الإهداء
إلى اسم المرحوم الدكتور محمود محمد قاسم (19731913)(1/5)
إلى اسم المرحوم الدكتور محمود محمد قاسم (19731913)
محتويات الكتاب
المقدمة
صفحه
تصدير 15
شروح ابن رشد وأهميتها 21
منهج التحقيق 35
نسخ مخطوطات الكتاب 49
رموز الكتاب 71
النص
الغرض من الكتاب (1) 75
الجزء الأول (162) 77
فصوله (2).
الفصل الأول 77
المتفقة أسماؤها (3)، المتواطئة أسماؤها (4)، المشتقة أسماؤها
(5)، المعانى المفردة والمركبة (6).
الفصل الثاني 79
الجوهر العام (7)، شخص العرض (8)، العرض العام
(9)، شخص الجوهر (10)، الجوهر والعرض (11).
صفحه(1/7)
(9)، شخص الجوهر (10)، الجوهر والعرض (11).
صفحه
الفصل الثالث 80
حمل الجوهر على شيئين (12).
الفصل الرابع 81
الأجناس وفصولها (13).
الفصل الخامس 82
المقولات العشر (14)، أمثلتها (15)، المقولات المفردة
والمركبة (16).
الجزء الثاني (8717) 84
أقسامه (17).
القسم الأول مقولة الجوهر 84
فصوله (18)، الفصل الأول الجواهر الأول (19)،
الفصل الثاني الجوهر الثوانى (20)، الفصل الثالث حمل
الاسم والحد (21)، الفصل الرابع اضطرار ما سوى الجواهر الأول
إلى الجوهر الأول (22)، الفصل الخامس الأنواع أولى بأن تسمى
جوهرا من الأجناس (23)، الفصل السادس الأنواع ليس بعضها
أحق باسم الجوهر من بعض (24)، الفصل السابع ما يفارق الأنواع
والأجناس من الأشخاص (25)، الفصل الثامن الجوهر ليس يوجد
فى موضوع (26)، الفصل التاسع مشاركة الفصول للجواهر الثوانى
(27)، الفصل العاشر حمل الجواهر الثوانى والفصول كحمل
صفحة(1/8)
(27)، الفصل العاشر حمل الجواهر الثوانى والفصول كحمل
صفحة
الأشياء المتواطئة أسماؤها (28)، الفصل الحادى عشر ما تدل عليه
الجواهر الأول والجواهر الثوانى (29)، الفصل الثاني عشر خاصة
مقولة الجوهر أنها لا مضاد لها (30)، الفصل الثالث عشر خاصة
الجوهر أنه لا يقبل الأقل والأكثر (31)، الفصل الرابع عشر
خاصة الجوهر أن الواحد بالعدد منه قابل للمتضادات (32)، خاتمة
القسم الأول (33).
القسم الثاني مقولة الكم 98
فصوله (34)، الفصل الأول أصناف الكم (35)،
الفصل الثاني الكم المنفصل والكم المتصل (36)، أمثلة الكم المنفصل
(37)، أمثلة الكم المتصل (38)، الفصل الثالث أجناس الكم
الداخلة تحت الوضع (39)، الفصل الرابع الكم بالعرض (40)،
الفصل الخامس من خواص الكم أنه لا مضاد له أصلا (41)،
القليل والكثير والكبير والصغير من المضاف (42)، الكبير والصغير ليسا
بضدين (43)، ليس يمكن فى الضدين أن يجتمعا فى موضوع واحد
(44)، ليس الكبير ولا الصغير ولا القليل ولا الكثير من المضاد
(45)، التضاد يلحق الكم بما هو أين (46)، الفصل السادس
الكم لا يقبل الأقل والأكثر (47)، الفصل السابع التساوى
ولا تساوى من خواص الكم (48).
القسم الثالث مقولة الإضافة 107
فصوله (49)، الفصل الأول رسم الأشياء المضافة وأمثلتها
(50)، الفصل الثاني قد توجد المضادة فى المضاف (51)، الفصل
صفحة(1/9)
(50)، الفصل الثاني قد توجد المضادة فى المضاف (51)، الفصل
صفحة
الثالث بعض المضاف يقبل الأقل والأكثر (52)، الفصل الرابع
خاصة كل واحد من المضافين أن يرجع على صاحبه بالتكافؤ (53)،
الإضافة المعادلة وغير المعادلة (54)، طريق المضيف فيما ليس له اسم
من المضاف (55)، الفصل الخامس قانون تمييز الصفة التي لها
النسبة المعادلة (56)، استنباط الإضافة المعادلة (57)، الفصل
السادس شك فى أن من خواص المضافين أنهما يوجدان معا
بالطبع (58)، حل المفسرين لهذا الشك (59)، الفصل السابع
شك فى أن الجواهر شىء مضاف (60)، حل أرسطو لهذا الشك
(61)، تأويل ابن رشد لحل أرسطو (62)، الفصل الثامن من
خاصة المضافين أنه متى عرف أحدهما على التحصيل عرف الآخر
ضرورة (63)، الحكم على ما هو من المضاف والتشكك فيه (64).
القسم الرابع القول فى الكيفية 120
فصوله (65)، الفصل الأول حد الكيفية (66)،
الفصل الثاني الجنس الأول، الملكة والحال (67)،
دلالة اسم الملكة فى اللسان اليونانى (68)، الفصل الثالث
الجنس الثاني، ماله قوة طبيعية أو لا قوة له طبيعية (69)، الفصل الرابع
الجنس الثالث، الكيفيات الانفعالية والانفعالات (70)،
لماذا يقال فى بعضها إنها كيفيات انفعاليات (71)،لماذا يقال
فى الألوان إنها كيفيات انفعاليات وانفعالات (72)، الكيفيات
الانفعالية والانفعالات فى عوارض النفس (73)، الفصل الخامس
صفحة(1/10)
الانفعالية والانفعالات فى عوارض النفس (73)، الفصل الخامس
صفحة
الجنس الرابع، الشكل والخلقة والاستقامة والانحناء (74)،
الفصل السادس المتخلخل والمتكاثف والخشن والأملس هل هما
داخلان تحت الجنس الرابع أم تحت مقولة الوضع (75)، نفى أرسطو
وجود كيفيات أخر غير ما عدد (76)، تأويل ابن رشد لهذا (77)،
الفصل السابع الأشياء المتصفة بالكيفية يدل عليها بأسماء مشتقة
(78)، الفصل الثامن وجود التضاد فى بعض الكيفيات (79)،
الفصل التاسع بعض الكيف يقبل الأكثر والأقل (80)، الفصل
العاشر الشبيه وغير الشبيه هى خاصة مقولة الكيف الحقيقية (81)،
الفصل الحادى عشر التشكك فى أن أشياء من المضاف عددت
هاهنا (82)، تأويل أبى نصر وابن رشد لهذا الشك (83).
القسم الخامس القول فى يفعل وينفعل 132
يفعل وينفعل يقبلان التضاد والأكثر والأقل (84)، خاتمة
(85).
القسم السادس مقولة الوضع 133
الأشياء ذوات الوضع (86)، سائر المقولات (87).
الجزء الثالث (11388) 134
القسم الأول القول فى المتقابلات 134
فصوله (88)، الفصل الأول أصناف المتقابلات (89)،
الفصل الثاني الفرق بين المضافين والمتضادين (90)، الفصل
صفحة(1/11)
الفصل الثاني الفرق بين المضافين والمتضادين (90)، الفصل
صفحة
الثالث نوعا المتضادات (91)، الفصل الرابع العدم
والملكة (92)، جهة التقابل فيهما (93)، الفصل الخامس
تقابل الأشياء الموجبة والمسلوبة كتقابل الموجبة والسالبة (94)،
الفصل السادس الفرق بين الملكة والعدم والمضافين (95)،
الفصل السابع الفرق بين العدم والملكة والضدين (96)، تغير
العدم والملكة (97)، الفصل الثامن الفرق بين الموجبة
والسالبة والمتقابلات الأخر (98)، شك فى أن المتقابلات على
جهة التضاد والعدم والملكة تشارك الموجبة والسالبة وحل ابن رشد
لهذا الشك (99)، الفصل التاسع قد يضاد واحد لواحد كما أنه
قد يضاد واحد لاثنين (100)، الفصل العاشر ليس يلزم
فى المتضادين متى وجد أحدهما أن يكون الآخر موجودا (101)، من
شأن المتضادين أن يكونا فى موضوع واحد (102)، الفصل الحادى
عشر كل متضادين إما أن يكونا فى جنس واحد وإما فى جنسين
متضادين وإما أن يكونا أنفسهما جنسين متضادين (103).
