مذهب حمزة، في اتّباعه إيّاه عند الوقف على الهمز.
1709 - فهذا مذهب هشام وحمزة في تسهيل الهمزة المتطرّفة في حال الوقف مشروحا في جميع ما يحتاج إليه منه وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب ذكر بيان مذهب حمزة في تسهيل الهمزة المتوسطة
1710 - اعلم أن حمزة كان يسهّل الهمزة المتوسطة إذا وقف على الكلمة التي هي فيها، فإذا وصل حقّقها، ولتسهيلها أحكام أنا أشرحها وأبيّنها على حسب ما رواه الرّواة عن سليم عنه وما قرأت على أئمتي وما يوجبه قياس العربية إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
ذكر ذلك
1711 - اعلم أن الهمزة المتوسطة ترد على ضربين: ساكنة ومتحرّكة. فأما
__________
(1) البدل، والتخفيف بين بين. وذلك عند ما يكون الساكن الزائد قبل الهمز ألفا.
(2) في ت، م: (بين) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(3) هو المقنع في رسم مصاحف الأمصار. طبع بتحقيق محمد الصادق القمحاوي. ونشر مكتبة الكليات الأزهرية. القاهرة بدون تاريخ.(2/583)
الساكنة فإن الحرف الذي يليها (1) يكون متحركا وساكنا، فأما الساكن فيذهب في اللفظ لسكونه وسكونها، فيليها حينئذ الحرف المتحرّك الذي قبل الساكن، فإن كان مفتوحا أبدلها (2) في حال الوقف ألفا كقوله: {لقآءنا ائت [يونس: 15] و} {إلى الهدى ائتنا [الأنعام: 71] وإن كان مكسورا أبدلها ياء كقوله:} {الّذى اؤتمن [البقرة:
283] وإن كان مضموما أبدلها واوا كقوله:} {إلّآ أن قالوا ائتوا [الجاثية: 25] وليس في القرآن من هذا الضرب غير هذه الحروف} [3].
1712 - وهذه الهمزة، وإن كانت فاء فإنها تجري مجرى المتوسطة، إذ كان لا يوصل إلى النطق بها في حال الوصل، أو (4) بالبدل منها، إلا بما اتصل بها من حروف الكلمة التي قبلها، فصار بذلك كأنه من نفس كلمتها، وقد كان بعض أهل الأداء يأخذ في مذهب حمزة بتحقيقها في الوقف ليجعلها كالمبتدإ التي تحقّق لكونها فاء، وليس ذلك بشيء لما بيّنّاه.
1713 - وأما المتحرك الواقع قبل الهمزة الساكنة، فإنه يكون مفتوحا ومكسورا ومضموما، ومن كلمتها ومن كلمة متصلة بها، فإذا كان مفتوحا في الوجهين أبدلها في الوقف ألفا نحو: {يأكل [يونس: 24] و} {يأمر [الأعراف: 28] و} {يأخذ [التوبة:
104] و} {برأس [الأعراف: 150] و} {كأس [الواقعة: 18] و} {شأن [يونس: 61] و} {الضّأن [الأنعام: 143] و} {البأس [البقرة: 177] و} {دأبا} [5] [يوسف: 47]، و {الرّأى [هود: 27]} {وأمر [النساء: 60] و} {فأتوا [البقرة: 23] و} {قال ائتونى
[يوسف: 59] و} {ثمّ ائتوا [طه: 64] وما أشبهه.
1714 - وإذا كان مكسورا أبدلها ياء نحو قوله:} {بئس [البقرة: 126] و} {بئسما [البقرة: 90] و} {الذّئب [يوسف: 13] و} {وبئر [الحج: 45] و} {نبّئنا
[يوسف: 36] و} {وللأرض ائتيا و} {فى السّموات ائتونى [الأحقاف: 4] وما أشبهه.
1715 - وإذا كان مضموما أبدلها واوا نحو قوله:} يؤمنّ [البقرة: 232]
__________
(1) يليها من قبلها.
(2) في ت، م: (إبدالها). ولا يستقيم به السياق.
(3) في ت، م: (الحرف). ولا يستقيم به السياق.
(4) في م: (الوصل وبالبدل). ولا يستقيم به السياق.
(5) قرأها حمزة بإسكان الهمزة. انظر النشر 2/ 295، السبعة / 349.(2/584)
و {يؤفك [غافر: 63] و} {المؤمنون [البقرة: 285] و} {والمؤتون [النساء: 162] و} {يؤفكون [المائدة: 75] و} {والمؤتفكة [النجم: 53] و} {المؤتفكت [التوبة: 70] و} {تسؤكم [المائدة: 101] و} {سؤلك [طه: 36] و} {الرءيا [الإسراء: 60] و} {مّؤصدة
[البلد: 20] و} {اللّؤلؤ [الرحمن: 22] و} {لؤلؤ [الطور: 24] و} {مّن يقول ائذن لّى
[التوبة: 49] و} {الملك ائتونى [يوسف: 50] وما أشبهه.
1716 - وسواء كان سكون الهمزة في كل ما تقدّم أصليّا أو عارضا لجازم أو لتوالي الحركات، وبذلك جاءت النصوص عن سليم عنه.
1717 - فروى محمد بن} [1] الجهم عن سليم، قال: كان حمزة يقف على كل حرف مهموز بغير همز كانت الهمزة في وسط الحرف أو في آخره، وهذا قول عامّ موجب لتسهيل كل همزة: متوسطة أو متطرفة، متحركة أو ساكنة. [71/ ظ].
1718 - وقال محمد بن (2) واصل في كتاب (الوقف الكبير) له عن خلف عن سليم عن حمزة إنه يقف على قوله: {وهيّئ لنا [الكهف: 10] و} {نبّئ عبادى [الحجر:
49] و} {نبّئنا بتأويله [يوسف: 36] بغير همز.
1719 - وقال ابن} [3] سعدان في كتاب (الوقف والابتداء) له: إن حمزة يقف على قوله: {أم لم ينبّأ [النجم: 36] بلا همز. والكسائي يقف بهمزة ساكنة. فقد أوضحت} [4] رواية ابن واصل، وابن سعدان ما سكونه لجازم أو لغيره، وأنه يجرى فيه مجرى واحدا، من غير فرق ولا تمييز.
1720 - وقد (5) اختلف أهل الأداء في إدغام الحرف المبدل من الهمزة، [و] (6)
في إظهاره (7) في قوله: {وتئوى إليك [الأحزاب: 51] و} {الّتى تئويه [المعارج: 13] وفي قوله:} رءيا [مريم: 74] فمنهم من رأى إدغامه موافقة للخط، ومنهم من رأى إظهاره
__________
(1) محمد بن الجهم بن هارون.
(2) محمد بن أحمد بن واصل.
(3) محمد بن سعدان.
(4) في ت، م: (أفصحت) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(5) من هنا إلى نهاية الفقرة، نقله ابن الجزري في النشر (1/ 464) من قول الداني في جامعه.
(6) زيادة ليستقيم السياق. وهي ثابتة في النشر.
(7) في ت، م: (وإظهارها) وهو غير مستقيم ومخالف لما في النشر.(2/585)
لكون البدل عارضا، فالهمزة في التقدير والنيّة وإدغامها ممتنع، والمذهبان في ذلك صحيحان، والإدغام أولى لأنه قد جاء منصوصا عن حمزة في قوله: {ورءيا
لموافقة} [1] رسم المصحف الذي جاء عنه اتباعا عند الوقف على الهمزة.
1721 - واختلف أهل الأداء أيضا في تغيير حركة الهاء إذا أبدلت الهمزة قبلها ياء في قوله: {أنبئهم في البقرة [31]، و} {ونبّئهم في الحجر [51]، والقمر [28]، فكان بعضهم يرى كسرها لأجل الياء كما كسر لأجلها في نحو قوله:} {فيهم
و} {يؤتيهم [النساء: 152]} {ويوفّيهم [النور: 25] وشبهه. وهذا مذهب أبي بكر بن مجاهد ومتابعيه.
1722 - وكان آخرون يقرّونها على ضمتها لأن الياء عارضة، إذ لا توجد إلا في التخفيف وعند الوقف خاصة، فلم يعتدّوا بها لذلك. وقد جاء بهذا الوجه منصوصا محمد ابن يزيد الرفاعي صاحب سليم، فقال في كتابه المفرد بقراءة حمزة في سورة الحجر [51]:} {ونبّئهم مرفوعة الهاء في الوصل والسكوت. يعني مع التحقيق والتسهيل وذلك أقيس.
1723 - وأما الهمزة المتوسطة إذا كانت متحركة، فإنها متحرّكة بالفتح والكسر والضمّ، وما قبلها يكون على ضربين ساكنا ومتحرّكا، فأما الساكن فيكون حرف مدّ ولين ويكون حرف سلامة، فإذا كان حرف مدّ ولين وكان ألفا وسواء كانت} [2] مبدلة أو زائدة، فإن حمزة يجعل الهمزة التي بعدها في الوقف بين بين أعني بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها.
1724 - فإن كانت مفتوحة جعلها بين الهمزة والألف، نحو قوله: {فمن جآءه
[البقرة: 275]، و} {أوليآءه [آل عمران: 175]، و} {لقد جآءكم [البقرة: 92]، و} {ءابآءكم [البقرة: 200]، و} {نسآءكم [البقرة: 49]، و} {أبنآءكم [البقرة: 49]، و} {جآءهم [البقرة: 89]، و} {أمعآءهم [محمد: 15]، و} {جآءنا [المائدة: 19]، و} {ءابآءنآ [البقرة: 170]، و} {ونسآءنا [آل عمران: 61]، وكذا} {مّآء و} {دعآء [البقرة:
171]، و} {وندآء [البقرة: 171]، و} {أعدآء [آل عمران: 103]، و} {بنآء [البقرة: 22]، و} {جفآء [الرعد: 17]، و} {جزآء [المائدة: 38]، و} {رخآء [ص: 36]، و} غثآء
__________
(1) في ت، م: (موافقته). وهو غير مستقيم مع السياق، والتصحيح من النشر.
(2) أي الألف.(2/586)
[المؤمنون: 41]، و {عطآء [هود: 108]، و} {افترآء [الأنعام: 138]، و} {مرآء [الكهف:
22] وما أشبهه. ويأتي بعد تسهيل الهمزة بالألف المعوّضة من التنوين فيما لحقه التنوين من ذلك.
1725 - وإن كانت مكسورة جعلها بين الهمزة والياء الساكنة نحو قوله:
} {أولئك [البقرة: 5]، و} {الملئكة [البقرة: 31]، و} {كبآئر [النساء: 31]، و} {شعآئر [البقرة: 158]، و} {دآئرة [المائدة: 52]، و} {إسرءيل [البقرة: 40]، و} {وميكال [البقرة: 98]} [1]، و {من ورآء [هود: 71]، و} {شركآءى [النحل: 27]، و} {الّئ [الأحزاب: 4]، و} {ومن ءابآئهم [الأنعام: 87]، و} {إلى أوليآئكم [الأحزاب: 6]، و} {والصّئمت [الأحزاب: 35]، و} {والقآئمين [الحج: 26]، و} {وضآئق به [هود: 12]، و} {سآئل [المعارج: 1]، و} {لومة لآئم [المائدة: 54] وما أشبهه.
1726 - وإن كانت مضمومة جعلها بين الهمزة والواو الساكنة نحو قوله:} {وبآءو
[البقرة: 61]، و} {فآءو [البقرة: 226]، و} {جآءو [آل عمران: 184]، و} {جآءوكم [النساء:
90]، و} {وأبنآؤكم [النساء: 23]، و} {نسآؤكم [البقرة: 223]، و} {أوليآؤه [الأنفال: 24]، و} {وأحبّؤه [المائدة: 18]، و} {جزؤه [يوسف: 74]، و} {وما تشآءون [الإنسان: 30]، و} {يراءون [النساء: 142]، و} {هآؤم اقرءواا [الحاقة: 19]، و} {التناؤش [سبأ: 52]} [2] وما أشبهه.
1727 - وإن كان بعد المكسورة ياء وبعد المضمومة واو أتى بالواو والياء متمكّنين بعد تسهيلها.
1728 - وفي الألف قبلها في جميع ما تقدم وجهان المدّ الممكن اعتدادا بالهمز وإن لم تظهر محقّقة في اللفظ والقصر لعدمها، والأول أوجه. وجاء الوقف (3)
منصوصا على قوله: {هآؤم بمنزلة هاءكم، وكل همزة قبلها ألف بأي حركة كانت تقاس} [4] عليه.
__________
(1) قرأها حمزة بهمزة بعدها ياء. انظر النشر 2/ 219، السبعة / 167.
(2) قرأها حمزة بالهمزة انظر النشر 2/ 351، السبعة / 530.
(3) في ت، م: (بالوقف). ولا يستقيم بها السياق. ومنزلة (هاءكم) في الوقف تسهيل همزتها بين بين.
هذا، وقد قال ابن الجزري في النشر (1/ 456): فتسهل همزة (هاؤم) بلا خلاف بين بين.
(4) في ت، م: (قياس). ولا يستقيم بها السياق. وقوله (تقاس عليه) أي فتسهل بين بين، كما تقدم في الفقرة / 1723.(2/587)
1729 - فإن كان حرف المدّ ياء أو واوا كانا أصليين نقل إليهما حركة الهمزة وأسقطها من اللفظ، وسواء وليت الياء (1) الكسرة والواو الضمة أو انفتح (2) [72/ و] ما قبلهما، فالياء نحو قوله: {سيئت [الملك: 27]، و} {شيئا [البقرة: 48]، و} {كهيئة [آل عمران: 49]، و} {ولا تايئسوا [يوسف: 87]، و} {إنّه لا يايئس [يوسف: 87]، و} {استيئسوا
[يوسف: 80] وما أشبهه. والواو نحو قوله:} {السّوأى [الروم: 10]، و} {سوءا [النساء:
110]} [3]، و {سوءة [المائدة: 31]، و} {سوءتكم [الأعراف: 26]، و} {سوءتهما [الأعراف:
20]، و} {موئلا [الكهف: 58]، و} {الموءدة [التكوير: 8] وما أشبهه.
1730 - وقد كان بعض أهل الأداء يأخذ في هذا الضرب بإبدال الهمزة بياء مع الياء وواو مع الواو وإدغامهما فيهما. وبذلك قرأت على أبي الفتح} [4] شيخنا. وقد نصّ على التشديد في قوله: {شيئا. أبو أيوب} [5] الضبي ومحمد بن (6) واصل، وزاد بن واصل {كهيئة [آل عمران: 49] و} {استيئس [يوسف: 110] و} {ولا تايئسوا
[يوسف: 87] فقال حمزة: يقف بالتشديد من غير همز.
1731 - وحدّثنا محمد} [7] بن علي قال: حدّثنا ابن الأنباري قال: حدّثنا إدريس عن خلف، قال: سمعت الكسائي يقول: {كهيئة الطّير [آل عمران: 49] مهموز في الوقف، ومن لم يهمز قال = كهيّة = و = كهية = جميعا، يعني بالبدل والنقل. وحكى البدل سيبويه عن العرب وقال: ليس بمطّرد، وسمعه يونس} [8] أيضا منها، وحكاية الكسائي ليست عن حمزة، وإنما هي عن العرب وما يجوز في لغتها لا غير، والقياس في ذلك كله النقل كما قدّمناه.
1732 - قال أحمد بن (9) يحيى: نقلت: حمزة يقف على من الحقّ شيئا
__________
(1) أي من قبلها، وبذلك تكون الياء حرف مد ولين. وكذا الواو.
(2) ما قبل الياء والواو فتكون الياء حرف لين وكذا الواو.
(3) وفي ت: (سواء) ولا يناسب المقام.
(4) فارس بن أحمد.
(5) سليمان بن يحيى بن أيوب.
(6) محمد بن أحمد بن واصل.
(7) هذا الإسناد إلى خلف تقدم في الفقرة / 1677. وهو إسناد صحيح.
(8) يونس بن حبيب، تقدم.
(9) ثعلب.(2/588)
[يونس: 36] بفتح الياء من غير تشديد، وهذا كان اختيار ابن مجاهد في هذا الباب، بلغني ذلك عنه.
1733 - وقد جاء عن حمزة وأصحابه في الوقف على قوله: {الموءدة
[و} {موئلا]} [1] أربعة أوجه:
1734 - فالوجه الأول فيهما: إلقاء حركة الهمزة على الواو فيهما وتحريكها بها وهو القياس.
1735 - والثاني فيهما: البدل والإدغام. قال الكسائي: من وقف على {موئلا
بغير همز فإن شاء قال (مولا) بكسر الواو من غير تشديد، وإن شاء شدّد واوها.
1736 - والثالث فيهما: جعل الهمزة بعد الواو بين بين، قال محمد بن واصل في كتاب الوقف عن خلف عن سليم عن حمزة: إنه يقف على = موئلا = بالإشارة إلى الياء من غير إثبات، يعني: أنه يجعل الهمزة بين الهمزة والياء اتباعا للخط لأن ذلك فيه بالياء. قال: وحمزة يقف على} {الموءدة [التكوير: 8] بثلاث واوات في اللفظ، من غير همز. يعني أنه جعل الهمزة بين الهمزة والواو، قبلها واوا ساكنة هي فاءه وبعدها واو ساكنة هي زائدة للبناء. وهذا مذهب أبي طاهر بن أبي هاشم في ذلك، فقال في كتابه:
كان حمزة إذا وقف لفظ بعد فتحة الميم بواو ساكنة، ثم أشار إلى الهمزة بصدره، ثم أتى بعدها بواو ساكنة، قال: وهذا ما لا يضبطه الكاتب.
1737 - قال أبو عمرو: وجعل الهمزة بعد الواو الساكنة، في} {موئلا
و} {الموءدة بين بين، خارج عن قياس التسهيل، وإبدالها ياء مكسورة محضة في} {موئلا عندي أولى من جعلها بين بين إذ ذلك أشدّ موافقة للرسم، وأوجه في الندارة والشذوذ.
1738 - والرابع الذي ينفرد به} {الموءدة [التكوير: 8] دون} {موئلا [الكهف: 58] إسقاط الهمزة، وحذف الواو التي بعدها، فيصير لفظها كلفظ (الجوزة)، و (الموزة)، روى هذا منصوصا أبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي أيوب} [2] الضبي، قال:
حمزة يقف «المودة» بوزن الموزة، وحكى ذلك الفرّاء أيضا عن العرب، وذهب إلى ذلك ابن مجاهد وأختاره، وهو موافق للرسم أن هذه الكلمة فيه بواو واحدة.
__________
(1) سقطت (موئلا) من ت، م، والتصحيح من السياق الآتي.
(2) سليمان بن يحيى بن أيوب.(2/589)
1739 - وقرأت (1) على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر عن أبي طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا قاسم المطرز والخثعمي، قالا: حدّثنا أبو كريب، قال: حدّثنا أبو بكر قال: قرأ الأعمش: {وإذا الموءدة بغير همز مخفّفة.
1740 - قال أبو عمرو} [2]: وهذا من التخفيف الشاذّ الذي لا يصار إليه أيضا إلا بالسّماع إذ (3) كان القياس ينفيه ولا يجيزه (4)، وكان من رواه من القرّاء، واستعمله من العرب كره النقل والبدل. أما (5) النقل فلتحرّك الواو فيه بالحركة التي تستثقل (6)
وهي الضمة. وأما البدل فلأجل التشديد والإدغام، ولذلك حذف الهمزة صرفا، ثم حذف الواو بعدها لاتصالها بالواو [72/ ظ] التي هي فاؤ، وهما ساكنتان.
1741 - وقال (7) سيبويه: من العرب من إذا خفّف همزة {يسوءك قال:
(يسوك) استثقل الضمة على الواو، فحذف الهمزة، وهذا يؤيد ما قلناه.
1742 - فإن كانت الياء والواو قبل الهمزة زائدتين أبدل من الهمزة حرفا من جنسها وأدغمها فيه، ولا يجوز غير ذلك في التسهيل، ولم تأت الواو في القرآن} [8]، فأما الياء فنحو قوله: {خطيئة [النساء: 122] و} {خطيئتهم [نوح: 25] و} {خطيئتكم
[الأعراف: 161] و} {خطيئتى [الشعراء: 82] و} {هنيئا مّريئا [النساء: 4] و} {بريئا [النساء:
112] و} بريئون [يونس: 41] وما أشبهه يقف عليه كله بياء مشددة.
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 300، ما عدا الخثعمي، وهو محمد بن الحسين بن حفص بن عمر، أبو جعفر، الكوفي، والأشنائي، المعدل مقرئ مشهور ثقة حجة، مات سنة خمس عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 2/ 234غاية 2/ 130. وإسناد كل من الطريقين صحيح.
(2) من هنا إلى نهاية الفقرة التالية نقله ابن الجزري في النشر (1/ 481) من قول الداني.
(3) في ت، م: (إذا) ولا يناسب السياق، ومخالف لما في النشر.
(4) قال ابن الجزري في النشر (1/ 484): وهو ضعيف لما فيه من الإخلال بحذف حرفين.
(5) في م: (وأما) وهو غير جيد. ومخالف لما في النشر.
(6) في م: (يستقل) وهو تصحيف.
(7) انظر الكتاب 3/ 556.
(8) في هامش ت ل (73/ و): كتب في الأصل بقلم ابن الجزري، قلت: هذا عجب من مثل الشيخ أبي عمرو، كيف يقول إن الواو لم تقع زائدة في القرآن، وقد وقعت زائدة في نحو قاله تعالى (ثلاثة قروء). كتبه محمد بن الجزري. قلت: بلى هذا سهو مني، والصواب ما ذكر، فإن هذه من الهمزة المتوسطة، ولم يقع بعد واو. انتهى. وفي هامش م ل 107/ وذكر نفس التعليق ابتداء من (قل هذا عجب) إلى آخر التعليق.(2/590)
1743 - وإذا كان الساكن قبل الهمزة حرف سلامة نقل إليه حركة الهمزة وحركه بها، وأسقط الهمزة نحو قوله: و {سل [البقرة: 211] و} {سلهم [القلم: 40] و} {يسئلون [البقرة: 273]} {فلنسئلنّ [الأعراف: 6] و} {لّا يسئم [فصلت: 49] و} {يسئمون [فصلت: 38] و} {لا تجئروا [المؤمنون: 65] و} {يجئرون [المؤمنون: 64] و} {القرءان و} {الظّمئان و} {المشئمة [الواقعة: 9]. و} {شطئه [الفتح: 29] و} {الأفئدة
[النحل: 78]} {وأفئدتهم [الأنعام: 110] و} {جزآء [البقرة: 85] و} {وطئا [المزمل: 6] و} {ردءا [القصص: 34] و} {خطئا [الإسراء: 31]] و} {مذءوما [الأعراف: 76] و} {مسئولا [الإسراء: 34] وما أشبهه.
1744 - واختلف الرواة وأهل الأداء في حرفين من ذلك وهما} {هزوا [البقرة:
67]} [1] حيث وقع و {كفوا أحد [الإخلاص: 4]} [2] وكان بعضهم يجريهما مجرى نظائرهما فيلقي [حركة] (3) الهمزة على الزاي والفاء فيهما، ويسقط الهمزة كما يفعل في قوله: {جزآء [البقرة: 85]. وهذا كان مذهب شيخنا أبي الحسن} [4]، وهو القياس.
1745 - وكان آخرون يبدلون من الهمزة فيهما واوا مفتوحة ويسكنون الزاي والفاء قبلها اتباعا للخط، وتقديرا الضمة الزاي والفاء إذ كان إسكانهما (5) تخفيفا، وضمّهما كذلك مرادا (6) في المعنى، وإن لم يظهر في اللفظ.
1746 - قال ابن (7) واصل: وكذا يقف {أشدّ وطئا [المزمل: 6] بفتح الطاء، وكذا نظير هذا الضرب في جميع القرآن إلا في} {هزوا [البقرة: 67] و} {كفّوا [الإخلاص:
4] وهذا} [8] مذهب عامة أهل الأداء من أصحاب حمزة وغيرهم، وهو مذهب شيخنا أبي (9) الفتح، وكذا رواه منصوصا خلف وأبو هشام، عن سليم عنه.
__________
(1) قرأها حمزة بإسكان الزاي وبالهمز. انظر النشر 2/ 215والسبعة / 159.
(2) قرأها حمزة بإسكان الفاء وبالهمز. انظر النشر 2/ 215، السبعة / 159.
(3) زيادة ليستقيم السياق.
(4) طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
(5) أي الزاي والفاء.
(6) في م: (مراد). وفي ت: (مراده). وكلاهما لا يناسب المقام.
(7) محمد بن أحمد بن واصل.
(8) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 482) من قول الداني في جامعه.
(9) فارس بن أحمد.(2/591)
1747 - فحدّثنا محمد (1) بن أحمد البغدادي قال: حدّثنا أبو بكر بن الأنباري، قال: نا إدريس بن عبد الكريم، قال حدّثنا خلف بن هشام، قال: كان حمزة يسكت على {هزوا و} {كفّوا بالواو ويسكت على قوله} {مّنهنّ جزءا [البقرة: 260] بنصب الزاي لأنه ليس في الحرف واو، فإذا ترك الهمزة انتصب الزاي، وكذلك} {ردءا يصدّقنى [القصص: 34] (ردا) فينصب الدال إذا لم يهمز.
1748 - وحدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي هشام عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على} {هزوا و} {كفّوا بإسكان الزاي والفاء، وإثبات الواو في} {هزوا، [و} {كفّوا]} [2]، ويقف {جزآء بفتح الزاي من غير همز يرجع في الوقف إلى كتاب} [3].
1749 - قال أبو عمرو: وكذا قال ابن (4) واصل وثعلب (5) عن حمزة: إنه يقف على {جزآء، و} {ردءا بفتح الزاي والدال.
1750 - وكان آخرون يبدلون الهمزة فيهما واوا مفتوحة، ويضمّون الزاي والفاء قبلها في حال الوقف خاصة اتباعا للمصحف، ولزوما للقياس. وهذا} [6] رواه أبو بكر (7) بن أحمد ابن محمد الآدمي الحمزي، عن أصحابه، عن سليم، عن حمزة.
وقال أبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي أيوب الضبي: أنه كان يأخذ بذلك والعمل بخلاف ذلك.
1751 - فأما قوله: {النّشأة في العنكبوت [20] والنجم [47]، والواقعة [62]، ففي الوقف على هذه الكلمة عندي وجهان:
1752 - أحدهما إلقاء حركة الهمزة على الشين، وتحريكها بها وإسقاط الهمزة طردا للقياس، وقد جاء بذلك منصوصا أبو العباس} [8] محمد بن واصل، فقال: يقف
__________
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 1677.
(2) زيادة ليستقيم السياق.
(3) في ت، م: (كتاب). ولا يستقيم به السياق. والمراد بالكتاب رسم المصحف.
(4) محمد بن أحمد بن واصل.
(5) أحمد بن يحيى.
(6) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 483) من قول الداني في جامعه.
(7) في ت، م: (أبو بكر بن أحمد). وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 106، والنشر.
(8) في م: (أبو العباس بن محمد) وهو خطأ، انظر غاية النهاية 2/ 91.(2/592)
حمزة «النشة» (1) بفتح الشين من غير ألف كما فعل في (شطه) (2) بفتح الطاء من غير ألف.
1753 - والوجه الثاني إبدال الهمزة ألفا وفتح الشين قبلها بحركتها، ذكر ذلك خلف عن الفراء في كتاب الهمز له. وهذا يصحّ من وجهين:
1754 - أحدهما: أن هذا الضرب من التخفيف على هذه الصورة مسموع، حكاه سيبويه عن العرب، قال (3): يقولون: (المراة) و (الكماة) في المرأة والكمأة فيبدلون، وهؤلاء كلهم قدّروا حركة الهمزة على الحرف الساكن قبلها، وأبدلوها [73/ و] ألفا لسكونها وقدّروا حركة الميم والكاف على الحرف الساكن وأبدلوا الهمزة ألفا لتحرّك ما قبلها كما أبدلت في {النّشأة.
1755 - والوجه الثاني موافق لرسم المصاحف إذ كانت هذه الكلمة مرسومة فيها بألف بعد الشين خلافا لرسم أشكالها، ومن مذهب حمزة اتّباعه} [4] في الوقف على الهمز وإيثاره على القياس، ولا أعلم أحدا من أهل الأداء أخذ بذلك في مذهبه، وهو عندي جيّد بالغ.
1756 - وأمّا المتحرك الواقع قبل الهمزة، فإنه يتحرك بإحدى الحركات الثلاث:
بالفتح، والضمّ، والكسر، وكذلك الهمز أيضا، يتحرّك بهذه الحركات الثلاث، وربما اتفقت حركتها وحركة ما قبلها وربما اختلفتا، فإن تحرّكت هي بالفتح وانكسر ما قبلها أو انضمّ أبدلها مع الكسرة ياء ومع الضمة واوا (5)، وحرّكهما.
1757 - فالمكسور (6) ما قبلها نحو قوله: {فئة [البقرة: 249]، و} {فئتين [آل عمران: 13]، و} {مائة [البقرة: 259]، و} {مائتين [الأنفال: 65]، و} {وننشئكم [الواقعة:
61]} [7]، و {إنّ ناشئة [المزمل: 6]، و} {شانئك [الكوثر: 4]، و} {ملئت [الجن: 8]، و} {خاطئة [العلق: 16]، و} {بالخاطئة [الحاقة: 9]، و} {موطئا [التوبة: 120]، و} خاسئا
__________
(1) أي (النشأة)، ورسمت في م (النشأة) وهو خطأ لأنه لا يوضح صفة الوقف.
(2) أي = شطأه =.
(3) انظر الكتاب لسيبويه 3/ 545.
(4) اتباع الرسم.
(5) سقطت (و) العطف من م.
(6) في ت، م: (فالمكسورة) ولا يناسب السياق.
(7) الواقعة / 61. وفي م (ينبئكم) وهو لا يناسب المقام لأن الهمزة فهي مرفوعة.(2/593)
[الملك: 4]، و {سيّئا [التوبة: 102]، و} {سيّئة [البقرة: 81]، و} {السّيّئات [النساء:
18]، و} {لمن لّيبطّئنّ [النساء: 72] وما أشبهه. وكذلك} {لئلّا [البقرة: 150] حيث وقع لأن الهمزة صوّرت فيه في الرسم ياء على التخفيف، ووصلت باللام ألف على اللفظ، فصارت بذلك متوسطة وهي في الأصل مبتدأة لأن همزة «إن» دخل عليها لام الجرّ وهو زائد.
1758 - والمضموم ما قبلها نحو قوله:} {ويؤخّركم [إبراهيم: 10] و} {وما نؤخّره [هود: 104] و} {لا تؤاخذنآ [البقرة: 286] و} {يؤيّد [آل عمران: 13] و} {يؤدّه [آل عمران: 75] و} {مؤذّن [الأعراف: 44] و} {الفؤاد [الإسراء: 36] و} {فؤادك [هود: 120] و} {بسؤال [ص: 24] و} {ولؤلؤا [الحج: 23] وما أشبهه.
1759 - وبعد هذا يسهّلها في جميع وجوهها وحركاتها وحركات ما قبلها على حركتها} [1] لا غير، فإن كانت فتحا جعلها بين الألف والهمزة نحو قوله: {سألهم
[الملك: 8]، و} {شنئان [المائدة: 2]، و} {سأل [المعارج: 1]، و} {مئارب [طه: 18] و} {مئاب [الرعد: 29] و} {مئابا [النبأ: 22] و} {يرآءون [النساء: 142] و} {أن تبوأ [المائدة: 29] و} {منسأته [سبأ: 14] و} {ويكأنّ الله [القصص: 82] و} {ويكأنّه [القصص: 82] و} {أرءيتكم [الأنعام: 40] و} {أفرءيت [مريم: 77] و} {أرءيت [الفرقان: 43] و} {رأيتهم
[يوسف: 4] و} {ورأيت النّاس [النصر: 2] و} {رأوا [البقرة: 166] و} {ونئا [الإسراء: 83] و} {متّكئا [يوسف: 31] و} {ملجئا [التوبة: 57] و} {خطئا [الإسراء: 31] وما أشبهه.
1760 - وإن كانت كسرا جعلها بين الهمزة والياء الساكنة نحو قوله:
} {والصّبئين [البقرة: 62] و} {الخاطئين [يوسف: 29] و} {خسئين [البقرة: 65] و} {مّتّكئين [الكهف: 31] و} {وملإيه [الأعراف: 103] و} {وملإيهم [يونس: 83] و} {إلى بارئكم [البقرة: 54] و} {كما سئل [البقرة: 108] و} {سئلوا [النساء: 32] و} {وتطمئنّ
[المائدة: 113] و} {يئس الّذين [المائدة: 3] و} {يئسوا [العنكبوت: 23] و} {وجبريل
[البقرة: 98]} [2]، و {بئيس [البقرة: 126] و} {يومئذ [آل عمران: 167] و} حينئذ
__________
(1) وذلك في سبع صور: مفتوحة بعد فتح مثل (شنآن)، ومكسورة بعد ضم مثل (سئلوا)، ومكسورة بعد كسر مثل (بارئكم)، ومكسورة بعد فتح مثل (يئس)، ومضمومة بعد ضم مثل (برءوسكم) ومضمومة بعد كسر مثل (سيّئه)، ومضمومة بعد فتح مثل (رؤف) انظر النشر 1/ 437.
(2) قرأها حمزة، بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة بعدها ياء. انظر النشر 2/ 219، السبعة / 167.(2/594)
[الواقعة: 84] و {ولئن قلت [هود: 7] و} {ولئن سألتهم [التوبة: 65] وما أشبهه.
1761 - وإن كانت ضمّا جعلها بين الهمزة والواو الساكنة، نحو قوله:
} {رءوف [البقرة: 207] و} {ويدرءون [الرعد: 22]} {فادرءوا [آل عمران: 168] و} {يقرءون [يونس: 92] و} {نّقرؤه و} {يكلؤكم [الأنبياء: 42] و} {يذرؤكم
[الشورى: 11] و} {تؤزّهم [مريم: 83] و} {يئوده [البقرة: 255] و} {يئوسا [الإسراء: 83] و} {أن تطئوهم [الفتح: 25] و} {لّم تطئوها [الأحزاب: 27] و} {تبرّءوا [البقرة: 167] و} {تبوّءو [الحشر: 9] و} {برءوسكم [المائدة: 6] وما أشبهه. وكذلك} {يبنؤمّ في طه [94] لأنه رسم في المصاحف متصلا وكذلك صوّرت همزته واوا، وجعل كلمة واحدة، وهو ثلاث كلمات، فأما قوله في الأعراف:} {قال ابن أمّ [150] فإنه رسم منفصلا فالوقف عليه بالتحقيق لأن الهمزة فيه مبتدأة.
1762 - وقد اختلف القرّاء والنحويون في كيفية تسهيل الهمزة المكسورة، إذا انضم ما قبلها نحو} {سئل [البقرة: 108] و} {سئلت [التكوير: 8] و} {سئلوا
[الأحزاب: 14] والمضمومة إذا انكسر ما قبلها، نحو} {مستهزءون [البقرة: 14] و} {فمالئون [الصافات: 66] و} {الخطئون [الحاقة: 37] و} {أنبئونى [البقرة: 31] و} {أتنبّئون الله [يونس: 18] و} {أم تنبّئونه [الرعد: 33] و} {ويستنبئونك [يونس: 53] و} {لّيواطئوا [التوبة: 37] و} {ليطفئوا [الصف: 8] و} {سيّئه [الإسراء: 38] وما أشبهه.
1763 - فقال بعضهم: تجعل المكسورة بين الهمزة والياء، والمضمومة بين الهمزة والواو لأنه لا يمتنع النطق بها كذلك} [1] في الموضعين كما يمتنع بها إذا انفتحت وانكسر ما قبلها أو انضمّ فلذلك (2) جعل لها فيهما (3) حكم حركتها، وجعل للمفتوحة مع الكسرة والضمة حكم حركة ما قبلها. وهذا مذهب الخليل وسيبويه وهو القياس. وقد جاء به في المضمومة منصوصا، عن حمزة خلف بن هشام.
1764 - فحدّثنا [محمد بن علي، حدثنا] (4) محمد بن القاسم قال: حدّثنا إدريس قال: حدّثنا خلف قال: كان حمزة يسكت على مستهزءون فيمدّ يشمّ الواو من غير
__________
(1) في ت، م: (لذلك) ولا يستقيم بها السياق.
(2) في ت، م: (فكذلك) ولا يستقيم بها السياق.
(3) أي في المكسورة المضموم ما قبلها، والمضمومة المكسور ما قبلها.
(4) سقط من ت، م. وقد تقدم الإسناد صحيحا مرات، انظر الفقرة / 1677.(2/595)
إظهار [73/ ظ] الواو. وكذلك {متّكئون [يس: 56] و} {ليطفئوا و} {لّيواطئوا
و} {ويستنبئونك و} {فمالئون وما أشبه ذلك. قال خلف: وسمعت الكسائي يقول: إذا مدّ الحرف ولم يظهر الواو وهمز، همز همزا خفيفا. وقال} [1] ابن واصل: سمعت خلفا يحكي عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على {مستهزءون يمدّ ويكسر الزاي، ويروم الواو وبالهمز ولا يظهرها، وكذلك} {ليطفئوا.
1765 - وقال آخرون: تجعل المكسورة في ذلك واوا مكسورة محضة لأجل الضمة التي قبلها، وتجعل المضمومة ياء مضمومة خالصة لأجل الكسرة التي قبلها} [2]. ((3) والكسرة قبل الواو وقبل (4) الياء فلذلك ما قرأت بالتسهيل منها مستثقل مع ذلك). وهذا (5) مذهب الأخفش (6) النحوي الذي لا يجوز عنده غيره.
1766 - وذهب آخرون في المضمومة إلى ضمّ الحرف الذي قبلها وإسقاطها من اللفظ رأسا اتباعا للخط، وهذا مذهب الكسائي. كما حدّثنا (7) محمد بن أحمد، قال أخبرنا ابن الأنباري، قال: أنا إدريس، قال: حدّثنا خلف، قال: حدّثنا الكسائي ومن وقف بغير (8) همز، قال: {مستهزءون فرفع الزاي بغير مدّ} {متّكئون برفع الكاف، وكذلك} {ليطفئوا برفع الفاء، و} {لّيواطئوا برفع الطاء، و} {ويستنبئونك برفع الباء} فمالئون برفع اللام ونحو ذلك.
__________
(1) محمد بن أحمد بن واصل.
(2) في ت، م: (قبل الياء). وهو غير قويم.
(3) كذا في ت، م. والعبارة غير واضحة.
(4) سقطت (قبل الياء) من ت.
(5) نقل هذه العبارة ابن الجزري في النشر (1/ 444) من قول الداني في جامعه ثم قال: والذي رأيته أنا في كتاب معاني القرآن له أنه لا يجيز ذلك (أي البدل) إلا إذا كانت الهمزة لام الفعل نحو (سنقرئك، واللؤلؤ)، وأما إذا كانت عين الفعل نحو (سئل)، قال: فإنه يسهلها بين بين كمذهب سيبويه، قال: والذي يحكيه عنه القراء والنحاة إطلاق الإبدال في النوعين. أه.
(6) سعيد بن مسعدة، أبو الحسن الأخفش الأوسط، بلخي سكن البصرة، من أئمة العربية، قرأ على سيبويه. مات سنة خمس وعشرين ومائتين على خلاف في تاريخ وفاته. وفيات الأعيان 2/ 380، بغية الوعاة 1/ 590.
(7) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 1677وذكر ابن الجزري الرواية في النشر 1/ 443.
(8) في م: (لغير)، ولا يناسب المقام، ومخالف لما في النشر.(2/596)
1767 - وقد جاء أيضا عن حمزة، فروى محمد (1) بن سعيد البزار عن خلاد عن سليم عن حمزة أنه كان يقف {مستهزءون} [2] بغير همز وبضم الزاي.
1768 - وروى إسماعيل (3) بن شداد، عن شجاع، قال: كان حمزة يقف {يستهزءون} [4] برفع الزاي من غير همز، وكذلك {متّكئون [يس: 56]، و} {الخطئون
[الحاقة: 37] و} {فمالئون [الصافات: 66] و} {ليطفئوا [الصف: 8] بغير همز في هذه الأحرف كلها، وبرفع الكاف والفاء والزاي والطاء.
1769 - قال أبو عمرو: وإنما ضمّ الحرف الذي قبل الواو في هذا الوجه ليصحّ الواو، وهذا الوجه من التسهيل جائز فيما لم يصوّر الهمزة المضمومة فيه واو، ولا ياء اكتفاء بالواو الذي بعدها في الرسم. فأما إذا صوّرت بالكسرة التي قبلها وعدمت واو الجمع بعدها في اللفظ نحو} {أنبّئكم [آل عمران: 49]، و} {ينبّئهم [المائدة:
14]} [5]، و {سأنبّئك [الكهف: 78] و} {سنقرئك [الأعلى: 6] و} {كان سيّئه [الإسراء:
38] وشبهه، فلا يجوز في تسهيلها غير الوجهين الأوّلين: جعلها بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه [وقلبها] ياء مضمومة على مذهب الأخفش، وذلك الاختيار عندي في هذا الموضع خاصة لموافقته مرسوم المصاحف، واختيار حمزة في اتّباعه، وغير جائز أن تسقط وتقلب مع ضمّ ما قبلها كما جاز ذلك فيما بعدها فيه واوا ساكنة.
1770 - وأجاز آخرون في تسهيل المضمومة التي بعدها واو} [6] حذفها رأسا، مع كسر الحرف الذي قبلها كأنهم استثقلوا الضمة على الياء المبدلة من الهمزة، والإشارة بها إلى الحرف الذي يجعل بينه وبينها (7) وهو الواو فلذلك حذفوها، وأبقوا الحرف
__________
(1) ذكر ابن الجزري هذه الرواية في النشر (1/ 443). ولم يذكر مصدره فيها. وطريق البزاز عن خلاد خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة / 1276.
(2) في ت: (يستهزون) والذي في م هو الموافق لما في النشر. وكلاهما لا مانع له.
(3) إسماعيل بن شداد المقرئ، يقال إنه كان من أضبط الناس لقراءة حمزة ابن حبيب الزيات، وكان قرأ بها على سليم بن عيسى، وأقرأ بها دهرا طويلا ببغداد. تاريخ بغداد 6/ 263.
وطريقه خارج عن طرق جامع البيان. وذكر ابن الجزري هذه الرواية في النشر (1/ 443).
ولم يذكر مصدره فيها.
(4) كذا في ت، م، وفي النشر (مستهزون) وكلاهما يناسب المقام.
(5) وفي م: (نبئهم) ولا يناسب المقام.
(6) في ت، م: (بعدها وحذفها) وهو غير مستقيم.
(7) أي الإشارة بالضمة إلى الحرف الذي تجعل الهمزة بينه وبين الهمزة.(2/597)
الذي قبلها مكسورا على مراد الهمزة.
1771 - حدّثنا محمد (1) بن علي، قال: حدّثنا ابن الأنباري، قال: حدّثنا إدريس، قال: حدّثنا خلف، قال: وأجاز الكسائي كسر الزاي، ووقف (2) الواو من غير همز وغير مدّ، {مستهزءون [البقرة: 14]. وكذلك} {متّكئون [يس: 56] كسر الكاف، ووقف الواو من غير همز، ولا مدّ. وكذلك هذه} [3] الحروف وما يشبهها بكسر الحرف الذي قبل الواو، ثم يجزم الواو ولا يمدّ ولا يهمز.
1772 - قال أبو عمرو: هذا لا عمل عليه، والاختيار في هذا الضرب ما ذهب إليه الخليل وسيبويه، وعليه أهل الأداء (4).
فصل في الهمز المتوسط بزائد
1773 - واعلم أن ما يتوسط من الهمزات في الكلم بدخول حرف المعاني عليهنّ واتصال الزوائد بهنّ ومن دونهنّ مبتدأ نحو {بأنّه [غافر: 12]، و} {بأنّكم
[الجاثية: 35]، و} {بأنّهم [الأعراف: 169]، و} {ولأبويه [النساء: 11]، و} {لأهب
[مريم: 19]،} {فبأىّ ءالآء [الرحمن: 73]، و} {فلأنفسكم [البقرة: 273]، و} {لبإمام
[الحجر: 79]، و} {تأخّر [البقرة: 203]، و} {فأذن [الأعراف: 44]، و (فأنك)} [5]، و {أفإين مّتّ [الأنبياء: 34]، و} {أفأمن [الأعراف: 97]، و} {أفأمنتم [الإسراء: 68]، و} {كأنّه
[النمل: 42]، و} {كأنّهنّ [الصافات: 49]، و} {وكأيّن [آل عمران: 146]، و} {كأمثل
[الواقعة: 23]،} {فسأكتبها [الأعراف: 156]، و} {سأتلوا [الكهف: 83]، و} {سأصرف
[الأعراف: 146] وشبهه. وكذلك} {الأرض [البقرة: 11]، و} {وبالأخرة [البقرة: 4]، و} {الئن [البقرة: 71]، و} {الأزفة [غافر: 18]، و} {الإيمن [البقرة: 108]، و} {الإسلم [آل عمران: 19]، و} {الأولى [طه: 21]، و} الأخرى [البقرة: 282]،
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1677.
(2) أي تسكين الواو كما ضبط المؤلف هذا الوجه في عجز الفقرة.
(3) سقطت (هذه) من ت.
(4) أي بتسهيل الهمزة بينها وبين الواو. انظر الفقرة / 1763.
(5) كذا في ت، وفي م (فائدة) وكلاهما لم أجده في القرآن الكريم.(2/598)
و {والأنثى [البقرة: 178]، وشبهه مما تدخل فيه الألف واللام على همزة مستأنفة، وكذلك} {ءأنذرتهم [البقرة: 6]، و} {ءأنتم [البقرة: 140]، و} {ءأشفقتم [المجادلة: 13]، و} {أءذا [الرعد: 5]، و} {أءله [النمل: 60]، و} {أئنّكم [الأنعام: 15]، و} {أؤنبّئكم [آل عمران: 15]، و} {أءنزل [ص: 8] وشبهه مما تدخل فيه همزة الاستفهام على همزة مبتدأة. وكذا ما وصل في الرسم من الكلمتين فصار بالوصل كلمة واحدة ووقعت الهمزة المبتدأة فيه متوسطة كذلك نحو} {هؤلآء [البقرة: 31] و} {أهؤلآء [المائدة: 53] و} {هأنتم [آل عمران: 66] و} {يأيّها و} {يادم [البقرة: 33] و} {يأخت [مريم: 28] و} {يأولى [البقرة: 179] وشبهه فإن المتقدمين من أصحاب حمزة والمتأخرين من أهل الأداء مختلفون في هذا الضرب.
1774 - فكان بعضهم يرى تحقيق الهمزات فيه عند الوقف اعتمادا على كونهنّ فيه مبتدآت في الأصل، وحقّق ذلك عندهم كونهنّ في الكتابة مع اختلاف حركاتهنّ في نحو} {سأنبّئك [الكهف: 78] و} {أفأنبّئكم [الحج: 72] و} {سأنزل [الأنعام: 93] و} {فلأقطّعنّ [طه: 71] [و} {فلأمّه [النساء: 11]] و} {فبإذن الله [آل عمران: 166] و} {لبإمام [الحجر: 79] وشبهه على صورة واحدة، وهي صورة الألف [و]} [1] تكون للمبتدآت سواء، وإذا كنّ كذلك وكان سبب استقراء المبتدآت على صورة واحدة امتناعهنّ (2) من التسهيل الذي يقرّبهنّ (3) من الحرف الذي لا يقع ابتداء وهو الساكن وجب أن تمتنع أيضا مما امتنعن منه من ذلك، وأن يجرين في لزوم التحقيق مجراهنّ، وهذا مذهب شيخنا أبي الحسن (4)، وجماعة سواء، وهو اختيار صالح بن إدريس وغيره من أصحاب ابن مجاهد.
1775 - وروى أبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي أيوب (5) الضبّي، عن شيوخه أن حمزة يقف على {الأخرة [البقرة: 94]، و} {الأولى [طه: 21]،} {وبأنهما بالهمز كالوصل. وكذلك روى أبو مزاحم الخاقاني} [6]، عن أصحابه، عن حمزة.
__________
(1) زيادة ليستقيم السياق.
(2) في ت، م: (وامتناعهن) وزيادة الواو تجعل السياق مضطربا.
(3) في م: (فقرأتهن) وهو تحريف.
(4) طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
(5) اسمه سليمان بن يحيى بن أيوب، وفي ت، م: (أبي يعقوب) وهو خطأ. انظر غاية النهاية 1/ 317. وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة / 1084.
(6) موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، البغدادي، إمام مقرئ، مجود، محدث، أصيل، ثقة سني، مات سنة خمس وعشرين وثلاث مائة. غاية 2/ 320، مهرقة 1/ 219.(2/599)
1776 - ويؤيد ما روينا في هذا الضرب وقف (1) حمزة فيه على اللام قبل الهمزة يسيرا في حال الوصل، ألا ترى أنه لم يقف على اللام إلا والهمز بعدها عنده في حكم المبتدأة التي يلزمها التحقيق بإجماع. وإن كانت في ذلك متصلة باللام في الخط؟
1777 - وكان آخرون يرون تسهيل الهمزات في ذلك كله، والوقوف على ما تقدم (2) من شرحه اعتدادا بما صيّر (3) به متوسطا إذ ليس شيء من ذلك إلا وله فائدة من تأثير عمل ومعنى كحرف الجر، وتأثير معنى فقط كحرف التنبيه، والنداء وهمزة الاستفهام والألف واللام وغير ذلك يوجد ذلك بوجوده ويعدم بعدمه. وإذا كان كذلك، جرى مجرى الأصلي في الاحتياج إلى الإتيان به على صيغته لتأدية تلك الفائدة، وإذا جرى مجرى الأصلي فيما ذكرناه فواجب أن يجرى مجراه في الاعتداد به في تسهيل الهمزة التي تقع بعده في حال الوقف في مذهب حمزة. وهذا مذهب شيخنا أبي الفتح (4)، والجمهور من أهل الأداء وهو اختياري.
1778 - وقد حكى خلف في كتاب الوقف له ما يدل على ذلك، وذلك أنه قال: {أئنّ لنا [الأعراف: 113] و} {أءنّك [يوسف: 90] يقف عليها بغير همز يشبه الياء على وزن أعن.
1779 - وحدّثنا محمد} [5] بن علي، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثنا أبو شبل، قال: حدّثنا أبو العباس الورّاق، قال: حدّثنا خلف، قال: سمعت الكسائي يقول: من وقف على {أئنّكم} [6]، وأئنّ لنا بغير همز وقف على الياء بشبه الهمزة.
__________
وليس من رجال جامع البيان.
(1) أي سكت حمزة.
(2) من قواعد حمزة في تسهيل الهمز المتوسط عند الوقف.
(3) في ت، م: (اعتدادا بما ضرب به متوسطان) وهو غير مفهوم.
(4) فارس بن أحمد.
(5) محمد بن أحمد بن علي، ومحمد بن القاسم بن الأنباري، وأحمد بن إبراهيم بن عثمان الوراق، وأبو شبل اسمه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله ابن واقد، جميعهم تقدموا والإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) وانظر إيضاح الوقف والابتداء 1/ 419.(2/600)
1780 - وروى أبو سلمة (1) عن رجاله الكوفيين: أنهم كانوا يقفون على {الأوّلين، و} {الأخرين ونحوهما بفتح اللام من غير همز.
1781 - وقال ابن} [2] واصل عن خلف وعن ابن سعدان عن سليم عن حمزة {ولهم عذاب أليم [البقرة: 10] و} {وإنّها لكبيرة إلّا [البقرة: 45] وما أشبههما بتحقيق الهمزة عند الوقف في ذلك، قال: وكان حمزة يصل قوله:} {مّن أرضنآ [إبراهيم: 13] و} {إنّا معكم إنّما [البقرة: 14]} [3]، بقطع الألف، والوقف (4) على النون والميم فيهما.
1782 - وروى أبو سلمة عن رجاله الكوفيين أنهم كانوا يقفون على {قد أفلح
[المؤمنون: 1] و} {من أجل ذلك [المائدة: 32] ونحوهما بغير همز.
1783 - وقال أحمد بن} [5] نصر: كان حمزة يقف على {شآء أنشره [عبس: 22] و} {جآء أحدهم [المؤمنون: 99] و} {مّن النّسآء إلّا [النساء: 22] و} {أوليآء أولئك
[الأحقاف: 32] بهمز الأولى وترك الثانية كقراءة ورش.
1784 - قال أبو عمرو: وما رواه خلف وابن سعدان نصّا عن سليم عن حمزة، وتابعهما عليه سائر الرّواة وعامّة أهل الأداء من تحقيق الهمزات المبتدآت مع السّواكن وغيرها وصلا ووقفا [74/ و] فهو الصحيح المعمول عليه والمأخوذ به، وبالله التوفيق.
فصل في روايات الوقف على الهمز ورواته
1785 - فأما الرواة عن هشام وحمزة وغيرهما من الأئمة، والرّوايات} [6] عنهم في الوقف على المهموز:
1786 - فقال الحلواني في جامعه عن هشام: إنه يقف إذا كانت الهمزة في آخر الحرف بغير همز، مثل {الخبء [النمل: 25] و} دفء [النحل: 5] ونحوه وما كان
__________
(1) عبد الرحمن بن إسحاق.
(2) محمد بن أحمد بن واصل.
(3) وفي ت، م: (إنا معكم وإنما) وهو خطأ.
(4) أي السكت على (من) وعلى (معكم).
(5) أبو بكر الشذائي.
(6) في ت، م: (الرواة) ولا يستقيم بها السياق.(2/601)
منصوبا منوّنا وقف بالهمز نحو {وندآء [البقرة: 171] و} {جزآء [البقرة: 85] و} {غثآء
[المؤمنون: 41] بمدّهن وبهمزهنّ في كل القرآن في هذه الحروف وما أشبههما.
1787 - وحدّثنا} [1] محمد بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: حدّثنا سليمان بن يحيى، قال: حدّثنا ابن سعدان، قال: حدّثنا سليم عن حمزة أنه كان إذا وقف على حرف لم يهمز.
1788 - حدّثنا (2) محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن الأنباري، قال: حدّثني أحمد بن سهل، قال: أقرأني عبيد بن الصباح عن أبي عمر حفص بن سليمان، قال: وأقرأني علي بن محصن وإبراهيم السمسار وغيرهما عن أبي حفص عن حفص بن سليمان {دعآء وندآء [البقرة: 171] بترك الهمز من اللفظ} [3]، مع الإشارة إليه مثل الذي رويناه عن حمزة.
1789 - قال أبو عمرو: وأظن ابن الأنباري أخذ هذا عن أحمد بن سهل مشافهة، وسأله عنه سؤالا لأن أحمد لم يذكر [هـ] (4) في كتابه الذي رواه بالإسناد المذكور ولا أشار إليه فيه، والعمل في رواية حفص من طريق الأشناني وغيره على تحقيق الهمز في ذلك وشبهه وصلا ووقفا.
1790 - حدّثنا عبد العزيز (5) بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال:
حدّثنا وكيع، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن حميد، قال: حدّثنا أبو حفص، قال:
حدّثنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر يقف على المهموز مثل {رخآء [ص: 36] و} {جفآء [الرعد: 17] و} غطآء [الكهف: 101] وأشباه ذلك يعني بالهمز، وهذا يؤذن بصحة ما قلناه وما عليه أهل الأداء.
__________
(1) محمد بن أحمد بن علي، ومحمد بن القاسم أبو بكر ابن الأنباري، وسليمان بن يحيى بن أيوب الضبي، ومحمد بن سعدان، تقدموا. وهذا الإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) محمد بن أحمد بن علي، والسمسار هو إبراهيم بن عبد الله، وأبو حفص هو عمرو بن الصباح تقدموا مع سائر رجال الإسناد، والإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان. والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 379) به مثلها.
(3) في إيضاح الوقف والابتداء (عن اللفظ في الوقف).
(4) زيادة الهاء ليستقيم السياق.
(5) تقدم هذا الإسناد في الفقرة 1271. وهو صحيح. وسيذكر المؤلف هذه الرواية في الفقرة / 1865بسياق أتم.(2/602)
1791 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: ذكر لي عبيد الله بن عبد الرحمن عن (1) أبيه، عن حفص، عن عاصم: أنه كان يقف على قوله في يونس {أن تبوّءا} {تبوّيا [يونس: 87] بياء من غير همز. قال ابن مجاهد: وكذلك روى هبيرة} [2]، عن حفص، عن عاصم.
1792 - فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال:
سألت أبا العباس الأشناني (3) عن الوقف كما رواه هبيرة، فلم يعرفه وأنكره، وقال لي:
الوقف مثل الوصل (4).
1793 - حدّثنا محمد (5) بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني جعفر بن محمد، قال: ثنا منجاب (6)، قال حدّثنا شريك، قال: كان عاصم صاحب همز، ومدّ، وقراءة شديدة.
1794 - حدّثنا محمد (7) بن علي، قال: حدّثنا ابن القاسم، قال: حدّثنا سليمان بن يحيى، قال: حدّثنا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع أنه كان إذا وقف على حرف يعني مهموزا همزه.
1795 - حدّثنا محمد (8) بن أحمد، قال: ثنا ابن مجاهد، قال: أخبرنا الحسن الرازي عن الحلواني عن قالون عن نافع أنه كان لا يهمز همزا شديدا.
__________
(1) اسمه عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد، تقدم، وكذا سائر رجال الإسناد. والرواية في السبعة / 329. وإسنادها صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) هبيرة بن محمد التمار، تقدم وطرقه هي الثامن والتاسع والعاشر كلها بعد الثلاث مائة.
(3) أحمد بن سهل والإسناد صحيح.
(4) في م: (الوصف) وهو من تصحيف السمع.
(5) هذه الرواية بإسنادها تقدمت في الفقرة / 295.
(6) في ت، م: (إسحاق) بدل (منجاب). وهو خطأ. وقد تقدم الإسناد صحيحا في الفقرة / 295.
(7) محمد بن أحمد بن علي، وابن القاسم هو محمد أبو بكر بن الأنباري، وسليمان بن يحيى بن أيوب الضبي، ومحمد بن سعدان، وإسحاق ابن محمد المسيبي جميعهم تقدموا. إلا أن هذا الإسناد ليس من طرق الكتاب، وهو إسناد صحيح. والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 385) به بمعناها.
(8) انظر إسناد الطريق / 36. وهو صحيح.(2/603)
1796 - وروى ابن شنبوذ عن أبي سليمان (1) أداء عن قالون: أنه كان يقف على المهموز الذي قبله مدّة بالمدّ من غير همز في جميع القرآن. لم يرو هذا عن قالون غيره.
1797 - حدّثنا الخاقاني (2)، قال حدّثنا الحسن بن رشيق، قال حدّثنا أحمد بن شعيب، قال حدّثنا أبو شعيب.
1798 - وحدّثنا (3) محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن قطن، قال: حدّثنا أبو خلاد، قالا (4) حدّثنا اليزيدي، عن أبي عمرو: أنه كان إذا وقف، وقف بمدّ الحرف، وبهمز (5)
نحو {غثآء [المؤمنون: 41] و} {دعآء [البقرة: 171] [وكذلك} {لو يجدون ملجأ
[التوبة: 57]] وما أشبهه.
1799 - وروى العباس} [6] بن محمد، عن إبراهيم، عن أبيه اليزيدي: ما كان في القرآن من الممدود، فإنك إذا وقفت عليه وقفت بألفين.
1800 - قال أبو عمرو: يعني بالألفين: الألف التي قبل الهمزة المطوّلة لأجلها، والألف التي تبدل من التنوين بعدها والهمزة محقّقة (7) بينهما. وقد وجّه أبو طاهر بن أبي هاشم قوله بألفين إلى أنه يسهّل الهمزة، فيجعلها ألفا وبعدها الألف المعوّضة من التنوين كفعل حمزة سواء. وهذه الترجمة غلط لا شك فيه، وذلك أن الهمزة إذا سهّلت وجعلت ألفا لم يكن الوقف بألفين، بل بثلاث ألفات التي قبل الهمزة والمجعولة خلفا منها والمبدلة من التنوين، وذلك خلاف لما رواه إبراهيم عن أبيه أن الوقف بألفين والوقف بهما لا يكون إلا مع تحقيق الهمز [75/ و] لا غير.
1801 - وروى ابن المنادي (8) أداء عن أصحابه عن اليزيدي عن أبي عمرو
__________
(1) اسمه سالم بن هارون المدني، من الطريق السابع والخمسين.
(2) انظر إسناد الطريق / 149. وهو إسناد صحيح.
(3) انظر إسناد الطريق / 179. وهو صحيح.
(4) في ت، م: (قال) وهو خطأ لأن المراد جمع الإسنادين على اليزيدي، كما هو واضح من السياق.
(5) في م: (وهمز).
(6) من إسناد الطريق الحادي والسبعين بعد المائة.
(7) في م: (مخففة). وهو خطأ كما يتضح من تخطئة المؤلف لابن أبي هاشم بعد.
(8) طرقه من الثاني والستين إلى الخامس والستين على التوالي، وكلها بعد المائة.(2/604)
الوقف في المرفوع والمخفوض غير المنوّن إذا كان مهموزا ممدودا كان أو غير ممدود بالإشارة إلى الرفع والخفض من غير همز، وهذا ممّا لا يعرفه أحد من أصحاب أبي عمرو من الرّواة وأهل الأداء.
1802 - حدّثنا محمد (1) بن أحمد، قال: حدّثنا ابن الأنباري، قال: حدّثنا إدريس، قال [قال] (2) خلف: والكسائي يهمز في الوقف كما يصل.
1803 - حدّثنا فارس (3) بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب أن أحمد بن محمد بن سلمويه حدّثه أن محمد بن يعقوب حدّثه، قال: حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن الوليد (4)، قال حدّثنا قتيبة عن الكسائي: أنه كان صاحب همز شديد، وتحقيق للقراءة.
1804 - أخبرنا (5) عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا الحسين بن المهلب، عن محمد بن بسام (6)، عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه كان يقرأ بالمدّ والهمز والإدغام.
1805 - وروى الوليد (7) بن مسلم، عن يحيى، عن ابن عامر: أنه لم يهمز {فمالئون [الصافات: 66] و} {مستهزءون [البقرة: 14] و} {الخطئون [الحاقة: 37]} {متّكئون [يس: 56] وشبهه يسقط الهمزة ويضمّ الحرف الذي قبلها، وبذلك قرأ أبو جعفر} [8]، وشيبة (9)، وبه جاء مرسوم المصاحف.
1806 - ووجه هذا الضرب من التسهيل: أن الهمزة أبدلت فيه [واوا] (10)
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1677. وهو صحيح.
(2) زيادة ليستقيم السياق.
(3) انظر إسناد الطريق / 401.
(4) في ت، م: (أيوب) بدل (الوليد) وهو خطأ. وقد تقدم الإسناد صحيحا.
(5) تقدمت هذه الرواية بإسنادها في الفقرة / 1266.
(6) في ت، م: (سليم) بدل (بسام) وهو خطأ. وقد تقدم الإسناد صحيحا.
(7) من الطريق الخامس والعشرين بعد المائتين.
(8) يزيد بن القعقاع، تقدم.
(9) ابن نصاح بن سرجس، تقدم.
(10) زيادة ليستقيم السياق.(2/605)
مضمومة لانكسار ما قبلها على مذهب الأخفش، ثم استثقلت الضمة عليها، فحذفت فبقيت ساكنة والواو بعدها ساكنة، فحذفت للساكنين وضمّ ما قبل الواو ليصبح بذلك.
1807 - حدّثنا محمد (1) بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد بن عيسى بن حيّان، قال: حدّثنا أبو هشام عن سليم عن حمزة أنه كان إذا قرأ في الصلاة لم يهمز.
1808 - حدّثنا محمد (2) بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أبي الدنيا، قال: قال ابن الهيثم محمد: أخبرني إبراهيم الأزرق، قال: كان حمزة يقرأ في الصلاة كما يقرأ لا يدع شيئا من قراءته، فذكر الهمز والمدّ والإدغام، فهاتان الروايتان (3) تدلّان على أنه ربما همز في الصلاة وربما لم يهمز.
1809 - وكذلك روى أبو زيد (4)، عن أبي عمرو: أنه كان يهمز في الصلاة، وربما لم يهمز، وربما أدغم، وربما أظهر، وذلك ليرينا جواز الوجهين في اللغة وصحتهما في الأخذ.
1810 - حدّثنا (5) الفارسي، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا ابن فرح، قال: سمعت أبا عمر، يقول: سمعت سليمان يقول: قال حمزة: ترك الهمز في المحاريب من الأستاذية.
1811 - حدّثنا (6) فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال:
أخبرنا زيد ابن علي، قال: أنا ابن فرح، قال: حدّثنا أبو عمر، قال: سمعت الكسائي يقول: من علامة الأستاذية ترك الهمز في المحاريب.
1812 - حدّثنا (7) خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا الحسن بن رشيق، قال: حدّثنا
__________
(1) تقدمت هذه الرواية بإسنادها في الفقرة / 353. وهي في السبعة / 133.
(2) تقدمت هذه الرواية بإسنادها في الفقرة / 351، وهي في السبعة / 77.
(3) في ت: (لا تدلان). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) سعيد بن أوس بن ثابت.
(5) تقدمت هذه الرواية بإسنادها في الفقرة / 352ومتن الرواية في جمال القراء ل 171/ وو معرفة القراء 1/ 96.
(6) تقدمت هذه الرواية بإسنادها في الفقرة / 389.
(7) انظر الطريق / 149. وإسناده صحيح.(2/606)
أحمد ابن شعيب، قال: حدّثنا صالح بن زياد، قال: حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا قرأ في الصلاة لم يهمز كل همزة ساكنة.
1813 - قال أبو عمرو: وأحسب أن ترك الهمز في المحراب من الأئمة إنما ترك الساكن منه خاصّة لكونه أثقل من المتحرّك بخلاف غيره من حروف المعجم، قال ذلك الفرّاء وغيره.
1814 - حدّثنا (1) طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قال: حدّثنا هشام بن [عمار] بإسناده عن ابن عامر أنه همز {فأوا إلى الكهف [الكهف: 16]} {وأتونى مسلمين [النمل: 31] و} {بل تؤثرون [الأعلى: 16] و} {مّأكول} [2] [الفيل: 5]، و {تأسوا} [3] [الحديد: 23]، و {بئس} [4] [البقرة: 126].
1815 - وبتحقيق الهمز الساكن والمتحرّك في الوصل والوقف في جميع ما تقدم، قرأ ابن كثير وابن عامر ومن بقي من القرّاء والرّواة (5) غير من ذكرنا مذهبه في تسهيله.
1816 - وقد روى قتيبة (6) عن الكسائي {وتئوى إليك في الأحزاب [51] بغير همز لم يذكر غيره.
1817 - وروى ابن} [7] شجاع عن اليزيدي، عن أبي عمرو: أنّهم هم الفآئزون في المؤمنين [111] بغير همز.
__________
وتقدم المتن فقط في الفقرة / 1649.
(1) انظر إسناد الطريق / 214. وهو صحيح.
(2) وفي م: (مالوك) وهو تحريف.
(3) الحديد / 23، وفي ت، م: (يئسوا) وأغلب ظني أن المثال أخطأ فيه الناسخ لأن همزته محركة بخلاف همزات سائر الأمثلة لذلك استبدلت به (تأسوا) والله أعلم.
(4) وفي ت: (ييئس) وهمزته محركة لذلك اعتمدت ما في م.
(5) وهم: نافع في غير طريق سالم بن هارون عن قالون، وطريق ابن مجاهد عن الرازي عن الحلواني عن قالون. وأبو عمرو في غير طرق ابن المنادي عن أصحابه عن اليزيدي عنه.
وعاصم في غير طريق هبيرة عن حفص عنه. والكسائي.
(6) ابن مهران.
(7) محمد بن شجاع. وطريقه عن اليزيدي هو الثالث والثمانون بعد المائة.(2/607)
1818 - حدّثنا الخاقاني (1)، قال حدّثنا أحمد بن أسامة، قال: حدّثني أبي، قال حدّثنا يونس، عن ابن كيسة، عن سليم، عن حمزة: {ولملئت منهم [الكهف: 18] مخفّفة بغير همز، فإن أراد في الوصل فقد خالف الجماعة [75/ ظ] عن سليم، وداود} [2] أيضا عن ابن كيسة عنه، وإن أراد الوقف فقد وافقهم.
1819 - حدّثنا الفارسي [قال حدّثنا أبو طاهر] (3)، قال حدّثنا الخزاعي، عن أصحابه (4) الثلاثة، عن ابن كثير: أنه لم يهمز «فاعلا»، ولا «فاعلين»، ولا «فاعلات»، من ذوات الياء والواو، نحو قوله: {خآئفين [البقرة: 114] و} {والقآئمين [الحج:
26] و} {والصّئمت [الأحزاب: 35] و} {خآئفا [البقرة: 182] و} {وضآئق [هود: 12] و} {قآئم [آل عمران: 39] و} {والصّئمت [الأحزاب: 35] وما أشبهه. قال: وكذلك لم يهمز} {لّا يؤاخذكم [البقرة: 225] و} {لا تؤاخذنآ [البقرة: 286] حيث وقعا. قال:
وكذلك لم يهمز الهمزة} [5] الثانية من {هؤلآء في جميع القرآن، ويهمز الأولى المضمومة. قال: وكان يقرأ} {شعآئر الله [البقرة: 158] بنبرة، قال: والنبرة عندهم دون الهمز. قال: وكذلك} {خزآئن [الأنعام: 50] و} بصآئر [الأنعام: 104] ونحوها.
1820 - وقال ابن مجاهد عن الأصبهاني عن أصحابه عن ورش عن نافع في حروف من الهمزة منبورة، قال: والنبرة عندهم همزة ضعيفة كأنها همزة بين بين، وليست بهمزة ثابتة، فوافق الخزاعي فيما حكاه من كونها كذلك.
1821 - وقال الخليل بن أحمد: النبرة ألطف وألين وأحسن من الهمزة، وهذا أيضا موافق لما حكيناه.
1822 - وروى الحلواني عن القواس جميع ما تقدّم بالهمز منصوصا، وبذلك قرأت في كل الطرق عن ابن كثير وعليه العمل عند الجميع، ولا أعلم أحدا من أهل
__________
(1) انظر إسناد الطريق / 370. وهو صحيح.
(2) هو ابن أبي طيبة، وطريقه هو الثالث والسبعون بعد الثلاث مائة.
(3) مكررة في ت.
(4) وهم: البزي من الطريق الرابع عشر بعد المائة.
وعبد الله بن جبير الهاشمي عن القواس من الطريق الثامن بعد المائة. وابن فليح من الطريق السابع والعشرين بعد المائة.
(5) سقطت (الهمزة) من ت.(2/608)
الأداء أخذ في مذهبه كما (1) حكاه الخزاعي، إلا الزينبي (2) وحده، فإنه كان يأخذ به، ويحكيه عن قراءته عليه، وكان اختياره الهمز، وقال عنه عن أصحابه {والسّآئلين
[البقرة: 177] بالهمز لأنه من سأل، وكذلك} {خطيئته [النساء: 112] و} {خطيئتكم
[الأعراف: 161] ونحوه لأنه من أخطأ يخطئ بالهمز.
1823 - وحكم تسهيل الهمز في الضرب المتقدم من حيث كانت مكسورة وقبلها ألف أن يجعل بين الهمزة والياء، فيصير في اللفظ كالياء المختلسة الكسر، وقول الخزاعي في بعض ذلك بنبرة دليل على ذلك، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب} [3]
ذكر مذاهبهم في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وفي تحقيقها
1824 - اعلم أن ورشا روى عن نافع أنه كان يلقي حركة الهمزة على الساكن الذي يقع قبلها، فيتحرّك بحركتها وتسقط هي من اللفظ لسكونها وتقدير سكونه.
ووقوع هذا الساكن قبلها على ضربين: أحدهما: أن يكون معه في كلمة واحدة.
والثاني: أن يكون في كلمة والساكن في كلمة أخرى قبلها.
1825 - فأما كونها معه في كلمة، ففي أصل مطّرد وموضع واحد لا غير، فالأصل المطّرد لام المعرفة كقوله: {الأخرة [البقرة: 94] و} {للأخرة [الإسراء: 21] و} {الأرض و} {الأسمآء [البقرة: 31] و} {الأزفة [غافر: 18] و} {الأن [الجن: 9] و} {الأفئدة [النحل: 78]] و} {الأبرار [آل عمران: 193] و} {والإبكر [آل عمران:
41] و} {الإنسن [الدهر: 1] و} {الإيمن [التوبة: 23] و} {للإيمن [آل عمران: 167] و} {الأولى طه: 21] و} {والأنثى [البقرة: 178] و} {الأخرى [البقرة: 282] و} {الأكل
[الرعد: 4] و} والأذن بالأذن [المائدة: 45] وما أشبهه.
__________
(1) في ت، م: (لما) ولا يستقيم به السياق.
(2) محمد بن موسى بن محمد بن سليمان. وطريقه عن الخزاعي ليس من طرق هذا الكتاب.
وقد أشار ابن الجزري في غاية النهاية (2/ 267): إلى أنه من طرق الغاية لأبي العلاء.
(3) في النسخة ت: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(2/609)
1826 - والموضع الواحد قوله في القصص [34]: {ردءا يصدّقنى. ولا أعلم خلافا عن نافع من الطرق المذكورة في إلقاء حركة الهمزة على الدال في هذا الموضع وصلا ووقفا إلا ما رواه أبو سليمان} [1] المدني، عن قالون عنه أداء أنه سكّن الدّال وحقّق الهمزة بعدها. وكذلك رواه عن نافع نفسه سعد بن (2) إبراهيم الزهري، وأخوه يعقوب (3).
1827 - وحدّثنا (4) ابن غلبون عن عتيق بن ما شاء الله المقرئ أنه قرأ على أبي جعفر [بن] (5) هلال في رواية ورش {ردءا بغير همز في الوصل وبالهمز في الوقف. وكذلك روى ابن شنبوذ} [6] عن النّحاس، عن أبي يعقوب، ويونس (7) جميعا، عن ورش، وليس العمل في مذهب نافع على ذلك.
1828 - وأمّا كونها معه من كلمتين، فإن السّاكن قبلها ينقسم قسمين:
أحدهما: أن يكون تنوينا نحو قوله: {خبير ألّا تعبدوا [هود: 1، 2]، و} {وكلّ شىء أحصينه [يس: 12]، و} {حامية [القارعة: 11]} {ألهاكم [التكاثر: 1]، و} {كفوا أحد [الإخلاص: 4]،} {من شىء إلّا [يوسف: 68]، و} {مّن شىء إذ كانوا [الأحقاف:
26]، و} {إرم ذات العماد [الفجر: 7]، و} {بكم قوّة أو [هود: 80]} [8]، ولأي يوم [76/ و] أجّلت [المرسلات: 12] وما أشبهه.
__________
(1) سالم بن هارون. وطريقه هو السابع والخمسون.
(2) سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إبراهيم، أو أبو إسحاق المدني، سكن بغداد، وولى قضاء واسط، وكان ثقة.
(3) مات سنة إحدى ومائتين. التقريب 1/ 286، غاية 1/ 303، وروايته عن نافع خارجة عن روايات جامع البيان.
يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم تقدم في الفقرة / 1311أن روايته عن نافع خارجة عن روايات جامع البيان.
(4) انظر إسناد الطريق / 66. وهو صحيح.
(5) سقطت (بن) من ت، م. والتصحيح من إسناد الطريق السادس والستين.
(6) تقدم في الفقرة / 1288أن ابن شنبوذ عن النحاس ليس من طرق جامع البيان، وأن ابن شنبوذ لم يقرأ على النحاس وإنما على أبي جعفر بن هلال على النحاس.
(7) هو ابن عبد الأعلى الصدفي.
(8) في م: (كفر رأيا) وفي ت (كقوة أو) وكلاهما خطأ لعدم وجود الحرفين في الكتاب العزيز.(2/610)
والثاني: أن يكون سائر حروف المعجم، نحو قوله: {من أجل [المائدة: 32]} [1]، {من ءامن [البقرة: 62]، و} {من إله [آل عمران: 62]، و} {من إستبرق [الرحمن: 54]، و} {من أوتى [الحاقة: 19]، و} {ولقد ءاتينا [البقرة: 87]} [2]، و {قد أفلح [المؤمنون:
1]، و} {هل أتاك [الغاشية: 1]، و} {أو إطعم [المائدة: 89]، و} {ولا تتّبع أهوآءهم
[المائدة: 48]، و} {ألم لا أحسب النّاس [العنكبوت: 1، 2]، و} {عن إبراهيم [هود: 74]، و} {واذكر إسمعيل [ص: 48]، و} {وقالت أولاهم [الأعراف: 39]، و} {قالت أخراهم
[الأعراف: 38] وما أشبهه.
1829 - ونقض أصله في هذا الضرب في أصلين مطّردين وموضع واحد، فلم ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها فيها بل حقّقها.
1830 - فالأصل الأول: ميم الجمع، نحو قوله:} {قالت أخراهم [البقرة: 6] و} {ومنهم أمّيّون [البقرة: 78] و} {وإن مّنكم إلّا واردها [مريم: 71] و} {ءأنتم أعلم أم الله [البقرة: 142] وما أشبهه لأن من قوله} [3] ضمّ ميم الجمع، وإلحاقها واوا في حال الوصل لمجيء الهمزة بعدها بيانا لها لخفائها.
1831 - والأصل الثاني: حروف المدّ واللّين الثلاثة، وهي الألف، نحو قوله:
{وإنّآ إن شآء الله [البقرة: 70]، والواو نحو قوله:} {قالوا أنؤمن [البقرة: 13]، والياء نحو} {وفى أنفسكم [الذاريات: 21] وما أشبهه، وذلك إذا انكسر ما قبل الياء، وانضم ما قبل الواو لا غير. لئلا يختلّ مدّهما بذلك، فإن انفتح ما قبلها ألقى عليها حركة الهمزة لزوال معظم المدّ منهما بذلك، وانبساط اللسان بهما كانبساطه بسائر} [4]
الحروف السّواكن، التي لا مدّ فيها ولا لين، فالياء المفتوح ما قبلها نحو قوله {ابنى ءادم [المائدة: 27] و} {ذواتى أكل [سبأ: 16]، والواو المفتوح ما قبلها، نحو} {خلوا إلى [البقرة: 14] و} {تعالوا أتل [الأنعام: 151] وما أشبهه.
1832 - والموضع الواحد قوله في الحاقة} {كتبيه إنّى ظننت [الحاقة: 19، 20].
اختلف أصحاب ورش عنه، فروى أبو يعقوب} [5] عنه أداء: أنه سكن الهاء، وحقّق
__________
(1) سقطت من ت.
(2) وفي م (لقد أتيناهم) وهو خطأ لعدم وجوده في الكتاب العزيز.
(3) أي ورش، وقد تقدم ذلك في الفقرة / 1102.
(4) في م: (بسائر).
(5) الأزرق.(2/611)
الهمزة بعدها على مراد القطع والاستئناف، وبذلك قرأت من طريقه على الخاقاني (1)، وأبي الفتح (2)، وابن غلبون (3) عن قراءتهم، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين. وروى عبد الصمد (4) عنه (5): أنه ألقى حركة الهمزة على الهاء، وحرّكها بها على مراد الوصل طردا لمذهبه في سائر السّواكن، ذكر ذلك عبد الصمد في كتابه المصنّف في الاختلاف بين نافع وحمزة، وبذلك قرأت في روايته من طريق محمد بن سعيد الأنماطي، وعبد الجبّار (6) ابن محمد، [و] (7) في رواية الباقين من أصحاب ورش: يونس (8)، وداود (9)، وأحمد (10) بن صالح، وأبو بكر (11) الأصبهاني.
1833 - فمن روى التحقيق لزمه بأن يقف على الهاء (12) في قوله {ماليه هلك
[الحاقة: 28، 29] وقفة لطيفة في حال الوصل من غير قطع، لأنه واصل بنيّة واقف، فيمتنع بذلك من أن تدغم في الهاء التي بعدها، ومن روى الإلقاء لزمه أن يصلها ويدغمها في الهاء التي بعدها لأنها عنده كالحرف اللازم الأصلي.
1834 - وقرأ} [13] الباقون، ونافع في غير رواية ورش، بتحقيق الهمزة، وتخليص الساكن قبلها، في جميع ما تقدم، من الكلمة والكلمتين. وقد اختلفوا في قوله:
__________
(1) طرقه من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(2) من الطريق الخامس والسبعين.
(3) من الطريق السادس والسبعين.
(4) ابن عبد الرحمن بن القاسم.
(5) من الطريق الثاني والستين.
(6) من الطريقين: الثالث والستين، والرابع والستين.
(7) زيادة ليستقيم السياق.
(8) من الطريقين: الرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(9) داود بن هارون، ولم يتقدم له عن ورش إلا الطريق السابع والسبعون، وفيه يروي الداني الحروف عن فارس بن أحمد، وليس فيه عرض القراءة.
(10) من الطريق التاسع والسبعين.
(11) من الطريق السادس والتسعين.
(12) في ت، م زيادة (و) بعد الهاء). وهو خطأ يجعل السياق مضطربا.
(13) السبعة إلا نافعا.(2/612)
{ءآلئن في الموضعين في يونس [51و 91] وفي قوله:} {عادا الأولى في النجم [50]، ويأتي الاختلاف في ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.
18354 - روى أبو ربيعة} [1] عن قنبل والبزّي، والزينبيّ (2) عن قنبل وغيره، عن رجاله المكيين {مّلء الأرض [آل عمران: 91] بفتح لام (الأرض) كورش. وقرأت في الروايتين من طريقهما} [3] بإسكان اللام وتحقيق الهمزة كسائر القرآن.
1836 - وروى ابن جبير (4) عن أصحابه عن نافع وابن فرح (5) عن أبي عمر [عن الكسائي] (6) عن إسماعيل عنه من قراءتي {الئن حيث وقع} [7]، و {فالئن بشروهن [البقرة: 187] و} {تبت الئن [النساء: 18] وما كان مثله من لفظه حيث وقع بإلقاء حركة الهمزة على اللام كورش أيضا.
1837 - وروى أبو سليمان} [8] عن قالون أداء {من إستبرق [الرحمن: 54] بإلقاء حركة الهمزة على النون وإسقاطها، لم يأت بذلك أحد عنه [76/ ظ] غيره.
وروى الأعشى} [9] عن أبي بكر من إستبرق في الرحمن بإلقاء حركة الهمزة على النون.
__________
(1) محمد بن إسحاق الربعي. ولم يتقدم له عن قنبل طريق برواية الحروف. فهذه الرواية عن قنبل ليست من طرق جامع البيان، وأما عن البزي فمن الطريق التاسع بعد المائة.
(2) لم يتقدم لمحمد بن موسى بن سليمان الزينبي، عن قنبل ولا عن غيره من المكيين طريق برواية الحروف، سوى الطريق التاسع بعد المائة، وهو من رواية الزينبي، عن أبي ربيعة عن البزي. وهو المشار إليه في الحاشية السابقة.
(3) روايتي قنبل والبزي. من طريقي أبي ربيعة والزينبي وطريق أبي ربيعة عن قنبل بعرض القراءة هو الثالث بعد المائة. وطريق الزينبي عن قنبل بعرض القراءة هو الرابع بعد المائة.
وطريقا أبي ربيعة عن البزي بعرض القراءة هما العاشر، والحادي عشر كلاهما بعد المائة.
ولم يتقدم للزينبي عن البزي طريق بعرض القراءة.
(4) لم يتقدم لابن جبير سوى الطريق السابع في قراءة نافع.
(5) من الطريق الثامن.
(6) زيادة ليستقيم السياق. انظر الطريق / 8.
(7) سقطت (وقع) من ت.
(8) سالم بن هارون من الطريق السابع والخمسين.
(9) طرقه من التاسع والأربعين إلى التاسع والخمسين على التوالي، وكلها بعد المائتين.(2/613)
1838 - وروى محمد بن عبد الله (1) الحيري، عن الشموني عنه {قل أتّخذتم
في البقرة [80] و} {فإن أحصرتم [البقرة: 196] و} {أن أدّوا إلىّ في الدخان [18] موصولة، يعني أن يلقي حركة الهمزة فيهن على اللام والنون، وذكر هذا} [2] قبل.
فصل في الهمزة والساكن غير لام التعريف يكونان في كلمة واحدة
1839 - وكلهم يحقق الهمزة ويخلص الساكن قبلها إذا كانا معا في كلمة واحدة، وسواء كان الساكن حرف مدّ ولين أو حرف لين فقط أو كانا حرفا جامدا أو توسّطت الهمزة أو وقعت طرفا.
1840 - فحرف المدّ واللّين، نحو {يضىء [النور: 35] و} {المسىء [غافر: 58] و} {برىء [الأنعام: 19] [و} {بريئون [يونس: 41]] و} {هنيئا مّريئا [النساء: 4] و} {من سوء [آل عمران: 30] و} {قروء [البقرة: 228] وشبهه.
1841 - وحرف اللّين نحو} {من شىء [آل عمران: 92] و} {شيئا [البقرة: 48] و} {كهيئة [آل عمران: 49] و} {مطر السّوء [الفرقان: 40] و} {سوءتكم [الأعراف: 26] و} {سوءة [المائدة: 31] و} {يايئس [يوسف: 87] وشبهه.
1842 - والحرف الجامد نحو:} {وينئون [الأنعام: 26] و} {يجئرون [المؤمنون:
64] و} {يسئل [المعارج: 10]} [3]، و {يسئلون [البقرة: 273] و} {لّا يسئم [فصلت: 49] و} {لا يسئمون [فصلت: 38] و} {الأفئدة [النحل: 78] و} {الخبء [النمل: 25] و} {المرء [البقرة: 102] وما أشبهه. إلا ما كان من مذهب هشام وحمزة في الوقف، وقد شرحناه قبل، وما كان من مناقضة نافع في قوله:} {ردءا يصدّقنى [القصص: 34] وقد ذكرناه أيضا، واختلف عن ورش، وقد شرحناه قبل في موضع آخر من هذا الفصل وهو قوله في آل عمران [91]:} مّلء الأرض ذهبا [آل عمران: 91] فروى
__________
(1) من الطريق السادس والخمسين بعد المائتين.
(2) انظر الفقرة / 1639.
(3) وفي ت، م: (سئل). وهو لا يصلح مثالا هنا لأن السين محركة.(2/614)
الأصبهاني (1) عن أصحابه، عنه: أنه ألقى حركة الهمزة على اللام فيه (2) وحرّكها بها، وبذلك قرأت في روايته (3). وروى عنه من المتصل (4)، وبالله التوفيق.
فصل [إذا ألقى ورش حركة الهمزة على لام المعرفة لم يجمع بينهما وبين الساكن قبلها]
1843 - واعلم أن ورشا إذا ألقى حركة الهمزة على لام المعرفة، وكان قبلها حرف من حروف المدّ: ألف أو ياء أو واو [أو] (5) ساكن غيرهن لم يثبت حرف المدّ ولا ردّ السكون للساكن (6) مع تحريك اللام إذ (7) كان تحريكه إياها عارضا، فلم يعتدّ به وعامل سكونها إذ هو الأصل فلذلك حذف حرف المدّ، وحرّك الساكن في حال الوصل من أجل الساكن.
1844 - فحرف (8) المدّ، نحو قوله {وألقى الألواح [الأعراف: 150] و} {سيرتها الأولى [طه: 21] و} {وإذا الأرض [الانشقاق: 3] و} {أولى الأمر [النساء: 59] و} {فى الأنعم [النحل: 66]، و} {يحى الأرض [الحديد: 17] و} {قالوا الئن [البقرة: 71] و} {وأنكحوا الأيمى [النور: 32] و} {أن تؤدّوا الأمنت [النساء: 58] وما أشبهه.
1844 - والحرف الساكن نحو قوله:} {فمن يستمع الأن [الجن: 9] و} بل
__________
(1) طرق الأصبهاني عن أصحابه برواية الحروف هي من السادس والثمانين إلى الخامس والتسعين على التوالي.
(2) المقصود إلقاء حركة همزة (ملء) على لامها، كما في النشر 1/ 413.
(3) من الطريق السادس والتسعين.
قال ابن الجزري في النشر (1/ 414): والوجهان عنه (أي عن الأصبهاني) صحيحان، قرأت بهما جميعا عنه.
(4) كذا. والعبارة فيها سقط، والله أعلم.
(5) زيادة ليستقيم السياق.
(6) في ت، م: (الساكن) ولا يستقيم بها السياق.
(7) في ت، م: (إذا) وهو خطأ لأن تحريك اللازم لا يكون إلا عارضا.
(8) في م (بحرف). وفي ت: (لحرف)، وكلاهما خطأ لا يستقيم به السياق.(2/615)
{الإنسن [القيامة: 14] و} {ألم نهلك الأوّلين [المرسلات: 16] و} {عن الأخرة [الروم: 7] و} {مّن الأرض [البقرة: 267] و} {من الأولى [الضحى: 4] و} {أشرقت الأرض [الزمر:
69] و} {فلينظر الإنسن [الطارق: 5] وما أشبهه.
1845 - وكذلك إن كان حرف المدّ صلة لهاء ضمير أو تأنيث أو لميم جمع فهاء الضمير، نحو قوله:} {وبداره الأرض [القصص: 81] و} {وجه ربّه الأعلى [الليل: 20] و} {لّا تدركه الأبصر [الأنعام: 103] و} {وله الأنثى [النجم: 21] وما أشبهه. وهاء التأنيث، نحو} {وهذه الأنهر [الزخرف: 51] و} {هذه الأنعم [الأنعام: 139] وما أشبهه. وميم الجمع نحو:} {ويلههم الأمل [الحجر: 3] و} {وأنتم الأعلون [آل عمران:
139] و} {بكم الأرض [الملك: 16] وما أشبهه.
فصل [في الابتداء بلام المعرفة إذا ألقي عليها حركة الهمزة]
1846 - واعلم أن في الابتداء بلام المعرفة، إذا ألقي} [1] عليها حركة الهمزة وجهين:
أحدهما: أن يبتدئ «الآخرة (2)، الأولى، الأرض، الإنسان»، وما أشبهه فيثبت همزة الوصل مع تحريك اللام لأن تلك الحركة عارضة كما حذف المدّ وحرّك الساكن فيما تقدم لأجل ذلك.
والثاني: أن يبتدئ «لآخرة، لارض، لولا، لانسن»، وما أشبهه، فيحذف همزة الوصل قبلها استغناء عنها محرّكة [بحركة] اللام.
1847 - والوجه الأول أوجه، وأقيس، وعليه العمل، ويأتي ذكر الابتداء بقوله:
عادا الأولى [النجم: 50] في مذهب نافع وأبي عمرو في موضعه إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
__________
(1) في ت، م: (التقى) ولا يناسب السياق.
(2) وفي م: (اخرة) وهو خطأ لأنه لا يصبح مثالا هنا.(2/616)
باب ذكر مذاهبهم في السكوت على الساكن الواقع قبل الهمزة وفي وصله معا
1848 - اعلم أن حمزة (1) من رواية خلف، وخلاد، وأبي عمر، ورجاء، وأبي هشام، وابن سعدان (2)، عن سليم عنه، وعاصما من رواية الشّموني (3) عن الأعشى عن أبي بكر ومن رواية الأشناني (4) عن أصحابه، عن حفص، عنه. والكسائي من رواية قتيبة (5) عنه، كانوا يسكتون على السّاكن الواقع قبل الهمزة بيانا لها لخفائها، وذلك إذا كان الساكن والهمزة من كلمتين أو كان [77/ و] لام المعرفة لأنها مع ما تدخل عليه بمنزلة ما كان من كلمتين لتقدير انفصالها.
1849 - فالسّاكن الذي مع الهمزة من كلمتين، نحو قوله: {من ءامن [البقرة:
62] و} {قد أفلح [المؤمنون: 1] و} {وقالت أولاهم [الأعراف: 39] و} {ولا تتّبع أهوآءهم [المائدة: 48] و} {مّن شىء إذ كانوا [الأحقاف: 26] و} {شيئا إن أراد
[المائدة: 17] وما أشبهه.
1850 - ولام المعرفة نحو قوله:} {وبالأخرة [البقرة: 4] و} {أصحب الأيكة
[الحجر: 78] و} {مّن الأرض [البقرة: 267]، و} {فى الأنعم [النحل: 66] و} {للإنسن
[يوسف: 5] و} {والأذن بالأذن [المائدة: 45] وما أشبهه.
1851 - واختلف ألفاظهم في العبارة من طول السّكتة وقصرها، فقال الشموني عن الأعشى:} {وبالأخرة يسكت على اللام، سكتة فيها} [6] طول قليلا، وكذلك ما أشبهه في كل القرآن.
1852 - وقال لنا (7) أبو الفتح عن أبي طالب عن النقّار عن الخياط عنه عن
__________
(1) في م: (لحمزة) ولا يناسب السياق.
(2) خلف بن هشام، وخلاد بن خالد، وأبو عمر اسمه حفص بن عمر، ورجاء ابن عيسى.
(3) محمد بن حبيب الشموني، والأعشى اسمه يعقوب بن محمد بن خليفة.
(4) اسمه أحمد بن سهل.
(5) قتيبة بن مهران.
(6) في ت، م: (فيما). ولا يستقيم بها السياق.
(7) انظر إسناد الطريق / 249. وهو صحيح.(2/617)
الأعشى {وبالأخرة يسكن اللام قبل الهمزة. قال النقّار: قال له الخياط: حتى يظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف} [1]. قال: وكذلك ما شاكل هذا، مثل {من الأمر [آل عمران: 28] و} {مّن أجر [يونس: 72] و} {من أصحب [المائدة: 29] و} {الأرض
و} {الأحبار [ص: 47] و} {الأشرار [ص: 62] و} {من ءامن [البقرة: 62] كل هذا يسكت فيه على الساكن كائنا ما كان لام المعرفة أو غيرها.
1853 - وقال أبو طاهر} [2] فيما أخبرنا الفارسي، عنه، عن قراءته على الأشناني يسكت سكتة قصيرة، وكذا قال لنا فارس (3) بن أحمد، عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه عن الأشناني.
1854 - وقال أصحاب سليم عنه عن حمزة كان يسكت على الساكن قبل الهمزة سكتة يسيرة (4). وقال جعفر (5) الوزّان، عن علي بن سليم عن خلّاد: إنه كان يشير إلى السواكن ويميز في قراءته، ولم (6) يكن يسكت على السّواكن كثيرا. وقال قتيبة عن الكسائي: كان يسكت على جميع السّواكن سكتة مختلسة من غير إشباع.
1855 - فإذا كان الساكن والهمزة من كلمة واحدة لم يسكتوا عليه، وذلك نحو قوله: {يسئلون [البقرة: 273] و} {لا يسئمون [فصلت: 38] و} {لّا يسئم [فصلت: 49] و} {وينئون [الأنعام: 26] و} {يجئرون [المؤمنون: 64] [و} {ردءا [القصص: 34] و} {جزءا [البقرة: 26]] و} {مّلء الأرض [آل عمران: 91] وما أشبهه، إلا ما كان من لفظ} {شىء و} {شيئا خاصّة في جميع القرآن، فإن حمزة من جميع الطرق يسكت على الياء فيهما سكتة، ثم يهمز.
1856 - قال لنا محمد بن علي، قال لنا ابن مجاهد} [7]: كان حمزة يسكت على
__________
(1) نقل ابن الجزري هذه العبارة في النشر (1/ 240) دون أن يشير إلى مصدره فيها.
(2) هو عبد الواحد بن عمر. والفارسي هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد. والأشناني هو أحمد بن سهل. وقراءة عبد الواحد بن عمر على الأشناني ليست من طرق جامع البيان. وهي من طرق الكفاية للقلانسي، والكامل للهذلي. كما أشار ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 60.
(3) من الطريقين: السادس، والسابع كلاهما بعد الثلاث مائة.
(4) نقل ابن الجزري هذه العبارة في النشر (1/ 240) دون أن يشير إلى مصدره فيها.
(5) من الطريق الخامس والأربعين بعد الثلاث مائة.
(6) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 240) دون أن يشير إلى مصدره.
(7) السبعة / 148.(2/618)
الياء من {شىء و} {شيئا سكتة خفيفة ثم يهمز، وكذلك قال النقّاش} [1] عنه. وقال أصحاب سليم المذكورون (2) سوى خلّاد، في قوله: {بين المرء وزوجه [البقرة: 102] لا يقطع بعد الراء كما يقطع في الأرض، ولا يسكت قبل الهمزة.
1857 - ونظير ذلك} {مّلء الأرض [آل عمران: 91] و} {دفء [النحل: 5] و} {جزء مّقسوم [الحجر: 44] و} {يخرج الخبء [النمل: 25]، ولا فرق من طريق العباس بين هذه المواضع، وبين قوله:} {شىء و} {شيئا وقد رووا عنه أنه يسكت على الياء ثم يهمز، إلا أن يكون راعى في هذين الحرفين كثرة الدور، ولذلك خصّهما بالسكت دون غيرهما مما يقلّ دوره، وقياسهما} {كهيئة الطّير [آل عمران: 49]} {ولا تايئسوا [يوسف: 87] و} {أفلم يايئس [الرعد: 31] ونظائره، وقياس ذلك} {مطر السّوء [الفرقان: 40] و} {دآئرة السّوء [التوبة: 98] و} {سوءة [المائدة: 32] وشبهه لأن حكم الياء والواو المفتوح ما قبلهما حكم واحد، إلا أن الواو لم يكثر ككثرة الياء من} {شىء و} {شيئا، فلذلك فرّق بينهما بالسّكت وغيره، والله أعلم.
1858 - وقد كان أبو بكر النقّاش} [3]، يروي أداء عن إدريس عن خلف عن سليم عن حمزة السّكت على جميع ما تقدّم (4). فما هو مع الهمزة في كلمة، قياسه على شيء وشيئا، ولم أقرأ بذلك. وترك (5) السكت هو الصحيح لأن نصّ الرّواة عن سليم يدل على ذلك، ولأن أبا الحسين بن (6) المنادي، وابن (7) مجاهد كذلك رويا ذلك عن إدريس، عن خلف، عن سليم، وعلى ذلك العمل، وبه الأخذ.
__________
(1) محمد بن الحسن.
(2) وهم: خلف، والدوري، ورجاء، وأبو هشام الرفاعي، ومحمد بن سعدان.
(3) محمد بن الحسن بن محمد بن زياد، وإدريس هو ابن عبد الكريم الحداد، وخلف هو ابن هشام.
وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان، وهو من طرق المستنير لابن سوار، كما أشار ابن الجزري في غاية النهاية 2/ 119.
(4) أي سواء كان من كلمة أو كلمتين، ما لم يكن حرف مد، كما في النشر 1/ 421.
(5) أي ترك السكت على ما كان من كلمة.
(6) طريقه عن إدريس خارج عن طرق جامع البيان.
(7) من الطريق الثالث والثلاثين بعد الثلاث مائة.(2/619)
1859 - وقرأت على أبي الفتح (1) في رواية خلّاد، عن سليم بغير سكت على ما كان مع الهمزة من كلمتين وعلى لام المعرفة أيضا. وكذلك روى محمد بن يحيى الخنيسي (2) عن خلاد.
1860 (3) وقرأت على أبي الحسن (4) عن قراءته (5) [في روايتيه (6) بالسكت على لام المعرفة خاصة لكثرة دورها، وكذلك ذكر ابن مجاهد] في كتابه عن حمزة، ولم يذكر عنه خلافا.
وقد نصّ الحلواني (7)، ومحمد بن سعيد (8) البزاز عن خالد على السكت.
1861 [والسكت] (9) وتركه صحيحان عن حمزة بدليل نقل الثقات لهما عن سليم نصّا وأداء ولما رواه ابن (10) مجاهد، عن أبي الزعراء، عن أبي عمر، عنه عن حمزة: أنه كان يأمر المتعلّم بالقطع والوقف على الساكن، فإذا حدر القراءة [77/ ظ] أمره بالوصل.
__________
(1) طرقه من الرابع والأربعين إلى التاسع والأربعين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة. مع السادس والخمسين، والسابع والخمسين كلاهما بعد الثلاث مائة. فمذهب أبي الفتح السكت لخلف فقط على الساكن المفصول ولام التعريف وشيء شيئا. انظر النشر 1/ 421.
(2) من الطريق الثاني والأربعين بعد الثلاث مائة.
(3) نقل هذه العبارة ابن الجزري في النشر (1/ 420) من قول الداني في جامع البيان.
(4) طاهر بن غلبون. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. وهو من طرق النشر. انظر النشر 1/ 161.
(5) سقطت من ت، م. والتصحيح من النشر 1/ 420.
(6) روايتي خلف وخلاد كما يؤخذ من التيسير ص / 62. ويبدو أن تذكرة ابن غلبون اعتمدت روايتي خلف وخلاد فقط لقراءة حمزة لذلك لم يحتج المؤلف إلى مزيد بيان هنا. هذا، وقد ذكر المؤلف في التيسير أنه قرأ على ابن غلبون بالسكت على شيء وشيئا أيضا. انظر التيسير ص / 62.
وذكر ابن الجزري عبارة التيسير في النشر (1/ 420) ثم عبارة جامع البيان، ثم قال: وهذا الذي ذكره في جامع البيان عن شيخه ابن غلبون يخالف ما نص عليه في التيسير، ثم قال: فإما أن يكون سقط ذكر (شيء) من الكتاب فيوافق التيسير، أو يكون مع المد على شيء فيوافق التذكرة. أه
(7) من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين، كلاهما بعد الثلاث مائة.
(8) روايته عن خلاد ليست من طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة / 1276.
(9) زيادة ليستقيم السياق.
(10) انظر إسناد الطريق / 358. وهو صحيح.(2/620)
السكت لحفص
1862 - وقرأت (1) أيضا على أبي الفتح (2)، عن قراءته على عبد الله بن الحسين، عن الأشناني (3) [بغير سكت في جميع القرآن، وكذلك قرأت علي أبي الحسن (4) عن قراءته على الهاشمي، هن الأشناني]. وبالسكت آخذ في روايته لأن أبا طاهر بن أبي هاشم رواه عنه تلاوة، وهو من الإتقان والضبط والصدق ووفور المعرفة والحذق بموضع لا يجهله أحد من علماء هذه الصناعة، فمن خالفه عن الأشناني فليس بحجّة عليه.
1863 - وقد قال الحلواني (5)، عن أبي شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم {على كلّ شىء قدير [البقرة: 20] يهمز ولا يقطع، قال: ومثله} {فى الأرض [الأنعام: 6] و} {الأنهر [البقرة: 25] و} {الأمثال [الرعد: 17] و} {أفئدة [الأنعام: 113] و} {الظّمئان [النور: 39] يهمزهنّ ولا يقطعهنّ في جميع القرآن.
1864 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر} [6]، قال: قال لي وهيب عن الحسن بن المبارك، قال حدّثني محمد بن حفص، وكان ممّن قرأ على أبي عمر، أن أبا (7) عمر كان لا يمدّ {فى الأرض ولا في} {الأخرة ولا} {الأنهر يعني لا يسكت، وساغت العبارة عن السكت بالمدّ من حيث اشتركا في البيان للهمز.
1865 - وحدّثنا الفارسي} [8]، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا وكيع، قال:
__________
(1) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 423) من قول الداني في جامعه ورده، ثم قال: فظهر ووضح أن الإدراج وهو عدم السكت عن الأشناني أكثر وأشهر وعليه الجمهور.
(2) انظر الطريق / 295، وهو صحيح.
(3) سقط من ت، م والتصحيح من النشر 1/ 423.
(4) انظر الطريقين / 294، 296وهما صحيحان.
(5) من الطريق الحادي عشر بعد الثلاث مائة.
(6) هو ابن مجاهد، ووهيب هو ابن عبد الله المروذي، وتقدم أن في اسمه خلافا هل وهب أو وهيب؟ وأبو عمر هو حفص راوي عاصم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) في ت، م (أن أخبرنا عمر) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(8) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1271. وتقدمت الرواية مختصرة في الفقرة / 1790.(2/621)
حدّثنا أحمد بن محمد بن حميد، قال: حدّثنا أبو حفص، قال: حدّثنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر لا يمدّ في {الأخرة ولا يقطع القطع الشديد، ولا} {مّن الأرض فيختلسه، وكان يقف على المهموز مثل} {رخآء [ص: 36]} [1]، و {جفآء
[الرعد: 17]، و} {غطآء [الكهف: 101]، وأشباه ذلك} [2].
1866 (3) وبهذا قرأت في رواية غير الأشناني عن حفص، وفي غير رواية الشّموني عن الأعشى عن أبي بكر، وفي غير رواية قتيبة عن الكسائي. وبذلك قرأ الباقون (4).
1867 - وكلهم وصل حرف المدّ واللّين بالهمز من غير سكت عليه إلا ما كان من الأعشى (5)، فإن الشموني حكى عنه أنه كان يسكت على حروف (6) المدّ، إذا استقبلن الهمزات في حال الانفصال والاتصال جميعا سكتا بطيئا ويقطع عليهن قطعا شديدا.
1868 - وقرأت من هذه الطريق بغير سكت ولا قطع، وكذلك حكى النقّاش (7)
أنه قرأ على الخيّاط، بمدّ مشبع، من غير إفراط، ولا سكت على المدّة قبل الهمزة.
1869 - وروت الجماعة عن سليم عن حمزة أنه قال: إذا مددت الحرف ثم همزت، فالمدّة تجزي من المدّ قبل السكت (8). وقال محمد (9) بن سعيد البزاز عن
__________
(1) وفي ت، م: (وجاءو) وقد تقدمت الرواية، وفيها (رخاء) وهو أكثر مناسبة للمثالين الآخرين.
(2) يعني بالهمز كما فسر المؤلف هذه الرواية في الفقرة / 1790.
(3) أي بالإدراج، وهو عدم السكت
(4) وهم: نافع، وابن كثير وأبو عمرو، وابن عامر.
هذا، وقد وردت السكت عن ابن ذكوان أيضا من المبهج، والإرشاد، والكامل، ورواه أيضا الحافظ أبو العلاء. انظر النشر 1/ 423.
(5) عن أبي بكر. انظر طرق رواية أبي بكر عن عاصم.
(6) في ت، م: (عرف) ولا يناسب السياق.
(7) تقدم في الفقرة / 1639أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(8) المراد بالسكت الوقف، كما سيفسره المؤلف في الفقرة / 1873. والمعنى المراد: أن المد لأجل الهمز يجزئ من المد لأجل الوقف، وهو المد العارض، فلا يزاد في مقدار المد لأجل عروض الوقف.
(9) تقدم في الفقرة / 1276أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.(2/622)
خلّاد: [كان سليم يجيزهما جميعا، وكان أحسنه عند السكت قليلا] (1).
1870 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن سليم، عن حمزة قال (2): قال حمزة إذا مددت الحرف ثم همزت، فالمدّ يجزئ من السكت قبل الهمزة.
1871 - وحدّثنا (3) ابن خواستي الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثني البرائي (4)، قال: حدّثنا خلف عن سليم عن حمزة، قال: إذا مددت الحرف، فالمدّ يجزئ من السكت قبل الهمزة، فكان إذا مدّ ثم أتى بالهمز بعد المدّ لا يقف قبل الهمز.
1872 - قال أبو عمرو (5): وهذا الذي قاله حمزة من أن المدّ يجزئ من السكت معنى حسن لطيف دالّ على وفور معرفته ونفاذ بصيرته، وذلك أن زيادة التمكين لحرف المدّ مع الهمزة إنما هو بيان لهما لخفائها ويعد مخرجها، فيقوى به على النطق بها محقّقة، وكذا السكوت على الساكن قبلها إنما هو بيان لها أيضا، فإذا بيّنت بزيادة التمكين لحرف المدّ قبلها لم يحتج أن يبيّن بالسكت عليه، وكفى المدّ من ذلك وأغنى عنه.
1873 - وروى ابن مجاهد في جامعه عن موسى بن إسحاق عن الرفاعي عن سليم عن حمزة أنه قال: إذا مددت الحرف المهموز ثم سكت، فأخلف مكان الهمزة مدّة، فإن المدّ مجزئ من الهمزة وهذا القول أيضا لطيف حسن، ومعنى قوله ثم سكت: أي وقفت ومعنى فأخلف عن الهمز مدّة، أي: أبدل منها ألفا وزد في التمكين.
ومعنى فإن المدّ يجزئ من الهمز، أي: فإن تلك الألف المبدلة [78/ و] من الهمزة تنوب عن الهمزة (6)، يكفي منها وبالله التوفيق.
__________
(1) كذا، والعبارة غير واضحة.
(2) قال ابن مجاهد في السبعة / 135وقال سليم قال حمزة، وساق الرواية.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1706.
(4) في ت، م: (البرانسي) وهو تحريف لأنه لا يوجد في شيوخ أبي طاهر ولا في تلاميذ خلف. انظر غاية النهاية 1/ 475، 273. وتقدم الإسناد على الصواب في الفقرة / 1706.
(5) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 422) من قول الحافظ أبي عمرو الداني.
(6) هذا النص يتعلق بباب وقف حمزة على الهمز. فالمناسب إيراده هناك، ولا تعلق له بموضوع السكت على الساكن قبل الهمز.(2/623)
باب ذكر مذاهبهم في الإظهار والإدغام (1)
للحروف السواكن في الحلقة
[فصل في] ذكر الدال من قد
1874 - اختلفوا في الدال من «قد» عند تسعة أحرف وهي: الجيم والشين والسين والصّاد والزاي والذال والظاء والضاد والتاء.
فعند الجيم نحو قوله: {ولقد جآءكم [البقرة: 92] و} {قد جعل [مريم: 24] و} {قد جئنك [طه: 47] وما أشبهه.
وعند الشين في قوله:} {قد شغفها [يوسف: 30] لا غير ذلك.
وعند السين نحو قوله:} {لّقد سمع الله [آل عمران: 181] و} {قد سألها
[المائدة: 102] و} {فقد سرق [يوسف: 77] وما أشبهه.
وعند الصّاد نحو قوله:} {لّقد صدق الله [الفتح: 27] و} {ولقد صرّفنه الفرقان:
50] و} {ولقد صبّحهم [القمر: 38] وما أشبهه.
وعند الزاي في قوله:} {ولقد زيّنّا السّمآء [الملك: 5] لا غير.
وعند الذال في قوله:} {ولقد ذرأنا [الأعراف: 179] لا غير.
وعند الظاء نحو قوله:} {فقد ظلم [البقرة: 231] و} {لقد ظلمك [ص: 24] وما أشبهه.
وعند الضاد نحو قوله:} {فقد ضلّ [البقرة: 108] و} {قد ضلّوا [النساء: 167] و} ولقد ضربنا [الروم: 58] وما أشبهه.
__________
(1) وهو المعروف عند القراء بالإدغام الصغير ويكون الحرف المدغم ساكنا. انظر: النشر 2/ 2.
والمراد الحروف التي سكونها أصلي، أما ما كان سكونه عارضا، فسيأتي الحديث عنه في الباب التالي.(2/624)
وعند التاء نحو قوله: {قد تّبيّن الرّشد [البقرة: 256] و} {لّقد تّاب الله [التوبة:
117] و} {وقد تّعلمون [الصف: 5] وما أشبهه.
[مبحث الدال عند الجيم]
1875 - فأظهر الدال عند الجيم الحرميان} [1]، وعاصم وابن ذكوان عن ابن عامر من رواية التّغلبي (2)، وأحمد بن (3) المعلّى، وأحمد بن (4) أنس، والصوريّ (5). ومن رواية ابن أبي (6) حمزة، وابن الأخرم (7)، والنقّاش (8)، وابن شنبوذ (9)، وغيرهم، عن الأخفش عنه. وكذلك روى ابن عتبة (10) عن أيوب.
1876 - وأدغمها الباقون (11) فيها، وكذلك روى هشام عن ابن عامر، وابن عبد (12) الرزاق، وابن مرشد (13)، وأبو طاهر (14) البعلبكي، عن الأخفش عن ابن ذكوان، وذكر الأخفش في كتابه الأصغر عن ابن ذكوان: أنه يظهر الدال عند الجيم، ثم قال في سورة طه [47]: قد جئنك مدغم، وتابعه على الإدغام فيه خاصّة عن
__________
(1) نافع وابن كثير.
(2) الطريق الخامس بعد المائتين.
(3) الطريق الثامن بعد المائتين.
(4) الطريق السابع بعد المائتين.
(5) الطريق السادس بعد المائتين.
(6) الطريق المائتان.
(7) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان وهو من طرق النشر.
انظر النشر 1/ 141.
(8) الطريق السادس والتسعون بعد المائة.
(9) الطريق الثالث بعد المائتين.
(10) الطريق الثالث والعشرون بعد المائتين.
(11) وهم: أبو عمرو وحمزة والكسائي.
(12) الطريق الثاني بعد المائتين.
(13) الطريق السابع والتسعون بعد المائة.
(14) الطريق التاسع والتسعون بعد المائة.(2/625)
ابن ذكوان عثمان بن (1) خرّزاد الأنطاكي ومحمد بن (2) إسماعيل الترمذي، وقال (3) في كتابه الأكبر عنه: إنه يظهرها عندها في جميع القرآن.
1877 - وروى ابن جبير (4)، عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: أنه أدغم الدال في الجيم، نحو قوله: {لقد جئنكم [الزخرف: 78] وهو وهم من ابن جبير لأن عبد العزيز} [5] بن جعفر حدّثنا قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا ابن فرح، قال: حدّثنا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكره الإدغام في القرآن كله.
[مبحث الدال عند الشين والسين والصاد]
1878 - وأظهر الدال عند الشين والسّين والصاد الحرميان وعاصم وابن ذكوان عن ابن عامر من غير رواية ابن مرشد (6)، وأبي طاهر، وابن عبد الرزاق، عن الأخفش عنه. وروى إسحاق (7) الأنصاري، عن المسيّبي عن نافع {ولقد صرّفنا [الإسراء: 41] صادها ثقيلة، ولا يتحصّل تثقيلها إلا بإدغام الدال فيها، ولم يرو هذا عن نافع غيره.
1879 - وأدغمها في الثلاثة الباقون} [8]، وهشام عن ابن عامر، وكذلك روى ابن مرشد، وأبو طاهر، وابن عبد الرزاق عن الأخفش، عن ابن ذكوان.
1880 - واضطرب قول الأخفش، عن ابن ذكوان في كتابيه (9) في ذلك، فقال في العامّ: إنه أدغم الدال في الثلاثة الأحرف، وقال في الخاصّ: إنه أظهرها عندهنّ،
__________
(1) وطريقه هو التاسع بعد المائتين. ويؤخذ من هذه العبارة أن طريقه عن ابن ذكوان بالإظهار، فهو مع المظهرين إلا في هذا الحرف.
(2) وطريقه عن ابن ذكوان ليس من طرق جامع البيان.
(3) الأخفش.
(4) من الطرق: التاسع والعشرين، والحادي والثلاثين، والثاني والثلاثين، وكلها بعد المائتين.
(5) انظر الطريق / 228. وإسناده صحيح.
(6) أي من سائر طرق ابن ذكوان ما عدا السابع والتسعين، والتاسع والتسعين كلاهما بعد المائة، والثاني بعد المائتين.
(7) من الطريق الثلاثين.
(8) وهم: أبو عمرو وحمزة، والكسائي.
(9) في م: (كتابه) بالإفراد وهو خطأ واضح.(2/626)
وقال ابن (1) المعلّى عن ابن ذكوان {ولقد صرّفنا بالإدغام في كل القرآن لم يذكر غيره. وقال ابن خرّزاد} [2] عنه: {قد شغفها [يوسف: 30] بالإدغام، وقياسهما سائر نظائرهما.
1881 - وروى الحسين بن} [3] علي بن حمّاد عن الحلواني في مفرده عن هشام:
إظهار الدال (4) عند الصاد في كل القرآن. وروى ابن الحسن (5) النقّاش عن هشام:
إدغامها فيها، وعلى ذلك أهل الأداء.
[مبحث الدال ضد الزاي]
1882 - وأظهر الدال عند الزاي الحرميان وعاصم. وكذلك روى النقّاش (6)، وأبو العبّاس (7) البلخي، عن الأخفش عن ابن ذكوان، وبذلك أقرأني الفارسي (8) عنه.
وكذلك روى الصّوري (9)، عن ابن ذكوان وابن عتبة (10)، عن أيّوب، ولا نصّ عن ابن ذكوان في ذلك، [78/ ظ] وأدغمها الباقون (11). وكذلك روى التّغلبي (12) وسائر الرّواة عن الأخفش عن ابن ذكوان.
__________
(1) الطريق الثامن بعد المائتين.
(2) الطريق التاسع بعد المائتين.
(3) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) في م: (الداني) وهو تحريف ظاهر.
(5) في ت م: (الحسن بن النقاش) وهو تحريف. انظر غاية النهاية 2/ 344، 2/ 119، وطرقه هي العشرون، والحادي والعشرون، والثاني والعشرون وكلها بعد المائتين.
(6) الطريق السادس والتسعون بعد المائة.
(7) اسمه عبد الله بن أحمد بن إبراهيم وطريقه عن الأخفش ليس من طرق جامع البيان، وإنما هو من طرق الكامل للهذلي، انظر غاية النهاية 1/ 404.
(8) من الطريق السادس والتسعين بعد المائة.
(9) الطريق السادس بعد المائتين.
(10) الطريق الثالث والعشرون بعد المائتين.
(11) وهم: أبو عمرو، وحمزة والكسائي.
(12) طريقه عن ابن ذكوان هو الخامس بعد المائتين.(2/627)
[مبحث الدال عند الذال]
1883 - وأظهر الدال عند الذال [نافع] (1) في رواية المسيّبي، وابن كثير وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. واختلف عن ورش وقالون في ذلك، فروى أحمد بن (2) صالح عنهما عن نافع إدغامها، وكذلك روى الأصبهاني (3) عن أصحابه عن ورش. وقال (4) لي أبو الفتح، عن عبد الباقي، عن قراءته على أصحابه عن يونس عن ورش بالوجهين بالإظهار والإدغام. وقال: هما عند يونس سواء، وأدغمها الباقون (5)، وكذلك روى إسماعيل عن نافع والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وسائر أصحاب ورش وقالون سوى ما ذكرناه على الإظهار.
[مبحث الدال عند الظاء]
1884 - وأظهر الدال عند الظاء نافع في غير رواية ورش وابن كثير وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. وأدغمها الباقون [-5]، وكذلك روى أحمد بن صالح عن ورش وقالون، وأبو عبيد (7) عن إسماعيل، وخلف (8) عن المسيبي عن نافع. وكذلك حكى الحلواني عن قالون في كتابه. وبذلك أقرأني أبو الفتح (9) في روايته من طريق عبد الله بن الحسين عن ابن شنبوذ عن الجمال عن أصحاب أبي عون عنه، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق. وانظر السبعة / 115.
(2) وطرقه هي الثامن والسبعون، والتاسع والسبعون عن ورش، ومن السادس والأربعين إلى التاسع والأربعين على التوالي عن قالون.
(3) وطرقه هي من السادس والثمانين إلى السادس والتسعين.
(4) من الطريقين: الرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(5) (5) و (6) وهم: أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة والكسائي.
(7) الطريق العاشر.
(8) وطرقه هي الرابع والعشرون، والخامس والعشرون، والسادس والعشرون.
(9) من الطريق السابع والثلاثين عن الجمال عن الحلواني. ومن الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين، عن أصحاب أبي عون.(2/628)
[مبحث الدال عند الضاد]
1885 - وأظهر الدال عند الضاد نافع في غير رواية ورش وابن كثير وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. وأدغمها الباقون (1)، وكذلك روى أحمد بن صالح عن ورش وقالون وسائر أصحاب ورش عنه.
1886 - وحدّثنا (2) محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا إسماعيل القاضي عن قالون عن نافع أنه أدغمها. وكذلك أقرأني (3) أبو الفتح في رواية الحلواني عنه من طريق عبد الله بن الحسين عن أصحابه. وكذلك روى ابن سعدان (4)، وابن جبير (5)، وأبو عمارة (6)، وحمّاد (7) بن بحر، عن المسيبي. قال الحلواني في كتابه عن قالون: إنه أظهرها، وبذلك قرأت (8) من طريق ابن عبد الرزاق، عن أبي العباس الرازي عنه.
[مبحث الدال عند التاء]
1887 - وأظهر الدال عند التاء نافع في رواية المسيّبي، وذلك قوله: {قد تّبيّن الرّشد [البقرة: 256] لا غير، فسألت أبا الفتح} [9] عند قراءتي بروايته عن إطلاق القياس في نظائره؟ فأبى ذلك، ومنعني من إجراء القياس، وقال لي: إنما ذلك في هذا الموضع خاصة.
1888 - ومما يدلّ على صحة ما قاله لي: ما حدّثنا (10) محمد بن علي، عن ابن
__________
(1) وهم: أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
(2) انظر الطريق / 33. وإسناده صحيح.
(3) من الطرق: السابع والثلاثين، والأربعين، والحادي والأربعين.
(4) وطرقه هي السابع عشر، والثامن عشر، والعشرون، والثاني والعشرون، والثالث والعشرون.
(5) من الطريق التاسع والعشرين.
(6) من الطريق الثامن والعشرين.
(7) من الطريق الثاني والثلاثين.
(8) من الطريق التاسع والثلاثين.
(9) فارس بن أحمد.
(10) انظر الطرق / 13، 23، 24، 25، 28.(2/629)
مجاهد، عن أصحابه، عن المسيبي، عن نافع: أنه أظهر {قد تّبيّن الرّشد من الغىّ
[البقرة: 256] ولم يذكر نظائره ولا جعل القياس في ذلك مطّردا، فدلّ على أنه إنما يروي ذلك في هذا الموضع خاصة. وقد أقرأني أبو الفتح} [1] في ذلك في رواية ابن سعدان عن المسيبي بالإدغام، ونصّ ابن سعدان عنه على الإظهار، وهو الصحيح (2)
عندي إن شاء الله تعالى.
[فصل في] ذكر الذال من «إذ»
1889 - واختلفوا في الذال من «إذ» عند ستة أحرف، وهي الجيم والسّين والضّاد والزاي والدال والتاء.
فعند الجيم نحو قوله: {وإذ جعلنا [البقرة: 125] و} {إذ جئتهم [المائدة: 110] و} {إذ جآءكم [سبأ: 32] وما أشبهه.
وعند السين في قوله:} {إذ سمعتموه في الموضعين في النور [12و 16] لا غير.
وعند الصاد في قوله:} {وإذ صرفنآ إليك [الأحقاف: 29] لا غير.
وعند الزاي في قوله:} {وإذ زيّن لهم الشّيطن [الأنفال: 48] و} {وإذ زاغت الأبصر [الأحزاب: 10] لا غير.
وعند الدال نحو قوله:} {إذ دخلوا [ص: 22] و} {إذ دخلت [الكهف: 39] وما أشبهه.
وعند التاء نحو قوله:} {إذ تبرّأ [البقرة: 166] و} {إذ تقول [آل عمران: 124] و} إذ تصعدون [آل عمران: 153] وما أشبهه.
[مبحث الذال عند الجيم]
1890 - فأدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام عن ابن عامر، وأظهرها
__________
(1) من الطريقين: العشرين، والثاني والعشرين.
(2) أي رواية عن المسيبي عن نافع، ولو أنه في ذاته ضعيف لأنه جميع القراء أخذوا في بالإدغام حتى قال ابن مجاهد: إنه لا يجوز إظهاره، وإن إظهاره خروج من كلام العرب.
انظر السبعة / 115.(2/630)
الباقون (1)، وابن ذكوان وابن عتبة عن ابن عامر. وكذلك حكى ابن جبير في مختصره (2)، وعن اليزيدي عن أبي عمرو وقال: كلهم قرأ {إذ جآءكم [سبأ: 32] و} {إذ جآءوكم [الأحزاب: 10] و} {إذ جآءتكم [الأحزاب: 9] و} {وإذ جعلنا [البقرة:
125] غير مدغم. قال: ولا نعلم أحدا أدغمه، وذلك غلط منه على أبي عمرو، على أن الذي} [3] نقلوا القراءة عنه أداء، من الأنطاكيين (4)، وغيرهم، لا يعرفون غير الإدغام.
وكذلك حكى ابن عبد الرزاق (5)، وأحمد بن (6) يعقوب، عن أصحابهما عنه.
1891 - وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: إن أبا عمرو وحده أدغم الذال في الجيم، ولم يذكر [79/ و] رواية هشام عن أصحابه عن ابن عامر (7). وذلك مما لا خلاف عن أهل الأداء عنه فيه. وكذلك نصّ عليه الحلواني عنه.
1892 - أخبرنا ابن (8) جعفر، قال أنا أبو (9) طاهر، قال: أنا الحسين بن المهلب، قال: أنا محمد بن بسام، قال أنا الحلواني، قال: قرأت على هشام (10)، وأخبرني أنه قرأ على أيوب وأن أيوب قرأ على يحيى وأن يحيى قرأ على ابن عامر، فكان يدغم {إذ جئتهم [المائدة: 110] و} {إذ جعل [المائدة: 20] و} {وإذ زاغت [الأحزاب: 10] و} {وإذ زيّن [الأنفال: 48] و} {إذ سمعتموه [النور: 12] و} {وإذ صرفنآ [الأحقاف: 29] و} {وجبت جنوبها [الحج: 36] ويدغم} {بل طبع [النساء: 155] و} بل زيّن [الرعد:
__________
(1) وهم: نافع وابن كثير والكوفيون.
(2) في ت، م: (وعن)، وزيادة الواو خطأ يجعل السياق مضطربا.
(3) سبق في الفقرة / 7أن المؤلف يأخذ بمذهب الأخفش في أن (الذي) يكون للمفرد والمثنى والجمع.
(4) لم يتقدم في جامع البيان غير رواية عبد الرزاق بن الحسن، عن أحمد بن جبير، عن اليزيدي. وذلك هو الطريق الثاني والثمانون بعد المائة.
(5) إبراهيم بن عبد الرزاق، وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان.
(6) وطريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(7) قال ابن مجاهد: ولم يدغم أحد من القراء الذال في الجيم غير أبي عمرو. السبعة / 119.
(8) تقدم في الفقرة / 1266أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(9) في م: (ابن طاهر) وهو خطأ.
(10) أيوب هو ابن تميم، ويحيى هو ابن الحارث الذماري.(2/631)
33] و {بل ظننتم [الفتح: 12] و} {هل ثوّب [المطففين: 36] و} {بل ران [المطففين: 14] مدغمات كلها.
[مبحث الذال عند السين والصاد والزاي]
1893 - وأظهر الذال عند السين والصّاد والزاي وهنّ حروف الصفير الحرميان، وعاصم} [1]، وابن عتبة (2) عن ابن عامر، وخلف، ورجاء (3)، وابن سعدان (4)، وابن كيسة (5)، وابن جبير (6) عن سليم، عن حمزة. وأدغمها فيها الباقون (7)، وهشام عن ابن عامر، وخلّاد، وأبو عمر (8)، عن سليم، عن حمزة. وروى التّغلبي (9) وابن أنس (10) وابن (11) المعلى، عن ابن ذكوان [أنه] (12) أدغمها في الزاي خاصّة في الموضعين (13). وروى محمد ابن (14) عيسى عن خلّاد عن سليم وإذ صرفنآ [الأحقاف: 29] بالإظهار.
__________
(1) لم يذكر الداني طرق الأخفش والصورى وعثمان بن خرزاد عن ابن ذكوان، والسياق يقتضي أنها مع المظهرين، ويؤيده ذكر ابن الجزري في النشر (2/ 3) لابن ذكوان الإظهار قولا واحدا، وتقدم ان ابن الجزري اعتمد الطريق السادس والتسعين بعد المائة وهو من طرق الأخفش والطريق السادس بعد المائتين وهو طريق الصوري عن ابن ذكوان.
(2) وطريقه هو الثالث والعشرون بعد المائتين.
(3) من الطرق: الخامس والستين، والسادس والستين، والثامن والستين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(4) من الطريقين: الرابع والسبعين، والخامس والسبعين، كلاهما بعد الثلاث مائة.
(5) من الطرق: من السبعين إلى الثالث والسبعين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة.
(6) من الطريق السادس والسبعين بعد الثلاث مائة.
(7) وهما: أبو عمرو والكسائي، ولو قال الباقيان لكان أولى.
(8) الدوري.
(9) وطريقه هو الخامس بعد المائتين.
(10) وطريقه هو السابع بعد المائتين.
(11) وطريقه هو الثامن بعد المائتين.
(12) في ت، م: (وأدغمها) ولا يستقيم به السياق. فاستبدلت (أنه) بالواو.
(13) انظرهما في الفقرة / 1889.
(14) تقدم في الفقرة / 1083ان هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.(2/632)
[مبحث الذال عند الدال]
1894 - وأظهر الذال عند الدال الحرميان وعاصم وأدغمها الباقون (1). وكذلك روى ابن عتبة عن أيوب وكلّ الرواة عن الأخفش عن ابن ذكوان ما خلا عبد الله بن أحمد البلخي (2)، فإنه روى عنه عن ابن ذكوان أنه أظهرها. وروى التّغلبي عنه (3):
{إذ دخلت [الكهف: 39] مدغما و} {إذ دخلوا [الحجر: 52] مظهرا، وروى ابن المعلى عنه} {إذ دخلوا في والذاريات [25] بالإظهار.
[مبحث الذال عند التاء]
1895 - وأظهر الذال عند التاء الحرميان} [4]، وعاصم. [و] (5) اختلف عن ابن ذكوان، فروى عنه التغلبي أنه أدغم {إذ تقول للمؤمنين في آل عمران [124] لا غير وأظهر ما سواه. وروى ابن المعلى عنه أنه أدغم} {وإذ تقول [آل عمران: 124]} {وإذ تأذّن في الأعراف [167] لا غير. وروى ابن خرزاد} [6]، والترمذي (7) عنه: {إذ تمشى في طه [40] مدغما لم يذكرا غيره. وكذلك روى ابن شنبوذ} [8]، عن ابن شاكر، عن الوليد بن عتبة. وروى ابن أبي (9) داود، وابن أبي (10) حمزة، والبلخي، ومحمد بن الأخرم (11)، ومحمد بن النقاش (12)، ومحمد بن شنبوذ (13)، عن الأخفش
__________
(1) وهم: أبو عمرو وحمزة والكسائي.
(2) تقدم في الفقرة / 1882أنه ليس من طرق جامع البيان.
(3) في ت، م: (عنه أنه). وزيادة (أنه) لا يستقيم بها السياق.
(4) ما عدا طريق أبي عمارة عن السيبي عن نافع في حرف (إذ تأمروننا) كما سيأتي في الفقرة / 1898. وهو الطريق الثامن والعشرون.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) طريقه هو التاسع بعد المائتين.
(7) محمد بن إسماعيل الترمذي. وتقدم في الفقرة / 1876أن طريقه خارج عن طرق الكتاب.
(8) من الطريق الثالث والعشرين بعد المائتين.
(9) طريقه هو الحادي بعد المائتين.
(10) طريقه هو تمام المائتين.
(11) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة / 1875.
(12) طريقه هو السادس والتسعون بعد المائة.
(13) طريقه هو الثالث بعد المائتين.(2/633)
عنه أنه أظهر الذال عند التاء في جميع القرآن، وروى ابن مرشد (1)، وابن عبد الرزاق (2)، عن الأخفش عنه: أنه أدغمها فيها حيث وقعت. وروى أبو طاهر (3)
البعلبكي، عن الأخفش، عنه: أنه خيّر في ذلك بين الإظهار والإدغام.
1896 - وحدّثنا فارس (4) بن أحمد، قال حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال:
رأيت في كتاب أبي طاهر الذي حدّثنا به عن الأخفش في سورة النور [15] و {إذ تلقّونه مدغما، وكذلك} {وإذ تقول في الأحزاب [37]، و} {إذ تسوّروا المحراب في ص [21]،} {إذ تدعون في المؤمن [10] نصّ على هذه الأربعة بالإدغام، وذكر باقي ما في القرآن من ذلك بالإظهار.
1897 - وروى الداجوني} [5] أداء عن أصحابه عن هشام، وابن ذكوان جميعا إظهار الذال عند التاء إلا في موضعين في آل عمران [124] {إذ تقول للمؤمنين وفي الأحزاب [37]} {وإذ تقول للّذى فإنّهما أدغماها فيهما.
1898 - وروى أبو عمارة} [6] عن المسيّبي عن نافع {إذ تأمروننآ [سبأ: 33] مدغمة لم يأت بذلك عن نافع غيره. وأدغم الباقون} [7] الذال في التاء حيث وقعت، وكذلك روى هشام عن ابن عامر.
[فصل في] ذكر تاء التأنيث
1899 - واختلفوا في تاء التأنيث المتصلة بالفعل، عند (8) سبعة أحرف، وهن:
الجيم، والسّين، والزاي، والصّاد، والثاء، والظاء، والدال.
__________
(1) طريقه هو السابع والتسعون بعد المائة.
(2) طريقه هو الثاني بعد المائتين.
(3) طريقه هو التاسع والتسعون بعد المائة.
(4) انظر الطريق / 99. وإسناده صحيح، لكنه يعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(5) طريقه عن هشام ليس من طرق جامع البيان، وأما طريقه عن ابن ذكوان فهو السادس بعد المائتين.
(6) طريقه هو الثامن والعشرون.
(7) وهم: أبو عمرو، وحمزة والكسائي.
(8) في ت، م: (على). ولا يستقيم بها السياق. وقد عبر المؤلف في مثل هذا الموطن (بعند)، انظر الفقرة / 1874، 1889، لذا فالعبارة هنا محرفة.(2/634)
فعند الجيم في قوله: {نضجت جلودهم [النساء: 56] و} {وجبت جنوبها [الحج:
36] لا غير.
وعند السين، نحو قوله:} {أنبتت سبع سنابل [البقرة: 261] و} {أنزلت سورة
[التوبة: 86] و} {وجآءت سكرة الموت [ق: 19] وما أشبهه.
وعند الزاي في قوله:} {خبت زدنهم [الإسراء: 97] لا غير.
وعند الصاد في قوله:} {حصرت صدورهم [النساء: 90] و} {لّهدّمت صومع [الحج:
40] لا غير.
وعند الثاء نحو قوله:} {كذّبت ثمود [الشعراء: 141] و} {بعدت ثمود [هود: 95] و} {رحبت ثمّ ولّيتم مّدبرين [التوبة: 25] وما أشبهه.
وعند الظاء نحو} {حرّمت ظهورها [الأنعام: 138] و} {كانت ظالمة [الأنبياء: 11] وما أشبهه.
وعند الدال في} {أجيبت دّعوتكما [يونس: 89].
[مبحث التاء عند الجيم]
1900 - فأظهر التاء عند الجيم الحرميان، وعاصم [79/ ظ] وهشام عن ابن عامر. واختلفوا} [1] عن ابن ذكوان، فروى ابن الأخرم وابن أبي داود وابن أبي حمزة والنقّاش وابن شنبوذ، عن الأخفش، عنه: الإظهار في الحرفين. وكذلك روى محمد بن (2) يونس عن ابن ذكوان. وروى ابن مرشد وأبو طاهر وابن عبد الرزاق وغيرهم (3) عن الأخفش، عنه {نضجت جلودهم [النساء: 56] بالإظهار، و} {وجبت جنوبها [الحج: 36] بالإدغام. وكذلك روى لي أبو الفتح} [4] عن قراءته
__________
(1) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (2/ 6) من قول الداني في جامع البيان.
(2) محمد بن الحسن بن يونس، وطريقه عن ابن ذكوان ليس في جامع البيان.
(3) مثل الحسين بن حبيب بن عبد الملك، وطريقه هو الخامس والتسعون بعد المائة. وموسى بن عبد الرحمن بن موسى، وطريقه هو الثامن والتسعون بعد المائة. وسلامة بن هارون، وطريقه هو الرابع بعد المائتين.
(4) من الطريق الثاني عشر بعد المائتين.(2/635)
على عبد الباقي بن الحسين، في رواية هشام.
1901 - وحدّثنا الفارسي (1)، قال حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا الحسين بن المهلب (2)، قال حدّثنا محمد بن بسام، قال: حدّثنا الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر {وجبت جنوبها بالإدغام كما روى عبد الباقي عن أصحابه عنه. وروى التّغلبي} [3]، وابن المعلى (4)، وابن خرزاد (5)، وابن (6)، أنس عن ابن ذكوان ضد ذلك، فرووا (7) الإظهار في {وجبت جنوبها [الحج: 36] والإدغام في} {نضجت جلودهم
[النساء: 56].
1902 - وأدغم الباقون} [8] التاء في الجيم، وكذلك روى ابن شاكر (9)، عن ابن عتبة عن أيّوب عن ابن عامر، وروى الحلواني (10)، ومحمد بن سعيد البزاز جميعا عن خلاد عن سليم عن حمزة إظهارها عندها، وقالا: ويجيز الإدغام. وقال محمد بن (11) عيسى: قال خلّاد: ربما أدغم ذلك عند سليم، وربما [لم] (12) يدغم، قال:
ونحن ندغمه.
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1266.
(2) في ت، م: (محمد) بدل (المهلب) وهو تحريف لأنه لا يوجد في شيوخ عبد الواحد بن عمر، ولا في تلاميذ محمد بن العباس بن بسام من اسمه الحسين بن محمد. انظر غاية النهاية 1/ 475، 2/ 157. وقد تقدم اسمه على الصواب في الفقرات / 558، 1266، 1804.
(3) طريقه هو الخامس بعد المائتين.
(4) طريقه هو الثامن بعد المائتين.
(5) طريقه هو التاسع بعد المائتين.
(6) طريقه هو السابع بعد المائتين.
(7) في م: (روى) ولا يناسب السياق.
(8) وهم: أبو عمرو، والكسائي، وحمزة فيها عدا طريقي الحلواني عن خلاد.
(9) طريقه هو الثالث والعشرون بعد المائتين، وسيأتي نص روايته في الفقرة / 1911.
(10) طريقا الحلواني هما الأربعون، والحادي والأربعون، كلاهما بعد الثلاث مائة. وأما البزاز فقد تقدم في الفقرة / 1276أن طريقه هذا ليس من طرق جامع البيان.
(11) تقدم في الفقرة / 1083أن هذا الطريق ليس من طرق جامع البيان.
(12) زيادة ليستقيم السياق.(2/636)
[مبحث التاء عند السين]
1903 - وأظهر التاء عند السين الحرميان وعاصم وابن ذكوان من طريق الأخفش وابن خرزاد، وروى عنه أحمد بن أنس أنه أدغمها في جميع القرآن، وروى ابن المعلّى والتغلبي ومحمد بن موسى الصوري وسلامة بن هارون عن الأخفش عنه:
أنه أدغمها في قوله: {أنبتت سبع سنابل [البقرة: 261] لا غير. وروى ابن شاكر عن ابن عتبة أنه أظهرها في قوله:} {أقلّت سحابا [الأعراف: 57] لا غير. واختلف عن هشام، فروى الحلواني} [1] عنه: الإظهار في جميع القرآن. وروى ابن (2) عباد عنه:
الإدغام حيث وقع. وروى إسحاق (3) الأزرق عن أبي بكر، عن عاصم، أنه أدغمها في قوله {وجآءت سيّارة [يوسف: 19] لا غير، لم يرو ذلك عنه غيره. وأدغم الباقون} [4]
التاء في السين حيث وقعت.
[مبحث التاء عند الزاي]
1904 - وأدغم التاء في الزاي أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذلك الحلواني عن هشام وابن المعلى وابن خرّزاد عن ابن ذكوان وأظهرها الباقون (5). وكذلك قرأت في رواية الأخفش وسائر الرواة عن ابن ذكوان.
[مبحث التاء عند الصاد]
1905 [] (6) وابن شاكر (7) عن ابن عتبة، وروى هشام (عنه) (8): أنه أدغمها في {حصرت صدورهم [النساء: 9]، وأظهرها في} لّهدّمت صومع [الحج:
__________
(1) طرقه من العاشر إلى الثالث عشر على التوالي، وكلها بعد المائتين.
(2) طريقه هو الخامس عشر بعد المائتين.
(3) طريقه هو الثالث والثمانون بعد المائتين.
(4) وهم: أبو عمرو، وحمزة والكسائي.
(5) وهم: نافع، وابن كثير، وعاصم.
(6) واضح أن في السياق سقطا. فقد سقط صدر كلام المؤلف عن إدغام التاء في الصاد. وفي النشر (2/ 5، 6) الإظهار عند الصاد لابن عامر، وابن كثير، ونافع، وعاصم.
(7) أي روى ابن شاكر الإظهار، كما سيأتي في الفقرة / 1911.
(8) الضمير يعود على ابن عامر. ولعله ذكر قريبا مما هنا، في آخر السقط.(2/637)
40]، وكذلك روى أحمد (1) بن [أبي] (2) سريج، عن الكسائي عن إسماعيل عن نافع وأدغمها فيهما الباقون (3).
1906 - وحدّثنا فارس (4) بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: حدّثنا أحمد بن سلمويه، قال: حدّثنا محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا العبّاس بن الوليد، قال: حدّثنا قتيبة بن مهران عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم {حصرت صدورهم [النساء: 90] مدغمة التاء. وكذلك روى ابن [أبي]} [5]
سريج عن الكسائي عن أبي بكر، لم يرو هذا عن الكسائي عن أبي بكر غيرهما.
[مبحث التاء عند الثاء]
1907 - وأظهر التاء عند الثاء الحرميان وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر عنه. وكذلك روى ابن مجاهد (6) عن التّغلبي والداجونيّ (7) عن الصّوري، عن ابن ذكوان.
وروى أبو طاهر: عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، النحوي، البزاز، عن إبراهيم (8) بن محمد بن (9) أيوب، عن أحمد بن يوسف التّغلبي، وابن المعلى،
__________
(1) أحمد بن الصباح بن أبي سريج، وطريقه عن الكسائي ليس من طرق جامع البيان، وهو من طرق الكامل للهذلي، والمستنير لابن سوار كما في غاية النهاية 1/ 63، 536.
(2) سقط من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 63، 536.
(3) وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، كما في النشر 2/ 5.
(4) انظر إسناد الطريق / 401.
(5) سقط من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 63، 536.
(6) من الطريق الخامس بعد المائتين. وفي السبعة / 124لابن عامر إظهار تاء التأنيث عند الثاء في كذبت ثمود.
(7) من الطريق السادس بعد المائتين.
(8) إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير، أبو القاسم، الصائغ، البغدادي، ثقة مات سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 6/ 157، وغاية 1/ 23.
وطريقه هذا في المستنير لابن سوار، كما أشار في غاية النهاية 1/ 475. وكذلك طريق إبراهيم بن محمد عن ابن المعلى خارج عن جامع البيان.
(9) سقطت (بن) من م.(2/638)
عنه (1): أنه أدغم التاء في الثاء في جميع القرآن إلا قوله: {كذّبت ثمود في القمر لا غير، فإنه أظهرها فيه. وأحسب ابن مجاهد قاس على هذا الحرف سائر نظائره} [2].
1908 - وأدغم الباقون (3) التاء في الثاء حيث وقعت. وكذلك روى الأخفش عن ابن ذكوان وابن شاكر عن ابن عتبة وهشام عن ابن عامر والأعشى عن أبي بكر، عن عاصم.
[مبحث التاء عند الظاء]
1909 - وأظهر التاء عند الظاء نافع من رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون (4)، وابن كثير وعاصم من غير رواية الأعشى، عن أبي بكر. واختلف عن ورش عن نافع:
فروى عنه أحمد ابن (5) صالح والأصبهاني (6) إظهارها عندها، وأقرأني (7) أبو الفتح [80/ و] عن عبد الباقي، عن أصحابه، عن يونس، عنه: بإظهارها، وبإدغامها، وقال:
الوجهان عند يونس سواء.
1910 - وأدغم الباقون (8) التاء في الظاء. وكذلك روى أبو يعقوب (9)، وأبو الأزهر (10)، وداود (11)، عن ورش. كذلك قرأت (12) على أبي الفتح، في رواية أحمد بن صالح عنه، وبذلك أيضا قرأت (13) عليه، في رواية الحلواني، عن قالون من طريق
__________
(1) أي ابن ذكوان.
(2) أي قاس على حرف سورة القمر، سائر المواضع الأخر، وهي: في الشعراء / 141، والحاقة / 4، والشمس / 11.
(3) وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي.
(4) ما عدا الطرق السابع والثلاثين، والأربعين، والحادي والأربعين كما سيأتي.
(5) من الطريق الثامن والسبعين.
(6) طرقه من السادس والثمانين إلى السادس والتسعين على التوالي.
(7) من الطريقين: الرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(8) وهم: أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
(9) من الطرق: من الخامس والستين إلى السادس والسبعين على التوالي.
(10) من الطرق: من الحادي والستين إلى الرابع والستين على التوالي.
(11) من الطريق السابع والسبعين.
(12) من الطريق التاسع والسبعين.
(13) من الطرق: السابع والثلاثين، والأربعين، والحادي والأربعين.(2/639)
عبد الله ابن الحسين عنه. وكذلك روى الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم.
1911 - وقال الداجوني (1)، عن ابن موسى، عن ابن ذكوان: إن شئت أدغمتها عند (الثاء) (2) وإن شئت أظهرتها. وروى ابن شنبوذ، عن أحمد (3) بن شاكر أداء، عن الوليد بن عتبة بإسناده، عن ابن عامر: أنه أظهر التاء عند الصّاد حيث وقعت، وعند السين في قوله: {أقلّت سحابا [الأعراف: 57]} [4] لا غير، وعند الزاي في قوله:
{خبت زدنهم [الإسراء: 97] لا غير، وأدغمها بعد في سائر} [5] الحروف. وروى الداجوني (6)، عن أصحابه عن هشام إدغام التاء في الستة الأحرف (7) المتقدمة.
[مبحث التاء عند الدال]
1912 - وأظهر التاء عند الدال في قوله: {أجيبت دّعوتكما [يونس: 89] نافع في رواية المسيّبي عنه، فسألت أبا الفتح عن نظير ذلك وهو قوله:} {أثقلت دّعوا الله ربّهما [الأعراف: 189]، فقال لي: هو مدغم في رواية المسيّبي، قال: وإنما خصّ بالإظهار الموضع الذي في يونس لا غير. وحدّثنا محمد بن} [8] أحمد، عن ابن مجاهد عن أصحابه عن المسيّبي عن نافع أنه أظهر التاء عند الدال، ولم يميّز موضعا بعينه.
1913 - وروى ابن شنبوذ أداء عن أبي سليمان (9)، وأبي (10) نشيط عن قالون إظهار
__________
(1) من الطريق السادس بعد المائتين.
(2) كذا في ت، م. ولعله محرف عن (الظاء)، وإلا لكان أورد هذا النص في المبحث السابق.
ثم إن المؤلف هنا جعل طريق الداجوني عن ابن موسى الصوري، عن ابن ذكوان إظهار تاء التأنيث عند الثاء قولا واحدا. انظر الفقرة / 1907. والله أعلم.
(3) في ت، م: (محمد بن شاكر) وهو خطأ وقد تقدم اسمه صحيحا مرات. وانظر الطريق / 223.
(4) وتقدم هذا الفقرة / 1903.
(5) التي اختلف القراء في إدغام تاء التأنيث فيها. وهي الجيم، والثاء، والظاء.
(6) تقدم في الفقرة / 1422أن طريقه عن هشام ليس من طرق جامع البيان.
(7) وهي: الجيم، والسين، والزاي، والصاد، والثاء، والظاء.
(8) انظر الطرق / 13، 23، 24، 25، 28.
(9) من الطريق السابع والخمسين.
(10) طرق ابن شنبوذ عن أحمد بن محمد بن يزيد العنزي، عن أبي نشيط ليس من طرق جامع البيان، كما تقدم في الفقرة / 1093.(2/640)
التاء عند الدال في الموضعين، وهو قياس رواية الحلواني (1) عن قالون لأنه روى عنه عن (2) نافع: أنه كان لا يدغم في القرآن شيئا إلا {أتّخذتم [البقرة: 80]، [و]} [3] ما كان من الاتخاذ، فإنه يدغمه ويبيّن سائر القرآن.
1914 - وروى أبو بكر (4) اللؤلؤي عن الأشناني عن أصحابه عن حفص {فلمّآ أثقلت دّعوا الله ربّهما [الأعراف: 189] بالإظهار.
1915 - وحدّثنا الفارسي} [5]: أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا الحسن بن السري، قال حدّثنا [ابن] (6) واصل، قال: حدّثنا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع: أنه ما كان يدغم حرفا حيث وقع من القرآن إلا الذال في {أتّخذتم إذا كانت ساكنة.
1916 - فهذا يدلّ على أنه يظهر التاء عند الدال، والذال عند التاء، والتاء عند الطاء في نحو قوله:} {قالت طّآئفة [آل عمران: 72] و} {همّت طّآئفتان [آل عمران:
122] وما أشبهه، إذ} [7] لم يستثن من الحروف السّواكن عند مقاربتها في المخرج غير الدّال وحدها، على أن أحمد بن جبير قد روى عن المسيبي (8)، وعن الكسائي (9)، عن إسماعيل، عن نافع: {ودّت طّآئفة [آل عمران: 69] و} {قالت طّآئفة [آل عمران: 72] لا يقطع قطعا شديدا، وكذلك قال عاصم يريد بذلك البيان والله أعلم.
وروى ابن شنبوذ أداء عن أبي سليمان وأبي نشيط عن قالون:} ودّت طّآئفة
ونحوه بالإظهار في جميع القرآن.
__________
(1) من طريق العباس بن الفضل بن شاذان عنه كما سيأتي في الفقرة 1935، 1957.
(2) سقطت (عن) من م.
(3) زيادة ليستقيم السياق.
(4) أبو بكر اللؤلؤي لم أجده، وربما كانت اللؤلئي محرفة عن الولي، فإن كان ذلك، فهو أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) انظر إسناد الطريق / 18. وهو صحيح.
(6) سقطت (بن) من ت، م.
(7) في ت، م: (إذا). ولا يستقيم بها السياق.
(8) من الطريق التاسع والعشرين.
(9) من الطريق السابع.(2/641)
1917 - وروى الحيري (1)، عن الشموني، عن الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم {ودّت طّآئفة يبيّن التاء، وقياس ذلك سائر نظائره، ويؤيد} [2] ما رواه الحيري ما حدّثناه طاهر بن (3) غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد ح. وقال (4) أبو الفتح، حدّثنا (5) عبد الله، قال نا الأشناني، قال: حدّثنا علي بن محصن عن عمرو، قال:
وذكر أبو يوسف الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم: أنه لم يكن يدغم شيئا.
1918 - وروى الحسن (6) بن جامع، عن ابن أبي حماد، عن أبي بكر، عن عاصم، أنه كان يكره الإدغام في القرآن كله. وهذا قول فجيل (7) يدخل فيه كل حرف مدغم يجوز إظهاره. وروى أبو عمارة (8)، عن حفص، عن عاصم {وإذا غربت تّقرضهم ذات الشّمال [الكهف: 17] بالبيان، وذلك غير جائز لأنهما مثلان، اللهمّ إلا أن} [9]
يريد أن يصل ذلك بنيّة الوقف، كما روت الجماعة عن حفص عن عاصم في قوله:
{وقيل من راق [القيامة: 27]} [10]، وبل ران [المطففين: 14] فذلك جائز لأن ما يوصل بنيّة الوقف بمنزلة الموقوف عليه المنقطع مما بعده.
__________
(1) من الطريق السادس والخمسين بعد المائتين. وفي ت، م: (الحسن). وهو تحريف. والتصحيح من تتمة السياق. وهو قوله (ما رواه الحيري).
(2) في م: (يريد) وهو تحريف.
(3) انظر الطريق / 304. وإسناده صحيح.
(4) انظر الطريق / 305. وإسناده صحيح.
(5) في ت، م: (قال حدثنا). وزيادة (قال) خطأ.
(6) من الطريقين: السبعين، والحادي والسبعين كلاهما بعد المائتين.
(7) أي عريض. قال في لسان العرب 14/ 29: فجّل الشيء: عرّضه، وفجل الشيء يفجل فجلا وفجلا: استرخى وغلظ.
(8) من الطريقين: الثالث عشر، والرابع عشر، كلاهما بعد الثلاث مائة.
(9) سقطت (أن) من ت.
(10) ومراده سكت حفص على النون من (من) واللام من (بل).(2/642)
[فصل في] ذكر اللام من هل وبل
1919 - واختلفوا في لام «هل وبل» عند تسعة أحرف، وهي: التاء والطاء والثاء والظاء والسين والزاي والنون والضاد والراء، [80/ ظ] انفردت «هل» منهن بالثاء، وشاركت بل في الثاء والنون، وانفردت «بل» بباقي الحروف:
فعند التاء نحو قوله: {هل تنقمون [المائدة: 59] و} {هل تعلم له [مريم: 65] و} {بل تأتيهم [الأنبياء: 40] و} {بل تؤثرون [الأعلى: 16] وما أشبهه.
وعند الطاء في قوله:} {بل طبع الله [النساء: 155] لا غير.
وعند الثاء في قوله:} {هل ثوّب الكفّار [المطففين: 36] لا غير.
وعند الظاء في قوله:} {بل ظننتم [الفتح: 12] لا غير.
وعند السين في قوله:} {بل سوّلت لكم [يوسف: 18] في الموضعين لا غير.
وعند الزاي في قوله:} {بل زيّن للّذين كفروا [الرعد: 33]} {بل زعمتم [الكهف:
48] لا غير.
وعند النون} [1] نحو قوله {بل نتّبع [البقرة: 170]} [2]، و {بل نقذف [الأنبياء:
18] و} {هل نحن [الشعراء: 203] و} {هل ننبّئكم [الكهف: 103] وما أشبهه.
وعند الضاد في قوله:} {بل ضلّوا [الأحقاف: 28] لا غير.
وعند الراء في قوله:} {بل رّفعه الله [النساء: 158] و} {بل رّبّكم [الأنبياء: 56] و} {بل ران [المطففين: 14] لا غير.
1920 - فأدغم اللام في التسعة الأحرف الكسائي. وروى قتيبة} [3] وسورة (4)
عنه: أنه أظهرها عند التاء في قوله في الانفطار [9] بل تكذّبون فقط.
__________
(1) سقطت (في) عن ت. وفي م: (نحو في). وهو غير مستقيم.
(2) وفي م: (بل نطبع). ولا يوجد في التنزيل.
(3) ابن مهران.
(4) سورة بن المبارك، الخراساني، الدّينوري روى القراءة عن الكسائي وهو من المكثرين عنه.
وروايته عن الكسائي في المستنير لابن سوار، والكامل للهذلي. انظر غاية النهاية 1/ 321.
وليست من روايات جامع البيان.(2/643)
1921 - وأدغمها حمزة في أربعة أحرف: في التاء والثاء والسّين والراء.
واختلف عنه عند الطاء، فروى خلّاد عن سليم عنه: إدغامها فيها، كذلك قرأت (1)
على أبي الفتح في روايته.
1922 - وحدّثنا محمد (2) بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن سليم أنه كان يقرأ عليه يعني حمزة {بل طبع مدغما، فيجيزه. وقال خلف في كتابه عن سليم عن حمزة: إنه كان يقرأ عليه بالإظهار، فيجيزه، وبالإدغام} [3]
فلا يردّه.
1923 - وكذلك روى الدوري عن سليم، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن سعيد، عن (4) [خلاد] (5) عنه، عن حمزة. وروى الدوري عن سليم أنه ربما قرأ عليه {بل زعمتم [الكهف: 48] مدغما، فيجيزه.
1924 - وأظهرها هشام عن ابن عامر عند حرفين، وهما: هجاء (نضّ) النون، والضاد. وعند التاء} [6] في قوله في الرعد [16]: {أم هل تستوى لا غير، وأدغمها في الباقي} [7]. وحكى لي (8) أبو الفتح (9)، عن عبد الله بن الحسين، عن أصحابه، عن الحلواني، عن هشام: هل تستوى بالإدغام، كنظائره في سائر القرآن. وكذلك نصّ عليه الحلواني، عنه، في كتابه.
__________
(1) وطرقه من الرابع والأربعين إلى التاسع والأربعين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة، وكذلك السادس والخمسون، والسابع والخمسون كلاهما بعد الثلاث مائة.
(2) انظر الطريقين / 332، 333، وإسناد كل منهما صحيح.
وانظر السبعة / 123.
(3) في ت: (وبلا إدغام). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) سقطت (عن) من ت.
(5) سقط في ت، م. والساقط يمكن أن يكون خلفا أو خلادا لأن محمد بن عيسى، ومحمد بن سعيد اشتركا في الرواية عن كل من خلف وخلاد، عن سليم، عن حمزة، كما في غاية النهاية 2/ 144، 223. لكن تقدم ذكر المؤلف لهما عن خلاد فقط. انظر الفقرات / 1083، 1276، 1903. فالأرجح أن الساقط خلاد. والله أعلم.
(6) سقطت (التاء) من ت.
(7) وهي: الطاء، والثاء، والظاء، والسين، والزاي، والراء.
(8) سقطت (لي) من م.
(9) انظر الطريقين / 211، 212. وهما من طرق عرض القراءة. وهنا رواية حروف.(2/644)
1925 - وحدّثنا أبو الحسن (1)، قال حدّثنا ابن المفسّر، قال حدّثنا (2) أحمد بن أنس، قال حدّثنا هشام بإسناده {بل تؤثرون [الأعلى: 16] [مدغم لم يذكر غيره]} [3].
1926 - وأخبرنا (4) الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن عبيد الله عن الحسن عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه أدغم اللام من {هل و} {بل} [5] وعند التاء والسين والثاء.
1927 - وأخبرت عن محمد (6) بن الحسن عن الحسين بن علي، والحسن بن أبي مهران عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه أدغم {بل طبع [النساء:
155] و} {بل زيّن [الرعد: 33] و} {بل ظننتم [الفتح: 12] و} {هل ثوّب [المطففين: 36] و} {بل ران [المطففين: 14].
1928 - وقال ابن} [7] المعلى، وابن أنس (8)، عن ابن ذكوان، في سبأ {هل ندلّكم [سبأ: 7]، بالإدغام لم يرو عنه غيرهما. وروى ابن} [9] شنبوذ، عن ابن شاكر، عن الوليد: إدغام اللام عند الشين وعند التاء في قوله: {هل تنقمون [المائدة: 59] و} {بل تؤثرون [الأعلى: 16] لا غير.
1929 - وأدغمها أبو عمرو في الراء حيث وقعت، وفي التاء في موضعين لا غير، وهما قوله في الملك [3]:} {هل ترى من فطور، وفي الحاقّة [8]:} فهل ترى
__________
(1) انظر الطريق / 214. وإسناده صحيح.
(2) في ت م: (ابن أحمد). وهو خطأ وقد تقدم الإسناد صحيحا.
(3) في م: (مدغمة لم يدغم غيره).
(4) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 516.
وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان.
(5) في ت، م: (بل وعند التاء) وزيادة الواو خطأ، يجعل السياق مضطربا.
(6) محمد بن الحسن النقاش. وطريق الحسين بن علي بن حماد خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة / 1881.
وطريق الحسن بن العباس بن أبي مهران كذلك خارج عن طرق جامع البيان، وهو في غاية أبي العلاء، وكفاية أبي العز وكامل الهذلي، كما أشار في غاية النهاية 2/ 119.
(7) من الطريق الثامن بعد المائتين.
(8) من الطريق السابع بعد المائتين.
(9) من الطريق الثالث والعشرين بعد المائتين.(2/645)
{لهم مّن باقية، وأظهرها بعد ذلك عند الباقي.
1930 - وأظهر الباقون} [1] عند جميع الحروف، إلا عند الراء وحدها، فإنهم أدغموها فيها بخلاف عن نافع عن عاصم.
1931 - فأما (2) نافع: فروى عنه إسماعيل، وورش: أنه أدغم (3) اللام في الراء في الثلاثة المواضع المذكورة (4). واختلف عن المسيّبي.
1932 - فحدّثنا محمد (5) بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال [حدثنا] (6)
محمد ابن (7) الفرح، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن نافع {بل ران غير مدغمة.
وكذلك روى ابن سعدان} [8] عن إسحاق عنه.
1933 - حدّثنا محمد (9) بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني أحمد يعني [بن] (10) زهير عن خلف عن إسحاق [81/ و] عن نافع أنه أدغم اللام. وكذلك [روى] (11) ابن جبير (12) عن إسحاق، [و] (13) عن الكسائي (14) عنه في {بل ران
و} {بل رّفعه الله [النساء: 158]، وزاد} {قل رّبّ [الإسراء: 24]، و} فقل رّبّكم
[الأنعام: 147] بالإدغام.
__________
(1) وهم: نافع، وابن كثير، وعاصم.
(2) في ت، م: (وأما) ولا يناسب السياق.
(3) في م: (أدغمها) ولا يستقيم به السياق.
(4) انظرها في الفقرة / 1919.
(5) انظر إسناد الطريق / 13. وهو صحيح.
(6) سقطت (حدثنا) من ت م.
(7) سقطت (بن) من م.
(8) من الطرق: السابع عشر، والثامن عشر، والثالث والعشرين.
(9) انظر الطريق / 24، وهو صحيح.
(10) سقطت (بن) من ت، م.
(11) زيادة ليستقيم السياق.
(12) من الطريق التاسع والعشرين.
(13) زيادة ليستقيم السياق.
(14) من الطريق السابع.(2/646)
1934 - واختلف عن قالون أيضا، فروى (1) أبو عون، عن الحلواني عنه أنه لم يدغم لام قل في «الراء» نحو {قل رّبّ [الإسراء: 24] وكذلك لام بل، وكذلك روى محمد} [2] ابن مروان العثماني (3)، عن قالون في لام {قل، و} {بل سواء.
1935 - وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن عن قراءته على أصحابه في رواية ابن المسيّبي} [4]، عن أبيه، وفي رواية الحلواني عن قالون.
وروى (5) العباس بن (6) الفضل عن الحلواني، قال: سمعت قالون، يقول: كان نافع لا يدغم في القرآن شيئا إلا {أتّخذتم [البقرة: 80] [وما كان]} [7] من الاتخاذ [فإنه] (8)
يدغمه، ويبيّن سائر القرآن، فقلت له: كيف تصنع في {بل ران [المطففين: 14]؟
[فقال]} [9]: وبين اللام، وسائر الرواة عن نافع بعد على الإدغام.
1936 - وأما عاصم: فروى ابن أبي (10) حماد، وابن (11) عطارد، عن أبي بكر عنه أنه بيّن اللام وكسر الراء في قوله: {بل ران، وروى} [12] عنه سائر الرواة، أنه أدغم اللام في الراء، ونصّ منهم على ذلك يحيى بن آدم والكسائي والأعشى، وكذلك قال المفضل وحمّاد عن عاصم، وروى حفص عنه: أنه كان يسكت على اللام من قوله: {بل ران سكتة خفيفة من غير قطع بالراء} [13] بعدها، وكذلك كان
__________
(1) من الطريق الثاني والأربعين.
(2) من الطريق الخامس والخمسين.
(3) في ت، م: (والعثماني) وهو خطأ لأن محمد بن مروان هو العثماني.
(4) من الطريقين: الخامس عشر، والسادس عشر.
(5) من الطريق الثامن والثلاثين.
(6) في م (روى) بدون واو.
(7) العباس بن الفضل بن شاذان. وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان. وقد تقدمت هذه الرواية في الفقرة / 1913.
(8) زيادة ليستقيم السياق. وهي ثابتة في هذا النص في الفقرة / 1913.
(9) زيادة ليستقيم السياق.
(10) من الطرق: الثامن والستين، والسبعين، والحادي والسبعين، وكلها بعد المائتين.
(11) من الطريق الثمانين بعد المائتين.
(12) عن أبي بكر.
(13) كذا، والأولى حذف الباء.(2/647)
يسكت على النون من غير قطع في قوله في القيامة [27]: {وقيل من ثم يقول} {راق
في هذين الموضعين خاصة، كذا قرأت له فيهما من طريق عمرو} [1]، وعبيد، وكذلك ذكرهما الأشناني في كتابه، عن أصحابه، عن حفص.
1937 - قال أبو عمرو: وليس هذا الذي قرأ به فيهما بالإظهار المحض الذي يقطعه، ويأتي بالحرف الذي بعده منفصلا منه، ولا هو أيضا بالإدغام الخالص الذي هو إدخال الحرف في الحرف وتغييبه فيه، فيذهب أثر الأول منهما، ويشدّد الثاني، وإنما يصل ذلك بنية الوقف.
1938 - وقد جاء بهذا المعنى أيضا جعفر (2) بن علي بن خالد البلخي (3)، عن حفص، فقال: كان عاصم لا يدغم شيئا يقدر (4) على إكماله، وربما قطع حتى يتمّ الحرف، قال: وسمعته يقرأ {كلّا بل ثم قال:} {رإن وقال لنا محمد بن علي} [5] أنا ابن مجاهد: كان عاصم في رواية حفص يقف على اللام في {بل ران [المطففين: 14] وعلى النون في} {من راق [القيامة: 27] وقفة خفيفة، وهو في ذلك يصل} [6].
1939 - قال أبو عمرو: وقد خالف أصحاب حفص الذي (7) ذكرهم الأشناني، في هذا حسين (8) المروزي، وهبيرة (9) بن محمد والقواس (10)، فروى عنه حسين أنه أدغم اللام في الراء ولم يقطعها. وروى هبيرة عنه: أنه أدغم النون واللام في الراء من
__________
(1) عمرو بن الصباح وعبيد بن الصباح.
(2) جعفر بن علي بن خالد، روى القراءة عن حفص عن عاصم، وهو مقل عنه، روى عنه يحيى بن إسماعيل البجلي. غاية 1/ 193.
وطريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(3) وفي غاية النهاية (البجلي).
(4) في ت، م: (يقد على) وهو تحريف.
(5) في ت، م: (قال أنا)، وزيادة (قال) لا داعي لها هنا.
(6) انظر السبعة / 116.
(7) كذا في م، وفي ت: (الذين). والذي في م هو الموافق لمذهب المؤلف في هذه الكلمة.
انظر الفقرة / 7.
(8) طريقه هو السادس عشر بعد الثلاث مائة.
(9) وطرقه هي: الثامن، والتاسع، والعاشر، وكلها بعد الثلاث مائة.
(10) طريقاه هما: الحادي عشر، والثاني عشر، كلاهما بعد الثلاث مائة.(2/648)
غير سكت، كذا قرأت له من طريق الخزاز (1)، والحسن (2)، وقال في كتابه عنه {بل ران لا يدغم، وروى أبو شعيب القواس عنه} {بل ران يدغم. وقال الزهراني} [3] عنه:
يكمل اللام. وهذا يدل على البيان.
1940 - وروى ابن (4) واصل، عن ابن سعدان عن المسيبي عن نافع {وقيل من راق [القيامة: 27] بالإظهار، ولم يأت به غيره، وأظنه أراد الغنّة وحدها، والله أعلم.
[باب] ذكر أصول مفترقة} [5] من الإظهار والإدغام اختلفوا فيها وسكونها عارض وجملتها أحد عشر أصلا
1941 - فالأصل الأول منها: هو مجيء الباء عند الفاء، وجملة ذلك خمسة مواضع في النساء [74]: {أو يغلب فسوف، وفي الرعد [5]:} {وإن تعجب فعجب، وفي سبحان [63]:} {قال اذهب فمن تبعك، وفي طه [97]:} {قال فاذهب فإنّ لك، وفي الحجرات [11]:} {ومن لّم يتب فأولئك.
1942 - فأدغم الباء في الفاء فيها أبو عمرو والكسائي وحمزة في رواية أبي عمر} [6]، وخلّاد، وإبراهيم بن زربي، وأبي هشام، وابن جبير، عن سليم عنه. وكذا روى أحمد بن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر، وكذلك روى [81/ ظ] الداجوني (7)، عن محمد بن موسى، عن ابن ذكوان، وكذلك حكى أحمد (8)
__________
(1) من الطريق التاسع بعد الثلاث مائة.
(2) من الطريق العاشر بعد الثلاث مائة. وفي م: (عيسى). وهو خطأ.
(3) سليمان بن داود. من الطريق الخامس عشر بعد الثلاث مائة.
(4) من الطريق الثامن عشر.
(5) في م: (متفرقة). وهذا الباب هو الذي يعبر عنه بباب حروف قربت مخارجها. انظر النشر 2/ 8.
(6) الدوري.
(7) من الطريق السادس بعد المائتين.
(8) الشذائي. وهذا الطريق ليس في جامع البيان. قال ابن الجزري في النشر 2/ 9: وبه (الإدغام) قطع أحمد بن نصر الشذائي عن هشام من جميع طرقه، وقال: لا خلاف عن هشام في ذلك. أهـ.(2/649)
بن نصر، عن قراءته في رواية هشام من طريق الحلواني وغيره، وقال: لا خلاف عن هشام في ذلك.
1925 - وقال (1) لي أبو الفتح (2)، عن عبد الباقي عن أصحابه، عن هشام:
بالوجهين. وقال لي (3) عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عنه بالإظهار، وبذلك قرأت في رواية الحلواني (4)، وابن عباد (5). وبه آخذ. واستثنى ابن جبير عن سليم قوله: {وإن تعجب فعجب [الرعد: 5] فرواه بالبيان.
1926 - ولم يأت الإدغام في هذا الضرب عن أبي عمرو من طريق اليزيدي وشجاع منصوصا، وإنما جاء عنه أداء. وروى حيّون} [6] المزوق، عن الحلواني، عن خلّاد: {ومن لّم يتب فأولئك [الحجرات: 11] مظهرا. وقال لي أبو الفتح: خيّر خلاد فيه، فأقرأنيه عنه بالوجهين.
1927 - وأظهر الباء عند الفاء في الخمسة الباقين} [7]، وحمزة في رواية خلف، وابن سعدان ورجاء عن سليم. وكذلك روى محمد بن (8) سعيد البزاز عن خلاد (9)، وكذلك روى الأخفش عن ابن ذكوان وابن عتبة (10) عن أيوب.
1928 - والأصل الثاني: هو مجيء الفاء عند الباء، وذلك موضع واحد قوله في سبأ [9]: {إن نّشأ نخسف بهم الأرض فأدغم الفاء في الباء فيه الكسائي.
وقال} [11] نصير عنه: الفاء عند الباء مخفاة، وأراد الإدغام. وبذلك قرأت من
__________
(1) نقل ابن الجزري هذه العبارة في النشر (2/ 9) من قول الداني في جامعه.
(2) من الطريق الثالث عشر بعد المائتين.
(3) أي أبو الفتح، وذلك من الطريقين: الحادي عشر، والثاني عشر، وكلاهما بعد المائتين.
(4) أي من ثلاثة الطرق: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، وكلها بعد المائتين.
(5) من الطريق الخامس عشر بعد المائتين.
(6) من الطريق الأربعين بعد الثلاث مائة.
(7) وهم: نافع، وابن كثير وعاصم.
(8) تقدم في الفقرة / 1276أن هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(9) في م: (خالد) وهو خطأ.
(10) من الطريق الثالث والعشرين بعد المائتين.
(11) ابن يوسف.(2/650)
طريقه (1) وأظهرها الباقون.
1929 - والأصل الثالث: هو مجيء الراء عند اللام، نحو قوله: {يغفر لكم
[آل عمران: 31] و} {واصطبر لعبدته [مريم: 65] و} {واصبر لحكم ربّك [الطور: 48] و} {ينشر لكم [الكهف: 16] و} {أن اشكر لى [لقمان: 14] وما أشبهه.
1930 - أدغم الراء في اللام حيث وقعت أبو عمرو من جميع الطرق عن اليزيدي وشجاع عنه. وكذلك أقرأني} [2] عبد العزيز بن جعفر المقرئ، عن قراءته على أبي طاهر، عن ابن مجاهد، وكذلك أقرأنيه (3) أيضا فارس بن أحمد، عن قراءته من طريق ابن مجاهد وغيره، وكذلك أنا محمد (4) ابن أحمد بن علي، عن ابن مجاهد (5)، عن أصحابه، عن اليزيدي، ولم يذكر اختلافا ولا اختيارا، وقد بلغني عن ابن مجاهد أنه رجع عن الإدغام إلى الإظهار اختيارا واستحسانا ومتابعة لمذهب الخليل وسيبويه قبل موته بست سنين (6).
1931 - وقد روى الإظهار عن اليزيدي أحمد بن جبير فيما حكاه إبراهيم بن عبد الرزاق عن أبيه وأحمد بن يعقوب التائب عن قراءته على أبي المغيرة (7) عبيد
__________
(1) من الطريقين: السادس والتسعين، والسابع والتسعين، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(2) من الطريقين: التاسع والثلاثين، والسابع والستين وكلاهما بعد المائة.
(3) انظر طرقه في أسانيد قراءة أبي عمرو. وهي كثيرة.
(4) في م: (محمد عن ابن أحمد بن علي) وزيادة (عن) خطأ لأن محمدا هو ابن أحمد بن علي. كما تقدم مرارا كثيرة.
(5) انظر السبعة / 121.
(6) نقل هذه العبارة ابن الجزري في النشر (2/ 13) من قول الداني في جامعه، ثم قال: إن صح ذلك عن ابن مجاهد، فإنما هو في وجه إظهار الكبير، أما في وجه إدغامه فلا لأنه إذا أدغم الراء المتحركة في اللام، فإدغامها ساكنة أولى وأحرى. أه.
(7) في م: (عبد الله بن عبيد الله). وهو خطأ.
عبيد الله بن صدقة بن أبي حميد، أبو المغيرة، الأنطاكي، مقرئ، مجود جليل، إمام جامع أنطاكية، من جلة أصحاب ابن جبير وأعلمهم بالأداء، وكان ابن جبير يحث على القراءة عليه لاستحسانه لفظه وصوته. غاية 1/ 488.
وتقدم في الفقرة / 1890أن طريقي ابن عبد الرزاق وابن يعقوب التائب عن ابن جبير عن اليزيدي خارجان عن طرق جامع البيان.(2/651)
الله بن صدقة عنه. قال التائب: وحدّثني محمد ابن عباس (1)، عنه، عن اليزيدي، عن أبي عمرو: أنه أدغم الراء في اللام في جميع القرآن. وذاكرت أبا الفتح شيخنا برواية من روى عن ابن جبير عن (2) اليزيدي الإظهار، فأنكرها وردّ صحتها، وقال أنا (3)
محمد بن الحسن، عن ابن عبد الرزاق عن أبيه عن ابن جبير، عن اليزيدي بالإدغام.
1932 - قال أبو عمرو: وهذا الذي نصّ عليه ابن جبير في جامعه. وحدّثني (4)
عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن محمد قال: قرأت على أبي الحسين أحمد ابن عثمان، وقال: قرأت على أبي عيسى الزينبي، وقال: قرأت على جعفر غلام سجادة، وقرأ على اليزيدي وقرأ على أبي عمرو بإظهار الراء عند اللام.
وقال أبو الحسين: وكان أبو عيسى ينكر إدغام الراء واللام. وكذلك روي عن أبي عمرو.
1933 - قال ابن المنادي: وكذلك يظهرها أهل الأداء من طريق الدوري عن اليزيدي، وبذلك أقرأني أبو الحسن (5) شيخنا، عن قراءته من طريق أهل العراق ابن مجاهد، وغيره. وأقرأني (6) من طريق أهل الرقة وهي رواية أبي شعيب عن اليزيدي بالإدغام.
1934 - قال أبو عمرو: وما رواه ابن جبير وجعفر عن اليزيدي عن أبي عمرو، وما حكاه ابن المنادي عن الدوري (7)، عن اليزيدي، وعن أهل (8) الأداء، وما كان يأخذ به ابن مجاهد أخذا من الإظهار إنما هو إذا استعمل الإظهار في الأول من
__________
(1) محمد بن العباس بن شعبة، أبو عبد الله، إمام أنطاكية، من جلة أصحاب ابن جبير، روى عنه عرضا إبراهيم بن عبد الرزاق، وأحمد بن يعقوب التائب.
غاية 2/ 158. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) سقطت (عن) من ت.
(3) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1655، وأنه خارج عن طرق جامع البيان.
(5) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) من الطريقين: الثامن والخمسين، والتاسع والخمسين وكلاهما بعد المائة.
(7) في ت، م: (أيوب)، وهو خطأ والتصحيح من الفقرة السابقة.
(8) انظر الفقرة / 1933.(2/652)
الحرفين المتحركين في مذهبه، فأما إذا استعمل الإدغام فيه، فالكل يدغم الراء (1) في حال تحريكها وسكونها بلا خلاف، والباقون (2) يظهرونها عندها في جميع القرآن.
1935 - والأصل الرابع: وهو مجيء اللام من {ومن يفعل [البقرة: 231] [عند الذال من} {ذلك، كقوله:} {ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه [البقرة: 231]، و} {ومن يفعل ذلك ابتغآء مرضات الله [82/ و] [النساء: 114] و} {ومن يفعل ذلك فأولئك [المنافقون: 9] وما أشبهه أدغم اللام في الذال حيث وقعت الكسائي في رواية أبي الحارث} [3].
1936 - والأصل الخامس: هو مجيء الباء عند الميم، وذلك موضعان: في البقرة [284] {ويعذّب من يشآء، وفي هود [42]} {يبنىّ اركب مّعنا.
1937 - فأما} {ويعذّب من يشآء فأظهر الباء عند الميم فيه نافع في رواية ورش من طريق أبي يعقوب ويونس والأصبهاني عنه [و]} [4] في رواية إسماعيل من طريق ابن (5) فرح، عن أبي عمر عنه، وفي رواية ابن (6) جبير عن أصحابه وابن كثير من رواية ابن (7) مجاهد، عن قنبل، عن القواس، ومن رواية النقّاش (8)، عن أبي ربيعة، ومن رواية أبي بكر (9) الولي، عن اللهبي جميعا (10) عن البزي (11) وكذلك روى النقّاش (12) عن الجمال، عن الحلواني، عن قالون، وابن شنبوذ، عن أبي (13)
__________
(1) سقطت (الراء) من ت.
(2) وهم من عدا أبا عمرو من السبعة.
(3) وأظهرها الباقون. انظر النشر 2/ 13.
(4) زيادة ليستقيم السياق.
(5) من الطريق الثالث.
(6) من الطريقين: السابع، والتاسع والعشرين.
(7) من الطريقين: السابع والتسعين، والثامن والتسعين.
(8) من الطريق العاشر بعد المائة.
(9) أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وطريقه عن اللهبي عن البزي ليس من طرق جامع البيان.
(10) أي أبو ربيعة واللهبي.
