الجزء الأول
مقدمات التحقيق
تقديم
من إسماعيل محمد البشري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد،
فإن مثل هذا الإنتاج المتميز ثمره من ثمار نشاط البحوث المشتركة والتكاملية والتي تمثلت في المجموعات البحثية المتخصصة أو المتعددة التخصصات فمنذ انطلاق فكرة المجموعات البحثية في جامعة الشارقة والبحث العلمي في الجامعة ينحى منحى المشاريع التكاملية لتعميق الفائدة من قدرات البحث العلمي في خدمة المجتمع، وإن مجموعة بحوث الكتاب والسنة من المجموعات البحثية المميزة التي لها نشاط بحثي ملحوظ تمثل في إصدار عدد من الكتب المؤلفة والمحققة والموسوعات التي تصدر لأول مرة، وقد أتحفتنا مجموعة بحوث الكتاب والسنة في ملتقى البحث العلمي الثاني والذي عقد في رحاب جامعة الشارقة في الفترة 32/ 5/ 2006م بأن دققت وأصدرت أضخم موسوعة في علوم القرآن الكريم وهو كتاب = الزيادة والإحسان في علوم القرآن = والذي طبع لأول مرة في عشرة مجلدات.
وها هي تقدم إصدارا متميزا آخر وهو كتاب نفيس في علم القراءات لعالم من علماء القراءات المشهورين في القرن الخامس الهجري وهذا الإصدار هو جامع البيان في علم القراءات لأبي عمرو الداني المتوفى سنة (444هـ) رحمه الله تعالى.
وإن مثل هذه الجهود المباركة لتبين بشكل عملي الفائدة المرجوة من فكرة إنشاء المجموعات البحثية والتي يمكنها أن تنجز بشكل تكاملي ما يعجز أن يقوم به باحث بمفرده.
ومثل هذه الدرة النفيسة من كتب القراءات التي لا يزال كثير منها حبيس الأدراج، لتظهر لنا جليا كم قام علماؤنا المتقدمون بخدمة هذا الدين والتعريف به، فحري بالباحثين أن يستخرجوا هذه الكنوز وأن يعرفوا بهذه الجهود الكبيرة.
وإنني إذ أشكر مجموعة بحوث الكتاب والسنة على جهودها المباركة أرجو أن يكون مثل هذا الإنتاج العلمي حلقة أخرى في سلسلة الجهود العلمية التي تخدم العلم وطلابه وتشجع البحث العلمي الرصين المبني على أسس وأهداف محددة.
وختاما لا يفوتني أن أشير إلى أن هذه الإصدارات والجهود المبذولة ترجمة عملية لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للجامعة في أن تكون جامعة الشارقة مرآة صادقة لحضارة الأمة تجمع بين عبق الأصالة وروح المعاصرة، والله ولي التوفيق.
أ. د. إسماعيل محمد البشري
مدير جامعة الشارقة(1/1)
مدير جامعة الشارقة
جامع البيان ومجموعة بحوث الكتاب والسنة
من مصطفى مسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد أنزل الله جل جلاله القرآن بلسان عربي مبين، وجعله شفاء ورحمة للمؤمنين، ونورا وضياء وهدى للعالمين، وتكفّل بحفظه من التحريف والتبديل والزيادة والنقص على يد المضلين، ويسر حفظه وتلاوته على الصغير والكبير والمرأة والرجل والعرب والعجم وأهل الحضر والبادية فقال عزّ من قائل:
{ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر [القمر: 17].
ولقد هيأ لخدمة كتابه من كل جيل رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وتلاوة كتابه، وجعلهم أهله وخاصته، فتناقلوا قراءاته من الصدور إلى الصدور وحرصوا على تلقيه بنصه ولفظه كما تلقاه أمين الأرض عن أمين السماء وأدّوه إلى طلابهم كما أدّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه رضي الله عنهم. واتصل سند المتأخرين بأسانيد المتقدمين وسيبقى هذا السند ممتدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بإذن الله تعالى.
ولما كان في مسيرة هذا الركب المبارك حداة وهداة وأعلام وقمم تتفجر منهم ينابيع العلم والحكمة يرد إليهم الظامئون للنهل من معينهم السلسبيل، ويصدرون إلى الآفاق لنشر القرآن وعلومه، والدعوة إلى هداياته والعيش في ظلاله لينالوا شرف شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وكان من هؤلاء الأعلام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر أبو عمرو الداني المتوفى سنة 444هـ الذي شهد له القاضي والداني بتفوقه في مجال قراءات القرآن، قال عنه ابن الجزري: «الإمام العلامة الحافظ أستاذ الأساتيذ وشيخ مشايخ المقرئين» وقال عنه ابن بشكوال: «كان أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك تواليف حسانا يطول تعدادها»، وقال عنه الحافظ عبد الله بن محمد بن خليل: «لم يكن في عصره ولا بعد عصره بمدد أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه»، وكان يقول أي الداني عن نفسه: «ما رأيت شيئا إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته».
ومن نظر في كتبه علم مقدار الرجل وما وهبه الله تعالى فيه فسبحان الفتاح العليم ولا سيما كتاب (جامع البيان) فيما رواه في القراءات السبع، وله كتاب التيسير المشهور} [1] ثم سرد جملة من كتبه في القراءات وغيرها.
ولقد طبع الكتاب غير مخدوم خدمة تليق بمكانة الكتاب العلمية، ثم حقق تحقيقا علميا في رسائل علمية بجامعة أم القرى مكة المكرمة من قبل د.
عبد المهيمن عبد السلام الطحان وطلحة محمد توفيق، وسامي عمر إبراهيم، وخالد علي الغامدي.
فلما وقفت مجموعة بحوث الكتاب والسنة على هذا التحقيق العلمي الدقيق اتصلت بالمحققين وأخذت منهم الموافقة على طباعته ونشره. ولما كانت الرسائل العلمية لها منهج خاص في ترجمة المؤلف وبيان منهجه في الكتاب وإجراء الموازنات بين الكتاب المحقق وكتب أخرى في مجال التخصص فقد أسندت المجموعة إلى الدكتور عمار الددو وهو مختص بالقراءات وطلبت منه التنسيق بين قسم الدراسة للدارسين الأربعة، كما أسندت إلى أساتذة التفسير وعلوم القرآن في قسم أصول الدين بكلية الشريعة جامعة الشارقة لتدقيق الرسائل ومراجعة تجارب الطباعة وهم:
1 - أ. د. أحمد عباس البدوي
2 - د. محمد عصام القضاة
3 - د. عبد الله الخطيب
4 - د. عفاف عبد الغفور حميد
وقد تم تحكيم الكتاب من قبل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي ثم دفع به إلى المطبعة وها هو يخرج الآن بهذه الحلة القشيبة، وقد نال العناية والاهتمام ما يليق بجلالة قدر الإمام أبي عمرو الداني ومكانة كتابه جامع البيان في القراءات السبع، وهو الإصدار الثاني لمجموعة بحوث الكتاب والسنة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيدينا بإصدارات أخرى وهي تحت المراجعة والتدقيق.
والمجموعة إذ تخرج في إصدارها الثاني تقدم الشكر إلى كل من عميد كلية الشريعة الأستاذ الدكتور عبد الناصر أبو البصل الذي هيأ البيئة الصالحة لأساتذة قسم أصول الدين للبذل والعطاء، وعميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عدنان العتوم لتذليله العقبات الإدارية أمام المجموعة للمضي قدما في مشاريعها العلمية من خلال قسم النشر برئاسة الشاب الدكتور عواد الخلف.
وترفع التقدير والامتنان لسعادة مدير جامعة الشارقة الأستاذ الدكتور إسماعيل محمد البشري الذي جعل دأبه متابعة البحوث والمشاريع التي ترفع من شأن الجامعة في ميادين البحث العلمي.
وعلى رأس الجميع لتوجيهاته الرشيدة وأوامره السديدة سمو الشيخ الدكتور سلطان محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للجامعة الذي وفّر الدعم المعنوي والمادي للمجموعات البحثية عامة ومجموعة بحوث الكتاب والسنة خاصة للمضي قدما في مشاريعها العلمية.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه الجهود الكريمة في صحائف أعمالهم وأن يثقل بها موازين حسناتهم إنه سميع مجيب.
منسق مجموعة الكتاب والسنة
أ. د. مصطفى مسلم
__________
(1) انظر كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لشمس الدين أبي الخير المعروف بابن الجزري 1/ 503وما بعدها ط 3دار الكتب العلمية، بيروت 1982م.(1/2)
المقدمة
من المحقق
الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلّم.
أما بعد:
فإن علم القراءات واحد من علوم الإسلام المتعددة، التي شغف بها سلفنا الصالح، وأفنوا أعمارهم فيها: شطرا في الطلب والتحصيل، وشطرا في التدريس والإملاء والكتابة والتصنيف، نشرا للعلم وقياما بحقه، وأداء لأمانة يرجون فيها ثواب الدار الآخرة، فأورثونا، ونعم الإرث، تراثا عظيما غنيا وأصيلا في شتى ميادين المعرفة.
على حين خلف من بعدهم خلف قعدوا عن التأسي بأجدادهم، وفرطوا بتركة آبائهم، فناموا طويلا في سبات عميق، وما انتبهوا إلا بعد ما انتهبوا، فتراكضوا يجمعون ميراثهم، وينشرون كتب آبائهم، بعد أن تشتتت في مشارق الأرض ومغاربها.
غير أن مخطوطات علم القراءات لم تنل حقها من عناية الباحثين المسلمين المعاصرين، حيث إن هذه النفائس، ما عدا النزر اليسير، ما زالت حبيسة الخزائن في شتى مكتبات العالم، بل إن بعض أفاضل العلماء يجادل في فائدة نشر هذه المصنفات، وفي جدوى فائدة علم القراءات في هذا الزمان، على أن المستشرقين فطنوا إلى أهمية هذا العلم فبادروا إلى نشر تراثه وكتابة البحوث في مسائله وموضوعاته، وهدف كثير منهم النيل من كتاب الإسلام، والكيد لأتباعه.
فما أحرانا أن نشمّر عن سواعد الجدّ للعمل في ميدان هذا العلم الجليل، ندرأ الخطر، ونكشف الشبهات، وطوبى لمن جعله الله سببا لحفظ كتابه الكريم من التغيير والتبديل.
وكان حقّ علم القراءات أن نعنى به أشدّ عناية، كما عني به سلفنا الصالح، لأنه من أوثق العلوم صلة بكتاب الله تعالى. وشرف العلم من شرف موضوعه، وأنه به يعرف تاريخ هذا القرآن الكريم، وتواتر نقله جيلا بعد جيل، وبه يعرف الصحيح من الشاذ، وما تصح به الصلاة وما لا تصح من القراءة.(1/3)
فما أحرانا أن نشمّر عن سواعد الجدّ للعمل في ميدان هذا العلم الجليل، ندرأ الخطر، ونكشف الشبهات، وطوبى لمن جعله الله سببا لحفظ كتابه الكريم من التغيير والتبديل.
وكان حقّ علم القراءات أن نعنى به أشدّ عناية، كما عني به سلفنا الصالح، لأنه من أوثق العلوم صلة بكتاب الله تعالى. وشرف العلم من شرف موضوعه، وأنه به يعرف تاريخ هذا القرآن الكريم، وتواتر نقله جيلا بعد جيل، وبه يعرف الصحيح من الشاذ، وما تصح به الصلاة وما لا تصح من القراءة.
هذا وقد وردت الأحاديث الشريفة تحث على الاشتغال بالقرآن وترغّب في قراءته وإقرائه، وتعلّمه وتعليمه، منها ما أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم عن أنس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن لله أهلين من الناس، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته» (1).
ومنها ما أخرجه الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «خيركم من قرأ القرآن وأقرأه» (2).
ومنها ما أخرجه البخاري، واللفظ له، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه». قال وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا (3).
ثم إن علم القراءات سند لكثير من استنباطات الفقهاء وحجة العديد من فروع الفقه وقضاياه، حيث إنه باختلاف القراءات يظهر الاختلاف في الأحكام، ولهذا بنى الفقهاء نقض وضوء الملموس وعدمه على اختلاف القراءات في {لامستم
و} {لامستم} [4] [النساء: 43] وكذلك جواز وطء الحائض عند الانقطاع وعدمه إلى الغسل على اختلافهم في {حتّى يطهرن} [5] [البقرة: 222].
__________
(1) انظر: مسند الإمام أحمد 3/ 127، 128، 242، وسنن ابن ماجة: المقدمة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه. قال محمد فؤاد عبد الباقي في الزوائد: إسناده صحيح. وانظر: مستدرك الحاكم 1/ 156. وحسّن الحافظ العراقي إسناد الحديث. انظر: فيض القدير للمناوي 3/ 67.
(2) بإسناد جيد. انظر: النشر 1/ 3.
(3) انظر: صحيح البخاري، فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وسنن أبي داود:
الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن، وجامع الترمذي: فضائل القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، وسنن ابن ماجة، المقدمة، فضل من تعلم القرآن وعلمه.
(4) ينظر: اختلاف القراء فيها في النشر 2/ 252، واختلاف المفسرين والفقهاء في تفسير الطبري 1/ 101، والمغني لابن قدامة 1/ 186.
(5) انظر: اختلاف القراء فيها في النشر 2/ 227، واختلاف المفسرين والفقهاء في تفسير الطبري 2/ 386، والمغني 1/ 353.(1/4)
وعلم القراءات بعد ذلك من العلوم التي يحتاج المفسر إلى إتقانها والأخذ بحظ وافر منها قبل أن يقدم على تفسير كتاب الله تعالى، حيث إنه يتعرّف بالقراءات على (اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص، أو تغير حركة، أو إتيان لفظ بدل لفظ، وذلك بتواتر وآحاد) (1). كما أنه بالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض (2).
وأخيرا فبين علم القراءات واللغة العربية صلة وثقى، ووشيجة كبرى، حيث (تعتبر روايات القراءات القرآنية، مشهورها وشاذها هي أوثق الشواهد على ما كانت عليه ظواهرها الصوتية والصرفية، والنحوية واللغوية بعامة في مختلف الألسنة واللهجات، وإن من الممكن القول: بأن القراءات الشاذة هي أغنى مأثورات التراث، بالمادة اللغوية التي تصلح أساسا للدراسات الحديثة التي يلمح فيها المرء صورة تاريخ هذه اللغة الخالدة) (3).
وقد قدّمت القراءات للغة العربية خدمة كبرى حيث = إن البحث في مخارج الحروف والاهتمام بضبطها على وجوهها الصحيحة، كان من أبلغ العوامل في عناية الأمة بدقائق اللغة العربية الفصحى وأسرارها، وكانت ثمرة هذا الاهتمام والجهد أن القراء تشرّبوا مزايا اللغة العربية وقواعدها ودقائقها، ومما يؤيد ذلك أن الكثيرين من قدماء النحويين كالفراء كانوا مبرّزين في علم القراءات، كما كان الكثيرون من أئمة القراء كأبي عمرو والكسائي بارعين في علم النحو = (4).
وختاما فبسبب من شرف هذا العلم وفضله وأهميته وخطورته وعزوف الباحثين عنه في هذا الزمان، بادرنا إلى تحقيق هذا الكتاب النفيس، لما له من قيمة علمية كبيرة، ولما لمؤلفه من مكانة علمية بين جهابذة هذا الفن، وهو أمر سنبينه فيما بعد إن شاء الله.
اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجهك، واجعلنا من أهلك وخاصتك، إنّك أكرم مسئول، وأفضل مأمول، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________
(1) البحر المحيط لأبي حيان 1/ 7.
(2) الإتقان للسيوطي 2/ 181.
(3) القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث، لعبد الصبور شاهين 7، بتصرف يسير.
(4) مقدمة أوتبرتزل لكتاب التيسير في القراءات السبع ص / ج، بتصرف يسير.(1/5)
الباب الأول دراسة المؤلف
الفصل الأول: المؤلف وسيرته 6
الفصل الثاني: ثقافته ومجال إبداعه وأقوال العلماء فيه 14
الفصل الثالث: شيوخه وتلاميذه ومؤلفاته 27
الفصل الأول المؤلف وسيرته العلمية
المبحث الأول مصادر ترجمته مرتبة ترتيبا زمنيا:
1 - جذوة المقتبس للحميدي، ت 488هـ، ص 305.
2 - فهرسة ابن خير الإشبيلي، ت 577هـ، 1/ 43.
3 - الصلة لابن بشكوال، ت 578هـ، 2/ 385.
4 - بغية الملتمس لابن عمير الضبي، ت 599هـ، 411.
5 - معجم الأدباء لياقوت (1)، ت 626هـ، 12/ 128121.
6 - إنباه الرواة للقفطي، ت 656هـ، 2/ 341.
7 - طبقات علماء الحديث، لابن عبد الهادي، ت 744هـ، 3/ 314.
8 - تذكرة الحفاظ للذهبي، ت 748هـ، 3/ 1120.
9 - معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 406، تحقيق بشار عواد.
10 - سير أعلام النبلاء للذهبي 18/ 77
11 - تاريخ الإسلام للذهبي ج 13ل 205/ ظ.
12 - العبر للذهبي 3/ 207.
13 - مفتاح السعادة ومصباح السيادة، لابن قيم الجوزية، ت 751هـ، 2/ 41.
14 - الديباج المذهب لابن فرحون، ت 799هـ، 2/ 84.
15 - كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون، ت 808هـ، ص 437 438.
__________
(1) وقد أخطأ حيث قسم أخباره على ترجمتين إحداهما للأندلسي، والأخرى لابن الصيرفي يحسبهما اثنين وهما لقبان لشخص واحد.(1/6)
16 - غاية النهاية لابن الجزري، ت 833هـ، 1/ 503.
17 - النجوم الزاهرة، لابن تغري بردي، ت 874هـ، 5/ 54.
18 - طبقات المفسرين للداودي، ت 945هـ، 1/ 373.
19 - نفح الطيب للمقري، ت 1041هـ، 2/ 135.
20 - شذرات الذهب لابن العماد، ت 1089هـ، 3/ 272.
21 - الرسالة المستطرفة، لمحمد بن جعفر الكتاني، ت 1345هـ، ص 139.
22 - شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، لمحمد مخلوف، ت 1360هـ، ص 11.
23 - معجم المؤلفين لكحالة، ت 1987م، 6/ 254.
24 - الأعلام للزركلي، ت 1976م، 4/ 206.
25 - تاريخ الأدب العربي لبروكلمان. الأصل 1/ 517، والذيل 1/ 719 بالألمانية.(1/7)
25 - تاريخ الأدب العربي لبروكلمان. الأصل 1/ 517، والذيل 1/ 719 بالألمانية.
المبحث الثاني اسمه وسيرته:
هو أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر، الأموي، مولاهم، القرطبي ثم الداني، المعروف في زمانه بابن الصيرفي. وانفرد بروكلمان فذكر في نسبته (المنيري)، ولم نقف عليها عند غيره في مصادر ترجمته.
أما سيرته فلعل أبلغ وأصدق ما تكون الترجمة، حينما تكون من صاحبها، فهو أعرف الناس بنسبه وبمراحل حياته وأدوارها، فعن أبي داود سليمان بن نجاح (1)، تلميذ الداني قال: = كتبت من خط أستاذي أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان، المقرئ، بعد سؤالي عن مولده: يقول عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، القرطبي، الصيرفي: أخبرني أبي أني ولدت في سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة، وابتدأت في طلب العلم سنة ست وثمانين، وتوفي أبي في سنة ثلاث وتسعين في جمادى الأولى.
فرحلت إلى المشرق في اليوم الثاني من المحرم، يوم الأحد، في سنة سبع وتسعين، ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ولقيت جماعة، وكتبت عنهم.
ثم توجهت إلى مصر، ودخلتها اليوم الثاني من الفطر، من العام المؤرخ، ومكثت بها باقي العام، والعام الثاني، وهو عام ثمانية، إلى حين خروج الناس إلى مكة، وقرأت بها القرآن، وكتبت الحديث، والفقه، والقراءات وغير ذلك عن جماعة من المصريين، والبغداديين، والشاميين وغيرهم.
ثم توجهت إلى مكة، وحججت، وكتبت بها عن أبي العباس أحمد البخاري، وعن أبي الحسن بن فراس، ثم انصرفت إلى مصر، ومكثت بها شهرا، ثم انصرفت إلى المغرب، ومكثت بالقيروان أشهرا.
ووصلت إلى الأندلس أول الفتنة، بعد قيام البرابرة على ابن عبد الجبار بستة أيام، في ذي القعدة سنة تسع (2) وتسعين، ومكثت بقرطبة إلى سنة ثلاث وأربع مائة،
__________
(1) انظر ترجمته في تلاميذ الداني.
(2) في معجم الأدباء لياقوت 12/ 127: إحدى وتسعين، وهو خطأ.(1/8)
وخرجت منها إلى الثغر (1)، فسكنت سرقسطة (2) سبعة أعوام، ثم خرجت منها إلى الوطة (3)، ودخلت دانية (4) سنة تسع وأربع مائة، ومضيت منها إلى ميورقة (5) في تلك السنة نفسها، فسكنتها ثمانية أعوام، ثم انصرفت إلى دانية سنة سبع عشرة وأربع مائة (6).
لا ريب أن الداني لم يستوف في هذه العجالة أسماء كل المناطق والبلاد التي رحل إليها، وإنما اكتفى بذكر أهمها وأبرزها، حيث إن المصادر تحدثنا عن رحلته إلى إستجة (7) وبجّانة (8) وغيرهما من بلاد الثغر، حيث سمع من شيوخها كثيرا (9).
كما أنه دخل أبّدة (10)، وقرأ، وسمع فيها (11)، ودخل المريّة (12)، وأقرأ فيها
__________
(1) المناطق الشرقية، وهي المتاخمة لبلاد النصارى.
(2) بفتح السين والراء وضم القاف بعدها سين ساكنة، بلدة على ساحل البحر، وهي من أقصى ثغور الأندلس في شرقها، والبساتين محدقة بها من كل ناحية. انظر: نفح الطيب 1/ 197، معجم البلدان 3/ 212.
(3) كذا في معجم الأدباء، ولم أجدها، ولعل فيها تحريفا.
(4) بكسر النون وفتح الياء، مدينة بالأندلس، من أعمال بلنسية، على شاطئ البحر شرقا، كثيرة البساتين، اشتهرت بكثرة قرائها. انظر: معجم البلدان 2/ 434، الروض المعطار لابن عبد المنعم الحميري: 231.
(5) بفتح الميم وضم الياء وإسكان الواو والراء، جزيرة في شرق الأندلس، بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة بالنون، كانت قاعدة ملك مجاهد العامري. معجم البلدان 5/ 246.
(6) معجم الأدباء 12/ 127125.
(7) بكسر الهمزة والتاء وإسكان السين بينهما، اسم لكورة بالأندلس بين القبلة والمغرب من قرطبة على نهر سنجل، بينها وبين قرطبة عشرة فراسخ، وهي كورة قديمة واسعة الرساتيق والأراضي.
انظر معجم البلدان 1/ 174.
(8) بفتح الباء وتشديد الجيم، مدينة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة، خربت وانتقل أهلها إلى المرية، وبينها وبين المرية فرسخان. انظر: معجم البلدان 1/ 339.
(9) انظر: الصلة 2/ 385.
(10) بالضم ثم الفتح والتشديد، اسم مدينة صغيرة بالأندلس، من كورة جيان تعرف بأبدة العرب، لها مزارع وغلات كثيرة. معجم البلدان 1/ 64، صفة جزيرة الأندلس 11.
(11) انظر: غاية النهاية 1/ 392.
(12) بفتح الميم وكسر الراء وتشديد الياء، مدينة كبيرة على ساحل البحر من كورة البيرة، وأهلها من أكثر أهل الأندلس مالا ومتاجر. انظر: نفح الطيب 1/ 163، معجم البلدان 5/ 119.(1/9)
مدّة (1).
ورحلات الداني هذه بعضها كان قبل ارتحاله إلى المشرق، وبعضها بعد عودته إلى الأندلس، كما أن بعضها كان طلبا للسّماع من الشيوخ، وبعضها كان طلبا للأمن والاستقرار (2)، بعد أن عاثت الفتن في أرجاء قرطبة فسادا كبيرا.
واستقر به المقام في دانية، لأن ملكها يومئذ مجاهد بن يوسف بن علي، من فحول موالي العامريين، خرج من قرطبة يوم قتل المهدي سنة أربع مائة، واستولى على دانية، فحكمها من سنة (436405) (3) ثم ابنه علي إقبال الدولة من سنة (436 468) (4) وكان مجاهد = معتنيا بفن القراءات من بين فنون القرآن لما أخذه به مولاه المنصور بن أبي عامر، واجتهد في تعليمه وعرضه على من كان من أئمة القراء بحضرته، فكان سهمه في ذلك وافرا = (5).
= وكان أبو الحبيش مجاهد يستجلب القراء، ويفضل عليهم، وينفق عليهم الأموال، فكانوا يقصدونه، ويقيمون عنده، فكثروا في بلاده = (6).
وكان لأبي عمرو الداني صلة بالأمير مجاهد، الذي كان مشغوفا بالعلوم التي حصلها أبو عمرو (7)، فاستمرت إقامة أبي عمرو في دانية حتى نهاية عمره، رحمه الله.
ولم يحدثنا الداني في تلك العجالة عن أسرته، كما أن المصادر قد ضنت علينا، فلم تحدثنا عنها كذلك، وكل الذي نعرفه أن والده كان صيرفيا، وهذا يعني أنه كان ثريا، وإن كان الثراء غالبا في أهل قرطبة (8)، وقد ترجم ابن بشكوال لوالده فقال:
= سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، من أهل قرطبة، يكنى أبا عثمان، وهو
__________
(1) بغية الملتمس: 412.
(2) انظر: دائرة المعارف الإسلامية 9/ 116من الترجمة العربية.
(3) انظر: تاريخ ابن خلدون، المسمى العبر وديوان المبتدأ والخبر 4/ 354، دائرة المعارف الإسلامية 9/ 120 (الترجمة العربية).
(4) انظر: مقدمة ابن خلدون 3/ 995.
(5) انظر: مقدمة ابن خلدون 3/ 995.
(6) معجم البلدان 2/ 434.
(7) انظر: دائرة المعارف الإسلامية 9/ 116.
(8) انظر: تفح الطيب 1/ 558.(1/10)
والد الحافظ أبي عمرو المقرئ، حدّث عنه ابنه أبو عمرو بحكايات عن شيوخه = (1).
هذا النص يدل على أن المؤلف كان أكبر أولاد أبيه، وأن والده كان له صلة بالعلم وأهله، وأغلب الظن أن هذه الصلة لم تكن واسعة ولا متينة، والله أعلم.
أما أولاده فلا نعرف منهم غير أبي العباس أحمد (2)، الذي قرأ على أبيه، وتصدّر للإقراء بدانية، وتوفي سنة إحدى وسبعين وأربع مائة.
__________
(1) الصلة 1/ 207.
(2) انظر ترجمته في الصلة 1/ 65، غاية النهاية 1/ 80.(1/11)
المبحث الثالث عقيدته
أبو عمرو الداني الإمام في علوم الكتاب والسنّة كان في عقيدته ملتزما لنصوص الكتاب والسنة، بعيدا عن زيغ أهل الأهواء، وضلالات المبتدعة، يثبت لله تعالى صفات الكمال، دون تشبيه ولا تعطيل، فيقول في أرجوزته في أصول السنة (1):
تدري أخي أين طريق الجنة ... طريقها القرآن ثم السنة
ويقول فيها مؤكدا ضرورة قبول خبر الواحد إذا كان رواته من الأئمة:
ومن عقود السنة الإيمان ... بكل ما جاء به القرآن
وبالحديث المسند المروي ... عن الأئمة عن النبي
ويقول في إثبات الصفات لله تعالى دون تشبيه ولا تعطيل:
كلم موسى عبده تكليما ... ولم يزل مدبرا حكيما
كلامه وقوله قديم ... وهو فوق عرشه العظيم
ويقول أيضا:
ومن صحيح ما أتى به الخبر ... وشاع في الناس قديما وانتشر
نزول ربنا بلا امتراء ... في كل ليلة إلى السماء
من غير ما حد ولا تكييف ... سبحانه من قادر لطيف
ويقول في التحذير من أهل الأهواء:
أهون بقول جهم الخسيس ... وواصل وبشر المريسي
ذي السخف والجهل وذي العناد ... معمر وابن أبي داود
وابن عبيد شيخ الاعتزال ... وشارع البدعة والضلال
__________
(1) انظر سير أعلام النبلاء 18/ 8381.(1/12)
والجاحظ القادح في الإسلام ... وجبت هذي الأمة النظام
والفاسق المعروف بالجبّائي ... ونجله السفيه ذو الخناء
واللاحقيّ وأبي هذيل ... مؤيدي الكفر بكل ويل
وذي العمى ضرار المرتاب ... وشبههم من أهل الارتياب
ويمضي في أرجوزته يدعو لحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومدحهم وأن أفضلهم الصديق ثم الفاروق، ويذكّر بما صح من الأخبار من رؤية الله تعالى يوم القيامة، وضغطة القبر، ومنكر ونكير (1)، إلى آخر أبحاث العقدية.
ويبدو أن هذه الأرجوزة كانت مشهورة إلى أيام الذهبي، حيث يصفها بقوله:
الأرجوزة السائرة (2)، والله أعلم.
__________
(1) انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 8382.
(2) سير أعلام النبلاء 18/ 81.(1/13)
الفصل الثاني ثقافته ومجال إبداعه، وأقوال العلماء فيه
المبحث الأول ثقافته:
تأثر إبداع الداني في علومه ببيئته، فاهتم بما تهتم به من العلوم، وأبدع في بعض ما تؤثره منها، اهتم بعلوم القرآن، وعلوم الحديث، واللغة، والفقه المالكي، ووقف عليها حياته، مع إبداع كبير في القراءات وعلومها، وتبحّر في النحو ومذاهبه، وسعة رواية في الحديث مع تمام ضبط، والأخذ من الفقه بحظ وافر، وهذا تفصيل في جوانب إبداعه في كل فن.
أولا: القراءات
عاصر الداني من أهل قرطبة مجموعة من القراء، كان على رأسهم: أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد القرطبي، مسند أهل الأندلس في زمانه (ت 446) (1)، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الصناع القرطبي (ت 448) (2)، ومكي بن أبي طالب الإمام الكبير (ت 437). رحل إلى قرطبة، وجلس في جامعها للإقراء (3)، غير أن الداني كان نسيج وحده في علوم القراءات، فقد اجتهد في طلب القراءات، وجدّ في عرض الروايات على الشيوخ، ورواية الحروف عنهم في قرطبة، وإستجة، وبجّانة، وسرقسطة، وغيرها من بلاد الأندلس (4)، ورحل إلى مصر فعرض وروى عن كبار قرائها في ذلك الزمن، الشيء الكثير، حتى غدا أعجوبة العصر في سعة الرواية وكثرتها.
ويحدثنا الداني عن طريقته في الطلب والتحصيل، فيقول: = ما رأيت شيئا قط إلا
__________
(1) انظر ترجمته: في معرفة القراء 1/ 410.
(2) المصدر السابق 1411.
(3) المصدر السابق 1/ 395.
(4) الصلة: 2/ 385.(1/14)
كتبته، ولا كتبته إلا وحفظته، ولا حفظته فنسيته = (1)، وهذا القول ليس فيه خيال، ولا تكثر بما لم يعطه، فكتب الرجل وآثاره ناطقة بواقعية ما قال وصدقه، وهذا ابن الجزري الإمام الثبت، يقول معقبا على قول الداني السابق: = ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه، فسبحان الفتاح العليم، ولا سيما كتاب جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع = (2). وابن الجزري من أوثق الناس صلة بكتب الداني، ومعرفة بقيمتها.
ولو أتينا إلى كتاب جامع البيان، لوجدنا الداني يروي لنا القراءات السبع من أربعين رواية، ومائة وستين طريقا، حتى إذا أخذت تحصي أسانيده بالتفصيل وجدتها تزيد على الأربع مائة طريق، كل ذلك عن الأئمة السبعة فقط.
ولم يكن ذلك على كثرته ووفرته هو كل ما روى في القراءات، بل إن عنده في السبع وراء ذلك روايات وطرقا، لم يدخلها في جامع البيان. يقول الداني في جامع البيان، بعد أن فصّل أسانيده فيه: = فهذه الأسانيد التي أدت إلينا القراءة عن أئمة القراءة السبعة بالأمصار، من الروايات والطرق المذكورة في صدر الكتاب، قد ذكرناها على حسب ما انتهت إلينا رواية وتلاوة، وتركنا كثيرا منها اكتفاء بما ذكرناه عما سواه، مع رغبتنا في الاختصار، وترك الإطالة والإكثار = (3).
ولو عدنا إلى كتابه (الإشارة بلطيف العبارة، في القراءات المأثورات، بالروايات المشهورات) لوجدناه يضم فيه إلى السبع قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني (ت 132)، وقراءة أبي محمد يعقوب بن إسحاق البصري (ت 205)، وأبي محمد خلف بن هشام البزار الكوفي (ت 229) وحتى في القراءات السبع، يذكر فيه روايات لم يدخلها في جامع البيان، مثل رواية العباس بن الفضل الأنصاري قاضي الموصل (ت 186)، وأبي عبد الله محمد بن عمر بن عبد الله بن رومي البصري عن أبي عمرو بن العلاء، وغيرهما عن غير أبي عمرو من السبعة.
وهكذا نرى أن أبا عمرو الداني قد جمع الكثير والكثير من الروايات في علم القراءة عن السبعة وغيرهم، بحيث يتبدى لك قول ابن الجزري عن جامع البيان
__________
(1) سير أعلام النبلاء 18/ 80، غاية النهاية 1/ 504.
(2) غاية النهاية 1/ 504.
(3) انظر: جامع البيان الفقرة: 1003.(1/15)
= قيل: إنه جمع فيه كل ما يعلمه في هذا العلم = (1) وهذا القول غير مسلّم به، وإن كان جامع البيان قد حوى ما يعجب ويدهش، فالرجل قد أوتي حظا وافرا، ونصيبا كبيرا من العلم، جعله يتبوأ في علوم القراءات مرتبة = الأستاذين، وشيخ مشايخ المقرئين = (2) عن جدارة واستحقاق.
وكان وراء إبداع الداني في القراءات عدة عوامل منها:
1 - سعة الرواية وكثرتها:
بالأسانيد المتصلة في روايات القراءات ووجوهها، وفي تاريخ رواتها، وطبقاتهم، فتراه في جامع البيان، يوثّق كل معلومة بالإسناد المتصل إلى قائلها.
يقول: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول: عاصم بن أبي النّجود هو عاصم بن بهدلة (3).
وتوثيقا لعاصم يقول: أخبرنا سلمون بن داود، قال: حدثنا أبو علي بن الصوّاف، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال:
رجل صالح خيّر ثقة (4).
ويمضي هكذا، حتى يورد لك سبعة عشر إسنادا، يوثق بها ترجمته لعاصم بن أبي النجود.
هذا، وللداني معرفة واسعة بتاريخ رواة القراءات، ودرجاتهم، وطبقاتهم، حتى أن له مصنفا في طبقات القراء في ثلاثة أسفار، ذكر فيه أحوال كل من قصد للإقراء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى سنة خمس وثلاثين وأربع مائة (5).
2 - الضبط التام:
بحيث يؤدي مسموعات ومروياته كما سمعها، وهذا الضبط هو الذي يعلي قدر العالم، ويرفع منزلته، وقد شهد النقّاد لأبي عمرو أنه قد بلغ في ذلك شأوا بعيدا.
__________
(1) النشر 1/ 61.
(2) غاية النهاية 1/ 503.
(3) انظر: جامع البيان الفقرة: 290.
(4) انظر: جامع البيان الفقرة: 299.
(5) انظر: روضات الجنات 5/ 182.(1/16)
يقول ابن بشكوال: = كان حسن الخط جيد الضبط، من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم = (1).
ويقول أبو محمد بن عبد الله الحجري في فهرسه: = والحافظ أبو عمرو الداني، ذكر بعض الشيوخ أنه لم يكن في عصره، ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه = (2).
ويقول الحافظ الذهبي: = وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني، وتحقيقه، وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم، والتجويد، والوجوه = (3).
3 - الدقة العلمية:
رزق أبو عمرو الداني دقة ملاحظة، وتيقظا وانتباها بحيث لا تفوته الأخطاء، ولا تجوز عليه الأوهام قبل أن ينبه إليها، ففي الفقرة (788) من جامع البيان، يقول بعد أن يسوق الرواية عن ابن مجاهد: = في كتابي وفي سائر النسخ من كتاب ابن مجاهد، عن أبيه وعمه، وهو خطأ، وأحسبه من قبل النساخ، والصواب عن أخيه وعمه، كما نا ابن جعفر = ويسوق الرواية الصحيحة بإسنادها.
ويقول: = الرواة كلهم يقولون عن هارون الأخفش: حدثنا عبد الله بن ذكوان، ما خلا ابن مرشد، فإنه قال عنه: قرأت على ابن ذكوان، وقال ابن عبد الرزاق عنه:
حدثنا ابن ذكوان وقرأت عليه، فدلّ ذلك على أن الأخفش نقل الحروف عنه رواية وتلاوة، فتارة يذكر الرواية، وتارة يذكر التلاوة، لذلك حكى عنه الأمرين ابن عبد الرزاق = (4).
4 - النقد العلمي الجريء:
أبو عمرو الداني راوية ناقد، لا يقبل الروايات على علّاتها، ولكن ينقدها نقد الصيرفي وهو ابن الصيرفي للدرهم والدينار، ولا يمرّ الأخبار على عواهنها، بل يزيف الزائف، ويكشف الخطأ، ويحسن الحسن ويقبله، يعطي كل قول ما يستحق من الحكم.
__________
(1) الصلة 2/ 386.
(2) تذكرة الحفاظ 3/ 1121، سير النبلاء 18/ 80.
(3) تاريخ الإسلام 13ل 305/ ظ.
(4) جامع البيان: الفقرة 815.(1/17)
فبينما يخطّئ ابن جبير فيقول: = وقد أدرج ابن جبير في هذا الضرب حرفين ليسا منه، وحكى عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أظهرهما، وهما قوله: {الموت تحبسونهما
[المائدة: 106] و} {الموت توفّته [الأنعام: 61] وذلك غلط منه، لأن تاء الموت أصلية، فلا علة تمنع من إدغامها في مثلها، كما منعت منه تاء الخطاب وتاء المتكلم =} [1].
ويغلط الحلواني في الحاقّة {يا أيّها و} {يا أخت و} {يا آدم مع ما الهمزة فيه من نفس الكلمة التي قبلها، بل هي منفصلة منها الخ} [2].
وتراه يرد رواية الخزاعي، والحلواني، وابن شنبوذ، عن القوّاس أنه كان يحذف حرف المدّ، ويسقطه من اللفظ في المنفصل، فيقول: = وهذا مكروه قبيح لا يعمل عليه، ولا يؤخذ به، إذ هو لحن لا يجوز بوجه، ولا تحلّ القراءة به = (3) ويحكم بالوهم حتى على شيخه فارس بن أحمد (4).
تراه من ناحية أخرى يقبل قول قالون ويحسّنه فيقول: = والذي قاله في الضربين حسن، وقد بينا صحة ذلك في كتابنا المصنف في الهمزتين = (5).
ويعقب على تعليل الفراء تفخيم لام الجلالة بعد الفتح والضم، وترقيقها بعد الكسر، بقوله: = وكلام الفراء في هذا حسن، وذلك أنه شبه اللام الخ = (6).
وحيثما جرى الخلاف بين القراء في قضية ما، بيّن لك وجهة نظر كل فريق، ثم أوضح أي الرأيين هو الصحيح، أو الأقوى الذي يعتمده، والأمثلة كثيرة في جامع البيان. غير أن الداني يقسو أحيانا على أصحاب الرأي المقابل في التعبير. فتراه يقول:
= والوجهان جميعا لا دليل فيهما على مذهبهم، ولا حجة فيهما لانتحالهم، بل يؤذنان ببطول قولهم، ورد دعواهم، ويشهدان بقبح مذاهبهم، وسوء انتحالهم = (7).
__________
(1) جامع البيان: الفقرة 1130.
(2) انظر: جامع البيان الفقرة: 1258.
(3) انظر: جامع البيان الفقرة: 256.
(4) انظر: جامع البيان الفقرة: 1619.
(5) انظر الفقرة: 1416من جامع البيان.
(6) انظر الفقرة: 2404من جامع البيان.
(7) انظر الفقرة: 1305من جامع البيان.(1/18)
5 - حسن توفيقه بين الروايات التي ظاهرها التعارض:
أوتي الداني في ذلك ملكة قوية، ورزق حنكة ودربة على التوفيق بين النصوص، بدلا من ضرب بعضها ببعض، وقبول بعض ورد بعضها الآخر، فانظر على سبيل المثال توفيقه بين الروايات التي يقول بعضها: إن إسماعيل بن جعفر قرأ على عيسى بن وردان، وأن عيسى قرأ على نافع. ويقول البعض الآخر: إن إسماعيل قرأ على نافع نفسه (1).
وكذلك توفيقه بين الروايات التي يقول بعضها: إن الكسائي يقف على {ما لهذا الكتاب [الكهف 49] على رسم المصحف، وبعضها الآخر يقول: إنه يقف على} {ما} [2].
هذه المزايا عند الداني رفعته إلى مقام الإمامة في علوم القراءات، حتى قال فيه الذهبي: = إلى أبي عمرو المنتهى في إتقان القراءات، والقراء خاضعون لتصانيفه، واثقون بنقله في القراءات، والرسم، والتجويد، والوقف والابتداء، وغير ذلك = (3).
وقال فيه ابن خلدون: = بلغ الغاية فيها، أي في القراءات، ووقفت عليه معرفتها، وانتهت إلى روايته أسانيدها، وتعددت تآليفه فيها، وعول الناس عليها وعدلوا عن غيرها = (4).
وقال الضبي عنه: = إمام وقته في الإقراء = (5).
هذا، وأبو عمرو يذهب إلى أن القراءات السبع متواترة وما وراءها شواذ، ينبيك عن ذلك أنه صنف كتابه = المحتوى في القراءات الشواذ = فأدخل فيها قراءة يعقوب وأبي جعفر (6).
ولم تقعد همة الداني به عند حدود القراءات، بل سمت إلى سائر علوم القرآن
__________
(1) انظر الفقرات: 607559من جامع البيان.
(2) انظر الفقرات: 25032500من جامع البيان.
(3) تذكرة الحفاظ 3/ 1121.
(4) مقدمة ابن خلدون 3/ 995.
(5) بغية الملتمس: 411.
(6) انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 81.(1/19)
حيث صنّف في كل فنّ منها، فأحسن وأجاد. وكان كما قال ابن بشكوال: = أحد الأئمة في علم القرآن، وروايته، وتفسيره، ومعانيه، وطرقه، وإعرابه = (1).
ثانيا: الحديث
لأبي عمرو الداني باع طويل في علوم السنة، رواية ودراية، فقد تلقى الحديث من مشايخ كثر، وبعض أسانيده عالية، فبينه وبين أبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224) ثلاثة رجال، فهو يروي عنه بوساطة شيخه خلف بن إبراهيم بن خاقان، عن أحمد بن محمد بن أبي الموت، عن علي بن عبد العزيز البغوي، عن أبي عبيد.
وبينه وبين الإمام أحمد (ت 241) ثلاثة، حيث يروي عنه بوساطة شيخه سلمون بن داود، عن أبي علي بن الصواف، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن الإمام أحمد.
وبينه وبين يحيى بن معين (ت 223) ثلاثة، حيث يروي عنه بوساطة شيخه عبد الرحمن بن عثمان القشيري، عن قاسم بن أصبغ، عن أحمد بن زهير بن حرب، عن يحيى بن معين.
هذا، وينبيك عن سعة رواية أبي عمرو الداني وكثرتها في السنّة، كتابه (السنن الواردة في الفتن). وهو كتاب كبير في مجلد، ذكر فيه مئات الأحاديث، والروايات في الفتن الكائنة في آخر الزمان، وبعضها قد لا تجده في غير هذا الكتاب، وهو كتاب خليق بأن يخدم ويحقق، يقول فيه الذهبي: = وكتاب الفتن الكائنة، مجلد يدل على تبحّره في الحديث = (2)، وتراه في جامع البيان يروي الحديث الواحد بعدة أسانيد (3)، وقد شرح كتاب منتقى ابن الجارود (ت 307) وسماه (المرتقى في شرح المنتقى) (4).
واحتفال الداني بالأسانيد ليس مقصورا على الأحاديث المرفوعة، بل يشمل الآثار وكلام السلف أيضا، = كان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار، وكلام السلف،
__________
(1) الصلة 2/ 386.
(2) سير أعلام النبلاء 18/ 81.
(3) انظر الفقرات: 113، 114، 115من جامع البيان.
(4) الرسالة المستطرفة: 25.(1/20)
فيوردها بجميع ما فيها، مسندة من شيوخه إلى قائلها = (1)، وربما يروي لك الأثر الواحد بعدة أسانيد، إلى قائله (2).
وللداني معرفة كبيرة بتاريخ رواة الحديث، وطبقاتهم، ودرجاتهم، وله إلمام كبير بعلم الجرح والتعديل، يروي أقاويل أئمته: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وأمثالهما في تعديل الرواة وجرحهم بالأسانيد المتصلة (3).
والنقاد يعرفون للداني قدره وبراعته في علوم السنّة، وتاريخ رجالها، فالذهبي ترجم له في تذكرة الحفاظ، فقال: = الحافظ الإمام شيخ الإسلام = (4). وابن بشكوال قال فيه: = وله معرفة بالحديث، وطرقه، وأسماء رجاله، ونقلته = (5). وقال فيه ابن الجزري: = سمع الحديث من جماعة، وبرز فيه وفي أسماء رجاله = (6).
وللداني شأن في علوم الاصطلاح، وله فيه آراء. ومن آرائه أن العنعنة لا تقبل إلا إذا كان الراوي المعنعن معروف بالرواية عمن عنعن عنه (7)، وهو، أي الداني، ممن يعتبر قوله في الجرح والتعديل، ولذلك ترى الحافظ المزي ينقل عن الداني في (تهذيب الكمال) رواياته في الجرح والتعديل (8).
ثالثا: اللغة
النحو عند أهل الأندلس في نهاية من علوّ الطبقة، وكل عالم في أي علم لا يكون متمكنا من علم النحو بحيث لا تخفى عليه الدقائق، فليس عندهم بمستحق للتمييز، ولا سالم من الازدراء (9).
ومن هنا نرى الداني واسع الاطلاع على النحو، محيطا بمذاهب النحويين
__________
(1) سير أعلام النبلاء 18/ 81.
(2) انظر الفقرات: 117، 118، 121من جامع البيان.
(3) انظر الفقرات: 250، 299، 325، 327، 348، 349من جامع البيان.
(4) 3/ 1120.
(5) الصلة: 2/ 386.
(6) غاية النهاية 1/ 504.
(7) انظر فتح المغيث للسخاوي 1/ 158.
(8) انظر تهذيب الكمال 1/ 302ترجمة حفص بن سليمان البزاز، وانظر الفقرة: 325من جامع البيان.
(9) انظر: نفح الطيب 1/ 221.(1/21)
واختلافهم: بصريّهم وكوفيّهم على حدّ سواء، فتراه في مواضع من كتابه جامع البيان ينقل اختلاف النحويين نقل الخبير البصير، ويحكم برجحان الراجح من آرائهم، ويؤيد حكمه بالدلائل البيّنة والحجج الظاهرة، فيقول في الخلاف في الاسم المقصور المنون مثل (هدى): إذا وقف عليه، وأبدل من التنوين ألف، وقبلها الألف المنقلبة عن الياء، فيجتمع ألفان، فيلزم حذف إحداهما، يقول الداني: = وقد اختلف علماء العربية في أيهما المحذوفة، فقال الكوفيون منهم، وبعض البصريين: المحذوفة للساكنين منهما هي المبدلة من التنوين لكون ما أبدلت منه زائدا، والثابتة هي المنقلبة عن الياء لكون ما انقلبت عنه أصليا.
= وقال اكثر البصريين: المحذوفة منهما هي المنقلبة عن الياء لكونها أول الساكنين، والثابتة هي المبدلة من التنوين لكون ما أبدلت منه دالا على معنى يذهب بذهابها قال أبو عمرو: أوجه القولين وأولاهما بالصحة، قول من قال: إن المحذوفة هي المبدلة من التنوين، لجهات ثلاث قال أبو عمرو: فمن أخذ بقول الكوفيين والخليل وسيبويه ومن وافقهما: وقف على جميع ما تقدم، من المنصوب الذي يصحبه التنوين، في مذهب حمزة والكسائي بالإمالة ومن أخذ بقول بعض البصريين: المازني ومحمد بن يزيد ومن تبعهما: وقف على جميع ذلك في مذهب من رأى الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة بإخلاص الفتح. والعمل عند القراء وأهل الأداء على الأوّل، وبه أقول لورود النص المذكور به ودلالة القياس على صحته = (1).
وتراه في مواضع أخرى ينقل اتفاق النحويين أجمعين، وينفي وجود خلاف بينهم، مما يدل على إحاطته بآرائهم ومذاهبهم. فيقول: = وهذا مذهب النحويين أجمعين، ولا أعلم بينهم خلافا = (2). ويقول: = وهو مذهب جميع النحويين = (3).
وللداني عناية خاصة بكتاب سيبويه، فقد أحسن الاستشهاد بنصوصه في مواضع كثيرة من (جامع البيان) (4)، مما يعطي انطباعا بوجود ميول بصرية عنده وإن كنا نراه في مواضع من (جامع البيان) يساير الكوفيين، فيعرف العدد والمعدود (5)، ويستعمل
__________
(1) انظر الفقرات: 22802276من جامع البيان.
(2) جامع البيان: الفقرة 1532.
(3) جامع البيان: الفقرة 1676.
(4) جامع البيان: الفقرات: 1323، 2311، 2558، 2568، 2571.
(5) جامع البيان: الفقرات: 1393، 1450، 1560.(1/22)
(الذي) للمفرد والجمع (1).
وتمكن الداني من علم النحو، وتبحره فيه جعله من النحويين المرموقين، الذين يترجم لهم في طبقات النحاة، بل إن أبا حيان الأندلسي ينقل رأيه في موضوع لغوي.
فيقول: = وذهب الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني صاحب التصانيف في القراءات إلى أن وزنه أي عيسى فعلل = (2).
رابعا: الفقه
نشأ الداني في قرطبة، التي يعتبر الأندلسيون عمل أهلها حجة في الفقه، فطلب الفقه في الأندلس، وفي مصر (3)، ومما قرأه في الأندلس على شيخه الفقيه ابن أبي زمنين كتاب (المغرب في اختصار المدونة)، وكتاب (المشتمل في الوثائق)، وكتاب (منتخب الأحكام)، وهي من تصنيف شيخ الداني هذا (4). ولا ريب أن الداني بلغ في الفقه مرتبة عالية، أدخلته في (الديباج المذهب)، و (شجرة النور الزكيّة)، وجعلت ابن الجزري يذكر الفقه مع العلوم التي برز فيها الداني (5).
غير أنه لم يذكر أحد لنا شيئا عن نشاطه الفقهي، ولا حتى حدود دراسته الفقهية ومدى عمقها، وإن كنّا نرجّح أنه لم يتعدّ حدود مذهب مالك، لأنه يدعو صراحة في أرجوزته إلى اتباع مذهب مالك فيقول (6):
واعتمدن على الإمام مالك ... إذ قد حوى على جميع ذلك
في الفقه والفتوى إليه المنتهى ... وصحّة النّقل وعلم من مضى
وبعد، فللداني وراء ذلك اهتمامات علمية، ونشاطات تأليفية، في العقيدة وغيرها، وكان يقرض الشعر على قلة، ولعله يرى أن الإغراق في الشعر ينافي جلال العلم، واستقامة السيرة، مع أنه نظم عدة أراجيز، إحداها في أصول السنة والاعتقاد،
__________
(1) جامع البيان: الفقرات: 7، 1690.
(2) البحر المحيط 1/ 297.
(3) معجم الأدباء 12/ 127.
(4) انظر فهرسة ابن خير: 251.
(5) غاية النهاية 1/ 504.
(6) سير أعلام النبلاء 18/ 82.(1/23)
تبلغ ثلاثة آلاف بيت.
وذكر الحميدي (1) ثلاثة أبيات من شعره، يظهر فيها سبب عزوفه عن الأدب، فيقول:
قد قلت إذ ذكروا حال الزمان وما ... يجري على كل من يعزى إلى الأدب
لا شيء أبلغ من ذل يجرعه ... أهل الخساسة أهل الدين والحسب
القائمين بما جاء الرسول به ... والمبغضين لأهل الزيغ والريب
وقد عاصر الداني في الأندلس أبا محمد علي بن أحمد بن حزم (ت 456) وكانت بينهما وحشة ومنافرة شديدة، أفضت بهما إلى التهاجي، ولكل واحد منهما في الآخر هجاء يقذع فيه (2)، غفر الله لهما، غير أنه كما قال الذهبي: وأبو عمرو أقوم قيلا، وأتبع للسنة (3).
وجرت كذلك مقاطعة بين أبي عمرو وتلميذه أبي محمد عبد الله بن سهل بعد عودة الأخير من رحلته إلى المشرق، مع أنه كان قد لازم الداني قبل ذلك ثمانية عشر عاما (4).
ومهما يكن من أمر فأبو عمرو كما يقول ابن بشكوال: = كان دينا، فاضلا، ورعا، قال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة = (5). رحمه الله، وغفر له ولنا وللمسلمين.
__________
(1) جذوة المقتبس: 305، وانظر معجم الأدباء 12/ 123.
(2) سير أعلام النبلاء 18/ 81، غاية النهاية 1/ 505، طبقات المفسرين للداودي 1/ 375.
(3) سير أعلام النبلاء 18/ 81.
(4) انظر معرفة القراء 1/ 437.
(5) الصلة 2/ 386.(1/24)
المبحث الثاني أقوال العلماء فيه:
قال ابن بشكوال: = كان حسن الخط جيد الضبط، من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم = (1). وقال أيضا: = كان دينا، فاضلا، ورعا، قال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة، مالكي المذهب = (2)
وقال أبو محمد بن عبد الله الحجري في فهرسه: = والحافظ أبو عمرو الداني، ذكر بعض الشيوخ أنه لم يكن في عصره، ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه = (3).
وقال الحافظ الذهبي أيضا: = وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني، وتحقيقه، وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم، والتجويد، والوجوه = (4).
وقال أيضا: = إلى أبي عمرو المنتهى في إتقان القراءات، والقراء خاضعون لتصانيفه، واثقون بنقله في القراءات، والرسم، والتجويد، والوقف والابتداء، وغير ذلك = (5).
وقال فيه ابن خلدون: = بلغ الغاية فيها، أي في القراءات، ووقفت عليه معرفتها، وانتهت إلى روايته أسانيدها، وتعددت تآليفه فيها، وعول الناس عليها وعدلوا عن غيرها = (6).
وقال الضبي عنه: = إمام وقته في الإقراء = (7).
وقال ابن الجزري = الإمام العلامة، الحافظ، أستاذ الأستاذين، وشيخ مشايخ المقرئين من نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه، فسبحان الفتّاح العليم = (8).
__________
(1) الصلة 2/ 386.
(2) الصلة 2/ 593.
(3) تذكرة الحفاظ 3/ 1121، سير النبلاء 18/ 80.
(4) تاريخ الإسلام 13ل 305/ ظ.
(5) تذكرة الحفاظ 3/ 1121.
(6) مقدمة ابن خلدون 3/ 995.
(7) بغية الملتمس: 411.
(8) غاية النهاية 1/ 503.(1/25)
المبحث الثالث وفاته
اجتمعت كلمة المترجمين لأبي عمرو أن وفاته كانت يوم الاثنين في النصف من شوال، سنة أربع وأربعين وأربع مائة، ودفن بالمقبرة عند باب إندارة، وقد بلغ اثنتين وسبعين سنة، ومشى صاحب دانية أمام نعشه، وشيّعه خلق عظيم (1)، رحمه الله.
__________
(1) انظر: الصلة 2/ 387، غاية النهاية 1/ 505، معجم الأدباء 12/ 128.(1/26)
الفصل الثالث شيوخه، وتلاميذه، وآثاره
المبحث الأول يوخ الداني:
شيوخ الداني رجال كثر، يزيد عددهم على السبعين رجلا، أحصى جملة منهم بعض محققي كتبه (1)، وسنقتصر هنا على ذكر أشهرهم طلبا للاختصار.
1 - فارس بن أحمد بن موسى، أبو الفتح، الحمصي، الأستاذ الكبير، الضابط، الثقة، وعليه عمدة الداني في عرض القراءة، فقد عرض عليه القرآن في خمسين ومائة طريق من طرق جامع البيان، إضافة إلى رواية الحروف عنه في سبعة وعشرين طريقا منها، ومجموع أسانيده في جامع البيان مائتان وثلاثة عشر إسنادا، بإسقاط المكرر، وجل رواية أبي الفتح عن عبد الله بن الحسين السامري، وعبد الباقي بن الحسن الخراساني.
وأبو الفتح الحمصي هذا يقول فيه الداني: = لم ألق مثله في حفظه وضبطه، كان حافظا ضابطا، حسن التأدية، فهما بعلم صناعته واتساع روايته، مع ظهور نسكه وفضله، وصدق لهجته = (2).
2 - عبد العزيز بن جعفر الفارسي، قال الداني: = لقيته بأبّدة، وقرأت عليه القرآن بجميع ما عنده، وكان خيرا فاضلا ضابطا صدوقا = (3).
__________
(1) ينظر كتاب: الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان 37، والأرجوزة المنبهة 18، ومعجم شيوخ الحافظ أبي عمرو الداني.
(2) أنظر: غاية النهاية 2/ 5. معرفة القراء الكبار 1/ 379.
(3) أنظر: غاية النهاية 1/ 392، معرفة القراء الكبار 1/ 374.(1/27)
عرض الداني عليه القراءة في تسعة طرق من طرق جامع البيان، على حين روى عنه الحروف في خمسة وتسعين طريقا منها، ومجموع أسانيده في جامع البيان مائة وثلاثة وستون إسنادا، بإسقاط المكرر، وجل رواية الفارسي عن الإمام أبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم البغدادي تلميذ ابن مجاهد.
3 - محمد بن أحمد بن علي أبو مسلم البغدادي (1)، ولم يعرض عليه القرآن، وإنما روى عنه الحروف، وسمع منه كتاب (السبعة في القراءات) لابن مجاهد، وكتاب (الإيضاح في الوقف والابتداء) لابن الأنباري، كما يروي عنه عن ابن دريد اللغوي في (جامع البيان) أيضا.
وبلغت طرق الداني عن أبي مسلم ستين طريقا من طرق (جامع البيان)، كلها رواية حروف، ومجموع أسانيده في جامع البيان مائة وستة وأربعون بإسقاط المكرر.
4 - طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبو الحسن، الحلبي، نزيل مصر، أستاذ عارف، وثقة ضابط، وحجة محرر، عرض عليه الداني القراءة في ثلاثة عشر طريقا من طرق جامع البيان، وروى عنه الحروف في ثمانية طرق منها، ومجموع أسانيده في جامع البيان ثلاثة وعشرون إسنادا بإسقاط المكرر، قال الداني: = لم ير في وقته مثله، في فهمه، وعلمه، مع فضله، وصدق لهجته، كتبنا عنه كثيرا = (2)
5 - خلف بن إبراهيم بن خاقان أبو القاسم، قال الداني: = كان ضابطا لقراءة ورش، متقنا لها، مجودا، مشهورا بالفضل والنسك، واسع الرواية، صادق اللهجة، كتبنا عنه الكثير من القراءات والحديث والفقه = (3).
عرض الداني عليه القراءة في ستة من طرق جامع البيان، وروى عنه الحروف في عشرة منها، ومجموع أسانيده في جامع البيان ستة وثلاثون إسنادا بإسقاط المكرر، ومن طريقه يروي الداني كتاب فضائل القرآن وغيره لأبي عبيد القاسم بن سلام.
هؤلاء هم أشهر شيوخ الداني في القراءات، وأما أشهر شيوخه في الحديث الشريف فهما اثنان هما:
__________
(1) ترجمته في غاية النهاية 2/ 73، تاريخ بغداد 1/ 333، ميزان الاعتدال 3/ 461.
(2) ترجمته في غاية النهاية 1/ 339، معرفة القراء الكبار 1/ 369.
(3) غاية النهاية 1/ 271.(1/28)
1 - عبد الرحمن بن عثمان القشيري (1)، بلغت أسانيده في جامع البيان عشرين إسنادا، غير أن الداني أكثر الرواية عنه في كتابه (السنن الواردة في الفتن).
2 - محمد بن خليفة بن عبد الجبار، والرواية عنه واسعة وكثيرة في كتاب (السنن الواردة في الفتن)، ومعظم رواية ابن عبد الجبار عن محمد بن الحسين الآجري.
هذا، والداني يروي عن الفربري عن البخاري من طريقين: عن علي بن محمد عن محمد بن أحمد عن الفربري، وعن عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضي عن محمد بن عمر عن الفربري.
ويروي عن البخاري من طريق شيخه فارس بن أحمد بن عبد الله بن الحسين، عن أبي بكر بن أبي داود عن البخاري.
ويروي عن الإمام مسلم من طريق شيخه عبد الملك بن الحسن الصقلي عن أبي بكر الجوزقي عن مكي بن عبدان عنه.
ويروي في الجرح والتعديل عن الإمام أحمد من طريق شيخه سلمون بن داود عن أبي علي بن الصواف عن عبد الله بن الإمام أحمد عنه.
ويروي عن يحيى بن معين من طريق شيخه عبد الرحمن بن عثمان القشيري عن قاسم بن أصبغ عن أحمد بن زهير بن حرب عن يحيى بن معين.
ويروي عن النسائي من طريق شيخه علي بن الحسن المعدل عن الحسن بن رشيق عن النسائي.
__________
(1) ترجمته في الصلة 1/ 305.(1/29)
المبحث الثاني تلاميذه:
تصدّر أبو عمرو للإقراء مدة طويلة في عدد من مدن الأندلس، لذلك كثر تلاميذه في الأندلس، إضافة إلى ما كان يتمتع به من سمعة حسنة، وذكر طيب لدى العامة والخاصة. فترى الذهبي بعد أن يعدد جماعة من تلاميذ الداني يقول: = وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيما أهل دانية = (1)
ومجموعة التلاميذ الذين وصلت أسماؤهم إلينا ليست كبيرة، فقد عدت عوادي الزمن وأحداثه على أسماء الكثرة الكاثرة منهم، كما عدت على الأندلس كلها بما فيها ومن فيها. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأكبر تلاميذ الداني أبو عبد الله الأنصاري محمد بن أحمد بن مسعود، الذي تصدر في حياة شيخه، وعاش إلى حدود السبعين وأربع مائة (2) وآخر من حدث عن الداني في الدنيا أبو القاسم المرسي أحمد بن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة (3)، فإنه بقي إلى بعد الثلاثين وخمس مائة (4).
وأجلّ تلاميذه قدرا، وأشهرهم ذكرا، سليمان بن نجاح أبو داود بن أبي القاسم الأموي، مولى المؤيد بالله المستنصر، الأندلسي، شيخ القراء، وإمام الإقراء (413 496) أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني، ولازمه كثيرا، وسمع منه غالب مصنفاته، وأخذ عنه مؤلفاته في القراءات (5)، واشتهر بحمل علوم الداني ورواية كتبه (6)، ومن طريقه وصل إلينا كتاب جامع البيان في القراءات السبع، ولم يكن مجرد راوية، بل
__________
(1) تاريخ الإسلام ج 13ل 205ظ.
(2) انظر ترجمته في غاية النهاية 2/ 63.
(3) غاية النهاية 1/ 77.
(4) انظر غاية النهاية 1/ 504.
(5) انظر غاية النهاية 1/ 317316.
(6) انظر مقدمة ابن خلدون 3/ 996.(1/30)
= كان من جلة المقرئين وفضلائهم وأخيارهم، عالما بالقراءات وطرقها، حسن الضبط ثقة دينا = (1)، صنف (البيان الجامع لعلوم القرآن) في ثلاث مائة جزء، وكتاب (التبيين لهجاء التنزيل)، وكتاب (الاعتماد في أصول القراءة والديانة)، عارض به شيخه الداني، أرجوزة في ثمانية عشر ألف بيت وأربع مائة وأربعين بيتا، وغير ذلك (2).
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ كتاب جامع البيان، وكتاب التيسير وصلا إلينا عن طريق تلميذه أبي الذّوّاد مفرج مولى إقبال الدولة.
هذا، والداني الإمام المؤتسي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يضن على النساء بالإفادة والتعليم والإقراء، حيث كانت ريحانة تقرأ عليه القرآن بالمرية، كانت تقعد خلف ستر، فتقرأ ويشير لها بقضيب بيده إلى المواقف، وطلبت منه الإجازة فامتنع، وقرأت عليه خارج السبع روايات، ولما تثبت من تأهلها للإجازة أجازها، رحمه الله (3).
وبعد فهذه قائمة بأسماء تلاميذه مرتبين على حروف المعجم (4):
1 - إبراهيم بن علي، أبو إسحاق الفيومي نزيل الإسكندرية (5).
2 - أحمد بن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة، أبو القاسم المرسي.
3 - أحمد بن عثمان بن سعيد الأموي، ولد أبي عمرو الداني.
4 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو عبد الله الخولاني (ت 508) (6).
5 - الحسين بن علي بن مبشر أبو علي (7).
6 - خلف بن إبراهيم أبي القاسم الطليطلي (ت 477) (8).
__________
(1) الصلة لابن بشكوال 1/ 200.
(2) غاية النهاية 1/ 317.
(3) انظر بغية الملتمس للضبي: 412.
(4) أحصى محمد بن مجقان الجزائري له ثمانية وثلاثين تلميذا، للوقوف عليهم ينظر: الأرجوزة المنبهة 27.
(5) ترجمته في غاية النهاية 1/ 21.
(6) ترجمته في غاية النهاية 1/ 121.
(7) ذكره في معرفة القراء 1/ 407، وفي غاية النهاية 1/ 504.
(8) ترجمته في غاية النهاية 1/ 271.(1/31)
7 - خلف بن محمد بن خلف، أبو القاسم الأنصاري، المعروف بابن العريبي (ت 508) (1).
8 - ريحانة المرية (2).
9 - سليمان بن نجاح أبو داود بن أبي القاسم الأموي.
10 - عبد الحق بن أبي مروان، أبو محمد الأندلسي، المعروف بابن الثلجي، بقي إلى بعد الخمس مائة (3).
11 - عبد الله بن سهل بن يوسف، أبو محمد الأنصاري، الأندلسي (ت 480).
12 - عبد الملك بن عبد القدوس، أبو مروان الداني (4).
13 - علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن الدوش، أبو الحسن الشاطبي (ت 496) (5).
14 - عمر بن أحمد بن رزق، أبو بكر بن الفصيح التجيبي الأندلسي (ت 507) (6).
15 - محمد بن إبراهيم بن إلياس، أبو عبد الله اللخمي الأندلسي، يعرف بابن شعيب (7).
16 - محمد بن أحمد بن مسعود، أبو عبد الله، الأنصاري، الداني.
17 - محمد بن عيسى بن فرج، أبو عبد الله التجيبي المغامي، الطليطلي (ت 485) (8).
__________
(1) ترجمته في غاية النهاية 1/ 272.
(2) انظر بغية الملتمس 412.
(3) ترجمته في غاية النهاية 1/ 359.
(4) ترجمته في غاية النهاية 1/ 469.
(5) ترجمته في غاية النهاية 1/ 548.
(6) ترجمته في غاية النهاية 1/ 588.
(7) ترجمته في غاية النهاية 2/ 47.
(8) ترجمته في غاية النهاية 2/ 224.(1/32)
18 - محمد بن المفرج بن إبراهيم بن محمد، أبو بكر وأبو عبد الله يعرف بالربويله (ت 494) (1).
19 - محمد بن يحيى بن مزاحم، أبو عبد الله الأنصاري الطليطلي (ت 502) (2).
20 - مفرج فتى إقبال الدولة، أبو الذواد (3).
21 - يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد، أبو الحسن المرسي، المعروف بابن البياز (ت 496) (4).
__________
(1) ترجمته في غاية النهاية 2/ 265.
(2) ترجمته في غاية النهاية 2/ 277.
(3) ذكره في معرفة القراء 1/ 407. وفي غاية النهاية 1/ 504.
(4) ترجمته في غاية النهاية 2/ 364.(1/33)
المبحث الثالث مؤلفاته:
للداني نشاط تأليفي كبير، فقد ترك لنا عددا كبيرا من المصنفات، قيل: إنها تبلغ عشرين ومائة مصنف (1)، وتوزع نشاط الداني في التأليف على ألوان من المصنفات التي تتراوح بين الكتاب الكبير في عدة أسفار، والرسالة الصغيرة في عدة أوراق.
فعند ما يصنف في القراءات، تراه يتوسع في عدد القراءات، فيجمع إحدى عشرة قراءة في كتاب (الإشارة بلطيف العبارة)، ويكتفي بالقراءة الواحدة في (مفردة يعقوب)، بل برواية واحدة، فيؤلف رسالة في رواية ورش عن نافع، وأكثر من ذلك يؤلف رسالة في طريق الأزرق عن ورش.
ومن ناحية أخرى يتوسع في روايات السبعة مع المناقشة والتوجيه والترجيح، فيؤلف جامع البيان في القراءات السبع ورواياتها المشهورة والغريبة، ويكتفي براويين لكل قارئ في التيسير، فيأتي كتابا صغيرا، ويفرق القراءات السبع فيأتيك بمفردات السبعة، ثم يبدو له فينظم القراءات السبع في أرجوزة تشتهر وتذيع (2).
وللداني نشاط في النظم، فقد نظم أرجوزته في أصول السنة، فجاءت في ثلاث آلاف بيت، ونظم في التجويد، وفي مخارج الحروف، بل في الظاءات الواردة في القرآن الكريم في أربعة أبيات فقط.
وألف الداني في أصول القراء، وفي أصول نافع، وفيما انفرد به كل واحد من القراء السبعة، وأفرد بعض الموضوعات الأصول بالتصنيف مثل الياءات، والفتح والإمالة، ومقدار المد، ومد البدل لورش، فقدم لنا رسائل مفيدة مثل (الموضح في الفتح والإمالة) مستوعبة اختلاف الروايات في موضوعها، مع المناقشة وتمييز الصحيح
__________
(1) أنظر تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 1121.
(2) جذوة المقتبس: 305.(1/34)
السائر، من السقيم الداثر.
والداني مؤلف أصيل، بل مبدع في بعض تصانيفه، مثل (طبقات القراء)، الذي جاء كتابا حافلا عظيما، قال فيه ابن الجزري: = وهو عظيم في بابه، لعلي أظفر بجميعه، إن شاء الله تعالى = (1).
ومع أن الداني اعتمد في بعض كتبه على كتب السالفين، مثل (المكتفى في الوقف والابتداء)، حيث اعتمد فيه على كتاب (الإيضاح في الوقف والابتداء) لابن الأنباري، ثم كتاب (القطع والائتناف) لأبي جعفر النحاس، فقد كانت له مشاركة فعلية قيمة، ولم يكن مجرد ناقل أو جامع (2).
ورائد الداني في تصانيفه الإفادة ونشر العلم، وليس التكثر وإشاعة الذكر، فربما عدل عن ابتداء التصنيف إلى شرح كتب السالفين، فيقرب تناولها واستيعابها إلى طلاب العلم، حيث شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني في التجويد، وشرح منتقى ابن جارود في الحديث.
وتجدر الإشارة إلى أن جل كتب الداني تدور حول القراءات: رواية، ومناقشة، وترجيحا، ورسم المصاحف ونقطها، وعدد الآي، والتجويد، وكثير من هذه التواليف رسائل صغيرة في جزء وجزءين (3).
وأخيرا، فكتب الداني ينتظمها وصفان: أحدهما: جودة التأليف وحسن التصنيف، حيث أعجبت النقاد، فأثنوا عليها وعلى مؤلفها. يقول ابن بشكوال: = وقد جمع في كل ذلك تآليف حسانا = (4)، ويقول الذهبي: = وكتبه في غاية الحسن والإتقان = (5)، ويثني على الداني فيقول: = صاحب المصنفات الكثيرة المتقنة = (6).
والآخر: أن كتبه لقيت إقبالا من القراء عليها، ورزقت حظوة عند أرباب
__________
(1) أنظر: غاية النهاية 1/ 505.
(2) أنظر: المكتفى في الوقف والابتداء: 91.
(3) أنظر: سير أعلام النبلاء 18/ 81.
(4) الصلة 2/ 385.
(5) معرفة القراء 1/ 408.
(6) العبر 3/ 207.(1/35)
الصناعة، واحتفاء بها لدرجة أن يقول الذهبي: = والقراء خاضعون لتصانيفه = (1)، ومع ذلك فقد ضاع كثير من كتب الداني، ولم يرزق نور الطباعة مما بقي إلا القليل.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدكتور غانم قدوري الحمد قد حقق كتاب (فهرست تصانيف الإمام أبي عمرو الداني الأندلسي) وفيه ذكر لمائة وتسعة عشر كتابا من مصنفات الداني، وقد أشار المحقق إلى المطبوع منها والمخطوط (2).
ثم إن محققي كتب الداني جلهم قد ذكر مصنفاته (3)، لذا سنقتصر هنا على ذكر كتبه المطبوعة رجاء أن نتحف الباحثين في هذا الصدد بما هو جديد، وإليك ما تيسر لنا الوقوف عليه منها منسوقة على حروف المعجم:
1 - الإدغام الكبير (4).
2 - الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والدلالات (5).
3 - البيان في عدّ آي القرآن (6).
4 - التحديد في الإتقان والتجويد (7).
5 - التعريف في قراءة نافع (8).
__________
(1) تذكرة الحفاظ 3/ 120.
(2) نشره أولا في مقدمة تحقيقه لكتاب الداني (التحديد في الإتقان والتجويد)، ثم نشره مستقلا ضمن منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق التابع لجمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت، سنة 1410هـ 1990م.
(3) ينظر: التحديد 24، والمكتفى (مرعشلي)، وكتاب الإمام أبي عمرو الداني، والأرجوزة المنبهة 33، والإدغام الكبير 20. وأحصى له د. عبد الهادي حميتو (171) كتابا وجزءا في كتابه (معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني).
(4) حققه الدكتور عبد الرحمن حسن العارف، وصدر عن عالم الكتب، سنة 1424هـ 2003م.
(5) حققه محمد بن مجقان الجزائري، وصدر عن دار المغني بالرياض، سنة 142هـ 1999م.
(6) حققه الدكتور غانم قدوري الحمد، ونشره في مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت، سنة 1414هـ 1994م.
(7) حققه الدكتور غانم قدوري الحمد، وطبعه أولا في مكتبة دار الأنبار بالعراق سنة 1407هـ 1988، ثم أعاد طبعه في دار عمار بالأردن، سنة 1421هـ 2000م.
(8) طبع الكتاب في المغرب بتحقيق الدكتور التهامي الراجي الهاشمي عام 1403. وطبعه محمد السحابي بالمغرب أيضا وهي أفضل من طبعة الراجحي.(1/36)
6 - التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة (1).
7 - التيسير في القراءات السبع (2)، وهو أشهر كتب الداني، حيث نظمه الشاطبي في حرز الأماني.
8 - جامع البيان في القراءات السبع، وهو أنفس كتب الداني، وأجلها قدرا، وهو هذا الكتاب.
جزء في علوم الحديث في بيان المتصل والمرسل والموقوف والمنقطع
__________
6*
9 - السنن الواردة في الفتن (3).
10 - شرح القصيدة الخاقانية. وهو شرح على قصيدة أبي مزاحم الخاقاني (ت 225) الرائية في التجويد، والتي يقال إنها أول ما نظم في علم التجويد (4).
11 - الفرق بين الضاد والظاء في كتاب الله (5).
12 - فهرسة تآليف أبي عمرو الداني.
13 - فهرسة شيوخه ومروياته.
(1) حققه الدكتور حاتم صالح الضامن، وصدر في دار نينوى (البشائر) دمشق، 1426هـ 2005م.
(2) طبع في اسطنبول: 1349، 1930بتصحيح أوتو برتزل، وله مخطوطات كثيرة موزعة في مكتبات العالم، انظر: بروكلمان الأصل 1/ 517، الذيل 21/ 720.
(6) (*) حققه أبو عبيدة مشهور بن حسن، عمان 1427هـ 2006م.
(3) حققه الدكتور رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري، وصدر عن دار العاصمة بالرياض، سنة 1416هـ 1995م.
(4) القصيدة الخاقانية نشرها الدكتور عبد العزيز عبد الفتاح القارئ عام 1402بالمدينة المنورة.
وشرح الداني حققه الدكتور غانم قدوري الحمد، ونشره ضمن بحثه الموسوم ب (علم التجويد نشأته ومعالمه الأولى) مجلة كلية الشريعة، جامعة بغداد، العدد السادس، 1400هـ 1980، وحققه آخرون. ينظر: كتاب الإدغام الكبير بتحقيق الدكتور عبد الرحمن العارف ص 23.
(5) طبع مختصر له بتحقيق محسن جمال الدين، بغداد مطبعة المعارف: 19701390، وحققه الدكتور أحمد كشك، وطبعه في مطبعة المدينة بالقاهرة، سنة 1410هـ 1989م. وصدر أخيرا عن دار البشائر بدمشق بتحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن 1427هـ 2006م.(1/37)
14 - المحكم في نقط المصاحف (1).
15 - مفردات القراء السبعة (2)، طبع بدون تحقيق.
16 - المقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار (3).
17 - المكتفى في الوقف والابتداء (4).
18 - الموضح لمذاهب القراء واختلافهم في الفتح والإمالة (5).
19 - الظاءات الواردة في القرآن الكريم. حققه الدكتور علي حسين البواب، وصدر عن مكتبة المعارف بالرياض، سنة 1985م.
20 - النقط (6).
__________
(1) طبع ناقصا بتحقيق الدكتور عزة حسن ضمن مطبوعات وزارة الثقافة في دمشق: 1380، 1960. واستدرك الدكتور غانم قدوري، الساقط من هذه الطبعة ونشره في مجلة كلية الشريعة.
(2) طبع في القاهرة، المطبعة الفاروطية الحديثة، بدون تحقيق، توجد منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية 1/ 114 (بروكلمان الأصل 1/ 517).
(3) طبع بتحقيق برتزل لييزج: 1932، وبتحقيق محمد أحمد دهمان في دمشق 19401359، وبتحقيق محمد الصادق قمحاوي في القاهرة مكتبة الكليات الأزهرية.
(4) حققه الدكتور جايد زيدان خلف، ونشرته وزارة الأوقاف والشئون الدينية بالعراق، وحققه يوسف مرعشلي أطروحة دكتوراه، وطبعه في مؤسسة الرسالة ببيروت: 1404، وحققه الدكتور محيي الدين رمضان، وصدر عن دار عمار في الأردن، سنة 1422هـ 2001م.
(5) حققه الباحث جمال فتاح أبو العزم، رسالة ماجستير في قسم أصول اللغة، بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، سنة 1409هـ 1989م.
(6) طبع بتحقيق: محمد أحمد دهمان، وصدر مصورا في دار الفكر المعاصر، بيروت، سنة 1403هـ 1983م، عن طبعة 1940م.(1/38)
الباب الثاني دراسة الكتاب
الفصل الأول: توثيق العنوان ونسبة الكتاب 40
الفصل الثاني: خطة الكتاب ومنهجه ومصادره 46
الفصل الثالث: منهج التحقيق ووصف النسخ 62(1/39)
الفصل الثالث: منهج التحقيق ووصف النسخ 62
الفصل الأول توثيق العنوان، ونسبة الكتاب
المبحث الأول تحقيق عنوان الكتاب:
أورد ابن الجزري كتاب جامع البيان في جملة مصادره في النشر 1/ 61وسماه:
= جامع البيان في القراءات السبع =، وكذلك أثبت اسم الكتاب على ظاهر نسخة نور عثمانية، النسخة الأصل، وهذا الاسم هو الذي تركن النفس إلى صحته، لأن النشر من أوثق كتب القراءات التي وصلت إلينا وأصحها، وأن نسخة نور عثمانية أصح نسخ الكتاب وأوثقها.
وقد جاءت تسمية الكتاب على ظهر نسختي دار الكتب وبنكيبور: = جامع البيان في القراءات السبع المشهورة =، وفي غاية النهاية = جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع =، وفي معرفة القراء = جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة =، وهي وأمثالها تسميات فيها تصرف، بقصد بيان محتوى الكتاب والتعريف بمضمونه، والله أعلم.(1/40)
وقد جاءت تسمية الكتاب على ظهر نسختي دار الكتب وبنكيبور: = جامع البيان في القراءات السبع المشهورة =، وفي غاية النهاية = جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع =، وفي معرفة القراء = جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة =، وهي وأمثالها تسميات فيها تصرف، بقصد بيان محتوى الكتاب والتعريف بمضمونه، والله أعلم.
المبحث الثاني وثيق نسبة الكتاب لمؤلفه:
نسبة كتاب جامع البيان لأبي عمرو الداني نسبة لا شك في صحتها، وذلك أن الذين ترجموا للداني، وذكروا كتبه أثبتوا كتاب جامع البيان في كتبه، مثل الذهبي في:
تذكرة الحفاظ، ومعرفة القراء، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ الإسلام، وابن الجزري في: النشر، وغاية النهاية، وابن بشكوال في الصلة وغيرهم.
ثم إنّ ابن الجزري رواه بإسناد متّصل إلى مؤلفه، واقتبس منه نصوصا، مسندة لأبي عمرو في جامع البيان، من ذلك قوله في النشر 1/ 374: = وأما أبو عمرو فروى عنه الفصل أبو عمرو الداني في جامع البيان وقوّاه بالقياس، وبنصوص الرواة عن أبي عمر، وأبي شعيب، وأبي حمدون، وأبي خلاد، وأبي الفتح الموصلي، ومحمد بن شجاع، وغيرهم حيث قالوا عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يهمز الاستفهام همزة واحدة ممدودة، قالوا: وكذلك كان يفعل بكل همزتين التقتا، فيصيرهما واحدة، ويمد إحداهما مثل (أءذا، و (أءله)، و (أئنكم)، و (ء أنتم) وشبهه، قال الداني: فهذا يوجب أن يمد إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة مضمومة، إذ لم يستثنوا ذلك، وجعلوا المد سائغا في الاستفهام كله، وإن لم يدرجوا شيئا من ذلك في التمثيل، فالقياس فيه جار، والمد فيه مطرد، انتهى =. وهذا النص بحروفه في جامع البيان (1).
ثم إنّ النسخ الخطية التي بين أيدينا هي نسخ جامع البيان لأبي عمرو الداني، بلا مراء، لأنها تبدأ بواحد من شيوخ الداني الكثيرين، مما يبين بوضوح وجلاء أن الكتاب من تأليف أبي عمرو الداني.
يضاف إلى ذلك أن النصوص الكثيرة التي أسندها ابن الجزري في نشره إلى جامع البيان لأبي عمرو الداني تطابق ما في النسخ الخطية التي بأيدينا (2).
ثم إنّ ورقة العنوان من النسخ الخطية حملت اسم أبي عمرو الداني.
__________
(1) انظر الفقرتين: 1442، 1443من جامع البيان.
(2) انظر الفقرة: 1216من جامع البيان ووازنها بما في النشر 1/ 295، والفقرة: 1619 ووازنها بما في النشر 1/ 394، والفقرات: 16881684على التوالي ووازنها بما في النشر 1/ 460.(1/41)
وأخيرا تبتدئ كل واحدة من النسخ، بقول أبي داود (1) تلميذ الداني: = حدثني شيخنا أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمر، الفقيه، المقرئ، اللغوي، الأموي مولى لهم، المعروف بابن الصيرفي، قراءة مني عليه في منزله بمدينة دانية الخ =.
وهكذا نرى أن نسبة الكتاب إلى الداني لا يرقى إليها شك، ولا تقاربها ريبة أبدا.
__________
(1) والصواب: الذوّاد.(1/42)
المبحث الثالث قيمة الكتاب العلمية:
الكتب المصنفة في القراءات كثيرة، وكثيرة جدا، سواء في السبع أو أكثر أو أقل (1)، واشتهر من المصنفات في السبع قبل الداني عدة كتب، أقدمها سبعة ابن مجاهد (ت 324)، وهو أول هذه المصنفات، ثم إرشاد أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المصري (ت 389)، وهادي محمد بن سفيان القيرواني (ت 415)، ومجتبى عبد الجبار الطرسوسي (ت 420)، وروضة أبي عمر أحمد بن عبد الله الطلمنكي (ت 429)، وهداية أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي (ت بعد 430)، وتبصرة مكي بن أبي طالب (ت 437).
وكتاب جامع البيان يبرز بين كتب القراءات متفرّدا، في منزلة لا يدانيه فيها كتاب من كتب هذا العلم على كثرتها وتنوعها: حيث إن هذا الكتاب جمع ما تفرق فيها من صفات الحسن، ومزايا الكمال.
فإن قيل إن ضبط الرواية، وتحرير أوجه الخلاف، والتمييز بين الطرق صفة امتازت بها كتب المحققين مثل سبعة ابن مجاهد، ونشر ابن الجزري، فأبو عمرو الداني إليه المنتهى في الضبط والتحرير، وكتابه جامع البيان قد اجتهد في تحريره وضبطه، فأعطاه حظا وافرا من عنايته، ونصيبا كاملا من درايته.
وإن قيل إن علوّ الأسانيد وصحتها مع خبرة المؤلف برجالها، ميزة كتب المحدثين من القراء، مثل أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني (ت 569)، فأبو عمرو الداني أعرف الناس بأسانيد القراءات، وأقدرهم على نقدها وتمييزها، والقراء عيال عليه في تعديل رجال القراءات وتجريحهم، حتى أن إمام المتأخرين ابن الجزري كثيرا ما يترجم الراوي بمثل ما ورد ذكره في روايات جامع
__________
(1) انظر قائمة تاريخية بالمصنفات في علم القراءات في لطائف الإشارات للقسطلاني 1/ 9185، وفي مقدمة تحقيق المبهج في القراءات لسبط الخياط إعداد وفاء عبد الله قزمار.(1/43)
البيان، لا يزيد على ذلك شيئا، لأنه لم يتمكن من تحصيل علم بحاله زيادة على ما في جامع البيان (1).
وإن قيل: إن سعة الرواية، وكثرة الطرق والأسانيد ميزة في بعض الكتب، مثل كامل الهذلي يوسف بن علي بن جبارة (ت 465)، فجامع البيان جمع في القراءات السبع أربعين رواية، وأربع مائة طريق، مع البراءة من أغلاط الهذلي وأوهامه.
وإن قيل: إن التعريف بالصحيح السائر من الروايات، والسقيم الدائر من الوجوه خصلة تعلي قدر الكتاب، وتزيد الثقة به، فلم يعتن كتاب بالتمييز بين الصحيح والشاذ، والسائر والفاز كما اعتنى بذلك جامع البيان.
وإن قيل: إن تسلسل الأفكار، ووضوح العرض، مع التلخيص والتقريب، مما يحبب الكتاب إلى النفوس، ويسهل الانتفاع به، فجامع البيان اجتهد مؤلفه في إيضاحه وتهذيبه، وبالغ في تلخيصه وتقريبه، وشرح فيه المذاهب شرحا كافيا، وبين الاختلاف بيانا شافيا.
وإن قيل: إن الموازنة بين مذاهب النحويين وآرائهم، وروايات القراء ووجوههم، ميزة كتب أهل اللغة من القراء مثل مكي بن أبي طالب، وغيره، فقد جاءك جامع البيان على ما تحب من ذلك، مع البراءة من تقديم اللغة والنحو على صحيح الرواية وثابت الأثر.
وهكذا دواليك حتى إذا استغرقت محاسن جامع البيان ميزات كتب القراءات الأخرى أو كادت، تفرد جامع البيان بفضائل منها:
أحسن التوفيق بين الروايات.
ب أنه يضع يديك على مجموعة كبيرة من كتب القراءات المفقودة، والتي لا تجد لها ذكرا في غيره.
__________
(1) انظر على سبيل المثال ترجمة الحسن بن عبد الرحمن الكرخي الخياط في غاية النهاية 1/ 216، ووازنها بما جاء في الفقرة: 179من جامع البيان، وترجمة أحمد بن نصر الترمذي في غاية النهاية 1/ 145، ووازنها بالفقرة: 659من جامع البيان، وترجمة محمد بن خالد الأصبهاني في غاية النهاية 2/ 136، ووازنها بالفقرة: 388من جامع البيان.(1/44)
ج يروي مصطلحات أئمة القراء السابقين، وتعبيراتهم في ضبط الأداء، ويفسر هذه المصطلحات، فيبين المراد من عباراتهم الموهمة (1)، وهذه الروايات في جامع البيان كثيرة وغنية، بحيث تعطينا المادة العلمية الوفيرة، لدراسة تطور مصطلحات علم القراءات إلى نهاية القرن الرابع.
د جامع البيان يعطينا معلومات قيّمة في تاريخ القراءات وانتشارها (2).
وأخيرا، فمما يزيد في القيمة العلمية لجامع البيان، أنك تجده مصدر كثير من نصوص النشر، وتعليلاته الفائقة، وإن لم يشر ابن الجزري إلى ذلك (3).
وبالجملة فجامع البيان، جامع لمحاسن كتب القراءات، وصدقت فيه مقالة ابن الجزري: = وهو كتاب جليل في هذا العلم، لم يؤلف مثله، للإمام الحافظ الكبير أبي عمرو الداني = (4).
__________
(1) انظر الفقرات: 1071، 1072، 1073، 1102، 1103.
(2) انظر الفقرات: 176، 357، 771، 964.
(3) انظر الفقرات: 1147، 1148، 1155، 1767، 1768، 1852، 1854.
(4) النشر 1/ 61.(1/45)
الفصل الثاني خطة الكتاب ومنهجه
المبحث الأول منهج المؤلف في الكتاب:
عرض المؤلف خطة كتابه في مقدمته عرضا شافيا كافيا، فقال: = أما بعد، أيدكم الله بتوفيقه، وأمدكم بعونه وتسديده، فإنكم سألتموني إسعافكم برسم كتاب في اختلاف الأئمة السبعة بالأمصار، محيط بأصولهم وفروعهم، مبين لمذاهبهم واختلافهم، جامع للمعمول عليه من رواياتهم، والمأخوذ به من طرقهم، ملخص للظاهر الجلي، موضح للغامض الخفي، محتو على الاختصار والتقليل، خال من التكرار والتطويل، قائم بنفسه مستغن عن غيره، يذكّر المقرئ الثاقب، ويفهم المبتدئ الطالب، ويخف على الناسخ، ويكون عونا للدارس، فأجبتكم إلى ما سألتموه، وأسعفتكم فيما رغبتموه، على النحو الذي أردتم، والوجه الذي طلبتم = (1).
ويزيد خطته بيانا وتفصيلا فيقول: = وذكرت لكم الاختلاف بين أئمة القراء في المواضع الذي (2) اختلفوا فيها من الأصول المطردة، والحروف المتفرقة، وبينت اختلافهم بيانا شافيا، وشرحت مذاهبهم شرحا كافيا، وقرّبت تراجمهم وعباراتهم، وميزت بين طرقهم ورواياتهم، وعرّفت بالصحيح السائر، ونبّهت على السقيم الداثر (3).
ثم يحدد شرطه في الرواة عن أئمة القراءة، فيقول: = وأفردت قراءة كل واحد من الأئمة برواية من أخذ القراءة عنه تلاوة، وأدى الحروف عنه حكاية، دون رواية من
__________
(1) الفقرة: 6من جامع البيان.
(2) بمعنى التي، وهذا مذهب الأخفش، (الذي) يكون للواحد والمثنى والجمع. همع الهوامع للسيوطي 1/ 285.
(3) الفقرة: 7.(1/46)
نقلها مطالعة في الكتب، ورؤية في الصحف، إذ الكتب والصحف غير محيطة بالحروف الجلية، ولا مؤدية عن الألفاظ الخفية، والتلاوة محيطة بذلك، ومؤدية عنه (1).
ثم يسمي الرواة على ما اشترطه مع طرق كل واحد منهم، فيبلغ بهم أربعين رواية، من مائة وستين طريقا عن القراء السبعة، ويصف هذه الروايات والطرق بقوله:
= هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون، وبها أئمتنا آخذون، وإياها يصنفون وعلى ما جاءت به يعولون = (2).
ويردف ذلك ببيان طريقته في عرض وجوه القراءات، فيقول: = فإذا اتفق الرواة من طرقهم عن الإمام على أصل أو فرع سميت الإمام دونهم، وإذا اختلفوا عنه سميت من له الرواية منهم، وأهملت اسم غيره.
وإذا اتفقت الأئمة كلهم على شيء، أضربت عن اتفاقهم، إلا في أماكن من الأصول، ومواضع من الحروف، فإني أذكر ذلك فيها:
ألنكتة أدل عليها أهملها المصنفون.
ب أو لداثر أنبه عليه أغفله المتقدمون.
ج أو لغامض خفي أكشف عن خاصّ سرّه، وأعرّف بموضع غموضه
د أو لوهم وغلط وقع في ذلك، فأرفع الإشكال في معرفة حقيقته، وأفصح عن صحة طريقته = (3).
ثم يصل ذلك بعرض طريقته في جميع مادة الكتاب، فيقول: = ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا: ما قرأته لفظا، أو أخذته أداء، أو سمعته قراءة، أو رأيته عرضا، أو سألت عنه إماما، أو ذكرت به متصدرا، أو أجيز لي، أو كتب به إلي، أو أذن لي في روايته، أو بلغني عن شيخ متقدم، أو مقرئ متصدر بإسناد عرفته وطريق ميزته، أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه، فألحقته بنظيره، وأجريت له حكم شبيهه = (4).
__________
(1) الفقرة: 32.
(2) الفقرة: 32.
(3) الفقرة: 33.
(4) الفقرة: 34.(1/47)
ويذيّل كلامه هذا، بتوضيح مصطلحه في تسمية القراء، فيقول: = وإذا اتفق نافع وابن كثير، قلت: قرأ الحرميان، وإذا اتفق عاصم وحمزة والكسائي قلت: قرأ الكوفيون، طلبا للتقريب على الملتمس، ورغبة في التسهيل على الطالبين = (1).
ويختم خطته المفصّلة، بالحديث عن الأبحاث التي سيقدّم بها للكتاب، فيقول:
= وذلك بعد الاستفتاح بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» وبيان معناه، وشرح تأويله، ثم نتبعه بذكر الوارد من الأخبار في الحض على اتباع السلف والأئمة في القراءة، والتمسك بما أدّوه، والعمل بما تلقوه. ثم نصل ذلك بذكر أسماء القراء والناقلين عنهم، وأنسابهم، وكناهم، ومواطنهم، ووفياتهم، وبعض مناقبهم، وأحوالهم، وتسمية أئمتهم الذين أخذوا عنهم الحروف وقيدوها، وأدّوا إليهم القراءة وضبطوها، وتسمية الذين نقلوا إلينا ذلك عنهم رواية وتلاوة = (2).
ولا يفوته في هذه الخطّة الحافلة أن يبين لنا اهتمامه، واجتهاده، وعنايته في إعداد هذا الكتاب، وتصنيفه فيقول: = وبالغت في تلخيص ذلك وتقريبه، واجتهدت في إيضاحه وتهذيبه، وأعطيته حظا وافرا من عنايتي، ونصيبا كاملا من درايتي = (3).
تلك هي خطة المؤلف في تصنيف الكتاب، وهي خطة مترابطة الحلقات، متسلسلة الأفكار، محكمة البناء، على أحسن ما تكون خطة كتاب ترابطا وتسلسلا وتناسقا وإحكاما.
__________
(1) الفقرة: 35.
(2) الفقرة: 35.
(3) الفقرة: 4.(1/48)
المبحث الثاني مدى التزام المؤلف بنود خطته في الكتاب:
من خلال دراستنا كتاب جامع البيان في القراءات السبع، تبين لنا بوضوح وجلاء، أن المؤلف قد وفّى بالتزامه، ونفّذ بنود خطّته، فجاء كتابه متين البناء، متسلسل الأبواب، أخذ فيه كل موضوع حقّه من البحث والنقاش.
فقد ابتدأ كتابه بباب (ذكر الخبر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وبيان ما ينطوي عليه من المعاني، ويشتمل عليه من الوجوه) ساق فيه من روايات الحديث ما فيه كفاية ومقنع، ثم بحث في معناه من خلال إجابته على خمسة أسئلة:
أولها: ما معنى الأحرف التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا؟ وكيف تأويلها؟
والثاني: ما وجه إنزال القرآن على هذه السبعة أحرف؟ وما المراد بذلك؟
والثالث: في أي شيء يكون اختلاف هذه السبعة أحرف؟
والرابع: على كم معنى يشتمل اختلاف هذه السبعة أحرف؟
والخامس: هل هذه السبعة أحرف كلها متفرقة في القرآن موجودة فيه في ختمة واحدة؟.
وقد جاء بحث الداني في الباب رائعا رائقا، زاخرا بالأمثلة والشواهد، ثم ختم الباب بإيراد جملة ما يعتقده ويختاره في موضوع إنزال القرآن، وكتابته، وجمعه، وتأليفه، وقراءته، ووجوهه.
والباب الثاني: جاء بعنوان (ذكر الأخبار الواردة بالحض على اتباع الأئمة من السلف في القراءة والتمسك بما أدّاه أئمة القراءة عنهم منها) ساق فيه روايات كثيرة عن الصحابة والتابعين، لم يجمعها كتاب آخر في حدود ما نعلمه، والله أعلم.
وترجم في الباب الثالث للقراء السبعة ورواتهم الذين اعتمدهم في جامع البيان، فجاءت تراجمهم حافلة، مدعّمة بالأسانيد المتصلة.
ورابع أبواب المقدمة تحدث فيه عن أسانيد القراء السبعة في تلقي القراءات إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو باب واسع ينم عن سعة رواية، وعمق بحث، خاصة في تعرضه لتضعيف محمد ابن جرير الطبري اتصال قراءة ابن عامر. فقد روى حجة ابن جرير، ثم كرّ على مقالته بالتفنيد والتزييف، يؤيد آراءه بالروايات، ويدعّم حججه بالأسانيد، في ردّ طويل مسهب ومقنع.(1/49)
ورابع أبواب المقدمة تحدث فيه عن أسانيد القراء السبعة في تلقي القراءات إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو باب واسع ينم عن سعة رواية، وعمق بحث، خاصة في تعرضه لتضعيف محمد ابن جرير الطبري اتصال قراءة ابن عامر. فقد روى حجة ابن جرير، ثم كرّ على مقالته بالتفنيد والتزييف، يؤيد آراءه بالروايات، ويدعّم حججه بالأسانيد، في ردّ طويل مسهب ومقنع.
وخامس أبواب المقدمة وهو آخرها سرد فيه أسانيده بالروايات والطرق التي اعتمدها في جامع البيان عن القراء السبعة.
ثم شرع في بيان اختلاف القراء في أبواب الأصول، مبتدئا بذكر اختلافهم في الاستعاذة، فالبسملة، فسورة فاتحة الكتاب، ثم ذكر اختلاف القراء في ضم ميم الجمع وفي إسكانها، ثم مذهب أبي عمرو في الإدغام، ثم قال: = ذكر اختلافهم في سورة البقرة، فأول ما أقدّم من اختلافهم فيها مذاهبهم في الأصول التي تطّرد، ويكثر دورها، ويجري القياس فيها، وأرتب لذلك أبوابا، وأجعله فصولا، ثم أتبعه بذكر الحروف التي يقلّ دورها، ولا يجري قياس عليها سورة سورة إلى آخر القرآن إن شاء الله = (1).
وتحدث عن أبواب الأصول واحدا واحدا، ثم ذكر فرش الحروف سورة سورة إلى آخر القرآن.
والداني يعرض اختلاف القراء ورواتهم عرضا مفصّلا مبسّطا، بعبارة سلسة، وقلم سيّال، ويناقش الروايات في مواطن الخلاف، فيبين الرواية الصحيحة الشائعة عند القراء، التي عليها العمل، والرواية الشاذة التي لم يعمل بها القراء، ولم يأخذ بها أهل الأداء، وتراه في الترجيح يقول: = وبذلك قرأت، وعلى ذلك أهل الأداء = (2).
أو يقول: = بهذا قرأت، وبه آخذ = (3).
أو يقول: = وكذلك قرأت، وهو الذي يوجبه القياس، ويحققه النظر، وتدلّ عليه الآثار، وتشهد بصحته النصوص، وهو الذي أتولاه، وآخذ به = (4).
__________
(1) الفقرة: 1222.
(2) الفقرة: 1275.
(3) الفقرة: 1221.
(4) الفقرة: 1300.(1/50)
أو يقول: = والعمل في قراءة عاصم من جميع طرقه، والأخذ له في كل رواياته، بالفصل بالتسمية لا غير = (1).
أو يقول: = والعمل عند عامّة أهل الأداء من البغداديين: ابن مجاهد وابن شنبوذ، وابن المنادي وغيرهم على الأوّل، وعلى جميع الرقيين، وبذلك قرأت على جميع شيوخي، وبه آخذ = (2).
وفي التضعيف يقول: = وليس عليه العمل = (3)، أو يقول: = وهذا خلاف لقول الجماعة أيضا في سائر الباب = (4).
وفي المواطن التي يكون الخلاف فيها قويا، يسهب الداني في المناقشة والرد، ويكثر من إيراد الروايات، حتى يظن أن القارئ لم يبق عنده أدنى ريبة في صحة ما يرى، ورجحان ما يقول. ففي رده على من يأخذ لورش بالمد الطويل، عند ما تتقدم الهمزة على حرف المد، يطول نفس الداني في إيراد الحجج والأدلة، ومناقشة النصوص، وردّ بعضها إلى بعض، حتى يستغرق الصفحات الكثيرة (5).
والداني في مناقشاته وترجيحاته يعتمد على الرواية والأثر، ويستعمل القياس والنظر، ويستشهد بأقوال النحويين. غير أنه لا يقدّم على صحيح الرواية قياسا، ولا على ثابت الأثر نظرا ولا لغة. يقول عند رواية الإسكان لأبي عمرو في راء {بارئكم: = والإسكان أصحّ في النقل، وأكثر في الأداء، وهو الذي أختاره وآخذ به =} [6]. ثم يقول: = وأئمة القراءة لا تعمل في شيء من حروف القرآن، على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية. بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل، والرواية إذا ثبتت لا يردّها قياس عربية، ولا فشوّ لغة، لأن القراءة سنّة متبعة، يلزم قبولها والمصير إليها = (7).
__________
(1) الفقرة: 1037.
(2) الفقرة: 1047.
(3) الفقرة: 1122.
(4) الفقرة: 1419.
(5) انظر الفقرات: 12931350.
(6) انظر النسخة ت ل 114/ ظ.
(7) النسخة ت ل 114/ ظ.(1/51)
ويقول: = والمذهبان حسنان بالغان، غير أن الأول أقيس، والثاني آثر، وعليه عامة أهل الأداء = (1).
وأخيرا، فمادة جامع البيان العلمية مادة وفيرة، تذخر بالآثار، والأمثلة، والشواهد من القرآن الكريم التي تفوق العدّ والحصر، والمناقشات العلمية، والترجيحات المدعمة بأقوى الأدلة رواية، ولغة، وقياسا، يعرض الداني ذلك علينا في تسلسل وترابط محكم، وتناسق وانسجام، بعبارة سهلة، وأسلوب عذب، وقلم سيّال بالمترادفات الكثيرة، والعبارات المتزاوجة. وتلك صبغة في أسلوب أهل الأندلس، وميزة في أدبهم وكتبهم.
__________
(1) الفقرة: 1380.(1/52)
المبحث الثالث مصادر المؤلف في كتابه:
مصادر الداني في جامع البيان تتوزع على قسمين: رواياته عن الشيوخ، وكتب من سبقه من أئمة القراءات واللغة والتفسير.
أولا: رواياته عن شيوخه:
وهي المصدر الأهم، والأساسي له في جمع مادة الكتاب، وعلى هؤلاء الشيوخ اعتمد غالبا في رواية وجوه القراءة، والخلاف بين القراء، وفي ضبط الأداء. وشيوخ الداني الذين روى عنهم القراءة في جامع البيان، عرضا (1) أو رواية حروف، كثيرون يربو عددهم على الثلاثين شيخا، غير أن معظم روايته القراءة عرضا أو رواية حروف كانت عن خمسة منهم، سبق ذكرهم في مسرد شيوخه.
__________
(1) عرض القراءة يكون بتلاوة التلميذ الآيات متسلسلة، على الشيخ، من أول القرآن الكريم إلى آخره، ورواية الحروف تكون بإحدى طريقتين:
الأولى: استماع التلميذ قراءة الشيخ الآيات متسلسلة من أول القرآن إلى آخره.
والأخرى: استماع التلميذ لفظ الشيخ بحروف الخلاف فقط، دون تلاوة متسلسلة وربما أدخلوا في رواية الحروف، عرض التلميذ حروف الخلاف على الشيخ.(1/53)
ثانيا: إفادته من الكتب:
استفاد الداني من كتب الأئمة قبله، مما يتصل بموضوع كتابه، ككتب القراءات وعلومها، وكتب النحو، وغيرها.
أما كتب القراءات فهي كثيرة تشمل رواية الوجوه، والوقف والابتداء، وضبط الأداء، والأحرف السبعة.
وقد صرح الداني بأسماء بعضها، مثل كتاب قراءة أبي عمرو لابن مجاهد، وكتاب الوقف والابتداء لمحمد بن واصل (ت 273) وكتاب اللفظ للنحاس، في حين أنه لم يصرح في بعض آخر، مكتفيا بقال فلان في كتابه، أو ذكر فلان في كتابه (1).
وأحيانا يسند الرواية إلى المؤلف، دون أن يشير إلى أنه أخذها من أحد كتبه، فقد اقتبس كثيرا من الروايات من فضائل القرآن لأبي عبيد، دون أن يذكر اسم الكتاب أو يشير (2) إلا أنه أخذ الرواية من أحد كتب أبي عبيد مكتفيا بذكر الإسناد إلى أبي عبيد (3)، وكذلك فعل في نقوله من كتاب الإيضاح في الوقف والابتداء لابن الأنباري (ت 328) (4).
على أن أهم كتاب من مصادر الداني في جامع البيان، وأكثرها اعتمادا عليه، هو كتاب السبعة لابن مجاهد (ت 324)، حيث إن الداني ضمن كتابه معظم المادة العلمية لكتاب ابن مجاهد، سواء في رواية القراءة ووجوهها، أو في تراجم القراء ومناقبهم، وأسانيدهم.
ومما تجدر الإشارة إليه بهذا الصدد، أن الداني لم يعرض القراءات بمضمون كتاب السبعة، وإنما أخذ الكتاب، رواية عن شيخه محمد بن أحمد بن علي، عن ابن مجاهد، وأسانيده من طريق السبعة في غاية العلو.
__________
(1) انظر على سبيل المثال الفقرات: 1251، 1380، 1578.
(2) انظر الفقرات: 37، 40، 41، 45.
(3) انظر الفقرات: 9، 24، 2413، 2442، 2449.
(4) انظر الفقرات: 1323، 2311، 2558.(1/54)
وأما كتب اللغة فإنّ الداني اعتمد عليها في الاستشهاد للروايات، ووجوه القراءة، ونقل آراء النحويين في كثير من المسائل القرائية، ونلحظ في الكتاب تردد أسماء أئمة اللغة والنحو مثل: سيبويه (1)، والزجاج (2). والسيرافي (3)، وغيرهم، دون أن ينسب أقوالهم إلى كتبهم التي استقى منها.
هذا، ولعل تفسير محمد بن جرير الطبري (ت 310) من الكتب التي استفاد منها الداني في جامع البيان دون أن يعزو إليها، حيث إنه اقتبس عدة أسطر من مقدمة التفسير، دون أن يشير إلى أن هذا الكلام ليس من إنشائه (4).
وقائمة الكتب التي اعتمدها الداني في كتابه هذا كبيرة، ستذكر في قائمة الفهارس العامة، إن شاء الله وهي في غاية الأهمية، لتقدم وفاة أصحابها، وفقدان كثير منها، بل إن بعضها قد لا تسمع له ذكرا في غير كتاب الداني هذا، مثل كتاب البزّي (ت 250)، وكتاب المفرد بقراءة حمزة، لمحمد بن يزيد الرفاعي (ت 248)، وكتاب الجامع لأحمد بن جبير (ت 258)، وغيرها (5).
__________
(1) انظر الفقرة: 1339.
(2) انظر الفقرة: 1341.
(3) انظر الفقرة: 1341.
(4) الفقرة: 105.
(5) انظر فهرس الكتب التي وردت في الكتاب.(1/55)
المبحث الرابع الروايات والطرق التي اشتمل عليها الكتاب:
أورد الداني في هذا الكتاب الجليل، الشائع الذائع من الروايات، والسائر الدائر من الطرق، فجاء بأربعين رواية عن القراء السبعة، من مائة وستين طريقا فصّلها في خطبة كتابه فقال: = فأفردت قراءة نافع برواية إسماعيل بن جعفر، من طريق عبد الرحمن بن عبدوس وأحمد بن فرح، ومحمد بن محمد الباهلي عن أبي عمر الدوري عنه، ومن طريق علي الكسائي، وسليمان الهاشمي، وأبي عبيد الأسدي، وحسين المروروذي، وبريد بن عبد الواحد عنه.
وبرواية إسحاق المسيبي، من طريق ابنه محمد، وخلف بن هشام، ومحمد بن سعدان، وعبد الله ابن ذكوان، وحمزة بن القاسم، وأحمد بن جبير، وإسحاق بن موسى الأنصاري، ومحمد بن عمرو الباهلي، وحماد بن بحر عنه.
وبرواية قالون، من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن يزيد الحلواني والحسن بن علي الشحام، ومحمد بن هارون، وأحمد بن صالح المصري، وإبراهيم بن الحسين الكسائي، وعبد الله بن عيسى المدني، ومحمد بن عبد الحكيم القطري، ومصعب بن إبراهيم الزبيري، ومحمد بن عثمان العثماني، وعبيد الله بن محمد العمري، وسالم بن هارون المدني، والحسين بن عبد الله المعلم، وإبراهيم وأحمد ابني قالون عنه.
وبرواية ورش من طريق أبي الأزهر العتقي، وأبي يعقوب الأزرق المدني، وداود بن أبي طيبة، وأحمد بن صالح، ويونس بن عبد الأعلى، وأبي بكر الأصبهاني عن أصحابه عنه.
وأفردت قراءة ابن كثير برواية أبي الحسن القواس، من طريق قنبل بن عبد الرحمن المخزومي، وأحمد بن يزيد الحلواني وعبد الله بن جبير الهاشمي عنه.
وبرواية أبي الحسن البزي، من طريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق الرّبعي، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبي عبد الرحمن اللهبي، والحسن بن الحباب، ومحمد بن هارون، ومضر بن محمد الضبي، وأبي معمر البصري عنه.(1/56)
وأفردت قراءة ابن كثير برواية أبي الحسن القواس، من طريق قنبل بن عبد الرحمن المخزومي، وأحمد بن يزيد الحلواني وعبد الله بن جبير الهاشمي عنه.
وبرواية أبي الحسن البزي، من طريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق الرّبعي، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبي عبد الرحمن اللهبي، والحسن بن الحباب، ومحمد بن هارون، ومضر بن محمد الضبي، وأبي معمر البصري عنه.
وبرواية أبي إسحاق: عبد الوهاب بن فليح، من طريق الخزاعي، وأبي علي الحداد، ومحمد بن عمران الدينوري.
وأفردت قراءة أبي عمرو، برواية أبي محمد اليزيدي، من طريق أبي عمر الدوري، وأبي شعيب السوسي، وأبي الفتح الموصلي، وأبي أيوب الخياط، وأبي عبد الرحمن عبد الله، وأبي إسحاق إبراهيم، وأبي علي إسماعيل أبناء اليزيدي، وأبي جعفر أحمد ابن أخيهم محمد، وأحمد بن واصل، وأبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبي خلاد سليمان بن خلاد، وأبي جعفر بن سعدان، وأحمد بن جبير، ومحمد بن شجاع عنه.
وبرواية أبي نعيم: شجاع بن أبي نصر، من طريق أبي عبيد: القاسم بن سلام، وأبي نصر: القاسم بن علي، ومحمد بن غالب الأنماطي عنه.
وأفردت قراءة ابن عامر برواية عبد الله بن ذكوان، من طريق هارون بن موسى الأخفش، ومحمد بن موسى الصوري، وأحمد بن يوسف التغلبي وأحمد بن أنس وأحمد بن المعلى، وعثمان بن خرزاذ عنه.
وبرواية هشام بن عمار، من طريق الحلواني، وإبراهيم بن عباد البصري، وأحمد بن أنس، وأبي عبيد الأسدي، وأحمد بن بكر، وإسحاق بن أبي حسان، وأبي بكر الباغندي، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن النضر، وأحمد بن الجارود عنه.
وبرواية الوليد بن عتبة، وعبد الحميد بن بكار، عن أيوب بن تميم، عن يحيى عنه.
وبرواية الوليد بن مسلم عن يحيى عنه.
وأفردت قراءة عاصم، برواية أبي بكر بن عياش، من رواية أبي الحسن الكسائي، من طريق أبي عبيد، وأبي توبة، وأبي عمر، وابن جبير.
ومن رواية أبي يوسف الأعشى، من طريق محمد بن حبيب الشموني، ومحمد بن غالب الصيرفي، ومحمد بن خلف التيمي، وأحمد بن جبير، ومحمد بن جنيد، وعبيد
بن نعيم، ومحمد بن إبراهيم الخواص، وعبد الحميد بن صالح البرجمي.(1/57)
ومن رواية أبي يوسف الأعشى، من طريق محمد بن حبيب الشموني، ومحمد بن غالب الصيرفي، ومحمد بن خلف التيمي، وأحمد بن جبير، ومحمد بن جنيد، وعبيد
بن نعيم، ومحمد بن إبراهيم الخواص، وعبد الحميد بن صالح البرجمي.
ومن رواية يحيى بن آدم، من طريق عبد الله بن شاكر، وأحمد بن عمر الوكيعي، ومحمد بن يزيد الرفاعي، والحسين بن علي العجلي، وخلف بن هشام، وشعيب بن أيوب، وموسى بن حزام، وضرار بن صرد، ومحمد بن المنذر، والحجاج بن حمزة.
ومن رواية عبد الرحمن بن أبي حماد، من طريق الحسن بن جامع، ومحمد بن الجنيد.
ومن رواية حسين بن علي الجعفي، من طريق هارون بن حاتم، وخلاد بن خالد، وأبي هشام الرفاعي.
ومن رواية يحيى بن محمد العليمي، وعبد الحميد بن صالح البرجمي، والمعلى بن منصور، وهارون بن حاتم، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وعبيد بن نعيم، وعبد الله بن أبي أمية، ويحيى بن سليمان الجعفي، وعبد الجبار بن محمد العطاردي، وأحمد بن جبير، وبريد بن عبد الواحد عنه.
وبرواية أبي عمر البزاز: حفص بن سليمان، من طريق عمرو وعبيد ابني الصباح، وهبيرة بن محمد التمار، وأبي شعيب القواس، وأبي عمارة الأحول، وأبي الربيع الزهراني، وحسين المروروذي، والفضل بن شاهي الأنباري.
وبرواية حماد بن أبي زياد، من طريق العليمي عنه.
وبرواية المفضل بن محمد الضبي، من طريق جبلة بن أبي مالك، وأبي زيد النحوي عنه.
وأفردت قراءة حمزة برواية سليم بن عيسى، من طريق خلف بن هشام، وخلاد بن خالد، وأبي عمر الدوري، ورجاء بن عيسى عن أصحابه، وإبراهيم بن زربي، وعلي بن كيسة، وابن سعدان، وابن جبير، وأبي هشام الرفاعي.
وأفردت قراءة الكسائي من رواية الدوري، من طريق ابن عبدوس، وابن فرح، وأبي عثمان الضرير، وابن الحمامي، والرافقي، والقطيعي عنه.
وبرواية أبي الحارث، من طريق محمد بن يحيى، وسلمة بن عاصم عنه.
وبرواية نصير بن يوسف، من طريق أحمد بن رستم، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن إدريس، وعلي بن أبي نصر، والحسين بن شعيب، وداود بن سليمان.
وبرواية أبي موسى الشيزري، وقتيبة بن مهران، من طريق أحمد بن محمد الأصم عنه. ثم قال الداني: = فهذه الروايات التي عددتها أربعون رواية، من الطرق التي جملتها مائة وستون (1) طريقا، هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون، وبها أئمتنا آخذون، وإياها يصنفون، وعلى ما جاءت به يعوّلون =.(1/58)
وبرواية نصير بن يوسف، من طريق أحمد بن رستم، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن إدريس، وعلي بن أبي نصر، والحسين بن شعيب، وداود بن سليمان.
وبرواية أبي موسى الشيزري، وقتيبة بن مهران، من طريق أحمد بن محمد الأصم عنه. ثم قال الداني: = فهذه الروايات التي عددتها أربعون رواية، من الطرق التي جملتها مائة وستون (1) طريقا، هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون، وبها أئمتنا آخذون، وإياها يصنفون، وعلى ما جاءت به يعوّلون =.
هذا، وقد أسند الداني هذه الروايات والطرق من أربع مائة طريق فرعي وطريقين، فصّلها كلها في باب (ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا القراءة عن أئمة القراء رواية، وأدّت إلينا الحروف عنهم تلاوة).
ومن هذه الأسانيد مائة وخمسة وسبعون، عرض الداني فيها القراءة على شيوخه، وروى الحروف من مائتين وسبعة وعشرين إسنادا، وبعد دراسة جميع هذه الأسانيد تبين لنا أن الصحيح منها ثلاث مائة وستة، على حين لم يجاوز الضعيف منها سبعة أسانيد، وأغفلنا تسعة وسبعين إسنادا من الحكم لعدم توفر الدلائل.
وقمنا باستعراض أسانيد طرق مجموعة من أمهات كتب القراءات، وأشهرها وأوثقها، تضمنت سبعة ابن مجاهد، وتيسير الداني، وحرز الشاطبي، ونشر ابن الجزري، ووازنا بين هذه الأسانيد، وأسانيد جامع البيان، فتبين لنا اشتراك السبعة مع جامع البيان، في تسعة وأربعين طريقا، واشتراك التيسير معه في واحد وثلاثين، هي كل أسانيد التيسير، وهذا يعني أن محتوى التيسير كله من القراءات متضمن في جامع البيان.
وتبين لنا من هذه الموازنة كذلك أن حرز الأماني يشترك مع جامع البيان في خمسة عشر طريقا، وأن نشر ابن الجزري يشترك معه في سبعة وثلاثين طريقا، وقد فصّلنا نتيجة دراسة الطرق وموازنتها، من خلال التعليق على أسانيد جامع البيان في بابها،
__________
(1) وذلك بإسقاط الآحاد، وإلا فهي مائة وواحد وستون طريقا.(1/59)
وأجملناها هنا في هذه اللوحة الإحصائية:
هذا، وتبين لنا من خلال موازنة الطرق، وجود سبعة طرق في النشر، يرويها ابن الجزري عن الداني من قراءته على شيوخه، وليست في جامع البيان، فلعل ابن الجزري رواها من مصدر آخر غير جامع البيان، وهذه الطرق السبعة هي:
1 - قراءة الداني على محمد بن يوسف، على علي بن محمد بن إسماعيل في رواية البزي (1).
2 - قراءة الداني على فارس بن أحمد، على عبد الباقي بن الحسن في رواية البزي (2).
__________
(1) انظر: النشر 1/ 117.
(2) انظر: النشر 1/ 117.(1/60)
3 - قراءة الداني على طاهر بن غلبون، على أبيه في رواية الدوري عن أبي عمرو (1).
4 - قراءة الداني على فارس بن أحمد، على الحسن بن عبد الله الكاتب في رواية الدوري عن أبي عمرو (2).
5 - قراءة الداني على الفارسي، على عبد الواحد بن عمر في رواية هشام (3).
6 - قراءة الداني على طاهر بن غلبون، على أبيه في رواية ابن ذكوان (4).
7 - قراءة الداني على طاهر بن غلبون، على أبيه في رواية خلاد عن سليم (5).
وقد عزا الداني في أبواب الأصول إلى الثلاثة الأخيرة (6) بعض القراءات وأخيرا، فقد ذكر ابن الجزري أن جامع البيان يشتمل على نيف وخمس مائة رواية وطريق، عن الأئمة السبعة (7)، على حين أن عدة الطرق لم يتجاوز الأربع مائة إلا بطريقين، فما سبب هذا الفارق في العدد؟.
نقول: السبب، والله أعلم، أن ابن الجزري أدخل في عدد الطرق تفرعات الأسانيد فوق الرواة الأربعين إلى الأئمة السبعة، وبه تزيد طرق إسماعيل بن جعفر عن نافع اثني عشر طريقا، وطرق القواس عن ابن كثير ستة وثلاثين طريقا، وطرق البزي عن ابن كثير ثمانية وستين، وطرق ابن فليح عنه عشرين، وطرق هشام عن ابن عامر تزيد سبعة طرق، ويكون مجموع هذه الزيادات مائة وثلاثة وأربعين طريقا، فيزيد المجموع العام لطرق جامع البيان على الخمس مائة طريق، والله أعلم.
__________
(1) انظر: النشر 1/ 125.
(2) انظر: النشر 1/ 126.
(3) انظر: النشر 1/ 136.
(4) انظر: النشر 1/ 141.
(5) انظر: النشر 1/ 161.
(6) انظر الفقرات: 1875، 1965، 2229.
(7) النشر 1/ 61.(1/61)
الفصل الثالث منهج التحقيق، ووصف النسخ الخطية
المبحث الأول منهجنا في تحقيق الكتاب
اقتضت طبيعة تحقيق هذا الكتاب أن تكون على قسمين: اشتمل القسم الأول على الدراسة، واشتمل القسم الثاني على النص المحقق.
أما الدراسة: فقد تناولت المؤلف والكتاب.
وأما النص: فكان منهجنا في تحقيقه كما يأتي:
تمت كتابة النص بحسب قواعد الإملاء الحديثة من النسخة الأصل، وهي التي رمزنا إليها بالحروف (ت).
قابلنا النسختين الخطيتين وأثبتنا ما ترجح لدينا أنه صواب في المتن، وأثبتنا الفروق الأخرى في الحاشية.
عزونا الآيات القرآنية إلى سورها في أول موطن وردت فيه في المتن.
خرّجنا الأحاديث الواردة في الكتاب، وعزونا الآثار إلى مصادرها وسع الطاقة.
شرحنا المفردات الغريبة، وعرّفنا المصطلحات القرآنية، الواردة في النص، وبيّنا مراد المؤلف من عبارته.
تم التعريف بموارد المؤلف ومصادره في رواياته وسع الطاقة.
تم التعريف بالأعلام والأماكن والبلدان التي ورد ذكرها في الكتاب، وما لم نقف على معرفته من ذلك نبهنا عليه في الحاشية.
تم نسخ الآيات القرآنية في باب الأصول من المصحف الشريف برواية حفص عن عاصم، وفي باب الفرش رسمت حسب قراءة القارئ المذكور أوّلا.(1/62)
تم نسخ الآيات القرآنية في باب الأصول من المصحف الشريف برواية حفص عن عاصم، وفي باب الفرش رسمت حسب قراءة القارئ المذكور أوّلا.
المبحث الثاني وصف النسخ الخطية
أولا: النسخة التركية، ورمزها = ت =:
وهي نسخة خطية محفوظة في مكتبة نور عثمانية برقم (62)، مكتوبة بخط فارسي بتاريخ 1144هـ، واسم الناسخ محمد بن مصطفى، وعدد أوراقها (253) ورقة، وأسطرها (29) سطرا، في كل سطر (2219) كلمة، والنسخة جيدة وواضحة، مقابلة على أصل النسخة = م =، وعلى نسخة أخرى غير أصل = م =، وذلك أنه أثبت الفروق بين النسخ في حواشي النسخة = ت = وهذه الفروق بعضها موافق ما في النسخة = م = (1)، وبعضها الآخر مخالف، مما يدل على أن النسخة المقابلة فيها هي نسخة أخرى (2)، وهذه المقابلات تزيد في قيمة النسخة = ت =.
وأغلب الظن أن النسخة = ت = والنسخة = م = ترجعان إلى أصل واحد، حيث إن الفروق بينهما قليلة، ولاشتراكهما في الأخطاء في كثير من الأحيان (3)، ولتكرار بعض الحواشي فيهما (4)، وهذا الأصل المشترك هو نسخة ابن الجزري لسببين: أحدهما وجود حاشيتين لابن الجزري على هذا الأصل المشترك، وقد صرح ناسخ = ت = بأنه رأى الحاشيتين بخط ابن الجزري على أصله، بينما اكتفى ناسخ = م = بنقل الحاشيتين دون ذكر أنهما بخط ابن الجزري.
والحاشية الأولى في ل 27/ و، ونصها: = صوابه إبراهيم بن عمر، كما في التيسير، كذا رأيته بخط ابن الجزري =.
والحاشية الثانية في ل 73/ و، ونصها: = كتب في الأصل بقلم ابن الجزري قلت:
هذا عجب من مثل الشيخ أبي عمرو، كيف يقول إن الواو لم تقع زائدة في القرآن، وقد وقعت زائدة في نحو قوله تعالى: ثلاثة قروء كتبه محمد بن الجزري، قلت: بلى هذا سهو مني، والصواب ما ذكر، فإن هذا من الهمزة المتوسطة ولم يقع بعد واو انتهى =.
__________
(1) انظر الفقرات: 259، 543، 566، 1131، 1174، 2301، 2305.
(2) انظر الفقرات: 939، 2384.
(3) انظر على سبيل المثال الفقرة: 1100، 1102.
(4) انظر الفقرات: 644، 1742.(1/63)
والسبب الآخر: قال ابن الجزري في غاية النهاية 2/ 188: وأبي العباس أحمد بن محمد بن القباب، كذا أسنده الداني في جامعه، رأيته في نسختي كذلك، ولا أشك أنه محمد بن حميد، والغلط من الكاتب والله أعلم.
نقول: والذي في نسخة ابن الجزري موافق لما في (ت) و (م) (1).
والنسخة = ت = بعد ذلك عليها حواش، تدل على تمكن كاتب هذه الحواشي من علم القراءات، وتيقظه وضبطه، مثل حاشية ل 38/ و، ونصها: وقرأ الداني على ابن غلبون على أبيه، على أبي سهل صالح بن إدريس بن صالح البغدادي، على أبي سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، على القاسم بن نصر المازني، على ابن الهيثم، على خلاد، نقل هذا الطريق من النشر عن الداني ولم يوجد في جامعه في نسختنا.
وحاشية ل 49/ ظ، ونصها: قوله روى ذلك عن اليزيدي ابنه هو أبو عبد الرحمن كذا في كتاب الإدغام الكبير لأبي عمرو الداني.
وحاشية ل 97/ ظ، ونصها قال في كتاب الموضح: وسمعت الحسن بن محمد بن سليمان المقرئ يقول: هو مذهب البصريين، وفي كتابه هذا الحسن بن سليمان، والله أعلم (2).
والنسخة = ت = عليها حواش كثيرة تعرّف بالأعلام، أو تضبط الأسماء، مثل حاشية ل 3/ و، ونصها: صرد: بضم الصاد المهملة، وفتح الراء المهملة. وحاشية ل 22/ و، ونصها: قال ابن الجزري في كتابه غاية النهاية: زر مات في الجماجم سنة اثنتين وثمانين ناقلا عن خليفة صاحب التاريخ.
وحاشية ل 47/ و، ونصها: أبو زيد هو سعيد بن أوس الأنصاري غاية، وعليها حواش تشرح بعض المفردات.
وقد اعتمدنا هذه النسخة أصلا، لأنها أوثق النسخ بسبب ما تقدّم في وصفها.
ثانيا: النسخة المصرية، ورمزها = م =:
وهي نسخة خطية محفوظة في دار الكتب المصرية برقم (3) قراءات
__________
(1) انظر الفقرة: 671.
(2) وانظر: حاشية ل 51/ ظ في الفقرة: 1241، وحاشية ل 52/ وفي الفقرة: 1245.(1/64)
(6467) (1)، مكتوبة بخط نسخ بتاريخ 1146هـ، واسم الناسخ أبو بكر البولوي، الساكن بمدرسة محمود باشا، ولم نقف على ترجمة له.
وعدد أوراقها (375) ورقة، وأسطرها (27) سطرا، وفي كل سطر (1816) كلمة.
والنسخة جيدة وواضحة، عليها استدراكات للسقط في الحواشي، تردفها كلمة (صح).
وأغلب الظن أن أصل هذه النسخة، وربما أصل الأصل، هو نسخة ابن الجزري، فقد نقل الناسخ التعليق السابق في النسخة (ت) نفسه، وفيه (كتبه محمد بن الجزري) دون أن يشير إلى أن ذلك رآه بخط ابن الجزري، كما ذكر ناسخ (ت) أو هو منقول من خط ابن الجزري.
ويبدو لنا أن النسخة كتبت بطريق الإملاء لوقوع تصحيف السمع فيها، مثل (الوصل) صحفت إلى (الوصف) (2)، و (معدول) صحفت إلى (معلول) (3) والله أعلم.
ثالثا: النسخة الهندية: وهي نسخة خطية محفوظة في مكتبة خدابخش في بنكيبور، باتنا برقم (110) مكتوبة بخط نسخ بتاريخ (1295) هـ، واسم الناسخ مصطفى إبراهيم خادم الأستاذ الخدوتي، وعدد أوراقها (670)، وأسطرها (21) سطرا، في كل سطر (109) كلمات.
والنسخة سيئة بها آثار رطوبة مما سبب طمسا لكثير من لوحاتها، بحيث يتعذر الاعتماد عليها في المقابلة، لذلك لم نثبت الفروق بينها وبين النسختين السابقتين.
__________
(1) انظر: فهرس دار الكتب المصرية القديم المطبوع سنة 1310هـ، ج 1/ 94.
(2) انظر الفقرة: 1792.
(3) انظر الفقرة: 2021.(1/65)
[صورة لوحة العنوان من النسخة ت]
[صورة اللوحة الأخيرة 253/ ظ من النسخة ت]
[صورة لوحة العنوان من النسخة م]
[صورة اللوحة الأولى من النسخة م]
[صورة اللوحة الأخيرة من النسخة م]
جامع البيان في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى 444هـ(1/66)
[صورة لوحة العنوان من النسخة ت]
[صورة اللوحة الأخيرة 253/ ظ من النسخة ت]
[صورة لوحة العنوان من النسخة م]
[صورة اللوحة الأولى من النسخة م]
[صورة اللوحة الأخيرة من النسخة م]
جامع البيان في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى 444هـ(1/67)
[صورة لوحة العنوان من النسخة ت]
[صورة اللوحة الأخيرة 253/ ظ من النسخة ت]
[صورة لوحة العنوان من النسخة م]
[صورة اللوحة الأولى من النسخة م]
[صورة اللوحة الأخيرة من النسخة م]
جامع البيان في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى 444هـ(1/68)
[صورة لوحة العنوان من النسخة ت]
[صورة اللوحة الأخيرة 253/ ظ من النسخة ت]
[صورة لوحة العنوان من النسخة م]
[صورة اللوحة الأولى من النسخة م]
[صورة اللوحة الأخيرة من النسخة م]
جامع البيان في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى 444هـ(1/69)
[صورة لوحة العنوان من النسخة ت]
[صورة اللوحة الأخيرة 253/ ظ من النسخة ت]
[صورة لوحة العنوان من النسخة م]
[صورة اللوحة الأولى من النسخة م]
[صورة اللوحة الأخيرة من النسخة م]
جامع البيان في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى 444هـ(1/70)
[صورة لوحة العنوان من النسخة ت]
[صورة اللوحة الأخيرة 253/ ظ من النسخة ت]
[صورة لوحة العنوان من النسخة م]
[صورة اللوحة الأولى من النسخة م]
[صورة اللوحة الأخيرة من النسخة م]
جامع البيان في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى 444هـ(1/71)
[صورة لوحة العنوان من النسخة ت]
[صورة اللوحة الأخيرة 253/ ظ من النسخة ت]
[صورة لوحة العنوان من النسخة م]
[صورة اللوحة الأولى من النسخة م]
[صورة اللوحة الأخيرة من النسخة م]
جامع البيان في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى 444هـ
مقدمة المؤلف
{بسم الله الرّحمن الرّحيم
1 - حدّثني} [1] الفقيه المقرئ أبو داود، قال: حدّثني شيخنا أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمر الفقيه المقرئ اللغوي الأموي مولى لهم، المعروف بابن الصّيرفي، قراءة مني عليه في منزله بمدينة دانية من كتابي، وهو يمسك أصله، في ربيع الآخر سنة أربعين وأربع مائة (2). قلت له: قلتم رضي الله عنكم:
2 - الحمد لله بارئ الأنام بحكمته وفاطر السماوات والأرض بقدرته الأوّل بلا عديل، والآخر بلا مثيل، والواحد بلا نظير، والقاهر بلا ظهير، ذي العظمة والملكوت، والعزّة والجبروت، الذي لا يئوده حفظ ما ابتدأ ولا تدبير ما برأ، جلّ عن تحديد الصفات، فلا يرام بالتدبير. وخفي عن الأوهام، فلا يقاس بالتفكير. لا تتصرّف به الأحوال ولا تضرب له الأمثال، له المثل الأعلى والأسماء الحسنى.
3 - أحمده حمد من شكر نعماه، ورضي في الأمور كلها قضاه، وأومن به إيمان من أخلص عبادته واستشعر طاعته، وأتوكل عليه توكّل من وثق به وفوّض إليه.
4 - وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، شهادة من اعترف له بالوحدانية، وأقرّ له بالصّمدانية (3)، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى، ورسوله المرتضى بعثه بالدين القيّم، والبرهان البيّن بكتاب عزيز كريم معجز التأليف والنظام، بائن عن جميع الكلام خارج عن تحبير (4) المخلوقين، تنزيل من ربّ العالمين، فرض فيه الفرائض، وأوضح فيه الشرائع، وأحلّ وحرّم، وأدّب وعلّم، وأنزله بأيسر الوجوه، وأفصح اللغات، وأذن فيه بتغاير الألفاظ، واختلاف القراءات، وجعله مهيمنا على كل
__________
(1) كتب ناسخ = ت = في أعلى الصفحة: هذا كتاب جامع البيان لأبي عمرو الداني في القراءات السبع.
(2) أي قبل وفاة المؤلف بأربع سنين، مما يعطي هذه الرواية للكتاب أهمية كبيرة لتأخرها.
(3) الصمدانية: من الصمد بالتحريك وهو السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر، وقيل الذي يصمد إليه في الحوائج، أي يقصد انظر لسان العرب لابن منظور 4/ 246.
(4) التحبير: التحسين، قال في اللسان (5/ 229): حبرت الشيء تحبيرا، إذا حسنته.(1/73)
كتاب، ووعد من تلاه حقّ تلاوته بجزيل الأجر والثواب، وحفظه من تحريف المبطلين وخطل (1) الزائغين، وأورثه من اصطفى من خليقته، وارتضى من بريّته، فهم خلّص عباده، ونور بلاده.
5 - فله الحمد على ما أنعم وأولى (2)، ووهب وأعطى من آلائه التي لا تحصى، ونعمائه التي لا تخفى، وصلّى الله على سيّدنا محمد أمين وحيه، وخاتم رسله، صلاة زاكية نامية على مرّ الزمان وتتابع الأمم، وعلى أهل بيته الطيّبين وأصحابه المنتخبين وأزواجه أمّهات المؤمنين، وسلّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
6 - أما بعد، أيّدكم الله بتوفيقه وأمدّكم بعونه وتسديده، فإنكم سألتموني إسعافكم برسم كتاب في اختلاف قراءة الأئمة السبعة بالأمصار، محيط بأصولهم (3)
وفروعهم (4)، مبيّن لمذاهبهم واختلافهم، جامع للمعمول عليه في روايتهم والمأخوذ به من طرقهم، ملخّص للظاهر الجليّ، موضح للغامض الخفيّ، محتو على الاختصار والتقليل (5)، خال من التكرار والتطويل، قائم بنفسه، [2/ و] مستغن عن غيره، يذكّر المقرئ الثاقب، يفهم المبتدئ الطالب، ويخفّف على الناسخ ويكون عونا للدّارس.
7 - فأجبتكم إلى ما سألتموه، وأسعفتكم فيما رغبتموه على النحو الذي أردتم، والوجه الذي طلبتم، وذكرت لكم الاختلاف بين أئمة القراءة في المواضع الذي (6)
اختلفوا فيها من الأصول المطّردة والحروف المتفرّقة، وبيّنت اختلافهم بيانا شافيا،
__________
(1) في لسان العرب 13/ 222: الخطل: الكلام الفاسد الكثير المضطرب.
(2) في لسان العرب 20/ 294، أوليته معروفا: إذا أسديت إليه معروفا.
(3) الأصول جمع أصل، وهو في اللغة ما يبنى عليه غيره، وفي اصطلاح القراء عبارة عن الحكم المطرد الجاري في كل ما تحقق فيه شرط ذلك الحكم، كالمد والإظهار والفتح والإمالة ونحو ذلك. انظر الإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع / 11.
(4) الفروع هي حروف القراءات المختلف فيها، التي لا تنظمها أحكام مطردة، وتسمى فرشا لذلك.
انظر الإضاءة للضباع / 12.
(5) في = ت =: (التعليل) ولا يناسب السياق من ناحية، كما أن المؤلف لم يلتزم تعليل أوجه القراءة من ناحية أخرى، مما يرجح أن الصواب (التقليل) كما في = م =.
(6) أي التي، وهو ضعيف لغة لأنه على قول الأخفش في أن (الذي) يكون كمن، للواحد والمثنى والجمع، بلفظ واحد. وهو ضعيف. انظر همع الهوامع للسيوطي 1/ 285، وستأتي مواضع أخرى يستعمل فيها المؤلف (الذي) للجمع.(1/74)
وشرحت مذاهبهم شرحا كافيا، وقرّبت تراجمهم (1) وعباراتهم، وميّزت بين طرقهم ورواياتهم، وعرّفت بالصّحيح السائر، ونبّهت على السقيم الداثر (2)، وبالغت في تلخيص ذلك وتقريبه، واجتهدت في إيضاحه وتهذيبه، وأعطيته حظّا وافرا من عنايتي، ونصيبا كاملا من روايتي، وأفردت قراءة كل واحد من الأئمة برواية من أخذ القراءة عنه تلاوة، وأدّى الحروف عنه حكاية، دون رواية من نقلها مطالعة (3) في الكتب، ورؤية (4) في المصحف إذ الكتب والصّحف غير محيطة بالحروف الجليّة، ولا مؤدية عن الألفاظ الخفية، والتلاوة محيطة بذلك ومؤدّية عنه (5).
8 - فأفردت قراءة نافع (6) برواية إسماعيل (7) بن جعفر من طريق عبد الرحمن (8)
بن عبدوس وأحمد (9) بن فرح، ومحمد بن محمد (10) الباهلي عن أبي عمر (11)
الدوريّ عنه، ومن طريق علي (12) الكسائي
__________
(1) أي تعبيراتهم في ضبط القراءة.
(2) أي الضعيف الدارس. والدثور: الدروس. انظر اللسان 5/ 361.
(3) في ت، م: (سماعا). ولا تناسب السياق لأن سماع الحروف يكون من الشيوخ، لا من الكتب. وسماعها من الشيوخ، هو المراد بقوله (وأدى الحروف عنه حكاية).
(4) في ت: (ورواية)، ولعلها تصحيف من الناسخ.
(5) هذا الشرط التزمه المؤلف في الرواة عن الأئمة، ولم يلتزمه فيمن دونهم.
(6) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 152وما بعدها.
(7) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 169وما بعدها.
(8) عبد الرحمن بن عبدوس بفتح العين، أبو الزعراء، البغدادي، ثقة، ضابط، محرر، أجل أصحاب الدوري، روى عنه ابن مجاهد، وعليه اعتماده في العرض، مات سنة بضع وثمانين ومائتين. غاية النهاية 1/ 373، معرفة القراء 1/ 193.
(9) أحمد بن فرح بن جبريل، أبو جعفر، الضرير، البغدادي، المفسر، ثقة، كبير، قرأ على الدوري بجميع ما عنده من القراءات، توفي سنة ثلاث وثلاث مائة، وقد قارب التسعين.
غاية النهاية 1/ 95، معرفة القراء 1/ 194.
(10) محمد بن محمد بن عبد الله بن بدر، النفاح، أبو الحسن، الباهلي، البغدادي، نزيل مصر، ثقة، مشهور، محدث، توفي في مصر سنة أربع عشرة وثلاث مائة. غاية النهاية 2/ 242، معرفة القراء 1/ 198. والنفاح بالحاء المهملة كما في تبصير المنتبه بتحرير المشتبه 4/ 1442.
(11) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 373وما بعده.
(12) ستأتي ترجمته عن المؤلف في الفقرة / 382وما بعدها.(1/75)
وسليمان الهاشمي (1) وأبي عبيد (2) الأسدي وحسين (3) المروروذي وبريد (4) بن عبد الواحد عنه.
9 - وبرواية إسحاق (5) المسيبي من طريق ابنه محمد (6)، وخلف (7) بن هشام ومحمد (8) بن سعدان وعبد الله (9) بن ذكوان وحمزة (10) بن القاسم وأحمد (11) بن
__________
(1) سليمان بن داود بن علي، أبو أيوب، الهاشمي، البغدادي، ضابط مشهور، ثقة. مات سنة تسع عشرة ومائتين. غاية 1/ 313.
(2) القاسم بن سلام، أبو عبيد، البغدادي، الإمام المشهور، مات سنة أربع وعشرين ومائتين.
التقريب 2/ 117، غاية 2/ 17، معرفة 1/ 141.
والأسدي بسكون السين نسبة إلى الأزد. الأنساب ل 32/ ظ. وكان يتولاهم.
تهذيب الكمال 2/ 1109.
(3) الحسين بن محمد بن بهرام، ثقة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. التقريب 1/ 179. تاريخ بغداد 8/ 88. والمروروذي نسبة إلى مروروذ بفتح الواو الأولى. ويقال في النسبة إليها أيضا المروذي بتشديد الذال. الأنساب ل 523/ و.
(4) في (ت، م): يزيد بدل بريد. وهو تصحيف. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 176.
وهو بريد بن عبد الواحد، أبو المعافي، مقرئ ثقة، مات سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
غاية 1/ 176، جامع البيان فقرة / 1402، وتاريخ وفاته هذا لعله خطأ لأن شيخه إسماعيل بن جعفر توفي سنة مائتين في أبعد الأقوال، وتلميذه سليمان بن داود الزهراني توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين، أنظر غاية النهاية 1/ 313، 1/ 163. والله أعلم.
(5) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 173وما بعدها.
(6) محمد بن إسحاق بن محمد، أبو عبد الله، المسيبي، المدني، مقرئ عالم مشهور، ضابط ثقة في القراءة، وأما في الحديث فهو صدوق. مات سنة ست وثلاثين ومائتين. غاية 2/ 98، معرفة 1/ 177، تقريب 2/ 144.
والمسيبي بضم الميم وفتح السين والياء نسبة إلى الجد الأعلى. الأنساب ل 531/ و.
(7) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 366وما بعدها.
(8) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 379وما بعدها.
(9) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 263وما بعدها.
(10) حمزة بن القاسم، أبو عمارة، الأحول، الكوفيّ، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن حفص بن سليمان، وإسحاق المسيبي وغيرهما. غاية النهاية 1/ 264.
(11) أحمد بن جبير بن محمد بن جعفر، أبو جعفر الكوفي، نزيل أنطاكية، من أئمة القراء، أخذ القراءات عرضا وسماعا عن الكسائي، وسليم، والمسيبي، توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
غاية النهاية 1/ 42، معرفة القراء 1/ 170.(1/76)
جبير وإسحاق (1) بن موسى الأنصاري ومحمد (2) بن عمرو الباهلي (3) وحمّاد (4) بن بحر عنه.
10 - وبرواية قالون (5) من طريق إسماعيل (6) بن إسحاق القاضي وأحمد (7) بن يزيد الحلواني والحسن (8) بن علي الشحام ومحمد (9) بن هارون وأحمد (10) بن صالح
__________
(1) إسحاق بن موسى، أبو موسى، الأنصاريّ الكوفي، قاضي نيسابور، ثقة متقن، مات سنة أربع وأربعين ومائتين. التقريب 1/ 61، غاية النهاية 1/ 158.
(2) محمد بن عمرو بن العباس، أبو بكر، الباهلي، البصري، ثم البغداديّ، ثقة، مات سنة تسع وأربعين ومائتين.
(3) تاريخ بغداد 3/ 127، غاية النهاية 2/ 221.
(4) حماد بن بحر، الكوفي، روى القراءة عن إسحاق المسيبي، روى القراءة عنه عرضا وسماعا محمد بن عيسى الأصبهاني، قال الداني: وحماد هذا كثير الشذوذ لأصحابه عن المسيبي. غاية النهاية 1/ 257.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال، لا أعرفه، شيخ مجهول، الجرح والتعديل 3/ 133:
وانظر ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 588، والمغني في الضعفاء للذهبي 1/ 188.
(5) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 177وما بعدها.
(6) اسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد. أبو إسحاق، البغدادي، ثقة، من الحفاظ روى القراءة عن قالون، وصنف كتابا في القراءات جمع فيه قراءات عشرين إماما. مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين، ببغداد عن ثلاث وثمانين سنة. تاريخ بغداد 6/ 284، غاية النهاية 1/ 162، تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 625.
(7) أحمد بن يزيد بن أزداذ، الصفار، الأستاذ أبو الحسن، الحلواني، إمام كبير، عارف، صدوق متقن، ضابط، خصوصا في قالون وهشام. توفي سنة نيف وخمسين ومائتين. غاية 1/ 149، معرفة 1/ 180، وأما في الحديث فلم يرضه أبو زرعة. الجرح والتعديل 2/ 82. وذكره الذهبي في المغني 1/ 62.
(8) في (ت، م): = الحسين = مصغرا، وهو تصحيف، وسيأتي اسمه صحيحا في الفقرة / 642، وكذا ذكر في غاية النهاية 1/ 225بدون ياء. وهو الحسن بن علي بن عمران، أبو علي، وأبو عمران، الشحام، مقرئ معروف، قرأ على قالون عرضا، قرأ عليه أبو العباد محمد بن يونس وغيره.
(9) محمد بن هارون، أبو جعفر، البغدادي، يعرف بأبي نشيط، مقرئ جليل، ثقة، ضابط، مشهور، أخذ القراءة عرضا عن قالون وغيره، روى القراءة عنه عرضا أبو حسان أحمد بن محمد، وعنه انتشرت روايته عنه أداء عن قالون، وهي الطريقة التي في جميع كتب القراءات، توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين. غاية النهاية 2/ 272، معرفة القراء 1/ 181.
(10) أحمد بن صالح، الإمام، الحافظ، أبو جعفر، المصري، أحد الأعلام، قرأ على ورش وقالون وغيرهما. توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين، غاية النهاية 1/ 62، معرفة القراء 1/ 152.(1/77)
المصري وإبراهيم (1) بن الحسين الكسائي وعبد الله (2) بن عيسى المدني ومحمد (3)
ابن عبد الحكم القطري ومصعب (4) بن إبراهيم الزّبيري، ومحمد (5) بن عثمان العثماني وعبيد الله (6) بن محمد العمري وسالم (7) بن هارون المدني والحسين بن محمد بن عبد الله (8) المعلم وإبراهيم (9) وأحمد (10) ابني قالون عنه.
__________
(1) إبراهيم بن الحسين بن علي بن دازيل، الحافظ، أبو إسحاق، الهمداني، الكسائي، المعروف بسفينة، وبدابة عفان، روى القراءة سماعا عن قالون، وأثبت جماعة عرضه عليه، وهو ثقة كبير.
توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين. غاية النهاية 1/ 11، تذكرة الحفاظ 2/ 608.
(2) عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن شعيب، أبو موسى، القرشي، المدني، المعروف بطيارة نزيل مصر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن قالون، مات سنة سبع وثمانين ومائتين غاية النهاية 1/ 440، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي 2/ 375.
(3) محمد بن عبد الحكم بن يزيد، أبو العباس، القطري، مشهور، أخذ القراءة سماعا عن قالون وله عنه نسخة، غاية النهاية 2/ 159.
والقطري بكسر القاف وسكون الطاء، نسبة إلى القطر. الأنساب 458/ و.
(4) مصعب بن إبراهيم بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو عبد الزبيري، المدني، ضابط محقق، قرأ على قالون، وله عنه نسخة، وهو من جلة أصحابه. غاية النهاية 2/ 299.
(5) محمد بن عثمان بن خالد بن محمد بن عمرو بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان أبو مروان، العثماني، المدني ثم المكي، مقرئ معروف، ثقة في القراءة، وأما في الحديث فصدوق يخطئ، توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين. انظر غاية النهاية 2/ 196، والتقريب 2/ 189.
(6) عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن الخطاب، أبو بكر العمري، القاضي، المكي، سكن مصر، روى الحروف عن قالون، وله عنه نسخة. مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين. غاية 1/ 492. وأما في الحديث فقد كان ضعيفا. لسان الميزان 4/ 112.
(7) سالم بن هارون بن موسى بن المبارك، أبو سليمان، الليثي، المؤدب بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم، عرض على قالون، عرض عليه أبو الحسن بن شنبوذ، غاية 1/ 301.
(8) في (ت. م) الحسين بن محمد المعلم. وهو خطأ. وقد ورد اسمه صحيحا في الفقرة / 662، وكذا في غاية النهاية 1/ 1243: الحسين بن عبد الله المعلم، روى القراءة عن قالون، وله عنه نسخة. روى القراءة عنه محمد بن عبد الله بن فليح.
(9) إبراهيم بن عيسى (قالون) بن مينا، المدني، قرأ على أبيه. قرأ عليه محمد بن عبد الله بن فليح، غاية النهاية 1/ 22.
(10) أحمد بن عيسى (قالون) بن مينا، المدني، روى القراءة عن أبيه عرضا، قال الحافظ أبو عمرو الداني: وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بالمدينة. روى عنه القراءة عرضا الحسن بن أبي مهران. غاية النهاية 1/ 94معرفة القراء 1/ 182.(1/78)
11 - وبرواية ورش (1) من طريق أبي الأزهر (2) العتقي وأبي يعقوب (3) الأزرق المدني وداود (4) بن أبي طيبة وأحمد بن صالح ويونس (5) بن عبد الأعلى وأبي بكر (6)
الأصبهاني عن أصحابه عنه.
12 - وأفردت قراءة ابن كثير (7) برواية أبي الحسن (8) القواس من طريق قنبل (9)
ابن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن يزيد الحلواني وعبد الله (10) بن جبير الهاشمي عنه.
__________
(1) ستأتي ترجمته عند المؤلف فقرة / 182وما بعدها.
(2) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، أبو الأزهر، العتقي، المصري، صاحب الإمام مالك، راو مشهور بالقراءة، متصدر، ثقة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. غاية 1/ 389، معرفة 1/ 150. والعتقي بضم العين وفتح القاف نسبة إلى العتقيين. الأنساب ل 384/ و.
(3) يوسف بن عمرو بن يسار، أبو يعقوب المدني، ثم المصري، المعروف بالأزرق، ثقة، محقق، ضابط، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ورش، وخلفه في الإقراء بمصر. توفي في حدود الأربعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 402، معرفة القراء 1/ 149.
(4) داود بن أبي طيبة هارون بن يزيد، أبو سليمان المصري، النحوي، ما هو، محقق، قرأ على ورش، وهو من جلة أصحابه. مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين. غاية النهاية 1/ 279، معرفة القراء 1/ 151.
(5) يونس بن عبد الأعلى بن موسى، أبو موسى، الصدفي، المصري، فقيه إمام كبير، ومقرئ، محدث، ثقة، صالح، أخذ القراءة عن ورش وغيره. توفي سنة أربع وستين ومائتين. غاية النهاية 2/ 407، معرفة القراء 1/ 156، تذكرة الحفاظ 2/ 527.
(6) محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم، أبو بكر، الأصبهاني، صاحب رواية ورش عند العراقيين إمام، ضابط، مشهور، ثقة، أخذ رواية ورش عرضا عن جماعة عن ورش، روى القراءة عنه ابن مجاهد وابن يونس وغيرهما. توفي سنة ست وتسعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 169، معرفة القراء 1/ 189.
(7) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 187وما بعدها.
(8) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 202وما بعدها.
(9) محمد بن عبد الرحمن بن خالد، أبو عمر، المخزومي مولاهم، المكي، الملقب بقنبل، شيخ القراء بالحجاز، أخذ القراءة عرضا عن القواس، روى القراءة عنه عرضا محمد بن إسحاق، وهو أجل أصحابه. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين، غاية النهاية 2/ 165، معرفة القراء 1/ 186.
(10) عبد الله بن جبير، الهاشمي، المكي، روى الحروف عن القواس، وعرض على قنبل، روى عنه الحروف إسحاق بن أحمد الخزاعي، غاية النهاية 1/ 412.(1/79)
13 - وبرواية أبي الحسن (1) البزّي من طريق أبي ربيعة محمد (2) بن إسحاق (3)
الرّبعي وإسحاق بن أحمد الخزاعي وأبي عبد الرحمن (4) اللهبي والحسن (5) بن الحباب ومحمد (6) بن هارون ومضر (7) بن محمد الضّبّي وأبي معمر (8) البصري عنه.
14 - وبرواية أبي (9) إسحاق عبد الوهّاب بن فليح من طريق الخزاعيّ وأبي عليّ (10) الحدّاد ومحمد بن (11) عمران الدّينوري.
__________
(1) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 204وما بعدها.
(2) في (م): محمد بن محمد بن إسحاق. وهو خطأ. وقد ذكره المؤلف في الفقرة / 710، محمد بن إسحاق. وكذا هو في غاية النهاية 2/ 99: محمد بن إسحاق بن وهب، أبو ربيعة، الربعي، المكي، المؤدب، مؤذن المسجد الحرام، مقرئ، جليل، ضابط، أخذ القراءة عن البزي، وقنبل، وضبط عنهما روايتهما. توفي سنة أربع وتسعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 99.
(3) إسحاق بن أحمد بن إسحاق، أبو محمد، الخزاعي، المكي، إمام في قراءة المكيين، ثقة، ضابط، حجة، قرأ على البزي، وعبد الوهاب بن فليح وغيرهما، توفي سنة ثمان وثلاث مائة، غاية النهاية 1/ 156، معرفة القراء 1/ 184.
(4) عبد الله بن علي بن عبد الله، أبو عبد الرحمن، اللهبي، المكي، مقرئ، حاذق، ثقة، أخذ القراءة عرضا عن البزي، وهو من جلة أصحابه. قال الذهبي، أقرأ ببغداد في حدود الثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 436. واللهبي بفتح اللام والهاء، نسبة إلى أبي لهب. الأنساب 497/ ظ.
(5) الحسن بن الحباب بن مخلد، الدقاق، أبو علي، البغدادي، شيخ، متصدر، مشهور، ثقة، ضابط، من كبار الحذاق، توفي سنة إحدى وثلاث مائة ببغداد. غاية النهاية 1/ 209، معرفة القراء 1/ 186، تاريخ بغداد 7/ 301.
(6) محمد بن محمد بن هارون، أبو الحسن، الربعي، أخذ القراءة عرضا عن البزي، روى القراءة عنه عرضا محمد بن إبراهيم البلخي. غاية النهاية 2/ 257.
(7) مضر بن محمد بن خالد، أبو محمد، الضبي، الكوفي، قال الدارقطني: هو ثقة، مات سنة سبع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد 13/ 268، غاية النهاية 2/ 299.
(8) أبو معمر، الجمحي، البصري، روى القراءة عرضا عن البزي، روى القراءة عنه عرضا سلامة ابن هارون. غاية النهاية 2/ 326.
(9) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 208وما بعدها.
(10) الحسن بن محمد، أبو علي، ويقال أبو الحسين، الحداد، روى القراءة عرضا عن عبد الوهاب ابن فليح، والبزي، عرض عليه أبو بكر النقاش وغيره. غاية النهاية 1/ 233.
(11) محمد بن عمران، أبو بكر، الدينوري، أخذ القراءة عن ابن فليح، وسمع منه كتاب حروف المكيين، روى القراءة عنه محمد بن الحسن النقاش وغيره. غاية النهاية 2/ 222. والدينوري بكسر الدال وفتح النون والواو وكسر الراء نسبة إلى مدينة دينور. الأنساب ل 238/ ظ.(1/80)
15 - وأفردت قراءة أبي عمرو (1) برواية أبي محمد (2) اليزيدي من طريق أبي الدوري وأبي شعيب (3) السّوسي وأبي الفتح (4) الموصلي وأبي أيوب (5) الخيّاط وأبي عبد الرحمن (6) عبد الله وأبي إسحاق (7) إبراهيم، وأبي عليّ (8) إسماعيل أبناء (9)
اليزيدي، وأبي جعفر أحمد (10) ابن أخيهم محمد، وأحمد (11) بن واصل، وأبي حمدون (12) الطيب بن إسماعيل وأبي خلاد (13) سليمان بن خلّاد وأبي جعفر بن
__________
(1) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 212وما بعدها.
(2) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 243وما بعدها.
(3) صالح بن زياد بن عبد الله، أبو شعيب، السوسي، الرقي، مقرئ، ضابط، محرر، ثقة. أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي، مات سنة إحدى وستين ومائتين. غاية النهاية 1/ 332، معرفة القراء 1/ 159، التقريب 1/ 159. والسوسي بضم السين الأولى نسبة إلى السوس، وهي بلدة من كور الأهواز. الأنساب ل 318/ و.
(4) عامر بن عمر بن صالح، أبو الفتح، المعروف بأوقية، الموصلي، مقرئ، حاذق، أخذ القراءة عن اليزيدي. توفي سنة خمسين ومائتين، غاية النهاية 1/ 350، معرفة 1/ 179.
(5) سليمان بن أيوب بن الحكم، أبو أيوب، الخياط، البغدادي، مقرئ جليل، ثقة، قرأ على اليزيدي، توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين. غاية النهاية 1/ 312، معرفة 1/ 160.
(6) عبد الله بن يحيى بن المبارك، أبو عبد الرحمن، البغدادي، مشهور، ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبيه، روى عنه القراءة العباس وعبيد الله ابنا أخيه محمد. غاية النهاية 1/ 463.
(7) إبراهيم بن يحيى بن المبارك. أبو إسحاق، البغدادي، ضابط، شهير، نحوي، لغوي، قرأ على أبيه. روى القراءة عن ابنا أخيه العباس بن محمد وعبيد الله بن محمد. غاية النهاية 1/ 29.
(8) إسماعيل بن يحيى بن المبارك، أبو علي، البغدادي، أخذ القراءة عن أبيه. روى القراءة عنه القاسم ابن عبد الوارث. غاية النهاية 1/ 170.
(9) في (ت، م): ابني. وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(10) أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك، اليزيدي، أبو جعفر، البغدادي، متقن، قرأ على جده أبي محمد اليزيدي، روى القراءة عنه أخوه عبيد الله بن محمد وابن أخيه يونس بن علي. غاية النهاية 1/ 133.
(11) أحمد بن واصل البغدادي، روى القراءة عن اليزيدي، والكسائي، روى عنه ابنه محمد بن أحمد ابن واصل. غاية النهاية 1/ 147.
(12) الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب، أبو حمدون، البغدادي، مقرئ، ضابط، حاذق، ثقة، صالح، قرأ على اليزيدي وغيره. مات في حدود سنة أربعين ومائتين، غاية النهاية 1/ 343، معرفة القراء 1/ 173.
(13) سليمان بن خلاد، أبو خلاد، النحوي، السامري، المؤدب، صدوق، مصدر، أخذ القراءة عرضا(1/81)
سعدان وأحمد بن جبير ومحمد (1) بن شجاع عنه.
16 - وبرواية أبي نعيم (2) شجاع بن أبي نصر من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام وأبي نصر القاسم (3) بن علي ومحمد (4) بن غالب الأنماطيّ عنه.
17 - وأفردت قراءة ابن عامر (5) برواية عبد الله (6) بن ذكوان من طريق هارون (7) بن موسى الأخفش ومحمد (8) بن موسى الصّوريّ، وأحمد (9) بن يوسف
__________
وسماعا عن اليزيدي، مات سنة إحدى وستين ومائتين. معرفة القراء 1/ 159، غاية النهاية 1/ 313، الجرح والتعديل 4/ 110، تاريخ بغداد 9/ 53.
(1) محمد بن شجاع، أبو عبد الله، الثلجي، البغدادي، الفقيه الحنفي، عالم، صالح، مشهور، متكلم فيه من جهة اعتقاده، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي، توفي سنة أربع وستين ومائتين، غاية النهاية 2/ 153، وانظر تاريخ بغداد 5/ 350.
وفي غاية النهاية البلخي بدل الثلجي، وهو تصحيف. انظر الإكمال لابن ماكولا 1/ 453.
(2) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 247وما بعدها.
(3) القاسم بن علي، أبو نصر، البغدادي، عرض على شجاع بن أبي نصر، روى عنه القراءة الحسن المخرمي. غاية النهاية 2/ 19.
(4) محمد بن غالب، أبو جعفر، الأنماطي، البغدادي، المقرئ، عارف، مشهور، صالح، ورع، أخذ القراءة عرضا عن شجاع، وهو أضبط أصحابه، مات سنة أربع وخمسين ومائتين ببغداد غاية النهاية 2/ 226. معرفة القراء 1/ 178.
والأنماطي بفتح الهمزة وسكون النون نسبة إلى بيع الأنماط، وهي الفرش التي تبسط.
الأنساب 52/ ظ.
(5) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 251وما بعدها.
(6) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 263وما بعدها.
(7) هارون بن موسى بن شريك، أبو عبد الله، التغلبي، الأخفش، الدمشقي، مقرئ، مصدر، ثقة، نحوي، شيخ القراء بدمشق. أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ابن ذكوان، توفي سنة اثنين وتسعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 347، معرفة القراء 1/ 199.
(8) محمد بن موسى بن عبد الرحمن، أبو العباس الصوري، الدمشقي، مقرئ، مشهور، ضابط، ثقة، أخذ القراءة عرضا عن ابن ذكوان، مات سنة سبع وثلاث مائة. غاية النهاية 2/ 268، معرفة القراء 1/ 204.
والصوري نسبة إلى صور، البلدة المشهورة على ساحل الشام. الأنساب 357/ و.
(9) أحمد بن يوسف التغلبي، أبو عبد الله، البغدادي، ثقة. روى القراءة عن ابن ذكوان، قال الداني:
وله عنه نسخة فيها خلاف كثير لرواية أهل دمشق عن ابن ذكوان، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين. غاية النهاية 1/ 152، تاريخ بغداد 5/ 218.(1/82)
التغلبيّ وأحمد (1) بن أنس وأحمد بن المعلّى (2) وعثمان بن خرّزاذ (3) عنه.
18 - وبرواية هشام (4) بن عمّار من طريق الحلواني وإبراهيم (5) بن عبّاد البصري وأحمد بن [2/ ظ] أنس وأبي عبيد الأسديّ وأحمد (6) بن بكر وإسحاق (7) بن أبي حيّان وأبي بكر الباغندي (8) وإبراهيم (9) بن دحيم وأحمد (10) بن النصر وأحمد (11) بن الجارود عنه.
__________
(1) أحمد بن أنس بن مالك، أبو الحسن، الدمشقي، قرأ على هشام بن عمار، وعبد الله بن ذكوان، وله من كل منهما نسخة. غاية النهاية 1/ 40.
(2) أحمد بن المعلى بن يزيد الأسدي الدمشقي، أبو بكر، صدوق، مات سنة ست وثمانين ومائتين.
التقريب 1/ 26، غاية 1/ 139.
(3) عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ، أبو عمرو البصري، نزيل أنطاكية، روى القراءات عن ابن ذكوان روى القراءة عنه إبراهيم بن عبد الرزاق. غاية النهاية 1/ 506.
وفي الحديث كان حافظا حجة. انظر تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 623. وخرزاذ بضم الخاء وتشديد الراء بعدها زاي. التقريب 2/ 11.
(4) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 265وما بعدها.
(5) إبراهيم بن عباد، التميمي، البصري، قرأ على هشام. قرأ عليه إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي.
غاية النهاية 1/ 16.
(6) أحمد بن محمد بن بكر، أبو العباس، المعروف بالقصير، ثقة، مات سنة أربع وثمانين ومائتين.
تاريخ بغداد 4/ 399، غاية النهاية 1/ 108.
(7) في (ت، م): إسحاق بن أبي حيان. وهو خطأ، والتصحيح من تاريخ بغداد (6/ 384)، وغاية النهاية (1/ 155) وهو إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، الأنماطي، أبو يعقوب، البغدادي، ثقة، مات سنة اثنتين وثلاث مائة.
(8) محمد بن محمد بن سليمان، أبو بكر، الباغندي، الواسطي، ثقة، مات سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 3/ 209، غاية النهاية 2/ 240.
(9) إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم، القرشي، الدمشقي، المعروف بابن دحيم، روى القراءة عن هشام بن عمار. رواها عنه أحمد بن محمد بن سعيد، ومحمد بن الحسن النقاش، مات سنة ثلاث وثلاثمائة. غاية النهاية 1/ 16، تهذيب تاريخ دمشق الكبير لعبد القادر بدران 2/ 227.
(10) أحمد بن النضر بن بحر، أبو جعفر، العسكري، كان من ثقات الناس، والنضر بالمعجمة، تفرد بالقراءة عنه أبو بكر محمد بن الحسن النقاش. توفي سنة تسعين ومائتين. غاية النهاية 1/ 146، تاريخ بغداد 5/ 185.
(11) أحمد بن الجارود، الدينوري، روى القراءة عن هشام، روى عنه القراءة محمد بن الحسن النقاش وحده. غاية النهاية 1/ 42.(1/83)
19 - وبرواية الوليد بن عتبة (1) وعبد الحميد (2) بن بكّار عن أيّوب (3) بن تميم، عن يحيى (4) عنه (5)، وبرواية الوليد (6) بن مسلم، عن يحيى عنه.
20 - وأفردت قراءة عاصم (7) برواية أبي بكر (8) بن عيّاش من رواية أبي الحسن الكسائي من طريق أبي عبيد، وأبي توبة (9)، وأبي عمر، (10) وابن جبير (11).
21 - ومن رواية أبي يوسف (12) الأعشى من طريق محمد بن حبيب (13)
الشمّوني، ومحمد بن غالب الصيرفي (14)،
__________
(1) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 269وما بعدها.
(2) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 272وما بعدها.
(3) أيوب بن تميم بن سليمان، أبو سليمان، التميمي، الدمشقي، ضابط مشهور، قرأ على يحيى بن الحارث الذماري، وخلفه بالقيام في القراءة في دمشق، قرأ عليه ابن ذكوان، وهشام، وابن بكار، والوليد ابن عتبة، وغيرهم. توفي سنة ثمان وتسعين ومائة. غاية النهاية 1/ 172، معرفة القراء 1/ 122.
(4) يحيى بن الحارث الذماري، ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 380وما بعدها.
(5) سقطت (عنه) من م.
(6) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 275وما بعدها.
(7) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 284وما بعدها.
(8) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 306وما بعدها.
(9) ميمون بن حفص، أبو يحيى، ويقال له أبو توبة، النحوي، الكوفي، ثقة، كان من أئمة العربية، روى القراءة عنه محمد بن الجهم. غاية النهاية 2/ 325، تاريخ بغداد 12/ 210.
(10) هو حفص بن عمر الدوري.
(11) هو أحمد بن جبير بن محمد.
(12) يعقوب بن محمد خليفة، أبو يوسف، الأعشى، التميمى، الكوفي، أخذ القراءة عرضا عن أبي بكر ابن عياش، وهو أجل أصحابه. توفي في حدود المائتين. غاية النهاية 2/ 390، معرفة القراء 1/ 131.
(13) محمد بن حبيب، أبو جعفر، الشموني، الكوفي، مقرئ ضابط مشهور، أخذ القراءة عرضا عن أبي يوسف الأعشى، وهو أجل أصحابه وأحذقهم، قرأ عليه عبد الله بن محمد بن هاشم الزعفراني، توفي سنة أربعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 114.
(14) محمد بن غالب، أبو جعفر، الصيرفي، الكوفي، مقرئ، متصدر، أخذ القراءة عن أبي يوسف الأعشى. روى القراءة عنه علي بن الحسن التيمي. قال الذهبي: لا أعلم أحدا قرأ عليه غيره.
غاية النهاية 2/ 227، معرفة القراء 1/ 178.(1/84)
ومحمد (1) بن خلف التيمي، وأحمد بن جبير، ومحمد (2) بن جنيد، وعبيد (3) بن نعيم، ومحمد (4) بن إبراهيم الخوّاص، وعبد الحميد (5) بن صالح البرجمي.
22 - ومن رواية يحيى (6) بن آدم من طريق عبد الله (7) بن شاكر، وأحمد (8) بن
__________
(1) محمد بن خلف بن صالح بن عبد الأعلى، أبو بكر، التيمي، الكوفي، ثقة. روى الحروف سماعا عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر، وعن ضرار بن صرد عن يحيى بن آدم عن أبي بكر.
غاية النهاية 2/ 137.
(2) محمد بن الجنيد، أبو عبد الله، الكوفي، روى الحروف سماعا عن أبي يوسف الأعشى، وعبد الرحمن بن أبي حماد. روى الحروف عنه محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة. غاية النهاية 2/ 113.
وسيأتي توثيق الداني له اقتضاء في الفقرة / 878حيث أنه صحح جملة أسانيد، من رجالها محمد بن الجنيد.
(3) عبيد بن نعيم بن يحيى، أبو عمر، السعيدي، الكوفي، أخذ القراءة عن أبي بكر بن عياش، وأبي يوسف الأعشى، روى القراءة عنه أحمد بن مصرف اليامي. غاية النهاية 1/ 498.
(4) محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر، الزاهد، المعروف بالخواص، روى القراءة عن الأعشى عن أبي بكر، قرأ عليه أحمد بن يوسف الساري بسارية، قال: وكان زاهدا. غاية النهاية 2/ 43.
(5) عبد الحميد بن صالح بن عجلان، البرجمي، التيمي، أبو صالح، الكوفي، مقرئ، ثقة، وأما في الحديث فصدوق، مات سنة ثلاثين ومائتين. غاية النهاية 1/ 360، معرفة القراء 1/ 166، التقريب 1/ 468. والبرجمي بضم الباء والجيم وسكون الراء هذه النسبة إلى البراجم، وهي قبيلة من تميم بن مرة. الأنساب 71/ و، وانظر التقريب 1/ 468.
هذا، وأضاف المؤلف عند تفصيل الطرق طريقين آخرين عن الأعشى عن أبي بكر: أحدهما طريق أبي هشام الرفاعي، وانظره في الفقرة / 862والآخر طريق خلف بن هشام وانظره في الفقرة / 874.
(6) يحيى بن آدم بن سليمان، أبو زكريا، إمام كبير، حافظ، روى القراءة عن أبي بكر بن عياش سماعا، وأثبت جماعة قراءته عليه عرضا. توفي سنة ثلاث ومائتين. غاية النهاية 2/ 363، معرفة القراء 1/ 137. قال في التقريب 2/ 341: ثقة حافظ فاضل.
(7) عبد الله بن محمد بن شاكر، أبو البختري، العبدي، البغدادي، شيخ معروف، روى القراءة، عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم إلى آخر سورة الكهف، روى عنه ابن مجاهد وابن الأعرابي وابن الجارود. غاية النهاية 1/ 449. قال الدارقطني: صدوق ثقة. تاريخ بغداد 10/ 82.
(8) أحمد بن عمر بن حفص، الشيخ أبو إبراهيم الوكيعي، البغدادي، الضرير، ثقة، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. غاية النهاية 1/ 92، التقريب 1/ 22. والوكيعي بفتح الواو نسبة إلى وكيع.
الأنساب 585/ ظ.(1/85)
عمر الوكيعي، ومحمد (1) بن يزيد الرفاعي، والحسين بن (2) عليّ العجلي، وخلف بن هشام، وشعيب (3) بن أيوب، وموسى (4) بن حزام، وضرار (5) بن صرد، ومحمد (6) بن المنذر، والحجّاج (7) بن حمزة.
23 - ومن رواية عبد الرحمن (8) بن أبي حمّاد من طريق
__________
(1) محمد بن يزيد بن رفاعة، أبو هشام الرفاعي، الكوفي، القاضي، إمام مشهور في القراءة. وأما في الحديث فقال ابن حجر ليس بالقوي. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 280، معرفة القراء 1/ 182، التقريب 2/ 219.
(2) الحسين بن علي بن الأسود، أبو عبد الله، العجلي، الكوفي. غاية النهاية 1/ 238، وقال ابن حجر في التقريب 1/ 177: صدوق يخطئ كثيرا من الحادية عشرة.
قال عبد المهيمن: خطؤه في الحديث لا يستلزم خطأه في القراءة. فهو في القراءة صدوق، وفي روايته عن يحيى بن آدم ثقة. انظر الفقرة / 32.
والعجلي بكسر العين وسكون الجيم نسبة إلى بني عجل بن لجيم. الأنساب ل 385/ ظ.
(3) شعيب بن أيوب بن رزيق، بتقديم الراء، أبو بكر، ويقال أبو أيوب، الصريفيني مقرئ ضابط، موثق، عالم، وأما في الحديث فقال الحافظ ابن حجر: صدوق يدلس. مات بواسط سنة إحدى وستين ومائتين. غاية النهاية 1/ 327، معرفة القراء 1/ 169، التقريب 1/ 351. والصريفيني بفتح الصاد وكسر الراء نسبة إلى صريفين قربة من أعمال واسط. الأنساب ل 352/ و.
(4) موسى بن حزام، أبو عمران، الترمذي، الرجل الصالح، ثقة. قال ابن أبي داود: حدثنا بترمذ سنة إحدى وخمسين يعني ومائتين. غاية النهاية 2/ 318، التقريب 2/ 282.
(5) ضرار بن صرد بن سليمان، أبو نعيم التميمي الكوفي، ثقة، صالح، مات بالكوفة سنة تسع وعشرين ومائة. غاية النهاية 1/ 338.
قال ابن حجر: صدوق له أوهام. التقريب 2/ 374.
وفي هامش (ت): صرد بضم الصاد المهملة وفتح الراء المهملة أهـ قال عبد المهيمن: كذا هو مضبوط في التقريب وفيه ضبط (ضرار) بكسر أوله.
(6) محمد بن المنذر، الكوفي، مقرئ، معروف، روى الحروف سماعا عن يحيى بن آدم، وله عنه نسخة. غاية النهاية 2/ 266.
(7) حجاج بن حمزة بن سويد، أبو يوسف، الخشابي، القاضي، روى القراءة عرضا عن يحيى بن آدم. أخذ عنه القراءة عرضا محمد بن علي الحجاجي وغيره. غاية النهاية 1/ 203.
(8) عبد الرحمن بن شكيل، أبو محمد، ابن أبي حماد، الكوفي، من المشهورين بالإتقان والضبط، غاية النهاية 1/ 369، جامع البيان الفقرة / 878.
وفي غاية النهاية سكين بدل شكيل. وهو خطأ، والتصحيح من الإكمال لابن ماكولا 4/ 343.(1/86)
الحسن (1) بن جامع، ومحمد بن الجنيد.
24 - ومن رواية حسين (2) بن عليّ الجعفي من طريق هارون (3) بن حاتم، وخلاد بن خالد وأبي هشام الرفاعي.
25 - ومن رواية يحيى (4) بن محمد العليمي، وعبد الحميد بن صالح البرجمي، والمعلى (5) بن منصور، وهارون بن حاتم، وإسحاق (6) بن يوسف الأزرق، وعبيد بن نعيم، وعبد الله (7) بن أبي أمية، ويحيى (8) بن سليمان الجعفيّ،
__________
(1) الحسن بن جامع، الكوفي، روى القراءة عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن ابي بكر بن عياش وهو من جلة أصحابه، روى القراءة عنه أحمد بن الصقر، وعبد الله بن حميد بن قيس، غاية 1/ 209.