القسم الثاني القول فى المتقدم والمتأخر 146
أنحاء التقدم الأربعة (104)، المتقدم بأنه سبب للشىء (105).
القسم الثالث القول فى معنى معا 148
معا يقال على وجهين (106)، موجز ما سبق (107).
صفحة(1/12)
معا يقال على وجهين (106)، موجز ما سبق (107).
صفحة
القسم الرابع القول فى الحركة 150
أنواع الحركة الستة (108)، تفسير ابن رشد لما قصد أرسطو بالنمو
والاستحالة (109)، الحركة على الإطلاق والحركات الجزئية (110).
القسم الخامس القول فى له 153
الأنحاء التي يقال عليها له (111)، النحو الأخير أبعد الوجوه التي
يقال عليها له (112)، استيفاء معانى له (113).
فهارس الكتاب الأعلام
أرسطو 155
االمواضع التي ذكر فيها أرسطو.
ب المواضع التي أشير فيها إلى أرسطو.
سائر الأعلام 156
الكتب الواردة بالنص 157
فهرس مقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد
بنصوص كتاب المقولات لأرسطو 158(1/13)
بنصوص كتاب المقولات لأرسطو 158
تصدير
هذا الكتاب الذي نقدمه وهو تلخيص كتاب المقولات يعد أول الكتب فى النشرة العلمية لكتاب تلخيص كتب أرسطو فى المنطق لأبى الوليد ابن رشد. وأما الكتب التالية له فهى تقدم تلاخيص ابن رشد للكتب الباقية لأرسطو فى المنطق، وهى كتاب العبارة وكتاب القياس وكتاب البرهان وكتاب الجدل وكتاب السفسطة وكتاب الخطابة وكتاب الشعر. ومع أن هذا الكتاب أول تلاخيص ابن رشد لكتب أرسطو فى المنطق، فهو يعد الكتاب الثاني حيث يسبقه تلخيص ابن رشد لإيساغوجى الذي لا نعرف له مخطوطة عربية إلى الآن وهو كالمدخل لمنطق أرسطو، فلذلك عددناه الجزء الأول فى هذه السلسلة. وقد وصل إلينا فى ترجمة عبرية له نشرت كجزء أول للسلسلة.
والغرض من هذه النشرة هو إكمال وتوسيع دائرة العمل الطموح الذي بدأه الأستاذ المرحوم الدكتور محمود قاسم قبل وفاته بغرض نشر تراث ابن رشد. فقد كان الدكتور قاسم فى كهولته كما كان فى شبابه متعلقا بابن رشد ولذلك اعتزم فى 1968م أو 1969م تحقيق تلخيص كتب أرسطو فى المنطق لابن رشد.
فبدأ بتحقيق الكتب الأربعة الأولى منه وهى المقولات والعبارة والقياس والبرهان، وانتهى من عمله فيها فى يناير 1973م، ثم توفى فى أغسطس 1973م قبل أن يتمكن من نشرها.
ولقد كان المرحوم الدكتور قاسم باحثا لا يكل وأستاذا ذا تأثير بارز فى مجالات كثيرة من الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام، بالإضافة إلى اهتمامه أيضا بالفلسفة الغربية. ولد المرحوم فى كفر دنوهيا التابع لمركز الزقازيق، ومنه أتى إلى القاهرة ليلتحق دارسا بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. وتخرج على رأس دفعته سنة 1937م وفى العام التالى أو فدته الحكومة المصرية إلى فرنسا لإكمال دراسته العالية. وهناك حصل على الليسانس من كلية الآداب بجامعة السربون 1941م قبل انتهاء مدة بعثته. وتم تجديد مدة بعثته ليحصل على درجة الدكتوراه 1945م من جامعة السربون، وقد كانت أطروحته الأساسية للدكتوراه عن نظرية المعرفة لدى ابن رشد وتأويلها لدى القديس توماس الأكوينى. أما رسالته الثانوية فقد خصصها لترجمة كتاب الكشف عن مناهج الأدلة فى عقائد الملة لابن رشد إلى اللغة الفرنسية، وقدم لترجمته ببحث عن آراء ابن رشد الدينية. وبعد عودته إلى وطنه 1945م عين مدرسا بكلية دار العلوم. وقد أعير خلال حياته إلى جامعات بنغازى والخرطوم والكويت والجزائر للتدريس بها كأستاذ دائم وأستاذ زائر. وقد تدرج فى مناصب الجامعة أستاذا فعميدا لكلية دار العلوم فرئيسا لقسم الفلسفة بالكلية. وأعمال الدكتور قاسم عديدة ومتنوعة ما بين دراسات وتحقيقات وترجمات فى مجالات الفلسفة والعلوم الدينية وغيرها. وقائمة إنتاجه التالية خير دليل على ذلك فقد ألف الكتب التالية:(1/15)
فبدأ بتحقيق الكتب الأربعة الأولى منه وهى المقولات والعبارة والقياس والبرهان، وانتهى من عمله فيها فى يناير 1973م، ثم توفى فى أغسطس 1973م قبل أن يتمكن من نشرها.
ولقد كان المرحوم الدكتور قاسم باحثا لا يكل وأستاذا ذا تأثير بارز فى مجالات كثيرة من الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام، بالإضافة إلى اهتمامه أيضا بالفلسفة الغربية. ولد المرحوم فى كفر دنوهيا التابع لمركز الزقازيق، ومنه أتى إلى القاهرة ليلتحق دارسا بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. وتخرج على رأس دفعته سنة 1937م وفى العام التالى أو فدته الحكومة المصرية إلى فرنسا لإكمال دراسته العالية. وهناك حصل على الليسانس من كلية الآداب بجامعة السربون 1941م قبل انتهاء مدة بعثته. وتم تجديد مدة بعثته ليحصل على درجة الدكتوراه 1945م من جامعة السربون، وقد كانت أطروحته الأساسية للدكتوراه عن نظرية المعرفة لدى ابن رشد وتأويلها لدى القديس توماس الأكوينى. أما رسالته الثانوية فقد خصصها لترجمة كتاب الكشف عن مناهج الأدلة فى عقائد الملة لابن رشد إلى اللغة الفرنسية، وقدم لترجمته ببحث عن آراء ابن رشد الدينية. وبعد عودته إلى وطنه 1945م عين مدرسا بكلية دار العلوم. وقد أعير خلال حياته إلى جامعات بنغازى والخرطوم والكويت والجزائر للتدريس بها كأستاذ دائم وأستاذ زائر. وقد تدرج فى مناصب الجامعة أستاذا فعميدا لكلية دار العلوم فرئيسا لقسم الفلسفة بالكلية. وأعمال الدكتور قاسم عديدة ومتنوعة ما بين دراسات وتحقيقات وترجمات فى مجالات الفلسفة والعلوم الدينية وغيرها. وقائمة إنتاجه التالية خير دليل على ذلك فقد ألف الكتب التالية:
1 - فى النفس والعقل لفلاسفة الإغريق والإسلام.
2 - نظرية المعرفة عند ابن رشد وتأويلها لدى توماس الأكوينى.
3 - ابن رشد وفلسفته الدينية.
4 - جمال الدين الأفغانى حياته وفلسفته.(1/16)
3 - ابن رشد وفلسفته الدينية.
4 - جمال الدين الأفغانى حياته وفلسفته.
5 - الإسلام بين أمسه وغده.
6 - دراسات فى الفلسفة الإسلامية.
7 - الإمام عبد الحميد بن باديس الزعيم الروحى لحزب التحوير الجزائرى.
8 - المنطق الحديث ومناهج البحث.
9 - الفيلسوف المفترى عليه ابن رشد.
وقام بتحقيق النصوص التالية:
1 - مناهج الأدلة فى عقائد الملة، مع مقدمة فى نقد مدارس علم الكلام.
2 - نصوص مختارة من الفلسفة الإسلامية.
3 - النبوات (الجزء 15) من كتاب المغنى فى التوحيد والعدل للقاضى عبد الجبار.