(11) في ت، م: (اليزيدي) وهو تحريف واضح.
(12) هذا الطريق ليس من طرق جامع البيان، وهو في الكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 216. والجمال هو الحسن بن العباس بن أبي مهران.
(13) من الطريق السابع والخمسين.(2/653)
سليمان، وأبي نشيط (1) عنه، وكذلك روى محمد بن (2) عيسى، عن خلاد، عن سليم، عن حمزة، قال عنه بالبيان على الوقف، وابن جبير (3) عن سليم، لم يروه عن سليم غيرهما.
1938 - وأدغمها الباقون (4)، ونافع في رواية المسيّبي، وقالون، وابن كثير في رواية ابن فليح، وفي سائر الطرق عن القواس والبزّي غير ما ذكرناه.
1939 - وأما {يبنىّ اركب مّعنا، فأظهر الباء عند الميم فيه نافع في رواية المسيبي وقالون من طريق الحلواني وأبي سليمان وأبي نشيط} [5] من قراءتي على أبي الفتح، ومن رواية ابن شنبوذ عن أبي حسّان عنه، وفي رواية إسماعيل من طريق ابن فرح عن أبي عمر عنه، وفي رواية ورش من طريق الأزرق ويونس والأصبهاني عنه.
1940 - وابن كثير في رواية البزّي من طريق اللهبي (6)، والنقاش عن أبي ربيعة، عنه، وفي رواية الزينبي (7) عن قنبل.
1941 - وابن عامر وحمزة في غير رواية أبي (8) عمر، عن سليم، عنه، وعاصم في رواية الكسائي، والبرجمي (9)، عن أبي بكر، عنه، وفي رواية زرعان بن (10) أحمد، وأحمد ابن (11) حميد القاعي، عن عمرو، عن حفص، عنه.
__________
(1) طريق ابن شنبوذ عن أحمد بن محمد بن يزيد أبي حسان عن أبي نشيط عن قالون ليس من طرق جامع البيان، كما تقدم في الفقرة / 1093.
(2) تقدم أنه ليس من طرق جامع البيان.
(3) من الطريق السادس والسبعين بعد الثلاث مائة.
(4) أي باقي من جزم الباء كما في النشر 2/ 11. وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأما ابن عامر وعاصم فقرا برفع الباء، كما في النشر 2/ 237.
(5) من الطريق الخامس والأربعين.
(6) طريقه هو الرابع والعشرون بعد المائة.
(7) من الطريق الرابع بعد المائة.
(8) الدوري وفي غير طرق عنبسة، والخنيسي ومحمد بن الفضل عن خلاد كما سيأتي في الفقرة / 1944.
(9) من الطريقين: السادس والستين، والسابع والستين، وكلاهما بعد المائتين.
(10) من الطريق التسعين بعد المائتين.
(11) طريقه عن عمرو بن الصباح ليس من طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة / 1036.(2/654)
1942 - وحدّثني (1) عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد، قال:
حدّثنا أحمد بن عثمان، قال: حدّثنا الحسن بن علي، قال: حدّثنا أبو عون عن الحلواني عن قالون الإدغام في السورتين، وكذلك قرأت على أبي الفتح من هذا الطريق (2). وقال ابن مجاهد في كتاب المدنيين وفي الجامع عن الأصبهاني عن ورش {يعذّب من [البقرة: 284] مظهرة، قاله} [3]: ولم أحفظ عن ورش في {اركب مّعنا
شيئا، قال: ثم قال لي بعد: ختمت على موّاس} [4] أكثر من ثلاثين ختمة بإدغامها.
1943 - وأدغمها (5) الباقون، وكذلك روى أبو عمر عن سليم عن حمزة.
1944 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا علي بن (6) محمود المقرئ، قال: حدّثني بزيغ بن عبيد بن بزيغ، قال: قرأت على سليمان ابن موسى الحمزي، وقال: قرأت على ابن بحر الخراز، وقال: قرأت على سليم عن حمزة {يبنىّ اركب مّعنا [هود: 42] مدغمة. وكذلك روى عنبسة} [7]
بن النضر، ومحمد بن (8) القاسم، ومحمد بن (9) يحيى الخنيسي، ومحمد بن (10)
الفضل، عن خلّاد، عن سليم عنه.
__________
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 1617وأنه خارج عن طرق جامع البيان.
(2) أي طريق أبي عون عن الحلواني. وذلك من الطريقين: الأربعين والحادي والأربعين.
(3) القائل هو ابن مجاهد.
(4) في م: (مرات). وهو تحريف لا يستقيم به السياق. ومواسي هو ابن سهيل من أشهر تلاميذ يونس ابن عبد الأعلى.
(5) وهما: أبو عمرو، والكسائي، ولو قال الباقيان لكان أولى. إلا أن يكون مذهب المؤلف أن الاثنين جمع.
(6) علي بن محمود، البغدادي، قال الداني: مقرئ متصدر، روى القراءة عرضا عن بزيع بن عبيد، روى عنه عبد الواحد بن عمر، غاية 1/ 580. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) سقطت (بن) من م. وطريقه هو التاسع والأربعون بعد الثلاث مائة.
(8) محمد بن القاسم عن خلاد لم أجده. ولم يذكره ابن الجزري في النشر (2/ 12) حيث قال: وكذا نص عليه (أي الإدغام) محمد ابن يحيى الخنيسي، وعنبسة بن النضر، ومحمد بن الفضل كلهم عن خلاد.
(9) وطريقه هو الثاني والأربعون بعد الثلاث مائة.
(10) وطريقه هو السابع والخمسون بعد الثلاث مائة.(2/655)
1945 - وجاء عنه (1) بالإظهار خلف و [أبو] (2) هشام، وابن سعدان ورجاء عن أصحابه ومحمد بن (3) شاذان والقاسم بن (4) يزيد الوزان، وعلي بن (5) الحسين بن سليم، ومحمد ابن عيسى (6) الأصبهاني، عن خلاد، وحيون (7) المزوق عن الحلواني، عن خلاد. وروى نصير عن الكسائي إخفاء الباء عند الميم في ذلك، وأحسبه أراد الإدغام، وبذلك قرأت في روايته.
1946 - وحدّثنا ابن خواستي النحوي، قال: حدّثنا أبو طاهر (8) عن قراءته على الأشناني عن أصحابه عن حفص عن عاصم بالإدغام، قال أبو طاهر: وقفت الأشناني على ذلك، وكذلك قرأت أنا من طريقه (9) على أبي الفتح (10)، وأبي الحسن (11) عن أصحابهما عنه.
1947 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا الحسن ابن داود [عن] (12) الخياط، عن الشموني، عن الأعشى (13)، عن أبي بكر: أنه
__________
(1) أي نص على الإظهار عن سليم، وهذا لا ينافي ذكر حمزة بكماله قبل لأن ذلك من طريق الأداء.
(2) سقطت (أبو) من ت، م.
(3) عن خلاد عن سليم، وطريقه هو الرابع والأربعون بعد الثلاث مائة.
(4) عن خلاد عن سليم، وطريقاه هما: السابع والأربعون، والثامن والأربعون، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(5) عن خلاد عن سليم وطريقه هو الخامس والأربعون بعد الثلاث مائة.
(6) تقدم في الفقرة / 1083أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) وطريقه هو الأربعون بعد الثلاث مائة.
(8) قراءة عبد الواحد بن عمر على أحمد بن سهل الأشناني ليست من طرق جامع البيان، انظر الفقرة / 1853.
(9) طريق الأشناني.
(10) وطرقه هي: الخامس والتسعون بعد المائتين، وتمام الثلاث مائة والحادي، والثاني والثالث، والسادس، والسابع، وكلها بعد الثلاث مائة.
(11) وطرقه هي: الرابع والتسعون، ومن السادس والتسعين، إلى التاسع والتسعين، وكلها بعد المائتين.
(12) سقطت (عن) من ت، م. وقد تقدم الإسناد صحيحا، وهو إسناد الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(13) في م: (الأعمش). وهو خطأ واضح.(2/656)
يشير إلى الباء، ولا يدغم إدغاما شديدا، وأظنه أراد الإظهار، وبالإدغام (1) قرأت في رواية الأعشى، من طريق الشموني (2)، وابن (3) غالب، عنه.
1948 - وحدّثني (4) عبد الله بن محمد، قال حدّثنا عبد الله [82/ ظ] بن أحمد قال أقرأني أحمد بن عثمان، قال: أقرأني أبو حسان، قال أقرأني أبو نشيط. وبذلك قرأ الباقون (5).
1949 - والأصل السادس: هو مجيء الثاء عند الذال، وذلك في موضع واحد قوله في الأعراف [176]: {يلهث ذّلك أظهر الثاء عند الذال} [6] فيه نافع في رواية المسيبي وورش في رواية ابن جبير (7) عن أصحابه، وابن جبير (8) عن الكسائي، وابن كثير في رواية القوّاس، وابن عامر في رواية هشام، وأبو بكر من رواية البرجمي عنه، عن عاصم.
1950 - وأدغمها الباقون (9) وابن كثير في رواية ابن فليح، وفي رواية الخزاعي عن أصحابه (10)، وفي رواية الزينبي (11) عن رجاله، وفي رواية محمد بن (12) هارون عن البزي، ونافع في رواية إسماعيل، وقالون بخلاف عنه، وأقرأني أبو الفتح لهما (13)
__________
(1) في م: (فالإدغام) ولا يستقيم به السياق.
(2) من الطرق: الستين، والحادي والستين، والثالث والستين، وكلها بعد المائتين.
(3) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.
(4) أي بالإدغام. وانظر الطريق / 44. وإسناده صحيح.
(5) باقي رواة قالون وهم: من عدا الحلواني، وأبا نشيط وأبا سليمان، وباقي رواة عاصم وطرقهم سوى من ذكره.
(6) كذا، والعبارة غير واضحة، ولعلّ فيها سقطا.
(7) من الطريق السابع.
(8) من الطريقين: السادس والستين، والسابع والستين، وكلاهما بعد المائتين.
(9) وهم: أبو عمرو، والكسائي وحمزة.
(10) عن البزي، وابن فليح، وابن جبير عن القواس.
(11) من الطريق التاسع بعد المائة.
(12) من الطريق الثالث والعشرين بعد المائة.
(13) لإسماعيل وقالون.(2/657)
من طريق عبد الباقي (1)، عن أصحابه عنهما بالإظهار، ومن طريق عبد الله (2) بن الحسين، عن شيوخه عنهما بالإدغام، وبذلك قرأت على أبي (3) الحسن في رواية قالون. وروى أحمد بن صالح عن قالون بالإظهار، وكذلك روى الحسن (4) الرازي، عن أحمد بن قالون عن أبيه.
1951 - وأقرأني فارس بن أحمد لعاصم من جميع طرقه من طريق عبد الله (5)
بالإظهار، ومن طريق عبد الباقي (6) بالإدغام. وروى أبو بكر (7) الولي، عن أحمد بن حميد عن عمرو، وعن الأشناني عن عبيد عن حفص بالإظهار.
1952 - وحدّثني (8) عبد الله بن محمد، قال: حدّثني عبيد الله بن أحمد البغدادي، قال: أنا أبو الحسين بن بويان، قال: حدّثنا الحسن بن علي [بن] (9) الهذيل، قال: حدّثنا أبو عون عن الحلواني عن قالون {يلهث ذّلك [الأعراف: 176] مظهر، وكذلك قرأت} [10] من طريقه.
__________
(1) من الطريق الثالث في رواية إسماعيل، والثامن والثلاثين، والثالث والأربعين، والخامس والأربعين في رواية قالون.
(2) من الطريق الثاني في رواية إسماعيل والخامس والثلاثين والسابع والثلاثين والأربعين، والحادي والأربعين، والثامن والأربعين في رواية قالون.
(3) تقدم في الفقرة / 1096أن طريق المؤلف عن أبي الحسن طاهر بن غلبون في رواية أبي نشيط عن قالون خارج عن طرق جامع البيان.
وتقدم في الفقرة / 1101أن طريقه عن أبي الحسن في رواية أبي عون عن الحلواني عن قالون خارج عن طرق جامع البيان.
(4) من الطريق الثالث والخمسين.
(5) عبد الله بن الحسين السامري.
(6) عبد الباقي بن الحسن.
(7) أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وطريقه عن أحمد بن محمد بن حميد عن عمرو بن الصباح، تقدم في الفقرة / 1036انه ليس في طرق جامع البيان. كما ان طريق الولي عن الأشناني عن عبيد عن حفص تقدم في الفقرة / 1914انه خارج عن طرق جامع البيان.
(8) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1617وأنه خارج عن طرق جامع البيان.
(9) سقطت (بن) من ت، م.
(10) أي طريق أبي عون عن الحلواني من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين.(2/658)
1953 - وحدّثني (1) عبد الله (2) بن محمد، قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسان (3)، عن أبي نشيط عن قالون أنه أدغم الثاء في الذال، وكذلك حكى ابن مجاهد في قراءة عاصم عن عبيد بن الصباح عن حفص عن عاصم، وبذلك قرأت (4) على أبي الحسن في رواية حفص وأبي بكر، وبذلك قرأ الباقون (5).
1954 - والأصل السابع: هو مجيء الذال عند التاء، وقبل الذال خاء {أفأتّخذتم [الرعد: 16]، و} {أخذتم [آل عمران: 81]} [6]، و {أتّخذتم [البقرة: 51]،} [7]، و {لتّخذت [الكهف: 77] و} {ثمّ أخذت الّذين [فاطر: 26]، و} {ثمّ أخذتهم
[الرعد: 32]،} [8]، وما أشبهه. فأظهر الذال عند التاء في ذلك حيث وقع ابن كثير وعاصم في رواية حفص، وفي رواية البرجمي (9)، وابن جبير (10) عن الكسائي عن
__________
(1) انظر الطريق / 44. وإسناده صحيح.
(2) كرر ناسخ ت (حدثنا عبد الله بن محمد) خطأ.
(3) في ت، م: (أي بشار). وهو خطأ لأنه لا يوجد في تلاميذ أبي نشيط. انظر غاية النهاية 2/ 272ولا في شيوخ ابن بويان.
انظر غاية النهاية 1/ 79. وقد تقدم الإسناد صحيحا في الطريق الرابع والأربعين.
(4) من الطرق: الرابع والتسعين، والسادس والتسعين، والسابع والتسعين، والثامن والتسعين، والتاسع والتسعين، وكلها بعد المائتين في رواية حفص.
ولم يتقدم في أسانيد الكتاب قراءة للمؤلف على طاهر بن غلبون في رواية أبي بكر. فقراءته عليه خارجة عن طرق جامع البيان.
(5) أي إسماعيل بن جعفر عن نافع في سائر طرقه، ما عدا الثاني، والثالث والسابع.
وقالون عن نافع في سائر طرقه وهي: الثالث والثلاثون، والرابع والثلاثون، والسادس والثلاثون، والتاسع والثلاثون، والثاني والأربعون، ومن الخمسين إلى الستين على التوالي ما عدا الثالث والخمسين.
وابن ذكوان عن ابن عامر. وعاصم من سائر طرقه سوى ما ذكره.
(6) وسقطت (وأخذتم) من م.
(7) في م: (ولتخذتم) ولا يوجد في التنزيل.
(8) في ت، م زيادة (ثم أخذتم). وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(9) من الطريقين: السادس والستين، والسابع والستين، وكلاهما بعد المائتين.
(10) من الطرق: التاسع والعشرين، والحادي والثلاثين، والثاني والثلاثين، وكلها بعد المائتين.(2/659)
أبي بكر عنه، وروى الأعشى عن أبي بكر إظهارها في (الاتخاذ) خاصة وإدغامها في (الأخذ). وروى ضرار (1) بن صرد، عن يحيى عن أبي بكر {قل أتّخذتم
[البقرة: 80] غير مدغم، وقياس ذلك سائر نظائره من (الاتخاذ)، فوافق الأعشى.
1955 - وأخبرنا عبد العزيز} [2] بن جعفر، أن أبا طاهر حدّثهم، قال: أنا علي بن حاتم، قال: أنا هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم {أتّخذتم [البقرة: 80] مدغما. وروى الشموني} [3] من غير رواية النقار عن الخياط عن الأعشى، عن أبي بكر: أنه استثنى من (الأخذ) حرفا واحدا، فلم يدغمه وهو قوله في فاطر: {ثمّ أخذت الّذين كفروا [فاطر: 26] وقرأته من طريق} [4] النقار، ومن طريق ابن (5) غالب، عن الأعشى مدغما، وكذلك نصّ عليه النقار في كتابه بالإدغام. وروى هارون (6)، عن حسين عن أبي بكر {ثمّ أخذتهم [الرعد: 32]} [7] لا يبين الذال، ويدغمها في التاء، وكل شيء في القرآن يعني كذلك.
1956 - ولم يأت عن يحيى (8) نص إلا في قوله في البقرة [80]: {قل أتّخذتم بالإدغام. قال يحيى: فأعدتها عليه} [9] فقلت: {أتّخذتم [الرعد: 16] فقال: لا تبين الذال، وقياسه جميع ما في القرآن من (الاتخاذ)، ولم يأت عن يحيى في} {أخذتم وبابه شيء.
1957 - وروى} [10] الحلواني عن القوّاس عن ابن كثير عن أحمد بن قالون،
__________
(1) طريقه هو الثاني والأربعون بعد المائتين.
(2) انظر إسناد الطريق / 281. وهو صحيح.
(3) من الطرق: الخمسين، والحادي والخمسين، والسادس والخمسين، والثالث والستين، وكلها بعد المائتين.
(4) وطرقه هي: التاسع والأربعون، والستون، والحادي والستون، وكلها بعد المائتين.
(5) طريقه هو الثاني والستون بعد المائتين.
(6) من الطريق الرابع والسبعين بعد المائتين.
(7) تقدم في الفقرة السابقة أن هذا الحرف لا يوجد في التنزيل.
(8) يحيى بن آدم.
(9) أي على أبي بكر بن عياش.
(10) كذا في ت، م، والنص غير واضح ولعل فيه سقطا.(2/660)
والعباس (1) ابن الفضل عن الحلواني عن قالون أن نافعا كان لا يدغم في القرآن شيئا إلا {أتّخذتم [و] وما كان من الاتخاذ يدغمه، ويبين سائر القرآن.
1958 - وروى ابن جبير عن الكسائي عن إسماعيل} [2]، وعن المسيّبي (3) عن نافع: أنه أظهر الذال عند التاء في جميع القرآن، وهو غلط.
1959 - وقال (4) إبراهيم الكسائي عن قالون، عنه {لتّخذت يبين الذال. وغلط الكسائي في ذلك لأن القاضي} [5] [83/ و] والقطري (6)، والمدني (7)، وغيرهم قالوا عن قالون عنه: لا يبين فسقطت «لا» عليه.
1960 - وروى ابن شنبوذ (8)، عن ابن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر {أتّخذتم بإظهار الذال عند التاء في كل القرآن، والباقون} [9] يدغمون الذال في التاء في جميع القرآن.
1961 - والأصل الثامن: هو مجيء الذال عند التاء ولا خاء قبلها، وجملة ذلك ثلاثة مواضع: في طه [96] {فنبذتها، وفي المؤمن [27] والدخان [20]} {عذت بربّى فأدغم الذال في التاء فيهما أبو عمرو، وحمزة، والكسائي. واختلف عن نافع وابن عامر.
1962 - فأما نافع فروى إسماعيل عنه أنه أظهر} {فنبذتها وأدغم} عذت
__________
(1) تقدمت هذه الرواية في الفقرة / 1913.
(2) من الطريق السابع.
(3) من الطريق التاسع والعشرين.
(4) وطريقه هو الخمسون.
(5) وطرقه هي: الثالث والثلاثون، والرابع والثلاثون، والخامس والثلاثون.
(6) وطريقه هو الثاني والخمسون.
(7) وطريقه هو الحادي والخمسون.
(8) وطريقه هو الثالث والعشرون بعد المائتين.
(9) وهم: نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي، وسائر طرق أبي بكر عن عاصم سوى ما ذكره، وهي: السادس والعشرون، والسابع والعشرون، والثامن والعشرون، والثلاثون، والخامس والستون، ومن الثامن والستين إلى الثامن والثمانين على التوالي ما عدا الرابع والسبعين، والحادي والثمانين وجميع ذلك بعد المائتين.(2/661)
في الموضعين، كذا قرأت له من طريق ابن مجاهد (1) وابن فرح (2). وكذلك أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد (3)، عن أصحابه عن نافع، وكذلك روى ابن جبير (4)، عن الكسائي وأبو الربيع (5) الزهراني عن يزيد بن عبد الواحد كلاهما عن إسماعيل عن نافع.
1963 - وحدّثنا الخاقاني (6)، قال حدّثنا أحمد بن محمد بن هارون ح.
1964 - وحدّثنا أبو الفتح (7)، قال: حدّثنا ابن جابر، قالا [حدثنا] (8) الباهي، عن أبي (9) عمر، عن إسماعيل، عن نافع: {عذت مظهرا. وكذلك روى} [10] المسيّبي وقالون، وورش عنه.
1965 - وأما ابن عامر: فحدّثنا الفارسي (11)، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر عن الجمّال عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر أنه أدغم {فنبذتها [طه:
96] و} {إنّى عذت [الدخان: 20]، وقرأت له من طريق الحلواني} [12]، وابن عبّاد (13)
بالإظهار في الحرفين. وروى محمد ابن (14) مرشد، عن الأخفش، عن ابن ذكوان،
__________
(1) وطريقه هو الثاني.
(2) وطريقه هو الثالث.
(3) وطرقه هي: الاول، والسادس، والتاسع.
(4) وطريقه هو السابع.
(5) وطريقه هو الثاني عشر.
(6) انظر الطريق / 4. وإسناده صحيح.
(7) انظر الطريق / 5. وهو هنا حسن لغيره.
(8) سقطت (حدثنا) من ت. م.
(9) في ت، م: (ابن عمر) وهو خطأ.
(10) سقطت (روى) من ت.
(11) هذا الإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان. وهو من طرق النشر. انظر النشر 1/ 136. ولكنه في النشر يعرض القراءة وهنا رواية حروف. وأبو بكر هو محمد بن الحسن النقاش، والجمال هو الحسن بن العباس.
(12) من الطرق، الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر وكلها بعد المائتين.
(13) وطريقه هو الخامس عشر بعد المائتين.
(14) وطريقه هو السابع والتسعون بعد المائة.(2/662)
عنه: {فنبذتها بالإدغام و} {إنّى عذت بالإظهار، وكذلك روى محمد بن} [1]
إسماعيل الترمذي، عن ابن ذكوان، وروى ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن الوليد بن عتبة عن ابن عامر الإدغام فيهما. وروى سائر الرواة عن الأخفش (2)، وعن ابن ذكوان بإظهار فيهما، وكذلك روى التغلبي (3)، وابن أنس (4)، وكذلك قرأ الباقون (5).
1966 - والأصل التاسع: هو مجيء الثاء عند التاء كقوله: {لبثت [البقرة: 259] و} {لبثتم [الإسراء: 53] حيث وقع، وقوله:} {أورثتموها في الأعراف [43] والزخرف [72] أدغم الثاء في التاء في ذلك أبو عمرو وحمزة والكسائي. واختلف عن ابن عامر فروى هشام من طريق الحلواني} [6]، عنه الإدغام في الباب كله، على أن الحلواني لم يذكر في جامعه {أورثتموها وذكره في مفرده، وروى ابن ذكوان عنه الإظهار في} {أورثتموها في الموضعين والإدغام فيما عداه. وكذلك روى ابن عبّاد عن هشام، من قراءتي على أبي الفتح} [7].
1967 - وروى ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر {أورثتموها [الأعراف: 43] بالإدغام و} {لبثت [البقرة: 259] وبابه بالإظهار. وروى ابن خرّزاد} [8]، عن ابن ذكوان. [{قال: لبثت] في البقرة [259]، بالإظهار و} {لبثتم
في الكهف [19] وطه [103] بالإدغام. وروى ابن المعلى} [9] عن ابن ذكوان:
{أورثتموها في الأعراف بالإدغام وفي الزخرف بالإظهار، وأظهر الباقون} [10] الثاء
__________
(1) تقدم في الفقرة / 1876ان هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(2) في ت، م: (وعن ابن ذكوان). وزيادة الواو خطأ لان التغلبي وابن أنس حينئذ يدخلان في العبارة، فلا معنى لإفرادهما بالذكر بعد.
(3) وطريقه هو الخامس بعد المائتين.
(4) وطريقه هو السابع بعد المائتين.
(5) وهم: ابن كثير، وعاصم، وهشام في سائر طرقه سوى ما ذكر، وهي العاشر، والرابع عشر، ومن السادس عشر إلى الثاني والعشرين على التوالي، وكلها بعد المائتين.
وابن ذكوان في طريق الصوري وابن المعلى، وابن خرزاذ عنه.
(6) وطرقه هي: من العاشر إلى الثالث عشر على التوالي وكلها بعد المائتين.
(7) وطريقه هو الخامس عشر بعد المائتين.
(8) وطريقه هو التاسع بعد المائتين.
(9) وطريقه هو الثامن بعد المائتين.
(10) وهم: نافع وابن كثير وعاصم، وهشام في سائر طرقه سوى ما ذكر وهي: الرابع عشر، ومن السادس عشر إلى الثاني والعشرين، وكلها بعد المائتين.(2/663)
عند التاء في (1) الجميع.
1968 - والأصل العاشر: هو مجيء الدال عند الثاء، وذلك موضعان: وهما قوله في آل عمران [145]: {ومن يرد ثواب الدّنيا و} {ومن يرد ثواب الأخرة أظهر الدال عند الثاء فيهما الحرميان وعاصم، وأدغمها} [2] الباقون. واختلف عن ابن عامر، فروى أبو عمران (3)، عن الأخفش، عن ابن ذكوان، والحلواني (4)، عن هشام، من قراءتي على أبي الفتح عن عبد الباقي الإظهار، وروى سائر الرّواة عن الأخفش، وكذلك التغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان وابن عبّاد عن هشام الإدغام.
وكذلك قرأت على أبي الحسن (5)، وعلى أبي الفتح (6) عن قراءته على عبد الله بن الحسين في رواية الحلواني عنه.
1969 - والأصل الحادي عشر: هو مجيء الظاء عند التاء، وذلك موضع واحد وهو قوله في الشعراء [136] {أوعظت، اختلف في ذلك عن أبي عمرو والكسائي، فأما أبو عمرو فروى جعفر} [7] بن محمد [83/ ظ] الأدمي (8) عن ابن سعدان عن اليزيدي عنه كان يدغم الظاء في التاء، فيكون تاء واحدة مشددة، مثل (9) {وعدت.
قال أبو عمرو: فهذا يدلّ على أنه كان يدغمها ولا يبقي لها صوتا، فتنقلب لذلك} [10] تاء خالصة، وكذلك روى ابن جبير (11) عن أصحابه عن حمزة.
__________
(1) سقطت (في) من م.
(2) وهم: أبو عمرو، وحمزة والكسائي.
(3) وطريقه هو الثامن والتسعون بعد المائة.
(4) من الطريق الثالث عشر بعد المائتين.
(5) تقدم في الفقرة / 1427أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) من الطريقين: الحادي عشر، والثاني عشر.
(7) وطريقه هو الحادي والثمانين بعد المائة.
(8) في هامش ت ل (84/ و) الأدمي بفتحتين نسبة إلى بيع الأدم.
انساب. أه.
أقول: لكن لم يذكره في الأنساب فيمن نسب إلى بيع الأدم.
انظر الأنساب ل 23/ و.
(9) أي مثل إدغام الدال في التاء في قولك (وعدت).
(10) في م: (كذلك). ولا يستقيم بها السياق.
(11) من الطريق السادس والسبعين بعد الثلاث مائة.(2/664)
1970 - وأما الكسائي فروى نصير عنه أنه كان لا يظهر الظاء (1) إظهارا بيّنا، ولا يدغمها حتى لا يبقي منها شيئا، ولكنه يخفيها إخفاء، هذا نصّ كلامه وترجمته. قال نصير: مثله {لئن بسطت [المائدة: 28].
1971 - قال أبو عمرو: فهذا يدل على أنه كان لا يدغم الظاء، ويبقي لها صوتا فيمتنع قلبها تاء خالصة لذلك، وبإظهارها قرأت في رواية نصير وغيره. وبذلك قرأ الباقون} [2].
1972 - وأجمعوا على إدغام الطاء في التاء، مع تبقية إطباق الطاء (3) لئلا يختل (4) بذلك صوتها، في نحو قوله: {أحطت [النمل: 22] و} {فرّطتم [يوسف: 80] و} {بسطت وما أشبهه.
1973 - وكذلك أجمعوا على إدغام القاف في الكاف وقلبها كافا خالصة من غير إظهار صوت لها في قوله:} {ألم نخلقكّم [المرسلات: 20] وروى ابن شنبوذ} [5] أداء عن أبي نشيط عن قالون أن القاف لا مبينة ولا مدغمة بين ذلك. وروى أبو علي بن حبيش الدينوري أداء، عن إبراهيم (6) بن حرب، عن الحسن بن مالك عن أحمد بن صالح عن قالون مظهرة القاف، وما حكيناه عن قالون غلط في الرواية، وخطأ في العربية (7).
__________
(1) في م: (التاء)، وهو خطأ واضح.
(2) وهم: نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وحمزة في غير طريق ابن جبير.
(3) في ت: (التاء). وهو خطأ واضح.
(4) في م: (يخل).
(5) تقدم في الفقرة / 1093ان هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(6) إبراهيم بن حرب، أبو إسحاق الحربي، الحراني، قرأ على الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قرأ عليه الحسين بن محمد بن حمدان المعروف بابن حبشي بحران. غاية 1/ 10. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. وهو في المستنير لابن سوار، والكفاية لأبي العز، والكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 1/ 225.
(7) نقل ابن الجزري في النشر (2/ 20) هذه الفقرة من قول الداني في الجامع ما عدا رواية ابن شنبوذ. ثم قال: ولا شك أن من أراد بإظهاره الإظهار المحض فإن ذلك غير جائز إجماعا. وأما الصفة فليس بغلط ولا قبيح، فقد صح عندنا نصا وأداء وقرأت به على بعض شيوخي، ولم يذكر مكي في الرعاية غيره، وله وجه من القياس ظاهر، إلا أن الإدغام الخالص أصح رواية، واوجه قياسا. أه.(2/665)
1974 - ويأتي اختلافهم في فواتح السور نحو {كهيعص [مريم: 1] و} {طسم [الشعراء: 1] و} {يس والقرآن [يس: 1] و} {ن والقلم [القلم: 1] وشبهه في مواضعه إن شاء الله تعالى.
باب ذكر أحوال النون الساكنة والتنوين ومذاهبهم في بيان الغنّة وإدغامها
1975 - اعلم أن النون الساكنة تكون في الأسماء والأفعال والحرف، وتقع في الكلمة متوسطة ومتطرفة، والتنوين لا يكون إلا في أواخر الأسماء لا غير من حيث كان تابعا للإعراب، وداخلا لمعنى} [1]، ولهما عند جميع حروف المعجم أربعة أحوال:
1976 - فالحال الأولى: أن يكونا ظاهرين، وذلك عند حروف الحلق وجملتها ستة أحرف: الهمزة والهاء والحاء والعين والخاء والغين، وسواء كانت النون مع هذه الحروف من كلمة واحدة أو من كلمتين أو كان سكونها أصليّا، أو عارضا.
فعند الهمزة نحو {من ءامن [البقرة: 62] و} {من إله [آل عمران: 62] و} {من أوتى [الإسراء: 71] و} {وينئون عنه [الأنعام: 26] و} {مّن شىء إذ كانوا [الأحقاف:
26] و} {بعاد إرم [الفجر: 6، 7] وما أشبهه.
وعند الهاء نحو قوله:} {من هلك [الأنفال: 42] و} {من هاجر [الحشر: 9] و} {فانهار به [التوبة: 109] و} {جرف هار [التوبة: 109] و} {ولكلّ قوم هاد [الرعد:
7] وما أشبهه.
وعند الحاء نحو قوله:} {من حآدّ [المجادلة: 22] و} {من حمل [طه: 111] و} {وانحر [الكوثر: 2] و} {نار حامية [القارعة: 11] و} {فى عين حمئة [الكهف:
86] وما أشبهه.
وعند العين نحو قوله:} {مّن عمل [الأنعام: 54] و} {ومن عاد [البقرة: 275] و} {أنعم [الأنعام: 138] و} {يومئذ عليها [عبس: 40] و} قوما عمين [الأعراف: 64] وما أشبهه.
__________
(1) كذا في ت، م.(2/666)
وعند الخاء نحو قوله: {من خيل [الحشر: 6] و} {مّن خير [البقرة: 105] و} {والمنخنقة [المائدة: 3] و} {يومئذ خشعة [الغاشية: 2] و} {قوم خصمون [الزخرف:
58] وما أشبهه.
وعند الغين نحو قوله:} {من غيركم [المائدة: 106] و} {مّن غلّ [الأعراف: 43] و} {إن يكن غنيّا [النساء: 135]} {فسينغضون [الإسراء: 51] و} {قوما غيركم
[التوبة: 39] و} {مّن إله غيره [الأعراف: 59] وما أشبهه.
1977 - واختلف عن نافع عند ثلاثة أحرف منها، وهي: الهمزة والخاء والغين، فروى ورش عنه أنه ألقى حركة الهمزة على النون والتنوين، وأسقطها من اللفظ لثقلها. وذلك في المنفصل دون المتصل} [1].
1978 - وروى المسيّبي عنه أنه أخفى النون والتنوين عند الخاء والغين في المتصل والمنفصل جميعا لقربهما من حرفي أقصى اللسان: القاف والكاف (2). وكذلك روى ابن شنبوذ (3)، عن أبي حسّان، عن أبي نشيط، عن قالون. ومحمد بن (4) سعدان، عن اليزيدي، عن أبي عمرو: أنه أخفاها عند الخاء وحدها، وبإظهارها عندهما قرأت (5)، إلا في رواية المسيّبي وحده.
1979 - وقد كان أبو طاهر بن أبي هاشم لا يرى إخفاء النون في روايته (6)، في قوله في النساء [135]: {إن يكن غنيّا أو فقيرا، وفي قوله في سبحان [51]:
} {فسينغضون لكون سكونها فيها غير لازم وبالإخفاء قرأتهما} [7] حملا على نظائرهما (8) مما سكونه لازم، [84/ و] وهو الصحيح لأن حكم ما سكونه لازم وعارض في الإدغام، والإخفاء سواء، وإن كان ذلك في اللازم أقوى. وسائر القرّاء
__________
(1) تقدم تفصيل مذهب ورش في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها.
(2) حيث تخفى النون والتنوين عندهما.
(3) تقدم أن هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(4) وطريقاه هما: الثمانون، والحادي والثمانون، وكلاهما بعد المائة.
(5) أي لنافع وأبي عمرو.
(6) رواية المسيبي عن نافع وانظر النشر 2/ 23.
(7) في م: (ولإخفاء قراءتهما)، وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(8) أي في رواية المسيبي.(2/667)
بعد يظهرونها عندهما في جميع القرآن، وكذلك روى إسماعيل وورش وقالون عن نافع.
1980 - وإذا أخفيت النون والتنوين عند الغين والخاء على مذهب من تقدم كان مخرجها من الخيشوم خاصة دون الفم. والخيشوم الحرف المنجذب إلى الفم، وذلك من حيث أجروا الغين، والخاء مجرى حروف الفم للتقارب الذي بينهما وبينهن صار مخرج النون والتنوين معهما كمخرجهما معهنّ. وإذا أظهرا عندهما على مذهب الباقين كان مخرجهما من الفم (1)، وذلك من حيث أجروا الغين والخاء مجرى (2) سائر حروف الحلق لكونها من جملتهنّ دون حروف الفم (3). والرواة يعبّرون عن إخفاء النون والتنوين عندهما بالإدغام اتساعا ومجازا كما يعبرون عن الإدغام بالإخفاء، والله أعلم.
1981 - والحال الثانية: أن يكونا مدغمين بإجماع، وذلك عند خمسة أحرف يجمعها قولك: «لم يرو» اللام والراء والميم والياء والواو إذا كانت النون معهنّ من كلمتين لا غير، وسواء كان سكونها (4) لازما أو عارضا، أو ثبتت مرسومة في الخط على الأصل، أو حذفت منه على اللفظ.
فعند اللام نحو قوله: {فإن لّم تفعلوا [البقرة: 24] و} {ومن لّم يتب [الحجرات:
11] و} {إن لّم يكن لّكم [الأنفال: 65]} [5]، و {ألّا تعدلوا [النساء: 2] و} {ألّن نّجمع
[القيامة: 3] و} {فإلّم يستجيبوا لكم [هود: 14] و} {متعا لّكم [المائدة: 96] وما أشبهه.
وعند الميم نحو قوله:} {مّن مّال الله [النور: 33] و} {من مّآء [البقرة: 164] و} {إن يكن مّنكم [الأنعام: 139] و} {عمّ يتسآءلون [النبأ: 1] و} {ممّ خلق [الطارق: 5] و} {عمّا قليل [المؤمنين: 40] و} {ممّا جعلكم [الحديد: 7] و} وإمّا تعرضنّ [الإسراء:
__________
(1) في م: (من اللام). وهو تحريف واضح.
(2) في ت، م: (حروف سائر حروف). وزيادة (حروف) الأولى خطأ يجعل السياق مضطربا.
والذي في النشر (2/ 27). (باقي حروف الحلق).
(3) نقل ابن الجزري تعليل المؤلف لتحول مخرج الغين والخاء عند الإخفاء،، وثباته عند الإظهار في النشر (2/ 27) دون أن يشير إلى مصدره في ذلك.
(4) أي سكون النون.
(5) وفي ت، م: (منه) ولا يوجد في التنزيل.(2/668)
28] و {سرر مّرفوعة [الغاشية: 13] وما أشبهه.
وعند الواو نحو قوله:} {من ولىّ [البقرة: 107]} {من وال [الرعد: 11] و [} {فليؤمن ومن شآء] [الكهف: 29] و} {ظلمت ورعد وبرق [البقرة: 19] وما أشبهه.
وعند الياء نحو قوله:} {من يقول [البقرة: 8] و} {ومن يولّهم [الأنفال: 16] و} {وإن يكن لّهم [النور: 49]} {وبرق يجعلون [البقرة: 19] وما أشبهه} [1].
1982 - قال أبو عمرو: والقرّاء من المصنّفين يقولون: تدغم النون الساكنة والتنوين في ستة أحرف، فيزيدون النون (2) نحو قوله: {من نّور [النور: 40] و} {من نّار السّموم [الحجر: 27] و} {يومئذ نّاعمة [الغاشية: 8] وما أشبهه. وزعم بعضهم أن ابن مجاهد جمع الستة الأحرف في كلمة «يرملون» وذلك غير صحيح عنه لأن محمد بن أحمد حدّثنا عنه في كتاب السبعة أن النون الساكنة والتنوين مدغمان في الراء واللام والميم والياء والواو، ولم يذكر النون إذ لا معنى لذكرها معهنّ لأنها إذا أتت ساكنة ولقيت مثلها لم يكن بدّ من إدغامها فيها ضرورة. وكذلك التنوين كسائر المثلين إذا التقيا وسكن الأول منهما، نحو قوله:} {فما ربحت تّجرتهم [البقرة: 16] و} {ولا يغتب بّعضكم بعضا [الحجرات: 12] و} {ما لم تستطع عّليه [الكهف: 78] و} {فلا يسرف فّى القتل [الإسراء: 33] وما أشبهه، هذا مما لا خلاف فيه بين علمائنا من القرّاء والنحويين} [3]. ولو صحّ أن ابن مجاهد جمع كلمة «يرملون» الستة الأحرف لكان إنما جمع منها النون وما يدغم فيه (4)، سمعت أبا علي الحسن بن (5) سليمان المقرئ يقول ذلك.
__________
(1) وسقطت أمثلة الراء من ت، م، ومثل لها في النشر (2/ 23): من ربهم البقرة / 5، ثمرة رزقا البقرة / 25.
(2) كذلك فعل المؤلف في التيسير حيث قال: وأجمعوا على إدغامها (أي النون) في الميم والنون بغنة أ. هـ وكذلك فعل الشاطبي في الحرز، حيث قال:
وكل بينمو أدغموا مع غنة * وفي الواو واليا دونها خلف تلا، وقال ابن الجزري في النشر (2/ 23): وأما الحكم الثاني وهو الإدغام، فإنه يأتي عند ستة أحرف أيضا، وهي حروف يرملون أه.
(3) أقول: لكن أغفل المؤلف الإجماع على أن إدغام النون في النون يكون بغنة، مثل الميم في الميم بخلاف سائر الحروف.
(4) من بداية الفقرة إلى هنا، نقله ابن الجزري في النشر (2/ 25) باختصار بسيط لبعض الأمثلة من قول الداني في جامعه. ثم لم يقبل مقالة الداني.
(5) الأنطاكي، تقدم.(2/669)
1983 - فإذا كانت النون مع الواو والياء في كلمة واحدة فلا خلاف في إظهارها كقوله: {صنوان [الرعد: 4] و} {قنوان [الأنعام: 99] و} {الدّنيا [البقرة: 85] و} {بنيان [الصف: 4] و} {بنينه [التوبة: 109] وما أشبهه. وكذلك إذا كانت مع الميم أيضا كقولهم: شاه} [1] زنماء وغنم زنم، وذلك لئلا يلتبس بالمضعف الذي على مثال فعال، لو أدغم نحو صوّان وقوّان (2) وبيان، وكذلك شاة زماء (3) وغنم زم، فلذلك آثروا البيان.
[فصل في بيان الغنة مع الإدغام]
1984 - واختلف القرّاء بعد ذلك في بيان صوت النون والتنوين المركب في جنسها، وهو الغنّة مع الإدغام عند اللام والراء والواو والياء وفي إدغامه، ولم يختلفوا في بيانه عند مثلها وعند الميم مع الإدغام التام لكونه من خلقه (4) المدغم والمدغم فيه في ذلك.
1985 - فروى الخزاعي عن ابن فليح عن ابن كثير [84/ ظ] أنه أدغم الغنّة عند الأربعة الأحرف، وحكى الزينبي (5) عن أبي ربيعة عن صاحبيه (6) إظهارها عندهنّ.
وروى ابن شنبوذ (7) عن أصحابه عن القوّاس والبزّيّ، إدغامها عند الراء وحدها، وبإدغامها عند الراء واللام وإظهارها عند الواو والياء قرأت لابن كثير من طرقه،
__________
(1) زنمتا الشاة هنة معلقة في حلقها، تحت لحيتها، وخص به بعضهم العنز. والنعت أزنم، والأنثى زلماء وزنماء، لسان العرب 15/ 168.
(2) في م: (جوان وحيان) وكذلك هو في النشر 2/ 25. وهو تحريف واضح.
(3) في م: (شاة حمار، وغنم حم) وهو تحريف واضح.
(4) في هاشم ت ل (84/ ظ): طبيعته (ويارد وخيشوم). كذا. والمراد أن الميم والنون لا يخرجان بدون غنة أصلا. فالغنة من طبيعة صوت كل واحد منهما فلذلك لم تمنع تمام الإدغام، وسيأتي مزيد بيان عند المؤلف في الفقرة / 2001.
(5) الطريق التاسع بعد المائة. من رواية أبي ربيعة عن البزي.
(6) أما أحدهما فالبزي، وأما الآخر فهو قنبل كما في النشر 2/ 24، والطريق الثالث بعد المائة. لكنه من رواية إبراهيم بن عبد الرزاق عن أبي ربيعة وأما طريق الزينبي عن أبي ربيعة عن قنبل، فليس في جامع البيان كما تقدم في الفقرة / 1834.
(7) لم يتقدم لابن شنبوذ عن القواس، ولا عن البزي رواية حروف وإنما تقدم له طريق بعرض القراءة عن قنبل عن القواس، وهو الحادي بعد المائة.(2/670)
وعلى ذلك أهل الأداء عنه. أنا (1) محمد بن أحمد، قال: أنا ابن مجاهد: لم أر من قرأت عليه عن ابن كثير يحصل (2) هذا.
1986 - وروى الأصبهاني (3) عن أصحابه عن ورش، وأبو عون (4) عن الحلواني عن قالون عن نافع، والشّموني (5) عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وإبراهيم بن (6) عبّاد عن هشام عن ابن عامر، من قراءتي: أنهم بيّنوا غنّة النون والتنوين مع الإدغام عند الأربعة الأحرف. وروى ابن واصل (7) عن ابن سعدان وابن المسيبي عن نافع (8) عن أبيه أنه أدغمها عند الراء وبيّنها عند ما عداها، فقالا (9) عنه: {فإلّم يستجيبوا لكم [هود: 14] النون مبينة غير مدغمة، وقالا عنه:} {خير لّكم [البقرة:
54] التنوين مبيّن غير مدغم. قال ابن واصل لا يدغم التنوين في اللام حيث وقع، وقال حمّاد} [10] بن بحر عن المسيبي {غفور رّحيم [البقرة: 182] لا يبين التنوين.
1987 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن قالون والمسيّبي عن نافع قوله:} {من لّدنه [النساء: 40] و} {مسلّمة لّا شية فيها [البقرة: 71] نون شكله [في]} [11] من ومسلّمة تظهر عند اللام يريدان غنتهما.
__________
(1) في ت م: (وقال أنا) وزيادة قال خطأ لا يناسب السياق.
(2) السبعة 126. وبمعنى يحصل يميز، كما سبق بيانه في الفقرة / 184.
(3) من الطريق السادس والتسعين.
(4) من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين.
(5) من الطرق: الستين، والحادي والستين، والثالث والستين، وكلها بعد المائتين.
(6) من الطريق الخامس عشر بعد المائتين.
(7) طريق ابن واصل، عن ابن سعدان عن المسيبي، عن نافع، برواية الحروف هو الثامن عشر. وطريق ابن واصل عن ابن المسيبي، عن المسيبي، عن نافع برواية الحروف لم يتقدم في أسانيد الكتاب فهو خارج عن طرقه.
(8) في ت، م: (عن نافع عن أبيه) وهو قلب واضح.
(9) أي ابن سعدان وابن المسيبي.
(10) طريقه الثاني والثلاثون.
(11) زيادة يقتضيها السياق.
والنص في السبعة / 126هو التالي: فكان قالون والمسبي يحكيان عن نافع نونا ساكنة في (مسلمة) تظهر عند اللام. وهذا شديد إذا رمته، ولا أحسبه أراد البيان كله. أه.(2/671)
1988 - وقال أبو عون عن الحلواني عن قالون: {هدى لّلمتّقين [البقرة: 2] يبيّن النون والتنوين عند اللام في كل القرآن. قال: وكذلك بينهما عند الراء وعند الواو وعند الياء، ولا يدغم النون والتنوين عند شيء من هذه الحروف. وقال أيضا عن قالون:} {وكن مّن السّجدين [الحجر: 98] مدغم.
1989 - وقال الأصبهاني عن ورش} {هدى لّلمتّقين لا يسقط التنوين في شيء من القرآن ولا يشبعه} [1]. وقال: يبيّن (2) لنا بغير إدغام.
1990 - قال أبو عمرو: ولم يرد هؤلاء البيان كله لما فيه من الكلفة والمئونة، وإنما أرادوا الغنّة التي من الخيشوم وحدها دون لفظ النون، أي: أنه كان يبقيها (3) ولا يذهبها مع الإدغام.
1991 - وقد حدّثنا (4) فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: حدّثنا ابن سلمويه، قال: حدّثنا ابن يعقوب، قال: حدّثنا (5) العبّاس بن الوليد، قال: حدّثنا قتيبة عن الكسائي {أفمن وعدنه
[القصص: 61] قال: لا أدغم النون عند الواو. يريد لا أذهب بصوتها مع الإدغام إذ كان بيانها} [6] بالكلية غير جائز، وكذلك معنى ما حكاه النقّاش عن نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وعاصم أنهم لا يدغمون النون والتنوين عند الأربعة (7)
الأحرف يريد غنتها.
1992 - وروى أحمد (8) بن صالح عن قالون وورش عن نافع: أنه كان يبقي
__________
(1) في ت، م: (ولا تسعة) وهو تصحيف.
(2) في م: (ينفيها) وهو تصحيف لا يستقيم به السياق.
(3) انظر إسناد الطريق / 401.
(4) في ت، م: (ابن العباس بن الوليد) وزيادة (ابن) خطأ، والتصحيح من إسناد الطريق الحادي بعد الأربع مائة.
(5) في م: (ويريد): وزيادة الواو لا داعي لها.
(6) في م: (شأنها) بدل (بيانها). وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(7) أي الياء والواو واللام والراء، انظر الفقرة / 1984.
(8) من الطرق: السادس والأربعين، والسابع والأربعين، والتاسع والأربعين عن قالون. ومن الطريق الثامن والسبعين عن ورش.(2/672)
الغنّة عند الياء والواو ويشدّدهما ويشوبهما مع تشديدهما نون، وقال عنهما [عن] (1)
نافع: إنه كان يدخل النون والتنوين في الراء إدخالا شديدا، ولا يبقي غنّة مثل قوله:
{مّن رّبّهم [البقرة: 5] و} {من ثمرة رّزقا [البقرة: 25] وقال في موضع النون في ذلك راء مشددة يشوبها نون، ولم يذكر عنهما في اللام شيئا، وحكمها حكم الراء.
وقد قال لنا} [2] محمد بن علي عن ابن مجاهد عند ذكره النون عند اللام: كان أحمد بن صالح يحكي عن ورش وقالون الإدغام وذهاب الغنّة (3)، وروى ابن جبير عن رجاله (4) عن نافع أنه بيّن الغنّة عند الياء والواو، وأدغمها عند الراء واللام.
1993 - قال أبو عمرو: وهذا الذي حكاه أحمد بن صالح من بيان غنّة النون عند الياء والواو مع التشديد غير مستقيم لأن التشديد لا يتحصّل إلا بقلب النون والتنوين قلبا صحيحا، وإذا قلبتا ذهبت غنّتهما بذلك.
1994 - وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم: أنه لا يدغم الغنة عند الياء ولا عند الراء ولا عند اللام، ويظهرها أيضا عند الواو. وروى محمد (5) بن عمر الرومي عن اليزيدي عن أبي عمرو {هدى لّلمتّقين [البقرة: 2] يدغم التنوين عند اللام ويبقي غنّة. قال ابن مجاهد: ولم أر أحدا يحكي عنه هذا.
1995 - وقال أبو يعقوب} [6] عن ورش: إنه كان يدغم النون والتنوين في الراء واللام والميم والياء والواو، [85/ و] [ولم يذكر الغنّة] وببيان الغنّة عند الواو والياء.
وبإدغامها في الراء واللام في روايته (7) وفي رواية داود (8) وأبي (9) الأزهر وأحمد (10)
__________
(1) زيادة لا بدّ منها ليستقيم السياق.
(2) في ت، م: (قال أنا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) النص في السبعة / 126.
(4) هم: الكسائي عن إسماعيل، عن نافع من الطريق السابع، والمسيبي عن نافع من الطريق التاسع والعشرين.
(5) محمد بن عمر بن عبد الله بن رومي، تقدم في الفقرة / 1179أن طريقه عن اليزيدي عن أبي عمرو ليس في جامع البيان.
(6) الأزرق.
(7) الأزرق.
(8) داود بن هارون، ولم يتقدم للمؤلف عرض القراءة من طريقه.
(9) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم.
(10) ابن صالح.(2/673)
ويونس (1) عن ورش قرأت، وعلى ذلك أهل الأداء عنه.
1996 - وقال النقّار (2) عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {وبرق يجعلون [البقرة: 19] يدغم التنوين، ويبقي غنّته، قال: وكذلك عند الراء واللام وعند سائر حروف المعجم يخفيها ولا يدغمها إلا في مثلها} {ومن نّعمّره [يس: 68] و} {كتبا نّقرؤه [الإسراء: 93] وقرأت له من هذا} [3]
[و] (4) من طريق محمد (5) بن غالب بإدغام الغنّة وإدغامها (6) عند الراء واللام، وكذلك قرأت لقالون والمسيّبي من جميع الطرق، وعلى ذلك سائر (7) القرّاء غير من ذكرنا على أن تركا النعالي روى أداء عن حمزة: إظهار الغنّة عند الراء واللام، ولا عمل على ذلك.
1997 - واختلف أصحاب سليم عن حمزة بعد ذلك في بيان الغنّة وإدغامها عند الواو والياء فقط، فروى أبو عمر (8) وخلف ورجاء (9) من قراءتي وأبو هشام وابن سعدان، وابن كيسة عن سليم عنه: أنه كان يبينها عندهما، [واختلف عن خلاد] (10)
وقال حيون (11) المزوق عن الحلواني عنه عن سليم أن حمزة كان لا يدغم النون، ولا التنوين عند الواو، ولا عند الياء يريد غنّتهما لأن بيانهما عندهما غير جائز. وروى علي
__________
(1) ابن عبد الأعلى بن ميسرة.
(2) من الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(3) أي طريق النقار، وذلك من الطريقين: الستين، والحادي والستين، كلاهما بعد المائتين.
(4) زيادة ليستقيم السياق.
(5) من الطريق الثاني والسين بعد المائتين.
(6) النون.
(7) أي بإدغام الغنة عند اللام والراء.
(8) الدوري.
(9) من الطرق: الرابع والستين، والخامس والستين، والسادس والستين، والثامن والستين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(10) زيادة يقتضيها السياق. ويبدو أنه سقط من النساخ أغلب طرق خلاد أيضا. والذي لخلاد في النشر (2/ 24): الإدغام بغنة قولا واحدا.
(11) وطريقه هو الأربعون بعد الثلاث مائة.(2/674)
بن سلم (1) وإبراهيم (2) القصّار ومحمد (3) بن عيسى عن خلاد أنه لا يبيّن الغنّة عند الياء، ويبيّنها عند الواو.
1998 - وروى الضبي (4) عن رجاء عن إبراهيم بن زربي (5) عن سليم مثل ذلك. وروى ابن واصل (6) عن ابن سعدان عن سليم عن حمزة: أنه كان يبيّنها عندهما، زاد ابن كيسة عليهم، فقال: يفعل ذلك في النصب والخفض، فأما الرفع، فإنه يزيده إدغاما حتى يخيّل إليك أنه ليس في الحرف تنوين رأسا مثل {نذير وبشير
[الأعراف: 188] و} {حميم وغسّاق [ص: 57]. وقال أبو} [7] هشام: لا يبين النون عند الياء والواو مثل {ومن يؤمن [التغابن: 9] و} {غشوة ولهم [البقرة: 7] و} {ظلمت ورعد وبرق [البقرة: 19] و} {ولا نصب ولا مخمصة [التوبة: 120] يبين النون في (مخمصة) أشد ما يبينها} [8] عند اللام والواو والياء، ولا يوقفها عند ذلك كما يوقفها عند {مّن} [9]
خير، وهذا القول عندي مؤذن ببيان الغنّة مع الإدغام. وروى ابن (10) جبير عن سليم بيان الغنّة عند الياء والواو جميعا.
1999 - واختلف في ذلك أيضا عن الكسائي، فروى نصير عنه كرواية خلف وأصحابه عن سليم عن حمزة، وروى قتيبة عنه أنه كان يبيّن الغنّة عند الواو خاصّة ولا يبيّنها عند الياء. وكذلك روى لنا عبد العزيز بن جعفر عن أبي طاهر عن قراءته على أبي عثمان الضرير عن أبي عمر (11) عنه، وكذلك حكى ابن شنبوذ عن أصحابه
__________
(1) طريقه هو الخامس والأربعون بعد الثلاث مائة.
(2) طريقه هو السادس والأربعون بعد الثلاث مائة.
(3) تقدم أن طريقه عن خلاد ليس من جامع البيان.
(4) طريق رواية الحروف للعيني عن رجاء، عن إبراهيم، لم يتقدم. والذي تقدم هو أربعة طرق بقراءة الفوضى، فصّلتها قريبا.
(5) في م: (زرين) وهو تحريف واضح.
(6) تقدم له الطريق الخامس والسبعون بعد الثلاث مائة. لكنه يعرض القراءة، ولم يتقدم لابن واصل عن ابن سعدان عن سليم رواية حروف.
(7) في ت، م: (أبو هاشم). وهو خطأ.
(8) في هامش ت ل (85/ ظ): بينها خ. أه أقول: وما في هذه النسخة خطأ.
(9) البقرة / 105.
(10) طريقه هو السادس والسبعون بعد الثلاث مائة.
(11) الدوري. من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.(2/675)
عن أبي (1) عمر وأبي موسى جميعا عنه، وكذلك روى حيون (2) عن الحلواني عن الدوري عنه، وقد روى عن نصير (3) عنه مثل ذلك أيضا.
2000 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: كان الكسائي يقول: تدغم النون والتنوين عند أربعة أحرف: عند الراء واللام والياء والميم، قال:
ولم يذكر الواو، وذكرها الأخفش. (4)
2001 - قال أبو عمرو: وإنما لم يذكرها لما كان مذهبه بيان الغنّة عندها مع الإدغام دون غيرها، فدلّ ذلك على صحّة ما رواه قتيبة وغيره عنه. والباقون يبقون الغنّة مع الإدغام عند الواو والياء.
2002 - أخبرنا (5) ابن جعفر، قال: أنا أبو طاهر، قال: أنا وكيع، قال: نا أحمد بن محمد بن حميد، قال: نا أبو حفص، قال: أنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر يعني حفصا لا يحرّك النونات عند هذه الستة الأحرف تحريكا شديدا، بل كان يحب أن يسكن النون مع البيان، ولا يطفي هذه النون عند الأحرف الأربعة:
الياء والواو والراء واللام يريد أنه كان يبيّن غنّتها عندهنّ فوافق ما رواه الشموني عن الأعشى عن أبي بكر، وكذلك روى ابن شنبوذ، أداء عن محمد (6) بن عبد الرحمن الخياط عن عمرو عن حفص عن عاصم أنه كان يظهر الغنّة عند الأربعة الأحرف. وروى محمد (7) بن موسى الصفار عن أبي شعيب القوّاس،
__________
(1) طريق ابن شنبوذ عن أصحابه عن الدوري لم يتقدم في طرق الكتاب. وأما طريقه عن أصحابه عن أبي موسى الشيزري فهو الطريق الثامن والتسعون بعد الثلاث مائة، لكنه بعرض القراءة.
(2) هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(3) طريق الحلواني عن نصير عن الكسائي ليس في جامع البيان.
(4) النص في السبعة 127. وتتمته والقول قول الأخفش.
(5) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 1271وأنه خارج عن طرق جامع البيان.
(6) محمد بن عبد الرحمن بن زروان، أبو بكر البغدادي. وقال ابن الجوزي في الألقاب: إنه زوران، وهو لقبه محمد. وهو مقرئ مشهور، قرأ على عمرو بن الصباح، قرأ عليه ابن شنبوذ ومحمد بن أبي أمية، وحكيا أنه قرأ على حفص إلى رأس الثلث من التوبة. غاية 2/ 161.
وطريق ابن شنبوذ عنه عن عمرو ليس في جامع البيان.
(7) تقدم في الفقرة / 1273أن طريق الصفار عن القواس ومحمد بن الفضل ليس في جامع البيان.(2/676)
وعن العبّاس (1) بن الفضل، [85/ ظ] ومحمد بن الفضل جميعا، عن حفص، عن عاصم: إدغام الغنّة عندهنّ، (2) وأنا محمد بن علي، قال: أنا ابن مجاهد: لم أحفظ عن أصحاب حفص تحصيل ذلك. (3)
2003 - قال أبو عمرو وبإظهار الغنّة عند الياء والواو، وبإدغامها عند الراء واللام قرأت في رواية حفص من طريق الأشناني، ومن سائر الطرق.
2004 - وروى التغلبي عن ابن ذكوان عن ابن عامر أنه يظهر التنوين أعني الغنّة عند الياء والواو ويدغمها عند اللام. وكذلك روى الداجوني (4) عن أصحابه عنه:
أنه أدغم الغنّة عند اللام وحدها وأظهرها عند ما عداها. وقال ابن ذكوان في سورة والنجم [23] {إن يتّبعون إلّا الظّنّ بالإدغام. وروى ابن المعلى عنه عن ابن عامر أنه كان يدغم النون في قوله:} {أن يضرب [البقرة: 26] و} {إن يتّبعون، ولا يظهر التنوين في قوله:} {ظلمت ورعد وبرق [البقرة: 19]. وقال عنه:} {يوما لّا تجزى نفس
[البقرة: 123] يدغم التنوين. وروى الحسن} [5] الرازي عن الحلواني عن هشام، وابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر: أنه كان يدغم النون عند الراء ويبينها عند الواو واللام والياء يريدان غنّتها. وروى محمد بن (6) بسام عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر أنه كان يدغم النون في الراء، يريد أنه كان يدغمها ويذهب غنّتها، وتخصيصه الراء بذلك دليل على أنه كان يظهر الغنّة عند ما عداها.
2005 - قال أبو عمرو: فمن أبقى غنّة النون والتنوين مع الإدغام لم يكن ذلك إدغاما صحيحا في مذهبه لأن حقيقة باب الإدغام الصحيح ألّا يبقي فيه من الحرف
__________
(1) العباس بن الفضل، الصفار، البغدادي أخذ القراءة عرضا عن حفص بن سليمان، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن موسى الصفار، ذكر ذلك ابن شنبوذ، وأبو إسحاق الطبري وغيرهما، غاية 1/ 354. وطريقه عن حفص في المستنير لابن سوار والكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 1/ 354.
(2) في ت، م: (وقال أنا) وزيادة قال خطأ.
(3) السبعة / 127. أي تمييز ذلك.
(4) من الطريق السادس بعد المائتين.
(5) من الطريق العاشر بعد المائتين.
(6) تقدم في الفقرة / 1266أنه ليس من طرق جامع البيان.(2/677)
المدغم أثرا إذ (1) كان لفظه ينقلب إلى لفظ المدغم فيه، ويصير مخرجه من مخرجه، بل هو في الحقيقة كالإخفاء الذي يمتنع فيه الحرف من القلب لظهور صوت (2)
المدغم، وهو الغنّة، ألا ترى أن من أدغم النون والتنوين، ولم يبق غنّتهما قلبهما حرفا خالصا من (3) غير جنس ما يدغمان فيه، فعدمت الغنّة بذلك رأسا في مذهبه إذ غير متمكّن أن تكون (4) منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنّة فيه لأنها مما يختص به النون والميم لا غير. وإذا كان كذلك صحّ أنه متى ظهرت الغنّة مع الإدغام، فالنون والتنوين لم ينقلبا حرفا خالصا. وإذا امتنعنا من القلب الخالص امتنعتا من الإدغام التامّ إلا أنه لا بدّ مع ذلك من تشديد يسير (5)، وهذا مذهب الحذّاق من أئمتنا وأهل التحصيل من النحويين.
2006 - حدّثنا أبو الفتح (6)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن داود، قال: حدّثنا قاسم الخيّاط عن الشموني عن الأعشى (7) عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يخفي النون ولا يدغمها عند الراء واللام والقاف والكاف وسائر حروف المعجم إلا في مثلها، يريد أنه كان لا يظهر مذهب (8) غنّتها بل كان يبقيها (9)، فيمتنع بذلك من القلب الصحيح والتشديد التامّ، وهذا مع الراء واللام والياء والواو خاصة، فأمّا مع باقي حروف المعجم سواهنّ، فإن عمل اللسان بالنون والتنوين يبطل معهن، فيصيران غنّة من الأنف لا غير.
2007 - قال أبو عمرو: ألا ترى الحسن بن داود كيف جمع بين ما يدغم فيه النون والتنوين ويبقي غنّتهما وبين ما يخفيان عنده ولا يدغمان رأسا وأشار في العبارة، وسوّى بين حكمها في النوعين، وأطلق الإخفاء عليهما في الضربين، وذلك
__________
(1) في م: (إن) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(2) في م: (صوته) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(3) في ت م: (من غير جنس)، وزيادة (غير) خطأ بين.
(4) أي الغنة.
(5) في م: (يشير) وهو تصحيف.
(6) انظر إسناد الطريق / 249. وهو صحيح.
(7) في م: (الأعمش) وهو تحريف.
(8) مذهب مصدر بمعنى ذهاب.
(9) في م (ينفيها) وهو تصحيف لا يستقيم به السياق.(2/678)
لما اشتركا فيهما في بيان الصوت وامتناع القلب. وقد كشف ذلك ورفع الإشكال في حقيقته (1) أحمد بن يعقوب التائب، فقال عن نافع ومن تابعه على بيان الغنّة عند الياء والواو ويجعلون النون غنّة مخفاة غير مدغمة لأنهم لو أدغموها لذهبت الغنّة، فصارت الياء والواو مشدّدتين لانقلاب النون ياء أو واوا وإدغامها فيهما.
2008 - وقد أوضح ذلك، وأبان عن حقيقته عبارة المصنّفين عن المدغم [بغنّة بالإخفاء، وعن المدغم] بغير غنّة بالإدغام. قال لي الحسن (2) بن علي (3)، قال: أنا أحمد بن نصر: الإخفاء ما يبقى معه غنّة. [86/ و] وقال ابن مجاهد في كتاب قراءة نافع:
كان نافع يدغم النون عند الميم والراء، ويخفيها عند اللام والواو والياء.
2009 - وحدّثنا أبو الفتح فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن المقرئ، قال: والغنّة إذا ثبتت في الوصل يعني غنّة النون الساكنة والتنوين لم يشدد الحرف ولفظه به بتشديد يسير، وإذا حذفت الغنّة شدّد الحرف.
2010 - فإن قال قائل: إن محمد بن أحمد قد حدّثكم عن ابن مجاهد أن الواو مع النون والتنوين مشدّدة لدخولها فيهما، فلا بدّ من تشديدها (4)، فهذا يردّ ما حكيته وقرّرته وقضيت بصحته؟ قلت: ليس يراد كذلك إذ (5) كان ما حكاه من التشديد للواو، وإدخال النون والتنوين فيها إنما هو على مذهب من ترك الغنّة وأذهبها رأسا لا غير، وذلك مما لا خلاف فيه.
2011 - قال أبو عمرو: فأما الميم إذا أدغمت النون والتنوين فيها، فلا بدّ من بيان صوت الغنّة مع الإدغام الصحيح والقلب الخالص فيهما، وإنما خصّت الميم بذلك من قبل الغنّة التي هي فيها إذ هي حرف أغن كالنون فمتى ذهبت غنّة النون والتنوين بالقلب بقيت غنّتها (6)، ومتى ذهبت غنّتها بقيت غنّتهما، فلم تعدم (7) الغنّة
__________
(1) في م: (حقيقة). ولا يستقيم بها السياق.
(2) الحسن بن علي بن شاكر تقدم.
(3) في ت، م: (قال أنا أحمد) وزيادة (قال) خطأ.
(4) النص بمعناه في السبعة / 127.
(5) في ت، م: (إذا). ولا يستقيم بها السياق.
(6) أي غنة الميم.
(7) في م (تقدم) وهو تصحيف.(2/679)
لذلك (1) أصلا لأنها من خلقة (2) المدغم والمدغم فيه. وحدّثني الحسين بن علي، قال: حدّثنا أحمد بن نصر (3)، قال: قال ابن مجاهد: وتدغم النون في الميم بغنّة لا غير لأن الغنّة ثابتة في الميم، فليس إلى حذف الغنّة سبيل.
2012 - قال أبو عمرو: ومذهب أبي الحسن (4) بن كيسان أن الغنّة الظاهرة مع الإدغام (5) هي غنّة النون والتنوين لا غنّة الميم لأنه إنما أجاز إدغامها فيها لأجلها (6)، فلم يكن ليذهب ما أوجب الإدغام، وتابعه ابن مجاهد على ذلك، فقال:
[كما] (7) أنا محمد بن أحمد عنه في كتاب السبعة، وذكر أحوال النون والتنوين مشاركة لغنّة الميم لأن الميم [لها] (8) غنّة من الأنف ومن أجل الغنّة أدغمت النون في الميم لأنها أختها فلا يقدر أحد أن يأتي بهن (9) بغير غنّة لعلّة غنّة الميم (10)
يعني المنقلبة، وذهب غيرهما إلى أن تلك الغنّة غنّة الميم لا غنّة النون والتنوين لانقلابهما إلى لفظهما، وبذلك أقول.
2013 - فأمّا ما رواه محمد (11) بن يونس عن ابن غالب عن الأعشى، وما رواه الحسن ابن داود عن محمد (12) بن لاحق، عن سليم: من إدغام الغنّة وإذهابها عند
__________
(1) في ت، م: (كذلك) ولا تناسب السياق.
(2) في هامش ت (ل 86/ ظ): الخلقة طبيعته وياره وطتهام آخ. كذا.
(3) في ت، م: (منصور) وهو تحريف. وقد تقدم الإسناد صحيحا في الفقرة / 350.
(4) محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان، أبو الحسن، النحوي، حفظ مذهب الكوفيين والبصريين لأنه أخذ عن المبرد وثعلب، وكان ابن مجاهد يقول: إنه أنحى منهما. مات سنة عشرين وثلاث مائة. بغية الوعاة 1/ 18.
(5) في م: (مع الإدغام عنة الميم هي). وزيادة (غنة الميم) خطأ يجعل السياق مضطربا.
(6) في م: (من أجلها).
(7) زيادة يقتضيها السياق.
(8) سقطت (لها) من ت، م. والتصحيح من السبعة / 126.
(9) في السبعة المطبوع (بعمن) بدل (بهن). وهو خطأ من النساخ
(10) انظر النص بأتم مما هنا في السبعة / 126.
(11) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.
(12) محمد بن لاحق، الكوفي، متصدر، أخذ القراءة عرضا عن سليم، روى القراءة عنه عرضا الحسن ابن داود النقار، وتفرد بالأخذ عنه. غاية 2/ 233. وهذا الطريق في المبهج لسبط الخياط، والكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 2/ 233.(2/680)
الميم، فلا يصغى إليه إذ لا يطوع لسان به ولا في الفطرة إطاقته (1) مع خروجه مما انعقد عليه إجماع القرّاء والنحويين.
2014 - قال أبو عمرو: وأختار في مذهب من يبقي الغنّة مع الإدغام عند اللام ألّا يبقيها (2) إذا عدم رسم النون في الخط لأن ذلك يؤدي إلى مخالفته للفظه بنون ليست في الكتاب، وذلك في قوله: {فإلّم يستجيبوا لكم في هود [14]، وفي قوله:
} {ألّن نّجعل لكم مّوعدا في الكهف [148]، و} {ألّن نّجمع عظامه في القيامة [3].
وكذلك} {على ألّا تعدلوا [المائدة: 8] و} {ألّا يسجدوا لله [النمل: 25] و} {ألّا تطغوا
[الرحمن: 8] وما أشبهه مما لم ترسم فيه النون، وذلك على لغة من ترك الغنّة ولم يبق للنون أثرا.
2015 - وجملة المرسوم من ذلك بالنون فيما حدّثنا به محمد بن علي الكاتب عن أبي بكر الأنباري عن أئمته عشرة مواضع: أولها: في الأعراف [105]} {أن لّآ أقول على الله إلّا الحقّ و} {ولا تقولوا على الله إلّا الحقّ [النساء: 171]، وفي التوبة [118]} {أن لّا ملجأ من الله وفي هود [14]} {وأن لّآ إله إلّا هو و} {أن لّا تعبدوا إلّا الله [هود: 2]، في قصة} [3] نوح عليه السلام، وفي الحج [26] {أن لّا تشرك بى شيئا، وفي يس [60]} {أن لّا تعبدوا الشّيطن، وفي الدخان [19]} {وأن لّا تعلوا على الله، وفي الممتحنة [12]} {على أن لّا يشركن بالله شيئا، وفي نون والقلم [24]،} {أن لّا يدخلنّها اليوم} [4] واختلف المصاحف بعد في قوله في الأنبياء [87]: {أن لّآ إله إلّآ أنت} [5] في بعضها بنون، وفي بعضها بغير نون. وقرأت الباب كله المرسوم عنه بالنون والمرسوم بغير نون ببيان الغنّة وإلى الأول أذهب.
2016 - والحال الثالثة: أن يقلبا ميما خالصة من غير إدغام، وذلك عند الباء خاصة (6)، وسواء كانت النون معها في كلمة أو كلمتين نحو قوله: ويؤمن بالله
__________
(1) في ت، م: (لطاقته) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(2) في م: (لا ينفيها) وهو تصحيف.
(3) في ت، م: (وفي قصة) وزيادة الواو خطأ يجعل السياق مضطربا.
(4) الآية / 24، ذكر المؤلف هذه الرواية في المقنع ص 73. وقد نظم ابن الجزري هذه المواضع في المقدمة الجزرية، فانظرها فيها.
(5) الآية / 87، وانظر: المقنع للمؤلف / 99.
(6) في ت، م: (خالصة) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(2/681)
[البقرة: 256] و {مّن بعد ذلك [البقرة: 52] و} {من بينهم [86/ ظ] [مريم: 37] و} {أنبئهم [البقرة: 33] و} {أنبئونى [البقرة: 31] و} {أنبتكم [نوح: 17] و} {أن بورك
[النمل: 8] و} {مّنبثّا [الواقعة: 6] و} {فانبجست [الأعراف: 160] و} {لينبذنّ [الهمزة: 4] و} {إذ انبعث [الشمس: 12] و} {صمّ بكم [البقرة: 18] و} {ظلمت بعضها [النور: 40] و} {كلّ حزب بما [المؤمنون: 53]} {لنسفعا بالنّاصية [العلق: 15] وما أشبهه.
2017 - والحال الرابعة} [1]: أن يكونا مخفيين، وذلك عند باقي حروف المعجم، وجملة ذلك خمسة عشر حرفا: القاف والكاف والجيم والسين والشين والصّاد والزاي والتاء والظاء والذال والثاء والطاء والدال والضاد والفاء، وسواء كانت النون معهنّ في كلمة أو كلمتين، نحو قوله: {ولئن قلت [هود: 7]، و} {منقلب ينقلبون [الشعراء:
227]، و} {على كلّ شىء قدير [البقرة: 20]، و} {مّن كتب [آل عمران: 81]، و} {ينكثون [الأعراف: 135]، و} {عادا كفروا [هود: 60]، و} {ولئن جئتهم [الروم:
58]، و} {فأنجينه [الأعراف: 64]، و} {شيئا جنّت عدن [مريم: 60، 61]، وكذلك سائرهن.
2018 - قال أبو عمرو: ومخرج النون والتنوين مع هذه الحروف من الخيشوم فقط، ولا حظّ لهما معهنّ في الفم لأنه لا عمل للسان فيهما كعمله فيهما مع ما يظهران عنده وما يدغمان فيه بغنّة. والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام، وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف «لم يرو»، فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب للمزاحمة، ولم يبعد} [2] أيضا منهنّ كبعدهما من حرف الحلق، فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد للتراخي، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهنّ، فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهنّ وبعدهما عنهن، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه، والفرق (3) عند القرّاء والنحويين بين المخفي والمدغم أن (4) المخفي مخفّف، والمدغم مشدد، وبالله التوفيق.
__________
(1) في ت، م: (الرابع) وقدم المؤلف تأنيث الحال.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في م: (والقرب) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في م: (لأن). ولا تناسب السياق.(2/682)
باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإمالة (1)
2019 - اعلم أنهم أجمعوا على إخلاص الفتح فيما كان من الأسماء والأفعال من ذوات الواو على ثلاثة أحرف وعين الفعل مخففة (2)، فالأسماء نحو قوله: {إنّ الصّفا [البقرة: 158] و} {على شفا حفرة [آل عمران: 103] و} {عصاك [الأعراف:
117] و} {عصاه [الأعراف: 107] و} {عصاى [طه: 18] و} {سنا برقه [النور: 43] و} {أبآ أحد [الأحزاب: 40] وما أشبهه. والأفعال نحو قوله:} {وإذا خلا [البقرة: 76] و} {ولقد عفا [آل عمران: 15] و} {بدا لهم [الأنعام: 28] و} {ولعلا بعضهم
[المؤمنون: 91] و} {علا فى الأرض [القصص: 4] و} {ثمّ دنا [النجم: 8] و} {دعا ربّه
[الزمر: 8] و} {دعاكم [الأنفال: 24] و} {دعانا [يونس: 12] وما أشبهه حاشا أصلين مطّردين من الأسماء، وهما} {الرّبوا} [3] [البقرة: 275] {والضّحى [الضحى: 1] و} {ضحاها [النازعات: 29]، وخمس كلم من الأفعال وهي:} {ما زكى منكم في النور [21]} {دحاهآ} [4] في النازعات [30] {تلاها [2]} {طحاها [6] في والشمس وضحاها و} {إذا سجى في الضحى [2] فإن الاختلاف قد ورد في ذلك، وسيأتي بعد إن شاء الله تعالى.
2020 - فإن لحق شيئا مما تقدم زيادة أو ضعّفت عينه انتقل بذلك من ذوات الواو إلى ذوات الياء وجازت إمالته على ما نبيّنه من اختلافهم في مواضعه، وذلك نحو قوله: و} {أدنى [الأحزاب: 51] و} {أربى [النحل: 92] و} {أزكى [البقرة: 232] و} {الأعلى [النحل: 60] و} {الأشقى [الأعلى: 11] و} {وإذ ابتلى [البقرة: 124] و} {فمن اعتدى [البقرة: 178] و} {من استعلى [طه: 64] و} {فأنجاه [العنكبوت: 24] و} {أنجاكم [إبراهيم: 6] [و} {أنجنا} [5] [الأنعام: 63] و {نجّئنا الله} [6] [الأعراف: 89]
__________
(1) الإمالة أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء. النشر 2/ 30.
(2) أي غير مضعفة، كما يفهم من تفريع المؤلف في الفقرة التالية.
(3) وفي م: (الزنا). وهو تصحيف. وانظر النشر 2/ 37.
(4) وفي ت. م: (وفي النازعات) وتقديم الواو خطأ.
(5) وفي م: (عزا) وهو تحريف.
(6) وفي م: (فأنجانا الله). ولا يوجد في التنزيل.(2/683)
و {زكّاها [الشمس: 9] و} {ومن تزكّى [طه: 76] و} {ترضى [البقرة: 120]} {وإذ ابتلى
[البقرة: 124] و} {تدعى [الجاثية: 28] وما أشبهه.
2021 - وتعتبر ما كان من الألفات منقلبا من واو وياء في الأسماء والأفعال بأحد} [1]
أربعة أشياء: بالاسم الذي أخذت الكلمة منه، أو بالفعل، أو بالتثنية، أو بالجمع، فإذا ظهرت الواو في كل ذلك أو في شيء منه، فهي أصل الألف، وإن ظهرت الياء فهي أصلها أيضا، فتقول في (عفا) و (دنا) و (علا) و (خلا) الذي هو من الواو: (عفوت) و (دنوت) و (علوت) و (خلوت) و (عفوا) و (دنوا) و (علوا) و (خلوا)، و (العفو) و (الدنوّ) و (العلو) و (الخلوّ)، فيظهر لك الواو في الفعل والتثنية والاسم، وكذلك تقول في (الصّفا) و (شفا) و (سنا) (2)
و (أبا) و (عصا): (صفوان) و (شفوان) و (سنوان) (3) و (أبوان) و (عصوان) وما أشبهه، فتظهر لك الواو في التثنية، فتعلم (4) بذلك أن الألف منقلبة عنها، وتقول في (رمى) و (سعى) و (أوصى) و (سمى) الذي هو من الياء [87/ و] (رميت) و (سعيت) و (أوصيت) و (سمّيت)، و (رميا) و (سعيا) و (أوصيا) و (سمّيا) و (الرمي) و (السّعي) و (الوصية) و (التسمية)، فتظهر لك الياء في الفعل والتثنية والاسم، وتقول في (المنتهى) و (مجراها) و (مرساها): (انتهيت) و (أجريت) و (أرسيت)، فتظهر لك الياء في الفعل من ذلك، وتقول في (المولى) و (المأوى) و (الهدى) و (الهوى) و (العمى) وما أشبهه: (موليان) و (مأويان) و (هديان) و (هويان) و (عميان)، فتظهر لك الياء في التثنية، وتقول في (مثنى): (مررت باثنين)، و (رأيت اثنين) لأنه معدول (5) عن (اثنين اثنين) للمبالغة، فتظهر لك الياء فيما عدل عنه، وتقول أيضا في (أدنى) و (أزكى) و (الأعلى) وما أشبهه: (أدنيان) و (الأعليان) و (أزكيان) و (أدنيت) و (أزكيت) (6) و (أعليت)، فتظهر لك الياء في التثنية والفعل جميعا، وكذلك تقول في (لفتاه) و (فتى) وما أشبهه: (فتيان) و (فتيان) و (فتية)، فتظهر لك الياء في التثنية والجمع. وتقول في (عمى) و (عمي)، فتظهر لك الياء في الفعل المشتق منه لأنه مصدر. وتقول في (أخرى)
__________
(1) في م: (أحد). ولا يلائم السياق.
(2) في م: (شيا). وهو تصحيف.
(3) سقطت (وسنوان) من م.
(4) في ت: (فعلم) ولا يناسب السياق.
(5) في م: (معلول) وهو خطأ لا يناسب السياق. ولعله من تصحيف السمع.
(6) في م: (وزكيت). وهو خطأ لا يناسب السياق.(2/684)
و (بشرى) والرؤيا وما أشبهه: (أخريان) و (بشريان) و (رؤييان)، فيظهر لك الياء في التثنية والجمع. وكذلك تقول في (موسى) و (يحيى) و (عيسى): (موسيان) و (يحييان) و (عيسيان)، فيظهر لك الياء في التثنية، وكذلك ما أشبهه حيث وقع يقاس بمثل ما ذكرناه.
2022 - فأما ما كان من الأسماء، والأفعال من ذوات الياء، على ثلاثة أحرف كان، أو على أكثر، في الفواصل وقع أو في حشوها، فإنهم اختلفوا في إمالة ألفه، سواء وقعت طرفا أو اتصل بها ضمير، وسترى ذلك مبيّنا فيما بعد إن شاء الله تعالى.
2023 - فأما الأسماء فتقع الألف الممالة في أواخرها على ضربين: مبدلة من حرف أصليّ ومزيدة للتأنيث، فأما المبدلة فيردّ على أحد عشر مثالا:
2024 - الأول منها: فعل بفتح الفاء كقوله: {فلا تتّبعوا الهوى} [1] [النساء: 135] و {اتّبع هوئه [الأعراف: 176] و} {لفتئه [الكهف: 60] و} {الثّرى [طه: 6] و} {العمى [فصلت: 17] و} {لظى [المعارج: 15] و} {لّلشّوى [المعارج: 16] وما أشبهه.
2025 - والثاني: فعل بكسر الفاء كقوله:} {الرّبوا [البقرة: 275] حيث وقع} {ولا تقربوا الزّنى في سبحان [32] و} {إنئه ولكن في الأحزاب [53] لا غير، إلا أنها في الرّبا منقلبة عن واو [وفي الزنا منقلبة عن ياء]} [2] لأنك تقول: (ربوت) و (أربو) و (ربوان) فتظهر لك الواو، وتقول: (زنيت) (3) (أزني) و (الرجلان زنيا) فتظهر لك الياء.
2026 - والثالث: فعل بضم الفاء كقوله: {بالهدى [البقرة: 16] و} {فبهدئهم
[الأنعام: 90] و} {العلى [طه: 4] و} {النّهى [طه: 54] و} {القوى [النجم: 5] و} {والضّحى
[الضحى: 1] و} {ضحاها [الشمس: 1] وما أشبهه.
2027 - والرابع: مفعل بفتح الميم كقوله:} {أنت مولئنا [البقرة: 286]، و} {مولئكم [آل عمران: 150]، و} {مولئه [النحل: 76]، و} {ومأوئه [آل عمران: 162] و} {المأوى} [4] [السجدة: 19]، و {مأوئكم [العنكبوت: 25]، و} مثوئكم [الأنعام: 128]،
__________
(1) وفي ت، م: (فلا تتبع)، ولا يوجد في التنزيل. وقد مثل المؤلف في الموضح بقوله (فلا تتبعوا الهوى)، انظر الموضح ل 34/ و.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في م: (ربيت أربي) وهو تصحيف.
(4) وفي ت، م: (مأوى) بالتنكير، ولا يوجد في التنزيل.(2/685)
و {مثوئه [يوسف: 21]، و} {مثنى [النساء: 3]، و} {ومرعئها} [1] [النازعات: 31]، و {المرعى [الأعلى: 4] وما أشبهه.
2028 - والخامس: مفعل بضم الميم كقوله:} {مرسئها و} {مجرئها [هود: 41] و} {مرسئها في الأعراف [187] وهود [41] والنازعات [42].
2029 - والسادس: من مفتعل بضم الميم كقوله:} {المنتهى في الموضعين في والنجم [14و 42] و} {منتهئهآ في والنازعات [42] لا غير.
2030 - والسابع: أفعل بفتح الهمزة كقوله:} {الّذى هو أدنى [البقرة: 61] و} {ذلكم أزكى [البقرة: 222] و} {من أوفى [آل عمران: 76] و} {أهدى [النساء: 51] و} {أولى [آل عمران: 68] و} {أربى من أمّة [النحل: 92] و [} {الأعمى] [الأنعام: 50] و} {الأعلى [الأعلى: 1] و} {الأدنى [الأعراف: 169] و} {وأبقى [طه: 71] و} {أتقئكم
[الحجرات: 13] و} {الأوفى} [2] [النجم: 41] و {أدهى [القمر: 46] [وما أشبهه من العقاب]} [3].
2031 - والثامن: فوعلة بفتح الفاء والعين وذلك قوله: {التّورئة [آل عمران: 3] حيث وقعت، وأصلها تورية لأنها مشتقّة من قولهم: وريت بك زنادي إذا خرج نارها، فأبدل من الواو تاء} [4] كما أبدلت في تولج (5) وما أشبهه لأنه من الولوج وقلبت الياء ألفا لحركتها وانفتاح ما قبلها (6).
2032 - والتاسع: مفعلة بفتح الميم كقوله: {مرضات الله [البقرة: 207] حيث وقعت و} {مرضاتى في الممتحنة [1] لا غير، والأصل مرضوة، والألف منقلبة عن واو بدليل ظهورها في قوله:} ورضون مّن الله [آل عمران: 15] وشبهه، وإنما
__________
(1) وفي م: (مزجاة). وهو خطأ لأن الميم فيه مضمومة.
(2) وفي م: (الأفى) وهو تحريف.
(3) كذا، ولا معنى لها هنا.
(4) انظر لسان العرب 20/ 268.
(5) في هامش ت (ل 87/ ظ): تولج على وزن فوعل أصله وولج معمول للداني أه. كذا.
وذكر في لسان العرب أن تاءه أصل، وأن معناه كناس الظبي. انظر لسان العرب 3/ 41.
(6) وقد توسع المؤلف في الاستدلال لرأيه، ومناقشة الآخرين في الموضح فانظر ل (41/ ظ).(2/686)
أميلت لوقوعها رابعة في ذلك، والياء تغلب على الواو إذا جاوزت ثلاثة أحرف. (1)
2033 - والعاشر: مفعلة بضم الميم، وذلك في قوله في يوسف [88]:
{ببضعة مّزجئة لا غير، والأصل مزجية لأنه من التزجية، وهي الدفع والسّوق} [2]، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها انقلبت (3) ألفا.
2034 - والحادي عشر: فعلة بضم الفاء وفتح العين، وذلك في موضعين في آل عمران [28] {منهم تقئة [آل عمران: 28] و} {حقّ تقاته [102] [87/ ظ] لا غير، والأصل فيهما وقية لأنها من وقيت فأبدلت الواو تاء وقلبت الياء ألفا.
2035 - وأمّا الألف المزيدة للتأنيث فترد في خمسة أمثلة، فالأولى منها: فعلى بفتح الفاء كقوله:} {والسّلوى [البقرة: 57] و} {الموتى [البقرة: 73] و} {الأسرى
[الأنفال: 70] و} {مّرضى [النساء: 43] و} {التّقوى [البقرة: 197] و} {النّجوى [طه: 62] و} {شتّى [طه: 53] و} {سكرى} [4] [الحج: 2] و {صرعى [الحاقة: 7] و} {نّجوئهم
[النساء: 114] و} {دعوئهم [الأعراف: 5] و} {وتقوئها [الشمس: 8] و} {بطغوئهآ
[الشمس: 11] وما أشبهه.
2036 - والثاني: فعلى بكسر الفاء كقوله:} {الذّكرى [الأنعام: 68] و} {ذكرى
[الأنعام: 69] و} {ذكرئهم [محمد: 18] و} {سيماهم [البقرة: 273] و} {إحدئهما [البقرة:
282] و} {إحدئهنّ [النساء: 20] و} {الشعرى [النجم: 49] وما أشبهه.
2037 - والثالث: فعلى بضم الفاء كقوله:} {الدّنيا [البقرة: 85] و} {القربى
[البقرة: 83] و} {والأنثى [البقرة: 178] و} {الوسطى [البقرة: 238] و} {الوثقى [البقرة:
256] و} {أخرى [البقرة: 282] و} {لليسرى [الأعلى: 8] و} {البشرى [يونس: 64]،} [5]، و {الحسنى [النساء: 95] و} {طوبى [الرعد: 29] و} {السّفلى [التوبة: 40] و} العليا
__________
(1) زاد في الموضح (43/ و): ألا ترى أنك إذا قلت رضينا صارت ياء، فلذلك أمالها لغلبة الياء عليها الخ.
(2) انظر لسان العرب 19/ 73.
(3) في م: (قلبت).
(4) على قراءة حمزة والكسائي كما في النشر 2/ 325والسبعة / 434.
(5) في م: (العزى) وفي ت: (الأولى) وكلاهما خطأ لأن كلا منها ستأتي بعد.(2/687)
[التوبة: 40] و {الأولى [طه: 20] و} {زلفى [سبأ: 37] و} {الرّءيا [الإسراء: 60] و} {والعزّى [النجم: 19] و} {الرّجعى [العلق: 8] و} {وسقيئها} [1] [الشمس: 13] و {عقباها
[الشمس: 15] وما أشبهه.
2038 - وقد اختلف علماؤنا في قوله:} {يحيى [آل عمران: 39] و} {موسى
[البقرة: 51] و} {عيسى [البقرة: 87] فقال بعضهم: وزن يحيى فعلى وعيسى فعلى، وهذا مذهب عامّة أهل الأداء. وقال آخرون: يفعل لأنه فعل مضارع سمّي به، ووزن موسى مفعل ووزن عيسى فعلل، الألف في آخره للإلحاق، وهذا مذهب جماعة النحويين، وقد أفصحت في ذلك في كتابي} [2] المصنّف (3) في الإمالة فأغنى عن إعادته.
2038 - والرابع: فعالى بفتح الفاء كقوله: {النّصرى [البقرة: 62] و} {اليتمى
[البقرة: 83] و} {الحوايآ [الأنعام: 146] و} {الأيمى [النور: 32] و} {خطياكم [البقرة:
58] و} {خطيانا [طه: 73] وما أشبهه.
2039 - والخامس: فعالى بضم الفاء كقوله:} {أسرى [البقرة: 85] و} {سكرى
[النساء: 43] و} {كسالى [النساء: 142] و} {فردى [الأنعام: 94] وما أشبهه.
2040 - وأما الأفعال فتقع الألف الممالة في آخرها مبدلة من حرف أصلي لا غير، والأفعال على ضربين: ماضية ومستقبلة، فأمّا الماضية فتردّ على ثمانية أمثلة:
2041 - فالأول منها: فعل بفتح الفاء والعين من غير تشديد كقوله:} {أبى
[البقرة: 34] و} {سعى [البقرة: 114] و} {قضى [البقرة: 117] و} {هدى [143] و} {كفى [النساء: 6] و} {أتى [النحل: 1] و} {رمى [الأنفال: 17] و} {طغى [طه: 24] و} {وعصى [طه: 121] و} {ومضى [الزخرف: 8] و} {فغوى [طه: 121] و} {فسقى لهما [القصص: 24]} {ووقئهم [الدخان: 56] و} {أتئهم [الأنعام: 34] و} {هدئكم
[البقرة: 185] و} {فوقئه [غافر: 45] و} وهدئه [النحل: 121] وما أشبهه.
__________
(1) وفي م: (سقيا). ولا يوجد في التنزيل.
(2) في ت، م: (كتاب) بدون إضافة ولا يستقيم به السياق.
(3) في هامش ت (ل 88/ و): قوله في كتاب المصنف في الإمالة يريد به كتاب الموضح من تأليفاته في الفتح والإمالة. إمام.
أقول: وهو كذلك. وانظر الموضح ل (29/ و).(2/688)
2042 - والثاني: فعّل بفتح الفاء وتشديد العين كقوله: {فسوّاهنّ [البقرة: 29] و} {وصّى [البقرة: 132] و} {وصّاكم [الأنعام: 144] و} {فدلّاهما [الأعراف: 22] و} {إذ نجّانا الله [الأعراف: 89] و} {فلمّا نجّاكم [الإسراء: 67] و} {ثمّ سوّاك [الكهف: 37] و} {فوفّاه حسابه [النور: 39] و} {ولّى مدبرا [الإسراء: 67] و} {وفّى [النجم: 37] و} {ولا صلّى [القيامة: 31] و} {جلّاها [الشمس: 3] و} {زكّاها [الشمس: 9] و} {دسّاها [الشمس:
10] و} {سوّاها [الشمس: 7] وما أشبهه.
2043 - والثالث: أفعل بفتح الهمزة كقوله:} {وءاتاه الله [البقرة: 251] و} {ءاتاكم [المائدة: 20] و} {فآتاهم الله [آل عمران: 148] و} {أراكم [آل عمران:
152] و} {وقد أفضى [النساء: 21] و} {لمن ألقى [النساء: 94] و} {وءاتانى منه رحمة
[هود: 63] و} {أدراكم [يونس: 16] و} {أدراك [الحاقة: 3] و} {فأحياكم [البقرة: 28] و} {ثم أحياكم} [1] و {أحياها [المائدة: 32] و} {فأحيا [البقرة: 164] و} {آواكم
[الأنعام: 26] و} {ءاوى إليه [يوسف: 19] و} {أحصى [الكهف: 12] و} {أحصاهم
[مريم: 64] و} {وأصفاكم [الزخرف: 16] و} {فمآ أغنى [الحجر: 84] وما أشبهه.
2044 - والرابع: تفعّل بفتح الفاء وتشديد العين كقوله:} {فتلقّى [البقرة: 17] و} {وإذا تولّى [البقرة: 205] و} {فلمّا تجلّى [الأعراف: 143] و} {ومن تزكّى [طه: 76] و} {إذا تجلّى [الليل: 2] و} {فلمّا تغشّاها [الأعراف: 189] وما أشبهه.
2045 - والخامس: افتعل بإسكان الفاء وهمزة الوصل في أوله كقوله:} {ثمّ استوى [البقرة: 49] و} {لمن اشتراه [البقرة: 102] و} {وإذ ابتلى [البقرة: 124] و} {اصطفى [البقرة: 132] و} {اصطفاه} [2] [البقرة: 247] و {اصطفاك [آل عمران: 42] و} {فمن اعتدى [البقرة: 178] و} {ولو افتدى [آل عمران: 91] و} {من افترى [طه: 61] و} {افتراه [يونس: 38] و} {فمن اتّقى [الأعراف: 35] و} {اشترى [البقرة: 111] و} {اهتدى [يونس: 108] و} {إلّا اعتراك [هود: 54] و} {اجتباه [النحل: 121] و} {اجتباكم [الحج: 78] و} {الّذى ارتضى [النور: 55] و} فمن ابتغى [المؤمنون: 7] وما أشبهه.
__________
(1) الحج / 66. وفي ت، م: (ثم أحياكم) ولا يوجد في التنزيل.
(2) وفي م: (اصطفاهم) ولا يوجد في التنزيل.(2/689)
2046 - والسادس: استفعل بإسكان الفاء وفتح العين كقوله: {وإذ استسقى
[البقرة: 60] و} {إذ استسقاه [الأعراف: 160] و} {من استعلى [طه: 64] و} {وّ استغنى
[التغابن: 6] وما أشبهه.
2047 - والسابع: فاعل بفتح العين كقوله:} {نادى [الأعراف: 44] و} {ناداه} [1]
[النازعات: 16] و {وناداهما [الأعراف: 22] و} {إذ ساوى [الكهف: 96] وما أشبهه.
2048 - والثامن: تفاعل بفتح التاء والعين كقوله:} {تعلى [الأنعام: 100]، و} {فتعلى [الأعراف: 190] حيث وقع، و} {فتعاطى في القمر [29] لا غير.
2049 - وأما الأفعال المستقبلة فترد على عشرة أمثلة، فالأول منها: تفعل بالياء والتاء والنون مع فتحهنّ وإسكان الفاء وفتح العين كقوله تعالى:} {ولن ترضى [البقرة:
120] و} {بما لا تهوى [البقرة: 87] و} {لا يخفى [الأعراف: 5] و} {لّمن يخشى [طه: 3] و} {ترى أعينهم [المائدة: 83] و} {يراكم [الأعراف: 27] و} {ترضاها [البقرة: 144] و} {إنّا لنراك [الأعراف: 60] و} {ترانى [الأعراف: 143] و} {ولتصغى [الأنعام: 113] و} {وتأبى قلوبهم [التوبة: 8] و} {وينهى عن الفحشآء [النحل: 90] و} {ويبقى} [2]
و {يلقاه} [3] و {لا يصلاهآ [الليل: 15] و} {أن يطغى [طه: 45] و} {ولا ينسى [طه:
52] و} {يحيى [طه: 74] من حي و} {ولا تعرى [طه: 118] و} {ولا تضحى [طه: 119] و} {فتشقى [طه: 117] وما أشبهه.
2050 - والثاني: تفعل بالتاء والياء والنون مع ضمّهن وإسكان الفاء وفتح العين كقوله:} {أن يؤتى [آل عمران: 73] و} {وأنتم تتلى [آل عمران: 101] و} {إلّا ما يوحى
[الأنعام: 50] و} {ليقضى [الأنعام: 60] و} {لا يقضى [فاطر: 360] و} {حتّى نؤتى [الأنعام:
124] و} {إلّا أن يهدى [يونس: 35] و} {يسقى بمآء وحد [الرعد: 4] [88/ و] و} {أو يلقى إليه [الفرقان: 8] و} {اليوم تجزى [غافر: 17] و} {إذا تمنّى} [4] و {تدعى إلى كتابها [الجاثية: 28] و} {يدعى إلى الإسلم [الصف: 7] و} {سوف يرى [النجم: 40] و} ثمّ يجزاه [النجم: 41] وما أشبهه.
__________
(1) وفي م: (ناديناه).
(2) الرحمن / 27. وسقطت (ويبقى) من م.
(3) الإسراء / 13. زاد في م: (وتلقاه) ولا يوحد في التنزيل.
(4) الحج / 52. وفي ت: (إذا تتلى) ولا يصلح مثالا هنا.(2/690)
2051 - والثالث: تفعّل بالتاء والياء وضمّهما وتشديد العين كقوله: {وتوفّى
[الزمر: 10] و} {ولا يلقّاهآ [القصص: 80] و} {تسمّى سلسبيلا [الإنسان: 18] وما أشبهه.
2052 - والرابع: يتفعّل بياء وتاء وضمّ الياء وتشديد العين وذلك قوله:} {مّن يتوفّى في الحج [5] والمؤمن [67] لا غير.
2053 - والخامس: يتفعّل بياء وتاء وبتاءين وفتح الياء والتاء وتشديد العين كقوله:} {ثمّ يتولّى [آل عمران: 23] و} {حتّى يتوفّاهنّ [النساء: 15] و} {الّذى يتوفّاكم
[الأنعام: 60] و} {وتتلقّاهم الملئكة [الأنبياء: 103] و} {فإنّما يتزكّى [فاطر: 18] و} {يتمطّى [القيامة: 33] وما أشبهه.
2054 - والسادس: تتفعّل بتاءين في الأصل دون الخط واللفظ وفتحهما وتشديد العين كقوله:} {توفّاهم الملئكة في النساء [97]. و} {عنه تلهّى في عبس [10]} {ونارا تلظّى [الليل: 14] في والليل لا غير} [1]. وكذلك {أن تزكّى} [2] في والنازعات [18] و {له تصدّى} [3] في عبس [6] على قراءة من خفّف الزاي والصاد.
2055 - والسابع: يتفعل بياء وتاء في الأصل خاصة (4) وفتحهما وتشديد العين، وذلك قوله في عبس [3]: {لعلّه يزّكّى} {ألّا يزّكّى [عبس: 7] لا غير.
2056 - والثامن: يفتعل بالياء وضمها وفتح العين وذلك} {يفترى في يونس [37] ويوسف [111] لا غير.
2057 - والتاسع: يتفاعل بياء وفتح العين وياء وبتاءين، وذلك قوله في النحل [59]:} {يتورى، وفي السجدة [16]:} {تتجافى وفي النجم [55]:} {تتمارى لا غير.
2058 - والعاشر: أفعل بفتح الهمزة وهي للمتكلم وإسكان الفاء في} {إنّى أراك [الأنعام: 74] و} {فكيف ءاسى [الأعراف: 93] و} {إنّى أرى [الأنفال: 48] و} {ولكنّى أراكم [هود: 29] و} {إلى مآ أنهاكم [هود: 88] و} إلّا مآ أرى [غافر:
29] وما أشبهه.
__________
(1) سقطت (والليل) من م.
(2) على قراءة أبي عمرو، وابن عامر والكوفيين كما في النشر 2/ 398. وانظر السبعة / 671.
(3) على قراءة أبي عمرو وابن عامر، والكوفيين كما في النشر 2/ 398. وانظر السبعة / 672.
(4) أي دون الرسم واللفظ.(2/691)
2059 - وكذلك اختلفوا في إمالة الألف من قوله: {يويلتى في المائدة [31] وهود [72] والفرقان [28] و} {يأسفى في يوسف [84] و} {يحسرتى في الزّمر [56] ومن قوله:} {أنّى التي تكون للاستفهام بمعنى متى وكيف وأين كقوله:} {أنّى شئتم
[البقرة: 223] و} {أنّى يكون له [البقرة: 247] و} {أنّى يحى هذه [البقرة: 259]} {وأنى لك هذا و} {أنّى يؤفكون [المائدة: 75] و} {وأنّى لهم التّناوش [سبأ: 52] وما أشبهه. ومن قوله: (متى) وهو اسم لأنه ظرف زمان كقوله:} {متى نصر الله [البقرة:
214] و} {متى هذا الوعد [يونس: 48] و} {متى هذا الفتح [السجدة: 28] وما أشبهه. ومن قوله:} {عسى وهو فعل غير} [1] متصرف كقوله: {وعسى أن تكرهوا [البقرة: 216] و} {وعسى أن تحبّوا [البقرة: 216] و} {عسى ربّكم [الأعراف: 129] وما أشبهه. ومن قوله:} {بلى وهو حرف قائم بنفسه ومعناه الإيجاب بعد النفي كقوله:} {بلى من كسب [البقرة: 81] و} {بلى من أسلم [البقرة: 112] و} {بلى وربّنا [الأنعام: 30] وما أشبهه.
2060 - فأما قوله:} {على [البقرة: 14] و} {إلى [يوسف: 25] و} {لدا فلا خلاف في إخلاص فتح ألفاتها لأنها حروف معاني، والحروف لا تمال لضعفها وجمودها وكون ألفاتها غير منقلبة من شيء، وإنما رسمن ياءات في الثلاث كلم لرجوعهنّ إلى الياء إذا اتصلن بمضمر، نحو عليك وإليك ولديك وعليه وإليه ولديه. وقد اختلف عن الكسائي في إمالة} {حتّى [البقرة: 214] ويأتي ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.
2061 - فأمال جميع ما تقدم من الأسماء والأفعال إمالة خالصة} [2] حمزة والكسائي في {حاشى} [3] أربعة أصول مطّردة واثني عشر حرفا متفرقة من ذلك، فإن الكسائي أمالها دون حمزة. فأما أصول الأربعة.
2062 - فالأول منها: ما جاء من لفظ الإحياء مسبوقا بالفاء [أو بثم أو لم يسبق بهما] (4)
كقوله: {فأحياكم [البقرة: 28] و} {فأحيا به الأرض [البقرة: 164] و} ثمّ أحياهم [البقرة:
__________
(1) في م: (لا غير) ولا يستقيم بها السياق.
(2) في ت، م: (خاصة) ولا يستقيم بها السياق.
(3) في م: (في حاشى) ولا يستقيم بها السياق.
(4) سقطت من ت، م. والتصحيح من الموضح ل (57/ ط).(2/692)
243] و {ومن أحياها [المائدة: 32] وما أشبهه، فإن سبق بالواو كقوله:} {ويحيى من حىّ
[الأنفال: 42] و} {نموت ونحيا [المؤمنون: 3] و} {أمات وأحيا [النجم: 44] وما أشبهه اتفقا على إمالته، واختلف شيوخنا في قوله:} {ولا يحيى في طه [74] و} {سبّح اسم [الأعلى: 1] في مذهب حمزة، فقرأت ذلك على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه في رواية الجماعة عن سليم عنه بإخلاص الفتح، وقرأت ذلك على غيره بإخلاص الإمالة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء، وبه كان يأخذ ابن مجاهد والنقّاش وأبو بكر} [1] الآدمي وأبو طاهر وغيرهم.
2063 - والثاني: ما جاء من لفظ الخطيئة كقوله: {خطياكم [البقرة: 58] و} {خطياهم [العنكبوت: 12] و} {خطينا [طه: 73] وما أشبهه، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا أحمد بن فرح عن أبي} [2] عمر عن الكسائي أنه أمال فتحة الطاء والياء جميعا في هذا الضرب حيث وقع.
2064 - وحدّثنا (3) ابن جعفر أيضا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثني موسى بن يحيى المقرئ، [88/ ظ] قال: حدّثنا ابن واصل عن محمد بن أبي عمر عن أبيه عن الكسائي بمثل ذلك.
2065 - وحدّثنا (4) فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحابه عن أبي الحارث عنه أنه أخلص فتحهما معا، والعمل في مذهب الكسائي من جميع طرقه على إخلاص فتحة الطاء، وإمالة فتحة الياء. وبذلك قرأت وبه آخذ.
2066 - والثالث: ما جاء من لفظ الرؤيا كقوله {فى رءيى [يوسف: 43]،} {للرّءيا تعبرون [يوسف: 43] و} {قد صدّقت الرّءيآ [الصافات: 105] وما أشبهه. وقد اختلف عن الكسائي في ثلاث كلم من ذلك، وهي قوله في سورة يوسف [5]:} لا
__________
(1) أحمد بن محمد بن إسماعيل. وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم.
(2) هو الدوري. وهذا الإسناد تقدم في الفقرة / 610وهو خارج عن طرق جامع البيان.
(3) أبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر. وموسى بن يحيى هو ابن عبيد الله بن يحيى، وابن واصل اسمه محمد بن أحمد بن واصل ومحمد بن أبي عمر هو محمد بن حفص بن عمر، ولد أبي عمر الدوري. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) انظر إسناد الطريق / 389. وإسناده صحيح.(2/693)
{تقصص رءياك على إخوتك و} {فى رءيى إن كنتم [43] و} {تأويل رءيى [100] فروى أبو الحارث عنه الحرف الأول بإخلاص الفتح. وروى قتيبة عنه الحرفين الأخيرين بإخلاص الفتح. وروى الدوري ونصير وأبو موسى عنه الثلاثة الأحرف بالإمالة، وأجمعوا عنه على إمالة ما عداها.
2067 - والرابع: ما جاء من قوله:} {مرضات الله [البقرة: 207] و} {مرضاتى
[الممتحنة: 1] في جميع القرآن.
2068 - وأما الاثني عشر حرفا: فأولها في البقرة [38]:} {فمن تبع هداى
ومثله في طه [123] وفي آل عمران [102]} {حقّ تقاته وفي الأنعام [80]} {وقد هدان وفيها [162]} {ومحياى وفي يوسف [23]} {مثواى، وفي إبراهيم [36]} {ومن عصانى وفي الكهف [63]} {ومآ أنسانيه وفي مريم [30]} {ءاتانى الكتب
وفيها [31]} {وأوصانى بالصّلوة وفي النمل [36]} {فمآ ءاتان الله وفي الجاثية [21]} {سوآء مّحياهم ومماتهم.
2069 - واختلف عن الكسائي في أربعة أحرف منها وهي} {هداى في الموضعين و} {ومحياى و} {مثواى فروى عنه أبو الحارث إخلاص فتحها. وروى الباقون عنه إمالتها على أن فارس بن أحمد قد خيّر في رواية نصير عنه في الفتح والإمالة في} {هداى و} {مثواى و} {رءيى} [1] وبالإمالة آخذ له.
2070 - واختلف عن حمزة بعد هذا في أربعة أحرف وهي قوله: {أو الحوايآ
في الأنعام [146] و} {وءاتانى رحمة [28] و} {وءاتانى منه رحمة في الموضعين في هود [63]} {لو أنّ الله هدانى في الزّمر [57] فروى لي رجاء عن أصحابه عنه} {أو الحوايآ بإخلاص الفتح} [2]، وبه كان يأخذ أبو بكر الآدمي وسائر أصحاب أبي أيوب الضبّي. وأقرأني أبو الفتح، عن قراءته في رواية الجماعة، عن سليم بالإسناد المتقدم {ءاتانى في الحرفين و} {هدانى بإخلاص الفتح في الثلاثة. وقال لي: لم يمل حمزة ما اتصل بضمير من هذا الباب، إلا حرفا واحدا، وهو قوله في آخر الأنعام [161]:
} قل إنّنى هدانى لا غير، وأقرأني ذلك غير أبي الفتح في رواية خلف وخلّاد عن سليم عنه بالإمالة وزعم أنه لم يخلص الفتح في شيء من هذا الباب إلا في الحرف الأول من
__________
(1) سقطت (و) من م.
(2) وروى سائر الرواة عن سليم عن حمزة الإمالة. الموضح ل 32/ و.(2/694)
سورة الأنعام، وهو قوله: {وقد هدان [الأنعام: 80] لا غير. وعلى هذا أكثر أهل الأداء} [1]، وما رواه (2) لي أبو الفتح وهو قياس مذهب حمزة.
2071 - ولا أعلم خلافا عنه في الإمالة في قوله: {لن ترانى [143] و} {فسوف ترانى في الأعراف [143] و} {إنّى أرانى أعصر [36] و} {إنّى أرانى أحمل في يوسف [36] لكون ما قبل الألف في الأربعة راء} [3] والراء بتكريرها قد تخصّ (4)
بالإمالة كثيرا، فإمالتها كذلك إجماع عنه. وروى ابن شنبوذ عن قراءته على سعيد (5)
بن عمران عن سليم عن حمزة {ءاتانى الكتب في مريم [30] و} {فمآ ءاتان الله
في النمل [36] بالإمالة مثل الكسائي لم يروه عن سليم أحد غيره.
2072 - واتفق حمزة والكسائي بعد هذا على إمالة ما كان من ذوات الياء في الأسماء والأفعال في جميع القرآن، وكذا اتفقا على الإمالة في قوله:} {الدّنيا [البقرة:
85] و} {العليا [التوبة: 40] و} {الرّبوا [البقرة: 275] و} {والضّحى [الضحى: 1] و} {ضحاها [النازعات: 29] حيث وقع [و]} [6] على الإمالة في قوله: {منهم تقاة وهو الحرف الأول من آل عمران [28] وفي قوله:} {مّزجاة في يوسف [88] و} غير نظرين إناه في الأحزاب [53].
2073 - وانفرد الكسائي دون حمزة بإمالة أربعة أفعال من ذوات الواو وهي
__________
(1) ذكر المؤلف لحمزة في الموضح الفتح لا غير في قوله (وقد هدان) انظر الموضح 51/ و.
(2) في ت: (وما يراه). وفي م: (ما قرأه). وكلاهما لا يناسب المقام. ولعل الذي في ت من تصحيف السمع عن (ما رواه). والله أعلم.
(3) سقطت (راء) من م.
(4) قد هنا للتكثير. وقال المؤلف في الموضح في تعليله إمالة الألفات قبل الراء في الأسماء: لما كانت الراء حرف تكرير وذلك يتبين فيها إذا وقف عليها، وقد وليت الألف الراء المكسورة كان الكسر فيها مكررا من أجل تكريرها، فقويت بذلك على اجتذاب الألف إلى كسرتها، فأمال لتجانس صوت كسرة الراء فيحسن في السمع، ويخف في النطق. انظر الموضح 16/ ظ.
(5) سعيد بن عمران بن موسى، أبو عثمان الكوفي، المقرئ قرأ على محمد بن سعدان، قرأ عليه أبو الحسن بن شنبوذ. غاية 1/ 307. وطريقه هذا ليس من طرق جامع البيان، وهو من طرق الكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 307.
(6) زيادة يقتضيها السياق.(2/695)
قوله: {دحئهآ [النازعات: 30] و} {تلئها [الشمس: 2] و} {طحئها [الشمس: 6] و} {سجى
[الضحى: 2] أتبعها ما قبلها وما بعدها من الممال لتكون} [1] الفواصل بلفظ واحد واختلف عنه في حرف خامس وهو قوله في النور [21]: {ما زكى منكم فروى قتيبة أنه أماله لكونه في الرسم بالياء بلا اختلاف في شيء من المصاحف، وهي قراءته القديمة، وكذلك رواه عنه [89/ و] الفرّاء} [2]، وأحمد بن جبير، وصالح (3) بن عصام الناقط، وأحمد بن أبي الذهل (4)، وروى عنه سائر الرّواة المسلمين (5)، قيل:
إنه أخلص فتحته وهي قراءته الأخيرة.
2074 - وقد رويت إمالته عن أبي بكر (6) عن عاصم، فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا (7) عمر بن الحسين الشيباني، قال: حدّثنا المنذر بن محمد، قال: حدّثنا هارون، قال: حدّثنا أبو بكر عن عاصم {ما زكى منكم مكسورة. وكذلك روى هارون} [8] عن أبي بكر نفسه، وعن
__________
(1) طمست (لتكون) في م.
(2) يحيى بن زياد، وروايته عن الكسائي خارجة عن روايات جامع البيان. وكذا رواية كل من أحمد بن جبير، وصالح بن عاصم الناقط، ومحمد بن أبي الذهل.
(3) صالح بن عاصم الناقط، والكوفي روى الحروف عن الكسائي، روى القراءة عنه محمد بن الجهم، غاية 1/ 332. وفي ت، م: (صالح بن عصام) والتصحيح من غاية النهاية. وقد أشار في غاية النهاية إلى أن رواية عاصم عن الكسائي هي في الكامل.
(4) أحمد بن أبي ذهل، أبو ذهل، الكوفي، روى القراءة عن الكسائي، قال الداني وهو أحد المكثرين عنه في النقل، روى عنه محمد بن الجهم، وأحمد بن زكريا السوسي، غاية 1/ 52. وأشار في غاية النهاية إلى أن روايته عن الكسائي في الكامل. وفي ت، م: (محمد بن أبي ذهل). والتصحيح من غاية النهاية.
(5) في م: (المسلمين) وهو تحريف.
(6) سقطت (بكر) من م.
(7) عمر بن الحسن بن علي بن مالك، الشيباني المعروف بابن الأشناني البغدادي، شيخ، صدوق توفى سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 11/ 236، لسان الميزان 4/ 290، غاية 1/ 590. وتقدم في الفقرة / 1420أن طريق المنذرين محمد بن المنذر عن هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم ليس من طرق جامع البيان.
(8) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائتين.(2/696)
حسن (1) بن علي عنه أنه كسر الأربعة الأفعال المذكورة التي من ذوات الواو {دحئهآ [النازعات: 30] و} {تلئها [الشمس: 2] و} {طحئها [الشمس: 6] و} {سجى
[الضحى: 2] كالكسائي سواء. وكذلك رويا} [2] عن أبي بكر {والضّحى [الضحى: 1] بالكسر، لم يرو ذلك عنه غيرهما.
2075 - واختلف عن الكسائي في إمالة عين الفعل من فعالى وفعالى في خمس كلم، وهنّ} {النّصرى [البقرة: 62] و} {اليتمى [البقرة: 83] و} {أسرى [البقرة: 85] و} {كسالى [النساء: 142] و} {سكرى [النساء: 43] فروى ابن عبدوس} [3] وابن فرح (4)
جميعا عن أبي عمر عنه أنه أمال العين واللام منهنّ، وكذلك أقرأني ذلك أبو الفتح فيهن، في رواية نصير عنه، وقال ابن فرح عن أبي عمر: أنّ الكسائي ترك ذلك من بعد، وقال أبو (5) الزعراء عن أبي عمر أنه أمال ذلك لنفسه، فإذا أخذ على الناس فتح. وروى محمد (6) بن يحيى عن أبي الحارث عنه {اليتمى و} {يتمى [النساء:
127] بإمالة التاء. وحدّثني الفارسي} [7] عن أبي طاهر أنه قرأ الباب كله على أبي عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي بإمالة العين واللام، ولم يذكر {أسرى
وذكر الأربعة الأحرف، والباقون عن الكسائي بإمالة مخلصين} [8] فتح العين ويميلون اللام (9).
__________
(1) من الطريق الرابع والسبعين بعد المائتين.
(2) هارون بن حاتم، وحسين بن علي الجعفي.
(3) في ت، م: (ابن عبدان) وهو خطأ، والتصحيح من الموضح ل 32/ وحيث قال فيه المؤلف:
وكذا (أي بإمالة العين واللام) رواه ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر الدوري عنه. أه وذلك من الطريقين الثمانين، والحادي والثمانين، كلاهما بعد الثلاث مائة. وأما محمد بن أحمد بن عبدان، فلا تعرف له رواية عن الدوري. انظر غاية النهاية 2/ 64.
(4) طريقه هو الثاني والثمانون بعد الثلاث مائة.
(5) هو عبد الرحمن بن عبدوس، المتقدم قريبا.
(6) الكسائي، وطرقه هي الثامن والثمانون، والتاسع والثمانون، والتسعون وكلها بعد الثلاث مائة.
(7) انظر الطريق / 383. وإسناده صحيح.
(8) في م: (محصلين) وهو تحريف.
(9) عبارة المؤلف في الموضح 32/ و: وأهل الأداء عن أبي عمر، وأبي الحارث عن الكسائي مجمعون على إخلاص فتح عين الفعل من ذلك، إلا ما كان من أبي عثمان الضرير الخ.(2/697)
[الاختلاف عن نافع في الإمالة]
2076 - واختلف عن نافع في كل ما تقدّم من الأسماء، والأفعال: فقرأت له في رواية ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل (1). وفي رواية ابن سعدان (2)، عن المسيّبي.
وفي رواية القاضي (3)، عن قالون. وفي رواية أبي عون (4) عن الحلواني عنه، وفي رواية الجماعة عن ورش ما خلا الأصبهاني وحده عنه جميع ذلك بين الفتح والإمالة سواء وقع حشوا، أو في فاصلة.
2077 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: كان نافع لا يفتح ذوات الياء ولا يميلها (5)، نحو {الهدى [البقرة: 120] و} {الهوى [النساء: 135] و} {العمى [فصلت: 17] و} {استوى [البقرة: 19] و} {أعطى [طه: 50] وما أشبهه ذلك كانت قراءته وسطا من ذلك، وكذلك} {يحيى و} {موسى و} {عيسى و} {والأنثى
[البقرة: 178] و} {لليسرى و} {للعسرى} {ورآء [البقرة: 101] و} {ونئا [الإسراء: 83] قال} [6]: وقال المسيّبي: كان نافع لا يفتح ذلك كله، والأولى قول قالون وورش عن نافع.
2078 - وأقرأني ابن غلبون (7) عن قراءته في رواية أبي يعقوب عن ورش ما كان [من] (8) ذلك فيه راء اسما كان أو فعلا، نحو {الذّكرى [الأنعام: 68] و} {البشرى [يونس: 64] و} {للعسرى و} {لليسرى و} {ذكرى [الأنعام: 69] و} {يتورى [النحل: 59] [و} {مثواى] [يوسف: 23] و} {قد نرى [البقرة: 144] و} {أرئكم [الأعراف: 27] وما أشبهه، أو وقع في فاصلة في} [9] سورة فواصلها (10)
__________
(1) من الطريق الثاني.
(2) من الطرق: من التاسع عشر إلى الثاني والعشرين على التوالي.
(3) من الطريق الخامس والثلاثين.
(4) من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين.
(5) أي يقرءوها بين بين.
(6) ابن مجاهد. وهو تتمة النص السابق في السبعة. انظر السبعة / 145.
(7) من الطريق السادس والسبعين.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) سقطت (في) من م.
(10) في م: (فواصله) ولا تناسب السياق.(2/698)
على ياء نحو {والنّجم و} {عبس وما أشبههما بين اللفظين ما عدا ذلك بإخلاص الفتح، وكذا} [1] إن لحق (2) الفواصل كناية مؤنث كفواصل {والشّمس وبعض فواصل} {والنّزعت إلا قوله:} {من ذكرئهآ [النازعات: 43] فإنه لم يخلص فتحه من أجل الراء التي قبل ألف التأنيث فيه.
2079 - وأقرأني ابن خاقان} [3] وأبو الفتح (4) عن قراءتهما في روايته عن ورش الباب كله بين اللفظين، وهو الصحيح عن ورش نصّا وأداء، وبه آخذ. ولا أعلم عنه خلافا من طريق النصّ والأداء في قوله: {والّيل إذا سجى [الضحى: 2] أنه بين بين حملا على ما قبله وما بعده من الضربين.
2080 - واختلف أهل الأداء من المصريين عن أبي يعقوب عنه في قوله في الأنفال [43]} {ولو أرئكهم فروى بعضهم أنه أخلص الفتح للراء وما بعدها فيه، وعلى ذلك عامّة أصحاب ابن هلال} [5] وأصحاب أبي الحسن (6) النحاس. وبذلك أقرأني أبو الفتح عن قراءته، وكذلك روى ذلك أداء محمد بن (7) علي عن أصحابه عنه. وروى آخرون عنه أنه قرأ الراء وما بعدها بين اللفظين، وبذلك أقرأني ابن خاقان وابن غلبون عن قراءتهما، وهو القياس، وعلى ذلك أصحاب داود (8) وعبد الصمد. (9)
2081 - وروى أحمد بن (10) صالح {لليسرى} [11]، وأخرى [آل عمران: 13]
__________
(1) أي أقرأني بالفتح من ذوات الياء ما كان فاصلة، ولحقه كناية مؤنث الخ.
(2) في م: (الحق) ولا يناسب المقام.
(3) من الطرق: من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(4) من الطريق الخامس والسبعين.
(5) من الطريق السادس والستين.
(6) من الطرق: الخامس والستين، ومن التاسع والستين إلى الخامس والسبعين.
(7) الأذفوي. وتقدم أن طريقه ليس في جامع البيان.
(8) ابن هارون.
(9) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم.
(10) من الطريق الثامن والسبعين.
(11) الأعلى / 8. وفي ت، م: (يسرى) ولا يوجد في التنزيل.(2/699)
[89/ ظ]، مبطح (1)، الراء، و {يرى [البقرة: 165] و} {افترى [آل عمران: 94] الراء مقعورة، قال أبو عمرو: فدلّ هذا على أنه يميل بين بين} [2] ما كان اسما، وقبل آخره فيه (3) حرف راء، ويفتح ما كان فعلا على هذا النحو. وقرأت من طريقه (4) ما كان اسما أو فعلا من ذوات الراء وغيرها بين الفتح والإمالة، وكذلك روى داود وعبد الصمد وأبو يعقوب عن ورش في جميع الباب، فقالوا عنه عن نافع {ترى أعينهم
[المائدة: 83] و} {رءا كوكبا [الأنعام: 76] و} {افترى [آل عمران: 94] و} {تترا
[المؤمنون: 44] و} {تتمارى [النجم: 55] و} {لليسرى و} {للعسرى، و} {النّصرى [البقرة:
62] و} {الحوايآ [الأنعام: 146] و} {اليتمى [البقرة: 83] و} {كسالى [النساء: 142] و} {فردى [الأنعام: 94] و} {القرى [الأنعام: 92] و} {الهدى [البقرة: 120] و} {أعمى
[الرعد: 19]، و} {يأسفى [يوسف: 84]، و} {وأبقى [طه: 71]، و} {سيمى [البقرة: 282] و} {ضيزى [النجم: 22]، و} {التّورئة [آل عمران: 3] وما أشبهه ذلك، كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ في القرآن كله، وهذا القول منهم، مؤذن} [5]
بإطلاق القياس في ذوات الياء أسماء كنّ أو أفعالا حشوا وقعن أو فواصل، راء كان الحرف الواقع قبل الألف المنقلبة عن الياء المرسومة ياء أو غير راء.
مراتب الفتح والإمالة عند القراء الأئمة
2082 - قال أبو عمرو: ومعنى قول أصحاب ورش عنه عن نافع في هذا الضرب، وفي غيره من الممال فيما بين ذلك وسطا من اللفظ أي فيما بين الفتح الذي يستعمله ابن كثير وعاصم، وبين الإمالة التي يستعملها حمزة والكسائي إلا أنه إلى الإمالة أقرب، ومعنى قول من وافق ورشا من أصحاب نافع على تلك العبارة فيما بين ذلك الفتح، وبين تلك [الإمالة] إلا أنه إلى الفتح أقرب، وإمالة حمزة أشبع من إمالة الكسائي، وإمالة الكسائي أشبع من إمالة أبي عمرو، وفتح عاصم أشبع من فتح
__________
(1) في م: (سطح) وهو تحريف وبطح الراء إمالتها، وقعرها تفخيمها، كما يتضح من السياق.
وانظر الفقرات / 2349، 2351، 2353.
(2) في ت، م: (وما كان). وزيادة الواو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) في ت، م: (حرف فيه) ولا يستقيم به السياق.
(4) من الطريق التاسع والسبعين.
(5) في م: (فمودون). وهو تحريف.(2/700)
ابن كثير [وفتح ابن كثير] (1) أشبع من فتح نافع، وابن عامر.
2083 - وقال الأصبهاني عن ورش: «بلى» بإشمام (2) الإضجاع، وقياس ذلك {عسى [البقرة: 216] و} {متى [البقرة: 214] و} {أنّى [البقرة: 223] وسائر حروف المعاني. وقال أحمد بن} [3] صالح عن ورش وقالون {هداى [البقرة: 38] الدال بين الفتح والكسر وقال عنهما:} {يويلتى [المائدة: 31] و} {يأسفى [يوسف: 84] التاء والفاء وسط.
وقال أصحاب قالون والمسيّبي عنهما} {يويلتى منتصبة التاء، وقال الأصبهاني عن ورش:} {يويلتى و} {يأسفى بالتفخيم، وقال خلف عن المسيّبي:} {يويلتى
إلى التفخيم أقرب.
2084 - وروى أبو عبيد} [4] ومحمد بن (5) خالد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع {فتلقّى ءادم [البقرة: 37] بإشمام الكسر قليلا. وكذلك قوله:
} {فسوّئهنّ [البقرة: 29] وكذلك كل ما كان بالياء، مثل:} {إذا هوى [النجم: 1] و} {أعطى [طه: 50] و} {وأكدى [النجم: 34] و} {وأبقى [طه: 71].
2085 - حدّثنا الفارسي} [6] عن أبي طاهر عن ابن مجاهد عن قراءته في رواية
__________
(1) سقطت: (وفتح ابن كثير) من م.
(2) في م: (بإشباع). والذي في النشر 2/ 42: وانفرد بإمالته أيضا أبو الفرج النهرواني عن الأصبهاني عن ورش فخالف سائر الرواة عنه. أه. فالمراد من إشمام الاضجاع، أو إشباع الاضجاع. الإمالة الكبرى، والله أعلم.
(3) سقطت (صالح عن) من م.
(4) في ت، م: (أبو عبيد). ولا تعرف لأبي عبيد رواية عن الدوري، إضافة إلى أن أبا عبيد القاسم بن سلام توفى قبل الدوري بعشرين سنة تقريبا. انظر غاية النهاية 1/ 255، 2/ 17. هذا، وقد ذكر ابن الجزري في تلامذة الدوري محمد بن عبيد الرازي. انظر غالية 1/ 256.
وهو محمد بن عبيد الله بن الحسن بن سعيد، أبو عبد الله الرازي، مقرئ متصدر، قرأ على أبي عمر الدوري وغيره. غاية 2/ 194. فلعله هو والله أعلم. وطريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(5) محمد بن خالد هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد تقدم في الفقرة / 1499أن طريقه عن الدوري عن إسماعيل ليس في جامع البيان.
(6) هذا الطريق خارج عن جامع البيان.(2/701)
إسماعيل {يويلتى بالفتح، و} {يأسفى بين الفتح والكسر. وروى خلف عن المسيّبي عنه} {أعطى و} {وأبقى بشمّ الكسر قليلا، وقال عنه} {فأحيكم [البقرة:
28] و} {وأحيا [البقرة: 164] مفتوح كله.
2086 - وقال ابن جبير عن أصحابه:} {يحيى [آل عمران: 29] و} {موسى [البقرة:
51] و} {عيسى [البقرة: 87] و} {هدى [البقرة: 2] و} {نجوى [الإسراء: 47] و} {الكبرى
[طه: 23] و} {الثرى [طه: 6] و} {الحسنى [النساء: 15] و} {الأولى [طه: 21] و} {الأخرى [البقرة: 282] و} {ولو يرى} [1] [البقرة: 165] و {إيّاكم [النساء: 131] و} {خطياكم [البقرة: 58] و} {ومن عصانى [إبراهيم: 36] مفخّم كله في جميع القرآن.
قال وأهل المدينة ألين تفخيما من عاصم.
2087 - وروى الجمال} [2] عن الحلواني وأحمد بن قالون عن قالون أنه فتح ذلك كله، وبذلك قرأت في رواية أبي نشيط (3) والشحام (4) والجمال (5) عن الحلواني عن قالون. وفي رواية ابن فرح (6) عن أبي عمر عن إسماعيل. وفي رواية محمد بن (7)
المسيّبي عن أبيه، وفي رواية الأصبهاني (8) عن أصحابه عن ورش.
2088 - وقال القاضي (9) والقطري (10) والمدني (11) والكسائي (12) عن قالون
__________
(1) وفي ت، م: (لم يرى) وهو خطأ بين.
(2) طريقه عن الحلواني عن قالون برواية الحروف هو السادس والثلاثون. وطريقه عن أحمد بن قالون عن أبيه هو الثالث والخمسون.
(3) من الطريق الخامس والأربعين.
(4) من الطريق الثالث والأربعين.
(5) من الطريقين: السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين.
(6) من الطريق الثالث.
(7) من الطرق: الخامس عشر والسادس عشر، والتاسع عشر، والحادي والعشرين.
(8) من الطريق السادس والتسعين.
(9) تقدم له عن قالون طريقان برواية الحروف هما: الثالث والثلاثون، والرابع والثلاثون.
(10) طريقه هو الثاني والخمسون. وفي م: (القطربي) وهو تحريف.
(11) طريقه هو الحادي والخمسون.
(12) إبراهيم بن الحسين وطريقه هو الخمسون.(2/702)
{مجراها ومرساهآ [هود: 41] الراء والسين مفتوحتان، وزاد المدني عنه} {سكرى وما هم بسكرى [الحج: 1] و} {تترا [المؤمنون: 44] الراء مفتوحة كذلك} [1] سائر الباب.
[وكذلك قال العثماني (2) عنه]، وكذلك روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط (3) وأبي سليمان (4)
عنه إلا أنه استثنى عن أبي نشيط {أبى [البقرة: 34]} {فتلقّى [البقرة: 37] وعن أبي سليمان} {الدّنيا [البقرة: 85] و} {استوى [البقرة: 29] فروى ذلك عنهما بالإمالة.
[إمالات أبي عمرو البصري]
2089 - وقرأ أبو عمرو بإمالة} [5] ما فيه [قبل] (6) الألف المنقلبة من الياء راء اسما كان أو فعلا، نحو {أخرى [البقرة: 282] و} {بشرى [البقرة: 97] و} {النّصرى [البقرة: 64] و} {مجراها [هود: 41] و} {يتورى [النحل: 59] و} {تتمارى
[النجم: 55] و} {يرى [البقرة: 165] و} {يرئكم [الأعراف: 27] و} {افترى [آل عمران:
94] و} {اعترئك [هود: 54] وما أشبهه حيث وقع.
2090 - وقرأ الأسماء المؤنثة التي على وزن [90/ و] فعلى وفعلى وفعلى إذا لم يكن اللام [راء]} [7] والفواصل (8) التي على ألف منقلبة من ياء أو واو، وسواء اتصل بهما (9) ضمير مؤنث أو لم يتصل، نحو فواصل {طه [طه: 1]} {والنّجم
[النجم: 1]} {والنّزعت [النازعات: 1]} {وعبس [عبس: 1]} وسبّح [الأعلى: 1]
__________
(1) في ت: (وذلك). ولا يستقيم بها السياق.
(2) طريقه هو الخامس والخمسون.
(3) تقدم أن طريق شنبوذ عن العنزي عن أبي نشيط ليس في جامع البيان.
(4) طريقه هو السابع والخمسون.
(5) في م: (بالإمالة).
(6) زيادة يقتضيها السياق.
(7) سقطت (راء) من ت، م. والتصحيح من الموضح ل 25/ و، ل 27/ و. وانظر النشر 2/ 52، والتيسير / 47.
(8) في ت م: (أبو الفواصل). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
وانظر النشر 2/ 52، والتيسير / 47.
(9) بالياء أو الواو.(2/703)
{والشّمس [الشمس: 1]} {والّيل [الليل: 1]} {والضّحى [الضحى: 1] وقرأ} [1] بين الفتح والإمالة، وقرأ في سبحان [72] {ومن كان فى هذه أعمى [الإسراء: 72] وهو الحرف الأول بالإمالة الخالصة، وقرأ ما عداها بإخلاص الفتح في جميع القرآن، وحكى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عنه} {الحسنى [النساء: 95] و} {الدّنيا
[البقرة: 32] و} {الأولى [طه: 21] وما أشبهه بالتفخيم.
2091 - واختلف بعد عن اليزيدي عنه في سبع كلم، وهنّ} {موسى [البقرة: 51] و} {عيسى [البقرة: 87] و} {يحيى [الأنعام: 85] و} {أنّى [البقرة: 233] التي للاستفهام و} {يا ويلتى [المائدة: 31] و} {يحسرتى [الزمر: 56] و} {يأسفى [يوسف: 84] فقرأت له من جميع الطرق} {موسى و} {عيسى و} {يحيى بين بين. وكذا حدّثني الحسن} [2] بن علي البصري عن أحمد (3) بن نصر عن ابن مجاهد أنه قرأ على أصحابه عنه (4)، وذكره منصوصا عن ابن (5) اليزيدي عن أبيه.
2092 - وكذا حدّثني الحسن (6) أيضا عن أحمد عن ابن شنبوذ عن موسى بن
__________
(1) يضاف إليها القيامة، والمعارج، فيبلغ مجموعها إحدى عشرة سورة. وقد نظمها ابن الجزري في طيبة النشر (ص 29) فقال:
مع روس آي النجم طه اقرأ مع القيامة / م / الليل الضحى الشمس سأل عبس والنزع والسبح
(2) تقدم في الفقرة / 1524أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(3) في ت: (محمد) وهو خطأ. والتصحيح من الفقرة / 1524، والموضح ل 29/ و.
(4) في م: (وعنه) وهو خطأ لا يستقيم به السياق. وانظر الموضح ل 29/ وفي هامش ت ل (90/ ظ): قال في الموضح: وقرأ بها أبو عمرو بين اللفظين، كذا قرأت له من جميع الطرق، وكذا ذكر الحسن بن شاكر البصري عن أبي بكر أحمد بن نصر عن ابن مجاهد أنه قرأ على أصحابه عنه، وحكاه منصوصا. أه قال عبد المهيمن: انظر النص في الموضح ل 29/ و.
(5) في هامش ت ل (90/ ظ): عن ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو، وكذا حكى لي الحسن عن ابن شنبوذ أنه قرأ أيضا على موسى بن جمهور عن أبي الفتح الموصلي وأبي شعيب السوسي عن اليزيدي عنه انتهى موضح لأبي عمرو الداني. قال عبد المهيمن: انظر النص في الموضح ل 29/ و.
(6) في ت، م: (حدثني ابن عباس أيضا) وهو خطأ. والتصحيح من الموضح ل 29/ و.
والحسن هو ابن علي بن شاكر، وأحمد هو ابن نصر الشذائي. وطريق موسى بن جمهور عن أبي الفتح الموصلي في المبهج والكامل والكفاية، وعن السوسي في المبهج والكامل كما أشار في غاية النهاية 2/ 318.(2/704)
جمهور عن أبي الفتح الموصلي وأبي شعيب السّوسي جميعا عن اليزيدي، وكذلك روى إبراهيم (1) عن أبيه في {موسى و} {عيسى بالفتح، ولم يذكر في كتابه} [2]
{يحيى فاضطرب قوله. وروى الحلواني} [3] عن الدوري عنه عن أبي عمرو أنه فتح الثلاثة الأسماء والعمل على الأول، وبه الأخذ.
2093 - وهذا الاختلاف إنما هو إذا لم يقع شيء من ذلك في فاصلة ووقع حشوا، فإن وقع في فاصلة نحو {بربّ هرون وموسى [طه: 70] و} {حديث موسى [طه:
9] و} {بما فى صحف موسى [النجم: 36] و} {صحف إبراهيم وموسى [الأعلى: 19] فلا خلاف عنه في إمالة بين بين، ولم يقع} {عيسى ولا} {يحيى في فاصلة.
2094 - وقرأت له من طريق ابن} [4] مجاهد عن أصحابه عن أبي عمر عن اليزيدي {أنّى التي للاستفهام نحو قوله:} {أنّى شئتم [البقرة: 223] و} {أنّى يؤفكون [المائدة: 75] وما أشبهه بين الفتح والإمالة. وكان ابن مجاهد يقول: يحتمل أن يكون على مثال أفعل، وعلى مثال فعلى، وكان يختار أن يكون على فعلى، وهو الصحيح، فكان يأخذ في قراءة أبي عمرو بإمالتها قليلا كسائر باب فعلى نحو} {صرعى [الحاقة: 7] و} {شتّى [طه: 53] و} {مّرضى [النساء: 43] وما أشبهه.
2095 - وروى اليزيديون} [5] وأبو شعيب عن اليزيدي، عنه: أنه فتح أنّى في جميع القرآن، واختلف قول إبراهيم بن اليزيدي عن أبيه عنه فيها، فقال في موضع:
بالفتح، وقال في آخر: بين الفتح والكسر.
__________
(1) ابن اليزيدي.
(2) في ت: (كتابيه) وهو خطأ. انظر النشر 2/ 53.
(3) تقدم في الفقرة / 1505أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) من الطرق: التاسع والثلاثين، والثاني والأربعين، والثالث والأربعين وكلها بعد المائة.
(5) في ت، م: (اليزيدون) وهو خطأ لأنه جمع (اليزيدي)، وفي الموضح ل 31/ و (اليزيديون). وهم: عبد الله، وطريقه هو السبعون بعد المائة. وإبراهيم وطرقه هي الحادي والسبعون، والرابع والسبعون، والسادس والسبعون وكلها بعد المائة. وإسماعيل، وطريقه هو الثاني والسبعون بعد المائة. وأحمد بن محمد بن أبي محمد وطريقاه هما: الثالث والسبعون، والخامس والسبعون كلاهما بعد المائة.(2/705)
2096 - بإخلاص الفتح، قرأت ذلك من طريق السوسي والموصلي عن اليزيدي، وقرأت له من طريق ابن مجاهد على أبي (1) الحسن عن قراءته {يويلتى
[المائدة: 31] و} {يحسرتى [الزمر: 56] بين اللفظين و} {يأسفى [يوسف: 84] بإخلاص الفتح.
2097 - وحكى ابن مجاهد في جامعه قرأت على أبي عمرو من تصنيفه عن ابن اليزيدي عن أبيه} {يحسرتى و} {يأسفى بين الفتح والكسر، ولم يذكر هنا} {يويلتى. وروى أبو عبد} [2] الرحمن وأبو حمدون (3) عن اليزيدي الثلاث الكلم بالإمالة.
2098 - وروى الدوري وابن شجاع (4) وابن جبير (5) وأبو خلاد (6) وأبو شعيب وابن واصل (7) عن اليزيدي {يويلتى بالفتح، ولم يذكروا غيره، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته في الثلاث من جميع الطرق عن أبي عمرو، وقرأت جميع ما ذكرته من المختلف فيه عن اليزيدي في رواية شجاع بإخلاص الفتح.
2099 - وحكى أحمد} [8] بن يعقوب التائب عن قراءته على أحمد بن حفص الخشّاب عن أبي شعيب عن اليزيدي عنه ما كان على مثال فعالى وفعالى نحو {كسالى [النساء: 142] و} {فردى [الأنعام: 94] و} {يتمى [النساء: 127] و} الحوايآ
[الأنعام: 146] وما أشبهه بفتح متوسط، وذلك قياس ما روت الجماعة عن اليزيدي عنه من إمالة ألف التأنيث يسيرا في الأمثلة الثلاث. وقرأت أنا فعالى وفعالى بإخلاص
__________
(1) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وانه من طرق النشر. انظر النشر 1/ 125.
(2) هو عبد الله بن اليزيدي.
(3) وطريقه هو الثامن والسبعون بعد المائة.
(4) وطريقه هو الثالث والثمانون بعد المائة.
(5) وطريقه هو الثاني والثمانون بعد المائة.
(6) وطريقه هو التاسع والسبعون بعد المائة.
(7) وطريقه هو السابع والسبعون بعد المائة.
(8) تقدم في الفقرة / 1246أن هذا الطريق ليس في جامع البيان.(2/706)
الفتح ما لم تكن اللام راء. وروى ابن شنبوذ عن محمد بن (1) [أبي] (2) شعيب السوسي عن أبيه وعن إسحاق (3) بن مخلد عن أصحابه عن اليزيدي {بلى} [4] بين الفتح والكسر في جميع القرآن (5).
2100 - وحدّثني الحسن (6) بن شاكر عن أبي بكر الشذائي عن قراءته على أبي الحسن بن المنادي [] (7) غلط لا شك فيه.
2101 - قال أبو عمرو: ولا نعلم خلافا عن أبي عمرو في إخلاص الفتح في قوله: {أولى لك [القيامة: 34] وشبهه من لفظه لأنه على مثال أفعل الذي من أصل قوله إخلاص فتحه ما لم يكن لامه راء إلا في قوله في القيامة،} {فأولى [34، 35] [90/ ظ] في الموضعين، فإنه قرأهما بين الفتح والإمالة لكونه فاصلة طردا لمذهبه في الفواصل. وكذلك قرأ} {أعمى [124] و} {الأولى من طه [21]، والذي في} {عبس
[الآية: 2] بين بين كذلك. وقال أبو حمدون} [8] عن اليزيدي عنه لن ترئنى [الأعراف:
143] بين الكسر والفتح حيث وقع.
__________
(1) محمد بن صالح بن زياد، أو المعصوم، ابن أبي شعيب السوسي، مقرئ حاذق، أخذ القراء عرضا وسماعا عن أبيه، وهو ممن خلفه في القيام بالقراءة، ولزم ما قرأ عليه، قرأ عليه أبو الحسن بن شنبوذ. غاية 2/ 155. وطريقه هذا ليس في جامع البيان.
(2) سقطت (أبي) من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 2/ 155.
(3) تقدم لابن شنبوذ عن إسحاق بن مخلد عن أبي أيوب الخياط عن اليزيدي الطريق الثامن والستون بعد المائة، وهو بعرض القراءة. وأما أصحاب ابن مخلد الآخرين فليس له عنهم طرق في جامع البيان. وانظر أصحابه في غاية النهاية 1/ 158.
(4) البقرة / 81.
(5) لم يذكر المؤلف في الموضح ل 63/ ولأبي عمرو غير الفتح في (بلى).
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) واضح أن في السياق سقطا.
(8) طريقه هو الثامن والسبعون بعد المائة.(2/707)
2102 - وقرأ الباقون (1) بإخلاص الفتح في جميع ما تقدّم من الأسماء والأفعال. واختلف عن عاصم وابن عامر في مواضع متفرّقة من ذلك لا يضبطها قياس، وإنما تعرف بالحفظ، وأنا أذكرها بالاختلاف فيها.
الاختلاف عن عاصم في إمالة بعض الحروف
2103 - فأما عاصم فروى ضرار (2) بن صرد عن يحيى ومحمد (3) بن خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر عنه {فتلقّى ءادم [البقرة: 37] مكسورة القاف و} {لمن اشترئه [البقرة: 102] بكسر الراء} {ما ولّئهم [البقرة: 142] بكسر اللام. وروى أبو هشام} [4] عن يحيى عن أبي بكر {ما ولّئهم بالكسر و} {أن هدئكم للإيمن في الحجرات [17] بكسر الألف من} {هدئكم.
2104 - وروى خلف} [5] بن هشام عن يحيى عن أبي بكر {مثنى} [6] [النساء: 3] في النساء بالإمالة. وكذلك روى لي أبو الفتح عن أصحابه عنه في {مولئهم [الأنعام:
62].
2105 - وروى النقّار} [7] عن الخياط عن الشموني عن الأعشى {لمن اشترئه
كان يفخّمها مرة ويميلها مرة، ثم ثبت} [8] على التفخيم و {اليتمى [البقرة: 83] لا يبالغ في تفخيمها.
2106 - وروت الجماعة عن أبي بكر ما خلا الأعشى} {ولكنّ الله رمى
في الأنفال [17]} ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الأخرة أعمى في سبحان [72]
__________
(1) وهم: ابن كثير وابن عامر، وعاصم.
(2) طريقه هو الثاني والأربعون بعد المائتين.
(3) طريقه هو الثاني والخمسون بعد المائتين.
(4) طرقه برواية الحروف هي: الخامس والثلاثون، والسادس والثلاثون، والسابع والثلاثون، وكلها بعد المائتين.
(5) طريقاه هما: التاسع والثلاثون، والأربعون، وكلاهما بعد المائتين.
(6) الآية / 3. زاد في الموضح ل 37/ و: ولم يروه غيره.
(7) طريقه برواية الحروف هو التاسع والأربعون بعد المائتين.
(8) في ت: (يثبت) وهو غير ملائم للسياق.(2/708)
بالإمالة في الثلاث كلم. وكذلك روى حمّاد (1) والمفضل (2) عن عاصم في الثلاثة.
وروى الشموني (3) عن الأعشى {أعمى في الموضعين بين التفخيم والتضجيع، وروى بالتفخيم وبإخلاص الفتح، قرأت ذلك كله من طريق الشموني} [4] وابن غالب (5)، وكذلك قال النقار عن الخياط عن الشموني، وروى التيمي عن الأعشى {رمى بكسر الميم. وروى ابن جبير} [6] عن الكسائي عن أبي بكر {أعمى في المكانين بالتفخيم، وروى أبو عبيد} [7] عنه أنه أمالها، وبذلك قرأت (8) في رواية الكسائي عن أبي بكر.
2107 - وأخبرنا الفارسي (9)، قال: أنا أبو طاهر، قال: أنا محمد بن (10) محمد، قال: أنا [ابن] (11) سعدان، قال: أنا أبو هارون الكوفي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان لا يكسر شيئا.
2108 - قال أبو عمرو: وأبو هارون هذا هو الكسائي كان ابن سعدان يدلسه فيكنّيه باسم ابنه وكنية ابنه أبو إياس واسمه هارون. (12)
2109 - وروى العليمي عن أبي بكر وحمّاد جميعا عن عاصم يبشرى في يوسف [19] بالإمالة. وروى خلف بن هشام وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر
__________
(1) ابن أبي زياد.
(2) في م: (الفضل) وهو خطأ. وهو المفضل بن محمد بن يعلى الضبي.
(3) طرقه برواية الحروف هي: التاسع والأربعون، والخمسون، والحادي والخمسون، والسادس والخمسون، وكلها بعد المائتين.
(4) من الطريقين: الستين، والحادي والستين كلاهما بعد المائتين.
(5) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.
(6) طريقاه برواية الحروف هما: التاسع والعشرون، والثاني والثلاثون، كلاهما بعد المائتين.
(7) طريقه هو السابع والعشرون بعد المائتين.
(8) قراءة الداني من الطريقين: الثلاثين، والحادي والثلاثين كلاهما بعد المائتين.
(9) هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(10) في ت، م: (محمد بن محمد) وهو خطأ لأنه لا يوجد في تلاميذ ابن سعدان. وإنما هو محمد ابن أحمد بن واصل أجل أصحاب ابن سعدان وأثبتهم. انظر غاية النهاية 2/ 143.
(11) سقطت (ابن) من ت، م.
(12) هارون بن علي بن حمزة أبو إياس، الكوفي، ابن الكسائي، أخذ القراءة عن أبيه، وهو من المكثرين عنه، غاية 2/ 346.(2/709)
{السّوأى في الروم [10] بالإمالة. وروى خلف عن يحيى عن أبي بكر} {مجرئها ومرساهآ [هود: 41] [الراء والسين] بين الكسر والفتح. وروى الوكيعي} [1] والرفاعي (2)
وموسى (3) بن حزام وحسين (4) بن الأسود عن يحيى عن أبي بكر بفتح الراء والسّين، وبذلك قرأت له من جميع الطرق.
2110 - وروى يحيى (5) وأبو عبيد (6) عن الكسائي عن أبي بكر {أعمى [124] و} {أعمى [125] في الحرفين من طه [124] بالإمالة. وقال الأعشى عن أبي بكر بين التفخيم والتضجيع، وروى ابن جبير} [7] عن الكسائي عنه بالتفخيم، وبذلك قرأت فيهما على عاصم من جميع الطرق، وبه آخذ. وروى (8) عبيد بن نعيم عن (9) أبي بكر و {وأملى لهم في القتال [25] بكسر اللام، لم يرو ذلك غيره.
2111 - وروى هبيرة عن حفص عن عاصم من قراءتي له على أبي} [10] الفتح {يرى [البقرة: 165] و} {ترئهم [الأعراف: 198] إذا كان في أول ذلك بالإمالة.
وحدّثني أبو الفتح في الإمالة والفتح إذا كان في أوله ياء أو تاء} [11] أو نون أو همزة، نحو {هل يرئكم [التوبة: 127] و} {هل ترى [الملك: 3] و} {ولكنّى أرئكم [هود:
29] و} {لآ أرى [النمل: 20] و} {إنّى أرى [الأنفال: 48] وما أشبهه. وبالإمالة آخذ له في الباب كله} [12].
__________
(1) طريقه هو الرابع والثلاثون بعد المائتين.
(2) طرقه هي الخامس والثلاثون، والسادس والثلاثون، والسابع والثلاثون، وكلها بعد المائتين.
(3) طريقه هو الحادي والأربعون بعد المائتين.
(4) طريقه هو الثامن والثلاثون بعد المائتين.
(5) طريق يحيى بن آدم عن الكسائي ليس في جامع البيان. وهو في المستنير لابن سوار كما أشار في غاية النهاية 1/ 536.
(6) من الطريق السابع والعشرين بعد المائتين.
(7) طريقاه برواية الحروف هما التاسع والعشرون والثاني والثلاثون كلاهما بعد المائتين.
(8) طريقه هو الرابع والثمانون بعد المائتين.
(9) في م: (بن) بدل (عن). وهو تحريف واضح.
(10) من الطريقين: التاسع والعاشر وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(11) سقطت (أو تاء) من م.
(12) هذه الفقرة مشكلة العبارة، ربما لحدوث سقط فيها من قبل النساخ. وقد قال المؤلف(2/710)
2112 - وروى عنه (1) أيضا {وبشرى في رأس المائة من البقرة [97]، وفي أول النمل [2] بالإمالة، [وجرت في أجزاء] القياس في نظائرهما، فقرأت ذلك بالوجهين، وروى عنه أيضا} {لمن اشترئه في البقرة [102] بالإمالة وكذلك روى عنه} {رسلنا تترا في المؤمنين [44]، وروت الجماعة عن حفص} {مجرئها في هود [41] بالإمالة، وروى أبو الحارث} [2] عن أبي عمارة عنه أعني في المكانين في سبحان بالإمالة. [91/ و]
2113 - فأما الاختلاف عن عاصم وغيره في قوله: {رءا كوكبا [الأنعام: 76] و} {رءا الشّمس [الأنعام: 78]، وبابهما، و} {ترءا الجمعان [الشعراء: 61]، و} {أدرئكم
[يونس: 16]،} {وأدراك [الحاقة: 3]، و} {ونئا بجانبه وكذلك} {التّورئة [آل عمران: 3] فنذكره في مواضعه من السّور إن شاء الله تعالى.
الاختلاف عن ابن عامر في إمالة بعض الحروف
2114 - وأما ابن عامر فروى أحمد بن} [3] المعلى وعثمان (4) بن خرزاد عن ابن ذكوان بإسناده عنه أنه أمال ستة أحرف من جميع ما تقدم، وهي {ولو أرئكهم في الأنفال [43] و} {أتى أمر الله في أول النحل [1] و} {من افترى في طه [61] و} {ماذا ترى في والصافات [102]} {ولكنّى أراكم في الأحقاف [23] و} {فأراه الأية في والنازعات [20]. وروى التغلبي} [5] عن ابن ذكوان أنه أمال أربعة أحرف {أتى أمر الله و} {يلقئه في سبحان [13] و} {ماذا ترى و} {فأرئه الأية. وروى محمد بن} [6] موسى الصّوري عنه أنه أمال {أتى أمر الله و} {يلقئه. وروى أحمد} [7]
__________
في الموضح ل 65/ و: وروى هبيرة عن حفص عن عاصم ما كان من ترى ويرى ونرى بالتاء والياء والنون بالإمالة، وبذلك قرأت في روايته، وروى سائر الرواة عن حفص ذلك بإخلاص الفتح. أه
(1) أي روى هبيرة عن حفص عن عاصم كما في الموضح ل 26/ ظ.
(2) من الطريق الثالث عشر بعد الثلاث مائة.
(3) طريقه هو الثامن بعد المائتين.
(4) طريقه هو التاسع بعد المائتين.
(5) طريقه هو الخامس بعد المائتين.
(6) طريقه هو السادس بعد المائتين.
(7) طريقه هو السابع بعد المائتين.(2/711)
ابن أنس عنه أنه أمال {يلقئه.
2115 - وحدّثنا فارس} [1] بن أحمد قال: أنا عبد الله بن الحسين، قال: أنا محمد بن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان أنه أمال ثلاثة أحرف {ببضعة مّزجئة
في يوسف [88] و} {أتى أمر الله و} {يلقئه ونصّ الأخفش في كتابه الأكبر عن ابن ذكوان على الإمالة في} {مّزجئة فقال: يشمّ الجيم شيئا من الكسر.
2116 - وقال التائب} [2] عن ابن المعلى وابن خرزاد عن ابن ذكوان أنه كان يميل كل راء بعدها ألف منقلبة من ياء أو للتأنيث، نحو {ترى [المائدة: 62] و} {ترى [البقرة: 55] و} {يرى [البقرة: 165] و} {اعترئك [هود: 54] و} {بشرى
[البقرة: 97] و} {ذكرى [الأنعام: 69] و} {النّصرى [البقرة: 62] و} {أسرى [البقرة: 85] وشبهه مثل أبي عمرو إلا حرفا واحدا فإنه فتحه وهو قوله:} {مجرئها [هود: 41].
2117 - وقال التائب: وأخبرني بعض قرّاء دمشق أن ابن عامر كان يكسر ما فيه الراء} [3] ويفتح ما سواه. وكذلك روى الداجوني (4) عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان، وقرأت من طريق الأخفش عن ابن ذكوان عن الفارسي (5) وأبي الفتح (6) وابن غلبون (7) بإخلاص الفتح في جميع ما تقدم. وكذلك روى هشام بإسناده عن ابن عامر، وروى الحلواني عن هشام عنه {غير نظرين إناه في الأحزاب [53] بالإمالة في فتحة النون.
2118 - وكذلك روي} [8] عن قالون عن نافع، وقد تابعه على ذلك عن قالون أبو سليمان سالم (9) بن هارون المدني، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك لقالون من جميع الطرق وبه آخذ.
__________
(1) انظر الطريق / 203. وإسناده صحيح لكنه بعرض القراءة، وهنا رواية حروف.
(2) طريقه من ابن المعلى هو الثامن بعد المائتين.
(3) في م: (الواو) وهو خطأ، لأن الواو لا صلة لها بالإمالة.
(4) طريقه هو السادس بعد المائتين.
(5) من الطريق السادس والتسعين بعد المائة.
(6) من الطرق: من السابع والتسعين بعد المائة إلى الرابع بعد المائتين على التوالي.
(7) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وهو من طرق النشر، انظر النشر 1/ 141.
(8) أي الحلواني.
(9) الطريق السابع والخمسون.(2/712)
فصل في الأفعال العشرة
2119 - وأمال حمزة عين الفعل من عشرة أفعال ثلاثية ماضية، وهي {شآء
[البقرة: 20] و} {جآء [النساء: 43] و} {زاد} [1] [البقرة: 247] و {وحاق [هود: 8] و} {طاب [النساء: 3] و} {خاف [البقرة: 182] و} {وضاق [هود: 77] و} {خاب
[إبراهيم: 15] و} {زاغ في والنجم [17]، و} {زاغوا في الصف [5]، و} {ران في المطففين [14] وسواء اتصل بها ضمير أو لم يتصل كقوله:} {جآءو [آل عمران: 184] و} {جآءه [البقرة: 275] و} {جآء به [الأنعام: 91] و} {جآءتهم [البقرة: 213] و} {جآءكم [البقرة: 87] و} {جآءنا [المائدة: 19] و} {زادتهم [الأنفال: 2] و} {فزادهم
[البقرة: 10] و} {خافت [النساء: 128] و} {خافوا [النساء: 9] و} {ضاقت [النوبة: 25] وما أشبهه.
2120 - وأمال الكسائي في رواية نصير عنه من ذلك «زاد» كيف تصرف وحيث وقع «وزاغ» و «زاغوا» وزاد} [2] على حمزة الحرف الذي في الأحزاب، وهو قوله:
{وإذ زاغت الأبصر [10] فأماله أيضا، ولم يأت بإمالته غير و} {بل ران [المطففين:
14] لا غير} [3]، وأمال في رواية الباقين عنه {بل ران فقط.
2121 - وأمال ابن ذكوان عن ابن عامر} {شآء و} {جآء حيث وقعا، وكيف تصرّفا، واختلف عنه في زاد كيف تصرف، فروى الشاميون وابن شنبوذ عن الأخفش عنه وابن المعلى وابن أنس وابن خرزاد والتغلبي عنه أنه أمال الحرف الأول من سورة البقرة [10] وهو قوله:} {فزادهم الله مرضا لا غير. وأخلص الفتح فيما عداه، وكذلك حكى الأخفش في كتابه الخاص} [4]، وروى أبو عمران موسى بن (5) عبد الرحمن وسلامة (6) بن هارون وأبو بكر النقّاش (7) عن الأخفش والداجوني عن محمد
__________
(1) لم يرد زاد مجردا من الضمير في التنزيل.
(2) في م: (أو زاد) وزيادة الهمزة خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) أي نصير عن الكسائي.
(4) في ت، م: (الخالص) وهو خطأ، وقد تقدم ذكره مرات.
(5) طريقه عن الأخفش هو الثامن والتسعون بعد المائة.
(6) طريقه عن الأخفش هو الرابع بعد المائتين.
(7) طريقه هو السادس والتسعون بعد المائة.(2/713)
بن موسى الصّوري عنه أنه أمال ذلك في جميع القرآن، وبذلك أقرأني الفارسي عن النقاش وأبو الفتح عن أبي الحسن عن أبي عمران عنه، وكذلك حكى الأخفش في كتابه العام.
2122 - وروى ابن (1) شاكر عن ابن عتبة (2) بإسناده عن ابن عامر إمالة {شآء
و} {جآء و} {زاد في جميع القرآن [91/ ظ]، وكذلك روى الداجوني} [3] عن أصحابه عن هشام وابن ذكوان أداء وابن خرزاد (4) عنه نصّا {جآءت [الأنعام: 109] بالكسر لم يروه غيرهما، ذكر ذلك ابن خرزاد في سورة طه، وأمال أبو بكر عن عاصم في غير رواية الأعشى والبرجمي} [5] وابن جبير عن الكسائي عنه {بل ران [المطففين: 14] فقط، وكذلك روى حمّاد} [6] والمفضل (7) عن عاصم.
2123 - وأخبرنا (8) الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: أنا أبو بكر، قال: أنا القورسي (9)، قال: أنا خلاد، أنا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يميل {شآء
} {وجآء في جميع القرآن، لم يرو هذا عن أبي بكر غير حسين الجعفي من الطريق المذكورة، وقد جاء ذلك أيضا عن الكسائي عن أبي بكر. ولم أقرأ به في روايته.
2124 - وقرأ نافع في رواية قالون وورش بإخلاص الفتح في العشرة الأفعال.
واختلف عن إسماعيل عنه، فروى أبو عمر} [10] وأبو (11) عبيد عنه عن نافع شآء
__________
(1) من الطريق الثالث والعشرون بعد المائتين.
(2) في ت، م: (عتبة عن بإسناده) وزيادة (عن) خطأ.
(3) لم يتقدم للداجوني طرق عن هشام: فهذه الرواية خارجة عن طرق جامع البيان. أما عن ابن ذكوان فقد تقدم له الطريق السادس بعد المائتين.
(4) تقدم قريبا أن طريقه عن ابن ذكوان هو التاسع بعد المائتين.
(5) طريقاه عن أبي بكر هما: السادس والستون، والسابع والستون، وكلاهما بعد المائتين.
(6) ابن أبي زياد عن عاصم.
(7) في م: (الفضل). وهو خطأ.
(8) تقديم الطريق الخامس والسبعون بعد المائتين، وهو من رواية الداني عن محمد بن أحمد، عن ابن مجاهد عن أبي بكر القورسي بمثل هذا الإسناد، فأبو بكر في هذا الإسناد هو ابن مجاهد والإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(9) في ت، م: (الترسي) وهو خطأ. انظر إسناد الطريق / 275.
(10) الدوري. وطرقه من الأول إلى الخامس على التوالي.
(11) وطريقه هو العاشر.(2/714)
و {جآء و} {زاد بين الكسر والفتح، وزاد أبو عبيد الباب كله كذلك. وكذلك أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه، قال: لا مفتوح ولا مكسور، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل من طرقه.
2125 - وأخبرنا ابن} [1] جعفر، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا البرمكي عن أبي (2) عمر عن إسماعيل الباب كله مفتوح، وبذلك قرأت في رواية ابن فرح عنه (3)، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع.
2126 - واختلف أيضا عن المسيّبي عنه، فروى خلف (4) عنه عن نافع الباب كله يشمّه الكسر قليلا. وروى ابن ذكوان (5) وابن (6) سعدان كل ذلك بالفتح. قال ابن سعدان: كان إسحق (7) إذا لفظ ب {زادهم [الفرقان: 60] كأنه يشير إلى الكسر قليلا، فإذا قلت له إنك تشير إلى الكسر، قال: لا ويأبى} [8] إلا الفتح.
2127 - وحدّثنا محمد (9) بن أحمد، قال: أنا ابن مجاهد قال: حدّثني أحمد بن زهير عن خلف عن إسحاق عن نافع {بل ران بين الفتح والكسر، وروى محمد بن إسحاق عن أبيه بالفتح، وبذلك قرأت للمسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان في الباب كله، وبذلك قرأ الباقون} [10].
2128 - وروى أحمد (11) بن واصل عن اليزيدي عن أبي عمرو بل ران
مكسورة الراء. وروى سائر الرواة عنه فتح الراء.
__________
(1) تقدم في الفقرة / 1499أن طريق البرمكي عن الدوري عن إسماعيل خارج عن طرق جامع البيان. وهذا الإسناد الصحيح.
(2) في ت، م: (ابن عمر) وهو خطأ.
(3) عن الدوري. من الطريق الثالث.
(4) طرقه هي الرابع والعشرون، والخامس والعشرون، والسادس والعشرون.
(5) طريقه هو السابع والعشرون.
(6) طرقه هي السابع عشر، والعشرون والثاني والعشرون، والثالث والعشرون.
(7) ابن محمد المسيبي.
(8) في م: (ومابا) وهو تحريف.
(9) من الطريق الرابع والعشرين.
(10) وهم سائر طرق إسماعيل غير من ذكر، وسائر طرق المسيبي غير من ذكر.
(11) طريقه هو السابع والسبعون بعد المائة.(2/715)
2129 - وأجمعوا (1) على إخلاص الفتح في قوله في ص [63] {أم زاغت عنهم الأبصر إلا ما روي عن إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة: أنه أماله وليس بصحيح.
2130 - وكذا أجمعوا} [2] على إخلاص الفتح إذا لحق هذه الأفعال زيادة أو كانت مستقبلة كقوله: {فأجآءها المخاض [مريم: 23] و} {أزاغ الله قلوبهم [الصف: 5] و} {وما تشآءون إلّآ أن يشآء الله [الإنسان: 30] و} {من يشآء [البقرة: 90] و} {من أشآء [الجاثية: 15] و} {فلا تخافوهم وخافون [آل عمران: 175] و} {لّا تخف [طه: 77] و} {ولا تخافى [القصص: 7] وما أشبهه.
فصل في ذوات الراء
2131 - واختلفوا في إمالة الألف الواقعة في الأسماء قبل راء مجرورة هي لام الفعل وكسرتها كسرة إعراب وفي إخلاص فتحها، وسواء كانت الألف مزيدة للبناء [أو]} [3] مبدلة من حرف أصلي أو اتصل بالراء (4) ضمير (5) أو لم يتصل بها، وذلك يرد على عشرة أمثلة:
2132 - فالأول منها: أفعال (6) بفتح الهمزة، كقوله: {وعلى أبصرهم [البقرة: 7] و} {من أنصار} [7] و {مّن أقطارها [الأحزاب: 14] و} {على ءاثرهم [المائدة: 46] و} {على أدبرهم [الإسراء: 26] و} {بين أسفارنا [سبأ: 19] و} {ومن أصوافها} [8] وأوبارها وأشعارهآ [النحل: 80] و {مع الأبرار [آل عمران: 193] و} {مّن الأشرار [ص: 62] و} وبالأسحار [آل عمران: 17] وما أشبهه.
__________
(1) أي القراء السبعة.
(2) أي القراء السبعة.
(3) في ت، م: (للياء مبدلة) وفيه تحريف وإسقاط.
(4) في ت، م: (بالواو). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(5) في م: (ضميرا) بالنصب وهو خطأ.
(6) في م: (أفعل) وهو خطأ لا ينسجم مع السياق.
(7) البقرة / 270، وفي ت: (من أبصارها) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(8) وسقطت (أصوافها) من ت، م.(2/716)
2133 - والثاني: إفعال بكسر الهمزة وذلك في قوله: {بالعشىّ والإبكر في آل عمران [41] والمؤمن [55] لا غير.
2134 - والثالث: فعال بفتح الفاء وتخفيف العين كقوله:} {بالّيل والنّهار
[البقرة: 274] [و} {وجه النّهار [آل عمران: 72]] و} {ذات قرار [المؤمنون: 50] و} {فى قرار [المؤمنون: 13] و} {دار البوار [إبراهيم: 28] وما أشبهه.
2135 - والرابع: فعال بكسر الفاء وتخفيف العين كقوله:} {مّن ديركم [البقرة:
84] و} {من ديرنا [البقرة: 246] و} {إلى حمارك [البقرة: 259] و} {كمثل الحمار
[الجمعة: 5] و} {خلل الدّيار [الإسراء: 5] وما أشبهه.
2136 - والخامس: فعّال بفتح الفاء وتشديد العين كقوله:} {كلّ كفّار [البقرة:
276] و} {بكلّ سحّار [الشعراء: 37] و} {أمر كلّ جبّار [هود: 59] [و} {كلّ جبّار
[إبراهيم: 15]] و} {لّكلّ صبّار [إبراهيم: 5] و} {القهّار [يوسف: 39] و} {إلى العزيز الغفّر [غافر: 42] و} {كالفخّار [ص: 28] وما أشبهه.
2137 - والسادس: فعّال بكسر الفاء وتشديد العين في الأصل لا في اللفظ، وذلك في قوله في آل عمران [75]} {بدينار لا غير، والأصل فيه دنّار بنون مشددة، فأبدل من أولها تخفيفا} [1] كما فعل ذلك في ديباج وقيراط وديوان، والأصل دبّاج وقرّاط ودوّان.
2138 - والسابع: فعّال بضم الفاء وتشديد [92/ و] العين كقوله: {مّن الكفّار [التوبة: 123] و} {إلى الكفّار [الممتحنة: 10] و} {كتب الفجّار [المطففين: 7] وما أشبهه.
2139 - والثامن: فعلال بكسر الفاء، وذلك قوله في آل عمران:} {بقنطار [آل عمران: 75] لا غير.
2140 - والتاسع: مفعال بكسر الميم، وذلك} [2] قوله في الرعد بمقدار [8] لا غير، والألف في هذه التسعة الأمثلة زائدة للبناء.
__________
(1) العبارة غير دقيقة. وتعبير المؤلف في الموضع ل (16/ و): الأصل في ذلك دباج وقرّاط ودوّان بتشديد الباء والراء والواو، فعوضت العرب من هذه الأحرف ياء. أه ثم قال: فإذا جمعوا قالوا: دنانير ودبابيج ودواوين وقراريط فظهرت النون والباء والراء والواو المدغمة قبل القلب والتعويض أ. هـ.
(2) في م: (ودال) وهو خطأ.(2/717)
2141 - والعاشر: فعل بفتح الفاء والعين مع تخفيفها وانقلبت العين ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، وذلك نحو قوله: {أصحب النّار [البقرة: 39] و} {وقود النّار [آل عمران: 10] و} {عقبة الدّار [الأنعام: 135] و} {فى دارهم [الأعراف: 78]} {والجار ذى القربى والجار الجنب [النساء: 36] و} {إذ هما فى الغار [التوبة:
40] وما أشبهه.
2142 - وأمال الألف وما قبلها في جميع ما تقدم أبو عمرو والكسائي في غير رواية أبي الحارث وحمزة في رواية أبي عمر} [1] وابن كيسة عن سليم عنه. واستثنى أبو عمر عن سليم من ذلك {ءاثرهم [المائدة: 46] و} {آثارهما [الكهف: 64] و} {ومن أوزار الّذين [النحل: 25] و} {كلّ كفّار [البقرة: 276] فرواه مفتوحا. هذه قراءتي على أبي الفتح} [2] عن أصحابه.
2143 - وحدّثنا محمد (3) بن علي، قال: أنا ابن (4) قطن، قال: حدّثنا أبو خلاد ح.
2144 - وأنا خلف (5) بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبو محمد المعدل، قال: أنا أحمد بن شعيب، قال: أنا صالح بن زياد، قالا: أنا اليزيدي عن أبي عمرو {كالفخّار
[الرحمن: 28] و} {مّن الأشرار [ص: 62] و} {الأبصر [آل عمران: 13] و} {كمثل الحمار [الجمعة: 5] و} {إلى نار جهنّم [الطور: 13] وما أشبهه ذلك، قال أبو خلّاد:
يشمها الكسر. وقال أبو شعيب: يشمّها من الكسر، قالا ذلك في سورة الرحمن، وقالا في أول البقرة: إنه يكسر ذلك كله. وكذلك سائر أصحاب اليزيدي في الباب كله، ونصّ على الإمالة في قوله:} {فى الغار [التوبة: 40] عنه عن أبي عمرو، أبو} [6]
__________
(1) في م: (أبي عمرو) وهو خطأ لأن المقصود أبو عمر الدوري.
(2) من الطريقين: الثاني والستين، والثالث والستين كلاهما بعد الثلاث مائة.
(3) انظر الطريق / 179. وإسناده صحيح.
(4) في هامش ت (ل 92/ ظ): ابن قطن هو محمد بن احمد بن قطن السمسار البغدادي غاية 10هـ أقول: تقدمت ترجمته.
(5) انظر الطريق / 149. وإسناده صحيح.
(6) في م: (وأبو عبد الرحمن). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(2/718)
عبد الرحمن وأبو (1) حمدون وابن (2) سعدان من رواية الأصبهاني عنه، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء عنه، وبذلك قرأت في جميع الطرق.
2145 - وروى ابن شنبوذ عن أبي عيسى أحمد بن (3) محمد الفرائضي عن أبي عمرو وأبي خلاد جميعا أنهما أخذا عليه {الغار [التوبة: 40] و} {ومن أوزار [النحل:
25] بالفتح فيهما. قال ابن شنبوذ: وكذلك لفظ لي محمد} [4] بن [أبي] (5) شعيب السّوسي عن أبيه {الغار مفتوحا. قال ابن شنبوذ: وكذلك أقرأنيه يونس} [6] بن علي بن محمد بن يحيى اليزيدي عن عمّه أبي جعفر عن جدّه يحيى عن أبي عمرو مفتوحا. وقال ابن شنبوذ: فأما شيوخنا الذين قرأنا عليهم كابن جمهور (7) وابن مخلد (8) عن شيوخهم عن اليزيدي عن أبي عمرو، فإنهم يميلونه.
2146 - وقال الحلواني (9) عن أبي عمر عن الكسائي {والإبكر في آل عمران [41] بفتح الكاف، وذلك خلاف لما قاله عنه في سورة البقرة من أن الباب كله يمال.
2147 - وذكر أبو طاهر} [10] في كتاب الفصل أنه قرأ على أبي بكر وأبي عثمان
__________
وهو عبد الله بن اليزيدي. وانظر الطريق / 170.
(1) في ت، م: (ابن حمدون) وهو خطأ. وانظر الطريق / 178.
(2) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائة.
(3) أحمد بن محمد لم أجده. وسيأتي اسمه في الفقرة / 2316أحمد بن محمد بن عمرو.
وهذان الطريقان ليسا في جامع البيان.
(4) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(5) سقطت (أبي) من ت، م.
(6) يونس بن علي بن محمد بن يحيى بن المبارك، أبو عيسى، ابن اليزيدي، روى القراءة عرضا عن عمه أحمد بن محمد بن اليزيدي، روى عنه القراءة عرضا أبو الحسن ابن شنبوذ. غاية 2/ 407. وأبو جعفر هو أحمد بن محمد بن اليزيدي تقدم.
وهذا الطريق خارج عن طريق جامع البيان، وهو في الكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 2/ 407.
(7) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(8) هو الحسن بن الحباب بن مخلد تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان وهو في المستنير لابن سوار، والكفاية لأبي العز، كما أشار في غاية النهاية 1/ 209.
(9) طريق الحلواني عن الدوري عن الكسائي خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم.
(10) هو عبد الواحد بن عمر. وقراءته على أبي بكر بن مجاهد عن الدوري عن الكسائي ليست من طرق جامع البيان، كما تقدم.(2/719)
[عن] (1) الكسائي {فى الغار [التوبة: 40] بالفتح، وقد} [2] أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أبي عمر عنه أنه كان يميل كل ألف بعدها راء مكسورة. وقال ابن (3)
فرح وابن الحمامي (4) وغيرهما عن أبي عمر عنه كل مخفوض فيه الراء فهو يميله، ولم يستثن شيئا من ذلك، فدلّ على أنه يميل {فى الغار، وعلى ذلك جميع أهل الأداء برواية أبي عمرو.
2148 - وأمال الكسائي في رواية أبي الحارث من ذلك ما تكررت فيه الراء، نحو} {الأبرار [آل عمران: 193] و} {الأشرار [ص: 62] و} {القرار [إبراهيم: 29] و} {فى قرار [المؤمنون: 13] وما أشبهه لا غير. وكذلك أقرأني أبو الفتح} [5] في رواية خلف وخلاد عن سليم عن حمزة، وقال لي: أصحاب سليم متفقون على الإمالة فيما تكررت فيه الراء إلا رجاء بن عيسى وحده، فإنه روى عنه إخلاص الفتح في ذلك.
2149 - وحدّثنا محمد (6) بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف وأبي (7) هشام عن سليم عن حمزة أنه قرأ {الأشرار [ص: 62] و} القرار
__________
وأما قراءته على أبي عثمان الضرير فهي من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في ت، م: (وقال أنا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق. وابن مجاهد ولد قبل وفاة الدوري بسنة، فالإسناد منقطع. وقد تقدم الطريق الثمانون بعد الثلاث مائة، وهو من رواية ابن مجاهد عن ابن عبدوس عن الدوري عن الكسائي.
(3) أحمد بن فرح.
(4) جعفر بن محمد بن أسد بن الحمامي.
(5) له في رواية خلف الطريق: من الخامس والثلاثين إلى التاسع والثلاثين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة. وفي رواية خلاد الطرق: من الرابع والأربعين إلى التاسع والأربعين على التوالي، مع السادس والخمسين، والسابع والخمسين، وكل ذلك بعد الثلاث مائة.
(6) انظر في رواية خلف الطريقين / 332، 333وإسناد كل منهما صحيح، وفي رواية أبي هشام الطريق / 377وإسناده صحيح.
والرواية في السبعة / 149.
(7) في م: (ابن هشام). وفي ت: (أبو هشام) وكلاهما خطأ. والتصحيح من السبعة / 149 والموضح ل 12/ و.(2/720)
[إبراهيم: 29] و {قرار} [1] [إبراهيم: 26] و {القهّار} [2] [إبراهيم: 28] بين الكسر والتفخيم، وكذلك قرأت في رواية خلف وخلاد على غير أبي (3) الفتح، وقرأت في روايتيهما وفي رواية رجاء {دار البوار في إبراهيم [28] و} {القهّار حيث وقع بين بين.
2150 - وقال خلف: سألت سليما} [4] عن {البوار و} {القرار و} {الأشرار
ونحو هذا فقال: يشمّه الكسر، ثم قرأت عليه غير مرة ففخّمت ذلك، ولم أشمّ الكسر فسكت عني إلا في} {قرار ومعين [المؤمنون: 50] ونحوها إذا كان الحرف بالخفض.
وقال: أشمّ الراء الكسر، وكذلك من} {الأبرار [آل عمران: 193] إذا كان في موضع خفض لكون آخر [92/ ظ] الحرف بالخفض. قال خلف: وظننت أنهما عنده متقاربان.
هذه رواية ابن الجهم} [5] عن خلف.
2151 - وروى (6) ابن فرح عن أبي عمر عن سليم عن حمزة {النّار [البقرة:
24] و} {الحمار [الجمعة: 5] و} {الدّار [البقرة: 94] و} {بقنطار [آل عمران: 75] و} {بدينار [آل عمران: 75] و} {البوار بالإمالة وقال:} {على ءاثارهما [الكهف: 64] و} {على ءاثرهم [المائدة: 46] لا يكسر الثاء، وقال: و} {ومن أوزار [النحل: 25] لا يكسر الزاي.