(2) حسين بن علي بن فتح، الإمام، الحبر، أبو عبد الله، ويقال أبو علي، الجعفي مولاهم، الكوفي، الزاهد، ثقة، قرأ على حمزة وأبي بكر بن عياش، مات سنة ثلاث ومائتين. التقريب 1/ 177.
غاية النهاية 1/ 247. معرفة القراء 1/ 135.
والجعفي بضم الجيم وسكون العين، هذه النسبة إلى القبيلة، وهي جعفي بن سعد العشيرة.
الأنساب 132/ و.
(3) هارون بن حاتم، أبو بشر، الكوفي، البزاز، مقرئ مشهور، روى عنه الحلواني وغيره. وفي الحديث ذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة تسع وأربعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 346.
وانظر ميزان الاعتدال 4/ 282. ولسان الميزان 6/ 178.
(4) يحيى بن محمد بن قيس، أبو محمد، العليمي الأنصاري، الكوفي، شيخ القراءة بالكوفة، مقرئ، حاذق، ثقة. توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين. غاية النهاية 2/ 378، معرفة القراء 1/ 167.
والعليمي بضم العين وفتح اللام نسبة إلى عليم بطن من عذرة. الأنساب 398/ و.
(5) معلى بن منصور، أبو يعلى، الرازي، الحافظ، الفقيه الحنفي، ثقة، مشهور، روى القراءة عن أبي بكر بن عياش، وكان من أصحاب أبي يوسف، قال العجلي: ثقة نبيل صاحب سنة، طلبوه على القضاء غير مرة. توفي سنة إحدى عشرة ومائتين غاية النهاية 2/ 304، تاريخ الثقات للعجلي / 435، التقريب 2/ 265.
(6) إسحاق بن يوسف بن يعقوب، الأزرق، أبو محمد، ثقة، كبير القدر، روى حروف عاصم عن أبي بكر بن عياش، مات سنة خمس وتسعين ومائة. غاية النهاية 1/ 158، التقريب 1/ 63.
(7) عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، أبو عمرو، البصري، نزيل الكوفة، روى القراءة عن أبي بكر عن عاصم. روى عنه القراءة محمد بن الجهم. غاية النهاية 1/ 438.
(8) يحيى بن سليمان بن يحيى، أبو سعيد، الجعفي، الكوفي، حدث عنه البخاري في صحيحه.
توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين. غاية النهاية 2/ 373.(1/87)
وعبد الجبار (1) بن محمد العطارديّ وأحمد بن جبير وبريد (2) بن عبد الواحد عنه.
26 - وبرواية أبي عمر البزاز حفص (3) بن سليمان، من طريق عمرو (4) وعبيد (5)
ابني الصّبّاح، وهبيرة (6) بن محمد التمار، وأبي شعيب (7) القوّاس، وأبي عمارة الأحول، وأبي الربيع (8) الزهراني، وحسين المروروذي، والفضل (9) بن شاهي الأنباري.
27 - وبرواية حمّاد (10) بن أبي زياد من طريق
__________
(1) عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد، العطاردي، روى الحروف عن أبي بكر بن عياش.
روى عنه الحروف أحمد وزيد ابنا عثمان بن حكيم. غاية النهاية 1/ 358.
والعطاردي: بضم العين وكسر الراء نسبة إلى عطارد بن حاجب. الأنساب 394/ و.
(2) في (ت، م): = يزيد =: وهو تصحيف. راجع الفقرة / 8.
(3) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 318وما بعدها.
(4) عمرو بن الصباح بن صبيح، أبو حفص، البغدادي، الضرير، مقرئ، حاذق، ضابط، روى القراءة عرضا وسماعا عن حفص بن سليمان، وهو من جلة أصحابه. مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. غاية النهاية 1/ 601، معرفة القراء 1/ 167.
(5) عبيد بن الصباح بن أبي شريح بن صبيح، أبو محمد، الكوفي، مقرئ، ضابط، صالح، أخذ القراءة عرضا عن حفص عن عاصم. قال الحافظ أبو عمرو: وهو من أجل أصحابه وأضبطهم.
مات سنة تسع عشرة ومائتين. غاية النهاية 1/ 495، معرفة القراء 1/ 168.
(6) هبيرة بن محمد التمار، أبو عمرو، الأبرش، البغدادي، مشهور بالإقراء والمعرفة، أخذ القراءة عرضا عن حفص عن عاصم. قرأ عليه أحمد بن علي بن الفضل، وغيره. غاية النهاية 2/ 353، معرفة القراء 1/ 205طبعة بشار عواد معروف.
(7) صالح بن محمد، أبو شعيب، القواس، الكوفي، مشهور. عرض على حفص بن سليمان، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن الحسين المالحاني، وأحمد بن يزيد الحلواني. غاية النهاية 1/ 334، معرفة القراء 1/ 204طبعة بشار عواد معروف.
(8) سليمان بن داود، أبو الربيع، الزهراني، البصري، ثقة، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. غاية النهاية 1/ 313، تاريخ بغداد 9/ 38، التقريب 1/ 324.
(9) الفضل بن يحيى بن شاهي، أبو محمد، الأنباري، روى القراءة عرضا وسماعا عن حفص عن عاصم. روى القراءة عنه عرضا أحمد بن بشار قال الفضل: قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه. غاية 2/ 11، تاريخ بغداد 12/ 362.
(10) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 333وما بعدها.(1/88)
العليمي (1) عنه، وبرواية المفضّل (2) بن محمد الضبي من طريق جلبة (3) بن مالك وأبي زيد (4) النحوي عنه.
28 - وأفردت قراءة حمزة (5) برواية سليم (6) بن عيسى من طريق خلف بن هشام، وخلاد (7) بن خالد وأبي عمر الدوري ورجاء (8) بن عيسى عن أصحابه وإبراهيم (9) بن زربي وعليّ (10) بن كيسة، وابن سعدان، وابن جبير، وأبي هشام الرفاعيّ.
29 - وأفردت قراءة الكسائي من رواية الدوري من طريق ابن عبدوس (11) وابن فرح وأبي عثمان (12) الضرير.
__________
(1) هو يحيى بن محمد بن قيس.
(2) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 330وما بعدها.
(3) جبلة بن مالك بن جبلة، أبو عبد الرحمن، الكوفي، وقيل فيه ابن أبي مالك. من أهل الضبط، قرأ على المفضل بن محمد الضبي، وسمع منه الحروف أيضا، وهو مشهور عنه. روى القراءة عنه أبو زيد عمر بن شبة النميري. غاية 1/ 190.
(4) في (ت، م): = أبو يزيد =. وهو تحريف. وسيأتي اسمه صحيحا عند تفصيل المؤلف أسانيد طرق الكتاب. راجع الفقرة / 932.
وهو سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير، الأنصاري، النحوي، من جلة أصحاب أبي عمرو بن العلاء. مات سنة خمس عشرة ومائتين. غاية 1/ 305. قال الحافظ في التقريب (1/ 291):
صدوق له أوهام رمي بالقدر.
(5) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 337وما بعدها.
(6) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 360وما بعدها.
(7) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 370وما بعدها.
(8) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 376وما بعدها.
(9) إبراهيم بن زربي، الكوفي، قرأ على سليم، وهو من جلة أصحابه، قرأ عليه رجاء بن عيسى اللؤلئي، وهو أثبت أصحابه، غاية النهاية 1/ 14.
وزربي: بفتح الزاي وسكون الراء وكسر الباء. هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم. الأنساب 273/ و.
(10) علي بن يزيد بن كيسة، أبو الحسن، الكوفي، نزيل مصر، عرض على سليم، وهو أضبط أصحابه، مات سنة اثنتين ومائتين بمصر. غاية النهاية 1/ 584.
وكيسة: بكسر الكاف وإسكان الياء، وبخط الصوري بفتح الكاف. والله أعلم. الإكمال 7/ 157.
(11) هو عبد الرحمن بن عبدوس، وابن فرح هو أحمد بن فرح بن جبريل.
(12) سعيد بن عبد الرحيم بن سعيد، أبو عثمان، الضرير، البغدادي، المؤدب، مقرئ، حاذق،(1/89)
وابن الحمامي (1) والرافقي (2) والقطيعي (3) عنه، وبرواية أبي الحارث (4) من طريق محمد (5) بن يحيى، وسلمة (6) بن عاصم عنه.
30 - وبرواية نصير (7) بن يوسف من طريق أحمد (8) بن رستم، ومحمد (9)
ابن عيسى، ومحمد (10) بن إدريس،
__________
ضابط، عرض على الدوري، وهو من كبار أصحابه. عرض عليه عبد الواحد بن أبي هاشم، وآخرون. توفي بعد سنة عشر وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 306، معرفة القراء 1/ 196.
(1) جعفر بن محمد بن أسد، أبو الفضل، الضرير، النصيبي، يعرف بابن الحمامي، حاذق، ضابط، شيخ نصيبين والجزيرة، قرأ على الدوري، وهو من جلة أصحابه. توفي سنة سبع وثلاث مائة.
غاية النهاية 1/ 195، معرفة القراء 1/ 196.
(2) جعفر بن محمد، أبو عبد الله، الرافقي، قرأ على الدوري، قرأ عليه إبراهيم بن عبيد الله. غاية النهاية 1/ 198.
والرافقي بكسر الفاء والقاف نسبة إلى الرافقة، بلدة كبيرة على الفرات يقال لها الرقة الساعة.
الأنساب 6/ 49طبعة دمج.
(3) محمد بن حمدون، ويقال ابن حمدان، أبو حامد، القطيعي، البغدادي، المقرئ، يعرف بالمتقي، أخذ القراءة عرضا عن أبي عمر الدوري. روى القراءة عنه أحمد بن بشر، غاية 2/ 135.
والقطيعي بفتح القاف وكسر الطاء نسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في محال متفرقة ببغداد. الأنساب 459/ ظ.
(4) هو الليث بن خالد، وستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 400.
(5) محمد بن يحيى، أبو عبد الله، الكسائي الصغير، مقرئ محقق، جليل، شيخ، متصدر، ثقة، أخذ القراءة عرضا عن أبي الحارث، وهو أجل أصحابه، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين على خلاف في ذلك. غاية النهاية 2/ 279، معرفة القراء 1/ 205.
(6) سلمة بن عاصم، أبو محمد، البغدادي، النحوي، ثقة ثبت، مات بعد السبعين ومائتين، غاية 1/ 311، تاريخ بغداد 9/ 134.
(7) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 401وما بعدها.
(8) أحمد بن محمد بن رستم، أبو جعفر، الطبري، ثقة، حاذق، من أجل أصحاب نصير بن يوسف صاحب الكسائي، مات سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 114، تاريخ أصبهان 1/ 133.
(9) محمد بن عيسى بن إبراهيم، أبو عبد الله، الأصبهاني، إمام في القراءات كبير، له اختيار في القراءة، وله كتاب الجامع في القراءات. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. غاية النهاية 2/ 223، معرفة القراء 1/ 181. قال في الجرح والتعديل 8/ 39: صدوق.
(10) محمد بن إدريس، أبو عبد الله الرازي، المعروف بالدنداني، مقرئ مشهور، روى القراءة عن(1/90)
وعلي (1) بن أبي نصر، والحسين (2) بن شعيب، وداود (3) بن سليمان.
31 - وبرواية أبي موسى (4) الشّيزري، [وقتيبة بن مهران] (5) من طريق أحمد بن محمد (6) الأصم عنه.
32 - فهذه الروايات التي عددتها أربعون رواية من الطرق التي جملتها مائة وستون (7) طريقا هي التي أهل دهرنا عليها عاكفون وبها أئمتنا آخذون، وإيّاها يصنّفون، وعلى ما جئت به يعوّلون (8).
33 - فإذا اتفق الرّواة من طرقهم عن الإمام على أصل [أ] (9) وفرع سمّيت الإمام دونهم، وإذا اختلفوا عنه سمّيت من له الرواية منهم وأهملت اسم غيره.
__________
نصير ابن يوسف صاحب الكسائي. روى القراءة عنه الحسين بن علي بن حماد الجمال. غاية النهاية 2/ 97.
(1) علي بن نصير أبي نصر، أبو جعفر، الرازي، النحوي، روى القراءة عرضا عن نصير بن يوسف النحوي، عرض عليه الحسين بن علي بن حماد الجمال. غاية النهاية 1/ 583.
(2) الحسين بن شعيب، الكوفي، مقرئ، قرأ على نصير بن يوسف، قرأ عليه علي بن الحسين الرازي. غاية النهاية 1/ 241.
(3) داود بن سليمان، شيخ، يروي عنه أبو بكر بن مقسم. أخذ القراءة عرضا عن نصير بن يوسف صاحب الكسائي، وهو من المشهورين عن نصير، الناقلين روايته. غاية النهاية 1/ 279.
(4) ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 403.
والشيرزي بفتح الشين وسكون الياء وفتح الزاي، نسبة إلى شيزر مدينة بالشام. الأنساب ل 346/ و.
(5) زيادة يقتضيها السياق. وستأتي ترجمة قتيبة عند المؤلف في الفقرة / 404.
(6) أحمد بن محمد بن حوثرة، أبو جعفر، الأصم، مقرئ ثقة، روى القراءة عرضا عن قتيبة، وهو من أجل أصحابه وأثبتهم. روى القراءة عنه عرضا محمد بن إسماعيل الخفاف. غاية النهاية 1/ 112.
(7) وذلك بإسقاط الآحاد، وإلا فهي مائة وواحد وستون طريقا.
(8) هذا يفيد أن رءوس هذه الطرق، وهم الذين سماهم الداني من قبل، محتج برواياتهم، وإلا لما أخذ الأئمة برواياتهم، ولا عولوا عليها، ولا عكفوا عليها. فإذا بلغ الإسناد إلى واحد منهم درجة الاحتجاج، قبلت روايته واعتمدت. ولا يرد هذه القضية أن بعضهم ترجمه ابن الجزري، ولم يذكر فيه تعديلا ولا توثيقا، فإن ابن الجزري يذكر ما وصل إليه، ولم يحط برجال القراءات علما، خصوصا أمثال هؤلاء المتقدمين. ولولا أن الأئمة ثبت عندهم عدالتهم وأهليتهم للرواية ما اعتمدوا طرقهم، ولا عولوا عليها.
(9) ما بين المعكوفتين زيادة لا ضرورة لها.(1/91)
وإذا اتفقت الأئمة كلهم على شيء أضربت عن اتفاقهم إلا في أماكن من الأصول، ومواضع من الحروف فإني أذكر ذلك فيها لنكتة أدلّ عليها أهملها المصنّفون، أو لداثر أنبّه عليه أغفله المتقدّمون، أو لغامض خفيّ أكشف عن خاصّ سرّه، وأعرّف بموضع غموضه، أو لوهم وغلط وقع في ذلك، فأرفع الإشكال في معرفة حقيقته وأفصح عن صحّة طريقته.
34 - ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا ما (1) قرأته لفظا، أو أخذته أداء، أو سمعته قراءة، أو رويته عرضا، أو سألت عنه إماما، أو ذاكرت به متصدّرا، أو أجيز لي أو كتب به إليّ، أو أذن لي في روايته، أو بلغني عن شيخ متقدّم (2)، أو مقرئ متصدّر، بإسناد عرفته وطريق ميّزته، أو بحثت عنه عند عدم النّصّ والرواية فيه، [3/ و] فألحقته (3) بنظيره، وأجريت له حكم شبيهه.
35 - وإذا اتفق نافع وابن كثير قلت: قرأ الحرميّان، وإذا اتفق عاصم وحمزة والكسائي قلت: قرأ الكوفيون طلبا في الأصل «للتقرير» على الملتبس، ورغبة في التسهيل على الطالبين، وذلك بعد الاستفتاح بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف (4)» وبيان معناه وشرح تأويله. ثم نتبعه بذكر الوارد من الأخبار في الحضّ على اتّباع السّلف والأئمة في القراءة، والتمسّك بما أدّوه (5) والعمل بما تلقّوه.
ثم نصل ذلك بذكر أسماء القرّاء والناقلين عنهم، وأنسابهم وكناهم ومواطنهم ووفاتهم، وبعض مناقبهم وأحوالهم، وتسمية أئمتهم الذين أخذوا عنهم الحروف وقيّدوها، وأدّوا إليهم القراءة وضبطوها، وتسمية الذين نقلوا إلينا ذلك عنهم رواية وتلاوة. وبالله عزّ وجلّ نستعين على بلوغ الأمل وإيّاه نسأل التوفيق للصّواب من القول والعمل، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكّلت وإليه أنيب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________
(1) في (ت، م): = مما = ولا يناسب السياق.
(2) (متقدم) طمست في (ت).
(3) في (ت، م): = فأبحثته =. وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(4) سيأتي تخريج هذا الحديث في الباب التالي.
(5) في (م): رووه.(1/92)
باب ذكر الخبر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان ما ينطوي عليه من المعاني ويشتمل عليه من الوجوه
[روايات الحديث]
36 - حدّثنا فارس بن محمد بن خلف المالكي، قال: نا عبد الله بن أبي هاشم قال: نا عيسى بن مسكين قال: نا سحنون بن سعيد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن القاسم قال: نا مالك بن أنس قال: نا ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن ابن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته (1) بردائه، فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [اقرأ] (2)، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هكذا أنزلت»، ثم قال لي: اقرأ فقرأت فقال: «هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسّر منه» (3).
__________
(1) يقال: لببت الرجل ولبّبته، إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره، وجررته به، النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير 4/ 223.
(2) سقط من (م).
(3) فارس بن محمد بن خلف شيخ الداني لم أظفر بترجمته.
عبد الله بن أبي هاشم هو ابن مسرور، أبو محمد، فقيه مالكي، توفي سنة ست وأربعين وثلاث مائة. ترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 340، الديباج المذهب لابن فرحون 1/ 423.
عيسى بن مسكين بن منصور، الأفريقي، فقيه مالكي، ثقة، مأمون، صالح، توفي سنة خمس وسبعين ومائتين، ترتيب المدارك 3/ 212، الديباج المذهب 2/ 66.
سحنون، واسمه عبد السلام بن سعيد بن حبيب، التنوخي، أبو سعيد، الأفريقي، فقيه مالكي كبير، ثقة، توفي سنة أربعين ومائتين. ترتيب المدارك 2/ 585، الديباج المذهب 2/ 30.
عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة، العتقي، أبو عبد الله، البصري، الفقيه، صاحب مالك، ثقة. توفي سنة إحدى وتسعين ومائة. التقريب 1/ 495، ترتيب المدارك 2/ 433.(1/93)
37 - حدّثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قال: نا أحمد بن محمد المكي قال: نا عليّ بن عبد العزيز قال: نا القاسم بن سلام قال: نا عبد الله بن صالح عن الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده [ويزيدني] حتى انتهى إلى سبعة أحرف» (1).
__________
الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الإمام المشهور. توفي سنة أربع وعشرين ومائة. تذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 108.
عروة بن الزبير بن العوام، ثقة، فقيه كبير، روى عن عبد الرحمن بن عبد القارئ، روى عنه الزهري، توفي سنة أربع وتسعين. التقريب 2/ 19، تهذيب الكمال 2/ 927.
عبد الرحمن بن عبد القاريّ بتشديد الياء نسبة إلى القارة قبيلة تابعي ثقة، قيل له صحبة. توفي سنة ثمان وثمانين. التقريب 1/ 489. تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر 3/ 1144.
أخرجه البخاري في صحيحه في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وفي الخصومات باب كلام الخصوم بعضهم في بعض.
وأخرجه مسلم في صحيحه في صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف.
(1) خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان، أبو القاسم، المصري، الخاقاني، أستاذ ضابط، مات سنة اثنتين وأربع مائة. غاية 1/ 271، معرفة 1/ 292.
أحمد بن محمد بن أحمد، المكي، أبو بكر، المعروف بابن أبي الموت، ضعف قليلا، المغني في الضعفاء 1/ 57، ميزان الاعتدال 1/ 152، العقد الثمين للفاسي 3/ 128.
أقول: هذا التضعيف ينبغي أن يكون في غير روايته عن علي بن عبد العزيز البغوي، لأني اعتبرت روايته عنه بروايات الثقات فوجدتها متماثلة، كما في الفقرات / 37، 41، 230، 459. واعتبرت روايته عنه بما في فضائل القرآن لأبي عبيد فوجدتها مماثلة، كما في الفقرات / 45، 81، 97، 113، 119، 135. وعليه فقد ضبط أصله عن البغوي، وهو في روايته عنه في مرتبة الثقة.
علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، أبو الحسن، البغوي البغدادي، ثقة، مات سنة سبع وثمانين ومائتين. تذكرة الحفاظ 1/ 622، غاية 1/ 549، العقد الثمين 6/ 185.(1/94)
38 - حدّثنا فارس بن أحمد بن موسى [المقرئ قال: نا عبيد الله بن محمد، قال [نا] (1) علي بن الحسين القاضي: قال نا يوسف بن موسى قال: نا أبو معمر عبد الله بن عمرو قال: نا عبد الوارث قال: نا محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيّ بن كعب قال (2): أتى جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله يأمرك أن تقرئ أمّتك على سبعة أحرف فمن قرأ منها حرفا فهو كما قرأ» (3).
__________
عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم، أبو صالح، المصري، كاتب الليث، صدوق، كثير الخطأ، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين، التقريب 1/ 423، تهذيب الكمال 2/ 693.
الليث هو ابن سعد، الإمام الثقة، مات سنة خمس وسبعين ومائة. التقريب 2/ 138.
يونس بن زيد بن أبي النجاد، الأيلي بفتح الهمزة وسكون الياء، ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا، روى عنه الليث بن سعد، مات سنة تسع وخمسين ومائة. التقريب 2/ 386، تهذيب الكمال 3/ 1572.
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ثقة ثبت، روى عنه الزهري، روى عن ابن عباس، مات سنة ثمان وتسعين. التقريب 1/ 535، تهذيب الكمال 2/ 880.
والحديث في فضائل القرآن لأبي عبيد من طريق عبد الله بن صالح به مثله برقم / 721. وهذا الإسناد حسن لغيره، غير أن الحديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، من طريق ابن شهاب به مثله.
وأخرجه مسلم في صحيحه في صلاة المسافرين باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف من طريق يونس عن ابن شهاب به مثله.
(1) سقط من (م)، وسقطت (نا) من (ت).
(2) تكررت قال في (م).
(3) فارس بن أحمد بن موسى بن عمران، أبو الفتح، أستاذ كبير، ضابط، ثقة، توفي سنة إحدى وأربع مائة. غاية النهاية 2/ 5، معرفة القراء الكبار 1/ 304.
عبد الله بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، الرازي، توفي بمصر بعد سنة ثمانين وثلاثمائة.
غاية النهاية 1/ 446، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 71.(1/95)
39 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي بن حرب قال: نا يوسف بن موسى القطان، قال: نا عبد الله بن موسى عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن سقير العبدي عن سليمان بن صرد عن أبيّ [بن كعب] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبيّ بن كعب إن ملكين أتياني فقال أحدهما: اقرأ القرآن على ستة أحرف، فقال الآخر: زده، فقلت: زدني، فقال: اقرأ القرآن على سبعة أحرف» (1).
__________
وفي (ت، م): = عبيد الله = مصغرا، وهو خطأ. وسيأتي في الفقرة / 43 (عبد الله) بدون تصغير.
علي بن الحسين بن حرب بن عيسى، أبو عبيد، المعروف بابن حربويه، ثقة، ثبت، توفي سنة تسع عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد للخطيب 11/ 395.
يوسف بن موسى بن راشد القطان أبو يعقوب، الكوفي، صدوق، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين غاية النهاية 2/ 403، التقريب 2/ 383.
عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ميسرة، أبو معمر، ثقة ثبت، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين. التقريب 1/ 436، غاية النهاية 1/ 439.
عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة، ثقة، مات سنة ثمانين ومائة. غاية النهاية 1/ 478، التقريب 1/ 527.
محمد بن جحادة بضم الجيم وتخفيف الحاء. ثقة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة التقريب 2/ 150.
الحكم بن عتيبة، مصغرا، أبو محمد، ثقة ثبت إلا أنه ربما دلس، روى عن مجاهد، روى عنه محمد ابن جحادة. مات سنة ثلاث عشرة ومائة. التقريب 1/ 192، تهذيب الكمال 1/ 312. وذكره ابن حجر في طبقات المدلسين فيمن احتمل الأئمة تدليسه، وهم أهل الطبقة الثانية. طبقات المدلسين / 20.
مجاهد بن جبر بفتح الجيم وسكون الباء أبو الحجاج، ثقة. مات سنة ثلاث ومائة.
كان من أعلام التابعين في التفسير. التقريب 2/ 229، غاية النهاية 1/ 41.
عبد الرحمن بن أبي ليلى، تابعي، ثقة، روي عن أبي بن كعب، روى عنه مجاهد. مات سنة ست وثمانين. التقريب 1/ 496، تهذيب الكمال 2/ 813.
والحديث صحيح، أخرجه الطبري في التفسير (1/ 39) من طريق عبد الوارث بن سعيد به بنحوه، وصحح أحمد محمد شاكر إسناده.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 516) في فضائل القرآن، باب القرآن على كم حرفا نزل من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيّ بنحوه.
وإسناد المؤلف فيه عبد الله بن محمد بن إبراهيم لم أجد فيه توثيقا ولا تضعيفا، لكنه توبع، وعليه فالإسناد حسن لغيره.
(1) أحمد بن محمد بن جابر، أبو بكر، التنيسي، روى القراءة عن ابن بدر النفاح، روى القراءة عنه فارس بن أحمد، غاية النهاية 1/ 109.(1/96)
40 - حدّثنا خلف بن حمدان بن خاقان قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي بن عبد العزيز قال: نا أبو عبيد نا عبيد الله بن صالح عن الليث عن يزيد بن الهادي عن محمد بن إبراهيم عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أن رجلا قرأ [3/ ظ] آية من القرآن فقال له عمرو بن العاص: إنما هي كذا وكذا، لغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
__________
علي بن حرب هو علي بن الحسين بن حرب تقدم.
عبيد الله بن موسى بن أبي المختار، أبو محمد، ثقة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
التقريب 1/ 539، تهذيب الكمال 2/ 889.
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق أبو يوسف، ثقة، تكلم فيه بلا حجة، روى عن جده، روى عنه عبيد الله بن موسى، توفي سنة ستين ومائة. التقريب 1/ 64، تهذيب الكمال 1/ 92.
عمرو بن عبد الله بن عبيد، أبو إسحاق، السبيعي، بفتح السين وكسر الباء، ثقة، اختلط بآخره. مات سنة تسع وعشرين ومائة. التقريب 2/ 73، تهذيب الكمال 2/ 1039.
سقير، مصغرا، العبدي، تابعي، ثقة، انظر تفسير الطبري 1/ 33.
وذكره الحافظ المزي فيمن روى عنه سليمان بن صرد. تهذيب الكمال 1/ 540.
سليمان بن صرد، صحابي توفي سنة خمس وستين. التقريب 1/ 326.
إسناد المؤلف فيه أحمد بن محمد بن جابر، لم أجد فيه توثيقا ولا تجريحا، لكنه توبع، وعليه فالإسناد حسن لغيره.
والحديث صحيح أخرجه الطبري في التفسير (1/ 32) من طريق إسرائيل به بنحوه، وصحح أحمد شاكر إسناده.
وأخرجه أبو داود في سننه في الصلاة باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، من طريق يحيى ابن يعمر عن سليمان بن صرد. بسياق أتم.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 124) من طريق يحيى بن يعمر عن سليمان بن صرد بإسنادين. وزاد في أول الحديث قصة اختلاف أبي مع ابن مسعود في القراءة.
وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد بإسنادين: أحدهما من طريق يحيى بن يعمر عن سليمان ابن صرد، وزاد في أوله قصة اختلاف أبي مع ابن مسعود في القراءة. والآخر من طريق عبيد الله بن موسى بإسناد المؤلف بنحو سياقه، وزاد في أوله قصة اختلاف أبي مع رجل في القراءة. انظر المسند 5/ 124.
ونقله في مجمع الزوائد (7/ 153) عن الطبراني قال: وفيه جعفر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
ونسبه في كنز العمال (2/ 602) إلى ابن حبان في صحيحه وابن منيع وأبي يعلى.(1/97)
أتياه، فذكرا ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «(1) [إن هذا القرآن] نزل على سبعة أحرف بأيّ ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر» (2).
41 - حدّثنا خلف بن إبراهيم بن محمد قال: نا أحمد بن محمد قال: نا علي قال: نا القاسم بن سلام قال: نا أبو النصر عن شيبان عن عاصم بن أبي النجود عن زرّ بن حبيش عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقيت جبريل عند أحجار المراء (3)، فقلت: يا جبريل إني أرسلت إلى أمة أميّة الرجل والمرأة والغلام والجارية
__________
(1) سقط من (ت، م) والتصحيح من المسند 4/ 205، ومجمع الزوائد 7/ 150.
(2) صدر الإسناد قبل يزيد بن الهاد تقدم في الفقرة / 38.
يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، أبو عبد الله، ثقة، روى عن محمد بن إبراهيم، روى عنه الليث، مات سنة تسع وثلاثين ومائة. التقريب 2/ 367، تهذيب الكمال 3/ 1536.
محمد بن إبراهيم بن الحارث، أبو عبد الله، ثقة، مات سنة عشرين ومائة. التقريب 2/ 140.
بسر بن سعيد، المدني، ثقة جليل، روى عن أبي قيس، روى عنه محمد بن إبراهيم. مات سنة مائة. التقريب 1/ 97، تهذيب الكمال 1/ 142.
أبو قيس مولى عمرو بن العاص، اسمه عبد الرحمن بن ثابت، ثقة من كبار التابعين، مات سنة أربع وخمسين. التقريب 2/ 464، تهذيب الكمال 3/ 1639.
والحديث في فضائل القرآن لأبي عبيد من طريق عبد الله بن صالح به مثله. برقم / 719.
وإسناد المؤلف حسن لغيره، لأن الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 205) بأتم من هذا السياق عن أبي سلمة الخزاعي عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن عن يزيد بن الهاد به.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 150): ورجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل، أي لأن أبا قيس مولى عمرو بن العاص لم يحضر القصة.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 204) موصولا لكن سياقه مختصر، وليس فيه قصة اختلاف عمرو مع الرجل. أقول: أخرجه عن سعيد مولى بني هاشم ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يزيد بن الهاد عن بسر ابن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نزل القرآن الحديث.
قال ابن حجر في فتح الباري (9/ 26): إسناده حسن. وانظر مجمع الزوائد 7/ 150.
وله شاهد من حديث أبي الجهم أن رجلين اختلفا في آية من القرآن بنحو القصة. ووراه أحمد ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 7/ 151.
(3) أحجار المراء: بكسر الميم وتخفيف الراء وبالمد، هي قباء. النهاية 4/ 323. وما ذكره أبو عبيد البكري في معجم ما استعجم (1/ 117) من أنه موضع بمكة، فقد حقق أحمد شاكر وهمه فيه. انظر تفسير الطبري 1/ 36.(1/98)
والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قطّ. قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف» (1).
42 - حدّثنا خلف بن أحمد بن هاشم (2) قال: حدّثنا زياد بن عبد الرحمن قال:
نا محمد بن يحيى بن حميد (3) قال: نا محمد بن يحيى بن سلام قال: نا أبيّ قال:
حدّثنا الحسن بن دينار وحماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي
__________
(1) صدر الإسناد قبل أبي النصر تقدم في الفقرة / 37.
أبو النصر هو هاشم بن القاسم بن مسلم، ثقة ثبت، مات سنة سبع ومائتين. التقريب 2/ 314.
شيبان بن عبد الرحمن، أبو معاوية، ثقة، روى عن عاصم بن بهدلة، روى عنه أبو النصر، مات سنة أربع وستين ومائة، التقريب 1/ 356، تهذيب الكمال 2/ 591.
عاصم بن بهدلة، الإمام الكبير في القراءة، ثقة، ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 284 وما بعدها.
زر بكسر أوله وتشديد الراء ابن حبيش مصغرا ابن حباشة بضم الحاء أبو مريم، تابعي ثقة جليل، روى عنه عاصم بن بهدلة. مات سنة اثنتين وثمانين. غاية النهاية 1/ 294، التقريب 1/ 259، تهذيب الكمال 1/ 428. والحديث في فضائل القرآن لأبي عبيد برقم / 720 من طريق أبي النصر به مثله.
وإسناد المؤلف صحيح. والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/ 400) قال حدثنا عفان، ثنا حماد، عن عاصم، عن زر، عن حذيفة، وساق الحديث مثله. وعفان هو ابن مسلم، وحماد هو ابن سلمة، وهذا الإسناد صحيح. وأخرجه بنفس الإسناد مختصرا في (5/ 391)، وأخرجه في المسند كذلك (5/ 405) من طريق عبد الصمد عن حماد به كالأول.
ونقله في مجمع الزوائد (7/ 150) عن البزاز بسياق مختلف، قال: وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد في المسند (5/ 385) من طريق ربعي بن حراش عن حذيفة بسياق مختلف كذلك.
والحديث له شاهد من حديث أبي بن كعب عند الإمام أحمد في المسند (5/ 132) وعند الطبري في التفسير (1/ 35) قال أحمد شاكر: وهذا إسناد صحيح، قال: ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم / 543. قلت: ورواه الترمذي في القراءات باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن أبي بن كعب من غير وجه. ونسبه في كنز العمال (2/ 602) إلى الطبراني في الكبير وابن منيع والروياني.
(2) في (ت، م): = قاسم = بدل = هاشم = وهو تحريف. والتصحيح من المقنع في رسم مصاحف الأمصار للداني / 16. كما أنه لا يوجد في شيوخ الداني خلف بن أحمد بن قاسم.
(3) في (ت، م): = حبيب = وهو خطأ. والتصحيح من المقنع / 16، والمكتفى في الوقت والابتداء للداني / 131.(1/99)
بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل وميكائيل فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: بسم الله، في حديث الحسن، وفي حديث حمّاد:
«يا محمد اقرأ القرآن على حرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده، فقلت: زدني، فقال: بسم الله اقرأه على حرفين، ثلاثة أحرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده، فقلت: زدني، قال: بسم الله اقرأه على خمسة أحرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال:
استزده، فقلت: زدني، قال: بسم الله اقرأه على ستة أحرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال:
استزده، قلت: زدني، فقال: بسم الله اقرأه على سبعة أحرف».
وفي حديث الحسن بن دينار «فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهى العدة (1)، فقال جبرئيل: اقرأه على سبعة أحرف كلّهن شاف كاف لا يضرك كيف قرأت ما لم تختم رحمة بعذاب أو عذابا برحمة» في حديث الحسن، وفي حديث حمّاد «ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب بمغفرة (2)».
__________
(1) في النشر (1/ 26)، والإتقان للسيوطي (1/ 46): انتهت.
(2) خلف بن أحمد بن هاشم، من أهل سرقسطة، وقاضيها، أبو الحزم، له رحلة إلى المشرق، حدث عنه أبو عمرو المقري. الصلة 1/ 165.
زياد بن عبد الرحمن اللخمي، القرطبي، أبو عبد الله، المعروف بشبطون، كان رجلا صالحا، رفض القضاء، مات سنة ثلاث ومائتين. جذوة المقتبس / 218، ترتيب المدارك 2/ 349.
محمد بن يحيى بن حميد لم أجده.
محمد بن يحيى بن سلام، فقيه محدث، ثقة نبيل، مات سنة اثنتين وستين ومائتين. انظر طبقات أبي العرب / 113، معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان 2/ 145.
يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، أبو زكريا، ضعيف يعتبر به، مات سنة مائتين. ميزان الاعتدال للذهبي 4/ 380. المغني في الضعفاء للذهبي 2/ 736. هذا في الحديث وأما في القراءات، فقال ابن الجزري، كان ثقة ثبتا. غاية النهاية 2/ 373.
الحسن بن دينار، أبو سعيد، ويقال الحسن بن واصل، كان ربيب دينار، ضعيف يعتبر به، انظر ميزان الاعتدال 1/ 487، لسان الميزان 2/ 203، المغني 1/ 159.
حماد بن سلمة بن دينار، أبو سلمة، ثقة، تغير حفظه بآخره. مات سنة سبع وستين ومائة.
التقريب 1/ 197.
علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان، ضعيف، روى عن ابن أبي بكرة، روى عنه حماد بن سلمة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. التقريب 2/ 37، تهذيب الكمال 2/ 967.
عبد الرحمن بن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي، ثقة روى عن أبيه مات سنة ست وتسعين. التقريب 1/ 474، تهذيب الكمال 2/ 778.(1/100)
43 - حدّثنا أبو الفتح شيخنا قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا علي بن حرب قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: حدّثنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، وسمعته منه قال: حدّثنا عليّ بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، أنّ جبريل أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف كلّ شاف وكاف، ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، وآية رحمة بآية عذاب، وهو قولك: هلم وتعال وأقبل وأسرع واذهب واعجل» (1).
44 - حدّثنا خلف بن أحمد قال: نا زياد بن عبد الرحمن قال: حدّثنا محمد بن يحيى قال: حدّثنا محمد بن يحيى بن سلام، قال: حدّثنا أبي عن يزيد بن إبراهيم عن
__________
واسم أبي بكرة نفيع بن الحارث، صحابي مشهور بكنيته. التقريب 2/ 306.
هذا السياق لم أظفر به إلا أن ابن الجزري أشار إليه في النشر (1/ 26) في قوله: وفي حديث أبي بكرة فنظرت إلى ميكائيل فسكت، فعلمت أنه قد انتهت العدة. وكذلك نفس الإشارة في الإتقان للسيوطي 1/ 46.
(1) صدر الإسناد قبل عفان بن مسلم تقدم في الفقرة / 38، وعجز الإسناد بعده تقدم في الفقرة / 42.
عفان بن مسلم بن عبد الله، أبو عثمان، ثقة ثبت، مات سنة عشرين ومائتين. التقريب 2/ 25. تذكرة الحفاظ 1/ 379.
والحديث رواه أحمد في المسند (5/ 51) عن عفان به بنحوه، وفي (5/ 41) عن ابن مهدي عن حماد مختصرا، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 151): رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال: وأذهب وأدبر، وفيه علي بن زيد بن جدعان، وهو سيّئ الحفظ، وقد توبع، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وأخرجه الطبري في تفسيره (1/ 43) من طريق زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة به بنحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 517) في فضائل القرآن باب القرآن على كم حرفا نزل، من طريق زيد بن الحباب عن حماد بنحوه.
وله شاهد من حديث حذيفة عن البزاز، نقله في مجمع الزوائد (7/ 150)، قال: وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وله شاهد آخر من حديث أبيّ عند عبد الرزاق في مصنفه (11/ 219) باب على كم أنزل القرآن من حرف، وعند أبي داود في الصلاة باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وعند النسائي في الافتتاح باب جامع ما جاء في القرآن. ونسبه في كنز العمال (2/ 51) إلى عبد بن حميد.
ونسبه من حديث عبادة بن الصامت إلى ابن الضريس. وعليه فإسناد المؤلف حسن لغيره، والحديث حسن لغيره.(1/101)
محمد بن سيرين أن عبد الله بن مسعود قال: «نزل القرآن على سبعة أحرف كقولك:
هلمّ، أقبل، تعال» (1).
45 - حدّثنا الخاقاني خلف بن حمدان قال: نا أحمد بن محمد قال: حدّثنا عليّ قال: حدّثنا أبو عبيد قال: حدّثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل، قال: قال ابن شهاب في الأحرف السبعة: هي في الأمر الواحد الذي لا اختلاف فيه (2).
__________
(1) صدر الإسناد قبل يزيد بن إبراهيم تقدم في الفقرة / 42. يزيد بن إبراهيم، التستري، بضم التاء وسكون السين وفتح التاء الثانية، أبو سعيد، ثقة ثبت، إلا في روايته عن قتادة. روى عن محمد بن سيرين. مات سنة ثلاث وستين ومائة. التقريب 2/ 361، تهذيب الكمال 3/ 1529.
محمد بن سيرين، بن أبي عمرة، أبو بكر، ثقة، تابعي، مات سنة عشر ومائة. التقريب 2/ 169.
أقول: ولم يلق ابن مسعود لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان. التاريخ الكبير للبخاري 1/ 90. واستشهد عثمان سنة خمس وثلاثين. الإصابة 2/ 462. وتوفي ابن مسعود سنة اثنتين وثلاثين. الإصابة 2/ 368. فرواية ابن سيرين عن ابن مسعود مرسلة.
والحديث بدون (كقولك الخ) صحيح ثابت رواه ابن حبان في صحيحه رقم / 74، كذا قال العلامة أحمد شاكر. انظر تفسير الطبري 1/ 23، وانظر مجمع الزوائد 7/ 152.
وروى الإمام أحمد والطبراني في قصة خروج ابن مسعود إلى المدينة: فإنما هو كقول أحدكم لصاحبه اعجل وحيهلا. قال في مجمع الزوائد (7/ 153) وفيه من لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ونقل في كنز العمال (2/ 53) عن الطبراني في الكبير عن ابن مسعود: أنزل القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه.
وستأتي شواهد كثيرة لحديث نزول القرآن على سبعة أحرف.
(2) صدر الإسناد قبل عقيل تقدم في الفقرة / 37. وتقدم أنه إسناد ضعيف.
عقيل بالضم ابن خالد بن عقيل بالفتح أبو خالد، ثقة ثبت، روى عن الزهري روى عنه الليث بن سعد. مات سنة أربع وأربعين ومائة. التقريب 2/ 29، تهذيب الكمال 2/ 948.
وإسناد المؤلف حسن لغيره، والخبر أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن بهذا اللفظ رقم / 713.
وأخرجه مسلم في صحيحه بنحوه في صلاة المسافرين باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف من طريق ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب وساقه، ومن طريق عبد الرزاق، ولم يسق نصه.(1/102)
46 - قال أبو عمرو: فيما ذكرناه من طرق هذا الخبر المجتمع (1) على صحته كفاية ومقنع، فأمّا معناه ووجهه: فإنّي تدبّرته وأمعنت النظر فيه بعد وقوفي على أقاويل المتقدّمين من السّلف والمتأخّرين من الخلف، فوجدته متعلّقا بخمسة أسئلة هي محيطة بجميع معانيه، وكل وجوهه:
__________
(1) حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف، له روايات كثيرة، سوى ما تقدم، منها:
عن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، عند البيهقي في شعب الإيمان، ذكره صاحب كنز العمال 2/ 50. وعند الطبراني في الكبير. انظر كنز العمال 2/ 56.
وعند أبي نصر السجزي في الإبانة. انظر كنز العمال 2/ 56.
وعند ابن أبي شيبة في مصنفه 10/ 516.
وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، عند الطبري في التفسير 1/ 45، وكذلك 1/ 22، قال أحمد شاكر: ونسبه ابن كثير في الفضائل للنسائي، والظاهر أنه يريد كتاب التفسير للنسائي:
الطبري 1/ 22. وعند أحمد في المسند بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح. انظر مجمع الزوائد 7/ 151. وعند ابن حبان في صحيحه. انظر موارد الظمآن / 440. وعند نصر المقدسي في الحجة. انظر كنز العمال 2/ 54.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عند عبد الرزاق في مصنفه 11/ 219. وعند ابن الضريس. انظر كنز العمال 2/ 54.
وعن أبي جهيم رضي الله عنه، عند الطبري في التفسير 1/ 43. وعند أحمد في المسند 4/ 169بإسناد صحيح. انظر الطبري 1/ 44. ونقله عن المسند الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 151. وقال رجال الصحيح. وعند البيهقي في شعب الإيمان. انظر كنز العمال 2/ 56.
وعن أبي بن كعب. رضي الله عنه، عند أحمد في المسند 5/ 114. بسند صحيح. انظر الفتح الرباني 18/ 52. وعند الطبري في التفسير 1/ 34. وعند ابن أبي شيبة في مصنفه 10/ 517، 518.
وعن معاذ بن جبل، رضي الله عنه، عند الطبراني، ورجاله ثقات، مجمع الزوائد 7/ 154.
وعن أم أيوب، رضي الله عنها، عند أحمد في المسند 6/ 433، 463قال فيه ابن كثير في فضائل القرآن: إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة. فضائل القرآن / 19.
مطبوع في نهاية تفسير ابن كثير وعند الطبري في التفسير 1/ 31بإسناد صحيح. وعند الطبراني ورجاله ثقات. مجمع الزوائد 7/ 154.
وعن ابن مسعود، رضي الله عنه، مرفوعا، عند ابن أبي شيبة في مصنفه 10/ 517. وعند الطبري في التفسير 1/ 22، 45. وعند ابن حبان في صحيحه. انظر موارد الظمآن / 440.
وعند البزار. انظر مجمع الزوائد 7/ 152.
وعن عمر، رضي الله عنه، عند الطبري (1/ 27) بإسناد ضعيف جدا. وعند ابن أبي شيبة 10/ 518.(1/103)
فأوّلها: أن يقال: ما معنى الأحرف التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا، وكيف تأويلها؟
والثاني: أن يقال: ما وجه إنزال القرآن على هذه السبعة أحرف وما المراد بذلك؟
والثالث: أن يقال: في أيّ شيء يكون اختلاف هذه السبعة أحرف؟
والرابع: أن يقال: على كم معنى يشتمل اختلاف هذه السبعة أحرف؟
والخامس: أن يقال: هل هذه السبعة أحرف كلها متفرّقة في القرآن موجودة فيه في ختمة واحدة، حتى إذا قرأ القارئ القرآن بأيّ حرف من حروف أئمة القراءة بالأمصار المجتمع على إمامتهم، أو بأيّ رواية من رواياتهم فقد قرأ بها كلها، أم ليست كلها متفرقة وموجودة في ختمة واحدة بل بعضها، حتى إذا قرأ القارئ القرآن بقراءة من القراءات أو برواية من الروايات فقد قرأ ببعضها لا بكلها؟ وأنا مبيّن ذلك كله ومجيب عنه وجها وجها إن شاء الله تعالى.
__________
وعن حذيفة، رضي الله عنه، عند أحمد في المسند 5/ 391، والبزار والطبراني وفيه عاصم ابن بهدلة، وهو ثقة، وفيه كلام لا يضر. مجمع الزوائد 7/ 150.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ميمون، أبو حمزة، وهو متروك. مجمع الزوائد 7/ 153.
وعن سمرة، رضي الله عنه، في مسند أحمد 5/ 16وعند البزار والطبراني في المعاجم الثلاثة، ورجال أحمد وأحد إسنادي الطبراني والبزار رجال الصحيح مجمع الزوائد 7/ 152.
وقال ابن كثير في فضائل القرآن عن إسناد أحمد: إسناد صحيح ولم يخرجوه. فضائل القرآن / 19.
وعن عمر بن دينار، مرسلا، عند الطبري في التفسير 1/ 45. قال أبو عبيد في فضائل القرآن / 307: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة. اهـ. هذا، وقد تتبع ابن الجزري طرق هذا الحديث، فجمعها في جزء مفرد، وذكر أنه ورد كذلك من حديث عبد الرحمن بن عوف، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، وعمر بن أبي سلمة، وأبي طلحة الأنصاري، رضي الله عنهم. انظر النشر 1/ 21.(1/104)
[معنى الأحرف السبعة]
47 - فأمّا معنى الأحرف التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا فإنه يتوجّه إلى وجهين أحدهما: أن يكون يعني بذكر أن القرآن أنزل على سبعة [أحرف سبعة] (1) أوجه من اللغات، لأن الأحرف جمع حرف في الجمع القليل مثل: فلس وأفلس ورأس وأرؤس (2)، والحرف قد يراد به الوجه بدليل قوله تعالى: {ومن النّاس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأنّ به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه [الحج: 11] الآية.
فالمراد بالحرف هاهنا الوجه} [3] الذي تقع عليه العبادة.
48 - يقول جلّ ثناؤه: {ومن النّاس من يعبد الله [الحج: 11] على النعمة تصيبه، والخير يناله من تثمير المال، وعافية البدن، وإعطاء السؤال ويطمئن إلى ذلك ما دامت له هذه الأمور، واستقامت له هذه الأحوال، فإن تغيّرت حاله وامتحنه الله تعالى بالشدّة في عيشه، والضّرّ في بدنه، والفقر في ماله ترك عبادة ربّه وكفر به. فهذا عبد الله سبحانه وتعالى على وجه واحد ومذهب واحد، وذلك معنى الحرف.
49 - ولو عبده تبارك وتعالى على الشكر للنعمة، والصبر عند المصيبة، والرضى بالقضاء عند السّرّاء والضّرّاء، والشدة والرخاء، والفقر والغنى، والعافية والبلاء إذ كان سبحانه أهلا أن يتعبّد على كل حال لم يكن عبده تعالى على حرف.
50 - فلهذا سمّى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأوجه المختلفة من القراءات والمتغايرة من اللغات أحرفا على معنى أن كل شيء منها وجه على حدته غير الوجه الآخر، كنحو قوله:} {ومن النّاس من يعبد الله على حرف [الحج: 11] أي: على وجه إن تغيّر عليه تغيّر عن عبادته وطاعته على ما بيّنّاه.
51 - والوجه الثاني من معنى الأحرف: أن يكون صلى الله عليه وسلم سمّى القراءات أحرفا على طريق السعة} [4]، كنحو ما جرت عليه عادة العرب في تسميتهم الشيء باسم ما منه وما قاربه وجاوره، وكان كسبب منه وتعلق به ضربا من التعلّق وتسميتهم الجملة باسم
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) سقطت (وأرؤس) من م.
(3) تفسير القرطبي 12/ 17.
(4) في (ت، م): السبعة. وهو تحريف لا يستقيم به السياق.(1/105)
البعض منها. فلذلك سمّى النبي صلى الله عليه وسلم القراءة حرفا وإن كان كلاما كثيرا من أجل أن منها حرفا قد غير نظمه أو كسر أو قلب إلى غيره أو أميل أو زيد أو نقص منه على ما جاء في المختلف فيه من القراءة، فلما كان ذلك نسب صلى الله عليه وسلم القراءة والكلمة التامّة إلى ذلك الحرف المغير المختلف اللفظ من القراءة، فسمّى القراءة إذا كان ذلك الحرف منها حرفا على عادة العرب في ذلك، واعتمادا على استعمالها نحو: (1) ألا ترى أنهم قد يسمّون القصيدة قافية إذ (2) كانت القافية منها (3) كما قالت (4):
وقافية مثل حدّ السنان ... تبقى ويهلك من قالها
يعني وقصيدة، فسمّاها (5) قافية على طريق الاتساع.
52 - وكذا يسمّون الرسالة على نظامها والخطبة بكمالها والقصيدة كلها والقصة بأسرها كلمة إذا كانت الكلمة منها، فيقولون: قال قسّ (6) في كلمته كذا يعنون خطبته وقال زهير في كلمته كذا، يريدون قصيدته، وقال فلان في كلمته كذا أي: في رسالته.
53 - قال الله تبارك وتعالى: {وتمّت كلمت ربّك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا [الأعراف: 137] فقال: إنما يعني بالكلمة هاهنا قوله في سورة القصص:} {ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين (5) ونمكّن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم مّا كانوا يحذرون (5) [القصص:
65] فسمّى ما في الآيتين [من]} [7] منّة على بني إسرائيل وجعلهم أئمة وورّاث الأرض، وتمكينه إيّاهم إلى غير ذلك مما تضمنتا، كلمة. (8)
__________
(1) كذا في (ت، م): ولعل هذه الكلمة مقحمة.
(2) في (ت، م): = إذا =: وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(3) قال في لسان العرب 15/ 428: وتقع (أي الكلمة) على قصيدة بكمالها، وخطبة بأسرها.
(4) في (ت، م): = قال =. وهو خطأ لا يستقيم به السياق، لأن القائل أنثى، وهي الخنساء. والبيت في ديوانها، المطبوع في دار صادر بيروت / 122. لكن فيه (ويذهب) بدل (ويهلك). وهو في اللسان 20/ 58مثل رواية المؤلف. ومطلع القصيدة:
ألا ما ل عينك أم ما لها ... لقد أخضل الدمع سربالها
(5) في ت، م: (قسماها). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) في ت، م: (قيس). وهو خطأ.
(7) زيادة يقتضيها السياق.
(8) انظر تفسير الطبري 9/ 30.(1/106)
54 - وقال مجاهد (1) في قوله تعالى: {وألزمهم كلمة التقوى [الفتح: 26] قال: لا إله إلّا الله، فسمّى هذه الجملة كلمة، إذ كانت الكلمة منها، فكذا} [2] سمّى رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءات أحرفا إذ كانت الأحرف المختلف (3) فيها منها فخاطب صلى الله عليه وسلم من بالحضرة وسائر العرب في هذا الخبر من تسمية القراءة حرفا لما يستعملونه في لغتهم، وما جرت عليه عادتهم في منطقهم كما بيّنّاه، فدلّ (4) على صحّة ما قلناه (5).
[حكمة إنزال القرآن على سبعة أحرف]
55 - وأمّا وجه إنزال القرآن على هذه السبعة أحرف وما الذي أراد تبارك اسمه بذلك، فإنه إنما أنزل علينا توسعة من الله تعالى على عباده، ورحمة لهم، وتخفيفا عنهم عند سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إيّاه لهم، ومراجعته له فيه لعلمه صلى الله عليه وسلم بما هم عليه من اختلاف اللغات، واستصعاب مفارقة كل فريق منهم الطبع والعادة في الكلام إلى غيره، فخفّف (6) تعالى عنهم وسهّل عليهم بأن أقرّهم على مألوف طبعهم وعادتهم في كلامهم.
56 - والدليل على ذلك الخبر الذي قدّمناه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن الله تعالى أمره أن يقرأ القرآن على حرف، فقال: ربّ خفّف عن أمّتي، فأمره أن يقرأ القرآن على سبعة أحرف» (7).
__________
(1) تفسير الطبري 26/ 67.
(2) في م: فلذا.
(3) في ت، م: المختلفة. وهي خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في م: ودل.
(5) قال ابن الجزري بعد أن لخص كلام الداني السابق: وكلا الوجهين محتمل، إلا أن الأول محتمل احتمالا قويا في قوله صلى الله عليه وسلم (سبعة أحرف) أي سبعة أوجه وأنحاء.
والثاني محتمل احتمالا قويا في قول عمر رضي الله عنه سمعت هشاما يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي على قراءات كثيرة. النشر 1/ 24. هذا وقد اختلف العلماء في المراد من الأحرف السبعة، اختلافا كثيرا. انظر تفصيل أقاويلهم في المرشد الوجيز لأبي شامة / 91وما بعدها، والإتقان للسيوطي 1/ 45.
(6) في ت، م: فيخفف. وهو غير مستقيم.
(7) انظر الفقرة / 38، لكن المؤلف أورد الرواية مختصرة، ليس فيها سؤال التخفيف وستأتي الرواية مطولة في الفقرة / 58، وفيها سؤال التخفيف عن الأمة.(1/107)
57 - وكذا حديث حذيفة عنه حين لقي جبرائيل عليه السلام فقال له: «إني أرسلت إلى أمّة أمّيّة» إلى آخره، فقال: «إن القرآن أنزل على سبعة أحرف» (1).
58 - وكذا الحديث الذي رواه الحكم بن عتبة عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبيّ عنه أن جبرائيل أتاه بأضاة (2) بني غفار فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقال: «أسأل الله المعافاة والرحمة إن ذلك ليشقّ على أمّتي ولا يستطيعونه»، ثم أتاه الثانية فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين» فقال له مثل ما قال في الأولى حتى انتهى إلى سبعة أحرف. قال: «فمن قرأ بحرف منها فقد أصاب» (3). ويمكن أن تكون هذه الأوجه السّبعة من اللغات، فلذلك أنزل القرآن عليها.
[أوجه اختلاف الأحرف السبعة]
59 - وأمّا في أيّ شيء يكون اختلاف هذه السبعة أحرف؟ فإنه يكون في أوجه كثيرة منها:
60 - تغيّر اللفظ نفسه وتحويله ونقله إلى لفظ آخر كقولك: ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] بغير (4) ألف، و {مالك بألف، والسّراط بالسّين} [5]، و {الصّراط
بالصّاد، والزّراط بالزاي وبين الزاي والصاد، وما يخادعون بالألف} [6] {وما يخدعون [البقرة: 9] بغير ألف، و} {كيف ننشزها [البقرة: 259] بالزاي} [7]،
__________
(1) تقدمت الرواية بإسنادها في الفقرة / 41.
(2) الأضاة بوزن الحصاة: الغدير، وجمعها أضى وإضاء. النهاية 1/ 53.
(3) رواية الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي، التي قدمها المؤلف في الفقرة / 38ليس فيها هذه القصة.
وهذه الرواية أخرجها مسلم في صحيحه في صلاة المسافرين باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف.
ونسب الرواية في كنز العمال (2/ 604) إلى الطبراني في الكبير، والدارقطني في الأفراد.
(4) انظر الاختلاف في قراءتها في النشر لابن الجزري 1/ 271، والسبعة لابن مجاهد / 104.
(5) انظر الاختلاف في قراءتها في النشر 1/ 271، والسبعة / 105.
(6) انظر الاختلاف فيها في النشر 2/ 207، السبعة / 141.
(7) انظرها في النشر 2/ 231، السبعة / 189.(1/108)
وننشرها بالراء، {ويقتلون الّذين يأمرون [آل عمران: 21] بالألف} [1]، ويقتلون بغير ألف، وبظنين [التكوير: 24] بالظاء (2)، و {بضنين، بالضاد وما أشبه ذلك.
61 - ومنها الإثبات والحذف كقوله تعالى:} {وقالوا} [3] اتّخذ الله ولدا [البقرة:
116]، {وسارعوا} [4] إلى مغفرة [آل عمران: 133] {والّذين} [5] اتّخذوا مسجدا [التوبة:
107] بالواو وبغير واو {وبالزّبر وبالكتاب في آل عمران} [6] [184] بالباء وبغير باء، {وما عملته} [7] أيديهم [يس: 35] بالهاء وبغير هاء، و {فبما} [8] كسبت أيديكم
[الشورى: 30] بالفاء وبغير فاء، و {ما تشتهيه} [9] الأنفس [الزخرف: 71] بهاء بعد الياء وبغير هاء، و {تجرى من تحتها الأنهار بعد المائة في التوبة} [10] بمن وبغير من [التوبة: 100]، و {فإنّ الله هو الغنىّ [24] في الحديد} [11] بهو وبغير هو، وكذا {الدّاع} [12] إذا دعان [البقرة: 186]، و {الكبير} [13] المتعال [الرعد: 9]، و {يوم} [14]
يأت [هود: 105]، و {ما كنّا} [15] نبغ [الكهف: 64]، و {إذا يسر} [16] [الفجر: 4] وما أشبهه، بياء وبغير ياء.
__________
(1) انظرها في النشر 2/ 238، السبعة / 203.
(2) انظرها في النشر 2/ 398، السبعة / 673.
(3) انظرها في النشر 2/ 220، السبعة / 169.
(4) انظرها في النشر 2/ 242، السبعة / 216.
(5) انظرها في النشر 2/ 281، السبعة / 318.
(6) انظرها في النشر 2/ 245، السبعة / 221.
(7) انظرها في النشر 2/ 353، السبعة / 540.
(8) انظرها في النشر 2/ 367، السبعة / 581.
(9) انظرها في النشر 2/ 370، السبعة / 588.
(10) انظرها في النشر 2/ 280، السبعة / 317. وقوله بعد المائة، الأولى عند، كما عبر ابن مجاهد في السبعة.
(11) انظرها في النشر 2/ 384، السبعة / 627.
(12) انظرها في النشر 2/ 183، السبعة / 197.
(13) انظرها في النشر 2/ 192، السبعة / 358.
(14) انظرها في النشر 2/ 182، السبعة / 338.
(15) انظرها في النشر 2/ 182، السبعة / 403.
(16) انظرها في النشر 2/ 182، السبعة / 683.(1/109)
62 - ومنها تبديل الأدوات كقوله: {وتوكّل على العزيز الرّحيم في الشعراء [217]} [1] بالفاء، {وتوكّل بالواو، فلا يخاف عقباها} [2] [الشمس: 15] بالفاء {ولا يخاف بالواو،} {وأن يظهر} [3] في الأرض [غافر: 26] بالواو و {أو أن يظهر بأو قبل أن.
63 - ومنها التوحيد والجمع كقوله:} {الرّيح} [4] و {الرّيح [البقرة: 164] و} {فما بلّغت رسالته} [5] [المائدة: 67] و {ورسالاته، و} {آيات لّلسّائلين} [6] [يوسف: 7] و {آيات و} {غيابت وغيابات} [7] [يوسف: 10]، و {وسيعلم} [8] الكفّار [الرعد:
42] و {الكفّار، و} {كطىّ السّجل} [9] للكتب [الأنبياء: 104] و {الكتب، و} {المضغة} [10] عظما [المؤمنون: 14] و {عظما، و} {إلى ءاثر رحمت} [11] الله
[الروم: 50] و {إلى ءاثر وما أشبه ذلك.
64 - ومنها التذكير والتأنيث كقوله:} {ولا يقبل} [12] منها شفعة [البقرة: 48] بالياء والتاء، و {فنادته} [13] الملئكة [آل عمران: 39] و {فنادته الملئكة، و} {استهوته} [14]
الشّيطين [الأنعام: 71] و {استهوته، و} {توفّته} [15] رسلنا [الأنعام: 61] وتوفّته،
__________
(1) انظرها في النشر 2/ 336، السبعة / 473.
(2) انظرها في النشر 2/ 401، السبعة / 689.
(3) انظرها في النشر 2/ 365، السبعة / 569.
(4) اختلف القراء العشرة في خمسة عشر موضعا. انظر تفصيلها في النشر 2/ 223واختلف القراء السبعة في اثني عشر موضعا منها. انظر تفصيلها في السبعة / 172.
(5) انظرها في النشر 2/ 255، السبعة / 246.
(6) انظرها في النشر 2/ 293، السبعة / 344.
(7) انظرها في النشر 2/ 293، السبعة / 345.
(8) انظرها في النشر 2/ 298، السبعة / 359.
(9) انظرها في النشر 2/ 325، السبعة / 431.
(10) انظرها في النشر 2/ 328، السبعة / 431.
(11) انظرها في النشر 2/ 345، السبعة / 508.
(12) انظرها في النشر 2/ 212، السبعة / 155.
(13) انظرها في النشر 2/ 239، السبعة / 205.
(14) انظرها في النشر 2/ 239، السبعة / 260.
(15) انظرها في النشر 2/ 258، السبعة / 259.(1/110)
و {يغشى} [1] طائفة [آل عمران: 154] بالياء والتاء، وكذا {ولتستبين} [2] سبيل المجرمين [الأنعام: 55]، و {إلّا أن} [3] تأتيهم الملئكة [الأنعام: 158] و {تعرج} [4]
الملئكة [المعارج: 4] بالياء والتاء، وما أشبه ذلك.
65 - ومنها الاستفهام والخبر كقوله: {أعجمىّ} [5] [فصلت: 44]، و {أذهبتم} [6]
[الأحقاف: 20]، و {أن كان} [7] [القلم: 14] بالاستفهام، و {أعجمىّ و} {أذهبتم و} {أن كان بالخبر، وكذلك} {أئنّكم} [8] [الأنعام: 19] و {أئنّ لنا} [9] [الشعراء: 41] و {أءنّك} [10] [يوسف: 90] و {أءذا متنا} [11] [المؤمنون: 82] و {أئنّا لمخرجون} [12]
[النمل: 67] بالاستفهام، و {إنّكم [وإنك]} [13] و {إنّ لنا و} {إذا متنا و} {إنّا
بهمزة مكسورة على الخبر، وكذلك ما أشبهه.
66 - ومنها التشديد والتخفيف كقوله:} {بما كانوا يكذبون [التوبة: 77] بتشديد} [14] الذال وتخفيفها، و {ولكنّ الشّيطين} [15] [البقرة: 102]، {ولكنّ البرّ} [16]
__________
(1) انظرها في النشر 2/ 242، السبعة / 259.
(2) انظرها في النشر 2/ 258، السبعة / 258.
(3) انظرها في النشر 2/ 266، السبعة / 273.
(4) انظرها في النشر 2/ 390، السبعة / 650.
(5) انظرها في النشر 2/ 366، السبعة / 576.
(6) انظرها في النشر 2/ 366، السبعة / 598.
(7) انظرها في النشر 2/ 371، السبعة / 646.
(8) انظرها في النشر 2/ 371، والسبعة / 285.
(9) انظرها في النشر 2/ 371، السبعة / 289.
(10) انظرها في النشر 1/ 372، السبعة / 351.
(11) انظرها في النشر 1/ 373، والسبعة / 285.
(12) انظرها في النشر 1/ 372، السبعة / 286.
(13) زيادة يقتضيها السياق.
(14) أي وتخفيف الذال مع فتح الياء وإسكان الكاف. انظرها في النشر 2/ 207، السبعة / 143.
(15) انظرها في النشر 2/ 219، السبعة / 167.
(16) انظرها في النشر 2/ 219، السبعة / 168.(1/111)
[البقرة: 177] بتشديد النون وتخفيفها، و {تظهرون} [1] [البقرة: 85] و {تظهرون} [2]
و {تذكّرون} [3] [الأنعام: 152] و {وخرقوا له} [4] [الأنعام: 100] {وإنّ كلّا لّمّا} [5]
[هود: 111] و {فقدر عليه} [6] [الفجر: 16] و {جمع مالا} [7] [الهمزة: 2] وشبهه بتشديد الظاء [والذال] (8) والراء والميم [والدال] وتخفيفهنّ.
67 - ومنها الخطاب والإخبار كقوله (9): {وما الله بغفل عمّا تعملون [آل عمران: 99]، و} {أفلا تعقلون} [10] [البقرة: 44]، و {ولكن لّا تعلمون} [11] [الأعراف:
38] و {لا تظلمون} [12] [البقرة: 279]، و {أم تقولون} [13] [البقرة: 80] و {ستغلبون وتحشرون} [14] [آل عمران: 12]، {ولو يرى الّذين ظلموا} [15] [البقرة: 165] و {يرونهم مّثليهم} [16] [آل عمران: 13]، و {لّتنذر أمّ القرى} [17] [الشورى: 7]، و {أفبنعمة الله
__________
(1) انظرها في النشر 2/ 218، السبعة / 163.
(2) انظرها في النشر 2/ 218، السبعة / 163. والكلمة الأولى اختلف القراء فيها على قراءتين، والثانية على أربع قراءات، وبذلك افترقتا وفي هامش النسخة ت: تظاهرون مكرر ناسخه. قال عبد المهيمن: ليست مكررة.
(3) انظرها في النشر 2/ 266، السبعة / 272.
(4) انظرها في النشر 2/ 261، السبعة / 264.
(5) انظرها في النشر 2/ 291، السبعة / 339.
(6) انظرها في النشر 2/ 400، ونسخة السبعة المطبوعة ليس فيها في سورة الفجر هذا الحرف.
(7) انظرها في النشر 2/ 403، السبعة / 697.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) انظرها في النشر 2/ 217، السبعة / 160.
(10) انظرها في النشر 2/ 257، السبعة / 256.
(11) انظرها في النشر 2/ 269، السبعة / 280.
(12) انظرها في النشر 2/ 250، السبعة / 235.
(13) انظرها في النشر 2/ 223، السبعة / 171.
(14) انظرها في النشر 2/ 238، السبعة / 201.
(15) انظرها في النشر 2/ 224، السبعة / 173.
(16) انظرها في النشر 2/ 238، السبعة / 201.
(17) انظرها في النشر 2/ 260، السبعة / 263.
} {يجحدون} [1] [النحل: 71]، وما أشبه ذلك بالتاء على الخطاب، وبالياء على الإخبار.(1/112)
__________
(17) انظرها في النشر 2/ 260، السبعة / 263.
{يجحدون} [1] [النحل: 71]، وما أشبه ذلك بالتاء على الخطاب، وبالياء على الإخبار.
68 - ومنها الإخبار عن النفس والإخبار عن غير النفس كقوله: {نتبوّأ} [2] من الجنة حيث نشاء [الزمر: 74] بالنون و {يشاء بالياء،} {ويجعل الرّجس} [3] [يونس: 100] بالنون والياء، {ينبت لكم} [4] [النحل: 11] بالنون والياء، و {لتحصنكم} [5] [الأنبياء: 80] بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه، وبالياء إخبارا عن اللبوس وما أشبه ذلك.
69 - ومنها التقديم والتأخير كقوله: {وقتلوا وقاتلوا} [6]، {وقتلوا وقتلوا [آل عمران: 195]،} {فيقتلون ويقتلون} [7]، و {فيقتلون ويقتلون [التوبة: 111]،} {وكذلك زيّن لكثير مّن المشركين قتل أولدهم شركاؤهم} [8] [الأنعام: 137] و {قتل أولدهم شركاؤهم وما أشبه ذلك.
70 - ومنها النفي والنهي كقوله:} {ولا تسئل عن أصحب الجحيم} [9] [البقرة:
119] بالجزم على النهي، {ولا تسئل بالرفع على النفي} {ولا يشرك فى حكمه أحدا} [10] [4] بالتاء والجزم على النهي، و {ولا يشرك [الكهف: 26] بالياء والرفع على النفي، و} {لّا تخف دركا} [11] [طه: 77] {فلا يخاف ظلما} [12] [طه: 112] بالجزم على النهي، و {تخف} [13] بالرفع وإثبات الألف على النفي وما أشبه ذلك.
(1) انظرها في النشر 2/ 304، السبعة / 374.
(2) انظرها في النشر 2/ 295، السبعة / 349.
(3) انظرها في النشر 2/ 287، السبعة / 330.
(4) انظرها في النشر 2/ 302، السبعة / 370.
(5) انظرها في النشر 2/ 324، السبعة / 430.
(6) انظرها في النشر 2/ 246، السبعة / 221، 319.
(7) انظرها في النشر 2/ 246، السبعة / 270.
(8) انظرها في النشر 2/ 246، السبعة / 270.
(9) انظرها في النشر 2/ 221، السبعة / 169.
(10) انظرها في النشر 2/ 310، السبعة / 390.
(11) انظرها في النشر 2/ 321، السبعة / 421.
(12) انظرها في النشر 2/ 322، السبعة / 424.
(13) زيادة يقتضيها السياق.(1/113)
71 - ومنها الأمر والإخبار كقوله (1): {واتّخذوا من مّقام إبراهيم [البقرة: 125] بكسر الخاء على الأمر، و} {اتّخذوا بفتح الخاء على الإخبار، و} {قل سبحان ربّى} [2]
[الإسراء: 93] و {قال ربّى يعلم} [3] [الأنبياء: 4]، و {قل ربّ احكم} [4] [الأنبياء: 112]، و {قل إنّما أدعوا ربّى} [5] [الجن: 20] على الأمر، و {قال على الخبر، وكذلك ما أشبهه.
72 - ومنها تغيير الإعراب وحده كقوله:} {وصيّة لّأزوجهم} [6] [البقرة: 240] بالنصب والرفع، و {تجرة حاضرة} [7] [البقرة: 282] بالنصب والرفع، {وأرجلكم إلى الكعبين} [8] [المائدة: 6] بالنصب والجرّ، {والكفّار أولياء} [9] [المائدة: 57] بالنصب والجرّ، {وحور عين} [10] [الواقعة: 22] بالرفع والجرّ، و {خضر وإستبرق} [11] [الإنسان: 21] بالرفع والجرّ، {فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء} [12] [البقرة: 284] بالرفع والجزم، و {تلقف ما صنعوا} [13] [طه: 69] بالرفع والجزم، و {والله ربّنا} [14] [الأنعام: 23] بالجرّ والنصب، و {ذو العرش المجيد} [15] [البروج: 15] و {فى لوح مّحفوظ} [16] [البروج: 22] بالرفع والجرّ، وما أشبه ذلك.
__________
(1) انظرها في النشر 2/ 222، السبعة / 170.
(2) انظرها في النشر 2/ 309، السبعة / 385.
(3) انظرها في النشر 2/ 323، السبعة / 428.
(4) انظرها في النشر 2/ 325، السبعة / 431.
(5) انظرها في النشر 2/ 392، السبعة / 675.
(6) انظرها في النشر 2/ 228، السبعة / 184.
(7) انظرها في النشر 2/ 237، السبعة / 184.
(8) انظرها في النشر 2/ 254، السبعة / 242.
(9) انظرها في النشر 2/ 255، السبعة / 245.
(10) انظرها في النشر 2/ 383، السبعة / 622.
(11) انظرها في النشر 2/ 396، السبعة / 664.
(12) انظرها في النشر 2/ 237، السبعة / 195.
(13) انظرها في النشر 2/ 321، السبعة / 420.
(14) انظرها في النشر 2/ 257، السبعة / 255.
(15) انظرها في النشر 2/ 399، السبعة / 678.
(16) انظرها في النشر 2/ 399، السبعة / 678.(1/114)
73 - ومنها تغيّر الحركات اللوازم كقوله: {ولا تحسبنّ} [1] [آل عمران: 169] بكسر السين وفتحها، و {ومن يقنط} [2] [الحجر: 56] و {يقنطون} [3] [الروم: 36]، بكسر النون وفتحها، و {يعرشون} [4] [النحل: 18] و {يعكفون} [5] [الأعراف: 138] بكسر الراء والكاف، وبضمّها، {الولية} [6] [الكهف: 44] بكسر الواو وفتحها، وما أشبه ذلك.
74 - ومنها التحريك والتسكين كقوله: {خطوت الشيطن} [7] [البقرة: 168] بضم الطاء وبإسكانها، و {على الموسع قدره وعلى المقتر قدره} [8] [البقرة: 236] بفتح الدال وإسكانها، و {فى الدّرك} [9] [النساء: 145] بإسكان الراء وبفتحها، وكذلك {ومن المعز} [10] [الأنعام: 143]، و {يوم ظعنكم} [11] [النحل: 80] وظعنكم بفتح العين وإسكانها، وكذلك {إنّى أعلم} [12] [البقرة: 30] و {أنّى أعلم و} {منّى إلّا} [13] و {منّى إلّا [البقرة: 249] و} {وليؤمنوا بى} [14] و {بى، و} {وجهى لله} [15] [آل عمران: 20] بفتح الياء وإسكانها، وكذلك {وهو} [16] و {فهو و} {لهى و} فهى بإسكان الهاء
__________
(1) انظرها في النشر 2/ 236، السبعة / 191.
(2) انظرها في النشر 2/ 302، السبعة / 367.
(3) انظرها في النشر 2/ 302، السبعة / 367.
(4) انظرها في النشر 2/ 271، السبعة / 292.
(5) انظرها في النشر 2/ 271، السبعة / 138.
(6) انظرها في النشر 2/ 277، السبعة / 392.
(7) انظرها في النشر 2/ 215، السبعة / 174.
(8) انظرها في النشر 2/ 228، السبعة / 184.
(9) انظرها في النشر 2/ 253، السبعة / 239.
(10) انظرها في النشر 2/ 266، السبعة / 271.
(11) انظرها في النشر 2/ 304، السبعة / 375.
(12) انظرها في النشر 2/ 163، السبعة / 196.
(13) انظرها في النشر 2/ 163، السبعة / 196.
(14) انظرها في النشر 2/ 171، السبعة / 196.
(15) انظرها في النشر 2/ 171، السبعة / 222.
(16) انظر أحكام هذه الحروف في النشر 2/ 209، السبعة / 151.(1/115)
وتحريكها، وكذلك {ثمّ ليقطع} [1] [الحج: 15] و {ثمّ ليقضوا} [2] [الحج: 29] {وليوفوا} [3] [الحج: 29] {وليطّوّفوا [الحج: 29]} {وليتمتّعوا} [4] [العنكبوت: 66] بإسكان اللام وبكسرها، وكذلك ما أشبهه.
75 - ومنها الإتباع وتركه كقوله: {فمن اضطرّ [البقرة: 173]، و} {أن اعبدوا الله [المؤمنون: 32]،} {ولقد استهزئ [الأنعام: 10]،} {وقالت اخرج} [5] [يوسف: 31] وشبهه بضم النون والدال والتاء لالتقاء الساكنين اتباعا لضمّ ما بعدهنّ، وكسرهنّ للسّاكنين أيضا من غير إتباع.
76 - ومنها الصّرف وتركه كقوله: {وعادا وثمودا} [6] [العنكبوت: 38] و {ألا بعدا لّثمود} [7] [هود: 68] بالتنوين وتركه، وكذلك {سبإ} [8] [النمل: 22] و {سبإ
} {وسلاسلا} [9] [الإنسان: 4] و {سلاسل و} {قواريرا} [10] [13] و {قوارير، وما أشبه ذلك.
77 - ومنها اختلاف اللغات كقوله:} {وجبريل} [11] بكسر الجيم من غير همز، وبفتحها كذلك، و {جبرئيل بفتح الجيم والراء مع الهمز من غير مدّ وبالهمز والمدّ، و} {وميكال} [12] بغير همز و {ميكائيل بالهمز من غير ياء، وبالهمز وبالياء، و} {إبرهم} [13] بالياء و {إبراهام بالألف، و} {أرجئه} [14] [الأعراف: 111] بالهمز
__________
(1) انظرها في النشر 2/ 326، السبعة / 434.
(2) نفس المصدرين السابقين.
(3) نفس المصدرين السابقين.
(4) انظرها في النشر 2/ 344، السبعة / 502.
(5) انظر جميع ذلك في النشر 2/ 225، السبعة / 174.
(6) انظرها في النشر 2/ 289، السبعة / 337.
(7) انظرها في النشر 2/ 289، السبعة / 337.
(8) انظرها في النشر 2/ 337، السبعة / 480.
(9) انظرها في النشر 2/ 395، السبعة / 663.
(10) انظرها في النشر 2/ 395، السبعة / 663.
(11) البقرة، الآية / 98، انظرها في النشر 2/ 219، السبعة / 166.
(12) انظرها في النشر 2/ 219، السبعة / 166.
(13) انظرها في النشر 2/ 221، السبعة / 169.
(14) انظرها في النشر 1/ 221، السبعة / 169.(1/116)
و {أرجه بغير همز، وكذلك} {مرجون} [1] [التوبة: 106] و {مرجئون} [2] و {ترجى
[الأحزاب: 51]} {وترجىء و} {يضهؤن} [3] [التوبة: 30] و {يضاهون و} {يأجوج ومأجوج} [4] [الكهف: 94] و {يأجوج ومأجوج و} {التّناوش} [5] [سبأ: 52] و {التناؤش
و} {مّؤصدة} [6] و {موصدة [البلد: 20] بالهمز وبغير همز وكذلك مما أشبهه.
78 - ومنها التصرّف في اللغات نحو الإظهار والإدغام والمدّ والقصر والفتح والإمالة وبين بين} [7] والهمز وتخفيفه بالحذف، والبدل [وبين بين] (8)، والإسكان والرّوم (9) والإشمام عند الوقف على أواخر الكلم، والسكوت على الساكن قبل الهمز، وما أشبه ذلك (10).
79 - وقد ورد التوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الضرب من الاختلاف، وأذن فيه لأمته في الأخبار المتقدمة.
وفيما حدّثناه علي بن محمد الربيعي، قال [نا] (11) عبد الله بن مسرور، قال: حدّثنا يوسف بن يحيى، قال: حدّثنا عبد الملك بن حبيب، قال: ثني طلق بن السّمح وأسد بن موسى ح.
80 - وحدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا أحمد بن ثابت التّغلبيّ، قال:
حدّثنا سعيد بن عثمان قال: حدّثنا نصر بن مرزوق، قال: حدّثنا علي بن معبد ح.
__________
(1) انظرها في النشر 1/ 406، السبعة / 287.
(2) انظرها في النشر 1/ 406، السبعة / 314.
(3) انظرها في النشر 1/ 406، السبعة / 314.
(4) انظرها في النشر 1/ 395، السبعة / 399.
(5) انظرها في النشر 2/ 351، السبعة / 530.
(6) انظرها في النشر 1/ 393، السبعة / 686.
(7) أي بين الفتح والإمالة.
(8) أي بين الهمز والحرف المشاكل لحركة الهمزة.
(9) سيأتي تعريف الرّوم والإشمام عند المؤلف في باب ذكر مذاهبهم في الوقف على الحركات اللائي في أواخر الكلم ومعنى الرّوم والإشمام.
(10) انظر الأمثلة في الأبواب الخاصة بهذه الأبحاث.
(11) زيادة يقتضيها السياق.(1/117)
81 - وحدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: ثني نعيم بن حمّاد واللفظ له، قالوا: حدّثنا بقية بن الوليد عن حصين بن مالك قال: سمعت شيخا يكنى أبا محمد يحدّث عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها» (1). قال أبو عمرو: لحونها وأصواتها مذاهبها وطباعها.
__________
(1) علي بن محمد لم أجده (ذكره حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون 1/ 127) المدقق.
يوسف بن يحيى بن يوسف، أبو عمر، المغامي، آخر من بقي من رواة عبد الملك بن حبيب، ثقة، وهو يومئذ إمام شيخ، توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين. الديباج المذهب 2/ 365، تاريخ علماء الأندلس / 201.
عبد الملك بن حبيب، الأندلسي، أبو مروان، فقيه مشهور، صدوق، ضعيف الحفظ، كثير الغلط. مات سنة تسع وثلاثين ومائتين. التقريب 1/ 518، الديباج المذهب 2/ 8.
طلق بن السمح، بفتح السين وسكون الميم، المصري، مقبول، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، التقريب 1/ 380، تهذيب الكمال 1/ 632.
أسد بن موسى بن إبراهيم، الأموي، يعرف بأسد السنة، صدوق، يغرب. مات سنة اثنتي عشرة ومائتين، التقريب 1/ 3، تهذيب الكمال 1/ 91.
عبد الرحمن بن عثمان بن عفان القشيري، أبو المطرف، كان صالحا ثقة فيما رواه. توفي سنة خمس أو ست وتسعين وثلاثمائة. الصلة 1/ 305.
أحمد بن ثابت بن أحمد بن الزبير، من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر، كان شيخا صالحا ثقة فيما روى. مات سنة ستين وثلاث مائة، تاريخ علماء الأندلس / 45.
سعيد بن عثمان بن سليمان بن محمد، القرطبي، أبو عثمان كان عالما بالحديث بصيرا بعلله، توفي سنة خمس وثلاثمائة. الديباج المذهب 1/ 390، جذوة المقتبس / 230، تاريخ علماء الأندلس / 164.
نصر بن مرزوق المصيري، أبو الفتح، قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه وهو صدوق، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 472.
علي بن معبد بن شداد، الرقي، نزيل مصر، ثقة، فقيه، مات سنة ثمان عشرة ومائتين، التقريب 2/ 44. تهذيب الكمال 2/ 991.
نعيم بن حماد بن معاوية، أبو عبد الله، المروزي، نزيل مصر، صدوق، يخطئ كثيرا، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. التقريب 2/ 305، تهذيب الكمال 3/ 1419.(1/118)
[أصل اختلاف القراءات]
82 - ووجه هذا الاختلاف في القرآن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه الصلاة والسلام في كل عام عرضة، فلما كان في العام الذي توفي فيه عرض عليه عرضتين (1)، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يأخذ عليه في كل عرضة بوجه وقراءة من هذه الأوجه والقراءات المختلفة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «إن القرآن أنزل عليها وإنها كلها شاف كاف» (2) وأباح لأمّته القراءة بما شاءت منها مع الإيمان بجميعها والإقرار بكلها إذ كانت كلّها من عند الله تعالى منزلة، ومنه صلى الله عليه وسلم مأخوذة.
83 - ولم يلزم أمتّه حفظها كلّها ولا القراءة بأجمعها بل هي مخيّرة في القراءة بأيّ حرف شاءت منها كتخييرها إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة بأن تكفّر بأيّ الكفّارات شاءت، إما بعتق وإما بإطعام وإما بكسوة، وكذلك المأمور في الفدية بالصيام أو الصدقة أو النسك أيّ ذلك فعل فقد أدّى ما عليه وسقط عنه فرض غيره، فكذا أمروا بحفظ القرآن وتلاوته، ثم خيّروا في قراءته بأيّ الأحرف السبعة شاءوا إذ كان معلوما أنهم لم يلزموا استيعاب جميعها دون أن يقتصروا منها على حرف واحد،
__________
بقية بن الوليد بن صائد، الكلاعي، أبو يحمد بضم الياء وكسر الميم صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، مات سنة سبع وتسعين ومائة. التقريب 1/ 105، تهذيب الكمال 1/ 155.
حصين بن مالك الغزاوي عن رجل عن حذيفة اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، تفرد عنه بقية، ليس بمعتمد، والخبر منكر. ميزان الاعتدال 1/ 553، المغني في الضعفاء 1/ 178، لسان الميزان 2/ 319.
والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في شعب الإيمان، كما في الجامع الصغير للسيوطي.
وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح (1/ 675) وقال: رواه البيهقي في شعب الإيمان ورزين في كتابه.
وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن برقم / 232من طريق نعيم بن حماد به مثله.
(1) حديث معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن. أخرجه البخاري في صحيحه في فضائل القرآن باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم في صحيحه في كتاب الفضائل باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة.
(2) انظر الفقرة / 42، 43.(1/119)
بل قيل لهم: أيّ ذلك قرأتم أصبتم (1) فدلّ على صحة ما قلنا.
[اختلاف المعاني تبعا لاختلاف الألفاظ في الأحرف السبعة]
84 - وأمّا على كم معنى يشتمل اختلاف هذه السبعة أحرف، فإنه يشتمل على ثلاثة معان يحيط بها كلها: أحدها: اختلاف اللفظ والمعنى واحد، والثاني: اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع جواز أن يجتمعا في شيء واحد لعدم تضادّ اجتماعهما فيه. والثالث:
اختلاف اللفظ والمعنى مع امتناع جواز أن يجتمعا في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه، ونحن نبيّن ذلك إن شاء الله.
85 - فأما اختلاف اللفظ والمعنى واحد فنحو قوله: {السّراط [الفاتحة: 6] بالسين، و} {الصّراط بالصاد، و} {الزراط بالزاي و} {عليهم} [2] [الفاتحة: 7] و {إليهم
[آل عمران: 77] و} {لديهم [آل عمران: 44] بضم الهاء مع إسكان الميم، وبكسر الهاء مع ضمّ الميم وإسكانها، و} {فيه هدى [البقرة: 2] و} {عليه كنز [هود: 12] و} {منه ءايت [آل عمران: 7] و} {عنه ماله [المسد: 2] بصلة الهاء وبغير صلتها} [3]، و {يؤدّه إليك [آل عمران: 75] و} {نؤته منها [آل عمران: 145] و} {فألقه إليهم} [4] [النمل: 28] بإسكان الهاء وبكسرها مع صلتها واختلاسها (5). و {أكلها [البقرة: 265] و} {فى الأكل} [6] [الرعد: 4] بإسكان الكاف وبضمّها و {إلى ميسرة} [7] [البقرة: 280] بضم السين وبفتحها، و {يعرشون} [8] [النحل: 68] بكسر الراء وبضمها، وكذلك ما أشبهه ونحو ذلك البيان والإدغام والمدّ والقصر والفتح والإمالة وتحقيق الهمز وتخفيفه وشبهه (9)
مما يطلق عليه أنه لغات فقط.
__________
(1) انظر الفقرة / 40.
(2) انظر النشر 1/ 272، السبعة / 108.
(3) انظر تفصيل خلاف القراء في صلة هاء الكناية، وعدم صلتها، في النشر 1/ 304، السبعة / 130. وسيأتي عند المؤلف باب خاص بهذا البحث.
(4) انظر أحكام هذه الحروف في النشر 1/ 305، السبعة / 207.
(5) المراد بالاختلاس هنا، كسر الهاء دون صلة، انظر البدور الزاهرة للقاضي / 66.
(6) انظر أحكام هذين الحرفين في النشر 2/ 216، السبعة / 190.
(7) انظرها في النشر 2/ 236، السبعة / 192.
(8) تقدم هذا الحرف في الفقرة / 73.
(9) انظر أمثلة ذلك في الأبواب الخاصة بهذه الأبحاث.(1/120)
86 - وأما اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع جواز اجتماع القراءتين في شيء واحد من أجل عدم تضادّ اجتماعهما فيه، فنحو قوله تعالى: {ملك يوم الدين
[الفاتحة: 4] بألف، و} {ملك بغير ألف لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هو الله سبحانه وتعالى، وذلك أنه تعالى مالك يوم الدين. وملكه، فقد اجتمع له الوصفان جميعا، فأخبر الله تعالى بذلك في القراءتين} [1].
87 - وكذا: {بما كانوا يكذبون} [2] [البقرة: 10] بتخفيف الذال وبتشديدها لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هم المنافقون، وذلك أنهم كانوا يكذبون في أخبارهم ويكذّبون النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند الله تعالى، فالأمران جميعا مجتمعان لهم، فأخبر الله تعالى بذلك عنهم، وأعلمنا أنه معذّبهم بهما (3).
88 - وكذا قوله تعالى: {كيف ننشزها} [4] [البقرة: 259] بالراء وبالزاي لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هي العظام، وذلك أن الله تعالى أنشرها أي: أحياها وأنشزها أي: رفع بعضها إلى بعض حتى التأمت، فأخبر سبحانه أنه جمع لها هذين الأمرين من إحيائها بعد الممات، ورفع بعضها إلى بعض لتلتئم، فضمّن تعالى المعنيين في القراءتين تنبيها على عظيم قدرته (5).
89 - وكذا قوله تعالى: {واتّخذوا من مّقام إبرهم مصلى} [6] [البقرة: 125] بكسر الخاء على الأمر وبفتحها على الخبر لأن المراد بالقراءتين جميعا هم المسلمون، وذلك أن الله تعالى أمرهم باتخاذهم مقام إبراهيم مصلى، فلما امتثلوا ذلك وفعلوه أخبر به عنهم فجاءت القراءة بالأمرين جميعا للدلالة على اجتماعهما لهم، فهما صحيحان غير متضادّين ولا متنافيين (7).
__________
(1) انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب 1/ 25، وحجة القراءات لابن زنجلة الفقيه / 77.
(2) تقدم هذا الحرف في الفقرة / 66.
(3) انظر الكشف لمكي 1/ 227وحجة القراءات لابن زنجلة / 88.
(4) تقدم هذا الحرف في الفقرة / 60.
(5) انظر الكشف لمكي 1/ 310، حجة القراءات / 144.
(6) تقدم هذا الحرف في الفقرة / 71.
(7) انظر الكشف 1/ 263.(1/121)
90 - وكذا قوله: {وما هو على الغيب بضنين} [1] [التكوير: 24] بالظاء و {بضنين
وبالضاد لأن المراد بهاتين القراءتين جميعا هو النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه كان غير ظنين على الغيب، أي: غير متّهم فيما أخبر به عن الله تعالى، وغير ضنين به، أي: غير بخيل بتعليم ما علمه الله وأنزله إليه، فقد انتفى عنه الأمران جميعا، فأخبر الله تعالى عنه بهما في القراءتين} [2]، وكذا ما أشبهه.
91 - وأما اختلاف اللفظ والمعنى جميعا مع امتناع جواز اجتماعهما (3) في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه، فكقراءة من قرأ: {وظنّوا أنّهم قد كذبوا} [4]
[يوسف: 110] بالتشديد لأن المعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذّبوهم، وقراءة من قرأ {قد كذبوا بالتخفيف لأن المعنى: وتوهم المرسل إليهم أن الرسل قد كذّبوهم فيما أخبروهم به من أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل العذاب بهم، فالظن في القراءة الأولى يقين والضمير الأول [للرسل، والثاني]} [5] للمرسل إليهم، والظن في القراءة الثانية شك، والضمير الأول للمرسل إليهم والثاني للرسل (6).
92 - وكذا قراءة من قرأ {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّموت والأرض بصائر} [7] [الإسراء: 102] بضم التاء، وذلك أنه أسند هذا العلم إلى موسى عليه السلام حديثا منه لفرعون حيث قال: {إنّ رسولكم الّذى أرسل إليكم لمجنون [الشعراء:
27]، فقال له موسى عليه السلام عند ذلك:} {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّموت والأرض بصائر [الإسراء: 102] فأخبر عليه السلام عن نفسه بالعلم بذلك [أي]} [8] ليس بمجنون، وقراءة من قرأ لقد علمت بفتح التاء، وذلك أنه أسند هذا العلم إلى فرعون مخاطبة من موسى له بذلك على وجه التقريع والتوبيخ له على شدّة
__________
(1) تقدم هذا الحرف في الفقرة / 60.
(2) انظر الكشف 2/ 364، وحجة القراءات / 752.
(3) في ت، م: (امتناعهما): وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) انظرها في النشر 2/ 296، السبعة / 351.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) في ت، م: (للمرسل): وهو خطأ، وانظر حجة القراءات / 366، والكشف لمكي 2/ 15.
(7) انظرها في النشر 2/ 309، السبعة / 385.
(8) زيادة يقتضيها السياق.(1/122)
معاندته للحق وجحوده له بعد علمه، ولذلك أخبر (1) تبارك وتعالى عنه وعن قومه فقال: {فلمّا جاءتهم ءايتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين * وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا} [2] [النمل: 13، 14] الآية.
93 - وكذلك ما ورد من هذا النوع من اختلاف القراءتين التي لا يصحّ أن يجتمعا في شيء واحد هذا سبيله لأن كل قراءة منهما بمنزلة آية قائمة بنفسها لا يصحّ أن يجتمع مع آية أخرى تخالفها في شيء واحد لتضادهما وتنافيهما.
[الأحرف السبعة لا تجمعها رواية ولا قراءة واحدة]
94 - أما هذه السبعة الأحرف فإنها ليست متفرّقة في القرآن كلّها ولا موجودة فيه في ختمة واحدة بل بعضها، فإذا قرأ القارئ بقراءة من قراءات الأئمة وبرواية من رواياتهم، فإنما قرأ ببعضها لا بكلّها (3)، والدليل على ذلك أننا قد أوضحنا قبل أن المراد بالسبعة الأحرف سبعة أوجه من اللغات كنحو اختلاف الإعراب والحركات والسكون، والإظهار والإدغام، والمدّ والقصر، والفتح والإمالة، والزيادة للحرف ونقصانه، والتقديم والتأخير، وغير ذلك مما شرحناه ممثّلا قبل. وإذ كان (4) هذا هكذا فمعلوم أن من قرأ بوجه من هذه الأوجه وقراءة من القراءات ورواية من الروايات لا يمكنه أن يحرّك الحرف ويسكّنه في حالة واحدة، أو يقدّمه ويؤخّره، أو يظهره ويدغمه، أو يمدّه ويقصره، أو يفتحه ويميله إلى ما أشبه هذا من اختلاف تلك الأوجه والقراءات والروايات في حالة واحدة، فدلّ على صحّة ما قلناه.
[الأحرف السبعة كلها صواب]
95 - وهذه القراءات كلّها والأوجه بأسرها من اللغات هي التي أنزل القرآن عليها، وقرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرأ بها وأباح الله تعالى لنبيّه القراءة بجميعها،
__________
(1) في ت، م: (أخبره). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) انظر الكشف 2/ 52، وحجة القراءات / 411.
(3) وذهب ابن الجزري إلى أنها متفرقة في القرآن، بل في كل رواية وقراءة باعتبار ما قرره في وجه كونها سبعة أحرف، انظر النشر 1/ 30.
(4) في ت، م: (إذا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(1/123)
وصوّب الرسول صلى الله عليه وسلم من قرأ ببعضها دون بعض، كما تقدّم في حديث (1) عمر رضي الله عنه، وفي حديث (2) أبيّ بن كعب وعمرو (3) بن العاص وغيرهم.
96 - وكما حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضيّ، قال: حدّثنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن يوسف، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثنا شعبة، قال أخبرني (4) عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النّزال بن سبرة، قال: سمعت عبد الله، قال: سمعت رجلا قرأ آية وسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها، فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كلاهما محسن» (5).
__________
(1) انظر فقرة رقم / 36.
(2) انظر فقرة رقم / 38.
(3) انظر فقرة رقم / 40.
(4) في ت، م: قال عبد الملك بن ميسرة أخبرني قال النزال. وهو تحريف.
(5) عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، الوهراني، من أهل الحديث والرواية، ثقة سمع أبا إسحاق البلخي صاحب الفربري، مات سنة إحدى عشرة وأربع مائة. سير أعلام النبلاء 17/ 332، جذوة المقتبس / 275.
محمد بن عمر أبو علي، الشبوي، روى عن الفربري جامع البخاري، الإكمال لابن ماكولا 5/ 107، وانظر الأنساب 7/ 284طبعة محمد أمين دمج بيروت.
محمد بن يوسف بن مطر، الفربري، الإمام، أبو عبد الله، راوية صحيح البخاري. توفي سنة عشرين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ للذهبي / 798.
محمد بن اسماعيل هو البخاري صاحب الصحيح.
أبو الوليد هو هشام بن عبد الملك الطيالسي ثقة، ثبت مات سنة سبع وعشرين ومائتين، التقريب 2/ 319، تهذيب الكمال 2/ 1441.
شعبة بن الحجاج بن الورد، أبو بسطام، قال الثوري هو أمير المؤمنين في الحديث. مات سنة ستين ومائة. التقريب 1/ 351، تهذيب الكمال 2/ 581.
عبد الملك بن ميسرة، الهلالي، أبو زيد، ثقة. التقريب 1/ 524.
النزال بن سبرة، بفتح السين وسكون الباء، ثقة، وقيل له صحبه. التقريب 2/ 298.
وعبد الله هو ابن مسعود. وإسناد المؤلف حسن لغيره.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه في فضائل القرآن آخر حديث فيه، لكن عن سليمان بن حرب عن شعبة بمثله، بزيادة في آخره مثل حديث الفقرة التالية. قال ابن حجر في فتح الباري 9/ 102: هذا الرجل يحتمل أن يكون هو أبي بن كعب، اهـ قلت: انظر قصة اختلاف أبي مع ابن مسعود في مسند الإمام أحمد 5/ 124.(1/124)
97 - وحدّثنا الخاقاني قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عليّ، قال:
حدّثنا القاسم قال: حدّثنا حجّاج عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن ابن مسعود، قال: سمعت رجلا يقرأ آية وسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فعرفت في وجهه الغضب، ثم قال:
«كلاكما محسن إن من قبلكم اختلفوا فأهلكهم ذلك» (1).
98 - وحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد ابن علي، قال: حدّثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن عاصم عن زرّ عن عبد الله، قال: قلت لرجل: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية، فأقرأني خلاف ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لآخر: اقرأ، فقرأ خلاف ما أقرأني الأول، فأتيت بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب، فقال عليّ: قال لكم: «اقرءوا كما قد علّمتم» (2).
__________
(1) صدر الإسناد قبل حجاج تقدم في الفقرة / 37، وعجزه بعده تقدم في الفقرة السابقة.
حجاج بن محمد المصيصي، أبو محمد، الأعور، ثقة، ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره.
توفي سنة ست ومائتين. التقريب 1/ 154، تهذيب الكمال 1/ 234.
وهذه رواية أخرى للحديث المتقدم في الفقرة السابقة، وهذا الإسناد صحيح. وهذه الرواية في فضائل القرآن لأبي عبيد برقم / 755بهذا السياق.
وأخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن باب من نهى عن التماري في القرآن من طريق أبي أسامة عن شعبة به بنحوه مع اختصار أوله.
(2) طاهر بن عبد المنعم بن غلبون، أبو الحسن الحلبي، نزيل مصر، أستاذ عارف، وثقة ضابط، وحجة محرر، قال الداني، لم ير في وقته مثله في فهمه وعلمه، مع فضله وصدق لهجته. توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 339.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح، أبو أحمد، المعروف بابن المفسر، الإمام المسند، روى عنه الدارقطني وأثنى عليه، توفي سنة خمس وستين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 452، حسن المحاضرة 1/ 402، سير أعلام النبلاء 16/ 282. أحمد بن علي بن سعيد، أبو بكر، المروزي، ثقة، حافظ، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. التقريب 1/ 22، تهذيب الكمال 1/ 31. والإسناد صحيح.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند برقم (3981) من طريق أبي بكر عن عاصم به نحوه، وصحح أحمد شاكر إسناده، وفيه أنها سورة الأحقاف.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق إسرائيل عن عاصم، وفيه أنها سورة الرحمن.
انظر موارد الظمآن / 441.(1/125)
99 - أفلا ترى كيف قرأ كل واحد من هؤلاء الصحابة بخلاف ما قرأ به الآخر بدلالة تناكرهم في ذلك، ثم ترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر على واحد منهم ما قرأ به بل أقرّ أنه كذلك أخذ عليه، وأنه كذلك أنزل، ثم أقرّه على ذلك فأمره بلزومه وشهد بصواب ذلك كله، وأعلم أن كلّ واحد منهم في ذلك محسن مجمل مصيب، فدلّ ذلك على صحيح ما تأوّلناه.
100 - فأمّا قوله صلى الله عليه وسلم لمن قرأ عليه من المختلفين في القراءة: «أصبت» وهو حديث يرويه قبيصة بن ذؤيب (1) مرسلا، فمعناه أن كل حرف من الأحرف التي أنزل عليها القرآن كالآخر في كونه كلام الله تعالى الذي تكلم به وأنزله على رسوله، وأن الله سبحانه قد جعل فيه جميع ما جعل في غيره منها من أنه مبارك وأنه شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وأنه عربي مبين، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن قارئه يصيب على أحد الأحرف السبعة من الثواب على قراءته ما يصيب القارئ على غيره منها.
101 - وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: «كلّ شاف كاف» (2) أي: يشفي من التمس علمه وحكمته، ويكفي من التمس بتلاوته الفضيلة والثواب كما يشفي، ويكفي غيره من سائر الأحرف لما فيه.
102 - وكذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «أحسنت» (3) أي أحسنت القصد لالتماس (4) الثواب بقراءة القرآن على الحروف التي أقرئتها، وأحسنت في الثّبات على ما كان معك من الأحرف السبعة إذ هي متساوية.
__________
وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن برقم / 757من طريق شيبان عن عاصم به بنحوه.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 223) بنحوه، بإسنادين: من طريق إسرائيل عن عاصم، ومن طريق أبي عوانة عن عاصم. وصححه ووافقه الذهبي.
(1) قبيصة بن ذؤيب، مصغرا، الخزاعي، أبو سعيد، أو أبو إسحاق، المدني، نزيل دمشق، من أولاد الصحابة، وله رؤية. مات سنة بضع وثمانين. التقريب 2/ 122.
وحديث قبيصة بن ذؤيب لم أجده. ووجدت قوله (أصبت) من رواية أبيّ، وابن أبي ليلى رفعه عند الطبري في التفسير 1/ 37، 42والروايتان صحح أحمد شاكر إسناديهما.
(2) تقدم في الفقرة / 42، 43.
(3) انظر تفسير الطبري 1/ 32، 41والروايتان من حديث أبي بن كعب، وصحح أحمد شاكر إسناد الأولى، ونقل عن ابن كثير تصحيح إسناد الأخرى.
(4) في ت، م: زيادة (من) قبل (الثواب). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(1/126)
[خبر نزول القرآن على سبعة أبواب وبيان معناه]
103 - فأما الخبر الذي رويناه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كان الكتاب الأول نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف:
زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال (1) إلى آخره.
104 - في السبعة أحرف التي ذكرها صلى الله عليه وسلم، في هذا الخبر وجهان: أحدهما: أنها غير السبعة الأحرف التي ذكرها في الأخبار المتقدمة، وذلك من حديث فسّرها في هذا الخبر، فقال: «زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال» وأمر أمته أن يحلّوا حلاله ويحرّموا حرامه، ويفعلوا ما أمروا به وينتهوا عمّا نهوا عنه، ويعتبروا
__________
(1) تتمة الحديث (فأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا آمنا به كل من عند ربنا).
أخرجه الطبري في التفسير (1/ 68) من طريق سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وابن حبان في صحيحه كذلك. انظر موارد الظمآن / 441، والحاكم في المستدرك (1/ 553) كذلك، وقال، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن برقم / 79مرسلا.
قال ابن عبد البر: هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده. اهـ.
انظر المرشد الوجيز / 107، ونقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/ 29) وأقره.
قلت: ورواه الطبري في التفسير (1/ 69) موقوفا على ابن مسعود.
قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا المحاربي، عن الأحوص بن حكيم، عن ضمرة بن حبيب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن أنزل على خمسة أحرف الحديث. فنقص من عدته. ولعل تصرف ابن مسعود في العدد يرجح جانب الوقف على الرفع، مما دعا ابن كثير في الفضائل / 19وساق رواية الرفع ثم إسناد الوقف إلى القول عن الموقوف: وهو أشبه.
وأخرج الإمام أحمد في المسند (1/ 445) برقم (4252) وابن أبي داود في المصاحف / 18من طريق فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر، فقال: إن القرآن نزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف، أو قال على حروف، وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد. اهـ وصحح أحمد شاكر إسناده.(1/127)
بأمثاله، ويعملوا بمحكمه، ويؤمنوا بمتشابهه. ثم أكّد ذلك بأن أمرهم أن يقولوا: {ءامنّا به كلّ من عند ربّنا [آل عمران: 7] فدلّ ذلك كله على أن هذه الأحرف غير تلك الأحرف التي هي: اللغات والقراءات} [1] وأنه صلى الله عليه وسلم أراد بذكر الأحرف في هذا الخبر التنبيه على فضل القرآن على سائر الكتب، وأن الله سبحانه قد جمع فيه من خلال الخير ما لم يجمعه فيها.
105 - فأما قوله في هذا الخبر: كان الكتاب الأول (2) نزل من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب، فمعناه: أن الكتاب الأول نزل خاليا من الحدود والأحكام والحلال والحرام، كزبور داود الذي هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى الذي هو تمجيد ومحامد وحضّ على الصّفح والإعراض دون غير ذلك من الأحكام والشرائع.
وكذلك ما أشبه ذلك من الكتب المنزّلة ببعض المعاني السبعة التي يحوي جميعها كتابنا الذي خصّ الله تعالى [به] (3) نبيّنا وأمّته، فلم يكن المتعبّدون بإقامته يجدون لرضى الله مطلبا ينالون [به] [-3] الجنة ويستوجبون [به] [-3] منه القربة إلا من الوجه الواحد الذي نزل به كتابهم وذلك هو [الباب] [-3] الواحد من أبواب الجنة الذي نزل منه ذلك الكتاب.
106 - والوجه الثاني: أن السبعة الأحرف في هذا الخبر هي السبعة الأحرف المذكورة في الأخبار المتقدمة التي هي اللغات والقراءات، ويكون قوله: «زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال» تفسيرا للسبعة (7) أبواب التي هي من الجنة لا تفسيرا للسبعة الأحرف لأن العامل إذا عمل بها وانتهى إلى حدودها استوجب بذلك الجنة. وكلا (8) الوجهين في تأويل الحديث بيّن ظاهر. وعلى الأول أكثر العلماء وبالله التوفيق.
__________
(1) نقل أبو شامة في المرشد الوجيز / 108عن البيهقي من قوله في كتاب (المدخل) ما يؤيد هذا المعنى.
(2) من هنا لى نهاية الفقرة أخذه المؤلف من مقدمة تفسير الطبري بنصه. انظر تفسير الطبري 1/ 71.
(3) (3) و (4) و (5) و (6) زيادة من تفسير الطبري 1/ 71.
(7) سقط من ت.
(8) انظر تفسير الطبري 1/ 47، والمرشد الوجيز / 109، وقد ذكر أبو شامة وجها ثالثا نقله عن الأهوازي، وأبي العلاء الهمذاني، وهو أن قوله زاجر وآمر، الخ استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة المرشد الوجيز / 108.(1/128)
[ما ينبغي اعتقاده في تاريخ المصحف]
107 - قال أبو عمرو: وجملة ما نعتقده من هذا الباب وغيره من إنزال القرآن وكتابته وجمعه وتأويله وقراءته ووجوهه ونذهب إليه ونختاره: أن القرآن منزّل على سبعة أحرف (1) كلها شاف كاف وحق وصواب وأن الله تعالى قد خيّر القرّاء في جميعها وصوّبهم إذا قرءوا بشيء منها، وأن هذه الأحرف السبعة المختلف معانيها تارة وألفاظها تارة مع اتفاق المعنى ليس فيها تضادّ ولا تناف للمعنى ولا إحالة ولا فساد، وإنّا لا ندري حقيقة أيّ هذه السبعة الأحرف كان آخر العرض أو آخر العرض كان ببعضها دون جميعها، وأن جميع هذه السبعة أحرف قد كانت ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضبطتها الأمة على اختلافها عنه، وتلقّيها منه، ولم يكن شيء منها مشكوكا فيه ولا مرتابا به.
108 - وأن [7/ ظ] أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ومن بالحضرة من جميع الصحابة قد أثبتوا جميع (2) تلك الأحرف في المصاحف وأخبروا بصحتها وأعلموا بصوابها وخيّروا الناس فيها كما كان صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن من هذه الأحرف حرف أبيّ بن كعب، وحرف عبد الله بن مسعود، وحرف زيد بن ثابت، وأن عثمان رحمه الله تعالى والجماعة إنما طرحوا حروفا وقراءات باطلة غير معروفة ولا ثابتة بل منقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم نقل الأحاديث التي لا يجوز إثبات قرآن وقراءات بها.
109 - وأن معنى إضافة كل حرف مما أنزل الله تعالى إلى من أضيف من
__________
(1) سقطت (أحرف) من ت.
(2) انظر قصة نسخ عثمان المصاحف في صحيح البخاري باب جمع القرآن من كتاب فضائل القرآن. وأما أن عثمان أثبت جميع الأحرف السبعة في المصاحف أو أثبت بعضها، أو أثبت حرفا واحدا منها. قضية خلافية مشهورة، قال بكل قول منها جماعة من العلماء: فذهب إلى القول الأول جماعات من العلماء، والمؤلف هو ممن قال بالأول. انظر النشر 1/ 31.
وذهب إلى الثاني ابن الجزري، ونسبة إلى جماهير العلماء من السلف والخلف النشر 1/ 31.
وممن قال بالثالث ابن جرير الطبري. انظر تفسير الطبري 1/ 63.
وهذا الاختلاف هو فروع الاختلاف في المراد بالأحرف السبعة.
وسيأتي في الفقرة / 522أن قراءة زيد هي التي جمع عثمان الناس عليها، وهو مخالف لرأي المؤلف هنا.(1/129)
الصحابة كأبيّ وعبد الله وزيد وغيرهم من قبل أنه (1) كان أضبط له وأكثر قراءة وإقراء به وملازمة له وميلا إليه لا غير ذلك. وكذلك (2) إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة بالأمصار، المراد بها [-2] أن ذلك القارئ وذلك الإمام اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة وآثره على غيره وداوم عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به وقصد فيه وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره من القرّاء، وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد.
110 - وأن القرآن لم ينزل بلغة قريش فقط دون سائر العرب، وإن كان معظمه نزل بلغة قريش (4)، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنّ جمع القرآن وكتابته وأمر بذلك (5) وأملاه على كتبته، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى حفظ جميع القرآن جماعة من أصحابه (6)، وحفظ الباقون منه جميعه متفرّقا وعرفوه وعلموا مواقعه ومواضعه على وجه ما يعرف ذلك اليوم من ليس من الحفّاظ لجميع (7) القرآن.
111 - وأنّ أبا بكر (8) الصّدّيق وعمر الفاروق وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وجماعة الأئمة أصابوا في جمع القرآن بين لوحين وتحصينه وإحرازه وصيانته، وجروا في كتابته على سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وسنّته، وإنهم لم يثبتوا منه شيئا غير معروف ولا ما لم تقم الحجة به ولا رجعوا في العلم بصحة شيء منه وثبوته إلى شهادة الواحد والاثنين، ومن جرى مجراهما، وإن كانوا قد أشهدوا (9)
على النسخة التي جمعوها على وجه الاحتياط من الغلط (10)
__________
(1) سقطت (أنه) من م.
(2) (2) و (3) سقط من م.
(4) انظر صحيح البخاري، فضائل القرآن، باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب.
(5) انظر صحيح البخاري، باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم من فضائل القرآن.
(6) انظر صحيح البخاري: باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من فضائل القرآن، وانظر المرشد الوجيز لأبي شامة / 4237.
(7) في ت، م: (بجميع) بالباء بدل اللام، ولعله تحريف.
(8) انظر قصة جمع القرآن في عهد أبي بكر في صحيح البخاري: باب جمع القرآن من فضائل القرآن وانظر للتوسع المرشد الوجيز لأبي شامة / 48وما بعدها.
(9) انظر المرشد الوجيز لأبي شامة / 55.
(10) في ت، م: (الغلط الغلط) وهو تكرار لا داعي له.(1/130)
وطرق (1) الحكم (والإنقاد) (2).
112 - وأن أبا بكر رضي الله عنه قصد في جمع القرآن (3) إلى تثبيته بين اللوحين فقط ورسم جميعه، وأن عثمان رحمه الله تعالى أحسن وأصاب ووفّق لفضل عظيم في جمع الناس على مصحف واحد وقراءات محصورة والمنع من غير ذلك، وأن سائر الصحابة من عليّ رضي الله عنه ومن غيره كانوا متبعين لرأي أبي بكر وعثمان في جمع القرآن (4)، وأنهم أخبروا بصواب ذلك وشهدوا به، وأن عثمان لم يقصد قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمع الصحابة على القراءات الثابتة المعروفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وألقى ما لم يجر مجرى ذلك وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير، وأنه لم يسقط شيئا من القراءات الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا منع منها ولا حظر القراءة بها إذ ليس إليه ولا إلى غيره أن يمنع ما أباحه الله تعالى وأطلقه وحكم بصوابه، وحكم الرسول صلى الله عليه وسلم للقارئ به أنه محسن مجمل في قراءته (5)، وأن القرّاء السبعة ونظائرهم من الأئمة متّبعون في جميع قراءاتهم الثابتة عنهم التي لا شذوذ فيها، وأن ما عدا ذلك مقطوع على إبطاله وفساده وممنوع من إطلاقه والقراءة به، فهذه الجملة التي نعتقدها ونختارها في هذا الباب، والأخبار الدّالّة على صحّة جميعها كثيرة ولها موضع غير هذا وبالله التوفيق.
__________
(1) الطرق: الضرب بالحصى، وهو ضرب من التكهن. اللسان 12/ 84، فطرق الحكم، توهمه.
(2) كذا في ت، م.
(3) في ت، م: (وإلى). والواو مقحمة خطأ.
(4) انظر المرشد الوجيز لأبي شامة / 5453.
(5) هذا مبني على أن المصاحف حوت جميع الأحرف السبعة، وهي قضية خلافية كما تقدم.(1/131)
باب ذكر الأخبار الواردة بالحضّ على اتّباع الأئمة من السّلف في القراءة والتمسّك بما أدّاه أئمة القراءة عنهم منها
113 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكّي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز قال: حدّثنا القاسم بن سلّام، قال: حدّثنا أبو النّصر عن شيبان [8/ و] عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود عن عليّ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علّم. (1)
114 - حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ البغدادي، قال: حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن موسى بن سعيد، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زرّ عن عبد الله قال: قال لنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علّمتم (2).
__________
(1) إسناد المؤلف إلى زر تقدم في الفقرة / 41. وهذا الإسناد صحيح، والحديث أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن برقم / 783به مثله، وهو طرف من قصة الحديث الصحيح المتقدم في الفقرة / 98.
(2) محمد بن أحمد بن علي، أبو مسلم، الكاتب، ضعف في روايته عن البغوي، لأن بعض أصوله عنه كان مفسودا، مات سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. غاية 2/ 71، تاريخ بغداد 1/ 323، ميزان الاعتدال 3/ 461.
أقول: هو في مرتبة الثقة في روايته عن غير البغوي، فروايته عن ابن قطن وابن مجاهد في التيسير. وقد اعتبرت رواياته عن ابن مجاهد بما في السبعة المطبوع فوجدتها متطابقة، مما يقطع بأنه ضبط أصله عن ابن مجاهد. وستأتي أمثلة كثيرة لذلك. وكذلك اعتبرت رواياته عن محمد بن القاسم بن الأنباري، بما في إيضاح الوقت والابتداء فوجدته ضبط أصله عنه. انظر الفقرات / 1474، 1493، 1510، 1585، 1587.
أبو بكر بن مجاهد هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، إمام القراء في عصره، كان ثقة مأمونا، توفي سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 5/ 144، معرفة القراء 1/ 216، غاية النهاية 1/ 142.
أحمد بن موسى بن سعيد لم أجده (ذكره ابن عساكر فيمن كان حيا سنة ست وتسعين ومائتين، تاريخ مدينة دمشق ج 3/ ص 47) المدقق.
إبراهيم بن سعيد الجوهري، أبو إسحاق، ثقة حافظ، مات في حدود الخمسين ومائتين.
التقريب 1/ 35، تهذيب الكمال 1/ 55.(1/132)
115 - حدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ القاضي، قال: حدّثنا أحمد بن منيع، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زرّ عن عبد الله، قال: قال لنا عليّ بن أبي طالب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علّمتم (1).
116 - حدّثنا سلمة بن سعيد الإمام، قال: حدّثنا محمد بن الحسين، قال: حدّثنا محمد بن صالح بن ذريح، قال: حدّثنا محمد بن عبد الحميد التميمي، قال: حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن الحسن بن عبد الله النخعي عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على منبره: «يا أيها الناس إن هذا القرآن كلام الله عزّ وجلّ، (فلأعرفنّ) (2) ما عطفتموه على أهوائكم، فإن الإسلام قد خضعت له رقاب الناس فدخلوه طوعا وكرها وقد وضعت لكم السّنن ولم يترك (3) لأحد مقال إلا أن يكفر عبد عمد (4) عين، فاتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، اعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه» (5).
__________
يحيى بن سعيد بن أبان، أبو أيوب، الأموي، صدوق يغرب، روى عن الأعمش، مات سنة أربع وتسعين ومائة. التقريب 2/ 347، تهذيب الكمال 3/ 1497.
سليمان بن مهران، أبو محمد، الأعمش، ثقة حافظ، إمام في القراءة، مات سنة سبع وأربعين ومائة. التقريب 1/ 331، غاية النهاية 1/ 135.
ومتن الحديث صحيح، انظر الفقرة / 113، 115، وهو في السبعة لابن مجاهد / 47به مثله.
(1) أحمد بن منيع بن عبد الرحمن، أبو جعفر، البغوي، ثقة حافظ، مات سنة أربع وأربعين ومائتين، التقريب 1/ 27، تهذيب الكمال 1/ 43.
وصدر السند قبل ابن منيع تقدم في الفقرة / 98، وعجزه بعده تقدم في الفقرة السابقة وكذلك المتن.
وهذا الإسناد صحيح لغيره، لأن يحيى بن سعيد الأموي توبع في شيخ شيخه عاصم. انظر الفقرة / 113.
(2) كذا في ت، م، وفي الرد على الجهمية للدارمي (فلا أعرفنكم). وأغلب ظني أن الصواب (فلا عرّ مما عطفتموه). أي لا إساءة. انظر اللسان 6/ 233وبه يستقيم السياق.
(3) في ت، م: (ينزل)، وهي مصحفة عن (يترك).
(4) في ت، م: (عمل). وهو تحريف. وفي اللسان (17/ 182): فعلت ذلك عمد عين إذا تعمدته بجد ويقين.
(5) سلمة بن سعيد بن سلمة، أبو القاسم، محدث، فاضل، ثقة، مات سنة ست وأربع مائة.
الصلة 1/ 224.(1/133)
117 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا جرير عن العلاء بن المسيّب عن حمّاد عن (1) إبراهيم، قال: قال عبد الله: اتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم (2).
118 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدّثنا أبو يحيى الحمّامي قال: حدّثنا الأعمش عن حبيب عن
__________
محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر الآجري، إمام محدث ثقة، مات سنة ستين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 2/ 243، تذكرة الحفاظ 3/ 936.
محمد بن صالح بن ذريح، بفتح الذال وكسر الراء، قاضي عكبرا، ثقة، توفي سنة سبع وثلاث مائة. سير أعلام النبلاء 14/ 259، وانظر الإكمال 3/ 378.
محمد بن عبد الحميد التميمي لم أجده.
أبو إسحاق، هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثقة حافظ، مات سنة خمس وثمانين ومائة.
التقريب 1/ 41، تهذيب الكمال 1/ 61.
والفزاري نسبة إلى فزارة وهي قبيلة. الأنساب ل 427/ ظ.
الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي، روى عن سعد بن عبيدة، روى عنه أبو إسحاق الفزاري، ثقة، مات سنة سبع وثلاثين ومائة. التقريب 1/ 168، تهذيب الكمال 1/ 266.
سعد بن عبيدة السلمي، أبو حمزة، الكوفي، ثقة، مات في ولاية عمر بن هبيرة على العراق. التقريب 1/ 288، تهذيب الكمال 1/ 473.
أبو عبد الرحمن السلمي، اسمه عبد الله بن حبيب، أبوه له صحبه. ثقة ثبت، إليه انتهت القراءة تجويدا وضبطا، مات بعد السبعين، التقريب 1/ 408، غاية النهاية 1/ 413.
والأثر أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي، في الرد على الجهمية / 78بسنده.
وإسناد الدارمي رجاله ثقات إلا ليث بن أبي سليم فمتروك لأنه اختلط ولم يتميز حديثه. انظر التقريب 1/ 138.
(1) في ت، م: (حماد بن إبراهيم) وهو خطأ.
(2) قاسم بن أصبغ بن محمد، أبو محمد، ثقة حافظ، مات سنة أربعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 854، الديباج المذهب 2/ 145.
أحمد بن زهير بن حرب، أبو بكر بن أبي خيثمة، حافظ حجة، مات سنة تسع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد 4/ 162، تذكرة الحفاظ 2/ 596.(1/134)
أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود قال: «اتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم» (1).
119 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال:
حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: نا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله، قال: «إنّي سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علّمتم، وإيّاكم والاختلاف والتنطّع» (2).
120 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا عباس بن
__________
زهير بن حرب، أبو خيثمة النسائي، ثقة ثبت، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين التقريب 1/ 264، تذكرة الحفاظ 2/ 437.
جرير بن عبد الحميد بن قرط، ثقة، مات سنة ثمان وثمانين ومائة التقريب 1/ 127.
تهذيب الكمال 1/ 189.
العلاء بن المسيب بن رافع، ثقة، ربما وهم، روى عنه جرير بن عبد الحميد. التقريب 2/ 94، تهذيب الكمال 2/ 1074.
حماد بن أبي سليمان مسلم، فقيه صدوق له أوهام، رمي بالإرجاء، روى عن إبراهيم النخعي، مات سنة عشرين ومائة. التقريب 1/ 97، تهذيب الكمال 1/ 327.
إبراهيم النخعي هو ابن يزيد، الفقيه، ثقة إلا أنه يرسل كثيرا، قال، إذا قلت قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله، مات سنة ست وتسعين. التقريب 1/ 46. تهذيب الكمال 1/ 67. والإسناد حسن لغيره لضعف حماد، والخبر مرسل. وسيأتي موصولا عن طريق أبي عبد الرحمن السلمي.
(1) العباس بن محمد بن حاتم، الدوري، ثقة حافظ، مات سنة إحدى وسبعين ومائتين التقريب 1/ 399، تهذيب الكمال 2/ 660.
أبو يحيى، هو عبد الحميد بن عبد الرحمن، الحمّاني بكسر المهملة وتشديد الميم، نسبة إلى نبي حمان، قبيلة، صدوق يخطئ ورمي بالإرجاء. مات سنة اثنتين ومائتين. التقريب 1/ 469، تهذيب الكمال 2/ 768، الأنساب ل 175/ ظ.
حبيب بن أبي ثابت قيس، ثقة، فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، روى عن أبي عبد الرحمن السلمي. مات سنة تسع عشرة ومائة. التقريب 1/ 148تهذيب الكمال 1/ 226.
(2) أبو معاوية محمد بن خازم، الضرير، ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، مات سنة خمس وتسعين ومائة، التقريب 2/ 157، تهذيب الكمال 3/ 1192.(1/135)
محمد، قال: حدّثنا أبو يحيى الحمّانيّ قال: حدّثنا الأعمش عن شفيق (1) قال: قال عبد الله فذكره (2).
121 - حدّثنا يوسف بن أيّوب بن زكريا، قال: حدّثنا الحسن بن رشيق، قال:
حدّثنا العبّاس بن محمد، قال: حدّثنا أبو عاصم الفزاري، قال: حدّثنا يعلى بن عبيد، قال: حدّثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السّلميّ، قال: قال عبد الله بن مسعود: اتّبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم (3).
122 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا يحيى بن محمد «الحنّائي، قال: حدّثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا ابن عون
__________
أبو وائل هو شقيق بن سلمة، ثقة مخضرم، روى عن عبد الله بن مسعود، روى عنه الأعمش، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، التقريب 1/ 354، تهذيب الكمال 2/ 587.
وهذا إسناد صحيح، والرواية في فضائل القرآن لأبي عبيد برقم / 874به مثلها.
ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 364) عن عبد الرزاق، ولعله في التفسير.
(1) في ت، م: (سفين): وهو تصحيف لشقيق.
(2) صدر الإسناد قبل شقيق تقدم في الفقرة / 118، وعبد الله هو ابن مسعود. والإسناد حسن لغيره، والرواية في السبعة / 47به مثلها.
(3) يوسف بن عمر بن أيوب بن زكريا، أبو عمر، التجيبي، له رحلة سمع فيها من الحسن بن رشيق بمصر. مات سنة ثمان وأربع مائة. الصلة 2/ 675.
الحسن بن رشيق، أبو محمد، المصري العسكري، الإمام المحدث، مسند بلده، مات سنة سبعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 959. غاية النهاية 1/ 213.
العباس بن محمد هو الدوري. تقدم فقرة / 118.
أبو عاصم لعله الضحاك بن مخلد، البصري، ثقة، ثبت، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين أو بعدها. التقريب 1/ 373، تهذيب الكمال 2/ 617. ولم أجد في مراجع ترجمته الفزاري نسبة له.
يعلى بن عبيد بن أبي أمية، ثقة إلا في حديثه عن الثوري. مات سنة بضع ومائتين التقريب 2/ 378. تهذيب الكمال 3/ 1556.
والأثر سبق في الفقرة / 117، 118. وهذا الإسناد حسن لغيره.(1/136)
عن إبراهيم، قال: قال حذيفة: «اتّقوا الله يا معشر القرّاء، وخذوا طريق من كان قبلكم، فو الله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا (1) بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا» (2).
123 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدّثنا أحمد بن ثابت قال: حدّثنا سعيد بن عثمان، قال: حدّثنا نصر بن مرزوق، قال: حدّثنا عليّ بن معبد، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبّاس عن ابن عون عن إبراهيم عن حذيفة مثله (3).
__________
(1) قال ابن حجر في الفتح (13/ 257): هو بفتح أوله كما جزم به ابن التين، وحكى غيره ضمه، والأول المعتمد.
(2) الحنائي بكسر الحاء وفتح النون المشدودة. هذه النسبة إلى بيع الحناء، الأنساب ل 179/ و. وقد تصحفت هذه النسبة على الدكتور شوقي ضيف في كتاب السبعة فجعلها (الحبلي). انظر السبعة / 46.
وهو يحيى بن محمد بن البختري، الحنائي، أبو زكريا، كان ثقة، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد للخطيب 14/ 229.
عبيد الله بن معاذ بن معاذ، العنبري، ثقة حافظ، مات سنة سبع وثلاثين ومائتين. التقريب 1/ 539، تهذيب الكمال 2/ 889.
معاذ بن معاذ بن نصر، أبو المثنى، القاضي، ثقة متقن، روى القراءة عن أبي عمرو البصري، مات سنة ست وخمسين ومائة. غاية 2/ 302، التقريب 2/ 257، تهذيب الكمال 3/ 1340.
عبد الله بن عون، أبو عون، البصري، ثقة ثبت فاضل. روى عن إبراهيم النخعي، مات سنة خمسين ومائة. التقريب 1/ 439، تهذيب الكمال 2/ 719. وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي تقدم. وحذيفة هو ابن اليمان الصحابي الجليل، والخبر مرسل لأن إبراهيم ولد سنة ثمان وثلاثين على الأكثر، وحذيفة توفي سنة ست وثلاثين.
انظر التقريب 1/ 156، تهذيب الكمال 1/ 68.
وإسناد المؤلف رجاله ثقات. والأثر في السبعة / 46به مثله.
وأخرجه البخاري في صحيحه في الاعتصام بالكتاب والسنة باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه موصولا من طريق إبراهيم عن همام عن حذيفة.
(3) إسماعيل بن عياش بن سليم، أبو عتبة، الحمصي، صدوق في حديث أهل الشام مضطرب جدا في حديث أهل الحجاز، مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومائة. الكاشف 1/ 127، المغني في الضعفاء 1/ 85، التقريب 1/ 73.(1/137)
124 - حدّثنا محمد بن عبد الله بن عيسى المرّيّ، قال: حدّثنا وهب بن مرّة، قال: حدّثنا محمد بن وضّاح، قال: حدّثنا موسى بن معاوية، قال: حدّثنا عبد الرحمن ابن مهدي، قال: حدّثني زمعة بن صالح عن عثمان بن حاضر، قال: قلت لابن عباس:
أوصني، قال: «عليك بالاستقامة اتّبع لا تبتدع» (1).
125 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد الشاهد، قال: حدّثنا محمد بن حامد البغدادي، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا خلف بن هشام عن الخفاف عن شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه قرأ {هيت لك} [2] [يوسف: 23]
__________
وصدر الإسناد قبل إسماعيل تقدم في الفقرة / 80، وعجزه بعده تقدم في الفقرة / 122.
والإسناد حسن لغيره، لأن إسماعيل توبع. انظر الفقرة السابقة.
(1) محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زمنين بفتح الميم ثم كسر النون شيخ قرطبة، الإمام، القدوة، الزاهد، كان ذا حفظ للمسائل، توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 1029، الصلة لابن بشكوال 2/ 458. سير أعلام النبلاء 17/ 188.
والمري بفتح الميم وتشديد الراء، نسبة إلى المرية مدينة كبيرة في الأندلس. الإكمال لابن ماكولا 7/ 315، الأنساب ل 525/ ظ، معجم البلدان 5/ 119.
وهب بن مرة، أبو الحزم، الحافظ، الأندلسي، توفي سنة ست وأربعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 890.
محمد بن وضاح القرظي، الحافظ، محدث الأندلس، رأس في الحديث، توفي في حدود الثمانين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 646، ميزان الاعتدال 4/ 59.
موسى بن معاوية، الصمادحي أبو جعفر، قال أبو العرب وغيره، كان ثقة مأمونا عالما بالحديث والفقه صالحا، سير أعلام النبلاء للذهبي 12/ 108، معالم الإيمان 2/ 51.
عبد الرحمن بن مهدي بن حسان، أبو سعيد، البصري، ثقة تبت حافظ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة. التقريب 1/ 499، تهذيب الكمال 2/ 819.
زمعة بن صالح الجندي، بفتح الجيم والنون، اليماني، أبو وهب، ضعيف، وحديثه عند مسلم مقرون. من السادسة، التقريب 1/ 263، تهذيب الكمال 1/ 432.
عثمان بن حاضر، أبو حاضر، القاص، صدوق، من الرابعة، روى عنه زمعة بن صالح.
التقريب 2/ 7، تهذيب الكمال 2/ 906. والإسناد ضعيف.
(2) قرأها ابن مسعود بفتح الهاء والتاء بدون همز. أخرج الطبري في تفسيره (12/ 108) بسنده عن ابن مسعود قال: (هيت لك) بنصب الهاء والتاء بلا همز.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود، قرأها (هيت لك) بالفتح. فتح الباري 8/ 364، وروى عبد بن حميد عن أبي وائل قال: قرأها عبد الله بالفتح. فتح الباري 8/ 364، وانظر فتح القدير للشوكاني 3/ 16.(1/138)
فقال له: {هئت لك} [1]، فقال ابن مسعود: إنما نقرؤها كما علّمناها (2).
126 - حدّثنا أحمد بن عمر بن محفوظ القاضي، [8/ ظ] قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني (3).
127 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا موسى بن إسحاق، قال: [أنا] قالون، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة ابن زيد عن زيد ابن ثابت، قال: «القراءة سنّة» (4).
__________
(1) قرأها أبو وائل بكسر الهاء وضم التاء وبالهمز.
أخرج أبو داود في سننه في الحروف والقراءات عن أبي وائل: إنا نقرؤها (هئت) وفي تفسير الطبري (12/ 107) بسنده عن أبي وائل كان يقول (هئت لك) تهيأت لك. وفي فتح الباري (8/ 364): وروى عبد بن حميد عن أبي وائل أنه كان يقرؤها كذلك لكن بالهمز. أي (هئت).
(2) عبد الرحمن بن عمر بن محمد، ابن النحاس، مسند الديار المصرية، الصدوق الفقيه، مات سنة ست عشرة وأربع مائة. تاريخ بغداد 2/ 289، غاية النهاية 1/ 376، حسن المحاضرة 1/ 373، سير أعلام النبلاء 17/ 313، وهو من رجال التيسير. انظر التيسير / 16.
محمد بن حامد بن الحارث، أبو رجاء، البغدادي، قال الداني: مقرئ متصدر، ثقة، مات سنة أربعين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 2/ 289، غاية النهاية 2/ 114.
محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله، البغدادي، إمام في القراءة وأما في الحديث فقال الخطيب: ثقة صدوق، مات سنة سبع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد 2/ 161، غاية النهاية 2/ 113، وفيه أنه توفي سنة ثمان ومائتين. وهو خطأ.
خلف بن هشام ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 366، وهو ثقة.
الخفاف هو عبد الوهاب بن عطاء، أبو نصر، البصري ثم البغدادي، ثقة مشهور، مات سنة أربع ومائتين. غاية 1/ 479، الأنساب ل 205/ و. وأما في الحديث فقال ابن حجر:
صدوق ربما أخطأ. التقريب 1/ 528، وانظر تاريخ بغداد 11/ 21.
أبو وائل اسمه شقيق تقدم. وهذا الإسناد صحيح. والأثر أخرجه البخاري في صحيحه في سورة يوسف من كتاب التفسير من طريق شعبه به مختصرا، وأبو داود في سننه في الحروف والقراءات من طريق الأعمش به بنحوه، وكذلك الطبري في تفسيره 12/ 107، ونسبه ابن حجر في فتح الباري (8/ 364) إلى عبد الرزاق، وابن مردويه، وعبد بن حميد.
(3) أحمد بن محمد بن عمر أبو عبد الله، المصري، القاضي، اعتمد الداني في التيسير طريقه هذا في رواية قالون. مات بمصر سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 126، وانظر التيسير / 10.
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن منير، أبو بكر، فقيه، ثقة، راوية للحديث، مات في سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. غاية 2/ 68، الديباج 2/ 307.
(4) موسى بن إسحاق، أبو بكر، البغدادي، ثقة، مات سنة سبع وتسعين ومائتين. الجرح والتعديل 8/ 135، تاريخ بغداد 13/ 52، غاية 2/ 317. عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، المدني، صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد، مات سنة أربع وسبعين ومائة. التقريب 1/ 480،(1/139)
128 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن الأنطاكي، قال:
حدّثنا إبراهيم ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا عثمان بن خرّزاذ، قال: حدّثنا عيسى بن مينا (قالون)، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه، قال: «القراءة سنّة»، قال ابن خرّزاذ: قلت لقالون: ما هذا؟ قال: يأخذها الآخر عن الأول (1).
129 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني محمد بن الجهم، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أميّة، قال [أخبرنا] (2) ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه، قال: «القراءة سنّة فاقرءوا كما تجدوه» (3).
130 - حدّثنا الخاقاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أبو عبيد، قال:
حدّثنا حجّاج عن ابن أبي الزناد عن أبيه، قال: قال لي خارجة بن زيد، قال زيد بن ثابت: «القراءة سنّة» (4).
__________
تهذيب الكمال 2/ 786. أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، المدني، ثقة فقيه، مات سنة ثلاثين ومائة. التقريب 1/ 413، تهذيب الكمال 1/ 348.
خارجة بن زيد، أبو زيد، المدني، ثقة فقيه، روى عنه أبو الزناد، مات سنة مائة التقريب 1/ 211، تهذيب الكمال 1/ 348.
وإسناد المؤلف في الفقرتين / 126، 127حسن لأن سماع قالون من ابن أبي الزناد أغلب الظن أنه كان في المدينة، أي قبل تغير ابن أبي الزناد، حيث لا تعرف لقالون رحلة إلى العراق.
والأثر في السبعة / 49به مثله. وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 224) وأبو عبيد في الفضائل برقم / 786من طريق ابن أبي الزناد به مثله. قال الحاكم: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي.
(1) محمد بن الحسن بن علي، أبو طاهر، الأنطاكي، إمام كبير، أحد أعلام القراءة، توفي قبل سنة ثمانين وثلاث مائة. غاية النهاية 2/ 117، حسن المحاضرة 1/ 489.
إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن، أبو إسحاق الأنطاكي، قال الداني: مقرئ جليل، ضابط، مشهور، ثقة، مأمون، مات سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. معرفة القراء 1/ 230، غاية النهاية 1/ 16.
وهذا الإسناد حسن. وانظر الفقرتين السابقتين.
(2) زيادة من السبعة / 50، والسياق يقتضيها.
(3) في ت، م: (تجدوه) وهو خطأ. والتصحيح من السبعة / 50. وهذا الإسناد تقدمت تراجم رجاله، وهو حسن لغيره، وانظر ثلاثة الفقرات السابقة. والأثر في السبعة لابن مجاهد / 50به مثله.
(4) هذا الإسناد حسن. والأثر في فضائل القرآن لأبي عبيد برقم / 786به مثله. وانظر تراجم الرجال في الفقرات / 37، 97، 127.(1/140)
131 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: حدّثنا محمد بن عمرو الحمصي ببغداد، قال:
حدّثنا أبو حيوة شريح بن يزيد، قال: حدّثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن محمد بن المنكدر، قال: القراءة سنّة يأخذها الآخر عن الأول. كذا قال عن الزهري عن ابن المنكدر زاد فيه الزهري وهو غلط (1).
132 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا الحسن بن مخلد قال: حدّثنا محمد بن عمرو بن حنان (2)، قال: حدّثنا شريح بن يزيد قال: حدّثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر ولم يذكر الزهري وهو الصواب (3).
__________
(1) محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، الكوفي، أبو الحسن، مطين، الحافظ، محدث الكوفة، وثّقه الناس. مات سنة سبع وتسعين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 662، ميزان الاعتدال 3/ 607.
محمد بن عمرو بن حنان، أبو عبد الله، الكلبي، الحمصي، المؤذن، ثقة مات سنة سبع وخمسين ومائتين. تاريخ بغداد 3/ 128، غاية النهاية 2/ 220وحنان بفتح الحاء والنون مخففة. الإكمال 2/ 317، 318. وفي غاية النهاية (حيان) بالياء وهو تصحيف.
شريح بن زيد، أبو حيوة، الحمصي، ثقة، مات سنة ثلاث ومائتين. الكاشف للذهبي 2/ 9، التقريب 1/ 350، غاية النهاية 1/ 325.
شعيب بن أبي حمزة، واسم أبي حمزة دينار، أبو بشر، الحمصي، ثقة عابد. مات سنة اثنتين وستين ومائة، أو بعدها، وكان أثبت الناس في الزهري. التقريب 1/ 352، تهذيب الكمال 2/ 585.
محمد بن المنكدر بن عبد الله، المدني، ثقة، مات سنة ثلاثين ومائة أو بعدها. روى عنه شعيب بن أبي حمزة. التقريب 2/ 210، تهذيب الكمال 3/ 1276.
وإسناد المؤلف رجاله رجال الصحيح، والأثر في السبعة / 50به مثله.
(2) في ت، م (حبان) بالباء، وهو خطأ، انظر الفقرة السابقة.
(3) هذا الإسناد صحيح والخبر في السبعة / 50به مثله.
وأورده ابن مجاهد كذلك من روايته عن علي بن عبد الرحمن الرازي.(1/141)
133 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبد الله بن سليمان، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر سمعته يقول: قراءة القرآن سنّة يأخذها الآخر عن الأول (1).
134 - قال (2): وسمعت بعض أشياخنا يقول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز مثل ذلك (3).
135 - حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز. قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا ابن أبي مريم وحجّاج [عن] (4) ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة بن الزبير، قال: «إن قراءة القرآن سنّة من السّنن، فاقرءوه كما أقرئتموه» (5).
__________
(1) عبد الله بن سليمان بن الأشعث، أبو بكر، البغدادي، صاحب كتاب المصاحف، قال الدارقطني: ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث. توفي سنة ست عشرة وثلاث مائة.
تاريخ بغداد 9/ 464، غاية النهاية 1/ 420.
عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، الحمصي، روى عن إسماعيل بن عياش وهو صدوق. الجرح والتعديل 6/ 249. وهذا الإسناد حسن والأثر في السبعة لابن مجاهد / 51به مثله.
(2) القائل هو شعيب بن أبي حمزة، كما يتبادر من سياق السبعة.
(3) قال ابن الجزري في النشر (1/ 17). كما روينا عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول فاقرءوا كما علمتموه.
اهـ. وسيأتي الإسناد إلى عمر بن عبد العزيز في الفقرة / 139.
(4) في ت، م: (حجاج بن لهيعة)، وهو خطأ، والتصحيح من فضائل القرآن لأبي عبيد إسناد رقم / 785.
(5) ابن أبي مريم هو سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم، أبو محمد، المصري، ثقة فقيه، مات سنة أربع وعشرين ومائتين. التقريب 1/ 293تهذيب الكمال 1/ 483.
حجاج بن سليمان الرعيني، أبو الأزهر، في حديثه مناكير. الجرح والتعديل 2/ 162.
المغني في الضعفاء للذهبي 1/ 150. ميزان الاعتدال 1/ 462.
ابن لهيعة، هو عبد الله بن لهيعة، بفتح اللام وكسر الهاء، أبو عبد الرحمن، المصري القاضي، صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، يعتبر بما يروي عنه العبادلة: ابن المبارك، والمقرئ، وابن وهب. مات سنة أربع وسبعين ومائة. الضعفاء والمتروكون للدار قطني / 265، التقريب 1/ 444. روى عنه حجاج بن سليمان الرعيني، وسعيد بن أبي مريم. تهذيب الكمال 2/ 727.(1/142)
136 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أبو القاسم بن الفضل المقرئ الرازي، قال: حدّثنا أبو زرعة، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عمران، قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة بن الزبير، قال: إنما قراءة القرآن سنّة من السّنن فاقرءوه كما أقرئتموه (1).
137 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني محمد بن المزرّع (2) ويقال له: يموت قال: حدّثنا أبو حاتم سهل بن محمد قال: حدّثنا أبو عبد
__________
خالد بن أبي عمران، واسم أبي عمران زيد، أبو عمرو، قاضي إفريقية، فقيه صدوق، مات سنة خمس وعشرين ومائة. روى عن عروة بن الزبير، روى عنه عبد الله بن لهيعة.
التقريب 1/ 217، تهذيب الكمال 1/ 361.
عروة بن الزبير بن العوام، أبو عبد الله، المدني، ثقة فقيه، مشهور، مات سنة أربع وتسعين.
التقريب 2/ 19.
وإسنادا المؤلف ضعيفان.
(1) أبو القاسم، هو العباس بن الفضل بن شاذان، الرازي، أستاذ متقن، مشهور بقي إلى سنة عشر وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 352.
أبو زرعة هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد، أبو زرعة، الرازي، إمام، حافظ ثقة مشهور، مات سنة أربع وستين ومائتين. التقريب 1/ 536، تهذيب الكمال 2/ 881. وأخطا شوقي ضعيف فيه فقال: أبو زرعة تولى قضاء مصر لعصر ابن طولون توفي سنة 302. انظر السبعة / 52.
أقول الذي يروي عن عبد العزيز بن عمران، هو أبو زرعة الرازي، كما يؤخذ من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 391.
عبد العزيز بن عمران، بن أيوب بن مقلاص، المصري الفقيه، قال ابن أبي حاتم: روى عنه أبي وأبو زرعة، سئل أبي عنه فقال: مصري صدوق. أهـ. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
الجرح والتعديل 5/ 391، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 142، حسن المحاضرة 1/ 398.
عبد الله بن وهب بن مسلم، أبو محمد، المصري، الفقيه، ثقة حافظ عابد روى عن عبد الله بن لهيعة، روى عنه عبد العزيز بن عمران بن مقلاص. مات سنة سبع وتسعين ومائة.
التقريب 1/ 460، تهذيب الكمال 2/ 753، غاية النهاية 1/ 463، تذكرة الحفاظ 1/ 304.
وعجز الإسناد بعد ابن وهب تقدم في الفقرة السابقة. وهذا الإسناد ضعيف أيضا، والرواية في السبعة لابن مجاهد / 52به مثله.
(2) الراء مشددة مفتوحة. انظر وفيات الأعيان 7/ 59.(1/143)
الرحمن المقرئ، قال: حدّثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة بن الزبير، قال: «إنما قراءة القرآن سنّة من السّنن فاقرءوه كما علّمتم» (1).
138 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن الصقر، قال: حدّثنا عمر بن الخطاب الحنفي، قال: حدّثني سعيد بن أبي مريم، قال:
حدّثنا يحيى بن أيّوب، قال: حدّثنا عيسى بن أبي عيسى الخياط، قال: سمعت عامرا الشعبيّ، قال: (القراءة سنّة فاقرءوا كما قرأ أوّلوكم) (2).
139 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: في كتابي عن أبي بكر بن أبي داود، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان قال: حدّثنا
__________
(1) محمد بن المزرع بن موسى، أبو بكر، البصري، مقرئ متصدر مشهور، توفي في دمشق سنة أربع وثلاث مائة. غاية النهاية 2/ 392، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 3/ 308، 14/ 358، ووفيات الأعيان 7/ 53.
سهل بن محمد، أبو حاتم، السجستاني، إمام البصرة في النحو والقراءة واللغة والعروض، صدوق، توفي سنة خمس وخمسين ومائتين. التقريب 1/ 337، غاية النهاية 1/ 320.
أبو عبد الرحمن، هو عبد الله بن يزيد، المكي، ثقة فاضل، من كبار شيوخ البخاري مات سنة ثلاث عشرة ومائة. التقريب 1/ 462، تهذيب الكمال 2/ 757.
وعجز الإسناد بعد أبي عبد الرحمن تقدم في الفقرة / 135.
وهذا الإسناد ضعيف أيضا.
والأثر في السبعة لابن مجاهد / 52به مثله.
(2) أحمد بن الصقر بن ثوبان، أبو سعيد، الطرسوسي ثم البغدادي، ثقة. تاريخ بغداد 4/ 206، غاية النهاية 1/ 63.
عمر بن الخطاب الحنفي لم أجده.
يحيى بن أيوب الغافقي، أبو العباس، المصري، صدوق ربما أخطأ. مات سنة ثمان وستين ومائة. التقريب 2/ 343، تهذيب الكمال 3/ 1490؟
عيسى بن أبي عيسى، الخياط، أبو موسى، المدني، واسم أبيه ميسرة، ويقال فيه الخياط بالمعجمة والتحتانية والموحدة، وبالمهملة والنون، كان قد عالج الصنائع الثلاثة (خياط، خباط، حناط)، وهو متروك، مات سنة إحدى وخمسين ومائة. التقريب 2/ 100، تهذيب الكمال 2/ 1082.
عامر الشعبي هو ابن شراحيل، أبو عمرو، ثقة مشهور، فقيه فاضل، مات سنة خمس ومائة، وهو القائل القراءة سنة فاقرءوا كما قرأ أولوكم. غاية النهاية 1/ 350، التقريب 1/ 387. وهذا الإسناد واه. والأثر في السبعة / 51به مثله، ونسبة ابن الجزري إلى الشعبي بدون إسناد. انظر النشر 1/ 17.(1/144)
إسماعيل بن عيّاش عن عمر [و] (1) بن مهاجر عن عمر بن عبد العزيز سمعته يقول:
«قراءة القرآن سنّة يأخذها الآخر عن الأول» (2).
140 - حدّثنا محمد بن علي، [قال: حدّثنا محمد]، قال: حدّثنا القاسم الأنباري، قال: حدّثنا محمد بن أبي العنبر، قال: حدّثنا العباس بن محمد قال: حدّثنا عبيد الله ابن موسى، قال: حدّثنا عيسى بن عمر، قال: سمعت طلحة بن مصرّف يقرأ {قد أفلح المؤمنون [المؤمنون: 1] فقلت له: أتلحن؟ فقال: نعم كما يلحن أصحابي} [3].
__________
(1) في ت، م: (عمر بن مهاجر) وهو خطأ، والتصحيح من التقريب 2/ 79، وتهذيب الكمال 2/ 1051.
(2) عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خوست، بضم الخاء وسكون السين، أبو القاسم، البغدادي، مقرئ نحوي، قال أبو عمرو الداني، كان خيرا فاضلا صدوقا ضابطا، مات سنة ثنتي عشرة وأربع مائة. الصلة 2/ 375، غاية النهاية 1/ 392، معرفة القراء 1/ 301.
عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، أبو طاهر البغدادي، الأستاذ الكبير، الإمام العلم، ثقة أمين، مات سنة تسع وأربعين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 11/ 7، غاية النهاية 1/ 475، معرفة القراء 1/ 251.
عمرو بن مهاجر بن أبي مسلم، أبو عبيد الدمشقي، ثقة، كان على شرطة عمر بن عبد العزيز، روى عنه إسماعيل بن عياش، مات سنة تسع وثلاثين ومائة. التقريب 2/ 79. تهذيب الكمال 2/ 1051. وإسناد المؤلف حسن.
ونسب هذا الأثر إلى عمر بن عبد العزيز، ابن الجزري في النشر 1/ 17.
(3) محمد بن القاسم بن محمد، أبو بكر، ابن الأنباري، البغدادي، الإمام الكبير والأستاذ الشهير، ثقة. توفي سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة. غاية النهاية 2/ 230، تاريخ بغداد 3/ 181.
القاسم بن محمد بن بشار، الأنباري، والد أبي بكر بن الأنباري، ثقة، توفي ببغداد سنة أربع وثلاث مائة. تاريخ بغداد 12/ 440، غاية النهاية 2/ 24.
محمد بن أبي العنبر لم أجده (لعله أبو محمد بن أبي العنبر، كان حيا سنة ثلاث وتسعين ومائتين تاريخ مدينة دمشق 5/ 384) المدقق.
العباس بن محمد هو الدوري تقدم فقرة / 118.
عيسى بن عمر، أبو عمرو، الهمداني، بسكون الميم، الكوفي، القارئ، ثقة. مات سنة ست وخمسين ومائة. التقريب 2/ 100، غاية النهاية 1/ 612.
طلحة بن مصرف بن عمرو، أبو محمد، الكوفي، تابعي كبير، ثقة، له اختيار في القراءة، كانوا يسمونه سيد القراء، مات سنة اثنتي عشرة ومائة. غاية النهاية 1/ 343، التقريب 1/ 379.
وذكر أبو حيان في البحر المحيط (6/ 395) هذا الأثر دون إسناد.
وذكر القراءة منسوبة إلى طلحة بن مصرف الزمخشري في الكشاف 3/ 25.(1/145)
141 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: ثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا أحمد بن موسى الرازي، قال: نا الحسن بن عليّ بن زياد قال: ثنا إسحاق بن [9/ و] الحجّاج، قال: نا ابن أبي حمّاد، قال: أخبرني عيسى، قال: قلت لطلحة: يا أبا عبد الله إن بعض أصحاب النحو يقولون: في قراءتك لحن، فقال: ألحن كما يلحن أصحابي أحبّ إليّ من أن أتابع هؤلاء (1).
142 - أخبرنا خلف بن حمدان بن خاقان قال: حدّثنا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: نا زريق الورّاق قال: حدّثني محمد بن يحيى بن الحسين، قال [نا] (2) عبد الله بن حيوة، قال: حدّثني عبد الله بن عبد الرحمن عن حمزة، قال: قلت للأعمش: إن أصحاب العربية قد خالفوك في حرفين، قال يا زيّات: إن الأعمش قرأ على يحيى بن وثّاب ويحيى بن وثّاب، قرأ على علقمة، وعلقمة قرأ على عبد الله، وعبد الله قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: عندهم إسناد مثل هذا؟ ثم قال: غلب الزيّاتون غلب الزيّاتون (3).
__________
(1) أحمد بن موسى الرازي لم أجده.
الحسن بن علي بن زياد لم أجده.
إسحاق بن الحجاج لم أجده.
ابن أبي حماد، هو عبد الرحمن بن شكيل تقدم في الفقرة / 23.
عيسى هو ابن عمر تقدم.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) محمد بن عبد الله بن أشتة، أبو بكر، الأصبهاني، أستاذ كبير. قال الداني: ضابط مشهور، مأمون، ثقة، صاحب سنة. توفي سنة ستين وثلاث ومائة. معرفة القراء 1/ 259، غاية النهاية 2/ 184.
أحمد بن موسى هو ابن مجاهد.
زريق الوراق لم أجده (اسمه محمد بن موسى بن يونس يلقب زريقا، سمع خلف بن هشام وأحمد بن عيسى، ويسمى محمد بن أبي هارون، تاريخ بغداد 3/ 241) [المدقق].
محمد بن يحيى بن الحسين، البصري، أبو بكر، وثقه الدارقطني، مات سنة سبع وثلاث مائة. لسان الميزان لابن حجر 5/ 422.
عبد الله بن حيوة لم أجده.
عبد الله بن عبد الرحمن. لم أجده.
حمزة هو ابن حبيب الزيات القارئ.(1/146)
143 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا وأحمد بن منصور السراج قالا: حدّثنا مضر بن محمد، قال: نا حامد ابن يحيى البلخي قال: نا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد عن شبل بن عبّاد، قال: كان ابن محيصن وابن كثير يقرءان و {وأن احكم [المائدة: 49] و} {أن اعبدوا [المائدة: 117]} {أن اشكر [لقمان: 12]} {وقالت اخرج [يوسف: 31]} {قل ربّ احكم [الأنبياء: 112] و} {ربّ انصرنى [المؤمنون: 26]} [1] ونحوه، فقال شبل بن عبّاد:
فقلت لهما: إن العرب لا تفعل هذا ولا أصحاب النحو، فقال (2): إن النحو لا يدخل في هذا، هكذا سمعت أئمتنا ومن مضى من السّلف (3).
144 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبيد الله بن عليّ وإسماعيل بن إسحاق، قالا: حدّثنا نصر بن عليّ، قال: أخبرنا الأصمعي، قال:
__________
يحيى بن وثاب، الكوفي، ثقة، مات سنة ثلاث ومائة. التقريب 2/ 359، غاية النهاية 2/ 380.
علقمة بن قيس، أبو شبل، النخعي، الفقيه الكبير، ثقة ثبت، مات سنة اثنتين وستين. التقريب 2/ 31، غاية النهاية 1/ 516. وعبد الله هو ابن مسعود.
(1) انظر النشر 2/ 225، السبعة / 174.
(2) كذا في ت، م. والسياق يقتضي (فقالا). ولعل كل واحد أجاب شبلا على انفراد.
(3) أحمد بن منصور السراج، أبو بكر، البغدادي، روى القراءة عن عبد الله بن عمرو بن أبي سعيد الوراق، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية النهاية 1/ 139، تاريخ بغداد 5/ 154.
مضر بن محمد تقدم فقرة / 13. وهو ثقة.
حامد بن يحيى البلخي، أبو عبد الله، ثقة حافظ، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. التقريب 1/ 146، غاية النهاية 1/ 202، تهذيب الكمال 1/ 223.
حسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد، أبو محمد، المكي، مقرئ متصدر، وفي الحديث مقبول، من التاسعة. التقريب 1/ 170، غاية النهاية 1/ 232، تهذيب الكمال 1/ 278، العقد الثمين 4/ 180.
شبل بن عباد، أبو داود، المكي، مقرئ مكة، ثقة ضابط، روى عن ابن محيصن، بقي إلى قريب سنة ستين ومائة. معرفة القراء 1/ 107، غاية النهاية 1/ 323، التقريب 1/ 346، تهذيب الكمال 2/ 570.
ابن محيصن، هو محمد بن عبد الرحمن المكي، ثقة له اختيار في القراءة، وفي الحديث مقبول، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. غاية النهاية 2/ 167، التقريب 2/ 59، العقد الثمين / 330.
وهذا الإسناد صحيح من طريق ابن مجاهد، وحسن لغيره من طريق السراج.(1/147)
سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت حرف كذا كذا (1) وحرف كذا كذا (2).
145 - أخبرنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال:
حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حدّثني أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أبو حاتم عن أبي زيد، قال: قلت لأبي عمرو: أكلما أخبرته وقرأت به سمعته؟ قال: لو لم أسمعه من الثقات لم أقرأ به لأن القراءة سنّة (3).
146 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا الحسن ابن علي، قال: حدّثنا نصر بن عليّ، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: سمعت نافعا يقرأ {يقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، فقلت لنافع: إن أبا عمرو يقرأ يقض، وقال: القضاء مع} [4] الفصل، فقال: وي يا أهل العراق! تقيسون في القرآن (5).
__________
(1) في ت، م: حرف كذا وكذا وهو خطأ. والتصحيح من السبعة / 48.
(2) عبيد الله بن علي بن الحسن، أبو القاسم، الهاشمي، البغدادي، شيخ، كان إمام جامع الرصافة، وإليه الحسبة ببغداد، توفي سنة أربع وثمانين ومائتين تاريخ بغداد 10/ 339، غاية النهاية 1/ 489.
نصر بن علي الجهضمي، أبو عمرو، إمام ثبت، مات سنة خمس ومائتين. غاية النهاية 2/ 337، التقريب 2/ 300، تهذيب الكمال 3/ 1409.
الأصمعي اسمه عبد الملك بن قريب، أبو سعيد، البصري، إمام اللغة صدوق، مات سنة ست عشرة ومائتين. التقريب 1/ 522، غاية النهاية 1/ 470، تهذيب الكمال 2/ 859.
وهذا الإسناد صحيح من طريق إسماعيل بن إسحاق، وحسن لغيره من طريق عبيد الله بن علي وهذه الرواية في السبعة / 48، به مثلها وسيكررها المؤلف في الفقرة / 229. وذكر المتن فقط الحافظ المزي في تهذيب الكمال 3/ 1631، والذهبي في معرفة القراء 1/ 85.
(3) صدر الإسناد قبل أحمد بن محمد تقدم في الفقرة / 142.
أحمد بن محمد لم أجده. (لعله ابن بكر الهزاني أبو روق، بصري كان حيا سنة ثمان وأربعين ومائتين، تاريخ مدينة دمشق 15/ 173) [المدقق].
أبو حاتم هو سهل بن محمد، تقدم.
أبو زيد هو سعيد بن أوس بن ثابت تقدم.
(4) كذا في النسخة ت، وهو المناسب للمقام. وفي م: هو الفصل.
(5) الحسن بن علي بن أحمد بن بشار، العلاف، أبو بكر، البغدادي، الضرير، الإمام المقرئ الأديب، مات سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. سير أعلام النبلاء 14/ 514. غاية النهاية 1/ 222، معرفة القراء 1/ 197.(1/148)
147 - أخبرنا الخاقاني، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله، قال [نا] (1) أبو بكر (2)
ابن عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا يوسف بن جعفر، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن السّريّ، قال: نا سالم بن منصور عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال لمالك بن أنس: لم قرأتم في ص {ولى نعجة وحدة [ص: 23] موقوفة الياء، وقرأتم في} {قل يأيّها الكفرون [الكافرون: 1]} {ولىّ [الكافرون: 6] منتصبة الياء؟
فقال مالك: يا أهل الكوفة لم يبق لكم من العلم إلّا كيف ولم، القراءة سنّة تؤخذ من أفواه الرجال، فكن متّبعا ولا تكن مبتدعا} [3].
148 - أخبرنا الخاقاني، قال: نا محمّد بن عبد الله، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثنا يوسف بن جعفر، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى، قال: نا القعنبي قال:
قيل لمالك بن أنس: كيف قرأتم في سورة سليمان {ما لى لا أرى الهدهد [النمل:
20] مرسلة الياء، وقرأتم في سورة يس} وما لى لا أعبد [يس: 22] منتصبة الياء؟
__________
وهذا الإسناد حسن، والله أعلم. فالعلاف من رجال غاية أبي العلاء الهمداني، لكن روى عن الدوري لا عن نصر بن علي، انظر غاية النهاية 1/ 222.
والخبر ذكره السخاوي في جمال القراء (ل 86/ و) بدون إسناد. ثم قال السخاوي عقبه:
ومعنى قول نافع تقيسون في القرآن لم يرد أن قراءتهم أخذوها بالقياس، وإنما يريد أنهم اختاروا ذلك لذلك، والقراءتان ثابتتان عندهما.
قال ابن أبي هاشم: قال يريد إياكم أن تأخذوا القراءة على قياس العربية، إنا أخذناها بالرواية ا. هـ.
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في ت، م: أبو بكر بن عبد الله، وهو خطأ، والتصحيح من الفقرة التالية.
(3) محمد بن عبد الله هو ابن أشتة الأصبهاني تقدم.
أبو بكر، عبد الله بن أحمد بن عبد الله، الليثي، شيخ مقرئ حاذق إمام ثقة. مات سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 407.
يوسف بن جعفر بن عبد الله، أبو يعقوب، النجار، الأصبهاني، مقرئ، ضابط معروف، بقي إلى التسعين ومائتين، لم يجاوز ذلك. غاية النهاية 2/ 395.
محمد بن محمد بن السري لم أجده.
سالم بن منصور لم أجده.
محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، أبو عبد الله، أحد الفقهاء، لينه النسائي وغيره من قبل حفظه، كان من بحور العلم والفقه، قويا في مالك. مات سنة تسع وثمانين ومائة. تاريخ بغداد 2/ 172، ميزان الاعتدال 3/ 513.(1/149)
قال: فذكر مالك كلاما، ثم قال: لا تدخل على كلام ربّنا لم وكيف، وإنما هو سماع وتلقين، أصاغر عن أكابر، والسّلام (1).
149 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال:
أخبرني الحسن بن محمد في كتابه، قال: نا أبي، قال: نا محمد بن عيسى، قال:
سمعت حمّاد بن بحر يقول: قال الكسائي: لو قرأت على قياس العربية لقرأت {كبره [النور: 11] برفع الكاف، لأنه أراد عظمه ولكني قرأت على الأثر} [2].
150 - قال أبو عمرو: الأخبار الواردة عن السّلف والأئمة والعلماء بهذا المعنى كثيرة وفيما ذكرنا منها كفاية ومقنع وبالله التوفيق.
__________
(1) صدر الإسناد قبل أحمد بن يحيى تقدم في الفقرة السابقة.
أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي، البلاذري، أبو بكر، العلامة، الأديب المصنف، مات بعد السبعين ومائتين. سير أعلام النبلاء 13/ 162، لسان الميزان 1/ 322.
القعنبي بفتح القاف والنون بينهما عين ساكنة نسبة إلى الجد الأنساب 460/ وهو عبد الله بن مسلمة بن قعنب، أبو عبد الرحمن، البصري، ثقة عابد، روى عن مالك. مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. التقريب 1/ 451، تهذيب الكمال 2/ 742.
(2) الحسن بن محمد لم أجده.
محمد لم أجده.
محمد بن عيسى هو الأصبهاني، تقدم.
حماد بن بحر تقدم في الفقرة / 9. والخبر ذكره السخاوي في جمال القراء (ل 86/ و) بدون إسناد.(1/150)
باب ذكر أسماء أئمة القراءة والناقلين عنهم وأنسابهم وكناهم ومواطنهم ووفاتهم ونكت من مناقبهم وأخبارهم
151 - فأول من ينبغي أن نبتدئ بذكره منهم من قام بالقراءة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واؤتمّ به فيها إذ هي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، [9/ ظ] ودار هجرته، ومبعثه ومحشره. ومعدن الأكابر من الصحابة وتابعيهم وإذ بها حفظ عنه الآخر من أمره صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.
ذكر نافع المدني
152 - وهو نافع (1) بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني مولى
__________
(1) ترجمته في السبعة لابن مجاهد / 53، المعارف / 528، معرفة القراء الكبار 1/ 89. غاية النهاية 2/ 330. الجرح والتعديل 8/ 457. تهذيب الكمال 3/ 1404. ميزان الاعتدال 4/ 242. التقريب 2/ 295، وغيرها.
هو إمام كبير في القراءة، مجتمع على إمامته فيها، وجلالة قدره. وأما في الحديث: فقال ابن أبي حاتم: ثقة، الجرح والتعديل 8/ 457.
وقال ابن معين: ثقة، تاريخ يحيى بن معين 2/ 602.
وقال ابن المديني: لا بأس به، ميزان الاعتدال 4/ 242.
وقال الإمام أحمد: كان يؤخذ عنه القراءة، وليس بشيء في الحديث، تهذيب الكمال 3/ 1404.
وذكره البخاري بدون جرح ولا تعديل، التاريخ الكبير 8/ 87.
وذكره ابن حبان في الثقات، تهذيب الكمال 3/ 1404.
أقول: إن استعراض أقوال هؤلاء الأئمة، مع ملاحظة أن الجرح لا يقدم على التعديل إلا إذا كان مفسر السبب (مقدمة ابن الصلاح / 140، شرح نخبة الفكر لابن حجر / 54) يعطينا أن نافعا الإمام الكبير، الثبت في القراءة، لا ينزل حديثه عن درجة الحسن لذاته، المحتج به.
وعليه فليس يليق بمرتبة هذا الإمام أن يدرج اسمه بين الضعفاء في كتاب المغني للذهبي 2/ 693.(1/151)
جعونة (1) بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطّلب أصله من أصبهان كان جدّه أبو نعيم من سبيها، واختلف في كنيته فقيل: أبو رويم (2)، وأبو عبد الرحمن، وأبو الحسن، وأبو عبد الله، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة وله سنّ يحتمل أن يلقى من تأخّر موته منهم.
153 - كما حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ البغدادي قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا سليمان بن يزيد عن أبي حاتم عن الأصمعي، قال: قال فلان: أدركت المدينة سنة مائة ونافع رئيس بالقراءة بها (3).
154 - حدّثنا محمد [بن] أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبد الله ابن الصّقر، قال: سمعت محمد بن إسحاق، يقول: سمعت أبا خليد الدمشقي يحدّث عن الليث بن سعد أنه قدم المدينة سنة عشر ومائة فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازع، قال المسيّبي: وشيبة يومئذ حيّ (4).
155 - فهذا يدلّ على أنه قد أدرك ببلده سهل بن سعد الساعدي ومن مات قبله
__________
(1) ذكره ابن حجر في الإصابة في القسم الثالث. الإصابة 1/ 262.
وجعونة بفتح الجيم وسكون العين وفتح الواو والنون، وشعوب بفتح الشين وضم العين، وفيات الأعيان لابن خلكان 5/ 369.
والليثي نسبة إلى ليث بن بكر بن عبد مناة. وهو من بني شجع الذين هم من بني عامر بن ليث بن بكر. الأنساب ل 498/ و، وفيات الأعيان 5/ 369، معجم قبائل العرب 2/ 582.
(2) كذا ضبطت في ت وانظر المغني في ضبط أسماء الرجال / 114.
(3) سليمان بن زيد لم أجده.
وسائر رجال الإسناد تقدموا. وأبو حاتم هو السجستاني. والخبر في السبعة لابن مجاهد / 63 به مثله.
(4) عبد الله بن الصقر بن نصر، أبو العباس، البغدادي، قال الخطيب: وكان ثقة. مات سنة اثنتين وثلاث مائة، تاريخ بغداد 9/ 482، غاية النهاية 1/ 423.
أبو خليد، هو عتبة بن حماد، الحكمي، الدمشقي، القارئ، معروف، روى القراءة عن نافع، وله عنه نسخة. غاية 1/ 498، قال الحافظ في التقريب (2/ 4): صدوق قال عبد المهيمن: بل هو ثقة، فقد وثقه الخطيب وغيره، ولم يجرحه أحد. تهذيب الكمال 2/ 902.(1/152)
من أقرانه لأن سهلا توفي سنة إحدى وتسعين (1)، غير أنّا لا نعلم له عنه ولا عن غيره من الصحابة رواية، وعظم روايته عن التابعين.
156 - وقد قال محمد بن الحسن النقاش: بلغنا أن أبا الطفيل عامر بن واثلة، وعبد الله بن أنيس صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّيا خلف نافع (2)، وهذا يقوّي ما قلناه.
157 - حدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: أبو عبد الرحمن نافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب أخبرني بنسبه أبو بكر محمد بن الفرج، قال: نا محمد بن إسحاق عن أبيه (3).
158 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني أبو بكر
__________
ومحمد بن إسحاق هو المسيبي، ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 173وما بعدها.
وشيبة بن نصاح بن سرجس، إمام ثقة، قاضي المدينة، ومولى أم سلمة رضي الله عنهما، مات سنة ثلاثين ومائة. التقريب 1/ 357، معرفة القراء 1/ 64، غاية النهاية 1/ 329، ونصاح بكسر النون كما في التقريب. والإسناد صحيح والخبر في السبعة / 62به مثله
قال الذهبي في معرفة القراء (1/ 90): المحفوظ عن الليث أنه قال في سنة ثلاث عشرة، هكذا قال ابن وهب وغيره. اهـ.
(1) الإصابة 2/ 88.
(2) محمد بن الحسن النقاش أبو بكر، الموصلي، إمام مقرئ، مفسر، زكّاه الداني، وأما في الحديث فضعفه الدارقطني والذهبي. توفي سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة غاية النهاية 2/ 119، معرفة القراء 1/ 236.
عامر بن واثلة: اختلف في موته على أقوال، ما بين سنة مائة، وسنة سبع ومائة. الإصابة 4/ 113.
عبد الله بن أنيس الجهني، مات سنة أربع وخمسين، ووهم من قال سنة ثمانين. التقريب 1/ 402، الإصابة 2/ 278. والخبر منقطع واه.
(3) محمد بن الفرج، أبو بكر، الخرابي، شيخ مقرئ، روى القراءة عن ابن المسيبي عن أبيه عن نافع. غاية النهاية 2/ 228، تاريخ بغداد 3/ 160.(1/153)
محمد بن عبد الرحيم، قال: سمعت مفضّل بن غسّان الغلّابي يقول: حدّثني رجل من أهل المدينة عن أبي مسهر، قال: قرأت على نافع بن أبي نعيم وسألته عن ولائه فزعم أنه مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف بني هاشم (1).
159 - حدّثنا فارس بن أحمد بن موسى المقرئ، قال: حدّثنا أبو طاهر محمد ابن حسن الأنطاكي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: حدّثنا عثمان بن خرّزاذ، قال: قال لي قالون: نافع مولى لجعونة بن شعوب الليثي حليف العبّاس بن عبد المطلب (2).
160 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان القشيري، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: أخبرني مصعب بن (3) عبد الله [قال] (4): «ونافع الذي صار أهل المدينة إلى قراءته» (5).
__________
محمد بن إسحاق تقدم في الفقرة / 9. وأبوه إسحاق بن المسيبي ستأتي ترجمته في الفقرة / 173. والخبر في السبعة لابن مجاهد / 53به مثله، والإسناد صحيح لأن هذا الإسناد من طرق السبعة في رواية المسيبي عن نافع. أنظر السبعة / 89.
(1) صدر الإسناد قبل المفضل تقدمت تراجم رجاله.
المفضل بن غسان بن المفضل، أبو عبد الرحمن، الغلابي، بصري الأصل، سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وآخرين، وكان ثقة. تاريخ بغداد 13/ 124. والغلابي بفتح الغين وتشديد اللام نسبة إلى غلاب، وهو اسم امرأة. الأنساب ل 414/ و. وفي تاج العروس (1/ 415): غلاب كقطام اسم امرأة من العرب. اهـ وعليه فالنسبة غلابي.
أبو مسهر هو: عبد الأعلى بن مسهر بضم الميم وإسكان السين وكسر الهاء (الإكمال 7/ 245). الحافظ، الدمشقي، ثقة، فاضل، مات سنة ثمان عشرة ومائتين. التقريب 1/ 465، تهذيب الكمال 2/ 761، تذكرة الحفاظ 1/ 381، وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة السابقة، وهو في السبعة لابن مجاهد / 54به مثله.
(2) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 128، وهو صحيح.
(3) في ت، م: (أن) وهو تحريف.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) صدر الإسناد قبل مصعب تقدم في الفقرة / 117.
مصعب بن عبد الله بن مصعب، الزبيري، أبو عبد الله، سكن بغداد، وحدث بها، وكان ثقة. تاريخ بغداد 13/ 112، ميزان الاعتدال 4/ 120. والإسناد صحيح.(1/154)
161 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: «وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسّكوا إلى اليوم» (1).
162 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا الحسن بن أبي مهران، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال سمعت سعيد بن منصور، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: «قراءة نافع سنّة» (2).
163 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن محمد بن شاهين، قال: حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا عبد الغني بن عبد العزيز المعروف بالغسّال، قال: سمعت عبد الله بن وهب يقول: قراءة أهل المدينة سنّة فقيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم (3).
__________
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 37، وهو إسناد صحيح.
والخبر في غاية النهاية (2/ 331) منسوبا إلى أبي عبيد.
ونقل أبو شامة في المرشد الوجيز / 163عن أبي عبيد قوله في كتاب القراءات: (فكان من قراء المدينة أبو جعفر، ثم شيبة بن نصاح، ثم نافع، وإليه صارت قراءة أهل المدينة).
ويشهد لهذا المعنى قول ابن مجاهد في السبعة 53: (فكان الإمام الذي قام بالقراءة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التابعين أبو عبد الرحمن نافع). وقوله / 64: وعلى قراءته أهل المدينة إلى اليوم.
(2) الحسن بن العباس بن أبي مهران، أبو علي، الرازي، ثقة إليه المنتهى في الضبط والتحرير. مات سنة تسع وثمانين ومائتين. غاية النهاية 1/ 216، معرفة القراء 1/ 191، تاريخ بغداد 7/ 397.
أحمد بن يزيد هو الحلواني، تقدم.
سعيد بن منصور بن شعبة، الحافظ، الإمام، الحجة، أبو عثمان، المروزي، مات سنة سبع وعشرين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 416. وهذا الإسناد صحيح. والخبر في السبعة لابن مجاهد / 62به مثله.
(3) محمد بن أحمد بن واصل، أبو العباس، البغدادي، مقرئ جليل، إمام، متقن، ضابط، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين. معرفة القراء 1/ 210. غاية النهاية 2/ 91، تاريخ بغداد 1/ 367، 5/ 109.
محمد بن شاهين لم أجده.
روح بن الفرج، القطان، أبو الزنباع، بكسر الزاي وسكون النون، المصري، ثقة مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. التقريب 1/ 254، تهذيب الكمال ذ / 420.(1/155)
164 - حدّثنا أحمد بن عمر بن محمد الجيزي، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن منير، قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني، قال: قال لنا هارون بن موسى الفروي:
أخبرني أبي عن نافع بن أبي نعيم أنه كان يجيز كل ما قرئ عليه إلا أن يسأله إنسان أن يقفه على قراءته فيقفه عليها (1).
165 - حدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: نا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدّثنا نصر، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: حدّثنا نافع، قال:
جلست إلى نافع مولى ابن عمر ومالك من الصبيان (2).
166 - حدّثنا فارس بن أحمد المقري، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد البزّاز. قال:
حدّثنا محمد بن الربيع، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: قال لي عثمان بن سعيد المعروف بورش: تذاكر نافع ورجل هذه الآية: {وتذرون أحسن الخلقين * الله ربّكم وربّ ءابائكم الأوّلين [الصافات: 125، 126]} [3] فنصب {الله ربّكم وربّ ءابائكم، فقال له نافع: قل أيضا:} فادعوا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكفرون * رفيع
__________
عبد الغني بن عبد العزيز بن سلام، أبو محمد، العسال المصري، صدوق فقيه، مات سنة أربع وخمسين ومائتين. التقريب 1/ 514، تهذيب الكمال 2/ 846والخبر في السبعة لابن مجاهد / 62به مثله.