4 - الطبيعيات (الفن الثاني والثالث والرابع) من كتاب الشفاء لابن سينا.
كما ترجم أيضا:
1 - قواعد المنهج فى علم الاجتماع، تأليف إميل دوركهايم.
2 - مبادئ علم الاجتماع الدينى، تأليف روجيه باستيد.
3 - الأخلاق وعلم العادات الاجتماعية تأليف ليفى بريل.
4 - هنرى برجسون، تأليف اندريه كرسون.
5 - التطور الخالق، تأليف هنرى برجسون.
6 - تاريخ الأدب الفرنسى، تأليف جوستاف لانسون.(1/17)
5 - التطور الخالق، تأليف هنرى برجسون.
6 - تاريخ الأدب الفرنسى، تأليف جوستاف لانسون.
7 - الموضوعات الأساسية فى الفلسفة تأليف إميل برييه.
8 - التربية الوظيفية، تأليف إدوار كلاباريد.
9 - لعبة الحب والمصادفة (مسرحية)، تأليف ماريفو.
كما شارك فى ترجمة:
1 - مقدمة فى علم النفس الاجتماعى، تأليف شارل بلوندل.
2 - فلسفة أوجست كونت.
وفى رأينا أن ذكرى الدكتور قاسم التي من أجل تخليدها نقدم هذا الكتاب لا يمكن أن يفوح عبيرها بسرد مؤلفاته وإنجازاته ولا بمناقشة مفصلة لأفكاره التي ناضل من أجلها خلال فترة عمله كأستاذ وباحث فحسب، وقد يكون من زائد القول أن نتحدث عن ذلك الآن، فقد سبقنا إلى ذلك زملاء له قاموا بتبيين تلك النواحى من شخصيته. أما نحن فإنا نقدم هذا العمل تخليدا لذكرى رجل عالم دمث الأخلاق دائب البحث عن المعرفة، رجل ظل عقله وقلبه مفتوحين لمشاركة قرنائه طالبى المعرفة. ولقد امتاز الدكتور قاسم برغبته فى المعرفة ومقدرته على مناقشة آرائه وشكوكه يتجلى ذلك فى الأثر الذي تركه لدى كل من التقى به. ولقد اهتم بإثارة القضايا ومناقشتها أكثر من اهتمامه بإثبات آرائه. تلك كانت أبرز سمات شخصيته، وهى أيضا الفضائل التي يذكرها له زملاؤه وطلابه.
ولاعتقادنا أن المهتمين بالفلسفة الإسلامية يودون أن يخرج إلى النور نص تحقيق الدكتور قاسم فقد بدأنا فى إعداده للنشر. ولقد ظهرت أثناء العمل
مخطوطات جديدة لنص ابن رشد استلزمت إعادة مراجعة التحقيق لإكماله على ضوئها. وفى كل ما قدمنا فإنا نعتقد أن لو امتد الأجل بالدكتور قاسم لصنع نفس صنيعنا وكلنا أمل فى أن يكون هذا العمل قد صدر بالصورة التي كان يودها غارسه.(1/18)
ولاعتقادنا أن المهتمين بالفلسفة الإسلامية يودون أن يخرج إلى النور نص تحقيق الدكتور قاسم فقد بدأنا فى إعداده للنشر. ولقد ظهرت أثناء العمل
مخطوطات جديدة لنص ابن رشد استلزمت إعادة مراجعة التحقيق لإكماله على ضوئها. وفى كل ما قدمنا فإنا نعتقد أن لو امتد الأجل بالدكتور قاسم لصنع نفس صنيعنا وكلنا أمل فى أن يكون هذا العمل قد صدر بالصورة التي كان يودها غارسه.
ومن المناسب هنا أيضا أن أنوه بكل من ساهم فى إظهار هذا الكتاب من مؤسسات علمية وأفراد علميين، وأخص بالذكر أسرة المرحوم الدكتور محمود قاسم التي قدمت لى مشكورة صورة من مسودات عمله فى تحقيق الكتب الأربعة الأولى. وأضيف أيضا تقديرى للأستاذ الدكتور السعيد بدوى لمعاونته حين بدأت فى إكمال مشروع الدكتور قاسم. وكذلك أود أن أذكر المساعدات التي قدمت لى من إدارة مؤسسة فولبرايت للأبحاث بالولايات المتحدة الأمريكية، وسماح تلك الإدارة لى أن أغير خطة بحث سابق وأترك مشروعه كى أبدأ فى هذا التحقيق. ومع أن للإدارة الحكيمة ثوابها الخاص، فإنى أرجو أن يروا فى هذا العمل قدرا من التشجيع حين يرون ثمرة غرسهم فى هذا المشروع الجديد. وأود أيضا أن أقدم تقديرى وشكرى لكل من شارك فى هذا المشروع من مركز البحوث الأمريكى بمصر ومعهد سميثسونيان وهما راعيا هذا المشروع وهو برنامج دراسة المنطق الإسلامى فى القرون الوسطى. وأضيف تقديرى وشكرى لمساعدات الجمعية الفلسفية الأمريكية فى إكمال هذا المشروع. ولقد عاون فى العمل فى تحقيق هذا الكتاب فى مرحلة مبكرة الدكتور محمد الجليند المدرس بكلية دار العلوم وكان يعاون الدكتور قاسم من بداية عمله. كما أن السيد / همام فوزى حسن الباحث بمركز تحقيق التراث قد قدم عونا مثمرا فى مرحلة تالية. وفى الختام أود أن أعبر
عن شكرى وتقديرى الخاص لزميلى وصديقى الدكتور أحمد عبد المجيد هريدى المدرس بكلية الآداب بجامعة المنيا لكل ما يقدمه من عون ومساعدة لهذا المشروع منذ بدايته. وأخيرا أود أن أنوه بالتشجيع الأدبى والعون والتوجيه الحسن الذي يقدمه الأستاذ الدكتور محسن مهدى لهذا المشروع.(1/19)
ومن المناسب هنا أيضا أن أنوه بكل من ساهم فى إظهار هذا الكتاب من مؤسسات علمية وأفراد علميين، وأخص بالذكر أسرة المرحوم الدكتور محمود قاسم التي قدمت لى مشكورة صورة من مسودات عمله فى تحقيق الكتب الأربعة الأولى. وأضيف أيضا تقديرى للأستاذ الدكتور السعيد بدوى لمعاونته حين بدأت فى إكمال مشروع الدكتور قاسم. وكذلك أود أن أذكر المساعدات التي قدمت لى من إدارة مؤسسة فولبرايت للأبحاث بالولايات المتحدة الأمريكية، وسماح تلك الإدارة لى أن أغير خطة بحث سابق وأترك مشروعه كى أبدأ فى هذا التحقيق. ومع أن للإدارة الحكيمة ثوابها الخاص، فإنى أرجو أن يروا فى هذا العمل قدرا من التشجيع حين يرون ثمرة غرسهم فى هذا المشروع الجديد. وأود أيضا أن أقدم تقديرى وشكرى لكل من شارك فى هذا المشروع من مركز البحوث الأمريكى بمصر ومعهد سميثسونيان وهما راعيا هذا المشروع وهو برنامج دراسة المنطق الإسلامى فى القرون الوسطى. وأضيف تقديرى وشكرى لمساعدات الجمعية الفلسفية الأمريكية فى إكمال هذا المشروع. ولقد عاون فى العمل فى تحقيق هذا الكتاب فى مرحلة مبكرة الدكتور محمد الجليند المدرس بكلية دار العلوم وكان يعاون الدكتور قاسم من بداية عمله. كما أن السيد / همام فوزى حسن الباحث بمركز تحقيق التراث قد قدم عونا مثمرا فى مرحلة تالية. وفى الختام أود أن أعبر
عن شكرى وتقديرى الخاص لزميلى وصديقى الدكتور أحمد عبد المجيد هريدى المدرس بكلية الآداب بجامعة المنيا لكل ما يقدمه من عون ومساعدة لهذا المشروع منذ بدايته. وأخيرا أود أن أنوه بالتشجيع الأدبى والعون والتوجيه الحسن الذي يقدمه الأستاذ الدكتور محسن مهدى لهذا المشروع.