2152 - وروى} [7] أبو داود عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يبطح (8)
الألف إذا كان بعدها راء مكسورة، مثل: {عقبى الدّار [الرعد: 22] و} {أصحب النّار
[البقرة: 39] و} {بدينار [آل عمران: 75] قال: فإذا سقط الكسر عن الراء يريد في الوقف كانت مفتوحة، فإن كان في الحرف راءان كذلك مثل:} {الأشرار [ص: 62] و} في قرار [المؤمنون: 13] يعني أنه يميل أيضا.
__________
(1) وفي السبعة (ذات قرار) وهو في المؤمنون / 50.
(2) وفي ت، م: (الفرار) وهو خطأ لأن الراء فيه غير مجرورة والتصحيح من السبعة / 149.
(3) من الطريق الرابع والثلاثين بعد الثلاث مائة.
(4) في م: (سليمان) وهو تحريف.
(5) وهي من الطريق الثاني والثلاثين بعد الثلاث مائة.
(6) من الطريق التاسع والخمسين بعد الثلاث مائة. وانظر الموضح ل 12/ و.
(7) من الطريق الثالث والسبعين بعد الثلاث مائة.
(8) في م: (سطح) وهو تحريف.(2/721)
2153 - وروى ابن جبير (1) عن سليم عن حمزة أنه يفخّم الباب كله ما تكرر فيه الراء وما لم يتكرر، وقال عنه: {إلى حمارك [البقرة: 259] بكسر الميم شيئا، وقال:} {ومن أوزار [النحل: 25] لا يكسر الزاي. وروى أبو هشام} [2] عن سليم كرواية خلف سواء، وروى ابن (3) واصل عن ابن سعدان عن سليم {مع الأبرار [آل عمران:
193] إذا كان آخره بالكسر، ومثله} {مّن الأشرار [ص: 62] يقرأ هذه الحروف بين الكسر والتفخيم.
2154 - وقال محمد بن} [4] عيسى عن خلاد عن سليم في الباب كله أنه إلى الخفض أقرب منه إلى التفخيم، وقال: يشم ذلك الخفض في الحالين يعني في الوقف والوصل وهذا خلاف لما قاله داود عن ابن كيسة عن سليم من أن ذلك مفتوح في الوقف لزوال جرّه الراء فيه، وروى الحلواني (5) عن خلف وخلّاد عن سليم: كل الباب بالفتح إلا ثلاثة أحرف {الأبرار و} {الأشرار و} {فى قرار، فإنه يشمّ فيهنّ الكسر إذا كان مخفوضا، وإذا لم يكن مخفوضا فتحه.
2155 - قال أبو عمرو: وقد اختلف عن أبي عمرو والكسائي وسليم عن حمزة في ثلاث كلم، وهنّ قوله:} {والجار ذى القربى و} {والجار الجنب في الموضعين في النساء [36] وقوله:} {من أنصارى في آل عمران [52] والصّفّ [14]، وقوله:
} {جبّارين في المائدة [22] والشعراء [130].
2156 - فروى أبو عبد الرحمن} [6] وأبو حمدون (7) عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتح {والجار في الموضعين و} {من أنصارى في المكانين. وحكى اليزيدي وشجاع عنه أنه فتح} جبّارين، وبهذا قرأت لأبي عمرو من جميع الطرق.
__________
(1) من الطريق السادس والسبعين بعد الثلاث مائة.
(2) طرقه هي السابع والسبعون، والثامن والسبعون، والتاسع والسبعون، وكلها بعد الثلاث مائة.
(3) من الطريق الخامس والسبعين بعد الثلاث مائة.
(4) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) طريقه عن خلف عن سليم ليس في جامع البيان كما تقدم. وأما عن خلاد فله طريقان:
هما الأربعون، والحادي والأربعون، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(6) من الطريق السبعين بعد المائة.
(7) من الطريق الثامن والسبعين بعد المائة.(2/722)
2157 - وحدّثني فارس (1) بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال:
حدّثنا زيد بن علي، قال: حدّثنا أحمد بن فرح عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أمال {والجار ذى القربى و} {والجار الجنب [النساء: 36] وقد جاء بذلك نصّا عن أبي عمرو} [2] عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه.
2158 - وروى الحلواني (3) عن أبي عمر عن اليزيدي {من أنصارى إلى الله
[آل عمران: 52] بالإمالة. وكذلك روى ابن مجاهد عن قاسم} [4] الغزال عن أبي عمر عن (5) اليزيدي، أخبرنا بذلك ابن خواستي (6) عن أبي طاهر عنه، وكذلك روى أحمد بن نصر الشذائي عن قراءته على عمر بن (7) نصر عن الدوري عن اليزيدي، وكذلك حكى ابن عمر (8) الحافظ عن قراءته على أبي الحسن علي بن سعيد المعروف بابن أبي (9) ذؤابة عن ابن فرح عن أبي (10) عمر عنه عن أبي عمرو.
2159 - والإمالة في ذلك خارجة من قول أبي عمرو ومذهبه المتعارف لأن
__________
(1) انظر الطريق / 148. وإسناده صحيح لكنه بعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(2) في ت، م: (وعبيد الله) وهو خطأ لا يستقيم به السياق وعبيد الله بن معاذ بن معاذ، وأبوه معاذ بن معاذ بن نصر تقدما. وهذا الطريق خارج عن جامع البيان كما تقدم.
(3) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(4) قاسم الغزال لم أجده.
(5) سقطت (عن) من م.
(6) هو عبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر. والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) عمر بن محمد بن نصر بن الحكم، أبو حفص، القاضي ببغداد، كبير القدر ثقة، توفى سنة خمس وثلاث مائة. تاريخ بغداد 11/ 220/ غاية 1/ 598.
وهذا الطريق خارج عن جامع البيان وهو في المبهج والكفاية والكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 598.
(8) هو علي بن عمر بن أحمد الدارقطني. وهذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(9) في غاية النهاية 1/ 543: ابن ذؤابة.
(10) في ت، م: (ابن عمر). وهو خطأ واضح، لأنه أبو عمر الدوري.(2/723)
كسرة الراء فيه كسرة بناء، وهو لا يميل من هذا الضرب إلا ما كانت الكسرة فيه كسرة إعراب لا غير.
2160 - وقرأ الكسائي في غير رواية أبي الحارث بإمالة ذلك كله، وروى عنه أبو الحارث أنه أخلص فتحه.
2161 - وروى ابن (1) فرح عن أبي عمر عن سليم عن حمزة أنه أمال {والجار في الموضعين، وأمال أيضا} {فى الغار [التوبة: 40]. كذا قرأت} [2] من طريقه، وروى ابن مجاهد (3) عن قراءته عن أبي الزعراء عن أبي عمر، عن سليم بفتح ذلك، ولا أعلم خلافا عن سليم في فتح {من أنصارى [آل عمران: 52] و} {جبّارين
[المائدة: 22].
2162 - وقد حكى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو: أنه فتح} {إلى حمارك [البقرة: 259] وذلك وهم. وحكى الحلواني عن أبي عمرو: أنه كان يميل ما كانت الراء فيه مجرورة أو منصوبة أو مرفوعة، وما حكاه من إمالة المنصوب والمرفوع غير جائز، وهو منه خطأ لا شك فيه لأن النصب والرفع لا يجلبان} [4]
الإمالة كما يجلبها الخفض، وذلك إجماع.
2163 - وقال نصير في كتابه عن الكسائي في جميع ما تقدم ليس يكسره (5)
كسرا كثيرا شديدا، وقال في المائدة (6): {والكفّار [93/ و] أوليآء [المائدة: 57] بكسر الراء} [7] وبفتح الفاء. وقرأت في روايته بإخلاص الإمالة في جميع القرآن.
2164 - وقرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني جميع ما تقدم بين اللفظين، واستثنى لي فارس بن (8) أحمد عن قراءته في رواية أبي يعقوب الأزرق عنه
__________
(1) من الطريق التاسع والخمسين بعد الثلاث مائة.
(2) من الطريق الثاني والستين بعد الثلاث مائة.
(3) من الطريقين: الثامن والخمسين، والحادي والستين، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(4) في م: (لا يحيكان).
(5) في م: (يكره كثيرا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) قرأ الكسائي بجر (الكفار)، انظر النشر 2/ 255، السبعة / 245.
(7) سقطت (و) من م.
(8) من الطريق الخامس والسبعين.(2/724)
بالأبصار (1) خاصة، نحو {لّأولى الأبصر [آل عمران: 13] و} {يذهب بالأبصر
[النور: 43] وشبهه من لفظه حيث وقع، فأخذ ذلك عليّ بإخلاص الفتح. واستثنى ابن} [2] غلبون عن قراءته و {والجار في الموضعين و} {جبّارين في المكانين، فأخذ ذلك عليّ بالفتح.
وقرأت له ذلك كله على ابن خاقان} [3] بين بين كنظائره.
2165 - ولا أعلم خلافا عن نافع في إخلاص فتح {من أنصارى في السورتين لكونه في محل رفع وكون كسرة الراء فيه بناء لا إعرابا.
2166 - وقد كان محمد بن} [4] علي يستثني عن قراءته على أصحابه من جملة الباب ما قبل الألف فيه حرف من حروف الاستعلاء (5)، نحو {من أبصرهم [النور:
30] و} {الأبصر [آل عمران: 13] و} {من أنصارى [آل عمران: 52] و} {مّن أقطارها
[الأحزاب: 14] و} {بقنطار [آل عمران: 75] و} {الفجّار [الانفطار: 14] و} {الغار
[التوبة: 40]، وما أشبهه. فكان يخلص الفتح فيه، وقول أصحاب ورش في كتبهم عنه يدلّ على خلاف ذلك، ويوجب اطّراد الإمالة التي هي بين بين في جميع الباب.
2167 - وقرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن} [6] مجاهد وفي رواية ابن (7)
سعدان عن المسيّبي، [و] (8) في رواية أبي عون (9) الواسطي وأبي العباس (10) الرازي
__________
(1) في م: (الأنصار) وهو تصحيف.
(2) من الطريق السادس والسبعين.
(3) من الطرق: من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(4) محمد بن أحمد بن علي لم يتقدم له في طرق الكتاب غير رواية الحروف. فعرضه القراءة خارج عن طرق جامع البيان.
(5) حروف الاستعلاء سبعة هي: الخاء، والصاد، والضاد، الغين، والطاء، والقاف، والظاء.
مجموعة في قولك (خص ضغط قظ).
(6) من الطريق الثاني.
(7) من الطريقين العشرين، والثاني والعشرين.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) الواسطي عن الحلواني عن قالون. من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين.
(10) الرازي عن الحلواني عن قالون. من الطريق التاسع والثلاثين.(2/725)
عن الحلواني، وفي رواية (1) القاضي عن قالون الباب كله بين بين كمذهب ورش سواء، إلا أن ورشا كما قلناه (2) إلى الإمالة أقرب، وهما (3) إلى الفتح أقرب.
2168 - وقرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن فرح (4) [و] (5) في رواية المسيّبي من طريق ابنه (6) محمد، وفي رواية قالون من طريق أبي نشيط (7) وأبي علي (8) الشحام والحسن (9) بن أبي مهران عن الحلواني. وفي رواية ورش من طريق الأصبهاني (10) بإخلاص الفتح في الباب كله. وكذلك نصّ عليه الحلواني وأبو مروان (11) عن قالون.
2169 - وكذلك روى أبو سليمان (12) عن قالون إلا عشر كلم، فإنه رواهنّ بالإمالة وهنّ: {النّار و} {جبّار [هود: 59] و} {كفّار} [13] و {النّهار و} {كالفجّار
[ص: 28] و} {الحمار [الجمعة: 5] و} {بدينار [آل عمران: 75] و} {الكفّار [التوبة:
123] و} {البوار [إبراهيم: 28] و} {أوّل كافر به [البقرة: 41]. قال: ويفتح} {وعلى أبصرهم [البقرة: 7] ويميل} {على ءاثرهم [المائدة: 46] ولا يستمر} [14] على قياس واحد يريد في الإمالة والتوسّط.
__________
(1) من الطريق الخامس والثلاثين.
(2) راجع الفقرة / 3082.
(3) كذا في ت، م وحق السياق أن يقول هم، لأن الضمير يعود إلى اسماعيل والمسيبي وقالون.
(4) من الطريق الثالث.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) من الطريقين: الخامس عشر، والسادس عشر.
(7) من الطريق الخامس والأربعين.
(8) من الطريق الثالث والأربعين.
(9) من الطريقين: السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين.
(10) من الطريق السادس والتسعين.
(11) طريقه هو الخامس والخمسون.
(12) طريقه هو السابع والخمسون.
(13) البقرة / 276. وفي م: (الكفار) وهو خطأ بسبب التكرار.
(14) في م: (ولا يشم) ولا يستقيم به السياق.(2/726)
2170 - وروى ابن (1) جبير عن أصحابه عن نافع الباب كله بإخلاص الفتح.
قال ابن المسيّبي وابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي {خير لّلأبرار [آل عمران:
198] بالفتح. وكذا كل ما في القرآن مثل} {الدّار [الأنعام: 135] و} {الحمار.
2171 - وقال محمد} [2] بن خالد عن أبي عمر عن إسماعيل إنه لا يكسر كل راء قبلها ألف، ولا كل راء بعدها ألف. وحكى ابن (3) مجاهد عن قراءته عن ابن عبدوس عن أبي عمر عنه و {وعلى أبصرهم مفتوح.
2172 - وحدّثنا محمد بن} [4] أحمد قال: أنا ابن مجاهد، قال: كان نافع لا يميل الألف التي تأتي بعدها راء مكسورة مثل {النّار [البقرة: 39] و} {من قرار [إبراهيم:
26] و} {الأبرار [آل عمران: 193] و} {الأشرار [ص: 62] و} {دار البوار [إبراهيم: 28] و} {الأبصر [آل عمران: 13] و} {بقنطار [آل عمران: 75] و} {وعلى أبصرهم} [5]
و {ديرهم [البقرة: 85]} {على ءاثرهم [الكهف: 6] بل كان ذلك كله بين الكسر والفتح، وهو إلى الفتح أقرب.
2173 - قال أبو عمرو: فأما اختلافهم عنه في قوله:} {جرف هار [التوبة: 109] فنذكره مع اختلاف غيرهم في موضعه} [6] من السورة إن شاء الله تعالى.
2174 - وحدّثنا الفارسي (7)، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: (8) أنا ابن مخلد عن البزي {كمثل الحمار [الجمعة: 5] يشمّ الكسر. وروى ابن} [9] جبير عن الكسائي عن أبي بكر {إلى حمارك [البقرة: 259] مفخّمة.
2175 - وروى ضرار عن يحيى عنه} {كالفخّار [ص: 28] و} النّهار [يوسف:
__________
(1) من الطريقين: السابع، والتاسع والعشرين.
(2) محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد، تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) من الطريق الأول.
(4) الرواية في السبعة / 149.
(5) البقرة / 7. وفي السبعة (بدينار) بدل (على أبصارهم).
(6) في ت، م: (مواضعه) بالجمع. وهو خطأ لأنه موضع واحد.
(7) انظر الطريق / 119، وإسناده صحيح.
(8) في ت، م: (قال قال) وهو خطأ.
(9) طرقه هي: التاسع والعشرون، والحادي والثلاثون، والثاني والثلاثون، وكلها بعد المائتين.(2/727)
39] و {دينار} [1] [آل عمران: 75] و {قنطار} [2] [آل عمران: 75] و {دار [المائدة:
22] و} {الدّار [الأنعام: 135] وما أشبهه في كل القرآن، وكذلك و} {والإبكر [آل عمران: 41] و} {الأبرار [آل عمران: 193] و} {القرار [إبراهيم: 29] و} {جبّارين
[المائدة: 22] و} {الأشرار [ص: 62] ممال كله. وقال عنه عن أبي بكر:} {وعلى أبصرهم [البقرة: 7] مفتوحة و} {جرف هار مفخمة.
2176 - وروى محمد بن} [3] خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر {كالفجّار
[ص: 28] و} {دينار} [4] و {النّهار و} {القنطار} [-4] بين التفخيم والكسر. وروى الحسن (6) بن أبي مهران عن الخياط عن الشموني عن الأعشى أنه كان يميل الألف إذا كانت بعدها كسرة راء كانت بعدها أو غيرها، فهذا يدلّ [93/ ظ] على أنه كان يميل ألف فاعل حيث وقعت، وقد حكى الشموني عنه {ويقطع دابر [الأنفال: 7] بالإمالة، فدلّ ذلك على صحة ما حكاه ابن أبي مهران عن الخياط.
2177 - وأنا فارس} [7] بن أحمد، قال: أنا ابن طالب، قال: أنا النقّار عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {وعلى أبصرهم [البقرة: 7] مفخما تفخيما شديدا. وكذلك ما أشبهه مثل} {الأخيار [ص: 47] و} {الأبرار [آل عمران:
193] و} {القرار [إبراهيم: 29] وكذلك ما كان على فاعل مثل} {عالم [الأنعام: 73] و} {شاهد [هود: 17] و} {كاتب [البقرة: 282] وما كان على مفاعل مثل:} {مسجد
[البقرة: 114] و} {مسكن [التوبة: 24] وكذلك [ما كان على] فعائل مثل:} {خزآئن
[الأنعام: 50] و} {شعآئر [البقرة: 58]، وكذلك ما كان على مفاعيل مثل:} {مسكين
[المائدة: 89] و} {مّحريب [سبأ: 13] و} {الموزين} [8] [الأنبياء: 47]، وما كان على فعال
__________
(1) وفي ت، م: (الدينار) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل، وكرر النساخ كلمة (الدينار) بعد (القنطار). وهو خطأ أيضا.
(2) وفي ت، م: (القنطار) ولا يوجد في التنزيل كذلك.
(3) من الطريق الثاني والخمسين بعد المائتين.
(4) (4) و (5) في ت، م: (الدينار) و (القنطار) بالتعريف، ولا يوجد كذلك في التنزيل.
(6) الحسن بن العباس بن أبي مهران عن القاسم بن أحمد بن يوسف الخياط الخ ليس من طرق جامع البيان كما تقدم.
(7) انظر الطريق / 249، وإسناده صحيح.
(8) في ت، م: (موازين) بدون تعريف ولا يوجد في التنزيل كذلك.(2/728)
مثل: {كتب [البقرة: 89] و} {حساب [البقرة: 212] و} {وجفان [سبأ: 13] و} {حسان
[الرحمن: 70] كله مفخّم إلا [أ]} [1] حرفا بين الفتح والكسر، بل هي إلى الفتح أقرب مثل: {ما لها من قرار [إبراهيم: 26] و} {مّن الأشرار [ص: 62] و} {كالفجّار [ص:
28] و} {وسارب بالنّهار [الرعد: 10] و} {النّاس [البقرة: 8] إذا كان في موضع الخفض.
قال النقار: وكنت كثيرا أقرأها عليه يعني الخياط بالتفخيم الشديد مثل أخواتها ولا يردّها.
2178 - قال أبو عمرو: وبإخلاص الفتح في جميع ما تقدم قرأت في رواية الأعشى من طريق الشموني} [2] وابن غالب (3) جميعا، وبه آخذ.
2179 - وقد حدّثنا (4) أبو الحسن بن غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد الهاشمي.
2180 - وحدّثنا أبو الفتح (5) الضرير، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قالا:
حدّثنا أحمد بن سهل، قال: أنا علي بن محصن عن عمرو بن الصبّاح، قال: ذكر أبو يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان لا يكسر شيئا، فدلّ على صحّة ما قرأت به من الطريقين.
2181 - وروى التغلبي (6) عن ابن ذكوان {مع الأبرار في آخر آل عمران [193] يشمّ الراء الكسر. وروى أحمد بن} [7] أنس وأحمد ابن (8) المعلى عنه {مع الأبرار [آل عمران: 193] و} {كتب الأبرار [المطففين: 18] بالإمالة حيث وقع، وقياس ذلك سائر ما تتكرّر فيه الراء والكلمة في موضع جرّ، وقالا} [9]: إلى حمارك [البقرة:
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) من الطرق: الستين، والحادي والستين، والثالث والستين، وكلها بعد المائتين.
(3) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.
(4) الإسناد صحيح. والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) الإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) طريقه هو الخامس بعد المائتين.
(7) طريقه هو السابع بعد المائتين.
(8) طريقه هو الثامن بعد المائتين.
(9) في ت، م: (وقالا لي حمارك) ولا يستقيم السياق بذلك. والحرف في البقرة: 259.(2/729)
259] و {كمثل الحمار [الجمعة: 5] بكسر الميم. وقال ابن المعلى عنه} {كلّ جبّار [هود: 59] يشمّها الكسر.
2182 - وروى الداجوني} [1] عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان أداء إمالة كل ألف بعدها راء مجرورة تكررت فيه الراء، أو لم تتكرر في جميع القرآن كأبي عمرو.
وزاد إمالة {والجار [النساء: 36] و} {الجوار [الشورى: 32].
2183 - وقال الداجوني أيضا أداء عن أحمد بن} [2] مامويه عن هشام {الأبرار
وبابه مما تكرر فيه الراء بالإمالة: لم يروه أحد غيره. وروى الأخفش عنه} [3] {إلى حمارك في البقرة [259] و} {كمثل الحمار في الجمعة [5] بالإمالة، وما عدا ذلك إخلاص الفتح، وبذلك قرأت [على الفارسي} [4] عن قراءته] على النقاش عن الأخفش وعلى أبي الفتح (5)
عن قراءته في جميع الطرق عنه، وقرأت من طريق ابن (6) الأخرم على أبي الحسن وغيره بإخلاص الفتح في {حمارك و} {الحمار في سائر الباب. وكذلك روى الحلواني عن هشام.
2184 - وقال الأخفش في كتاب العامّ: كان ابن ذكوان يعجبه فتح الراء في} {الأبرار [آل عمران: 193] و} {المحراب [آل عمران: 37] و} {عمران [آل عمران: 33] و} إكرههنّ [النور: 33] فدلّ ذلك على أن روايته في ذلك الإمالة والله أعلم.
__________
(1) طريقه هو السادس بعد المائتين.
(2) أحمد بن محمد بن مامويه، أبو الحسن الدمشقي قرأ على هشام وابن ذكوان، قرأ عليه الداجوني، ونسبه وكناه ولا نعلم أحدا قرا عليه غيره. غاية 1/ 128. وهذا الطريق خارج عن جامع البيان، وهو في المستنير لابن سوار، وغاية أبي العلاء، وكامل الهذلي كما أشار في غاية النهاية 1/ 128.
(3) أي عن ابن ذكوان.
(4) من الطريق السادس والتسعين بعد المائة.
(5) من الطرق: من السابع والتسعين بعد المائة إلى الرابع بعد المائتين. على التوالي.
(6) تقدم في الفقرة / 1875أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. وأنه من طرق النشر. انظر النشر 1/ 141.(2/730)
فصل [في إمالة الألف قبل الراء المكسورة]
2185 - واختلفوا في إمالة الألف الواقعة قبل راء مكسورة هي عين الفعل وكسرتها كسرة بناء و (1) في إخلاص فتحها، وذلك يرد في خمسة أصول وحرف واحد لا غير.
2186 - فالأصل الأول: قوله في البقرة [54]: {إلى بارئكم و} {عند بارئكم
وفي الحشر} {البارئ المصوّر [24] في} [2] الثلاثة أمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير فيما قرأت، ولم يأت عنه بالإمالة نصّا في {بارئكم غير أبي عمر} [3] من رواية الحلواني (4) عنه وغير قتيبة، ولم يذكر أحد عنه {البارئ نصّا، وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك.
2187 - وأخبرنا ابن جعفر، قال: أنا أبو طاهر قال: قرأت على أبي} [5] عثمان {بارئكم [البقرة: 54] بالإمالة وعلى أبي بكر} [6] بالفتح. قال: وكان أبو بكر يقرئ الناس بعدي {بارئكم بالإمالة. قال: ورأيته} [7] قد ألحق في كتابه {البارئ المصوّر
بالإمالة. وروى الشموني [94/ و] من غير طريق} [8] النقار عن الأعشى عن أبي بكر {بارئكم بالإمالة، وقرأت ذلك من طريق النقّار} [9] [و] (10) من طريق ابن غالب (11)
__________
(1) سقطت (و) من م.
(2) أي اختلفوا في الثلاثة وهي: موضعا البقرة وموضع الحشر.
(3) الدوري.
(4) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.
(6) ابن مجاهد، وتقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) في ت، م: (وروايته قد ألحق) ولا يستقيم بها السياق.
(8) سقطت (غير) من م.
(9) من الطريقين: الستين، والحادي والستين، وكلاهما بعد المائتين.
(10) زيادة يقتضيها السياق.
(11) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.(2/731)
عن الأعشى بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون (1) والكسائي في رواية أبي الحارث ونصير.
2188 - والأصل الثاني قوله: {وسارعوا [آل عمران: 133] و} {يسرعون [آل عمران: 114] و} {نسارع [المؤمنون: 56] وما أشبهه من لفظ المسارعة وأمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير فيما قرأت، ولم يأت بالإمالة نصّا عن أبي عمر عنه إلا الحلواني} [2] وحده. وأخلص الباقون فتحه.
2189 - والأصل الثالث: قوله في الشورى [32] والرحمن [24] وكوّرت [16]:
{الجوار أمال الثلاثة المواضع الكسائي في غير رواية أبي الحارث وحده، وقد} [3]
نصّ على الإمالة عن أبي عمر عنه الحلواني. واختلف في ذلك عن أبي عمر عن سليم عن حمزة، فقرأت له من طريق ابن فرح (4) بالإمالة، وقرأت له من طريق ابن مجاهد (5) بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون والكسائي في رواية أبي الحارث.
2190 - والأصل الرابع: قوله في المائدة [31]: {يورى سوءة أخيه
و} {فأورى سوءة أخى [المائدة: 31] في الحرفين لا غير، أمالهما الكسائي في رواية قتيبة، وفيما حدّثنا به} [6] عبد العزيز بن محمد بن إسحاق عن أبي طاهر عن قراءته على أبي عثمان سعيد ابن عبد الرحيم الضرير عن أبي عمر عنه. وكذلك رواه عن أبي عثمان سائر أصحابه أبو الفتح أحمد بن (7) عبد العزيز بن بدهن وغيره، وقياس ذلك قوله في الأعراف [26]: يورى سوءتكم ولم يذكره أبو طاهر ولعله أغفل ذكره.
__________
(1) وهم السبعة إلا الكسائي.
(2) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) في ت، م: (وحده) بدل (وقد) وهو تحريف.
(4) من الطريق الثاني والستين بعد الثلاث مائة.
(5) من الطريق الحادي والستين بعد الثلاث مائة.
(6) انظر الطريق / 383، وإسناده صحيح.
(7) أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن عيسى، أبو الفتح، البغدادي، نزيل مصر، يعرف بابن بدهن، مشهور عارف، متقن، وهو أحذق أصحاب ابن مجاهد، مات ببيت المقدس سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. معرفة 1/ 254، غاية 1/ 68. وروايته عن أبي عثمان الضرير في الكامل. كما أشار في غاية النهاية 1/ 68.(2/732)
2191 - وقال سورة (1) عن الكسائي {فأورى بكسرها قليلا، وهذا يدلّ على أن الإمالة أصل} [2] عنه، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك كله للكسائي من جميع الطريق، وبه كان يأخذ ابن مجاهد. وبذلك قرأ الباقون.
2192 - وروى أهل أصبهان عن الداجوني عن ابن ذكوان عن ابن عامر {يورى في المائدة و} {فلا تمار في الكهف [22] و} {ومشارب في يس [73] و} {من مّارج في الرحمن [15] و} {البارئ في الحشر [24] بالإمالة، وكذلك} {لّلشّربين [النحل: 66] و} {من الغبرين [الأعراف: 83] وهذا لا يعرف من طريق ابن ذكوان نصّا ولا أداء.
2193 - والأصل الخامس: قوله في البقرة [102]:} {وما هم بضآرّين وفي النساء [12]:} {غير مضآرّ وفي المجادلة [10]:} {بضآرّهم شيئا أمال هذه الثلاثة أبو عمرو فيما أنا أبو الفتح} [3] عن عبد الله بن الحسين عن موسى بن جرير عن أبي شعيب عن اليزيدي عنه.
2194 - وهذا نقض لما حكاه (4) اليزيدي عنه من أنه إنما يميل من الألفات اللاتي بعدهنّ الراءات ما كانت الراء فيه لاما والإعراب مسوق (5) إليها لا غير، والراء التي تلي الألف في هذه المواضع هي عين، وحركتها لو ظهرت حركة بناء لا حركة إعراب إلا أنها أسكنت للإدغام، وما كانت الراء فيه كذلك، فهو مخلص فتحه اتباعا لما قرأ عليه من أئمته نحو {بطارد [هود: 29] و} {مّارد [الصافات: 7] و} {ومشارب} [6] [يس: 73] و {مّارج [الرحمن: 15] وما أشبهه.
2195 - قال أبو عمرو: وقد يصحّ الإمالة فيما تقدّم، ولا تخرج عن مذهب أبي عمرو من وجه لطيف وهو الراء التي هي عين لما ذهبت بالإدغام رأسا، وارتفع اللسان بها وباللام التي هي لام} [7] ارتفاعة واحدة كارتفاعه بالحرف الواحد صار
__________
(1) سورة بن المبارك، تقدم أن روايته عن الكسائي خارجة من جامع البيان.
(2) في ت، م: (أصلا) وهو خطأ.
(3) انظر الطريق / 152. وإسناده صحيح، وهو بعرض القراءة.
(4) انظر الفقرات من 2131إلى 2142.
(5) في ت، م: (مسبوق) ولا يناسب السياق.
(6) وفي ت، م: (شارد) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(7) لام الكلمة.(2/733)
المتصل بالألف الممالة الراء المجرورة التي هي لام، فأمليت لأجلها كما تمال بذلك في جميع القرآن.
2196 - وقد جاء بالإمالة نصّا عن أبي عمرو في قوله: {غير مضآرّ [النساء:
12] عبيد الله} [1] بن معاذ عن أبيه عنه، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك من طريق السّوسي وغيره، وبه آخذ.
2197 - والحرف الواحد قوله في يس: {ومشارب [يس: 73] أمال ألفه الكسائي في رواية الحلواني} [2] عن أبي عمر عنه، وابن عامر في رواية هشام من طريق الحلواني (3) عنه، وأخلص الباقون (4)، وبذلك قرأت (5) في رواية أبي عمر عن الكسائي، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء (6) ابن مجاهد وأبو عثمان وغيرهما.
فصل [في إمالة الألف قبل حرف مكسور أو بعده]
2198 - واختلفوا أيضا في إمالة الألف وفي إخلاص فتحها إذا وقع بعدها أو قبلها حرف مكسور هو غير راء، وذلك يرد في ستة أصول وثمانية [94/ ظ] أحرف لا غير.
2199 - فالأصل الأول: ما جاء من لفظ {الكفرين و} {كفرين بألف ولام وبغيرهما وكان ذلك في موضع نصب أو خفض لا غير نحو قوله:} {إنّ الكفرين
[النساء: 101] و} {بها كفرين [المائدة: 102] و} أعدّت للكفرين [البقرة: 24] وما أشبهه. أمال ذلك أبو عمرو والكسائي في رواية نصير وقتيبة، واختلف عن أبي عمر عنه في ذلك.
__________
(1) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) طرقه هي من العاشر إلى الثالث عشر على التوالي، وكلها بعد المائتين.
(4) أي أخلصوا الفتح. وهم نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وسائر روايات ابن عامر والكسائي وطرقهما غير ما ذكر.
(5) من الطرق: الحادي والثمانين، والثاني والثمانين، والخامس والثمانين، والسادس والثمانين، والسابع والثمانين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(6) عن الدوري.(2/734)
2200 - فروى عنه أداء أبو الزعراء (1) وأبو عثمان (2) الضرير وابن الحمامي (3)
أنه يميل في موضع النصب والخفض جميعا، وكذلك قال لنا (4) محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي (5) عمرو وعن نصير (6) جميعا. وروى الحلواني (7)
ومحمد بن (8) خالد البرمكي عنه أنه يفتح الكاف في جميع الأحوال من النصب والخفض والرفع (9)، وبالأول قرأت (10) له عن الكسائي وعليه العمل وبه الآخذ.
2201 - وروى التيمي (11) عن الأعشى {الكفرين ممالة. وقرأ نافع في رواية ورش من طريق أبي الأزهر} [12] وأبي يعقوب (13) وداود (14) فيما قرأت ما كان في موضع نصب أو خفض بإمالة بين بين، وهو قياس قول داود عنه. وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون: {الكفرين لا مفتوحة ولا مكسورة. وكذلك روى أبو سليمان} [15] عن قالون.
2202 - وأخلص الباقون والكسائي في رواية أبي الحارث وأبي موسى (16) عنه فتح ذلك، وإخلاص الفتح فيما كان مرفوعا إجماع.
__________
(1) من الطريق الحادي والثمانين بعد الثلاث مائة.
(2) من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.
(3) من الطريق الخامس الثمانين بعد الثلاث مائة.
(4) في م: (قال أنا) وهو تحريف.
(5) انظر الطريق / 380، وإسناده صحيح.
(6) انظر الطريق / 393. وإسناده صحيح.
(7) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(8) طريق محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد البرمكي، عن الدوري عن الكسائي ليس من طرق جامع البيان.
(9) سقطت (و) من م.
(10) في م: (قرأ) بدل (قرأت) ولا يستقيم به السياق.
(11) من الطريق الثاني والخمسين بعد المائتين.
(12) من الطرق: الثاني والستين، والثالث والستين، والرابع والستين.
(13) من الطرق: من التاسع والستين إلى السادس والسبعين على التوالي.
(14) قراءة الداني من طريق داود بن هارون خارجة عن طرق جامع البيان.
(15) في م: (أبو سليم) وهو خطأ. وانظر الطريق / 57.
(16) الشيزري.(2/735)
2203 - فأما الواحد من (1) ذلك فروى ابن (2) فرح عن أبي عمر عن الكسائي والتيمي (3) عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {أوّل كافر به في البقرة [1] بالإمالة، زاد التيمي عن الأعشى} {وأخرى كافرة في آل عمران [13] بالإمالة، وأخلص الباقون فتح ذلك وبه قرأت وبه آخذ.
2204 - والأصل الثاني: ما جاء في لفظ الناس مجرورا نحو قوله:} {ومن النّاس [البقرة: 8] و} {للنّاس [البقرة: 83] و} {بربّ النّاس [الناس: 1] و} {ملك النّاس [الناس: 3] و} {أحرص النّاس [البقرة: 96] وما أشبهه، أمال ذلك حيث وقع أبو عمرو في رواية أبي عبد الرحمن} [4] وأبي حمدون (5) وابن سعدان (6) من طريق الأصبهاني عن اليزيدي عنه، وعاصم في رواية الشموني (7) عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقار، عن الخياط عنه والكسائي في رواية الحلواني عن أبي (8) عمر وفي رواية نصير وقتيبة عنه.
2205 - وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون: النون من [برب] (9) الناس [مفتوحة] [-9] وسطا من ذلك، وقال الحلواني عن قالون: النون لا مفتوحة ولا مكسورة []، [ولم يسند ذلك إلى أحد من رواة نافع، فدلّ على أنه يرويه عن قراءته على ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل عنه] (11) إلا أنه ذكر الكلمة التي
__________
(1) المفرد من لفظ الكافرين.
(2) انظر الطريق / 382. لكنه بعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(3) سيأتي في الفقرة / 2232إعادة ذكر لهذا النص، لكن مع نسبة الإمالة إلى الشموني عن الأعشى دون التيمي، وسيؤكد المؤلف المذكور هنا بإعادته في الفقرة / 2235مما يفيد أن الإمالة في (أول كافر) مروية عن التيمي وعن الشموني جميعا.
(4) من الطريق السبعين بعد المائة.
(5) من الطريق الثامن والسبعين بعد المائة.
(6) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائة.
(7) من الطرق: الخمسين، والحادي والخمسين، والسادس والخمسين، والثالث والستين، وكلها بعد المائتين.
(8) تقدم أن هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(9) (9) و (10) زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في هذا النص في الموضح ل 22/ ظ.
(11) هذه العبارة مشكلة لأن الحلواني لا رواية له عن ابن عبدوس، بل هو أعلى طبقة منه، وأقدم وفاة. انظر غاية النهاية 1/ 150، 374. وأغلب الظن أن هذه العبارة تتحدث عن(2/736)
هي موضع رفع وإخلاص فتحها إجماع. قال ابن جبير في مختصره عن الخمسة: إنهم فتحوا ذلك، ولم يبين في أي حال فتحوا.
2206 - وروى الحسن الرازي عن محمد بن (1) عيسى عن خلاد عن سليم عن حمزة في «الناس» لا يكسره الكسر الفاحش ولا يفتحه الفتح الفاحش، وقال النقار (2)
عن الخياط عن الشموني عن الأعشى «الناس» إذا كان في موضع خفض بين الفتح والكسر. وقال الحلواني عن هشام عن ابن عامر: النون مفتوحة في كل القرآن، وبذلك قرأ الباقون (3).
2207 - وقال أبو عمرو: واختياري في قراءة أبي عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة في ذلك لشهرة (4) من رواها عن اليزيدي وحسن اطّلاعهم ووفور معرفتهم، مع أنه لم يرو أحد نصّا خلافها إلا ما حكاه ابن جبير عنه أنه يفتح ولم يميّز المفتوح ولا بينه، ولعله أراد المنصوب والمرفوع دون المخفوض [وأما] (5) من ميّز ذلك وبيّنه (6)، فقد وافقه على الفتح إلا أنه أدرك بلطف حسّه وبراعة فهمه (7) خفيّا لم يدركه وغامضا لم يعرفه، فوجب المصير إلى قوله والاعتماد على روايته دون رواية غيره، وبذلك قرأت على الفارسي (8) عن قراءته على أبي طاهر بن أبي هاشم، وبه آخذ.
2208 - وقد كان ابن مجاهد رحمه الله يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، وأظن ذلك اختيارا منه واستحسانا في مذهب أبي عمرو، وترك لأجله ما
__________
ابن مجاهد، وقد سقط ذكره من النساخ. ويؤيد ما ذهبت إليه كثرة قراءة ابن مجاهد على ابن عبدوس. راجع الفقرة / 596. والله أعلم.
(1) تقدم أن هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(2) من الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(3) وهم: نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحمزة، وسائر طرق ابي عمرو، وعاصم والكسائي غير ما ذكر.
(4) في م: (بشهرة).
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) أي من روى الإمالة في المجرور دون المرفوع والمنصوب.
(7) في ت، م: (فيه). ولعلها محرفة عن (فهمه).
(8) من الطريقين: التاسع والثلاثين، والسابع والستين، وكلاهما بعد المائة.(2/737)
قرأه على الموثوق به من أئمته إذ قد فعل ذلك في غير ما حرف وترك المجمع فيه عن اليزيدي، ومال إلى رواية غيره، إمّا لقوّتها في العربية أو لسهولتها على اللفظ أو لقربها على المتعلّم (1)، من ذلك إظهار الراء الساكنة عند اللام (2) وكسرها [95/ و] الضمير المتصلة بالفعل المجزوم من غير صلة (3) وإشباع (4)، الحركة في {بارئكم
[البقرة: 54] و} {يأمركم [البقرة: 67] ونظائرهما وفتح الهاء والخاء في} {يهدى [البقرة:
26] و [} {يخصّمون] [الزمر: 31] وإخلاص فتح ما كان من الأسماء المؤنثة على فعلى وفعلى وفعلى في أشباه لذلك} [5]. ترك فيه رواية اليزيدي واعتمد على غيرها من الروايات عن أبي عمرو لما ذكرناه. فإن كان فعل في «الناس» كذلك، وسلك تلك الطريقة في إخلاص فتحه لم يكن إقراؤه بإخلاص الفتح حجة يقطع بها على صحته، ولا يدفع بها رواية (6) من خالفه.
2209 - على أنه قد ذكر في كتاب قراءة أبي عمرو من رواية أبي عبد (7)
الرحمن في إمالة «الناس» في موضع الخفض ولم يتبعها خلافا من أحد من الناقلين عن اليزيدي، ولا ذكر أنه قرأ بغيرها كما يفعل ذلك فيما [تخالف] قراءته رواية غيره، فدلّ ذلك على أن الفتح اختيار منه والله أعلم.
وقد حكى عبد الله (8) بن داود الخريبي (9) عن أبي عمرو: أن الإمالة في «الناس» في موضع الخفض لغة أهل الحجاز وأنه كان يميله (10).
__________
(1) في م: (التعلم).
(2) انظر الفقرة / 1930.
(3) مثل قوله تعالى (نوله ما تولى ونصله) وقد أخر المؤلف ذكر اختلاف القراءة فيه إلى فرش الحروف.
(4) سيأتي ذكر اختلاف القراء فيه وفيما بعده في فرش الحروف.
(5) في ت، م: (كذلك) ولا يناسب السياق.
(6) في م. (روايته) ولا يستقيم به السياق.
(7) هو عبد الله بن ابي محمد اليزيدي.
(8) ليس من رجال جامع البيان، وروايته عن أبي عمرو في الكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 418.
(9) في ت، م: (الحربي) وهو تصحيف، والخريبي بضم الخاء وفتح الراء وسكون الياء نسبة إلى خريبة محلة بالبصرة. انظر: المغني في ضبط أسماء الرجال / 98.
(10) في م: (مثله). ولا يستقيم به السياق.(2/738)
2210 - والأصل الثالث: ما جاء من قوله: {ءاذانهم و} {ءاذاننا كقوله:} {فى ءاذانهم مّن الصّوعق [البقرة: 19] و} {على ءاذانهم فى الكهف [الكهف: 11]، و} {وفى ءاذاننا وقر [فصلت: 5] وما أشبهه.
2211 - والأصل الرابع: ما جاء من قوله:} {طغينهم كقوله في البقرة [15] والأنعام [110] والأعراف [186] ويونس [11] والمؤمنون [75]} {فى طغينهم يعمهون
أمال هذين الأصلين الكسائي في غير رواية أبي الحارث وأبي موسى وأخلص فتحها الباقون. وكذلك روى أبو الحارث وأبو موسى عن الكسائي.
2212 - والأصل الخامس: ما جاء من لفظة} {المحراب مجرورا ومنصوبا، وجملته أربعة مواضع: في آل عمران [37]} {زكريّا المحراب} {فى المحراب [39] وفي مريم [11]} {على قومه من المحراب، وفي ص [21]} {إذ تسوّروا المحراب لا غير، وما جاء من قوله:} {عمرن وذلك موضعان في آل عمران [33]} {وءال عمرن على العلمين وفي التحريم [12]} {ومريم ابنت عمرن لا غير، وكذا} {من بعد إكرههنّ في النور [32]، و} {والإكرام في الموضعين في الرحمن [27و 78].
2213 - أمال جميع هذه المواضع ابن عامر في رواية الأخفش عن ابن ذكوان كذا قرأت على أبي الفتح} [1] عن قراءته من هذا الطريق، وكذا ذكر ذلك الأخفش في كتابه عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر.
2214 - وأقرأني عبد العزيز (2) بن جعفر عن قراءته على أبي بكر النقاش عن الأخفش عنه بإمالة «المحراب» وحده حيث وقع وبأيّ إعراب كان، وبإخلاص الفتح فيما عداه من ذلك. وكذلك روى التغلبي (3) وابن المعلى (4) وابن أنس (5) عن ابن ذكوان، وقرأت من طريق ابن الأخرم (6) عن الأخفش عن ابن ذكوان بإمالة المحراب في موضع الجرّ خاصة وهما موضعان في آل عمران.
__________
(1) طرقه من السابع والتسعين بعد المائة إلى الرابع بعد المائتين على التوالي.
(2) من الطريق السادس والتسعين بعد المائة.
(3) من الطريق الخامس بعد المائتين.
(4) من الطريق الثامن بعد المائتين.
(5) من الطريق السابع بعد المائتين.
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم.(2/739)
الحرف الثاني: في مريم وفتحت ما عدا ذلك، وكذلك روى محمد بن موسى (1)
عن ابن ذكوان وابن عتبة (2) بإسناده عن ابن عامر، وكذلك روى قتيبة نصّا عن الكسائي، وقال (3) ابن غلبون (4) قال: حدّثنا ابن المفسّر قال: حدّثنا أحمد بن أنس قال: حدّثنا هشام بإسناده عن ابن عامر {المحراب بالتفخيم، وقرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني بإخلاص} [5] الفتح في آل عمران خاصة وما عداه بالإمالة اليسيرة بين بين وأخلص الباقون (6) الفتح في الجميع.
2215 - والأصل السادس: قوله في سورة الكافرين خاصة: {عبدون [3] و} {عابد [4] و} {عبدون [5] في الثلاثة لا غير. وأمال فتحة العين والألف بعدها فيما رواه ابن عامر من رواية الحلواني عن هشام، كذا قرأت} [7] من هذا الطريق على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن عن أصحابه عن الحلواني. وكذلك حدّثني (8)
محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الجمال عن الحلواني عن هشام، وبذلك قرأت أيضا على ابن (9) غلبون عن قراءته، وبذلك آخذ. وأخلص الباقون فتحها ولا خلاف فيما سواها.
2216 - وأما الثمانية الأحرف فالأول منها: قوله في النساء [9]: {ذرّيّة ضعفا اختلف في إمالة فتحة العين عن حمزة، فروى خلف عن سليم عنه إمالتها، وروى ذلك عن خلف محمد} [10] بن الجهم والحلواني (11) وإدريس (12)، وكذلك
__________
(1) من الطريق السادس بعد المائتين.
(2) من الطريق الثالث والعشرين بعد المائتين.
(3) انظر الطريق / 214. وإسناده صحيح.
(4) في ت، م: (قال حدثنا) وزيادة (قال) خطأ.
(5) في ت: (اخلاص) بدون باء.
(6) وهم: ابن كثير، وأبو عمرو، والكوفيون، وسائر طرق نافع وابن عامر غير ما ذكر.
(7) انظر الطريقين / 211، 212، وإسناد ثانيهما صحيح.
(8) انظر الطريق / 210، وإسناده صحيح.
(9) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(10) طريقه هو الثاني والثلاثون بعد الثلاث مائة.
(11) تقدم. ان هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(12) طرقه من الثالث والثلاثين إلى السابع والثلاثين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة.(2/740)
روى ابن واصل (1) عن ابن سعدان وأبو هشام (2) عن سليم، ونصّ ابن الجهم (3) عنه بكسر العين والألف، وقال ابن [95/ ظ] الجهم (4) لم يروها بالكسر عن غير خلف (5).
2217 - حدّثنا محمد (6) بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن سليم عن حمزة {ضعفا بالكسر.
2218 - اختلف أصحاب أبي عمر في ذلك. فحدّثنا ابن} [7] خواستي قال: أنا عبد الواحد بن عمر قال: أنا ابن فرح قال: أنا أبو عمر عن سليم عن حمزة {ضعفا مكسورة العين.
2219 - وحدّثنا} [8] عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا أبو طاهر قال أخبرني أبو بكر قال: حدّثني أبو الزعراء [عن الدوري] (9) عن سليم عن حمزة {ضعفا لا يميل العين وبذلك قرأت في روايته} [10] وفي رواية خلّاد ورجاء.
2220 - وقال الحلواني (11) عن خلّاد عن سليم بفتح العين، وكذلك قال عن (12) الدوري عن سليم، وكذلك روى محمد بن (13) الهيثم وسائر أصحاب خلّاد
__________
(1) طريقه هو الخامس والسبعون بعد الثلاث مائة. وهو يعرض القراءة.
(2) طرقه هي: السابع والسبعون، والثامن والسبعون، والتاسع والسبعون وكلها بعد الثلاث مائة.
(3) في ت، م: (ابن جهيم) وهو خطأ.
(4) في م: (الجهيم) وهو خطأ.
(5) في ت، م: (عن خلف غيره) وهو خطأ لا يستقيم به السياق والتصحيح من الموضح ل 23/ و.
(6) انظر الطريقين / 332، 333، وإسناد كل منهما صحيح.
(7) انظر الطريق / 359، وإسناده صحيح.
(8) انظر الطريق / 361، وإسناده صحيح، لكنه يعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(9) سقط من ت، م وقد تقدم الإسناد صحيحا فانظره في طرق الكتاب.
(10) الدوري، وذلك من الطرق: الحادي والستين، والثاني والستين، والثالث والستين وكلها بعد الثلاث مائة.
(11) من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(12) طريق الحلواني عن الدوري عن سليم خارج عن جامع البيان.
(13) من الطريق السادس والخمسين بعد الثلاث مائة.(2/741)
عنه عن سليم عن حمزة أداء ما خلا محمد بن يحيى (1) الخنيسي وبذلك كان أيوب (2) الضبّي صاحب رجاء بن عيسى يقرئ، وروى الخنيسي عن خلاد بكسر العين.
2221 - وأنا عبد (3) العزيز بن جعفر قال: أنا أبو طاهر قال: نا ابن (4) حاتم قال:
أنا هارون بن حاتم قال: أنا سليم عن حمزة {ضعفا خافوا [النساء: 9] مكسورة. وقد روى الفتح منصوصا عن حمزة عبيد الله} [5] بن موسى وبذلك قرأ الباقون.
2222 - والثاني: قوله في الأنعام [140]: [افتراء عليه] (6) {افترآء على الله
أمالهما الكسائي فيما نابه الفارسي} [7] قال: أنا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني محمد بن أحمد المقرئ عن أبي نصر القاسم بن عبد الوارث عن قراءته عن أبي عمر عن الكسائي، وكذلك روى ذلك أبو العباس (8) البلخي أداء عن الدوري عنه.
2223 - وأنا الفارسي (9) أيضا قال: أنا أبو طاهر قال: حدّثني أحمد بن سعيد [الأذني] (10) قال: أنا محمد بن يحيى الكسائي، [قال] (11): وقرأت على هاشم (12)
__________
(1) طريقه هو الثاني والأربعون بعد الثلاث مائة.
(2) من الطرق: الرابع والستين، والخامس والستين، والسادس والستين، والثامن والستين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(3) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) في هامش ت (ل 96/ و): ابن حاتم هو علي بن أحمد بن حاتم البغدادي غاية.
(5) تقدمت ترجمته، وروايته عن حمزة ليست عن طريق جامع البيان، وهي في المستنير لابن سوار، والكفاية لأبي العز، والكامل للهذلي، كما أشار في غاية النهاية 1/ 493.
(6) زيادة يقتضيها السياق. وهذا الحرف في الآية / 138.
(7) هذا الإسناد خارج عن طرق الكتاب. ومحمد بن أحمد هو ابن شنبوذ.
(8) طريق عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الهيثم أبي العباس البلخي عن الدوري ليس من طرق جامع البيان، وهو في المبهج والكامل كما أشار في غاية النهاية 1/ 404.
(9) الإسناد قبل هاشم صحيح. ورواية هاشم البربري عن الكسائي ليست من روايات جامع البيان.
(10) في م: (الأدمي) وهو خطأ. انظر غاية النهاية 1/ 116.
(11) زيادة يقتضيها السياق.
(12) في م: (هشام اليزيدي) وهو خطأ انظر شيوخ محمد بن يحيى الكسائي الصغير في غاية(2/742)
البربري فلما بلغت إلى قوله: {افترآء بالنصب قال:} {افترآء بالكسر فأتيت أبا الحارث فسألته، فقال:} {افترآء بالنصب في الراء، وقال لي أبو الحارث قال لي الكسائي: لا أكسر الراء هنا لأنه مصدر. قال أبو عبد الله} [1]: فأتيت سلمة (2) فأخبرته بقولهما، فقال: القول ما قال أبو الحارث.
2224 - قال أبو عمرو: وبإخلاص الفتح قرأت ذلك للكسائي من طريق الدوري وغيره (3)، وعلى ذلك أهل الأداء عنه، وأمال نافع في رواية ورش من غير [96/ و] طريق الأصبهاني فتحة الراء قليلا فيهما، وأخلص الباقون (4) فتحها.
2225 - والثالث: قوله في الرعد [13]: {شديد المحال اختلف عن أبي بكر عن عاصم في إمالة فتحة الحاء والألف بعدها. فحدّثنا الفارسي} [5] قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: أنا ابن حاتم قال نا (6) هارون قال: أنا أبو بكر عن عاصم {شديد المحال مكسورة الحاء وقرأت الجماعة بإخلاص فتحها.
2226 - الرابع: قوله في سبحان [23]:} {أو كلاهما أمال فتحة اللام والألف بعدها حمزة والكسائي، وأخلص الباقون فتحها.
2227 - والخامس: قوله:} {كمشكوة في النور [35] أمال فتحة الكاف والألف المنقلبة من الواو بعدها الكسائي في رواية الدوري، وأخلص الباقون فتحها.
2228 - والسادس: قوله:} أنا ءاتيك به [في الموضعين] في النمل [39] أمال فتحة الهمزة والألف بعدها فيهما حمزة في رواية خلف وأبي عمر ورجاء وأبي هشام
__________
النهاية 2/ 279. وهو هاشم بن عبد العزيز، أبو محمد، البغدادي، روى عن الكسائي قراءته.
روى القراءة عنه الحسين بن علي بن حماد الأزرق، ومحمد بن يحيى الكسائي وغيرهما.
ورواية هاشم عن الكسائي في سوق العروس للطبري وغير ذلك. غاية 2/ 348.
(1) محمد بن يحيى الكسائي.
(2) سلمة بن عاصم المذكور في الطريق الحادي والتسعين بعد الثلاث مائة.
(3) سقطت (و) من م.
(4) وهم: السبعة إلا الكسائي وورشا عن نافع في غير طريق الأصبهاني.
(5) انظر الطريق / 281، وإسناده صحيح.
(6) في ت، م: (ابن هارون) وهو خطأ. والتصحيح من إسناد الطريق الحادي والثمانين بعد المائتين.(2/743)
وابن سعدان عن سليم عنه، وكذلك روى أبو عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي فيما حدّثني (1) الفارسي عن أبي طاهر عنه، وأخلص الباقون فتح الهمزة والألف فيهما، وكذلك روى خلاد عن سليم عن حمزة والحلواني (2) عن أبي عمر عن الكسائي، وكذلك روى سليمان (3) الضبّي أداء عن رجاله عن حمزة. وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: أمال حمزة {أنا ءاتيك به [النمل: 39] أشمّ الهمزة شيئا من الكسر ولم يملها غيره} [4] ولم يميّز (5) ابن مجاهد رحمه الله الروايات عن سليم عن حمزة.
2229 - وقد قرأت في رواية خلاد على ابن غلبون (6) بإشمام الإمالة والفتح هو الصحيح عنه، وهو الذي نصّ عليه الحلواني وغيره عنه، وكذلك روى سليمان (7)
الضبّي عن رجاله عن حمزة، وقرأت من طريق أبي بكر (8) الآدمي عنه بالإمالة.
2230 - والسابع: قوله في سورة ق [44] والمعارج [43]: {سراعا أمال فتحة الراء وما بعدها إمالة محضة الكسائي في رواية الحلواني} [9] عن أبي عمر عنه، وأمالها إمالة بين بين نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني، وأخلص الباقون فتحها، وكذلك قرأت على الكسائي من جميع الطرق، وكذلك ذكر أبو طاهر (10) أنه قرأ على ابن مجاهد، ولم يأت بالإمالة نصّا عن الكسائي غير الحلواني عن أبي عمر عنه.
2231 - والثامن: قوله في الغاشية [5]: من عين ءانية أمال فتحة الهمزة
__________
(1) من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.
(2) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) من الطرق: الرابع والستين، والخامس والستين، والسادس والستين، والسابع والستين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(4) النص في السبعة / 482بزيادة (من غير إشباع) بعد قوله (من الكسر).
(5) في م طمست (يميز).
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان وهو من طرق النشر، انظر النشر 1/ 161.
(7) في م: (سليم) وهو خطأ.
(8) من الطريقين: الرابع والستين، والثامن والستين، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(9) وهي خارجة عن طرق جامع البيان كما تقدم.
(10) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.(2/744)
والألف بعدها ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام فيما قرأت (1) له، وأخلص الباقون فتحها، وكذلك ابن عبّاد عن هشام من قراءتي على أبي الفتح (2) عن أصحابه عنه.
فصل [في إمالات الأعشى عن أبي بكر]
2232 - وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقّار عن الخياط عنه حروفا من الإمالة انفرد بها، فمن ذلك أنه أمال {أوّل كافر به في البقرة [41] و} {وأخرى كافرة في آل عمران [13]، وقد تابعه على الإمالة في الأول الكسائي من رواية ابن فرح عن أبي عمر عنه.
2233 - وأمال} {الكتب [البقرة: 85] و} {الحساب [البقرة: 202] و} {العذاب [البقرة: 49] هذه الكلم الثلاث حيث وقعن وبأيّ إعراب تحركن، وتابعه على إمالة} {الكتب و} {الحساب في موضع الجرّ خاصة الكسائي من رواية قتيبة عنه.
2234 - وأمال} {بالعباد [البقرة: 207] إذا كان مجرورا حيث وقع، وأمال} {الربانيين في موضع الجرّ حيث وقع} [3] و {الأحبار والرّهبان في التوبة [34] أمال الحرفين جميعا، وأمال} {دآئرة السّوء حيث وقع، و} {بادى الرّأى في هود [27] و} {سمرا تهجرون في المؤمنين [67] و} {أساور من ذهب في الزخرف} [4] [53] وقياسه نظائره.
2235 - وأمال {هنالك [آل عمران: 38] و} {اليتمى [البقرة: 83] و} {أنّى [البقرة:
223] التي للاستفهام هذه الثلاث كلم حيث وقعن إمالة لطيفة بين بين. وروى محمد بن} [5] التيمي عن الأعشى عن أبي بكر أنه أمال {أوّل كافر به و} العباد
__________
(1) من الطرق: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، وكلها بعد المائتين.
(2) عن الطريق الخامس عشر بعد المائتين.
(3) لم يرد في التنزيل مجرورا إلا في موضع واحد، في آل عمران / 79.
(4) قرأها السبعة إلا حفصا (أساور) بالألف. انظر النشر 2/ 369، السبعة / 587.
(5) من الطريق الثاني والخمسين بعد المائتين.(2/745)
و {الحساب و} {الكتاب و} {بارئكم و} {الأحبار و} {والرّهبان وقرأت في هذه المواضع كلها في رواية الأعشى من طريق النقّار} [1] عن الخياط عن الشموني عنه [و] (2) من طريق ابن غالب (3) بإخلاص الفتح. وكذلك نصّ عليها النقّار في كتابه.
وقال حسين (4) المروزي عن حفص عن عاصم أنه لم يكن يميل {الكتب
و} {الحساب.
2236 - وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع: التاء من} {الكتب مفتوحة وسطا من ذلك. وقال الأصبهاني} [5] عن أصحابه عن ورش:
{الكتب بالتفخيم وترك الإضجاع. وقال داود بن أبي طيبة عن ورش: ليس في قراءة نافع فتح شديد ولا بطح ولكنه كما يخرج وسطا من اللفظ، وذلك قياس قول أبي يعقوب} [6] وأبي الأزهر (7) عنه، وقال أحمد بن صالح عن قالون «ذلك» الذال لا مكسورة ولا مفتوحة وسطا من ذلك، وقال عن ورش وقالون: {ماذآ أراد الله بهذا
[البقرة: 26] لا مفتوحة ولا مكسورة وسطا من ذلك، وقال الأصبهاني: عن ورش} {ماذآ بغير إمالة، وقال أحمد} [8] عن ورش عن نافع: {ونردّ على أعقابنا [الأنعام:
71] بالإمالة وقياس ذلك} {بآيتنآ} [9] [البقرة: 39] و {والله ربّنا [الأنعام: 23] و} {وفى ءاذاننا [فصلت: 5] و} {ولإخوننا [الحشر: 10] و} بآياتنا [البقرة: 71] وما أشبهه إذا كان كناية عن جميع المتكلمين وقبل النون كسرة، وقرأت جميع ذلك للجماعة من جميع الطرق بإخلاص الفتح.
__________
(1) من الطريقين: الستين، والحادي والستين، وكلاهما بعد المائتين.
(2) زيادة ليستقيم السياق. وهي ثابتة في الموضح ل 75/ ظ.
(3) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.
(4) ابن محمد وطريقه هو السادس عشر بعد الثلاث مائة.
(5) محمد بن عبد الرحيم.
(6) يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق.
(7) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم.
(8) ابن صالح.
(9) وفي م: (بآياتنا ولا) ولا يوجد في التنزيل، وفي ت: (بآياتنا ولام والله) وهو خطأ لأنه لا يستقيم به السياق.(2/746)
فصل [في إمالات نصير عن الكسائي]
2237 - وروى أيضا نصير عن الكسائي في كتابه الذي جمع فيه حروفه، وروته الجماعة عنه أنه أمال حروفا لم يتابعه على روايتها عنه أحد من أصحابه وهو قوله: {فرشا [22] و} {بنآء [22] في أول البقرة، و} {الدّمآء [البقرة: 30] و} {دمآءكم [البقرة: 84] و} {ولا دمآؤها} [1] [الحج: 37] وما كان من لفظه حيث وقع و {من بقلها وقثّآئها وفومها وعدسها وبصلها [البقرة: 61] وما أشبه ذلك من هاء المؤنث إذا وقع قبلها كسرة نحو:} {مّن فوقها [الزمر: 20] و} {من بقلها
[البقرة: 61] و} {من تحتها [البقرة: 25] و} {من أنبآئها [الأعراف: 101] و} {فى أمّها} [2] [القصص: 59] و {فى جيدها [المسد: 5] حيث وقع، وأمال} {حتّى في جميع القرآن، و} {إنّ الله أمال فتحة النون والألف فيه وأخلصها في الحرف} [3]
الثاني وهو قوله: {وإنّآ إليه رجعون [البقرة: 156]، وكذا روى قتيبة عن الكسائي فيهما كرواية نصير سواء.
2238 - وأمال} {ترآءت الفئتان في الأنفال [48] و} {فلمّا رأته في النمل [44] أمال فتحة الراء فيهما. وأمال في إبراهيم [50]} {مّن قطران، وفي قريش [2]:} {رحلة الشّتآء وفي الكوثر [3]} {إنّ شانئك، وفي المسد [5]} {جيدها وفي الناس [96/ ظ] [4]} {الخنّاس أمال} [4] في هذه المواضع كلها الألف وفتحة الحرف الذي قبلها إمالة بين بين من غير إشباع، كذا ترجم عن ذلك وعن سائر حروف الإمالة، وكذلك حكى أبو عبيد وابن جبير وقتيبة عن الكسائي أن إمالته متوسطة وأنها دون إمالة حمزة.
2239 - وقرأت أنا لنصير بإخلاص الفتح في جميع ما تقدم من هذه الحروف التي انفرد بروايتها إلا قوله: {حتّى حيث وقع فإني قرأته على أبي الفتح} [5] عن
__________
(1) وفي ت، م: (ولا دماءكم) ولا يوجد في التنزيل.
(2) قرأها الكسائي بكسر الهمزة في الوصل. انظر النشر 2/ 248، السبعة / 228.
(3) في ت: (الحرفين والثاني)، وفي م: (الحرفين الثاني) ولا يستقيم السياق بأي منهما.
(4) في م: (إمالة) ولا يستقيم بها السياق.
(5) من الطريق السابع والتسعين بعد الثلاث مائة.(2/747)
قراءته على عبد الله بن الحسين بإسناده عن نصير بالإمالة الخالصة، وقرأته عليه (1)
عن قراءته على عبد الباقي بن الحسين عن أصحابه عنه بإخلاص الفتح والأول أختار لورود النص، وأخذ عامّة أهل الأداء بذلك في مذهبه.
2240 - وقد تابع نصيرا على الإمالة في قوله: {رحلة الشّتآء قتيبة. وروى ورش عن نافع من غير طريق الأصبهاني ترقيق الراء في قوله:} {فرشا وأخلص الباقون الفتح في جميع ما تقدم.
فصل [في إمالات قتيبة عن الكسائي]
2241 - وروى قتيبة أيضا عن الكسائي في كتابه الذي دوّن فيه حروفه [أنه]} [2]
أمال أشياء (3) انفرد بها عنه: منها ما يطّرد ويكثر دوره، ومنها ما لا يطّرد ويفترق في السور.
2242 - فأما المطّرد من ذلك فاسم الله تعالى إذا كان فيه لام الجرّ خاصة دون سائر حروف الجرّ كقوله: {الحمد لله [الفاتحة: 1]، و} {ولله يسجد [الرعد: 15]، و} {ولله ملك السّموت والأرض [آل عمران: 189]، و} {يومئذ لّلّه [آل عمران: 167]، و} {لّلّه الأمر [الرعد: 31] وما أشبهه. وكل جمع كان بالياء والنون في موضع جرّ كقوله:} {مع الرّكعين [البقرة: 43]، و} {مّن السّجدين [الأعراف: 11]، و} {بالشّكرين
[الأنعام: 53]، و} {مّن الشّهدين [آل عمران: 81]، و} {خير المكرين [آل عمران: 54]، و} {بخرجين [البقرة: 167]، و} {بأحكم الحكمين [التين: 8]، و} {والمسكين [البقرة: 83]، و} {فى الغبرين [الشعراء: 171]، و} {من الغاوين [الأعراف: 175]، و} {والغرمين
[التوبة: 60]، و} {بحملين [العنكبوت: 12]، و} {عن الجهلين [الأعراف: 199] وما أشبهه. وسواء ولي الألف الممالة حرف استعلاء أو غيره من سائر الحروف و} {الكتب [البقرة: 2]، و} {بكتب [الأعراف: 52]، و} {الحساب [البقرة: 202]، و} {بغير حساب [البقرة: 212] إذا كان ذلك في موضع جرّ لا غير. و} الولدين
__________
(1) من الطريق السادس والتسعين بعد الثلاث مائة.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في م: (شيئا) ولا يستقيم بها السياق.(2/748)
[النساء: 135]، و {وبالولدين [البقرة: 83]، و} {بولديه [مريم: 14] حيث وقع، و} {فعلين [يوسف: 10]، و} {خمدين} [1]، و {لعبين [الأنبياء: 16] في موضع النصب حيث وقعت هذه الثلاث كلم، و} {الرّجال [النساء: 75] و} {النّسآء [البقرة: 235] في موضع الجرّ حيث وقعا كقوله:} {لّلرّجال نصيب [النساء: 7]، و} {وللرّجال عليهنّ
[البقرة: 228]، و} {وللنّسآء نصيب [النساء: 7]، و} {فى النّسآء [127] وما أشبهه.
و} {الجاهل [البقرة: 273] و} {الجهلون [الفرقان: 63] في موضع الرفع} [2] حيث وقعا، و {فى الأرحام [الحج: 5]، و} {أولوا الأرحام [الأنفال: 75]، إذا كان في موضع جرّ حيث وقع، و} {بالواد [طه: 12]، و} {بواد [إبراهيم: 37]، و} {على واد النّمل
[النمل: 18]، و} {واديا [التوبة: 121] وما أشبهه من لفظه حيث وقع.
2243 - وأما ما لا يطّرد ويقلّ دوره من ذلك ويقع مفترقا في السور، فقوله في البقرة [156]:} {إنّ الله دون} {وإنّآ إليه رجعون، و} {فى المسجد [البقرة: 187]،} {أو تسريح بإحسن [229]، وفي آل عمران [39]} {فى المحراب} [3]، وكذا في مريم [11] {على قومه من المحراب، وفي الأنعام} [4] [7]: {فى قرطاس، و} {بخارج مّنها
[122]، وفي الأعراف} {وقالوا مهما [الأعراف: 132]، وفي الرعد [41]} {من أطرافها، وفي إبراهيم [35]} {هذا البلد ءامنا، ولم يذكر الذي في البقرة} [5] {وفي الأصفاد [ص: 38]. وكذلك في} [6] ص، وفي طه [18] {ولي فيها مآرب، وفي الحج [23]} {من أساور، و} {والباد [25]، و} {بإلحاد} [7] [25]، و {لهاد الّذين ءامنوا [البقرة: 9]، وفي النور [2، 3]} الزّانية والزّانى في حرفين، وفي لقمان [33]
__________
(1) الأنبياء / 15، وفي ت، م: (حاملين) وهو خطأ لأنه تقدم. والتصحيح من الموضح ل 78/ و.
(2) في هامش ت (ل 97/ و): الجر وصح. وفي الموضح ل 79/ و: وأمال الجاهل في وضع الجر، وكذلك الجاهلون وأنتم سامدون هذه الثلاثة إمالة لطيفة من أجل الكسرة اللازمة بعد الألف. اهـ. أقول: وهذا التعليل ينسجم مع إمالته ذلك في حالتي الرفع، والجر والنصب.
(3) وفي ت، م: (من المحراب) وهو خطأ لأنه في مريم.
(4) وفي م: (في قراءتي قرطاس) وهو خطأ.
(5) وهو قوله (هذا بلدا آمنا) في الآية / 126.
(6) كرر ناسخ ت (في ص) خطأ.
(7) في ت، م: (الجياد) وهو خطأ، لأنه لا يوجد في سورة الحج. والتصحيح من الموضح ل 79/ ظ.(2/749)
{جاز عن والده، وفي سبأ [13]} {من مّحريب لا وتمثيل لا وجفان في الثلاثة، وفي فاطر [33]} {من أساور، وفي ص [11]} {من الأحزاب و} {فى الأصفاد [38]، وفي عسق [51]} {أو من ورآئ حجاب، وفي والذاريات [3]} {فالجريت و} {فنعم المهدون [48]، وفي الطور [18]} {فكهين و} {بفكهة [22]، وفي النجم} {سامدون [61]، وفي الرحمن [5]} {بحسبان و} {الأكمام [11]} {وبين حميم ءان
[44] و} {وجنى الجنّتين دان [54]، وفي الواقعة [20]} {وفكهة، وفي الصّفّ [14]} {الحواريّون، وفي الحاقة [3]} {بالقارعة و} {عاتية [6]، وفي الإنسان [2]} {أمشاج و} {إمّا شاكرا، وفي الغاشية [10]} {فى جنّة عالية، وفي الفجر} {وليال عشر [2]، وفي البلد [3]} {ووالد، وفي قريش [2]} {رحلة الشّتآء، وفي الفلق [2]} {ومن شرّ حاسد. وقد تقدم ذكر «الناس» في موضع [97/ و] الجرّ أمال هذه الألفات كلها وما قبلها إمالة غير مشبعة، وقد ترجم قتيبة عن بعضها بالكسر وعن بعضها بإشمام} [1] الكسر.
2244 - وترك المبالغة في الإمالة هي قراءة الكسائي القديمة، ثم رجع بعد ذلك إلى مذهب حمزة، وبذلك قرأت له من جميع الطرق، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء الآخذين بمذهبه.
2245 - وقال قتيبة عنه: {العذاب [البقرة: 49]، و} {المحال [الرعد: 13]، و} {كالجواب [سبأ: 13]، و} {ومشارب [يس: 73]، و} {خاوية [الحاقة: 7] بالفتح في الخمس.
2246 - وحكى أبو بكر} [2] محمد بن عبد الله بن أشتة عن قراءته أن قتيبة روى عن الكسائي أنه يميل كل حرف وقعت بعده (3) ألف ساكنة قبل حرف مكسور من كلمة مجرورة متصرّفة وغير متصرّفة في جميع القرآن ما كانت العربية حاكمة بجواز الإمالة فيها إلا ما كان من ذكر {الرّحمن و} {العذاب و} {المحال وقوله:
} {كالجواب في سبأ، قال: وكان يميل} {ءامنّا في إبراهيم [35]، و} {ءامنة في النحل [112]، و} {ءانفا في القتال [16]،} {وإنّ الله حيث وقعت دون} وإنّآ
__________
(1) في م: (باشمال) وهو تحريف.
(2) هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) في م: (بعد ألف) ولا يستقيم بذلك السياق.(2/750)
{إليه رجعون [البقرة: 156]، و} {لّا يأتيه الذي بعده} {البطل في السجدة} [1] خاصة، وأشمّ الشين من قوله: {شاكرا [البقرة: 158] الكسر وبكسر الياء من} {القيمة
[البقرة: 85] كسرا خفيفا، أخبرني بذلك خلف بن إبراهيم المقرئ عن ابن أشتة بإسناده عن قتيبة.
2247 - حدّثنا ابن غلبون} [2]، قال: علي بن محمد، قال: أنا أحمد بن سهل، قال [أنا] (3) علي بن محصن: قال أنا عمرو بن الصباح عن حفص أنه كان يفتح {هذن [طه: 63] و} {هذا [ص: 23] وأشباه ذلك، ولا يكسر ويفخّم.
2248 - وروى} [4] هبيرة عن حفص وابن (5) جبير عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم وعن أصحابه (6) عن نافع وأبي عمرو وحمزة والكسائي {هذه [الرحمن: 43] بفتح الهاء. وروى سورة} [7] عن الكسائي {هذه و} {ذلك [التوبة: 120] بالتفخيم.
2249 - وروى ابن سعدان} [8] عن اليزيدي عن أبي عمرو {هذه الشّجرة [البقرة:
35] الهاء بين التفخيم والكسر، وبإخلاص فتحها في المذكر والمؤنث قرأت للجماعة، وعلى ذلك أهل الأداء.
2250 - قال أبو عمرو: وهذه أصول الإمالة مشروحة، ومذاهب القرّاء} [9] فيها ملخصة على حسب ما قرأته تلاوة، وأخذته رواية، وقد بقيت من ذلك (10) من مذاهبهم في فواتح السور أذكره في موضعه إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق
__________
(1) فصلت، آية 42.
(2) انظر الطريق / 304. وإسناده صحيح.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) من الطريق الثامن بعد الثلاث مائة.
(5) من الطريقين التاسع والعشرين، والثاني والثلاثين، وكلاهما بعد المائتين.
(6) أي وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع.
(7) تقدم أن هذه الرواية خارجة عن جامع البيان.
(8) من الطريقين: الثمانين، والحادي والثمانين، وكلاهما بعد المائة.
(9) في ت، م: (ومذهب) ولا تتوافق مع السياق.
(10) في ت، م: (ذلك من) وهو غير مستقيم.(2/751)
باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الممال في الوصل
2251 - اعلم أن جميع ما ذكرته من الممال مشبعا كان أو غير مشبع، فإن ذلك اللفظ نفسه تستعمل فيه في الوقف كما يستعمل فيه في الوصل سواء للإعلام (1) بأن الموقوف (2) عليه يستحق ذلك في حال الوصل حرصا على البيان كما يوقف بالروم والإشمام لأجل هذا المعنى، وهذا مما لا خلاف فيه بين القرّاء وأهل الأداء إلا ما كان من الكلم التي الراء فيهنّ مجرورة، ويقع طرفا بعد الألف الزائدة والمبدلة، نحو قوله: {بمقدار [الرعد: 8] و} {من أنصار [البقرة: 270] و} {فى النّار [الأعراف: 38] و} {النّهار [البقرة: 164] و} {كالفجّار [ص: 28] و} {الأبرار [آل عمران: 193] و} {مّن الأشرار [ص: 62] و} {جرف هار [التوبة: 109] وما أشبهه. وكذا ما كان الحرف المكسور فيه بعد الألف غير راء نحو قوله:} {ومن النّاس [البقرة: 8] و} {سوء الحساب
[الرعد: 18] و} {فى الكتب [البقرة: 159] وما أشبهه في مذهب من أمال ذلك إمالة خالصة، أو قرأ بين بين، فإن قوما من أهل الأداء يذهبون إلى أن الوقف على ذلك في مذهب من أماله في الوصل أو قرأه بين اللفظين بإخلاص الفتح لأن الجالب لذلك} [3] فيه في حال الوصل هو جرّة الإعراب أو كسرة البناء، وهما ذاهبتان في الوقف إذ لا يوقف على متحرّك، فوجب إخلاص الفتح للألف قبلها لعدم الجالب لإمالتها هناك وذهابه من اللفظ رأسا، وهذا مذهب أبي الحسن بن المنادي وأحمد بن نصر (4) الشذائي، ومحمد بن أشتة، والحسين بن محمد بن حبش، وغيرهم من أهل الأداء، وسمعت أبا علي (5) الحسين بن سليمان الشافعي المقرئ يقول: هذا مذهب البصريين (6).
__________
(1) في م: (اللام وعدم). وهو تحريف.
(2) في ت، م: (الوقوف) ولا يستقيم به السياق.
(3) في م: (كذلك). ولا يلائم السياق.
(4) في م: (نصير). وهو خطأ.
(5) في هامش ت (ل 97/ ظ) قال في كتاب الموضح وسمعت الحسن بن محمد بن سليمان المقرئ يقول هو مذهب البصريين، وفي كتابه هذا الحسن بن سليمان، والله أعلم. اه أقول:
كذا هو في الموضح 82/ و. وقد تقدمت ترجمته باسم الحسن بن سليمان ابن الخير.
(6) أي من القراء.(2/752)
2252 - وقال داود بن أبي طيبة في كتابه عن ورش عن نافع [97/ ظ] وابن كيسة (1) عن سليم عن حمزة إنهما يبطحان الألف إذا كان بعدها راء مكسورة، مثل {عقبى الدّار [الرعد: 22] و} {أصحب النّار [البقرة: 39]. فإذا سقط الكسر عن الراء كانت مفتوحة.
2253 - وأظن داود قال ذلك رأيا دون نقل مسند إلى نافع وحمزة، على أن زكريا} [2] ابن يحيى المقرئ الأندلسي قد روى عن حبيب (3) بن إسحاق المقرئ عن داود (4) عن ورش عن نافع {دار القرار [غافر: 39] و} {فى قرار [المؤمنون: 13] و} {بدينار [آل عمران: 75] و} {كتب الفجّار [المطففين: 7] و} {من قرار [إبراهيم: 26] و} {مع الأبرار [آل عمران: 193] و} {الأشرار [ص: 62] و} {أصحب النّار [البقرة: 39] وما أشبهه بالبطح في القراءة والوقوف. وكذلك روى مواس} [5] بن سهل عن أصحابه عن ورش عن نافع. وكذلك رواه نصّا محمد بن عيسى (6) الأصبهاني عن خلاد عن سليم نصّا.
2254 - وذهب آخرون من أهل الأداء وهم الأكثر إلى أن الوقف على ذلك في مذهب من أمال بالإمالة الخالصة، وفي مذهب من قرأ بين اللفظين ولم يشبع بين اللفظين كالوصل سواء، وذلك لمعان كثيرة.
2255 - منها: أن الوقف عارض، والعارض لا يعتدّ به، ألا ترى أنه قد توصل الكلمة التي في آخرها الكسرة ولا يوقف عليها، فلم يجب تغييرها في الوقف على ما هي عليه كذلك (7).
__________
(1) أي وقال داود عن ابن كيسة الخ.
(2) زكريا بن يحيى، أبو يحيى، الأندلسي، مقرئ متصدر ضابط، لم يكن بالأندلس بعد الغاز بن قيس أضبط منه لقراءة نافع. غاية 1/ 294.
(3) حبيب بن إسحاق، القرشي، الدمياطي، مصدر، قرأ على عبد الصمد وداود عن ورش. قرأ عليه أبو يحيى زكريا بن يحيى الأندلسي، غاية 1/ 202وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) داود بن هارون.
(5) في م: (موسى). وهو خطأ. وفي هامش ت (98/ و): مواس بيان.
(6) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(7) كذا في ت، م وفي الموضح ل (82/ و): عما هي عليه في الوصل. اهـ وهو أحسن مما هنا.(2/753)
2256 - ومنها: أن يبنى الوقف على الوصل في ذلك، فكما أميل في الوصل لأجل الجرّة والكسرة فكذا (1) يمال في الوقف، وإن عدمتا فيه، ومثل ذلك بناء الوصل على الوقف (2) يستعمل (3) كثيرا.
2257 - ومنها: أن يفرق بذلك بين الممال لعلّة وبين ما لا يمال أصلا.
2258 - ومنها: ما ذكرناه في أول الباب من الإعلام بذلك أنه ممال في حال الوصل كالإعلام بالرّوم والإشمام أن الموقوف عليه متحرّك.
2259 - ومنها: أن الجالب (4) للإمالة في مذهب من رأى الرّوم والإشمام في الوقف على أواخر الكلم، وهو مذهب أبي عمرو والكسائي وحمزة وعاصم غير معدوم أصلا، بل هو ينوى (5) ويراد بالإيماء والإشارة إليه وتضعيف الصوت به، وإذا كان كذلك وجب أن لا تعدم (6) الإمالة لأن الجالب لها غير معدوم
2260 - ومما يذكر (7) الوقف بالإمالة في هذا الفصل وإن لم يشر إلى جرّه الحرف الموقوف عليه، وأخلص سكونه مذهب من أمال فتحة الراء في نحو {نرى الله [البقرة: 55] وشبهه، وفتحة الهمزة في نحو} {رءا القمر [الأنعام: 77] وبابه فكما تمال الفتحة في ذلك في حال الوصل مع ذهاب ما أميلت فيه لأجله [وهو الألف المنقلبة عن الياء، والتي للتأنيث، كذلك تمال الألف والفتحة قبلها هاهنا في حال الوقف مع ذهاب ما أميلت فيه لأجله]} [8] أيضا، وهو الكسرة لا فرق بين ذلك.
2261 - وهذا مذهب أبي العبّاس أحمد بن يحيى بن ثعلب (9) وأبي بكر بن
__________
(1) في م: (وكذا). وهو غير جيد.
(2) في ت، م: (الوقف على الوصل). وهو خطأ يجعل السياق مضطربا. والتصحيح من الموضح (ل 82/ و).
(3) في م: (يستعمل). ولا يناسب السياق.
(4) في ت، م: (الخلاف) ولا يستقيم بها السياق والتصحيح من الموضح (ل 82/ ظ).
(5) في م: (سوى). وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(6) في م: (تقدم). وهو تصحيف.
(7) أي يؤيد.
(8) سقط من ت، م، والتصحيح من الموضح ل 83/ و.
(9) في ت، م: (بن ثعلب). وهو خطأ لأن (ثعلب) لقب ابنه.(2/754)
مجاهد وجميع ما لقيناه من المكّيين. وسمعت الحسن بن سليمان يقول: هو مذهب البغداديين.
2262 - وكان آخرون يذهبون إلى أن الوقف على ذلك في مذهب من أخلص الإمالة في الوصل بإمالة يسيرة على مقدار الإشارة إلى الكسر، ألا ترى أنها لا تشبع هناك، فكذلك لا تشبع الإمالة للألف قبلها. وهذا مذهب أبي طاهر بن أبي هاشم، ومن أخذ عنه. وحكى أنه كذلك قرأ على ابن مجاهد وأبي عثمان (1) عن الكسائي وعلى ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي.
2263 - والذي نختاره ونذهب [إليه] (2) ما قدّمناه في صدر الباب لأنه إذا وقف على ذلك في مذهب من رأى الإمالة الخالصة في الوصل بإمالة يسيرة لم يكن بين (3)
مذهبه، ومذهب من رأى التوسّط في الأصل فرق، فأشكل ذلك على المتعلّم والسامع، فوجب لذلك (4) حمل الوقف على الوصل في ذلك في مذهب الجميع وبالله التوفيق.
فصل [في إمالة الألف التي تذهب في الوصل لالتقاء الساكنين]
2264 - فأما ما يمال منه الألف التي في آخره المنقلبة عن الياء والواو ويقرأ بين اللفظين، فإنه إذا لقي تلك الألف ساكن في الوصل سقطت لسكونها وسكونه، وذهبت الإمالة بين اللفظين لأن ذلك إنما كان فيها من أجل وجودها في اللفظ، فلما عدمت فيه عدم ذلك أيضا بعدمها، فإن وقف عليها انفصلت من الساكن تنوينا كان أو غير تنوين ورجعت الإمالة بين اللفظين [98/ و] برجوعها حينئذ.
2265 - وأما الساكن الذي هو تنوين، فنحو قوله: {أذى [البقرة: 196] و} {غزّى [آل عمران: 15] و} {ضحى [الأعراف: 98] و} {سوى [طه: 58] و} {سدى
[القيامة: 18] و} {ورءيا [مريم: 74] و} {مّفترى [القصص: 36] و} هدى [البقرة: 2]
__________
(1) سعيد بن عبد الرحيم الضرير.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) سقطت (بين) من م.
(4) في م: (كذلك) ولا يناسب السياق.(2/755)
و {مصلّى [البقرة: 125] و} {مّصفّى [محمد: 15] و} {مّسمّى [البقرة: 282] و} {مولى
[الأنفال: 40] و} {فتى [الأنبياء: 60] و} {قرى [سبأ: 18] و} {عمى [فصلت: 44] وما أشبهه.
2266 - وأما الساكن الذي هو غير تنوين، فنحو قوله:} {موسى الكتب [البقرة:
53] و} {عيسى ابن مريم [البقرة: 87] و} {القتلى الحرّ [البقرة: 178] و} {الرّءيا الّتى
[الإسراء: 60] و} {من إحدى الأمم [فاطر: 42] و} {ذكرى الدّار [ص: 46] و} {القرى الّتى [سبأ: 18] و} {العلى الرّحمن [طه: 4، 5] و} {الأقصا الّذى [الإسراء: 1] و} {وجنى الجنّتين [الرحمن: 54] و} {طغى الماء [الحاقة: 11] و} {أحيا النّاس [المائدة: 32] وما أشبهه. وقد جاء النص بذلك عن حمزة والكسائي.
2267 - حدّثنا محمد} [1] بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: أنا إدريس، قال: أنا خلف، قال: سمعت الكسائي يقف على {هدى لّلمتّقين [البقرة: 2] هدى بالياء. وكذلك} {من مّقام إبرهيم مصلّى [البقرة: 125] وكذلك} {أو كانوا غزّى
[آل عمران: 156] و} {مّن عسل مّصفّى [محمد: 15] و} {أجل مّسمّى [البقرة: 282].
وقال: يسكت أيضا على} {سمعنا فتى [الأنبياء: 60] و} {فى قرى [الحشر: 14] و} {أن يترك سدى [القيامة: 36] بالياء، وحمزة مثله. قال خلف} [2]: وسمعت الكسائي يقول في قوله: {أحيا النّاس [المائدة: 32] الوقف عليه «أحيا» بالكسر} [3] لمن كسر الحروف إلّا من فتح فيفتح مثل هذا، قال: وسمعته يقول (4) الوقف على قوله: {إلى المسجد الأقصا الّذى [الإسراء: 1] بالياء، وكذا} {أقصا المدينة [يس: 20] وكذلك} {وجنى الجنّتين [الرحمن: 54] وكذلك} {طغا المآء [الحاقة: 11] قال} [5]: والوقف على ومآ ءاتيتم مّن رّبا [الروم: 39] بالياء.
__________
(1) محمد بن القاسم هو ابن الأنباري، وإدريس هو ابن عبد الكريم، والإسناد صحيح.
والرواية في إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري 1/ 393. ورواية خلف عن الكسائي خارجة عن طرق جامع البيان، وهي في الكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 273.
(2) ايضاح الوقف والابتداء 1/ 408.
(3) في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 408) بالياء بدل بالكسر، وطمست (بالكسر لمن) في ت.
(4) إيضاح الوقف والابتداء 1/ 434.
(5) ايضاح الوقف والابتداء 1/ 448.(2/756)
2268 - وحدّثنا فارس (1) بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: أنا أحمد بن سلموية، قال: أنا محمد بن يعقوب قال: حدّثنا العباس (2) بن الوليد، قال: أنا قتيبة عن الكسائي أنه كان يقف [على] (3) عامّة هذه الحروف بالياء يعني بالإمالة إلا قوله: {وجنى الجنّتين [الرحمن: 54] فإنه كان يقف عليه بالألف.
2269 - قال أبو عمرو: وأراه اتبع الخط فيه لأنه في أكثر المصاحف بالألف} [4]، فإن كان ذلك فسبيل كل ما رسم في المصاحف من ذوات الياء بالألف، نحو {أحيا النّاس [المائدة: 32] و} {الرّءيا الّتى [الإسراء: 60] و} {الأقصا الّذى
[الإسراء: 1] و} {طغا المآء [الحاقة: 11] و} {رّبا [الروم: 39] أن يسكت عليه أيضا بإخلاص الفتح اتّباعا لرسمه، [و]} [5] ليس ذلك من قوله فيه، بل النصّ والأداء قد ورد عنه بإخلاص إمالته في السكت.
2270 - وقال سورة (6) عنه في {وجنى الجنّتين و} {طغا المآء إن شئت وقفت بالياء وإن شئت بالألف. قال: ثم قال [بعدد دهر]} [7] الوقف بالياء (8)، وهذا يدلّ على أنه كان يرى الفتح، ثم زال عنه وتركه، وقال عنه {المسجد الأقصا [الإسراء: 1] و} {مكانا سوى [طه:
58] و} {غزّى [آل عمران: 156] و} رؤيا [مريم: 74] الوقف عليه كله بالياء.
2271 - واختلف عن أبي بكر عن عاصم في الوقف على حرفين من المنوّن،
__________
(1) انظر الطريق / 401.
(2) في ت، م: (الحسن بن الوليد). وهو خطأ، وقد تقدم الإسناد صحيحا في طرق الكتاب، وفي الموضح (ل 84/ و).
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) قال المؤلف في المقنع / 102وفي بعض المصاحف (وجنا الجنتين دان) بالألف، وفي بعضها (وجنى) بالياء. اهـ.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(7) في م: (بعدد هذا). وفي ت: (بعد دهره) وكلاهما خطأ، لا يستقيم به السياق. والتصحيح من الموضح ل 84/ ظ.
(8) علق المؤلف في الموضح بقوله: وذلك قوله الآخر الذي ثبت عليه، وأخذ به. اهـ.(2/757)
وهما قوله في طه [58]: {مكانا سوى و} [1] في القيامة [36] {يترك سدى، فروى خلف} [2] عن يحيى عنه [أنه] (3) وقف عليهما (4) بالإمالة، وروى أحمد بن عمر الوكيعي (5) والحسين (6) بن الأسود العجلي عن يحيى عنه {سوى مكسورة الياء إذا سكنت، وروى ابن أبي أميّة} [7] عن أبي بكر {سوى مكسورة الواو يعني في الوقف، وروى عبيد} [8] بن نعيم عنه {سوى بضمّ السين وبكسرها، يريد أنه يميل ألفها في الوقف، ولم يأت بالإمالة عن أبي بكر في ذلك غير من ذكرناه.
2272 - واختلف عن} [9] أبي عمرو أيضا في إمالة فتحة الراء التي تذهب الألف الممالة بعدها للساكن (10) الذي يلقاها في حال الوصل ما لم يكن تنوينا، وذلك نحو قوله: {نرى الله جهرة [البقرة: 55] و} {وسيرى الله عملكم [التوبة: 94] و} {وترى النّاس [الحج: 2] و} {ويرى الّذين أوتوا العلم [سبأ: 6] و} {لآ أرى الهدهد [النمل:
20] و} {النّصرى المسيح [التوبة: 30] و} {القرى الّتى بركنا فيها [سبأ: 18] و} {الكبرى اذهب [طه: 23، 24] و} {ذكرى الدّار [ص: 46] وما أشبهه.
2273 - فروى أبو عبد الرحمن} [11] وأبو حمدون (12) وأحمد بن واصل (13)
وأبو شعيب (14) عن اليزيدي عنه أنه كان يميل فتحة الراء في ذلك مع عدم الألف في
__________
(1) سقطت (و) من م.
(2) من الطريقين: التاسع والثلاثين، والأربعين، وكلاهما بعد المائتين.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) في ت، م: (عليها). ولا يستقيم بها السياق. والتصحيح من الموضح ل 84/ ظ.
(5) وفي م: (الركعي) وهو خطأ والتصحيح من إسناد الطريق الرابع والثلاثين بعد المائتين.
(6) من الطريق الثامن والثلاثين بعد المائتين.
(7) من الطريق الثالث والسبعين بعد المائتين.
(8) من الطريق الرابع والثمانين بعد المائتين.
(9) سقطت (عن) من م.
(10) في م: (الساكن). ولا يستقيم بها السياق.
(11) من الطريق السبعين بعد المائة.
(12) من الطريق الثامن والسبعين بعد المائة.
(13) من الطريق السابع والسبعين بعد المائة.
(14) السوسي صالح بن زياد. وطرقه من التاسع والأربعين إلى التاسع والخمسين على التوالي، وكلها بعد المائة.(2/758)
حال الوصل وبذلك قرأت [في] (1) رواية السّوسي على أبي الفتح عن قراءته على أصحاب أبي عمران (2) عنه. قال لي أبو الفتح: وقد كان أبو عمران يختار الفتح في ذلك من ذات نفسه، وبذلك قرأت أنا ذلك على أبي الحسن (3) بن غلبون عن قراءته.
2274 - وأختار الإمالة لأنه قد جاء بها نصّا وأداء عن أبي شعيب أبو العباس محمود ابن محمد (4) الأديب وأحمد بن حفص الخشّاب، وهما من جملة الناقلين (5)
عنه فهما (6) ومعرفة. وقد جاء بالإمالة [98/ ظ] في ذلك أيضا نصّا عن أبي عمرو والعبّاس (7) بن الفضل وعبد الوارث بن سعيد.
2275 - قال أبو عمرو: فأما ما كان من الأسماء التي يلحقها التنوين منصوبا، نحو قوله: {هدى لّلنّاس [البقرة: 185]} {أو كانوا غزّى [آل عمران: 156]} {وزدنهم هدى [الكهف: 13] و} {سمعنا فتى [الأنبياء: 60] و} {قرى ظهرة [سبأ: 18] وما أشبهه، فإنه إذا وقف على ذلك أبدل من التنوين الذي يلحقه ألف لخفّة النصب وقبلها الألف المنقلبة عن الياء، فيجتمع ألفان، فيلزم حذف إحداهما.
2276 - وقد اختلف علماء العربية في أيهما المحذوفة، فقال الكوفيّون منهم وبعض البصريين: المحذوفة للساكنين منهما هي المبدلة من التنوين لكون ما أبدلت منه زائدا. والثابتة هي المنقلبة عن الياء لكون ما انقلبت عنه أصليّا. وقال أكثر البصريين: المحذوفة منها هي المنقلبة عن الياء لكونها أول الساكنين. والثابتة هي المبدلة من التنوين لكون ما أبدلت منه دالّا على معنى يذهب بذهابها} [8]، وأيضا فإن
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) موسى بن جرير، من الطرق: الثاني والخمسين، والخمسين، والسادس والخمسين، وكلها بعد المائة.
(3) من الطريقين: الثامن والخمسين، والتاسع والخمسين، وكلاهما بعد المائة.
(4) محمود بن محمد بن المفضل، أبو العباس، الرافقي، الأنطاكي، يعرف بالأديب أخذ القراءة عرضا عن أبي شعيب السوسي سنة سبع وخمسين ومائتين. غاية 2/ 291. وطريقا الأديب والخشاب ليسا من طرق جامع البيان.
(5) في ت، م: (جملة) وهو تحريف، لا يلائم روح السياق.
(6) في م: (فيهما) وهو خطأ.
(7) أبو الفضل الواقفي. تقدم أن روايته وكذا رواية عبد الوارث بن سعيد خارجتان عن روايات جامع البيان.
(8) في م: (مذهب). ولا يستقيم بها السياق.(2/759)
المنقلبة عن الياء قد كانت ذهبت في حال الوصل مع التنوين، فكذا يجب أن تذهب في حال الوقف مع ما أبدل منه.
2277 - قال أبو عمرو: أوجه القولين وأولاهما (1) بالصحّة قول من قال إن المحذوفة هي المبدلة من التنوين لجهات ثلاث:
إحداهنّ: انعقاد إجماع السّلف من الصحابة رضي الله عنهم على رسم ألفات هذه الأسماء ياءات في كل المصاحف.
والثانية: ورود (2) النص عن العرب وأئمة القراءة بإمالة هذه الألفات في الوقف.
والثالثة: وقوف بعض العرب على المنصوب المنوّن (3)، نحو رأيت زيدا، وضربت عمروا بغير عوض من التنوين، حكى ذلك سماعا منهم القرّاء والأخفش.
2278 - وهذه الجهات كلها يحقّقن أن الموقوف عليه من أحد الألفين هي الأولى المنقلبة عن الياء دون الثانية المبدلة من التنوين لأنها لو كانت المبدلة منه لم ترسم ياء بإجماع، وذلك من حيث لم تنقلب عنها ولم تمل في الوقف أيضا لأن ما يوجب إمالتها في بعض اللغات وهو الكسرة والياء معدوم وقوعه قبلها، ولأنها محذوفة لا ممالة في لغة من لم يعوّض.
2279 - قال أبو عمرو: فمن أخذ بقول الكوفيين والخليل وسيبويه ومن وافقهما وقف على جميع ما تقدم من المنصوب الذي يصحبه التنوين في مذهب حمزة والكسائي بالإمالة، وكذا يقف في مذهب أبي عمرو (4) على قوله في سبأ [18] {قرى ظهرة ويقف أيضا على جميع ذلك في مذهب من روى الإمالة اليسيرة عن نافع كورش وغيره بالإمالة اليسيرة.
2280 - ومن أخذ بقول بعض البصريين المازني} [5] ومحمد بن يزيد (6) ومن
__________
(1) في ت، م: (وأولاها). ولا يستقيم بها السياق.
(2) في م: (ورد).
(3) في م: (بالتنوين).
(4) في م: (وعلى). وزيادة الواو خطأ يجعل السياق مضطربا.
(5) المازني هو بكر بن محمد بن بقية، أبو عثمان المازني، النحوي كان إماما في العربية، وهو أستاذ المبرد، توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. تاريخ بغداد 7/ 93. بغية الوعاة 1/ 463، غاية النهاية 1/ 179.
(6) محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العباس، المبرد، شيخ أهل النحو، وحافظ علم العربية،(2/760)
تبعهما وقف على جميع ذلك في مذهب من رأى الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة بإخلاص الفتح، والعمل عند القرّاء وأهل الأداء على الأول، وبه أقول لورود النصّ المذكور به ودلالة القياس على صحته.
2281 - وروى حبيب (1) بن إسحاق عن داود عن ورش عن نافع {قرى ظهرة
مفتوحة في القراءة مكسورة في الوقف، وكذلك} {قرى مّحصّنة [الحشر: 14] و} {سحر مّفترى [القصص: 36] ولم يأت به عن ورش نصّا غيره.
2282 - قال أبو عمرو: فأما قوله في سورة الأنعام [71]:} {إلى الهدى ائتنا
على مذهب حمزة في تسهيل همزة فاء الفعل وإبدالها ألفا في حال الوقف، فإن وقفه عليه يحتمل وجهين الفتح والإمالة، فالفتح على أن الألف الموجودة في اللفظ بعد فتحة الدال هي المبدلة من الهمزة دون ألف «الهدى» [والإمالة على أنها ألف «الهدى» دون المبدلة من الهمزة، والوجه الأول أقيس لأن ألف «الهدى»]} [2] قد كانت ذهبت مع تحقيق الهمزة في حال الوصل، فكذا يجب أن تكون مع المبدل منها لأنه تخفيف والتخفيف عارض.
2283 - فأما قوله في الكهف [33]: {كلتا الجنّتين فإن النحويين اختلفوا في ألفها، فقال الكوفيون: هي ألف تثنية وواحد كلتا (كلت)، وقال البصريون: هي ألف تأنيث، ووزن كلتا فعلى (كإحدى وسيمى)} [3]، والتاء مبدلة من واو والأصل كلوى فعلى الأول لا يوقف عليها بالإمالة المشبعة في مذهب حمزة والكسائي ولا بين بين في مذهب أبي عمرو، ومذهب من روى التوسّط في اللفظ عن نافع لأن ألف الاثنين لا يجوز إمالتها لكونها مجهولة لا يعلم لها أصل في ياء ولا واو، ولا هي أيضا مشبّهة [99/ و] بما أصله ذلك من الألفات، وعلى الثاني يوقف عليها بالإمالة المشبعة وغير المشبعة في مذهب المسمّين (4) والقرّاء وأهل الأداء على الأول.
__________
كان عالما فاضلا موثوقا به في الرواية، مات سنة خمس وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 3/ 380، بغية الوعاة 1/ 269. غاية النهاية 2/ 280.
(1) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(2) سقطت من م.
(3) في م: (كالحد أي ويسمى). وهو خطأ.
(4) أي المشبعة في مذهب حمزة والكسائي، وغيره المشبعة في مذهب أبي عمرو ومن روى التوسط عن نافع.(2/761)
2284 - وقد جاء به نصّا عن الكسائي سورة (1) بن المبارك فقال: {كلتا الجنّتين [الكهف: 33] بالألف يعني في الوقف، وقال عنه:} {لدا الباب [يوسف: 25] و} {لدا الحناجر [غافر: 18] كلتاهما بالألف يعني بالفتح في الوقف، وذلك من حيث كانا حرفي} [2] جرّ مثل على وإلى، والحروف لا تمال لجمودها.
2285 - وأما قوله في سورة المؤمنون [44]: {رسلنا تترا على قراءة من نوّن} [3]، فإن ألفه في الوقف يحتمل وجهين: أحدهما (4): أن تكون بدلا من التنوين فيجري الراء قبلها بوجوه الإعراب من النصب والجرّ والرفع. والثاني: أن تكون مشبهة بالأصلية ألحقت الكلمة التي هي فيها ببناء جعفر ودرمل، أي: ألحقت الثلاثي بالرباعي، فتلزم (5) الوقف في حال النصب والجرّ والرفع، فعلى الأول لا يجوز إمالتها في الوقف على مذهب أبي عمرو كما لا تجوز فيه إمالة الألف التي في المصدر، نحو قوله: {صبرا [البقرة: 25] و} {نصرا [الأعراف: 192] وشبههما} [6]، وعلى الثاني تجوز إمالتها فيه على مذهبه لأنها كالأصلية المنقلبة عن الياء، والقرّاء وأهل الأداء على الأول، وبه قرأت، وبه آخذ، وهو مذهب ابن مجاهد وأبي طاهر بن أبي هاشم وسائر المتصدّرين. وقال قتيبة (7) عن الكسائي من نوّن (تترا) وقف بألف.
2286 - قال أبو عمرو: فأما الوقف على قوله: ترءا الجمعان في الشعراء [61] فنذكره هناك مع اختلاف القرّاء في الفتح والإمالة في ذلك إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
__________
(1) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(2) في م: (حرفين)، وهو خطأ.
(3) ابن كثير وأبو عمرو انظر النشر 2/ 328، السبعة / 446.
(4) في ت: (إحداهما). ولا يلائم السياق.
(5) الألف كما بيّن ناسخ ت بين السطرين.
(6) في م: (وشبهها). ولا يستقيم بها السياق.
(7) أسند المؤلف هذا القول في الموضح ل 87/ ظ، فقال: وحدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الله ابن احمد / قال حدثنا إسماعيل بن شعيب، قال حدثنا أحمد بن سلمويه، قال حدثنا محمد بن يعقوب، قال حدثنا العباس بن الوليد، قال حدثنا قتيبة بن مهران عن الكسائي الخ. وهذا الإسناد هو إسناد الطريق الحادي بعد الأربع مائة.(2/762)
باب ذكر مذهب الكسائي والأعشى عن أبي بكر عن عاصم [في إمالة هاء التأنيث وما قبلها عند الوقف]
2287 - اعلم أن الكسائي والأعشى من رواية الشموني عنه عن أبي بكر عن عاصم كانا يميلان هاء التأنيث وما (1) ضارعها من التاءات عند الوقف لشبهها (2) بألف التأنيث، فيميل الفتحة التي قبلها لإمالتها إذ لا يوصل إلى إمالتها وإمالة سائر الألفات إلا بذلك.
2288 - فهاء التأنيث نحو قوله: {رحمت [البقرة: 157] و} {نعمة [البقرة: 211] و} {جنّة [البقرة: 235] و} {حبّة [البقرة: 261] و} {ومعصيت [المجادلة: 8] و} {ربوة
[المؤمنون: 50] و} {مّؤمنة [البقرة: 221] و} {مّؤصدة [البلد: 20] و} {درجة [البقرة:
228] و} {ليلة [البقرة: 51] و} {مرية [هود: 17] وما أشبهه.
2289 - والمضارع لها نحو قوله:} {مّن باقية [الحاقة: 8] و} {حامية [الغاشية:
4] و} {الجنّة [البقرة: 35] و} {كاشفة [النجم: 58] و} {بصيرة [يوسف: 108] و} {همزة [الهمزة: 1] و} {لّمزة [الهمزة: 1] و} {دآبّة [البقرة: 164]، وكذلك} {بلدة
[الفرقان: 49] و} {قرية [البقرة: 259] و} {غرفة [البقرة: 249] وكذا} {ثمرة [البقرة:
25] و} {بقرة [البقرة: 67] و} {شجرة [طه: 120] وكذا} {حمّالة [المسد: 4] وما أشبهه مما يلحق فيه الاسم لغير معنى تأنيث للمبالغة في الوصف، ولتكثير الكلمة، أو للفرق بين الواحد والجمع أو لغير ذلك.
2290 - قال أبو عمرو: ولم يأت عنهما} [3] نصّ بتخصيص شيء من ذلك وبإطلاق القياس في ذلك في جميع القرآن قرأت لهما على أبي الفتح شيخنا عن قراءته على عبد الباقي (4)، وهو مذهب أبي مزاحم موسى (5) بن عبيد الله الخاقاني
__________
(1) سقطت (ما) من م.
(2) في م: (بشبهها).
(3) في ت، م: (عنها). ولا يستقيم بها السياق لأن المراد عن أبي بكر والكسائي.
(4) سقطت (على عبد الباقي) من م. وانظر في رواية الشموني عن أبي بكر الطريق: الحادي والستين بعد المائتين. وفي قراءة الكسائي الطرق: الثاني والثمانين، والخامس والثمانين، والسادس والثمانين، والسابع والثمانين، والتسعين، والسادس والتسعين وكلها بعد الثلاث مائة.
(5) تقدم أنه ليس من رجال جامع البيان.(2/763)
رحمه الله فيما بلغني عنه، وكان إماما في قراءة الكسائي، ومذهب جماعة من أهل الأداء والنحويين.
2291 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: أنا أبو بكر بن الأنباري قال: نا إدريس، قال: أنا خلف (1)، قال: سمعت الكسائي يسكت على قوله و {بالأخرة [البقرة: 4] وعلى} {نعمة [البقرة: 211] و} {مرية [هود: 17] و} {ومعصيت [المجادلة: 8] و} {القيمة [البقرة: 85] ونحو ذلك بكسر الراء في} {الأخرة والميم في} {نعمة
والياء في} {ومعصيت وكذلك بقيتها وما أشبهها، فأطلق خلف القياس في جميع الباب وجعل الإمالة فيه مطّردة، ولم يخصّ بذلك بعضا دون بعض.
2292 - وحدّثنا فارس} [2] بن أحمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسين بن أبي داود، قال: أنا القاسم بن أحمد عن محمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {الأخرة [البقرة: 44] وما أشبهها مفخم في الوصل ممال في الوقف، وهذا أيضا يوجب إطلاق القياس في جميع هاءات التأنيث ويمنع من استثناء} [3] شيء منها.
2293 - قال أبو عمرو: وكان ابن مجاهد وابن المنادي وأبو طاهر (4) وأحمد بن نصر (5) وجميع أصحابهم يخصون [من ذلك في الفتح] (6) في [قراءة] (7) الكسائي والأعشى ما فيه قبل الهاء أحد عشرة أحرف.
2294 - حروف الاستعلاء السّبعة وهي: الخاء والعين والقاف والصاد [99/ ظ] والضّاد والطاء والظاء نحو {الصّآخّة [عبس: 33] و} {البلغة [الأنعام: 149] و} {الحآقّة
[الحاقة: 1] و} {خصاصة [الحشر: 9] و} {قبضة [طه: 96] و} {بسطة [البقرة: 247] و} موعظة [البقرة: 66] وما أشبهه.
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2267، وأنه خارج عن طرق جامع البيان والرواية في إيضاح الوقف والابتداء 1/ 400به مثلها.
(2) انظر الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(3) في م: (استثنى). ولا يستقيم بها السياق.
(4) ابن أبي هاشم.
(5) في ت، م: (نصير). وهو خطأ.
(6) في م: (بذلك في الفتح) وهو غير مستقيم.
(7) زيادة يقتضيها السياق.(2/764)
2295 - وحرفان حلقيّان، وهما الحاء والعين، نحو قوله {والنّطيحة [المائدة:
3] و} {القارعة [القارعة: 1] وما أشبه.
2296 - والحرف العاشر: هو الألف في عشر كلم وهي} {الصّلوة [البقرة: 3] و} {الزّكوة [البقرة: 43] و} {الحيوة [البقرة: 85] حيث وقعن و} {النّجوة في غافر [41] و} {ومنوة في النجم [20] و} {هيهات هيهات [المؤمنون: 36] في الموضعين و} {ذات في النمل و} {وّلات في ص [3] و} {اللات في والنجم [19]، وهذه الخمس الأخيرة يقف عليهن الكسائي بالهاء، ويقف عليهن الأعشى بالتاء} [1] [إجماع] (2) لكونهن في الرسم كذلك، والفتح للهاء وما قبلها في هذه العشر كلم إجماع من أهل الأداء لأن الهاء فيهن لم تلها فتحة تمال لأجلها، وإنما وليتها ألف وهي ساكنة، ولا يمال للساكن ساكن، وإنما يمال له متحرك.
2297 - ثم جعلوا بعد هذا للهمزة والهاء والكاف والراء إذا وليت هذه الأربعة الهاء أحكاما: فأمالوا بعضا وفتحوا بعضا.
2298 - فأما الهمزة، فإنه إذا وليها من قبلها كسرة أو ياء ساكنة أمالوا الهاء وفتحة الهمزة من أجلها، فالكسرة نحو قوله: {سيّئة [البقرة: 71] و} {بالخاطئة
[الحاقة: 6] و} {فئة [البقرة: 249] و} {مائة [البقرة: 259] و} {ناشئة [المزمل: 6] وما أشبهه، والياء في نحو قوله:} {خطيئة [النساء: 112] حيث وقعت.
2299 - فإن وليها فتحة أو ألف، وكذا الضمة والواو لو جاءتا فتحوا الهاء وما قبلها، فالفتحة نحو قوله:} {وإن امرأة [النساء: 128] و} {وقالت امرأت فرعون [آل عمران: 35] و} {امرأت العزيز [يوسف: 30] وما أشبهه، والألف نحو قوله:} {برآءة مّن الله ورسوله [التوبة: 1] و} {برآءة فى الزّبر [القمر: 43] وما أشبهه، فإن حال بين الفتحة وبينها ساكن غير ألف، نحو قوله:} {النّشأة [العنكبوت: 20] و} {سوءة} [3] [المائدة:
31] وشبههما اختلفوا في ذلك.
__________
(1) في ت، م: (بالهاء). وهو غير مستقيم. والتصحيح من عبارة المؤلف الآتية في باب الوقف على مرسوم الخط أن جميع القراء ما عدا الكسائي يقفون على هذه الكلم بالتاء.
(2) كذا في ت، م. والكلمة زائدة، ولعل نظر الناسخ سبق إليها من السطر التالي.
(3) وفي م: (سواء). وهو خطأ.(2/765)
2300 - فأبو طاهر (1) وأبو نصر (2) وأصحابهما يفتحون أيضا في الوقف لأنهم لا يعتدّون بذلك الساكن، ولا يراعونه. وغيرهم يميلون في الوقف اعتدادا لذلك السّاكن، والقياس مع الأوّلين.
2301 - وأما الهاء (3) فإنه إذا وليها من قبلها كسرة، وكذلك الياء لو جاءت [أمالوا هاء التأنيث وفتحة ما قبلها] (4) وسواء حال بين الكسرة وبينها ساكن أو لم يحل لقوّة الكسرة وضعف السّاكن إذ ليس بحاجز حصين ولا فاصل قوي، فالكسرة المتصلة بها، نحو قوله: {ءالهة [يس: 23] و} {فكهة [الرحمن: 52] وما أشبهه، والتي يحول بينها وبينها ساكن نحو قوله:} {وجهة [البقرة: 148]. ولا أعلم في كتاب الله تعالى غيره، وكذا حكم الفتحة لو أتت.
2302 - وأما الكاف فإنه إذا وليها من قبلها كسرة أو ياء ساكنة، فأبو طاهر} [5]
وأحمد (6) بن نصر وأصحابهما يميلون الهاء وفتحة الكاف قبلها، فالكسرة نحو قوله:
{أو مشركة [البقرة: 221] و} {الملئكة [البقرة: 31] و} {ضاحكة [عبس: 39] وما أشبهه. والياء نحو قوله:} {الأيكة [الحجر: 78] حيث وقعت، فإن وليها فتحة أو ضمة، وسواء حال بينها وبينها} [7] ساكن أو لم يحل فتحوا الهاء وما قبلها، وذلك نحو قوله: {المبركة [القصص: 30] و} {التّهلكة [البقرة: 195] و} {الشّوكة [الأنفال: 7] و} {مكّة [الفتح: 24] و} {بكة [آل عمران: 96] وما أشبهه، وغير أبي طاهر وأبي نصر} [8] يميل الهاء وفتحة الكاف قبلها في الجميع ليستقل الكاف وكونها بذلك خارجة عن حكم القاف.
__________
(1) عبد الواحد بن عمر.
(2) أحمد بن نصر الشذائي. وفي ت، م: (أبو نصر). وهو خطأ لأنه لا يوجد من يضارع أبا طاهر فيمن يكنى أبا نصر. انظر غاية النهاية 2/ 344. وسيأتي قريبا ذكر أبي طاهر مقترنا بأحمد بن نصر في سياق مشابه. والله أعلم انظر الفقرة / 2302.
(3) في ت، م: (وأمالها). وهو تحريف.
(4) في م: (أمالوها للتأنيث وفتحها هي). وهي تحريف. وفي هامش ت (ل 100/ و): وفتحها هي خ.
(5) عبد الواحد بن عمر.
(6) الشذائي.
(7) سقطت (وبينها) من م.
(8) في ت، م: (أبي نصير). وهو خطأ من النساخ. وانظر الفقرة / 2300.(2/766)
2303 - وأما الراء فإنه إذا وليتها كسرة أو ياء ساكنة، وسواء حال بينها وبينها ساكن [أو لم يحل] (1) أمالوا الهاء [وفتحة ما قبلها] (2) فالكسرة المتصلة بها، نحو قوله:
{بالأخرة [البقرة: 4] و} {نّاضرة [القيامة: 22]} {إلى ربّها ناظرة [القيامة: 23] و} {فاقرة
[القيامة: 25] و} {فنظرة [البقرة: 12] و} {تبصرة [ق: 8] و} {باسرة [القيامة: 24] و} {خاسرة [النازعات: 12] و} {مّستنفرة [المدثر: 50] و} {مّستبشرة [عبس: 39] وما أشبهه. والتي يحول بينها وبينها ساكن نحو قوله:} {لعبرة [آل عمران: 13] و} {عبرة
[يوسف: 11] و} {سدرة [النجم: 14] و} {ذو مرّة [النجم: 6] وما أشبهه. وسواء كان الحرف المكسور في الضربين حرف استعلاء أو حرف حلق أو غيرهما من سائر الحروف.
2304 - وقد كان أبو طاهر وأصحابه وأحمد بن نصر وأتباعه يرون إخلاص الفتح للهاء وما قبلها في قوله في الرّوم [30]} {فطرت الله في مذهب الكسائي لأنه يقف عليه دون عاصم بالهاء خلافا لرسمه في المصاحف وذلك لكون الساكن الحائل بين الراء والكسرة حرف استعلاء فهو يمنع الإمالة، وكان غيرهم يرون إخلاص الإمالة للهاء وما قبلها في ذلك في مذهبه اعتمادا على قوّة الكسرة وضعف الساكن. والقياس مع الأوّلين.
2305 [والياء التي]} [3] تليها (4) الراء [100/ و] في قوله: {لكبيرة [البقرة: 45] و} {كبيرة [التوبة: 121] و} {صغيرة [التوبة: 121] و} {بصيرة [يوسف: 108] وما أشبهه، فإن ولي الراء فتحة أو ضمّة سواء حال بينها وبينهما ألف أو واو أو غيرهما من سائر السواكن أو لم يحل فتحوا الهاء وما قبلها.
2306 - فالفتحة نحو قوله:} {شجرة [طه: 120] و} {بررة [عبس: 16] و} {قترة
[عبس: 41] و} {غبرة [عبس: 40] و} {الفجرة [عبس: 42] و} {بقرة [البقرة: 67] و} {ميسرة [البقرة: 280] و} {مّطهّرة [البقرة: 25] وما أشبهه. وكذا الضمّة إن أتت والساكن الحائل بينهما} [5] وبينها، نحو قوله: {كالحجارة [البقرة: 74] و} سيّارة
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في م: (وفتحها هي).
(3) في م: (الياء والتي). وتأخير الواو خطأ.
(4) في م: (تلي). وفي هامش ت (ل 100/ و): تلي الراء خ.
(5) في هامش ت (ل 100/ ظ): بين الفتحة وبين الراء.(2/767)
[يوسف: 19] و {وعمارة [التوبة: 19] و} {نضرة [الإنسان: 11] و} {فى غمرة
[المؤمنون: 63] و} {كرّة [البقرة: 167] و} {مرّة [الأنعام: 94] و} {ذرّة [النساء: 40] و} {حفرة [آل عمران: 103] و} {والعمرة} [1] [البقرة: 196] و {عسرة} [2] [البقرة: 280] و {قرّة [الفرقان: 74] و} {سورة [التوبة: 64] و} {محشورة [ص: 19] وما أشبهه.
2307 - قال أبو عمرو: وبمذهب} [3] ابن مجاهد وأصحابه قرأت في مذهب الكسائي على ابن غلبون وغيره (4)، والمذهبان جيّدان صحيحان، ولا شك أن ابن مجاهد وابن المنادي وأحمد بن نصر وأبا طاهر مع وفور معرفتهم وتمكّنهم من علم صناعتهم بنوا (5) ذلك على أصل وثيق من رواية وأداء، فيجب المصير إليه ويلزم الوقوف عنده، وكذلك ما اختاروه (6) وما عملوا (7) به وحكموا بموجبه.
2308 - وقد حدّثني فارس بن أحمد شيخنا، قال: أنا أبو الحسن (8) المقرئ، قال: سألت أبا سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي عن هذا الذي اختاره أبو طاهر، فقال لي: لا وجه له لأن هذه الهاء بطرف والأطراف (9) لا يراعى فيها الحرف المستعلى ولا غيره، وما قبلها على أصل الإمالة، وفي القرآن {من أعطى واتّقى [الليل:
5] و} {ترضى [البقرة: 20] ولا خلاف في جواز الإمالة فيه وشبهه. فلما أجمعوا على الإمالة لقوة الإمالة في الأطراف لأنها في موضع التغيير كانت الهاء في الوقف بمثابة الألف إذا عدمت الألف نحو} {مكّة [الفتح: 24] و} {فطرت [الروم: 30] و} {الصّآخّة
[عبس: 33] و} {الحآقّة [الحاقة: 1] قال أبو سعيد: وكنت في بعض الأيام في مجلس أبي بكر بن مجاهد رحمه الله، ورجل يقرأ عليه، فوقف على} الصّآخّة
__________
(1) وفي ت، م: (عمرة) ولا يوجد في التنزيل كذلك.
(2) وفي م: (عشرة).
(3) في م: (ومذهب). ولا يلائم السياق.
(4) في ت: (أو غيره). ولا يستقيم بها السياق.
(5) في ت، م: (سوا). وهو تحريف.
(6) في ت، م: (اختاره). ولا يستقيم بها السياق.
(7) سقطت (ما) من م.
(8) عبد الباقي بن الحسن.
(9) في ت، م: (والإعراب). ولا يستقيم بها السياق. والتصحيح من الموضح ل 95/ ظ.(2/768)
بالإمالة، فقال لي أبو بكر: يا أبا سعيد ما تقول في الإمالة؟ فقلت: لا يمتنع، وذكرت له ما قدّمت ذكره.
2309 - قال أبو عمرو: وقول أبي سعيد هذا أحسن وإعلاله صحيح، ولم يعمل ابن مجاهد وابن المنادي وأحمد بن نصر وأبو طاهر في ذلك إلا على ما هو أحسن عندهم، وأصح لديهم منه، إما من جهة أثر أو طريق نظر فلذلك (1) اعتمدوا عليه، وصاروا إليه وغلّبوه ونبذوا (2) ما سواه والله أعلم.
2310 - قال أبو عمرو: ولا أعلم خلافا بين جلّة أهل الأداء ابن مجاهد وأبي طاهر وغيرهما في فتح هاء السّكت وما قبلها عند الوقف في مذهب الكسائي والأعشى إذ لا يجوز عندهم غير ذلك فيها لمفارقتها هاء التأنيث في السبب الذي لأجله أميلت، وهو شبهها [بألف التأنيث] (3) في الدلالة عليه (4)، فأميلت لذلك كما تمال الألف وهاء السّكت عارية من تلك المشابهة، وذلك من حيث جاءت [مبيّنة لحركة] (5) الحرف الذي قبلها لا غير، فوجب إخلاص فتحها وفتح ما قبلها، هذا مع أن الرواية عن القرّاء والسّماع من العرب إنما ورد في هاء التأنيث خاصّة.
2311 - قال سيبويه (6): سمعت العرب يقولون: ضربت ضربة واحدة (7)، وأخذت أخذة، وشبهوا الهاء بالألف، فأمالوا ما قبلها كما يميلون ما قبل الألف.
2312 - قال أبو عمرو: وقد بلغني أن قوما من أهل الأداء، منهم أبو مزاحم الخاقاني (8) وغيره (9) يجرونها مجرى هاء التأنيث، فيميلونها وما قبلها في الوقف من حيث شاركتها في السكون في لزوم موضع التغيير، وهو الطرف، وذلك خطأ من
__________
(1) في م: (فكذلك) ولا يناسب السياق.
(2) في م: (ونبذوه). ولا يلائم السياق.
(3) زيادة يقتضيها السياق. وانظر عبارة المؤلف في الموضح ل 93/ ظ.
(4) أي على التأنيث.
(5) في ت، م: (مبنية بحركة). وهو تصحيف وتحريف. والتصحيح من الموضح ل 93/ ظ.
(6) الكتاب 4/ 140.
(7) كلمة (واحدة) زيادة على نص الكتاب لسيبويه.
(8) موسى بن عبيد الله. وتقدم أنه ليس من رجال جامع البيان.
(9) في م: (وغيرها). ولا يناسب السياق.(2/769)
منتحله، وغلط من قائله، وقد كان ابن مجاهد بلغه ذلك عن قوم فأنكره أشدّ النكير، وقال فيه أبلغ قول.
2313 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: أنا الخراز يعني أحمد بن علي، قال: نا محمد (1) بن يحيى عن أبي الربيع عن حفص عن عاصم أنه قرأ {مّؤصدة [البلد: 20] و} {المشئمة [الواقعة: 9] بالكسر يعني بإمالة الهاء وما قبلها عند الوقف إذ لا يجوز ذلك في الوصل لعدم الهاء فيه} [2]، وقياس ذلك سائر هاءات التأنيث. ولا أعلم أحدا روى هذا عن حفص غير [100/ ظ] أبي الربيع مع سليمان بن داود الزهراني، ولا روى الإمالة عن أبي بكر (3) غير الشموني عن الأعشى عنه.
2314 - وحدّثني (4) عبد العزيز بن محمد، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال:
أنا البرّاثي عن خلف عن سليم عن حمزة أنه يقف على {الأخرة [البقرة: 94] و} {ومعصيت [المجادلة: 8] و} {رحمت [البقرة: 218] وأشباه ذلك بالفتح قليلا.
2315 - وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن الأنباري} [5]، قال: أنا إدريس عن خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يسكت على قوله: {وبالأخرة [البقرة: 4] و} {نعمة [البقرة: 211] و} {ومعصيت [المجادلة: 8] و} {مرية [هود: 17] و} {القيمة
[البقرة: 85] ونحو ذلك بفتحها قليلا. وكذلك حكى ابن واصل} [6] عن خلف عن سليم عنه، وكذلك روى أبو مزاحم (7) عن أصحابه عن حمزة.
2316 - وروى محمد بن عيسى (8) الأصبهاني أداء عن خلّاد عن سليم عن
__________
(1) محمد بن يحيى بن مهران، وأبو الربيع هو سليمان بن داود الزهراني. والإسناد صحيح.
وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) سقطت (فيه) من ت.
(3) في م: (غير). ولا يستقيم بها السياق.
(4) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 1706. وأنه خارج عن طرق جامع البيان.
(5) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 1677وأنه خارج عن طرق جامع البيان. والرواية في إيضاح الوقف والابتداء 1/ 401به مثلها.
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) تقدم أنه ليس من رجال جامع البيان.
(8) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.(2/770)
حمزة الوقف على هاء التأنيث وهاء الوقف بالإمالة ما خلا سبع كلم، فإنه فتح قبل الهاء فيهنّ، وهي {صبغة [البقرة: 138] و} {التّهلكة [البقرة: 195] و} {غرفة [البقرة:
249] و} {سنة [البقرة: 255] و} {عدّة [التوبة: 36] و} {فضّة [الزخرف: 33] و} {الخيرة [القصص: 68]، وروى ابن شنبوذ أداء عن أبي سليمان عن قالون} [1]، وعن أبي الحسن (2) النحّاس وسائر شيوخه (3) الذين قرأ عليهم عن اليزيدي عن أبي عمرو، الوقف على ما قبل هاء التأنيث بالإمالة في جميع القرآن. قال ابن شنبوذ:
وسألت محمد بن أبي شعيب السّوسي عن ذلك، فحكى عن أبيه أداء: الوقف بالفتح.
وقال ابن شنبوذ: وكذلك حدّثني أحمد بن محمد (4) بن عمرو الفرائضي أداء عن الدوري (5) وأبي خلاد عن اليزيدي.
2317 - قال أبو عمرو: ولا يعرف أحد من أهل الأداء لحرف (6) نافع وأبي عمرو في جميع الأمصار (7) غير الفتح، وأحسب أن الإمالة التي رواها (8) ابن شنبوذ عن نافع وأبي عمرو أنها بين بين وليست بخالصة. وقرأ الباقون بإخلاص فتح الهاء وما قبلها في الوقف في جميع القرآن، وكذلك روى محمد بن غالب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم فيما قرأت له (9).
2318 - فأما مذهب ورش في إمالة فتحة الراء مع الكسرة والياء يسيرا في نحو {الأخرة [البقرة: 94] و} {باسرة [القيامة: 24] و} {صغيرة [التوبة: 121] و} كبيرة
[التوبة: 121] وما أشبهه، فليس بداخل في مذهب الكسائي والأعشى لأنه إنما يقصد
__________
(1) من الطريق السابع والخمسين.
(2) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(3) منهم أحمد بن حمدان الفرائضي، ويونس بن علي بن محمد بن اليزيدي، والحسن ابن الحباب بن مخلد، راجع الفقرة / 2145.
(4) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) في ت، م: (نص) بدل (عن). وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(6) في م: (الحرف). ولا يستقيم به السياق.
(7) في م: (الأنصار). ولا يستقيم به السياق.
(8) سقطت (التي) من م.
(9) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.(2/771)
إمالة فتحة الراء فقط. ولذلك (1) أمالها في الحالين بين الوصل والوقف، وهما يقصدان إمالة الهاء ولذلك [-1] خصّا بها الوقف لا غير إذ لا توجد الهاء في ذلك إلا فيه.
وكذلك مذهب من أمال {التّورئة [آل عمران: 3] وقفا و} {مّزجئة [يوسف: 88] [و} {مرضاة [البقرة: 207]] و} {كمشكوة [النور: 35] وهذه الخمس كلم لم يكن يقصد إمالة الهاء، بل قصد إمالة الألف وما قبلها. ولذلك} [-1] شاع له استعمالها فيهنّ في حال الوصل (4) والوقف جميعا، ولو قصد إمالة الهاء لامتنع ذلك فيها لوقوع الألف قبلها كامتناعه في {الصّلوة [البقرة: 3] و} {الزّكوة [البقرة: 43] وشبههما، وهذا كله لطيف غامض وبالله التوفيق.
باب ذكر مذهب ورش عن نافع في إمالة الراء يسيرا وفي إخلاص فتحها
2319 - اعلم أن ورشا من غير طريق الأصبهاني روى عن نافع أنه كان يميل فتحة الراء قليلا بين اللفظين إذا وليها من قبلها كسرة لازمة أو ياء ساكنة لا غير. فأما الكسرة اللازمة، فإنها تقع قبل الراء على ضربين: أحدهما أن يليها والآخر أن يحول بينها} [5] ساكن.
2320 - فأما [ما] (6) وليتها فيه الكسرة، [ف] نحو [-6] قوله: {الأخرة [البقرة: 94]} {فاقرة [القيامة: 25] و} {نّاضرة إلى ربّها ناظرة [القيامة: 22، 23] و} {باسرة [القيامة: 24] و} {قصرت [الصافات: 48] و} {فالمدبّرات} [8] [النازعات: 5] و {مّتجورت [الرعد: 4] و} {فالزّجرت} [9] [الصافات: 2] و {المعصرت [النبأ: 14]] و} {قطران [إبراهيم: 50] و} {لسحرن} [10] [طه: 63] و {فرشا [البقرة: 22] و} {سرجا [الفرقان: 61] و} سراعا
__________
(1) (1) و (2) و (3) في م: (وكذلك). ولا يستقيم بها السياق.
(4) في م: (الوصف). وهو من تصحيف السمع.
(5) في م: (بينها). ولا يستقيم بها السياق.
(6) (6) و (7) زيادة يقتضيها السياق.
(8) النازعات / 5. وفي ت، م: (المدبرات) بدون فاء وهو خطأ.
(9) الصافات / 2. وفي ت، م: (الزاجرات) بدون فاء وهو خطأ.
(10) طه / 63. وفي ت، م: (ساحران). وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.(2/772)
[ق: 44] و {ذراعا [الحاقة: 32] و} {ذراعيه [الكهف: 18] و} {افترآء [الأنعام: 138] و} {مرآء [الكهف: 22] و} {كراما [الفرقان: 72] و} {طهّرا [البقرة: 125] و} {حصرت
[النساء: 90] و} {أحضرت [النساء: 128] و} {كوّرت [التكوير: 1] و} {سجّرت [التكوير: 6] و} {فجّرت [الانفطار: 3] و} {سيّرت [الرعد: 31] و} {بعثرت [الانفطار: 4] و} {حشرت
[التكوير: 5] و} {ليغفر [النساء: 137] و} {كبآئر [النساء: 31] و} {شعآئر [البقرة:
158] و} {بصآئر [الأنعام: 104] و} {دآئرة [المائدة: 52] و} {قردة [البقرة: 65] و} {تبصرة [ق: 8] و} {تذكرة [طه: 3] و} {نّخرة [النازعات: 11] و} {شاكرا
[النساء: 147] و} {صابرا [الكهف: 69] و} {طائرا} [1] [الأنعام: 38] و {ومبشّرا [الإسراء:
105] و} {ظهرا [الكهف: 22] و} {مدبرا [النمل: 10] وما أشبهه.
2321 - وأما ما حال بينهما فيه الساكن فنحو قوله:} {الشّعر [يس: 69] و} {الذّكر [آل عمران: 58] و} {السّحر [البقرة: 102] و} {وزر [الأنعام: 164] و} {لعبرة
[آل عمران: 13] و} {سدرة [النجم: 14] و} {مرّة [النجم: 6] و} {البرّ [البقرة: 177] و} {سرّكم [الأنعام: 3] و} {حذركم [النساء: 71] و} {كبره [النور: 11] و} {إخراجا
[نوح: 18] و} {إخراجهم [البقرة: 85] و} {غير إخراج [البقرة: 240] و} {إسرافا [النساء:
6] و} {لآ إكراه [البقرة: 256] و} {والإكرام [الرحمن: 27] و} {إكراههنّ [النور: 33] [101/ و] و} {المحراب [آل عمران: 37] و} {إجرامى [هود: 35] وما أشبهه.
2322 - وأما الياء الساكنة فإنها تلي الراء وما قبلها يقع على ضربين مفتوحا ومكسورا لا غير، فأمّا المفتوح فنحو قوله:} {الخيرت [البقرة: 148] و} {الخير [آل عمران: 26] و} {الطّير [البقرة: 260] و} {السّير [سبأ: 18] و} {غير أولى} [2] [النساء: 95] و {غيركم [طه: 39] و} {غيره [البقرة: 230] و} {لا ضير [الشعراء: 50] و} {خيرا
[البقرة: 158] و} {طيرا [آل عمران: 49] و} {سيرا [الطور: 10] وما أشبهه.
2323 - وأما المكسور فنحو قوله:} {ميرث [آل عمران: 180] و} {فالمغيرات} [3]
[العاديات: 3] و {وعشيرتكم [التوبة: 24] و} {لكبيرة [البقرة: 45] و} {صغيرة [التوبة:
121] و} {بصيرة [يوسف: 108] و} {مّن الظّهيرة [النور: 58] و} والخنازير [المائدة:
__________
(1) آل عمران / 49. قرأها نافع (طائرا) انظر النشر 2/ 240، السبعة / 206.
(2) النساء / 95، قرأها نافع بنصب الراء. انظر النشر 2/ 251، السبعة / 237.
(3) العاديات / 3. وفي ت، م: (المغيرات) بدون فاء ولا يوجد في التنزيل.(2/773)
60] و {الفقير [الحج: 28] و} {خبيرا [النساء: 35] و} {بصيرا [النساء: 58] و} {بشيرا [البقرة: 119] و} {نذيرا [البقرة: 119] و} {قديرا [النساء: 133] و} {سعيرا
[النساء: 10] و} {زمهريرا [الإنسان: 13] و} {قواريرا [الإنسان: 15] و} {قمطريرا [الإنسان:
10] وما أشبهه حيث وقع، وسواء توسّطت الراء في الكلمة أو وقعت طرفا، أو لحقها} [1] تنوين أو لم يلحقها، أو كان الحرف المكسور قبلها حرف استعلاء أو غيره، فالراء (2) ممالة بين بين في جميع ذلك، في حال الوصل والوقف، هذه قراءتي من طريق أبي يعقوب (3) وأبي الأزهر (4) وداود (5) وأحمد بن [صالح، و] (6)
يونس. وقد اختلف أهل الأداء عنه في مواضع من المنوّن، ويأتي ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.
2324 - فإن كانت الكسرة التي تلي الراء في حرف زائد يتمكن إسقاطه من الكلمة، ولا يخلّ ذلك بها، وسواء حال بين كسرته وبين الراء ساكن أو لم يحل لم يعتدّ بتلك الكسرة، وأخلص فتح الراء معها، وتلك الكسرة تكون في أحد حرفين: باء الجرّ (7) ولامه لا غير، فباء الجرّ نحو قوله: {برسول [الصف: 6] و} {بربّكم [آل عمران:
193] و} {برشيد [هود: 97] و} {برحمة [الأعراف: 49] و} {برزقين [الحجر: 20]} {برآدّى رزقهم [النحل: 71] وما أشبهه. ولام الجر، نحو قوله:} {لرسوله} [8] و {لربّك [آل عمران:
43] و} {لرجل [الأحزاب: 4] و} {وللرّسول [الأنفال: 24] و} {لامرأته [يوسف: 21] وما أشبهه.
2325 - وكذا إن كانت الكسرة الواقعة قبل الراء في حرف هو آخر الكلمة والراء أول كلمة أخرى،} [9] وأخلص فتحها أيضا، وسواء كانت تلك الكسرة بناء أو
__________
(1) في م: (وألحقها). وهو خطأ.
(2) في م: (قالوا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق.
(4) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم.
(5) داود بن هارون.
(6) زيادة يقتضيها السياق.
(7) في م: (بالجر). وهو تحريف.
(8) في ت، م: (الرسولكم). وهو خطأ لأنه لا يوجد في التنزيل. واستبدلت به (الرسولة) في المنافقون / 8.
(9) في م: (الكلمة الأخرى).(2/774)
إعرابا (1) وكانت عارضة للساكنين، وذلك نحو قوله: {أبوك امرأ سوء [مريم: 28] و} {فيه ربّى [الكهف: 95] و} {إلى ءاثر رحمت الله [الروم: 50] و} {فى المدينة امرأت العزيز [يوسف: 30] و} {عن أمر ربّهم [الأعراف: 77] و} {وإن امرأة [النساء: 128] و} {وقالت امرأت فرعون [القصص: 9] وما أشبهه.
2326 - وكذا حكم هذه الراء مع كسرة همزة الوصل عند الابتداء نحو} {امرأ سوء} {امرأت فرعون} {امرأت العزيز وما أشبهه، وذلك من حيث كانت الكسرة في جميع ذلك غير لازمة، فلم يعتدّ بها، ورفضت الإمالة معها.
2327 - وقد نقض ورش [أصله مع الكسرة اللازمة في الضربين جميعا في مواضع منها من أجل أسباب عرضت لها دعته]} [2] إلى إخلاص فتحها.
2328 - فأمّا ما وليت الكسرة فيه الراء، فإنه نقض أصله فيه في ثلاثة مواضع.
2329 - فالأول قوله: {الصّرط و} {صرط حيث وقعا في حال النصب والجرّ والرفع، كقوله:} {اهدنا الصّرط المستقيم صرط [الفاتحة: 6، 7] و} {إلى صرط مّستقيم [البقرة: 142] و} {وهذا صرط ربّك [الأنعام: 126] وما أشبهه.
2330 - والثاني إذا وقع بعد الراء ألف بعدها راء مفتوحة أو مضمومة، وذلك نحو قوله:} {ضرارا [البقرة: 231] و} {قرارا [النمل: 61] و} {القرار [إبراهيم: 29] وما أشبهه.
2331 - والثالث إذا وقع بعدها ألف بعدها قاف بأيّ حركة تحرّكت القاف، وذلك نحو قوله:} {فراق بينى وبينك [الكهف: 78] و} {أنّه الفراق [القيامة: 28] و} {بالعشىّ} [3] والإشراق [ص: 18] وما أشبهه.
2332 - وقد كان شيخنا أبو الحسن (4) يرى إمالة الراء في قوله: {والإشراق} [5]
لكون حرف الاستعلاء فيه مكسورا، وخالف في ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين
__________
(1) في ت: (وكانت). ولا يستقيم بها السياق.
(2) سقطت من م.
(3) ص / 18. وسقطت (بالعشي) من م.
(4) طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
(5) في م: (بالإشراق). وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.(2/775)
وغيرهم، فأخلصوا الفتح للقاف في ذلك حملا على ما انعقد الإجماع على إخلاص الفتح فيه مع كون حرف (1) الاستعلاء فيه مكسورا نحو {إلى صرط [البقرة: 142] و} {عن الصّرط [المؤمنون: 74] و} {إلى سوآء الصّرط [ص: 22] وشبهه، وبذلك قرأت على ابن خاقان} [2] وأبي الفتح (3) عن قراءتهما.
2333 - وقد خالف أبو الحسن أيضا الجماعة من أهل الأداء في الراء التي يليها كسرة لازمة، ويقع بعدها أحد ثلاثة أحرف ألف الاثنين، وسواء كانت حرفا أو اسما أو ألف بعدها همزة أو ألف بعدها عين، فكان يخلص الفتح للراء من أجل ذلك.
2334 - فألف الاثنين نحو قوله: {تنتصران [الرحمن: 35] و} {لسحرن} [4] [طه:
63] و {طهرا [البقرة: 125] وما أشبهه. والألف التي بعدها همزة نحو قوله:} {افترآء على الله [الأنعام: 140] و} {افترآء عليه [الأنعام: 138] و} {مرآء ظهرا [الكهف: 22] وما أشبهه. [101/ ظ] والألف التي بعدها عين نحو قوله:} {ذراعيه [الكهف: 18] و} {ذراعا [الحاقة: 32] و} {سراعا [ق: 44] وما أشبهه. وقرأت ذلك كله على غيره} [5]
بالإمالة اليسيرة، وهو الصحيح في الأداء والقياس، وبه آخذ.
2335 - وأما ما خالف فيه ورش أصله مما يحول بين الكسرة والراء فيه ساكن [ف] في (6) ثمانية مواضع:
فالأول منها: الأسماء الأعجمية، وهي ثلاثة: {إبرهيم [البقرة: 124] و} {إسرءيل
[البقرة: 40] و} {عمرن [آل عمران: 33] لا غير.
والثاني: إذا وقع بعد الراء ألف بعدها ضاد بأيّ حركة تحرّكت الضّاد، وذلك نحو قوله:} {أو إعراضا في النساء [128]، و} {إعراضهم في الأنعام [35] لا غير.
والثالث: إذا وقع بعدها ألف بعدها راء مفتوحة نحو قوله:} إسرارا [نوح: 9]
__________
(1) في م: (حروف). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) خلف بن إبراهيم، وطرقه من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(3) فارس بن أحمد من الطرق: الثاني والستين. والخامس والسبعين، والتاسع والسبعين، والرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(4) طه / 63. وفي ت، م: (ساحران). ولا يوجد في التنزيل كذلك.
(5) غير أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
(6) زيادة يقتضيها السياق.(2/776)
و {مدرارا [الأنعام: 6] حيث وقعا.
والرابع قوله:} {مصر [يوسف: 21] و} {مصرا [البقرة: 61] منوّنا وغير منوّن حيث وقعا.
والخامس:} {إصرا في البقرة، و} {إصرهم في الأعراف [157] لا غير.
والسادس قوله:} {قطرا في الكهف [96] لا غير.
والسابع: قوله في الروم [30]:} {فطرت الله لا غير.
والثامن: قوله في الذاريات [2]:} {وقرا.
2336 - وعدل ورش عن ترقيق الراء وإمالتها يسيرا في هذه المواضع لأجل حرف الاستعلاء وحرف الراء والعجمة إذ كان} [1] المستعلي إذا تحرّك بغير الكسر أو سكن تطلب موضع الفتح بعلوّه، والفتح يطلب موضعه من العلوّ، فلذلك (2) قوي على منع الإمالة، والراء أيضا لتكريرها بمنزلته (3) سواء، والاسم الأعجمي لاجتماع فرعين فيه التعريف والعجمة، وزيادة (4) الألف والنون ثقيل، (5) ولذلك (6) منع الصّرف والإمالة [وهما] (7) باب تخفيف، ولم يستعملها فيه لئلا يخرج عن الغرض في استثقال هذه الأسماء.
2337 - قال أبو عمرو: وقد اختلف شيوخنا بعد ذلك في ثلاث كلم: وهن قوله في الأنعام [71]: {حيران وقوله في [164]:} {وزر أخرى حيث وقع، وقوله في الفجر [7]:
} {إرم ذات فأقرأني ابن خاقان} حيران بإخلاص الفتح لامتناعه من الصّرف بكون مؤنثه حيرى، وكذلك نصّ عليه إسماعيل النحّاس في كتابه في الأداء، وكذلك رواه أيضا عامّة أصحاب أبي جعفر أحمد بن هلال عنه، وأقرأنيه غيره بإمالة الراء قياسا على نظائره.
__________
(1) في ت، م: (إذا). ولا يستقيم بها السياق.
(2) في م: (فذلك). ولا يستقيم بها السياق.
(3) في م: (بمنزلة). ولا يستقيم بها السياق.
(4) أي التعريف والعجمة في إبراهيم وإسرائيل، والتعريف وزيادة الألف والنون في عمران.
انظر الموضح ل 99/ ظ.
(5) في م: (فصل). وهو تحريف.
(6) في م: (وكذلك). ولا يستقيم بها السياق.
(7) زيادة يقتضيها السياق.(2/777)
وأقرأني أبو الفتح {وزر [الأنعام: 164] حيث وقع بإخلاص الفتح، وأقرأني ذلك غيره بالإمالة لأجل الكسرة، وأقرأني ابن غلبون} [1] {إرم ذات [الفجر: 7] بإمالة الراء لأجل الكسرة، وأقرأنيه غيره بإخلاص فتحها لكون هذا الاسم بمنزلة الأعجمي من حيث اكتنفه فرعان العجمة والتأنيث، فمنع الصّرف لذلك كهو} [2] سواء، فوجب أن يجرى في إخلاص الفتح مجراه.
2338 - فأمّا قوله في: {ألم نشرح [الانشراح: 1]} {وزرك [الانشراح: 2] و} {ذكرك [4] فإن أبا الحسن قال لنا: إن الراء يحتمل فيها وجهين: الإمالة اليسيرة طردا للقياس مع الكسرة، والفتح} [3] للموافقة به بين رءوس آي السورة التي الراء فيها مفتوحة بإجماع للفتحة (4) التي قبلها، نحو {صدرك [الانشراح: 1] و} {ظهرك
[الانشراح: 3].
2339 - وهذا الذي قاله حسن، غير أنه يلزم فيما ضاهى ذلك، نحو} {فجّرت
[3] و} {بعثرت [4] في الانفطار، و} {كوّرت [1] و} {سيّرت [3] ونظائرهما في التكوير لأن ما قبل ذلك وما بعده من الكلم في الفواصل من السّورتين مفتوح، نحو} {انفطرت [الانفطار: 1] و} {انتثرت [الانفطار: 2] و} {وأخّرت [الانفطار: 5] و} {انكدرت
[التكوير: 2] و} {أحضرت [النساء: 128]. ولا أعلم خلافا في مجرى القياس من الإمالة في ذلك لأجل الكسرة.
2340 - واختلف شيوخنا أيضا في الراء إذا لحقها التنوين وحال بينها وبين الكسرة ساكن غير حرف استعلاء، نحو قوله:} {ذكرا [البقرة: 200] و} {إمرا
[الكهف: 71] و} {سترا [الكهف: 90] و} {وزرا [طه: 100] و} {حجرا [الفرقان: 22] و} وصهرا [الفرقان: 54] وما أشبهه.
2341 - فأقرأني ذلك أبو الحسن بإمالة الراء بين بين وصلا ووقفا لأجل الكسرة وضعف الساكن الحائل بينها وبين الراء. وأقرأنيه ابن خاقان وأبو الفتح بإخلاص الفتح مناقضة للأصل، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين وغيرهم. وكذلك رواه
__________
(1) من الطريق السادس والسبعين.
(2) أي كالأعجمي.
(3) في م: (والفتحة) ولا تلائم السياق.
(4) في م: (الفتحة). ولا يستقيم بها السياق.(2/778)
جميع أصحاب أبي يعقوب وأبي الأزهر وداود عنهم عن ورش، وكذلك حكاه محمد بن علي (1) عن أصحابه، والأول أقيس والثاني آثر.
2342 - وقد استثنى أصحاب موسى بن سهل وعبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة من جملة ذلك حرفا واحدا، وهو قوله [102/ و] في الفرقان: {وصهرا، فأمالوا فتحة الراء يسيرا فيه، وذلك من حيث كان الساكن الحائل بين الكسرة والياء هاء، وهو حرف خفي وكأن الكسرة وليت الراء لذلك} [2]، والقياس إخلاص فتح الراء، وعلى ذلك العمل وبه الأخذ.
2343 - فأما قوله: {سرّا حيث وقع، نحو} {سرّا إلّآ [البقرة: 235] و} {سرّا وجهرا [النحل: 75] و} {سرّا وعلانية [البقرة: 274] وما أشبهه من لفظه. وقوله:
} {مّستقرّا في النمل [40] فلا أعلم خلافا بين أصحابنا في ترقيق الراء وإمالتها يسيرا في ذلك، وذلك أن الحرفين في الإدغام بمنزلة حرف واحد من حيث يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة كما يرتفع به} [3]، فكأن الكسرة قد وليت الراء كذلك (4)، فأميلت كما تمال معها (5) إذا وليتها من غير حائل بإجماع.
2344 - وقد اختلف علماؤنا في إمالة الراء وفي إخلاص فتحها أيضا في حال الوصل خاصّة إذا لحقها التنوين ووليها كسرة أو ياء، نحو قوله: {شاكرا [النساء:
147] و} {مدبرا [النمل: 10] و} {خبيرا [النساء: 35] و} {بصيرا [النساء: 58] و} {خيرا
[البقرة: 158] و} {طيرا [آل عمران: 49] وما أشبهه.
2345 - فكان أبو طاهر بن أبي هاشم لا يرى إمالتها فيه من أجل التنوين لأنه يمنع الإمالة، وتابعه على ذلك عبد المنعم} [6] بن عبيد الله وجماعة، وكان سائر أهل الأداء من المصريين، ومن أخذ عنهم من المغاربة يميلونها في حالة الوصل كما
__________
(1) الأذفوي. وتقدم أن طريقه خارج عن جامع البيان.
(2) في ت، م: (كذلك). وهو غير سديد.
(3) في م: (كما يدفع). وهو تحريف.
(4) في ت، م: (كذلك). وهو غير سديد.
(5) في م: (معنى). وهو تحريف.
(6) ابن غلبون. وطريقه عن ورش خارج عن طرق جامع البيان.(2/779)
يميلونها في حال الوقف لوجود الجالب لإمالتها، وهو الكسرة والياء في الحالين (1)، وعلى ذلك يدلّ نصّ الرواة عن ورش لمجيئه مطلقا من غير تقييد بذكر تنوين أو غيره، وهذا هو الصواب، والأول خطأ لا شك فيه، وقد أثبت على البيان عن ذلك في كتابي المصنف في الراءات، فأغنى ذلك عن الإعادة.
2346 - وقد روى أصحاب داود بن أبي طيبة عنه عن ورش إخلاص الفتحة للراء (2) إذا حال بينها وبين الكسرة ساكن جامد، نحو قوله: {الذّكر [آل عمران: 58] و} {السّحر [البقرة: 102] و} {الشّعر [يس: 69] و} {ذكركم [الأنبياء: 10] و} {حذركم
[النساء: 71] و} {كبره [النور: 11] و} {لعبرة [آل عمران: 13] وما أشبهه. وبإطلاق القياس في جميع ذلك قرأت لورش من طريق المصريين، وهو الذي يدلّ عليه نصّ قول} [3] جميع أصحابه في كتبهم عنه.
2347 - وقرأت له من طريقهم {بشرر كالقصر في والمرسلات [32] بإمالة فتحة الراء يسيرا من أجل جرّة الراء المتطرفة بعدها كما أمالها في نحو} {مع الأبرار} [4] [آل عمران: 193] و {الأشرار [ص: 62] و} {في قرار [المؤمنون: 13].
ولذلك} [5] الوقف كالوصل في ذلك سواء، وإن عدمت الكسرة الجالبة للإمالة فيه لما ذكرناه من كونه عارضا لا يلزم.
2348 - وقياس هذا الموضع (6) عندي قوله في النساء [95]: {غير أولى الضّرر} [7]، غير أن أصحابنا وسائر أهل الأداء يمنعون من إمالة فتحة الراء فيه لوقوع حرف الاستعلاء قبلها وهو الضاد، وليس ذلك بمانع من الإمالة هاهنا لقوّة جرّة الراء كما لم يمنع منها كذلك في نحو {فى الغار [التوبة: 40] و} {من أنصار [البقرة:
270] و} {بقنطار [آل عمران: 75] و} كالفجّار [ص: 28] وما أشبهه، على أن سيبويه
__________
(1) في م: (حالين). وهو غير مناسب للسياق.
(2) في م: (الراء). وهو غير سديد.
(3) في م: (قوله). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في ت، م: (من الأبرار). وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(5) في ت، م: (وكذلك). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) في م: (الوضع). وهو تحريف.
(7) قرأها نافع بنصب الراء في (غير). انظر النشر 2/ 251، السبعة / 237.(2/780)
قد حكى الإمالة (1) في {الضّرر نصّا لأجل جرّة الراء.
2349 - وقد روى أبو مروان} [2] العثماني عن قالون أنه كان لا يفتح الراء في جميع ما تقدّم من الراءات، فوافق ورشا. وروى أحمد بن صالح (3) عن قالون {فرشا [البقرة: 22] و} {المحراب [آل عمران: 37]} {وإخراج [البقرة: 217] الراء مفتوحة غير مقعورة، وكذلك قال عن ورش} [4] في {إخراج [البقرة: 240] و} {المحراب. وقال عنهما} {صغيرا أو كبيرا [البقرة: 282] بإشمام الراء الكسر قليلا. وقال عن قالون} {فى الأخرة [البقرة: 102] الراء وسطا من ذلك غير مقعورة، وهذا يدلّ على أن روايته عن ورش وقالون في الراء المفتوحة مع الكسرة والياء سواء.
2350 - وحدّثنا} [5] الخاقاني، قال: حدّثنا أحمد بن أسامة، قال: حدّثنا أبي. ح
2351 - وحدّثنا (6) فارس بن أحمد، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس قال: قال لي سقلاب (7): لا يفتح الراء جدّا في القراءة، قال: وقال لي عثمان (8): يقعّر الراء (9) في القراءة وما عدا {يفترينه [الممتحنة: 12] وما أشبهها، فإنها لا تقعّر، وهذا يدلّ على أنه يروي ورش إخلاص فتحة الراء مع الكسرة والياء في جميع القرآن، وأنه لا يرقّق} [10] من جميع الراءات إلا المكسورة وحدها التي لا يجوز غير ترقيقها. وقال أبو يعقوب (11) وداود (12) وأبو الأزهر (13)
__________
(1) الكتاب 4/ 142.
(2) من الطريق الخامس والخمسين.
(3) من الطريق: السادس والأربعين، والسابع والأربعين، والتاسع والأربعين.
(4) من الطريق الثامن والسبعين.
(5) انظر إسناد الطريق / 80. وهو صحيح.
(6) انظر إسناد الطريق / 82. وهو هنا حسن لغيره.
(7) سقلاب بن شنينة. ورواية سقلاب خارجة عن روايات جامع البيان.
(8) عثمان بن سعيد الملقب بورش.
(9) يفخم الراء.
(10) في م: (لا يرفوا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(11) الأزرق.
(12) داود بن هارون.
(13) في هامش ت (ل 102/ ظ): اسمه عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي غاية النهاية.(2/781)
عن ورش {المحراب و} {الخيرات [البقرة: 148] و} {إخراجهم [البقرة: 85] و} {فرشا [البقرة: 22] و} {إسرافا [النساء: 6] و} {ميرث [آل عمران: 180] وما أشبهه وسطا من الفتح [102/ ظ] من غير إسراف} [1]، ولكن فيما بين ذلك.
2352 - وأخبرني (2) محمد بن سعيد في كتابه، قال لي محمد بن أحمد: قال: نا أبي، نا إبراهيم بن محمد، قال: نا عبد الصمد عن ورش عن نافع {المحراب
و} {الخيرت و} {إخراجهم و} {إخراج [البقرة: 217] و} {كراما [الفرقان: 72] و} {فرشا [البقرة: 22] و} {إسرافا [النساء: 6] و} {وإسرافنا [آل عمران: 147] و} {دراستهم [الأنعام: 156] و} {ميرث [آل عمران: 180] و} {مّتجورت [الرعد: 4] و} {لآ إكراه [البقرة: 256] و} {إجرامى [هود: 35] لا قعر ولا بطح} [3] وهذا يدلّ على اطّراد مذهبه في إمالة فتحة الراء يسيرا مع الكسرة والياء في جميع القرآن.
2353 - وقرأ الباقون (4) وورش من رواية الأصبهاني عن أصحابه عنه بإخلاص فتحة الراء في جميع ما تقدّم.
فصل [في الراء المضمومة]
2354 - واعلم أن عامّة أهل الأداء من أصحاب ورش من المصريين والمغاربة يجرون الراء المضمومة مع الكسرة اللازمة والياء الساكنة مجرى الراء المفتوحة في الترقيق في مذهبه. وكذلك روى ذلك منصوصا أصحاب النحاس (5) وابن هلال (6)
وابن داود (7) وابن سيف (8) وبكر بن سهل (9) ومواس بن سهل عنهم عن أصحابه عن ورش.
__________
(1) أي من غير إسراف في الفتح، فتكون بين بين.
(2) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 411. وهو خارج عن طرق جامع البيان.
(3) أي بين بين. والقعر هو التفخيم، والبطح هو الإمالة التامة.
(4) وهم السبعة إلا نافعا في رواية ورش.
(5) اسماعيل بن عبد الله بن عمرو.
(6) أحمد بن عبد الله.
(7) عبد الرحمن بن داود بن هارون.
(8) عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف.
(9) بكر بن سهل بن اسماعيل الدمياطي.(2/782)
2355 - فأمّا الراء المضمومة التي تليها الكسرة اللازمة فنحو {يعتذرون [التوبة:
94] و} {مّقتدرون [الزخرف: 42] و} {يخرّون [الإسراء: 107] و} {ينتصرون [الشعراء: 93] و} {يسرّون [البقرة: 77] و} {يصرّون [الواقعة: 46] و} {ويحذّركم [آل عمران: 28] و} {أنذركم [الأنبياء: 45] و} {يبشّرهم [التوبة: 21] و} {تطهّرهم [التوبة: 103] و} {يغفر [آل عمران: 129] و} {منذر [الرعد: 7] و} {مّنتصر [القمر: 44] و} {مستقرّ
[القمر: 3] وما أشبهه. وكذلك إن حال بينهما ساكن نحو قوله:} {بكر [البقرة: 68] و} {حجر [الأنعام: 138] و} {ذكر [الأعراف: 63] و} {سحر [المائدة: 110] و} {كبر
[غافر: 56] و} {صرّ [آل عمران: 117] و} {ذكركم [الأنبياء: 10].
2356 - وأما التي تليها الياء الساكنة، فنحو قوله:} {خبير [البقرة: 234] و} {بصير [البقرة: 96] و} {بشير [المائدة: 19] و} {نذير [المائدة: 19] و} {قدير
[البقرة: 20] و} {خير [البقرة: 54] و} {غير [الأنعام: 46] و} {كبيرهم [يوسف: 80] وما أشبهه منوّنا كان أو غير منوّن.
2357 - فإن كانت الكسرة في حرف زائد [أ]} [1] وكانت عارضة فخّمت الراء كما فعل معها في المفتوحة سواء وذلك نحو قوله: {برءوسكم [المائدة: 6] و} {بركنه [الذاريات: 39] و} {برسل [الأنعام: 10] و} {لرجل [الأحزاب: 4] و} {لربّك} [2] [آل عمران: 43] و {إن امرؤا وما أشبهه.
2358 - فأما الراء المكسورة فلا يجوز غير ترقيقها في حال الوصل، ولها في الوقف أحكام أبيّنها في باب الوقف على الراء إن شاء الله.
2359 - فأمّا الراء الساكنة، فلا خلاف في إخلاص تفخيمها إذا وليها من قبلها فتحة أو ضمّة، وسواء حال بينها وبين هاتين الحركتين ساكن أو لم يحل، وذلك نحو قوله:} {مرجعكم [آل عمران: 55] و} {ترميهم [الفيل: 4] و} {نرفع [الأنعام: 83] و} {فارتقب [الدخان: 10] و} {فأرسلنا [الأعراف: 133] و} {ليردوهم [الأنعام: 137] و} {كرسيّه [البقرة: 255] و} يرضونكم [التوبة: 8] وما أشبهه.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) هذا المثال والذي قبله مفتوح الراء، والمقام يقتضي التمثيل بالراء المضمومة.(2/783)
2360 - فإن وليها كسرة لازمة فلا خلاف أيضا في ترقيقها، وذلك نحو قوله:
{فى مرية [هود: 17] و} {شرعة [المائدة: 48] و} {الإربة [النور: 31] و} {شرذمة} [1]
[الشعراء: 54] و {ذكر [الأنعام: 70] و} {اصبر [يونس: 109] و} {يغفر لكم [آل عمران: 31] و} {فرعون [البقرة: 49] و} {الفردوس [الكهف: 107]} {بشرككم [فاطر:
14] وما أشبهه.
2361 - فإن كانت الكسرة عارضة فخّمت بلا خلاف نحو قوله:} {إن ارتبتم
[المائدة: 106] و} {أم ارتابوا [النور: 50] و} {لمن ارتضى [الأنبياء: 28] و} {رّبّ ارحمهما
[الإسراء: 24] و} {ربّ ارجعون [المؤمنون: 99] و} {يبنىّ اركب [هود: 42] وما أشبهه.
2362 - وكذلك إن ابتدئ ما في أوّله ألف الوصل من ذلك} {إن ارتبتم
و} {أم ارتابوا [النور: 50]} {لمن ارتضى [الأنبياء: 28] و} {رّبّ ارحمهما [الإسراء: 24] و} {ربّ ارجعون [المؤمنون: 99] و} {يبنىّ اركب [هود: 42] وما أشبهه.
2363 - وقد اختلف أهل الأداء في قوله:} {كلّ فرق في الشعراء [63]، فمنهم من يفخّم الراء فيه لأجل حرف الاستعلاء، ومنهم من يرقّقها لوقوعها بين حرفين مكسورين، والأول أقيس على مذهب ورش في} {الصّرط [الفاتحة: 6] و} {والإشراق
[ص: 18].
2364 - وقد كان محمد بن علي} [2] وجماعة من أهل الأداء من أصحاب ابن هلال (3) وغيره يروون عن قرّائهم ترقيق الراء في قوله: بين المرء [البقرة: 102] حيث وقع من أجل الهمزة وتفخيمها أقيس لأجل الفتحة قبلها، وبه قرأت.
2365 - قال أبو عمرو: فأمّا ما عدا هذا من سائر الراءات المفتوحات والمضمومات والسّواكن إذا الفتحات والضمّات، فلا خلاف في إخلاص فتحه وتفخيمه لأجل ما وليه من الفتح، وقد قدّمنا مذاهبهم في الراء المفتوحة التي تقع قبل ألف منقلبة عن ياء أو للتأنيث أو قبل ألف بتاء بعدها راء مجرورة في باب الإمالة، فأغنى عن إعادته هاهنا وبالله التوفيق.
__________
(1) في ت، م: (شرذمة). ولا يوجد في التنزيل كذلك.
(2) الأذفوي.
(3) أحمد بن عبد الله.(2/784)
فصل في الوقف على الراء المتطرّفة
2366 - اعلم أن الوقف على الراء المفتوحة إذا وقعت طرفا في الكلمة ولم يلحقها التنوين وانكسر (1) ما قبلها، أو كان ياء وسواء حال بين الكسرة وبينها ساكن أو لم يحل بالترقيق [103/ و] في مذهب الجميع لأن الوقف عليها في مذاهبهم بالسّكون لا غير، ولا ترام عندهم فيه لخفّة النصب وذلك نحو قوله: {ليغفر
[النساء: 137] و} {قدر [القمر: 12] و} {بعثر [العاديات: 9] و} {الذّكر [آل عمران: 58] و} {السّحر [البقرة: 102] و} {الشّعر [يس: 69] و} {والخنازير [المائدة: 60] و} {الفقير [الحج: 28] وما أشبهه.
2367 - فإن وليها فتحة أو ضمّة وسواء حال بينهما وبينها ساكن أو لم يحل، فالوقف عليها للكل بإخلاص الفتح لا غير، وذلك نحو قوله:} {ألم تر [البقرة: 243] و} {الدّبر [القمر: 45] و} {الأمور [البقرة: 210] و} {العسر [البقرة: 185] و} {اليسر
[البقرة: 185] وما أشبهه.
2368 - فأما الراء المضمومة فإنه إذا وليها كسرة لازمة أو ياء ساكنة وسواء لحقها التنوين أو لم يلحقها، فورش على ما حكاه أهل الأداء عنه يقف عليها في جميع الأحوال من السكون والرّوم والإشمام بالترقيق، والباقون يفخّمونها إذا وقفوا عليها بالرّوم خاصّة لكونه في زنة المتحرّك، ويرقّقونها إذا وقفوا بالسّكون أو بالإشمام لأن الإشمام لا يؤتى به إلا بعد إخلاص السّكون للحرف الموقوف عليه، والراء إذا سكنت ووليتها كسرة أو ياء مرقّقة بإجماع من أهل الأداء لأنها تابعة لهما، وذلك نحو قوله:} {مّستمرّ [القمر: 2] و} {مستقرّ [القمر: 3] و} {تستكثر [المدثر: 6] و} {سحر [المائدة: 110] و} {كبر [غافر: 56] و} {إلّا نذير وبشير [الأعراف: 188] وما أشبهه.
2369 - فإن وليها في حال انضمامها غير الكسرة والياء فالوقف عليها للكل في جميع الأحوال من السّكون والرّوم والإشمام بالتفخيم لا غير، وذلك نحو قوله:
} {أمر [النساء: 47] و} {مّستطر [القمر: 53] و} {النّذر [يونس: 101] و} {الأمور
[البقرة: 210] و} {وحمر [المدثر: 50] و} أمر [البقرة: 27] وما أشبهه.
__________
(1) في م: (والكسر). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(2/785)
2370 - وأما الراء المكسورة فإنه إذا وقف عليها بالرّوم بأيّ حركة تحرّك ما قبلها، فهي رقيقة لا غير، وذلك نحو قوله: {بالنّذر [القمر: 23] و} {مّن مّطر
[النساء: 102] و} {على سفر [البقرة: 184] و} {بنهر [البقرة: 249] وما أشبهه، فإن وقف عليها بالسكون، ولم يرم اعتبرت الحركة التي قبلها.
2371 - فإن كانت فتحة أو ضمّة نحو قوله:} {مّن ذكر [آل عمران: 195] و} {بقدر [الحجر: 21] و} {استكبر [البقرة: 34] و} {من الأمر [آل عمران: 128] و} {نكر [القمر: 6] و} {ودسر [القمر: 13] وما أشبهه فخّمت لا غير لأن ذلك حكم الساكنة مع هاتين الحركتين في مذهب الكلّ في حال الوصل، وكذا حكى مواس بن سهل عن أصحابه عن ورش عن نافع أن الوقف على هذا الضرب بالتفخيم.
2372 - وإن كانت الحركة التي تليها كسرة نحو قوله:} {مّنهمر [القمر: 11] و} {مّستمرّ [القمر: 2] و} {من السّحر [طه: 73] و} {عين القطر [سبأ: 12] و} {على البرّ [المائدة: 2] وما أشبهه. أو وقع قبلها ياء ساكنة نحو قوله:} {من بشير ولا نذير} [1] [المائدة: 19] و {من قطمير [فاطر: 13] و} {إلى الطّير [النحل: 79] و} {مّن خير [البقرة: 105] و} {نذير [القصص: 46] وما أشبهه رقّقت} [2] لأجلها.
2373 - وكذلك إن كان الذي وليها فتحة ممالة، نحو قوله: {مع الأبرار} [3]
[آل عمران: 193] و {الأشرار [ص: 62] و} {فى قرار [المؤمنون: 13] في مذهب من أمال ذلك في حال الوصل إمالة خالصة أو إمالة بين بين، وكذا} {بشرر [المرسلات:
32] على مذهب ورش عن نافع أيضا، فهي مرقّقة اتباعا لتلك الفتحة الممالة.
2374 - وأما الراء الساكنة، فإنها تجري في الوقف مجراها في الوصل وسواء حرّكت في الوصل للساكنين أو بحركة همزة تفخّم مع الفتحة والضمّة نحو قوله:
} {وانحر [الكوثر: 2] و} {اذكر [آل عمران: 41] وما أشبهه. وترقق مع الكسرة نحو قوله:} {واصبر [يونس: 109] و} أنذر [الأنعام: 51] وما أشبهه.
2375 - قال أبو عمرو: فهذه أحكام الراء في الوقف على ما رواه مواس بن
__________
(1) وفي م: (من كثير ولا نذير). وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(2) في م: (أو رققت). وزيادة (أو) خطأ يجعل السياق مضطربا.
(3) في ت، م: (من الأبرار). وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.(2/786)
سهل وغيره من الرواة عن أئمتهم، وعلى هذا أخذنا لفظا عن جلّة أهل الأداء وقسناه على الأصول التي أصّلوها إذ عدمنا (1) النصّ على أكثره، ودعت الحاجة إلى معرفة حقيقته (2) وبالله التوفيق.
باب ذكر اللامات ومذهب ورش وغيره من الرّواة عن أئمة القراءة في ترقيقهنّ وتغليظهنّ
2376 - اعلم أن ورشا من طريق أبي يعقوب عنه روى عن نافع أنه كان يغلظ اللام ويفخّمها إذا تحرّكت (3) بالفتح لا غير، ووليها من قبلها صاد أو ظاء أو طاء، وتحرّكت هذه الثلاثة الأحرف بالفتح (4)، أو سكنت لا غير.
2377 - فأما الصّاد فنحو قوله (5): {الصلوة [البقرة: 3] و} {صلوتهم [المؤمنون:
9] و} {فيصلب [يوسف: 41] و} {مفصّلا [الأنعام: 114] و} {وسيصلون [النساء: 10] و} {وأصلحوا [البقرة: 160]} {إصلاحا [البقرة: 228] وما أشبهه.
2378 - وأما الظاء فنحو قوله:} {ظلموا [البقرة: 59] و} [6] {يظلمون [البقرة:
281] و} {وإذآ أظلم [البقرة: 20] و} {ومن أظلم [البقرة: 144] و} {وظلّلنا [البقرة: 57] و} {فيظللن [الشورى: 33] و} {فظلّت [الشعراء: 4] و} {بظلام [آل عمران: 182] وما أشبهه.
2379 - وأما الطاء فنحو قوله:} {الطّلق [البقرة: 227] و} {طلّقتم [البقرة: 231]} {والمطلّقت [البقرة: 228] و} {وانطلق [ص: 6] و} {فانطلقوا [القلم: 23] و} {فاطّلع
[الصافات: 55] و} {مّعطّلة [الحج: 45] و} {طلبا [الكهف: 41] و} حتّى مطلع [القدر:
5] وما أشبهه.
__________
(1) في هامش ت (ل 103/ ظ): عدم من باب علم، يقال عدمت الشيء أي فقدته فيكون متعديا اخ.
(2) في م: (معرفته حقيقة).
(3) في ت، م: (تحرك). ولا يناسب السياق.
(4) في ت، م: (بالتفخيم). ولا يستقيم بها السياق. والتصحيح من الموضح ل 113/ و.
(5) سقطت (قوله) من ت.
(6) في ت، م: (أو). ولا يستقيم بها السياق.(2/787)
2380 - هذه قراءتي له من الطريق المذكور على ابن خاقان (1) وأبي الفتح (2)
عن قراءتهما. وقرأت له على ابن غلبون (3) بتغليظ اللام وتفخيمها مع الصّاد والظاء [103/ ظ] المفخمة وترقيقها مع الطاء. وروى محمد بن علي (4) عن أصحابه عن أبي يعقوب عن ورش تغليظها مع الصاد خاصة. وكذلك روى أبو الأزهر عن ورش فيما قرأت له على أبي الفتح (5) عن قراءته، وكذلك روى أصحاب النحّاس (6) ومواس (7)
وابن هلال (8) عن أصحابه عن ورش.
2381 - وروى يونس (9) وداود (10) وأحمد بن صالح (11) والأصبهاني (12) عن أصحابه عن ورش فيما قرأت لهم بالإسناد المتقدّم ترقيق اللام مع الثلاثة الأحرف في جميع القرآن، وبذلك قرأ الباقون (13).
2382 - فإن وقعت هذه اللام مع الصاد آخر فاصلة في سورة أو آخر فواصلها على ألف منقلبة من ياء، وجملة ذلك ثلاثة مواضع: في القيامة [31] {فلا صدّق ولا صلّى وفي سبّح [15]} {وذكر اسم ربّه فصلّى وفي العلق [10]} عبدا إذا صلّى ففيها على مذهب أبي يعقوب وأبي الأزهر وجهان:
أحدهما: التغليظ لكونها مفتوحة قد وليها صاد مفتوحة طردا لمذهبهما في نحو ذلك.
__________
(1) من الطرق: من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين.
(2) من الطريق الخامس والسبعين.
(3) من الطريق السادس والسبعين.
(4) الأذفوي. وتقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(5) من الطريق الثاني والستين.
(6) اسماعيل بن عبد الله بن عمرو.
(7) ابن سهيل.
(8) أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال.
(9) ابن عبد الأعلى. من الطريقين: الرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(10) ابن هارون. ولم يتقدم له طريق بعرض القراءة. فقد سقط من النساخ.
(11) من الطريق التاسع والسبعين.
(12) من الطريق السادس والتسعين.
(13) السبعة إلا ورشا عن نافع.(2/788)
والثاني: الترقيق، فتكون بين بين لأجل الألف المنقلبة عن الياء بعدها حملا على ما قبل ذلك وما بعده من رءوس الفواصل، واتباعا له ليأتي (1) الجميع بلفظ واحد ولا يختلف. والوجهان صحيحان، غير أن الثاني أقيس.
2383 - فإن أتت اللام وقبلها صاد أيضا وبعدها ألف منقلبة من ياء في غير فاصلة، وجملة ذلك خمسة مواضع: في سبحان [18] {يصلئها مذموما، وفي الانشقاق [12]} {ويصلى سعيرا، وفي الغاشية [4]} {تصلى نارا حامية، وفي الليل [15]} {لا يصلئهآ إلّا الأشقى، وفي المسد [3]} {سيصلى نارا وكذا قوله:} {من مّقام إبرهيم مصلّى [البقرة: 125] عند الوقف خاصة لأنه منوّن و} {الّذى يصلى النّار [الأعلى: 12] لأن الألف تذهب في الوصل على مذهبهما [في هذه اللام]} [2] وجهان: التغليظ والترقيق، فالتغليظ على ما أصّلاه في اللام مع الصاد، والترقيق على قولهما في إمالة الألف المنقلبة من الياء وما قبلها، والأقيس هاهنا التغليظ بخلاف ما هو فيما قبله لعدم الإتباع والتشاكل اللذين حسّنا الترقيق وقرّباه هاهنا (3).
2384 - فإن حال بين الصّاد والطاء وبين اللام ألف نحو قوله: {فصالا [البقرة:
233] و} {أن يصلحا} [4] [النساء: 128] و {أفطال [طه: 86] وما أشبهه، [كان في هذه اللام أيضا وجهان: التفخيم اعتدادا بقوة الحرف المستعلي]} [5] والترقيق (6) لأجل الفاصل الذي فصل بينه وبين اللام، والتغليظ أوجه (7) لأن ذلك الفاصل ألف والفتح منه.
2385 - فإن وقعت اللام مع الثلاثة الأحرف المذكورة الجالبة لتغليظها وتفخيم اللفظ بها طرفا (8) في الكلمة، نحو قوله: {يوصل [البقرة: 27] و} فصل [البقرة:
__________
(1) في م: (الشاني)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) سقطت (في هذه اللام) من م.
(3) أي لعدم الاتباع والتشاكل هاهنا.
(4) النساء / 128، قرأها نافع بفتح الياء والصاد واللام، وتشديد الصاد وألف بعدها انظر النشر 2/ 252، السبعة / 238.
(5) سقط من ت، م. والتصحيح من الموضح ل 104/ و.
(6) في ت: (فالترقيق). ولا يلائم السياق. وفي هامش ت (ل 104/ و): لأجل قوة المستعلي نسخة.
(7) في م: (وجه) بدل (أوجه). وهو خطأ.
(8) في م: (طردا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(2/789)
249] و {وبطل [الأعراف: 118] وما أشبهه، ووقف على ذلك احتمل وجهين أيضا:
في الوقف التغليظ والترقيق، فالتغليظ لكون سكونها عارضا إذ هو للوقف فقط، فعوملت لذلك} [1] معاملة المتحرّكة المفتوحة، والترقيق لكونها ساكنة لأن ما سكن للوقف كاللازم، فعوملت لذلك (2) معاملة الساكنة في كل حال.
والأول أوجه إذ فيه دلالة على حكم اللام في مذهب من ذكرناه في حال الوصل كما دلّ الوقف على الكلم التي (3) الراء فيهنّ متطرّفة مجرورة بالإمالة الخالصة وبالإمالة اليسيرة مع عدم الجرّة الجالبة لذلك فيه على حال الوصل في مذهب من رأى ذلك (4).
2386 - فإن تحرّكت اللام مع الثلاثة الأحرف المذكورة بالضم أو الكسر أو سكنت، فلا خلاف في ترقيقها، فالمضمومة نحو قوله: {يصلون [النساء: 90] و} {لقول} [5] فصل [الطارق: 13] و (6) {فظلّوا [الحجر: 14] و} {لظلوم [إبراهيم: 34] و} {فنظلّ [الشعراء: 71] و} {فطلّ [البقرة: 265] و} {تطّلع [المائدة: 13] وما أشبهه.
2387 - وأما المكسورة نحو قوله:} {يصلى [آل عمران: 39] و} {فصل [الكوثر:
2] و} {وتصلية [الواقعة: 94] و} {ومن يظلم [الفرقان: 19] و} {يظلمون [البقرة: 57]} {فطلّقوهنّ [الطلاق: 1] و} {تطّلع [المائدة: 13] وما أشبهه. وسواء تحرّك ما قبل المضمومة والمكسورة أو سكن.
2388 - والساكنة نحو قوله:} {وصّلنا [القصص: 51] و} {صلدا [البقرة: 264] و} {صلصل [الحجر: 26] و} {فظلتم [الواقعة: 65] و} {ظلت [طه: 97] و} {طلعها
[الأنعام: 99] و} {طلع نّضيد [ق: 10] وما أشبهه.
2389 - على أن قوما من منتحلي قراءة نافع رواية عن ورش عنه من المغاربة يغلظون اللام من قوله:} صلصل لوقوعها بين صادين، ولم أقرأ بذلك. والترقيق هو القياس حملا على سائر اللامات السّواكن.
__________
(1) في م: (كذلك). وهو خطأ.
(2) في م: (كذلك). وهو خطأ.
(3) سقطت (التي) من م.
(4) سقطت (ذلك) من م.
(5) وفي ت، م: (قول). وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(6) سقطت (و) من ت.(2/790)
2390 - فإن تحرّكت الأحرف الثلاثة التي تلي اللام المفتوحة بالكسر أو بالضم فلا خلاف أيضا في ترقيقها مع ذلك، فالمكسورة نحو قوله: {فصّلت [هود: 1] و} {تفصيلا [الأنعام: 154] و} {وحصّل [العاديات: 10] و} {فى ظلل [يس: 56] و} {عطّلت [التكوير: 4] وما أشبهه. والمضمومة نحو قوله:} {ظلّة [الأعراف: 171] و} {ظلل [البقرة: 210] وما أشبهه. [104/ و] وكذا قرأت في هذه المواضع للجماعة والنصّ في أكثره معدوم، وإنما يتلقى مثله عن حذّاق أهل الأداء وجلّة المتصدّرين مشافهة وسماعا ومذاكرة.