(1) صدر الإسناد قبل هارون بن موسى تقدم في الفقرة / 126.
هارون بن موسى بن أبي علقمة، المدني، لا بأس به، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
التقريب 2/ 313، تهذيب الكمال 3/ 1431. والفروي بفتح الفاء وسكون الراء نسبة إلى الجد الأعلى (فروة) الأنساب 418/ ظ.
موسى بن أبي علقمة عبد الله بن محمد، مجهول، من التاسعة، روى له الترمذي. التقريب 2/ 286، تهذيب الكمال 3/ 1391. والإسناد ضعيف. وذكر السخاوي في جمال القراء (ل 158/ و) نحو هذا الخبر بدون إسناد عن كل من الأعشى، وأبي دحية المعلى بن دحية.
(2) رجال هذا الإسناد تقدموا.
محمد بن القاسم هو ابن الأنباري.
ونصر هو ابن علي الجهضمي.
ونافع مولى ابن عمر، أبو عبد الله، المدني الإمام، العلم، ثقة، فقيه، مشهور، مات سنة سبع عشرة ومائة، أو بعد ذلك. التقريب 2/ 296، تذكرة الحفاظ 1/ 99. ومالك هو ابن أنس الإمام ولد سنة ثلاث وتسعين في أصح الأقوال. تذكرة الحفاظ / 212. وإسناد المؤلف صحيح.
(3) قرأها نافع بالرفع، وانظر اختلاف القراء فيها في النشر 2/ 360، السبعة / 549.(1/156)
{الدّرجت ذو العرش [غافر: 14، 15]} [1] اطرح واوا من كتاب الله تعالى، ثم قال نافع:
لو لم ترحل لا أعلمه قال من العراق إلا في هذا كفاك، يريد أنّا لم نأخذ القراءة على قياس العربية يريد إنما أخذناها بالرواية (2).
167 - حدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عيسى العباسي، قال: حدّثنا سهل بن محمد، قال: حدّثنا الأصمعي، قال:
قال لي نافع: أصلي من أصبهان (3).
168 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا عبد الله بن أبي بكر بن حمّاد المقرئ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق عن أبيه (4)، قال: لمّا حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، قال: {فاتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مّؤمنين [الأنفال: 1].
ذكر رواته
169 - فأما إسماعيل} [5]: فهو إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني يكنى أبا (6) إبراهيم، وهو من قدماء أصحابه وممّن شاركه في الإسناد وسمع من
__________
(1) ونص الآية = ذو العرش =.
(2) جعفر بن أحمد بن عاصم، أبو محمد، البزاز، الدمشقي، المعروف بابن الرواس، قال الدارقطني: ثقة، توفي سنة سبع وثلاث مائة تاريخ بغداد 7/ 204، غاية النهاية 1/ 191.
محمد بن الربيع بن سليمان، أبو عبد الله، الجيزي، كان مقدما في شهود مصر، روى القراءة عن يونس بن عبد الأعلى، الأنساب ل 148/ و، غاية النهاية 2/ 140
يونس بن عبد الأعلى تقدم.
(3) محمد بن عيسى، أبو موسى، الهاشمي، العباسي البغدادي، شيخ مشهور، ثقة. تاريخ بغداد 2/ 404، غاية النهاية 2/ 225. وباقي رجال الإسناد تقدموا، والإسناد صحيح.
والرواية في السبعة / 53به مثله.
(4) عبد الله بن أبي بكر بن حماد لم أجده.
أبو بكر بن حماد لم أجده.
ومحمد بن إسحاق هو ابن المسيبي. والخبر في السبعة لابن مجاهد / 63به مثله.
(5) ترجمته في الجرح والتعديل 2/ 162، تاريخ بغداد 6/ 218. تذكرة الحفاظ 1/ 250، معرفة القراء / 120، غاية النهاية 1/ 163، التقريب 1/ 68، وقال: ثقة ثبت.
(6) في تذكرة الحفاظ، ومعرفة القراء، والتقريب: أبو إسحاق، وفي غاية النهاية، أبو إسحاق، ويقال أبو إبراهيم.(1/157)
جماعة (1) من التابعين، منهم: حميد (2) الطويل، وعبد الله (3) بن دينار، والعلاء (4) بن عبد الرحمن وغيرهم.
170 - حدّثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد ابن هارون، قال: حدّثنا محمد بن محمد الباهلي، قال: حدّثنا أبو عمر الدوريّ، قال:
حدّثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري أبو إبراهيم (5).
171 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان الزاهد قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال:
حدّثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن جعفر المدني ثقة مأمون قليل الخطأ صدوق (6).
172 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الباقي (7) بن الحسن المقرئ، قال: أبو إبراهيم إسماعيل بن جعفر أجلّ أصحاب نافع لأنه نظيره في السنّ
__________
(1) في م: جملة.
(2) حميد بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة، البصري، ثقة مدلس، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة. التقريب 1/ 202، تذكرة الحفاظ 1/ 152.
(3) عبد الله بن دينار، أبو عبد الرحمن، المدني، ثقة، مات سنة سبع وعشرين ومائة. التقريب 1/ 413، تذكرة الحفاظ 1/ 125.
(4) العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أبو شبل، المدني، صدوق ربما وهم. مات سنة بضع وثلاثين ومائة. التقريب 2/ 92، تهذيب الكمال 2/ 1072.
(5) أحمد بن محمد بن عبد الله بن هارون، أبو عبد الله، البغدادي، الصيدلاني، مقرئ معروف من رجال غاية أبي العلاء الهمداني. غاية النهاية 1/ 120، والإسناد صحيح والخبر أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 219): أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال سمعت أبا عمر حفص بن عمر الدوري قال: إسماعيل بن جعفر يكنى أبا إبراهيم. اهـ.
وإسناد الخطيب صحيح أيضا.
(6) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 117، وهو إسناد صحيح. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 163): أخبرنا ابن أبي خيثمة، قال سمعت يحيى بن معين، وذكره. وفي تاريخ يحيى بن معين المطبوع من رواية الدوري عنه (2/ 31): إسماعيل بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر ثقتان جميعا.
(7) عبد الباقي بن الحسن بن أحمد، أبو الحسن، الدمشقي، قال الداني: كان خيرا فاضلا ثقة مأمونا إماما في القراءات، مات بعد سنة ثمانين وثلاث مائة. معرفة القراء 1/ 287، غاية النهاية 1/ 356، حسن المحاضرة 1/ 491.(1/158)
وقد قرآ جميعا على شيبة بن نصاح، وإنما قرأ إسماعيل على نافع باختياره بعد تحصيل (1) نافع القراءة.
173 - وأما المسيبي (2): فهو إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيّب بن أبي السّائب المخزومي المدني إمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن مالك ابن أنس.
174 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ قال: حدّثنا أبو طاهر محمد بن الحسن قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا خلف بن هشام، قال: حدّثنا إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب المسيبي، المخزومي، عن نافع (3).
175 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي بكر بن حمّاد، قال: حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال: قال أبي: «قراءة نافع قراءتنا، وذلك أنه كفانا المئونة مما لو أدركنا من أدرك ما عدونا ما فعل» (4).
__________
(1) التحصيل: التمييز. لسان العرب 13/ 162. والمراد بعد أن ميز القراءات فاختار منها لنفسه اختيارا. وانظر المبهج لسبط الخياط 1/ 19، والفقرة / 184.
(2) ترجمته في: التاريخ الكبير للبخاري 1/ 401، الجرح والتعديل 2/ 234، تهذيب الكمال 1/ 88، ميزان الاعتدال 1/ 200، معرفة القراء 1/ 121، غاية النهاية 1/ 157، تهذيب التهذيب 1/ 249، التقريب 1/ 60.
أقول: أما في القراءة، فقال ابن الجزري: إمام جليل، قيم في قراءة نافع ضابط لها محقق فقيه.
وقال الذهبي: قرأ على نافع وهو من جلة أصحابه المحققين.
وقال المزي: كان أحد القراء بالمدينة، وهو جليل القدر.
وأما في الحديث: فقال في الميزان، صالح الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي: ضعيف يرى القدر وفي التقريب لابن حجر، صدوق فيه لين، رمي بالقدر.
(3) صدر الإسناد قبل محمد بن مخلد تقدم في الفقرة / 128.
محمد بن مخلد ويقال ابن أبي مخلد، أبو عبد الله، الأنطاكي، مقرئ معروف، وصفه سبط الخياط بالإمامة، مات بعيد سنة ثلاث مائة. غاية النهاية 2/ 261، وسائر رجال الإسناد تقدموا، وهم ثقات، والإسناد صحيح.
(4) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 167.
والرواية في السبعة / 63به مثلها.(1/159)
176 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن قال: أهل المدينة على قراءة المسيبي، وإن كان قليل الأصحاب في التلاوة لأنه لم يمكّن من نفسه وأخذ القراءة عنه رواية خلق كثير.
[ذكر قالون]
177 - وأما قالون (1) فهو عيسى بن مينا الزّرقيّ (2) الأصمّ المدني ويلقّب بقالون، ويكنى أبا موسى وهو مولى الزهريين وكان يعلّم العربية بالمدينة، وتصدّر للإقراء وللأخذ بها على الناس ونافع حيّ، ويروى أنه هو الذي لقّبه بقالون لجودة قراءته لأن قالون بلسان الروم جيد (3).
178 - حدّثنا أحمد بن محمد القاضي، قال: حدّثنا محمد بن أحمد الإمام قال:
حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني، قال: حدّثنا أبو موسى عيسى بن مينا، قالون أنّ هذه قراءة نافع وأن هكذا قرأ عليه وسمع (4) يقرأ عليه (5).
179 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد النحوي المقرئ أن أبا طاهر عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثنا الحسن بن عبد الرحمن قال: حدّثنا إبراهيم بن الحسين، قال: حدّثنا أبو موسى عيسى بن مينا قالون مولى الزهريين ومعلم العربية، قال: قرأت على نافع غير مرة، وأخذت قراءته وكتبتها في كتابي هذا (6).
__________
(1) ترجمته في الجرح والتعديل 6/ 290، ميزان الاعتدال 3/ 327، معرفة القراء 1/ 128، المغني في الضعفاء 2/ 502، غاية النهاية 1/ 615، لسان الميزان، 4/ 407، قال الذهبي في الميزان: أما في القراءة فثبت، وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة.
(2) الزرقي: بضم الزاي وفتح الراء نسبة إلى بني زريق بطن من الأنصار. الأنساب ل 274/ و.
(3) قال ابن الجزري في غاية النهاية، سألت الروم عن ذلك فقالوا: نعم.
(4) كذا في ت. وفي م: (سمعته). ولا تناسب السياق.
(5) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 126. وهو إسناد صحيح لأن الداني اعتمده في التيسير في رواية قالون. انظر التيسير / 10.
(6) الحسن بن عبد الرحمن، الكرخي، الخياط، روى القراءة عن إبراهيم بن الحسين روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية النهاية 1/ 216وسائر رجال الإسناد تقدمت تراجمهم. وهم ثقات.(1/160)
180 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال: نا عثمان بن [10/ ظ] خرّزاد، قال: حدّثنا عيسى بن مينا قالون، أبو موسى الزّرقي، قال: قال لي نافع: كم تقرأ؟ اجلس إلى اسطوانة حتى أرسل إليك (1).
181 - قال أبو عمرو: توفي قالون بالمدينة قبل سنة عشرين ومائتين (2)، وتوفي أصحابه (3) الثلاثة يعني أصحاب نافع قبل سنة مائتين.
182 - وأما ورش (4) فهو عثمان بن سعيد المصري ويلقّب بورش ويكنى أبا سعيد، وقيل: أبا عمرو، وقيل: أبا القاسم، رحل إلى المدينة، وقرأ على نافع وختم عليه ختمات كثيرة، ثم انصرف إلى مصر وأقرأ الناس بها إلى أن توفي.
183 - واختلف شيوخنا في معنى تلقيبه بورش، فقال بعضهم: إنما لقّب بذلك لشدّة بياضه. والورش شيء يكون من اللبن شبّه به (5). وقال بعضهم: هو مأخوذ من قول العرب: ورش الرجل الطعام يرش ورشا إذا تناول منه شيئا يسيرا (6)، فلعله تناول منه (7) شيئا يسيرا من طعام، فلقّب بذلك (8).
184 - قرأت بخط أبي طاهر بن أبي هاشم في أصل كتابه، وأخبرنا ابن خواستي الفارسي عنه، قال: حدّثنا محمد بن أحمد الدقاق، قال: حدّثنا محمد بن عبد
__________
وهذا الإسناد في القراءة صحيح. لأن أبا طاهر من أئمة القراءة وأساتذتها لا يروي القراءة عن غير أهلها دون بيان حالها. وانظر الطريق / 50.
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 128. وهو إسناد صحيح.
(2) قال الذهبي في معرفة القراء: توفي سنة عشرين ومائتين. وكذا في الميزان، ووصف ابن الجزري في غاية النهاية رأي الذهبي بقوله: وهو الأصح.
(3) هم: اسماعيل بن جعفر، والمسيبي، وورش. لكن أرخ الذهبي وابن الجزري وفاة المسيبي سنة ست ومائتين.
(4) ترجمته في الجرح والتعديل 6/ 153، معرفة القراء 1/ 126، غاية النهاية 1/ 502، حسن المحاضرة 1/ 485.
(5) قال أحمد بن مصطفى (طاش كبرى زاده): قيل هو الجبن أو كالجبن. مفتاح السعادة ومصباح السيادة 2/ 28.
(6) اللسان 8/ 266.
(7) كذا في ت، م. ولعل كلمة (منه) مقحمة على السياق.
(8) زاد الذهبي في معرفة القراء: وقيل لقبه بالورشان، وهو طائر معروف وكان يقول: اقرأ يا ورشان، وهات يا ورشان، ثم خفف، وقيل ورش، وكذا قال ابن الجزري في غاية النهاية.(1/161)
الرحيم (1)، قال: سمعت أبا القاسم بن داود وموّاسا وأبا الربيع (2) وغيرهم ممّن قرأت عليه يقولون: إنّ ورشا إنما قرأ على نافع بعد ما حصّل نافع القراءة.
185 - في كتابي عن شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون عن أبي صالح أحمد ابن عبد الرحمن الحراني عن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس عن أبيه عن جدّه، قال: توفي ورش بمصر سنة سبع وتسعين ومائة (3).
186 - قال أبو عمرو: فأما أصحاب هؤلاء الأربعة وغيرهم من الرّواة عن الأئمة فنذكر أسماؤهم وأنسابهم وكناهم في الأسانيد إن شاء الله تعالى والله الموفّق.
__________
(1) في م: (أخبرنا قال)، وكلمة (أخبرنا) مقحمة خطأ.
(2) ابن خواستى، هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد الفارسي تقدم.
محمد بن أحمد بن محمد، الدقاق، البغدادي، أبو الحسن، روى القراءة، عرضا وسماعا عن محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني. غاية النهاية 2/ 84.
أبو القاسم هو عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، المصري، مقرئ ناقل، مشهور، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين. غاية النهاية 1/ 398.
مواس بن سهل، أبو القاسم، المصري، مقرئ، مشهور، ثقة، ضابط، أخذ القراءة عرضا عن يونس ابن عبد الأعلى. غاية النهاية 2/ 316.
أبو الربيع هو سليمان بن داود بن حماد، المصري، ثقة صالح، إمام، توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. معرفة القراء 1/ 151، غاية النهاية 1/ 313، التقريب 1/ 323.
وهذا الإسناد صحيح. انظر إسناد الطريق / 86. وتابع الدقاق عن الاصبهاني أبو العباس المطوعي وهو ثقة عند سبط الخياط في المبهج. زاد في آخر سياق المبهج: قال أبو بكر:
فسألتهم عن معنى ذلك، فقالوا: إن نافعا كان يتخير القراءات، فحصل هذه القراءة. انظر المبهج 1/ 19. وراجع الفقرة / 172.
(3) أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قلل ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.
لسان الميزان 1/ 213. والحراني نسبة إلى بلدة حران: الأنساب ل 61/ ظ.
عبد الرحمن بن أحمد بن يونس، أبو سعيد، الحافظ، الإمام، الثبت، صاحب تاريخ مصر، توفي سنة سبع وأربعين وثلاث مائة، تذكرة الحفاظ 3/ 898.
أبوه هو أحمد بن يونس، أبو الحسن، مات سنة اثنتين وثلاث مائة. وفيات الأعيان 7/ 253.
جده، هو يونس بن عبد الأعلى تقدم.(1/162)
ذكر ابن كثير المكّي
187 - وهو عبد الله (1) بن كثير بن المطلب (2) الداريّ المكّي مولى عمرو بن (3)
علقمة الكناني ويكنى أبا معبد، كنّاه خليفة بن خيّاط (4)، وقال البخاري (5): هو من بني عبد الدار قرشي. وقال مسلم (6) بن الحجّاج: هو من الطبقة الثانية من التابعين.
188 - لحق من (الصحابة) عبد الله بن السائب وقرأ عليه (7)، وحدّث (8) عن عبد الله بن الزبير.
189 - قال أحمد (9) بن سعيد بن أبي مريم: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد
__________
(1) ترجمته في تهذيب الكمال 2/ 726، معرفة القراء الكبار 1/ 71، سير أعلام النبلاء 5/ 318، الكاشف 2/ 121، غاية النهاية 1/ 443، تهذيب التهذيب 5/ 367، التقريب 1/ 442.
(2) قال ابن الجزري في غاية النهاية: كذا رفع نسبه الداني، وزعم أنه تبع في ذلك البخاري، والبخاري إنما ذكر عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي، من بني عبد الدار، فنقله إلى القارئ. قال ابن الجزري: ولم يتجاوز أحد كثيرا سوى الأهوازي فقال: عبد الله بن كثير بن عمر بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز، الإمام، أبو معبد، المكي الداري، الخ.
قال عبد المهيمن: كذلك نسبه الذهبي في سير أعلام النبلاء، فلعله أخذه من الأهوازي.
(3) عمرو بن علقمة الكناني لم أجده.
(4) خليفة بن خياط هو الحافظ، الإمام، أبو عمرو، العصفري، البصري، محدث، نسابة، إخباري، علامه. مات سنة أربعين ومائتين تذكرة الحفاظ 2/ 436. وخليفة كنى عبد الله بن كثير في طبقاته / 282.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 5/ 181. أقول: وقد وهم ابن أبي حاتم، فمزج ترجمة عبد الله بن كثير القرشي مع القارئ. انظر الجرح والتعديل 5/ 144، وتعليق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي على الترجمة.
(6) هو القشيري صاحب الصحيح. وقوله هذا لعله في كتاب الطبقات له. وتوجد نسخة منه في مكتبة أحمد الثالث باستانبول رقم / 624. انظر مقدمة الدكتور محمد مصطفى الأعظمي لكتاب التمييز لمسلم / 108.
(7) قال ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 443): قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره، وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول، وقال: إنه ليس بمشهور عندنا.
قلت: وليس ذلك ببعيد فإنه أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي رحمه الله النص على قراءته عليه. اهـ.
(8) تهذيب الكمال 2/ 726، سير أعلام النبلاء 5/ 318.
(9) أحمد بن سعد بن الحكم بن أبي مريم، أبو جعفر، المصري، صدوق، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين، التقريب 1/ 15، تهذيب الكمال 1/ 20.(1/163)
الله بن كثير الداري القارئ ثقة (1).
190 - وقد اختلف في الداري، فقال عبد الله بن أبي داود: الدار بطن من لخم من رهط تميم الداري (2). وحكي لنا عن الأصمعي أنه قال: الداري هو الذي لا يبرح ولا يطلب معاشا (3)، وروي لنا عنه أيضا أنه قال (4): الداري العطّار، وهذا هو الصحيح المتعارف عند العرب فيه، فنسبوه إلى دارين (5) وهو موضع بالبحرين يؤتى منه بالطّيب.
191 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين قال: حدّثنا أحمد ابن موسى، قال: حدّثنا [عبد الله بن كثير قال]: (6) عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداري، قال: وقال الأصمعي: كان عطّارا وهو من أبناء فارس الذي (7) بعثهم كسرى إلى صنعاء فطردوا الحبشة عنها (8).
__________
(1) انظر تهذيب التهذيب 5/ 368، ونقل الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 319) والمزي، في تهذيب الكمال 2/ 726توثيقه عن ابن المديني، ومحمد بن سعد، والنسائي. ووثقه الذهبي في الكاشف 2/ 121. غير أن ابن حجر قال فيه في التقريب (1/ 442)، صدوق، أقول: ليس لقولة ابن حجر مبرر، بعد توثيق أئمة هذا الشأن له، خاصة وأن ابن حجر لم ينقل عن أحد تليينا فيه.
(2) انظر معرفة القراء 1/ 71.
(3) انظر معرفة القراء 1/ 71، غاية النهاية 1/ 443.
(4) انظر معرفة القراء 1/ 71. وقال السمعاني في الأنساب (ب 219/ ظ): الداري في لغة أهل مكة العطار. اهـ.
(5) انظر معجم البلدان لياقوت الحموي 2/ 433.
(6) زيادة لا بد منها لأن أحمد بن موسى بن مجاهد، لا يمكن أن يقول حدثنا عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الخ، إنما القائل عبد الله بن كثير أبي ايوب الخياط عن اليزيدي، روى عنه ابن مجاهد ونسبه، وكناه، وأثنى عليه. غاية النهاية 1/ 445، تاريخ بغداد 10/ 46.
وعبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد، شيخ القراء في مصر، ثقة، إلا أنه اختل ضبطه بعد أن كبرت سنه. مات سنة ست وثمانين وثلاث مائة. معرفة القراء 1/ 264، غاية النهاية 1/ 415، لسان الميزان 3/ 273. وهذا الإسناد صحيح.
(7) سبق في الفقرة / 7استعمال المؤلف (الذي) للدلالة على الجمع، وأنه مذهب ضعيف في اللغة.
(8) كونه من أبناء فارس الخ ذكره الذهبي في معرفة القراء 1/ 71، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 443.(1/164)
192 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو (1) عن حمّاد بن زيد عن أيوب، قال: عبد الله بن كثير قارئ أهل مكة (2).
193 - حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام (3)، قال: وكان من قرّاء مكة عبد الله بن كثير وحميد (4) بن قيس الذي يقال له: الأعرج، ومحمد بن محيصن، فكان أقدم هؤلاء الثلاثة (5) ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم وبه اقتدوا فيها (6).
194 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: نا ابن مجاهد قال: وكان الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة وائتمّ به أهلها في عصره عبد الله بن كثير مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداريّ، وكان مقدّما في عصره، قرأ على مجاهد بن جبر ولم يخالفه في شيء من قراءته (7).
195 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد ابن موسى، قال: حدّثني أبو بكر الوراق قال: حدّثنا محمد بن سعدان، قال: حدّثنا عبيد عن شبل قال: اجتماع أهل مكة على قراءة ابن كثير (8). [11/ و]
__________
(1) في ت، م: (عمر) وذلك خطأ، وهو عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، تقدم.
(2) حماد بن زيد بن درهم، أبو إسماعيل، البصري، ثقة ثبت فقيه، مات سنة تسع وسبعين ومائة. التقريب 1/ 197، تهذيب الكمال 2/ 324.
أيوب هو السختياني بفتح السين، ابن أبي تيمية كيسان، أبو بكر، البصري، ثقة، ثبت، حجة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. التقريب 1/ 89.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 37، وهو إسناد صحيح.
(4) حميد بن قيس الأعرج، أبو صفوان، المكي، ثقة، توفي سنة ثلاثين ومائة. معرفة القراء 1/ 80، الكاشف 1/ 257، غاية النهاية 1/ 265.
(5) في م: (الملا) بدل (الثلاثة) وفي المرشد الوجيز: (أقدمهم).
(6) نقل هذا النص عن أبي عبيد أبو شامة في المرشد الوجيز / 165، دون قوله (وبه اقتدوا فيها).
(7) هذا النص في السبعة / 64.
(8) صدر الإسناد قبل الوراق تقدم في الفقرة / 191.(1/165)
196 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا عبد الله بن حسنون (1) المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن العباس، قال: حدّثني محمد بن الجهم، قال: حدّثنا خلف بن هشام، قال:
حدّثني عبد الله بن عقيل (2) عن شبل، قال: قراءة أهل مكة قراءة عبد الله بن كثير وهي قراءة شبل (3).
197 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد، قال: حدّثنا محمد بن حامد قال: نا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا خلف عن محبوب عن عبّاد بن كثير عن أبي هاشم عن لقيط بن صبرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {ولا تحسبنّ} [4] [آل عمران: 169] ولم يقل: {ولا تحسبنّ قال عبّاد: فأخبرت بها عبد الله بن كثير المكي، فقال: لا أدعها والله حتى أموت} [5].
__________
أبو بكر الوراق هو محمد بن بشر بن مطر، ثقة، توفي سنة خمس وثمانين ومائتين تاريخ بغداد 2/ 90
محمد بن سعدان ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 379وما بعدها
عبيد بن عقيل، بفتح العين، أبو عمرو، البصري، راو ضابط صدوق. مات سنة سبع ومائتين.
غاية النهاية 1/ 496، التقريب 1/ 544.
شبل بن عباد تقدم. والإسناد صحيح.
(1) حسنون: بفتح الحاء وإسكان السين. الإكمال 2/ 376.
(2) في ت، م: (عبد الله). وهو خطأ وقد تقدمت ترجمته.
(3) صدر الإسناد قبل محمد بن الجهم تقدم في الفقرة / 191. وسائر رجال الإسناد تقدموا.
والإسناد صحيح.
(4) وانظر الخلاف فيها في النشر 2/ 236.
(5) صدر الإسناد قبل محبوب تقدم في الفقرة / 125.
محبوب هو محمد بن الحسن بن هلال، أبو جعفر، مشهور كبير. وأما في الحديث فصدوق فيه لين، من التاسعة، التقريب 2/ 154، تهذيب الكمال 3/ 1188، غاية النهاية 2/ 123.
عباد بن كثير، الثقفي، البصري، العابد، المجاور بمكة، متروك، مات سنة بضع وخمسين ومائة. ميزان الاعتدال 2/ 371، التقريب 1/ 393.
أبو هاشم هو إسماعيل بن كثير، المكي ثقة، من السابعة روى عن عاصم بن لقيط بن صبرة. تهذيب الكمال 1/ 108، التقريب 1/ 73.
لقيط بن صبرة، بفتح الصاد وكسر الباء، ابن عبد الله، صحابي مشهور، لا يعرف له راو إلا ابنه عاصم. الإصابة 3/ 329، التقريب 2/ 138.
والإسناد واه ومنقطع، لأن أبا هاشم لم يرو عن لقيط مباشرة.(1/166)
198 - حدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا الحسين بن بشر الصّوفي، قال: حدّثنا روح بن عبد المؤمن، قال: حدّثنا محمد بن صالح المريّ عن شبل عن ابن كثير، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقرأ: {جبريل وميكائيل} [1] [البقرة: 98] بكسر الجيم والراء من غير همز فلا أقرأهما إلّا هكذا (2).
199 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حدّثني الحسين بن بشر الصوفي قال: حدّثنا روح بن عبد المؤمن، قال: حدّثنا محمد بن صالح، قال: قرأ عبد الله بن كثير في بيت شبل وثمّ يومئذ عدّة من القرّاء: {أو من وراء جدر} [3] [الحشر: 14] فناداه ابن الزبير (4): ما هذه القراءة؟ ارجع إلى قراءة قومك، قال: إني لما هبطت العراق خلطوا عليّ قراءتي، قال:
فقال: {أو من وراء جدار} [5].
200 - حدّثنا أبو الربيع سلمون بن داود القروي، قال: حدّثنا أبو علي محمد بن الصوّاف، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حجّاج عن جرير بن حازم، قال: رأيت عبد الله بن كثير فرأيت رجلا فصيحا (6).
__________
(1) انظر الخلاف فيها في النشر 2/ 219، السبعة / 166.
(2) الحسين بن بشر بن معروف، أبو الحسين، يعرف بالصوفي، روى القراءة عن روح بن عبد المؤمن، روى عنه أبو بكر ابن مجاهد. غاية النهاية 1/ 239.
روح بن عبد المؤمن، أبو الحسن، البصري، مقرئ جليل، ثقة ضابط. وأما في الحديث فصدوق. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. غاية النهاية 1/ 285، التقريب 1/ 253.
محمد بن صالح، أبو إسحاق، الخياط، البصري، روى الحروف عن شبل سماعا غاية النهاية 2/ 155. والمري بضم الميم نسبة إلى مرة، جماعة بطون من قبائل شتى، الأنساب ل 525/ ظ.
والرواية في السبعة / 166به مثلها.
(3) وانظر الخلاف فيها في النشر 2/ 386، السبعة / 632.
(4) في ت، م: (ابن الزهير). وأغلب الظن أنها محرفة عن (ابن الزبير).
(5) هذا الإسناد تقدمت تراجم رجاله.
(6) أبو الربيع سلمون بن داود لم أجده، غير أن الذهبي ذكره في شيوخ الداني في تاريخ الإسلام 13/ 205ظ فقال: وسلمون بن داود القروي صاحب أبي علي ابن الصواف.
والقروي بفتح القاف والراء نسبة إلى القيروان. الأنساب ل 449/ ظ.
أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، المعروف بابن الصواف، ثقة مأمون. مات سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 1/ 289.(1/167)
201 - حدّثنا محمد بن أحمد (1) قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: في كتابي عن بشر بن موسى عن الحميدي عن سفيان بن عيينة، قال: حدّثنا قاسم الرحّال في جنازة عبد الله بن كثير سنة عشرين ومائة (2).
__________
عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، عبد الرحمن، ثقة مات سنة تسعين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 665، التقريب 1/ 401.
أبوه هو الإمام الشهير أحمد بن محمد بن حنبل، وحجاج هو ابن محمد المصيصي تقدم.
جرير بن حازم بن زيد، أبو النضر، البصري، ثقة، مات سنة سبعين ومائة. التقريب 1/ 127، تهذيب الكمال 1/ 187.
(1) في ت، م: (محمد بن أحمد بن أحمد). وهو خطأ لأن الداني يروي كتاب السبعة عن محمد بن أحمد بن علي الكاتب كما في غاية النهاية 1/ 404.
(2) بشر بن موسى بن صالح، أبو علي، الأسدي، ثقة، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 7/ 86، تذكرة الحفاظ 2/ 611.
الحميدي هو عبد الله بن الزبير بن عيسى، أبو بكر، ثقة حافظ، مات سنة تسع عشرة ومائتين. روى عن ابن عيينة، وروى عنه بشر بن موسى. تذكرة الحفاظ 2/ 413التقريب 1/ 415.
سفيان بن عيينة، بن أبي عمران، أبو محمد ثقة حافظ، مات سنة ثمان وثمانين ومائة. تذكرة الحفاظ 1/ 262، التقريب 1/ 312.
قاسم الرحال بصري ثقة، يروي عنه سفيان بن عيينة وحماد بن سلمة. تاريخ يحيى بن معين 2/ 483، التاريخ الكبير 7/ 165، الجرح والتعديل 7/ 123. وهذا الإسناد صحيح. والرواية أخرجها البخاري في التاريخ الكبير (7/ 165)، مختصرة من طريق الحميدي، وليس فيها ذكر جنازة عبد الله بن كثير. والرواية في السبعة / 66. بإسناد الداني مثلها.(1/168)
ذكر رواته
202 - فأما القوّاس (1) فهو أحمد بن محمد بن عون النّبّال (2) القوّاس ويكنى أبا الحسن، وهو أقدم الثلاثة الذين صارت قراءة أهل مكة إليهم وقد أخذ البزيّ عنه.
203 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: قال لي قنبل: قال لي القوّاس (3) في سنة سبع وثلاثين ومائتين: الق هذا الرجل يعني البزي فقل له: هذا الحرف ليس من قراءتنا يعني {وما هو بميّت [إبراهيم:
17] فخفّفا، وإنما يخفّف من الميّت} [4] ما قد مات، و [ما] (5) لم يمت فهو مشدّد (6)، فلقيت البزيّ فأخبرته بما قال لي النبّال، فقال: قد رجعت عنه، ثم لقي (7) البزيّ من الغد النبال وهو في مجلسه عند باب (الحمادين) (8)، فقال له: قد جاءني أبو عمرو برسالتك في هذه الحروف (9)، وكان معه حرفان آخران رددتهما عليه (10)، وقد كان عكرمة (11) بن
__________
(1) ترجمته في تهذيب الكمال 1/ 41، معرفة القراء 1/ 148، غاية النهاية 1/ 123، تهذيب التهذيب 1/ 79، التقريب 1/ 25قال ابن حجر، صدوق له أوهام.
(2) النبال نسبة إلى بري النبال وبيعها، والقواس نسبة إلى عمل القسي وبيعها. الأنساب ل 465/ و، ل 553/ و.
(3) هذا الإسناد صحيح.
(4) في ت، م: (وما). وزيادة الواو خطأ.
(5) زيادة يقتضيها السياق. وهي ثابتة في معرفة القراء 1/ 148.
(6) قال مكي في الكشف (1/ 340): أجمعوا على التشديد فيما لم يمت، للجمع بين اللغتين.
والتخفيف فيما مات وما لم يمت جائز. اه
وقال ابن الجزري في النشر (2/ 225) واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو (وما هو بميت) و (إنك ميت وإنهم ميتون)، لأنه لم يتحقق فيه صفة الموت بعد، بخلاف غيره. اهـ.
(7) في ت، م: (لقيني). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(8) كذا في ت، م.
(9) في معرفة القراء (1/ 148): هذا الحرف. وهو أكثر مناسبة للسياق.
(10) في ت، م: (رددتهما عليه إلي). وزيادة (إلي) خطأ. والقصة في معرفة القراء ليس فيها هذه الزيادة.
(11) عكرمة بن سليمان بن كثير، أبو القاسم، إمام أهل مكة في القراءة بعد شبل، بقي إلى قبيل المائتين. وفي الحديث قال الذهبي: شيخ مستور ما علمت أحدا تكلم فيه. انظر الجرح والتعديل 7/ 11، معرفة القراء 1/ 121، غاية النهاية 1/ 515.(1/169)
سليمان أقرأنيهما وقد رجعت منهما إلى قولك (1).
204 - وأما البزيّ (2)، فهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزّة المؤذّن المكي ويكنى أبا الحسن، واختلف في اسم أبي بزّة.
205 - فحدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: القاسم بن نافع هو القاسم بن أبي بزّة (3).
وقال علي (4) بن المديني: اسم أبي بزّة نافع.
206 - وخالفهما أبو داود (5) وسليمان بن الأشعث ومحمد بن إسماعيل البخاري، فرويا عن البزيّ أن القاسم بن أبي بزّة هو القاسم بن نافع بن أبي بزّة وأبو بزّة بشّار مولى عبد الله بن السائب. قال البخاري (6): اسم أبي بزّة بشار، فارسي من همذان (7) أسلم على يد السائب (8) بن صيفي.
207 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: أخبرني إسحاق بن أحمد، قال: أخبرنا البزيّ، قال: قال لي أبو
__________
(1) القصة ذكرها الذهبي في معرفة القراء 1/ 148. معلقة عن ابن مجاهد.
(2) ترجمته في معرفة القراء 1/ 143، غاية النهاية 1/ 119، الجرح والتعديل 2/ 71، ميزان الاعتدال 1/ 144، لسان الميزان 1/ 283.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 171، وهو إسناد صحيح.
(4) علي بن عبد الله، أبو الحسن، ابن المديني، ثقة ثبت، أعلم أهل عصره بالحديث وعلله.
مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 428، التقريب 2/ 39.
(5) في ت، م: (وسليمان) وزيادة الواو خطأ. وأبو داود سليمان بن الأشعث هو صاحب السنن المشهورة، أحد الأصول الستة. مات سنة خمس وسبعين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 591.
(6) انظر التاريخ الصغير للبخاري 1/ 278. لكن البخاري ذكر في التاريخ الكبير ما يخالف هذا الكلام، وذلك قوله (9/ 91): أبو بزة والد القاسم، اسمه نافع، يقال القاسم بن نافع. اهـ.
(7) بالتحريك، بلد مشهور. انظر أخبارها في معجم البلدان 5/ 410.
(8) السائب بن صيفي هو السائب بن أبي السائب صحابي، كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ثم كان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه. الإصابة 2/ 10، أسد الغابة 2/ 315.(1/170)
عبد الرحمن (1): كيف تقرأ {يتبوّأ منها حيث يشاء} [2] [يوسف: 56] بالياء أم بالنون؟
فقلت: بالنون، فقال: كذلك أقرأ ومن قرأها بالياء، فإنه يقول قول القدريّة (3).
208 - وأما ابن فليح (4) فهو عبد الوهّاب بن فليح المكي مولى عبد الله (5) بن عامر بن كريز العبشمي (6) يكنى أبا إسحاق.
حدّثنا بذلك أبو الفتح شيخنا قال نا عبد الله، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا الخزاعي (7).
209 - حدّثنا أبو الفتح، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا إبراهيم، قال:
حدّثنا إسحاق بن أحمد، قال: قال عبد الوهّاب بن فليح: كنت أختلف إلى مشايخ من أهل العلم بالقرآن من القرشيين وغيرهم من أهل مكة فأسألهم وأستنبئهم وآخذها عنهم (8).
210 - وقال محمد (9) بن الحسن النقّاش عن محمد بن عمران الدينوري عن
__________
(1) أبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن يزيد، المكي تقدم. وهذا الإسناد صحيح.
(2) وانظر اختلاف القراء فيها في النشر 2/ 295.
(3) لأن القدرية ينفون القدر، ويقولون الأمر أنف. أنظر شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 154.
وأخرج مسلم في صحيحه كتاب الإيمان، وهو أول حديث في الكتاب بسنده عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني الحديث.
(4) إمام أهل مكة في القراء في زمانه. انظر ترجمته في غاية النهاية 1/ 480، الجرح والتعديل 6/ 73، معرفة القراء 1/ 149، العقد الثمين 5/ 536.
قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه، فقال: مكي صدوق.
قال صاحب العقد الثمين: ذكره ابن حبان في الثقات.
(5) ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة من التابعين، ولي البصرة لعثمان ثم لمعاوية. توفي سنة تسع وخمسين. طبقات ابن سعد 4/ 57.
(6) العبشمي: بفتح العين وإسكان الباء نسبة إلى بني عبد شمس. الأنساب ل 382/ ظ.
(7) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 207، وهو إسناد صحيح.
(8) صدر الإسناد قبل إسحاق تقدم في الفقرة / 128. والإسناد صحيح.
(9) هذا إسناد معلق، وتقدمت تراجم رجاله.(1/171)
ابن فليح، قال: قرأت على أكثر من ثمانين شيخا، منهم من قرأت عليه ومنهم من سألته عن الحروف المكيّة، ومنهم من سمعته يقرأ بالناس في رمضان، وكلهم خرج على يدي القسط (1) في القراءة والنحو (2).
211 - قال أبو عمرو: ورواية هؤلاء الثلاثة عن ابن كثير بإسناد يأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى والله الموفّق.
ذكر أبي عمرو البصري
212 - وهو أبو عمرو (3) بن العلاء بن عمّار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ويقال ابن حلهمة بن [حجر (4) ابن] خزاعي.
حدّثنا نبيه محمّد بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: أخبرني الفضل بن الحسن بن عبد الله الخزاعي، قال: حدّثنا روح بن عبد المؤمن قال: حدّثنا العريان بن أبي سفيان أخي أبي عمرو ابن العلاء فذكره، وقال: اسم أبي عمرو زبّان بن العلاء (5).
213 - واختلف في اسمه فقيل: العريان (6)، وقيل: زبّان، وقيل: يحيى، وقيل: محبوب،
__________
(1) هو إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين أبو إسحاق، المعروف بالقسط، قارئ أهل مكة في زمانه، قرأ عليه الإمام الشافعي، توفي سنة سبعين ومائة. معرفة القراء 1/ 117، غاية النهاية 1/ 165.
والقسط بضم القاف وإسكان السين، كذا ضبطه في القاموس.
(2) هذه الرواية ذكرها الذهبي في معرفة القراء 1/ 149، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 480.
(3) ترجمته في الجرح والتعديل 3/ 616، تهذيب الكمال 3/ 1630، معرفة القراء 1/ 83، غاية النهاية 1/ 288، تهذيب التهذيب 12/ 178، التقريب 2/ 454.
قال ابن حجر في التقريب: ثقة.
(4) زيادة من السبعة، وتهذيب الكمال، وغاية النهاية.
(5) الفضل بن الحسن بن عبد الله الخزاعي، لم أجده.
العريان بن أبي سفيان، لم أجده.
وهذه الرواية في السبعة / 80به مثلها.
وأسند الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 51)، وسبط الخياط في المبهج (1/ 111) إلى اليزيدي قوله: كان اسم أبي عمر بن العلاء العريان بن العلاء، وساق نسبه إلى عمرو بن تميم.
(6) قال يعقوب بن إسحاق الحضرمي: كان أبو عمر يسمى العريان لأنه كان فقيرا لا مال له، والعرب تسمي من لا مال له العريان. جمال القراء 161/ و.(1/172)
وقيل: جنيد، وقيل: عيينة، وقيل: عثمان، وقيل: عيّاد، (1) وقال عمرو (2) بن شبّة: اسمه كنيته لا اسم له غير ذلك. وكذا قال الأصمعي (3).
214 - وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، وله سنّ يحتمل أن يلقى من تأخر موته منهم، لأن محمد بن أحمد حدّثنا أن مجاهدا حدّثهم قال: نا إسماعيل بن إسحاق قال: نا نصر بن علي عن الأصمعي، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول:
كنت رأسا والحسن حيّ (4).
215 - قال ابن مجاهد: وقال ضمرة عن ابن شوذب: توفي الحسن سنة عشر ومائة (5) فهذا يدلّ على أنه قد أدرك ببلده أنس بن مالك لأن أنسا توفي سنة إحدى وقيل: اثنتين، وقيل: ثلاث وتسعين (6) لكنّا لا نعلم له عنه رواية (7) وعظم روايته عن التابعين، ويقال: إنه ولد بمكة سنة ثمان وستين. ويقال قبلها، ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة.
__________
(1) قال ابن الجزري: وقد اختلف في اسمه على أكثر من عشرين قولا، لا ريب أن بعضها تصحيف من بعض، وأكثر الناس من الحفاظ وغيرهم على أنه زبان، وقال الذهبي، والذي لا أشك فيه أنه زبان. غاية النهاية 1/ 289.
(2) عمر بن شبة بفتح الشين وتشديد الباء ابن عبيدة، أبو زيد، البصري، صدوق، مات سنة اثنتين وستين ومائتين. وكان نحويا أديبا فقيها. التقريب 2/ 57، بغية الوعاة للسيوطي 2/ 218.
(3) نقل في السبعة / 80قولي عمر بن شبة والأصمعي. ونقلهما السخاوي في جمال القراء ل 161/ ظ، لكنه وهم في أبي زيد، فقال: قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري اهـ.
وإنما هو عمر بن شبة النحوي.
(4) هذا الإسناد صحيح، وتقدم في الفقرة / 144، والرواية في السبعة / 80به مثلها. والحسن هو البصري.
(5) السبعة / 79.
ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله، صدوق يهم قليلا، مات سنة اثنتين ومائتين.
التقريب 1/ 374، تهذيب الكمال 2/ 620.
عبد الله بن شوذب، الخراساني، أبو عبد الرحمن، صدوق عابد، مات سنة ست أو سبع وخمسين ومائة. التقريب 1/ 423، تهذيب الكمال 2/ 693.
(6) التقريب 1/ 84.
(7) قد أثبت سبط الخياط، والسخاوي، والمزي رواية أبي عمرو عن أنس بن مالك. انظر المبهج 1/ 109وجمال القراء ل 160/ ظ، تهذيب الكمال 3/ 1630. قال السخاوي في جمال القراء: قال الأصمعي ثنا أبو عمرو بن العلاء عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله(1/173)
216 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثوني عن محمد ابن سلام، قال: مرّ أبو عمرو بن العلاء بمجلس قوم فقال رجل من القوم: ليت شعري ممّن هذا، أعربي (1) أم مولى؟ وهو على بغلة له، فقال: النسب في مازن، والولاء للعنبر (2)، وقال: عدس (3) للبغلة ومضى.
217 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني بعض أصحابنا عن أبي بكر بن خلاد عن وكيع بن الجراح، قال: قرأت على قبر أبي عمرو ابن العلاء بالكوفة: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء مولى بني حنيفة (4).
218 - قال أبو عمرو: إنما قيل هذا لأن أمه من بني حنيفة واسمها عائشة بنت عبد الرحمن بن ربيعة بن بكر بن حنيفة، حكى ذلك بعض أهل النسب (5).
219 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني الحسن بن
__________
عليه وسلم كان له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء، ولا يعرف له عن أنس سواه اهـ.
وكذلك ذكر الرواية سبط الخياط في المبهج.
(1) في ت، م: (أعرابي)، ولا يستقيم بها السياق. والتصحيح من السبعة / 81.
(2) قبيلة من بلخ، ويقال بلعنبر بفتح الباء وسكون اللام. معجم قبائل العرب 2/ 845.
(3) عدس زجر للبغال. لسان العرب 8/ 7.
محمد بن سلام، أبو عبد الله، البيكندي، ثقة، ثبت، مات سنة خمس وعشرين ومائتين تذكرة الحفاظ 2/ 422، التقريب 2/ 168.
وسلام مختلف في لامه، قال ابن حجر في التقريب: والراجح التخفيف.
وإسناد الرواية ضعيف. وهي في السبعة لابن مجاهد / 81به مثلها.
(4) أبو بكر بن خلاد هو محمد بن خلاد بن كثير، الباهلي، البصري، ثقة، روى عن وكيع بن الجراح، مات سنة أربعين ومائتين. التقريب 2/ 159، تهذيب الكمال 3/ 1195.
وكيع بن الجراح بن مليح، أبو سفيان، الكوفي، ثقة حافظ، عابد، مات سنة ست وتسعين ومائة. تذكرة الحفاظ 1/ 306، التقريب 2/ 331.
وهذا الإسناد ضعيف، والرواية في السبعة / 84به مثلها.
(5) قال في تهذيب الكمال (3/ 1630): قال أبو عبد الله بن منده: أمه عائشة، وساق نسبها إلى حنيفة. وفي المبهج (1/ 113) مثل ذلك منسوبا إلى الأصمعي.
وفي هامش ت ل 12/ و: وقد قيل في نسب أبي عمرو إنه كان حليفا في بني حنيفة، قيل كان ولاؤه للعنبر. أبو شامة. اهـ.
وفي ذيل الصفحة (بلخ).(1/174)
سعيد الموصلي، قال: أخبرني عامر بن صالح المقرئ عن يحيى بن المبارك، قال:
اسم أبي عمرو العربان بن العلاء (1).
220 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أبو أحمد ابن موسى قال: حدّثنا طائع، قال: حدّثنا الأصمعي، قال أبو عمرو بن العلاء اسمه أبو عمرو ولا اسم له غيره (2).
221 - حدّثنا محمد بن علي قال: حدّثني ابن مجاهد قال: حدّثني عبد الله اليزيدي قال: حدّثني ابن أخي الأصمعي، عن عمّه قال: كنت إذا سمعت أبا عمرو يتكلم ظننت أنه لا يحسن شيئا ولا يلحن يتكلم كلاما سهلا (3).
222 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ قال: حدّثنا الحسن بن رشيق المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن شعيب قال: حدّثنا صالح بن زياد ح (4).
__________
(1) الحسن بن سعيد بن مهران، أبو علي، الصفار، شيخ، متعفف، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد 7/ 324، غاية النهاية 1/ 265.
عامر بن عمر بن صالح تقدم، ويحيى بن المبارك ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 243وما بعدها. والرواية في السبعة / 80به مثلها. تابع الحسن بن سعيد موسى بن جمهور عند الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 51) وهو ثقة. وهذا الإسناد صحيح. انظر الطريق / 160.
(2) محمد بن موسى بن حماد، أبو أحمد، البربري، البغدادي، شيخ معروف، أخباري، علامة، ليس بالقوي، مات سنة أربع وتسعين ومائتين تاريخ بغداد 3/ 243، لسان الميزان 5/ 400.
طائع لم أجده.
الرواية في السبعة / 80به مثلها.
(3) عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي، أبو القاسم، البغدادي، شيخ مشهور، ثقة، مات سنة أربع وثمانين ومائتين غاية النهاية 1/ 492، تاريخ بغداد 10/ 338.
ابن أخي الأصمعي، هو عبد الرحمن بن عبد الله، أبو محمد، كان ثقة. إنباه الرواة 2/ 161، بغية الوعاة 2/ 82. وهذا الإسناد صحيح.
والرواية في السبعة / 82، وأخبار النحويين لأبي طاهر بن أبي هاشم / 23من طريق ابن مجاهد به مثلها.
(4) الحسن بن رشيق تقدم.
أحمد بن شعيب النسائي، أبو عبد الرحمن، صاحب السنن المشهورة، مات سنة ثلاث وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 2/ 698، غاية النهاية 1/ 61.
صالح بن زياد بن عبد الله تقدم. وهذا الإسناد صحيح.(1/175)
223 - وحدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا محمد بن قطن قال: حدّثنا سليمان بن خلاد قالا (1): حدّثنا اليزيدي قال: كان أبو عمرو قد عرف القراءة فقرأ من كل قراءة بأحسنها وبما يختار العرب وبما بلغه من (لغة) النبي صلى الله عليه وسلم [12/ و] وجاء تصديقه في كتاب الله عزّ وجلّ. (2)
224 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: وحدّثني فضلان المقرئ، قال: حدّثني أبو حمدون [عن اليزيدي] (3) أبي عمرو، قال: سمع سعيد بن جبير قراءتي، فقال: الزم قراءتك هذه (4).
225 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: وحدّثونا عن وهب ابن جرير، قال: قال لي شعبة: تمسّك بقراءة أبي عمرو، فإنها ستصير للناس إسنادا (5).
226 - حدّثنا محمد قال: حدّثنا محمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عيسى، قال:
حدّثنا نصر بن عليّ، قال: قال لي أبي: قال لي شعبة: انظر ما يقرأ به أبو عمرو بن العلاء مما يختاره لنفسه فاكتبه، فإنه سيصير للناس إسنادا.
قال نصر: قلت لأبي: كيف تقرأ؟ قال: على قراءة أبي عمرو. وقلت للأصمعي:
كيف تقرأ؟ قال: قراءة أبي عمرو (6).
__________
(1) في ت، م: (قال) وهو خطأ لأن المراد جمع الإسنادين عن اليزيدي.
(2) محمد بن أحمد بن قطن، أبو عيسى، البغدادي، السمسار، شيخ مقرئ، حاذق ثقة، ضابط، مات سنة خمس وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 1/ 334، غاية النهاية 2/ 79. وقطن بفتح القاف والطاء، كذا ضبط في القاموس أسماء عدة محدثين، ليس فيهم صاحب الترجمة.
وسليمان بن خلاد تقدم. وهذا الإسناد صحيح.
(3) سقط من ت، م، والتصحيح من السبعة / 83.
(4) فضلان هو الفضل بن مخلد بن عبد الله، أبو العباس، البغدادي، كان ثقة، معرفة القراء 1/ 210، تاريخ بغداد 12/ 371، غاية النهاية 2/ 11.
سعيد بن جبير الكوفي، ثقة ثبت فقيه، وإمام شهير، توفي سنة خمس وتسعين ومائة. التقريب 1/ 292، غاية النهاية 1/ 305وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 83به مثلها.
(5) وهب بن جرير بن حازم، أبو عبد الله، البصري، ثقة، مات سنة ست ومائتين تذكرة الحفاظ 1/ 336، التقريب 2/ 338.
وشعبة هو ابن الحجاج تقدم. وهذا الإسناد حسن لغيره انظر الفقرة التالية، والرواية في السبعة / 82به مثلها.
(6) صدر الإسناد قبل نصر بن علي تقدم في الفقرة / 167، ونصر تقدمت ترجمته.(1/176)
227 - حدّثنا طاهر بن غلبون المقري، قال: حدّثنا الحسن بن رشيق، قال:
حدّثنا محمد بن أحمد الداجوني، قال: حدّثني أحمد بن الحسين، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن الرومي، قال:
حدّثني أحمد بن الحسين بن موسى، قال: سمعت أبا عمرو يقول: ما قرأت حرفا من القرآن إلّا بسماع واجتماع من الفقهاء، وما قلت برأيي إلا حرفا واحدا، فوجدت الناس قد سبقوني إليه وأملي لهم (1).
228 - حدّثنا محمد بن علي الكاتب قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن دريد قال:
حدّثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، قال: قال أبو عمرو بن العلاء: أنا زدت هذا البيت في أول قصيدة الأعشى وأستغفر (2) الله منه:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصّلعا (3).
__________
علي بن نصر بن علي، أبو الحسن، البصري، الجهضمي بفتح الجيم والضاد بينهما هاء ساكنة، ثقة مات سنة سبع وثمانين ومائة. غاية النهاية 1/ 582، التقريب 2/ 45.
شعبة هو ابن الحجاج المتقدم. وهذا الإسناد صحيح. والرواية ذكرها السخاوي في جمال القراء ل 159/ ظ، والمزي مختصرة في تهذيب الكمال 3/ 1631، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 291، كلهم بدون إسناد.
(1) محمد بن أحمد بن عمر، الداجوني، أبو بكر، ثقة، مات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
معرفة القراء 1/ 215، غاية النهاية 2/ 77.
أحمد بن الحسين لم أجده.
عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، أبو عبد الرحمن البصري، روى القراءة عن أبيه عن أبي رومي، عن اليزيدي، غاية النهاية 1/ 396.
محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، أبو مسعود، البصري، روى الحروف عن ابن رومي، عن اليزيدي، غاية 2/ 182.
محمد بن عمر بن عبد الله بن رومي، أبو عبد الله، البصري، مقرئ جليل، من أجل أصحاب اليزيدي، وأما في الحديث فلين. غاية 2/ 218، التقريب 2/ 193.
أحمد بن الحسين بن موسى لم أجده.
(2) في ت، م: (واستغفروا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) محمد بن الحسن بن دريد، أبو بكر، البصري، شيخ اللغة، تكلموا فيه، توفي سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 2/ 195، غاية النهاية 2/ 116.
أبو حاتم هو سهل بن محمد السجستاني تقدم.
أبو عبيدة هو معمر بن المثنى، البصري، النحوي، صدوق، رمي برأي الخوارج، مات سنة(1/177)
229 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبيد الله بن علي الهاشمي وإسماعيل بن إسحاق، قالا: حدّثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا الأصمعي، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ به لقرأت حرف كذا كذا (1) وحرف كذا وكذا (2).
230 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد، قال: حدّثني شجاع بن أبي نصر (3) وكان صدوقا مأمونا، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما ردّ عليّ إلّا حرفين (4)، قال أبو عمرو: أحدهما: {وأرنا مناسكنا} [5]
[البقرة: 128] وأحسب الآخر {ما ننسخ من ءاية أو ننسها} [6] [البقرة: 106].
231 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني جعفر بن محمد المعروف بالعثور، قال: حدّثنا محمد بن بشير، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله قد اختلف (7) عليّ القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: «اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء» (8).
__________
ثمان ومائتين على خلاف، تاريخ بغداد 13/ 252، التقريب 2/ 266، وقال الذهبي في الكاشف (3/ 165): ثقة. وهذا الإسناد ضعيف. والبيت في ديوان الأعشى / 105ثاني بيت في قصيدة مطلعها:
بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا ... واحتلت الغمر فالجدين بالفرعا
والرواية في معرفة القراء 1/ 87معلقة عن ابن دريد به مثلها.
(1) في ت، م: (كذا وكذا) في الموضعين. وزيادة الواو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) هذه الرواية تقدمت في الفقرة / 144.
(3) في ت، م: (بن أبي بكر) وهو خطأ، وستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 247. وما بعدها.
(4) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 37، وهو إسناد صحيح. والرواية في السبعة / 81من طريق أحمد بن يوسف التغلبي عن أبي عبيد به مثلها، وهو إسناد صحيح.
(5) قال ابن مجاهد في السبعة: ساكنة الراء.
(6) قال ابن مجاهد في السبعة: مهموزة.
(7) في السبعة / 81: اختلفت.
(8) جعفر بن محمد بن الحسن، أبو بكر، قاضي الدينور، ثقة أمين، توفي سنة إحدى وثلاث مائة. تاريخ بغداد 7/ 199.(1/178)
232 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أبو العباس البلخي، قال: حدّثنا سريج بن يونس قال: حدّثنا شجاع بن أبي نصر عن أبي عمرو، قال: رآني سعيد ابن الجبير وأنا جالس مع الشباب فقال: عليك بالشيوخ (1).
233 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن دريد، قال: حدّثنا أبو عثمان، قال:
حدّثنا بعض أصحابنا، قال: قال أبو عمرو بن العلاء (2): ناظرت عمرو بن عبيد في الوعيد، فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يوعد شيئا فيخلفه. فقلت له: يا أبا عثمان ليس لك علم باللغة إن خلف الوعيد عند العرب ليس بخلف ثم أنشده:
وإني إذا أوعدته أو وعدته ... ليكذب إيعادي ويصدق موعدي (3)
234 - حدّثني إبراهيم بن خطاب اللحائي (4)، قال: قال (5): حدّثنا أحمد بن خالد، قال: حدّثنا مسلم بن الفضل، قال: حدّثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال:
__________
وليس في السبعة، ولا في غاية النهاية أنه يعرف بالعثور.
محمد بن بشير بن مروان بن عطاء، أبو جعفر، الكندي، الواعظ، ليس بالقوي في حديثه.
مات سنة ست وثلاثين ومائتين. تاريخ بغداد 2/ 98.
سفيان بن عيينة تقدم، وهذا الإسناد ضعيف، والرواية في السبعة / 81به مثلها.
(1) سريج بن يونس بن إبراهيم، أبو الحارث، البغدادي، ثقة، مشهور صالح، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. غاية النهاية 1/ 301، التقريب 1/ 285.
أبو العباس البلخي هو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم، مقرئ متصدر، حاذق، صدوق، قال الداني، ثقة ضابط. توفي سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 403. وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 81به مثلها.
(2) ابن دريد هو محمد بن الحسن بن دريد تقدم.
أبو عثمان، هو سعيد بن هارون، الأشنانداني، لغوي، نحوي، وهو معلم ابن دريد. إنباه الرواة 3/ 94، معجم الأدباء 11/ 230.
عمرو بن عبيد، أبو عثمان، البصري، المعتزلي المشهور، كان داعية إلى بدعة، اتهمه جماعة مع أنه كان عابدا. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. التقريب 2/ 74. والإسناد ضعيف. والقصة في معرفة القراء 1/ 85أطول مما هنا.
(3) البيت لعامر بن الطفيل، وهو في ديوانه / 58لكن رواية الديوان: لأخلف إيعادي وأنجز موعدي وكذا في اللسان 4/ 479.
(4) في ت، م: (اللمساني). وهو خطأ. والتصحيح من الصلة 1/ 90.
(5) في ت، م: (قال قال). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(1/179)
حدّثنا المنقري، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: قال أبو عمرو: إنما سمّي القرآن الفرقان لأنه فرّق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر (1).
235 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبيد الله ابن علي، قال: حدّثنا ابن أخي الأصمعي عن عمّه، قال: قلت لأبي عمرو: {وبركنا عليه [الصافات: 113] في موضع} {وتركنا عليه [الصافات: 129] أتعرف هذا؟ قال: ما يعرف إلا أن يسمع من المشايخ الأوّلين، قال: وقال أبو عمرو: إنما نحن في من مضى كبقل في أصول نخل طوال} [2].
236 - أخبرنا الفارسي عبد العزيز بن غسّان، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر عن جعفر بن محمد عن أحمد الأسود القاضي (3) أن أبا عمرو كان متواريا، فدخل عليه الفرزدق، فأنشده:
ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمّار
حتى أتيت فتى ضخما دسيعته ... مرّ المريرة، حرّا، وابن أحرار
ينميه من مازن في فرع نبعتها ... جدّ كريم، وعود غير خوّار (4)
__________
(1) أحمد بن خالد بن عبد الله أبو عمر، القرطبي، لم يكن له فهم، ولا كان يقيم الهجاء إذا كتب، غير أنه كان رجلا صالحا صدوقا إن شاء الله. مات سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة.
تاريخ علماء الأندلس / 55.
إبراهيم بن شاكر بن خطاب بن شاكر، اللحائي اللجام، يكنى أبا إسحاق، من أهل قرطبة، كان حافظا للحديث وأسماء الرجال عارفا بهم. الصلة 1/ 90.
مسلم بن الفضل لم أجده.
أحمد بن عبد العزيز الجوهري لم أجده.
المنقري هو زكريا بن يحيى أبو يعلى كمال في تهذيب الكمال 2/ 859وترجمة الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 459) فقال: زكريا بن يحيى بن خلاد الساجي البصري. والمنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف نسبة إلى بني منقر بن عبيد ابن قيس عيلان. الأنساب ل 544/ و.
(2) ابن أخي الأصمعي اسمه عبد الرحمن بن عبد الله تقدم، والإسناد قبله تقدم في الفقرة / 144، وهذا الإسناد حسن. والرواية في السبعة / 48به مثلها، لكن زاد فيها (في موضع) قبل (أيعرف هذا). وسياق الداني هنا أصح.
(3) صدر الإسناد قبل جعفر بن محمد بن الحسن تقدم في الفقرة / 143.
أحمد الأسود القاضي لم أجده.
(4) البيتان الثاني والثالث في (م) فيهما تحريف.(1/180)
237 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبيد الله، قال: حدّثني ابن أخي الأصمعي عن عمّه، قال: قال أبو عمرو: نظرت في هذا العلم قبل أن أختن، وهو يومئذ ابن أربع وثمانين (1).
238 - قرأت على خلف بن إبراهيم من خطه في كتابه، توفي أبو عمرو بالكوفة عند محمد ابن سليمان سنة أربع وخمسين ومائة (2).
239 - قال الأصمعي: مات وهو ابن ست وثمانين (3).
240 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثوني عن الأصمعي، قال: توفي أبو عمرو وهو ابن ست وثمانين (4).
241 - قال ابن مجاهد: دخل أبو عمرو الكوفة، وتوفي بها عند محمد بن سليمان (5).
__________
فلان ضخم الدسيعة، يقال ذلك للرجل الجواد، وقيل أي كثير العطية. اللسان 9/ 439.
المريرة عزة النفس، وكذا العزيمة. لسان العرب 7/ 15، 16.
نماه جده إذا رفع إليه نسبه. لسان العرب 20/ 216.
النبع شجر من أشجار الجبال تتخذ منه القسي. لسان العرب 10/ 223.
يقال هو من عود صدق وسوء على المثل، كقولهم من شجرة صالحة. اللسان 4/ 315.
والبيت الأول ذكره الجاحظ في البيان والتبيين (1/ 321)، وابن قتيبة في المعارف / 540، والزبيدي في طبقات النحويين واللغويين / 35.
وفي نور القبس المختصر من المقتبس لليغموري / 25البيتان الأول والثاني. والرواية في معرفة القراء للذهبي (1/ 87) معلقة عن ابن مجاهد به مثلها.
(1) تقدم الإسناد في الفقرة / 235. وهو إسناد حسن.
والرواية في السبعة / 83به مثلها.
(2) محمد بن سليمان بن علي، من وجوه بني العباس وأشرافهم، ولي الكوفة والبصرة للمنصور والهادي والرشيد، مات سنة ثلاث وسبعين ومائة. تاريخ بغداد 5/ 291، الوافي بالوفيات 3/ 121، وهذا هو أرجح الأقوال في تاريخ وفاة أبي عمرو. انظر غاية النهاية 1/ 292. ولم يذكر الذهبي في معرفة القراء غيره معرفة القراء 1/ 87.
(3) السبعة / 83.
(4) السبعة / 84. والإسناد ضعيف.
(5) السبعة / 83.(1/181)
242 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا جعفر بن محمد، قال: حدّثنا عمر (1)
ابن يوسف البروجرديّ، قال: مات أبو عمرو زبان بن العلاء قبل أبي جعفر المنصور بسنتين (2).
ذكر راوييه
243 - فأمّا اليزيدي (3) فهو يحيى بن المبارك العدويّ البصري النحوي، يكنى أبا محمد ويعرف باليزيدي، وهو مولى عبد مناف (4) بن تميم، وقال أبو حاتم: هو مولى بني عديّ وليس منهم، ولكن كان نازلا فيهم (5) نسب إلى اليزيدي، وكان مؤدّبا ليزيد ابن مزيد (6).
244 - وقال غير أبي حاتم: هو منسوب إلى يزيد بن منصور الحميري (7) خال
__________
(1) في ت، م: (عمرو). وهو خطأ، والتصحيح من غاية النهاية 1/ 599.
(2) أبو جعفر المنصور مات سنة ثمان وخمسين ومائة. تاريخ الطبري 8/ 59.
عمر بن يوسف بن عبدك، أبو حفص، البروجردي، الحناط، البغدادي، روى القراءة سماعا عن الحسين بن شيرك صاحب أبي حمدون. تاريخ بغداد 11/ 254، غاية 1/ 599.
والبروجردي بضم الباء والراء وكسر الجيم وإسكان الراء نسبة إلى بلده حصينة كثيرة الأشجار والأنهار على ثمانية عشر فرسخا من همذان. الأنساب ل 77/ ظ.
جعفر بن محمد بن الفضل، أبو القاسم المارستاني، مات سنة سبع وثمانين وثلاث مائة.
غاية 1/ 197. رمي بالكذب لأنه ادعى القراءة على ابن مجاهد وغيره ولم يقرأ عليهم، تاريخ بغداد 7/ 233. والإسناد ضعيف.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 14/ 136، وقال ثقة وفي معرفة القراء 1/ 125، وقال: ثقة. وفي غاية النهاية 2/ 375. وقال ثقة. ونقل عن ابن المنادي عن شيوخه: ثقة صدوق لا يدفع عن سماع، ولا يرغب عنه في شيء، غير ما يتوهم عليه في ميله إلى المعتزلة.
وفي وفيات الأعيان 6/ 799، وقال: وكان ثقة، وكان صدوقا.
(4) عبد مناف بن تميم لم أجده.
(5) قال ابن خلّكان (6/ 189): ولم يكن أبو محمد المذكور منهم، وإنما كان من مواليهم، كان جده المغيرة مولى لامرأة من بني عدي فنسب إليهم.
(6) هو يزيد بن مزيد الشيباني ابن أخي معن بن زائدة، أبو خالد، وأبو الزبير، ولي أرمينية وأذربيجان للرشيد، توفي سنة خمس وثمانين ومائة. وفيات الأعيان 6/ 327.
(7) يزيد بن منصور بن عبد الله، أبو خالد، وال، كان مقدما في دولة بني العباس، ولي البصرة ثم اليمن ثم سواد الكوفة، مات بالبصرة سنة 165هـ. الأعلام 8/ 189.(1/182)
المهدي (1)، نسب إليه لصحبته إيّاه.
245 - وأدّب المأمون بعد الكسائي، وخرج معه إلى خراسان فتوفي بها سنة اثنين ومائتين.
246 - أخبرني خلف بن إبراهيم، قال: نا محمد بن عبد الله الأصبهاني قال: أنا المعدّل يعني محمد بن يعقوب، قال: أخبرني عبيد الله بن محمد عن أخيه عن يحيى ابن المبارك، قال: كان أبي يعني المبارك صديقا لأبي عمرو بن العلاء فخرج إلى مكة فذهب أبو عمرو يشيّعه، قال يحيى: وكنت معه، فأوصى أبي أبا عمرو في وقت ما ودّعه، ثم مضى فلم يرني أبو عمرو حتى قدم أبي ذهب أبو عمرو يستقبله، ووافقني عند أبي فقال: يا أبا عمرو كيف رضاك عن يحيى؟ قال: ما رأيته منذ وقت فارقتك إلى هذا الوقت، فحلف أبي لا يدخل إلى البيت حتى أقرأ على أبي عمرو القرآن كله قائما على رجليّ، فقعد أبو عمرو وقمت أقرأ عليه، فلم أجلس حتى ختمت القرآن على أبي عمرو كله. قال: وأحسب أنه قال: كانت اليمين بالطلاق (2).
247 - وأما شجاع (3) فهو شجاع بن أبي نصر الخراساني نزل العراق يكنى أبا نعيم، وكان (خيرا) فاضلا ثقة مأمونا.
248 - قال ابن مجاهد: لا نعلم أن أحدا يقول قرأت على أبي عمرو إلا شجاع ابن أبي نصر.
__________
والحميري بكسر الحاء وإسكان الميم وفتح الياء نسبة إلى حمير، وهي من أصول القبائل التي نزلت أقصى اليمن. الأنساب ل 178/ و.
(1) المهدي بن المنصور، اسمه محمد، ثالث خلفاء بني العباس، توفي سنة تسع وستين ومائة.
المعارف / 379.
(2) محمد بن يعقوب بن الحجاج، أبو العباس، البصري. إمام ضابط مشهور، ثقة، توفي بعد العشرين وثلاث مائة. غاية النهاية 2/ 282، معرفة القراء 1/ 230.
عبيد الله بن محمد بن اليزيدي أبو القاسم تقدم.
أخوه هو أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك، تقدم.
وهذا الإسناد صحيح.
والقصة ساقها ابن الجزري في غاية النهاية (2/ 376) بسنده من طريق الداني به مثلها.
(3) ترجمته في الجرح والتعديل 4/ 379، تهذيب الكمال 2/ 573، معرفة القراء 1/ 134، وقال: وثقه أبو عبيد، وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: بخ بخ، وأين مثله اليوم. وغاية النهاية 1/ 324وقال: ثقة كبير.(1/183)
249 - وفي الخبر الذي ذكرناه عن اليزيدي دلالة واضحة على أنه عرض على أبي عمرو، وكذلك سائر الأسانيد الواردة عنه تدلّ على ذلك أيضا.
250 - حدّثنا الخاقاني، قال: حدّثنا أبو بكر المكّي، قال: حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثني أبو نعيم القارئ شجاع بن أبي نصر من أهل خراسان كان قديما في القراءة أنه سمع القراءة من أبي عمرو نفسه، وذكر أنه قرأ عليه القرآن مرات قال القاسم: وكان صدوقا مأمونا (1).
ذكر ابن عامر الشامي
251 - وهو عبد الله (2) بن عامر اليحصبي (3)، [ويحصب] (4) بطن من بطون اليمن يكنى أبا عمران، وقيل: أبا نعيم. وولّي القضاء بدمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك.
252 - وهو من الطبقة الثانية من التابعين، وقد لقي جماعة من الصّحابة وروى عنهم، منهم معاوية بن أبي سفيان، وأبو الدرداء وفضالة (5) بن عبيد، وواثلة بن
__________
وتهذيب التهذيب 4/ 313، وذكر مقالة أبي عبيد، وقال ذكره ابن حبان في الثقات. تقريب التهذيب 1/ 347وقال صدوق، قلت: بل هو ثقة.
وتوفي سنة تسعين ومائة كما في معرفة القراء، وغاية النهاية.
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 37، وهو إسناد صحيح.
(2) ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 5/ 156، والجرح والتعديل 5/ 122، تهذيب الكمال 2/ 697، ومعرفة القراء 1/ 67، وغاية النهاية 1/ 423، الكاشف 2/ 99، تهذيب التهذيب 5/ 274، التقريب 1/ 425، وقال ثقة.
(3) اليحصبي، قال السمعاني: بكسر الصاد، وقيل بضم الصاد، الأنساب ل 598/ ظ. وقال ابن حجر: بفتح الصاد، التقريب 1/ 425. وفي غاية النهاية 1/ 424: يجوز الحركات الثلاث.
واليحصبي نسبة إلى يحصب، وهي قبيلة من حمير، أكثرهم نزلوا حمص. الأنساب ل 598/ ظ.
(4) زيادة يقتضيها السياق. قال ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 424: وفي يحصب الكسر والضم.
(5) الوليد بن عبد الملك، سادس خلفاء بني أمية ولي الخلافة سنة ست وثمانين ومات سنة ست وتسعين. المعارف / 359.
قال في تهذيب الكمال (2/ 697): ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني. وأرخ في التقريب (1/ 390) وفاة أبي إدريس سنة ثمانين.(1/184)
الأسقع، والنعمان بن بشير وغيرهم (1).
253 - وليس في أئمة القراءة عربي غيره وغير أبي عمرو ومن سواهما مولى.
254 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عليّ قال: حدّثنا [أبو عبيد (2) أن]: عبد الله بن عامر اليحصبي هو إمام أهل دمشق في دهره وإليه صارت قراءتهم (3).
255 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: فأمّا أهل الشام فيسندون قراءتهم إلى عبد الله بن عامر اليحصبي، وعلى قراءته أهل الشام وبلاد الجزيرة (4).
256 - حدّثنا طاهر بن غلبون المقرئ قال: كان عبد الله بن عامر اليحصبي منسوبا إلى يحصب (5) بن دهمان بن عامر بن جبير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن أرفخشذ بن شافخ بن سام بن نوح بن آل، متصل بآدم صلى الله عليه وسلم (6).
257 - قال: أبو الحسن (7) وكنيته أبو نعيم، وقيل: أبو عمران (8).
__________
(1) زاد في تهذيب الكمال: أبا أمامة صدي بن عجلان. 2/ 698.
(2) زيادة يقتضيها السياق لأن علي بن عبد العزيز البغوي جل روايته عن أبي عبيد. ومثل هذا القول أليق بأبي عبيد منه بعلي بن عبد العزيز، على أن عبارة المخطوطة خطأ بين، يوحي بسقط في العبارة.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 37وهو إسناد صحيح.
(4) السبعة / 85، 87.
(5) في معجم قبائل العرب 3/ 1260: يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير، وفي 1/ 305:
حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وفي 3/ 940: قحطان أبو اليمن اختلف النسابون في نسبته. قال ابن دريد في الاشتقاق / 5: فانتهى النسب إلى عدنان وقحطان، وما بعد ذلك فأسماء أخذت من أهل الكتاب.
(6) أقول ليس في اتصال نسبه بآدم مزية. والثقة في هذه الأنساب ضعيفة، قال صلى الله عليه وسلم:
(كذب النسابون، قال الله تعالى: وقرونا بين ذلك كثيرا) رواه ابن سعد في الطبقات، وابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس، ورمز السيوطي في الجامع الصغير إلى صحته.
(7) هو طاهر بن غلبون، وفي ت، م (قال أنا أبو الحسن) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(8) قال ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 424). اختلف في كنيته كثيرا، والأشهر أنه أبو عمران.(1/185)
258 - حدّثني عبد الملك بن الحسن الصّقلّي، قال: حدّثنا أبو بكر الجوزقي، قال: حدّثنا [13/ و] مكّي بن عبدان قال: حدّثنا مسلم بن الحجّاج، قال: أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي سمع معاوية (1).
259 - كتبت من كتاب شيخنا خلف بن قاسم بن سهل، وقرأ على أبي الميمون (2) عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، قال: حدّثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، قال: حدّثنا هشام قال: سمعت الهيثم بن عمران، قال: كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد (3).
260 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر،
__________
(1) عبد الملك بن الحسن بن عبد العزيز بن علي، أبو محمد، الأندلسي، ذكره القاضي عياض في أسانيده بصحيح مسلم. وكان القاضي مصعب بن عمران يستشيره في شأنه. الغنية / 36، المقنع للداني / 19، قضاة الأندلس / 47.
والصقلي بفتح الصاد والقاف، نسبة إلى صقلية. الأنساب ل 354/ ظ.
أبو بكر الجوزقي هو محمد بن عبد الله بن محمد، إمام حافظ، توفي سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 1013. والجوزقي بفتح الجيم والزاي، نسبة إلى جوزق قرية من قرى نيسابور. الأنساب ل 143/ و، تذكرة الحفاظ 3/ 1014.
مكي بن عبدان بن محمد بن بكر، أبو حاتم النيسابوري، ثقة مأمون، مات سنة خمس وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 13/ 119.
مسلم بن الحجاج، هو صاحب الصحيح، الإمام المشهور، مات سنة إحدى وستين ومائتين.
تذكرة الحفاظ 2/ 588. والإسناد حسن.
(2) في م: (عليه). وفي هامش ت ل 13/ ظ: وفي نسخة وقرئ عليه أبي الميمون والله أعلم بالأصح.
(3) خلف بن قاسم بن سهل، الحافظ الإمام، أبو القاسم بن الدباغ، الأندلسي، مات سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 1025، غاية 1/ 272.
أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد، البجلي، محدث دمشق، توفي سنة سبع وأربعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 899.
أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله، الدمشقي، الحافظ، الثقة، محدث الشام. مات سنة إحدى وثمانين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 624.
هشام هو ابن عمار ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 265وما بعدها.
الهيثم بن عمران، الدمشقي، رأى عمر بن المهاجر، الجرح والتعديل 9/ 83. ومتن الرواية في تهذيب الكمال 2/ 698.(1/186)
قال: حدّثنا وكيع بن خلف (1)، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن معدان عن هيثم بن مروان عن أبي مسهر سويد بن عبد العزيز، قال: كان على القضاء بدمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك عبد الله بن عامر اليحصبي.
261 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطيّ، قال: حدّثنا الوليد ابن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر، قال: حدّثني عبد الله بن عامر اليحصبي عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني» (2).
__________
(1) وكيع بن خلف هو محمد بن خلف بن حيان، أبو بكر البغدادي، ثقة جليل، يعرف بوكيع القاضي، مات سنة ست وثلاث مائة. غاية 2/ 137. وانظر تاريخ بغداد 5/ 236.
محمد بن أحمد بن راشد بن معدان، أبو بكر، الحافظ، مات سنة تسع وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 814.
هيثم بن مروان الدمشقي، أبو الحكم، لا بأس به، من الحادية عشرة، روى عن أبي مسهر، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن معدان، التقريب 2/ 327، تهذيب الكمال 3/ 1456.
أبو مسهر هو عبد الأعلى بن مسهر تقدم.
سويد بن عبد العزيز، أبو محمد، الدمشقي، لين الحديث، مات سنة أربع وتسعين ومائة.
التقريب 1/ 340الكاشف 1/ 411، تهذيب الكمال 1/ 560.
وسيأتي في الفقرة / 503قول الداني فيه مع ثلاثة آخرين: وهؤلاء الأربعة أعلام أهل الشام.
مما يدل على أنه في القراءة له شأن ومكانة. وهذا الإسناد حسن.
(2) عبد الوهاب بن نجدة، بفتح النون وسكون الجيم، أبو محمد، ثقة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. التقريب 1/ 529، تهذيب الكمال 2/ 871والحوطي بفتح الحاء وإسكان الواو نسبة إلى حوط، بطن من كلب قضاعة، منهم عبد الوهاب بن نجدة. انظر تعليق الشيخ المعلمي اليماني على أنساب السمعاني 4/ 272.
الوليد بن مسلم ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 275وما بعدها.
عبد الله بن العلاء بن زبر، بفتح الزاي وسكون الباء، الدمشقي، ثقة مات سنة أربع وستين ومائة. التقريب 1/ 439، تهذيب الكمال 2/ 720.
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أن الوليد مدلس، ولم يصرح بالسماع.
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير، وابن أبي شيبة، وأبو نعيم في المعرفة عن واثلة بن الأسقع. وهو صحيح، انظر كنز العمال 11/ 536.(1/187)
262 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا أبو بكر، قال: حدّثني محمد بن سند، قال: حدّثنا عليّ بن عبد العزيز الحوطي، قال:
حدّثنا الواقدي، قال: توفي ابن عامر بدمشق سنة ثماني عشرة ومائة (1).
ذكر رواته
263 - فأما ابن ذكوان (2) فهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري (3) الدمشقي، يكنى أبا عمرو.
264 - قال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمر: حدّثني عبد الله بن أحمد بن ذكوان قال: ولدت سنة ثلاث وسبعين ومائة يوم عاشوراء. قال أبو زرعة: وتوفي عبد الله في شوّال سنة اثنتين وأربعين ومائتين، توفي وهو في السبعين.
265 - وأما هشام (4) فهو
__________
(1) أبو بكر هو ابن مجاهد، ومحمد بن سند هو محمد بن الحسن النقاش، تقدم، دلسه ابن مجاهد. انظر غاية النهاية 2/ 120.
علي بن عبد العزيز الحوطي لم أجده.
الواقدي هو محمد بن عمر بن واقد، صاحب المغازي، متروك، مات سنة سبع ومائتين، التقريب 2/ 194، تهذيب الكمال 3/ 1249.
(2) ترجمته في الجرح والتعديل 5/ 5، وقال سئل أبي عنه، فقال: هو صدوق. معرفة القراء 1/ ش 163، الكاشف 2/ 71، تهذيب الكمال 2/ 662، غاية النهاية 1/ 404تهذيب التهذيب 5/ 140، التقريب 1/ 410، وقال: صدوق.
(3) الفهري بكسر الفاء، هذه النسبة إلى فهر بن مالك، الأنساب ل 434/ ظ.
وذكر ابن الجزري نسبه إلى فهر بن مالك بن النضر.
لكن قال ابن حجر في التقريب البهراني.
وذكر في الجرح والتعديل النسبتين، وقال محققه: وكذا (أي البهراني) في التهذيب ولم يذكر الفهري، وزعم أنه تصحيف، أما ابن الجزري فرفع نسب عبد الله إلى غالب بن فهر بن مالك، جد قريش، ثم قال: القرشي الفهري، وعلى كل حال فإحدى النسبتين لا وجه لها لأن البهراني لا يجتمع مع الفهري، والله أعلم. اهـ. أقول: البهراني بفتح الباء وسكون الهاء نسبة إلى بهران، وهي قبيلة من قضاعة، نزل أكثرها بلدة حمص، مدينة بالشام. الأنساب ل 97/ و.
(4) ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 8/ 199، الجرح والتعديل 9/ 66، تهذيب الكمال 3/ 1443، معرفة القراء 1/ 160، تذكرة الحفاظ 2/ 451، الكاشف 3/ 223، غاية النهاية 2/ 354، تهذيب التهذيب 11/ 51، التقريب 2/ 320. وقال صدوق. قال عبد المهيمن:
اللائق بحال هذا الإمام أن يقال فيه ثقة. كيف! وقد ترجمه الذهبي في تذكرة الحفاظ،(1/188)
هشام بن عمّار بن نصير (1) بن أبان بن ميسرة السّلميّ (2) القاضي الدمشقي يكنى أبا الوليد وهو أسنّ من ابن ذكوان بثلاث وعشرين سنة.
266 - قال أبو زرعة: حدّثنا هشام بن عمّار قال: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة، قال: ومات سنة خمس وأربعين ومائتين.
267 - حدّثنا عبيد الله بن سلمة المكتّب (3)، قال: حدّثنا عبد الله بن عطيّة، قال: حدّثنا الحسين بن حبيب قال: حدّثنا هارون بن موسى، قال: كانت حروف أهل الشام عند هشام قليلة وهي عند عبد الله بن ذكوان كثيرة (4).
268 - يعني الحروف المرويّة في الكتاب دون التلاوة.
269 - وأما ابن عتبة (5) فهو الوليد بن عتبة دمشقي يكنى أبا العبّاس.
270 - قال أبو زرعة: حدّثني محرز بن محمد ومحمود بن خالد أنهما سمعا الوليد بن مسلم يقول للوليد بن عتبة: اقرأ يا أبا العباس وكان يقرأ القرآن في مجلسه (6).
__________
وقال فيه: شيخ الإسلام أبو الوليد السلمي الدمشقي خطيب دمشق ومقرئها ومحدثها.
(1) مصغرا كما في التقريب 2/ 320.
(2) بضم السين نسبة إلى سليم، قبيلة من العرب مشهورة. الأنساب ل 303/ ظ.
(3) كذا في ضبط النسخة ت.
(4) عبد الله بن سلمة بن حزم، أبو مروان، المكتب، الأندلسي، مقرئ صدوق، أثنى عليه الداني، توفي سنة خمسة وأربع مائة، غاية النهاية 1/ 487.
عبد الله بن عطية بن عبد الله، أبو محمد، الدمشقي، مقرئ مفسر، إمام ثقة، مات سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 1017، معرفة القراء 1/ 281، غاية النهاية 1/ 433.
الحسن بن حبيب بن عبد الملك، أبو علي، الدمشقي، ثقة، مات سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة. معرفة القراء 1/ 233، غاية النهاية 1/ 209.
هارون بن موسى بن شريك تقدم.
وهذا الإسناد صحيح. وهو إسناد الطريق / 195.؟
(5) ترجمته في الجرح والتعديل 9/ 12، تهذيب الكمال 3/ 1470، معرفة القراء 1/ 166، الكاشف 3/ 240، غاية النهاية 2/ 360، تهذيب التهذيب 11/ 141، التقريب 2/ 334، وقال، ثقة.
(6) محرز بن محمد لم أجده.(1/189)
271 - قال أبو زرعة: ومات الوليد في جمادى الأولى سنة أربعين ومائتين، وولد سنة ست وسبعين. [ومات] (1) وهو ابن أربع وستين سنة.
272 - وأما ابن بكار (2) فهو عبد الحميد بن بكار الكلاعي (3) الدمشقي نزل بيروت قرية من قرى دمشق يكنى أبا عبد الله.
273 - حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بالرملة، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عبد الحميد بن بكّار أبو عبد الله (4).
274 - قال لي فارس بن أحمد المقرئ: قال لي عبد الباقي بن الحسن المقرئ: رجعت الإمامة في القراءة بعد أيوب (5) إلى ابن ذكوان وبعده هشام، وعبد الحميد بن بكّار، وأبو مسهر يعني عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني.
275 - وأما الوليد (6): فهو الوليد بن مسلم مولى بني أميّة دمشقي يكنى أبا العباس وهو أسنّ رواة قراءة ابن عامر وأجلّهم، قرأ على يحيى (7) بن الحارث نفسه وضبط عنه القراءة.
__________
محمود بن خالد، السلمي، أبو علي، الدمشقي، ثقة، مات سنة سبع وأربعين ومائتين، التقريب 2/ 232، تهذيب الكمال 3/ 1310، والرواية في تهذيب الكمال 3/ 1471.
(1) زيادة يقتضيها السياق وهي في رواية المزي لقول أبي زرعة في تهذيب الكمال 3/ 1471.
(2) ترجمته في الجرح والتعديل 6/ 9، تهذيب الكمال 2/ 764وقال: ذكره ابن حبان في الثقات، غاية النهاية 1/ 360، تهذيب التهذيب 6/ 109، التقريب 1/ 467، وقال: مقبول.
أقول ينبغي أن لا تنزل مرتبته عن الصدوق، فقد ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يجرحه أحد، وروى عنه الأكابر أبو زرعة الرازي، وأبو داود في المراسيل.
(3) بفتح الكاف نسبة إلى قبيلة يقال لها كلاع نزلت الشام، الأنساب ل 492/ ظ.
(4) أبو جعفر محمد بن أحمد لم أجده.
أبوه لم أجده.
(5) أيوب بن تميم تقدم.
(6) ترجمته في التاريخ الكبير 8/ 152، والجرح والتعديل 9/ 16، تهذيب الكمال 3/ 1474، الكاشف 3/ 242، تذكرة الحفاظ 1/ 302، غاية النهاية 2/ 360، تهذيب التهذيب 11/ 151، التقريب 2/ 336، وقال ثقة مدلس.
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 304): لا نزاع في حفظه وعلمه، وإنما الرجل مدلس فلا يحتج به، إلا إذا صرح بالسماع.
(7) يحيى بن الحارث الذماري ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 280وما بعدها.(1/190)
276 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا ابن أبي رزمة، قال: الوليد بن مسلم يكنى أبا العبّاس (1).
277 - قال أحمد (2): قال لي أبي: توفي الوليد سنة خمس وتسعين في أوّلها.
278 - قال أبو زرعة: ولد الوليد سنة تسع عشرة ومائة وتوفي في منصرفه من الحجّ بذي المروة (3).
279 - قال أبو عمرو: ورواية هؤلاء الخمسة عن ابن عامر بإسناد، فأمّا ابن ذكوان وابن عتبة وابن بكار، فأخذوا [13/ ظ] عن أبي سليمان أيوب بن تميم التميميّ الدمشقيّ.
وأمّا هشام فأخذ عن أبي الضحّاك (4) عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح بن جشيم المري الدمشقي، وأخذ أيّوب وعراك والوليد بن مسلم عن أبي عمر (5) يحيى بن الحارث الذماري الغسّاني.
280 - وذمار (6) كورة من كور اليمن، قال البخاري: هي على ليلتين من صنعاء.
281 - وأخذ يحيى عن عبد الله بن عامر وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بالشام، وأتمّ الناس بها فيما بعده، ولقي واثلة بن الأسقع صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع القاسم (7) بن عبد الرحمن أبا عبد الرحمن.
__________
(1) عبد العزيز بن أبي رزمة، بكسر الراء وسكون الزاي، أبو محمد المروزي، ثقة مات سنة ست ومائتين. التقريب 1/ 509، تهذيب الكمال 2/ 836. وهذا الإسناد صحيح.
(2) هو ابن زهير بن حرب.
(3) ذو المروة قرية بوادي القرى. معجم البلدان 5/ 116.
(4) قال الذهبي في معرفة القراء (1/ 124) وتبعه ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 511): شيخ أهل دمشق في وقته. أقول هذا حاله في القراءة، وأما في الحديث فقال ابن حجر في التقريب (2/ 17): لين الحديث. قال الذهبي في معرفة القراء (1/ 124): توفي قبيل المائتين.
(5) ثقة وكان إمام الجامع، ومقرئ دمشق. والذماري بكسر الذال وتخفيف الميم. التقريب 2/ 344، معرفة القراء 1/ 87، غاية النهاية 2/ 367.
(6) بكسر أوله وفتحه. معجم البلدان 3/ 7.
(7) الدمشقي، صاحب أبي أمامة، صدوق يرسل كثيرا، مات سنة اثنتي عشرة ومائة. التقريب 2/ 118، تهذيب الكمال 2/ 1111.(1/191)
282 - قال خليفة (1) بن الخيّاط: مات يحيى بن أبي يحيى الذماري من أهل الشام سنة خمس وأربعين ومائة.
283 - وقال محمد بن أحمد (2) الدولابي: توفي يحيى وهو ابن تسعين سنة.
ذكر عاصم الكوفي
284 - وهو عاصم (3) بن أبي النجود، ويقال ابن بهدلة وقيل بهدلة اسم أبيه، وقيل اسم أبي النجود عبد (4).
285 - وهو مولى بني خزيمة بن مالك بن نصر بن قعين الأسدي (5) ويكنى أبا بكر.
__________
(1) الطبقات / 314.
(2) في ت، م: (أحمد بن محمد). والتصحيح من وفيات الأعيان والأنساب للسمعاني محمد بن أحمد بن حماد بن سعد، الدولابي، أبو بشر، كان عالما بالحديث والأخبار والتواريخ، واعتمد عليه أرباب هذا الفن في النقل، وأخبروا عنه في كتبهم. مات سنة عشرين وثلاث مائة. وفيات الأعيان 4/ 352.
والدولابي بضم الدال نسبة إلى الدولاب، والصحيح في هذه النسبة فتح الدال ولكن الناس يضمونها. نسبة إلى عمل الدولاب، والدولاب قريبة من قرى الري وأبو بشر ظني أنه نسب بعض أجداده إلى عمل الدولاب، وأصله من الري فيمكن أن يكون من قرية الدولاب اهـ باختصار من الأنساب ل 233/ ظ.
(3) ترجمته في طبقات ابن سعد 6/ 320، التاريخ الكبير للبخاري 6/ 4878، الجرح والتعديل 6/ 340، تهذيب الكمال 2/ 634، المعارف / 530، سير أعلام النبلاء 5/ 256، معرفة القراء 1/ 73، الكاشف 2/ 49، ميزان الاعتدال 2/ 357، غاية النهاية 1/ 346، تهذيب التهذيب 5/ 38، لسان الميزان 6/ 583، التقريب 1/ 383، وقال صدوق له أوهام.
قال عبد المهيمن: بل هو ثقة، كيف لا؟ وقد وثقه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وابن سعد، وأحمد ابن عبد الله العجلي، وأبو زرعة، ويعقوب بن سفيان كما في تهذيب الكمال. وفي رواية ابن خالد الدقاق عن يحيى بن معين / 64: عاصم بن بهدلة ثقة لا بأس به، وهو من نظراء الأعمش، والأعمش أثبت منه. اهـ.
وفي / 65: عاصم بن بهدلة أثبت من عاصم الأحول. اهـ.
قال عبد المهيمن: وعاصم الأحول ثقة كما في التقريب 1/ 384. هذا، واضطرب رأي الهيثمي فيه في مجمع الزوائد، فقال في (7/ 150) وهو ثقة وفيه كلام لا يضر. وقال في (9/ 287) وهو على ضعفه حسن الحديث.
(4) في غاية النهاية (1/ 347): عبد الله.
(5) كذا قال ابن سعد في الطبقات (6/ 320)، وابن قتيبة في المعارف / 530.(1/192)
286 - وهو من الطبقة الثالثة من التابعين (1) وقد لقي من الصحابة أبا رمثة (2)
رفاعة بن يثربي التميمي، والحارث (3) بن حسّان البكري وافد بني بكر، وروى عنهما (4).
287 - وحدّث عن عاصم جماعة من جلّة التابعين، توفي بعضهم قبله منهم عرفجة (5) بن عبد الواحد، وأبو صالح (6) السمّان، وعطاء بن أبي رباح (7)، وغيرهم (8)، وقد روى أيضا أبو صالح عن عرفجة عنه.
288 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدّثنا ابن أصبغ قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا ابن الأصبهاني ومحمد بن إسماعيل العبدي، قالا: حدّثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث بن حسّان، قال: قدمت مكة، فأتيت المسجد، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وبلال قائم متقلّدا سيفا (9).
__________
(1) قال ابن حجر في التقريب: من السادسة. أي الذي لم يلقوا أحدا من الصحابة، وهو مخالف لقول الداني هنا، والسخاوي في جمال القراء ل (167/ ظ)، والذهبي في معرفة القراء (1/ 73)، وابن الجزري في غاية النهاية (1/ 347).
(2) ترجمته في أسد الغابة (2/ 234)، وتجريد أسماء الصحابة للذهبي 2/ 166. ورواية عاصم عن أبي رمثة أخرجها أحمد في المسند (2/ 226) وابن سعد في الطبقات 1/ 427.
(3) ترجمته في أسد الغابة (1/ 386)، وتجريد أسماء الصحابة (1/ 98)، ورواية عاصم عنه سيذكرها المؤلف في الفقرة / 288.
(4) زاد السخاوي في جمال القراء (ل 167/ ظ) روايته عن واثلة وأنس بن مالك. وذكر ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 347) روايته عن أنس بن مالك.
(5) عرفجة بن عبد الواحد، الكوفي، الأسدي، مقبول، من السادسة، التقريب 2/ 18، تهذيب الكمال 2/ 926.
(6) أبو صالح السمان، اسمه ذكوان، مدني، ثقة، ثبت، مات سنة إحدى ومائة. التقريب 1/ 238، تهذيب الكمال 1/ 396.
(7) عطاء بن أبي رباح، مكي، ثقة، فقيه، فاضل، لكنه كثير الإرسال، مات سنة أربع عشرة ومائة. التقريب 2/ 22، تهذيب الكمال 2/ 933.
(8) انظر تهذيب الكمال 2/ 634.
(9) صدر الإسناد قبل ابن الأصبهاني تقدم في الفقرة / 117.
ابن الاصبهاني هو محمد بن سعيد بن سليمان، الكوفي، أبو جعفر، ثقة ثبت، مات سنة عشرين ومائتين. التقريب 2/ 164، تهذيب الكمال 3/ 1202.
محمد بن إسماعيل العبدي لم أجده.(1/193)
289 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال أبو بكر عاصم بن أبي النّجود (1):
290 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول: عاصم بن أبي النجود هو عاصم بن بهدلة (2).
291 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا عبد الله (3)
ابن محمد، قال: حدّثني يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عيّاش، قال: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم يعني ابن أبي النجود ما أستثني أحدا من أصحاب عبد الله (4).
292 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا الأخنسي يعني محمد بن عمران قال: سمعت أبا بكر بن عياش، قال: سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أقرأ من عاصم يعني ابن أبي النّجود (5).
293 - حدّثنا ابن عفّان قال: حدّثنا قاسم، قال: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال:
حدّثنا عبيد بن يعيش، قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش، يقول: ما رأيت أقرأ من عاصم
__________
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 481) عن أبي بكر بن عياش به بسياق أتم، ومن طريق عاصم عن أبي وائل عن الحارث في قصة طويلة. وأخرجه أبو بكر ابن شيبة من طريق عاصم عن أبي وائل عن الحارث كما في أسد الغابة 1/ 386. قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (2/ 634): والصحيح أن بينهما أبا وائل. وعليه فإسناد المؤلف منقطع، غير أن رجاله ثقات من طريق ابن الأصبهاني.
(1) السبعة / 69. وانظر طبقات ابن سعد 6/ 321.
(2) الإسناد تقدم في الفقرة / 117، وهو إسناد صحيح. وانظر طبقات ابن سعد 6/ 320.
(3) هو عبد الله بن محمد بن شاكر تقدم.
(4) رجال هذا الإسناد تقدموا، والإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 70به مثلها.
(5) صدر الإسناد قبل الأخنسي تقدم في الفقرة / 117.
محمد بن عمران، رجح الخطيب أن اسمه أحمد بن عمران، أبو عبد الله، منكر الحديث عن أبي بكر، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. تاريخ بغداد 4/ 332.
والأخنسي بفتح الهمزة وسكون الخاء وفتح النون وكسر السين نسبة إلى الأخنس ابن شريق الثقفي. الأنساب ل 22/ ظ. والإسناد واه.(1/194)
فقرأت عليه (1).
294 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا عبد الله (2)
ابن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا حسين بن صالح، قال: ما رأيت أحدا قطّ كان أفصح من عاصم بن أبي النجود إذا تكلم كاد يدخله خيلاء (3).
295 - حدّثنا محمد بن عليّ، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: أخبرني جعفر ابن محمد الفريابي (4)، قال: حدّثنا منجاب، قال: أخبرنا شريك، قال: كان عاصم صاحب همز ومدّ وقراءة شديدة (5).
296 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا محمد بن يزيد، قال: حدّثنا يحيى بن آدم عن شريك، قال: سمعت مسعرا يقرأ على عاصم فمرّ بحرف، فلحن فقال له عاصم: أرغلت يا أبا سلمة (6).
__________
(1) صدر الإسناد قبل عبيد تقدم في الفقرة / 117.
عبيد بن يعيش المحاملي، أبو محمد، الكوفي، ثقة، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين.
التقريب 1/ 546، تهذيب الكمال 2/ 897. والإسناد صحيح.
(2) في ت، م: عبد الله بن عبد الله بن محمد بن شاكر، وهو خطأ.
(3) صدر الإسناد قبل حسن بن صالح تقدم في الفقرة / 291.
الحسن بن صالح بن صالح، ثقة، فقيه، عابد، رمي بالتشيع، مات سنة تسع وتسعين ومائة.
التقريب 1/ 167، تهذيب الكمال 1/ 264. والإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 71به مثلها.
(4) بكسر الفاء وإسكان الراء نسبة إلى فارياب بلدة بنواحي بلخ. الأنساب ل 426/ ظ.
(5) صدر الإسناد قبل منجاب تقدم في الفقرة / 231.
منجاب، بكسر أوله وسكون ثانية، ابن الحارث، أبو محمد، الكوفي، ثقة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. التقريب 2/ 274، تهذيب الكمال 3/ 1371
شريك بن عبد الله، النخعي، الكوفي، أبو عبد الله، صدوق يخطئ كثيرا، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة. التقريب 1/ 351، تهذيب الكمال 2/ 580.
الإسناد إلى شريك صحيح، والرواية في السبعة / 135به مثلها.
(6) صدر الإسناد قبل محمد بن يزيد تقدم في الفقرة / 117. ومحمد بن يزيد هو الرفاعي.
مسعر بن كدام، بكسر أوله وتخفيف ثانيه، الإمام الحافظ، أبو سلمة، الكوفي أحد الأعلام.
توفي سنة خمس وخمسين ومائة. تذكرة الحفاظ 1/ 188، التقريب 2/ 243. والإسناد حسن قال ابن منظور: في حديث مسعر أنه قرأ على عاصم، فلحن، فقال: أرغلت، أي صرت صبيا ترضع، بعد ما مهرت القراءة. من قولهم رغل الصبي يرغل إذا أخذ ثدي أمه فرضعه. اهـ لسان العرب 13/ 309.(1/195)
297 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا ابن شهريار، قال: حدّثنا حسين قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا أبو بكر قال: كان عاصم نحويّا، فصيحا، إذا تكلم، مشهور الكلام (1).
298 - حدّثنا ابن عفّان قال: حدّثنا قاسم، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا عفان ابن مسلم، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: حدّثنا عاصم، قال: ما قدمت على أبي وائل من سفر إلا قبّل كفي (2).
299 - أخبرنا سلمون بن داود، قال: حدّثنا أبو علي بن الصوّاف، [14/ و] قال:
حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة، فقال: رجل صالح خيّر ثقة (3).
300 - أخبرنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: نا قاسم المطرّز وابن جرير قالا: أنا أبو كريب، قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن شمر بن عطية قال: فينا رجلان أحدهما أقرأ الناس لقراءة زيد: عاصم، والآخر أقرأ الناس لقراءة عبد الله: الأعمش (4).
__________
(1) ابن شهريار هو محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر، قال ابن الجزري، محدث ثقة، وقال الدارقطني ليس به بأس، مات سنة خمس وثلاث مائة. تاريخ بغداد 2/ 232، غاية النهاية 2/ 130.
حسين هو ابن علي بن الأسود، ويحيى هو ابن آدم، وأبو بكر هو ابن عياش. وهذا الإسناد صحيح. وهو إسناد الطريق الثامن والثلاثين بعد المائتين.
(2) صدر الإسناد قبل عفان تقدم في الفقرة / 117. وهذا الإسناد صحيح. والرواية أخرجها ابن سعد في الطبقات (6/ 321) من طريق عفان بن مسلم به مثلها.
(3) الإسناد تقدم في الفقرة / 200. والرواية في الجرح والتعديل (6/ 341) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه بسياق أتم.
(4) الفارسي هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد.
قاسم بن زكريا بن يحيى، أبو بكر، المطرز، حافظ ثقة، مات سنة خمس وثلاث مائة.
التقريب 2/ 116، تاريخ بغداد 12/ 441.
ابن جرير هو محمد بن جرير بن يزيد أبو جعفر، الطبري، المفسر، الإمام العلم، مات سنة عشر وثلاث مائة. تاريخ بغداد 2/ 162، تذكرة الحفاظ 2/ 710.
أبو كريب هو محمد بن العلاء، الكوفي، ثقة حافظ، مات سنة سبع وأربعين ومائتين.
التقريب 2/ 197، تهذيب الكمال 3/ 1255.(1/196)
301 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني جعفر بن محمد وقاسم ابن زكريا عن أبي كريب عن أبي بكر بن عيّاش، قال: قال لي عاصم:
مرضت سنتين فلمّا قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا (1).
302 - أخبرنا عبد العزيز بن أبي غسّان الفارسي، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: نا حمدان بن يعقوب، قال: نا عليّ بن محمد الضرير، قال: نا ابن أبي حمّاد عن حفص، قال: كان عاصم إذا قرئ عليه أخرج يده فعدّ (2).
303 - أخبرنا عبد الله بن أحمد في كتابه، قال: نا الحسن بن أبي الحسن السّرخسي، قال: نا زنجويه بن محمد، قال: نا محمد بن إسماعيل، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا إسماعيل بن مجالد، قال: مات عاصم سنة ثمان وعشرين ومائة (3).
__________
شمر، بكسر أوله وسكون ثانيه. ابن عطية، الكوفي، صدوق من السادسة. التقريب 1/ 354، تهذيب الكمال 2/ 588. وأبو إسحاق هو السبيعي تقدم، وزيد هو ابن ثابت، وعبد الله هو ابن مسعود. والإسناد إلى شمر صحيح.
(1) جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي وكذا سائر رجال الإسناد تقدمت تراجمهم. والإسناد صحيح من الطرفين.
(2) أحمد بن محمد بن سعيد، أبو علي، ويقال أبو الحسن، الأذني روى القراءة عن إسماعيل القاضي وآخرين. غاية النهاية 1/ 116.
حمدان بن يعقوب بن عبد الرحمن الكندي، ويعرف بالزقومي، روى القراءة عن علي بن سلم، روى القراءة عنه محمد بن الحسن بن يونس. غاية النهاية 1/ 260.
علي بن محمد الضرير، لم أجده.
ابن أبي حماد هو عبد الرحمن بن شكيل تقدم.
(3) عبد الله بن أحمد بن محمد الأنصاري، الأندلسي، أبو محمد، رحل إلى المشرق فحج، كان يحفظ الموطأ، ولي القضاء، وكان رجلا صالحا، مات سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. تاريخ علماء الأندلس / 248.
الحسن بن محمد بن الحسن، أبو علي، السّرخسي، سمع منه ابن الثلاج سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 7/ 420.
والسرخسي بفتح السين والخاء نسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها سرخس.
الأنساب ل 296/ ظ، معجم البلدان 3/ 208.
زنجويه بن محمد بن الحسن، أبو محمد، النيسابوري، أثنى عليه مشايخ الحاكم، مات سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. الأنساب ل 434/ و.(1/197)
304 - أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ، قال: نا عبد الله بن أحمد بن معاذ، قال: نا عبد الله بن أحمد الفرغاني، قال: نا محمد بن جرير، قال:
وعاصم بن أبي النجود الأسدي توفي سنة ثمان وعشرين ومائة (1).
305 - قال أبو عمرو: وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: مات عاصم سنة سبع وعشرين ومائة (2).
ذكر رواته
306 - فأما أبو بكر (3) فهو شعبة بن عياش بن سالم الكوفي الحنّاط (4) مولى
__________
محمد بن إسماعيل هو الإمام البخاري صاحب الصحيح.
أحمد بن سليمان يعرف بابن أبي الطيب، البغدادي، صدوق حافظ، له أغلاط، مات في حدود الثلاثين ومائتين. التقريب 1/ 17، تهذيب الكمال 1/ 26.
إسماعيل بن مجالد بن سعيد، أبو عمرو، الكوفي، صدوق يخطئ، من الثامنة. التقريب 1/ 73، تهذيب الكمال 1/ 108.
والإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة التالية.
والرواية في التاريخ الكبير للبخاري 6/ 487به مثلها.
(1) عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ، لم أجده.
عبد الله بن أحمد بن معاذ لم أجده.
عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان الفرغاني، أبو محمد، الأمير العالم، صاحب التاريخ المذيل على تاريخ محمد جرير الطبري، وثقه ابن مسرور. مات سنة اثنتين وستين وثلاث مائة.
سير أعلام النبلاء 16/ 133.
محمد بن جرير، الطبري، تقدم.
(2) الفضل بن دكين، حافظ ثبت، كوفي، مات سنة تسع عشرة ومائتين، تذكرة الحفاظ 1/ 372، التقريب 2/ 110.
(3) ترجمته في الطبقات لابن سعد 6/ 386، التاريخ الكبير 9/ 14، الجرح والتعديل 9/ 348، المعارف لابن قتيبة / 509، 599، تاريخ بغداد 14/ 371، تهذيب الكمال 3/ 1586، معرفة القراء 1/ 110، الكاشف 3/ 316، تذكرة الحفاظ 1/ 265، غاية النهاية 1/ 325، تهذيب التهذيب 12/ 34، التقريب 2/ 399، وقال: ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح.
(4) الحناط بفتح الحاء نسبة إلى بيع الحنطة، وكان أبو بكر يبيع الحنطة بالكوفة. الأنساب ل 178/ ظ.(1/198)
واصل بن حيّان الأحدب (1)، وقال البخاري: هو مولى بني كاهل من أسد (2).
307 - وقد اختلف في اسمه، فقيل: اسمه كنيته، وقيل: سالم، وقيل: محمد، وقيل: عطاء، وقيل: مطرف، وقيل: عنترة، وقيل: رؤبة، وقيل: عبد الله (3).
308 - حدّثني عبد الملك بن الحسن قال: نا أبو بكر الجورقي، قال: نا مكّي بن عبدان قال: نا مسلم بن الحجّاج (4) قال: أبو بكر بن عياش الأسدي، قال أبو حفص (5): اسمه سالم، وقال غيره: شعبة.
309 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال:
حدّثني عبيد الله ابن سليمان النخّاس قال: وجدت في كتابي بخطي عن عمر بن أيوب بن إسماعيل السّقطي، قال: نا محمد بن بكّار بن الريّان نا أبو بكر بن عيّاش واسمه رؤبة (6).
__________
(1) كذا في المعارف / 509.
وواصل بن حيان الأحدب لم أجده.
(2) التاريخ الكبير 9/ 14.
(3) انظر تاريخ بغداد 14/ 372، التقريب 2/ 399.
(4) الإسناد تقدم في الفقرة / 258، وهو إسناد صحيح لغيره، لأن عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي تابع عبد الملك بن الحسن عن أبي بكر الجوزقي عند الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 373) بمثل سياقه.
(5) هو عمرو بن علي بن بحر، الفلاس، البصري، الحافظ، الإمام، الثبت، توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 487، تهذيب الكمال 2/ 1044.
(6) النخاس ترجمه ابن الجزري مرتين، مرة باسم عبد الله بن الحسن بن سليمان، أبو القاسم، ومرة باسم عبيد الله بن سليمان النخاس أبو القاسم، وقال في كل منهما: روى عن محمد بن هارون التمار. وأغلب الظن أن ذلك وهم من ابن الجزري.
وقد ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 438) باسم عبد الله بن الحسن بن سليمان أبو القاسم النخاس، وقال: ثقة، مات سنة ثمان وستين وثلاث مائة. اهـ. وانظر غاية النهاية 1/ 414، 487.
والنخاس بفتح النون وتشديد الخاء، هذا الاسم لمن يكون دلالا في بيع الجواري والغلمان والدواب. الأنساب ل 556/ ظ.
عمر بن أيوب بن إسماعيل، أبو حفص، ثقة، مات سنة ثلاث وثلاث مائة. تاريخ بغداد 11/ 219.
والسقطي بضم السين وفتح القاف نسبة إلى بيع السقط، الأنساب ل 300/ و.(1/199)
310 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: نا يحيى بن أيوب، قال: سمعت أبا عيسى النخعي، قال: لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة (1).
311 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين المقرئ، نا أحمد ابن موسى، قال: نا الحسن بن مهران بن الوليد الأصبهاني: قال: نا أحمد بن عليّ بن عبد الرحمن الكوفي، قال: نا محمد بن يزيد المرادي، قال: لمّا حضرت أبا بكر بن عيّاش الوفاة بكت ابنته، فقال: يا بنيّة لا تبكي أتخافين أن يعذبني الله عزّ وجلّ وقد ختمت في هذه الزاوية أربعة وعشرين ألف ختمة (2)؟!
312 - حدّثنا عبد الرحمن بن عفّان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن أبي خيثمة قال: نا محمد بن يزيد، قال: سمعت داود بن يحيى بن يمان يحدّث عن ابن المبارك، قال: ما رأيت أحدا أشرح للسّنّة من أبي بكر بن عيّاش (3).
__________
محمد بن بكار الريان، أبو عبد الله، ثقة، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين. تاريخ بغداد 2/ 100.
وهذا الإسناد صحيح. وأخرج الخطيب بسنده عن دحيم بن اليتيم ان اسم أبي بكر رؤبة، انظر تاريخ بغداد 14/ 374.
(1) صدر الإسناد قبل يحيى تقدم في الفقرة / 117.
يحيى بن أيوب، أبو زكريا، ثقة صالح، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين، تاريخ بغداد 14/ 188.
أبو عيسى النخعي لم أجده. والنخعي بفتح النون والخاء نسبة إلى النخع قبيلة من العرب نزلت الكوفة. الأنساب ل 557/ و.
ومتن الرواية في صفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 166.
(2) الحسن بن مهران، أبو علي، مات سنة ثمان وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد 7/ 433. وفي تاريخ أصبهان لأبي نعيم (1/ 269): الحسن بن مهران مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
أحمد بن علي بن عبد الرحمن الكوفي لم أجده.
محمد بن يزيد المرادي لم أجده.
ومتن الرواية في تهذيب الكمال 3/ 158ع 7، وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء نحوها، (8/ 304) لكن قال: أخته بدل بنته، ونقلها في صفة الصفوة 3/ 166.
(3) صدر الإسناد قبل داود بن يحيى تقدم في الفقرة / 296.
داود بن يحيى بن يمان، الكوفي، من الحفاظ المبرزين الأثبات، مات سنة ثلاث ومائتين.
تذكرة الحفاظ / 363.(1/200)
313 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن شهريار، قال: نا حسين بن الأسود، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: قال لي أبو بكر ابن عيّاش: إنك لتسألني عن شيء من هذه الحروف قد أعملت نفسي فيه زمانا سنة بعد سنة في الصيف والشتاء والأمطار، وذكر من اهتمامه بهذه الحروف وطلبه لها من عاصم اهتماما وطلبا شديدا، وقال: إنما تعلّمت من عاصم القرآن كما يتعلّم الصبي من المعلم، قال: فلقي منّي شدّة، قال: فما أحسن غير قراءة عاصم. قال: وقال: هذا الذي أخبرك من القرآن إنما تعلّمته من عاصم تعلّما. قال أبو بكر: وقال لي عاصم حين سمع قراءتي: أحمد الله فإنك قد جئت وما تحسن شيئا، قال: فقلت: أنا خرجت من الكتّاب وجئت إليك (1).
314 - حدّثنا ابن عفّان قال: نا قاسم قال: حدّثنا [أحمد بن] (2) زهير، قال:
حدّثنا عبيد بن يعيش، قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش، يقول: ما رأيت أفقه من مغيرة فلزمته، وما رأيت أقرأ من عاصم فقرأت عليه (3).
315 - حدّثنا ابن عفّان، قال: حدّثنا قاسم قال: حدّثنا أحمد، قال: سمعت يحيى ابن معين، يقول: ولد أبو بكر بن عيّاش سنة أربع وتسعين (4).
316 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا عبد الله بن الحسن، قال: حدّثنا أبو بكر ابن داود قال: نا محمد بن إسماعيل، قال: مات أبو بكر بن عيّاش سنة أربع
__________
عبد الله بن المبارك، العلم، مات سنة إحدى وثمانين ومائة. تذكرة الحفاظ 1/ 274. وهذا الإسناد
صحيح.
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 297، وهو إسناد صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق. انظر الفقرة / 293.
(3) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 292، وهو إسناد صحيح. والمتن في جمال القراء ل 168/ ظ.
ومغيرة هو ابن مقسم بكسر الميم أبو هاشم، الكوفي، الأعمى، فقيه ثقة متقن، إلا أنه كان يدلس، مات سنة ست وثلاثين ومائة. التقريب 2/ 270، تذكرة الحفاظ 1/ 143، غاية النهاية 2/ 306.
(4) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 171. وهو إسناد صحيح.(1/201)
وتسعين ومائة (1).
317 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: نا عليّ بن جعفر بن خليع، قال: توفي أبو بكر سنة أربع وتسعين ومائة، وامتنع من الأخذ على الناس بعد سنة أربع وسبعين ومائة (2).
318 - وأما حفص (3) فهو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي البزاز الكوفي، يكنى أبا عمر ويعرف بحفيص.
319 - قال وكيع بن الجراح: وكان ثقة (4).
320 - وقال يحيى بن معين: حفص بن سليمان وأبو بكر بن عيّاش من أعلم الناس بقراءة عاصم، قال: وكان حفص أقرأ من أبي بكر (5).
321 - وقال ابن مجاهد: بلغني عن يحيى بن معين أنه قال: الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان (6).
322 - قال ابن مجاهد: وقال أبو هشام الرفاعي: كان ممن يعرف بقراءة عاصم بالكوفة حفص بن أبي داود، وكان أعلمهم بقراءة عاصم ثم أبو بكر بن عياش (7).
__________
(1) رجال الإسناد تقدموا، وأبو بكر بن أبي داود هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ومحمد بن إسماعيل هو البخاري الإمام. والإسناد صحيح.
وفي التاريخ الكبير للبخاري (9/ 14): قال ابن المثنى: مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.
(2) ابن خليع هو علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع، أبو الحسن، البغدادي، ثقة، مات سنة ست وخمسين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 566، وانظر تاريخ بغداد 12/ 77، ومعرفة القراء 1/ 253. والإسناد صحيح. وسيعيد المؤلف هذه الرواية بسياق أتم في الفقرة / 876.
(3) ترجمته في التاريخ الكبير 2/ 363، قال البخاري: تركوه. الجرح والتعديل 3/ 173. تاريخ بغداد 8/ 186، تهذيب الكمال 1/ 302، معرفة القراء 1/ 116، الكاشف 1/ 240، وقال الذهبي فيه: ثبت في القراءة، واهي الحديث، غاية النهاية 1/ 254، تهذيب التهذيب 2/ 400، التقريب 1/ 186، وقال: متروك الحديث، مع إمامته في القراءة.
(4) سيأتي إسناد المؤلف إلى وكيع في الفقرة / 325.
(5) نقله في تهذيب الكمال عن ابن عدي، وساق سنده إلى ابن معين. وساقه الخطيب بسنده في تاريخ بغداد (8/ 186)، بنحو هذا النص، وفيه بين ابن معين أنه نقله عن أيوب بن متوكل، وكان بصريا من القراء.
(6) ذكره السخاوي في جمال القراء ل 168/ و، ورده. فانظر رأيه هناك.
(7) قال ابن مجاهد في السبعة / 71: وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه، إلا بأبي بكر بن عياش. اهـ.(1/202)
323 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني وهب بن عبد الله قال: حدّثنا الحسن بن المبارك، قال: نا عمرو بن الصبّاح عن أبي عمر البزاز وهو حفص بن سليمان بن المغيرة ويعرف بالأسدي (1).
324 - حدّثنا حمزة بن علي البغدادي، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن القاسم بن أبي خلّاد، قال: نا عبد الله بن محمد البغوي، قال: نا أبو الربيع الزهراني، قال: نا حفص بن أبي داود الأسدي (2).
325 - أنا أبو الربيع بن داود قال: نا أبو علي بن الصوّاف، قال: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: نا أبي قال: نا وكيع عن سفيان عن أبي عمر البزاز وكان ثقة كذا قال وكيع (3).
__________
والذي يظهر لي أن حفصا وأبا بكر كفرسي رهان، وأن قوما قدموا حفصا لطول ملازمته عاصما، حيث إنه تربى في حجره، وأن آخرين قدموا شعبة، لجلالته وتوثيق المحدثين له. غير أن الإمام الشاطبي فضل حفصا في حرز الأماني، فقال: وحفص وبالإتقان كان مفضلا انظر مقدمة حرز الأماني البيت رقم / 36.
(1) وهب بن عبد الله، أبو بكر، المروزيّ، ثقة، مات سنة سبع وثمانين ومائتين. غاية النهاية 2/ 361، تاريخ بغداد 13/ 490، لكنه في تاريخ بغداد باسم وهيب مصغرا، والله أعلم.
الحسن بن المبارك، أبو القاسم، المعروف بابن اليتيم البغدادي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عمرو بن الصباح صاحب حفص، غاية النهاية 1/ 229، تاريخ بغداد 7/ 430.
وهذا الإسناد صحيح لأن ابن مجاهد اعتمده في السبعة في طريق عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم. انظر السبعة / 95.
والرواية في السبعة / 95به مثلها.
(2) حمزة بن علي البغدادي، لم أجده.
عبد الله بن محمد بن القاسم بن أبي خلاد، بغدادي، ثقة، مات سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 10/ 128.
عبد الله بن محمد البغوي، ابو القاسم، ثقة ثبت، مات سنة سبع عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 10/ 111.
(3) صدر الإسناد قبل وكيع تقدم في الفقرة / 200، ووكيع هو ابن الجراح تقدم.
سفيان بن سعيد بن مسروق، الثوري، أبو عبد الله، الكوفي، ثقة حافظ فقيه، عابد إمام حجة، مات سنة إحدى وستين ومائة. التقريب 1/ 311.
قال في تهذيب الكمال (1/ 302): قال الداني قال وكيع: كان ثقة.(1/203)
326 - قال أبو عمرو: مات حفص فيما ذكره البخاري في التاريخ الأوسط قريبا من سنة تسعين ومائة (1).
327 - حدّثنا ابن عفّان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: نا أحمد ابن حنبل عن يحيى بن سعيد، قال: مات حفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل، قال أحمد: وكان ثقة (2).
328 - قال أبو عمرو: وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
329 - وقد ظن أبو طاهر بن أبي هاشم وجماعة من مصنّفي القراءات لقلّة معرفتهم بنقلة الأخبار ورواة الآثار أن حفص بن سليمان هذا هو الأسدي الكوفي أبو عمر القارئ، وإنما هو المنقريّ البصريّ أبو الحسن من أقران أيّوب السختياني (3).
330 - وأمّا المفضل (4) فهو المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم بن أبيّ بن سلمى بن ربيعة بن ريّان بن عامر بن ثعلبة (5) الضّبّي (6) النحوي الكوفي، يكنى أبا محمد.
331 - وفيه يقول عبد الله بن المبارك وقد سأل عن شيوخ من أهل الكوفة، فقيل له: ماتوا: نعي لي رجال والمفضل منهم فكيف تقرّ (7) العين بعد المفضل (8)؟
__________
(1) قال ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 255): توفي سنة ثمانين ومائة على الصحيح.
(2) يحيى بن سعيد بن فروخ، القطان، الإمام العلم، أبو سعيد، البصري، مات سنة ثمان وتسعين ومائة. تذكرة الحفاظ 1/ 298.
وصدر الإسناد قبل أحمد بن حنبل تقدم في الفقرة / 117، والإسناد صحيح.
(3) انظر ترجمة حفص هذا في التقريب 1/ 186، تهذيب الكمال 1/ 302.
(4) انظر ترجمته في الجرح والتعديل 8/ 318، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، متروك الحديث، متروك القراءة، ميزان الاعتدال 4/ 170، لسان الميزان 6/ 81.
تاريخ بغداد 13/ 121، وقال الخطيب: موثق في روايته. معرفة القراء 1/ 108، غاية النهاية 2/ 307، وقالا: موثق، مات سنة ثمان وستين ومائة.
النتيجة أنه ثقة في القراءة مع شذوذ فيها. انظر غاية النهاية 1/ 307.
(5) ساق الخطيب نسبه بسنده إلى الدارقطني بأتم مما هنا مع اختلاف يسير. انظر تاريخ بغداد 13/ 122، وكذا غاية النهاية 2/ 307.
(6) الضبي بفتح الضاد، والباء المكسورة المشددة، نسبة إلى بني ضبة. الأنساب ل 361/ و.
(7) في ت، م: (تقرأ)، وهو خطأ.
(8) انظر غاية النهاية 2/ 307، معرفة القراء 1/ 109.(1/204)
332 - أخبرنا بذلك عبد الوهّاب بن أحمد بن منير، قال: نا ابن الأعرابي قال:
نا عبد الله بن أسامة، قال: سمعت الحسن بن الربيع يقول: سمعت الحسن بن عيسى يقول: سمعت ابن المبارك يقول (1).
333 - وأمّا حمّاد (2) بن أبي زياد، فهو حمّاد بن شعيب واسم أبي زياد شعيب التميمي الكوفي يكنى أبا شعيب.
334 - حدّثنا بنسبه وكنيته عبد الرحمن بن عثمان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال:
نا أحمد بن أبي خيثمة (3).
335 - سمعت فارس بن أحمد يقول: كان عبد الله بن الحسن يقول فيه: حمّاد ابن زياد والصّواب حمّاد بن أبي زياد اسم أبي زياد: شعيب.
336 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر المعدل، قال: نا محمد بن حامد قال: نا محمد بن الجهم، قال: نا عبد الله بن عمر (4)، قال: نا حمّاد بن شعيب أبو شعيب الحمّاني (5).
__________
(1) عبد الوهاب بن أحمد بن منير، لم أجده.
ابن الأعرابي هو محمد بن زياد، الكوفي، أحد العالمين باللغة، المشهورين بمعرفتها، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وفيات الأعيان 4/ 306، بغية الوعاة 1/ 105. عبد الله بن أسامة، أبو أسامة، الكلبي، لم أجده.
الحسن بن الربيع، أبو علي الكوفي، ثقة، مات سنة عشرين ومائتين. التقريب 1/ 166، تهذيب الكمال 1/ 261.
الحسن بن عيسى بن ما سرجس، بفتح السين وسكون الراء وكسر الجيم، أبو علي، النيسابوري، مولى عبد الله بن المبارك، ثقة، مات سنة أربعين ومائتين. التقريب 1/ 170، تهذيب الكمال 1/ 276.
(2) ترجمته في التاريخ الكبير 3/ 25، قال البخاري: فيه نظر. الجرح والتعديل 3/ 142، وثقل عن أبي زرعة وابن معين أنه ضعيف، وعن أبيه أنه ليس بالقوي، الميزان 1/ 596، لسان الميزان 2/ 348.
وترجمه ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 258، وقال: مقرئ جليل ضابط.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 117، وهو إسناد صحيح.
(4) في م (عمر). وهو خطأ.
(5) صدر الإسناد قبل عبد الله بن عمرو تقدم في الفقرة / 125.
والمعدل بضم الميم وفتح العين والدال المشددة، هذا الاسم لمن عدّل وزكّي وقبلت شهادته عند القضاة. الأنساب ل 536/ ظ.(1/205)
ذكر حمزة الكوفي
337 - وهو حمزة (1) بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الفرضي مولى بني تيم الله يكنى أبا عمارة.
338 - وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، وله سنّ يحتمل أن يلقى من تأخّر موته منهم ببلده، لأن محمد بن عليّ الكاتب نا قال حدّثنا ابن مجاهد قال: نا ابن أبي الدنيا، قال: قال محمد بن الهيثم المقرئ: أخبرني الحسن بن بكار أنه سمع شعيب ابن حرب يقول: أمّ حمزة الناس سنة مائة (2).
339 - فهذا يدل على أنه قد أدرك ببلده عبد الله بن أبي أوفى، ورأى أنسا لأن عبد الله توفي بالكوفة سنة ست وثمانين (3)، وأنسا توفي سنة إحدى وتسعين (4)، غير
__________
وعبد الله بن عمرو بن أبي أمية تقدم.
قال ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 258): توفي فيما قاله الأهوازي وغيره سنة تسعين ومائة.
(1) ترجمته في طبقات ابن سعد 6/ 385، التاريخ الكبير للبخاري 3/ 52، 1المعارف لابن قتيبة / 259، الجرح والتعديل 3/ 210، تاريخ يحيى بن معين 2/ 134، رواية الدقاق عن ابن معين / 54، رواية الدارمي عن ابن معين / 102، تهذيب الكمال 1/ 331، معرفة القراء 1/ 93، وقال: كان إماما حجة، قيما بكتاب الله تعالى، حافظا للحديث، الكاشف 1/ 254، وقال: وثقه ابن معين، غاية النهاية 1/ 261، تهذيب التهذيب 3/ 27، التقريب 1/ 199، وقال: صدوق زاهد ربما وهم.
أقول: بل التوثيق أليق به، كيف! وقد وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، والعجلي، وابن حبان وقال فيه ابن سعد: صدوق صاحب سنة. وقال النسائي: ليس به بأس.
(2) ابن أبي الدنيا اسمه عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو بكر، البغدادي، صدوق حافظ، مات سنة إحدى وثمانين ومائتين. التقريب 1/ 447، تهذيب الكمال 2/ 736.
محمد بن الهيثم بن حماد، أبو عبد الله، قاضي عكبرا، ثقة ثبت، مات سنة تسع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد 3/ 362، غاية 2/ 274.
الحسن بن بكار لم أجده.
شعيب بن حرب بن بسام، أبو صالح، البغدادي، ثقة، مات سنة ست وتسعين ومائة. غاية 1/ 327، التقريب 1/ 352. والرواية في السبعة / 74به مثلها.
(3) التقريب 1/ 402.
(4) على خلاف. التقريب 1/ 84.(1/206)
أنّا لا نعلم له رواية عنهما، ولا عن غيرهما من الصحابة وعظم روايته عن التابعين وعن أتباعهم.
340 - قال سهل بن محمد التميمي نا سليم قال: سمعت حمزة يقول: ولدت سنة ثمانين وأحكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة (1).
341 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: نا الأخنثي، قال: نا ابن فضيل عن حمزة الزيّات مولى بني تيم الله (2).
342 - أخبرنا حاتم بن عبد الله البزاز، قال: نا أبو محمد قاسم بن أصبغ، قال عبد الله بن مسلم: حمزة (3) الزيات هو حمزة بن حبيب بن عمارة ويكنى أبا عمارة مولى لآل عكرمة بن ربعي التيمي، كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ويجلب من حلوان الجبن إلى الكوفة (4).
343 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني علي بن الحسن الطيالسي، قال: سمعت محمد بن الهيثم، يقول: أدركت الكوفة ومسجدها الغالب عليه قراءة حمزة. ولا أعلمني أدركت حلقة من حلق المسجد الجامع يقرءون قراءة عاصم (5).
__________
(1) سهل بن محمد التميمي لم أجده. والرواية في معرفة القراء 1/ 98معلقة عن سهل.
(2) صدر الإسناد قبل ابن فضيل تقدم في الفقرة / 292.
محمد بن فضيل بن غزوان، أبو عبد الرحمن، الكوفي، ثقة في القراءة، صدوق في الحديث مات سنة خمس وتسعين ومائة. غاية 2/ 229، التقريب 2/ 200. والإسناد ضعيف. وانظر التاريخ الكبير للبخاري 3/ 52.
(3) في ت، م: (قال نا) قبل (حمزة)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) حاتم بن عبد الله بن أحمد بن حاتم، القرطبي، أبو بكر، كان صالح الكتاب، وذهبت كتب سماعه، ولد سنة إحدى عشرة وثلاث مائة. تاريخ علماء الأندلس / 108، جذوة المقتبس / 203. عبد الله بن مسلم بن قتيبة، أبو محمد، ثقة، مات سنة ست وسبعين ومائتين، تاريخ بغداد 10/ 170. وعبارة ابن قتيبة هذه في المعارف / 529، وأخذها من طبقات ابن سعد (6/ 385) بنصها وهذا الإسناد صحيح.
(5) علي بن الحسن الطيالسي لم أجده.
والطيالسي نسبة إلى الطيالسة وهي التي تكون فوق العمامة، الأنساب ل 375/ و.
والرواية في السبعة / 76به مثلها، ومتنها في جمال القراء ل 169/ و. ثم قال السخاوي، وسبب ذلك أن حفصا انتقل إلى بغداد، وامتنع أبو بكر من الإقراء فذهبت قراءة عاصم من الكوفة، إلا من نفر يسير أخذوها عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر. اهـ.(1/207)
344 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا علي بن محمد النخعي قال: نا محمد بن علي بن عفان قال: سمعت عبد الله بن موسى يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض.
قال عبيد الله: ما رأيت أقرأ من حمزة قرأ على الأئمة (1).
345 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبد الله بن أبي الدنيا، قال: قال محمد بن الهيثم: سمعت خلف بن تميم، يقول: حدّثني حمزة الزيّات أن سفيان الثوري عرض عليه القرآن أربع عرضات، قال: وقال حمزة: أتاني علي بن صالح فسألني أن أقرئه فأخذت عليه (2).
346 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أبي الدنيا (3) قال: حدّثني الطيب بن إسماعيل عن شعيب بن حرب، قال: سمعت حمزة يقول: ما قرأت حرفا إلا بأثر (4).
347 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: حدّثنا عقبة بن قبيصة بن عقبة، قال: سمعت أبي
__________
(1) علي بن محمد النخعي، أبو القاسم، البغدادي، المعروف بابن كأس، ثقة، مات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، تاريخ بغداد 12/ 70، غاية النهاية 1/ 576.
محمد بن علي بن عفان العامري الكوفي مقرئ متصدر، سمع قراءة حمزة من عبيد الله بن موسى العبسي، وخلفه في الإقراء غاية النهاية 2/ 206. وهذا الإسناد صحيح.
وفي طبقات ابن سعد (6/ 385): قال له الثوري: يا ابن عمارة، أما القرآن والفرائض فلا نعرض لك فيهما.
(2) صدر الإسناد قبل خلف تقدم في الفقرة / 338.
خلف بن تميم بن أبي عتاب، أبو عبد الرحمن، الكوفي، صدوق، عابد، مات سنة ست ومائتين التقريب 1/ 225، تهذيب الكمال 1/ 374.
علي بن صالح بن حي، أبو محمد، الكوفي، ثقة عابد، مات سنة إحدى وخمسين ومائة، التقريب 2/ 38، تهذيب الكمال 2/ 971.
وهذا الإسناد حسن. والرواية في السبعة / 75به مثلها.
(3) سقطت (ابن) من م.
(4) صدر الإسناد قبل الطيب تقدم في الفقرة / 338. وهذا الإسناد صحيح. والرواية في السبعة / 75 به مثلها، وفي معرفة القراء 1/ 95، بإسناد الذهبي من طريق ابن مجاهد به مثلها.(1/208)
يقول: كنّا عند سفيان الثوري، فجاء حمزة بن حبيب الزيّات كلّمه (1)، فلما قام من عنده أقبل علينا سفيان الثوري، فقال: أترون هذا، ما قرأ حرفا من كتاب الله عزّ وجلّ إلا بأثر (2).
348 - حدّثنا ابن عفّان قال: نا قاسم، قال: نا أحمد بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حمزة الزيّات ثقة (3).
349 - حدّثنا محمد بن عبد الله بن عيسى، قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا عمرو بن حفص، قال: نا أحمد بن محمود، قال: نا عثمان بن سعيد، قال: قلت ليحيى بن معين: فحمزة الزيّات ما حاله؟ قال: ثقة (4).
350 - حدّثنا الحسين بن عليّ بن شاكر البصري، قال: نا أحمد بن نصر، قال:
حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حفظت عن عبد الله بن محمد بن شاكر قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: سمعت الحسين يقول: سمعت حمزة يقول: إنما الهمز رياضة (5).
__________
(1) في السبعة (فكلمه) بزيادة فاء العطف وهو أحسن.
(2) صدر الإسناد قبل عقبة تقدم في الفقرة / 131.
عقبة بن قبيصة بن عقبة، الكوفي صدوق، من الحادية عشرة. التقريب 2/ 28. تهذيب الكمال 2/ 946.
قبيصة بن عقبة بن محمد، أبو عامر، الكوفي، صدوق، ربما خالف، مات سنة خمس عشرة ومائة على الصحيح. التقريب 2/ 122، تهذيب الكمال 2/ 1119.
وقبيصة بفتح القاف، كذا ضبط في القاموس عدة أسماء ليس فيها صاحب الترجمة، وهذا الإسناد حسن، والرواية في السبعة / 76في مثلها.
(3) انظر تاريخ ابن نعيم 2/ 143، ورواية الدقاق عن ابن معين / 54، ورواية الدارمي عن ابن معين / 102. وهذا الإسناد تقدم في الفقرة / 171وهو إسناد صحيح.
(4) إسحاق بن إبراهيم بن مرة، من أهل قرطبة، أبو إبراهيم، مشاور في الأحكام فقيه زاهد كبير، ولم يكن له بالحديث كبير علم. مات سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. تاريخ علماء الأندلس / 72، سير اعلام النبلاء 16/ 79.
عمرو بن حفص لم أجده.
أحمد بن محمود لم أجده.
عثمان بن سعيد الدارمي، أبو سعيد، حافظ، إمام، حجة، مات سنة ثمانين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 621، وانظر رواية الدارمي عن ابن معين / 102.
(5) الحسن بن علي بن شاكر لم أجده.(1/209)
351 - حدّثنا محمد بن أحمد. قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أبي الدنيا قال: قال ابن الهيثم محمد: أخبرني إبراهيم الأزرق، قال: كان حمزة يقرأ في الصلاة كما يقرأ لا يدع شيئا من قراءته، فذكر الهمز والمدّ والإدغام (1).
352 - أخبرنا الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا ابن فرح، قال: سمعت أبا عمر يقول: سمعت سليمان يقول: قال حمزة: ترك الهمز في المحاريب من الأستاذية (2).
353 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني محمد بن عيسى، قال: نا سليم عن حمزة أنه كان إذا قرأ في الصلاة لم يكن يهمز (3).
354 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: نا جعفر الطيالسي، قال: حدّثنا يحيى بن معين قال: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله عزّ وجلّ يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة (4).
__________
حمد بن نصر بن منصور، أبو بكر، الشذائي البصري، قال الداني مشهور بالضبط والإتقان، مات سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة. معرفة 1/ 258، غاية 1/ 144.
أحمد بن موسى هو ابن مجاهد.
الحسين بن علي بن الوليد الكوفي، ثقة عابد، مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين. التقريب 1/ 177، تهذيب الكمال 1/ 292، والرواية في السبعة / 76بدون إسناد.
(1) إبراهيم بن علي الأزرق روى القراءة عن حمزة، روى القراءة عنه عنبسة بن النضر، غاية 1/ 20.
وصدر الإسناد قبله تقدم في الفقرة / 338، والرواية في السبعة / 77، به مثلها.
(2) أبو عمر هو الدوري ستأتي ترجمته عند المؤلف في الفقرة / 373وما بعدها.
وسليمان هو ابن داود الزهراني، وابن فرح اسمه أحمد، وهذا الإسناد صحيح.
(3) محمد بن عيسى بن حيان، أبو عبد الله، المدائني، مقرئ متصدر مشهور، لكنه في الحديث ضعف من قبل حفظه، تاريخ بغداد 2/ 398، غاية النهاية 2/ 224.
(4) أحمد بن الحسن بن علي، أبو علي البغدادي، من كبار أصحاب الكسائي الصغير في القراءة، وأمهرهم، وفي الحديث منكر الحديث. غاية 2/ 228، تاريخ بغداد 3/ 160.
جعفر بن محمد بن أبي عثمان، أبو الفضل، الطيالسي، ثقة ثبت، مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 7/ 188. وهذا الإسناد صحيح.(1/210)
355 - حدّثنا محمد بن خليفة بن عبد الجبّار الإمام، قال: نا محمد بن الحسين قال: حدّثنا العباس بن يوسف قال: نا إسحاق بن الجراح قال خلف بن تميم: مات أبي وعليه دين فأتيت حمزة الزيّات فسألته أن يكلّم صاحب الدّين أن يضع عن أبي من دينه شيئا، فقال لي حمزة: ويحك إنه يقرأ عليّ القرآن وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ عليّ الماء (1).
356 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: وحدّثني علي بن الحسين (2) قال: سمعت محمد بن الهيثم، يقول: حدّثني عبد الرحمن بن [أبي] (3)
حمّاد، قال: سمعت حمزة يقول: إن لهذا التحقيق (4) منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا
__________
(1) محمد بن خليفة بن عبد الجبار، أبو عبد الله، الأندلسي، استكثر من محمد بن الحسين الآجري، فسمع منه كتبا جمة من تواليفه. رواها عنه أبو عمر بن عبد البر، وأخبرنا بها عنه، وقال أبو عمر: كان رجلا صالحا مما يتبرك به. جذوة المقتبس / 54.
العباس بن يوسف، أبو الفضل، الشكلي كان صالحا متنسكا، مات سنة أربع عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 12/ 153. وحيث إن هذه الرواية في الورع فهي مما يهتم به، ويحسن حفظه.
إسحاق بن الجراح، صدوق، من الحادية عشرة. التقريب 1/ 56، تهذيب الكمال 1/ 83.
والإسناد حسن.
(2) كذا في ت، م. وتقدم اسمه في الفقرة / 343 (علي بن الحسن): ولم أجد ترجمته.
(3) زيادة من السبعة / 76. وصدر الإسناد قبله تقدم في الفقرة / 343.
(4) قال ابن الجزري في النشر (1/ 205): وهو عندهم عبارة عن إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد، وتحقيق الهمزة، وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار، والتشديدات، وتوفية الغنات، وتفكيك الحروف، وهو بيانها وإخراج بعضها من بعض بالسكت، والترسل، واليسر، والتؤدة، وملاحظة الجائز من الوقوف، ولا يكون معه قصر ولا اختلاس، ولا إسكان محرك، ولا إدغامه.
فالتحقيق يكون لرياضة الألسن، وتقويم الألفاظ، وإقامة القراءة بغاية الترتيل، وهو الذي يستحسن ويستحب الأخذ به على المتعلمين، من غير أن يتجاوز فيه إلى الإفراط من تحريك السواكن، وتوليد الحروف من الحركات، وتكرير الراءات، وتطنين النونات، بالمبالغة في الغنات، ا. هـ.
هذا، وقد أخطأ محقق السبعة في تعريف التحقيق حيث قال: يريد تحقيق الهمزة والنطق بها واضحا، وهو ضد التسهيل، على نحو ما يقال في سأل سال بدون همزة، انظر السبعة / 76.(1/211)
مثل البياض له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار (1) برصا ومثل الجعودة لها منتهى تنتهي إليه، فإذا زادت صارت قططا (2).
357 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الباقي بن الحسن، قال: لمّا توفي عاصم قيل لأبي بكر بن عيّاش: اجمع الناس على قراءة عاصم وانصب نفسك للأخذ عليهم، فامتنع من ذلك فرجع الناس إلى قراءة حمزة فاشتهرت له الإمامة بالكوفة بعد، وأقرأ حمزة (3) من سنة ثلاثين ومائة وتوفي سنة ست وخمسين ومائة.
358 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أبي الدنيا، قال: حدّثني محمد بن نصر البجلي (4) المقرئ، قال: مات حمزة سنة ست وخمسين ومائة (5).
359 - قال أبو عمرو: مات بحلوان في خلافة أبي جعفر المنصور والله أعلم (6).
__________
(1) سقطت (صار) من م.
(2) الرواية في السبعة / 76به مثلها.
(3) في ت، م: (وقرأ عاصم). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) بفتح الباء والجيم نسبة إلى بجيلة بفتح فكسر، وهي أم والد أنمار بن أراش. انظر المغني / 45.
(5) محمد بن نصر بن حماد، البجلي، مقرئ متصدر، ورجح الخطيب أن اسمه أحمد بن نصر بن حماد، أبو جعفر، مات سنة سبعين ومائتين. تاريخ بغداد / 180، 3/ 323، غاية النهاية 2/ 269، وصدر الإسناد قبله تقدم في الفقرة / 388. وهذا الإسناد صحيح. والرواية في السبعة / 77به مثلها.
(6) قال ابن سعد في الطبقات (6/ 385)، وابن قتيبة في المعارف / 529: مات حمزة بحلوان سنة ست وخمسين ومائة، في خلافة أبي جعفر.(1/212)
ذكر راويه
360 - وهو سليم بن عيسى (1) الحنفي (2) الكوفي مولى تيم (3) بن ثعلبة بن ربيعة يكنى أبا عيسى، وقيل: أبا محمد نسبه البخاري (4).
361 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن الهيثم، قال: نا روح بن الفرج، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الملك، قال: كنّا نقرأ على حمزة ونحن شباب فإذا جاء سليم قال لنا حمزة: تحفّظوا وتثبّتوا قد جاء سليم (5).
362 - حدّثنا ابن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا أحمد بن محمد الجوهري، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا خلف، قال: قرأت على سليم الكوفي مرارا وسمعت سليمان يقول: قرأت القرآن على حمزة عشر مرّات. قال خلف:
ولم يخالف سليم حمزة في شيء من قراءته (6).
__________
(1) ترجمته في التاريخ الكبير 4/ 127، معرفة القراء 1/ 115، غاية النهاية 1/ 318، ميزان الاعتدال 2/ 231. وقال: إمام في القراءة.
(2) مولاهم. غاية النهاية 1/ 318، معرفة القراء 1/ 115.
(3) في ت، م: (الهيثم). وهو خطأ. والتصحيح من التاريخ الكبير للبخاري، وانظر معجم قبائل العرب 1/ 139.
(4) التاريخ الكبير 4/ 127.
(5) محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح، أبو الحسن، المصري، يعرف بفروجة، شيخ ثقة حافظ، نزل بغداد وحدث بها. تاريخ بغداد 1/ 370، غاية 2/ 90.
يحيى بن عبد الملك بن حميد، الكوفي، صدوق، له أفراد، مات سنة بضع وثمانين ومائة.
التقريب 2/ 353، تهذيب الكمال 32/ 1510.
وسائر رجال الإسناد تقدمت تراجمهم، والإسناد ضعيف.
ومتن الرواية في معرفة القراءة 1/ 115، وغاية النهاية 1/ 319.
(6) ابن جعفر اسمه عبد العزيز وأبوه طاهر اسمه عبد الواحد بن عمر. أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو بكر الجوهري، ذكر ابن الثلاج أنه سمع منه سنة ثلاث وثلاثين أي وثلاث مائة. انظر تاريخ بغداد 5/ 44.
ومتن الرواية في معرفة القراءة 1/ 116، دون قوله ولم يخالف الخ.(1/213)
363 - قال أبو هشام الرفاعي: مات سليم سنة تسع وثمانين ومائة (1).
364 - قال هارون بن حاتم: سألت سليما متى ولدت؟ قال: سنة تسع عشرة ومائة.
قال هارون: ومات سنة ثمان وثمانين ومائة (2).
365 - قال أبو عمرو: ولنذكر أصحاب سليم الخمسة الذين قرأنا لهم: خلف وخلّاد والدوري ورجاء وابن سعدان وما بلغنا من وفاة بعضهم وأخبارهم.
366 - فأما خلف (3) فهو خلف بن هشام بن ثعلب بن طالب البزّار (4) من أهل فم الصّلح (5)، يكنى أبا محمد.
367 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: ورفع إليّ قاسم المطرّز كتابا من حديثه حدّثنا ابن أبي الدنيا قال: سمعت خلفا البزار يقول:
قدمت الكوفة على أن أقرأ على أبي بكر فلقيت أبا شهاب (6) فقال: أنا أكلّمه حتى يأخذ عليك، قال: فقال لي: قد لقيته فاذهب إليه، فلما ذهبت إليه وقفت بين يديه قال:
فقال لي: عليك عليك عليك، قال: فتنحّيت من بين يديه ورحت إلى أبي شهاب، قال: فقلت: قال لي: عليك عليك عليك ازدراء. قال: مرّ أنا أكلّمه حتى يأخذ عليك، قال: فقلت: والله لا رجعت إلى إنسان ازدراني ولا قرأت عليه أبدا، قال: ثم ذهبت
__________
(1) قال ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 319، توفي سنة ثمان وثمانين، وقيل سنة تسع وثمانين ومائة. وقال ابن سعدان، سنة مائتين.
ونقل في معرفة القراءة 1/ 116قول أبي هشام الرفاعي.
(2) في ت، م: (سنة ثمانين). وهو خطأ والتصحيح من معرفة القراءة 1/ 116.
(3) ترجمته في التاريخ الكبير 3/ 196، المعارف / 531الجرح والتعديل 3/ 372.
الكاشف 1/ 282، معرفة القراءة 1/ 171، تهذيب الكمال 1/ 376، تاريخ بغداد 8/ 322، غاية النهاية 1/ 272. تهذيب التهذيب 3/ 156، التقريب 1/ 226، وقال ثقة.
(4) بفتح الباء، وتشديد الزاي اسم لمن يخرج الدهن من البزور، أو يبيعه. الأنساب ل 78/ و.
(5) الصلح بالكسر ثم السكون كورة فوق واسط، لها نهر يستمد من دجلة على الجانب الشرقي يسمى فم الصلح. مراصد الاطلاع 2/ 849.
(6) أبو شهاب هو عبد ربه بن نافع، نزيل المدائن، صدوق يهم، مات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة. التقريب 1/ 471، تهذيب الكمال 2/ 771.
وصدر الإسناد قبل ابن أبي الدنيا تقدم في الفقرة / 300. وهذا الإسناد صحيح.(1/214)
إلى يحيى فأخذت القراءة عنه وهو حيّ (1).
368 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا ابن أبي خيثمة، قال خلف بن هشام: أبو محمد البزار المقري مات سنة تسع وعشرين ومائتين (2).
369 - وقال موسى (3) بن هارون: مات في جمادى الآخرة (4) وكان مختفيا أيام الجهميّة (5).
370 - وأما خلّاد (6) فهو خلّاد بن خالد ويقال خليد ويقال عيسى بن الشيباني الصيرفي الكوفي يكنى أبا عيسى. قال يزيد الحلواني: قرأت على خلّاد بن خالد الصيرفي، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: خلّاد بن خالد الشيباني أبو عيسى المقري (7).
371 - أخبرنا عبد الملك بن الحسين، قال: حدّثنا أبو بكر الجوزقي قال: حدّثنا مكّي بن عبدان، قال: حدّثنا مسلم بن الحجّاج، قال أبو عيسى: خلّاد بن عيسى القاري سمع سليما صاحب حمزة (8).
__________
(1) ذكر الخطيب بإسناده في تاريخ بغداد (8/ 323) قصة تختلف عن هذه في سياقها، لكن المغزى واحد، وسياق المؤلف ذكره السخاوي في جمال القراء ل 169/ و.
(2) انظر تاريخ بغداد (8/ 328)، فقد صوب هذا التاريخ، ورواه عن البغوي بأسانيد مختلفة، وإسناد المؤلف تقدم في الفقرة / 117، وهو إسناد صحيح.
(3) موسى بن هارون بن عبد الله، ثقة حافظ، كبير، بغدادي، مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
التقريب 2/ 289، تذكرة الحفاظ 2/ 669.
(4) قال الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 328): ذكر موسى بن هارون أنه مات يوم السبت السابع من جمادى الآخرة.
(5) أتباع جهم بن صفوان السمرقندي، الضال المبتدع، قال الذهبي: هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئا، لكنه زرع شرا كبيرا. ميزان الاعتدال 1/ 426.
(6) ترجمته في التاريخ الكبير 3/ 189، الجرح والتعديل 3/ 368، وقال: سئل أبي عنه، فقال:
صدوق.
معرفة القراء 1/ 173، غاية النهاية 1/ 274.
(7) الجرح والتعديل 3/ 368.
(8) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 258. وهو إسناد حسن.(1/215)
372 - وقال البخاري (1): أبو عيسى خلّاد القاري الكوفي مات سنة عشرين ومائتين.
373 - وأما الدّوري (2) فهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي الدّوري البغدادي النحوي، والدّور موضع ببغداد، يكنى أبا عمر.
374 - حدّثنا بنسبه فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسين عن زيد بن [أبي بلال] (3) عن أحمد بن فرج (4).
375 - ذهب بصره قبل وفاته وتوفي في حدود سنة خمسين ومائتين (5).
376 - وأما رجاء (6) فهو رجاء بن عيسى بن حاتم الجوهري الكوفي ويكنى أبا المستنير.
377 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن الحسن، قال: قرأت على أبي بكر الأدميّ وقال: قرأت على أبي أيوب الضّبّي، وقال أبو أيّوب: قرأت على رجاء بن عيسى بن رجاء الجوهري، وكان يكنى أبا المستنير (7).
__________
(1) التاريخ الكبير 3/ 189.
(2) ترجمته في الجرح والتعديل 3/ 183، قال أبو حاتم: صدوق.
تاريخ بغداد 8/ 203، تهذيب الكمال 1/ 304، معرفة القراء 1/ 157، الكاشف 1/ 242، غاية النهاية 1/ 255، تهذيب التهذيب 2/ 408، التقريب 1/ 187، وقال لا بأس به.
(3) في ت، م: (زيد بن ثابت). وهو سبق قلم من الناسخ. وسيأتي السند على الصواب في الفقرة 388.
(4) زيد بن أبي بلال هو زيد بن علي بن أحمد، أبو القاسم، الكوفي، شيخ العراق، إمام حاذق ثقة، مات سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 298، معرفة القراء 1/ 253، والإسناد صحيح.
(5) روى الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 203) بسنده إلى عبد الله بن محمد البغوي قال: سنة ست وأربعين يعني ومائتين فيها مات أبو عمر الدوري، في شوال.
(6) ترجمته في غاية النهاية (1/ 283)، وقال: مصدر مقرئ مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين ببغداد. وقال في (1/ 14): أثبت أصحاب إبراهيم بن زربي.
(7) أبو بكر، هو أحمد بن محمد بن إسماعيل البغدادي، حاذق، مات سنة سبع وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 4/ 389، غاية النهاية 1/ 106. والأدمي بفتح الهمزة والدال نسبة إلى بيع الأدم. الأنساب ل 23/ و.(1/216)
378 - وقال أبو أيوب: كنت أسأل أبا المستنير عند ختمي عليه القرآن: هذا التحقيق عن من رويته؟ فقال: هذا قرأته على إبراهيم بن زربي، وأخبرني إبراهيم أنه قرأ هكذا على سليم.
379 - وأما ابن سعدان (1) فهو محمد بن سعدان النحوي الكوفي الضرير صاحب الكسائي والفرّاء (2)، يكنى أبا جعفر.
380 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد وابن الأنباري، قالا: حدّثنا محمد بن يحيى، قال: حدّثنا أبو جعفر الضرير محمد بن سعدان (3).
381 - قال محمد بن الحسن النقّاش: مات ابن سعدان يوم الأضحى سنة إحدى وثلاثين ومائتين (4).
ذكر الكسائي الكوفي
382 - وهو عليّ بن حمزة (5) النحوي مولى بني أسد يكنى أبا الحسن، وقيل له:
الكسائي لأنه أحرم في كسا (6).
383 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: وكان عليّ بن
__________
أبو أيوب الضبي هو سليمان بن يحيى بن الوليد البغدادي، ثقة، مات سنة إحدى وتسعين ومائتين، تاريخ بغداد 9/ 60، غاية النهاية 1/ 317. والإسناد صحيح.
(1) ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 324، قال: وكان ثقة. معرفة القراء 1/ 177، غاية النهاية 2/ 143.
(2) هو يحيى بن زياد بن عبد الله، أبو زكريا، الكوفي، ثقة، شيخ النحاة، مات سنة سبع ومائتين. تاريخ بغداد 14/ 149، وغاية النهاية 2/ 371.
(3) محمد بن يحيى بن سليمان، أبو بكر، المروزي، ثقة، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين.
تاريخ بغداد 3/ 422، غاية النهاية 2/ 276. وهذا الإسناد صحيح.
(4) وكذا نقل الخطيب عن ابن عرفة تاريخ وفاته. تاريخ بغداد 5/ 324.
(5) ترجمته في التاريخ الكبير 6/ 285، المعارف / 545، الجرح والتعديل 6/ 182، تاريخ بغداد 11/ 402، معرفة القراء 1/ 100، غاية النهاية 1/ 535. سير أعلام النبلاء 9/ 131، تهذيب التهذيب 7/ 313.
(6) روى الخطيب بسنده عن عبد الرحيم بن موسى قال: قلت للكسائي لم سميت الكسائي؟
قال: لأني أحرمت في كساء. وقد رويت أقوال أخرى في ذلك. انظر جمال القراء ل 175/ و، تاريخ بغداد 11/ 404، الأنساب ل 482/ ظ.(1/217)
حمزة قرأ على حمزة ونظر في وجوه القراءات، وكانت العربية عمله وصناعته، فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة من أثر من تقدّم (1) من الأئمة، وكان إمام الناس في عصره في القراءة وكان يأخذ الناس عنه ألفاظه بقراءته عليهم (2).
384 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال:
حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلّام (3)، قال: فأمّا الكسائي، فإنه كان يتخيّر القراءات، فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا.
385 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن القاسم البزّي، قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم (4)، قال: سمعت الكسائي وهو يقرأ على الناس القرآن مرتين، قال (5): وقال خلف: وكنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم.
386 - حدّثنا فارس بن أحمد (6) [حدثنا محمد بن أحمد] قال: حدّثنا أحمد بن محمد الرازي قال: حدّثنا الفضل بن شاذان قال: حدّثني أحمد البغدادي (7) قال: رأيت الكسائي يعدّ الآي ويحلّق عند العشر بيمينه في قراءته على الناس.
__________
(1) في السبعة (عن آثار).
(2) انظر السبعة / 78.
(3) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 37، وهو إسناد صحيح.
(4) أحمد بن القاسم بن محمد، أبو الحسن، البرتي، ثقة، مات سنة ست وتسعين، ومائتين تاريخ بغداد 4/ 350.
والبرتي بكسر الباء وسكون الراء نسبة إلى برت مدينة بنواحي بغداد. الأنساب ل 71/ ظ.
إسحاق بن إبراهيم بن كامجر، ويقال له إسحاق بن أبي إسرائيل، ثقة، مات سنة ست وأربعين ومائتين. تاريخ بغداد 6/ 356.
والإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 78به مثلها.
(5) القائل هو ابن مجاهد، كما يؤخذ من سياق السبعة.
(6) سقط من ت، م. والتصحيح من الفقرة / 1065.
(7) محمد بن أحمد بن إبراهيم، الشنبوذي، أبو الفرج، البغدادي، من أئمة القراءات مات سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. غاية 2/ 50.
أحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب، أبو بكر الرازي مقرئ مشهور ضابط، مات سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. غاية 1/ 123.(1/218)
387 - حدّثنا الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا أحمد بن فرح، قال:
سمعت محمد بن أبي عمر الدّوري يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: ما رأيت بعينيّ هاتين أصدق لهجة من الكسائي (1).
388 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني ابن أبي الدنيا، قال: حدّثنا محمد بن خالد (2) المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن صالح العجلي عن الكسائي، قال: قال لي هارون أمير المؤمنين: أقرئ محمدا قراءة حمزة، فقلت:
هو أستاذي يا أمير المؤمنين (3).
389 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن قال: حدّثنا زيد ابن عليّ قال: حدّثنا أحمد بن فرح قال: حدّثنا أبو عمر الدّوري قال: سمعت الكسائي يقول: من علامة الأستاذية ترك الهمز في المحاريب (4).
390 - حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا أحمد ابن زهير [16/ ظ] قال: حدّثنا محمد بن يزيد قال: سمعت الكسائي يقول: ما رأيت أحدا يروي الحروف إلا وهو يخطئ فيها إلا ابن عيينة وكان شعبة كثير الخطأ فيها (5).
__________
الفضل بن شاذان بن عيسى، الرازي، أبو العباس، إمام كبير ثقة، مات في حدود التسعين ومائتين. غاية 2/ 10.
أحمد بن الصباح بن أبي سريح، أبو جعفر، الرازي، البغدادي، ثقة حافظ، له غرائب، ما سنة أربعين ومائتين. التقريب 1/ 17، غاية 1/ 63، والإسناد صحيح.
(1) صدر الإسناد قبل الدوري تقدم في الفقرة / 352.
محمد بن حفص بن عمر، أبو جعفر، الأزدي، البغدادي، الدوري، أخذ القراء عن أبيه، وحدث أبوه عنه. تاريخ بغداد 2/ 284، غاية النهاية 2/ 134. ومتن الرواية في جمال القراء ل 174/ و.
(2) في ت، م: (محمد بن خلف). وهو خطأ. والتصحيح من السبعة وغاية النهاية.
(3) محمد بن خالد الأصبهاني، قال الداني: مقرئ متصدر، روى عن عبد الله بن صالح العجلي عن الكسائي، روى عنه عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا. غاية 2/ 136.
عبد الله بن صالح بن مسلم، العجلي، ثقة، مات في حدود العشرين ومائتين. التقريب 1/ 423، غاية النهاية 1/ 423. ومحمد هو الأمين ولد الرشيد. وهذا الإسناد إلى الدوري تقدم في الفقرة / 374، وهذا الإسناد صحيح.
(4) الإسناد إلى الدوري تقدم في الفقرة / 374، وهذا الإسناد صحيح.
(5) صدر الإسناد قبل الكسائي تقدم في الفقرة / 296. وسفيان بن عيينة تقدم. وكذا شعبة بن الحجاج. والإسناد صحيح.(1/219)
391 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد قال: حدّثنا محمد بن حامد المقرئ قال: حدّثنا محمد بن الجهم قال: حدّثنا الفرّاء [قال] (1) وحدّثني الكسائي وكان والله صدوقا (2).
392 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أحمد بن عبيد الله قال: حدّثني الحسن بن العباس قال: سمعت أحمد بن أبي سريج يقول: سمعت أبا المعافى وكان عالما بالقرآن والحروف يقول: الكسائي القاضي على أهل زمانه (3).
393 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين قال: حدّثنا ابن شنبوذ قال: حدثني إدريس بن عبد الكريم، قال: حدثني أبو توبة قال: قال الكسائيّ عليّ بن حمزة (4): قرأ عليّ المأمون فلمّا بلغ سورة الأنبياء قال: {وحرم على قرية
[الأنبياء: 95]} [5]، فقلت: {وحرّم فقال لي} [6]: من قرأ بهذا؟ فقلت: ابن عمّك ابن عبّاس (7). قال: لو كنت في زمنه ما ودعته يقرأ كذلك، أفله مخرج في كلام العرب؟
قلت: نعم وجيّد. قال: أفله شاهد في الشعر؟ قلت: نعم وأنشدته:
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) صدر الإسناد قبل الفراء تقدم في الفقرة / 125. وهذا الإسناد صحيح. ومتن الرواية في جمال القراء ل 174/ و.
(3) أحمد بن عبيد الله المخزومي، روى القراءة عن الحسن بن العباس، روى القراءة عنه عبد الواحد ابن عمر. غاية النهاية 1/ 79.
الحسن بن العباس هو ابن أبي مهران، تقدم.
أحمد بن الصباح بن أبي سريج، وأبو المعافى: بريد بن عبد الواحد تقدما.
(4) محمد بن أحمد بن أيوب، أبو الحسن، المعروف بابن شنبوذ، ثقة، مات سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة. غاية النهاية 2/ 52، معرفة القراء 1/ 221.
إدريس بن عبد الكريم الحداد أبو الحسن، البغدادي، إمام ضابط، ثقة. مات سنة اثنتين وتسعين ومائة. معرفة القراء 1/ 204، غاية النهاية 1/ 154.
أبو توبة هو ميمون بن حفص، تقدم. وهذا الإسناد صحيح.
(5) انظر الخلاف فيها في النشر 2/ 324.
(6) سقطت (لي) من م.
(7) انظر فتح القدير للشوكاني 3/ 426.(1/220)
إن تدع ميتا لا يجبك بحيلة ... وحرم على من مات أن يتكلّما (1).
394 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: توفي الكسائي برنبويه (2) في قرية من قرى الريّ سنة تسع وثمانين ومائة (3).
395 - قال أبو عمرو: وكذا قال البخاري في موته (4) وكان قد خرج مع الرشيد إلى الريّ في خرجته الأولى فمات هناك في السنة التي مات فيها محمد بن الحسن الفقيه (5).
396 - فحدّثني عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: حدّثني أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي (6)، قال: خرج الكسائي ومحمد بن الحسن الفقيه مع الرشيد إلى خراسان فماتا (7) في الطريق، ورثاهما أبو محمد اليزيدي (8) فقال:
397 - أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد (9)
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائيّ بعده ... وكادت بي الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كل عيش ولذّة ... وأرّق (10) عيني والعيون هجود
__________
(1) هذا البيت لم أظفر بقائله.
(2) كذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان (3/ 73) بقوله: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم باء موحدة وبعد الواو مثناة من تحت مفتوحة.
وفي م: (ابن بوية) وهو خطا واضح.
(3) السبعة / 78.
(4) انظر التاريخ الكبير 6/ 268.
(5) انظر المعارف / 545.
(6) الحسن بن عبد الله بن الفيروزان، القاضي، النحوي، كان زاهدا عفيفا، مات سنة ثمان وستين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 7/ 341، غاية النهاية 1/ 218.
والسيرافي بكسر السين نسبة إلى سيراف من بلاد فارس. الأنساب ل 322/ و.
(7) في ت، م: (فمات) وهو خطأ لا يستقيم به السياق. والتصحيح من معرفة القراء 1/ 106.
(8) هو يحيى بن المبارك تقدم.
(9) أي مريض. انظر لسان العرب 4/ 296.
(10) في م: (ولذة عيني) بدل (وأرق عيني) وما أثبته هو الذي في ت، وتاريخ بغداد، ومعرفة القراء، ومعجم الأدباء.(1/221)
هما عالمانا (1) أوديا وتخرّما (2) ... فما لهما في العالمين نديد (3).
398 - قال أبو عمرو: وقيل: مات الكسائي وله من العمر نحو من الستين سنة (4).
ذكر رواته
399 - فأما الدّوري: فهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الضرير الأزدي النحوي صاحب سليم [و] (5) اليزيدي يكنى أبا عمر.
400 - وأمّا أبو الحارث (6) فهو الليث بن خالد (7) البغدادي.
401 - وأما نصير (8) فهو نصير بن يوسف بن أبي نصير النحوي الرازي يكنى أبا المنذر.
402 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثنا أبو بكر قال: حدّثنا الحسين بن علي بن حمّاد قال: حدّثنا محمد بن إدريس قال:
حدّثنا نصير بن أبي نصير أبو المنذر النحوي (9).
__________
(1) في م: علمان. وهو خطأ.
(2) في ت، وتصرما.
(3) الأبيات ذكرها الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 182)، و (11/ 413) مع إضافة بيتين في أولها. وهي في معرفة القراء 1/ 106، ومعجم الأدباء 13/ 202.
(4) قال الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 414): ويقال إن عمره بلغ سبعين سنة.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) ترجمته في تاريخ بغداد 13/ 16، معرفة القراء 1/ 173، غاية النهاية 2/ 34. وقال: ثقة معروف، حاذق، ضابط، ثم قال: مات سنة أربعين ومائتين.
(7) في ت، م: (خلف) وهو خطأ.
(8) ترجمته في معرفة القراء 1/ 175، وغاية النهاية 2/ 340، وقال: أستاذ، كامل، ثقة. ثم قال:
مات في حدود الأربعين ومائتين.
(9) صدر الإسناد قبل حسين تقدم في الفقرة / 143.
حسين بن علي بن حماد بن مهران، أبو عبد الله، الرازي، ثبت محقق. توفي في حدود سنة ثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 244.(1/222)
403 - وأما الشّيزري (1) فهو عيسى بن سليمان الحجازي يكنى أبا موسى.
404 - وأما قتيبة (2): فهو قتيبة بن مهران الأزاذاني (3) يكنى أبا عبد الرحمن.
405 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد البزار. قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن سلمويه قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عقيل بن يحيى الطّهراني (4) يقول: سمعت قتيبة يقول: قرأت على الكسائي وقرأ عليّ الكسائي، وكان
__________
محمد بن إدريس الرازي، تقدم في الفقرة / 30. وهذا الإسناد صحيح.
(1) ترجمته في غاية النهاية 1/ 608، وقال: مقرئ، عالم، نحوي، معروف، ثم قال: قال القاضي أسعد اليزدي: كان من قدماء أصحاب الكسائي، وكان نحويا عالما بوجوه القراءات، وكان محدثا أيضا.
(2) ترجمته في الجرح والتعديل 7/ 140، لسان الميزان 4/ 470وقال: وهو مشهور، ذكر أخبار أصفهان لأبي نعيم 2/ 164، معرفة القراء 1/ 174، غاية النهاية 2/ 26، وقال: إمام مقرئ صالح ثقة. ثم أرخ وفاته بعد المائتين بقليل.
(3) الأزاذاني نسبة إلى قرية في أصبهان. غاية النهاية 2/ 26.
(4) عبد الله بن أحمد بن علي، أبو القاسم، البزاز، البغدادي، نزيل مصر، ثقة، مات سنة تسعين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 9/ 395، غاية النهاية 1/ 407.
إسماعيل بن شعيب، أبو علي، النهاوندي، مقرئ مصدر، مشهور، فقيه، مات سنة خمسين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 164، تاريخ بغداد 6/ 306.
أحمد بن محمد بن سلمويه، بالسكون، أبو علي، الأصبهاني، مقرئ، حاذق، ضابط، مات سنة ست وثلاثين وثلاث مائة. غاية النهاية 1/ 116.
إسحاق بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، أبو يعقوب الأصبهاني، كان من أهل بيت الحديث والرواية، توفي سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة. تاريخ أصبهان 1/ 221، غاية النهاية 1/ 157.
محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، أبو عبد الله، الاصبهاني، الحافظ الكبير، توفي سنة إحدى وثلاث مائة. تاريخ أصبهان 2/ 222، غاية النهاية 2/ 98. وأرخ وفاته في غاية النهاية سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. ولعله خطأ من النساخ.
عقيل بن يحيى بن الأسود، أبو صالح، ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه السمعاني، توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين. تاريخ أصبهان 2/ 144، غاية النهاية 1/ 514.
لسان الميزان 4/ 180. والطهراني بكسر الطاء وسكون الهاء نسبة إلى طهران، وهي قرية كبيرة على باب أصفهان. الأنساب ل 374/ و. وهذا الإسناد حسن.
وقوله قرأ علي الكسائي، أي قراءة أهل المدينة، كما في غاية النهاية 2/ 26.(1/223)
من جلّة (1) أصحابه جليلا قديما شاركه في عامة رجاله، وصحبه خمسين سنة، وروى عن رجال الكسائي.
406 - قال أبو عمرو: هذه جملة كافية ونبذة مقنعة من أخبار أئمة القراءات والناقلين عنهم وما ينضاف إلى ذلك من معرفة أسمائهم وأنسابهم وكناهم وموتهم وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب ذكر تسمية [17/ و] أئمة القراء (2) الذين نقلوا عنهم القراءة وأدّوها إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر رجال نافع
407 - رجال نافع الذين سمّاهم خمسة: أبو جعفر يزيد (3) بن القعقاع القارئ مولى عبد الله (4) بن عبّاس بن أبي ربيعة المخزومي، وأبو داود عبد الرحمن (5) بن هرمز الأعرج مولى محمد (6) بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو روح يزيد (7) بن رومان مولى (8) آل الزبير بن العوّام، وأبو عبد الله مسلم (9) بن جندب
__________
(1) قوله وكان من جلة أصحابه الخ، هو من قول عقيل بن يحيى، في وصف قتيبة بن مهران، كما في لسان الميزان 4/ 470.
(2) في م: (القراءات) وفي ت: (القراءة)، والصواب ما أثبته لأن القراء يعبرون عن الشيخ بالإمام. انظر فقرة م 462.
(3) المدني أحد القراء العشرة، تابعي كبير، مات سنة ثلاثين ومائة. معرفة 1/ 58، غاية 2/ 382.
(4) المكي ثم المدني، تابعي كبير، مات بعد سنة سبعين. معرفة 1/ 49، غاية 1/ 439.
(5) المدني، تابعي جليل، مات سنة سبع عشرة ومائة. معرفة 1/ 63، غاية 1/ 381.
(6) أبو حمزة، تابعي، روى عن عمر بن الخطاب، طبقات ابن سعد 5/ 20.
(7) المدني، فقيه، قارئ، محدث، مات سنة عشرين ومائة. معرفة 1/ 62، غاية 2/ 381.
(8) في ت، م: (مولى محمد الزبير). وليس في أولاد الزبير من يسمى محمدا. انظر طبقات ابن سعد 3/ 100. والتصحيح من طبقات خليفة / 260، وسبعة ابن مجاهد / 60.
(9) المدني، الهذلي مولاهم، تابعي مشهور، مات سنة ثلاثين ومائة معرفة 1/ 65، غاية 2/ 297.(1/224)
الهذلي القاضي، وشيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب القاضي، مولى أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
408 - وقرأ هؤلاء الخمسة على أبي هريرة وعبد الله بن عباس بن أبي ربيعة، وقرآ (1) على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
409 - حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا بكر ابن سهل، قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الرحمن (2) ح.
410 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا بكر بن سهل وعبد الجبار بن محمد، قالا: حدّثنا (3) عبد الصمد (4) ح.
411 - وحدّثنا محمد بن سعيد الإمام في كتابه، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن خالد، قال: حدّثنا أبي، قال (5): حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدّثنا عبد الصّمد (6) ح.
__________
(1) في ت، م: (قراءوا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) أحمد بن محمد بن عمر، أبو عبد الله تقدم.
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع، أبو العباس، المصري، مات بمصر سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 35، حسن المحاضرة 1/ 370.
بكر بن سهل بن إسماعيل، أبو محمد، الدمياطي، إمام مشهور من كبار أصحاب عبد الصمد العتقي، مات سنة تسع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 178. وهذا الإسناد صحيح لأنه من أسانيد التيسير في رواية ورش عن نافع.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) عبد الجبار بن محمد، المعلم، سكن أنطاكية، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عبد الصمد بن عبد الرحمن، غاية 1/ 358. وصدر الإسناد قبل بكر تقدم في الفقرة / 128. وهذا الإسناد صحيح من طريق بكر بن سهل، وحسن لغيره من طريق عبد الجبار بن محمد.
(5) في ت، م: (قالا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) محمد بن سعيد لم أجده.
محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد، يروي عن أبيه، روى عنه مسلمة بن محمد التبري شيخ من شيوخ أبي عمر بن عبد البر. جذوة المقتبس / 39. أبوه أحمد بن خالد بن يزيد، أبو عمر، حافظ علامة، شيخ الأندلس، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 715.
إبراهيم بن محمد بن بازي، أبو إسحاق، الأندلسي، ثقة، مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
غاية 1/ 23.(1/225)
412 - وحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدّثنا أبو بكر بن سيف، قال: [نا] (1) يوسف (2) ح.
413 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عمر بن محمد الإمام، قال: حدّثنا أحمد بن زكريا قال: حدّثنا عبيد بن محمد قال: حدّثنا داود بن أبي طيبة (3).
414 - قالوا: حدّثنا عثمان بن سعيد ورش عن نافع، ورجال نافع: عبد الرحمن الأعرج، وأبو جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، وعبد الرحمن بن القاسم وهو عبد الرحمن (4) بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
415 - وقد تابعه (5) على ذكره في رجال نافع أحمد بن جبير عن إسحاق المسيّبي، وزاد ابن جبير أيضا فيهم محمد بن شهاب الزهري.
416 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا خلف عن إسحاق (6) عن نافع.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) إبراهيم بن محمد بن مروان، أبو إسحاق المصري، ضابط ماهر عارف بقراءة ورش، قرأ على ابن سيف سنة ثمان وتسعين ومائتين. غاية 1/ 26.
ابن سيف هو عبد الله بن مالك بن عبد الله، المصري، مقرئ، مصدر، محدث إمام ثقة، مات سنة سبع وثلاث مائة. غاية 1/ 445، معرفة 1/ 188.
ويوسف هو ابن عمرو أبو يعقوب الأزرق تقدم. وهذا الإسناد صحيح.
(3) عمر بن محمد بن عراك، أبو حفص، المصري، الإمام، أستاذ في قراءة ورش، مات سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. غاية 1/ 597، حسن المحاضرة 1/ 490.
أحمد بن محمد بن يحيى بن زكريا، أبو الحسين، المصري المعروف بابن بلغارية، روى القراءة عن عبيد بن محمد صاحب داود بن أبي طيبة. غاية 1/ 133.
عبيد بن محمد بن موسى، أبو القاسم، المصري، مات سنة أربع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 497، وداود تقدم. وهذا الإسناد حسن لغيره.
(4) أبو محمد، المدني، ثقة جليل، مات سنة ست وعشرين. التقريب 1/ 495.
(5) أي تابع ورشا على ذكر عبد الرحمن بن القاسم في رجال نافع أحمد بن جبير.
(6) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 174. وهو إسناد صحيح.(1/226)
417 - قال (1): وسمعت نافعا يقول: أدركت أئمة بالمدينة يقتدى بهم منهم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح، وأبو جعفر بن يزيد بن القعقاع، ومسلم بن جندب، وأناسا لم يكتبهم إسحاق، قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم أخذت به وما شذّ فيه واحد تركته حتى ألّفت هذه القراءة في هذه الحروف التي اجتمعوا عليها.
418 - لم يذكر ابن ذكوان (2) في حديثه يزيد بن رومان.