تشارلس بترورث القاهرة فى 18أكتوبر 1979(1/20)
تشارلس بترورث القاهرة فى 18أكتوبر 1979
شروح ابن رشد وأهميتها
يصل من حين لآخر إلى علم دارس الفلسفة العربية فى القرون الوسطى كيف أن أبا الوليد بن رشد قد أخذ على عاتقه مهمة تفسير مؤلفات أرسطو وشرح مذهبه بتكليف من الأمير أبى يعقوب يوسف (548هـ / 1153م). والمغزى الأساسى لقصة التكليف هذه هو أن ابن رشد قد طلب منه بواسطة أميره الذي أظهر رغبة واضحة فى دفع الشك الذي كان يحوم حول الفلسفة أن يفسر نصوص أرسطو بعبارة مستقيمة. وقد كان الدافع إلى هذا التكليف إحساس الأمير أبى يعقوب أن شروح أرسطو العربية السابقة غير وافية، بالإضافة إلى أن الترجمات العربية الأولى كانت مربكة بصورة تجعل من المستحيل على أى إنسان أن يصل إلى إدراك واضح لفكر أرسطو. وتوعز هذه القصة أيضا بالاحترام الكبير الذي يكنه الأمير لابن رشد باختياره دون غيره من العلماء المعاصرين للاضطلاع بهذه المهمة، على أن هناك قصدا آخر تتضمنه القصة لا يمكن إهماله أعنى بذلك الانتقاد الضمنى لأسلاف ابن رشد وعلى الأخص لاثنين من أعلامهم، وهما أبو نصر الفارابى وأبو على بن سينا. وقد كتب كلاهما بصورة شاملة فى الموضوعات التي تناولتها كتب أرسطو، وبصرف النظر عما إذا كانت كتاباتهما ينبغى أن توصف كتفسيرات لأرسطو أم لا، فلا شك فى أنها شروح لكتابات وأفكار أرسطو.
فقد كتب أبو نصر الفارابى مثلا عددا من الرسائل فى صناعة المنطق بالإضافة إلى رسالة طويلة عن الصناعة كلها، وتشمل هذه الرسالة قسما عن كتاب المقولات لأرسطو (1). ويستشهد أبو نصر كثيرا فى مؤلفه هذا بأرسطو، ويحاول فى بعض المواضع أن يشرح نص الكتاب أو يفرق بين ما يفهم على أنه المعنى اللائق لقول أرسطو وما يقول به المفسرون الآخرون عن معناه المناسب (2). ومن هذه الناحية فإن نص أبى نصر يبدو كانه تفسير غير مترابط أو شرح إجمالى لكتاب المقولات لأرسطو. إلا أنه عند النظر لرسالة الفارابى ككل يصبح واضحا اختلافها عن نص كتاب المقولات لأرسطو بدرجة تبدو أنها لا تقدم مفهوما صحيحا لمن يريد أن يحصل على فكرة سليمة عما كان أرسطو يريد أن يقدمه من أفكار فى كتاب المقولات. وهذا الحكم يصدق على المستوى الظاهرى بالإضافة إلى المستوى الخاص للقول ذاته. وعلى سبيل المثال فبالرغم من أن كتاب المقولات يحتل مكان الصدر لصناعة المنطق عند أرسطو، فإن الفارابى جعل كتاب المقولات هو القسم الرابع من رسائله فى الصناعة. وقد قدم الفارابى لذلك بالقول فى الأقاويل التي بها يسهل الشروع فى صناعة المنطق وهى متضمنه فى رسالتين، الأولى رسالة فى صناعة المنطق وعلاقتها بالصنائع الأخرى، والثانية فحص عن معانى الألفاظ والاصطلاحات المستعملة فى المنطق، وأيضا مختصر فى كتابه(1/21)
يصل من حين لآخر إلى علم دارس الفلسفة العربية فى القرون الوسطى كيف أن أبا الوليد بن رشد قد أخذ على عاتقه مهمة تفسير مؤلفات أرسطو وشرح مذهبه بتكليف من الأمير أبى يعقوب يوسف (548هـ / 1153م). والمغزى الأساسى لقصة التكليف هذه هو أن ابن رشد قد طلب منه بواسطة أميره الذي أظهر رغبة واضحة فى دفع الشك الذي كان يحوم حول الفلسفة أن يفسر نصوص أرسطو بعبارة مستقيمة. وقد كان الدافع إلى هذا التكليف إحساس الأمير أبى يعقوب أن شروح أرسطو العربية السابقة غير وافية، بالإضافة إلى أن الترجمات العربية الأولى كانت مربكة بصورة تجعل من المستحيل على أى إنسان أن يصل إلى إدراك واضح لفكر أرسطو. وتوعز هذه القصة أيضا بالاحترام الكبير الذي يكنه الأمير لابن رشد باختياره دون غيره من العلماء المعاصرين للاضطلاع بهذه المهمة، على أن هناك قصدا آخر تتضمنه القصة لا يمكن إهماله أعنى بذلك الانتقاد الضمنى لأسلاف ابن رشد وعلى الأخص لاثنين من أعلامهم، وهما أبو نصر الفارابى وأبو على بن سينا. وقد كتب كلاهما بصورة شاملة فى الموضوعات التي تناولتها كتب أرسطو، وبصرف النظر عما إذا كانت كتاباتهما ينبغى أن توصف كتفسيرات لأرسطو أم لا، فلا شك فى أنها شروح لكتابات وأفكار أرسطو.
فقد كتب أبو نصر الفارابى مثلا عددا من الرسائل فى صناعة المنطق بالإضافة إلى رسالة طويلة عن الصناعة كلها، وتشمل هذه الرسالة قسما عن كتاب المقولات لأرسطو (1). ويستشهد أبو نصر كثيرا فى مؤلفه هذا بأرسطو، ويحاول فى بعض المواضع أن يشرح نص الكتاب أو يفرق بين ما يفهم على أنه المعنى اللائق لقول أرسطو وما يقول به المفسرون الآخرون عن معناه المناسب (2). ومن هذه الناحية فإن نص أبى نصر يبدو كانه تفسير غير مترابط أو شرح إجمالى لكتاب المقولات لأرسطو. إلا أنه عند النظر لرسالة الفارابى ككل يصبح واضحا اختلافها عن نص كتاب المقولات لأرسطو بدرجة تبدو أنها لا تقدم مفهوما صحيحا لمن يريد أن يحصل على فكرة سليمة عما كان أرسطو يريد أن يقدمه من أفكار فى كتاب المقولات. وهذا الحكم يصدق على المستوى الظاهرى بالإضافة إلى المستوى الخاص للقول ذاته. وعلى سبيل المثال فبالرغم من أن كتاب المقولات يحتل مكان الصدر لصناعة المنطق عند أرسطو، فإن الفارابى جعل كتاب المقولات هو القسم الرابع من رسائله فى الصناعة. وقد قدم الفارابى لذلك بالقول فى الأقاويل التي بها يسهل الشروع فى صناعة المنطق وهى متضمنه فى رسالتين، الأولى رسالة فى صناعة المنطق وعلاقتها بالصنائع الأخرى، والثانية فحص عن معانى الألفاظ والاصطلاحات المستعملة فى المنطق، وأيضا مختصر فى كتابه
__________
(1) انظر: أبو نصر الفارابى «كتاب قاطاغورياس أى المقولات» نشره دنلوب مع ترجمة إلى اللغة الانجليزية:
.. ،،،، =، (7591)،. 381861
(9591)،. 7312.
(2) انظر: المصدر السابق، فقرات 2، 13، 15، 16، 18، 22، 23.(1/22)
إيساغوجى أى المدخل (3). ويبدو حينئذ جليا أن أبا نصر مع هؤلاء الذين يرون أن هذا هو المقدمة الملائمة لدراسة منطق أرسطو وأن إصلاحه يعد من الضروريات.
ولسوء الحظ فإن سكوت الفارابى عن ذكر ما دفعه لجعل كتاب إيساغوجى مقدمة لكتاب المقولات يمنع القارئ من معرفة أى شىء عن المسائل الأساسية فى هذه المناقشة، وبالتالى لا يمكنه من الوصول إلى فهم أفضل لقيمة نص أرسطو.