2391 - فإن وقعت اللام المفتوحة بين حرفين مستعليين، نحو قوله:} {خلطوا
[التوبة: 102] و} {ما اختلط [الأنعام: 146] و} {مّن الخلطآء [ص: 24] و} {وأخلصوا
[النساء: 146] و} {المخلصين [يوسف: 24] و} {فاستغلظ [الفتح: 29] و} {وغلّقت الأبوب [يوسف: 23] و} {خلق [البقرة: 29] و} {خلقوا [الرعد: 16] و} {الخلّق
[الحجر: 86] و} {مّخلّقة [الحج: 5] وما أشبهه، فقوم من أهل الأداء يغلظون اللام في ذلك في مذهب ورش من طريق الأزرق من أجل حرفيّ الاستعلاء، وآخر يرقّقونها لعدم النص عن ورش فيه. وبذلك قرأت وبه آخذ.
فصل [في لام فواتح السور]
2392 - فأما اللام الواقعة في فواتح السور في نحو} {الم [البقرة: 1] و} {المص [الأعراف: 1] و} {الر [يونس: 1] و} {المر [الرعد: 1] فإن الاختلاف عن أئمة القراءة قد ورد فيها، فقرأ ابن كثير في حكاية ابن مجاهد} [1] عن قنبل وابن عامر من رواية ابن ذكوان عن أصحابه {الم اللام رقيقة غير مغلظة. قال ابن مجاهد: وكذلك} {الر و} {المر و} {المص، وقال ابن ذكوان: وكذلك اللام في كل القرآن.
2393 - وروى أحمد بن صالح} [2] عن قالون عن نافع {الم اللام غير معجمة. وكذلك روى مواس بن سهل عن أصحابه عن ورش عن نافع. [وقال داود وأبو الأزهر في الاختلاف عن نافع] وحمزة} {الم الله [آل عمران: 1] و} {الر و} {المر
و} المص لا قعر ولا بطح.
__________
(1) من الطريق السابع والتسعين.
(2) من الطرق: السادس والأربعين، والسابع والأربعين، والتاسع والأربعين.(2/791)
2394 - وقال ابن جبير عن الكسائي عن إسماعيل (1) وعن المسيبي (2) عن نافع وعن اليزيدي (3) عن أبي عمرو أنهما (4) كانا لا يبالغان باللفظ ما يبالغ به حمزة. قال:
لأن مذهبهما الحدر إذا قرآ. وقال (5) عن سليم عن حمزة كان يقرأ {الر بتفخيم اللام، ويملأ بها الفم تفخيما حسنا ولا يغلظ اللام. وقال} [6] عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: (إنه يغلظ التفخيم في اللام في كل القرآن، وذكرها ابن جبير عنهم في مختصره. وروى الحسن بن أبي مهران (7) عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم) (8) {الم لا تغلظ اللام.
2395 - قال أبو عمرو: وقرأت هذا الباب كله للجماعة من جميع الطرق بترقيق اللام حيث وقع. وكذلك ذكر أبو طاهر بن أبي هاشم فيما أخبرنا الفارسي} [9] عنه أنه قرأ على ابن مجاهد وأبي عثمان (10) الضرير وأبي العباس (11) الأشناني، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء.
2396 - وأما اللام في (12) قوله: {ثلثة [البقرة: 196] حيث وقع، فاختلف فيها عن ورش، فحدّثنا الخاقاني} [13]، قال: أنا أحمد بن أسامة عن أبيه. ح
2397 - ونا أبو الفتح (14)، قال: نا أبو محمد [البزاز]، قال: نا محمد بن الربيع،
__________
(1) من الطريق السابع.
(2) من الطريق التاسع والعشرين.
(3) من الطريق الثاني والثمانين بعد المائة.
(4) أي نافعا وأبا عمرو.
(5) أي ابن جبير. وذلك من الطريق السادس والسبعين بعد الثلاث مائة.
(6) أي ابن جبير أيضا، من الطريقين: التاسع والعشرين، والثاني والثلاثين، وكلاهما بعد المائتين.
(7) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(8) ما بين القوسين مكرر في ت، م.
(9) عبد العزيز بن جعفر بن محمد.
(10) سعيد بن عبد الرحيم.
(11) أحمد بن سهل.
(12) في م: (من).
(13) انظر الطريق / 80. وإسناده صحيح.
(14) انظر الطريق / 82. وهو هنا حسن لغيره.(2/792)
قال: نا يونس عن ورش عن نافع أنه كان يفتح اللام من قوله: {ثلثة في كل القرآن.
وعن ابن كيسة} [1] عن سليم عن حمزة غير مفتوح (2) في كل القرآن. وقال زكريا (3) بن يحيى المقرئ عن أصحابه عن ورش {ثلثة و} {ثلث [الكهف: 25] إذا كانت الكلمة في محل نصب أو رفع، نحو} {ثلثة أيّام [آل عمران: 41] و} {ثلث ليال [مريم: 10] و} {ثلث عورت [النور: 58] فاللام مفتوحة، فإذا كانت في محل خفض نحو} {بثلثة ءالف [آل عمران: 124] و} {ذى ثلث شعب [المرسلات: 30] و} {أولى أجنحة مّثنى وثلث
[فاطر: 1] فهي مرقّقة.
2398 - قال أبو عمرو: والمعروف عن ورش وعن} [4] سائر القرّاء والرواة ترقيقها في كل حال وبذلك قرأت للجماعة. وكذا روى أصحاب أبي يعقوب وعبد الصّمد عنهما عن ورش عن نافع، وعليه عامّة أهل الأداء، وكذا حكم كل لام سوى ما تقدّم متحركة كانت أو ساكنة، مخفّفة كانت أو مشددة، وليها حرف استعلاء أو غيره في جميع القرآن.
2399 - على أن ابن جبير قد روى عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يفخّم اللام، وكأنه يغلظها من {العلمين [الفاتحة: 1] في جميع القرآن، لم يرو ذلك أحد غيره. وقال مواس بن سهل عن أصحابه عن ورش عن نافع:} {يعلم
[البقرة: 77] و} {يعلمون [البقرة: 13] اللام رقيقة غير مفخّمة في القرآن كله. وقال الحسن} [5] بن مخلد: كان القرّاء يكرهون تغليظ اللامات في القرآن كله، وعلى ذلك جميع أهل الأداء.
[مطلب اللام من اسم الله تعالى]
(6)
2400 - فأما اللام من اسم الله تعالى إذا وليها من قبلها [104/ ظ] فتحة أو ضمة، فلا خلاف بين الجماعة في تغليظها وتفخيم اللفظ بها، فالفتح نحو
__________
(1) طرقه من السبعين إلى الثالث والسبعين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة.
(2) في م: (غير مقعر).
(3) تقدم أن طريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(4) سقطت (و) من م. وهو خطأ.
(5) الحسن بن الحباب بن مخلد. تقدم.
(6) كذا في هامش ت ل 104/ ظ.(2/793)
قوله {شهد الله [آل عمران: 18] و} {وإذ أخذ الله [آل عمران: 81] و} {قال الله [آل عمران: 55] و} {ربّنا الله [الحج: 40] و} {عيسى ابن مريم اللهمّ [المائدة: 114] وما أشبهه. والضمة نحو قوله:} {رسل الله [الأنعام: 124] و} {الّذين كذبوا الله [التوبة:
90] و} {ويشهد الله [البقرة: 204] و} {وإذ قالوا اللهمّ [الأنفال: 32] وما أشبهه.
2401 - فإن وليها كسرة سواء كانت في حرف زائد أو في آخر كلمة أخرى متصلة بها أصلية كانت أو عارضة، فلا خلاف في ترقيقها لأجل تلك الكسرة وذلك نحو قوله:} {بسم الله [هود: 41] و} {الحمد لله [الفاتحة: 1] و} {إنّ الله
[البقرة: 156] و} {عن ءايت الله [القصص: 87] و} {لّم يكن الله [النساء: 137] و} {إن يعلم الله [الأنفال: 70] و} {فإن يشإ الله} [1] [الشورى: 24] و {حسبنا الله [آل عمران: 173] و} {أحد الله [الصمد: 1، 2] و} {قل اللهمّ [آل عمران: 26] وما أشبهه. فإن فصلوا} [2]
هذا الاسم من الكسر وابتدءوا به فتحوا همزة الوصل في أوّله، وفخّموا لامه لأجلها.
2402 - ولم يأت بتفخيم هذه اللام مع الفتحة والضمة وترقيقها مع الكسرة منصوصا إلا داود بن أبي طيبة (3) عن ورش عن نافع، وعن ابن كيسة (4) عن سليم عن حمزة، غير أنه عبّر عن الترقيق بالبطح مجازا (5) واتّساعا، ولا أعلم مخالفا في ذلك من القرّاء والنحويين.
2403 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال:
حدّثني إبراهيم بن عرفة (6)، قال: أنا جعفر بن محمد التمار، قال: نا محمد بن الهيثم، قال: سألت الفرّاء عن تغليظ اللام في قوله: {رسل الله [الأنعام: 124] وترقيقها في قوله:} {والله أعلم} [7]. فقال الفراء: هو مثل قول الرجل عبد أمه ولأمه.
__________
(1) الشورى / 24. وفي ت، م: (إن يشأ) بدون فاء. ولا يوجد في التنزيل كذلك.
(2) في ت، م: (هذه). ولا تلائم السياق.
(3) من الطريق السابع والسبعين.
(4) من الطريق الثالث والسبعين بعد الثلاث مائة.
(5) في م: (أو اتساعا).
(6) إبراهيم بن محمد بن عرفة، ومحمد بن الهيثم بن حماد تقدما. جعفر بن محمد التمار لم أجده.
(7) (حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته) الأنعام / 124.(2/794)
2404 - قال أبو عمرو وكلام الفرّاء في هذا حسن، وذلك أنه شبّه اللام من اسم الله تعالى بهمزة الأم (1) إذ (2) كانت تكسر مع الكسرة، وتضمّ مع الفتحة والضمّة كما ترقّق اللام مع الكسرة وتفخّم مع الفتحة والضمّة ليتجانس الصوت بذلك ويعمل اللسان فيه عملا واحدا من جهة واحدة طلبا للخفة (3)، وخصّت همزة أم بهذا التغيير من حيث كثرة هذه الكلمة، وما كثر فكثيرا ما يلحقه التغيير ليخف.
2405 - وحدّثنا الحسن بن شاكر (4) البصري، قال: نا أحمد بن نصر (5)، قال:
التفخيم في هذا الاسم يعني مع الفتحة والضمة ينقله قرن عن قرن، وخالف عن سالف. وكان إليه (6) شيخنا أبو بكر بن مجاهد وأبو الحسن بن المنادي يذهبان، قال:
فأما إذا كان (7) قبله كسرة، فإن اللام رقيقة، فسئل عن ذلك شيخنا ابن مجاهد نضّر الله وجهه، فقال: استثقلوا الانتقال من الكسر إلى التغليظ كما استثقلوا ضمة (8) ألف أم إذا كان ما قبلها مكسورا [و] (9) كما استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم، كذلك استثقلوا الخروج من الكسر إلى التغليظ لثقل ذلك.
2406 - قال أبو عمرو: فأما اللام من اسمه تعالى في قوله: {نرى الله جهرة
في البقرة [55] و} {وسيرى الله عملكم في الموضعين في التوبة [94و 105] إذا أميلت فتحة الراء قبلها على رواية من روى ذلك عن اليزيدي عن أبي عمرو فرقيقة} [10]
لأجل الإمالة، وبذلك أقرأني أبو الفتح (11) في رواية السوسي عن اليزيدي عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن أصحابه عنه، وهو القياس.
__________
(1) في ت، م: (بهمزة اللام). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) في ت، م: (إذا). ولا تلائم السياق.
(3) في م: (للفتحة). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في م: (بن ساكن) وهو تحريف. وهو الحسن بن علي بن شاكر تقدم.
(5) في م: (أحمد بن علي) وهو تحريف. وهو أحمد بن نصر الشذائي. تقدم.
(6) سقطت (إليه) من م.
(7) سقطت (كان) من م.
(8) في م: (فتحة). وهو خطأ.
(9) سقطت (و) من ت، م. والتصحيح من الموضح ل 116/ و.
(10) في ت، م: (ترقيقه). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(11) من الطرق: الخامس والخمسين، والسادس والخمسين، والسابع والخمسين، وكلها بعد المائة.(2/795)
2407 - قال أبو عمرو: وقد قدّمنا مذهب قتيبة (1) عن الكسائي في إمالة فتحة اللام من اسمه تعالى إمالة محضة إذا كان في أوله لام الجرّ، نحو قوله: {الحمد لله [الفاتحة: 1] و} {إنّ الله [البقرة: 156] و} {لّلّه الأمر [الرعد: 31] وما أشبهه فيما انفرد به من الإمالة عنه، وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في الوقف على مرسوم الخط وبيان ما اختلفوا فيه من ذلك
2408 - اعلم أن الذين وردت عنهم الرواية باتّباع مرسوم الخط عند الوقف من أئمة القراءة خمسة: نافع وأبو عمرو والكوفيون} [2] وعاصم وحمزة والكسائي، ولم يرد عن ابن كثير وابن عامر في ذلك شيء يعمل عليه، واختيارنا أن يوقف في مذهبهما على مرسوم الخط كمذهب من جاء عنه ذلك نصّا إذ مخالفته والزوال عنه إلى غيره بغير دليل من خبر ثابت أو قياس صحيح غير جائز.
2409 - فأما الرواية بذلك عن نافع، فحدّثنا محمد بن أحمد بن علي (3)، قال:
نا محمد بن القاسم، قال: نا سليمان بن يحيى، قال: نا محمد بن سعدان، قال: نا إسحاق المسيبي عن نافع أنه كان يقف على الكتاب.
2410 - وأما الرواية عن أبي عمرو، فحدّثنا (4) فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد البغدادي، قال: نا عمر (5) بن يوسف، قال: نا الحسن بن [105/ و] شيرك، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكت على الكتاب.
2411 - وأما الرواية عن عاصم، فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر (6)، قال: نا عبد الواحد ابن عمر، قال: نا إبراهيم بن عرفة، قال: نا شعيب بن أيوب، قال: نا يحيى بن
__________
(1) انظر الفقرة / 2242.
(2) في م: (وعاصم). وزيادة الواو خطأ ولا يستقيم بها السياق.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1794، وأنه خارج عن طرق جامع البيان. والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 385) به بسياق أتم.
(4) انظر إسناد الطريق / 178. وهو ضعيف.
(5) في م: (عمرو). وهو خطأ. راجع إسناد الطريق المذكور آنفا.
(6) الإسناد صحيح. والطريق خارج عن طرق جامع البيان.(2/796)
آدم عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ {الصّرط [الفاتحة: 6] بالصاد من أجل الكتاب، فقوله: من أجل الكتاب يدلّ دلالة قاطعة على أنه يتبع مرسوم الخط.
2412 - ونا أبو الفتح} [1]، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: نا القاسم بن أحمد، قال: نا محمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يتبع في قراءته المصحف يعني في الوصل والوقف.
2413 - وأما الرواية عن حمزة، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا أبو بكر بن الأنباري، قال: نا سليمان (2) بن يحيى قال: نا ابن سعدان، قال: نا سليم عن حمزة أنه كان يقف على الكتاب.
2414 - حدّثنا (3) عبد العزيز بن جعفر، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا أحمد بن محمد البراثي، قال: نا خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يتبع الكتاب في الوقف.
2415 - وأما الرواية عن الكسائي، فحدّثنا (4) عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد ابن عمر، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا خلف عن الكسائي أنه كان يتبع الكتاب في الوقف.
2416 - ونا فارس (5) بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل بن شعيب، قال: نا أحمد بن سلمويه، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا العباس بن الوليد، قال: نا قتيبة بن مهران، قال: قال الكسائي: أقف على الكتابة.
2417 - قال أبو عمرو: ومع هذه الرواية المجملة عن (6) هؤلاء المذكورين، فقد ورد الاختلاف عنهم [في الوقف] على مواضع من المرسوم، وهي تشتمل على خمسة عشر فصلا، وأنا أذكرها فصلا فصلا وأبيّن اختلافهم في كل فصل على حسب قراءتي وروايتي إن شاء الله تعالى.
__________
(1) انظر إسناد الطريق / 249. وهو صحيح.
(2) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1787، وأن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 384) به بسياق أتم.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1706، وأنه خارج عن طرق جامع البيان.
(4) أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان البراثي. والإسناد صحيح. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) انظر إسناد الطريق / 401.
(6) في م: (علي).(2/797)
[الفصل الأول في تاء التأنيث]
2418 - فالفصل الأول هو ما جاء مرسوما من تاءات التأنيث بالتاء على الأصل كقوله: {أولئك يرجون رحمت الله [البقرة: 218] و} {واذكروا نعمت الله عليكم [البقرة:
231] و} {كلمت ربّك الحسنى [الأعراف: 137] و} {امرأت نوح وامرأت لوط [التحريم:
10] و} {امرأت فرعون [القصص: 9] و} {سنّة الله [الأحزاب: 38] و} {فنجعل لّعنت الله [آل عمران: 61] و} {ومعصيت الرّسول [المجادلة: 8] و} {قرّت عين [القصص: 9] و} {جنّة نعيم [الواقعة: 89] و} {بقيّت الله [هود: 86] و} {فطرت الله [الروم: 30] و} {إنّ شجرت الزّقّوم [الدخان: 42] وما كان مثله مما قد أتينا على إحصاء جملته في كتابنا المصنّف في مرسوم المصاحف} [1].
2419 - فروى أبو العباس أحمد بن محمد (2) البراثي وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الورّاق عن خلف (3) عن الكسائي وعن (4) خلف عن أصحابه عن أبي عمرو أنهما (5) وقفا على جميع ذلك بالهاء خلافا لرسمه. وكذلك روى سورة (6) بن المبارك عن أصحابه عن أبي عمرو أنه وقف (7) على جميع ذلك بالهاء [وجاء] (8) عن الكسائي نصّا.
2420 - وحدّثنا أبو (9) الفتح، قال: حدّثنا ابن طالب (10)، قال: نا إسماعيل، قال:
نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا العبّاس، قال: نا قتيبة عن الكسائي أنه كان يقف على قوله: {بقيّت الله [هود: 86] و} غيبت الجبّ [يوسف:
__________
(1) وهو المقنع. انظر ص / 82وما بعدها.
(2) سقطت (محمد) من م.
(3) تقدم أن رواية خلف عن الكسائي خارجة عن جامع البيان.
(4) لم يتقدم لخلف أي طريق في قراءة أبي عمرو، فطريقه خارج عن جامع البيان.
(5) أي الكسائي وأبا عمر.
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) في ت، م: (أنهما وقفا). ولا يستقيم بها السياق. أو أنه سقط اسم الكسائي من السياق.
(8) زيادة يقتضيها السياق. أي جاء الوقف بالهاء.
(9) انظر إسناد الطريق / 401.
(10) في هامش ت ل 105/ ظ: ابن طالب هو عبد الله بن أحمد بن طالب البغدادي غاية.(2/798)
10] و {قرّت عين [القصص: 9] و} {فطرت الله [الروم: 30] و} {سنّت الأوّلين
[الأنفال: 38] و} {لسنّة الله [الأحزاب: 62] و} {امرأت نوح و} {وامرأت لوط [التحريم:
10] و} {ابنت عمرن [التحريم: 12] بالهاء.
2421 - ونصّ على هذه المواضع بأعيانها وقياسها سائر نظائرها من المرسوم بالتاء، وذلك قياس مذهب ابن كثير لأن محمد بن علي} [1] نا، قال: نا محمد بن القاسم، قال: نا الحسن بن الحباب عن أبي الحسن بن أبي بزة عن أصحابه عن ابن كثير أنه يقف على قوله: {من ثمرت مّن أكمامها} [2] [فصلت: 47] بالهاء، وهو في الرسم بالتاء [] (3) على حال رسمه استدلالا بالمروي عنهم من اتّباع الكتاب عند الوقف،
2422 - وحدّثنا محمد (4) بن أحمد، قال: نا ابن الأنباري عن أصحابه عن حمزة أنه كان يسكت على قوله: {ابنت عمرن بالتاء.
[الفصل الثاني في قوله مرضات]
2423 - والفصل الثاني: هو ما جاء من قوله: مرضاة} [5]، وجملة ذلك أربعة مواضع: موضعان في البقرة (6) وموضع في النساء (7)، وموضع في التحريم (8) لا غير، فوقف الكسائي على ذلك بالهاء كما حدّثنا (9) عبد العزيز بن جعفر قال: نا عبد الواحد بن عمر، [105/ ظ] قال: نا أحمد بن محمد عن خلف عن الكسائي أنه كان يقف على مرضاة [البقرة: 207] بالهاء، وقال «مرضاة» مثل معصية، وكذا قال
__________
(1) انظر إسناد الطريق / 120. وهو صحيح.
(2) قرأها ابن كثير بالإفراد. انظر النشر 2/ 366، السبعة / 577.
(3) يبدو أن في السياق سقطا لأن العبارة غير مستقيمة.
(4) هذا الطريق ليس من طرق جامع البيان.
(5) في ت، م: (مرضات الله). ولا يستقيم بها السياق لأن حرف التحريم (مرضات أزواجك).
(6) الآية 207، 265.
(7) الآية 114.
(8) فاتحة التحريم.
(9) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2415، وأنه خارج عن جامع البيان.(2/799)
سورة (1) عنه. وذلك قياس ما رواه ابن الحباب عن البزي (2) عن أصحابه عن ابن كثير من الوقف على {يأبت [يوسف: 4] و} {هيهات هيهات [المؤمنون: 26] و} {من ثمره
بالهاء، وقياس ما رواه خلف} [3] عن أصحابه عن أبي عمرو. واختلف في ذلك عن حمزة.
2424 - فحدّثنا الفارسي (4)، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن فرح، قال: نا أبو عمر الدوري عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على «مرضات» بالهاء (5).
2425 - وحدّثنا (6) فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا إبراهيم بن محمد ح.
2426 - وحدّثنا ابن (7) خواستي، قال: أنا ابن أبي هاشم، قالا: نا أحمد بن محمد (8)، قال: نا خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يقف بالتاء، وهذا هو الصحيح عنه لأن الروايتين لما اختلفتا عنه كان أولاهما بالصواب التي توافق مذهبه في اتّباع المرسوم.
2427 - وحدّثنا محمد (9) بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد أن النص لم يرد بالوقف على ذلك بالتاء إلا عن حمزة ومن سواه غير الكسائي [على] (10) حال رسمه.
__________
(1) ابن المبارك.
(2) في ت، م: (اليزيدي) وهو خطأ. راجع الفقرة / 2421.
(3) راجع الفقرة / 2419.
(4) انظر الطريق / 359. وهو صحيح.
(5) في ت، م: (ح). ولا معنى لوجودها هنا. ولعل نظر الناسخ سبق إليها في السطر التالي.
(6) انظر إسناد الطريق / 339. وهو صحيح. لكنه بعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(7) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1706وأنه خارج عن جامع البيان.
(8) في ت، م: (محمد بن أحمد). وهو قلب.
(9) سقطت (محمد) من م.
(10) زيادة يقتضيها السياق.(2/800)
[الفصل الثالث في قوله يا أبت]
2428 - والفصل الثالث: هو ما جاء من قوله: {يأبت في جميع القرآن وقف عليه ابن كثير وابن عامر بالهاء وابن كثير يكسر تاءه، في الوصل وابن عامر يفتحها فيه، حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال:} [1] وقف ابن كثير {يأبت
بالهاء، فدلّ على الثلاثة} [2] عن ابن كثير.
2429 - وحدّثنا محمد (3) بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال: نا ابن الحباب، قال: سألت البزّي كيف الوقف على {يأبت؟ فقال: بالهاء.
2430 - ونا} [4] فارس بن أحمد قال: نا أبو طالب (5)، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة عن الكسائي، قال: من قرأها بالنصب يعني {يأبت وقف بالهاء} [6]، وبذلك وقفت (7)
لابن عامر على ذلك بالتاء (8).
2431 - وجاء بذلك نصوصا عن نافع إسحاق المسيّبي وعن أبي عمرو اليزيدي من رواية أبي خلاد (9) وأبي شعيب (10) وأبي عبد الرحمن (11) وغيرهم، وعن عاصم هبيرة بن محمد عن حفص عنه، وعن حمزة خلف، وأبو هشام عن سليم عنه، وعن
__________
(1) النص في السبعة / 344: وابن كثير يقف على الهاء (يا أبه).
(2) لعل المراد ثلاثة الحروف المتقدمة في رواية البزي عن ابن كثير، وهي: (يا أبت) و (هيهات) و (ثمرت). والله أعلم.
(3) انظر إسناد الطريق / 120. وهو صحيح.
(4) انظر إسناد الطريق / 401.
(5) في ت، م: (أبو طاهر). وهو خطأ. راجع إسناد الطريق المذكور آنفا.
(6) كررت في النسخة ت.
(7) في ت، م: (وقف). ولا يستقيم بها السياق.
(8) كذا، والسياق يقتضي أن يقول بالهاء. والله أعلم.
(9) سليمان بن خلاد.
(10) السوسي.
(11) عبد الله بن اليزيدي.(2/801)
الكسائي أبو عمر (1) وقتيبة (2)، وزكريا (3) بن يحيى.
وروى عنه سورة بن المبارك أنه سئل عن (4) الوقف على ذلك، فقال بالهاء والتاء.
قال: والهاء أحبّ إليّ، قال: والوجه لمن وقف بالتاء أن العرب تقول: يا أبت، وإذا نقص الياء وقف بالتاء وهو حسن وبالله التوفيق.
[الفصل الرابع في قوله هيهات هيهات]
2432 - والفصل الرابع: هو قوله في سورة المؤمنين: {هيهات هيهات [36] في الحرفين وقف عليهما ابن كثير من رواية البزّي بالهاء كما حدّثنا} [5] محمد بن أحمد، قال: نا محمد بن القاسم، [قال: نا الحسن بن الحباب عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير: إنه وقف عليهما بالهاء].
2433 - ونا (6) عبد العزيز بن جعفر، قال: نا ابن أبي هاشم]، قال: نا ابن مخلد، قال: سمعت أبا الحسن يعني البزّي، يقول: وسألته عن الوقف على {هيهات هيهات، فقال: يقف بالهاء عليهما جميعا.
2434 - واختلف في ذلك عن قنبل، فحدّثنا} [7] فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا أحمد بن بشير عن أبي بكر الزينبي عن قنبل، قال: الوقف هيهات، ولا أعلم أحدا روى هذا عن قنبل غير الزينبي، وهو مصطلح بقراءة المكيّين، وبالتاء وقفت لقنبل من جميع الطرق.
2435 - واختلف في ذلك أيضا عن الكسائي، فروى عنه أبو عمر الدوري وقتيبة
__________
(1) الدوري.
(2) سقطت (و) من م.
(3) في م: (ودكان) بدل (وزكريا). وهو خطأ. وسينسبه المؤلف في الفقرة / 2444بقوله الأنماطي. ولم أجده.
(4) في ت، م: (على). ولا يستقيم بها السياق.
(5) انظر إسناد الطريق / 120. وهو صحيح.
(6) انظر إسناد الطريق / 119. وهو صحيح.
(7) انظر الطريق / 104. وإسناده صحيح. لكنه بعرض القراءة، وهنا رواية حروف.(2/802)
والفرّاء (1) وسريج (2) بن يونس أنه وقف عليهما بالهاء، وروى عنه سورة (3) بن المبارك أنه سئل عن الوقف عليهما فقال بالهاء والتاء. قال: والهاء أحبّ إليّ، قال أبو عمرو: وهو الصحيح عنه.
2436 - حدّثنا أبو الفتح (4)، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا زيد بن علي، قال: نا أحمد بن فرح، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه وقف عليهما بالهاء.
2437 - وحدّثنا ابن جعفر (5)، قال: نا عبد الواحد بن [106/ و] عمر، قال: نا إسماعيل بن يونس عن أبي عمر عن الكسائي أنه وقف عليهما بالهاء.
2438 - ووقف الباقون (6) عليهما بالتاء. وجاء بذلك نصّا عن أبي عمرو اليزيدي من رواية أبي عبد الرحمن (7) وأبي خلاد (8) وأبي عمر (9) وأبي شعيب (10) وغيرهم عنه وعن عاصم هبيرة (11) عن حفص عنه، وعن حمزة خلف عن سليم عنه، وهو قياس ما رواه المسيّبي عن نافع.
2439 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الباقي بن الحسن المقرئ، قال:
قرأت في قراءة عاصم وابن عامر، فوقفت بالهاء. قال أبو عمرو: والعمل في قراءتيهما على التاء.
2440 - وقد قال الأخفش الدمشقي في كتابه الخاص في هيهات هيهات
__________
(1) تقدم أن روايته عن الكسائي خارجة عن جامع البيان.
(2) روايته عن الكسائي خارجة عن جامع البيان. وفي هامش ت (ل 106/ و): سريج بالسين المهملة والجيم غاية. وفي م: (شريح). وهو تصحيف.
(3) تقدم أن روايته خارجة عن جامع البيان.
(4) انظر إسناد الطريق / 382. وهو صحيح. لكنه بعرض القراءة. وهنا رواية حروف.
(5) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1111، وأنه خارج عن طرق جامع البيان.
(6) وهم: نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وسائر طرق ابن كثير والكسائي غير ما ذكر.
(7) عبد الله بن اليزيدي.
(8) سليمان بن خلاد.
(9) الدوري.
(10) السوسي.
(11) ابن محمد.(2/803)
[المؤمنون: 26] بفتح التاء بغير تنوين، قال: فإن وقفت على واحدة تقف كيف شئت على تاء وهاء، ولعله يروي هذا التخيير في الوقف على ذلك عن ابن ذكوان بإسناده.
[الفصل الخامس في قوله ذات بهجة، ولات، واللات]
2441 - والفصل الخامس: هو قوله في سورة النمل [60]: {ذات بهجة
وفي سورة ص [3]} {وّ لات حين مناص وفي سورة النجم [19]} {اللات} [1] والعزّى
وقف على الثلاث كلم بالهاء الكسائي وحده، ووقف عليهنّ الباقون بالتاء.
2442 - حدّثنا (2) محمد بن علي، قال: نا محمد بن القاسم، قال: نا أبي قال [نا] (3) محمد بن الجهم (4) عن الفرّاء، قال: رأيت الكسائي سأل أبا فقعس (5) الأسدي، فقال: «ذاة» لذات وقال: [أفرأيتم اللاة وللّات] وقال في: {وّ لات حين مناص ولاة.
2443 - حدّثنا عبد العزيز} [6] بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا إسماعيل بن يونس عن أبي عمر عن الكسائي أنه وقف «ولاه، واللاه» بالهاء.
2444 - وروى قتيبة عنه أنه وقف على «لاه» بالهاء. وقال عنه في «اللات»:
الوقف والإدراج بالتاء لمن جعله اسما مخففا، وكذا روى عنه زكريا (7) بن يحيى الأنطاكي، وروى عنه أنه وقف «ولات» بالتاء.
2445 - وحدّثنا فارس بن أحمد (8)، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا إبراهيم بن محمد، [قال: نا أحمد بن محمد]، قال: نا خلف عن الكسائي أنه كان ربما قال الوقف على {وّ لات حين} ولاه بالهاء. قال: وكره الوقف عليه «ولات»، قال:
والعرب يقولون ربتما ويريدون ربما، فيجعلون فيه التاء.
__________
(1) الآية / 19. في ت، م: (واللات). وزيادة الواو خطأ، لعدم وجوده في التنزيل.
(2) الاسناد صحيح، والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 288) بسياق أتم.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) في م: (الجهيم). وهو خطأ.
(5) أبو فقعس الأسدي. لم أجده.
(6) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1111، وأن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(7) في م: (ركاز). وهو خطأ. زكريا بن يحيى الأنماطي تقدم.
(8) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. وتقدم الإسناد في الفقرة / 943.(2/804)
وروى سورة عنه أنه سئل عن {وّ لات و} {اللّات فقال: لا أدري كيف تقف العرب عليهما، ولم يقل فيهما شيئا.
2446 - قال أبو عمرو: وأحسب هذا كان قبل أن يسأل عنهما أبا [فقعس] والله أعلم. ووقف الباقون على هذا الكلم بالتاء.
2447 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن محمد بن غزوان []} [1]، قال: نا أبو طاهر (2)، قال: ورأيت في كتاب الخراز عن هبيرة عن حفص و {وّ لات حين التاء} [3] متصلة بالحاء، فهذا يدلّ على أنه يقف على {ولا
2448 - وحدّثنا} [4] الخاقاني، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد، قال: رأيتهما في مصحف عثمان بن عفّان «ولا تحين» بالتاء متصلة بحين في الخط فالوقف «ولا» ثم يبتدئ بحين.
2449 - ونا محمد (5) بن أحمد، قال: نا ابن الأنباري قال: كان الكسائي والفرّاء والخليل وسيبويه والأخفش يذهبون إلى أن {وّ لات حين [ص: 3] التاء منقطعة من حين، ويقولون: معناها وليست، وكذلك هو في المصاحف الجدد والعتق بقطع التاء من حين. قال أبو عمرو: وهذا مذهب أئمة القراءة وعليه العمل.
[الفصل السادس قوله على واد النمل]
2450 - والفصل السادس: هو قوله في النمل:} {على واد النّمل [النمل: 18] وقف الكسائي عليه بالياء، ووقف الباقون بغير ياء. حدّثنا} [6] فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا خلف، قال: سمعت الكسائي يكره الوقف على واد النّمل لأنه مضاف لا يبتدأ به
__________
(1) السياق فيه سقط واضح.
(2) أبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر، والخزاز هو أحمد بن علي بن الفضل، وهبيرة هو ابن محمد التمار.
(3) في م: (بالتاء).
(4) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 27.
(5) الرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 291) مثلها.
(6) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2445.(2/805)
بعد الخفض. قال: فإن وقف وقف عليه بالياء. قال: هو اسم لا يتم إلا بالياء.
2451 - نا عبد العزيز (1) بن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال [نا] (2) البراثي: قال:
نا خلف [106/ ظ] عن الكسائي أنه وقف بالياء. وقال: اسمه وادي ولا يتم إلا بالياء.
2452 - قال أبو عمرو: هذه علّة لا تصحّ عن الكسائي إذ كان مذهبه في حذف الياء في الحالين بإجماع عنه في قوله: {جابوا الصّخر بالواد [الفجر: 9] في حال الوقف وفي قوله:} {بواد غير ذى زرع [إبراهيم: 37] و} {فى كلّ واد يهيمون [الشعراء: 225] يردّها ويبطلها.
2453 - وحدّثنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا} [3] عمر بن علي بن جناد (4)، قال [نا محمد بن] (5) سمعان بن أبي مسعود، قال: نا سورة بن المبارك عن الكسائي أنه قال: الوقف على {واد النّمل بالياء} [6]، قال الكسائي: ولم أسمع أحدا من العرب يتكلم بهذا المضاف إلا بالياء، وهذه علّة صحيحة مفهومة لأنها تقتضي هذا الموضع خاصة. وقال (7) عنه {بالواد المقدّس [طه: 12] بغير ياء لأنه غير مضاف.
2454 - ونا الفارسي،} [8] قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا البراثي، قال:
نا خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على واد النّمل بغير ياء.
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2415. وأن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) عمر بن علي بن جناد، أبو القاسم، الدينوري، الأنماطي، صحيح الرواية، روى الحروف عن محمد ابن سمعان بن أبي مسعود. غاية 1/ 594.
(4) في ت، م: (حماد). وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 954، 2/ 150.
(5) زيادة يقتضيها السياق. انظر غاية النهاية 1/ 954، 2/ 150.
ومحمد بن سمعان بن أبي مسعود، أبو علي الدينوري، المقرئ، روى القراءة عن سورة بن المبارك عن الكسائي، روى القراءة عنه عمر بن جناد الدينوري وسمعها عنه بالدينور سنة خمس وثمانين ومائتين. غاية 2/ 150.
(6) سقطت (بالياء) من م.
(7) أي سورة بن المبارك عن الكسائي.
(8) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2314، وأن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.(2/806)
2455 - حدّثنا فارس (1) بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد الدقاق (2)، قال: نا عمر بن يوسف (3) قال: حدّثنا الحسين بن شيرك قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكت على {واد النّمل على الكتاب.
[الفصل السابع في قوله بهادي العمي]
2456 - والفصل السابع: هو قوله: في النمل} [4] والروم {ومآ أنت بهدى العمى [النمل: 81] قرأهما حمزة بالتاء مفتوحة وإسكان الهاء} {والعمي بالنصب، ووقف} {تهدى بالياء وقرأهما الباقون} {بهدى بالباء مكسورة وفتح الهاء وألف بعدها} {والعمي بالخفض، ووقفوا في النمل} {بهدى بالياء، والرّوم بغير ياء على ما رسما في كل المصاحف.
2457 - وقد روى إبراهيم} [5] بن عبّاد عن هشام بإسناده عن ابن عامر {بهد
بالتنوين و} {العمى بالنصب، ولم يرو ذلك غيره.
2458 - واختلف عن الكسائي في الوقف على الحرفين، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا محمد} [6] بن يحيى، قال: نا خلف عن الكسائي أنه كان يقف بالياء في الحرفين، وكذلك روى سورة عنه.
2459 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عياش (7) ابن محمد، قال: نا أبو عمرو عن الكسائي أنه وقف عليهما جميعا بغير ياء،
__________
(1) انظر إسناد الطريق / 178. وهو ضعيف.
(2) في ت، م: (الزقاق). وهو تحريف. والتصحيح من تاريخ بغداد 7/ 233.
(3) في ت، م: (بن سيف). وهو تحريف. راجع إسناد الطريق المذكور آنفا.
(4) سقطت (النمل و) من ت. وهذا الحرف في النمل / 81، والروم / 53.
(5) من الطريق الخامس عشر بعد المائتين.
(6) محمد بن يحيى بن سلمان المروزي، تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
والاسناد صحيح.
(7) عياش بن محمد بن عيسى، أبو الفضل، البغدادي، الجوهري، ثقة، روى القراءة سماعا عن أبي عمر الدوري. وهو من رجال المستنير لابن سوار. مات سنة تسع وتسعين ومائتين. انظر تاريخ بغداد 12/ 279، غاية النهاية 1/ 607. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. والإسناد صحيح.(2/807)
وكذلك روى الحلواني (1) عن أبي عمر عنه.
2460 - والعمل عند أهل الأداء في مذهب الكسائي على رواية خلف عنه، على أن ما رواه هو وأبو عمرو (2) لا يلتبس (3) بمذهب الكسائي (4) لأنه إذا وقف عليهما بغير ياء خالفه في الذي في النمل.
2461 - وحدّثنا (5) فارس بن أحمد شيخنا، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل، قال: نا أبو سلمويه (6)، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة عن الكسائي أنه كان يقف {ومآ أنت بهدى العمى [النمل: 81] في النمل على الياء قال: وقال الكسائي: ما كان بالياء وقفت بالياء. وما لم يكن فيه ياء ثابتة وقفت بغير ياء، فدلّ هذا على أنه يقف على الذي في الروم بغير ياء، وهو الذي يليق بمذهب الكسائي، وهو الصحيح عندي عنه.
2462 - نا محمد} [7] بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن يحيى عن خلف، قال: سمعت الكسائي يقول: من قرأ {تهدى العمى [يونس: 43] بالتاء وقف عليهما جميعا بالتاء.
2463 - حدّثنا عبد} [8] العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن فرح، قال: نا أبو عمر عن سليم عن حمزة أنه يقف عليهما جميعا بالياء.
2464 - حدّثنا فارس (9) بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا عمر بن يوسف، قال: نا الحسن بن شيرك، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو بهدى العمى في الروم السّكت على الكتاب.
__________
(1) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(2) أي خلف والدوري. في ت، م: (أبو عمرو). وهو خطأ.
(3) في م: (لا يلبس).
(4) وهو اتباعه الرسم في الوقف، كما تقدم.
(5) انظر إسناد الطريق / 401.
(6) في ت، م: (أبو). وهو خطأ. راجع إسناد الطريق المذكور آنفا.
(7) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2458. وأن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(8) انظر إسناد الطريق / 359. وهو صحيح.
(9) انظر إسناد الطريق / 178. وهو ضعيف.(2/808)
2465 - قال أبو عمرو: وترجم الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم هذه الكلمة، فقال في النمل: {بهدى العمى مضاف، وبالياء. وقال في الروم بالياء والألف مضاف، فاستدلّ أبو طاهر بن أبي هاشم رحمه الله بقوله هذا على أن عاصما يقف عليهما بالياء.
2466 - وقد ذهبت عنه وجه الصّواب في ذلك لأن الأعشى لم يقل بالياء التي تعجم بنقطتين من [107/ و] أسفلها، فيصحّ ما ذهب إليه. وإنما قال بالياء يعني التي يعجم بواحدة من تحتها لأن الياء حرف الخلاف في ذكرها الفائدة، فهي في الذكر أولى من الياء، لتضمنها} [1] معرفة الخلاف وخلوّ الياء من ذلك.
وإذا كان ذلك ولا يكون غيره، فلا دليل في ما حكاه على الوقف على ذلك.
2467 - على أن محمد بن يونس الكوفي قد روى عن [أبي] (2) الحسن عن ابن غالب عن الأعشى {بهدى العمى بالتاء وفي الروم} [3] بغير ياء، وهذه الرواية [] (4).
[الفصل الثامن في قوله يوم يناد المناد]
2468 [الفصل الثامن في قوله {يوم يناد المناد [ق: 41]} [5] اختلف عن ابن كثير في الوقف عليه، فحدّثنا عبد العزيز (6) بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي [أنه يقف بالياء، وبذلك قرأت على الفارسي] (7) (8) عن قراءته على النقّاش عن أبي ربيعة عنه، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس، وكذلك حكى ابن مجاهد في جامعه عن ابن كثير أنه يقف بالياء، وقال في كتاب المكيين عن قنبل بالياء وعن الخزاعي بغير ياء، ولم يذكر في ذلك شيئا في كتاب السبعة.
__________
(1) في م: (بتضمنها).
(2) سقطت (أبي) من ت، م، والتصحيح من إسناد الطريق المذكور آنفا.
(3) في ت: (بالروم).
(4) واضح أن في السياق سقطا.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) انظر إسناد الطريق / 119. وهو صحيح.
(7) زيادة يقتضيها السياق.
(8) انظر الطريق / 110. وهو صحيح.(2/809)
2469 - والباقون يقفون على ذلك بغير ياء، وكذلك يقفون على نظائره من المرسوم بغير ياء، نحو {وسوف يؤت الله [النساء: 146] و} {يقصّ الحقّ} [1] [الأنعام:
57] على قراءة من قرأ بالضاد و {ننج المؤمنين [يونس: 103] و} {لهاد الّذين ءامنوا
[الحج: 54] و} {بالواد المقدّس [طه: 12] و} {إن يردن الرّحمن [يس: 23] و} {صال الجحيم [الصافات: 163] و} {فما تغن النّذر [القمر: 5] و} {الجوار الكنّس (16) [التكوير:
16] وما أشبهه.
2470 - وقد ورد النص في} [2] بعضه عن أكثرهم، فحدّثنا (3) فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {وسوف يؤت [النساء: 146] و} {إن يردن الرّحمن [يس: 23] و} {يناد المناد [ق: 41] وشبهه بغير ياء في الوصل، والوقف يتبع ذلك كله المصحف.
2471 - وروى قتيبة عن الكسائي أنه وقف على} {إن يردن الرّحمن و} {فما تغن النّذر [القمر: 5] على النون ووقف على} {ننج المؤمنين [يونس: 103] على الجيم، قال: وقال الكسائي: ما كان بالياء، وقفت بالياء وما لم يكن فيه ياء ثابتة وقفت بغير ياء.
2472 - وروى سورة بن المبارك عن الكسائي أنه وقف على} [4] {لهاد الّذين ءامنوا و} {صال الجحيم [الصافات: 163] بالياء فيهما، وقال: لم أسمع أحدا من العرب يتكلم بهذا المضاف إلا بالياء.
2473 - وحدّثنا محمد بن} [5] علي عن ابن الأنباري عن أصحابه عن الكسائي أنه وقف عليهما بغير ياء. وكذلك روى خلف عنه (6).
__________
(1) قرأها بالضاد من القضاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي انظر النشر 2/ 258، السبعة / 259.
(2) في ت، م: (وفي). ولا يستقيم بها السياق.
(3) انظر إسناد الطريق / 249. وهو صحيح.
(4) في م: (بهاد). وهو خطأ.
(5) انظر إيضاح الوقف والابتداء 1/ 240.
(6) تقدم أن رواية خلف عن الكسائي خارجة عن جامع البيان.(2/810)
2474 - وحدّثنا (1) عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا البراثي، قال: نا خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يقف على قوله: {وسوف يؤت الله المؤمنين [النساء: 146] على الكتاب قال خلف: وكذلك الكسائي.
2475 - وحدّثنا خلف بن إبراهيم} [2]، قال: نا الحسن المعدل، قال: نا أحمد بن شعيب، قال: نا صالح بن زياد ح.
2476 - وحدّثنا (3) محمد بن أحمد، قال: نا ابن قطن، قال: نا أبو خلّاد، قالا (4): نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يقف على {يؤت الله [النساء: 146] و} {يقصّ الحقّ و} {لهاد الّذين ءامنوا [الحج: 54] و} {صال الجحيم ونظائر ذلك بغير ياء على الكتاب. وإذا وصل أتمّ الحرف يعني أتيت الياء في آخره.
2477 - وحدّثنا فارس بن أحمد} [5]، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا عمر بن يوسف، قال: نا الحسين بن شيرك، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو و {يقصّ الحقّ و} {لهاد الّذين ءامنوا و} {صال الجحيم و} {واد النّمل [النحل: 18] و} {بهدى العمى في الروم، ونظائر ذلك الوصل بالياء والسّكت على الكتاب.
2478 - قال أبو عمرو: وقول اليزيدي في الوصل خطأ لأن الياء ساكنة وما بعدها ساكن أيضا، فلا بدّ من حذفها للساكنين، وإذا حذفت بطل ثباتها في تلك الحال لاتصال الحرف المكسور، والذي قبلها بالحرف الساكن الذي بعدها في الكلمة الثانية من غير مرجح بينهما ولا مهملة ولا فصل، اللهمّ إلا أن يريد بقوله الوصل بالياء، أي إنها ثابتة في أصل الكلمة عنده، وإن كانت محذوفة من اللفظ والخط، فذلك وجه يوجب تصويب} [6] قائل ذلك.
2479 - وكذا قال عن أبي عمرو فيما حذف من الواوات في الرسم، وجملة
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2314وأن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) في ت، م: (خلف عن إبراهيم). وهو خطأ وانظر الطريق / 149. وإسناده صحيح.
(3) انظر الطريق / 179. وإسناده صحيح.
(4) في ت، م: (قال). وهو خطأ لأن المراد جمع إسنادي صالح بن زياد السوسي وأبي خلاد عن اليزيدي.
(5) انظر إسناد الطريق / 178. وهو ضعيف.
(6) في م: (تصوب).(2/811)
ذلك أربعة مواضع [107/ ظ] في الأسراء [11] {ويدع الإنسن في الشورى [24] و} {ويمح الله البطل وفي القمر [6]} {يدع الدّاع وفي العلق [18]} {سندع الزّبانية
الوصل بالواو والسّكت على الكتاب، فإن لم يكن أراد ما أوّلناه، وإلا فقوله خطأ لا شك فيه.
2480 - روى أبو خلّاد} [1] وأبو شعيب (2) عن اليزيدي عن أبي عمرو أن الوقف على هذه المواضع بغير واو على الكتاب.
2481 - وحدّثنا (3) أبو الفتح، قال: نا ابن طالب، قال: نا الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم و {ويدع الإنسن و} {ويمح الله البطل و} {يدع الدّاع و} {سندع الزّبانية [العلق: 18] بغير واو في الوصل والوقف على خط المصحف.
2482 - وروى أبو بكر محمد} [4] بن موسى الزينبي عن أبي ربيعة عن قنبل أنه أثبت الواو في الوقف في الأربعة وأثبت الياء فيه في {وسوف يؤت الله [النساء: 146] فقال لي عبد العزيز بن جعفر عن أبي طاهر: هذا كله غير موثوق بروايته فيه عن أبي ربيعة، وذلك} [5] القول عندنا.
2483 - نا (6) أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: نا قالون عن نافع أن الياء في قوله: {ننج المؤمنين في يونس [103] يتبين إذا أدرجت القراءة، وليست مكتوبة، وكذا قال القطري} [7] عن قالون عنه، وهذا القول [قريب من رواية] (8) اليزيدي عن أبي عمرو ذلك، وهو خطأ إن أريد به اللفظ دون المعنى كما بيّناه.
__________
(1) طريقه هو التاسع والسبعون بعد المائة.
(2) السوسي. وطرقه من التاسع والأربعين إلى التاسع والخمسين على التوالي، وكلها بعد المائة.
(3) انظر الطريق / 249. وإسناده صحيح.
(4) من الطريق التاسع بعد المائة.
(5) أي المرضي.
(6) انظر الطريق / 51. وإسناده صحيح.
(7) طريقه هو الثاني والخمسون.
(8) زيادة يقتضيها السياق.(2/812)
[الفصل التاسع في أيه المؤمنون، يأيه الساحر، أيه الثقلان]
2484 - والفصل التاسع: هو قوله: {أيّه المؤمنون في النور [31] و} {يأيّه السّاحر في الزخرف [49] و} {أيّه الثّقلان في الرحمن [31] وقف على هذه الثلاثة الأحرف بالألف على أصلها دون رسمها أبو عمرو والكسائي.
2485 - فأما أبو عمرو فروى ذلك منصوصا عن اليزيدي عنه أبناؤه أبو} [1] عبد الرحمن وإبراهيم (2) وأبو حمدون (3) وأبو خلاد (4) وأبو شعيب (5)، قالوا: تثبت الألف فيهنّ، وإذا وقف وقف بالألف.
2486 - وأما الكسائي، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا أبو بكر محمد بن (6) يحيى، قال: نا [ابن] (7) سعدان عن الكسائي أنه وقف عليهنّ بالألف. وروى قتيبة عنه أنه يقرؤهنّ في الوقف والإدراج بالألف.
2487 - واختلف في ذلك عن قنبل عن ابن كثير، فحدّثنا (8) محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن قنبل أن الوقف على ذلك بغير ألف.
2488 - وحدّثنا (9) فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا أحمد بن بشر، قال: نا أبو بكر الزينبي عن قنبل عن أصحابه عن ابن كثير أنه وقف على الألف في الثلاثة، والصحيح ما حكاه ابن مجاهد عن قنبل.
2489 - وحدّثنا (10) عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا
__________
(1) عبد الله بن يحيى بن المبارك.
(2) إبراهيم بن يحيى بن المبارك.
(3) الطيب بن اسماعيل.
(4) سليمان بن خلاد.
(5) صالح بن زياد السوسي.
(6) صدر الإسناد قبل الكسائي تقدم في الفقرة / 380. والإسناد صحيح. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) سقطت (ابن) من ت، م.
(8) انظر الطريق / 97. وإسناده صحيح.
(9) انظر الطريق / 104، وإسناده صحيح لكنه بعرض القراءة، وهنا رواية حروف.
(10) انظر الطريق / 119. وإسناده صحيح.(2/813)
ابن مخلد، قال: سألت البزّي عن الوقف على هذه الثلاثة الأحرف، فقال لي بغير ألف، وكذلك وقف الباقون (1).
2490 - فأما نافع فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا وكيع (2)، قال: نا أبو العبّاس وراق بن خلف، قال: نا محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع أنه كان يقف على الثلاثة الأحرف بغير ألف. قال ابن (3) المسيّبي عن أبيه: الهاء مفتوحة وليس فيها ألف مكتوبة، فإذا وقفت وقفت على الكتاب، ذكر ذلك في سورة الرحمن.
2491 - وأما عاصم فروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عنه أنه يفتح الهاء في ذلك ويقف عليه بغير ألف.
2492 - وأما حمزة فروى أبو هشام عن سليم أنه يقف على الثلاثة المواضع بغير ألف، وقال: ليس في القرآن غيرهنّ.
2493 - وأما ابن عامر فإنه يضمّ الهاء في الثلاثة في حال الوصل ووقفه (4) لا يكون إلا بعد ألف والله أعلم.
[الفصل العاشر في قوله وكأين]
2494 - والفصل العاشر: وهو قوله: {وكأيّن [آل عمران: 146] حيث وقع، وقرأ ذلك ابن كثير بألف ممدودة بعد الكاف، وبعدها همزة مكسورة على لفظ «كاعن» وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف وبعدها ياء مكسورة مشدّدة على لفظ «وكعين».
2495 - واختلفوا في الوقف عليه، فأما ابن كثير، فأجمع علماء أهل الأداء على أنه يقف بالنون كما يصل، ووقف أبو عمرو بالياء. وكما نا عبد العزيز} [5] بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن مجاهد، قال: أخبرني [108/ و] عبيد الله بن
__________
(1) وهم: نافع وابن عامر وعاصم وحمزة.
(2) اسمه محمد بن خلف تقدم. وأبو العباس اسمه احمد بن إبراهيم بن عثمان. والإسناد صحيح، وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(3) سقطت (ابن) من م.
(4) في م: (موفقة). وهو تحريف.
(5) انظر الطريقين / 175، 176. وإسناد كل منهما صحيح.(2/814)
محمد (1) عن أخيه أبي جعفر أحمد بن محمد وعمّه إبراهيم بن أبي محمد عن أبي محمد عن أبي عمرو أنه كان يقف على الياء، وكذا كلّ ما في القرآن.
2496 - واختلف في ذلك عن الكسائي، فروى عنه سورة (2) بن المبارك أنه كان يقف على الياء، وكذلك يقول إن النون فيها نون إعراب يعني أنها تنوين زائد، وليست بنون أصلية من نفس الحرف. وروى عنه الفرّاء وقتيبة أنه كان يقف على النون.
2497 - فأما الفرّاء فحدّثنا الفارسي (3)، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن (4) عبيد الله، قال: نا محمد بن فرح الغساني (5) عن سلمة عن الفرّاء، قال: كان الكسائي يقف عليها بالنون.
2498 - وأما قتيبة فحدّثنا أبو الفتح (6)، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة عن الكسائي و {وكأيّن بإبراز النون في الإدراج والوقف على النون. وهذا قياس مذهب نافع وعاصم وحمزة لأنهم يتبعون الرسم عند الوقف.
[الفصل الحادي عشر في قوله فمال]
2499 - والفصل الحادي عشر: هو قوله في النساء [78]:} {فمال هؤلآء القوم
وفي الكهف [49]:} {مال هذا الكتب وفي الفرقان [7]:} {مال هذا الرّسول وفي المعارج [36]:} {فمال الّذين كفروا رسمت لام الجرّ في هذه الأربعة المواضع منفصلة عن الاسم} [7] الذي دخلت عليه.
__________
(1) في م: (أحمد). وهو خطأ. راجع الإسنادين المذكورين آنفا.
(2) تقدم أن روايته خارجة عن جامع البيان.
(3) الفارسي هو عبد العزيز بن جعفر، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر.
(4) سقطت (ابن) من م. وفي هامش ت (ل 108/ ظ): قوله ابن عبيد الله هو أحمد بن جعفر بن محمد ابن عبيد الله، أبو الحسن، البغدادي، المعروف بابن المنادي. غاية النهاية.
(5) محمد بن فرج الغساني، أبو جعفر، البغدادي، النحوي، مشهور ضابط، نحوي، عارف، من جلة أصحاب سلمة بن عاصم. مات بعد سنة ثلاث مائة. غاية 2/ 229، بغية الوعاة 1/ 209. والإسناد صحيح، وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) انظر الطريق / 401.
(7) في ت، م: (الرسم). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(2/815)
2500 - واختلف (1) القراء في الوقف على ذلك، فحدّثنا (2) عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عمر بن علي بن جنّاد (3)، قال: نا [محمد بن] (4) سمعان بن أبي مسعود، قال: نا سورة عن الكسائي أنه كان يقف فيهنّ على (ما).
2501 - خالفه عنه نصير، فحدّثنا فارس بن أحمد (5)، قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: نا إبراهيم (6) بن الحسن ح.
2502 - وحدّثنا (7) الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني ابن يونس، قال: نا محمد ابن عبد الرحيم، قال: نا محمد بن عيسى، قال: نا نصير، قال: قال الكسائي:
الوقف على {فمال على الكتاب.
2503 - والخبران عنه صحيحان لأن قتيبة روي عنه أنه كان يقف في قوله:
} {مال هذا الكتاب «ما ل»، ويقف على} {مال هذا الرّسول وعلى} {فمال الّذين كفروا «ما ل»، ولم يذكر} {فمال هؤلآء القوم فدلّت روايته هذه على أن الوجهين في ذلك عنده سواء، وأنه يختارهما بجمعه بينهما في حرفه.
2504 - وروى أبو عبد الرحمن} [8] وإبراهيم (9) ابنا اليزيدي عن أبيهما عن أبي عمرو أنه كان يقف في الأربعة الأحرف على ما.
2505 - وقال إسماعيل النحّاس كان أبو يعقوب (10) صاحب ورش يقف على
__________
(1) في م: (واختلفت القراءة). ولعل القراءة محرفة عن (القراء). والله أعلم.
(2) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2453.
(3) في ت، م: (حماد). وهو خطأ. راجع الفقرة / 2453.
(4) سقط من ت، م. راجع الفقرة / 2453.
(5) هذا الإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) إبراهيم بن عبد العزيز بن الحسن تقدم.
(7) هذا الإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان. وابن يونس اسمه محمد، ومحمد بن عيسى بن رزيق الأصبهاني، تقدما.
(8) من الطريق السبعين بعد المائة.
(9) من الطريق الحادي والسبعين بعد المائة.
(10) الأزرق.(2/816)
{فمال و} {قالوا مال وأشباهه كما في المصحف، وكان عبد الصمد يقف على} {فما ويطرح اللام، وليس عند الباقين في ذلك نصّ سوى ما جاء عنهم من اتّباعهم لرسم الخط عند الوقف، وذلك يوجب في مذهب من روى عنه أن يكون وقفه على اللام والله أعلم.
[الفصل الثاني عشر في قوله أيا ما تدعون]
2506 - والفصل الثاني عشر: هو قوله في سبحان [111]:} {أيّا مّا تدعوا جاء النص عن حمزة والكسائي بالوقف على} {أيّا دون} {مآ.
2507 - فأمّا حمزة فحدّثنا} [1] محمد بن أحمد، قال: نا محمد [بن] (2) القاسم، قال: نا سليمان بن يحيى، قال: نا ابن سعدان قال: كان حمزة وسليم يقفان جميعا على {أيّا قال ابن سعدان: والوقف الجيّد على} {مآ لأن ما صلة لأي.
2508 - وأما الكسائي فحدّثنا} [3] أبو الفتح، قال: نا عبد الله، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة، قال: كان الكسائي يقف على الألف {أيّا.
2509 - والنص عن الباقين معدوم في ذلك، والذي نختاره في مذهبهم الوقف على ما، وعلى هذا يكون حرفا زيد صلة للكلام، فلا يفصل من أي وعلى الأول يكون اسما لا حرفا، وهي بدل من «أي»، فيجوز فصلها وقطعها منها.
[الفصل الثالث عشر في قوله ويكأن، ويكأنه]
2510 - والفصل الثالث عشر: هو قوله في القصص [82]:} {ويكأنّ الله
} {ويكأنّه رسما في كل المصاحف موصولين} [4]، واختلف [108/ ظ] في الوقف عليهما.
2511 - فحدّثنا (5) عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا
__________
(1) الإسناد تقدم في الفقرة / 2413، والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 331) به مثلها.
(2) زيادة يقتضيها السياق. راجع الفقرة / 2413.
(3) انظر الطريق / 401.
(4) في م: (موصلين).
(5) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 1111، وأن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.(2/817)
إسماعيل بن يونس، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه كان يقف «وي» ويبتدي «كأن»، وفي الحرف الثاني كذلك. وروى قتيبة عنه {ويكأنّ الله الوقف على الياء. وقال:
إنما هي صلة.
2512 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ} [1]، قال: قال خلّاد. وقال الكسائي: {ويكأنّ الله حرفان} [2] في المعنى.
2513 - قال أبو عمرو: فدلّ هذا على أن الانفصال عنده في هذه الكلمة في التأويل والتقدير دون اللفظ لتخصيصه بذلك (3) المعنى وحده.
2514 - وروى الحلواني (4) عن أبي عمر عنه أنه يقرأ {ويكأنّ الله} {ويكأنّه
يهمزهما، ولا يقطعهما. وبالأول قرأت على أبي الفتح} [5] من قراءته، وبه آخذ.
2515 - وحدّثنا الفارسي (6)، قال: نا أبو طاهر، قال: رأيت في كتاب دفعه إلينا محمد ابن العباس بن اليزيدي من كتب أبيه عن عمّه إبراهيم بن أبي محمد عن أبيه عن أبي عمرو أنه كان يقف على الكاف، قال أبو طاهر: وحكى بعض أصحابنا عن هذا الكتاب أنه رآه فيه يقف على الكتاب، وليس الأمر على ما ذكره، قال أبو طاهر:
وروى لنا أبو بكر (7) عن ابن (8) اليزيدي عن أبيه أنه يقف عليهما موصولتين على الكتاب ولا أدري عن أيّ ولد اليزيدي ذكره.
2516 - قال أبو عمرو: وكذلك روى ذلك الحلواني عن أبي معمر (9) عن عبد
__________
(1) هو عبد الباقي بن الحسن. ولم يدرك خلادا لأن بين وفاتيهما أكثر من عشرين ومائة سنة.
فالإسناد منقطع بينهما.
(2) في ت، م: (حرفا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) في ت، م: (بذلك المعنى). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(5) من الطرق: الحادي والثمانين، والثاني والثمانين، والخامس والثمانين، والسادس والثمانين، والسابع والثمانين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(6) انظر الطريق / 170.
(7) هو ابن مجاهد.
(8) سقطت (ابن) من م.
(9) هو عبد الله بن عمرو بن الحجاج المنقري، وعبد الوارث هو ابن سعيد بن ذكوان.
وروايته عن أبي عمرو ليست في جامع البيان كما تقدم.(2/818)
الوارث عن أبي عمرو، وروى محمد بن الرومي (1) عن أحمد بن موسى، قال:
سمعت أبا عمرو يقول: {ويكأنّ الله} {ويكأنّه مقطوعة في القراءة موصولة في الإمام} [2]، وهذا يدل على أنه يقف على الياء منفصلة. وروى ابن مجاهد في جامعه عن أبي حاتم الرازي (3) عن أبي زيد عنه أنه يقف فيهما «وي» ويبتدئ بالكاف. وهذا موافق لمذهب الكسائي.
2517 - فأما نافع فقياس ما رويناه عن المسيبي أنه يقف على الكتاب يوجب أن يصلهما ولا يقطعهما، على أن الحلواني قد روى عن قالون عنه أنه يهمزهما ولا يقطعهما.
2518 - وأما ابن كثير فحدّثنا ابن جعفر (4)، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا أبو بكر في جامعه عن قنبل إن ابن كثير يجعلهما كلمة واحدة. وروى الحلواني عن القوّاس عن ابن كثير أنه يهمزهما ولا يقطعهما.
2519 - وأما عاصم فحدّثنا (5) فارس بن أحمد، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا إبراهيم بن أحمد (6)، قال: نا يوسف بن يعقوب ح.
2520 - وحدّثنا الفارسي (7)، قال: حدّثنا ابن أبي هاشم، قال: نا إبراهيم بن عرفة، قالا: نا شعيب بن أبي أيوب عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم {الصّرط
بالصاد من أجل الكتاب، فقوله: من أجل الكتاب يدلّ على أنه يتبع المرسوم، وإن كان فيه خلاف للأصل لأن أصل} الصّرط السين، فترك الأصل واتّبع الرسم، ففي
__________
(1) محمد بن عمر بن رومي تقدم. أحمد بن موسى بن أبي مريم، تقدم أن روايته عن أبي عمرو ليست في جامع البيان.
(2) أي في المصحف الإمام.
(3) محمد بن إدريس بن المنذر، أبو حاتم، الرازي، الإمام الحافظ الكبير، روى الحروف سماعا عن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري وغيره، روى عنه إجازة أبو بكر بن مجاهد في كتابه. مات سنة خمس وسبعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 97. التقريب 2/ 143. وروايته عن أبي زيد ليست من طرق جامع البيان، وهي في الكفاية لأبي العز، كما أشار في غاية النهاية 2/ 97.
(4) هو عبد العزيز بن جعفر، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر، وأبو بكر هو ابن مجاهد.
(5) انظر إسناد الطريق / 248، وهو صحيح لكنه بعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(6) في ت، م: (محمد) وهو خطأ والتصحيح من إسناد الطريق المذكورة آنفا.
(7) تقدمت هذه الرواية في الفقرة / 2411، وإسنادها صحيح.(2/819)
هذا دليل على أنه يقرؤهما موصولتين على رسمهما في المصحف ويقف عليهما موصولتين.
2521 - وقد روى إسحاق (1) الأزرق منصوصا عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {ويكأنّ الله [القصص: 82] على التعجّب، وعلى هذا يكون} {وي منفصلة ممّا} [2]
بعدها، ويوقف عليهما، كذلك روى الحلواني (3) عن القوّاس عن حفص عن عاصم أنه يهمزهما ولا يقطعهما، وهذا يدلّ على صحة ما تأوّلناه من رواية الصريفيني (4) عن يحيى عنه.
2522 - وأما ابن عامر فروى الحلواني عن هشام بإسناده عنه [أنه] (5) يهمزهما ولا يقطعهما.
2523 - وأما حمزة فحدّثنا (6) عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: نا البراثي عن خلف عن سليم أنه كان يتبع الكتاب في الوقف، فيقف على {ويكأنّ و} {ويكأنّه [القصص: 82] على الاتصال.
[الفصل الرابع عشر في قوله (في ما) واخواتها]
2524 - والفصل الرابع عشر: هو ما جاء من الحروف المنفصلة والمتصلة في الرسم، نحو} {فيما [البقرة: 240] و} {فمن مّا [النساء: 25] و} {عن مّا [الأعراف: 166] و} {إنّما [الرعد: 40]} {فإن لّم [القصص: 50] و} {أن لّآ [الأعراف: 105] و} {أن لّن
[الأنبياء: 87] و} {عن مّن [النور: 43] و} {أم مّن} [7] [النساء: 109] و {إنّما [الأنعام:
159] و} {أنّما [الحج: 62] و} {أين ما [البقرة: 148] و} {بئسما [البقرة: 102] [109/ و] و} {ولكن لّا [الإسراء: 44] و} {كلّمآ [النساء: 91] و} يومهم [المؤمن: 16]، وما
__________
(1) من الطريق الثالث والثمانين بعد المائتين.
(2) في م: (عما).
(3) تقدم له الطريق الحادي عشر بعد الثلاث مائة، لكنه بعرض القراءة.
(4) شعيب بن أيوب.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2314وأنه خارج عن طرق جامع البيان.
(7) سقطت (من) من م.(2/820)
أشبهه مما قد ذكرنا جملة الوارد منه في كتابنا المصنّف في مرسوم المصاحف (1)، وفي كتابنا في الوقف (2) والابتداء، فأغنى ذلك عن إعادته.
2525 - فقياس ما رويناه عن الخمسة من وقوفهم على الخط يوجب أن يقفوا على جميع ذلك على هيئته في الرسم من الانفصال والاتصال، وقد جاء النص عن الكسائي في بعض ذلك.
2526 - فحدّثنا (3) فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس، قال: نا قتيبة عن الكسائي أنه كان يقف على قوله: {أم مّن يكون عليهم [النساء: 109]} {أم مّن أسّس [التوبة: 109] [و} {إنّ ما توعدون [الحج: 62]] و} {إنّ ما توعدون لأت
[الأنعام: 134] و} {إن يدعون من دونه [النساء: 117] و} {لكى لا يكون على المؤمنين
[الأحزاب: 37] و} {كى لا يكون دولة [الحشر: 7] و} [4] {أين ما كنتم في غافر [73] و} {أين ما كانوا في المجادلة [7] و} {أن لّا يشركن بالله شيئا [الممتحنة: 12] على الانفصال.
قال: وكذلك الوقف على ما كتب في القرآن يعني من نظائر ذلك، قال: ومن وقف لا يقف إلا بتمام الحرف.
2527 - قال أبو عمرو: يريد بهذا لا يوقف إلا على آخر الكلمة الثانية، وإن انفصلت في اللفظ والخط والمعنى من التي قبلها وذلك الاختيار، وإنما يذكر الوقف على مثل هذا مما يتعلق بما يتصل به على وجه التعريف بمذاهب الأئمة فيه عند انقطاع النفس عند [هـ]} [5] لخبر ورد عنهم أو لقياس يوجبه قولهم لا على سبيل الإلزام والاختيار إذ ليس الوقف على ذلك ولا على جميع ما قدّمناه في هذا الباب بتامّ ولا كاف، وإنما هو وقف ضرورة وامتحان وتعريف لا غير.
__________
(1) واسمه المقنع. انظر ص / 73وما بعدها.
(2) واسمه الاهتداء في الوقف والابتداء. توجد منه نسخة مخطوطة في المكتبة الأزهرية بالقاهرة ضمن مجموع رقم (276) 22283.
(3) انظر إسناد الطريق / 401.
(4) في ت زيادة (وأن ما يدعون). وهو تكرار.
(5) زيادة يقتضيها السياق.(2/821)
2528 - وقال قتيبة عن الكسائي: الوقف على {إنّما عندهم بالقطع و} {أمّن هو قنت [الزمر: 9] و} {أمّن هذا الّذى [الملك: 20] في الحرفين في الملك الوقف على ميم} {أم.
2529 - قال أبو عمرو: وهذه المواضع في الرسم موصولة من غير نون ولا ميم، وأصلها في العربية الانفصال على ما ذهب الكسائي إليه فيها، وقد خالف قتيبة عن الكسائي في} {أنّما غنمتم [الأنفال: 41] خلف.
2530 - فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا محمد} [1] بن القاسم عن أصحابه عن خلف، قال: قال الكسائي في قوله: {أنّما غنمتم حرف واحد من قبل كل} [2] شيء، قال: وقال الكسائي: «نعما» حرفان لأن معناه نعم الشيء، قال: وكتبتا بالوصل، ومن قطعهما لم يخطئ.
2531 - وحمزة يقف عليهما على الكتاب بالوصل. قال خلف: واتباع الكتاب في مثل هذا أحبّ إلينا إذ صار قطعه ووصله صوابا.
2532 - حدّثنا محمد (3) بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال كان عاصم وأبو عمرو والكسائي يقولون: {كالوهم أو وّزنوهم [المطففين: 3] حرف واحد.
2533 - حدّثنا} [4] فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم بن أحمد (5) عن محمد بن حبيب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {كالوهم أو وّزنوهم حرف واحد، وروى} [6] سورة عن الكسائي حرف حرف، مثل قولك: ضربوهم، وذلك قياس قول نافع ومن وافقه على اتّباع المرسوم.
__________
(1) هو ابن الأنباري، والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 323) ونقلها ابن الجزري في النشر (1/ 155) عن الداني. وأوردها المؤلف في المقنع / 79ونصها: حدثنا محمد بن علي، قال حدثنا ابن الأنباري، قال حدثنا إدريس، عن خلف، عن الكسائي قال: كتب بالوصل حرف واحد (أنما غنمتم).
(2) في ت، م والنشر: (من) بدل (كل). وهو خطأ لا يستقيم به السياق. والتصحيح من إيضاح الوقف والابتداء 1/ 323.
(3) الرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 345) بدون قوله (أو وزنوهم).
(4) انظر إسناد الطريق / 249. وهو صحيح.
(5) في ت، م: (قاسم بن أصبغ). وهو خطأ والتصحيح من إسناد الطريق المذكور آنفا.
(6) ابن المبارك. وتقدم أن روايته عن الكسائي خارجة عن جامع البيان.(2/822)
2534 - وأنا الخاقاني (1)، قال: نا أحمد بن محمد المكي (2)، قال: نا علي بن عبد العزيز (3)، قال: نا أبو عبيد، قال: كان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين، قال:
وأحسب قراءة حمزة كذلك.
2535 - قال أبو عمرو: ولا أعلم أحدا روى ذلك عن حمزة إلا عبد الله بن صالح العجلي (4)، وأهل الأداء على خلافه.
[الفصل الخامس عشر في ما الاستفهامية مع حرف الجر]
2536 - والفصل الخامس عشر: هو ما جاء من «ما» التي للاستفهام، وقد دخل عليها حرف من حروف الجرّ، نحو قوله: {فلم تقتلون [البقرة: 91] و} {لم تعظون
[الأعراف: 164] و} {فبم تبشّرون [الحجر: 54] و} {بم يرجع المرسلون [النمل: 35] و} {عمّ يتسآءلون [النبأ: 1] و} {فيم أنت من ذكرئهآ [النازعات: 43] و} {ممّ خلق [الطارق: 5] وما أشبهه.
2537 - فوقف الجماعة على ذلك حيث وقع بإسكان الميم لأن الألف حذفت بعدها لفظا ورسما للفرق [109/ ظ] بين الخبر والاستفهام، وخصّ الاستفهام بذلك لكثرة وروده.
2538 - واختلف في الوقف على ذلك عن ابن كثير، فحدّثت عن علي بن محمد المسكيّ} [5] عن محمد بن الصباح (6) عن أبي ربيعة عن اليزيدي أنه كان يقف على ذلك حيث وقع بزيادة هاء السكت في آخره بيانا للحركة، فيقول: «فلمه ولمه وفبمه وبمه
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 37.
(2) سقطت (بن محمد) من م.
(3) سقطت (بن عبد العزيز) من م.
(4) روايته عن حمزة ليست من روايات جامع البيان. وهي في المستنير، والكفاية والكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 423.
(5) علي بن محمد بن أحمد بن زياد، أبو الحسن الطرسوسي، المعروف بالمسكي، ثم البصري، مقرئ مشهور. اختلف في تقدم اسم أبيه على اسم جده. لذلك ترجمه في غاية النهاية مرتين: 1/ 522، 563.
(6) محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح، وطريقه عن أبي ربيعة خارج عن طرق جامع البيان.(2/823)
ويمه وعمّه وفيمه وممّه» (1)، قال علي: وأنشد ابن الصباح شاهدا للوقف على هذا الباب بالهاء لبعضهم:
صاح الغراب بمه بالبين من سلمه ... ما للغراب ولي دقّ الإله فمه
صاح الغراب بنا في ليلة شيمة
يريد باردة.
2539 - وبهذا قرأت على أبي الحسن (2) عن قراءته في رواية البزي عن أصحابه عن ابن كثير، وقرأت على أبي الفتح عن قراءته في رواية القوّاس والبزّي وابن فليح عن أصحابهم عنه، وعلى الفارسي عن قراءته في رواية البزّي بغير هاء كسائر القرّاء (3).
2540 - وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حكى لي عن العبّاس (4) بن الفضل الواسطي عن قنبل أنه كان يقف على «عمّه ولمه» بالهاء.
2541 - وحدّثنا ابن جعفر، قال: أنا أبو طاهر (5)، قال: نا الحسن (6) بن محمد المهلبي، قال: نا محمد بن بسام، قال: حدّثنا الحلواني، قال: نا أحمد بن محمد القوّاس، قال: كان ابن كثير يقف على «وهوه» بالهاء، وعلى قوله: {ولا يأتل في النور [22]،} {ولا يأتله} [7] بالهاء لم يرو هذا عن ابن كثير غيره. ووقف الباقون على ذلك كله بغير هاء.
__________
(1) في م: (ثمه).
(2) لم يتقدم في أسانيد رواية البزي قراءة للداني على طاهر بن غلبون.
(3) في م: (القرأة).
(4) العباس بن الفضل بن جعفر، أبو أحمد، الواسطي، يعرف بصهر الأمير، من جلة أصحاب قنبل، روى عنه الكتاب، ورحل إليه بعد أبي عون الواسطي، وروايته عزيزة. حدث عنه أبو طاهر بن أبي هاشم. غاية 1/ 354. وروايته عن قنبل خارجة عن طرق جامع البيان، وهي في الكامل أشار في غاية النهاية 1/ 354.
(5) في م: (ابن طاهر). وهو خطأ.
(6) كذا في ت، م. ولم أجده. وتقدم صدر الإسناد قبل القواس في الفقرتين / 558، 1266، وفيه الحسين بن المهلب بدل الحسن بن محمد المهلبي، فلعله من تحريف النساخ، والله أعلم. وهو الحسين بن محمد بن الحسين بن المهلب.
(7) في ت، م: (وو لا يأتله) وزيادة الواو خطأ.(2/824)
2542 - قال أبو عمرو: وقد بقيت من هذا الباب مواضع لأذكرها (1) مع الاختلاف فيها في أماكنها من السّور إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الحركات اللائي في أواخر الكلم، ومعنى الرّوم والإشمام
2543 - اعلم أن الأصل أن يوقف على الكلم المتحركة في حال الوصل بالسكون لأن معنى الوقف على الحركة: أي تترك، كما يقال وقفت عن كلام فلان أي تركته، ولأن الوقف أيضا ضدّ الابتداء، فكما يخصّ الابتداء بالحركة، كذلك يخصّ الوقف بالسكون، وذلك لغة (2) أكثر العرب، وهو اختيار أحمد بن يحيى ثعلب، وجماعة من النحويين. واحتجّوا بالخبر الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف على آخر كل آية.
2544 - حدّثنا محمد بن أحمد البغدادي [قال: نا ابن الأنباري] (3) قال: نا سليمان
__________
(1) في م: (أذكرها).
(2) في م: (بلغة).
(3) زيادة يقتضيها السياق حيث أن محمد بن أحمد بن علي لم يلق سليمان بن يحيى الضبي لأن ولادة الأول بعد وفاة الثاني. راجع ترجمة كل منهما. وانظر إيضاح الوقف والابتداء 1/ 258.
يحيى بن سعيد بن العاص، الأموي، أبو عمر، الأشدق، ثقة، مات في حدود الثمانين ومائة.
التقريب 2/ 348.
وابن جريج اسمه عبد الملك بن عبد العزيز.
عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بالتصغير المدني، تابعي، ثقة فقيه، مات سنة سبع عشرة ومائة. التقريب 1/ 431.
أم سلمة هي أم المؤمنين. وهذا الإسناد رجاله ثقات، وأخرج الحديث الإمام أحمد في المسند (6/ 302)، وأبو داود في سننه في كتاب الحروف والقراءات بنحوه والترمذي في جامعه في كتاب القراءات بنحوه، والحاكم في المستدرك (2/ 232) كلهم من طريق يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، قال: وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة. وحديث الليث أصح. اهـ.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. اهـ وأقره الذهبي.
وقال المناوي في فيض القدير (5/ 238): قال الدارقطني، وإسناده صحيح.(2/825)
بن يحيى، قال: نا محمد بن سعدان، قال: نا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: {بسم الله الرّحمن الرّحيم ثم يقف، ثم يقول:} {الحمد لله ربّ العلمين ثم يقف، ثم يقول:} {الرّحمن الرّحيم، ثم} {ملك يوم الدّين.
2545 - حدّثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: نا محمد بن القاسم، قال: كان أبو العباس أحمد بن يحيى} [1] يختار الإسكان في كل القرآن للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الوقف على كل آية.
2546 - قال أبو عمرو: وجاءت الرواية بعد هذا بالإشارة إلى حركة أواخر الكلم عند الوقف عن أبي عمرو والكوفيين عن عاصم وحمزة والكسائي.
2547 - فأما أبو عمرو فجاء ذلك عنه من طريق الأداء، فقرأت على عبد العزيز بن جعفر المقرئ، وأشرت إلى الحركات عند الوقف. وقال لي: قرأت على أبي طاهر بن أبي هاشم، وقال: قرأت كذلك على ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي عن أبي عمرو، وكذلك قرأت على أبي الفتح (2) وأبي الحسن (3) جميعا عن قراءتهما.
2548 - وقد روى محبوب بن الحسن (4) عن أبي عمرو أنه يقف على {فأوف
[يوسف: 88] بإشمام الجرّ. قال ابن مجاهد: هذا يدلّ على أن أبا عمرو إذا وقف على الحروف المرفوعة والمخفوضة في الوصل [110/ و] أشمّها إعرابها.
2549 - قال أبو عمرو: وأهل الأداء مجمعون على الأخذ بذلك في مذهبه من طريق اليزيدي وشجاع والنصّ عنهما في الوجهين من الإشارة وغيرها معدوم.
2550 - وأما عاصم فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن} [5] الأنباري، قال: نا
__________
(1) ثعلب النحوي. والرواية في إيضاح الوقف والابتداء 1/ 387بمثلها.
(2) فارس بن أحمد.
(3) طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
(4) محمد بن الحسن بن هلال، تقدم، وقد ترجم له ابن الجزري في غاية النهاية مرتين: مرة باسم محمد بن الحسن بن إسماعيل في (2/ 115)، ومرة باسم محمد بن الحسن بن هلال في (2/ 123). وأغلب الظن أنهما شخص واحد. وروايته عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان.
(5) سقطت (ابن) من م. والرواية في إيضاح الوقف والابتداء 1/ 387.(2/826)
أحمد ابن سهل (1)، وسألته عن ذلك عن أصحابه الذي (2) قرأ عليهم علي بن محصن وغيره عن عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم أنه كان يشير إلى إعراب الحرف عند الوقف، وكذلك روى محمد بن غالب عن الأعشى أنه يقف بالإشارة إلى الإعراب عند الرفع والخفض ومع التنوين.
2551 - وأما حمزة فحدّثنا محمد بن أحمد (3)، قال: نا محمد بن القاسم، قال:
نا إدريس بن عبد الكريم ح.
2552 - وأخبرنا الفارسي (4)، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن محمد البراثي، قالا (5): نا خلف، قال: نا سليم عن حمزة أنه كان يعجبه إشمام الرفع إذا وقف على الحروف التي توصل بالرفع مثل قول الله عزّ وجلّ: {إيّاك نعبد [الفاتحة: 5] يشمّ الدال الرفع قال: وكذلك} {وإيّاك نستعين [الفاتحة: 5] و} {ذلك الكتب [البقرة:
2] و} {ختم الله [البقرة: 7] و} {يختصّ برحمته من يشآء} [6] {وما محمّد إلّا رسول
[آل عمران: 144] بترك التنوين ويشمّ الدال الرفع.
2553 - وأما الكسائي فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال: نا إدريس، قال: نا خلف} [7]، قال: سمعت الكسائي يعجبه أن يشمّ آخر الحرف والرفع والخفض في الوقف، قال خلف (8): وبعض القرّاء يسكت بغير إشمام، ويقول: إنما الإعراب في الوصل، فإذا سكت لم أشمّ شيئا. قال خلف: وقول حمزة والكسائي أعجب إلينا لأن الذي يقرأ على من تعلّم منه إذا قرأ عليه، فأشمّ الحرف في الوقف
__________
(1) الأشناني، وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وإسناده صحيح.
(2) تقدم أن المؤلف يستعمل الذي بمعنى الذين.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2315، وأن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 385) به مثلها.
(4) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 2314، وأن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(5) في ت، م: (قال). وهو خطأ لأن المراد جمع إسنادي إدريس بن عبد الكريم والبراثي على خلف. راجع الفقرتين / 2314، 2315.
(6) زيادة من إيضاح الوقف والابتداء 1/ 385. والحرف في سورة البقرة / 105.
(7) الإسناد تقدم في الفقرة / 2267. وأن هذا الطريق خارج عن جامع البيان. والرواية في إيضاح الوقف والابتداء 1/ 388بسياق أتم.
(8) انظر إيضاح الوقف والابتداء 1/ 386.(2/827)
علم (1) معلّمه كيف قراءته لو وصل (2)، والمستمع أيضا غير المتعلّم يعلم كيف كان يصل الذي يقرؤه (3).
2554 - قال أبو عمرو: ولم يأتنا عن الحرميين نافع وابن كثير ولا عن ابن عامر في ذلك إلا ما حكاه محمد بن موسى الزينبي عن أبي ربيعة عن قنبل والبزّي عن أصحابهما أنهم كانوا يقفون بغير إشمام، وما ذكره الحلواني عن هشام من أنه يشمّ الإعراب في مثل: {قال الله [آل عمران: 55] و} {إلى الله [البقرة: 210] و} {عطآء ربّك [الإسراء: 20] و} {لهو البلؤا [الصافات: 106] ونحوه في كل القرآن، وما رواه ابن شنبوذ عن أبي نشيط عن قالون عن نافع أنه كان يقف على} {شطره [البقرة: 144] و} {حوله [البقرة: 17] و} {أمامه [القيامة: 5] و} {عظامه [القيامة: 3] وشبّه ذلك بإشمام الضمّ.
2555 - واختيار عامّة من لقيناه، أو بلغنا عنه من أئمة أهل الأداء أن يوقف للجميع بالإشارة إلى حركات أواخر الكلم لما فيه من البيان عن كيفيتهنّ في حال الوصل، وهو اختيار داود بن أبي طيبة صاحب ورش ذكر ذلك في كتاب الوقف والابتداء له.
2556 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن الأنباري، قال نا عبيد الله بن عبد الرحمن} [4]: قال: [نا أبي، قال] (5) نا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الورّاق، قال:
الاختيار إشمام الحرف الرفع فرقا بين ما تحرّك (6) في الوصل وبين ما هو ساكن في الوصل والوقف، فأردنا أن يجعل على الكلمة المعربة في الوصل علامة في الوقف ليعرف السّامع أنه لم يخطئ إعرابها.
2557 - قال أبو عمرو: والإشارة إلى الحركات في الوقف في مذهب القرّاء
__________
(1) في م: (على) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) في م: (ولو وصل). وزيادة الواو خطأ يجعل السياق مضطربا.
(3) في م: (يقرأ).
(4) عبد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد، تقدم هو وأبوه. وكذا أحمد بن إبراهيم بن عثمان، والإسناد صحيح.
(5) سقط من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 34، 1/ 489.
(6) في م: (يتحرك).(2/828)
تكون روما وتكون إشماما، ولا يجوز استعمالهما (1) إلا في حركات الإعراب المتنقلات وحركات البناء اللازمات لا غير، فالمعرب من الكلام كله حرفان الاسم المتمكّن والفعل المضارع، وما عدا ذلك فهو مبنيّ.
فصل في حقيقة الروم
2558 - فأما حقيقة الرّوم على مذهب سيبويه وأصحابه، فهو إضعافك الصوت بالحركة حتى يذهب بالتضعيف معظم صوتها (2) فيسمع لها صوتا خفيّا (3) يدركه الأعمى بحاسّة سمعه، فلا يظهر لذلك (4) الإشباع، وهو يستعمل في الحركات الثلاث في النصب والفتح والخفض والكسر والرفع والضمّ. قال سيبويه (5): وعلامته خط بين يديّ الحرف.
2559 - فأما النصب فنحو قوله: {إنّ الله [البقرة: 20] و} {وإذ ابتلى إبراهيم
[البقرة: 124] و} {إلّآ أمانىّ [البقرة: 78] و} {بى الأعدآء [الأعراف: 150] و} {من دونى أوليآء [الكهف: 102] و} {أن يضرب [البقرة: 26] [110/ ظ] و} {أن يجعل [الممتحنة: 7] وما أشبهه من المعرب.
2560 - وأما الفتح فنحو قوله:} {كيف [البقرة: 28] و} {أين [الأنعام: 22] و} {أيّان [الأعراف: 187] و} {ثمّ [البقرة: 28] و} {علىّ [الحجر: 41] و} {لدىّ [ق:
23] و} {فسوّئهنّ [البقرة: 29] و} {جعل [البقرة: 22] و} {وتب [المسد: 1] و} {أمر
[البقرة: 27]} {وجآء [النساء: 43] و} {شآء [البقرة: 20] وما أشبهه في المبني.
2561 - وأما الخفض فنحو قوله:} {الحمد لله [الفاتحة: 2] و} {الرّحمن الرّحيم [البقرة: 29] و} {من عاصم [يونس: 27] و} {الأمن [الأنعام: 82] و} {مّن السّمآء} [6] [البقرة: 19] {وسماء} [7] [فصلت: 12] و {من المآء [الأعراف: 50] و} {عن سوآء [النساء: 149]} [8] وما أشبهه من المعرب.
__________
(1) في م: (استعمالها). والضمير يعود إلى الإشارة.
(2) في م: (بصوتها). وزيادة الباء خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) في م: (خفيفا).
(4) في م: (كذلك). وهو خطأ.
(5) الكتاب 4/ 169.
(6) في م: (من شاء). وهو خطأ، لأنه لا يناسب المقام.
(7) في م (ساء). وهو خطأ لأنه لا يناسب المقام.
(8) في ت. م: (على سوء) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.(2/829)
2562 - وأما الكسر فنحو قوله: {هؤلآء [البقرة: 31] و} {هأنتم أولآء [آل عمران: 119] و} {رجلان [المائدة: 23] و} {وامرأتان [البقرة: 282] و} {وبالولدين [البقرة:
83] و} {ولا تتّبعآنّ [يونس: 89] وما أشبهه من المبني.
2563 - وأما الرفع فنحو قوله:} {الحمد [الفاتحة: 1]} {ونادى نوح [هود: 42] و} {كأنّه ولىّ [فصلت: 34] و} {إنّ هذا عدوّ [طه: 117] و} {منه المآء [البقرة: 74] و} {الأسمآء [البقرة: 31] و} {برىء [الأنعام: 19] و} {ولا المسىء [غافر: 58] و} {نعبد [الفاتحة: 5] و} {نستعين [الفاتحة: 5] و} {نّجعل [الكهف: 48] و} {نعلم
[آل عمران: 167] و} {يحكم [الحج: 52] و} {تولج [آل عمران: 27] و} {ما يشآء [آل عمران: 40] و} {يضىء [النور: 35] وما أشبهه من المعرب.
2564 - وأما الضم فنحو قوله:} {من قبل [البقرة: 25] و} {من بعد [البقرة: 27] و} {يوسف [يوسف: 4] و} {يجبال [سبأ: 10] و} {حيث [البقرة: 35] وما أشبهه من المبني.
2565 - وأما المنصوب الذي يصحبه التنوين في حال الوصل نحو قوله:} {وكان الله غفورا رّحيما [النساء: 96] و} {شعيبا [الأعراف: 85] و} {صلحا [الأعراف: 73] و} {لوطا [الأنعام: 86] و} {هودا [البقرة: 111] و} {بنآء [البقرة: 22] و} {وندآء [البقرة:
171] و} {مّآء [البقرة: 22] و} {جزآء [المائدة: 38] وما أشبهه، فإن الألف تلزمه في الوقف عوضا عن التنوين فيقوى الصوت بالحركة ويظهر الإشباع لذلك} [1].
2566 - وأما المنصوب الذي لا يصحبه التنوين كذلك المفتوح اللذان تقدّم ذكرهما، فإنّ النحويين والقرّاء اختلفوا في استعمال الرّوم فيهما وفي تركه، فكان أبو حاتم سهل (2) بن محمد لا يجيز الرّوم (3) فيهما، وتابعه على ذلك القرّاء وعامّة أهل الأداء، والحجّة لهم أن الفتح خفيف خروج بعضه كخروج كله، فهو [لذلك لا يتبعض كما يتبعض] (4) الكسر والضمّ لثقلهما (5)، فإذا أريد رومه اشتبه الرّوم بإشباع الصوت به
__________
(1) في م: (كذلك) وهو خطأ.
(2) السجستاني.
(3) في م: (والروم). وزيادة الواو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في م: (كذلك لا ينقض كما ينتقض). وفيه تحريف وتصحيف.
(5) في م: (لتعلمها). وهو خطأ.(2/830)
لسرعة خروجه مع النطق، فامتنع لذلك فيه، وأجاز ذلك في الضربين سائر النحويين غير أبي حاتم، والحجّة لهم أن الفتح وإن كان خفيفا لسرعة (1) خروجه مع (2) النطق بلا كلفة، فلا بدّ من أن يضعف الصوت به (3) بعض الضعف إذا أريد ذلك فيه، وإذا كان ذلك وصحّ، فلم يخرج عن الغرض فيه من إضعاف الصوت بالحركة.
فصل في حقيقة الإشمام
2567 - وأما حقيقة (4) الإشمام على مذهب من ذكرناه أولا من النحويين، فهو ضمّك شفتيك بعد السكون الخالص لأواخر الكلم من غير صوت خارج إلى اللفظ، وإنما هو تهيئتك للعضو (5) فقط، فيعلم الناظر أنك تريد بتلك الهيئة المهيأ (6) له، وهي الحركة لا غير (7).
2568 - ولا يدرك معرفة ذلك الأعمى، وإنما يعرفه البصير لأنه لرؤية العين إذ هو إيماء بالشفتين، فهو يدركه بحاسّة البصر. قال سيبويه: وعلامته (8) نقطة فوق الحرف (9)، ولذلك (10) صار أقلّ بيانا من الرّوم لأن النقطة أصغر ما تبيّن به والخطّ أتمّ في البيان منها، ولذلك [-10] أدركه الأعمى ولم يدرك الإشمام.
2569 - والإشمام لا يستعمل في الحركات إلا في المرفوع والمضموم لا غير، وقد تقدّم تمثيل هذين الضربين والعلّة في تخصيصه بذلك أنه كما قلنا ضمّ الشفتين وغير متمكّن ضمّهما وفتحهما أو ضمّهما وكسرهما في حال واحدة، فلما لم يتمكّن في ذلك خصّ به من الحركات ما يكون العلاج فيه بضمّ الشفتين.
__________
(1) في م: (بشروع). وهو خطأ.
(2) في م: (من).
(3) سقطت (به) من ت.
(4) في هامش ت (ل 111/ و): مطلب حقيقة الإشمام.
(5) في م: (للعوض). وفيه قلب للحروف.
(6) في م: (الممالة). وهو خطأ. وفي هامش ت (111/ و) والممالة خ.
(7) زاد في م: (ولا غير). وزيادتها خطأ.
(8) زاد في م: (وعلامة). ولا يستقيم بها السياق.
(9) الكتاب 4/ 169، 204.
(10) (10) و (11) في م: (وكذلك) وهو خطأ. وهو من كلام الداني.(2/831)
2570 - وحدّثني الحسن بن علي (1)، قال: نا أحمد بن نصر المقرئ قال:
سمعت أبا بكر السراج (2) يقول: إنما لم يكن الإشمام في النصب والجرّ عند الوقف لأنه لا آلة للألف والياء يمكن فيهما ذلك كما للمرفوع آلة وهي الشفتان.
2571 - قال أبو عمرو: قال سيبويه (3): وأما الذين راموا الحركة، فإنه دعاهم إلى ذلك الحرص على أن يخرجوها من حال ما لزمه السكون على كل حال، وأن يعلموا أن حالها عندهم ليس بحال ما سكن على كل حال، قال: وذلك أراد الذين أشمّوا إلا أن هؤلاء أشدّ توكيدا. قال: وأما الذين لم يشمّوا فقد علموا أنهم لا يقفون أبدا إلا عند حرف ساكن، فلما أسكن في الوقف جعلوه بمنزلة ما سكن على كل حال لأنه واقفه في هذا الموضع.
2572 - قال أبو عمرو: وقد خالف الكوفيون وابن كيسان (4) [111/ و] في الرّوم والإشمام سيبويه، فزعموا أن الرّوم هو الذي يدرك بحاسّة البصر فلا يعرفه الأعمى والبصير بقرعة السمع، واستدلّوا على صحة ذلك بأن القائل إذا قال: رمت أخذ الشيء، فإنما يخبر بأنه [حاول تناوله ولما] (5) يصل إليه. وإذا قال أشممت الشيء النار، فإنما يخبر بأنه أناله شيئا يسيرا منها، قالوا: ولذلك (6) قلنا إن الإشمام أتمّ في البيان من الرّوم لوجودنا فيه شيئا من النطق بالحركة، وعدم وجود ذلك في الرّوم.
2573 - قال أبو عمرو: والذي ذهب إليه [] (7) أفردناه بمذاهب القرّاء والنحويين في الرّوم والإشمام ترى ذلك هناك إن شاء الله.
فصل فيما لا يتم ولا يرام
2574 - واعلم أن الرّوم والإشمام غير جائزين في الحركة العارضة، سواء كانت حركة همزة أو كانت للساكنين، وفي هاء التأنيث المبدلة من التاء عند الوقف، وفي
__________
(1) الحسن بن علي بن شاكر، تقدم. وأحمد بن نصر هو الشذائي.
(2) محمد بن السري البغدادي، تقدم.
(3) انظر الكتاب 4/ 168.
(4) محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان، تقدم،
(5) في ت. م: (حال بتأوله وبما) وفيها تحريف وتصحيف.
(6) في م: (وكذلك). وهو خطأ.
(7) واضح أن العبارة فيها سقط جعلها غير مفهومة والله أعلم.(2/832)
ميم الجمع إذا وصلت بواو على الأصل، ولا نصّ عن أئمة القراءة في ذلك إلا ما رواه محمد بن غالب عن الأعشى أنه كان لا يشير إلى الإعراب في الهاء التي تنقلب في الوصل تاء نحو {جنّة [البقرة: 265] و} {غشوة [البقرة: 7] وما أشبههما.
2575 - فأما الحركة العارضة فنحو قوله:} {من يشإ الله [الأنعام: 39] و} {فإن يشإ الله} [1] [الشورى: 24] و {فلينظر الإنسن [عبس: 24] و} {فمن يرد الله [الأنعام:
125] و} {لم يكن الّذين كفروا [البينة: 1] و} {اشتروا الضّللة [البقرة: 16] و} {وعصوا الرّسول [النساء: 42] وما أشبهه مما حرّك للساكنين، وكذلك} {فليكفر إنّآ [الكهف:
29] و} {وانحر إنّ شانئك [الكوثر: 2، 3] و} {وقالت أولئهم [الأعراف: 39] و} {قالت أخرئهم [الأعراف: 38] وما أشبهه مما حرّكت بحركة الهمزة على مذهب ورش عن نافع.
2576 - ووجه امتناع الإشارة في ذلك أن هذه الحروف وشبهها أصلها السكون، وإنما حرّكت في الوصل لعلّة تفارقها عند الوقف، فلم يجز لذلك} [2] الإشارة إليها إذ لا يشار إلى الساكن، وإنما يشار إلى متحرّك ليدلّ على حركة إعرابه أو بنائه لا غير.
2577 - وأما هاء التأنيث، فنحو قوله: {هدى ورحمة [الأنعام: 154] و} {قال هذا رحمة [الكهف: 98] و} {وما بكم مّن نّعمة [النحل: 53] و} {كمثل جنّة بربوة
[البقرة: 265] وما أشبهه. وامتنعت الإشارة هاهنا أيضا من قبل أن السكون لهاء التأنيث لازم في الوقف إذ لا يوجد إلا فيه، والساكن لا يشار إليه لعدم وجود الحركة فيه رأسا، وقد نصّ على ترك الإشارة في هذا الضرب عند الوقف محمد بن غالب عن الأعشى، فقال عنه: إنه كان يشير إلى الإعراب عند الوقف في الرفع والخفض ومع التنوين إلا أن يكون الوقف على ما ينقلب في الوصل} [3] تاء كقوله: {غشوة [البقرة:
7] و} {جنّة [البقرة: 265] وما أشبههما، فإنه كان لا يشمّ.
2578 - وأما ميم الجمع الموصولة بواو، فنحو قوله:} {أنعمت عليهم [7] و} {غير المغضوب عليهموا [7] و} {عليكم أنفسكم [المائدة: 105] و} ءأنتموا أعلم
[البقرة: 140] وما أشبهه ولم يجز الإشارة إلى هذا الميم من قبل أن الواو التي يوصل
__________
(1) في ت. م: (إن يشأ) بدون فاء، ولا يوجد في التنزيل كذلك.
(2) في م: (كذلك). وهو خطأ.
(3) في م: (الأصل). وهو من تصحيف السمع.(2/833)
بها يلزمها الحذف في الوقف لزيادتها، والضمة قبلها جيء (1) بها ليتوصل بها إلى تلك الواو، فلما ذهبت الواو ذهبت الضمة بذهابها، فبقيت الميم ساكنة والساكن كما قلنا لا يشمّ ولا يرام.
2579 - وقد اختلف أهل الأداء في الإشارة إلى هاء الكناية إذا انكسرت وانكسر ما قبلها [أ] (2) وكان ياء أو انضمّت وانضمّ ما قبلها أو (3) كان واوا، نحو قوله: {بربّه [الجن: 13] و} {بمزحزحه من العذاب [البقرة: 96] و} {فيه [البقرة: 2] و} {إليه [الروم: 31] و} {عليه [البقرة: 282] و} {يخلفه [سبأ: 39] و} {أمره [البقرة:
275] و} {عقلوه [البقرة: 75] و} {فاجتنبوه [المائدة: 90].
2580 - وكان بعضهم لا يرى الإشارة إلى هذه الهاء عند الوقف استثقالا لتوالي الكسرات والضمّات، وكان آخرون يرون} [4] الإشارة إليها كسائر المبني اللازم من الضمير وغيره، وذلك أقيس.
2581 - وإنما خالفت ميم الجمع في الإشارة هاء الضمير من حيث كانت الميم قبل أن تلحق الواو ساكنة، وكانت الهاء قبل أن توصل متحرّكة، ولذلك (5) لم يشر إلى الميم، كما (6) أشير إلى الهاء بناء على أصل كل واحد منهما قبل الزيادة من السكون والحركة، وبالله التوفيق.
2582 - قال أبو عمرو: فهذه الأصول المطّردة قد ذكرناها (7) مشروحة، ودلّلنا على جليها ونبّهنا على خفيّها، وعرّفنا باختلاف القرّاء (8) والناقلين عنهم، وأضربنا (9)
عن كثير مما لا يحتاج إلى معرفته منها لكون [111/ ظ] إيراده وتدوينه بلادة وجهالة،
__________
(1) في م: (حتى). وهو خطأ.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في ت: (وكان) بدون همزة. وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في م: (يريدون) وهو تحريف.
(5) في م: (وكذلك). وهو خطأ.
(6) سقطت (كما) من م، وعوض عنها (و).
(7) في م: (ذكرها ها). وهو تحريف.
(8) في م: (القرأة).
(9) في م: (وضربنا).(2/834)
ونحن الآن بتوفيق الله وحسن معاونته مبتدئون بذكر الحروف (1) المفترقة (2) التي يقلّ دورها، ويمتنع القياس من أن يجري فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره مع بيان الاختلاف فيها، وتمييز الطرق، وتلخيص الروايات، والتعريف بالصّحيح السائر المعمول عليه، والتنبيه على السقيم الدائر المتروك إن شاء الله تعالى، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________
(1) في م: (الحرف) وهو خطأ.
(2) في م: (المعرفة). وهو خطأ.(2/835)
{بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
باب ذكر الحروف المتفرّقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره [112/ ت] [167/ م]
ذكر اختلافهم في سورة البقرة
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل} [1]: {وعلى أبصارهم غشاوة [7] بالنصب} [2] على تقدير وجعل. وكذلك روى روح بن عبد المؤمن (3) عن [ابن] أبي أميّة (4) عن أبي بكر لم يروه غيره (5). وقرأ الباقون بالرفع على الابتداء.
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو {وما يخادعون [9] بضمّ الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال، وكذلك روى عبيد بن نعيم} [6] عن أبي بكر عن
__________
(1) هو ابن محمد، الضبي، الكوفي المقري، كان من جلة أصحاب عاصم بن بهدلة وقرأ عليه، وأخذ عنه تلاوة الكسائي، وأبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس، وغيرهم، قال الذهبي عنه: قد شذ عن عاصم بأحرف، توفي سنة ثمان وستين ومائة. معرفة القراء الكبار 1/ 108.
(2) وذكر رواية المفضل هذه: ابن مجاهد أيضا في كتابه: (السبعة في القراءات) ص 140.
(3) هو أبو الحسن البصري المقرئ، صاحب يعقوب الحضرمي، كان متقنا مجودا، قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني، وأبو الطيب بن حمدان، وأبو بكر محمد بن وهب الثقفي، وأحمد بن يحيى الوكيل، وغيرهم روى عنه البخاري في صحيحه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، معرفة القراء الكبار 1/ 175.
(4) في (ت) و (م) = أبي أمية =، والصواب: ابن أبي أمية، وهو عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، أبو عمرو البصري، روى القراءة عن أبي بكر عن عاصم، روى عنه القراءة روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن الجهم شيخ ابن مجاهد. غاية النهاية 1/ 438.
(5) ولكن المشهور عن عاصم أنه يوافق باقي القراء في رفع (غشاوة).
(6) عبيد بن نعيم بن يحيى، أبو عمرو السعيدي، الكوفي، أخذ القراءة عن أبيه عن عاصم، وأبي عمرو بن العلاء، وحمزة الزيات، وأبي بكر بن عياش، وأبي يوسف الأعشى، روى القراءة عنه أحمد بن مصرف اليامي، غاية 1/ 498.(2/836)
عاصم لم يروه غيره. وقرأ الباقون بفتح الياء والدال وإسكان الخاء من غير ألف، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر عن عاصم (1)، ولم يختلفوا في قوله: {يخادعون الله هاهنا [9] وفي سورة النساء [142] بالترجمة الأولى} [2] لأن ذلك وإن كان لفظه يفاعلون الذي (3) هو من اثنين، فإن معناه: يفعلون الذي هو من واحد كقوله تعالى (4): {قاتلهم الله [التوبة: 30] من حيث أريد بذلك في السورتين [التوبة: 30 المنافقون: 4] وحدهم} [5].
حرف:
قرأ الكوفيون {يكذبون [10] بفتح الياء وإسكان الكاف وتخفيف الذال من الكذب، وقرأ الباقون بضمّ الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب} [6].
حرف:
قرأ الكسائي وابن عامر في رواية الوليد بن مسلم (7) وهشام بن عمّار بإشمام الضمّ للقاف من قوله: {قيل} [8] حيث وقع، والسين من قوله: {سيء بهم
في هود [77] والعنكبوت [33] و} {سيئت في الملك [27] و} {سيق الذين في الموضعين في الزّمر [71و 73]، والغين من قوله:} {وغيض الماء في هود [44]، والحاء من قوله:} {وحيل بينهم في سبأ [54]، والجيم من قوله:} وجيء في
__________
(1) القراءة المشهورة عن عاصم هي: كقراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وهي القراءة التي لم يذكر الداني غيرها في التيسير ص 72، وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 207.
(2) أي بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها، قال ابن الجزري معللا للاتفاق على قراءتها كذلك (يخادعون): = كراهية التصريح بهذا الفعل القبيح أن يتوجه إلى الله تعالى، فأخرج مخرج المفاعلة والله أعلم =. أ. هـ. النشر 2/ 207.
(3) في (م) = للذي =.
(4) كذا في (م) = تعالى =، وفي (ت) = تع = أي = تعالى = مختصرة، وهذا مما لا ينبغي الاختصار فيه، ولذا أثبتت ما في (م).
(5) وانظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 224.
(6) وانظر: النشر 2/ 207، التيسير ص 72.
(7) الوليد بن مسلم، ابو العباس، وقيل أبو بشر الدمشقي، عالم أهل الشام، عرض على يحيى الذماري، ونافع بن أبي نعيم، روى عنه القراءة إسحاق بن أبي إسرائيل، توفي سنة خمس وتسعين ومائة، غاية 2/ 360.
(8) الآية الحادية عشرة هي أول موضع تذكر فيه (قيل).(2/837)
الزمر [69] والفجر [23]. كذا قرأت لهشام، وكذلك نا محمد بن أحمد (1) عن ابن مجاهد (2) عن الحسن الرازي (3) عن الحلواني (4) عنه، وحدّثنا الفارسي (5) عن أبي طاهر (6)، قال: وجدت في كتابي عن أحمد بن عبيد الله (7) عن الجمال عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه رفع {سيء و} {سيئت} [8] ويكسر ما عداهما.
قال: ورأيت في كتاب بعض أصحابنا عن الحلواني عن هشام عنه أنه يكسر أوائل الباب كله لا يستثني منه شيئا، والذي رويناه عن ابن مجاهد، وقرأنا به هو الذي ذكر
__________
(1) هو ابن علي بن حسين، أبو مسلم الكاتب، البغدادي، روى القراءة سماعا عن ابن مجتهد، وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن، قال ابو عمرو الداني: كتبنا عنه كثيرا، وهو آخر من روى السبعة عن ابن مجاهد، توفي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. معرفة القراء الكبار ص 289.
(2) هو الإمام أحمد بن موسى بن العباس، شيخ العصر، أبو بكر البغدادي، المقرئ الأستاذ، مصنف كتاب القراءات السبعة، قرأ القرآن على أبي الزعراء ابن عبدوس، وقنبل المكي، قال الداني عنه: فاق ابن مجاهد في عصره سائر نظرائه من أهل صناعته، قرأ عليه أحمد بن نصر الشذائي وعبد الواحد بن عمر توفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، معرفة القراء الكبار ص 216، غاية 1/ 139.
(3) هو ابن العباس ابن أبي مهران، الجمال، أبو علي المقري، عني بالقراءات فقرأ على الحلواني، ومحمد بن عيسى الأصبهاني، وغيرهما، وكان إليه المنتهى في الضبط، والتحرير، قرأ عليه ابن مجاهد وابن شنبوذ، والنقاش، وغيرهم، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين، معرفة القراء الكبار 1/ 191.
(4) هو أبو الحسن أحمد بن يزيد المقري، من كبار الحذاق المجددين، قرأ على قالون وعلى خلف البزار، وعلى هشام بن عمار، وجماعة، وكان كثير الترحال وروى عنه الحسن الرازي، والفضل بن شاذان، قال الذهبي: كان ثبتا في قالون وهشام، قيل أنه توفي سنة خمسين ومائتين، معرفة القراءة 1/ 180، غاية 1/ 149.
(5) هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خواست، أبو القاسم المقري، النحوي، قرأ على أبي بكر النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، قال الداني: كان خيرا، فاضلا، صدوقا، ضابطا، قرأت عليه القرآن ثلاث روايات توفي سنة ثلاث وأربعمائة.
معرفة القراء الكبار 1/ 301.
(6) عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، أبو طاهر البغدادي، المقرئ، أحد الأعلام، ومصنف كتاب (البيان)، قرأ على ابن مجتهد، وأحمد بن سهل الأشناني، وقرأ عليه أبو القاسم الفارسي، وكان ثقة، أمينا كما قال الخطيب، وتصدر للإقراء بعد ابن مجاهد في مجلس ابن مجاهد، توفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. معرفة القراء 1/ 251، غاية 1/ 475.
(7) أحمد بن عبيد الله المخزومي، روى القراءة عن الحسن بن العباس، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر، غاية 1/ 79.
(8) في (م) بدون = و =.(2/838)
الحلواني في مفرده (1) عن هشام (2)، والذي رويناه عن ابن المنادي (3) هو الذي ذكره في جامعه عن هشام (4) (5)، وأهل الأداء على ما ذكره في مفرده (6).
وحدّثنا ابن غلبون (7)، قال: نا عبد الله بن محمد (8)، قال: نا أحمد بن أنس (9)، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أنه رفع (10) السين من {سيء و} {سيئت والحاء من} {وحيل [سبأ: 54] لم يذكر غير ذلك.
وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار} [11] والوليد بن عتبة (12) بإشمام
__________
(1) لم أعثر على هذا الكتاب.
(2) انظر: السبعة في القراءات ص 143.
(3) هو أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن المنادى، أبو الحسن المقري، الحافظ البغدادي، قرأ على إدريس بن عبد الكريم وسليمان بن يحيى الضبي، وقرأ عليه أحمد بن نصر الشذائي، وعبد الواحد ابن ابي هاشم، قال الداني مقرئ جليل، غاية في الإتقان، فصيح، عالم بالآثار، نهاية في علم العربية، ثقة مأمون، صاحب سنة، توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. معرفة القراء 1/ 229.
(4) في (م) = عنه =.
(5) لم أعثر على هذا الكتاب.
(6) وهذا هو المشهور عن هشام كما في التيسير ص 72، 125، 181، وانظر النشر 2/ 208.
(7) طاهر بن عبد المنعم بن عبيد بن غلبون، أبو الحسن الحلبي المقرئ، أحد الحذاق المحققين، ومصنف التذكرة في القراءات، أخذ القراءات عن والده، وبرع في الفن، قرأ عليه القراءات أبو عمرو الداني، وقال لم نر في وقته مثله، في فهمه وعلمه، مع فضله وصدق لهجته، كتبنا عنه كثيرا، وتوفي بمصر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. معرفة القراء الكبار 1/ 297.
(8) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح، أبو أحمد الدمشقي، المعروف بابن المفسر، نزيل مصر، شيخ مشهور، فقيه شافعي، روى الحروف عن أحمد بن أنس عن هشام، روى عنه الحروف: أبو الطيب بن غلبون، وابنه أبو الحسن، غاية 1/ 452.
(9) أحمد بن أنس بن مالك، أبو الحسن الدمشقي، قرأ علي هشام بن عمار وابن ذكوان، وله عن كل منهما نسخة، روى عنه القراءة عبد الله بن محمد الناصح غاية النهاية 1/ 40.
(10) لقد توسع الداني رحمة الله في إطلاق الرفع على الضم والنصب على الفتح على طريقة الكوفيين.
(11) عبد الحميد بن بكار، أبو عبد الله الكلاعي، الدمشقي، نزيل بيروت، عرض على أيوب بن تميم، وهو ممن خلفه في القيام بالقراءة، وروى عن الوليد بن مسلم، روى عنه القراءة العباس بن الوليد البيروتي، غاية النهاية 1/ 360.
(12) هو الأشجعي، ابو العباس الدمشقي المقري، قرأ على أيوب بن تميم التميمي، وقرأ عليه(2/839)
الضمّ (1) للسين من {سيء و} {سيئت و} {سيق وللحاء من} {وحيل فقط، وزاد ابن عتبة حرفين في هود [44]} {وقيل يا أرض و} {غيض الماء ما عدا ذلك.
وقرأ نافع بإشمام الضم للسين من} {سيىء و} {سيئت لا غير وكسر الباقي.
وروى أبو سليمان [168/ م]} [2] عن قالون عنه أداء أنه كسر السين من {سيء
و} {سيئت لم يروه عنه غيره} [3]. وقرأ الباقون بإخلاص كسر أول ذلك [113/ ت] حيث وقع.
وحقيقة الإشمام في هذه الحروف أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة يسيرا دلالة على الضمّ الخالص قبل أن تعل (4) كما ينحى بفتحة الحرف الممال نحو: الكسرة قليلا إذا أراد ذلك ليدلّ على أن الألف التي بعد الفتحة منقلبة عن ياء أو لتقرب بذلك من كسرة وليتها، وما عدا ذلك في حقيقته فباطل، والعبارة عن ذلك بالرفع والضمّ كالعبارة عن الإمالة بالكسرة والإمالة والإضجاع وهي مجاز واتّساع.
حرف:
وكلهم قرءوا {اشتروا الضلالة [16] بضمّ الواو من غير اختلاس} [5]، وكذلك كل واو جمع اتصل بها فعل معتل اللام نحو {ولا تنسوا الفضل [237] و} {عصوا الرسول [النساء: 42] و} {فتمنوا الموت [94] و} {فألقوا السلم [النحل:
28] و} {لولّوا الأدبار [الفتح: 22] و} رأوا العذاب [166] وما كان مثله.
__________
أحمد بن نصر بن شاكر، وحمل عنه القراءة سماعا أحمد الحلواني، قال أبو زرعة الدمشقي: كان القراء بدمشق الذين يحكمون القراءة الشامية العثمانية ويضبطونها: هشام وابن ذكوان والوليد بن عتبة، مات في سنة أربعين ومائتين، معرفة القراءة الكبار 1/ 166.
(1) سقطت (الضم) من (ت).
(2) سالم بن هارون بن موسى بن المبارك، أبو سليمان الليثي، المؤدب بالمدينة النبوية عرض على قالون، عرض عليه أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، غاية 1/ 301.
(3) والمشهور عن قالون: ما ذكره المؤلف أولا عن نافع أنه يشم الضم في (سيء وسيئت) لا غير، وهو المعتمد عند ابن الجزري في النشر 2/ 208، وعند الداني في التيسير ص 125.
(4) في (م) = يعلي = وهو خطأ.
(5) قال شيخنا الدكتور محمد بن سيدي بن الحبيب: قوله: (اشتروا) أصله اشترى بوزن افتعل قلبت الياء ألفا لتحركها بعد فتح، ثم أسند الفعل إلى واو الجماعة فالتقى ساكنان: الألف وواو الجماعة، فحذفت الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها، ثم حركت الواو لالتقائها ساكنة مع الساكن بعدها، لأن همزة الوصل ساقطة في الدرج، وخصت بالضمة، لأنها أخت الواو، وأخف الحركات عليها، وقيل في ضمها غير ما ذكر. أ. هـ. من البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف 1/ 18.(2/840)
وقد اختلف أصحاب نافع في الترجمة عن ذلك، فقال الكسائي عن إسماعيل (1)
عنه كان لا يثبت الواو في {اشتروا الضلالة [66] يخفّف الواو ولا يرفعها، وكذلك كل شيء في القرآن من نحوها.
وقال الهاشمي} [2] عنه: يخفّف الواو ولا يرفعها، وكذلك كل شيء في القرآن من نحوها.
قال ابن مجاهد: لفظ لي ابن أبي الجهم (3) (4) بضمّ الراء على نحو من لفظ الأمر (5)، وقال أبو عمر (6) عنه {اشتروا الضلالة يخفّف الواو ولا يرفعها. قال:} {ولا تنسوا الفضل [237] بجزم الواو حقيقة.
وقال أبو عبيد} [7] عنه: يخفّف الواو مع الضم. وقال المسيبي (8) وقالون عن نافع
__________
(1) هو ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري مولاهم، المدني، القاري أبو إسحاق، أخذ القراءة عرضا على شيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع، وغيره، وبرع في القراءة أخذ عنه القراءة علي بن حمزة الكسائي، وأبو عبيد بن سلام، والدوري، توفي ببغداد سنة ثمانين ومائة، غاية 1/ 163.
(2) سليمان بن داود بن داود بن علي، أبو أيوب الهاشمي، البغدادي، ضابط، مشهور، ثقة، روى القراءة عن إسماعيل بن جعفر، وله عنه نسخة، روى القراءة عنه محمد بن الجهم، توفي سنة تسع عشرة ومائتين. غاية 1/ 313.
(3) في (م) = الجهم =.
(4) محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله السمري، شيخ كبير، إمام شهير، أخذ القراءة عرضا عن عائذ بن أبي عائذ صاحب حمزة، روى القراءة عنه ابن مجاهد مات سنة ثمان ومائتين، غاية 2/ 113.
(5) لم أجده في كتاب السبعة.
(6) هو حفص الدوري، وهو هنا يروي عن إسماعيل عن نافع كما سيأتي.
(7) هو القاسم بن سلام، الأنصاري مولاهم البغدادي، الإمام، أحد الأعلام وذو التصانيف الكثيرة في القراءات والفقه واللغة والشعر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي، وهشام بن عمار، وسمع من أبي بكر بن عياش، وروى عنه القراءة أحمد بن إبراهيم وراق خلق، وأحمد بن يوسف التغلبي، قال عنه الداني: إمام أهل دهره في جميع العلوم، صاحب سنة، ثقة، مأمون، ولأبي عبيد كتاب في القراءات ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله، وله غريب المصنف، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين، معرفة القراء 1/ 141.
(8) هو إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن، أبو محمد المسيبي المخزومي المدني المقري، قرأ على نافع، وهو من جلة أصحابه المحققين، أخذ القراءة عنه ولده محمد وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل وخلق بن هشام، توفي سنة ست ومائتين معرفة القراء 1/ 121، غاية 1/ 157.(2/841)
الواو المضمومة مبنية غير مهموزة، وقال ابن جبير (1) عن أصحابه عنه: يختلس رفعة الواو ولا يشبعها. وقال أحمد بن صالح (2) عن قالون: الواو مضمومة غير مهموزة.
وقال عنه: {يروا العذاب [يونس: 88] الواو مختلسة، وقال أبو الأزهر} [3] وأبو يعقوب (4) وداود (5) عن ورش: {ولا تنسوا الفضل الواو رفع، وكذلك} {فتمنوا الموت [94] وما أشبهه. وقال يونس} [6] عنه: اشتروا الضلالة ثقيلة،
__________
(1) هو أحمد بن محمد بن جبير، أبو جعفر الكوفي نزيل أنطاكية، كان من كبار القراء وحذاقهم ومعمريهم، عنى بلقى القراء من الصغر بإفادة والده، فقرأ على والده، وأخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي وعن سليم واليزيدي وإسحاق المسيبي، وسمع بعض قراءة عاصم من أبي بكر بن عياش، قال الداني: إمام جليل ثقة ضابط اقرأ الناس بأنطاكية إلى أن مات، روى عنه القراءة خلق كثير منهم: عبد الله ابن صدقة ومحمد بن العباس بن شعبة إمام أنطاكية، توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين، معرفة القراء 1/ 170.
(2) هو أبو جعفر المصري الحافظ المقرئ أحد الأعلام، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ورش وقالون وإسماعيل بن ابي أويس وأخيه أبي بكر عن نافع، وروى حرف عاصم عن حرمى بن عمارة، روى عنه القراءة أحمد بن محمد الرشديني والحسن بن أبي مهران، قال الداني قال مسلمة بن القاسم الأندلسي: الناس يجمعون على ثقة أحمد بن صالح لعلمه وخيره وفضله. توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. معرفة القراء 1/ 152.
(3) هو عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم العتقي، المصري أحد الأئمة الأعلام كوالده، قرأ القرآن وجوده على ورش، قرأ عليه الفضل بن يعقوب الحمراوي وإسماعيل بن عبد الله النحاس، ولمكان أبي الأزهر اعتمد الأندلسيون على قراءة ورش، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، معرفة القراء 1/ 150.
(4) يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري، يلقب بالأزرق، لزم ورشا مدة طويلة وأتقن عنه الأداء وجلس للإقراء، وانفرد عن ورش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات، قرأ عليه إسماعيل بن عبد الله النحاس ومحمد بن سعيد الأنماطي، قال أبو الفضل الخزاعي:
أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب عن ورش يعرفون غيرها، وقد عرض أبو يعقوب على سقلاب وغيره، توفي في حدود الأربعين ومائتين، معرفة القراء 1/ 149.
(5) ابن أبي طيبة المصري، أبو سليم بن هارون بن يزيد مولى آل عمر بن الخطاب، قرأ على ورش وتحقق بالأداء، ثم عرض على علي بن كيسة صاحب سليم، قرأ عليه ابنه عبد الرحمن ومواس بن سهل، توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين. معرفة القراء 1/ 151، وذكر المصنف أن كنيته أبو سليمان في مقدمة كتابه 1/ 242.
(6) يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان، أبو موسى الصدفي المقرئ الفقيه، قرأ القرآن على ورش ومعلي بن دحية، وقرأ عليه مواس بن سهل وأحمد بن محمد الواسطي وبشر كثير من المشارقة والمغاربة وانتهت إليه رئاسة العلم وعلو الإسناد في الكتاب والسنة، وروى عنه مسلم والنسائي، توفي سنة أربع وستين ومائتين وله أربع وتسعون سنة، معرفة القراء 1/ 156.(2/842)
و {اشتروا بغير همزة مخففة مرفوعة. وقال الأصبهاني} [1] عن أصحابه عنه: {اشتروا الضلالة بضمّ الواو من غير همز، وقال:} {وعصوا الرسول [النساء: 42] بضمّ الواو وتخفيفها} [2].
وقال أبو عمرو: هذه التراجم كلها على اختلاف ألفاظها صحيحة، ومعناها متّفق ما خلا ترجمة الكسائي والهاشمي وأبي عمر (3) عن إسماعيل، فإنها غلط لا شك فيه إذ لا يسوّغ اللفظ بما ذكره ولا يجوز بوجه لأن الواو إذا خفّفت ولم ترفع فهي ساكنة لا محالة، وما بعدها فساكن أيضا ومحال أن يلتقي ساكنان، فلا بدّ من تحريك الواو ضرورة إذ بتحريكها يوصل إلى الساكن الثاني، وتحريكها لا يكون في قول الجماعة من أئمة القراءة إلا بالضمّ لا غير كما حرّكوها بذلك للساكنين أيضا في قوله: {لتبلونّ [آل عمران: 186] و} {لترونّ [التكاثر: 6]} {ثم لترونّها [التكاثر:
77].
وحدّثنا الخاقاني} [4] في الإجازة، قال: نا أبو بكر بن [أشتة] (5) من قراءته في رواية إسماعيل عن نافع بالإشارة إلى الواو بالهمز، وذلك غير معروف عنه مع أن القياس
__________
(1) محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب، أبو بكر الأصبهاني المقرئ، شيخ القراء في زمانه، قرأ لورش علي عامر الجرشي وسليمان بن أخي رشدين، وسمع القراءة على يونس بن عبد الأعلى، وحذق في معرفة حرف نافع، قرأ عليه هبة الله بن جعفر وأخذ عنه ابن مجاهد. قال الداني عنه: هو إمام عصره في قراءة ورش لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه توفي سنة ست وتسعين ومائتين معرفة 1/ 189.
(2) المشهور عن نافع أنه قرأ كل واو جمع اتصل بها فعل معتل اللام بضم الواو من غير اختلاس، قال ابن مجاهد: (اشتروا) بضم الواو باتفاق، أ. هـ. انظر السبعة في القراءات ص 145،
(3) في (م) أبي عمرو وهو خطأ.
(4) خلف بن إبراهيم بن خاقان، أبو القاسم المصري، المقرئ، أحد الحذاق في قراءة ورش، قرأ على أحمد بن أسامة التجيبي، وأبي سلمة الحمراوي، قال تلميذه الداني: كان ضابطا لقراءة ورش متقنا لها مجودا، مشهورا بالفضل والنسك، واسع الرواية صادق اللهجة، كتبنا عنه الكثير من القراءات والحديث والفقه، توفي سنة اثنتين وأربعمائة. معرفة القراء 1/ 292.
(5) في (ت) و (م) أمية، ولعل الصواب (أشتة). وهو: محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة، أبو بكر الأصبهاني، أستاذ كبير، وإمام شهير ونحوي محقق ثقة، له كتاب (المحبر)، وكتاب (المفيد في الشاذ) وقرأ على ابن مجاهد، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون، توفي سنة ستين وثلاثمائة. غاية النهاية 2/ 184.(2/843)
ينفيه، وذلك من حيث كانت حركة الواو غير لازمة إذ هي للساكنين، وإذا كانت كذلك كان الحرف المجرّد بها في تقدير السكون، فكما لا يجوز همزه إذ كان ساكنا كذلك لا يجوز همزه إذا كان في حكم السكون وتقديره، على أن الكسائي قد سمع الهمزة في ذلك، وهو شاذّ.
حرف:
وكلهم قرأ {مستهزون [14] وبابه بالهمز في الأصل} [1] إلا [ما] (2)
رواه الوليد بن مسلم عن يحيى (3) عن (4) ابن عامر أنه لا يهمز ذلك (5)، وقد ذكر قبل (6).
حرف:
قرأ نافع في رواية قالون من طرقه، وفي رواية ابن سعدان (7) وخلف عن المسيّبي، وفي رواية ابن جبير عن أصحابه، وفي رواية أبي عبيد وابن [فرح] (8) عن
__________
(1) وأما في الوقف على هذه الكلمة فالقراء يحققون الهمزة ما عدا حمزة، فإن عند الوقف عليها يجعل الهمزة بين الهمزة والواو، أي: يسهلها، انظر التيسير ص: 4، وله وجه آخر في الوقف عليها، وهو حذف الهمزة وضم الزاي قبلها فتصير هكذا: (مستهزون)، قال الشاطبي رحمة الله:
ومستهزءون الحذف فيه ونحوه وضم ... وكسر قبل قيل وأخملا
وله وجه ثالث وهو إبدال الهمزة ياء. وانظر: شرح شعلة على الشاطبية ص 147146، الوافي في شرح الشاطبية ص 121.
(2) سقطت = ما = من (م)، ولا تستقيم العبارة إلا بها.
(3) يحيى بن الحارث الذماري النسائي الدمشقي، إمام الجامع، ومقرئ البلد، وذمار قرية من أعمال صنعاء باليمن، هو الذي خلف ابن عامر بدمشق وانتصب للإقراء، أخذ عن ابن عامر وقيل أنه قرأ أيضا على واثلة بن الأسقع، وقرأ عليه أئمة مثل عراك بن خالد والوليد بن مسلم، توفي سنة خمس وأربعين ومائة، معرفة القراء 1/ 87.
(4) سقطت = عن = من (م) والصواب إثباتها.
(5) لكن المشهور عنه موافقته لباقي القراء السبعة، وانظر النشر 1/ 397، وانظر التيسير ص 40، باب الهمز المفرد.
(6) جامع البيان 2/ 626 (رسالة دكتوراه مقدمة في جامعة أم القرى عام 1406هـ).
(7) هو محمد بن سعدان، الكوفي النحوي المقري الضرير، أبو جعفر، قرأ على سليم واليزيدي وإسحاق المسيبي، قرأ عليه محمد بن أحمد بن واصل وجعفر بن محمد الأدمي، صنف في العربية والقرآن، وثقة الخطيب وغيره، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، معرفة القراء 1/ 177.
(8) هو أحمد بن فرح بن جبريل، أبو جعفر البغدادي، الضرير المفسر المقري، قرأ على الدوري والبزي، وقرأ عليه زيد بن علي بن أبي بلال وعبد الله بن محرز وغيرهما، كان ثقة مأمونا، توفي سنة ثلاث وثلاثمائة، وقد قارب التسعين، معرفة القراء 1/ 194.(2/844)
أبي عمر عن إسماعيل، وأبو عمرو والكسائي بإسكان الهاء من (هو) و (هي) إذا اتصل بها واو أو فاء أو لام، نحو قوله: {وهو على كل شيء قدير} [1] [المائدة: 120] {فهو يخلفه [سبأ: 39] و} {لهو القصص الحق [آل عمران: 62] وكذا} {وهي تجري بهم [هود: 42] و} {فهي كالحجارة [74] و} {لهي الحيوان [العنكبوت: 64] وما أشبهه حيث وقع، وزاد نافع في رواية المذكورين عن ابن جبير وأبي عبيد والكسائي في غير رواية [114/ ت] أبي موسى} [2] إسكان الهاء مع ثم، وذلك في قوله في القصص [61]: {ثم هو يوم القيامة} [3] ولم يأت بذلك منصوصا عن نافع إلا الحلواني عن قالون وإدريس بن عبد الكريم (4) عن خلف عن المسيّبي فيما حكاه ابن مجاهد (5) عنه، وزاد نافع في رواية ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل من قراءتي، وفي رواية أبي مروان العثماني (6) عن قالون، والكسائي في رواية قتيبة (7) عنه: إسكان الهاء (8) في قوله في البقرة [282]: أن يمل هو.
__________
(1) هذا الجزء من آية تكرر ذكره مرات، أولها في سورة المائدة: 120، وكان الأولى أن يمثل أولا بالموضع الذي في السورة، وهو قوله تعالى: (وهو بكل شيء عليم) آية 29كما فعل ابن مجاهد في كتاب السبعة ص 151، وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 209.
(2) عيسى بن سليمان، أبو موسى الحجازي، المعروف بالشيزري الحنفي، مقرئ عالم، نحوي معروف، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائي، وله عنه انفرادات، روى القراءة عنه محمد بن سنان بن سرح الشيزري، غاية النهاية 1/ 608.
(3) وانظر التيسير ص 72.
(4) الحداد المقري، أبو الحسن البغدادي، قرأ على خلف البزار، وأقرأ الناس، ورحل إليه من البلاد لإتقانه وعلو سنده، قرأ عليه ابن شنبوذ، وأبو بكر بن مقسم، قال عنه الدارقطني:
ثقة وفوق الثقة بدرجة، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وله ثلاث وتسعون سنة، معرفة القراء 1/ 204.
(5) انظر السبعة في القراءات له ص 152.
(6) محمد بن عثمان بن خالد، أبو مروان العثماني، المدني ثم المكي، مقرئ معروف ثقة، روى الحروف عرضا وسماعا عن قالون، روى عنه الحروف أحمد ابن الهيثم البلخي، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، غاية النهاية 2/ 169.
(7) في (ت) و (م) = ابن قتيبة = وهو خطأ. وهو قتيبة بن مهران الأزاذاني الأصفهاني، قرأ على الكسائي، وصحبه أربعين سنة قرأ عليه العباس بن الوليد بن مرداس، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بأصبهان، توفي بعد المائتين، غاية النهاية 2/ 26، معرفة القراء 1/ 174.
(8) لكن المشهور عن الكسائي ضم هاء (يميل هو) انظر النشر 2/ 209.(2/845)
حدّثني عبد الله بن محمد (1)، قال: نا عبيد الله بن أبي مسلم (2)، قال: نا أبو الحسين [أحمد بن بويان (3) قال: نا الحسن] (4) بن علي (5)، قال: أنا (6) أبو عون (7)
عن الحلواني عن قالون {أن يمل هو و} {ثم هو مخفّفان.
وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسّان} [8] [عن أبي نشيط (9) عن قالون {ثم هو يوم القيامة [القصص: 61] بالتخفيف، وكذلك قرأت لقالون من جميع الطرق، وروى ابن شنبوذ} [10] عن أبي
__________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران الإمام، أبو أحمد بن أبي مسلم البغدادي المقري الفرضي، أحد الأعلام، قرأ على أبي الحسين أحمد بن يويان، وحضر مجلس ابن الأنباري، قرأ عليه نصر بن عبد العزيز الشيرازي، والحسن بن علي العطار، قال الخطيب:
كان ابو أحمد ثقة ورعا دينا، مات سنة ست وأربعمائة، ومعرفة القراء 1/ 292.
(3) أحمد بن عثمان بن يويان، أبو الحسين مقرئ أهل بغداد في وقته، قرأ على إدريس بن عبد الكريم ومحمد بن أحمد بن واصل، قرأ عليه أحمد بن نصر الشذائي وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي والدارقطني، وثقة الخطيب والداني، توفي سنة اربع وأربعين وثلاثمائة، وله أربع وثمانون سنة، معرفة القراء 1/ 235.
(4) في (م) نا أبو الحسين بن علي، وفيها سقط، وكذا في (ت) إلا أن الزيادة مثبتة في هامش (ت).
(5) الحسن بن علي بن الهذيل أبو سعيد الواسطي، روى القراءة عن أبي عون الواسطي، روى عنه أبو الحسين أحمد بن يويان، غاية 1/ 225.
(6) في (م) = أنا =.
(7) محمد بن عمرو بن عون بن أوس، أبو عون وأبو عمرو السلمي والواسطي، مقرئ، محدث مشهور، ضابط متقن، عرض على أحمد بن يزيد الحلواني، عرض عليه أحمد بن سعيد الواسطي، مات قبل السبعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 221.
(8) أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث، ابو حسان الغزي البغدادي القاضي المقري قرأ على أبي نشيط وأحمد بن زرارة عن سليم، وحذق في قراءة قالون، قرأ عليه ابن شنبوذ وأحمد بن يويان، ويكنى أيضا بأبي بكر، توفي قبل الثلاثمائة، معرفة القراء 1/ 193، غاية 1/ 133.
(9) محمد بن هارون المروزي، قرأ على قالون، وكان من أجل أصحابه، قرأ عليه أبو حسان ويكنى أيضا أبا جعفر، وكان من حفاظ الحديث، توفي سنة ثمان وخمسين. معرفة القراء 1/ 181، غاية 2/ 272.
(10) أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي الصلت أو ابن الصلت بن أيوب بن شنبوذ البغدادي، شيخ الأقراء في العراق مع ابن مجاهد، قرأ على كثير من القراء بالأمصار، قرأ على قنبل وإدريس بن عبد الكريم، وقرأ عليه أحمد بن نصر الشذائي ومحمد بن أحمد(2/846)
حسان] [169/ م] عن أبي نشيط ذلك بضم الهاء، وكذلك روى لي أبو الفتح (1) عن عبد الباقي (2) عن أبي عمر عن إسماعيل، ورأيت أصحاب زيد (3) يروون ذلك عنه عن ابن [فرج] بإسكان الهاء وهو الصواب دون غيره، إذ قياس ما رواه ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل من إسكان الهاء {أن يملّ هو دالّ على ذلك وشاهد على صحته} [4]، وذلك أن إسكان هاء {أن يملّ هو إنما هو محمول على إسكان هاء} {ثم هو من حيث شاركت كلمة} {يمل كلمة} {ثم في الانفصال والتضعيف، كما أن إسكان} {ثم هو محمول على إسكان هاء} {وهو و} {فهو من حيث شاركت} {ثم الواو والفاء في العطف، وساغ حمل المنفصل على المتصل في التخفيف وغيره، وكذا إسكان هاء} {لهو محمول أيضا عليهما من حيث شاركتهما اللام في الاتصال وامتناع الانفصال، ف} {يمل محمولة على} {ثم و} {ثم محمولة على الواو والفاء، واللام محمولة عليهما، وقد يجوز أن تكون اللام هي الأصل لإسكان الهاء لاتصالها واختلاطها بها ثم تحمل الواو والفاء عليها لأجل الاشتراك في الاتصال ثم تحمل} {ثم عليها لاشتراكها} [5] معهما في العطف، ثم تحمل {يمل
عليها لما ذكرناه وإذا كان ذلك كما قلناه فمحال أن يسكن هاء} أن يمل هو ويضم
__________
الشنبوذي، قرأ بالمشهور والشاذ، كان ثقة في نفسه صالحا دينا متبحرا في هذا الشأن، واستتيب عن التلاوة بالشاذ غصبا، توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، معرفة القراء 1/ 221.
(1) فارس بن أحمد بن موسى بن عمران الحمصي، المقري الضرير، مؤلف كتاب (منشأ القراءات في القراءات الثمان)، قرأ على ابي أحمد السامري، وأبي الفرج الشنبوذي، قرأ عليه ابن عبد الباقي وأبو عمرو الداني، وقال: لم ألق مثله في حفظه وضبطه، توفي سنة إحدى وأربعمائة بمصر، معرفة القراء 1/ 304.
(2) عبد الباقي بن حسن بن أحمد بن السقا، أبو الحسن الخراساني ثم الدمشقي، المقري، أحد الحذاق، قرأ على نظيف بن عبد الله الحلبي ومحمد بن علي الجلندا، وقرأ على فارس بن أحمد، قال عنه الداني: كان خيرا فاضلا ثقة، مأمونا، إماما في القراءات، عالما بالعربية بصيرا بالمعاني، توفي بعد سنة ثمانين وثلاثمائة معرفة القراء 1/ 287، غاية 1/ 356.
(3) زيد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي بلال، أبو القاسم العجلي الكوفي المقرئ، أحد الحذاق وشيخ العراق، قرأ على أحمد بن فرح وابن مجاهد وقرأ عليه بكر بن شاذان الواعظ وأبو الحسن الحمامي، قال الخطيب: كان صدوقا، توفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، معرفة القراء 1/ 253.
(4) في (م) = على صحته =.
(5) في (م) = لاشتراكهما = وهو خطأ.(2/847)
ها {ثم هو وإسكان هذه أصل لإسكان تلك يوجد فيها بوجوده فيها ويعدم فيها بعدمه فيها، [هذا] ما لا شك فيه ولا امتراء في صحته} [1].
وقرأ الباقون ونافع في رواية ورش وابن المسيّبي (2) عن أبيه وابن عبدوس (3) عن أبي عمر عن إسماعيل بضمّ الهاء في المذكر وكسرها في المؤنث مع الحروف المذكورة في جميع القرآن (4)، ولم يأت بالضم عن الكسائي في قوله: {ثم هو إلا أبو موسى وحده} [5].
وحكى الأخفش (6) عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر في كتابيه (7) جميعا (8) أنه يشمّ الواو في المذكر (9) والياء في المؤنث شيئا من التشديد، وذلك غير معمول به، وجميع أهل الأداء من الشاميين وغيرهم على خلافه.
حرف:
وكلهم قرأ الملائكة [31] بالمدّ إلا ما رواه الأصبهاني عن أصحابه
__________
(1) الصواب أن الوجه الذي ضعفه الداني مروي عن قالون أيضا فهو ثابت بالنقل عن قالون، والقراءة توقيفية، وقد صحح ابن الجزري الوجهين السكون والضم في (ثم هو) و (يمل هو)، وذكر أن الحلواني روى الضم في (ثم هو) من أكثر طرق العراقيين، وأن من الرواة من روى عن قالون ضم هاء (يمل هو). قال ابن الجزري: والوجهان فيهما أي في (ثم هو) و (يمل هو) صحيحان عن قالون، وبهما قرأت له من الطرق المذكورة، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط. أ. هـ. النشر 2/ 209.
(2) محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المسبي المدني، قرأ على والده، وأقرأ روى عنه القراءة محمد بن الفرج، وروى عنه مسلم وأبو داود، قال مصعب الزبيري لا أعلم في قريش كلها أفضل من المسيبي، توفي سن ست وثلاثين ومائتين معرفة القراء 1/ 177، غاية النهاية 2/ 98.
(3) أبو الزعراء، عبد الرحمن بن عبدوس البغدادي، من جلة أهل الأداء وحذاقهم وأرفع أصحاب أبي عمر الدوري، قرأ عليه ابن مجاهد وعلى بن الحسين الرقي، معرفة القراء 1/ 193.
(4) انظر: التيسير ص 72، النشر 2/ 209.
(5) لكن المشهور عن الكسائي إسكان هاء (ثم هو). وانظر: التيسير ص 72، النشر 2/ 209.
(6) هارون بن موسى بن شريك، الأخفش الدمشقي أبو عبد الله التغلبي، شيخ المقرئين بدمشق في زمانه، قرأ على ابن ذكوان، وأخذ الحروف عن هشام بن عمار، قرأ عليه إبراهيم بن عبد الرزاق وابن شنبوذ، صنف كتبا كثيرة في القراءات والعربية، وكان ثقة معمرا، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين وله اثنتان وتسعون سنة، معرفة القراء 1/ 199، غاية 2/ 347.
(7) لم أقف عليهما.
(8) في (م) = جمعا = وهو خطأ.
(9) في (م) = الذكر =.(2/848)
عن ورش، وما رواه نصير (1) عن الكسائي أنهما لا يمدّان ذلك، أي: لا يزيدان في تمكين الألف على صيغتها كأنهما اكتفيا في بيان الهمزة في ذلك بالفتحتين اللتين قبل الألف إذ كانتا [مأخوذتين منها] من تمكين الألف لها (2)، وقرأت في روايتهما بالمدّ، وبه آخذ.
وروى الفضل الحمراوي (3) عن أبي الأزهر، وداود وأبو يعقوب الأزرق عن ورش {هؤلاء} [4] [31] بقصر «ها» ومدّ {أولاء وأهل الأداء لرواية هؤلاء الثلاثة عن ورش من المصريين وغيرهم يمدّونهما جميعا مدّا واحدا، وهو قياس مذهبهم وقياس قول الأصبهاني [عن أصحابه] عن ورش قصر «ها»} [5] ومدّ {أولاء وبذلك قرأت في مذهبه.
حرف:
وكلهم قرأ} {أنبئهم [هنا]} [6] [33] والحجر (7) [51] والقمر (8) [28] بالهمز وضمّ الهاء وقفا ووصلا في الثلاثة إلا ما ذكرناه من مذهب حمزة في الوقف (9) [115/ ت]،
__________
(1) نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي المقري النحوي، أبو المنذر صاحب الكسائي كان من الأئمة الحذاق لا سيما في رسم المصحف وله فيه مصنف، قرأ عليه محمد بن عيسى الأصبهاني وعلي بن أبي نصر النحوي، معرفة القراء 1/ 175، غاية 2/ 340.
(2) انظر التيسير ص 30، فإنه لم يذكر لورش والكسائي إلا المد في المتصل والمنفصل فالمشهور عن ورش والكسائي أنهما يمدان المتصل، ولا يصح عنهما قصره، قال ابن الجزري: فوجب أن لا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أحد من القراء، وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة بل رأيت النص بمده. أ. هـ. النشر 1/ 315.
(3) الفضل بن يعقوب بن زياد أبو العباس الحمراوي المصري، روى القراءة عن عبد الصمد عن ورش، روى القراءة عنه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني. غاية 2/ 12.
(4) الظاهر أن المقصود قصر أول كلمة (هؤلاء) أي: قصر المنفصل فيها.
(5) لأن الأصبهاني عن ورش يقصر المنفصل، وبالقصر قطع له أكثر المؤلفين من المشارقة والمغاربة، كابن مجاهد وابن مهران وابن سوار وصاحب الروضة وأبي العز وابن فارس وسبط الخياط والداني وغيرهم، ذكر ذلك ابن الجزري في النشر 1/ 321.
(6) ما بين القوسين زيادة من عندي يقتضيها السياق، وكأنها سقطت من (ت)، لأن كلمة الحجر قبلها واو، وهي ساقطة كذلك من (م) مع الواو قبلها.
(7) لفظها في الحجر (نبئهم).
(8) لفظها (نبئهم) هنالك.
(9) مذهب حمزة في الوقف إبدال الهمزة ياء ساكنة، مع ضم الهاء أو كسرها والوجهان(2/849)
وما اختلف فيه عن ابن كثير وابن عامر (1).
فأما ابن كثير فروى أبو ربيعة (2) عن قنبل والبزّي بإسنادهما عنه بالهمز وكسر الهاء في الثلاثة، وكذلك روى (الزينبي) (3) عنهما، وكذلك روى ابن الصباح (4) عن قنبل، قال لي أبو الفتح: وقرأت من طريق ابن الصباح في الثلاثة بالهمز، وتركه مع كسر الهاء في الوجهين.
قال الخزاعي (5) عن أصحابه الثلاثة: الهاء فيهنّ مضمومة من أجل الهمزة، قال:
ورواهنّ أصحاب القوّاس (6) عنه بالكسر، وروى ابن مجاهد في غير كتاب السبعة
__________
صحيحان، فمن رأى كسرها فمن أجل الياء، ومن أبقي الهاء مضمومة فلأن الياء عارضة، انظر التيسير ص 3938.
(1) والمشهور عنهما المقروء به عند الأئمة تحقيق الهمزة وقفا ووصلا، انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 133.
(2) محمد بن إسحاق بن وهب بن أعين الربعي المكي المقري، مؤذن المسجد الحرام، قرأ على البزي، وعرض على قنبل، وصنف قراءة ابن كثير، وأقرأ في حياة شيخه، قرأ عليه محمد بن الصباح ومحمد بن عيسى بن بندار، وأبو ربيعة كان أجل أصحاب البزي في زمانه، توفي سنة أربعة وتسعين ومائتين، معرفة القراء 1/ 185.
(3) محمد بن موسى بن محمد، أبو بكر الزينبي الهاشمي البغدادي، مقرئ محقق ضابط لقراءة ابن كثير، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي ربيعة، وعنه أحمد بن عبد العزيز بن بدهن، توفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، غاية 2/ 267.
(4) محمد بن عبد العزيز بن الصباح المكي، أبو عبد الله، من جلة المقرئين، قرأ على قنبل وأبي ربيعة، قرأ عليه علي بن محمد الحجازي، ومحمد بن زريق البلدي معرفة القراء 1/ 228، غاية 2/ 172.
(5) إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع، أبو محمد الخزاعي المكي، الإمام المقرئ بالمسجد الحرام، قرأ على البزي وعبد الوهاب بن فليح، قرأ عليه ابن شنبوذ، وأخذ عنه ابن مجاهد، قال الداني: أخذ إسحاق القراءة عرضا عن عبد الوهاب وأبي الحسن، وهو من أثبت الناس فيهما، وروى الحروف عن عبد الله بن جبير وقنبل، وهو إمام في قراءة المكيين، مطلع ضابط، ثقة مأمون، له كتاب حسن جمعه في اختلاف المكيين واتفاقهم، توفي سنة ثمان وثلاثمائة بمكة، معرفة القراء 1/ 184.
(6) أحمد بن محمد بن علقمة بن نافع بن عمر بن صبح بن عون، أبو الحسن المكي المقري، النبال المعروف بالقواس، قرأ على أبي الإخريط وهب بن واضح، قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني وقنبل، وقيل إنّ البزي قرأ عليه ايضا، توفي القواس بمكة سنة أربعين ومائتين، وقيل خمس وأربعين، معرفة القراء 1/ 148.(2/850)
كسر الهاء مع الهمز عن الخزاعي عن ابن فليح (1)، وكذلك رواه النقاش (2) عنه عن ابن فليح، وهو وهم إنما هو عن القوّاس، كذا ذكر الخزاعي في كتابه الذي سمعه الناس منه (3).
قال ابن مجاهد: فراجعت الخزاعي في ذلك وأخبرته أن ذلك غير جائز، ودللته على الصواب، وعرّفته أن كسر الهاء لا يجوز مع الهمز، فكتب إليّ غلطت والتبس عليّ، وقد رجعت عن كسر الهاء، وقال ابن فليح في كتابه عن أصحابه عن ابن كثير:
{أنبئهم مهموز، ولم يذكر الهاء، وبالهمز وضمّ الهاء قرأت في روايته، وعلى ذلك أهل الأداء عنه وعن البزّي.
وأما ابن عامر فروى إبراهيم بن عباد} [4] وإبراهيم بن [دحيم] (5) وأحمد بن الجارود (6) وأحمد بن أنس وأبو بكر الباغندي (7) وأحمد بن أبي بكر (8) وإسحاق بن
__________
(1) عبد الوهاب بن فليح بن رياح، أبو إسحاق المكي، إمام أهل مكة في زمانه، صدوق، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن داود بن شبل، عرض عليه إسحاق بن أحمد الخزاعي، توفي سنة خمسين ومائتين، غاية 1/ 480.
(2) محمد بن الحسن بن محمد النقاش، أبو بكر النقاش الموصلي ثم البغدادي، المقرئ المفسر أحد الأعلام، قرأ على الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي وعلى إدريس بن عبد الكريم، روى القراءة عنه عرضا على الدارقطني وعبد العزيز بن جعفر، وكتب الحديث، وقيد السنن، وصنف المصنفات في القراءات والتفسير، وكان يقصد في قراءة ابن كثير وابن عامر لعلو إسناده فيهما، توفي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، معرفة القراء 1/ 236.
(3) لم اقف على هذا الكتاب.
(4) إبراهيم بن عباد التميمي البصري، قرأ على هشام، قرأ عليه إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، غاية النهاية 1/ 16.
(5) إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم القرشي الدمشقي المعروف بابن دحيم، روى القراءة عن هشام بن عمار، رواها عنه محمد بن الحسن النقاش، غاية 1/ 16.
(6) أحمد بن الجارود الدينوري، روى القراءة عن هشام، روى القراءة عنه محمد بن الحسن النقاش وحده. غاية 1/ 42.
(7) محمد بن محمد بن سليمان، أبو بكر الباغندي الواسطي، مقرئ، روى القراءة عن هشام، روى القراءة عنه أبو الطيب أحمد بن سليمان ومحمد بن إبراهيم بن زاذان. غاية 2/ 240.
(8) أحمد بن محمد بن بكر، أبو العباس البكراوي، روى القراءة سماعا عن هشام، رواها عنه ابن مجاهد. غاية 1/ 108.(2/851)
أبي حسّان (1) عن هشام بإسناده عنه {أنبئهم بكسر الهاء، ولم يذكروا الهمز، وكذلك الوليد عن يحيى عن [ابن عامر] وفي كتابه} [2] عن ابن غلبون عن ابن المفسر عن ابن أنس عن هشام على الياء همزة شكلا، وقرأت في رواية ابن عباد بغير همز في البقرة خاصّة، وفي الحجر والقمر بضم الهاء مع الهمز.
قال لنا محمد بن علي (3) عن ابن مجاهد عن أحمد بن محمد عن هشام: بكسر الهاء.
وقال ابن مجاهد: وينبغي أن يكون غير مهموز لأنه لا يجيز كسر الهاء مع الهمز (4)، قال: وزعم الأخفش الدمشقي عن ابن ذكوان في كتابه عن ابن عامر بكسر الهاء مهموزة (5)، قال أبو عمرو: ولم أجد أنا في كتاب الأخفش [170/ م] «الخاص والعام» ما حكاه ابن مجاهد عنه، بل حكى فيهما في الحجر {ونبئهم بضم الهاء للهمزة الساكنة قبلها، وبذلك قرأت في روايته عن ابن ذكوان، وفي رواية الحلواني عن هشام في الثلاثة المواضع، ولا أعلم أحدا من أهل الشام ممّن يتولّى قراءة ابن عامر ويقرئ بها ويؤتم به فيها يعرف غير الهمز وضم الهاء، وقد سأل أبو الفرج محمد بن إبراهيم الشنبوذي} [6] أبا الحسن بن (الأخرم) (7) بحضرة أبي بكر بن مجاهد
__________
(1) إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، أبو يعقوب البغدادي، مشهور، روى القراءة عن هشام، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر، مات سنة اثنتين وثلاثمائة، غاية 1/ 155.
(2) كذا في (ت) و (م) ولعلها كتابي.
(3) محمد بن أحمد بن علي بن حسين، أبو مسلم الكاتب. تقدم ص 56.
(4) انظر: السبعة في القراءات ص 154.
(5) هذا الذي بين القوسين هو الصواب، وبه تستقيم العبارة، وهو الموجود في كتاب السبعة لابن مجاهد ص 154، قال: = وزعم الأخفش الدمشقي عن ابن ذكوان بإسناده عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر: (أنبئهم) مهموزة مكسورة الهاء. والعبارة التي حذفتها من النص لأنها خطأ: برفع الهاء مهموزة =، كما في (ت) و (م).
(6) محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفرج الشنبوذي، المقرئ غلام ابن شنبوذ، قرأ على ابن مجاهد وأبي الحسن بن الأخرم، وأكثر الترحال في طلب القراءات، وكان عالما بالتفسير وعلل القراءات، قال الداني عنه مشهور نبيل، حافظ ماهر حاذق، قرأ عليه الهيثم بن أحمد الصباغ وأبو علي الأهوازي، توفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، معرفة القراء 1/ 268.
(7) محمد بن النضر بن محمد بن الحر الربعي، الإمام أبو الحسن بن الأخرم الدمشقي صاحب هارون بن موسى بن شريك، قرأ على هارون وعلى جعفر بن محمد بن كراز، وانتهت إليه رئاسة الأقراء بالشام، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن عبد العزيز بن بدهن،(2/852)
هل تعرفون كسر الهاء مع الهمزة في {أنبئهم؟ فقال: لا والله ما [نعرفه]. قال أبو عمرو: وكسر الهاء مع الهمزة لغة لبعض العرب، حكاه أبو (الحسن) الأخفش} [1]
عنهم في ذلك (2)، وهو أيضا غير ممتنع في القياس وذلك أن أبا زيد (3) وغيره حكوا أن ناسا من العرب يقولون (4): منه ومنهما ومنهم، فيكسرون الهاء اتباعا لكسرة الباء في {أنبئهم} [5] (6) ولا تجعل بالهمزة الساكنة الواقعة بينهما حملا على تلك اللغة.
حرف:
قرأ حمزة {فأزالهما} [7] الشيطان [36] بألف مخففة بعد الزاي (8) مع تخفيف اللام. وقرأ الباقون بغير ألف مع تشديد اللام (9).
حرف:
قرأ ابن كثير {فتلقّى آدم [37] بالنصب} {من ربّه كلمات [37] بالرفع، وقرأ الباقون برفع} {آدم ونصب} {الكلمات ونصبها كسر لأن تاءها تاء جمع المؤنث} [10].
__________
وأحمد بن نصر الشذائي وأبو الفرج الشنبوذي، كان عارفا بعلل القراءات، بصيرا بالتفسير والعربية، متواضعا حسن الأخلاق، كبير الشأن توفي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وقيل اثنتين وأربعين. معرفة القراء 1/ 234.
(1) سعيد بن مسعدة المجاشعي، أخذ النحو عن سيبويه، وكان أسن من سيبويه، شرح كتاب سيبويه وبينه، وهو معظم في النحو عند الكوفيين والبصريين، قال أبو حاتم السجستاني:
كان الأخفش ينسب إلى القدر، وقال: كتابه في المعاني (معاني القرآن) صويلح، إلا أن فيه مذاهب سوء في القدر، توفي سنة خمس عشرة ومائتين، مراتب النحويين ص 111، طبقات النحويين واللغويين ص 74.
(2) لم أجد حكاية الأخفش في كتابه (معاني القرآن).
(3) سعيد بن أوس بن ثابت، أبو زيد الأنصاري، النحوي، روى القراءة عن المفضل عن عاصم، روى القراءة عنه خلف بن هشام البزار، كان من أحفظ الناس للغة وأكثرهم أخذا عن البادية، أخذ عنه اللغة أكابر الناس، منهم سيبويه، وحسبك، مات سنة خمس عشرة ومائتين، وقد قارب المائة، غاية النهاية 1/ 305، مراتب النحويين، ص 73.
(4) يقولون من (م)، وليست واضحة في (ت).
(5) ما بين القوسين زيادة من عندي، وبها يستقيم الكلام، وهذه الزيادة جعلتها بدلا من العبارة التي في (ت) و (م)، ولا يستقيم بها الكلام وهي: الباء في أنبئهم.
(6) انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 4036.
(7) وفي (م) فأزلهما.
(8) في (ت) و (م) الزاء، والصواب ما أثبته.
(9) وانظر النشر 2/ 211، التيسير ص 73.
(10) وانظر النشر 2/ 211، التيسير ص 73.(2/853)
حرف:
وكلهم قرأ {هداي [البقرة: 38] بفتح الياء، وكذلك كل ياء مضافة قبلها ألف نحو} {عصاي [طه: 18] و} {بشراي [يوسف: 19] و} {مثواي [يوسف: 23] وما أشبهه، إلا ما اختلف فيه عن ورش عن نافع، فقال أبو الأزهر وداود عن ورش عنه} {هداي و} {بشراي و} {مثواي مرسلة الياء، ثم قالا في سورة الأنعام [162]} {ومحياي منتصبة الياء، فاضطربا فيها. وقال أبو يعقوب عنه:} {هداي [116/ ت] مرسلة الياء وياء} {بشراي [يوسف: 19] و} {مثواي [محرّكة] الياء، وكذلك حكى داود [و] أبو الأزهر عنه في كتابهما المصنّف في الاختلاف بين نافع وحمزة} [1]، وقال يونس عنه ياء {بشراي ثقيل الياء [ونصبها] لم يذكر غيرها، وقال أحمد بن صالح عنه:} {مثواي الياء منتصبة لم يذكر سواها، وقرأت في روايته على أبي الفتح بالإسناد المتقدّم بإسكان الياء في الباب كله، وفي رواية الباقين عنه بالفتح. وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه:} {هداي بالياء مفتوحة، وكذلك} {عصاي و} {مثواي.
وقال ابن مجاهد عنه: سمعت} {هداي يعني: بالإسكان، وقرأت عليهم بالفتح، وكذلك} {محياي و} {بشراي و} {مثواي و} {عصاي} [2]، ثم قال عن أصحابه عن ورش في سورة الأنعام: {محياي موقوفة الياء} [3]، فاضطرب قوله فيها.
وقد اختلف عن ورش في [هذا الحرف] (4)، ونذكر الاختلاف عنه فيه في موضعه إن شاء الله، ولا أعلم أن أحدا من الناقلين عنه ذكر الياء من قوله: {وإياي
[الأعراف: 155] وفي} {رؤياي [يوسف: 100] ولا فرق بينهما وبين الياء فيما تقدم، وقياس رواية من روى الإسكان في ذلك [توجب] إسكانها فيهما} [5].
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) أنظر السبعة في القراءات ص 347.
(3) انظر السبعة ص 275.
(4) المشهور عن ورش عن نافع موافقة باقي القراء في فتح الياء من هذه الكلمات المذكورة في هذا الحرف، إلى كلمة (محياي) فقد اختلف عنه فيهما بين إسكان الياء وفتحها، قال ابن الجزري: وسكن أبو جعفر وقالون والأصبهاني عن ورش الياء من (محياي)، وهي مما قبل الياء فيه ألف، فلذلك لم يختلف في سواها. أ. هـ. النشر 2/ 172.
(5) من المعلوم عند أئمة القراءات أن القياس ليس له مدخل في القراءات، لأن القراءة سنة متبعة، وسوف يمر معنا تنبيه المصنف رحمه الله على ذلك عند كلامه على إسكان ((2/854)
حرف:
وكلهم قرأ {إسرائيل [40] بياء بعد الهمزة إلا ما اختلف فيه عن ورش عن نافع، فروى ابن شنبوذ عن النّحاس} [1] عن أبي يعقوب الأزرق عنه أنه حذف الياء بعد الهمزة مثل قوله: {ميكائل [98]، وكذلك ذكر ذلك إسماعيل عن أبي يعقوب في كتابه في الأداء وسائر الرواة عنه بعد على إثبات الياء بعد الهمزة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء} [2]. وروى المصريّون عن ورش عن نافع {إسرائيل بمدّ أوّله وقصر آخره، قالوا: وكان ورش يمدّه استحسانا} [3].
حرف:
وكلهم وصل النون بالكسر في رءوس الآي من غير إلحاق ياء اتباعا للمصحف، نحو قوله: {فارهبون [40] و} {فاتقون [41] و} {أطيعون [آل عمران:
50] وما أشبهه، إلا ما اختلف فيه عن اليزيدي} [4] عن أبي عمرو، فروى أبو عبد الرحمن (5) وأبو حمدون (6) عن اليزيدي عنه أنه كان يستحبّ السكون عند رءوس الآي.
__________
بارئكم) و (يأمركم)، فقول المصنف رحمه الله: وقياس رواية من روى الإسكان في ذلك توجب إسكانها فيها، فيه نظر.
(1) إسماعيل بن عبد الله بن عمرو بن سعيد بن عبد الله، أبو الحسين النحاس مقرئ الديار المصرية، قرأ على أبي يعقوب الأزرق ورش، وتصدر للإقراء مدة، وكان متقنا لقراءة ورش، وكان قد قرأ على الأزرق سبع عشرة ختمة، قرأ عليه حمدان بن عون الخولاني ومحمد بن خيرون الأندلسي وابن شنبوذ وكف بصره بأخرة، توفي سنة بضع وثمانين ومائتين. معرفة القراء 1/ 187.
(2) وانظر النشر 1/ 341فإن ابن الجزري لم يذكر حذف الياء، بل جرى في كتابه على أن ورشا يثبتها، وكذلك فعل الداني في التيسير ص 31.
(3) القراءة سنة متبعة، وليس للاستحسان فيها مدخل، والمشهور عن ورش قصرها أي الياء من (إسرائيل)، وقد ذكر ابن الجزري أن الياء من إسرائيل مستثناة لورش من المد، ونقل استثناء الأئمة لها في النشر 1/ 341، وكذا قال الداني في التيسير ص 31.
(4) يحيى بن المبارك بن المغيرة، الإمام ابو محمد العدوي، البصري، المعروف باليزيدي، لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي، فكان يؤدب ولده، كان نحويا، مقرئا، ثقة، علامة كبيرا، أخذ القراءة عرضا عن أبي عمرو وأخذ أيضا عن حمزة، روى القراءة عنه أولاده وأبو عمر الدوري وأبو شعيب السوسي. توفي سنة اثنتين ومائتين بمرو، غاية النهاية 2/ 375.
(5) عبد الله بن يحيى بن المبارك، أبو عبد الرحمن بن أبي محمد اليزيدي، مشهور ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبيه عن أبي عمرو وله عنه نسخة، وله كتاب حسن في غريب القرآن، روى عنه القراءة ابنا أخيه العباس وعبد الله ابنا محمد بن أبي محمد. غاية 1/ 463.
(6) الطيب بن إسماعيل، أبو حمدون الذهلي، البغدادي، اللؤلؤي، المقرئ، العبد الصالح، قرأ(2/855)
وروى ابن سعدان عنه عن أبي عمرو {فارهبون [40] و} {فاتقون [41] و} {فأرسلون [يوسف: 45] و} {واخشون} [1] {إلا ليعبدون [الذاريات: 56]} {أن يطعمون [الذاريات: 57] هذا ونحوه وقف كله لأنه كلام مفصول، وكل رأس آية فهو وقف، [فدلّت] رواية أبي عبد الرحمن وأبي حمدون على أنه كان يتعمّد الوقف عند ذلك ولا يصله} [2] بما بعده، ودلّت رواية ابن سعدان على أنه كان يسكن ذلك، سواء قطع أو وصل، وإدراجه في الفواصل اللاتي هي رءوس [آي] (3) {واخشون
[150] [غلظ]} [4] إذ ليس بفاصلة بإجماع، والذي قرأت لأبي عمرو من جميع الطرق بكسر النون مثل الجماعة، وكذلك حكى ابن جبير في «مختصره» (5) عن اليزيدي، وعلى ذلك العمل (6).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ولا يقبل منها شفاعة [48] بالتاء، وكذلك روى خلاد وأبو هشام} [7] وهارون (8)
__________
على اليزيدي والكسائي وسليم وإسحاق المسيبي ويعقوب الحضرمي، قرأ عليه أبو الحسن بن الحسين الصواف، والفضل بن مخلد الدقاق، كان متقنا، حاذقا، ورعا، متقللا.
معرفة القراءة 1/ 173.
(1) في (م) فاخشون وهو خطأ، وهي في سورة المائدة: 3، 44، وأبو عمرو يثبت الياء في آخر هذه الكلمة كما ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 184وهو فيها على أصله فيثبتها وصلا، والداني في التيسير ذكر أن أبا عمرو أثبتها وصلا ص 101.
(2) في (ت) ولا يصل وأصوب منه ما في (م) فأثبته.
(3) ما بين المعكوفتين زيادة من (م)، وفي حاشية (ت) تعليق هو (وأدراج) مبتدأ مضاف إلى ضمير الفاعل، وقوله (واخشون) مفعول المصدر مراد لفظه، وقوله غلط خبر المبتدأ، فافهم أ. هـ.
(4) وفي (م) غلظة بدلا من غلط، ولعل الصواب ما في (ت).
(5) لم أقف على مختصر ابن جبير.
(6) وحينما ذكر ابن الجزري اللاتي أثبتها القراء لم يذكر الياءات الواردة في هذا الحرف وما أشبهها من رءوس الآي، فلم يثبت هذه الياءات في هذه الكلم أحد من السبعة. انظر:
النشر 2/ 190، وانظر السبعة في القراءات فإن ابن مجاهد قد ذكر حذف الياء من (فارهبون)، (فاتقون) في آخر كلامه على سورة البقرة ص 197وانظر التيسير ص 69.
(7) محمد بن يزيد بن عمر، أبو هشام الرفاعي الكوفي القاضي أحد العلماء المشهورين، قرأ على سليم، وله كتاب جامع في القراءات، روى عنه القراءة موسى بن إسحاق القاضي، مات سنة ثمان وأربعين ومائتين، معرفة القراء 1/ 182غاية النهاية 2/ 280.
(8) هارون بن حاتم أبو بشر الكوفي البزاز، مقرئ مشهور، ضعفوه، روى الحروف عن أبي(2/856)
عن الحسين (1) [والحيري] (2) عن الشموني (3) عن الأعشى (4) عن أبي بكر عن عاصم.
وقرأ الباقون: بالياء، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر وعن الأعشى عنه (5).
حرف:
وكلهم قرأ {بلاء من ربكم [49] بالمدّ إلا ما رواه ابن بكار بإسناده عن ابن عامر أنه محذوف غير ممدود في جميع القرآن} [6]، وقال ابن ذكوان عنه: بالمدّ والهمز مثل الجماعة.
حرف:
قرأ أبو عمرو: {وإذ واعدنا [هنا]} [7] [51] وفي الأعراف [142] {ووعدناكم [171/ م].
[وكذا]} [8] في طه [80] بغير ألف في الثلاثة. وقرأها الباقون بالألف (9).
__________
بكر بن عياش، روى عنه القراءة أحمد بن يزيد الحلواني، توفي سنة تسع وأربعين ومائتين، غاية 2/ 346.
(1) حسين بن علي الجعفي، مولاهم الكوفي، أبو عبد الله الزاهد، أحد الأعلام، قرأ القرآن على حمزة، وأقرأ الناس بعده، قرأ عليه أيوب بن المتوكل، وكان حسين ثقة عابدا، مات سنة ثلاث ومائتين، معرفة القراء 1/ 135.
(2) محمد بن عبد الله الحيري الكوفي، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن حبيب الشموني عن الأعشى، قال الحافظ أبو عمرو: لا أعلم من قرأ عليه، غاية النهاية 2/ 189.
(3) محمد بن حبيب، أبو جعفر الشموني الكوفي، مقرئ ضابط، مشهور، عرض على أبي يوسف الأعشى، وهو أجل أصحابه، عرض عليه إدريس بن عبد الكريم. غاية النهاية 2/ 114.
(4) أبو يوسف الأعشى، يعقوب بن محمد بن خليفة الكوفي، قرأ على أبي بكر بن عياش، تصدر للإقراء بالكوفة، قرأ عليه خلف بن هشام، وكان الأعشى صاحب قرآن وفرائض، قال ابن الجزري: وعندي أنه توفي في حدود المائتين، معرفة القراءة 1/ 131، غاية النهاية 2/ 390.
(5) وانظر: النشر 2/ 212وفيه يظهر أن أبا بكر عن عاصم إنما يقرأ مثل حفص عن عاصم وهو المشهور عنه، فإن ابن الجزري لم يذكر قراءة (ولا تقبل) بالتأنيث إلا عن ابن كثير وأبي عمرو من السبعة. وانظر التيسير ص 73.
(6) القراءة الصحيحة الواردة عن جميع القراء هي بمد المتصل، وقد سبق نقل كلام ابن الجزري في هذه المسألة، وأعيده هنا لأهميته: (فوجب ألا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أحد من القراء، وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة، بل رأين النص بمده. أ. هـ. النشر 1/ 315، وانظر التيسير ص 30.
(7) كلمة = هنا = غير موجودة في (ت) ولا (م)، ويقتضيها السياق فأثبتها.
(8) كلمة = وكذا = مستدركة في هامش (ت)، وهي ساقطة من (ت) و (م).
(9) وانظر: النشر 2/ 212، والتيسير ص 73.(2/857)
حرف:
قرأ أبو عمرو: {إلى بارئكم و} {عند بارئكم [54] في الموضعين [و} {يأمركم و} {يأمرهم حيث وقعا] و} {ينصركم في آل عمران [160] والملك [20]} {وما يشعركم في الأنعام [109] [بإسكان الهمزة والراء] تخفيفا لحشو الهمزة وتكرير الراء في هذه الخمس كلم [خاصة [117/ ت] دون سائر ما يتوالى فيه الحركات، هذه [قراءتي من طريق]} [1] أهل العراق على [الفارسي عن قراءته على أبي] طاهر بن أبي هاشم ومن طريق أهل الرقة على أبي الفتح و [أبي الحسن وغيرهما عن] قراءتهم، وبذلك قرأت في رواية أبي الفتح الموصلي (2) [وأبي أيوب الخياط] (3) وأبي عمر الدوري عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن [عن أصحابه وفي رواية] السوسي عن قراءته على عبد الله بن الحسين (4) عن أبي عمران (5) عنه [عن اليزيدي و] في رواية شجاع (6) عن أبي عمرو، وكذلك روى ذلك عن اليزيدي
__________
(1) ما بين المعكوفتين سقط من النسختين ولكنها مستدركة في هامش (ت).
(2) عامر بن عمر أبو الفتح الموصلي أوقية المقرئ، صاحب اليزيدي والعباس بن الفضل الأنصاري قاضي الموصل، قرأ عليه أحمد بن سمعويه وعيسى بن رصاص توفي سنة خمسين ومائتين، معرفة القراء 1/ 179.
(3) سليمان بن أيوب أبو أيوب الخياط بن الحكم البغدادي المقري، من جلة المقرئين قرأ على يحيى اليزيدي، قرأ عليه أحمد بن حرب المعدل وإسحاق بن مخلد الدقاق توفي سنة إحدى وستين ومائتين. معرفة القراء 1/ 160.
(4) عبد الله بن الحسين بن حسنون أبو أحمد السامري البغدادي، مسند القراء بالديار المصرية، عرض على محمد بن حمدون الحذاء ويموت بن المزرع، قال الداني عنه:
مشهور، ضابط، ثقة، مأمون، غير أن أيامه طالت فاختل حفظه، ولحقه الوهم، روى عنه القراءة في وقت حفظه وضبطه: فارس بن أحمد ومحمد بن الحسين بن النعمان، وقال الذهبي: لا أشك في ضعف أبي أحمد، فمن ضعفه أنه روى عن أبي العلاء الكوفي ويموت بن المزرع ومحمد بن محمد الباهلي، وذكر أنه قرأ على محمد بن يحيى الكسائي، ولم يلق أحدا من هؤلاء. توفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة. معرفة 1/ 264.
(5) موسى بن جرير بن عمران الرقى، المقرئ النحوي الضرير، أجل أصحاب السوسي، كان بصيرا بالإدغام، ماهرا في العربية، وافر الحرمة، كثير الأصحاب قرأ عليه نظيف بن عبد الله وعبد الله بن الحسين السامري، ولما مات السوسي خلفه ابنه أبو معصوم وأبو عمران، توفي في حدود سنة عشر وثلاثمائة، معرفة 1/ 198.
(6) شجاع بن أبي نصر البلخي المقري الزاهد، أبو نعيم، قرأ على أبي عمرو، أخذ عنه القراءة أبو عبيد بن سلام، وروى عنه أبو عمر الدوري، وثقه أبو عبيد، توفي سنة تسعين ومائة.
معرفة القراء 1/ 134.(2/858)
[نصّا جميع أصحابه] وترجموا عنه بالجزم ما خلا ابن جبير، فإنه قال عنه في {بارئكم [54]: يسكن الهمزة ويختلسها.
وقال ابن سعدان عنه في آل عمران [80]:} {ولا يأمركم} {أيأمركم [كلاهما] رفع ويخفّفهما كأنهما جزم، وقولهما هذا يدلّ على [اختلاس الحركة].
وحدّثنا} [1] محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد قال: قال سيبويه (2): [كان أبو عمرو يختلس] الحركة من {بارئكم و} {يأمركم [67] وما أشبه} [3] ذلك مما يتوالى [الحركات فيرى] من سمعه أنه قد أسكن ولم يسكن (4) [وقال] (5) ابن مجاهد [وهذا القول أشبه بمذهب] أبي عمرو لأنه كان يستعمل في قراءته التخفيف كثيرا (6)، قال [أبو عمرو: وبذلك] قرأت أيضا من طريق ابن مجاهد على أبي الفتح عن قراءته على [عبد الله بن الحسين] عنه وعلى أبي الحسن عن قراءته أيضا في جميع ما تقدم و [الإسكان أصح في النقل] وأكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به (7). ومما يدلّ عليه [ويحقّق صحته ويرد] ما سواه من قول أبي عمرو نفسه، ما ناه محمد بن أحمد بن علي [قال: نا محمد] بن أحمد بن قطن (8)، قال: أنا أبو خلّاد (9) عن اليزيدي قال
__________
(1) في (م) = حدثنا =.
(2) عمرو بن عثمان بن قنبر، مولى بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد، أخذ عن الخليل بن أحمد، قال عنه أبو إسحاق الزجاج: أعلم الناس باللغة. كان من أكابر أئمة النحو بالبصرة، توفي سنة ثمانين ومائة، وله ثلاث وثلاثون سنة. طبقات النحويين واللغويين ص 66.
(3) في (ت) و (م) أشبهه ولا يستقيم بها الكلام والصواب ما أثبته.
(4) انظر: السبعة في القراءات ص 155. وانظر: كتاب سيبويه 4/ 202.
(5) في (ت) و (م) قاله والصواب ما أثبته.
(6) السبعة في القراءات ص 156.
(7) ذكر الداني في التيسير أن أبا عمرو قد قرأ (بارئكم) في الحرفين و (يأمرهم) و (يأمركم) و (ينصركم) و (ويشعركم) باختلاس الحركة في ذلك كله من طريق البغداديين وهو اختيار سيبويه، ومن طريق الرقيين وغيرهم بالإسكان، وهو المروي عن أبي عمرو دون غيره ص 73.
(8) محمد بن أحمد بن قطن بن خالد بن حيان، أبو عيسى الوكيل المؤدب، السمسار البغدادي، شيخ مقرئ، حاذق ضابط، روى القراءة سماعا عن أبي خلاد صاحب اليزيدي، روى القراءة عنه أبو بكر النقاش. غاية 2/ 79.
(9) سليمان بن خلاد، أبو خلاد النحوي، السامري المؤدي، صدوق مصدر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي وله عنه نسخة، روى القراءة عنه محمد بن شنبوذ. توفي سنة إحدى وستين ومائتين. غاية 1/ 313.(2/859)
كان [أبو عمرو يجزم الهمزة] من {بارئكم. وكان يفعل ذلك فيما كانت فيه الراء مثل [} {ينصركم و} {يأمركم] ويزعم أن من العرب من يجتزئ بإحدى الحركتين من الأخرى} [1] [وتابع أبا خلّاد] على حكايته هذه سائر أصحاب اليزيدي من آله وغيرهم. [وقال العباس] (2) عن إبراهيم (3) عن أبيه عن أبي عمرو {بارئكم [54] يجزم الهمزة، ويكتفي [بكسر الراء. وقال] ابن جبير عن اليزيدي عنه:} {يأمركم
بجزم الراء وقال: من شأن [العرب إذا كثرت] الحركات أن تجزم} [4]، وقال أبو عبيد في المعاني عن اليزيدي: أن أبا عمرو كان يجزم الراء من {يأمركم [97] لكثرة الحركات ويكتفي بضمّة الميم ويجزم الياء من} {بارئكم يريد الهمزة} [5]، وهذا تصريح من أبي عمرو بالسكون الخالص لأن الاجتراء بإحدى الحركتين لا يكون إلا بإذهاب الأخرى رأسا، وإخلاص سكون الحرف المتحرّك بها دون تضعيف الصوت بها وتوهينها واختلاسها لأن ما حاله ذلك من المتحرّكات كالمتحرّك سواء بإجماع من علماء العربية، وإذا كان كذلك بطل الاجتراء والاكتفاء وسقط قول أبي عمرو، وثبتت مخالفته والعدول عن [مذهبه] واختياره بقياس [مستنبط] ورأي مخترع أثري ولا خبر محكي، وأئمة القراءة لا تعمل في شيء من حروف القرآن على [الأفشى] في اللغة، والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصحّ في النقل، والرواية إذا ثبتت لا يردّها قياس عربية ولا فشوّ لغة لأن القراءة سنّة متّبعة يلزم قبولها والمصير إليها.