419 - حدّثنا أحمد بن محفوظ القاضي، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن منير، قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني، قال: حدّثنا هارون بن موسى الفروي، قال:
حدّثنا قالون أن محمد بن إسحاق بن محمد المسيّبي حدّثه أن نافع بن أبي نعيم (3)
القارئ أخبره أنه قرأ هذه القراءة على عدة من التابعين: أبو جعفر القارئ ويزيد بن رومان وشيبة بن نصاح وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وجماعة، فكل ما اجتمع له اثنان على حرف من هذه القراءة أثبته وقرأته (4).
420 - لم يذكر الفروي في حديثه مسلم بن جندب، وقال: إنّ محمد بن إسحاق سمعه (5) من نافع، وإنما سمعه (6) من أبيه إسحاق عن نافع وعن إسحاق نفسه رواه قالون فغلط عليه الفرويّ أو (7) عبد الله بن عيسى فذكر ابنه محمدا.
421 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الفرج، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع أنه قال: أدركت هؤلاء الخمسة وغيرهم ممّن سمّى ولم يحفظ أبي أسماءهم. قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم، فأخذته وما شذّ فيه واحد تركته حتى ألّفت هذه القراءة في هذه الحروف (8).
__________
(1) القائل هو إسحاق المسيبي.
(2) لم يقدم الداني ذكر ابن ذكوان في الإسناد، فلعل طريقه سقط من النساخ، وسيأتي ذكر إسناد ابن ذكوان في الفقرة / 627.
(3) صدر الإسناد قبل قالون تقدم في الفقرة / 164، وهذا الإسناد حسن.
(4) في م: وقرأه.
(5) في م: سمعته. وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) سقط من ت. وفي م: (وإنما سمعته من نافع) وهو تحريف.
(7) في ت، م: (أبو) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(8) (1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 157. وهو إسناد صحيح والرواية في السبعة / 61به مثلها.(1/227)
422 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا إبراهيم ابن عبد الرزاق قال: حدّثنا عثمان بن خرّزاذ قال: حدّثنا قالون قال: قرأ نافع على شيبة بن نصاح وأبي جعفر القارئ ومسلم بن جندب الهذلي ويزيد بن رومان، قال نافع: فنظرت فيما اجتمعوا عليه فأخذت به وما شذّ منهم تركته (1).
423 - لم يذكر ابن خرّزاذ في حديثه عبد الرحمن بن هرمز والخبر مرسل (2)
لأن قالون لم يسمعه من نافع كما تقدّم في خبر الفروي عنه.
424 - وكما حدّثونا عن محمد بن جعفر الفريابي قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق قال (3) قالون: أخبرني أصحابنا عن نافع (4) ولست أحفظ عنه أنه قال: أدركت بالمدينة أئمة يقتدى بهم في القراءة منهم عبد الرحمن بن هرمز وأبو جعفر القاري وشيبة بن نصاح ومسلم بن جندب ويزيد بن رومان وغيرهم، قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته وما شذّ عنه واحد (5) تركته حتى ألّفت هذه القراءة، قال قالون: وقد كان نافع يذكر هذا ولكني [لست] (6) أحفظه [عنه] (7).
425 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عمر بن محمد المقري، قال: حدّثنا أبو محمد الحسن بن أبي الحسن العسكريّ، قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن عمير، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، قال: قرأت على أبي التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على ورش التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على نافع التحقيق، قال:
وأخبرني نافع أنه قرأ [على] (8) الخمسة التحقيق، وأخبرني الخمسة أنهم قرءوا على
__________
(1) (2) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 128وهو إسناد رجاله ثقات غير أنه مرسل كما سيأتي، وحيث تبين أن الإرسال عن ثقة، فهو إسناد صحيح.
(2) (3) أي منقطع.
(3) (4) أي منقطع.
(4) (5) زيادة يقتضيها السياق.
(5) (6) محمد بن جعفر بن محمد المستفاض، أبو الحسن، الفريابي، البغدادي، ثقة، روى عنه الحروف عبد المنعم بن غلبون غاية 2/ 111تاريخ بغداد 2/ 141. والإسناد حسن لغيره.
(6) (7) في ت، م: (عنه). وهو خطأ لا يستقيم به السياق. وانظر الفقرة / 421.
(7) (8) زيادة يقتضيها السياق.
(8) (1) سقطت (على) من م. والخمسة هم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبو جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ويزيد بن رومان، ومسلم بن جندب. انظر النشر 1/ 207.(1/228)
عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة التحقيق، وأخبرهم عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة أنه قرأ على أبيّ بن كعب التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وقرأ النبيّ عليّ التحقيق (1).
426 - قال أبو عمرو: هذا الحديث غريب لا أعلمه يحفظ إلا من هذا الوجه، وهو مستقيم الإسناد (2).
427 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن صدقة، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد المدني، قال: حدّثنا عبيد بن ميمون التبان، قال: قال لي هارون بن زيد (3): قراءة من تقرأ؟ قلت: قراءة نافع بن أبي نعيم، قال (4): فعلى من قرأ نافع؟ قلت: أخبرنا نافع أنه قرأ على الأعرج، وأن الأعرج قال:
قرأت على أبي هريرة، وقال أبو هريرة: قرأت على أبيّ بن كعب، قال أبيّ: عرض عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، وقال: «أمرني جبريل عليه السلام أن أعرض عليك القرآن» (5).
__________
(1) (2) العسكري هو الحسن بن رشيق تقدم.
محمد بن الحسن بن عمير، روى القراءة عن عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، روى القراءة عنه الحسن بن أبي الحسن العسكري، غاية 2/ 118.
داود بن أبي طيبة، هارون بن يزيد تقدم.
(2) (3) أخرجه ابن الجرزي من طريق الداني به مثله، ومسلسلا بقراءة التحقيق من طريق الداني عن فارس بن أحمد عن عمر بن عراك عن حمدان بن عون عن إسماعيل النحاس، عن الأزرق، عن ورش به كالأول. غاية النهاية 2/ 332. وقال في النشر (1/ 206): وقال (أي الداني) في كتاب التجريد بعد إسناده هذا الحديث، هذا الخبر الوارد بتوقيت قراءة التحقيق من الأخبار الغريبة، والسنن العزيزة لا توجد روايته إلا عند المكثرين الباحثين، ولا يكتب إلا عن الحفاظ الماهرين، وهو أصل كبير في وجوب استعمال قراءة التحقيق، وتعلم الإتقان والتجويد لاتصال سنده، وعدالة نقلته، ولا أعلمه يأتي متصلا إلا من هذا الوجه اهـ.
(3) (4) في ت: (السب) بدل (زيد)، وفي م: (السيب). وفي السبعة / 55: (المسيب)، وكل ذلك خطأ لأنه لا يوجد من اسمه هارون بن المسيب، وإنما هو هارون بن زيد بن المهاجر مولى عبيد بن ميمون. انظر التاريخ الكبير 6/ 5.
(4) (5) في م: (قلت). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(5) (1) أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، أبو بكر، البغدادي، مشهور، ثقة، قرأ على إبراهيم بن محمد بن إسحاق صاحب قالون. غاية 1/ 119.
إبراهيم بن محمد بن إسحاق، المدني، قرأ على قالون، روى القراءة عنه أحمد بن محمد بن صدقة. غاية 1/ 23.
عبيد بن ميمون، أبو عباد، المدني، التبان، نزيل مصر، ذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة أربع ومائتين. تهذيب الكمال 2/ 896، غاية 1/ 497. والرواية في السبعة / 54به مثلها.
وحديث قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على أبيّ أخرجه البخاري في المناقب، باب مناقب أبي بن كعب، ومسلم في المسافرين باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه.(1/229)
428 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: معنى هذا الحديث عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بذلك العرض على أبيّ أن يتعلّم أبيّ منه القراءة وسنّته فيها وليكون عرض القرآن سنّة (1).
429 - حدّثنا ابن عفّان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: أخبرني مصعب، قال: شيبة بن نصاح وأبو جعفر يزيد بن القعقاع عنهما أخذ نافع بن أبي نعيم القراءة وعدد الآي (2).
430 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا المفضل بن محمد، قال: حدّثنا أبو جمّة محمد بن يوسف، قال: حدّثنا أبو قرّة، قال: سمعت نافعا يقول: قرأت على سبعين من التابعين (3).
431 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، قال: سمعت الحسين بن علي الصّدفي المقرئ بمصر، قال: سمعت أبا القاسم موّاسا يقول: أخبرني يوسف بن عمرو أن نافعا قرأ على صالح بن خوّات (4).
__________
(1) (2) الإسناد تقدم في الفقرة / 37، وهو إسناد صحيح، وقول أبي عبيد هذا في فضائل القرآن ص / 330.
(2) (3) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 160وهو إسناد صحيح.
(3) (4) المفضل بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد، المكي، ثقة، مات سنة ثمان وثلاث مائة. لسان الميزان 6/ 81، العقد الثمين 7/ 266، غاية 2/ 307.
محمد بن يوسف بن محمد، الزبيدي، أبو يوسف، يعرف بأبي جمة، روى الحروف سماعا عن أبي قرة، وعظم روايته عنه، غاية 2/ 287.
أبو قرة هو موسى بن طارق، اليماني، ثقة يغرب، من التاسعة، وقرة بضم القاف، التقريب 2/ 284، غاية 2/ 319. قال الداني: لا أعلم أحدا روى هذا اللفظ عن نافع غيره. أي غير أبي قرة. انظر غاية النهاية 2/ 319، والرواية في السبعة / 61به مثلها.
(4) (1) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن زيد، أبو جعفر، الأرزنائي، الأصبهاني ثم البغدادي، حافظ ثبت، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. وقيل سبع عشرة. تاريخ أصبهان لأبي نعيم 2/ 269، الأنساب ل 26/ و، غاية 2/ 166.
الحسين بن علي، الصدفي، المصري، مقرئ متصدر، غاية 1/ 247. والصدفي بفتح الصاد والدال نسبة إلى الصدف بكسر الدال، قبيلة من حمير نزلت مصر. الأنساب ل 350/ ظ.
مواس بن سهل تقدم، وكذا يوسف بن عمرو بن يسار.
صالح بن خوات بن جبير بن النعمان. الأنصاري، المدني، تابعي جليل، روى القراءة عن أبي هريرة، وهو من الطبقة الرابعة، التقريب 1/ 359، غاية 1/ 332. وخوات بفتح الخاء وتشديد الواو. كذا في التقريب. وهذا الإسناد صحيح. والرواية في السبعة / 61به مثلها.(1/230)
ذكر رجال ابن كثير
432 - ورجال ابن كثير ثلاثة أبو عبد الرحمن عبد الله بن السّائب بن أبي السائب المخزومي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو الحجاج مجاهد بن جبر ويقال: ابن جبير، مولى قيس (1) بن السّائب بن عويمر بن عابد بن عمران بن مخزوم المخزومي، ودرباس [-3] مولى عبد الله بن عبّاس (3)، وقرأ ابن عبّاس على أبيّ، وزيد بن ثابت وقرآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
433 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين ح.
434 - وأخبرنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قالا:
حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثني علي (4) بن أخي إبراهيم بن راشد، قال: حدّثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدّثنا محمد بن إدريس الشافعي، قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وقرأ إسماعيل على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير، وقرأ ابن كثير على عبد الله بن السّائب وقرأ عبد الله على أبيّ وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم.
435 - قال أبو عمرو: كذا روى [عليّ] (5)
__________
(1) (2) صحابي. انظر ترجمته في أسد الغابة 4/ 423.
(3) درباس، خفيفة الباء المكي عرض على مولاه عبد الله بن عباس، روى القراءة عنه ابن كثير، وابن محيصن، وزمعة بن صالح. غاية 1/ 280.
(4) علي ابن أخي إبراهيم بن راشد لم أجده.
(5) زيادة يقتضيها السياق.(1/231)
هذا الخبر عن ابن [عبد] (1) الحكم، وخالفه عنه فيه غير واحد من أصحابه فلم يذكروا عبد الله بن السائب وذكروا مجاهدا.
436 - فحدّثنا إبراهيم بن خطّاب اللّحائي (2)، قال: حدّثنا أحمد بن خالد، قال:
حدّثنا مسلم بن الفضل، قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم (3) ح.
437 - وأخبرنا عبد العزيز بن أبي غسّان المقرئ، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن سليمان بن محبوب ومحمد بن جرير، قالوا (4): حدّثنا ابن عبد الحكم، قال: نا محمد بن إدريس، قال: قرأت على إسماعيل، قال: قرأت على شبل وأخبرني أنه قرأ على ابن كثير وأخبرني ابن كثير أنه قرأ على مجاهد وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عبّاس وأخبرني ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم (5).
438 - قال أبو عمرو: وليس الاختلاف على ابن عبد الحكم في هذا الخبر بموجب لبطوله ودفع صحّته، بل يردّنّ ذلك بثبوته من كلا الطريقين له [و] (6) يحتمل أن يكون ابن عبد الحكم سمع ذلك من الشافعي في وقتين: في وقت عن عبد الله بن كثير عن عبد الله بن السّائب، وفي وقت آخر عن ابن كثير عن مجاهد، على ما رواه عن إسماعيل عن شبل إذ كان ابن كثير قد عرض عليهما معا وأخذ القراءة عنهما جميعا، فأخبر به ابن عبد الحكم على نحو ما سمع وهو صادق في خبره محقّ في حكايته.
__________
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، المصري، الإمام، ثقة. مات سنة ثمان وستين ومائتين. غاية 2/ 179، التقريب 2/ 178. وشبل هو ابن عباد.
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في ت، م: (الكماني). وهو خطأ، انظر الفقرة / 234.
(3) صدر الإسناد قبل محمد بن إبراهيم تقدم في الفقرة / 234.
محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم لم أجده.
(4) أي محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم، ومحمد بن سليمان بن محبوب، ومحمد بن جرير الطبري.
(5) محمد بن سليمان بن محبوب، أبو عبد الله، الحافظ، يعرف بالسخل. تاريخ بغداد 5/ 300. وهذا الإسناد صحيح من طريقيه.
(6) زيادة يقتضيها السياق.(1/232)
439 - وممّا يدلّ على صحّة ما قلناه أنّ عليّا قد رواه أيضا عن ابن عبد (1)
الحكم عن الشافعي، فذكر فيه مجاهدا ولم يذكر عبد الله بن السّائب.
440 - فحدّثنا أبو الفتح شيخنا قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أخي إبراهيم بن راشد الآدمي قال: حدّثنا ابن عبد الحكم قال: نا الشافعي قال: قرأت على ابن قسطنطين، وأخبرني أنه قرأ على شبل وأنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبرني عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
441 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا (3) ابن كثير على عبد الله بن السّائب نفسه.
442 - حدّثنا ابن عفّان، قال: حدّثنا قاسم، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال:
حدّثنا سفيان بن عيينة و (4) داود بن شابور عن مجاهد، قال: كنّا نفخر على (5) الناس بقراءتنا على عبد الله بن السّائب (6).
443 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن [قال (7): حدّثنا ابن عبد الرزاق] قال حدثنا إسحاق بن أحمد قال: قرأت على البزّي، وأخبرني أنه قرأ
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) صدر الإسناد إلى ابن كثير تقدم في الفقرة / 433، 434.
(3) كذا في ت، م: ولا يستقيم السياق. فإما أن تكون (حدثنا) محرفة عن (قرأ)، أو أن يكون في الإسناد سقط.
وعبد الله هو ابن الحسين، أبو أحمد السامري. تقدم.
(4) في ت، م: (وداود)، وهو خطأ. والتصحيح من مصنف ابن أبي شيبة، وطبقات ابن سعد.
(5) سقطت (على) من م.
(6) داود بن شابور، أبو سليمان، المكي، ثقة، من السادسة. التقريب 1/ 232، تهذيب الكمال 1/ 385، والإسناد صحيح. والرواية أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 519) باب ممن يؤخذ القرآن من طريق ابن عيينة به مثلها، وكذلك ابن سعد في الطبقات 5/ 445.
(7) زيادة لا بد منها لأن محمد بن الحسن الأنطاكي روايته عن إبراهيم بن عبد الرزاق، وليس في شيء من أسانيد المؤلف رواية لمحمد بن الحسن عن إسحاق بن أحمد الخزاعي بدون واسطة. يضاف إلى ذلك أن بين وفاتيهما اثنتين وسبعين سنة، مما يجعل أخذ أحدهما عن الآخر مستبعدا.(1/233)
على عكرمة بن سليمان وأخبره أنه قرآ على شبل وعلى إسماعيل وأخبراه أنهما قرآ على ابن كثير وأخبرهما أنه قرأ على مجاهد وأخبره أنه قرأ على ابن عباس وأخبراه ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب (1).
444 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني مضر بن محمد، قال: حدّثني أبو الحسن البزّي أنه قرأ على أبي الإخريط، قال: وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل عن عبد الله بن كثير عن مجاهد لم يرفعه أكثر من هذا (2).
445 - حدّثنا أبو الفتح شيخنا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إسحاق الخزاعيّ، قال: قرأت على عبد الوهّاب بن فليح قال:
قرأت على محمد بن سبعون وداود بن شبل وأخبراه أنهما قرآ على إسماعيل بن عبد الله وأنه قرأ على عبد الله بن كثير، وقرأ عبد الله على مجاهد بن جبير (3)، وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أبيّ وقال: «أبيّ أقرؤكم» (4).
__________
(1) صدر الإسناد قبل البزي تقدم في الفقرة / 209، وعجزه بعد إسماعيل تقدم في الفقرة / 437، وشبل هو ابن عباد، وإسماعيل هو ابن عبد الله القسط، والإسناد صحيح.
(2) أبو الإخريط هو وهب بن واضح، انتهت إليه رئاسة الإقراء بمكة، مات سنة تسعين ومائة.
غاية 2/ 361. وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 93به مثلها دون قوله (لم يرفعه الخ) فهو من قول الداني.
(3) سقط من: ت، م. والتصحيح من الغاية في القراءات العشر لابن مهران / 36.
(4) صدر الإسناد قبل ابن سبعون تقدم في الفقرة / 209، وعجزه بعد داود تقدم في الفقرة / 440.
محمد بن سبعون، المكي، أحد الذين قاموا بالقراءة بمكة بعد شبل، وإسماعيل القسط، مات القسط وهو يقرأ عليه. غاية 2/ 141.
داود بن شبل بن عباد، المكي، عرض على أبيه شبل، وعلى إسماعيل بن عبد الله القسط، روى القراءة عنه عبد الوهاب بن فليح. غاية 1/ 279.
وطريق ابن سبعون صحيح الإسناد، وطريق داود بن شبل صحيح كذلك لأن ابن فليح من أئمة القراء، ولا يقرأ على غير ضابط للقراءة. وهذا الإسناد هو إسناد الطريق / 129. وهو من أسانيد غاية ابن مهران. انظر الغاية / 36.
وقوله صلى الله عليه وسلم (أبيّ أقرؤكم) لم أجده بهذا اللفظ، والذي وجدته (وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب) في حديث أوله (ارحم أمتي بأمتي أبو بكر الحديث) أخرجه الترمذي في المناقب باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبيّ وأبي عبيدة بن الجراح، وقال: هذا حديث حسن صحيح.(1/234)
446 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا أبو محمد الخزاعي، قال: أخبرني عبد الوهّاب أنه قرأ على محمد ابن بزيع (1) وأخبره أنه قرأ على القسط وأن القسط قرأ على ابن كثير وقرأ ابن كثير على مجاهد ودرباس مولى ابن عباس وقرآ على ابن عباس ووقف عند هذا (2).
447 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا [أبو] (3) طاهر قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال: حدّثنا محمد بن عمير وغيره، قالوا: حدّثنا حامد بن يحيى، قال: حدّثنا الحسن بن محمد عن شبل، وقرأ شبل على عبد الله بن كثير ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن، وذكرا أنهما عرضا [18/ ظ] على درباس مولى ابن عباس على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
448 - حدّثنا (فارس) (5) بن داود قال: حدّثنا أبو علي محمد بن أحمد الصوّاف، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدّثنا حسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: هذه قراءة أخذتها [من] (6) درباس [و] من شبل بن عبّاد، وقرأ شبل بن عبّاد على محمد بن عبد الله بن محيصن وعلى عبد الله بن كثير المكّي وذكر أنهما عرضا على درباس مولى
__________
(1) في م: (رافع). وهو خطأ.
(2) صدر الإسناد قبل ابن بزيع تقدم في الفقرة / 209، وهذا الإسناد صحيح.
محمد بن بزيع، الأزرق، المكي، أحد الذين خلفوا القسط في الإقراء بمكة، وأما في الحديث فقال الخطيب: مجهول. غاية النهاية 2/ 104، ميزان الاعتدال 3/ 489.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) صدر الإسناد قبل محمد بن عمير تقدم في الفقرة / 128، وعجز الإسناد بعده إلى ابن محيصن تقدم في الفقرة / 143.
ومحمد بن عمير بن الربيع أبو صالح، الكوفي، القاضي، مقرئ عارف بحرف حمزة. طال عمره وبقي إلى حدود عشر وثلاث مائة. غاية 2/ 222.
(5) فارس بن داود لم أجده. وتقدم الإسناد في الفقرة / 200، وفيها سلمون بدل فارس، والله أعلم.
(6) زيادة يقتضيها السياق لأن حسن بن محمد أخذ القراءة عن درباس وعن شبل بن عباد.
وانظر غاية 1/ 232. ودرباس هو مولى ابن عباس. فتكون إحدى طريقي حسن بن محمد بن عبيد الله عالية.(1/235)
ابن عباس وعلى عبد الله بن عباس، وقرأ (1) عبد الله بن عبّاس على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (2).
449 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني مضر، قال:
حدّثنا حامد، قال: حدّثنا حسن بن محمد عن شبل، وقرأ شبل على محمد بن عبد الله بن محيصن، وعلى عبد الله بن كثير، وذكر أنهما عرضا على درباس، كذا أوقفه مضر على حامد (3).
ذكر رجال أبي عمرو
450 - ورجال أبي عمرو جماعة من أهل الحجاز وأهل العراق، فممّن قرأ عليه من أهل مكة أبو الحجاج مجاهد بن جبر مولى قيس بن السّائب، وأبو محمد عطاء ابن أبي رباح مولى بني فهر، وأبو عبد الله سعيد بن جبير مولى بني أسد، وأبو خالد عكرمة (4) بن خالد المخزومي، وعبد الله بن كثير الداري، ومحمد بن محيصن السهمي، وأبو صفوان حميد بن قيس الأعرج مولى آل الزبير.
451 - وعرض مجاهد وعطاء وسعيد على عبد الله بن عبّاس وعرض ابن كثير وابن محيصن [وحميد] (5) على مجاهد، وعرض ابن عباس على أبيّ وزيد وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) سقطت (قرأ) من م، أي وقرأ درباس.
(2) صدر الإسناد قبل حامد بن يحيى تقدم في الفقرة / 200، وعجز الإسناد تقدم في الفقرة / 447.
(3) مضر هو ابن محمد بن خالد الضبي، وحامد هو ابن يحيى البلخي، وحسن بن محمد بن عبيد الله المكي تقدمت تراجمهم.
وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 93به مثلها دون قوله (كذا أوقفه مضر عن حامد)، فهو من قول الداني.
(4) عكرمة بن خالد بن العاص، تابعي، ثقة، جليل القدر، مكي، مات سنة خمس عشرة ومائة.
غاية 1/ 515، التقريب 2/ 29.
(5) زيادة يقتضيها السياق. وسيوثقها المؤلف في الفقرة / 467.(1/236)
452 - وممّن عرض عليه بالمدينة يزيد بن القعقاع ويزيد بن رومان وشيبة بن نصاح، وعرض هؤلاء على من تقدّم في إسناد نافع من الصحابة.
453 - وممّن عرض عليه بالبصرة وسمع قراءته أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، وأبو سليمان (1) يحيى بن يعمر العدواني ونصر (2) بن عاصم الليثي وعبد الله (3) بن أبي إسحاق الحضرمي.
454 - وعرض الحسن على حطّان (4) بن عبد الله الرّقاشي وعرض حطّان على أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري وعرض أبو موسى على النبي صلى الله عليه وسلم.
455 - وعرض نصر ويحيى على أبي الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي، وعرض أبو الأسود على عثمان بن عفّان وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
456 - وعرض ابن (5) أبي إسحاق على نصر وابن يعمر أيضا.
457 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد، قال: حدّثني عدة من أهل العلم عن أبي عمرو بن العلاء أنه قرأ على مجاهد، وقال بعضهم: وعلى سعيد بن جبير (6).
458 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني الحسن بن
__________
(1) تابعي جليل، هو أول من نقط المصاحف، مات قبل سنة تسعين. غاية 2/ 38، التقريب 2/ 361. والعدواني بفتح العين وتسكين الدال نسبة إلى عدوان قبيلة كبيرة. اللباب 2/ 328.
(2) تابعي يقال إنه أول من نقط المصاحف، وخمسها وعشرها، ثقة، مات سنة تسعين، غاية 2/ 336، التقريب 2/ 299.
(3) نحوي، صدوق، من الخامسة، مات سنة تسع وعشرين ومائة. غاية 1/ 140، التقريب 1/ 402.
(4) بكسر الحاء وتشديد الطاء، ثقة كبير القدر، صاحب زهد وورع وعلم، مات سنة نيف وسبعين. غاية 1/ 253، التقريب 1/ 185. والرقاشي بفتح الراء نسبة إلى امرأة اسمها رقاش، كثر أولادها حتى صاروا قبيلة. الأنساب 256/ ظ.
(5) في ت، م: (علي) بدل (ابن) وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 410.
(6) الإسناد تقدم في الفقرة / 37، وهو إسناد صحيح. والرواية في فضائل القرآن ص / 333، وليس فيها: (وقال بعضهم).(1/237)
مخلد، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك، قال: قرأت على أبي عمرو بن العلاء، وقرأ أبو عمرو على مجاهد، وقرأ مجاهد على عبد الله بن عباس، وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
459 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد قال:
حدّثنا علي بن عبد العزيز قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا حجّاج عن هارون عن (2) ابن أبي إسحاق قال: أخذت قراءتي على الأشياخ: نصر بن عاصم وأصحابه، قال هارون: فذكرت ذلك لأبي عمرو، فقال: لا، إني لا آخذ عن نصر ولا عن أصحابه، كأنه يقول أخذ عن أهل الحجاز (3).
460 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا موسى بن إسحاق قال: حدّثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا أبو العباس ختن (4) ليث قال: سألت أبا عمرو على من قرأت؟ قال: قرأت على مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما (5).
461 - أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد ابن عمر، قال: حدّثنا محمد بن قريش قال: حدّثنا القاسم بن عبد الوارث، قال: حدّثنا أبو عمر الدوري، قال: حدّثنا اليزيدي، قال: قرأ أبو عمرو على (6) مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عبّاس وقرأ ابن عبّاس على زيد بن ثابت وقرأ زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم (7).
__________
(1) محمد بن إسماعيل، المباركي كذا نسبه الخطيب وذكره في عداد شيوخ الحسن بن الحباب بن مخلد في تاريخ بغداد 7/ 30، ولم أجد ترجمته. والرواية في السبعة / 83به مثلها.
(2) في ت (بن) بدل (عن)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) هارون هو ابن موسى الأعور، أبو عبد الله، البصري، ثقة، رمي بالقدر، علامة نبيل، له قراءة معروفة، مات قبل المائتين. غاية 2/ 348، التقريب 2/ 313.
وصدر الإسناد قبل هارون تقدم في الفقرة / 97. والإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 83من طريق أبي عبيد به وإسنادها صحيح أيضا. وفي سياقها خطأ واضح حيث قال:
(عن ابن أبي إسحاق قال: قال أبو عمرو بن العلاء: أخذنا عن الأشياخ الخ). وهي في فضائل القرآن برقم / 780به مختصرة.
(4) في ت (حين كتب) وهو تصحيف.
(5) ختن ليث هو أحمد بن محمد بن عبد الله، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، روى القراءة عنه هارون بن حاتم التميمي. غاية 1/ 121. والرواية في السبعة / 83به مثلها.
(6) سقطت (على) من م.
(7) محمد بن قريش بن عبد الواحد، الأعرابي، البغدادي، شيخ معروف، روى القراءة عنه عبد الواحد ابن عمر، وأحمد بن نصر الشذائي. غاية 2/ 233.(1/238)
462 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد ابن عمر، قال: حدّثنا محمد بن أحمد الوكيل، قال: حدّثنا أبو جعفر بكر بن أحمد، قال: حدّثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد، قال: حدّثنا اليزيدي، قال (1): قرأ أبو عمرو على مجاهد وقرأ مجاهد على ابن عبّاس على زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال (2): وقرأ أبو عمرو على أهل مكة وأهل المدينة فمن أهل مكة: مجاهد ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن السّهمي وعبد الله بن كثير الداري (3)، وممّن فات أبا عمرو ولم يقرأ عليه عبد الله بن السّائب، وممّن قرأ عليه بالمدينة: يزيد بن رومان وشيبة بن نصاح ويزيد بن القعقاع، وممّن فات أبا عمرو من أهل المدينة: عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي وكان إمام أبي جعفر القاري، وأخذ أبو عمرو من كل قراءة أحسنها.
463 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد النحوي قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن يونس، قال: حدّثنا الفضل بن مخلد، قال: حدّثنا أبو حمدون، قال: حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وقرأ عبد الله بن كثير على مجاهد وقرأ مجاهد على ابن عبّاس وقرأ ابن عباس على أبيّ، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
464 - أخبرنا أبو القاسم الفارسي، قال: نا أبو طاهر بن أخي هاشم، قال:
أخبرني عبد الله بن الحسن بن سليمان، قال: حدّثني محمد بن الحسين التميمي، قال:
__________
القاسم بن عبد الوارث، أبو نصر، البغدادي، من قدماء أصحاب الدوري، مات سنة أربع وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد 12/ 439، غاية 2/ 19. والدوري هو حفص بن عمر، واليزيدي هو يحيى بن المبارك، وهذا الإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة التالية.
(1) محمد بن أحمد بن قطن الوكيل تقدم.
أبو جعفر بكر بن أحمد السراويلي، ويقال له بكران بن أحمد، مقرئ متصدر، نزل سر من رأى، وأقرأ بها. غاية 1/ 187. والإسناد صحيح.
(2) أي اليزيدي.
(3) في ت، م: (الكسائي). وهو خطأ.
(4) محمد بن يونس، أبو بكر، الحضرمي، البغدادي، مقرئ مشهور، حاذق، جليل، ثقة، مات سنة تسع وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 3/ 446، غاية 2/ 290. وعجز الإسناد بعده تقدم في الفقرة / 224، والإسناد صحيح.(1/239)
حدّثني أبو جعفر محمد بن إسماعيل، قال: حدّثني الأصمعي، قال: قلت لأبي عمرو:
قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم باللغة من مجاهد (1).
465 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: قرأ أبو عمرو على مجاهد وسعيد بن جبير ويحيى بن يعمر وعبيد الله بن كثير وحميد بن قيس (2).
466 - قال (3): وقال أبو سفيان بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء: كان أبو عمرو إذا لم يحج أمرني، فسألت عكرمة بن خالد المخزومي عن الحروف.
467 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعيد، قال: حدّثنا أبو زيد عمر بن شبّة، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث عن أبيه، قال: جاءني أبو عمرو ابن العلاء، فقال: انطلق بنا نقرأ على حميد بن قيس، قال: وقراءة حميد قراءة مجاهد (4).
__________
(1) الفارسي هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد.
أبو جعفر محمد بن إسماعيل، القرشي، روى عنه محمد بن الحسين التميمي سنة أربع وسبعين ومائتين. وكان عمره أربعا وتسعين سنة. تاريخ بغداد 2/ 41.
محمد بن الحسين بن علي التميمي، البغدادي، ذكر أبو القاسم بن النخاس أنه سمع منه في سنة تسع وثلاث مائة. انظر تاريخ بغداد 2/ 233. والإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة السابقة.
(2) السبعة / 83.
(3) أي قال ابن مجاهد في السبعة / 84.
(4) عبد الله بن عمرو بن بشر بن أبي سعيد، أبو محمد، الوراق، البغدادي، مقرئ صادق، ثقة صاحب أخبار، وآداب، وملح، مات سنة أربع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد 10/ 25، غاية 1/ 438.
عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، أبو سهل، البصري، صدوق، ثبت في شعبة، مات سنة سبع ومائتين. غية 1/ 390، التقريب 1/ 507. والإسناد حسن.
قال أبو عبيد في فضائل القرآن ص / 333: وعن سفيان عن حميد الأعرج أنه قال: إنما أقرأ القرآن على قراءة مجاهد.(1/240)
ذكر رجال ابن عامر
468 - ورجال ابن عامر: أبو الدرداء (1) عويمر بن عامر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة (2) بن أبي شهاب المخزوميّ صاحب عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وقيل:
عرض على عثمان نفسه وليس بالقوي، ولقي معاوية بن أبي سفيان، والنعمان بن بشير، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع وغيرهم من الصّحابة وسمع منهم وأخذ عنهم.
469 - وعرض أبو الدرداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)، وعرض المغيرة على عثمان وعرض عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
470 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: حدّثنا هارون بن موسى وعثمان بن خرّزاذ، قالا: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، قال: قرأت على أيّوب بن تميم القاري وقرأ أيوب بن تميم على يحيى بن الحارث الذماري وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر اليحصبي وقرأ عبد الله على رجل لم يسمّه لنا عبد الله بن ذكوان، قال: فسمّاه غيره، وغير أيّوب من القرّاء المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان رضي الله عنه (4).
471 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا أحمد بن سعيد القرشي الدمشقي، قال: حدّثنا أبو عمر عبد الله بن ذكوان قارئ أهل دمشق، قال: قرأت على أيّوب بن تميم القارئ، وأخبرنا أنه قرأ على يحيى بن الحارث الذماري، وأن يحيى قرأ على عبد الله بن عامر، وأن عبد الله بن عامر [19/ ظ] قرأ على رجل لم يسمّه لي أيّوب بن تميم، وأن ذلك الرجل الذي لم
__________
(1) في ت، م: (بن عويمر). وهو خطأ.
(2) المغيرة بن أبي شهاب عبد الله بن عمرو بن المغيرة، أبو هاشم، المخزومي، أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان، مات سنة إحدى وتسعين. غاية 2/ 305، معرفة 1/ 43.
(3) انظر صحيح البخاري: كتاب فضل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(4) هذا الإسناد صحيح من طريقيه.(1/241)
يسمّه أيّوب ولم يحفظ اسمه قرأ على عثمان بن عفّان، قال أبو عمرو (1): وأخبرني بعض قرّائنا منهم هشام بن عمار وذاكرته هذا الإسناد، فقال لي هشام: ذلك الرجل الذي قرأ على عثمان هو المغيرة بن أبي شهاب (2).
472 - حدّثنا عبيد الله بن سلمة بن حزم المكتّب، قال: حدّثنا عبد الله بن عطية، قال: حدّثنا الحسن بن حبيب، قال: حدّثنا هارون بن موسى، قال: حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال: قرأت على أيوب بن تميم قال لي أيوب: قرأت على يحيى بن الحارث وقرأ يحيى بن الحارث على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله بن عامر على رجل، قال هارون بن موسى: لم يسمّه لنا عبد الله بن ذكوان، وسمّاه لنا هشام بن عمّار بن نصير السّلمي، قال: إن الذي لم يسمّه لكم عبد الله بن ذكوان هو المغيرة بن أبي شهاب المخزومي. قال هشام بن عمّار: وقرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفّان رضي الله عنه (3).
473 - حدّثنا طاهر بن غلبون المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال:
حدّثنا أحمد بن أنس، ح.
474 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال (4): حدّثنا [أحمد (5) بن] بكر، ح.
475 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إبراهيم بن عباد (6). ح.
476 - وحدّثنا عبيد الله بن سلمة، قال: حدّثنا ابن عطيّة، قال: حدّثنا الحسن بن حبيب، قال: حدّثنا أحمد بن المعلى. ح.
__________
(1) هو عبد الله بن ذكوان.
(2) أحمد بن سعيد بن عبد الله، أبو الحسن، الدمشقي، نزل بغداد، وحدث بها عن هشام بن عمار وطبقته، وكان صدوقا، مات سنة ست وثلاث مائة. تاريخ بغداد 4/ 171. وهذا الإسناد صحيح لغيره. انظر الفقرة السابقة.
(3) صدر الإسناد قبل ابن ذكوان تقدم في الفقرة / 267وعجز الإسناد تقدم في الفقرة / 470.
والإسناد صحيح.
(4) سقط من ت.
(5) سقط من: ت، م. والتصحيح من السبعة.
(6) في ت، م: (إبراهيم بن علي) وهو خطأ. وسيأتي اسمه على الصواب في الفقرة / 482.(1/242)
477 - وأخبرنا أحمد بن عمر بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن سليمان، قال:
حدّثنا محمد بن محمد الباغندي، قالوا: حدّثنا هشام بن عمّار قال: حدّثنا عراك بن خالد، قال: سمعت يحيى بن الحارث الذماري، قال: قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان رضي الله عنه (1).
478 - زاد ابن عبيد وابن المعلى: ليس بينه وبينه أحد.
479 - حدّثنا محمد (2) بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن بكر.
480 - وحدّثنا ابن (3) غلبون قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قالا: حدّثنا هشام بن عمّار، قال: وحديث عراك هذا أصحّ عندنا، وذلك أن الوليد ابن مسلم حدّثنا عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان.
481 - قال أبو عمرو: كذا قال الحلواني عن هشام عن أيّوب عن يحيى عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان بن عفّان، فوافق ما رواه (4) عن الوليد عن يحيى [عن] (5) ابن عامر.
__________
(1) عبد الله بن محمد هو ابن المفسر، وإسناد الفقرة / 473صحيح.
أحمد بن بكر هو أحمد بن محمد بن بكر. وإسناد الفقرة / 474صحيح، والرواية في السبعة / 85به مثلها.
ابن عبد الرزاق اسمه إبراهيم، وأبو طاهر هو محمد بن الحسن بن علي الأنطاكي. وإسناد الفقرة / 475صحيح. انظر الطريق / 215.
ابن عطية اسمه عبد الله. وإسناد الفقرة / 476صحيح.
أحمد بن سليمان بن إسحاق بن زبان، أبو الطيب، وأبو بكر، الدمشقي، مقرئ معروف مات سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة. ترجم له في غاية النهاية مرتين في 1/ 58، 1/ 59. وهو ضعيف في الحديث. لسان الميزان 1/ 181.
الباغندي اسمه محمد بن سليمان، وإسناد الفقرة / 477صحيح. والرواية في فضائل القرآن برقم / 777، قال أبو عبيد: حدثنا هشام بن عمار وساق الرواية بمثلها. زاد في آخرها (ليس بينه وبينه أحد).
(2) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 474. وهو صحيح. والرواية في السبعة / 86به مثلها.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 473، وهو صحيح.
(4) أي فوافق هشام في روايته عن أيوب، رواية نفسه عن الوليد.
(5) زيادة يقتضيها السياق.(1/243)
482 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا أبو عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إبراهيم بن عباد، [قال حدثنا هشام] (1) قال: حدّثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان (2).
483 - هكذا قال هشام عن الوليد، وخالفه عنه إسحاق (3) بن أبي إسرائيل، فوافق عراكا على روايته.
484 - فأخبرنا عبد العزيز بن محمد الفارسي قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن سهل الوكيل، قال: حدّثنا علي بن موسى، قال: حدّثنا إسحاق ابن [أبي] (4) إسرائيل، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث الذماري أنه قرأ على عبد الله بن عامر اليحصبي، وأنه قرأ على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وأنّ المغيرة قرأ على عثمان بن عفّان رضي الله عنه ورحمه (5).
485 - خالف عراكا في هذا الخبر سويد بن عبد العزيز وأيّوب بن تميم من رواية هشام عنهما، فلم يرفعا الإسناد بل أوقفاه على ابن عامر.
486 - فحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن المفسر، قال: حدّثنا أحمد بن أنس (6) ح.
487 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن بكر. (7) ح.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) صدر الإسناد قبل الوليد تقدم في الفقرة / 475، وهو إسناد صحيح.
(3) هو إسحاق بن إبراهيم بن كامجر تقدم.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) محمد بن سهل بن عبد الرحمن، أبو بكر، الوكيل، البغدادي، روى الحروف عنه أبو طاهر ابن أبي هاشم. غاية 2/ 151.
علي بن موسى، أبو الحسن، الثقفي، روى القراءة عن إسحاق بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم، غاية 1/ 582.
(6) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 473.
(7) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 474.(1/244)
488 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: أخبرنا الحسن بن علي المعمري (1). ح.
489 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد، قال: حدّثنا إبراهيم قال:
حدّثنا ابن عبّاد. (2) ح.
490 - وأخبرنا أحمد بن محفوظ، قال: حدّثنا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا أبو بكر الباغندي. (3)
491 - قالوا: حدّثنا هشام بن عمّار، قال: حدّثنا سويد بن عبد العزيز وأيّوب بن تميم القارئ عن يحيى بن الحارث الذماري أنه حدّثهما عن عبد الله بن عامر اليحصبي (4) أنه كان يقرأ هذا (5) الحروف ويقول: هي قراءة أهل الشام.
492 - تابع هشاما عن أيّوب عبد الحميد بن بكّار.
493 - حدّثنا عبد العزيز بن محمّد أنّ عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا محمد بن جرير، قال: حدّثنا العبّاس بن [20/ و] الوليد، قال: حدّثني عبد الحميد بن بكار قال: حدّثنا أيّوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أن هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها. (6)
494 - قال أبو عمرو: قرئ (7) على (8) الحسين بن محمد بن حبش الدّينوري
__________
(1) الحسن بن علي بن شبيب المعمري، أبو علي، الحافظ، رحل في الحديث إلى البصرة والكوفة والشام ومصر، مات سنة خمس وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد 7/ 369. والمعمري بفتح الميمين بينهما عين ساكنة نسبة إلى معمر لأنه عني بجمع حديثه. الأنساب 537/ و.
وفي ت، م: (العمري). والتصحيح من تاريخ بغداد والأنساب.
(2) الإسناد تقدم في الفقرة / 475.
(3) تقدم الإسناد في الفقرة / 477.
(4) وهذه الأسانيد كلها صحيحة من طريق أيوب وسويد، إلا إسناد الفقرة / 490فهو صحيح لغيره. والرواية بإسناد الفقرة / 487في السبعة / 86مختصرة.
(5) في ت: (هذا الحرف). ولا يلائم السياق.
(6) العباس بن الوليد بن مزيد، العذري، أبو الفضل، البيروتي، الشامي، قرأ عليه محمد بن جرير الطبري القرآن ببيروت، وهو صدوق ثقة. الجرح والتعديل 6/ 214، غاية 1/ 355.
وصدر الإسناد قبله تقدم في الفقرة / 300. والإسناد صحيح.
(7) في ت، م: (قرأ). وهو خطأ، لا يستقيم به السياق.
(8) في ت، م: (علي بن الحسن بن محمد) وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 353 في ترجمة (العباس بن الفضل بن شاذان).(1/245)
المقرئ عن أبي القاسم العباس بن الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا الحسن بن جبير، قال: حدّثنا محمد بن سعيد المقرئ، قال [نا] محمّد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على أبي الدرداء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
[اعتراض ابن جرير على اتصال قراءة ابن عامر وردّه]
495 - قال أبو عمرو: وهذه الأخبار التي رويناها عن هشام بن عمّار والوليد بن مسلم، وغيرهما، ورواها العلماء ودوّنها الأئمة متظاهرة مؤذنة باتصال قراءة ابن عامر وتصحيح مادّتها (2). وأسلاف أهل الشام الذين تداولوا حملها من أعلم الناس بصحّتها وحال نقلتها، فلا تصغ إلى قول مفتات عليهم، ومخالف لهم فيما اتفقوا على صحته وتداول حمله، وأجمعوا على قبوله والعمل به.
496 - وقد كان محمد بن جرير الطبري، فيما أخبرنا الفارسي عن عبد الواحد ابن عمر عنه يضعّف اتصال قراءة ابن عامر، ويبطل مادّتها من جهتين:
إحداهما: أن الناقل لاتصالهما مجهول في نقله الأخبار غير معروف في حملة القرآن، وهو عراك بن خالد المقرئ، وأنه لم يرو عنه غير هشام بن عمّار وحده.
والثانية: أن أحدا من الناس لم يدّع أن عثمان أقرأه القرآن.
497 - قال: ولو كان سبيله في الانتصاب لأخذ القرآن على من قرأه عليه السبيل التي وصفها الرازي عن المغيرة، كان لا شك قد شارك المغيرة في القراءة عليه أو الحكاية عنه غيره من المسلمين، إما من أدانيه وأهل الخصوص به، وإمّا من الأباعد
__________
(1) الحسين بن محمد بن حبش، أبو علي، حاذق، ضابط، متقن، ثقة مأمون مات سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة. غاية 1/ 250، معرفة 1/ 260.
الحسن بن جبير لم أجده.
محمد بن سعيد بن الفضل، أبو الفضل القرشي، الدمشقي، مقرئ متصدر، الجرح والتعديل 7/ 266، غاية 2/ 145.
محمد بن شعيب بن شابور، القرشي، الشامي، ثقة، فقيه مقرئ، مات سنة تسع وتسعين ومائة. غاية 2/ 154، وقال ابن حجر: صدوق صحيح الكتاب. التقريب 2/ 170. وهذا الإسناد منقطع لأن الداني لم يدرك ابن حبش الدينوري.
(2) في ت، م: (ما دونهما). وهو خطأ لا يستقيم به السياق، والتصحيح من الفقرة التالية.(1/246)
منه والأقاصي، فقد كان له من أقاربه وأدانيه من هو أمسّ به رحما وأوجب حقّا من المغيرة، كأولاده، وبني أعمامه، ومواليه، وعشيرته، ومن الأباعد من لا يحصى عدده كثرة وفي عدم مدّعي ذلك على عثمان رضي الله عنه الدليل الواضح على بطول قول من أضاف قراءة عبد الله بن عامر إلى المغيرة بن أبي شهاب، ثم إلى أن أخذها المغيرة عن عثمان قراءة عليه.
498 - قال أبو عمرو: وهذا القول من محمد بن جرير عندنا فاسد مردود، ولا يثبت ولا يصحّ. والأمر في كل ما أتى به، وأورده، وقطع بصحّته ظاهر، بخلاف ما قاله وذهب إليه. ونحن نوضّح ذلك، ونبين خطأه وغفلته فيما أورده، وظن أنه دليل على صحة قوله، بما لا يخفى عن ذي لبّ وفهم، ودين وإنصاف إن شاء الله.
499 - فأمّا ما حكاه من أن عراك بن خالد مجهول في رواة الأخبار، ونقلة الحروف وأنه لم يرو عنه غير هشام وحده، فباطل لا شك فيه وذلك أن عراكا قد شارك هشاما في الرواية عنه والسّماع منه عبد الله بن ذكوان، وهما إمامان يغنيان.
ومن روى عنه رجلان لا سيما مثلهما في عدالتهما وشهرتهما فغير مجهول عند جميع أهل النقل من حيث كانت روايتهما عنه عند الجميع توجب قبول خبره، والمصير إليه، وإن سكتا عنه ولم يعدّلاه (1).
500 - فأما رواية هشام عنه، فقد ذكرناها بطرقها (2) فأغنى ذلك عن إعادتها.
501 - وأمّا رواية ابن ذكوان عنه، فحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا عمر بن محمد بن الإمام، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد الشافعي، قال: حدّثنا أحمد ابن أنس، قال: حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال: حدّثنا عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس، قال: لمّا عزّي النبيّ صلى الله عليه وسلم بابنته رقيّة امرأة عثمان قال: «دفن البنات من المكرمات» (3).
__________
(1) قال الحافظ السخاوي، في فتح المغيث 1/ 297:
وبالجملة في رواية إمام ناقل للشريعة لرجل ممن لم يرو عنه سوى واحد في مقام الاحتجاج كافية في تعريفه وتعديله. أ. هـ. وانظر ما سبق بيانه في خطة الرسالة عن منهج النقد في القراءات. وكذلك انظر الفقرتين 145، 520.
(2) انظر الفقرات 478473.
(3) عمر بن محمد بن عراك، وعبد الله بن محمد بن عبد الله بن المفسر تقدما.(1/247)
502 - وشاركهما أيضا في الرواية عنه محمد بن وهب بن عطيّة السّلمي، الدمشقي وهو من الثقات المشهورين، ذكر ذلك أبو حاتم الرازي وغيره (1).
503 - على أن عراكا قد تابعه على حكايته عن يحيى عن ابن عامر: أنه قرأ على المغيرة، وأن المغيرة قرأ على عثمان [20/ ظ] الوليد بن مسلم من رواية إسحاق بن أبي إسرائيل عنه وأيّوب بن تميم وسويد بن عبد العزيز وهشام (2) بن الغاز، وهؤلاء الأربعة أعلام أهل الشام، فهو غير منفرد بها بل متابع عليها من وجوه مجتمع على صحّتها وطرق متّفق على قبولها (3).
504 - أخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش، قال: حدّثني عبد الله بن محمد الفرهاذاني قال: حدّثنا هشام بن عمّار قال: قرأت على أيّوب بن تميم، وقرأ أيوب على يحيى، وقرأ يحيى على ابن عامر، وابن عامر قرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وإن المغيرة قرأ على عثمان وليس بينه وبينه أحد (4).
__________
عثمان بن عطاء بن أبي مسلم، الخراساني أبو مسعود، المقدسي، ضعيف، مات سنة خمس وخمسين ومائة. وقيل إحدى وخمسين.
التقريب 2/ 12، تهذيب الكمال 2/ 915.
عطاء بن أبي مسلم، أبو عثمان، الخراساني، واسم أبيه ميسرة، وقيل عبد الله صدوق يهم كثيرا، ويرسل ويدلس، مات سنة خمس وثلاثين ومائة.
التقريب 2/ 23، تهذيب الكمال 2/ 926.
والحديث موضوع. انظر الموضوعات لابن الجزري 3/ 235، اللآلئ المصنوعة للسيوطي 2/ 233، فيض القدير للمناوي 3/ 533، كشف الخفا 1/ 407، سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني 1/ 221. وكون الحديث موضوعا لا يؤثر على صحة استدلال المؤلف لأن الإسناد إلى عراك صحيح.
(1) الجرح والتعديل 8/ 114وقال: سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث. وانظر تهذيب الكمال 3/ 1284وقال: وقال الدارقطني: ثقة، روى له البخاري وابن ماجة.
وقال ابن حجر في التقريب (2/ 216): صدوق.
(2) هشام بن الغاز بن ربيعة بن عمر، أبو عبد الله، وقيل أبو العباس، الشامي، ثقة، مات سنة ست وخمسين ومائة، التقريب 2/ 320، غاية 2/ 356.
(3) يبدو أن هذه الأخبار كانت شائعة عند أئمة القراء قبل عصر الداني، متّفق على قبولها، ومجتمع على صحتها عندهم، وإن كانت لم تصل إلى الداني بالأسانيد المتصلة.
(4) عبد الله بن محمد بن سيار، روى عن حرملة بن يحيى وقتيبة بن سعيد وغيرهما والفرهاذاني بفتح الفاء وسكون الراء. اللباب 2/ 427. وهذا الإسناد ضعيف.(1/248)
505 - قال محمد بن الحسن: وحدّثنا الحسن بن علي الأزرق، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: قلت لهشام بن عمّار: أروي (1) هذه القراءة عنك عن أيوب بن تميم، وسويد بن عبد العزيز، عن يحيى، عن ابن عامر أنه قرأ على المغيرة، وأن المغيرة قرأ على عثمان؟ قال: نعم (2).
506 - قال (3): وحدّث عن العبّاس بن الوليد عن يحيى عبد الحميد بن بكار، عن أيّوب عن يحيى.
507 - قال: وحدّثت أيضا عن أبي مسهر، عبد الأعلى بن مسهر قال: حدّثني أيّوب وسويد، وصدقة (4) وهشام (5) بن الغاز عن يحيى بن الحارث، عن عبد الله بن عامر، عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، فوافق (6) ما رواه عن يحيى.
508 - وأما ما زعمه من أن عثمان لم يدّع القراءة عليه أحد من الناس فباطل أيضا وذلك أن ثلاثة من أكابر التابعين، سوى المغيرة، قد ادّعوا ذلك، وصحّ الخبر، وثبت النقل، لعرضهم القرآن مرارا عليه، وانتشر ذلك واستفاض عند أولي العلم من حملة القرآن، ونقلة الأخبار، وتداول النقّاد من الرّواة في كل عصر حمله ونقله، وقبله جماعتهم، ورضيته، ولم تنكره، ولا قدحت فيه (7). وأولئك التابعون هم: أبو عبد الرحمن السّلمي، وزرّ بن حبيش، وأبو الأسود الدؤلي.
509 - فأمّا أبو عبد الرحمن: فحدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم، قال: حدّثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا حسين عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد
__________
(1) في م: (روى). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) الحسين بن علي بن حماد بن مهران، تقدم. وهذا الإسناد منقطع بين الداني، ومحمد بن الحسين النقاش الذي هو شيخ شيخه عبد العزيز الفارسي.
(3) القائل هو أحمد بن يزيد الحلواني، كما يتضح من السياق.
(4) صدقة بن خالد، أبو عثمان، الدمشقي، ثقة، مات سنة ثمانين ومائة، التقريب 1/ 365، غاية 1/ 336.
(5) في ت، م: (عن هشام)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق، لأنهم يروون عن يحيى مباشرة بدون واسطة.
(6) أي فوافقت رواية هؤلاء رواية عراك عن يحيى.
(7) يلاحظ هنا أن اعتماد الداني في تصحيح هذه الأخبار على أمرين:(1/249)
الرحمن أنّه علّمه القرآن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه وعرض على عليّ رضي الله عنهما (1).
510 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، عن أبيه، قال: حدّثنا الحسن بن علي الجعفي عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد أن أبا عبد الرحمن تعلّم القرآن من عثمان (2) [وعرض على علي]، رضي الله عنهما (3).
511 - حدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أحمد (4)
ابن عبيد الله المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن الواقدي (5)، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حفص أبو عمر البزاز، عن عاصم بن بهدلة، وعطاء بن السائب، ومحمد الثقفي، وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، أنّهم قرءوا القرآن
__________
أشهرتها واستفاضتها عند أولي العلم من حملة القرآن، والنقاد من الرواة.
ب عدم تعرضها لنقد أو قدح أو إنكار.
هذا، مع أن الأسانيد التي سيستشهد بها لم يعدل كل رجالها. وهذا المنهج في التصحيح سليم في القراءات لما سبق بيانه في خطة العمل في الرسالة.
(1) علي بن أحمد بن حاتم البغدادي، روى القراءة سماعا عن هارون بن حاتم روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 518.
حسين هو ابن علي بن فتح الجعفي، تقدم.
محمد بن أبان بن صالح بن عمير، أبو عمر، الكوفي، روى القراءة عن عاصم، مات سنة إحدى وسبعين ومائة، غاية 2/ 43، وفي الحديث ضعيف، الجرح والتعديل 7/ 199.
علقمة بن مرثد بفتح الميم وسكون الراء، أبو الحارث الكوفي، ثقة من السادسة، التقريب 2/ 31، تهذيب الكمال 2/ 954، وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة / 511.
(2) زيادة من السبعة، وهي ثابتة في الفقرة السابقة، وسيعيد المؤلف الرواية مع الزيادة في الفقرة / 526.
(3) إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، الضرير، البغدادي، مشهور، ثقة، مات سنة تسع وثمانين ومائتين، تاريخ بغداد 6/ 5، غاية 1/ 7، وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة التالية. والرواية في السبعة / 68به مثلها.
(4) في ت، م: (محمد بن عبيد الله). وهو خطأ، لأنه لا يوجد في شيوخ عبد الواحد بن عمر. انظر غاية النهاية 1/ 475، وستأتي رواية عبد الواحد القراءة عن أحمد بن عبيد الله في الطرق / 105/ 311/ 341.
(5) سقط من ت.(1/250)
على [أبي (1)] عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السّلمي، وذكروا أن أبا عبد الرحمن أخبرهم أنه قرأ على عثمان بن عفّان رضي الله عنه عامّة القرآن. وكان يسأله عن القرآن، وكان وليّ الأمر فيشقّ عليه، ويقول: إنك تشغلني عن بعض أمر الناس، فعليك بزيد بن ثابت، فإنه يجلس للناس، ويتفرّغ لهم، ولست أخالفه في شيء من القرآن (2).
512 - وأما زرّ: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي ابن [بنت (3)] ابن نمير، قال حدّثني الحسن بن محمد بن سعيد بن محمد بن عمارة بن عقبة، قال: قرأت على سليم، على حمزة، وقرأ حمزة على سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ سليمان بن مهران، على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على زرّ بن حبيش، وزرّ قرأ على عثمان، وعلى عبد الله رحمهما الله تعالى (4).
__________
(1) في ت، م: (علي عبد الرحمن بن عبد الله). وهو خطأ. والصواب ما أثبته.
(2) عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد، أبو شبل، البغدادي، شيخ مشهور، ثقة، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين، تاريخ بغداد 10/ 340، غاية 1/ 489.
عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد، البغدادي، أبو مسلم، المؤدب، مقرئ معروف، مات سنة سبع وأربعين ومائتين، غاية 1/ 381، وفي الحديث صدوق يغلط.
التقريب 1/ 502.
عطاء بن السائب، أبو محمد، الثقفي، الكوفي، أحد الأعلام، مات سنة ست وثلاثين ومائة.
غاية 1/ 513، وفي الحديث صدوق، التقريب 2/ 22.
محمد الثقفي هو محمد بن عبيد الله، أبو عون، الكوفي، الأعور، تابعي، ثقة، مات سنة عشر ومائة، غاية 2/ 194تهذيب الكمال 3/ 1237.
عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن، أبو محمد، الكوفي، ثقة، تشيع، مات سنة ثلاثين ومائة، التقريب 1/ 439، غاية 1/ 440، وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرتين السابقتين.
(3) في ت، م: (أخت). والتصحيح من تاريخ بغداد 9/ 233وميزان الاعتدال 2/ 245.
(4) أحمد بن الحسن، لم أجده.
سوادة بن علي بن جابر، أبو الحصين، الكوفي، ضعيف، مات سنة ثمانين ومائتين، تاريخ بغداد 9/ 233، ميزان الاعتدال 2/ 245.
حسن بن محمد بن سعيد، قرأ على سليم بن عيسى، روى عنه سوادة بن علي غاية 1/ 231. سيعيد المؤلف هذه الرواية بسياق أتم في الفقرة / 559.
والرواية في السبعة / 73به مثلها. وفي غاية ابن مهران / 59من طريق علي بن موسى عن سليم بإسناد الداني بسياق أتم.(1/251)
513 - وأما أبو الأسود: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب [قال حدثنا ابن مجاهد (1)]، قال حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي، قال: حدّثنا الحسن بن محمد، قال: قرأت على سليم بن عيسى، وقرأ سليم [21/ و] على حمزة، وقرأ حمزة على حمران بن أعين وقرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي، وقرأ أبو الأسود على عليّ وعثمان رضي الله عنهما (2).
514 - وأمّا (3) ما ذكره، من أنه لو صحّ ما حكاه المغيرة من قراءته على عثمان، لكان قد شاركه في ذلك الأقارب والأباعد، إلى آخر قوله، فساقط بما أوردناه آنفا من الأخبار، بقراءة من ذكر فيها عليه من أباعد الناس. فأمّا أقاربه فلو لم تصحّ رواية، ولا ثبت عرض عن صحابي وغيره إلا بأن شارك الرواة الأباعد في الرواية عنه والعرض عليه الأقارب والأداني من الأولاد وبني الأعمام وغيرهم، لبطل عرض من عرض على أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن قيس، وغيرهم من جلّة الصحابة. الذين ورد ذلك عنهم، وثبت من جهتهم، وصحّحه المسلمون، وقبلوه إذ لم يشاركهم في العرض عليهم، والرواية عنهم، أقاربهم وأهل الخصوص بهم من أولادهم، وبني أعمامهم، ومواليهم، وعشائرهم. وفي كون الأمر بخلاف ذلك، وانعقاد الإجماع، على أنّ عرض [من عرض (4)] عليهم من الأباعد والأقاصي صحيح، ثابت، مقبول، وإن انفردوا به دون الأقارب والأداني، دليل قاطع على بطلان ما زعمه محمد بن جرير، واستدلّ به على صحّة ما ذهب إليه، من تضعيف اتصال قراءة ابن عامر، وبطول مادّتها.
515 - على أنه جائز ومتمكّن أن يكون قد شارك المغيرة في العرض على عثمان جماعة سوى من سمّينا من الأقارب والأباعد، إلا أنّ ذلك لم ينشر من
__________
(1) زيادة لا بد منها.
(2) الإسناد قبل حمران تقدم في الفقرة السابقة.
وحمران بن أعين أبو حمزة الكوفي، مقرئ كبير، ثبت في القراءة، مات في حدود الثلاثين ومائة. غاية 1/ 261، معرفة 1/ 57، وهو في الحديث ضعيف. التقريب 1/ 198.
وحمران بضم الحاء وسكون الراء. المغني في ضبط أسماء الرجال / 80.
والرواية في السبعة / 73به مثلها.
(3) سقطت (ما) من ت.
(4) زيادة يقتضيها السياق.(1/252)
جهتهم، إمّا لامتناعهم من التصدّر للناس والأخذ عليهم. وإمّا لنسيان لحقهم واختلال حفظ وضبط دخلهم، فعدمت لذلك الرواية عنهم، ودثرت الحروف من قبلهم، وإذا جاز ذلك وتمكن، لم يصحّ ما قاله وادّعاه، وصار جميع ما أتى به، وأورده بمعزل عن الصواب.
516 - أخبرنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن عبد الله، قال: أخبرنا الحسن بن أبي مهران، قال: نا أحمد بن يزيد (1)، قال: سمعت هشاما يقول: هذه قراءة عثمان بن عفّان رحمه الله تعالى (2).
517 - حدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قال: حدّثنا هشام، قال: نا صدقة، وأبو سعيد مدرك بن أبي سعد، أنّهما سمعا يحيى بن الحارث يقول: حدّثني من سمع عثمان يقرأ {إلّا من اغترف غرفة [البقرة: 249]} [3] (4).
518 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن بكر، قال: حدّثنا هشام، قال: حدّثني صدقة بن خالد، عن يحيى بن الحارث، قال: حدّثني من سمع عثمان بن عفّان، يقرأ {إلّا من اغترف غرفة بيده [البقرة: 249] بضم الغين} [5].
519 - وقال محمد بن الحسن النقاش: حدّثني ابن أبي حاتم الرازي، قال:
حدّثنا عيّاش بن الوليد، قال: حدّثنا عبد الحميد بن بكّار، قال: حدّثنا أيوب، عن
__________
(1) في ت، م: (زيد)، وهو خطأ.
(2) صدر الإسناد قبل أحمد بن يزيد تقدم في الفقرة / 392.
(3) انظرها في النشر 2/ 23، السبعة / 186.
(4) صدر الإسناد قبل هشام تقدم في الفقرة / 473، وصدقة هو ابن خالد تقدم.
مدرك بن أبي سعد، الفزاري، الدمشقي، قال ابن معين، ثقة. غاية 2/ 292، وقال الحافظ في التقريب 2/ 236، لا بأس به من السابعة، والإسناد رجاله رجال الصحيح لولا جهالة من سمع عثمان.
(5) صدر الإسناد قبل صدقة تقدم في الفقرة / 474، وهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح لولا جهالة من سمع عثمان. والرواية في السبعة / 86به مثلها.
لكن محقق السبعة أخطأ فأضاف بعد يحيى بن الحارث: (قال حدثني عبد الله بن عامر)، ثم قال: ويشهد له السياق.(1/253)
يحيى، عن عبد الله بن عامر، قال: صلّيت خلف عثمان، فسمعته يقرأ هذا الحرف {إلّا من اغترف غرفة بضم الغين} [1].
520 - قال أبو عمرو: فأمّا المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، فإن أهل العلم اكتفوا في فضله وعدالته، [و] (2) وسعوا في شهرته، وإمامته، بإضافة عبد الله بن عامر قراءته إليه، واعتماده في عرضه عليه. وإن لم يشركه في العرض والقراءة عليه غيره من أقاربه، ولم يتابعه في الأخذ والرواية عنه سواه (3)، من نظرائه من ذوي الإتقان والمعرفة بالقرآن إذ غير ممكن، ولا جائز أن يضيف قراءته ويسند أداءه (4) ويعتمد في عرضه مع محله وتقدّمه، وسعة علمه، ووفور معرفته، ومشاهدته من شاهد، وبقية من بقي من جلّة الصحابة، وفقهائها، وحفّاظ الأمة (5)، وقرّائها، وسماعه منهم، وأخذه عنهم، وإسناده إليهم وعرضه عليهم إلا إلى من هو بالحال التي وصفناها، والمنزلة التي ذكرناها، من الشّهرة، والعدالة، والثقة، والإمامة. فوجب بذلك قبول ما ادّعاه، من العرض على أمير المؤمنين عثمان، ولزم العمل بما ادّعاه عنه [21/ ظ] من حروف القرآن، وبالله التوفيق.
__________
(1) عبد الرحمن بن أبي حاتم هو عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، شيخ الإسلام، صاحب كتاب الجرح والتعديل. وله التفسير. مات سنة سبع وعشرين وثلاث مائة.
تذكرة الحفاظ 3/ 829. وعجز الإسناد بعده تقدم في الفقرة / 492، والإسناد منقطع بين الداني والنقاش.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في ت، م: (ومن). وزيادة الواو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في م: (وإسناده) بدل (ويسند أداؤه).
(5) في ت، م: (الأئمة). وهو تحريف لا يستقيم به السياق.(1/254)
ذكر رجال عاصم
521 - ورجال عاصم: أبو عبد الرحمن بن حبيب السّلمي، وأبو مريم زرّ بن حبيش العامريّ، وأبو عمرو سعيد (1) بن إياس الشيباني.
522 - وأما أبو عبد الرحمن: فقد تصدّر لإقراء الناس وتعليمهم، في الجامع الأعظم بالكوفة، بعد موت عبد الله (2) بن مسعود، فلم يزل يقرئ القرآن أربعين سنة فيما ذكره أبو إسحاق السّبيعي إلى أن توفي في ولاية بشر (3) بن مروان، وكانت ولايته سنة ثلاث وسبعين. وأبو عبد الرحمن أوّل من أقرأ الناس بالكوفة بقراءة زيد، وهي التي جمع عثمان رحمه الله تعالى الناس عليها (4)، واتفق عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
523 - وتعلّم أبو عبد الرحمن من عثمان بن عفّان، وعرض على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما. وعرض أيضا على أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله ابن مسعود، وعبد الله بن عبّاس (5). قال أبو عبد الرحمن: كانت قراءة أبي بكر، وعثمان، وزيد، والمهاجرين، والأنصار، واحدة وعرضها هؤلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
524 - وأما زرّ بن حبيش: فعرض على عثمان بن عفّان، وعلى عبد الله بن مسعود، وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي (6) زرّ قبل الجماجم (7) في زمن
__________
(1) كان قد حج في الجاهلية حجتين، وكان في أيام النبي صلى الله عليه وسلم صبيا يعقل، وليست له صحبة، مات سنة إحدى ومائة. وله عشرون ومائة سنة. مشاهير علماء الأمصار لابن حبان / 100، طبقات ابن سعد 6/ 104.
(2) توفي ابن مسعود في المدينة سنة اثنتين وثلاثين. طبقات ابن سعد 6/ 13.
(3) بشر بن مروان بن الحكم، ولي الكوفة ثم ضمت إليه البصرة، فمات بها، وكانت ولايته سنة أربع وسبعين. انظر المعارف / 355، 458.
(4) انظر السبعة / 67.
(5) السبعة / 68. ولم يذكر ابن عباس.
(6) قال خليفة بن خياط: مات في الجماجم سنة اثنتين وثمانين، وهو ابن عشرين ومائة سنة.
الطبقات / 140.
(7) وقعة دير الجماجم كانت بين الحجاج وابن الأشعث، سنة اثنتين وثمانين، وقيل سنة ثلاث وثمانين، انظر تفاصيلها في تاريخ الطبري 6/ 346.(1/255)
الحجّاج (1)، وهو ابن مائة وعشرين سنة.
525 - وأمّا أبو عمرو الشيباني: فقرأ على ابن مسعود، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
526 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني إبراهيم بن أحمد ابن عمر الوكيعي، عن أبيه، قال: حدّثني الحسين بن علي الجعفي، عن محمد ابن أبان، عن علقمة بن مرثد. أن أبا عبد الرحمن تعلم القرآن من عثمان، وعرض على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما (2).
527 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني موسى بن إسحاق، عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال حدّثنا عبد الرحمن ابن حميد، عن أبي إسحاق: أن أبا عبد الرحمن كان يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة (3).
528 - أخبرنا ابن داود، قال: حدّثنا أبو علي الصوّاف، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال حدّثنا أبي قال: نا يحيى بن آدم، قال: نا عبد الرحمن بن حميد، قال: سمعت أبا إسحاق يقول: أقرأ (4) أبو عبد الرحمن القرآن في المسجد أربعين سنة (5).
__________
ودير الجماجم بظاهر الكوفة، على سبعة فراسخ منها. معجم البلدان 2/ 503.
(1) مات الحجاج سنة خمس وتسعين. المعارف / 395.
(2) تقدمت هذه الرواية في الفقرة / 510.
(3) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أبو بكر الكوفي، ثقة حافظ، صاحب تصانيف، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. التقريب 1/ 445، تهذيب الكمال 2/ 732.
عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، الكوفي، ثقة من السابعة. التقريب 1/ 478.
تهذيب الكمال 2/ 784. وذكر في السبعة خطأ باسم عبد الرحمن بن قيس.
وأبو إسحاق هو السبيعي، وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 68به مثلها.
والرواية في مصنف ابن أبي شيبة (10/ 563) باب من كان يقرأ القرآن من أصحاب ابن مسعود، به مثلها، وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (4/ 192) من طريق يحيى بن آدم به مثلها.
(4) في ت، م: (قرأ). وهو خطأ.
(5) صدر الإسناد قبل يحيى تقدم في الفقرة / 200.(1/256)
529 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال:
حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا حجّاج، عن هارون، عن عاصم بن بهدلة: أنه قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السّلمي وزرّ بن حبيش، وقرأ أبو عبد الرحمن على عليّ، وقرأ زرّ على عبد الله (1).
530 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبد الله بن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، قال: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا إلّا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على عليّ، قال: وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن، فأعرض على زرّ بن حبيش، وكان زرّ قد قرأ على عبد الله. قال أبو بكر بن عيّاش، فقلت لعاصم: لقد استوثقت (2).
531 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال حدّثنا صالح بن يعقوب بن صالح، قال: حدّثنا أبو عمر الدّوري، قال: قال عليّ بن حمزة الكسائي: قال أبو بكر بن عيّاش، قال عاصم بن بهدلة: قرأت على أبي عبد الرحمن السّلميّ، وقرأ أبو عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. قال عاصم: وكنت أجعل طريقي إذا رجعت من عند أبي عبد الرحمن السّلميّ على زرّ بن حبيش فأقرأ عليه، وقرأ زرّ على عبد الله بن مسعود (3).
532 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال حدّثنا عبد الواحد بن أبي هاشم، قال: أنا وكيع، قال: أنا ابن عطارد، قال: أنا أبو بكر: أن عاصما أخبره: أنه كان يأتي زرّ بن حبيش، فيقرئه خمس آيات، فلا يزيد عليها شيئا، ثم يأتي أبا عبد الرحمن
__________
(1) صدر الإسناد قبل عاصم تقدم في الفقرة / 459، وهذا الإسناد صحيح.
والرواية في فضائل القرآن يرقم / 778به مثلها.
(2) عبد الله هو ابن مسعود، وعلي هو ابن أبي طالب.
والإسناد تقدم في الفقرة / 291، وهو إسناد صحيح.
والرواية في السبعة / 70به مثلها.
(3) صالح بن يعقوب بن صالح بن هشام. أبو شعيب البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن الدوري، روى عنه القراءة إبراهيم بن عبد الرزاق، غاية / 335.
وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة السابقة.(1/257)
فيعرضها عليه (1).
533 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا خلف بن هشام، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم [22/ و] قال يحيى: قرأها عليّ أبو بكر، وحدّثني بها حرفا حرفا، وقال: لولا أني تعلّمت هذه الحروف حروف القرآن كلّه من عاصم حرفا حرفا ما حدّثتك بها. وقال: قال عاصم: ما أقرأني أحد من الناس إلا أبو عبد الرحمن السّلمي. وكان أبو عبد الرحمن السّلمي قرأ على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال عاصم: وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن السّلمي، فأعرض على زرّ بن حبيش وكان قد قرأ على عبد الله بن مسعود، قال أبو بكر: فقلت لعاصم:
لقد استوثقت (2).
534 - حدّثني أبو الحسن طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد الهاشمي (3). ح.
535 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قالا حدّثنا أحمد بن سهل (4)، قال حدّثنا علي بن محصن (5) ح.
536 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني وهب بن عبد الله، قال حدّثنا الحسن بن المبارك ح.
537 - وحدّثنا أبو الفتح، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا إبراهيم، قال حدّثنا
__________
(1) صدر الإسناد قبل ابن عطارد تقدم في الفقرة / 260، وابن عطارد هو عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد، تقدم. وأبو بكر هو ابن عياش. والإسناد صحيح.
(2) صدر الإسناد قبل يحيى بن آدم تقدم في الفقرة / 174، وهذا الإسناد صحيح.
(3) علي بن محمد بن صالح، أبو الحسن، الهاشمي، البصري، يعرف بالجوخاني، ثقة، عارف مشهور، مات سنة ثمان وستين وثلاث مائة. غاية 1/ 568، معرفة 1/ 259.
(4) في ت، م: (سنبل)، وهو خطأ. وسيأتي اسمه على الصواب في الأسانيد انظر الفقرة / 911.
(5) أحمد بن سهل بن الفيروزان، أبو العباس الأشناني، ثقة ضابط خير مقرئ مجود.
مات سنة سبع وثلاث مائة. غاية 1/ 59، معرفة 1/ 200، تاريخ 4/ 185.
علي بن محصن البغدادي، مقرئ، حاذق ضابط، من جلة أصحاب عمرو بن الصباح الذين ضبطوا عنه. غاية 1/ 562. وفي ت، م: (محيصن) وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية.(1/258)
عبد (1) الصّمد بن محمد، قالوا (2): حدّثنا عمرو بن الصبّاح، عن حفص بن سليمان، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السّلمي، عن عليّ بن أبي طالب، وذكر عاصم: أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليّا في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن قال: كنت ألقى زيد بن ثابت في الموسم، فأجمع له أحرف عليّ بن أبي طالب، وأسأله عنهم، فما اختلفا إلّا في سورة البقرة {أن يأتيكم التّابوت [248] فقال عليّ: بالتاء، وقال زيد: بالهاء. لفظ الحديث للعينوني عبد الصمد بن محمد} [3].
538 - حدثنا أحمد بن عمر بن محمد الجيزي، قال نا أحمد بن بهزاذ بن مهران، قال: نا أبو جعفر بن رشدين، قال: نا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: أنا أبو بكر بن عيّاش، قال: قرأت على عاصم بن أبي النّجود، قال أبو بكر: فقلت لعاصم:
على من قرأت؟ قال: قرأت على أبي عبد الرحمن السّلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمي على عليّ بن أبي طالب، وقرأ عليّ بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عاصم: وكنت أجعل طريقي على زرّ بن حبيش فأقرأ عليه، وقرأ زرّ على عبد الله بن مسعود، وقرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر: قال لي يحيى بن سليمان:
وزاد بعض أصحابنا: فقلت لقد استوثقت (4).
539 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الله بن أحمد البزاز، قال حدّثنا الحسن بن داود، قال حدّثنا القاسم بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن حبيب عن أبي يوسف الأعشى، عن أبي بكر، قال: قرأت بهذه القراءة عن عاصم بن أبي النّجود،
__________
(1) في ت، م: (ابن عبد الصمد). وهو خطأ.
(2) أي: علي بن محصن، والحسن بن المبارك، وعبد الصمد بن محمد.
(3) عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران، أبو محمد، المقدسي، مقرئ متصدر معروف، مات سنة أربع وتسعين ومائتين، غاية 1/ 391، معرفة 1/ 211.
والعينوني نسبة إلى قرية عينون من بيت المقدس مات بها. غاية 1/ 391.
وهذه الأسانيد كلها صحيحة. وإسناد الفقرة / 536إلى حفص تقدم في الفقرة / 323.
(4) أحمد بن بهزاذ بن مهران أبو الحسن، الفارسي، سكن مصر، ثقة، مات سنة ست وأربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 41، لسان الميزان 1/ 142.
أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، أبو جعفر المصري، مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
حسن المحاضرة 1/ 487، غاية 1/ 109، وهذا الإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة / 530.(1/259)
وقال عاصم: قرأت هذه القراءة على أبي عبد الرحمن السّلميّ، وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمي على عليّ بن أبي طالب. وقال عاصم: كنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن فأعرض على زرّ بن حبيش، وكان زرّ قرأ (1) على عبد الله بن مسعود، وقال أبو بكر:
فقلت لعاصم: لقد استوثقت (2).
540 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي ابن عبد العزيز، قال حدّثنا القاسم بن سلام، قال حدّثنا حجاج، عن (3) هارون، قال:
أخبرني أبان العطار، قال: وقال: لنا عاصم: ما حدّثتكم عن زرّ فهو عن عبد الله، وما حدّثتكم عن أبي عبد الرحمن فهو عن (4) عليّ.
541 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن الأشعث، قال: نا موسى بن حزام، قال: نا يحيى، عن أبي بكر، عن عاصم، قال:
كان أبو عمرو الشيباني يقرئ القرآن في المسجد الأعظم، فقرأت عليه (5).
__________
(1) سقطت (قرأ) من م.
(2) الحسن بن داود بن الحسن بن عون، ابو علي، النقار، الكوفي، مصدّر حاذق، ثقة، مات قبل سنة خمسين وثلاث مائة. معرفة 1/ 244، غاية 212.
القاسم بن أحمد بن يوسف أبو محمد، الخياط، الكوفي، إمام في قراءة عاصم حاذق، ثقة، مات سنة إحدى وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد 21/ 438، غاية 2/ 16.
وهذا الإسناد صحيح، والرواية في الغاية لأبي بكر بن مهران / 47من قراءته على الحسن بن داود، وحماد بن أحمد الضرير، ومحمد بن الحسن النقاش، ثلاثتهم عن القاسم بن أحمد بإسناد الداني نفسه. وزاد في آخر السياق، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل.
(3) في ت، م: (بن). وهو خطأ. وقد تقدم الإسناد صحيحا في الفقرة / 459.
(4) أبان بن يزيد بن أحمد، أبو زيد البصري، العطار، النحوي، ثقة صالح.
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 202)، لم أظفر بتاريخ وفاة أبان، وقال ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 4): وكان عندي أنه توفي سنة بضع وستين ومائة تقريبا، ثم ظهر لي أنه توفي بعد ذلك بسنين، وقال ابن حجر في التقريب (1/ 31)، مات في حدود الستين ومائة. والإسناد قبل أبان تقدم في الفقرة / 459، وهذا الإسناد صحيح.
(5) ابن الأشعث هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث، وأبو بكر هو ابن عياش.
ويحيى هو ابن آدم، وأبو عمرو هو سعيد بن إياس، وهذا الإسناد صحيح.(1/260)
[سبب اختلاف روايات القراءة عن الأئمة]
542 - قال أبو عمرو: فإن قال قائل: إن أبا بكر بن عيّاش، وحفص بن سليمان، على ما رويته عن القدوة، وحكينا (1) عن الجلة، أضبط من عرض على عاصم اختياره، وروى عنه حروفه، فما بالهما اختلفا عليه اختلافا شديدا متفاوتا؟ حتى صار ما رواه كل واحد منهما عنه، كأنه قراءة على حدة؟ هل ذلك لسوء نقل؟ واختلال حفظ وقلّة ضبط من أحدهما؟ أو اختلاط ونسيان ووهم دخلهما؟
543 - قلت: لم يتفاوت الاختلاف بينهما عنه لشيء من ذلك إذ كانا من الشّهرة والإتقان وحسن الاضطلاع (2) والمعرفة بنقل الحروف، بموضع لا يجهل ومكان لا ينكر، بل تفاوت ذلك بينهما من جهة [22/ ظ] صحيحة، لا مدخل (3)
للطعن عليها، ولا سبيل للقدح فيها، وهي: أن عاصما أقرأ كل واحد منهما بمذهب، غير المذهب الذي أقرأ به الآخر، على ما نقله عن سلفه، وقرأه عن أئمته. والاختلاف بين الصحابة والتابعين في حروف القرآن، قد كان موجودا مستفيضا، وقد جاء هذا المعنى مفسّرا عن عاصم نفسه.
544 - فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن محمد بن شنبوذ، قال: أخبرني جدّي الصّلت، قال: قال لي أبو شعيب القوّاس، قال [لي حفص] (4)، قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها، فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن عن عليّ بن أبي طالب، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عيّاش، فهي القراءة التي كنت أعرضها على زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود (5).
__________
(1) كذا في ت، م.
(2) في ت: (الاطلاع). والذي في م أليق بالمقام، وفي هامش ت ل 22/ ظ: الاضطلاع نسخة.
(3) في ت، م: (لا يدخل). ولا يستقيم بها السياق.
(4) زيادة لا بد منها لأن القواس قرأ على حفص، ولم يدرك عاصما. انظر غاية 1/ 334.
(5) الصلت بن شنبوذ، روى عن ابي شعيب القواس روى عنه حفيده محمد بن أحمد، غاية 1/ 336.
أبو شعيب هو صالح بن محمد، القواس، تقدم وهكذا سائر رجال الإسناد.(1/261)
545 - قال أبو عمرو: ولهذا المعنى نفسه، وقع الخلاف أيضا بين أصحاب أبي بكر الأعلام وتفاوت لأنه يجوز أن يكون قد روى ذلك كلّه على اختلافه عن عاصم سماعا في أوقات مختلفة، وأخذه عنه أداء في عرضات متفرقة، على حسب ما نقله عن سلفه، وسمعه من أئمته. ولهذا السبب أيضا نفسه، ورد الاختلاف بين الرواة عن الأئمة. وبين أصحابهم لأن كل واحد من أئمة القراءة، قد عرض على جماعة من السّلف في مصره، وفي غير مصره وشاهدهم، وسمع منهم، وروى الحروف عنهم، وهم لا شك مختلفون فيها، على نحو ما علّموه وتلقوه وأدي إليهم، وأذن لهم فيه من الوجوه المفترقة، واللغات والقراءات المختلفة. فهو تارة يقرئ بحرف من تلك الحروف، وتارة يقرئ بهما معا (1) لصحّتهما عنده في الأثر ونشرهما (2) لديه في الاستعمال، فهي كلها على اختلافها واتفاقها، وتغاير ألفاظها واختلاف معانيها عن السّلف منقولة، ومن الصحابة مأخوذة، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة، ومن عند الله عزّ وجلّ منزّلة. وسبيل اختلاف الناقلين لها من الأئمة، سبيل من دونهم من الراوين، وشبه ما ذكرناه وبيّنّا صحّته، وبالله التوفيق.
ذكر رجال حمزة
546 - ورجال حمزة جماعة كثيرة، منهم: أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، مولى بني كاهل، وأبو عبد الرحمن محمد (3) بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، الأنصاري القاضي، وحمران بن أعين مولى بني شيبان، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي الهمداني (4)، وأبو عبد الله جعفر (5) بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي الصادق رضي الله عنه وعن آبائه، وأبو عثّاب (6) منصور بن المعتمر السّلمي،
__________
(1) سقطت (معا) من ت.
(2) أي ذيوعهما. يقال نشرت الخبر أنشره وأنشره أي أذعته. لسان العرب 7/ 64.
(3) مات سنة ثمان وأربعين ومائة. قال في التقريب (2/ 84): صدوق سيّئ الحفظ جدا. أقول سوء حفظه للحديث لا ينافي ضبطه القراءة. انظر ترجمته وأقوال العلماء فيه في تهذيب الكمال 3/ 1231، قال ابن الجزري فيه: أحد الأعلام، غاية النهاية 2/ 1665.
(4) المغني في ضبط أسماء الرجال / 272.
(5) صدوق فقيه إمام، مات سنة ثمان وأربعين ومائة. التقريب 1/ 132، غاية 1/ 196.
(6) بمثلثة ثقيلة، ثقة ثبت، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. التقريب 2/ 276، غاية 2/ 314.(1/262)
وأبو هاشم مغيرة بن مقسم الضبّي الضرير، وغير هؤلاء (1).
547 - فأمّا الأعمش: فمادّة قراءته عن يحيى بن وثّاب مولى بني كاهل، وعرض يحيى على أصحاب عبد الله: علقمة بن قيس، والأسود (2) بن يزيد، وعبيد (3) بن نضلة وعبيدة (4) السّلماني، ومسروق (5) بن الأجدع وزرّ بن حبيش وأبي عمرو الشيباني، وأبي عبد الرحمن السّلمي، وعرض هؤلاء على ابن مسعود، وعرض ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
548 - وعرض الأعمش أيضا على زرّ بن حبيش وإبراهيم النخعي، وزيد (6) بن وهب، وأبي العالية (7) الرماحي، ومجاهد بن جبر، وقرأ أيضا في القديم على عاصم ابن أبي النّجود، وعلى أبي حصين (8) عثمان بن عاصم الأسدي.
__________
(1) زاد ابن الجزري، طلحة بن مصرف، وليث بن أبي سليم، غاية 1/ 261. وسيأتي توثيق المؤلف لرواية حمزة عن ليث في الفقرة / 570.
(2) الأسود بن يزيد بن قيس أبو عمرو، النخعي، إمام جليل، ثقة فقيه، مات سنة خمس وسبعين. تذكرة الحفاظ 1/ 50، غاية 1/ 171، التقريب 1/ 77.
(3) عبيد بن نضلة بفتح النون وسكون الضاد، كذا ضبطه في التقريب (1/ 545) وقال:
ثقة. قال ابن حبان أبو معاوية، وقد قيل عبيد بن نضيلة، مات سنة أربع وسبعين، طبقات مشاهير علماء الأمصار / 106، غاية 1/ 497.
(4) عبيدة بن عمرو السّلماني بسكون اللام ويقال بفتحها، أبو عمرو، الكوفي، ثقة ثبت، مات سنة أربع وستين. كذا في طبقات مشاهير علماء الأمصار / 99. غاية 1/ 498.
وذكره ابن حجر في التقريب 1/ 547مع من اسمه عبيدة بفتح أوله.
والسّلماني نسبة إلى سلمان، حي من مراد. الأنساب 303/ و.
(5) مسروق بن الأجدع بن مالك. أبو عائشة، ثقة فقيه عابد، مات سنة اثنتين ويقال ثلاث وستين. التقريب 2/ 242، غاية 2/ 294.
(6) زيد بن وهب، الجهني، أبو سليمان، ثقة جليلي، مات سنة ست وتسعين، طبقات مشاهير علماء الأمصار / 102، التقريب 1/ 277، غاية 1/ 299.
(7) أبو العالية هو رفيع بالتصغير ابن مهران، ثقة كثير الإرسال، مات سنة ثلاث وتسعين، طبقات مشاهير علماء الأمصار / 95، التقريب / 252، معرفة 1/ 49.
والرياحي بكسر الراء نسبة إلى رياح بن يربوع، بطن من تميم، نسب إليهم أبو العالية، أنه مولاهم، اللباب 2/ 46.
(8) عثمان بن عاصم بن حصين، أبو حصين، بفتح الحاء ثقة ثبت ربما دلس، مات سنة سبع وعشرين ومائة. التقريب 2/ 10، غاية 1/ 506.(1/263)
549 - وأما ابن أبي ليلى: فقرأ على جماعة، منهم: أخوه عيسى (1) بن عبد الرحمن، وعامر بن شراحيل الشعبي، والمنهال (2) بن عمرو الأسدي، وطلحة بن مصرّف اليامي. وقرأ أخوه (3) على أبيه عبد الرحمن، وقرأ عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وقرأ عليّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأ الشعبي على علقمة ابن قيس، وعلى أبي عبد الرحمن السّلمي، وقرأ على ابن مسعود. وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد على ابن عبّاس، وقرأ ابن عبّاس على أبيّ بن كعب، وزيد بن [23/ و] ثابت، وقرآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأ طلحة على يحيى بن وثّاب، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وقرأ يحيى على أصحاب عبد الله المذكورين، وقرأ إبراهيم على علقمة، والأسود، وقرآ على ابن مسعود.
550 - وأمّا حمران بن أعين، فقرأ على عبيد بن نضيلة وأبي الأسود الدؤلي، وابنه (4) أبي حرب بن أبي الأسود، ويحيى بن وثّاب، وقرءوا على ما تقدّم.
551 - وأما السّبيعي: فقرأ على أصحاب عليّ رضي الله عنه، وعلى أصحاب عبد الله رحمه الله: عاصم (5) بن ضمرة والحارث (6) الهمداني، وعلقمة، والأسود، وزرّ وأبي عبد الرحمن، وقرأ عاصم، والحارث، على عليّ، وقرأ الآخرون (7) على عبد الله.
__________
(1) عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي، ثقة، من السادسة، عرض القرآن على أبيه عن علي، غاية 1/ 609، التقريب 2/ 99.
(2) المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم، الكوفي، صدوق، ربما وهم من الخامسة، وأما في القراءة فقال ابن الجزري، ثقة مشهور كبير، غاية 2/ 315، التقريب 2/ 278.
(3) أي عيسى.
(4) في ت، م: (وابنه وأبي حرب). وهو خطأ، لا يستقيم به السياق. وأبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي البصري، ثقة، مات سنة ثمان ومائة. التقريب 2/ 410، تهذيب الكمال 3/ 1597.
(5) عاصم بن ضمرة السّلولي، الكوفي صدوق، مات سنة أربع وسبعين، التقريب 1/ 384.
طبقات ابن سعد (6/ 222) وقال: ثقة، وضمرة بفتح الضاد وسكون الميم المغني / 196.
(6) الحارث بن عبد الله، الأعور، الهمداني، بسكون الميم، الكوفي، أبو زهير صاحب علي، رمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، مات سنة خمس وستين. الكاشف 1/ 195، غاية 1/ 201، التقريب 1/ 141.
(7) وهم: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد وزر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي.(1/264)
552 - وأما جعفر الصادق: فقرأ على آبائه رضوان الله عليهم، وأمّا منصور فعرض على الأعمش.
553 - وأما مغيرة فقرأ على عاصم بن أبي النجود، وقد ذكرنا على من قرأ الأعمش، وعاصم.
554 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال:
حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: حدّثني محمد بن مخلد، عن خلف بن هشام، عن سليم بن عيسى، قال (1): قرأ حمزة على الأعمش، وابن أبي ليلى، [فما كان من قراءة الأعمش فهي عن ابن مسعود، وما كان من قراءة ابن أبي ليلى (2)] فهي عن عليّ رضي الله عنه.
555 - قال خلف: ولم يخالف حمزة (3) عن الأعمش فيما وافق قراءة زيد بن ثابت، إلا في حروف يسيرة. قال خلف: وسمعت غير واحد من أصحابنا يذكرون: أن الأعمش قرأ على يحيى بن وثّاب، وأن يحيى قرأ على عبيد بن نضيلة، وأنه كان من خيار أصحاب عبد الله، فذكر بعضهم: أن يحيى قرأ على علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع.
556 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني أحمد بن زهير، وإدريس بن عبد الكريم، عن خلف، عن سليم، قال: قرأ حمزة على سليمان ابن (4) مهران، وابن أبي ليلى. فما كان من قراءة الأعمش فهو عن ابن مسعود، وما كان من قراءة ابن أبي ليلى فهو عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. ولم يخالف حمزة الأعمش فيما وافق قراءة زيد بن ثابت التي جمع عثمان الناس عليها إلا في أحرف يسيرة (5).
__________
(1) صدر الإسناد قبل سليم تقدم في الفقرة / 174، وهذا الإسناد صحيح.
(2) سقط من ت، م وهذه الزيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في الرواية من طريق إدريس بن عبد الكريم وأحمد بن زهير عن خلف، في الفقرة / 556.
(3) في م: (حمزة عن الأعمش) وفي ت: (حمزة علي الأعمش). وكلاهما خطأ، وانظر سياق أحمد بن زهير وإدريس بن عبد الكريم عن خلف في الفقرة التالية.
(4) في ت، م: (بن أبي مهران) وهو خطأ.
(5) هذا الإسناد صحيح والرواية في السبعة / 74به مثلها.(1/265)
557 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أبو طالب عبد الله ابن أحمد بن سوادة، وموسى بن موسى، قالا: حدثنا هارون بن حاتم، قال:
حدّثنا علي بن حمزة الكسائي، قال قلت لحمزة: على من قرأت؟ قال: على ابن أبي ليلى، وحمران بن أعين، قلت: فحمران على من قرأ؟ [قال] (1): على عبيد بن نضيلة الخزاعي، وقرأ عبيد بن نضيلة الخزاعي على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله، على النبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو، وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد بن جبير على عبد الله ابن عباس، وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم (2).
558 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا الحسين بن المهلب، قال: نا محمد ابن العباس (3)، قال: نا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا الخشكني، عن سليم، عن حمزة، قال: قرأت القرآن على ابن أبي ليلى أربع مرات (4).
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في السبعة / 72.
(2) عبد الله بن أحمد بن سوادة، البغدادي، صدوق، مات سنة خمس وثمانين ومائتين، تاريخ بغداد 9/ 373، غاية 1/ 406.
موسى بن موسى الختلي، أبو عيسى، البغدادي، أحد الثقات، مات سنة خمس وسبعين ومائتين، تاريخ بغداد، 13/ 47، غاية 2/ 323، وسائر رجال الإسناد تقدمت تراجمهم، وهذا الإسناد صحيح لغيره من طريق ابن سوادة، وصحيح من طريق موسى بن موسى، والرواية في السبعة / 72مجزأة إلى روايتين بالإسناد نفسه.
(3) في ت، م زيادة (قال أخبرنا أحمد بن العباس) وهذه الزيادة خطأ، لأن محمد بن العباس أخذ القراءة عن أحمد بن يزيد مباشرة كما في غاية النهاية 2/ 157، وقد ذكر المؤلف هذا الإسناد صحيحا بدون هذه الزيادة في الفقرة / 1266.
(4) محمد بن العباس بن بسام أبو عبد الرحمن، الرازي، قال ابن أبي حاتم: صدوق، وقال ابن الجزري: ثقة مشهور متصدر. الجرح والتعديل 8/ 48، غاية 2/ 157.
الحسين بن محمد بن الحسين بن المهلب أبو علي، المؤدب، الرازي، البغدادي، حدث عن أبي حاتم الرازي، روى عنه أبو حفص بن شاهين، تاريخ بغداد 8/ 98.
الخشكني هو جعفر بن محمد بن سليمان، ويقال الخشكي، الكوفي، المقرئ مصدّر مشهور. مات سنة بضع عشرة ومائتين. غاية 1/ 195. والخشكني لم أجدها في الأنساب وأما الخشكي بضم الخاء وسكون الشين فنسبة إلى خشك الأنساب 200/ ظ، وهو باب من أبواب هراة. معجم البلدان 2/ 373، والإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة / 556.(1/266)
559 - حدّثنا محمد بن علي بن الحسين، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي ابن [بنت (1)] ابن نمير، قال: حدّثني الحسن بن محمد (2) بن سعيد بن محمد بن عمارة بن عقبة، قال: قرأت على سليم عن عيسى، وقرأ سليم على حمزة، وقرأ حمزة على حمران بن أعين، وقرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي، وقرأ أبو الأسود الدؤلي على عليّ وعثمان. وقرأ حمزة أيضا على ابن أبي ليلى، وقرأ ابن أبي ليلى على أخيه، وقرأ أخوه على أبيه عبد الرحمن، وقرأ عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب. وقرأ حمزة أيضا على سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ سليمان بن مهران على يحيى ابن وثّاب، وقرأ يحيى على أصحاب عبد الله، جماعة (3)، وقرأ يحيى أيضا على زرّ بن حبيش، وقرأ زرّ على عثمان (4)، وعبد الله. وقرأ حمزة أيضا على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وقرأ جعفر على آبائه رضوان الله عليهم، وقرءوا على أهل المدينة (5).
560 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثني أبي، قال: نا أحمد بن جبير، قال: حدّثنا الكسائي، قال:
حدّثنا محمد (6) الأنصاري، قال قلت [23/ ظ] للأعمش: على من قرأت يا أبا محمد؟
قال: وما يهمك يا بني؟ قلت: لولا أنه يهمّني لم أسألك. قال: قرأت على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله، وقرأ عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن جبير: قال الكسائي، قال أبو بكر: قرأ يحيى على عبيد بن نضيلة، وكان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. قال ابن جبير: وحدّثنا الكسائي، قال قال
__________
(1) في ت، م: (أخت). وتقدم في الفقرة / 512أنه خطأ.
(2) في ت: مخلد. وهو خطأ. انظر الفقرة / 512.
(3) (جماعة) ليست في السبعة / 73.
(4) في السبعة على (علي وعثمان وعبد الله).
(5) قدم المؤلف في الفقرة / 512هذا الإسناد مع جزء من المتن، والرواية كاملة في السبعة / 73به مثلها.
وأخرج ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 196) بسنده إلى حمزة، قال: قرأت على أبي عبد الله جعفر الصادق القرآن بالمدينة، فقال ما قرأ عليّ أقرأ منك الرواية.
(6) في ت، م: (أبو محمد الأنصاري) وهو خطأ، لأنه لا يوجد في شيوخ الكسائي ولا في تلاميذ الأعمش.(1/267)
زائدة (1): قلت للأعمش: على من قرأ يحيى؟ قال: على علقمة والأسود ومسروق (2).
561 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد المقرئ، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا علي بن محمد النخعي، قال: حدّثنا محمد بن علي بن عفّان، قال: قرأت على عبيد الله بن موسى العنسي، وقرأ عبيد الله على حمزة بن حبيب (3)
التيمي.
562 - قال النخعي: وحدّثنا سهل بن محمد الجلاب (4)، قال: قرأت على خالد بن يزيد الطبيب، وقرأ خالد على حمزة (5). ح.
563 - قال النخعي: وحدّثنا محمد بن الحسين بن عطية البزار، قال: قرأت على أبي الحسن بن عطيّة البزار، وقرأ الحسن على حمزة (6).
__________
(1) في ت، م: (قال زائدة قال قلت) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) ابن عبد الرزاق، اسمه إبراهيم.
أبوه هو عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق، أبو القاسم الأنطاكي، شيخ مقرئ، كان إمام جامع دمشق، بقي إلى حدود التسعين ومائتين. غاية 1/ 384.
محمد الأنصاري هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وعلقمة هو ابن قيس، وعبد الله هو ابن مسعود.
وأبو بكر هو ابن عياش.
زائدة بن قدامة أبو الصلت، الثقفي، ثقة، حجة، كبير، صاحب مسند، توفي بالروم غازيا سنة إحدى وستين ومائة. غاية 1/ 288، التقريب 1/ 256.
(3) الإسناد قبل حمزة تقدم في الفقرة / 344، وهو إسناد صحيح.
(4) الجلاب بفتح الجيم وتشديد اللام، ألف هذا الاسم لمن يجلب الرقيق والدواب. الأنساب ل 146/ و.
(5) سهل بن محمد الجلاب الكوفي عرض على خالد بن يزيد الطبيب صاحب حمزة، روى عنه علي ابن محمد النخعي القاضي. غاية 1/ 321.
خالد بن يزيد، أبو الهيثم، الأسدي، الكوفي، الطبيب، ثقة، من جلة أصحاب حمزة، مات سنة خمس ومائتين، غاية 1/ 269. وقال في التقريب (1/ 220): صدوق له أوهام. وإسناد الفقرة / 562حسن لغيره.
(6) محمد بن الحسن بن عطية بن نجيح، القرشي، أخذ القراءة عرضا عن أبيه عن حمزة روى القراءة عنه علي بن محمد النخعي القاضي. غاية 2/ 117.
الحسن بن عطية بن نجيح، أبو محمد، القرشي، الكوفي، من جلة أصحاب حمزة الزيات، صدوق، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، غاية 1/ 220. التقريب 1/ 168.(1/268)
564 - قالوا جميعا: وقرأ حمزة على حمران بن أعين وعلى سليمان الأعمش، وعلى أبي إسحاق السّبيعي، وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
565 - وأما حمران فقرأ على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على عبيد بن نضيلة، وقرأ عبيد على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من أراد أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأ كما يقرأ ابن أم عبد (1)».
566 - وأما الأعمش: فقرأ على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على زرّ بن حبيش، وعلى زيد بن وهب، وقرأ زرّ، وزيد على عبد الله، وقال الأعمش: إن يحيى قرأ على علقمة، والأسود وزرّ بن حبيش، وعبيد بن نضيلة وعبيدة السّلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعلي بن عمرو الشيباني. وكان الأعمش يقول: يحيى أقرأ من بال (2) على التراب.
567 - قالوا: وقرأ الأعمش أيضا على إبراهيم بن زيد النخعي، وقرأ إبراهيم على الأسود، وعلقمة بن قيس (3) النخعي، قال: وكان ابن مسعود إذا سمع علقمة يقرأ
__________
وإسناد الفقرة / 563حسن لغيره.
(1) الحديث أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في الكبير عن ابن عمرو، انظر كنز العمال 11/ 710.
وأخرجه ابن عساكر عن عمار بن ياسر بنحوه. انظر كنز العمال 11/ 710. وكذا أخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/ 520، وأبو نعيم في الحلية 1/ 124، وابن السني في عمل اليوم والليلة كما في كنز العمال 11/ 710جميعهم عن عمر.
وأخرجه بنحوه الإمام أحمد في المسند 1/ 7، والبزار، والطبراني كما في مجمع الزوائد 9/ 287جميعهم عن ابن مسعود.
وأخرجه بنحوه الإمام أحمد في المسند 2/ 446، وأبو يعلى والبزار، كما في مجمع الزوائد 9/ 288جميعهم عن أبي هريرة. قال الهيثمي: وفيه جرير بن عبد الله البجلي وهو متروك.
وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في المصنف 10/ 520عن عمرو بن الحارث والحديث صحيح.
(2) في م: (قال) والذي في ت يوافقه ما في معرفة القراء 1/ 52، وغاية النهاية 2/ 380. وفي هامش ت ل 24/ و: أقرأ من قال نسخة.
(3) في ت، م: (يزيد) وهو خطأ والتصحيح من الفقرة / 547.(1/269)
قال: فداك (1) أبي وأمي، لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرّ (2) بك.
568 - قالوا: وأما أبو إسحاق السّبيعي: فإنه قرأ على أصحاب عليّ، وأصحاب ابن مسعود، وقال: إنه قرأ على علقمة، والأسود، وزرّ، وعاصم بن ضمرة، والحارث الهمداني، وعلى أبي عبد الرحمن، وأبو عبد الرحمن على عليّ رضي الله عنه.
569 - وكان الأعمش يجوّد حرف ابن مسعود، وكان ابن أبي ليلى يجوّد حرف عليّ، وكان أبو إسحاق السّبيعي يقرأ من هذا الحرف، ومن هذا الحرف، وكان يقرأ قراءة ابن مسعود، ولا يخالف مصحف عثمان رضوان الله عليه، ويعتبر حروف معاني عبد الله، فيوافق معاني حروف عبد الله، ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان. وهذا كان اختيار حمزة. واستفتح حمزة القرآن من حمران بن أعين، وعرض على الأعمش وأبي إسحاق، وابن أبي ليلى.
570 - حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الشعراني، قال: حدّثنا أبو الحسين الرعيني، قال: أخبرني عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، قال: قال أبو داود بن أبي طيبة أخبرني علي بن يزيد (3)، عن سليم (4)، عن حمزة. وذكر لي عليّ بن يزيد: أن رجال حمزة: الأعمش، ومغيرة، ومنصور، وأبو إسحاق السّبيعي، والليث بن أبي سليم (5).
571 - قرأت على محمد بن أحمد بن علي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك قرأت على علي بن أحمد بن بزيع خمسا، فقال لي: حسبك فقلت: زدني، فقال لي: حسبك قرأت على بزيع بن عبيد خمسا،
__________
(1) في م: (وقال) بدل (فداك)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) في م: (بشر) وهو تصحيف.
(3) في ت، م: (زيد). وهو خطأ وسيأتي اسمه صحيحا في هذا الإسناد في الفقرة / 972.
(4) ت، م: (سليمان) وهو خطأ وسيأتي اسمه صحيحا في هذا الإسناد في الفقرة / 972.
(5) أحمد بن محمد بن الهيثم، أبو الحسن الشعراني، الدينوري، الصوفي قرأ على أبي الحسين الرعيني، غاية 1/ 132، والشعراني بفتح الشين وسكون العين نسبة إلى الشعر على الرأس وإرساله، الأنساب ل 335/ و.
أبو الحسين الرعيني، لم أجده. والرعيني بضم الراء وفتح العين نسبة إلى ذي رعين من اليمن.
الأنساب ل 256/ و. وعلي بن يزيد بن كيسة، تقدم.(1/270)
فقال لي: حسبك قرأت على أبي أيوب سليمان الحمزي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك قرأت على سليم خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت:
زدني، فقال لي: حسبك قرأت على حمزة بن حبيب الزيّات خمسا، فقال لي:
حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك قرأت على الأعمش خمسا، فقال لي:
حسبك فقلت: زدني، فقال لي: حسبك قرأت [24/ و] على يحيى ابن وثّاب خمسا، فقال لي: حسبك فقلت: زدني، فقال لي: حسبك قرأت على أبي عبد الرحمن السّلمي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك قرأت على عليّ بن أبي طالب خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك هكذا أنزله جبريل عليه الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا (1).
572 - قال أبو عمرو: وهذه الأخبار كلها تؤذن بقراءة حمزة على الأعمش وعرضه عليه القرآن، وتثبت ذلك وتحقّقه، وقد جاءت أخبار أخر بخلاف ذلك.
__________
(1) علي بن أحمد بن بزيع المقرئ، روى القراءة عرضا عن بزيع بن عبيد، روى القراءة عنه عرضا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب. غاية 1/ 517.
بزيع بن عبيد بن بزيع، أبو الفضل، المقرئ، قرأ علي أبي أيوب سليمان بن موسى صاحب محمد ابن بحر صاحب سليم، غاية 1/ 176، قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 308):
لا يعرف، وانظر لسان الميزان 2/ 13.
سليمان بن موسى أبو أيوب، الحمزي عرض على محمد بن بحر الخراز صاحب سليم، وقيل له الحمزي لروايته قراءة حمزة، غاية 1/ 316.
محمد بن بحر، الخزاز، الكوفي، مشهور، أخذ القراءة عن سليم عن حمزة، غاية 2/ 104، وسائر رجال الإسناد تقدمت تراجمهم.
والحديث ذكره الحافظ الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 271) في ترجمة الحسن بن أحمد الصيدلاني. قال: أخبرنا عبد الله بن لولو، أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق، ثنا أبو علي الحسن بن أحمد الصيدلاني، ثنا بزيع بن عبيد، وساق الرواية مطولة، إلا أنه أسقط محمد بن بحر بين الحمزي وسليم.
ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 308) الرواية عن الخطيب. ثم قال: هذا موضوع على سليم بن عيسى. وانظر لسان الميزان 2/ 13.
وذكر السيوطي جزء من متن الحديث في الدر المنثور 3/ 1، وقال: أخرجه البيهقي في الشعب وضعفه، والخطيب في تاريخه.(1/271)
[الأخبار في أن حمزة لم يعرض على الأعمش] ذكرها
573 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبّاس الكابلي، قال: حدّثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، قال: قلت لابن داود:
قرأ حمزة على الأعمش؟ فقال: من أين قرأ على الأعمش، إنما سأله عن حروف (1).
574 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا عبيد بن محمد، قال: أخبرنا ابن سعدان، قال: حدّثنا سليم بن عيسى، قال:
وسمع حمزة قراءة الأعمش، ولم يقرأ عليه (2).
575 - حدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد قال حدّثنا ابن صدقة (3)، قال: حدّثنا أحمد بن جبير، قال: حدّثنا حجّاج، قال: قلت لحمزة: قرأت على الأعمش؟ قال: لا، ولكني سألته عن هذه الحروف حرفا حرفا (4).
576 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي ابن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثني عدّة من أهل العلم دخل
__________
(1) محمد بن العباس بن الحسن بن ماهان المروزي، أبو عبد الله، يعرف بالكابلي، قال الدارقطني، ثقة، مات سنة إحدى وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 3/ 111.
والكابلي بفتح الكاف وضم الباء نسبة إلى كابل مدينة، الأنساب ل 469/ ظ.
محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع، الأزدي، البصري، نزيل بغداد، ثقة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين. التقريب 2/ 217، تهذيب الكمال 3/ 1288.
ابن داود، وهو عبد الله بن داود بن عامر، الهمداني، أبو عبد الرحمن، الخريبي، ثقة عابد، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين، التقريب 1/ 4112، تهذيب الكمال 2/ 677، غاية 1/ 418، وهذا الإسناد صحيح والرواية في السبعة / 72به مثلها.
(2) عبيد بن محمد، أبو محمد، المروزي، ثم البغدادي، المكتّب، حدث، وروى القراءة عن محمد بن سعدان، روى القراءة عنه أبو طاهر بن أبي هاشم، تاريخ بغداد 11/ 101، غاية 1/ 497.
ابن سعدان اسمه محمد، تقدم.
وهذا الإسناد صحيح، وهو إسناد الطريق الرابع والسبعين بعد الثلاث مائة.
(3) في ت، م: (عرفد). وهو خطأ. وتقدم اسمه صحيحا في الفقرة / 427.
(4) حجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور، تقدم. والإسناد صحيح.(1/272)
حديث بعضهم في بعض عن حمزة الزيّات أنه قرأ على حمران بن أعين، وكانت هذه الحروف التي يرويها حمزة عن الأعمش [إنما أخذها عن الأعمش] (1) أخذا، ولم يبلغنا أنه قرأ عليه القرآن من أوّله إلى آخره (2).
577 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن الحسين القطان، قال: حدّثنا حسين يعني ابن الأسود، قال: حدّثنا عبيد الله، قال: كان حمزة يسأل الأعمش عن حروف القرآن (3).
578 - قال أبو عمرو: وليس مما حكاه هؤلاء براد لما روته الجماعة الكثيرة العدد، ولا بمزيل لصحته، من أن حمزة قرأ على الأعمش القرآن، بل يجب الوقوف عنده، ويلزم المصير إليه.
579 - فإن أبي ذلك آب، واستدلّ بقول حجّاج، وابن داود وردّ قول الجماعة، فقل له (4): ليست الفائدة في نقل الحروف ذوات الاتفاق، وإنما الفائدة في نقل الحروف ذوات الاختلاف، فإذا كان حمزة قد سأل الأعمش عن قراءته المختلف فيها حرفا حرفا، وأجابه الأعمش بمذهبه الذي نقله عن أئمته، فذلك وقراءة (5) القرآن كلّه سواء في معرفة مذهبه، فيما الخلاف فيه بين الناس موجود، ولا يدفع صحة ذلك ومعرفته بوجوه القراءات وطرق النقل دافع (6).
580 - نا أبو الفتح شيخنا، قال: حدّثنا أحمد بن محمد وعبيد بن محمد، قالا:
نا علي بن الحسين، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: قيل لجرير بن عبد الحميد:
كيف أخذتم هذه الحروف عن الأعمش؟ فقال: إذا كان شهر رمضان جاء أبو حيّان التميمي وحمزة الزيّات، مع كل واحد منهما مصحف، فيمسكان على الأعمش المصاحف، ثم يقرأ فيسمعون قراءته، فأخذنا الحروف من قراءته (7).
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في فضائل القرآن ص / 333.
(2) الإسناد تقدم في الفقرة / 37وهو إسناد صحيح. والرواية في فضائل القرآن ص / 333.
(3) محمد بن الحسين بن شهريار، القطان، وعبيد الله بن موسى، وحسين بن علي بن الأسود، تقدمت تراجمهم. والإسناد حسن.
(4) في م: (فسئل). ولا يستقيم السياق بها.
(5) في م: (فقراءة). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) أقول: وهذا مسلم في حق حمزة لإمامته، ولا يسلّم كقاعدة عامة.
(7) عبيد بن محمد لم أجده.(1/273)
581 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
أخبرنا محمد بن الهيثم، قال حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان، قال: نا ابن نمير، قال: حضرت حمزة، وهو يسأل الأعمش عن حروف القرآن، يقرأ فيقرأ له الأعمش الحرف الذي بعد ما قرأ (1).
582 - قال أبو عمرو: وهذا الذي حكاه جرير وابن نمير والتلاوة (2) والسّرد سواء لا فرق بينهما، وذلك عند من جعل السّماع الذي هو قراءة العالم للمتعلّم، والعرض الذي هو قراءة المتعلّم على العالم واحد. فأما من فرّق بينهما فالسّماع عنده أقوى من العرض وأعلى (3) عند أكثر العلماء، وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ذكر رجال الكسائي
583 - ورجال الكسائي حمزة بن حبيب الزيّات، وعليه عمدته، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عمرو عيسى بن عمر الهمداني، وأبو بكر بن عيّاش، وأبو إبراهيم إسماعيل بن جعفر، وأبو الصّلت زائدة بن قدامة.
584 - فأمّا حمزة وابن أبي ليلى، وأبو بكر، وإسماعيل، فقد ذكرنا أئمتهم.
585 - وأمّا عيسى فقرأ على عاصم، وطلحة بن مصرّف، والأعمش، وقرءوا على من تقدّم.
__________
والإسناد إلى يوسف بن موسى من طريق أحمد بن محمد تقدم في الفقرة / 39.
أبو حيان التيمي هو يحيى بن سعيد بن حيان، الكوفي، ثقة، مات سنة أربع وأربعين ومائة.
غاية 2/ 372، التقريب 2/ 348.
ومتن الرواية ذكره ابن الجزري في غاية النهاية 2/ 373، في ترجمة أبي حيان.
(1) ابن نمير مصغرا هو عبد الله، الهمداني، أبو هشام، الكوفي، ثقة، صاحب حديث، مات سنة تسع وتسعين ومائة. التقريب 1/ 457، تهذيب الكمال 2/ 749.
(2) في م: (الثلاثة). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) هذه الدعوى غير مسلمة، لأن قراءة العرض هي التي عول عليها القراء دون رواية الحروف. انظر لطائف الإشارات 1/ 181.
ولو كان السماع أقوى من العرض ما أتعب المؤلف نفسه في إثبات عرض حمزة القراءة على الأعمش. وثالثا أعرض ابن الجزري في النشر عن طرق رواية الحروف فلم يعتمد في نشره شيئا منها. انظر النشر 1/ 98.(1/274)
586 - وأما زائدة فروى الحروف عن الأعمش [24/ ظ].
587 - وقرأ الكسائي حرفا واحدا معتبرا بقراءة عبد الله بن مسعود، وهو قوله عزّ وجلّ في آل عمران: {وأنّ الله لا يضيع أجر المؤمنين [آل عمران: 171] هو في قراءة عبد الله} [1] {والله لا يضيع على الابتداء فكسر} [2] الهمزة لذلك.
588 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال حدّثنا أبو عبيد، قال: كان الكسائي يكسر {وإن الله، وكان يعتبرها بقراءة عبد الله} {والله لا يضيع على الابتداء فكسر الهمزة لذلك} [3].
589 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: حدّثنا أحمد بن سلمويه (4)، قال حدّثنا محمد بن يعقوب، قال حدّثنا العباس بن الوليد، قال حدّثنا قتيبة، عن محمد بن طلحة، عن أبيه: {والله لا يضيع قال الكسائي: وهو في الاعتبار = وإنّ الله =} [5] على الابتداء (6).
590 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني هارون بن يوسف عن أبي هشام قال: ضبط الكسائيّ القراءة على حمزة (7).
__________
(1) انظر تفسير الطبري 4/ 116.
(2) انظر النشر 2/ 244، السبعة / 219.
(3) الإسناد تقدم في الفقرة / 37، وهو إسناد صحيح.
(4) في م: (سلمة به) وهو خطأ.
(5) في م: (والله). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) صدر الإسناد قبل محمد بن يعقوب تقدم في الفقرة / 405.
محمد بن يعقوب بن يزيد بن إسحاق، أبو عبد الله القرشي، الأصبهاني الغزّال، روى الحروف سماعا عن العباس بن الوليد. غاية 2/ 283، تاريخ أصبهان 2/ 354.
العباس بن الوليد بن مرداس أبو الفضل الأصبهاني، شيخ أصبهان في رواية قتيبة، غاية 1/ 355، تاريخ أصبهان 2/ 140.
محمد بن طلحة بن مصرف اليامي، كوفي، صدوق له أوهام، وأنكروا سماعه من أبيه لصغره، مات سنة سبع وستين ومائة. التقريب 2/ 173، تهذيب الكمال 3/ 214.
والإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة السابقة.
(7) هارون بن يوسف بن هارون بن زياد، أبو أحمد، المعروف بابن مقراض الشطوي، ثبت مات سنة ثلاث وثلاث مائة، تاريخ بغداد 14/ 29. وأبو هشام هو محمد بن يزيد الرفاعي، وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة / 75به مثلها.(1/275)
591 - أخبرنا خلف بن إبراهيم إجازة، قال حدّثنا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني الجمال، قال حدّثني أحمد بن يزيد الحلواني، قال: قال خلف: قرأ الكسائي على حمزة القرآن أربع مرّات (1).
592 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن مسلم الحنبلي، قال: قرئ على أحمد بن رستم وأنا أسمع حدّثكم نصير بن يوسف، قال قرأت على الكسائي، فأخبرني أنه قرأ القرآن كلّه على حمزة بن حبيب الزيّات، وعلى جماعة في عصر حمزة، منهم: ابن أبي ليلى، وعيسى بن عمر الهمداني، وأبو بكر بن عياش (2).
593 - حدّثنا محمد بن علي، [قال حدثنا ابن مجاهد] (3)، قال حدّثنا محمد بن عبد الرحيم، قال حدّثنا محمد بن عيسى، قال حدّثنا محمد بن سفيان (4)، قال: قال الكسائي: أدركت أشياخ أهل الكوفة القرّاء والفقهاء: ابن أبي ليلى، وأبان بن تغلب، والحجّاج بن أرطاة وعيسى بن عمر الهمداني وحمزة الزيّات (5).
594 - قال أبو عمرو: فهذه تسمية رجال أئمة القراءة، الذين نقلوا عنهم القراءة، وأدّوها إليهم عن سلفهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على وجه الاختصار، وما يحتمل الكتاب، وبالله التوفيق.
__________
(1) صدر الإسناد قبل الجمال تقدم في الفقرة / 142، والجمال هو حسين بن علي بن حماد، وخلف هو ابن هشام، والإسناد صحيح.
(2) في م: (غياث) وهو تحريف.
أحمد بن محمد بن مسلم البغدادي، قال الخطيب: أحسبه نزل مصر، وحدث بها عن غسان بن الربيع، روى عنه علي بن أحمد بن سليمان المعروف بعلان المصري، تاريخ بغداد 5/ 98، وأحمد بن محمد ابن رستم تقدم.
(3) زيادة يقتضيها السياق، وهي في الرواية في السبعة لابن مجاهد / 78.
(4) في ت، م: (أحمد بن سفيان)، وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 2/ 147، والسبعة / 78.
(5) صدر الإسناد قبل محمد بن عيسى تقدم في الفقرة / 158، ومحمد بن عيسى بن إبراهيم تقدم.
محمد بن سفيان بن وردان، الحذاء، الكوفي، النحوي، صدوق، أخذ القراءة عرضا عن الكسائي غاية 2/ 147، الجرح والتعديل 7/ 275.
وهذا الإسناد حسن والرواية في السبعة / 78به مثلها.(1/276)
باب ذكر الأسانيد التي نقلت إلينا القراءات عن أئمة القراءة والرواية وأدّت إلينا الحروف عنهم تلاوة
ذكر أسانيد قراءة نافع
[طرق رواية إسماعيل بن جعفر عنه]
595/ 1 فما كان من رواية إسماعيل عنه، من طريق ابن عبدوس عن أبي عمر: فحدّثنا بها محمد بن أحمد بن علي البغدادي قراءة عليه، قال [نا] (1) أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد قراءة منه علينا، قال: قرأت على أبي الزهراء عبد الرحمن بن عبدوس القرآن من أوله إلى آخره نحوا من عشرين مرة، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عمر (2) حفص بن عمر الدوري، وأخبرني أبو عمر أنه قرأ بها على إسماعيل، وأنه قرأ بها على نافع (3).
596/ 2وقرأت أنا بها القرآن كلّه، على شيخنا أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى بن عمران الضرير، المقرئ، الحمصي، وقال لي: قرأت بها على عبد الله بن الحسين المقرئ البغدادي، وقال لي: قرأت بها على أبي بكر بن مجاهد، وقرأ أبو بكر على أبي الزهراء، وقرأ أبو الزهراء على أبي عمر الدّوري، وقرأ الدّوري على إسماعيل على (4) نافع.
597/ 3وأما طريق ابن فرح عن أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ،
__________
أبان بن تغلب، الربعي، أبو سعد ويقال أبو أميمة، الكوفي النحوي، جليل ثقة. مات سنة إحدى وأربعين ومائة. غاية 1/ 4، التقريب 1/ 30.
حجاج بن أرطأة بفتح الهمزة بن ثور، أبو أرطأة، النخعي الكوفي القاضي، أحد الفقهاء، صدوق كثير الخطأ، والتدليس، مات سنة خمس وأربعين ومائة. التقريب 1/ 152.
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في م: (أبي حفص عمر بن عمر). وهو قلب.
(3) هذا الطريق من طرق رواية الحروف لعدم اتصال عرض القراءة فيه. وهو من طرق السبعة / 88، وإسناده صحيح.
(4) وهذا الطريق اتصل فيه عرض القراءة، فهو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.(1/277)
قال (1): وأخبرني أنه قرأ على أبي القاسم زيد بن عليّ ببغداد، قال: وأخبرني أنه قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح بن جبريل، العسكري، المقرئ، الضرير، والمفسّر، قال: وأخبرني أنه قرأ على [أبي (2)] عمر الدّوري، قال: وأخبرني أبو عمر أنه قرأ على إسماعيل، قال: وأخبرني أنه قرأ على نافع (3).
598/ 4وأمّا طريق الباهلي عن أبي عمر: فحدّثنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم ابن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان المقرئ، أن أبا جعفر أحمد بن محمد حدّثهم.
599/ 5ونا فارس بن أحمد، [أن أحمد (4)] بن محمد بن جابر حدّثهم، قالا:
حدّثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الله بن بدر بن النفاخ الباهلي، قال: حدّثنا أبو عمر الدّوري [بسرّ (5)] قراءة سنة أربع وأربعين ومائتين، قال (6) (7) وأنا إسماعيل بن جعفر أنه [25/ و] قرأ على عيسى بن وردان الحذاء، وأخذ القراءة عنه، وكان عيسى بن وردان يقرأ يومئذ قراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، ولا يخالفه في شيء.
600 - قال إسماعيل: وقرأت القرآن أيضا على سليمان بن مسلم بن جمّاز (8)، وقرأه سليمان على أبي جعفر يزيد بن القعقاع، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وعنه أخذ القراءة، قال سليمان: وأخبرني أبو جعفر أنه كان يقرئ القرآن
__________
(1) أي قال أبو الفتح فارس شيخ الداني المذكور في الإسناد السابق: أخبرني عبد الباقي بن الحسن أنه قرأ على أبي القاسم إلخ
(2) سقطت (أبي) من ت، م.
(3) وهذا الطريق اتصل فيه عرض القراءة أيضا، فهو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(4) زيادة يقتضيها السياق، وانظر غاية النهاية 1/ 109.
(5) في م: (كسر قرأ). وفي ت (أنه قرأ). وهو خطأ والتصحيح من غاية النهاية 2/ 242.
(6) في ت، م: (قالوا نا) وهو خطأ.
(7) عيسى بن وردان، أبو الحارث، المدني، الحذاء، إمام مقرئ حاذق، وراو محقق ضابط، مات في حدود الستين ومائة. غاية 1/ 616، معرفة 1/ 92.
وإسناد الطريق الرابع تقدم في الفقرة / 170، وهو من طرق رواية الحروف.
وإسناده صحيح، والطريق الخامس من طرق رواية الحروف كذلك.
(8) سليمان بن مسلم بن جمّاز، بتشديد الميم، أبو الربيع، المدني، مقرئ جليل، ضابط مات بعد السبعين ومائة. غاية 1/ 315.(1/278)
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحرّة (1)، وكانت الحرّة على رأس ثلاث (2) وستين سنة من تقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة.
601 - قال إسماعيل: وقرأت القرآن على شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب، مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. وكان إمام أهل المدينة بالقراءة، وكان قديما.
602 - قال إسماعيل: وأخبرني سليمان بن مسلم أن شيبة بن نصاح أخبره، أنه أتي به وهو صغير، إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فمسحت رأسه وباركت عليه.
603 - قال إسماعيل: ثم هلك شيبة، فتركت قراءته، وقرأت قراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.
604 - قال أبو عمرو: هكذا روى كل الرواة (3) هذا الخبر عن إسماعيل، وليس في ظاهره ما يدلّ أنه قرأ القرآن على نافع، ولا أنه روى الحروف عنه. وقد أتى ذلك عنه ظاهرا مكشوفا في أسانيد التلاوة (4)، وحكاه عنه أبو عبيد نصا.
605 - فحدّثنا الخاقاني، قال حدّثنا أحمد بن محمد، قال: نا عليّ، قال حدّثنا أبو عبيد، قال نا إسماعيل، عن نافع: أنه أخذ القراءة عنه نفسه، وقرأ القرآن عليه (5).
606 - والأمران عندنا صحيحان إذ كان محتملا أن يكون إسماعيل عرض القرآن على نافع بعد ما عرضه على عيسى بن وردان عنه لأن عيسى من قدماء أصحاب نافع، القائمين بمذهبه، الضابطين لاختياره، وممّن شاركه في الإسناد، ولقي الأئمة، [و] (6) ممّن عرض معه على أبي جعفر وغيره.
607 - فتارة يخبر إسماعيل بأنه قرأ على نافع نفسه، كما أخبره أبو عبيد، وتارة
__________
(1) وقعة الحرة كانت بين جيش يزيد بن معاوية وعليه مسلم بن عقبة، وبين أهل المدينة، إذ خلعوا عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل يزيد، وأخرجوه من المدينة. انظر تاريخ الطبري 5/ 482.
(2) في ت، م: (ثلاثة) وهو خطأ.
(3) في ت: (الرواية)، وفي م: (الرواية). وكلاهما لا يستقيم به السياق.
(4) انظر الطرق / 1، 2، 3.
(5) الإسناد فبل إسماعيل تقدم في الفقرة / 37.
وهذا الإسناد صحيح، وهو إسناد الطريق العاشر.
(6) زيادة يقتضيها السياق.(1/279)
يخبر أنه قرأ على عيسى عنه، كما في سائر الأخبار. وهو صادق في الخبرين جميعا، فصدقه في إخباره، أنه قرأ على شيبة، وهو أحد أئمة نافع، وقد جاء مثل ذلك عن غير واحد من التابعين، وسبيله ما ذكرناه.
608/ 6وأما طريق الكسائي عن إسماعيل: فحدّثنا محمد بن أحمد بن علي، أن ابن مجاهد حدّثهم، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال حدّثنا أبو توبة وهو ميمون بن حفص قال حدّثنا الكسائي، قال حدّثنا إسماعيل عن نافع (1).
609/ 7وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر، أن أبا طاهر بن أبي هاشم حدّثهم، قال: نا محمد بن محمد بن الوزير، قال: نا عبد الرزاق بن الحسن، قال نا أحمد بن جبير، قال نا الكسائي، عن إسماعيل، عن نافع بالقراءة (2).
610/ 8قال أبو طاهر: ونا ابن فرح، قال نا أبو عمر، عن الكسائي، عن إسماعيل، عن نافع بالقراءة (3).
611/ 9وأما طريق الهاشمي عنه: فحدّثني (4) محمد بن علي أنّ أبا بكر (5) بن أحمد بن موسى حدّثهم، قال أخبرني محمد بن الجهم، قال حدّثني سليمان بن داود (6) الهاشمي، عن إسماعيل، عن نافع (7).
612 - قال أبو عمرو: الهاشمي هذا، هو سليمان بن داود بن علي بن عبد الله ابن عباس، يكنى أبا أيوب، حدّثني بنفسه الخاقاني، قال نا عثمان بن محمد
__________
(1) الطريق السادس هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 89 وإسناده صحيح.
(2) محمد بن محمد بن الوزير، أبو بكر البصري، روى الحروف سماعا عن عبد الرزاق بن الحسن، روى الحروف عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 2/ 257.
والطريق السابع هو من طرق رواية الحروف.
(3) الإسناد قبل الكسائي تقدم في الفقرة / 352.
والطريق الثامن من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(4) في م: (فحدثني علي بن أبي بكر). وهو خطأ.
(5) في ت، م: (بكر بن أحمد). وهو خطأ.
(6) في م: (ما ورد). وهو خطأ.
(7) الطريق التاسع هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 98.
وإسناده صحيح.(1/280)
السمرقندي عن أبي أميّة محمد بن إبراهيم (1).
613/ 10وأما طريق أبي عبيد عنه: فحدّثنا خلف بن إبراهيم بن حمدان، أنّ أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد المكّي حدّثهم، قال حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال حدّثنا إسماعيل بن جعفر، عن نافع أنه أخذ القراءة عنه نفسه، وقرأ القرآن عليه (2).
614/ 11وأما طريق حسين (3) بن محمد المروزي عنه: فأخبرني عبد العزيز ابن محمد، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: أما ابن منيع، قال: حدثني جدي، قال حدّثنا حسين (4) بن محمد أبو أحمد (5) المروزي، قال حدّثنا إسماعيل، عن نافع بحروف غير مستوعبة للقراءة.
615/ 12وأما طريق يزيد بن عبد الواحد عنه: فأخبرني الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال نا محمد بن يونس، قال: نا أحمد بن سعيد بن شاهين، قال حدّثنا سليمان ابن داود الزهراني [25/ ظ] قال حدّثنا بريد بن عبد الواحد، عن إسماعيل، عن نافع بحروف ليست بالكثيرة (6).
__________
(1) عثمان بن محمد بن أحمد، أبو عمرو، السمرقندي، ثقة، مات بمصر سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 857، حسن المحاضرة 1/ 369، سير أعلام النبلاء 15/ 422.
محمد بن إبراهيم بن مسلم، أبو أمية، بغدادي سكن طرسوس، ثقة إمام في الحديث، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين، تاريخ بغداد 1/ 294، غاية 2/ 48. وهذا الإسناد صحيح.
(2) الطريق العاشر هو من طرق رواية الحروف، والإسناد تقدم في الفقرة / 607. وهو إسناد صحيح.
(3) في ت، م: (جبير) بدل (حسين)، وهو خطأ. والتصحيح من الفقرة / 5.
(4) في ت، م: (بن أحمد). وهو خطأ، والتصحيح من التقريب 1/ 179، وتاريخ بغداد 8/ 88، والفقرة / 926.
(5) الطريق الحادي عشر هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
ابن منيع هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم البغوي، ثقة، ثبت، مات سنة سبع عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 10/ 111، غاية 1/ 450.
(6) الإسناد قبل ابن شاهين تقدم في الفقرة / 463.
أحمد بن سعيد بن شاهين، أبو العباس، بغدادي نزل مصر وتوفي بها، ثقة، مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين، تاريخ بغداد 4/ 171، غاية 1/ 57.
والطريق الثاني عشر هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.(1/281)
616 - قال أبو عمرو: بريد يكنى أبا المعافى.
طرق رواية إسحاق المسيبي عن نافع
617/ 13 وما كان من رواية إسحاق المسيبي عن نافع، من طريق أبيه محمد عنه: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب، أن ابن مجاهد حدّثهم، قال حدّثنا أبو بكر محمد ابن الفرج المقرئ، قال حدّثنا محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن نافع بالقراءة (1).
618/ 14وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال [نا] (2) أبو العباس عبد الله بن الصقر السكري، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق أبو عبد الله (3)، قال حدّثنا أبي: إسحاق عن نافع (4).
619/ 15وقرأت أنا بها القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على زيد بن علي بن محمد بن عثمان (5) العجلي المقرئ، قال وأخبرني أنه قرأ على أبي الحسن محمد بن الحسن المقرئ، قال وأخبرني أنه قرأ على أبي الفرج عبد الواحد بن أحمد بن غزال الجرجاني، قال: وأخبرني أنه قرأ على محمد بن إسحاق، وأخبرني أنه قرأ على أبيه، وقرأ أبوه على نافع (6).
__________
فمجموع طرق رواية إسماعيل اثنا عشر طريقا، منها طريقان بعرض القراءة وسائرها رواية حروف.
(1) الطريق الثالث عشر هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة.
انظر السبعة / 89. والإسناد تقدم في الفقرة / 157، وهو إسناد صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في ت، م: (بن عبد الله). وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 2/ 98.
(4) الطريق الرابع عشر هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(5) في غاية النهاية (عمران) بدل (عثمان).
(6) الإسناد قبل محمد بن الحسن تقدم في الفقرة / 374.
محمد بن الحسن بن يونس، كناه الذهبي وابن الجزري، أبا العباس، الكوفي النحوي، مقرئ ثقة مشهور ضابط، مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة.
معرفة 1/ 232، غاية 2/ 126.(1/282)
620/ 16قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن، وقرأت بها أيضا على أبي بكر أحمد بن محمد المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر محمد بن يونس، قال وأخبرني أنه قرأ على أبي [علي (1)] إسماعيل بن يحيى بن عبد ربه، قال: وأخبرني أنه قرأ على محمد بن إسحاق، وقرأ محمد على أبيه، وقرأ أبوه على نافع (2).
621/ 17وأمّا طريق ابن سعدان عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا عبيد بن محمد المروزي، قال حدّثنا محمد بن سعدان، قال حدّثنا إسحاق بن محمد المسيبي عن نافع بالقراءة (3).
622/ 18قال (4) أبو طاهر: وحدّثنا أبو علي الحسن بن علي بن سهل العطار، قال حدّثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن واصل (5) المقرئ، قال حدّثنا محمد بن سعدان، قال حدّثنا إسحاق المسيبي، عن نافع (6).
__________
عبد الواحد بن أحمد بن غزال، أبو الفرج الجرجاني، مقرئ، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن إسحاق المسيبي عن أبيه عن نافع، روى القراءة عنه عرضا محمد بن الحسن بن يونس، الكوفي، غاية 1/ 473، تاريخ جرجان / 253.
والطريق الخامس عشر هو من طرق عرض القراءة.
(1) سقطت (علي) من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 170.
(2) الطريق السادس عشر من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.
أحمد بن محمد بن بشر بن علي، المعروف بابن الشارب، الخراساني، شيخ جليل، ثقة ثبت، مات سنة سبعين وثلاث مائة. غاية 1/ 107، معرفة 1/ 256.
إسماعيل روى القراءة عنه عرضا محمد بن يونس المطرز، غاية 1/ 170.
(3) الطريق السابع عشر هو من طرق رواية الحروف وصدر الإسناد قبل إسحاق تقدم في الفقرة / 704، وهذا الإسناد صحيح.
(4) في ت، م: (قال حدثنا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(5) في ت، م: (بن صالح) وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 223.
(6) الحسن بن علي بن سهل. وسيعيد المؤلف هذا الإسناد في الفقرة / 1915، وسماه هناك الحسن بن السري. قال الخطيب: الحسن بن السري بن سهل بن ميمون بن الحباب، أبو علي، العطار، الحربي، كان ثقة.(1/283)
623/ 2219وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي:
قرأت القرآن كله على عبد الله بن الحسين المقري، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وعلى [أبي (1)] الحسن علي بن مستور (2)، وأخبراه أنهما قرآ على ابن واصل، وقال ابن واصل قرأت القرآن مرارا كثيرة من أوله إلى آخره على محمد بن إسحاق، وعلى محمد بن سعدان الضرير النحوي، وقرءاه جميعا على المسيبي، وقرأ المسيبي على نافع (3).
624/ 23وحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد ابن يحيى قال حدّثنا أبو جعفر الضرير يعني محمد بن سعدان (4).
625/ 2524وأمّا طريق خلف عنه فحدّثنا بها محمد بن أحمد الكاتب قال حدّثنا أبو بكر بن مجاهد قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن زهير، وإدريس بن عبد الكريم، قالا حدّثنا خلف بن هشام، قال حدّثنا إسحاق المسيبي عن نافع بالقراءة (5).
__________
انظر تاريخ بغداد 7/ 327.
والطريق الثامن عشر هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
(1) سقطت (أبي) من ت، م: والتصحيح من غاية النهاية 1/ 580.
(2) في م: (مسعود). وهو خطأ.
(3) علي بن مستور، المقرئ، عرض على محمد بن أحمد بن واصل، روى عنه القراءة عرضا عبد الله ابن الحسين السامري، غاية 1/ 580.
ابن واصل هو محمد بن أحمد بن واصل تقدم.
الطريق التاسع عشر، عبد الله بن الحسين عن ابن مجاهد عن ابن واصل عن ابن إسحاق وإسناده صحيح.
الطريق العشرون: عبد الله بن الحسين عن ابن مجاهد عن ابن واصل عن ابن سعدان، وإسناده صحيح.
الطريق الحادي والعشرون، عبد الله بن الحسين عن ابن مستور عن ابن واصل عن ابن إسحاق.
الطريق الثاني والعشرون، عبد الله بن الحسين عن ابن مستور عن ابن واصل عن ابن سعدان.
وأربعة الطرق هي من طرق عرض القراءة.
(4) الطريق الثالث والعشرون هو من طرق رواية الحروف والإسناد تقدم في الفقرة / 380.
وهو إسناد صحيح.
(5) الطريقان الرابع والعشرون والخامس والعشرون هما من طرق رواية الحروف، وهما من طرق السبعة. انظر السبعة / 89. وإسناده كل منهما صحيح.(1/284)
626/ 26حدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن الحسن، قال حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال حدّثنا محمد بن مخلد الأنصاري، قال حدّثنا خلف بن هشام، عن إسحاق بن محمد، عن نافع، قال خلف: قرأ على إسحاق حروف القرآن من أوله إلى آخره (1).
627/ 27وأما طريق عبد الله بن ذكوان عنه: فأخبرت عن محمد بن الحسن النقاش، قال حدّثنا أحمد بن أنس، قال حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال حدّثنا إسحاق ابن محمد المسيبي، عن نافع بالقراءة (2).
628/ 28وأما طريق أبي عمارة الأحول عنه: فحدّثنا محمد بن علي أبو مسلم، قال حدّثنا أحمد بن موسى، قال أخبرنا محمد بن يحيى الكسائي، قال حدّثنا أبو الحارث الليث ابن خالد، قال حدّثنا أبو عمارة حمزة بن القاسم، قال حدّثنا إسحاق المسيّبي عن نافع بالقراءة (3).
629/ 29وأما طريق ابن جبير عنه: فحدّثنا أبو القاسم الفارسي، أنّ عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا محمد بن محمد بن الوزير، قال حدّثنا عبد الرزّاق ابن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن جبير، قال: وسمعت [26/ و] حروف نافع من إسحاق المسيبي (4).
630/ 30وأمّا طريق أبي موسى الأنصاري عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هشام، قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن منصور، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعيد الوراق، قال حدّثنا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري، قال حدّثنا إسحاق بن محمد، عن نافع (5).
__________
(1) الطريق السادس والعشرون هو من طرق رواية الحروف، والإسناد تقدم في الفقرة / 174.
وهو إسناد صحيح.
(2) الطريق السابع والعشرون هو من طرق رواية الحروف.
(3) الطريق الثامن والعشرون هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة. انظر السبعة / 90.
وإسناده صحيح.
(4) الإسناد قبل المسيبي تقدم في الفقرة / 609. والطريق التاسع والعشرون هو من طرق رواية الحروف.
(5) الطريق الثلاثون هو من طرق رواية الحروف. والإسناد صحيح.(1/285)
631/ 31وأما طريق محمد الباهلي عنه: فأخبرني خلف بن إبراهيم المقرئ، أن محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ أخبرهم، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن جعفر بن محمد، وقال قرأت على أبي يعقوب يوسف بن جعفر بن معروف، وقال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن الحسن النقاش، وقال قرأت على أبي بكر محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، وقال قرأت على إسحاق المسيّبي، وقال:
قرأت على نافع (1).
632/ 32وأمّا طريق حمّاد بن بحر الأصمّ الرازي عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثني محمد بن يونس المطرّز، قال حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الأصبهاني، قال حدّثنا حمّاد بن بحر، قال حدّثنا إسحاق بن محمد (2) المسيّبي، عن نافع (3).
[طرق رواية قالون عن نافع]
633/ 33 وما كان من رواية قالون عن نافع من طريق أبي إسحق إسماعيل القاضي عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، قال حدّثنا قالون، عن نافع بالقراءة (4).
634/ 34وحدّثنا أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، قال حدّثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد الفريابي، غير مرّة، وأخذتها عنه، قال حدّثنا إسماعيل بن
__________
(1) إبراهيم بن جعفر بن محمد بن عبد الرحمن، الباطرقاني، أبو إسحاق، قرأ على يوسف بن جعفر النجار، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، غاية 1/ 10.
إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن يحيى، النقاش، مقرئ، مشهور، غاية 1/ 10.
والطريق الحادي والثلاثون هو من طرق رواية الحروف.
(2) في ت، م: (يحيى) بدل (محمد). وهو خطأ.
(3) الطريق الثاني والثلاثون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
هذا، ومجموع طرق رواية المسيبي عشرون طريقا، منها ستة طرق بعرض القراءة، وسائرها رواية حروف.
(4) الطريق الثالث والثلاثون هو من طرق رواية الحروف وهو من طرق السبعة. انظر السبعة / 88، وإسناده صحيح.(1/286)
إسحاق القاضي، قال حدّثنا قالون، قال: قرأت هذه القراءة على نافع القارئ غير مرة، وأخذتها عنه (1).
635/ 35وقرأت أنا بها على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي: قرأت بها على عبد الله بن الحسين المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي (2) بكر بن مجاهد، وقال قرأت على إسماعيل بن إسحاق القاضي، وسمعت الرواية منه عن قالون، عن نافع (3).
636/ 36وأما طريق الحلواني عنه: فحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا الحسن بن أبي مهران، قال حدّثنا الحلواني، عن قالون، عن نافع (4).
637/ 37وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال: قرأت على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، وقرأ أبو الحسن على أبي عليّ الحسن بن مهران، وقرأ أبو عليّ على أبي الحسن بن يزيد الحلواني، وقرأ الحلواني على قالون، وقرأ قالون على نافع (5).
638/ 38قال لي أبو الفتح: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي: قرأت على أبي علي محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر أحمد بن حماد الثقفي المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي علي
__________
(1) ابن غلبون الأب: هو عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون، أبو الطيب الحلبي، نزيل مصر، أستاذ كبير ثقة، مات سنة تسع وثمانين وثلاث مائة. غاية 1/ 470.
معرفة 1/ 285. والطريق الرابع والثلاثون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(2) سقطت (أبي) من م.
(3) الطريق الخامس والثلاثون هو من طرق عرض القراءة وهو من طرق السبعة.
أنظر السبعة / 88. والإسناد صحيح.
(4) صدر الإسناد قبل قالون تقدم في الفقرة / 162. وهذا الإسناد صحيح.
والطريق السادس والثلاثون هو من طرق رواية الحروف وهو من طرق السبعة.
انظر السبعة / 88.
(5) الطريق السابع والثلاثون هو من طرق عرض القراءة وهو من طرق النشر. انظر النشر 1/ 102. والإسناد صحيح.(1/287)
الحسن بن مهران الجمال، وقرأ الجمال على أحمد بن يزيد، وقرأ أحمد على قالون، وقرأ قالون على نافع (1).
639/ 39وقرأت أنا أيضا بهذه الرواية القرآن كلّه على أبي عبد الله محمد بن يوسف المقرئ، فقال لي: قرأت بها على علي بن محمد المقرئ الشافعي، وقال:
قرأت على إبراهيم بن عبد الرزاق، وقال قرأت على أبي العباس محمد بن أحمد الرازي وقال قرأت على الحلواني، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع (2).
640/ 4140وقرأت أيضا برواية الحلواني من طريق أبي العون الواسطي، على شيخنا أبي الفتح بضم الميم عند الميم، وعند الهمزة، وعند الفاصلة وقال لي: قرأت بها كذلك على عبد الله بن الحسين البغدادي، وقال لي: قرأت على أبي محمد الحسن بن صالح، وعلى أبي (3) الحسن محمد بن حمدون الحذاء، وقرآ جميعا على أبي عون محمد بن عمرو بن عون، وقرأ ابن عون على الحلواني وقرأ الحلواني على قالون، وقرأ قالون على نافع (4).
__________
(1) محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن إبراهيم، البغدادي، مقرئ متصدر، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن حماد الثقفي، والحسن بن الحسين الصواف روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن. غاية 2/ 163.
أحمد بن حماد، المنقى، البغدادي، كان حاذقا في رواية الحلواني عن قالون. قرأ على الحسن بن العباس ومحمد بن علي البزاز، أخذ عنه عرضا محمد بن عبد الرحمن بن عبيد وآخرون. غاية 1/ 51.
والطريق الثامن والثلاثون هو من طرق عرض القراءة. وهو من طرق النشر.
انظر النشر 1/ 105. والإسناد صحيح.
(2) محمد بن يوسف بن محمد، الأموي، الأندلسي، يعرف بالنجار، متقن عارف، وهو خال الحافظ أبي عمرو الداني، مات سنة تسع وعشرين وأربع مائة. غاية 2/ 287.
علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر، أبو الحسن، الأنطاكي، نزيل الأندلس، إمام حاذق مسند ثقة ضابط، مات سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. غاية 1/ 564. معرفة 1/ 275.
محمد بن أحمد، أبو العباس، الرازي، مقرئ، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الأصبهاني، روى القراءة عنه عرضا وسماعا إبراهيم بن عبد الرزاق، غاية 2/ 94.
والطريق التاسع والثلاثون هو من طرق عرض القراءة.
(3) في م: (ابن) وهو خطأ.
(4) الحسن بن صالح، الواسطي، عرض على أبي عبد الرحمن الجمال وعلى أبي عون صاحب قالون، روى القراءة عنه عبد الله بن الحسين. غاية 1/ 216.(1/288)
641/ 42وحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا محمد ابن حمدون الحذاء، قال حدّثنا ابن عون محمد بن عمرو بن عون، قال حدّثنا الحلواني عن قالون، عن نافع (1).
642/ 43وأما طريق أبي (2) علي الشّحّام عنه: فإني قرأت القرآن كلّه على شيخنا أبي الفتح الضرير، وقال قرأت على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال [26/ ظ] قرأت (3) على زيد بن علي المقرئ، وقال قرأت على أبي العباس محمد بن الحسن النحوي، وقال قرأت على أبي علي الحسن بن علي بن عمران الشّحّام، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع (4).
643/ 44وأما طريق أبي نشيط عنه: فحدّثني أبو محمد عبد الله بن محمد، قال حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن محمد البغدادي، قال قرأت على أبي الحسين أحمد ابن عثمان بن جعفر بن بويان، وقال قرأت على أبي حسان أحمد بن محمد، وقال قرأت على أبي نشيط محمد بن هارون، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع (5).
__________
محمد بن حمدون الواسطي، الحذاء ثقة ضابط، مات سنة عشر وثلاث مائة أو بعدها، معرفة القراء 1/ 201، غاية 2/ 135.
محمد بن عمرو بن عون، مقرئ محدث مشهور، ضابط متقن، مات قبل السبعين ومائتين 2/ 221.
والطريقان الأربعون والحادي والأربعون هما من طرق عرض القراءة وإسناد طريق الحذاء صحيح.
(1) الطريق الثاني والأربعون هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
(2) سقطت (أبي علي) من م.
(3) سقطت (قرأت) من ت.
(4) محمد بن الحسن بن يونس تقدم، زيد بن علي هو ابن أبي بلال، تقدم، والطريق الثالث والأربعون هو من طرق عرض القراءة وإسناده صحيح.
(5) عبد الله بن محمد لم أجده.
عبيد الله بن أحمد بن محمد، قال ابن الجزري (غاية 1/ 485) كذا أثبته الحافظ أبو عمرو، وذكر أنه قرأ نسبه وكنيته بخطه، والمعروف أنه عبيد الله بن محمد بن أحمد. أ. هـ.
وهو أبو أحمد، الفرضي البغدادي، إمام كبير ثقة ورع، مات سنة ست وأربع ومائة. غاية 1/ 491، معرفة 1/ 292، تاريخ بغداد 10/ 380.(1/289)
644/ 45وقرأت بها القرآن كله على أبي الفتح فارس بن أحمد، وقال لي:
قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن (1) عمر المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر، وقال قرأت على أبي حسان أحمد بن محمد بن الأشعث، وقال: قرأت على محمد بن هارون المروزي المعروف بأبي نشيط، وقال قرأت على قالون، وقال: قرأت على نافع (2).
645 - قال أبو عمرو: ومحمد بن هارون يكنى أبا جعفر، كنّاه أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (3).
646/ 4746وأما طريق أحمد بن صالح عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني الحسن بن علي بن مالك الأشناني، والحسن بن أبي مهران، قالا حدّثنا أحمد بن صالح، قال حدّثنا قالون، عن نافع (4).
__________
ابن بويان، بغدادي، ثقة كبير مشهور ضابط، مات سنة أربع وأربعين وثلاث مائة، غاية 1/ 79، معرفة 1/ 235.
أحمد بن محمد بن يزيد بن الشعث بن حسان، القاضي، العنزي، البغدادي المعروف بأبي حسان، إمام ثقة ضابط في حرف قالون، ماهر محرر، توفي قبل الثلاث مائة، غاية 1/ 133، معرفة 1/ 193.
والطريق الرابع والأربعون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، لأن الداني لا يروي القراءة عن شيخ غير ثقة دون أن يبين حاله.
(1) في ت، م: (إبراهيم بن محمد)، وفي هامش ت، م: صوابه إبراهيم بن عمر كما في التيسير. زاد في هامش ت: كذا رأيته بخط ابن الجزري، أ. هـ.
وهو إبراهيم بن عمر بن عبد الرحمن، أبو إسحاق البغدادي، مقرئ قرأ على أحمد بن بويان ومحمد بن يوسف الناقد، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 21.
(2) الطريق الخامس والأربعون هو من طرق عرض القراءة وهو من طرق التيسير. انظر التيسير / 10. ومن طرق الشاطبية والنشر، انظر النشر 1/ 99. وإسناده صحيح.
(3) الجرح والتعديل 8/ 117.
(4) الحسن بن علي بن مالك، أبو علي، البغدادي، قال ابن المنادي، به أدنى لين، مات سنة ثمان وسبعين ومائتين. غاية 1/ 225، تاريخ بغداد 7/ 367.
والأشناني بضم الهمزة وسكون الشين نسبة إلى بيع الأشنان، انظر الأنساب ل (40/ ظ).
والطريقان السادس والأربعون والسابع والأربعون هما من طرق رواية الحروف.
والذي في السبعة المطبوع / 88طريق الأشناني عن أحمد بن صالح فقط. وليس فيه طريق ابن أبي مهران عن أحمد بن صالح. وإسناد كل من الطريقين صحيح.(1/290)
647/ 48وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال: قرأت على الحسن ابن علي بن مالك، وقال: قرأت على أحمد بن صالح المصريّ، وقرأ أحمد على قالون، وقرأ قالون على نافع (1).
648/ 49وحدّثني أبو الفتح، قال حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: قرأت برواية أحمد بن صالح، عن قالون، على (2) أبي بكر محمد بن علي الجلندي، وقال:
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن عبد ربه بن عباس المقرئ، وقال قرأت على أبي علي الحسن بن القاسم بن عبد الله المقرئ، وقال قرأت القرآن على أحمد بن صالح، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع (3).
649 - قال أبو عمرو: وأحمد بن صالح يكنى أبا جعفر، كنّاه البخاري (4).
650 - حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله، قال حدّثنا محمد بن الحسن (النخات) (5)، قال: أحمد بن صالح المصري أبو جعفر أحد الأئمة.
651/ 50وأما طريق إبراهيم الكسائي عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن أبي الفضل (6) المقرئ، [قال حدثنا أبو طاهر] (7)، قال حدّثنا الحسن بن عبد الرحمن
__________
(1) الطريق الثامن والأربعون هو من طرق عرض القراءة وإسناده صحيح.
(2) في ت، م: (عن). ولا يستقيم به السياق.
(3) محمد بن علي بن الحسن بن الجلندي، أبو بكر، الموصلي، مقرئ متقن، ضابط مات سنة بضع وأربعين وثلاث مائة، غاية 2/ 201، معرفة 1/ 245.
أحمد بن عبد ربه بن عباس، أبو عبد الله، مقرئ، عرض على الحسن بن القاسم روى القراءة عنه محمد بن علي بن الجلندي، غاية 1/ 66.
الحسن بن القاسم بن عبد الله، أبو علي، المقرئ، قرأ على أحمد بن صالح، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن عبد ربه. غاية 1/ 228.
والطريق التاسع والأربعون هو من طريق رواية الحروف.
(4) التاريخ الكبير 2/ 6.
(5) كذا في ت، م: ولعل الصواب (النقاش). وإلا فلم أجده.
(6) كذا في ت، م. وهو عبد العزيز بن جعفر، لكن ليس في غاية النهاية أنه يدعى ابن أبي الفضل، وإنما ابن أبي غسان، والله أعلم.
وهذا الإسناد تقدم في الفقرة / 179على الصواب.
(7) سقط من ت، م. والتصحيح من الفقرة / 179، وغاية النهاية 1/ 216.(1/291)
الكرخي الخياط، قال حدّثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، قال حدّثنا قالون عن نافع بالقراءة (1).
652 - قال أبو عمرو: إبراهيم الكسائي يكنى أبا إسحاق، وهو همذاني ثقة (2).
653/ 51وأما طريق عبد الله بن عيسى المدني عنه: فحدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عمر بن محمد الجيزي، قراءة مني عليه وشيخنا أبو الفتح يسمع قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن منير الحراني، قال حدّثنا أبو موسى عبد الله بن عيسى بن عبد الله، المدني القرشي، قال حدّثنا قالون أن هذه قراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، القاري وأن هكذا قرأ عليه، وسمعه يقرأ عليه.
654 - قال أبو موسى: وقرأ قالون هذا الكتاب علينا قراءة، وذكر القراءة من أول القرآن إلى آخره (3).
655/ 52وأما طريق محمد بن عبد الحكم القطري عنه: فحدّثنا أبو الفتح فارس بن أحمد، قال حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن إدريس، الرازي، قال حدّثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي، قال حدّثنا عبد الحكم القطري، قال حدّثنا قالون، قال: هذه الحروف التي قرأناها على نافع، والتي سمعناها تقرأ (4) عليه.
656 - قال أبو عمرو: والقطري يكنى أبا العباس، كنّاه لنا خلف بن إبراهيم، عن عثمان بن محمد السّمرقندي.
657/ 53وأمّا طريق أحمد بن قالون عنه: فحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا الحسن بن أبي مهران، قال حدّثنا أحمد بن قالون، عن أبيه،
__________
(1) الطريق الخمسون هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح لأن عبد الواحد بن عمر من أئمة القراءة ولا يروي عن غير ثقة ويسكت عنه.
(2) تقدمت ترجمته في الفقرة / 7.
(3) الطريق الحادي والخمسون هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق التيسير. انظر التيسير / 10. والإسناد إلى قالون تقدم في الفقرة / 126، وهو إسناد صحيح.
(4) محمد بن يوسف بن بشر، الهروي، مقرئ، سكن الشام، محدث حافظ رحال ثقة، مات سنة ثلاثين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 837، غاية 2/ 284.
والطريق الثاني والخمسون هو من طرق رواية الحروف.(1/292)
عن نافع بالقراءة (1).
658/ 54وأمّا طريق مصعب الزبيري: فحدّثني فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: قرأت على أبي بكر محمد بن [27/ و] الجلندى، قال: قرأت على أبي العبّاس الفضل بن داود المدني، وقال قرأت على أبي عبد الله مصعب بن إبراهيم بن حمزة الدّينوري، وقال: قرأت على قالون، وقال: قرأت على نافع (2).
659/ 55وأما طريق أبي مروان العثماني عنه: فأخبرنا عبد العزيز بن محمد، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا بعض أصحابنا، قال حدّثنا أبو جعفر أحمد ابن نصر الترمذي، قال حدّثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال حدّثنا قالون عن نافع بالأصول (3).
660/ 56وأما طريق أبي بكر العمري عنه: فحدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن الحسن، قال حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال حدّثنا عبيد الله بن محمد العمري، القاضي، قال حدّثنا قالون، عن نافع (4).
661/ 57وأمّا طريق أبي سليمان عنه: فحدّثني أبو عبد الله محمد (5) بن عبد الله، البغدادي، قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد المجيد المقرئ، قال قرأت على محمد بن أحمد بن الصّلت، وقال قرأت على أبي سليمان بن سالم بن هارون
__________
(1) الطريق الثالث والخمسون هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة. انظر السبعة / 89. وإسناده صحيح.
(2) الفضل بن داود بن يحيى بن أبي رطبة، يعرف بابن السدي، عرض على مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عرض عليه أبو بكر الجلندي، ومحمد بن أحمد بن سمعان.
غاية 2/ 9، والطريق الرابع والخمسون هو من طرق رواية الحروف.
وسيأتي الطريق الستون وهو من رواية مصعب الزبيري عن قالون، فلو أن المؤلف ذكره هنا لكان أحسن.
(3) أحمد بن نصر، أبو جعفر، الترمذي، روى القراءة عن محمد بن عثمان العثماني، روى عنه بواسطة عبد الرحمن بن عمر، غاية 1/ 145، والطريق الخامس والخمسون هو من طرق رواية الحروف.
(4) والطريق السادس والخمسون هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(5) كرر ناسخ م: (محمد بن عبد الله) خطأ.(1/293)
المدني، وقال قرأت على قالون، وقال قرأت على نافع (1).
662/ 6058وأمّا طريق الحسين بن المعلم، وإبراهيم بن قالون: فأخبرت عن محمد بن الحسن، قال قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن فليح، قال قرأت على الحسين بن عبد الله المعلم، وعلى إبراهيم بن قالون، وعلى مصعب الزبيري، وقرءوا على قالون. قال ابن فليح: ولم يختلفوا عليّ في شيء من هذه القراءة، إلا أن حسينا أسكن الياء في يوسف في قوله: {أنّى أوفى الكيل [59]، وفي النمل في قوله:} {ليبلوني ءأشكر وحرّكها الآخران} [2].
[طرق رواية ورش عن نافع]
663/ 61 وما كان من رواية ورش عن نافع، من طريق أبي الأزهر: فحدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عمر بن محفوظ القاضي، قال حدّثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم ابن (3) جامع السّكري، قال حدّثنا أبو محمد بكر بن سهل الدمياطي، قال حدّثنا أبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم العتقي، قال حدّثنا عثمان بن سعيد المعروف بورش، وهو لقبه، عن نافع، وذكر القراءة كلها (4).
664/ 62وقرأت أنا بهذا الطريق القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي: قرأت
__________
(1) محمد بن عبد الله البغدادي، أبو عبد الله، شيخ، روى القراءة عن أحمد بن عبد المجيد، روى الحروف عنه الحافظ أبو عمرو الداني، غاية 2/ 191.
أحمد بن عبد المجيد، مقرئ، روى القراءة عرضا عن ابن شنبوذ، روى الحروف عنه محمد بن عبد الله البغدادي شيخ الداني. غاية 1/ 77. والطريق السابع والخمسون هو من طرق رواية الحروف.
(2) محمد بن الحسن هو النقاش.
محمد بن عبد الله بن فليح، أبو بكر المدني، عرض عليه النقاش بالمدينة. غاية 2/ 183.
والطرق الثامن والخمسون، والتاسع والخمسون، والستون هي من طرق رواية الحروف.
وأسانيدها صحيحة، لأنها من أسانيد الغاية لابن مهران. انظر الغاية في القراءات العشر / 30.
ومن أسانيد الإرشاد للقلانسي، انظر الإرشاد / 128. هذا ومجموع طرق رواية قالون ثمانية وعشرون طريقا، منها تسعة بعرض القراءة، وسائرها رواية حروف.
(3) سقطت (ابن) من م.
(4) الطريق الحادي والستون هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق التيسير.
انظر التيسير / 10. والإسناد تقدم في الفقرة / 409، وهو إسناد صحيح.(1/294)
على أبي حفص عمر بن محمد الحضرمي المقرئ، وقال: قرأت على أبي الفضل عبد المجيد بن مسكين، وقال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن سعيد الأنماطي، وقال: قرأت على أبي الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن، وقال: قرأت على ورش، وقال: قرأت على نافع (1).
665/ 6463وقرأت أنا القرآن كله أيضا على أبي مروان عبيد الله بن سلمة ابن حزم، ومنه تعلّمت عامّة القرآن، وعلى أبي محمد عبد الله بن أبي عبد الرحمن المصاحفي، وقالا قرأنا على أبي الحسن علي بن محمد المقرئ، وقال: قرأت على إبراهيم بن الحسن المقرئ، وقال قرأت على عبد الجبّار بن محمد، وقال: قرأت على أبي الأزهر، وقال قرأت على ورش، وقال قرأت على نافع (2).
666/ 65وأما طريق أبي يعقوب الأزرق عنه: فحدّثنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم المقرئ، قال حدّثنا عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج، قال حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمدان بن عبد الصمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد الله المعروف بالنحاس، قال حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار، قال حدّثنا عثمان بن سعيد، ولقبه ورش، عن نافع بالقراءة (3).
__________
(1) عبد المجيد بن مسكين، المصري، مقرئ، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن سعيد الأنماطي روى القراءة عنه عرضا عمر بن محمد الحضرمي. غاية 1/ 466.
محمد بن سعيد، المصري، مقرئ، متصدر، جليل، ضابط، وهو من جلة المصريين، ومن كبار أصحاب الأزرق، حسن المحاضرة 1/ 487، غاية 2/ 146.
والطريق الثاني والستون هو من طرق عرض القراءة.
(2) عبد الله بن أبي عبد الرحمن (في غاية النهاية: ابن عبد الرحمن) شيخ، عرض على علي بن محمد ابن بشر، عرض عليه أبو عمرو الحافظ، غاية 1/ 428.
علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر، وإبراهيم بن الحسن هو إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن. وعبد الجبار بن محمد هو المعلم الأنطاكي، تقدمت تراجمهم، والطريقان الثالث والستون، والرابع والستون هما من طرق عرض القراءة.
(3) عبد العزيز بن علي، أبو عدي، المصري، يعرف بابن الإمام، مقرئ، محدث، متصدر، ضابط شيخ القراء ومسندهم بمصر، مات سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة. غاية 1/ 394.
معرفة 1/ 278.
إبراهيم بن حمدان، أبو إسحاق، الأندلسي، سكن مصر، وهو من كبار أصحاب النحاس، أخذ عنه عبد العزيز بن محمد بن إسحاق. غاية 1/ 13.(1/295)
667/ 66وحدّثنا أبو الحسن طاهر بن غلبون، قال حدّثنا أبو بكر بن عتيق بن ما شاء الله بن محمد المقرئ، المعروف بالعسّال، قال حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزدي المقرئ، قال حدّثنا أبو جعفر يعقوب الأزرق، عن ورش عن نافع بالقراءة (1).
668/ 6867وحدّثنا أبو الحسن بن غلبون أيضا، قال [نا (2)] أبو إسحاق بن محمد بن مروان المقرئ، وعبد العزيز بن الفرج، قالا حدّثنا أبو بكر بن سيف المقرئ، قال حدّثنا أبو يعقوب الأزرق، عن ورش، عن نافع بالقراءة (3).
669/ 7069وقرأت أنا القرآن كله من هذا الطريق على شيخنا أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد الخاقاني المقرئ، وقال لي: قرأت القرآن سنة أربعين وغيرها على جماعة من شيوخ المصريين، منهم: أبو جعفر أحمد بن أسامة بن أحمد التّجيبي، وأبو بكر أحمد بن أبي الرجاء، وقرآ جميعا [27/ ظ] على إسماعيل بن عبد الله النحاس، وقرأ إسماعيل على أبي يعقوب الأزرق، وقرأ أبو يعقوب على ورش، وقرأ ورش على نافع (4).
__________
إسماعيل بن عبد الله بن عمرو، أبو الحسن، النحاس، شيخ مصر، محقق، كبير جليل، مات سنة بضع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 165، معرفة 1/ 178. والطريق الخامس والستون هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(1) عتيق بن ما شاء الله، المصري، شيخ مقرئ معروف، مات في عشر الستين وثلاث مائة.
غاية 1/ 500.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال، أبو جعفر الأزدي، المصري، أستاذ كبير محقق ضابط، مات سنة عشر وثلاث مائة. غاية 1/ 74، معرفة 1/ 218.
والطريق السادس والستون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) إسناد طريق أبي إسحاق تقدم في الفقرة / 412، والطريقان السابع والستون والثامن والستون هما من طرق رواية الحروف وإسناد كل منهما صحيح.
(4) أحمد بن أبي الرجاء هو أحمد بن نصر بن شاكر بن أبي الرجاء، أبو الحسن، الدمشقي، مقرئ مشهور صدوق، مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين، غاية 1/ 144. التقريب 1/ 27.
أحمد بن أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن المصري، كان عارفا برواية ورش، قيما بها، مات سنة ست وخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 38، معرفة 1/ 240، والتجيبي بضم التاء وكسر الجيم وسكون الياء نسبة إلى قبيلة تجيب، الأنساب ل 104/ و.(1/296)
670/ 7271قال لي أبو القاسم: وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي، وعلى أبي سلمة الحمراوي القارئ، وقالا قرأنا على أبي جعفر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الخياط (1) ح.
671/ 73قال لي أبو القاسم: وقرأت أيضا على أبي بكر محمد بن عبد الله المقرئ خمس عشرة ختمة، وقال لي قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد بن القباب (2) ح.
672/ 74قال لي أبو القاسم: وقرأت أيضا على أبي محمد أحمد بن عبد الله الخياط، وقال قرأت على عليّ بن أبي رصاصة (3)، وقال هؤلاء (4): قرأنا على
__________
والطريقان التاسع والستون، والسبعون هما من طريق عرض القراءة وأولهما اعتمده الداني في التيسير. انظر التيسير / 11، وهو من طرق الشاطبية واعتمدهما كليهما الجزري في النشر، انظر النشر 1/ 106وإسناد كل منهما صحيح.
(1) محمد بن عبد الله، الأنماطي، مقرئ، قرأ حروف ورش على أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، قرأ عليه خلف بن إبراهيم بن خاقان، غاية 2/ 188.
أبو سلمة الحمراوي، القارئ لورش، روى القراءة عرضا عن أحمد بن إسحاق الخياط روى القراءة عنه عرضا خلف بن إبراهيم. غاية 1/ 321.
والحمراوي بفتح الحاء نسبة إلى الحمراء، وهو موضع بفسطاط مصر. الأنساب ل 176/ و.
أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو جعفر، المقرئ الخياط، المعروف بالأعسر، من أحذق أصحاب النحاس، قرأ عليه جماعة. غاية 1/ 38.
والطريقان الحادي والسبعون، والثاني والسبعون هما من طرق عرض القراءة، لكن طريق الأنماطي اعتمده ابن الجزري في النشر، وهو من طرق الشاطبية، انظر النشر 1/ 106، وإسناد كل منهما صحيح.
(2) محمد بن عبد الله، أبو بكر، المعافري، المصري، مقرئ مجود معروف، قيم بقراءة ورش، مات بمصر سنة بضع وخمسين وثلاث مائة. غاية 2/ 188، معرفة 1/ 262.
أحمد بن محمد بن القباب، قال ابن الجزري في غاية النهاية (2/ 188)، كذا أسنده الداني في جامعه، رأيته في نسختي كذلك، ولا أشك أنه محمد بن حميد، والغلط من الكاتب، والله أعلم. أ. هـ.
ومحمد بن حميد بن أبي اليسر، أبو بكر بن القباب، المصير، مقرئ بحرف ورش، أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل النحاس، أخذ القراءة عنه عرضا محمد بن عبد الله المعافري، غاية 2/ 136، والطريق الثالث والسبعون هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.
(3) في م: (رضاعة). وهو خطأ.
(4) أي أبو جعفر الخياط، وأبو العباس بن القباب، وابن أبي رصاصة.(1/297)
إسماعيل النحاس، وقال قرأت على أبي يعقوب، وقال: قرأت على [ورش، وقال قرأت على] (1) نافع (2).
673/ 75وقرأت أنا القرآن كله أيضا على أبي الفتح فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي: قرأت على أبي حفص عمر بن محمد المقرئ المصري، وقال:
قرأت على أبي جعفر حمدان بن عون بن حكيم (3) المقرئ، وقال: قرأت على أبي الحسن النحاس، وقال قرأت على أبي يعقوب، وقال قرأت على ورش، وقال: قرأت على نافع (4).
674/ 76وقرأت القرآن كله أيضا على شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، وقال لي: قرأت على عبد العزيز بن علي بن محمد المقرئ، وقال: قرأت على أبي بكر بن سيف، وقال قرأت على أبي يعقوب، وقال قرأت على نافع (5).
675/ 77وأما طريق داود بن أبي طيبة عنه: فحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال حدّثنا عمر بن محمد الإمام، قال حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن يحيى بن زكريا الصّدفي، قال حدّثنا أبو القاسم عبيد بن محمد (6) رجال، قال حدّثنا داود بن هارون، قال حدّثنا عثمان بن سعيد، عن نافع بالقراءة (7).
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) أحمد بن عبد الله المصري، مقرئ بحرف ورش، أخذ القراءة عنه خلف بن إبراهيم سنة أربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 75.
ابن أبي رصاصة اسمه علي، روى القراءة عن إسماعيل النحاس، عرض عليه أحمد بن عبد الله الخياط. غاية 1/ 542. والطريق الرابع والسبعون هو من طرق عرض القراءة.
(3) في ت، م: (حليم)، والتصحيح من معرفة القراء، وغاية النهاية والنشر.
(4) حمدان بن عون، الخولاني، المصري، أحد الحذاق، قرأ على ابن هلال مائة ختمه. مات حول سنة أربعين وثلاث مائة، غاية 1/ 260ومعرفة 1/ 241.
والطريق الخامس والسبعون هو من طرق عرض القراءة. وقد اعتمده ابن الجزري في النشر.
انظر النشر 1/ 107. وإسناده صحيح.
(5) الطريق السادس والسبعون هو من طرق القراءة. وقد اعتمده ابن الجزري في النشر. انظر النشر 1/ 108. وإسناده صحيح.
(6) في ت، م: (بن رجال). وهو خطأ، لأن رجال لقب لعبيد، كما في غاية النهاية 1/ 497.
(7) الطريق السابع والسبعون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده تقدم في الفقرة / 413.
وسيعزو المؤلف في الفقرة / 238رواية إلى داود عن ورش فيما قرأ له بالإسناد المتقدم،(1/298)
676 - قال أبو عمرو: اسم أبي طيبة هارون. يكنى داود، أبا سليمان، كنّاه مواس ابن سهل.
677/ 78وأما طريق أحمد بن صالح عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا الحسن بن علي بن مالك، قال حدّثنا أحمد بن صالح، قال حدّثنا عثمان ابن سعيد، ويلقّب بورش، عن نافع بالقراءة (1).
678/ 79وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وقال قرأت على أحمد بن محمد بن الحجّاج بن رشدين، وقال: قرأت على أحمد بن صالح، وقال قرأت على ورش، وقال قرأت على نافع (2).
679/ 80وأمّا طريق يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة، الصّدفي أبي موسى عنه:
فحدّثنا خلف بن إبراهيم، قال حدّثنا أحمد بن أسامة بن أحمد، قال حدّثنا أبي قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال أقرأنا عثمان بن سعيد، عن نافع (3).
680/ 81وحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال أخبرني محمد ابن عبد الله، قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، عن ورش، عن نافع (4).
681 - قال أبو عمرو: محمد بن عبد الله هذا (هو (5)) الذي يروي عنه ابن مجاهد، هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري دلّسه ابن مجاهد (6).
__________
وهو دليل على أنه قدم إسنادا بعرض القراءة إلى داود عن ورش وأغلب الظن أنه سقط من النساخ، والله أعلم.
(1) الطريق الثامن والسبعون هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة. انظر السبعة / 89، والإسناد إلى أحمد بن صالح تقدم في الفقرة / 646. وهو إسناد صحيح.
(2) الطريق التاسع والسبعون هو من طرق عرض القراءة.
(3) أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن، المصري، أبو سلمة، ثقة في القراءة، صدوق في الحديث، مات سنة سبع وثلاث مائة. لسان الميزان 1/ 341، غاية 1/ 155.
والطريق الثمانون هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
(4) الطريق الحادي والثمانون هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة. انظر السبعة / 91. وإسناده صحيح.
(5) كذا في ت، م. والأولى حذف (هو).
(6) ذكر ابن الجزري (غاية 1/ 140) في شيوخ ابن مجاهد، محمد بن جرير الطبري وقال:
ودلسه، فقال فيه محمد بن عبد الله.(1/299)
682/ 82وحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال حدّثنا أبو محمد جعفر بن أحمد البزار، قال حدّثنا أبو عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي، قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، عن ورش، عن نافع (1).
683/ 83وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا أبو جعفر بن جرير، قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، الصّدفي، عن ورش، عن نافع (2).
684/ 8584وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، قال لي: قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله، وعلى أبي عبيد الله بن مسلم بن إبراهيم المقرئين، وقالا: قرأنا على أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر بن زيد المقرئ، الواسطي، بواسط يعرف بالجواربي، وقال قرأت على أبي موسى يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، وقرأ يونس على ورش، وقرأ ورش على نافع (3).
685/ 86وأما طريق أبي بكر الأصبهاني: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد، أنّ (4) عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن محمد
__________
ونقل ذلك محقق السبعة / 26، وردّه، وقال: ولا ندري من أين جاء ابن الجزري ذلك، هو ومن رواه عنهم. أ. هـ. واجتهد في الرد بما لا طائل تحته، وقال: لعله محمد بن عبد الله الفقيه. إلخ.
(1) الطريق الثاني والثمانون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده تقدم في الفقرة / 166.
(2) أبو جعفر هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري.
والطريق الثالث والثمانون هو من طرق الحروف وإسناده صحيح.
(3) إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن عمران، البغدادي، المروزي، يعرف بابن المنابري، مقرئ قرأ على جماعة، روى القراءة عنه عبد الباقي بن الحسن وآخرون. غاية 1/ 7.
مسلم بن إبراهيم، بغدادي، روى القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عمر الواسطي روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن. غاية 2/ 297.
أحمد بن محمد بن عمر بن زيد، قرأ على يونس بن عبد الأعلى، قرأ عليه إبراهيم بن أحمد بن عبد الله المروزي ومسلم بن إبراهيم. غاية 1/ 125.
والجواربي بفتح الجيم والواو نسبة إلى الجوارب وعملها، الأنساب ل 139/ و.
والطريقان الرابع والثمانون، والخامس والثمانون هما من طرق عرض القراءة.
(4) في ت، م: (ابن) بدل (أن). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(1/300)
الحسن الدقاق، قال: قرأت على أبي بكر محمد بن عبد الرحيم المقرئ الأصبهاني، قال: قرأت القرآن بفسطاط (1) مصر ومهرته على أبي الربيع [28/ و] بن أخي الرّشديني، وختمت عليه إحدى وثلاثين ختمة بقراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، وقلت له إلى من تسند قراءتك؟ قال: إلى عثمان بن سعيد المعروف بورش، وقال ورش: قرأت على نافع بن عبد الرحمن المدني. وسمعت أبا الربيع يقول: قرأ ورش عن نافع بعد ما حصّل نافع القراءة (2).