وتثور مشا كل أخرى مماثلة عند ما شرع أبو نصر فى دراسة كتاب المقولات لأرسطو، فإننا نراه يغير فى ترتيب نص أرسطو ويعدل فى نصوصه ويخرج كثيرا عن مذهب أرسطو المحدد، كل ذلك على حد سواء. وعلى سبيل المثال فإن الفارابى فى كتاب المقولات كما فى مواضع أخرى من رسالته يحذف بالكلية القول فى الأسماء المتفقة وفى الأسماء المتواطئة وفى الأسماء المشتقة، وهى الأقوال التي بدأ بها أرسطو كتابه. ورغم أن هذا النوع من الحذف قد يوحى بأن الفارابى يتابع المدرسة الفكرية التي تتساءل عن صحة الرواية النقلية لكتاب المقولات لأرسطو، فهو لا يفسر سبب هذا الحذف ولا يلقى أى ضوء على تلك المشكلة. ومن ناحية أخرى فإنا نجد الفارابى يضيف إلى نص أرسطو، كأنه يريد بذلك أن يوازن
__________
(3) انظر أعمال الفارابى التي نشرها دنلوب وهى:
رسالة صدر بها الكتاب:
،،، =، (7591)،. 532422.
الفصول فى التوطئة:
،،،،، (5591)،. 282462.
كتاب ايساغوجى أى المدخل:
،،،،،، (6591)،. 831711.(1/23)
ذلك الحذف. ويتكلم الفارابى بصورة مطولة عن الفرق بين الجوهر والعرض، وعن الأسباب الضرورية، وعن الفرق بين المعقول وبين المقول طبقا لقواعد صناعة المنطق، وعن التباين بين المحمول على الطريق الطبيعى والمحمول على الطريق الغير الطبيعى (4). وفى الوقت الذي نرى فيه أرسطو يفصل القول فى المقولات الخاصة بالجوهر والكم والإضافة والكيفية فقط، نرى الفارابى يفصل القول فى كل المقولات العشر دون إشارة إلى سكوت أرسطو عن القول فى المقولات الستة الباقية. وفى النهاية فإن الفارابى يخالف أرسطو بتغييره لترتيب أقواله فى المقولات الأربعة دون أن يوضح علة وقيمة ما صنع.
ولا نقصد بهذه التعليقات إنكار الوضوح الشامل والصفة التعليمية الواضحة فى نص الفارابى. وإن قراءة رسالة الفارابى يمكن أن تفيد دارس المنطق فائدة كبرى لأنه يعرض بوضوح شديد للمفاهيم الأساسية المستعملة فى المناقشات المتقدمة للمنطق، وأيضا لأن الفارابى يعطى أمثلة كثيرة لتبيين كيف ينبغى أن يتكلم بحسب قواعد المنطق. ولكن المقصود هاهنا إظهار كيف أن رسالة الفارابى محدودة القيمة لمن ينشد فهم كتاب المقولات لأرسطو، ففى أحيان كثيرة عمدت الرسالة إلى البحث فى المقولات ونواحى أخرى من معانى المنطق تتعلق بالقول فى كتاب ما بعد الطبيعة أكثر مما تتعلق بالأقوال الواردة فى كتاب
__________
(4) انظر: الفارابى، المقولات، فقرة 15، 43، 56، 57، 58، 41، 42، وانظر أيضا:
ابن رشد تلخيص إيساغوجى ص 18من المقدمة، هامش 33فى نشرة دافيدسون:
.. ،،)،.:، 9691).(1/24)
المقولات. وهذا الحكم يجد نفس الصدى فى كتابات الفارابى الأخرى فى المنطق، بصرف النظر عن مدى جدواها لفهم قواعد صناعة المنطق.
أما كتابات ابن سينا فى المنطق فإنها أيضا غير وافية لإيضاح فكر أرسطو.
فقد كتب مثل الفارابى عددا من الرسائل القصيرة، ورسالة واحدة مطولة فى صناعة المنطق. ويضاف إلى هذا أنه خصص قسما كاملا من كتابه الكبير «الشفاء» لصناعة المنطق، وخصص أحد أجزاء هذا القسم التسع لمقولات أرسطو (5). وهو مع ذلك لم ينظر إلى كتاب المقولات على أنه المدخل الملائم لصناعة المنطق وشأنه فى ذلك شأن الفارابى. فهو يسبق فحصه لكتاب المقولات لأرسطو بفحص كتاب الإيساغوجى. وعند ما ينتقل منه إلى كتاب المقولات نجده يبدؤه بتبيين لم كانت معرفة هذه المقولات لا تعين على الإطلاق فى تعلم صناعة المنطق، وأيضا يبين لماذا كانت قليلة الأهمية فى تحديد دقيق لعدد المقولات (6). وبرغم ما يقوله ابن سينا فإنه يستمر دون محاولة منه لإبطالها، فهو يذكر أن هذه الأشياء سوف لا تعوقه عن مناقشة المقولات، ثم يشرع فى ذلك.
وكتاب المقولات لابن سينا عمل مطول، فهو يذهب إلى أبعد من نص أرسطو ولينظر فى الآراء المختلفة التي قدمها عديد من مفسرى أرسطو أو ليكشف عن المسائل الناتجة عن مناقشة المقولات المختلفة. ويسير ابن سينا على نسق نص أرسطو لا يخرج عن ترتيبه إلا فى مواضع قليلة، مثل القول فى «له». ومع
__________
(5) انظر: ابن سينا، المقولات (قسم من المنطق من كتاب الشفاء)، نشرة الأب، ج قنواتى وآخرين (القاهرة: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، 1959).
(6) انظر المصدر السابق: 4: 515: 18.(1/25)
ذلك فإن الالتزام النسبى بترتيب أقاويل أرسطو لا يتعادل مع تناوله لتلك الأقاويل، وهذا هو ما يحول دون الاعتماد على كتاب المقولات من الشفاء لابن سينا كمصدر مناسب لتعرف صورة دقيقة لفكر أرسطو. فهو يسهب الحديث عن قول أرسطو فى الجواهر الأول والثوانى ليصل إلى نوع ثالث من الجواهر يطلق عليه الجواهر الثوالث. ونجده فى موضع واحد يطلق العنان لحواره فى مواجهة هؤلاء الذين يقدمون تأويلات خاطئة لمقولة الإضافة مما يجره إلى مناقشة لموضوع الوحى والملائكة وخلق العالم، فى حين أن أرسطو أوضح مرارا أن مستوى حديثه فى كتابه كان بعيدا عن كل ذلك (7). وتبعا لذلك فإن دارس كتاب المقولات لابن سينا يتعرف منه بصورة أكبر المقدرة العقلية لابن سينا والجدل السائد حول دراسة المقولات كأسلوب فى المنطق، أو كبعض الأشياء التي كتب أرسطو عنها بصورة عارضة أكثر مما يتعرف قول أرسطو فعلا فيما يتعلق بالمقولات أو بفائدة ما قاله.
ومرة أخرى، فليس المقصود بهذه التعليقات أن تكون تقييما يحط من قدر كتابات الفارابى أو ابن سينا. ولقد بينت الدراسات الحديثة عن الفارابى كيف أنه يجب علينا أن لا نستخف بكتاباته، وأما ابن سينا فرغم النقد الذي وجهه إليه ابن رشد فيجب علينا أيضا أن لا نستخف بكتاباته أو نقلل من قيمتها.
وما أوردناه هاهنا من تعليقات وملاحظات إنما القصد منه توضيح أساس النقد الضمنى الذي وجهه أو يعقوب لأبى نصر وأبى على كمفسرين لأرسطو، وأنه انبنى على أساس حقيقى، وأيضا للإشارة إلى طبيعة مهمة ابن رشد التي قصد إليها
__________
(7) انظر: المصدر السابق: 10291و 154: 15518: 12.(1/26)
عند ما شرع فى شرح كتابات أرسطو، فهو يوضح قصده بصورة أوضح فى السطور الأولى من الكتاب الذي نقدمه هنا بقوله:
الغرض فى هذا القول تلخيص المعانى التي تضمنتها كتب أرسطو فى صناعة المنطق وتحصيلها بحسب طاقتنا وذلك على عادتنا فى سائر كتبه. ولنبدأ بأول كتاب من كتبه فى هذه الصناعة وهو كتاب المقولات (8)
وفى إيضاح ابن رشد لغرضه هذا نتبين ثلاثة أشياء ذات مغزى مباشر، أولها التعبير الذي يستعمله ابن رشد لوصف كتابه هذا وهو «تلخيص»، وثانيها تصريحه بأنه فعل مثل ذلك فى كتب أخرى لأرسطو، وثالثها قوله إنه سيبدأ بأول كتاب من كتب أرسطو فى صناعة المنطق وهو كتاب المقولات.