وقالت الجماعة عن اليزيدي: إن أبا عمرو كان يشمّ الهاء من يهدي [يونس: 35]
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 241فقد ذكر أن علة من أسكن أنه شبه حركة الإعراب بحركة البناء، فأسكن حركة الإعراب استخفافا، لتوالي الحركات. وانظر الحجة للقراء السبعة 2/ 76.
(2) العباس بن محمد بن يحيى اليزيدي العدوي، أبو الفضل البغدادي، روى القراءة عن عميه أبي عبد الرحمن عبد الله وأي إسحاق إبراهيم، روى عنه وجادة ابنه محمد. غاية 1/ 354.
(3) إبراهيم بن يحيى اليزيدي، أبو إسحاق البغدادي، ضابط شهير، نحوي لغوي، قرأ على أبيه، روى القراءة عنه ابنا أخيه، العباس بن محمد وعبيد الله بن محمد، ولإبراهيم مؤلفات كثيرة، منها كتاب (ما اتفق لفظه واختلف معناه). غاية 1/ 29.
(4) قال أبو البقاء العكبري: (يأمركم) قرئ بإسكانها، لأن الكاف متحركة، وقبل الراء حركة، فسكنوا الأوسط تشبيها له ب (عضد)، وأجروا المنفصل مجرى المتصل، أهـ. التبيان في إعراب القرآن 1/ 73.
(5) لم أقف على هذا الكتاب.(2/860)
والخاء من {يخصّمون [يس: 49] شيئا من الفتح، وهذا} [1] أيضا يبطل قول من زعم أن اليزيدي أساء إذ كان أبو عمرو يختلس الحركة في {بارئكم
و} {يأمركم فتوهّمه الإسكان الصحيح، فحكاه عنه لأن ما أساء السمع فيه وخفي عنه ولم يضبطه بزعم القائل وقول المتأوّل قد حكاه بعينه وضبطه بنفسه فيما لا يتبعض من الحركات لخفته وهو الفتح، فمحال أن يذهب عنه ذلك ويخفى عليه فيما يتبعّض منهن لقوّته وهو الرفع والخفض، ويبين ذلك} [2] [118/ ت] ويوضح صحته أن آله (3) وأبا حمدون وأبا خلاد وأبا عمر وأبا شعيب وابن شجاع (4) رووا عنه عن أبي عمرو: إشمام الراء من {أرنا [128] شيئا من الكسرة، فلو كان ما حكاه سيبويه صحيحا لكانت روايته في} {أرنا ونظائره كروايته في} {بارئكم
وبابه [سواء] ولم يكن يسيء السمع في موضع ولا يسيئه في آخر مثله، هذا مما لا يشكّ فيه ذو لبّ ولا يرتاب فيه ذو فهم.
نا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا أبو محمد المعدل} [5]، قال: أنا (6) أحمد بن شعيب (7)، قال: أنا (8) [أبو] شعيب ح [ونا محمد بن أحمد]، قال: نا ابن قطن، قال:
__________
(1) في (ت) و (م) = هذه =، والصواب ما أثبته وهو المناسب للسياق.
(2) في (ت) ويبين ذلك مطموسة.
(3) روى عن الزيدي القراءة أولاده محمد وعبد الله وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وابن ابنه أحمد بن محمد. غاية 2/ 375.
(4) محمد بن شجاع، أبو عبد الله البلخي، البغدادي، الفقيه، عالم صالح مشهور، متكلم فيه من جهة اعتقاده، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي عن أبي عمرو، وله عنه نسخة، روى عنه القراءة عرضا أبو جعفر محمد بن علي القرشي توفي سنة أربع وقيل ست وستين ومائتين، غاية النهاية 2/ 152.
(5) عبد الله بن عطية بن حبيب، أبو محمد الدمشقي، المفسر المقرئ، المعدل، قرأ على ابن الأخرم وجعفر بن أبي داود النيسابوري، روى عنه أبو محمد بن أبي نصر وطرفة الحرستاني، كان إمام مسجد باب الجابية، يحفظ فيما يقال خمسين ألف بيت للاستشهاد على معاني القرآن، وكان ثقة، توفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. معرفة القراء 1/ 281.
(6) في (م) = أنا =.
(7) أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي الحافظ، صاحب السنن، روى القراءة عن أبي شعيب السوسي، روى الحروف عن أحمد بن محمد بن قطن، توفي سنة ثلاث وثلاثمائة، وله ثمان وثمانون سنة. غاية 1/ 61. تقريب التهذيب ص 80.
(8) في (م) أنا.(2/861)
نا أبو خلّاد، قالا: نا اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يجزم ما كانت فيه الراء مثل {ينصركم [آل عمران: 160] قال اليزيدي: ويلزمه أن يفعل ذلك بكل رفعتين مثل} {يلعنهم [159] [و} {يعلّمهم] فدلّ هذا على أن إطلاق القياس في نظائر ذلك مما يتوالى فيه الضمّات ممتنع في مذهبه، وذلك اختياري [172/ م]، وبه قرأت على أئمتي. ولم أجد في كتاب أحد من أصحاب اليزيدي} {وما يشعركم [الأنعام: 109] منصوصا} [1].
وقياس ما نصّوا عليه يدلّ على جملة نظائره، والعمل عندي في هذا الباب على الأداء. لأنه لو جرى على القياس خاصّة لاطّرد الإسكان في سائر [الكلم] (2) واللواتي الراء فيهن مضمومة وقبلها ضمّة أو كسرة وبعدها كاف وميم أو هاء وميم نحو قوله:
{يحشرهم [النساء: 172] و} {يذكرهم [الأنبياء: 60] و} {يحذركم [آل عمران:
28] و} {أنذركم [الأنبياء: 45] و} {يصوّركم [آل عمران: 6] و} {يسيّركم [يونس:
22] و} {يبشّرهم [التوبة: 21] و} {تطهرهم} [3] [التوبة: 103] وما كان مثله، وهذا مما لا خلاف في إشباع الحركة فيه بين أهل الأداء من مشيختنا (4) والمصنّفون من أئمتنا [بحروف] القياس في جميعه، على أن أحمد بن واصل (5)، قد روى عن اليزيدي عن أبي عمرو في قوله: {يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [159] مجزومي النون. وقال ابن سعدان:} {يلعنهم خفيف [يخالفها] الجماعة من أصحابنا، وهما ثقتان ضابطان صدوقان.
وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: كان أبو عمرو يختلس حركة الراء من} {يشعركم} [6] [الأنعام: 109] فدلّ على أنه محمول على نظائره المنصوص
__________
(1) هنا استدرك ابن الجزري على الداني فبين أن هذه الكلمة منصوصة فقال: قلت: قد نص عليه الإمام أبو بكر بن مجاهد فقال كان أبو عمرو يختلس حركة الراء من (يشعركم) فدل على دخوله في أخواته المنصوصة حيث لم يذكر غيره من سائر الباب المقيس، والله أعلم. أ. هـ. النشر 2/ 213.
(2) في (م) الكلام والصواب ما في (ت).
(3) في (ت) و (م) يظهركم وهو خطأ، فأثبت الصواب.
(4) في (م) مشايخنا.
(5) أحمد بن واصل البغدادي، روى القراءة عن الكسائي، وعن اليزيدي، روى عنه ابنه محمد. غاية 1/ 147.
(6) انظر: السبعة ص 265.(2/862)
عليها (1). وقرأ الباقون بإشباع كسرة الهاء وضمّة الراء في جميع ما تقدّم.
واختلف عن إسماعيل عن نافع في تسهيل الهمزة وتخفيفها من قوله: {بارئكم
[54] فروى البرمكي} [2] عن أبي عمر عنه عن نافع يجعل مكان الهمزة ياء، ولم يبيّن حال الياء، ويحتمل وجهين: أن تكون ساكنة بدلا من الهمزة على غير قياس، وأن تكون مكسورة بكسرة خفيفة بين بين على قياس التخفيف، وذلك الوجه.
فحدّثنا أحمد بن خلف (3) عن أبي طاهر، قال: سمعت أبا بكر يحكي عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع {بارئكم مكسورة من غير همز. وهذه الرواية رافعة الإشكال في كيفيتها.
وروى المسيّبي وقالون وورش عن نافع تحقيق الهمزة في ذلك، وبذلك قرأ الباقون، وقد قدّمت في باب ترك الهمزة لأبي عمرو أن أبا الحسن قرأ في رواية أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو بإبدال الهمزة ياء ساكنة لكونها ساكنة على [مذهبه]، وأقرأني غيره في روايته [بتحقيقها] ساكنة} [4].
حرف:
قرأ نافع {يغفر لكم [58] بالياء مضمومة وفتح الفاء، وقرأ ابن عامر} {تغفر بالتاء مضمومة وفتح الفاء، وكذلك روى ابن شنبوذ عن بكر بن سهل} [5] عن أبي الأزهر عن ورش عن نافع (6) (7) لأن أبا الأزهر ذكرها في كتابه
__________
(1) بل هو منصوص عليه وقول ابن مجاهد يدل على ذلك، وقد ذكرت قول ابن الجزري في الاستدراك على أبي عمرو في هذا الموضع.
(2) محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد، أبو بكر البرمكي البغدادي، شيخ، روى الحروف سماعا عن أبي عمر الدوري، روى الحروف عنه أبو طاهر بن أبي هاشم غاية 2/ 68.
(3) لم أظفر بترجمة له.
(4) انظر جامع البيان 2/ 576575. وقد نبه ابن الجزري رحمه الله على أن تحقيق الهمزة هو الصواب، وانظر النشر 2/ 214، وقال في باب الهمز المفرد: (وانفرد أبو الحسن بن غلبون ومن تبعه بإبدال الهمزة من (بارئكم) في حرفي البقرة بإحالة قراءتها بالسكون لبي عمرو ملحقا ذلك بالهمز الساكن المبدل، وذلك غير مرضي لأن إسكان هذه الهمزة عارض تخفيفا فلا يعتد به). أ. هـ. النشر 1/ 393.
(5) بكر بن سهل بن إسماعيل أبو محمد الدمياطي القرشي، إمام مشهور، قرأ على عبد الصمد صاحب ورش، روى القراءة عنه أحمد بن إبراهيم بن جامع. غاية 1/ 178.
(6) في (ت) و (م) عن ابن شنبوذ ولا يستقيم بها الكلام فحذفتها.
(7) يبدو أن هاهنا سقطا فالكلام غير متناسق مع ما بعده، وظاهر أن المصنف رحمه الله يخبر(2/863)
الذي روى عنه بكر وغيره بالياء (1)، وروى ابن مجاهد عن أصحابه عن جبلة (2) عن المفضل عن عاصم {يغفر لكم بالياء مثل نافع} [3]. وروى عن أصحابه عن أبي زيد عن المفضل عنه بالتاء مثل ابن عامر [-3]، وبالنون قرأت له (5)، وروى هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم {يغفر لكم بالياء مفتوحة لم يرو ذلك أحد غيره، ولم يذكر التي في الأعراف} [6].
وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء، وقد ذكرت الاختلاف في إدغام الراء وإظهارها عند اللام في قوله: {نغفر لكم [58] وشبهه} [7]، وذكرت الفتح والإمالة في قوله: [119/ ت] {خطاياكم [58] فأغنى [ذلك عن]} [8] الإعادة (9)، وقد ذكرت الاختلاف في الهاء والميم إذا أتى بعدهما ألف وصل ووقع قبل الهاء كسرة أو ياء
__________
عما ورد عن نافع من الخلاف في هذا الحرف حيث روى عنه أنه قرأ (تغفر) بالتاء مثل ابن عامر، وورد عنه أنه قرأها بالياء.
(1) مضمومة مع فتح الفاء، وهذه القراءة هي المشهورة عن نافع، ولذا اقتصر عليها ابن مجاهد في كتاب السبعة ص 157، وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 215، وكذلك المؤلف في التيسير ص 73.
(2) جبلة بن مالك بن جبلة بن عبد الرحمن، أبو أحمد الكوفي، من أهل الضبط، قرأ على المفضل بن محمد الضبي وسمع منه الحروف أيضا وهو مشهور عنه، روى القراءة عنه أبو زيد عمر بن شبة النمري، غاية 1/ 190.
(3) (3) و (4) لم أجد هاتين الروايتين في كتاب السبعة.
(5) المشهور عن عاصم أنه قرأ (نغفر) بالنون مفتوحة، والفاء مكسورة، ولذلك اقتصر على هذه القراءة لعاصم ابن مجاهد في كتاب السبعة ص 157، وكذلك فعل ابن الجزري في النشر 2/ 215، وكذلك الداني في التيسير ص 73.
(6) قرأ ابن عامر موضع الأعراف كما قرأ في موضع سورة البقرة، وقرأ نافع في الأعراف بالتاء مضمومة والفاء مفتوحة، وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء. انظر النشر 2/ 215، وانظر التيسير ص 114موضع الأعراف.
(7) انظر جامع البيان 2/ 418.
(8) في (ت) و (م) عن ذلك ولا يستقيم بها الكلام، والصواب ما اثبته.
(9) قال المصنف رحمه الله في باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإمالة: والعمل في مذهب الكسائي من جميع طرقه على إخلاص فتحة الطاء، وإمالة فتحة الياء. ا. هـ جامع البيان 3/ 754.(2/864)
ساكنة في فاتحة الكتاب (1).
حرف:
قرأ نافع {النبيّون [136] و} {النبيّين [61] و} {الأنبياء [91] و} {النبي [246] و} {النبوّة [آل عمران: 79] بالهمزة حيث وقع، واستثنى من ذلك إسماعيل والمسيّبي وقالون عنه موضعين، وهما قوله في الأحزاب [50]:} {للنبي إن أراد و} {بيوت النبي إلا [الأحزاب: 53] فتركوا همزهما في حال الوصل طردا لمذهبهم في تسهيل الهمزة الأولى من الهمزتين المتفقتين بالكسر في كلمتين إذ كانوا يسهّلونها على حركتها، فيجعلونها بين بين لوقوعها بعد الألف في ذلك، فكذلك لم يهمزوا هذين الموضعين لأن الهمزة المكسورة التقت فيهما بهمزة أخرى مثلها إلا أنهم لزموا البدل الصحيح فيهما لوقوعهما بعد ياء ساكنة زائدة للمدّ، ولم يجعلوها بين بين لئلا يلتقي ساكنان} [2].
وكذلك روى ابن شنبوذ عن النحّاس عن الأزرق عن ورش فيهما، وهو وهم منه، فإن وقفوا على قوله: {للنبي، ولم يصلوه بما بعده من قوله:} {إن و} {إلا
حقّقوا همزته، وإسكانها وروم حركتها جائزان ولم يبدلوها هناك لأن ذلك إنما كان عرض [لتأتي]} [3] حال الوصل من أجل مجيء الهمزة المكسورة بعدها، فلما عدمت الانفصال والوقوف عدم البدل بعدها.
وقياس رواية أحمد بن صالح وأبي سليمان عن قالون تحقيق الهمزتين فيهما، وقياس رواية الحلواني عنه من قراءتي على أبي الفتح: تحقيق الأولى وتسهيل الثانية.
وبذلك قرأت ذلك عليه في روايته (4).
وقرأ الباقون بتشديد الياء من غير همز في ذلك كله حيث وقع. وقد روى يحيى
__________
(1) انظر جامع البيان 2/ 385.
(2) وقد صحح هذا الوجه ابن الجزري وضعف غيره حيث قال في باب الهمزتين المجتمعتين من كلمتين حينما تكلم عن (للنبي أن، بيوت النبي إلا): والصحيح قياسا ورواية ما عليه الجمهور من الأئمة قاطبة وهو الإدغام، وهو المختار عندنا الذي لا نأخذ بغيره، والله أعلم، ا. هـ. النشر 1/ 383، ولم يذكر الداني في التيسير غير هذا الوجه لقالون ص 73.
(3) هكذا في (ت)، وهو الصواب، وفي (م) لنا في وهو خطأ.
(4) قال ابن الجزري رحمه الله: «وانفرد الداني عن ابي الفتح من طريق الحلواني عن قالون بتحقيق الأولى وتسهيل الهمزة الثانية من المضمومتين والمكسورتين.» ا. هـ. النشر 1/ 384.(2/865)
الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يهمز {النبيين ذكر ذلك في آل عمران، وذلك غلط، ولعله قد قال: [173/ م] لا يهمز} {النبيين، فسقط «لا» على الناقل عنه أو على من دونه.
حرف:
قرأ نافع} {الصابين} [1] هنا [62]، وفي الحج [17] و {الصابون} [2] في المائدة [69] بغير همز، ولا خلف منه (3). واختلف في ذلك عن إسماعيل عنه، فحدّثنا الخاقاني، قال: نا محمد بن هارون (4). وثنا (5) فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن جابر (6)، قالا: نا محمد بن محمد (7)، قال: نا (8) أبو عمر عن إسماعيل عن نافع {والصابئون بالهمز، وحدّثنا الفارسي أن أبا طاهر حدّثهم، قال: أنا ابن فرح وعيّاش بن محمد عن أبي عمر عن الكسائي عن إسماعيل عنه أنه همز} {الصابئين
في جميع القرآن.
ثنا} [9] خلف بن إبراهيم، قال: أنا أحمد المكي (10)، قال: نا علي (11)، قال: أنا أبو عبيد عن إسماعيل عنه أنه كان يترك الهمز من الصابئين في جميع القرآن، وبذلك
__________
(1) في (م) الصابئين.
(2) في (م) الصابئون.
(3) أي يحذف الهمزة ولا يبقي بدلها شيئا كالهمزة المسهلة مثلا.
(4) لم أقف على ترجمته.
(5) في (م) حدثنا.
(6) محمد بن جابر، صوابه: أحمد بن محمد بن جابر، أبو بكر التنيسي، روى القراءة عن محمد بن محمد بن النفاح بن بدر الباهلي، روى القراءة عنه فارس بن أحمد. غاية 1/ 109.
(7) محمد بن محمد بن النفاح بن بدر الباهلي، أبو الحسن البغدادي المقرئ، نزيل مصر، أخذ القراءة عن الدوري، روى عنه حمزة الكناني ومحمد بن إسحاق الصفار، وكان ثقة ثبتا صاحب حديث، متقللا من الدنيا، توفي سنة أربع عشرة وثلاث مائة. غاية 2/ 242، معرفة القراء 1/ 198.
(8) في (م) أنا.
(9) في (م) حدثنا.
(10) أحمد بن محمد بن محمد المكي، روى الحروف عن علي بن عبد العزيز البغوي، روى عنه الحروف خلف بن إبراهيم بن خاقان. غاية 1/ 129.
(11) علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، أبو الحسن البغوي، شيخ مسند ثقة، روى الحروف عن أبي عبيد، وهو أجل أصحابه، روى عنه الحروف أحمد المكي، وأبو القاسم الطبراني، توفي سنة سبع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 549.(2/866)
قرأت لإسماعيل وعليه العمل (1). وقال ابن جبير: واختلف عن نافع في الهمز ومذهب حمزة في الوقف على ذلك مذكور قبل (2). وقرأ الباقون بهمز ذلك حيث وقع.
حرف:
قرأ نافع في رواية إسماعيل وحمزة {هزوا [67] حيث وقع و} {جزءا
[260] هاهنا، وفي الزخرف [15] و} {جزء في الحجر [44] و} {كفوا في الإخلاص [4] بإسكان الزاي والفاء وتحقيق الهمزة بعدهما في الثلاث كلم، ومذهب حمزة في الوقف على ذلك مذكور في بابه} [3]، فأغنى عن إعادته. هذه رواية أبي عمر والكسائي والهاشمي عن إسماعيل، وروى أبو عبيد عنه عن نافع {هزوا و} {كفوا
بالتثقيل.} {وجزءا [260] بالتخفيف.
حدّثناه} [4] الخاقاني، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: نا علي، قال: نا أبو عبيد عن إسماعيل عن نافع، وروى ابن مجاهد عن محمد بن [هامان] (5) (6) عن أبي الربيع الزهراني (7) عن بريد (8) عن إسماعيل عنه {هزؤا و} {كفؤا: مهموزين مثقلين} [9].
وقال ابن مجاهد عن التغلبي (10) عن أبي عبيد عن إسماعيل هزوا
__________
(1) ولم يذكر ابن الجزري لنافع غير هذا الوجه وهو حذف الهمزة. وانظر: النشر 1/ 391، وكذلك فعل الداني في التيسير ص 74.
(2) انظر: جامع البيان 2/ 598.
(3) في الوقف يسقط حمزة الهمزة، وينقل حركتها إلى الساكن قبلها. جامع البيان 2/ 602.
وله وجه آخر وهو إبدال الهمزة واوا.
(4) كذا في (م) وفي (ت) حدثنا فأثبت الصواب.
(5) في (ت) و (م) هامان والصواب ما أثبته.
(6) محمد بن حماد بن ماهان، أبو جعفر الدباغ، البغدادي، شيخ مقرئ، روى الحروف سماعا عن أبي الربيع سليمان بن داود المهري، وسمع منه كتابه الذي جمعه في الحروف، روى عنه القراءة أبو بكر ابن مجاهد. غاية 2/ 135.
(7) سليمان بن داود، أبو الربيع الزهراني البصري، روى القراءة عن حفص وبريد بن عبد الواحد، روى القراءة عنه محمد بن حماد بن ماهان، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. غاية 1/ 313.
(8) بريد بن عبد الواحد، أبو المعافى الضرير، مقرئ، روى القراءة عن إسماعيل بن جعفر، روى القراءة عنه سليمان بن داود الزهراني. غاية 1/ 176.
(9) لم أجده في كتاب السبعة، والذي وجدته في السبعة أن إسماعيل روى عن نافع (هزؤا وكفؤا وجزءا) مخففات مهموزات ص 160.
(10) أحمد بن يوسف التغلبي، أبو عبد الله البغدادي، روى القراءة عن ابن ذكوان قال الداني(2/867)
بالتخفيف (1) وهو وهم من ابن مجاهد لأن أصحاب التغلبي رووا ذلك عن أبي عبيد عن إسماعيل بالتثقيل، وكذلك ذكره أبو عبيد عن إسماعيل بالتثقيل وكذلك ذكره أبو عبيد في كتابه (2). واختلف عن المسيّبي عن نافع [120/ ت] في قوله: {كفوا فروى عنه ابنه محمد وابن ذكوان والأنصاري} [3] وحمّاد بن بحر (4) وأبو عمارة (5) وابن سعدان من رواية ابن واصل (6) أنه أسكن الفاء، وبذلك قرأت في رواية ابن المسيّبي وابن سعدان عنه وهمزت بعد سكون الفاء، وروى خلف عنه (7) أنه يثقل ولم يذكر الهمز (8).
وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا المروزي (9) عن ابن سعدان عن إسحاق عن نافع {كفوا: مثقل غير مهموز} [10]، وكذلك روى عبيد بن محمد
__________
وله عنه نسخة فيها خلاف كثير لرواية أهل دمشق عن ابن ذكوان، وروى القراءة سماعا عن أبي عبيد القاسم بن سلام وموسى بن حزام الترمذي، صاحب يحيى بن آدم، روى عنه القراءة ابن مجاهد وابن جرير الطبري. غاية 1/ 152.
(1) انظر: السبعة ص 160.
(2) لم أقف على هذا الكتاب.
(3) إسحاق بن موسى، أبو موسى الأنصاري الكوفي، روى القراءة عن إسحاق المسيبي، روى القراءة عنه عبد الله بن عمرو بن أبي سعد الوراق، مات سنة أربع وأربعين ومائتين. غاية 1/ 158.
(4) حماد بن بحر الكوفي، روى القراءة عن إسحاق المسيبي، روى القراءة عنه محمد بن عيسى الأصبهاني. قال الداني: وحماد هذا مثير الشذوذ لأصحابه عن المسيبي. غاية 1/ 257.
(5) حمزة بن القاسم، أبو عمارة الأحول، الأزدي، الكوفي، أخذ القراءة عن حمزة الزيات، وحفص بن سليمان وإسحاق المسيبي، روى القراءة عنه أبو عمر الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد. غاية 1/ 264.
(6) محمد بن أحمد بن واصل، أبو العباس البغدادي المقرئ، قرأ على محمد بن سعدان صاحب سليم، وسمع من خلف بن هشام، روى عنه القراءة عرضا وسماعا أحمد بن بويان ومحمد بن أحمد الرامي وابن مجاهد، وابن واصل هو أجل أصحاب ابن سعدان، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين. معرفة القراء 1/ 211.
(7) أي عن إسحاق المسيبي.
(8) ذكر ابن مجاهد في كتاب السبعة أن خلفا روى عن المسيبي همز (كفؤا) ص 160.
(9) محمد بن يحيى بن سليمان، وقيل ابن عبد الله، أبو بكر المروزي، مقرئ محدث، مشهور، روى القراءة عرضا عن محمد بن سعدان، روى القراءة عنه ابن مجاهد، توفي قريبا من سنة ثلاث مائة. غاية 2/ 276.
(10) لم أجده في كتاب السبعة.(2/868)
المؤدب (1) عن ابن سعدان عن إسحاق، واتفق أصحاب المسيّبي عنه على ضمّ الزاي من {هزوا وإسكانها من قوله} {جزءا مع تحقيق الهمزة بعدهما.
واختلف أيضا عن قالون في قوله:} {كفوا فروت الجماعة عنه عن الحلواني وأحمد بن صالح وابناه أحمد} [2] وإبراهيم (3) وأبو سليمان ومصعب الزبيري (4) ومحمد بن هارون والشحام (5) والمدني (6) والقطري (7) (8) والكسائي والعثماني وغيرهم أنه ثقّله، وخالفهم إسماعيل القاضي (9) فقال عنه: مهموز خفيف.
حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا (10) ابن مجاهد، قال: حدّثني القاضي عن قالون {كفوا خفيف مهموز} [11]، ولم يختلفوا أيضا عنه في تثقيل هزوا وتخفيف
__________
(1) عبيد بن محمد، أبو محمد المروزي ثم البغدادي المكتب، روى القراءة عن محمد بن سعدان، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 497.
(2) أحمد بن قالون المدني، خلف أباه في الإقراء بالمدينة، وقرأ عليه الحسن بن أبي مهران والعمري والنبقي الهاشميان، وكان قليل الأصحاب. معرفة 1/ 182، غاية 1/ 94.
(3) إبراهيم بن عيسى (قالون) بن مينا المدني، قرأ على أبيه، قرأ عليه محمد بن عبد الله بن فليح. غاية 1/ 22.
(4) مصعب بن إبراهيم بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو عبد الله الزبيري الزهري المدني، ضابط محقق، قرأ على قالون، وله عنه نسخة، وهو من جلّة أصحابه، قرأ عليه محمد بن عبد الله ابن فليح. غاية 2/ 299.
(5) الحسن بن علي بن عمران، أبو علي وأبو عمران الشحام، مقرئ معروف، قرأ على قالون عرضا، قرأ عليه أبو العباس محمد بن الحسن بن يونس النحوي. غاية 1/ 225.
(6) عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن شعيب، أبو موسى القرشي المدني، المعروف بطيارة، نزيل مصر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن قالون، روى القراءة عنه محمد بن أحمد بن منير الإمام، توفي سنة سبع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 440.
(7) في (م) القنطري والصواب ما في (ت).
(8) محمد بن عبد الحكم بن يزيد، أبو العباس القطري الرملي، مشهور، أخذ القراءة سماعا عن قالون، وله عنه نسخة، روى القراءة عنه محمد بن يوسف بن بشر الهروي. غاية 2/ 159.
(9) إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي، أبو إسحاق الأزدي البغدادي، ثقة مشهور كبير، روى القراءة عن قالون، وله عنه نسخة، وصنف كتابا في القراءات جمع فيه قراءة عشرين إماما، روى القراءة عنه ابن مجاهد، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. غاية 1/ 162.
(10) في (م) أنا.
(11) انظر كتاب السبعة ص 160.(2/869)
{جزءا وهمزهما، وروى ورش عن نافع} {هزؤا و} {كفؤا مثقلين مهموزين و} {جزءا مخفّف مهموز. وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عنه} [1].
واختلف عن عاصم في الثلاث كلم، فروى حمّاد (2) عنه ويحيى بن آدم (3) ويحيى العليمي (4) والبرجمي (5) والكسائي وإسحاق الأزرق (6) وابن أبي حمّاد (7) والشموني
__________
(1) المشهور عن نافع أنه قرأ (كفؤا، هزؤا، جزءا) بالهمز في الثلاث كلم، وأنه ضم الفاء والزاي من كفؤا وهزؤا، وسكن الزاي من جزءا، ولم يذكر ابن الجزري له غير هذا الوجه في الثلاث كلم، وانظر النشر 2/ 215، 216، بل إن الداني نفسه رحمه الله قد اقتصر على هذا الوجه الذي ذكرته في الثلاث كلم في التيسير، حينما ذكر (هزوا وكفوا) في ص 74، وحينما ذكر (جزءا) في ص 82.
(2) حماد بن أبي زياد شعيب، أبو شعيب التميمي الحماني الكوفي، مقرئ جليل ضابط، عرض على عاصم، ولما كان عاصم قرأ على أبي بكر بن عياش، وقرأ أيضا على خالد بن جبلة اليشكري عن أبي عمرو، روى عنه القراءة عرضا يحيى بن محمد العليمي وروح بن عبد المؤمن، وهو معدود في أهل الرواية عن عاصم، قال الداني: ورواية العليمي عن حماد عن عاصم وعن أبي بكر عن عاصم سواء واللفظ لهما واحد، وقد تكلم في حديثه فقال ابن عدي أكثر حديثه مما لا يتابع عليه، توفي سنة تسعين ومائة. غاية 1/ 258.
(3) يحيى بن آدم بن سليمان، الإمام، أبو زكريا القرشي، مولى آل أبي معيط الكوفي الأحول، الحافظ المقرئ، صاحب أبي بكر بن عياش، روى حروف عاصم سماعا من غير تلاوة على أبي بكر بن عياش، ورواية يحيى هي أثبت الروايات عن أبي بكر، وثقه ابن معين والنسائي، أخذ عنه القراءة إسحاق بن راهويه وأحمد بن عمر الوكيعي، وتوفي سنة ثلاث ومائتين. معرفة القراء 1/ 137.
(4) يحيى بن محمد بن قيس الأنصاري الكوفي، مقرئ الكوفة في وقته، قرأ على ابي بكر بن عياش وحماد بن شعيب صاحبي عاصم، قرأ عليه يوسف بن يعقوب الواسطي، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين. معرفة 1/ 167.
(5) عبد الحميد بن صالح البرجمي الكوفي المقرئ، أبو صالح، قرأ على أبي بكر بن أبي عياش، ثم على أبي يوسف الأعشى، قرأ عليه جعفر بن عنبسة، وإسماعيل بن علي الخياط، قال أبو حاتم صدوق، مات سنة ثلاثين ومائتين. معرفة 1/ 166.
(6) إسحاق بن يوسف بن يعقوب الأزرق، أبو محمد الواسطي، ويقال الأنباري، ثقة كبير القدر، قرأ على حمزة وروى القراءة عن أبي عمرو وحروف عاصم عن أبي بكر بن عياش، روى عنه القراءة إسماعيل بن إبراهيم بن هود، والحسن بن علي الأبح. توفي سنة خمس وتسعين ومائة وقيل أربع وتسعين. غاية النهاية 1/ 158.
(7) عبد الرحمن بن سكين، أبو محمد بن أبي حماد الكوفي، صالح مشهور، عرض على حمزة، وأبي بكر بن عياش، روى القراءة عنه الحسن بن جامع. غاية 1/ 369.(2/870)
والتيمي (1) عن الأعشى عن أبي بكر عنه: أنه ضمّ الزاي والفاء فيهنّ وهمز، ولم يذكر الكسائي عن أبي بكر الهمز [وذكره] (2) الآخرون عنه، وروى الحيري (3) عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر {هزوا بتبيين الواو غير مهموز} [4]، وقال: {كفوا مثقل، وقال} {جزءا غير مهموز، وقال:} {جزء مقسوم بجزم} [5]، وقاله في المائدة:
{هزوا مخفّفة} [6] فاضطرب وخلط وغلط.
وحدّثنا عبد العزيز بن إسحاق: أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: ثنا (7) ابن حاتم (8)، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأهنّ كلهنّ بالواو، وروى حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم {هزوا بواو و} {كفوا بواو، ولم يذكر الهمز، كذا نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن حسين} [9]، وخالفه الرفاعي وخلاد، فرويا عن حسين عن أبي بكر الثلاث كلم مثل حمزة.
أخبرنا عبد العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: نا علي القطيعي (10)، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {هزوا و} {جزءا [260] و} {كفوا. قال أبو هشام: وهذا خلاف ما روى يحيى} [11]. واختلف عن حفص، فروى أبو عمر عن أبي عمارة عنه هزوا
__________
(1) محمد بن خلف بن صالح، أبو بكر التيمي الكوفي، ثقة، روى الحروف سماعا عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، روى عنه الحروف علي بن محمد النخعي. غاية 2/ 137.
(2) في (ت) و (م) «وذكر» ولعل الصواب هو إثبات الهاء وبها يستقيم الكلام.
(3) محمد بن عبد الله الحيري.
(4) وفي (م) مهموزة.
(5) أي بإسكان الزاي، والداني رحمه الله قد توسع في مسألة الجزم والإسكان والرفع والضم والجر والكسر والفتح والنصب على طريقة الكوفيين.
(6) وفي (م) فخففه.
(7) في (م) حدثنا.
(8) علي بن أحمد بن حاتم البغدادي، روى القراءة سماعا عن هارون بن حاتم، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 518.
(9) انظر: السبعة في القراءات فإن ابن مجاهد قد ذكر هذه الرواية ص 159وما بعدها.
(10) علي بن الحسن بن سليمات أبو الحسن القطيعي، روى القراءة سماعا عن أبي هشام الرفاعي، روى عنه القراءة أبو طاهر بن أبي هاشم. غاية 1/ 530.
(11) والمشهور عن أبي بكر عن عاصم أنه ضم الزاي والفاء في الثلاث كلم وهمزهن، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 74، 82، وابن الجزري في النشر 2/ 215، 216.(2/871)
و {كفوا مثل عمرا خفيفة} [1]، وروى عمرو (2) وعبيد (3) والقوّاس وحسين المروذي (4)
وابن شاهي (5) وهبيرة (6) والزهراني (7) عنه عن عاصم {هزوا و} {كفوا بضمّ الزاي والفاء وإبدال الهمزة بعدهما واوا مفتوحة.
وحدّثنا محمد بن علي [174/ م] قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني أبو بكر وهيب} [8] المروذي عن الحسن (9) بن المبارك (10) عن عروة بن الصبّاح عن حفص عن عاصم {هزوا و} {كفوا لا يهمز ويثقل، ويقرأ} {جزءا مقطوع بلا واو مهموز مخفّف} [11]، قال ابن مجاهد: وكذا قال هبيرة التمار عن حفص عن عاصم جزا
__________
(1) أي يخفف الهمزة ويبدلها واوا في الكلمتين.
(2) ابن الصباح، أبو حفص الكوفي المقرئ الضرير، قرأ على حفص وكان أحذق من قرأ عليه، وروى الحروف عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر بن عياش، قرأ عليه علي بن سعيد البزار، والحسن ابن المبارك، توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين. معرفة القراء 1/ 167.
(3) عبيد بن الصباح بن صبح أبو محمد الكوفي، أخو عمرو بن الصباح، أخذ القراءة عرضا عن حفص وهو من أجل أصحابه، وروى عنه القراءة عرضا أحمد بن سهل الأشناني.
معرفة القراء 1/ 168.
(4) الحسين بن محمد بن أحمد أبو أحمد المروذي، روى القراءة عن إسماعيل بن جعفر وحفص، روى القراءة عنه أحمد بن منيع. غاية 1/ 249.
(5) الفضل بن يحيى بن شاهي بن سلمة بن الحارث، أبو محمد الأنباري، روى القراءة عرضا وسماعا عن حفص عن عاصم، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن بشار. غاية 2/ 11.
(6) هبيرة بن محمد التمار، أبو عمر الأبرش البغدادي، عرض على حفص عن عاصم، قرأ عليه حسنون بن الهيثم وهو أضبط أصحاب هبيرة، والخضر بن الهيثم الطوسي. غاية النهاية 2/ 353.
(7) في (م) والزاهي وهو خطأ، وهو سليمان بن داود.
(8) وهو ابن عبد الله المروذي، أبو بكر، روى القراءة عن الحسن بن المبارك، روى القراءة عنه ابن مجاهد. غاية 2/ 361.
(9) هذا هو الصواب (الحسن)، وفي (ت) و (م) الحسين وهو خطأ، وفي (ت) و (م) في الموضع الذي بعده الحسن، وكذا هو في كتاب السبعة لابن مجاهد ص 159، وفي معرفة القراء الكبار في ترجمة عمرو بن الصباح ذكر الذهبي رحمه الله أن الحسن بن المبارك قد قرأ على عمرو بن الصباح، فضبطه بدون ياء 1/ 167.
(10) الحسن بن المبارك، أبو القاسم الأنماطي، المعروف بابن البغدادي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عمرة بن الصباح، روى القراءة عنه وهب بن عبد الله المروذي. غاية 1/ 229.
(11) السبعة في القراءات ص 159.(2/872)
مهموز مخفّف (1)، وفي كتاب الخزاز عنه {هزوا مهموز مثقل و} {كفوا بضمّ الكاف والفاء، ولم يذكر الهمزة.
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني [وهب]، قال: أخبرنا الحسن بن المبارك، قال: قال أبو حفص: وحدّثني سهل} [2] عن أبي عمر (3) عن عاصم أنه كان يثقل {هزوا و} {كفوا، وربما همز، وربما لم يهمز. قال: وكان أكثر قراءته بترك الهمز} [4].
نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني العوفي يعني: محمد بن سعد (5)
عن أبيه (6) عن حفص عن عاصم أنه كان لا ينقص نحو {هزوا و} {كفوا، وقال:
أكره أن يذهب منّي عشر حسنات بحرف أدغمه إذا همزت [121/ ت].
وذكر عاصم أن أبا عبد الرحمن} [7] كان يقول ذلك (8). وروى المفضل عن عاصم {هزوا مخفّفا مهموزا} [9]، و {جزءا و} {كفؤا مثقلين مهموزين، وقرأ الباقون} {هزوا و} {كفوا بضمّ الزاي والفاء و} {جزءا بإسكان الزاي وتحقيق الهمزة في الثلاث كلم} [10]، ولم يضمّ الزاي من قوله: {جزءا و} جزء حيث وقعا غير عاصم
__________
(1) السبعة في القراءات ص 159.
(2) لم أعثر على ترجمته.
(3) كذا في (م) وهو الصواب، وفي (ت) عمرو وهو خطأ.
(4) انظر: السبعة ص 159، والمشهور عن حفص عن عاصم أنه قرأ (هزوا) و (كفوا) بضم الزاي والفاء وإبدال الهمزة بعدهما واوا مفتوحة، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 74، وابن الجزري في النشر 2/ 215، 216.
(5) محمد بن سعد بن محمد، أبو جعفر العوفي، شيخ معروف، روى الحروف عن أبيه سعد، روى عنه الحروف ابن مجاهد. غاية 2/ 142.
(6) لم أقف على ترجمته.
(7) أبو عبد الرحمن السلمي، مقرئ الكوفة الضرير عبد الله بن حبيب بن ربيعة ولأبيه صحبة، وولد هو في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، عرض على علي وعثمان وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم، وعرض عليه عاصم بن أبي النجود ويحيى بن وثاب وعطاء بن السائب والحسن والحسين رضي الله عنهما. أقرأ في خلافة عثمان رضي الله عنه إلى أن توفي في إمرة الحجاج سنة ثلاث وسبعين وقيل أربع وسبعين، وكان ثقة كبير القدر، أخرج له الستة في كتبهم. معرفة القراء 1/ 45، غاية النهاية 1/ 413.
(8) السبعة في القراءات ص 159.
(9) في (م) مهموز وهو خطأ.
(10) انظر: النشر 2/ 215، 216، التيسير ص 74.(2/873)
في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد، على أن خلادا والرفاعي قد رويا عن الحسين الجعفي عن أبي بكر {جزءا بإسكان الزاي مهموزا في كل القرآن لم يروه غيره} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير {وما الله بغافل عمّا يعملون [74] بعده} {أفيطمعون
[75] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء} [2].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه {وأحاطت به خطيئاته [81] بالألف على الجمع. وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير والمفضل عن عاصم وحمزة والكسائي {لا يعبدون إلا الله
[البقرة: 83] بالياء. وكذلك روى عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم أيضا} [4]. وقرأ الباقون بالتاء.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم {للناس حسنا [83] بفتح الحاء والسين. وقرأ الباقون بضم الحاء وإسكان السين} [5]، وكلهم قرأ في النمل [11] {ثم بدل حسنا بضم الحاء وإسكان السين، إلا ما رواه حسين الجعفي وعصمة بن عروة الفقيمي} [6] عن أبي عمرو أنه قرأ {حسنا بفتح الحاء والسين، لم يروه أحد عنه غيرهما} [7].
__________
(1) والمشهور عن أبي بكر: ضم الزاي في كلمة (جزء) حيث وقعت، وهو المعتمد في التيسير ص 84، وفي النشر 2/ 216.
(2) انظر: النشر 2/ 217، التيسير ص 74.
(3) والمشهور عن ابن عامر أنه يقرأ (خطيئته) على الإفراد، ولم يذكر ابن الجزري في النشر غير هذا الوجه لابن عامر، انظر: النشر 2/ 218، واقتصر عليه المؤلف في التيسير ص 74.
(4) المشهور عن عاصم أنه قرأ (لا تعبدون) بالتاء، ولم يذكر ابن الجزري غير هذا الوجه له، انظر:
النشر 2/ 218، وانظر: التيسير ص 74فإن المؤلف اقتصر ثم على هذا الوجه لعاصم.
(5) المشهور عن عاصم ضم الحاء وإسكان السين، وانظر: النشر فإنه لم يذكر له غير هذا الوجه 2/ 218، وانظر: التيسير ص 74فقد اقتصر المؤلف ثم على هذا الوجه لعاصم.
(6) عصمة بن عروة أبو نجيح الفقيمي البصري، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء وعاصم بن أبي النجود، روى عنه الحروف يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال أبو حاتم عن عصمة: مجهول. غاية 1/ 512.
(7) وروايتهما شاذة لمخالفتهما ما في التيسير والنشر.(2/874)
حرف:
قرأ الكوفيون {تظاهرون [85] هاهنا و} {إن تظاهرا عليه في التحريم [4] بتخفيف الظاء. وقرأ الباقون بتشديدهما في الموضعين. وحكى ابن مجاهد في كتاب [قراءة نافع]} [1] عن يونس عن ورش عن نافع {تظهرون بغير ألف، وقد ذكر يونس في كتابه (اختلاف نافع وحمزة)} [2] في تثقيل الظاء وتخفيفها، وأضرب عن ذكر الألف، فدلّ على إثباتها بعد الظاء اتفاق منهما.
حرف:
قرأ حمزة: {أسرى [البقرة: 85] على وزن فعلى، وكذلك روى أبو عبيد عن إسماعيل عن نافع وهو وهم. وقرأ الباقون} {أسارى على وزن فعالى، وكذلك روى الكسائي والدوري والهاشمي عن إسماعيل عن نافع} [3].
حرف:
قرأ نافع وعاصم والكسائي: {تفادوهم [85] بضم التاء وفتح الفاء وألف بعدها. وقرأ الباقون} {تفدوهم بفتح التاء وإسكان الفاء من غير ألف} [4].
حرف:
وكلهم قرأ: {يوم القيامة يردّون [85] بالياء إلا ما حدّثناه فارس ابن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد} [5]، قال: نا محمد بن الربيع (6)، قال: نا يونس بن عبد الأعلى عن ابن كيسة (7) عن سليم (8) عن حمزة بالتاء، وعن ورش عن
__________
(1) لم أقف على الكتاب.
(2) لم أقف على هذا الكتاب.
(3) وفي التيسير ص 74ذكر أن نافعا يقرأ (أسارى) كالستة ولم يذكر له خلافا، وكذلك في النشر 2/ 218، سار على هذا، وكذلك ابن مجاهد فقد سار في كتاب السبعة على هذا ص 164.
(4) وانظر: التيسير ص 74، النشر 2/ 218.
(5) جعفر بن أحمد، أبو محمد البزاز، روى القراءة عن محمد بن الربيع، روى القراءة عنه فارس بن أحمد، غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 191.
(6) محمد بن الربيع بن سليمان، أبو داود، أبو عبيد الله الجيزي، الأزدي مولاهم. روى القراءة عن يونس بن عبد الأعلى، روى القراءة عنه جعفر بن أحمد البزاز وأبو العباس المطوعي، ومحمد بن إبراهيم ابن زاذان. غاية 2/ 140.
(7) علي بن يزيد بن كيسة، أبو الحسن الكوفي نزيل مصر، عرض على سليم، وهو أضبط أصحابه، عرض عليه يونس بن عبد الأعلى، وداود بن أبي طيبة، وعبد الصمد بن عبد الرحمن، مات بمصر سنة اثنتين ومائتين. غاية النهاية 1/ 584.
(8) سليم بن عيسى بن سليم بن عامر، أبو عيسى، ويقال أبو محمد الحنفي مولاهم، الكوفي المقرئ، ضابط محرر حاذق، ولد سنة ثلاثين ومائة، وعرض القرآن على حمزة، وهو(2/875)
نافع بالياء، وذلك وهم من ابن الربيع، فحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة (1)، قال: نا أبي (2)، قال: نا يونس عن ابن كيسة أنه أقرأه هو وورش وسقلاب (3) بالياء اتفقوا، وهذا هو الصواب. وكذلك روى داود عن ابن كيسة، وروى ابن مجاهد بإسناده عن المفضل (4) عن عاصم {يردون بالتاء} [5]، وبالياء قرأت له مثل الجماعة.
حرف:
قرأ الحرميان وأبو بكر والمفضل وحماد عن عاصم {وما الله بغافل عمّا تعملون [85] بعده} {أولئك الذين اشتروا [86] بالياء، وكذلك حكى ابن شنبوذ عن أبي موسى عن الكسائي} [6]. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء.
حرف:
قرأ ابن كثير {بروح القدس [87و 253] في الموضعين في هذه السورة. وفي المائدة [110] والنحل [102] بإسكان الدال، وقرأ الباقون: بضمها} [7].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ينزل} [8] [90] وتنزل [النساء: 153] إذا
__________
أضبط أصحابه وأقومهم بحرف حمزة، عرض عليه خلف بن هشام وخلاد بن خالد، توفي سنة ثمان وثمانين ومائة. غاية النهاية 1/ 318.
(1) أحمد بن أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي السمح التجيبي المصري، قرأ على إسماعيل ابن عبد الله النحاس، قرأ عليه خلف بن إبراهيم الخاقاني، توفي سنة ست وخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 38.
(2) أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن التجيبي المصري، روى القراءة عن يونس بن عبد الأعلى، روى القراءة عنه ابنه أحمد. غاية 1/ 155.
(3) سقلاب بن شيبة، أبو سعيد المصري، قرأ القرآن على نافع، قال الداني: وروى عنه كتاب التمام. قرأ عليه يوسف بن عمرو الأزرق ويونس بن عبد الأعلى، وكان يقرئ بمصر مع ورش، توفي سنة إحدى وتسعين ومائة. معرفة القراء 1/ 132، غاية النهاية 1/ 308.
(4) في (م) = الفضل = والصواب الذي في (ت).
(5) هذه الرواية ليست في كتاب السبعة.
(6) إلا أن المشهور عن الكسائي أنه قرأها بالتاء، واقتصر على هذا الوجه له الداني في التيسير ص 74، وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 218.
(7) وانظر: التيسير ص 74وعبر هنالك عن الإسكان بالتخفيف، وعن الضم للدال بالتثقيل، وانظر: النشر 2/ 216.
(8) في (م) = وينزل =.(2/876)
كان مستقبلا (1) مضموم الأول بإسكان النون وتخفيف الزاي من جميع القرآن.
واستثنى ابن كثير من ذلك موضعين، وهما قوله في سبحان [82]: {وننزل من القرآن و} {حتى تنزل علينا كتابا [93] بفتح النون وتشديد} [2] الزاي فيهما [122/ ت] واستثنى أبو عمرو أيضا من ذلك موضعا واحدا وهو قوله في الأنعام [37]:
{على أن ينزل آية يفتح نونه وشدّد زاؤه، واتفقا جميعا على فتح النون وتشديد الزاي في الموضع الذي في الحجر [21] وهو قوله:} {وما ننزّله إلا بقدر معلوم
[175/ م] وذلك إجماع فيه من حيث أريد به المرّة بعد المرّة.
وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الزاي في الباب كله، واستثنى عاصم في رواية هبيرة عن حفص، وفي رواية إسحاق الأزرق عن أبي بكر من ذلك موضعا واحدا، وهو قوله في الشورى [28]} {وهو الذي ينزل الغيث فخفّفه واستثنى في رواية يحيى الجعفي عن أبي بكر موضعا واحدا وهو قوله في لقمان [34]:} {وينزل الغيث فخفّفه أيضا} [3]. واستثنى حمزة والكسائي من الباب موضعين، وهما اللذان في لقمان {وينزل الغيث وفي الشورى} {وهو الذي ينزل الغيث فخفّفاهما.
حرف:
وكلهم قرأ} {والله بصير بما يعملون [96] بالياء إلا ما رواه مضر ابن محمد} [4] عن البزّي عن ابن كثير أنه قرأ بالتاء، وهو وهم من مضر لأن الخزاعي (5)
وابن الحباب (6) رويا ذلك عن البزّي نصّا، وكذلك رواه الحلواني (7) عن
__________
(1) هكذا في (ت)، وفي (م) = مستثقلا = وهو خطأ.
(2) وفي (م) وشد الزاي.
(3) المشهور عن عاصم التشديد في جميع المواضع، ففي التيسير ص 75أن عاصما ممن يقرأ بالتشديد ولم يستثن له الداني هنالك أي موضع، والأمر كذلك في النشر 2/ 218.
(4) مضر بن محمد بن خالد بن الوليد، أبو محمد الضبي الأسدي الكوفي، قال ابن الجزري:
معروف وثقوه، روى القراءة سماعا عن أحمد البزي، وابن ذكوان، وروى الحروف عنه ابن مجاهد، وابن شنبوذ. غاية النهاية 2/ 299.
(5) إسحاق بن أحمد الخزاعي.
(6) الحسن بن الحباب بن مخلد، أبو علي البغدادي الدقاق، من حذاق أهل الأداء، قرأ على البزي ومحمد بن غالب الأنماطي، أخذ عنه ابن مجاهد، والنقاش، وابن الأنباري وعبد الواحد بن أبي هاشم، وكان الحسن ثقة وهو الذي انفرد بزيادة (لا إله إلا الله) مع التكبير عن البزي، توفي سنة إحدى وثلاث مائة. معرفة القراء 1/ 186، غاية 1/ 209.
(7) أحمد بن يزيد الحلواني. تقدم.(2/877)
القوّاس (1)، وعلى ذلك العمل في رواية الثلاثة عن ابن كثير (2).
حرف:
قرأ ابن كثير {جبريل في الموضعين هاهنا [97، 98]، وفي التحريم [4] بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز، وقرأ حمزة والكسائي بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة بعدها ياء، هذه رواية الجماعة عن سليم ما خلا خلاد فإنه اختلف عنه، فروى الحلواني وسليمان اللؤلؤي} [3] ومحمد بن الهيثم (4) وعنبسة بن النضر (5)
ومحمد بن شاذان (6) مثل الجماعة (7)، وروى عنه الخنيسي (8) (9) {جبرئل مهموزا مقصورا. وقال ابن فرح عن أبي عمر عن سليم هاهنا:} {جبرئل مهموز لم يزد على ذلك شيئا، وقال في التحريم [4]} جبرئل لا يمدّها، ولكنها بهمزة خفيفة، فوافق ما حكاه الخنيسي عن خلاد. وقال البرمكي عن أبي عمر عنه: مثقل، وهذا يدلّ على المدّ والهمز.
__________
(1) أبو الحسن أحمد بن محمد بن علقمة القواس. تقدم ص.
(2) وانظر النشر 2/ 219، فان ابن الجزري ذكر ابن كثير مع من يقرءون بالياء.
(3) سليمان بن عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، أبو داود الطلحي، التمار اللؤلؤي الكوفي، مقرئ ثقة، عرض على خلاد، وعمرو بن أحمد الكندي، عرض عليه الإمام ابن جرير الطبري، مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين. غاية النهاية 1/ 314.
(4) محمد بن الهيثم، أبو عبد الله الكوفي قاضي عكبرا. ضابط مشهور، حاذق في قراءة حمزة، عرض على خلاد، وهو أجل أصحابه وعرض على عبد الرحمن بن أبي حماد، وحسين الجعفي عن حمزة، روى عنه القراءة عرضا القاسم بن نصر المازني، مات سنة تسع وأربعين ومائتين. غاية 2/ 274، معرفة 1/ 180.
(5) عنبسة بن النضر الأحمر، أبو عبد الرحمن اليشكري المقرئ النحوي، عرض على سليم بن عيسى، وعرض على خلاد، روى القراءة عنه عبد الله بن جعفر السواق. غاية النهاية 1/ 605.
(6) أبو بكر الجوهري، المقرئ، قرأ على خلاد، وقرأ عليه أبو الحسن بن شنبوذ وأبو بكر النقاش، قال ابن الجزري: مقرئ حاذق معروف، محدث مشهور ثقة. معرفة القراء 1/ 205، غاية النهاية 2/ 152.
(7) والمشهور عن خلاد موافقته للجماعة عن سليم، انظر التيسير ص 75فان الداني هنالك ذكر لحمزة وجها واحدا فقط وهو بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة بعدها ياء مثل الكسائي، وانظر: النشر 2/ 219فقد وافق ابن الجزري هنالك الداني في التيسير.
(8) في (م) = الحبشي = وهو تحريف.
(9) هو محمد بن يحيى، أبو عبد الله الخنيسي، الرازي ثم الكوفي، مقرئ مشهور، روى القراءة عن خلاد، وروى القراءة عنه جعفر بن محمد بن حرب. غاية النهاية 2/ 278.(2/878)
واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروت الجماعة عنه كقراءة حمزة والكسائي بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة بعدها ياء، وخالفهم يحيى بن آدم، فروي عنه بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة من غير ياء (1)، هذه رواية خلف والوكيعي (2)
والصريفيني (3) وموسى ابن حزام (4) وحسين بن الأسود (5) عن يحيى، وروى عنه محمد بن المنذر (6) مثل حمزة، وكذلك روى الواسطيون (7) عن شعيب عن يحيى، وكذلك روى عنه أبو هشام في «جامعه» (8). وقال عنه في «مجرّده» (9): مهموز مقصور، وهذا هو الصواب من قوله.
وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر (10) {جبرئل و} {ميكائل يهمزهما جميعا بألفين، وهذا يدلّ على أنه قرأ} جبرائل بألف بين الراء والهمزة لأنه جعله في
__________
(1) ذكر ابن الجزري الخلاف عن أبي بكر في إثبات الياء وحذفها بعد الهمزة المكسورة ولما ذكر رواية يحيى بن آدم عنه بحذف الياء قال: وهذا هو المشهور من هذه الطرق 2/ 219.
(2) أحمد بن عمر بن حفص، الشيخ أبو إبراهيم الوكيعي البغدادي، الضرير، روى القراءة عن يحيى بن آدم، روى القراءة عنه ابنه إبراهيم وعلي بن أحمد الوزان، توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين. غاية النهاية 1/ 92.
(3) شعيب بن أيوب بن رزيق أبو بكر وقيل أبو أيوب الصريفيني، مقرئ ضابط موثق عالم، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن يحيى بن آدم، روى القراءة عنه محمد بن عمرو بن عون، وأحمد بن يوسف القافلاني، توفي سنة إحدى وستين ومائتين. غاية النهاية 1/ 327.
(4) موسى بن حزام، أبو عمران الترمذي، الرجل الصالح، روى القراءة عن يحيى بن آدم سماعا عن أبي بكر عن عاصم، وعن يحيى بن آدم عن الكسائي، روى القراءة عنه عبد الله بن أبي داود. توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين. غاية 2/ 318.
(5) الحسين بن علي بن الأسود، أبو عبد الله البجلي، الكوفي، روى القراءة عن يحيى بن آدم، روى عنه القراءة أحمد بن يزيد الحلواني. غاية 1/ 238.
(6) محمد بن المنذر الكوفي، مقرئ معروف، روى الحروف سماعا عن يحيى بن آدم وله عنه نسخة، روى عنه الحروف ابنه المنذر. غاية 2/ 266.
(7) لعل الواسطيين هم: محمد بن عمرو بن عون الواسطي ويوسف بن يعقوب الواسطي وأحمد بن سعيد بن عثمان أبو العباس الضرير المعروف بالمثلثي شيخ واسط.
(8) لم أقف على هذا الكتاب.
(9) لم أقف على هذا الكتاب.
(10) في (م) = بكرة = وهو خطأ.(2/879)
الترجمة مثل {ميكائل. وذلك خلاف لقول الجماعة عن أبي بكر} [1]. وروى المفضل عن عاصم في هذه السورة مثل حمزة، وفي التحريم بكسر الجيم والراء من غير همز في السورتين (2).
حرف:
قرأ نافع {وميكائل [98] بهمزة مكسورة بعد الألف من غير ياء، وكذلك روى ابن شنبوذ وابن الصبّاح عن قنبل عن ابن كثير لم يروه غيرهما. وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية حفص بغير همز ولا ياء بين الألف واللام، وقرأ الباقون بهمزة بعدها ياء} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {ورسله [98] حيث وقع بضمّ السين مثقلا إلا ما رواه الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأه مخفّفا} [4] لم يروه غيره، والعمل في قراءة أبي عمرو على ضمّ السّين، وكذلك رواه منصوصا عن اليزيدي (5)
أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو خلاد وأبو عمر وأبو شعيب، وعلى ذلك أهل الأداء.
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {ولكن الشياطين [102] وفي الأنفال [17]} {ولكن الله قتلهم [123/ ت]} {ولكن الله رمى [17] بإسكان النون وكسرها للساكنين ورفع الاسم الذي بعدها في الثلاثة المواضع، هذه رواية الأخفش والشاميين والترمذي} [6] (7) عن ابن ذكوان ولكن الشياطين بتخفيف النون ورفع ما
__________
(1) اقتصر الداني في التيسير على وجه واحد لأبي بكر وهو فتح الجيم والراء وهمزة مكسورة من غير ياء ص 75، وهذا هو المشهور من الطرق عن أبي بكر كما ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 219.
(2) قرأ حفص عن عاصم وأبو عمرو وابن عامر في السورتين بكسر الجيم والراء وياء بعد الراء من غير همز، وأما رواية المفضل عن عاصم في هذه السورة أنه قرأ مثل حمزة بغير همزة فهي رواية غريبة لم يذكرها الداني في التيسير ص 75، ولا ابن الجزري في النشر 2/ 219.
(3) انظر: التيسير ص 75، وفيه أن قنبلا يقرأ كالبزي بياء بعد الهمزة، وأما في النشر فقد ذكر الخلاف عن قنبل، وأنه قرأ مثل نافع روى ذلك عنه ابن شنبوذ، وروى ابن مجاهد عن قنبل أنه قرأ كالبزي 2/ 219، وانظر السبعة ص 166.
(4) وهي قراءة غريبة.
(5) في (م) زيادة واو قبل أبو عبد الرحمن وهو خطأ.
(6) في (م) = الترميدي = والصواب ما في (ت).
(7) هو محمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد، أبو إسماعيل السلمي الترمذي، ثم(2/880)
بعدها {ولكن الله قتلهم} {ولكن الله رمى بتشديد النون ونصب ما بعدها والله أعلم.
قال أحمد بن أنس وأحمد بن المعلى} [1] عن ابن ذكوان في سورة الأنفال:
{ولكن الله قتلهم} {ولكن الله رمى بالتخفيف في الحرفين، قال: وقال أبو عمرو:
وكذلك هو في حفظي، وأصبت في كتابي بالتشديد} {ولكن الله قتلهم} {ولكن الله رمى وروايتهما هذه تشهد بصحة ما رواه التغلبي والأخفش عن ابن ذكوان، فرواية التغلبي هي المنصوصة في كتابه، ورواية الأخفش هي التي في حفظه وكثيرا ما يأخذ الأخفش بما في حفظه ويترك} [2] ما في كتابه.
وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر هاهنا بالتشديد والنصب، وفي الأنفال بالتخفيف والرفع. وروى ابن أنس وابن أبي حسان والباغندي عن هشام بإسناده عن [ابن] عامر (3) {ولكن الله قتلهم بالرفع، ولم يذكروا غيره} [4]. وقرأ حمزة والكسائي {ولكن الناس أنفسهم في يونس [44] بكسر النون ورفع السين} [5].
وقرأ نافع وابن عامر {ولكن البرّ [177و 189] في الموضعين في هذه السورة كذلك أيضا بكسر النون ورفع «البرّ». وقرأ الباقون بفتح النون وتشديدها ونصب الأسماء [176/ م] بعدها في الجميع} [6].
حرف:
قرأ ابن عامر ما ننسخ من آية [106] بضم النون الأولى وكسر السين.
__________
البغدادي، عالم مشهور، قال الداني: هو من جلة أصحاب الحديث وعلمائهم، روى القراءة عن عبد الله بن ذكوان، وله عنه نسخة فيها حروف الشاميين حروف عبد الله بن عامر روى هذه النسخة عنه علي بن القاسم بن صالح المعروف بصاحب الموصل. غاية 2/ 102.
(1) أحمد بن المعلى، أبو بكر القاضي، روى القراءة عن ابن ذكوان وهشام، سمع الحروف منه عن هشام الحسن بن حبيب. غاية النهاية 1/ 139.
(2) في (م) = وينزل = وهو خطأ.
(3) في (م) = عامر = فسقطت (ابن) والصواب إثباتها كما في (ت).
(4) المشهور عن ابن عامر كما في التيسير ص 75أنه قرأ المواضع الثلاثة بتخفيف (لكن) ورفع ما بعدها. وهو ما ذكره ابن الجزري في النشر 2/ 219.
(5) وانظر: التيسير ص 122، النشر 2/ 219.
(6) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 219.(2/881)
وقرأ الباقون بفتح النون والسين. وكذا روى الداجوني (1) عن أصحابه عن هشام (2)، وذلك خلاف لما روت الجماعة عن ابن عامر.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {أو ننسأها} [3] [106] بفتح النون والسين وهمزة ساكنة بين السين والهاء. وقرأ الباقون بضمّ النون وكسر السين من غير همز (4).
حرف:
وكلهم قرأ {كما سئل موسى [108] بتحقيق الهمزة وصلا ووقفا ما خلا حمزة، فإنه يسهّلها} [5] في الوقف على ما بيّناه في باب الهمزة (6).
أنا ابن غلبون قال أنا عبد الله بن محمد، قال: نا (7) أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {كما سئل مهموز يعني إشباع وكذلك روى ابن عبّاد} [8]
وابن بكر (9) عن هشام. وقال الوليد عن يحيى: بضمّ السين بغير إشباع. قال أبو عمرو: ونعني بغير إشباع أي: بغير تحقيق يريدان [الهمز] (10) مسهلا، والله أعلم (11).
__________
(1) محمد بن أحمد بن عمر الرملي، الضرير، الداجوني الكبير، وكنيته أبو بكر، إمام كامل، رحال ناقل، مشهور ثقة، أخذ القراءة عن الأخفش بن هارون، ومحمد بن موسى الصوري، روى القراءة عنه العباس بن محمد الرملي الداجوني الصغير، وأحمد بن نصر الشذائي، وصنف كتابا في القراءات، مات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. معرفة 1/ 215، غاية 2/ 77.
(2) المشهور عن هشام أنه قرأ مثل ابن ذكوان، ولم يذكر الداني في التيسير إلا وجها واحدا لابن عامر وهو ما تقدم في الحرف. والذي يفهم من كلام المصنف رحمه الله هاهنا هو أن المشهور عن هشام موافقته لابن ذكوان في هذا الحرف، وأما في النشر فقد ذكر ابن الجزري الخلاف لهشام في هذا الحرف، إذ روى عنه الداجوني موافقته للقراء الستة 2/ 219.
(3) وفي (ت) و (م) = ننساها = وهو خطأ.
(4) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 221.
(5) في (م) = سهلها =.
(6) انظر جامع البيان 2/ 608.
(7) في (م) = أنا =.
(8) إبراهيم بن عباد التميمي البصري.
(9) تقدم ص.
(10) في (ت) و (م) = الهمزة =، وهو خطأ، فأثبت الصواب.
(11) المشهور عن ابن عامر تحقيق الهمزة كغيره في هذا الحرف (كما سئل موسى) ولم يذكر(2/882)
ومما يدلّ على أن ذلك أراد هشام والوليد ما حدّثناه أحمد بن عمر الجيزي (1)
في الإجازة، قال: نا (2) أحمد بن سليمان (3)، قال: نا محمد بن محمد الواسطي، قال:
نا هشام بإسناده عن ابن عامر {وإذا الموءودة سئلت [التكوير: 8] بضم السين من غير همز. نا} [4] طاهر قال: ثنا (5) أبو محمد بن المفسّر، قال: نا ابن أنس، قال: نا (6)
هشام عن أصحابه عن ابن عامر {سئلت خفيف لم يذكر غير ذلك، وأحسبه يريد التسهيل} [7].
حرف:
قرأ ابن عامر {قالوا اتخذ الله [116] بغير واو قبل القاف، وكذا في مصاحف أهل الشام خاصّة. وقرأ الباقون} {وقالوا بالواو} [8]، وكذلك في مصاحفهم (9) والموضع الذي في يونس بغير واو إجماع من القرّاء، واتفاق من المصاحف.
__________
الداني في التيسير خلافا للقراء في هذا الحرف، ولا ابن الجزري في النشر، وقال ابن مجاهد: (سئل) بضم السين مهموزة مكسورة في قراءتهم جميعا. وقال هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر (سئل) مهموزة بغير إشباع. ا. هـ. السبعة في القراءات ص 169.
(1) أحمد بن محمد بن عمر بن محمد، أبو عبد الله المصري الجيزي القاضي، روى القراءة عن أبي الفتح بن بدهن، وأحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع، روى القراءة عنه أبو عمرو الحافظ الداني، توفي بمصر سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. غاية 1/ 126.
(2) في (م) = أنا =.
(3) أحمد بن سليمان بن إسماعيل وقيل إسحاق بن زبان الكندي، أبو الطيب الدمشقي، معروف، روى القراءة عن أحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن محمد الباغندي الواسطي، روى القراءة عنه أحمد بن عمر بن محفوظ الجيزي، توفي سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة.
غاية النهاية 1/ 59.
(4) في (م) = أنا =.
(5) في (م) = حدثنا =.
(6) في (م) = أنا =.
(7) المشهور عن ابن عامر أنه قرأ (سئلت) بتحقيق الهمزة كغيره من القراء، ولم يذكر الداني ولا ابن الجزري ولا ابن مجاهد خلافا في هذا الحرف عن القراء.
(8) وانظر: التيسير ص 76، وانظر النشر 2/ 220، وقد علل ابن الجزري عدم وجود الواو في الموضع الثاني وهو في سورة يونس بأنه = ليس قبله ما ينسق عليه فهو ابتداء كلام واستئناف خرج مخرج التعجب من عظم جراءتهم وقبيح افترائهم بخلاف هذا الموضع فإن قبله (وقالوا لن يدخل الجنة)، (وقالت اليهود ليست النصارى) فعطف على ما قبله ونسق عليه، والله أعلم =. ا. هـ.
(9) انظر: المقنع ص 102.(2/883)
حرف:
قرأ ابن عامر {كن فيكون [117] هاهنا وفي آل عمران [47، 48]} {فيكون ويعلمه وهو الأول، وفي النحل [40، 41]} {فيكون والذين هاجروا وفي مريم [35، 36]} {فيكون وإن الله ربي وفي يس [82، 83]} {فيكون فسبحان الذي وفي غافر [68، 69]} {فيكون ألم تر بنصب النون في الستة، وتابعه الكسائي على النصب في النحل ويس فقط} [1]، وقد روى الحلواني عن هشام في موضع آخر من كتابه مثل ذلك، وهو غلط.
وقرأ الباقون برفع النون في الستة، وأجمعوا على رفع النون في الحرفين الأخيرين من آل عمران (2) وفي الحرف الذي في المائدة (3) والذي في الأنعام (4)، ونا أبو الحسن شيخنا [124/ ت]، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال:
نا هشام بإسناده عن ابن عامر أنه نصب النون في الستة المواضع، قال هشام: كان أيوب القارئ (5) يقول: {فيكون طيرا [آل عمران: 29] يعني بالنصب ثم صار يقول:} {فيكون بالرفع.
حرف:
قرأ نافع} {ولا تسأل عن أصحاب [119] بجزم اللام على النهي. وقرأ الباقون برفع اللام على الخبر} [6].
__________
(1) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 220.
(2) أي قوله تعالى: (كن فيكون) (59)، (الحق من ربك)، وقوله تعالى: (فيكون طيرا) (49)، ولو أن المصنف رحمه الله لم يذكر (فيكون طيرا) في هذا الحرف لكان أمثل، لأن الخلاف في هذا الحرف إنما هو في (كن فيكون)، والله أعلم.
(3) أي قوله تعالى (فتكون طيرا بإذنى) (110) ولو أن المصنف لم يذكر هذا الموضع في هذا الحرف لكان أمثل لأن الخلاف إنما هو في (كن فيكون). والله أعلم. وسوف يتكلم المؤلف عن هاتين الآيتين.
(4) أي قوله تعالى: (ويوم يقول كن فيكون، قوله الحق) آية (73).
(5) أيوب بن تميم بن سليمان، أبو سليمان التميمي الدمشقي، ضابط مشهور، قرأ على يحيى بن الحارث الذماري صاحب ابن عامر، وهو الذي خلف يحيى في القيام بالقراءة بدمشق، أخذ عنه القراءة عرضا ابن ذكوان وأخذ عنه الحروف هشام بن عمار، توفي أيوب سنة ثمان وتسعين ومائة، وعمره تسع وتسعون سنة وشهران. معرفة 1/ 122، غاية 1/ 172.
(6) قراءة نافع بجزم اللام مع فتح التاء، والباقون بضم التاء ورفع اللام. انظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 221.(2/884)
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن أنس وابن المعلى وابن موسى الصّوري (1) عن ابن ذكوان، وفي رواية الحلواني عن هشام {إبراهام بفتح الهاء وألف بعدها في ثلاثة وثلاثين موضعا، وما عداها وجملته ستة وثلاثون موضعا بكسر الهاء وياء بعدها، والتي بالألف جميع ما في هذه السورة من ذكر إبراهيم، وجملته خمسة عشرة موضعا، في النساء ثلاثة مواضع، وهي الأخيرة} {ملّة إبراهيم حنيفا [125] و} {اتخذ الله إبراهيم خليلا [125] و} {أوحينا إلى إبراهام [163]، وفي الأنعام موضع واحد [161] وهو الأخير} {ملّة إبراهيم حنيفا، وفي التوبة موضعان، وهما الأخيران} {وما كان استغفار إبراهام [114] و} {إن إبراهام لأوّاه [114]. وفي إبراهيم موضع [35]} {وإذ} [2] قال إبراهام وفي النحل موضعان {إن إبراهام كان أمة
[120] و} {ملّة إبراهام حنيفا [123]، وفي مريم ثلاثة مواضع} {في الكتاب إبراهام
[41] و} {عن آلهتي يا إبراهم [46] و} {من ذرية إبراهام [58]، وفي العنكبوت موضع وهو الأخير [31]} {ولما جاءت رسلنا إبراهام، وفي الشورى موضع [13]} {وما وصّينا به إبراهام، وفي الذاريات موضع [24]} {حديث ضيف إبراهام، وفي والنجم موضع [37]} {وإبراهام الذي، وفي الحديد موضع [26]} {نوحا وإبراهام، وفي الممتحنة موضع وهو الأول [4]} {أسوة حسنة في إبراهام} [3].
__________
(1) محمد بن موسى بن عبد الرحمن بن أبي عمار، أبو العباس الصوري الدمشقي، مقرئ، مشهور، ضابط ثقة، أخذ القراءة عرضا عن ابن ذكوان، روى عنه القراءة عرضا محمد بن أحمد الداجوني، مات سنة سبع وثلاث مائة. غاية 2/ 268.
(2) في (م) = وإذا =، وهو خطأ.
(3) وانظر: التيسير ص 76، وذكر في ص 77أنه قرأ لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين، والباقون بالياء في الجميع، فابن ذكوان من طريق التيسير يقرأ ما سوى البقرة بالياء في جميع المواضع حسب كلام الداني رحمه الله.
وأما ابن الجزري فقد ذكر في النشر ثلاث روايات عن ابن ذكوان:
1 - رواية النقاش عن الأخفش عنه أنه قرأ بالياء في جميع القرآن مثل الجماعة.
2 - رواية الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان أنه قرأ بالألف مثل هشام في المواضع التي قرأ فيها هشام بالألف.
3 - رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش عن ابن ذكوان أنه قرأ بالألف في البقرة وبالياء في غيرها. 2/ 221.(2/885)
وقال ابن أنس وابن المعلى: نا ابن ذكوان، قال: قرأت على أيوب بن تميم عن يحيى ابن الحارث مواضع {إبراهيم ومواضع} {إبراهام، قال ابن ذكوان: حدّثنا أبو مسهر} [1] عن صدقة بن خالد (2) عن يحيى بن الحارث في البقرة {إبراهام آل عمران} {إبراهيم كلها بالياء، النساء كلها} {إبراهام بغير ياء إلا حرفا واحدا} {فقد آتينا آل إبراهيم [النساء: 54] فإن هذا بياء، الأنعام كلها بياء إلا حرفا واحدا} {ملّة إبراهيم
[الأنعام: 161] بغير ياء، براءة كلها} {إبراهام إلا حرفا واحدا} {وقوم إبراهيم
[70] هذا بياء مفردة. هود ويوسف جميعا:} {إبراهيم بياء. سورة إبراهيم [35]} {وإذ قال إبراهام، الحجر كلها بياء، النحل كلها بغير ياء} {إبراهام، مريم كلها} [3]
بغير ياء، الأنبياء كلها «إبراهام»، الحج كلها بياء، الشعراء كلها بياء، العنكبوت في خاتمة الثلاثين {ولمّا جاءت رسلنا إبراهام [31] بغير ياء [177/ م] وسائرها} {إبراهيم، الأحزاب كلها «إبراهيم» بياء، والصافات كلها بياء، عسق «إبراهام» بغير ياء، الزخرف [26]} {إبراهيم بالياء، المفصل كلها إبراهام يعني: إلا} {قول إبراهيم [الممتحنة: 4] فإنه بياء، وفي سبّح} {صحف إبراهيم [19] بياء.
قال ابن ذكوان: بهذا يقرأ، وقال ابن خرزاذ} [4] والتغلبي ومحمد بن إسماعيل الترمذي (5) عن ابن ذكوان جميع ما في سورة البقرة دون غيرها إبراهام بغير ياء وطلب الألف. وقال الأخفش عنه كذلك إلا أنه قال: بالألف بعد الهاء، وقال: هي لغة أهل الشام خاصّة ويؤخذ به.
وأخبرنا الخاقاني عن أبي بكر محمد بن أشتة أنه قرأ على أبي بكر النقّاش عن
__________
(1) عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر، أبو مسهر الغساني الدمشقي أحد شيوخ دمشق بعد ابن ذكوان، أخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم ونافع بن أبي نعيم، روى عنه القراءة القاسم بن سلام، مات سنة ثمان عشرة ومائتين. غاية 1/ 355.
(2) صدقة بن خالد، أبو عثمان الدمشقي، عرض على يحيى بن الحارث الذماري، روى القراءة عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار وأبو مسهر، مات سنة ثمانين ومائة. غاية 1/ 336.
(3) في (ت) و (م) زيادة = مريم = بعد = كلها = فحذفتها لركاكة الأسلوب ولعلها زيادة من أحد النساخ خطأ.
(4) عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ، أبو عمرو البصري، نزيل أنطاكية، روى القراءات عن ابن ذكوان، روى القراءة عنه إبراهيم بن عبد الرزاق. غاية 1/ 506.
(5) في (م): «اليزيدي» وهو خطأ.(2/886)
الأخفش عن ابن ذكوان الثلاثة والثلاثين موضعا التي نصّ عليها ابن ذكوان في كتابه بفتح الهاء وألف بعدها. وقال عنه عن الأخفش: أنه كان يروي ذلك رواية، ويأخذ مثل العامّة. وذكر النقّاش في كتابه أنه قرأ على الأخفش جميع ما في القرآن بالياء، وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه عن الأخفش، وبه قرأت على أبي الفتح عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش، وقرأت على أبي الحسن بن غلبون من طريق ابن الأخرم عن الأخفش جميع ما في البقرة بالوجهين: بالألف وبالياء، وبما رواه ابن أنس وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام كان أبو بكر الداجوني يأخذ [125/ ت] في الروايتين رواية ابن ذكوان وهشام.
وقال الحلواني في «مجرّده» (1) عن هشام في والنجم [37]: {وإبراهيم الذي وفّى بالياء وقال في «جامعه»} [2] عنه: بالألف، وهو الصحيح. والذي ذكره ابن ذكوان في كتابه من أن ستة وثلاثين موضعا هي التي يقرؤها ابن عامر {إبراهام بغير ياء، وأن ثلاثة وثلاثين موضعا يقرؤها} {إبراهيم بالياء} [3] غلط من الرواة عنه إذ في تفصيله الجملتين هناك خلاف لما ذكروه.
وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر في البقرة: {وإذ يرفع إبراهيم [127]} {ووصّى بها إبراهيم} [4] [132] {قال إبراهام فإن الله [258]، وفي النساء الثلاثة الأحرف الأخيرة، وفي الأنعام [161]} {ملّة إبراهام، وفي إبراهيم [35]} {وإذ قال إبراهام، وفي النحل} {إبراهام، و} {ملّة إبراهام [123] وفي مريم [41]} {في الكتاب إبراهيم} [5]، وفي العنكبوت [31] {رسلنا إبراهام، وفي عسق [13]} {وما وصّينا به إبراهام، وفي والذاريات [24]} {حديث ضيف إبراهام} [6]، قال: المفصل كلها {إبراهام إلا حرفين} {إلا قول إبراهيم [الممتحنة: 4] و} في صحف إبراهيم [الأعلى: 19] فذلك سبعة عشر حرفا نصّ عليها. كذا قال في أول الباب ثم
__________
(1) لم أقف على كتابه هذا.
(2) لم أقف على كتابه هذا.
(3) في (م) زيادة = و = قبل = غلط = ولا مكان لها.
(4) في (م) = ابراهام =.
(5) في (ت) و (م) = في إبراهيم = ولعل كلمة الكتاب سقطت منهما.
(6) في (م) = ابراها = فسقطت منها الميم.(2/887)
قال في آخره: كان يقرأ القرآن كله {إبراهام إلا في موضعين في الممتحنة [4]} {إلا قول إبراهيم وفي سبّح [19]} {صحف إبراهيم فاضطرب قوله عنه} [1] في ذلك، وقوله: المفصل أولى بالصحة من قوله: المجمل.
وروى الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر {إبراهام بنيه [132] لم يذكر غيره، وروى الوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى عنه:} {إبراهيم بالياء في جميع القرآن، وبذلك} [2] قرأ الباقون.
حدّثنا خلف بن أحمد (3)، قال: نا أحمد بن محمد (4)، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا القاسم بن سلام، قال: نا أبو مسهر الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي (5) عن زيد ابن ملك (6)، قال: هو {إبراهام و} {إبراهيم مثل يعقوب وإسرائيل، قال القاسم: وتتبّعت اسمه في المصاحف فوجدته كتب في البقرة خاصّة} {إبراهم} [7] بغير ياء (8). قال أبو عمرو: ولم يكتبوه فيها كذلك إلا على مراد الألف دون الياء لأن الياء لا تحذف من الكتابة في نحو ذلك، والألف قد تحذف منها كثيرا في نحو: إسمعيل وإسحاق وشبههما من الأسماء الأعجمية المستعملة تخفيفا (9)
واختصارا.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {واتخذوا من مقام إبراهيم [125] بفتح الخاء على الخبر. وقرأ الباقون بكسرها على الأمر} [10].
__________
(1) سقطت = في = من (م).
(2) قال ابن الجزري: وروى العباس بن الوليد وغيره عن ابن عامر الألف في جميع القرآن.
النشر 2/ 222.
(3) هو الخاقاني. تقدم.
(4) هو المكي. تقدم.
(5) سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى، أبو محمد ويقال: أبو عبد العزيز التنوخي الشامي، مفتي الشام، إمام جليل، ثقة كبير، عرض على يحيى الذماري، وأخذ عن ابن عامر، روى القراءة عنه عبد الأعلى ابن مسهر، والوليد بن مسلم، توفي سنة سبع وستين ومائة. غاية 1/ 307.
(6) لم أقف على ترجمته.
(7) في (ت) و (م) = إبراهيم = بالياء، وهو خطأ مخالف للسياق، ولرسم المصحف.
(8) انظر المقنع ص 92.
(9) في (م) = تحقيقا = وهو خطأ.
(10) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 222.(2/888)
حرف:
قرأ ابن عامر {فأمتعه قليلا [126] بإسكان الميم وتخفيف التاء. وقرأ الباقون بفتح الميم وتشديد التاء} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو في رواية شجاع وفي رواية السّوسي عن اليزيدي من قراءتي {وأرنا مناسكنا [128] و} {أرني كيف تحيي الموتى [260] وفي النساء [153]} {أرنا الله جهرة وفي الأعراف [143]} {أرني أنظر إليك وفي فصّلت [29]} {أرنا اللذين بإسكان الراء في الخمسة} [2]، وتابعهما على الإسكان في فصّلت خاصّة ابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحماد وأبي بكر فيما حكاه عامّة أصحابه عنه ما خلا حسين بن علي وابن أبي أمية وهارون بن حاتم، فإنهم رووا ذلك عنه إسكان الراء ما خلا ضرار بن صرد (3) ومحمد بن المنذر، فإنهما رويا عنه كسر الراء والعمل على الإسكان (4)، وبذلك قرأت لأبي بكر من جميع الطرق، وقال لي أبو الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ (5) وأبي طاهر في رواية هشام عن ابن عامر بكسر الراء وعن (6) قراءته على عبد الله بإسكان الراء، وهو الصحيح لأن هشاما قد نصّ عليه في كتابه.
فحدّثنا ابن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال:
نا هشام بإسناده عن ابن عامر في حم السجدة ربّنا أرنا [178/ م] جزم، وكذلك رواه عنه الباغندي وغيره، وبذلك آخذ.
__________
(1) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 222.
(2) وانظر: التيسير ص 76، وقد ذكر الداني رحمه الله فيه رواية السوسي إسكان الراء، واقتصر على ذكر الإسكان، وأما ابن الجزري فقد ذكر في النشر 2/ 222عن السوسي وجهين: إسكان الراء مثل ابن كثير، واختلاس كسرتها مثل الدوري.
(3) ضرار بن صرد بن سليمان، أبو نعيم التميمي الكوفي، ثقة صالح، روى القراءة عن الكسائي ويحيى بن آدم، روى عنه الحروف حمدان بن يعقوب، توفي سنة تسع وعشرين ومائة. غاية 1/ 338.
(4) وانظر: التيسير ص 193ولم يذكر لهشام خلافا في هذه الآية، وإنما ذكر له الإسكان فقط، وذكر له ابن الجزري الخلاف في هذه الآية وأن الداجوني روى عن أصحابه عن هشام كسر الراء في فصلت، وسائر أصحابه رووا عنه الإسكان كابن ذكوان. النشر 2/ 222.
(5) عبد الباقي بن الحسن. تقدم.
(6) في (م) = من = بدلا من = وعن =، وهو خطأ.(2/889)
واختلف عن أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو في جميع الباب، فروى عنه أبو عبد الرحمن وإسماعيل (1) وإبراهيم (2) [126/ ت] من رواية العبّاس (3) عنه وأبو جعفر اليزيدي (4) وأبو حمدون وأبو خلاد وأبو عمر وأبو شعيب وابن شجاع أن أبا عمرو كان يشمّ الراء شيئا من الكسر، وروى عنه ابن سعدان وابن جبير وابن واصل (5) بجزم الراء، وبذلك قرأت في رواية السّوسي وحده عن اليزيدي من طريق أبي عمران وغيره، وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد الله بن أحمد عن أحمد بن عثمان عن أبي عيسى الزينبي (6) عن جعفر غلام سجادة (7) عن اليزيدي عن أبي عمرو {وأرنا بالجزم، وكذلك روى أبو عبيد عن اليزيدي عنه في كتاب المعاني} [8]، وقرأت في رواية عبد الوارث (9) باختلاس كسرة الراء إلا في الحرف الأول من البقرة
__________
(1) إسماعيل بن يحيى بن المبارك أبو علي بن اليزيدي البغدادي، أخذ القراءة عن أبيه، روى القراءة عنه القاسم بن عبد الوارث. غاية 1/ 170.
(2) إبراهيم بن يحيى بن المبارك، أبو إسحاق بن أبي محمد اليزيدي البغدادي، ضابط شهير، نحوي لغوي، قرأ على أبيه، وروى القراءة عنه ابنا أخيه العباس بن محمد وعبيد الله بن محمد، ولإبراهيم مؤلفات كثيرة منها كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه. غاية 1/ 92.
(3) العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي العدوي، أبو الفضل البغدادي، روى القراءة عن عميه أبي عبد الرحمن عبد الله وأبي إسحاق إبراهيم روى عنه وجادة ابنه محمد. غاية 1/ 354.
(4) أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي، أبو جعفر البغدادي، متقن، قرأ على جده أبي محمد اليزيدي، روى القراءة عنه أخوه عبيد الله بن محمد وابن أخيه يونس بن علي.
غاية 1/ 133.
(5) في (م) = واصلي = وهو تصحيف.
(6) موسى بن إبراهيم أبو عيسى، ويقال أبو القاسم الهاشمي الزينبي البغدادي، قرأ على إبراهيم بن حماد سجادة، قرأ عليه أحمد بن عثمان بن بويان وقال كان شريفا فاضلا جليلا. غاية 2/ 316.
(7) جعفر بن حمدان، أبو محمد غلام سجادة، ويقال جعفر بن أحمد سجادة، وقيل صاحب سجادة، البغدادي، مشهور، من أصحاب اليزيدي، قرأ على يحيى اليزيدي، قرأ عليه بكران بن أحمد السراويلي. غاية 1/ 191.
(8) لم أقف عليه.
(9) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة العنبري، مولاهم البصري، إمام حافظ، مقرئ ثقة، عرض على أبي عمرو، ووافقه في العرض على حميد بن قيس المكي، روى القراءة عنه ابنه عبد الصمد، اتهم بالقدر، مات سنة ثمانين ومائة بالبصرة. غاية 1/ 478.(2/890)
والحرف الذي في فصّلت، فإني قرأتهما بإسكان الراء، وقرأت في رواية الدوري والموصلي وأبو أيوب الخياط عنه بالاختلاس (1) حيث وقع. وقرأ الباقون بإشباع كسرة الراء في جميع القرآن.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {وأوصى بها إبراهيم [132] بألف مهموزة بين الواوين} [2] مع تخفيف الصاد (3)، وكذلك روى موسى بن هارون الطوسي (4) (5) عن عمرو بن الصباح عن [حفص] (6) عن عاصم لم يروه غيره،
وكذلك (7) في مصاحف أهل المدينة والشام. وقرأ الباقون بغير ألف مع تشديد الصاد، وكذا في مصاحفهم (8).
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {أم تقولون إن إبراهيم [140] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء} [9]، وكذلك حكى الخزّاز أحمد بن علي (10) في كتابه عن هبيرة من طريق الخزاز ومن طريق حسنون (11) عنه، وبذلك آخذ.
__________
(1) في (م) = باختلاس =.
(2) في (م) بين الواو وهو خطأ.
(3) المشهور عن عاصم أنه قرأ (ووصى) بدون همزة بين الواوين، وبتشديد الصاد. وانظر:
التيسير ص 77، النشر 2/ 222.
(4) في (ت) و (م) موسى بن هارون والطوسي، والصواب حذف الواو.
(5) موسى بن هارون بن عمر، أبو عيسى الطوسي، نزيل واسط، روى القراءة عن عمرو بن الصباح عن حفص، روى عنه الحروف عبد الله بن أحمد بن بكير. غاية 2/ 324.
(6) هذا هو الصواب، وفي (ت) و (م) = جعفر =.
(7) في (ت) = وكذلك = مكررة.
(8) انظر المقنع ص 102.
(9) وانظر: التيسير ص 77، النشر 2/ 223.
(10) أحمد بن علي بن الفضل أبو جعفر الخزاز، بغدادي مقرئ ماهر ثقة، قرأ على هبيرة صاحب حفص، أخذ عنه القراءة ابن مجاهد وابن شنبوذ، توفي سنة ست وثمانين ومائتين. غاية 1/ 86.
(11) الحسن بن الهيثم، أبو علي الدويري المعروف بحسنون، قرأ على هبيرة التمار، قال الداني وروايته أشهر الروايات وأصحها، قرأ عليه أبو بكر النقاش، وسمع منه الحروف ابن مجاهد. توفي سنة تسعين ومائتين. غاية 1/ 234.(2/891)
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وحفص {لرءوف رحيم [143] و} {رءوف بالعباد [البقرة: 207] حيث وقع بواو بعد الهمزة. وقرأ الباقون بغير واو. وحكى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الكسائي عن أبي بكر عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عنه كنافع، واختلف قول ابن مجاهد في ذلك} [1]، فقال: أنا محمد بن علي عنه عن أصحابه عن الكسائي عن أبي بكر أنه تابع نافعا، وقال في مكان آخر إنه قصر، وهذا أصحّ قوليه (2). وبذلك قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر من طريق الدوري وابن جبير، وبه آخذ (3). وقد روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم {رؤوف} [4] يهمزها ويمدّها على مثال رعوف، فخالف سائر أصحابه.
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {وما الله بغافل عمّا يعملون} [5] [144] بعده {ولئن أتيت [145] بالتاء، والباقون بالياء، وكذلك روى ابن شنبوذ عن أصحابه عن أبي موسى عن الكسائي} [6].
حرف:
قرأ ابن عامر {مولاها [158] بفتح اللام وألف بعدها على معنى مصروف إليها. وقرأ الباقون بكسر اللام وياء بعدها} [7] على معنى هو مستقبلها (8).
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني ليلّا [البقرة:
__________
(1) في (ت) و (م) في ذلك فقال أنا، فحذفت كلمة = فقال = لأن السياق لا يستقيم إلا بحذفها.
(2) المشهور عن أبي بكر بن عياش أنه يقرأ مثل أبي عمرو وحمزة والكسائي، ولم يذكر الداني له في التيسير غير هذا الوجه وهو القصر. انظر: ص 77وكذلك فعل ابن الجزري في النشر 2/ 223.
(3) ذكر ابن مجاهد في كتاب السبعة ص 171أن أبا بكر عن عاصم قرأ بالقصر، وذكر أن الكسائي روى عن أبي بكر (لرءوف) بالمد.
(4) كذا في (م)، وفي (ت) = رؤف =.
(5) في (م) = تعملون =.
(6) المشهور عن الكسائي أنه قرأ مثل ابن عامر وحمزة ولم يذكر عنه في التيسير غير هذا الوجه ص 77، وكذا في النشر 2/ 223.
(7) انظر: التيسير ص 77، النشر 2/ 223، وعلل ابن الجزري القراءتين بنفس التعليل.
(8) وانظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 266.(2/892)
150] هاهنا وفي النساء [165] والحديد [29] بياء مفتوحة بعد اللام بدلا من الهمزة. وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد اللام، وكذلك روى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش (1).
حرف:
قرأ أبو عمرو {وما الله بغافل عمّا تعملون} [2] [149] بعده {ومن حيث [150] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء} [3]، وأمال الكسائي في رواية نصير وقتيبة فتحة النون والألف بعدها من قوله {إنا لله [156] خاصة} [4] وقد ذكرنا ذلك في باب الإمالة (5).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ومن يطّوّع خيرا فإن الله [158]} {[فمن]} [6]
يطّوّع خيرا فهو خير له [184] بالياء وتشديد الطاء وجزم العين على الاستقبال في الموضعين. وقرأ الباقون بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين فيهما على المضي (7).
وروى ابن واصل وابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو {يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [159] بسكون النون وقد ذكر} [8].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {وتصريف الريح [164] هاهنا وفي الجاثية [5] و} {تذروه الريح في الكهف [45] بالتوحيد من غير ألف في الثلاثة.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي [127/ ت] في الأعراف [57]} {وهو الذي يرسل الريح وفي النمل [63]} {ومن يرسل الريح وفي الروم [48]} الله الذي
__________
(1) ذكر المؤلف في التيسير وجها واحدا لورش وهو تسهيل الهمزة في حرف (لئلا) وأراد بالتسهيل الإبدال ياء، انظر ص 35، وقال ابن الجزري: واختص الأزرق عن ورش بإبدال الهمزة ياء في (لئلا) في البقرة والنساء والحديد. النشر 1/ 397.
(2) في (م) = يعملون =.
(3) وانظر: التيسير ص 77، النشر 2/ 223.
(4) والمشهور عن الكسائي عدم إمالة هذا الحرف، وانظر التيسير ص 48وما بعدها حيث ذكر ما انفرد الكسائي بإمالته ولم يذكر هذا الحرف.
(5) انظر: جامع البيان 3/ 832، 836، وقد ذكر المصنف هنالك أن إمالة هذا الحرف مما لم يتابع نصيرا وقتيبة عليها أحد من أصحاب الكسائي.
(6) في (ت) و (م) = ومن = وهو خطأ مخالف للآية.
(7) وانظر: التيسير ص 77، النشر 2/ 223.
(8) في الفقرة (18).(2/893)
{يرسل الريح وفي فاطر [9]} {والله الذي أرسل الريح بالتوحيد أيضا من غير ألف في الأربعة.
وقرأ حمزة في الحجر [22]} {وأرسلنا الريح لواقح بالتوحيد، وقرأ ابن كثير في الفرقان [48]} {وهو الذي أرسل الريح بالتوحيد أيضا. وقرأ الباقون التسعة المواضع بالألف على الجمع. وقرأ نافع في إبراهيم [18]} {اشتدت به الرياح وفي الشورى [33]} {إن يشأ يسكن الرياح بالألف على الجمع في الموضعين، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد فيهما، وكلهم قرأ الموضع الأول من الروم [46] وهو قوله:} {الرياح مبشّرات على الجمع لأجل} {مبشّرات} [1].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {ولو ترى الذين ظلموا [179/ م] بالتاء، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون بالياء} [2].
حرف:
قرأ ابن عامر {إذ يرون [165] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها، وكذلك حكى أبو طاهر عن أبي عبيد أنه روى عن هشام بإسناده عن ابن عامر، ولم أجد ذلك في كتاب أبي عبيد، والرواة مجمعون عن هشام على ضمّ الياء} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {أن القوة لله [165] بفتح الهمزتين} [4] إلا ما رواه إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم أنه كسرهما. لم يروه عنه غيره (5).
حرف:
قرأ ابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم من غير رواية أبي عمارة عنه {خطوات الشيطان في الموضعين [البقرة: 168و 208] في هذه السورة، وفي الأنعام [142] والنور [21] بضمّ الطاء. واختلف عن ابن كثير، فروى ابن مجاهد وأحمد بن بويان عن قنبل والخزاعي عن البزّي وابن فليح ومحمد بن هارون} [6]
__________
(1) وانظر: التيسير ص 78، النشر 2/ 223.
(2) المشهور عن أبي بكر عن عاصم أنه يقرؤها بالياء، ولم يذكر في التيسير ص 78عنه غير هذا الوجه. وكذا في النشر 2/ 223.
(3) وانظر: التيسير ص 78، النشر 2/ 224.
(4) والهمزة الثانية (وأن الله شديد العذاب) في نفس الآية.
(5) وهي قراءة غريبة.
(6) محمد بن محمد بن هارون أبو الحسن الربعي، عرض على البزي، عرض عليه محمد بن إبراهيم البلخي. غاية 2/ 257.(2/894)
واللهبي (1) عن البزّي ومحمد بن عمران (2) عن ابن فليح بضم الطاء. وروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي والخزاعي عن الهاشمي (3) عن القوّاس والحسن بن الحباب عن البزي من قراءتي بإسكان الطاء.
وكذلك روى غير ابن مجاهد وابن بويان والزينبي وابن الصباح وابن شنبوذ وغيرهم عن قنبل، وكذلك نا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن فليح، وبالضم قرأت في روايته، وهو الصحيح. وحدّثنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي {خطوات مبينة بغير همز مشدودة الواو، وهذه الترجمة غلط إلا أن يريد تشديد الواو وتحريكها مجازا، أو يريد مشدد الطاء أي مضمومة، فذكر الواو} [4]. واختلف أيضا في ذلك عن اليزيدي عن أبي عمرو، فروت الجماعة عنه إسكان الطاء ما خلا ابن سعدان، فإنه حكى عنه أنه قرأها بالتثقيل والتخفيف، والعمل على قول مخالفيه (5).
واختلف أيضا عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه البرجمي بضم الطاء، وكذلك روى محمد بن خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر، وروى سائر الرواة عن أبي بكر والشموني وابن غالب (6) وغيرهما عن الأعشى إسكان الطاء (7)، وكذلك روى أبو
__________
(1) عبد الله بن علي بن عبد الله بن حمزة، أبو عبد الله اللهبي، المكي، مقرئ حاذق ثقة، أخذ القراءة عرضا عن البزي، وهو من جلة أصحابه، أخذ القراءة عنه عرضا أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل. غاية النهاية 1/ 436.
(2) محمد بن عمران أبو بكر الدينوري، أخذ القراءة عن عبد الوهاب بن فليح وسمع منه كتاب حروف المكيين، روى القراءة عنه محمد بن الحسن النقاش. غاية 2/ 222.
(3) عبد الله بن جبير الهاشمي المكي، روى الحروف عن أحمد بن محمد القواس وعرض على قنبل، روى عنه الحروف إسحاق بن أحمد الخزاعي. غاية 1/ 412.
(4) المشهور عن قنبل أنه قرأ (خطوات) بضم الطاء، ولم يذكر له الداني في التيسير ص 78 غير هذا الوجه، وكذا في النشر 2/ 216.
وأما البزي فقد ذكر له ابن الجزري في النشر 2/ 216وجهين: الإسكان: رواه عنه أبو ربيعة، والضم رواه عنه ابن الحباب، ولم يذكر الداني للبزي في التيسير ص 78إلا إسكان الطاء.
(5) وانظر: التيسير ص 78فلم يذكر فيه عن أبي عمرو الا الإسكان وكذا في النشر 2/ 216.
(6) محمد بن غالب، أبو جعفر الصيرفي الكوفي، مقرئ متصدر، أخذ القراءة عن أبي يوسف الأعشى، روى القراءة عنه علي بن الحسن التميمي. غاية 2/ 227.
(7) المشهور عن أبي بكر إسكان الطاء، ولم يذكر له الداني في التيسير ص 78خلافا، وكذا في النشر 2/ 216.(2/895)
عمر الدوري عن أبي عمارة عن حفص، وخالفه عمرو وعبيد وهبيرة والقوّاس وابن شاهي، وعلى روايتهم العمل (1). وقرأ الباقون بإسكان الطاء.
حرف:
قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة بكسر النون من {فمن اضطر [البقرة:
173] و} {أن احكم [المائدة: 49] و} {أن اعبدوا [النمل: 45] و} {أن اقتلوا
[النساء: 66] و} {أن اشكر} [2] [لقمان: 14] {ولكن انظر [الأعراف: 143] وشبهه، والدال من} {ولقد استهزىء [الأنعام: 10] والتاء من} {وقالت اخرج [يوسف: 31] والتنوين في نحو قوله:} {فتيلا انظر [النساء: 49، 50] و} {متشابه انظروا [الأنعام:
99] و} {مبين اقتلوا [يوسف: 9] و} {عيون ادخلوها [الحجر: 45، 46] وما أشبهه حيث وقع، وذلك إذا ابتدئت} [3] الألف بالضم وكانت الضمة التي بعد الساكن الثاني لازمة لا غير، وانفرد عاصم وحمزة دون أبي عمرو بكسر اللام من قوله: {قل انظروا [يونس: 101] و} {قل ادعوا [الإسراء: 56] حيث وقعا، والواو من قوله:
} {أو اخرجوا [النساء: 66]} {أو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110]} {أو انقص
[المزمل: 3] واختلف [128/ ت] عن ابن كثير وابن عامر في التنوين خاصة، فأما ابن كثير فروى الخزاعي عن البزّي وابن فليح ومحمد بن هارون عن البزّي وابن شنبوذ عن قنبل عن ابن كثير أنه كسر التنوين حيث وقع إلا في أربعة مواضع: النساء} {فتيلا انظر وفي} [4] سبحان {محظورا انظر [الإسراء: 20، 21] و} {مسحورا انظر
[الإسراء: 47، 48] وفي الفرقان [8، 9]} {مسحورا انظر} [5] فإنه ضمّ التنوين فيها.
وتقريب ما رووه في هذا الباب أن التنوين إذا كانت الحركة التي تتبعها كسرا فهو مكسور اتباعا لها، وإذا كان فتحا فهو مضموم. وروى سائر الرّواة عن البزّي وقنبل ضمّ التنوين في جميع القرآن. وكذلك روى الزينبي عن رجاله. وأما ابن عامر فروى
__________
(1) ولم يذكر في التيسير ص 78لحفص إلا ضم الطاء، وكذا في النشر 2/ 216.
(2) كذا في (م) وهو الصواب، وفي (ت) = اشكروا =.
(3) في (م) = ابتديت =.
(4) في (م) = في سبحان = ليس قبلهما واو.
(5) وانظر: النشر 2/ 225، وذكر ابن الجزري ثم أن ابن مجاهد روى عن قنبل ضم جميع التنوين ولم يستثن شيئا، وهو في كتاب السبعة لابن مجاهد ص 174، وذكر ابن الجزري أيضا أن ابن فارس في الجامع، والسبط في كفايته ذكرا عن ابن شنبوذ ضم التنوين في جميع المواضع.(2/896)
المعلى وابن خرزاذ والتغلبي والترمذي وأحمد بن أنس عن ابن ذكوان بإسناده عنه أنه (1) كسر التنوين في جميع القرآن إلا في موضعين: وهما في الأعراف [49] {برحمة ادخلوا الجنة وفي إبراهيم [26]} {خبيثة اجتثت فإنه ضمّه فيهما. وكذلك روى ابن شنبوذ عن الأخفش عنه، وبذلك قرأت في رواية الأخفش من طريق ابن الأخرم، وزاد ابن المعلى وابن أنس عنه حرفا ثالثا وهو قوله في الأنعام [99]} {وغير متشابه انظروا فروياه عنه بضمّ التنوين أيضا. وقال الأخفش عنه في الباب كله بالكسر، ونصّ على الموضعين المذكورين بالكسر أيضا. وكذلك روى عنه الحسن بن حبيب} [2] وعلي بن الحسين بن السفر (3) وغيرهما.
وكذلك حكى أحمد بن نصر (4) أنه قرأ على ابن الأخرم عن الأخفش، قال:
وعليه أهل دمشق من أصحاب الأخفش، وبذلك قرأت أنا من طريق النقّاش وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق (5) وابن مرشد (6) وأبي طاهر البعلبكي (7) وأبي عمران (8) وابن
__________
(1) سقطت = أنه = من (م).
(2) الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري، أبو علي الدمشقي، فقيه، مقرئ، ثقة، روى القراءة عن هارون بن موسى الأخفش، وسمع منه كتابه الذي ألفه في قراءة ابن عامر بالعلل، روى القراءة عنه عبد المنعم بن غلبون، توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة، وله ست وتسعون سنة. غاية 1/ 209.
(3) علي بن الحسين بن السفر، أبو العباس الحرسي، الدمشقي، البزاز، شيخ معروف قرأ على هارون بن موسى الأخفش، قرأ عليه أبو بكر بن حبيب السلمي، ومات سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة، وهو عند ابن الجزري ابن الصقر نفسه. غاية 1/ 533.
(4) أحمد بن نصر بن منصور، أبو بكر الشذائي البصري، إمام مشهور، قرأ على ابن الأخرم، قرأ عليه أبو الفضل الخزاعي، توفى سنة سبعين وثلاث مائة. غاية 1/ 144.
(5) إبراهيم بن عبد الرزاق العجلي الأنطاكي، أبو إسحاق، أستاذ مشهور، ثقة كبير قرأ على هارون بن موسى الأخفش، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون، توفي سنة تسع أو ثمان وثلاثين وثلاث مائة. غاية 1/ 16.
(6) محمد بن أحمد بن مرشد، أبو بكر الدمشقي، مقرئ صالح، عرض على هارون الأخفش، عرض عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 2/ 88.
(7) محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان، أبو طاهر البعلبكي، المؤذن، مقرئ معمر، عالي السند، صالح، نزيل صيدا، عرض على هارون الأخفش، عرض عليه عبد الباقي بن الحسن، مات سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، وله تسعون سنة. غاية 2/ 148.
(8) موسى بن عبد الرحمن بن موسى، أبو عمران الدمشقي، مقرئ، عرض على هارون الأخفش، عرض عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 2/ 320.(2/897)
أبي حمزة (1) وابن أبي داود (2) عنه عن ابن ذكوان، وروى سلامة بن هارون (3) عن ابن ذكوان أنه كسر التنوين في أربعة مواضع لا غير [180/ م] في النساء [49، 50] {فتيلا انظر وفي الفرقان [8]} {مسحورا انظر وضمّه فيما عدا ذلك.
وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان، وزاد حرفين في ص [41، 42]} {وعذاب اركض و} {منيب ادخلوها [ق: 33، 34]} [4] وروى ابن شنبوذ عن قراءته على أحمد بن نصر بن شاكر (5) عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر أنه كسر التنوين في ثلاثة مواضع: في الأنعام [99] {وغير متشابه انظروا وفي ص [41، 42]} {وعذاب اركض وفي ق [33، 34]} {منيب ادخلوها وضمه فيما عداها. وروى هشام والوليد وابن بكار بإسنادهم عن ابن عامر ضمّ التنوين في جميع القرآن. وقرأ الباقون بضمّ جميع الباب من التنوين وغيره. وقال أبو عبد الرحمن وإبراهيم ابنا اليزيدي عن أبيهما عن أبي عمرو} {خبيثة اجتثّت [إبراهيم: 46] و} منيب ادخلوها [ق: 33، 34] الهاء والتنوين مكسوران، ويشمّ الألف رفعا.
وأخطآ لأن الألف في حال الوصل الذي فيه يوجد التنوين معدومة، فكيف يشمّ الرفع؟
__________
(1) محمد بن نصير بن جعفر، أبو بكر الدمشقي، يعرف بابن أبي حمزة، عرض على هارون الأخفش، وهو أجل أصحابه، عرض عليه محمد بن الحسين الديبلي. غاية 2/ 269.
(2) جعفر بن حمدان بن سليمان، أبو الفضل بن أبي داود النيسابوري، ضابط، قرأ على هارون الأخفش، وهو من حذاق أصحابه، قرأ عليه عبد الله بن عطية، توفي سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. غاية 1/ 191.
(3) سلامة بن هارون، أبو نصر البصري، قرأ على هارون الأخفش، روى القراءة عنه عبد الله بن الحسين أبو أحمد. غاية 1/ 310.
(4) ذكر الداني في التيسير ص 78أن محمد بن الأخرم روى عن الأخفش عن ابن ذكوان أنه كسر التنوين حاشا حرفين (برحمة ادخلوا) و (خبيثة اجتثت) وأن النقاش روى هو وغيره عن ابن ذكوان بكسر التنوين حيث وقع.
وزاد ابن الجزري فذكر أن الصوري روى من طريقيه الضم مطلقا ولم يستثن شيئا.
انظر النشر 2/ 225، فهذه هي الروايات المشهورة عن ابن ذكوان.
(5) أحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء عمار، أبو الحسن الدمشقي، مقرئ مشهور قرأ على ابن ذكوان، وعرض أيضا على الوليد بن عتبة، وعرض عليه أبو الحسن بن شنبوذ وابن الأخرم، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. غاية 1/ 144.(2/898)
قال أبو عمرو: وإذا كانت الضمة الواقعة بعد الساكن الثاني الأول لأن تلك الحركة التي تضمّ من أجلها في نحو ما تقدم في مذهب من رأى ذلك غير لازمة هاهنا لأن التي تجتلب ليست بأصل للحرف المحوّل بها إذ كان أصله الكسر، والتي تتبع ما قبلها من الحركات قد تتغيّر، فيتغيّر (1) ما يتبعه، والتي للإعراب قد تنتقل بانتقال العامل الجالب لها لذلك لم يعتد (2) بها في ضمّ الساكن (3) في حال الوصل، ولا يبنى (4) الابتداء بهمزة الوصل في ذلك عليها أيضا وكسرا في الحالين.
فأما المجتلبة فنحو قوله: {أن اتقوا الله [النساء: 131] و} {أن امشوا [ص: 6] لا غير، وأمّا التابعة ففي قوله:} {إن امرؤ هلك [النساء: 176] لا غير، وأما التي للإعراب ففي قوله:} {عزير ابن الله [التوبة: 30] على قراءة [129/ ت] من نوّن، وفي قوله تعالى:} {بغلام اسمه [مريم: 7] لا غير.
وحدثنا} [5] عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: نا عبد الواحد بن أبي هاشم، قال: نا عيّاش بن محمد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي {إن امرؤ برفع النون، وغلط عيّاش، فحدّثنا عبد الرحمن بن محمد المعدّل} [6]، قال: نا عبد الله بن أحمد الدمشقي (7)، قال: نا جعفر بن محمد (8)، قال: نا أبو عمر عن الكسائي {إن امرؤ لا ترفع النون، وهذا هو الصواب، والذي لا يجوز غيره، وأحسب عيّاشا سقط عليه «لا». وروى الأصبهاني عن ورش والشموني عن الأعشى عن أبي بكر} بأن الله
__________
(1) في (م) = فتغير =.
(2) في (م) = يعيد = والصواب ما في (ت).
(3) = في ضم الساكن = مكررة في (م) ولا داعي للتكرار.
(4) في (م) = يتبنى =، وهو خطأ.
(5) في (م) = نا =.
(6) عبد الرحمن بن عمر بن محمد، أبو محمد المعدل النحاس، روى القراءة عن عبد الله بن أحمد ابن ذي زوية الدمشقي، روى القراءة عنه أبو عمرو الداني. غاية 1/ 376.
(7) عبد الله بن أحمد بن ذي زوية، أبو عمر الدمشقي، ثقة عارف معدل، روى حروف الكسائي عن جعفر بن محمد النصيبي عن الدوري عنه، روى عنه القراءة عبد الرحمن بن عمر بن محمد المعدل، توفي قبل الأربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 406.
(8) جعفر بن محمد بن أسد، أبو الفضل الضرير، النصيبي، يعرف بابن الحمامي، حاذق ضابط، شيخ نصيبين والجزيرة، قرأ على الدوري، قرأ عليه عبد الله بن أحمد بن ذي زوية الدمشقي، توفي سنة سبع وثلاث مائة. غاية 1/ 195.(2/899)
[176] و {بأنهم [الأعراف: 136] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة وقد ذكر قبل} [1].
حرف:
قرأ حمزة وحفص عن عاصم {ليس البر [177] بنصب الراء. وقرأ الباقون برفعها} [2]، وقال هبيرة عن حفص: إنه كان يقرأ ذلك بالرفع والنصب (3)، وبالنصب قرأت في روايته، وبه آخذ. ولا خلاف في الرفع في الحرف الثاني، وهو قوله: {وليس البرّ بأن تأتوا [189] لأجل الباء التي في} {بأن.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر} {ولكن البرّ في الموضعين [البقرة: 177و 189] بتخفيف النون وكسرها، ورفع} {البرّ. وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب} {البرّ} [4].
وقد ذكر قبل (5).
حرف (6): وروى الشموني من غير رواية النقار (7) عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه أمال {الكتاب [2] و} {الحساب [202] و} {العذاب [49] بأيّ إعراب كنّ. وروى قتيبة} [8] عن الكسائي أنه أمال {الكتاب و} {الحساب في موضع الجرّ خاصّة، وفتح} {العذاب} [9]. وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع: التاء
__________
(1) انظر: جامع البيان 2/ 554، وقد ذكر هنالك أن هذه الرواية هي مما تفرد به الأصبهاني عن أصحاب ورش، وذكر المؤلف في جامع البيان 2/ 564رواية الأعشى عن أبي بكر، إلا أنه قال هنالك يجعل موضع الهمزة فتحة، ثم قال وقرأت بتحقيق الهمز في ذلك.
قتل: فالروايتان شاذتان غريبتان.
(2) وانظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 226.
(3) المشهور عن حفص أنه قرأ بالنصب، ولم يذكر له المصنف في التيسير غيره، وكذا في النشر لم يذكر له ابن الجزري غيره.
(4) في (م) و (ت) = وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب البر =. مكررة ولا داعي لها.
(5) وانظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 219، 226، وقد تقدم الكلام على هذا الحرف في الحرف الثامن والثلاثين.
(6) كل ما ورد في هذا الحرف من إمالات فهي إمالات غريبة شاذة، ولم يذكر شيء منها في التيسير في باب الإمالة، ولا في النشر في باب الامالة.
(7) الحسن بن داود بن الحسن بن عون، أبو علي النقار الكوفي، القرشي مولاهم، المعدل النحوي، متصدر حاذق، عرض على القاسم بن أحمد الخياط، وكان النقار قيّما بقراءة عاصم ثقة مأمونا، قرأ عليه زيد بن أبي بلال، توفي قبل سنة خمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 212.
(8) تقدمت ترجمة قتيبة، وقال الذهبي عنه: وله امالات مزعجة معروفة. معرفة القراء 1/ 174.
(9) ذكر ابن الجزري في غاية النهاية 2/ 26عن قتيبة أنه روى إمالة كل ألف قبلها كسرة أو بعدها كسرة، ولم يستثن شيئا.(2/900)
من {الكتاب مفتوحة وسطا من ذلك، وهو قياس} [1] قول داود وصاحبيه عن ورش.
وقال الأصبهاني عنه في {الكتاب بالتفخيم. وقال المروزي عن حفص عن عاصم} {الكتاب و} {الحساب بغير إمالة. وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة والكسائي} {من موص
[182] بفتح الواو وتشديد الصاد. وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم بإسكان الواو وتخفيف الصّاد} [2]. ونا عبد العزيز بن جعفر المقري، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن عبد الرحمن الهمداني (3)، قال: نا نجيح بن إبراهيم (4)، قال:
نا حمّاد بن سفيان [-4]، قال: نا عبد الرحمن بن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {من موص مخففة، وقد خالف حمّاد عن أبي حمّاد الحسن بن جامع} [6]، فروى عنه عن أبي بكر مثل الجماعة (7).
وقد ذكرت {فمن تطوّع خيرا [184] قبل} [8].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان {فدية طعام [184] مضافا بغير تنوين} {مساكين على الجمع، وقرأ ابن عامر في رواية هشام من طريق الحلواني وابن عباد وغيره} {فدية بالتنوين} {طعام بالرفع} {مساكين بالجمع. وقرأ الباقون بالتنوين والرفع} مسكين على التوحيد. وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه عن هشام، والعمل في روايته على
__________
(1) تقدم الكلام على القياس، وأنه لا مدخل له في القراءة.
(2) وانظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 226.
(3) قال في غاية النهاية 1/ 67أحمد بن عبد الرحمن الهمداني، كذا وقع في جامع البيان وصوابه أحمد بن محمد الهمذاني، وترجم له في 1/ 135فقال: أحمد بن محمد أبو العباس الهمذاني بالسكون، البغدادي، شيخ، روى القراءة عن محمد بن الجهم، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر.
(4) (4) و (5) لم أقف على ترجمته.
(6) الحسن بن جامع الكوفي، روى القراءة عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن أبي بكر، وهو من جلة أصحابه، روى القراءة عنه أحمد بن الصقر. غاية 1/ 209.
(7) وهذا هو المشهور عن أبي بكر عن عاصم، ولم يذكر له في التيسير غيره ولا في النشر.
(8) في الحرف السادس والخمسين.(2/901)
الأول (1). وكذلك روته الجماعة عنه. على أن ابن مجاهد وأبا طاهر قد أغفلا ذكر هشام في ذلك (2)، ولم يذكرا عن ابن عامر خلافا في الإضافة.
حرف:
وكلهم قرأ {شهر رمضان [185] بالرفع إلا ما حدّثناه الفارسي، قال:
[181/ م] نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح عن أبي عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ} {شهر رمضان بالنصب، وخالفه سائر أصحاب حفص، فرووه عنه بالرفع} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير {وقرآن الفجر [الإسراء: 78] و} {قرآنا فرقناه [الإسراء:
106] و} {فاتّبع قرآنه [القيامة: 18] وما أشبهه إذا كان [130/ ت] اسما بألف ولام وبغيرهما أو كان مصدرا بفتح الراء من غير همز في جميع القرآن. وكذا روى قاسم بن عبد الوارث} [4] عن أبي عمر عن اليزيدي في ذلك (5)، [فرووه بالهمز.
وبذلك قرأ الباقون] (6) وحمزة إذا وقف [مثل] (7) ابن كثير (8).
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحماد {ولتكمّلوا العدّة [البقرة: 185] بفتح الكاف وتشديد الميم، هذا قول الجماعة عن أبي بكر ما خلا عبيد بن نعيم، فإنه روى عنه بإسكان الكاف} [9]. وروى اليزيديون (10) كلهم وأبو حمدون وأبو خلاد
__________
(1) انظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 226وفيهما أن نافعا وابن ذكوان يقرءان بالإضافة والجمع، وأن هشاما يقرأ بالتنوين والجمع، وأن الباقين يقرءون بالتنوين والإفراد.
(2) انظر: السبعة في القراءات ص 176.
(3) المشهور عن حفص أنه قرأ مثل سائر القراء. ومذهب السوسي إدغام الراءين.
(4) القاسم بن عبد الوارث، أبو نصر البغدادي، أخذ القراءة عن أبي عمر الدوري وهو من قدماء أصحابه، وعنه أبو بكر بن مجاهد. غاية 2/ 19.
(5) المشهور عن اليزيدي إسكان الراء وإثبات الهمزة بعدها، ولم يذكر الداني في التيسير عن غير ابن كثير نقل الهمزة في كلمة القرآن، وكذا في النشر.
(6) ما بين المعكوفتين العبارة غير مستقيمة، ولعل الصواب (وبالهمز قرأ الباقون) والله أعلم.
(7) زيادة من هامش (ت).
(8) انظر: التيسير ص 39، 40، النشر 1/ 413، 414.
(9) المشهور عن أبي بكر فتح الكاف وتشديد الميم، وعن غيره إسكان الكاف وتخفيف الميم. انظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 226.
(10) في (م) = وروى اليزيد =.(2/902)
وأبو شعيب وابن شجاع عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأها بالتخفيف، قالوا:
وكان يثقلها ثم رجع إلى التخفيف. وروى ابن سعدان عنه {ولتكملوا خفيفة، قال} [1]: وكان أبو عمرو (2) ربما ثقّلها. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل وحفص بإسكان الكاف وتخفيف الميم.
حرف (3): قرأ أبو عمرو ونافع في رواية ورش وإسماعيل في حكاية الدوري والهاشمي عنه، وعاصم في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد، وفي رواية البرجمي عن أبي بكر عنه وابن عامر في رواية الوليد بن مسلم عن يحيى عنه بضمّ الباء من {البيوت [189] و} {بيوت [النور: 36] والعين في} [4] {العيون [يس: 34] و} {عيون [الحجر: 45] والغين من} {الغيوب [المائدة: 109] والجيم من قوله:
} {جيوبهنّ [النور: 31] والشين من قوله:} {شيوخا [غافر: 67]، وقرأ نافع في رواية قالون والمسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان، وفي رواية أبي عبيد عن إسماعيل عنه، وابن عامر في رواية هشام بكسر الباء من} {البيوت [189] و} بيوت [النور:
__________
(1) في (م) = قالوا =، والصواب ما في (ت).
(2) في (م) = أبو عمرو وربما = بزيادة واو، وهو خطأ.
(3) مذاهب القراء المشهورة في الحروف الواردة في هذه الفقرة:
1 - قرأ بضم الباء من (البيوت) و (بيوت) حيث وقع أبو عمرو وورش وحفص وكسرها الباقون. التيسر ص 80، النشر 2/ 226.
2 - وقرأ بكسر الغين من (الغيوب) حيث وقع: حمزة وأبو بكر بن عياش، وضمها الباقون.
التيسير ص 101، النشر 2/ 226.
3 - قرأ بكسر العين من (العيون) و (عيون) حيث وقع ابن كثير وحمزة والكسائي وابن ذكوان وأبو بكر، وضمها الباقون. التيسير ص 136، النشر 2/ 226.
4 - قرأ بكسر الشين من (شيوخا) ابن كثير وحمزة والكسائي وابن ذكوان وأبو بكر، وضمها الباقون. التيسير ص 192، النشر 2/ 226.
5 - قرأ بكسر الجيم من (جيوبهن) ابن كثير وحمزة والكسائي وابن ذكوان وأبو بكر، وضمها الباقون. التيسير ص 161.
وكذا في النشر إلا أن ابن الجزري ذكر لأبي بكر وجهين: الأول: ضم الجيم، رواه شعيب عن يحيى عنه، وكذلك روى عنه العليمي من طريقه، والثاني: كسر الجيم، رواه أبو حمدون عن يحيى عنه. 2/ 226.
(4) سقطت = في = من (م).(2/903)
36] وضمّ ما بقي، وروى ابن جبير عن المسيّبي، عن الكسائي عن إسماعيل عنه (1)
أنه يشير إلى كسر الحرف الأول منها ويضمّ الثاني، وروى أصحاب ابن جبير عنه أداء عن رجاله عن نافع بكسر أوّل ذلك كله كسرا محضا.
وروى ابن شنبوذ عن أحمد بن صالح عن المسيّبي عنه أنه كسر أول ذلك كله.
وكذلك روى أبو بكر بن أبي أويس (2) عن نافع. وروى هبيرة عن حفص عن عاصم أنه كسر الشين من {شيوخا [غافر: 67] خاصة وضمّ ما بقي. وروى المفضل وحماد وأبو بكر في غير رواية الأعشى والبرجمي عنه أنه ضمّ الجيم من} {جيوبهن
[النور: 31] خاصة وكسر الباقي.
واختلف عن الأعشى عن أبي بكر، فروى الشموني عنه أنه ضمّ الغين من} {الغيوب في جميع القرآن وكسر الباقي. وروى ابن غالب عنه أنه} [3] كسر أول الباب كله. وروى التيمي عنه وعن ضرار عن يحيى عن أبي بكر أنه يكسر الباء من {البيوت و} {بيوتا [الأعراف: 74] وكذلك} [4] {العيون و} {الشيوخ.
وقال عن الأعشى وحده} {جيوبهن بكسر الجيم ورفع الياء، وقال عن ضرار عن يحيى برفع الجيم والياء. وروى الحيري عن الشموني} {بيوتا بضم الباء، وروى عبد الحميد بن صالح ومحمد بن إبراهيم} [5] عن الأعشى {بيوت و} {عيون
و} {غيوب و} {جيوبهن بضم أول ذلك كله.
واختلف تراجم أصحاب أبي بكر عنه في الباب، فروى أبو عبيد عن الكسائي عنه عن عاصم أنه يشمّ الضم في أوائلهنّ إشماما من غير مبالغة فيه، وروى أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر} {الغيوب يكسر الغين ثم يضمّ. وكذلك} {شيوخا [غافر: 51] و} {بيوتا [الأعراف: 74] ويرفع الجيم في} جيوبهن [النور: 31] وحدها، وروى
__________
(1) أي عن نافع، والله أعلم.
(2) عبد الحميد بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله، أبو بكر الأصبحي، ابن أخت الإمام مالك بن أنس، يعرف بالأعشى، ثقة. أخذ القراءات عرضا وسماعا عن نافع، روى القراءة عنه أخوه إسماعيل، مات سنة ثلاثين ومائتين. غاية 1/ 360.
(3) سقطت = أنه = من (ت)، وأثبتها من (م).
(4) في (م) «وذلك» وهو خطأ.
(5) محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر الزاهد، المعروف بالخواص، روى القراءة عن الأعشى، قرأ عليه أحمد بن يوسف الساري، قال: وكان محدثا زاهدا. غاية 2/ 43.(2/904)
خلف عن يحيى عنه أنه يكسر أول {البيوت [البقرة: 189] و} {الشيوخ
و} {الغيوب [المائدة: 109] و} {الجيوب ولا يخفّفه ولا يشمّه الضمة.
قال خلف: قال الكسائي: ما أجود ما وضعها. حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال:
حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدّثني أبو بكر بن صدقة} [1]، قال: ثنا (2) محمد بن جامع (3)، قال: نا يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {البيوت و} {الشيوخ و} {العيون يكسر أوائلها، ثم يحذف ثم يبدأ بالكسر ثم يشمّها الضم. فقال يحيى: قال لي الكسائي: ما أجود [131/ ت] ما وضعها.
وروى حسين بن الأسود عن يحيى} {البيوت يكسر الباء كسرة خفيفة يشمّها الضمة،} {شيوخا يكسر الشين ويشمّ الضمّ فيهنّ كلهنّ، ولا يحقق كسرها ويشمّ الجيم من الجيوب.
وروى حجّاج بن حمزة} [4] عن يحيى {البيوت يكسر الباء كسرة خفيفة، ويشمّها الضمة ولا يحقّقها،} {العيون يكسر العين يشمّها الضمة، ولا يخفض كسرتها.
وروى موسى بن حزام عن يحيى} {البيوت بكسر الباء و} {العيون بكسر العين،} {شيوخا بكسر الشين، وقال في} {الغيوب يكسر الغين، ويشمّها الضمّة. وروى شعيب عن يحيى أنه كسر الباب} [5] كله ما خلا {على جيوبهن [النور: 31] فإنه ضم الجيم منه. وكذلك قرأت من طريقه. وروى يحيى الجعفي} [6] عن أبي بكر
__________
(1) أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، أبو بكر البغدادي، مشهور ثقة، قرأ على إبراهيم بن محمد بن إسحاق، ومحمد بن جامع، روى القراءة عنه أحمد بن عبيد الله، وابن مجاهد. غاية 1/ 119.
(2) في (م) = حدثنا =.
(3) محمد بن جامع بن حبيش بن أبي كامل، أبو عبد الله الموصلي، العطار، مقرئ معروف، روى الحروف عن يحيى بن آدم، روى عنه الحروف أحمد بن محمد بن صدقة. غاية 2/ 106.
(4) حجاج بن حمزة بن سويد، أبو يوسف الخشابي، القاضي، روى القراءة عرضا عن يحيى بن آدم، عرض عليه محمد بن علي الحجاجي. غاية 1/ 203.
(5) في (م) = الباء = وهو خطأ.
(6) يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد، أبو سعيد الجعفي الكوفي، روى القراءة عن أبي بكر بن عياش، وله عنه نسخة، روى القراءة عنه روح بن الفرج، توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين. غاية 2/ 373.(2/905)
{جيوبهن بكسر الجيم} {شيوخا مكسور الشين، و} {عيون مكسور العين. وقال ابن عطارد} [1]: سألت أبا بكر كيف قرأ عاصم {البيوت [189] [182/ م] و} {العيون و} {الشيوخ؟ فلم يكسر ولم يرفع رفعا بيّنا، ولكن أشمّ هذه الحروف الرفع، وروى ابن [أبي] أمية عن أبي بكر أنه كسر الباب كله، فوافق ابن غالب عن الأعشى عنه. وروى البرجمي عنه أنه ضمّ الباب كله، وروى إسحاق الأزرق عنه} {علّام الغيوب [المائدة: 109] برفع الغين لم يذكر غيره.
حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر} [2]، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المراوحي (3)، قال: أهل الكوفة الذين يقرءون قراءة عاصم في رواية أبي بكر لم يكونوا يقرءون {البيوت وأخواتها إلا كما يقرؤها حمزة. وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان والكسائي بضمّ الغين من} {الغيوب خاصة وكسر ما بقي.
وقال هارون بن موسى الأخفش: سمعت الوليد بن عتبة يقول:} {الغيوب
[المائدة: 109] بكسر الغين بجوار الياء. وروى ابن خرزاذ عن ابن ذكوان} {البيوت
بضم الباء و} {العيون بضم العين في كل القرآن} [4] انفرد بذلك عنه. واختلف عن ابن كثير، فروى ابن فليح عن أصحابه عنه أنه كسر الباب كله، وروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي وابن الصبّاح ومحمد بن موسى الزينبي عن قنبل عن ابن كثير أنه ضمّ الغين من {الغيوب والجيم من} {جيوبهن وكسر الباقي، وروى ابن مجاهد وابن شنبوذ وأبو العباس} [5] عن عبد الله بن أحمد بن الهيثم البلخي (6) وغيرهم عن قنبل والخزاعي وابن هارون وابن الحباب وغيرهم عن البزّي عنه أنه ضمّ الغين من
__________
(1) عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة العطاردي، ويقال الدارمي الكوفي، روى الحروف عن أبي بكر بن عياش، روى عنه الحروف نعيم بن حذيفة. غاية 1/ 358.
(2) ابن مجاهد. ولم أجد خبره هذا في كتاب السبعة.
(3) محمد بن إسحاق، أبو جعفر المراوحي البغدادي، روى القراءة عن عبد الله بن منصور الأشقر صاحب سليم، روى عنه القراءة أبو بكر بن مجاهد. غاية 2/ 99.
(4) في (م) = وكل القرآن = بدلا من = في كل القرآن =. وهو خطأ.
(5) لم أعرفه.
(6) عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الهيثم بن مخلد، أبو العباس البلخي، ويعرف بدلبة، مقرئ متصدر، حاذق، صدوق، أخذ القراءة عرضا عن قنبل، روى عنه القراءة أبو بكر أحمد بن نصر الشذائي، توفي سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. غاية 1/ 403.(2/906)
{الغيوب وحدها، وكسر ما بقي} [1].
وقرأ حمزة بكسر أول الباب كله. واختلف عن سليم عنه في الجيم من {جيوبهنّ فروى أبو عمر عن سليم أنه كسرها كنظائرها، وقال في سورة النور [31]:} {على جيوبهن قال سليم بين الضم والكسر. وقال خلف وأبو هشام} [2] وابن سعدان عن سليم أقوالا يقرب بعضها، فقال خلف: يشمّ الجيم الرفع ويشمّ الكسر ويرفع الياء. وقال ابن واصل عن ابن سعدان عن سليم: يشمّ الجيم الرفع ويشمّ الياء الكسر، ثم يرفع الياء. وقال حيّون المزوق (3) (4) عن الحلواني عن الخشكني (5) (6)
وخلّاد عن سليم عن حمزة بكسر الجيم مع سائر الباب. وقال (7) أبو هشام: يرفع الجيم ثم يكسر ثم يرفع الياء. وقال داود عن علي بن كيسة عن سليم: {جيوبهن
يرفع الجيم فيها. وقال يونس في الاختلاف بين نافع وحمزة عن علي عن سليم} {في بيوتكم [آل عمران: 49] يضجع الباء في القرآن كله وفي} {عيون و} {غيوب
و} {شيوخ، ولم يذكر} {جيوبهن فدلّ على أنه يرويه عنه بالضم كنافع إذ لو رواه بالكسر لذكره مع نظرائه.
نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أحمد بن [عبيد الله]} [8] بن عمار الثقفي (9)، قال: سألت أبا هشام كيف حفظه على سليم عن حمزة على جيوبهن؟
__________
(1) لم أجد رواية ابن مجاهد هذه في كتاب السبعة.
(2) في (م) = وابن هشام = وهو خطأ.
(3) في (م) = الزوق =. وهو خطأ.
(4) هارون بن علي بن الحكم، أبو موسى البغدادي المزوق النقاش، يعرف بحيون، مقرئ متصدر، ثقة مشهور، روى القراءة عرضا عن أحمد بن يزيد الحلواني، وعنه أحمد بن صالح بن عطية، توفي سنة خمس وثلاث مائة. غاية 2/ 346.
(5) في (م) = الخشكي =.
(6) جعفر بن محمد بن سليمان الخشكني، ويقال الخشكي الكوفي المقرئ، متصدر مشهور، قرأ علي حمزة، وقرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني، مات سنة بضع عشرة ومائتين. غاية 1/ 195.
(7) سقطت الواو من (ت) وأثبتها من (م).
(8) مطموسة في (ت).
(9) لم أعثر على ترجمته.(2/907)
فقال: بلغني أن خلفا إذا (1) حكاها عن سليم يجلز بها (2) وما عليّ منها كلفة. ثم قال:
{على جيوبهن يعني بضمّ الجيم وكسر الياء وقال ابن جبير عن سليم} {البيوت
و} {العيون و} {الشيوخ و} {الغيوب بكسر الأول والثاني. وقال:} {جيوبهن
[132/ ت] برفع الأول وبكسر الثاني وبرفع الثالث.
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال خلف وأبو هشام عن سليم عن حمزة أنه كان يشمّ الجيم الضمّ، ثم يشير إلى الكسر، ويرفع الياء من} {جيوبهنّ
[النور: 31]. قال ابن مجاهد: وهذا شيء لا يدرى ما هو} [3]. قال أبو عمرو: وذلك على ما قال لا حقيقة لما ذكراه، ولا لما ذكره ابن سعدان وابن جبير وعامّة أصحاب أبي بكر، وإنما يصحّ في ذلك من أقوالهم الكسر الخالص أو الضمّ الصحيح، وما عدا ذلك فغير معروف ولا مأخوذ به في الأداء، اللهمّ إلا أن ينحى بالضمة في ذلك نحو الكسرة قليلا، وبالكسرة نحو الضمة يسيرا، كما قرأ يحيى بن وثّاب (4) وحكى عن العرب في ردت وردها (5) وقرأ غير واحد من أئمة القراءة في «قيل» وبابه.
وعلى هذا يصحّ ما حكاه أصحاب أبي بكر وحمزة، ولا يخرج عن مذاهب القراءة ومقاييس العربية.
وبلغني عن ابن شنبوذ أنه قال: قال لي أبو جعفر محمد بن إسحاق المراوحي (6)
عن عبد الله بن الأشقر (7)، قال: إنما اضطرب هؤلاء في الجيم من جيوبهن عن
__________
(1) في (م) = إذا = مطموسة.
(2) أي يسرع في نطقها، ولعل المراد اختلاس الحركة. قال في القاموس 2/ 175والتجليز الذهاب في الأرض مسرعا.
(3) انظر: السبعة في القراءات ص 179إلا أن ابن مجاهد قال هناك في آخر العبارة = وهو شيء لا يضبط = بدلا من = وهذا لا شيء، لا يدرى ما هو =.
(4) يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم الكوفي، تابعي ثقة كبير من العباد الأعلام، عرض على عبيد بن نضلة وعلقمة والأسود، وغيرهم، عرض عليه سليمان الأعمش وطلحة بن مصرف. توفي سنة ثلاث ومائة. معرفة القراء 1/ 51، غاية 2/ 380.
(5) لم أقف على مصدر يذكر هذه اللغة.
(6) في (م) = الراوحي =.
(7) عبد الله بن منصور الأشقر، يعرف بابن الطبال، روى القراءة عن سليم بن عيسى، وعنه محمد ابن إسحاق المراوحي. غاية 1/ 461.(2/908)
سليم لأنه كان قد فلج، فكان إذا أراد أن يلفظ بها اضطربت شفتاه في الجيم والياء للفالج والكبر، وقال ابن المنادي: اتصل بنا عن بعض الشيوخ أن خلّادا (1) كان يعيب خلفا بهذا، قال: وكان الضبّي (2) يحكيها عن رجاء (3) عن ابن (4) زربي (5) وترك (6)
بنحو رواية خلف.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم [191] الثلاثة بغير ألف على معنى القتل، وقرأ الباقون الثلاثة بالألف على معنى القتال} [7]. وكلهم قرأ {فاقتلوهم بغير ألف إلا ما أنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن سعيد} [8]، قال: نا محمد بن أحمد بن نصر (9)، قال: نا ابن جنيد (10)، قال: حدّثنا الأعشى وابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ
__________
(1) في (م) = خلاد = وهو لحن ولعله تصحيف.
(2) سليمان بن يحيى بن أيوب بن الوليد، أبو أيوب التميمي البغدادي، المعروف بالضبي، مقرئ كبير، ثقة، عرض على الدوري، ورجاء بن عيسى، وروى القراءة عنه أبو بكر النقاش. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين، وله إحدى وتسعون سنة، وأقرأ ستين سنة. غاية 1/ 317.
(3) رجاء بن عيسى بن رجاء، أبو المستنير الجوهري الكوفي، متصدر مقرئ، قرأ على إبراهيم بن زربي، قرأ عليه القاسم بن نصر، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. غاية 1/ 283.
(4) في (م) = أبي زربي =، والصواب ما في (ت).
(5) إبراهيم بن زربي الكوفي، قرأ على سليم، وهو من جلة أصحابه، قرأ عليه رجاء بن عيسى، وهو أثبت أصحابه. غاية 1/ 14.
(6) ترك الحذاء النعالي الكوفي المعدل، صالح عابد، من أجل أصحاب سليم بن عيسى، قرأ عليه رجاء بن عيسى. غاية 1/ 187.
(7) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 227.
(8) أحمد بن محمد بن سعيد، أبو علي، ويقال: أبو الحسن الأذني، روى القراءة عن محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة، وعنه عبد الواحد بن أبي هاشم. غاية 1/ 116.
(9) محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة، أبو عبد الله التيمي الكوفي، روى الحروف عن محمد ابن جنيد صاحب الأعشى، روى الحروف عنه أحمد بن محمد بن سعيد الأذني.
غاية 2/ 90.
(10) محمد بن الجنيد أبو عبد الله الكوفي، روى الحروف سماعا عن عبد الرحمن بن أبي حماد وأبي يوسف الأعشى، روى الحروف عنه محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة.
غاية 2/ 113.(2/909)
[183/ م] {فقاتلوهم بالألف، وخالفه عن} [1] الأعشى الشموني وابن غالب، وعن ابن أبي حماد ابن جامع، فرووا عنهما عن أبي بكر عنه (2) (3).
حرف:
وكلهم قرأ {أو نسك [196] بضم السين، إلا ما رواه إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة أنه قرأ} {أو نسك بإسكان السين، وخالفه سائر أصحابه} [4]
فرووه عنه بضم السين كقراءة الجماعة (5).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فلا رفث ولا فسوق [197] بالرفع والتنوين فيهما، وقرأهما الباقون بالنصب من غير تنوين} [6]، وأجمعوا على النصب من غير تنوين في قوله: {ولا جدال في الحج [197] إلا شيئا يروى عن المفضل عن عاصم أنه رفع الأسماء الثلاثة ونوّنها} [7]، ولم أقرأ بذلك من طريقه.
حرف:
قرأ الحرميان والكسائي في هذه السورة {ادخلوا} [8] في السلم [208] بفتح السين، وقرأ الباقون بكسرها (9) وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد في رواية أبي عمر عن حفص في الأنفال {وإن جنحوا للسّلم [الأنفال: 61] بكسر السين. وروى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص بفتح السين. وكذلك روى عمرو وعبيد وهبيرة والقوّاس وابن شاهي والمروزي والزهراني عن حفص، وبذلك قرأ الباقون} [10]. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد والمفضل، وفي رواية أبي
__________
(1) في (م) (فقاتلوهم) بالألف = وخالفه عن = مطموسة.
(2) العبارة غير تامة هاهنا، ولعل تتمتها (فاقتلوهم) بغير ألف.
(3) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ مثل الجماعة، ولم يذكر له المصنف في التيسير خلافا وكذلك في النشر.
(4) سقطت الهاء من (م).
(5) المشهور عن حمزة ضم السين كغيره، ولم يذكر له المصنف خلافا في التيسير، وكذا في النشر.
(6) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 211.
(7) وهي رواية شاذة غريبة.
(8) في (م) زيادة ها = ادخلوها = وهو خطأ.
(9) وانظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 227.
(10) المشهور عن حفص فتح السين في موضع الأنفال ولم يذكر المؤلف في التيسير ص 117عنه خلافا، وكذا في النشر 2/ 227.(2/910)
عمر (1) عن أبي (2) عمارة عن حفص وحمزة في القتال [35] {وتدعوا} [3] إلى السّلم
بكسر السين، وفتحها الباقون. وكذلك روت الجماعة عن حفص (4). وقال أبو الحارث عن أبي عمارة عنه: لا أدري كيف قرأ التي في سورة محمد.
وقد ذكرت الإمالة والوقف في {مرضات الله} [5] [207] فيما تقدم فأغنى عن إعادته (6).
حرف:
وكلهم قرأ {في ظلل من الغمام [210] بضمّ الظاء من غير ألف هنا، وفي الموضعين في الزّمر [16]} {ظلل من النار ومن تحتهم ظلل إلا ما رواه هارون ابن حاتم عن أبي بكر} [7] عن عاصم أنه قرأ الثلاثة بكسر الظاء وألف بعد اللام كالتي في يس، ولم يرو ذلك غيره (8).
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {ترجع الأمور [210] بفتح التاء وكسر الجيم حيث وقع. وكذلك [133/ ت] روى روح بن الفرج} [9] عن يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم (10). وقرأ الباقون بضمّ التاء وفتح الجيم. وكذلك روى ابن رشدين (11) عن يحيى الجعفي عن أبي بكر.
__________
(1) في (م) = عمرو = وهو خطأ.
(2) في (م) سقطت = أبي = والصواب إثباتها.
(3) في (م) = ويدعوا = وهو خطأ.
(4) المشهور عن حفص فتح السين في موضع سورة محمد، ولم يذكر له المصنف في التيسير ص 201خلافا، وكذا في النشر 2/ 227.
(5) سقطت الألف من لفظ الجلالة من (م).
(6) أمال (مرضات) و (مرضاتي) في جميع القرآن الكسائي فقط. انظر جامع البيان 3/ 755.
(7) سقطت = بكر = من (م) والصواب إثباتها.
(8) المتواتر المشهور عن أبي بكر أنه قرأ مثل سائر القراء، ولم يذكر له خلاف في التيسير ولا في النشر. وأما رواية هارون بن حاتم فهي مردودة لضعف هارون.
(9) لم أقف على ترجمته.
(10) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 209. وليس فيهما ذكر للخلاف عن أبي بكر، فالمشهور أنه قرأ مثل حفص عن عاصم.
(11) أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد، أبو جعفر المصري، الرشديني، قرأ على أحمد ابن صالح، وسمع الحروف من يحيى الجعفي، قرأ عليه محمد بن أحمد بن شنبوذ. غاية 1/ 109.(2/911)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد {حتى يقول الرسول [214] برفع اللام. وقرأ الباقون بنصبها} [1]. وروى [سعيد] (2) بن عبد الرحيم (3) عن أبي بكر عن الكسائي أنه قال: لئن عشت إلى قابل (4) (لأقرأنّ {حتى يقول يعني بالرفع.
ونا محمد بن علي، قال)} [-4]: ثنا (6) أحمد بن موسى (7)، قال: نا محمد بن الجهم (8) عن الفرّاء (9)، قال: كان الكسائي يقرؤها دهرا رفعا ثم رجع فنصب (10).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {إثم كثير [219] بالثاء. وقرأ الباقون بالباء.
وأجمعوا على الباء في قوله:} {وإثمهما أكبر من نفعهما [219].
حرف:
وكلهم قرأ} {لأعنتكم [220] بهمزة محققة بعد اللام إلا ما رواه أبو ربيعة عن قنبل والبزّي واللهبي وابن مخلد عن البزّي عن ابن كثير أنه يسهّل} [11]
الهمزة. قال أبو ربيعة: غير مهموزة، وقال ابن مخلد: لا يهمز بعد اللام، وكذلك نصّ عليه البزّي في كتابه الذي روته الجماعة عنه، وبذلك قرأت في رواية البزّي من طريق أبي ربيعة وحده، وقرأت من طريق غيره عنه بتحقيق الهمزة، وبذلك قرأت في رواية
__________
(1) المشهور عن ابن عامر أنه قرأ (حتى يقول) بالنصب، ولم يذكر المصنف في التيسير ص 80عن ابن عامر غير هذا، وكذا في النشر 2/ 227.
(2) في (ت) و (م) = سعد = والتصويب من غاية النهاية.
(3) سعيد بن عبد الرحيم بن سعيد، أبو عثمان الضرير. مقرئ حاذق ضابط، عرض على الدوري، عرض عليه أبو الفتح أحمد بن عبد العزيز بن بدهن، توفي بعد سنة عشر وثلاث مائة. غاية 1/ 306.
(4) (4) و (5) من = لأقرأن إلى قال = غير واضحة في (م).
(6) في (م) = حدثنا =.
(7) ابن مجاهد.
(8) في (م) = الجهيم =. وهو خطأ.
(9) يحيى بن زياد بن عبد الله بن منصور، أبو زكريا الأسلمي النحوي الكوفي، المعروف بالفراء، شيخ النحاة، روى الحروف عن علي بن حمزة الكسائي، روى القراءة عنه محمد بن الجهم. توفي سنة سبع ومائتين. غاية 2/ 371.
(10) انظر السبعة في القراءات ص 181.
(11) في (م) = سهل =.(2/912)
قنبل وابن فليح (1).
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي {حتى يطهرن [222] بتشديد الطاء والهاء وفتحهما. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بإسكان الطاء وضمّ الهاء} [2]، وقرأت في رواية البرجمي عن أبي بكر بالوجهين بالتشديد والتخفيف، والأشهر فيه التخفيف (3). وروت الجماعة عن اليزيدي عن أبي عمرو ذلك بالتخفيف إلا ابن سعدان، فإن قوله اختلف في ذلك، فقال عنه في «جامعه» مثل حمزة، وقال في «مجرّده» مثل نافع، وهو الصّواب من قوليه (4).
حرف:
روى ورش عن نافع والخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم {لا يؤاخذكم} {ولكن يؤاخذكم [225] بغير همز} [5] وقد ذكر قبل (6).
حرف:
قرأ حمزة {إلا أن يخافا [البقرة: 229] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها} [7].
حرف:
وكلهم قرأ يبيّنها لقوم يعلمون [230] بالياء، إلا ما رواه المفضل عن عاصم أنه قرأ بالنون. واختلف في ذلك عن أبي بكر، فحدّثنا محمد بن أحمد قال
__________
(1) ذكر المصنف في التيسير ص 80أن البزي من رواية أبي ربيعة عنه قرأ (لأعنتكم) بتليين الهمزة. وصحح ابن الجزري في النشر 1/ 399الوجهين عن البزي: التسهيل والتحقيق.
(2) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 227.
(3) اقتصر المصنف في التيسير على ذكر التشديد لأبي بكر، وكذا ابن الجزري في النشر، فهذا الوجه أشهر من التخفيف. والله أعلم. ولعل ما ذكره المصنف كان الأشهر في زمانه.
(4) ولم يذكر المصنف في التيسير عن أبي عمرو إلا وجها واحدا، وهو التخفيف، وكذا في النشر.
(5) أما ورش عن نافع فقد روى هذا الحرف بإبدال الهمزة واوا. انظر: التيسير ص 34، النشر 1/ 395.
وأما ابن كثير وأبو بكر عن عاصم فالمشهور عنهما تحقيق الهمزة، فإن صاحب التيسير لم يذكر لهما إبدالها ولا صاحب النشر.
(6) انظر جامع البيان 2/ 542، 562.
(7) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 227.(2/913)
نا (1) ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عيسى (2) عن أبي هشام عن يحيى عن عاصم أنه قرأ بالنون (3). وحدثنا (4) عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا أحمد بن سعيد، قال: نا محمد بن أحمد بن نصر، قال: نا محمد بن جنيد، قال: نا الأعشى وابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالنون، وروت الجماعة عن يحيى والأعشى وابن أبي حمّاد عن أبي بكر بالياء، وقال ابن جبير: روى إسماعيل بن جعفر عن نافع {نبيّنها [184/ م] بالنون، قال ابن جبير:
فأما غير إسماعيل فرواه بالياء، وهذا غلط من ابن جبير. حدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون، قال: نا أبو عمر} [5]، قال: نا إسماعيل عن نافع {يبيّنها بالياء.
وكذلك رواه عنه جميع أصحابه} [6].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى وابن بكّار عن أيوب والكسائي في رواية قتيبة {لا تضار والدة [233] برفع الراء، وقرأ الباقون بفتحها} [7]، والذي في آخر السورة [282] بفتح الراء إجماع لأن الذي قبله أمر وليس بخبر. وقال المفضل عن عاصم: وربما رفعها وربما نصبها.
حرف:
قرأ ابن كثير {ما أتيتم بالمعروف [233] وفي الروم [39]} {ما آتيتم من ربا بالقصر من باب المجيء، وقرأهما الباقون بالمدّ من باب الإعطاء} [8].
__________
(1) سقطت = نا = من (م).
(2) محمد بن عيسى بن حيان، أبو جعفر البغدادي، شيخ، قال الداني مقرئ متصدر مشهور، أخذ القراءة عن أبي هشام الرفاعي، روى القراءة عنه ابن مجاهد. غاية 2/ 224.
(3) انظر: السبعة في القراءات ص 183، وهنالك زيادة في السند فقال: حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم، وقال ابن مجاهد بعد ما ذكر هذه الرواية: وهو غلط.
(4) في (م) = نا =.
(5) في (م) = عمرو =، والصواب ما في (ت).
(6) المشهور عن أبي بكر ونافع أنهما قرآ هذا الحرف (يبينها) بالياء مثل باقي السبعة، ولم يذكر المصنف في التيسير خلافا في هذا الحرف، وكذا ابن الجزري في النشر.
(7) المشهور عن ابن عامر والكسائي فتح الراء، وهو المذكور في التيسير ص 81، والنشر 2/ 227، وانظر: الحجة للقراء السبعة 2/ 333.
(8) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228، وانظر الحجة للقراء السبعة 2/ 335.(2/914)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ما لم تماسّوهنّ} [1] [236] هنا، وفي الأحزاب [49] بضمّ التاء وألف بعد الميم. وقرأ الباقون (2) بفتح التاء من غير ألف في الثلاثة (3).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وابن عامر في رواية ابن ذكوان وحمزة والكسائي {على الموسع قدره وعلى المقتر قدره [236] بتحريك الدّال في الحرفين، وقرأ الباقون بإسكان الدال فيهما، وكذلك روى أبو بكر وحمّاد عن عاصم وهشام وابن عتبة وابن بكار عن ابن عامر} [4].
حرف:
وكلهم قرءوا {الصلاة الوسطى [238] بالسين إلا ما رواه أحمد ابن صالح عن قالون أن لفظها صاد، قال: والطاء وسطا من ذلك، روى عنه [134/ ت]} {كل البصط في سبحان [29] و} {الموازين القصط في الأنبياء [47] و} {يكادون يصطون في الحج [72] بالصاد أيضا. وروى عنه وعن ورش} {ما لم تصطع عليه [82] وفي} {فما اصطاعوا في الكهف [97]} {وكتاب مصطور في والطور [2] كذلك بالصاد، وروى عن ورش وحده} {وما يصطرون [القلم: 1] في نون بالصاد. ولم يرو الصاد في هذه الثماني الكلم عن نافع غيره} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {والذين يتوفّون منكم في الموضعين بفتح الياء بمعنى يتوفّون آجالهم أي يستوفونها، وقرأ الباقون بضمّ الياء فيهما} [6].
حرف:
قرأ الحرميان والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد والمفضل وابن عامر في رواية الوليد {وصية لأزواجهم [240] بالرفع. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بالنصب} [7].
__________
(1) = تماسوهن = مطموسة في (ت).
(2) = وقرأ الباقون = مطموسة في (ت).
(3) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228.
(4) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228.
(5) المشهور عن نافع أنه قرأ هذه المواضع كلها بالسين.
(6) المشهور عن عاصم أنه قرأ (يتوفون) بضم الياء.
(7) المشهور عن ابن عامر نصب (وصية) كما في التيسير ص 81، والنشر 2/ 228.(2/915)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية المفضل وابن عامر {فيضاعفه له [245] هنا، وفي الحديد [11] بنصب الفاء. وقال أبو عبيد عن هشام عن ابن عامر بضمّ الفاء وهو وهم منه لأن أصحاب هشام رووا ذلك عنه بنصب الفاء.
نا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس عن هشام عن ابن عامر} {فيضعفه [245] بنصب الفاء من غير ألف. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل برفع الفاء في الموضعين} [1]، وقرأ ابن كثير وابن عامر بحذف الألف وتشديد العين من {فيضعفه و} {يضعف [هود: 20] و} {مضعفه [آل عمران:
130] في جميع القرآن وقرأ الباقون بإثبات الألف وتخفيف العين} [2]، ويأتي الاختلاف في الموضع الذي في الأحزاب [30] وهو قوله: {يضاعف لها العذاب
في موضعه إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد} [3] وابن الصباح وابن بويان وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق عن قنبل وابن عامر في رواية هشام، وفي رواية التغلبي عن ابن ذكوان، وعاصم في رواية الأشناني (4) عن عبيد، وزرعان (5) بن أحمد [عن عمرو] (6)، وفي رواية ابن شاهي عن حفص، وأبو عمرو من قراءتي في رواية الدوريّ، والسّوسي، والموصلي، والخياط عن اليزيدي عنه {يقبض ويبسط
[245] هنا و} {بسطة في الأعراف [69] بالسين فيهما} [7]، وكذلك روى
__________
(1) المشهور عن عاصم نصب الفاء. انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228.
(2) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228.
(3) انظر السبعة لابن مجاهد ص 185.
(4) أحمد بن سهل بن الفيروزان، الشيخ أبو العباس الأشناني، ثقة ضابط خير، مقرئ مجود، قرأ على عبيد بن الصباح صاحب حفص، روى عنه القراءة عرضا ابن مجاهد. توفي سنة سبع وثلاث مائة. غاية 1/ 59.
(5) زرعان بن أحمد بن عيسى، أبو الحسن الطحان الدقاق البغدادي المساهر، مقرئ، عرض على عمرو بن الصباح، عرض عليه علي بن محمد بن جعفر القلانسي. غاية 1/ 294.
(6) في (ت) و (م) = بن عمر = وهو خطأ، والتصويب من ترجمته ومن النشر 2/ 229.
(7) هذا هو المشهور عن هشام والدوري عن أبي عمرو، واقتصر الداني في التيسير ص 81 على هذا الوجه لهما، وكذا في النشر 2/ 228.
وأما قنبل فقد ذكر الداني عنه أنه قرأ الحرفين بالسين. التيسير ص 81.(2/916)
الصوّاف (1) عن ابن غالب عن شجاع عنه. وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير واللهبي عن اليزيدي هنا بالسين، وفي الأعراف بالصّاد. وقرأت في رواية الجماعة عن البزّي، وفي رواية ابن فليح في السورتين بالصّاد (2)، وروى أحمد بن هارون (3) واليزيدي جميعا عن قنبل {بصطة في الأعراف بالصّاد} {ويبسط
هاهنا بالسين فوافقا رواية الخزاعي عن أصحابه.
وروى ابن الصباح عن أبي ربيعة عن البزّي وسلامة بن هارون عن أبي معمر} [4]
عن البزّي بالسّين في السورتين، وروى محمد بن موسى وأحمد بن أنس والداجوني عن أصحابه وأبو بكر النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان في هذه السورة بالسين و (5) في الأعراف بالصاد، وبذلك أقرأني عبد العزيز بن محمد المقرئ عن النقّاش عن الأخفش (6)، وكذلك روى أحمد بن نصر عن البلخي وابن الأخرم عنه، وروى صالح بن إدريس (7) عن علي بن السفر عن الأخفش عن ابن ذكوان بالسين في السورتين (8)،
__________
وأما ابن الجزري فقد ذكر أنه اختلف عن قنبل، فذكر أن ابن مجاهد روى عن قنبل بالسين، وكذا رواه الكارزيني عن ابن شنبوذ، قال ابن الجزري: وهو وهم. ثم قال بعد أن ذكر أن ابن شنبوذ روى عن قنبل بالصاد: وهو الصحيح عنه. وممن ذكر أن قنبلا يقرأ بالسين الإمام طاهر بن غلبون في التذكرة في القراءات الثمان 2/ 271، وكذا الإمام مكي بن أبي طالب في التبصرة في القراءات السبع ص 441.
(1) الحسن بن الحسين بن علي، أبو علي الصوّاف البغدادي، شيخ متصدر ماهر عارف بالفن، قرأ على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل ومحمد بن غالب، قرأ عليه بكار بن أحمد، توفي سنة ثمان أو عشر وثلاث مائة. غاية 1/ 210.
(2) هذا هو المشهور عن البزي، وهو الذي ذكره الداني في التيسير ص 81، وكذا في النشر 2/ 230.
(3) أحمد بن محمد بن هارون، أبو الحسن المكي، المعروف بابن بقرة، قرأ على قنبل وأبي ربيعة، قرأ عليه عبد الله بن الحسين السامري. غاية النهاية 1/ 118.
(4) أبو معمر الجمحي البصري، روى القراءة عرضا عن البزي، روى عنه القراءة عرضا سلامة بن هارون. غاية 2/ 326.
(5) سقطت الواو من (م).
(6) ذكر الداني هذه الرواية في كتابه التيسير ص 81، وذكرها ابن الجزري في النشر 2/ 229.
(7) صالح بن إدريس بن صالح، أبو سهل البغدادي الوراق، نزيل دمشق، أستاذ ماهر، ضابط متقن، قرأ على ابن مجاهد، روى القراءة عنه عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون، مات سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 332.
(8) ذكر ابن الجزري هذا الوجه في النشر 2/ 229.(2/917)
وأضرب الأخفش عن ذكرهما في كتابه الخاصّ، وقال في كتابه العامّ (1) في الأعراف (2) {بصطة بالصّاد، ولم يذكر الذي في البقرة. وقرأت في رواية الشاميّين عنه عن ابن ذكوان بالصّاد في السّورتين} [3]، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن [185/ م] عامر، [وروى هبيرة وأبو شعيب القوّاس (4) عن حفص عن عاصم من قراءتي بالصّاد] (5) في السورتين (6)، ولم يذكرهما الأشناني في كتابه.
ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن حفص بالسّين في السورتين (7)، وكذلك الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته عن الأشناني عن أصحابه عن حفص، وكذلك قرأت [135/ ت] من طريقه على أبي (8) الفتح، وبه آخذ (9).
وروى أحمد بن عبد العزيز (10) عن أحمد بن جبير عن عمرو عن الأشناني عن عبيد عن حفص بالسين في البقرة وبالصاد في الأعراف (11). وروى العباس بن محمد بن أبي محمد عن إبراهيم بن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو {يقبض ويبسط [245] بالسين، ولم يذكر} {بصطة، وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وابن جبير والحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي بالصّاد في السورتين} [12]، وكذلك روى ابن
__________
(1) لم أقف على كتابيه الخاص والعام.
(2) في (م) بالصاد (بصطة) بالصاد، وهو تكرار لا داعي له.
(3) انظر: النشر 2/ 229.
(4) صالح بن محمد، أبو شعيب القواس الكوفي، وقيل البغدادي، مشهور، عرض على حفص بن سليمان، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد الحلواني. غاية 1/ 334.
(5) ما في المعكوفتين غير واضحة في (م).
(6) ذكر هذه الرواية ابن الجزري أيضا في النشر 2/ 229.
(7) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 186.
(8) سقطت = أبي = من (م).
(9) وهو الذي ذكره في التيسير ص 81.
(10) أحمد بن عبد العزيز، المعروف بابن بدهن، الخوارزمي الأصل، ثم البغدادي، مشهور، عارف متقن، قرأ على أبي بكر محمد بن موسى الزينبي، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون سماعا وابنه طاهر، توفي سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 68.
(11) انظر: النشر 2/ 229.
(12) ذكر ابن الجزري هذه الرواية في النشر 2/ 229.(2/918)
القصباني (1) عن (2) شجاع عن أبي عمرو، وبالسين في السورتين كان ابن مجاهد يأخذ في قراءة أبي عمرو. وحكى أنه كذلك رأى في كتاب آل اليزيدي (3)، وقال لي الفارسي عن أبي طاهر أنه كذلك قرأ عليه.
وكذلك نا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة (4)، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء، وبذلك قرأت على جميع من قرأت عليه برواية اليزيدي، وبه آخذ (5). وروى المفضل وحمّاد عن عاصم من قراءتي، والأعشى عن أبي بكر عنه بالصّاد في السورتين (6).
وقال أبو هشام وموسى بن حزام وشعيب بن أيوب عن يحيى عن أبي بكر في البقرة [247] {بسطة بالسين رسما من غير ترجمة، لم يذكروا غيرها. وقال خلف عن يحيى: ما أحفظ عنه في} {بسطة شيئا، وقال ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: يقرؤه على ما في الكتاب، قال أبو عمرو: فدلّ هذا على أنه يقرؤهما بالصاد لأنهما في المصاحف كذلك} [7]، ومما يدلّ على صحّة قول ابن جبير ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي (8)، قال: نا شعيب بن أيوب، قال: نا يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ الصّراط بالصاد على الكتاب، فقوله: على الكتاب يدلّ على أنه لا يعمل في اختياره على أصل الحرف بل على رسمه، وهذان الحرفان مرسومان بالصاد،
__________
(1) أحمد بن إبراهيم بن مروان بن مردويه، أبو العباس القصباني، قرأ على محمد بن غالب صاحب شجاع، قرأ عليه زيد بن علي بن أبي بلال. غاية 1/ 35.
(2) في (ت) و (م) عن ابن شجاع، والصواب عن شجاع كما في ترجمة القصباني.
(3) انظر: السبعة ص 186، ولم أجد فيه هذه الحكاية.
(4) ص 186.
(5) وهو الذي ذكره في التيسير ص 81.
(6) وهو المشهور عن أبي بكر، ولم يذكر غيره في التيسير ص 81، وأما في النشر 2/ 230، فقد ذكر ابن الجزري أن أبا بكر يقرأ بالصاد في السورتين، ثم ذكر أن ابن سوار انفرد عن شعيب عن يحيى عن أبي بكر بالسين في البقرة والصاد في الأعراف. ا. هـ.
قلت: وهذا الانفراد لا يعتد به في القراءة، والله أعلم.
(7) انظر: المقنع ص 85.
(8) إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، أبو عبد الله البغدادي، نفطويه النحوي، ويقال له الماوردي، صاحب التصانيف، سمع الحروف من شعيب بن أيوب الصريفيني، وقيل عرض عليه، قرأ عليه محمد بن أحمد الشنبوذي، توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة. غاية 1/ 25.(2/919)
فوجب أن يقرأهما كذلك، ونا (1) الفارسي، قال: أنا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح (2)
قال: نا أبو عمر، قال: نا الكسائي عن أبي بكر عن عاصم {ويبصط في البقرة [245]، و} {بصطة في الأعراف [69] بالصّاد.
وقرأ نافع والكسائي في السّورتين بالصّاد} [3]، وروى أبو سليمان عن قالون بالسّين في السورتين. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال الحلواني عن قالون عن نافع لا يبالي كيف قرأ {بصطة و} {يبصط بالصّاد أو بالسين} [4].
ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم عن الفرّاء عن الكسائي أنه قرأ {يبسط و} {بسطة في الأعراف، و} {المسيطرون} [5] [الطور: 37] و {بمسيطر} [6] [الغاشية: 22]. قال ابن مجاهد: وقال أصحاب أبي الحارث وأبي عمر عن الكسائي بالصّاد في ذلك كله (7). قال: وكذلك قال نصير (8) عن الكسائي فيما زعم محمد بن إدريس الدنداني عنه (9) (10)، وأمّا حمزة فاختلف عن سليم عنه أنه قال: للعرب فيه لغتان: السين والصّاد (11). قال حمزة: وأنا أقرؤها كلها بالسين يعني {يبسط
و} {بسطة هاهنا و} {بسطة في الأعراف} [12]. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد
__________
(1) في (م) = وبالفارسي = وهو تحريف.
(2) سقطت = فرح = من (م)، وهي كذلك في (ت) إلا أنها استدركت في الهامش.
(3) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 230وهو المشهور عنهما.
(4) انظر: السبعة ص 185.
(5) في (ت) و (م) = المسيطر =. وأثبت ما في الآية.
(6) انظر: السبعة ص 186.
(7) السبعة ص 186إلا أنه استثنى (بسطة) في البقرة فإنها بالسين، وسوف يأتي الكلام عليها إن شاء الله.
(8) في (م) = نصر =. وهو خطأ.
(9) محمد بن إدريس، أبو عبد الله الأشعري، الرازي المعروف بالدنداني، مقرئ مشهور، روى القراءة عن نصير بن يوسف، روى القراءة عنه الحسن بن العباس الجمال. غاية 2/ 97.
(10) السبعة ص 186.
(11) انظر: القاموس المحيط 2/ 351350باب الطاء، فصل الباء.
(12) ذكر في التيسير ص 81عن حمزة أنه قرأ هذه المواضع بالسين، بخلاف عن خلاد. وأما في النشر 2/ 230فقد ذكر أولا أن خلفا عن حمزة قرأ موضعي البقرة والأعراف بالسين، ثم ذكر أن فارس بن أحمد فيما قرأه عليه الداني انفرد بالوجهين جميعا السين والصاد في الموضعين من رواية خلف. ا. هـ.(2/920)
بن أبي هاشم، قال: نا أحمد بن محمد اللؤلؤي (1)، قال: نا محمد بن الجهم عن خلف عن سليم عن حمزة أنه قرأ {يقبض ويبسط هاهنا، وفي الأعراف} [2] {بصطة بالصّاد، وكذلك روى أبو جعفر البزاز} [3] عن خلّاد عن سليم عن حمزة، وكذلك رواه ابن جبير وداود وعبد الصمد عن ابن كيسة، كلاهما عن سليم عن حمزة. حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: نا أبو علي بن الصوّاف وأبو بكر بن مالك (4)، قالا: نا إدريس (5) عن خلف عن سليم عن حمزة أنه قرأهما بالصّاد، قال إدريس عن خلف عن سليم: وأنا أقرؤها كلها بالسّين.
ونا أبو الفتح، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا أبو بكر بن شاذان [136/ ت] عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن الجهم عن خلف عن سليم عن حمزة بالصّاد في السورتين، وروى الحلواني عن خلّاد عن سليم عنه أنه قال: لا تبالي قرأتها بالصّاد أم بالسين. وروى أبو هشام عن سليم قرأ حمزة كل شيء في القرآن من هذا بالسين.
ونا (6) الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن صالح الأكفاني (7)، قال (8): قال:
__________
قلت: بل نص الداني كما سيأتي على أنه قرأ على أبي الفتح عن قراءته في رواية خلف وخلاد بالسين فقط.
وأما خلاد فقد ذكر له ابن الجزري أيضا الخلاف، فقد روى عنه أنه قرأ بالصاد في الموضعين، وروى عنه أنه قرأ بالسين فيهما. انظر النشر 2/ 230.
(1) لم أقف على ترجمته.
(2) في (ت) و (م) زيادة واو قبل (بصطة) ولا معنى لها.
(3) محمد بن سعيد بن عمران بن موسى، أبو جعفر البزاز الكوفي الضرير، مقرئ بارع، أخذ القراءة عرضا عن خلف وخلاد، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن سهلان، وله اختيار معروف. غاية 2/ 144.
(4) لم أقف على ترجمته.
(5) هو ابن عبد الكريم الحداد. تقدم.
(6) في (م) = أنا =.
(7) لم أقف على ترجمته.
(8) جاءت = قال = مكررة هنا، وفي (م) ولا داعي للتكرار، وقد وضع تحتها خط في (ت) ولعله إشارة إلى أنها زائدة. وقد يكون معناها: قال أبو داود وهو راوي كتاب جامع البيان عن المؤلف قال أبو عمرو.(2/921)
أنا ابن النور (1)، قال خلف: نا سليم عن حمزة بمثل رواية الحلواني عن خلف، ولم يذكر للعرب.
قال أبو عمرو: والذي (2) قرأت أنا به على أبي (3) الفتح عن قراءته في رواية خلف وخلّاد بالسين فقط، وبذلك كان يأخذ ابن مجاهد في قراءة حمزة (4)، وكذلك نا محمد بن علي عنه عن أصحابه عن حمزة، وكذلك نا أيضا ابن جعفر عن أبي طاهر أنه قرأ عليه، وكلهم قرأ {بسطة في هذه السورة [247] بالسين على ما هي [186/ م] مرسومة في المصاحف إلا ما رواه ابن جبير عن أصحابه عن نافع والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، والخزاعي عن أصحابه الثلاثة عن ابن كثير، وابن شنبوذ وأحمد بن محمد بن هارون المعروف بابن} [5] بقرة عن قنبل، وعن أبي ربيعة عن البزّي عنه (6)، وأبو موسى عن الكسائي، والحلواني عن أبي عمر عنه أنهم قرءوا ذلك بالصّاد.
وكذلك حكى ابن مجاهد عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع في جامعه (7). وفي
__________
(1) لم أظفر بترجمة له.
(2) سقطت = الواو = من (ت).
(3) سقطت = أبي = من (م).
(4) انظر: السبعة في القراءات ص 186.
(5) = ابن = مكررة في (ت).
(6) ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 230رواية الأعشى عن أبي بكر بخلاف، ورواية الخزاعي عن أصحابه الثلاثة عن ابن كثير، وابن شنبوذ وابن بقرة عن قنبل وعن أبي ربيعة عن البزي عنه.
وأما نافع فالمشهور عنه أنه قرأ (بسطة) في البقرة بالسين، كما سيذكره المصنف من رواية إسماعيل عن نافع.
وأما الكسائي فالمشهور عنه هو ما رواه عنه أبو الحارث والدوري وهو أنه قرأ (بسطة) بالسين في موضع البقرة. انظر السبعة في القراءات لابن مجاهد ص 186. وهي كذلك رواية نصير عن الكسائي كما ذكر ابن مجاهد.
وأما أصحاب الخزاعي الثلاثة، فلعلهم قنبل والبزي وعبد الله بن جبير عن قنبل.
وعبد الله بن جبير هو الهاشمي المكي، تقدم ص.
قلت: ورواية الأعشى عن أبي بكر بخلاف قد ذكر ابن الجزري أنها مما انفرد به صاحب العنوان وهو إسماعيل بن خلف الأنصاري والانفراد معناه الشذوذ، والله أعلم.
(7) لم أقف على هذا الكتاب.(2/922)
كتاب قراءة نافع (1)، ولم أجد ذلك في رواية الهاشمي، والعمل في قراءة هؤلاء من جميع الطرق عنهم على السين إلا في رواية الأعشى عن أبي بكر وأبي موسى عن الكسائي، فإني قرأت من طريقهما ذلك على أبي الفتح بالصاد. وحكى لي ذلك عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه، ولم يذكر النقّاش عن الخيّاط عن الشموني عن الأعشى هذا الحرف، وذكره عنه غيره بالصاد، وبالسين قرأته من طريقه، ومن طريق ابن غالب. ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا الباهلي (2)، قال:
نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع {وزاده بسطة [247] بالسين. فأما الاختلاف في قوله:} {المصيطرون [الطور: 37] و} {بمصيطر [الغاشية: 22] فنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ نافع} {هل عسيتم [246] هنا} {وفي القتال [22] بكسر السين، وقرأ الباقون بفتحها في السورتين} [3].
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو {غرفة بيده [249] بفتح الغين، وقرأ الباقون بضمها} [4].
حرف:
قرأ نافع {ولولا دفاع الله [251] هنا، وفي الحج [40] بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدها، وقرأ الباقون بفتح الدال وإسكان الفاء من غير ألف في الموضعين} [5].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة [254] هاهنا، وفي إبراهيم [31]} {لا بيع فيه ولا خلال وفي والطّور [23]} {لا لغو فيها ولا تأثيم بالنصب من غير تنوين في الكل، وقرأ الباقون ذلك كله بالرفع والتنوين} [6].
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) محمد بن محمد بن النفاح الباهلي. تقدم.
(3) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 230.
(4) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 230.
(5) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 230.
(6) انظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 211.(2/923)
حرف:
قرأ نافع {أنا أحيي وأميت [258] و} {أنا أول [الأنعام: 163] وما أشبهه إذا أتى بعد أنا همزة مضمومة أو مفتوحة بإثبات الألف في الوصل والوقف.
وجملة ما في كتاب الله تعالى من ذلك اثني عشر موضعا، عند الهمزة المضمومة موضعان، وعند المفتوحة عشرة مواضع، فأول ذلك هاهنا} {أنا أحيي وأميت وفي الأنعام [163]} {أنا أول المسلمين وفي الأعراف} [1] [143] {أنا أول المؤمنين
وفي يوسف [45]} {أنا أنبّئكم بتأويله وفيها [69]} {أنا أخوك وفي الكهف [34]} {أنا أكثر منك و} {أنا أقل منك [39] وفي النمل [39]} {أنا آتيك به وفي غافر [42]} {وأنا أدعوكم وفي} [2] الزخرف [81] {فأنا أول العابدين وفي الممتحنة [1]} {وأنا أعلم} [3].
وحكى ابن مجاهد في كتاب المدنيّين أنه قرأ الباب كله على أبي الزعراء في رواية إسماعيل [137/ ت] عن نافع بحذف الألف في الوصل، وكذلك حكى أبو بكر الشذائي، وأبو بكر بن أشتة عن قراءتهما أيضا في روايته، ولم أجد لذلك أثرا في رواية إسماعيل، ولا في كتابه الذي وضعه في قراءة المدنيين، وذلك عندي وهم ممّن رواه لأني لم أر أحدا من أهل الأداء المحقّقين يأخذ به.
وروى أبو سليمان أداء عن قالون حذف الألف في الوصل مع الهمزة المضمومة وإثباتها فيه مع المفتوحة، لم يروه عنه غيره.
وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع أنه حذف الألف في الوصل مع الهمزة المفتوحة والمضمومة في جميع القرآن إلا في قوله في الكهف: {أنا أكثر و} {أنا أقلّ وفي المؤمن} {وأنا أدعوكم وفي الزخرف} {فأنا أول العابدين، فإنه أثبت الألف في الوصل في هذه الأربعة خاصة} [4]، فإن أتى بعد {أنا همزة مكسورة، وجملة ذلك ثلاثة: في الأعراف [188]} {إن أنا إلا نذير، وفي الشعراء [115]} {إن أنا إلا نذير وفي الأحقاف [9]} وما أنا إلا نذير فأجمع الرواة عن ورش
__________
(1) سقطت كلمة = الأعراف = من (م) و (ت)، إلا أنها مستدركة في هامش (ت).
(2) كلمة = في = مكررة في (م).
(3) هذا هو المشهور عن نافع في إثبات الألف قبل الهمزة المفتوحة أو المضمومة. انظر:
التيسير ص 82، النشر 2/ 231.
(4) روايتا أبي سليمان وابن جبير غريبتان شاذتان.(2/924)
وإسماعيل والمسيبي عنه على حذف الألف في ذلك في الوصل (1).
واختلف عن قالون: فروى أبو نشيط الحربي وأبو مروان العثماني وأبو عون الواسطي عن الحلواني عنه عن نافع أنه أثبت الألف في ذلك في الحالين، وروى ابن شنبوذ عن الأشعث أداء عن أبي نشيط الإثبات (2). وروى عنه ابن بويان الحذف، وحدّثت عن صالح بن إدريس، قال: نا علي بن سعيد، قال: نا أحمد بن محمد بن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع أنه أثبت الألف في الحالين. وكذلك روى أحمد بن نصر أداء عن أصحابه عن الحلواني عن قالون.
قال أبو عمرو: ويصحّ الأخذ بالوجهين وبأحدهما في هذا ونحوه من حيث ورد أحدهما نصّا والآخر أداء، فمن أخذ بالنصّ ومن أخذ بالأداء ومن أخذ بهما معا.
وقرأت أنا ذلك في رواية أبي نشيط على أبي الفتح بالوجهين بالإثبات والحذف، وحكى لي ذلك عن قراءته، وقرأت في رواية الحلواني وغيره من الرواة عن قالون بحذف الألف في الوصل. وكذلك روى أبو سليمان عنه، وبذلك قرأ الباقون في الباب كله، وكلهم أثبت الألف في ذلك في الوقف، وأجمعوا على حذفها في الوصل [187/ م] إذا لم يكن (3) همزة، نحو {أنا خير منه [ص: 76] و} {أنا ومن اتبعني
[يوسف: 108]} {ولا أنا عابد [الكافرون: 4]} {إني أنا ربك [طه: 120] و} {أنا ورسلي [المجادلة: 21]} {وإنما أنا نذير [الملك: 26] وما أشبهه.
حرف:
وكلهم قرأ} فإن الله يأتي بالشمس [258] بإثبات الياء وصلا ووقفا على ما رسم في كل المصاحف، إلا ما رواه ابن بكار بإسناده عن ابن عامر أنه حذف
__________
(1) انظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 231.
(2) ذكر الداني في التيسير ص 82رواية أبي نشيط عن قالون إثبات الألف مع الهمزة المكسورة.
تنبيه: قال الداني في التيسير: وروى أبو نشيط عن قالون اتباعا مع الهمزة المكسورة. ا. هـ.
والظاهر أن = اتباعا = مصحفة عن = إثباتها = والله أعلم.
وأما في النشر 2/ 231، فقد ذكر ابن الجزري الروايتين عن أبي نشيط بالحذف والإثبات، ورواية غيره بالحذف أو الإثبات، ثم قال: والوجهان صحيحان عن قالون نصا وأداء نأخذ بهما من طريق أبي نشيط، ونأخذ بالحذف من طريق الحلواني إذا لم نأخذ لأبي عون، فإن أخذنا لأبي عون أخذنا بالحذف والإثبات. ا. هـ.