686/ 87قال أبو بكر (3) الأصبهاني: وقرأت بمصر أيضا على أبي القاسم موّاس ابن أخت أبي الربيع الرّشديني، وكان ختنه على ابنته، فختمت عليه أكثر مما ختمت على أبي الربيع، كلّ ذلك بقراءة نافع. وسألته إلى من تسند قراءتك؟ قال قرأت على يونس بن عبد الأعلى، وغيره، وذكر جماعة أحسب أن داود بن أبي طيبة منهم. وقال مواس: قرأت على يونس بن عبد الأعلى، وقال يونس: قرأت على ورش، وقال ورش: قرأت على نافع (4).
687/ 88وسار (5) جماعة من قراء القرآن إلى يونس بن عبد الأعلى، وأنا حاضرهم، فسألوه (6) أن يقرئهم القرآن على قراءة نافع فامتنع. وقال: أحضروا موّاسا ليقرأ، فاستمعوا قراءته عليّ، وهي لكم إجازة، فقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره في أيام كثيرة، وسمعت قراءته عليه (7).
688/ 89وكنت قبل ذلك أقرأ على مواس قراءة نافع، فقرأت بعد ذلك عليه ختمات كثيرة على قراءة نافع، على المذهب الذي كنت سمعته يقرأ على يونس إن
__________
(1) في هامش ت: الفسطاط بضم الفاء مدينة مصر آخ.
(2) الطريق السادس والثمانون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، والإسناد إلى أبي الربيع تقدم في الفقرة / 184.
(3) أي بنفس الإسناد المتقدم في الفقرة / 685.
(4) الطريق السابع والثمانون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(5) القائل هو الأصبهاني وبنفس الإسناد المتقدم في الفقرة / 685.
(6) في م: (فسألوهم) وهو خطأ.
(7) وهذا هو الطريق الثامن والثمانون: الأصبهاني عن يونس إجازة بسماعه قراءة مواس عليه.
وهو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.(1/301)
شاء الله تعالى (1).
689/ 90قال أبو بكر: وقرأت بفسطاط مصر على أبي مسعود الأسود اللون المدني، وكان يقرئ في المسجد الجامع، فختمت عليه ختمات على قراءة نافع، وكان لا يقرئ غيرها، وكان كثير الخلاف لسائر من قرأت عليهم من المصريين، وكان يمدّ مدا طويلا، وكان له سكتات شبه الإخفاء في مثل = أولئك =، كأنه كان يقول = أولا = ثم يسكت ثم يقول = ئك = فيه نبرة (2).
690/ 91قال أبو بكر: وقرأت على أبي القاسم بن داود بن أبي طيبة، بالفسطاط في داره، وفي غير داره. فقرأت عليه من أول القرآن إلى سورة والمرسلات، أو عبس إن شاء الله تعالى على مذهب نافع. ولم يكن يزيد في اليوم على عشر آيات، وقد قرأت عليه أياما كثيرة خمس آيات في كل يوم. وسألته عن قراءته عمّن أخذها؟ فقال: قرأت على أبي داود بن هارون المعروف يعني بأبي طيبة وقال إن أباه قال: قرأت على ورش عثمان بن سعيد، وإن ورشا قال: قرأت على نافع بن أبي نعيم القارئ (3).
691 - وسمعت أبا القاسم (4)، وأبا الربيع، وموّاسا، وغيرهم ممّن قرأت عليهم، يقولون: إن ورشا إنما قرأ على نافع بعد أن حصّل نافع القراءة.
692/ 92وقرأت بفسطاط مصر على أبي علي الحسين بن الجنيد المكفوف، في جامع الفسطاط وختمت عليه ختمات على حرف نافع بن عبد الرحمن، وسألته عن قراءته عمّن أخذها؟ فقال: أخذتها عن أصحاب عثمان بن سعيد ورش الثقات
__________
(1) وهذا هو الطريق التاسع والثمانون: الأصبهاني عن مواس عن يونس، وهو من طرق رواية الحروف، وهذا الطريق يختلف عن الطريق السابع والثمانين، لأن ذاك من مواس عن جماعة من أصحاب ورش. وإسناد هذا الطريق صحيح.
(2) أبو مسعود، الأسود اللون، المدني، نزيل مصر، معروف، قرأ على ورش ومعلى بن دحية، روى القراءة عنه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وأحمد بن ملول التنوخي. غاية 2/ 326. والطريق التسعون هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(3) أبو القاسم هو عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، تقدم، والطريق الحادي والتسعون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(4) أبو الربيع هو سليمان بن داود ومواس هو ابن سهل.(1/302)
الذين قرءوا (1) عليه. وكان رحمه الله متقنا للقراءة، عالما بقراءة نافع (2).
693/ 93وقرأت بجيزة الفسطاط، على أبي الأشعث الجيزي، وكان متقنا لقراءة نافع، وختمت عليه ختمتين على قراءة نافع، فلما بلغت في الثالثة [(3)]
سألته (4) عن قراءته عمّن أخذها؟ فقال: أخذتها عن أصحاب ورش (5).
694/ 94وقرأت بها المصّيصة (6) في المسجد الجامع، على أبي الأشعث عامر بن سعيد الحرشي، وكان خيّرا فاضلا، وكان قد بلغ مائة سنة فيما حكاه، أو زاد عليها الشك مني وكان يقول: قرأت على ورش وغيره من أصحاب نافع. فختمت على هذا أبي الأشعث ختمتين وشرعت في الثالثة فلم أتم الثالثة، فمات (7).
695/ 95وقرأت بمكة في المسجد الحرام على أبي يحيى (8) محمد بن أبي عبد الرحمن ختمة واحدة على قراءة نافع، سنة ثلاث وخمسين ومائتين، فقال لي:
__________
(1) سقطت (علي) من م.
(2) الحسين بن الجنيد، المقرئ، المصري، أخذ القراءة عن أصحاب ورش الثقات، قرأ عليه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني. غاية 1/ 239.
والطريق الثاني والتسعون هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(3) كذا في ت، م: وفي السياق سقط واضح.
(4) سقطت (سألته) من م.
(5) أبو الأشعث الجيزي، مصري أخذ القراءة عن أصحاب ورش، غاية 1/ 173.
والطريق الثالث والتسعون هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
وطريق الجيزي في غاية ابن مهران من قراءة أبي المنذر عليه. وصرح الجيزي لأبي المنذر بأنه قرأ على داود بن أبي طيبة وعبد الصمد. انظر الغاية في القراءات العشر. / 28.
(6) المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى مدينة من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم، معجم البلدان 5/ 144.
(7) عامر بن سعيد، بالتصغير، ويقال له أيضا سعير بالراء، أبو الأشعث، الحرسي، نسبة إلى الحرس قرية بمصر، المصيصي نزيلها لأجل الغزو، غزا الروم سبعين سنة. غاية 1/ 349.
وانظر الأنساب ل 163/ ظ، ووقع في غاية النهاية المطبوع (المجرشي) بالجيم والشين المعجمة، وهو خطأ. قال ابن الجزري في النشر 1/ 111/ الحرسي بالمهملات، والطريق الرابع والتسعون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(8) هو محمد بن عبد الله بن يزيد، المكي، ثقة، مات سنة ست وخمسين ومائتين. التقريب 2/ 181، غاية 2/ 188.(1/303)
تقرأ على قراءة نافع، وأنت قارئ لهذه القراءة؟ فكأنه (أفسد حجتي (1))، فقلت له:
أريد أن أقول قرأت عليه. فختمت عليه ختمة [28/ ظ] واحدة، وأمر أبو يحيى بعد ذلك جماعة أن يقرءوا عليّ قراءة نافع. فكنت أقرئهم في المسجد الحرام بحضرته (2).
696 - قال أبو عمرو: اسم أبي (3) الربيع بن أخي الرّشديني (4): سليمان بن داود، واسم أبي القاسم بن داود: عبد الرحمن. وموّاس: هو مواس بن سهل المعافري (5) يكنى أبا القاسم.
697 - سمعت فارس بن أحمد المقرئ يقول: قال محمد (6) بن عبد الرحيم:
دخلت مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ختمة.
698/ 96قال أبو عمرو: وقرأت أنا القرآن كله بهذا الطريق على شيخنا أبي الفتح نضّر الله وجهه، وقال لي: قرأت به على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ، وقال قرأت على أبي عبد الله إبراهيم بن عبد العزيز بن الحسن، الفارسي، المقرئ، وأخبرني أنه لقي أبا بكر محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شيث بن يزيد بن خالد بن قرة بن عبد الله، مولى بني أسد، موالي بني عامر، المعروف بالأصبهاني، وقرأ عليه القرآن. قال: وأخبرني أنه قرأ القرآن كله على أبي القاسم موّاس بن سهل. قال الأصبهاني: فسألته إلى من تسند قراءتك؟ فقال لي: قرأت على يونس بن عبد الأعلى، وغيره من القرّاء. قال أبو بكر الأصبهاني: وذكر جماعة أحسب أن داود بن أبي طيبة منهم، وقرأ يونس وداود على ورش، وقرأ ورش على نافع (7).
__________
(1) في ت، م: (أسند)، ولعلها محرفة عن أفسد.
(2) الطريق الخامس والتسعون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، والطرق من الخامس والثمانين إلى الرابع والتسعين كلها من رواية الداني عن عبد العزيز بن جعفر عن عبد الواحد بن عمر عن محمد بن أحمد بن محمد الدقاق عن محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني.
(3) سقطت (أبي) من م.
(4) في ت، م: (الرشدين). وهو خطأ، وقد تقدم الاسم صحيحا.
(5) المعافري بفتح الميم وكسر الفاء نسبة إلى قبيلة أكثرهم بمصر، انظر اللباب 3/ 229.
(6) قال ابن الجزري (غاية 2/ 170) / قال عبد الباقي بن الحسن، قال الأصبهاني: دخلت مصر إلخ. وعبد الباقي هو شيخ فارس بن أحمد.
(7) إبراهيم بن عبد العزيز بن الحسن، مقرئ ضابط، له انفراد في أحرف من الأصول خالف فيها أصحاب الأصبهاني. غاية 1/ 17.(1/304)
ذكر أسانيد قراءة ابن كثير
[طرق رواية القواس]
699/ 97 فما كان من رواية القوّاس عن أصحابه عنه من طريق قنبل: فحدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن الحسين البغدادي قراءة عليه، قال حدّثنا أبو بكر أحمد ابن موسى بن العباس بن مجاهد، قال: قرأت على أبي عمر محمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة، المخزومي، المكي، سنة ثمان وسبعين ومائتين، ويلقب قنبلا. وأخبرني أنه قرأ على أحمد بن محمد بن عون، القواس، النبال، وأخبره أنه قرأ على أبي الإخريط وهب بن واضح. قال: وأخبرني وهب أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله القسط، وأخبره إسماعيل أنه قرأ على شبل بن عبّاد، ومعروف بن مشكان (1)، وأخبراه أنهما قرآ على عبد الله بن كثير.
700 - قال النبال: وأخبرني وهب أنه لقي معروف بن مشكان، وشبل بن عباد فقرأ عليهما، وأخبراه بهذا الإسناد (2).
701/ 98وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح فارس بن أحمد المقرئ، وقال قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال: قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال قرأت على قنبل، وقال: قرأت على القوّاس (3).
702/ 10199قال لي فارس بن أحمد: قال لي عبد الله بن الحسين: وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن الصباح، وعلى أحمد بن محمد بن هارون، يعرف
__________
والطريق السادس والتسعون هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح. هذا، ومجموع طرق رواية ورش ستة وثلاثون طريقا، خمسة عشر منها بقراءة العرض، وسائرها رواية حروف، يضاف طريق بعرض القراءة سقط من النساخ انظر الفقرة / 675.
(1) في م: (كيسان). وهو خطأ.
(2) الطريق السابع والتسعون هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، وهو من طرق السبعة / 92. واعتمده الداني في التيسير. انظر التيسير / 11.
(3) الطريق الثامن والتسعون هو من طرق عرض القراءة. واعتمده الداني في التيسير.
انظر التيسير / 11، واعتمده ابن الجزري في النشر، وهو من طرق الشاطبية، انظر النشر 1/ 118، وإسناده صحيح.(1/305)
بابن بقرة (1)، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ. وقرءوا على محمد بن (2) عبد الرحمن قنبل (3).
703/ 103102قال لي فارس بن أحمد: وقرأت على أبي طاهر محمد بن الحسن بن علي الأنطاكي، بدمشق، وأخبرني أنه قرأ على إبراهيم بن عبد الرزاق، قال إبراهيم: قرأت الحروف في الكتاب على قنبل وهو يسمع وقرأت القرآن على أبي ربيعة (4) محمد بن إسحاق، وقرأ على قنبل (5).
704/ 104قال لي فارس بن أحمد: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي: قرأت على أبي بكر أحمد بن محمد، المروروذي، المقرئ، البغدادي، وأخبرني أنه قرأ على الزينبي، على قنبل بن عبد الرحمن بمكة (6).
705 - قال أبو عمرو: والزينبي اسمه محمد بن موسى بن سليمان يكنى أبا بكر.
__________
(1) في هامش ت (29/ و): ابن بعرة بالعين المهملة كذا في الطبقات أ. هـ.
قلت: الذي في غاية النهاية المطبوع ابن بقرة بالقاف. والله أعلم.
(2) في ت، م: (قنبل بن عبد الرحمن بن قنبل) وهو خطأ لأن اسمه محمد، ولقبه قنبل، انظر ترجمته.
(3) محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح، المكي، الضرير، مقرئ جليل، من جلة أصحاب قنبل، قرأ عليه السامري وآخرون، معرفة 1/ 228، غاية 2/ 172.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن هارون، أبو الحسن، المكي، قرأ على قنبل وأبي ربيعة، قرأ عليه السامري والحسين بن إبراهيم بن البهلول. غاية 1/ 118.
والطرق التاسع والتسعون، والمائة، والحادي بعد المائة هي من طرق عرض القراءة وإسناد أولها وثالثها صحيح.
(4) ففي ت، م: (أبي زمعة) وهو خطأ لأنه لا يوجد في شيوخ إبراهيم بن عبد الرزاق.
(5) الطريق الثاني بعد المائة (إبراهيم عن قنبل) هو من طرق رواية الحروف.
والثالث بعد المائة (إبراهيم عن أبي ربيعة) هو من طرق عرض القراءة. والإسناد في الطريقين صحيح.
(6) أحمد بن محمد المروروذي هو أحمد بن محمد بن بشر بن علي، تقدم.
والزينبي هو محمد بن موسى بن محمد بن سلمان الهاشمي، البغدادي، مقرئ محقق ضابط لقراءة ابن كثير، مات سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. غاية 2/ 267معرفة 1/ 229. وقيل له الزينبي لأن جدته كانت زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس غاية 2/ 267، والطريق الرابع بعد المائة هو من طرق عرض القراءة وإسناده صحيح.(1/306)
706 - و [أما قنبل:] (1) أبو ربيعة يقول في نسبه: قنبل بن عبد الرحمن بن قنبل، وابن الصبّاح يقول في نسبه: قنبل بن عبد الرحمن بن مخلد بن خالد بن سعيد بن جرجة، وكذا قال ابن عبد الرزاق، والصّحيح نسب ابن مجاهد (2).
707/ 105وأما طريق الحلواني عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، أن أبا طاهر بن أبي هاشم حدثهم، قال حدّثنا أحمد بن عبيد الله المخزومي، قال: حدثنا الحسن بن العبّاس، قال حدثنا أحمد بن يزيد الحلواني، قال: قرأت القرآن على أحمد بن محمد القواس، المكي، وسألته بعد فراغي من القراءة، أروي عنك هذه القراءة، التي قرأتها عليك، عنك عن وهب بن واضح، عن شبل بن عباد، ومعروف، عن عبد الله بن كثير؟
فقال: نعم (3).
708/ 106وحدثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال حدّثنا أحمد بن موسى، قال حدّثنا العباس الرازي، عن أحمد بن يزيد [29/ و] الحلواني، عن أحمد بن محمد بن عوف النبال، بإسناده عن ابن كثير (4).
709/ 108107وأما طريق عبد الله بن جبير الهاشمي عنه: فحدثنا فارس بن أحمد [] (5) قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قالا حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال: وأخبرني بهذه القراءة عبد الله بن جبير الهاشمي، عن أحمد بن محمد بن عون
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) تقدم نسب ابن مجاهد في الفقرة / 699.
(3) الحسن بن العباس هو ابن أبي مهران، تقدم.
والطريق الخامس بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، لأن أبا طاهر من أئمة القراءة فشيوخه الذين روى عنهم القراءة ثقات.
(4) العباس الرازي هو العباس بن الفضل بن شاذان، تقدم.
والطريق السادس بعد المائة هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
(5) واضح أن في السياق سقطا، لأن المؤلف أورد في هذا النص طريقتين: أولهما من روايته عن فارس بن أحمد، وفارس له عدة طرق إلى الخزاعي، والطريق الآخر من رواية الداني عن شيخه عبد العزيز ابن جعفر، عن عبد الواحد بن عمر عن الخزاعي، كما سيأتي في الفقرة / 737.
وهذان الطريقان: السابع والثامن كلاهما بعد المائة هما من طرق رواية الحروف. وإسناد طريق عبد العزيز بن جعفر صحيح.
هذا، ومجموع طرق رواية القواس اثنا عشر طريقا نصفها بعرض القراءة.(1/307)
القواس، عن أبي الإخريط، عن إسماعيل بن عبد الله، عن ابن كثير. لفظ الإسناد لعبد الواحد بن عمر.
طرق رواية البزي
710/ 109 وما كان من رواية البزي عن أصحابه عن ابن كثير من طريق أبي ربيعة: فحدثنا عبد العزيز (1) أبو القاسم الفارسي، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا محمد بن موسى العباس، قال حدّثنا أبو ربيعة محمد بن إسحاق الرّبعي، قال قرأت على أبي الحسن بن أبي بزّة، وأخبرني أنه قرأ على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عبّاد، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وأخبراه أنهما قرآ على عبد الله بن كثير (2).
711/ 110وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي القاسم عبد العزيز بن محمد المقرئ، وقال لي: قرأت ببغداد على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بمكة على أبي ربيعة محمد بن إسحاق الرّبعي، وقرأ أبو ربيعة على البزي (3).
712/ 111وقرأت أنا القرآن كله أيضا على أبي الفتح فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين (4)، عن أحمد بن محمد بن هارون، ويعرف بابن بقرة (5)، وقال قرأت على أبي ربيعة محمد بن إسحاق، وقال قرأت على أبي الحسن بن أبي بزّة (6).
__________
(1) في م: (بن أبي الفضل) وفي ت: (بن أبي القاسم) وكلاهما خطأ.
(2) العباسي هو محمد بن موسى بن محمد بن سليمان الزينبي، تقدم، ينتهي نسبه إلى عباس بن عبد المطلب.
والطريق التاسع بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(3) الطريق العاشر بعد المائة هو من طرق عرض القراءة وإسناده صحيح، واعتمده الداني في التيسير. انظر التيسير / 12، وهو من طرق الشاطبية والنشر، انظر النشر 1/ 115.
(4) في ت / م: (عبد الله بن الحسين وأحمد بن محمد) وهو خطأ بلا شك، لأن عبد الله بن الحسين لا رواية له عن أبي ربيعة، حيث ولد بعد وفاته. انظر ترجمة كل منهما.
(5) في ت، م: (قالا قرأنا) وهو خطأ كما سبق تعليله.
(6) الطريق الحادي عشر بعد المائة هو من طرق عرض القراءة.(1/308)
[طريق أبي معمر البصرى]
713/ 112 قال لي أبو الفتح: قال لي عبد الله: وقرأت أيضا على سلامة بن هارون البصري، وقال قرأت على أبي معمر البصري الجمحي، وقال قرأت على ابن أبي بزّة (1).
714/ 113وأما طريق الخزاعي عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد، قال حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ح.
715/ 114وحدثنا عبد العزيز بن جعفر، أن عبد الواحد بن عمر حدثهم، قال حدّثنا إسحاق بن أحمد (2) الخزاعي، قال: قرأت على أبي الحسن بن أبي بزة، المكي، المؤذّن في المسجد الحرام، وأخبرني أنه قرأ على عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر، المكي وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عباد مولى عبد الله بن عامر، وعلى إسماعيل بن عبد الله القسط، وأخبراه (3) أنهما قرآ على عبد الله بن كثير (4).
716/ 115حدثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن الحسن، قال حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال حدّثنا أبو محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، قال: قرأت على أبي الحسن بن أبي بزة، المكّي، [وأخبرني أنه قرأ على عكرمة بن سليمان] (5)، وأخبره أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله، وأخبره إسماعيل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، قال أبو محمد: وأخبرني البزي أنه قرأ على أبي الإخريط وهب بن واضح المكي، وأخبره أنه قرأ على إسماعيل عن ابن كثير (6).
__________
(1) سلامة بن هارون، أبو نصر، قرأ على أبي معمر وآخرين، روى القراءة عنه السامري وغيره، غاية 1/ 310.
والطريق الثاني عشر بعد المائة هو من طرق عرض القراءة.
(2) في ت، م: (محمد). وهو خطأ.
(3) في ت (أخبره). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) الطريقان الثالث عشر والرابع عشر كلاهما بعد المائة هما من طرق رواية الحروف. وإسناد كل منهما صحيح.
(5) سقط من ت، م: والتصحيح من الفقرة / 443.
(6) الطريق الخامس عشر بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح، وتقدم في الفقرة / 443.(1/309)
717/ 117116وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح فارس بن أحمد، قال لي: قرأت على أبي الحسن، وقال: قرأت على أبي إسحاق عبيد الله بن إبراهيم، وعلى إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المقرئين، وأخبرني هؤلاء أنهم قرءوا بمكة في المسجد الحرام على أبي محمد [إسحاق بن أحمد] (1) بن إسحاق بن نافع بن أبي بكر ابن يوسف بن عبد الله بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي، وأنه قرأ على أبي الحسن البزي (2).
718/ 118وأما طريق ابن الحباب عنه: فحدثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدثنا الحسن بن مخلد، عن البزي (3) ح.
719/ 119وحدثنا الفارسي، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق (4)، وأبو علي المقرئ قال حدّثنا أبو الحسن بن أبي بزّة، مقرئ أهل مكة، ومؤذنهم، وإمامهم، قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عباد، وعلى إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وأخبراه أنهما قرآ على عبد الله بن كثير (5).
720/ 120حدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال حدّثنا محمد بن القاسم، قال أخبرني الحسن بن الحباب، قال حدثنا أبو الحسن بن أبي بزّة، قال: أقرأني عكرمة بن سليمان، عن شبل بن عباد، وإسماعيل بن قسطنطين عن ابن كثير (6).
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق، انظر غاية 1/ 156.
(2) عبيد الله بن إبراهيم، البغدادي، مقرئ، أخذ القراءة عرضا عن إسحاق الخزاعي، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 484.
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، أبو إسحاق، البزوري، البغدادي، شيخ جليل، مات سنة إحدى وستين وثلاث مائة. غاية 1/ 4ولم يكن في الحديث محمود الرواية، تاريخ بغداد، 6/ 16، وأبو الحسن هو عبد الباقي بن الحسن.
والطريقان السادس عشر والسابع عشر كلاهما بعد المائة هما من طرق عرض القراءة. وإسناد كل منهما صحيح.
(3) الطريق الثامن عشر بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(4) في ت، م: (وأبو علي). وزيادة الواو خطأ لا يستقيم به السياق.
(5) الطريق التاسع عشر بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(6) محمد بن القاسم هو أبو بكر بن الأنباري، تقدم، والطريق العشرون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.(1/310)
721/ 122121وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي [29/ ظ] قرأت على عبد الباقي بن الحسن المقرئ، قال: قرأت على أبي بكر عبد الرحمن بن عمر بن علي، وعلى أبي علي أحمد بن عبيد الله المقرئين، وأخبراني أنهما قرآ على أبي الحسن البزي، وسمع منه الكتاب الذي ألفه البزيّ في قراءة ابن كثير، بعد قراءته عليه القرآن، وقرأ البزّي على شيوخه (1).
722/ 123وأما طريق ابن هارون عنه: فقرأت القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: قرأت على أبي الحسن المقرئ، وقال: [قرأت (2)] بمكة في المسجد الحرام على أبي عبد الله محمد بن إبراهيم البلخي، وأخبرني أنه قرأ على أبي الحسن محمد بن محمد بن هارون الرّبعي المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على البزّي (3).
723 - قال لي فارس بن أحمد: قال [أبو (4)] عبد الله البلخي: وروايتي عن ابن هارون عن البزّي كرواية الخزاعي عن البزّي سواء.
724/ 124وأما طريق أبي عبد الله اللهبي (5): فحدّثت عن صالح بن إدريس، قال: قرأت على ابن سعيد، قال: قرأت على اللهبي بمكة، وقال: قرأت على البزّي (6).
__________
(1) عبد الرحمن بن عمر بن علي، البغدادي، مقرئ، حاذق، توفي في حدود سنة خمسين ومائتين، أو قبيل ذلك، غاية 1/ 376.
أحمد بن عبيد الله بن حمدان بن صالح، البغدادي، مقرئ ضابط، مات في حدود الأربعين وثلاث مائة، غاية 1/ 78.
والطريقان الحادي والعشرون، والثاني والعشرون كلاهما بعد المائة هما من طرق عرض القراءة. وإسناد كل منهما صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) محمد بن أحمد بن إبراهيم، البلخي، ثم المكي، مات بعد سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة. غاية 2/ 51.
والطريق الثالث والعشرون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) في م: (الذهبي) وهو خطأ.
(6) صالح بن إدريس بن صالح بن شعيب، أبو سهل، البغدادي، نزيل دمشق، أستاذ ماهر ضابط متقن، مات سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 332، علي بن سعيد بن الحسن بن ذؤابة. أبو الحسن البغدادي، القزاز، مقرئ مشهور ضابط ثقة، مات قبل الأربعين وثلاث مائة، غاية 1/ 543، معرفة 1/ 241.(1/311)
725 - قال أبو عمرو: وأبو عبد الرحمن، اسمه عبد الله بن عليّ.
726 - وبمكة لهبيّ آخر، وروى القراءة أيضا عن البزي، وقرأ عليه أيضا علي (1)
ابن سعيد، واسمه (2) محمد بن عبد الله، ويكنى أبا جعفر.
727/ 125وأمّا طريق الضّبّي عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد قال أخبرني أبو محمد مضر بن محمد بن خالد بن الوليد، الأسدي، قال:
حدّثني أبو الحسن بن أبي بزّة سنة ست وثلاثين ومائتين، قال: قرأت على عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر، مولى جبير بن شيبة الحجبي (3)، قال: وأخبرني أنه قرأ على شبل بن عباد، وعلى إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، مولى بني ميسرة، وأخبراه أنهما قرآ على عبد الله (4) بن كثير (5).
728 - قال ابن (6) أبي بزة: وقرأت على عبد الله (7) بن زياد بن عبد الله بن يسار، مولى عبيد بن (8) عمير بن قتادة الليثي، وأخبرني بهذا الإسناد. قال البزي:
__________
والطريق الرابع والعشرون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف.
(1) في م: (عن ابن سعيد). وهو خطأ.
(2) أي: واسم اللهبي الآخر وترجمته في غاية النهاية 2/ 238، وقد رجح ابن الجزري أن اسمه محمد ابن محمد بن أحمد.
(3) في ت، م: (ابن أبي شيبة). وهو خطأ، وهو جبير بن شيبة بن عثمان، أبو شيبة، خازن الكعبة، من خيار أهل مكة وعبادهم، مشاهير علماء الأمصار / 84.
والحجبي بفتح الحاء والجيم نسبة إلى حجابة البيت المعظم، وهم جماعة من بني عبد الدار، الأنساب ل 157/ ظ.
(4) في م: (شبل كثير) وهو خطأ.
(5) الطريق الخامس والعشرون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة.
انظر السبعة / 92، واعتمده الداني في التيسير، لكنه لم يذكر فيه شبل بن عباد، انظر التيسير / 11، وإسناده صحيح.
(6) هذا تتمة السياق في السبعة.
(7) عبد الله بن زياد، ضابط محقق، روى القراءة عرضا عن شبل بن عباد، وإسماعيل القسط روى القراءة عنه عرضا البزي، غاية 1/ 419.
(8) في ت، م: (عبيد الله). وهو خطأ. وهو عبيد بن عمير بن قتادة. أبو عاصم، المكي، قال مسلم: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعده غيره في كبار التابعين، وكان قاصّ أهل مكة، مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر. التقريب 1/ 544.(1/312)
وقرأت على أبي الإخريط وهب بن واضح، مولى عبد العزيز (1) بن أبي روّاد وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن عبد الله، عن عبد الله بن كثير عن مجاهد (2).
729 - قال أبو عمرو: واتفق الناقلون لهذه الأسانيد عن البزي أن إسماعيل القسط قرأ على عبد الله بن كثير نفسه إلا ما كان من الاختلاف عن أبي الإخريط:
فإن البزي حكى عنه الموافقة للجماعة، من أنه قرأ على ابن كثير. وحكى القواس عنه عن القسط أنه قرأ على شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وأنهما قرآ على ابن كثير.
730 - وحكى القواس عن أبي الإخريط بإثر ذلك أنه لقي شبلا ومعروفا، فقرأ عليهما القراءة التي قرأها عليه القسط، قال: ولم يختلفا علي في القرآن كله، إلا في = {قل يا أيّها الكافرون = قال: هذا بإسكانها} [3].
731 - وقد تابع القواس على روايته أن القسط قرأ على شبل، محمد بن إدريس الشافعي.
732 - فحدثنا إبراهيم بن خطاب اللحائي (4)، قال حدثنا أحمد بن خالد، قال حدثنا مسلم بن الفضل، قال حدثنا محمد بن إبراهيم (5) ح.
733 - وحدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الله بن الحسين، قال حدثنا أحمد بن موسى، قال حدثني علي بن أخي إبراهيم بن راشد، قالا (6) حدثنا ابن عبد الحكم، قال حدثنا الشافعي، قال قرأت على [ابن] (7) قسطنطين، وأخبرني أنه قرأ على شبل، وأخبره شبل أنه قرأ على ابن كثير (8).
__________
(1) عبد العزيز بن أبي رواد، بفتح الراء وتشديد الواو، صدوق عابد، ربما وهم، رمي بالإرجاء، مات سنة تسع وخمسين ومائة التقريب 1/ 509.
(2) السبعة / 93.
(3) أي وقال الآخر بتحريكها. والمراد إسكان الياء وتحريكها في قوله تعالى (ولي دين) وانظر اختلاف القراء فيها في النشر 2/ 174والسبعة / 699.
(4) في ت، م: (الكماني). وهو خطأ.
(5) هذه الرواية تقدمت في الفقرة / 436.
(6) في ت، م: (قال) وهو خطأ لأن محمد بن إبراهيم يروي عن ابن عبد الحكم أيضا. انظر الفقرة / 436.
(7) زيادة يقتضيها السياق، انظر الفقرة / 434.
(8) هذه الرواية تقدمت في الفقرة / 433، 434.(1/313)
734 - وتابع البزيّ أيضا على روايته أن القسط قرأ على ابن كثير نفسه عبد الوهاب بن فليح.
735 - فحدثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن الحسن، قال حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال حدثنا الخزاعي، قال قرأت على ابن فليح، وأخبرني أنه قرأ على محمد بن سبعون، وداود بن شبل، وأنهما قرآ على إسماعيل القسط، وأنه قرأ على عبد الله بن كثير (1).
736 - وتابعه أيضا أبو قرة موسى بن طارق، فحدثنا عبد العزيز بن جعفر، أن عبد الواحد بن عمر حدثهم، قال حدثنا المفضل بن محمد الجندي (2)، قال حدّثنا أبو جمة (3) محمد بن يوسف الزّبيدي، قال حدثنا أبو قرّة، عن إسماعيل بن قسطنطين، أنه أخبره أنه قرأ على عبد الله بن كثير (4).
737 - وتابعه أيضا على ذلك عبد الله بن جبير الهاشمي [عن (5)] القواس فيما حكاه الخزاعي عنه (6)، حدثنا الفارسي، عن أبي طاهر، عنه (7).
738 - وأحسب الخزاعي حمل رواية القواس على رواية البزي، وذلك غلط منه على القواس.
739 - والروايتان عندنا وإن اختلفتا صحيحتان وذلك أن إسماعيل عرض على ابن كثير، بعد أن قرأ على شبل، ومعروف. فهو يخبر تارة أنه قرأ (8) [على ابن كثير ويخبر تارة أخرى أنه قرأ] [-8] [30/ و] عليهما عنه. وهو صادق في حكايته،
__________
(1) هذه الرواية تقدمت في الفقرة / 445، وإسنادها صحيح من الطريقين.
(2) الجندي بفتح الجيم والنون نسبة إلى جندة بلدة من بلاد اليمن مشهورة. الأنساب ل 137/ ظ.
وفي م: (الخليدي). وفي هامش م (ل 30/ و): الخليدي، وفي غاية النهاية الجندي. والله أعلم. قلت وهو المفضل بن محمد بن إبراهيم، وقد تقدم.
(3) في ت، م: (أبو أحمد). وهو خطأ.
(4) رجال الإسناد تقدموا، وأبو قرة اسمه موسى بن طارق.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) أي عن ابن جبير.
(7) هذه الرواية تقدمت في الفقرة / 709، وإسنادها صحيح.
(8) (8) و (9) زيادة يقتضيها السياق.(1/314)
مصيب في خبره لصدق إسماعيل بن جعفر (1) [في حكايته أنه قرأ على نافع] [-1]
وإضافته في إخباره أنه قرأ على عيسى بن وردان عنه على ما بيناه (3).
740 - ومن الدليل على صحة ما قلناه عن القسط ما حدثناه عبد العزيز بن محمد، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثني محمد بن موسى، قال حدثنا إسحاق الخزاعي، قال: قال: ابن فليح: قرأت على داود بن شبل بن عباد، عن أبيه، وعن القسط، قال: وذكر لي يعني داود أن القسط، كان يقرأ على أبيه (4).
741 - حدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الباقي بن الحسن، عن محمد بن زريق (5)، عن محمد بن الصباح، عن قنبل، عن القواس، عن أبي الإخريط، عن إسماعيل، أنه قرأ على شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وقرآ على ابن كثير، قال القسط: وقرأت بعد ذلك على عبد الله بن كثير (6).
[طرق رواية ابن فليح]
742/ 126 وما كان من رواية ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير من طريق الخزاعي: فحدثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدثني إسحاق بن أحمد، عن ابن فليح (7) ح.
743/ 127وحدثنا الفارسي، قال حدثنا أبو طاهر، قال حدثنا إسحاق الخزاعي: قال: قرأت على عبد الوهاب بن فليح المكي (8).
744/ 128وحدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الله بن الحسين، قال
__________
(1) (1) و (2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) انظر الفقرتين / 606، 607.
(4) محمد بن موسى هو الزينبي العباسي تقدم، والإسناد صحيح.
(5) في م: (زر)، وفي ت: (رزين)، وكلاهما خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 2/ 141.
(6) محمد بن زريق، أبو منصور، البلدي، مقرئ، متصدر ثقة، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن عبد العزيز، وروى عن أبي بكر بن المنذر، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 2/ 141.
محمد بن الصباح هو محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح والإسناد صحيح. هذا، ومجموع طرق رواية البزي سبعة عشر طريقا، منها ثمانية بعرض القراءة، وسائرها رواية حروف.
(7) الطريق السادس والعشرون بعد المائة هو من طريق رواية الحروف وإسنادها صحيح.
(8) الطريق السابع والعشرون بعد المائة هو من طريق رواية الحروف وإسنادها صحيح.(1/315)
حدثنا أحمد بن موسى، قال حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال قرأت على عبد الوهاب بن فليح أبي إسحاق، مولى عبد الله بن عامر بن كريز (1) ح.
745/ 129وحدثنا فارس (2) أبو الفتح، قال (3) [حدثنا محمد بن الحسن] (4)، قال حدثنا ابن عبد الرزاق [قال حدثنا إسحاق الخزاعي] [-4] قال: أقرأني عبد الوهاب بن فليح، قال: قرأت على محمد بن سبعون، وداود بن شبل بن عباد المكّيّين، وأخبراني أنهما قرآ على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، المعروف بالقسط، وأنه قرأ على عبد الله بن كثير.
746 - قال الخزاعي: وأخبرني عبد الوهاب أيضا أنه قرأ على محمد بن بزيع المكي، وأخبره أنه قرأ على القسط، وأن القسط قرأ على ابن كثير.
747 - قال الخزاعي: وأخبرني عبد الوهاب أنه قرأ على عبد الملك بن عبد الله بن سعوة (6). [وأنه قرأ على وهب بن زمعة] (7) بن صالح، [وأنه قرأ على أبيه، وأنه قرأ على ابن كثير] (8)، وأنه قرأ على مجاهد ودرباس (9).
748 - قال أبو عمرو: وهم ابن عبد الرزاق في هذا الخبر، فأدرج بين زمعة وبين مجاهد ودرباس ابن كثير (10).
__________
(1) الطريق الثامن والعشرون بعد المائة هو من طريق رواية الحروف وإسنادها صحيح.
(2) في م: (الفارسي)، وفي ت: (الفارسي) وكلاهما خطأ.
(3) سقطت (قال) من ت.
(4) (4) و (5) زيادة يقتضيها السياق، وهذه الزيادة ثابتة في هذه الرواية، حيث تقدمت في الفقرة / 445.
(6) في م: (مسعود). وهو خطأ. وفي غاية النهاية (شعوة بالشين).
(7) زيادة يقتضيها السياق، انظر الفقرات التالية.
(8) زيادة يقتضيها السياق، انظر الفقرات التالية.
(9) عبد الملك بن عبد الله، أبو الوليد المكي، أخذ القراءة عرضا عن خاله وهب بن زمعة وروى الحروف عن إسماعيل القسط، روى عنه القراءة عرضا عبد الوهاب بن فليح. غاية 1/ 469.
وهب بن زمعة بن صالح، المكي، من مشايخ المكيين، أخذ القراءة عرضا عن أبيه، وعبد الله بن كثير، روى القراءة عنه عرضا عبد الملك بن سعوة وشعيب بن أبي مرة، غاية 2/ 361، والطريق التاسع والعشرون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، وهو من طرق الغاية لابن مهران من رواية أبي بكر الهاشمي عن الخزاعي، انظر الغاية / 36.
(10) نقل ابن الجزري في ترجمة وهب بن زمعة وهم ابن عبد الرزاق وأقره، ونقله في ترجمة(1/316)
749/ 130فحدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا أحمد، قال حدثنا إسحاق، قال أخبرني عبد الوهاب أنه قرأ على عبد الملك بن عبد الله بن سعوة، وعلى شعيب بن أبي بزّة، وأخبراه أنهما قرآ على وهب بن زمعة بن صالح، وأنه قرأ على أبيه زمعة بن صالح، وقرأ زمعة على مجاهد ودرباس (1).
750/ 131وحدثنا أبو الفتح، قال [نا (2)] أبو الحسن المقرئ قال: قرأت على إبراهيم بن أحمد المقرئ، قال: قرأت على الخزاعي، وقال قرأت على ابن فليح، وقال: قرأت على عبد الملك بن عبد الله بن سعوة، وعلى شعيب بن أبي بزة، وأخبره أنهما قرآ على وهب بن زمعة بن صالح، وأخبرهما أنه قرأ على أبيه زمعة بن صالح، وقرأ زمعة على مجاهد ودرباس (3).
751 - قال أبو عمرو: وهذا هو الصحيح، وما حكاه ابن عبد الرزاق خطأ.
752/ 132وقرأت أنا القرآن كله برواية ابن فليح، على شيخنا فارس بن أحمد المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على عبد الباقي بن الحسن، قال: وأخبرني أنه قرأ القرآن من أوله إلى آخره على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، قال وأخبرني أنه قرأ على أبي محمد الخزاعي بمكة، قال: وأخبرني الخزاعي أنه قرأ على ابن فليح القرآن، وختمه عليه نحو العشرين ومائة ختمة (4).
__________
زمعة بن صالح ورده، فقال: قلت وكذلك قال غير ابن عبد الرزاق، حتى إن الهذلي أدخل زمعة في الرواة عن ابن كثير. قال: واستحسنها أبو بكر بن مهران. قلت: (القائل ابن الجزري):
والقولان صحيحان، فيكون قرأ على ابن كثير، وشاركه في شيخيه. والله أعلم. أ. هـ.
(1) عبد الله هو ابن الحسين، وأحمد هو ابن مجاهد، وإسحاق هو الخزاعي، وعبد الوهاب هو ابن فليح، شعيب بن ابي بزة وفي غاية النهاية: مرة المكي، عرض على وهب بن زمعة، عرض عليه عبد الوهاب بن فليح، غاية 1/ 328. والطريق الثلاثون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) العبارة في م فيها زيادة، وسقط، واختلاف، وهذا نصها: (المكيين وأخبراني أنهما قرآ على وهب بن زمعة بن صالح وأخبرهما أنه قرأ على عبد الله بن كثير وعلى أبيه زمعة بن صالح، وأن أباه قرأ على عبد الله بن كثير وعلى أبيه زمعة ابن صالح، وأن أباه قرأ على مجاهد بن جبر).
أبو الحسن هو عبد الباقي بن الحسن، وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، تقدم، والطريق الحادي والثلاثون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
(4) الطريق الثاني والثلاثون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة وإسناده صحيح.(1/317)
753/ 133قال لي فارس بن أحمد: وقرأت بها القرآن كله أيضا على عبد الله ابن الحسين [30/ ظ]، وأخبرني أنه قرأ على أبي الحسن علي بن الحسين الرقي، قال وأخبرني أنه قرأ على الخزاعي، وقرأ الخزاعي على ابن فليح (1).
754/ 134وأما طريق أبي (2) علي الحداد عنه: فأخبرت عن أبي بكر النقّاش، قال: قرأت على أبي (3) علي الحسين بن محمد الحداد بمكة، وقال: قرأت على عبد الوهاب بن فليح (4).
755/ 135وأما طريق محمد بن عمران عنه: فأخبرت أيضا عن محمد بن الحسن، قال: قرأت على أبي بكر محمد بن عمران الدّينوري، وقلت له: قرأت على أبي إسحاق عبد الوهاب بن فليح هذه قراءة أهل مكة التي أجمع عليها مشايخهم وفتيانهم من قريش وغيرهم؟ [قال: نعم] (5).
ذكر أسانيد قراءة أبي عمرو
[طرق رواية اليزيدي]
756/ 136 فما كان من رواية اليزيدي من طريق الدوري عنه: فحدثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد، قال قرأت القرآن مرات على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر، وقرأ أبو عمر على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي (6) عمرو.
__________
(1) علي بن الحسين الرقي، أبو الحسن، الوزان، البغدادي، قال الداني: شيخ ثقة، وقال ابن الجزري، متصدر مشهور بالضبط والإتقان غاية 1/ 534. وقال الذهبي: هذا شيخ مجهول.
ما ذكره إلا السامري، والعهدة عليه. معرفة 1/ 199. أقول: لكن توثيق الداني يكفيه.
والطريق الثالث والثلاثون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة وإسناده صحيح.
(2) سقطت (أبي علي) من م.
(3) سقطت علي من ت، م.
(4) الطريق الرابع والثلاثون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
والطريق الخامس والثلاثون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف.
هذا، ومجموع طرق رواية ابن فليح عشرة طرق، منها اثنان بعرض القراءة، وسائرها رواية حروف.
(6) ابن عبدوس اسمه عبد الرحمن، وأبو عمرو اسمه حفص بن عمر الدوري.(1/318)
757/ 138137وحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد البرمكي، وأبو إسحق إسماعيل بن يونس الشيعي، قالا حدثنا أبو عمر، عن اليزيدي (1)، عن أبي عمرو بالقراءة (2).
758/ 139وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي القاسم عبد العزيز (3) بن جعفر بن محمد بن إسحاق الفارسي رحمه الله تعالى، وقال لي: قرأت القرآن ما لا أحصيه كثرة على أبي طاهر بن أبي هاشم، وقال قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال قرأت على ابن عبدوس، وقال قرأت على أبي عمر، وقرأ أبو عمر على اليزيدي وقرأ اليزيدي على أبي عمرو (4).
759/ 141140وقال لي أبو القاسم: وقرأت بالبصرة على أبي الحسن المالكي وأبي بكر العطار، وقالا لي قرأنا على أبي العباس المعدّل محمد بن يعقوب، وقرأ المعدّل على ابن عبدوس، عن أبي عمر، عن اليزيدي، عن أبي عمرو (5).
760/ 143142وقرأت أنا القرآن كله أيضا على شيخنا أبي الفتح فارس بن أحمد رحمه الله تعالى وقال لي: قرأت على أبي الحسن علي بن عبد الله الجلّاء،
__________
والطريق السادس والثلاثون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة.
انظر السبعة / 98. وإسناده صحيح.
(1) سقطت من م.
(2) محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد، أبو بكر، البغدادي شيخ، روى الحروف سماعا عن الدوري، غاية 2/ 68، وانظر تاريخ بغداد 1/ 312.
إسماعيل بن يونس بن ياسين، الشيعي وفي غاية النهاية السبيعي البغدادي، مات سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة، تاريخ بغداد، 6/ 299، غاية 1/ 170.
والطريقان السابع والثلاثون، والثامن والثلاثون كلاهما بعد المائة هما من طرق رواية الحروف وإسناد كل منهما صحيح.
(3) سقط من م.
(4) الطريق التاسع والثلاثون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة، واعتمده الداني في التيسير. انظر التيسير / 12، وابن الجزري في النشر، وهو من طرق الشاطبية، انظر النشر 1/ 123. وإسناده صحيح.
(5) أبو الحسن المالكي هو علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام، البصري الدلال، شيخ مشهور خير زاهد صالح عدل، مات سنة سبع وستين وثلاث مائة، غاية 1/ 562.(1/319)
وعلى عبد الله بن الحسين، وقالا لي قرأنا على أبي بكر بن مجاهد، وقرأ أبو بكر على ابن عبدوس، عن أبي عمر، عن اليزيدي، عن أبي عمرو (1).
761/ 146144قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الله: قرأت على أبي الحسن: علي بن الحسين الرقي، وعلى أبي العباس المعدّل البصري وعلى عمر بن علان، وقرءوا على أبي الزعراء، عن الدوري، عن اليزيدي، عن أبي عمرو (2).
__________
والمعدل هو محمد بن يعقوب بن الحجاج بن معاوية تقدم.
وأبو بكر العطار هو محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مقسم، البغدادي، الإمام المقرئ، مشهور بالضبط والإتقان، مات سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، غاية 2/ 123، معرفة 1/ 246.
وفي غاية النهاية (1/ 183) قال ابن الجزري: أبو بكر العطار مقرئ قرأ على محمد بن يعقوب المعدّل، قرأ عليه عبد العزيز بن جعفر. أ. هـ. وهو يقتضي أن أبا بكر العطار المذكور في هذا الإسناد غير محمد بن الحسن بن مقسم، لكن ابن الجزري صرح في النشر (1/ 128) بأنه محمد بن الحسن بن مقسم العطار، وما في النشر أولى بالاعتبار، لأنه أكثر تحريرا وضبطا من غاية النهاية، والله أعلم.
هذا، والطريقان والأربعون، والحادي والأربعون كلاهما بعد المائة هما من طرق عرض القراءة، واعتمدها ابن الجزري في النشر 1/ 128، وإسناد كل منهما صحيح.
(1) علي بن عبد الله أبو الحسن الجلاء، قال ابن الجزري، كذا وقع في جامع البيان، ولعله تصحيف من الناسخ، والمعروف علي بن عبد العزيز، الرازي، أبو الحسن الجلاء، شيخ، سكن دمشق، عرض عليه أبو الفتح فارس بدمشق في مسجد الطرائفيين، انظر غاية النهاية 1/ 550، 555.
أقول: لكن ابن الجزري ذكره في النشر باسم علي بن عبد الله. انظر النشر (1/ 125)، فلعله علم باسم الجلاء الصحيح بعد تصنيفه النشر. والله أعلم.
والجلاء بفتح الجيم وتشديد اللام، هو اسم لمن يجلو الأشياء كالمرآة والسيف ونحوهما.
انظر اللباب 1/ 318.
هذا، والطريقان الثاني والأربعون، والثالث والأربعون كلاهما بعد المائة هما من طرق عرض القراءة، وقد اعتمدهما ابن الجزري في النشر، فذكر طريق السامري في (1/ 124)، وطريق أبي الحسن الجلاء في (1/ 125)، لكن وقع في إسناده طريق الجلاء إقحام اسم السامري خطأ بين أبي الفتح فارس، وبين أبي الحسن الجلاء، وإسناد كل من الطريقين صحيح.
(2) عبد الله هو ابن الحسين، والمعدل هو محمد بن يعقوب، وأبو الزعراء هو ابن عبدوس.
عمر بن علان، أبو حفص البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن سهل الأشناني وابن عبدوس، روى القراءة عنه عرضا ابن أشتة والسامري، غاية 1/ 595.
والطرق: الرابع والأربعون، والخامس والأربعون، والسادس والأربعون، كلها بعد المائة هي من طرق عرض القراءة، وقد اعتمد ابن الجزري قراءة السامري على المعدل وهو الطريق الخامس والأربعون بعد المائة. انظر النشر 1/ 127، وإسناده صحيح، وكذا إسناد طريق علي(1/320)
762/ 147قال عبد الله: وقرأت بواسط على أبي محمد الحسن بن صالح، وقرأ أبو محمد على مردويه () (1)، وقرأ على اليزيدي، وقرأ على أبي عمرو (2).
763/ 148وقال لي فارس بن أحمد: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي قرأت على زيد بن علي المقرئ، وقال قرأت على أحمد بن فرح، وقال قرأت على أبي عمر. [وقال قرأت على اليزيدي] (3) وقال قرأت على أبي عمرو (4).
764 - قال لي فارس بن أحمد: قرأت على عبد الله وعلى عبد الباقي في رواية الدوري عن اليزيدي بإظهار الأول من المثلين والمتقاربين، وتحقيق الهمز الساكن.
وقرأت عليهما أيضا بإدغام الأول وتخفيف الهمز. وكذلك قرأت أنا على فارس بن أحمد.
765/ 149وأما طريق السوسي عنه: فحدثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق، قال حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، قال حدثنا أبو شعيب بن صالح بن زياد السوسي، قال حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو بالقراءة (5).
766/ 150وحدثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد ح.
766/ 151وحدثنا ابن جعفر، قال حدثنا أبو طاهر، قالا حدثنا علي بن موسى بن حمزة بن بزيع، أبو القاسم، مولى المنصور، قال حدثنا أبو شعيب السوسي، قال حدثنا أبو محمد اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة (6).
__________
بن الحسين الرقي صحيح.
(1) سقط في ت، م، لانقطاع الإسناد بين مردويه وأبي محمد اليزيدي.
(2) مردويه اسمه مدين بن شعيب، أبو عبد الرحمن، البصري، شيخ مقرئ مشهور ثقة، مات سنة ثلاث مائة. غاية 2/ 292. والطريق السابع والأربعون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) الطريق الثامن والأربعون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة. واعتمده ابن الجزري في النشر. انظر النشر 1/ 128. وإسناده صحيح.
(5) الطريق التاسع والأربعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 12. وإسناده صحيح، وتقدم الإسناد في الفقرة / 222.
(6) سقطت (بالقراءة) من ت.(1/321)
767/ 154152وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي عمران موسى بن جرير النحوي، وعلى أبي الحسن علي بن الحسين الرقي، وعلى أبي عثمان النحوي، وقرءوا على أبي شعيب، وقرأ أبو شعيب على اليزيدي (1).
768 - وقال لي فارس بن أحمد: قرأت على أبي الحسن (2) بالإظهار وتحقيق الهمز الساكن، بالإدغام وتخفيف الهمز، وكذلك قرأت أنا عليه.
769/ 155قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن كله أيضا بالإظهار والهمز، وبالإدغام وترك الهمز، على شيخنا [31/ و] عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي الحسن نظيف بن عبد الله المقرئ، وقال قرأت على أبي عمران موسى بن جرير الضرير، وقال قرأت على أبي شعيب، وقال قرأت على اليزيدي، وقال قرأت على أبي عمرو (3).
__________
ابن جعفر هو عبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر.
علي بن موسى بن حمزة البغدادي، روى القراءة عن أبي شعيب السوسي، روى القراءة عنه ابن مجاهد وعبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 581.
والطريقان الخمسون والحادي والخمسون بعد المائة هما من طرق رواية الحروف وإسناد كل منهما صحيح. والطريق الخمسون بعد المائة هو من طرق السبعة. انظر السبعة / 100.
(1) موسى بن جرير، الرقي، مقرئ، مصدر، حاذق، مشهور، كان بصيرا بالإدغام، وافر الحرمة، كثير الأصحاب، مات حول سنة ست عشرة وثلاث مائة. غاية 2/ 317، معرفة 1/ 198.
أبو عثمان النحوي، الرقي، عرض على السوسي، روى القراءة عنه السامري، غاية 1/ 618.
والطريق الثاني والخمسون، والثالث والخمسون، والرابع والخمسون كلها بعد المائة، هي من طرق عرض القراءة، وقد اعتمد الداني في التيسير الطريق الثاني والخمسين بعد المائة، وهو طريق موسى بن جرير، ونص على أنه قرأ بإظهار الأول من المثلين والمتقاربين وبإدغامه، انظر التيسير / 12.
وطريق موسى بن جرير هو من طرق الشاطبية والنشر. انظر النشر 1/ 131، وإسناده صحيح، وكذا إسناد طريق علي بن الحسين الرقي صحيح أيضا.
(2) هو عبد الباقي بن الحسن.
(3) نظيف بن عبد الله، نزيل دمشق، الحلبي، مقرئ كبير مشهور، وثق، عرض على عبد الصمد بن محمد العينوني سنة تسعين ومائتين. ميزان الاعتدال 4/ 264. غاية 2/ 341، معرفة 1/ 245.
والطريق الخامس والخمسون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة.(1/322)
770 - وقال لي أبو الفتح، قال لي عبد الباقي، قال لي أبو الحسن (1): قرأت على أبي عمران بالرقة، ثم قدم بعد ذلك إلى حلب، فقرأت عليه ختمة ثانية، وقلت له: إنّي أفتخر بالقراءة عليك، فشدّد على غيري، ممن يقرأ عليك ليعرفوا منزلتي منك، ففعل ذلك، فلم يختم عليه غيري بحلب.
771 - قال لي أبو الفتح، قال لي عبد الباقي: كان لأبي عمران اختيارات خالف فيها ما قرأ به أبو شعيب، وكان يعتمد على ما قوي في العربية، ورجع جماعة من أصحاب السوسي إلى اختيار أبي عمران، ومنهم من لزم ما قرأه على أبي شعيب، وترك ما اختاره أبو عمران.
772/ 156قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الباقي: وقرأت أيضا بالإدغام وترك الهمز، على أبي الحسن مسلم بن عبد العزيز المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمران، وقرأ أبو عمران على أبي شعيب، وقرأ أبو شعيب على اليزيدي، عن أبي عمرو (2).
773/ 157قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الباقي: وقرأت القرآن كله بالإظهار والهمز، وبالإدغام وترك الهمز، على أبي بكر محمد بن علي بن الحسن بن الجلندي المقرئ، الموصلي بالموصل، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر محمد بن إسماعيل القرشي، المقرئ، وأخبرني أنه قرأ القرآن كله على أبي شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مقترح الدّشتكي (3)، السوسي، بالرقة، وأخبرني أنه قرأ القرآن كله على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي
__________
وإسناده صحيح.
(1) أبو الحسن هو نظيف بن عبد الله المتقدم.
(2) مسلم بن عبد العزيز المقرئ، روى القراءة عرضا عن موسى بن جرير، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن، غاية 2/ 298.
والطريق السادس والخمسون هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(3) في م: (مرح بن الرسي) وفي ت (مسرح الرستبي) وكلاهما خطأ. والتصحيح من تاريخ بغداد 5/ 360.
والدشتكي بفتح الدال وسكون الشين نسبة إلى دشتك قرية بالري وقرية بأصبهان ومحلة بأسترآباذ. الأنساب ل 227/ ظ.(1/323)
عمرو (1).
774 - وقال أبو عمرو: وقد حكى ابن شنبوذ عن موسى بن (2) جمهور: أن أبا شعيب لم يختم القرآن على اليزيدي، وإنما بلغ عليه إلى الأنفال. والسند الذي قدمناه مع أشباه له ترد من طريق الأداء ذلك، وتحقيق عرضه القرآن كله عليه.
775/ 159158وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون المقرئ رحمه الله تعالى بترك الهمز الساكن وبالإظهار، وقال لي قرأت كذلك على أبي رحمه الله تعالى، وقال لي قرأت على أبي بكر أحمد بن الحسين النحوي المقرئ، وعلى نظيف بن عبد الله الكسروي، وقالا قرأنا على أبي عمران، وقال قرأت على أبي شعيب، وقال قرأت على اليزيدي، على أبي عمرو (3).
776/ 160وأما طريق عامر الموصلي عنه: فحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدثنا أبو بكر شيخنا، قال حدثنا الحسن بن سعيد الموصلي، قال حدثنا عامر يعني ابن عمر، قال حدثنا اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة (4).
777/ 161وقرأت أنا القرآن كله بالإظهار والهمز، وبالإدغام وترك الهمز على أبي الفتح الضرير المقرئ، وقال لي: قرأت كذلك على عبد الباقي بن الحسن، وقال:
قرأت على أبي الحسن محمد بن شبغون (5)، الحارثي المقرئ، وقال قرأت على أبي
__________
(1) محمد بن إسماعيل القرشي أبو بكر، مقرئ حاذق، ضابط، أخذ القراءة عرضا عن السوسي، روى القراءة عنه عرضا محمد بن علي الجلندي، غاية 2/ 102.
والطريق السابع والخمسون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة وإسناده صحيح.
(2) موسى بن جمهور بن رزيق، أبو عيسى البغدادي، المقرئ، مصدر ثقة، توفي في حدود الثلاث مائة، غاية 2/ 318، تاريخ بغداد 13/ 51.
(3) والد طاهر بن غلبون اسمه عبد المنعم بن عبيد الله تقدم.
أحمد بن الحسين، النحوي، الرقي، يعرف بالكتاني، مقرئ متصدر، كان بحلب، قرأ على موسى بن جرير النحوي، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون بحلب، غاية 1/ 50، وانظر بغية الوعاة 1/ 304وفيه الكياني بدل الكتاني.
والطريقان الثامن والخمسون والتاسع والخمسون كلاهما بعد المائة هما من طرق عرض القراءة وإسناد كل منهما صحيح.
(4) الطريق الستون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
(5) في م: (سبعون) وفي هامش ت: شبغون بالشين والغين المعجمتين. كذا في الطبقات قلت الذي في الطبقات المطبوع (شعبون) بتقديم العين المهملة على الباء والله أعلم.(1/324)
قبيصة حاتم ابن إسحاق المقرئ، الموصلي، الضرير، وقال قرأت على أبي الفتح عامر بن عمر المعروف بأوقية، وقال لي: قرأت على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو (1).
778/ 165162قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الباقي: وقرأت بترك الهمز وإدغام الأول من المتحركين، على أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن المقرئ، وقال لي: قرأت على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله، المعروف بابن المنادي، وقال قرأت على أبي عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى البزوري، وقال قرأت على أحمد بن سمعويه، وعيسى بن رصاص، وأبي الحسن بن السراج، وأبي علي المعروف بالعين زربي، وهؤلاء الأربعة أحذق أصحاب أبي الفتح بمعرفة الإدغام، ولفظ القراءة، وقرءوا على أبي الفتح عامر بن أوقية، وقرأ عامر على اليزيدي، على أبي عمرو (2).
__________
(1) محمد بن شعبون، أبو الحسن الحارثي البرقعيدي، أخذ القراءة عرضا عن حاتم بن إسحاق وعبد الله بن سهلان، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن غاية 2/ 154.
حاتم بن إسحاق بن حاتم، الضرير، مقرئ، حاذق، كان بعد الثلاث مائة. غاية 1/ 201.
والطريق الحادي والستون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(2) أحمد بن عبد الرحمن، أبو بكر البغدادي، مقرئ، قرأ على أبي الحسين بن المنادي، روى القراءة عنه عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 67.
ابن المنادي إمام مشهور حافظ ثقة متقن محقق ضابط، توفي سنة ست وثلاثين وثلاث مائة. غاية 1/ 44، معرفة 1/ 229.
محمد بن سعيد بن يحيى، البزوري، شيخ مقرئ ضابط مشهور، أخذ القراءة عرضا عن جماعة من أصحاب عامر الموصلي، غاية 2/ 146. وانظر تاريخ بغداد 5/ 310.
أحمد بن سمعويه، أبو العباس الموصلي، من أحذق أصحاب عامر المعروف بأوقية، قال ابن الجزري: والصواب محمد بن سمعويه. غاية 1/ 59.
عيسى بن رصاص الموصلي، من جلة أصحاب عامر بن عمر الموصلي وحذاقهم، روى القراءة عنه محمد بن سعيد بن يحيى، غاية 1/ 608.
محمد بن السراج أبو الحسن، المقرئ، روى القراءة عرضا عن عامر أوقية، روى القراءة عنه عرضا محمد بن سعيد البزوري، غاية 2/ 142.
أبو علي المعروف بالعين زربي، الموصلي، عرض على عامر الموصلي، روى عنه محمد بن سعيد، غاية 1/ 619.
والعين زربي بفتح العين وسكون الياء وفتح الزاي وسكون الراء نسبة إلى عين زربة وهي بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحران، الأنساب ل 405/ و.(1/325)
779/ 166قال أبو عمرو: وأما طريق أبي أيوب الخياط عنه: فحدثنا محمد بن علي الكاتب، قال حدثنا ابن مجاهد، قال قرأت على جماعة ممّن قرأ على أبي أيوب الخياط سليمان منهم: عبد الله بن كثير، وقرأ أبو أيوب على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو (1).
780/ 167وقرأت أنا القرآن كله بالهمز والإظهار على عبد العزيز بن جعفر، وقال لي قرأت على أبي طاهر بن أبي هاشم [31/ ظ] وقال لي قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال قرأت على عبد الله بن كثير، ومنه تعلّمت عامّة القرآن، وقرأ على أبي أيوب، وقرأ أبو أيوب على اليزيدي عن أبي عمرو (2).
781/ 169168وقرأت أنا القرآن كله أيضا على أبي الفتح، وقال لي قرأت على أبي الحسن شيخنا، وقال قرأت على أبي عبد الله محمد بن صالح المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسن محمد بن أحمد بن أيوب (3) ح.
782 - قال عبد الباقي: وقرأت على أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد المقرئ، وقال قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المقرئ، وقالا قرأنا على أبي يعقوب إسحاق بن مخلد بن عبد الله بن زريق (4) الضرير، وقال قرأت على أبي أيوب، وقال قرأت على اليزيدي عن أبي عمرو (5).
__________
وأربعة الطرق الثاني والستون، والثالث والستون، والرابع والستون، والخامس والستون، وكلها بعد المائة هي من طرق عرض القراءة، وإسناد طريق كل من ابن سمعويه وابن رصاص صحيح.
(1) عبد الله بن كثير المؤدب تقدم.
والطريق السادس والستون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة.
انظر السبعة / 99، وإسناده صحيح.؟
(2) الطريق السابع والستون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة. وهو من طرق السبعة انظر السبعة / 99، وإسناده صحيح.
(3) أبو الحسن هو عبد الباقي بن الحسن، وأبو الفتح هو فارس بن أحمد.
محمد بن صالح، البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن شنبوذ، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن. غاية 2/ 156.
(4) كذا في ت، وغاية النهاية (1/ 158)، وفي م: (دلاق).
(5) علي بن عبد الله بن محمد، المقرئ، البغدادي، أبو الحسن الزجاج الشاهد، ثقة مأمون، مات سنة تسعين وثلاث مائة، تاريخ بغداد 12/ 7، غاية 1/ 554.(1/326)
783 - قال أبو عمرو: وأبو أيوب هو سليمان بن (1) الحكم الخياط، سماه لي فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن.
784/ 170وأما طريق أبي عبد الرحمن عن أبيه: فحدثنا ابن جعفر، قال حدثنا أبو طاهر، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد، عن كتاب أبيه بخطه، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي محمد اليزيدي، عن أبيه، عن أبي عمرو (2).
785/ 171قال العباس بن محمد: وحدثنا إبراهيم بن أبي محمد، عن أبيه، عن أبي عمرو بالقراءة (3).
786/ 172وأما طريق أبي علي إسماعيل عن أبيه عنه: فحدثنا الفارسي، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثني محمد بن قريش الأعرابي، قال حدثنا أبو نصر القاسم بن عبد الوارث، قال حدثنا إسماعيل بن أبي محمد عن أبيه، عن أبي عمرو (4).
__________
محمد بن عبد الله بن عيسى، البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن إسحاق بن أحمد، روى القراءة عنه عرضا علي بن عبد الله بن محمد، غاية 2/ 183.
إسحاق بن مخلد بن عبد الله، الدقاق البغدادي، الضرير، بقي إلى بعد الثلاث مائة. غاية 1/ 158.
والطريقان الثامن والستون، والتاسع والستون كلاهما بعد المائة هما من طرق عرض القراءة.
(1) في غاية النهاية (1/ 312): سليمان بن أيوب بن الحكم.
(2) ابن جعفر هو عبد العزيز الفارسي، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر.
محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى اليزيدي، البغدادي، كان راوية للأخبار والآداب مصدقا في حديثه، مات سنة عشر وثلاث مائة. تاريخ بغداد 3/ 113. غاية 2/ 158.
العباس بن محمد بن أبي محمد اليزيدي، أبو الفضل البغدادي، الملقب عرام روى القراءة عن عميه عبد الله وإبراهيم، روى عنه ابنه وجادة. غاية 1/ 354، بغية الوعاة 2/ 28. والطريق السبعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، ورواية محمد بن العباس عن أبيه وجادة.
وفي قبول الوجادة في الرواية خلاف العلماء. انظر التقييد والإيضاح / 200.
وإذا ساغ قبول الوجادة في الحديث والفقه فلا ينبغي أن تقبل في القراءات، لأن في رواية الحروف معنى لا تحكمه إلا المشافهة، وعليه فإسناد هذا الطريق ضعيف.
(3) الطريق الحادي والسبعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وفيه وجادة وليس من طريق أبي عبد الرحمن، فحقه أن يعنون له بطريق إبراهيم بن أبي محمد عن أبيه، والله أعلم. وإسناده ضعيف أيضا، وسيأتي طريقان آخران لإبراهيم برقم / 174، 176.
(4) الطريق الثاني والسبعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف.(1/327)
787/ 174173وأما طريق أبي جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد عن جده، وعمه أبي إسحاق إبراهيم بن أبي محمد عن أبيه: فحدثنا محمد بن أحمد البغدادي، قال حدثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أبي محمد، عن أخيه، عن عمه، عن اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة (1).
788 - قال أبو عمرو: في كتابي وفي سائر النسخ من كتاب ابن مجاهد: عن أبيه وعمه، وهو خطأ. وأحسبه من قبل النساخ. والصواب: عن أخيه وعمه.
789/ 176175كما نا ابن جعفر، قال حدثنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أبو القاسم بن اليزيدي، قال حدثني أخي أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد، وعمي إبراهيم بن أبي محمد، قالا حدثنا أبو محمد عن أبي عمرو (2).
790/ 177وأما طريق أحمد بن واصل عنه: فحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن المقرئ، قال حدثنا عبد الله بن محمد الطوسي، قال حدثنا محمد بن أحمد بن واصل، عن كتاب أبيه، عن اليزيدي، عن أبي عمرو (3).
791/ 178وأما طريق أبي حمدون عنه: فحدثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل البغدادي، قال حدثنا أبو حفص عمر بن يوسف البروجرديّ، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن شيرك (4)، قال حدثنا أبو حمدون
__________
(1) أخوه هو أبو جعفر أحمد بن محمد، وعمه هو إبراهيم بن أبي محمد.
والطريقان الثالث والسبعون، والرابع والسبعون كلاهما بعد المائة هما من طرق رواية الحروف وهما من طرق السبعة. انظر السبعة / 99، وإسناد كل من الطريقين صحيح.
(2) ابن جعفر هو عبد العزيز الفارسي، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر، وأبو بكر هو ابن مجاهد. والطريقان: الخامس والسبعون، والسادس والسبعون، كلاهما بعد المائة هما من طرق رواية الحروف. وإسناد كل منهما صحيح.
(3) محمد بن عبد الرحمن البغدادي، المقرئ، روى الحروف عن عبد الله بن محمد الطوسي، روى الحروف عنه عبد الواحد بن أبي هاشم. غاية 2/ 168.
عبد الله بن محمد الطوسي الكاتب، روى الحروف عن محمد بن أحمد بن واصل، روى الحروف عنه محمد بن عبد الرحمن المقرئ، غاية 1/ 457.
الطريق السابع والسبعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف، وفيه وجادة، فإسناده ضعيف.
(4) في هاشم ت (32/ و): ويقال شارك، وقيل شريك. طبقات.(1/328)
الطيب بن إسماعيل، قال حدثنا اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة (1).
792/ 179وأما طريق أبي خلاد عنه: فحدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال حدثنا أبو عيسى بن قطن (2)، سنة ثماني عشرة وثلاث مائة، قال حدثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد النحوي، المقرئ، قال حدثنا اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة (3).
793/ 180وأما طريق ابن سعدان عنه: فحدثنا ابن جعفر، قال: حدثنا أبو طاهر، قال حدثنا أبو محمد عبيد بن محمد المكتّب، قال حدثنا محمد بن سعدان، عن اليزيدي، عن أبي عمرو (4).
794/ 181قال أبو طاهر: وأخبرني عبد الله بن أحمد بن إسحاق (5)
الأصبهانيّ في كتابه، قال حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد الأدمي المقرئ، قال حدثنا محمد بن سعدان عن اليزيدي، عن أبي عمرو بالقراءة (6).
795/ 182وأما طريق ابن جبير عنه: فحدثنا الفارسي، قال حدثنا عبد الواحد
__________
(1) الحسين بن شيرك ويقال شارك وقيل شريك بن عبد الله، البغدادي، مقرئ، عارف، أخذ القراءة عن أبي حمدون، وهو جليل في أصحابه، روى القراءة عنه عمر بن يوسف البروجردي وآخرون. غاية 1/ 241. والطريق الثامن والسبعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده ضعيف.
(2) في م: (واصل)، وهو خطأ.
(3) الطريق التاسع والسبعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وقد اعتمده الداني في التيسير. انظر التيسير / 12. وتقدم الإسناد في الفقرة / 223. وهو إسناد صحيح.
(4) الطريق الثمانون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(5) في غاية النهاية (1/ 198)، (1/ 406): سليمان بدل إسحاق.
(6) عبد الله بن أحمد بن سليمان بن سهل أبو محمد، الأصبهاني، النحوي، مقرئ محقق، روى القراءة عن جعفر بن محمد الأدمي وآخرين، روى القراءة عنه عرضا محمد بن شنبوذ وسماعا محمد بن أحمد الداجوني وإجازة عبد الواحد بن عمر، غاية 1/ 406.
جعفر بن محمد أبو محمد، الأصبهاني، الآدمي، بالمد كذا وجدته مضبوطا في كتب الأهوازي وغيره، ولعله وهم، روى القراءة عن محمد بن سعدان وعبد الله بن أبي محمد اليزيدي، روى القراءة عنه عبد الله بن أحمد الأصبهاني.
غاية 1/ 198.
والطريق الحادي والثمانون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف.(1/329)
ابن عمر، قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن الوزير، قال حدثنا عبد الرزاق بن الحسن، قال حدثنا أحمد بن جبير، قال قرأت على اليزيدي، وقال قرأت على أبي عمرو (1).
796 - قال أبو عمرو: أحمد بن جبير يكنى أبا جعفر، وهو كوفي نزل أنطاكية، وأقرأ بها إلى أن توفي.
797/ 183وأما طريق محمد بن شجاع: فحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية، قال حدثنا محمد بن شجاع الثلجي، أبو عبد الله، قال حدثنا اليزيدي، عن أبي عمرو (2).
[طرق رواية شجاع بن أبي نصر]
798/ 184 وما كان من طريق شجاع بن أبي نصر عن أبي عمرو من طريق أبي عبيد: فحدثنا خلف بن إبراهيم الخاقاني، قال حدثنا أحمد بن محمد المكي، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام [32/ و] قال حدثنا أبو نعيم شجاع بن أبي نصر، قال قرأت على أبي عمرو، وذكر أبو عبيد القراءة كلها (3).
799/ 185وأما طريق أبي جعفر محمد بن غالب الأنماطي عنه: فإني قرأت القرآن كله على شيخنا أبي الفتح فارس بن أحمد المقرئ بالإدغام وترك الهمز، وبالإظهار والهمز، وقال لي قرأت كذلك على أبي الحسن، عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي بكر أحمد بن صالح (4) بن عمر المقرئ، وقال قرأت على (5)
__________
(1) الطريق الثاني والثمانون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف.
(2) عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب بن أبي حية، أبو القاسم، البغدادي، وراق.
الجاحظ، ثقة مات سنة تسع عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 11/ 29، غاية 1/ 480.
والطريق الثالث والثمانون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
هذا، ومجموع طرق رواية اليزيدي ثمانية وأربعون طريقا، منها ستة وعشرون طريقا عرض القراءة، وسائرها رواية حروف.
(3) الطريق الرابع والثمانون بعد المائة هو من طريق رواية الحروف، وصدر إسناده قبل أبي عمرو تقدم في الفقرة / 230، وإسناده صحيح.
(4) في م: (أحمد بن عمر بن صالح). وهو خطأ.
(5) في م: (علي أبي الحسن). وهو خطأ. انظر ترجمته.(1/330)
الحسن بن الحباب (1).
800/ 188186قال لي فارس بن أحمد، وقال لي عبد الباقي: وقرأت أيضا على محمد بن علي بن الحسن الجلندي، وعلى أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد، وعلى أبي (2) عبد الله أحمد بن عبد الرحمن، وأخبرني هؤلاء أنهم قرءوا على أبي علي الحسن بن الحسين المعروف بالصواف (3).
801/ 189قال لي فارس، قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على زيد بن علي المقرئ، وقال قرأت على أحمد بن إبراهيم بن مروان المقرئ المعروف بالقصباني (4).
802/ 190قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على أبي الحسين محمد بن شبغون (5) البرقعيدي، وقال قرأت على أبي محمد عبد الله (6) بن سهلان المقرئ ببغداد، وقرءا هؤلاء كلهم على محمد بن غالب، وقرأ محمد على شجاع، وقرأ شجاع على أبي عمرو (7).
__________
(1) أحمد بن صالح بن عمر أبو بكر، البغدادي، نزيل الرملة، مقرئ ثقة ضابط، توفي بعد الخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 62، معرفة 1/ 255.
(2) في ت، م: (أبي عبد الله). وهو خطأ. والتصحيح من الفقرة / 778، وغاية النهاية 1/ 67.
(3) الحسن بن الحسين بن علي الصواف، البغدادي، شيخ متصدر ماهر عارف بالفن، توفي سنة عشر وثلاث مائة. غاية 1/ 210، معرفة 1/ 196.
(4) أحمد بن إبراهيم بن مروان أبو العباس، قرأ على محمد بن غالب، قرأ عليه زيد بن علي بن أبي بلال، وأحمد بن نصر الشذائي. غاية 1/ 35، تاريخ بغداد 4/ 13.
(5) انظر الخلاف في ضبطه في الفقرة / 776.
(6) عبد الله بن سهلان، أبو محمد، البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن غالب، روى القراءة عنه محمد بن شبعون، غاية 1/ 422.
(7) وستة الطرق هذه هي من طرق عرض القراءة، وتفصيلها كما يلي:
الطريق الخامس والثمانون بعد المائة: عبد الباقي عن أحمد بن صالح عن الحسن بن الحباب عن محمد بن غالب بالإظهار وتحقيق الهمز. وإسناده صحيح.
والطريق السادس والثمانون بعد المائة، عبد الباقي عن ابن الجلندي عن الصواف عن محمد بن غالب الإدغام وترك الهمز. وإسناده صحيح.
والطريق السابع والثمانون بعد المائة، عبد الباقي عن إبراهيم بن أحمد عن الصواف عن محمد بن غالب بالإدغام وترك الهمز. وإسناده صحيح.(1/331)
803 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: قرأت على أبي بكر بن الجلندي، وأبي القاسم بن بلال، وإبراهيم بن أحمد بالإدغام وترك الهمز، وقرأت على أبي بكر بن صالح، وأبي الحسين بن شغبون، وأحمد بن عبد الرحمن بالإظهار وتحقيق الهمز.
804/ 191وأما طريق أبي نصر عنه: فقرأت القرآن كله على فارس بن أحمد بالإدغام وترك الهمز، وقال لي قرأت كذلك (1) على أبي (2) أحمد عبد الله بن الحسين المقرئ وقال: قرأت على أبي (3) الحسين الدقاق المخرمي، قال: وقرأ الدقاق (4) على أبي نصر القاسم بن علي، وقرأ القاسم على شجاع، وقرأ شجاع على أبي عمرو (5).
805 - قال لي فارس بن أحمد، أنا (6) عبد الله قال: وكان الدقاق ماهرا في الإدغام الكبير.
806/ 192قال أبو عمر: فأما أصول الإدغام لأبي عمرو فحدثنا بها مشروحة أبو مسلم محمد بن علي، قال حدثنا ابن مجاهد، عن أصحابه، عن اليزيدي، عن أبي عمرو (7).
__________
والطريق الثامن والثمانون بعد المائة، عبد الباقي عن محمد بن عبد الرحمن عن الصواف عن محمد ابن غالب بالإظهار وتحقيق الهمز. وإسناده صحيح.
والطريق التاسع والثمانون بعد المائة، عبد الباقي عن ابن شبغون عن عبد الله بن سهلان عن محمد ابن غالب بالإظهار وتحقيق الهمز.
(1) على فارس بن أحمد بالإدغام وترك الهمز وقال لي قرأت كذلك. تكررت هذه العبارة في ت، م.
(2) في م: (علي أحمد بن عبد الله بن الحسن). وهو خطأ.
(3) في ت: (على الحسن بن الدقاق). وهو خطأ.
(4) زاد في م: (على أبي القاسم) بعد (الدقاق). وهذه الزيادة خطأ.
(5) الحسن بن المخرمي، أبو علي، ويقال أبو الحسين الدقاق، البغدادي، قرأ على القاسم بن علي، روى عنه عبد الله بن الحسين. غاية 1/ 233.
والطريق الحادي والتسعون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة.
هذا، ومجموع طرق رواية شجاع ثمانية طرق، منها طريق واحد برواية الحروف، وسائرها بقراءة العرض.
(6) في ت، م: (قال أنا عبد الله). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(7) الطريق الثاني والتسعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وقد ذكر الداني هذا(1/332)
807/ 193وحدثنا بها أيضا عبد العزيز بن جعفر، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر قال حدثنا محمد بن قريش، قال حدثنا القاسم بن عبد الوارث، قال حدثنا (1) أبو عمر الدوري عن اليزيدي، عن أبي عمرو (2).
808/ 194وحدثنا بها أيضا أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن المبارك، قال حدثنا جعفر بن سليمان، قال حدثنا أبو شعيب، عن اليزيدي، عن أبي عمرو (3).
809 - وعرضت أنا حروف الإدغام حرفا حرفا من أوّل القرآن إلى آخره على أبي (4) الحسن، وأخذت عنه أصولها، وفروعها، وعللها، ووجوهها، وعرضتها أيضا على أبي الفتح، حرفا حرفا، من أول القرآن إلى آخره، مرتين، من بعد أن قرأت القرآن كله بها عليه، وفي رواية الذين ذكرتهم من الرواة، عن اليزيدي، وشجاع، وعبد الوارث (5)، والحمد لله تعالى وحده.
__________
الطريق في التيسير لكن قال فيه: ابن مجاهد عن عبد الرحمن بن عبدوس عن الدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو. انظر التيسير / 13، وإسناده صحيح.
(1) حدثنا عبد الواحد بن عمر، تكررت خطأ في ت.
(2) الطريق الثالث والتسعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده تقدم في الفقرة / 461.
(3) عبد الله بن المبارك، أبو محمد، شيخ، روى القراءة عن جعفر بن سليمان، روى القراءة عنه طاهر ابن عبد المنعم بن غلبون. غاية 1/ 446.
جعفر بن سليمان، أبو أحمد، وقيل أبو الحسين، المشحلائي بكسر الميم وسكون الشين نسبة إلى قرية مشحلايا من عمل حلب، معمر شهير، هو الذي روى الإدغام الكبير منصوصا، توفي بعد الثلاثين وثلاث مائة. غاية 1/ 192، معرفة 1/ 242.
وأبو شعيب هو صالح بن زياد السوسي.
والطريق الرابع والتسعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وقد ذكره الداني في التيسير. انظر التيسير / 13. وإسناده صحيح.
(4) أبو الحسن هو طاهر بن غلبون.
(5) رواية عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان.(1/333)
ذكر أسانيد قراءة ابن عامر
[طرق رواية ابن ذكوان]
810/ 195 فما كان من رواية ابن ذكوان من طريق الأخفش عنه عن أصحابه:
فحدثني عبيد الله بن سلمة بن حزم المكتّب قراءة مني عليه من أصل كتابه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن عطية الدمشقي بها، قال حدثنا أبو علي الحسين بن حبيب بن عبد الملك، قال حدثنا أبو عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش، قال حدثنا عبد الله ابن ذكوان، قال قرأت على أيوب بن تميم، وقال: قرأت على يحيى بن الحارث، وقال قرأت على ابن عامر (1).
811/ 196وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر ابن محمد المقرئ، وقال لي قرأت القرآن كله على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وقال قرأت على هارون بن موسى الأخفش، قال الأخفش حدثنا عبد الله بن ذكوان، قال قرأت على أيوب بن تميم، وقرأ أيوب على يحيى بن الحارث، وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر (2).
812/ 199197وقرأت القرآن كله أيضا على أبي الفتح فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن مرشد الدمشقي المقرئ، يعرف بابن الزرز، ثلاث ختمات متواليات، وعلى أبي عمران موسى بن عبد الرحمن بن موسى، المقرئ، وعلى أبي طاهر محمد بن سليمان بن أحمد ابن محمد بن ذكوان [32/ ظ] البعلبكّي، وقرأ هؤلاء على [هارون بن] (3) موسى بن شريك الرّبعي (4) المعروف بالأخفش، وقال ابن
__________
(1) الطريق الخامس والتسعون بعد المائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده تقدم في الفقرة / 472، وهو إسناد صحيح.
(2) الطريق السادس والتسعون بعد المائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح. وقد اعتمده الداني في التيسير. انظر التيسير / 13. وابن الجزري في النشر، وهو من طرق الشاطبية. انظر النشر 1/ 139.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) في غاية النهاية (التغلبي) بدل (الربعي).(1/334)
مرشد: وقرأ الأخفش على ابن ذكوان (1).
813/ 201200قال لي أبو الفتح، قال لي عبد الباقي: وقرأت أيضا على أبي بكر محمد بن الحسين الذهلي (2)، وقال قرأت على أبي بكر محمد بن نصير بن جعفر، المعروف بابن أبي حمزة، وهو أكبر أصحاب الأخفش، وأشهرهم (3) بالقراءة، وقد أقرأ الناس في أيام الأخفش، وبعد وفاته. وعلى أبي الفضل جعفر بن حمدان بن سليمان النيسابوري، المعروف بابن أبي داود، وقالا قرأنا على الأخفش، وقال (4)
الأخفش، حدثنا ابن ذكوان (5).
__________
(1) ابن مرشد، دمشقي، مقرئ صالح، كان من خيار المسلمين، وصابرا على صيام الدهر، ولزوم الجماعة، قرأ على الأخفش قبل سنة تسعين ومائتين. غاية 2/ 88، معرفة 1/ 245.
موسى بن عبد الرحمن بن موسى، الدمشقي، مقرئ أخذ القراءة عرضا عن هارون الأخفش، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن. غاية 2/ 320.
محمد بن سليمان بن أحمد، البعلبكي، مقرئ، ثقة، معمر، عالي السند، صالح، نزيل صيدا، ولد سنة أربع وستين ومائتين، وتوفي سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. غاية 2/ 148، معرفة 1/ 255، الوافي بالوفيات 3/ 125.
والبعلبكي بفتح الباء وسكون العين وفتح اللام نسبة إلى بعلبك مدينة من مدن الشام.
الأنساب ل 86/ و.
والطريق: السابع والتسعون، والثامن والتسعون، والتاسع والتسعون كلها بعد المائة هي من طرق عرض القراءة وأسانيدها صحيحة.
(2) الذهلي بضم الذال وسكون الهاء نسبة إلى قبيلة. اللباب 1/ 535.
وفي غاية النهاية (الديبلي) بدل (الذهلي). وليست في الأنساب للسمعاني. إنما في الأنساب (الدّبيلي) بتقديم الباء الموحدة على الياء، وضبطها بفتح الدال وكسر الباء نسبة إلى دبيل، وهي من قرى الرملة. الأنساب ل 223/ و.
(3) في م: (بل أشهرهم).
(4) في ت، م: (وقرأ الأخفش على ابن ذكوان). وهو خطأ من الناسخ. انظر الفقرة / 815.
(5) محمد بن الحسين بن محمد، الشامي، مقرئ ثقة، أخذ القراءة عرضا عن ابن أبي حمزة وغيره، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن وغيره. غاية 2/ 133.
محمد بن نصير بن جعفر، الدمشقي، مقرئ جليل ضابط ثقة، أجلّ أصحاب الأخفش وأضبطهم وأشهرهم، وأقرأ الناس في حياة الأخفش وبعده. غاية 2/ 269.
جعفر بن حمدان بن سليمان، النيسابوري، المؤدب، نزيل دمشق، ضابط، من حذاق أصحاب الأخفش، توفي سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. غاية 1/ 191، معرفة 1/ 223.(1/335)
814/ 202قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن كله على أبي طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي، وقال لي قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق المقرئ وقال قرأت على الأخفش مقرئ أهل دمشق، وقال حدثنا عبد الله بن ذكوان، قال الأخفش: وقرأت بها عليه (1).
815 - قال أبو عمرو: الرواة كلهم يقولون عن هارون الأخفش: حدثنا عبد الله بن ذكوان، ما خلا ابن مرشد، فإنه قال عنه: قرأت على ابن ذكوان. وقال ابن عبد الرزاق عنه: حدثنا ابن ذكوان وقرأت عليه، فدل ذلك على أن الأخفش نقل الحروف عنه رواية وتلاوة، فتارة يذكر الرواية، وتارة يذكر التلاوة ولذلك حكى عنه الأمرين ابن عبد الرزاق.
816/ 204203قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن أيضا على عبد الله بن الحسين، وقال لي قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وعلى أبي نصر سلامة بن ابن هارون البصري، وقالا قرأنا على الأخفش، وقال الأخفش حدثنا ابن ذكوان (2).
817/ 205وأما طريق التّغلبي عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد، قال حدثنا أحمد بن يوسف التّغلبي أبو عبد الله، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي، قال قرأت على أيوب بن تميم، وأخبرني أيوب أنه قرأ على يحيى بن الحارث، وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر (3).
818/ 206وأما طريق الصّوري عنه: فأخبرني محمد بن عبد الواحد البغدادي، أن أحمد بن نصر أخبرهم، قال قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد الداجوني، قال قرأت على محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوري، قال قرأت
__________
والطريقان: المائتان، والحادي بعد المائتين هما من طرق عرض القراءة، وإسناد كل منهما صحيح.
(1) الطريق الثاني بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة. وإسناده تقدم في الفقرة / 470، وهو إسناد صحيح.
(2) في ت، م: (وقرأ الأخفش على ابن ذكوان). وهو خطأ من الناسخ. انظر الفقرة / 815.
والطريقان الثالث والرابع كلاهما بعد المائتين من طرق عرض القراءة وإسناد طريق ابن شنبوذ صحيح.
(3) الطريق الخامس بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 101. واعتمده الداني في التيسير انظر التيسير / 13. وإسناده صحيح.(1/336)
على عبد الله بن أحمد بن ذكوان (1).
819/ 207وأما طريق ابن أنس عنه: فأخبرت عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، قال قرأت على أبي الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، أن عبد الله بن ذكوان حدّثهم، قال قرأت على أيّوب، وأن أيوب قرأ على يحيى بن الحارث، وأن يحيى قرأ على ابن عامر (2).
820/ 208وأما طريق ابن المعلّى عنه: فإني أخذته من كتاب شيخنا علي بن محمد بن بشر، قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن يعقوب التائب الأنطاكي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن المعلى القاضي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان بإسناده عن ابن عامر (3).
821/ 209وأما طريق ابن خرّزاذ عنه: فحدثنا فارس بن أحمد شيخنا، قال حدثنا محمد بن الحسن الأنطاكي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال حدثنا عثمان بن خرّزاذ، عن عبد الله بن أحمد بن ذكوان، بإسناده عن ابن عامر (4).
__________
(1) محمد بن عبد الواحد الباغندي، البغدادي، شيخ، روى الحروف سماعا عن أحمد بن نصر الشذائي وغيره، روى عن الحروف الحافظ أبو عمرو. غاية 2/ 193.
وأحمد بن نصر بن منصور الشذائي تقدم.
والطريق السادس بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وقد اعتمده ابن الجزري في النشر، انظر النشر 1/ 142. وعليه فإسناده صحيح.
(2) الطريق السابع بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(3) أحمد بن يعقوب التائب، مقرئ حاذق، توفي سنة أربعين وثلاثة مائة. غاية 1/ 151. قال ابن الجزري في ترجمة القاضي أحمد بن المعلّى: روى القراءة عنه أحمد بن يعقوب التائب، كذا رأيته في جامع البيان، وهو بعيد أ. هـ غاية 1/ 139. أقول: لم يظهر لي وجه هذا الاستبعاد، فقد روى الحسن بن حبيب عن ابن المعلّى وهو في طبقة التائب، وتوفي قبله بسنتين. انظر غاية النهاية 1/ 209.
ولم يكرر ابن الجزري هذا الرأي في ترجمة التائب، كعادته في مثل هذه التنبيهات، فلعله رجع عنه. وعلى كلّ فليس في رواية التائب عن ابن المعلّى ما يستغرب، والله أعلم. والطريق الثامن بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. ورواية الداني هذه شبه الوجادة حيث كان له من العمر سنتان عند وفاة شيخه. انظر ترجمة كل منهما.
(4) الطريق التاسع بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف وإسناده تقدم في الفقرة / 470، وهو إسناد صحيح.(1/337)
822 - قال أبو عمرو: ابن خرّزاذ هو عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرّزاذ، وهو بصري نزل أنطاكية، يكنى أبا عمرو.
[طرق رواية هشام بن عمار]
823/ 210 وما كان من رواية هشام بن عمار عن أصحابه عنه من طريق الحلواني: فحدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال حدثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدثني الحسن بن أبي مهران، قال حدثنا أحمد بن يزيد، قال قرأت على هشام بن عمار بهذه القراءة بهذا الإسناد (1).
824/ 212211وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين وأخبرني أنه قرأ على جماعة بالشام وديار (2)
ربيعة، منهم: أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في جزيرة بني عمر، ومنهم محمد بن أحمد بن عبدان المقرئ، وقالا قرأنا على أحمد بن يزيد الحلواني، وقال قرأت على هشام بن عمار (3).
825/ 213قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن ختمة كاملة على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن محمد المقرئ،
__________
هذا، ومجموع طرق رواية ابن ذكوان خمسة عشر طريقا، منهما تسعة بعرض القراءة وسائرها رواية حروف.
(1) الطريق العاشر بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة انظر السبعة / 101. واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 13. وإسناده صحيح.
(2) ديار ربيعة بين الموصل إلى رأس عين، نحو بقعاء الموصل ونصيبين ورأس عين ودنيسر والخابور جميعه وما بين ذلك من المدن والقرى. معجم البلدان 2/ 494.
(3) الحسن بن أحمد، قال ابن الجزري: كذا سماه بعض أصحاب أبي أحمد السامري، والمعروف أنه الحسين بن أحمد بن الجزيري، المقرئ بجزيرة بني عمر، قرأ على الحلواني قرأ عليه عبد الله بن الحسين. غاية 1/ 208، 237.
محمد بن أحمد بن عبدان، قرأ عليه عبد الله بن الحسين وحده، وذكر أنه كان له من السن فوق المائة، قال ابن الجزري: لا أعرف من حاله شيئا غير أنه في التيسير وغيره. غاية 2/ 64.
والطريقان الحادي عشر والثاني عشر بعد المائتين هما من طرق عرض القراءة.
وقد اعتمد الداني طريق ابن عبدان في التيسير. انظر التيسير / 14. واعتمده الشاطبي في الشاطبية وابن الجزري في النشر. انظر النشر 1/ 135، وعليه فإسناده صحيح.(1/338)
وقال قرأت على أبي القاسم مسلم بن عبيد الله بن محمد المقرئ، وقال قرأت على [أبي] (1) عبيد الله وقال قرأت على الحلواني، وقال قرأت على هشام بن عمار (2).
826/ 214وأما طريق ابن أنس عنه: فحدثنا أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، قال حدثنا أبو أحمد [33/ و] عبد الله بن محمد الدمشقي المعروف بابن المفسر، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك قال حدثنا هشام بن عمار، عن عراك بن خالد، عن يحيى بن الحارث، عن ابن عامر (3).
827/ 215وأما طريق إبراهيم بن عباد عنه: فقرأت القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي قرأت على أبي طاهر، وقال قرأت على إبراهيم بن عبد الرزاق، وقال قرأت على إبراهيم ابن عباد البصري التميمي، وقال قرأت على هشام بن عمار بإسناده إلى ابن عامر (4).
828/ 216وأما طريق أبي عبيد عنه: فحدثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد المكي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال حدثنا هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر، وذكر الحروف غير مستوعبة القراءة (5).
829 - قال أبو عمرو: عاش هشام بعد موت أبي عبيد إحدى وعشرين سنة، وحدث أبو عبيد بالقراءة عنه قبل وفاة هشام بنحو أربعين سنة.
830/ 217وأما طريق ابن بكر عنه: فحدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال
__________
(1) سقطت (أبي) من م.
(2) علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع، تقدم.
مسلم بن عبيد الله المقرئ، روى القراءة عرضا عن أبيه، روى القراءة عنه عرضا علي بن محمد بن جعفر القلانسي، غاية 2/ 298.
عبيد الله بن محمد، قال ابن الجزري قال الداني: لا أدري من هو. غاية 1/ 493.
والطريق الثالث عشر بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة وإسناده ضعيف.
(3) الطريق الرابع عشر بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(4) الطريق الخامس عشر بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة. وإسناده تقدم في الفقرة / 475. وهو إسناد صحيح.
(5) الطريق السادس عشر بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.(1/339)
حدثنا ابن مجاهد، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر، مولى بني سليم، قال حدثنا هشام بن عمار، بإسناده عن ابن عامر (1).
831/ 218وأما طريق إسحاق بن أبي حسان: فحدثنا الفارسي عبد العزيز بن محمد النحوي، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر البزاز، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، قال حدثنا هشام بإسناده، عن ابن عامر (2).
832/ 219وأما طريق أبي بكر الباغندي: فأخبرني أحمد بن عمر بن محفوظ، القاضي في الإجازة، قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن سليمان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي الباغندي، قال حدثنا هشام بإسناده عن ابن عامر (3).
833/ 222220وأما طريق ابن النضر وابن الجارود وابن دحيم عنه: فأخبرت عن محمد بن الحسن المقرئ، قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن النضر العسكري، وأحمد بن الجارود الدّينوري، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن (4) دحيم الدمشقي، قالوا (5) حدثنا هشام بإسناده عن ابن عامر (6).
__________
(1) الطريق السابع عشر بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 101. وهذا الإسناد تقدم في الفقرة / 474.
(2) الطريق الثامن عشر بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(3) الطريق التاسع عشر بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده تقدم في الفقرة / 477، والإسناد صحيح.
(4) سقطت (ابن) من م. وفي هامش ت: ابن دحيم: بالدال المهملة، كذا في غاية النهاية أ. هـ.
(5) في ت، م: (قال). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) محمد بن الحسن هو النقاش.
والطرق: العشرون، والحادي والعشرون، والثاني والعشرون كلها بعد المائتين هي من طرق رواية الحروف.
هذا، ومجموع طرق رواية هشام ثلاثة عشر طريقا، منها أربعة طرق بعرض القراءة، وسائرها رواية حروف.(1/340)
[طريق رواية الوليد بن عتبة]
834/ 223 وما كان من رواية الوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى عنه:
فحدثني محمد (1) بن عبد الله البغدادي، أن أبا بكر أحمد بن عبد المجيد حدثهم، قال قرأت على محمد بن أحمد بن الصّلت، قال قرأت على أبي الحسن أحمد بن نصر بن شاكر، قال قرأت على الوليد بن عتبة، وقال قرأت على أيوب، وقرأ على يحيى، وقرأ على ابن عامر (2).
[طريق رواية عبد الحميد بن بكار]
835/ 224 وما كان من رواية عبد الحميد (3) بن بكار عن أيوب (4) عن يحيى عنه: فحدثنا عبد العزيز بن أبي غسان المقرئ، أن عبد الواحد بن عمر حدثهم، قال حدثنا محمد بن جرير، قال حدثنا العباس بن الوليد البيروتي، قال حدثنا عبد الحميد (5) بن بكار، قال حدثنا أيوب عن يحيى، عن ابن عامر بقراءته (6).
[طريق رواية الوليد بن مسلم]
836/ 225 وما كان من رواية الوليد بن مسلم عن يحيى عنه: فحدثنا عبد العزيز بن محمد النحوي، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا محمد بن سهل الوكيل، قال حدثنا علي بن موسى الثقفي، قال حدثني إسحاق بن أبي
__________
(1) في م: (محمد بن أبي عمرو الباغندي). وهو خطأ. وفي ت: (محمد بن أبي عبد الله).
وهو خطأ كذلك. والتصحيح من الفقرة / 661. وفي هامش ت: صوابه محمد بن عبد الله أبو عبد الله البغدادي، كذا في الطبقات.
(2) الطريق الثالث والعشرون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(3) في ت، م: (عبد المجيد بن بكار). وهو خطأ، وقد تقدم اسمه صحيحا مرات، أولها في الفقرة / 16. وفي غاية النهاية (1/ 465): عبد المجيد بن بكار كذا وقع في بعض الكتب، وهو تصحيف، وصوابه عبد الحميد بن بكار أ. هـ.
(4) في ت، م: (عن يحيى بن أيوب). وهو خطأ واضح.
(5) الطريق الرابع والعشرون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح. وتقدم في الفقرة / 492.
(6) الطريق الخامس والعشرون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده تقدم في الفقرة / 484.(1/341)
إسرائيل، قال حدثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن حارث، عن عبد الله بن عامر بالقراءة.
ذكر أسانيد قراءة عاصم
[طرق رواية أبي بكر]
837/ 226 فما كان من رواية أبي بكر عنه من رواية الكسائي من طرقه عنه:
فحدثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا ابن مجاهد، قال حدثنا محمد بن الجهم، قال حدثنا أبو توبة ميمون بن حفص، عن الكسائي، عن أبي بكر، عن عاصم بالحروف (1).
838/ 227وحدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال حدثنا أحمد بن محمد المكي، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا القاسم بن سلام، قال حدثنا الكسائي عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بالقراءة (2).
839/ 228وحدثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدثنا أحمد بن فرح، قال حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري، قال حدثنا الكسائي، قال حدثنا أبو بكر عن عاصم (3).
840/ 229وحدثنا الفارسي، قال حدثنا أبو طاهر، قال حدثنا محمد بن محمد ابن الوزير، قال حدثنا عبد الرزاق بن الحسن، قال [حدثنا (4)] أحمد بن جبير، قال حدثنا الكسائي، عن أبي بكر، عن عاصم بالقراءة (5).
841/ 230وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على زيد بن علي، وقال قرأت على أحمد بن
__________
(1) الطريق السادس والعشرون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة. انظر السبعة / 94. وإسناده صحيح.
(2) الطريق السابع والعشرون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(3) الطريق الثامن والعشرون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) الطريق التاسع والعشرون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. والإسناد إلى الكسائي تقدم في الفقرة / 609. وهذا الإسناد صحيح.(1/342)
فرح، وقال قرأت على أبي عمر الدوري، وقال قرأت على أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، قال وأخبرني أنه جمع هذه الحروف التي جمعها يحيى بن آدم في أربعين سنة، فقرأها على أبي بكر بن عياش، وقرأ أبو بكر على عاصم (1).
842/ 231 [قال لي أبو الفتح] (2)، قال لي أبو الحسن: وقرأت [33/ ظ] أيضا على أبي حفص عبيد الله بن علي المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي عيسى الحسين ابن إبراهيم بن عامر المقرئ الأنطاكي بأنطاكية، ويعرف بابن أبي عجرم. وقال: قرأت على أبي جعفر أحمد بن جبير الكوفي المعروف بالأنطاكي لطول مقامه بها. وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن حمزة بالحروف التي عرضها على أبي بكر بن عياش (3).
قال ابن جبير: وكنت أغالط ابن عياش، فأقول له: إن أقواما عندنا يقرءون كذا وكذا ويروون عنك كذا، فيصدق في بعض ويكذب في بعض (4).
843/ 232حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال: حدّثني علي بن يوسف عن أحمد بن جبير عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بمائة وثمانين حرفا وسائر رواية ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر ابن عياش عن عاصم (5).
__________
(1) الطريق الثلاثون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) عبيد الله بن علي، كناه في غاية النهاية أبا جعفر، المقرئ، شيخ، أخذ القراءة عرضا عن ابن أبي عجرم، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 489.
الحسين بن إبراهيم بن عامر، من أشهر أصحاب أحمد بن جبير وأضبطهم، روى القراءة عنه جماعة كثيرون. غاية 1/ 237.
والطريق الحادي والثلاثون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(4) هذه مغالطة صورية، وليست حقيقية لأن مراد ابن جبير منها ليس اختبار شيخه وإنما مراده تثبيت ما سكت عنه شيخه ليعرف مذهب عاصم فيه، كما صرح هو بذلك في الرواية الآتية في الفقرة / 1000.
وقد كان ابن عياش ذا مهابة، مما دعا أحمد بن جبير إلى سلوك هذا الأسلوب للوصول إلى العلم، ومع ذلك لم يظفر منه بأكثر من مائة وثمانين حرفا. انظر الفقرة التالية.
(5) علي بن يوسف بن محمد، أبو القاسم، البصري، نزل أنطاكية، روى القراءة عن أحمد بن جبير، روى عنه إبراهيم بن عبد الرزاق. غاية 1/ 586. والطريق الثاني والثلاثون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.(1/343)
844/ 233وأما رواية أبي زكريا يحيى بن آدم بن سليمان من طرقه عنه:
فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم من أول القرآن إلى آخر سورة الكهف. ح (1).
845/ 234قال ابن مجاهد: وأخبرني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي (2)
عن أبيه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم من أول القرآن إلى آخره (3).
846/ 235حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني علي بن أحمد بن أبي قربة العجلي، قال: حدّثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، قال [حدثنا (4)] يحيى بن آدم، قال: سألت أبا بكر بن عياش عن حروف عاصم أربعين سنة، فحدّثني بها. وحدّثني أن عاصما أقرأه هذه الحروف كلها، وقال: ما أقرأني أحد حرفا واحدا إلا عاصم، وقال عاصم: ما أقرأني أحد حرفا واحدا إلا أبو عبد الرحمن، وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (5).
847 - قال أبو هشام: قال يحيى: سألت أبا بكر عن هذه الحروف، فحدّثني بها كلها وقرأها عليّ حرفا حرفا فنقّطتها وقيّدتها وكتبت معانيها على معنى ما حدّثني به سواء ثم قال لي أبو بكر: أقرأنيها عاصم كما حدّثتك حرفا حرفا.
__________
هذا، ومجموع طرق رواية الكسائي عن أبي بكر سبعة طرق، منها طريقان بعرض القراءة وسائرها رواية حروف.
(1) الطريق الثالث والثلاثون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 94. وإسناده صحيح.
(2) في ت، م: (الكوفي). وهو خطأ لأنه بغدادي، انظر ترجمته في الفقرة / 510.
(3) الطريق الرابع والثلاثون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 94. واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 14. وإسناده صحيح.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) علي بن أحمد بن أبي قربة، أبو الحسن، البغدادي، الحاسب، شيخ معروف، روى القراءة سماعا عن أبي هشام الرفاعي، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر وغيره.
غاية 1/ 523أبو عبد الرحمن هو السلمي. والطريق الخامس والثلاثون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.(1/344)
848/ 237236حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني موسى بن إسحاق، ومحمد بن عيسى (1) بن حيان المقرئ عن أبي هشام الرفاعي عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم (2).
849/ 238حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا محمد بن الحسين بن شهريار أبو بكر، قال: حدّثنا الحسن بن الأسود العجلي أبو عبد الله، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: سألت أبا بكر بن عياش عن هذه الحروف، فحدّثنا عن عاصم بن أبي النجود أنه أقرأه إياها كلّها (3).
850/ 240239قال أبو طاهر: وحدّثنا أبو بكر شيخنا ومحمد بن يونس، [قالا]: حدّثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: حدّثنا خلف، قال: حدّثنا يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالقراءة. وقال أبو بكر: تعلّمتها من عاصم حرفا حرفا كما (4)
حدّثتك بها، قال خلف: سمعت يحيى كثيرا في الحروف يقول: سألت أبا بكر كيف قرأ عاصم كذا وكذا؟ فيقول: كذا وكذا، فأردّه عليه بمثل قوله مستقيما له (5)، فيقول:
نعم [هذا (6)] لفظ ابن يونس (7).
851/ 241قال أبو طاهر: وحدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال [حدثنا (8)] أبو عمران موسى بن حزام الترمذي، قال: حدّثنا يحيى، قال: سألت أبا
__________
(1) في ت، م: (محمد بن يحيى بن حيان)، وهو خطأ. انظر الفقرة / 353.
(2) الطريقان: السادس والثلاثون، والسابع والثلاثون كلاهما بعد المائتين هما من طرق رواية الحروف، وهما من طرق السبعة، انظر السبعة / 095، وإسناد كل منهما صحيح.
(3) الحسين بن الأسود هو الحسين بن علي بن الأسود.
والطريق الثامن والثلاثون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده تقدم في الفقرة / 297، وهو إسناد صحيح.
(4) في ت، م: (ما حدثتك). ولا يستقيم بها السياق.
(5) في ت، م: (مستقيما له له). وتكرار له خطأ، والمعنى أن يحيى يحكي لفظ أبي بكر بالحروف موافقا نطقه، فيرضى أبو بكر عن حسن أدائه، ويقول: نعم.
(6) زيادة يقتضيها السياق.
(7) أبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر، وأبو بكر شيخه هو ابن مجاهد. خلف هو ابن هشام ويحيى هو ابن آدم. قال أبو بكر هو ابن عياش. والطريقان التاسع والثلاثون، والأربعون كلاهما بعد المائتين هما من طرق رواية الحروف. وإسناد كل منهما صحيح.
(8) زيادة يقتضيها السياق.(1/345)
بكر بن عياش فحدّثني عن عاصم بن أبي النجود بهذه الحروف أنه أقرأه إيّاها كلها، وذكر القراءة (1).
852/ 242قال أبو طاهر: وأخبرني علي بن محمد النّخعي القاضي، قال:
حدّثنا محمد بن خلف التيمي، قال: حدّثني ضرار بن صرد أبو نعيم التيمي، قال:
حدّثنا يحيى بن آدم أنه أخذ حروف عاصم من أبي بكر بن عياش في أربعين سنة، وأن أبا بكر أخذ القراءة عن عاصم (2).
853/ 243قال أبو طاهر: وحدّثنا عبيد بن محمد المروزي، قال: حدّثنا محمد بن سعدان، قال: حدّثنا محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم (3).
854/ 244وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني المروزي محمد بن يحيى، قال: حدّثنا ابن سعدان، قال: حدّثنا محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم (4).
855/ 245وقرأت القرآن كله على فارس بن أحمد. وقال لي: [قرأت على السامري (5)] على أبي بكر أحمد بن يوسف القافلائي [المعروف بواسط (6)]، وقال:
قرأت على شعيب بن أيوب الصّريفيني، وقال: قرأت على يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم (7).
__________
(1) الطريق الحادي والأربعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده تقدم في الفقرة / 541، وهو إسناد صحيح.
(2) الطريق الثاني والأربعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(3) الطريق الثالث والأربعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(4) الطريق الرابع والأربعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(5) سقط من م. وزاد في ت (علي عبد الباقي) قبل (علي السامري). وهو خطأ. وقد جاء السند صحيحا في النشر 1/ 147.
(6) كذا في ت، م.
(7) أحمد بن يوسف القافلائي، قرأ على شعيب الصّريفيني وإدريس بن عبد الكريم، قرأ عليه عبد الله ابن الحسين وأحمد بن محمد بن الشارب. غاية 1/ 153.
والقافلائي (أو القافلاني) بفتح القاف وسكون الفاء اسم لمن يشتري السفن الكبار، ويكسرها ويبيع خشبها. انظر الأنساب (10/ 30) بتحقيق المعلمي والحلو.
والطريق الخامس والأربعون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح. واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 14، وهو من طرق الشاطبية والنشر، انظر النشر 1/ 147.(1/346)
856/ 246قال عبد الله: وقرأت على أبي بكر أحمد بن محمد المعروف بالدّجاجي، وقال: قرأت على محمد بن حيّان، وقال: قرأت على أبي هشام عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم (1).
857/ 247قال عبد الله: وقرأت على أبي الحسن بن شنبوذ. وقال: قرأت على محمد بن علي، وقرأ محمد بن علي على الحجاج بن حمزة بن سويد، [عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم] (2).
858/ 248قال لي فارس بن أحمد: وقرأت القرآن أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد المقرئ، وقال: قرأت على يوسف بن يعقوب الواسطي، وقال: قرأت على شعيب أيوب الصريفيني، وقرأ شعيب على يحيى بن آدم، قال يحيى: وسألت أبا بكر عن هذه الحروف يعني حروف عاصم أربعين سنة وقرأ أبو بكر على عاصم (3).
__________
(1) عبد الله هو ابن الحسين السامري.
أحمد بن محمد الدجاجي، قرأ على محمد بن علي بن حسان، ومحمد بن عيسى بن حيان، قرأ عليه عبد الله بن الحسين السامري. غاية 1/ 135.
والدجاجي بفتح الدال والجيم نسبة إلى بيع الدجاج، الأنساب ل 223/ و.
محمد بن حيان هو محمد بن عيسى تقدم، وأبو هشام هو الرفاعي.
والطريق السادس والأربعون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة.
(2) زيادة يقتضيها السياق، انظر الفقرة / 20.
محمد بن علي الحجاجي أخذ القراءة عرضا عن الحجاج بن حمزة، عرض عليه ابن شنبوذ. غاية 2/ 215. والطريق السابع والأربعون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة.
(3) إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد، البغدادي، مقرئ، أحد رجال التيسير، انفرد به الداني، قرأ على يوسف بن يعقوب الواسطي وابن مجاهد، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 16.
يوسف بن يعقوب بن الحسين بن يعقوب، أبو بكر الواسطي، المعروف بالأصم، إمام جليل، ثقة، مقرئ محقق، كبير القدر، مات سنة أربع عشرة وثلاث مائة. غاية 2/ 404، معرفة 1/ 202.
والطريق الثامن والأربعون، بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة، واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 14. وهو من طرق الشاطبية والنشر.
انظر النشر 1/ 146. وإسناده صحيح.
هذا، ومجموع طرق رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر ستة عشر طريقا منها أربعة بعرض القراءة وسائرها رواية حروف.(1/347)
859/ 249وأما رواية الأعشى من طرقه عنه: فحدّثنا فارس بن أحمد، قال:
حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب البغدادي، قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن داود النقّار، قال: حدّثنا أبو محمد القاسم بن أحمد الخياط عن محمد بن حبيب الشموني عن أبي يوسف يعقوب بن محمد بن خليفة الأعشى مولى بني عطارد بن تميم، عن أبي بكر عن عاصم بالقراءة (1).
860/ 251250وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الضحاك وأحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدّثنا أبو محمد القاسم بن أحمد بن يوسف الخياط، قال: قرأت على محمد بن حبيب الشموني، قال: قرأت على أبي يوسف الأعشى، قال: قرأت على أبي بكر بن عياش، وقال أبو بكر: قرأت على عاصم (2).
861/ 252قال أبو طاهر: وحدّثنا علي بن محمد النخعي، قال: حدّثنا محمد بن خلف التيمي، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى، واسمه يعقوب بن خليفة بن قزعة التميمي، وكان مولى لآل عطارد بن حاجب بن زرارة، قال: قرأت على أبي بكر بن عياش الأسدي، وقرأ أبو بكر على عاصم (3).
862/ 253قال أبو طاهر: وحدّثنا علي بن الحسن القطيعي، قال: حدّثنا أبو هشام قال: سمعت أبا يوسف الأعشى يقرأ على أبي بكر، فذكر حروفا كثيرة غير مستوعبة للقراءة (4).
__________
(1) الطريق التاسع والأربعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده تقدم في الفقرة / 539، وهو إسناد صحيح.
(2) محمد بن محمد بن الضحاك، أبو الحسن، المقرئ، البغدادي، روى قراءة عاصم عن القاسم بن أحمد الخياط، روى عنه الحروف عبد الواحد بن عمر وعثمان بن أحمد غاية 2/ 240. والطريقان الخمسون، والحادي والخمسون كلاهما بعد المائتين هما من طرق رواية الحروف. وإسناد كل منهما صحيح.
(3) أبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر. والطريق الثاني والخمسون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(4) علي بن الحسن بن سليمان، أبو الحسن، البغدادي، ثقة، مات سنة ست وثلاث مائة.
تاريخ بغداد 11/ 377، غاية 1/ 530. وأبو هشام هو محمد بن يزيد الرفاعي.
والطريق الثالث والخمسون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح. هذا ولم يذكر المؤلف طريق أبي هشام الرفاعي عند ما عدد طرق رواية الأعشى في الفقرة / 21.(1/348)
863/ 254قال أبو طاهر: حدّثنا أحمد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن محمد ابن قنبي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عبيد بن نعيم، قال: قرأت على أبي يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (1).
864/ 255قال أبو طاهر: وحدّثنا [ابن] (2) سعيد قال: حدّثنا محمد بن أحمد ابن نصر بن أبي حكمة أبو عبد الله التميمي (3)، قال: حدّثنا محمد بن جنيد، قال:
حدثنا أبو يوسف الأعشى أنه قرأ على أبي بكر، وقال له أبو بكر: قرأت على عاصم (4).
865/ 256قال أبو طاهر: أخبرنا ابن سعيد، قال: قرأت في كتاب محمد بن عبد الله الحيري قال: قرأت على محمد بن حبيب، وذكر أنه قرأ على أبي يوسف، وقرأ أبو يوسف على أبي بكر، وقرأ أبو بكر على عاصم (5).
866/ 257أخبرت عن محمد بن الحسن النقاش قال: حدّثني الفضل بن زكريا بأنطاكية، قال: حدّثنا أحمد بن جبير، قال: قرأت على أبي يوسف الأعشى، وقرأ
__________
(1) أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن قنبي الدهقان، أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، الكوفي، روى القراءة عن أبيه وعن أحمد بن مصرف، روى القراءة عنه أحمد بن محمد بن سعيد.
غاية 1/ 118.
أبوه هو محمد بن عبد الرحمن الدهقان، الكوفي، يعرف بابن قنبي روى القراءة سماعا عن عبيد بن نعيم وغيره. روى الحروف عنه ابنه أحمد. غاية 2/ 168.
والطريق الرابع والخمسون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(2) سقط من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 2/ 90.
(3) في م (السلمي)، والذي في ت هو الموافق لما في غاية النهاية 2/ 90.
(4) ابن سعيد هو أحمد بن محمد بن سعيد الأذني، تقدم.
محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة، الكوفي، روى الحروف عن محمد بن جنيد، روى الحروف عنه أحمد بن محمد الهمداني وأحمد بن محمد الأذني. غاية 2/ 90وسيأتي توثيق الداني له اقتضاء. انظر الفقرتين / 878، 822.
والطريق الخامس والخمسون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(5) محمد بن عبد الله الحيري، الكوفي، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن حبيب الشموني.
قال الحافظ أبو عمرو لا أعلم من قرأ عليه. غاية 2/ 189. ورواية ابن سعيد عنه وجادة.
انظر غاية النهاية 1/ 116.
والطريق السادس والخمسون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده ضعيف.(1/349)
أبو يوسف الأعشى على أبي بكر (1).
267/ 258قال النقّاش: وسمعت أبا القاسم عبد الله بن جعفر البجلي بالكوفة يقول: قرأت على جعفر بن عنبسة (2) وكان قد قرأ على عبد الحميد بن صالح، وقرأ عبد الحميد على أبي يوسف الأعشى، وقرأ أبو يوسف على أبي بكر (3).
268/ 259قال النقّاش: وحدّثني أبو الحسن أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم الخواص وكان محدّثا زاهدا. قال [حدثنا] (4) أبو يوسف الأعشى:
قال: قرأت على أبي بكر عن عاصم (5).
869/ 260وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على أبي هاشم محمد بن صبغون (6) الملطيّ المقرئ، وقال: قرأت على الحسن بن داود النقار.
__________
(1) الفضل بن زكريا، الجرجاني، روى القراءة عرضا وسماعا عن أحمد بن جبير، روى القراءة عنه أبو بكر النقاش. غاية 2/ 9.
والطريق السابع والخمسون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(2) في م (عبدمة). وهو خطأ.
(3) عبد الله بن جعفر بن القاسم بن أحمد، الكوفي، النحوي، يعرف بالسواق، مقرئ معروف أخذ القراءة عرضا عن جعفر بن عنبسة وآخرين. غاية 1/ 412. وسيأتي توثيق الداني له اقتضاء في الفقرة / 878.
جعفر بن عنبسة بن عمرو بن يعقوب، أبو محمد، اليشكري، السكوني، الكوفي، النحوي، قرأ على عبد الحميد بن صالح. توفي سنة خمس وسبعين ومائتين. غاية 1/ 193.
والطريق الثامن والخمسون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) أحمد بن يوسف بن يعقوب، روى القراءة عن أبي بكر الخواص، روى القراءة عنه النقاش وإسماعيل بن أيوب الحضرمي. غاية 1/ 152.
والطريق التاسع والخمسون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(6) في م: (سمعون). وفي هامش ت: صبغون بالصاد المهملة كذا في غاية النهاية. قال عبد المهيمن: انظر غاية النهاية (2/ 156) ففيه: محمد بن صبغون، نزيل مصر، ثقة مقرئ متصدر، توفي قريبا من سنة ثمانين وثلاث مائة. أ. هـ. بتصرف.
والملطي بفتح الميم واللام نسبة إلى مدينة ملطية. اللباب 3/ 254. وهي بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام. معجم البلدان 5/ 192.(1/350)
870/ 261قال لي فارس بن أحمد: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي: قرأت على أبي القاسم زيد بن علي المقرئ بالكوفة، وقال: قرأت على جماعة من أصحاب الخياط منهم: أبو علي الحسن بن داود بن الحسن بن عون بن منذر بن صبيح القرشي المعروف بالنقار، وصبيح عتيق معاوية بن أبي سفيان رحمه الله تعالى بخط يده (1).
871 - قال النقار: قرأت على أبي محمد القاسم بن أحمد بن يوسف بن يزيد التميمي الخياط المقرئ أربعين درسة (2) عددتها، ثم تركت العدد [34/ ظ] فقرأت به (3)، وذلك ختما لا أحصيها، وأخبرني الخياط أنه قرأ على محمد بن حبيب الشموني وعليه تلقّن القرآن، وأخبرني أنه قرأ على أبي يوسف يعقوب بن محمد بن خليفة بن سعيد بن هلال الأعشى مولى عطارد من بني تميم، وعليه تلقن. وأخبرني الأعشى أنه قرأ على أبي بكر بن عياش وعليه تلقن، وقرأ أبو بكر على عاصم (4).
872/ 262قال لي فارس بن أحمد: قال لي عبد الباقي: وقرأت أيضا برواية محمد بن غالب عن الأعشى على زيد بن علي، وقال: قرأت على أبي العباس محمد ابن الحسين ابن يونس المقرئ الكوفي، وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن الحسن المقرئ التميمي الكوفي، وقال: قرأت على محمد بن غالب الصيرفي المقرئ الكوفي، وقال: قرأت على أبي يوسف يعقوب بن خليفة بن سعد بن هلال المعروف بالأعشى، وقال: قرأت على أبي بكر، وقال: قرأت على عاصم (5).
__________
(1) سقطت من ت.
قابل ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 212): أعتقه بخط يده.
(2) المراد ختمة. قال ابن الجزري في غاية النهاية (2/ 17): قال النقار: قرأت عليه أربعين ختمة.
(3) أي بنفس الطريق المذكور.
(4) الطريقان: الستون، والحادي والستون كلاهما بعد المائتين هما من طرق عرض القراءة، وإسناد كل منهما صحيح.
(5) علي بن الحسن بن عبد الرحمن بن يزيد بن عمران، أبو الحسن، التميمي، يعرف بالكسائي، مقرئ معروف، وكان عارفا بحروف عاصم. غاية 1/ 530. هذا وتصحيح المؤلف للإسناد في الفقرة التالية يقتضي توثيقه.
والطريق الثاني والستون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.(1/351)
873 - قال أبو عمرو: وكان شيخنا أبو الفتح يضن برواية محمد بن غالب، ولا يمكّن أحدا منها لغرابتها (1) وصحة طريقتها، وسألته أن يقرئنيها فأخذها عليّ وقرأت بها القرآن كله، وما أعلم أن أحدا ممّن قرأ عليه [من أصحابه قرأ بها عليه] ولا مكّنه منها.
874/ 264263قال لي أبو الفتح: وقرأت القرآن أيضا على شيخنا عبد الله ابن الحسين، وقال: قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وقال: قرأت على إدريس بن عبد الكريم، وقرأ إدريس على الشموني وعلى خلف بن هشام وقرآ على أبي يوسف الأعشى، وقرأ أبو يوسف على أبي بكر، وقرأ أبو بكر على عاصم (2).
875/ 265وأما رواية العليمي عنه: فقرأت القرآن كله على أبي الفتح فارس بن ابن أحمد، وقال لي: قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن جعفر بن خليع المقرئ المعروف بابن القلانسي ببغداد، وقال: قرأت على يوسف بن يعقوب الواسطي بواسط في كل يوم خمسا وعشرين آية، وقال: قرأت على أبي محمد يحيى بن محمد العليمي الأنصاري المقرئ، وقال: قرأت القرآن كله على أبي بكر بن عيّاش، وقال: قرأت على عاصم (3).
876 - قال لي فارس بن أحمد: قال لي أبو الحسن: نا (4) علي بن جعفر: ولد العليمي سنة خمسين ومائة، وتوفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وقرأ على أبي بكر بن عيّاش سنة سبعين ومائة وهو ابن عشرين سنة، وتوفي أبو بكر سنة أربع وتسعين ومائة بعد قراءة العليمي عليه بأربع وعشرين سنة، وقد امتنع من الأخذ على الناس بعد سنة أربع وسبعين ومائة لأن أخلاقه رحمه الله كانت ضيقة جدّا.
وولد يوسف بن يعقوب سنة ثماني عشرة ومائتين، وقرأ على العليمي سنة
__________
(1) في م: (لقراءتها) وهو تصحيف.
(2) الطريقان: الثالث والستون، والرابع والستون كلاهما بعد المائتين هما من طرق عرض القراءة. وإسناد كل منهما صحيح.
لكن المؤلف لم يذكر طريق خلف بن هشام، عند ما ذكر طرق رواية الأعشى في الفقرة / 21.
(3) الطريق الخامس والستون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة. واعتمده ابن الجزري في النشر، انظر النشر 1/ 150. وإسناده صحيح.
(4) ت، م: (قال أنا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق. والتصحيح من الفقرة / 317.(1/352)
أربعين وسنة إحدى وأربعين قبل موت العليمي بسنتين، وتوفي يوسف بن يعقوب سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة (1).
877 - قال أبو عمرو: وأبو محمد العليمي من جلّة أصحاب أبي بكر وعلى رواية أهل واسط إلى اليوم، وقد زعم أبو بكر بن مجاهد رحمه الله أنه لم يقرأ القرآن سردا على أبي بكر غير أبي يوسف الأعشى، فقال لنا محمد بن علي: قال لنا ابن مجاهد: ولم يرو لنا أن أحدا قرأ على أبي بكر، وأخذ الناس القراءة عنه بعد أبي بكر، غير أبي يوسف الأعشى (2).
878 - قال أبو عمرو: وقد ثبت عندنا وصحّ لدينا أنه عرض عليه القرآن وأخذ عنه القراءة تلاوة خمسة نفر سوى الأعشى، وهم: يحيى بن محمد العليمي، وعبد الرحمن بن (3) أبي حماد، وسهل (4) بن شعيب السهمي، وعروة (5) بن محمد الأسدي، وعبد الحميد (6) بن صالح البرجمي، وهؤلاء من أعلام أهل الكوفة ومن المشهورين بالاتفاق والضبط (7).
879/ 266وأما رواية البرجمي عنه: فقرأت القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: [وقال لي قرأت على أبي الحسن] (8) قرأت على زيد بن علي بن أبي بلال المقرئ، وقال: قرأت على أبي القاسم عبد الله بن جعفر بن القاسم بن أحمد
__________
(1) فيكون بين وفاة يوسف بن يعقوب، وقطع ابن عياش الإقراء تسع وثلاثون ومائة سنة.
ويكون هذا الإسناد عاليا جدا.
(2) انظر السبعة / 134.
(3) وسيأتي إسناد قراءته في الفقرة / 882.
(4) سهل بن شعيب، الكوفي، عرض على عاصم بن أبي النّجود، وعلى أبي بكر بن عياش، روى القراءة عنه عبد الله بن حرملة بن عمرو. غاية 1/ 319، وانظر الجرح والتعديل 4/ 199. ولم يذكر المؤلف إسناد قراءته على أبي بكر.
(5) عروة بن محمد، الكوفي، الأسدي، أحد الذين عرضوا على أبي بكر بن عياش، وروى حروفا عن الكسائي، روى عنه القراءة حسين بن الأسود، غاية 1/ 512. ولم يذكر المؤلف إسناد قراءته على أبي بكر.
(6) وسيأتي إسناد قراءته على أبي بكر في الفقرة التالية.
(7) وهذا النص يقتضي تصحيح الداني لأسانيد هذه الطريق، وتوثيقه لرجالها.
(8) زيادة يقتضيها السياق لأنه لا رواية لأبي الفتح فارس بن أحمد عن زيد بن علي بن أبي بلال مباشرة انظر غاية النهاية 1/ 298، 2/ 5. والتصحيح من أسانيد الطرق / 3، 15، 43.(1/353)
السوّاق المقرئ الكوفي، وقال: قرأت على عبد الحميد بن صالح البرجمي المقرئ الكوفي، وقال: قرأت القرآن كله على أبي بكر بن عيّاش، وقرأ أبو بكر على عاصم (1).
880/ 267قال السوّاق: وقرأت على إسماعيل بن أبي علي الخياط، وقال:
قرأت على البرجمي على أبي بكر، وقرأ أبو بكر على عاصم (2).
881 - وقال أبو عمرو: البرجمي يكنى أبا صالح كنّاه أبو محمد بن الجارود (3)
[35/ و] وغيره.
882/ 268وأما رواية ابن أبي حماد من طرقه عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال:
حدّثني محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة أبو عبد الله التّيمي، قال: حدّثنا محمد ابن الجنيد، قال: حدّثنا ابن [أبي] (4) حمّاد أنه قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش، وقال له أبو بكر: قرأت على عاصم (5).
883/ 269وقال محمد بن الجنيد حدّثنا يعقوب بن خليفة أبو يوسف الأعشى أنه قرأ على أبي بكر، وقال له أبو بكر: قرأت على عاصم (6).
__________
(1) الطريق السادس والستون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(2) إسماعيل بن سهل بن أبي علي الخياط، الكوفي، روى القراءة عرضا عن البرجمي وآخرين، روى القراءة عنه عبد الله بن جعفر السواق. غاية 1/ 164. والطريق الرابع والستون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة.
(3) أبو محمد بن الجارود اسمه عبد الله بن علي بن الجارود، النيسابوري، الحافظ، الإمام، الناقد، صاحب كتاب المنتقى في الأحكام، مات سنة سبع وثلاث مائة.
تذكرة الحفاظ 3/ 794.
(4) زيادة من الفقرة / 787.
(5) أحمد بن محمد، أبو العباس، الهمداني، بالسكون، البغدادي، شيخ، روى القراءة عن محمد بن أحمد بن أبي حكمة وآخرين، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 135. والطريق الثامن والستون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
انظر الفقرة / 878.
(6) الطريق التاسع والستون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وهذا الطريق هو من طرق رواية الأعشى عن أبي بكر، فحقه أن يذكر هناك، وإسناده صحيح.(1/354)
884/ 271270وقال عبد الواحد بن عمر: حدّثني الهمداني ببعض الحروف وأخبرني أبو بكر شيخنا في الإجازة بالقراءة مستوعبة عن أحمد بن الصقر بن ثوبان عن الحسن بن جامع عن أبي محمد عبد الرحمن بن [أبي] (1) حمّاد، عن أبي بكر عن عاصم (2).
885/ 272وأما رواية المعلى [] (3) عن أبي بكر عن عاصم.
886 - قال أبو عمرو: المعلى بن منصور الرازي يكنى أبا يعلى، كنّاه عبد الرحمن بن عفان عن قاسم بن أصبغ عن أحمد بن [أبي] (4) خيثمة عن أبيه.
887/ 273وأما رواية [ابن] (5) أبي أميّة عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد قال:
حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي أمية البصري عن أبي بكر عن عاصم بالقراءة من أول القرآن إلى آخره (6).
888 - قال أبو عمرو: وعبد الله يكنى أبا عمرو، وكنّاه لنا عبد الرحمن بن عمر ابن محمد، عن [ابن] (7) حامد، عن ابن الجهم.
274889 - وأما رواية حسين الجعفي من طرقه عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أبو بكر (8) موسى بن إسحاق الأنصاري عن
__________
(1) زيادة من الفقرتين / 878، 882.
(2) الهمداني هو أحمد بن محمد المتقدم. وأبو بكر هو ابن مجاهد. والطريقان السبعون، والحادي والسبعون كلاهما بعد المائتين من طرق رواية الحروف. وإسناد كل منهما صحيح.
(3) سقط من ت، م إسناد رواية المعلى بن منصور عن أبي بكر عن عاصم. ويؤخذ من غاية النهاية (2/ 304) أنه من رواية محمد بن سعدان عن المعلى، وفي غاية النهاية (2/ 143) أن محمد بن سعدان روى الحروف عن معلى بن منصور عن أبي بكر، فالطريق الثاني والسبعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(4) زيادة يقتضيها السياق، وأبو خيثمة هو زهير بن حرب. وهذا الإسناد تقدم في الفقرة / 117، وهو إسناد صحيح.
(5) زيادة يقتضيها السياق. انظر الفقرة التالية.
(6) الطريق الثالث والسبعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 94. وإسناده صحيح.
(7) زيادة يقتضيها السياق، انظر الفقرة / 125.
(8) في م (أبو بكر بن موسى). وهو خطأ.(1/355)
هارون بن حاتم (1) أبي بشر، عن حسين بن علي الجعفي، عن أبي بكر، عن عاصم بالقراءة (2).
890/ 275وحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا أبو بكر القورسي (3).
قال: حدّثنا خلاد، عن حسين، عن أبي بكر، عن عاصم (4).
891/ 276وأخبرنا عبد العزيز بن محمد النحوي، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني علي بن الحسن القطيعي قال حدّثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدّثنا حسين عن أبي بكر عن عاصم (5).
892 - قال أبو عمرو: حسين يكنى أبا عبد الله، كنّاه أحمد بن عبد الله بن صالح (6).
893/ 277وأما رواية يحيى بن سليمان الجعفي عنه: فأخبرني أبو عبد الله أحمد بن عمر الجيزي، قال: حدّثنا أحمد بن بهزاذ بن مهران، قال: حدّثنا أبو جعفر [بن] (7) رشدين، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد بن مسلم بن عبيد
__________
(1) في ت، م: (هارون بن حاتم بن أبي بشر). وهو خطأ. انظر السبعة / 95.
(2) الطريق الرابع والسبعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح. وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 95.
(3) في م: (القوسي). وفي ت: (القورشي). وما أثبته هو ما في غاية النهاية والأنساب. قال ابن الجزري (1/ 185): أبو بكر القورسي وأخوه لا أعرفهما. أ. هـ.
وقال في الأنساب (ل 465/ ظ): القورسي بضم القاف والراء هذه النسبة إلى قورس. وظني أنها من قرى حلب. أ. هـ.
(4) خلاد هو ابن خالد، وحسين هو الجعفي، والطريق الخامس والسبعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
(5) الطريق السادس والسبعون بعد المائتين هو طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(6) أحمد بن عبد الله بن صالح أبو الحسن، وأبو صالح، العجلي، نزيل طرابلس المغرب، إمام علامة حافظ قدوة، له مصنف في الجرح والتعديل مفيد، مات سنة إحدى وستين ومائتين. تذكرة الحفاظ 2/ 560، غاية 1/ 73.
(7) زيادة يقتضيها السياق. انظر الفقرة / 538.(1/356)
ابن مسلم الجعفي ابن بنت أبي مسلم قائد الأعمش، قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش، قال: قرأت على عاصم (1).
894 - قال يحيى بن سليمان: حضرت أبا بكر بن عياش وجاء رجل بشفاعة معه كتاب فيه ما روى أبو بكر بن عياش من قراءة عاصم، فقرأه على أبي بكر بن عياش في بيته، وربما [قرأ] أبو بكر معه، وأنا أسمع.
895/ 278حدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال:
حدّثنا محمد بن أحمد بن الهيثم، قال: حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي أبو سعيد، قال: حدّثنا أبو بكر، قال: قرأت على عاصم (2).
896/ 280279وأما رواية العطاردي عنه: فحدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا علي بن العباس، المقانعي، وأبو عيسى محمد بن فتح الخرّاز، قالا (3): حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدّثنا عبد الجبار بن محمد العطاردي وقال علي الدارمي (4): قال حدّثنا أبو بكر بن عياش بهذه الحروف، على هذه القراءة، قال: أقرأنيها عاصم بن أبي النجود حرفا حرفا (5).
__________
(1) الطريق السابع والسبعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وإسناده تقدم في الفقرة / 538.
(2) الطريق الثامن والسبعون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(3) في ت، م: (قال). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) أي: وقال علي بن العباس في سياقه: عبد الجبار بن محمد الدارمي بدل العطاردي.
(5) علي بن العباس بن عيسى، أبو الحسن، الكوفي، شيخ مشهور، مات بعد شوال سنة ست وثلاث مائة. الأنساب (ل 539/ ظ)، غاية 1/ 547.
والمقانعي بفتح الميم وكسر النون نسبة إلى المقانع جمع مقنعة التي تختمر بها النساء يعني الخمار. الأنساب ل 539/ ظ.
محمد بن الفتح، الخراز، (وفي غاية النهاية: الخزاز بالزاي)، البغدادي، روى الحروف عن أحمد بن عثمان بن حكيم، روى الحروف عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 2/ 228.
أحمد بن عثمان بن حكيم، الكوفي، أبو عبد الله، ثقة، مات سنة إحدى وستين ومائتين.
التقريب 1/ 21، غاية 1/ 80.
والطريقان التاسع والسبعون، والثمانون كلاهما بعد المائتين هما من طرق رواية الحروف.
وإسناد كل منهما صحيح.(1/357)
897/ 281وأما رواية أبي بشر هارون بن حاتم عنه نفسه: فحدّثنا عبد العزيز ابن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم، [عن هارون بن حاتم] (1)، عن أبي بكر من أول القرآن إلى سورة النحل (2).
898/ 282قال عبد الواحد بن عمر: فحدّثنا أبو بكر شيخنا، قال حدّثنا موسى ابن إسحاق، عن هارون، عن أبي بكر، عن عاصم بعامّة الحروف، وسمعنا من أبي بكر نفسه (3).
899/ 283وأما رواية إسحاق الأزرق عنه: فحدّثنا الفارسي، قال حدّثنا أبو طاهر، قال حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدّثنا الحسن بن علي الخراز الأبح (4)، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن أبي بكر، عن عاصم بالقراءة (5).
900 - قال أبو عمرو: إسحاق يكنى أبا محمد، وهو واسطي، كنّاه البخاري عن يحيى بن موسى (6).
901/ 284وأما رواية عبيد بن نعيم عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال:
__________
(1) زيادة لا بد منها لأن علي بن حاتم روى القراءة عن هارون بن حاتم عن أبي بكر. انظر غاية النهاية 1/ 518. وعنوان الطريق.
(2) الطريق الحادي والثمانون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(3) أبو بكر هو ابن مجاهد، وهارون هو ابن حاتم.
والطريق الثاني والثمانون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(4) في م: (الأفح). والذي في ت هو الموافق لما في غاية النهاية. وفي هامش ت (35/ ظ):
الأبح بتشديد الباء، أو أذى طوتقون كمبسم أخ.
قال عبد المهيمن: وهو شرح لمعنى الأبح بالتركية بأنه الذي لا يخرج صوته.
(5) الحسن بن علي الخراز (وفي غاية النهاية: الخزاز بالزاي)، الأبح، روى القراءة عن إسحاق الأزرق، روى القراءة عنه عبد الله بن أبي داود السجستاني، غاية 1/ 225.
والطريق الثالث والثمانون عبد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(6) انظر تاريخ البخاري الكبير 1/ 406.
ويحيى بن موسى، البلخي، أصله من الكوفة، ثقة، توفي سنة أربعين ومائتين. التقريب 2/ 359.(1/358)
حدّثنا عبد الواحد بن عمر قال حدّثنا أبو العباس أحمد (1) بن محمد الهمداني، قال حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الدهقان، قال حدّثنا أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي، قال حدّثنا [35/ ظ] عبيد بن نعيم السعيدي، قال حدّثني أبو بكر أنه قرأ على عاصم (2).
902/ 285وأما رواية أحمد بن جبير عنه: فحدّثنا أبو الفتح شيخنا، قال حدّثنا أبو طاهر، قال حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال حدّثني علي بن يوسف، قال حدّثنا أحمد ابن جبير عن أبي بكر، عن عاصم بحروف منها مائة وثمانون حرفا (3).
903 - قال ابن جبير: وربما غالطت أبا بكر، فأقول له: إن عندنا قوما يقرءون لعاصم بكذا، فربما صدق، وربما كذب، وإنما كنت أريد تثبيت ما سكت عنه.
904/ 286أخبرنا الفارسي، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا محمد (4) بن أحمد بن يونس، قال حدّثنا محمد بن محمد بن صدقة، قال حدّثنا أحمد بن جبير، قال سمعت أبا بكر بن عياش، وكنت أقول له: فلان يقرأ عندنا كذا وكذا، فيقول: كذب، فإن عاصما يقرأ كذا وكذا، فذكر عنه القراءة غير مستوعبة، واعتمد على ما رواه الكسائي عن أبي بكر (5).
905/ 287وأما رواية بريد بن عبد الواحد الضرير عنه: فأخبرنا ابن خواستي قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا محمد بن يونس، قال: حدّثني أحمد بن سعيد بن شاهين، قال حدّثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدّثنا أبو المعافى (6)، عن أبي
__________
(1) في ت، م: (أبو العباس أخي ابن مجاهد الهمداني). وهو خطأ. انظر تلاميذ الدهقان في غاية النهاية 1/ 118.
(2) أحمد بن مصرّف بن عمرو اليامي أبو بكر، المقرئ، روى القراءة عن أبي بكر بن عياش وجماعة. غاية 1/ 138. قال الحافظ في التقريب 1/ 25: صدوق من الحادية عشرة.
واليامي نسبة إلى يامة بطن من همدان. الأنساب ل 597/ و.
والطريق الرابع والثمانون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف.
(3) الطريق الخامس والثمانون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده تقدم في الفقرة / 843.
(4) كذا في ت، م. وتقدم اسمه في الفقرة / 463 (محمد بن يونس)، وسيأتي كذلك في الفقرة / 1000. وكذا هو في غاية النهاية 2/ 289، وتاريخ بغداد 3/ 446.
(5) الطريق السادس والثمانون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(6) في هامش ت (36/ و): أبو المعافى هو بريد بن عبد الواحد، كذا في الطبقات أ. هـ.(1/359)
بكر (1) عن عاصم إلى سورة محمد صلى الله عليه وسلم (2).
906/ 288وقال ابن يونس، عن علي بن النضر، عن أبي الربيع، عنه من المفصل إلى آخر القرآن (3).
[طرق رواية حفص]
907/ 289 وما كان من رواية حفص عن عاصم من طريق عمرو بن الصباح عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدّثني أبو بكر وهب بن عبد الله المروزي، قال حدّثنا الحسن بن المبارك الأنماطي، ويعرف بابن اليتيم، قال حدّثنا أبو حفص عمرو بن الصباح بن صبيح، قال: رويت هذه القراءة عن أبي عمر البزاز وهو حفص بن سليمان بن المغيرة، ويعرف بالأسدي قال: قرأت على عاصم بن أبي النّجود (4). وذكر أبو عمر أنه لم يخالف عاصما في حرف من كتاب الله تعالى إلا قوله {من ضعف} [5] [الروم: 54].
908/ 290وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد المقرئ، وقال لي قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على أبي الحسن (6) علي بن جعفر المقرئ ببغداد، وقال قرأت على أبي الحسن (7) زرعان بن أحمد الطحان، وقال
__________
(1) في م: (إبراهيم) بدل (أبي بكر). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) ابن خواستي هو عبد العزيز بن جعفر، وأبو الربيع الزهراني هو سليمان بن داود. والطريق السابع والثمانون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(3) علي بن عبد الله بن النضر، أبو الحسن، الخفاف، الإمام بالدّينور، مقرئ معروف، روى القراءة عن أبي الزعراء، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن محمد بن الحسن، غاية 1/ 554. والطريق الثامن والثمانون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح. هذا، ومجموع طرق رواية أبي بكر عن عاصم ثلاث وستون طريقا، منها أربعة عشر طريقا بعرض القراءة، وسائرها رواية حروف.
(4) الطريق التاسع والثمانون بعد المائتين هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 95. وإسناده تقدم في الفقرة / 323. وهو إسناد صحيح.
(5) رواها حفص عن عاصم بفتح الضاد، واختار فيها الضم لحديث الفضيل بن مرزوق. انظر النشر 2/ 345.
(6) في ت، م تكررت (علي أبي الحسن). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(7) في ت، م: (أبي الحسن بن زرعان). وهو خطأ، انظر ترجمته التالية.(1/360)
قرأت على عمرو بن الصباح، وقرأ عمرو على حفص. وقرأ حفص على عاصم (1).
909/ 291قال لي فارس بن أحمد، قال لي عبد الباقي: وقرأت على أبي الحسن (2) صالح بن أحمد بن عبد الرحمن المقرئ، وقال قرأت على أبي محمد عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران العينوني، وقال قرأت على عمرو بن الصباح، وقرأ على (3) حفص على عاصم (4).
910/ 292وأما طريق عبيد بن الصباح أخي عمرو عنه: فحدّثنا أبو الحسن بن غلبون، قال حدّثنا علي بن محمد البصري. ح.
911/ 293وحدّثنا أبو الفتح، قال حدّثنا عبد الله بن الحسن، قالا حدّثنا أحمد بن سهل، قال قرأت على عبيد بن الصباح، قال قرأت على حفص، وقال قرأت على عاصم (5).
912/ 294وقرأت أنا القرآن كله على أبي الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، وقال لي قرأت على أبي الحسن علي بن محمد بن صالح (6) الهاشمي المقرئ الضرير بالبصرة.
__________
(1) علي بن جعفر هو علي بن محمد بن جعفر.
زرعان بن أحمد بن عيسى، أبو الحسن، الطحان، الدقاق، البغدادي، مقرئ، من جلة أصحاب عمرو بن الصباح الضابطين لروايته، وكان مشهورا في أصحاب عمرو. عرض عليه علي بن جعفر القلانسي. غاية 1/ 294.
والطريق التسعون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة، واعتمده ابن الجزري في النشر، انظر النشر 1/ 154. وإسناده صحيح.
(2) في غاية النهاية (1/ 332): أبو الحسين.
(3) في ت: (وقرأ حفص علي عاصم). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) صالح بن أحمد بن عبد الرحمن، أخذ القراءة عرضا عن عبد الصمد بن محمد العينوني، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 332.
والطريق الحادي والتسعون بعد المائتين هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(5) علي بن محمد البصير هو علي بن محمد بن صالح، تقدم.
والطريقان الثاني والتسعون، والثالث والتسعون كلاهما بعد المائتين هما من طرق رواية الحروف، وإسناد كل منهما صحيح. واعتمد الداني في التيسير الطريق الثاني والتسعين بعد المائتين. انظر التيسير / 14.
(6) في ت، م: (علي بن محمد بن أحمد). وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية (1/ 564)(1/361)
913/ 295وقرأت أيضا القرآن كله على أبي الفتح فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقالا: قرأنا على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني، وقال: قرأت على أبي محمد عبيد بن الصباح بن صبيح وكان ما علمته من الورعين المتقنين مرارا كثيرة، وعليه حفظت وتعلمت. وقال أبو محمد:
قرأت القرآن من أوله إلى آخره وأتقنته (1) على أبي عمر حفص بن سليمان البزاز، وليس بيني وبينه أحد. وقرأ أبو عمرو على عاصم بن أبي النّجود (2).
914/ 303296قال أبو العباس: لما توفي عبيد بن الصباح لزمت مسجد أبي حفص (3) عمرو بن الصباح بن صبيح، فقرأت (4) على جماعة منهم: عليّ (5) بن سعيد البزّاز، وكان من أجلّ من رأيته من أصحاب أبي حفص، ممّن قرأ عليه، وضبط عنه. والحسن بن المبارك الأنماطيّ، وإبراهيم (6) السّمسار، وكان ما علمته من الأخيار.
وعلي بن محصن (7)، فقرأت القرآن على هؤلاء أصحاب أبي حفص عمرو بن الصباح، وضبطت عنهم القرآن. وهؤلاء الذين أسميت أجلّ من رأيت من أصحاب
__________
حيث قال: علي بن محمد بن أحمد بن صالح بن داود أبو الحسن الهاشمي، كذا نسبه أكثر المؤلفين، وقد نسبه الحافظ أبو عمرو، والحافظ الذهبي علي بن محمد بن صالح أ.
هـ. وقد ترجمه في غاية النهاية (1/ 568) باسم علي بن محمد بن صالح.
وكذلك هو في النشر 1/ 152، ومعرفة القراء 1/ 259.
(1) في م: (نفسه)، وفي ت: (يقينه). وفي هامش ت (36/ و): وأتقنته على أبي عمر، كذا في الطبقات. قال عبد المهيمن: انظر غاية النهاية 1/ 496.
(2) الطريقان الرابع والتسعون، والخامس والتسعون كلاهما بعد المائتين هما من طرق عرض القراءة. واعتمد الداني في التيسير الطريق الرابع والتسعين.
انظر التيسير / 15. وهو من طرق الشاطبية والنشر.
انظر النشر 1/ 152. والإسنادان تقدما قريبا، وكل منهما صحيح.
(3) سقطت (حفص) من م.
(4) في م (فقرأه). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(5) علي بن سعيد، البزار، البغدادي، مقرئ نبيل ضابط، من جلة أصحاب عمرو بن الصباح، روى القراءة عنه أحمد بن سهل، غاية 1/ 544.
(6) إبراهيم السمسار، ويقال ابن عبد الله، أبو إسحاق، مقرئ ضابط، من جلة أصحاب عمرو بن الصباح، وعرض على أبي شعيب القواس، روى عنه أحمد بن سهل وغيره. غاية 1/ 30.
(7) في ت، م: (محيصن). وتقدم أنه خطأ. انظر الفقرة / 535.(1/362)
[عمرو] الذين قرءوا عليه وضبطوا عنه (1). فما علمت أن أحدا منهم خالف عبيد بن الصباح في شيء من القرآن. وقرأ أبو حفص عمرو بن الصبّاح [36/ و] على حفص ابن سليمان البزّاز. قال أبو حفص: إلّا أن أبا عمرو روى لنا هذه القراءة رواية عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي عبد الرحمن السّلمي، وهو عبد الله بن حبيب، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (2).
915/ 305304قال أبو العبّاس: فأخذت كتاب علي بن محصن (3) فنسخته، وقرأته عليه عن [أبي] (4) حفص عمرو (5) بن الصباح. وأما عبيد بن الصباح وأصحاب
__________
(1) في ت، م: (أصحاب الذين قرءوا عليهم وضبطوا عنهم). ولا يستقيم بها السياق.
(2) الطرق من السادس والتسعين بعد المائتين إلى الثالث بعد الثلاث مائة هي من طرق عرض القراءة. وتفصيلها كما يلي:
الطريق السادس والتسعون بعد المائتين هو قراءة الداني على طاهر بن غلبون على علي بن محمد على أحمد بن سهل على علي بن سعيد على عمرو بن الصباح على حفص على عاصم.
الطريق السابع والتسعون بعد المائتين هو قراءة الداني على طاهر بن غلبون على علي بن محمد على أحمد بن سهل على علي بن سعيد على عمرو بن الصباح على حفص على عاصم.
الطريق الثامن والتسعون بعد المائتين هو قراءة الداني على طاهر بن غلبون على علي بن محمد على أحمد بن سهل على علي بن سعيد على عمرو بن الصباح على حفص على عاصم.
الطريق التاسع والتسعون بعد المائتين هو قراءة الداني على طاهر بن غلبون على علي بن محمد على أحمد بن سهل على علي بن سعيد على عمرو بن الصباح على حفص على عاصم.
الطريق تمام الثلاث مائة هو قراءة الداني على فارس بن أحمد على عبد الله بن الحسين على أحمد بن سهل على علي بن سعيد على عمرو بن الصباح على حفص على عاصم.
الطريق الحادي بعد الثلاث مائة هو قراءة الداني على فارس بن أحمد على عبد الله بن الحسين على أحمد بن سهل على الحسن بن المبارك على عمرو بن الصباح على حفص على عاصم.
الطريق الثاني بعد الثلاث مائة هو قراءة الداني على فارس بن أحمد على عبد الله بن الحسين على أحمد بن سهل على إبراهيم السمسار على عمرو بن الصباح على حفص على عاصم.
الطريق الثالث بعد الثلاث مائة هو قراءة الداني على فارس بن أحمد على عبد الله بن الحسين على أحمد بن سهل على علي بن محصن على عمرو بن الصباح على حفص على عاصم.
وهذه الأسانيد كلها صحيحة، مع ملاحظة أن طريق الحسن بن المبارك، عن عمرو بن الصباح عن حفص اعتمده ابن مجاهد في السبعة. انظر السبعة / 95.
(3) في ت، م: (محيصن)، وتقدم في الفقرة / 535أنه خطأ.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) في ت: (حفص بن عمرو). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(1/363)
[عمرو] (1) الذين سمّيت فإنما قرأت عليهم القرآن مجرّدا (2).
[سكت حفص من طريق الأشناني]
916/ 307306 قال (3) لي أبو الفتح شيخنا: وقرأت القرآن أيضا بالسّكت على الساكن مع الهمزة من كلمتين على عبد الباقي بن الحسن، وأخبرني أنه قرأ كذلك على أبي بكر محمد بن علي بن الحسن، وعلى إبراهيم بن الحسن بن عبد الرحمن، وقرآ جميعا على أبي العبّاس أحمد بن سهل [بن] (4) الفيروزان الأشناني المقرئ ببغداد بين السورين، في مسجده بعد سنة ثلاثمائة، وقرأ على عبيد بن الصباح (5)، وقرأ عبيد على حفص، وقرأ حفص على عاصم (6).
917/ 308وأما طريق هبيرة عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني أحمد بن علي الخزّاز، قال حدّثنا أبو عمر هبيرة بن محمد التمار، عن حفص بن سليمان، عن عاصم بالقراءة (7).
__________
(1) في ت، م: (وأصحابه الذين) ولا يستقيم بها السياق لأن الذين سماهم هم من أصحاب عمرو لا عبيد لذلك حذفت الضمير وزدت كلمة (عمرو).
(2) الطريقان: الرابع بعد الثلاث مائة وهو من رواية الداني عن طاهر بن غلبون عن علي بن محمد عن أحمد بن سهل عن علي بن محصن كتابة عن عمرو بن الصباح.
والخامس بعد الثلاث مائة وهو رواية الداني عن فارس بن أحمد عن عبد الله بن الحسين عن أحمد ابن سهل عن علي بن محصن كتابه عن عمرو بن الصباح.
أقول: الطريقان هما من طرق رواية الحروف. والإسنادان تقدما، وكل منهما صحيح.
(3) في هامش ت (ل 36/ ظ): مطالب سكت حفص من طريق الأشناني من طريق عبد الباقي.
(4) زيادة من غاية النهاية 1/ 59.
(5) زاد ناسخ م خطأ: (وقرأ عبيد بن الصباح) قبل (وقرأ عبيد على حفص).
(6) إبراهيم بن الحسن بن عبد الرحمن، أبو إسحاق، البغدادي، مقرئ قرأ على أحمد بن سهل وإسحاق الخزاعي، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 11.
والطريقان: السادس، والسابع كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق عرض القراءة. وإسناد كل منهما صحيح.
(7) أحمد بن علي بن الفضل، أبو جعفر، بغدادي، مقرئ ماهر ثقة، توفي سنة ست وثمانين ومائتين. غاية 1/ 86، معرفة 1/ 207. والخزاز بالخاء المعجمة وزاءين. غاية 1/ 86. وهو بفتح الخاء وتشديد الزاي الأولى نسبة لبيع الخز. الأنساب ل 197/ و.(1/364)
918/ 309وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي الحسن علي بن الرقّي، وقال: قرأت على أحمد بن علي الخرّاز، وقال قرأت على أبي عمر هبيرة بن محمد التمّار، قال هبيرة:
قرأت على حفص بمكة وببغداد، وقرأ حفص على عاصم (1).
919/ 310وقال أبو الفتح، وقرأت أيضا القرآن كله على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال لي: قرأت في جامع المدينة ببغداد، على أبي بكر محمد بن أحمد بن هارون المقرئ، وقال قرأت على حسن (2) بن الهيثم المقرئ التمّار ببغداد في مسجده، وقال قرأت على هبيرة بن محمد، وقال قرأت على حفص بن سليمان، وقال: قرأت على عاصم (3).
920 - قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: أوضح الرواة وأشهرهم عن هبيرة حسنون. قال أبو عمرو: وحسنون يكنى أبا علي، والخرّاز يكنى أبا جعفر.
921/ 311وأما طريق أبي شعيب القوّاس عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر المقرئ، قال حدّثنا أحمد بن عبيد الله، قال حدّثنا الحسن بن أبي مهران الرازي، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد أبو الحسن الحلواني الصفّار المعروف بأزداذ، قال قرأت على أبي شعيب القوّاس، عن حفص، عن عاصم من أول القرآن إلى آخره (4).
__________
والطريق الثامن بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة. انظر السبعة / 95. وإسناده صحيح.
(1) علي بن الرقي هو علي بن الحسين بن الرقي، والطريق التاسع بعد الثلاثمائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.
(2) في ت، م: (حسين). وهو خطأ، والتصحيح من غاية النهاية 1/ 234، ومعرفة القراء 1/ 203.
(3) محمد بن أحمد بن هارون، أبو بكر، الرازي، البغدادي، مقرئ حاذق ثقة ضابط، مات بعد الثلاثين وثلاث مائة. غاية 2/ 90.
حسن بن الهيثم، أبو علي الدويري، المعروف بحسنون، وروايته أشهر الروايات وأصحها، مات سنة تسعين ومائتين. غاية 1/ 234، معرفة 1/ 203.
والطريق العاشر بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.
(4) الطريق الحادي عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.(1/365)
922/ 312وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال قرأت بواسط على أحمد بن الحسين المالحاني، وقال المالحاني قرأت القرآن على أبي شعيب القوّاس، وقرأ القوّاس على حفص، وقرأ حفص على عاصم (1).
923/ 313وأما طريق أبي عمارة عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني محمد بن يحيى الكسائي، عن أبي الحارث عن أبي عمارة حمزة ابن القاسم، عن حفص، عن عاصم بالقراءة (2).
924/ 314وحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني أبو محمد الرقّي، عن أبي عمر (3)، عن أبي عمارة، عن حفص، عن عاصم (4).
925/ 315وأما طريق أبي (5) الربيع الزهراني عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد بن علي قال، حدّثنا أحمد بن موسى، قال حدّثني أبو جعفر محمد بن حمّاد بن ماهان الدباغ، قال حدّثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، عن حفص، عن عاصم بالقراءة (6).
__________
(1) أحمد بن الحسين الواسطي، يعرف بالمالحاني، قرأ عليه أبو أحمد السامري، كذا هو مسند في جامع البيان والمستنير وكامل الهذلي، فسقط بين السامري والمالحاني رجل، وهو والله أعلم أبو الحسن ابن شنبوذ، نبه على ذلك الحافظ أبو العلاء. وقال: والمالحاني هذا مجهول عند أهل الصنعة لم يرو عنه من المعروفين إلا أبو الحسن بن شنبوذ. غاية 1/ 50.
والمالحاني بكسر اللام نسبة لمن يبيع السمك المالح، يقال له المالحاني. الأنساب ل 5003/ ظ. والطريق الثاني عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة وإسناده ضعيف.
(2) أبو الحارث هو الليث بن خالد. والطريق الثالث عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 95. وإسناده صحيح.
(3) في ت، م: (أبي محمد). وهو خطأ. والتصحيح من السبعة / 95، وغاية النهاية 1/ 161.
(4) أبو محمد الرقي اسمه إسماعيل بن أحمد، قرأ على الدوري، روى القراءة عنه ابن مجاهد. غاية 1/ 161. وأبو عمر هو حفص بن عمر الدوري والطريق الرابع عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 95. وإسناده صحيح.
(5) في م (ابن الربيع)، وهو خطأ.
(6) محمد بن حماد بن ماهان، البغدادي، شيخ مقرئ، قال ابن المنادي: مات على ستر وقبول سنة خمس وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 2/ 273، غاية 2/ 135.
والطريق الخامس عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة.
انظر السبعة / 95. وإسناده صحيح.(1/366)
926/ 316وأما طريق حسين المروزي عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر المقرئ، قال حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدّثني أحمد بن منيع، قال: حدّثنا حسين بن محمد أبو أحمد المروذي، قال: حدّثنا حفص بن سليمان البزاز، أنه قرأ على عاصم بن بهدلة (1).
927/ 317وأما طريق الفضل بن يحيى بن شاهي (2) الأنباري عنه: فحدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن القاسم بن بشار، قال حدّثني أبي، قال أقرأني عمّي أحمد بن بشار ابن الحسن الأنباري، عن الفضل بن يحيى الأنباري عن أبي عمر، عن عاصم (3).
928 - قال محمد بن القاسم، قال لي أبي، قال لي عمّي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاورا حتى أخذ القراءة عن أبي عمر.
929/ 318قال أبو عمرو: أخذت الحروف التي خالف فيها ابن شاهي (4)
عمرا وعبيدا من رواية أبي بكر أحمد (5) بن عبد الرحمن الولي، عن القاسم بن بشّار [36/ ظ] عن عمّه (6) عن جدّه.
[طرق رواية المفضل]
930/ 319 وما كان من رواية المفضل عن عاصم من طريق جبلة عنه: فحدّثنا
__________
(1) الطريق السادس عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(2) في ت: (شاهين) وهو خطأ.، وتقدم اسمه صحيحا في الفقرة / 24.
(3) ابن القاسم بن بشار اسمه محمد، وأبوه هو القاسم بن محمد بن بشار، وتقدما.
أحمد بن بشار بن الحسن بن بيان، أبو العباس، الأنباري، قرأ على الفضل بن يحيى قرأ عليه القاسم بن بشار، وابن شنبوذ. غاية 1/ 40. وانظر تاريخ بغداد 4/ 52. والطريق السابع عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف.
(4) في ت، م: (ابن شاهين)، وهو خطأ، وتقدم اسمه صحيحا في الفقرة / 24.
(5) أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، البغدادي، المعروف بالولي، مقرئ ثقة ضابط مسند، مات سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 66، معرفة 1/ 250.
(6) عم القاسم بن بشار هو أحمد بن بشار بن الحسن. وجد أحمد بن بشار بن الحسن هو الفضل بن يحيى بن شاهي. غاية 1/ 11. والطريق الثامن عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده منقطع بين الداني وأحمد بن عبد الرحمن. هذا، ومجموع طرق رواية حفص عن عاصم ثلاثون طريقا، منها سبعة عشر طريقا بعرض القراءة، وسائرها رواية حروف.(1/367)
محمد بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبد الله بن سليمان، عن أبي زيد عن جبلة، عن المفضل، عن عاصم (1).
931/ 321320وقرأت أنا القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ وعلى أبي الحسن علي ابن الرقّي، وقالا قرأنا على عبد الله بن سليمان، وقال قرأ عبد الله على أبي زيد عمر ابن شبّة، وقرأ أبو زيد على جبلة بن مالك بن جبلة، وقرأ جبلة على المفضل بن محمد الضبّي، وقرأ المفضل على عاصم (2).
932/ 323322وأما طريق أبي زيد عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد قال حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني أحمد بن علي الخزاز، ومحمد بن حيّان، عن محمد بن يحيى القطعي، عن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري، النحوي، عن المفضل بن محمد (3)، عن عاصم (4).
933 - قال ابن مجاهد: حدّثني ابن حيّان من أوّل القرآن إلى آخر سورة آل عمران، وحدّثني الخزاز من أول سورة النساء إلى آخر أمّ القرآن (5).
[طرق رواية حماد بن أبي زياد]
934/ 324 وما كان من رواية حمّاد بن أبي زياد عن عاصم فقرأت القرآن كله
__________
(1) أبو زيد هو عمر بن شبة، جبلة هو ابن مالك. والطريق التاسع عشر بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 96، وإسناده صحيح.
(2) الطريقان العشرون، والحادي والعشرون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق عرض القراءة، وإسناد كل منهما صحيح.
(3) سقط من ت.
(4) محمد بن يحيى بن مهران، أبو عبد الله، القطعي، البصري، إمام مقرئ مؤلف متصدر، ذكره أبو أحمد الحاكم، وقال هو من زبيد من اليمن. غاية 2/ 278.
والقطعي بضم القاف وفتح الطاء نسبة إلى قطيعة، وهو بطن من زبيد من مذحج. اللباب 3/ 45. والطريقان الثاني والعشرون، الثالث والعشرون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق رواية الحروف، وهما من طرق السبعة، انظر السبعة / 96، وإسناد كل منهما صحيح.
(5) السبعة / 96.(1/368)
على شيخنا فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال قرأت على أبي [بكر] (1) يوسف بن يعقوب الأصم، وقرأ يوسف على أبي محمد يحيى بن محمد العليمي الأنصاري، وقرأ العليمي على حمّاد، وذكر أنه صادقه، وقد نيّف على الثمانين سنة، وكان أخذه جيّدا، قال وقرأ حمّاد على عاصم ليس بينه وبينه أحد (2).
935/ 325قال لي فارس بن أحمد: وقرأت أيضا على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت ببغداد على أبي عمرو: عثمان بن أحمد بن سمعان المقرئ المعروف بالرزاز، وقال لي: قرأت على أبي بكر يوسف الواسطي بواسط ثلاث ختم متواليات، وبلغت عليه في الختمة الرابعة إلى الطواسين (3)، قال وأخبرني يوسف أنه قرأ على أبي محمد ويحيى بن محمد العليمي، وقد بلغ اثنتين وتسعين سنة، قال:
وكان حسن الأخذ، قال: وأخبرني أنه قرأ على حمّاد بن أبي زياد، وقرأ حمّاد على عاصم (4).
936/ 331326قال (5): وقرأ حمّاد على أبي بكر بن عيّاش، ثم قرأ على عاصم، وكذلك العليمي، قرأ على حمّاد ثم قرأ القرآن على أبي بكر بن عيّاش.
__________
هذا، ومجموع طرق رواية المفضل خمسة طرق، منها طريقان بعرض القراءة، وثلاثة هي رواية حروف.
(1) زيادة يقتضيها السياق. انظر الفقرة التالية.
(2) الطريق الرابع والعشرون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.
(3) في م (آل يسن). والمقصود بالطواسين السور التي تبدأ بطس أو طسم، وهي: الشعراء، والنمل، والقصص.
(4) عثمان بن أحمد بن سمعان، مقرئ، متصدر، معروف، توفي سنة سبع وستين وثلاث مائة.
غاية 1/ 501.
والطريق الخامس والعشرون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.
(5) القائل هو يوسف بن يعقوب أبو بكر، كما هو واضح من السياق. وقوله هذا يروى من طريقي عبد الله بن الحسين، وعثمان بن أحمد بن سمعان، وهنا ستة طرق كلها بعرض القراءة، وأسانيدها صحيحة. وهي:
قراءة الداني على فارس بن أحمد على بن عبد الله بن الحسين على أبي بكر الأصم على العليمي على حماد على أبي بكر على عاصم. وهو الطريق السادس والعشرون بعد الثلاث مائة.
قراءة الداني على فارس بن أحمد على عبد الله بن الحسين على أبي بكر الأصم على العليمي على حماد على عاصم. وهو الطريق السابع والعشرون بعد الثلاث مائة.(1/369)
937 [فقد روى] (1) العليمي عن حمّاد عن عاصم، وعن أبي بكر عن عاصم، ورواية العليمي عن حماد عن عاصم وعن أبي بكر عن عاصم سواء، واللفظ بهما واحد.
ذكر أسانيد قراءة حمزة
[طرق رواية سليم]
938/ 333332 فما كان من رواية خلف عن سليم عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، وإدريس بن عبد الكريم، قالا: حدّثنا خلف بن هشام، عن سليم، عن حمزة بالقراءة (2).
939/ 334وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، وقال لي قرأت بالبصرة على أبي الحسن محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي (3) المقرئ، وكان قيّما (4) بها بالقراءات، قد أدرك الأكابر من الشيوخ، وقرأ على أبي بكر بن مجاهد وأبي الحسن بن شنبوذ، وغيرهما، وقال لي: قرأت على أبي
__________
قراءة الداني على فارس بن أحمد على عبد الله بن الحسين على أبي بكر الأصم على العليمي على حماد على عاصم. وهو الطريق الثامن والعشرون بعد الثلاث مائة.
قراءة الداني على فارس بن أحمد على عبد الباقي بن الحسن على عثمان بن أحمد بن سمعان على أبي بكر الأصم على العليمي على حماد على عاصم. وهو الطريق الثلاثون بعد الثلاث مائة.
قراءة الداني على فارس بن أحمد على عبد الباقي بن الحسن على عثمان بن أحمد بن سمعان على أبي بكر الأصم على العليمي على أبي بكر الأصم. وهو الطريق الحادي والثلاثون بعد الثلاث مائة.
هذا، ومجموع طرق رواية حماد بن أبي زياد ثمانية طرق كلها بعرض القراءة.
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) الطريقان الثاني والثلاثون، والثالث والثلاثون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق رواية الحروف. وهما من طرق السبعة. انظر السبعة / 97، وإسناد كل منهما صحيح. واعتمد الداني في التيسير طريق إدريس ابن عبد الكريم. انظر التيسير / 15. وتقدم هذا الإسناد في الفقرة / 556.
(3) في هامش ت (ل 37/ و): الحرتكي بكسر الحاء المهملة وسكون الراء وبالمثناة من فوق.
طبقات. قال عبد المهيمن: كذا هو في غاية النهاية 2/ 288.
(4) في ت، م: (بهار). وفي هامش ت (ل / 37/ و): وكان قيما نهارا بالقراءات. نسخة. اهـ قلت وكل ذلك خطأ. وقد ذكر العبارة ابن الجزري في غاية النهاية (2/ 289) دون الجار والمجرور بها.(1/370)
الحسين أحمد بن عثمان القطّان، ويعرف بابن بويان، وقال قرأت على أبي الحسن إدريس على أبي محمد خلف بن هشام البزار، وقرأ خلف على سليم، وقرأ سليم على حمزة (1).
940/ 336335وقرأت القرآن كله أيضا على أبي الفتح شيخنا، وقال لي قرأت على [السامري، وقد قرأ على] (2) جماعة ببغداد [و] (3) بالكوفة منهم: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، وأبو بكر محمد بن مقسم العطار، قالا قرأنا على إدريس بن عبد الكريم، وقرأ إدريس على خلف، وقرأ خلف على سليم، وقرأ سليم على حمزة (4).
941/ 337قال لي أبو الفتح: وقرأت على عبد الباقي بن الحسين، وقال لي:
قرأت ثلاث ختم على أبي علي أحمد بن عبيد الله بن حمدان بن صالح، المقرئ ببغداد، قال وأخبرني أن أبا الحسن إدريس بن عبد الكريم الحدّاد لقّنه القرآن من أوّله إلى آخره في مدة ثلاث سنين، ثم ختم عليه القرآن بعد ذلك ختمات كثيرة، قال وأخبرني إدريس أنه قرأ على خلف، وأخبره أنه قرأ على سليم، وقرأ سليم على حمزة (5).
492/ 338قال لي أبو الفتح: قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على أبي بكر محمد بن علي بن الحسن الجلندي المقرئ، وقال لي: قرأت على أبي [37/ و]
__________
(1) محمد بن يوسف بن نهار، إمام جامع البصرة، شيخ محقق، معروف بالضبط والإتقان.
توفي بعد سنة سبعين وثلاث مائة. غاية 2/ 288، معرفة 1/ 278. والطريق الرابع والثلاثون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 15. وهو من طرق الشاطبية والنشر، انظر النشر 1/ 158. وإسناده صحيح.
(2) زيادة لا بد منها. وهي ثابتة في النشر. انظر النشر 1/ 158.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مقسم، تقدم.
الطريقان: الخامس والثلاثون، والسادس والثلاثون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق عرض القراءة، وإسناد كل منهما صحيح، واعتمد ابن الجزري في النشر طريق ابن مقسم، انظر النشر 1/ 158.
(5) الطريق السابع والثلاثون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. واعتمده ابن الجزري في النشر، انظر النشر 1/ 160، وإسناده صحيح.(1/371)
العباس الفضل بن أحمد الزبيدي المقرئ، ببغداد في شارع الدجيل (1)، وقال قرأت على خلف بن هشام، وقرأ خلف على سليم على حمزة (2).
943/ 339قال لي أبو الفتح، قال أبو الحسن: وقرأت أيضا على إبراهيم بن عبد الله بن محمد المقرئ، وقال لي قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد بن (3)
غزوان المقرئ المعروف بالبراثي، وقال: قرأت على خلف، وقرأ خلف على سليم، وقرأ سليم على حمزة (4).
944/ 340وأما رواية خلاد عنه: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال حدّثني يحيى بن أحمد بن هارون، المزوق، عن أحمد بن يزيد، عن خلاد، عن سليم، عن حمزة بالقراءة (5).
945/ 341وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدّثنا الحسن بن أبي مهران الجمّال، قال حدّثنا أحمد ابن يزيد، قال قرأت القرآن على خلاد بن خالد الصّيرفي، وأخبرني خلاد أنه قرأ على سليم، على حمزة، وأخبرني خلاد أنه يعني سليما لم يخالف في شيء من قراءته (6).
__________
(1) في م (الدامل). والذي في ت هو الموافق لما في غاية النهاية 2/ 8.
(2) الفضل بن أحمد، البغدادي، مقرئ، عرض على خلف البزار، عرض عليه أبو بكر بن الجلندى. غاية 2/ 8، وانظر تاريخ بغداد 12/ 375.
والطريق الثامن والثلاثون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة.
(3) سقطت (بن) من م.
(4) إبراهيم بن عبد الله بن محمد، البغدادي، مقرئ، قرأ على أحمد بن محمد البراثي، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 17.
أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان، ضابط جليل، توفي سنة اثنتين وثلاث مائة.
غاية 1/ 113.
والبراثي بفتح الباء والراء نسبة إلى براثا، وهو موضع ببغداد متصل بالكرخ. اللباب 1/ 131.
والطريق التاسع والثلاثون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(5) يحيى بن أحمد بن هارون، البغدادي، يعرف بحيون المزوق، روى القراءة عن الحلواني روى القراءة عنه أبو بكر بن مجاهد. غاية 2/ 367، وانظر تاريخ بغداد 14/ 228.
والطريق الأربعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة. انظر السبعة / 98. واعتمده الداني في التيسير. انظر التيسير / 15. وإسناده صحيح.
(6) الطريق الحادي والأربعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح. (4).(1/372)
946/ 342وحدّثنا ابن جعفر أيضا، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا محمد بن يونس المقرئ، قال حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حرب، قال حدّثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الخنيسي، قال حدّثنا خلاد عن سليم، عن حمزة (1).
947/ 343وحدّثنا ابن [جعفر أيضا، قال حدثنا عبد الواحد بن عمر، قال قرأت على محمد بن جرير قال قرأت على] (2) سليمان بن عبد الرحمن بن حمّاد الطلحي مرارا، وكان قد قرأ على خلاد المقرئ، قال: وذكر لي سليمان أن خلادا أخذ عليه، وأن خلادا كان قرأ على سليم، وأن سليما كان قرأ على حمزة. قال: وأخذ سليمان عليّ هذه الحروف من حروف حمزة (3).
948/ 344وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وقال:
قرأت على أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري، المقرئ، وقال: قرأت على خلاد بن خالد بالكوفة، وقرأ خلاد على سليم، وقرأ سليم على حمزة (4).
949/ 346345قال لي فارس، قال لي عبد الله: وقرأت على أبي الحسن علي بن الرّقّي بالكوفة، وقال لي: قرأت على أبي عبد الله جعفر بن محمد بن يوسف
__________
(1) جعفر بن محمد بن حرب، العباداني، مقرئ، روى القراءة عن محمد بن يحيى الخنيسي روى عنه القراءة محمد بن يونس، غاية 1/ 195، وانظر تاريخ بغداد 7/ 195.
محمد بن يحيى، الخنيسي، الرازي، ثم الكوفي، مقرئ مشهور، روى القراءة عن خلاد، روى القراءة عنه جعفر بن محمد بن حرب وآخرون. غاية 2/ 278.
والخنيسي لم يذكرها السمعاني في الأنساب.
والطريق الثاني والأربعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف.
(2) سقط من ت، م. وتكملة الإسناد من النشر 1/ 164.
(3) سليمان بن عبد الرحمن بن حماد، الكوفي، المقرئ، ثقة. مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين. انظر غاية النهاية 1/ 314.
والطريق الثالث والأربعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. واعتمده ابن الجزري في النشر، انظر النشر 1/ 164، وإسناده صحيح.
(4) محمد بن شاذان، أبو بكر، الجوهري، البغدادي، مقرئ حاذق معروف محدث مشهور ثقة. مات سنة ست وثمانين ومائتين. غاية 2/ 152. معرفة 1/ 205.(1/373)
الوزان، مولى سعد بن أبي وقّاص بالكوفة، وقال لي: قرأت بالتحقيق على علي بن الحسين بن سلم الطبري، وكان مولده بالكوفة، وعلى إبراهيم بن علي القصّار ختمة بالتحقيق، وقرآ جميعا على خلاد (1). قال أبو عبد الله (2): وقرأت على جماعة شيوخ بالكوفة ممّن قرأ على سليم نفسه.