وشروح ابن رشد لمؤلفات أرسطو يمكن أن تقسم بوجه عام إلى «جوامع» أى شروح مختصرة، و «تلاخيص» أى شروح متوسطة، و «شروح» أو «تفسيرات» أى شروح مطولة. ومع إدراك اضطراب استعمال الباحثين السابقين لهذه التقسيمات، ومع اكتشاف أن النشرات الحديثة لبعض الشروح قد حددت بصورة خاطئة تعريف النص المنشور بالإضافة إلى الاعتراف بعدم وجود أمثلة لهذه الأنواع الثلاثة من شروح ابن رشد فى نصوصها العربية، فقد أدى ذلك ببعض الباحثين المعاصرين إلى التساؤل عن دقة التقسيم. إلا أنه من الواضح أن ابن رشد قد كتب نوعين مختلفين من الشروح للأورجانون
__________
(8) انظر: ابن رشد، تلخيص كتاب المقولات من هذه النشرة فقرة 1.(1/27)
كله بالإضافة إلى نوع آخر من الشرح لكتاب البرهان (9). وعند مقارنة هذه الأنواع الثلاثة المختلفة من الشروح، فإنه يصبح ظاهرا بجلاء أنه بينما لا يفسر هذا التلخيص لكتاب المقولات والتلاخيص الأخرى فى المنطق الذي هو جزء منها نص أرسطو مثلما يفسره شرح كتاب البرهان، إلا أنها جميعا تقدم إلى حد بعيد معلومات عن النص أكثر من مجموعة شروحه الأخرى للأورجانون.
وهكذا يبدو من الملائم أن نصنف هذا النص على أنه تلخيص لكتاب المقولات.
يبدأ ابن رشد هذا التلخيص بعرض نص أرسطو فى تقسيم ثلاثى، فهو يدرك أن النص يتضمن جزءا تمهيديا وآخر تبحث فيه المقولات ذاتها، وجزءا ختاميا تبحث فيه الأمور العامة أو الثانوية التي تتعلق بالمقولات. وحين يبدأ كل جزء من هذه الأجزاء فإنه يقسمه إلى فصول أو إلى أقسام وفصول أو إلى أقسام وأقوال وفصول. وفى بداية كل جزء أو قسم أو قول يجمل بعناية المواضع
__________
(9) عن الجوامع أو الشروح الصغرى، انظر: ابن رشد، جوامع لكتب أرسطوطاليس فى الجدل والخطابة والشعر، تحقيق وترجمة تشارلس بترورث:
،،، =،،، = =، =. ... (:، 7791).
أما الشرح الأكبر لابن رشد لكتاب البرهان فلم يصل إلينا نصه العربى، ولكن وصلت إلينا ترجمته من العربية الى اللاتينية وقد طبعه آل جوننا بالبندقية سنة 1562م ضمن مجموعة كبيرة من الشروح الرشدية مع النصوص الأرسطية المترجمة إلى اللغة اللاتينية نشرت فى احد عشر مجلدا:
(،).،.
العامة التي ترد فيما يلى ذلك. وأيضا فإنه يعنى عناية خاصة بتنبيه القارئ إلى الخاصة التي تميز كل مقولة وإلى الصفات المتنوعة التي تشارك بها هذه المقولة المقولات الأخرى. ويبدو تقسيم النص إلى أجزاء وفصول وأقسام وأقوال شيئا من إبداع ابن رشد نفسه، وهو إبداع مفيد إلى حد بعيد. وعلى الرغم من أنه لا يقدم إضافة إلى نص أرسطو ولا يعدل فى آراء أرسطو على نحو هام، إلا أنه يوضح ما حاول أرسطو أن يقوله، وأيضا يرتب بحق أقوال أرسطو الترتيب الدقيق الذي لم يكن واضحا بصورة مباشرة. وبالإضافة إلى ما تقدم فإن ابن رشد بتحديده للملامح البارزة لبحث أرسطو فى كل مقولة وإبراز الشكوك أو القضايا المتعلقة بكل مقولة وأيضا باقتراحه وسائل حل هذه الشكوك والقضايا إنما يعين القارئ على فهم أوضح لنص أرسطو.(1/28)
__________
(،).،.
العامة التي ترد فيما يلى ذلك. وأيضا فإنه يعنى عناية خاصة بتنبيه القارئ إلى الخاصة التي تميز كل مقولة وإلى الصفات المتنوعة التي تشارك بها هذه المقولة المقولات الأخرى. ويبدو تقسيم النص إلى أجزاء وفصول وأقسام وأقوال شيئا من إبداع ابن رشد نفسه، وهو إبداع مفيد إلى حد بعيد. وعلى الرغم من أنه لا يقدم إضافة إلى نص أرسطو ولا يعدل فى آراء أرسطو على نحو هام، إلا أنه يوضح ما حاول أرسطو أن يقوله، وأيضا يرتب بحق أقوال أرسطو الترتيب الدقيق الذي لم يكن واضحا بصورة مباشرة. وبالإضافة إلى ما تقدم فإن ابن رشد بتحديده للملامح البارزة لبحث أرسطو فى كل مقولة وإبراز الشكوك أو القضايا المتعلقة بكل مقولة وأيضا باقتراحه وسائل حل هذه الشكوك والقضايا إنما يعين القارئ على فهم أوضح لنص أرسطو.
وطوال هذا التلخيص تبين مقدرة ابن رشد على أن يكون دليلا خبيرا إلى فكر أرسطو. وهو يميز بدقة بين رأيه الشخصى ورأى أرسطو، فنراه فى أحيان كثيرة يبرز عبارة أرسطو مميزة فى شكل واضح مسبوقة بكلمة «قال» وفى أحيان أخرى نراه يقدم عبارة أرسطو مع بعض التغيير فى لغة الترجمة العربية للأورجانون، وهو فى هذه الحالة يتصرف بفكر وتدبر دون متابعة عمياء لأرسطو كما يزعم بعض الباحثين الذين كتبوا عن ابن رشد. وبينما وردت كلمة «قال» فى بداية كل فصل من فصول الجزء الأول فإنها لم ترد إلا ستا وعشرين مرة فى أقسام وفصول الجزء الثاني وهى اثنين وأربعين قسما وفصلا كما لم ترد إلا إحدى عشرة أو اثنتى عشرة مرة فى أقسام وفصول وأقوال الجزء الثالث وهى خمسة عشرة قسما وفصلا وقولا. وبعبارة أخرى فإن استعمال ابن رشد لكلمة «قال» أو عدم استعماله لها لا يشكل سمة مطردة فى تعريف تلاخيص ابن رشد. فقد استخدم بالفعل
كلمة «قال» خمس مرات فقط فى تلخيص العبارة مرة منها فى الفصل الأول ومرتين فى كل من الفصلين الرابع والخامس.(1/29)
وطوال هذا التلخيص تبين مقدرة ابن رشد على أن يكون دليلا خبيرا إلى فكر أرسطو. وهو يميز بدقة بين رأيه الشخصى ورأى أرسطو، فنراه فى أحيان كثيرة يبرز عبارة أرسطو مميزة فى شكل واضح مسبوقة بكلمة «قال» وفى أحيان أخرى نراه يقدم عبارة أرسطو مع بعض التغيير فى لغة الترجمة العربية للأورجانون، وهو فى هذه الحالة يتصرف بفكر وتدبر دون متابعة عمياء لأرسطو كما يزعم بعض الباحثين الذين كتبوا عن ابن رشد. وبينما وردت كلمة «قال» فى بداية كل فصل من فصول الجزء الأول فإنها لم ترد إلا ستا وعشرين مرة فى أقسام وفصول الجزء الثاني وهى اثنين وأربعين قسما وفصلا كما لم ترد إلا إحدى عشرة أو اثنتى عشرة مرة فى أقسام وفصول وأقوال الجزء الثالث وهى خمسة عشرة قسما وفصلا وقولا. وبعبارة أخرى فإن استعمال ابن رشد لكلمة «قال» أو عدم استعماله لها لا يشكل سمة مطردة فى تعريف تلاخيص ابن رشد. فقد استخدم بالفعل
كلمة «قال» خمس مرات فقط فى تلخيص العبارة مرة منها فى الفصل الأول ومرتين فى كل من الفصلين الرابع والخامس.