(3) في (م) = تكن =.(2/925)
الياء في الحالين (1).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {لم يتسنّه [259] هاهنا و} {فبهداهم اقتده في الأنعام [90]، بحذف الهاء في الوصل. وتفرّد حمزة دون الكسائي بحذف الهاء في الوصل في ثلاثة أحرف: حرفان في الحاقة وهما} {عنّي ماليه [28]} {عنّي سلطانيه
[29]، وحرف في القارعة [10]} {وما أدريك ما هي} [2]. وروى أبو هشام عن سليم عن حمزة أنه كان يثبت الهاء فيهنّ في الوصل في الصلاة.
حدّثنا الخاقاني، قال: ناس أحمد بن أسامة، قال: نا (3) [أبي] (4). ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد (5)، قال: نا محمد بن (6) الربيع، قالا: نا يونس، قال: نا أبو الحسن بن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يسقط الهاء في القراءة، ويثبتها (7)
في الوقف في قوله {لم يتسنّ و} {اقتد} {ما هي نار حامية [القارعة: 10، 11] و} {ما أغنى عنّي مالي} [8] [الحاقة: 28، 29] هذه الأربع، ولم يذكر {سلطانيه.
وقد ذكرها داود عن ابن كيسة وسائر الرواة عن سليم.
ونا الفارسي قال: نا} [9] أبو طاهر، قال: نا القطيعي (10)، قال: نا أبو هشام، قال:
__________
(1) المشهور عن ابن عامر إثبات الياء على ما رسم في المصحف.
(2) هذا هو المشهور في حذف الهاء عن حمزة والكسائي، والمشهور عن الحرميين وأبي عمرو وابن عامر وعاصم إثبات الهاء في (يتسنه)، و (اقتده) وصلا ووقفا كما في النشر 2/ 142، والتيسير ص 82، 105.
والمشهور أيضا عن الحرميين وأبي عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي إثبات الهاء في الحالين في (عنى ماليه)، (عنى سلطانيه) و (ماهيه) كما في التيسير ص 214، 225، والنشر 2/ 142.
(3) في (م) = أنا =.
(4) في (ت) و (م) = أخي =، والتصحيح من ترجمته أنه روى عن أبيه وأبوه عن يونس.
(5) جعفر بن محمد بن الفضل أبو القاسم المارستاني البغدادي، قرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم، روى عنه فارس بن أحمد، توفي سنة بضع وثمانين وثلاث مائة. غاية 1/ 197.
(6) = بن = ساقطة من (م).
(7) في (م) = يبينها =.
(8) في (م) = ماليه =.
(9) سقطت = نا = من (م).
(10) علي بن الحسن، أبو الحسن القطيعي. تقدم.(2/926)
[138/ ت] نا (1) سليم عن حمزة أنه كان يثبت هذه الهاءات في الوصل في الصلاة، واختلف عن أبي بكر عن عاصم في ذلك، فروى الكسائي عنه من قراءتي من طريق الدوري وابن جبير أنه حذف الهاء في الوصل في البقرة والأنعام لا غير، وأثبتها فيه في الحاقة والقارعة.
نا (2) عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: ثنا (3) عيّاش وابن فرح، قالا: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه يطرح الهاء في {يتسنه إذا وصل ويثبت إذا سكت، وكذلك} {اقتده قل [الأنعام: 90]} {وما أدراك ما هيه، قال: وكان عاصم يثبت الهاء في} {كتابيه [الحاقة: 25] و} {حسابيه
[الحاقة: 26]، زاد ابن فرح وفي} {ماليه في الوصل والسكوت، وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه لم يثبت الهاء في جميعهنّ في الوصل يعني} {يتسنّه و} {ماهيه، فوافق أبا عمر عنه، وخالف أبو عبيد، فحكى عن الكسائي، عن} [4] أبي بكر عن عاصم إثبات الهاء في الجميع، وفيما أشبهه في كل القرآن إن وصل وإن قطع، كذا قال عنه عن أبي بكر عن عاصم في أول الباب، وقال عنه في آخره: كان عاصم يثبت الهاءات في هذه كلها في الوقف ويحذفها في الوصل، فاضطرب قوله عنه في ذلك، وكلا (5) قوليه عندي خطأ.
أمّا الأول فلأن أبا عمر (6) وابن جبير خالفاه فيه، وهما من الإتقان والضبط والاضطلاع بهذا العلم بمكان لا يجهل وموضع لا ينكر، فقولهما (7) لا شك أولى وأصحّ من قوله لاتفاقهما عليه وانفراده هو بقوله.
وأما الثاني فلأنه قول عامّ يدخل فيه جميع هاءات الاستراحة المختلف فيهنّ والمتفق عليهنّ، وحذف الهاء من الضربين في الوصل عدول عن قول سائر أصحاب
__________
(1) في (م) = أبو سليم = وهي زيادة خطأ.
(2) في (م) = أنا =.
(3) في (م) = أنا =.
(4) في (ت) و (م) = وعن =، ولعل الواو زائدة.
(5) في (م) = في قوليه =، و = في = زائدة.
(6) في (م) = عمرو = والواو زيادة غير صحيحة.
(7) في (م) = بقولهما = وهو خطأ.(2/927)
أبي بكر، ورواة عاصم، وخروج عن إجماع أئمة القراءة السبعة.
وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر {لم يتسنّه و} {اقتده} {وما أدراك ماهيه
يطرح الهاء إذا وصل ويثبت إذا وقف، ولم يذكر اللذين في الحاقّة، فوافق رواية} [1]
أبي عمر وابن جبير عن الكسائي. وروى يحيى عن أبي بكر أنه يصلهنّ كلهنّ بالهاء، ذكر ذلك عن يحيى حسين البجلي (2) وخلف وأبو هشام وضرار ومحمد بن المنذر، غير أن محمدا لم يذكر {اقتده [الأنعام: 90]. وروى ابن عطارد وابن جامع عن ابن أبي حمّاد عنه} {لم يتسنّه [البقرة: 259] و} {اقتده وجميع ما في الحاقّة، فيثبت فيهنّ الهاء وصل أو قطع، ولم يذكر التي في القارعة. وروى إسحاق الأزرق عنه} {لم يتسنّه يثبت الهاء لم يزد على ذلك.
ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد} [3]، قال: نا أحمد بن عبد الحميد (4)، قال: نا ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه أثبت فيهنّ الهاء وصل أو قطع، وروى الأعشى عن أبي بكر إثبات الهاء في كلهنّ في الحالين، وكذلك روى ابن أبي أمية عنه، وروى عبيد بن نعيم عنه في البقرة والحاقّة بإثبات الهاء فيهنّ في الحالين، وأثبتها في الوقف في الأنعام في قوله: {اقتده} [5] لا غير، وأثبتها في الحالين فيما عداه، وقرأت في رواية شجاع من طريق ابن غالب وغيره بإثبات الهاء في جميع الباب في الحالين، وقال سورة (6) عن الكسائي إنه كان يثبت الهاء في الحاقة في الأربع كلم، وفي القارعة يقول: هنّ رءوس آي، قال: وكان لا يثبتهنّ فيهنّ دهرا طويلا.
وقرأ الباقون بإثبات الهاء في الكل في الحالين، وأجمعوا على إثباتها فيهما في الأربعة الأحرف الأول من سورة الحاقة، وهي: {اقرؤوا كتابيه [19]} ملاق
__________
(1) في (م) = روايتا = وهو لحن.
(2) حسين بن الأسود البجلي، تقدم.
(3) أحمد بن محمد بن سعيد، أبو علي الأذني. تقدم.
(4) لم أعثر على ترجمته.
(5) في (م) = اقتد =.
(6) سورة بن المبارك الخراساني الدينوري، روى القراءة عن الكسائي، وهو من المكثرين عنه، روى عنه محمد بن الجهم. غاية 1/ 321.(2/928)
{حسابيه [20]} {لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه [25، 26] وقد اختلف عن ابن عامر في الموضع الذي في الأنعام، ونذكر} [1] [188/ م] الاختلاف عنه في ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى (2) (3).
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو {كيف ننشرها [259] بضمّ النون الأولى وكسر الشين وراء غير معجمة بعدها، وروى المفضل وأبان} [4] عن عاصم {ننشرها
بفتح النون وضمّ الشين وراء بعدها [139/ ت] أيضا. وقرأ الباقون بضمّ النون وكسر الشين وزاي معجمة بعدها} [5]، وروى عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم {ننشزها بفتح النون وضمّ الشين وزاي معجمة بعدها، لم يروه غيره، ولا تابعه عليه أحد من أصحاب أبي بكر.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {قال اعلم أن الله على كل شيء قدير [259] بوصل الألف وجزم الميم على الأمر، وإذا ابتدءا كسرا همزة الوصل. وقرأ الباقون بقطع الألف في الحالين ورفع الميم على الخبر} [6].
حرف:
قرأ حمزة والمفضل عن عاصم {فصرهنّ إليك [260] بكسر الصّاد.
وروى أبو هشام في جامعه عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بكسر الصّاد مثل حمزة. وروى في «مجرّده» عنه عن أبي بكر بضمّ الصّاد وهو الصواب لأنه وافق جماعة من أصحاب يحيى وأصحاب أبي بكر. وقرأ الباقون بضمّ الصّاد} [7] وجزءا (8)
قد ذكر قبل (9).
__________
(1) في (م) = يذكر =.
(2) في (ت) = تع =، وفي (م) = تعالى = وهذا هو الذي ينبغي فعله، ولا ينبغي الاختصار في مثل هذه الكلمة.
(3) في الحرف الثلاث مائة.
(4) أبان بن يزيد بن أحمد، أبو يزيد البصري العطار، النحوي، ثقة صالح، قرأ على عاصم.
روى القراءة عنه حرمي بن عمارة. غاية 1/ 4.
(5) وهو المشهور عن عاصم. وانظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 231.
(6) وانظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 231، 232.
(7) انظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 232.
(8) في (م) = جزءا = ليس قبلها واو.
(9) حرف (22).(2/929)
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحماد وابن عامر في غير رواية الوليد {بربوة [265] هاهنا و} {إلى ربوة في المؤمنين [50] بفتح الراء في الموضعين، واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم} [1]، فروت الجماعة بفتح الراء.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم (2)، قال: نا هارون (3)، قال: نا أبو بكر عن عاصم {بربوة [265] بالنصب، ونا عبد العزيز بن محمد أيضا، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو شاكر} [4]، قال: نا أبو يوسف بن يزيد (5)، قال: نا نعيم بن حمّاد (6) عن أبي بكر عن عاصم {بربوة بفتح الراء، وخالف الجماعة عن أبي بكر إسحاق الأزرق، فروى عنه عن عاصم أنه قرأ} {بربوة بكسر الراء، ولم يرو ذلك أحد غيره، وخالفهم أيضا فيه حسين الجعفي، فروى عنه بضم الراء، واضطرب قول أبي هشام عن يحيى في ذلك، فقال في «جامعه» عنه عن أبي بكر برفع الراء فيهما، وقال في «مجرّده» بنصب الراء فيهما، وهو الصواب، وقوله} [7] الأول غلط. وقرأهما [الباقون] (8) بضم الراء، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر.
حرف:
قرأ الحرميان {أكلها [265] و} {أكله [آل عمران: 141] و} {في الأكل [الرعد: 4] و} {ذواتي أكل [سبأ: 16] وما أشبهه مضافا إلى مذكر وإلى مؤنث وغير مضاف بإسكان الكاف حيث وقع. وقرأ أبو عمرو ما كان مضافا إلى مؤنث خاصة بإسكان الكاف، وما كان مضافا إلى مذكر أو غير مضاف بضمّ الكاف، هذه رواية الجماعة عن اليزيدي إلا ابن واصل، فإنه روى عنه عن أبي عمرو} [9] أنه
__________
(1) المشهور عن عاصم وابن عامر فتح الراء. انظر: التيسير ص 83، النشر 2/ 232.
(2) علي بن أحمد بن حاتم البغدادي. تقدم في حرف (22).
(3) هارون بن حاتم أبو بشر البزاز الكوفي. تقدم.
(4) لم أعرفه.
(5) لم أقف على ترجمته.
(6) نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي، أبو عبد الله المروزي، صدوق يخطئ كثيرا، فقيه عارف بالفرائض، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. تقريب التهذيب ص 564.
(7) في (م) = وقول = ولا تناسب السياق.
(8) سقطت من (ت) و (م) واستدركت في هامش (ت).
(9) في (م) = عمر = والصحيح ما في (ت).(2/930)
خفّف «الأكل» في كل القرآن (1). وقرأ الباقون بضم الكاف في جميع القرآن.
حرف:
وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى وأحمد بن بويان عن شعيب عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم {رياء الناس} [2] هنا [264]، وفي الأنفال [47] والنساء [38] بإبدال الهمزة الأولى ياء مفتوحة لانكسار ما قبلها. وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير {رياء الناس تركوا همزها من أجل ألف «الناس» المهموزة، وكذلك في النساء [142]، قال: وهم يهمزون الفعل منه مثل} {يراءون ثم قال في النساء} {رئاء الناس} [3] بالهمز مثل رعاء، ولم يذكر الذي في الأنفال.
قال أبو عمرو: ولم يبيّن الخزاعي أيّ الهمزتين من ذلك تركوا، وأيهم (4) كانت المتروكة، واعتلاله لتركهم إيّاها خطأ لأنها لم تلق همزة، فيجب تركها من أجلها. إلا أن قوله: تركوا همزها من أجل ألف {الناس المهموزة، وقوله في النساء وتمثيله يدلّ على أنه أراد الثانية، وذلك يبطل من جهتين: إحداهما: أن ألف الناس ليست بهمزة محقّقة} [5]، فترك من أجلها كما زعم، بل هي ألف وصل تسقط من اللفظ في حال الاتصال. والجهة الأخرى أن الألف الزائدة التي قبل تلك الهمزة المتروكة يلزم إسقاطها [140/ ت] إظهارا (6) لسكونها وسكون ما بعدها، وذلك (7) مما لا يعرف في الأداء بإجماع.
__________
(1) رواية ابن واصل رواية غريبة، والمشهور هو ما روته الجماعة عن اليزيدي. انظر: التيسير ص 83، النشر 2/ 216.
(2) المتواتر عن القراء السبعة تحقيق الهمزتين جميعا من كلمة (رئاء)، وانظر النشر 1/ 396، فإنه ذكر (رئاء) ولم يذكر أن أحدا من السبعة يبدل الهمزة فيها. إلا أن حمزة عند الوقف يبدل الهمزة الأولى ياء على أصله أو يسهلها بين بين، وانظر التيسير ص 40.
وأما الهمزة الثانية، فحمزة وهشام عند الوقف عليها يبدلانها ألفا، ثم يحذفان إحدى الألفين.
وانظر التيسير ص 38.
(3) في (م) = ريا = وهو خطأ.
(4) في (م) = وأنهم = وهو تحريف.
(5) في (م) = مخففة = وهو خطأ.
(6) كلمة = إظهارا = سقط بعضها من (م).
(7) في (م) و = كذلك = والكاف لا معنى لها.(2/931)
وقرأ الباقون بتحقيق (1) الهمزتين معا لأجل الألف الفاصلة بينهما (2)، وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبيه وابن مخلد وسائر الرواة عن اليزيدي والقوّاس، وكذلك حكى الزينبي (3) أنه قرأ على الخزاعي، قال: وغلط في قوله بغير همز، وبذلك قرأت أنا في رواية الثلاثة عن ابن كثير.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية الخزاعي عن البزّي (4) وابن فليح رواية أبي ربيعة وابن مخلد وابن هارون واللهبي ومضر (5) وغيرهم عن البزي بتشديد التاء التي تكون في أوائل الأفعال المستقبلة (6) وذلك إذا حسن (7) معها تاء أخرى، ولم ترسم خطّا، نحو قوله (8): {ولا تيمّموا [267]} {ولا تفرقوا [آل عمران: 103]} {ولا تعاونوا} [9] [المائدة: 2] وما أشبهه.
وكذلك روى ابن مجاهد عن قنبل أنه قرأ ذلك على البزّي (10). قال البزّي: وهي قراءة أبيّ بن كعب وقراءة أصحابنا، وأطلق أبو ربيعة وابن مخلد القياس في سائر الباب وخالفهما الخزاعي، فحكى أن المحفوظ من ذلك إحدى وثلاثون تاءً في جميع القرآن (11) [189/ م] وهنّ في سورة البقرة [267] {ولا تيمّموا وفي آل عمران [103]} {ولا تفرقوا، وفي النساء [97]} {الذين توفّاهم الملائكة، وفي المائدة [2]} {ولا تعاونوا، وفي الأنعام [153]} {فتفرق بكم، وفي الأعراف [117]} {فإذا هي تلقف، وفي الأنفال [20]} {ولا تولّوا عنه وفيها} ولا تنازعوا [46]، وفي براءة
__________
(1) في (م) = بتخفيف = وهو خطأ.
(2) في (م) = بينهما = وهو الصواب المناسب للسياق فأثبته، وفي (ت) = منها =.
(3) = الزينبي = مطموسة في (م).
(4) = البزي = مطموسة في (م) وكأنها = اليزيدي = وهو خطأ.
(5) = مضر = مطموسة في (م).
(6) = المستقبلة = مطموسة في (م).
(7) في (ت) = إذا جئن =.
(8) = نحو قوله = مطموسة في (م).
(9) = ولا تعاونوا = مطموسة في (م).
(10) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة له.
(11) نص الداني على هذا العدد في التيسير ص 83، وكذلك نص عليه ابن الجزري في النشر 2/ 232.(2/932)
[52] {هل تربصون بنا، وفي هود [3]} {وإن تولّوا فإني أخاف عليكم وفيها} {فإن تولّوا فقد أبلغتكم [57] وفيها} {لا تكلم نفس [105]، وفي الحجر [8]} {ما تنزّل الملائكة، وفي طه [69]} {ما في يمينك تلقف ما، وفي النور [15]} {إذ تلقونه وفيها} {فإن تولّوا فإنما [54]، وفي الشعراء [45]} {فإذا هي تلقف
وفيها} {على من تنزل [221] وفيها} {تنزّل على كل أفّاك [222]، وفي الأحزاب [33]} {ولا تبرّجن وفيها} {ولا أن تبدّل بهنّ [52]، وفي الصّافّات [25]} {لا تناصرون، وفي الحجرات [11]} {ولا تنابزوا وفيها} {ولا تجسّسوا [12] وفيها} {لتعارفوا [13]، وفي الممتحنة [9]} {أن تولّوهم، وفي الملك [8]} {تكاد تميّز، وفي نون [83]} {لما تخيرون، وفي عبس [10]} {عنه تلهّى، وفي والليل [14]} {نارا تلظّى، وفي القدر [3، 4]} {من ألف} [1] شهر تنزّل.
فعلى رواية الخزاعي يلزم تخفيف ما عدا هذه الجملة المحصورة، وبذلك قرأت للبزّي من جميع الطرق ولابن فليح عن طريق الخزاعي.
وحدّثني أبو الفرج محمد بن عبد الله النجاد المقرئ (2) عن قراءته على أبي الفتح أحمد بن عبد العزيز المعروف بابن بدهن (3)، عن أبي بكر الزينبي عن أبي ربيعة عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير أنه شدّد التاء في قوله في آل عمران [143] {ولقد كنتم تمنّون الموت، وفي الواقعة [65]} {فظلتم تفكّهون وذلك قياس رواية أبي ربيعة لأنه جعل التشديد في الباب مطّردا، ولم يحصره بعد ذلك، وكذلك فعل البزّي في كتابه، وقد روى أبو ربيعة فيما حكى لي أبو الفتح عن أصحابه عن البزّي وابن مجاهد وغيره عن الخزاعي عن البزّي أيضا في سورة المجادلة [9]} {فلا تتناجوا كذلك، وذلك خطأ في هذين الحرفين من جهتين:
إحداهما: أن ذلك مخالفة لرسم المصحف المتّفق على إثباته، إذ هما فيه بتاءين ظاهرين، وقد أتت لهما نظائر، نحو} {ولا تتبدّلوا} [4] الخبيث [النساء: 2] ولا
__________
(1) سقطت = من ألف = من (ت).
(2) محمد بن عبد الله، أبو الفرج النجاد، مقرئ ضابط، متصدر ثقة، أخذ القراءة عرضا عن أحمد ابن عبد العزيز بن بدهن، روى الحروف عنه أبو عمرو الداني، قال ابن الجزري:
مات فيما أحسب بعيد الأربع مائة. غاية 2/ 188.
(3) تقدم.
(4) في (م) = تبدلوا = بتاء واحدة، والصواب الذي في (ت) لما يأتي.(2/933)
{تيمّموا} [1] [267] {ولا تتولّوا [هود: 52] و} {ثمّ تتفكّروا [سبأ: 46] و} {تتمارى [النجم: 55] و} {تتلقاهم [الأنبياء: 103] و} {تتوفّاهم [النحل: 28] و} {تتقلب [النور: 37] و} {أن تتكبر [الأعراف: 13] وشبهه. وانعقد إجماعهم على إظهار التاءين فيهن، فلو كان ما رواه المذكورون عن البزّي من التشديد فيهما صحيحا لما خصّا به دونهنّ، ولجرى في جميعهنّ، إذ لا فرق بينها وبينهنّ.
والثانية: أنه عدول عن مذهب ابن كثير في التاءات المشدّدات إذ كان ما يشدّد منهن في الرسم بتاء واحد، وهو في الأصل بتاءين ليدل بالتشديد على ذلك، فأما ما كان في الرسم بتاءين فمستغن [141/ ت] عن التشديد بظهور} [2] التاءين، قال أبو عمرو: وإذا وقع قبل التاء المشددة في مذهب البزّي وابن فليح حرف مدّ ولين ألف أو واو نحو {ولا تيمّموا [267] و} {عنهو تلهّى} [3] [عبس: 10] وشبههما أثبت في اللفظ لكون التشديد عارضا، فلم يعتدّ به في حذفه، وزيد في تمكينه (4) ليتميّز بذلك الساكنان أحدهما من الآخر ولا يلتقيا، على أنه قد يجمع بينهما في كثير من هذه التاءات، وذلك إذا ساكن جامد بتنوين وغيره، والجمع بينهما في ذلك غير ممتنع لصحة الرواية، فاستعماله عن القرّاء والعرب في غير موضع (5)، وما قرأ به ابن كثير من تشديد هذه التاءات إنما يجوز في حال الوصل لا غير، فأما إذا وقف على ما قبلهنّ وابتدئ بهنّ، فلا يجوز تشديدهنّ بوجه لأن كل واحدة منهنّ إذا شدّدت بمنزلة حرفين الأول منهما ساكن، والابتداء بالساكن ممتنع.
حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: نا أحمد بن موسى، قال: أخبرني إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال: نا عبد الوهّاب بن فليح، وسعيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله المخزومي (6)،
__________
(1) وفي (م) = تتيمموا = وهو خطأ، وذكرها هاهنا خطأ لأن المصنف أراد التمثيل للأفعال التي في أولها تاءان ظاهرتان، وهذه الكلمة في أولها تاء واحدة رسما.
(2) في (م) = بظهر = وهو تصحيف.
(3) كذا في (ت) و (م) = عنهو = حسب النطق بها في حالة الوصل.
(4) انظر: التيسير ص 84، النشر 2/ 233، 1/ 314، 317.
(5) قال العكبري: = ويقرأ بتشديد التاء وقبله ألف. وهو جمع بين ساكنين، وإنما سوغ ذلك المد الذي في الألف =. ا. هـ. التبيان في إعراب القرآن 1/ 219.
(6) لم أقف على ترجمته.(2/934)
قالا: نا سفيان بن عيينة (1) عن عمرو بن دينار (2)، قال: فاتت عبيد بن عمير (3) ركعة من المغرب، فسمعته يقرأ {فأنذرتكم نارا تلظّى [الليل: 14] وثقل التاء. قال الخزاعي: ورأيت أبا عبد الله يعلّمها حتى يحرك رأسه ولحيته} [4].
وقرأ الباقون وابن كثير في رواية القوّاس بتخفيف التاء في جميع ما تقدم، وبذلك كان النقّاش يأخذ في رواية البزّي، ويحكى عن أبي ربيعة أنه كان يعدّ هذه التاءات على القارئ ولا يأخذ بتشديدهنّ، والعمل عند أهل (5) الأداء في رواية البزّي وابن فليح على التشديد، وبه قرأت.
حرف:
قرأ ابن كثير ونافع في رواية ورش وفي رواية أبي سليمان عن قالون، وفي رواية ابن جبير عن أصحابه، وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة، وفي رواية الأعشى وابن جبير عن أبي بكر عنه {فنعمّا هي [271] هاهنا و} {نعمّا يعظكم به} [6] في النساء [58] بكسر النون والعين وتشديد الميم، وقرأ نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر من غير رواية الأعشى ويحيى الجعفي وأبي عمرو بكسر النون وإسكان العين وتشديد [190/ م] الميم في السورتين (7)، هكذا الرواية عنهم في الكتب بإسكان العين وهو
__________
(1) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون، أبو محمد الهلالي الكوفي، ثم المكي، الأعور، الإمام المشهور، عرض القرآن على عبد الله بن كثير، روى القراءة عنه سلام بن سليمان، توفي سنة ثمان وتسعين ومائة. غاية 1/ 308.
(2) عمرو بن دينار، أبو محمد المكي مولى باذام، الإمام الكبير، عالم مكة، روى القراءة عن ابن عباس، روى القراءة عنه يحيى بن صبيح، توفي سنة ست وعشرين ومائة. غاية 1/ 600.
(3) عبيد بن عمير بن قتادة، أبو عاصم الليثي، المكي، القاص، روى عن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب، روى عنه مجاهد وعمرو بن دينار، مات سنة أربع وسبعين. غاية 1/ 496.
(4) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة.
(5) في (م) = كل = وهو تحريف.
(6) في (م) تكرار لكلمة = فنعما = ولا داعي لها ثم = وفنعما يعظكم به = والفاء زائدة.
(7) المشهور عن ابن كثير وورش وحفص كسر النون والعين وتشديد الميم، والمشهور عن قالون وأبي بكر وأبي عمرو وجهان: الأول: كسر النون وإسكان العين، وتشديد الميم، وهذا صحيح رواية. والثاني: كسر النون وإخفاء العين وتشديد الميم، وهذا قياس للتخلص من التقاء الساكنين. انظر: التيسير ص 84، النشر 2/ 235.(2/935)
جائز مسموع (1)، حكى الكوفيون والنحويون سماعا {شهر رمضان [185] مدغما، وحكى سيبويه مثله في الشعر، وأنشد للراجز:
} كأنه بعد كلال الزاجر ... ومسحي مرّ عقاب كاسر (2)
يريد ومسحه، فأبدل من الهاء حاء وأدغم، غير أن قوما من أهل الأداء يأبون ذلك لتحقيقه الجمع بين الساكنين، فيأخذون بإخفاء حركة العين لأن المخفي حركته بمنزلة المتحرّك، فيمتنع الجمع (3) بين الساكنين بذلك والإسكان آثر والإخفاء أقيس.
وقال لي الحسن بن شاكر (4) (5) عن أحمد بن نصر: أبو عمرو يجمع بين ساكنين في {فنعمّا، وقد روى الحلواني عن الدوري وفضلان المقرئ} [6] عن أبي حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كسر النون والعين، وذلك غلط من الحلواني وفضلان لأن الدوري وأبا حمدون نصّا عن اليزيدي على إسكان العين، فوافقا الجماعة عنه.
وقرأ الباقون وهبيرة عن حفص ويحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم بفتح النون وكسر العين وتشديد الميم في الموضعين، وقد اختلف عن أبي بكر عن عاصم بفتح النون وكسر العين وتشديد الميم في الموضعين [142/ ت]، وقد اختلف أصحاب أبي بكر ويحيى في العبارة عن (7) ذلك، فقال محمد بن المنذر عن يحيى عنه فنعمّا هي [271] مكسورة النون ساكنة العين مشدّدة الميم، وهذه ترجمة مفيدة لا إشكال فيها.
وقال ابن الجهم عن خلف عن يحيى عنه: إنه كسر النون، وخفّف الميم ولم
__________
(1) قال سيبويه: وأما قول بعضهم في القراءة (إن الله نعما يعظكم به)، فحرك العين، فليس على لغة من قال: نعم، فأسكن العين، ولكنه على لغة من قال: نعم، فحرك العين، وحدثنا أبو الخطاب أنها لغة هذيل. ا. هـ. الكتاب 4/ 440.
(2) الكتاب لسيبويه 4/ 450، ولم يذكر اسم الراجز.
(3) في (م) = الجميع = وهو خطأ.
(4) في (م) = ساكن = وهو خطأ.
(5) لم أقف على ترجمته.
(6) الفضل بن مخلد بن عبد الله بن زريق، أبو العباس البغدادي، يعرف بفضلان الدقاق، الأعرج، قرأ على أبي حمدون الطيب، وهو من أجل أصحابه، قرأ عليه ابن المنادي. غاية 2/ 11.
(7) في (م) = من = وهو خطأ لا يناسب السياق.(2/936)
يذكر العين، وتخفيف الميم غير جائز لأن الميم التي قبلها ساكنة، فلا بدّ من إدغامها فيها اللهمّ إلا أن يحذف الساكنة بينهما للساكنين لدلالة ما بقي على حذف فيتمكن حينئذ التخفيف للمتحرّكة، وقد أخذ بذلك في رواية يحيى عن أبي بكر قوم من أهل الأداء. وقال إدريس عن خلف عن يحيى بكسر التنوين وتخفيف النون فيهما، وهذا ما لا معنى له، وأحسبه أراد تخفيف الميم كما روى ابن الجهم، وقد قال خلف في «مجرده» عن يحيى عن أبي بكر بكسر النون وتخفيفها، فحقّق ذلك قول إدريس عنه.
وقال أبو هشام في «مجرّده» عن يحيى في السورتين بكسر النون، وقال في «جامعه» عنه {فنعمّا هي [271] لا يحرّك النون، وغلط، وأحسبه أراد العين. وقال ضرار عن يحيى بكسر النون لم يزد على ذلك، وقال الوكيعي عنه مكسورة النون وجزم الميم ويخفّفها، ولعله يريد بالجزم وتخفيف العين، فوهم وذكر الميم. وقال ابن شاكر عنه بكسر النون وتخفيف ما، وفي النساء مثله.
وقد بيّنّا أن التخفيف خطأ إلا أن يحذف ميم «نعم» لسكونها وسكون العين قبلها، فيمكن تخفيف ميم مع ذلك. وقال العجلي عن يحيى بكسر النون وتخفيفها، وكذلك قال ابن أبي أميّة عن أبي بكر، وقال أبو عبيد عن الكسائي عن أبي بكر بكسر النون وجزم العين، والتي في النساء مثلها، وهذه ترجمة صحيحة. وقال ابن جبير عن الكسائي عنه في «جامعه»} [1] بكسر النون والعين في السورتين، وقال في «مختصره» (2)
بكسر النون ولم يذكر العين، وكذلك قال أبو عمر (3) عنه عن أبي بكر وخلّاد عن حسين وابن نافع عن أبي حمّاد والتيمي عن الأعشى عن أبي بكر، وقال الشموني عن الأعشى عنه بكسر النون والعين مشدّدة الميم، وفي النساء مثلها. وقال عبيد بن نعيم عنه {فنعم ما هي} [4] [271] بالكسر. لم يزد على ذلك.
وقال إسحاق الأزرق {فنعما هي مخففة و} {نعما يعظكم به [النساء: 58] بكسر النون، ولعله أراد بقوله مخفّفة ساكنة العين. وقال المعلى بن منصور} [5] عنه
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) لم أقف على هذا الكتاب.
(3) في (م) = عمرو = وهو خطأ.
(4) كذا رسمت في النسختين والأولى وصل الكلمتين.
(5) معلى بن منصور، أبو يعلى الرازي الحافظ، ثقة مشهور، روى القراءة عن أبي بكر بن عياش، روى القراءة عنه محمد بن سعدان، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. غاية 2/ 304.(2/937)
مكسورة النون ساكنة العين مشددة الميم، وهذه ترجمة مفيدة. وقال ابن عطارد عنه بكسر النون وجزم العين وجزم الميم يعني الميم الأولى المدغمة في الثانية وهذه ترجمة محصّلة. وقال يحيى الجعفي عنه بكسر العين وفتح النون، وكذلك في النساء.
وخالفه الجماعة من أصحابه، والصحيح من هذه التراجم ترجمة ابن المنذر عن يحيى وأبي (1) عبيد عن الكسائي والمعلى وابن عطارد عن أبي بكر، وكذلك ترجمة الشموني عن الأعشى.
109
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية المفضل وحماد وأبي بكر بخلاف عنه {نكفّر عنكم [271] بالنون ورفع الراء. وقرأ عاصم في رواية حفص وابن عامر بالياء والرفع، وقرأ الباقون بالنون والجزم. وكذلك روى الكسائي ويحيى الجعفي عن أبي بكر، وقرأت أنا في رواية الكسائي عنه بالرفع} [2]، قال (3): أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي عنه بالجزم (4).
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية الأعشى وابن جبير عن أبي بكر ورواية هبيرة وابن شاهي عن حفص وابن عامر وحمزة {يحسبهم [273]} {وتحسبونه} [5]
[النور: 15] {فلا تحسبنّهم} [6] [آل عمران: 188] {ولا يحسبنّ [آل عمران: 180] [191/ م] و} {يحسبه} [7] [النور: 39] {ولا تحسبنّ [آل عمران: 169] و} {يحسب
[الهمزة: 3] وما كان مثله إذا كان مستقبلا بفتح السين حيث وقع، وكذلك روى التيمي عن الأعشى عن أبي بكر} [8]، واختلف عن الخياط (9) عن الشموني عنه في
__________
(1) في (ت) = أبو عبيد =.
(2) المشهور عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالنون ورفع الراء. وانظر: التيسير ص 84، النشر 2/ 236.
(3) أي أبو عمرو الداني.
(4) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 191.
(5) في (م) = يحسبون =.
(6) في (م) = ولا = والواو خطأ.
(7) في (م) = تحسبه = وهو تصحيف.
(8) المشهور عن عاصم من رواية حفص وأبي بكر فتح السين.
وانظر: التيسير ص 84، النشر 2/ 236.
(9) القاسم بن أحمد بن يوسف، أبو محمد التميمي، الخياط، الكوفي، المعروف بالقملي، إمام(2/938)
ذلك، فروى ابن شنبوذ والنقّاش وحمّاد بن أحمد (1) ومحمد بن أبي أميّة (2) ومحمد بن الضحّاك (3) وأحمد ابن سعيد عنه عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر أنه كسر السين في جميع القرآن، وبذلك [143/ ت] قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الأعشى، وروى الحسن النقار عنه عن الشموني أنه فتح السين في كل القرآن، وبذلك قرأت من طريقه، ومن طريق ابن غالب عن الأعشى. حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن الحسن بن داود (4) عن الخياط عن الشموني أنه فتح السين في كل القرآن.
وحدّثنا أبو الفتح شيخنا، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: قال لي القاسم بن أحمد، قال لي محمد بن حبيب، قال لي أبو يوسف الأعشى، قال لي أبو بكر ابن عيّاش: أنا أدخلت هذه الحروف من قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعني في قراءة عاصم.
حرف:
في البقرة [279] {فأذنوا بألف مقصورة، وفي المائدة [6]} {وأرجلكم بنصب اللام، وفيها} {من الذين استحق [107] بفتح التاء والحاء} {الأوليان اثنان، وفيها} {هل تستطيع} [5] بالتاء، و {ربك [112] بالنصب، وفي الأنعام [33]} {فإنهم لا يكذبونك خفيف الذال ساكن الكاف، وفيها [159]} {فارقوا دينهم بألف، وفي بني إسرائيل [102]} {لقد علمت بضمّ التاء، وفي الكهف [102]} {أفحسب الذين ساكن السين مضموم الباء، وفي الأنبياء [95]} {وحرام على قرية يعني بألف، وفي التحريم [3]} عرف بعضه خفيف الراء
__________
في قراءة عاصم، حاذق ثقة، عرض على محمد بن حبيب الشموني، عرض عليه محمد بن محمد بن الضحاك، توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. غاية 2/ 16.
(1) حماد بن أحمد بن حماد، أبو الحسن الكوفي الضرير، مقرئ متصدر، قرأ على القاسم بن أحمد الخياط، قرأ عليه أبو بكر الشذائي. غاية 1/ 257.
(2) محمد بن أحمد بن الخليل بن أبي أمية، أبو الحسن، ويقال أبو عبد الله، مقرئ متصدر معروف، أخذ القراءة عرضا عن القاسم بن أحمد الخياط، روى القراءة عنه الحسن بن محمد بن الفحام. غاية 2/ 62.
(3) محمد بن محمد بن الضحاك، أبو الحسن المقرئ البغدادي، روى قراءة عاصم عن القاسم بن أحمد الخياط، روى عنه الحروف عبد الواحد بن عمر. غاية 2/ 240.
(4) في (ت) = داو =.
(5) في (م) = يستطيع =.(2/939)
و {يحسب [الهمزة: 3] و} {يحسبون [الأعراف: 30] كل شيء في القرآن بكسر السين في الاستقبال، فذلك ثلاثة عشر حرفا، وتابع الشموني على روايته في هذا الحرف على الأعشى عن أبي بكر محمد بن يونس} [1] عن علي بن الحسن (2) عن ابن غالب عنه، إلا أنه قال {فارقوا بألف التي في الروم [32]، وزاد حرفا انفرد به، وهو قوله في سبحان [90]} {حتى تفجر بالتشديد، قال لي أبو} [3] الفتح: كان ابن غالب يعد هذه الحروف على القارئ، ولا يأخذ بها في التلاوة (4). وقال هبيرة عن حفص: كان فتح ثم رجع، فكان يكسر السين.
وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد، قال هبيرة عن حفص نفسه أنه كان يفتح ثم رجع، فكان يكسر السين (5)، وبذلك قرأت في روايته من الطريقين: طريق
__________
(1) محمد بن الحسن بن يونس بن كثير، أبو العباس الهذلي، الكوفي، النحوي، مقرئ ثقة مشهور ضابط، قرأ على علي بن الحسن بن عبد الرحمن التميمي، قرأ عليه زيد بن علي بن أبي بلال، توفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. غاية 2/ 125.
(2) علي بن الحسن بن عبد الرحمن بن يزيد، أبو الحسن التميمي ويقال التيمي، ويعرف بالكسائي، مقرئ معروف، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن غالب صاحب أبي يوسف الأعشى، قرأ عليه محمد بن الحسن بن يونس النحوي. غاية 1/ 530.
(3) في (م) = أبي = وهو لحن.
(4) ما ذكر شعبة أنه أدخله في قراءة عاصم، فكل تلك الحروف شاذة غريبة والمشهور عنه أنه قرأ:
1 {فأذنوا بالمد وكسر الذال، وانظر: التيسير ص 84.
2} {وأرجلكم بالجر. التيسير ص 98.
3} {من الذين استحق بضم التاء وكسر الحاء،} {الأولين بالجمع. التيسير ص 100.
4} {هل يستطيع بالياء،} {ربك برفع الباء. التيسير ص 101.
5} {فإنهم لا يكذبونك بتشديد الذال وفتح الكاف. التيسير ص 102.
6} {فرقوا في الأنعام والروم بتشديد الراء وليس قبلها ألف. التيسير ص 108.
7} {لقد علمت بفتح التاء. التيسير ص 141.
8} {أفحسب الذين في الكهف بكسر السين وفتح الباء مثل سائر القراء.
9} {وحرم على قرية بكسر الحاء وإسكان الراء بدون ألف. التيسير ص 155.
10} {عرف بعضه بتشديد الراء. التيسير ص 212.
11} {يحسب، ويحسبون في الاستقبال بفتح السين. التيسير ص 84.
12} حتى تفجر بفتح التاء وضم الجيم مخففا. التيسير ص 141.
(5) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 191. والعمل في قراءة حفص على فتح السين كما تقدم.(2/940)
الخزاز (1) وحسنون، وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة {فأذنوا بحرب [279] بالمدّ وكسر الذال} [2]. وروى ابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر بالقصر (3) وفتح الذال. ونا محمد بن أحمد قال: أنا ابن مجاهد، قال: حدّثني وهب بن عبد الله المروذي، قال: نا الحسن بن المبارك الأنماطي عن أبي حفص عمرو بن الصباح عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرؤها {فآذنوا و} {فأذنوا
ممدودا ومقصورا} [4]، وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل وحفص بالقصر وفتح الذال.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {لا تظلمون [279] بضمّ التاء وفتح اللام و} {لا تظلمون بفتح التاء وكسر اللام، وقرأ الباقون بفتح التاء وكسر اللام في الأول وضمّ التاء وفتح اللام في الثاني} [5].
حرف:
وكلهم قرأ {فنظرة [280] بفتح النون وكسر الظاء إلا ما رواه ابن جبير عن أبي حمّاد عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ} {فنظرة بضمّ النون وبنصب التاء} [6]، ولم يذكر الظاء، وعليها في كتابي علامة السكون، ولا يكون غير ذلك. وقال ابن جامع عن أبي حمّاد عن أبي بكر بكسر الظاء لم يذكر النون، وأحسب ما رواه ابن جبير وهما.
حرف:
قرأ نافع {إلى ميسرة [280] بضمّ السين، وقرأ الباقون بفتحها} [7].
__________
(1) في (م) = الفراء = ويظهر أنه خطأ، ففي هامش (ت) ضبطت الكلمة = الخزاز = بالخاء المعجمة وزاءين.
(2) هذا هو المشهور عن أبي بكر. انظر: التيسير ص 84، النشر 2/ 236.
(3) في (م) = بالفقر = وهو تصحيف.
(4) انظر: السبعة في القراءات ص 192.
(5) المشهور عن عاصم أنه قرأ هذا الحرف مثل سائر القراء.
(6) في (م) = بنصب الفاء =، والصحيح ما في (ت) لأنه ذكر النون أولا ولو قصد المصنف الفاء لذكرها أولا حسب ترتيبها في الكلمة.
(7) انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 236.(2/941)
حرف:
قرأ عاصم وأبو عمرو في رواية عبد الوارث {وأن تصدّقوا [280] بتخفيف الصاد، وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة، [وخالف سائر أصحاب سليم، فرواها مشدّدة]} [1]. وقرأ الباقون بتشديدها (2).
حرف:
قرأ أبو عمرو {ترجعون فيه إلى الله [281] بفتح التاء وكسر الجيم، وقرأ الباقون بضمّ التاء وفتح الجيم، وكذلك روى أبو معمر عن} [3] عبد الوارث عن أبي عمرو (4).
حرف:
وروى ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل من قراءتي، والعثماني عن قالون، وأبو عون عن الحلواني عنه، وقتيبة عن الكسائي [144/ ت] {أن يملّ هو
[282] بإسكان الهاء، نا الباقون بضمّها، وقد ذكر} [5].
حرف:
قرأ حمزة {إن تضلّ [282] بكسر الهمزة من «أن» على الجزاء} {فتذكر برفع الراء. وقرأ الباقون بفتح الهمزة ونصب الراء. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين} [6] عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {أن تضلّ بنصب الألف،} {فتذكر رفع.
قال أبو هشام: وأظنه وهما من حسين، وكذلك روى خلّاد عن حسين [192/ م] وهو وهم لا شك فيه. وأسكن ابن كثير وأبو عمرو والكسائي في رواية قتيبة الذال، وخفّفوا الكاف من} {فتذكر [282] وفتح الباقون الذال وشدّدوا الكاف، وكذلك روى غير قتيبة عن الكسائي} [7].
__________
(1) العبارة هكذا في (ت) و (م)، وأظن أن فيها خطأ، ولعل الصواب: وخالفه سائر أصحاب سليم فرووها مشددة. والله أعلم.
(2) المشهور عن أبي عمرو وحمزة وتشديد الصاد.
انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 236.
(3) في (م) = بن عبد الوارث = وهو تصحيف.
(4) المشهور عن أبي عمرو فتح التاء وكسر الجيم.
انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 208.
(5) في الحرف السابع، وتقدم أن المشهور عن الكسائي ضم الهاء من (يمل هو) وانظر النشر 2/ 209.
(6) في (م) = حسن = وهو تصحيف.
(7) المشهور عن الكسائي فتح الذال وتشديد الكاف كما روى عنه غير قتيبة. وانظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 236، 237.(2/942)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية إسحاق الأزرق عن أبي بكر عنه {تجارة حاضرة [282] بالنصب فيهما، وكذلك روى يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة. حدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي: ح. ونا أبو الفتح، قال:
نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة} {تجارة حاضرة [282] وقرأهما الباقون بالرفع، وكذلك روى سائر أصحاب سليم عنه عن حمزة وداود عن ابن كيسة عنه. وقال الأزرق عن أبي بكر عن عاصم} {تجارة حاضرة برفع التنوين خالف الجماعة عنه} [1].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فرهن مقبوضة [283] بضم الراء والهاء من غير ألف. وروى عبد الوارث من قراءتي وعبيد بن عقيل} [2] عن أبي عمرو، ومطرف النهدي (3) عن ابن كثير بإسكان الهاء. وقرأ الباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها.
حرف:
وكلهم قرأ {الذي اؤتمن [283] بهمزة ساكنة بعد كسرة ذال} {الذي، إلا ما رواه ورش عن نافع، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وما قرأ به أبو عمرو} [4] إذا أدرج القراءة، أو قرأ في الصلاة من إبدال تلك الهمزة ياء ساكنة، وقد جاءت عن أصحابهم في ذلك تراجم لا تتحقّق وروايات لا تصحّ، وأنا أوردها كما جاءت في الأصول وأبين موضع الخطأ فيها إن شاء الله تعالى (5).
فأما نافع فقال إسماعيل النحّاس في كتاب اللفظ (6) عن أصحابه عن ورش عنه
__________
(1) المشهور عن عاصم من رواية أبي بكر وحفص النصب في الكلمتين، والمشهور عن حمزة الرفع في الكلمتين. انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(2) عبيد بن عقيل بن صبيح، أبو عمرو الهلالي البصري، راو ضابط صدوق، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، روى القراءة عنه خلف بن هشام، مات سنة سبع ومائتين. غاية 1/ 496.
(3) في (م) = الشعري = وهو خطأ، وهو مطرف بن معقل، أبو بكر النهدي، ويقال الباهلي البصري، ثقة معروف، روى الحروف عن عبد الله بن كثير، روى عنه الحروف علي بن نصر الجهضمي.
غاية 2/ 300.
(4) المشهور عن ورش وأبي عمرو: إبدال الهمزة ياء ساكنة وصلا، والمشهور عن الباقين تحقيق الهمزة ساكنة وصلا. انظر: التيسير ص 34، 36، النشر 1/ 391، 392، 2/ 237.
والمشهور عن أبي بكر عدم إبدال الهمزة، بل يقرأ مثل حفص عن عاصم.
(5) سقطت = تعالى = من (ت).
(6) لم أقف على هذا الكتاب.(2/943)
{الذي اؤتمن مخفوضة} [1] الألف في الإدراج والألف في هذه الكلمة [ألف] (2)
الوصل التي في أولها، وهي لا تثبت همزة محقّقة (3) في حال الإدراج من حيث كانت مجتلبة للابتداء لساكن [إذ] (4) لم يمكن النطق به أولا، والساكن في حال الإدراج بما يتصل به من الحركات مستغن عنها، وإذا أثبت في حال الابتداء، فهذه الكلمة ضمّت لا غير كما تضم في نحو {ابتلى [الأحزاب: 11]، و} {استهزىء
[الأنعام: 10] وشبهه من الأفعال التي لم يسمّ فاعلها، فالذي حكاه إسماعيل من إثباتها في حال الوصل وكسرها فيه لا يجوز بوجه.
وأما ابن كثير فقال الخزاعي عن أصحابه عنه} {الذي اؤتمن بالخفض في الوصل. يريد أن الهمزة مكسورة وكسرها غير جائز لأنها فاء من الفعل، وقد اجتلب لها همزة الوصل، ولا يجتلب لمتحرّك البتّة، فدلّ ذلك على سكونها لا غير.
وقال أبو ربيعة عن صاحبيه وابن مخلد عن البزّي} {اؤتمن مثبتة} [5] الواو مهموزة، وهذا لا يصحّ من جهتين: إحداهما: أنهما إن كانا أرادا بقولهما مثبتة الواو مهموزة في حال الوصل، فلا واو فيها في الوصل، وإنما (6) فيه همزة ساكنة لمن حقّق وياء ساكنة لمن خفّف، وإن كانا أرادا بها مثبتة الواو مهموزة في حال الابتداء، فالهمزة والواو لا يجتمعان في هذه الكلمة بحال لأن الهمزة في الوصل هي الواو التي في الابتداء والواو التي في الابتداء هي الهمزة التي في الوصل، فأنى يجتمعان؟
اللهمّ إلا أن يريدا بقولهما مهموزة: أن ألف الوصل يبتدأ بها همزة مضمومة والواو (7)
بعدها ساكنة لأنها (8) تنقلب عن الهمزة الساكنة حينئذ، فإن ذلك ما لا يكون في حال الابتداء غيره.
__________
(1) في (م) = محفوظة =. والمناسب للسياق هو ما في (ت).
(2) في (ت) و (م) = الألف =، وهو خطأ، فأثبت الصواب.
(3) في (م) = مخففة = وهو تصحيف، فليس الكلام هنا عن تخفيف الهمزة بل عن تحقيقها أو إسقاطها.
(4) في (ت) و (م) = إذا = وهو خطأ، لأن الساكن لا يمكن النطق به أولا.
(5) في (م) = مبينة =.
(6) في (ت) = وأما = وهو خطأ.
(7) في هامش (ت) = والواو التي في الابتداء =.
(8) في (ت) كلمة = لأنها = مطموسة.(2/944)
وأمّا أبو عمرو فقال أبو عبد الرحمن عن أبيه عنه {الذي اؤتمن موضع الألف مشمّ رفعا. قال: وكذلك} {للملائكة اسجدوا [34] و} {يا قوم اذكروا [المائدة: 20]} {ولقد استهزىء [145/ ت] [الأنعام: 10]} {ولكن انظر [الأعراف: 143] وما أشبهه، وهذا ما لا وجه له لأن الألف تسقط في اللفظ، فتتصل كسرة} [1] الحرف الذي قبلها بالساكن الذي بعدها من غير فرجة بينهما، فكيف تشمّ الرفع، وهي معدومة في اللفظ في تلك الحال (2).
وأما ابن عامر فإن الحلواني روى عن هشام بإسناده عنه {الذي اؤتمن [283] بكسر الهمز، وقد بيّنّا أن ذلك لا يجوز، وقال التّائب} [3] عن الأخفش عن ابن ذكوان:
{الذي اؤتمن بتمكين الياء وكسر الهمزة في الوصل. وكسر الهمزة باطل لما قلناه، وتمكين الياء قبلها محال إذ قد ذهبت من اللفظ في حال الاتصال لأجل سكونها، وسكون الهمزة بعدها كذهاب الألف والواو في نحو} {لقاءنا ائت [يونس: 15] و} {إلا أن قالوا ائتوا [الجاثية: 25] فيه كذلك، وكيف تمكن وهي غير ملفوظ بها، هذا من المحال الذي لا خفاء به. وقد روى الداجوني أداء عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام بإشمام الهمزة رفعا خفيفا، وقد أفصحنا عن خطأ ذلك.
وأمّا عاصم فروى خلف عن يحيى عن أبي بكر عنه} {الذي اؤتمن بكسر الهمزة، ويختلسها ويوقفها، فأجرى على الهمزة ثلاثة أحكام كلها باطل لأن كسر فاء الفعل من افتعل لا يجوز بوجه إذ لو تحرّكت لم يحتج قبلها إلى ألف يقي} [4]
سكونها، وكذا اختلاسها أيضا غير جائز لأن المختلس بمنزلة المتحرّك [193/ م] ثم نقض ذلك بقوله ويوقفها لأنها إذا كانت موقفة بطل كسرها وبطل اختلاسها. وروى الوكيعي وعبد الله بن شاكر وحسين العجلي وموسى بن حزام عن يحيى بهمزة وبرفع الألف، وهذا خطأ لأن الهمزة إذا ثبتت (5) عدمت الألف قبلها وبعدها، وإنما قبلها
__________
(1) في (م) = كثرة = وهو تصحيف.
(2) في (م) = الخلل = وهو تصحيف.
(3) أحمد بن يعقوب التائب، أبو الطيب الأنطاكي، مقرئ حاذق، روى القراءة عن بكر بن سهل الدمياطي، قرأ عليه علي بن محمد بن بشر الأنطاكي، توفي سنة أربعين وثلاث مائة.
غاية 1/ 151.
(4) في (م) = يقي =، وفي (ت) = لقي =. ولعل الصواب ما في (م) فأثبته.
(5) في (ت) = ثبت = وهو خطأ.(2/945)
الذال مكسورة قد سقطت الياء قبلها للساكنين، واتصلت الذال بالهمزة واتصلت الهمزة بالتاء المضمومة، فأيّ ألف هناك؟ وروى ابن أبي أميّة عن أبي بكر يهمزها ويرفع الألف، وهمزها ورفع الألف لا يجتمعان معا لا في وصل ولا في ابتداء لما ذكرناه.
وروى أبو هشام عن يحيى {الذي اؤتمن بمنزلة} {آعتمره. وهذا القول صحيح إن كان مثل الهمزة بالعين في حال السكون. وروى ابن جبير عن أبي بكر بكسر الهمزة في الوصل. وروى أحمد بن سهل الأشناني عن أصحابه عن حفص عن عاصم} {الذي اؤتمن برفع الألف مهموز موصول، وهذا القول ينفي بعضه بعضا لأن قوله مرفوع الألف خطأ إذ الألف في هذه الكلمة في حال الوصل. وقوله: مهموز يدلّ على أنه إذا وصل همزه همزة ساكنة. وقوله: موصول يدلّ على أن الألف قبل الهمزة.
وروى ابن اليتيم عن عمرو عن حفص} {الذي اؤتمن برفع الواو بهمز، وهذا باطل لأن الواو هي الهمزة، والهمزة هي الواو لأنها تقلب في حال الابتداء واوا ساكنة لانضمام همزة الوصل قبلها حينئذ، وهي في الوصل همزة ساكنة راجعة إلى أصلها.
وقال أبو بكر الوليّ} [1] عن أحمد بن حميد (2) عن عمرو (3) عن حفص بكسر الهمزة، وعن الأشناني عن أصحابه عنه بضمها، والكسر والضم خطأ لما بيّنّاه.
وقال (4): أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن يحيى عن أبي بكر، وعن حفص (5) عن عاصم {الذي اؤتمن يهمز ويرفع الألف، ويشير إلى الهمزة بالضم} [6]،
__________
(1) أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، البختري، أبو بكر العجلي المروزي ثم البغدادي، الدقاق، المعروف بالولي، مقرئ ثقة، ضابط مسند، قرأ على أحمد بن محمد بن حميد الفيل، قرأ عليه أبو الحسن بن الحمامي، توفي سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 66.
(2) أحمد بن محمد بن حميد، أبو جعفر البغدادي، يلقب بالفيل لعظم خلقه، ويعرف بالفامي، مشهور حاذق، قرأ على عمرو بن الصباح، قرأ عليه أبو بكر الولي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين، وقيل سنة ست وقيل سبع. غاية 1/ 112.
(3) في (م) = عمر = وهو خطأ.
(4) في (م) = قال = بدون واو قبلها. والمراد أبو عمرو الداني.
(5) حفص مستدركة من هامش (ت).
(6) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 194، وقال بعد هذه الرواية: وهذه الترجمة لا تجوز لغة أصلا.(2/946)
وهذا كله خطأ وذلك أن الجمع بين همزة فاء الفعل المرسومة واوا (1)، وبين همزة الوصل المرسومة ألفا في أي حال كان من الوصل، والابتداء ممتنع بإجماع، فمتى ثبتت (2) إحداهما حذفت الأخرى، وكذا الإشارة إلى همزة فاء الفعل بالضم ممتنع (3)
نصّا لخلوص سكونها.
وأما حمزة فقال أبو هشام وابن الجهم عن خلف وابن واصل عن ابن سعدان عن سليم عنه: يشمّ الهمزة الرفع (4). وقال أبو عمر (5) عن سليم عنه: الألف مرفوعة وبعدها الهمزة. وقال الحلواني عن خلف، وخلاد عن سليم عنه برفع الهمزة (6).
وأما الكسائي، فقال قتيبة عنه {الذي اؤتمن [283] يشير [146/ ت] إلى الكسر. وقال أبو عمر} [7] في (كتاب الاختلاف بين حمزة والكسائي) (8): حمزة يرفع الهمزة والكسائي يكسرها (9).
ونا عبد الرحمن بن عمر الشاهد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا (10) أبو عمر عن الكسائي أنه قال: الذي اؤتمن بكسر الألف وبهمزة، وإشمام فاء الفعل في ذلك ورفعها وكسرها. وكسر ألف الوصل ورفعها غير جائز لما شرحناه قبل، وأحسب الذين ترجموا عنهما بالكسر ظنوهما مكسورتين لمّا انكسرت الذال قبلهما. وكذلك الذين ترجموا عنهما بالضم توهموهما مضمومتين لما انضمّت التاء بعدهما، وذلك ما لا يجوز بوجه.
__________
(1) في (م) = واو =، وهو لحن.
(2) في (م) = ثبت =.
(3) في (م) = ممتنعا = وهو لحن.
(4) قال ابن مجاهد بعد ذكر رواية خلف وغيره عن حمزة: وهذا خطأ لا يجوز إلا تسكين الهمزة. السبعة ص 194.
(5) في (م) = عمرو =، وهو خطأ.
(6) وأما في الوقف على (الذي اؤتمن) فيبدل حمزة الهمزة ياء. انظر التيسير ص 39.
(7) في (م) = عمرو = وهو خطأ.
(8) لم أقف على هذا الكتاب.
(9) في (ت) = يكسره =، وفي (م) = يكسرها =، فأثبت ما في (م)، لأنه الأليق بالسياق.
(10) في (م) = أنا =.(2/947)
قال أبو عمرو: وكلهم (1) إذا فصل هذه الكلمة وشبهها عن الكلمة التي قبلها بالوقوف على تلك، والابتداء بهذه حقّق همزة الوصل وسهّل همزة الأصل الساكنة التي يحقّقها في حال الإدراج والاتصال، وأبدلها (2) بالحرف الذي منه حركة همزة الوصل، فإن كانت حركتها ضمّا أبدلها واوا ساكنة، نحو {اوتمن، وإن كانت كسرا} [3] أبدلها ياء ساكنة، نحو {ايذن لي [التوبة: 49]} {ايت بقرآن [يونس: 15] وشبهه، كراهة للجمع بين همزتين في كلمة الثانية منهما} [4] ساكنة إذ الجمع بينهما على تلك الحال خروج عن المتعارف من كلام العرب، على أن الكسائي رحمه الله على جلالته وإمامته واتّساع معرفته بتصاريف وجوه العربية، واختلاف اللغات قد أجاز ذلك وسوّغه للمبتدئ بذلك، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا محمد بن القاسم الأنباري (5)، قال: نا إدريس بن عبد الكريم، قال: نا خلف بن هشام عن الكسائي أنه جائز للمبتدئ أن يقول: {ائت بقرآن بهمزتين. وقال سورة عنه: إن شئت بهمزة واحدة وإن شئت بهمزتين.
قال محمد بن القاسم: هذا قبيح لأن العرب لا تجمع بين همزتين الثانية منهما ساكنة} [6]، والقول في ذلك ما قاله محمد بن القاسم، وعليه عامّة أهل الأداء، والذي أجازه الكسائي صحيح مقبول إذ لا يكون إلا عند أخذ وسماع وبالله التوفيق.
حرف:
قرأ عاصم وابن عامر {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء [284] برفع الفعلين، وقرأ الباقون بجزمهما} [7] (8)، والإظهار والإدغام مذكور قبل (9).
__________
(1) = كلهم = مطموسة في (م).
(2) في (م) = إبدالها = وهو خطأ.
(3) في (م) = كسرها = وهو تصحيف.
(4) في (م) = منها = وهو خطأ.
(5) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنباري البغدادي، الإمام الكبير والأستاذ الشهير، روى القراءة عن إدريس بن عبد الكريم، روى القراءة عنه أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب ت 328هـ. غاية 2/ 230.
(6) انظر: إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل ص 166.
(7) في (م) = بجزمها = وهو خطأ.
(8) انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(9) انظر: جامع البيان 2/ 418، 425.(2/948)
[194/ م]
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {وكتابه ورسله [285] بالألف على التوحيد، وقرأ الباقون بغير ألف على الجمع} [1]، والذي في النساء [136] بغير ألف على الجمع لذكر جماعة الكتب قبله.
حرف:
في هذه السورة من ياءات الإضافة المختلف في فتحهنّ وإسكانهنّ إحدى عشرة ياء: إحداهن {إني أعلم ما لا تعلمون [30] و} {إني أعلم غيب السموات والأرض [33] فتحهما الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنهما الباقون} [2] {نعمتي التي أنعمت [40و 47و 122] في الثلاثة المواضع أسكنهنّ} [3] حمزة و (4) عاصم في رواية المفضل، وفتحهنّ الباقون (5)، {عهدي الظالمين [124] أسكنها حمزة وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة عنه وفتحها الباقون، وكذلك قرأت في رواية هبيرة عن حفص، وقال هبيرة في كتابه: قرأت على أبي عمر ببغداد ساكنة} [6] الياء، وقرأت عليه بمكة آخر قراءتي بنصب الياء (7).
وروى الحسن بن المبارك عن عمرو (8) بن الصباح، قال: نا سهل أبو عمرو البصري (9) عن أبي عمر عن عاصم أنه كان يجزم الياء وينصبها، فكان أكثر قراءته الجزم، وروى حسين المروذي والمفضل وابن شاهي عن حفص عن عاصم بفتح الياء (10) بيتي للطائفين [125] فتحها نافع وعاصم في رواية حفص، وابن عامر في رواية هشام، وأسكنها الباقون. وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع وأبو
__________
(1) انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(2) المشهور عن ابن عامر إسكان الياء في الياءين (إني أعلم ما لا تعلمون)، (إني أعلم غيب السموات والأرض). انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(3) في (م) = سكنهن =.
(4) سقطت = حمزة و = من (ت).
(5) المشهور عن عاصم فتح ياء (نعمتي التي). انظر التيسير ص 66.
(6) في (م) = ساكن =.
(7) لم أقف على كتاب هبيرة.
(8) في (م) = عمر = وهو خطأ.
(9) لم أقف على ترجمته.
(10) المشهور عن حفص إسكان الياء. انظر: التيسير ص 67، النشر 2/ 170.(2/949)
عبيد عن إسماعيل عنه، ونصّ عليها إسماعيل في كتابه (1) بالفتح، وكذلك روى الجماعة أيضا عن أبي بكر، وخالفهم محمد بن الجنيد، فروى عن الأعشى وعن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه فتحها. وروى الشموني والتيمي وابن غالب عن الأعشى وابن جامع عن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم [147/ ت] أنه أسكنها (2)
{فاذكروني أذكركم [152] فتحها ابن كثير وأسكنها الباقون} [3].
{وليؤمنوا بي} [4] [186] فتحها نافع في رواية ورش، وكذلك روى محمد بن خالد العثماني عن قالون. وأسكنها الباقون ونافع من غير الطريقين المذكورين (5).
{مني إلا من اغترف [249] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون} [6]. {ربي الذي يحيي ويميت [258] أسكنها حمزة وفتحها الباقون} [7]، وقد تقدم الاختلاف عن ورش عن نافع في فتح ياء {هداي [38] وإسكانها} [8]، فأغنى ذلك عن الإعادة.
حرف:
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث ياءات: {الدّاع إذا دعان
[186] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وورش وأبو عمرو، واختلف عن المسيّبي وقالون} [9]، فروى ابن المسيّبي وابن سعدان والأنصاري وحمّاد عن المسيّبي عن نافع {دعوة الداع لا يبين الياء في قراءتها، وليست مكتوبة، ولم يذكروا} {إذا دعان وذكرها ابن سعدان عنه، فقال بغير ياء في وصل ولا وقف.
وروى ابن جبير عنه وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع يثبت الياء في} الداع
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) والإسكان هو المشهور عن أبي بكر عن عاصم.
انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(3) انظر: التيسير ص 85، 86.
(4) = وليؤمنوا = فيها طمس في (م).
(5) المشهور عن قالون إسكان الياء من (وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
انظر: التيسير ص 68، 86، النشر 2/ 172، 237.
(6) انظر: التيسير ص 86.
(7) انظر: التيسير ص 86.
(8) في الحرف الثاني عشر.
(9) ذكر ابن الجزري أربع روايات عن قالون في حذف وإثبات الياء من (الداع إذا دعان):(2/950)
وفي {دعان في الوصل ويطرحها إذا وقف. وكذلك روى ابن ذكوان عن المسيّبي، وروى أحمد بن صالح عن قالون أنه يسقط الياء منها. وكذلك روى عنه القاضي وأبو نشيط والشحام فيما قرأته.
وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد الله} [1] بن أحمد عن قراءته على أبي الحسن أحمد بن بويان عن أبي حسّان عن أبي نشيط عن قالون {الدّاع يصل بالياء} {إذا دعان بغير ياء، وقال عنه القاضي في كتابه والقطري} [2] والمدني والكسائي {الدّاع لا يبيّن الياء في قراءتها، وزاد الكسائي من ثلاثتهم} [3] {إذا دعان لا يبين الياء في قراءتها، وليست مكتوبة. وفي كتابي عن محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن القاضي عن قالون يصل} {الدّاع بياء} [4]، وذلك غلط لأن القاضي نصّ عليها في كتابه بغير ياء.
ونا محمد بن علي، قال: نا (5) ابن مجاهد عن أصحابه عن الحلواني عن قالون بحذف الياء فيهما في الحالين (6).
وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد (7) الله بن أحمد قال: نا أحمد بن عثمان، قال: نا (8) الحسن بن علي بن الهذيل، قال: نا [-8] أبو عون، قال: نا [-8]
__________
1 - حذف الياء من الكلمتين. (قلت: وهو الذي في التيسير ص 86).
2 - إثبات الياء في الكلمتين.
3 - إثبات الياء في (الداع) وحذفها من دعان (دعان).
4 - حذف الياء من (الداع) وإثباتها في (دعان).
ثم قال: والوجهان صحيحان عن قالون أي الحذف والإثبات إلا أن الحذف أكثر وأشهر، والله أعلم. النشر 2/ 183.
(1) في (م) = عبد الله = وهو خطأ.
(2) في (م) = القطربي = وهو خطأ.
(3) في (م) = يليهم = وهو خطأ.
(4) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 197.
(5) في (م) = أنا =.
(6) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 197.
(7) في (م) = عبد الله = وهو خطأ.
(8) (8) و (9) و (10) في (م) = أنا =.(2/951)
الحلواني عن قالون عن نافع {الدّاع بغير ياء} {إذا دعان [186] بياء، وكذا أقرأني ذلك فارس بن أحمد في رواية أبي عون عن الحلواني عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أبي الحسن بن حمدون} [1]، وأبي محمد بن صالح (2)، كلاهما عن أبي عون عنه.
وروى العثماني عن قالون {الدّاع و} {دعان جميعا بياء في الوصل. وروى أبو سليمان عنه بغير ياء في الحالين، وبذلك قرأت لقالون من جميع الطرق. وروى ابن شنبوذ أداء عن النحاس عن الأزرق عن ورش} {إذا دعان بغير ياء، وهو غلط منه.
وحذفها الباقون في الحالين.
} {واتّقون يا أولي الألباب [197] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وفي رواية العثماني عن قالون} [3]، وحكى أبو عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو أنه قال: لا أبالي كيف قرأتها في الوصل بالحذف أو بالإدغام لأن من الناس من يجعلها رأس آية، ومنهم من لا يجعلها [195/ م] رأس آية، وهذا القول لا يصحّ عندي عن أبي عمرو لانعقاد الإجماع من أئمة الأمصار من العادين وغيرهم على أن {واتقون} [4] هاهنا ليس برأس آية، وإنما اختلف العادون في قوله: {يا أولي الألباب خاصة، وإذا كان كذلك، فسبيله أن يجري على أصله فيما كان من الباب حشوا، فيصله بياء ويقف عليه بغير ياء. وقال قتيبة عن الكسائي} {واتقون
يشمّها الياء} [5] في الإدراج. وروى ابن شنبوذ عن قنبل {الداعي إذا دعاني
} {واتقون} [6] بياء في الوصل والوقف [148/ ت]، ولم يرو ذلك عن قنبل أحد غيره وهو وهم، وحذفها الباقون في الحالين.
__________
(1) محمد بن حمدون، أبو الحسن الواسطي الحذاء، ثقة ضابط، عرض على قنبل وأبي عون، قرأ عليه عبد الله بن الحسين أبو أحمد السامري، توفي سنة عشر وثلاث مائة أو بعدها. غاية 2/ 135.
(2) الحسن بن صالح، أبو محمد الواسطي، عرض على أبي عون، روى القراءة عنه عبد الله بن الحسين. غاية 1/ 216.
(3) المشهور عن نافع من رواية قالون وورش حذف الياء في الحالين من (واتقون)، والمشهور عن أبي عمرو إثبات الياء وصلا.
(4) في (م) و (ت) = فاتقون = وهو خطأ.
(5) = الياء = مطموسة في (ت).
(6) في (م) و (ت) = فاتقون = وهو خطأ.
وانظر: التيسير ص 86، النشر 2/ 237.(2/952)
الجزء الثالث
تتمة باب ذكر الحروف المتفرقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره
ذكر اختلافهم في سورة آل عمران
حرف:
قرأ كلهم {ألم الله [21] بفتح الميم في الوصل، ووصلها باللام المدغمة، وإسقاط الألف من اسم الله تعالى من اللفظ إلا ما اختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم} [1]، فروى عنه الأعشى وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية وابن عطارد (2)
والبرجمي أنه قرأ {ألم الله بإسكان الميم سكنة بطيئة على أصله.
حدّثنا محمد بن علي، قال: نا} [3] ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق (4)
قال: نا أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر {ألم ثم قطع، فقال:} {الله بالهمزة} [5] (6).
حدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن صدقة، قال: نا (7) أبو الأسباط (8)، قال: نا عبد الرحمن بن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {ألم الله بتسكين الميم وقطع الألف} [9].
__________
(1) المشهور عن أبي بكر فتح الميم في الوصل من (الم) مثل سائر القراء، ولم يذكر الداني في التيسير خلافا للقراء السبعة في قراءة هذا الحرف، وكذا ابن الجزري في النشر 1/ 359.
ويجوز في حال الوصل في قراءة (الم الله) وجهان: المد المشبع نظرا للأصل، والقصر اعتدادا بما عرض للميم. انظر النشر 1/ 359، الوافي في شرح الشاطبية ص 80، 81.
(2) في (م) = وابن عطا =، فسقطت الراء والدال.
(3) في (م) = أنا =.
(4) موسى بن إسحاق، أبو بكر الأنصاري، الخطمي، البغدادي، القاضي، ثقة، روى القراءة عن قالون وأبي هشام الرفاعي، روى عنه القراءة ابن مجاهد، توفي سنة سبع وتسعين ومائتين. غاية 2/ 317.
(5) في (م) = بالهمز =.
(6) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 200.
(7) في (م) = أنا =.
(8) أبو الأسباط المعلم. لم أقف على ترجمته.
(9) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 200.(3/953)
نا محمد قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم عن ابن أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم {ألم الله جزم} [1].
حدّثنا محمد بن يزيد بن رفاعة، قال: حدّثني يحيى عن أبي بكر عن عاصم [أنه قرأ {ألم ثم قطع فابتدأ} {الله ثم شك فيها، قال يحيى: وآخر ما حفظت عنه مثل حمزة. وروى حسين الجعفي عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم]} {ألم الله جزم الميم وابتدأ، قال: ثم رأيته بعد شكّ فيها، قال يحيى: آخر ما حفظت عنه أنه وصلها، فقال:} {ألم الله [1، 2] حرّك الميم بالنصب حين وصلها.
وروى ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر كان يقطع ثم شك فيها. قال: وآخر ما حفظت عنه وصلها، وروى موسى بن حزام عن يحيى عنه} {ألم الله حرّك الميم بالنصب، قال أبو عمرو: لأجل ما شكّ فيها أبو بكر لم يذكرها الكسائي، ولا ذكر أيضا عنه الحرف الذي في الأنعام [109]، وهو قوله:} {وما يشعركم أنها، ولا الحرف الذي في الأعراف [165]، وهو قوله:} {بعذاب} [2] بئيس، ولا الحرف الذي في المجادلة [11] وهو قوله: {واذا قيل انشزوا فانشزوا لأن الأربعة الأحرف شك فيها أبو بكر، ولم تكن من روايتها عن عاصم على يقين، والكسائي مع حسن تعطيه ووفور معرفته لم يكن ليحيل إلى الناس عنه أنه قال: أنا أشك في كذا وكذا، فاكتبوا عنّي شكّي، وانقلوا ذلك عنّي مشكوكا، فترك لذلك هذه الحروف وأضرب عن ذكرها عنه.
حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن الحسين} [3] القطّان (4)، قال: نا حسين بن الأسود، قال: حدّثني عروة بن محمد
__________
(1) انظر: السبعة ص 200، إلا أن الإسناد هناك محمد بن الجهم عن الفراء عن عاصم، وليس من طريق ابن أبي أمية، قال الفراء، قرأ عاصم: (الم) جزم و (الله) مقطوع. وقال ابن مجاهد بعد هذه الروايات: والمعروف عن عاصم (الم الله) موصولة، وفي نسخة كما في الهامش مفتوحة.
(2) في (م) = معدان = وهو خطأ مخالف للآية.
(3) في (ت) و (م) = الحسن =، والتصويب من ترجمته.
(4) محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر القطان، البلخي، نزيل بغداد، محدث ثقة روى الحروف سماعا عن الحسين بن علي بن الأسواد، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر.
غاية 2/ 130.(3/954)
الأسدي (1)، وكان قد قرأ على أبي بكر، قال: كان أبو أناس (2) الأسدي (3) يقطع أول آل عمران ألف لا ميم الله (4) قال: وكان أبو بكر بن عيّاش يصل مرة ويقطع مرة.
127 - حرف قرأ أبو عمرو والكسائي وابن عامر في رواية ابن ذكوان {التوراة} [5] (6) بإمالة فتحة الراء في جميع القرآن. وكذلك روى أبو شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم، قال عنه {التوراة بكسر الراء} [-6].
واختلف في ذلك عن سليم، فروى الحلواني عن خلف وخلّاد عنه عن حمزة {التوراة بكسر الراء وبالإمالة الخالصة قرأت لحمزة من جميع الطرق عن سليم على فارس بن أحمد عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن أصحابه، وروى ابن الجهم عن خلف عن سليم، قال: يجعل الكسرة في} {التوراة بين الكسر والتفخيم.
وكذلك روى ابن سعدان} [8] وأبو هشام وابن كيسة عن سليم، قال ابن كيسة عنه:
لا قعر (9) ولا بطح (10). نا محمد بن علي عن ابن مجاهد (11) عن أصحابه عن سليم، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين [عن أصحابه [149/ ت]، وعلى أبي الحسن عن قراءته أيضا، وبه كان يأخذ ابن مجاهد (12).
__________
(1) عروة بن محمد الأسدي الكوفي، عرض القرآن على أبي بكر بن عياش، روى عنه القراءة حسين ابن الأسود. غاية 1/ 512.
(2) في (ت) و (م) = إياس = والتصويب من ترجمته.
(3) جوية بن عاتك ويقال ابن عائذ أبو أناس بضم الهمزة، الأسدي الكوفي وهو بضم الجيم وتشديد الياء، روى القراءة عن عاصم، روى القراءة عنه نعيم بن يحيى، وهو الراوي عن عاصم (الم الله) بقطع الهمزة. غاية 1/ 199.
(4) سقطت الألف من لفظ الجلالة في (م).
(5) في (ت) و (م) = التورية =.
(6) (6) و (7) المشهور عن حفص عدم إمالة (التوراة).
(8) روى ابن سعدان = مطموسة في (ت).
(9) في (م) = لا بقر = والصواب ما في (ت).
(10) ذكر ابن الجزري الخلاف عن حمزة، فروى عنه الإمالة المحضة، والإمالة بين اللفظين، انظر: النشر 2/ 61.
وذكر الداني لحمزة في التيسير ص 86وجها واحدا، هو الإمالة بين اللفظين.
(11) علي عن ابن مجاهد = مطموسة في (ت).
(12) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 201.(3/955)
واختلف عن نافع أيضا، فروى ورش (1) عنه من غير رواية الأصبهاني عن قراءتي أيضا بين بين. وقال داود وعبد الصمد عنه في الاختلاف بين حمزة ونافع لا فتح شديد ولا بطح (2). وقال أحمد بن صالح عنه يبطح الراء. وقال أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود في مجرّدهم عنه كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ (3).
وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ورش بكسر الراء (4)، وروى الأصبهاني عنه فيما قرأت له بالفتح (5)، وقال ابن المسيبي عن أبيه بفتح، وقال ابن سعدان عنه: الراء مفتوحة [196/ م]، وكذلك روى ابن عبدوس وابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل، وقال أحمد بن صالح عن قالون {التوراة الراء مقعورة.
وقال الحلواني في حكاية الجمال عنه عن قالون بفتح الراء في كل القرآن. وقال أبو عون عن الحلواني عنه يفتح ولا يسرف وقياس رواية المدني عن قالون الفتح لأنه قال عنه} {سكارى [الحج: 2] و} {تترا [المؤمنون: 44] بالفتح وهو قياس رواية أبي سليمان عنه} [6]، وقرأت في رواية الأربعة عن نافع على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن ابن مجاهد وغيره بين الفتح والإمالة (7)، وكذلك قال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع ما خلا المسيّبي، فإنه حكى عنه الفتح (8)، وبذلك قرأت أيضا على أبي الحسن (9) في رواية قالون من طريق أبي نشيط والحلواني، وقرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن
__________
(1) ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 61عن ورش ثلاث روايات: الإمالة المحضة، والإمالة بين بين، وفتح الراء.
ولم يذكر الداني في التيسير ص 86عن ورش الا وجها واحدا هو الإمالة بين اللفظين.
(2) لم أعثر على هذا الكتاب.
(3) لم أعثر على كتبهم هذه.
(4) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 201.
(5) وهذا خلاف ما ذكره ابن الجوزي في النشر 2/ 61عن الأصبهاني أنه روى عن ورش الإمالة المحضة، وكذلك هو في إتحاف فضلاء البشر ص 170.
(6) ذكر الداني في التيسير ص 86الوجهين عن قالون: الإمالة بين اللفظين والفتح، وكذلك فعل ابن الجزري في النشر 2/ 61.
(7) انظر: السبعة ص 201.
(8) انظر: السبعة ص 201.
(9) في (م) = الحسين = وهو خطأ.(3/956)
المقرئ عن أصحابه في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون {كدأب آل فرعون [آل عمران: 11] ترك همزه حيث وقع أبو عمرو إذا أدرج القراءة} [1] والأصبهاني عن ورش (2) والأعشى عن أبي بكر وهبيرة عن حفص (3)
وحمزة إذا وقف (4) وقد ذكر قبل (5) (6).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ستغلبون وتحشرون} [7] [12] بالياء فيهما. وقرأهما الباقون بالتاء (8).
حرف:
قرأ نافع {ترونهم [13] بالتاء. وقرأ الباقون} {يرونهم بالياء، وروى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم بالتاء مثل نافع، وخالفه سائر أصحاب حفص، فرووا عنه بالياء} [9].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحماد وأبي بكر {ورضوان من الله [15] و} {رضوانا [المائدة: 2] و} {رضوانه [المائدة: 16] بضم الراء في جميع القرآن، واستثنى المفضل وحمّاد من ذلك حرفا واحدا، وهو قوله في المائدة [16]:} {من اتّبع رضوانه فكسر الراء فيه، واختلف فيه عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي والأعشى ضمّ الراء كنظائره والله أعلم. قال ابن جامع وابن الجنيد عن ابن أبي حمّاد مرتفع الراء في كل القرآن فوافقهما.
حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا ابن صدقة عن [أبي الأسباط] عن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم بضمّ الراء في كل القرآن} [10]. وقال أبو عبيد
__________
(1) انظر: التيسير ص 36، النشر 1/ 392.
(2) انظر: النشر 1/ 391.
(3) المشهور عن أبي بكر وحفص تحقيق الهمزة من (كدأب).
(4) انظر: التيسير ص 39.
(5) قبل سقطت من (ب).
(6) انظر: جامع البيان 2/ 550، 560، 566، 567، 592.
(7) وفي (م) = سيغلبون ويحشرون =.
(8) انظر: التيسير ص 86.
(9) المشهور عن حفص أنه قرأ (يرونهم) بالياء. وانظر: التيسير ص 86، النشر 2/ 238.
(10) انظر: السبعة ص 202.(3/957)
عن الكسائي عنه {ورضوان بضمّ الراء ولم يستثن شيئا. وكذا قال يحيى الجعفي عنه، وقال ابن عطارد عنه} {ورضوان من الله برفع الراء، لم يذكر غيره. وروى البرجمي والعليمي وابن أبي أميّة وعبيد بن نعيم عنه كرواية حمّاد والمفضل.
ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال ابن الجهم عن ابن} [1] أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم {ورضوان و} {ورضوانه بضم الراء في كل القرآن} [2]، واختلف أصحاب يحيى بن آدم عنه، فقال خلف ومحمد بن المنذر عنه برفع الراء في كل القرآن، فوافقا رواية الكسائي والأعشى وابن أبي حمّاد والجعفي. وقال أبو هشام وضرار بن (3) صرد عنه عن أبي بكر برفع الراء في كل القرآن إلا حرفا واحدا في المائدة {من اتّبع رضوانه بكسر الراء. وحده} [4] [150/ ت]. وقال موسى بن حزام (5) وحسين بن (6) العجلي عنه {ورضوان من الله برفع الراء، وقالا في المائدة [2]} {من ربّهم ورضوانا مثله لم يذكرا} [7] غير ذلك (8)، وبما (9) رواه هشام وضرار عنه قرأت في روايته من طريق الصريفيني وغيره، وبذلك آخذ. وقرأ الباقون بكسر الراء في جميع القرآن.
حرف:
قرأ الكسائي {أن الدين عند الله [19] بفتح الهمزة. وقرأ الباقون بكسرها} [10].
__________
(1) = ابن = سقطت من (م).
(2) انظر: السبعة ص 202.
(3) = ضرار بن = مطموسة في (ت).
(4) = وحده = مطموسة في (ت)، فأثبتها من (م) وهي مناسبة للسياق.
(5) وفي (ت) = حزم = وهو خطأ.
(6) = بن = ليست في (ت)، ومكانها فيه بياض، فأثبتها من (م).
(7) في (م) = يذكر = ويظهر أن الألف سقطت من الكلمة.
(8) قال ابن الجزري: والروايتان صحيحتان عن يحيى وعن أبي بكر أيضا. انظر: النشر 2/ 238.
وفي التيسير ص 86ذكر الداني عن أبي بكر رواية واحدة: أنه يضم الراء من كلمة (رضوان) حيث وقعت الا في الحرف الثاني من المائدة وهو قوله تعالى: (من اتبع رضوانه)، فإنه يكسر الراء.
(9) في (م) = وجها = بدلا من = وبما = وهو تصحيف.
(10) وانظر: التيسير ص 87.(3/958)
حرف:
قرأ حمزة ونصير (1) عن الكسائي بخلاف عنه {ويقاتلون الذين يأمرون
[21] بضم الياء وفتح القاف وألف بعدها وكسر التاء. وروى ذلك عن نصير محمد بن عيسى} [2] وعلي بن أبي نصر (3)، وقرأت في روايته (4) بالوجهين، وكذلك روى سورة عن الكسائي أنه قرأ ذلك بالوجهين بألف وبغير ألف.
ونا الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن نصير عن الكسائي بالألف مثل حمزة، وكذلك روى أحمد بن واصل عن الكسائي، وقرأ الباقون والكسائي في غير رواية نصير و {يقتلون بفتح الياء وإسكان القاف وضمّ التاء من غير ألف} [5].
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {الحيّ من الميت
[27] و} {الميت من الحيّ [27] و} {لبلد} [6] ميت [الأعراف: 57] و {إلى بلد ميت [فاطر: 9] بتشديد الياء في جميع القرآن} [7]. وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم لم يروه غيره. وقرأ الباقون بإسكانها (8).
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {منهم تقيّة [28] بفتح التاء وكسر القاف وتخفيفها وياء مفتوحة بعدها مشددة. وقرأ الباقون بضم التاء} [9] وفتح القاف وألف في
__________
(1) في (م) = نصر = وهو خطأ.
(2) محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين، أبو عبد الله التيمي، الأصبهاني، إمام في القراءات، كبير مشهور، له اختيار في القراءة أول وثان، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن نصير بن يوسف النحوي، روى القراءة عنه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، صنف كتاب (الجامع في القراءات)، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وقيل سنة اثنتين وأربعين ومائتين. غاية 2/ 223.
(3) علي بن نصير، أبو جعفر الرازي، النحوي، كنية أبيه أبو نصر، والله أعلم، روى القراءة عرضا عن نصير بن يوسف النحوي، عرض عليه الحسين بن علي الجمال القزويني. غاية 1/ 583.
(4) في (م) = روايتيه = والصواب: الأفراد كما في (ت)، لأن المقصود في رواية نصير.
(5) وهو المشهور عن الكسائي، انظر: التيسير ص 87، النشر 2/ 238، 239.
(6) في (م) = البلد =، والألف زائدة.
(7) انظر: التيسير ص 87، وذكر هنالك قيدا في كلمة (الميت) و (ميت) وهو إذا كان قد مات.
وانظر: النشر 2/ 224، 225.
(8) المشهور عن أبي بكر إسكان الياء من الحروف السابقة.
(9) في (م) = الفاء = وهو تصحيف.(3/959)
اللفظ بعدها (1)، وأمال فتحة القاف هاهنا إمالة خالصة حمزة والكسائي (2). وروى ذلك عن سليم عن حمزة نصّا أبو عمرو وابن سعدان وأبو هشام وإدريس والحلواني عن خلف والخنيسي والحلواني عن خلاد عنه، ولم يذكر واحد من هؤلاء {حقّ تقاته
[102] بعد المائة، وذكره} [3] [197/ م] ابن جعفر (4) عنه عن حمزة، فقال مفخم وبذلك قرأت، ولم يمله غير الكسائي وحده (5).
وروى ابن الجهم عن خلف، قال: كنت قرأت على سليم أول ما قرأت عليه، فأخذ علي {منهم تقاة [28] بين الكسر والتفخيم، ثم ردني عنه بعد في القراءة الثانية، فقال اكسر فكسرت القاف، ولم يذكر الحرف الثاني أيضا. وقال إدريس عن خلف عن سليم بكسر القاف والألف من قوله:} {تقاة كسرا شديدا. وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن حمزة أنه أمال} {منهم تقاة إشماما من غير مبالغة} [6].
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا سليم عن حمزة {منهم تقاة مكسورة، وترجم عن هذا الحرف أصحاب أبي بكر تراجم متقاربة كلها تدلّ} [7] على التفخيم. وقال عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم {تقاة شبّه الألف، وكذا قال عيّاش بن محمد عن أبي عمر عن الكسائي عنه عن عاصم، وذلك يدل على الإمالة اليسيرة. وقال ابن فرح عن أبي عمر عن الكسائي عنه مفتوحة القاف، وقال أبو عبيد عن الكسائي عنه بالتفخيم، وقال ابن جبير عنه عن أبي بكر ويحيى بن آدم عنه لأنهم قالوا:} تقاة بالألف، وقال بعضهم: لا يكسر القاف.
__________
(1) المشهور عن عاصم أنه قرأ مثل سائر القراء، بضم التاء وفتح القاف وألف بعدها انظر النشر 2/ 239.
(2) هذا هو المشهور عن حمزة والكسائي، أي الإمالة الخالصة. والمشهور عن الباقين الفتح.
انظر: التيسير ص 49، النشر 2/ 36، 37.
(3) في (ت) = وذكر =، وما في (م) أقرب إلى الصواب.
(4) لم أعرفه.
(5) انظر: التيسير ص 48، النشر 2/ 37.
(6) انظر: السبعة ص 204.
(7) في (م) = تدل =.(3/960)
حدّثنا عبد العزيز بن أبي غسان (1) قال: نا أبو طاهر عن أصحاب نافع، فقال ابن المسيّبي عن أبيه عنه القاف مفتوحة، وهي بألف يعني في القراءة، قال خلف عن المسيّبي يفتح ويشمّ الكسر قليلا، وقال ابن سعدان عنه بألف، وقال القاضي والمدني والقطري والكسائي عن قالون: القاف مفتوحة وبعد القاف ألف في القراءة، وقال الحلواني عنه: مفتوحة، وقال أبو عمر (2) والهاشمي عن إسماعيل بألف، وقال أبو عبيد عنه بالتفخيم، وقال الكسائي [151/ ت] عنه مشمّة (3) الألف، وقال: أنا أحمد بن محمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بين الفتح والكسر (4).
واختلف أصحاب اليزيدي، فقال ابن واصل عنه: القاف بين الفتح والكسر، وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون، عنه: القاف في الحرفين مفتوحة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء عنه، وهو قياس مذهب أبي عمرو المجمع عليه، وقال ابن المعلى عن ابن ذكوان {منهم تقاة [28] و} {حقّ تقاته [102] بفتح القاف.
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكّار وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد} {بما وضعت [36] بإسكان العين وضمّ التاء، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح العين وإسكان التاء، وكذلك روى أبو زيد عن المفضل عن عاصم وابن بكار عن ابن عامر} [5].
حرف:
قرأ الكوفيون {وكفّلها [آل عمران: 37] بتشديد الفاء، وقرأ الباقون بتخفيفها} [6].
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد {وكفّلها زكريا [37] بالمدّ ونصب الهمزة بوقوع الفعل، وقرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي بالقصر من غير همز ولا بيان إعراب، وكذا قصروا} زكريا [37] ولم يعربوه ولا همزوه في جميع
__________
(1) هو أبو القاسم الفارسي، عبد العزيز بن جعفر بن خواستي. تقدم.
(2) في (م) = عمرو = وهو خطأ.
(3) في (م) = شمه =.
(4) انظر: السبعة ص 204.
(5) المشهور عن ابن عامر إسكان العين من (وضعت).
انظر: التيسير ص 87، النشر 2/ 239.
(6) انظر: التيسير ص 87.(3/961)
القرآن، جعلوه {كموسى [البقرة: 51] و} {عيسى [البقرة: 87] و} {يحيى [آل عمران: 39].
وروى المفضل عن عاصم فيما قرأته بقصر الاسم الأول من هذه السورة، والأول من سورة مريم، وهما قوله} {وكفلها زكريا [37] و} {عبده زكريا
[مريم: 2] وما عداهما بالمدّ والهمز وبيان الإعراب، وبذلك قرأ الباقون في جميع القرآن، وقفوا الاسم الأول من هذه السورة بفعله} [1]. وروى ابن مجاهد والنقّاش عن أصحابهما عن المفضل عن عاصم بقصر {زكريا في جميع القرآن مثل ما يرويه حفص عنه.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي} {فناداه الملائكة [39] بألف ممالة بعد الدال، وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدها} [2].
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة {إن الله يبشّرك بيحيى [39] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها} [3].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {يبشرك في الموضعين هاهنا [39، 45]، و} {يبشر المؤمنين في أول سبحان [9] والكهف [2] بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين} [4]
وتخفيفها في الأربعة، وقرأ حمزة وحده {يبشر} [5] [21] في التوبة، و {إنا نبشرك
[53] في الحجر و} {إنا نبشرك} [6] [7] {ولنبشر به المتقين في مريم [97] بتلك الترجمة في الأربعة أيضا.
وقرأ الباقون في الثمانية بضمّ أول الفعل وفتح الباء وكسر الشين وتشديدها} [7]، ويأتي الاختلاف في الموضع الذي في الشورى [23] هناك إن شاء الله تعالى.
ولا خلاف في التشديد في الثلاثة المواضع التي في الحجر، وهي {أبشر تموني
[54] و} {فبم تبشّرون [54]} قالوا بشّرناك [55].
__________
(1) انظر: التيسير ص 87، النشر 2/ 239.
(2) انظر: التيسير ص 87، النشر 2/ 239.
(3) انظر: التيسير ص 87.
(4) في (م) = السين = وهو خطأ.
(5) اختصار لكلمة (يبشرهم)، وفي (ت) = يبشرك = وهو خطأ.
(6) في (ت) و (م) = نبشر = مختصرة.
(7) انظر: التيسير ص 87، 88.(3/962)
{كن فيكون [البقرة: 117] مذكور قبل} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {فيكون} [2] طيرا [49] برفع النون إلا ما حدّثناه طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: أنا (3) أحمد بن أنس ح، وحدّثنا محمد ابن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن بكر (4) ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال عبد الواحد بن عمر، قال: حدثني (5) ابن أبي حسان. ح وأخبرنا أحمد بن عمر، قال: نا (6) أحمد بن سليمان قال: نا (7) [198/ م] محمد بن محمد قالوا: أنا هشام، قال: كان أيوب القارئ يقول: {فيكون طيرا [49] ثم صار يقول} {فيكون بالرفع لفظ الحديث لابن أنس والمعنى واحد.
حرف:
قرأ نافع وعاصم} {ويعلمه الكتاب [48] بالياء. وقرأ الباقون بالنون} [8].
حرف:
قرأ نافع (9) {إني أخلق لكم [آل عمران: 49] بكسر الهمزة. وروى الحلواني في «جامعه»} [10] عن قالوا وابن جبير في «مختصره» [-10] عن أصحابه عن نافع بفتح الألف وهو خطأ منهما لأن جميع الرّواة وعامّة أهل الأداء فيهما على خلاف ما حكياه هناك (12) [152/ ت]، وقرأ الباقون بفتح الهمزة (13).
حرف:
قرأ نافع {فيكون طيرا [49] هنا، وفي المائدة [110] بألف بعدها همزة مكسورة على التوحيد. وروى ابن جبير عن رجاله عنه هنا} طائرا بألف هنا وهناك
__________
(1) في الحرف (43).
(2) في (ت) = فتكون = وهو خطأ.
(3) في (م) = أنا =.
(4) انظر السبعة ص 207.
(5) في (م) = أنا =.
(6) في (م) = أنا =.
(7) في (م) = أنا =.
(8) انظر: التيسير ص 88.
(9) نافع مطموسة في (ت) وأثبتها من (م).
(10) (10) و (11) لم أجد هذا الكتاب.
(12) كلمة = هناك = مطموسة في (ت).
(13) انظر: التيسير ص 88، النشر 2/ 240.(3/963)
{طيرا بغير ألف لم يروه غيره. وقرأ الباقون بإسكان الياء من غير ألف ولا همز على الجمع في الموضعين} [1].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {فيوفّيهم أجورهم [57] بالياء وقرأ الباقون بالنون} [2].
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {ها أنتم [66] بالمدّ والهمز في جميع القرآن واختلف} [3] عن الباقين، وهما الحرميان وأبو عمرو في المدّ والقصر والهمز وتركه، فأما ابن كثير فروى ابن مجاهد عن قنبل {هأنتم بهمزة بين الهاء والنون من غير ألف قبلها و} [4] كذا قرأت من طريقه، وكذا قال: أنا محمد بن علي عنه أنه قرأ على قنبل (5)، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس، وروى سائر الرواة عن قنبل وأبي ربيعة وابن الصباح وابن بويان وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق والبزّي وابن فليح عن أصحابهما بالمدّ والهمز (6)، وقال الخزاعي عن أصحابه {ها أنتم ممدودة مهموزة في كل القرآن.
قال أبو عمرو: والمدّ في رواية هؤلاء الثلاثة عن ابن كثير لا يكون مشبعا، إنما هو على مقدار صيغة الألف من غير زيادة لأن من قولهم قصر المدّ في المنفصل، وأما} [7] نافع فروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش عنه {هأنتم بهمزة مخففة} [8]
بعد الهاء من غير ألف قبلها مثل ما يرويه ابن مجاهد عن قنبل (9) والحلواني عن
__________
(1) انظر: التيسير ص 88، النشر 2/ 240. وما رواه ابن جبير فهو شاذ.
(2) انظر: التيسير ص 88.
(3) في (م) اختلف ليس قبلها واو.
(4) سقطت الواو من (ت).
(5) انظر: السبعة ص 207.
(6) ذكر ابن الجزري الروايتين عن قنبل: إثبات الألف كالبزي، وحذف الألف.
انظر: النشر 1/ 401.
وأما في التيسير ص 88فقد ذكر الداني وجها واحدا لقنبل وهو حذف الألف.
(7) في (ت) = فأما =.
(8) في (ت) = محققة = وهو خطأ.
(9) إلا أن قنبلا يقرأ بهمزة محققة كما نبه عليه في النشر 1/ 401.(3/964)
القوّاس، وبذلك قرأت من طريقه. وقال في كتابه مهموزة غير ممدودة. وروى ابن جبير عن أصحابه عنه بمدّة بعدها همزة مثل حمزة، ولم يأت بالهمز عن نافع غيرهما (1)، واختلف الرواة عنه بعد في المدّ والقصر، فقال أحمد بن صالح عن ورش (2): ممدودة غير مهموزة، وقال أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عنه: {ها ءنتم
يسهّلها على مذاق الهمز لو كان فيها. وقال داود عنه في الاختلاف بين نافع وحمزة:
غير مهموزة، ولم يزد على ذلك. وقال إسماعيل النحاس في كتاب الأداء عن أبي يعقوب عن ورش} [3]: {هانتم ممدودة غير مهموزة ولا مقطوعة الألف، وكذلك يجعلها في اللفظ مدّتين. وقال عن عبد الصمد عنه يمدّها مدّا مختصرا} [4]، ولم يذكرها يونس عن ورش. وقال ابن خيرون (5) عن أصحابه عنه: ممدودة غير مهموزة.
وقال يحيى بن زكريا عن أصحابه عنه: غير ممدودة ولا مهموزة (6)، وقال أصحاب المسيّبي عنه: لا يمدّ حيث وقعت. وقال أبو عبيد وعن إسماعيل: غير مهموزة ولا ممدودة في جميع القرآن. وقال أحمد بن صالح عن قالون كما قال عن ورش:
ممدودة غير مهموزة (7). وقال القاضي والمدني والقطري والكسائي والحلواني والعثماني وغيرهم عنه كقول المسيّبي: لا يمدّ ولا يهمز.
__________
(1) ذكر ابن الجزري في النشر 1/ 400أن الأصبهاني ورد عنه وجهان: حذف الألف فيأتي بهمزة مسهلة بعد الهاء مثل: (هعنتم). والوجه الثاني أثبت الألف، ثم قال: والوجهان صحيحان.
(2) ذكر ابن الجزري في النشر 1/ 400أن الأزرق ورد عنه ثلاثة أوجه: الأول: حذف الألف فيأتي بهمزة مسهلة بعد الهاء مثل (هعنتم)، الثاني: إبدال الهمزة ألفا محضة فتجتمع مع النون وهي ساكنة فيمد لالتقاء الساكنين، الثالث: إثبات الألف، ويمد مدا مشبعا على أصله.
(3) وذكر الداني أن ورشا يقرأ بالمد من غير همز. انظر: التيسير ص 88.
(4) في (م) = مختصر = من دون تنوين بالنصب، وهو لحن.
(5) محمد بن عمر بن خيرون، أبو عبد الله المعافري، الأندلسي، ثم القروي، شيخ القراء بالقيروان، أخذ القراءة عرضا عن أبي بكر بن سيف، روى القراءة عنه ابناه محمد وعلي.
كان إماما في قراءة نافع من رواية ورش عنه، ألف كتاب الابتداء والتمام، وكتاب الألفات واللامات. توفي سنة ست وثلاثمائة. غاية النهاية 2/ 217.
(6) في (م) = مهموز = وهو لحن.
(7) وهو ما ذكره الداني في التيسير ص 88عن قالون، ولم يذكر ابن الجزري كذلك غير هذا الوجه.
انظر: النشر 2/ 400، 401. ولم يذكر ابن مجاهد أيضا غير هذا الوجه. انظر كتاب السبعة ص 207، وانظر أيضا التذكرة في القراءات الثمان، لأبي الحسن طاهر بن غلبون 2/ 289.(3/965)
وأما أبو عمرو فقال أبو عبد الرحمن، وإبراهيم في حكاية العبّاس عنه، وأبو حمدون عن اليزيدي عنه: لا يمدّ ولا يهمز في كل القرآن، وكذا قال أبو عبيد عن شجاع عنه، زاد إبراهيم على معنى {أنتم فصيرت الهمزة هاء} [1]، وزاد أبو حمدون عن اليزيدي، قال (2): قال أبو عمرو: وإنما هي {أنتم ممدودة، فجعلوا مكان الهمزة هاء والعرب تفعل هذا} [3].
وقال إبراهيم في حكاية عبيد الله (4) عنه وإسحاق وإسماعيل وأبو جعفر واليزيديون وابن سعدان وابن شجاع وأبو عمر (5) وأبو خلاد وأبو شعيب: ممدودة غير مهموزة. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع وأبي عمرو:
ممدود غير مهموز استفهاما (6)، وبذلك قرأت في رواية شجاع وفي كل الطرق عن [153/ ت] اليزيدي (7).
قال أبو عمرو: هذه الكلمة من أشكل حروف الاختلاف وأغمضها وأدقّها، وتحقيق المدّ والقصر اللذين ذكرهما الرواة عن الأئمة فيها حال تحقيق همزتها وتسهيلها لا يتحصل إلا بمعرفة الهاء التي في أولها هي للتنبيه أم مبدلة من همزة، فبحسب (8) ما يستقر عليه من ذلك في مذهب كل واحد من أئمة القراءة يقضي للمدّ والقصر بعدها. ونحن نبيّن ذلك ونكشف على خاصّ سرّه على وجه الاختصار ليقف الماهرون من طالبي الحروف على حقيقته إن شاء الله تعالى.
اعلم أن الهاء التي في هذه الكلمة تحتمل وجهين: [199/ م]
__________
(1) ذكر ابن الجزري هذه الرواية عن أبي عمرو في النشر 1/ 401.
(2) لعل المراد بقائل = قال = الأولى: أبو داود سليمان بن نجاح.
(3) انظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 269، الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 346 347.
(4) عبيد الله بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك، أبو القاسم بن اليزيدي العدوي البغدادي، شيخ مشهور، روى القراءة عن عمه إبراهيم بن أبي محمد، روى القراءة عنه ابن مجاهد، توفي سنة أربع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 492.
(5) في (م) = عمرو =، وهو خطأ.
(6) انظر: السبعة ص 207.
(7) وهذه الرواية ذكرها الداني في التيسير ص 88، وابن الجزري في النشر 1/ 401.
(8) في (م) = فيحسب = وهو خطأ.(3/966)
أحدهما: أن تكون مبدلة من همزة الاستفهام والأصل {أأنتم بهمزتين دون ألف فاصلة بينهما} [1] تكون مانعة (2) بينهما، وأبدلت الهمزة هاء في ذلك كما أبدلت في قوله: هياك، وهرقت الماء، والأصل: إياك، وأرقت (3) لتقرب مخرجهما، وكما أبدلهما الشاعر في قوله:
وأتى صواحبها فقلن هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا (4)
يريد أذا الذي، فهي في هذا الوجه وما اتصلت به كلمة واحدة لا ينفصل حرف منها عن صاحبه.
والوجه الثاني: أن يكون للتنبيه والأصل {ها أنتم ها دخلت على أنتم كما دخلت على أولاء في قوله هؤلاء فهي} [5] في هذا الوجه، وما دخلت عليه كلمتان منفصلتان يسكت على إحداهما ويبتدأ بالثانية (6)، فأما ما يحتمله من هذين الوجهين في مذهب أهل التحقيق، وهم الكوفيون وابن عامر من طريق ابن ذكوان ومن تابعه من أصحابه.
وابن كثير من طريق البزّي، وابن فليح، فوجه واحد: وهو أن تكون للتنبيه لا غير لأن من قولهم لا يفصلون بين الهمزتين في الاستفهام بألف، وقد جاءت ألف هاهنا فاصلة بين الهاء والهمزة، فعلم من ذلك أنها المتصلة بالهاء المسكوت عليها دون الفاصلة بين الهمزتين في الاستفهام وطردا لمذهبهم في ذلك، وقد قدّمنا أن ابن كثير يقصر مدّها لكونها مع الهمزتين كلمتين، وأمّا ما يحتمله في مذهب ابن كثير من طريق القوّاس، وفي مذهب ورش من طريق الأصبهاني من ذلك، فوجه واحد أيضا، وهو أن تكون مبدلة من همزة لا غير لعدم وجود ألف في اللفظ بينهما وبين الهمزة.
ولو كانت للتنبيه لم يكن بدّ من وجود ألف بينهما، وهي الألف المتصلة بالهاء، وكذا
__________
(1) = بينهما = سقطت من (ت).
(2) في (م) = يكونا لغة = وهو خطأ.
(3) انظر: مختار الصحاح، مادة (اى ا) ص 35.
(4) البيت لجميل بن معمر، وهو من بحر الكامل.
وانظر: معجم شواهد العربية 1/ 387.
(5) في (م) = نهى = وهو خطأ.
(6) وانظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 269.(3/967)
احتمالها وحكمها في رواية ورش من غير رواية الأصبهاني، وإن كان لا يحقّق الهمزة بعدها بل يسهّلها، بدليل ما رواه الأصبهاني عن أصحابه عنه من تخفيفها (1) دون ألف قبلها.
وأما ما حكاه النحّاس عن أبي يعقوب، وما رواه أحمد بن صالح عنه من أنه يمدّ، فوجهه أن يكونا يرويان عنه إبدال الهمزة ألفا خالصة كرواية عامّة أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه ذلك في الاستفهام نحو {آانذرتهم} [2] [البقرة: 6] وبابه. وإذا أبدلت إبدالا صحيحا ولم تجعل بين بين على القياس لم يكن بدّ من زيادة التمكين لتلك الألف المبدلة منها لخلوص سكونها وسكون (3) النون بعدها ليتميّز بتلك الزيادة الساكنان أحدهما من الآخر، ولا يلتقيان، وقد يتوجه ما روياه من المدّ أيضا إلى أن تكون الهاء عندهما للتنبيه دون أن تكون مبدلة من همزة لأنها إذا كانت كذلك حصلت ألف ساكنة بين الهاء وبين الهمزة المسهلة، فلا بد من مدّها وإشباع تمكينها [154/ ت] لأجل تلك الهمزة المسهلة من حيث كانت بزنة المحققة.
وأما ما يحتمله في مذهب ابن عامر من طريق إسماعيل والمسيّبي وقالون، وفي مذهب أبي عمرو، وهما من أصحاب التسهيل، فالوجهان جميعا أن تكون مبدلة من همزة الاستفهام لأن من قول هؤلاء الأئمة الثلاثة الفصل بين الهمزتين بألف في الاستفهام من جمع منهم بين الهمزتين، ومن سهّل الثانية منهما، ومن هذا الوجه لا بدّ من تمكين تلك الألف الفاصلة وإشباع مدّها لأنها مع الهمزة من كلمة واحدة في قول جميعهم وأن (4) تكون للتنبيه. وإذا كانت كذلك لم يزد في تمكين مدّ الألف بعدها وقصر مدّها في مذهب من روى عن نافع وأبي عمرو القصر كحرف (5) المدّ مع الهمزة في المنفصل لأنها مع الهمزة في ذلك من كلمتين. والهمزة هاهنا وإن كانت مسهّلة قد أضعف الصوت بها، ولم تتمّ في مذهبهما بخلاف ما هي في سائر المنفصل، فإنها في تقدير المحققة التامة الصوت وفي وزنها، فلذلك (6) جرت مجراها
__________
(1) في (ت) و (م) = تحقيقها = والصواب ما أثبته.
(2) في (م) = أأنذرتم = وهو خطأ في الكلمة.
(3) كلمة = سكون = غير واضحة في (م).
(4) الواو سقطت من (ت).
(5) في (م) = بحرف =، وهو خطأ لا يناسب السياق.
(6) وفي (م) = فكذلك =.(3/968)
في الاعتداد بها وقصر المدّ كحرف اللّين من أجلها وزيد في تمكينها وإشباع مدّها في مذهب من روى عنهما إجراء (1) المنفصل مجرى المتصل في حروف المدّ مع الهمزة، ولم يميّز بينهما.
وأما ما رواه أبو حمدون وأبو عبد الرحمن وإبراهيم عن اليزيدي عن أبي عمرو من أنه لا يمدّ، وأن الهاء عنده مبدلة من همزة وكان القياس إذا جعلها مبدلة أن يمدّ لأن من قوله الفصل بين المحققة وبين المسهّلة بألف في الاستفهام نحو {آانذرتهم
[البقرة: 10] وبابه، فوجهه أنه لمّا قلبت الهمزة هاء هاهنا لم يحتج إلى الفصل بالألف بينها وبين الهمزة المسهّلة لأن ثقل الهمزة قد زال رأسا بإبدالها} [2] حرفا خفيّا، فلذلك (3) استغنى عن الألف، ولم يفصل بين الهاء وبين الهمزة المسهّلة بها، واكتفى بخفّة الهاء من خفّة الألف. وإذا لم يفصل بها وجب القصر وعدم المد إذ لا يكون موجودا في ذلك من الوجه المذكور إلا بأن يفصل فيها، وقد يمكن أن تكون هذه علّة من روى [200/ م] عن نافع القصر في هذه الكلمة أيضا من الوجه الذي يقدر فيه مبدلة، ومن خالف أبا حمدون وصاحبيه عن اليزيدي، فروى عنه عن أبي عمرو المدّ مع كون الهاء مبدلة من همزة دون أن تكون للتنبيه، كأنه (4) نفى الألف الفاصلة بين الهمزتين في الاستفهام هاهنا ليدلّ بذلك على أن الهمزة هي الأصل، وأن الهاء فرع، فلذلك مدّ بعد الهاء بناء على الأصل الذي هو الهمزة (5)، وإن عدم في اللفظ وإشعارا بذلك وإعلاما به، وأيضا فإن الهاء في ذلك لمّا كانت بدلا من الهمزة وجب أن يحكم لها بحكمها في الفصل بينها وبين الهمزة الثانية بألف، وذلك من حيث حكمت العرب للبدل حكم المبدل منه في أشياء (6)، ألا ترى أنهم قالوا زكرياء، وحمراء، حكموا للهمزة من منع الصرف بما حكموا به لألف التأنيث (7) التي هذه
__________
(1) في (م) = أجراه =، وهو خطأ.
(2) في (م) = بإبدالهما = وهو خطأ، لأن الكلام عن الهمزة.
(3) في (م) = فأبدلك =، وهو تصحيف.
(4) في (م) = فإنه =.
(5) وفي (ت) = الهمز =.
(6) انظر: باب البدل في شرح قطر الندى وبل الصدى ص 438، وفي شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 2/ 247.
(7) انظر: شرح ابن عقيل 2/ 322.(3/969)
الهمزة بدل منها في نظائر ذلك، فكذا حكم الهاء التي هي بدل من الهمزة وحكم (1)
الهمزة سواء، فهذا تبيين واضح وبالله التوفيق.
حرف:
قرأ ابن كثير {أن يؤتى أحد [73] على الاستفهام بهمزة محقّقة بعدها مسهلة بين بين من غير ألف فاصلة بينهما على مذهبه في جميع الاستفهام، وقرأ الباقون على الخبر بهمزة واحدة محقّقة من غير مدّ} [2].
حرف:
اختلفوا في هاء الكناية إذا اتصلت بفعل مجزوم، وجملة ذلك ستة عشر موضعا [155/ ت]، أربعة مواضع منها الهاء فيها مضمومة، وهي (3) في الباقي مكسورة. فأول ذلك في هذه السورة أربعة مواضع {يؤده إليك [آل عمران: 75] و} {لا يؤده [آل عمران: 75] و} {نؤته منها [آل عمران: 145] و} {نؤته منها. وفي النساء موضعان} {نوله ما تولى، ونصله [115]. وفي الأعراف [111] والشعراء [37]} {أرجئه} [4]، وفي طه [75] {ومن يأته، وفي النور [52]} {ويتقه، وفي النمل [28]} {فألقه، وفي الزمر [7]} {يرضه لكم، وفي الشورى [20]} {نؤته منها، وفي البلد [7]} {أن لم يره أحد، وفي الزلزلة [7]} {خيرا يره و} {شرّا يره [8]، فقرأ ابن كثير والكسائي بصلة المكسورة بياء، والمضمومة بواو وفي جميع ما تقدّم} [5].
واختلف في ذلك عن نافع، فروى عنه إسماعيل وورش المتابعة (6) لابن كثير والكسائي في صلة المكسورة والمضمومة في جميع القرآن، واستثنى من ذلك ورش موضعا واحدا، وهو قوله: {يرضه لكم فلم يصل الهاء بواو بل ضمّها من غير صلة. كذا روى ذلك عنه جميع أصحابه} [7].
__________
(1) في (م) = حكم = ليس قبلها واو، والصواب إثباتها.
(2) انظر: النشر 1/ 365، 366، التيسير ص 89.
(3) سقطت = في = من (م).
(4) في (م) = أرجه =.
(5) انظر: التيسير ص 89، 152، 163، 168، 189، 224، النشر 1/ 305، 311.
(6) في (م) = للمتابعة = ولا تناسب السياق.
(7) انظر: التيسير ص 89، 152، 163، 168، 189، 224، النشر 1/ 305، 311.(3/970)
ونا أحمد بن عمر قال نا أحمد بن إبراهيم بن جامع (1)، قال: نا بكر بن سهل، قال: نا عبد الصمد عن ورش عن نافع {يرضه لكم ممدودة وذلك خطأ وكنت أظنه من شيخنا أحمد بن عمر، حتى رأيت غير واحد من أصحاب ابن جامع قد روى ذلك كذلك، فعلمت أن الوهم منه. وقال محمد بن وضّاح} [2] وإبراهيم بن بازي (3)
وغيرهما عن عبد الصمد وداود وأبي يعقوب وغيرهما عن ورش غير ممدودة، فسقطت «غير» على ابن جامع.
أخبرني محمد بن سعيد (4) قال: نا (5) محمد بن أحمد بن خالد (6)، قال: نا أبي (7)، قال: نا (8) إبراهيم بن محمد عن عبد الصمد عن ورش عن نافع {يرضه لكم غير ممدودة، ولم يستثن إسماعيل من الباب شيئا، هذه رواية الكسائي وأبي عبيد عنه، وكذا قال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الهاشمي، وأبي عمر جميعا عن إسماعيل عن نافع في المكسورة والمضمومة} [9]. وروى محمد بن خالد البرمكي عن أبي عمر عنه أنه وصل المكسورة، ولم يذكر المضمومة.
__________
(1) أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، أبو العباس المصري، روى القراءة عن بكر بن سهل، روى القراءة عنه أحمد بن عمر الجيزي، توفي بعد سنة أربعين وثلاثمائة. غاية 1/ 35.
(2) محمد بن وضاح بن بزيع، أبو عبد الله الأندلسي القرطبي، إمام زاهد ثقة، روى القراءة عن عبد الصمد بن عبد الرحمن، وله عنه نسخة، روى عنه الحروف أحمد بن خالد، مات سنة ست وقيل سبع وثمانين ومائتين. غاية 2/ 275.
(3) إبراهيم بن محمد بن بازي، أبو اسحاق بن القزاز، الأندلسي، ثقة، قرأ على عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش، وسمع منه كتابه الذي جمعه في قراءة نافع وحمزة، قرأ عليه أصبغ بن مالك، توفي سنة أربع وتسعين ومائتين. غاية 1/ 23.
(4) لم أعثر على ترجمته.
(5) في (م) = أنا =.
(6) محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد، يروي عن أبيه أحمد بن خالد، روى عنه أبو محمد مسلمة ابن محمد البتري، شيخ من شيوخ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري. الصلة 1/ 75.
(7) أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي، المعروف بابن الجباب، حافظ، علامة شيخ الأندلس، سمع الحديث من بقي بن مخلد، وحدث عنه ولده محمد، كان إماما في مذهب مالك، وفي الحديث كان لا ينازع، توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تذكرة الحفاظ 3/ 815.
(8) في (م) = أنا =.
(9) انظر: السبعة ص 208.(3/971)
وروى محمد بن عمرو الباهلي (1) عن أبي عمر عنه {يؤده إليك [75] و} {نوله [النساء: 115] و} {نصله [النساء: 115] بخفضهن وبمد، ولم} [2] يذكر من الباب غير الثلاثة. وروى عياش بن محمد عن أبي عمر وسليمان الهاشمي عنه {يؤده و} {نصله و} {نوله بخفضهن، وليس في الترجمة ما يدل على الصلة، بل ظاهرها يدلّ على أنه لا يصل لأنهما لم يقيدا} [3] الخفض بذلك كما قيده الباهلي عن أبي عمر، فقال بخفضهن وبمدّ، أي: يصل الهاء بياء، وبالصلة قرأت في رواية إسماعيل في المكسورة والمضمومة في جميع القرآن.
ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر عن قراءته على عبد الرحمن عن أبي عمر عن إسماعيل {ومن يأتهي مؤمنا [طه: 75] مثل الكسائي} [4]. وروى المسيبي وقالون عن نافع أنه لا يصل المكسورة في جميع القرآن، ووصل المضمومة، واستثنى قالون من المضمومة {يرضه لكم [الزمر: 7] فلم يصلها.
واختلف عنه في} {يره [البلد: 7] في الثلاثة المواضع، وفي} {ومن يأته في طه [75]، و} {يتقه في النور [52] في الخمسة، فروى الحلواني والعثماني أنه كان يكسر الهاء في} {يؤده و} {يأته ولا يشبع الكسر، قالا: وكذلك يفعل بالمفتوح ما قبلها يضم} [5] الهاء، ولا يصلها بواو، فدلّ ذلك على أنهما يرويان عنه {أن لم يره
[البلد: 7] و} {خيرا يره [الزلزلة: 7] و} {شرّا يره [الزلزلة: 8] بضم الهاء من غير صلة، و} {يأته} {ويتقه بكسر الهاء من غير صلة. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون أداء.
فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الحسن بن أبي مهران عن أحمد بن يزيد عن قالون عن نافع} {نوله و} {نصله و} أرجه [الأعراف: 111]
__________
(1) محمد بن عمرو بن العباس، أبو بكر الباهلي البصري ثم البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن إسحاق بن محمد المسيبي، روى القراءة عنه عرضا إبراهيم بن الحسن النقاش. غاية 2/ 221.
(2) في (م) = لم يذكر = ليس قبلها واو.
(3) في (ت) = يقيد =.
(4) انظر: السبعة ص 208.
(5) في (م) = بضم الهاء =.(3/972)
و {يؤده و} {نوله و} {فألقه [النمل: 28] و} {يرضه كل ذلك [201/ م] غير مشبع، وما كان مثله و} {خيرا يره و} {شرّا يره [156/ ت] وهو يشبع الضمّ، وفي طه [75]} {ومن يأتهي يشبع الكسر} [1]، وكذلك روى أحمد بن قالون عن أبيه.
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن حمدون الحذاء، قال: نا أبو عون، قال: نا الحلواني عن قالون عن نافع {ومن يأته مؤمنا
مكسورة الهاء لا يبلغ بها الياء} [2]. قال أبو عمرو: الذي سطره الحلواني في كتابه (3)
عن قالون هو الذي قدّمت ذكره، وقال الحلواني عنه في النور: {ويتقهي بكسر الهاء ويشبع الكسرة. وقال القاضي والمدني والكسائي والقطري عنه بزيادة الهاء مبطوحة حيث وقعت وقالون} {نوله و} {نصله يشمّ الهاء فيهما الإضجاع، زاد المدني} {نوله و} {نصله خفيفة في اللفظ غير مجرورة} [4]، وقالوا: {فألقه إليهم [النمل:
28] الهاء مبطوحة لا} [5] يتبيّن الياء في قراءتها. وقال القطري وحده (6) من بينهم {ويتقه مجرورة الهاء، والصواب مجرورة كما في كتابي، يريد أنه يصلها بياء. فإن كان أراد ذلك فقد وافق الحلواني فيها.
وقال أحمد بن صالح عن قالون} {يؤده إليك [75] الهاء مكسورة ممدودة، قال: وكذلك إذا كانت هذه الهاء في موضع كسر، فهي ممدودة} [7] مثل: {فألقه
[النمل: 28] و} {أرجهي [الأعراف: 111] وقال عنه} {يرضه لكم [الزمر: 7] الهاء مضمومة} [8] مقصورة غير ممدودة، خالف في المكسور سائر أصحابه، وقد تابعه على مدّ المكسورة في الباب كله أبو نشيط في رواية ابن شنبوذ عن (9) أبي
__________
(1) انظر: السبعة ص 209.
(2) انظر: السبعة ص 209، 210.
(3) لم أقف على هذا الكتاب.
(4) في (م) = مجرور =، وهو خطأ.
(5) في (م) = ألا = والهمزة زيادتها خطأ.
(6) سقطت الهاء من كلمة وحده من (م).
(7) في (م) = ممدود = وهو خطأ.
(8) في (ت) و (م) الكلمة غير واضحة، وأظنها مضمومة كما أثبتها.
(9) في (م) = على = وهو خطأ.(3/973)
حسان عنه، وروى أبو سليمان عن قالون {يؤده} [1] في الحرفين بالمدّ وباقي الباب بغير مدّ.
قال أبو عمرو: وبكسر الهاء قرأت في الباب كله من غير صلة لقالون من جميع الطرق ما خلا قوله: {ومن يأتهي مؤمنا في طه [75]، فإني قرأت على أبي الفتح بالصّلة، وعلى أبي الحسن بالاختلاس من غير صلة} [2]، قال أبو عمرو: وقد أدرج الحلواني عن قالون في جملة الهاءات اللاتي لا يصلهن بياء قوله في يوسف {ترزقانه إلا [37]، وذلك خطأ منه لا شك فيه لأن هذه الهاء لم تتصل بفعل مجزوم، فتحمل على نظائرها في تلك الصلة دلالة على أنها كانت كذلك قبل سقوط الحرف الأخير من الفعل الذي اتصلت به للجزم، وأن سقوطه للجزم غير لازم، فهو لذلك} [3]
كالثابت الذي يمنع من صلة الهاء كراهة الاجتماع للساكنين (4)، وإنما اتصلت بفعل مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون في آخره، فوجب أن تخرج بذلك من سائر الباب وأن توصل الهاء فيه بياء لتحرّك ما قبلها بالكسر لا غير (5)، وغلط الحلواني على قالون في هذا الضرب كغلطه في الضرب الذي تلي الهاء (6) فيه التاء فلا يصلها (7)
نحو {نؤته [آل عمران: 145]، وعليه إذا أدرج فيه قوله} {به والهاء من} به
متحرك ما قبلها فصلته إجماع.
__________
(1) في (م) = يوده =.
(2) وهذا هو ما ذكره المؤلف في التيسير ص 89، 152، 163، 168، 189.
وأما (يراه) في البلد والزلزلة، فالمشهور عن نافع أنه يصلها بواو، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 224، وابن الجزري في النشر 1/ 311.
وقد ذكر ابن الجزري أن أبا بكر الشذائي انفرد عن ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون بصلة (يؤده، نؤته، نوله، نصله، فألقه، ويتقه) قال ابن الجزري: فخالف سائر الرواة عن أبي نشيط. أ. هـ. انظر النشر 1/ 305، 306، 307.
(3) في (م) = كذلك = وهو خطأ.
(4) في (م) = الساكنين = ولا تناسب السياق.
(5) الصواب أن الرواية ثابتة عن قالون، وقد ذكر ابن الجزري الخلاف عن قالون في (ترزقانه الا) في سورة يوسف، فقد روى عنه الحلواني وأبو نشيط الاختلاس والصلة. انظر النشر 1/ 305، 312.
(6) في (م) = الياء = وهو غلط.
(7) في (م) = فلا تصلها = وهو غلط.(3/974)
وروى ابن المسيّبي عن أبيه والأنصاري وحمّاد عنه {يؤده [75] و} {لا يؤده [75] الهاء مبطوحة حيث وقعت. وقالوا عنه قوله:} {ونصله [النساء:
115] يشمّ الهاء فيها الإضجاع. وقال محمد عن أبيه} {يرضه لكم [الزمر: 7] يشمّ الهاء الرفع.
وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد عن محمد بن الفرج} [1] عن ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع {يؤده و} {نوله [النساء: 115] و} {نصله يشمّ الهاء الإضجاع، وقال:} {أرجه [الأعراف: 111]} {فألقه [النمل: 28] و} {نؤته [آل عمران: 145] مبطوحة} [2]. ونا الفارسي، قال: نا (3) أبو طاهر، قال: أنا عبيد بن محمد المروزي، قال: أنا ابن سعدان عن المسيّبي: هذه مكسورة كلها غير مجرورة حيث وقعت، وقال: {يرضه لكم [الزمر: 7] يشمّ الهاء رفعا غير ممدودة، وبهذا قرأت أنا في رواية المسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان عنه. وقال خلف عنه في} {يؤده وبابه: يكسر الهاء ويشبع كسرها في ذلك كله، ويقرأ} {يرهو ومن [الزلزلة:
7] بإشباع، وقال: الباب كله ممدود مشبع مثل ورش، قال: ولم يستثن} {يرضه لكم
[الزمر: 7] كما استثنى [157/ ت] ورش.
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا} [4] ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع {يرضهو لكم ممدودة} [5]. وقال ابن جبير عن أصحابه عن نافع {يؤدهي و} {نؤتهي و} {أرجهي و} {يتقهي و} {يأتهي و} {فألقه و} {يرضهو لكم وما كان مثله بإشباع بمدّ أيضا، وقال أبو عمرو وحمزة: المكسورة كلها} [6] من هذا الباب بإسكان الهاء، واستثنى حمزة من ذلك موضعين، وهما قوله {ومن يأتهي مؤمنا في طه و} {يتقهي في النور، فوصلها بياء ووصل أيضا} {أن لم يرهو أحد
[البلد: 7] و} {خيرا يرهو [الزلزلة: 7] و} {شرّا يرهو [الزلزلة: 8] وقرأ} يرضه
__________
(1) محمد بن الفرج، أبو بكر الخرابي، شيخ مقرئ، روى القراءة عن محمد بن إسحاق المسيبي، روى القراءة عنه ابن مجاهد. غاية 2/ 228.
(2) انظر: السبعة ص 209.
(3) في (م) = أنا =.
(4) في (م) = أنا =.
(5) انظر: السبعة ص 209.
(6) في (ت) و (م) = كله = والصواب ما أثبته.(3/975)
{لكم [الزمر: 7] بضم الهاء من غير صلة. هذه رواية ابن الجهم وإدريس عن خلف عن سليم، وبذلك قرأت أنا لحمزة من جميع الطرق عن سليم إلا قوله:} {ويتقه
[النور: 52]، فإن فارسا أقرأنيه في رواية خلّاد بإسكان الهاء. وقال أبو هشام عن سليم كقول خلف إلا أنه قال في طه} {ومن يأته} {ويتقه يجر الهاء ولا يشبعها، وقال يمدّها ويشبعها في} {خيرا يرهو و} {شرّا يرهو وقال أبو عمر} [1] عن سليم كقول خلف [202/ م] سواء، وافقه داود عن ابن كيسة عن سليم في ذلك، غير أنه لم يذكر التي في الزلزلة.
وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال:
نا يونس قال أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة {ومن يأته مؤمنا [طه: 75] موقوفة الهاء و} {يخش الله ويتقهي [النور: 52] محرّكة الهاء مجرورة. وقال الخاقاني} [2]: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي قال: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة {ومن يأته مخففة} {ويتقه محرّكة الهاء مجرورة لم يرو الإسكان في} {ومن يأته مؤمنا [طه: 75] عن سليم غير يونس عن ابن كيسة عنه. وقال الخنيسي عن خلاد عن سليم في} {يؤده [75] و} {يأته هو وقف} [3] وزاد فيه {يرضه لكم [الزمر: 7] وقف} [4] لم يرو ذلك عن خلاد عن سليم غيره، وروى الحلواني عن خلف وخلاد وابن واصل عن ابن سعدان عن سليم عنه كرواية خلف أيضا، وزاد عليه أنه يشبع الهاء في {خيرا يره [الزلزلة: 7] و} {شرّا يرهو [الزلزلة: 8] في الوصل.
وفي سورة البلد} {أن لم يرهو أحد [البلد: 7] يشبع الهاء. وروى ابن جبير عن سليم} {يؤده و} {لا يؤده و} {نوله و} {نصله و} يخش الله ويتقه بجزم الهاء،
__________
(1) في (ت) و (م) = عمرو = وهو خطأ.
(2) في (م) و (ت) = قال الخاقاني قال =، ولا داعي لهذا التكرار فحذفت (قال) الثانية.
(3) المشهور عن حمزة أنه يصل (بآياته) بياء، كما ذكر المصنف رحمه الله أولا عن حمزة، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 152. واقتصر عليه ابن الجزري في النشر 1/ 310.
(4) المشهور عن حمزة اختلاس ضم الهاء في (يرضه لكم) كما روى ابن الجهم وإدريس عن خلف عن سليم، وتقدم في كلام المصنف أنه قرأ لحمزة بذلك من جميع الطرق عن سليم،(3/976)
ولم يأت بالإسكان في {يتقه نصّا عن سليم غيره} [1]، واختلف عن اليزيدي عن أبي عمرو في موضع (2) واحد من المكسور، وهو قوله: {ومن يأته مؤمنا وفي الأربعة المواضع المضمومة، فأما} {ومن يأته فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عنه أنه يصلها بياء، وروى الحلواني وابن فرح عن أبي عمر عن اليزيدي عنه أنه أسكن الهاء، وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد، قال: قال اليزيدي:
يلزم أبا عمرو أن يقرأ} {ومن يأته جزما، وهذا يدلّ على أنه كان يصلها} [3].
وأما الأربعة المواضع فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وإبراهيم من رواية العباس عنه عن اليزيدي عنه أنه وصلها كلها بواو في الوصل. وروى أبو شعيب السوسي ومحمد ابن شجاع والحلواني وابن فرح وابن حرب (4) عن أبي عمر عن اليزيدي عنه أنه أسكن الهاء في {يرضه لكم، وكذلك روى محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أبي عمر الدوري عن اليزيدي} [5]، ولم يسنده إلى أحد من أصحاب أبي عمر (6)، وأحسبه رواه عن أحمد بن حرب عنه لأنه قد سمع القراءة منه ولأن عبد العزيز بن محمد قال (7) عن أبي طاهر أن أحمد بن حرب روى عن أبي عمر ذلك، ورواية أحمد بن حرب عنده عن ابن مجاهد عنه.
وأخبرنا ابن غلبون، قال: أنا الحسن بن رشيق (8)، قال: نا (9) أبو بكر أحمد بن
__________
وهو ما اعتمده المصنف في التيسير ص 189، واقتصر عليه ابن الجزري في النشر 1/ 309.
(1) المشهور عن حمزة صلة (يتقه) بخلاف عن خلاد فإنه روى فيها الإسكان أيضا، انظر:
التيسير ص 162، 163، النشر 1/ 306، 307.
(2) في (م) = مواضع = وهو خطأ.
(3) انظر: السبعة ص 211.
(4) أحمد بن حرب بن غيلان، أبو جعفر المعدل البصري، مقرئ معروف، روى القراءة عرضا عن الدوري، روى القراءة عنه عرضا مدين بن شعيب، توفى سنة إحدى وثلاثمائة. غاية 1/ 45.
(5) انظر: السبعة ص 212.
(6) في (ت) و (م) = عمرو = وهو خطأ.
(7) في (ت) و (م) = قال أنا عن أبي طاهر =، فحذفت = أنا = لأنها لا تناسب السياق.
(8) الحسن بن رشيق، أبو محمد المصري، مشهور، عالي السند، روى الحروف عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي عن السوسي، رواها عنه خلف بن إبراهيم، وقد وثقه جماعة ولينه الحافظ عبد الغني بن سعيد. غاية 1/ 212.
(9) في (م) = أنا =.(3/977)
محمد الداجوني (1) قال: نا (2) أبو الحسن بن رشيق (3)، قال: نا عبد الرحمن بن المغيرة البغدادي (4) عن الدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو بجزم الهاء، وزاد [158/ ت] الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي {أن لم يره [البلد: 7] و} {خيرا يره [الزلزلة: 7] و} {شرّا يره [الزلزلة: 8] بسكون الهاء، خلاف ما رواه أبو حمدون وأبو عبد الرحمن، وروى جعفر بن محمد الآدمي} [5] عن ابن سعدان عن اليزيدي {يرضهو [الزمر: 7] بمدّ الهاء، وكذلك} {خيرا يرهو و} {شرّا يرهو هذه الحروف النواقص بمد الهاء فيها، ولا يختلسها.
وروى شجاع عن أبي عمرو فيما قرأت له} {ومن يأتهي [طه: 75] بصلة الهاء و} {يرضهو لكم [الزمر: 7] مضمومة غير موصولة، و} {يرهو [النور: 52] في الثلاثة بالضم والصلة، وقرأت له من طريق القصباني عنه:} {ويتقهي بصلة الهاء، ومن طريق غيره عنه بإسكان الهاء، وروى أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو} {فألقه إليهم [النمل: 28] بكسر الهاء ولم يذكر الصلة.
وأنا محمد بن أحمد، قال: نا} [6] ابن مجاهد عن أصحابه عن شجاع عن أبي عمرو {فألقهي يصلها بياء} [7] و {يرضهو لكم يشمّها الضم ولا يشبعها، قال ابن مجاهد: وكذا يقرأ أصحاب شجاع، وقرأت أنا في رواية الدوري وأبي أيوب عن اليزيدي من طريق ابن مجاهد وغيره} {ومن يأته موصولة بياء و} يرضهو لكم
موصولة بواو، وكذلك نظائرها، وعلى ذلك أهل الأداء عن اليزيدي، وقرأت في رواية
__________
(1) لعل الصواب محمد بن أحمد الداجوني الكبير الرملي، وقد تقدمت ترجمته. وهو الذي روى عنه الحسن بن رشيق، وأما الذي ورد اسمه في (ت) و (م) وهو أحمد بن محمد فلم أقف على ترجمته.
(2) في (م) = أنا =.
(3) لم أعثر على ترجمته.
(4) لم أعثر على ترجمته.
(5) جعفر بن محمد، أبو محمد الأصبهاني الآدمي، روى القراءة عن محمد بن سعدان روى القراءة عنه عبد الله بن أحمد بن سليمان الأصبهاني. غاية 1/ 198.
(6) في (م) = أنا =.
(7) انظر: السبعة ص 212.(3/978)
الموصلي {يأته موصولة، و} {يرضه ساكنة، وقرأت في رواية السوسي:} {يأته
و} {يرضه ساكنتين} [1]، ووصلت الهاء بواو في {يره في الثلاثة من سائر الطرق} [2]، وقرأت في رواية عبد الوارث {ومن يأتهي} [3] في طه {ويتقه} [4] في النور و {فألقه} [-4] في النمل بصلة الهاء، وقرأت {يرضه باختلاس ضمة الهاء مثل ما قرأت في رواية شجاع} [6].
وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن عبد الوارث عن أبي عمرو {فألقه مجرورة مشبعة، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة الباب كله المكسورة والمضمومة} [7] بتحريك الهاء وصلة المكسورة بياء والمضمومة بواو (8)، ولم يذكر التغلبي عنه الصلة. وذكر الأخفش فقال بمدّ الهاء، وقال التغلبي عنه {ويخش الله ويتقه بالجزم بغير ياء وقال:} {يرضه لكم بالجزم، ورفع الهاء، وهذا يدلّ على الاختلاس، وقال} {خيرا يرهو و} {شرّا يرهو بالإشباع. وقال الأخفش} {يرضهو لكم بمدّ الهاء، ولم} [9] يذكر {يره. وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن التغلبي عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر} {ويتقه [203/ م] بجزم الهاء و} {يرضه بضم الهاء من غير إشباع} [10]. وروى الداجوني أداء عن أصحابه عن
__________
(1) وفي (م) = ساكنين =.
(2) وهذا هو المشهور عن أبي عمرو: أنه يصل الهاء بواو في (يره) في الثلاثة. انظر النشر 1/ 311، التيسير ص 224.
(3) ذكر الداني في التيسير ص 152للسوسي وجها واحدا في (يأته) وهو إسكان الهاء وذكر أن الدوري يصلها بياء وذكر ابن الجزري وجها آخر للسوسي وهو أنه يصلها بياء كالدوري، انظر النشر 1/ 309، 310.
(4) (4) و (5) المشهور عن أبي عمرو أنه سكن الهاء في (ويتقه)، و (فألقه) وهو الذي اعتمده المصنف في التيسير ص 162، 168واعتمده كذلك ابن الجزري في النشر 1/ 306.
(6) ذكر الداني في التيسير ص 189روايتين عن اليزيدي في (يرضه) الأولى رواية أبي شعيب السوسي وأبي عمر عن اليزيدي بإسكان الهاء. والثانية رواية أبي عبد الرحمن وأبي حمدون عن اليزيدي بصلتها. وفي النشر 1/ 307، 308ذكر ابن الجزري إسكان الهاء عن أبي شعيب وأبي عمر وذكر صلتها عن الدوري فهذا هو المشهور عن أبي عمر في ().
(7) في (م) = المكسور والمضموم =.
(8) وهذا ما اعتمده الداني رحمه الله في التيسير ص 89، 152، 163، 168، 189، 224.
(9) في (م) = كم = وهو خطأ.
(10) انظر: السبعة ص 210.(3/979)
ابن ذكوان في الباب كله مكسورة ومضمومة بغير إشباع (1). واختلف عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر في المكسورة، فروى لنا (2) الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الحلواني عنه أنه يكسر الهاء في ذلك كله ويشبع الكسرة (3)، وبذلك قرأت أنا من طريقه على أبي الحسن عن قراءته، وبه قرأت أيضا على أبي الفتح عن قراءته على غير عبد الله بن الحسين.
ونا محمد بن علي قال: نا (4) ابن مجاهد عن الجمال عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر أنه كان لا يشبع في الباب كله (5)، وكذلك روى لي ذلك أبو الفتح عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عن هشام (6)، وروى أبو العباس عبد الله بن أحمد بن الهيثم أداء عن أبيه (7) عن هشام الباب كله بالإسكان إلا {أرجه
[الأعراف: 111]، فإنه مهموز مضموم الهاء من غير إشباع} [8]، وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر {نولهي [النساء: 115]} ونصلهي [النساء: 115] بالياء.
__________
(1) وهذا هو الوجه الثاني المشهور لابن ذكوان في هذا الباب إلا في حرفين: (يأته) فإنه وصلها بياء في المشهور عنه، و (يراه) في المواضع الثلاثة، فإنه وصلها بواو كما هو مشهور عنه، وقد ذكر ابن الجزري الوجهين عن ابن ذكوان: الأول: أنه يصل جميع الباب:
المكسورة بياء والمضمومة بواو، والثاني أنه ضم الهاءات وكسر من غير إشباع إلا في (يأته) و (يره) كما تقدم. انظر النشر 1/ 306، 307، 309، 310، 311.
(2) في (م) = أنا = والصواب المناسب للسياق ما في (ت).
(3) انظر: التيسير ص 89، 152، 163، 168، النشر 1/ 306، 310.
(4) في (م) = أنا =.
(5) انظر: السبعة ص 210، إلا أن ابن مجاهد ذكر أنه لا يشبع الكسر في قوله (نوله) و (نصله) و (نؤته) و (فألقه) و (يؤده) واقتصر على ذكر هذه الخمس.
(6) المشهور عن هشام بخلاف عنه أنه كان لا يشبع في الباب كله إلا في (يأته)، فإن المشهور عنه صلتها وجها واحدا، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 152، وابن الجزري في النشر 1/ 310.
(7) أحمد بن إبراهيم بن الهيثم البلخي، مقرئ، روى القراءة عرضا عن الحلواني، روى القراءة عنه عرضا ابنه عبد الله. غاية 1/ 36.
(8) المشهور عن هشام بخلاف عنه الإسكان في جميع الباب إلا في (يأته) كما سبق فإنه يصلها بياء وجها واحدا، وقد ذكر عنه وجه الإسكان ابن الجزري في النشر 1/ 305، 306، و (أرجئه) ليست من هذا الباب فالهاء فيها مضمومة عند هشام. وعنه روايتان في صلة الهاء وترك الصلة. انظر النشر 1/ 311، 312. وبناء على ما تقدم يكون لهشام ثلاثة أوجه: الإسكان والقصر والإشباع في الهاءات المكسورة إلا (يأته) فإنه وصلها بياء كما تقدم.(3/980)
فأما الهاء المضمومة من هذا الباب، فروى الحلواني عن هشام أنه يجزم الهاء من قوله {خيرا يره [الزلزلة: 7] و} {شرّا يره [الزلزلة: 8]، ويرفع الهاء في} {يرضه لكم [الزمر: 7]، ولا يشبع الرفع فيها، وبهذا قرأت على أبي الحسن في روايته، وقرأت على أبي الفتح الثلاثة الأحرف بسكون الهاء} [1]، وقرأت عليهما {أن لم يرهو أحد [البلد: 7] بضم الهاء وصلتها بواو} [2].
ونا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا إسحاق بن أبي حسان [159/ ت]، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {خيرا يره و} {شرّا يره جزم} [3].
وأما (4) عاصم فاختلف عنه في هذا الباب، فروى عنه المفضل وحمّاد وأبو بكر من غير رواية البرجمي عنه أنه أسكن في المكسورة (5) كله من هذا الباب كأبي عمرو وحمزة، واستثنى المفضل من ذلك قوله: {أرجه في الموضعين، فوصل الهاء فيه بياء، واستثنوا ثلاثتهم قوله في طه [75]} {ومن يأتهي مؤمنا فوصلوا الهاء فيه بياء ما خلا أبا بكر. قال الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وحسين الجعفي فيما أنا به محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن حسين رووا عنه أنه أسكنها} [6]، وكذلك رووا عنه {يرضه لكم [الزمر: 7] و} {يره [الزمر: 7] في الثلاثة بضم الهاء ولم يصلها في} {يرضهو المفضل وحماد وضمّاها ووصلاها في} [7] يرهو في الثلاثة.
__________
(1) ذكر الداني في التيسير ص 189، وجهين لهشام في (يرضه) الإسكان واختلاس ضمة الهاء.
وكذلك فعل ابن الجزري في النشر 1/ 308.
(2) لم يذكر المؤلف هذا الحرف في التيسير، فدل على أن القراء متفقون على وصل الهاء بالواو فيه، وأما ابن الجزري فقد ذكر أن الداجوني والحلواني رويا عن هشام إسكان الهاء، وروى غيرهما عنه صلة الهاء بواو، انظر النشر 1/ 310، 311.
(3) انظر: التيسير ص 224، النشر 1/ 311.
(4) في (ت) و (م) فأما، والصواب ما أثبته، لأن عاصما ليس أول من يترجم لقراءته.
(5) في (م) المكسور.
(6) انظر: السبعة ص 210.
(7) زيادة يقتضيها السياق.(3/981)
واختلف عن يحيى عن أبي بكر في (1) {يرضه لكم، فروى خلف عنه أنه يشمّ فيها الرفع، وروى حسين العجلي وأبو هشام الرفاعي والوكيعي ومحمد بن المنذر عنه أنه أسكنها. وروى أبو عبيد عن الكسائي عن أبي بكر الباب كله بالإسكان كرواية أبي عمر عنه، وخالفه في} {يرضهو لكم و} {خيرا يره و} {شرّا يره فقال في} {يرضه لكم بالضم من غير إشباع، وقال في} {يرهو بالإشباع، وروى ابن أبي أميّة عن أبي بكر كما روى أبو عمر وأبو أيّوب} [2] (3) عن الكسائي إلا أنه لم يذكر {خيرا يره و} {شرّا يره و} {أن لم يره أحد} {ومن يأته [طه: 75] وذكر الباقي.
وروى ابن جامع وابن جنيد عن أبي حماد وابن عطارد عن أبي بكر} {أرجه
و} {يؤده و} {لا يؤده جزم، واختلف عن الأعشى فروى ابن جنيد عنه} {يؤده
و} {لا يؤده بإسكان الهاء، وروى الشموني عنه} {يؤده و} {لا يؤده} [4] و {نوله
} {ونصله و} {أرجه} {فألقه جزم وقال} {يرضه غير مشبع، و} {خيرا يره و} {شرّا يره مشبع و} {من يأتهي مؤمنا يشبع كسر الهاء} [5]، وقال {ويتقه بكسر الهاء قليلا، وبهذا قرأت من طريقه وطريق ابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر، إلا أني كسرت الهاء ووصلتها بياء في} {ويتقهي.
وكذلك قال: أنا أبو الفتح عن ابن طالب عن النقار عن الخياط عن الشموني، وروى التيمي عن الأعشى أنه كان يكسر الهاء في} {يؤده و} {لا يؤده و} {نوله.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر} {يؤده بالخفض، ولم يبيّن أبو هشام إن كان وصلها بياء أو أشمّها الكسر، وروى البرجمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر الباب كله بكسر الهاء ووصلها، قال الأزرق: يمدّ الهاءات في هذه الحروف وفي غيرها من القرآن، وذكر} {يرضه لكم [الزمر: 7] و} {نوله [النساء:
115]} {ونصله [النساء: 115] و} {نؤته [145]. وروى البرجمي} يرضه لكم
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في (م) ثوب وهو خطأ.
(3) سليمان بن يحيى بن أيوب، أبو أيوب التميمي المعروف بالضبي. تقدم.
(4) في (م) يوده، ولا يوده.
(5) وهذا هو المشهور عن أبي بكر في (يأته مؤمنا) أنه بالإشباع ولم يذكر المؤلف في التيسير ص 152غير هذا عن أبي بكر، وكذلك فعل ابن الجزري في النشر 1/ 310.(3/982)
بضم الهاء من غير صلة (1). وروى {أرجه في الموضعين بإسكان الهاء، وكذا قرأت من طريقه} [2].
وقال معلى بن منصور عن أبي بكر {يؤده إليك [75] يحرّك الهاء ويصل ولا يشبعها. وقال خلّاد عن حسين عنه} {يؤده و} {نوله} {ونصله مكسورة يخفضهنّ كلهنّ إلا قوله} {نؤته منها [آل عمران: 145]، فإنه جزم الهاء فيها وحدها.
نا} [3] عبد العزيز بن جعفر قال: نا أبو طاهر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {يؤده بالخفض} {ونصله بخفض الهاء و} {نوله بجزم الهاء. نا ابن جعفر قال: نا أبو طاهر، وقال: [204/ م] نا ابن حاتم قال: نا هارون قال: نا أبو بكر عن عاصم} {يؤده إليك مجرورة مكسورة.
وقال:} {نوله} {ونصله مكسورة. وقال:} {نؤته منها جزم على الجزاء} [4]. واختلف أيضا في هذا الباب عن حفص، فروى عنه عمرو وعبيد وأبو شعيب [160/ ت] القوّاس أنه وصل الهاء بياء في المكسور حيث وقع إلا حرفين: وهما {أرجه في الأعراف والشعراء، و} {فألقه في النمل [28]، فإنه أسكن الهاء فيهما، ولم يذكر القوّاس} {فألقه وذكر} {أرجه ورووا عنه} {ويتقه في النور [52] بإسكان القاف وكسر الهاء من غير صلة، وروى القوّاس وعبيد عنه} {يرضه لكم بضمّ الهاء من غير صلة، وروى عمرو عنه بجزم الهاء، وكذلك روى هبيرة عنه. وقال: أنا محمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن عمرو بن الصباح عن حفص في الزمر} {يرضه يشمّ الضم} [5]، وكذلك قرأت من طريقه. وقال: أنا محمد عن ابن مجاهد بإسناده (6) أيضا
__________
(1) ذكر ابن الجزري في النشر 1/ 308، 309الوجهين عن أبي بكر: الإسكان واختلاس ضمة الهاء في (يرضه). وأما الداني فلم يذكر لأبي بكر إلا وجه اختلاس ضمة الهاء.
انظر التيسير ص 189. قلت: والاختلاس هاهنا تحريك الحرف دون صلة.
(2) وهو ما ذكره في التيسير ص 111أن أبا بكر سكن الهاء في (أرجه)، وأما ابن الجزري فقد ذكر روايتين عن أبي بكر: الأولى: زيادة همزة ساكنة قبل الهاء وضم الهاء من غير صلة، النشر 1/ 311، والثانية: إسكان الهاء بدون همزة قبلها كما في التيسير انظر النشر 1/ 312.
(3) في (م) أنا.
(4) المشهور عن أبي بكر أنه سكن الهاء في الأفعال الستة: (يؤده، نؤته، نوله، نصله)، (فألقه، يتقه) وهذا ما اعتمده المؤلف رحمه الله في التيسير ص 89، 162، 168واقتصر عليه كذلك ابن الجزري في النشر 1/ 305، 306.
(5) انظر: السبعة ص 211.
(6) في (م) إسناده ويظهر أن الباء مطموسة أو سقطت.(3/983)
عن عمرو عن حفص في الزمر يسكن الهاء (1)، وروى كلهم عنه {يرهو في الثلاثة بضم الهاء وإلحاقها واوا في اللفظ.
وقال ابن اليتيم: نا أبو حفص عن سهل أبي} [2] عمرو عن أبي عمر، قال: كان عاصم يجرّ الهاء في {يؤده و} {نوله} {ونصله ويجزم، وكان أكثر قراءته الجرّ، وروى هبيرة عن حفص فيما قرأت له أنه أسكن الهاء في الباب كله ما خلا} {أرجهي} {ومن يأتهي مؤمنا [طه: 75] فإنه وصلها بياء وكسر القاف وسكن الهاء في} {ويتقه وسكن الهاء في} {يرضه لكم وضمّها وألحقها واوا في} {يرهو في الثلاثة. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن الخزاز عن هبيرة عن حفص} {يؤده و} {نؤته و} {نولهي و} {نصلهي بالجرّ بالإشباع} [3] (4)، ويسكن الهاء في {أرجه و} {ألقه و} {يرضه ويشبع في} {خيرا يرهو [الزلزلة: 7] و} {شرّا يرهو
[الزلزلة: 8]. وروى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص} {يؤده و} {لا يؤده [75] وما أشبهه في القرآن كله جزم الهاء فيها هذه رواية عياش عن أبي عمر.
وروى عنه ابن فرح أنه جرّ الهاء وهو غلط من ابن فرح. وروى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص} {يؤده} [5] وما أشبهها في القرآن كله مثل قراءة (6) حمزة إلا حرفا واحدا في النور [52] {ويخش الله ويتقه جزم الهاء فيها أيضا} [7]، وجزم الهاء في {يأته مؤمنا} [8] [طه: 75] وقرأ يرضه لكم [الزمر: 7] يشمّ الهاء الوقفة مثل
__________
(1) انظر: السبعة ص 211.
(2) في (ت) و (م) سهل وأبي عمرو، والصواب سهل أبي عمرو.
(3) في (م) والإشباع.
(4) انظر: السبعة ص 211.
(5) المشهور عن حفص أنه وصل بياء (يؤده، نؤته، نوله، نصله) وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 89، وهو ما اعتمده ابن الجزري في النشر 1/ 306.
(6) في (ت) و (م) قرأ: وهي مشكلة في (ت) بكسر القاف، فيظهر أن التاء المربوطة سقطت من النسختين.
(7) المشهور عن حفص أنه سكن القاف في (يتقه) وكسر الهاء من غير صلة، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 163، وهو ما اعتمده ابن الجزري كذلك في النشر 1/ 307.
(8) المشهور عن حفص أنه كسر هاء (يأته) ووصلها بياء، انظر: التيسير ص 152، النشر 1/ 310.(3/984)
قراءة حمزة (1) و {أرجه} [2] [الأعراف: 111] كل شيء في القرآن مثل قراءتنا ولا يهمز. قال (3) أبو عمرو: فهذا اختلافهم في هذا الباب مشروحا، ويأتي اختلافهم في الهمز وتركه في قوله {أرجه في سورة الأعراف إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر} {بما كنتم تعلمون [79] بضم التاء وفتح العين وكسر اللام وتشديدها، وقرأ الباقون} {تعلمون بفتح التاء واللام وإسكان العين مخففة} [4]، وكذلك روى حسين المروزي عن حفص ولم يترجمه وهو وهم، ولعل من دون حسين وهم فيه.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل وحماد وحمزة {ولا يأمركم [80] بنصب الراء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الأعشى والبرجمي بخلاف عنه وابن أبي حماد وهارون بن حاتم وحسين الجعفي من رواية خلاد وأبي هشام عنه برفع الراء، وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا هارون، نا أبو بكر عن عاصم بالرفع، وروى عنه سائر الرواة بنصب الراء} [5]، وقرأ الباقون برفع الراء، ومذهب أبي عمرو في الاختلاس والإسكان مذكور قبل (6). وقال ابن سعدان هاهنا عن اليزيدي رفع خفيفة (7) كأنه جزم (8)، حكى (9) عنه عن اليزيدي جعفر بن محمد
__________
(1) المشهور عن حفص أنه قرأ (يرضه) باختلاس ضمة الهاء، واقتصر على هذا المؤلف في التيسير ص 189، وكذلك ابن الجزري فقد اعتمده واقتصر عليه في النشر 1/ 309، وتقدم أن المشهور عن حمزة أنه قرأ مثل قراءة حفص باختلاس ضمة الهاء.
(2) هذا هو المشهور عن حفص أي إسكان الهاء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 111، وكذلك ابن الجزري في النشر 1/ 312.
(3) في (م) وقال.
(4) انظر: التيسير ص 89، النشر 2/ 240.
(5) ونصب الراء هو المشهور عن أبي بكر عن عاصم، وهذا ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 89، وابن الجزري في النشر 2/ 240.
(6) في الفقرة الثامنة عشرة.
(7) في (م) حقيقة وهو خطأ.
(8) تقدم في الفقرة الثامنة عشرة ص 81، كلام الداني أنه قرأ من طريق البغداديين باختلاس حركة الراء. وانظر التيسير ص 73.
(9) في (م) وحكى.(3/985)
الأصبهاني (1) برفع الراء يريد أن الكلمة في موضع رفع عنده، فعبّر عن المعنى لا عن اللفظ، ويدلّ على أن ذلك كذلك ما حدّثناه محمد بن علي، قال: نا محمد بن قطن، قال: نا خلاد [161/ ت] عن اليزيدي عن أبي عمرو {ولا يأمركم رفع على الخبر قال: إلا أنه كان يجزم الراء.
حرف:
قرأ حمزة وهبيرة عن عاصم} {لما} [2] آتيتكم [81] بكسر اللام. وقرأ الباقون بفتحها، وكذلك روى الجماعة عن حفص (3).
حرف:
قرأ نافع {آتيناكم [81] بالنون وألف على الجمع. وقرأ الباقون بتاء مضمومة من غير ألف} [4].
حرف:
وكلهم قرأ {على ذلكم إصري [81] بكسر الهمزة إلا ما حدّثناه محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن أحمد بن واصل} [5] ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد، قالا: نا ابن سعدان، قال: نا المعلى بن منصور عن أبي بكر عن عاصم: {أصري مرتفعة الألف لم يروه غيره} [6].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {أفغير دين الله يبغون [83]} {وإليه يرجعون [83] بالياء جميعا. وقرأ أبو عمرو الأول بالياء، والثاني بالتاء} [7]. وقرأهما الباقون بالتاء (8).
وحدّثنا (9) الفارسي، قال ابن أبي هاشم، قال: نا (10) القطيعي، قال: نا أبو هشام،
__________
(1) جعفر بن محمد، أبو محمد الأصبهاني الآدمي، تقدم ص 208.
(2) في (ت) = ما آتيتكم = وهو خطأ.
(3) المشهور عن حفص ما روته الجماعة عنه أنه فتح لام (لما). انظر: التيسير ص 89، النشر 2/ 241.
(4) انظر: التيسير ص 89.
(5) انظر: السبعة ص 214، إلا أنه قال: (أصري) بضم الألف.
(6) وهذه قراءة غريبة، لأن الداني في التيسير لم يذكر خلافا عن أحد من القراء في كسر همزة (إصري). وكذلك ابن الجزري في النشر لم يذكر فيها خلافا.
(7) في (م) ما بين القوسين غير مقروء.
(8) وانظر: التيسير ص 89، النشر 2/ 241.
(9) سقطت الواو من (ت).
(10) في (م) أنا.(3/986)
قال: نا حسين، قال: قرأ عاصم {يبغون على ياء، ولم يذكر أبو هشام عن حسين أبا بكر لعلم الناس أن قراءة عاصم} [1] [205/ م] عنده عنه، وقد روى ابن مجاهد عن يحيى بن (2) حيّان عن أبي هشام ذلك (3)، وذكر أبا بكر بين حسين وبين عاصم، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر، قال: نا ابن حيّان، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {يبغون
[83] بالياء ولم يتابع على ذلك حسينا أحد من أصحاب أبي بكر.
حرف:
وروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش} {ملء} [4] الأرض [91] بضمّ اللام بحركة التي بعدها لم يروه غيره (5). وروى أبو ربيعة عن صاحبيه والزينبي عن قنبل وأبي ربيعة وغيرهما من رجاله هاهنا {ملء} [6] الأرض بفتح اللام كما يرويه ورش عن نافع، وقال الزينبي: وهي قراءتنا في هذا الحرف لا يعرف غيرها أصحابك، قال: يدرجون الأرض ولا يقطعونها، قال: ولم يكن في كتابه، فاستأذنته في إلحاقها فما أذن لي في ذلك، فقلت له كيف تقرؤها أنت؟ قال: على ما أقرأني أصحابي، ولولا اجتماعهم عليه لتركته. وروى الجماعة عن قنبل أداء وأبو بكر النقاش وأبو العباس البلخي وابن عبد الرزاق عن أبي ربيعة عن البزّي بالهمز، وكذلك قال الخزاعي عن ابن فليح، وبذلك قرأت لابن كثير من الطرق الثلاثة، وقال أحمد بن يعقوب التائب عن الخزاعي {ملء} [7] الأرض أثبت الهمزة التي في {ملء وألقيت التي في الأرض لاجتماع} [8] الهمزتين على الاختلاف (9)، فوافق أبا ربيعة فيما رواه
__________
(1) ما بين القوسين غير واضح في (م).
(2) كذا في (ت) و (م)، والصواب محمد بن عيسى بن حيان كما في ترجمته تقدم ص 140.
(3) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة لابن مجاهد.
(4) في (م) ميل وهو خطأ مخالف للآية.
(5) ذكر ابن الجزري أن الأصبهاني رويت عنه روايتان: النقل وعدم النقل في (ملء) ثم قال:
والوجهان عنه صحيحان قرأت بهما جميعا عنه. انظر النشر 1/ 414.
(6) في (ت) و (م) مل.
(7) في (ت) و (م) مل.
(8) في (م) لإجماع وهو خطأ.
(9) في (م) اختلاف.(3/987)
عن قنبل والبزّي، وأخطأ في العلة لأن الهمزتين لم يلتقيا في ذلك بفصل اللام الساكنة بينهما (1).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {حجّ البيت [97] بكسر الحاء، وكذلك روى ابن مجاهد عن أصحابه عن المفضل عن عاصم} [2]، ولم أقرأ به.
وقرأ الباقون بفتحها (3).
{وإلى الله ترجع الأمور [109] قد ذكر} [4].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه [115] بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء} [5]. واختلف أصحاب اليزيدي في ذلك، فقال اليزيديون الأربعة أبو عبد الرحمن وإبراهيم وإسماعيل وأبو جعفر وأبو حمدون وابن شجاع وأبو شعيب وأبو خلاد عنه قال: قال أبو عمرو: ما أبالي بالياء أم بالتاء قرأتهما، وزاد أبو عبد الرحمن وأبو حمدون، قال: وكان يعني أبا عمرو يختار التاء، قال (6) ابن جبير في «جامعه» عنه كقول الجماعة وقال في «مختصره» عنه بالتاء.
وقال ابن سعدان عنه بالتاء، قال: وكان ربما قرأهما (7) بالياء، قال بالتاء أحبّ إليه.
وقال الأصبهاني عن ابن سعدان عنه: إن شئت بالياء [162/ ت] وإن شئت بالتاء. قال أبو عمرو: وأهل الأداء على التاء، وبذلك قرأت في جميع الطرق وبه آخذ (8).
__________
(1) المشهور عن ابن كثير إسكان لام (الأرض) وقطع الهمزة بعدها، ولم ينقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها إلا ورش وصلا ووقفا. انظر النشر 1/ 408، وحمزة في أحد الوجهين إذا وقف على (الأرض) ونحوها، فإنه ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها. انظر التيسير ص 41.
(2) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة.
(3) وانظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 241.
(4) في الفقرة السابعة والسبعين.
(5) انظر: التيسير ص 90.
(6) في (م) وقال.
(7) في (م) قرأها وهو خطأ.
(8) ذكر ابن الجزري الوجهين عن أبي عمرو: الغيب والخطاب، ثم صحح الوجهين ثم قال:
إلا أن الخطاب أكثر وأشهر وعليه الجمهور من أهل الأداء. انظر النشر 2/ 241.(3/988)
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {لا يضرّكم كيدهم [120] بضم الضاد ورفع الراء وتشديدها. وقرأ الباقون بكسر الضاد وجزم الراء} [1]، وروى أبو زيد عن المفضل عن عاصم بضم الضاد وفتح الراء وتشديدها (2)، ولم أقرأ بذلك في روايته.
حرف:
قرأ ابن عامر {منزلين [124] بفتح النون وتشديد الزاي، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي} [3].
حرف قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو {مسوّمين [125] بكسر الواو. وقرأ الباقون بفتحها} [4]. وكذلك روى محمد بن عبد الرحمن بن زروان (5) عن عمرو عن حفص عن عاصم لم يروه غيره (6) {مضعفة [130] قد ذكر قبل} [7].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {سارعوا إلى مغفرة من ربكم [133] بغير واو قبل السين، وكذلك في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون بواو قبل السين} [8] وكذلك هو في مصاحفهم (9).
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة والكسائي {قرح} [10] في الموضعين [140] والقرح [172] بضم القاف في الثلاثة، وقرأ الباقون وحفص
__________
(1) انظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(2) المشهور عن عاصم ما أعتمده المؤلف في التيسير، وابن الجزري في النشر وهو ضم الضاد ورفع الواو وتشديدها.
(3) وانظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(4) وانظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(5) محمد بن عبد الرحمن بن زروان، ويقال ابن عبد الله بن يوسف بن اللؤلؤي زروان، أبو بكر الخياط البغدادي، مقرئ مشهور، أخذ القراءة عرضا عن عمرو بن الصباح، روى القراءة عنه عرضا محمد ابن أحمد بن شنبوذ، غاية 2/ 161.
(6) المشهور عن حفص كسر الواو مشددة، وهذا هو الذي في التيسير والنشر.
(7) في الحرف الثاني والتسعين.
(8) انظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(9) انظر: المقنع ص 102.
(10) في (م) وقرح، ولا داعي لزيادة الواو.(3/989)
والمفضل عن عاصم بفتح القاف فيها (1) (2).
حرف:
قرأ ابن كثير {وكائن [146] حيث وقع بألف ممدودة بعد الكاف وبعدها (همزة مكسورة وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف)} [3] وياء مكسورة مشددة (4). وروى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة {وكأين بهمزتين وهو خطأ، وأحسب إبراهيم غلط في الترجمة، ووقف أبو عمرو} {وكأي} [-4] على الياء، وكذلك روى سورة عن الكسائي، ووقف الباقون على النون (6) كما هو في المصحف (7)، وقد ذكرت هذا مشبعا في الوقف (8).
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو والمفضل عن عاصم {من نبي قتل معه [146] بضم القاف وكسر التاء، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر لم يروه غيره.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل} {قاتل بفتح القاف والتاء وألف بينهما} [9].
حرف:
وكلهم قرأ {وما كان قولهم [147] بالنصب إلا ما رواه عبيد بن نعيم وهارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالرفع، وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار عن أيّوب [206/ م] بن تميم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر.
نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم} {قولهم بالرفع، وروى سائر الرواة عن أبي بكر عن عاصم بالنصب} [10].
__________
(1) في (م) فيهما وهو خطأ.
(2) انظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242، وليس فيهما ذكر لحماد والمفضل عن عاصم.
(3) ما بين القوسين ساقط من (ت) و (م) إلا أنه مستدرك في هامش (ت).
(4) (4) و (5) انظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(6) انظر: التيسير ص 60، 61، النشر 2/ 143، والمشهور عن الكسائي أنه وقف على النون، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير، وابن الجزري في النشر.
(7) سورة آل عمران: آية 146.
(8) انظر: جامع البيان 3/ 928.
(9) المشهور عن عاصم من رواية أبي بكر أنه قرأ (قاتل) مثل حمزة والكسائي وابن عامر، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 90، وابن الجزري في النشر 2/ 242، وهي قراءة حفص عن عاصم.
(10) والنصب هو المشهور عن أبي بكر عن عاصم وعن ابن عامر، ولم يذكر المؤلف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر خلافا في نصب هذه الكلمة.(3/990)
حرف:
قرأ ابن عامر والكسائي {الرعب [151] هاهنا وفي الأنفال [12] والأحزاب [26] والحشر [2] و} {رعبا في الكهف [18] بضم العين في الخمسة.
وقرأ الباقون بإسكانها فيها} [1] (2).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {تغشى طائفة [154] بالتاء، وكذلك روى محمد بن جنيد عن ابن أبي حمّاد} [3]، وعن الأعشى ويوسف بن يعقوب عن شعيب عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وكذلك روى عيّاش بن محمد عن أبي عمر عن الكسائي عن أبي بكر، وعن أبي (4) عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم وهو غلط من عيّاش لأن ابن فرح روى عن ابي (5) عمر بالإسناد عن أبي بكر وحفص بالياء وهو الصّواب. وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر وعن يحيى وابن جامع عن ابن أبي حمّاد والشموني والتيمي وابن غالب عن الأعشى عنه. وكذلك قرأ الباقون (6).
حرف:
قرأ أبو عمرو {كله} [7] لله [154] برفع اللام. وقال الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي: إن شئت نصبت وإن شئت رفعت، وأعجب إليّ الرفع، وخالفه سائر أصحاب اليزيدي، فروى عنه عن أبي عمرو بالرفع من غير تخيير وقرأ الباقون بنصب اللام (8).
حرف:
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي {والله بما يعملون بصير [156] بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء} [9]. وحدّثنا عبد العزيز بن [163/ ت] محمد، قال: نا عبد الواحد
__________
(1) في (م) فيهما وهو خطأ.
(2) انظر: التيسير ص 91، النشر 2/ 216.
(3) في (ت) و (م) أبي حماد، والصواب ابن أبي حماد كما مر في ترجمته، وهو عبد الرحمن بن سكين بن أبي حماد.
(4) في (ت) و (م) ابن عمر، والصواب ما أثبته.
(5) في (ت) و (م) ابن عمر، والصواب ما أثبته.
(6) المشهور عن عاصم من رواية أبي بكر وحفص أنه قرأ (يغشى) بالياء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 91، وابن الجزري في النشر 2/ 242.
(7) في (م) وكله والواو زيادتها هنا خطأ.
(8) المشهور عن أبي عمرو رفع لام (كله) ولم يذكر المؤلف في التيسير ص 91غير ذلك، واقتصر عليه ابن الجزري أيضا في النشر 2/ 242.
(9) انظر: التيسير ص 91، والنشر 2/ 242.(3/991)
بن عمر، قال: نا (1) ابن فرح وعياش، قالا: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {بما يعملون [156] بالياء وهو غلط من أبي عمر لأن الكسائي ذكر ذلك في كتاب الآثار له} [2] عن أبي بكر بالتاء. حدّثنا الفارسي عن أبي طاهر عن ابن فرح عن أبي عمر عنه. وكذلك روى ذلك سائر أصحاب أبي بكر عنه.
حرف:
وكلهم قرأ {أو كانوا} [3] غزّا [156] بتشديد الزاي إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن منيع (4)، قال حدّثني جدّي (5)، قال: نا حسين المروذي عن حفص عن عاصم أنه قرأ {غزا مخفّفة لم يروه غيره} [6].
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد {متم [157] و} {مت [مريم: 23] و} {متنا} [7] [المؤمنون: 82] بضم الميم في جميع القرآن. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر {متنا بضم الميم، و} {مت
بكسر الميم} [8]. وروى حفص عن عاصم من غير رواية هبيرة بضمّ الميم في الموضعين من هذه السورة (9) خاصة وكسر الميم فيما سواها.
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا وهب، قال: نا الحسن بن
__________
(1) في (م) أنا.
(2) لم أقف على هذا الكتاب.
(3) في (م) وكانوا وهو خطأ مخالف للآية.
(4) عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم البغوي، روى القراءة عن جده أحمد بن منيع، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 450.
(5) أحمد بن منيع، روى القراءة عن حسين بن محمد المروذي عن حفص، روى القراءة عنه سبطه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي. غاية 1/ 139.
(6) المشهور عن حفص أنه قرأ بتشديد الزاي، ولم يذكر المؤلف ولا ابن الجزري خلافا عن القراء في تشديد الزاي.
(7) في (م) (ومتم ومتنا)، وزيادة الواو قبل (متم) خطأ، وسقطت (مت) من (م).
(8) المشهور عن ابن عامر ما ذكره المؤلف أولا أنه يضم ميم (متم، مت، متنا)، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 91، وابن الجزري في النشر 2/ 242، 243.
(9) في (م) الصورة وهو خطأ.(3/992)
المبارك، قال: نا (1) أبو حفص، قال: نا سهل أبو عمرو قال: قال أبو عمرو: قال:
قال (2) عاصم: {ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم [157] برفع الميم من الموت، وباقي القرآن} {متم بكسر الميم} {كبتم} [3] (4). وقرأ الباقون بكسر الميم حيث وقع، وروى هبيرة عن حفص من قراءتي له بكسره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {خير مما يجمعون [157] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء} [5]. وقال ابن سعدان في «جامعه» (6) عن اليزيدي عن أبي عمرو بالياء مثل حفص، وقال في «مجرّده» [-6] عن أبي عمرو بالتاء وهو الصّواب. وكذلك رواه الأصبهاني عنه عن اليزيدي.
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية المفضل وأبي عمرو {أن يغل
[161] بفتح الياء وضمّ الغين. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل بضمّ الياء وفتح الغين} [8].
حرف:
وكلهم قرأ {والله بصير بما يعملون [163] بالياء إلا ما رواه أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ ذلك بالتّاء لم يروه غيره} [9].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية هشام من قراءتي، ومن رواية أهل الأداء عن الحلواني وغيره لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168] بتشديد التاء، وقرأ ابن
__________
(1) في (م) أنا.
(2) في النسختين قال قال عاصم.
(3) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 218، والمشهور عن عاصم ما رواه عنه حفص وأبو بكر، وعليهما اعتمد المؤلف في التيسير، وابن الجزري في النشر.
(4) في (م) بكدتم وهو خطأ.
(5) انظر: التيسير ص 91، النشر 2/ 243.
(6) (6) و (7) لم أعثر على هذين الكتابين.
(8) المشهور عن عاصم ما رواه عنه حفص وأبو بكر وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير، وابن الجزري في النشر، وأما رواية المفضل فهي رواية غريبة. وانظر: التيسير ص 91، النشر 2/ 243، وفيهما أن عاصما يقرأ بفتح الياء وضم الغين.
(9) المشهور عن حفص أنه قرأ (يعملون) بالياء كغيره من القراء، وليس في التيسير ولا النشر ذكر الخلاف في (يعملون) أنها بالياء هاهنا.(3/993)
عامر في جميع الروايات {الذين قتلوا في سبيل الله [169] هاهنا، وفي الحج [58] بتشديد} [1] التاء، وقال: ما كان من القتل في سبيل الله فهو بالتشديد إلا حرفا في الحج فإنه يخفّف. وقرأ ابن كثير وابن عامر في آخر هذه السورة {وقاتلوا وقتلوا
[159]، وفي الأنعام} {الذين قتلوا أولادهم [140] بتشديد التاء فيهما، وقرأ الباقون بتخفيف التاء في الخمسة} [2].
وحدّثني ابن أحمد عن عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحابه عن الحلواني عن هشام {ما قتلوا [156] الحرف الأول من هذه السورة بتشديد التاء، ولم يرو ذلك عنه إلا من هذا الوجه} [3].
حرف:
وكلهم قرأ {ولا تحسبنّ الذين قتلوا [169] بالتاء إلا ما أقرأنيه أبو الفتح في رواية هشام عن ابن عامر من قراءته على أبي طاهر محمد بن الحسين عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عنه، ومن قراءته على عبد الباقي بن الحسن} [4] عن أصحابه عن الحلواني عنه بالياء (5) [207/ م]. وأقرأني ذلك من قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عن هشام بالتاء، وبذلك قرأت على أبي الحسن والنص في الوجهين عن هشام معلوم (6) (7).
حرف:
قرأ الكسائي [164/ ت] {وأن الله لا يضيع [171] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها} [8].
__________
(1) وفي (ت) و (م) بتخفيف ولعله خطأ من الناسخ فأثبت الصواب.
(2) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 243.
(3) مراد المصنف والله أعلم أن فارس بن أحمد قد انفرد بهذه الرواية عن الحلواني، وقد بين ابن الجزري الأمر الذي انفرد به فقال في النشر 2/ 243: وانفرد فارس بن أحمد عن السامري عن أصحابه عن الحلواني بتشديده حكاية لا أداء، فخالف فيه سائر الناس عن الحلواني وعن هشام أ. هـ.
(4) في (ت) و (م) الحسين وهو خطأ.
(5) في (ت) بالتاء وهو خطأ.
(6) في (ت) معلوم غير واضحة.
(7) ذكر الداني في التيسير ص 91من قراءته على أبي الفتح أن هشاما قرأ ولا تحسبنّ الذين قتلوا بالياء. وذكر ابن الجزري الوجهين عن هشام. انظر النشر 2/ 244.
(8) انظر: التيسير ص 91.(3/994)
حرف:
قرأ نافع {ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] و} {ليحزنني أن
[يوسف: 13] و} {ليحزن الذين آمنوا [المجادلة: 10] بضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن إلا حرفا واحدا وهو قوله في الأنبياء:} {لا يحزنهم الفزع الأكبر
[الأنبياء: 103] فإنه فتح الياء وضمّ الزاي فيه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر في المجادلة} {ليحزن مثل نافع، وقرأ الباقون بفتح الياء وضمّ الزاي حيث وقع.
وروى أبو موسى عن الكسائي} {لا يحزنهم في الأنبياء [103] بضمّ الياء وكسر الزاي كقراءة أبي جعفر القاري} [1] فيه، لم يرو ذلك عن الكسائي غيره (2).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ولا يحسبنّ الذين كفروا [178]} {ولا يحسبنّ الذين يبخلون [آل عمران: 180] و} {لا تحسبنّ} [3] الذين يفرحون [188] {فلا يحسبنهم} [4] [188] بالياء (5) في الأربعة وضمّ الباء في {فلا يحسبنهم} [6]. وقرأ نافع وابن عامر الثلاثة الأول بالياء. والحرف الرابع بالتاء وفتح الباء. وقرأ عاصم والكسائي الأوّلين بالياء (7) والآخرين بالتاء وفتح الباء (8)، وروى محمد بن جنيد عن أبي حمّاد وعن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم الأوّلين بالتاء (9)، وروى هارون بن حاتم عن أبي بكر الأول والرابع بالياء، والثاني والثالث بالتاء وهو وهم.
__________
(1) يزيد بن القعقاع، الإمام أبو جعفر المخزومي، المدني، القاري، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور كبير القدر، عرض القرآن على ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم، روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم وأبو عمرو وعيسى بن وردان، كان إمام أهل المدينة في القراءة، توفي سنة ثلاثين ومائة وقيل اثنتين وثلاثين. غاية النهاية 2/ 382.
(2) المشهور عن ابن عامر والكسائي أنهما قرآ في جميع المواضع بفتح الياء وضم الزاي، وهذا ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 91، 92، وابن الجزري في النشر 2/ 244.
(3) في (م) يحسبن.
(4) في (م) تحسبنهم.
(5) كلمة بالياء مستدركة في هامش (ت) فأثبتها، وسقطت من (م).
(6) في (م) تحسبنهم.
(7) زيادة من هامش (ت).
(8) انظر: التيسير ص 92، 93، النشر 2/ 244، 246.
(9) في (م) بالياء وهو خطأ.(3/995)
ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي (1) (2) قال: نا أبو الأسباط، قال:
نا عبد الرحمن عن أبي بكر ما ذكرته أولا، وقرأ حمزة الأربعة بالتاء وفتح الباء في الأخير (3) وفتح السين منهم عاصم في الاختلاف الذي ذكرناه عن أبي بكر وعن حفص وابن عامر وحمزة وكسرها الباقون (4).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {حتى يميز [179] هاهنا، وفي الأنفال [37]} {ليميز الله بضم الياء وفتح الميم وكسر الياء وتشديدها. وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم فيهما. وقرأهما الباقون بفتح الياء وكسر الميم وإسكان الياء، وكذلك روت الجماعة عن} [5] أبي بكر (6).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {والله بما يعملون خبير [180] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء} [7].
حرف:
قرأ حمزة {سيكتب} [8] ما قالوا [181] بالياء وضمّها وفتح التاء {وقتلهم [181] برفع اللام و} {يقول بالياء. وقرأ الباقون} {سنكتب [آل عمران:
181] بالنون وفتحها وضمّ التاء} {وقتلهم بنصب اللام} {ونقول [آل عمران: 181] بالنون} [9].
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن منبه (10) والوليد
__________
(1) في (م) الجمعي وهو خطأ.
(2) محمد بن الحسين بن حفص بن عمر، أبو جعفر الكوفي، الخثعمي، الأشناني، المعدل، مقرئ، مشهور، ثقة، روى الحروف سماعا عن أبي الأسباط المعلم، روى عنه الحروف أبو طاهر بن أبي هاشم، توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة، غاية 2/ 130.
(3) انظر: التيسير ص 92، 93، النشر 2/ 244، 246.
(4) انظر: الحرف رقم (110).
(5) في (م) سقط ما بين المعكوفتين، وفي (ت) العبارة مستدركة في الهامش، فأثبتها في النص.
(6) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ بفتح الياء الأولى وكسر الميم وإسكان الياء، وهذا هو الذي اعتمده المؤلف في التيسير ص 92، وابن الجزري في النشر 2/ 244.