950 - قال ابن مجاهد: لا أعلم أحدا من الكوفيين كان ألفظ بكتاب الله من جعفر الوزان.
951/ 348347قال لي أبو الفتح: وقرأت على شيخنا أبي الحسن، وقال لي: قرأت على أبي بكر محمد بن عبد الرحمن، وعلى أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد، وأخبراني أنهما قرآ على أبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف المقرئ، وأخبرنا أنه قرأ على أبي محمد القاسم بن يزيد المقرئ، مولى بني إسحاق، المعروف بالوزان، قال وأخبرني أنه قرأ على خلاد بن خالد، وقيل: خلاد بن عيسى. وقرأ خلاد على سليم، وقرأ سليم على حمزة (3).
952/ 349قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على زيد بن
__________
والطريق الرابع والأربعون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح، واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 15. وهو من طرق الشاطبية والنشر، انظر النشر 1/ 161.
(1) جعفر بن محمد بن أحمد بن يوسف، الكوفي، الوزان، مقرئ، متصدر، من أئمة القراءة المشهورين.
قال ابن مجاهد: لا أعلم من الكوفيين أحدا أعلم بكتاب الله من الوزان. غاية 1/ 194.
علي بن الحسين بن سلم، الطبري، الكوفي، راو مشهور، أخذ القراءة عرضا عن خلاد بن خالد، وإبراهيم بن زربي وعن سليم أيضا. غاية 1/ 533.
إبراهيم بن علي القصار، ويقال له الصفار، الكوفي، قرأ على خلاد، وقرأ عليه جعفر بن محمد الوزان. غاية 1/ 20. والطريقان: الخامس والأربعون، والسادس والأربعون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق عرض القراءة.
(2) هو جعفر بن محمد بن أحمد بن يوسف الوزان.
(3) أبو الحسن هو عبد الباقي بن الحسن. ومحمد بن عبد الرحمن بن عبيد تقدم وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم تقدم كذلك.
القاسم بن يزيد بن كليب، الوزان، الكوفي، حاذق جليل، ضابط، مقرئ مشهور، مات قريبا من سنة خمسين ومائتين. غاية 2/ 25.
والطريقان: السابع والأربعون، والثامن والأربعون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق عرض القراءة. واعتمدهما ابن الجزري في النشر، انظر النشر 1/ 162، 163. وإسناد كل منهما صحيح.(1/374)
علي المقرئ، وأخبرني أنه قرأ على أبي القاسم عبد الله بن جعفر المقرئ الضرير، المعروف بالسّواق الكوفي (1)، وعليه تلقّيت القرآن، وأخبرني أنه قرأ على عنبسة بن النضر (2) الأحمر المقرئ بالكوفة، قال: وأخبرني أنه قرأ على خلاد (3)، وقرأ خلاد على سليم، وقرأ سليم على حمزة (4).
953/ 355350قال عنبسة: وقد قرأت أيضا على عشرة من [أصحاب] حمزة، ولم أقرأ على خلاد إلا لجلالته، ولئلا يقال لي بعد موته هل قرأت عليه؟
فأقول لا، قال عنبسة: والعشرة الذين قرأت عليهم لحمزة منهم: سلم المجدّر (5)، والنشّابي (6)، وجعفر الخشكني (7)، وإبراهيم (8) الأزرق، ومحمد (9) بن حفص الحنفي، وسليم بن عيسى، وغيرهم. وقرأ جميع هؤلاء على حمزة (10).
__________
(1) زاد في م: بعد الكوفي (على زيد). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) في م: (بن الضرير) وهو خطأ. انظر غاية النهاية 1/ 605.
(3) سقط من م.
(4) عتبة بن النضر، أبو عبد الرحمن، اليشكري، المقرئ، النحوي، وقد قيل فيه عتبة بن عمرو. قال عتبة: قرأت على عشرة من أصحاب حمزة. غاية 1/ 605.
والطريق التاسع والأربعون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة.
(5) سلم المجدر المعروف بالأبرش، الكوفي، عرض على حمزة الزيات، وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة بعده. روى القراءة عنه عتبة بن النضر الأحمري غاية 1/ 311.
(6) محمد بن زكريا النشابي، أخذ القراءة عن حمزة وضبط عنه التحقيق، وروى عن الكسائي، وهو القائل سمعت الكسائي يقول: لم أر ألفظ بكتاب الله من حمزة الزيات. روى القراءة عنه عتبة بن النضر. غاية 6/ 141.
(7) جعفر بن محمد بن سليمان الخشكني تقدم.
(8) إبراهيم بن علي الأزرق تقدم.
(9) محمد بن حفص بن جعفر، الحنفي، الكوفي، أخذ القراءة عرضا عن حمزة بن حبيب الزيات، وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة بالكوفة. غاية 2/ 134.
(10) الطرق من الخمسين إلى الخامس والخمسين بعد الثلاث مائة هي من طرق عرض القراءة. والطريق الخمسون هو قراءة عتبة على سلم المجدر على حمزة.
والطريق الحادي والخمسون هو قراءة عتبة على محمد بن زكريا النشابي على حمزة.
والطريق الثاني والخمسون قراءة عتبة على جعفر الخشكني على حمزة.
والطريق الثالث والخمسون قراءة عتبة على إبراهيم بن على الأزرق على حمزة.(1/375)
954 - قال أبو عمرو: واسم النشابي محمد بن زكريا.
955/ 357356قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: وقرأت على أبي (1)
إسحاق إبراهيم بن عمر بن عبد الرحمن المقرئ ببغداد، وأخبرني أنه قرأ على محمد بن يوسف المقرئ المعروف بالناقد، قال وأخبرني [37/ ظ] أنه قرأ على عبد الله بن ثابت المقرئ، قال وأخبرني أنه قرأ على محمد بن الهيثم وعلى محمد بن الفضل المقرئ وأخبراه جميعا أنهما قرآ على خلاد بن خالد (2) الصيرفي، وقرأ خلاد على سليم، وقرأ سليم على حمزة (3).
956/ 358وأما رواية أبي عمر عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: قرأت على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر الدوري، وأخبره أنه قرأ على سليم، وأخبره سليم أنه قرأ على حمزة (4).
__________
والطريق الرابع والخمسون قراءة عتبة على محمد بن حفص بن جعفر على حمزة.
والطريق الخامس والخمسون قراءة عتبة على سليم بن عيسى على حمزة.
(1) سقطت (أبي) من م.
(2) في ت م: (خليد) وهو تصحيف.
(3) محمد بن يوسف، البغدادي، الناقد، مقرئ، أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن ثابت، روى القراءة عنه عرضا إبراهيم بن عمر. غاية 2/ 289.
عبد الله بن ثابت أبو محمد، مقرئ مجود، توفي سنة بضع وتسعين ومائتين فيما أحسب.
غاية 1/ 412.
محمد بن الهيثم هو قاضي عكبرا. تقدم.
محمد بن الفضل، مقرئ، روى القراءة عرضا عن خلاد، روى القراءة عنه عرضا عبد الله بن ثابت. غاية 2/ 229.
والطريقان السادس والخمسون، والسابع والخمسون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق عرض القراءة. واعتمد ابن الجزري في النشر طريق ابن الهيثم، انظر النشر 1/ 162، وعليه فإسناده صحيح.
وفي هامش ت (ل 38/ و): وقرأ الداني على ابن غلبون على أبيه، على أبي سهل صالح بن إدريس بن صالح البغدادي، على أبي سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، على القاسم بن نصر المازني، على ابن الهيثم، على خلاد.
نقل هذا الطريق من النشر عن الداني، ولم يوجد في جامعه في نسختنا. اهـ.
قال عبد المهيمن: وهو في النشر كما نقله عنه. انظر النشر 1/ 161.
(4) الطريق الثامن والخمسون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 97. وإسناده صحيح.(1/376)
957/ 360359وحدّثنا عبد العزيز بن أبي الفضل النحوي، أن أبا طاهر بن أبي هاشم حدّثهم قال حدّثنا أحمد بن فرح، ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد البرمكي، قالا حدّثنا أبو عمر الدوري، قال: حدّثنا سليم، عن حمزة، قال البرمكي بالقراءة (1).
958/ 361وقرأت أنا القرآن كله على أبي القاسم شيخنا، وقال لي قرأت على [أبي طاهر، وقال قرأت على] (2) أبي بكر بن مجاهد، وقال: قرأت على أبي الزعراء، وقال قرأت على أبي عمر وقال: قرأت على سليم، وقال: قرأت على حمزة (3).
959/ 362قال لي أبو الفتح: وقرأت القرآن أيضا على أبي الحسن شيخنا، وقال لي: قرأت على زيد بن علي العجلي المقرئ، وقال قرأت على أبي جعفر أحمد بن فرح (4)، [وقال قرأت على الدوري] (5)، وقال قرأت على سليم، وقال قرأت على حمزة (6).
960/ 363قال لي أبو الفتح، قال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على أبي بكر محمد بن علي الجلندي، وقال: قرأت على أبي الفضل جعفر بن محمد بن أسد، المقرئ المعروف بابن الحمامي بالجزيرة، وقال قرأت على أبي عمر الدوري، قال قرأت على سليم، وقال قرأت على حمزة (7).
__________
(1) عبد العزيز بن أبي الفضل هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد الفارسي.
والطريقان: التاسع والخمسون، والستون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق رواية الحروف. وإسناد كل منهما صحيح.
(2) زيادة لا بد منها، لأن رواية عبد العزيز بن جعفر عن أبي طاهر بن أبي هاشم، ولم يدرك ابن مجاهد، كما يؤخذ من ترجمته في غاية النهاية 1/ 392.
(3) أبو القاسم هو عبد العزيز بن جعفر، وأبو الزعراء هو عبد الرحمن بن عبدوس.
والطريق الحادي والستون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(4) سقط من ت، وكرر ناسخ م (أحمد بن) خطأ.
(5) زيادة لا بد منها، لأن ابن فرح يروي عن الدوري لا عن سليم. انظر غاية النهاية 1/ 95، 1/ 318.
(6) أبو الحسن هو عبد الباقي بن الحسن. والطريق الثاني والستون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(7) الطريق الثالث والستون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.(1/377)
961/ 364وأما طريق رجاء عن أصحابه: فقرأت القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي [قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال لي قرأت على أبي بكر أحمد ابن محمد الأدمي، وقال لي] (1) قرأت على أبي أيّوب الضبّي سليمان بن يحيى بن الوليد، وقال أبو أيوب قرأت على رجاء بن عيسى بن رجاء الجوهري، وكان يكنى أبا المستنير. قال أبو أيوب وكنت أسأل أبا المستنير عند ختمي عليه القرآن: هذا التحقيق عن من رويته؟ فقال: هذا قرأته على إبراهيم بن زربي. وأخبرني إبراهيم أنه هكذا قرأ على سليم (2) بهذا الوزن، وهو القطع، وهو مدّ بين (3) مدّين، وكسر بين كسرين.
962 - قال الضبّي: وقال إبراهيم: سألت سليما عند (4) ختمي عليه القرآن عن مثل الذي سألتني عنه، فأخبرني أنه قرأ بهذه القراءة على حمزة.
963/ 366365قال لي أبو الفتح: وقرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال لي قرأت على أبي بكر أحمد بن عبد الله بن الخشف البغدادي المقرئ، وقال لي قرأت على أبي أيوب سليمان بن يحيى بن الوليد، الضبّي، المقرئ بجامع المدينة ببغداد، وأخبرني أنه قرأ على [رجاء، وقرأ على] (5) عبد الرحمن بن أقلوقا، وعلى يحيى بن علي الخزاز وأخبراه أنهما قرآ على حمزة (6).
964/ 367قال لي أبو الفتح وقال لي أبو الحسن: وقرأت أيضا على أبي الحسن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي، وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر
__________
(1) سقط من ت، م، وقد تقدم الإسناد صحيحا في الفقرة / 377.
(2) الطريق الرابع والستون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده تقدم في الفقرة / 377، وهو إسناد صحيح.
(3) يريد عدم الإفراط في المد والإمالات في قراءة التحقيق.
(4) في م: (عن) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(5) زيادة لا بد منها، لأن رواية الضبي هي عن رجاء بن عيسى لا عن ابن أقلوقا، ولا عن الخزاز، انظر غاية النهاية 1/ 317، 376، 2/ 375، والغاية لابن مهران / 56.
(6) أحمد بن عبد الله بن الخشف، البغدادي، قرأ على سليمان بن يحيى بن الوليد، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 72.
عبد الرحمن بن قلوقا ويقال أقلوقا، الكوفي راو معروف، ضابط، عرض على حمزة وعلى سليم، عرض عليه رجاء بن عيسى وأحمد بن محمد بن حنبل. غاية 1/ 376.
والطريقان: الخامس والستون، والسادس والستون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق عرض القراءة. وإسناد كل منهما صحيح.(1/378)
أحمد بن الأدمي، قال وأخبرني أنه قرأ على جماعة، منهم: محمد بن عمر بن سليمان بن أبي مذعور، [وقرأ على رجاء] (1)، قال وأخبرني أنه قرأ على ترك النعالي، وقرأ ترك على سليم، وقرأ سليم على حمزة (2).
965/ 368قال الأدمي: وقرأت على رجل قرأ على رجاء بن عيسى، وقرأ رجاء على إبراهيم بن زربي الكوفي وقرأ ابن زربي على سليم، وقرأ سليم على حمزة (3).
966 - قال أبو عمرو: الرجل الذي قرأ عليه الآدمي عن رجاء هو أبو أيوب الضبّي.
967/ 369وأما طريق إبراهيم بن زربي عن سليم: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا أحمد بن عبد الرحمن الهمذاني قال حدّثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة الأنصاري، قال حدّثنا أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي، قال قرأت على إبراهيم بن زربي، وأخبرني أنه قرأ على سليم، وقرأ سليم على حمزة (4).
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق. انظر غاية النهاية 1/ 283، 2/ 217.
(2) محمد بن عبد الرحمن بن أحمد، البغدادي، أبو الحسن، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن محمد الأدمي، روى القراءة عنه عرضا عبد الباقي بن الحسن. غاية 2/ 160.
أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي تقدم.
محمد بن عمر بن سليمان بن أبي مذعور، البغدادي، مقرئ معروف، ثقة، مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. تاريخ بغداد 3/ 23، غاية 2/ 217.
ترك الحذّاء، النعالي، الكوفي، المعدل، صالح عابد، من قدماء أصحاب سليم، ومن أجلهم توفي قبل خلف وخلاد. غاية 1/ 187. قال ابن ماكولا: وأما ترك أوله تاء مضمومة وراء ساكنة فهو ترك المقرئ، واسمه محمد بن حرب. كان يقرأ بقراءة حمزة. الاكمال 1/ 249.
والطريق السابع والستون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(3) الطريق الثامن والستون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(4) أحمد بن عبد الرحمن الهمداني، قال ابن الجزري: كذا وقع في جامع البيان وصوّبه أحمد بن محمد الهمداني. غاية 1/ 67. وتقدم.
عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، أبو محمد، الأنصاري، الكوفي، روى القراءة عن أحمد بن مصرف، روى القراءة عنه أحمد بن محمد الهمداني. غاية 1/ 403.
والطريق التاسع والستون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف.(1/379)
968 - قال أبو عمرو: وقد ذكرت إسناد قراءتي قبل فأغنى عني ذلك (1) عن إعادته (2).
969/ 370وأما طريق علي بن كيسة عن سليم، فحدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال حدّثنا أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي قال حدّثنا أبي قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال أقرأني أبو الحسن بن كيسة، قال أقرأني سليم، عن حمزة (3).
970/ 371وحدّثنا فارس بن أحمد [قال حدثنا جعفر بن أحمد] (4) البزاز، قال حدّثنا محمد بن الربيع، قال حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال أقرأني أبو الحسن بن كيسة عن سليم عن حمزة (5).
971/ 372وحدّثنا أبو القاسم الفارسي، قال حدّثنا عبد الواحد بن [38/ و] عمر، قال حدّثنا محمد بن جرير، قال قرأت على يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، قال أقرأني أبو الحسن بن كيسة عن سليم، عن حمزة هذه القراءة (6).
972/ 373وحدّثنا الفارسي أيضا، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الشعراني (7) الدّينوري، قال حدّثنا أبو الحسن الرعيني، قال حدّثنا عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، قال قال لي أبي (8): داود بن أبي طيبة:
أخبرني بما فيه عن حمزة عليّ (9) بن يزيد، عن سليم، عن حمزة (10).
__________
(1) في ت، م: (عن ذلك). ولا يستقيم به السياق.
(2) انظر الفقرة / 965.
(3) الطريق السبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. وإسناده صحيح.
(4) سقط من ت، م. انظر الفقرة / 166.
(5) محمد بن الربيع بن سليمان تقدم. والطريق الحادي والسبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف.
(6) الطريق الثاني والسبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(7) في م: (السعداني) وهو خطأ. وتقدم اسمه صحيحا في الفقرة / 570.
(8) في ت، م: (قال لي داود). وهو خطأ، وتقدم الإسناد صحيحا في الفقرة / 570.
(9) في هامش ت (م 38/ ظ): هو علي بن يزيد بن كيسة. طبقات.
(10) الطريق الثالث والسبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده تقدم في الفقرة / 570.(1/380)
973 - قال أبو عمرو: وقد خالف يونس داود في حروف كثيرة نذكرها في مواضعها إن شاء الله تعالى.
974/ 374وأما طريق ابن سعدان عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر يعرف بابن أبي (1) غسان، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا أبو محمد عبيد بن محمد المؤدّب، قال حدّثنا محمد بن سعدان، قال قرأت على سليم بن عيسى، فلما قرأت عليه قلت له: نروي هذه الحروف عنك عن حمزة؟ قال: نعم، اروها عني عن حمزة (2).
975/ 375وقرأت القرآن كله على أبي الحسن بن غلبون، وقال لي قرأت القرآن بالبصرة على محمد بن يوسف بن نهار، وأخبرني أنه قرأ على أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن إبراهيم، وقرأ أبو عبد الله على أبي العبّاس محمد بن أحمد بن واصل المقرئ، وقرأ أبو العباس على أبي جعفر محمد بن سعدان النحوي، وقرأ أبو جعفر على سليم، وقرأ سليم على حمزة (3).
976/ 376وأما طريق ابن جبير عنه: فحدّثنا الفارسي، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال حدّثنا محمد بن محمد بن الوزير قال حدّثنا عبد الرزاق بن الحسن قال حدّثنا أحمد بن جبير قال قرأت قراءة حمزة على سليم بن عيسى (4).
977/ 377وأما طريق أبي (5) هشام عنه: فحدّثنا محمد بن أحمد قال حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثني موسى بن إسحاق، عن أبي هشام، عن سليم، عن حمزة (6).
978/ 378وحدّثنا الفارسي، قال حدّثنا أبو طاهر قال حدّثنا علي بن أحمد
__________
(1) سقطت (أبي) من م.
(2) الطريق الرابع والسبعون بعد الثلاث مائة هو طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح. تقدم في الفقرة / 574.
(3) محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله، البغدادي، المعروف بالرامي، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن أحمد بن واصل، روى القراءة عنه عرضا محمد بن يوسف بن نهار.
غاية 2/ 51. والطريق الخامس والسبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة.
(4) الطريق السادس والسبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف.
(5) في م: (ابن هشام). وهو خطأ.
(6) الطريق السابع والسبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 97. وإسناده صحيح.(1/381)
العجلي، قال حدّثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، قال قرأت بهذه الحروف على سليم كلها، وأخبرني سليم أنه قرأها على حمزة وقال لي حمزة (1): ما أقرأتك حرفا إلا بأثر (2).
979/ 379وحدّثنا الفارسي قال [حدثنا] (3) أبو طاهر، قال حدّثنا الحسن (4)
علي بن موسى الوراق الثقفي، قال حدّثنا أبو هشام، قال قرأت على سليم بن عيسى حروف قراءة حمزة كلها، وأخبرني سليم أنه قرأها على حمزة، وقال لي: ما أقرأتك حرفا إلا بأثر (5). والله أعلم.
ذكر أسانيد قراءة الكسائي
[طرق رواية الدوري]
980/ 380 فما كان من رواية أبي عمر الدوري من طريق ابن عبدوس: فحدّثنا محمد بن أحمد البغدادي، قال: حدّثنا أبو بكر بن مجاهد، قال قرأت القرآن غير مرّة على ابن عبدوس، وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر الدوري، وقرأ أبو عمر على الكسائي (6).
__________
(1) سقطت (لي) من م.
(2) علي بن أحمد بن أبي قربة العجلي تقدم. والطريق الثامن والسبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية بالحروف. وإسناده صحيح.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) في ت، م: (أبو الحسن علي بن موسى). وهو خطأ، لأنه لا رواية لأبي الحسن عن أبي هشام الرفاعي، كما أنه لا رواية لأبي طاهر عن أبي الحسن. انظر غاية النهاية 1/ 582.
الحسن بن علي بن موسى، أبو القاسم، الوراق، الثقفي، روى القراءة عن أبي هشام الرفاعي عن سليم، رواها عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 225.
(5) الطريق التاسع والسبعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف.
هذا، ومجموع طرق رواية سليم ثمانية وأربعون طريقا، منها تسعة وعشرون بعرض القراءة، وسائرها رواية حروف.
(6) الطريق الثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وهو من طرق السبعة انظر السبعة / 98. وإسناده صحيح.(1/382)
981/ 381وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال قرأت على أبي بكر بن مجاهد، وقال قرأت على ابن عبدوس، وقال: قرأت على [الدوري، وقال قرأت على] (1) الكسائي (2).
982/ 382وأما طريق ابن فرح عنه: فقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال لي: قرأت على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على زيد ابن علي العجلي، وقال قرأت على أبي جعفر أحمد بن فرح، وقال قرأت على (3) أبي عمر، وقال قرأت على الكسائي (4).
983/ 383وأما طريق أبي عثمان الضرير عنه: فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال قرأت على أبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير وبلغت عليه إلى آخر سورة التغابن، وقال: قرأت على أبي عمر الدوري، وقال: قرأت على الكسائي (5).
984/ 384وأما طريق ابن الحمامي عنه: فحدّثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر المعدّل، قال: حدّثنا أبو عمر عبد الله بن أحمد بن ديزويه الدمشقي، قال حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن أسد الضرير المقرئ بنصيبين، قال: حدّثنا [الدوري، قال حدثنا] (6) الكسائي (7).
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) الطريق الحادي والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.
(3) سقطت (على) من م.
(4) الطريق الثاني والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده تقدم في الفقرة / 389، وهو إسناد صحيح.
(5) الطريق الثالث والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. واعتمد ابن الجزري في النشر طريق أبي عثمان الضرير. لكن قال: قرأها الداني على عبد العزيز بن جعفر، وقرأ بها الفارسي على عبد الواحد بن عمر، انظر النشر 1/ 171.
والذي هنا رواية حروف لا عرض قراءة. والإسناد صحيح.
(6) زيادة يقتضيها السياق، لأن جعفر بن محمد روى حروف الكسائي عن الدوري عن الكسائي كما في غاية النهاية 1/ 406.
(7) عبد الله بن أحمد بن ديزويه، أبو عمر، الدمشقي، نزيل مصر، ثقة عارف معدل، توفي قبل الأربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 406.(1/383)
985/ 385وقرأت أنا القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي بكر بن الجلندي، وقال قرأت على أبي الفضل جعفر بن محمد بن أسد، المعروف بابن الحمامي، وقال: قرأت على أبي (1)
عمر الدوري، وقال قرأت على الكسائي (2).
986/ 386وأما طريق الرافقي عنه: فقرأت القرآن كله على فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن عبيد الله المقرئ، وقال: قرأت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الرافقي المقرئ، وقال قرأت [38/ ظ] على أبي عمر الدوري، وقال: قرأت على الكسائي (3).
987/ 387وأما طريق القطيعي عنه: فقرأت القرآن على فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت على أبي الحسن المقرئ، وقال: قرأت على أبي بكر أحمد بن محمد بن بشر المقرئ، وقال قرأت على أبي حامد محمد بن حمدان المقرئ القطيعي، وقال قرأت على أبي عمر، وقال: قرأت على الكسائي (4).
[طرق رواية أبي الحارث]
988/ 388 وما كان من رواية أبي الحارث عن الكسائي من طريق محمد بن يحيى الكسائي عنه، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني
__________
والطريق الرابع والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 16. وابن الجزري في النشر، انظر النشر 1/ 170. وإسناده صحيح.
(1) سقطت (أبي) من م.
(2) ابن الجلندى اسمه محمد بن علي بن الحسن، تقدم.
والطريق الخامس والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 16. وهو من طرق الشاطبية والنشر، انظر النشر 1/ 170، وإسناده صحيح.
(3) إبراهيم بن عبيد الله، أبو إسحاق، البغدادي، قرأ على جعفر بن محمد الرافقي، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 19. والطريق السادس والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
(4) الطريق السابع والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. وإسناده صحيح.
هذا، ومجموع طرق رواية الدوري ثمانية طرق، منها خمسة طرق بعرض القراءة، وثلاثة هي رواية حروف.(1/384)
محمد بن يحيى الكسائي، عن أبي الحارث الليث بن خالد، عن الكسائي بالقراءة (1).
989/ 389وقرأت أنا القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال قرأت على أبي [أحمد] (2) عبد الله بن الحسين، وقال قرأت على ابن مجاهد، وقال ابن مجاهد أخبرني محمد بن يحيى أبو عبد الله الكسائي، عن أبي الحارث الليث بن خالد عن الكسائي (3).
990/ 390قال لي أبو الفتح: وقرأت أيضا على أبي الحسن شيخنا، وقال:
قرأت على أبي القاسم. زيد بن عليّ، وقال قرأت على أبي الحسن أحمد بن الحسن المقرئ المعروف بالبطيّ (4)، وقال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن يحيى الكسائي وهو المعروف بالكسائي الصغير، وعليه تلقنت القرآن، وقال: قرأت على أبي الحارث الليث بن خالد وعنه تلقنت، وقال قرأت على الكسائي (5).
991/ 391وأما طريق سلمة عنه: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني أحمد بن يحيى (6) ثعلب، قال حدّثنا سلمة بن عاصم، قال حدّثنا أبو الحارث، عن الكسائي بالقراءة (7).
__________
(1) الطريق الثامن والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف. وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 98. واعتمده الداني في التيسير. انظر التيسير / 16. وإسناده صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) الطريق التاسع والثمانون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.
(4) في ت، م: (المطي). وهو خطأ، لأنه مخالف لما في التيسير والنشر وغاية النهاية.
(5) أحمد بن الحسن، أبو الحسن، البغدادي، المعروف بالبطي، مقرئ ضابط جليل، مشهور، من أجلّ أصحاب محمد بن يحيى الكسائي، توفي سنة ثلاثين وثلاث مائة. غاية 1/ 47.
والطريق التسعون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة. واعتمده الداني في التيسير، انظر التيسير / 16، وهو من طرق الشاطبية والنشر، انظر النشر 1/ 167، وإسناده صحيح.
(6) في ت، م: (بن ثعلب). وهو خطأ، لأن ثعلبا لقبه.
(7) أحمد بن يحيى بن يزيد بن سيار، الشيباني، الإمام اللغوي، أبو العباس ثعلب، البغدادي، ثقة كبير، مات سنة إحدى وتسعين ومائتين. غاية 1/ 148.
والطريق الحادي والتسعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 98.
هذا، ومجموع طرق رواية أبي الحارث أربعة: منها طريق واحد بعرض القراءة، وثلاثة هي رواية حروف.(1/385)
992 - قال أبو عمرو: وسلمة يكنى أبا محمد، كنّاه لنا محمد بن علي عن أبي بكر الأنباري.
[طرق رواية نصير]
993/ 392 وما كان من رواية نصير عن الكسائي من طريق ابن رستم (1) عنه، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد المقرئ، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر المقرئ، قال حدّثنا أحمد بن محمد بن رستم (2)، قال حدّثنا أبو المنذر نصير بن يوسف عن الكسائي (3).
994/ 393 [وأما طريق محمد بن عيسى عنه: فحدثنا محمد بن علي، قال حدثنا ابن مجاهد، قال حدثني حسن الجمال، عن محمد بن عيسى الأصبهاني، عن نصير بن يوسف، عن الكسائي] (4).
995 - قال أبو عمرو: محمد بن عيسى يكنى أبا عبد الله.
996/ 395394وأما طريق محمد بن إدريس وعلي بن أبي نصير عنه:
فحدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو طاهر، بن أبي هاشم، قال:
حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي بن حمّاد بن مهران الجمال، قال: حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الأشعري المعروف بالدّنداني، وعلي بن أبي نصر النحوي، قالا حدّثنا نصير أبو (5) المنذر النحوي، عن الكسائي (6).
__________
(1) في ت: (ابن رستم ومحمد بن عيسى). ويظهر لي أنه خطأ، من حيث جمع طريق ابن رستم مع محمد بن عيسى على عبد الواحد بن عمر، لأن عبد الواحد ولد بعد وفاة محمد عيسى الأصبهاني. انظر ترجمة كل منهما. وقد ذكر ابن مجاهد في السبعة طريق محمد بن عيسى بن عن نصير، فالغالب على ظني أن يكون الداني رواه عن طريق ابن مجاهد من السبعة بواسطة شيخه محمد بن أحمد بن علي طريقا مستقلا عن طريق ابن رستم، لكن سقط من الناسخ خطأ. وقد أثبت الرواية كما جاءت في السبعة / 98.
(2) في ت: (ابن رستم ومحمد بن عيسى). وهو خطأ انظر الصفحة السابقة.
(3) الطريق الثاني والتسعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف وإسناده صحيح.
(4) سقط من ت، م. والتصحيح من السبعة / 98. والجمال اسمه الحسن بن العباس والطريق الثالث والتسعون بعد الثلاث مائة هو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح، وهو من طرق السبعة، انظر السبعة / 98.
(5) في ب، م: (نصير بن المنذر). وهو خطأ.
(6) الطريقان: الرابع والتسعون، والخامس والتسعون، كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق رواية الحروف، وطريق محمد بن إدريس تقدم إسناده في الفقرة / 402، وإسناد كل من الطريقين صحيح.(1/386)
997 - قال أبو عمرو: علي بن أبي نصر يكنى أبا جعفر واسم أبي نصر نصير، ذكر ذلك أبو بكر النقاش عن الجمال (1).
998/ 396وأما طريق الحسين بن شعيب عنه:
فقرأت القرآن على شيخنا فارس بن أحمد، وقال لي قرأت على عبد الباقي بن الحسن، وقال قرأت على زيد بن علي، وقال قرأت على أبي الحسن علي بن الحسين المقرئ النحوي الرازي بالكوفة، وقال قرأت على الحسين بن شعيب المقرئ، وقال قرأت على نصير، وقال قرأت على الكسائي (2).
999/ 397وأما طريق داود بن (3) سليمان عنه: فقرأت القرآن كله على أبي الفتح، وقال لي قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، [وقال: قرأت على أبي بكر محمد بن مقسم العطار]، وقال: قرأت على داود بن سليمان المقرئ، وقال: قرأت على نصير وقرأ نصير على الكسائي (4).
[طرق رواية الشّيزري]
1000/ 399398 وما كان من رواية أبي موسى الشّيزري عن الكسائي:
فقرأت القرآن كله على شيخنا أبي الفتح، وقال قرأت على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ، وعلى أبي العبّاس الضرير، وقرآ على أبي جعفر محمد (5) بن سنان الشّيزري (6)، وقال (7) أبو جعفر: قرأت على أبي
__________
(1) في هامش ت (ل 39/ و): واسم أبي نصر نصير. بيان.
(2) علي بن الحسين، أبو الحسن، النحوي، الرازي، مقرئ، متصدر، سكن الكوفة، أخذا القراءة عرضا عن الحسين بن شعيب، وعرض عليه زيد بن أبي بلال. غاية 1/ 535.
والطريق السادس والتسعون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح.
(3) في م: (سليم). وهو خطأ.
(4) الطريق السابع والتسعون بعد الثلاث مائة هو من طرق عرض القراءة.
وإسناده صحيح. هذا، ومجموع طرق رواية نصير ستة طرق، منها اثنان بعرض القراءة، وأربعة هي رواية حروف.
(5) في م: (الشيرازي). وهو خطأ.
(6) سقطت (محمد) من م.
(7) في ت: (وقرأ أبو جعفر). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(1/387)
موسى بن سليمان الحجازي، ثم الشّيزري (1)، وقرأ أبو موسى على الكسائي (2).
[طرق رواية قتيبة]
1001/ 400 وما كان من رواية قتيبة عن الكسائي: فحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن أبي طالب البغدادي، قال حدّثنا أبو علي إسماعيل بن شعيب النهاوندي، أنه قرأ القرآن بحرف الكسائي على أبي علي أحمد بن محمد بن سلمويه، الأصبهاني المقرئ، قال وقال لي أبو علي قرأت على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن زياد المقرئ وقال محمد بن الحسن:
قرأت على محمد بن إسماعيل بن زيد الخفاف، المقرئ المعروف بممشاذ، وإسماعيل بسمويه (3)، وقال ممشاذ: قرأت على أحمد بن محمد بن حوثرة المعروف بالأصمّ، وقال أحمد: قرأت على قتيبة بن مهران، وقرأ قتيبة على الكسائي (4).
1002/ 401حدّثنا فارس بن أحمد، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد، قال:
حدّثنا إسماعيل بن شعيب، أن أبا علي أحمد بن محمد بن سلمويه حدّثه، أن أبا عبد
__________
(1) في ت: (محمد بن سليمان). وهو خطأ.
(2) أحمد بن العباس، أبو العباس، الضرير، الواسطي، المقرئ، روى القراءة عرضا عن محمد بن سنان الشيزري، وآخرين، روى القراءة عنه عرضا عبد الله بن الحسين غاية 1/ 65.
محمد بن سنان بن سرح، أبو جعفر الشيزري، الضرير، القاضي، مقرئ ضابط، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين. غاية 2/ 150، معرفة 1/ 209.
والطريقان: الثامن والتسعون، والتاسع والتسعون كلاهما بعد الثلاث مائة هما من طرق عرض القراءة، وإسناد طريق ابن شنبوذ صحيح.
وفي هامش ت (م 39/ و): واسم أبي موسى عيسى بن سليمان، كذا في غاية النهاية.
هذا، ومجموع طرق رواية الشيزري طريقان هما بعرض القراءة.
(3) أي يعرف إسماعيل بسمويه.
(4) محمد بن الحسن بن زياد، أبو عبد الله الأشعري، الأصبهاني، المؤدب، مقرئ متصدر، معروف ثقة، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن إسماعيل وآخرين، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن محمد بن سلمويه وآخرون. غاية 2/ 116.
محمد بن إسماعيل بن زيد، أبو عبد الله، الخفاف، يعرف بممشاذ، ويعرف أبوه إسماعيل بسمويه وقيل بسيمويه، مقرئ ضابط، قرأ على أحمد بن محمد بن حوثرة وآخرين. قرأ عليه محمد بن الحسن بن زياد وآخرون. غاية 2/ 101.
الطريق تمام الأربع مائة من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.(1/388)
الله محمد بن يعقوب بن يزيد (1) بن إسحاق المقرئ حدّثه بحروف الكسائي هذه، قال حدّثنا أبو الفضل العباس بن الوليد بن مرداس، قال: حدّثنا قتيبة بن مهران صاحب الكسائي عن الكسائي وذكر القراءة من أول القرآن إلى آخره (2).
1003 - قال أبو عمرو: فهذه الأسانيد التي أدّت إلينا القراءة من أئمة القراءة السبعة بالأمصار من الروايات والطرق المذكورة في صدر الكتاب قد ذكرناها على حسب ما انتهت إلينا رواية وتلاوة، وتركنا كثيرا منها اكتفاء بما ذكرناه عن ما سواه مع رغبتنا في الاختصار وترك الإطالة والإكثار، وبالله التوفيق، والله تعالى أعلم.
باب ذكر الاستعاذة ومذاهبهم فيها
صيغة الاستعاذة
1004 - اعلم أرشدك الله تعالى أن الرواية في الاستعاذة قبل القراءة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظين (3):
أحدهما: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. روى ذلك عنه جبير بن مطعم (4).
__________
(1) في م: (زيد). وهو خطأ.
(2) الطريق الحادي بعد الأربع مائة هو من طرق رواية الحروف، والإسناد إلى قتيبة تقدم في الفقرة / 589.
ومجموع طرق رواية قتيبة اثنان كلاهما رواية حروف.
(3) وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ أخر، انظرها في النشر 1/ 249، وإبراز المعاني لأبي شامة / 63.
(4) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل، القرشي، صحابي، مات سنة ثمان أو تسعة وخمسين.
التقريب 1/ 126.
والحديث بهذا اللفظ أخرجه ابن ماجة في سننه، في كتاب إقامة الصلاة باب الاستعاذة في الصلاة، والبيهقي في سننه في كتاب الصلاة باب التعوذ بعد الافتتاح. وبلفظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الصلاة باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء.
وحديث جبير مداره على عاصم بن عمير العنزي، الذي ذكره ابن حبان في الثقات، كما في تهذيب الكمال (2/ 639)، وسائر رجال أبي داود وابن ماجة والبيهقي ثقات. والإسناد حسن.
وأخرجه بلفظ المؤلف الإمام أحمد في مسنده (5/ 253) من حديث أبي أمامة الباهلي وفي إسناده رجل لم يسم.(1/389)
والثاني: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. روى ذلك عنه أبو سعيد الخدري (1).
1005 - وروى أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال: (أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم علّمه (2) الاستعاذة، قال: يا محمد قل: أعوذ بالله السّميع العليم من الشيطان الرجيم. ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم) (3).
1006 - وعلى استعمال هذين اللفظين عامّة أهل الأداء من أهل الحرمين
__________
(1) أبو سعيد اسمه سعد بن مالك بن سنان، الأنصاري، مات سنة ثلاث وستين. التقريب 1/ 289.
قال ابن الجزري في النشر (1/ 249): رواه أصحاب السنن الأربعة وأحمد عن أبي سعيد الخدري بإسناد جيد، وقال الترمذي: هو أشهر حديث في هذا الباب. أ. هـ. قال عبد المهيمن:
الحديث في مسند الإمام أحمد (3/ 50)، وفي سنن أبي داود في كتاب الصلاة باب من رأى الاستفتاح بسبحانك، وفي جامع الترمذي في أبواب الصلاة باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وأخرجه النسائي في سننه في كتاب الافتتاح باب الدعاء بين التكبيرة والقراءة مختصرا، وليس فيه لفظ الاستعاذة، كلهم من طريق جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري.
والحديث لم أجده في سنن ابن ماجة.
قال عبد المهيمن: وتتمة كلام الترمذي على الحديث: وقد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث. ا.
هـ. كلام الترمذي.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الترمذي: الحديث حديث صحيح، قال: وعلي بن علي الرفاعي اليشكري ثقة، وثقه ابن معين وأبو زرعة ووكيع، وقال شعبة:
اذهبوا بنا إلى سيدنا وابن سيدنا علي بن علي الرفاعي. اهـ.
(2) في م: (عليه). وهو خطأ. والتصحيح من النشر 1/ 247.
(3) أبو روق بفتح الراء وسكون الواو. هو عطية بن الحارث الهمداني، الكوفي، صدوق من الخامسة. التقريب 2/ 24.
الضحاك بن مزاحم، الهلالي، أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني، صدوق كثير الإرسال، من الخامسة، مات بعد المائة. التقريب 1/ 373. وفي سماعة من ابن عباس خلاف. انظر تهذيب الكمال 2/ 618.
والحديث أسنده الطبري في مقدمة التفسير (1/ 113). لكن بلفظ: يا محمد استعذ قل أستعيذ. ونقله ابن كثير في التفسير (1/ 14) ثم قال: وهذا الأثر غريب، وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده ضعفا وانقطاعا أ. هـ.(1/390)
والعراقيين والشام. فأما أهل مصر وسائر العرب فاستعمل أكثر أهل الأداء منهم لفظا ثالثا: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم (1).
1007 - وأصحّ هذه الألفاظ من طريق النقل وأولاها بالاستعمال من جهة النظر اللفظ الأول لدلالة نص التنزيل عليه، وهو قوله عزّ وجلّ لنبيّه صلى الله عليه وسلم آمرا له ولسائر قرّاء القرآن {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطن الرّجيم [النحل: 98].
يعني إذا أردت أن تقرأ القرآن لأن الاستعاذة قبل القراءة} [2]. ومثله قوله عزّ وجلّ: {يأيّها الّذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصّلوة فاغسلوا وجوهكم [المائدة: 6] الآية، يعني إذا أردتم القيام إلى الصلاة، فوجب استعمال ذلك دون غيره من الألفاظ وبذلك استعذت للجماعة من أئمة القراءة على جميع من قرأت عليه، وهو اختيار أبي بكر بن مجاهد فيما بلغني عنه واختيار غيره من جلّة أهل الأداء.
الجهر بالاستعاذة وإخفاؤها
1008 - ولا أعلم خلافا في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القرآن وعند ابتداء كل قارئ بعرض أو درس أو تلقين في جميع القرآن إلا ما جاء عن نافع وحمزة.
1009 - فأما نافع فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثني أبو بكر شيخنا، قال: حدّثني الحسن بن مخلد، قال: سألت أبا القاسم} [3]
ابن المسيّبي، عن استعاذة أهل المدينة أيجهرون بها أم يخفونها؟ فقال: ما كنّا نجهر ولا نخفي، ما كنّا نستعيذ البتّة.
1010 - وروى محمد بن إسحاق عن أبيه (4)، عن نافع أنه كان يخفي الاستعاذة ويجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم عند افتتاح السور ورءوس الآي في جميع القرآن.
1011 - وأما حمزة فحدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال:
__________
(1) انظر رواة هذا اللفظ في النشر 1/ 250.
(2) لزيادة التفصيل انظر النشر 1/ 254.
(3) ابن المسيبي هو محمد بن إسحاق، وتقدم في الفقرة / 618أن كنيته أبو عبد الله، وكذا في غاية النهاية 2/ 98. وأبو بكر هو ابن مجاهد. وإسناد الرواية صحيح.
(4) هو إسحاق بن محمد المسيبي. وذلك من الطريقين: الثالث عشر والرابع عشر.(1/391)
حدّثني أحمد بن عبيد الله قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا الحلواني، قال: قال خلف (1): كنا نقرأ على سليم، فنخفي التعوّذ ونجهر ب {بسم الله الرّحمن الرّحيم في} {الحمد لله خاصّة، ونخفي التعوّذ و} {بسم الله الرّحمن الرّحيم في سائر القرآن، نجهر برءوس أتمّتها} [2]. وكانوا يقرءون على حمزة فيفعلون ذلك. قال أحمد (3): وقرأت على خلّاد ففعلت ذلك.
1012 - وروى أبو الحسن (4) علي بن عمر عن أبي الحسين بن المنادي عن الحسن بن العباس عن الحلواني عن خلف، عن سليم عن حمزة أنه كان يجهر بالاستعاذة والتسمية في أول سورة فاتحة الكتاب ثم يخفيها (5) بعد ذلك في جميع القرآن. قال الحلواني: وقد قرأت على خلاد فلم يغيّر عليّ. وقال لي سليم: يجيزهما جميعا، ولا ينكر على من جهر، ولا على من أخفى.
1013 - وروى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة أنه كان يخفيها في جميع القرآن.
1014 - أخبرني محمد بن عبد الواحد أن أحمد بن نصر حدّثهم، قال: حدّثنا أبو الحسن بن شنبوذ عن الحسن بن مخلد قال: قلت لأبي هشام الرفاعي: أكنتم تجهرون بالاستعاذة على سليم؟ قال: لا ولكنّا كنّا نستعيذ في أنفسنا (6).
__________
(1) خلف هو ابن هشام البزار. والحسن هو ابن العباس بن أبي مهران، وهذا الإسناد صحيح.
وطريق الحلواني عن خلف خارج عن طرق جامع البيان.
(2) أتمة جمع تمام، مثل أشربة جمع شراب، والتمام هو الوقف على ما لا تعلق له لما بعده لفظا ولا معنى. انظر النشر 1/ 226. فإذا ابتدأ القارئ القراءة من وسط السورة ابتدأ بمستقل بالمعنى، موف بالمقصود. والابتداء التام هو الابتداء بما لا تعلق له بما قبله لفظا ولا معنى. انظر النشر 1/ 230.
(3) هو أحمد بن يزيد الحلواني. وقراءته من الطريق الحادي والأربعين بعد الثلاث مائة.
(4) علي بن عمر بن أحمد، أبو الحسن، الدارقطني، البغدادي، الإمام الحافظ الثقة، مات سنة خمس وثمانين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 2/ 991، غاية 1/ 558. والإسناد منقطع بينه وبين الداني. والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) كذا في ت، م، والنشر 1/ 253. والضمير يعود على الاستعاذة، ولو قال (ثم يخفيهما) بالتثنية لكان أولى، لأن حمزة لا يبسمل بين السور، كما سيأتي في باب التسمية.
والرواية نقلها في النشر 1/ 253عن كتاب علي بن عمر الدارقطني.
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وإسناده صحيح.(1/392)
1015 - قال الحسن (1): وسمعت أبا هشام يقول: سمعت سليما يقول: إنما آخذكم بأن لا تقرءوا (2) {بسم الله الرّحمن الرّحيم بين السّور لتعرفوا كيف تصلون بين السّور.
1016 - وهذا يدلّ على ما حكاه الحلواني عن خلّاد عنه أنه كان لا ينكر على من جهر بالتسمية وعلى من أخفاها} [3].
1017 - فأما أبو عمرو فإن أبا حمدون روى أداء عن اليزيدي ومحمد بن غالب عن شجاع (4) عنه أنه كان يظهر الاستعاذة والتسمية في الفاتحة وعند رءوس الأتمّة (5)، وبين السور في جميع القرآن، والرواية والنص بذلك بعد معدومان عمّن سوى هؤلاء الثلاثة.
1018 - وروى ابن جريج عن عطاء قال: الاستعاذة واجبة في الصلاة وغيرها (6).
1019 - وقال الحلواني في «جامعه» وليس للاستعاذة حدّ ينتهى إليه، من شاء زاد ومن شاء نقص (7)، غير أنه لا ينبغي لأحد أن يجهر بالتعوّذ في عرض ولا غيره لأن ابن مسعود كرهه. وقال: (جرّدوا القرآن، ولا تلبسوا به ما ليس منه) (8).
__________
(1) والحسن بن الحباب بن مخلد.
(2) في م: (لا تعدوا). ولا تناسب السياق.
(3) في م: (خفاها). وهو صحيح لغة. انظر لسان العرب 18/ 265.
(4) أي ان محمد بن غالب الأنماطي، روى عن شجاع بن أبي نصر، عن أبي عمرو. وإن أبي حمدون الطيب بن اسماعيل روى عن اليزيد عن أبي عمرو أنه كان الخ.
(5) أي عند ابتداء القراءة من وقوف التمام.
(6) ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، المكي، ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل، مات سنة خمسين ومائة أو بعدها. التقريب 1/ 520. وعطاء هو ابن أبي رباح تقدم.
وهذا الأثر رواه عبد الرازق في مصنفه (2/ 83) عن ابن جريج عن عطاء قال: الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الصلاة أو غيرها. اهـ وقال السيوطي في الدر المنثور (4/ 130): وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن عطاء فذكره. ا. هـ.
(7) قال ابن الجزري في النشر (1/ 251) بعد نقله كلام الحلواني: أي بحسب الرواية.
(8) أسنده المؤلف في المحكم ص / 10، باب كره نقط المصاحف من السلف وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب فضائل القرآن باب من قال جردوا القرآن، وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص / 138. وأسانيدهم صحيحه. وليس في سياق واحد منهم ما يشير إلى كراهة ابن مسعود التعوذ.(1/393)
1020 - وحدّثت عن أبي محمد الحسن بن رشيق، قال: حدّثنا أبو العلاء محمد ابن أحمد الهذلي (1)، قال حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا سهل بن يوسف عن حميد الطويل، عن [معاوية بن مرة، عن أبي] (2) المغيرة قال: قرأ رجل عند ابن مسعود قال: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، قال: فقال عبد الله:
جرّدوا القرآن (3).
1021 - وهذا يحتمل أمرين: أن يكون كره الاستعاذة رأسا كالذي رويناه (4) عن أهل المدينة (5). وأن يكون كره مخالفة نصّ القرآن.
1023 - قال أبو عمرو: وعلى ما ذكرناه من الجهر بالتعوّذ قبل القراءة جرى العمل عند أهل الأداء في مذهب جميع القرّاء، اتباعا للنص، واقتدوا (6) بالسّنّة، وبالله التوفيق.
__________
(1) في ت، م: (الهذلي). وهو خطأ، والتصحيح من تهذيب الكمال 3/ 1160، والتقريب 2/ 142.
(2) من مصنف ابن أبي شيبة 10/ 551.
(3) محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسن، أبو العلاء، الكوفي، نزيل مصر، ثقة ثبت، مات سنة ثلاث مائة. التقريب 2/ 142، تهذيب الكمال 3/ 1160
سهل بن يوسف، الأنماطي، البصري، ثقة رمي بالقدر، مات سنة تسعين ومائة. التقريب 1/ 337.
معاوية بن مرة لم أجده، ولعله معاوية بن قرة بن إياس بن هلال، البصري أبو إياس، ثقة عالم، مات سنة ثلاث عشرة ومائة. التقريب 2/ 261. فطبقته وكونه بصريا يرشحانه لأن يكون شيخا لحميد الطويل، والله أعلم.
أبو المغيرة لم أجده.
والرواية في مصنف ابن شيبة (10/ 551) في فضائل القرآن باب من قال جردوا القرآن من طريق سهل ابن يوسف به مثلها.
(4) في م: (رويناه وعن). وزيادة الواو خطأ.
(5) انظر الفقرة / 1009.
(6) كذا في ت، م، ولعلها محرفة عن (اقتداء). والله أعلم.(1/394)
باب ذكر مذاهبهم في التسمية والفصل بها بين السورتين
1023 - اعلم أن أهل الحرمين بخلاف عن ورش عن نافع وعاصما والكسائي فيما قرأنا لهم، يفصلون بالتسمية بين كل سورتين في جميع القرآن ما خلا الأنفال وبراءة، فإنه لا خلاف في ترك الفصل بينهما لفظا ورسما اقتداء بمرسوم الإمام (1)، المتفق عليه، واتباعا لقول الجماعة وأداء الأئمة.
1024 - فأما الرواية عن هؤلاء الأئمة بالتسمية فوردت عن نافع وعاصم والكسائي.
1025 - فأما نافع فحدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثني الحسن بن مخلد عن أبي القاسم بن المسيبي، قال (2):
كنا نقرأ {بسم الله الرّحمن الرّحيم أول فاتحة الكتاب، وفي أول سورة البقرة وبين السورتين في الصلاة والعرض. هذا} [3] كان مذهب القرّاء بالمدينة، قال: وفقهاء المدينة لا يفعلون ذلك.
1026 - وروى (4) ابن المسيبي عن أبيه عن نافع أنه كان يجهر ب {بسم الله الرّحمن الرّحيم عند افتتاح السّور ورءوس الأئمّة} [5] في جميع القرآن.
1027 - حدّثنا محمد بن سهل (6)، قال حدّثنا محمد بن الطيب، قال حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثني موسى بن إسحاق عن محمد بن إسحاق المسيبي قال:
حدّثني أبي قال: سألت نافعا عن قراءة {بسم الله الرّحمن الرّحيم فأمرني بها وقال: أشهد أنها من السبع المثاني وأن الله أنزلها} [7].
__________
(1) أي المصحف الإمام، وهو المصحف العثماني.
(2) الإسناد تقدم في الفقرة / 1009. وهو إسناد صحيح.
(3) في ت، م: (هذا كتاب). ولا يستقيم به السياق. والتصحيح من النشر 1/ 271.
(4) تقدمت هذه الرواية في الفقرة / 1010.
(5) في م: (وورش المدينة). وهو خطأ. وقد تقدمت الرواية في الفقرة / 1010بلفظ (ورءوس الآي). والنص نقله في النشر 1/ 252: (ورءوس الآيات).
والأتمة جمع تمام، كما تقدم.
(6) في ت، م: (قال قال). وهو خطأ.
(7) محمد بن سهل لم أجده.(1/395)
1028 - حدّثنا أحمد بن عمر قال: حدّثنا محمد بن منير قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى عن قالون عن نافع بالقراءة وذكر التسمية رسما في أول كل سورة إلى آخر القرآن (1).
1029 - قال أبو عمرو: وبالفصل بالتسمية قرأت له (2) من رواية إسماعيل، والمسيبي، وقالون، واختلف عن ورش عنه في ذلك، فقرأت له من طريق أبي يعقوب (3) على ابن خاقان (4) وأبي الفتح (5) وأبي الحسن (6) وغيرهم من قراءتهم بالأسانيد المذكورة بغير تسمية بين السور في جميع القرآن، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من شيوخ المصريين الآخذين برواية الأزرق.
1030 - حدّثنا طاهر بن غلبون عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، قال: لا يقرأ {بسم الله الرّحمن الرّحيم بين السورتين إلا في فاتحة الكتاب، وذكر أنه كذلك قرأ على ابن سيف، وذكر ابن سيف أنه قرأ كذلك على أبي يعقوب الأزرق، وذكر أبو يعقوب أنه كذلك قرأ على ورش، وذكر ورش أنه كذلك قرأ على نافع} [7].
1031 - وقد كان أبو غانم المظفر (8) بن أحمد بن حمدان يخالف جماعتهم فيختار الفصل بالتسمية استحسانا منه من غير رواية رواها ولا أداء نقله، حدّثني
__________
محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج، البغدادي، نزل الأهواز، قال الداني: وكان من حفاظ الحديث، قال الخطيب: وكان ثقة. تاريخ بغداد 5/ 378، غاية 2/ 157.
أحمد بن موسى هو ابن مجاهد. ونقل ابن الجزري هذه الرواية في النشر (1/ 271) وقال:
روى ذلك الحافظ أبو عمرو الداني بإسناد صحيح.
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 653. وانظر الطريق / 51. وهو إسناد صحيح.
(2) أي لنافع.
(3) الأزرق.
(4) طرقه من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(5) من الطريق الخامس والسبعين.
(6) من الطريق السادس والسبعين.
(7) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 412. وانظر إسناد الطريق / 67. وهو إسناد صحيح.
(8) المظفر بن أحمد بن حمدان، المصري، مقرئ جليل، نحوي ضابط، مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. غاية 2/ 301. وطريقه عن ابن هلال عن الأزرق خارج عن طرق هذا الكتاب.(1/396)
بذلك شيخنا أبو الفتح عن عمر بن محمد (1)، عنه. وكذلك رواه (2) عنه محمد (3)
ابن علي المقرئ وغيره.
1032 - وقرأت لورش من طريق غير أبي يعقوب بالإسناد المتقدم بالفصل بالتسمية (4) كقراءتي في رواية إسماعيل (5) وصاحبيه، وكذلك قرأت لابن كثير من جميع الطرق، وعامّة سلف المكيين من القرّاء والفقهاء يرون قراءتها في الفرض وغيرها ويعدّونها آية فاصلة في أم القرآن، ووافقهم على ذلك العادّون، وبعض القرّاء من الكوفيين (6).
1033 - وقال أبو (7) ربيعة: لم يزل أصحابنا على الجهر والإعلان ب {بسم الله الرّحمن الرّحيم كلما ختم القارئ السورة وابتدأ الأخرى قال:} {بسم الله الرّحمن الرّحيم من أول القرآن إلى آخره، وهي عندهم آية في الحمد} [8] خاصة.
1034 - وحدّثني عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر قال:
قرأت على أبي بكر (9) في قراءة ابن كثير ففصلت بين كل سورتين ب بسم الله الرّحمن الرّحيم.
__________
(1) عمر بن محمد بن عراك، تقدم. والإسناد صحيح.
(2) أي رواه أبو الفتح فارس بن أحمد عن محمد بن علي عن المظفر بن أحمد. والإسناد صحيح.
(3) هو محمد بن علي بن أحمد بن محمد، أبو بكر، المصري، الأذفوي، أستاذ، نحوي، مقرئ، مفسر، ثقة، أخذ القراءة عرضا عن المظفر بن أحمد بن حمدان، قال الداني: انفرد بالإمامة في دهره في قراءة نافع رواية ورش، مع سعة علمه، وبراعة فهمه، وتمكنه من علم العربية. مات سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. غاية 2/ 198.
لكن طريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(4) في ت، م: (بالفصل بين التسمية). ولا يستقيم به السياق.
(5) إسماعيل بن جعفر، وإسحاق بن محمد المسيبي، وقالون.
(6) أي العادون الكوفيون، لأن البسملة آية من الفاتحة في العدد المكي والكوفي فقط. انظر جمال القراء للسخاوي (ل 71/ و).
(7) اسمه محمد بن إسحاق بن وهب، المكي، تقدم.
(8) في ت، م: (الجملة). ولا معنى لها. ويؤيد أن المراد (الحمد)، ما ذكره ابن الجزري في النشر (1/ 270) من أن مذهب أهل مكة كون البسملة آية من الفاتحة فقط.
(9) هو ابن مجاهد. والإسناد صحيح. لكن عرض عبد الواحد بن عمر على ابن مجاهد في قراءة ابن كثير خارج عن طرق جامع البيان.(1/397)
1035 - وأما عاصم فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثني محمد بن الضحاك، قال: حدّثني القاسم بن أحمد، قال (1): كنّا نقرأ على محمد بن حبيب الشموني، فإذا انتهينا إلى السجدات لم نسجد ونتخطاهن، وكنا نقول عند خاتمة كل سورة {بسم الله الرّحمن الرّحيم وكذا روى عامّة أصحاب} [2] الأشناني عنه عن أصحابه عن حفص عن عاصم.
1036 - وروى أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الدقاق المقرئ المعروف بالوليّ عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن حميد (3)، الفامي، عن عمرو بن الصباح، عن حفص، إذا وصل آخر السورة بأول الأخرى في القرآن كله، من غير فصل ب {بسم الله الرّحمن الرّحيم وكذلك روى أبو بكر} [4] يوسف بن يعقوب الواسطي عن العليمي (5)، عن حماد عن عاصم.
1037 - والعمل في قراءة عاصم من جميع طرقه والأخذ له في كل رواياته بالفصل بالتسمية لا غير.
1038 - وأما الكسائي فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثنا محمد بن الجهم، قال: حدّثنا الفرّاء (6)، قال: كان الكسائي وأهل القراءة من نظرائه يفصلون بين السورتين ب بسم الله الرّحمن الرّحيم على ما جاء في المصحف، وقد خالف محمد بن
__________
(1) انظر إسناد الطريق / 250. وهو إسناد صحيح.
(2) في م: (أصحابي). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) في ت، م: (أحمد بن محمد بن جبير القاضي) وهو خطأ، لأن ابن جبير لم يكن قاضيا، ولا روى الولي عنه، وليس اسم أبيه محمدا. انظر غاية النهاية 1/ 42.
وإنما هو أحمد بن محمد بن حميد، البغدادي، يلقب بالفيل، ويعرف بالفامي نسبة إلى قرية فامية من عمل دمشق، مشهور، حاذق، قرأ على عمرو بن الصباح، وقرأ عليه أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، مات سنة تسع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 112.
وهذا الطريق عن عمرو بن الصباح خارج عن طرق جامع البيان.
(4) من الطرق: الرابع والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع والعشرين، والثلاثين وكلها بعد الثلاث مائة.
(5) في م (عن العليمي) مكررة خطأ.
(6) هذا الإسناد صحيح، ورواية القراء خارجة عن روايات جامع البيان.(1/398)
الجهم من القرّاء في ذلك محمد بن أحمد بن واصل، فروى عن سلمة بن عاصم عن الفرّاء أن الكسائي رجع بعد ذلك إلى مثل مذهب حمزة، فوصل السور بعضها ببعض من غير أن يفصل (1) بينها (2) بالتسمية.
1039 - والعمل والأخذ برواية ابن الجهم، وبذلك قرأت. وكذلك حدّثني الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ على أبي بكر وأبي عثمان (3) في مذهبه.
1040 - وأما ابن عامر فلم يأت عنه في ذلك شيء يعمل عليه من فصل ولا غيره، والذي قرأت له على الفارسي عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان وعلى أبي الفتح عن قراءته على أصحابه (4) في رواية ابن ذكوان وهشام جميعا بالفصل بالتسمية.
1041 - وقرأت له في الروايتين على أبي الحسن (5)، عن قراءته بغير تسمية ولا فصل. وذلك عندي أليق بمذهبه لأمرين:
1042 - أحدهما: أن عامّة فقهاء أهل بلده من الأوزاعي وغيره لا يرون قراءتها في صلاة الفرض كعامّة فقهاء أهل المدينة من مالك [40/ ظ] وغيره إذ ليست عندهم في أوائل السور منهنّ، وإنما رسمت في المصاحف فصلا بينهنّ، على أن جميعهم لا يرى بأسا بقراءتها في النوافل والدرس والعرض والتلقين والتعليم وعند الابتداء بالآي.
1043 - والأمر الثاني: أن فارس بن أحمد المقرئ حدّثنا قال: حدّثنا [محمد ابن أحمد، قال حدثنا] (6) أحمد بن محمد بن عثمان، قال: حدّثنا الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا ابن ذكوان، قال: حدّثنا أبو مسهر، عن صدقة،
__________
(1) في م، ت: (أن الفصل). ولا يستقيم به السياق.
(2) في ت: (بينهما).
(3) هو سعيد بن عبد الرحيم الضرير، وفي قراءة أبي طاهر بن أبي هاشم عليه.
انظر الطريق / 383. وأما قراءته على أبي بكر بن مجاهد فهي خارجة عن طرق جامع البيان.
(4) وهم: عبد الباقي بن الحسن، ومحمد بن الحسن الأنطاكي، وعبد الله بن الحسين.
انظر طرق روايتي ابن ذكوان وهشام عن ابن عامر.
(5) هو طاهر بن عبد المنعم بن غلبون، ولم يتقدم للمؤلف قراءة عليه في رواية ابن ذكوان ولا في رواية هشام ضمن طرق الكتاب، فهذه القراءة خارجة عن طرق جامع البيان.
(6) سقط من ت، م. والتصحيح من الفقرة / 1065.(1/399)
عن يحيى بن الحارث (1)، قال: هو يعني القرآن ستة آلاف ومائتان وخمس وعشرون آية نقص آية (2)، قال ابن ذكوان: فظننت يحيى لم يعدّ {بسم الله الرّحمن الرّحيم.
1044 - قال أبو عمرو: وإذا لم تعدّ آية فالقياس ألا يقرأها ولا يفصل بها، وبالمذهبين أخذنا في قراءة ابن عامر، فمن فصل عليّ لم أمنعه ومن لم يفصل لم آمره به.
1045 - وأما أبو عمرو وحمزة فكانا لا يفصلان بين السّور بالتسمية في جميع القرآن.
1046 - أما أبو عمرو فجاء ذلك عن اليزيدي عنه من طريق الأداء. وحكى لي أبو الفتح عن عبد الباقي أن أصحاب شجاع يخيّرون عنه في الفصل وتركه. وبعض أهل الأداء من المصريين يأخذ لأبي عمرو بالفصل، وكذلك روى [أبو]} [3] العبّاس القصباني عن محمد بن غالب عن شجاع، وأبي العباس (4) وعبد الله بن أحمد البلخي عن أبي حمدون عن اليزيدي أداء عنه أنه كان يفصل بين السّور بالتسمية في جميع القرآن.
1047 - والعمل عند عامّة أهل الأداء من البغداديين ابن مجاهد وابن شنبوذ والنقاش وابن المنادي وغيرهم على الأول، وعلى ذلك جميع الرقيين (5)، وبذلك قرأت على جميع شيوخي، وبه آخذ.
1048 - وأما حمزة فجاء عنه ذلك من طريق النص والأداء جميعا، وقد ذكرنا الرواية عنه بذلك في باب الاستعاذة (6). وحدّثنا الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر، قال:
قرأت على أبي بكر (7)، فلم أجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم بين السورتين في قراءة أبي عمرو، وفي قراءة حمزة.
__________
(1) أبو مسهر هو عبد الأعلى بن مسهر، وصدقة هو ابن خالد. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وإسناده صحيح.
(2) في م: (بعض أنه). وهو تصحيف واضح.
(3) زيادة يقتضيها السياق. وانظر إسناد الطريق / 189.
(4) في ت، م: (وأبو العباس وعبد الله). وهو خطأ، لأنه لا يوجد في تلاميذ أبي حمدون من يسمى عبد الله بن أحمد البلخي سوى أبي العباس. وطريقه خارج عن طرق جامع البيان، وهو من طرق المبهج لسبط الخياط، والكامل للهذلي، كما أشار في غاية النهاية 1/ 404.
(5) مثل أبي عمران موسى بن جرير، وأبي المعصوم محمد بن صالح بن زياد.
(6) الفقرة / 1011وما بعدها.
(7) أحمد بن موسى بن مجاهد، من الطريقين: التاسع والثلاثين، والسابع والستين كلاهما بعد المائة في قراءة أبي عمرو، ومن الطريق الحادي والستين بعد الثلاث مائة في قراءة حمزة.(1/400)
الفصل بين السور الأربع
1049 - قال أبو عمرو: وقد كان بعض شيوخنا يفصل بالتسمية في مذهب أبي عمرو وابن عامر وورش عن نافع من طريق الأزرق بين أربع سور، بين المدّثر والقيامة، وبين الانفطار والمطفّفين، وبين الفجر والبلد، وبين العصر والهمزة ويسكت بينهنّ سكتة من غير فصل في مذهب حمزة، وليس ذلك عن أثر يروى عنهم، وإنما هو استحباب واختيار من أهل الأداء، ولكراهة الإتيان بالجحد (1) بعد المغفرة (2) وبعد قوله: {وادخلى جنّتى} [3] [الفجر: 30] وبالويل (4) بعد اسم الله (5) تعالى وبعد قوله:
{بالصّبر [البقرة: 45]، فاختاروا كذلك الفصل بين هذه السور. وليس اعتلالهم لاستحبابهم} [6] ذلك بالكراهة والبشاعة بشيء لأنهما موجودتان بأنفسهما بعد أسماء الله عزّ وجلّ وصفاته في قوله: {بسم الله الرّحمن الرّحيم} [7]، فلا فرق إذا بين التسمية وغيرها.
1050 - وقد كان شيخنا أبو الفتح ينكر ذلك ولا يراه أعني الفصل والسكت بين الأربع سور في مذهب أبي يعقوب [و] (8) من ترك الفصل إذ لا أصل له من رواية، ولا تحقيق له في دراية. وروى الفصل بينهنّ في مذهب أبي يعقوب عن ورش خلف بن إبراهيم عن قراءته. وبلغني عن ابن مجاهد (9) أنه كان يأخذ في مذهب أبي عمرو بالسكت على آخر المدّثر والانفطار والفجر، ثم يبتدئ بما يلي كل واحدة [-9]
من السّور، فيجعل الفصل بعد السّور الثلاث سكتة، وذلك أيضا استحباب منه رحمه الله.
__________
(1) إشارة إلى قوله تعالى {= لا أقسم = في فاتحة سورة القيامة والبلد.
(2) في خاتمة سورة المدثر، وذلك قوله تعالى} {= وأهل المغفرة =.
(3) في خاتمة سورة الفجر.
(4) قوله تعالى} {= ويل = في فاتحة سورة المطففين والهمزة.
(5) في خاتمة سورة الانفطار، وذلك قوله تعالى} = والأمر يومئذ لله =.
(6) في م: (اعتلاهم لا بهم). وفي ت: (اعتلا لا تهم) وكلاهما تحريف لا يستقيم به السياق.
(7) طمست في ت.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) (9) و (10) طمست في ت.(1/401)
1051 - وجاءنا عن حمزة أنه قال: القرآن عندي كالسورة الواحدة، فإذا قرأت {بسم الله الرّحمن الرّحيم في أول فاتحة الكتاب أجزأني أي كفاني، وهذا المعنى بعينه يروى عن إبراهيم النخعي. روى سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم} [1]، قال: إذا قرأت {بسم الله الرّحمن الرّحيم أول ما يفتتح أجزأ} [2]، فأصحاب حمزة يصلون أواخر السورة بأوائل السور من غير سكت ولا قطع في جميع القرآن.
1052 - واقتدى حمزة في ترك الفصل بالتسمية بيحيى بن وثاب والأعمش، وهما إماما أهل الكوفة في القراءة.
1053 - فأما يحيى فحدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا [41/ و] قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا يحيى بن معين، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة (3)، قال: قال الأعمش: كان يحيى بن وثّاب لا يقرأ {بسم الله الرّحمن الرّحيم في عرض ولا غيره.
1054 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ أن أبا طاهر بن هشام حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله قال: حدّثنا الحسن الجمال، قال: حدّثنا الحلواني، قال:
حدّثنا ابن الأصبهاني عن الحسن بن عباس، عن الأعمش، عن يحيى} [4] بن وثاب، قال: ما كنّا نجهر ب {بسم الله الرّحمن الرّحيم في عرض ولا غيره} [5].
1055 - وأما الأعمش فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدّثنا الحسن الجمال، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا الأصبهاني، عن ابن إدريس (6)، عن الأعمش، قال: ما كنّا
__________
(1) إبراهيم هو ابن يزيد النخعي، ومنصور هو ابن المعتمر.
(2) في م (أحدا). وهو تصحيف.
(3) ابن زائدة اسمه يحيى بن زكريا، الكوفي، ثقة متقن، مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة. التقريب 2/ 347. والإسناد صحيح.
(4) في ت (محمد بن وثاب). وهو خطأ.
(5) الحسن الجمال هو الحسن بن العباس بن أبي مهران.
الحسن بن العباس لم أجده، ولعله أن يكون محرفا عن (حفص بن غياث)، فهو شيخ ابن الأصبهاني، وتلميذ الأعمش، كان قاضي الكوفة، ثقة فقيه، مات سنة أربع أو خمس وتسعين ومائة.
التقريب 1/ 189.
(6) الأصبهاني هو محمد بن سعيد بن سليمان.(1/402)
نجهر ب {بسم الله الرّحمن الرّحيم في صلاة ولا غيرها، كذا قال عبد الله ابن إدريس عنه. وخالفه جرير بن عبد الحميد، فحدّثنا فارس بن أحمد بن موسى، قال حدّثنا []} [1] يحيى بن سلام، عن الحسن (2)، قال: لم ينزل {بسم الله الرّحمن الرّحيم في شيء من القرآن إلا في طس سليمان} {إنّه من سليمن وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم (30) [النمل: 30].
1056 - حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضي، قال: حدّثنا عبد الله بن إبراهيم ابن ما شاء الله، قال: حدّثنا أبو مسلم الكجّي} [3]، قال: حدّثنا الأنصاري، قال:
حدّثنا الجريري، قال: سئل الحسن عن {بسم الله الرّحمن الرّحيم قال:
صدور الرسائل} [4].
1057 - قال أبو عمرو: واختياري في مذهب من ترك الفصل سوى حمزة إن
__________
عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو محمد، الكوفي، ثقة فقيه عابد، مات سنة اثنان وتسعين ومائة. التقريب 1/ 401، غاية 1/ 409. والإسناد صحيح.
(1) في السياق سقط، لأن يحيى بن سلام مات سنة مائتين. وولد فارس بن أحمد سنة ثلاث وثلاث مائة انظر غاية 2/ 5، 373. يضاف إلى ذلك أن هذه الرواية عن حسن البصري، وليست عن جرير بن عبد الحميد، فالظاهر أن سياق رواية جرير بن عبد الحميد التي خالف فيها عبد الله بن إدريس قد سقط من النساخ. والله أعلم. هذا، ورواية يحيى بن سلام عن الحسن البصري منقطعة لأنه يروي عن أصحاب الحسن كما في غاية النهاية 2/ 373.
(2) البصري.
(3) في ت، م (الكتبي). وهو خطأ. والتصحيح من تذكرة الحفاظ 1/ 371. والكجي بفتح الكاف وبالجيم المشددة نسبة إلى الكج وهو الجص. الأنساب ل 476/ و.
(4) عبد الله بن إبراهيم بن ماسى، أبو محمد، البغدادي، ثقة ثبت، مات سنة تسعة وستين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 9/ 408، تذكرة الحفاظ 3/ 947.
أبو مسلم، إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، البصري، ثقة، مات سنة خمسة عشر ومائتين.
تذكرة الحفاظ 2/ 620.
الأنصاري محمد بن عبد الله بن المثنى، البصري، القاضي، ثقة، مات سنة خمسة عشر ومائتين. التقريب 2/ 180، تذكرة الحفاظ 1/ 371.
الجريري بضم الجيم سعيد بن إياس، أبو مسعود البصري، ثقة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، مات سنة أربع وأربعين ومائة. التقريب 1/ 291، الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات / 178. وسماع الأنصاري منه كان بعد اختلاطه، لأنه من صغار رواته، إنما الصحيح عنه حماد والثوري وشعبة وطبقتهم. انظر تهذيب التهذيب 4/ 7. وعليه فالإسناد ضعيف.(1/403)
سكت القارئ على آخر السورة سكتة خفيفة من غير قطع شديد ويسقط التنوين إن كان آخرها منوّنا غير منصوب، ويشير (1) إلى الرفع والجرّ، ليؤذن بانفصالهما، ثم يبتدئ بالسورة التي تليها، وقد حكى هذا بعينه بعض أئمتنا عن اليزيدي، إن شاء القارئ لم يسكت ووصل آخر السورة أوّل الأخرى وبيّن الإعراب وأثبت التنوين كمذهب حمزة سواء، وهذا الوجه [و] (2) الذي اخترته يرويان عن ابن مجاهد رحمه الله، بلغني ذلك عنه وعن غيره من الأكابر. وحدّثني الفارسي عن أبي طاهر أن مذهب حمزة وأبي عمرو أن يصلا آخر السورة بأول السورة التي تليها.
1058 - واختياري أيضا في مذهب من فصل أن يقف القارئ على آخر السورة ويقطع على ذلك، ثم يبتدئ بالتسمية موصولة بأول السورة الأخرى.
1059 - وغير جائز عند أهل الأداء السكوت والقطع على التسمية إذا وصلت بآخر السورة لأنها إنما رسمت في أوائل السور إعلاما بابتدائهنّ وانقضاء ما قبلهن، ولم ترسم في أواخرهنّ، فإن لم توصل بأواخر السور جاز القطع والسكت عليها، وكان تماما (3).
1060 - ولا خلاف بين القرّاء فيما قرأنا لهم في التسمية في أول فاتحة الكتاب، من فصل منهم، ومن لم يفصل (4) لأنها ابتداء القرآن، والاختلاف بين الفقهاء والعادّين من القرّاء في أنها آية وغير آية إنما جاء في أولها فقط إلا ما شذّ فيه بعضهم (5). وقد ذكرنا الرواية بذلك عن نافع وأبي عمرو وحمزة قبل.
1061 - وكذا لا خلاف بين أهل الأداء في التسمية في أوائل السور إذا قطع على أواخر ما قبلهن ثم ابتدأ بهنّ من غير أن يوصلهن بما قبلهن في مذهب من
__________
(1) الإشارة إلى الرفع تكون بالروم والإشمام. وإلى الجر بالروم فقط.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) أي وكان الوقف تماما.
(4) طمست في ت.
(5) قال السخاوي في جمال القراء (ل 74/ ظ): وأما إثباتها آية في أول كل سورة فلم يذهب إليه أحد من أهل العدد. اه وفي المغني لابن قدامة (1/ 522) أن عبد الله بن المبارك والشافعي قالا البسملة آية من كل سورة، وأن أحمد وأبا حنيفة ومالكا والأوزاعي وعبد الله بن معبد الرماني ذهبوا إلى أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها. اه بتصرف.(1/404)
فصل ومن لم يفصل ما خلا براءة فإن التسمية ممتنعة في أولها كما تقدم.
1062 - وأما الابتداء برءوس الأجزاء التي في بعض السور ك {سيقول السّفهاء
[البقرة: 142]} [1]، و {تلك الرّسل [البقرة: 253]} [2]، و {لن تنالوا البرّ [آل عمران: 92]} [3] وشبه ذلك، فأصحابنا يخيّرون القارئ بعد الاستعاذة بين التسمية وتركها في مذهب الجميع من فصل منهم، ومن لم يفصل، وفي التسمية خبر مروي (4) عن أهل المدينة.
1063 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثنا الحسن بن مخلد، عن أبي القاسم بن المسيبي، قال (5):
وكنّا إذا افتتحنا الآية على مشايخنا من بعض السور [نبدأ] ب {بسم الله الرّحمن الرّحيم.
1064 - وقال الرفاعي} [6]، عن سليم: كنّا نجهر بالتسمية (7) عند رأس كل تمام، وروى عاصم (8) بن يزيد الأصبهاني، عن حمزة: أنه سئل عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقرأ {بسم الله الرّحمن الرّحيم} {تلك أمّة قد خلت [البقرة: 134] الآية، وهذا خلاف ما روته الجماعة عن سليم عنه.
1065 - وقد روينا عن ابن عباس ما يؤيد مذهب من يرى التسمية في ابتداء السور والأجزاء، فحدّثنا أبو الفتح الضرير قال: حدّثنا محمد بن أحمد} [9]، قال: حدّثنا
__________
(1) بداية الجزء الثاني.
(2) بداية الجزء الثالث. وقد طمست (تلك الرسل) في النسخة ت.
(3) بداية الجزء الرابع.
(4) سقطت (مروي) من م.
(5) الإسناد تقدم في الفقرة / 1009، وهو إسناد صحيح.
(6) هو محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي.
(7) في م (بالسورة). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(8) عاصم بن يزيد، وفي م (عاصم بن يزيد). لم أجده.
وروايته عن حمزة خارجة عن روايات جامع البيان.
(9) في ت، م: (أحمد بن محمد). وهو خطأ، لأنه لا يوجد في شيوخ فارس بن أحمد من اسمه أحمد بن محمد ويروي عن أحمد بن عثمان. وإنما هو أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشنبوذي تقدمت ترجمته.(1/405)
أحمد بن عثمان، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا أبو الربيع، قال: حدّثنا حمّاد، قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يفتتح القراءة ب {بسم الله الرّحمن الرّحيم} [1]. وهذا عامّ ويدخل فيه أوائل السور والأجزاء والخموس والأعشار والآي.
1066 - حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى المري، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن خالد، قال حدّثنا محمد بن وضّاح، عن [ابن] (2) أبي شيبة عن علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنزلت عليّ آنفا سورة فقرأ بسم الله الرّحمن الرحيم {إنّا أعطينك الكوثر (1) [الكوثر: 1]» وقرأ حتى ختمها} [3]، وهذا يحقّق ما ذهب إليه أهل الأداء من التسمية في أوائل السّور في مذهب من فصل و [من] (4) لم يفصل.
1067 - قال أبو عمرو: وبغير تسمية ابتدأت رءوس الأجزاء على شيوخي الذين قرأت عليهم في مذهب الكل، وهو الذي أختار ولا أمنع من التسمية، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________
(1) صدر الإسناد قبل أحمد بن يزيد الحلواني تقدم في الفقرة / 1043.
أبو الربيع هو سليمان بن داود، الزهراني. وحماد هو ابن يزيد بن درهم، وأيوب هو ابن كيسان السّختياني.
عكرمة مولى ابن عباس، هو ابن عبد الله، أصله بربري، ثقة ثبت، مات سنة سبع ومائة.
التقريب 2/ 30. والإسناد صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) إسحاق بن إبراهيم بن مسرة، وأحمد بن خالد بن يزيد تقدما، وكذلك ابن أبي شيبة وهو عبد الله ابن محمد بن إبراهيم.
علي بن مسهر بضم الميم وسكون السين وكسر الهاء الكوفي، قاضي الموصل، ثقة له غرائب بعد ما أضر، مات سنة تسع وثمانين ومائتين. التقريب 2/ 44.
مختار بن فلفل بفاءين مضمومتين مولى عمرو بن حريث، صدوق له أوهام. التقريب 2/ 234.
والحديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة باب حجة من قال البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة، من طريقي علي بن حجر وأبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن علي ابن مسهر به مثله، وأبو داود في سننه في كتاب الصلاة باب من لم ير بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم من طريق المختار بن فلفل بنحوه، والنسائي في سننه في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم من كتاب الافتتاح من طريق علي بن مسهر به بنحوه.
(4) زيادة يقتضيها السياق.(1/406)
ذكر اختلافهم في فاتحة الكتاب
1068 - حرف: عاصم والكسائي في غير رواية أبي الحارث {ملك يوم الدّين [الفاتحة: 4] بالألف، وروى أبو الحارث عنه} {ملك يوم الدّين
بالألف، و} {ملك يوم الدّين بغير ألف خيّر في الوجهين، وقرأت له بالألف لا غير. ويدلّ على صحّة ما رواه عن الكسائي من التخيير بين الوجهين في ذلك ما حدّثناه الخاقاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عليّ قال: حدّثنا أبو عبيد} [1]، قال: كان الكسائي زمانا يقرؤها بالألف، وكذلك قرأناها عليه، ثم بلغني عنه أنه قال بعد ذلك لا أبالي كيف قرأتها {ملك أو} {ملك.
1069 - وكلهم كسر اللام} [2]، إلا ما رواه محمد بن شعيب (3) الجرمي، عن أبي معمر عن عبد الوارث، عن أبي عمرو، وما رواه الفضل (4) بن محمد الأنطاكي، عن وليد بن عتبة [عن الوليد] (5) بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر: أنهما (6)
سكّنا اللام. وقرأ الباقون {ملك بغير ألف مع كسر اللام.
1070 - واختلف عبارة الرواة عن ورش وقالون ونافع عن كسرة الكاف من} {ملك وضمّة الدال من} نعبد، فقال أحمد بن صالح عن قالون: ملك باختلاس
__________
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 37. وهو إسناد صحيح
(2) لام ملك.
(3) محمد بن شعيب، ذكره ابن الجزري في تلاميذ أبي معمر، لكن لم يفرده بترجمة، ولم أعثر على ترجمة له.
والجرمي بفتح الجيم نسبة إلى جرم، وهي قبيلة من اليمن، وبكسر الجيم نسبة إلى بلدة يقال لها جرم، ولم يذكره السمعاني فيمن ينسبون إلى أي منهما.
وأبو معمر هو عبد الله بن عمرو بن الحجاج، تقدم.
عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، تقدم.
وهذه الرواية في السبعة / 104. وهي خارجة عن طرق جامع البيان.
(4) في ت، م: (المفضل)، والتصحيح من تهذيب الكمال 3/ 1470، فقد ذكره في تلاميذ الوليد بن عتبة. وهو الفضل بن محمد بن عبد الله، أبو العباس، الباهلي، الأنطاكي، العطار، قال الدارقطني، كان يضع الحديث، وقال ابن عدي، يسرق الحديث. لسان الميزان 4/ 56.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) أي أن أبا عمرو وابن عامر.(1/407)
كسرة الكاف، وقال عن ورش: الكاف مثبتة. وقال الأصبهاني (1) عن ورش: {ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] بجرّ الكاف، وقال أحمد بن صالح عن قالون:} {إيّاك نعبد
[الفاتحة: 5] باختلاس ضمّة الدال.
1071 - وقرأت الجماعة بإشباع} [2] كسرة الكاف وضمّة الدال من غير تمطيط، والذي حكاه أحمد (3) عن قالون من الاختلاس لم يرد به تضعيف الصوت بالحركة ولا إسراع اللفظ بها، فإنما أراد [أن] (4) لا يمطط الصوت بها، فيتولّد بذلك التمطيط بعد الكسرة ياء وبعد الضمة واوا، ولذلك أراد بقوله: عن ورش مبنية أي مشبعة (5)
غير مختلسة ولا ممططة.
1072 - وقال يونس (6) عن ورش: {السّفهاء ولكن [البقرة: 13] بتثقيل الواوين إذا التقتا حتى كأنهما واو في السّواد} [7]، وهذه ترجمة فيها تجوّز ومراده إشباع ضمة الهمزة وإيفاؤها حقّها وتفكيكها وتخليصها من فتحة الواو التي بعدها من غير اختلاس ولا تمطيط وهو الذي لا يجوز غيره، ولا تحقيق في مذهب ورش عن نافع سواه، وهو قول أئمة هذه الرواية أبي جعفر بن هلال (8)، وأبي غانم بن حمدان (9)، وأبي بكر محمد بن علي (10)، وجميع من لقينا (11)، وأخذنا عنه، وقرأنا عليه بمصر وغيرها.
1073 - وقد أوضح ذلك وكشف عن حقيقته ورفع الإشكال عن صحته الإمام
__________
(1) الأصبهاني هو محمد بن عبد الرحيم تقدم.
(2) في ت، م (باتباع). ولا يستقيم بها السياق. والمراد بإشباع الكسرة والضمة الإتيان بهما كاملتين دون اختلاس أو روم.
(3) أحمد بن صالح.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) في م: (متبعة). ولا يستقيم بها السياق.
(6) ابن عبد الأعلى، تقدم.
(7) أي في الخط.
(8) هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال.
(9) اسمه المظفر بن أحمد بن حمدان.
(10) محمد بن علي بن أحمد، الأذفوي.
(11) في ت (ما لقيناه). وهو غير مرضي.(1/408)
أبو عبد الله محمد بن خيرون (1)، فقال في كتابه عن أصحابه عن ورش: {ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] لا يمدّ الكاف عند الياء، غير أن الكسرة فيها تظهر الياء المنصوبة التي بعدها، قال: وكذلك كل حرف مكسور يلتقي} [2] بالمنصوبة يظهر [42/ و] الكسرة، لإخراج الياء من الكسرة، وقال: {نعبد وإيّاك [الفاتحة: 5] بإشباع الضمة وسطا من الفم، وهذا كالذي فسّرناه وحدّدناه} [3].
1074 - قال أبو عمرو: والمتقدّمون قد يتسهلون في العبارات ويتّسعون في التراجم اعتمادا على ما يفهم من حقابها (4)، ويعلم من جري عادتهم فيها.
1075 - وقد كان بعض متقدّمي المغاربة من أصحاب ورش يتأوّل الإشباع فيما تقدم وشبهه أنه المولّد للحروف الصّحاح، فكان يبالغ في تمطيط الكسرات مع الياءات والضمّات مع الواوات، وهم الذين يقولون ياء شكل (5) لقيت ياء سواد، وواو شكل لقيت واو سواد، وذلك خطأ من متأوّله، وغلط من متأمّله، وجهل من قائله ومسجله، والآخذ به، إذ التمطيط المولّد للحروف زيادة محضة، وكتاب الله تعالى محظور منها، وسواء كانت لفظا أو رسما.
1076 - حرف: وروى داود (6) بن أبي طيبة، عن ورش، عن نافع، وعن (7) ابن أبي كيسة، عن سليم عن حمزة إمالة اللام من اسم الله تعالى، إذا وليه (8) كسرة نحو
__________
(1) محمد بن عمر بن خيرون، أبو عبد الله، الأندلسي، شيخ القراء بالقيروان، ثقة مأمون، ألف كتاب الابتداء والتمام، وكتاب الألف واللامات، مات سنة ست وثلاث مائة. غاية 2/ 217، معرفة 1/ 227.
(2) في م: (يكفي). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) أي الإتيان بالضمة كاملة دون نقص مع الحذر من زيادة التمطيط لئلا يتولد حرف المد بعدها.
(4) الحقاب شيء تتخذه المرأة تعلق به معاليق الحلي، تشده على وسطها.
لسان العرب 1/ 314، والمقصود هنا هو المعنى العام الذي ينتظم العبارات، وهو سياقها.
(5) ياء الشكل هي الياء الناشئة من المبالغة في تمطيط الكسرة. وياء السواد هي الياء المكتوبة بالسواد، وهي التي أول أحرف الكلمة التالية.
(6) من الطريق السابع والسبعين.
(7) من الطريق الثالث والسبعين بعد الثلاث مائة.
(8) أي من قبله.(1/409)
قوله: {بسم الله الرّحمن الرّحيم (1) و} {الحمد لله و} {عن ءايت الله
[القصص: 87] وما أشبهه، ولم يرد الإمالة المحضة. وإنما أراد ترقيق اللام لا غير.
1077 - وروى قتيبة عن الكسائي، إمالة اسم الله تعالى إمالة محضة، إذا كان في أوّله لام الخبر لا غير، نحو} {الحمد لله و} {ولله يسجد [الرعد: 15] و} {هذا لله [الأنعام: 136] وما أشبهه، وما عدا ذلك غير ممال. وقرأ الباقون بترقيق اللام من غير إمالة في ذلك.
1078} [1] وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون: {الرّحمن حيث وقع الميم مفتوحة وسطا من ذلك، وقرأت للجماعة ففتحتها فتحا بيّنا.
1079 - حرف: قرأ ابن كثير في رواية القواس من رواية الحلواني وقنبل من طريق ابن مجاهد وأحمد بن بويان} [2] {السّراط و} {سراط [7] بالألف ولام وبغيرها بالسين حيث وقع، وكذلك روى أبو حمدون} [3] عن الكسائي، وعبيد بن عقيل (4) عن أبي عمرو، وروى التغلبي (5)، عن ابن ذكوان عن ابن عامر {وأن هذا سراطي في الأنعام بالسين} [6] وسائر القرآن بالصاد، وقرأ حمزة في رواية خلف وابن سعدان وأبي هشام وابن جبير وابن كيسة من رواية داود عنه (7)، عن
__________
(1) زاد في ت: (حيث)، وفي م: (حيث وقع الميم مفتوحة وسطا). وهي زيادة نقلها نظر الناسخ من السطر التالي خطأ.
(2) أي طريق ابن مجاهد وابن بويان عن قنبل عن القواس، ورواية الحلواني عن القواس كما في النشر 1/ 271. لكن طريق ابن بويان عن قنبل خارج عن طريق جامع البيان.
(3) روايته عن الكسائي خارجة عن روايات جامع البيان، وهي في المستنير لابن سوار والكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 1/ 343.
(4) رواياته عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان، وهي في الكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 1/ 496.
(5) من الطريق الخامس بعد المائتين.
(6) انظر السبعة / 273.
قلت: مع أن الداني اعتمد طريق التغلبي عن ابن ذكوان في التيسير، إلا أنه لم يذكر فيه هذا الحرف بالسين لابن عامر ولا لغيره. انظر التيسير / 108.
ولعل هذا من شذوذ التغلبي، فقد قال فيه الداني: له عنه (ابن ذكوان) نسخة فيها خلاف كثير لرواية أهل دمشق عن ابن ذكوان. غاية النهاية 1/ 153.
(7) خلف هو ابن هشام، وأبو هشام اسمه محمد بن يزيد، وابن جبير اسمه أحمد، وابن كيسة اسمه علي، وهؤلاء من رواة سليم عن حمزة. وداود هو ابن أبي طيبة.(1/410)
سليم بإشمام الصاد الزاي فيما فيه ألف ولام وفيما ليسا فيه حيث وقع (1).
1080 - واختلف عن أبي عمر (2) في ذلك: فروى ابن الحمامي عنه، كرواية (3)
خلف وأصحابه، وروى ابن فرح وابن عبدوس عنه بإشمام الزاي فيما فيه ألف ولام لا غير. وكذلك حكاه أبو عمر (4) في كتابه منصوصا، وكذلك روى رجاء (5)، عن أصحابه عن حمزة.
1081 - وحدّثنا الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته على ابن مجاهد عن (6) ابن عبدوس، عن أبي عمر، كرواية خلف سواء، ولذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن سليم أن حمزة كان يشمّ الصاد الساكنة والمتحرّكة في {الصّراط و} {صراط فيلفظ بها بين الصاد والزاي، ولا يضبطها الكتاب} [7]. وهذه حكاية خلف عن سليم، وما نصّ عنه أبو عمر في كتابه، [وبه] (8) قرأت في روايته، وبه نأخذ. وروى الحسن (9) بن علي المعروف بابن العلاف عن أبي عمر أداء في الساكنة والمتحرّكة بالصّاد خالصة في جميع القرآن.
1082 - واختلف في ذلك عن خلاد، فروى أبو علي الصوّاف عن القاسم بن يزيد عنه كرواية خلف. وروى الحلواني، وسليمان اللؤلئي (10)، عنه بالصّاد خالصة في
__________
(1) السبعة / 106.
(2) هو حفص بن عمر الدوري. وفي ت، م: (أبي عمرو). وهو خطأ، لأن ابن الحمامي محمد بن جعفر بن أسد، وأحمد بن فرح، وعبد الرحمن بن عبدوس هم من رواة الدوري عن سليم عن حمزة كما تقدم في الأسانيد.
(3) أي بالإشمام في ما فيه ألف ولام وفيما ليس فيه.
(4) هو حفص بن عمر الدوري.
(5) هو رجاء بن عيسى الجوهري، وأصحابه هم إبراهيم بن زربي، وعبد الرحمن بن أقلوقا، ويحيى بن علي الخزاز. انظر الطرق / 364، 365، 366، 368.
(6) في ت، م: (ابن مجاهد وابن عبدوس). وهو خطأ، انظر إسناد الطريق / 361.
(7) السبعة / 106.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) الحسن بن علي بن أحمد بن بشار. وطريقه خارج عن طرق جامع البيان، وهو في المستنير والمبهج والكامل وغاية أبي العلاء كما أشار في غاية النهاية 1/ 222.
(10) سليمان اللؤلئي هو سليمان بن عبد الرحمن بن حماد.(1/411)
جميع القرآن، (سواء) (1) مع الألف واللام ومع غيرها. وقرأت له على أبي الفتح كذلك إلا قوله {الصّراط المستقيم [الفاتحة: 6] هنا خاصة} [2]، فإني أشممت الصاد الزاي فيه.
1083 - وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني الجمال (3)، قال: حدّثنا محمد بن عيسى الأصبهاني قال: حدّثنا خلاد، قال: لم يقرأ على سليم الصراط إلا بالصّاد إلا أن سليما كان يقرأ في الصلاة بشبه الزاي في هذه وحدها، ولم يكن يشمّ [الصاد] (4) الزاي في القرآن كله غيرها (5).
1084 - وروى أبو سلمة عبد الرحمن (6) بن إسحاق، عن الضبّي عن محمد بن الهيثم، قال: كان حمزة ربما قرأ {الصّراط بصاد، وربما قرأ بإشمام زاي، قال:
وكان إذا قرئ عليه بالوجهين أجاز ذلك، وهذا يدلّ على صحة الاختلاف عن سليم عنه في ذلك.
1085 - واختلف أيضا في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى عبيد بن نعيم عنه كرواية خلف بإشمام الصّاد الزاي قليلا. وحدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا بشرى} [7] بن عبد الله، قال حدّثنا بعض أصحابنا من كتابه، قال: حدّثنا يحيى بن (8)
أحمد بن السّكن، قال: حدّثنا جعفر بن محمد الأدمي، قال: حدّثنا الرفاعي عن
__________
(1) في ت، م: (وبعده)، ولا يستقيم بها السياق.
(2) في ت، م: (خالصة). ولا يستقيم بها السياق.
(3) الجمال هو الحسن بن العباس بن أبي مهران، تقدم، والإسناد صحيح. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. وطريق الأصبهاني عن خلاد في الكامل كما أشار في غاية النهاية 2/ 223.
(4) زيادة من السبعة / 107.
(5) زاد في السبعة بعد (غيرها): ويصفي الصاد في القرآن كله.
(6) عبد الرحمن بن إسحاق، الكوفي، المعروف بابن أبي الروس، مقرئ معروف، روى عنه صالح بن إدريس وقال: كان لا يقصد في غير قراءة حمزة. غاية 1/ 365.
والضبي هو سليمان بن يحيى بن الوليد، أبو أيوب، تقدم، وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) بشرى بن عبد الله لم أجده.
(8) يحيى بن أحمد بن السكن، أبو هاشم، البغدادي، روى الحروف عن جعفر بن محمد الأدمي.
غاية 2/ 366. والرفاعي اسمه محمد بن يزيد. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.(1/412)
الكسائي {الصّراط يميلها إلى الزاي قليلا} [1]، وهي لغة عذرة.
1086 - وقرأ الباقون (2) بالصّاد خالصة في جميع القرآن، وكذلك الخزاعي عن أصحابه (3)، عن ابن كثير، وأبو ربيعة عن صاحبيه (4) عنه، وسائر الرّواة (5) عن قنبل.
وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد، وعن أصحابه (6)، عن البزي (7)، وابن فليح عن أصحابهما عن ابن كثير. وقال أبو بكر الزينبي: لا يعرف أهل مكة السين يعني في {الصّراط و} {صراط. وكذلك روى أيضا يحيى} [8]، والأعشى، وأبو عبيد عن الكسائي، عن أبي بكر نصّا. وكذلك قرأت له من جميع الطرق.
[عليهم وإليهم ولديهم]
1087 - حرف قراءة حمزة عليهم وإليهم ولديهم بضمّ الهاء حيث وقعت هذه الثلاث كلم، واستثنى أبو عمر (9) من ذلك موضعا واحدا وهو قوله في النحل {فعليهم غضب من الله [106] فرواه سليم عنه بكسر الهاء، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو الحسن عبد الباقي بن الحسن، قال: حدّثنا زيد بن علي. ح وأخبرنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر} [10]، قالا حدّثنا ابن فرح، قال: قلت لأبي عمر: ما الفرق بين هذا ونظائره؟ فقال لي: هكذا قرأت على سليم. لفظ الحديث لابن أبي بلال.
__________
(1) هذا مما انفرد به الرفاعي عن الكسائي. انظر غاية النهاية 2/ 280.
(2) وهم: نافع، وابن عامر، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، والكسائي.
(3) أصحاب الخزاعي هم: عبد الله بن جبير عن القواس، والبزي، وابن فليح، كما تقدم في أسانيد الطرق.
(4) صاحبا أبي ربيعة محمد بن إسحاق هما: البزي وقنبل.
(5) وهم: محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة، وأبو الحسن بن شنبوذ، وإبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن موسى بن سليمان الزينبي أبو بكر.
(6) أصحاب ابن مجاهد عن البزي: الخزاعي، والحسن بن الحباب، ومضر بن محمد بن خالد الضبي، وعن ابن فليح: الخزاعي فقط.
(7) في ت، م: (اليزيدي) بدل (البزي). وهو خطأ، لأن اليزيدي لا يروي عن ابن كثير.
(8) يحيى والأعشى والكسائي من رواة أبي بكر بن عياش، أما أبو عبيد فمن طريق الكسائي.
ويحيى هو ابن آدم، والأعشى اسمه يعقوب بن خليفة، وأبو عبيد هو القاسم بن سلام.
(9) هو حفص بن عمر الدوري.
(10) في ت، م: (قال). وهو خطأ، لأن الداني جمع إسنادين عن أحمد بن فرح لتلميذيه: عبد الواحد بن عمر، وزيد بن علي بن أبي بلال.(1/413)
1088 - قال أبو عمرو: وقد يكون الفرق بين هذه الكلمة وبين سائر نظرائها لمّا اختصّ أوّلها بالزيادة التي توجب تثقيلها وهي الفاء خصّ هاءها بالحركة التي توجب تخفيفها وهي الكسرة لتعدل بذلك وتوافق به سائر ما في القرآن من نظائرها مما لا زيادة حرف في أوله وهاؤه مضمومة، والله أعلم.
1089 - وروى المروزي (1)، عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع أنه ربما خفض الهاء وجزم الميم من الكلم الثلاث، وربما ألحق فيها واوا ورفع الهاء والميم، وروى محمد بن عمران (2) الدّينوري، عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير أنه رفع الهاء والميم من {عليهم وما أشبهه، وهذا لم يرو عن نافع وابن كثير إلا من الوجهين المذكورين لا غير. وقرأ الباقون} [3] بكسر الهاء في الثلاث كلم حيث وقعن.
باب ذكر قولهم في ضمّ ميم الجمع وفي إسكانها
1090 - قرأ ابن كثير بضمّ ميم الجمع وفي إسكانها وإلحاقها واوا في اللفظ ما لم يلق ألفها ألف (4) وصل، وذلك نحو قوله: {أنعمت عليهم [الفاتحة: 7]} {غير المغضوب عليهم [الفاتحة: 7]} {ءأنذرتهم أم لم تنذرهم [البقرة: 6] و} {لديهم إذ [آل عمران: 44] و} {إنّكم كنتم قوما [التوبة: 53] و} وأنتم لا تعلمون
[النور: 19] وما أشبهه.
__________
انظر الطريقين / 359، 362. وإسناد كل منهما صحيح.
(1) اسمه عبيد بن محمد المرزوقي. انظر الطريق / 17.
(2) من الطريق الخامس والثلاثين بعد المائة.
(3) وهم: نافع في غير طريق المروزي، وابن كثير في غير طريق الدينوري، وأبو عمرو وابن عامر والكوفيون.
(4) المراد الألف التي ترسم بعد واو الجماعة. وألف الوصل هي همزة الوصل.(1/414)
الاختلاف عن نافع في ضم ميم الجمع وفي إسكانها
1091 - واختلف في ذلك عن نافع، فروى أبو عمارة وحمّاد بن بحر عن المسيّبي (1)، وأحمد بن (2) صالح عن قالون الموافقة لابن كثير من غير تخيير في جميع القرآن. وروى ابن المسيّبي وابن سعدان من طريق ابن واصل عنه وخلف وإسحاق الأنصاري عن المسيّبي (3)، وإسماعيل (4)، وقالون (5) التخيير بين ضمّ الميم وإلحاقها واوا في اللفظ وبين إسكانها.
1092 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا عبيد بن محمد، قال: حدّثنا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع (6): أنه ربما خفض الهاء، يعني من الكلم الثلاث وجزم الميم. وهذا خلاف لما رواه الجماعة في الهاء. ولم يذكر المدني (7) عن قالون في الميم ضمّا ولا إسكانا، بل أضرب عن ذكرها. وروى ابن جبير عن أصحابه (8) عن نافع إسكان الميم في جميع القرآن، وبذلك قرأت في رواية الحلواني عن قالون، من طريق ابن عبد الرزاق عن أبي العباس محمد بن أحمد [43/ و] الرازي (9) عنه، وكذلك حدّثنا محمد بن أحمد الكاتب عن ابن مجاهد أنه قرأ في رواية إسماعيل (10).
__________
(1) أبو عمارة من الطريق الثامن والعشرين. وحماد من الطريق الثاني والثلاثين.
(2) في السبعة / 108لقالون من جميع طرقه ضم الميم وإسكانها، وطريق أحمد بن صالح عن قالون هو من طرق السبعة. وهذا مخالف لما ذكره المؤلف عنه هنا. لكن لأحمد بن صالح في جامع البيان أربعة طرق كما تقدم. واحد منها في السبعة، فينبغي أن يكون التخيير عن أحمد بن صالح عن طريق السبعة، وضم الميم قولا واحدا من ثلاثة الطرق الأخرى. وعليه فعبارة الكتاب هنا قاصرة.
(3) ابن المسيبي، وابن سعدان، وخلف، وإسحاق من طرق رواية المسيبي عن نافع.
(4) هو إسماعيل بن جعفر عن نافع. وانظر السبعة / 108.
(5) من غير طريق أحمد بن صالح عنه.
(6) انظر الطريق / 17. وإسناده صحيح.
(7) اسمه عبد الله بن عيسى بن عبد الله. وطريقه هو الحادي والخمسون.
(8) تقدم لابن جبير طريقان فقط، الطريق السابع عن الكسائي عن إسماعيل بن جعفر، والطريق التاسع والعشرون عن إسحاق بن محمد المسيبي.
(9) وهو الطريق التاسع والثلاثون.
(10) وذلك من الطريق الأول.(1/415)
1093 - وقال الحلواني: وقد قرأت على قالون بالجزم، فلم يردّ عليّ وكان الرفع والجزم عنده سواء إلا أنه يميل إلى الرفع. وروى ابن شنبوذ عن أبي سليمان (1)
أن قالون قال: قرأ نافع برفع الميمات، ثم أذن لي في جزمها، قال (2): وكان أبو سليمان يختار الضمّ، وكان ابن شنبوذ يأخذ في رواية أبي سليمان وأبي نشيط (3) أن قالون كان يخيّر بين الضمّ والإسكان، وكذلك حكى أبو مروان العثماني ومصعب بن الزّبيري (4)، وأحمد وإبراهيم ابنا قالون وغيرهم عنه.
1094 - وقرأت أنا للثلاثة (5) من جميع طرقهم على أبي الفتح، عن قراءته على عبد الباقي، عن أصحابه (6) بضمّ الميم ووصلها بواو وعن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه (7) بإسكان الميم من غير صلة، وهذا كان اختيار ابن مجاهد، وبه كان يأخذ.
1095 - واستدلّ على صحّة الإسكان بما حدّثناه محمد بن أحمد عنه، قال:
حدّثنا الحسين الرازي عن أحمد بن قالون عن أبيه عن نافع (8) أنه كان لا يعيب رفع الميم. قال ابن مجاهد: فدلّ هذا على أن قراءته الإسكان. قال: وبه قرأت (9).
__________
(1) اسمه سالم بن هارون، وطريقه هو السابع والخمسون.
(2) أي ابن شنبوذ.
(3) طريق ابن شنبوذ عن أحمد بن محمد بن يزيد عن أبي نشيط ليس من طرق جامع البيان.
وهو في المبهج كما أشار في غاية النهاية 2/ 52.
(4) في ت، م: (مصعب بن اليزيدي). وهو خطأ، لأن اسمه مصعب الزبيري. وهو مصعب بن إبراهيم ابن حمزة الزبيري كما تقدم.
(5) هم: إسماعيل بن جعفر، وإسحاق بن محمد المسيبي، وقالون.
(6) أصحاب عبد الباقي بن الحسن هم: زيد بن علي بن أبي بلال في رواية إسماعيل بن جعفر، وزيد هذا مع أحمد بن محمد بن بشر في رواية إسحاق المسيبي، وزيد أيضا مع محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن إبراهيم، وإبراهيم بن عمر بن عبد الرحمن في رواية قالون.
(7) أصحاب عبد الله بن الحسين هم: ابن مجاهد في رواية إسماعيل بن جعفر، وابن مجاهد مع علي بن مستور في رواية المسيبي، وابن مجاهد مع ابن شنبوذ، والحسن بن صالح الواسطي، ومحمد بن حمدون الحذاء في رواية قالون.
(8) انظر الطريق / 53. وإسناده صحيح.
(9) السبعة / 109.(1/416)
1096 - حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن محمد (1)، [قال حدّثنا ابن بويان] (2)، قال: حدّثنا أبو نشيط عن قالون عن نافع أنه سكّن الميم في جميع القرآن.
وبالإسكان قرأت على أبي الحسن (3) بن غلبون، عن قراءته في رواية أبي نشيط عن قالون.
1097 - وقرأت على أبي الفتح في رواية الجمال على الحلواني عن قالون بضمّ الميم ووصلها بواو، وحكى لي ذلك عن قراءته على شيخه عبد الله وعبد الباقي عن أصحابهما (4).
وقرأت عليه في رواية أبي عون الواسطي عن الحلواني بالإسناد المتقدم (5) بضم الميم وإلحاقها واوا في اللفظ في ثلاثة أمكنة لا غير:
أحدها: إذا لقيت همزة نحو {عليكم أنفسكم [المائدة: 105]} {ومنهم أمّيّون
[البقرة: 78]} {وإن هم إلّا يظنّون [البقرة: 78] وشبهه.
والثاني: إذا لقيت ميما نحو} {ومنهم مّن يقول [البقرة: 8] و} {ولا هم مّنّا
[الأنبياء: 43] و} {فما هم من المعتبين [فصلت: 24] وشبهه.
والثالث: إذا لقيت رأس آية على عدد أهل المدينة} [6]، ولم يحل بينها وبين رأس الآية حائل نحو {لعلّكم تتّقون [البقرة: 21] و} {وأنتم تعلمون [البقرة: 22] و} {وما هم بمؤمنين [البقرة: 8] و} بربّكم فاسمعون [يس: 25] وشبهه.
__________
(1) في ت، م: (جعفر) بدل (محمد). وهو خطأ. وقد تقدم اسمه صحيحا في الفقرة / 643.
(2) سقطت من ت، م، وقد تقدم الإسناد كاملا في الفقرة / 643، وهو إسناد صحيح.
(3) اسمه طاهر بن عبد المنعم، وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) عبد الله هو ابن الحسين السامري. وطريقه هو السابع والثلاثون. وعبد الباقي هو ابن الحسن. وطريقه هو الثامن والثلاثون.
(5) من الطريقين الأربعين، والحادي والأربعين.
(6) لأهل المدينة عددان، المدني الأول رواه نافع بن أبي نعيم عن أبي جعفر وشيبة بن نصاح، وبه أخذ القدماء من أصحاب نافع، والمدني الأخير وهو الذي رواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير عن سليمان بن مسلم بن جماز عن شيبة بن نصاح وأبي جعفر، وعليه الآخذون لقراءة نافع اليوم، وبه ترسم الأخماس، والأعشار، وفواتح السور في مصاحف أهل الغرب. ا. هـ. جمال القراء ت 70/ ظ.(1/417)
فإن حال بين الميم وبين رأس الفاصلة حائل لا، أو في، أو غيرهما. من الكلام، نحو و {وأنتم لا تعلمون [النور: 19] و} {وهم لا يسمعون [الأنفال: 21] و} {لندخلنّهم فى الصّلحين [العنكبوت: 9] و} {ما سلككم فى سقر (42) [المدثر: 42] لم يضم الميم وسكّنها، ولا يراعي في الثلاثة الأمكنة طول الكلمة التي فيها الميم ولا قصرها ولا شيئا من حركتها، وسكّن بعد ذلك الميم في جميع القرآن.
1098 - فأما الميم من قوله في البقرة:} {لعلّكم تتفكّرون [219]} [1] وهو الأول، وفي الكهف: {وزدنهم هدى [13]} [2]، وفي طه: {إليهم قولا [89]} [3]، وفي الشعراء: {أين ما كنتم تعبدون [92]} [4] وهو الثاني، وفي النازعات وعبس، {متعا لّكم ولأنعمكم (33) [33] [32]} [5] فمضمومة في هذه الستّة مواضع لأن ما بعدها فيها رأس آية في عدد أهل المدينة (6).
1099 - وأما الميم في قوله في المائدة: {فإنّكم غلبون [23]} [7]، وفي الأنعام:
{قل لّست عليكم بوكيل [66]} [8]، [وفي الأعراف] (9) {كما بدأكم تعودون [29]} [10]، وفي طه: {إذ رأيتهم ضلّوا [92]} [11]، وفي الحج:
__________
والمراد هنا المدني الأخير، كما سيأتي في الفقرة التالية.
(1) انظر جمال القراء ل 75/ و.
(2) انظر الفرائد الحسان وشرحه نفائس البيان لعبد الفتاح القاضي / 42.
ولم يذكر فيها السخاوي اختلافا.
(3) انظر جمال القراء ل 77/ و.
(4) انظر جمال القراء ل 77/ ظ.
(5) انظر جمال القراء ل 81/ و.
(6) أي العدد الأخير، لأنه هو الذي عد ما بعد هذه رءوس آيات، كما في جمال القراء للسخاوي في المواضع التي أشير إليها في الحواشي السابقة.
(7) انظر جمال القراء ل 75/ ظ.
(8) انظر جمال القراء ل 75/ ظ.
(9) زيادة يقتضيها السياق.
(10) انظر جمال القراء ل 75/ ظ.
(11) انظر جمال القراء ل 77/ و.(1/418)
{ما فى بطونهم والجلود [20]} [1]، وفي المؤمن: {يوم هم برزون [16]} [2]، وفيها {أين ما كنتم تشركون [73]} [3]، وفي المزّمّل: {إليكم رسولا [15]} [4]، وفي أرأيت {الّذين هم يراءون (6) [6]} [5]، فساكنة في هذه التسعة مواضع لأن ما بعدها فيها ليس برأس آية في عددهم (6).
1100 - فأما قوله: {أنعمت عليهم [الفاتحة: 7] و} {مثوى لّهم [فصلت: 24]} {ومثوئكم [محمد: 19] وشبهه مما يقع الميم طرفا في الكلمة التي هي رأس الفاصلة} [7]، فإنها ساكنة ما لم تلق همزة أو ميما، فإنها تضمّ وتوصل كما تقدم في حشو الآي نحو {أعملهم أفلم [محمد: 109] و} {لا مولى لهم إنّ الله [محمد: 11 12] و} {أهواءهم مّثل الجنّة [محمد: 14، 15] وشبهه.
1101 - وقرأت على أبي الحسن} [8] عن قراءته في رواية أبي عون عن الحلواني بضم الميم في جميع القرآن، وكذلك روى ذلك عن أبي عون أبو الحسن (9) بن حمدون، وأبو عبد الله (10) النحوي، وأبو العباس عبد الله (11) بن أحمد البلخي. قال البلخي: وكان أبو عون يختار في رواية قالون ضمّ الميم عند الهمزة والميم ورأس الآية، ويذكر أنه قرأ على الحلواني عن قالون بضمّ جميع الميمات.
__________
(1) انظر جمال القراء ل 77/ ظ.
(2) انظر جمال القراء ل 79/ و.
(3) انظر جمال القراء ل 79/ و.
(4) انظر جمال القراء ل 80/ ظ.
(5) انظر جمال القراء ل 82/ و.
(6) كما سبق نقله عن جمال القراء في الحواشي السابقة.
(7) في ت، م بعد (الفاصلة) زيادة (كما تقدم في حشو). ولعل نظر الناسخ سبق إلى السطر التالي خطأ. والله أعلم.
(8) اسمه طاهر بن عبد المنعم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(9) اسمه محمد بن حمدون الحذاء. وانظر الطريق / 42.
(10) اسمه إبراهيم بن محمد بن عرفة، البغدادي، نفطويه النحوي، صدوق، توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 6/ 159، غاية 1/ 25. وطريقه عن ابن عون خارج عن طرق الكتاب. وقد أشار ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 25) إلى أن هذا الطريق في المبهج لسبط الخياط والكامل للهذلي.
(11) طريق البلخي عن ابن عون خارج عن طرق الكتاب. وقد أشار ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 404) إلى أن هذا الطريق في المبهج.(1/419)
مذهب ورش في ضم ميم الجمع
1102 - وروى ورش عن نافع بضمّ الميم وإلحاقها واوا في حال الوصل إذا التقت بهمزة لا غير، نحو قوله: {عليهم ءأنذرتهم أم لم [البقرة: 6]، و} {إليكم أيديهم [المائدة: 11] و} {ء أنتم أعلم [البقرة: 140] وشبهه حيث وقع، وسكنها بعد ذلك في جميع القرآن ما لم يلق ألف وصل. وهذا مما لا خلاف عنه فيه إلا ما حدّثناه خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن أسامة، قال: حدّثنا أبي ح} [1].
وحدّثنا فارس بن أحمد [قال حدثنا جعفر بن أحمد البزاز] (2)، قال حدّثنا محمد بن الربيع، قالا (3) حدّثنا يونس، قال: أقرأني عثمان (4) {سواء عليهم ءأنذرتهم بجرّ الميم إذا لقيت الألف، قال: وقال لي عثمان: إن شئت تجرّها وإن شئت وقفتها} [5].
قال يونس: وأحبّ إليّ الوقف (6) ما لم يكن الألف واللام، فإنها تجرّ على كل حال إذا لقيتها، قال محمد بن الربيع: وقال لي مواس بن سهل المقرئ: تجرّ الميم إذا لقيت ألفا أصلية.
1103 - قال أبو عمرو: ولم يأت بالتخيير بين الضم والإسكان في ذلك عنه غير يونس، وفي عبارته عن الضمّ بالجرّ يجوز، وذلك جائز فيما يلحق فيه الميم واوا في اللفظ لا غير، كأنه عبارة عن الصلة والحطّ، فأما ما لا يلحق فيه واوا فلا معنى للجرّ فيه إلا ما يفهم من مراد الضم بذلك على أنه ربما أشكل على السامع، فتوهّم أنه يراد به الكسر الذي هو عدول عن المذهب وخروج عن الأصل.
1104 - وحدّثنا (7) عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
__________
(1) اسمه أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن. انظر الطريق / 80. وإسناده صحيح.
(2) سقط من ت، م. وقد تقدم الإسناد صحيحا. انظر الطريق / 82.
(3) في ت، م: (قال). وهو خطأ، لأن المقصود جمع الطريقين على يونس بن عبد الأعلى.
انظر الطريقين / 80، 83.
(4) عثمان هو ورش. وفي ت، م زيادة بعد (عثمان)، (شئت تجرها). وهي زيادة نقلها نظر الناسخ خطأ من السطر التالي.
(5) أي أسكنتها. ومعنى تجرها أي تضمها كما سيأتي في كلام المؤلف في الفقرة التالية.
(6) في م: (أحب إلى توقف).
(7) محمد بن أحمد بن الهيثم تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.(1/420)
حدّثنا محمد بن أحمد التميمي، قال: حدّثنا (1) روح بن الفرج، قال حدّثنا يحيى بن سليمان، قال حدّثنا أبو سعيد المعروف بورش، عن نافع: أنه كان يكسر الهاء في عليهم وإليهم ولديهم برفع الميم ويجرّها (2) إذا استقبلتها ألف خفيفة (3) وما أشبهها (4)، وبجزمها إذا استقبلتها ألف شديدة (5).
1105 - قال أبو عمرو: وهذه الرواية تؤذن بالإسكان دون تخيير، وأظن يحيى ابن سليمان غلط على ورش في هذا الباب لأن الجرّ (6) والرفع مع ألف الوصل لا يجوز بالإجماع لأنه يلتقي ساكنان: أحدهما واو الصلة التي بعد ضمة الميم، والثاني الذي بعد ألف الوصل، وأحسبه روى عنه برفع الميم ولا بجرّها فسقطت عليه [لا] (7)
أو على من روى عنه، فإنه (8) لم يكن كذلك، فأراه سمع ذلك من ورش مع ألف القطع، فقلب الترجمة وجعلها مع ألف الوصل، فإذا كان ذلك أيضا فقد أخطأ عليه في ألف الوصل إذ حكى إسكانها معها، وذلك غير جائز.
الاختلاف عن الكسائي في صلة ميم الجمع
1106 - واختلف عن الكسائي في ميم الجمع فروى أبو عمر وأبو الحارث وأبو موسى (9) عنه إسكانها مع الهمزة وغيرها في جميع القرآن إلا مع ألف الوصل، فإن تحريكها إجماع.
1107 - وروى قتيبة عنه أنه كان يضمّها ويلحقها واوا في اللفظ، ولا يراعي حروف الكلمة التي هي فيها ولا طولها ولا قصرها في مكانين:
__________
(1) في ت تكررت (قال حدثنا) خطأ.
(2) يجرها أي يصلها بواو، كما سبق قريبا تفسير المؤلف لهذا المصطلح.
(3) أي همزة وصل.
(4) أي من الحروف الساكنة.
(5) المراد همزة القطع.
(6) المراد به صلة الميم كما تقدم.
(7) زيادة يقتضيها السياق.
(8) في ت، م (فأداه) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(9) اسمه عيسى بن سليمان الشّيزري، وأبو الحارث هو الليث بن خالد، وأبو عمر هو حفص ابن عمر الدوري.(1/421)
1108 - أحدهما إذا لقيت الكلمة التي هي رأس الآية ووليتها من غير حائل بينهما، وسواء تحرك ما قبل الميم بكسر أو ضمّ، وذلك نحو قوله: {وممّا رزقنهم ينفقون [البقرة: 3] و} {لعلّكم تتّقون [البقرة: 63] و} {بربّكم فاسمعون [يس: 25] و} {وما هم بمؤمنين [البقرة: 8] و} {إن كنتم صدقين [البقرة: 23] و} {ولا ليهديهم طريقا [النساء: 168] وما أشبهه، فإن حال بينهما} [1] واو العطف وكانت الفاصلة اسما نحو قوله: {هم والغاون [الشعراء: 94] و} {ما فى بطونهم والجلود [الحج: 20] و} {وجوههم وأدبرهم [الأنفال: 70] و} {جمعنكم والأوّلين [المرسلات: 38] و} {متقلّبكم ومثوئكم
[محمد: 19] و} {متعا لّكم ولأنعمكم (33) [النازعات: 33]} [2]، أو من كقوله: {إنّى معكم من المنتظرين [الأعراف: 71] و} {فما هم مّن المعتبين [فصلت: 24] أو في نحو} {لندخلنّهم فى الصّلحين [العنكبوت: 9] و} {ما سلككم فى سقر (42) [المدثر: 42] ولا نحو قوله:} {ولكنّ أكثرهم لا يعلمون [الأنعام: 37] و} {وهم لا يسئمون [فصلت: 38] وما أشبهه، فإنه سكّنها في جميع القرآن. فإن كانت الفاصلة التي تحول بينها [44/ و] وبين الميم واو العطف فعلا كقوله: [} {شهدتهم ويسئلون [الزخرف: 19]} [3]، {فارتقبهم واصطبر [القمر: 27] ولا أعلم في كتاب الله غيرهما، ضمّ الميم.
1109 - وقد استثنى عنه من الميمات المتصلات بالفواصل موضعا واحدا، وهو قوله في الملك:} {ألم يأتكم نذير [8] فكسر الميم فيه وقال في الزمر:} {وإنّهم مّيّتون
[30] ليس برأس آية، وذلك غلط من قتيبة إذ الإجماع من العادين منعقد على أنه رأس آية} [4] فوجب أن يكون الميم [قبله] مضمومة طردا لمذهبه في جميع الفواصل (5).
1110 - والمكان الثاني الذي يضمّ فيه الميم: هو إذا لقيت همزة وانضم ما قبل الميم، نحو {ءأنذرتهم أم لم [البقرة: 6]} {عليكم أنفسكم [المائدة: 105] و} {أعملهم
__________
(1) أي بين بالكلمة التي فيها ميم الجمع، وبين الكلمة التالية التي هي رأس آية.
(2) سقطت (ولأنعامكم) من م.
(3) وقد سقطت من ت، م. فاستقرأت آيات الكتاب الكريم حتى وصلت إليها، ولم أجد في القرآن الكريم غير هذين المثالين.
(4) لم يذكر السخاوي فيها خلافا. انظر جمال القراء ل 78/ ظ.
(5) لكن يمنع هذا الوجوب أن الاعتماد في القراءة على الرواية لا القياس.
} {أفلم [محمد: 9، 10] و} {فلا ناصر لهم أفمن [محمد: 13] وشبهه، وسواء وقعت الميم آخر كلمة هي حشو أو فاصلة، فإن انكسر ما قبل الميم سكنها نحو قوله:} {عليهم ءأنذرتهم [البقرة: 6] و} {لديهم إذ يختصمون [آل عمران: 44] و} فاستفتهم ألربّك البنات [الصافات: 149] وما أشبهه.(1/422)
__________
(5) لكن يمنع هذا الوجوب أن الاعتماد في القراءة على الرواية لا القياس.
{أفلم [محمد: 9، 10] و} {فلا ناصر لهم أفمن [محمد: 13] وشبهه، وسواء وقعت الميم آخر كلمة هي حشو أو فاصلة، فإن انكسر ما قبل الميم سكنها نحو قوله:} {عليهم ءأنذرتهم [البقرة: 6] و} {لديهم إذ يختصمون [آل عمران: 44] و} {فاستفتهم ألربّك البنات [الصافات: 149] وما أشبهه.
1111 - أخبرنا عبد العزيز بن محمد قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا إسماعيل} [1]، قال حدّثنا أبو عمر، قال: حدّثنا الكسائي في كتاب «المعاني»، قال: العرب تصل ما كان نحو: منكمو، وعنكمو، وقلتمو، وحييتموا (2)، وما أشبهه، ويقطعون، فإذا وصلوا بالواو، [وإنما فعلت] (3) فصواب إن وصلت وإن قطعت، وأحبّ إليّ أن يصل مرة ويقطع أخرى ولا يصل كل القرآن، فيكون كل القطع خطأ، ولا يقطع كل القرآن، فيكون كل الوصل خطأ، تفعل ذا وذا وكلّ حسن، ثم من بعد هذا أحب إليّ أن يصل إذا لقيته الألف الشديدة (4)، نحو قوله: {إن أنتم إلّا بشر مّثلنا [إبراهيم: 10] وقوله:} {ءأنتم أشدّ خلقا [النازعات: 27] ونحو قوله:} {أيعدكم أنّكم إذا [المؤمنون: 35] وما كان عند رءوس الآيات} {إن كنتم صدقين [البقرة: 13] و} {وما هم بمؤمنين [البقرة: 8] و} {هم كفرون [التوبة: 55] و} {هم مّحسنون
[النحل: 128] و} {إن كنتم مّؤمنين [التوبة: 13] فالوصل هاهنا أحبّ إليّ.
1112 - قال أبو عمرو: ورواية أبي عمر هذه عن الكسائي موافقة لرواية قتيبة عنه، وهما سواء. وروى نصير عنه أنه كان يضمّ الميم ويصلها بواو في اللفظ في ثلاثة مواضع إذا لقيت همزة أو ميما أو رأس آية، ولم يحل بينهما حائل ولم يل الميم في هذه المواضع الثلاثة كسرة ووليها فتحة أو ضمة لا غير، وكان عدد الكلمة التي هي فيها خمسة أحرف فما دون ذلك في خط المصحف دون الأصل واللفظ} [5].
(1) هو إسماعيل بن يونس بن ياسين تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) في م (أحييتموا).
(3) كذا في ت، م.
(4) المراد بها همزة القطع.
(5) في ت (الأصل وحفظه مما لقيتها). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
وفي م (واللفظ وأما لقيتها). وهو كذلك غير مستقيم.(1/423)
1113 [فأما] (1) ما لقيتها الهمزة فنحو قوله: {ومنهم أمّيّون [البقرة: 78] و} {رّبّهم أعلم [الكهف: 21] و} {إنّكم أنتم [الأنبياء: 64] و} {فيكم إلّا [التوبة: 8] و} {لهم أجر [الانشقاق: 25] و} {ظلمتم أنفسكم [البقرة: 54] و} {عليكم أنفسكم
[المائدة: 105] و} {أرءيتم إن جعل الله [القصص: 71] وما أشبهه.
1114 [وأما]} [2] ما لقيتها الميم فنحو قوله: {إن كنتم مّؤمنين [البقرة:
91] و} {ومنهم مّن يؤمن [يونس: 40] و} {ولهم مّا يدّعون [يس: 57] و} {ولقد جاءكم مّوسى [البقرة: 92] و} {قل أرءيتم مّا أنزل الله [يونس: 59] و} {بعضكم مّن بعض [آل عمران: 195] و} {قضيتم مّناسككم [البقرة: 200]} {جاءوكم مّن فوقكم [الأحزاب: 10] وما أشبهه.
1115 - وأمّا [ما]} [3] لقيها رأس الآية دون حائل بينهما فنحو قوله: {وأنتم تعلمون [البقرة: 22]} {إن كنتم صدقين [البقرة: 23] و} {فهم يكتبون [القلم: 7]} {فإذا هم بالسّاهرة (14) [النازعات: 14] و} {لعلّكم تتّقون [البقرة: 21] و} {بربّكم فاسمعون [يس: 25] و} {نومكم سباتا [النبأ: 9]} {إذا جاءتهم ذكرئهم [محمد: 18] وما أشبهه.
1116 - فإن ولي الميم في هذه الثلاثة المواضع كسرة سواء طالت الكلمة التي هي آخرها أو قصرت سكن الميم لا غير، وذلك نحو قوله:} {بهم إنّهم صالوا النّار
[ص: 59] و} {لديهم إذ يختصمون [آل عمران: 44] و} {من قبلهم مّن القرون [السجدة:
26] و} {بربّهم يعدلون [الأنعام: 1] و} {لديهم يكتبون [الزخرف: 80] و} {بهم مّؤمنون
[سبأ: 41] وما أشبهه. وكذا إن حال بينهما وبين رأس الآية لا أو في كقوله:
} {فهم لا يعلمون [التوبة: 93] و} {إن كنتم لا تعلمون [النحل: 43]} {وأنتم لا تشعرون [الزمر: 55] و} {ما سلككم فى سقر (42) [المدثر: 42] وما أشبهه سكّن الميم أيضا. فإن حال بينهما واو العطف وحرف لاصق لم تعتد بهما وضمّ الميم كقوله:
} {هم والغاون [الشعراء: 94] و} {لّكم ولأنعمكم [النازعات: 33]} {وما هم بمؤمنين
[البقرة: 8]} بربّكم فاسمعون [يس: 25] وما أشبهه.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) زيادة يقتضيها السياق.(1/424)
1117 - وقد أقرأني أبو الفتح (1) في الخماسي خاصة بالإسكان وبالضمّ، والضمّ أختار لأنه قياس ما نصّ عليه نصير في كتابه، فإن كانت الميم في المواضع الثلاثة سداسية وما فوق ذلك فلا خلاف عنه في إسكانها بأيّ حركة تحرّك ما قبلها لطول كلمتها، وذلك نحو قوله: {وفى أنفسكم أفلا [النازعات: 21] و} {قل أرءيتكم إن أتئكم
[الأنعام: 40] و} {ءأنذرتهم أم لم تنذرهم [البقرة: 6] و} {ءاباؤهم مّن قبل [هود: 109] و} {أفرءيتم مّا تمنون (58) [الواقعة: 58]} {وما صاحبكم بمجنون (22) [التكوير: 2] و} {وأزوجكم تحبرون [الزخرف: 70] و} {أمهلهم رويدا [الطارق: 17] وما أشبهه.
1118 - فأما الميم في قوله في المائدة:} {فإنّكم غلبون [23]} [2]، وفي المؤمن:
{يوم هم برزون [16]} [3]، وفي المزّمّل: {إليكم رسولا [15]} [4] فساكنة في مذهبه ومذهب قتيبة لأنّ ما بعدها في الثلاثة المواضع ليس برأس آية في عدد الكوفيين، وهو العدد الذي كان الكسائي يعدّه.
1119 - وأما في قوله في البقرة: {لعلّكم تتفكّرون} [5] بعده {فى الدّنيا والأخرة [219، 220]، وفي الأنعام:} {قل لست عليكم بوكيل [66]} [6]، وفي الأعراف:
{كما بدأكم تعودون [29]} [7]، وفي الشعراء: {وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله [92]} [8]، وفي المؤمن: {أين ما كنتم تشركون [73]} [9]، وفي النازعات [33] وعبس [32]: {متعا لّكم ولأنعمكم (33)} [10]، وفي أرأيت {الّذين هم يراءون (6) [6]} [11] فمضمومة في مذهبه في هذه الثمانية، لأن ما بعدها فيها رأس آية في عددهم
__________
(1) من الطريقين: السادس والتسعين، والسابع والتسعين كلاهما بعد الثلاث مائة.
(2) انظر جمال القراء ل 75/ ظ.
(3) انظر جمال القراء ل 79/ و.
(4) انظر جمال القراء ل 80/ ظ.
(5) وفي م (تتقون) بدل (تتفكرون) وهو خطأ. وانظر جمال القراء ل 75/ و.
(6) انظر جمال القراء ل 75/ ظ.
(7) انظر جمال القراء ل 75/ ظ.
(8) انظر جمال القراء ل 77/ ظ.
(9) انظر جمال القراء ل 79/ و.
(10) انظر جمال القراء ل 81/ و.
(11) انظر جمال القراء ل 82/ و.(1/425)
إلّا قوله: {لّكم ولأنعمكم فإن قتيبة يسكّن الميم فيه على أصله. وكذا يضمّ الميم دون نصير في قوله في الكهف:} {وزدناهم هدى [13]} [1]، وفي قوله في طه: {إذ رأيتهم ضلّوا [92]} [2] لأنهما رأسا آية (3) في عدد الكوفيين.
الاختلاف عن أبي عمرو في صلة ميم الجمع
1120 - واختلف عن أبي عمرو أيضا في ضمّ الميم وإسكانها عند الفصل خاصة، فروت الجماعة عن اليزيدي عنه إسكانها عندهنّ ما خلا ابن جبير (4)، فإنه روى عنه أن أبا عمرو يصل الميم بواو في رءوس الآي، مثل {إن كنتم مّؤمنين
[التوبة: 13] و} {هم يوقنون [البقرة: 4] قال: ثم مات على إسكانها، وكان لا يردّ من حرّك. قال ابن جبير: وحدّثنا حجّاج} [5]، قال: كان أبو عمرو يصل أواخر الآيات بواو مثل {إن كنتم مّؤمنين [البقرة: 91] و} {وأنتم تعلمون [البقرة: 22]، ونظائر ذلك، قال: فأخبرت اليزيدي بذلك، فقال: صدق حجّاج، قد كان أبو عمرو يفعل ذلك.
1121 - وقرأ الباقون} [6] بإسكان الميم مع الهمزة وغيرها، في الحشو، وفي الفواصل في جميع القرآن، هذا ما لم يلق الميم ألف وصل بإجماع، وسواء وقع قبلها هاء أو تاء أو كاف إذا تحرّك ما قبل الهاء بالفتح أو الضمّ لا غير في جميع القرآن، وذلك نحو قوله: {يلعنهم الله ويلعنهم الّلعنون [البقرة: 159] و} {قتلهم الله
[التوبة: 30] و} {عنهم ابتغاء رحمة [الإسراء: 28] و} {ومنهم الّذين [التوبة: 61] و} {وأنتم الأعلون [آل عمران: 139] و} عليكم القتال [البقرة: 216] وما أشبهه.
__________
(1) انظر الفرائد الحسان / 42. ولم يذكر السخاوي اختلافا فيها.
(2) انظر جمال القراء ل 77/ و.
(3) سقطت (آية) من م.
(4) من الطريق الثاني والثمانين بعد المائة.
(5) هو حجاج بن محمد الأعور، تقدم.
(6) وهم: ابن عامر وعاصم وحمزة.(1/426)
اختلاف القراء في حركة ميم الجمع وهاء الكناية المكسور ما قبلها
1122 - فإن انكسر ما قبل الهاء [أ] و (1) كان ياء ساكنة نحو قوله: {عن قبلتهم الّتى [البقرة: 142] و} {فى قلوبهم العجل [البقرة: 93] و} {بهم الأسباب [البقرة:
166] و} {عليهم القتال [النساء: 246] و} {عليهم الذّلّة [البقرة: 61] و} {إليهم اثنين
[يس: 14] وما أشبهه اختلفوا في حركة الهاء والميم، فأبو عمرو يكسر الهاء والميم جميعا في حال الوصل. وروى محمد} [2] بن عبد الله الحيري عن الشمّوني عن الأعشى عن أبي بكر أنه يكسر الهاء والميم من عليهم وإليهم خاصة حيث وقعا. وفي قوله في المائدة: {وأكلهم السّحت [63] لا غير، ولم يرو هذا عن الشموني غيره وليس عليه العمل.
1123 - وحمزة والكسائيّ يضمّان الهاء والميم في جميع القرآن، هذا في حال الوصل، فأما الوقف، فإن حمزة يضمّ فيه ما كان من الكلم الثلاث} [3] اللائي يضمّهنّ مع غير الساكن ويكسر الهاء ويسكن الميم فيما عداهنّ. جاء بذلك منصوصا (4) داود عن ابن كيسة عن سليم عنه، والكسائي يكسر الهاء ويسكن الميم فيه في جميع القرآن لأن الذي يضمّان الهاء والميم لأجله وهو الساكن معدوم هناك (5)، وتابعهما على ضمّ الهاء والميم في حال الوصل في موضعين من ذلك خاصّة ابن ذكوان عن ابن عامر من رواية محمد بن موسى (6) الصّوري، وعلي بن الحسن بن الجنيد (7)،
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) من الطريق السادس والخمسين بعد المائتين.
(3) وهن عليهم وإليهم ولديهم.
(4) هو ابن أبي طيبة. وذلك من الطريق الثالث والسبعين بعد الثلاث مائة.
(5) في حال الوقف.
(6) من الطريق السادس بعد المائتين.
(7) في ت، م: (علي بن الحسين وعلي بن الجنيد). وهو خطأ، لأنه لا يوجد في تلاميذ ابن ذكوان من اسمه علي بن الحسين، انظر غاية النهاية 1/ 404.
هذا، وطريق علي بن الحسن بن الجنيد، عن ابن ذكوان خارج عن طرق هذا الكتاب.
وهو علي بن الحسن بن الجنيد، أبو الحسين، روى القراءة عرضا عن ابن ذكوان، روى(1/427)
والتغلبي (1)، وأحمد بن أنس (2) عنه، وهما في الذّاريات {من يومهم الّذى يوعدون
[60] وفي المطففين:} {إلى أهلهم انقلبوا [31] وكذا ذكرهما ابن ذكوان في كتابه، وروى عنه أحمد} [3] بن المعلّى ضمّ الهاء والميم في والذاريات خاصة، ولم يرو ذلك عنه الأخفش، والعمل على روايته.
1124 - حدّثنا (4) الخاقاني، قال: حدّثنا أحمد بن أسامة قال: حدّثنا أبي قال:
حدّثنا يونس قال: أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة {إلى أهلهم انقلبوا برفع الميم، قال يونس: وقال لي ابن كيسة: إذا وصلت في القراءة رفعت الهاء، وإذا وقفت عليها خفضتها.
1125 - قال أبو عمرو: فمن كان مذهبه ضمّ الميم وإلحاقها واوا مع غير الساكن ضمّها مع الساكن على الأصل وحذف صلتها لسكونها وسكون ما بعدها، فضمّتها لازمة على قوله، ومن كان مذهبه إسكان الميم مع غير الساكن ضمّها معه، للساكنين لا غير، فضمّتها عارضة على مذهبه، ومن كان مذهبه ضمّها في موضع وإسكانها في آخر كمذهب ورش وأبي عون عن الحلواني عن قالون، ومذهب قتيبة ونصير عن الكسائي احتمل ضمّها الوجهين جميعا الضمّ على الأصل، وحذف الصلة للساكنين والضمّ لهما، وكلهم يسكنها عند الوقف عليها وانفصالها من الساكن، ولا يجوز رومها ولا إشمامها هناك لذهاب حركتها فيه مع ذهاب صلتها، فتبقى ساكنة محضة السكون والساكن لا يرام ولا يشمّ.
1126 - قال أبو عمرو: فأما قوله:} {ولقد كنتم تمنّون [143] في آل عمران و} {فظلتم تفكّهون [65] في الواقعة على مذهب ابن كثير من رواية أبي ربيعة عن البزّي} [5] في تشديد التاء، فلا يخفّف صلة الميم مع سكون أول المشدّد فيهما لكون
__________
القراءة عنه علي بن عبد العزيز الرازي، قال ابن الجزري: وفي النفس من صحة هذا شيء، بل لا يصح على هذا الوجه. غاية 1/ 529.
(1) من الطريق الخامس بعد المائتين.
(2) من الطريق السابع بعد المائتين.
(3) من الطريق الثامن بعد المائتين.
(4) انظر الطريق / 370. وإسناده صحيح.
(5) وفي م (اليزيدي). وهو خطأ، وانظر النشر 2/ 234، والطرق / 109، 110، 111.(1/428)
التشديد عارضا إذ لا يؤخذ ذلك (1) إلا في حال الوصل لا غير. [فلا] (2) يعتدّ به لذلك في حذف الصلة، وبالله التوفيق.
باب ذكر مذهب أبي عمرو في الإدغام
1127 - اعلم أرشدك الله أن أبا عمرو كان إذا خفّف قراءته ترك الهمزات السواكن، فأدغم الحرف الأول في الحرف الثاني الذي يليه من الحرفين المتماثلين في اللفظ والحرفين المتقاربين في المخرج إذا كانا (3) في كلمتين وتحرّكا معا فيسكّن الأول من المثلين ويدغمه في الثاني ويسكّن الأول من المتقاربين ويقلبه إلى لفظ الثاني ويدغمه، فيصيران في اللفظ حرفا واحدا مشدّدا إلا في أربعة مواضع، فإنه لم يدغم الأول في الثاني.
1128 - فالأول منها: إذا كان الحرف الأول منوّنا، نحو قوله: {من أنصار * رّبّنا [آل عمران: 192و 193] و} {بعذاب بئيس [الأعراف: 165] و} {فدية طعام
[البقرة: 184] و} {كشفت ضرّه [الزمر: 38]} [4]، {ولا نصير * لّقد تّاب الله
[التوبة: 117] وما أشبهه.
1129 - والثاني: إذا كان مشدّدا، نحو قوله:} {وأحلّ لكم [النساء: 24] و} {بالحقّ قالوا [الأنعام: 30] و} {إلى أمّ موسى [القصص: 7] و} {لقد كدتّ تركن [الإسراء:
74]} [5] وما أشبهه.
1130 - والثالث: إذا كان تاء الخطاب أو تاء المتكلم، نحو قوله: {أفأنت تسمع [يونس: 42] و} {أفأنت تكره [يونس: 99] و} {كدتّ تركن} [6] [الإسراء: 74]، و {كنت ترابا [النبأ: 40] و} {خلقت طينا [الإسراء: 61]} {فأكثرت جدلنا [هود:
32] و} {إذ دخلت جنّتك [الكهف: 39] و} {أوتيت سؤلك [طه: 36] و} {وإذا رأيت ثمّ
__________
(1) أي لا يؤخذ بتشديد التاء.
(2) زيادة لا بد منها ليستقيم السياق.
(3) في م (كان). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) قرأ أبو عمرو بتنوين (كاشفات). انظر النشر 2/ 362، السبعة / 562.
(5) تشديد الأولى ناشئ من إدغام الدال فيها.
(6) التاء في (كدت) يمتنع إدغامها لسببين: تشديدها كما سبق، وكونها تاء الخطاب.
} {رأيت [الإنسان: 20] وما أشبهه. وقد أدرج ابن جبير} [1] في هذا الضرب حرفين ليسا منه، وحكي عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أظهرهما، وهما قوله: {الموت تحبسونهما [المائدة: 106] و} {الموت توفّته [الأنعام: 61] وذلك غلط منه لأن تاء الموت أصلية فلا علة} [2] تمنع (3) من إدغامها في مثلها كما منعت منه تاء الخطاب وتاء المتكلم.(1/429)
__________
(6) التاء في (كدت) يمتنع إدغامها لسببين: تشديدها كما سبق، وكونها تاء الخطاب.
{رأيت [الإنسان: 20] وما أشبهه. وقد أدرج ابن جبير} [1] في هذا الضرب حرفين ليسا منه، وحكي عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أظهرهما، وهما قوله: {الموت تحبسونهما [المائدة: 106] و} {الموت توفّته [الأنعام: 61] وذلك غلط منه لأن تاء الموت أصلية فلا علة} [2] تمنع (3) من إدغامها في مثلها كما منعت منه تاء الخطاب وتاء المتكلم.
1131 - والرابع: إذا كان معتلا (4) قليل الحروف، نحو قوله: {ومن يبتغ غير الإسلم [آل عمران: 85] و} {يخل لكم [يوسف: 90]} {وإن يك كذبا [غافر: 28]} {وءات ذا القربى [الإسراء: 26]} {ولتأت طائفة [النساء: 102] و} {لقد جئت شيئا فريّا [مريم: 27] وما أشبهه.
1132 - وقد اختلف أهل الأداء في هذا الضرب من المعتل، فكان ابن مجاهد وأصحابه لا يرون إدغامه لما يلحقه من إعلالين وأكثر إذا أدغم. وكان أبو الحسن بن شنبوذ وأبو بكر محمد بن أحمد بن الداجوني وغيرهما يرون إدغامه من أجل التماثل والتقارب وأنه يستطاع} [5] الإشارة إلى حركته مع الإدغام (6) إن كان مضموما أو مكسورا، وإن (7) كان مفتوحا أجمعوا على إظهاره لخفّة الفتحة وتعذّر الإشارة إليها إذا أدغم، وذلك في نحو قوله: {وما كنت ترجوا [القصص: 86] و} ما كنت تدرى
(1) انظر الطريق / 182.
(2) سقطت (علة) من ت. وفي هامش ت (ل 45/ ظ): فلا علة من إدغامها. نسخة.
(3) سقطت (تمنع) من م.
(4) الذي في النشر أن الاعتلال وحده مانع. قال ابن الجزري في النشر (1/ 279): والمختلف فيه (أي من موانع الإدغام) الجزم، قيل وقلة الحروف، وتوالي الإعلال، ومصيره إلى حرف واحد. اهـ. وكذلك فعل المؤلف في التيسير، فقد جعل الاعتلال وحده مانعا، وقلة الحروف مانعا آخر حكاه ثم رده. انظر التيسير / 21.
(5) في م (يستطاع ع عن). وهو خطأ. والمراد بالإشارة الروم أو الإشمام أو هما معا. انظر النشر 1/ 296.
(6) في م: (مع الإدغام لأنه يكون إما مكسورا وإن كان مفتوحا أجمعوا الخ) وهذه العبارة فيها سقط.
(7) في ت (لأنه) بدل (وإن كان). ولا يستقيم بها السياق.(1/430)
[الشورى: 52] {وما كنت ثاويا [القصص: 45]} {ولم يؤت سعة [البقرة: 247] و} {لّقد جئت شيئا نكرا [الكهف: 74] وما أشبهه.
1133 - فأما قوله:} {ويقوم من ينصرنى [هود: 30]} {ويقوم ما لى أدعوكم
[غافر: 41] فلا أعلم خلافا بينهم في إدغام الميم في الميم} [1]، وقياس ما أصلوه من إظهار المنقوص لما نقص منه موجب الإظهار لأن الياء من آخره قد حذفت بالنداء، ولم يجمعوا على ذلك إلا عن أصل صحيح ورواية ثابتة، والله أعلم.
1134 - وقد روى القاسم (2) بن عبد الوارث عن أبي عمر عن اليزيدي عنه {من أنصار * رّبّنا [آل عمران: 192، 193] بالإدغام، وذلك غير جائز لأن التنوين وإن كان غنّة من الأنف} [3]، فهو حرف فاصل بين المدغم والمدغم فيه، فيمتنع الإدغام لذلك. ولعل (4) ما رواه القاسم من الإدغام في ذلك إنما أراد به إدغام التنوين وإذهاب غنّته في الراء، ولم يرد به إدغام الراء في مثلها، فإن كان أريد به ذلك دون ما ذكرناه فهو قول صحيح مجمع عليه عن أبي عمرو.
1135 - فأما ما عدا هذه المواضع الأربعة من الحرفين المتماثلين والمتقاربين، فإنه يدغم الأول منهما في الثاني في جميع القرآن، ولذلك أحكام أبيّنها، وأصول أشرحها على حسب قدرتي وروايتي إن شاء الله تعالى.
1136 - فأول ما أذكر أحكام المتماثلين ثم المتقاربين، وهما يردان على ضربين:
متصلين في كلمة واحدة، ومنفصلين من كلمتين، وأنا أفرد كلّ ضرب في باب على حدة ليقرب تناوله على المتحفظين ويسهل حفظه على الطالبين، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________
(1) سقطت (في الميم) من م.
(2) من الطريق الثالث والتسعين بعد المائة.
(3) في ت، م: (الألف). وهو خطأ.
(4) كرر ناسخ ت (ولعل ما رواه القاسم من الإدغام). وزاد ناسخ م (ولعل ما وراه القاسم من الإدغام لذلك) مرتين.(1/431)
ذكر الحرفين المتماثلين في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين
[إدغام الحرفين المتماثلين في كلمة]
1137 - اعلم أن أبا عمرو لم يدغم من الحرفين المتماثلين في اللفظ من كلمة إلا موضعين لا غير: قوله في البقرة: {مّناسككم [200] وقوله في المدّثر:} {ما سلككم [42]، وأظهر ما عداهما نحو قوله:} {وجوههم [آل عمران: 106] و} {بأفوههم [آل عمران: 167] و} {ويلههم [الحجر: 3] و} {بشرككم [فاطر: 14] و} {أتحاجّوننا [البقرة: 139] و} {يهدوننا [التغابن: 6] [و} {تدعوننا [إبراهيم: 9]] و} {بأعيننا [هود: 97] و} {يقتلوننى [الأعراف: 150] و} {تدعوننى [غافر: 41] و} {أتعداننى [الأحقاف: 17] وما أشبهه.
1138 - واختلف عن اليزيدي في حرفين من ذلك وهما في التوبة:} {فتكوى بها جباههم [التوبة: 35]. وقوله في الأحقاف [} {أتعداننى]} [1] في النون فيهما وروي عنه غير الإظهار (2)، وعليه العمل.
1139 - وروى (3) شجاع عن أبي عمرو {جباههم و} {وجوههم و} {بأعيننا
بالإدغام.} [4] وقرأت ذلك من طريقه بالإظهار. وقد روى الإدغام {بأعيننا نصّا عن أبي عمرو العباس بن الفضل} [5].
__________
(1) في السياق سقط واضح، وحرف الأحقاف هو قوله (أتعدانني) كما في النشر / 303.
(2) في ت (غيره).
(3) من الطريق الرابع والثمانين بعد المائة.
(4) وطرقه من الخامس والثمانين إلى الحادي والتسعين وكلها بعد المائة.
(5) العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد، أبو الفضل الواقفي، البصري، قاضي الموصل، من أكابر أصحاب أبي عمرو في القراءة، له اختيار في القراءة رواه الهذلي في الكامل، وأما في الحديث فقال في التقريب: متروك. مات سنة ست وثمانين ومائة. غاية 1/ 353، مصرفة 1/ 133، التقريب 1/ 398.
وروايته عن أبي عمرو خارجة عن جامع البيان، وهي في المستنير لابن سوار، والمبهج لسبط الخياط، والكفاية الكبرى لأبي العز، والكامل للهذلي، كما أشار في غاية النهاية 1/ 353.(1/432)
[إدغام الحرفين المتماثلين في كلمتين]
1140 - فأما المثلان إذا كانا من كلمتين، فإنه أدغم الأول في الثاني منهما في جميع القرآن. وسواء سكّن ما قبله أو تحرّك، وذلك نحو قوله: {فيه هدى لّلمتّقين
[البقرة: 2] و} {إنّه هو التّوّاب [البقرة: 37] و} {لعبدته هل تعلم [مريم: 65] و} {وجعلنه هدى [الإسراء: 2] و} {نطبع على [الأعراف: 100] و} {يشفع عنده [البقرة: 255] و} {لا أبرح حتّى [الكهف: 60] و} {فلمّا أفاق قال [الأعراف: 143] و} {من الرّزق قل هى
[الأعراف: 32] و} {نسبّحك كثيرا لا ونذكرك كثيرا (34) إنّك كنت [طه: 3533] و} {أن يأتى يوم [البقرة: 254] و} {ومن خزى يومئذ [هود: 66]} {والأخرة توفّنى [يوسف:
101] و} {الموت توفّته [الأنعام: 61]} {وترى النّاس سكرى [الحج: 2] و} {حيث ثقفتموهم [البقرة: 191]} {ونحن نسبّح [البقرة: 30] و} {شهر رمضان [البقرة: 185] و} {إذا قيل لهم [البقرة: 11] و} {اختلف فيه [البقرة: 213]، و} {لذهب بسمعهم [البقرة:
20] و} {ءادم من رّبّه [البقرة: 37] وما أشبه هذا حيث وقع إلا موضعا واحدا وهو قوله في لقمان:} {فلا يحزنك كفره [لقمان: 23] فإنه لم يدغم الكاف في الكاف فيه لسكون النون قبلها، وكونها مخفاة عندها، فلو أدغمها لوالى بين إعلالين: إخفاء النون وإدغام الكاف، على أن القاسم بن} [1] عبد الوارث قد روى عن أبي عمر، عن اليزيدي عنه: أنه أدغم الكاف في الكاف في ذلك، والعمل والأخذ بخلافه.
[مطلب: يبتغ غير، يخل لكم، آل لوط (2)]
1141 - فأما قوله في آل عمران: {ومن يبتغ غير الإسلم دينا [85]، وقوله في يوسف:} {يخل لكم [9]، وقوله:} {ءال لوط حيث وقع، وقوله في المؤمن:} {وإن يك كذبا [28] فاختلف أهل الأداء في ذلك، فابن مجاهد وابن المنادي وأصحابهما يرون إظهاره للإعلال الذي لحقه، وغيرهم يرون الإدغام للمتماثل، وبالوجهين قرأت ذلك من طريق اليزيدي وشجاع، وبهما آخذ، وأختار الإدغام لكثرة الآخذين به، مع أن أبا عبد الرحمن} [3]، وابن سعدان (4) من رواية الأصبهاني عنه قد
__________
(1) من الطريق الثالث والتسعين بعد المائة.
(2) في هامش ت: (مطلب يبتغ غير، يخل لكم، آل لوط).
(3) ابن اليزيدي. وطريقه السبعون بعد المائة.
(4) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائة.(1/433)
رويا عن اليزيدي نصّا {ومن يبتغ غير مدغما، وقياسه سائر المعتل.
1142 - فأما ما اعتلّ به ابن مجاهد رحمه الله لمنع الإدغام في} {ءال لوط
لقلّة حروف الكلمة} [1]، فليس بصحيح لأنه مجتمع مع غيره على الإدغام في قوله:
{لك كيدا وهو أقلّ حروفا من آل لأنه على حرفين، وآل على ثلاثة أحرف: فاء وعين ولام. وإذا صحّ الإظهار فيه بالنص ولا أعلمه جاء من طريق اليزيدي، وإنما رواه عن أبي عمرو معاذ بن معاذ العنبري} [2] فإنما ذلك من أجل اعتلال عينه بالبدل (3) إذ كانت هاء على قول البصريين، والأصل [46/ و] أهل، وواوا على قول الكوفيين، والأصل أول، فأبدلت الهاء همزة لقرب مخرجيهما وانقلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها، فصار ذلك كسائر المعتل الذي يؤثر الإظهار فيه للتغيّر الذي لحقه لا لقلّة حروف الكلمة، وقد روى الإدغام في ذلك منصوصا عن أبي عمرو، عصمة (4)
ابن عروة الفقيمي.
[واو هو في مثلها]
1143 - واختلفوا أيضا في إدغام الواو من قوله «هو» في مثلها إذا انضم ما قبلها نحو قوله: {هو والّذين ءامنوا [البقرة: 249] و} {إلّا هو والملئكة [آل عمران:
18] و} {إلّا هو وما هى [المدثر: 31]، و} {كأنّه هو وأوتينا العلم [النمل: 42] وما أشبهه، فكان ابن مجاهد وأكثر أصحابه لا يرون الإدغام في ذلك لأن الواو [إذا]} [5]
__________
(1) انظر السبعة / 177.
(2) تقدمت ترجمته، وروايته عن أبي عمرو ليست من روايات هذا الكتاب، وهي من روايات كامل الهذلي، كما أشار في غاية النهاية 2/ 302.
(3) في ت، م: (إذا) ولا تناسب السياق.
(4) عصمة بن عروة، أبو نجيح، البصري، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، وعاصم، وروى حروفا عن أبي بكر بن عياش والأعمش، ذكره ابن حبان في الثقات، وسمى أباه عزرة، وقال أحمد: لا يكتبون عنه، وقال أبو حاتم: مجهول. الجرح والتعديل 7/ 20، غاية 1/ 512، لسان الميزان 4/ 169.
والفقيمي بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء نسبة إلى بني فقيم. الأنساب ل (431/ و).
وروايته عن أبي عمرو ليست من روايات جامع البيان.
(5) زيادة ليستقيم السياق.(1/434)
سكّن للإدغام، فيصير (1) بمنزلة الواو التي هي حرف مدّ ولين في نحو قوله: {ءامنوا وعملوا [البقرة: 25]} {واسمعوا وللكفرين [البقرة: 104] وما أشبهه مما لا يدغم فيه بإجماع لئلا يختلّ مدّها.
1144 - وكان أبو الحسن بن شنبوذ وغيره من الأكابر يرون إدغامها قياسا على إدغام الياء المكسور ما قبلها في نحو:} {نودى يموسى [طه: 11] و} {أن يأتى يوم
[البقرة: 254] وشبههما، وذلك إجماع} [2] فيها من الرواة وأهل الأداء، ولا فرق بين الواو وبين الياء (3)، هذا مع أن تسكينهما (4) للإدغام عارض فلا يعتدّ به، وأصلها الحركة فهما غير حرفي مدّ على الحقيقة وصحّ الإدغام لذلك، ولم يمتنع، وبالوجهين قرأت ذلك، وأختار الإدغام لاطّراده وجريه على قياس نظائره، وقد رواه نصّا عن اليزيدي [ابنه، وابن سعدان، والسوسي، ولم يأت عنه نص] (5) خلاف ما رووه، وكذلك رواه محمد بن غالب عن شجاع عن أبي عمرو.
1145 - فإن سكن ما قبل الواو سواء كان هاء أو غيرها فلا خلاف في إدغام الواو في مثلها، وذلك نحو قوله: {وهو وليّهم [الأنعام: 127]،} {وهو واقع بهم
[الشورى: 22]، و} {خذ العفو وأمر [الاعراف: 199]، و} {من اللهو ومن التّجرة [الجمعة:
11] وما أشبهه.
1146 - وأما قوله في الطلاق:} {والّئى يئسن [الطلاق: 4] على مذهبه ومذهب البزي عن ابن كثير من قراءتي في إبدال الهمزة ياء ساكنة} [6]، فلا يجوز إدغام تلك الياء في التي بعدها من جهتين:
__________
(1) في ت، م: (فيصير). ولا موضع للفاء هنا.
(2) في م (الهاء). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) في ت، م بضمير المفردة في الموضعين، ولا يناسب عجز العبارة.
(4) سقط من ت، م. وفي كامل الهذلي ل (103/ ظ): أدغم ابن اليزيدي، وشجاع، وابن سعدان، والسوسي طريق الداجوني هو والذين، هو والملائكة، فهو وليهم. اهـ. فمن هذا النص أخذت صدر السقط، ومن عبارة للمؤلف مشابهة في الفقرة / 1151أخذت عجز السقط، والله أعلم.
(5) أبو عمرو يسكن هاء (هو) في ثلاثة مواضع: (({فهو وليهم. النحل / 63،} {وهو وليهم، الأنعام / 127،} {وهو واقع بهم، الشورى / 22)): إبراز المعاني / 85. وانظر النشر 1/ 283.
(6) فتقرأ ((} واللاي يئسن)).(1/435)
1147 - إحداهما: أن أصلها الهمزة، وإبدالها وتسكينها عارض، فوجب أن لا يعتدّ بذلك فيها وأن تعامل الهمزة في ذلك وهي مبدلة معاملتها وهي محققة ظاهرة لأنها في النيّة والمراد والتقدير. وإذا وجب ذلك لم يجز إدغام تلك الياء في التي بعدها كما [لا] (1) يجوز إدغام الهمزة فيها، ألا ترى أنهم يقولون: (الرّويا)، و (رويا) (2) فيبدلون الهمزة فيهما واوا خالصة، وبعدها الياء فلا يبدلون تلك الواو ياء، ولا يدغمونها فيها، كما يفعلون ذلك إذا سبقت الواو نحو: {مّقضيا} [3] و {ليّا} [4]
وشبههما لأن تلك الواو (5) في نيّة همزة، فامتنعت من القلب والإدغام كامتناع الهمزة في ذلك، فكذا ما تقدّم سواء.
1148 - والجهة الثانية: أن أصل هذه الكلمة (اللائي) بهمزة بعدها ياء ساكنة كما قرأ الكوفيون وابن عامر، فحذفت الياء من آخرها اختصارا لتطرّفها وانكسار ما قبلها كما قرأ نافع في غير رواية ورش وابن كثير في رواية القواس وابن فليح، ثم سهلت الهمزة لثقلها، وحشوها فأبدلت ياء ساكنة، وذلك على غير قياس، فقد اكتنف هذه الكلمة إعلالان: حذف الياء من آخرها وذهاب نبرتها (6)، فإن أدغمت الياء اكتنفها إعلال ثالث، وذلك خروج من الكلام وعدول من المتعارف في اللغة، فبطل الإدغام (7) لذلك.
1149 - قال أبو عمرو: وإذا أدغم أبو عمرو الهاء التي للضمير الموصولة بياء
__________
(1) زيادة ليستقيم السياق.
(2) في م: (يؤتى). وهو خطأ لأنه يتنافى مع السياق.
(3) أصلها (مقضويا) قلبت الواو ياء لأنها ساكنة وبعدها ياء ثم أدغمت الياء الأولى في الثانية. انظر التبصرة والتذكرة للصميري 2/ 820.
(4) ليّا أصلها (لويا) قلبت الواو ياء، لاجتماعها مع الياء في موضع عين الفعل، والأول منهما ساكن. انظر التبصرة والتذكرة للصميري 2/ 825. هذا، وفي النشر (1ظ 285): (وليا) بدل (ليا). وهو خطأ.
(5) في ت، م (الراء) بدل (الواو). وهو خطأ لأنه لا يناسب السياق.
(6) أي همزتها. والنبرة في باب تسهيل الهمز لها معنى اصطلاحي سيأتي هناك.
(7) قال ابن الجزري في النشر (1/ 285): وكل من وجهي الإظهار والإدغام ظاهر مأخوذ به وبهما قرأت. هذا، وقد ذكر ابن الجزري هاتين الحجتين للإظهار في النشر (1/ 285) بألفاظ جامع البيان دون أن يشير إلى مصدره في ذلك.(1/436)
أو واو في مثلها، نحو قوله: {لعبدته هل تعلم له سميّا [مريم: 65] و} {من فضله هو
[آل عمران: 180] و} {وجاوزه هو [البقرة: 249]} {وإنه هو التوّاب [البقرة: 37] وشبهه حذف صلتها ثم أدغمها، وذلك من حيث كانت تلك الصلة زيادة كثّرت بها الهاء لخفائها} [1]، ألا ترى أنها تحذف عند الوقف لذلك، وكذلك تحذف أيضا عند الإدغام لاشتراكهما في تغيير الحركة وتسكينها. وجائز أن يكون أبو عمرو أخذ في هذه الهاء بلغة من لم يصلها كما قرأ به غير واحد في قوله: {يؤدّه إليك [آل عمران: 75] و} {فألقه [النمل: 28] و} {يرضه لكم [الزمر: 7] وشبهه [46/ ظ]} [2]. فعلى هذا لا يحتاج إلى حذف.
1150 - وقد كان ابن مجاهد يختار ترك الإدغام في هذا الضرب، ويقول: إن شرط الإدغام أن تسقط له الحركة من الحرف الأول لا غير، وإدغام {جاوزه هو
ونظائره يوجب سقوط الواو التي بين الهاءين وإسقاط حركة الهاء، وليس ذلك من شرط الإدغام.
1151 - وقد ذهب إلى ما قاله جماعة من النحويين، وقد بيّنّا فساد ذلك بما أوردناه من الوجهين الدّالين على صحة الإدغام، مع أن محمد بن شجاع} [3] قد رواه نصّا عن اليزيدي عن أبي عمرو في قوله: {إلهه هوئه [الفرقان: 43] ورواه} [4]
العبّاس وعبد الوارث وأبو يزيد (5) عنه، في قوله: إنّه هو التّوّاب [البقرة: 37] ولم يأت عنه نصّ، بخلاف ما رووه. وعلى ذلك أهل الأداء مجمعون.
__________
(1) في م (الحقا بها). وهو خطأ.
(2) انظر اختلاف القراءة في هذه الحروف وأمثالها في السبعة / 208، النشر 1/ 305وما بعدها.
(3) من الطريق الثالث والثمانين بعد المائة.
(4) في ت، م: (العباس بن عبد الوارث). وهو خطأ لأنه اسم ليس له مسمى في تلاميذ أبي عمرو البصري. يضاف إلى ذلك قول الداني في نهاية العبارة (بخلاف ما رووه) فاستعمل ضمير الجماعة. وعباس هو ابن الفضل الواقفي، وعبد الوارث هو ابن سعيد، وأبو زيد هو سعيد بن أوس، وكلهم تقدموا.
(5) في م: (أبو يزيد). وهو خطأ لأنه لا يوجد في تلاميذ أبي عمرو من اسمه أبو يزيد، وإنما هو أبو زيد. انظر غاية النهاية 2/ 375. وفي هامش ت ل (47/ و): أبو زيد هو سعيد بن أوس الأنصاري غاية.(1/437)
1152 - قال أبو عمرو: ومن حروف المعجم تسعة أحرف لم تلق في القرآن أمثالها، وهي الهمزة، والألف، والخاء، والطاء، والظاء، والصاد، والزاي، والضاد، والشين. وما عداها من الحروف وجملته عشرون حرفا فقد التقى بمثله فاعلمه، وبالله التوفيق.
ذكر الحرفين المتقاربين في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين
[المتقاربان في كلمة]
1153 - واعلم أنه لم يدغم من الحرفين [المتقاربين] (1) في المخرج من كلمة إلا القاف في الكاف التي تكون في ضمير الجمع المذكرين، إذا تحرّك ما قبل الكاف (2) لا غير، وذلك نحو قوله: {خلقكم [البقرة: 21] و} {رزقكم [المائدة: 88] و} {صدقكم [آل عمران: 152] و} {واثقكم [المائدة: 7] و} {يخلقكم [الزمر: 6] و} {يرزقكم [يونس: 31] وما أشبهه، فإن سكن ما قبل القاف في ذلك لم يدغمها اكتفاء بخفّة الساكن من خفّة الإدغام، وذلك نحو قوله:} {فوقكم [البقرة: 63] و} {يخلقكم [التوبة: 69] و} {وفي خلقكم [الجاثية: 4] وما أشبهه.
1154 - واختلف عن اليزيدي في ثلاثة أحرف من ذلك وهي قوله:
} {ميثقكم [البقرة: 63] حيث وقع، وقوله:} {مّا خلقكم [28] في لقمان، رواها} [3]
أحمد بن واصل عنه بالإدغام. وقوله: {بورقكم [19]} [4] في الكهف، رواه محمد بن خالد البرمكي (5)، عن أبي عمر، عنه مدغما، وروى ذلك سائر الرواة عنه بالإظهار، وهو القياس وعليه العمل، على أن أبا علي الصوّاف (6) قد روى عن محمد بن غالب
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في ت، م: (الكاف). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) من الطريق السابع والسبعين بعد المائة.
(4) وأبو عمرو يسكن الراء فيها. كما في السبعة / 389، والنشر 2/ 310. قال ابن مجاهد في السبعة / 389: وروى روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو بورقكم مدغمة.
(5) من الطريق السابع والثلاثين بعد المائة.
(6) من الطريق السادس والثمانين، والسابع والثمانين، والثامن والثمانين وكلها بعد المائة.(1/438)
عن شجاع عن أبي عمرو: هذا الضرب حيث وقع [بالإدغام] (1)، وأهل الأداء عن شجاع على خلاف ذلك.
1155 - واختلف أهل الأداء (2) عنه في حرف رابع، وهو قوله في التحريم:
{إن طلّقكنّ [5] فكان ابن مجاهد وعامّة أصحابه يرون فيه الإظهار} [3] لإلزام اليزيدي أبا عمرو إدغامه فدلّ ذلك على أنه رواه عنه مظهرا، لكراهة توالي التشديد في ذلك بالإدغام، وعلى ذلك أهل الأداء عن شجاع. وكان آخرون يرون فيه الإدغام قياسا على نظائره، وبالوجهين قرأته أنا (4)، وأختار الإدغام لأنه قد اجتمع في الكلمة ثقلان، ثقل الجمع وثقل التأنيث، فوجب أن يخفف بالإدغام. على أن العباس بن الفضل (5) قد روى الإدغام في ذلك عن أبي عمرو نصّا.
1156 - فإن وقعت القاف مع الكاف في خطاب الواحد المذكر سواء تحرّك ما قبل القاف أو سكن، لم يدغم القاف في الكاف، وذلك نحو قوله: {الّذى خلقك
[الكهف: 37]} {نرزقك [طه: 132] و} {إلى عنقك [الإسراء: 29] وما أشبهه.
[الحرفان المتقاربان من كلمتين]
1157 - فأما المتقاربان إذا كانا من كلمتين، فأدغم منهما ستة عشر حرفا لا غير وهي: الحاء، والقاف، والكاف، والجيم، والشين، والضاد، والسين، والدال، والتاء، والذال، والثاء، والراء، واللام، والنون، والميم، والباء} [6]. وقد جمعت هذه الحروف في كلام مفهوم، وهو «سنشدّ حجّتك بذل رضّ قثم» (7). وأظهر ما عداها من المتقاربة.
__________
(1) زيادة لا بد منها ليستقيم، فرواية الإظهار عن أبي عمرو هي السائرة الشائعة، ولم يذكر ابن الجزري في إظهار هذه الحروف خلافا. النشر 1/ 286.
(2) اليزيدي.
(3) الذي في السبعة المطبوع / 118، الإدغام في (طلقكن) قولا واحدا. وهذا مما يزيد الشك في صحة نسبة الأوراق المتعلقة بالإدغام إلى سبعة ابن مجاهد. انظر رسالتي في الماجستير العنوان في القراءات السبع لأبي الطاهر إسماعيل بن خلف تحقيق ودراسة ص / 184.
(4) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 286) من قول الداني.
(5) تقدم في الفقرة / 1139أن روايته عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان.
(6) في ت، م (الفاء). وهو خطأ. انظر الفقرة / 1208.
(7) في التيسير / 22: وقد جمعتها في كلام مفهوم ليحفظ. وضمنها ابن الجزري نظم طيبة(1/439)
[إدغام الحاء]
1158 - فأما الحاء فكان يدغمها في العين في قوله: {فمن زحزح عن النّار
[185] في آل عمران لا غير. روى ذلك منصوصا فيه عن اليزيدي ابنه [أبو]} [1] عبد الرحمن، وبذلك قرأت، فأما ما عدا هذا الموضع فإنه أظهره سواء كان قبل الحاء كسرة، أو ياء، أو غيرهما، وذلك نحو قوله: {وما ذبح على النّصب [المائدة: 3] و} {لا يصلح عمل المفسدين [يونس: 81] و} {الرّيح عاصفة [الأنبياء: 81] و} {فلا جناح عليك
[الأحزاب: 33] و} {لّا جناح عليكم [البقرة: 234] و} {لّا جناح عليهنّ [الأحزاب: 55]، وما أشبهه، إلا حرفين من ذلك، وهما قوله} {المسيح عيسى ابن مريم [المائدة: 17]} [2]، و {فلا جناح عليهما [البقرة: 230] حيث وقعا. فإن القاسم ابن عبد الوارث} [3] روى عن أبي عمر عن اليزيدي الإدغام فيهما. والعمل على الإظهار [47/ و] ويقوّيه انعقاد الإجماع على [إظهار] (4) الحاء الساكنة التي إدغامها آكد من المتحركة عند العين في قوله: {فاصفح عنهم [الزخرف: 89]} [5]. وحكى اليزيدي عن أبي عمرو أن من العرب من يدغم الحاء في العين، قال: وكان لا يرى ذلك (6).
__________
النشر فقال: رض سنشدّ حجتك بذل قثم. وبذل اسم. انظر لسان العرب 13/ 53.
وكذلك قثم، والقثم المجتمع الخلق وقيل الجموع للخير، وبه سمي الرجل قثم. انظر لسان العرب 15/ 360.
(1) سقطت (أبو) من ت، م، وليس لليزيدي ولد اسمه عبد الرحمن. إنما هو أبو عبد الرحمن واسمه عبد الله، وانظر أسماء أولاد اليزيدي وأحفاده الذين رووا عنه في غاية النهاية 2/ 375، وانظر النشر 1/ 290، والطريق / 170.
(2) وسقطت (عيسى) من م.
(3) من الطريق الثالث والتسعين بعد المائة.
(4) زيادة من النشر 1/ 291.
(5) نقل ابن الجزري في النشر (1/ 291) هذا النص، في استثناء هذين الحرفين، وزاد في رواية القاسم حرفا ثالثا وهو (الريح عاصفة). ثم وجدت هذه الثلاثة يرويها عن القاسم الهذلي في الكامل ل (103/ و).
(6) قال ابن الجزري في النشر (1/ 260): معناه أنه لا يرى ذلك قياسا بل يقصره على السماع.(1/440)
إدغام القاف
1159 - وأمّا القاف فكان يدغمها في الكاف إذا تحرّك ما قبلها، وذلك نحو قوله: {وخلق كلّ شىء [الفرقان: 2] و} {خلق كلّ شىء [الأنعام: 102] و} {ينفق كيف يشاء [المائدة: 64] و} {أنطق كلّ شىء [فصلت: 21] و} {يفرق كلّ أمر [الدخان:
4] وما أشبهه، فإن سكن ما قبل القاف لم يدغمها، وذلك في قوله:} {وفوق كلّ ذى علم [يوسف: 76].
إدغام الكاف
1160 - وأما الكاف فكان يدغمها في القاف إذا تحرّك ما قبلها أيضا لا غير، وذلك نحو قوله:} {ونقدّس لك قال [البقرة: 30]} {وكان ربّك قديرا [الفرقان:
54] و} {كذلك قال ربّك [مريم: 9] و} {من عندك قالوا [النساء: 78] و} {لأقتلنّك قال [المائدة: 27] و} {لّك قصورا [الفرقان: 10] وما أشبهه، فإن سكن ما قبل الكاف لم يدغمها أيضا لخفّة السّاكن، وذلك نحو قوله:} {إليك قال، و} {فلا يحزنك قولهم [يس: 76] و} {وتركوك قائما [الجمعة: 11] و} {عليك قولا ثقيلا
[المزمل: 5] وما أشبهه.
واختلف عن اليزيدي في موضع واحد من ذلك، وهو قوله في الأعراف:} {أنظر إليك قال [الأعراف: 143] فرواه ابن جبير} [1] عنه مدغما، وليس العمل على ذلك.
إدغام الجيم
1161 - وأما الجيم، فكان يدغمها في حرفين في التاء في سأل سائل قوله:
{ذى المعارج * تعرج [4] وفي الشين في قوله:} {شطئه [الفتح: 29] لا غير.
وإدغامهما} [2] في التاء قبيح لتباعد ما بينهما في المخرج إلا أن ذلك جائز لكونها من مخرج الشين، والشين لتفشّيها تتصل بمخرج التاء، فأجري لها حكمها فأدغمت في التاء لذلك، وجاء بذلك نصّا عن اليزيدي ابنه [أبو] (3) عبد الرحمن وسائر أصحابه،
__________
(1) من الطريق الثاني والثمانين بعد المائة.
(2) الجيم، ومن هنا إلى قوله والتاء في الجيم نقله ابن الجزري في النشر 1/ 290.
(3) سقط من ت، م، واسمه عبد الله، كما تقدم. وسيأتي اسمه صحيحا في الفقرة التالية.(1/441)
فقالوا عنه: كان يدغم الجيم في التاء والتاء في الجيم، وجاء به نصّا عن شجاع محمد ابن غالب.
1162 - فأما قوله: {وأخرج ضحاها [النازعات: 29] و} {مخرج صدق [الإسراء: 80] فرواهما ابن شنبوذ} [1] عن أصحابه عن أبي عبد الرحمن، وابن سعدان (2) عن اليزيدي مدغمين، ورواهما سائر أهل الأداء مظهرين، وذلك الوجه، وبه قرأت.
إدغام الشين
1163 - وأما الشين فكان يدغمها في السّين في قوله: {إلى ذى العرش سبيلا
[الإسراء: 42] لا غير، روى ذلك عن اليزيدي منصوصا ابنه عبد الله، وبذلك قرأت من طريق اليزيدي وشجاع، وروى عنه غيره ذلك بالإظهار، من أجل التفشّي الذي في الشين، والإدغام لا يمتنع لأجل صفير السّين، وهو زيادة صوت كالتفشّي، وما تكافأ في المنزلة من الحروف المتقاربة فإدغامه جائز، وما زاد صوته منها فإدغامه ممتنع للإخلال الذي يلحقه} [3]، وإدغام الأنقص صوتا في الأزيد جائز مختار لخروجه من حال الضعف إلى حال القوة.
إدغام الضاد
1164 - وأما الضاد، فكان يدغمها في الشين في قوله في النور {لبعض شأنهم [النور: 62] لا غير} [4]، روى ذلك منصوصا عن اليزيدي أبو شعيب السّوسي (5)، ولم يروه غيره، وبذلك قرأت. وبلغني عن ابن مجاهد أنه كان لا يمكن من إدغامها إلا حاذقا، وقياس ذلك قوله في النحل [73] {والأرض شيئا ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إظهاره} [6]، ولا فرق بينهما إلا الجمع بين اللغتين مع
__________
(1) طريق ابن شنبوذ عن أصحابه عن أبي عبد الرحمن بن اليزيدي لم يتقدم في أسانيد طرق الكتاب فهو خارج عن طرق جامع البيان.