وتبدو القاعدة على الأصح فى ما يقدمه ابن رشد فى تأليف ما. فهنا كما فى التلاخيص الأخرى فى المنطق يهتم ابن رشد بتوضيح ما كان يحاول أرسطو أن يقوله فى كتابه. ولذلك فابن رشد يحترم ترتيب النص والأهمية المتناسبة التي أعطاها أرسطو لكل من القضايا المختلفة. ونرى ابن رشد ينفصل عن نص أرسطو لحل المسائل التي يرى أنها مثيرة للبحث بوجه خاص، أو لتصحيح ما يعتبره تأويلا خاطئا للفارابى أو لهؤلاء الذين يطلق عليهم «المفسرون» أو لإيضاح ما فهمه على أنه الغرض العام لأرسطو فى الكتاب. وبناء على ذلك فهو يقبل ما قدمه أرسطو من تفسير لكل مقولة، ويتابعه فى الحديث المفصل عن أربع منها فقط.
وعلى كل حال فإن ملامح تأويلات أو تلاخيص ابن رشد تبدو متشابكة بالقدر الذي يجعل بحثها جديا يحتاج إلى بحوث تفصيلية متشابكة. ومن المهم هنا الآن تفهم القصد العام لأرسطو كما عبر عنه ابن رشد، وهو لا يرى أن كتاب المقولات كتاب علمى، رغم أنه يسلم بأن كتاب المقولات يقدم الأصول لصناعة هامة جدا هى صناعة البرهان. وبالأخرى فإن ابن رشد يرى أن أرسطو قد أسس أقواله على مشهورات، وأيضا حاول أن ينقل القارئ من ما فى بادئ الرأى الذي هو جزء من الحياة اليومية إلى استخدام أدق للكلام، أو ينقله إلى إدراك أكبر لما تنطوى عليه أنواع مختلفة من الأقاويل. وهذا الحكم من ابن رشد على أرسطو باعتماده على المشهورات فى أحوال كثيرة أو باعتماده على ما فى بادئ الرأى سمح له أن يوضح قضايا فى النص كانت تحير الآخرين (10).
__________
(10) انظر: ابن رشد، تلخيص كتاب المقولات من هذه النشرة، فقرة 109، 113، 49، 59، 60، 61.(1/30)
والجانب الثاني الذي أوضحه ابن رشد لغرضه من هذا الكتاب والذي يبدو ذا قيمة هو اعترافه أنه قد سلك طريقة التلخيص هذه فى كتب أخرى لأرسطو.
وبعبارة أخرى فإن محاولته بيان ترتيب قول أرسطو وقيامه بتحديد المطالب التي قد تحدث لبسا وحلها، وكذلك اهتمامه المستمر بما يقصده أرسطو، كل هذه تمثل معالم بارزة لنوع من شروحه. وبكل تأكيد فإنها لا تظهر فى المجموعة الأخرى من الشروح التي ألفها ابن رشد فى صناعة المنطق. وفى هذه الشروح الأخرى ونعنى بها «الجوامع» يغير تنظيم كتب أرسطو المختلفة فى الأورجانون ويعطيها عناوين أخرى، ويقدم صناعة المنطق بطريقة تبدو للوهلة الأولى متلائمة مع طريقة أرسطو فى الأورجانون. وبمقارنة هذين النوعين من شروح ابن رشد يتبين أنه لم يكن نادما على تصرفه فى نص أرسطو، مما يوحى بأن إخلاصه للنص فى نوع الشرح المقدم هنا يرجع إلى الغرض الخاص الذي استهدفه، ولا يمكن أن يرد إلى أى عجز فطرى يقطع العلاقة بينه وبين أرسطو.
وأما الملاحظة أنه قد لخص كتابا آخر لأرسطو فإنها ذات أهمية من حيث أنها تبين أنه لم يبدأ تلاخيصه بكتاب الأورجانون، ويبدو فى النصوص الأخرى التالية لنص المقولات بوضوح اطلاع ابن رشد على مؤلفات أرسطو الأخرى حيث يشير إلى مؤلفاته الأخرى فى المنطق ويذكر أيضا كتابيه «النفس» و «ما بعد الطبيعة».
وهذه الملاحظة ذات دلالة هامة لأن المخطوطة المأخوذة أصلا للتحقيق لهذه النشرة تشير إلى بعض التواريخ التي يستفاد منها موعد انتهاء ابن رشد من تلخيصه لبعض كتب أرسطو فقد ذكر انتهاءه من تلخيص الجزء الثاني من كتاب الجدل فى 19من رجب عام 563هـ / أبريل 1168م، بينما ذكر انتهاءه من تلخيص كتاب الخطابة فى 5من المحرم عام 571هـ / يوليو 1175م. فإذا لا حظنا
فارقا زمنيا قدره قرابة الثمان سنوات بين تأليفه لتلخيص الجزء الأخير من كتاب الجدل وتلخيص كتاب السفسطة وكتاب الخطابة فإنه يبدو من المناسب التصور أنه ما كان يمكن له أن يؤلف تلاخيصه لكتب المقولات والعبارة والقياس والبرهان والجزءين الأول والثاني من كتاب الجدل فى وقت أقل من نصف هذه المدة. وتأسيسا على الاستنتاج السابق فإن تلخيص كتاب المقولات لم يتم تأليفه متأخرا كثيرا عن 1163م أو 1164م بل يحتمل أن يكون قبل ذلك.(1/31)
وهذه الملاحظة ذات دلالة هامة لأن المخطوطة المأخوذة أصلا للتحقيق لهذه النشرة تشير إلى بعض التواريخ التي يستفاد منها موعد انتهاء ابن رشد من تلخيصه لبعض كتب أرسطو فقد ذكر انتهاءه من تلخيص الجزء الثاني من كتاب الجدل فى 19من رجب عام 563هـ / أبريل 1168م، بينما ذكر انتهاءه من تلخيص كتاب الخطابة فى 5من المحرم عام 571هـ / يوليو 1175م. فإذا لا حظنا
فارقا زمنيا قدره قرابة الثمان سنوات بين تأليفه لتلخيص الجزء الأخير من كتاب الجدل وتلخيص كتاب السفسطة وكتاب الخطابة فإنه يبدو من المناسب التصور أنه ما كان يمكن له أن يؤلف تلاخيصه لكتب المقولات والعبارة والقياس والبرهان والجزءين الأول والثاني من كتاب الجدل فى وقت أقل من نصف هذه المدة. وتأسيسا على الاستنتاج السابق فإن تلخيص كتاب المقولات لم يتم تأليفه متأخرا كثيرا عن 1163م أو 1164م بل يحتمل أن يكون قبل ذلك.
والنقطة الثالثة الهامة فى تقديم ابن رشد لتلخيصه لكتب أرسطو فى المنطق، هى ما ذكره من أنه سيبدأ هذا التلخيص بأول كتاب من كتب أرسطو فى صناعة المنطق وهو كتاب المقولات. وبعبارة أخرى فهو لا يرى ما يدعو لأن يتقدم عمله تلخيص كتاب الإيساغوجى لفرفوريوس. وإذا ما عرفنا أن ابن رشد بدأ جوامعه فى المنطق (الشرح المختصر) بجوامع كتاب إيساغوجى، وأن تلخيصا لإيساغوجى ألفه ابن رشد يوجد فعلا، فإن عبارة ابن رشد تبدو خادعة (11). ومع ذلك فإن هذا هو المظهر الخارجى فقط.
فإن ابن رشد بدأ جوامعه بكتاب إيساغوجى، لأنه كان مهتما بتقديم تأويل خاص لصناعة المنطق فى هذه الجوامع ولم يكن يقصد شرح نص أرسطو للقارئ. وهو يبدى ذلك بوضوح فى بداية عمله حين يذكر أنه سيقدم آراءه
__________
(11) نشر هربرت. أ. دافيدسون النص العبرى لكتابى ابن رشد تلخيص كتاب إيساغوجى وتلخيص كتاب المقولات:
.. ، (،. .، 9691).(1/32)
فى المنطق بطريقة ليس لها إلا صلة قليلة بطريقة أرسطو فى عرض آرائه.