(7) انظر: التيسير ص 92، النشر 2/ 244، 245.
(8) في (م) سنكتب.
(9) انظر: التيسير ص 92، النشر 2/ 245.
(10) لم أقف على ترجمته.(3/996)
{بالبيّنات وبالزبر [184] بزيادة باء في الزبر. قال الأخفش الدمشقي: وكذا كتابتها} [1] في الامام يعني الذي وجّه به إلى الشام (2)، واختلف علينا في رواية هشام عن أصحابه عن الحلواني عن هشام، فحدّثنا أبو الفتح (3) عن قراءته على أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عنه بزيادة باء في {الزبر كرواية ابن ذكوان وموافقيه سواء. ونا الحسن بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر} {بالبيّنات وبالزبر.
كذلك.
ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد. ح وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم} [4] عن أصحابهما عن ابن عامر {وبالزبر بالباء ولم يذكروا} {بالكتاب} [5]
[فاطر: 25] فالأول كذلك هي في مصاحف أهل الشام، فدلّ هذا (6) على أنهما يرويان ذلك عن ابن ذكوان وعن هشام جميعا بإسنادهما عن ابن عامر، ولو روياه عن أحدهما لبيّنا ذلك ولأضافاه إليه كما يفعلان فيما يختلف فيه الرّواة عن الأئمة من حروف القرآن، ولم يذكرا ابن عامر بالجملة، فذكرهما إيّاه دونهما دليل على اتفاقهما عنه على ذلك. وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام. وكذلك حكى أبو بكر النقّاش عن أصحابه عنه [165/ ت]، ولم يذكر (7) خلافا (8).
وأقرأني أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن محمد بن عبدان (9)
__________
(1) في (م) كتابها وهو خطأ.
(2) انظر: المقنع ص 102.
(3) مستدركة في هامش (ت)، وسقطت من (م)، وفي (م) هشام وعن قراءته.
(4) في (م) هشام وهو خطأ.
(5) انظر: السبعة ص 221.
(6) في (م) هنا وهو خطأ.
(7) في (م) يذكره.
(8) انظر: التيسير ص 92وذكر فيه أن ابن ذكوان وهشاما قرآ بزيادة باء في (الزبر) وكذلك ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 245.
(9) محمد بن أحمد بن عبدان الجزري، عرض على أحمد بن يزيد الحلواني عن هشام قرأ عليه عبد الله بن الحسين السامري وحده، وذكر أنه كان له من السن فوق المائة، والله أعلم، غاية 2/ 64.(3/997)
والحسن ابن أحمد (1) عن الحلواني عن هشام {بالزبر وبالكتاب [فاطر: 25] بزيادة باء في الكلمتين جميعا كاللتين} [2] في فاطر [25] المجتمع عليهما، وكذلك أقرأني أبو الحسن عن قراءته من طريق الحلواني عن هشام، وعلى ذلك جميع أهل الأداء عن الحلواني عنه، الفضل (3) بن شاذان (4) والحسن (5) بن أبي مهران وأحمد بن إبراهيم البلخي وغيرهم. وقال لي فارس بن أحمد: قال (6) لي عبد الباقي بن الحسن (7)، شكّ في ذلك الحلواني، فكتب إلى هشام فيه، فأجابه أن الباء ثابتة في الحرفين، وهذا هو الصحيح عندي عن هشام لأنه قد أسند ذلك من طريق ثابت إلى ابن عامر، ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي الدرداء صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، كما نا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: نا محمد بن أحمد المكي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا القاسم بن سلام، قال: نا هشام بن عمّار عن أيّوب بن تميم عن يحيى ابن الحارث الذماري عن عبد الله بن عامر، قال هشام: ونا سويد بن عبد العزيز (8) أيضا عن الحسن بن عمران (9) عن عطية [208/ م] بن قيس (10)
__________
(1) الحسين بن أحمد بن الجزيري، أبو علي المقري بجزيرة بني عمر، قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني، قرأ عليه عبد الله بن الحسين، وقيل فيه الحسن بن أحمد. غاية 1/ 237.
(2) في (م) كاللين فسقطت التاء من الكلمة.
(3) في (م) المفضل وهو خطأ.
(4) الفضل بن شاذان بن عيسى، أبو العباس الرازي الإمام الكبير، ثقة عالم، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن يزيد الحلواني، روى القراءة عنه ابنه أبو القاسم العباس، مات في حدود التسعين ومائتين. غاية 2/ 10.
(5) في (م) أو الحسن وهو خطأ.
(6) في (م) قاله وهو خطأ.
(7) في (م) الحسين وهو خطأ.
(8) سويد بن عبد العزيز بن نمير، أبو محمد السلمي، مولاهم الواسطي، قاضي بعلبك، قرأ على يحيى بن الحارث، روى عنه القراءة هشام بن عمار، مات سنة أربع وتسعين ومائتين، غاية 1/ 321.
(9) لم أعثر على ترجمته.
(10) عطية بن قيس، أبو يحيى الكلابي الحمصي الدمشقي، تابعي قارئ دمشق بعد ابن عامر، ثقة، ولد سنة سبع في حياة النبي، عرض القرآن على أم الدرداء، عرض عليه الحسن بن عمران العسقلاني، مات سنة إحدى وعشرين ومائة. غاية 1/ 513.(3/998)
عن أم الدرداء (1) عن أبي الدرداء (2) في مصاحف أهل الشام في سورة آل عمران {جاؤوا بالبيّنات وبالزبر وبالكتاب [78] كلّهنّ بالباء} [3]، قال أبو عمرو: وكذا ذكر أبو حاتم سهل بن محمد أن الباء مرسومة في {وبالزبر وبالكتاب جميعا في مصحف} [4] أهل حمص الذي بعث به عثمان رحمه الله تعالى إلى أهل الشام (5)، وقرأ الباقون بغير باء في الكلمتين على ما في مصاحفهم (6).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد {ليبيّننّه للناس ولا يكتمونه [187] بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء} [7].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {وقتلوا [آل عمران: 195] بضم القاف وكسر التاء من غير ألف} {وقاتلوا [آل عمران: 195] بفتح القاف والتاء وألف بينهما، وفي التوبة [112]} {فيقتلون بضم الياء وفتح التاء} {ويقتلون بفتح الياء وضمّ التاء يبدآن} [8] في ذلك بالمفعول قبل الفاعل، وقرأ الباقون بجعل الأول فاعلا
__________
(1) هجيمة بنت حيي الأوصابية الحميرية، أم الدرداء الصغرى، زوج أبي الدرداء، أخذت القراءة عن زوجها، أخذ القراءة عنها عطية بن قيس، وكانت فقيهة كبيرة القدر، توفيت بعد الثمانين، غاية 2/ 354.
(2) عويمر بن زيد ويقال ابن عبد الله بن غنم، أبو الدرداء الأنصاري الخزرجي، أحد الذين جمعوا القرآن حفظا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، عرض عليه عبد الله بن عامر اليحصبي على عهد النبي، عرض عليه عبد الله بن عامر اليحصبي وزوجته أم الدرداء الصغرى، توفي سنة اثنتين وثلاثين ولم يخلف بعده بالشام مثله. غاية 1/ 606.
(3) المقنع ص 102.
(4) في (ت) و (م) مصاحف، ولعل الصواب ما أثبته.
(5) المرجع نفسه.
(6) ويرى ابن الجزري أن حذف الباء ثابت عن هشام من (بالكتاب)، قال: ولولا رواية الثقات عن هشام حذف الياء أيضا لقطعت بما قطع به الداني، ثم قال: وقطع الحافظ أبو العلاء عن هشام من طريقي الداجوني والحلواني جميعا بالباء فيهما، وهو الأصح عندي عن هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طرق كتابي هذا لم أذكره. أ. هـ. النشر 2/ 245، 246.
(7) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 246.
(8) في (م) بيده أن وهو خطأ.(3/999)
والثاني مفعولا به في السورتين (1)، وشدّد ابن كثير وابن عامر التاء من {وقتلوا
هاهنا} [2]. وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم لم يروه غيره (3) (4)، وخفّفها الباقون وقد ذكر ذلك (5).
حرف:
وكلهم قرأ {لكن الذين اتقوا [آل عمران: 198] بكسر النون مخفّفة إلا ما رواه يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بفتح النون وتشديدها، لم يروه غيره} [6].
في هذه السورة من ياءات الإضافة ستّ: أولاهن {وجهي لله [20] فتحها نافع في غير رواية ابن جبير وابن عامر وعاصم في رواية حفص، واختلف فيها عن أبي بكر، فروى إسحاق الأزرق وابن عطارد والشموني والتيمي وابن غالب عن الأعشى ومحمد بن حسين} [7] عن ابن أبي حمّاد، وعن الأعشى عنه أنه فتحها، قال ابن جنيد عن صاحبيه: ورويا عنه في الأنعام [79] أنه أسكنها. وروى سائر الرواة عنه أنه أسكنها في السورتين، وكذلك روى ابن جامع وابن أبي حمّاد عنه، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع، وبذلك قرأ الباقون (8) {مني إنك [35] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون} [9].
__________
(1) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 246.
(2) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 246.
(3) في (م) غيرها وهو خطأ.
(4) والمشهور عن أبي بكر أنه خفف (قتلوا)، واقتصر عليه المؤلف في التيسير ص 93، وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 243.
(5) في الحرف رقم (175).
(6) المشهور عن أبي بكر كسر النون مخففة مثل سائر القراء، ولم يذكر المؤلف في التيسير خلافا في هذه الكلمة، وكذلك ابن الجزري في النشر.
(7) لم أقف على ترجمته.
(8) المشهور عن نافع أنه فتح الياء في (وجهي لله)، والمشهور عن أبي بكر أنه أسكنها، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93، واعتمده كذلك ابن الجزري في النشر 2/ 247.
(9) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 247.(3/1000)
{وإني أعيذها [36] فتحها نافع، وأسكنها الباقون} [1].
{اجعل لي آية [41] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون} [2]، وأغفل أصحاب ابن كثير ذكرها في كتبهم.
{أني أخلق لكم [49] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون} [3].
{من أنصاري إلى الله [52] هنا وفي الصّفّ (14) فتحها نافع وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه، وأسكنها الباقون} [4]. وروى محمد بن عمرو الباهلي عن المسيّبي وابن جبير عن أصحابه عن نافع أنه أسكنها في السورتين.
وروى [166/ ت] خلف عن المسيّبي عنه أنه (5) أسكنها في الصّف خاصة، وذلك وهم منهم.
188 - وفيها من الياءات المحذوفات ثنتان: {ومن اتبعن وقل [20] وقال أثبتها في} [6] الوصل، وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو، وروى أحمد بن صالح عن قالون أنه يصلها بغير ياء ويشمّ النون كسرا. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون، وخالفهما سائر الرّواة عن قالون، فرووا (7) عنه يصلها بياء، وحذفها الباقون في الحالين (8). وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع. وخافون إن كنتم [175]
__________
(1) انظر: المرجعين السابقين.
(2) والمشهور عن ابن عامر إسكان ياء (إلى آية)، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93، وابن الجزري في النشر 2/ 247.
(3) لكن المشهور عن ابن عامر أنه أسكنها، وهذا ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93وابن الجزري في النشر 2/ 247.
(4) المشهور عن ابن عامر أنه أسكن ياء (أنصاري إلى الله)، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93، وابن الجزري في النشر 2/ 247.
(5) في (م) سقطت أنه والصواب إثباتها.
(6) سقطت في من (م) والصواب إثباتها.
(7) في (م) فروا وهو خطأ.
(8) المشهور عن قالون أنه أثبت الياء في الوصل وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93، وابن الجزري في النشر 2/ 247.(3/1001)
أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل، وفي رواية ابن ذكوان عن المسيّبي وفي رواية العثماني عن قالون وأبو عمرو. وحذفها الباقون في الحالين (1). وروى ابن شنبوذ عن قنبل بياء في الحالين وهو غلط (2).
__________
(1) المشهور عن قالون عن نافع أنه قرأ (خافون إن كنتم) بدون ياء وصلا ووقفا مثل ورش، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93، وابن الجزري في النشر 2/ 247وقد ذكر ابن الجزري رواية إسماعيل عن نافع أنه أثبت الياء في الوصل، وانظر: النشر 2/ 247.
(2) أما رواية ابن شنبوذ عن قنبل أنه أثبت الياء في الحالين في قوله تعالى (وخافون إن كنتم مؤمنين) زاد ابن الجزري وقوله تعالى (وأطيعون) فقد قال ابن الجزري إنه رواها لابن شنبوذ عن قنبل، ولم يغلط الرواية، والله أعلم.(3/1002)
ذكر اختلافهم في سورة النساء
حرف:
قرأ الكوفيون {تساءلون به [1] بتخفيف السين، وقرأ الباقون بتشديدها.
وكذلك روى محمد بن عبد الرحمن الخياط عن عمرو عن حفص عن عاصم أداء، وكذلك روى عبد الحميد بن صالح عن الأعشى عن أبي بكر} [1] عنه، لم يروه غيره (2).
حرف:
قرأ حمزة {والأرحام إن الله [1] بخفض الميم، وقرأ الباقون بنصبها} [3].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {لكم قيّما [5] بغير ألف. وقرأ الباقون بالألف} [4].
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحمّاد {وسيصلون [10] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها} [5]، وقد ذكرت الاختلاف في إمالة {ضعافا [9] في باب الإمالة} [6]، فأغنى ذلك عن الإعادة.
حرف:
قرأ نافع {وإن كانت واحدة [11] بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب} [7].
__________
(1) سقطت بكر من (م)، والصواب إثباتها.
(2) المشهور عن عاصم تخفيف سين (تساءلون) وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93 وابن الجزري في النشر 2/ 247.
(3) وانظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 247.
(4) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 247.
(5) لم يذكر المصنف أن أبا بكر عن عاصم قد قرأ بضم الياء في (سيصلون)، ولعله سهو منه أو من الناسخ، وقد ذكر المصنف في التيسير ص 94، وذكره أيضا ابن الجزري في النشر 2/ 247.
(6) في جامع البيان 3/ 823.
(7) وانظر: التيسير ص 94، النشر 2/ 248247.(3/1003)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {فلأمه السدس [11]} {فلأمه الثلث [11] هاهنا، وفي القصص [59]} {في أمّها رسولا وفي الزخرف [4]} {في أمّ الكتاب بكسر الهمزة في حال الوصل في الأربعة، فإذا أضيف الأم} [1] إلى جمع، وجملة ذلك أربعة مواضع أيضا: في النحل [78] وفي الزمر [6] والنجم [32] {بطون أمهاتكم، وفي النور} {أو بيوت} [2] أمهاتكم [61] كسر حمزة الهمزة والميم جميعا، وكسر الكسائي الهمزة وحدها، وفتح الميم. وذلك في حال الوصل أيضا، فإذا ابتدءا ضمّا الهمزة وخفضا الميم في الواحد، وضمّا الهمزة وفتحا الميم في الجمع (3)، ولا يجوز غير ذلك في مذهبهما لأن الكسرة [209/ م] للهمزة في النوعين والميم في الجمع إنما كان من أجل الكسرة والياء المتصلتين بالهمزة، فلما عدمتا في الانفصال عدم الكسر بعدهما، وروى ذلك منصوصا محمد بن واصل عن ابن سعدان عن الكسائي، قال:
وهو اختياره.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن فرح عن أبي عمر عن سليم عن حمزة أنه إذا ابتدأ الألف في ذلك ابتدأ بها بالكسر وهذا لحن. وقرأ الباقون بضمّ الهمزة وخفض الميم في الواحد وضمّ الهمزة وفتح الميم في الجمع وصلا وابتداء.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحمّاد {يوصى بها أو دين في الموضعين [11، 12] بفتح الصّاد وألف بعدها في الموضعين. واختلف في ذلك عن أبي بكر، فروت الجماعة عنه غير الأعشى أنه فتح الصاد في الحرفين، ولم يذكر الثاني منهما عنه نصّا الكسائي، ولا يحيى بن آدم من رواية خلف وأبي هشام وابن المنذر وابن حزام وابن شاكر، وذكره عن يحيى الوكيعي وضرار (وابن)} [4] الأسود، وقال ابن أبي أميّة عن أبي بكر بنصب الصاد في الموضعين، وبذلك قرأت من طريق الصريفيني وخلف عن يحيى ومن طريق البرجمي والعليمي عن أبي بكر. وقال ابن جامع عن اين أبي (5) حمّاد عن أبي بكر يوصي بها على
__________
(1) وفي (م) اللام وهو خطأ.
(2) في (م) مطموس ما بين المعكوفتين.
(3) انظر: التيسير ص 94، النشر 2/ 248.
(4) في (ت) و (م) ضرار بن الأسود فأصلحت العبارة.
(5) في (م) ابن حماد وكلمة أبي مستدركة في هامش (ت) فأثبتها.(3/1004)
ياء وهذا يحتمل عندي الكسر والفتح [167/ ت] جميعا لرسم ذلك في جميع المصاحف بالياء. حدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا وكيع بن خلف (1) قال:
نا (2) محمد بن يحيى الكسائي (3) قال: نا أبو الحارث عن أبي عمارة عن أبي بكر عن عاصم {يوصى و} {يوصى منصوبات الصاد جميعا، وروى الأعشى عن أبي بكر بفتح الصاد في الحرف الأول وبكسرها في الثاني} [4]، واختلف عن حفص أيضا في ذلك، فروت الجماعة عنه غير القوّاس أنه كسر الصّاد في الحرف الأول، وفتحها في الحرف الثاني ضدّ ما روى الأعشى عن أبي بكر، وروى أبو شعيب القوّاس عنه أنه فتح الصّاد في الحرفين (5)، وقرأ الباقون بكسر الصاد فيهما.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {ندخله نارا خالدا فيها [14] بالنون في الحرفين.
وقرأهما الباقون بالياء} [6].
حرف:
قرأ ابن كثير {واللذان [16] هنا} {وهذان في طه [63] والحج [19] و} {هاتين في القصص [27] و} {اللذين في فصّلت [29] بتشديد النون من غير مدّ ولا تمكين قبلها في الكل. ونذكر} {فذانك [القصص: 32] في موضعه إن شاء الله تعالى} [7].
__________
(1) محمد بن خلف بن حيان بن صدقة، أبو بكر البغدادي، المعروف بوكيع القاضي ثقة جليل، روى الحروف عن محمد بن يحيى الكسائي، روى عنه الحروف عبد الواحد بن عمر، توفي سنة ست وثلاثمائة. غاية 2/ 137.
(2) نا غير واضحة في (ت).
(3) محمد بن يحيى، أبو عبد الله الكسائي الصغير، البغدادي، مقرئ محقق جليل، شيخ متصدر ثقة، أخذ القراءة عرضا عن أبي الحارث الليث بن خالد، وهو أجل أصحابه، روى القراءة عنه عرضا وسماعا محمد بن كامل بن خلف القاضي وكيع. مات سنة نيف وسبعين وقيل ثمانين، وقيل ثمان وثمانين ومائتين غاية 2/ 279.
(4) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ (يوصى بها) بفتح الصاد في الموضعين. وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 94، وابن الجزري في النشر 2/ 248.
(5) والمشهور عن حفص أنه كسر الصاد في (يوصى بها) في الموضع الأول وفتح الصاد في الثاني، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 94، وابن الجزري في النشر 2/ 248.
(6) وانظر: التيسير ص 94، النشر 2/ 248.
(7) قول المؤلف من غير مد ولا تمكين قبلها في الكل معارض بقوله في التيسير ص 95 بتشديد النون وتمكين مد الألف والياء قبلها أ. هـ، وقوله الذي في التيسير هو الصحيح لا غير. وسار على هذا ابن الجزري في النشر 2/ 248.(3/1005)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {النساء كرها هاهنا [19]، وفي التوبة} {طوعا أو كرها [53]، وفي الأحقاف [15]} {حملته أمه كرها ووضعته كرها بضمّ الكاف في الأربعة، وتابعهما على الضمّ في} {اللذين في الأحقاف ابن عامر من رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة والوليد بإسنادهم عنه، وعاصم في غير رواية المفضل عنه، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام، وقال ابن خرزاذ عن ابن ذكوان} {كرها بفتح الكاف} [1].
وحدّثنا الفارسي، قال: نا (2) ابن أبي هاشم، قال: نا قاسم المطرز (3)، قال: نا أبو كريب (4)، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ {حملته أمه كرها ووضعته كرها
منصوبتين، خالف [في ذلك] سائر أصحاب أبي بكر} [5]، وقرأ الباقون الأربعة بفتح الكاف، وكذلك روى المفضل عن عاصم والحلواني وابن عبّاد وغيرهما عن هشام عن ابن عامر (6)، ولا خلاف في ضمّ الذي في البقرة [216] وفي فتح الذي في آل عمران [83] والرعد [15] وفصّلت [11].
حرف قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد {بفاحشة مبيّنة [19] هاهنا، وفي الأحزاب [30] والطلاق [1]، و} {آيات مبيّنات في الموضعين في النور [34و 46] وفي الطلاق [11] بفتح الياء في التوحيد وفتحها في الجمع، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بكسر الياء في الضربين} [7]، وكذلك روى ابن مجاهد
__________
(1) إلا أن المشهور عن ابن ذكوان في موضعي الأحقاف ضم الكاف، وهو الذي اعتمده المؤلف في التيسير ص 199، وابن الجزري في النشر 2/ 248.
(2) في (م) أنا.
(3) القاسم بن زكريا بن عيسى، أبو بكر البغدادي المطرز، إمام مقرئ حاذق، ثقة عارف، روى عنه القراءة عبد الواحد بن أبي هاشم، توفي سنة خمس وثلاثمائة غاية 2/ 17.
(4) محمد بن العلاء بن كريب، أبو كريب الهمداني الكوفي، ثقة، روى الحروف عن أبي بكر عن عاصم، وهو من المقلين، روى عنه الحروف القاسم بن زكريا المطرز، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين، غاية 2/ 197.
(5) المشهور عن أبي بكر ضم الكاف في موضعي الأحقاف، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 95، وابن الجزري في النشر 2/ 248.
(6) ذكر ابن الجزري الروايتين عن هشام: رواية الداجوني عنه بضم الكاف، ورواية الحلواني بفتحها. انظر النشر 2/ 248.
(7) لم يذكر المصنف أن نافعا وأبا عمرو قد وافقا ابن كثير وأبا بكر في فتح الياء في(3/1006)
والتغلبي (1) عن أصحابهما (2) عن المفضل عن عاصم (3).
حرف:
قرأ الكسائي {والمحصنات من النساء [24] وهو الحرف الأول من هذه السورة بفتح الصّاد كالجماعة أي ذوات الأزواج وكسر الصّاد بعد ذلك فيما عداه بألف ولام كان أو بغيرها حيث وقع، نحو} {والمحصنات من المؤمنات [المائدة:
5] و} {يرمون المحصنات [النور: 4] و} {محصنات غير مسافحات [25] وما أشبهه، وكذلك روى حسين وهارون عن أبي بكر عن عاصم وإبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام عن حسين} [4]، (و) (5) قال: نا (6) أبو طاهر، قال: نا حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم بذلك، وقال خلّاد عن حسين عن أبي بكر كل القرآن {والمحصنات بفتح الصاد إلا التي في النساء قوله:} {محصنات غير مسافحات
فإنه يكسرها وحده، وقرأ الباقون بفتح الصّاد في} {المحصنات و} {محصنات في} [7]
جميع القرآن، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر عن عاصم وعن سليم [210/ م] عن حمزة (8)، (وأجمع) (9) الكل على كسر الصاد من محصنين [النساء: 24] حيث وقع.
__________
(مبينات) الجمع، وذكر ذلك في التيسير ص 162، وذكر ابن الجزري ذلك في النشر 2/ 248. وذكره أيضا ابن مجاهد في كتاب السبعة ص 230.
وعلى هذا فقراءة حفص وأبي عمرو ونافع وحمزة والكسائي بكسر الياء في (مبينة) المفرد.
وأما (مبينات) الجمع فقد كسر الياء فيها في كل المواضع حفص وابن عامر وحمزة والكسائي.
(1) في (م) الثعلن وهو خطأ.
(2) في (م) أصحابها وهو خطأ.
(3) رواية ابن مجاهد عن المفضل في كتاب السبعة ص 230.
(4) هو ابن علي الجعفي. تقدم.
(5) الواو زيادة من عندي يقتضيها السياق.
(6) في (م) أنا.
(7) في (م) وجميع، والواو بدلا من في، وهو خطأ لا يناسب السياق.
(8) والمشهور عن أبي بكر عن عاصم والمشهور عن حمزة أنهما قرآ بفتح الصاد حيث وقع لفظ (المحصنات)، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 95، وابن الجزري في النشر 2/ 249.
(9) في (ت) و (م) وأرجع، والصواب ما أثبته.(3/1007)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {وأحلّ لكم [24] بضمّ الهمزة وكسر الحاء. وكذلك روى خلّاد [168/ ت] عن حسين عن أبي بكر لم يروه غيره، وقرأ الباقون بفتح الهمزة والحاء} [1].
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (2) وحمزة والكسائي {فإذا أحصنّ [25] بفتح الهمزة والصاد، وقرأ الباقون بضم الهمزة وكسر الصاد} [3].
حرف:
قرأ الكوفيون {إلا أن تكون تجارة [29] بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع} [4].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {يكفّر عنكم [31]} {ويدخلكم [31] بالياء فيهما. وقرأهما الباقون بالنون} [5].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد {مدخلا كريما [31] هنا وفي الحج [59]} {مدخلا يرضونه بفتح الميم فيهما، واختلف فيهما عن أبي بكر وعن حفص عن عاصم، فأمّا أبو بكر، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وعبد الجبّار العطاردي وابن أبي حمّاد أنه فتح الميم فيهما كنافع. نا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا علي بن العباس} [6] ومحمد بن الفتح (7)، قالا: نا أحمد بن عثمان (8)
__________
(1) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ (أحل) بفتح الهمزة والحاء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 95، وابن الجزري في النشر 2/ 249.
(2) في (ت) و (م) في رواية حفص، والصواب ما أثبته من التيسير والنشر.
(3) انظر: التيسير ص 95، النشر 2/ 249.
(4) انظر: التيسير ص 95، النشر 2/ 249.
(5) المشهور عن عاصم هو ما رواه عنه حفص وأبو بكر وقد رويا عنه بالنون في الكلمتين (نكفر عنكم)، (وندخلكم)، ولم يذكر المصنف فيهما خلافا في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(6) علي بن العباس بن عيسى، أبو الحسن البجلي الكوفي المقانعي، شيخ مشهور، روى القراءة عن أحمد بن عثمان بن حكيم عن عبد الجبار الدارمي صاحب أبي بكر، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر، غاية 1/ 547.
(7) محمد بن الفتح، أبو عيسى الخزاز، البغدادي، روى الحروف عن أحمد بن عثمان بن حكيم، روى عنه الحروف عبد الواحد بن عمر، غاية 2/ 228.
(8) أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي، وقيل عثم، روى القراءة عن عبد الجبار بن محمد العطاردي، روى القراءة عنه علي بن العباس المقانعي، ومحمد بن الفتح الخزاز. غاية 1/ 80.(3/1008)
عن (1) عبد الجبّار عن أبي بكر عن عاصم {مدخلا بالفتح، وأما حفص فروى أبو عمارة عنه عن عاصم أنه فتح الميم في الحرفين، وروى سائر الرواة عن أبي بكر وحفص عن عاصم ضمّ الميم فيهما} [2]، وبذلك قرأ الباقون، وكلهم {مدخل صدق [80] و} {مخرج صدق [80] في سبحان بضمّ الميم إلا ما رواه} [3] ابن عطارد وابن جامع عن ابن أبي حمّاد والحيري عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه فتح الميم فيهما، ولم يرو (4) ذلك غيرهم (5).
حرف:
قرأ ابن كثير والكسائي {وسلوا الله} [6] [32] {وسل} [7]
القرية [يوسف: 82] و {فسل الذين [يونس: 94]} {وسلهم عن القرية [الأعراف:
163] و} {فسلوهن [الأحزاب: 53]، وما كان مثله إذا كان أمرا مواجها به، وقبل السين واو أو فاء بفتح السين من غير همز حيث وقع وحمزة إذا وقف على ذلك وافقهما} [8]، واختلف في ذلك عن إسماعيل عن نافع، فروى أبو عمر وابن جبير عن الكسائي عنه بغير همز في جميع القرآن، واختلف قول أبي عبيد عن إسماعيل في ذلك، فقال عنه في هذه السورة: ترك الهمزة قراءة أهل الحجاز فيما أعلم، وقال في سورة الإسراء: كل شيء في القرآن قبله واو أو فاء مهموز.
ونا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن هارون، قال: نا محمد الباهلي.
ح وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا (9) البرمكي. ح ونا الفارسي، قال: نا
__________
(1) في (ت) و (م) بن، والصواب عن كما في ترجمة أحمد بن عثمان.
(2) وهذا هو المشهور عن حفص وأبي بكر عن عاصم، والذي اعتمده المؤلف في التيسير ص 95، وابن الجزري في النشر 2/ 249.
(3) في (م) إلا ما ابن عطارد، فأسقط الناسخ رواه، والصواب ما في (ت).
(4) في (م) يروا، وكتابة الألف هنا خطأ.
(5) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ (مدخل صدق ومخرج صدق) بضم الميم في الكلمتين مثل سائر القراء، ولم يذكر المؤلف في التيسير خلافا عن القراء في ضم الميم في الكلمتين، وكذلك ابن الجزري، لم يذكر فيهما خلافا في النشر.
(6) في (ت) و (م) وسلوا الله مكررة، ولا داعي للتكرار، فحذفت الثانية.
(7) في (م) وسلوا القرية، وهو خطأ مخالف للآية.
(8) وانظر: التيسير ص 95، النشر 1/ 414.
(9) في (م) أنا.(3/1009)
أبو طاهر، قال: نا أبو بكر قال: نا ابن عبدوس، قال: نا أبو عمر (1) عن إسماعيل وعليه العمل (2)، وقرأ الباقون بالهمز في الباب كله، وأجمعوا على الهمز في قوله {وليسألوا [الممتحنة: 10] لأنه أمر لغائب، وعلى ترك الهمز في قوله} {سل بني إسرائيل [البقرة: 211] و} {سلهم أيّهم [القلم: 40] لأنه لا واو أو لا فاء قبل السين فيهما.
حرف:
قرأ الكوفيون} {والذين عقدت أيمانكم [33] بغير ألف بعد العين، وقد اختلف عن أبي الحارث عن الكسائي في ذلك، فحدّثنا محمد بن علي ثنا} [3] ابن مجاهد، ثنا (4) محمد بن يحيى، ثنا (5) أبو الحارث عن الكسائي {عقدت بغير ألف} [6]، وكذلك قرأت في روايته. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أحمد بن محمد المقرئ عن عبيد الله بن أحمد (7) المعروف بالفسطاطي (8)، قال: نا أبو (9) عبد الرحمن (10) صاحب أبي عبيد قال: سألت أبا الحارث، فقال: {عاقدت أيمانكم قال: وقال أبو الحارث: آخر ما قرأ يعني الكسائي، قال وقد كان أصحابه يعبرون} [11]، وقد ذكر شريح بن يوسف (12) أنه سمع الكسائي يقرؤها كذلك آخر قراءة قرأها ببغداد، فوافق أبا الحارث على حكايته، نا
__________
(1) في (م) عمرو، والصواب ما في (ت).
(2) أي العمل في قراءة نافع على إثبات الهمزة في هذا الباب، وهذا هو المشهور عن نافع، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 95، وابن الجزري في النشر 1/ 414.
(3) في (م) حدثنا.
(4) في (م) حدثنا.
(5) في (م) حدثنا.
(6) انظر السبعة ص 233.
(7) في (م) سقطت كلمة أحمد، وهي كذلك في (ت) إلا أنها مستدركة في هامش (ت).
(8) عبد الله بن أحمد بن عيسى الفسطاطي، روى القراءة عرضا عن الدوري، روى القراءة عنه أحمد ابن كامل بن خلف شيخ ابن مهران. غاية 1/ 408.
(9) سقطت أبو من (م).
(10) لم أعرفه.
(11) كذا في (ت) و (م) ولم أفهمها.
(12) لم أعثر على ترجمته.(3/1010)
الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا (1) أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة {والذين عقدت مثقلة بغير ألف، وخالفه عن ابن كيسة داود} [2]، فقال عنه خفيفة بغير ألف وهو الصواب. وقد يجوز أن يريد يونس بالتثقيل [169/ ت] توالي الحركات لا التشديد (3)، وقرأ الباقون ذلك بألف بعد العين.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {والجار الجنب [36] بفتح الجيم وإسكان النون، ونصّ على ذلك عنه أبو زيد الأنصاري، وقد روى عنه ضمّ الجيم وإسكان النون، وبفتحها قرأت} [4]. وقرأ الباقون بضمّ الجيم والنون، ولم يختلفوا في الحرف الثاني أنه بفتح الجيم وإسكان النون.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم {بالبخل [37] هاهنا، وفي الحديد بفتح الباء والخاء} [5]. وقرأ الباقون بضمّ الباء وإسكان الخاء في الموضعين (6).
حرف:
قرأ الحرميان {وإن تك حسنة [40] بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب} [7].
{يضاعفها [40] مذكور قبل} [8].
حرف:
قرأ عاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر من قراءتي من لدنه أجرا عظيما [40] هاهنا [211/ م] بإسكان الدال وإشمامها شيئا من الضمّ بالعضو وكسر
__________
(1) في (م) أنا.
(2) في (م) وخالفه ابن كيسة عن داود فقال عنه، والصواب ما في (ت)، لأن الكلام لابن كيسة، وهو الذي اختلف في كلامه لداود.
(3) والمشهور عن الكسائي وحمزة أنهما قرآ (عقدت) بغير ألف، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 96، وابن الجزري في النشر 2/ 249.
(4) والفتح هو المشهور عن عاصم، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر للخلاف فيها بين القراء.
(5) سقطت الخاء من (م) وهي مستدركة من هامش (ت).
(6) والمشهور عن عاصم هو ضم الباء وإسكان الخاء وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 96، وهو المعتمد كذلك عند ابن الجزري، 2/ 249.
(7) انظر: التيسير ص 96، النشر 2/ 249.
(8) في الحرف الثاني والتسعين.(3/1011)
النون والهاء ووصل الهاء بياء، وقرأ في هود [1] والنمل [6] {من لدن حكيم
بإسكان الدال وإشمامها الضم إشارة بالشفتين وكسر النون للسّاكنين، قال ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم: وذلك قياس رواية خلف عن يحيى عن أبي بكر} [1] يعني أنه ما رواه عن يحيى عنه في قوله في الكهف [76] {من لدني بكسر النون. وتخفيفها وجزم الدال وإشمامها الضمّ، وقرأ الباقون في الثلاثة بضمّ الدال وإسكان النون، وضمّوا الهاء هاهنا، وكذلك روت الجماعة ذلك عن أبي بكر} [2]، واختلفوا عنه في الموضعين اللذين (3) في سورة الكهف، ويأتي اختلافهم هناك مشروحا إن شاء الله تعالى. وقد أنا خلف بن إبراهيم، قال: نا جعفر الأسواني (4). ونا فارس بن أحمد، قال: نا أبو بكر بن جابر قالا: نا محمد بن محمد قال أبو عمر، قال: ثنا (5)
إسماعيل عن نافع {من لدن حكيم جزم الدال، كل شيء في القرآن يعني مثله، وإذا جزم الدال لم يكن بدّ من كسر النون لئلا يلتقي ساكنان، ولا أعلم هذا يروى عن إسماعيل إلا من رواية الدوري لا غير، وليس العمل على ذلك في رواية إسماعيل.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر} {لو تسوّى [42]} [6] بفتح التاء وتشديد السين. وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء وتخفيف السين، وقرأ الباقون بضمّ التاء (7) وتخفيف السين (8).
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ {من لدنه أجرا عظيما هاهنا و} من لدن حكيم في هود والنمل مثل سائر القراء: بضم الدال وإسكان النون في الثلاثة. ولم يذكر عن أبي بكر خلاف في هذه الحروف في التيسير، ولا في النشر.
(3) في (م) و (ت) الذي، وفي هامش (ت) تصحيح أنها اللذين.
(4) لم أقف على ترجمته.
(5) في (م) حدثنا.
(6) في (م) ولو تسوى، وزيادة الواو خطأ.
(7) سقطت كلمة التاء من (م).
(8) انظر: التيسير ص 96، النشر 2/ 249.(3/1012)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم {أو لمستم النساء [43] هنا، وفي المائدة بغير ألف بعد اللام، وكذلك روى الوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون بالألف فيهما. وأخبرنا أحمد بن عمر في الإجازة، قال: نا أحمد بن سليمان البغدادي، قال: نا محمد بن محمد الباغندي، قال: نا هشام بن عمّار بإسناده عن ابن عامر} {أو لمستم في السورتين بغير الألف كما روى ابن عتبة عنه سواء لم يرو} [1] ذلك غير الباغندي، ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن المفسّر، قال: نا ابن أنس قال: نا هشام بإسناده عنه {أو لا مستم في السورتين بتبيين الألف فيهما في القراءة، وهذا هو الصواب.
وقد ذكرت} {فتيلا انظر [49، 50] و} {أن اقتلوا [66] و} {أو اخرجوا [66] و} [2] {نعمّا يعظكم به [58] فيما سلف} [3].
حرف:
قرأ ابن عامر {إلا قليلا منهم [66] بالنصب، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام. وقرأ الباقون بالرفع} [4] وكذلك هو في مصاحفهم (5).
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن (6) بكّار وعاصم في رواية حفص والمفضل و (7) في رواية البرجمي عن أبي بكر وحمّاد عن عاصم {كأن لم تكن
[73] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء} [8] (9).
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن بكّار وحمزة والكسائي {ولا يظلمون فتيلا [77] بعده} {أينما تكونوا [78] بالياء، وكذلك روى ابن عطارد
__________
(1) في (م) لم يروا وزيادة الألف هنا خطأ.
(2) سقطت الواو من (م).
(3) في الحرف الثاني والستين.
(4) انظر: التيسير ص 96، النشر 2/ 250.
(5) انظر المقنع ص 103.
(6) سقطت ابن من (ت) وهي موجودة في (م) والصحيح إثباتها.
(7) زيادة من عندي يقتضيها السياق.
(8) من قوله تعالى} {كأن لم تكن إلى نهاية العبارة ساقط من (م) و (ت) إلا أنه مستدرك في هامش (ت).
(9) المشهور عن ابن عامر وعن أبي بكر عن عاصم أنهما قرآ} كأن لم تكن بالياء وهذا ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 96عنهما، وابن الجزري في النشر 2/ 250.(3/1013)
عن أبي بكر عن عاصم والتغلبي عن ابن ذكوان عن ابن عامر، وقرأ الباقون بالتاء، وكذلك روى [170/ ت] سائر أصحاب أبي بكر عنه وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى والأخفش وغيرهم عن ابن ذكوان (1)، أجمعوا على الياء في الموضع الأول من هذه السورة، وهو قوله {ولا يظلمون فتيلا [49] لأن قوله} {من يشاء [49] وهو للغيبة ورد عليها، وقد غلط محمد بن جرير} [2] مع تيقظه وحسن معرفته في هذا الموضع، فجعل في جامعه الاختلاف فيه دون الثاني (3) فصيّر (4) المختلف فيه مجمعا عليه، والمجمع عليه مختلفا فيه.
حرف:
قرأ أبو عمرو وحمزة {بيت طائفة منهم [81] بإزالة الحركة عن التاء وإدغامها في الطاء. وكذلك روى أحمد بن أنس عن ابن ذكوان لم يروه غيره. وقرأ الباقون بتحريك التاء من غير إدغام} [5] (6).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ومن أصدق [87]} {وتصديق [يونس: 37] و} {يصدفون [الأنعام: 157] و} {فاصدع [الحجر: 94] و} {قصد [النحل: 9] و} {يصدر [القصص: 23] وما أشبهه إذا سكنت} [7] الصّاد وأتى بعدها دال بإشمام الصّاد الزاي (8) قليلا، وحكى حيون المزوق (9) والحسن بن أبي مهران عن الحلواني، قال: زعم خلّاد عن سليم عن حمزة كان يقرأ كل صاد بجنبها دال بالصّاد، ولا يشمّ
__________
(1) والمشهور عن أبي بكر وابن عامر أنهما قرآ بالتاء ولا تظلمون فتيلا الموضع الثاني من السورة، وهو ما اعتمده عنهما المؤلف في التيسير ص 96، وابن الجزري في النشر 2/ 250.
(2) محمد بن جرير بن يزيد، الإمام أبو جعفر الطبري الآملي البغدادي، أحد الأعلام، وصاحب التفسير والتاريخ والتصانيف، أخذ القراءة عن عبد الحميد ابن بكار، وروى الحروف عنه عبد الواحد بن عمر، توفي سنة عشر وثلاثمائة. غاية 2/ 106.
(3) لم أجد قول ابن جرير في جامع البيان عن تأويل آي القرآن.
(4) في (م) بصير وهو خطأ.
(5) ما بين القوسين العبارة مكررة مرتين في النسختين، إلا أنها مشطوب عليها في (ت) ولا داعي لها.
(6) والمشهور عن ابن ذكوان عدم إدغام التاء في الطاء في قوله تعالى: (بيت طائفة)، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 96، وابن الجزري في النشر 1/ 303.
(7) في (م) أسكنت.
(8) في (م) الزافي وهو خطأ.
(9) في (م) حيون الروق، وهو خطأ.(3/1014)
الصّاد الزاي في شيء منها. قال الحلواني: وزعم أنه ربما سمع سليما يقرأ في المحراب بإشمام الصّاد الزاي. وكذا قال عنه في {الصّراط [الفاتحة: 6] و} {بمصيطر [الغاشية: 22] و} {المصيطرون [الطور: 37] وتابع الحلواني على ما رواه عن خلّاد عن سليم عن حمزة من الصاد في هذا الباب الحسن بن داود النقار عن محمد بن لا حق} [1] عن سليم عن حمزة، وأهل الأداء عنه على ما ابتدأنا به (2).
وقرأ الباقون بتصفية الصّاد وإخلاصها في جميع القرآن.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {حصرت صدورهم [90] بنصب التاء مع التنوين، وإذا وقف صيّر التاء هاء. وقرأ الباقون بإسكان التاء وصلا ووقفا} [3].
حف قرأ حمزة والكسائي {فتثبتوا [94] في الموضعين هاهنا، وفي الحجرات [6] بالتاء [212/ م] والثاء من التثبت في الثلاثة، وقرأ الباقون بالياء والنون من التبيّن فيهنّ} [4].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وحمزة والمفضل عن عاصم {إليكم السلم [91] وهو الأخير بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف، وقد قرأت ذلك للمفضل بالوجهين. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن هارون} [5] (عن) (6)
شيبان (7) عن أبان عن عاصم {إليكم السّلم [91] بكسر السين وإسكان اللام} [8]
(9).
__________
(1) محمد بن لا حق الكوفي، متصدر، أخذ القراءة عرضا عن سليم، روى القراءة عنه عرضا الحسن ابن داود النقار وتفرد بالأخذ عنه. غاية 2/ 233.
(2) وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 97، وابن الجزري في النشر 2/ 250، 251.
(3) المشهور عن عاصم إسكان التاء بدون تنوين، وإذا وقف فعلى تاء، مثل سائر القراء السبعة، وليس للسبعة خلاف في ذلك في التيسير ولا في النشر.
(4) انظر: التيسير ص 97، النشر 2/ 251.
(5) موسى بن هارون بن عمر، أبو عمران، تقدم ص 115.
(6) في (ت) و (م) بن شيبان، والصحيح من ترجمة شيبان وكتاب السبعة لابن مجاهد.
(7) شيبان بن معاوية، أبو معاوية النحوي المؤدب، روى حروفا عن عاصم، وروى عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه الحروف موسى بن هارون، مات سنة أربع وستين ومائة. غاية 1/ 329.
(8) انظر السبعة لابن مجاهد ص 236.
(9) والمشهور عن عاصم إثبات الألف قبل الميم، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 97، وابن الجزري في النشر 2/ 251.(3/1015)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر والكسائي {غير أولي الضرر [95] بنصب الراء، وقرأ الباقون برفعها} [1].
حرف:
قرأ أبو عمرو وحمزة وقتيبة عن الكسائي بعد المائة {فسوف نؤتيه أجرا
[114] بالياء، وقرأ الباقون بالنون، وكذلك روى سائر الرّواة عن الكسائي} [2]، وأجمعوا على الحرف الأول أنه بالنون (3).
حرف:
وكلهم قرأ {ولا يجد له من دون الله [123] بجزم الدال إلا ما رواه ابن بكار بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ برفع الدال، وقال الوليد عن يحيى عنه بالجزم} [4] لم ينصّه غيره (5).
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي عمرو: {يدخلون الجنة [124] هاهنا، وفي مريم [60] والمؤمن [40] بضمّ الياء وفتح الخاء في الثلاثة، وقرأ أبو عمرو وحده في فاطر [33]} {يدخلونها بضمّ الياء وفتح الخاء} [6]، وقرأ ابن كثير والمفضل وحمّاد عن عاصم في المؤمن [60] {سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن مخلد عن البزّي} {سيدخلون
بنصب الياء خلاف ما رواه الخزاعي وأبو ربيعة وابن هارون [171/ ت] واللهبي وسائر الرواة} [7]، واختلف عن أبي بكر في هذا الباب، فروى عنه العليمي والبرجمي بضمّ الياء وفتح الخاء هاهنا، وفي مريم وفي المؤمن في الموضعين مثل ابن كثير.
__________
تنبيه: وقع للمؤلف في التيسير ص 97سهو أو خطأ، وهو أنه ذكر الكسائي مع الذين يحذفون الألف من (السلام)، ولم يذكر ذلك هاهنا، وهذا هو الصواب.
(1) وانظر: التيسير ص 97، النشر 2/ 251.
(2) المشهور عن الكسائي أنه قرأ (نؤتيه) بالنون، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 97، وابن الجزري في النشر 2/ 251، 252.
(3) وهو قوله تعالى: فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه.
(4) المشهور عن ابن عامر أنه قرأ بجزم الدال مثل سائر القراء، فليس في التيسير، ولا في النشر ذكر لخلاف بين القراء في هذا الحرف.
(5) لعل المقصود بقول المصنف لم ينصه غيره ابن بكار.
(6) وانظر: التيسير ص 97، 182، النشر 2/ 252.
(7) والمشهور عن ابن كثير ما ذكره عنه المؤلف اولا أنه قرأ المواضع السابقة ألا (يدخلونها) في فاطر بضم الياء وفتح الخاء وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 97، 192، وابن الجزري في النشر 2/ 252.(3/1016)
وروى عنه عبد الجبّار بن عطارد في الخمسة بضمّ الياء وفتح الخاء، ولم يرو ضمّ الياء وفتح الخاء في فاطر عنه أحد غيره (1). وروى عنه الكسائي وابن أبي أميّة ويحيى بن سليمان وخلّاد عن حسين عنه بفتح الياء وضمّ الخاء في ذلك كله. وروى الشموني وابن غالب ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عنه هاهنا، وفي مريم وفي الأول من المؤمن بضم الياء وفتح الخاء، وقالوا عنه {سيدخلون [غافر: 60] بفتح الياء وضمّ الخاء. وروى السّلمي عن الأعشى في المؤمن [40]} {يدخلون
و} {سيدخلون [60] بضم الياء وفتح الخاء فيهما. وروى ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر في مريم والمؤمن} {يدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء لم يذكر غيرهما. وروى عبيد بن نعيم عن أبي بكر هاهنا بضمّ الياء ولم يذكر غيره، وكذلك روى موسى عن هارون عن حسين عن أبي بكر.
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم في النساء [124]} {يدخلون الجنة برفع الياء ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسين الشيباني} [2]، قال: نا المنذر بن محمد (3)، قال: نا هارون بن حاتم، قال: نا أبو بكر عن عاصم في مريم {يدخلون يعني بفتح الياء} [4]، واختلف أيضا في هذا الباب عن يحيى بن آدم، فروى عنه خلف هاهنا، وفي مريم بضمّ الياء وفتح الخاء، وفي المؤمن {سيدخلون و} {يدخلون الجنة بنصب الياء،
__________
(1) والمشهور عن أبي بكر في موضع فاطر في قوله تعالى (يدخلونها) فتح الياء وضم الخاء، وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 182، وعند ابن الجزري في النشر 2/ 252.
(2) عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني البغدادي، شيخ، روى القراءة سماعا عن محمد بن المنذر عن يحيى بن آدم، روى القراءة عنه أبو طاهر بن أبي هاشم. غاية 1/ 590.
(3) المنذر بن محمد بن المنذر الكوفي، روى القراءة عن هارون بن حاتم، روى عنه الحروف عمر ابن الحسن الشيباني، غاية 3/ 311.
(4) المشهور عن أبي بكر في قوله تعالى} يدخلون الجنة في سورة النساء وفي مريم والحرف الأول من سورة غافر أنه قرأ بضم الياء وفتح الخاء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 97، وابن الجزري في النشر 2/ 252، وأما الحرف الثاني من سورة غافر وهو (سيدخلون) فذكر له المؤلف في التيسير ص 192وجها واحدا وهو ضم الياء وفتح الخاء مثل ابن كثير.
وأما ابن الجزري فذكر عنه روايتين في (سيدخلون): الأولى: بضم الياء وفتح الخاء، والثانية: بفتح الياء وضم الخاء. انظر النشر 2/ 252.(3/1017)
وكذلك قال أبو الفتح بن شاذان (1) عن حجّاج بن (2) حمزة عن يحيى في {سيدخلون.
وروى عنه حسين العجلي هاهنا وفي مريم وفي المؤمن} {سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء. وروى الوكيعي عنه في المؤمن} {يدخلون الجنة بفتح الياء وضمّ الخاء.
وروى موسى بن حزام ومحمد بن جامع عنه هاهنا وفي مريم وفي المؤمن} {يدخلون و} {سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء. وكذا روى أيّوب بن شعيب الصريفيني عنه فيما قرأت من طريقه. وروى ضرار بن صرد عنه في المؤمن} {يدخلون و} {سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء. وروى محمد بن المنذر عنه هاهنا وفي المؤمن} {سيدخلون مرتفعة الياء ولم يذكر غيرهما. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن محمد بن المنذر وخلف والوكيعي عن يحيى في المؤمن} {يدخلون بفتح الياء وضمّ الخاء} [3]. وقال: أنا الفارسي عن أبي طاهر عن العجلي عن أبي هشام (4) عن يحيى هاهنا وفي المؤمن موضعان (5) بضم الياء وفتح الخاء في الأربعة (6). وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه (7) عن أبي هشام عن يحيى هاهنا، وفي مريم وفي المؤمن موضعان (8) بضمّ الياء وفتح الخاء في الأربعة (9)، وكذلك قال ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن عطارد عن أبي بكر (10)، وقرأ الباقون الباب كله بفتح الياء وضمّ الخاء. وروى ابن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر في المؤمن سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء لم يروه أحد غيره وهو وهم.
__________
(1) لم أقف على ترجمته.
(2) في (ت) و (م) عن حمزة، والصواب ما أثبته من ترجمته، وتقدمت.
(3) انظر السبعة ص 238.
(4) في (م) ابن هشام وهو خطأ.
(5) في (ت) و (م) موضعين وهو خطأ، والصواب ما أثبته، لأنه مبتدأ مؤخر.
(6) في الأربعة سقطت من (م)
(7) في (م) عن أصحابه مكررة من غير داع.
(8) في (ت) و (م) موضعين وهو خطأ، والصواب ما أثبته، لأنه مبتدأ مؤخر.
(9) انظر السبعة ص 238.
(10) انظر السبعة ص 238.(3/1018)
حرف:
قرأ [213/ م] الكوفيون {أن يصلحا [128] بضمّ الياء وإسكان الصّاد وكسر اللام من غير ألف. وقرأ الباقون بفتح الياء واللام وبتشديد} [1] الصاد وألف بينهما وبين اللام (2).
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة {وان تلوا أو تعرضوا [135] بضمّ اللام وواو ساكنة بعدها. وقرأ الباقون بإسكان اللام وبعدها واوان الأولى مضمومة والثانية ساكنة} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والكسائي (4) {والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل [136] بضمّ النون والهمزة وكسر الزاي فيهما. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر} {الذي نزل بفتح النون والزاي} [5]، واختلف عن ابن كثير (6)، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي بضم النون والهمزة وكسر الزاي. وروى عنه سائر الرّواة بفتح النون والهمزة والزاي في الحرفين، وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ عاصم {وقد نزل عليكم [140] بفتح [172/ ت] النون والزاي، هذه رواية الجماعة عن أبي بكر ما خلا المعلى بن منصور، فإنه روى عنه بضمّ النون وكسر الزاي. وبذلك قرأ الباقون} [7].
حرف:
وكلّهم شدّد الزاي إلا [ما] (8) حدّثناه الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي، قال: نا يونس، قال: أقرأنا عثمان وسقلاب عن نافع وقد نزّل مرفوعة
__________
(1) في (م) بتشديد ليس قبلها واو.
(2) انظر: التيسير ص 97، النشر 2/ 252.
(3) انظر: التيسير ص 97، النشر 2/ 252.
(4) ذكر الكسائي هاهنا خطأ، والصواب الذي سار عليه المؤلف في التيسير ص 98أن الكسائي يقرأ مثل حمزة، والأمر كذلك في النشر 2/ 253.
(5) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ (نزل) بضم النون وكسر الزاي كما ذكر عنه المصنف أولا، وهو ما اعتمده في التيسير ص 98، واعتمده ابن الجزري كذلك في النشر 2/ 253.
(6) ابن كثير، كذا في (ت) و (م)، والأقرب أنه أبو بكر وليس ابن كثير، لأن الكسائي ويحيى الجعفي إنما يرويان عن أبي بكر وليس عن ابن كثير.
(7) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ مثل سائر الكوفيين وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 98، وابن الجزري في النشر 2/ 253.
(8) في (م) إلا حدثناه فسقطت من بين الكلمتين.(3/1019)
مثقلة، وأقرأنا (1) ابن كيسة عن سليم عن حمزة {وقد نزل مخفّفة، وقد خالف أسامة بن أحمد عن يونس} [2] في ذلك ومحمد بن الربيع، فحدّثنا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد (3) بن الربيع عن يونس، قال: أقرأنا عثمان وسقلاب {وقد نزل مرفوعة مثقلة، وأقرأنا ابن كيسة كذلك، وهذا هو الصواب. وقول أسامة غلط.
حرف:
قرأ الكوفيون بخلاف عن أبي بكر وحفص عن عاصم} {في الدرك الأسفل [145] بإسكان الراء، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وحسين بن علي وهارون بن حاتم والشموني والتيمي والبرجمي وابن غالب عن الأعشى وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بفتح الراء. وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم، وقال ابن جعفر} [4] نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم {في الدرك مثقل خلافا، وروى سائر الرّواة عن أبي بكر وعن يحيى عنه وابن جنيد عن الأعشى بإسكان الراء، وقرأ الباقون بفتح الراء} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {أولئك سوف يؤتيهم أجورهم [152] بالياء، وقرأ الباقون بالنون} [6].
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش وفي رواية ابن جبير عن إسماعيل والمسيّبي عنه وابن عامر في رواية الوليد {لا تعدوا في السبت [154] بفتح العين وتشديد الدال} [7]. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون وأبو الحسن بن حمدون عن أبي عون
__________
(1) في (م) وقرأنا وهو خطأ.
(2) عن يونس مطموسة في (م).
(3) في (ت) و (م) أحمد بن الربيع والصواب ما أثبته.
(4) في (ت) و (م) وقال ابن جعفر قال، وقال الثانية ليس لها مكان هنا.
(5) والمشهور عن أبي بكر فتح النون والزاي كما روت الجماعة عنه، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 98، وابن الجزري في النشر 2/ 253.
(6) انظر: التيسير ص 98، النشر 2/ 253.
(7) المشهور عن ابن عامر إسكان العين وتخفيف الدال، وهو ما اعتمده المصنف في التيسير ص 98، وابن الجزري في النشر 2/ 253.(3/1020)
عن الحلواني عنه أداء، (1) وقرأت (2) في رواية قالون من سائر الطرق، وفي رواية إسماعيل والمسيّبي من غير رواية ابن جبير عنهما بإسكان العين وتشديد الدال، وأهل الأداء يأخذون عنهم بإخفاء حركة العين لئلا يلتقي ساكنان، وذلك أقيس والأول آثر، وقرأ الباقون بإسكان العين وتخفيف الدال.
حرف:
قرأ حمزة وقتيبة عن الكسائي {أولئك سيؤتيهم أجرا عظيما [162] بالياء. وقرأ الباقون بالنون، وكذلك روى سائر الرواة عن الكسائي} [3].
حرف:
قرأ حمزة {داود زبورا [163] هاهنا وفي سبحان [55]، و} {في الزبور في الأنبياء [105] بضم الزاي في الثلاثة. وقرأ الباقون بفتح الزاي فيهن} [4].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل {فسيحشرهم اليه [172] بالنون، وقرأ الباقون بالياء} [5].
ليس (6) في هذه السورة ياء إضافة مختلف في فتحها وإسكانها، ولا ياء محذوفة مختلف في إثباتها وحذفها، والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________
(1) ذكر ابن الجزري الخلاف عن قالون في إسكان العين واختلاسها، ثم ذكر قول الحافظ الداني: والإخفاء أقيس والإسكان آثر. وانظر النشر 2/ 253.
(2) في (ت) و (م) وقرأ، ولعل الصواب ما أثبته.
(3) والمشهور عن الكسائي أنه قرأ (سنؤتيهم) بالنون، وهو ما اعتمده المصنف في التيسير ص 98، وابن الجزري في النشر 2/ 253.
(4) وانظر: التيسير ص 98، النشر 2/ 253.
(5) المشهور عن عاصم أنه قرأ (فسيحشرهم) بالياء مثل سائر القراء، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر الخلاف في هذا الحرف. والله أعلم.
(6) في (م) أيسر، وهو خطأ.(3/1021)
ذكر اختلافهم في سورة المائدة
حرف:
قرأ نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وابن عامر {شنآن قوم في الموضعين [2و 8] بإسكان النون، وكذلك روى الحلواني عن أبي} [1] معمر (2) عن عبد الوارث عن أبي عمرو (3)، ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر (4) ومحمد بن يونس (5)، قالا: نا الحضرمي (6)، قال: نا عبد الرحمن بن المتوكل (7)، قال: نا أبو بكر عن عاصم {شنآن قوم موقوفة النون} [8]. وقرأ الباقون ونافع في رواية ورش وقالون وعاصم في رواية حفص بفتح النون فيهما (9)، وكذلك روى حمّاد بن بحر عن المسيّبي وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر، فخالفا الجماعة عنهما.
__________
(1) في (ت) و (م) عن أبي بكر معمر وكلمة بكر مقحمة في السياق.
(2) عبد الله بن عمرو بن الحجاج، أبو معمر المنقري، التميمي، البصري، قيم بحرف أبي عمرو، ضابط له، روى القراءة عن عبد الوارث بن سعيد، روى عنه القراءة أحمد بن يزيد الحلواني، غاية 1/ 439.
(3) والمشهور عن أبي عمرو أنه قرأ (شنآن) بفتح النون، وهو المعتمد عند ابن الجزري في النشر 2/ 254، وهو المعتمد أيضا عند ابن مجاهد في السبعة ص 242ولم يذكر غير هذا عنه.
(4) ابن مجاهد.
(5) محمد بن يونس، أبو بكر الحضرمي، البغدادي، يعرف بالمطرز، مقرئ مشهور حاذق، روى القراءة عرضا وسماعا عن إدريس بن عبد الكريم، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 2/ 289.
(6) لم أعرفه.
(7) عبد الرحمن بن المتوكل البصري، أخو أيوب، روى الحروف عن أبي بكر بن عياش، وهو من المقلين عنه، روى عنه الحروف محمد بن عبد الله بن سليمان بن مطين. غاية 1/ 377.
(8) انظر السبعة لابن مجاهد ص 242، إلا أنه قال: ساكنة النون بدل موقوفة النون.
(9) وهذا هو المشهور عن نافع، وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 98. وعند ابن الجزري في النشر 2/ 253، 254.
تنبيه: وقع خطأ في التيسير ص 98، وهو أن أبا عمرو قرأ (شنآن) بإسكان النون، والصواب أبو بكر بدلا من أبي عمرو، وأما أبو عمرو فقراءته بفتح النون كما في النشر 2/ 253، 254، والسبعة لابن مجاهد ص 242، والعنون ص 87.(3/1022)
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد {أن صدّوكم [2] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون بفتحها} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {وما أكل السبع [3] بضم الباء إلا ما رواه معلى بن منصور وهارون بن حاتم ومحمد بن جنيد [173/ ت] عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى [214/ م] عن أبي بكر عن عاصم أنه خفّف، لم يروه غيرهم، وجاء بالتثقيل نصّا عن أبي بكر في ذلك ابن أبي أميّة ومحمد بن المنذر عن يحيى عنه} [2]. {المحصنات
[5] مذكور قبل} [3].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل والكسائي {وأرجلكم [6] بنصب اللام. واختلف} [4] عن الأعشى عن أبي بكر، فروى ابن غالب والتيمي وابن جنيد والنقار عن الخياط عن الشموني عنه بخفض اللام.
وروى محمد بن الضحّاك وأحمد بن سعيد عن الخياط عن الشموني عنه بنصب اللام، وقد قدّمنا أن النصب اختيار من أبي بكر، وقرأ الباقون بخفض اللام، وكذلك روى حمّاد والجماعة عن أبي بكر عن عاصم (5). {أو لمستم [6] مذكور قبل} [6].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم {قلوبهم قسيّة [13] بتشديد الياء من غير ألف، وقرأ الباقون بالألف وتخفيف الياء} [7].
حرف:
وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم في هذه السورة {لئن بصطت الى يدك [28] و} {ما أنا بباصط [28] و} بل يداه مبصوطتان
__________
(1) المشهور عن ابن عامر فتح همزة (أن صدوكم)، وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 98، وعند ابن الجزري أيضا 2/ 254.
(2) وهو المشهور عن أبي بكر ولم يذكر في التيسير ولا في النشر خلاف في هذا الحرف.
(3) في الفقرة رقم (200).
(4) = اختلف = مطموسة في (ت)
(5) والمشهور عن أبي بكر خفض اللام من (أرجلكم) كما روى الجماعة عنه، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 98، وابن الجزري في النشر 2/ 254.
(6) في الحرف رقم (213).
(7) والمشهور عن عاصم إثبات الألف وتخفيف الياء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 99، وابن الجزري في النشر 2/ 254.(3/1023)
[64] و {من أوصط ما تطعمون [89] وفي الرعد [14]} {كباصط كفّيه وفي بني إسرائيل [29]} {ولا تبصطها كل البصط و} {بالقصطاس [35] وكذا في الشعراء [182] وفي الكهف [97]} {فما اصطاعوا وفي الحجّ [72]} {يكادون يصطون بالصّاد في أحد عشر حرفا. وروى أحمد بن صالح عن قالون عن نافع} {كل البصط في سبحان و} {فما اصطاعوا في الكهف و} {القصط في الأنبياء [47] و} {يصطون في الحج بالصّاد في الأربعة والناس بعد على السّين في الجميع، وبذلك قرأت في رواية الأعشى عن أبي بكر من طريق الشموني وابن غالب وبه آخذ} [1].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {يا ويلتي [31] هاهنا وفي هود [72] والفرقان [28] و} {يا أسفي في يوسف [84] و} {يا حسرتي في الزمر [56] بالإمالة الخالصة في الثلاث كلم. وروى محمد بن يحيى المروزي عن ابن سعدان عن سليم عن حمزة} {يا ويلتي حيث وقع بنصب التاء، يريد أنها غير مكسورة لأنها ليست ممالة} [2]. وقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر بإخلاص فتحهنّ، وقال الكسائي عن أبي بكر عن عاصم {يا ويلتي شبّه الألف، وقال عبيد بن نعيم عنه بفتح التاء، وذلك قياس قول الجماعة عن أبي بكر عن عاصم} [3]. واختلف عن نافع، فقياس رواية أبي يعقوب وأبي الأزهر وداود عن ورش عنه التوسّط في اللفظ، وبذلك قرأت من طريقهم على الخاقاني وأبي الفتح عن قراءتهما. وقال أحمد بن صالح عنه: {يا ويلتي و} {يا أسفي [التاء والفاء]} [4] مفتوحتان وسطا من ذلك. وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه {يا ويلتي بفتح التاء و} {يا أسفي بالتفخيم} [5]. وقال الحلواني والمدني
__________
(1) وليس في النشر ولا في التيسير ذكر لخلاف في هذه الحروف، فكل القراء يقرءونها بالسين.
(2) والمشهور عن حمزة ما ذكره المؤلف عنه أولا من الإمالة الخالصة في الثلاث كلم مثل الكسائي، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير في باب الإمالة ص 46، واعتمده كذلك ابن الجزري في النشر 2/ 37.
(3) والمشهور عن أبي بكر إخلاص فتح الثلاث كلم، كما ذكر المؤلف أولا عن عاصم ولم يذكر أبو بكر مع الذين يميلون هذه الكلمات في التيسير ولا في النشر.
(4) في (م) ما بين المعكوفتين كله مطموس.
(5) الذي ذكره المؤلف في التيسير ص 47، عن ورش هو أنه يقرأ هذه الكلمات وأمثالها مما(3/1024)
والقطري (1) والكسائي والقاضي وغيرهم عن قالون عنه {يا ويلتي منتصبة [التاء]} [2]، ولم يذكروا {يا حسرتي و} {يا أسفي وقياسهما قياس} {يا ويلتي. وقولهم منتصبة التاء} [3] دليل على إخلاص الفتح. وقال أحمد بن صالح عن قالون: {يا ويلتي و} {يا أسفي التاء والفاء مفتوحتان وسطا من ذلك كما قال عن ورش سواء، وبذلك قرأت في الثلاث كلم عن أبي الفتح عن قراءته في رواية القاضي، وفي رواية أبي عون عن الحلواني عن قالون. وقال ابن المسيّبي وحماد الأنصاري} [4] وابن سعدان في حكاية ابن واصل عنه عن المسيّبي {يا ويلتي التاء منتصبة كما قال أصحاب قالون} [5].
وقال خلف عن المسيّبي: {يا ويلتي إلى التفخيم أقرب، ولم يذكروا عنه غيره.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن عبدوس عن أبي} [6] عمر عن إسماعيل {يا ويلتي بالفتح و} {يا أسفي الفاء بين الفتح والكسر} [7]، وقياس رواية أبي عبيد عنه بين الفتح والكسر، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن مجاهد، وفي رواية المسيّبي من طريق ابن سعدان على فارس بن أحمد عن قراءته. واختلف عن اليزيدي في ذلك، فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون الثلاث كلم [174/ ت] بين الفتح والكسر، وروى عنه أبو عمر وأبو شعيب وأبو خلاد وابن جبير وابن شجاع وابن واصل يا ويلتي
__________
أماله حمزة والكسائي لأنه من ذوات الياء يقرؤها بين اللفظين، وأما ابن الجزري، فقد ذكر عن ورش الوجه الأول وهو القليل، وذكر الوجه الثاني عنه وهو الفتح، ثم قال:
والوجهان صحيحان، انظر النشر 2/ 49، 50. وذكر أبو القاسم الشاطبي أيضا الوجهين عن ورش فقال: وذوات اليا له الخلف جملا.
(1) في (م) والقنطري، وهو خطأ.
(2) في (ت) الياء، وهو خطأ، وسقطت من (م).
(3) في (م) و (ت) الياء وهو خطأ.
(4) لم أعثر على ترجمة له.
(5) الذي ذكره المؤلف في التيسير ص 48عن قالون هو الفتح فقط في الكامات الثلاث وذكر ابن الجزري في النشر 2/ 50أن المعروف عن قالون أنه قرأ بين بين في الكلمات السابقة وكلمات أخرى من طريق إسماعيل القاضي، ومعنى كلامه أن قالون قد قرأ من سائر الطرق عنه بالفتح.
(6) في (ت) و (م) ابن وهو خطأ.
(7) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة لابن مجاهد.(3/1025)
بالفتح، ولم (1) يذكروا غيره. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: قرأت ذلك على أبي بكر بالفتح، وبذلك قرأت أنا ذلك في رواية اليزيدي وعبد الوارث وشجاع من جميع الطرق على أبي الفتح عن قراءته، وقرأت على ابن غلبون عن قراءته من طريق أهل العراق {يا ويلتي [31] و} {يا حسرتي [الزمر: 56] بين بين و} {يا أسفي [يوسف: 84] بالفتح} [2].
حرف:
وكلّهم قرأ {أعجزت أن أكون [31] بفتح الجيم إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا} [3] أبو طاهر، قال: حدّثني ابن رستم (4) عن نصير عن الكسائي أنه قرأ {أعجزت بفتح الجيم، قال: وفيها لغة أخرى} {أعجزت بكسر الجيم، فسقط على ابن رستم ما بين} {أعجزت إلى} {عجزت من الكلام.
حرف:
وكلهم قرأ} {سبل السلام [16] بضم الباء [215/ م] إلا ما رواه أحمد بن واصل وابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أسكن الباء، وليس العمل عليه} [5].
حرف:
قرأ أبو عمرو {رسلنا [32] و} {رسلكم [غافر: 50] و} {رسلهم
[الأعراف: 101] حيث وقع و} {سبلنا في إبراهيم [12] والعنكبوت [69] بإسكان السين والباء، وذلك إذا} [6] كان بعد اللام حرفان كاف وميم أو هاء وميم ونون وألف لا غير، فإن كان بعد اللام فيها حرف (7) واحد، أو لم يكن بعدها شيء، نحو على
__________
(1) سقطت الواو من (ت).
(2) ذكر المؤلف في التيسير ص 48، أنه قرأ من طريق أهل العراق عن أبي عمرو (يا ويلتا، يا حسرتى) بين اللفظين، ويا أسفى بالفتح، وقرأ من طريق أهل الرقة بفتح ذلك كله.
وأما ابن الجزري فقد ذكر أن الدوري قد أمال بين بين (يا ويلتا، يا حسرتى)، وأما (يا أسفى) فقد قللها بخلف عنه.
وذكر رواية أخرى عن أبي عمرو من روايتي السوسي والدوري بفتح الألفاظ الثلاثة. انظر النشر 2/ 53، 54.
(3) في (م) أنا.
(4) أحمد بن محمد بن رستم، أبو جعفر الطبري البغدادي النحوي، ثقة حاذق، قرأ على نصير بن يوسف، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر، غاية 1/ 114.
(5) كان حق هذا الحرف أن يقدم على الذي قبله.
(6) في (م) أداء، وهو خطأ.
(7) في (م) حرفا.(3/1026)
{رسلك [آل عمران: 194] و} {من رسله [البقرة: 285]} {ورسلي [12] و} {الرسل [19] و} {رسلا [164] و} {رسل الله [الأنعام: 124] و} {رسل ربك} [1] [هود: 81] و {سبل السّلام [16] و} {السّبل [الأنعام: 153] و} {سبلا
[النحل: 15] وشبهه ضمّ السّين والباء حيث وقع، واختلف عن اليزيدي في حرفين من ذلك، وهما قوله:} {رسله [البقرة: 98] و} {سبل السّلام فقال الحلواني عن أبي عمر عنه: مخفّف، وقال محمد بن واصل عن أبيه وعن ابن سعدان عنه} {سبل السلام خفيف لم يرو ذلك عنه أحد غيرهم. وقرأ الباقون بضمّ السّين والباء في ذلك حيث وقع} [2].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي {السحت [42، 62، 63] في الثلاثة مواضع في هذه السورة بضمّ الحاء، وقرأ الباقون بإسكانها} [3].
حرف:
قرأ نافع وعاصم وحمزة {والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح [45] ينصب ذلك كله. وقرأ الكسائي برفعه كله. وقرأ الباقون وهم ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو برفع} {الجروح خاصة ونصب الباقي} [4].
حرف:
قرأ نافع {والأذن بالأذن [45] و} {أذن [التوبة: 61] و} {في أذنيه
[لقمان: 7] في الواحد والتثنية حيث وقع بإسكان الذال. وقرأ الباقون بضمّها} [5].
حرف:
قرأ حمزة {وليحكم أهل الانجيل [47] بكسر اللام ونصب الميم، وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر. وقرأ الباقون بإسكان اللام وجزم الميم} [6]. ورش عن نافع يحرّكها في الوصل بحركة همزة أهل على أصله.
__________
(1) في (م) سبل.
(2) المشهور عن أبي عمرو أنه أسكن السين من (رسل) والباء من (سبل) إذا كان بعد اللام حرفان، كما اشترطه المؤلف في التيسير ص 85، وابن الجزري في النشر 2/ 216، وأما (رسله) و (سبل السلام) فالمشهور عنه ضم السين والباء فيهما.
(3) انظر: التيسير ص 99، النشر 2/ 216.
(4) انظر: التيسير ص 99، النشر 2/ 254.
(5) انظر: التيسير ص 99، النشر 2/ 216.
(6) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ بإسكان لام (وليحكم) وجزم الميم، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 99، وابن الجزري في النشر 2/ 254.(3/1027)
حرف:
قرأ ابن عامر وهبيرة عن حفص عن عاصم {أفحكم الجاهلية تبغون
[50] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء} [1].
حرف:
قرأ الحرميّان وابن عامر {يقول الذين آمنوا [53] بغير واو على ما في مصاحفهم} [2]. وقرأ الباقون بزيادة واو، و (3) كذلك في مصاحف أهل العراق (4). وقرأ أبو عمرو بنصب اللام من {ويقول الذين. وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم. ورفعها الباقون} [5].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {من} [6] يرتدد منكم [54] بدالين الأولى مكسورة والثانية مجزومة، وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام (7)، وقرأ الباقون {من يرتدّ بدال واحدة مفتوحة مشدّدة} [8]، وكذلك هو في مصاحفهم، والذي في البقرة [217] بدالين إجماع لاتفاق مصاحف الأمصار على رسمه كذلك.
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي {والكفّار أولياء [57] بخفض الرّاء. وقرأ الباقون بنصبها} [9].
حرف:
قرأ حمزة {وعبد الطاغوت [60] بضم الباء وخفض التاء. وقرأ الباقون بفتح الباء ونصب التاء} [10].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد فما
__________
(1) والمشهور عن حفص أنه قرأ (يبغون) بالياء. وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 99، وعند ابن الجزري في النشر 2/ 254.
(2) انظر المقنع ص 103.
(3) سقطت الواو من (م) و (ت).
(4) انظر: التيسير ص 99، النشر 2/ 254.
(5) والمشهور عن حفص رفع لام (ويقول)، واقتصر له على هذا الوجه المؤلف في التيسير ص 99، وابن الجزري في النشر 2/ 254.
(6) في (م) ومن، وهو خطأ.
(7) انظر المقنع ص 103.
(8) وانظر: التيسير ص 99، النشر 2/ 255.
(9) انظر: التيسير ص 100، النشر 2/ 255.
(10) وانظر: التيسير ص 100، النشر 2/ 255.(3/1028)
{بلّغت رسالاته [67] بالألف وكسر التاء على الجمع. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بغير ألف [175/ ت] على التوحيد ونصب التاء} [1].
حرف:
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي والمفضل عن عاصم {ألا تكون فتنة} [2] [71] برفع النون، واختلف عن عاصم، فروى أبو عمر عن أبي عمارة عنه أنه نصب النون ونصب {فتنة أيضا. وروى أبو الحارث عن أبي عمارة عنه أنه رفع} {تكون و} {فتنة جميعا. وروى سائر الرواة عنه بنصب} {تكون ورفع} {فتنة.
وبذلك قرأ الباقون} [3].
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وابن عامر في رواية ابن بكّار وحمزة والكسائي {بما عقدتم الأيمان [89] بتخفيف القاف من غير ألف، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان} {عاقدتم بألف بعد العين وتخفيف القاف. وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام وهو خطأ} [4]، ولم (5) يذكر هشام في كتابه (6) (7)
الوليد عن يحيى عن ابن عامر (8). وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم والحلواني عن هشام عن ابن عامر بتشديد القاف من غير ألف. وكذلك روى ابن عتبة عن أيّوب عنه.
حرف:
قرأ الكوفيون غير المفضل عن عاصم {فجزاء [95] بالتنوين} مثل ما برفع
__________
(1) وانظر: التيسير ص 100، النشر 2/ 255.
(2) في (م) إلا أن تكون فتنة، وهو خطأ مخالف للآية.
(3) والمشهور عن عاصم من رواية حفص وأبي بكر أنه نصب (تكون) ورفع (فتنة)، وهو المعتمد عن عاصم ولم يذكر في التيسير ص 100عنه غير هذا الوجه، وكذلك ابن الجزري اقتصر على هذا الوجه، وانظر النشر 2/ 255.
(4) المشهور عن ابن عامر قراءتان: الأولى التي رواها ابن ذكوان (عاقدتم) بألف بعد العين وتخفيف القاف. والثانية التي رواها هشام (عقدتم) بتشديد القاف من غير ألف، وهما المذكورتان في التيسير ص 100، والنشر 2/ 255.
(5) في (ت) و (م) زيادة حذفتها، وهي وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم والحلواني عن هشام وهو خطأ ولم يذكر هشام في كتابه ففيها تكرير، وخلط للجمل، وبعضها عليه خط في (ت) ولعله إشارة إلى أنه خطأ.
(6) لم أقف على هذا الكتاب.
(7) انقطاع في الكلام.
(8) العبارة ناقصة.(3/1029)
اللام (1)، وقرأ الباقون بغير تنوين وخفض اللام (2)، وكذلك روى المفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {أو كفّارة طعام [95] بغير تنوين وخفض الميم مضافا. وقرأ الباقون بتنوين الكفّارة ورفع الميم من} {طعام، ولم يختلفوا في} {مساكين هاهنا أنه على الجمع لأنه لا يطعم في مثل الصيد مسكين واحد بل جماعة} [3] مساكين، وإنما اختلف الذي في البقرة (4) لأن التوحيد يراد به عن كل يوم.
والجمع (5) يراد به عن أيام كثيرة.
حرف:
قرأ ابن عامر {قيما للناس [97] بغير ألف. وقرأ الباقون بألف} [6].
حرف:
وكلهم قرأ {شهادة بينكم [106] على الإضافة إلا ما رواه إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ} {شهادة بالتنوين} {بينكم [106] بنصب النون، وخالفه سائر أصحاب أبي بكر في ذلك، فرووه} [7] عنه كقراءة الجماعة (8).
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل من الذين استحق [107] بفتح التاء والحاء، وإذا ابتدأ كسر ألف الوصل، وكذا روى أحمد بن سعيد عن الخيّاط عن الشموني عن أبي بكر، وقد قدّمنا أن ذلك من اختياره. وروى الحسن بن داود ومحمد بن الضحّاك عن الخيّاط عن الشموني بضمّ التاء وكسر الحاء. وحكى الكسائي وعبيد بن نعيم عن أبي بكر أن عاصما ترك ضمّ التاء، وقرأها بفتح التاء. وخالفهما الجماعة
__________
(1) وهذا هو المشهور عن عاصم والذي اعتمده المؤلف في التيسير ص 100، وابن الجزري في النشر 2/ 255.
(2) انظر المرجعين السابقين.
(3) في (م) كلمة جماعة مطموسة.
(4) وانظر: التيسير ص 100، النشر 2/ 255، الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 282.
(5) يوم، الجمع مطموستان في (م) والواو زيادة من النشر 2/ 255.
(6) وانظر: التيسير ص 100، النشر 2/ 247.
(7) في (م) فرووه مطموسة.
(8) والمشهور عن أبي بكر ما رواه عنه عامة أصحابه إلا إسحاق الأزرق، وليس في النشر ولا في التيسير ذكر لخلاف في هذا الحرف.(3/1030)
عن أبي بكر، فروت عنه عن عاصم ضمّ التاء وكسر الحاء لا غير (1)، وروى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص أنه رفع ألف {استحق. وروى أبو الحارث عن أبي عمارة عنه أنه فتح الألف، وغلط في الترجمة، إنما أراد التاء فذكر الألف، وكذا أراد أبو عمر أيضا لأنه خالف سائر أصحاب حفص في ذلك} [2]. وقرأ الباقون بضمّ التاء وكسر الحاء، وإذا ابتدءوا ضمّوا ألف الوصل.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة {عليهم الأولين [107] على الجمع المخفوض، وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم والأعشى في اختيار أبي بكر} {الأوليان بالألف على تثنية المرفوع} [3].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر من غير رواية البرجمي وإسحاق الأزرق والشموني عن الأعشى عنه وابن كثير في رواية ابن فليح وابن عامر في رواية ابن عتبة وحمزة {علّام الغيوب [109] في الموضعين هاهنا، وفي التوبة [78] وفي سبأ [48] بكسر الغين. وقرأ الباقون بضمّها} [4]، وقد ذكر قبل (5). وذكر أيضا {فتكون} [6] طائرا [آل عمران: 49] (7).
حرف:
وكلهم قرأ {فتكون طيرا [110] [176/ ت] بالتاء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالياء لم يروه غيره} [8].
__________
(1) والمشهور عن أبي بكر ضم التاء وكسر الحاء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 100، وابن الجزري في النشر 2/ 256.
(2) والمشهور عن حفص ما ذكره عنه المؤلف أولا: أنه قرأ (استحق) بفتح التاء والحاء وهو المعتمد في التيسير ص 100، والنشر 2/ 256.
(3) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ (الأولين) بالجمع، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 100، وابن الجزري في النشر 2/ 256، وانظر املاء ما من به الرحمن 1/ 230.
(4) والمشهور عن ابن عامر وابن كثير ضم غين (الغيوب)، وهو المعتمد عنهما عند المؤلف في التيسير ص 101، وعند ابن الجزري في النشر 2/ 226.
(5) في الفقرة الحادية والسبعين.
(6) في (م) فيكون وهو خطأ.
(7) في الفقرة الرابعة والأربعين ومائة.
(8) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ (فتكون طيرا) بالتاء مثل سائر القراء، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر لخلاف في هذا الحرف.(3/1031)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {إلا ساحر مبين [110] هاهنا وفي هود [7] والصّفّ [6] بالألف بعد السين وكسر الحاء في الثلاثة، وقرأهنّ الباقون} {سحر
بكسر السّين وإسكان الحاء من غير ألف} [1].
حرف:
قرأ الكسائي {هل تستطيع ربّك [112] بالتاء وإدغام اللام فيها ونصب الباء من} {ربّك والأعشى في اختيار أبي بكر كذلك إلا أنه لا يدغم اللام في التاء، وقرأهنّ الباقون بالياء ورفع الباء من} {ربّك} [2].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {إني منزّلها [115] بفتح النون وتشديد الزاي. وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي} [3].
حرف:
قرأ نافع {يوم ينفع [119] بنصب الميم، وقرأ الباقون برفعها} [4].
في هذه السورة من ياءات الإضافة ستّ: أولاهنّ: {يدي إليك [28] فتحها نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم من غير رواية أبي عمارة عنه، وأسكنها الباقون} [5].
وكذلك روى أبو عمارة عن حفص (6) {إني أخاف الله [28] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون} [7]. ونا (8) الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا (9) أحمد بن هارون. ح ونا فارس بن أحمد قال: نا أبو بكر محمد بن جابر، قالا: نا محمد الباهلي، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع إني أخاف
__________
(1) وانظر: التيسير ص 101، النشر 2/ 256.
(2) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ (هل يستطيع ربك) بالياء ورفع الباء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 101، وابن الجزري في النشر 2/ 256.
(3) وانظر: التيسير ص 101، النشر 2/ 256.
(4) وانظر: التيسير ص 101، النشر 2/ 256.
(5) وانظر: التيسير ص 101، النشر 2/ 256.
(6) والمشهور عن حفص ما ذكره المؤلف عنه أولا: أنه فتح الياء في (يدي اليك) وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير، وعند ابن الجزري في النشر 2/ 256.
(7) والمشهور عن ابن عامر أنه أسكن الياء في قوله تعالى (أني أخاف الله)، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 101، وابن الجزري في النشر 2/ 256.
(8) في (ت) و (م) مكتوب ح ولا مكان لها فحذفتها.
(9) في (م) أنا.(3/1032)
{الله [28] مجزومة الياء، ذكر ذلك في سورة البقرة، وأدرجها في جملة المسكّن من الياءات، ثم قال في سورة يونس} {إني أخاف منصوبة الياء، وهو الصواب، والأول خطأ لا شك فيه وأحسبه (من)} [1] الباهلي والله أعلم. {إني أريد [29] و} {فإني أعذّبه [115] فتحهما نافع وأسكنهما الباقون} [2]. {وأمي} [3] إلهين [116] فتحها نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص عن عاصم، وأسكنها الباقون (4).
{لي أن أقول [116] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون} [5].
وفيها من الياءات المحذوفات واحدة وهي قوله {واخشون ولا تشتروا [44] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وفي رواية ابن جبير عن أصحابه، وفي رواية العثماني عن قالون وأبي عمرو. وحذفها الباقون في الحالين} [6].
وأجمعوا على حذف الياء في الحالين في قوله في أول السورة {واخشون اليوم [3] لسكون} [7] ما بعدها (8) والله أعلم.
__________
(1) ما بين القوسين زيادة من عندي يقتضيها السياق.
(2) انظر: التيسير ص 101، النشر 2/ 256.
(3) في (م) وأنى، وهو خطأ.
(4) انظر: التيسير ص 101، النشر 2/ 256.
(5) والمشهور عن ابن عامر أنه أسكن الياء في قوله تعالى (لي أن أقول) وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 101، وكذلك اقتصر عليه ابن الجزري في النشر 2/ 256.
(6) والمشهور عن نافع أنه حذف الياء في الحالين، وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 101، وعند ابن الجزري في النشر 2/ 256.
(7) في (م) بسكون وهو خطأ، لأن اللام للتعليل.
(8) وأما حذف الياء عند الوقف فمراعاة لرسم المصحف. والله أعلم.(3/1033)
ذكر اختلافهم في سورة الأنعام
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي {من يصرف عنه [16] بفتح الياء وكسر الراء، وكذلك روى أبو شعيب القوّاس عن حفص. وقرأ الباقون بضمّ الياء وفتح الراء، وكذلك روت الجماعة عن حفص} [1].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وفي رواية يحيى العليمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر (2) عنه وحمزة والكسائي {ثم لم يكن [23] بالياء. وقرأ الباقون [217/ م] وحفص عن عاصم وسائر الرواة عن أبي بكر عنه بالتاء} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل {فتنتهم
[23] بالرفع، وقرأ الباقون وأبو بكر وحمّاد عن عاصم بالنصب} [4]، وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم (5).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم {والله ربّنا [23] بنصب الباء وقرأ الباقون بكسر الباء} [6].
حرف:
قرأ حمزة وحفص عن عاصم ولا نكذّب بآيات ربنا ونكون [27] بنصب الباء والنون. وكذلك قال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن التغلبي عن
__________
(1) والمشهور عن حفص ما رواه عند الجماعة: أنه يضم ياء (يصرف) ويفتح راءها، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 101، وابن الجزري في النشر 2/ 257.
وانظر في توجيه القراءتين: املاء ما من به الرحمن 1/ 237.
(2) سقطت بكر من (م) و (ت)، وهي مستدركة في هامش (ت).
(3) ذكر ابن الجزري الروايتين عن أبي بكر: رواية العليمي عنه انه قرأ (ثم لم يكن) بالياء، والرواية الأخرى أنه قرأها بالتاء، انظر النشر 2/ 257، وأما المؤلف فذكر عن أبي بكر أنه قرأ بالتاء، انظر التيسير ص 101.
(4) انظر: التيسير عن 101، 102، النشر 2/ 257.
(5) والمشهور عن حفص ما ذكره عنه المؤلف أولا: أنه قرأ (فتنتهم) بالرفع، وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(6) والمشهور عن عاصم جر الباء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 257.(3/1034)
ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر (1)، وروى الأخفش وغيره عن ابن ذكوان وهشام عن ابن عامر (2) وسائر الرواة عنه برفع الباء ونصب النون، وهذا الذي لا يعرف [177/ ت] أهل الشام وسائر أهل الأداء غيره (3). وكذلك نا ابن غلبون قال: نا ابن المفسّر، قال: نا ابن أنس عن هشام بإسناده عن ابن عامر (4)، وكذلك روى محمد بن الفرج عن المسيّبي عن أبيه عن نافع {ولا نكذب بالرفع} {ونكون بالنصب وهو غلط من ابن الفرج لأن سائر أصحاب المسيّبي رووا عنه عن نافع برفع الفعلين. وقرأ الباقون برفع الفعلين.
حرف:
قرأ ابن عامر} {ولدار الآخرة [32] بلام واحدة وتخفيف الدال وخفض التاء على الإضافة. وكذلك في مصاحف أهل الشام} [5]. وقرأ الباقون بلامين وتشديد الدال ورفع التاء على النعت (6)، وكذلك في مصاحفهم، ولا خلاف في الذي في يوسف أنه بلام واحدة مضافا لا تفاق المصاحف على ذلك.
حرف:
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي {أفلا يعقلون [32] هاهنا، وفي الأعراف [169] ويوسف [109] ويس [68] بالياء في الأربعة} [7]. وقرءوا (8) في القصص [60] بالتاء (9)، وقرأ أبو عمرو الخمسة بالياء على خلاف عن اليزيدي في القصص، فروى (10) عنه أبو خلّاد وأبو عبد الرحمن وأبو حمدون أنّ أبا عمرو قال:
ما أبالي بالياء أم بالتاء قرأتها، وكان يختار (11) الياء، وروى (12) عنه إسماعيل وإبراهيم
__________
(1) انظر السبعة ص 255.
(2) سقطت عامر من (م)، وهي مستدركة في هامش (ت).
(3) وهو ما ذكره المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 257.
(4) انظر التذكرة لابن غلبون 2/ 322.
(5) انظر المقنع ص 103.
(6) انظر: التيسير ص 102، النشر 2/ 257.
(7) انظر: التيسير ص 102، 130، 185، النشر 2/ 257.
(8) في (م) وقرأ وهو خطأ.
(9) انظر: التيسير ص 172، النشر 2/ 342.
(10) في (م) وروى.
(11) في (م) فخيار وهو خطأ.
(12) سقطت كلمة وروى من (م) وهي مستدركة في هامش (ت).(3/1035)
وأبو شعيب التخيير أيضا ولم يذكروا (1) اختياره. وروى ابن سعدان عنه بالياء، وقال عنه في موضع آخر: الياء والتاء سواء. وكذا قال ابن شجاع عنه هما سواء، وروى لنا (2) الفارسي عن أبي طاهر عن إسماعيل بن يونس بن السبيعي (3) (4) عن أبي عمر عن اليزيدي أن أبا عمرو كان يخيّر بينهما. وروي لنا عن أبي طاهر عن محمد بن خالد البرمكي عن أبي عمر عنه بالياء من غير تخيير، وبذلك قرأت أنا على كل من قرأت عليه بحرف أبي عمرو من جميع طرقه (5). وقرأ نافع وابن عامر في رواية ابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ والأخفش عن ابن ذكوان، وفي رواية ابن بكّار والوليد بن عتبة الخمسة بالتاء، وقرأ عاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام، وفي رواية التغلبي عن ابن ذكوان كلها بالتاء إلا في يس، فإنها بالياء (6). واختلف عن أبي بكر في ذلك، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وعبيد ابن نعيم الخمسة بالياء مثل أبي عمرو. وروى عنه الأعشى الأربعة بالياء والتي في القصص بالتاء. وكذا روى ضرار بن صرد عن يحيى وأحمد بن جبير عن الكسائي عنه، وبذلك قرأت أنا في رواية الكسائي عن أبي بكر، وروى عنه يحيى بن آدم من رواية خلف والصريفيني والرفاعي وحسين العجلي ويحيى العليمي والبرجمي في يوسف والقصص
__________
(1) في (م) ولم يذكر وهو خطأ.
(2) في (م) وروى أنا وهو خطأ.
(3) في (م) الشيعي وهو خطأ.
(4) إسماعيل بن يونس بن ياسين، أبو إسحاق السبيعي، البغدادي، روى القراءة عن الدوري، روى عنه القراءة أبو طاهر عبد الواحد بن عمر، غاية 1/ 170. والسبيعي: نسبة إلى سبيع، وهو بطن من همدان، وبالكوفة محلة معروفة يقال لها السبيع لنزول هذه القبيلة بها، وسكن جماعة من الشيوخ بالكوفة بالسبيع فنسبوا إليها، الأنساب للسمعاني 7/ 6968.
(5) اقتصر المؤلف في التيسير ص 172على هذا الوجه لأبي عمرو، وأما ابن الجزري: فذكر عن الدوري روايتين: الأولى أنه قرأ بالغيب، والثانية التخيير. وأما السوسي فعنه ثلاث روايات: الأولى: أنه قرأ بالغيب، والثانية بالخطاب، والثالثة بالتخيير، ثم قال ابن الجزري:
والوجهان صحيحان عن أبي عمرو إلا أن الأشهر عنه بالغيب. أ. هـ. النشر 2/ 342.
(6) والمشهور عن ابن ذكوان أنه قرأ الخمسة بالخطاب، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، 130، 172، 184، وهو كذلك عند ابن الجزري في النشر 2/ 257، 342.
وأما هشام فقد ذكر المؤلف في التيسير ص 102، 130، 172، 184كما ذكر هاهنا: أنه يقرأ المواضع الخمسة كلها بالتاء، إلا موضع يس فقرأه بالياء.(3/1036)
بالتاء، وفي الباقي بالياء كرواية المفضل وحمّاد عن عاصم سواء (1). وروى ابن أبي أميّة عنه في يس وحدها بالياء لم يذكر غيرها (2)، وفي الباقي بالتاء كرواية حفص سواء. وروى عنه ابن عطارد في الأعراف بالياء وفي يس بالتاء، ولم يذكر غيرهما ولم يأت بالتاء في يس غيره، والياء فيه إجماع من أصحاب عاصم ورواتهم.
حرف:
وكلهم قرأ {وأوذوا} [3] [34] بواو بعد الهمزة إلا ما رواه ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر {وأذوا مقصورة بغير مدّ} [4].
حرف:
قرأ نافع والكسائي {فإنهم لا يكذبونك [33] بإسكان الكاف وتخفيف الذال، والأعشى في اختيار أبي بكر كذلك، وقرأ الباقون بفتح الكاف وتشديد الذال} [5].
حرف:
قرأ نافع {أرأيتكم [40] و} {أرأيتك [الإسراء: 62] و} {أرأيت
[الكهف: 63] و} {أرأيتم [46] و} {أفرأيتم [الشعراء: 75] و} {أفرأيت [مريم: 77] وما أشبهه إذا كان في أوله همزة الاستفهام بتسهيل الهمزة الثانية التي بعد الراء، فتكون} [6] بين الهمزة والألف، وقد اختلف تراجم أصحابه في العبارة عنها (7) [178/ ت] فقال داود وأبو الأزهر وأبو يعقوب الأزرق عن ورش: إذا اجتمع في أرأيت
__________
وقد ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 257، 342، هذا الوجه، وذكر له وجها آخر، وهو أنه قرأ الخمسة كلها بالتاء. فالخلاف عن هشام في موضع يس فقط.
(1) وهذا هو المشهور عن أبي بكر، والذي اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، 130، 172، 184، وهو ما اعتمده ابن الجزري كذلك في النشر 2/ 257، 342.
(2) في (م) غيرهما وهو خطأ.
(3) في (م) وأذوا.
(4) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ (وأوذوا) بواو بعد الهمزة كغيره من القراء، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر لخلاف فيها، وكان ينبغي تأخير هذا الحرف عن موضعه، مراعاة للترتيب، ولعل التقديم والتأخير من الناسخ.
(5) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ (يكذبونك) بفتح الكاف وتشديد الذال، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 257، 258.
(6) في (م) فيكون.
(7) في (ت) و (م) عنهما وهو خطأ.(3/1037)
[الكهف: 63] ألفان همز الأولى وسهّل الثانية من (1) غير ترك الهمز (2). وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه: وذلك كله ممدود ليس فيه نبرة. وقال القاضي والمدني والقطري والكسائي والحلواني والعثماني وسائر أصحاب قالون عنه: ممدود غير مهموز [218/ م].
وقال أبو عبيد عن إسماعيل: يسقط الهمزة ويجعل خلفا منها ألفا، وقال أبو عمرو عنه: الألف بغير همز. وقال المسيّبي كقول قالون، وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بالألف على مقدار مدّات الهمزة (3)، وقرأ الكسائي بإسقاط الهمزة التي بعد الراء رأسا حيث وقع ذلك. وقرأ الباقون بتحقيقها (4)، وحمزة إذا وقف وافق (5) نافعا في تسهيلها (6)، وقد ذكرت ما رواه الأصبهاني عن أصحابه عن ورش من تسهيل الهمزة بعد الراء في غير الاستفهام، نحو {وإذا رأيت ثم رأيت [الإنسان: 2] و} {رأيتهم} [7] [يوسف: 4] و {رأيتموه [آل عمران: 143] وبابه وما أشبهه} [8].
وقد ذكرت ما رواه ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي من تبيين الهمزة في نحو {رأى كوكبا [76] و} {رأى القمر [77] و} {رأى الشمس [78] و} {تراءى الجمعان [الشعراء: 61] وشبهه، فأغنى ذلك عن الإعادة} [9]. والياء في الاستفهام
__________
(1) كلمة من مطموسة في (ت).
(2) في (م) الهاء وهو خطأ.
(3) انظر السبعة لابن مجاهد ص 257، إلا أنه قال: من غير همز، والألف على مقدار ذوق الهمز.
(4) في (م) بتخفيفها وهو خطأ.
(5) في (م) واقف وهو خطأ.
(6) انظر قراءات الأئمة الثلاثة في التيسير ص 102، النشر 1/ 397، 398، وذكر ابن الجزري هنالك وجهين عن الأزرق عن ورش: الأول: ما ذكره المؤلف عن الأزرق أنه يسهل الثاني من غير ترك الهمز، الثاني: إبدالها ألفا خالصة مع المد المشبع لالتقاء الساكنين.
(7) في (م) أرأيتهم وهو خطأ.
(8) انظر جامع البيان 2/ 555، وذكر الداني رحمه الله أن تسهيل الهمزة في (رأيت) هو مما تفرد به الأصبهاني عن ورش.
(9) انظر جامع البيان 2/ 559، وذكر الداني هنالك أن حذف الهمزة في هذا المواضع لم يروه عن نافع غير ابن سعدان عن المسيبي.(3/1038)
والخبر ساكنة لا يجوز غير ذلك لام من الفعل قد اتصلت بضمير مرفوع وهو التاء، فسكنت تخفيفا (1) كما يسكن (2) سائر اللامات إذا اتصل بهنّ كذلك نحو الباء من ضربت، واللام من قلت، والميم من قمت وما أشبهه (3).
حرف:
قرأ ابن عامر {فتحنا عليهم أبواب [44] هاهنا، وفي الأعراف [96]} {لفتحنا عليهم و} {فتحت يأجوج في الأنبياء [96] و} {فتحنا أبواب السماء بماء منهمر في القمر [11] بتشديد التاء في الأربعة. وقال ابن أنس وابن المعلى والتغلبي عن ابن ذكوان في حفظي بالتخفيف، وذكر محمد بن موسى والأخفش عنه التشديد في الأربعة لا غير. وروى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر في الأنعام بالتخفيف. وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ على ابن الأخرم وأبي العبّاس البلخي عن الأخفش، وقرأت من طريق الشاميين عنه بالتشديد في الأربعة. وكذلك روى هشام عن ابن عامر، وروى ابن بكّار بإسناده عنه في الجميع بالتخفيف. ونا ابن غلبون، قال: نا محمد بن عبد الله} [4] قال: نا (أحمد بن) (5) أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر، وذكر الثلاثة منها بالتشديد، ولم يذكر في الأنبياء (6)، وقرأ الباقون بتخفيف التاء في الأربعة (7)، ولم يختلف في غيرها لأن ما عداها ليس بعدها جمع، وهذه الأربعة بعدها جمع، فحسن التشديد فيها لذلك (8)، وقد روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يشدّد كل شيء في القرآن من {فتحت
و} {فتحنا إلا الحرف الذي في القمر فإنه خفّفه، فدلّت هذه الرواية على أنه يشدّد الحرف الذي في الحجر [14] والذي في المؤمنين} [9] [77].
__________
(1) في (م) فسكت تحقيقا وهو خطأ.
(2) في (م) تسكن.
(3) انظر شرح قطر الندى ص 35.
(4) كذا في (ت) و (م)، ولم أعرفه، ولعل الصواب (عبد الله بن محمد)، وتقدمت ترجمته.
(5) سقطت أحمد بن من (ت) و (م).
(6) والمشهور عن ابن عامر تشديد الياء في الأربعة، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 258.
(7) وانظر المرجعين السابقين، والذي في التذكرة لابن غلبون موافق للتيسير والنشر حيث ذكر الأربعة المواضع 2/ 324.
(8) في (م) كذلك.
(9) والمشهور عن أبي بكر تخفيف كل شيء في القرآن من (فتحت) و (فتحنا)، وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير، وابن الجزري في النشر.(3/1039)
حرف:
قرأ نافع في رواية ابن المسيّبي عن أبيه ومحمد بن واصل وابن سعدان عنه، وفي رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش {به انظر [46] بضمّ الهاء في الوصل} [1]، وكذلك روى أبو قرّة موسى بن طارق (2) وإسماعيل بن أبي أويس (3) عن نافع. وقرأ الباقون ونافع من غير هذه الطرق بكسر الهاء، وتراجم أصحاب المسيّبي وقالون عن ذلك تراجم لا تفيد معنى فتركناها لذلك (4)، والذي في كتاب ابن المسيّبي عنه عن أبيه أن الهاء موصولة بألف {انظر، وليس في هذا دليل على ضمّ ولا كسر} [5]، والذي في كتاب قالون أن الألف موصولة مكسورة، وقوله مكسورة خطأ لأنه إن أراد الوصل فهي ساقطة فيه استغناء عنها بحركة الهاء، وإن أراد الابتداء فهي مضمومة لانضمام الذي يتبعه طلبا للخفّة.
وحدّثنا محمد بن علي قال [179/ ت] نا ابن مجاهد، قال: نا محمد بن الفرج عن ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع {به انظر برفع الهاء} [6]، وكذلك قرأت للمسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان.
حرف:
قرأ ابن عامر {بالغدوة والعشي [52] هاهنا وفي الكهف [28] بضم الغين وإسكان الدال، وواو مفتوحة بعدها. وقرأ الباقون} {بالغداة} [7] بفتح الغين والدال وألف بعدها (8).
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد أنه من عمل منكم [54] بفتح
__________
(1) ذكر ابن الجزري 1/ 312، 313في النشر رواية الأصبهاني عن ورش ضم الهاء من (به انظر).
(2) موسى بن طارق، أبو قرة السكسكي اليماني، الزبيدي قاضيها، روى القراءة عرضا عن نافع، وهو من جلة الرواة عنه، روى القراءة عنه ابنه طارق، غاية 2/ 319.
(3) إسماعيل بن أبي أويس، أبو عبد الله المدني، وهو ابن أخت مالك بن أنس، قرأ على نافع، وله عنه نسخة، روى القراءة عنه أحمد بن صالح، مات سنة سبع وعشرين ومائتين، غاية 1/ 162.
(4) في (م) كذلك.
(5) لا سقطت من (ت).
(6) انظر السبعة ص 257، 258.
(7) في (م) بالغداوة وهو خطأ.
(8) وانظر: التيسير ص 102، النشر 2/ 258.(3/1040)
الهمزة {فإنه غفور رحيم [54] بكسر الهمزة. وقرأ عاصم وابن عامر في غير رواية الوليد بفتحهما جميعا. وقرأ الباقون بكسرهما} [1] (2).
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي {وليستبين [55] بالياء. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء} [3].
حرف:
قرأ نافع {سبيل المجرمين [55] بنصب اللام. وقرأ الباقون برفع اللام} [4].
حرف:
قرأ الحرميان وعاصم {يقص الحق [57] بضم القاف وصاد مضمومة مشددة غير معجمة من القصص، وقرأ الباقون بإسكان القاف وضاد مكسورة معجمة من القضاء، والوقف للقارئين كذلك عند الضرورة وانقطاع النفس على ذلك بغير ياء اتباعا لرسم الخط} [5]. وكذلك الوقف على ما أشبهه مما رسم بغير ياء على الوصل، واكتفاء [219/ م] بالكسرة منها إلا ما جاءت فيه رواية عنهم تخالف (6) الرسم، فإنها تتبع (7). وقد ذكرنا ذلك بأسانيده وطرقه من باب الوقف على المرسوم (8)، فأغنى ذلك عن إعادته.
حرف:
قرأ حمزة {توفاه رسلنا [61] و} {استهواه الشياطين [71] بألف ممالة [بعد]} [9] الفاء والواو، وكذلك (10) روى أبو الربيع عن حفص عن عاصم في
__________
(1) في (م) بكسرها وهو خطأ.
(2) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ بفتح الهمزتين جميعا، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 258.
(3) وانظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 258.
(4) انظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 258.
وانظر إملاء ما من به الرحمن 1/ 244.
(5) انظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 258.
(6) في (م) يخالف وهو خطأ.
(7) في (ت) و (م) يتبع وهو خطأ من حيث اللغة، والصواب ما أثبته.
(8) جامع البيان 3/ 922.
(9) في (ت) و (م) بعدها وهو خطأ يغير المعنى ويعكسه، والصواب ما أثبته.
(10) في (م) كذلك ليس قبلها واو.(3/1041)
{استهواه وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدهما} [1].
حرف:
وكلهم قرأ {ثم ردّوا إلى الله [62] بضم الراء} [2] إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبد الله بن الصقر السكري (3)، قال: حدّثنا عثمان بن معيد (4)، قال: نا محمد بن عمر أن الأخنسي (5)، قال: نا أبو بكر بن عياش، قال: دخلت على عاصم وهو في الموت، فقرأ {ثم} [6] ردّوا إلى الله مولاهم الحق [يونس: 30] بكسر الراء، قال عثمان بن معيد: وهي لغة هذيل (7)، قال أبو عمرو: وأحسب ما رواه الأخنسي وهما لأن الفارسي نا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: نا إبراهيم بن عرفة، قال: نا شعيب، قال: نا يحيى عن أبي بكر، قال:
سمعت عاصما يقرؤها {ثم ردّوا إلى الله [62] برفع الراء.
وكذلك روى عبيد بن نعيم عن أبي بكر برفع الراء. نا عبد العزيز بن جعفر، قال:
نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخثعمي، قال: نا أبو كريب، قال: نا أبو بكر، قال:
قرأ عاصم عند خروج نفسه} ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق.
نا ابن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: نا محمد بن الحسين بن شهريار قال: قال حسين الأسود، قال: نا يحيى بن آدم، قال: قال أبو بكر: سمعت عاصما في مرضه
__________
(1) والمشهور عن حفص أنه قرأ بتاء ساكنة بعد الفاء في (توفته رسلنا) وبعد الواو في (استهوته)، وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 103، وعند ابن الجزري في النشر 2/ 258.
وأبو الربيع هو سليمان بن داود الزهراني. تقدم.
(2) في (ت) و (م) = بضم الألف =، والصواب ما أثبته، لأنه محل الخلاف.
(3) عبد الله بن الصقر بن نصر، أبو العباس البغدادي السكري، روى القراءة عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر. مات سنة اثنتين وثلاثمائة. غاية 1/ 423.
(4) لم أعثر على ترجمته.
(5) محمد بن عمران، أبو عبد الله الأخنسي الكوفي، روى حروفا من قراءة عاصم عن أبي بكر بن عياش، وهو من المقلين لنقل القراءة عنه. غاية 2/ 222. والأخنسي نسبة إلى الأخنس بن شريق وهو من ثقيف. الأنساب 1/ 137.
(6) في (م) = وردوا = والواو خطأ والصواب ما في (ت).
(7) وكسر الراء بناء على نقل كسرة الدال الأولى إلى الراء. انظر التبيان في إعراب القرآن 1/ 504.(3/1042)
وقد أغمي عليه قرأ {ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين [62] قال: يحققها مثل ما قيّدتها.
حدّثنا ابن جعفر، قال: نا} [1] أبو طاهر، قال: نا علي بن أحمد (2) العجلي (3) قال:
نا أبو هشام، قال يحيى: وسمعت أبا بكر يقول: دخلت على عاصم وهو مريض فأغمي عليه، فأفاق ثم قرأ {ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين فهمز، فعلمت أن القراءة منه} [4] سجية.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر بخلاف عنه، وفي رواية المفضل وحمّاد {تضرّعا وخفية [63] هاهنا، وفي الأعراف بعد الخمسين [55] بكسر الخاء، وقرأ الباقون بضمّها، وكذلك روى يحيى الجعفي عن [180/ ت] أبي بكر خالف الجماعة من أصحابه عنه، ولا خلاف في كسر الخاء في الحرف الذي في آخر الأعراف وهو قوله:} {تضرّعا وخيفة} [5] [255] لأنه فعلة من الخوف انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها (6)، والموضعان الأخيران من الإخفاء والضم والكسر للخاء فيهما لغتان (7) لأنه لا ياء بعدها.
حرف:
و (8) قرأ الكوفيون {لئن أنجانا [63] بألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء، وكذا في مصاحفهم} [9] وحمزة والكسائي يميلان (10) تلك الألف على أصلها،
__________
(1) في (م) = أنا =.
(2) في (ت) و (م) = محمد =، والصواب أحمد كما في ترجمته.
(3) علي بن أحمد بن أبي قوبة، أبو الحسن العجلي البغدادي الحاسب، شيخ معروف روى القراءة سماعا عن أبي هشام الرفاعي، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 523.
(4) في (م) = القراءة منه = مطموسة وغير واضحة، لأن الحروف متشابكة.
(5) في (م) = خفية = وهو خطأ.
(6) = ما قبلها = مطموسة في (م).
(7) انظر القاموس المحيط 4/ 324باب الهاء، فصل الحاء، مادة (خفاه).
(8) سقطت = الواو = من (م).
(9) انظر المقنع ص 103.
(10) في (م) = يميلان = غير واضحة.(3/1043)
وعاصم يخلص فتحها. وقرأ الباقون {أنجيتنا بالياء والتاء من غير ألف كالذي في يونس} [1]، وكذا في مصاحفهم. وكذا روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم (2).
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر في رواية هشام {قل الله ينجيكم [64] بفتح النون وتشديد الجيم، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الجيم} [3]، وأجمعوا على فتح النون وتشديد الجيم في الحرف الأول وهو قوله {قل من ينجيكم [63]، وقد روى عبد الوارث من قراءتي وعلي بن نصر} [4] عن أبي عمرو أنه خففه، وليس العمل على ما روياه (5).
حرف:
قرأ ابن عامر {وإما ينسينك [68] بفتح النون وتشديد} [6] السين، هذه رواية (7) الأخفش وابن أنس وابن المعلى والتغلبي عن ابن ذكوان، ورواية هشام والوليد بن عتبة (8) وابن بكار (9). قال ابن المعلى عن ابن ذكوان: هو مما قرأت على أيّوب وعرضت عليه بعد القراءة يعني التشديد وروى أبو إسماعيل (10) الترمذي وأبو زرعة الدمشقي (11) عن ابن ذكوان ينسينّك [68] مخفّفة، وقال ابن خرزاد
__________
(1) وانظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 259.
(2) والمشهور عن حفص أنه قرأ (أنجانا) بألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء، وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(3) وانظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 259.
(4) علي بن نصر بن علي بن صهبان، أبو الحسن الجهضمي البصري، روى القراءة عن أبي عمرو ابن العلاء، روى عنه القراءة ابنه نصر، مات سنة تسع وثمانين ومائة. غاية 1/ 582.
والجهضمي نسبة إلى الجهاضمة، وهي محلة بالبصرة. الأنساب 3/ 435.
(5) سقطت = ما = من (م)، ولا تستقيم العبارة بدونها.
(6) في (م) = تسديد = وهو خطأ.
(7) في (م) = الرواية = وهو خطأ.
(8) في (م) = وابن = وهو خطأ.
(9) في (ت) و (م) هنا عبارة مكررة، لا داعي لها، فحذفتها من النص وهي [قال ابن المعلى والتغلبي عن ابن ذكوان ورواية هشام والوليد وابن عتبة وابن بكار].
(10) في (ت) و (م) = والترمذي = والصواب حذف الواو.
(11) عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري، أبو زرعة الدمشقي، شيخ الشام في وقته، روى(3/1044)
عنه: هي خفيفة، كذلك وجدتها يعني في كتابه وحفظي أنها مشددة (1). وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف السين.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {رأى كوكبا [76] و} {رأى أيديهم [هود: 70] و} {رأى قميصه [يوسف: 28] و} {فلما رآها [القصص: 31] و} {فرآه حسنا [فاطر:
8] و} {ما رأى [النجم: 11] و} {لقد رأى [النجم: 18] وما أشبهه، سواء اتصل باسم ظاهر أو مكنّى أو لم يتصل إذا لم يستقبله ساكن بإمالة فتحة الراء والهمزة في جميع القرآن. واختلف عن نصير عن الكسائي فروى عنه (محمد)} [2] بن يحيى الأصبهاني بفتح الراء وكسر الهمزة، وروى عنه علي بن نصير (3) بفتحهما معا، وبإمالتهما جميعا قرأت له (4). واختلف في ذلك عن ابن عامر [220/ م] (فروى التغلبي وابن أنس ومحمد) (5) بن موسى الصوري وابن المعلى وابن خرزاذ عن ابن ذكوان وابن الأخرم من قراءتي وابن شنبوذ عن الأخفش عنه بإمالة فتحة الراء والهمزة حيث وقع، وروى النقّاش عن الأخفش عنه فيما قرأت على الفارسي عنه بإمالة فتحة الراء والهمزة مع الاسم الظاهر وبإخلاص فتحهما مع الاسم المكنّى.
وبذلك قرأت أيضا على أبي الفتح الضرير (6) عن قراءته في رواية ابن مرشد وابن عمران وأبي طاهر البعلبكي عن الأخفش، إلا أنه قال في الممال (7) مع الظاهر خمسة مواضع {رأى كوكبا [76] هاهنا، و} {رأى أيديهم في هود [70] و} {أن رأى برهان ربّه [يوسف: 24] و} {فلما رأى قميصه في يوسف [38]، و} {إذ} [8] رءا نارا في
__________
عن أبي مسهر الغساني وأحمد بن حنبل، روى عنه أبو داود وأبو جعفر الطحاوي، قال ابن أبي حاتم: كان صدوقا ثقة، مات سنة إحدى وثمانين ومائة. تهذيب التهذيب 6/ 215.
(1) والمشهور عن ابن ذكوان فتح النون وتشديد السين، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 103، وابن الجزري في النشر 2/ 259.
(2) في (ت) و (م) = أحمد = والصواب ما أثبته.
(3) وفي (م) = نصر = وهو خطأ.
(4) وهو المشهور عن الكسائي، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 103، وابن الجزري في النشر 2/ 44.
(5) في (م) مطموس ما بين القوسين.
(6) = الضرير = مطموسة في (م).
(7) في (م) = المال = وهو خطأ.
(8) في (م) = وإذا = وهو خطأ.(3/1045)
طه [22] لا غير. ولم يذكر لي الموضعين اللذين (1) في النجم [11] {ما رأى أفتمارونه و} {لقد رأى من آيات ربّه [18]، وقال لي: روى الشاميّون عن ابن ذكوان بإمالة فتحة الراء والهمزة في الحرف الذي في الأنعام وحده، وسائر القرآن بإخلاص فتحهما. ورأيت أنا أبا الفتح المظفر بن أحمد بن إبراهيم الدمشقي قد حكى ذلك عن قراءته على أبي الأخرم عن الأخفش، وكذلك [181/ ت] حكى أحمد بن نصر الشذائي أنه قرأ عليه عن الأخفش، والذي نصّ عليه الأخفش في كتابه بالإمالة} [2] من ذلك الموضع الذي هاهنا، والذي في هود والذي في يوسف لا غير، قال في ذلك بكسر الراء والمدّ، ولم يذكر الهمزة. وقال التغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان بكسر الراء والمدّ، ولم يذكروا (3) الهمزة أيضا، قالوا: وكذلك كلّ (رأى) في القرآن ما لم يلقها ألف ولام، فإن لقيها فالراء مفتوحة بغير مدّ. وروى سلامة بن هارون عن الأخفش عن ابن ذكوان الباب كله بين الفتح والكسر (4).
وكذلك روى أحمد بن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر. وروى هشام بإسناده عن ابن عامر من قراءتي بفتح الراء والهمزة في جميع القرآن، وقال الحلواني عنه {رأى كوكبا بفتح الراء والألف لم يذكر غيره} [5]، وقال {رأى القمر [77] و} {رأى الذين أشركوا [النحل: 86] و} رأى المجرمون [الكهف: 53] بفتح الراء
__________
(1) وفي (م) = الذي =.
(2) كلمة = بالإمالة = مطموسة في (ت).
(3) في (م) = يذكر = وهو خطأ.
(4) والمشهور عن ابن ذكوان في (رأى) الذي بعده اسم ظاهر: أنه أمال الراء والهمزة جميعا في جميع المواضع، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 103، وابن الجزري في النشر 2/ 45.
وأما (رأى) الذي بعده ضمير، فقد ذكر الداني عن ابن ذكوان فيه وجهين: الأول: إمالة الراء والهمزة، والثاني فتحهما. انظر التيسير ص 103.
وذكر فيه ابن الجزري ثلاثة أوجه: امالة الراء والهمزة، والثاني فتحهما، والثالث فتح الراء وإمالة الهمزة. انظر النشر 2/ 46.
(5) وكذلك قرأ هشام سائر المواضع بفتح الراء والهمزة في (رأى) إذا كان بعده اسم ظاهر أو ضمير، كذا في التيسير فانظر ص 104103.
وزاد ابن الجزري وجها آخر لهشام في (رأى) الذي بعده اسم ظاهر وهو إمالة الراء والهمزة جميعا، وذكر أن الأكثرين رووه عن الداجوني كذلك، ثم صحح الوجهين عن هشام. انظر النشر 2/ 45.(3/1046)
والألف فيهن (1). واختلف في ذلك أيضا عن عاصم، فروى العليمي والبرجمي عن أبي بكر وحماد عن عاصم بإمالة فتحة الراء والهمزة في {رأى كوكبا هاهنا خاصّة، وبإخلاص فتحهما في سائر القرآن. وروى المفضل عن عاصم ويحيى بن آدم والكسائي فيما قرأت من طريقهما عن أبي بكر وهبيرة والقوّاس عن حفص بإمالة فتحة الراء والهمزة مع الاسم الظاهر والمكنّى وغيرهما في جميع القرآن} [2].
فأما ما استقبله ساكن منفصل من هذا الباب نحو قوله: {رأى الشمس [78] و} {رأى القمر [77] و} {رأى المجرمون [الكهف: 53] وما أشبهه فحمزة والكسائي من رواية نصير وحده، وعاصم من رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر من غير رواية الأعشى، ومن غير رواية خلف عن يحيى عنه يميلون} [3] فتحة الراء خاصة في حال الوصل ويخلصون فتحة الهمزة. وكذلك روى هبيرة والقوّاس عن حفص فيما قرأت له، وروى خلف وابن المنذر وابن شجاع عن يحيى عن أبي بكر في هذا الباب بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعا كالباب الأول سواء (4). وابن عامر يخلص فتحهما (5)
جميعا نصّ على ذلك الأخفش والتغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام (6). واختلف الرواة عن عاصم ونافع وأبي عمرو في هذين البابين
__________
(1) وانظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 46.
(2) أما أبو بكر عن عاصم فقد ذكر المؤلف عنه في التيسير ص 103، أنه يميل الراء والهمزة مع الاسم الظاهر والمكنى.
(3) في (م) = يمالون = وهو خطأ.
وأما ابن الجزري فقد ذكر عن أبي بكر روايتين مشهورتين:
الأولى: رواية الجمهور عن العليمي أنه أمال فتحة الراء والهمزة في (رأى كوكبا) في الأنعام خاصة، وأخلص فتحهما في سائر القرآن.
الثانية: رواية الجمهور عن يحيى بن آدم بإمالة الراء والهمزة جميعا مع الاسم الظاهر والمكنى في جميع القرآن. انظر النشر 2/ 464544.
فيكون لأبي بكر وجهان مشهوران: إمالة الراء والهمزة، وفتحهما.
وأما حفص فالمشهور عنه: فتح الراء والهمزة في جميع القرآن، وهو المعتمد عنه كما في التيسير ص 104103، والنشر 2/ 4844.
(4) في (م) = سواء = غير واضحة.
(5) في (م) = فتحها = وهو خطأ.
(6) انظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 46.(3/1047)
اختلافا شديدا، ونحن نذكر اختلافهم فيما جاء في النصوص عنهم (ونحكي ألفاظهم كما) (1)، (رويت) (2) في الأصول إن شاء الله تعالى. فأما عاصم فروى خلف في جامعه (3) ومحمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر أنه كان يكسر الراء (4) والهمزة فيما استقبله ساكن أو لم يستقبله، وكذلك قال ابن سعدان عن سليم عن حمزة، قال:
يكسر كل شيء في القرآن لقيه ألف ولام أو لم يلقه {رأى كوكبا [76] و} {رأى القمر و} {رأى الشمس لم يرو هذا مع الساكن المنفصل} [5] عن سليم أحد غيره (6).
وروى أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر {رأى كوكبا مكسورة ممدودة قليلا، ثم ذكر الباب كله فقال: مكسورات كلهنّ. وروى خلف في «مجرّده»} [7] عن يحيى عن أبي بكر الباب كله بكسر الراء، ولم يذكر الهمزة. وقال لنا محمد بن علي: قال: أنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن يحيى عن أبي بكر بكسر الراء والهمزة معا.
قال: وروى غير خلف عن يحيى عنه بكسر الراء وفتح الهمزة مثل حمزة (8)، وروى الواسطيون أداء عن يحيى الباب كله بفتح الراء وإمالة الهمزة. وقال شعيب عن يحيى {رأى كوكبا بكسر الراء [221/ م] و} {رأى القمر و} {رأى الشمس و} {رأى المجرمون و} {رأى الذين أشركوا [النحل: 86] بكسر الراء وفتح الألف، وروى موسى بن حزام عن يحيى الباب كله بالكسر [182/ ت] لم يزد على ذلك شيئا، وروى ضرار بن صرد عنه كل شيء في القرآن من} رأى فهو بكسر الراء ولم يذكر الهمزة.
وكذلك قال ابن أبي أمية عن أبي بكر في الباب كله بكسر الراء، وروى يحيى الجعفي عنه الباب كله، فقال مهموزات بكسر الألف، وروى ابن جامع عن ابن أبي
__________
(1) في (م) ما بين القوسين مطموس.
(2) في (ت) و (م) = روت =، ولعل الصواب = رويت = وهو ما أثبته.
(3) لم أقف على هذا الكتاب.
(4) المقصود بكسر الراء أو الهمزة الإمالة.
(5) في (م) = المنفصل = غير واضحة.
(6) والمشهور عن حمزة عدم إمالة همزة (رأى) إذا كان بعدها ساكن منفصل، وهو المعتمد في التيسير ص 104، والنشر 2/ 46.
(7) لم أقف على هذا الكتاب.
(8) انظر السبعة ص 261.(3/1048)
حمّاد عنه في جميعهن مكسورات الراء، وروى إسحاق الأزرق عنه {رأى كوكبا
و} {رأى القمر و} {رأى الشمس كل شيء في القرآن من نحو هذا مكسور أوله فهذا} [1] يدلّ على أنه يفتح الهمزة. وروى عبيد بن نعيم عنه في {رأى القمر وبابه كله بكسر الراء، وروى ابن سعدان عن حسين قال: كان عاصم يكسر كل راء في القرآن. ونا الفارسي، قال: نا} [2] أبو طاهر، قال: حكى لنا أبو بكر عن محمد بن شجاع، قال: سألت حسينا الجعفي، قال: كان عاصم يكسر الراء والألف في القرآن في رأى {فلما رأى القمر [77] قلت ليحيى: أليس يكسر الراء والألف جميعا في القرآن} {وإذا رأى الذين ظلموا [النحل: 85] و} {رأى المجرمون النار
[الكهف: 53] وما أشبه ذلك؟} [3]، فوافق ابن شجاع خلفا وابن المنذر على روايتهما عن يحيى، وروى أبو عمرو وأبو توبة عن الكسائي عن أبي بكر أنه كان يكسر {رأى القمر [77] و} {رأى الشمس [الأنعام: 78] و} {رأى المجرمون [الكهف: 53] لم يزد على الكسر شيئا. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر} {رأى كوكبا
[76] و} {رأى القمر و} {رأى الشمس وبابهما} [4] يفتح الراء والهمزة. وكذا روى عن أبي بكر نفسه، وعن الأعشى عنه. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني محمد بن يونس، قال: نا أحمد بن محمد بن صدقة، قال:
نا أحمد بن جبير، قال: سألت أبا بكر بن عيّاش عن قراءة عاصم في {رأى الشمس
و} {رأى القمر و} {رأى المجرمون و} {رأى الذين أشركوا [النحل: 86] فقال: مفتوح كله. وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر} {رأى كوكبا و} {رأى القمر و} {رأى الشمس مهموز مفتوحتان. ونا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد} [5]، قال: نا حسن بن داود، قال: نا القاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر {رأى كوكبا مفخم} {فلما رأى [77] و} ولقد رآه [النجم:
__________
(1) في (م) = بهذا = وهو خطأ.
(2) في (م) = أنا =.
(3) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة لابن مجاهد.
(4) في (م) = وبأنهما = وهو خطأ.
(5) عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب، أبو القاسم البزار البغدادي، نزيل مصر، روى حروف الأعشى عن أبي بكر سماعا من غير عرض عن الحسن بن داود النقار، روى القراءة عنه فارس بن أحمد. غاية 1/ 407.(3/1049)
13] كله مفخّم في الوصل والقطع مهموز، ومثله {تراءى الجمعان [الشعراء: 61]، وروى التيمي عن الأعشى كل شيء في القرآن من} {رأى فهو مكسور الراء. قال أبو عمرو بإخلاص الفتح للراء والهمزة مع الساكن وغيره، قرأت في رواية الأعشى من طريق الشموني وابن غالب في جميع القرآن} [1]، وروى هبيرة وأبو شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم {رأى كوكبا وبابه بكسر الراء والهمزة و} {رأى القمر
و} {رأى الشمس بكسر الراء والهمزة مثل حمزة، وروى عمرو وعبيد عنه بإخلاص فتحهما} [2] في الباب جميعا، وقال أبو عمارة عن حفص في والنجم {رأى مكسورة لم يذكره غيره} [3]. وأما نافع فروى ابن المسيّبي وخلف عن المسيّبي أنه فتح ذلك كله، وروى ابن واصل عن ابن سعدان الباب كله بالفتح غير مهموز، وروى عبيد بن محمد عن ابن سعدان بفتح الراء والهمزة، وكذلك عند الألف واللام، وزاد ابن مجاهد عن محمد بن يحيى عن ابن سعدان بفتح الراء والهمزة، وكذلك عند الألف واللام. قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بين الفتح والكسر (4). ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع بفتح الراء والهمزة مع الألف واللام ومع غيرهما (5).
وروى الحلواني عن قالون رأى [183/ ت] كوكبا بفتح الراء والألف، وكذلك
__________
(1) تقدم الكلام عن قراءة أبي بكر (رأى) إذا كان بعدها اسم ظاهر أو مكنى في ص 284.
وأما إذا كان بعد (رأى) ساكن منفصل، فالمشهور عن أبي بكر إمالة الراء وفتح الهمزة.
وقد ذكر المؤلف في التيسير ص 104أن خلفا روى عن يحيى عن أبي بكر إمالة الهمزة أيضا، وصحح هذا الوجه، وبين أنه معمول به.
وقد بين ابن الجزري رحمه الله أن إمالة الهمزة إذا كان بعدها ساكن منفصل لم تصح عنده إلا من طريق خلف حسبما حكاه الداني وابن مجاهد فقط، وقال: = وإلا فسائر من ذكر رواية أبي بكر من طريق خلف عن يحيى لم يذكر غير إمالة الراء وفتح الهاء، ولم يأخذ بسوى ذلك = أ. هـ النشر 2/ 47.
(2) في (ت) و (م) = فتحهما = وهو خطأ.
(3) والمشهور عن حفص أنه فتح الراء والهمزة من (رأى) حيث وقعت في القرآن، سواء كان بعدها متحرك أو ساكن. وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 103، 104، وهو كذلك عند ابن الجزري في النشر 2/ 4844.
(4) انظر السبعة لابن مجاهد ص 260.
(5) انظر المرجع السابق.(3/1050)
روى أبو سليمان عنه، وروى أحمد بن صالح عنه {رأى كوكبا الهمزة وسطا من ذلك، وروى أبو مروان العثماني عنه بين الفتح والبطح، ولم يذكر ذلك عن قالون غيرهما والذي قرأت أنا به في رواية المسيّبي من طريق ابن سعدان، وفي رواية إسماعيل من طريق ابن عبدوس، وفي رواية قالون من طريق القاضي وأبي عون عن الحلواني بين الفتح والإمالة كما رواه أحمد وأبو مروان عن قالون سواء، وقرأت في رواية الثلاثة من غير هذا الطريق بإخلاص الفتح للراء والهمزة. وكذلك قرأت في رواية أبي نشيط وأبي علي الشحام عن قالون، وذلك في الراء إجماع من الرواة.
وإنما} [1] اختلفوا في الهمز لا غير (2)، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش {رأى كوكبا [76] كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ في القرآن كله. قالوا: وكان يفتح} {رأى الشمس [78] و} {رأى القمر [77] و} {تراءى الجمعان [الشعراء: 61] وروى داود عنه في الاختلاف بين نافع وحمزة} {رأى القمر وبابه و} {تراءى الجمعان لا يبطح} [3]. وروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش {رأى الراء مفتوحة والألف مكسورة ممدودة، وروى أحمد بن صالح عنه} {رأى كوكبا الراء مفتوحة مهموزة، والألف ممدودة، والذي قرأت أنا في رواية} [4] [222/ م] ورش من غير (5) طريق الأصبهاني بإمالة فتحة الراء والهمزة بعدها يسيرا بين بين فيما لم يستقبله ألف ولام، وبإخلاص فتح فيما استقبلاه، وقرأت في رواية الأصبهاني بإخلاص فتحهما في الباب كله (6). فأما أبو عمرو فروى ابن سعدان وابن جبير عن اليزيدي عنه أنه قرأ جميع ما استقبله ألف ولام وما لم يستقبله مثل حمزة. وروى أبو
__________
(1) سقطت = إنما = من (ت).
(2) والمشهور عن قالون أن أخلص فتح الراء والهمزة جميعا، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 103، 104، وابن الجزري في النشر 2/ 4644.
(3) لم أقف على هذا الكتاب.
(4) في (م) = عن ورش =، والصواب عدم زيادة = عن =.
(5) سقطت = غير = من (م).
(6) والمشهور عن ورش ما ذكره عنه المؤلف أولا من رواية أبي الأزهر وأبي يعقوب وداود عنه أنه أمال (رأى) بين حيث وقعت ما لم يستقبلها ساكن منفصل، فإن استقبلها ساكن منفصل، فتح الراء والهمزة جميعا، وهذا ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 104، وابن الجزري في النشر 2/ 4644.(3/1051)
عبد الرحمن وأبو حمدون وإبراهيم في حكاية العباس بن محمد عنه عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه (1) إذا كان بين الراء والياء همزة، فالراء مفتوحة والهمزة مكسورة في الوصل والوقف استقبلتها ألف موصولة أم لم تستقبلها، مثل {رأى القمر و} {رأى المجرمون [الكهف: 53] وكذلك روى أبو العباس الرافعي} [2] {رأى كوكبا و} {رأى الشمس و} {رأى القمر بكسر الياء بعد الألف، وكذا قال ابن سعدان عن اليزيدي في «مجرده»} [3].
وهذا يوافق رواية اليزيدي وأبي حمدون. وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتح الراء والهمزة عند استقبال الألف واللام في الباب كله، وقرأت في رواية الدوري والخياط من طريق ابن مجاهد وغيره في رواية الموصلي عن اليزيدي بإخلاص فتحة الراء وإمالة فتحة الهمزة فيما لم يستقبله ألف ولام، وبإخلاصهما معا فيما استقبلاه، وكذلك حكى لي الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ على ابن مجاهد. وبه قرأت عليه أنا، وحكاه لنا أيضا محمد بن أحمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أصحابه الذين سمّاهم، وبذلك قرأت أيضا على أبي الحسن في رواية الدوري والسوسي عن قراءته، وبذلك قرأت على أبي الفتح في رواية شجاع وعبد الوارث عن أبي عمرو وفي رواية أصحاب اليزيدي غير السوسي، فإني قرأت عليه في روايته من غير طريق أبي عمران موسى بن جرير فيما لم يستقبله ألف ولام (4)، وفيما استقبلاه بإمالة فتحة الراء والهمزة معا كما يرويه خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم سواء. قال لي أبو الفتح: وكان أبو عمران يختار من ذات نفسه فتح الراء وإمالة الهمزة فيما لم يستقبله ألف ولام، وفتحهما (5) معا فيما استقبلاه، قال لي: وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين. وروى شجاع عن أبي عمرو {رأى كوكبا بنصب الراء ويشمّ الألف كسرة} {رأى الشمس و} {رأى القمر ينصب الراء ولا يشمّ الألف كسرة لأنه استقبلت الراء ألف ولام خفيفا فانتصب} [6]. قال أبو عمرو: وما استقبله
__________
(1) في (م) = وأنه = وزيادة الواو خطأ، ولا داعي لها.
(2) لم أعثر على ترجمته.
(3) لم أقف على هذا الكتاب.
(4) سقطت الواو من (م).
(5) في (م) تكرار لعبارة = ولام وفتحهما =.
(6) وهذا هو المشهور عن أبي عمرو: أنه كان يميل الهمزة فقط من (رأى) إذا لم يكن بعدها ساكن. فإن كان بعد (رأى) ساكن فتح الراء والهمزة جميعا.(3/1052)
ألف ولام من هذا الباب [184/ ت]، فإنه إذا فصل بينهما بالوقف كان الاختلاف فيه كالاختلاف فيما لم يستقبلاه في مذهب كل واحد من أصحاب الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة، وقرأ ابن كثير في الباب كله بإخلاص فتحة الراء والهمزة في جميع القرآن. وأذكر اختلافهم في {تراءى الجمعان [الشعراء: 61] في موضعه إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة} {أتحاجّوني في الله
[80] بتخفيف النون، قال ابن ذكوان: وأنا أقرؤها بتشديد النون، واختلف في ذلك عن هشام عن ابن عامر، فروى الحلواني عنه فيما حدّثناه الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن الحلواني} {أتحاجّوني مشدّدة. قال الحلواني بنونين مثل يدغم إحداهما ويثقل، وبهذا قرأت أنا في روايته عن هشام على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن أصحابه عنه، قال لي أبو الفتح: وكذا قرأت أيضا على أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عبّاد عن هشام، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر، وقرأت ذلك على أبي الفتح أيضا في رواية هشام بتخفيف النون كابن ذكوان، وحكى لي عن قراءته على عبد الله ابن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عنه، وكذلك أقرأني أبو الحسن ذلك عن قراءته، وكذلك نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام وابن ذكوان عن أصحابهما عن ابن عامر} [1]. وقرأ الباقون بتشديد النون (2)، وروى محمد بن جنيد عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى عن أبي بكر
__________
وأما قول الداني رحمه الله في التيسير ص 104: وقد روى عن أبي شعيب مثل حمزة أي بإمالة الراء والهمزة في رأى التي ليس بعدها ساكن، فقد تعقبه ابن الجزري بأن هذه الرواية ليست من طرق التيسير، ولا الشاطبية، بل ولا النشر ثم بين أن قول المؤلف في التيسير: وقد روى عن أبي شعيب مثل حمزة، لا يدل على ثبوته من طرقه فإنه قد صرح بخلافه إلخ.
وأما قول الداني في التيسير ص 104: وقد روى غير واحد عن أبي شعيب بإمالة فتحة الراء والهمزة في ذلك أي في (رأى) إذا أتى بعدها ساكن منفصل ثم قال بعد: وكل صحيح معمول به.
فقد تعقبه ابن الجزري بأن هذه الرواية عن أبي شعيب ليس إلى الأخذ بها من طريق الشاطبية ولا من طريق التيسير ولا من طرق النشر سبيل، لأن الداني رحمه الله قد قرأ بهذا الوجه على شيخه أبي الفتح من غير طريق أبي عمران موسى بن جرير. انظر النشر 2/ 4845.
(1) انظر السبعة ص 261.
(2) والمشهور عن ابن ذكوان تخفيف النون لا غير، وأما هشام فعنه الوجهان: التخفيف والتشديد. انظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 259، 260.(3/1053)
عن عاصم {أتحاجّونني بنونين ظاهرتين فخالف الجماعة عن أبي بكر وسائر الرواة عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى وجميع مصاحف أهل} [1] الأمصار (2).
حرف:
قرأ الكوفيون {نرفع درجات من نشاء [83] هاهنا، وفي يوسف [76] بالتنوين، وقرأ ابن عامر في رواية ابن بكّار هاهنا بغير تنوين وفي يوسف بغير تنوين.
وقرأ الباقون بغير تنوين في الموضعين} [3].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {واليسع [86] هاهنا وفي ص [48] بلامين} [4]
والياء ساكنة وقرأ الباقون بلام واحدة ساكنة والياء مفتوحة.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان من طريق الأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ {فبهداهم اقتدهي [90] بكسر الهاء وإلحاقها ياء في الوصل.
قال الأخفش: يجرّ الهاء كسرا، وقال ابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ الهاء مكسورة بالإشباع، وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى الصوري عن ابن ذكوان، وقرأ} [5] في رواية هشام من طريق الحلواني وابن عباد وغيرهما من غير إلحاق ياء، وقال الحلواني يكسرها ولا يشبع كسرتها، وكذلك روى الداجوني (6) [223/ م] عن أصحابه عن هشام. ونا محمد بن علي عن ابن مجاهد، قال: قرأ ابن عامر {اقتده
يشمّ الهاء الكسر من غير بلوغ ياء} [7]، فدلّ على أنه يرويه عن التغلبي عن ابن ذكوان، وعن ابن أبي مهران عن الحلواني عن هشام (8)، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر
__________
(1) في (م) ما بين القوسين مطموس أكثره.
(2) رواه ابن جنيد رواية شاذة.
(3) وانظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 260.
وانظر إملاء ما من به الرحمن 1/ 251250.
(4) قول المصنف رحمه الله: بلامين أي: بلام مشددة، كما عبر عنه هو في التيسير ص 104.
وانظر النشر 2/ 260.
(5) كذا في (ت) و (م)، ولعلها = وقرأت =.
(6) في (م) ما بين القوسين مطموس أكثره.
(7) انظر السبعة لابن مجاهد ص 262.
(8) ذكر المؤلف في التيسير ص 105وجها واحدا عن ابن ذكوان وهو صلة الهاء بياء، وذكر ابن الجزري في النشر 2/ 142، عن ابن ذكوان روايتين: إشباع الكسرة كما في التيسير، والآخرة كسر الهاء من غير إشباع.(3/1054)
وعاصم من رواية الكسائي ويحيى الجعفي عنه، وشجاع عن أبي عمرو من رواية أبي عبيد عنه بحذف الهاء في الوصل وإثباتها في الوقف، وهذه الهاء من قراءة ابن عامر كناية عن مصدر محذوف ثابت عنه، والتقدير: اقتد الاقتداء، وهي في قراءة الباقين هاء سكت واستراحة، وقرأ الباقون بإثباتها ساكنة في الحالين (1)، وكذلك روى ابن شنبوذ عن ابن (2) نصر (3) عن ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر أداء (4).
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا
[91] بالياء في الثلاثة [185/ ت]. وقرأ الباقون بالتاء فيهن} [5].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر {ولينذر أم القرى [92] بالياء. واضطرب قول أبي هشام} [6] عن يحيى في ذلك، فقال عنه عن أبي بكر في (7)
مجرده بالياء (8) كما روت الجماعة عنه. وقال في جامعه (9) عنه عن أبي بكر أن عاصما قرأ {ولتنذر} [10] في الأنعام بالتاء حفظي عن يحيى وهم، والصواب قوله الأول، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء (11).
__________
(1) وإثبات الياء ساكنة في الوصل والوقف هو المشهور عن أبي عمرو وعاصم من رواية حفص وأبي بكر، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 105، وابن الجزري في النشر 2/ 142.
(2) في (م) = أبى =.
(3) أحمد بن نصر بن شاكر، تقدم.
(4) ورواية ابن شنبوذ هذه رواية شاذة، وقد تقدم أن المشهور عن ابن عامر كسر الهاء وصلا، ويسكنها وقفا.
(5) انظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.
(6) في (ت) و (م) = هاشم = وهو خطأ.
(7) سقطت = في = من (م).
(8) لم أعثر على هذا الكتاب.
(9) لم أعثر على هذا الكتاب.
(10) في (ت) = ولينذر =.
(11) وانظر: النشر 2/ 260، السبعة لابن مجاهد ص 263.
تنبيه: وقع في التيسير ص 105خطأ في هذا الحرف، فقد نسبت قراءة (لينذر) بالياء إلى أبي عمرو، والصواب أبو بكر، كما هو هنا وكما هو في النشر والسبعة لابن مجاهد وغيرهما من المصنفات.(3/1055)
حرف:
وقرأ كلهم هاهنا [92] وفي المعارج [34] {على صلاتهم يحافظون
بغير واو} [1] على التوحيد، إلا ما اختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم، فروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر عنه أنه قرأ {على صلاتهم في السورتين بالواو} [2] على الجمع. وروى محمد بن إبراهيم الخوّاص (3) عن الأعشى عن أبي بكر في المعارج بالجمع، وروى خلّاد عن حسين عنه في هذه السورة بالجمع (4) لم يذكر (هـ) (5) أحد غيرهم.
حرف:
قرأ (نافع وعاصم) (6) في رواية حفص والكسائي {لقد تقطّع بينكم
[94] بفتح النون. وقرأ الباقون برفعها} [7]. و {الحيّ من الميت والميت من الحيّ
[95] مذكور قبل} [8].
حرف:
قرأ الكوفيون {وجعل [96] بفتح العين واللام من غير ألف} {الليل سكنا [96] بنصب اللام. وقرأ الباقون} {وجاعل بالألف وكسر العين ورفع اللام} {الليل بالخفض} [9].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فمستقرّ [98] بكسر القاف. وقرأ الباقون بفتحها} [10]، وأجمعوا على فتح الدال من ومستودع [98] لأن المعنى أن الله استودعه فهو مفعول.
حرف:
قرأ عاصم في رواية الشموني وابن غالب ومحمد بن إبراهيم عن
__________
(1) في (ت) و (م) = ألف = ولعل الصواب ما أثبته.
(2) في (ت) و (م) = بالألف = ولعل الصواب ما أثبته.
(3) محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو بكر الزاهد المعروف بالخواص، تقدم ص 130.
(4) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ (على صلاتهم) هاهنا وفي المعارج بالتوحيد مثل سائر القراء، ولذا ليس في التيسير ولا في النشر ذكر للخلاف في هذا الحرف في الموضعين.
(5) في (ت) و (م) = لم يذكر =، ولعل الصواب = يذكره =، فأثبت الهاء.
(6) في (ت) و (م) = عاصم ونافع = والصواب القلب.
(7) انظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.
(8) في الفقرة الثالثة والثلاثين ومائة.
(9) وانظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.
(10) وانظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.(3/1056)
الأعشى، وفي رواية حسين وأبي الأسباط عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عنه {وجنّات من أعناب [99] بالرفع.
ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس، قال:
نا ابن صدقة، قال: نا أبو الأسباط قال: نا عبد الرحمن عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ} {وجنّات عند رأس المائة من الأنعام بالرفع. ونا ابن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: الخثعمي، قال: نا أبو الأسباط، قال: نا عبد الرحمن، قال: كان عاصم والأعمش يقرءان هذا الحرف بالرفع} {وجنّات من أعناب. وقرأ الباقون} {وجنّات
بكسر التاء وهي في موضع نصب، وكذلك روى الباقون من أصحاب أبي بكر عنه} [1].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {إلى ثمره [99و 141] في الموضعين في هذه السورة، وفي يس [35] بضم الثاء والميم في الثلاثة. وقرأ الباقون بفتح الثاء والميم فيهما} [2]. وأذكر الاختلاف في الكهف [34] هناك إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ نافع {وخرّقوا [100] بتشديد الراء. وقرأ الباقون بتخفيفها} [3].
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {وليقولوا درست [105] بألف بعد الدال وإسكان السين وفتح التاء. وقرأ ابن عامر بغير ألف وفتح السين وإسكان التاء. وقرأ الباقون بغير ألف وإسكان السين وفتح التاء} [4].
حرف:
وكلهم قرأ {فيسبّوا الله عدوا [108] بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ} {عدوّا
بضم العين والدال وتشديد الواو} [5].
__________
(1) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ (وجنات من أعناب) بنصب التاء فيكسرها، مثل سائر القراء، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر لخلاف فيها، فهي موضع اتفاق.
(2) وانظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.
(3) وانظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 261.
(4) انظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 261.
وانظر إملاء ما من به الرحمن 1/ 256.
(5) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ (عدوا) بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو، ولم يذكر خلاف عن السبعة في هذا الحرف في التيسير ولا في النشر، لأنه موضع اتفاق بينهم.(3/1057)
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {أنها إذا جاءت [109] بكسر الهمزة، واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه العليمي والبرجمي وحسين الجعفي وهارون بن حاتم وابن أبي أمية والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والتيمي أنها بالكسر. حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق القاضي عن هارون بن حاتم عن حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم (أنها) مكسورة} [1]، وكذلك روى [186/ ت] خلّاد عن حسين، نا عبد العزيز بن محمد، قال:
نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم (أنها) بكسر الألف. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: نا موسى بن إسحاق، قال: نا هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر (أنها) مكسورة، وكذلك روى حمّاد وداود الأودي (2) عن عاصم (3)، وكذلك [224/ م] روى الواسطيون شعيب بن أيّوب وأبو عون وأبو حمدون عن يحيى عن أبي بكر، وروى يحيى بن آدم عنه أنه لم يحفظ عن عاصم كيف قرأ أكسر أم فتح؟ وكذلك روى عنه ابن عطارد وعبيد بن نعيم. وروى إسحاق الأزرق عنه أنه قال: لا أعلم عاصما إلا قد كان يقرؤها {أنها يعني بالفتح. وروى ابن جبير عن الكسائي ومحمد بن جنيد عن الأعشى} [4]، وابن أبي خليع (5) (6) عن ابن أبي حمّاد وابن نوح (7) عن أبي عمر (8) عنه أنها منتصبة
__________
(1) انظر السبعة ص 265.
(2) داود بن يزيد الأودي، ذكره ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 289فيمن روى القراءة عرضا وسماعا عن أبي عمرو البصري، ولم يترجم له ابن الجزري ترجمة مستقلة، وله ترجمة في التقريب ص 200: داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، أبو يزيد الكوفي، الأعرج، ضعيف، مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
(3) انظر السبعة ص 265، ولم يذكر هنالك حمادا.
(4) في (ت) = الأعشى وابن أبي حماد = وزيادة ابن أبي حماد خطأ.
(5) في (م) = ابن أبي خليع =.
(6) علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع، أبو الحسن البجلي البغدادي الخياط، القلانسي، مقرئ ضابط ثقة، عرض على أحمد بن حرب المعدل، عرض عليه أبو القاسم بكر بن شاذان، توفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة. غاية النهاية 1/ 566.
(7) لم أعثر على ترجمته.
(8) في (ت) و (م) = عمرو = وهو خطأ.(3/1058)
الألف. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس (1)، قال: نا أحمد بن سعيد بن شاهين (2)، قال: حدّثنا أبو الربيع، قال: نا بريد (3) بن عبد الواحد عن أبي بكر عن عاصم (أنها) مثله. ونا الفارسي أيضا، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي وقاسم المطرز، قالا: نا أبو كريب، قال: نا أبو بكر، قال: كان عاصم يقرأ {أنها، زاد الخثعمي منصوبة. قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر من طريق الصريفيني بالوجهين بفتح الهمزة وبكسرها، وبلغني عن ابن مجاهد أنه كان يختار في رواية يحيى عن أبي بكر الكسر، وبلغني عن ابن شنبوذ أنه كان يختار في روايته الفتح} [4]، واختلف في ذلك عن الكسائي أيضا، فروى ابن رستم غير نصير عنه أنها بكسر الألف، وكذلك روى محمد بن إدريس الدنداني، وعلي بن أبي نصر النحوي عن نصير أداء، وذكر ابن مجاهد عن الكسائي هذا الحرف في كتابه المفرد بقراءته، ونصّ عليه بالفتح، ولم يتبعه خلافا، فدلّ ذلك على أنه يرويه عن أصحابه عن نصير عنه بالفتح.
قال أبو عمرو: والكسر أصل عن الكسائي، وذلك أن خلف بن إبراهيم نا قال: نا أحمد ابن محمد المكّي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد، قال: وأما الكسائي فقد كان قرأ بالقراءتين جميعا من الكسر والفتح، فلا أدري على أيّهما ثبت، فلعل نصيرا قد روى عنه الكسر كما رواه عنه أبو عبيد، والذي قرأت به أنا في روايته عن الكسائي الفتح، وكذلك روى سائر الرّواة عن الكسائي (5)، وكذلك قرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل.
__________
(1) في (ت) و (م) = يوسف = والصواب = يونس =.
(2) أحمد بن سعيد بن شاهين، روى القراءة عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، روى عنه القراءة محمد بن يونس المطرز. غاية 1/ 57.
(3) في (ت) و (م) = يزيد = وهو خطأ.
(4) والوجهان صحيحان عن أبي بكر، فقد ذكر المؤلف عن أبي بكر وجهين في التيسير ص 106، وذكرهما كذلك ابن الجزري وصححهما في النشر 2/ 261.
(5) والفتح هو المشهور عن الكسائي، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 106، وابن الجزري في النشر 2/ 261.(3/1059)
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة {لا تؤمنون} [1] [109] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء (2).
ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون. ح ونا (3) ابن غلبون قال: نا محمد بن محمد (4)، قال: نا الباهلي، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع بالتاء، وذلك غلط من الباهلي لأن الجماعة روت ذلك عن أبي عمر عن إسماعيل بالياء.
حرف:
روى هبيرة عن حفص عن عاصم من قراءتي {ويذرهم في طغيانهم
[110] بالياء، وروى سائر الرّواة عن حفص بالنون، وبذلك قرأ الباقون} [5].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {كل شيء قبلا [111] بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ الباقون بضمّ القاف والباء} [6].
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص {منزّل من ربك [114] بفتح النون وتشديد الزاي، وكذلك روى بريد} [7] عن إسماعيل عن نافع، وعن أبي بكر عن عاصم وهو وهم. وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي (8).
حرف:
قرأ الكوفيون {وتمّت كلمة ربك [115] بغير ألف على التوحيد، ووقف عاصم وحمزة بالتاء، ووقف الكسائي بالهاء ممالة. وقرأ الباقون بالألف على الجمع} [9].
[187/ ت]
حرف:
وكلهم قرأ {من يضلّ عن سبيله [117] بفتح الياء غير أبي بكر بن مقسم} [10]
__________
(1) في (م) = يؤمنون =.
(2) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 261.
(3) في (م) = أنا =.
(4) لم أعرفه.
(5) والمشهور عن حفص أنه قرأ (ونذرهم) بالنون، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر للخلاف فيها لأنها موضع اتفاق.
(6) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 261، 262.
(7) في (ت) و (م) = يزيد = وهو خطأ.
(8) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 262.
(9) انظر التيسير ص 60، 106، وقال ابن الجزري عن هذه الكلمة وما شابهها: وقد أجمعت المصاحف على كتابة ذلك كله بالتاء. وانظر النشر 2/ 131، 262.
(10) محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم، أبو بكر البغدادي الإمام المقرئ النحوي أخذ القراءة عن إدريس بن الكريم، روى القراءة عنه ابنه أحمد، توفي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. غاية 2/ 123.(3/1060)
عن داود بن سليمان (1) عن نصير عن الكسائي {من يضلّ بفتح الياء والضاد، وقرأت لنصير على أبي الفتح بالوجهين واختياري مثل الجماعة. وروى محمد بن عيسى} [2] وعلي بن أبي نصر أداء عن نصير عن الكسائي بضم الياء وكسر الضّاد، ولم ينصّ على هذا الحرف أحد من أصحاب نصير بفتح ولا بضمّ إلا أحمد بن يحيى الأصبهاني، فإنه نصّ عليه بنصب الياء، وكذلك لم ينصّ عليه أحد من أصحاب الكسائي، بل أضربوا عنه إلا أحمد بن شريح (3)، فإنه نصّ عليه بضمّ الياء كالذي يروي أداء عن نصير (4).
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص {وقد فصّل لكم ما حرّم عليكم
[119] بفتح الفاء والصاد والحاء والراء في الكلمتين، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والمفضل عن عاصم بضمّ} {فصل و} {حرّم بضم الفاء والحاء وكسر الصاد والراء فيهما، وقرأ} [5] حمزة والكسائي وحمّاد عن عاصم {فصل بفتح الصاد والفاء} {ما حرّم بضمّ الحاء وكسر الراء} [6]، نا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد (7)، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة وعن ورش {ما حرّم
[199] قال أسامة} [8] بالنصب، وقال محمد بنصب الحاء، وخالف يونس عن ابن
__________
(1) داود بن سليمان، قال الداني شيخ يروي عنه أبو بكر بن مقسم، أخذ القراءة عرضا عن نصير بن يوسف صاحب الكسائي غاية 1/ 279.
(2) الأصبهاني. تقدم.
(3) أحمد بن الصباح بن أبي سريج، أبو جعفر أو أبو بكر النهشلي، ثقة ضابط كبير قرأ على الكسائي وله عنه نسخة، قرأ عليه الفضل بن شاذان، توفي سنة ثلاثين ومائتين. غاية 1/ 63.
(4) والمشهور عن الكسائي فتح الياء وكسر الضاد في يضل مثل سائر القراء، وهو موضع اتفاق.
(5) في (م) = قرأ حمزة = ليس قبلها واو.
(6) انظر قراءة نافع وحفص عن عاصم، وقراءة حمزة والكسائى، ومثلهما يقرأ أبو بكر عن عاصم، وقراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر في التيسير ص 106، والنشر 2/ 262.
(7) جعفر بن أحمد، أبو محمد البزاز، روى القراءة عن محمد بن الربيع، روى القراءة عنه فارس بن أحمد. غاية 1/ 191.
(8) تقدم ص 99.(3/1061)
كيسة داود، فروى عنه عن سليم كما روت الجماعة عنه بضمّ الحاء وكسر الراء وهو الصّواب. واختلف عن أبي بكر عن عاصم في {ما حرّم وأجمع الرّواة عنه على} {فصل أنه بفتح الفاء والصّاد، فروى عنه الكسائي وحسين [225/ م] وابن أبي أميّة وإسحاق الأزرق والأعشى والعليمي والبرجمي وابن أبي حمّاد} {حرّم بضمّ الحاء وكسر الراء مثل حمزة، وبذلك قرأت في رواية يحيى بن آدم عنه، وروى أبو هشام وخلف وابن شاكر وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر} {ما حرّم وقال أبو هشام: ربما قرأ بنصب الحاء، وربما رفعها. وقال الآخرون: إنه رفع الحاء ثم فتحها بعد، وروى موسى بن حزام وحسين بن الأسود عنه عن أبي بكر} {ما حرّم عليكم
برفع الحاء، ثم قال: سمعته بعد ذلك يقول:} {حرّم برفع الحاء، كذا قالا جميعا رواهما. والصواب مما قاله خلف وأصحابه إنه رفع الحاء ثم نصبها. حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو} [1] طاهر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا يحيى، قال: نا أبو بكر، قال: سمعته يقرأ: {ما حرّم قال: ثم سمعته بعد ذلك قال:} {حرّم
بنصب الحاء، وروى محمد بن المنذر عن يحيى مثل ما رواه الكسائي وأصحابه عن أبي بكر، ولم يذكر الوجه الآخر. وروى يحيى بن سليمان وهارون بن حاتم عن أبي بكر} {فصل لكم ما حرّم عليكم [199] بفتحهما جميعا مثل ما يرويه حفص، وكذلك روى عبد الحميد بن صالح البرجمي عن الأعشى عن أبي بكر لم يروه عنه غيره. نا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم} {فصل منتصبة الفاء} {ما حرّم مثله} [2].
حرف:
قرأ نافع وابن عامر {ليضلّوا عن سبيله في إبراهيم [30]} {وليضلّ عن في الحجّ [9] ولقمان [6] والزمر [8] بضم الياء في الأربعة} [3]، وروى إبراهيم بن عبّاد عن (4) هشام وأحمد بن شاكر عن ابن عتبة بإسنادهما عن ابن عامر في إبراهيم [30] {ليضلوا بفتح الياء، لم يروه غيرهما} [5]، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو
__________
(1) سقطت = أبو = من (م).
(2) والمشهور عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ {ما حرم بضم الحاء وكسر الراء مثل حمزة والكسائي، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 106، وابن الجزري في النشر 2/ 262.
(3) وانظر: التيسير ص 134، النشر 2/ 299.
(4) في (ت) و (م) = إبراهيم بن عباد وهشام =، والصواب = عن هشام =.
(5) والمشهور عن ابن عامر ضم الياء في} ليضلوا في إبراهيم، وهو المعتمد في التيسير والنشر.(3/1062)
بفتح الياء في السّتّة (1)، وقرأ الباقون وهم الكوفيون بضمّ الياء فيهن (2)، وروى المفضل عن عاصم في يونس [88] {ليضلّوا بفتح الياء، لم يروه عنه غيره} [3].
حرف:
قرأ نافع {أو من كان ميتا [122] هاهنا} {والأرض الميتة في يس [33] و} {لحم أخيه ميتا في الحجرات [12] بتشديد الياء في الثلاثة} [4] [188/ ت].
وقرأ الباقون بإسكان الياء فيها (5).
حرف:
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم {حيث يجعل رسالته [124] بغير ألف وفتح التاء على التوحيد. وقرأ الباقون بالألف وكسر التاء على الجمع} [6].
حرف:
قرأ ابن كثير {ضيقا [125] هاهنا وفي الفرقان [13] بإسكان الياء.
وقرأ الباقون بتشديدهما} [7].
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد {حرجا [125] بكسر الراء وقرأ الباقون وحفص والمفضل عن عاصم بفتحها} [8].
حرف:
قرأ ابن كثير {كأنما يصعد [125] بإسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف، وقرأ عاصم في غير رواية حفص} {يصاعد بفتح الياء والصاد وتشديدها وألف بعدها وتخفيف العين، هذا قول الجماعة عن أبي بكر إلا ابن أبي حمّاد،
__________
(1) أي في المواضع السابقة، وتتمة الستة قوله تعالى:} {ليضلون هنا في الأنعام (119) وقوله تعالى} ليضلوا في يونس (88)، وقد قرأ نافع وابن عامر أيضا بفتح الياء في موضعي الأنعام ويونس.
وكان على المصنف رحمه الله أن ينص على موضعي الأنعام ويونس. وقد نص عليهما في التيسير ص 106، وكذلك نص عليهما ابن الجزري في النشر 2/ 262وانظر أيضا:
التيسير ص 134، النشر 2/ 299.
(2) وانظر: التيسير ص 106، 134، النشر 2/ 262، 299.
(3) والمشهور عن عاصم ضم الياء في موضع يونس كما قرأ في الخمسة الباقية، وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(4) كلمة = الثلاثة = مطموسة في (ت).
(5) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 224.
(6) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 262.
(7) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 262.
(8) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 262.(3/1063)
وحسين (1) بن علي، وهارون بن حاتم، ومحمد بن عبد الله الحيري عن الأعشى، فإنهم رووا (2) عنه {يصّعد بتشديد الصاد والعين من غير ألف وبذلك قرأ الباقون} [3].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {ويوم يحشرهم [128] وهو الثاني من هذه السورة، وكذا الثاني من يونس [45]} {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا وفي الفرقان [17] وفي سبأ [40]} {ويوم يحشرهم ثم يقول بالياء في الأربعة، وتابعه ابن كثير على الياء في الذي في الفرقان خاصة. وقرأ الباقون بالنون في الجميع} [4]، وأجمعوا على النون في الأول من هذه السورة (5) ومن سورة يونس (6).
حرف:
قرأ ابن عامر {وما ربّك بغافل عمّا تعملون [132] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء} [7]. نا (8) الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ كل شيء في القرآن {وما ربك بغافل عمّا تعملون بالتاء، فدلّ على أنه يوافق ابن عامر} [9].
__________
(1) في (ت) = جبير = وهو خطأ.
(2) في (م) = روا = بواو واحدة، وهو خطأ.
(3) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ {يصاعد بفتح الياء والصاد وتشديدها وألف بعدها وتخفيف العين. وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، وابن الجزري في النشر 2/ 262.
(4) وانظر: التيسير ص 107، 163، النشر 2/ 262، 333، 351.
(5) والأول المجمع عليه بالنون في هذه السورة} {ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم (22).
(6) والأول المجمع عليه بالنون في يونس} {ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم (28).
(7) انظر: التيسير ص 107، النشر 2/ 262، 263.
(8) في (م) = فا الفارسي =، وهو خطأ.
(9) ورد قوله تعالى} وما ربك بغافل عما تعملون في ثلاثة مواضع:
الأول: هنا في الأنعام.
والثاني: في آخر هود (آية 123).
والثالث: آخر النمل (آية 93).
والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ المواضع الثلاثة بالياء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، 126، وابن الجزري في النشر 2/ 262، 263.(3/1064)
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد {مكاناتكم [135] و} {مكاناتهم
هاهنا وفي هود [93] ويس [67] والزمر [39] بالألف على الجمع، وقرأ الباقون وحفص والمفضل عن عاصم بغير ألف على التوحيد} [1].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {من يكون له عاقبة الدار [135] هاهنا، وفي القصص [37] بالياء، وروى المفضل عن عاصم هاهنا وفي القصص مثلها، وكذلك روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر. وقرأ الباقون بالتاء في السورتين} [2].
حرف:
قرأ الكسائي {بزعمهم [136و 138] في الموضعين بضمّ الزاي.
وقرأهما الباقون بفتح الزاي} [3].
حرف:
قرأ ابن عامر {وكذلك زيّن [137] بضم الزاي وكسر الياء} {قتل
[137] برفع اللام} {أولادهم [137] بنصب الدال} {شركائهم [137] بخفض الهمزة، قال ابن ذكوان:} {شركائهم} [4] بياء ثابتة في الكتاب (5) والقراءة، قال:
وأخبرني أيّوب، قال: قرأت على أبي (6) عبد الملك قاضي الجند (7) {زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم [137] فقلت له: إن في مصحفي وكان قديما} {شركائهم فمحى أبو} [8] عبد الملك الياء وجعل مكان الياء واوا، قال أيوب ثم قرأت على يحيى بن الحارث {شركاؤهم فردّ على يحيى} {شركائهم بالياء، فقلت: إنه كان في مصحفي بالياء فحككت، وجعلت واوا، فقال يحيى: أنت رجل محوت [226/ م] الصواب وكتبت الخطأ، فرددتها في المصحف على الأمر الأول
__________
(1) وانظر: التيسير ص 107، النشر 2/ 263.
(2) والمشهور عن عاصم من رواية أبي بكر أنه قرأ} من تكون له عاقبة الدار في الموضعين بالتاء، كما قرأ حفص عن عاصم، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، وابن الجزري في النشر 2/ 263.
(3) وانظر: التيسير ص 107، النشر 2/ 263.
(4) في (م) = بشركائهم = وزيادة الباء خطأ.
(5) انظر المقنع ص 103.
(6) سقطت = أبي = من (م).
(7) أبو عبد الملك الشامي قاضي الجند، عرض على يحيى بن الحارث الذماري، روى القراءة عنه أيوب بن تميم. غاية 1/ 618.
(8) سقطت = أبو = من (م).(3/1065)
بالياء. وقرأ الباقون {زيّن بفتح الزاي والياء} {قتل بنصب اللام} {أولادهم
بخفض الدال} {شركاؤهم برفع الهمزة} [1] ما خلا ضرار بن صرد، فإنه روى عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، {وكذلك زيّن بضم الزاي وكسر الياء مثل ابن عامر ويخالفه} [2] الجماعة عن يحيى عن أبي بكر، فروت ذلك بفتح الزاي والياء (3) (4).
حرف:
قرأ ابن كثير، {وإن يكن [139] بالياء} {ميتة بالرفع وقرأ ابن عامر} {وإن تكن بالتاء على التأنيث} {ميتة بالرفع، وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام بالياء والرفع مثل ابن كثير، وهو} [5] غلط (6) وقرأ (7) عاصم في رواية المفضل وحمّاد وابن بكير (8) بالتاء {ميتة [139] بالنصب، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فروى عنه العليمي والبرجمي وحسين الجعفي وابن أبي أمية وهارون بن حاتم وعبيد بن نعيم والشموني وابن غالب وابن جنيد ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى [189/ ت] وابن جامع وابن جنيد وابن أبي حمّاد وخلف وابن المنذر وحسين العجلي وموسى بن حزام والصريفيني عن يحيى} {وإن تكن [139] بالتاء كرواية حمّاد والمفضل، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق والتيمي عن الأعشى والرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى} {وإن يكن بالياء في} {يكن بالياء} [9]. وأجمعوا عنه على نصب {ميتة. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالياء في} {يكن ونصب
__________
(1) انظر: التيسير ص 107، النشر 2/ 263.
(2) في (م) = وخالفه =.
(3) رواية: ضرار بن صرد رواية شاذة، لمخالفته الجماعة عن يحيى عن أبي بكر.
(4) انظر في توجيه القراءتين: املاء ما من به الرحمن 1/ 262.
(5) العبارة في (م) هكذا = قرأ ابن عامر} {تكن بالتاء والرفع وهو غلط =، والصواب ما في (ت) أي من بداية هذا الحرف وهذا الذي في (م) موجود في (ت) إلا أن العبارة مصححة في الهامش.
(6) قلت: قد ذكر ابن الجزري الروايتين عن الداجوني، وصححهما أي التأنيث والتذكير في} {يكن وقال: إلا أن التذكير أشهر عنه. والله أعلم.
انظر النشر 2/ 265.
(7) في (م) = قرأ = بدون واو.
(8) لم أعثر على ترجمته.
(9) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ} تكن بالتاء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، وابن الجزري في النشر 2/ 265.(3/1066)
{ميتة.} {الذين قتلوا} [1] [140] {أكله [141] و} {خطوات [142] مذكور قبل} [2].
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وابن عامر وأبو عمرو {يوم حصاده
[141] بفتح الحاء، واختلف عن حفص فروى أبو عمارة وهبيرة فيما قرأت له بكسر الحاء، وروى عنه عمرو وعبيد والقوّاس وابن شاهي وابن واقد} [3] بفتح الحاء، وكذلك ذكر ابن مجاهد عن الخزاز عن هبيرة عنه (4)، وقال غيره عن الخزاز عن هبيرة بكسر الخاء، وبذلك قرأت من طريق الخزاز وحسنون عنه. وبذلك قرأ الباقون (5).
حرف:
قرأ ابن كثير في غير رواية ابن فليح وابن عامر وأبو عمرو {من المعز
[143] بفتح العين. وقرأ الباقون وابن فليح عن ابن كثير بإسكان العين، وكذلك روى} [6] الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام (7) والزينبي عن أبي صالح الجدي (8)
عن القوّاس.
حرف:
وكلهم قرأ {فيما أوحي إليّ [145] على ما لم يسمّ فاعله إلا ما رواه
__________
(1) في الفقرة رقم (175).
(2) في الفقرة (61).
(3) عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد، أبو مسلم الواقدي الختلي، المؤدب البغدادي مقرئ معروف، سمع الحروف من حفص بن سليمان، وأخذ القراءة عرضا عن حمزة بن القاسم الأحول، روى عنه القراءة أحمد بن فرح المفسر. غاية 1/ 381.
(4) انظر السبعة ص 271.
(5) والمشهور عن حفص أنه قرأ بفتح حاء} {حصاده وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، وابن الجزري في النشر 2/ 266.
(6) سقطت = روى = من (ت).
(7) والمشهور عن ابن كثير فتح العين في} {المعز، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 266.
وأما هشام فقد ذكر عنه ابن الجزري الروايتين: فتح العين وإسكانها في} المعز، وانظر النشر 2/ 266، واقتصر الداني في التيسير ص 108لهشام على فتح العين.
(8) سعدان بن كثير، أبو صالح الجدي المكي، عرض على أحمد بن محمد بن عون القواس، روى القراءة عنه محمد بن موسى الزينبي، مات سنة تسعين ومائتين. غاية النهاية 1/ 304.(3/1067)
عبيد بن [عبد] الحميد (1) بن بكّار عن أيّوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ {فيما أوحي إليّ بفتح الهمزة والحاء} [2].
حرف:
قرأ ابن كثير وحمزة {إلا أن تكون [145] بالتاء} {ميتة [145] بالنصب، وقرأ ابن عامر بالتاء والرفع، وروى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام بالياء والرفع قال:
وقد روى عنه بالتاء. وقرأ الباقون بالياء والنصب} [3].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم {تذكرون [152] إذا كان بالتاء وحسن معها تاء أخرى بتخفيف الذال في جميع القرآن. وكذلك روى يحيى بن سليمان} [4] الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وروى ابن مجاهد بإسناده (5) عن أبي زيد عن المفضل عن عاصم {فلولا تذكرون في الواقعة [62] خفيفة الذال} [6]. وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر في الواقعة بالتخفيف. وقرأ الباقون بالتشديد (7)، وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر (8).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {إن هذا صراطي مستقيما [153] بكسر الهمزة وتشديد النون. وقرأ ابن عامر بفتح الهمزة وتخفيف النون. وقرأ الباقون بفتح الهمزة وتشديد النون} [9]. وحدّثنا الفارسي (10)، عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر عن عاصم {وإن هذا [153] بكسر الهمزة، قال: ولم يذكر لنا أبو طاهر} [11] خلافا في
__________
(1) في (م) = عبيد بن الحميد = وهو خطأ.
(2) رواية عبد الحميد بن بكار رواية شاذة، وليس لها ذكر في التيسير ولا في النشر.
(3) المشهور عن ابن عامر أنه قرأ الا أن تكون بالتاء، وأما رواية الداجوني أداء عن هشام بالياء، فقد انفرد بها ابن المفسر عن الداجونيّ كما قال ابن الجزري في النشر 2/ 266.
والذي اعتمده الداني أيضا في قراءة ابن عامر أنها بالتاء. وانظر التيسير ص 108.
(4) في (م) = سليم = وهو خطأ.
(5) في (م) = بإسناد = فسقطت الهاء.
(6) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة.
(7) في (م) = بتشديد = وأصوب منه ما في (ت).
(8) والمشهور عن ابن عامر وأبي بكر عن عاصم تشديد الذال في جميع المواضع، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 266.
(9) انظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 266.
(10) في (م) = الفارسي قال نا عبد العزيز = و = قال نا = زائدة، في (ت) عبارة = قال نا عبد العزيز بن محمد = مشطوب عليها.
(11) في (م) = ولم ذتا أبو بكر = بدلا من ولم يذكر لنا أبو طاهر، والصواب ما في (ت).(3/1068)
ذلك عن حفص أنه فتحها، وقد سمع هذا الكتاب من الخزاز (1).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والبرجمي وحده عن أبي بكر عن عاصم {إلا أن يأتيهم الملائكة [158] هاهنا، وفي النحل [33] بالياء. وقرأهما الباقون بالتاء، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر} [2].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {فارقوا دينهم [159] هاهنا، وفي الروم [32] بالألف وتخفيف الراء، وقرأهما الباقون بتشديد الراء من غير ألف} [3]، وقد ذكرت اختيار أبي بكر (4).
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر {دينا} [5] قيّما [161] بكسر القاف وفتح الياء مخففة. وقرأ الباقون بفتح القاف وكسر الياء مشدّدة، وكذلك روى أبو زيد عن المفضل عن عاصم والوليد عن يحيى عن ابن عامر (6).
في هذه السورة من ياءات الإضافة عشر [190/ ت]: أولاهنّ {أني أمرت
[14] فتحها نافع. وأسكنها الباقون} [7]. {أني أخاف [15] و} {أني أراك [74] فتحهما الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار، وأسكنهما} [8] الباقون (9).
{وجهي} [10] للذي [79] فتحها نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص، وفي
__________
(1) والمشهور عن عاصم من رواية حفص وأبي بكر فتح همزة {أن هذا وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(2) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ الموضعين بالتاء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 266.
(3) انظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 266.
(4) في الفقرة (110).
(5) سقطت = دينا = من (ت).
(6) والمشهور عن عاصم وابن عامر كسر القاف وفتح الياء مخففة في} {قيما، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 267.
(7) انظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 267.
(8) في (م) = أسكنها = وهو خطأ.
(9) والمشهور عن ابن عامر أنه أسكن الياء في الموضعين:} {اني أخاف،} اني أراك، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 267.
(10) في (ت) و (م) = وجهي لله = وهو خطأ.(3/1069)
رواية ابن أبي أمية والشموني وابن غالب والخواص عن الأعشى عن أبي بكر عنه.
وأسكنها الباقون، وكذلك روى التيمي وابن جنيد عن الأعشى (1) وابن جبير عن رجاله عن نافع (2) {صراطي مستقيما [153] فتحها ابن عامر والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والخواص وحسين الجعفي من رواية خلّاد والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم، وأسكنها الباقون. وكذلك روى التيمي وابن جنيد عن الأعشى عن أبي بكر} [3]
{ربّي إلى صراط [161] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون} [4] {قل إن صلاتي ونسكي [162] فتحهما الأعشى عن أبي بكر من رواية ابن شنبوذ عن الخياط [227/ م] عن الشموني عنه، وكذلك نصّ عليه الخياط في كتابه وسكنهما الباقون.
وكذلك روى ابن غالب عن الأعشى والنقّار والنقّاش وغيرهما عن الخياط، وبذلك قرأت في الروايتين عن الأعشى وبه آخذ} [5]. {ومحياي [162] أسكنها نافع باختلاف عن ورش نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى. وفتحها الباقون} {ومماتي لله
[162] فتحها نافع وأسكنها الباقون} [6]، وقد تابع نافعا على إسكان {محياي وفتح} {مماتي حفص عن عاصم من رواية أبي عمر عن أبي عمارة عنه، وخالفته الجماعة عن حفص في ذلك} [7]، وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع {ومماتي بالإسكان لم يرو ذلك أحد غيره} [8]، وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر {ومحياي ومماتي
__________
(1) والمشهور عن أبي بكر إسكان الياء في قوله تعالى} {جهي للذي وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، والذي سار عليه ابن الجزري في النشر 2/ 267.
(2) والمشهور عن نافع ما ذكره المؤلف عنه أولا أنه فتح ياء} {وجهي للذي وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(3) والمشهور عن أبي بكر إسكان ياء} {صراطي مستقيما، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 267.
(4) وانظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 267.
(5) لما كان المشهور عن أبي بكر إسكان الياء في} {صلاتي ونسكي فتكون قراءته مثل سائر القراء لذا لم يذكر المؤلف هاتين الياءين في ياءات الإضافة في التيسير آخر سورة الأنعام، ولم يذكرهما كذلك ابن الجزري في النشر.
(6) انظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 267.
(7) والمشهور عن حفص اسكان ياء} {ومماتي لله، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 267.
(8) والمشهور عن نافع ما ذكره المؤلف عنه إلا أنه فتح ياء} ومماتي لله، وهو المعتمد في التيسير والنشر.(3/1070)
جزم (1)، فأما الاختلاف الذي جاء عن ورش في {محياي فإن أحمد بن صالح روى} [2] عنه أنه فتحها، وقال: نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن (3) أصحابه عن ورش عن نافع أنه فتح ياء {محياي} [4] بعد ما أسكنها (5)، وبذلك قرأت على أبي الفتح في رواية أبي يعقوب الأزرق عنه من قراءته على المصريين، وبه كان يأخذ أبو غانم المظفر بن أحمد (6) صاحب أبي جعفر أحمد بن هلال (7) ومن أخذ عنه فيما بلغني.
وروى الأصبهاني عن أصحابه عنه أنه فتحها، قال ذلك عنه في سورة البقرة حين ذكرها مع {هداي وقال هاهنا عنه: إنه أسكنها وهو الصحيح من قوليه} [8]، وبذلك قرأت على الخاقاني خلف بن إبراهيم عن قراءته على إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب عنه، وبذلك أقرأني ابن غلبون أيضا عن قراءته على أصحاب أبي بكر بن سيف (9) عن أبي يعقوب، وبه قرأت لورش من جميع الطرق، وكذلك حكى لي أبو الحسن (10) عن عتيق بن ما شاء الله (11) أنه قرأ على أبي جعفر بن هلال، وعن
__________
(1) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ محياي بفتح الياء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري 2/ 267.
(2) في (م) = وروى = وزيادة الواو خطأ.
(3) سقطت = عن = من (م)، والصواب إثباتها.
(4) في (م) = أنه فتحها محياي = وهو خطأ.
(5) انظر السبعة لابن مجاهد ص 275.
(6) المظفر بن أحمد بن حمدان، أبو غانم المصري، مقرئ جليل، نحوي ضابط، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن هلال، روى القراءة عنه عرضا عمر بن عراك وألف كتابا في اختلاف السبعة، توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. غاية 2/ 301.
(7) أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال، أبو جعفر الأزدى المصري، أستاذ كبير محقق ضابط، قرأ على أبيه، قرأ عليه عتيق بن ما شاء الله، توفي سنة عشر وثلاثمائة. غاية 1/ 74.
(8) والإسكان هو ما ذكره ابن الجزري عن الأصبهاني عن ورش. وانظر النشر 2/ 172.
(9) عبد الله بن مالك بن عبد الله بن يوسف بن سيف، أبو بكر التجيبي المصري النجار، مقرئ متصدر، محدث إمام ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش، روى عنه القراءة إبراهيم بن محمد بن مروان، توفي سنة سبع وثلاثمائة. غاية 1/ 445.