(2) من الطريقين: الثمانين والحادي والثمانين كلاهما بعد المائة.
(3) في ت، م بعد قوله (يلحقه) زيادة (معا). وهذا النص في النشر (1/ 279) من قوله (ما تكفأ في المنزلة) إلى نهاية الفقرة بدون زيادة (معا). ولا معنى لهذه الزيادة، فهي خطأ.
(4) من هنا إلى قوله (دون الأثر) نقله ابن الجزري من قول الداني. انظر النشر 1/ 293.
(5) كذا في الكامل ل (103/ و).
(6) روى الهذلي في الكامل عن أبي شعيب إدغامه. انظر الكامل ل (103/ و).(1/442)
الإعلام بأن القراءة ليست بالقياس دون الأثر (1). فأما قوله في عبس: {ثمّ شققنا الأرض شقّا [26] فمظهر بلا خلاف} [2] لخفّة فتحة الضاد.
1165 - فأما الضاد إذا لقيت ذالا نحو قوله: {مّلء الأرض ذهبا [آل عمران:
91] و} {ببعض ذنوبهم [المائدة: 49] و} {من الأرض ذلك [المائدة: 37] و} {والأرض ذات الصّدع [الطارق: 12] وما أشبهه حيث وقع، فالرواة مجمعون عن اليزيدي على الإظهار لزيادة صوت الضّاد، ما خلا القاسم بن عبد الوارث} [3]، فإنه روى عن أبي عمر عنه: أنه أدغم ذلك.
وروى ابن جبير (4) عنه {الأرض ذلولا [15] في الملك مدغما، لم يذكره غيره.
وقال في كتاب الخمسة: أكثر ما سبق إلى قلبي أني قرأت عليه} {لبعض شأنهم
[النور: 62]} {الأرض ذلولا بالإدغام.
1166 - وحكى ابن شنبوذ} [5] عن قراءته على أصحابه عن أبي عبد الرحمن وابن سعدان جميعا عن اليزيدي: إدغام الضاد في الذال والجيم والزاي، وكذلك روى ابن المنادي (6) عن الصوّاف [47/ ظ] عن ابن غالب، عن شجاع، وذلك نحو {من الأرض ذلك [المائدة: 33] و} {والأرض جعل [الشورى: 11] و} الأرض زلزالها
[الزلزلة: 1] وشبهه والعمل في ذلك من الطريقين على الإظهار.
__________
(1) ذكر ابن الجزري فرقا بينهما في النشر (1/ 293). فانظر رأيه هناك.
(2) أي من طرق هذا الكتاب وإلا فقد ورد الإدغام من غير طرق جامع البيان. قال ابن الجزري في النشر (1/ 293): قد انفرد القاضي أبو العلاء عن ابن حبش عن السوسي بإدغامه، وتابعه الأدمي عن صاحبه. اهـ.
(3) من الطريق الثالث والتسعين بعد المائة.
(4) من الطريق الثاني والثمانين بعد المائة.
(5) تقدم في الفقرة / 1162أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) طريق أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، عن الحسن بن الحسين الصواف، عن محمد بن غالب الأنماطي، عن شجاع بن أبي نصر لم يتقدم في طرق الكتاب فهو خارج عن طرق جامع البيان.(1/443)
إدغام السين
1167 - وأما السّين: فكان يدغمها في الزاي في قوله في كوّرت: {وإذا النّفوس زوّجت [7] لا غير، وفي الشين بخلاف عنه في قوله في مريم:} {واشتعل الرّأس شيبا [4] لا غير. روى الإدغام في ذلك عن اليزيدي} [1] ابنه عبد الله، وبذلك قرأت، وعليه (2) أكثر أهل الأداء عن اليزيدي، وعن شجاع. [و] (3) بلغني عن ابن مجاهد أنه (4) كان يخيّر في ذلك بين الإظهار والإدغام. قال أحمد بن نصر أخذه عليّ ابن مجاهد أولا بالإظهار وآخرا بالإدغام.
1168 - فأما في قوله في يونس: {لا يظلم النّاس شيئا [44] فلا أعلم خلافا في إظهاره في نصّ ولا أداء لخفّة الفتحة، وكذلك لا خلاف في إظهار السين عند الضاد والظاء والتاء في قوله:} {يأيّها النّاس ضرب مثل [الحج: 73] و} {بالواد المقدّس طوى [طه: 12] و} {بروح القدس تكلّم [البقرة: 87] لئلا يذهب صفير السين بالإدغام.
إدغام الدال
1169 - وأما الدال، فكان يدغمها بأيّ حركة تحرّكت إذا تحرّك ما قبلها في خمسة أحرف: في التاء في قوله في البقرة:} {فى المسجد تلك حدود الله [187] لا غير. وفي الذال في قوله في المائدة:} {والقلئد ذلك [97] لا غير. وفي السين في قوله في المؤمنون:} {عدد سنين [112] لا غير} [5]. وفي الشين في قوله في يوسف [26] والأحقاف [10]: و {وشهد شاهد لا غير. وفي الصاد في قوله في يوسف:
} {نفقد صواع الملك [72]. وفي القمر:} {مقعد صدق [55] لا غير.
1170 - فإن سكن ما قبلها وتحرّكت هي بالضم أو الكسر لا غير أدغمها في تسعة أحرف: في التاء في الموضعين في المائدة} من الصّيد تناله [94]، وفي الملك
__________
(1) في م، (اليزيدي عن ابنه) وهو خطأ.
(2) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 292) من قول الداني.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) في م (وأنه). ولا موضع للواو هنا.
(5) في م (المؤمن) وهو خطأ. الآية / 112.(1/444)
{تكاد تميّز [8] لا غير، وفي الذال نحو قوله:} {مّن بعد ذلك [البقرة: 52] و} {المرفود ذلك [هود: 99، 100]، و} {مّن أثر السّجود ذلك [الفتح: 29] و} {الودود ذو العرش [البروج: 14، 15] وما أشبهه. وفي الظاء في ثلاثة مواضع: في آل عمران [108] والمؤمن [31]:} {يريد ظلما وفي المائدة:} {من بعد ظلمه [39] لا غير. وفي الثاء في موضعين في النساء:} {يريد ثواب الدّنيا [134]، وفي سبحان} {لمن نّريد ثمّ جعلنا [18] لا غير، وفي الزاي في موضعين أيضا: في الكهف:} {تريد زينة الحيوة الدّنيا [28]، وفي النور:} {يكاد زيتها يضىء [35] لا غير. وفي السين في موضعين:
في إبراهيم:} {فى الأصفاد سرابيلهم [50]، وفي النور:} {يكاد سنا برقه [43] لا غير} [1]، وفي الصّاد في موضعين: في مريم: {فى المهد صبيّا [12و 29]، وفي النور:} {ومن بعد صلوة العشاء [58] لا غير، وفي الضاد في ثلاثة مواضع: في يونس [21] وفصّلت [50]:} {بعد ضرّاء، وفي الروم:} {من بعد ضعف [الروم: 54] لا غير} [2]. وفي الجيم في موضعين: في البقرة: {وقتل داود جالوت [251]، وفي فصّلت:} {دار الخلد جزاء [28] لا غير.
1171 - وقد كان ابن مجاهد لا يرى الإدغام في قوله:} {دار الخلد جزاء لأن الساكن قبل الدال فيه غير حرف مدّ ولين، فامتنع الإدغام لأنه يلتقي} [3] ساكنان معه في ذلك، وكان غير ابن مجاهد من أهل الأداء يرى الإدغام فيه لقوة حركة الدال (4)
ولأن الإشارة إليها متمكّنة (5)، وبذلك قرأت وبه كان يأخذ ابن شنبوذ وابن المنادي وغيرهما من أهل الأداء، ولا فرق بين هذا الحرف وسائر ما تقدم من نظائره مما قبل الدال فيه ساكن غير حرف مدّ ولين (6)، وفي امتناع الإدغام لأجل الساكنين، وفي جوازه لقوّة حركة الدال.
__________
(1) قال ابن الجزري في النشر (1/ 291): ولم يذكر الداني (كيد ساحر) بل تركه سهوا.
(2) أبو عمرو يضم الضاد. انظر النشر 2/ 345، السبعة / 508.
(3) في م (يكتفي). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في م (جرة) بدل الحركة.
(5) كذا في ت، م، والمراد بالإشارة هنا الإخفاء، وهو الروم، ويعبر عنه بالاختلاس. انظر النشر 1/ 299. وسيأتي بيانه في الفقرة التالية.
(6) في ت، م: (وفي). وزيادة الواو خطأ لأنها تؤدي إلى اضطراب السياق.(1/445)
1172 - وهذا الضرب من المدغم عند أكثر النحويين والقرّاء ليس بإدغام محض لسكون ما قبل المدغم فيه سكونا جامدا (1)، وحقيقته عندهم أن يكون إخفاء (2) لأن الحركة في المخفاة لا تذهب رأسا، وإنما يضعف الصوت بها (ولا أتم) (3) فخف بعض الخفّة، ويمنع من التقاء الساكنين. وقد أجاز الإدغام الخالص في ذلك جماعة منهم، وسوّغوا التقاء الساكنين فيه وذلك من حيث ورد السماع به عن العرب، في نحو قوله:
{شهر رمضان [البقرة: 185]} [4]، وكان الحرفان في الإدغام لارتفاع اللسان بهما ارتفاعة واحدة بمنزلة حرف واحد متحرّك، فكان الساكن الأول لذلك قد ولي متحرّكا، وقد قرأت [48/ و] أنا بالمذهبين جميعا، والإخفاء أوجه وأكثر.
1173 - فإن كان الساكن الواقع قبل الحرف المدغم، حرف مدّ ولين، أو حرف لين فقط وهو أن ينفتح ما قبل الياء والواو فلا خلاف في جواز الإدغام لأنه يزاد في مدّ الصوت لأجله، فيتميّز بذلك الساكنان أحدهما من الآخر، ولا يلتقيان، وذلك نحو قوله: {وقال لهم [البقرة: 247]، و} {قال ربّك [البقرة: 30] و} {إذا قيل لهم
[البقرة: 110] و} {البصير له [الشورى: 11، 12] و} {يقول له [البقرة: 117] و} {المرفود ذلك [هود 99، 100] و} {مّصيبة الموت تحبسونهما [المائدة: 106] و} {من قوم موسى
[الأعراف: 159] و} {فلا كيل لكم [يوسف: 60] و} {الّيل لتسكنوا [يونس: 67] وما أشبهه.
1174 - فإن تحرّكت الدال بالفتح وسكّن ما قبلها لم يدغمها في الحروف المتقدمة لخفّة الفتحة والساكن، وذلك نحو قوله:} {داود زبورا [النساء: 163] و} {أراد شكورا [الفرقان: 62] و} {بعد ذلك [البقرة: 52]} [5]، و {بعد ضرّاء مسّته [هود:
10]} [6]، و {بعد ظلمه [المائدة: 39] و} {بعد ثبوتها [النحل: 94] و} داود وسليمن
__________
(1) أي ليس حرف لين.
(2) أي روما.
(3) كذا في ت، م.
(4) قال ابن الجزري في النشر (2/ 236): وحكى النحويون الكوفيون سماعا من العرب (شهر رمضان) مدغما. وحكى ذلك سيبويه في الشعر. اهـ.
(5) وفي ت، م: (من بعد) وهو خطأ لعدم اتساقه مع السياق.
(6) وسقطت (بعد) من م. ولا بد من إثباتها.(1/446)
[الأنعام: 84] وما أشبهه (1)، إلا مع التاء وحدها في موضعين لا غير: في التوبة: {من بعد ما كاد يزيغ [117]} [2]، وفي النحل {بعد توكيدها [91] فإنه أدغم الدال في التاء فيهما خاصة} [3] لكونهما من مخرج واحد، فكأنهما متماثلان، والإدغام في الحرف الذي في التوبة أقوى لأن الساكن فيه ألف وهي في نيّة حركة.
1175 - وقد اختلف أصحاب اليزيدي عنه في خمسة أحرف من هذا الضرب (4): فروى القاسم بن عبد الوارث عن أبي عمر عنه عن أبي عمرو أنه أدغم [{داود زبورا في النساء [163]، و} {لداود سليمن في ص [30]. وروى هارون} [5]
وأبو عبد الرحمن عنه (6)، عن أبي عمرو أنه أدغم] {داود ذا الأيد [17] في ص.
وروى محمد بن سعدان} [7]، وأحمد بن جبير عنه (8)، عن أبي عمرو: أنه أدغم {فمن تولّى بعد ذلك [آل عمران: 82] حسب} [9]، و {بعد ضرّاء مسّته [يونس: 21] وليس العمل على ما رواه في ذلك} [10]، على [أن] (11) ابن المنادي روى (12) أداء عن اليزيدي، وعن ابن غالب عن شجاع: جميع ذلك بالإدغام، وزاد حرفا سادسا وهو
__________
(1) وفي ت، م: (داود وسليمان)، وهو خطأ، وليس بين المواضع التي ذكر فيها داود وسليمان ما يناسب أن يذكر هنا إلا الآية التي أثبتها.
(2) وقرأ أبو عمرو (تزيغ) بالتاء. انظر النشر 2/ 281، السبعة / 319.
(3) في م (ولا تناسب المقام. وفي هامش ت ل (48/ ظ): خالصة نسخة.
(4) من الطريق الثالث والتسعين بعد المائة.
(5) لم أجده في تلاميذ اليزيدي، وروى الهذلي في الكامل إدغام هذا الحرف عن ابن اليزيدي وابن سعدان وقاسم. انظر الكامل ل (103/ و). فلم يذكر هارون.
(6) هو عبد الله بن اليزيدي.
(7) من الطريقين الثمانين والحادي والثمانين كلاهما بعد المائة.
(8) من الطريق الثاني والثمانين بعد المائة.
(9) في م (حيث) وهو تصحيف.
(10) في ت، م: (رواه). ولا يناسب المقام.
(11) زيادة يقتضيها السياق.
(12) في ت، م: (فروى). ولا موضع للفاء هنا. وطرق ابن المنادي عن اليزيدي هي من الطريق الثاني والستين بعد المائة إلى الخامس والستين بعد المائة على التوالي. وأما روايته عن الصواف عن محمد بن غالب الأنماطي عن شجاع بن أبي نصر فتقدم في الفقرة / 1166. أنها خارجة عن طرق جامع البيان.(1/447)
قوله: {داود شكرا [سبأ: 13] وقياسه} {أو أراد شكورا [الفرقان: 62]، وبالإظهار قرأت ذلك كله من الطريقين} [1].
إدغام التاء
1176 - وأما التاء فكان يدغمها ما لم يكن اسم المخاطب في عشرة أحرف:
في الطاء في ثلاثة مواضع، في هود: {وأقم الصّلوة طرفى النّهار [114]، وفي الرعد:} {وعملوا الصّلحت طوبى لهم [29]، وفي النحل:} {الملئكة طيّبين [32] لا غير. فأما قوله في النساء:} {بيّت طائفة [81] فإنه يدغم التاء في الطاء فيه في الإدغام والإظهار جميعا، [ولم يدغم من الحروف المتحركة إذا قرأ بالإظهار غيره]} [2]، وإنما يدغم الحروف السواكن خاصة. فأما قوله في سبحان: {لمن خلقت طينا [الإسراء: 61] فلا خلاف في إظهاره لأن التاء للخطاب.
1177 - وأما قوله في النساء:} {ولتأت طائفة [102] فاختلف أهل الأداء فيه، فابن مجاهد وابن المنادي يريان إظهاره لأنه معتلّ الآخر، وغيرهما يرى إدغامه لقوة كسرة التاء، وبالوجهين قرأت ذلك. وقد أتى بالإظهار منصوصا فيه عن اليزيدي أحمد ابن جبير.
1178 - وحدّثني} [3] فارس بن أحمد قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن عن زيد ابن علي أنه سمع ابن مجاهد سنة ثلاثمائة يقرئ {ولتأت طائفة [آل عمران: 102] و} {يخل لكم [يوسف: 9] بالإدغام. وكذلك سائر المنقوص، قال: ثم رجع إلى الإظهار في آخر عمره. قال أبو عمرو: وبذلك حدّثنا عنه محمد بن أحمد في كتاب السبعة، وعليه عامّة أصحابه} [4].
1179 - وفي الثاء نحو قوله: {بالبيّنت ثمّ [البقرة: 92]} {والنّبوّة ثمّ [آل عمران: 79] و} ذائقة الموت ثمّ [العنكبوت: 57] وما أشبهه. وقد اختلف عن اليزيدي
__________
(1) طريقي اليزيدي وشجاع عن أبي عمرو.
(2) نقله ابن الجزري في النشر (1/ 289) من قول الداني.
(3) الإسناد صحيح.
(4) ليس في السبعة المطبوعة النص على هذين الحرفين، ولكن فيه النص على غيرهما مع تعليل الإظهار بالنقص. انظر السبعة / 117.(1/448)
في موضعين من ذلك: أحدهما: في البقرة [83] {وءاتوا الزّكوة ثمّ} [1]، والثاني في الجمعة: {حمّلوا التّورئة ثمّ [5] فروى عنه ابن جبير ومحمد بن رومي} [2]، والقاسم ابن عبد الوارث عن أبي عمرو عنه: الإدغام فيهما لأجل التقارب، وبذلك قرأت.
وروى اليزيدي (3) عنه الإظهار فيهما لخفّة الألف والفتحة، وهو اختيار ابن مجاهد وأصحابه.
1180 - فأما قوله في القصص: {وما كنت ثاويا [5] وفي الإنسان:} {وإذا رأيت ثمّ [20] فمظهران لأن التاء فيهما للخطاب، وقد حذفت من الأول عينه فاجتمع فيه علّتان، على أن ابن شنبوذ قد كان يأخذ بإدغام الحرف الذي في الإنسان، وذلك مخالفة لمذهب أبي عمرو المتفق عليه.
1181 - وفي الجيم نحو قوله:} {الصّلحت جنّت [إبراهيم: 23] و} {الصّلحت جناح [المائدة: 91] و} {مائة جلدة [النور: 3] و} {من ورثة جنّة النّعيم [الشعراء: 85] و} {فلله العزّة جميعا [فاطر: 10] وما أشبهه، وسواء كانت التاء أصلية، أو كانت زائدة للتأنيث، مرسومة هاء على نيّة الوقف.
1182 - فأما قوله في هود:} {فأكثرت جدلنا [هود: 32]، وقوله في الكهف:
} {إذ دخلت جنّتك [39] فلا خلاف في إظهارهما لأن التاء للخطاب. وقد كان ابن شنبوذ فيما بلغني يأخذ بإدغامها، وذلك خلاف لأصل أبي عمرو المجتمع عليه.
1183 - وفي الزاي ثلاثة مواضع: في النمل:} {بالأخرة زيّنّا [4]، وفي الصّافّات:
} {فالزّجرت زجرا (2) [2]، وفي الزّمر:} {إلى الجنّة زمرا [73] لا غير.
1184 - وفي السين} {الصّلحت سندخلهم [النساء: 57] و} {السّحرة سجدين
[الأعراف: 120] و} {بالسّاعة سعيرا [الفرقان: 11] وما أشبهه. وأما قوله في طه:} {قد أوتيت سؤلك [36] و} {فلبثت سنين [40] فلم يدغم التاء فيهما لأنها للخطاب، ولأنها أيضا مشدّدة في} فلبثت لإدغام الثاء فيها.
__________
(1) في هامش ت ل (48/ ظ) مطلب إدغام التوراة ثم، وآتوا الزكاة ثم.
(2) محمد بن عمر بن عبد الله بن رومي، تقدم وطريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(3) سقطت (ابن) من م. وقال ابن الجزري في النشر (1/ 288): وهي رواية أولاد اليزيدي عنه.(1/449)
1185 - وفي الصّاد في ثلاثة مواضع في: {والصّفّت صفّا (1) [الصافات: 1]، وفي النبأ:} {والملئكة صفّا [38]، وفي العاديات:} {فالمغيرات صبحا (3) [2] لا غير.
1186 - وفي الظاء في قوله في النساء [97] والنحل [28]} {الملئكة ظالمى
لا غير.
1187 - وفي الذال نحو قوله:} {عذاب الأخرة ذلك [هود: 103] و} {رفيع الدّرجت ذو العرش [غافر: 15] و} {والذّريت ذروا (1) [الذاريات: 1] و} {فالتّليت ذكرا (3) [الصافات: 3] و} {فالملقيت ذكرا (5) [المرسلات: 5] وما أشبهه. فأما قوله في سبحان [26] والروم [38] و} {وءات ذا القربى حقّه} [1] فابن مجاهد وابن المنادي لا يريان الإدغام فيه لقلّة حروف الكلمة واعتلال آخرها. وأبو الحسن بن شنبوذ وأبو بكر الداجوني (2) وغيرهما من أهل الأداء يرون الإدغام فيه لقوة كسرة التاء، وبالوجهين قرأته.
1188 - وفي الضاد في موضع واحد وهو قوله: {والعديت ضبحا (1) [العاديات: 1] لا غير.
1189 - وفي الشين في ثلاثة مواضع: في الحج:} {إنّ زلزلة السّاعة شىء
[1]. وفي النور في قوله:} {بأربعة شهداء [4و 13] في الموضعين لا غير. فأما قوله في الكهف:} {لقد جئت شيئا إمرا [71] و} {لّقد جئت شيئا نكرا [74] فلا خلاف في إظهار التاء فيهما لأنهما للخطاب وهي مفتوحة.
1190 - واختلف أهل الأداء في قوله في مريم:} {لقد جئت شيئا فريّا [27] وأكثرهم لا يرون الإدغام لأنه منقوص العين. ورأى الآخرون منهم [الإدغام]} [3]
لقوة كسرة التاء، وبالوجهين قرأته.
__________
(1) لكن حرف الروم ((فآت)) بالفاء.
(2) طريق محمد بن أحمد بن عمر الداجوني في قراءة أبي عمرو خارج عن طرق جامع البيان.
(3) زيادة يقتضيها السياق.(1/450)
إدغام الذال
1191 - فأما الذال فكان يدغمها في حرفين لا غير في السين من قوله: {واتّخذ سبيله [الكهف: 63]} [1]، في موضعي الكهف لا غير (2). وفي الصاد في قوله في الجنّ: {ما اتّخذ صحبة [3] لا غير.
إدغام الثاء
1192 - وأما الثاء فكان يدغمها في خمسة أحرف: في الذال في قوله في آل عمران:} {والحرث ذلك [14] لا غير. وفي التاء في موضعين: في الحجر:
} {حيث تؤمرون [65]، وفي النجم:} {الحديث تعجبون [59] لا غير. وفي الشين في خمسة مواضع: في البقرة [35، 58] والأعراف [19]:} {حيث شئتما و} {حيث شئتم، وفي المرسلات:} {ثلث شعب [30] لا غير، وفي السين في أربعة مواضع:
في النمل:} {وورث سليمن داود [16]، وفي الطلاق:} {من حيث سكنتم [6]، وفي نون والقلم} {الحديث سنستدرجهم [44]، وفي المعارج} {من الأجداث سراعا [43] لا غير، وفي الضّاد في موضع واحد وهو قوله في الذاريات:} {حديث ضيف إبراهيم
[24] لا غير.
إدغام الراء
1193 - وأما الراء فكان يدغمها في اللام إذا تحرّك ما قبلها بأيّ حركة تحرّكت هي من فتح أو كسر أو ضم، وذلك نحو قوله:} {سخّر لكم [إبراهيم: 32] و} {سخّر لنا [الزخرف: 13] و} {حتّى تفجر لنا [الإسراء: 90] و} {إلها ءاخر لا برهن له به
[المؤمنون: 117] و} {مواخر لتبتغوا [النحل: 14] و} {إلى أرذل العمر لكى لا [النحل: 16] و} {يغفر لمن يشاء [آل عمران: 129] و} {هنّ أطهر لكم [هود: 78] و} {ويقدر له
[سبأ: 39] وما أشبهه.
1194 - فإن سكن ما قبلها راعى حركتها، فإن كانت ضمّا أو كسرا أدغمها لقوة الضمّ والكسر، فالمضمومة نحو قوله:} {الأنهر له [البقرة: 66] و} {المصير لا يكلّف
__________
(1) لكن حرف الآية / 61 (فاتخذ) بالفاء.
(2) سقط من م.
} {الله [البقرة: 285، 286] و} النّار ليجزى الله [إبراهيم: 50، 51] وما أشبهه.(1/451)
__________
(2) سقط من م.
{الله [البقرة: 285، 286] و} {النّار ليجزى الله [إبراهيم: 50، 51] وما أشبهه.
والمكسور نحو قوله:} {والنّهار لأيت [آل عمران: 19] و} {النّهار لعلّك ترضى [طه:
130]} {النّار لهم فيها [هود: 106] و} {كتب الأبرار لفى [المطففين: 18] و} {كتب الفجّار لفى [المطففين: 7] و} {بالذّكر لمّا [فصلت: 41] و} {مّن الدّهر لم يكن [الإنسان: 1] وما أشبهه.
1195 - واختلف أهل الأداء في إمالة الألف التي قبل الراء المدغمة في مثلها، وفي اللام في نحو:} {مع الأبرار ربّنا [آل عمران: 193، 194] و} {عذاب النّار ربّنا
[آل عمران: 191، 192] و} {والنّهار لأيت [آل عمران: 19] و} {فى النّار لخزنة جهنّم
[غافر: 49] وما أشبهه وفي إخلاص فتحها، فبعضهم لا يرى إمالتها لذهاب الجالب لها في ذلك، وهي الكسرة بالإدغام، وهذا [49/ و] مذهب أبي الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي، وأبي بكر أحمد بن نصر الشذائي} [1]، وأبي بكر محمد بن عبد الله ابن أشتة، وأبي علي الحسين بن حبيش وغيرهم.
1196 - ورأى الآخرون وهم الأكثر إمالتها لجهتين: إحداهما الإعلام والإشعار بأنها (2) تمال مع غير الإدغام، وعند الانفصال، والثانية أن الجالب لإمالتها لا يذهب رأسا، بل ينوى، ويراد بالإشارة (3) إليه على مذهبه، فهو غير معدوم وإذا كان كذلك لزم إمالتها لأجله، وأن يظهر تمام الصوت محقق اللفظ. هذا مع كون التسكين للحرف المدغم عارضا بمنزلة كون تسكينه للوقف إذ لا تدغم ولا يوقف عليه، والعارض لا يعتدّ به ولا تغيّر له الأصول. وهذا مذهب أبي العباس (4) أحمد ابن يحيى ثعلب وأبي بكر بن مجاهد وسائر أصحابهما. وبذلك قرأت وهو القياس.
1197 - فإن تحرّكت الراء مع الساكن بالفتح لم يدغمها في اللام لخفّة الفتحة والساكن، وذلك نحو قوله: {من مصر لامرأته [يوسف: 21] و} الذّكر لتبيّن
(1) في م: (الشروي)، وفي ت: (الشيزري) وكلاهما خطأ. انظر غاية النهاية 1/ 144. وطريقته في قراءة أبي عمرو خارج عن طرق جامع البيان. وكذلك طريقي ابن أشتة وابن حبش. وسيأتي في الفقرة / 1146أن طريق ابن حبش هو عن موسى بن جرير عن السوسي عن اليزيدي.
(2) وفي م: (فإنها). وليس بذاك.
(3) الإشارة هنا الروم.
(4) في ت (بن ثعلب). وهو خطأ.(1/452)
[النحل: 44] و {البحر لتأكلوا [النحل: 14] و} {إنّ الأبرار لفى نعيم (13) وإنّ الفجّار لفى جحيم [الانفطار: 1413]} {والحمير لتركبوها [النحل: 8] و} {لّن تبور لا ليوفّيهم [فاطر: 3029] وما أشبهه. فإن سكّنت الراء أدغمها أيضا في اللام، وذلك نحو قوله:} {يغفر لكم [آل عمران: 31] و} {أن اشكر لى [لقمان: 12] و} {واصطبر لعبدته [مريم: 65] و} {واصبر لحكم ربّك [الطور: 48] وما أشبهه].
[إدغام اللام]
1198 - وأما اللام فكان يدغمها في الراء إذا تحرك ما قبلها، بأيّ حركة تحرّكت} [1] من فتح أو كسر أو ضم، وذلك نحو قوله: {سبل ربّك [النحل: 69] و} {رسل ربّك [هود: 81] و} {كمثل ريح [آل عمران: 117]} {جعل ربّك [مريم: 24] و} {فعل ربّك [الفجر: 6] وما أشبهه.
1199 - فإن سكن ما قبلها راعى أيضا حركتها، فإن كانت ضمّا أو كسرا أدغمها، فالمضمومة نحو قوله:} {وإسمعيل ربّنا [البقرة: 127] و} {من يقول ربّنا
[البقرة: 200] و} {فيقول ربّى أكرمن [الفجر: 15] و} {تأويل رءيى [يوسف: 100] وما أشبهه.
والمكسور نحو قوله:} {وإلى الرّسول رأيت [النساء: 61] و} {إلى سبيل ربّك
[النحل: 125]} {من فضل ربّى [النمل: 40] وما أشبهه.
1200 - فإن تحرّكت اللام بالفتح وسكن ما قبلها لم يدغمها، وذلك نحو قوله:
} {فعصوا رسول ربّهم [الحاقة: 10] و} {فيقول ربّ لولا [المنافقون: 10] و} {أن يقول ربّى الله [غافر: 28] و} {السّبيلا ربّنا} [2] [الأحزاب: 67، 68] وما أشبهه، إلا اللام من قوله: {قال حيث وقعت، فأدغمها في الراء كقوله:} {قال ربّ [آل عمران: 38] و} {قال ربّنا [طه: 50]، و} {قال ربّكم [الشعراء: 26] وما أشبهه. روى ذلك عن اليزيدي} [3] ابنه وأبو شعيب. وقياس ذلك {قال رجلان [23] في المائدة، و} {وقال
__________
(1) في م: (تحركت هي).
(2) قرأ أبو عمرو بغير ألف وصلا ووقفا. انظر النشر 2/ 348، السبعة / 519.
(3) في م: (عن اليزيدي وآله وابن شعيب). وذلك خطأ لأنه لا يعطف آل اليزيدي عليه إنما يروون عنه وابن شعيب غير معروف. وفي هامش ت ل (49/ ظ): قوله روى ذلك عن اليزيدي ابنه هو أبو عبد الرحمن، كذا في كتاب الإدغام الكبير لأبي عمرو الداني. اهـ.
} {رجل [28] في المؤمن، ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إدغامها ووجه تخصيصه كلمة قال بالإدغام أن الساكن الذي قبل اللام فيها ألف وهي لقوّة مدّها وزيادة صوتها بمنزلة المتحرّك، فكأن اللام قد وليها متحرّك، فأدغمها كما يدغمها إذا وليها ذلك} [1].(1/453)
__________
(3) في م: (عن اليزيدي وآله وابن شعيب). وذلك خطأ لأنه لا يعطف آل اليزيدي عليه إنما يروون عنه وابن شعيب غير معروف. وفي هامش ت ل (49/ ظ): قوله روى ذلك عن اليزيدي ابنه هو أبو عبد الرحمن، كذا في كتاب الإدغام الكبير لأبي عمرو الداني. اهـ.
{رجل [28] في المؤمن، ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إدغامها ووجه تخصيصه كلمة قال بالإدغام أن الساكن الذي قبل اللام فيها ألف وهي لقوّة مدّها وزيادة صوتها بمنزلة المتحرّك، فكأن اللام قد وليها متحرّك، فأدغمها كما يدغمها إذا وليها ذلك} [1].
[إدغام النون]
1201 - وأما النون فكان يدغمها في اللام والراء إذا تحرّك ما قبلها لا غير، في اللام نحو قوله: {زيّن للنّاس [آل عمران: 14] و} {زيّن لهم [الأنفال: 43]، و} {لن نّؤمن لك [البقرة: 55] [و} {يبيّن لك [التوبة: 43]] و} {لتبيّن للنّاس [النحل: 44] وما أشبهه.
1202 - وفي الراء في خمسة مواضع لا غير في الأعراف} {وإذ تأذّن ربّك
[67]، وفي إبراهيم:} {وإذ تأذّن ربّكم [7]، وفي سبحان} {خزائن رحمة ربّى
[100]، وفي ص} {خزائن رحمة ربّك [9]، وفي الطور} {خزائن ربّك [37].
1203 - فإن سكن ما قبل النون لم يدغمها فيهما بأي حركة تحرّكت من فتح، أو كسر أو ضمّ اكتفاء بخفّة الساكن عن خفة الإدغام} [2]، وذلك نحو قوله: {وتكون لكما [يونس: 78] و} {قد كان لكم [الأعراف: 13] و} {أربعين ليلة [البقرة: 51] و} {يخافون ربّهم [النحل: 50] و} {ويرجون رحمته [الإسراء: 57] و} {مسلمين لك [البقرة:
128] و} {بإذن ربّهم [إبراهيم: 10] وما أشبهه إلا أصلا مطّردا من ذلك، وهو ما جاء من لفظ نحن خاصّة كقوله:} {ونحن له [البقرة: 133] و} {فما نحن لك [الأعراف:
132] و} {وما نحن لكما [يونس: 78] وما أشبهه، وذلك عندي للزوم حركتها وامتناعها من الانتقال عن الضمّ إلى غيره وليس ما عداها كذلك} [3].
1204 - روى الإدغام في ذلك منصوصا عن اليزيدي ابنه (4) والسّوسي،
أقول: وأبو عبد الرحمن اسمه عبد الله، وأبو شعيب هو صالح بن زياد السوسي.
(1) يبدو أن ابن الجزري لم يرتض هذا التعليل، فلم يذكره، واكتفى بقوله: لكثرة دورها. انظر النشر 1/ 294.
(2) في م (غير). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) نقل ابن الجزري في النشر (1/ 294) هذا التعليل من قول الداني ثم قال: ويمكن أن يقال لتكرار النون فيها، وكثرة دورها، ولم يكن ذلك في غيرها.
(4) في م: (عن اليزيدي وآله والسوسي). وهذه العبارة خطأ كما سبق في الفقرة / 1200. وابن اليزيدي اسمه عبد الله، وكنيته أبو عبد الرحمن.(1/454)
وخالفهم (1) ابن جبير: فروى عن اليزيدي الإظهار، وكان محمد بن غالب يروي عن شجاع إدغام النون إذا سكن ما قبلها في اللام حيث وقعت كرواية (2) العباس بن الفضل، وأحمد بن موسى (3)، ومعاذ بن معاذ (4)، وعلي بن نصر (5) [49/ ظ] عن أبي عمرو فيما ذكر محمد بن موسى عنهم (6)، وعن اليزيدي أيضا. واستثنى ابن غالب من ذلك حرفا واحدا، وهو قوله: {فإن أرضعن لكم [الطلاق: 6] فرواه عن شجاع مظهرا، وبما قدّمته أوّلا قرأت من الطريقين، وعلى ذلك أهل الأداء.
[إدغام الميم]
1205 - وأما الميم فكان يخفيها إذا تحرّك ما قبلها عند الباء لا غير، وذلك قوله:} {بأعلم بالشّكرين [الأنعام: 53] و} {أعلم بكم [الإسراء: 54] و} {يحكم به
[المائدة: 95] و} {لتحكم بين النّاس [النساء: 105] و} {مريم بهتنا [النساء: 156] و} {لكى لا يعلم بعد [النحل: 70] وما أشبهه.
1206 - وترجم} [7] اليزيدي وغيره من الرّواة والمصنّفين عن هذا الميم بالإدغام على سبيل المجاز وطريق الاتّباع لا على الحقيقة إذ كانت لا تقلب مع الباء باء بإجماع من أهل الأداء، وإنما تسقط حركتها تخفيفا، فتخفى بذلك لا غير، وذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة، فأمّا إدغامها أو قلبها فغير جائز للغنّة التي فيها إذ كان ذلك يذهبها فتختل لأجله.
1207 - فإن سكن ما قبلها لم يخفها (8) اكتفاء بخفّة الساكن من خفّة الإخفاء، وذلك نحو قوله: {الشّهر الحرام بالشّهر الحرام [البقرة: 194] و} {كالأنعم بل هم
[الأعراف: 179] و} {إبرهم بنيه [البقرة: 132] و} {إبرهيم بالبشرى [هود: 69] و} {اليوم بجالوت [البقرة: 249] و} العلم بغيا [آل عمران: 19] وما أشبهه. وهذا
__________
(1) كذا في ت، م. ولعله على القول بأن أقل الجمع اثنان.
(2) تقدم في الفقرة / 1139أن روايته خارجة عن جامع البيان.
(3) أحمد بن موسى بن أبي مريم أبو عبد الله، اللؤلؤي، البصري، صدوق، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء وغيره، وروايته عن أبي عمرو في الكامل للهذلي. انظر غاية النهاية 1/ 143.
(4) تقدم في الفقرة / 1142أن روايته عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان.
(5) الجهضمي، وروايته عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان.
(6) لعله محمد بن موسى بن حماد شيخ ابن مجاهد المتقدم في الفقرة / 220.
(7) أي وعبر اليزيدي الخ.
(8) في م (لم تخفف). وهو خطأ لا يستقيم مع السياق.(1/455)
إجماع من الرواة وأهل الأداء عنه. إلا ما حكاه أحمد بن إبراهيم القصباني (1)، عن ابن غالب، عن شجاع أنه كان يدغمها في الباء إذا لم يكن الساكن قبلها حرفا جامدا، أو حرف لين، وكان حرف مدّ قد وليته حركته لكون المدّ كالحركة، فصار لذلك مثلها وأجري له حكمها، وبالبيان قرأت ذلك وعليه أهل الأداء.
[إدغام الباء]
1208 - وأما الباء فكان يدغمها في الميم في قوله: {ويعذّب من يشاء [البقرة: 284] حيث وقع لا غير، وجملته خمسة مواضع: في آل عمران} [2]، وموضعان في المائدة (3)، وموضع في العنكبوت (4)، وموضع في الفتح (5)، وأظهرها عندها فيما عدا ذلك نحو {يشعيب ما نفقه [هود: 91] و} {سنكتب ما يقول [مريم: 79] و} {يكتب ما يبيّتون [النساء:
81] و} {والمطلوب ما قدروا الله [الحج: 73، 74] و} {أقرب من نّفعه [الحج: 13] وشبهه.
1209 - فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد قال اليزيدي: إنما أدغم} {ويعذّب من يشاء من أجل كسرة الذال} [6]. قال أبو عمرو: وهذه علّة لا تصحّ لأنه لو كان إنما يدغم الباء في الميم من أجل وقوع الكسرة قبلها، لوجب أن يدغم و {وكذّب موسى [الحج: 44] و} {أن يضرب مثلا [البقرة: 26] و} {ضرب مثل
[الحج: 73] و} {الكذب من بعد ذلك [آل عمران: 94] و} {إلى الطّيب من القول
[الحج: 24] ونظائر ذلك مما قبل الباء فيه كسرة وهو يظهره بإجماع.
1210 - ولعل قائلا يقول: إنما أراد إذا انضمّت الباء ووليتها الكسرة، وذلك غير موجود إلا في كلمة} {يعذّب لا غير، فذلك لا يصحّ أيضا من جهتين:
أحدهما: أنه لم يذكر الضمة وذكر الكسرة.
والثانية أن} [7] جعفر بن محمد الأدمي روى عن ابن سعدان عنه عن أبي عمرو أيضا أنه أدغم فمن تاب من بعد ظلمه [39] في المائدة، والباء مفتوحة، وقد أدغم
__________
(1) من الطريق التاسع والثمانين بعد المائة.
(2) الآية 129.
(3) الآية 18، 40.
(4) الآية 21.
(5) الآية 14.
(6) السبعة / 118.
(7) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائة.(1/456)
من رواية أبي عبد الرحمن (1)، عن أبيه، عنه {فمن زحزح عن النّار [آل عمران:
185] والمدغم مفتوح وقبله كسرة، ولم يدغم} {لا يصلح عمل [يونس: 81] والحاء مضمومة وهي والعين من مخرج واحد كالباء والميم، فدلّ ذلك على صحّة ما قلناه} [2].
1211 - فأما الباء إذا لقيت الفاء سواء سكن ما قبل الباء أو تحرّك، نحو قوله:
{لا ريب فيه [البقرة: 2] و} {تتقلّب فيه [النور: 37] و} {حمّالة الحطب فى جيدها
[المسد: 4] و} {والمغرب فأينما [البقرة: 115] و} {بالغيب فمن اعتدى [المائدة: 94] و} {من ينيب فادعوا الله [غافر: 13، 14] و} {بالعذاب فما استكانوا [المؤمنون: 76] وشبهه.
فالنصّ والأداء جميعا وردا عنه من طريق اليزيدي وشجاع بالإظهار لا غير.
1212 - وقياس إدغامه الباء الساكنة في نحو قوله:} {أو يغلب فسوف [النساء:
74]} {ومن لّم يتب فأولئك [الحجرات: 11] وشبهه يوجب إدغام المتحرّك، على أن ابن رومي} [3] قد روى عن اليزيدي {لا ريب فيه بالإدغام. وكذلك رواه عن أبي عمرو نصّا} [4] العباس بن الفضل وداود الأودي (5)، وعبد الوارث بن سعيد (6).
1213 - وقد كان ابن مجاهد فيما بلغني عنه إذا قرئ عليه هذا الضرب بالإدغام لم ينكره، وبالإظهار قرأت ذلك، وعليه أهل الأداء.
__________
(1) هو عبد الله بن أبي محمد اليزيدي.
(2) قال ابن الجزري في النشر (1/ 287): والعلة الجيدة فيه مع صحة النقل وجود المجاور. اهـ. أي المجاور المدغم.
(3) اسمه محمد بن عمر بن عبد الله، وطريقه خارج عن طرق هذا الكتاب كما تقدم في الفقرة / 1179.
(4) تقدم أن روايته خارجة عن جامع البيان.
(5) في هامش ت ل (50/ و): داود الأودي هو داود بن يزيد الأودي غاية. اهـ. قلت: ذكره ابن الجزري في تلاميذ أبي عمرو البصري، ولم يترجم له في غاية النهاية.
وهو داود بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو يزيد، الكوفي، الأعرج، ضعيف. مات سنة إحدى وخمسين ومائة. التقريب 1/ 235.
والأودي بفتح الهمزة وسكون الواو نسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج.
انظر الأنساب ل 53/ و. وروايته عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان.
(6) روايته عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان، وهي في المستنير لابن سوار، ومبهج سبط الخياط، وكفاية أبي العز، وكامل الهذلي كما أشار في غاية النهاية 1/ 478.(1/457)
1214 - قال أبو عمرو: فهذه [50/ و] أصول أبي عمرو مشروحة في إدغام الحروف المتحرّكة التي تتماثل في اللفظ وتتقارب في المخرج. فأما مذهبه في إدغام الحروف الساكنة فنذكره مع مذهب غيره في ذلك فيما بعد إن شاء الله.
1215 - وقد روى محمد بن شجاع عن اليزيدي أن أبا عمرو كان لا يقرأ بهذا الإدغام في الصلاة، وليس هذا من فعله على أن الصلاة غير جائزة (1)، لكن رغب في الإظهار للأخذ بالأكثر والزيادة في الثواب والله أعلم.
1216 - وقد حصلنا جميع ما أدغمه أبو عمرو من الحروف المتحركة فوجدناه على مذهب ابن مجاهد وأصحابه ألف حرف ومائتي حرف وثلاثة وسبعين حرفا، وعلى ما أقرئناه وأخذ علينا ألفا وثلاثمائة حرف وخمسة أحرف. وجملة ما وقع الاختلاف من أهل الأداء من شيوخنا فيه اثنان وثلاثون حرفا (2)، وقد ذكرناها في مواضعها.
فصل [في الرّوم والإشمام مع الإدغام]
1217 - واعلم أن اليزيدي وشجاعا حكيا عن أبي عمرو أنه كان إذا أدغم الحرف الأول (3) في مثله أو مقاربه وسواء سكّن ما قبله أو تحرّك وكان مخفوضا أو مرفوعا أشار إلى حركته تلك دلالة عليها، والإشارة (4) عندنا تكون روما وإشماما، والرّوم آكد في البيان عن كيفيّة الحركة لأنه يقرع السمع، غير أن الإدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه ويصحّان مع الإشمام لأن إعمال العضو وهيئته، من غير صوت خارج إلى اللفظ، فلا يقرع السمع (5)، ويمتنع في المخفوض لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض، فإن كان الحرف الأول منصوبا، لم يشر إلى حركته لخفّته، وكذا
__________
(1) أي بالإدغام.
(2) نقل ابن الجزري في النشر (1/ 295) عبارة الداني هذه ثم قال: كذا قال في التيسير وجامع البيان وغيرهما، وفيه نظر ظاهر. والصواب أن يقال على مذهب ابن مجاهد ألف حرف ومائتين وسبعة وسبعين حرفا لأن الذي أظهره ابن مجاهد ثمانية وعشرون لا اثنان وثلاثون. اهـ.
(3) في م: (الحروف) بالجمع ولا تناسب السياق.
(4) من قوله (والإشارة) إلى قوله (لم يشر إلى حركته لخفته) الآتي في نفس الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 296) من قول الداني.
(5) الإشمام.(1/458)
إن كان ميما ولقيت مثلها، أو باء، أو كان باء ولقيت مثلها أو ميما، بأيّ حركة تحرّك ذلك لانطباق الشفتين عليه فتعذّر الإشارة لذلك.
1218 - على أن أحمد بن جبير قد حكى عن اليزيدي عن أبي عمرو: أنه كان إذا أدغم الميم في الباء أشمّها الرفع خاصة، وروى العباس بن الفضل عن أبي عمرو الإشارة عند الباء (1)، قال ابن المنادي: وعلى ذلك أهل الأداء. وحكى (2) أبو عبد الرحمن عن أبيه، والقاسم بن عبد الوارث عن أبي عمر (3) عنه (4)، عن أبي عمرو:
أنه كان إذا أدغم الميم لم يشمّها إعرابا.
1219 - وحدّثنا أبو الحسن (5) بن غلبون حدّثنا عبد الله بن المبارك حدّثنا جعفر بن سليمان حدّثنا أبو شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يشمّ الأحرف التي تركها (6) في موضع الرفع والخفض، ولم يكن يشمّ في موضع النصب (7)، ولا الميم في مثلها، ولا الباء في مثلها، ولا الميم عند الباء، ولا الباء عند الميم.
1220 - وحدّثنا محمد بن علي حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي قال:
كان أبو عمرو يشمّ (8) إعراب الحروف من الخفض والرفع في كل ما أدغم ولا يشمّ مع النصب ولا الميم في مثلها ولا الباء في مثلها ولا الميم عند الباء ولا الباء عند الميم (9).
__________
(1) قال في السبعة / 122: وقال عباس بن الفضل عن أبي عمرو: إنه كان يشم الميم عند الميم والباء مع الباء في موضع الرفع والخفض، ولا يشم في النصب.
(2) هو عبد الله بن اليزيدي.
(3) هو حفص بن عمر الدوري.
(4) أي عن اليزيدي.
(5) هو حفص بن عمر الدوري.
(6) أي عن اليزيدي.
(7) انظر الطريق / 194. وإسناده صحيح.
(8) أي أدغمها.
(9) في ت، م: (ولا في الميم ولا الباء والتاء ولا الميم والباء لا يشم). وهو نص مضطرب، وستأتي هذه الرواية عن اليزيدي من طريق ابن مجاهد في الفقرة التالية، فصححت هذا الاضطراب من الرواية التالية.(1/459)
1221 - قال أبو عمرو: بهذا قرأت وبه آخذ وبالله التوفيق.
ذكر اختلافهم في سورة البقرة
1222 - فأول ما أقدّم من اختلافهم فيها مذاهبهم في الأصول التي تطّرد ويكثر دورها ويجري القياس فيها، وأرتّب لذلك أبوابا وأجعله فصولا، ثم أتبعه بذكر الحروف التي يقلّ دورها، ولا يجري قياس عليها سورة سورة إلى آخر القرآن إن شاء الله.
باب ذكر مذاهبهم في صلة الهاء وفي عدم صلتها
1223 - اعلم أرشدك الله أن ابن كثير كان يصل هاء الكناية من الواحد المذكر بياء إذا انكسرت وسكن ما قبلها، ولا يكون ذلك الساكن أبدا إلا ياء، وبواو (1) إذا انضمت وسكن ما قبلها، وذلك الساكن يكون ألفا وواوا ويكون غيرهما من سائر حروف السلامة، فإذا وقف حذف تلك الصلة في الضربين جميعا لكونها زيادة قويت بها الهاء لخفائها.
1224 - فالمكسورة الموصولة بياء (2) نحو قوله: {لأبيه [الأنعام: 74] و} {أخيه [البقرة: 178] و} {بنيه [البقرة: 132] و} {نوحيه [آل عمران: 44] و} {ءاتيه
[مريم: 95] و} {نؤتيه [النساء: 74]} [3]، و {فيه [البقرة: 2] و} {أن أرضعيه [القصص:
7] و} {فألقيه [القصص: 7] و} {ببلغيه [غافر: 56] و} {على عقبيه [البقرة: 143] و} {بجناحيه [الأنعام: 38] و} {يديه [البقرة: 97] و} {ذراعيه [الكهف: 18] و} {فى أذنيه [لقمان: 7] و} {كفّيه [الرعد: 14] و} {ولأبويه [النساء: 11]} [4]، و {إليه
[البقرة: 28] و} {عليه [البقرة: 37] و} {لديه [الكهف: 91] وما أشبهه. وسواء انكسر ما قبل الياء أو انفتح.
1225 - والمضمومة الموصولة بواو نحو قوله: و} إيّاه [البقرة: 172]
__________
(1) في ت، م: (وواو) بدل (وبواو). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) في م (حدثنا) بدل (بياء). وهو تحريف من الناسخ واضح.
(3) وفي ت: (تؤيه) وهي في المعارج / 13.
(4) وفي م: (لا يؤده). وهو خطأ لأنه لا يوجد فيه ياء ساكنة قبل الهاء.(1/460)
و {ءاتينه [المائدة: 46] و} {لفته [الكهف: 60] و} {عصاه [الأعراف: 107] و} {اشترئه [البقرة: 102] و} {ومأوئه [آل عمران: 162] و} {إيّاه [يوسف: 61] و} {أبواه
[النساء: 11] و} {عقلوه [البقرة: 75] و} {فعلوه [النساء: 66] و} {فاجتنبوه [المائدة: 90] و} {ويتلوه [هود: 17] و} {وأخوه [يوسف: 8] و} {فلمّا ءاتوه [يوسف: 66] و} {فرأوه
[الروم: 51]} {وشروه [يوسف: 20] و} {وليرضوه [الأنعام: 113] و} {فليصمه [البقرة:
249] و} {ومن لّم يطعمه [البقرة: 249] و} {يلتقطه [يوسف: 10] و} {يسلكه [الجن:
17] و} {زادته [التوبة: 124] و} {أينما يوجّهه [النحل: 76] و} {كبره [النور: 11] و} {فبشّره [لقمان: 7] و} {فأجره [التوبة: 6] و} {أرجئه [الأعراف: 111] و} {منه [البقرة:
60] و} {عنه [النساء: 55] وما أشبهه. وسواء انكسر ما قبل الساكن أو انفتح أو انضم.
1226 - فإن أتى بعد الهاء الموصولة في الضربين ساكن مظهرا كان أو مدغما حذف صلتها للساكن. فالمظهر نحو قوله:} {عليه الموت [سبأ: 14] و} {إليه المصير
[المائدة: 18]، وفيه اختلاف، و} {ثمّ يدركه الموت [النساء: 100] و} {وجاءته البشرى [هود:
74] و} {منه اسمه [آل عمران: 45] و} {وءاتينه الإنجيل [المائدة: 46]} [1]، و {فأرئه الأية [النازعات: 20]، و} {أن رّءاه استغنى (7) [العلق: 7] وشبهه.
1227 - والمدغم نحو قوله:} {عليه الله [الفتح: 10] و} {عليه الذّكر [الحجر:
6]} [2]، {وءاته الله [البقرة: 251]} {وما علّمنه الشعر [يس: 69] و} {استهوته الشّيطين [الأنعام: 71]} {ورودته الّتى [يوسف: 23] و} {منه الزّوجين [القيامة: 39]} {تذروه الرّيح [الكهف: 45] و} {يعلمه الله [البقرة: 197] وشبهه ما خلا حرفا واحدا من المدغم، وهو قوله في عبس:} {عنه تلهّى [عبس: 10] فإنه وصل الهاء بواو فيه مع تشديد التاء في رواية البزي وابن فليح عنه لكون ذلك التشديد عارضا إذ لا يتمكن، ولا يجوز إلا في حال الاتصال دون الانفصال، فلم يعتدّ به لذلك، وأثبت الصلة معه كما يثبتها مع التخفيف سواء. ألا ترى أن ورشا عن نافع حين حرّك لام المعرفة بحركة الهمزة في نحو قوله:} {الأمثال [الرعد: 17] و} وبداره الأرض
[القصص: 81] وشبهه، لم يزد صلة الهاء من حيث كانت حركة اللام عارضة، بل حذفها معها كما يحذفها مع السكون سواء، فكما لم تزد مع الحركة العارضة كذلك
__________
(1) وفي ت، م: (آتيناه الكتاب) وليس في القرآن الكريم هذا اللفظ.
(2) وفي ت، م: (إليه الذكر) وليس في القرآن الكريم هذا اللفظ.(1/461)
لم تحذف مع السكون العارض.
1228 - واختلف عن نافع في صلة الهاء مع وقوع الساكن قبلها في أصل مطّرد وموضع واحد لا غير، فالأصل المطّرد هو ما جاء من كلمة {عليه في جميع القرآن، فروى أبو عمر عن الكسائي} [1] عن إسماعيل، وابن سعدان (2) وخلف (3) عن المسيّبي أنه وصل الهاء (4) بياء حيث وقعت (5).
1229 - حدّثنا أحمد بن عمر (6)، حدّثنا محمد بن منير حدّثنا عبد الله بن عيسى قال: حدّثنا قالون عن نافع {عليه ما حمّل [54] في سورة النور مجرورة الهاء.
[وقوله مجرورة]} [7] محتمل أن يكون أراد بالجرّ صلة الهاء، وأن يكون أراد به كسرها، وقد قال في أول البقرة: الهاء من «فيه» «وعليه» مبطوحة لا يبين الياء في قراءتها والله أعلم.
1230 - ومما يدلّ عندي على أنه أراد بالجرّ الصلة دون الكسر قوله: {عنه
[31] في سورة النساء في} {ونصله [115] غير مجرور، يعني غير موصول الهاء، فكما أراد هاهنا بغير الجر حذف الصلة ولم يرد به الكسر من حيث كانت الهاء مكسورة بإجماع، كذلك أراد بالجرّ هاهنا إثبات الصلة لا غير.
1231 - والحرف الواحد هو قوله في طه [32]:} {وأشركه فى أمرى روى ابن واصل} [8] عن ابن سعدان، وخلف عن المسيبي (9)، عنه أنه وصل الهاء بواو فيه، وكذلك حدّثنا محمد بن علي عن ابن مجاهد، عن أصحابه، عن المسيبي، وبذلك قرأت في رواية ابن المسيبي (10) عن أبيه.
__________
(1) هو حفص بن عمر الدوري وذلك من الطريق الثامن.
(2) من الطريق: السابع عشر، والثامن عشر، والعشرين، والثاني والعشرين، والثالث والعشرين.
(3) من الطرق: الرابع والعشرين، والخامس والعشرين والسادس والعشرين.
(4) في ت، م: (هاء) بدون تعريف، ولا يستقيم بها السياق.
(5) السبعة / 130.
(6) انظر الطريق / 51، وإسناده صحيح.
(7) زيادة يقتضيها السياق.
(8) من الطرق: الثامن عشر، والعشرين، والثاني والعشرين.
(9) انظر السبعة / 130.
(10) من الطريقين: الخامس عشر، والسادس عشر.(1/462)
1232 - وحدّثنا (1) عبد العزيز بن جعفر، حدّثنا عبد الواحد بن عمر، حدّثني أحمد بن عبيد الله، حدّثنا الحسن بن العباس، حدّثنا أحمد بن يزيد، حدّثنا خلف عن المسيبي عن نافع {وأشركه يمدّ الهاء بالضم.
1233 - وحكى فارس بن أحمد} [2]، عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيبي {أنّه من تولّاه في سورة الحج [4] بصلة الهاء، ولم أجد لذلك أثرا في رواية أحمد من أصحاب المسيّبي.
1234 - وروى حفص عن عاصم: أنه وصل الهاء بياء في قوله في الفرقان [69]:} {فيه مهانا لا غير. وقرأ الباقون} [3] الباب كله بغير صلة في حال الوصل، فأما الوقف، فيأتي مشروحا في بابه إن شاء الله.
1235 - وكلهم وصل المكسورة بياء والمضمومة بواو إذا تحرّك ما قبلها، ولم تلق ساكنا تقوية لها، فالمكسورة نحو قوله: {بربّه [الجن: 13] و} {به [البقرة: 22] و} {بمزحزحه [البقرة: 96] و} {جنوده [البقرة: 249] و} {أمّه [عبس: 35] و} {وصحبته
[المعارج: 12] و} {فى سبيله [المائدة: 35] وما أشبهه. والمضمومة نحو قوله:} {خلقه
[آل عمران: 59] و} {أمره [البقرة: 275] و} {وأيّده [التوبة: 40] و} {يخلفه [النمل: 8] و} {أولياؤه [الأنفال: 34] و} {فيجعله [الأنفال: 37] و} {فيبسطه وما أشبهه.
1236 - فإن لقيت ساكنا لازما في الضربين} [4] حذفت صلتها لسكونها وسكون [51/ و] ما بعدها، وكذا إن وقف عليها (5) حذفت أيضا هنالك لزيادتها.
1237 - فأما اختلافهم في الهاء التي تتصل بالأفعال المجزومة (6)، وفي قوله:
{به انظر [الأنعام: 46] و} {لأهله امكثوا [طه: 10]} {وما أنسنيه [الكهف: 63] و} عليه الله [الفتح: 10] فنذكره في موضعه من السور إن شاء الله وبالله التوفيق.
__________
(1) طريق الحلواني عن خلف عن المسيبي خارج عن طرق جامع البيان.
(2) من الطريقين: العشرين، والثاني والعشرين.
(3) وهم: سائر رواة نافع غير من ذكر، وأبو عمرو، وابن عامر، والكوفيون عدا حفصا في كلمة (فيه مهانا).
(4) المكسورة والمضمومة.
(5) صلتها.
(6) مثل (نوله ما تولى ونصله).(1/463)
باب ذكر مذاهبهم في زيادة التمكين لحروف المدّ واللّين إذا التقين الهمزات في المتصل والمنفصل
1238 - اعلم أن حروف المدّ واللين ثلاثة: الواو المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها، والألف ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا. وتقع الهمزات بعدهن على ضربين: متصلات بهنّ في كلمة واحدة، ومنفصلات عنهنّ في كلمتين، فأما إذا اتصلن بهن في كلمة واحدة فلا خلاف بينهم في زيادة التمكين لهن على ما فيهن من المد الذي لا يوصل إليهن إلا به (1) إذ هو صيغتهن لأجل اتصالهن بهن، وذلك نحو قوله: {أولئك [البقرة: 5] و} {خائفين [البقرة: 114] و} {والقائمين [الحج: 26] و} {الملئكة [البقرة: 31] و} {إسرءيل [البقرة: 40] و} {شاء الله [البقرة: 253] و} {وجاءو [الأعراف: 116] و} {فاءو [البقرة: 226] و} {برىء [الأنعام: 19] و} {بريئون
[يونس: 41] و} {هنيئا مّريا [النساء: 4] و} {يضىء [النور: 35] و} {بالسّوء [البقرة: 169]} {أن تبوأ [المائدة: 29] و} {لتنوأ [القصص: 76] و} {أسؤا السّوأى [الروم: 10] و} {ثلثة قروء [البقرة: 228] و} {من سوء [آل عمران: 30] وما أشبهه. وسواء توسّطت الهمزة في الكلمة أو وقعت طرفا، إلا أنهم في زيادة التمكين وتمطيطه وإشباعه على مقدار طباعهم ومذاهبهم في التحقيق والحدر.
1239 - وأما إذا انفصلن عنهنّ في كلمتين، فإنهم اختلفوا في زيادة التمكين لهذه وفي ترك الزيادة، وذلك نحو قوله:} {بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة:
4] و} {ربّنا أخّرنا إلى أجل [إبراهيم: 44] و} {يأيّها [البقرة: 21] و} {لا إلى [النساء:
143] و} {يأخت [مريم: 28] و} {هؤلاء و} {فيما إن مّكّنّكم [الأحقاف: 26] و} {رءا أيديهم [هود: 70] و} {ترى أعينهم [المائدة: 83] و} {السّوأى أن [الروم: 10] و} {فى ءايتنا [الأنعام: 68] و} {يبنى ءادم [الأعراف: 26] و} {لا يستحى أن [البقرة: 26]} {ولا تفتنّى ألا [التوبة: 49] و} {عن سبيله إنّهم [التوبة: 9] و} {بتأويله إنّا
[يوسف: 36]} {وقالوا ءامنّا [سبأ: 52] و} {لتعلموا أنّ الله [المائدة: 97] و} {قوا أنفسكم [التحريم: 6] و} {فأوا إلى الكهف [الكهف: 16] و} {وجاءو أباهم [يوسف: 16] و} {قل استهزءوا إنّ الله [التوبة: 64] و} {وإن تلوا أو تعرضوا [النساء: 135] و} {تأويله
__________
(1) وهو المد الطبيعي، مثل (قال)، (نودي)، (سيق).
} {إلّا الله [آل عمران: 7] و} {وأمره إلى الله [البقرة: 275] و} {عليهم ءأنذرتهم أم لم
[البقرة: 6] و} ومنهم أمّيّون [البقرة: 78] في مذهب من ضمّ الميم. وكذا ما أشبهه. وسواء كان حرف المدّ مرسوما في الخط أو محذوفا منه، أو كان صلة هاء كناية، أو ميم جمع.(1/464)
__________
(1) وهو المد الطبيعي، مثل (قال)، (نودي)، (سيق).
{إلّا الله [آل عمران: 7] و} {وأمره إلى الله [البقرة: 275] و} {عليهم ءأنذرتهم أم لم
[البقرة: 6] و} {ومنهم أمّيّون [البقرة: 78] في مذهب من ضمّ الميم. وكذا ما أشبهه. وسواء كان حرف المدّ مرسوما في الخط أو محذوفا منه، أو كان صلة هاء كناية، أو ميم جمع.
1240 - فكان ابن كثير ونافع من رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون ومن رواية} [1]
يونس والأصبهاني عن ورش وأبو عمرو من قراءتي على أبي الفتح في جميع طرقه يقصرون حرف المدّ في ذلك، فلا يزيدون في تمكينه على ما فيه من المدّ الذي هو صيغته لا غير (2) لأجل الانفصال.
1241 - وقرأ الباقون (3) بزيادة التمكين لحرف المدّ في ذلك لأجل الهمزة، سوّوا (4) بين المنفصل والمتصل، ولم يفرّقوا بينهما وهذا كان مذهب أبي بكر بن مجاهد في قراءة أبي عمرو (5).
وكذلك قرأت على أبي القاسم (6) الفارسي، عن قراءته على أبي طاهر عنه، وبه قرأت أيضا على أبي (7) الحسن الحلبي عن قراءته من طريقه (8).
(1) في م: (دونه) بدل (رواية). وهو خطأ واضح.
(2) أي لا يزيدونه عن مقدار المد الطبيعي.
(3) وهم: ورش عن نافع من غير رواية يونس والأصبهاني، وابن عامر، والكوفيون وسائر طرق أبي عمرو من غير قراءة الداني على أبي الفتح.
(4) في م (سواء) ولا يستقيم بها السياق.
(5) في السبعة المطبوع / 134لأبي عمرو قصر المنفصل مثل ابن كثير وقالون عن نافع. وقال ابن الجزري في النشر (1/ 321) عن قصر المنفصل لأبي عمرو: وهو أحد الوجهين عند ابن مجاهد.
(6) في ت: (أبي الفتح): وهو خطأ لأنه تقدم ذكره في وجه القصر من جميع طرقه، ولا يقال فيه الفارسي، ولا تعرف له قراءة على أبي طاهر بن أبي هاشم.
وفي هامش ت ل (51/ ظ): صوابه أبي القاسم. اهـ. قلت: وهو عبد العزيز بن جعفر بن محمد الفارسي أبو القاسم تلميذ عبد الواحد بن عمر. وانظر الطريقين / 139، 167.
(7) هو طاهر بن عبد المنعم بن غلبون. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. على حين أنه من طرق النشر. وهو كما في النشر (1/ 125) من قراءة الداني على أبي الحسن على عبد المنعم بن غلبون، على نصر بن يوسف المجاهدي على ابن مجاهد على ابن عبدوس على الدوري على اليزيدي.
(8) طريق ابن مجاهد.(1/465)
1242 - وحدّثنا فارس بن أحمد حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: مذهب ابن مجاهد في قراءة أبي عمرو: أن يكون المدّ كله وسطا (1) في المتصل والمنفصل. قال:
وأهل بغداد يسمّونها القراءة المدوّرة (2).
1243 - وقال ابن مجاهد في كتابه = قراءة أبي عمرو =: ولم (3) نر الذين أخذوا عن اليزيدي يميزون هذا التمييز، ولا يخصّون بعضه بزيادة في التمكين، بل كانوا يمكّنون الألف والواو والياء سواء كنّ من كلمة أو كلمتين، وعلى هذا عامّة أصحاب ابن مجاهد. والتمكين عند أهل الأداء منزلة بين المدّ والقصر (4).
مراتب المد عند القراء
1244 - قال أبو عمرو (5): وأشبع القرّاء مدّا وأزيدهم تمكينا في الضربين جميعا من المتصل والمنفصل حمزة في غير رواية خلاد، وأبو بكر (6) في رواية الشّموني عن الأعشى عنه، وحفص في رواية الأشناني عن أصحابه [عنه] (7)، والكسائي في [51/ ظ] رواية قتيبة لأن هؤلاء يسكتون على الساكن قبل الهمزة فهم لذلك (8) أشدّ تحقيقا وأبلغ تمكينا.
1245 - ودونهم في الإشباع والتمكين حمزة في رواية خلاد ونافع في رواية ورش من طريق المصريين، ودونهما عاصم في غير رواية الشّموني عن الأعشى عن أبي بكر، وفي غير رواية الأشناني عن حفص، ودونه الكسائي في غير رواية قتيبة،
__________
(1) سقطت (كلمة) من ت.
(2) التدوير في القراءة هو التوسط بين الحدر والتحقيق. انظر النشر 1/ 207.
(3) في ت: (ومن نرى). وهو خطأ لأنه لا يستقيم به السياق.
وفي هامش ت ل (51/ ظ): وفي نسخة: ولم ير الذين. اهـ.
قلت و (ير) ينبغي أن تكون بالنون (نر).
(4) في هامش ت (ل 51/ ظ): مطلب والتمكين عند أهل الأداء منزلة بين المد والقصر.
(5) نقل ابن الجزري في النشر (1/ 328) هذه الفقرة، وتاليتها من قول الداني في جامع البيان بتصرف يسير.
(6) في م: (وأبي بكر). وهو خطأ لأنه لا يستقيم به السياق.
(7) زيادة من النشر 1/ 328.
(8) في م: (كذلك). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(1/466)
وابن عامر، ودونهما أبو عمرو من طريق ابن مجاهد، وسائر البغداديين، ونافع من رواية أبي نشيط عن قالون عنه من قراءتي على أبي الحسن (1) لأني قرأت عليه (2) من غير تمييز في روايته، ودونهما ابن كثير ومن تابعه على التمييز بين ما كان من كلمة ومن كلمتين في حروف المدّ.
1246 - وهذا كله جار على طباعهم ومذاهبهم في تفكيك الحروف، وتخليص السواكن، وتحقيق القراءة وحدرها، وليس لواحد منهم مذهب يسرف فيه على غيره إسرافا يخرج عن المتعارف في اللغة والمتعالم في القراءة، بل كل ذلك (3) قريب بعضه من بعض، والمشافهة توضح حقيقته والحكاية تبيّن كيفيّته.
1247 - فأما النصوص الواردة عنهم في هذا الباب فنذكرها على حسب ما رويناه ونبيّن ما يحتاج البيان منها إن شاء الله.
1248 - فأما نافع: فقال لنا محمد بن علي، عن ابن مجاهد، عن الحسن الرازي عن الحلواني عن قالون (4): أنه كان لا يمدّ (5) حرفا لحرف (6)، ولا يهمز همزا شديدا، ولا يسكت على الألف والياء والواو التي قبل الهمزة، إذا مدّهن يصل المدّ بالهمز ويمدّ، يعني في المتصل، ويحقق القراءة ولا يشدد (7)، ويقرب بين الممدود وغير الممدود (8). قال ابن مجاهد: وكذلك كان مذهب ابن كثير وأبي عمرو (9).
__________
(1) هو طاهر بن غلبون وتقدم في الفقرة / 1096أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) في ت: (قرأت على غيره). وهو خطأ لأنه لا يستقيم به السياق. وفي هامش ت ل (52/ و): الظاهر لأني قرأت عليه من غير تمييز لأن الداني إنما يريد بذلك أنه قرأ على أبي الحسن لأبي نشيط من غير تمييز بين المتصل والمنفصل فلذلك جعل مده فوق من ميز في (حبطي) كذا في ت.
(3) في م: (كله). وهو خطأ لأنه لا يستقيم به السياق.
(4) انظر إسناد الطريق / 36. وهو صحيح.
(5) في م: (لا بد حرفا بحرف). وهو تحريف واضح.
(6) مد حرف لحرف هو تعبير عن المد المنفصل. انظر النشر 1/ 319.
(7) في م: (ولا يتشدد). والذي في ت هو الموافق لما في السبعة المطبوع.
(8) انظر السبعة / 134، والنص في السبعة أتم منه هنا.
(9) انظر السبعة / 134.(1/467)
1249 - وروى مصعب بن إبراهيم الزّبيري عن قالون أن نافعا كان لا يمدّ الواو عند الألف الشديدة (1)، إذا استقبلتها، ولا الياء ولا الألف مثل قوله: {قالوا إنّا معكم [البقرة: 14] و} {قالوا إنّما نحن [البقرة: 11] و} {قالوا أنؤمن [البقرة: 13]} {واعلموا أنّ الله [البقرة: 194] وما أشبه ذلك في القرآن كله، ولا يمدّ} {بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4] و} {كما ءامن النّاس [البقرة: 13] و} {فلمّا أضاءت [البقرة: 17]} [2]، ويمدّ {أضاءت، ولا يمدّ} [3] {كلّما أضاء لهم [البقرة:
20] ويمدّ} {أضاء لهم} [4]، و {هنيئا مّريا [النساء: 4]. وهذه الرواية مخلصة للتمييز بين المنفصل [والمتصل]} [5].
1250 - وروى الأصبهاني عن ورش {ألا إنّهم [البقرة: 12] «ألا» بمدّة لا يطوّلها في آخرها نبرة، وقال عنهم} [6]: «هؤلاء» منبورة غير ممدودة، «أولاء» منبورة (7)
ممدودة.
1251 - وحدّثنا الفارسي، حدّثنا أبو طاهر، حدّثني محمد بن عبد الرحيم، قال (8) حدّثني فضل بن يعقوب، عن ورش أنه كان يقصر «ها» ويمدّ {أولاء [آل عمران: 119] استحسانا منه. وروى أبو يعقوب} [9] عن سقلاب عن نافع أداء:
__________
(1) المراد عند همزة القطع.
(2) المقصود عدم مد ألف (فلما).
(3) سقطت (لا يمد) من م.
(4) في م: (ولا يمد). وهو خطأ لأن هنيئا مريئا من المد المتصل.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) في م: (عنهم)، ولا يستقيم بها السياق.
(7) في ت، م: (منبورة غير ممدودة). وهو خطأ لأن مد (أولاء) متصل فهو واجب المد.
(8) في م: (علي) بدل (حدثني) وهو خطأ واضح.
وفضل بن يعقوب بن زياد، أبو العباس، الحمراوي، المصري، روى القراءة عن عبد الصمد عن ورش. غاية 2/ 12.
وعليه فالإسناد هنا منقطع. ومحمد بن عبد الرحيم هو الأصبهاني، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر، والفارسي هو عبد العزيز بن جعفر. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(9) هو يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق، تقدم.
وسقلاب بن شنينة، أبو سعيد، المصري، عرض القرآن على نافع بن أبي نعيم، وكان يقرئ(1/468)
أنّه (1) كان يمدّها جميعا مدّا سواء، وعلى ذلك أهل الأداء من المصريين وغيرهم.
1252 - وقال الأصبهاني في كتابه عن أصحابه {الملئكة منبور غير ممدود، وأخطأ لأن حرف المدّ مع الهمز في ذلك من كلمة، فمدّه إجماع. وحكى لي فارس ابن أحمد، عن قراءته في روايته} [2]، عن ورش: أنه يمدّ «يا» التي للنداء مع الهمزة في جميع القرآن، وأحسب الأصبهاني ظن أن ذلك [مع] (3) الهمزة من كلمة، فظن الحلواني (4) ذلك فيه وهو غلط، ولعلّه روى ذلك كذلك عن أصحابه الذين قرأ عليهم.
1253 - وأما ابن كثير فروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي، وابن الحباب (5) عن البزي {بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4] لا ممدود ولا مقصور} {لّا إله إلّا هو [البقرة: 163] ممدود قليلا. وروى ابن مخلد} [-5] عن البزي، عن عكرمة (7)
وأبي الإخريط، عن أصحابهما أن الألف إذا لقيتها في أول كلمة همزة بعدها مدّة، مدّوا الألف التي قبل الهمزة، مثل: {تركنها ءاية [القمر: 15]} {ويادم [البقرة: 33].
1254 - قال البزي: قرأت على عكرمة} {فطمسنا أعينهم [القمر: 37] فمددتها، فقال: لا. قال: ووافقه أبو الإخريط على ذلك} {ولقد أهلكنا أشياعكم [القمر: 51] بغير مدّ يعني لأن الهمزة التي استقبلت الألف غير ممدودة. وروى الخزاعي} [8] عن
__________
بمصر مع رش، مات سنة إحدى وتسعين ومائة. غاية 1/ 308، حسن المحاضرة 1/ 485، معرفة القراء طبعة بشار عواد معروف 1/ 160. ورواية سقلاب خارجة عن روايات جامع البيان.
(1) سقطت (أنه) من م.
(2) رواية الأصبهاني.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) ستأتي رواية الحلواني في اعتبار (يا آدم) و (يا أخت) من المد المتصل، وتخطئة المؤلف له في الفقرتين / 1257، 1258.
(5) (5) و (6) هو الحسن بن الحباب بن مخلد.
(7) ابن سليمان بن كثير.
(8) اسمه إسحاق بن أحمد، وأصحابه هم البزي، وابن فليح، وعبد الله بن جبير عن القواس.
انظر أسانيد قراءة ابن كثير.(1/469)
أصحابه أن المدّ كله مدّ يسير وسطا مبيّنا. قال: وكذلك كل (1) ممدود في القرآن لا يسرفون في مدّه، ولكن [52/ و] يمدّه مدّا حسنا.
1255 - وروى ابن مجاهد عن قنبل (2)، عن القواس: أنه كان لا يطوّل حرف المدّ إذا استقبلته همزة، إذا كانت الهمزة في أول كلمة وحرف المدّ قبلها في آخر كلمة، و [روى] (3) الخزاعي (4) عن الهاشمي عن القواس، والحلواني عنه (5)، وابن شنبوذ عن قنبل عنه (6): أنه كان يحذف حرف المدّ ويسقطه من اللفظ في المنفصل، قال الحلواني: إلا أن يكون واوا فإنه يثبته (7).
1256 - قال أبو عمرو (8): وهذا مكروه قبيح لا يعمل عليه ولا يؤخذ به إذ هو لحن لا يجوز بوجه، ولا تحل القراءة به (9). ولعلّهم أرادوا حذف الزيادة لحرف المدّ وإسقاطها، فعبّروا عن ذلك بحذف حرف المدّ وإسقاطه مجازا.
1257 - فأما النصّ بذلك، فقال الحلواني عن القواس، بإسناده عن ابن كثير: إنه كان لا يمدّ حرفا لحرف، ويذهب بالحرف الأول، ولا يثبته (10)، مثل: {بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4] و} {كما ءامن النّاس [البقرة: 13] و} {ألا إنّهم [البقرة: 12] و} {فى أنفسكم [البقرة: 235] يسقط الحرف الأول أصلا ولا يثبته} [11]، ويثبت (12) {قالوا إنّما نحن [البقرة: 11] يمدّها} {قالوا أءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90]} [13] يمدّ الواو
__________
(1) في ت، م: (كان) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(2) من الطريق السابع والتسعين.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) من الطريقين: السابع بعد المائة، والثامن بعد المائة.
(5) من الطريقين: الخامس بعد المائة، والسادس بعد المائة.
(6) أي عن القواس، وانظر الطريق / 101.
(7) في م: (يبينه).
(8) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 320) من قول الداني.
(9) في م: (ولا تجوز).
(10) في م: (ولا يبينه).
(11) في م: (ولا يبينه).
(12) في م: (ويبين).
(13) ابن كثير يقرأ (إنك) بهمزة واحدة على الخبر. انظر النشر 1/ 372، السبعة / 351.(1/470)
في كل القرآن. قال: فإذا كانت الهمزة من نفس الحرف مدّها مثل: {من السّماء ماء
[البقرة: 22] ومثل نداء:} {يأيّها [البقرة: 21] و} {يأخت [مريم: 28] و} {يادم [البقرة:
33] ونحوها يعني من النداء.
1258 - قال أبو عمرو: وقد غلط الحلواني في إلحاقه} {يأيّها و} {يأخت
و} {يادم مع [ما]} [1] الهمزة فيه من نفس الكلمة التي قبلها، بل هي منفصلة منها لأن «يا» التي للنداء ليست فيها همزة، فيكون من نفسها، وإنما هي في (2) الكلمة التي بعدها، وأظنه راعى في ذلك خط المصاحف إذ هو فيها مرسوم كلمة واحدة لأن كتّابها كرهوا اجتماع الألفين، فحذفوا إحداهما اختصارا، والمحذوف منهما هي ألف يا لسكونها وتطرّفها، والمثبتة هي الهمزة لكونها همزة مبتدأة، ثم وصلوا الياء بالهمزة فصار ذلك كلمة واحدة، فإن كان راعى الخط في ذلك، فيلزمه أن يجعل ذلك سائغا في كل ما يجري مجراه في الخط نحو: {هؤلاء [البقرة: 11] و} {هأنتم [آل عمران:
66] وشبههما إذ ذلك فيه كلمة واحدة أيضا، وهو في الأصل والمعنى كلمتان.
1259 - ولعله قرأ ذلك على القواس وغيره بالمدّ، فإن كان ذلك فليس لأجل أن الهمزة فيه من نفس الكلمة كما زعمه، بل من أجل اتصال المنادى بحرف النداء حتى كأنه معه كلمة واحدة، فأشبه لذلك} [3] ما هو مع الهمزة من كلمة، ولهذه العلّة أيضا رسم في الخط مع ما بعده من المنادى كلمة واحدة على أنّا لم نر أحدا من أهل الأداء يأخذ بمدّه ولا يخرجه عن حكم نظائره في مذهب من مدّ الممدود فقصر المنفصل ومدّ المتصل.
1260 - وأمّا أبو عمرو فروى أحمد بن جبير عن اليزيدي والحلواني عن أبي عمر (4)، عنه، عن أبي عمرو أنه لم يمدّ حرفا لحرف، ولم يأت بذلك عن اليزيدي نصّا غيرهما. وروى أبو عبد الرحمن (5)، وأبو حمدون عن اليزيدي (6)، وعن أبي
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في م: (هي لك كلمة). وهو خطأ، لأنه غير مستقيم.
(3) في م: (كذلك)، ولا يناسب السياق.
(4) هو حفص بن عمر الدوري.
(5) هو عبد الله بن اليزيدي، وأبو حمدان اسمه الطيب بن إسماعيل.
(6) في ت، م: (وعن أبي عمرو). وزيادة الواو خطأ لأن رواية أبي حمدون عن اليزيدي لا عن أبي عمرو.(1/471)
عمرو {لا أقسم [القيامة: 1] ممدود. قال أبو طاهر بن أبي هاشم وغيره من علمائنا:
فهذا يدلّ على أنه كان يمدّ حرف المدّ للهمزة يعني في المنفصل.
1261 - قال أبو عمرو: وليس في ذلك دليل على مدّ المنفصل لأن قوله:} {لا أقسم بيوم القيمة (1) [القيامة: 1] مختلف في إثبات الألف فيه بعد اللام وفي حذفها} [1]، فذكر المدّ إنما هو دلالة على إثبات تلك الألف التي الخلاف فيها، والفائدة في ذكرها لا على زيادة التمكين لها لأجل الهمزة، وإذا كان ذلك ولا يكون غيره لم يكن في ذكرهما المدّ دلالة على مدّ المنفصل.
1262 - على أن إبراهيم بن اليزيدي قد حكى عن أبيه {لا أقسم [القيامة: 1] يبين لا ويقطع الألف، ولم يذكر المدّ. وقال أبو خلاد} [2]، وأبو شعيب وأبو عمرو عن اليزيدي: {لا أقسم بألف فدلّ على صحة ما قلنا.
1263 - ومما يبين أن أبا عبد الرحمن وأبا حمدون أرادا بقولهما ممدود إثبات الألف دون زيادة مدّها، قولهما عن اليزيدي عن أبي عمرو بإثر ذلك، ولو كانت} {لا أقسم [القيامة: 1] بغير ألف كانت لأقسمن بالنون، فذكر [ا]} [3] الألف دون المدّ، وقال لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد: إن مذهب أبي عمرو في التمييز بين المنفصل والمتصل كمذهب ابن كثير سواء (4).
1264 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر (5)، عن أبي طاهر عن قراءته على ابن مجاهد، في مذهب أبي عمرو: ويمدّ حرف المدّ للهمزة، فإذا كانتا من كلمتين، ولا يطول تطويلا شديدا، قال: وكذلك كنت أسمعه يقرأ.
1265 - وأما ابن عامر فروى الحلواني: عن هشام بإسناده عنه: أنه يمدّ حرف المدّ إذا استقبلته همزة من كلمة بعده مدّا بين المدّ والقصر، لا يسرف في المد، ولا
__________
(1) انظر اختلاف القراء فيها في النشر 2/ 282، السبعة / 661.
(2) اسمه سليمان بن خلاد، وأبو شعيب هو صالح بن زياد السوسي، وأبو عمر هو حفص بن عمر الدوري.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) انظر السبعة / 134.
(5) انظر الطريقين / 139، 167وإسناد كل منهما صحيح، وهما بعرض القراءة. وهنا رواية حروف.(1/472)
يسكت بعد المدّ، يصل الهمزة به. كذا روى الداجوني (1) عن محمد بن موسى الصّوري عن ابن ذكوان، فقال: بين المدّ والقصر.
1266 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال:
حدّثنا الحسين بن المهلب (2)، عن ابن بسام عن الحلواني، عن هشام بإسناده عنه: أنه كان يقرأ بالمدّ والهمز والإدغام في كل القرآن {بما أنزل إليك [البقرة: 4] ونظائره ممدودات كلها.
1267 - وأما عاصم: فحدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثني الجمال، حدّثنا ابن يزيد، حدّثنا عبد الله بن صالح عن أبي بكر عن عاصم: أنه كان يمدّ حرفا لحرف} [3]. وكذلك أخبرنا الفارسي عن أبي طاهر، عن أحمد بن عبد الله، عن الرازي، عن الحلواني، عن أبي شعيب القوّاس، عن حفص عنه (4).
1268 - قال أبو طاهر (5): وكذلك قرأت على الأشناني، فمددت حرف المدّ عند لقاء (6) الهمزة في كل القرآن.
1269 - حدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثني الحسن الرازي عن قراءته على القاسم بن أحمد الخياط عن الشّموني عن الأعشى، عن أبي بكر: أنه كان يمدّ مدّا واحدا في كل الحروف، ولا يفضّل حرفا على حرف في مدّ، وكان مدّه مشبعا، ويسكت بعد المدّ سكتة ثم يهمز (7).
__________
(1) من الطريق السادس بعد المائتين.
(2) صدر الإسناد قبل هشام تقدم في الفقرة / 558. وطريق ابن بسام عن الحلواني خارج عن طرق جامع البيان.
(3) الجمال هو الحسن بن العباس بن أبي مهران، وابن يزيد هو أحمد بن يزيد الحلواني، وعبد الله ابن صالح هو العجلي.
وانظر السبعة / 135. وهذا الإسناد صحيح.
وطريق عبد الله بن صالح عن أبي بكر خارج عن طرق جامع البيان.
(4) انظر إسناد الطريق / 311. وإسناده صحيح.
(5) هو عبد الواحد بن عمر، وقراءته على الأشناني خارجة عن طرق جامع البيان.
(6) في م: (القاء) بدل (لقاء).
(7) الشموني اسمه محمد بن حبيب، والأعشى اسمه يعقوب بن محمد بن خليفة. وانظر السبعة / 134. والإسناد صحيح، وطريق الحسن بن العباس الرازي عن القاسم الخياط خارج عن طرق جامع البيان.(1/473)
سكت أبي بكر على الساكن قبل الهمز
1270 - حدّثنا فارس بن أحمد (1)، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنا الحسن بن داود، عن القاسم بن أحمد، عن محمد بن حبيب، عن الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم {بما أنزل إليك [البقرة: 4] يمد يعني الألف لاستقبال الهمزة مدّا طويلا، ويقطع قطعا شديدا. وكذلك كل واو ساكنة قبلها ضمة، أو ياء ساكنة قبلها كسرة، إذا استقبلتها همزة، همز أيضا وقطع} {قالوا إنّما نحن [البقرة: 11]} {فى أنفسكم [البقرة:
235]} {أولئك على هدى [البقرة: 5] يمدّ} {أولئك قبل الهمزة ويسكت، ثم يهمز وكذلك} {أولاء على أثرى [طه: 84]} {وهؤلاء [البقرة: 11] و} {هأنتم [آل عمران:
66]. ولم يأت بالسّكت على حرف المدّ قبل الهمزة في المتصل والمنفصل إلا الأعشى عن أبي بكر من رواية الشّموني عنه لا غير.
1271 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد حدّثهم قال: حدّثنا وكيع} [2]، حدّثنا أحمد بن حميد أبو جعفر المقرئ [حدثنا أبو حفص] (3)، حدّثنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر لا يمدّ الشديد، ولا يمدّ إلا ما كان ياء بعد ألف مثل:
{قائلون [الأعراف: 4] و} {خائفين [البقرة: 114] و} {الملئكة [البقرة: 31] و} {إسرءيل [البقرة: 40] و} {أولئك [البقرة: 5] وكان يفضّل} {إسرءيل على} {بنى.
وذكر} [4] لنا في الباب كمذهب ابن كثير، وكذلك حكى وهب المروزي (5) عن الحسن ابن المبارك عن عمرو بن الصباح عن محمد بن حفص عن حفص سواء.
1272 - وقال ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم: قال لي أحمد بن سهل الأشناني: أنه تعلم القرآن من عبيد بن الصباح، وقرأ عبيد على أبي عمر (6)، وإنّه قرأ
__________
(1) انظر الطريق / 249. وإسناده صحيح.
(2) وكيع هو محمد بن خلف بن حيان، وأبو حفص هو عمرو بن الصباح، وابن حميد اسمه أحمد بن محمد بن حميد. والإسناد صحيح. وطريق عمرو بن الصباح عن محمد بن حفص، عن حفص بن سليمان خارج عن طرق جامع البيان.
(3) سقط من ت، م. والتصحيح من الفقرة / 1790، وانظر غاية النهاية 2/ 135.
(4) في ت، م: (وذكرنا)، ولا يناسب المقام.
(5) وهب بن عبد الله، تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) هو حفص راوية عاصم.(1/474)
على جماعة من أصحاب أبي حفص (1)، قال: فلم أعرف إلا التمكين في سائر القرآن، ولا أعرف مد ما كانت الهمزة منه، وترك المدّ فيما كانت الهمزة من غيره.
1273 - وروى ابن شنبوذ أداء عن محمد بن موسى الصّفار (2)، عن القواس ومحمد بن الفضل (3)، زرقان (4)، عن حفص: ترك مدّ حرف لحرف في جميع القرآن.
1274 - وأما حمزة: فحدّثنا ابن علي (5)، حدّثنا ابن مجاهد، قال: كان حمزة يميز في المدّ بين الهمزتين المتفقتين المفتوحتين والمرفوعتين والمخفوضتين، فقال خلف عن سليم: أطول المدّ عند حمزة ما كان مثل {تلقاء أصحب النّار [الأعراف: 47] و} {جاء أحدهم [المؤمنون: 99] وكذلك ما أتى من الهمز مفتوحا، وإن كان همزة واحدة مثل} {يأيّها قال: وأمدّ الذي دون ذلك مثل} {خائفين [البقرة: 114] و} {الملئكة [البقرة: 31] و} {بنى إسرءيل [البقرة: 83] وأقصر المدّ عنده} {أولئك
[البقرة: 5]} [6]. قال سليم قال حمزة: إذا مددت الحرف ثم همزت فالمدّ يجزئ عن السكت (7) قبل الهمزة.
__________
(1) أي وإن أحمد بن سهل الأشناني.
(2) هو عمرو بن الصباح.
(3) ترجمة ابن الجزري في غاية النهاية مرتين، مرة في (2/ 268)، وأخرى في (2/ 269) ولم يذكر في الترجمة الأولى أيّ صلة له بالقواس ولا بمحمد بن الفضل، وقال في الترجمة الثانية:
كذا سماه الأهوازي، وزعم أنه قرأ على أبي شعيب السوسي القواس، فوهم في ذلك، والصواب أنه أحمد بن موسى الصفار. ثم قال: روى القراءة عنه عرضا أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
وترجم أحمد بن موسى الصفار، أبا جعفر في غاية النهاية (1/ 143)، فذكر قراءته على أبي شعيب صالح بن محمد القواس، ومحمد بن الفضل وغيرهما، وعليه فمحمد بن موسى المذكور عند الداني هنا وهو أحمد بن موسى الصفار، والله أعلم.
وطريقه على القواس ليس من طرق جامع البيان، وهو من طرق المستنير، وكفاية أبي العز، والكامل كما أشار في غاية النهاية 1/ 143.
(4) محمد بن الفضل البغدادي يعرف بزرقان، أخذ القراءة عرضا عن حفص عن عاصم، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن موسى الصفار، ذكر ذلك ابن شنبوذ وأبو إسحاق الطبري غاية 2/ 229. وطريق الصفار عنه ليس من طرق جامع البيان وهو من طرق المستنير كما أشار في غاية النهاية 1/ 143.
(5) في ت، م: (ابن زرقان). وهو خطأ لأن زرقان لقبه كما في غاية النهاية 2/ 229.
(6) هو محمد بن أحمد بن علي الكاتب. وهذا النص في السبعة / 135.
(7) ونقل ابن الجزري في النشر (1/ 317) هذه الرواية عن خلف عن سليم ثم قال: وليس العمل على ذلك عند أحد من الأئمة بل المأخوذ به عند أئمة الأمصار في سائر الأعصار خلافه إذ(1/475)
1275 - قال أبو عمرو: يجعل حمزة [53/ و] المدّ على ثلاثة ألفاظ، ولم يأت هذا التمييز فيه عن أحد سواه. وقال خلاد (1) عن سليم عن حمزة: المدّ كله واحد، وبذلك قرأت أنا في جميع الطرق عن سليم، وعلى ذلك أهل الأداء.
1276 - وروى محمد بن سعيد البزاز (2) عن خلاد عن سليم، قال: كل المدّ عند حمزة سواء، مدّ بين المدّ والقصر، وذلك كان اختيار ابن مجاهد.
1277 - وتابع أبو هشام خلفا على أطول المدّ في الهمزتين المفتوحتين، قال:
والمدّ الذي دون ذلك {أولئك وقوله:} {فاءو [البقرة: 226] وقوله} {إلّا خائفين [البقرة: 114] ويمدّ} {الملئكة ويمدّ} {بنى إسرءيل و} {بنى ءادم
[الأعراف: 26]، ولا يمدّ} {أولئك ولا} {فباءو [البقرة: 90] كما يمدّ} {الملئكة، و} {إسرءيل} [3]. وقالا جميعا عن سليم قال حمزة: إذا التقت الهمزتان فقارب (4) ما بينهما مثل {تلقاء أصحب النّار [الأعراف: 47] و} {جاء أحدهم الموت [المؤمنون: 99] ونحوها. وزاد أبو هشام: وما كان بهمزة واحدة مدّها وجعل الهمزة مثل:} {يأيّها
ومثل} {شاء اتّخذ [المزمل: 19] وقال: الألف هاهنا موضع ألفين.
تقدير المد بالحروف
1278 - قال أبو عمرو: يعني أن الألف بما دخلها من زيادة التمكين وإشباع} [5]
المدّ على ما فيها من المدّ الذي هو صيغتها لأجل الهمزة التي استقبلتها مقدارها مقدار ألفين، وهو كلام صحيح مفهوم.
1279 - وقد استعمل مثله جماعة من العلماء بالقراءة والعربية، دلالة على
__________
النظر يرده والقياس يأباه، والنقل المتواتر يخالفه، ولا فرق بين أولئك وخائفين، فإن الهمزة فيهما بعد الألف مكسورة. أهـ.
قلت: وستأتي متابعة أبي هشام الرفاعي خلفا على هذه التفرقة بعد فقرتين.
(1) سقطت (عن) من ت.
(2) محمد بن سعيد بن عمران، أبو جعفر، البزاز، الكوفي، الضرير، مقرئ بارع، قال الذهبي:
برع في القراءة، وله اختيار معروف، وهو قديم الوفاة، ذكره الداني. غاية 2/ 144، معرفة 1/ 210. والبزاز هذا ليس من رجال جامع البيان، ولا طريقه من طرقه، وهو في الكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 2/ 274.
(3) خلف وأبو هشام الرفاعي.
(4) في م: (فقال رب). وهو خطأ واضح.
(5) في ت: (واتساع) بدل (إشباع). وهو تصحيف.(1/476)
تفاضل المدّ بالزيادة والنقصان، فقال أحمد بن يعقوب التائب (1) في كتاب السبعة من تصنيفه عند ذكره اختلاف القراء في الهمزتين، وذكره مذهب من أسقط الأولى من المتفقتين بالفتح في نحو: {شاء أنشره [عبس: 22] قال: فيمدّ ألف «شاء» حتى يكون بمقدار ألفين ثم يلفظ بعده همزة «أنشره». ثم قال في موضع آخر: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون وابن عامر} {ءادم في كل القرآن بهمزة بعدها مدّة مقدارها ألف، فقدّر ما يمدّ لاستقبال الهمزة مقدار حرفين للزيادة التي دخلته في سببها، وقدّر ما لم يستقبله همزة مقدار حرف واحد لامتناع الزيادة فيه بعدم موجبها تحقيقا للمدّ وتعريفا بتفاضله.
1280 - ووافق التائب} [2] على تقدير زيادة المدّ ونقصانه بالحروف غير واحد من الأئمة المجتمع على إمامتهم كابن مجاهد وأبي طاهر بن أبي هاشم ونظرائهما.
وقد أثبتنا بنص (3) كلامهم في الكتاب الذي أفردناه لهذه المسألة، فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا.
1281 - حدّثنا فارس بن أحمد (4)، حدّثنا عبد الله بن الحسين، حدّثنا أبو بكر الأدمي عن أيّوب الضبّي عن رجاء بن عيسى أنه قرأ على إبراهيم بن زربي وأنه قرأ على سليم عن حمزة بمدّ بين مدّين وكسر بين كسرين.
1282 - وروى ابن شنبوذ عن محمد بن حيّان (5)، عن أبي حمدون عن سليم عن حمزة أنه قال: إنما أزيد على الغلام في المدّ ليأتي بالمعنى.
1283 - وأما الكسائي: فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد بأن مدّه كله وسط من ذلك، ولا يسكت على المدّة قبل الهمزة، قال: ومذهب ابن عامر كمذهب الكسائي في ذلك كله (6). وقال ابن مجاهد في جامعه عن نصير بن يوسف عن الكسائي: إنه كان لا يمدّ حرفا لحرف (7).
__________
(1) في ت، م: (الثابت). وهو تصحيف.
(2) في ت: (الثابت). وهو تصحيف.
(3) في ت، م: (بنص). وزيادة الباء خطأ.
(4) انظر إسناد الطريق / 364.
(5) محمد بن عيسى بن حيان، تقدم. وأبو حمدان اسمه الطيب بن إسماعيل، وطريقه عن سليم خارج عن طرق جامع البيان.
(6) النص في السبعة / 136.
(7) أي لا يمد المنفصل.(1/477)
1284 - قال أبو عمرو: وبالمدّ قرأت في روايته من غير تمييز بين المنفصل والمتصل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه.
1285 - وروى نصير عنه أيضا أنه لم يمدّ ألف الملئكة كرواية الأصبهاني عن ورش، وقرأت من طريقه بالمدّ، وعليه العمل، وبالله التوفيق.(1/478)
الجزء الثاني
تتمة باب ذكر مذاهبهم لزيادة التمكين لحروف المد والتنوين إذا التقين الهمزات في المتصل والمنفصل
فصل (في تقديم الهمزة على حروف المد واللين)
1286 - وإذا تقدمت الهمزات حروف المدّ واللين الثلاثة، نحو قوله: {ءامنوا
[البقرة: 9] و} {وءاتوا [البقرة: 43] و} {ءادم [البقرة: 31] و} {ءازر [الأنعام: 74] و} {ءاخر [التوبة: 102] و} {أن تبوّءا [المائدة: 29] و} {جآءنا [الحجر: 61]} [1]، و {إيمنكم [البقرة: 225] و} {لإيلف قريش * إلفهم [قريش: 1، 2] و} {مّتّكئين
[الكهف: 31] و} {خطئين [يوسف: 97] و} {مستهزءون [البقرة: 14] و} {متّكئون [يس:
56] و} {وأوذوا [آل عمران: 195] و} {فادرءوا [آل عمران: 168]،} {رءوف [البقرة:
207]} [2]، و {يؤسا [الإسراء: 83] و} {لا يئوده [البقرة: 255] وما أشبهه، فلا خلاف في تمكينهن على مقدار ما فيهن من المدّ الذي هو صيغتهن، ومقداره مقدار حرف واحد} [3]. ألف [أ] (4) وياء [أ] [-4] وواو، من غير زيادة، إلا ما اختلف فيه عن ورش.
1287 - فروى أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه أداء تمكينهن تمكينا وسطا، بزيادة يسيرة، وهي كالزيادة التي تزيدها من هذا الطريق في تمطيطهنّ، مع تأخّر الهمزة في المتصل والمنفصل، مطابقة لمذهبه في التحقيق، وتحكمها المشافهة، وسواء كانت الهمزة قبلهن محقّقة، أو التي حركتها على ساكن قبلها، أو أبدلت حرفا خالصا لأنها في حال الإلقاء والبدل في نيّة التحقيق، فجرت لذلك مجرى المحققة، وذلك نحو قوله: {من ءامن [البقرة: 62] و} {بالأخرة [البقرة: 4] و} {قل إى وربّى [يونس:
53] و} {للإيمن [الأعراف: 167] و} {من الأولى [الضحى: 4] و} من أوتى [الحاقة:
__________
(1) في ت، م: (جاءانا)، وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(2) وفي ت، م: (رءوفا). وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(3) أي حركتين، وهو قدر المد الطبيعي.
(4) (4) و (5) زيادة لتصحيح السياق.(2/479)
19] و {فقد أوتى [البقرة: 269] و} {قوما ءاخرين [الأنبياء: 11] و} {قدير * ءامن
[البقرة: 285284] و} {قريش إلفهم [قريش: 1، 2] وما أشبهه على مذهبه، وكذا} {هؤلآء ءالهة [الأنبياء: 99] و} {مّن السّمآء ءاية [الشعراء: 4]، وما كان مثله إلا قوله:
} {لّا يؤاخذكم الله [البقرة: 225] و} {لا تؤاخذنآ [البقرة: 286] و} {ولو يؤاخذ الله
[النحل: 61] حيث وقع، وقوله:} {الئن} [1] في الموضعين في يونس [51و 92]، و {عادا الأولى في والنجم [50]، فإنه لم يزد في تمكين المدّ في هذه الستة الأحرف مع عدم الهمزة لفظا، هذا قول أهل الأداء عنه. وقال النحاس} [2]: إنه لا يمدّ {ءآلئن
[يونس: 91] حيث وقع.
1288 - وكذا لم يزد في تمكين الياء من قوله:} {إسراءيل [البقرة: 83] في جميع القرآن نقض أصله في ذلك، أو اكتفى فيه لكثرة دوره بتمكين الألف عن تمكين الياء.
وقال ورش عن نافع} {إسراءيل يمدّ أوله ويقصر آخره. وروى ابن شنبوذ} [3] وغيره عن النحاس، عن أبي يعقوب، عن ورش أنه حذف الياء من ذلك حيث وقع، ك {وميكال [البقرة: 98] سواء. وقال النحاس في كتاب اللفظ له: كان أبو يعقوب يقرأ} {إسراءيل بغير ياء، وكان عبد الصمد} [4] يمدّها ويهمزها.
1289 - قال أبو عمرو: وحذف الياء من ذلك لغة (5)، والذي قرأت أنا به إثبات الياء، وتمكينها من غير زيادة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء.
1290 - فإن سكن ما قبل الهمزة في هذا الفصل، ولم يكن حرف المدّ، لم يزد في تمكين حرف المدّ بعدها لأجل الساكن الجامد، وذلك نحو قوله: {القرءان
[البقرة: 185] و} {الظّمئان [النور: 39]، و} {مسئولا [الإسراء: 34]، و} مذءوما [الأعراف:
18] وما أشبهه. وقال النحاس عن أبي يعقوب: إنه كان يقصر القرآن، وكان عبد
__________
(1) المد المراد هنا هو ما بعد اللام. انظر النشر 1/ 341.
(2) هو إسماعيل بن عبد الله بن عمرو.
(3) طريق ابن شنبوذ عن إسماعيل بن عبد الله النحاس عن الأزرق عن ورش خارج عن طرق جامع البيان. قال ابن الجزري معددا شيوخ ابن شنبوذ: وإسماعيل بن عبد الله النحاس بمصر فيما ذكره أبو الكرم الشهرزوري، وهو غلط، وإنما قرأ على أحمد بن عبد الله بن هلال عن النحاس. غاية النهاية 2/ 52.
(4) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، أبو الأزهر، تلميذ ورش، تقدم.
(5) حكاها ابن الجوزي في زاد المسير 1/ 72، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 1/ 331.(2/480)
الصمد يمدّه. وقال عنهما: {الظّمئان [النور: 39]، و} {مذءوما، و} {مسئولا [الإسراء:
34] بغير مدّ. وحكى المصريون عن ورش وأصحابه: أنهم كانوا يمدّون} {القرءان
أكثر من مدّ نافع، وبالأول قرأت.
1291 - فإن كان الساكن حرف مدّ أو حرف لين، زيد في التمكين نحو} {جآء ءال [الحجر: 61]} [1]، و {أتستبدلون [البقرة: 61] و} {فآءو [البقرة: 226] و} {جآءو [آل عمران: 184] و} {وبآءو [البقرة: 61] و} {يرآءون [الماعون: 6] و} {ليسئوا [الإسراء: 7] و} {بريئون [يونس: 41]، و} {وقاسمهمآ [الأعراف / 20]، و} {الموءدة وما أشبهه.
1292 - وإن كانت الهمزة مجتلبة للابتداء، نحو:} {اؤتمن [البقرة: 283]} {ائذن لّى [التوبة: 49]} {أفتونى [النمل: 31] وما أشبهه، أو كانت الألف التي بعد الهمزة مبدلة عن التنوين في حال الوقف:} {مّآء [البقرة: 22] و} {غثآء [المؤمنون: 41] و} {جفآء [الرعد: 17] وما أشبهه، لم يزد في تمكين حرف المدّ في ذلك لأن همزة الوصل لا توجد إلا في حال الابتداء خاصة ولأن تلك الألف لا تثبت إلا في حال الوقف لا غير. فهما غير لازمتين، فلم يعتدّ بهما في زيادة التمكين لذلك وبهذا الذي ذكرت قرأت على ابن خاقان} [2]، وأبي الفتح (3)، في رواية أبي يعقوب عن ورش، وحكيا لي ذلك عن قراءتهما، وعلى ذلك جماعة المصريين، ومن دونهم من أهل المغرب.
1293 - وقرأت على أبي الحسن (4) بن غلبون في روايته بالإسناد المتقدم بغير زيادة تمكين لحرف المدّ فيما تقدم، سألته عن زيادة التمكين، وإشباع المدّ، فأنكره [و] (5) بعد جوازه، وإلى ذلك كان يذهب شيخنا علي بن محمد (6) بن بشر رحمه الله، وسائر أهل الأداء من البغداديين والشاميين.
1294 - وقال بعض شيوخنا: هو اختيار من ورش خالف فيه نافعا، يعني الزيادة
__________
(1) في ت، م: (جاءانا) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(2) من الطريق التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(3) من الطريق الخامس والسبعين.
(4) من الطريق السادس والسبعين.
(5) زيادة ليستقيم السياق.
(6) ورواية الداني عنه من الطريقين: الثالث والستين، والرابع والستين، وهما من طرق رواية عبد الصمد عن ورش، لا من طرق رواية أبي يعقوب عنه.(2/481)
في المدّ، قال: وأهل العراق ينكرون ذلك، ولا يأخذون به، وأهل مصر يروونه ويتركونه، وحكى لي الخاقاني أن أصحابه المصريين الذين قرأ عليهم اختلفوا في ذلك فمن قائل منهم به، ومن منكر له.
1295 - وقال آخرون: إنما كان المشيخة من المصريين يأخذون بالتحقيق، والإفراط في المدّ على المبتدئين، على وجه الرياضة لهم، وهذا يدل على أن البالغ الإشباع الزائد في هذا الفصل، ليس من مذهب نافع، ولا اختياره، ولا من رواية ورش ولا أدائه، وأنه استحسان واختيار من أهل الأداء، عن أصحابه من حيث استعملوه وأخذوه على المبتدئين، على وجه الرياضة فقط، على ما كان حمزة وأصحابه يأخذون به، من الزيادة في التحقيق والإفراط (1) في المدّ كذلك.
1296 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد (2)، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا ابن فرح، قال [حدثنا] (3) أبو عمر: قال: سمعت سليما يقول: [54/ و] وقف الثوري على حمزة فقال: يا أبا عمارة، ما هذا الهمز والمدّ والقطع الشديد؟ فقال: يا أبا عبد الله، هذه رياضة للمتعلّم. قال: صدقت.
1297 - وقد جاء عن نافع ما يؤيّد ما قلناه، ويؤذن بصحّته، وهو ما أخبرناه الخاقاني خلف بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني (4)، حدّثنا [أبو] (5) إسحاق إبراهيم الباطرقاني، عن يوسف بن جعفر، عن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا علي بن بشر، حدّثنا جعفر بن شكل، قال جاء رجل إلى نافع فقال: تأخذ (6)
عليّ الحدر؟ فقال نافع: ما الحدر؟ ما أعرفها! أسمعنا. فقرأ الرجل، فقال نافع: الحدر
__________
(1) في م: (الإفراد). وهو خطأ واضح.
(2) انظر الطريق / 359. وإسناده صحيح.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة.
(5) في ت، م: (إسحاق بن إبراهيم) وهو خطأ، والصحيح من غاية النهاية 1/ 10، و 2/ 184.
وانظر إسناد الطريق / 31.
علي بن بشر لم أجده.
جعفر بن شكل لم أجده.
(6) في م: (أخذ).(2/482)
أو حدرنا أن لا نسقط (1) الإعراب، ولا ننفي الحرف (2)، ولا نخفف مشدد، ولا نشدد مخففا، ولا نقصر ممدودا، ولا نمدّ مقصورا، قراءتنا قراءة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سهل جزل، لا نمضغ ولا نلوك، ننبر (3) ولا ننتهر، نسهل ولا نشدد، نقرأ على أفصح اللغات وأمضاها، ولا نلتفت إلى أقاويل الشعراء، وأصحاب اللغات، أصاغر عن أكابر، مليّ عن وفيّ ديننا دين العجائز، وقراءتنا قراءة المشايخ، نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه بالرأي، ثم قرأ نافع: {قل لّئن اجتمعت الإنس والجنّ [الإسراء: 88] إلى آخر الآية.
1298 - في هذا الخبر بيان أن قراءته في هذا الضرب من الممدود، لم تكن بتمطيط بالغ، ولا بإشباع مسرف، بل كانت فيه بمدّ وسط، وتمكين يسير، على مقدار مذهبه في استعماله التحقيق لا غير إذ ذلك الأفصح والأمضى من اللغات، والأقيس والأولى من الوجوه، وبه تحصل الجزالة والتسهيل، وينتفي الانتهار والتشديد.
1299 - وما حكينا له قبل} [4] من كون الزيادة في هذا الضرب في مذهب ورش من الطريق المذكور، كالزيادة بعد تمطيط الحرف، في الضرب الذي يتأخر فيه الهمزة سواء [هو] (5) ما حكاه الإمام المقدّم في هذا العلم أبو الطيب أحمد بن يعقوب التائب رحمه الله في كتابه، فقال: وكلهم قرأ {مآ ءاتينكم [البقرة: 63] بمدة متوسطة مثل} إنّآ أعطينك [الكوثر: 1] إلا حمزة ونافعا في رواية ورش خاصة، فإنهما زادا في مدّه قليلا للتبيين والإشباع.
1300 - ألا تراه رحمه الله كيف سوّى بين مدّ ورش وبين مذهب حمزة في زيادة التمكين في هذا الضرب الذي يتقدم فيه الهمزة حرف المدّ، كما سوّى هو وغيره من المصنفين وأهل الأداء بين مذهبهما في الزيادة على غيرهما من أئمة القراءة في الضرب الذي تتأخر فيه الهمزة بعد حرف المدّ، وذلك من حيث اشتركا في استعمال الإشباع والتبيين، واتفقا في الأخذ بالتحقيق والتمكين، فدلّ ذلك دلالة ظاهرة
__________
(1) في م: (أن لا تسقط) بالخطاب، و (لا يبقي) بالغيبة وكذا ما بعدها.
(2) في ت (ولا نبقي)، وفي م (ولا يبقي)، وأراه خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) النبر بالكلام الهمز، ونبر الحرف ينبره همزه. لسان العرب 7/ 39.
(4) في م: (قليل). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(5) زيادة ليستقيم السياق.(2/483)
على أن تلك الزيادة على ما يستحقه حرف المدّ يسيرة، تحكمها المشافهة، وتوضحها التلاوة، وأنّها في الضربين: الممدود والمشبع والممكّن غير المشبع سواء، وأنها في الضرب الذي يتقدم فيه الهمزة حرف المدّ من غير إفراط، ولا خروج بها من لفظ الخبر إلى لفظ الاستخبار إذ هي على مقدار الإشباع والتبيين إذ كان أهل الأداء لحرف حمزة مجمعون على ترك الإفراط في مدّ ذلك، فكذلك أيضا ينبغي أن لا يفرط فيه في مذهب ورش، وكذلك قرأت على الخاقاني وأبي الفتح عن قراءتهما، وهو الذي يوجبه القياس ويحققه النظر وتدلّ عليه الآثار وتشهد بصحته النصوص، وهو الذي أتولاه وآخذ به.
1301 - وقد وقعت (1) في هذه الرواية التي قرأنا بها على ابن خاقان وفارس بن أحمد إلى جماعة لم تتحقق معرفتهم، ولا استكملت درايتهم، فأفرطوا في إشباع التمكين إفراطا أخرجوه بذلك عن حدّه ووزنه، (قال لإبعاد) (2) جوازه وتخطئة ناقله وتجهيل منتحله والآخذ به، وقد أتيت على البيان عن صحة القول في ذلك ووجهه الصواب فيه في كتاب الأصول وفي غيره، إلا أنّا رأينا ألا نخلي جامعنا هذا من ذكر ما فيه كفاية ومقنع من ذلك لتستوفى به فائدته، ويعمّ نفعه، وليتحقق الناظرون فيه خطأ من أضاف ذلك إلى نافع، وصحّح نقله عن ورش عنه بشبه من النصوص ظنها دلائل، وعلق توهّمها حججا، بما نوضحه من القول، ونبيّنه من الدليل إن شاء الله.
[54/ ظ]
ذكر ذلك
1302 - اعلم أن الإفراط في المدّ والمبالغة في التمكين لحرف المدّ في هذا الفصل تحقق عند المنتحلين له ((3) وفائدة عند (4) الآخذين به وبزعمهم وجهين) أحدهما: النصّ، والثاني: القياس، قالوا: وما تحقق وفاؤه (5) بهذين الوجهين أو بأحدهما وجب القطع على صحته ولزم العمل به.
__________
(1) في ت، م: (وقعت في). وزيادة (في) خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) كذا في ت، وفي م: (قال ال انعاد) وكلاهما غير مفهوم.
(3) (11) كذا في ت، م.
(4) في م: (عن).
(5) في ت: (وفائد)، وفي م: (وما در). وكلاهما خطأ.(2/484)
1303 - قالوا: فأما النصّ فإن جميع أصحاب ورش من أبي يعقوب (1)، وأبي الأزهر وداود وغيرهم أطلقوا المدّ، وعبّروا عنه عن نافع في كتبهم التي سمعوها وأصولهم التي دوّنوها في نحو قوله: {وأوذوا [آل عمران: 195]} [2]، {فادرءوا [آل عمران: 168]،} {ردما ءاتونى،} {قال ءاتونى [الكهف: 96]} [3]، و {وكلّ أتوه [النمل: 87]} [4]، و {غير ءاسن [محمد: 15] و} {فئاتاهم الله ثواب الدّنيا [آل عمران: 148] و} {لإيلف قريش إلفهم [قريش: 1، 2].
1304 - وأما القياس: فإن الهمزة علّة لزيادة التمكين لحرف المدّ، وموجبة له فيه، لجهرها} [5] وخفائها، فكما توجبه متأخرة بإجماع، كذلك أيضا توجبه متقدمة، لا فرق بين تأخّرها وتقدّمها في وجوب ذلك البيان والتحقيق.
1305 - والوجهان جميعا لا دليل فيهما على مذهبهم، ولا حجة فيهما [لانتحالهم]، ويؤذنان بطول قولهم وردّ دعواهم ويشهدان بقبيح مذاهبهم وسوء انتحالهم.
1306 - فأما ما ذكروه من النص الذي حقّق ذلك عنهم (6)، فإن أصحاب ورش لم يريدوا بإطلاق المد على تلك الحروف وبأشباهها الزيادة في تمطيطها، والمبالغة في تمكينها، حتى يتجاوز بذلك صيغتها، ولا قصدوا ذلك، بل أرادوا به معنى آخر هو أولى وآكد من معنى الزيادة والمبالغة لحصول الفائدة فيه دون غيره، وهو الدلالة على الفرق بين القراءتين (7)، في الكلمة المحتملة الوجهين من المدّ والقصر فيما اختلف فيه، والإعلام بأن بعد الهمزة حرف مدّ فيما اتفق فيه لا غير.
1307 - ومما يبيّن أن ذلك أرادوا وإياه قصدوا دون غيره، إطلاق جميعهم القصر على تلك الحروف وأشباهها، مما فيه اختلاف بين أئمة القراءة، في مذهب من
__________
(1) اسمه يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق، وداود هو ابن أبي طيبة هارون.
(2) ولم يذكر هذا الحرف م.
(3) والمد يتحقق عند البداءة بقوله (ائتوني).
(4) يقرؤها نافع (آتوه) بمد الهمزة وضم التاء، انظر: النشر 2/ 339، السبعة / 487.
(5) في ت، م: (لجرها). وهو خطأ واضح.
(6) أي عن أصحاب ورش.
(7) في م: (القرائن). وهو خطأ واضح.(2/485)
حذف حرف المدّ بعد الهمزة، نحو {أمرنا مترفيها [الإسراء: 16]} [1]، و {أتينا بها
[الأنبياء: 47]} [2]، و {لأتوها [الأحزاب: 14]} [3]، و {مّآ ءاتيتم [البقرة: 233]} [4]، و {بمآ ءاتاكم [الحديد: 23]} [5] وشبهه.
وعلى الحروف التي لا حرف مدّ بعد الهمزة فيها بإجماع منهم، نحو {الّذين يفرحون بمآ أتوا [آل عمران: 188] و} {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا [الحشر: 2]} {وأتوا به متشبها [البقرة: 25]} {وأثاروا الأرض [الروم: 9] وما أشبهه. فكما أرادوا لا شك بالقصر هاهنا إسقاط حرف المدّ بعد الهمزة لا النقصان عن مدّه لعدوه} [6]
في ذلك مذهب القارئين بذلك كله أرادوا هناك إثبات حرف المدّ بعد الهمزة لا الزيادة في مدّه.
1308 - ويؤكد صحّة ذلك عبارة أصحاب ورش أجمعين من صلة هاء الكناية في نحو قوله: {ونصله [النساء: 115] و} {أرجه [الأعراف: 111] و} {ويتّقه [النور:
52] وما أشبهه بالمدّ، وعن حذفه إياها في قوله:} {يرضه لكم [الزمر: 7] بالقصر وبغير مدّ، فكما جعلوا المدّ والقصر أيضا في هذا الضرب عبارة عن إثبات حرف المدّ وعن حذفه، [كذلك جعلوه]} [7] فيما تقدم سواء، لا فرق بين الموضعين.
1309 - ويحقق (8) ذلك أيضا ويرفع الإشكال في صحته، وجود هذا المدّ مطلقا على تلك الحروف في كتاب كل واحد من أئمة القراءة والناقلين عنهم، فدلّ ذلك دلالة قاطعة على أن معناه ما بيّنّاه من الدلالة على مذاهبهم في إثباته والإتيان به بعد الهمزة دون الزيادة في تمطيطه والمبالغة في تمكينه، إذ ذلك ليس من قولهم، ولا من مذهبهم في ذلك بإجماع عنهم.
__________
(1) اختلف في مد الهمزة وقصرها. انظر النشر 2/ 306. السبعة / 379.
(2) قرأ الجمهور بالقصر، وقرأ مجاهد (آتينا) بمد الألف انظر تفسير الطبري 17/ 25.
(3) انظر اختلاف القراء في مد الهمزة وقصرها في النشر 2/ 348، السبعة / 520.
(4) انظر اختلاف القراء في مد الهمزة وقصرها في النشر 2/ 228، السبعة / 183.
(5) انظر اختلاف القراء في مد الهمزة وقصرها في النشر 2/ 384، السبعة / 626.
(6) في ت، م: (العدمة)، وهي غير متسقة مع السياق، فيبدو لي أنها محرفة عن (لعدوه) أي لمجاوزته.
(7) زيادة ليستقيم السياق.
(8) في م: (وتحقيق). ولا يناسب السياق.(2/486)
1310 - ويؤيد هذا كلّه ويشهد بصحته، ما ورد في كتب السلف الماضين من القرّاء، والنحويين، من إطلاق العبارتين: من المدّ والقصر على إثبات حروف المدّ، وعلى حذفهما فيما لا همزة فيه من الكلم، وذلك مما لا يزاد في مدّ ما يثبت فيه حرف المدّ، ولا يبالغ (1) في تمكينه بإجماع منّا ومن مخالفينا لعدم وجود الهمزة الموجبة لذلك قبله.
1311 - فأما ما ورد من ذلك في كتب القراءة فحدّثنا طاهر بن غلبون، قال:
حدّثنا عبد الواحد (2) بن محمد البلخي، قال: قرأ عليّ عثمان بن جعفر بن اللبان، قال: حدّثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم عن عمّه يعقوب بن إبراهيم عن نافع بن أبي نعيم أنه قرأ في سورة النساء [128] {أن يصلحا} [3] مثقلة ممدودة. وفي سورة الأعراف [172] {من ظهورهم ذرّيّتهم} [4] مثقلة ممدودة {ألحقنا بهم ذرّيّتهم [الطور:
21]} [5] ممدودة. وقال عنه في سورة النساء [5]: {الّتى جعل الله لكم قيما} [6] مخففة غير ممدودة.
1312 - حدّثنا خلف بن إبراهيم (7)، قال حدّثنا أحمد بن أسامة، قال حدّثنا أبي ح.
1313 - وحدّثنا فارس بن أحمد (8)، حدّثنا جعفر بن أحمد، حدّثنا محمد بن
__________
(1) في م: (ولا بالغ). وهو غير مناسب للسياق.
(2) عبد الواحد بن محمد البلخي، شيخ، روى الحروف عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله روى عنه طاهر بن غلبون. غاية 1/ 477.
عثمان بن جعفر بن محمد بن محمد بن حاتم، أبو عمرو، المعروف بابن اللبان، الأحول، كان ثقة، مات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 11/ 297.
عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، أبو الفضل، الزهري، البغدادي، قاضي أصبهان، ثقة مات سنة ستين ومائتين. التقريب 1/ 533، غاية 1/ 487.
يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، أبو يوسف، الزهري، المدني ثم البغدادي ثقة فاضل، مات سنة ثمان ومائتين. التقريب 2/ 374. هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(3) وانظرها في النشر 2/ 252، السبعة / 238.
(4) وانظرها في النشر 2/ 273، السبعة / 297.
(5) وانظرها في النشر 2/ 273، السبعة / 612.
(6) وانظرها في النشر 2/ 247، السبعة / 226.
(7) انظر إسناد الطريق / 80. وإسناده صحيح.
(8) انظر إسناد الطريق / 82.(2/487)
الربيع، قالا: حدّثنا يونس عن ورش عن نافع أنه قرأ في سورة الكهف: {فى عين حمئة} [1] [86] مقصورة.
1314 - وحدّثنا ابن غلبون (2)، حدّثنا علي بن محمد، حدّثنا أحمد بن سهل (3)، حدّثنا علي بن محصن حدّثنا عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم أنه قرأ {وتظنّون بالله الظّنونا [الأحزاب: 10] غير ممدودة} [4].
1315 - وقال (فارس) (5): حدّثنا عبد الله بن الحسين، حدّثنا الأشناني (6)، عن أصحابه عن حفص عن عاصم أنه قرأ {يخدعون الله [البقرة: 9] بالمدّ} {وإذ وعدنا موسى [البقرة: 51] بالمدّ و} {لّمن فى أيديكم مّن الأسرى [الأنفال: 70] مقصورة.
1316 - وحدّثني عبيد الله بن سلمة الإمام أن عبد الله بن عطية} [7] حدّثهم، حدّثنا الحسن بن عبد الملك حدّثنا هارون بن موسى الأخفش عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ {أسرى [البقرة: 85] بمدّ السين.
1317 - وحدّثنا ابن غلبون} [8]، حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا أحمد بن أنس، حدّثنا هشام بن عمّار عن أصحابه عن ابن عامر أنه قرأ: {فنظرة إلى ميسرة [البقرة:
280]} [9] مقصورة.
__________
(1) وانظرها في النشر 2/ 314، السبعة / 398.
(2) انظر الطريق / 299.
(3) تكررت هذه العبارة في النسخة ت.
(4) انظرها في النشر 2/ 347، السبعة / 519.
(5) في ت، م: (وقال إبراهيم). وهو خطأ لأن إبراهيم لا يعرف في شيوخ الداني، ولا في تلاميذ عبد الله بن الحسين السامري.
ورواية الداني عن السامري هي بواسطة شيخه فارس بن أحمد، كما تقدم مرارا كثيرة.
(6) الأشناني هو أحمد بن سهل بن الفيروزان.
وأصحابه في رواية حفص هم: عبيد بن الصباح، وعلي بن سعيد البزاز، والحسن بن المبارك الأنماطي، وإبراهيم السمسار، وعلي بن محصن.
انظر طرق رواية حفص عن عاصم.
(7) في ت، م: (خطية) بالخاء، وهو خطأ. وتقدم الإسناد صوابا في الفقرات / 267، 472، 810. وهذا الإسناد هو إسناد الطريق الخامس والتسعين بعد المائة. وهو صحيح.
(8) هو طاهر بن عبد المنعم، وانظر إسناد الطريق / 214. وهو إسناد صحيح.
(9) قرأ الحسن (ناظرة) بالألف. انظر الكامل للهذلي ل 172/ ظ.(2/488)
1318 - حدّثنا أبو الفتح (1)، حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن موسى، حدّثني عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد، أخبرنا يحيى، حدّثنا وهب، قال هارون:
قراءة عبد الله بن كثير وأهل مكة {أو من ورآء جدر [الحشر: 14]} [2] مضمومة الجيم مقصورة.
1319 - حدّثنا عبد الرحمن بن عمر المعدّل (3)، حدّثنا محمد بن حامد، حدّثنا محمد بن الجهم، حدّثنا الهيثم بن خالد عن أبي خالد عكرمة عن بكار بن أخي همام عن هارون عن إسماعيل المكّي عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {هدى [البقرة:
38]} [4] مقصورة.
__________
(1) أبو الفتح اسمه فارس بن أحمد، وعبد الله هو ابن الحسين السامري، وأحمد بن موسى هو ابن مجاهد.
عبد الرحمن بن محمد بن حماد لم أجده.
يحيى بن الفضيل الكاتب، أبو محمد، البغدادي، نزل مصر، وحدث بها، مات سنة ثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 14/ 222.
وهب، وفي التقريب: وهيب بالتصغير ابن عمرو بن عثمان، النمري بفتح النون والميم أبو عثمان أو أبو عمرو، البصري، مستور من التاسعة. التقريب 2/ 339.
وانظر غاية 2/ 361.
هارون بن موسى الأعور تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) والذي في النشر 2/ 386، السبعة / 632أن قراءة ابن كثير (جدار) بالألف.
(3) صدر الإسناد قبل الهيثم تقدم في الفقرة / 125.
الهيثم بن خالد، أبو محمد، الخواتيمي، مقرئ متصدر، روى القراءة عن عطارد بن أبي عكرمة، روى القراءة عنه محمد بن الجهم السمري وغيره. غاية 2/ 357.
أبو خالد عكرمة لم أجده.
بكار بن عبد الله بن يحيى بن يونس البصري، شهير في رواية أبان، قال أبو حاتم ليس بالقوي. ميزان الاعتدال 1/ 341، المغني في الضعفاء 1/ 110، غاية 1/ 177.
هارون بن موسى الأعور تقدم.
إسماعيل بن مسلم المكي، أبو إسحاق، كان من البصرة ثم سكن مكة، كان فقيها ضعيف الحديث، من الخامسة. التقريب 1/ 74، تهذيب التهذيب 1/ 331. وهذا الإسناد ضعيف.
(4) ذكر هذه الرواية الدوري في جزء قراءات النبي صلى الله عليه وسلم (ل 3/ و) عن نصر ابن علي عن بكار عن هارون عن إسماعيل عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: فمن تبع هديّ؟ مقصورة مثقلة. وهذا الحرف في البقرة / 38.(2/489)
1320 - وحدّثنا فارس بن أحمد حدّثنا أحمد بن محمد، وعبد الله بن محمد (1)، قالا: حدّثنا علي بن الحسين حدّثنا يوسف بن موسى عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش أنه قرأ: {وإذ وعدنا [البقرة: 51] ممدودة و} {خشّعا أبصرهم
[القمر: 7] ممدودة و} {عظما نّخرة [النازعات: 11] ممدودة. قال: وقرأ في الحج [2]} {سكرى وما هم بسكرى خفيفتان.
1321 - وحدّثنا علي بن الحسن المعدل} [2]، حدّثنا الحسن بن رشيق حدّثنا أحمد بن شعيب النسائي، حدّثنا أحمد بن نصر، قال: حدّثنا (3) محمد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن عمر، عن طلحة بن مصرّف: أنه قرأ في يس [56]: {فى ظلل، ممدودة، وقرأ في والنجم [12]:} {أفتمرونه مقصورة. قال: وقرأ} {وميكال
و} {إسراءيل بالهمز وبمدّها، وقرأ} {جبرئل مهموزة مقصورة} [4].
1322 - قال أبو عمرو: فعبّر هؤلاء الأئمة والرواة عن إثبات حرف المدّ في الكلم المذكورة بالمدّ وعن حذفه بالقصر مع عدم وقوع الهمزة قبله، فدلّ ذلك دلالة لا خفاء بها على صحة ما تأوّلناه قبل في معنى المدّ والقصر أنه الإثبات والحذف وبطول ما تأوّله مخالفونا أنه الزيادة والنقصان.
__________
والرواية في غاية النهاية (1/ 177) في ترجمة بكار.
قال أبو الفتح بن جني في المحتسب (1/ 76): ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي الطفيل وعبد الله بن أبي إسحاق وعاصم الجحدري وعيسى بن عمر الثقفي (هديّ). قال أبو الفتح: هذه لغة فاشية في هذيل وغيرهم، أن يقلبوا الألف في آخر المقصور إذا أضيف إلى ياء المتكلم ياء. أه.
(1) في ت، م: (عبيد) مصغرا، وتقدم في التعليق على الفقرة / 38أنه عبد الله بدون تصغير وصدر الإسناد قبل جرير تقدم في الفقرتين / 38، 39. والإسناد حسن لغيره.
(2) علي بن الحسن المعدل، لم أجده. والحسن بن رشيق تقدم. وفي ت، م: (الحسين) وهو خطأ. وأحمد بن نصر الترمذي أبو جعفر تقدم.
(3) في ت، م: (حدثتنا بنت ابن عبد الرحمن) وهو خطأ لأنه لا يعرف في شيوخ أحمد بن نصر بنت ابن عبد الرحمن، انظر غاية النهاية 1/ 145، وكذا لا يعرف في تلاميذ عيسى ابن عمر بنت ابن عبد الرحمن. انظر غاية النهاية 1/ 613.
ومحمد بن عبد الرحمن النيسابوري، النحوي، يعرف بمت قال الداني: كان من أعلم الناس بالنحو والعربية، وحدث وأفتى وأقرأ. بغية الوعاة 1/ 159، غاية 2/ 168.
(4) في م: (جبر)، وفي ت: (خبر) وكلاهما خطأ واضح.(2/490)
1323 - وأما ما ورد في كتب النحويين، من إطلاق المدّ على إثبات حرف المدّ، فشيء (1) يطول ذكر إحصاء جميعه لكثرته، ومن ذلك قول سيبويه إخبارا عن بعض العرب قال: وربما مدّوا فقالوا: «منابير ومساجيد ودراهيم» في نظائر ذلك جعل فيه المدّ عبارة عن إثبات حرف المدّ كما فعل ذلك من تقدّم ذكرنا له من أئمة القرّاء ونقلتهم (2).
1324 - قال أبو عمرو: ومع ما بيّنّاه ودللنا على صحّته، (3) فإن عندنا عن ورش عن نافع نصوصا ظاهرة مكشوفة تؤذن بنفي إشباع المدّ في الفصل المتقدم، ونحن نذكرها بأسانيدها ليتحقق بها خطأ من أضاف ذلك إلى نافع من طريق ورش، ويبيّن قبيح مذهب من انتحل ذلك من أهل الأداء إن شاء الله.
1325 - حدّثنا محمد بن علي (4)، حدّثنا ابن مجاهد حدّثنا الحسن بن علي حدّثنا أحمد بن صالح عن ورش عن نافع أنه قرأ {قال فرعون ءامنتم به [الأعراف:
123]} [5] بغير مدّ على مخرج الخبر. هذا نصّ الكتاب (6)، ولا بدّ بعد الهمزة من الإتيان بالألف المبدل من الهمزة الساكنة [لأنه] (7) صيغتها، وإنما أراد بقوله: بغير مدّ نفي إشباع المدّ الذي يخرج ذلك إلى لفظ الاستفهام.
1326 - وحدّثنا الخاقاني (8)، حدّثنا أحمد بن أسامة حدّثنا أبي ح.
1327 [و] (9) حدّثنا أبو الفتح، حدّثنا [جعفر بن أحمد، حدثنا محمد بن الربيع] (10)،
__________
(1) في م: (يشيء) ولا يناسب السياق.
(2) في ت، م: (القراءة نقلهم)، ولا يستقيم به السياق.
(3) في ت، م: (بأن)، ولا يناسب السياق.
(4) إسناد الطريق / 78. وهو إسناد صحيح.
(5) في ت، م: (قال ءامنتم به) وهو خطأ.
(6) لعله كتاب أحمد بن صالح في قراءة نافع، فقد قال ابن الجزري في ترجمة الحسن بن علي بن مالك: روى القراءة عن أحمد بن صالح وسمع منه كتابه في قراءة نافع. انظر:
غاية النهاية 1/ 225.
(7) زيادة لا بد منها ليستقيم السياق.
(8) تقدم هذا الإسناد في الطريق الثمانين، وهو إسناد صحيح.
(9) زيادة ليستقيم السياق.
(10) في ت، م: (جعفر بن أحمد بن الربيع) وهو خطأ، وقد تقدم هذا الإسناد على الصواب في الطريق الثاني والثمانين، وهو حسن لغيره هنا.(2/491)
قالا: حدّثنا يونس، قال لي عثمان وسقلاب: وإذا لقيت ألف ألفا قطعتا من غير [55/ ظ] مدّ، إلا أن تكون إحداهما منوّنة، فإنها موصولة مثل {بلدا ءامنا [البقرة: 126] و} {حرما ءامنا [القصص: 57] وما أشبه هذا.
1328 - وهذا نصّ ظاهر مكشوف، يغني عن كل دليل} [1]، ويكفي من كل شاهد إذ قد أفصح عن نفي إشباع المدّ في جميع الباب إفصاحا لا شكوك فيه، فلا حجة مع ذلك للمخالف، ولا دليل معه لفارق.
1329 - ومعنى قولهما: وإذا لقيت ألف ألفا، أي: إذا لقيت ألف همزة، ومعنى قولهما: قطعتا من غير مدّ، أي: طوّلت الألف وحقّقت الهمزة من غير أن يزاد في مدّ حرف اللين بعدها على ما فيه من المدّ الذي لا يوصل إليه إلا به.
1330 - وقال إسماعيل بن عبد الله النحاس في كتاب اللفظ عن عبد الصّمد بن عبد الرحمن صاحب ورش أنه كان لا يمدّ {بايتنآ [البقرة: 39] و} {ءامنوا [البقرة:
9] و} {ءاتوا [البقرة: 43] وشبهه. وقال فيه عن أبي يعقوب الأزرق: حيث وقع مقصور غير مهموز ولا ممدود.
وقال فيه أيضا عنهما} [2] جميعا: {إى وربّى [يونس: 53] مقصور ألف} {إى، وهذا أيضا نصّ لا خفاء به.
1231 - فالعدول} [3] عن هذه النصوص الظاهرة، وأشباهها مما قد أتينا على ذكر جميعها في الكتاب الذي أفردناه لهذه المسألة، والعمل بما ذكره مخالفونا مما لا يصحّ عند التفتيش ولا يتحقق في النظر [لأنه] (4) عدول عن وجه الصواب.
1332 - وأمّا ما ذكروه من القياس الذي أثر ذلك عندهم، ففاسد لا يصح بوجه لخروجه عن قول جميع العلماء من القرّاء والنحويين إذ قول جميعهم منعقد على المخالفة بين حكم الهمزة إذا تأخرت بعد حرف المدّ في زيادة تمكينه، وإذا تقدمته لما سنبيّنه من العلة بعد.
__________
(1) في م: (من).
(2) أي عبد الصمد بن عبد الرحمن، وأبي يعقوب الأزرق.
(3) في م: (بالعدل). ولا يناسب السياق.
(4) زيادة يقتضيها السياق.(2/492)
1333 - فأما قول القرّاء المؤذن بذلك: فحدّثنا خلف بن حمدان (1)، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن هارون ح.
1334 - وحدّثنا أبو الفتح، قال [حدثنا] (2) أحمد بن محمد بن جابر، قالا: حدّثنا محمد بن محمد الباهلي قال: حدّثنا أبو عمر الدوريّ قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن نافع أنه قرأ {ونئا بجانبه [الإسراء: 83] بغير مدّ. وعن أبي جعفر} [3] أنه قرأ {ونئا بالمدّ.
1335 - فعبر إسماعيل عن نافع في هذه الكلمة بغير مدّ لتقدّم الهمزة على حرف المدّ فيها في مذهبه، وعبّر عن أبي جعفر فيها بالمدّ لتأخّر الهمزة بعد حرف المدّ فيها في قراءته، وهذا النص مغن في هذا المعنى، ولا سيما وهو من طريق نافع وأصحابه.
1336 - وحدّثنا أحمد بن عمر القاضي} [4]، قال: حدّثنا محمد بن منير، قال:
حدّثنا عبد الله بن عيسى، قال: حدّثنا قالون عن نافع أنه قرأ {ونئا بجانبه بغير مدّ، قال: وقرأ} {زكريّا [آل عمران: 37] بالمدّ حيث وقع، فعبر أيضا قالون عن حرف المدّ الذي يتقدّمه الهمزة بغير مدّ، وعن الذي يتأخر بعده بالمدّ.
1337 - وحدّثنا علي بن محمد} [5]، قال: حدّثنا محمد بن قطن، قال: حدّثنا سليمان بن خلاد، قال: حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه [قرأ] (6) {ونئا بجانبه
مقصورة. وقرأ} زكريّا ممدودة في جميع القرآن في نظائر لهذا من قولهم، تدلّ على ما دلّ عليه قول إسماعيل وقالون، وتردّ قول من سوّى بين حكم الهمزتين في الموضعين من التقدّم والتأخر.
1338 - وأما قول النحويين الموافق لقول القرّاء فإن بصريّهم وكوفيّهم أجمعوا
__________
(1) انظر إسناد الطريق / 4. وهو إسناد صحيح.
(2) في ت، م: (محمد بن أحمد بن جابر) وهو خطأ، والتصحيح من غاية النهاية 1/ 109.
وانظر إسناد الطريق / 5. وهو حسن لغيره هنا.
(3) هو يزيد بن القعقاع أحد القراء العشرة.
(4) انظر إسناد الطريق / 51. وهو إسناد صحيح.
(5) في ت، م: (علي بن محمد). وهو خطأ، والتصحيح من غاية النهاية 2/ 79، وقد تقدم هذا الإسناد على الصواب في الفقرة / 223. وانظر إسناد الطريق / 179. وهو إسناد صحيح.
(6) (1) زيادة ليستقيم السياق.(2/493)
على أن كل اسم آخره ألف التأنيث مقصورة أو ممدودة لا ينصرف. قالوا: فالمقصورة نحو {السّوأى [الروم: 10]، و (دفأى)} [1]، و (ملأى)، و {سكرى [النساء: 43]، وحبلى، وما أشبهه. والممدودة نحو حمراء، وصفراء، وبيضاء، وما أشبهه.
1339 - فدلّ قول جميعهم هذا وتمثيلهم على أن حكم الهمزة متقدمة قبل حرف المدّ حكم سائر الحروف التي لا يزاد في تمكينها من أجلها، وأن حكمها} [2]
متأخرة مخالف لذلك المعنى، بيّنوه (3) فأفصحوا عنه، فقال إبراهيم (4) بن السري الزجّاج: إنما سمّي الممدود ممدودا لأن قبل آخره حرف مدّ، فلا بدّ من أن تزيد في مدّه إذا وصلت لتتبيّن (5) الهمزة إذ (6) كانت خفيفة.
1340 - وقال أبو بكر بن الأنباري: إنما قصر المقصور ومدّ الممدود من الأسماء استحق المدّ لاستقبال الهمزة الألف الساكنة، ألا ترى إذا قلت: القضاء والدعاء وجدت الألف الساكنة، فاستقبلتها الهمزة قبلها كانت الألف خفيفة والهمزة خفيفة قويتا بالمدّ؟! قال: والمقصور لم يجر فيه المدّ لأن الألف التي في آخره لم يستقبلها حرف خفي، فلا (7) يحتاج إلى تقوية.
1341 - وقال أبو سعيد [56/ و] السيرافي [عن] (8) السراج: إنما سمّي المقصور مقصورا لأنه قصر عن الهمزة، أي: حبس عنها ومنع منها، كما تقول: قصرت فلانا على حاجته أي: حبسته عنها ومنعته منها.
__________
(1) يقال رجل دفئان: مستدفئ، والأنثى دفأى. لسان العرب 1/ 69.
(2) في م: زيادة (وهي) قبل (متأخرة).
(3) سقطت (الذي) من ت.
(4) إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق، الزجاج، كان من أهل الفضل والدين، وكان يخرط الزجاج، ثم مال إلى النحو، فلزم المبرد، مات سنة إحدى عشرة وثلاث مائة، تاريخ بغداد 6/ 89، بغية الوعاة 1/ 411.
(5) في م: (السين) ولا يستقيم بها السياق.
(6) في ت، م: (إذا)، ولا تناسب السياق.
(7) في م: (فيحتاج) بدون لا. وفي هامش ت ل (56/ و): فيحتاج نسخة.
(8) زيادة ليستقيم السياق لأني لم أجد في شيء من المراجع أن الحسن بن عبد الله بن الفيروزاني يذكر في نسبته السراج. والذي وجدته أن السيرافي من أصحاب ابن السراج كما في طبقات النحويين واللغويين للزبيدي / 119.(2/494)
1342 - قال أبو عمرو: ومن ذلك أيضا قوله تعالى: {حور مّقصورات فى الخيام
[الرحمن: 72] أي محبوسات} [1]. ويقال امرأة قصيرة وقصورة إذا حبست في الحجاب قبل أن تتزوج (2).
1343 - فهذه الأقوال وأشباهها مما يطول ذكرها تفصح عن [بطول] (3) قول من جعل حكم الهمزة في زيادة التمكين لحرف المدّ في حال تأخّرها وتقدّمها حكما واحدا (4)، ويؤذن بصحة ما انعقد الإجماع عليه من المخالفة بين حكمها في الموضعين.
1344 - ومما يقوّي ذلك ويزيده بيانا ويوضح [بطول] (5) قول العلماء المخالفين من القرّاء والنحويين أن الهمزة إذا تقدمت لم يحتج إلى تمكين ما بعدها من حروف المدّ (6) لأجلها لحصولها في اللفظ قبل النطق بذلك الحرف الذي يمكّن ويمطّط لهما، وإنما يحتاج إلى ذلك التمكين والتمطيط إذا استقبلت [حرف المد] (7)، ولم تحصل (8) بعد ملفوظا بها ليتقوّى بهما (9) على النطق بها لخفائها.
1345 - على أنها إذا تقدمت لم تخل من أن يقع قبلها متحرّك أو ساكن حرف مدّ أو غيره، فبظهور حركة المتحرك (10)، وإشباعها وتحقيقها (11)، وتبيين الساكن
__________
وابن السراج هو محمد بن السري، البغدادي، أبو بكر، له كتب في النحو مفيدة، وكان ثقة، مات سنة ست عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 5/ 319، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي / 112، بغية الوعاة 1/ 109.
(1) انظر: تفسير الطبري 27/ 83.
(2) انظر: لسان العرب 6/ 410.
(3) زيادة ليستقيم السياق.
(4) في م: (حكمها واحد).
(5) زيادة ليستقيم السياق.
(6) في ت، م: (خروج) بدل (حروف)، وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(7) زيادة ليستقيم السياق.
(8) في ت، م: (يحصل) بالياء، ولا يناسب ضمير (بها) المؤنث.
(9) أي بالتمكين والتمطيط.
(10) في ت، م: (الحركة)، ولا يستقيم بها السياق.
(11) في م: (وتخفيفها)، وهو تصحيف واضح.(2/495)
وتخليصه [و] (1) تمكين حرف المدّ وتمطيطه (2) يتقوى على النطق بها.
1346 - وكذا إن ابتدئ بها، ولم توصل بما قبلها من المتحرك والساكن، فبقوة النفس وتوفره عند الابتداء يتقوّى أيضا على النطق بها فتبدو محقّقة (3) مبيّنة فيه فيستغنى بذلك عن تمكين ما بعدها لأن المعنى الذي في تمكينه من تحقيق الهمزة، وبيانها مستكن في الحرف المتحرك والحرف الساكن الذي قبلها على ما بيّناه.
1347 - قال أبو عمرو: ومما يدلّ على نفي إشباع المدّ لحرف اللّين إذا تقدمته الهمزة سوى ما قدّمناه من الدلائل القاطعة والحجج المسكتة أن إشباعه في كثير من الكلم نزول إلى استحالة المعنى ويوقع الإشكال (4) لخروج اللفظ بذلك من الخبر إلى الاستخبار إذ الفرق بينهما في ذلك يقع بإشباع [المد] (5)، ولا سيما على رواية الأزرق عن ورش التي [عليها] (6) عامّة من يرى إشباع المدّ في إبدال الهمزة المتحركة في الاستفهام وغيره ألفا خالصة.
1348 - ألا ترى أن قوله: {ءامنتم به في الأعراف [76] و} {ءامنتم له في طه [71] والشعراء [49] و} {آلهتنا خير في الزخرف [58] مشبع المدّ حيث كان استخبارا؟ لأن همزة القطع تبدل ألفا على الرواية المذكورة وبعدها ألف مبدلة من همزة الأصل الساكنة، فيلتقي ألفان، فتحذف إحداهما للساكن، ثم يشبع المدّ ليدلّ بذلك على الاستخبار.
1349 - كذا قدر ذلك ولخّصه في شرحه إمام دهره في هذه الرواية أبو بكر محمد بن علي الأذفوي رحمه الله، وزعم أن ذلك قياس قول النحويين، وأن قوله:
} {بمثل مآ ءامنتم به في البقرة [137] و} {بالّذى ءامنتم به في الأعراف [76]، و} {إذا ما وقع ءامنتم به في يونس [51] و} {ءالهتنا [الأعراف: 127] و} بعض ءالهتنا بسوء [هود: 54] وشبهه غير مشبع المدّ حيث كان خبرا، فإن أشبع المدّ في الضربين
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في م: (قد يقوى).
(3) في م: (مخففة)، وهو تصحيف واضح.
(4) في م: (فخرج). وهو لا يناسب السياق.
(5) زيادة ليستقيم السياق.
(6) زيادة ليستقيم السياق.(2/496)
من الخبر والاستخبار وسوّي بين لفظيهما زال المعنى واستحال اللفظ بكونه كلّه لفظ الاستخبار لأن اللفظ دليل على المعنى، فإذا تغيّر اللفظ تغيّر المعنى بتغيّره.
1350 - وكذلك قوله: {ءامن الرّسول [آل عمران: 285]} {فامن له لوط
[العنكبوت: 26]} {وءامنهم مّن خوف [قريش: 4]، و} {وءاتى المال على حبّه [البقرة:
177]} {وآتيكم [طه: 10]} {وءاتينه من الكنوز [القصص: 76] وشبهه إن أشبع المد فيه استحال اللفظ، وفسد المعنى لخروجه بذلك إلى الاستخبار، وهو خبر، فوجب بهذا نفي إشباع المدّ في الضرب كله لما نزل إليه من تغيّر لفظ التلاوة، وبطول معناها بالتسوية بين لفظ الخبر والاستخبار.
1351 - قال أبو عمرو: فيما أوضحناه من المعاني وبيّناه من الدلائل بلاغ لمن وفّق لفهمه، وكفاية لمن أراد الوقوف على صحة القول في ذلك وبالله التوفيق} [1].
فصل [في مد شيء وأمثاله]
1352 - وإذا زال عن الياء الكسرة وعن الواو الضمة وانفتح ما قبلهما وأتت الهمزة بعدهما في كلمة أو كلمتين، فلا خلاف في ترك مدّهما وتمكينهما لانبساط اللسان بهما وخروجهما من حال الخفاء (2) إلى حال البيان، وذلك نحو قوله: {من شىء [آل عمران: 92] ف} {شيئا [البقرة: 48] و} {كهيئة [آل عمران: 49] و} {سوءتهما [طه: 121] و} {السّوء [النساء: 17] و} {نبأ ابنى ءادم [56/ ظ] [المائدة:
27] و} {خلوا إلى [البقرة: 14] وما أشبهه، إلا ما رواه أصحاب أبي يعقوب الأزرق، عنه، عن ورش أداء أنه كان يمكّن الياء والواو المفتوح ما قبلهما إذا أتت الهمزة بعدهما في كلمة لا غير لأن حركتها لا تلقى عليهما فيها} [3] تمكينا وسطا من غير إسراف لأن فيها مع ذلك مدّا ولينا وإن كان يسيرا.
1353 - وقد أخذ بذلك أيضا بعض أصحاب (4) أبي الأزهر من المصريين،
__________
(1) قال ابن الجزري في النشر (1/ 340) عن المد الطويل فيما وقع فيه حرف المد بعد الهمزة، والحق في ذلك أنه شاع وذاع، وتلقته الأمة بالقبول، فلا وجه لرده، وإن كان غيره أولى منه. أه
(2) في م: (الحياة)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) الضمير يعود إلى قوله (كلمة).
(4) في ت، م: (أصحابنا الأزهر). وهو تحريف واضح.(2/497)
وبذلك قرأت على ابن خاقان (1)، وفارس بن أحمد (2) عن قراءتهما، واستثنينا من ذلك حرفين وهما {موئلا في الكهف [58] و} {الموءدة في كوّرت [8]، فلم يمكّنا الواو فيهما. وبه} [3] كان يأخذ أبو غانم المظفر بن أحمد بن حمدان وغيره من أصحاب النحاس (4) وابن هلال [و] (5) ابن سيف (6)، وعليه عامّة أهل الأداء من مشيخة المصريين.
1354 - وأقرأني أبو الحسن (7) عن قراءته في رواية أبي يعقوب بتمكين الياء من شيء وشيئا في جميع القرآن لكثرة دورهما لا غير. وما عدا ذلك بغير تمكين حيث وقع، نحو: {ولا تيئسوا [يوسف: 87]} {إنّه لا يايئس [يوسف: 87] و} {مطر السّوء [الفرقان: 40] و} {سوءة أخيه [المائدة: 31] وشبهه.
1355 - وقال إسماعيل النحاس في كتاب اللفظ عن أبي يعقوب: إنه كان يمدّ} {شيئا و} {شىء و} {كهيئة و} {فلمّا استيئسوا [يوسف: 80] و} {إنّه لا يايئس
قال: وكان عبد الصّمد} [8] يقصر ذلك. وقال عنها: و {سوءة [المائدة: 31] و} {السّوء
[النساء: 17] بالقصر.
1356 - وبالأول قرأت وبه آخذ. والباقون من أصحاب ورش: داود} [9]، وأحمد، ويونس، والأصبهاني، وأصحابهم لا يمدّون شيئا من ذلك، ولا يمكّنونه وبالله التوفيق.
__________
(1) انظر الطرق / 69، 70، 71، 72، 73، 74.
(2) انظر الطريق / 75.
(3) في ت، م: (وقد). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) انظر الطريق / 66.
(5) زيادة ليستقيم السياق.
(6) انظر الطريقين / 67، 68.
(7) اسمه طاهر بن غلبون، وانظر الطريق / 76.
(8) هو عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، أبو الأزهر تلميذ ورش.
(9) داود بن هارون، وأحمد بن صالح، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني.(2/498)
فصل [في المد للساكن اللازم]
1357 - وإذا وقع بعد حروف المدّ واللّين الثلاثة حرف ساكن مدغم في كلمة، فلا خلاف في تمكينهن زيادة على ما فيهن من المدّ الذي لا يوصل إليهن (1) إلا به، من غير إفراط ليتميز (2) الساكنان بذلك [فلا] (3) يلتقيان، إذ المدّ عوض من الحركة، وذلك نحو قوله: {الضّآلّين [الفاتحة: 7]، و} {العآدّين [المؤمنون: 113]، و} {حآفّين
[الزمر: 75]، و} {ءآمّين [المائدة: 2]، و} {دآبّة [البقرة: 164]، و} {الدّوآبّ [الأنفال:
22]، و} {الجآنّ [الحجر: 27]، و} {صوآفّ [الحج: 26]، و} {شآقّوا الله [الأنفال: 13]، و} {ومن يشآقّ الله [الحشر: 4]، و} {الطّآمّة [النازعات: 34]، و} {الحآقّة [الحاقة: 1] وما أشبهها. وكذا} {أتعداننى [الأحقاف: 17]} [4]، و {فذنك [القصص: 32]} [5]، و {هذن
[طه: 63]} [6]، و {والّذان [النساء: 16]} [7]، و {أتحجّونّى [الأنعام: 80]} [8]، و {فبم تبشّرون [الحجر: 54]} [9]، و {هتين [القصص: 27]} [10]، و {إنّ الّذين [فصلت:
29]} [11]، على قراءة من شدّد النون.
1358 - وقد زعم بعض علمائنا أن مدّ هذا النوع أقل من غيره لأنه يعدل حركة، قال: وأمده ما لم يأت بعد همزته ألف (12) (للطائفين) (13)
__________
(1) في ت، م: (التمكين)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) في م: (التمييز)، ولا يناسب السياق.
(3) زيادة ليستقيم السياق.
(4) انظر رواة إدغام النون في النون فيها في النشر 1/ 303.
(5) انظر الاختلاف في تشديد النون في النشر 2/ 248، السبعة / 493.
(6) انظر الاختلاف في تشديد النون في النشر 2/ 248، السبعة / 419.
(7) انظر الاختلاف في تشديد النون في النشر 2/ 248، السبعة / 229.
(8) انظر الاختلاف في تشديد النون في النشر 2/ 259، السبعة / 261.
(9) انظر الاختلاف في تشديد النون في النشر 2/ 302، السبعة / 367.
(10) انظر الاختلاف في تشديد النون في النشر 2/ 248، السبعة / 229.
(11) انظر الاختلاف في تشديد النون في النشر 2/ 248، السبعة / 229.
(12) فإذا أتى بعد همزته زيد في مقدار مده.
(13) وفي ت، م: (الطائفين)، ولا يوجد في التنزيل.(2/499)
و (خائفين) و (القائمين) (1) وشبهه. قال: وأطول من ذلك إذا أتت بعد همزته ألف نحو جفاء وغثاء ونداء وشبهه، فجعل المدّ على ثلاث مراتب، وهذا مذهب أبي بكر أحمد بن نصر الشذائي فيما حدّثني عنه الحسن بن شاكر البصري (2)، قال (3): وقد سمعت (4) أبا الفضل البخاري (5) ذكر نحو هذا [ل] شيخنا (6) ابن مجاهد نضّر الله وجهه عن أبي عبدوس (7) النيسابوري فاستحسنه واستصوبه، وقال له: هو الحق فالزمه.
1359 - قال أبو عمرو: والعمل عند أهل الأداء المحقّقين بمذاهب القرّاء من البغداديين وغيرهم على ما ذكرناه أوّلا وهو الذي يصحّ في القياس.
فصل [في المد للساكن العارض]
1360 - وإذا وقعت حروف المدّ واللّين الثلاثة قبل أواخر الكلم الموقوف عليهنّ، وسكن للوقف أو أشمت حركة المرفوع والمضموم منهنّ، وانضم ما قبل الواو وانكسر ما قبل الياء نحو {والأمر يومئذ لّلّه [الانفطار: 19] و} {وهم يكفرون بالرّحمن [الرعد: 30] و} {مّن كلّ باب [الرعد: 23] و} {صلحا ترضاه [النحل: 19] و} {متاب [الرعد: 30] و} {لا يأت [النحل: 76] و} {ألم يأن [الحديد: 16] و} {نستعين [الفاتحة: 5] و} {ولا الضّآلّين [الفاتحة: 7] و} {مريب [هود: 62] و} {الأمّيّن [القصص: 31] و} {علّيّين [المطففين: 18] و} {وبئر [الحج: 45] و} {الذّئب [يوسف: 13] و} {يعملون [البقرة: 16] و} {يتّقون [البقرة: 187] و} لا يستون
__________
(1) وفي ت، م: (قائمين)، ولا يوجد في التنزيل.
(2) الحسن بن علي بن شاكر، تقدم.
(3) القائل هو أحمد بن نصر الشذائي تلميذ ابن مجاهد.
(4) في ت، م: (سمعته)، ولا يستقيم به السياق.
(5) أبو الفضل البخاري هو الحسن بن محمد بن إسحاق بن الفضل، أبو محمد البخاري قال ابن الجزري: هذا الصواب في تسميته، وقد وهم الكارزيني فقال: أبو الفضل العباس بن أبي ذر، روى القراءة عنه عرضا أبو بكر الشذائي. غاية 1/ 230.
(6) زيادة ليستقيم السياق.
(7) أبو عبدوس النيسابوري لم أجده.(2/500)
[التوبة: 19] {والغاون [الشعراء: 94] و} {ومن يؤت [البقرة: 269] وما أشبهه. وسواء كان حرف المدّ مثبتا} [1] في الخط على اللفظ أو محذوفا منه استخفافا أو كان مبدلا من همزة ساكنة أو من غيرها، فأهل الأداء مختلفون في زيادة التمكين لحرف المدّ في ذلك:
1361 - فمنهم من يزيد في تمكينه وإشباعه ليتبيّن بذلك ويخرج به عن التقاء الساكنين، وهم الآخذون بالتحقيق من أصحاب عاصم وحمزة وورش، وبذلك كنت أقف على الخاقاني (2).
1362 - ومنهم من يزيد في تمكينه يسيرا ولا يبالغ في إشباعه: وهم (3)
الآخذون بالتوسّط وتدوير القراءة، من أصحاب نافع من غير المصريين، وأصحاب ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، والكسائي، وبذلك كنت أقف على أبي [57/ و] القاسم (4)، وأبي الفتح وأبي الحسن، وبه حدّثني الحسن بن شاكر، عن أحمد بن نصر، وهو اختياره، وعلى ذلك ابن مجاهد، وعامّة أصحابه.
1363 - ومنهم من لا يزيد في تمكينه على الصيغة لكون سكون ما بعده عارضا إذ هو الوقف، وإذ الوقف مخصوص بالتقاء الساكنين، وهم الآخذون في مذهب المتقدّمين بالحدر والتخفيف، وكذلك كنت أرى أبا علي (5) شيخنا يأخذ في مذهبهم.
1364 - فإن انفتح ما قبل الياء والواو نحو {الحسنيين [التوبة: 52] و} {صلحين [يوسف: 9] و} {أو دين [النساء: 11] و} {عليكم اليوم [يوسف: 92] و} {مّن فرعون [يونس: 82] و} {مّن خوف [قريش: 4] وما أشبهه، فعامّة أهل الأداء والنحويين لا يرون إشباع المدّ وزيادة التمكين فيهما لزوال وصف} [6] المدّ عنهما بتغيّر حركة الحرف الذي قبلهما.
__________
(1) في م: (مبينا).
(2) خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان.
(3) في م: (ومنهم)، وهو خطأ واضح.
(4) أبو القاسم هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد، وأبو الفتح هو فارس بن أحمد بن موسى ابن عمران، وأبو الحسن هو طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون.
(5) هو الحسن بن سليمان بن الخير، الأنطاكي، أستاذ ماهر حافظ، كان أحفظ أهل زمانه للقراءات، إلا أنه كان يترفض، قتله الحاكم العبيدي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. غاية 1/ 215.
(6) في ت، م: (معظم). ولا يستقيم بها السياق.(2/501)
1366 - فحدّثني (1) فارس بن أحمد، حدّثنا عبد الله بن أحمد عن الحسن بن داود النقار صاحب الخياط، قال: وإذا كان قبل الياء والواو فتح لم يمدّا يعني في الوقف.
1367 - وحدّثني الحسن بن علي المالكي (2)، عن أحمد بن نصر، قال: وإذا انفتح ما قبل الياء والواو سقط المدّ على كل حال، لا خلاف في ذلك بين القرّاء.
1368 - قال أبو عمرو: والآخذون بالتحقيق، وإشباع التمطيط من أهل الأداء من أصحاب ورش وغيره يزيدون في تمكينهما إذا كانا لا يخلوان من كل المدّ، وهو مذهب شيخنا أبي الحسن علي بن بشر (3). والآخذون بالتوسّط يمكّنونهما يسيرا.
1369 - قال أبو عمرو: فإن وقف على أواخر الكلم بالرّوم امتنعت الزيادة والإشباع لحرف المدّ قبلهنّ لأن روم الحركة حركة وإن ضعفت، وزال معظم صوتها، وخفّ النطق بها وذلك من حيث يقوم في وزن الشعر الذي هو مبنى قيامها (4)، فكما يمتنع (5) الزيادة لحرف المدّ مع تحقيقها (6)، كذلك تمتنع مع توهينها.
1370 - وهذا كله أيضا ما لم يكن الحرف الموقوف عليه همزة [أ] و (7) حرفا مدغما، فإن كان همزة أو حرفا مدغما نحو {والسّمآء [البقرة: 19]، و} {من مّآء
[البقرة: 164]، و} {برىء [الأنعام: 19]، و} {يضىء [النور: 35]، و} {من سوء [آل عمران:
30]، و} {غير مضآرّ [النساء: 12]، و} {ومن يشاقق [النساء: 115]، و} {صوآفّ [الحج:
36] وشبهه، وكذا} {على كلّ شىء [البقرة: 20]، و} {مطر السّوء [الفرقان: 40] وشبهه على مذهب ورش من طريق المصريين عنه. وكذا} {هتين [القصص: 27] و} أرنا الّذين [فصلت: 29] على مذهب ابن كثير في تشديد النون، فلا خلاف بينهم في زيادة
__________
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 239.
(2) الحسن بن علي بن شاكر تقدم.
(3) علي بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر، تقدم.
(4) سيأتي قريبا عن الحسن بن داود النقار تقدير الممدود بالسبب، والوتد المستعملان في وزن الشعر.
(5) في م: (يمنع).
(6) في ت، م: (تمطيطها). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(7) زيادة ليستقيم السياق.(2/502)
التمكين والإشباع لحرف المدّ من أجلها (1) لأنهما يوجبان ذلك له في حال التحقيق والوصل، وذلك على مقدار طباعهم ومذاهبهم في التحقيق والحدر. وكذلك جميع ما ذكرناه وما نذكره من الممدود هو جار على ذلك، وبالله التوفيق.
فصل [في مد حروف الهجاء في فواتح السور]
1371 - واعلم أن حروف (2) الهجاء الواقع في فواتح السّور، إذا كان هجاؤه على حرفين: الأول متحرّك، والثاني ساكن نحو الراء من {الر} [3] [يونس: 1] و {المر} [4] [الرعد: 1] والهاء والياء من {كهيعص [مريم: 1]، والطاء والهاء من} {طه [طه: 1]، والطاء من} {طسم} [5] [الشعراء: 1] و {طس} [6] [النمل: 1]، والياء من {يس [يس: 1]، والحاء من} {حم} [7] [غافر: 1]، فلا خلاف بين أهل الأداء في تمكين الألف التي في آخره وهو التمكين الذي هو في صيغتها من غير زيادة (8).
والقرّاء يسمّون هذا الضرب قصرا لنقصان مدّه.
1372 - فإن كان هجاء الحرف ثلاثة أحرف، والأوسط منها حرف مدّ نحو اللام والميم من {الر و} {المر واللام والميم والصاد من} {المص [الأعراف: 1]، والكاف والصّاد من} {كهيعص والسين من} {طسم و} {طس و} {يس، والميم من} {حم، والصاد من} {ص والقرءان [ص: 1]، [والقاف من} {ق والقرءان [ق: 1] والنون من} ن والقلم [القلم: 1] فلا خلاف بينهم أيضا في زيادة التمكين للألف والياء والواو في ذلك لأجل الساكنين.
1373 - واختلفوا في الياء إذا زال عنها الكسر وانفتح ما قبلها، وذلك في العين
__________
(1) أي من أجل الهمزة والحرف المدغم.
(2) في ت، م: (حروف) ولا يناسب السياق.
(3) كما في فاتحة يونس.
(4) كما في فاتحة الرعد.
(5) كما في فاتحة الشعراء.
(6) كما في فاتحة النمل.
(7) كما في فاتحة المؤمن.
(8) أي من غير زيادة على المد الطبيعي.(2/503)
من {كهيعص و} {عسق [الشورى: 2] فبعضهم يزيد في تمكينه كالزيادة لها إذا انكسر ما قبلها لأجل الساكنين، وهذا مذهب} [1] ابن مجاهد فيما حدّثني به الحسن ابن علي البصري، عن أحمد بن نصر عنه، وإليه كان يذهب شيخنا أبو الحسن علي ابن بشر، وأبو بكر محمد بن علي (2)، وهو قياس قول من روى عن ورش المدّ في {شىء و} {السّوء وشبههما.
1374 - وبعضهم لا يبالغ [57/ ظ] في زيادة التمكين لها لتغيّر حركة ما قبلها وبذلك} [3] قد زال عنها معظم المدّ، فيعطيها من التمكين بقدر ما فيها من اللّين لا غير، وهكذا كان مذهب شيخنا أبي الحسن بن غلبون، ومذهب أبيه (4)، وأبي علي الحسن بن سليمان، وجماعة سواهم. وهو قياس قول من روى عن ورش القصر في {شىء وبابه. وكذلك روى} [5] ذلك إسماعيل النحاس عن أصحابه عن ورش، والحسن بن داود النقار، عن الخياط (6)، بإسناده عن عاصم.
1375 - قال لي أبو الفتح، عن ابن طالب (7)، عن النقار، عن الخياط، عن الشّموني، عن الأعشى عن أبي بكر، قال النقار: {كهيعص [مريم: 1] يلفظ بالهاء والياء مقدار سبب، ويمدّ الكاف والصاد مقدار وتد، والعين بين ذلك} [8]. يعني بين المدّ والقصر.
1376 - قال أبو عمرو: والوجهان من الإشباع والتمكين في ذلك صحيحان جيّدان، والأول أقيس.
__________
(1) سقطت (مذهب) من م.
(2) هو محمد بن علي بن أحمد بن محمد الأذفوي إمام دهره في رواية ورش، تقدم.
(3) في ت، م: (إذ ذلك) ولا يستقيم به السياق.
(4) هو أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون، تقدم.
(5) في ت، م: زيادة (ذلك عن ورش القصر في شيء وبابه وكذلك روى ذلك إسماعيل النحاس). تكرارا من النساخ.
(6) هو أبو محمد القاسم بن أحمد الخياط.
(7) في ت، م: (أبي طالب) وهو خطأ، وتقدم الإسناد على الصواب، انظر الطريق / 249.
وإسناده صحيح.
(8) في ت، م: (بعد) ولا يستقيم به السياق.(2/504)
1377 - فأما الميم من قوله: {الم * الله لآ إله إلّا هو في أول آل عمران [1، 2] على قراءة الجماعة سوى الأعشى عن أبي بكر ومن تابعه على إسكانها من الرّواة. ومن قوله:} {الم * أحسب النّاس في أول العنكبوت [1، 2] على رواية ورش عن نافع، فاختلف أصحابنا أيضا في زيادة التمكين للياء قبلها في الموضعين:
1378 - فقال بعضهم: يزاد في تمكينها ويشبع مطّها لأن حركة الميم عارضة إذ هي للساكنين في آل عمران وحركة الهمزة في العنكبوت، والعارض غير معتدّ به، فكأنّ الميم ساكنة لذلك، فوجب زيادة التمكين للياء قبلها كما وجب في} {الم * ذلك [البقرة: 1، 2] و} {الم * غلبت [الروم: 1، 2] وشبههما، فعاملوا الأصل وقدّروا السكون، وهذا مذهب أبي بكر محمد بن علي} [1]، وأبي علي الحسن بن سليمان (2).
1379 - وقال آخرون: لا يزاد في تمكين الياء في ذلك إلا على مقدار ما يوصل به إليها لا غير لأن ذلك إنما كان يجب فيهما مع ظهور سكون الميم، فلما تحرّكت امتنعت الزيادة، بعدم موجبها فعاملوا اللفظ واعتدّوا بالحركة.
1380 - والمذهبان حسنان بالغان، غير أن الأول أقيس، والثاني آثر، وعليه عامّة أهل الأداء، وقد جاء به منصوصا إسماعيل النحّاس عن أصحابه، عن ورش، عن نافع، فقال في كتاب اللفظ له عنهم: {الم * أحسب النّاس [العنكبوت: 1، 2] مقصورة الميم، وكذلك حكى محمد} [3] بن خيرون في كتابه عن أصحابه المصريين، عن ورش في السورتين، قال: اللام ممدودة، والميم مقصورة.
1381 - فأما المدغم من حروف التهجّي فنحو اللام من {الم [البقرة: 1] و} {المر [الرعد: 1] و} {المص [الأعراف: 1] وكذا} {كهيعص * ذكر [مريم: 1، 2] و} {طسم [الشعراء: 1] و} {يس * والقرءان [يس: 1، 2] و} {ن والقلم وما يسطرون [القلم:
__________
(1) الأذفوني.
(2) الأنطاكي.
(3) محمد بن عمر بن خيرون، تقدم.
1] في مذهب من أدغم الصاد في الذال} [1]، والنون في الميم (2) والواو في ذلك، فاختلف علماؤنا في إشباع تمكينه زيادة على المظهر من ذلك، وفي التسوية بينهما:(2/505)
1] في مذهب من أدغم الصاد في الذال (1)، والنون في الميم (2) والواو في ذلك، فاختلف علماؤنا في إشباع تمكينه زيادة على المظهر من ذلك، وفي التسوية بينهما:
1382 - فقال بعضهم: يشبع التمكين لحرف المدّ في ذلك لأجل الإدغام لاتصال الصوت فيه وانقطاعه في المظهر، وهو قول أبي حاتم السجستاني (3) في كتابه، ومذهب ابن مجاهد فيما حدّثني به الحسن بن علي عن أحمد بن نصر عنه، وبه كان يقول شيخنا الحسن بن سليمان وإيّاه كان يختار.
1383 - وقال آخرون: لا يبالغ في إشباع التمكين في ذلك، ويسوّى بين لفظه ولفظ المظهر لأن الموجب لزيادة المدّ في الضربين (4) هو التقاء الساكنين، والتقاؤهما موجود في الموضعين من المدغم والمظهر، وهذا مذهب أكثر شيوخنا، وبه قرأت على أصحابنا البغداديين، والمصريين، وإليه كان يذهب محمد بن علي (5)، وعلي بن بشر، والوجهان جيّدان، وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في الهمزتين المتلاصقتين في كلمة
1384 - اعلم أن الهمزة تقع مبتدأة مع مثلها في كلمة واحدة على ثلاثة أضرب:
فالضرب الأول أن يتفقا بالفتح، وذلك نحو قوله: {ءأنذرتهم [البقرة: 6]، و} {ءأنتم أعلم [البقرة: 140]،} {ءأسلمتم [آل عمران: 20]،} {ءأقررتم [آل عمران: 81]،} {ءأشفقتم [المجادلة: 13]،} {ءألد وأنا عجوز [هود: 72]} {ءأسجد لمن خلقت [الإسراء:
61]} {ءأتّخذ من دونه ءالهة [يس: 23] وما أشبهه [58/ و]، مما تدخل فيه همزة الاستفهام على همزة الأصل، والقطع، والمتكلم.
1385 - فقرأ ابن كثير بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الهمزة الثانية، فيكون بين الهمزة والألف من غير فاصل بينهما، في جميع القرآن، فيمد} [6] بعد المحققة مدّة في تقدير ألف، وهي في الحقيقة همزة مليّنة.
1386 - وقرأ أبو عمرو بتحقيق الأولى وتليين الثانية، وإدخال ألف ساكنة بينهما، فيمدّ بعد المحققة مدّة في تقدير ألفين.
__________
(1) (4) في ت، م: (الدال) بدل (الصاد) وهو خطأ واضح.
(2) (5) تكررت في ت: (في الميم والواو). خطأ.
(3) (1) اسمه سهل بن محمد، تقدم.
(4) (2) في ت، م: (وهو). وزيادة الواو خطأ لأنها تسبب اضطراب العبارة.
(5) (3) أبو بكر الأذفوي.
(6) (4) في م: (فيما). ولا يناسب السياق.(2/506)
1387 - واختلف في ذلك عن نافع: فروى ورش من غير رواية أبي يعقوب (1)
عنه الموافقة لابن كثير، وروى أبو يعقوب عن ورش أداء تحقيق الأولى وإبدال الثانية ألفا محضة، والإبدال على غير قياس إلا أنه سمع وروى، فجاز استعماله في المسموع والمروي لا غير، والمدّ بعد الهمزة المحققة مما أمكن وأشبع، وكذا إن ألقى حركة المحققة على ساكن قبلها، فذهبت من اللفظ على مذهبه، وذلك في نحو قوله: {قل ءأنتم أعلم [البقرة: 140] و} {رّحيم ءأشفقتم [المجادلة: 12، 13] وشبهه.
1388 - والفصل بالألف مع إبدال الثانية، ومع إلقاء حركة الأولى على الساكن قبلها ممتنع وغير جائز لذهاب كل واحدة منهما من اللفظ رأسا مع ذلك، وهذا الذي حكيناه عن أصحاب ورش، وقدّرناه من مذاهبهم في هذا الضرب، هو ما تلقيناه أداء، دون ما رويناه نصّا.
1389 - فأما النصّ فإن أبا الأزهر وداود} [2]، وأبا يعقوب قالوا عنه: كل همزتين منتصبتين التقتا في أول حرف، مثل {ءأنتم [البقرة: 140]} {أأنذرتهم [البقرة: 6]} {ءأرباب [يوسف: 39]} {ءألد وأنا [هود: 72] فإنه يبين الأولى، ويمدّ الآخرة. لم يزيدوا على ذلك شيئا، ولا ميّزوا كيف التسهيل. وروى إسماعيل} [3]، والمسيّبي، وقالون عنه الموافقة لأبي عمرو، كذا أقرئناه (4) في مذاهبهم، ولم يزد أصحاب قالون والمسيّبي على قولهم في ذلك مستفهمة (5) بنبرة واحدة شيئا.
1390 - واختلف في ذلك عن هشام عن ابن عامر، فروى عنه الحلواني (6)
الموافقة لأبي عمرو أيضا. وروى عنه ابن عبّاد (7) فيما قرأت أنه حقّق الهمزتين معا، وفصل بينهما بألف مطوّلة، وكذلك روى عنه أحمد بن محمد (8) بن بكر فيما حدّثنا
__________
(1) الأزرق.
(2) داود بن هارون، وأبو يعقوب هو الأزرق.
(3) هو إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، والمسيبي اسمه إسحاق بن محمد.
(4) في ت: (أقرأيناه). وهو خطأ واضح.
(5) في أ (مستفقة) وهو خطأ واضح.
(6) انظر الطريق / 210.
(7) انظر الطريق / 215.
(8) انظر الطريق / 217.(2/507)
به محمد بن أحمد عن ابن مجاهد، عنه عن هشام (1).
1391 - وحدّثنا أبو الحسن (2) بن غلبون، حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا أحمد بن أنس ح.
1392 - وحدّثنا الفارسي (3)، حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم نا إسحاق بن أبي حسّان (ح).
1393 - وأخبرنا أحمد بن عمر بن محمد، نا أحمد بن سليمان، نا محمد بن محمد الباغندي، واللفظ لابن أنس، قالوا: حدّثنا هشام بإسناده عن ابن عامر {ءألد وأنا عجوز [هود: 72] مهموزة ممدودة و} {ءأرباب مّتفرّقون [يوسف: 39] بهمزتين، و} {ءأنتم أضللتم [الفرقان: 17] بهمزة واحدة ممدودة، لم يذكر غير هذه الثلاثة المواضع بالتراجم المذكورة.
1394 - وقرأ الكوفيون وابن ذكوان بتحقيق الهمزتين معا من غير فاصل بينهما في جميع القرآن، وقال التغلبي} [4]، وابن خرّزاذ (5) عن ابن ذكوان: بهمزتين والاستفهام.
1395 - وحدّثنا محمد بن علي، نا ابن مجاهد، نا التّغلبي عن ابن ذكوان أن ابن عامر كان يقرأ الهمزتين (6) والاستفهام. يريدان (7) بالاستفهام الفصل بالألف بين الهمزتين. قال ابن مجاهد: وهذا يدلّ على أنه يقرأ {ءأنذرتهم [البقرة: 6] و} {أءذا
[الرعد: 5]} [8]، و {أءنّا [الرعد: 5]} [9]. يعني بهمزتين بينهما ألف.
__________
(1) انظر السبعة / 137.
(2) انظر الطريق / 214. وإسناده صحيح.
(3) انظر الطريق / 218. وإسناده صحيح.
(4) انظر الطريق / 219. وإسناده صحيح.
(5) اسمه أحمد بن يوسف، وانظر الطريق / 205.
(6) اسمه عثمان، أنظر الطريق / 209.
(7) في السبعة المطبوع / 137: كان يقرأ بهمزتين في الاستفهام. وإثبات حرف الجر (في) غير سائغ إذا أريد بالاستفهام الفصل بالألف بين الهمزتين، كما فسره الداني.
(8) التغلبي وابن خرزاذ.
(9) الرعد / 5. وانظر السبعة / 137.(2/508)
1396 - واستثنى التّغلبي وأحمد بن أنس ومحمد بن إسماعيل (1) الترمذي، ومحمد بن موسى وأحمد بن المعلى وابن خرّزاذ عن ابن ذكوان من جملة الباب قوله: {ءأسجد في سبحان [61] فرووه عنه بهمزة واحدة ومدّة، كذلك نصّ عليه ابن ذكوان في كتابه.
1397 - وقياس قوله} [2] إذا سهّل الثانية أن لا يدخل بينها وبين المحقّقة ألفا، وقال الأخفش (3) عن ابن ذكوان في كتابه الخاصّ والعامّ في الباب كله: بهمزتين مقصورتين، يعني بغير فاصل بينهما ونصّ على {ءأسجد كذلك، وقال ابن المعلى عنه في الباب كله بهمزتين ولم يذكر الاستفهام، فوافق قول الأخفش عنه.
1398 - وروى [58/ ظ] ابن شنبوذ} [4]، عن ابن شاكر عن ابن عتبة عن ابن عامر {ءأسجد والباب كله بهمزتين من غير مدّ، واستثنى منه ثلاثة مواضع في آل عمران} {ءأقررتم وفي المائدة [116]} {ءأنت قلت للنّاس وفي المجادلة [13]} {ءأشفقتم، فرواها بهمزة وألف ممدودة.
1399 - وقال الوليد بن مسلم عن يحيى} [5]، عن ابن عامر في هود [72] {يويلتى ءألد وفي الفرقان [17]} {ءأنتم أضللتم وفي يس [10]} {ءأنذرتهم، وفي الأحقاف [20]} {أذهبتم، وفي الملك [16]} {ءأمنتم مّن فى السّمآء، وفي ن [14]} {أن كان ذا مال، وفي النازعات [27]} {ءأنتم أشدّ خلقا، في السبعة بهمزة واحدة ممدودة. وقياسها ما بقي من نظائرها، وكأن رواية الوليد موافقة لرواية الحلواني عن هشام.
1400 - وقال ابن بكار} [6]، عن أيوب، عن يحيى، عنه ءأنذرتهم بهمزتين شكلا دون ترجمة، وقياسه سائر الباب.
__________
(1) محمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد، أبو إسماعيل، الترمذي، ثم البغدادي، عالم مشهور، روى القراءة عن ابن ذكوان، قال الداني: هو من جلة أصحاب الحديث وعلمائهم، وقال في التقريب: ثقة حافظ. التقريب 2/ 145، غاية 2/ 102.
(2) في الفقرة السابقة بهمزة واحدة ومدة.
(3) اسمه هارون بن موسى بن شريك.
(4) انظر الطريق / 223.
(5) ابن الحارث الذماري.
(6) انظر الطريق / 224.(2/509)
1401 - وروى ابن [أبي] (1) أمية عن أبي بكر عن عاصم {ءأنذرتهم بهمزة واحدة ومدّة مثل أهل المدينة، لم يرو ذلك عن أبي بكر غيره.
1402 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا السيرافي} [2] يعني أحمد بن فدربخت حدّثنا القطعي، فقال حدّثنا سليمان، عن يزيد عن إسماعيل، عن نافع: {ءأشفقتم بهمزتين. لم يرو ذلك عن إسماعيل غير يزيد بن عبد الواحد الضرير، وهو ثقة.
1403 - وحدّثنا} [3] عبد الرحمن بن عمر حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنا جعفر ابن محمد، حدّثنا أبو عمر، عن الكسائي: أنه كان يحقّق الهمزتين في الاستفهام إذا ثقّل (4)، وإذا خفّف القراءة لم يهمز إلا واحدة يعني في هذا الضرب خاصّة، وإذا لم يهمز إلا واحدة لم يدخل قبل الثانية ألفا بدلالة امتناعه من إدخالها قبلها إذا هو حقّقها.
1404 - وحدّثنا محمد بن عليّ حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه، عن أبي عمر (5)، وأبي الحارث، عن الكسائي: أنه كان يحقّق الهمزتين إذا حقّق (6)، فإذا خفّف همز واحدة.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق وانظر الطريق / 273.
(2) السيرافي أحمد بن فدربخت، أبو بكر، ويقال أبو الحسن، مقرئ معروف. روى القراءة عن محمد ابن يحيى القطعي. غاية 1/ 95. والقطعي هو محمد بن يحيى بن مهران، وسليمان هو ابن داود الزهراني أبو الربيع، وإسماعيل هو ابن جعفر بن أبي كثير. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وإسناده صحيح.
(3) انظر إسناد الطريق / 384. وهو صحيح.
(4) في م: (نقل) بدل (ثقل) وهو تصحيف. والمراد بالتثقيل القراءة بالتحقيق كما سيأتي.
(5) أبو عمر هو حفص بن عمر الدوري، وأبو الحارث هو الليث بن خالد.
(6) أي إذا قرأ في التحقيق. وهو عبارة عن إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد، وتحقيق الهمزة وإتمام الحركات الخ. انظر النشر 1/ 205.
وقد علق محقق السبعة على قوله إذا حقق، فقال: حقق الهمزة: لم يخففها ولم يسهلها بل نطق بها دون تخفيف. انظر السبعة / 137.
وعلق على قوله (وكذلك كانت قراءة الكسائي إذا خفف) فقال: وخفف أي سهل الهمزة.
أه. قلت: هو خطأ لأن المراد تخفيف القراءة بالحدر. أنظر السبعة / 136.(2/510)
1405 - قال أبو عمرو: وأهل الأداء عنهما (1) يحقّقون الهمزتين معا، لا أعلم بينهم خلافا في ذلك، فأما ما اختلفوا فيه من هذا الباب بالاستفهام والخبر، فنذكره في موضعه من السّور إن شاء الله تعالى.
1406 - والضرب الثاني: أن يختلفا فتكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وذلك نحو قوله: {أءذا كنّا [الرعد: 5]} {أئنّ لنا لأجرا [الشعراء: 41]} {أئنّكم لتشهدون [الأنعام: 19]} {أءله مّع الله [النمل: 60]} {أئن ذكّرتم [يس: 19]} {أئنّا لتاركوا [الصافات: 36] وما أشبهه مما يدخل فيه همزة الاستفهام على همزة الأصل لا غير.
1407 - فقرأ ابن كثير بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فتكون بين الهمزة والياء من غير كسر مشبع على الياء، ولا إدخال ألف بين المحققة} [2] والملينة، كمذهبه في المتفقتين بالفتح حيث وقع.
1408 - قال أبو ربيعة عن صاحبيه (3) في الباب كله: بهمزة واحدة ولا يمدّ.
وكذلك قال الخزاعي (4) عن أصحابه. وقال في بعض ذلك: يجعل الثانية ياء ويكسرها.
1409 - وقال البزي في كتابه عن أصحابه (5) عنه: {أئنّكم الأنعام [19]} {أئنّ لنا الشعراء [41] بهمزتين. وكذلك قال:} {أءذا ضللنا فى الأرض في السجدة [10].
وقال في يس [19]:} {أئن ذكّرتم همزة واحدة ومدّة، ثم يكسر.
1410 - وقال أحمد} [6] بن الصّقر بن ثوبان، عن قنبل في والصافات: {أءذا متنا [53] و} أءنّا لمدينون [53] بهمزة مطوّلة يفتح أولها ثم يكسر. وهذه مناقضة
__________
(1) عن الدوري وأبي الحارث.
(2) في م: (المخففة)، وهو تصحيف.
(3) في م: (صاحبه)، وهو خطأ. صاحباه هما البزي وقنبل.
وانظر الطرق / 103، 109، 110، 111.
(4) اسمه إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع. وأصحابه هم: البزي، وعبد الله بن جبير الهاشمي، وابن فليح.
(5) عن ابن كثير.
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.(2/511)
لمذهبه، ومخالفة للمجتمع عليه عنه. وقد قال البزي في سورة النمل [60]: {أءله
مستفهمة بهمزة واحدة، ولا يمدّ. فوافق الجماعة من المكّيين.
1411 - وقرأ نافع في رواية ورش من غير خلاف عنه كمذهب ابن كثير بتحقيق الأولى ما لم يقع قبلها ساكن، وتليين} [1] الثانية، والنحو [-1] بها نحو الياء المكسورة المختلسة الكسرة، من غير فاصل بينهما. وقال أبو الأزهر، وأبو يعقوب، وداود عنه: فإن كانت واحدة منتصبة وأخرى مرتفعة أو منخفضة، بيّن الأولى وأدغم الثانية مثل: {أءله مّع الله [النمل: 60]} {أءذا كنّا ترابا [الرعد: 5]} {أشهدوا خلقهم [الزخرف: 19]} {أنبتكم
[نوح: 17].
1412 - وقرأ} [3] في رواية إسماعيل، والمسيبي، وقالون فيما قرأت لهم من جميع الطرق بتحقيق الأولى وتليين الثانية وإدخال ألف فاصلة بينهما كمذهبهم في المتفقتين بالفتح. [59/ و] وكذلك روى ابن جبير (4) عن أصحابه عنه، ورواية أحمد بن صالح (5) عن قالون تؤذن بالقصر كرواية ورش سواء.
1413 - وحدّثنا أحمد بن عمر (6) القاضي، حدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا عبد الله بن عيسى ح.
1414 - وحدّثنا فارس بن أحمد (7)، حدّثنا أبو القاسم الرازي، [حدثنا محمد الهروي] (8) حدّثنا محمد القطري، قالا حدّثنا قالون عن نافع {أنبتكم، و} {أءذا، و} {أئنك، ونظائر ذلك مستفهمة بنبرة واحدة. وكذا قال القاضي} [9]، والكسائي، وسائر الرواة عنهم. فقولهم مستفهمة يدل على المد.
__________
(1) (1) و (2) في م: (يلين)، و (ينحو).
(3) أي وقرأ نافع.
(4) اسمه أحمد وأصحابه هم علي بن حمزة الكسائي، عن إسماعيل عن نافع كما في الطريق السابع، وإسحاق بن محمد المسيبي النافع كما في الطريق التاسع والعشرون.
(5) انظر الطرق / 46، 47، 48، 49.
(6) انظر إسناد الطريق / 51. وهو إسناد صحيح.
(7) انظر إسناد الطريق / 52. وهو هنا إسناد حسن لغيره.
(8) سقط من ت، م. والتصحيح من الفقرة / 655.
(9) هو إسماعيل بن إسحاق. والكسائي هو إبراهيم بن الحسين.(2/512)
1415 - وروى الحلواني، وأبو مروان العثماني (1)، وأبو سليمان، وأبو نشيط عن قالون: أنه يستفهم في الباب كله بهمزة مطوّلة. وكذا روى الحسن الرازي (2)، عن أحمد بن قالون عن أبيه. وروى أبو عون الواسطي (3) عن الحلواني عن قالون في الباب كله أنه يمدّ ولا يشبع.
1416 - والذي قاله (4) في الضربين حسن، وقد بيّنّا صحة ذلك في كتابنا المصنّف في الهمزتين على أن المدّ والإشباع مع الفصل بالألف في الضربين جميعا متمكّن جائز لما بيّنّاه هنالك.
1417 - وحدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثنا (5) محمد بن الفرح، حدّثنا محمد بن المسيّبي عن أبيه عن نافع: {أنبتكم قصر الألف غير ممدودة، [قوله]} [6] أنها غير ممدودة ذلك (7) غلط من ابن الفرح لأن ابن المسيّبي قد حكى عن أبيه في كتابه {أئن ذكّرتم [يس: 19] ألفها مفتوحة ممدودة بنبرة واحدة. وقال ابن سعدان عنه} {أئن ذكّرتم بهمزة واحدة ومدّة. وقال خلف عنه} {أءذا بهمزة مطوّلة، ثم يشمّ الكسرة. قال خلف: وأنا أقول كل استفهام نافع بهمزة} [8] مطوّلة، ثم يشمّ الكسرة. و [كذا] (9) روى أبو عبيد (10) عن إسماعيل، وبذلك قرأت.
1418 - وقرأ أبو عمر بتحقيق الأولى وتليين الثانية وألف فاصلة بينهما، كمذهبه في المفتوحتين. وقد خالف الجماعة عن اليزيدي أحمد بن جبير، فروى عنه {أءذا
و} أءله [النحل: 60] يقصر ولا يمدّ. حكى ذلك في كتاب الخمسة من تصنيفه،
__________
(1) العثماني اسمه محمد بن عثمان، وأبو سليمان اسمه سالم بن هارون.
(2) انظر الطريق / 53.
(3) انظر الطرق / 40، 41، 43.
(4) أي الذي قاله قالون في الهمزتين المتفقتين، وفي الهمزتين إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة.
(5) كرر ناسخ م (حدثنا محمد بن الفرج). وانظر الطريق / 13. وإسناده صحيح.
(6) زيادة ليستقيم السياق.
(7) في ت، م: (وذلك) وزيادة الواو غير مرضية.
(8) سقطت (بهمزة) من ت.
(9) زيادة ليستقيم السياق.
(10) أنظر الطريق / 10.(2/513)
وقال عنه في غيره: إنه يمدّ، فاضطرب قوله. والأول من قوليه خطأ لأنه عدول عن مذهب أبي عمرو. وعلى المدّ جميع أصحاب ابن جبير، قالوا ولم يقصر غير {أئمّة [التوبة: 12] و} {أؤنبّئكم [آل عمران: 5] لا غير.
1419 - وقرأ الكوفيون وابن ذكوان عن ابن عامر} [1] بتحقيق الهمزتين في الباب كله من غير فاصل بينهما، وروى أبو عمر (2)، وأبو توبة (3) عن الكسائي، عن أبي بكر، عن عاصم في الأنعام [19] {أئنّكم بهمزة وياء من غير مدّ، نقضا لسائر الباب، وخلافا للجماعة عنه. وروى أبو عبيد} [4]، عن الكسائي، عن أبي بكر: بتحقيق الهمزتين، ذكر ذلك في سورة البقرة. وروى خلاد (5) عن حسين عن أبي بكر {أئنّكم لتشهدون [الأنعام: 19] على الاستفهام. يعني ممدودة، وهذا خلاف لقول الجماعة أيضا في سائر الباب.
1420 - وروى ابن أبي حماد} [6] عن أبي بكر في يس [19] {أئن ذكّرتم
مكسورة الياء، وهذا يدل على تسهيل الثانية. وروى هارون} [7] بن حاتم عن حسين عن أبي بكر، والمنذر (8) بن محمد عن هارون عن أبي بكر {أئنّكم لتشهدون على الاستفهام يعني ممدودة. []} [9] نفسه {أئن ذكّرتم بهمزة واحدة، وهذا أيضا يدلّ على التسهيل. وروى المفضل} [10] عن عاصم {أئن ذكّرتم بهمزة بعدها ياء، وقرأت} [11] له بهمزتين.
__________
(1) في ت، م: (ابن مجاهد). وهو خطأ واضح.
(2) هو حفص بن عمر الدوري، وانظر الطريقين، 228، 230.
(3) اسمه ميمون بن حفص. وانظر الطريق / 226.
(4) اسمه القاسم بن سلام. وانظر الطريق / 227.
(5) هو خلاد بن خالد عن حسين بن علي الجعفي. وانظر الطريق / 275.
(6) انظر الطريقين / 268، 271.
(7) انظر الطريق / 274.
(8) المنذر بن محمد بن المنذر، الكوفي، روى القراءة عن هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم، وعن أبيه عن سليم عن حمزة عن الأعمش. قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال في غرائب مالك: ضعيف. لسان الميزان 6/ 90، غاية 2/ 311. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(9) يبدو أن في السياق سقطا. والله أعلم.
(10) المفضل بن محمد الضبي.
(11) من الطريقين: العشرين، والحادي والعشرين كلاهما بعد الثلاث مائة.(2/514)
1421 - واختلف عن هشام عن ابن عامر في هذا الباب: فروى عنه الحلواني وابن عباد (1) بتحقيق الهمزتين وألف فاصلة بينهما من غير استثناء، كذا قرأت على أبي الفتح (2) في روايتهما، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء عن الحلواني عنه.
1422 - وكذا حدّثنا (3) محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثني أحمد بن محمد بن بكر، عن هشام (4). وكذلك روى أبو بكر (5) الداجوني عن أصحابه أداء عنه، وحكى عنهم أيضا في الباب كله تسهيل الثانية كأبي عمرو، وكان يخيّر بين الوجهين.
1423 - قال الحلواني عنه في كتابه: ما كان من الاستفهام مثل {أءله [النمل:
60]، و} {أءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90]، و} {أأنتم [الفرقان: 17]، و} {أأسلمتم
[آل عمران: 20]، بهمزة مطوّلة، قال: وإذا لم يكن استفهاما همز همزتين مثل} {أئمّة.
فهذا يدل على أنه يسهل الهمزة الثانية كمذهب أبي عمرو. وقد جاء عن هشام ما يدلّ على صحة ما حكاه من ذلك.
1424 - فحدّثنا أبو الحسن} [6] شيخنا، حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا أحمد ابن أنس. ح
1425 - وأخبرنا [59/ ظ] أحمد (7) بن محفوظ، نا أحمد (8) بن سليمان، نا محمد بن محمد قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر {أءله مّع الله [النمل: 174] ممدود،} {أئن ذكّرتم بهمزة واحدة. وقال في الصّافّات [52]:} أءنّك مهموز،
__________
(1) في ت، م: (ابن عباس). وهو خطأ لأنه لا يعرف في رواة هشام. انظر غاية النهاية 2/ 354.
(2) هو فارس بن أحمد. وذلك من الطرق: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، والخامس عشر، كلها بعد المائتين.
(3) انظر الطريق / 217. وإسناده صحيح.
(4) في السبعة المطبوع لهشام من طريق أحمد بن محمد بن بكر بهمزتين مثل حمزة. انظر السبعة / 137.
(5) اسمه محمد بن أحمد بن عمر. وطريقه في رواية هشام خارج عن طرق جامع البيان.
(6) هو طاهر بن غلبون. وانظر الطريق / 214. وإسناده صحيح.
(7) انظر الطريق / 219. وإسناده صحيح.
(8) سقطت (أحمد بن) من ت خطأ.(2/515)
ولم يزد على ذلك. وقال ابن أبي حسان (1) عنه: {أءله بهمزتين ممدود، و} {أئن ذكّرتم بهمزة واحدة.
1426 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، نا الحسين} [2] بن محمد الرازي، نا محمد بن بشار نا أحمد بن يزيد، قال: قرأت على هشام بإسناده عن ابن عامر، وذكر عنه أنه كان يمدّ {أئنّكم يهمز ثم يمدّ ثم يهمز، وكذلك} {أئنّ لنا لأجرا [الشعراء: 41]} [3] في السورتين و {أءنّك، و} {أءذا في الصّافّات [52، 53] كلها بهمزتين يهمز ثم يمدّ [ثم يهمز]} [4]. قال: وكذلك ما كان استفهاما في جميع القرآن من هذا الجنس. قال: ويقرأ {أئمّة الكفر [التوبة: 12] و} {أئمّة يدعون [القصص: 41] بهمزتين، ولم يذكر مدّا. قال عبد الواحد بن عمر:
رأيتها في كتابي ممدودة شكلا، فوافق ما رواه} [5] ابن عباد عنه.
1427 - قرأت على أبي الحسن (6) بن غلبون، عن قراءته في رواية الحلواني عن هشام: بتحقيق الهمزتين معا من غير فاصل بينهما في جميع القرآن إلا في سبعة مواضع، فإنه فصل بين الهمزتين فيها بالألف: أولها في الأعراف [81] {أئنّكم لتأتون و} {أئنّ لنا لأجرا [113] في مريم [66]} {أءذا ما متّ، وفي الشعراء [41]} {أئنّ لنا لأجرا
وفي الصافات [52]} {أءنّك لمن المصدّقين و} {أئفكا ءالهة [86] وفي فصّلت [9]} {أئنّكم لتكفرون إلا أنه ليّن الهمزة الثانية في هذا الموضع السابع، وهذا كله يدلّ على صحة ما رواه الرواة عن هشام من الاختلاف في التحقيق والتسهيل والفصل وغيره.
1428 - حدّثنا} [7] محمد بن علي، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثنا أحمد، حدّثنا ابن
__________
(1) اسمه إسحاق بن إبراهيم. وذلك من الطريق الثامن عشر بعد المائتين.
(2) الحسين بن محمد بن الحسين بن المهلب الرازي تقدم محمد بن بشار لم أجده. ولعله محرف عن محمد بن بسام. انظر الفقرة / 2541. وهذا الطريق خارج عن طريق جامع البيان.
(3) الشعراء / 41، وقرأ في الأعراف / 113بهمزتين كما في النشر 1/ 371.
(4) زيادة ليستقيم السياق.
(5) تقدمت رواية ابن عباد في الفقرة / 1421.
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) تقدمت هذه الرواية في الفقرة 1395.(2/516)
ذكوان بإسناده عن ابن عامر أنه كان يقرأ بهمزتين والاستفهام، وكذا قال ابن المعلى (1)
عنه. قال ابن مجاهد (2): فهذا يدل على أنه كان يقرأ {أءذا و} {أئنّا يعني بهمزتين بينهما ألف.
1429 - وقال ابن ذكوان في كتابه الذي روته الجماعة عنه} {أءنّك لأنت يوسف [يوسف: 90] و} {أئفكا بهمزتين ولم يذكر مدّا. وقال في الشعراء [41]:
} {أئنّ لنا، وفي النمل [60]} {أءله مّع الله وفي الصّافّات [52]} {أءنّك لمن المصدّقين
وفي فصّلت [9]} {أئنّكم لتكفرون وفي ق [3]} {أءذا متنا بهمزتين ومدّة، بدلالة قوله في ذلك بهمزتين والاستفهام.
1430 - وروى الأخفش عنه بتحقيق الهمزتين من غير ألف في الباب كله، وبذلك قرأت من كل الطرق} [3] عنه عن ابن ذكوان.
1431 - وقال ابن أنس (4)، وابن خرّزاذ والصّوري عنه في الباب كله بهمزتين لم يزيدوا على ذلك شيئا. وقال ابن خرزاذ عنه في الشعراء [41] {أئنّ لنا بالاستفهام بهمزة. وقال في سائر الباب بهمزتين.
1432 - وروى ابن شنبوذ} [5] عن ابن شاكر، عن عتبة عن ابن عامر: بتحقيق الهمزتين في الباب كله. وقال في النمل [60]: {أءله جميع ما فيها} {أئن ذكّرتم
في يس [19] بهمزتين بينهما مدّة. وقال: ليس في القرآن ما يقرؤه من هذا الجنس هكذا إلا ما ذكرناه. وقال في سورة ق [3]:} {أءذا متنا بهمزة واحدة على الخبر.
1433 - قال أحمد بن نصر: وكذا رواها الحلواني وغيره أداء عن هشام، قال هشام: لم يستفهم ابن عامر بإذا إلا في موضعين فقط: في مريم} [6]، والواقعة (7)، وقال:
__________
(1) من الطريق الثامن بعد المائتين.
(2) تقدم هذا النص في الفقرة / 1395.
(3) في ت، م (الطريقين). وهو خطأ واضح. وطرقه عنه من الخامس والتسعين بعد المائة إلى الرابع بعد المائتين على التوالي.
(4) أحمد بن أنس بن مالك. من الطريق السابع بعد المائتين. وابن خرزاد اسمه عثمان من الطريق التاسع بعد المائتين. والصوري اسمه محمد بن موسى بن عبد الرحمن. من الطريق السادس بعد المائتين.
(5) اسمه محمد بن أحمد بن الصلت. من الطريق الثالث والعشرين بعد المائتين.
(6) الآية / 66: (إذا ما مت).
(7) الآية / 47: (أئذا متنا).(2/517)
ليس في القرآن ياء ثابتة (1) في {أءذا إلا في الواقعة [47] لا غير. قال أحمد بن نصر: وأما} {أءنّا فإن الحلواني والداجوني} [2] يرويانه عن هشام بمدّة بين همزتين في كل القرآن إلا في النمل (3) فإنه بنونين.
1434 - وروى الوليد (4) عن يحيى عن ابن عامر في الشعراء [41] {أئنّ لنا لأجرا بالاستفهام، وفي النمل [60]} {أءله ممدودة، وفي يس [19]} {أئن ذكّرتم ممدودة بهمزة واحدة.
1435 - وروى ابن بكار} [5] عن ابن عامر {أءذا كنّا و} {أئمّة الكفر [التوبة:
12] بهمزتين شكلا من غير ترجمة. وقال في المؤمنون} [6] [82]: {أءذا متنا قال أبو طاهر} [7]: قيدتها في كتابي بمدّة بين همزتين، فأما ما اختلفوا (8) فيه بالاستفهام والخبر فنذكره في السّور [60/ و] إن شاء الله.
1436 - والضرب الثالث: أن يختلفا أيضا، فتكون الأولى مفتوحة وهي للاستفهام والثانية مضمومة وهي للمتكلم والقطع لا غير، وجملة ذلك ثلاثة مواضع أولها في آل عمران [15] {قل أؤنبّئكم وفي ص [8]} {أءنزل عليه الذّكر وفي القمر [25]} أءلقى الذّكر عليه.
1437 - فقرأ الحلواني وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الهمزة الثانية، فجعلوها بين الهمزة والواو الساكنة، فتصير في اللفظ كالواو المضمومة المختلسة الضمة من غير إشباع، غير أن ابن كثير وورشا عن نافع لا يدخلان بين المحققة والملينة ألفا على مذهبهما في جميع الاستفهام. واختلف في ذلك عن باقي أصحاب نافع وعن أبي عمرو.
__________
(1) أي في رسم المصحف.
(2) الداجوني اسمه محمد بن أحمد بن عمر، وطريقه عن هشام ليس في طرق هذا الكتاب كما تقدم في الفقرة / 1422.
(3) هو الوليد بن مسلم. من الطريق الخامس والعشرين بعد المائتين.
(4) اسمه عبد المجيد. من الطريق الرابع والعشرين بعد المائتين.
(5) في م: (المؤمن). وهو خطأ.
(6) هو عبد الواحد بن عمر أحد رجال إسناد طريق رواية عبد المجيد بن بكار.
(7) سقطت (ما) من م.
(8) انظر الطريق / 13. وإسناده صحيح.(2/518)
1438 - فأما المسيّبي فقال لنا محمد بن أحمد (1)، عن ابن مجاهد عن أصحابه عن محمد بن إسحاق عن أبيه {أؤنبّئكم الألف غير ممدودة وبعدها واو ساكنة، وكذا قال في سائر الاستفهام إنه غير ممدود} [2]. وروى خلف (3) وابن سعدان (4) عنه أن استفهام نافع كله بالمدّ، وكذلك قرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه (5) وابن سعدان (6) في جميع القرآن، وكذلك روى ابن جبير (7) عن أصحابه عن نافع.
1439 - وأما إسماعيل: فأقرأني أبو الفتح (8) شيخنا عن أصحابه عن ابن مجاهد عن ابن عبدوس عن أبي عمر عنه بالقصر في الباب كله. وأقرأني في رواية ابن فرح (9) عن أبي عمر عنه بالمدّ وإدخال الألف، وقد كان ابن مجاهد يأخذ بذلك، وقد رواه عنه غير واحد من أصحابه وهو قياس رواية أبي عبيد (10) عن إسماعيل.
1440 - وأما قالون فأقرأني أبو الفتح أيضا عن قراءته في رواية القاضي (11)، والحلواني (12)، والشحام (13) عنه بالقصر، وهو معنى رواية أحمد بن صالح عنه، وأقرأني في رواية أبي نشيط (14) عنه بالمد، وكذا روى أحمد بن قالون (15) عن أبيه،
__________
(1) في م: (ممدودة) ولا تناسب السياق.
(2) هو ابن هشام، من الطرق: الرابع والعشرين، والخامس والعشرين، والسادس والعشرين.
(3) اسمه محمد، من الطرق: السابع عشر، والثامن عشر، والحادي والعشرين.
(4) من الطرق: الخامس عشر، والسادس عشر، والتاسع عشر، والحادي والعشرين.
(5) من الطريقين: العشرين، والثاني والعشرين.
(6) اسمه أحمد. من الطريق التاسع والعشرين، وفيه يروي عن المسيبي عن نافع. ولم يتقدم له غير هذا الطريق عن نافع، وحق ذلك أن يقال عن صاحبه.
(7) من الطريق الثاني، وفيه قرأ أبو الفتح فارس بن أحمد على عبد الله بن الحسين السامري عن ابن مجاهد. ولم يتقدم له غيره، وحق ذلك أن يقال عن صاحبه.
(8) من الطريق الثاني.
(9) من الطريق الثالث.
(10) من الطريق العاشر.
(11) إسماعيل بن إسحاق القاضي، من الطريق الخامس والثلاثين.
(12) من الطرق: السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين، والأربعين، والحادي والأربعين.
(13) الحسن بن علي بن عمران، من الطريق الثالث والأربعين.
(14) من الطريق الخامس والأربعين.
(15) من الطريق الثالث والخمسين.(2/519)
وموسى (1) بن إسحاق القاضي، وأبو سليمان (2) الليثي عنه. وكذا أقرأني أبو الحسن (3)
في رواية الحلواني عن قراءته. وبذلك قرأت (4) أيضا في روايته من طريق ابن عبد الرزاق، وهو قياس رواية إسماعيل القاضي، والمدني (5)، والقطري (6)، والكسائي (7)، وغيرهم عن قالون لأنهم قالوا في جميع الاستفهام: مستفهمة بهمزة واحدة. فقولهم مستفهمة دليل على المدّ.
1441 - وأما أبو عمرو فحدّثنا محمد بن أحمد (8)، حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن سعدان وابن اليزيدي عن أبيه عنه {أءلقى [القمر: 25] و} {أءنزل [ص: 8] و} {أؤنبّئكم [آل عمران: 15] بألف بين الهمزتين وتليين الثانية. قال ابن مجاهد} [9]:
وكذا روى أبو زيد والعباس بن الفضل عن أبي عمرو. قال (10): وروى اليزيدي أنه [كان] (11) لا يفعل ذلك.
1442 - وأحسب ابن مجاهد حكى القصر عن اليزيدي بعد أن روى المدّ عن ابن سعدان وعن ابنه عنه من طريق قراءته عن أصحابه دون النصّ عنه بذلك لأن قياس رواية جميع أصحابه عنه بالمدّ ونصوصهم في كتبهم تؤذن به وذلك (12) أن أبا
__________
(1) لم يتقدم طريقه في أسانيد طرق الكتاب، فهو خارج عن طرق الكتاب.
(2) سالم بن هارون المدني، من الطريق السابع والخمسين.
(3) طاهر بن غلبون، وتقدم في الفقرة / 1101أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) من الطريق التاسع والثلاثين.
(5) عبد الله بن عيسى بن عبد الله، من الطريق الحادي والخمسين.
(6) محمد بن عبد الحكم، من الطريق الثاني والخمسين.
(7) إبراهيم بن الحسين، من الطريق الخمسين.
(8) انظر الطريقين / 180، 181. عن ابن سعدان، والطريق / 170عن ابن اليزيدي.
(9) انظر السبعة / 137، وليس في السبعة المطبوع ذكر (أبي زيد). وأبو زيد هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري تقدم.
(10) أي ابن مجاهد. وانظر: السبعة / 136.
(11) زيادة من السبعة.
(12) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر 1/ 374من قول الداني في جامع البيان.(2/520)
عمر (1)، وأبا خلاد، وأبا شعيب، وأبا حمدون، وأبا الفتح الموصلي، ومحمد بن شجاع، وغيرهم قالوا عنه (2) عن أبي عمرو: إنه كان يهمز الاستفهام همزة واحدة ممدودة. قالوا: وكذلك كان يفعل بكل همزتين التقتا فيصيرهما واحدة ويمدّ إحداهما مثل {أءذا [الرعد: 5] و} {أءله [النمل: 60] و} {أئنّكم [الأنعام: 19]} [3]، و {ءأنتم
[البقرة: 140] وشبهه.
1443 - فهذا يوجب أن يمدّ إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة مضمومة إذا لم يستثنوا ذلك، وجعلوا المدّ سائغا في الاستفهام كله، وإن لم يدرجوا شيئا من ذلك في التمثيل، فالقياس فيه جائز والمدّ فيه مطّرد.
1444 - على أن أبا عبد الرحمن} [4]، وأبا حمدون وإبراهيم بن اليزيدي قد نصّوا على المدّ في {أءنزل و} {أءلقى. وروى ابن سعدان وابن جبير عن اليزيدي في} {أءنزل بهمزة مطوّلة. وقال أصحاب ابن جبير عنه عن اليزيدي في} {أءنزل
و} {أءلقى بالمدّ و} {أؤنبّئكم بالقصر.
1445 - وروى أبو حمدون وأبو عبد الرحمن} {أؤنبّئكم بغير مدّ. قالا: لأنها من (نبأت)، وما قدّر وخرج عن القياس فليس سبيله أن يجعل أصلا يعمل عليه في بعض نظائره، ولا سيما إذا أنيطت ندارته بعلة تمتنع في سواه. وبمثل ما رواه أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي، قرأت على عبد العزيز بن جعفر} [5]، عن قراءته على أبي طاهر بن أبي هاشم في رواية الدوري عن اليزيدي. [60/ ظ] وبه قرأت (6)
__________
(1) هو حفص بن عمر الدوري، وأبو خلاد هو سليمان بن خلاد، وأبو شعيب هو صالح بن زياد السوسي، وأبو حمدون اسمه الطيب إسماعيل، وأبو الفتح اسمه عامر بن عمر.
(2) عن اليزيدي.
(3) سقطت (وأئنكم) من م.
(4) هو عبد الله بن اليزيدي.
(5) في ت، م: (عبد الرحمن بن جعفر). وهو خطأ لأنه لا يعرف في شيوخ الداني ولا في تلاميذ عبد الواحد بن أبي هاشم. انظر غاية النهاية 1/ 503، 475ولأن رواية المؤلف عن أبي طاهر بن أبي هاشم هي بواسطة عبد العزيز بن جعفر كما تقدم مرارا كثيرة.
وانظر الطريق / 139، 140، 141، 142، 143.
(6) في ت، م بعد قوله (عن اليزيدي) زيادة (وبه قرأت على أبي طاهر بن أبي هاشم في رواية الدوري عن اليزيدي). وهذه الزيادة تكرار لبعض العبارة السابقة خطأ من النساخ.(2/521)
في رواية شجاع (1) عن أبي عمرو.
1446 - وقال ابن غالب (2) عن شجاع عنه: {قل أؤنبّئكم [آل عمران: 15] بهمزة واحدة غير ممدودة، وأهل الأداء عنه على المذكور [أولا، وكذلك]} [3] روى أبو علي الحسين (4) بن حبش الدّينوري أداء عن أبي عمران موسى بن جرير، وأحمد بن يعقوب عن أحمد بن حفص (5) الخشاب، عن أبي شعيب السوسي عن اليزيدي، وأبو العباس عبد الله (6) بن أحمد البلخي أداء أيضا عن أبي حمدون عن اليزيدي في الثلاثة المواضع.
1447 - وقال ابن المنادي في كتاب قراءة أبي عمرو: إن أبا (7) أيوب الخياط يروي عن اليزيدي عن أبي عمرو المدّ فيهن. قال: وذكر بعض المتأخرين أن أبا أيوب كان يأخذ بقصرهن، قال: وأهل الأداء عن الدوري على القصر فيهن.
1448 - وقرأت أنا على أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما عن قراءتهم في رواية اليزيدي من جميع الطرق ومن طريق أبي عمران وغيره عن السوسي بالقصر كله.
1449 - قال ابن مجاهد في كتاب قراءة أبي عمرو: ولم أر أحدا ممّن أخذت عنه قراءة أبي عمرو ممّن قرأ على أصحاب اليزيدي يمدّون هذه الثلاثة الأحرف، بل يقصرونها بلفظ واحد، قال: ولا أحسبهم أجمعوا على ذلك إلا عن أصل عن أبي عمرو صحيح، وإن لم نعلمه نحن. والله أعلم.
1450 - قال أبو عمرو: وإنما قال هذا لأن النص عنه في الكتب يوجب المدّ
__________
(1) وطرقه عنه من الخامس والثمانين بعد المائة إلى الحادي والتسعين بعد المائة على التوالي.
(2) محمد بن غالب الأنماطي.
(3) زيادة ليستقيم السياق. ويشهد لها أن طريق ابن حبش عن أبي عمران عن السوسي في النشر (1/ 375) بالفصل بين الهمزتين.
(4) الحسين بن محمد بن حبش بن حمدان، طريقه خارج عن طرق جامع البيان، كما تقدم في الفقرة / 1159.
(5) أحمد بن حفص الخشاب، المصيصي، قرأ على السوسي، روى القراءة عنه إبراهيم بن عبد الرزاق، وأحمد بن يعقوب التائب. غاية 1/ 51. وطريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(6) طريقه خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة / 1046.
(7) سليمان بن أيوب بن الحكم تقدم.(2/522)
مع كشف الرواة الخمسة (1) الأعلام عن ذلك، وتنبيههم عليه في الحروف المذكورة، ولعل أبا عمرو إنما ترك من هذا الضرب دون الضربين الأوّلين لمّا قلّ دوره، فاكتفى بخفّة القلّة، عن تخفيفه بالمدّ.
1451 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين في الثلاثة المواضع على خلاف عن هشام عن ابن عامر في ذلك:
1452 - فقرأت له على أبي (2) الحسن عن قراءته بتحقيق الهمزتين من غير مدّ في آل عمران وتسهيل الهمزة الثانية مع المدّ في ص والقمر.
1453 - وقرأت له على أبي الفتح (3)، من طريق الحلواني في الثلاثة المواضع بالتخيير بين تحقيق الهمزتين معا، وبين تسهيل الثانية مع المدّ (4) في الوجهين طردا لمذهبه في مدّ الاستفهام، وذلك كالذي رواه الداجوني (5) عن أصحابه عن هشام.
1454 - وقرأت له في رواية ابن عباد (6) بتحقيق الهمزتين مع المدّ، وذلك قياس ما حدّثناه محمد بن أحمد عن أبي بكر (7) عن هشام، وما رواه الحلواني عنه (8) إذ جعلا التخفيف والمدّ سائغا في (9) جميع الاستفهام. وروى أحمد بن أنس (10) عن هشام {أءنزل [ص: 8] مهموز لم يزد على ذلك، وأراه يريد بهمزتين. فأما اختلافهم في قوله:} أشهدوا خلقهم [الزخرف: 19] فنذكره في موضعه إن شاء الله.
__________
(1) وهم: أبو عمر الدوري، وأبو شعيب السوسي، وأبو خلاد، وأبو حمدون، وأبو الفتح الموصلي. انظر الفقرة / 1442.
(2) تقدم في الفقرة / 1427أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(3) من الطريق الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، وكلها بعد المائتين.
(4) سقطت (المد) من م.
(5) محمد بن أحمد بن عمر، وتقدم أن طريقه عن هشام خارج عن طرق جامع البيان. انظر الفقرة / 1422.
(6) من الطريق الخامس عشر بعد المائتين.
(7) في م، (ابن بكر) وهو خطأ لأنه لا يعرف في شيوخ محمد بن أحمد بن علي، انظر غاية النهاية 2/ 73. وأبو بكر هو ابن مجاهد.
(8) تقدم ذلك في الفقرة / 1421.
(9) في ت، م: (وجميع)، ولا يستقيم به السياق بدلالة عبارة الفقرة / 1443.
(10) من الطريق الرابع عشر بعد المائتين.(2/523)
فصل في دخول همزة الاستفهام على ال التعريف
1455 - وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل التي معها لام المعرفة نحو قوله: {ءآلذّكرين [الأنعام: 143]} {ءآلله أذن لكم [يونس: 59]} {ءآلئن وقد
[يونس: 51]} {ءآلله خير [النمل: 59] وشبهه لم تذهب همزة الوصل من اللفظ معها كما تذهب في كل موضع في حال الاتصال بل تثبت معها خاصة، وذلك للدلالة على الفرق بين الاستفهام والخبر إذ الفرق بينهما في ذلك لا يكون إلا بثباتها وانفتاحها} [1]، إلا أنها تليّن بإجماع. واختلف علماؤنا في كيفيّة تليينها:
1456 - فقال بعضهم: تبدل ألفا خالصة، وجعلوا ذلك لازما لها. هذا قول أكثر النحويين، وهو قياس ما رواه المصريون أداء عن ورش عن نافع.
1457 - وقال آخرون: يجعل بين الهمزة والألف لثبوتها في حال الوصل وتعذّر حذفها فيه، فهي كالهمزة اللازمة لذلك، فوجب أن يجري التليين فيها مجراه في سائر الهمزات المتحرّكات بالفتح إذا وليتهنّ همزة الاستفهام والقولان جيّدان.
1458 - ولم يحقّقها أحد من أئمة القراءة ولا فصل بينها وبين همزة الاستفهام بألف لضعفها، ولأن البدل يلزمها في أكثر القول، فلم يحتج لذلك إلى تحقيقها ولا إلى الفصل [سبيل] (2).
1459 - فأمّا النصّ بذلك عن المحقّقين: فحدّثنا ابن غلبون (3)، قال: حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن سهل، قال: حدّثنا علي بن محصن، قال حدّثنا عمرو، / عن حفص وعن عاصم قال: {ءآلذّكرين [الأنعام: 143] الحرفان يمدّ الألف فيهما ولا يهمزان} {ءآلله أذن لكم [يونس: 59] غير ممدود الألف.
1460 - أخبرني محمد} [4] بن سعيد قال: أخبرني محمد بن أحمد بن خالد، قال: حدّثنا أبي، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا عبد الصمد، عن علي بن زيد (5)،
__________
(1) في ت، م: (ولانفتاحهما) وهو غير مستقيم.
(2) زيادة ليستقيم السياق.
(3) انظر إسناد الطريق / 304. وهو صحيح.
(4) صدر الإسناد قبل علي بن يزيد تقدم في الفقرة / 411. وأما علي بن يزيد فهو ابن كيسة.
وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) في ت، م: (زيد). وهو خطأ لأنه لا يعرف في رواة سليم. انظر غاية النهاية 1/ 318.(2/524)
عن سليم عن حمزة {ء آلذّكرين [الأنعام: 143]} {ءآلئن [يونس: 91] وقل} {ءآلله أذن لكم [يونس: 59] و} {ء آلله خير [النمل: 59] بهمزة ممدودة.
1461 - حدّثنا عبد الرحمن} [1] بن عمر، قال حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال حدّثنا جعفر بن محمد (2)، قال حدّثنا أبو عمر عن الكسائي {ءآلذّكرين} {ءآلله أذن لكم} {ءآلئن [يونس: 91] ممدود مهموز بهمزة واحدة لا يكون بهمزتين.
1462 - وقال الأخفش في كتابه العامّ عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر قل} {ءآلذّكرين و} {ءآلله أذن لكم و} {ءآلله خير و} {ءآلئن بمدة طويلة، وبهذا المعنى وردت تراجم الرواة والناقلين عن أهل التحقيق والتسهيل، وأصحاب الفصل في هذا الضرب، فدلّ ذلك على انعقاد الإجماع عليه.
1463 - وقد روى محمد بن} [3] الفرح عن ابن المسيبي عن أبيه عن نافع قل {ءآلذّكرين مهموزا غير ممدود لم يرو ذلك أحد غيره، وهو غلط لخروجه عن مذاهب القراءة وسنن العربية وبالله التوفيق.
باب ذكر مذاهبهم في الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين
1464 - اعلم أن الهمزة تقع مع مثلها من كلمتين على ثمانية أضرب: فالضرب الأول: أن تكونا معا مفتوحتين، وذلك نحو قوله:} {السّفهآء أموالكم [النساء: 5] و} {جآء أحد مّنكم [النساء: 43] و} {تلقآء أصحب النّار [الأعراف: 47] و} {جآء أشراطها
[محمد: 18] و} {شآء أنشره [عبس: 22] وما أشبهه.
1465 - فقرأ ابن كثير من رواية قنبل عن القواس من قراءتي} [4]، ونافع من رواية ورش، ومن رواية ابن جبير عن أصحابه عنه، وفي رواية الحلواني عن قالون من قراءتي (5) على أبي الفتح الضرير: بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فتكون كالمدّة
__________
(1) انظر إسناد الطريق / 384. وهو صحيح.
(2) في ت، م: (بن أحمد). وهو خطأ، وتقدم صحيحا، وانظر التيسير / 16.
(3) من الطريق الثالث عشر.
(4) من الطرق: الثامن والتسعين إلى الرابع بعد المائة على التوالي ما عدا الثاني بعد المائة.
(5) من الطرق: السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين، والأربعين، والحادي والأربعين.(2/525)
في اللفظ، وهي في الحقيقة بين الهمزة والألف، فتحصل الهمزة المحققة بين مدّتين:
مدّة قبلها وهي مشبعة من أجلها ومقدارها مقدار ألفين، ومدة بعدها وهي غير مشبعة لأنها خلف من همزة ومقدارها مقدار ألف، وهذا على ما روته الجماعة عن ورش من جعلها بين بين، فأما على رواية أصحاب أبي يعقوب عنه، فإنها تشبع لأنهم رووا عنه عن ورش أداء إبدالها حرفا خالصا، فهو (1) ألف محضة، فهي في حال البدل أشبع منها في حال التليين.
1466 - وقرأ ابن كثير من رواية الحلواني عن القواس ومن رواية البزي وابن فليح ونافع من رواية إسماعيل، والمسيبي، وقالون، وأبو عمرو: بإسقاط الهمزة الأولى أصلا، وتحقيق الهمزة الثانية ومدّة مشبعة قبلها، على خلاف من أهل الأداء فيها.
وبذلك قرأت (2) في رواية الحلواني عن قالون، على (3) أبي الحسن (4) بن غلبون، ومن طريق ابن (5) عبد الرزاق. وعلى ذلك أكثر أهل الأداء بروايته (6).
1467 - وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: قال لي قنبل: قال القواس: لا نبالي كيف قرأت ولا أيّ الهمزتين تركت إذا لم تجمع بين الهمزتين (7).
قال ابن مجاهد: إن شئت {جآء أمرنا [هود: 40] و} {شآء أنشره [عبس: 22] مثل أبي} [8] عمرو، وإن شئت {جآء أمرنا} {شآء أنشره مثل} {شآء أنشره وذلك إذا اتفق إعرابهما} [9]. قال أبو بكر (10): قرأت على قنبل ولا تؤتوا السّفهآء أمولكم [النساء:
__________
(1) في م: (فهي).
(2) في م: (قرأه). وهو خطأ في الإملاء.
(3) في م: (عن).
(4) تقدم في الفقرة / 1101أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) طريق ابن عبد الرزاق هو التاسع والثلاثون.
(6) في ت، م: (بروايته)، وهو غير مستقيم.
(7) انظر السبعة / 140. وانظر الطريق / 97وإسناده صحيح.
(8) أي بإسقاط الهمزة الأولى.
(9) أي بإبدال الهمزة الثانية ألفا في حالة الفتح، وواوا في حالة الضم وياء في حالة الكسر.
انظر النشر 1/ 384.
(10) هو ابن مجاهد. وهذا النص والذي قبله ليسا في السبعة المطبوع.(2/526)
43]. يعني مثل أبي عمرو. وقال ابن شنبود عن قنبل: إن القوّاس كان يميل إلى ترك التعويض.
1468 - وروى الخزاعي (1) عن أصحابه الثلاثة: البزّي وابن فليح، وقنبل في المفتوحتين قال: يجعلون مكان الأولى مدّة كالألف (2) ويهمزون الآخرة. وروى ابن مجاهد (3) عن البزي {جآء أمرنا مثل أبي عمرو، وقرأت أنا في رواية قنبل مثل ما يرويه عن ورش عن نافع} [4]. وكذلك حدّثني محمد بن علي عن ابن مجاهد عنه (5).
وكذلك حكى أبو طاهر (6): أنه قرأ على ابن مجاهد [بهمزة و] (7) مدّتين.
1469 - وروى ابن سعد (8) عن المسيبي {جآء أجلهم [الأعراف: 34] و} {شآء أنشره [عبس: 22] بنصب ألف} {جآء وألف} {شآء بغير همز، ويهمز ألف} {أجلهم وألف} {أنشره، وهذا يدل على أنه يجعل الأولى بين بين ولا يسقطها.
وروى خلف} [9] عنه، إذا كانتا بالنصب على جهة واحدة مثل {جآء أجلهم و} {شآء أنشره يهمز الآخرة منهما.
1470 - ونا محمد} [10] بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا حسن
__________
(1) إسحاق بن أحمد بن إسحاق، وطريقه عن قنبل خارج عن طرق جامع البيان. وطرقه عن البزي من الثالث عشر بعد المائة إلى السابع عشر بعد المائة على التوالي، وطرقه عن ابن فليح من السادس والعشرين بعد المائة إلى الثالث والثلاثين بعد المائة على التوالي.
(2) أي يسهلون الهمزة الأولى بين بين.
(3) من الطرق: الثالث عشر، والثامن عشر، والخامس والعشرين كلها بعد المائة.
(4) أي قرأ الداني من طريق ابن مجاهد عن قنبل وهو الطريق الثامن والتسعون مثل ما يرويه ابن مجاهد عن ورش من الطريقين: الثامن والسبعين، والحادي والثمانين وذلك بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، كما تقدم في الفقرة / 1465.
(5) أي عن قنبل.
(6) هو عبد الواحد بن عمر، وهذا الطريق عن قنبل خارج عن طرق جامع البيان.
(7) في ت، م: (بهمزتين مدتين) وهو خطأ، لأنه غير مستقيم، ولأنه مخالف لما ذكر في الفقرة / 1465.
(8) اسمه محمد. من الطرق: السابع عشر، والثامن عشر، والثالث والعشرين.
(9) هو ابن هشام، من الطرق: الرابع والعشرين، والخامس والعشرين، والسادس والعشرين.
(10) انظر الطريق / 39. وإسناده صحيح.(2/527)
الرازي عن الحلواني قال: قرأت على قالون أول مرة فأخذ عليّ {شآء أنشره [وجاء أحدكم]} [1] مثل {شآء أنشره [وجاء أحدكم]} [2] [بمد (3) ألف أنشره وألف أحدكم مدا (4) يسيرا، قال: ثم رجعت إليه ثانية فأخذ علي = شا أنشره =] {وجاء أحدكم} [5] مثل أبي عمرو.
ولهذا جاء الأداء عن الحلواني عن قالون بالوجهين جميعا (6) إذ كان قد عرضها على قالون.
1471 - وقال ابن مجاهد، عن الجمال (7) في موضع آخر: فسألت أحمد بن قالون بالمدينة، وعرضت عليه الحكايتين، فأخبرني عن أبيه كما حدّثني أحمد بن يزيد الحكاية الآخرة (8).
1472 - وروى سائر أصحاب قالون عنه غير أحمد بن صالح في الباب كله أنه كان لا يجمع بين همزتين، ولا دليل في ذلك على أيهما الملينة.
1473 - وقال القاضي (9) عنه في المتفقتين: {جآء أجلها [المنافقون: 11] بهمزة واحدة مضمومة. وقال المدني} [10] والقطري مستفهمة بنبرة واحدة ممدودة، وهذا يدل على تحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، وقولهما مستفهمة خطأ إذ لا طريق للاستفهام في ذلك، ولا معنى له من غير ما يفهم منه تليين الهمزة لا غير.
1474 - وروى أصحاب ورش عنه: أنه كان يهمز الأولى ويدع الآخرة. هذا قول داود (11)، وعبد الصمد، وأبي يعقوب.
__________
(1) زيادة من السبعة / 138.
(2) زيادة ليستقيم السياق.
(3) زيادة من السبعة. انظر هذا النص في السبعة / 138.
(4) أي بتسهيل الهمزة الأولى بين بين، فتصبح كالمدة في اللفظ.
(5) في ت. م. (أحمد منهم) وهو خطأ لعدم وجوده في القرآن الكريم.
(6) وهما تسهيل الأولى بين بين، وإسقاطها.
(7) هو الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي.
(8) أي بإسقاط الأولى. وهذا النص لم أجده في السبعة المطبوع.
(9) إسماعيل بن إسحاق.
(10) اسمه عبد الله بن عيسى، والقطري اسمه محمد بن عبد الحكم.
(11) هم: داود بن هارون، وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، ويوسف بن عمرو بن يسار أبو يعقوب الأزرق.(2/528)
وقال يونس (1) عنه: إذا التقت الهمزتان في حرفين، وكلمة، فألق إحداهما. يريدون بتركها وإلقائها تسهيلها. وقال يونس عنه: {السّفهآء أمولكم موصولة ممدودة.
1475 - وقال الثلاثة} [2] عنه: وإذا كانت الهمزة الأولى آخر حرف والثانية (3) أول حرف بيّن الأولى، وأدغم الثانية، مثل {هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31]} {شهدآء إذ
[البقرة: 133] وما أشبهه، يريدون بإدغامها تليينها وتقريبها من الحرف الذي عنه حركتها. وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه} [4] في {هؤلآء إن كنتم وبابه: الأولى مهموزة، والثانية مذابة يريد بإذابتها تضعيف الصوت بحركتها.
1476 - وخالف أحمد بن صالح سائر أصحابه، فروى عن قالون عن نافع أنه كان يحقق الهمزتين في جميع القرآن إذا كانتا في كلمتين متفقتين كانتا أو مختلفتين.
وكذلك روى ابن شنبوذ} [5] أداء عن أبي سليمان، عن قالون في المتفقتين والمختلفتين سواء، واستثنى من المتفقتين بالفتح كلمة جاء نحو {جآء أحدهم [المؤمنون: 99] و} {جآء أجلهم [الأعراف: 34] و} {جآء ءال [الحجر: 61] حيث وقعت، فحقّق الهمزة الأولى وليّن الثانية في ذلك.
1477 - والذي رواه القاضي} [6]، والمدني والقطري وغيرهم عن قالون في الحرف الذي في المنافقين يدلّ على صحة تخصيص أبي سليمان لكلمة جاء بذلك.
1478 - وقرأ الكوفيون وابن عامر في الباب كله بتحقيق الهمزتين.
1479 - فإن قال قائل: إنك حكمت في أول الباب أن قراءة من ليّن الثانية مدّتان (7): الأولى مشبعة، والثانية غير مشبعة، فهل هما كذلك في مذهبه في قوله في الحجر [61]: {جآء ءال لوط وفي القمر [41]:} ولقد جآء ءال فرعون أم هما بخلافه؟
__________
(1) يونس بن عبد الأعلى.
(2) هم داود بن هارون وعبد الصمد بن عبد الرحمن وأبو يعقوب الأزرق.
(3) في ت، م: (عنه في آخر حرف إلى) وهو غير مستقيم.
(4) عن ورش.
(5) من الطريق السابع والخمسين.
(6) انظر الفقرة / 1473.
(7) في ت، م: (مدتين). وهو خطأ.(2/529)
1480 - قلت: ليستا كذلك فيهما (1) فيه لأن المدّة الثانية التي هي خلف من الهمزة التي مقدارها مقدار ألف واحدة بعدها في هذين الموضعين خاصّة ألف ساكنة.
قيل هي مبدلة من همزة، وقيل من واو (2)، فوجب أن تمدّ بعد الهمزة المحققة (3)
فيهما مدّا مشبعا لذلك كما يمدّ قبلها سواء ومقداره مقدار ألفين.
1481 - فإن قيل: فهل يبدل ورش الهمزة الثانية في هذين الموضعين ألفا على رواية المصريين عنه كما يبدلها من طريقهم في سائر الباب؟
1482 - قلت: قد (4) اختلف أصحابنا في ذلك فقال بعضهم: لا يبدلها فيهما لأن بعدها ألفا، فيجتمع ألفان واجتماعهما متعذّر، فوجب لذلك أن يكون بين بين لا غير لأن همزة بين بين في زنة (5) المتحركة. وقال آخرون: يبدلهما فيهما كسائر الباب.
1483 - ثم فيها (6) بعد البدل وجهان: أحدهما: أن تحذف للساكنين إذ هي أولهما ويزاد في المدّ دلالة على أنها هي الملينة دون الأولى، والثاني: أن لا تحذف ويزاد في المدّ فتفصل تلك الزيادة بين الساكنين وتمنع من اجتماعهما وبالله التوفيق.
1484 - والضرب الثاني (7): أن يكونا معا مكسورتين، وذلك نحو قوله: {هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] و} {مّن النّسآء إلّا [النساء: 22]} {ومن ورآء إسحق [هود: 71] و} {على البغآء إن أردن [النور: 33] و} {من السّمآء إلى الأرض [السجدة: 5] و} {أهؤلآء إيّاكم [سبأ: 40] وما أشبهه.
1485 - فقرأ نافع في رواية المسيبي وإسماعيل وقالون من غير رواية أحمد بن صالح وأبي سليمان} [8]، وبخلاف عن الحلواني (9) عنه، وابن كثير في رواية البزي،
__________
(1) ضمير التثنية يعود على موضعي الحجر والقمر، وضمير (فيه) يعود على قوله (في مذهبه).
(2) كما سبق بيان المؤلف لذلك في الفقرة / 1142.
(3) في م: (المخففة) وهو خطأ لأن المدة هي نفس الهمزة المخففة.
(4) نقل ابن الجزري في النشر (1/ 389) هذه العبارة إلى نهاية الفقرة التالية من قول الداني، ثم عقب عليها بقوله: وهو جيد.
(5) في النشر: (رتبة) بدل (زنة) وهما بمعنى واحد.
(6) أي في الألف.
(7) في م: (الأول) وهو خطأ واضح.
(8) تقدم ذكر المؤلف لروايتهما عن قالون في الفقرة / 1476.
(9) سيأتي في الفقرة / 1491أن المؤلف قرأ بهذا الوجه عن الحلواني على أبي الحسن بن غلبون، وتقدم في الفقرة / 1101أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. وقرأ به كذلك من طريق ابن عبد الرزاق، وهو الطريق التاسع والثلاثون.(2/530)
وابن فليح [و] في رواية الحلواني (1) عن القواس في الباب كله بتليين الهمزة الأولى على نحو حركتها، فتكون في اللفظ كالياء المكسورة المختلسة الكسر، وهي في الحقيقة بين الهمزة والياء الساكنة.
1486 - وقرأ نافع في رواية ورش من غير رواية أبي يعقوب (2)، وفي رواية ابن (3) جبير عن أصحابه، وابن كثير من رواية قنبل عن القواس من قراءتي (4): بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فتكون في اللفظ كأنها ساكنة وهي في القياس بين الهمزة والياء الساكنة.
1487 - وروى المصريون أداء عن أبي يعقوب عن ورش إبدالها ياء ساكنة، فعلى ذلك يزاد في تمكينها لكونها حرف مدّ وسكون ما بعدها، والبدل على غير قياس، واستثنى لنا الخاقاني (5)، وأبو الفتح (6)، وأبو الحسن (7)، في روايته عن ورش من جميع الباب موضعين، وهما قوله في البقرة [31]: {هؤلآء إن كنتم وفي النور:} {على البغآء إن أردن [النور: 33] فرووهما عن قراءتهم بخلاف الترجمتين المتقدمتين بتحقيق الهمزة الأولى، وجعل الثانية ياء مكسورة محضة الكسرة، وبذلك} [8] كان يأخذ فيهما أبو جعفر (9) ابن هلال وأبو غانم (10) بن حمدان وأبو جعفر (11) بن أسامة، وكذلك رواه إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب أداء. وروى أبو
__________
(1) من الطريقين: الخامس بعد المائة، والسادس بعد المائة.
(2) يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق. وطرقه عن ورش من الخامس والستين إلى السادس والسبعين على التوالي.
(3) في م: (أبي جبير) وهو خطأ واضح. واسمه أحمد.
(4) وطرقه من الثامن والتسعين إلى الرابع بعد المائة على التوالي، ما عدا الثاني بعد المائة.
(5) من الطرق: الخامس والستين، ومن التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(6) من الطريق الخامس والسبعين.
(7) من الطرق: السادس والستين، والسابع والستين، والثامن والستين، والسادس والسبعين.
(8) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 385) من قول الداني في الجامع.
(9) اسمه أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال من الطريق السادس والستين.
(10) اسمه مظفر بن أحمد بن حمدان. وتقدم في الفقرة / 1031أن طريقه ليس من طرق هذا الكتاب.
(11) اسمه أحمد بن أسامة بن أحمد. من الطريق التاسع والستين.(2/531)
بكر (1) بن سيف عنه: أنه أجراهما كسائر نظائرهما (2).
1488 - وقد قرأت بذلك أيضا على أبي الفتح (3)، وأبي الحسن (4)، وأكثر مشيخة المصريين على الأول، إلا (5) أن منهم من يذهب في ذلك إلى أن الثانية في ذلك مبدلة بدلا محضا، فيشبع كسرتها ويخفّفها (6)، حكى لي ذلك ابن خاقان عن أصحابه الذين قرأ عليهم.
1489 - وكان شيخنا أبو الحسن (7) يذهب إلى البدل، وكان أبو بكر محمد بن علي يذهب إلى التسهيل، والبدل أقيس لأنه لمّا عدل عن تسهيلها على حركتها وسهلت على حركة ما قبلها لزمها البدل، فأبدلت ياء مكسورة للكسرة التي قبلها.
1490 - وقال إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب في كتاب اللفظ له: كان يجعل الهمزة الثانية في {هؤلآء إن كنتم و} {على البغآء إن أردن ياء في اللفظ. قال: وكان عبد الصمد يقرؤهما ممدودة الألف بالخفض.
1491 - وأقرأني أبو} [8] الفتح عن قراءته في رواية الحلواني عن قالون في الباب كله كمذهب قنبل ومن وافقه (9). وأقرأني أبو (10) الحسن، في روايته كمذهب البزي
__________
(1) اسمه عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف.
(2) في ت: (كسائرهما) وهو خطأ واضح.
(3) من الطريق الخامس والسبعين.
(4) من السادس والسبعين. ودلت العبارة على أنه قرأ عليهما بالوجهين استثناؤهما، وإجراؤهما كسائر نظائرهما. وانظر النشر 1/ 385.
(5) هذا الاستثناء غير مفهوم لأن الوجه الأول هو إبدال الثانية ياء ساكنة مع تمكين هذه الياء.
وقد قال ابن الجزري في النشر 1/ 385: على أن عبارة جامع البيان في هذا الموضع مشكلة.
أه.
(6) في م: (ويحققها).
(7) طاهر بن غلبون.
(8) من الطريق: السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين، والأربعين، والحادي والأربعين.
(9) أي بتحقيق الأولى وتليين الثانية. وهذا هو الوجه الثاني للحلواني عن قالون.
قال ابن الجزري في النشر (1/ 384) وانفرد الداني عن أبي الفتح من طريق الحلواني عن قالون بتحقيق الاولى وتسهيل الهمزة الثانية من المضمومتين والمكسورتين. أه.
(10) طاهر بن غلبون.(2/532)
ومن تابعه (1)، وبذلك قرأت من طريق ابن (2) عبد الرزاق، وعلى ذلك أهل الأداء.
1492 - وحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال (3): وزعم أحمد بن يزيد عن قالون عن نافع أنه كان يقرأ {هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] مثل رواية المسيّبي يعني} [4] بتليين الأولى وتحقيق الثانية.
1493 - وروى أحمد (5) بن نصر الشذائي، عن قراءته على ابن بويان، وابن شنبوذ عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون في الباب كله بتحقيق الأولى وجعل الثانية ياء مكسورة. وكذا روى في المتفقتين بالضم بتحقيق الأولى وجعل الثانية واوا مضمومة (6)، وكذلك (7) حكى في الضربين عن أبي بكر بن حمّاد عن أصحابه عن الحلواني وأحمد بن قالون جميعا، وعن أبي محمد الحسن (8) بن صالح، و (9) ابن حمدون (10)، عن أبي عون عن الحلواني،
__________
(1) أي بتليين الأولى. وهو الوجه الأول عن الحلواني، وقد ذكره المؤلف في الفقرة / 1485.
(2) وهو الطريق التاسع والثلاثون.
(3) انظر السبعة / 138.
(4) الذي في السبعة إبدال الهمزة الأولى ياء مكسورة. انظر السبعة / 138.
(5) طريق الشذائي عن ابن بويان عن ابن الأشعث أبي حسان العنزي خارج عن طرق جامع البيان، وهو من طرق النشر. انظر النشر 1/ 100. وكذا طريق الشذائي عن ابن شنبوذ عن ابن الأشعث، تقدم أنه خارج عن طرق جامع البيان. انظر الفقرة / 1093.
(6) قال ابن الجزري في النشر (1/ 386): وانفرد بذلك في المضمومتين وسائر المكسورتين سبط الخياط في المبهج عن الشذائي عن ابن بويان في رواية قالون.
(7) طريق أحمد بن نصر الشذائي عن أحمد بن حماد المنقى ليس من طرق هذا الكتاب، وأشار ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 51) إلى أنه من طرق كتاب الكامل للهذلي.
(8) طريق الشذائي عن الحسن بن صالح ومحمد بن حمدون الحذاء كلاهما عن أبي عون حمد بن عمرو بن عون، عن الحلواني ليس من طرق هذا الكتاب.
(9) في ت، م: (عن). وهو خطأ لأن كلا من الحسن بن صالح وابن حمدون يرويان عن أبي عون. كما في الطريقين الأربعين، والحادي والأربعين، ولا رواية لأحدهما عن الآخر.
انظر غاية النهاية 1/ 216، 2/ 135.
(10) في هامش ت ل (62/ ظ): ابن حمدون هو محمد بن حمدون الحذاء أبو الحسن الواسطي. طبقات.(2/533)
وإبراهيم (1) بن عرفة وعبد الله بن أحمد البلخي عن أبي عون عن الحلواني في الضربين من المكسورتين والمضمومتين مثل أبي عمرو: بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية كالمتفقتين بالفتح / سواء.
1494 - والذي قرأت به من طريق ابن (2) بويان، وابن (3) حمّاد، وأبي (4) عون، ما قدّمته (5) في أول الباب (6)، وهو المتعارف من مذهب قالون عند جميع أهل الأداء.
1495 - وحدّثنا محمد بن علي قال حدّثنا ابن مجاهد، عن قنبل عن ابن كثير (7): أنه كان يقرأ {هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] بهمز الأولى وبترك الثانية، مثل قول نافع في رواية ورش. قال: وقال قنبل: قال لي القواس: لا تبال كيف قرأت، ولا أيّ الهمزتين تركت إذا لم تجمع بين الهمزتين.
1496 - وقال أبو طاهر} [8]: سألت أبا بكر عن مذهب قنبل في قوله: {هؤلآء إن كنتم و} {على البغآء إن أردن [النور: 33] وما شاكله} [9]؟ فقال لي: قرأت على قنبل في هود: {ومن ورآء إسحق يعقوب [هود: 71] قال لي أبو بكر وكتبتها بالياء، قال لي أبو بكر وكان يعني قنبلا يخير فيما كان مثل هذا بين أن يترك الأولى ويهمز الثانية وبين أن يهمز الأولى ويجعل الثانية ياء ساكنة.
1497 - وروى ابن} [10] مجاهد، عن الجمال، عن الحلواني، عن القواس {هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] و} {أوليآء أولئك [الأحقاف: 32] بكسر الياء من} {أوليآء و} {أولئك. وروى الخزاعي} [11] عن أصحابه عن ابن كثير إذا اجتمعتا على
__________
(1) تقدم في الفقرة / 1101أن طريقي ابن عرفة والبلخي خارجان عن طريق جامع البيان.
(2) هو الطريق الخامس والأربعون.
(3) هو الطريق الثامن والثلاثون.
(4) له الطريقان: الأربعون والحادي والأربعون.
(5) في م: (ما قدمته).
(6) انظر الفقرة / 1485.
(7) انظر السبعة / 140. وانظر إسناد الطريق / 97، وهو صحيح.
(8) هو عبد الواحد بن عمر تلميذ ابن مجاهد. وأبو بكر هو ابن مجاهد.
(9) سقطت (هذا) من م.
(10) هذا الطريق خارج عن طرق الكتاب، والجمال هو الحسن بن العباس بن أبي مهران.
(11) إسحاق بن أحمد بن إسحاق. وأصحابه عبد الله بن جبير عن القواس، والبزي، وابن فليح، انظر طرق قراءة ابن كثير.(2/534)
اتفاق لم يهمزوا الأولى وهمزوا الآخرة. قال: وفي المكسورتين يجعلون الأولى خفضة كالياء ويهمزون الآخرة، وفي المضمومتين يجعلون الأولى ضمّة كالواو ويهمزون ألف {أولئك، وفي المفتوحتين يجعلون مكان الأولى مدّة كالألف ويهمزون الآخرة.
1498 - وروى خلف عن المسيّبي إذا كانتا بالخفض على جهة واحدة بيّن الأولى} [1] وخفضها ولم يهمزها، ويهمز همزة بعدها، وكذا {أوليآء أولئك بيّن الأولى ورفعها وهمز همزة بعدها.
1499 - وروى محمد} [2] بن الجهم عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع {هؤلآء إن كنتم يهمز (إن) ويقف الألف الأولى. وهذا كمذهب أبي} [3] عمرو، ولم يأت بهذا أحد عن إسماعيل غير الهاشمي. وروى محمد (4) بن خالد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل أنه كان يخلف مكان المكسورة ياء مثل {هؤلآء إن كنتم ويجعل في هؤلاء ياء، وهذا هو الصحيح. وبذلك قرأت. وروى الباهلي} [5] عن أبي عمر، عنه، عن نافع،: {هؤلآء إن كنتم بهمزة واحدة لا يجمع بين همزتين في حرف واحد في جميع القرآن، وليس فيما رواه دليل على مذهبه في الملينة} [6] منهما والمحققة (7).
1500 - وخالف سائر أصحاب نافع في هذا الباب أحمد بن صالح، فروى عن قالون كل همزتين التقتا في حرفين (8) فالهمزة الأولى في آخر الحرف تبين، والهمزة الثانية في أول الحرف الثاني تبين (9) أيضا مثل {هؤلآء إن كنتم} السّفهآء ألآ
[البقرة: 13]، وكل ما كان مثل هذا فإن الهمزتين تبيّنان إلا الهمزتين في موضع
__________
(1) سقطت (و) من م.
(2) من الطريق التاسع.
(3) أي يسقط الأولى.
(4) هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد، وطريقه عن أبي عمر الدوري عن إسماعيل بن جعفر عن نافع ليس من طرق هذا الكتاب.
(5) من الطريقين / 4، 5.
(6) أهي الأولى / أم هي الثانية.
(7) في ت، م: (والمخففة) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(8) مختلفتين أو متفقتين، كما في السبعة / 139.
(9) في ت، م: (تلين) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.(2/535)
الاستفهام، فإن الأولى تبيّن والثانية تسقط يريد تلين، وتابع أحمد على ذلك عن قالون أبو سليمان (1)، فيما رواه ابن شنبوذ عنه أداء.
1501 - وقياس ما روياه عن قالون، يوجب تحقيق الهمزتين في نحو قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: {إن أراد النّبىّ أن يستنكحها [الأحزاب: 50] و} {بيوت النّبىّ إلّآ [الأحزاب:
53]} [2]، و {النّبىّ أولى [الأحزاب: 6] و} {يأيّها النّبىّ إذا [الممتحنة: 12] وما أشبهه مما يلتقي فيه همزة النبي بهمزة أخرى} [3]، ولم يأت تحقيق الهمزتين في ذلك إلا من هذين الطريقين لا غير.
1502 - وروى الجمال (4) عن الحلواني عن قالون في المتفقتين إذا كانتا مكسورتين أنه يخلف الأولى بياء ويكسرها كسرا بيّنا، والمضمومتين يخلف الأولى بواو ويضمّها ضمّا بيّنا.
1503 - قال أبو عمرو وقوله: كسرا بيّنا وضمّا بيّنا غلط لأن الكسر على الياء والضم على الواو أثقل من تحقيق الهمزة، ولا تعدل عن ثقيل إلى ما هو أثقل منه (5).
1504 - وروى أحمد بن (6) يعقوب التائب عن أصحابه عن أحمد بن جبير عن رجاله عن نافع في الهمزتين المتفقتين مثل رواية ورش سواء، قال أحمد (7): وله (8)
رواية أخرى في المكسورتين عنهم، وهي أن الهمزة الثانية إذا كانت مكسورة (9) أبدلها ياء مكسورة، نحو {هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] و} على البغآء إن أردن [النور: 33]
__________
(1) من الطريق السابع والخمسين.
(2) الأحزاب / 53، وسقطت (إلا) من م. وإسقاطها خطأ.
(3) في ت، م: (واحدة) ولعلها محرفة عن (أخرى) خاصة أنه في م (بهمز) بدون تاء حيث إنها حرفت إلى (و).
(4) هو الحسن بن العباس بن أبي مهران. من الطرق: السادس والثلاثين، والسابع والثلاثين، والثامن والثلاثين.
(5) سبق ابن مجاهد إلى هذا التعليل في الرد على من أخلف الاولى من المكسورتين بياء مكسورة، ومن المضمومتين بواو مضمومة. انظر السبعة / 138.
(6) هذا الطريق خارج عن طرق الكتاب.
(7) أي التائب.
(8) أي لابن جبير.
(9) سقطت (مكسورة) من م.(2/536)
و {للنّبىّ إن أراد [الأحزاب: 50] وما عدا ذلك، فعلى الرواية الأولى.
1505 - وقرأ أبو عمرو في الباب كله بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية كمذهبه في المفتوحتين، هذه رواية الجماعة عن اليزيدي. وخالفهم الحلواني، فروى عن أبي عمر} [1] عنه أنه يترك الأولى من المكسورتين ويجعلها ياء مكسورة، قال:
ويخلف الأولى من المضمومتين بواو مضمومة، ويشير (2) في المنصوبة من المنصوبتين وهي الأولى منها إلى النصب.
1506 - قال أبو عمرو: فأما قوله في المكسورتين والمضمومتين فغير معروف عن أبي عمرو من طريق اليزيدي نصّا وأداء، وإنما رواه أبو عبيد (3) عن شجاع عنه، ولم يقرأ بذلك في رواية شجاع بالإسناد المتقدّم (4)، ولا رأينا أحدا من أهل الأداء يأخذ به في روايته. وأما قوله في المنصوبتين فغير مستطاع على النطق به ولا موجود في نص ولا أداء. وإن كان جائزا في القياس بالغا جيدا، فإن أهل الأداء وأئمة القراءة على خلافه.
1507 - وروى أبو العباس محمد (5) بن أحمد بن واصل عن أبيه وعن ابن سعدان جميعا عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا اتفق إعرابهما سكن الأولى منهما وهمز الثانية. وهذا يحتمل وجهين: أن يكون أراد بقوله سكن الأولى: أسقطها وأذهبها، فيوافق بذلك قول الجماعة. وأن يكون أراد السكون المعروف فيلزمه إدغامها في الثانية لا محالة كسائر المثلين إذا التقيا والأول منهما ساكن، فيخالف قول سائر أصحاب اليزيدي (6) وعامّة أهل الأداء.
__________
(1) الدوري، وهذا الطريق لم يتقدم في أسانيد طرق الكتاب. وقد أشار ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 255) إلى أنه من طرق المبهج والكامل.
(2) في ت، م: (وكثير) وهو خطأ لأنه لا يستقيم به السياق.
(3) القاسم بن سلام، وهذه الرواية في السبعة / 140. إلا أنه قال: كان يخلف التي يترك من المتفقتين إذا كانت مكسورة بكسرة كالياء. بينما في جامع البيان: يخلفها بياء مكسورة.
والفرق بينهما واضح.
(4) طرقه من الخامس والثمانين بعد المائة إلى الحادي والتسعين بعد المائة على التوالي.
(5) طريقه عن أبيه هو الطريق السابع والسبعون بعد المائة. وأما طريقه عن ابن سعدان فهو خارج عن طرق جامع البيان.
(6) سقطت (و) من م.(2/537)
1508 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين في الباب كله، وكذلك روى أحمد بن صالح أيضا وأبو سليمان أداء عن قالون (1).
1509 - والضرب الثالث: أن يكونا معا مضمومتين وذلك في موضع واحد في سورة الأحقاف [32] في قوله: {أوليآء أولئك فى ضلل مّبين لا غير، فقرأ نافع في غير رواية ورش} [2]، وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح والحلوانيّ عن القواس بتليين الأولى، فتكون بين الهمزة والواو الساكنة والقرّاء يقولون: كالواو المضمومة المختلسة الضمة وتحقيق الثانية، وقد (3) حكى هذا الوجه ابن مجاهد (4)، عن قنبل عن القواس، ولم أقرأ به، ولا رأيت أحدا من أهل الأداء يأخذ به في مذهبه.
1510 - وقرأ نافع في رواية ورش من طريق أبي الأزهر وداود وأحمد بن صالح، ويونس (5)، والأصبهاني، وفي رواية ابن جبير (6) عن أصحابه عنه وابن كثير من رواية قنبل عن القواس من قراءتي على جميع شيوخي بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فتكون بين الهمزة والواو الساكنة والقرّاء يقولون كالمدّة في اللفظ.
وروى المصريون عن أبي يعقوب (7)، عن ورش أداء إبدالها واوا ساكنة، وذلك على غير قياس.
1511 - قال لي الخاقاني (8) عن أصحابه عن النحّاس عن أبي يعقوب عن
__________
(1) تقدم هذان الطريقان بتفصيل في الفقرة / 1500.
(2) أي قرأ في رواية إسماعيل بن جعفر والمسيبي، وقالون.
(3) من هنا إلى آخر الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 384) من قول الداني.
(4) من الطريق السابع والتسعين.
(5) يونس بن عبد الأعلى، والأصبهاني اسمه محمد بن عبد الرحيم، وهذه الطرق الخمسة هي من طرق ورش عن نافع.
(6) اسمه أحمد، وتقدم له في هذا الكتاب الطريق التاسع والعشرون عن المسيبي عن نافع فقط.
(7) الأزرق.
(8) اسمه خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان. وطرقه عن إسماعيل بن عبد الله النحاس من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي. قال ابن الجزري في النشر (1/ 385) وانفرد خلف بن إبراهيم بن خاقان الخاقاني فيما رواه الداني عنه عن أصحابه عن الأزرق، وساق عبارة الداني إلى نهاية الفقرة.(2/538)
ورش أنه يجعلها واوا مضمومة خفيفة الضمة، كجعله (1) إيّاها ياء خفيفة الكسرة في {هؤلآء إن كنتم [البقرة: 31] و} {على البغآء إن أردن [النور: 33]. ورأيت أبا} [2] غانم وأصحابه قد نصّوا على ذلك عن ورش وترجموا عنه كهذه الترجمة.
1512 - وقال إسماعيل النحّاس عن أصحابه عن ورش في كتاب اللفظ {أوليآء أولئك تمدّ الألف الآخرة من} {أوليآء وتهمزها وترفعها، ولا تهمز} {أولئك
وكأنك تجعلها واوا مرفوعة، وهذا} [3] موافق للذي رواه لي خلف بن إبراهيم عن أصحابه وأقرأني به عنهم، وذلك أيضا على غير قياس التليين.
1513 - وأقرأني أبو الفتح (4) في رواية الحلواني عن قالون كرواية أبي الأزهر وأصحابه عن ورش (5).
وأقرأني أبو الحسن (6) وغيره ذلك في رواية المسيّبي (7) والروايتان عنه صحيحتان في النقل والأداء، وعلى الرواية الثانية نصّ (8) في كتابه.
1514 - وقرأ أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية على مذهبه في المفتوحتين والمكسورتين، وروى الحلواني عن أبي عمر (9) عن اليزيدي عنه أنه يخلف الأولى منهما بواو مضمومة ويحقق الثانية، وذلك خلافا لقول سائر أصحاب اليزيدي وأصحاب أبي عمرو وأهل الأداء.
__________
(1) في ت، م: (لجعله) والتصحيح من النشر 1/ 385.
(2) اسمه المظفر بن أحمد بن حمدان، وتقدم أنه ليس من رجال طرق هذا الكتاب انظر الفقرة / 1031.
(3) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 385) من قول الداني ثم قال:
والعمل على غير هذا ضد سائر أهل الأداء في سائر الأمصار، ولذلك لم يذكره في التيسير مع إسناده رواية ورش من طريق ابن خاقان والله أعلم. أه
(4) فارس بن أحمد، وقرأ الداني عليه من الطرق السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين، والأربعين، والحادي والأربعين.
(5) أي بتحقيق الأولى وتليين الثانية بين الهمزة والواو.
(6) طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
(7) إسحاق بن محمد المسيبي عن نافع.
(8) أي عن الحلواني عن قالون. والرواية الأولى ذكرت في الفقرة / 1510.
(9) حفص بن عمر الدوري. وتقدمت هذه الرواية في الفقرة / 1510.(2/539)
1515 - وروى الزينبي (1) أداء عن أبي ربيعة عن البزي في الثلاثة الأضرب كأبي عمرو، ولا عمل على ذلك.
1516 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين معا، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان (2) عن قالون.
1517 - فإن قال قائل: ما تقول في مذهب من أسقط الهمزة الأولى في هذه الثلاثة أضرب وميز ما كان من كلمة ومن كلمتين مع الهمزة في حرف المدّ هل يزيد في تمكين مدّ الألف التي قبل الهمزة الساقطة أم لا يزيد في تمكينها، وكذا من ليّن الأولى من المكسورتين والمضمومتين؟
1518 - قلت: قد اختلف أصحابنا في ذلك، فقال بعضهم: يزيد في تمكينها ومدّها لكون ما حدث في الهمزة من إسقاطها وتليينها عارضا إذ هو تخفيف وتسهيل لكراهة الجمع بين الهمزتين، والعارض لا يعتدّ به إذ لا يلزم، ألا ترى أنه إذا وقف على الكلمة التي هي آخرها وفصلت بذلك من الكلمة الثانية ردت محقّقة (3) بلا خلاف لعدم موجب إسقاطها وتليينها، فوجب لذلك أن يشبع مدّ الألف قبلها وإن لم تظهر محقّقة كما يجب لها ذلك مع تحقيقها، مع أن أبا عمرو قد قال: إن الثانية تنوب عن الأولى وتقوم مقامها، فهي كالثانية كذلك (4).
1519 - وقال آخرون: لا يزيد في تمكين مدّ الألف من أسقط الهمزة وميّز بين المنفصل والمتصل في حروف المدّ لأنه لما أسقطها وأذهبها من اللفظ التقت الألف التي قبلها بهمزة في أول كلمة أخرى بعدها فصار ذلك بمنزلة قوله: ربّنآ أخّرنآ إلى أجل قريب [إبراهيم: 44] وشبهه مما تلتقي الألف فيه مع الهمزة من كلمتين، فوجب أن لا يزيد في تمكين تلك الألف كما لا يزيد في تمكين سائر المنفصل، وكذا من ليّنها على حركتها ولم يسقطها رأسا لأنه لمّا أعلمها بذلك لم يزد في تمكين مدّ تلك
__________
(1) محمد بن موسى بن محمد، من الطريق التاسع بعد المائة.
(2) اسمه سالم بن هارون المدني، وطريقه عن قالون هو الطريق السابع والخمسون. ولأحمد بن صالح أربعة طرق عن قالون: من السادس والأربعين إلى التاسع والأربعين على التوالي.
(3) في م: (وردت مخففة)، وفيها زيادة الواو خطا، والتصحيف.
(4) قال ابن مجاهد عن أبي عمرو حكاية: (يكتفي بإحدى الهمزتين عن الأخرى). انظر السبعة / 140.(2/540)
الألف قبلها إذ كان ذلك إنما يجب فيها [ب] ظهور (1) الهمزة محقّقة، لخفائها وحشوها، فلما عدم تحقيقها لفظا وجب ألّا يزيد في تمكين الألف قبلها.
1520 - والقولان صحيحان، وقد قرأت بهما معا، والأوّل أوجه لأن من زاد في التمكين ومدّ عامل الأصل، ومن لم يزد فيه وقصرها عامل على اللفظ، ومعاملة الأصل (2) أولى وأقيس.
1521 - وقد حكى أبو بكر (3) الداجوني عن أحمد بن جبير عن أصحابه عن نافع في الهمزتين المتفقتين أنهم يمدّون الثانية منها، نحو {السّمآء أن تقع [الحج:
65] قال: يهمزون ولا يطوّلون السماء ولا يهمزونها، وهذا نص منه على قصر الألف قبل الهمزة الساقطة والملينة، ولا أعلم أحدا من الرّواة نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره، وإنما يتلقى الوجهان فيهما من أهل الأداء تلقيا.
1522 - والضرب الرابع: أن تكون الأولى مضمومة والثانية مفتوحة وذلك نحو قوله} [4]: {السّفهآء ألآ [البقرة: 13] و} {أن لّو نشآء أصبنهم [الأعراف: 100]. و} {سوء أعملهم [التوبة: 37] و} {يأيّها الملأ أفتونى [النمل: 32] وما أشبهه.
1523 - وقرأ الحرميّان وأبو عمرو بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا مفتوحة لانضمام ما قبلها في جميع القرآن. وحكى ابن مجاهد عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه ينحو بالثانية نحو الألف يريد أنه يجعلها بين الهمزة والألف. وذلك غير جائز ولا يمكن النطق به.
1524 - وحدّثني الحسن} [5] بن علي قال: حدّثنا أحمد بن نصر، قال: قال اليزيدي على ما ذكر شيخنا يعني ابن مجاهد في اللتين أولاهما مضمومة وأخراهما مفتوحة ينحو بالثانية نحو الألف وذلك غير ممكن في النطق به، قال: ولم أجد [هـ] (6)
__________
(1) زيادة الباء ليستقيم السياق.
(2) في م: (الأصيل) وهو خطأ.
(3) اسمه محمد بن أحمد بن عمر. وطريقه هذا ليس من طرق الكتاب.
(4) سقطت (قوله) من م.
(5) هذا الطريق ليس من طرق جامع البيان.
(6) زيادة ليستقيم السياق.(2/541)
في كتاب من الكتب المنقولة عن أبي عمرو من جهة اليزيدي ولا غيره. ولفظنا (1)
عند قراءتنا عليه (2) بعد الهمزة المضمومة بواو مفتوحة في قوله: {السّفهآء ألآ
[البقرة: 13] ولا يكون غيره ولو حرص المتكلف} [3] كل حرص، وإذا امتحنت ذلك وجدته غير محتمل عليك، وهذا نص كلام أبي (4) طاهر في كتاب الفصل بين أبي عمرو والكسائي.
1525 - وروى محمد بن (5) خالد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع أنه كان يهمز الثانية ويترك الأولى متفقتين كانتا أو مختلفتين، ولا يلتفت إلى ذلك وكان يخلف مكان الأولى إذا كانت مرفوعة واوا مثل {السّفهآء ألآ كان يجعل في} {السّفهآء واوا، ولم يأت بهذا عن إسماعيل غيره.
1526 - وكذا روى الخزاعيّ} [6] عن ابن فليح، قال: كان يستحبّ ضمّ ألف السفهاء الآخرة ويهمز «ألا» لأنها أسهل في اللفظ. قال الخزاعي: مذهبهم يعني أصحابه (7) الثلاثة إذا اجتمعتا على خلاف همزوا الأولى وأسقطوا الآخرة، إلا (8) أن تكون همزة (9) الآخرة أحسن وأسهل في اللفظ، فيهمزونها ويسقطون الأولى. وقال في موضع آخر: فإنهم يهمزون الأولى ويجعلون الثانية كأنها فتحة أو كسرة، يعني إذا كانت الثانية مفتوحة أو مكسورة.
1527 - وقوله: ويسقطون الأولى يحتمل وجهين: إسقاطها رأسا كالأولى من المتفقتين بالفتح وتسهيلها على حركتها، وذلك أراد لأنه قد فسّره عن ابن فليح في السّفهآء ألآ [البقرة: 13].
__________
(1) في م (لفظا) بدل (ولفظنا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق والقائل هو الشذائي.
(2) أي على ابن مجاهد.
(3) في ت، م: (التكليف) ولا يستقيم به السياق.
(4) هو عبد الواحد بن عمر تلميذ ابن مجاهد.
(5) تقدم هذا الطريق في الفقرة / 1499وأنه ليس من طرق جامع البيان.
(6) إسحاق بن أحمد بن إسحاق.
(7) في م: (أصحاب) وهو غير مستقيم. وأصحابه هم: البزي، وابن فليح، وعبد الله بن جبير الهاشمي عن القواس. انظر أسانيد قراءة ابن كثير.
(8) مكررة في م.
(9) في ت، م: (همزة) والصواب حذف التاء.(2/542)
1528 - فأما قوله همزوا الأولى وأسقطوا الآخرة، فإن كان أراد التسهيل فقد أصاب وإن كان أراد ذهاب الهمزة رأسا فقد أخطأ لأن ذلك غير جائز في الهمزة المبتدأة إذا التقت بمثلها ولا يتمكن (1) اللفظ به.
1529 - ولم يرو تليين الأولى في هذا الضرب إلا من هذين الطريقين لا غير، وبما قدّمته أولا قرأت وبه آخذ.
1530 - قرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين معا في جميع القرآن، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان (2) عن قالون، وقياس قولهما يوجب تحقيقهما في قوله: {النّبىّ أولى [الأحزاب: 6] و} {النّبىّ أن يستنكحها [الأحزاب: 50] وذلك ما انفرد به نافع من هذين الطريقين.
1531 - والضرب الخامس: أن تكون الأولى مكسورة والثانية مفتوحة نحو قوله:
} {من خطبة النّسآء أو أكننتم [البقرة: 235] و} {هؤلآء أهدى [النساء: 51] و} {بالفحشآء أتقولون [الأعراف: 28] و} {من المآء أو ممّا [الأعراف: 50] وما} [3] أشبهه.
1532 - فقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة لانكسار ما قبلها، ولا يجوز في تليينها غير ذلك، وكذلك لا يجوز في تليين المفتوحة المضموم ما قبلها غير البدل أيضا لأنه لو عدل عن ذلك فيها في الضربين، وجعلت بين بين كما يجب في المفتوحة المتحركة (4) لصارت بين الهمزة والألف، [والألف] (5) لا يكون ما قبلها مضموما ولا مكسورا، وكذلك لا يكون قبل ما قرب بالتسهيل منها، وهذا مذهب النحويين أجمعين ولا أعلم بينهم خلافا فيه.
1533 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين معا في جميع القرآن، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون (6).
__________
(1) في م: (ولا يتمكن)
(2) هو سالم بن هارون المدني، وتقدم ذكر مذهبهما عن قالون في الفقرة / 1500.
(3) سقطت (ما) من م.
(4) كذا في الأصل، وهو شكل، ولو قال (في المفتوحتين) لاستقام النص، والله أعلم.
(5) زيادة ليستقيم السياق.
(6) تقدم ذكر مذهبهما عن قالون في الفقرة / 1500.(2/543)
1534 - والضرب السادس: أن تكون الأولى مضمومة والثانية مكسورة، وذلك نحو قوله: {من يشآء إلى صرط [البقرة: 142]} {الشّهدآء إذا ما دعوا [البقرة: 282]} {السّوء إن أنا [الأعراف: 188]} {ما نشؤا إنّك لأنت [هود: 87] وما أشبهه.
1535 - فقرأ جميع ذلك الحرميّان وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، واختلف النحويون والقرّاء في كيفية تسهيلها، فقال بعضهم: تجعل بين الهمزة والياء على حركتها لأنها أولى} [1] بأن يسهّل عليها من غيرها لقربها منها. وهذا مذهب (2) الخليل وسيبويه، وحكاه ابن مجاهد (3) عن اليزيدي عن أبي عمرو، ورواه عن ابن مجاهد أحمد بن نصر الشذائي فيما حدّثني (4) ابن شاكر عنه.
1536 - وقال آخرون: تبدل واوا مكسورة خفيفة الكسرة على حركة ما قبلها لأنها أثقل من حركتها، والثقيل هو الحاكم على الخفيف في الطبع والعادة، فلذلك دبّرتها (5) في التسهيل، وهذا مذهب أكثر أهل الأداء (6). وكذا حكى أبو طاهر بن أبي هاشم فيما حدّثنا الفارسي عنه أنه قرأ على ابن مجاهد. وكذا حكى أيضا أبو بكر (7)
الشذائي فيما حدّثنا ابن شاكر عنه أنه قرأ على غير ابن مجاهد، وبذلك قرأت أنا على أكثر شيوخي، وقد قرأت بالمذهب الأول على فارس بن أحمد في مذهب أهل الحرمين وأبي عمرو وهو أوجه في القياس، والثاني آثر في النقل.
1537 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين. وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون، وقياس روايتهما يوجب تحقيقها في قول: {يا أيها النبيء إذا حيث وقع} يأيّها النّبىّ إنّآ [الأحزاب: 45].
__________
(1) في م (أوفى) ولا يستقيم بها السياق.
(2) قال ابن الجزري في النشر (1/ 388) وهو مذهب أئمة النحو ومذهب جمهور القراء حديثا.
(3) حكاه نصا كما في النشر 1/ 388.
(4) الحسن بن شاكر تقدم، وطريقه عن الشذائي عن ابن مجاهد ليس من طرق هذا الكتاب.
انظر الفقرة / 1524.
(5) أي خلفتها. انظر لسان العرب 5/ 353.
(6) نقل العبارة ابن الجزري في النشر (1/ 388) من قول الداني في جامعه وقال قبل ذلك:
وهذا مذهب جمهور القراء من أئمة الأمصار قديما.
(7) هو أحمد بن نصر.(2/544)
1538 - والضرب السابع: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وذلك نحو قوله: {شهدآء إذ حضر [البقرة: 133] و} {والبغضآء إلى يوم القيمة [المائدة: 14] و} {أوليآء إن استحبّوا [التوبة: 23] و} {شركآء إن يتّبعون [يونس: 66] وما أشبهه.
1539 - فقرأ الحرميان وأبو عمرو جميع ذلك بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، يجعلونها بين الهمزة والياء الساكنة لا غير.
1540 - وروى الحسن} [1] بن مخلد عن البزّي {شهدآء إذ حضر بطرح الهمزة الأولى، ويثبت همزة «إذ». قال البزي: وكان أبو الإخريط يقول:} {شهدآء إذ حضر
خلط الأولى بالآخرة ولم يبين الآخرة. قال البزي: ولا أقرأ به، وقال البزّي} {السّمآء إلى الأرض [السجدة: 27] بهمزة واحدة لم يذكر أيّتهما هي المتروكة، وقياس ما حكاه أولا يوجب أن يكون الأولى. وروى لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن قنبل والبزّي في الباب كله: مثل أبي عمرو} [2]، وقال أبو طاهر (3) عن ابن مجاهد عن قنبل خلط عليّ فقال: {شهدآء إذ حضر [البقرة: 133] اهمز الثانية ودع الأولى. وقال} [4]
قرأت على قنبل {من الشّهدآء أن تضلّ [البقرة: 282] مثل أبي عمرو و} {يشآء إلى
[البقرة: 142]} [5] همزت الأولى وتركت الثانية، فقال لي هذه رواية البزّي. وأمّا أنا فأقرأ {من الشّهدآء أن تضلّ و} {يشآء إلى} [6]، قال: وقال لي قنبل: كان القواس يقول: لا تبال أيهما تركت إذا لم يجمع بينهما. قال أبو طاهر: فقلت لأبي بكر في هذين وحدهما؟ فقال لي: فيهما وفيما أشبههما، وروى الخزاعيّ (7) عن أصحابه السّمآء إلى الأرض [السجدة: 5] يهمزون الأولى.
__________
(1) الحسن بن الحباب بن مخلد.
(2) أي بتسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء.
(3) عبد الواحد بن عمر.
(4) القائل ابن مجاهد.
(5) البقرة / 142. وفي ت، م: (يشاء إذا) ولا يوجد في القرآن الكريم. والتصحيح من التيسير / 34.
(6) في م: (شيئا إذ) وفي ت: (يشاء إذا) وكلاهما خطأ. لأن ما في م لا يصلح مثالا. وما في ت لا يوجد في القرآن الكريم.
(7) إسحاق بن أحمد بن إسحاق. وأصحابه البزي، وابن فليح، وعبد الله بن جبير عن القواس.(2/545)
1541 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين. وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون (1).
1542 - وأخبرنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال:
حدّثني أبو بكر (2)، قال: حدّثنا الحسن الرازي، قال: حكى لنا أحمد بن قالون عن أبيه، قال: وقد كان نافع لا يعيب إظهار الهمزتين في {شركآء إن يتّبعون
[يونس: 66] و} {السّمآء إلى الأرض إذا كانت الأولى نصبا والأخرى خفضا.
1543 - والضرب الثامن: أن تكون الأولى مفتوحة [والثانية مضمومة]} [3]، وذلك في موضع واحد في المؤمنون {كلّ ما جآء أمّة [المؤمنون: 44] لا غير، فقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، فجعلوها كالواو المختلسة الضمّة وهي في الحقيقة بين الهمزة والواو الساكنة.
1544 - وقال ابن مخلد عن البزّي} {جاء أمة وقال أبو طاهر} [4]: ضبطتها عنه بترك همزة جاء وهمزت (5) الثانية. قال (6) لي ابن مجاهد: قال لي أبو عمرو (7): وفي {جآء أمّة إن شئت خلفت الثانية وإن شئت لم تخلفها} {جآء أمّة. قال ابن مجاهد:
وقول قنبل: وإن شئت لم تخلفها ليس بشيء لأنه إذا همز الأولى فهي همزة مفتوحة، فلا بدّ من أن يخلف الثانية بواو في اللفظ بعد همزة} {جآء، وإذا ترك همزة} {جآء وهمز} {أمّة قال:} {جآء أمّة في لفظ جا أمة، فأسقط همزة جاء وأتى بهمزة} {أمّة مضمومة بعد ألف ساكنة في جاء.
1545 - وقرأ الكوفيون [وابن عامر]} [8] بتحقيق الهمزتين، وكذا روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون (9).
__________
(1) تقدم تفصيل مذهبهما عن قالون في الفقرة / 1500.
(2) أبو بكر هو ابن مجاهد، والحسن الرازي هو الحسن بن العباس بن أبي مهران. والإسناد صحيح. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(3) زيادة ليستقيم السياق.
(4) هو عبد الواحد بن عمر تلميذ ابن مخلد. من الطريق التاسع عشر بعد المائة.
(5) في م (وهمزة) وهو خطأ.
(6) القائل هو عبد الواحد بن عمر تلميذ ابن مجاهد.
(7) هو قنبل، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن محمد.
(8) زيادة من السبعة / 140، والتيسير / 34، والنشر 1/ 389.
(9) تقدم مذهبهما عن قالون في الفقرة / 1500.(2/546)
فصل [إذا حال بين الهمزتين حائل]
1546 - واعلم أن (1) في التسهيل لإحدى الهمزتين في الكلمة والكلمتين في مذهب أهل التسهيل إنما يكون إذا تلاصقتا معا ولفظ بالثانية بعد الأولى من غير حائل بينهما، فإن حال بينهما ألف أو واو أو تنوين أو غير ذلك من متحرك أو ساكن، فالتسهيل للهمزة الثانية ممتنع، وتحقيقها إجماع لأجل ذلك الحائل إذ التلاصق الموجب للتسهيل معدوم بوجوده.
1547 - فأما ما حال بينهما فيه ألف فنحو قوله: {رئآء النّاس [البقرة: 264] و} {إنّا برءؤا [الممتحنة: 4] و} {رءآ أيديهم [هود: 70] و} {السّوأى أن كذّبوا [الروم:
10] وما أشبهه.
1548 - وأما ما حال بينهما فيه الواو فنحو قوله:} {قل استهزءوا إنّ الله [التوبة:
64]} {وجاءو أباهم وما أشبهه.
1549 - وأما ما حال بينهما فيه التنوين فنحو قوله:} {على سوآء إنّ الله [الأنفال:
58] و} {كمآء أنزلناه [يونس: 24] و} {مّن شىء إذ كانوا [الأحقاف: 26] و} {من شىء إلّا
[يوسف: 68] وما أشبهه. وقد روى ورش} [2] عن نافع أنه يلقي حركة الهمزة عليه (3)، فهو في هذا على أصله ذلك.
1550 - وقال الخزاعي (4) عن أصحابه عن ابن كثير {رئآء النّاس لا يهمز الأولى من أجل همزة الناس و} {هؤلآء [البقرة: 37] يهمز الواو ويكسر الألف الآخرة} [5] بغير همز، قال: لأنهم لا يجمعون بين همزتين في حرف واحد، وهذا غلط من الخزاعي من جهتين:
__________
(1) في ت، م (أن في التسهيل) وزيادة (في) يجعل العبارة مضطربة.
(2) سيأتي تفصيل مذهب ورش في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها.
(3) أي على التنوين.
(4) اسمه إسحاق بن أحمد بن إسحاق. وأصحابه هم البزي، وابن فليح، وعبد الله بن جبير الهاشمي عن القواس.
(5) تكررت في ت كلمة (الآخرة) خطأ.(2/547)
1551 - إحداهما أن الهمزتين في ذلك لم تتلاصقا بل قد فصل بينهما في {رئآء النّاس الألف، وفي} {هؤلآء اللام المتحركة والألف، فوجب تحقيقها لأنهما لا يستثقلان.
1552 - والثانية أن ذلك كان يجب في كل كلمة فيها همزتان قد فصل بينهما فاصل، نحو قوله:} {إنّا برءؤا [الممتحنة: 4] و} {أنبّئكم [آل عمران: 49]} [1]، و {أرءيت [الماعون: 1] و} {أفرءيت [مريم: 77] و} {أرءيتكم [الأنعام: 40] و} {وأبرىء [آل عمران: 49] و} {ومآ أبرّئ [يوسف: 53] و} {هم أولآء [طه: 84] و} {من أنبآء [آل عمران: 44] وما أشبهه، وذلك غير معروف من مذهب ابن كثير في ذلك بإجماع، فصحّ أن الذي حكاه الخزاعي غلط لا شك فيه، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب مذاهبهم في الهمزة المفردة} [2]
1553 - اعلم أن هذه الهمزة ترد على ضربين: ساكنة ومتحركة، وتقع فاء من الفعل وعينا منه ولاما، وإذا (3) أوردت ساكنة وسهّلت دبرتها حركة (4) الحرف الذي قبلها، فإن كانت فتحا أبدلت ألفا، وإن كانت كسرا أبدلت ياء وإن كانت ضمّا أبدلت واوا، وإذا أوردت متحركة وسهلت جعلت بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها ما لم تنفتح وينضم ما قبلها أو تنكسر، فإن كانت مفتوحة جعلت بين الهمزة والألف، وإن كانت مكسورة جعلت بين الهمزة والياء الساكنة، وإن كانت مضمومة جعلت بين الهمزة والواو الساكنة، فإن انفتحت وانضم ما قبلها أو انكسر أبدلت مع الضمة واوا ومع الكسرة ياء وحركتها بالفتح.
1554 - ولنافع من طريق ورش ولعاصم من طريق الأعشى ولأبي عمرو من طرق، ولابن عامر من طريق هشام، ولحمزة مذاهب في التسهيل في الوصل والوقف وفي الوقف دون الوصل أنا أشرحها وأبينها، وأفرد [لمذهب] (5) كل واحد منهم بابا
__________
(1) آل عمران / 49وفي ت، م: (أؤنبئكم) ولا يصلح مثالا لتلاصق الهمزتين فيه.
(2) في م، (منفردة).
(3) في ت، م: (أوردت) وهي غير مناسبة للمقام، ولا موازنة للجملة التالية.
(4) في م: (حرك) ولا يستقيم بها السياق.
(5) في م (لنسب) وفي ت: (لثبت) وكلاهما لا يستقيم به السياق. والذي أفرده بعد هو مذهب كل واحد منهم، انظر عناوين الأبواب الثلاثة التالية.(2/548)
على حدة ليحفظ مجردا إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب ذكر بيان مذهب ورش عن نافع في تسهيل الهمزة الساكنة والمتحرّكة
1555 - اعلم أن ورشا روى عن نافع من جميع طرقه أنه كان يسهل الهمزة الساكنة والمتحرّكة إذا كانت فاء من الفعل، وصورتها في الخط واوا [و] (1) من قبلها أحد أربعة أحرف: ياء أو تاء أو نون أو ميم، سواء كانت في اسم أو فعل.
1556 - فالساكنة التي قبلها ياء نحو {يؤمنون [البقرة: 3] و} {يؤلون [البقرة:
226] و} {ويؤثرون [الحشر: 9] و} {يؤفكون [المائدة: 75] و} {يؤتكم [الأنفال: 70] و} {يؤمنّ [إبراهيم: 25] وما أشبهه.
1557 - والتي قبلها تاء نحو قوله:} {تؤمنون بالله [آل عمران: 110] و} {بل تؤثرون [الأعلى: 16] و} {تؤتى أكلها [إبراهيم: 25] و} {حتّى تؤمنوا [الممتحنة: 4] و} {فأنّى تؤفكون [الأنعام: 95] وما أشبهه.
1558 - والتي قبلها نون نحو قوله:} {لن نّؤمن لك [البقرة: 55] و} {نّؤتهآ
[الأحزاب: 31] و} {لن نّؤثرك [طه: 72] و} {نؤته منها [آل عمران: 145] وما أشبهه.
1559 - والتي قبلها ميم نحو قوله:} {المؤمنون [البقرة: 285] و} {والمؤتون
[النساء: 162] و} {مّؤمن [البقرة: 221] و} {والمؤتفكة [النجم: 53] و} {والمؤتفكت [التوبة:
70] وما أشبهه.
1560 - والمتحركة التي قبلها أحد الأربعة الأحرف نحو قوله:} {لّا يؤاخذكم الله [البقرة: 225] و} {فليؤدّ الّذى [البقرة: 283] و} {يؤيّد بنصره [آل عمران: 13] و} {يؤدّه إليك [آل عمران: 75] و} {يؤخّره [المنافقون: 11]} [2]، و {يؤلّف بينه [النور:
43] و} {لا تؤاخذنآ [البقرة: 286] و} {أن تؤدّوا الأمنت [النساء: 58] و} {وما نؤخّره
[هود: 104] و} {مّؤجّلا [آل عمران: 145] و} {مؤذّن [الأعراف: 44] و} والمؤلّفة [التوبة:
60] وما أشبهه.
__________
(1) زيادة ليستقيم السياق.
(2) المنافقون / 11وفي ت، م: (يؤخره) ولم أجده في المصحف الشريف.(2/549)
1561 - واختلف عنه في موضعين من الساكنة، وهما قوله: {وتؤى إليك في الأحزاب [51] و} {الّتى تئويه في المعارج [13]:
1562 - فروى الأصبهاني} [1] عن أصحابه عنه ترك همزها، ويحتمل الواو المبدلة من الهمزة أن تدغم في التي بعدها اتباعا للخط، وبذلك قرأت (2) في مذهبه، ويحتمل أن لا تدغم بناء على الأصل لأن التسهيل عارض. وروى سائر الرواة عنه (3) نصّا وأداء تحقيق الهمزة فيهما.
1563 - واختلف عنه [-3] أيضا في موضع واحد من المتحركة وهو قوله:
{مؤذّن في الأعراف [44] ويوسف [70]، فروى عنه الأصبهاني تحقيق الهمزة فيه لكون الفعل قبله، وهو} {فأذن [الأعراف: 44] مهموزا حملا عليه، وروى سائر الرواة عنه تسهيل الهمزة فيه حملا على نظائره.
1564 - وأجمعوا عنه نصّا وأداء على تحقيق الهمزة في موضعين من ذلك، وهما قوله:} {ولا يؤده حفظهما في البقرة [255] و} {تؤزّهم أزّا في مريم [83]، ما خلا أحمد} [5] بن صالح، فإنه روى عنه {تؤزّهم بغير همز لم يروه غيره.
1565 - وكان} [6] أيضا يسهل الهمزة الساكنة خاصّة إذا كانت فاء من الفعل، وصورتها في الخط ألف ووليها من قبلها [أحد] (7) ستة أحرف: الياء والتاء والنون والميم والفاء والواو في فعل كانت أيضا أو في اسم.
1566 - فالتي قبلها ياء نحو: {يأكلون [البقرة: 174] و} {يأمرون} [8] [آل عمران:
21]، و {ما يأفكون [الأعراف: 117]} {فإنّهم يألمون [النساء: 104] و} {لّا يؤتون
[النساء: 53] و} {يأتهم [الأعراف: 169] و} {يأتوكم [البقرة: 85] و} {يأمنوكم ويأمنوا قومهم [النساء: 91] و} {يأمركم [البقرة: 67] و} ألم يأن للّذين ءامنوا [الحديد: 16]
__________
(1) محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني.
(2) من الطريق السادس والتسعين.
(3) (3) و (4) عن ورش.
(5) من الطريق الثامن والسبعين.
(6) أي ورش عن نافع.
(7) زيادة ليستقيم. السياق.
(8) آل عمران / 21، وفي ت، م: (ما يؤمرون) وهو خطأ لأن صورة الهمزة فيه واو.(2/550)
و {ولا يأتل [النور: 22] و} {ما لم يأذن [الشورى: 21] و} {يأتمرون [القصص: 20] وشبهه.
1567 - والتي قبلها تاء نحو: قوله:} {تأكلون [آل عمران: 49] و} {أتأمرون [البقرة:
44] و} {أن تأجرنى [القصص: 27] و} {استئجره إنّ خير من استئجرت [القصص: 26] و} {فإذا استئذنوك [النور: 62] و} {لتأفكنا [الأحقاف: 22] و} {لا تأمنّا [يوسف: 11] و} {أم تأمرهم [الطور: 32]} [1]، وما أشبهه.
1568 - والتي قبلها نون نحو: {أنّا نأتى الأرض [الرعد: 41] و} {فلنأتينّهم
[النمل: 37] و} {فلنأتينّك [طه: 58] و} {أن تأخذوا [البقرة: 229] و} {أن نّأكل منها
[المائدة: 113] وما أشبهه.
1569 - والتي قبلها ميم نحو قوله:} {مأمنه [التوبة: 6] و} {مأتيّا [مريم: 61] و} {مأمون [المعارج: 28] و} {مأكول وليس في القرآن مما اجتمع الرواة عنه على ترك الهمز فيه من هذا النوع غير هذه الأربعة المواضع.
1570 - والتي قبلها فاء نحو قوله:} {فأتوا بسورة [البقرة: 23] و} {فئاتوهنّ
[البقرة: 222] و} {فأتيا [الشعراء: 16] و} {فأذنوا [البقرة: 279] و} {فأذن لّمن شئت
[النور: 62] وما أشبهه.
1571 - والتي قبلها واو نحو قوله:} {وأتوا البيوت [البقرة: 189]} {وآتوني
[يوسف: 93]} {وأمر قومك [الأعراف: 145]} {وأمر أهلك [طه: 132]} {وأتمروا بينكم
[الطلاق: 6] وما أشبهه.
1572 - واختلف عنه في أصل مطّرد من هذا الضرب، وهو ما كان من باب الإيواء نحو قوله:} {ومأواهم [آل عمران: 151] و} {مأواكم [العنكبوت: 25]} {ومأواه [آل عمران: 162] و} {المأوى [السجدة: 19] و} {فأوا إلى الكهف [الكهف:
16] وما أشبهه من لفظه.
1573 - فروى داود} [2]، ويونس (3)، وعبد الصمد (4) من رواية محمد بن
__________
(1) الطور / 32. وفي ت، م: (لم تأمرهم). ولم أجده في المصحف الشريف.
(2) داود بن هارون، وسيذكر المؤلف إسناد الطريق التي روى منها الهمز نصا.
(3) يونس بن عبد الأعلى وروايته الهمز نصا هي من الطريق الثمانين كما سيأتي.
(4) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم. وطريق محمد بن وضاح وإبراهيم بن محمد بن بازي عنه ليسا من طرق هذا الكتاب.(2/551)
وضّاح وإبراهيم بن محمد عنه الهمز فيه نصّا، وكذلك روى إسماعيل (1) النحّاس وأبو بكر بن سيف عن أبي يعقوب عنه، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين، وبذلك قرأت للجماعة عن ورش أداء من طريقهم.
1574 - حدّثنا (2) أبو عبد الله محمد بن سعيد الإمام في كتابه قال: أخبرني محمد بن أحمد بن خالد، [قال حدثنا أبي] (3)، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد بن بازي، عن عبد الصمد، عن ورش عن نافع، أنه همز {المأوى [السجدة: 19] و} {مأواهم
[آل عمران: 151]} [4]، و {فأوا إلى الكهف [الكهف: 19].
1575 - أخبرنا} [5] عبد العزيز بن محمد قال: حدّثنا أبو طاهر قال: حدّثنا أحمد بن محمد الدّينوري قال: حدّثنا أبو الحسين الرّعيني قال: حدّثنا عبد الرحمن بن داود عن أبيه عن ورش عن نافع أنه همز {مأواهم و} {المأوى و} {فأوا إلى الكهف.
1576 - حدّثنا الخاقاني} [6] قال: حدّثنا أحمد بن أسامة قال: حدّثنا أبي قال:
حدّثنا يونس عن ورش عن نافع أنه همز {المأوى في جميع القرآن.
1577 - وروى محمد بن عبد الرحيم} [7]، عن أصحابه، عنه (8) نصّا وأداء ترك الهمزة في ذلك حيث وقع، وكذلك روى إبراهيم (9) بن عبد الرزاق عن عبد الجبار بن محمد عن عبد الصمد وابن مجاهد عن إسماعيل (10) بن عبد الله الفارسي عن
__________
(1) انظر طرق إسماعيل بن عبد الله بن عمرو النحاس وعبد الله بن مالك بن سيف عن الأزرق عن ورش.
(2) تقدم هذا الإسناد في الفقرة / 411.
(3) سقط من ت، م. وتقدم الإسناد صحيحا في الفقرة / 411.
(4) في ت، م: (مأوى) ولا يوجد في المصحف الشريف. فاستبدلت بها مأواكم ليكمل التمثيل. انظر الفقرة قبل السابقة.
(5) صدر الإسناد قبل ورش تقدم في الفقرة / 570. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) انظر إسناد الطريق / 80. وهو صحيح.
(7) الأصبهاني.
(8) أي عن ورش.
(9) طريق أحمد بن عبد الله المكتّب عن إبراهيم بن عبد الرزاق خارج عن طرق جامع البيان.
(10) إسماعيل بن عبد الله بن عمر، أبو بكر، الفارسي قدم دمشق وقرأ بها، وسكن بغداد، روى القراءة عن هارون بن موسى الأخفش وبكر بن سهل، روى القراءة عنه أبو بكر بن مجاهد وعبد الواحد بن عمر. غاية النهاية 1/ 165. وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان.(2/552)
بكر بن سهل وأحمد ابن (1) يعقوب التائب عن بكر أيضا عن عبد الصمد عنه، حدّثني بذلك أحمد بن (2) عبد الله المكتّب عن علي بن محمد المقرئ الشافعي عنهم (3)
عن أصحابهم، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من البغداديين والشاميين. وكذلك قرأت في رواية الأصبهاني وعبد الصمد من طريقهم.
1578 - ولم يذكر أبو يعقوب ولا عبد الصمد من روايتنا عن ابن محفوظ عن ابن (4) جامع عن بكر عنه في ذلك همزا ولا غير همز، وظاهر قولهما في كتابهما عن ورش يدل على ترك الهمز لأنهما جعلا الباب مطّردا، وأطلقا القياس فيه، ولم يخرجا ذلك عن جملته كما أخرجه داود ويونس وابن وضّاح وابن بازي عن عبد الصمد (5)، فوجب أن يجري مجرى نظائره في ترك الهمز، نحو: {مأتيّا و} {مأمنه
و} {فئاتوا و} {فئاتوهنّ وشبهه مما الهمزة فيه فاء وقبلها ميم أو فاء.
1579 - فإذا تحرّكت الهمزة وهي فاء، فلا خلاف عنه في تحقيقها نحو قوله:
} {فأذن و} {فأكله [يوسف: 17] و} {فأيّدنا [الصف: 14] و} {فأخذهم [آل عمران:
11] و} {وما تأخّر [الفتح: 2] و} {مئارب [طه: 18] و} {مئابا [النبأ: 22] وما أشبهه.
1580 - وكان أيضا يسهل الهمزة الساكنة إذا كانت فاء} [6]، أو دخل عليها همزة الوصل واتصلت بكلام يدبرها حركة آخره وهما من كلمتين، وذلك نحو قوله:
{فرعون ائتونى [يونس: 79] و} {يصلح ائتنا [الأعراف: 77] و} {يقول ائذن لّى
[التوبة: 49] و} {فى السّموت ائتونى [الأحقاف: 4] و} {وللأرض ائتيا [فصلت: 11]:
[} {وأوحينآ]} {أو ائتنا [الأنفال: 32] و} {أن ائت [الشعراء: 10] و} ثمّ ائتوا صفّا
[طه: 64] وما أشبهه.
__________
(1) وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان.
(2) أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، الحافظ الكبير، أبو عمر، يعرف بابن الباجي، سكن قرطبة ونشر بها العلم، مات سنة ست وتسعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 1058.
علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر تقدم.
(3) أي عن إبراهيم بن عبد الرزاق، وابن مجاهد وأحمد بن يعقوب التائب.
(4) من الطريق الحادي والستين.
(5) انظر الروايات عنهم في الفقرات / 1574، 1575، 1576.
(6) في ت، م: (أو دخل). ولا يستقيم بها السياق.(2/553)
1581 - فتنقلب مع الضمة واوا وإن كانت صورتها في الخط ياء ومع الكسرة ياء وإن كانت صورتها في الخط واوا ومع الفتحة ألفا وإن كانت صورتها في الخط ياء لأنها تصوّر بالحرف الذي منه حركة همزة الوصل في الابتداء، من حيث تنقلب فيه (1)
إليه لامتناع الجمع بين همزتين الثانية منهما ساكنة، فإن كانت حركتها هناك ضمّا صوّرت واوا، وإن كانت كسرة صوّرت ياء. والخط مبني على الاتصال، فلذلك صوّرت على حركة همزة الوصل وسهلت على حركة آخر الكلمة المتصلة بها، سواء كانت تلك الحركة لازمة أو عارضة.
1582 - فإن وقع بعد تلك الحركة حرف مدّ ألف أو ياء أو واو وكن من (2)
نفس تلك الكلمة، ووقعن طرفا، سقطن (3) من اللفظ لسكونهنّ وسكون الحرف المبدل من الهمزة، وذلك نحو قوله: {الّذى اؤتمن [البقرة: 283] و} {لقآءنا ائت
[يونس: 15] و} {إلى الهدى ائتنا [الأنعام: 71] و} {قالوا ائتوا [الجاثية: 25] وما أشبهه.
1583 - وقد يجوز أن يثبتن في اللفظ ويسقط البدل من الهمزة للساكنين وقد كنّ} [4]
أيضا يسقطن مع تحقيق الهمزة، فوجب أن يسقطن أيضا مع تخفيفها إذ (5) كان عارضا.
فصل [في الهمزة الساكنة تكون عينا أو لاما]
1584 - فإذا كانت الهمزة عينا من الفعل أو لاما منه وسكنت، وسواء كان سكونها أصليّا أو لجازم أو لتوالي الحركات تخفيفا، فالرواة مجمعون عن ورش على تحقيقها ما خلا الأصبهاني، فإنه روي عن أصحابه عنه تسهيلها حيث وقعت.
1585 - فأما التي هي عين فنحو قوله: {الرّأس [مريم: 4] و} {كأس
[الإنسان: 5]} [6] و {البأس [البقرة: 177] و} {البأسآء [البقرة: 177] و} {الرّأى [هود:
27] و} {رأى العين [آل عمران: 13] و} {الضّأن [الأنعام: 143] و} فى شأن [يونس:
__________
(1) أي في الابتداء.
(2) سقطت (من) من ت.
(3) أي سقطت حروف المد.
(4) أي حروف المد.
(5) في ت، م: (إذا)، وهو خطأ لأن تخفيف الهمزة لا يكون إلا عارضا.
(6) الواقعة / 18وفي ت، م: (الكأس) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.(2/554)
61] و {شأنهم [النور: 62] و} {كدأب [آل عمران: 11] و} {دأبا [يوسف: 47]} [1]، و {سؤلك [طه: 36] و} {الرّءيا [الإسراء: 60] و} {رءياك [يوسف: 5] و} {رءيى [يوسف:
43] وما أشبهه إلا قوله:} {بئس [البقرة: 126] و} {بئسما [البقرة: 90] حيث وقعا وقوله:} {الذّئب [يوسف: 13] و} {وبئر مّعطّلة [الحج: 45] فإنه لا خلاف عنه في تسهيل الهمزة في هذه الثلاث كلم.
1586 - وأما التي هي لام فنحو قوله:} {فادّرءتم [البقرة: 72] و} {وإن أسأتم
[الإسراء: 7] و} {أنشأتم [الواقعة: 72] و} {أنشأنا [الأنعام: 6] و} {أنشأنهنّ [الواقعة: 35] و} {اطمأننتم [النساء: 103] و} {بدأنآ [الأنبياء: 104] و} {ذرأنا [الأعراف: 179] و} {ولملئت [الكهف: 18] و} {أخطأتم [الأحزاب: 5] و} {أخطأنا [البقرة: 286] و} {امتلأت [ق: 30] و} {نبّأتكما [يوسف: 37] و} {بوّأنا [يونس: 93] و} {اقرأ
[الإسراء: 14] و} {هيّء لنا [الكهف: 10] و} {نبّئ عبادى [الحجر: 49] و} {شئتم [البقرة:
58] و} {شئنا [الأعراف: 176] وما أشبهه.
1587 - واستثنى الأصبهاني من قراءتي} [2]، من التي هي عين، أصلا مطّردا، وهو ما جاء من لفظ {اللّؤلؤ و} {ولؤلؤا حيث وقع، ومن التي هي لام ثلاثة أصول مطّردة وحرفا واحدا.
1588 - فالأول من الثلاثة أصول هو إذا سكنت الهمزة للأمر} [3] نحو {أنبئهم
[البقرة: 33] و} {ونبّئهم [الحجر: 51] و} {نبّئنا [يوسف: 36] و} {نبّئ عبادى [الحجر:
49] و} {هيّء لنا [الكهف: 10] و} {اقرأ كتبك [الإسراء: 14] وما أشبهه.
1589 - والثاني: هو ما جاء من لفظ} {جئت [البقرة: 71] و} {جئتم [يونس:
81] و} {أجئتنا [الأعراف: 70] و} {جئناهم [الأعراف: 52] و} {جئتمونا [الأنعام: 94] حيث وقعن} [4].
1590 - والثالث: هو ما جاء من لفظ {قرأت و} قرأنه حيث وقعا.
__________
(1) يوسف / 47. قرأها نافع بإسكان الهمزة، انظر النشر 2/ 295، السبعة / 349.
(2) من الطريق السادس والتسعين.
(3) في ت، م (اللام) بدل (للأمر) وهو تحريف وقد ذكر ابن الجزري هذه المستثنيات جميعها في النشر 1/ 391.
(4) سقطت (وقعن) من م.(2/555)
1591 - والحرف الواحد هو قوله في يوسف {إلّا نبّأتكما [يوسف: 37] لا غير، فحقّق الهمزة في ذلك كله.
1592 - ولا أعلم عنه خلافا في تحقيق الهمزة في قوله في مريم:} {ورءيا
وبذلك قرأت، وقياس ما أصله وما قرأ به في قوله:} {وتئوي [الأحزاب: 51] و} {تئويه [المعارج: 13] يوجب تسهيل الهمزة في ذلك وبيان المبدل فيها وإدغامه جائزان.
1593 - وكذا لا أعلم عنه خلافا في تسهيل الهمزة إذا سكنت لجازم دخل عليها نحو قوله:} {تسؤكم [المائدة: 101] و} {تسؤهم [آل عمران: 120] و} {إن نّشأ
[الشعراء: 4] و} {يهيّء لكم [الكهف: 16] و} {أم لم ينبّأ [النجم: 36] وما أشبهه، فإن لقيت هذه الهمزة ساكنا، فحرّكت لأجله كقوله في الأنعام [39]:} {من يشإ الله، وفي الشورى [24]:} {فإن يشإ الله خفّفت في مذهبه ولم تسهل لحركتها} [1]، فإن فصلت من ذلك الساكن بالوقف عليها دونه سهلت لسكونها.
1594 - وقرأت (2) في رواية يونس عن ورش {الضّأن و} {الشأن و} {الرّءيآ
و} {رءياك و} {رءيى بالوجهين: بالهمز وتركه، كأنه خيّر [في]} [3] ذلك.
1595 - وحدّثني فارس (4) بن أحمد، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: حدّثنا محمد ابن الربيع قال: حدّثنا يونس عن ورش عن نافع و {مّن الضّأن [الأنعام:
143] غير مهموز.
1596 - وحدّثني الخاقاني} [5]، قال: حدّثنا أحمد بن أسامة عن أبيه عن يونس عن ورش عن نافع ومّن الضّأن مهموزة، والصواب ما رواه محمد بن الربيع وأظنّ أسامة بن أحمد سقطت غير عليه.
__________
(1) في م (حركتها)، وهو تحريف، لعدم استقامة السياق به. وفي النشر (1/ 407): خففت في مذهب من يبدلها ولم تبدل لحركتها وأسنده إلى الداني في جامع البيان. فأفاد أن المراد بتسهيل الهمزة في الوقف البدل، لكن قوله خففت يبدو لي أن فيه تصحيفا، وأن الصحيح حققت كما هو في النسختين ت، م.
(2) من الطريقين الرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(3) زيادة ليستقيم السياق.
(4) انظر الطريق / 82.
(5) انظر الطريق / 80وإسناده صحيح.(2/556)
1597 - وقالا جميعا عن يونس: أقرأني سقلاب (1) وحده {رأى العين [آل عمران: 13]} {يؤيّد بنصره [آل عمران: 13] بالهمز، قال: وافقه ابن كيسة} [2]. فدلّ ذلك على أنه يروي عن ورش {راي العين بغير همز.
1598 - وقد غلط بعض شيوخنا على يونس، فحكى عنه أنه روى عن ورش يؤيد بالهمز، وإنما رواه عن سقلاب وحده، فلم يميّز هذا الإنسان بين الروايتين، ولا فرق بين الطريقين.
1599 - وتفرّد الأصبهاني عن أصحاب ورش فيما قرأت} [3] له، بتسهيل الهمزة المتحركة في ثمانية أصول مطّردة وثلاثة أحرف متفرّقة.
1600 - فالأول: من الأصول وهو ما جاء من لفظ {كأن و} {كأنّما
و} {كأنّك و} {كأنّه و} {كأنّهم و} {كأنّهنّ حيث وقع إذا كانت النون مشدّدة، كذا قرأت وكذا في كتابي، وقياس ذلك} {كأن لّم تكن [النساء: 73] و} {كأن لّم يلبثوا
[يونس: 45] و} {كأن لّم يغنوا [هود: 95] وما أشبهه مما النون فيه مخففة.
1601 - والثاني: هو ما جاء من لفظ} {بأنّ الله و} {بأنا و} {بأنّه و} {بأنّهم
حيث وقع إذا كان في أوّله باء الجرّ لا غير.
1602 - والثالث: هو ما جاء من لفظ} {أفأمن و} {أفأمنوا و} {أفأمنتم
حيث وقع.
1603 - والرابع: هو ما جاء من لفظ} {أفأنت و} {أفأنتم حيث وقعا.
1604 - والخامس: هو ما جاء من لفظ} {رأيت و} {رأيتهم و} {رأيتموه و} {فلمّا رأينه و} {لّرأيته حيث وقع إذا لم تكن قبل الراء همزة وكان بعد الهمزة الملينة ياء.
1605 - والسادس: هو ما جاء من لفظ} {فبأىّ حديث [الأعراف: 185] و} {فبأىّ ءالآء ربّك [النجم: 55] و} فبأىّ ءالآء ربّكما [الرحمن: 13] وما أشبهه.
__________
(1) سقلاب بن شنينة. وتقدم في الفقرة / 1251أن روايته عن نافع خارجة عن جامع البيان.
(2) علي بن يزيد بن كيسة. ويونس يروي عنه عن سليم من الطرق: السبعين، والحادي والسبعين، والثاني والسبعين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(3) من الطريق السادس والتسعين.(2/557)
1606 - والسابع: هو ما جاء من لفظ الفؤاد نحو {فؤادك [هود: 120] و} {فؤاد أمّ موسى [القصص: 10] و} {الفؤاد ما رأى [النجم: 11] وشبهه.
1607 - والثامن: هو ما جاء من لفظ} {لأملأنّ حيث وقع. وقال لي فارس بن أحمد عن قراءته} [1] بتسهيل الهمزة الأولى دون الثانية في ذلك (2)، وتسهيل الثانية دون الأولى وتسهيلهما معا. وقرأت بذلك كله عليه في مذهبه (3). والوجه الثاني هو الصحيح المعمول (4) عليه وهو الذي ذكره الأصبهاني في كتابه، فقال: الألف الأولى منبورة والثانية غير منبورة، وقال: {فأذن [الأعراف: 44] مشبع الهمزة.
1608 - والثلاثة الأحرف أولها في سورة الجنّ [8] قوله:} {ملئت حرسا.
والثاني في المزّمّل [6] قوله:} {إنّ ناشئة الّيل. والثالث في الكوثر [3] قوله:} {إنّ شانئك.
1609 - وحدّثني الفارسي} [5]، عن عبد الواحد بن عمر عن محمد بن أحمد عن الأصبهاني عن أصحابه عن ورش أنه سهّل الهمزة من قوله: {وكأيّن حيث وقع، ومن قوله:} {وإذ تأذّن في الأعراف [167] وإبراهيم [7]، ومن قوله:} {الخبئث
في الأعراف [157]، ومن قوله:} {واطمأنّوا بها في يونس [7]، ومن قوله:
} {لنبوّئنّهم في النحل [4] والعنكبوت [58]، وقرأت} [6] هذه المواضع بتحقيق الهمزة.
1610 - وروى ابن شنبوذ (7) أداء عن النحاس عن أبي يعقوب وعن أبي بكر (8) بن سهل عن أبي الأزهر عن ورش: {ولقد ذرأنا [الأعراف: 179] بغير همز} وبوّأنا [يونس: 93] بالهمز.
__________
(1) من الطريق السادس والتسعين.
(2) أي في (لأملأن) حيث وقع.
(3) في مذهب الأصبهاني.
(4) في م (المعول).
(5) انظر الطرق / 9586/ على التوالي وأسانيدها صحيحة.
(6) أي من الطريق السادس والتسعين، على شيخه فارس بن أحمد كما تقدم.
(7) طريق ابن شنبوذ عن النحاس ليس من طرق هذا الكتاب كما تقدم في الفقرة / 1288.
(8) وطريق ابن شنبوذ عن بكر بن سهل ليس من طرق هذا الكتاب. وأشار ابن الجزري في غاية النهاية (2/ 52) إلى أنه من طرق الكامل للهذلي.(2/558)
1611 - وروى أبو العباس عبد الله (1) بن أحمد البلخي أداء عن يونس عن ورش بغير همز فيهما كرواية الأصبهاني عن أصحابه سواء.
1612 - وروى ابن شنبوذ عن النحاس عن أبي يعقوب {ورءيا في مريم [74] بغير همز وهو غلط} [2].
1613 - وقرأت (3) في رواية يونس عن ورش {لنبوّئنّهم في الموضعين و} {الفؤاد حيث وقع بالتخيير بين الهمز وتركه.
1614 - وتفرّد الأصبهاني عن أصحابه عن ورش بهمز} {لئلّا و} {مؤذّن حيث وقعا.
1615 - وهمز نافع في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون جميع ما تقدّم من ساكن أو متحرّك. واختلف الرواة عن قالون في قوله} {والمؤتفكة [النجم: 53] و} {والمؤتفكت [التوبة: 70].
1616 - فروى أحمد بن} [4] صالح، والحلواني (5)، والحسن بن علي (6)
الشّحّام عنه أنه لم يهمزهما حيث وقعا.
1617 - وحدّثني عبد الله (7) بن محمد قال: حدّثنا عبيد الله بن أحمد، قال:
حدّثنا أحمد بن عثمان، قال: حدّثنا الحسن بن علي الواسطي، قال: حدّثنا أبو عون عن الحلواني عن قالون أنه ترك همزهما.
__________
(1) طريق البلخي عن يونس ليس من طرق هذا الكتاب، وأشار ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 44) إلى أنه من طرق الكامل للهذلي.
(2) انظر الفقرة / 1592.
(3) من الطريقين: الرابع والثماني، والخامس والثمانين.
(4) طرقه من السادس والأربعين إلى التاسع والأربعين على التوالي.
(5) طرقه من السادس والثلاثين إلى الثاني والأربعين على التوالي.
(6) من الطريق الثالث والأربعين.
(7) صدر الإسناد قبل الواسطى تقدم في الفقرة / 643.
الحسن بن علي بن الهذيل، أبو سعيد، الواسطي روى القراءة عن أبي عون الواسطي روى عنه أبو الحسين بن بويان. غاية 1/ 225. وطريق الواسطي عن أبي عون خارج عن طرق جامع البيان.(2/559)
1618 - وحدّثني عبد الله (1) بن محمد، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسان عن أبي نشيط عن قالون أنه لم يهمزهما، وبالهمز قرأت في روايته (2) من طريق ابن بويان وغيره.
1619 - وروى أبو سليمان (3) وسائر الرواة عن قالون أنه همزهما، وكذا (4)
قال لي أبو الفتح (5)، عن قراءته على عبد الله بن الحسين، عن أصحابه، عن الحلواني. وهو وهم لأن الحلواني نصّ على ذلك في كتابه بغير همز، وبذلك (6)
قرأت في روايته (7) من طريق ابن (8) حماد، وابن (9) عبد الرزاق وغيرهما. وبذلك آخذ.
1620 - وكلهم روى عن قالون {يؤفك [غافر: 63] و} {يؤفكون [المائدة: 75] بالهمز، ونصّ عليهما كذلك أحمد بن صالح.
1621 - وروى أبو سليمان وحده عن قالون} {تسؤهم [آل عمران: 120] و} {تسؤكم [المائدة: 101] حيث وقعا بغير همز، وذلك خلاف لأصله المجتمع عليه عنه.
1622 - وروى أبو عون عن الحلواني عن قالون} {كعصف مّأكول [الفيل: 5] في آخر الفيل بغير همز نقضا لنظائره من فاءات الأفعال، وبالهمز قرأت ذلك من طريقه} [10].
__________
(1) انظر إسناد الطريق / 44. وإسناده صحيح.
(2) رواية أبي نشيط، وقرأ الداني في روايته من طرق جامع البيان من طريق ابن بويان فقط، وهو الطريق الخامس والأربعون.
(3) اسمه سالم بن هارون المدني، وطريقه هو السابع والخمسون.
(4) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/ 394) من قول الداني في الجامع.
(5) من الطرق: السابع والثلاثين، والأربعين، والحادي والأربعين.
(6) أي بغير همز.
(7) رواية الحلواني عن قالون.
(8) في ت، م: (ابن أبي حماد) وهو خطأ، لأن عبد الرحمن بن أبي حماد يروي عن نافع مباشرة فهو أعلى من هذه الطبقة. انظر غاية النهاية 1/ 370. وابن حماد هو أحمد أبو بكر الثقفي المنقى وطريقه هو الثامن والثلاثون.
(9) اسمه إبراهيم وطريقه هو التاسع والثلاثون.
(10) من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين.(2/560)
1623 - وروى حماد (1) بن بحر عن المسيّبي: {لقد جئت [الكهف: 71] غير مهموز وقياس ذلك ما أتى من لفظه، ولم يرو ترك الهمز في ذلك عن نافع غيره.
1624 - وروى ابن} [2] واصل عن ابن سعدان عن المسيبي {رءا كوكبا
[الأنعام: 76] و} {رءا الشّمس [الأنعام: 78] و} {رءا القمر [الأنعام: 77] و} {ترءا الجمعان
[الشعراء: 61] بغير همز، وقياس ذلك سائر أشباهه. وقال عن المسيبي أيضا:} {سئلت
في التكوير [8] بغير همز لم يرو ذلك أحد عن نافع غير ابن سعدان عن المسيبي.
1625 - فأما} [3] اختلافهم عن نافع في {الذّئب [يوسف: 13] و} {وبئر
[الحج: 45] فنذكره مع اختلاف غيرهم فيها في السّور إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
باب ذكر بيان مذهب الأعشى عن عاصم في تسهيل الهمزة
1626 - اعلم أن الأعشى} [4] من رواية الشموني ومحمد بن غالب عنه من قراءتي (5)، روى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يسهل الهمزة الساكنة (6)، ويجعل خلفا منها (7)، وسواء كانت فاء أو عينا أو لاما أو سكّنت للأمر أو للجزم أو لتوالي الحركات إن كانت في اسم أو فعل، نحو: {يؤمنون [البقرة: 3] و} {يؤتون [النساء:
53] و} {والمؤتفكة [النجم: 53] و} {والمؤتفكت [التوبة: 70] و} {ويأبى الله [التوبة: 32] و} {الّذى اؤتمن [البقرة: 283] و} {لقآءنا ائت [يونس: 15] و} سؤلك [طه: 36]
__________
(1) طريقه هو الثاني والثلاثون.
(2) أبو العباس محمد بن أحمد بن واصل. وطريقه هو الثامن عشر. وفي هامش ت ل (67/ ظ): مطلب رأى كوكبا وغيره في تليين همزه.
(3) في ت، م زيادة (فأما اختلافهم عن نافع غير ابن سعدان عن المسيبي) وهو مكرر خطأ.
وذلك في بداية الفقرة.
(4) يعقوب بن محمد بن خليفة.
(5) من الطرق: الستين، والحادي والستين، والثالث والستين وكلها بعد المائتين في رواية الشّموني، ومن الطريق الثاني والستين بعد المائتين في رواية محمد بن غالب.
(6) في م (الثانية)، وهو تحريف واضح لأن الباب معقود للهمزة المفردة.
(7) أي يبدلها.(2/561)
و {شأن} [1] [يونس: 61] و {الضّأن [الأنعام: 143] و} {كأس [الصافات: 45]} [2]
و {البأس [البقرة: 177] و} {البأسآء [البقرة: 177] و} {رأى [آل عمران: 13] و} {جئت [البقرة: 71] و} {جئتم [يونس: 81] و} {شئتم [البقرة: 58] و} {شئنا
[الأعراف: 176] و} {اقرأ [الإسراء: 14] و} {تسؤهم [آل عمران: 120] و} {وهيّئ لنا
[الكهف: 10] و} {ويهيّئ لكم [الكهف: 16] و} {وإن أسأتم [الإسراء: 7] و} {كما بدأنآ
[الأنبياء: 104] وما أشبهه حيث وقع إلا ثلاثة أحرف، فإنه همزها في البقرة [133]} {يادم أنبئهم وفي الحجر [51] والقمر [28]} {ونبّئهم.
1627 - وزاد ابن غالب عنه خمسة أحرف، فروى عنه همزها في البقرة [27]} {فادّرءتم وفي يوسف [43] وغيرها} {الرءيا [يوسف: 43]} [3]، و {رءياك [5] و} {رءيي [43] حيث وقع، وفيها} {نبّئنا بتأويله [يوسف: 36] وفي الكهف [94] والأنبياء [96]} {يأجوج ومأجوج وفي مريم [74]} {أثثا ورءيا.
1628 - وقرأت في رواية الشموني} {نبّئنا [يوسف: 36] في يوسف بالوجهين.
وحكى الشموني في كتابه} {لقآءنا ائت [15] في يونس بالهمز، وقرأت ذلك في الروايتين} [4] بغير همز كنظائره. وكذلك نصّ عليه النقّار عن الخياط عنه (5).
1629 - وحكى التيمي (6) عن الأعشى {الرّأى [هود: 27] و} {رأى العين
[آل عمران: 13] بالهمز. وروى ذلك الشموني وابن غالب عنه بغير همز.
1630 - ورويا} [7] جميعا عنه: {وتوى إليك [الأحزاب: 51] و} الّتى تويه
[المعارج: 13] بتسهيل الهمزة وإبدالها واوا ساكنة وإدغامها في الواو التي بعدها، كذا قرأت. ويجوز البدل والبيان.
__________
(1) يونس / 61. وفي ت، م: (الشأن) بالتعريف، ولا يوجد كذلك في التنزيل.
(2) الصافات / 45، وفي ت، م: (الكأس) بالتعريف، ولا يوجد في التنزيل.
(3) يوسف / 43، وحرفها (للرءيا).
(4) رواية الشموني، وابن غالب عن الأعشى.
(5) أي عن الشموني، من الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(6) في م: (القمي) وهو خطأ. والتيمي اسمه محمد بن خلف، وطريقه هو الثاني والخمسون بعد المائتين.
(7) الشموني وابن غالب عن الأعشى.(2/562)
1631 - ورويا أيضا عنه عن أبي بكر تسهيل الهمزة المتحركة إذا كانت فاء وانفتحت وانضمّ ما قبلها نحو قوله: {لا تؤاخذنآ [البقرة: 286] و} {لّا يؤاخذكم
[البقرة: 225] و} {يؤخّرهم [إبراهيم: 42] و} {وما نؤخّره [هود: 104] و} {مؤذّن
[الأعراف: 44] وما أشبهه إلا أربعة أحرف، فإنه خيّر في الهمز وتركه فيها في البقرة [283]} {فليؤدّ الّذى وفي آل عمران [75]} {يؤدّه إليك وفي النساء [58]} {أن تؤدّوا الأمنت هذه رواية الشموني عنه. وروى ابن غالب ترك همزها، واستثنى حرفا واحدا في آل عمران [145]} {كتبا مّؤجّلا فروي عنه همزه، ورواه الشموني غير مهموز.
1632 - وخيّرت أنا بعد ذلك في الروايتين جميعا في الهمز وتركه في حرفين، وهما قوله في التوبة [60]: و} {والمؤلّفة وفي النور [43]:} {يؤلّف بينه، فقرأتهما بالوجهين، وذكرهما النقّار في كتابه بغير همز، وبذلك آخذ.
1633 - وروى الشموني وابن غالب عنه عن أبي بكر أنه كان يسهل الهمزة المفتوحة إذا انكسر ما قبلها في خمسة أصول مطّردة وخمسة أحرف متفرقة:
فالأول من الأصول قوله في البقرة [264] والنساء [38] والأنفال [47]} {رئآء النّاس.
والثاني قوله:} {ولقد استهزئ [الأنعام: 10] حيث وقع.
والثالث قوله:} {وإذا قرىء [الأعراف: 204] حيث وقع.
والرابع قوله:} {لنبوّئنّهم في النحل [41] والعنكبوت [58].
والخامس قوله:} {بالخاطئة في الحاقة [9] و} {خاطئة في العلق [16].
والخمسة الأحرف في النساء [72]} {لمن لّيبطّئنّ وفي الملك [4]} {البصر خاسئا وفي الجنّ [8]} {ملئت حرسا وفي المزّمّل [6]} {ناشئة الّيل وفي الكوثر [3]} {إنّ شانئك.
1634 - وخيّر الشموني بعد ذلك في الهمز وتركه في ثلاثة} [1] أصول: فالأول منها ما جاء في لفظ «تأخّر» حيث وقع.
__________
(1) المذكور أصلان فقط، ولعل الثالث سقط من النساخ.(2/563)
والثاني ما جاء من لفظ «فئة وفئتين والفئتان وفئتكم» في جميع القرآن.
وبالوجهين آخذ في ذلك من طريقه، وكذلك ذكره النقّار في كتابه واختار ترك الهمز.
وروى ذلك ابن غالب بالهمز.
1635 - وروى محمد (1) بن خلف التيمي عن الأعشى وعن ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر «في فئتين» بالهمز.
1636 - وروى الشموني في {الفؤاد [النجم: 11] و} {فؤاد أمّ موسى [القصص:
10] بالهمز. روى ذلك ابن غالب بغير همز. وكذلك روى} [2] لي أبو الفتح عن عبد الله ابن الحسين عن أصحابه عن الأعشى.
وروى الشموني {تبوّءو الدّار [الحشر: 9] في الحشر بغير همز وضمّ الواو ضمة مختلسة وروى ابن غالب بالهمز.
1638 - ورويا جميعا} {من إستبرق [الرحمن: 54] في الرحمن بإلقاء حركة الهمزة على النون وتحريكها بها. وقال النقّار} [3]، عن الخياط، عن الشموني، عن الأعشى: كان مرة يصلها، ومرة يقطعها.
1639 - روى النقّاش (4) وغيره، عن الخياط، عن الشموني، عنه {فإن أحصرتم
في البقرة [196] بإلقاء حركة الهمزة على النون. وكذلك روى الحيري} [5] محمد بن عبد الله عن الشموني. وزاد: {قل أتّخذتم [البقرة: 80] موصولة} [6]، و {أن أدّوا إلىّ
في الدخان [18] موصولة مخففة. روي عنه أيضا} موطئا [التوبة: 12] في التوبة بغير همز. وقرأت ذلك بتحقيق الهمزة وإسكان النون واللام.
__________
(1) طريقه عن الأعشى عن أبي بكر هو الثاني والخمسون بعد المائتين. وطريقه عن ضرار عن يحيى بن آدم عن أبي بكر هو الحادي والأربعون بعد المائتين.
(2) من الطريقين: الثالث والستين بعد المائتين، والرابع والستين بعد المائتين.
(3) من الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(4) محمد بن الحسن، وطريقه عن القاسم بن أحمد الخياط عن الشموني، عن الأعشى ليس من طرق هذا الكتاب. وأشار ابن الجزري في غاية النهاية (2/ 16) إلى أنه من طرق المستنير لابن سوار والكفاية الكبرى للقلانسي، والكامل للهذلي.
(5) في ت، م (الحسين بن محمد بن عبد الله) ولم أجده. وستأتي هذه الرواية في الفقرة / 1837عن محمد بن عبد الله الحيري عن الشّموني، فغلب على ظني أن الحسين محرفة عن الحيري. والله أعلم. وتقدمت ترجمة الحيري. وانظر الطريق / 256.
(6) أي يلقى حركة الهمزة على اللام، كما سيفسره المؤلف في الفقرة / 1837.(2/564)
1640 - وروى لي (1) الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن الخيّاط عن الشموني عنه {فمن شآء اتّخذ [المزمل: 19] حيث وقع بترك همزة شاء وقال} {بأنّ الله [البقرة: 176] و} {بأنّهم [البقرة: 61] يجعل موضع الهمزة فتحة. وقال:
} {سنقرئك [الأعلى: 6].
1641 - وحدّثنا} [2] محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: حدّثنا محمد بن عيسى بن حيّان، قال حدثنا (3) أبو هشام: قال: سمعت أبا يوسف الأعشى يقرأ على أبي بكر، فهمز {يؤمنون [البقرة: 3].
1642 - وروى سائر الرواة عن أبي بكر عن عاصم تحقيق الهمز في جميع ما تقدّم من ساكن ومتحرّك إلا عبيد} [4] بن نعيم، فإنه حكى عنه عن عاصم أنه كان لا يهمز {يؤمنون [البقرة: 3]. قال: وربما سمعته يقرأ عليه بإشمام الهمز قليلا.
1643 - ونصّ يحيى بن آدم عن أبي بكر على الهمز في قوله:} {الّذى اؤتمن [البقرة:
283] و} {يألمون [النساء: 104] و} {سنين دأبا [يوسف: 47]} [5]، و {بادى الرّأى [هود:
27] و} {مّن الضّأن [الأنعام: 143] و} {وإذا قرأت [الإسراء: 45] و} {رءيا [مريم: 74] و} {الذّئب [يوسف: 13] و} {وبئر [الحج: 45] و} {ولملئت [الكهف: 18].
1644 - ونصّ ابن أبي} [6] أمية عنه على الهمز في قوله: {وإذا قرأت وفي قوله:} {ولا تأثيم [الطور: 23] في والطور.
1645 - وحدّثني الفارسي} [7]، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال حدّثنا محمد بن الحسين بن شهريار، قال حدّثنا حسين بن الأسود قال [حدثنا] (8) يحيى قال: قلت
__________
(1) من الطريقين: الخمسين بعد المائتين، والحادي والخمسين بعد المائتين.
(2) صدر الإسناد قبل الأعشى تقدم في الفقرة / 353.
والرواية في السبعة / 133. وإسنادها صحيح. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(3) سقطت (حدثنا) من ت، م. والتصحيح من السبعة / 133.
(4) طريقه هو الرابع والثمانون بعد المائتين.
(5) يوسف / 47. قرأها أبو بكر بإسكان الهمزة. انظر النشر 2/ 295، السبعة / 349.
(6) اسمه عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، وطريقه هو الثالث والسبعون بعد المائتين.
(7) هذا الإسناد تقدم في الفقرة / 297.
(8) سقطت (حدثنا) من ت، م.(2/565)
لأبي بكر: كان عاصم يهمز؟ قال: نعم. وكذلك روى حفص (1)، والمفضل (2)، وحمّاد عنه.
1646 - على أن الخزاز (3) قد روى عن هبيرة عن حفص {كدأب ءال فرعون [آل عمران: 11] بغير همز في جميع القرآن. وقرأت} [4] في روايته بالهمز.
ويأتي اختلافهم في قوله: {اللّؤلؤ [الرحمن: 22] و} {ولؤلؤا في سورة [الحج: 23] إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
باب ذكر مذهب أبي عمرو في ترك الهمز الساكن دون المتحرك
1647 - اعلم أن أبا عمرو كان يترك الهمزة الساكنة سواء كانت فاء أو عينا أو لاما، ويخلفها بالحرف الذي عنه حركة ما قبلها} [5]. اختلف أصحاب اليزيدي عنه في الحال التي كان يستعمل تركها فيها (6).
1648 - فحكى أبو عمرو (7)، وعامر الموصلي (8)، وإسماعيل (9)، وإبراهيم (10)
__________
(1) المفضل بن محمد، وطرقه عن عاصم هي التاسع عشر، والعشرون، والحادي والعشرون كلها بعد الثلاث مائة.
(2) حماد بن أبي زياد، وطرقه عن عاصم هي الرابع والعشرون، والخامس والعشرون، والسابع والعشرون، والثلاثون كلها بعد الثلاث مائة.
(3) أحمد بن علي بن الفضل من الطريق الثامن بعد الثلاث مائة.
(4) من الطريق التاسع بعد الثلاث مائة.
(5) من هنا إلى نهاية الفقرة بعد التالية نقله ابن الجزري في النشر (1/ 392) من قول الداني في جامع البيان.
(6) في م: (فيه).
(7) حفص بن عمر الدوري، وطرقه عن اليزيدي من السادس والثلاثين إلى الثامن والأربعين على التوالي، وكلها بعد المائة.
(8) عامر بن عمر أبو الفتح، وطرقه عن اليزيدي من الستين إلى الخامس والستين على التوالي، وكلها بعد المائة.
(9) إسماعيل بن اليزيدي، وطريقه عن أبيه هو الثاني والسبعون بعد المائة.
(10) إبراهيم بن اليزيدي، وطريقاه عن أبيه من رواية ابن أخيه عبيد الله بن محمد بن اليزيدي هما الرابع والسبعون، والسادس والسبعون كلاهما بعد المائة.(2/566)
من رواية عبيد الله، وأبو جعفر (1) اليزيديون عنه: أن أبا عمرو كان إذا قرأ فأدرج (2)
القراءة، لم يهمز كل ما كانت الهمزة فيه مجزومة، مثل: {يؤمنون [البقرة: 3] و} {يأكلون [البقرة: 174] فدلّ هذا على أنه إذا لم يسرع في قراءته واستعمل التحقيق همز.
1649 - وحكى أبو شعيب} [3] عنه أن أبا عمرو كان إذا قرأ في الصلاة لم يهمز كل ما كانت الهمزة فيه مجزومة، فدلّ ذلك على أنه كان إذا قرأ في غير الصلاة سواء استعمل الحدر أو التحقيق همز.
1650 - وحكى أبو عبد الرحمن (4)، وإبراهيم (5) من رواية العباس، وأبو حمدون (6)، وأبو خلاد (7)، ومحمد بن شجاع (8)، وأحمد بن (9) حرب عن الدوريّ عنه: أن أبا عمرو كان إذا قرأ لم يهمز ما كانت الهمزة فيه مجزومة، فدلّ قولهم على أنه كان لا يهمز على كل حال في صلاة أو غيرها وفي حدر أو تحقيق.
1651 - ودلّ أيضا قول جميعهم على أنه كان يترك كل همزة ساكنة حيث حلّت وأيّ حرف كانت من حروف الفعل أو الاسم، وبذلك قرأت على شيخنا أبي
__________
(1) أحمد بن محمد بن اليزيدي، وطريقاه عن جده هما الثالث والسبعون، والخامس والسبعون كلاهما بعد المائة.
(2) أي أسرع. انظر النشر 1/ 392.
(3) صالح بن زياد السوسي، وهذه الرواية من الطريق التاسع والأربعين بعد المائة، كما سيأتي في الفقرة / 1812.
(4) عبد الله بن اليزيدي، وطريقه عن أبيه هو السبعون بعد المائة.
(5) إبراهيم بن اليزيدي، وطريقه عن أبيه من رواية ابن أخيه العباس بن محمد بن اليزيدي هو الحادي والسبعون بعد المائة.
(6) الطيب بن إسماعيل، وطريقه عن اليزيدي هو الثامن والسبعون بعد المائة.
(7) سليمان بن خلاد، وطريقه عن اليزيدي هو التاسع والسبعون بعد المائة.
(8) البلخي وطريقه عن اليزيدي هو الثالث والثمانون بعد المائة.
(9) أحمد بن حرب بن غيلان، أبو جعفر المعدل البصري، مقرئ معروف، ثقة توفي سنة إحدى وثلاث مائة. غاية 1/ 45تاريخ بغداد 4/ 119. وطريقه عن الدوري ليس من طرق هذا الكتاب، وأشار ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 45) إلى أن طريقه هذا في المستنير لابن سوار، والمبهج لسبط الخياط، والكامل للهذلي.(2/567)
الفتح (1)، عن قراءته على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن اليزيدي وعن شجاع عن أبي عمرو، ولم يستثن لي من ذلك شيئا في رواية اليزيدي، واستثنى لي في رواية شجاع من الأسماء قوله: {البأس [البقرة: 177] و} {البأسآء [البقرة:
177] و} {الرّأس [مريم: 4] و} {رّأسه [البقرة: 196] و} {كأس [الصافات: 45]} [2]، و {كأسا [الطور: 23]، و} {الضّأن [الأنعام: 143] و} {شأن [يونس: 61]} [3]، قال:
واختلف عنه في {الذّئب. ومن الأفعال قوله:} {لا يلتكم في [الحجرات: 14]} [4] لا غير، فأخذ ذلك عليّ بالهمز، وعلى ذلك عامة أهل الأداء عن شجاع.
1652 - وقد روت الجماعة عن اليزيدي عنه أنه همز {«الضّأن [الأنعام:
143]، و} {الذّئب [يوسف: 13]، و} {وبئر [الحج: 45]، و} {ولملئت [الكهف: 18]، و} {لا يلتكم [الحجرات: 14]. نصّوا على هذه الخمس كلم.
1653 - وزاد أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عنه أصلا مطّردا، وثلاث كلم:
فالأصل المطّرد: كل همزة كانت فاء ودخل همزة الوصل عليها، نحو} {إلى الهدى ائتنا [الأنعام: 71] و} {لقآءنا ائت [يونس: 15] و} {مّن يقول ائذن لّى
[التوبة: 49] و} {الملك ائتونى [يوسف: 50] وما أشبهه.
والثلاث كلم} {دأبا [يوسف: 47]} [5] و {مثل دأب [غافر: 31] و} رأفة [النور: 2].
1654 - قال أبو عمرو: وأحسبهم أرادوا أن أبا عمرو كان يهمز هذه المواضع إذا حقّق القراءة لأن قولهم عن اليزيدي عنه قول عام يوجب الاطّراد وينفي التخصيص.
__________
(1) وطرقه في رواية اليزيدي هو الثامن والأربعون، والخامس والخمسون، والسادس والخمسون، والسابع والخمسون، ومن الحادي والستين إلى الخامس والستين على التوالي، والثامن والستون، والتاسع والستون وجميعها بعد المائة. وطرقه في رواية شجاع بن أبي نصر هي من الخامس والثمانين إلى التسعين على التوالي وكلها بعد المائة.
(2) الصافات / 45، وفي ت، م: (الكأس) بالتعريف ولا يوجد في التنزيل.
(3) يونس / 61وفي ت، م: (الشأن) بالتعريف. ولا يوجد في التنزيل.
(4) الآية / 14. قرأها أبو عمرو (لا يألتكم). انظر النشر 2/ 376، السبعة / 606.
(5) يوسف / 47. قرأها أبو عمرو بإسكان الهمزة. انظر النشر 2/ 295، السبعة / 349.(2/568)
1655 - وحدّثني عبد الله (1) بن محمد قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد البغدادي قال: أقرأني أحمد بن عثمان بن جعفر قال: أقرأني أبو عيسى الزّينبي قال: أقرأني جعفر غلام سجادة قال: أقرأني اليزيدي عن أبي عمرو بترك الهمز الساكن إلا ما خرج بلفظ الأمر كقوله: {فأتوا بسورة [البقرة: 22] و} {وأمر أهلك [طه: 132]} {فأذنوا [البقرة: 279] و} {يصلح ائتنا [الأعراف: 77] و} {لقآءنا ائت [يونس: 15]} {وأتمروا [الطلاق: 6] و} {فأوا [الكهف: 16] وأشباه ذلك، فإنه لم يترك همزه. قال:
وكذلك} {الذّئب و} {البئر} [2] و {كدأب و} {مثل دأب [غافر: 31] و} {بادى الرّأى [هود: 27]} [3] و {ننسها [البقرة: 106] و} {تسؤكم [المائدة: 101] و} {إن نّشأ
[الشعراء: 4] و} {وهيّئ لنا [الكهف: 10] و} {ويهيّئ لكم [الكهف: 16] و} {فادّرءتم
[البقرة: 72] و} {الّذى اؤتمن [البقرة: 283] و} {مّؤصدة [البلد: 20] لم يترك همز هذه الحروف. ولا أعلم هذا يحفظ عن اليزيدي إلا من هذا الطريق.
1656 [و]} [4] روى أصحاب ابن فرح (5)، عنه، عن الدوريّ عن اليزيدي همز ثلاثة أحرف: {الذّئب و} {البئر و} {الضّأن ولعله كان يهمزها في حال التحقيق.
1657 - حدّثنا محمد بن} [6] علي قال: حدّثنا ابن قطن قال: حدّثنا أبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا قرأ لم يهمز كلّ ما كانت الهمزة فيه مجزومة، مثل:
{يؤمنون [البقرة: 3] و} يأكلون [البقرة: 174] وما أشبهه. ويحكى ذلك عن العرب
__________
(1) صدر الإسناد قبل الزينبي تقدم في الفقرة / 643.
أبو عيسى الزينبي اسمه موسى بن إبراهيم، الهاشمي، البغدادي، قال ابن بويان: كان شريفا فاضلا جليلا. غاية 2/ 316.
إبراهيم بن حماد أبو إسحاق، غلام سجادة، وهم فيه عبيد الله بن محمد أبو أحمد الفرضي فسماه جعفرا، وخالف سائر أصحاب ابن بويان، وفي بعد الستين ومائتين، غاية 1/ 12.
وطريق الزينبي عن غلام سجادة عن اليزيدي ليس من طرق جامع البيان، وهو في المستنير لابن سوار، والكفاية لأبي العز، والكامل للهذلي، كما أشار في غاية النهاية 1/ 13.
(2) الحج / 45. وفي ت، م: (البئر) بالتعريف ولا يوجد في التنزيل.
(3) هود / 27. قرأ أبو عمرو (بادئ) بالهمز. انظر النشر 1/ 407، والسبعة / 332.
(4) زيادة ليستقيم السياق.
(5) لم يتقدم لابن فرح عن الدوري سوى الطريق الثامن والأربعين بعد المائة.
(6) انظر الطريق / 179. وإسناده صحيح.(2/569)
الفصحاء، فإذا لم تكن الهمزة جزما همز مثل قوله: {ويؤخّركم [إبراهيم: 10] وما أشبهه. وتابع أبا خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو على حكايته هذه في الساكنة والمتحرّكة جميع أصحابه} [1].
1658 - وحدّثنا محمد (2) بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن القاسم قال: حدّثنا أبو العباس عن سلمة بن عاصم عن الفرّاء أن العرب لا تنطق بهمزة ساكنة إلا بني تميم فإنهم يهمزون فيقولون: الذئب والرأس والكأس.
1659 - قال أبو عمرو: ولتخصيص أكثر العرب الهمزة الساكنة بالترك، خصّها أبو عمرو بالتسهيل دون المتحركة، هذا مع اقتدائه في ذلك بأئمته الذين قرأ عليهم من أهل الحجاز وغيرهم.
1660 - قال أبو عمرو: وقد كان ابن مجاهد يخصّ بالهمز اختيارا ما كان سكونه علامة للجزم أو للبناء، وما ترك همزه يوجب الثقل والاشتباه بما لا يهمز أصلا، والخروج من لغة من يهمز إلى لغة من لا يهمز وترك همز ما عدا ذلك من الساكن. وبتخصيص ذلك كله بالهمز للمعاني الخمسة المذكورة قرأت على أبي الفتح (3)، وأبي الحسن (4)، وغيرهما (5) من طريقه، وهو اختيار أبي طاهر بن أبي هاشم وجميع أصحابه وأصحاب ابن مجاهد وهو اختياري أنا، وبه آخذ.
1661 - لأنه رحمه الله بناه على نصّ ما اجتمع عليه الرواة عن اليزيدي عن أبي عمرو من أنه همز {أو ننسها [البقرة: 106] إذ هو من التأخير و} {أرجئه
[الأعراف: 111] من أرجأت و} {رءيا [74] إذ هو من الرواء و} {مّؤصدة [البلد: 20] إذ هي من آصدت، وإنه همز} {وهيّئ لنا [الكهف: 10] و} ويهيّئ لكم [الكهف: 16]،
__________
(1) أصحاب اليزيدي.
(2) محمد بن أحمد بن علي، محمد بن القاسم بن محمد بن الأنباري. وأبو العباس هو أحمد بن يحيى ثعلب. والفراء اسمه يحيى بن زياد. والإسناد صحيح، والرواية في إيضاح الوقف والابتداء (1/ 166) به مثلها.
(3) من الطريقين: الثاني والأربعين والثالث والأربعين كلاهما بعد المائة.
(4) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وهو في النشر انظر النشر 1/ 125.
(5) مثل عبد العزيز بن جعفر الفارسي من الطريقين: التاسع والثلاثين، والسابع والستين كلاهما بعد المائة.(2/570)
وعلى رواية أبي عبد الرحمن (1) وأبي حمدون (2) عن اليزيدي عنه أنه همز {أنبئهم
[البقرة: 33] و} {ونبّئهم [الحجر: 51]، [و]} [3] على رواية عبد العزيز (4) بن محمد الهلالي عن أبيه عن محمد بن عمر بن رومي عن اليزيدي عنه أنه همز {وتئوي إليك [الأحزاب: 51]، و} {التي تئويه [المعارج: 13] فقاس ببراعة فهمه ولطيف حسّه ووفور معرفته على ما ورد النصّ فيه ما جرى مجراه ودخل في معناه، وجعل الهمزة فيه مطّردا.
1662 - وأنا أذكر جملة الوارد في كتاب الله تعالى من ذلك ليرتفع الإشكال في معرفته ويحفظ بكماله إن شاء الله تعالى.
1663 - فأما ما سكونه علامة للجزم فجملته تسعة عشر موضعا أولها في البقرة:
[106]:} {أو ننسئها، وفي آل عمران [130]:} {تسؤهم، وفي النساء [133]:} {إن يشأ يذهبكم، وفي المائدة [101]:} {تسؤكم، وفي الأنعام [39]:} {من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله، و} {إن يشأ يذهبكم [النساء: 133]، وفي التوبة [50]:
} {تسؤهم، وفي إبراهيم [19]:} {إن يشأ يذهبكم، وفي سبحان [54]:} {إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذّبكم، وفي الكهف [16]:} {ويهيّئ لكم، وفي الشعراء [4]:
} {إن نّشأ ننزّل عليهم، وفي سبأ [9]:} {إن نّشأ نخسف بهم الأرض، وفي فاطر [16]:
} {إن يشأ يذهبكم، وفي يس [43]:} {وإن نّشأ نغرقهم، وفي عسق [24]:} {فإن يشإ الله يختم على قلبك، و} {إن يشأ يسكن الرّيح [33]، فحرّكت الهمزة في الحرف الأول منهما، وفي الأنعام للساكنين، وفي النجم [36]:} {أم لم ينبّأ.
1664 - وأما ما سكونها للبناء، فجملته أحد عشر موضعا أولها في البقرة [33]:
} {يادم أنبئهم، وفي الأعراف [111] والشعراء [36]:} {أرجئه، وفي يوسف [36]:
} {نبّئنا بتأويله، وفي الحجر [49]:} {نبّئ عبادى، و} {ونبّئهم عن ضيف إبراهيم
[51]، وفي سبحان [14]:} {اقرأ كتبك، وفي الكهف [10]:} وهيّئ لنا، وفي
__________
(1) اسمه عبد الله بن أبي محمد اليزيدي.
(2) اسمه الطيب بن إسماعيل.
(3) زيادة ليستقيم السياق.
(4) عبد العزيز بن محمد تقدم هو وأبوه وابن رومي، وإسناد الداني إليه موصولا في الفقرة / 227.(2/571)
القمر [28]: {ونبّئهم أنّ المآء، وفي العلق [1]:} {اقرأ باسم ربّك، و} {اقرأ وربّك الأكرم [3].
1665 - وأما ما يوجب ترك همزة الثقل فجملته موضعان: في الأحزاب [51]:
} {وتئوى إليك، وفي المعارج [13]:} {تئويه لأنه لو ترك همزها لاجتمع فيهما واوان واجتماعهما أثقل من الهمز، على أن ابن رومي قد جاء بالهمز فيهما منصوصا عن اليزيدي عن أبي عمرو كما قدّمناه.
1666 - وأما ما يوجب الاشتباه بما لا يهمز فهو موضع واحد قوله في مريم [74]:} {أثثا ورءيا لأنه لو ترك همزه لاشتبه بريّ الشارب وهو امتلاؤه، وذلك عنده من الرّواء وهو المنظر الحسن} [1]. وقد نصّ على الهمز فيه جميع أصحاب اليزيدي.
1667 - وأما ما يوجب الخروج من لغة إلى لغة، فجملته موضعان: وهما قوله {مّؤصدة في البلد [20] والهمزة لأنه لو ترك همزهما وهما عنده من آصدت يخرج بذلك إلى لغة من هما عنده من أوصدت} [2]، وبالهمز نصّ عليهما جميع أصحاب اليزيدي، فوجب المصير إلى ذلك، ونبذ ما سواه.
1668 - ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء إلا من شذّ منهم في ترك همز {الذّئب [13] حيث وقع. وبه} [3] كان يأخذ ابن مجاهد وأصحابه ولم يجمعوا على ترك همزه إلا للذي (4) ورد عن أبي عمرو من كونه عنده من المهموز لا غير. ولو كان أيضا من غير المهموز كالفيل والنيل وشبههما مما لا أصل له في الهمز يجري مجرى ما فيه لغتان، لوجب (5) همزه للدلالة على أصله، على أن إبراهيم بن اليزيدي وأبا حمدون وأبا خلاد وأبا شعيب، وغيرهم (6) قد نصّوا عليه عن اليزيدي عن أبي عمرو، وبذلك كان يأخذ أحمد ابن (7) فرح، ويرويه عن أبي عمر، عن اليزيدي.
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 86.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 86.
(3) في ت، م: (وقد) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(4) في ت، م: (الذي) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(5) في ت، م: (فوجب) ولا تكون الفاء في جواب لو.
(6) في م (وغير). وهو خطأ واضح.
(7) وطريقه عن الدوري عن اليزيدي هو الثامن والأربعون بعد المائة.(2/572)
وأحسبهم أنهم أرادوا أنه يهمزه إذا حقق القراءة أو قرأ في غير الصلاة.
1669 - وكذا لا أعلم خلافا في ترك الهمز في قوله في يونس [93] والحجّ [26]: {بوّأنا، وفي يوسف [37]:} {إلّا نبّأتكما لأنها من الهمز، ولذا} [1] رسم لام الفعل فيها ألفا وهي صورة للهمزة، ولو كان من غير الهمزة لرسمت لام الفعل ياء، والهمز وغير الهمز في ذلك لغتان، غير أن الهمز هو المجمع عليه في القرآن وهو الأكثر في اللغة، والأوجه في القياس.
1670 - واختلف أصحابنا في قوله: {بارئكم [البقرة: 54] في الموضعين على مذهب أبي عمرو في إسكان الهمزة فيهما تخفيفا.
فكان بعضهم يرى تسهيلها وإبدالها ياء كما أبدلت في قوله:} {وإن أسأتم
[الإسراء: 7] و} {فادّرءتم [البقرة: 72] و} {ثمّ أنشأنا [المؤمنون: 31] و} {كما بدأنآ
[الأنبياء: 104] وشبهه ألفا لأن سكونها في ذلك تخفيف أيضا، وبذلك قرأت على أبي الحسن} [2] عن قراءته.
وكان آخرون لا يرون إبدالها في الموضعين الأولين لما بلغهما من التغيير والإعلال بذلك لأنها كانت متحرّكة فأعلّت بالسكون للتخفيف، فإن أبدلت أعلّت مرّتين، وبذلك قرأت على أبي الفتح (3) عن قراءته.
1671 - وقد (4) كان بعض شيوخنا يرى ترك الهمز في الوقف في هود:
بادئ [هود: 27] لأن الهمزة في ذلك تسكن للوقف، وذلك خطأ في مذهب أبي عمرو من جهتين:
إحداهما إيقاع الإشكال بما لا يهمز إذ هو عنده من الابتداء الذي أصله الهمز لا من الظهور الذي لا أصل له في ذلك.
__________
(1) وفي ت، م: (وليس) ولا يستقيم به السياق.
(2) طاهر بن غليون من الطريقين: الثامن والخمسين، التاسع والخمسين وكلاهما بعد المائة.
(3) فارس بن أحمد، وانظر الطرق / 148143/ 157152/ 165161/ 168، 169.
(4) من هنا إلى نهاية الفقرة بعد التالية نقله ابن الجزري في النشر (1/ 407) من قول الحافظ في جامعه. ويقصد أبا عمرو الداني في جامع البيان.(2/573)
والثانية: أن ذلك كان يلزم في نحو: {قرىء [الأعراف: 204] و} {استهزىء
[الأنعام: 10] وشبههما بعينه وذلك غير معروف من مذهبه فيه.
1672 - فإذا تحرّكت الهمزة فلا خلاف عنه في تحقيقها سواء كانت فاء أو عينا أو لاما وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب ذكر بيان مذهب هشام عن ابن عامر وحمزة في الوقف على الهمزة المتطرفة
1673 - اعلم أن هشاما من طريق الحلواني} [1]، وحمزة من طرقه كانا يقفان على الهمزة الساكنة والمتحرّكة إذا وقعت طرفا في الكلمة بتسهيلها، ويصلان بتحقيقها.
1674 - فأما الساكنة، فإن ما قبلها متحرّك بإحدى الحركات الثلاث: بالفتح أو الكسر أو الضم ولا يليها غير ذلك، فإذا تحرك بالفتح أبدلاها في الوقف ألفا نحو قوله: {إن يشأ [النساء: 133]، و} {أم لم ينبّأ [النجم: 36] و} {اقرأ [العلق: 1] وما أشبهه. وإذا تحرك بالكسر أبدلاها فيه ياء نحو قوله:} {نبّئ عبادى [الحجرات: 39] و} {وهيّئ لنا [الكهف: 10] و} {ويهيّئ لكم [الكهف: 16] وما أشبهه. وكذلك} {ومكر السّيّئ [فاطر: 43]} [2]، على قراءة حمزة، وسواء كان سكون الهمزة لجازم أو للبناء أو لتوالي الحركات تخفيفا، ولم يأت في القرآن ساكنة مضموم ما قبلها، ولو أتت لأبدلاها واوا.
1675 - وأما المتحركة فإن ما قبلها يكون متحرّكا وساكنا وإذا كان متحرّكا أبدلاها في جميع وجوهها وحركاتها حرفا خالصا من جنس تلك الحركة لأنها تدبرها لقوتها، فإن كانت فتحا أبدلاها ألفا نحو قوله: {أن لّا ملجأ [التوبة: 118] و} {ذرأ [الأنعام: 136] و} {امرأ [مريم: 28] و} {مّن مّلجإ و} {من سبإ بنبإ و} {إلى الملإ [البقرة: 246] و} {ويستهزأ [النساء: 140] و} {الملإ [الأعراف: 60] و} {ملأ
[الأعراف: 16] و} ظمأ [التوبة: 120] وما أشبهه. وإن كانت كسرا أبدلاها ياء نحو
__________
(1) وطرقه من العاشر بعد المائتين إلى الثالث عشر بعد المائتين على التوالي.
(2) فاطر / 43. يقرؤها حمزة بإسكان الهمزة في الوصل لتوالي الحركات تخفيفا. انظر النشر 2/ 352، السبعة / 535.(2/574)
قوله: {استهزئ [الأنعام: 10] و} {قرىء [الأعراف: 204] و} {لكلّ امرئ [النور: 11] و} {من شطئ [القصص: 30] و} {يستهزئ [البقرة: 15] و} {يبدئ [العنكبوت: 19] و} {وأبرىء [آل عمران: 49] و} {وينشئ [الرعد: 12] و} {وتبرئ [المائدة: 110] و} {البارئ [الحشر: 24] وما أشبهه. وإن كانت ضمّا أبدلاها واوا نحو قوله:} {إن امرؤا [النساء: 176] و} {لؤلؤ [الطور: 24] و} {كأمثل اللّؤلؤ [الواقعة: 23] وما أشبهه.
وسواء تحركت بالفتح أو الكسر أو الضم فإنها تسهل على حركة ما قبلها دون حركتها لتطرّفها إذ كانت تسكن عند الوقف فدبرتها تلك الحركة كما تدبر الساكنة.
1676 - وقد زعم قوم من أهل الأداء أن هذه الهمزة تسهل على حركتها دون حركة ما قبلها، فإن كانت مفتوحة جعلت بين الهمزة والألف، وإن كانت مكسورة جعلت بين الهمزة والياء، وإن كانت مضمومة جعلت بين الهمزة والواو، وهذا ليس بشيء لأن الهمزة إنما تسهل بين بين في الموضع الذي يلزمها فيه الحركة في الوقف، وهو الحشو، فأما الموضع الذي يلزمها فيه السكون وهو الطرف فالبدل بحروف اللين أولى بها فيه من غيره لبيانه وخفّته وبعده من الكلفة، فالقياس ما بدأنا به وهو مذهب جميع النحويين، وبه قرأت وعليه العمل.
1677 - وكذلك رواه خلف عن سليم عن حمزة منصوصا في} {إن امرؤا} [1]، أو {من شاطىء} [2]، قال: يقف بالواو والياء. حدّثنا بذلك محمد بن (3) علي عن ابن الأنباري عن إدريس عن خلف.
1678 - وقال محمد بن واصل في كتاب الوقف: [وقف] (4) حمزة على قوله:
{أن لّا ملجأ [التوبة: 118]، و} {بدأ الخلق [العنكبوت: 20]، و} {مبوّأ صدق [يونس:
93] بغير همز ولا مدّ.
1679 - وقال أبو أيوب} [5] الضبّي في كتابه: حمزة يقف على الحروف المنصوبة
__________
(1) انظر إيضاح الوقف والابتداء 1/ 407.
(2) انظر إيضاح الوقف والابتداء 1/ 421.
(3) الإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان، وإدريس هو ابن عبد الكريم الحداد.
(4) زيادة ليستقيم السياق.
(5) اسمه سليمان بن يحيى بن أيوب.(2/575)