(10) طاهر بن غلبون. تقدم.
(11) عتيق بن ما شاء الله بن محمد، أبو بكر المصري الغسال، شيخ مقرئ معروف، روى(3/1071)
إبراهيم بن محمد (1) أنه قرأ على ابن سيف. وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين وغيرهم، وهو الذي رواه ورش عن نافع أداء وسماعا. والفتح اختيار منه اختاره (2) لقوته (3) في العربية كما نا (4) أحمد بن عمر الجيزي، قال: نا أحمد بن إبراهيم، قال: نا بكر بن سهل، قال: نا عبد الصمد بن عبد الرحمن عن ورش عن نافع {ومحياي واقفة الياء. قال أبو الأزهر: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل قوله} {مثواي [يوسف: 23] وزعم أنه أقيس في النحو} [5]، وأخبرني محمد بن سعيد الام (6) في كتابه، قال: نا محمد بن أحمد بن خالد، قال: نا أبي، قال: أخبرني إبراهيم بن محمد بن بازي، قال: أخبرني عبد الصمد بن عبد الرحمن عن ورش عن نافع {محياي واقفة الياء، قال عبد الصمد: أمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها كما ينصب حمزة، وزعم أنه أحبّ إليه وأقيس في النحو، تابع أبو} [7] الأزهر داود بن (8) أبي طيبة، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عمر بن محمد بن (9)
الحضرمي (10)، قال: نا أحمد بن محمد بن زكريا (11)، قال: نا (12) عبيد بن محمد،
__________
القراءة عن أحمد بن هلال، روى عنه القراءة أبو الطيب بن غلبون وابنه أبو الحسن، توفي في عشر الستين وثلاثمائة. غاية 1/ 500.
(1) إبراهيم بن محمد بن مروان، أبو اسحاق الشامي الأصل المصري الدار، ضابط ماهر، عارف بقراءة ورش، عالي السند فيها، قرأ على أبي بكر بن سيف، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون عرضا وابنه طاهر الحروف. غاية 1/ 26.
(2) في النسختين = اختار =، ولعل الصواب اختاره كما أثبته.
(3) في (م) = لقومة =، وهو خطأ.
(4) في (م) = أنا =.
(5) في (م) = في الجواب = بدلا من = في النحو = وهو خطأ والصواب الثاني.
(6) لم أعثر على ترجمته.
(7) في (م) = أنا الأزهر = وهو خطأ.
(8) في (م) = داود أبي طيبة = فسقطت = بن =.
(9) سقطت = بن = من (م).
(10) عمر بن محمد بن عراك بن محمد، أبو حفص الحضرمي المصري الإمام، أستاذ في قراءة ورش، سمع الحروف من أحمد بن محمد بن زكريا الصدفي، قرأ عليه فارس بن أحمد. توفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. غاية 1/ 597.
(11) لم أعثر على ترجمته.
(12) في (م) = أنا =.(3/1072)
قال: نا (1) داود عن ورش عن نافع {ومحياي موقوفة الياء قال داود: أمرني عثمان ابن سعيد أن أنصبها مثل} {مثواي، وزعم أنه أقيس في النحو. تابعهما يونس بن عبد الأعلى، فحدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا أبو محمد جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن ورش عن نافع} {ومحياي موقوفة الياء} {ومماتي
منصوبة الياء، قال يونس: قال لي عثمان بن سعيد: وأحبّ إليّ أن أنتصب} {محياي ويوقف} {مماتي. قال أبو عمرو: فدلّت حكاية هؤلاء المشهورين بالضبط والإتقان وحسن الاضطلاع} [2]، على أن رواية ورش عن نافع أداء وسماعا هي الإسكان لا غير، وأن الفتح اختيار منه صار إليه لما ذكروه عنه من اطّراده في اللغة وقوّته في قياس العربية. حدّثنا ابن غلبون قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا ابن سيف. ح ونا الخاقاني، قال: نا عبد العزيز بن علي (3)، قال: نا إبراهيم بن حمدان (4)، قال: نا إسماعيل النحّاس. ح ونا أبو الحسن شيخنا، قال: نا عتيق بن ما شاء الله، قال: نا أحمد بن هلال، قال: نا إسماعيل، قال: نا أبو يعقوب عن ورش عن نافع {محياي واقفة الياء لم يذكر أبو يعقوب في روايته عن ورش غير ذلك، فأما الخبر الذي حدّثناه عبد العزيز بن محمد بن إسحاق قال: نا عبد الواحد بن عمر} [5]، قال: نا أحمد بن موسى، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن (6)، قال: نا الفضل بن يعقوب الحمراوي، قال (7): نا أبو الأزهر عبد الصّمد
__________
(1) في (م) = أنا =.
(2) في (م) = الاصطلان = وهو خطأ.
(3) عبد العزيز بن علي بن أحمد بن محمد، أبو عدي المصري، يعرف بابن الإمام، مقرئ محدث ضابط، شيخ القراء ومسندهم بمصر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أحمد بن هلال، وروى الحروف عن إبراهيم بن حمدان، روى عنه القراءة عرضا وسماعا خلف بن إبراهيم الخاقاني، مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وقيل ثمانين وقيل إحدى وثمانين. غاية 1/ 394.
(4) إبراهيم بن حمدان بن عبد الصمد، أبو اسحاق الأندلسي، قرأ على اسماعيل بن عبد الله النحاس، أخذ عنه عبد العزيز بن محمد بن اسحاق. غاية 1/ 13.
(5) في (م) = قال نا عبد العزيز الواحد بن عمر = وهو خطأ.
(6) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن زيد، أبو جعفر الأرزناني الأصبهاني ثم البغدادي، روى القراءة عن الفضل بن يعقوب الحمراوي، روى عنه ابن مجاهد غاية 2/ 166.
(7) في النسختين = قال = مكررة هنا، ولا داعي للتكرار.(3/1073)
بن عبد الرحمن (1) عن ورش: كان نافع يقرأ أولا {محياي [162] ساكنة الياء يرجع إلى تحريكها بالنصب} [2]، فخبر باطل ولا يثبت عن نافع. ولا يصحّ من جهتين: إحداهما (3): مع (4) انفراده وشذوذه (5) معارض للأخبار (6) التي (7) رواها من تقوّم الحجة بنقله، ويجب المصير إلى قوله، والانفراد والشذوذ لا يعارضان التواتر ولا يردّان قول الجمهور. والجهة الثانية: أن نافعا لو كان قد زال عن الإسكان إلى الفتح لعلم ذلك من بالحضرة من أصحابه الذين رووا عنه اختياره ودوّنوا عنه حروفه كإسحاق (8) بن محمد المسيّبي وإسماعيل بن جعفر الأنصاري وسليمان بن جماز (9) الزهري وعيسى بن مينا الزرقي وغيرهم ممن (10) لم يزل ملازما له، ومشاهدا لمجلسه من لدن تصدره [228/ م] إلى حين وفاته، ولرووا (11) ذلك عنه أو رواه بعضهم إذ (12) كان محالا أن يغير شيئا من اختياره ويزول عنه إلى غيره وهم بالحضرة معه وبين يديه (13) ولا يعرفهم بذلك ولا يوقفهم عليه، ويقول لهم: كنت قد (14) اخترت كذا ثم زلت إلى كذا، فدوّنوا (15) ذلك عني وغيروا ما زلت (16) عنه
__________
(1) في (ت) و (م) = عبد الواحد = والصواب = عبد الرحمن =.
(2) انظر السبعة ص 275.
(3) في (م) = أحد = والصواب إحداهما كما في (ت).
(4) في (م) = منع = وهو خطأ.
(5) في (م) = وسودد = وهو خطأ.
(6) في (م) = معارض الأخبار = وهو خطأ.
(7) في (م) = الذي =.
(8) في (م) = الإسحاق = وهو خطأ.
(9) سليمان بن مسلم بن جماز، أبو الربيع الزهري، مولاهم المدني، مقرئ جليل ضابط، عرض على أبي جعفر وشيبة ثم عرض على نافع، عرض عليه إسماعيل بن جعفر، مات بعد السبعين ومائة. غاية 1/ 315.
(10) في (م) = من =.
(11) في (م) = وكرروا ذلك = وهو خطأ.
(12) في (م) = إذا كان = وهو خطأ.
(13) في (م) = وبين يد يد = وهو خطأ.
(14) سقطت = قد = من (ت).
(15) كذا في (م)، وهو الصواب، وفي (ت) = فدونوه =.
(16) في (م) = وغيروا ما إذ رأيته = وهو خطأ.(3/1074)
من اختياري، فلم يكن ذلك (1)، وأجمع كل أصحابه على رواية الإسكان عنه نصّا وأداء دون غيره، فثبت (2) أن الذي رواه الحمراوي عن أبي الأزهر عن ورش باطل لا شك في بطلانه (3)، فوجب اطراحه ولزم المصير إلى سواه بما يخالفه ويعارضه.
قال أبو عمرو: والذي يقع في نفسي وهو الحق إن شاء الله تعالى (4): أن أبا الأزهر حدّث الحمراوي الخبر موقوفا على ورش كما رواه عنه من قدّمنا ذكره من جملة أصحابه وثقات رواته دون اتصاله بنافع، وإسناد الزوال عن الإسكان إلى الفتح إليه إلى ورش دونه، فنسي ذلك على طول الدهر من الأيام، فلما أن حدّث به أسنده إلى نافع ووصله به وأضاف القصة إليه، فحمله الناس عنه كذلك (5)، وقبله جماعة [192/ ت] من العلماء وجعلوه حجة وقطعوا بدليله على صحة الفتح، ومثل ذلك قد يقع لكثير من نقلة الأخبار الموقوفة والأحاديث المرسلة والمقطوعة لنسيان يدخلهم أو لغفلة تلحقهم، فإذا رفع (6) ذلك إلى أهل المعرفة ميّزوه ونبّهوا عليه وعرفوا (7) بعلّته وسبب الوهم فيه، فإن كان الأمر كذلك فلا سبيل إلى التعليق في صحة الفتح بدليل هذا الخبر إذ هو عن مذهب نافع واختياره بمعزل.
ومما يؤيد جميع ما أوردناه، ويدلّ على صحة ما أوّلناه، ويحقّق قول الجماعة عن ورش: ما أخبرناه عبد العزيز بن محمد المقرئ، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر شيخنا، قال: نا الحسن بن علي، قال: نا أحمد بن صالح عن ورش أنه كره إسكان الياء من {محياي ففتحها} [8]، وهذا مما لا يحتاج معه إلى زيادة بيان، ويدل على أن السبب كان ما ذكرناه (9) ما رواه ابن وضّاح عن عبد الصمد أنه
__________
(1) في (م) = ذلكم =.
(2) في (م) = تبت = وهو خطأ.
(3) في (م) = بطوله = وهو خطأ.
(4) في (ت) = تع = وهو اختصار غير جيد من الناسخ، فأثبت ما في (م).
(5) في (م) = وكذلك = وزيادة الواو خطأ.
(6) في (م) = وقع =.
(7) في (م) = عرفوا = فسقطت الواو قبلها.
(8) لم أجدها في كتاب السبعة.
(9) في (م) = مما =.(3/1075)
قال: أنا (1) أتّبع نافعا على إسكان الياء في {محياي، وأدع ما اختاره ورش من فتحها. نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم قال: نا ابن مجاهد عن ابن الجهم عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع أنه فتح ياء} {محياي} [2]، وذلك وهم وغلط من ابن الجهم من جهتين: إحداهما: أن الهاشمي لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر فيه في (3) مكانين إسكان الياء (4). والثانية: أن إسماعيل نصّ عليها في كتابه المصنّف في قراءة المدنيين (5)، وهو الذي رواه عنه الهاشمي وغيره بالإسكان. نا الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد قال: نا أبو عمر قال: نا إسماعيل عن نافع {ومحياي [162] مجزومة الياء} [6].
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة، وهي قوله: {وقد هدان ولا أخاف [80] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل، وفي رواية أبي مروان عن قالون، وأبي عمرو. وحذفها الباقون في الحالين} [7]، والله أعلم.
__________
(1) سقطت = أنا = من (ت).
(2) لم أجدها في كتاب السبعة.
(3) في (م) = من مكانين = وهو خطأ.
(4) سقطت كلمة = الياء = من (م) وهي مستدركة في هامش (ت).
(5) لم أقف على هذا الكتاب.
(6) وانظر التيسير ص 108، 109، وقال المؤلف هنالك ما قاله هنا: ان ورشا روى عن نافع الإسكان مثل قالون، وكان يختار من عند نفسه الفتح.
وانظر النشر 2/ 172، 173، وذكر هنالك أن الأصبهاني روى عن ورش اسكان الياء، ونقل الخلاف عن الأزرق عن ورش في اسكان الياء وفتحها.
(7) والمشهور عن نافع أنه حذف الياء من وقد هدان وصلا ووقفا، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 109، وابن الجزري في النشر 2/ 267.(3/1076)
ذكر اختلافهم (1) في سورة الأعراف (2)
حرف:
قرأ ابن عامر {قليلا ما تذكرون [3] بالياء والتاء} [3]، وكذا في مصاحف أهل الشام (4)، هذه رواية (5) ابن ذكوان وابن بكّار (6) وابن عتبة (7)
__________
(1) الاختلاف بين القراء هنا يراد به ما تفاوتت فيه قراءتهم، وتغايرت ألفاظهم من الأوجه، مما اختلف فيه أئمة القراء السبعة ونظراؤهم المعروفون بصحة النقل، وإتقان الحفظ وهم في جميع ذلك متبعون. وقد اقتدى الناس من أهل الأمصار بقراءاتهم، وتمسكوا بها وهو اختلاف تنوع وتغاير مع السلامة من التضاد والتناقض. انظر: (النشر 1/ 28، 37، 49)، و (الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها) للدكتور حسن عتر ص 195.
(2) الأعراف: جمع (عرف) وهو في اللغة: المكان المشرف المرتفع من الأرض، وهو السور الذي بين الجنة والنار وسمي بذلك لارتفاعه، ومنه عرف الديك. وهي: سورة مكية من السبع الطوال، وعدد آياتها مائتان وخمس بصري وشامي، وست مدني ومكي وكوفي.
(تفسير الطبري) 8/ 188، و (تفسير المشكل من غريب القرآن العظيم) ص 171، و (البيان في عد آي القرآن) ص 155، و (جمال القراء) 1/ 61، و (القاموس المحيط) 3/ 174و (تفسير القرطبي) 7/ 135. و (القول الوجيز) ص 192.
(3) أي وبتخفيف الذال على الغيبة. والمعنى: قليلا ما يتذكر هؤلاء يا محمد. قلت وفي القراءة انفرادة السبعية عن الإمام ابن عامر انظر: (الكشف عن وجوه القراءات) 1/ 46، و (شرح الهداية) 2/ 297، و (وما انفرد به كل من القراء السبعة) ص 144.
(4) انظر كتاب (المقنع) ص 103، و (النشر) 2/ 267.
(5) الرواية جمعها (روايات) وهي كل خلاف ينسب للراوي عن أقسام مما اجتمع عليه الرواة.
انظر: (سراج القارئ) / ص 13، و (الإضاءة) ص 10، و (الاختلاف بين القراء) ص 95، و (علم القراءات) ص 29.
(6) عبد الحميد بن بكار أبو عبد الله الكلاعي الدمشقي، نزيل بيروت، أخذ القراءة عرضا عن أيوب ابن تميم القارئ، وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة يحيى. مقبول، من العاشرة.
انظر: (تقريب) 1/ 467، و (غاية النهاية في طبقات القراء) 1/ 358،.
(7) الوليد بن عتبة بن بنان أبو العباس الأشجعي الدمشقي، مقرئ حاذق معروف ضابط، ولد سنة 176هـ، عرض على أيوب بن تميم، وروى عنه القراءة عرضا أحمد بن نصر.
قال أبو زرعة الدمشقي: كان القراء بدمشق يحكمون القراءة الشامية العثمانية، ويضبطونها:
هشام وابن ذكوان والوليد بن عتبة وقال البخاري: هو معروف الحديث ت سنة 240هـ، من الطبقة السادسة عند الذهبي ومن العاشرة عند ابن حجر.
(التقريب) 2/ 334، و (معرفة القراءة الكبار) 1/ 21، و (غاية النهاية) 2/ 360.(3/1077)
وابن مسهر (1) والحلواني (2) وأحمد بن النضر (3) عن هشام، وبذلك قرأت من طريق (4) ابن عبّاد (5) عنه. ونا (6) طاهر بن غلبون (7)،
__________
(1) عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الغساني الدمشقي، أحد شيوخ دمشق بعد ابن ذكوان، أخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم القارئ ونافع بن أبي نعيم، وروى عنه القراءة أبو عبيد القاسم بن سلام، ولد سنة 140هـ، ومات محبوسا بسبب الفتنة بالقرآن بالعراق سنة 218هـ، أطرى عليه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل، وحديثه في الكتب الستة ثقة فاضل من كبار العاشرة.
(التقريب) 1/ 465، و (سير أعلام النبلاء) 10/ 228، و (غاية النهاية) 1/ 355.
(2) أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، الشيخ المقرئ المسند، أستاذ ماهر صالح ثقة عارف بالقراءات، عالي الرواية، قرأ على الحسن بن غالب، وقرأ عليه سبط الخياط، ضعف في الحديث من، الطبقة الثانية عشر. (معرفة القراء 1/ 463) و (سير أعلام النبلاء) 9/ 380و (غاية النهاية) 1/ 84.
والحلواني بضم الحاء المهملة وسكون اللام والنون بعد الواو والألف نسبة إلى حلوان وهي آخر حد عرض سواد العراق مما يلي الجبال. (الأنساب) 2/ 247.
(3) أحمد بن النضر بن بحر أبو جعفر العسكري، قرأ على هشام. والنضر بالمعجمة. ت سنة 290هـ. (غاية النهاية) 1/ 146.
(4) (الطريق) في اللغة: لفظ يستعمل على السبيل الواسع الذي يمر عليه الناس. واصطلاحا: كل خلاف مختار ينسب للآخذ عن الراوي. انظر: مادة (طرق) في معجم مقاييس اللغة، و (لطائف الإشارات) ص 184.
(5) شبل بن عباد أبو داود المكي، مقرئ مكة، ثقة ضابط، ولد سنة 70هـ، وعرض على ابن محيصن وابن كثير، وروى عنه ابنه داود وإسماعيل القسط، من الطبقة الرابعة، ووثقه يحيى بن معين، ثقة، من الخامسة. (التقريب) 1/ 346، و (معرفة 1/ 129)، و (غاية النهاية) 1/ 323.
(6) يعني: حدّثنا مر بنا أن من أهم سمات منهج المؤلف إيراده للقراءة بسند الرواية على طريقة المحدثين. فقد استعمل المؤلف بعض الرموز اختصارا لصيغ التحمل والأداء والرواية. من ذلك فمما استعمله:
الرمز (نا) اختصار ل حدثنا.
و (أنا) اختصار ل أخبرنا.
و (لنا) اختصار ل قال لنا فلان أو ذكر لنا.
و (ح) عند الانتقال من إسناد إلى إسناد إذا كان للأثر إسنادان أو أكثر.
قلت: وينظر لبيان باقي ومعاني بقية صيغ التحمل والفروق بينها الكتب التالية:
(فتح المغيث) 2/ 189، و (تدريب الراوي)، و (توثيق النصوص وضبطها عند المحدثين) 216وغيرها.
(7) طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبو الحسن الحلبي ثم المصري أحد(3/1078)
قال: نا عبد الله بن محمد (1) قال: نا أحمد بن أنس (2) ح ونا الفارسي (3) قال: نا أبو طاهر (4)، قال نا أحمد بن أبي حسّان (5). ح ونا أحمد بن عمر (6)، قال: نا أحمد بن سليمان (7)، قال: نا محمد بن محمد (8)، قالوا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر
__________
المحققين، ثقة ضابط، وأستاذ عارف، محرر مصنف (التذكرة) في القراءات، وقد طبع بتحقيق الشيخ / أيمن سويد، شيخ للداني قال عنه: لم ير في وقته مثله في فهمه وعلمه مع فضله وصدق لهجته، من الطبقة التاسعة، نوّه الإمام الشاطبي به في منظومة حرز الأماني ووجه التهاني بقوله:
وعادا الأولى وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب قال وقوّلا. انظر: ص 15.
توفي سنة 399هـ. (معرفة القراء 1/ 369، وغاية النهاية 1/ 339والنشر 1/ 72).
(1) هو: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح أبو أحمد الدمشقي الشافعي المعروف بابن المفسر، شيخ مشهور روى عن أحمد بن أنس عن هشام وعنه أبو الطيب بن غلبون وأبو الحسن. (غاية النهاية) 1/ 452.
(2) هو: أحمد بن أنس بن مالك أبو الحسن الدمشقي، قرأ على هشام بن عمار وابن ذكوان وروى عنه ابن المفسر. (غاية النهاية) 1/ 40.
(3) هو: عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خواستي أبو القاسم الفارسي ثم البغدادي، ولد سنة 320هـ، قرأ على أبي بكر النقاش، وقرأ عليه أبو عمرو الداني، مقرئ نحوي، شيخ صدوق، من الطبقة التاسعة، توفي سنة 412هـ. (معرفة 1/ 374، وغاية 1/ 392).
(4) هو: عبد الواحد بن عمر بن محمد أبو طاهر البغدادي، الإمام النحوي العلم الثقة أحد الحذاق، قرأ على ابن مجاهد وأطنب أبو عمرو الداني في وصفه، وقال: لم يكن بعد ابن مجاهد مثل أبي طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته، قرأ عليه عدد كثير منهم عبد العزيز بن خواستي الفارسي، من الطبقة الثامنة. (معرفة 1/ 312وغاية 1/ 475).
(5) هو: أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث بن حسان القاضي العنزي البغدادي، إمام ثقة ضابط في حرف قالون، قرأ على ابن نشيط وعنه ابن شنبوذ وابن بويان، تصدر للإقراء توفي قبل الثلاثمائة، من الطبقة السابعة. (معرفة 1/ 237وغاية 1/ 133).
(6) هو: أحمد بن محمد بن عمر أبو عبد الله المصري الجيزي القاضي، روى عن أبي الفتح بن بدهن، وروى عنه أبو عمرو الداني، ت 399هـ. (غاية النهاية) 1/ 126.
(7) هو: أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبّان الدمشقي الضرير وقيل أبو الطيب، روى عن أحمد بن يزيد الحلواني ومحمد الباغندي عن هشام، وروى عنه أحمد بن عمر بن محفوظ شيخ للداني مقرئ معروف. (سير أعلام النبلاء) 5/ 378، و (غاية النهاية) 1/ 59.
(8) هو: محمد بن محمد بن سليمان أبو بكر الباغندي الواسطي، روى القراءة عن هشام، وروى عنه أبو الطيب أحمد بن سليمان، مقرئ محدث والباغندي بفتح الباء والغين وسكون النون نسبة إلى باغند وهي قرية من قرى واسط. (الأنساب) 1/ 262، و (المغني في ضبط أسماء(3/1079)
{قليلا ما تذكّرون بالتاء} [1]، وكذلك روى ابن دحيم (2) عنه.
وقرأ الباقون (3) بتاء واحدة من غير ياء (4) قبلها، وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم يخفّفون الذال على أصولهم والباقون (5) يشددونها (6).
حرف:
وكلهم قرأ: {معايش [10] هاهنا، وفي الحجر} [7] بكسر الياء كسرة خالصة (8).
__________
الرجال) ص 44 (غاية 2/ 240والسير، 14/ 383).
(1) أي = تتذكرون = بتاءين وتخفيف الذال، وذكر هذا الوجه أيضا ابن مجاهد في (السبعة) ص 278 وابن أبي العز الهمداني في (الفريد) 2/ 268. وهي قراءة تروى عن أبي الدرداء وابن عباس، والإمام الداني لم يذكرها في تيسيره ص 90، فهي رواية غير مشهورة وتعتبر انفراده شاذة عن ابن عامر لمخالفتها المتواتر عنه.
انظر: (البحر المحيط) لأبي حيان 4/ 268، و (الدر المصون) للسمين الحلبي 5/ 247، و (الانفرادات عند علماء القراءات) 2/ 659.
(2) هو: إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم القرشي الدمشقي المعروف بابن دحيم، روى القراءة عن هشام بن عمار، ورواها عنه أحمد بن محمد بن فطيس الدمشقي ومحمد النقاش. (غاية) 1/ 16.
(3) عدا ابن عامر وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي.
(4) في النسخة (م) من غير تاء.
(5) في النسخة م = والباقي =.
(6) فالقراءات السبعية في الآية ثلاث وهي {تذكّرون بالياء والتاء وفتح الذال لابن عامر} {تذكّرون بالتاء خفيفة الذال مشددة الكاف لحمزة والكسائي وحفص.} {تذكّرون بالتاء مشددة الذال والكاف للباقين وشاهد ذلك من الحرز قوله:
(وتذكّرون الغيب زد قبل تائه كريما وخفّ الذال كم شرفا علا). انظر: ص 54.
انظر: (التذكرة) لطاهر بن غلبون 2/ 339و (التلخيص) لأبي معشر الطبري ص 265، و (تلخيص العبارات) للحسن بن بليمة ص 93، و (النشر) لابن الجزري، ج 2، ص 267.
(7) هي السورة الكريمة رقم [15] آية [2]} وجعلنا لكم فيها معايش.
(8) اتفق عامة القراء على قراءتها بالياء الخالصة وهو القياس جمع (معيشة) وأصلها (معيشة) بوزن (مفعلة) بكسر العين وضمها من العيش، كما عند الخليل وسيبويه وعند الأخفش بكسر العين فقط، إذ لو كانت بالضم لوجب أن يقال فيه (معوشة)، فالياء أصلية متحركة، فنقلت حركتها إلى العين فسكنت فصارت حرف مد، وعند الجمع زادوا ألف الجمع، وهي ساكنة والياء كذلك، ولا سبيل إلى الحذف، والألف لا تحرك، فحركت الياء بما كان يجب لها في الواحد ولا يجوز همزها في الجمع، لأن الياء أصلية في المفرد، وإنما يهمز من ذلك ما كان حرف العلة فيه زائدا مثل (صحيفة وصحائف).(3/1080)
وهي الكسرة التي كانت لها في الواحد، قبل أن تعلّ (1) بالنقل إلى العين، ولم يهمزها أحد منهم من الطرق التي (2) ذكرناها عنهم، إلا ما حكاه ابن جبير (3) في كتاب الخمسة (4) أن أهل المدينة يهمزون (5). ثم قال في كتاب قراءة نافع عن أصحابه عنه {معايش غير مهموز، حيث وقعت، وهو الصواب من قوليه إن شاء الله، وكذلك قال أصحاب المسيّبي} [6] وقالون وأبو عبيد
__________
انظر: (معاني القرآن) للأخفش 2/ 512، و (تفسير الطبري) 5/ 125، و (إعراب القرآن) لأبي جعفر النحاس 2/ 117، و (الحجة للقراء السبعة) لأبي علي الفارسي 4/ 7، و (مشكل إعراب القرآن) لمكي بن أبي طالب ص 283، و (الفريد في إعراب القرآن المجيد) للمنتجب الهمداني 2/ 274، و (إتحاف فضلاء البشر) للشيخ أحمد البنا 2/ 44، و (البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف) للدكتور محمد بن سيدي الحبيب 2/ 263.
(1) الإعلال هو: تغيير حرف العلة تغييرا معينا للتخفيف، وقد يكون بقلبه إلى حرف آخر، أو بحذف حركته أي بتسكينه أو بحذفه كله. انظر: (التطبيق الصرفي) للدكتور عبد الراجحي ص 156، و (الموسوعة النحوية الصرفية) للدكتور يوسف المطوع، ج 3، ص 181.
(2) في النسخة (م) الذي.
(3) هو: أحمد بن جبير بن محمد أبو جعفر الكوفي، (معرفة 1/ 207وغاية 1/ 42).
(4) ذكره ابن الجزري في (النشر) 1/ 34، وأفاد بأنه من أوائل الكتب التي ألفت في القراءات بعد كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام، اختار فيه مؤلفه من كل مصر واحدا، وله كتاب قراءة نافع، وهما مفقودان.
(5) رواها خارجة عن نافع وأسيد عن الأعرج وتروى عن ابن عامر، وقال أكثر القراء: إن روايتها غلط، لأن الرواة عنه الثقات على خلاف ذلك، فخارجة أخذ القراءة عن نافع وأبي عمرو، وله شذوذ كثير عنهما لم يتابع عليه، وهو متروك الحديث مدلس. وقال أهل النحو والعربية: إن الهمز فيه لحن وخطأ، لأنه لا يهمز عندهم، إلا ما كان فيه حرف المد زائدا، وقال بعضهم ليس بلحن، وله وجه وإن كان بعيدا، ووجهه أنهم شبهوا الأصلي بالزائد. (معيشة) بزنة (صحيفة)، فهمزوها، كما همزوا تيك. وقال أبو حيان قال الفراء: ربما همزت العرب هذا وشبهه. وقد جاء بنقل القراء الثقات ابن عامر وهو عربي صراح، وقد أخذ عن عثمان قبل ظهور اللحن.
والأعرج هو من كبار قراء التابعين، وزيد بن علي وهو من الفصاحة والعلم بمكان، والأعمش وهو من الضبط والإتقان بمكان، ونافع وهو قد قرأ على سبعين من التابعين، فوجب قبول ما نقلوه إلينا) والله أعلم.
انظر (السبعة) 278، و (مختصرات الشواذ) 48، و (المبسوط) 179، و (تقريب التهذيب) 1/ 210و (سير أعلام النبلاء) 7/ 326، و (البحر المحيط) 4/ 271، و (الدر المصون) 5/ 259258، و (غاية النهاية) 1/ 268.
(6) هو: إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد المسيّبي المخزومي المدني، إمام جليل(3/1081)
عن إسماعيل (1) غير مهموزة، ولم يزيدوا على ذلك شيئا، وقال الحلواني عن قالون مثل حمزة، وقال أحمد بن صالح (2) عن ورش وقالون: الياء مكسورة مبيّنة غير مهموزة. وقال الأصبهاني (3) عن أصحابه عن ورش: {معايش بتسكين الياء وإسكانها غير جائز، ولم يأت بكيفية حركة الياء غير أحمد بن صالح} [4]. وقال الأصبهاني (5)
عن أصحابه عن ورش: {لأملأنّ [18] الألف الأولى منبورة} [6]، والألف [1/ أ] الثانية ساكنة غير منبورة، وقد ذكرنا هذا مشروحا في بابه (7).
__________
عالم بالحديث، قيم في قراءة نافع، ضابط لها، محقق فقيه، قرأ على نافع وغيره، وأخذ عنه ولده محمد، توفي سنة 206هـ. من الطبقة الخامسة. والمسيبي بضم الميم وفتح السين والياء المشددة نسبة إلى جده الأعلى، والمخزومي بفتح الميم وسكون الخاء وضم الزاي نسبة إلى قبيلة بني مخزوم بن عمرو، صدوق فيه لين، من التاسعة.
(التقريب 1/ 60)، و (الأنساب 5/ 299225)، و (معرفة 1/ 147، وغاية 1/ 157).
(1) هو: إسماعيل بن جعفر الأنصاري أبو إسحاق، أخذ القراءة عرضا عن شيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع، وبرع في القراءة ونزل بغداد، وأقرأ بها، وأخذ عنه علي بن حمزة الكسائي وأبو عبيد، جليل ثقة قليل الخطأ، من الطبقة الرابعة، توفي ببغداد سنة 180هـ ثقة ثبت، من التاسعة (التقريب) 1/ 68، و (معرفة 1/ 144، وغاية 1/ 163).
(2) هو: أحمد بن صالح المصري أبو جعفر، الإمام الحافظ، أحد الأعلام، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ورش وقالون، وروى حرف عاصم عن حرمي بن عمارة وعنه أحمد بن محمد الرشديني والحسن بن مهران، قال يعقوب الفسوي: كتبت عن ألف شيخ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد ابن حنبل وأحمد بن صالح، ت 248هـ، من الطبقة السادسة، ثقة حافظ، من العاشرة.
(التقريب) 1/ 16، و (معرفة 1/ 184، وغاية 1/ 62).
(3) هو: محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب أبو بكر، شيخ القراء في زمانه، إمام عصره في رواية ورش، لم ينازعه في ذلك أحد، وطريق الأصبهاني عن ورش تنفرد عن طريق الأزرق بعدم الترقيق في الراءات، والتغليظ، في اللامات، والإمالة والمد الطويل، من الطبقة السابعة، مات ببغداد سنة 296هـ. (معرفة 1/ 232وغاية 2/ 170).
(4) فالقراء السبعية المتواترة هي قراءة العامة. انظر: (السبعة) ص 278، و (معاني القراءات) لأبي المنصور) ص 401.
(5) وفي (الإتحاف) 2/ 44وسهل الهمزة الثانية من (لأملأن) الأصبهاني عن ورش.
(6) أي مهموزة انظر: (الإضاءة في بيان أصول القراءة) / 15.
(7) انظر: (الجامع) ت الطحان 2/ 555.(3/1082)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {ومنها تخرجون [25]، وكذلك} {تخرجون في الروم [19] والزخرف [11]} {فاليوم لا يخرجون منها في الجاثية [35] بفتح التاء والياء وضمّ الراء في الأربعة} [1]. واختلف عن ابن عامر: فروى عبد الحميد بن بكار عن أيوب (2) هاهنا (3)، وفي (الروم) و (الزخرف) بفتح التاء وضمّ الراء، وفي (الجاثية) بضمّ الياء وفتح الراء، وروى الوليد (4) بن مسلم عن يحيى (5) هاهنا (6) وفي (الجاثية) بفتح التاء والياء وضمّ الراء. وفي (الروم) و (الزخرف) بضم التاء وفتح الراء. وروى الشاميون والنقاش (7) عن
__________
(1) أي بالبناء للمعلوم، ووافقهم ابن ذكوان في وجهه الأول، والباقون من السبعة ومعهم ابن ذكوان في وجهه الثاني في الموضع الأول بالروم قرءوا بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمجهول.
انظر: (التيسير) 109و 175، و (النشر) 2/ 160، (التيسير في القراءات السبع المشهورة) 210.
قال الإمام الشاطبي: (مع الزخرف اعكس تخرجون بفتحة * * وضمّ وأولي الروم شافيه مثلا بخلف مضى في الروم لا يخرجون في رضا. انظر: الحرز ص 54.
(2) أيوب بن تميم أبو سليمان التميمي الدمشقي، قرأ على يحيى الذماري، وقام خلفه بالقيام في القراءة بدمشق، قرأ عليه عبد الله بن ذكوان، وروى عنه عرضا هشام وعبد الحميد بن بكار. قال ابن ذكوان قلت له: أنت تقرأ بقراءة يحيى بن الحارث قال: نعم أقرأ بحروفها كلها إلا قوله: جبلا في (يس) سورة [36] آية [62]، فإنه رفع الجيم، وأنا أكسرها.
مقرئ ضابط مشهور، من الطبقة الخامسة. (معرفة 1/ 148وغاية 1/ 172).
(3) وجه بفتح التاء عن ابن عامر من رواية أيوب، وهو موافق لرواية ابن ذكوان في المتواتر عنه.
(4) الوليد بن مسلم أبو العباس وقيل: أبو بشر الدمشقي، عالم أهل الشام، ولد سنة 119هـ، وروى القراءة عرضا عن يحيى بن الحارث الذماري. قال أحمد: ما رأيت في الشاميين أعقل منه. له كثير من المصنفات، توفي سنة 195هـ، ثقة من السابعة.
(التقريب) 2/ 336، و (غاية) 2/ 360.
(5) هو: يحيى بن الحارث الذماري الغساني الدمشقي، وذمار: قرية من قرى اليمن على مرحلتين من صنعاء، أبوه منها، أخذ عن ابن عامر، وخلفه في القيام بها في الشام شيخ القراءة بدمشق، وإمام الجامع الأموي، من الطبقة الرابعة، ثقة من الخامسة. (الأنساب) 3/ 11، و (التقريب) 2/ 344، و (معرفة 1/ 105، وغاية 2/ 367).
(6) وجه بالفتح أيضا عن ابن عامر من رواية يحيى وهو موافق لرواية ابن ذكوان في المتواتر عنه.
(7) هو محمد بن الحسن بن محمد الموصلي أبو بكر النقاش، نزيل بغداد، (معرفة 1/ 294، وغاية 2/ 119).(3/1083)
الأخفش (1) وأحمد بن أنس وابن موسى وابن المعلى (2) عن ابن ذكوان هاهنا، وفي (الزخرف) بفتح التاء وضمّ الراء، وفي (الروم) و (الجاثية) بضم التاء والياء. وكذلك روى التغلبي (3) عن ابن ذكوان من غير رواية ابن مجاهد (4) عنه، وزاد النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان الموضع الذي في (الروم)، فرواه بفتح التاء وضمّ الراء هاهنا فقط. وكذلك روى ابن خرزاذ (5) عن ابن ذكوان ونا عبد العزيز (6) بن محمد قال نا أبو طاهر (7) قال: نا ابن أبي حسان ح وانا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس ح وأخبرنا أحمد بن عمر، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد، قالوا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر في (الزخرف) تخرجون
__________
(1) هو: هارون بن موسى بن شريك الأخفش الدمشقي أبو عبد الله التغلبي، وهو أحد الأخافشة، مقرئ ثقة، نحوي، شيخ القراء، قرأ بقراءات كثيرة وروايات غريبة، وكان قيّما بالقراءات، وكان فاضلا أديبا، صنف كتبا في القراءات والعربية، وإليه رجعت الإمامة في قراءة ابن ذكوان، من الطبقة السابعة، مات سنة 292هـ. (معجم الأدباء) 19/ 263، و (معرفة 1/ 247، وغاية 3/ 347).
(2) هو أحمد بن المعلى أبو بكر القاضي، روى عن ابن ذكوان وهشام، وروى عنه القراءة أحمد بن يعقوب، صدوق، من الثانية عشر. (التقريب) 1/ 26، و (غاية 1/ 139).
(3) هو: أحمد بن يوسف التغلبي أبو عبد الله البغدادي، روى القراءة عن ابن ذكوان، وروى عنه القراءة ابن مجاهد ومحمد بن جرير. والتغلبي بالفتح وسكون المعجمة وكسر اللام إلى تغلب بن وائل. (غاية) 1/ 152، و (لب اللباب في تحرير الأنساب) للسيوطي 1/ 173.
(4) هو: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي، شيخ الصنعة، وأول من سبع السبعة، مصنف كتاب (السبعة) في القراءات، ولد سنة 245هـ بسوق العطش من بغداد، توفي في شعبان عام 324هـ. أخباره مذكورة في (تاريخ بغداد) 5/ 144، وانظر: (معرفة 1/ 269 وغاية 1/ 139).
(5) هو: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ أبو عمرو البصري، روى القراءات عن ابن ذكوان، وروى القراءة عنه إبراهيم بن عبد الرزاق، ثقة مأمون، توفي سنة 281هـ، ثقة من صغار الحادية عشر. (تهذيب التهذيب) 7/ 120، و (التقريب) 2/ 11، و (سير) 13/ 378، و (غاية) 1/ 506.
(6) عبد العزيز بن محمد أبو عبد الرحمن الهلالي البصري، روى عن أبيه عن ابن الرومي عن اليزيدي، وروى عنه أبو بكر بن مجاهد وأحمد بن الحسن وأبو بكر النقاش. (غاية) 1/ 396.
(7) تقدمت ترجمته.(3/1084)
الياء (1) منتصبة، وكذلك روى أبو زرعة (2) الدمشقي والفضل بن محمد الأنطاكي (3)
وأحمد بن القاسم بن عطية (4) عن هشام كذلك نصّ عليها في كتابه (5). وروى الحلواني وابن عبّاد عن هشام بضم (6) التاء والياء وفتح الراء في الأربعة وكذلك روى الوليد بن عتبة عن أيوب، وبذلك قرأ الباقون، وأجمعوا على الموضع الثاني الذي من (الروم)، وهو قوله: {إذا أنتم تخرجون، أنه بفتح التاء وضمّ الراء} [7]. وقد غلط محمد بن جرير (8) مع تمكنه (9) ووفور معرفته على ورش في هذا الموضع غلطا فاحشا، فحكى عن يونس (10) أنه ضمّ التاء وفتح الراء، وذلك من قلّة إنعام وغفلة،
__________
(1) في (م) التاء منتصبة.
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي، الشيخ الإمام، الصادق محدث الشام، روى عن أبي نعيم الفضل بن دكين وأبو مسهر الغساني وهشام بن عمار وخلق كثير، وعنه أحمد بن المعلى وآخرون، مات سنة 281. (السير 13/ 311، وغاية 1/ 405، و 2/ 355، والشذرات 2/ 177).
(3) لم أقف على ترجمته بعد البحث.
(4) أحمد بن القاسم بن عطية البزار أبو بكر الحافظ الرحالة، روى عن هشام بن عمار وأبي الربيع الزهراني، وعنه الوليد بن أبان. قال ابن أبي حاتم: ثقة. (سير) 13/ 53.
و (الجرح والتعديل) 2/ 67.
(5) كتاب هشام من مصادر الجامع، لم أجده، ولعله مفقود.
(6) في (م) بفتح.
(7) قال صاحب (النشر) 2/ 268: ولا ينبغي أن يؤخذ من التيسير بسواه. وقال صاحب (الإتحاف) 2/ 45: فروى الطبري وأبو القاسم الفارسي عن النقاش عن الأخفش وابن ذكوان بفتح الأول وضم الراء مبنيا للفاعل، وكذا هبة الله عن الأخفش، وبه قرأ الداني على الفارسي عن النقاش.
(8) في النسخة (م)، (ابن محمد بن جرير).
هو: الإمام العلم أبو جعفر محمد بن جرير يزيد الطبري الآملي البغدادي، أحد الأعلام وصاحب التفسير والتاريخ والتصانيف، ولد سنة 224هـ، مات سنة 310هـ. (معرفة) 1/ 264 (تذكرة الحفاظ) 2/ 710و (غاية 2/ 107).
(9) في (م) مع تمكينه.
(10) هو: يونس بن عبد الأعلى بن موسى أبو موسى الصدفي المصري، فقيه كبير، ومقرئ محدث، ثقة صالح، صاحب الشافعي، من الطبقة الأولى التي أخذت عنه، ولد سنة 170هـ، وأخذ القراءة عرضا عن ورش وسقلاب، وروى عنه مواس بن سهل ومحمد بن(3/1085)
إذ كان يونس إنما ترجم (1) بهذه الترجمة عن الحرف الأول من السور المختلف فيه فتوهّمه ابن جرير الحرف الثاني منهما للجميع (2) المجمع عليه. وأخطأ وقد نا الخاقاني (3) قال: نا أحمد بن أسامة (4)، قال: نا أبي (5)، قال: نا يونس عن ورش:
{تخرجون بضم التاء وفتح الراء، يريد:} {تخرجون. وكذلك حكى سائر الرواة عن ورش. والذي أوقع محمد بن جرير في الغلط ذكر يونس} {تخرجون مجردا من الكلمة التي قبله أو بعده التي ترفع الإشكال في معرفته، وتبيّن المختلف فيه من المتفق عليه.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل} [6]: {وريشا [26] بفتح الياء وألف بعدها،} [7]
__________
جرير. قال يحيى بن حسان: يونسكم هذا ركن من أركان الإسلام. من الطبقة السادسة، توفي سنة 264هـ ثقة من صغار العاشرة. (التقريب) 2/ 385، و (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة الدمشقي 1/ 72، تهذيب الأسماء واللغات) للنووي 2/ 168، و (معرفة 1/ 189)، و (غاية) 2/ 406.
(1) في (م) إنما رجم.
(2) في (م) للجمع.
(3) هو: موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني البغدادي، إمام مقرئ مجود محدث أصيل، ثقة سني، كان إماما في قراءة الكسائي، له قصيدة رائية في التجويد، شرحها الحافظ أبو عمرو، أخذ القراءة عرضا عن الحسن بن عبد الوهاب، وسمع الحروف من أحمد يوسف التغلبي عن ابن ذكوان، مات سنة 325هـ. (غاية 2/ 320).
(4) أحمد بن أسامة بن أحمد أبو جعفر المصري المقرئ، قرأ لورش على إسماعيل بن عبد الله وعن أبيه عن يونس وكان عارفا بها قيما، قرأ عليه محمد بن النعمان، من الطبقة الثامنة، توفي سنة 356هـ.
(5) هو: أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن التيجبي المصري، روى القراءة عن يونس بن عبد الأعلى، وروى عنه ابنه أحمد، (لسان الميزان) لابن حجر 1/ 377، و (غاية) 1/ 155حدث عنه أبو سعيد بن يونس قال: يعرف يكر، وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة عالما بالحديث.
(6) هو: أبو محمد المفضل بن محمد، أحد الرواة عن عاصم مع حفص وشعبة، كان من أجلاء أصحابه، أخذ القراءة عرضا عنه وعن الأعمش، وروى القراءة عنه علي بن حمزة الكسائي قال الذهبي: = شذ عن عاصم بأحرف =. من الطبقة الرابعة، توفي سنة 186هـ.
(معرفة 1/ 131)، و (غاية 2/ 307).
(7) ويروى هذا الوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بعض الصحابة من بعده وقد نظمه الشاطبي في (العقيلة) حيث قال: ويا وريشا بخلف. وهذا ما أكده الإمام السخاوي(3/1086)
وقرأ الباقون بإسكان الياء من غير ألف (1).
حرف:
قرأ نافع وابن عامر والكسائي: {ولباس التقوى [26] بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع} [2].
حرف:
قرأ نافع: {خالصة يوم القيامة [32] بالرفع. وقرأ الباقون بالنصب} [3].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد (4) وأبي بكر بخلاف عنه (5): {ولكن لا تعلمون [38] بالياء، وكذلك روى هارون} [6] عن حسين (7) عن أبي بكر، وروى
__________
في (الوسيلة)، حيث قال: وكذلك رسمت أي بالألف في بعض المصاحف، ولكن اشتهرت الأخرى دون هذه، قلت: وهذا الوجه آحادي، ويعتبر انفراده شاذ عن عاصم.
انظر: (جامع البيان) للطبري ص 5/ 307، و (المحتسب) 1/ 246، و (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 533و (الوسيلة) 232، 231و (البحر) 4/ 282، و (الدر المصون) 5/ 287، و (بستان الهداة) ص 560، و (إتحاف المهرة) ص 332، و (قراءات النبي صلى الله عليه وسلم) ص 98.
(1) وهي القراءة المعتبرة عند السبعة وغيرهم انظر: (معاني القراءات) لأبي منصور الأزهري 403، و (التذكرة) لابن غلبون 2/ 339، و (المقنع) ص 93.
(2) وشاهد القراءة من الحرز قول الإمام الشاطبي: ولباس الرفع في حقّ نهشلا
انظر: (السبعة) ص 280، و (الحرز) ص 55، و (النشر) ص 2/ 269.
(3) انفرادة سبعية عن نافع بالرفع في (خالصة)، ويشهد لها من الحرز قول الشاطبي: خالصة أصل
انظر: المصادر السابقة.
(4) هو: حماد بن أبي زياد شعيب الكوفي مقرئ جليل ضابط، أخذ القراءة عرضا عن عاصم، ولما مات قرأ على أبي بكر شعبة، وروى عنه يحيى العليمي. كان فاضلا جليلا، مات سنة 190هـ.
(5) خلف عن شعبة القراءة بالياء والتاء، وهو من انفرادات جامع البيان. وفي وجه قراءة الياء انفرادة سبعية عنه، والوجه الآخر لم يشتهر عنه، فلا يقرأ به.
قال الشاطبي: ولا يعلمون قل لشعبة في الثاني.
انظر: (السبعة) ص 280، و (التيسير) ص 90، و (الحرز) ص 54، و (النشر) 2/ 169.
(6) هو: هارون بن حاتم أبو بشر الكوفي، مقرئ مشهور ضعفوه، روى الحروف عن أبي بكر بن عياش وحسين الجعفي عن ابن عياش، وروى القراءة عنه أحمد بن يزيد الحلواني، مات سنة 249هـ (غاية) 2/ 345.
(7) هو: حسين بن علي بن فتح الجعفي الكوفي أبو عبد الله، الإمام الحبر، أحد الأعلام، قرأ على حمزة وخلفه في القيام بالقراءة، وروى عنه أبو بكر وعن أبي عمرو بن العلا، قرأ عليه أيوب بن المتوكل، وروى عنه خلاد بن خالد. قال أحمد بن حنبل: = ما رأيت أفضل(3/1087)
أبو هشام (1) وخلّاد (2) عن حسين عن أبي بكر بالتاء، خالف حسين جماعة أصحاب أبي بكر في ذلك. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء.
حرف:
قرأ أبو عمرو (3) {لا تفتّح لهم [40] بالتاء وإسكان الفاء وتخفيف} [4]
التاء، وقرأ حمزة والكسائي كذلك، إلا أنهما بالياء على التذكير. وقرأ الباقون بالتاء وفتح الفاء وتشديد التاء الأخيرة (5).
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكّار: {وما كنّا لنهتدي [43] بغير واو قبل = ما =، وكذلك [1/ ب] في مصاحف أهل الشام} [6]. وقرأ الباقون = وما = بالواو.
__________
من حسين الجعفي =. من الطبقة الخامسة، مات سنة 203هـ والجعفي بضم الجيم وسكون العين نسبة إلى قبيلة بني جعفة بطن من أسد العشيرة القحطانية.
(الأنساب) 2/ 67، و (معرفة) 1/ 164، و (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) للقلقشندي ص 200، و (غاية) 1/ 247.
(1) هو: محمد بن يزيد بن رفاعة أبو هشام الرفاعي الكوفي القاضي، إمام مشهور، أخذ القراءة عرضا عن سليم، وروى الحروف سماعا عن أبي يونس الأعشى وحسين الجعفي ويحيى بن آدم والكسائي، وضبط حروفا عن أبي بكر، وقال الداني: = له من هؤلاء شذوذ =. فارق فيه سائر أصحابه، وله كتاب الجامع في القراءات، من الطبقة السادسة، توفي سنة 248هـ، ليس بالقوي، من صغار العاشرة.
(التقريب) 2/ 219، و (معرفة 1/ 224)، و (غاية 2/ 280).
(2) هو: خلاد بن خالد أبو عيسى وقيل أبو عبد الله الشيباني الصيرفي الكوفي، إمام في القراءة، ثقة عارف محقق، أستاذ، أخذ القراءة عن سليم وهو من أضبط أصحابه، وروى القراءة عن حسين الجعفي، وروى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد، من الطبقة السادسة، توفي سنة 240هـ.
(معرفة) 1/ 210، و (غاية 1/ 274).
(3) وحده من القراء السبعة. انظر: (التيسير)، و (النشر) 2/ 269.
(4) التخفيف: في اللغة ضد التثقيل. وفي الاصطلاح: هو عبارة عن معنى التسهيل وهو النطق بالهمزة بين همزة وحرف مد أو هو تليين صوت الهمزة حتى تقرب من حرف اللين الذي منه حركتها وقد يراد به حذف الصلات والهاءات وترك التشديدات وهو المراد هنا.
(الإضاءة) ص 22، 27.
(5) قلت: وكلها قراءات سبعية متواترة.
وشاهد ذلك من الحرز قول الشاطبي: يفتح شملا وخفف شفا حكما.
انظر: (السبعة) ص 280و (التيسير) ص 90و (الحرز) ص 54.
(6) في القراءة انفرادة سبعية عن عامر.(3/1088)
وكذلك في مصاحفهم (1) وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر (2).
حرف:
قرأ الكسائي: {نعم [44] في الموضعين هاهنا} [3] وفي الشعراء (4)
والصّافّات (5) بكسر العين في الأربعة. وقرأ الباقون بفتح العين فيهنّ (6).
حرف:
قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو: {أن لعنة الله [44] بإسكان النون ورفع} {لعنة، واختلف} [7] عن قنبل عن ابن كثير، فروى ابن مجاهد وابن
__________
(1) في القراءة انفرادة سبعية عن عامر.
قال الشاطبي: وما الواو دع كفى.
انظر: (السبعة) ص 280، و (المقنع) ص 103، و (التيسير) ص 91و (الحرز) ص 54.
(2) رواية آحادية عن ابن عامر من طريق ابن بكار ولا يقرأ بها في التواتر عنه.
(3) الموضع الثاني من السورة آية [44] {قال نعم وإنكم لمن المقربين.
(4) السورة الكريمة رقم [26] الآية [42]} {قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين.
(5) هي السورة رقم [37] الآية [18]} {قل نعم وأنتم داخرون قلت: وفي القراءة انفرادة سبعية عن الكسائي.
والشاهد من الحرز قوله: وحيث نعم بالكسر في العين رتلا انظر: (الحرز) ص 54 و (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) لمحمد فؤاد عبد الباقي ص 880.
(6) هما لغتان، وقد قرئ بهما: فالكسر لغة صحيحة، لكنانة وهذيل، وقد احتج الكسائي لقراءته بما روي في الحديث: أن رجلا لقي النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، فقال: (أنت الذي يزعم أنه نبي فقال: (نعم) وروي أيضا أن عمر سأل رجلا شيئا، فقال: (نعم)، فقال: (قل: نعم، إنما النعم الإبل). والفتح أشهر، وهي لغة باقي العرب، وبها قرأ عامة القراء من أهل الأمصار.
انظر: (تفسير الطبري) ج 5ص 187، و (حجة القراءات) ص 283، و (اللسان) ج 6ص 4485، و (مغني اللبيب) ج 2ص 345، و (الدر المصون) ج 5ص 326، و (الإتحاف) ج 2ص 49.
(7) أورد الحافظ ابن الجزري أيضا في (النشر) 2/ 269لقنبل هذا الخلاف، ذاكرا أن له الوجهين في القراءة، فقال ما نصه: = واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد والشطوي عن طريق ابن شنبوذ كذلك أي بإسكان النون وهي رواية ابن ثوبان عنه وعليها أكثر العراقيين من طريق ابن الصباح وابن شنبوذ وأبي عون. وروى عنه ابن شنبوذ إلا الشطوي عنه تشديد النون ونصب} اللعنة وهي رواية أبي ربيعة الزينبي وابن عبد الرزاق والبلخي =. قلت: ولكن القراءة المتواترة عنه هي بتخفيف النون كنافع وعاصم وأبي عمرو.
يقول الشاطبي: وأن لعنه التخفيف والرفع نصه سما ما خلا البزي. انظر: ص 54.
وانظر: (السبعة) ص 281و (المستنير في القراءات العشر) ص 556و (التيسير) ص 110 و (البدور الزاهرة) ص 127.(3/1089)
ثوبان (1) عنه كذلك وروى عنه أبو ربيعة (2) وابن الصباح (3) والزينبي (4) وابن شنبوذ (5) وابن عبد الرزّاق (6) والبلخي (7) وسائر الرواة
__________
(1) هو: أحمد بن الصقر بن ثوبان أبو سعيد الطرسوسي البغدادي، قرأ على الحسن بن جامع وعلى قنبل بن عبد الرحمن، وروى القراءة عنه أبو بكر بن مجاهد. (غاية) 1/ 63.
(2) هو: محمد بن إسحاق بن وهب أبو ربيعة الربعي المكي، مؤذن المسجد الحرام، مقرئ جليل أخذ القراءة عرضا عن البزي وقنبل، وطريقه عن البزي هي التي في الشاطبية والتيسير من طريق النقاش عنه، وروى القراءة عنه محمد بن الصباح وعبد الله البلخي، من الطبقة السابعة، توفي سنة 294هـ.
(معرفة 1/ 228وغاية 2/ 99).
(3) هو: محمد بن عبد العزيز بن الصّباح المكي الضرير، مقرئ جليل، أخذ القراءة عرضا عن قنبل، وهو من جلة أصحابه وعن أبي ربيعة، وقرأ عليه علي الحجازي، من الطبقة الثامنة.
(معرفة 1/ 283، وغاية 2/ 172).
(4) هو محمد بن موسى بن محمد أبو بكر الزينبي الهاشمي البغدادي، وسمي الزينبي نسبة إلى جدته زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، مقرئ محقق إمام في قراءة المكيين، من الطبقة الثامنة. (معرفة 1/ 285وغاية 2/ 267).
(5) أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ البغدادي، شيخ الإقراء بالعراق، أحد من جال في البلاد في طلب القراءات مع الثقة والصلاح، قرأ القرآن على عدد كثير كإبراهيم الحربي والأخفشي، تهيأ له من لقاء الكبار ما لم يتهيأ لابن مجاهد، وقرأ بالمشهور والشاذ، وقرأ عليه أحمد الشذائي، وكان يرى جواز الصلاة بما في مصحف أبيّ وابن مسعود، وبما صح سنده، عقد له مجلس بحضرة الوزير أبي علي بن مقلة وبحضور ابن مجاهد وجماعة من العلماء والقضاة، واستتيب على ذلك فأقر، من الطبقة الثامنة، توفي سنة 318هـ. قال أبو الحسن علي بن محمد المقرئ: = سألت أبا طاهر بن هاشم أي الرجلين أفضل أبو بكر ابن مجاهد أو أبو الحسن بن شنبوذ، فقال لي: ابن مجاهد عقله فوق علمه وأبو الحسن علمه فوق عقله =. (معرفة 1/ 276وغاية 2/ 52).
(6) هو: إبراهيم بن عبد الرزاق أبو إسحاق الأنطاكي، أحد الحذاق، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الأخفش وقنبل وعثمان بن خرزاد صنف كتابا في القراءات الثمان، قال الداني مقرئ جليل ثقة مأمون، روى عنه القراءة عرضا عبد المنعم بن غلبون، من الطبقة الثامنة، مات سنة / 339هـ.
(معرفة 1/ 287وغاية 1/ 16).
(7) هو: محمد بن شجاع أبو عبد الله البلخي وقيل الثلجي البغدادي، الفقيه الحنفي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي عن أبي عمرو، متكلم فيه من جهة اعتقاده، له ميل إلى مذهب المعتزلة، لما حضرته الوفاة رجع عن ذلك كله، مات يوم عرفة وهو ساجد في آخر سجدة من صلاة العصر عام / 264هـ. وبلخ مدينة مشهورة من أجل مدن خراسان، متروك ورمي بالبدعة، من كبار الحادية عشر. (التقريب) 2/ 169، و (معجم البلدان) 1/ 479، و (الأمصار ذوات الآثار) للذهبي ص 214، و (غاية) 2/ 152، و (الجواهر المضية) 3/ 173.(3/1090)
عن القوّاس (1) بتشديد النون (2)، ونصب {لعنة، وكذلك روى البزّي وابن فليح} [3]
عن ابن كثير، وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي: {يغشي الليل النّهار [54] هاهنا، وفي الرعد} [4] [3] بفتح الغين وتشديد الشين. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بإسكان الغين وتخفيف الشين (5)، وروى ابن عتبة (6)
وابن بكّار بإسنادهما عن ابن عامر (7) هنا بالتشديد وفي الرعد بالتخفيف.
حرف:
قرأ ابن عامر {والشمس والقمر والنجوم مسخّرات [54] برفع أربعة الأسماء، وقرأ الباقون بنصبها وكسروا التاء من} {مسخّرات لأنها تاء جمع المؤنث} [8].
__________
(1) هو: أحمد بن محمد النبال المكي المعروف بالقواس، إمام أهل مكة في القراءة، قرأ على قنبل والحلواني والبزي، من الطبقة السادسة، توفي عام 246هـ. (معرفة 1/ 178وغاية 1/ 123).
(2) الوجه الثاني عن قنبل بتشديد النون ولكن لم يشتهر عنه. (التيسير) ص 91.
(3) هو: عبد الوهاب بن فليح المكي، قرأ على داود بن شبل، وهو صدوق، من الطبقة السادسة.
(معرفة 1/ 180، وغاية 1/ 480) قال الشاطبي:
وأن لعنه التخفيف والرفع نصه سما ما خلا البزي وفي النور أوصلا. انظر: ص 54.
(4) هي السورة الكريمة رقمها [13] آية [3].
(5) وهما لغتان من (غشّى أغشى) انظر: (الكشف عن وجوه القراءات) 1/ 464يقول الشاطبي:
ويغشى بها والرعد ثقّل صحبه. انظر: ص 54.
(6) انظر: (المستنير في القراءات العشر) ص 556و (بستان الهداة) ص 564.
(7) وجه عن ابن عامر بتشديد الشين، ولكنه لم يتواتر عنه. انظر: (السبعة) 282، و (التبصرة) 510 و (التيسير) ص 92، و (النشر) 2/ 269.
(8) الرفع: على الابتداء في {والشمس وما عطف عليها و} {مسخرات خبر، ويجوز جعل الواو حالا أي حالهما التسخير. والنصب: على عطفها على} {السموات قبلها، ونصب} {مسخرات على الحال. وجائز نصبها على إضمار فعل، كأنه قال (وتجرى الشمس والقمر والنجوم حال تسخيرها)، أو تكون منصوبة ب} {جعل مقدرا فتكون هذه المنصوبات مفعولا أول} مسخرات مفعولا ثانيا. وفيها انفرادة سبعية عن الإمام ابن عامر. ينظر: (معاني القراءات) ص 408، (حجة القراءات) ص 284، (الإتحاف) ج 512و (الدر المصون) ص 5/ 343. وشاهد القراءة من الحرز قوله: وو الشمس مع عطف الثلاث كملا انظر: ص 54.(3/1091)
{تضرعا وخفية} [1] [الأنعام: 63]. {الرياح} [2] [البقرة: 164] قد ذكر.
حرف:
قرأ عاصم (3) في غير رواية المفضل {الرياح بشرا [57] هاهنا، وفي الفرقان [48] والنمل [63] بالباء وضمّها وإسكان الشين، وروى حسين المروذي} [4]
عن حفص عنه بضم الشين، لم يرو ذلك عنه أحد غيره (5)، وقرأ ابن عامر (6): في غير رواية الوليد بالنون وضمّها وإسكان الشين، وقرأ حمزة (7) والكسائي بالنون وفتحها وإسكان الشين وقرأ الباقون (8) بالنون وضمّها وضمّ الشين. وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر (9).
حرف:
قرأ الكسائي (10) وابن عامر في رواية الوليد (11) {من إله غيره [59] في هذه السورة} [12]،
__________
(1) عند الآية [63] من سورة الأنعام، وانظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 280و (التيسير) 85.
(2) عند الآية [164] من سورة البقرة، وانظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 118و (التيسير 66.
وينظر: مذاهب القراء في التوحيد والجمع في لفظة {الرياح في جميع سور القرآن في كتاب:
(السبعة) ص 173172و (النشر) ص 2/ 269.
(3) انفرادة سبعية له، انظر: (التيسير) ص 91، و (النشر) ص 2/ 270.
(4) هو: الحسين بن محمد المروزي، روى عن إسماعيل بن جعفر وعنه أحمد بن منيع، مجهول، من التاسعة. انظر: (التقريب) 1/ 179. و (غاية) 1/ 249.
(5) هذه الرواية عن حفص غريبة آحادية وحكمها الشذوذ انظر: (المحتسب) ج 1، ص 256255، و (الانفرادات) 2/ 668.
(6) انفرادة سبعية له. انظر: (التيسير) ص 91، و (النشر) ص 2/ 270.
(7) هذه الجملة ساقطة في م.
(8) فصار في} {نشرا أربع قراءات سبعية هي} {بشرا} {نشرا} {نشرا} نشرا.
انظر غير مأمور: (سراج القارئ) ص 224، و (النشر) ص 270269.
والشاهد من الحرز قوله: ونشرا سكون الضمّ في الكلّ ذلّلا
وفي النون فتح الضمّ شاف وعاصم روى نونه بالباء نقطة أسفلا
(9) وجه آحادي عن ابن عامر من رواية الوليد عنه وهو مخالف للمتواتر عنه فلا يقرأ به.
(10) انفرادة سبعية عنه انظر: (التيسير) ص 91، و (النشر) 2/ 271.
(11) رواية الوليد آحادية مخالفة للمتواتر عنه فهي شاذة، ولابن عامر في باقي طرقه القراءة كالجماعة. (السبعة) 284، و (التيسير) 91، و (إرشاد المبتدئ) 331، و (النشر) ج 2ص 270.
(12) ويوجد بها ثلاثة نظائر أخرى في الآيات رقم [65، 73، 85].(3/1092)
وفي هود (1) [50] والمؤمنين (2) [23] بخفض الراء وكسر الهاء بعدها، وذلك إذا كان قبل {إله} {من الخافضة، وقرأ الباقون برفع الهاء وضمّ الراء} [3].
حرف:
قرأ أبو عمرو {أبلغكم [62و 68] في الموضعين هاهنا} [4]، وفي الأحقاف (5) [23] بإسكان الياء وتخفيف اللام في الثلاثة وقرأهنّ الباقون بفتح الباء وتشديد اللام: {بصطة [69] قد ذكر} [6].
حرف:
قرأ ابن عامر (7) في قصة صالح {قال الملأ [75] بزيادة واو قبل،} {قال:
وكذلك في مصاحف الشاميّين} [8]، وقرأ الباقون (9) بغير واو كذلك في مصاحفهم.
__________
(1) هي السورة الكريمة رقم [11]، الآيات رقم [50، 61، 84].
(2) هي السورة الكريمة رقم [23] الآيتان رقم [23، 32] فالمجموع تسعة مواضع في القرآن.
(3) (التيسير) ص 91، و (النشر) ص 2/ 270.
والشاهد ذلك من الحرز قوله: ورا من إله غيره خفض رفعة بكلّ رسا. انظر: ص 55.
(4) الموضع الثاني في الآية [68] {أبلغكم رسالات ربي.
(5) والتخفيف والتشديد لغتان من أبلغ كقوله:} {فإن تولوا فقد أبلغتكم هود [57] وبلّغ كقوله تعالى} {فما بلغت رسالته المائدة [67].
وفي وجه التخفيف انفرادة سبعية عن أبي عمرو.
والشاهد من الحرز قوله: والخف أبلغكم حلا مع أحقافها
وموضع (الأحقاف) [46] في الآية رقم [23]. انظر: (شرح الهداية) 2/ 304، و (التيسير) 91، 111، و (الحرز) ص 55، و (الدر المصون) 5/ 356.
(6) عند قوله تعالى} {ويبسط البقرة، الآية [245]. والخلاف فيها بين القراء دائر بين السين على الأصل والصاد لمجاورة حرف الاستعلاء والإطباق. فقرأ نافع والبزي وشعبة والكسائي بالصاد، والباقون بالسين، ولخلاد الوجهان. انظر: (السبعة) 158، 186، و (الجامع) ت طلحة ص 143، و (التيسير) ص 69، و (النشر) ص 128، 129.
و (التيسير في القراءات السبع المشهورة) ص 167.
(7) وحده من السبعة. انظر: كتاب (السبعة).
(8) انفرادة سبعية عن الإمام الشامي. وأشار إليها صاحب كتاب (المصاحف) ص 55بقوله:
= وفي إمام أهل الشام وأهل الحجاز في قصة صالح آية [75]} {وقال الملأ، وفي إمام أهل العراق} قال الملأ =.
قال الشاطبي: والواو زد بعد مفسدين كفؤا.
انظر: (حجة القراءات) 287، و (المقنع) 104، و (الحرز) 55، و (النشر) ج 2ص 270.
(9) في (م) بزيادة كلمة (قال).(3/1093)
حرف:
قرأ نافع وحفص عن عاصم {إنكم لتأتون} [1] [81] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وقرأ الباقون (2) بهمزتين على الاستفهام، ومذاهبهم في التحقيق (3) والتسهيل (4) والفصل بالألف وترك الفصل مذكور في باب الهمزتين (5).
{لفتحنا عليهم [96] مذكور قبل} [6].
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني وابن كثير في رواية قنبل والبزّي {أو أمن أهل القرى [98] هاهنا بإسكان الواو، وورش يلقي عليها حركة} {أمن فيحرّك بها على أصله. قال أحمد بن صالح عنه بفتح الواو ويصلها بكسر ميم} {أو أمن [98] وقال يونس عنه: موقوفة الواو غير منتصبة، وقرأ في والصّافّات} [7] [17] والواقعة (8) [48] {أو ءابآؤنا بفتح الواو وتحقيق} [9] الهمزة بعدها. وقرأ نافع (10) في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون، وفي رواية الأصبهاني
__________
(1) ونظائرها الآية [55] النمل و [29] العنكبوت انظر: (أوجز البيان في متشابه القرآن) 49 و (الإيقاظ لتذكير الحفاظ) 102و (هداية الحيران) 111و (التوضيح في تكرار وتشابه آي القرآن) 187.
(2) ينظر: (السبعة) ص 285، 286 (التيسير) ص 111.
(3) التحقيق في الهمز هو: النطق بالهمزة خارجة من مخرجها الذي هو أقصى الحلق كاملة في صفاتها وهو لغة هذيل وعامة تميم. (الإضاءة في بيان أصول القراءة) للضباع ص 28.
(4) والتسهيل: هو مطلق التغيير، وهو أربعة أضرب: النقل والإبدال والحذف والتسهيل، وهو هنا عبارة عن النطق بالهمزة بين الهمز وحرف المد. انظر: (الكتاب) لسيبويه 3/ 541و (الإضاءة) 29. و (المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية) للدكتور محمد سالم محيسن ص 85.
(5) انظر: جامع البيان:
(6) في سورة الأنعام آية [44] ونظائرها الآية [96] سورة الأنبياء و [11] القمر. قرأ ابن عامر وحده بتشديد التاء في المواضع الأربعة لتكثير الفتح وكثرة الأبواب، وقرأ الباقون بالتخفيف فيهن. أما ما كان مع لفظ بابا المفرد مثل الآية [14] في الحجر و [77] في المؤمنين فإنه خففهما فيهن. انظر: (السبعة) ص 286، و (معاني القراءات ص 153)، و (الغاية في القراءات العشر) ص 241، و (شرح الهداية) 2/ 278، و (جامع البيان) ص 380.
(7) هي السورة رقم [37]، آية [17].
(8) هي السورة رقم [56]، آية [48].
(9) في النسخة (م) وتحقق.
(10) الوجهان لنافع يرجعان إلى معنى واحد. انظر: (إعراب القرآن) للنحاس 2/ 139.(3/1094)
عن ورش وابن عامر بإسكان الواو في الثلاثة (1)، والأصبهاني عن ورش يلقي (2)
حركة الهمزة على الواو ويحرّكها بها فيهنّ.
وقرأ الباقون وابن كثير في رواية (3) ابن فليح بفتح الواو وتحقيق الهمزة بعدها في الثلاثة. قال أبو عمرو: وقد غلط عامة (4) البغداديين ومن اتصل بهم من سائر العراق [2/ أ] على ورش في الموضعين اللذين في الصّافّات والواقعة، فحكى ابن مجاهد وابن شنبوذ والداجوني (5) والشذائي (6) وأبو طاهر وغيرهم من الجلّة أن مذهبه فيها إسكان الواو، ثم يلقي عليه حركة الهمزة قياسا على هذا الموضع الذي في هذه السورة المجمع عليه عنه.
__________
(1) للقراء في الواو الفتح والإسكان فنافع والابنان ابن كثير وابن عامر بوجه الإسكان، فتكون الهمزة والواو أصليتين أي: حرف عطف للتقسيم فكأن المعنى أو كان الأمر من أحد هذين الشيئين من إتيان العذاب ليلا أو ضحى. وزعم أبو منصور أن (أو) للإضراب بمعنى بل.
والباقون بوجه الفتح، فالهمزة للاستفهام. ومعناه: التوبيخ والتقريع، وقيل للإنكار، وقيل للنفي، والواو حرف عطف أي أفأمنوا مجموع العقوبتين. انظر: (معاني القراءات) ص 184، و (البيان في غريب القرآن) 1/ 369، و (الدر المصون) 5/ 392، و (إبراز المعاني) ص 479و (الإتحاف) 2/ 55. قال الشاطبي: و (أو أمن) الإسكان حرميه كلا. انظر: ص 55.
(2) وهو نوع من أنواع تخفيف الهمز المفرد لغة لبعض العرب، اختص بروايته ورش، بشرط أن يكون آخر كلمة وأن يكون غير حرف مد وأن تكون الهمزة أول الكلمة الأخرى. (النشر) 1/ 408.
(3) قراءة ابن كثير من رواية ابن فليح الواو ولكن لم يشتهر عنه فلا يقرأ بها وقد ذكرت في (المبسوط) ص 182، و (المستنير في القراءات العشر) ص 559، و (بستان الهداة) ص 567.
(4) في النسخة (م)، وقد غلط عليه البغداديون.
(5) هو: أبو بكر محمد بن أحمد الرملي الضرير المقرئ، يعرف بالداجوني الكبير، إمام كامل، رحال مشهور، مات سنة / 324هـ. (معرفة 1/ 268وغاية 2/ 77).
(6) هو: أحمد بن نصر الشّذائي البصري، إمام مشهور قرأ على عمر بن محمد الكاغدي وابن مجاهد والزينبي، وقرأ عليه أبو الفضل الخزاعي من الطبقة الثامنة، توفي سنة 373هـ والشّذائي بفتح أوله والذال المعجمة ممدودا وبعد الألف همزة مكسورة نسبة إلى شذا، قرية بالبصرة بالعراق.
(معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواقع) للبكري الأندلسي 1/ 254، و (توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم) 5/ 311، و (معرفة 1/ 319)، و (غاية) 1/ 144.(3/1095)
وذكر ابن أبي طاهر أن أبا الأزهر (1) وداود (2) كذلك رويا ذلك عنه نصّا (3)، وليس كما ذكر ولا على ما قدر، ولو أمعن (4) النظر في روايتيهما وأعمل الفكر في نصّ عبارتهما عن ذلك في كتابيهما (5) مع يقظة وحسن معرفة لظهر خلاف ما ذكره، ولعلم وتيقّن (6) أن الأمر على غير ما قدّره، وذلك أنهما قالا في كتابيهما عن ورش هاهنا {أو أمن موقوفة الواو غير منتصبة، وقالا في الموضعين الآخرين} {أو ءابآؤنا
منتصبة الواو، وقالا عنه في الاختلاف} [7] بين نافع وحمزة {أو أمن موصولة لا ينصب الواو وحمزة ينصبها} {أو ءابآؤنا منصوبة الواو واتفاق منهما، فيدلّ ذلك دلالة ظاهرة غير مشكوكة في صحتها على أن مذهبه هاهنا الإسكان للواو وأنّها فيه} {أو
التي للخروج من شيء إلى شيء، كقوله:} {أو إن يشأ يعذبكم} [8] [الإسراء: 54] وأن مذهبه هناك الفتح، وأنها فيها واو عطف دخل عليها همزة الاستفهام بمعنى التقرير لا غير.
وكذلك روى ذلك أبو يعقوب (9) نصّا عن ورش، ولا يعرف أهل الأداء من
__________
(1) هو: عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي أبو الأزهر المصري، صاحب الإمام مالك، راو مشهور بالقراءة، أخذ القراءة عرضا عن ورش ولمكانة أبي الأزهر اعتمد الأندلسيون على قراءة ورش وأخوه موسى فقيه، وكانا عالمين فاضلين ورعين منقطعين للعلم وغلب على عبد الصمد علم القرآن وعلى موسى علم الحديث، من الطبقة السادسة، توفي عام 231هـ. (معرفة 1/ 182، وغاية 1/ 389) و (شجرة النور الزكية في طبقات المالكية) للشيخ محمد محمد مخلوف ص 66.
(2) هو: داود بن أبي طيبة أبو سليمان المصري، قرأ على ورش وهو من جلة أصحابه وعلى علي ابن كيسة صاحب سليم، وعنه ابنه عبد الرحمن ومواس بن سهل، من الطبقة السادسة، توفي عام 223هـ. (معرفة 1/ 182وغاية 1/ 279).
(3) أي: له معنى واحد ولا يحتمل التأويل. (التعريفات) ص 309.
(4) في (م) أنعم.
(5) هما من مصادر جامع البيان، التي استقى منها الداني بعض مادة كتابه.
انظر: (الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان) للدكتور عبد المهيمن الطحان ص 95/ 96.
(6) في (م) وتنعش.
(7) الكتاب من مصادر الجامع، ولم أقف عليه بعد البحث.
(8) الآية [54] من سورة الإسراء [17].
(9) هو: يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري الأزرق، لزم ورشا مدة طويلة، قرأ على ورش، وخلفه في القراءة والإقراء بمصر، وعرض على سقلاب، أتقن عن ورش الأداء، وانفرد(3/1096)
المصريين وغيرهم من المغاربة غير ذلك في رواية ورش، وهم حجّة على من خالفهم عنه لأنهم تلقوا القراءة عنه أداء وأخذوها عنه مشافهة وخالفوه في القيام بها، وكذلك أهل الأداء من الشاميّين الذين يتولون رواية أبي الأزهر، وكذلك نصّ عليه أحمد بن يعقوب (1) وإبراهيم بن عبد الرزاق في كتابيهما (2) عن أصحابهما عنه عن ورش، وأظن ابن مجاهد رحمه الله حمل رواية أصحاب ورش على أصحاب أبي بكر الأصبهاني لأنه روى عن أصحابه عنه إسكان الواو في الثلاثة المواضع نصّا وأداء، وجعلهما أصلا. وتوهّم أنهم موافقوه على ذلك.
ومثل هذا إنما يكون عند عدم الأداء والنص، فأما عند وجودهما، فلا يجوز أن يحمل رواية على رواية، ولا أن يجري لها حكمها، بل تميّز (3) كل رواية ويبيّن اختلافها، ويعرف الفرق بينها وبين ما يخالفها، وقد قال في كتاب المدنيين (4) روى أحمد بن صالح عن ورش {أو ءابآؤنا ساكنة الواو والله أعلم. وقد غلط أبو بكر النقّاش على القولين والبزّي أيضا في الموضعين المذكورين يحكى عنهما عن ابن كثير أنه سكّن الواو فيهما، والنص والأداء عنه بخلاف ذلك.
حرف:
قرأ نافع} {حقيق عليّ أن لا أقول [105] بفتح الياء وتشديدها على أنها اسم المتكلم. وقرأ الباقون} {على بغير إضافة على أنها حرف خفض} [5].
__________
عنه بتغليظ اللامات وترقيق الراءات. قال ابن الجوزي: قلت لم ينفرد بذلك عن ورش، بل روى ذلك عنه يونس بن عبد الأعلى، ورواية ورش في الشاطبية من طريقه. من الطبقة السادسة، توفي في حدود / 240هـ (معرفة 1/ 181، وغاية 2/ 402هـ)، و (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة) لجلال الدين السيوطي 1/ 486.
(1) هو: أحمد بن يعقوب التائب أبو الطيب الأنطاكي، مقرئ حاذق، روى القراءة عن بكر بن سهل الدمياطي وأحمد بن المعلى ومحمد بن حفص الخشاب، وقرأ عليه علي بن محمد الأنطاكي، من الطبقة الثامنة، توفي سنة 340هـ. (معرفة 1/ 282، وغاية 1/ 151).
(2) قال الإمام الداني عن أبي الطيب الأنطاكي: وله كتاب حسن في القراءات، وهو إمام في هذه الصناعة. وقال الذهبي في ترجمة إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي: صنف كتابا في القراءات الثمان، فلعلهما هذين الكتابين. (معرفة 1/ 282و 287).
(3) في (م) بل يميز بياء.
(4) وله أيضا كتاب المكيين. ولم أقف عليهما بعد البحث.
(5) قرئ بتشديد الياء وإرسالها، فنافع وحده يقرأ بالياء المشددة المفتوحة بعد اللام. أي: (واجب علي)، فحرف الجر دخل على ياء المتكلم، فقلبت ألفها ياء وأدغمت فيها، وفتحت لالتقاء(3/1097)
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية الحلواني عن هشام {أرجه} [1] [111] هاهنا، وفي الشعراء (2) [36] بالهمز (3)، وضمّ الهاء وصلتها بواو في اللفظ، قال الحلواني مهموز ويرفع الهاء ويشمّ الرفعة. وروى ابن الصباح عن قنبل عن ابن كثير بغير همز لم يروه غيره وهو وهم. وقال ابن غلبون: قال: نا عبد الله (4) قال: نا
__________
الساكنين. وقد انفرد بها في القراءة السبعية، وقرأ العامة ب (على) مخففة التي هي حرف جر داخلة على أن من غير ياء المتكلم، بمعنى خليق وجدير. وقيل على بمعنى الباء، أي حقيق بقول الحق، ليس إلا. وهناك أوجه أخرى في (على) ذكرها صاحب (الدر المصون) 5/ 401 405. قال الإمام الشاطبي: عليّ على خصّوا.
انظر: (إعراب القراءات) 1/ 196، و (النشر) ج 2ص 270، و (الإتحاف) ص 2/ 52، و (المستنير) ص 193.
(1) لهذا الحرف تعلق بالأصول لوجود هاء الكناية به، وبالفرش لوجود الهمز فيه فالإمام الشاطبي ذكره في باب هاء الكناية في الأصول حيث يقول:
وعى نفر أرجئه بالهمز ساكنا ... وفي الهاء ضم لف دعواه حرملا
واسكن نصيرا فاز واكسر لغيرهم ... وصلها جوادا دون ريب لتوصلا
والإمام البنا ذكر خلاف القراء في الهاء في باب هاء الكناية، وأرجأ خلاف الهمزة مع الهاء في فرش حروف هذه السورة. انظر: (الحرز) ص 357، و (الإتحاف) 1/ 153.
وتعريفها: هي الهاء الزائدة عن بنية الكلمة الدالة على المفرد المذكر الغائب.
والمؤلف رحمه الله أطال النفس هنا لبيان مذاهب القراء ورواتهم في هذا الحرف. فلهم فيه من طريق الحرز ست قراءات في المشهور المتواتر: بالهمز ثلاث قراءات، وتركه ثلاث قراءات، وهما لغتان (أرجأته وأرجيته)، بمعنى (أخرته)، ومنه سميت المرجئة، فهم لا يحكمون على أحد من المسلمين بشيء، بل يرجئون الحكم إلى يوم القيامة، ومن أقوالهم إنه لا يضر مع الإيمان معصية، ولا ينفع مع الكفر طاعة، وقيل لأنهم أخروا العمل، فقالوا: الإيمان قول بلا عمل، وهو خطأ.
انظر: (إعراب القراءات السبع) 1/ 197، و (القاموس المحيط) 1/ 51، و (شرح عقيدة أهل الأثر) للإمام السفاريني 2/ 331، و (المعجم الوسيط) 1/ 329، و (هداية القارئ) ص 357 و (حق التلاوة) ص 96، و (ظاهرة الإرجاء في العالم الإسلامي) لسفر الحوالي ص 65، و (دراسات في الأهواء والفرق) للدكتور ناصر العقل ص 185.
(2) السورة رقم [26]، آية [36].
(3) قرأ ابن كثير وهشام بالهمزة الساكنة وضم الهاء وصلتها، ذا {أرجئه. قرأ} أرجئهو.
انظر: (الإتحاف) 2/ 56، و (التقريب) ص 64.
(4) هو: عبد الله بن محمد، وتقدمت ترجمته.(3/1098)
أحمد (1). ح ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن أبي حسّان قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {أرجه مهموز مرفوع} [2] لم يزد (3) على ذلك، وكذلك قال الباغندي وابن عباد وسائر الرّواة عنه.
وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان (4) {أرجه بالهمز وكسر الهاء كسرة مختلسة من غير صلة كأنه لم يعتدّ بالهمز} [5] لخفائها، فلذلك كسر الهاء اتباعا لكسرة الجيم كما لم يعتدّ من قال منه بالنون لسكونها، فكسر الهاء اتباعا لكسرة الجيم، قال محمد بن أحمد عن ابن مجاهد: لا يجوز (6) كسر الهاء مع الهمزة،
__________
(1) هو: أحمد بن أنس، وسبقت ترجمته.
(2) وقال صاحب (السبعة) ص 287، وقرأ ابن عامر {أرجئه في رواية هشام بن عمار مثل أبي عمرو، وذكر صاحب (الإتحاف) 2/ 5756: أن لهشاما الوجهين: طريق الحلواني المذكور هنا، وطريق الداجوني باختلاس ضمة الهاء.
(3) في (م) لم يزيد.
(4) قرأ ابن ذكوان وحده بهمزة ساكنة وكسر الهاء من غير صلة هكذا} أرجئه.
(5) في نسخة (ت) الهمز والتصويب من (م).
(6) لم يرتض جماعة من القراء والنحاة قراءة ابن عامر بالهمز وكسر الهاء، لأن الهاء لا تكسر إلا إذا كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة، ولا تأتي إلا مضمومة إذا سبقت بهمزة. فأبو بكر بن مجاهد قال: = هذا وهم ولا يجوز =، وأبو علي الفارسي قال: = هذا غلط =، وقال الحوفي: = إنها ليست بجيدة =، وقال أبو البقاء: = ضعيفة =.
وقد اعتذر البعض لهذه القراءة على سبيل التأويل بأوجه منها:
أن الهاء كسرت اتباعا لحركة الجيم. ولم يعتد بحاجز الهمز، لأنه حاجز غير حصين.
أن الهمز كثيرا ما تغير بحرف العلة. وهي هنا في معرض أن تبدل ياء ساكنة لسكونها بعد الكسرة، فكأنها وليت ياء ساكنة، فلذلك كسرت.
وقال ابن خالويه في (إعراب القراءات السبع) 1/ 198: = وقد اجترأ جماعة في الطعن على هؤلاء السبعة في بعض حروفهم، وليس واحد منهم عندي لاحنا بحمد الله =. وقال أبو منصور في (معانيه) ص 185وهذه الوجوه كلها وإن اختلفت فهي لغات محفوظة عند العرب =.
قلت إن القراءة سنة متبعة، متى ثبتت وجب قبولها والأخذ بها. فهذه قراءة سبعية متواترة تعتمد في ثبوتها على الأثر والرواية والسماع، ولا تعمل على الإفشاء في اللغة، والأقيس في العربية. والله تعالى أعلم. (السبعة) لابن مجاهد ص 288، و (الحجة للقراء السبعة) لأبي علي الفارسي 4/ 58و (البحر المحيط) 4/ 360، و (الدر المصون) 5/ 410، و (ظاهرة التأويل في إعراب القرآن الكريم) ص 365361، و (القراءات القرآنية في بلاد الشام) ص 290، و (المدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد) ص 56.(3/1099)
[2/ ب] وذلك جائز عندنا كما بيّنّاه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر {أرجه غير جزم مهموز يريد بالجزم وسكون الهمزة ولم يزد} [1] الهاء. وروى ابن عتبة عنه بالهمزة وضمّ الهاء من غير إشباع، وقرأ أبو عمرو: {أرجه} [2]
بالهمز وضمّ الهاء ضمّة مختلسة (3) من غير صلة، وقرأ عاصم في رواية حمّاد وحفص من غير رواية هبيرة عنه وحمزة {أرجه} [4] بإسكان الهاء من غير همز، وقرأه في رواية المفضل وفي رواية هبيرة عن حفص عنه ونافع في رواية ورش وإسماعيل والكسائي {أرجه} [5] بكسر الهاء وصلتها بياء من غير همز في السورتين، كذا قرأت من هذه الطرق.
وقال هبيرة (6) في كتابه عن حفص هاهنا مجزومة وفي (7) الشعراء مجرورة، نا بذلك محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الخزاز (8) عن هبيرة، وروى القوّاس
__________
(1) في (م) لم يزيد.
(2) قراءة: أبي عمرو السبعية بهمزة ساكنة وضم الهاء بدون صلة، كما ذكر المؤلف وصورتها هكذا {أرجئه. انظر: (السبعة) ص 287، و (التيسير) ص 92، و (البدور الزاهرة) ص 121، و (تقريب المعاني) ص 65.
(3) الاختلاس هو: إسراع بالحركة ليحكم السامع بذهابها، وهي كاملة الوزن والصفة، والاختطاف بمعناه، وكذا الإخفاء، فهي مترادفات وقدّر البعض الحركة بالثلثين، (القواعد والإشارات في أصول القراءات) للقاضي الحموي ص 52، و (الإضاءة) ص 4039.
(4) قرأ عاصم وحمزة بإسكان الهاء من غير همز صورتها هكذا} {أرجه
وقال الفراء = هي لغة العرب = انظر: (معاني القرآن) للفراء 1/ 388، و (المبسوط) ص 183، و (التبصرة) ص 512، و (الإتحاف) 2/ 56.
(5) قرأ ورش والكسائي بدون همز مع كسر الهاء وصلتها بمقدار حركتين، هكذا:} {أرجه. وتقرأ} أرجهي. انظر: (المبسوط) ص 183، و (تقريب المعاني) ص 65.
(6) هو: هبيرة بن محمد التمار أبو عمر الأبرش البغدادي، مشهور بالإقراء والمعرفة، أخذ القراءة عرضا عن حفص عن عاصم، قرأ عليه حسنون بن الهيثم، وهو أضبط أصحابه وأحمد الخزاز، من الطبقة السادسة. وكتابه هذا لم أعثر عليه. انظر: (معرفة) 1/ 413، و (غاية) 2/ 353.
(7) انظر: (السبعة) ص 288.
(8) هو: أحمد بن علي بن الفضل وقيل الفضيل الخزّاز البغدادي أبو جعفر، مقرئ ماهر ثقة صاحب قرآن وحديث، قرأ على هبيرة والقطعي وأبي هاشم الرفاعي، وأخذ القراءة عنه ابن مجاهد وابن شنبوذ، من الطبقة السابعة، قال الخطيب: = ثقة =. توفي سنة 286هـ. (معرفة 1/ 258، وغاية 1/ 86).(3/1100)
وعمرو (1) وعبيد (2) عن حفص بجزم الهاء في السورتين، واختلف أصحاب أبي بكر عنه، فروى عنه الكسائي (3) والعليمي (4) والبرجمي (5) والأعشى (6) وابن عطارد (7)
ويحيى الجعفي وابن أبي حمّاد (8) وأصحاب الأزرق والمعلى بن منصور (9) أنه أسكن
__________
(1) هو: عمرو بن الصباح بن صبيح أبو حفص الكوفي البغدادي، روى القراءة عرضا وسماعا عن حفص بن سليمان، وهو من جلة أصحابه وأبصرهم بحرفه وعن الأعشى عن أبي بكر، وروى عنه القراءة عرضا إبراهيم السمار والبزار وأحمد بن جبير، من الطبقة السادسة. قال الداني:
= إنهما وعبيد إخوان = توفي سنة 221هـ. (معرفة 1/ 203، وغاية 1/ 601).
(2) هو: عبيد بن الصباح بن صبيح أبو محمد الكوفي البغدادي، روى القراءة عرضا عن حفص، وهو من أجل أصحابه وأضبطهم، وروى عنه أحمد بن سهيل الأشناني، وقال عنه: = كان من الورعين المتقين =. من الطبقة السادسة. (معرفة 1/ 204، وغاية 1/ 495).
(3) هو: علي بن الحسن أبو الحسن التميمي الكسائي، مقرئ معروف، أخذ القراءة عرضا عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر، وكان عارفا بحرف عاصم، وقرأ عليه محمد بن الحسن النحوي (الغاية) 1/ 530.
(4) هو: يحيى بن محمد الأنصاري الكوفي أبو محمد العليمي، مقرئ حاذق ثقة شيخ القراءة بالكوفة، قرأ على أبي بكر بن عياش وحماد بن شعيب، من الطبقة السادسة، توفي سنة 243هـ.
(معرفة 1/ 202، وغاية 2/ 378).
(5) هو: عبد الحميد بن صالح بن عجلان البرجمي الكوفي أبو صالح، مقرئ ثقة، قرأ على أبي بكر ابن عياش ثم عن الأعشى، وقرأ عليه القاسم بن أحمد الخياط، مات سنة 230هـ. (غاية) 1/ 360.
(6) هو: يعقوب بن محمد الأعشى أبو يوسف التميمي الكوفي، قرأ على أبي بكر بن عياش وكان أجل من قرأ عليه، تصدر للإقراء بالكوفة، وكان صاحب قرآن وفرائض، من الطبقة الخامسة، توفي في حدود المائتين. (معرفة 1/ 159، وغاية 2/ 390).
(7) هو: عبد الجبار بن محمد بن عطارد العطاردي الدارمي الكوفي، روى الحروف عن أبي بكر ابن عياش، وروى عنه الحروف أحمد وزيد ابنا عثمان بن حكيم ونعيم بن حذيفة. (الغاية) 1/ 358.
(8) هو: عبد الرحمن بن سكين أبو محمد بن أبي حماد الكوفي، صالح مشهور، روى عن حمزة وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة وعن أبي بكر بن عياش، وروى عنه الحسن بن جامع ومحمد بن جنيد وعلي بن حمزة الكسائي. (غاية) 1/ 369.
(9) معلى بن منصور أبو يعلي الرازي الحافظ الفقيه الحنفي، روى عن أبي بكر بن عياش وكان من أصحاب أبي يوسف الكبار، وحدث عن مالك، وروى القراءة عنه محمد بن سعدان، وتفرد عن ابن عياش بضم الهمزة من (أصري)، (س / 3آية / 81) قال العجلي: ثقة سني فقيه، توفي سنة / 211هـ. (التقريب) 2/ 265، و (غاية) 2/ 304.(3/1101)
الهاء، ولم يذكروا بهمز كرواية حمّاد وحفص سواء. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم (1) عن ابن أبي أمية (2) عن أبي بكر عن عاصم {أرجه مهموزة ساكنة الهاء، قال ابن الجهم هو فيما أحسب يعني بهمز الألف التي قبل الراء، وذلك على ما قال لأن الهمز مع سكون الهاء غير ممكن النطق به إذا كان يلتقي ساكنان ليس أحدهما حرف مدّ ولين. وروى عبيد بن نعيم} [3] عن أبي بكر {أرجه غير مهموز لم يذكر الهاء، وروى خلاد وهارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر} [4] {أرجه مهموزة مضمومة الهاء.
قال: نا محمد عن ابن مجاهد مثل أبي عمرو، وقال هارون عن حسين عن أبي بكر في الشعراء} {أرجه مجرورة الهاء، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم} {أرجه مكسورة مهموزة، كذا قال عنه، فهذا يوافق ما رواه ابن ذكوان عن ابن عامر، وأظن ذلك وهما وأحسبه أراد بالهمز همز الألف.
واختلف أصحاب يحيى عنه أيضا، فروى عنه الصّريفيني} [5] فيما قرأت ومحمد بن
__________
(1) محمد بن الجهم أبو عبد الله السمري أبو عبد الله البغدادي الكاتب، شيخ كبير وإمام شهير، أخذ القراءة عرضا عن عائذ بن أبي عائذ صاحب حمزة، وروى الحروف سماعا عن خلف البزار وعبد الله ابن عمرو بن أمية، وروى عنه ابن مجاهد، مات سنة / 208هـ (غاية) 2/ 113.
وروايته هذه في كتاب (السبعة) ص 288.
(2) هو: عبد الله بن عمرو بن أبي أمية أبو عمرو البصري الكوفي، روى عن أبي بكر بن عاصم، وروى عنه روح بن عبد المؤمن ومحمد بن الجهم شيخ ابن مجاهد. (غاية) 10/ 438.
(3) هو: عبيد بن نعيم أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن مسعود، وروى عنه يحيى بن وثاب، قال عنه الكسائي: كان من خيار أصحاب عبد الله. قال ابن عياش: قال لي عاصم: ألا تقرأ عليّ كما قرأ يحيى على عبيد بن نضلة كل يوم آية. وثقه ابن حبان، مات سنة 75هـ. (غاية) 1/ 498.
(4) وجه عن شعبة كقراءة أبي عمرو ويعتبر آحاديا غير متواترا عنه، فلا يقرأ به.
(5) هو: إبراهيم بن محمد الشيخ الإمام المحدث الحافظ الرحال أبو إسحاق الصريفيني، بفتح الصاد المهملة وكسر الراء، والفاء بين تحتيتين ساكنتين وآخره نون نسبة إلى صريفين قرية ببغداد، الفقيه الحنبلي، سمع من حنبل وحدّث عنه الضياء، قال المنذري: كان ثقة حافظا صالحا. مات سنة 461هـ.
(السير) 32/ 89، و (تذكرة الحفاظ) 4/ 1433، و (العبر) 5/ 167.(3/1102)
المنذر (1) وحسين بن الأسود (2) وأبو هشام (3) وضرار (4) بن صرد بجزم الهاء من غير همزة، ثم قال حسين وأبو هشام عن يحيى عن أبي بكر في سورة (الشعراء) (5)
{أرجه مهموز، وربما لم يهمز. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي} [6] عن أبيه (7) عن يحيى (8) {أرجه مهموز وجزم، ويجوز أن يريد بالجزم جزم الهاء [لأن جزم الهاء مع الهمزة غير جائز ولا ممكن، ويجوز أنه يريد بالجزم جزم الهاء] وبالهمز همزة الألف. وروى خلف عن يحيى} {أرجه
بغير همز في كل القرآن، ثم قال: نا يحيى عن أبي بكر أنه ربما همز} أرجه وأخاه
__________
و (شذرات الذهب) 5/ 209.
(1) هو: محمد بن المنذر الكوفي، مقرئ معروف روى الحرف سماعا عن يحيى بن آدم وعن سليم عن حمزة عن الأعمش. (غاية) 1/ 266.
(2) الحسين بن علي بن الأسود نسب إلى جده أبي عبد الله البجلي الكوفي، روى القراءة عن يحيى ابن آدم والحسين الجعفي، وروى عنه أحمد الحلواني وعبد الله بن أحمد السلمي ومحمد بن الحسين بن شهريار، صدوق يخطئ، من الحادية عشر. (تقريب) 1/ 177، و (غاية) 1/ 238.
(3) هو: محمد بن يزيد بن محمد بن رفاعة البغدادي أبو هشام الرفاعي الكوفي القاضي إمام مشهور، أخذ القراءة عرضا عن سليم، وسمع الحروف من الأعشى والكسائي وحسين الجعفي ويحيى بن آدم، وسمع قراءة الأعشى على أبي بكر بن عياش. قال الداني: وله عن هؤلاء شذوذ كثير وله كتاب الجامع في القراءات، وروى عنه موسى بن إسحاق وعلي القطيعي وعثمان بن خرزاذ، وروى عنه مسلم في صحيحه والترمذي. قال العجلي: لا بأس به صاحب قرآن. من الطبقة السادسة في القراءة، ليس بالقوي في الحديث، من صغار العاشرة. (تقريب) 2/ 219، و (معرفة) 10/ 224، و (غاية) 2/ 280.
(4) هو: ضرار بن صرد أبو نعيم التميمي الكوفي، ثقة صالح، روى القراءة عن الكسائي ويحيى بن آدم، مات بالكوفة سنة 129هـ، صدوق له أوهام.
(تقريب) 1/ 374، و (غاية) 1/ 338.
(5) في النسختين (براء) وهو تصحيف، والصواب في سورة الشعراء.
(6) إبراهيم بن أحمد الوكيعي الضرير البغدادي مشهور، روى عنه أبو بكر بن عياش عن أبيه سماعا عن يحيى بن آدم، وروى عنه ابن مجاهد، توفي سنة / 289هـ. (غاية) 1/ 7.
(7) هو: أحمد بن عمر بن حفص أبو إبراهيم الوكيعي البغدادي الضرير، روى عنه يحيى بن آدم، وروى عنه ابنه إبراهيم، توفي سنة / 235هـ. (غاية) 1/ 92.
(8) هو: يحيى بن آدم بن سليمان أبو زكريا الصلحي، إمام كبير حافظ، روى القراءة عن أبي بكر بن عياش سماعا وعن الكسائي، وروى القراءة عنه أحمد بن حنبل وأحمد الوكيعي وشعيب الصريفيني. قال عنه أحمد: ما رأيت أحدا أعلم ولا أجمع للعلم منه وكان عاقلا حليما، ثقة(3/1103)
وقال: نا محمد (1) بن علي عن ابن مجاهد عن خلف عن يحيى عن أبي بكر أنه كان ربما همزها ورفع الهاء وقال موسى (2) بن حزام عنه {أرجه جزم، قال: وربما همزها أبو بكر، ونا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: نا عبد الله} [3] بن شاكر عن يحيى عن أبي بكر {أرجه جزم، وقال: ربما همزها، قال أبو عمرو: وإذا همزها حرّك الهاء ضرورة، وأحسبه كان يحرّكها بالضم، كالذي رواه حسين عن أبي بكر نصّا. نا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق} [4] عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم {أرجه جزم بغير همز، وعلى هذا العمل عند أهل الأداء في رواية أبي بكر ويحيى عنه.
وقرأ نافع في رواية المسيّبي وقالون} [5] {أرجه بغير همز [3/ أ] وكسر الهاء من غير صلة، وقد اختلف ألفاظ أصحابه في العبارة عن الهاء بعد أن أجمعوا عنه على ترك الهمزة، فروى محمد} [6] بن خالد البرمكي عن أبي عمر (7) عن
__________
حافظا فاضلا، من كبار السابعة، توفي سنة 203هـ. (تقريب) 2/ 341، و (غاية) 2/ 363.
(1) محمد بن علي بن الحسن بن الجلندا أبو بكر الموصلي، مقرئ متقن ضابط، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن إسماعيل القرشي والأشناني وأبي بكر بن مجاهد، وروى عنه عبد الباقي بن الحسن. قال الداني: مشهور بالضبط والإتقان، وله ذكر في (التيسير)، من الطبقة الثامنة.
(معرفة 1/ 305وغاية 2/ 201).
(2) موسى بن حزام بن أبي عمران الترمذي، الرجل الصالح، روى القراءة عن يحيى بن آدم سماعا وعن أبي بكر عن عاصم وعن يحيى بن آدم عن الكسائي، وروى عنه أحمد الفارسي وأبو عبد الله الرازي، ثقة فقيه عابد، من الحادية عشر.
(تقريب) 2/ 282، و (غاية) 2/ 318.
(3) عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري العبدي البغدادي، شيخ معروف، روى القراءة عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم إلى آخر الكهف، وروى عنه ابن مجاهد وابن الأعرابي.
(غاية) 1/ 449.
(4) هو موسى بن إسحاق أبو بكر الأنصاري الخطمي البغدادي القاضي، ثقة، روى عنه قالون وهارون بن حاتم ومحمد بن إسحاق المسيبي، وروى عنه ابن مجاهد، وهو صدوق، مات سنة / 297هـ. (غاية) 2/ 317.
(5) وصورة رواية قالون هكذا أرجه بدون همزة مع كسر الهاء بدون صلة قال قتادة معناه:
أحسبه وقيل أطمعه. 65وفيها انفرادة سبعية عنه. (التيسير) ص 92، و (تقريب المعاني) ص 64.
(6) هو: محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد أبو بكر البرمكي البغدادي، شيخ روى الحرف عن أبي عمرو الدوري، وعنه أبو طاهر بن أبي هاشم (غاية) 2/ 68.
(7) هو: أبو عمر الدوري، وقد سبقت ترجمته.(3/1104)
إسماعيل (1) والبرجمي (2) يجرّ الهاء ولا يهمز. وروى الباهلي (3) عن أبي عمر عنه بكسر الهاء غير مهموز، وروى الكسائي والهاشمي (4) عنه: لا يهمز {أرجه، ولم يذكر الهاء} [5]. وروى أبو عبيد عنه أنه يقرؤها مثل الكسائي يعني بكسر الهاء وصلتها من غير همز (6). وروى ابن واصل (7) عن ابن سعدان (8) عن المسيّبي: الهاء مكسورة بغير همز، ولا مدّ. وروى عبيد (9) بن محمد عن ابن سعدان عنه الهاء مشبعة بغير همز، وروى خلف عنه بكسر الهاء بإشباع، وقال محمد عن أبيه (10)
__________
(1) هو: إسماعيل بن جعفر، أحد شيوخ الدوري له رواية عن نافع كقالون وورش.
انظر: (التذكرة) 1/ 4.
(2) في (م) بدون واو، إسماعيل البرجمي.
(3) هو: محمد بن محمد بن النفاخ الباهلي أبو الحسن، نزيل مصر، ثقة مشهور محدث صالح، روى عن الدوري، وروى عنه المطوعي، من الطبقة السابعة توفي سنة 314هـ.
(معرفة 1/ 244وغاية 2/ 242).
(4) هو: سليمان بن داود الهاشمي البغدادي، ضابط مشهور ثقة، روى القراءة عن إسماعيل بن جعفر، وروى القراءة عنه محمد ابن أخي خيثمة ومحمد بن الجهم، توفي سنة 219هـ.
(غاية) 1/ 313.
(5) في (ت) بزيادة: غير مهموز والصواب مثبت من (م).
(6) وجه آحادي عن قالون، كقراءة الكسائي، ويعتبر شاذ عن قالون.
(7) هو: محمد بن أحمد بن واصل أبو العباس البغدادي، أخذ القراءة سماعا عن أبيه عن اليزيدي والكسائي وعرضا عن محمد بن سعدان قال الداني: هو أجل أصحابه ومحمد المسيبي، وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أحمد بن بويان وابن مجاهد وابن شنبوذ والخاقاني، مقرئ جليل إمام متقن ضابط، من الطبقة السابعة، توفي سنة / 294هـ. (معرفة 1/ 262وغاية 2/ 91).
(8) هو: محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير الكوفي النحوي إمام كامل. قال ياقوت: ولد سنة 161هـ، مؤلف الجامع والمجرد، وله اختيار، لم يخالف فيه المشهور ثقة عدل، أخذ القراءة عرضا عن سليم عن حمزة وعن اليزيدي كان يقرأ بقراءة حمزة ثم اختار لنفسه ففسد عليه الفرع والأصل، إلا أنه كان نحويا، وروى القراءة عنه عرضا وسماعا محمد بن واصل وجعفر بن محمد، وحدث عنه عبد الله ابن الإمام أحمد، من الطبقة السادسة، مات سنة 231هـ.
(معرفة 1/ 217وغاية 2/ 143)، و (بغية الوعاة) 1/ 111، و (معجم الأدباء) 18/ 201.
(9) عبيد بن محمد أبو محمد المروزي البغدادي المكتب، روى القراءة عن ابن محمد بن سعدان، وروى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر ونسبه وكناه. (غاية) 1/ 497.
(10) هو: أحمد بن واصل البغدادي، روى عن اليزيدي والكسائي، وروى عنه ابنه محمد (غاية) 1/ 147.(3/1105)
والأنصاري (1) عنه: الهاء مبطوحة (2) لم يزيدا على ذلك. وقال حمّاد عنه بغير همز لم يذكر الهاء، وقال ابن جبير عن أصحابه (3) بمدّ الهاء بإشباع (4). وروى الحلواني عن قالون يكسر الهاء، ولا يشبع الكسر ولا يهمز، وقال أحمد بن صالح عنه: الهاء مكسورة ممدودة. وقال القاضي (5) والمدني (6) والقطري (7) وسائر رواة كتابه (8) عنه:
غير مهموز، ولم يذكروا الهاء. وقال الكسائي (9) عنه: مهموزة وغلط. وأحسب
__________
(1) هو: محمد بن مخلد أبو عبد الله الأنصاري ثم الأنطاكي، مقرئ معروف وصفه سبط الخياط بالإمامة، روى الحرف عن خلف، وسمع منه جامعه، وروى عنه الحروف إبراهيم بن عبد الرزاق وأبو العباس المطوعي، مات بعيد سنة 300هـ. (غاية) 2/ 261.
(2) أي مكسورة فالبطح والإضجاع عبارتان قديمتان عن الإمالة الكبرى (القواعد والإشارات) 50.
(3) منهم سليم وعبيد بن موسى والمسيبي، واليزيدي (غاية) 1/ 42.
(4) أي بتمطيط وزيادة والإشباع، لغة: التوفية وبلوغ حد الكمال. واصطلاحا: إتمام الحكم المطلوب من تضعيف صيغة حرف المد أو لين وهو الاتساع. (القواعد والإشارات) ص 44، 53، و (الإضاءة) ص 27.
(5) هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي أبو إسحاق، ثقة مشهور كبير، روى القراءة عن قالون وعن أحمد بن سهل، صنف كتابا في القراءات، جمع فيه عشرين إماما، وروى القراءة عنه ابن مجاهد وابن الأنباري ومحمد الإسكافي ومحمد الفريابي، سئل لم جاز التبديل على أهل التوراة ولم يجز على أهل القرآن، فأجاب: قال الله عز وجل في أهل التوراة: {بما استحفظوا من كتاب الله، فوكل الحفظ إليهم فجاز التبديل عليهم، وقال في القرآن:} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، فلم يجز التبديل عليه توفي سنة / 252هـ. (غاية) 1/ 162.
(6) هو: عبد الله بن عيسى أبو موسى القرشي المدني المعروف بطيارة، نزيل مصر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن قالون، وروى عنه محمد بن أحمد الإمام، مات سنة / 287هـ.
(غاية) 1/ 440.
(7) هو محمد بن الحكم أبو العباس القطري، مشهور، أخذ القراءة سماعا عن قالون عن نافع، وروى عنه السمرقندي وابن الأعرابي. (غاية) 2/ 159.
(8) لعله الكتاب الذي قال عنه قالون: قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها في كتابي.
قلت: وهو مفقود. (غاية) 1/ 615.
(9) هو: إبراهيم بن الحسين الحافظ أبو إسحاق الهمذاني الكسائي المعروف بسفينة، روى القراءة سماعا عن قالون، وروى عنه الحسن الكرخي، ثقة كبير مشهور، ولقب بسفينة لكثرة كتابته الحديث لأن سفينة طائر لا يقع على شجرة إلا وأكل ورقها وكذلك كان إبراهيم لا يقع على محدث إلا كتب كل ما عنده. (الغاية) 1/ 11.(3/1106)
أسقطت (1) عليه، وبكسر الهاء من غير صلة، قرأت لقالون من جميع الطرق.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {بكل ساحر [112] هاهنا، وفي يونس} [2] [79] على وزن فعال، والألف بعد الحاء (3) وأمالها حمزة في رواية أبي عمر عن سليم عنه، والكسائي في غير رواية أبي الحارث (4)، وقرأهما الباقون (5) {ساحر على وزن فاعل والألف بعد السّين، وأجمعوا على الموضع الذي في الشعراء} [6] [37] على وزن فعال وأمال ألفه أبو عمرو وحمزة من رواية أبي عمر عن سليم عنه (7) والكسائي في غير رواية أبي الحارث.
حرف:
قرأ الحرميّان وعاصم في رواية حفص {إن لنا لأجرا [113] بهمزة
__________
(1) في (م) سقطت بدون الهمز.
(2) السورة رقم [10] آية [79]،} {وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم.
(3) أي فيه معنى المبالغة والتكرار، ويقوي ذلك أنه وصف ب (عليم) من صيغ المبالغة، فدل على التناهي في علم السحر. انظر: (الكشف) 1/ 472471.
(4) وأما الرواية الأخرى فهي للدوري عن الكسائي فبالإمالة. انظر: (التيسير) ص 48، و (الكافي في قراءة الإمام الكسائي) ص 130. والإمالة: هي تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء من غير قلب خالص ولا إشباع مبالغ فيه وتسمى بالإمالة الكبرى، وبالإضجاع وبالبطح وبالكسر وهي لغة فصيحة لعامة أهل نجد من تميم وقيس وغيرهم. انظر:
(الإتحاف) 1/ 147، و (الإضاءة) ص 35. وهناك جملة من التعاريف الأخرى القريبة من هذا المعنى ذكرها صاحب كتاب (الإمالة في القراءات واللهجات العربية) الدكتور عبد الفتاح الشلبي ص 3630.
فائدة: فائدة الإمالة سهولة اللفظ وذلك لأن اللسان يرتفع بالفتحة وينحدر بالإمالة، والانحدار أخف على اللسان من الارتفاع فإذا أميلت الألف قربت من الياء، وقربت الفتحة من الكسرة، وأما من فتح فإنه راعى كون الفتح أمتن وهو الأصل. (الدر النثير والعذب النمير) 3/ 162، و (غاية الاختصار) 1/ 167، و (شرح قواعد البقري في أصول القراء السبعة) ص 2724بتصرف يسير، و (النشر) 2/ 3530.
(5) وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم. انظر: (التبصرة) لمكي بن أبي طالب ص 513، و (تلخيص العبارات بلطيف الإشارات) ص 94و (النشر) ص 2/ 270.
قال الشاطبي: وفي ساحر بها ويونس سحّار شفا انظر: ص 55.
(6) السورة رقم [26] الآية [37]} يأتوك بكل سحار عليم.
(7) رواية الدوري عن سليم عن حمزة من انفرادات جامع البيان وهي غير متواترة فلا يقرأ بها.
انظر: (النشر) 2/ 270، و (إبراز المعاني) ص 480، و (البدور الزاهرة) ص 231.(3/1107)
واحدة مكسورة على لفظ الخبر (1)، وقرأ الباقون (2) بهمزتين على الاستفهام، وفي التحقيق لهما والتسهيل للثانية والفصل بينهما في حال التحقيق والتسهيل على مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين (3)، ولم يأت هاهنا بالهمزتين عن أبي بكر نصّا غير الشموني (4) عن الأعشى عنه، وأجمعوا على الموضع الذي في الشعراء (5) وهم فيه أيضا على مذاهبهم المذكورة قبل.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص {تلقف ما [117] هاهنا وفي طه} [6] [69] وفي الشعراء (7) [45] بإسكان اللام وتخفيف القاف في الثلاثة. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد (8) بن عمر،
__________
(1) انظر: (النشر) 1/ 372و (الإتحاف) 2/ 58.
(2) وهم: أبو عمرو، وقرأ بتسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بينهما، وهشام وقرأ بتحقيق الثانية والإدخال في أحد وجهيه، وابن ذكوان والكوفيون وهشام في الوجه الآخر قرءوا:
بتحقيق الثانية مع عدم الإدخال. (السبعة) 289، و (إرشاد المبتدئ) 335.
(3) اسمه باب الهمزتين من كلمة أحد الأبواب المتعلقة بالهمزة في الأصول في علم القراءات، وهي تأتي في القرآن على ثلاثة أنواع: 1مفتوحة بعد فتح. 2مكسورة بعد فتح. 3مضمومة بعد فتح فأما الهمزة الأولى فهي مفتوحة عند الجميع ولا خلاف فيها، وأما الثانية فالخلاف فيها دائر بين التحقيق والتسهيل والإدخال وعدمه. انظر: كتاب (الهمزة في اللغة العربية) ص 30/ 31، و (التيسير في القراءات السبع المشهورة) ص 76.
(4) هو: محمد بن حبيب أبو جعفر الشموني الكوفي مقرئ ضابط مشهور أخذ القراءة عرضا عن أبي يوسف الأعشى، وهو أجل أصحابه، وروى عنه حماد بن محمد بن حماد، من الطبقة السادسة.
(معرفة) 1/ 205و (غاية) 2/ 114.
(5) السورة [26] آية [41] قد أجمعوا على قراءته على الاستفهام. (إعراب القراءات) 1/ 200.
(6) السورة رقم [20] آية [69] {تلقف ما صنعوا إنما صنعوا.
(7) السورة رقم [26] آية [45]} تلقف ما يأفكون.
(8) هو: عبد الواحد بن عمر أبو طاهر البغدادي البزار، أحد الأعلام الأستاذ الكبير النحوي العلم الثقة مؤلف كتاب البيان، قرأ القراءات على ابن مجاهد، وقرأ القرآن على أحمد بن سهل الأشناني، وروى عنه عبد العزيز بن خواستي وعبيد الله المصاحفي، ولما توفي ابن مجاهد رحمه الله أجمعوا أن يقدموه، فتصدر للإقراء في مجلسه وقصده الأكابر، من الطبقة الثانية، مات سنة 349هـ.(3/1108)
قال: نا محمد بن الحسين الجعفي (1)، قال: نا محمد بن عمر بن وليد (2)، قال: نا عبد الرحمن بن أبي حمّاد (3) عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ {تلقف ما يخفّف في كل القرآن} [4]، قال أبو عمرو: والتخفيف قياس قول ابن جامع عن ابن أبي حمّاد أيضا لأنه ذكر الاختلاف بين أبي بكر وحفص، ولم يذكر بينهما خلافا في هذا الحرف، فدلّ على أنهما متّفقان على التخفيف، وخالف ابن أبي حمّاد في ذلك سائر أصحاب أبي بكر، فرووه مثقلا. وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد القاف (5) في الثلاثة.
حرف:
قرأ نافع بخلاف عن ورش وابن عامر وأبو عمرو {أأمنتم به} [6] [123] هاهنا و {أأمنتم له في طه} [7] [71] والشعراء (8) [49] على الاستفهام بهمزة محقّقة بعدها مدّة في تقدير همزتين مسهّلتين: الأولى بين بين لانفتاحها، والثانية مبدلة
__________
(المعرفة) 1/ 312، و (غاية) 1/ 475، و (إنباه الرواة) 2/ 215.
(1) لم أقف على ترجمته.
(2) هو محمد بن عمر بن وليد أبو جعفر الكندي الكوفي، روى عن أبي بكر بن عياش وأسباط بن محمد، وروى عنه علي بن عياش وأحمد بن الحسن الخثعمي، صدوق، من الحادية عشرة.
(التقريب) 2/ 194، و (غاية) 2/ 219.
(3) هو عبد الرحمن بن حماد أبو النضر البرجمي الرازي، شيخ، روى عن يحيى بن فضل، وروى عنه عبد الواحد بن عمر. (غاية) 1/ 363.
(4) يشير الإمام أبو عمرو إلى موافقة شعبة من طريق ابن أبي حماد لحفص بالتخفيف في {تلقف، قلت: ولكن لم يشتهر ذلك عنه فيكون حينئذ في الوجه انفرادة سبعية عن حفص.
(5) قلت: والبزي له تشديد التاء وصلا على أصله. (شرح الهداية) 2/ 308و (النشر) 2/ 271.
قال الإمام الشاطبي: في الكل تلقف خفّ حفص. انظر: ص 55.
(6) في ضبط هذه الكلمة مذاهب عديدة اختير منها ثلاثة وهي: حذف صورة الأولى وتصوير الثانية ألفا، وجعل ألف صغيرة مكان الثالثة هكذا} {أألهتنا وعلى ذلك العمل في روايته.
ثانيا: حذف صورة الأولى، وجعل ألف مكان الهمزة الثالثة وجعل ألف صغيرة توضع عليها الهمزة الثانية هكذا} {ءأالهتنا.
ثالثا: حذف صورة الأولى والثانية، جعل ألف مكان الهمزة الثالثة هكذا} ءءالهتنا.
(إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين) 2625.
(7) هي الآية الكريمة رقم / 71.
(8) هي الآية الكريمة رقم / 49.(3/1109)
لسكونها (1).
وروى أحمد بن صالح في كتابه (2) ويونس بن عبد الأعلى من قراءتي عن ورش {ءأأمنتم بهمزة واحدة من غير مدّ على مثال مخرج الخبر} [3]. وكذلك روى [3/ ب] إبراهيم بن عبد الرزاق أداء عن عبد الجبّار (4) بن محمد عن أبي الأزهر عنه في الثلاث سور، حدّثني بذلك أبو مروان المكتب (5)، وأبو محمد المصاحفي (6) عن ابن محمد الشافعي (7)
__________
(1) في النسخة (م) مبداة سكونها قلت: وقد اجتمع في هذه الكلمة ثلاث همزات الأولى والثانية مفتوحتان، والثالثة ساكنة أجمعوا على إبدالها حرف مد من جنس حركة ما قبلها عملا بقول الشاطبي:
وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم إذا سكنت عزم كآدم أوهلا.
فأما اختلافهم في الأولى: فمن حيث حذفها وإثباتها وتغييرها، وفي الثانية: فمن حيث تحقيقها. وتسهيلها فتحصل لنا أربع قراءات سبعية:
الأولى: بتحقيق الهمزتين لشعبة وحمزة والكسائي.
الثانية: بهمزة واحدة بعدها ألف تحتمل الخبر المحض أو الاستفهام، لحفص، وفيها انفرادة سبعية عنه.
الثالثة: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين لنافع وابن عامر وأبو عمرو والبزي.
الرابعة: وهي لقنبل، فهو يقرأ كالبزي في حال البدء، وفي حال الوصل أبدل الأولى واوا خالصة وسهل الثانية (انفرادة سبعية) عنه.
انظر: (الدر المصون 59/ 420، و (الإتحاف) 2/ 5658، و (البدور الزاهرة) 122فإنه مهم.
(2) الكتاب لم أجده ولعله مفقود.
(3) القراءة بهمزة واحدة لورش يعتبر وجها آحاديا عنه.
(4) هو: عبد الجبار العطاردي، تقدمت ترجمته.
(5) هو: عبد الله بن سلمة أبو مروان اليحصبي الأندلسي المكتب، مقرئ صدوق، أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن عطية، وروى عنه محمد الأنطاكي، قال أبو عمرو: = وهو الذي علمني عامة القرآن وكان خيرا فاضلا. = مات سنة / 405 (غاية) 1/ 487.
(6) هو: عبيد الله بن عبد الرحمن أبو محمد المصاحفي، شيخ، عرض على أبي الحسن علي بن محمد بن بشر، وعرض عليه أبو عمرو الداني (غاية) 1/ 428.
(7) هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم الرازي الشافعي، نزيل مصر، روى الحروف عن محمد بن يوسف الهروي عن محمد بن الحكم القطري عن قالون وعن العباس بن الفضل، روى عنه فارس أحمد ومحمد علي، توفي عام 380هـ (غاية) 1/ 446.(3/1110)
عن إبراهيم (1)، وروى سائر الرّواة عنه هاهنا (2) بالاستفهام بهمزة بعدها مدّة مطوّلة في تقدير ألفين. وقال أكثر أهل الأداء من أصحاب أبي يعقوب عنه: أنه يبدل الهمزة الثانية المسهّلة ألفا على أصله في سائر الاستفهام، ثم يحذفها هاهنا لاجتماعها مع الألف المبدلة من همزة الأصل الساكنة لئلا يلتقي ساكنان، ويشبع المدّ ليدلّ بذلك على أصل الكلمة، وأن مخرجها مخرج الاستفهام دون الخبر، وأنكر ذلك آخرون منهم، وقالوا (آل) إبدالها هاهنا إلى التقاء الساكنين وجب العدول عن البدل إلى التسهيل بين بين إذ حمزة بين بين كالمحرّكة (3).
واختلف عن ابن كثير، فروى قنبل عنه هاهنا {قال فرعون ءو أمنتم [123] بزيادة واو بين النون والهمزة. وكذلك روى الحلواني عن القوّاس والبزّي عن أبي الإخريط} [4] عن أصحابه عن ابن كثير، قال البزّي: ونحن لا نقرأ هذا، حكى لنا ذلك عن قنبل محمد بن علي عن ابن مجاهد عنه، قال ابن مجاهد (5): وأحسبه غلط.
وكذلك روى ابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عنه. ونا عبد العزيز (6) بن جعفر قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: كان أبو بكر ينكر ما رواه قنبل ويخبر بألفه. كذلك قرأ عليه ويخالفه، فأقرأني قال فرعون ءامنتم به بواو بعد ضمة نون فرعون مفتوحة وبعدها ألف بين النون والواو والميم، ولفظ لي أبو بكر بها كذلك، وكذلك روى أبو
__________
(1) لم أقف عليه بعد البحث.
(2) في النسخة (م) عنه بعد بالاستفهام.
(3) قال: صاحب (البدور الزاهرة) ص 122، وينبغي أن تعلم كذلك أن ورشا ليس له هنا إلا التسهيل كما سبق فليس له الإبدال. وعللوا ذلك بما يترتب عليها إبدال الثانية ألفا من التباس من الاستفهام بالخبر. 1هـ.
(4) هو: وهب بن واضح أبو الإخريط، مقرئ أهل مكة، قرأ على شبل بن عباد وإسماعيل القسط، قرأ عليه البزّي والنبال من الطبقة الخامسة، مات سنة 190هـ (معرفة 1/ 146، وغاية 2/ 361).
(5) انظر: (السبعة) ص 290.
(6) هو: عبد العزيز بن جعفر بن خواستي. بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة أبو القاسم الفارسي يعرف بابن أبي غسان، مقرئ نحوي شيخ صدوق، قرأ على أبي بكر النقاش، قرأ عليه أبو عمرو الداني، وقال عنه: كان خيرا فاضلا صدوقا ضابطا، من الطبقة التاسعة، توفي سنة 413هـ.
(معرفة 1/ 374وغاية 1/ 392).(3/1111)
عون الواسطي (1) وابن ثوبان (2) عن قنبل.
قال أبو عمرو: وكذلك لنا ذلك في رواية قنبل من طريق ابن مجاهد وابن الصباح بواو مفتوحة بدلا من همزة الاستفهام لانضمام ما قبلها، وبعدها همزة مسهّلة بين بين (3)، وبعدها ألف ساكنة، فيحصل في اللفظ بعد فتحة الواو مدّة في تقدير ألفين، وكذلك قرأت أيضا في روايته من الطريقين المذكورين {وإليه النشور ءأمنتم
[الملك: 1615] بإبدال همزة الاستفهام واوا مفتوحة لانضمام الراء قبلها، وبعدها همزة مسهّلة بين بين، فيحصل في اللفظ بعد فتحة الواو مدّة في تقدير ألف واحدة لا غير لأن همزة الاستفهام دخلت على فعل ثلاثي، ودخلت هاهنا على فعل رباعي، فلذلك تفاضل المدّ بعد فتحة الواو المبدلة في الموضعين.
وروى أبو ربيعة عن قنبل والحلواني عن القوّاس في المدّ بزيادة الواو قبل الألف، كالذي في الأعراف سواء. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال البزّي عن أبي الإخريط عن ابن كثير} قال فرعون ءو أمنتم به بواو بعد النون بغير همز، وإلى هذه الرواية رجع ابن مجاهد، وبها أخذ وإيّاها اختار.
قال أبو عمرو: وما رواه المذكور عن قنبل والحلواني عن القوّاس والبزّي عن أبي الإخريط من اللفظ بواو قبل همزة مخفّفة يصحّ من وجه، ويبطل من آخر.
فأما الوجه الذي يصحّ منه: فأن تكون تلك الواو المفتوحة بعد النون والراء في الأعراف والملك بدلا من همزة الاستفهام لا مزيدة قبلها، وتكون الهمزة المخففة بعدها همزة القطع في الأعراف وهمزة الأصل في الملك لأن التخفيف لا يغيّر صورة الحرف عمّا هي عليه في الكتابة، ولا يزيد في اللفظ شيئا [4/ أ] ليس فيه،
__________
(1) هو: محمد بن عمرو بن عون أبو عون السلمي الواسطي، مقرئ محدث مشهور ضابط متقن، عرض على علي بن أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون وشعيب الصريفيني وأبي عمر الدوري، وعرض عليه أحمد الواسطي ومحمد الصعيدي. قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق وقال الداني: هو من المشهورين مات سنة 270هـ (غاية) 2/ 221.
(2) في الأصل بويان وفي (م) ابن ثوبان وهو الصحيح وهو أحمد بن الصقر بن ثوبان أبو سعيد الطرسوسي ثم البغدادي، قرأ على الحسن بن جامع وقنبل بن عبد الرحمن، وروى عنه أبو بكر بن مجاهد. (غاية) 1/ 63.
(3) بين بين: هي همزة مخففة أي: إيجاد حرف بين الهمزة وحرف المد، أي الحرف الذي منه حركتها. (القاموس المحيط) 1526، و (الهمزة في اللغة العربية) ص 3.(3/1112)
والمدّة بعد الهمزة المخفّفة في الأعراف في هذا الوجه على مقدار ألف لا غير، وتذهب رأسا بعدها في الملك.
وأما الوجه الذي يبطل منه: فأن تكون تلك الواو مزيدة لا مبدلة من همزة، وتكون الهمزة المخفّفة بعدها همزة الاستفهام في الموضعين لأن كتاب الله تعالى محظور من الزيادة فيه لا سيما إذا كان المزيد حرفا منفردا قائم الصّورة لا معدوم الرسم، والمدّة بعد الهمزة المخفّفة في السورتين في هذا الوجه على ما قرأناها (1) في الوجه (2) الذي اختاره ابن مجاهد وقرأنا به.
وإلى كون الواو زائدة ذهب ابن مجاهد، وكذلك أنكر رواية من روى ذلك وردّها وغلط ناقلها، وأخذ بما يجوز في القراءة، ويصحّ في القياس ويوافق الرسم. وروى قنبل عن ابن كثير في طه [71] {ءامنتم له على لفظ الخبر بهمزة مفتوحة بعدها ألف. وروى عنه في الشعراء} ءامنتم على الاستفهام بهمزة مخفّفة بعدها مدّة مطوّلة في تقدير همزة مسهّلة بعدها ألف ساكنة، فجاء عنه في الثلاث سور بثلاثة ألفاظ مختلفة. وروى البزّي وابن فليح عن ابن كثير في الثلاث سور على الاستفهام بهمزة مخفّفة ومدّة طويلة.
وكذلك روى أبو ربيعة عن قنبل هاهنا والزينبي عنه في الثلاث سور، وقرأ عاصم في رواية حفص من طرق عمرو وعبيد وأبي شعيب القوّاس في الثلاث سور على لفظ الخبر بهمزة مفتوحة بعدها ألف، ولم يذكر عمرو التي في الشعراء، وروى هبيرة عن حفص في الثلاث سور بثلاثة ألفاظ مختلفة، فقال في الأعراف على الاستفهام بهمزة بعدها مدّة مطولة، وقال بخطه على لفظ الخبر، وقال في الشعراء بهمزتين مخفّفتين، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي في الثلاث سور على الاستفهام بهمزتين مخفّفتين بعدهما ألف، ولم يأت بذلك نص عن أبي بكر إلا الشموني عن الأعمش عنه.
__________
(1) في (ت) قدرناها والتصويب من (م).
(2) (الوجه) لفظ مشتق من مادة (وج هـ) ويستعمل للدلالة على الظهور والبدور أو الجانب أو الناحية أو النوع أو القسم.
واصطلاحا: كل خلاف ينسب لاختيار القارئ. انظر: مادة (وج هـ) في معجم مقاييس اللغة، وكتاب (الإتقان) 1/ 209و (الإتحاف) 1/ 115و (علم القراءات) ص 30وغيرها.(3/1113)
قال أبو عمرو: وكل من فصل بألف بين المخففة والمسهّلة من (1) القرّاء في {ءأنذرتهم} [2] وبابه (3) لم يفصل هاهنا به لأنه لو فصل لاجتمع في كلمة {ءأمنتم
أربع ألفات بهمزة الاستفهام، واجتماعهنّ خروج من كلام العرب وعدول عن مذاهب القرّاء، مع أن لفظ المدّ} [4] حتى يخرج عن حدّ القراءة وزنة اللفظ.
حرف:
قرأ الحرميّان (5) {سنقتل أبناءهم [127] بفتح النون وإسكان القاف وضمّ التاء من غير} [6] تشديد، وقرأ الباقون بضم النون وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها (7).
حرف:
قرأ عاصم في رواية هبيرة (8) ورواية القوّاس عن حفص فيما قرأت {يورثها من يشاء [128] بفتح الواو وتشديد الراء، وقرأ الباقون بإسكان الواو وتخفيف الراء، وكذلك حكى القوّاس في كتابه} [9] عنه، وأجمعوا على الذي في مريم (10) أنه مخفّف.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية (11) حفص وابن عامر في غير رواية الوليد
__________
(1) في (م) بين.
(2) الآية [6] من سورة البقرة [2].
(3) من الهمزتين المفتوحتين المجتمعتين في كلمة.
(4) كلمة لم أهتد لقراءتها.
(5) هما نافع وابن كثير، وقال بعضهم قرأ أهل الحجاز كما في: (المستنير في القراءات العشر) 562.
(6) ساقطة من (م).
(7) {قتل خفيف يدل على القلة والكثرة، ومن خفف أراد مرة واحدة.
و} {قتّل بالتضعيف يدل على معنى التكثير مرة بعد مرة، قتل بعد قتل. وهو أكثر في الكلام.
انظر: (الكشف) ج 1، ص 474، (حجة القراءات) ص 294، (الدر المصون) ج 5، ص 424، (المغني) ج 2، ص 151. وشاهد الحرف من الحرز قوله:
} وضمّ في سنقتل واكسر ضمه متثقلا ... وحرّك ذكا حسن. انظر: ص 55.
(8) قلت: ورويت عن يحيى وابن مسعود ورواها أحمد الخزاز عن هبيرة عن حفص وهو غلط والمعروف عنه التخفيف والقراءة السبعية عن حفص كذلك. انظر: (السبعة) ص 292، و (مختصر الشواذ) ص 50، و (الانفرادات) 2/ 657.
(9) لم أجده ولعله مفقود.
(10) رقم السورة [19] الآية [63].
(11) وهي رواية أبي بكر عن شعبة في القراءة السبعية.(3/1114)
{يعرشون [137] هاهنا، وفي النحل} [1] [68] بضمّ الراء، وقرأ الباقون بكسر الراء فيهما (2)، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر (3).
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو في (4) رواية عبد الوارث (5) {يعكفون
[138] بكسر الكاف، وقرأ الباقون بضمّها وكذا اليزيدي وشجاع وسائر الرواة عن أبي عمرو} [6].
حرف:
قرأ ابن عامر {وإذ أنجيناكم [141] بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون، وكذلك في مصاحف} [7] أهل الشام، [4/ ب] وقرأ الباقون بياء ونون وألف بعدها (8)، وكذلك (9) في مصاحفهم (10)، ولم يذكر ابن مجاهد هذا الحرف في كتاب السبعة (11).
__________
(1) السورة الكريمة رقم [16] آية [68] {وما يعرشون.
(2) قال أبو منصور: = هما لغتان معروفتان = انظر: (معاني القراءات) ج 1، ص 421.
و (معاني القرآن) للأخفش ج 2، ص 309، و (الكشف) ج 1، ص 475.
(3) لابن عامر في القراءة السبعية الضم كشعبة، ورواية الوليد عن يحيى عنه آحادية لا يقرأ بها.
والشاهد من الحرز قوله: معا يعرشون الكسر ضمّ كذي صلا انظر ص 55.
(4) في (م) وفي بزيادة الواو.
(5) ممن ذكر رواية عبد الوارث عن أبي عمرو ابن مجاهد في (السبعة) 292، وابن سوار البغدادي في (المستنير) 562، وسبط الخياط في (الاختيار) 1/ 407، والمؤلف رحمه الله لم يذكرها له في (التيسير) ص 93، فليس لأبي عمرو في القراءة السبعية هذا الوجه.
(6) الكسر والضم لغتان من (عكف يعكف ويعكف). انظر: (حجة القراءات) ص 194.
قال الشاطبي: = وفي يعكفون الضم يكسر شافيا انظر ص 55.
(7) انفرادة سبعية عن ابن عامر. ينظر: (المصاحف) 1/ 156بتحقيق محب الدين عبد السبحان و (النشر) 2/ 271.
(8) أي} أنجيناكم، انظر: (حجة القراءات) ص 294.
(9) في (م) وذلك.
(10) ينظر: (المقنع) ص 104.
(11) وفي الطبعة الثانية من الكتاب ذكر هذا الحرف، وهو زيادة من النسخة (ش) من الكتاب، كما ذكر محققه ص 293.
الشاهد من الحرز قوله: وأنجى بحذف الياء والنون كفلا انظر: ص 55.(3/1115)
حرف:
قرأ نافع {يقتّلون أبناءكم [141] بفتح الياء وإسكان القاف وضمّ التاء من غير تشديد، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها} [1].
{وواعدنا [البقرة: 142] قد ذكر} [2].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {جعله دكّا [143] هاهنا وفي الكهف} [3] [98] بالمدّ والهمز من غير تنوين (4). واختلف عن عاصم، فروت الجماعة عنه عن أبي بكر هاهنا بالتنوين من غير مدّ ولا همز ما خلا محمد بن خلف التيمي (5)، فإنه روى عن الأعشى عن أبي بكر بالمدّ من غير تنوين، وخالفه الشموني وابن غالب (6) وغيرهما، فرووا عن الأعشى مثل الجماعة. وروى المفضل وهبيرة عن حفص والتيمي عن الأعشى، وحسين الجعفي عن أبي بكر في الكهف بالتنوين من غير مدّ ولا همز.
وروى حمّاد وسائر الرّواة عن أبي بكر وحفص هناك بالمدّ والهمز من غير تنوين، وقرأ الباقون بالتنوين من غير مدّ ولا همز في السّورتين (7).
حرف:
قرأ الحرميّان وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه {برسالاتي
[144] بغير ألف على التوحيد، وقرأ الباقون بالألف على الجمع} [8].
__________
(1) انظر (التيسير) ص 113، و (الإتحاف) 2/ 61.
(2) في الآية الكريمة [51] من سورة البقرة رقم [2].
(3) السورة رقم [18] رقم الآية [98] {جعله دكاء.
(4) أي ممدودة على وزن (حمراء) صفة، والتقدير: جعل الجبل أرضا ملساء دكاء فقرأ عاصم في الأعراف منونة} {دكا وفي الكهف ممدودة} دكاء.
يقول الشاطبي: ودكاء لا تنوين وامدده هامزا شفا وعن الكوفي في الكهف وصلا.
انظر: (السبعة) ص 193، و (إعراب القراءات) 1/ 205.
(5) هو: محمد بن خلف أبو بكر التيمي الكوفي، ثقة، روى الحروف عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، وروى عنه النخعي.
(غاية) 2/ 137.
قال الشاطبي: ودكاء لا تنوين وامدده هامزا شفا وعن الكوفي في الكهف وصلا.
(6) هو: محمد بن غالب أبو جعفر الصيرفي الكوفي، مقرئ متصدر، روى عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر وقال الداني: = وكان شيخنا أبو الفتح يضن برواية محمد بن غالب، ولا يمكّن أحدا منها لغرابتها وصحة طريقها = (غاية) 2/ 227.
(7) انظر (النشر) 2/ 272271.
(8) قراءة التوحيد المراد بها المصدر: أي بإرسالي إياك، وقراءة الجمع للباقين المراد بها أسفار التوراة. أما رواية الوليد فهي آحادية غير متواترة ودليل الحرف من الشاطبية.(3/1116)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي {سبيل الرشد [146] بفتح الراء والشين. وقرأ الباقون بضمّ الراء وإسكان الشين} [1]. وروى محمد بن جنيد (2) عن الأعشى وعن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم {الرشد بضمّ الراء والشين، لم يرو ذلك أحد غيره} [3].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وهبيرة (4) عن حفص عن عاصم {من حليّهم [148] بكسر الحاء، وقرأ الباقون بضمّ الحاء} [5]، وكذلك روى سائر الرّواة عن حفص.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم {لئن لم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا
[149] بالتاء} [6] فيهما. [ونصب الباء من {ربّنا، وكذلك روى التيمي عن الأعشى عن
__________
وجمع رسالاتي حمته ذكوره
انظر: (السبعة) ص 193، و (المستنير) 1/ 198.
(1) الفتح والضم لغتان بمعنى واحد كالحزن والحزن، ودليل الحرف من الشاطبية.
قوله وفي الرشد حرك وافتح الضمّ شلشلا. انظر: الحرز ص 55، و (إعراب القراءات 1/ 205، و (تفسير القرطبي) 4/ 180.
(2) هو: محمد بن الجنيد أبو عبد الله الكوفي، روى الحروف سماعا عن ابن أبي حماد وأبي يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وروى عنه محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة. (غاية) 2/ 113.
(3) وقد رويت عن ابن عامر من طريق التغلبي عن ابن ذكوان عن أيوب عن يحيى بن الحارث عنه كذلك. وتروى أيضا عن أبان بفتح الراء والشين وألف بعدها وكلها طرق آحادية وروايات انفرادية شاذة. انظر: (السبعة) ص 293، و (المستنير في القراءات العشر)، و (بستان الهداة) ص 569، و (الانفرادات) 2/ 679678.
(4) رواية هبيرة من انفرادات (جامع البيان) عن (التيسير) ص 93. وممن نقلها عنه ابن مجاهد في السبعة ص 194.
(5) الضم في الحاء على الأصل والكسر فيها للاتباع لكسرة اللام، ودليل الحرف.
قول الشاطبي:
} وضم حليهم بكسر شفا ... واف والاتباع ذو حلا.
انظر: (معاني القراءات) ص 190، و (الإتحاف) 2/ 62.
(6) التاء للمخاطبة. ومن قرأ بالياء فهو على الخبر، ودليل الحرف.
قول الشاطبي:
وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا ... ويا ربنا رفع لغيرهما انجلا
انظر: (السبعة) ص 194، و (معاني القراءات)، ص 190و (الحرز) ص 55.(3/1117)
أبي بكر] (1). وقرأ الباقون بالياء فيهما ورفع الباء من {ربّنا، وكذلك روت الجماعة} [2] عن أبي بكر والشموني وابن غالب وابن جنيد عن الأعمش. وأنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي (3)، قال: نا أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر بالياء جميعا و {ربنا رفع.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وابن عامر وحمزة والكسائي قال} {ابن أمّ [150] هاهنا وبطه} {ابن أمّ} [4] بخفض الميم فيهما. وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم بفتح الميم (5).
حرف:
قرأ ابن عامر {ويضع عنهم إصرهم [157] بفتح الهمزة والصّاد وألف بعدها على الجمع} [6]. وقرأ الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصّاد من غير ألف على التوحيد. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن واصل عن ابن سعدان عن المعلّى عن أبي بكر عن عاصم {إصرهم} [7]
__________
(1) ما بين المعكوفين ساقط من (م).
(2) قلت: ربما روته الجماعة عن أبي بكر القراءة السبعية له، أما رواية التيمي عنه والمفضل عن عاصم فهي طرق آحادية عنهما. انظر: (التيسير) ص 93، و (النشر) 2/ 272، و (الانفرادات) 2/ 680.
(3) هو: علي بن الحسن القطيعي البغدادي، روى عن أبي هاشم الرفاعي، وعنه أبو طاهر بن أبي هاشم. (غاية) 1/ 530.
(4) الآية [94] {يبنؤم لا تأخذ بلحيتي.
(5) قراءة الكسر في} {أم على الأصل، وقراءة الفتح} {أم جعلها من} {ابن بمنزلة جعل الاسمين اسما واحدا كقولك: جئتك صباح مساء. واحد كخمس عشر وهما لغتان.
قال الشاطبي: وميم ابن أم اكسر معا كفؤ صحبة. انظر: (إيجاز البيان عن معاني القرآن) للنيسابوري 1/ 278، و (البيان) 1/ 375، و (إبراز المعاني) 482، و (نحو القرآن والقراءات) 132.
(6) قراءة الجمع انفرادة سبعية عن ابن عامر و (الجمع) على وزن (أعمال وأحمال) و (الآصار) هي (الآثام)، وقال أبو منصور: معنى الأصر: ما شدد عليهم من العقوبات.
ودليل الحرف: وآصارهم بالجمع والمد كلّلا
انظر: (معاني القراءات) ص 191، و (الكشف) 1/ 157، و (التيسير) ص 93.
(7) هكذا} أصرهم وتعتبر اليوم قراءة شاذة.
انظر: (مختصر الشواذ) 46، و (إعراب القراءات الشواذ) للعكبري 1/ 567.(3/1118)
بضمّ الهمزة كالحرف الذي في آل عمران (1)، ولم يذكر هذا (2) ابن سعدان في جامعه (3)، وأظن ابن واصل حمل هذا على ذلك، فإن كان فعل ذلك فهو قد غلط.
حرف: قرأ نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم (4) {تغفر لكم [161] بالتاء مضمومة. وفتح الفاء، وكذلك روى خلّاد وأبو هشام عن حسين عن أبي بكر} [5]. وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء.
حرف: قرأ نافع والمفضل (6) عن عاصم {خطيئاتكم [161] بالهمز والألف ورفع التاء على الجمع. وكذلك روى حسين عن أبي بكر، نا الفارسي [5/ أ]. قال: نا أبو طاهر عن أبي بكر عن ابن حيّان} [7] عن أبي هشام عن حسين عن أبي بكر (8)
{نغفر لكم خطيئاتكم [161] مثل نافع، وقرأ ابن عامر} {خطيئتكم بالهمز ورفع التاء من غير ألف على التوحيد، وقرأ أبو عمرو} {خطاياكم بألف من غير همزة على لفظ قضاياكم، وكذلك روى يحيى الجعفي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر} [9] عن عاصم. وقرأ الباقون بالهمز والألف وخفض التاء على الجمع. وكذلك روى باقي الرّواة عن أبي بكر (10) عن عاصم (11).
__________
(1) آية [81].
(2) في (م) في هذا.
(3) في (م) بزيادة (وذكر الذي، في آل عمران). أما الكتاب فهو من مصادر الداني في الجامع ولم أجده.
(4) رواية المفضل آحادية غير متواترة وقد ذكرت في (المستنير في القراءات) ص 564.
(5) وروي هذا الوجه عن أبي بكر بطريق آحادي، والقراءة له كعاصم بالنون المفتوحة وكسر الفاء.
انظر: (السبعة) ص 295، و (التيسير) ص 93.
(6) رواية المفضل آحادية. انظر: (المستنير في القراءات العشر) 564.
(7) هو: محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع القاضي، ثقة جليل، روى عن محمد بن بحر الكسائي، وعنه عبد الواحد بن عمر، مات سنة 306هـ. (غاية) 2/ 137.
(8) وجه آحادي عنه كنافع، لا يقرأ به.
(9) وجه آحادي عنه كأبي عمرو، لا يقرأ به.
(10) وجه آخر وهو المتواتر عن بقية الرواة والقراءة به. انظر: التيسير) ص 93.
(11) فالقراءات السبعية في هذه الكلمة أربعة:(3/1119)
حرف: وكلهم قرأ {إذ يعدون في السبت [163] بإسكان العين وتخفيف الدال من العدوان، إلا ما رواه ابن جبير عن أصحابه عن نافع أنه قرأ} {إذ يعدون بفتح العين وتشديد الدال} [1] على معنى يعتدّون من الاعتداد (2)، لم يروه غيره (3).
حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل {ويوم لا يسبتون [163] بضم الياء من أسبت. وقد روى بفتح الياء} [4]، وبالوجهين أقرأني ذلك أبو الفتح (5) عن قراءته، والوجه الأول نصّ عليه أبو زيد (6)، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم قال: نا هارون، قال:
نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ {ويوم لا يسبتون بالرفع، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم} {ويوم لا يسبتون برفع الياء، نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن موسى بن إسحاق عن هارون عن حسين جميعا عن أبي بكر عن عاصم} {ويوم لا
__________
وهي: 1} {خطيئاتكم لنافع انفرادة سبعية 2} {خطيئتكم لابن عامر انفرادة سبعية. 3
} {خطاياكم لأبي عمرو انفرادة سبعية 4} {خطيئتكم بالألف للباقين.
انظر: (الميسر في القراءات الأربعة عشر) ص 163.
قال الشاطبي: خطيئاتكم وحّده عنه ورفعه كما ألّفوا والغير بالكسر عدّلا ولكن خطايا حج فيها ونوحها. انظر: ص 56.
(1) أي تشبيها لقراءته في سورة النساء الآية [154]} لا تعدوا في السبت بالتشديد.
(2) في النسخة (م) من الاعتداء.
(3) ورواها أصحاب كتب شواذ القراءات عن أبي نهيك وشهر بن حوشب.
انظر: (مختصر الشواذ) 4746، و (المحتسب) 1/ 264، وفي (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 569ذكرت بدون نسبة، وتعتبر انفرادة شاذة عن نافع.
(4) وفي (المستنير في القراءات العشر) ص 565: أبان والمفضل بضم الباء.
(5) هو: فارس بن أحمد أبو الفتح الحمصي الضرير، مات سنة 401هـ.
(معرفة 1/ 379وغاية 2/ 65).
(6) سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد الأنصاري النحوي، روى عن المفضل عن عاصم وعن أبي عمرو بن العلاء، وعنه خلف بن هشام البزار ومحمد بن يحيى القطعي، وروح بن عبد المؤمن ومحمد بن التمار، مات سنة 215. (غاية) 1/ 305.(3/1120)
{يسبتون من أسبت، وروى سائر الرّواة عن أبي بكر بفتح الباء} [1]، وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الباء (2) من {السبت.
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص، وفي رواية يحيى الجعفي وحسين بن علي من رواية خلّاد عنه عن أبي بكر} {قالوا معذرة [164] بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع، وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر} [3].
حرف: قرأ نافع {بعذاب بئيس [165] بكسر الباء من غير همز على مثال كيس} [4]، وقرأ ابن عامر بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها على مثال جلس (5)، وكذلك روى ابن جبير وأصحابه عن نافع (6)، لم يروه غيره. وقرأ الباقون وحفص والمفضل وحمّاد عن عاصم {بئيس بفتح الباء وهمزة مكسورة بعدها، وبعد الهمزة ياء ساكنة على مثال رئيس} [7]، واختلف (8) في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى الكسائي
__________
(1) قلت: في (م) الياء هذه الطرق عن عاصم مخالفة للمتواتر عنه، وتعتبر انفرادة شاذة عنه.
انظر: (مختصر الشواذ) ص 52، و (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 569، و (الانفرادات) 2/ 684.
(2) في (ت) وكسر التاء والصواب من (م).
(3) وابن مجاهد أيضا روى في (السبعة) ص 269، الوجهين لأبي بكر وفي القراءة السبعية له كالجماعة، ولحفص النصب وقد انفرد بها، ووجه قراءة الرفع على أنها خبر لمبتدإ محذوف أي: موعظتنا معذرة. قال الناظم: ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا انظر ص 56.
انظر: و (معاني القراءات) ص 192، و (البيان) 1/ 376، و (النشر) 2/ 272، و (الانفرادات) 2/ 684.
(4) في القراءة انفرادة سبعية عنه، وذكر لها أربعة أوجه أحدها: أن الأصل فيه {بييس خفيفة الهمز، فالتقت ياءان فحذفت إحداهما، ثم كسر الباء اتباعا. (الدر المصون) 5/ 496، و (النشر) 2/ 272.
(5) أي يقرأ مثل نافع ولكن بالهمز، قلت: وفي القراءة انفرادة سبعية عنه. انظر: المصدرين السابقين.
(6) وجه غير مشهور عن نافع.
(7) انظر (السبعة) ص 269، و (معاني القراءات) ص 192.
(8) أي إن لأبي بكر (شعبة) الخلاف في رواية هذا الحرف على ثلاثة أوجه: هي} {بئيس كأصحابه أخذها عن الأعمش، و} {بيئس رواها عن عاصم، و} {بئس. وقد ذكر هذا الخلاف في الأول والثاني ابن مجاهد في (السبعة) ص 296، حيث قال: وروى حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم} {بيئس على وزن فيعل، بفتح الهمزة. أخبرني به موسى بن إسحاق القاضي عن هارون بن حاتم عنه وزن فعيل الهمزة مفتوحة بين الياء والسين، وحدثني أبو البختري عن يحيى عن أبي بكر، قال: كان حفظي عن عاصم} بيئس على وزن فيعل.(3/1121)
والعليمي والبرجمي {بئيس بفتح الباء وبعدها همزة مكسورة وياء ساكنة على مثال فعيل، نصّ على ذلك عن الكسائي ابن جبير من غير شك، وروى إسحاق الأزرق عنه} {بئيس بمدّها وهمزها على قولك بعيس، فوافق الكسائي وصاحبيه، وقد روى عنه الأعشى وحسين من رواية خلّاد وهارون وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع} [1] وابن جنيد وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم {بئيس بفتح الباء، وبعدها ياء ساكنة وبعد الياء همزة مفتوحة على مثال فيعل، نا ابن خواستي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم} {بعذاب بئيس مهموز} [2] وبنصب الهمزة، وروى عنه ابن عطارد {بئس بفتح الباء وهمزة مكسورة من غير ياء على مثال دبس، قال عنه مقصور وبكسر الهمزة، فأما يحيى بن آدم، فروى ابن شاكر والوكيعي وخلف وابن حزام} [3] وحسين بن العجلي عنه عن أبي بكر، قال: كان [5/ ب] حفظي {بئس بكسر العين، ثم دخلني منها شك فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش} [4] {بئس مثل حمزة.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال لنا العجلي عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر: كان حفظي عن عاصم} {بيئس على مثال فيعل، فأخذتها عن الأعمش} {بئيس على مثال فعيل، وروى ضرار عن يحيى} [5] عن التيمي عن الأعشى عن أبي بكر {بئيس الباء مهموزة، وهذا يدلّ على أنه في وزن فعيل.
وحدّثنا الفارسي، قال: أخبرنا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر قال: قال محمد بن
__________
قال: ثم جاءني منها شك، فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش} بئيس مثل حمزة. وانظر (الإتحاف) 2/ 67. أما الثالث فقد انفرد بذكره الداني هنا.
(1) هو: يوسف بن جامع القفصي بضم القاف وسكون الفاء البغدادي، أستاذ كبير محقق عالم، ألف كتاب (الشافي في القراءات العشر) وهو يدل على علمه الكثير في القراءات، قرأ على قيصر بن فيروز، وعنه أبو العلاء الفرضي، توفي سنة 860هـ. (غاية) 2/ 394.
(2) في (م) بدون واو.
(3) هو: موسى بن حزام أبو عمران الترمذي الرجل الصالح، روى القراءة عن يحيى بن آدم سماعا، عن أبي بكر عن عاصم وعن يحيى بن آدم عن الكسائي، وروى عنه محمد الترمذي وأحمد الفارسي وأبو عبد الله الرازي، ثقة، فقيه عابد، من الحادية عشرة، مات سنة 251هـ. (تقريب) 2/ 282، (غاية) 2/ 318.
(4) (م) عن الأخفش، وهو تصحيف، لأنه ليس من شيوخه.
(5) في النسخة (م) بزيادة واو بينهما.(3/1122)
شجاع عن يحيى قال: قال أبو بكر: كان حفظي عن عاصم {بيئس على مثال فعلل الياء منصوبة، فدخلني فيها شك، فتركت} [1] روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش {بئيس الهمزة بعد الباء على مثال فعيل. نا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم، قال: حدّثني ابن أبي أمية عن أبي بكر، قال: كان حفظي عن عاصم} {بئيس على مثال فعيل، فدخلني فيها شك، فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش} {بئيس على مثال فعيل.
وحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني موسى عن هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم} {بئيس على وزن فعيل بفتح الهمزة.
قال أبو عمرو: وقرأت أنا ذلك في رواية الصريفيني عن يحيى على وزن فعيل، وعلى وزن فيعل بفتح العين، وكان ابن مجاهد يأخذ في رواية يحيى بهذا الوجه الثاني، حكى لي ذلك شيخي أبو الفتح رحمه الله، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى.
حرف: وكلهم قرأ} {وقطعناهم [160و 168] في الموضعين} [2] بتشديد الطاء إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن سعيد (3)، قال: نا يحيى بن إبراهيم، قال: نا حمّاد (4) بن سفيان، قال: نا ابن أبي حمّاد (5) عن أبي بكر عن عاصم كان يقرأ {وقطعناهم مخففة الحرفين اللذين في الأعراف، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن شهريار} [6]، قال: نا حسين، قال: نا يحيى عن أبي بكر،
__________
(1) قلت: وهذا يدل على عظيم تثبت القراء، وشدة تحريهم، ودقة نقلهم لما يروونه. فلنا في ذلك قدوة في أثناء تلقي العلم الشرعي.
(2) الموضع الثاني في الآية رقم [168].
(3) هو: أحمد بن محمد بن سعيد، روى عنه أحمد بن محمد الدهقان، وعنه أبو طاهر عبد الواحد ابن أبي هاشم. (غاية) 1/ 116.
(4) لم أقف على ترجمته.
(5) هو: عبد الرحمن بن سكين وقد تقدمت ترجمته.
(6) هو: محمد بن الحسن بن شهريار أبو بكر البلخي، نزل بغداد، محدث ثقة، روى عن الحسين ابن علي الأسود صاحب يحيى بن آدم، وروى عنه ابن مجاهد والنقاش وعبد الواحد بن عمر.
(غاية) 2/ 131130.(3/1123)
قال: لم يقرأ عاصم {وقطعناهم خفيف في شيء من القرآن، وكان عروة بن إسماعيل} [1] قد قال {وقطعناهم خفيف، فأنكر ذلك أبو بكر وهو حاضر.
} {أفلا تعقلون [169] مذكور قبل} [2].
حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص (3) {والذين يمسكون [170] بإسكان الميم وتخفيف السين. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم} {يمسكون بفتح الميم وتشديد السين} [4].
حرف: قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر والمفضل (5) عن عاصم {ذرياتهم [172] بالألف وكسر التاء على الجمع. وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد} [6].
حرف: قرأ أبو عمرو {أن تقولوا [172] بالياء في الحرفين} [7] وقرأهما الباقون بالتاء (8).
حرف: قرأ حمزة {يلحدون في أسمائه [180]، و} {يلحدون إليه في النحل [103] و} {يلحدون في آياتنا في فصّلت [40] بفتح الياء والحاء في الثلاثة، وتابعه
__________
(1) لعله: عروة بن محمد الأسدي الكوفي، عرض القرآن على أبي بكر بن عياش وعنه الحسين بن الأسود. (غاية) 1/ 512.
(2) انظر: الأنعام [32] فرش الآية [32] سورة الأنعام [6].
(3) هي لأبي بكر شعبة، وقد انفرد بها في القراءة السبعية، انظر: (التيسير) ص 94و (النشر) 2/ 273.
(4) التخفيف والتشديد لغتان من (أمسك يمسك)، كقوله} أمسك عليك زوجك. الأحزاب [37] و (مسك) على التكثير والتكرير للتمسك بكتاب الله وفيه معنى التأكيد، وقد جمع بينهما في بيت لكعب ابن زهير قوله: ولا تمسك بالعهد الذي زعمت إلا كما يمسك الماء الغرابيل وشاهد الحرف من الحرز قوله: وخفف يمسكون صفا ولا.
ينظر: (الكشف) ج 1ص 482، و (الدر المصون) ج 5ص 508.
(5) رواية المفضل آحادية غير متواترة. ولم يذكرها المؤلف في (التيسير) ص 94.
(6) (الكشف) ج 1ص 483، و (التيسير) ص 114، و (النشر) ج 2ص 277.
الدليل من الحرز قوله: ويقصر ذريات مع فتح تائه وفي الطور في الثاني ظهير تحملا.
انظر ص 56.
(7) انفرادة سبعية عن أبي عمرو، والموضع الآخر في الآية [172] انظر: (التيسير) ص 94.
(8) قرأ بالياء حملا على ما قبله وما بعده من اللفظ الغيبة وبالتاء على الالتفات. انظر:
(المغني) 2/ 174والشاهد هو: يقولوا معا غيب حميد(3/1124)
الكسائي على الذي في النحل فقط، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة (1).
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية هبيرة عن حفص وأبي عمرو {ويذرهم [186] بالياء ورفع الراء} [2]، وقرأ حمزة والكسائي وهبيرة (3) عن حفص بالياء وجزم الراء.
وقرأ الباقون بالنون ورفع الراء، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر (4).
حرف:
(5) وكلهم قرأ {إن كيدي متين [183] بكسر الهمزة إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها} [6].
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص (7) {جعلا له شركاء [190] بكسر الشين وإسكان الراء مع التنوين من غير مدّ ولا همز. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضمّ الشين وفتح الراء والمدّ والهمز من غير تنوين} [8].
__________
(1) فتح الباء وضمها لغتان، ودليل الحرف من الشاطبية:
وحيث يلحدون. بفتح الضم والكسر فصلا وفي النحل والاه الكسائي.
انظر (حجة القراءات) ص 303، و (الحرز) ص 56، و (النشر) 2/ 273.
(2) قراءة الرفع {ويذرهم على الاستئناف أي وهو يذرهم، وقراءة الجزم} {ويذرهم نسق على موضع فاء الجزاء في قوله:} {فلا هادي له، وقراءة النون} {ونذرهم على الاستئناف، أي ونحن نذرهم. (إعراب القراءات) 1/ 216و (حجة القراءات) لابن زنجلة ص 303و (الدر المصون) 5/ 528.
(3) ممن نقل عن هبيرة هذا الوجه صاحب كتاب (السبعة) ص 299، وكتاب (معاني القراءات) ص 184، ويعتبر غير متواتر فلا يقرأ به. وينظر: (التيسير) ص 94.
قال الناظم: وجزمهم يذر وهم شفا والياء غصن تهدلا
(4) القراءة السبعية بالياء ورفع الراء، ووجه النون ورفع الراء عن آحادي غير متواتر عنه والقراءة له.
انظر: (التيسير) 94و (النشر) 273.
(5) ملحوظة هذا الحرف مؤخر في الكتاب عن موضعه.
(6) في القراءة السبعية كسر الهمزة للجميع وممن نقل فتح الهمزة عن ابن عامر أبو حيان في (البحر) 4/ 431وفي الوجه انفرادة شاذة عنه.
(7) أي في رواية شعبة من وهو من رواة عاصم.
(8) أي (شركاء) انظر: (التيسير) ص 94، و (النشر) 2/ 273ودليل الحرف من الحرز:
} وحرّك وضم الكسر وامدده هامزا ... ولا نون شركا عن شذا نفر ملا.(3/1125)
حرف:
قرأ نافع {لا يتبعوكم [193] هاهنا و} {يتبعهم [6/ أ] الغاوون في الشعراء} [1]
[224] بإسكان التاء وفتح الباء (2). وقرأ الباقون بفتح التاء (3) وتشديدها (4) وكسر الباء في الموضعين (5).
حرف:
وكلهم قرأ {إن الذين تدعون من دون الله [194] بالتاء، إلا ما رواه بكّار} [6] ابن أحمد المقرئ أداء عن أحمد بن رستم (7) عن نصير (8) عن الكسائي أنه قرأ بالياء، وهو وهم من ابن رستم.
حرف:
وكلهم قرأ {إن وليي الله [196] بياءين: الأولى مكسورة مشددة والثانية مفتوحة مخففة} [9]، إلا ما اختلف فيه عن أبي عمرو، فقرأت في رواية شجاع (10) عنه
__________
(1) السورة الكريمة رقم [26] الآية [224].
(2) في هذه القراءة انفرادة سبعية عن نافع انظر: (التيسير) ص 94، و (النشر) 2/ 274.
(3) وهما لغتان من تبع اتبع. انظر (معاني القراءات) ج 1ص 432، و (الحجة) ص 305.
(4) في (م) وتشديد.
(5) وقع في الأصل بدون (أل)، والمثبت ما في (م) والدليل من الحرز:
ولا يتبعوكم خفّ مع فتح بائه. ويتبعهم في الظّلة احتل واعتلا انظر: ص 56.
(6) هو: بكار بن أحمد بن بكار، المقرئ المعروف ببكارة، ثقة مشهور، قرأ على الصواف وابن مجاهد، قرأ عليه أبو جعفر الكتاني ومحمد الوراق، قال ابن حبان: ثقة ربما يخطئ.
(السير) 9/ 583، و (ميزان الاعتدال) 1/ 343، و (غاية) 1/ 177.
(7) هو: أحمد بن رستم أبو جعفر الطبري المقرئ من أجل أصحاب نصير بن يوسف صاحب الكسائي وعنه أحمد بن محمد القطان وبكار بن أحمد وعبد الواحد بن عمر. (غاية 1/ 115).
(8) هو: نصير بن يوسف أبو المنذر الرازي ثم البغدادي، أستاذ كامل، كان من الأئمة الحذاق لا سيما في رسم المصحف وله فيه مصنف صاحب الكسائي، وأحد الرواة عنه، أخذ القراءة عرضا عن الكسائي وأبي محمد اليزيدي، وعنه محمد الأصبهاني وأحمد بن رستم، شيخ عبد الواحد بن عمر، من الطبقة السادسة، مات سنة 240. (معرفة 1/ 213وغاية 2/ 340).
(9) اجتمع في هذه الكلمة ثلاث ياءات الأولى: ياء فعيل وهي ساكنة. والثانية: أصلية لام الفعل وهي مكسورة. والثالثة: ياء المتكلم، فأدغمت الياء الأولى في الثانية وفتحت ياء الإضافة وقد أجمعت المصاحف على رسمها بياء واحدة. (إعراب القراءات السبع 1/ 217و (المقنع) ص 50و (النشر) 2/ 275.
(10) هو: شجاع بن أبي نصر أبو نعيم البلخي ثم البغدادي، الزاهد، ثقة كبير، سئل عنه الإمام(3/1126)
{إن ولي الله بياء واحدة مفتوحة مشددة} [1]، وكذلك قال عنه محمد بن غالب، واختلف في ذلك عن اليزيدي (2)، فروى عنه أبو عبد الرحمن (3) وأبو حمدون (4) لام الفعل منه كسرا وياء الإضافة منصوبة.
نا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: قال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو: لام الفعل مشمّة (5) كسرا، وياء الإضافة منصوبة (6). وروى العبّاس (7) بن محمد عن إبراهيم (8) عنه مشددة بإدغام. وروى ابن جبير عنه في مختصره (9)، قال: كان أبو
__________
أحمد فقال: بخ بخ وأين مثله اليوم، عرض على أبي عمرو بن العلاء وهو من جلة أصحابه، وعنه أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو عمر الدوري، من الطبقة الخامسة، توفي سنة (190هـ) وفي التقريب، صدوق، من التاسعة. (معرفة) 1/ 162، و (غاية) 1/ 324، و (التقريب) 1/ 347.
(1) يعني: أدغمت ياء فعيل الأولى في ياء المتكلم والياء الوسطى لام الكلمة محذوفة. وقال أبو العز القلانسي: روى شجاع إن وليي الله بالإدغام.
(الإدغام الكبير) 2/ 99، و (إرشاد المبتدئ) 341و (الدر المصون) 5/ 543، و (الإتحاف) 2/ 72.
(2) هو: يحيى بن المبارك أبو محمد العدوى البصري، عرف باليزيدي لاتصاله بيزيد بن منصور خال المهدي، نحوي مقرئ ثقة علامة كبير، مات سنة 202هـ. (معرفة 1/ 151، وغاية 2/ 375).
(3) هو: عبد الله بن يحيى بن المبارك أبو عبد الرحمن اليزيدي، أخذ عن أبيه عن أبي عمرو، وعنه ابنا أخيه العباس وعبد الله. (غاية) 1/ 463.
(4) هو: الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب أبو حمدون البغدادي النقاش للخواتم، ويقال له حمدويه اللؤلؤي، مقرئ ضابط ثقة صالح، قرأ على إسحاق المسيبي ويعقوب الحضرمي اليزيدي، وروى الحروف عن حسين الجعفي، وعنه الصواف والخزاعي، مات سنة 240. (غاية) 1/ 343.
(5) يعني مختلسة.
(6) انظر: (السبعة) ص 300.
(7) هو: العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى اليزيدي أبو الفضل، روى عن عميه أبي عبد الرحمن وأبي إسحاق روى عنه وجادة ابنه محمد. (غاية) 1/ 354.
(8) هو إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيدي أبو إسحاق، ضابط شهير، نحوي لغوي، قرأ على أبيه، له مؤلفات كثيرة. (غاية) 1/ 29.
(9) من مصادر الجامع، وهو الثالث لابن جبير وقد سبق الأول والثاني.(3/1127)
عمرو يخفّف هذه الحروف شيئا ولا ينسبها إلى الإدغام (1) {إن ولي الله و} {لأيّ يوم أجّلت [المرسلات: 12]} {والعشيّ يريدون وجهه} [2]، فإن كان ابن جبير أراد بما حكاه ألا يفرط في إشباع الإدغام في ذلك، وأن لا يدغم الياء المشددة في الياء المخففة إذ ذلك من أصل قول أبي عمرو المجمع عليه، وإلا فما حكاه خطأ.
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا محمد بن أحمد بن قطن (3)، قال: نا أبو خلاد (4)
عن اليزيدي عن أبي عمرو {إن ولي الله بياء واحدة منصوبة. وحدّثنا الفارسي قال:
نا أبو طاهر، قال: حدّثني البرمكي عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو} {إن وليّ الله بياء واحدة مخفّفة، وهذه ترجمة لا معنى لها، ولا يجوز رأسا} [5]. وروى محمد بن أحمد بن واصل عن أبيه وعن ابن سعدان جميعا عن اليزيدي {إن وليّ الله
مدغمة التشديد في قفا اللام والفتحة في وجه اللام، وهذا ما لا يفعل.
نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن واصل عن ابن سعدان عن اليزيدي نحو ذلك.
نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو} {إن وليّ الله [196] يدغم الياء، وكذلك روى أبو بكر الداجوني أداء عن موسى بن جرير} [6] عن أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو، ولم يتابعه على ذلك
__________
(1) قال أبو منصور الأزهري في (معانيه) ص 195: = وأما ما روي من الإدغام لأبي عمرو، فلا موضع له لأن الإدغام فيه يجمع بين ساكنين. ولكن لما رأى توالي الياءات اختلس لفظ بعضها اختلاسا خفيا بلطافته على ما هو معهود عنده من لطافة ألسنة العرب، فلا يطوع لسان الحضري، لما يطوع له لسان البدوي =.
(2) الآية [28] من سورة الكهف [18].
(3) هو: محمد بن أحمد بن قطن أبو عيسى الوكيل المؤدب البغدادي، شيخ مقرئ، حاذق ضابط، روى عن أبي خلاد سليمان بن خلاد، صاحب اليزيدي، وروى عنه، أبو بكر النقاش وأبو طاهر. (غاية) 2/ 72.
(4) هو: سليمان بن خلاد أبو خلاد النحوي المؤدب، صدوق متصدر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي، وعنه محمد بن قطن وابن شنبوذ، مات سنة 261هـ. (غاية) 1/ 313.
(5) كذا بالنسختين، ولم أهتد لمعناها.
(6) هو: موسى بن جرير أبو عمران الرقي الضرير، مقرئ نحوي متصدر، حاذق مشهور، أخذ القراءة عرضا عن السوسي، وهو أجل أصحابه، وروى عنه أحمد الكتاني وعبد الله الأنطاكي ومحمد الداجوني، من الطبقة السابعة مات سنة 316هـ. (معرفة 1/ 245وغاية 2/ 317).(3/1128)
عن أبي عمران (1)، ولا عن أبي شعيب أحد من أصحابهما.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن هاشم، قال: أخبرنا عبيد بن نعيم المكتب، قال: نا ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو {إن ولي الله مدغمة الياء نصب، فقال لنا محمد بن علي: قال لنا ابن مجاهد: الترجمة التي قالها ابن سعدان عن اليزيدي في ذكر إدغام الياء ليست بشيء لأن الياء الوسطى التي هي لام الفعل متحركة، وقبلها الزائدة ساكنة، ولا يجوز إسكانها وقبلها ساكن، ولكن أحسبه أراد حذف الياء الوسطى وإدغام الزائدة في الإضافة.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي} {طائف من الشيطان [201] بياء ساكنة بين الطاء والفاء من غير همز ولا ألف. وقرأ الباقون} {طائف بألف بعد الطاء وهمزة مكسورة بعدها} [2]، وروى أبو موسى عن الكسائي الوجهين (3) {طيف
و} {طائف} [4]، وبهما قرأت في روايته.
حرف:
قرأ نافع (5) وابن عامر في رواية الوليد {يمدّونهم [202] بضم الياء وكسر الميم، وقرأ الباقون بفتح الياء وضمّ الميم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة} [6] ثمان ياءات: أولاهن {ربي الفواحش
__________
(1) في (ت) عن أبي عمران وهو تصحيف.
(2) قال أبو منصور: المعنى: في الطيف والطائف واحد وقيل غير ذلك.
انظر: (الكشف) ج 1ص 487486و (معاني القراءات) ج 1ص 433.
(3) وله في القراءة السبعية الوجه الأول. والشاهد من الحرز: = وقل طائف طيف رضي حقه ويا = (التيسير) 94و (النشر) 2/ 275.
(4) قال نصير: وفي بعض المصاحف بالألف، وفي بعضها بغير الألف، والقراءة بهما مشهورة انظر: (الوسيلة) ص 232.
(5) قلت: انفرد بها نافع في القراءة السبعية ورواية الوليد عن ابن عامر لم تشتهر عنه. والشاهد من الحرز: = ويا يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا = انظر ص 56.
انظر (السبعة) ص 301، (التيسير) ص 94، (النشر) ج 2ص 27.
(6) ياء الإضافة عند القراء هي: ياء المتكلم الزائدة آخر الكلمة، فخرج بقولنا الدالة على ياء المتكلم التي في جمع المذكر السالم نحو} {حاضري المسجد الحرام. والتي في} {فكلي واشربي لدلالتها على المؤنثة المخاطبة، ومعنى كونها زائدة أي ليست من أصل الكلمة، فتخرج الياء في نحو} {سآوي لأنها أصلية، وتتصل ياء الإضافة بالاسم فتكون مجرورة المحل نحو} {نفسي، وبالفعل تكون منصوبة المحل نحو} فطرني. ومع(3/1129)
[33] أسكنها حمزة (1) وفتحها الباقون.
{إني أخاف [59] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر} [2] في رواية [6/ ب] ابن بكّار، وأسكنها الباقون.
{معي بني إسرائيل [105] فتحها حفص} [3] عن عاصم وأسكنها الباقون {أرني أنظر إليك [143] فتحها ابن فليح} [4] عن ابن كثير، وكذلك روى الخزاعي (5) عنه وعن القوّاس والبزّي (6) جميعا. وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر، وأسكنها الباقون (7). وكذلك روى سائر الرّواة عن القوّاس والبزّي.
__________
الحرف منصوبة المحل ومجرورته نحو {إني أخاف،} {ولي دين ويصح أن تحذف ويكون مكانها هاء الغائب نحو} {فطره، وكاف المخاطب نحو} فطرك.
قال الناظم: وليست بلام الفعل يا المضاف بل هي في الوضع كها وكاف انظر: ص 32.
وهي على قسمين: مدغم فيها ما قبلها، وغير مدغم. فالمدغم فيها لغتان فاشيتان في القرآن وكلام العرب، وخلاف القراء فيها دائر بين الفتح والإسكان.
والإسكان فيها هو الأصل الأول، لأنها مبنية، والأصل في المبني السكون، والفتح أصل ثان، لأنها اسم على حرف واحد، فقوي بالحركة للتخفيف، ولقد وقعت في القرآن الكريم (876) ياء منها. (566) ياء متفق على سكونه وهو الأكثر و (98) ياء متفق على فتحه و (112) مختلف فيهن بين الفتح والإسكان.
انظر: (الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات) لإبراهيم البقاعي الشافعي ص 39.
و (إبرار المعاني) 282، و (النشر) 2/ 161، و (الإضاءة) للضباع ص 66و (الإتحاف) 1/ 333، و (القبس الجامع لقراءة نافع) لعطية قابل نصر ص 121.
(1) انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) ص 94، و (النشر) 2/ 275.
(2) وذكر في (التيسير) ص 95، رواية أهل سما دون رواية ابن بكار عن ابن عامر وكذا في (النشر) 2/ 295، وبقية المصادر فهي رواية آحادية عنه.
(3) انفرادة سبعية لحفص في هذه الياء، انظر: (المستنير في القراءات) ص 95، و (النشر) 2/ 275.
(4) انظر: (المستنير في القراءات العشر) ص 95.
(5) هو إسحاق بن أحمد إسحاق أبو محمد الخزاعي، إمام في قراءة المكيين، ثقة ضابط، قرأ على البزي وابن فليح، وروى الحروف عن قنبل، وروى عنه ابن شنبوذ والزينبي والداجوني، من الطبقة السابعة، توفي عام 308هـ. (معرفة 1/ 227، وغاية 1/ 156).
(6) وفي (المستنير في القراءات العشر) ص 568، البزي من طريق النهرواني.
(7) وفي (التيسير) له ص 95، ذكر سبع ياءات دون هذه، حيث قال: = وياءاتها سبع = والعمل على إسكانها للكل.(3/1130)
{إني اصطفيتك [144] فتحها ابن كثير وأبو عمرو، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع والوليد عن يحيى عن ابن عامر} [1] وأسكنها الباقون.
{عن آياتي الذين [146] أسكنها ابن عامر وحمزة وفتحها الباقون.
} {من بعدي أعجلتم [150] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر} [2] في رواية ابن بكّار والوليد، وأسكنها الباقون {عذابي أصيب [156] فتحها نافع وابن عامر} [3]
في رواية الوليد، وذكر ابن جبير أنه لم يرو عن نافع فتحها إلا المسيّبي وحده، وكذا قال في قوله: {ورسلي إن الله في المجادلة [21]، ولعله أراد أنه لم ينصّ عليهما بالفتح غيره، وأسكنها الباقون.
وفيها من الياءات المحذوفات} [4] من الخط واحدة،
وهي قوله: {ثم كيدون [195] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف أبو عمرو ونافع في رواية إسماعيل، وفي رواية ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي وأبي مروان العثماني} [5] عن قالون.
__________
(1) رواية غير مشهورة عن ابن جبير والوليد ولنافع وابن عامر في المشهور عنهما الإسكان كالجماعة. انظر: (التيسير) ص 95.
(2) في (التيسير) ص 95، الحرميان وأبو عمرو فقط، ورواية ابن بكار والوليد غير متواترة عنه.
(3) انفرادية سبعية لنافع، ورواية الوليد غير متواترة عن ابن عامر، انظر: (التيسير) ص 95.
(4) وتسمى بالياءات الزوائد وهي: الياء المتطرفة الزائدة على رسم المصاحف العثمانية، والفرق بينها وبين ياءات الإضافة من أربعة أوجه:
الأول: ياءات الزوائد تكون في الأسماء نحو (الداع) والأفعال نحو (يأت). بخلاف ياءات الإضافة تكون في الاسم والفعل والحرف كما مر بنا.
الثاني: الياءات الزوائد محذوفة من رسم المصحف، وياءات الإضافة ثابتة فيه.
الثالث: ياءات الزوائد الخلاف فيها دائر بين الحذف والإثبات، وفي الإضافة بين الفتح والإسكان.
الرابع: الياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة، وياءات الإضافة لا تكون إلا زائدة.
قال الشاطبي: ودونك ياءات تسمى زوائدا لأن كنّ عن خط المصاحف معزلا. انظر ص 34.
انظر: (الإضاءة) ص 6867، و (تقريب المعاني) ص 177176.
(5) هو: محمد بن عثمان أبو مروان القرشي العثماني المدني ثم المكي، مقرئ ثقة، روى عن قالون، وعنه أحمد الترمذي، مات سنة 241هـ. (غاية) 2/ 196.(3/1131)