ووجود تلخيص لكتاب الإيساغوجى من تأليف ابن رشد يعد أمرا أكثر شذوذا، وذلك لأنه لا يوجد له نص باللغة العربية، وإن وجد فى ترجمات عبرية ولاتينية، إلا أن هذا لا ينهض دليلا على أن ابن رشد يعتبر كتاب الإيساغوجى مقدمة حقيقية لأرسطو. وعلى العكس من ذلك فإن ابن رشد فى نهاية تلخيصه لكتاب الإيساغوجى يوضح أنه لا يعده جزءا من صناعة المنطق وأنه فى غير حاجة إلى شرح. ويصرح ابن رشد أن كتاب الإيساغوجى بعيد جدا من أن يكون مدخلا مناسبا لصناعة المنطق، ويصرح أيضا أنه إذا كان من الضرورى أن تحتويه مجموعة المنطق فإنه ينتمى إما إلى كتاب البرهان أو إلى كتاب الجدل. وفى نفس القول يعترف ابن رشد بمخالفته للفارابى حول أهمية كتاب الإيساغوجى، ويوضح أنه كتب تلخيص كتاب الإيساغوجى بناء على رغبة بعض الأصدقاء الذين طلبوا منه أن يشرحه. وملاحظاته فى بداية الكتاب تبين أيضا أنه لم يعد كتاب الإيساغوجى مقدمة مناسبة لدراسة المنطق، ففى بداية تلخيصه يذكر أنه كتب هذا التلخيص لأن العادة جرت أن يبدأ المجموع المنطقى بكتاب الإيساغوجى (12).
وبذلك يحافظ ابن رشد على هدفه الأساسى وذلك يتضح أيضا فى كتابته لتلخيص كتاب الإيساغوجى وهو أنه يريد أن يشرح أفكار أرسطو فى المنطق.
__________
(12) انظر: ابن رشد، تلخيص كتاب إيساغوجى، المصدر السابق، ص 27وص 6.(1/33)
منهج التحقيق
عند ما بدأ الأب م. بويج فى تحقيق كتاب المقولات كانت هناك مخطوطات ثلاثة هى المعروفة لتلخيص كتب أرسطو فى المنطق وهى مخطوطات فلورنزا وليدن والقاهرة. وقد نشر تحقيقه لتلخيص كتاب المقولات 1932م.
وعند ما بدأ الدكتور محمود قاسم عمله لا بد أنه كان يعرف أن هناك مخطوطة رابعة وهى التي أشار إليها د. حسين محفوظ فى مقالته بمجلة معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية المجلد الثالث 1957م.
ولما تسلمنا أصول أعمال الدكتور قاسم سنة 1974م وبدأنا فى مراجعتها تعرفنا عدة مخطوطات جديدة بلغت ثلاثة أمثال المخطوطات التي كانت معروفة.
وكان ذلك نتيجة البحث الدائب فى الفهارس القديمة التي نسبت فيها بعض مؤلفات ابن رشد لغيره، وأيضا فيما ينشر من فهارس جديدة وما يصدر من بحوث ومقالات وأيضا نتيجة لتعاون بعض الزملاء.
وقد كانت المخطوطات غير المنسوبة لابن رشد ثلاث مخطوطات، تأكد لنا أنها لابن رشد بفضل العين البصيرة والذاكرة الواعية للصديقين عبد القادر بن شهيدة وهمام فوزى حسن. وقد أشار الأستاذ ابن شهيدة بفحص المخطوطة رقم 2237 المحفوظة بالمكتبة الشرقية العامة ببانكيبور. وقد فهرست على أنها التلخيص وذكر بالفهرس أن اسم المؤلف غير موجود وأنه يحتمل أن يكون مؤلفه أبو نصر
الفارابى. وبفحص البيانات المدرجة بالفهرس والمعلومات المقدمة عن وصف أقسام المخطوطة تأكد أنها تلخيص ابن رشد لكتب أرسطو فى المنطق، إلا أنها تحوى فقط تلخيص الكتب الأربعة الأولى وهى المقولات والعبارة والقياس والبرهان وذلك ما تأكد من مصورة المخطوطة. وأشار الأستاذ ابن شهيدة مرة أخرى بفحص المخطوطة رقم 462/ 10بمكتبة بوهر بكلكتا. وبفحص البيانات المدرجة بالفهرس والمعلومات المقدمة عن وصف المخطوطة تأكد أنها نسخة من تلخيص ابن رشد لكتب أرسطو فى المنطق تحوى مثل مخطوطة بانكيبور الكتب الأربعة الأولى فقط. وهاتان المخطوطتان مثل مخطوطة القاهرة المعروفة للأب بويج والدكتور قاسم يعود تاريخ كتابتهما إلى القرن الثامن عشر الميلادى، وكتبتا بخط نستعليق شرقى. وقد أخبرنا السيد / همام فوزى حسن أن المخطوطة رقم 3769بمكتبة شستربيتي بدبلن قد فهرست بصورة خاطئة، وأن بياناتها بفهارس المكتبة تشير إلى أنها كتاب القياس لأرسطو ترجمة تيودورس فى حين أن بدايتها ونهايتها تطابق نص تلخيص كتب أرسطو فى المنطق، وبفحص مصورة المخطوطة التي حصلنا عليها اتضح أنها مثل مخطوطتى بانكيبور وبوهر تحتوى نفس التلاخيص وهى مكتوبة بخط نستعليق واضح ويرجح أنها كتبت فى القرن السادس عشر الميلادى.(1/35)
وقد كانت المخطوطات غير المنسوبة لابن رشد ثلاث مخطوطات، تأكد لنا أنها لابن رشد بفضل العين البصيرة والذاكرة الواعية للصديقين عبد القادر بن شهيدة وهمام فوزى حسن. وقد أشار الأستاذ ابن شهيدة بفحص المخطوطة رقم 2237 المحفوظة بالمكتبة الشرقية العامة ببانكيبور. وقد فهرست على أنها التلخيص وذكر بالفهرس أن اسم المؤلف غير موجود وأنه يحتمل أن يكون مؤلفه أبو نصر
الفارابى. وبفحص البيانات المدرجة بالفهرس والمعلومات المقدمة عن وصف أقسام المخطوطة تأكد أنها تلخيص ابن رشد لكتب أرسطو فى المنطق، إلا أنها تحوى فقط تلخيص الكتب الأربعة الأولى وهى المقولات والعبارة والقياس والبرهان وذلك ما تأكد من مصورة المخطوطة. وأشار الأستاذ ابن شهيدة مرة أخرى بفحص المخطوطة رقم 462/ 10بمكتبة بوهر بكلكتا. وبفحص البيانات المدرجة بالفهرس والمعلومات المقدمة عن وصف المخطوطة تأكد أنها نسخة من تلخيص ابن رشد لكتب أرسطو فى المنطق تحوى مثل مخطوطة بانكيبور الكتب الأربعة الأولى فقط. وهاتان المخطوطتان مثل مخطوطة القاهرة المعروفة للأب بويج والدكتور قاسم يعود تاريخ كتابتهما إلى القرن الثامن عشر الميلادى، وكتبتا بخط نستعليق شرقى. وقد أخبرنا السيد / همام فوزى حسن أن المخطوطة رقم 3769بمكتبة شستربيتي بدبلن قد فهرست بصورة خاطئة، وأن بياناتها بفهارس المكتبة تشير إلى أنها كتاب القياس لأرسطو ترجمة تيودورس فى حين أن بدايتها ونهايتها تطابق نص تلخيص كتب أرسطو فى المنطق، وبفحص مصورة المخطوطة التي حصلنا عليها اتضح أنها مثل مخطوطتى بانكيبور وبوهر تحتوى نفس التلاخيص وهى مكتوبة بخط نستعليق واضح ويرجح أنها كتبت فى القرن السادس عشر الميلادى.
وفى ايران استطعنا تعرف تسع مخطوطات للنص العربى ثمان منها فى طهران والتاسعة فى مشهد، وذلك بفضل التنقيب ومتابعة البحث فى فهارس المخطوطات التي تنشر حديثا بواسطة صديقى وزميلى الدكتور أحمد عبد المجيد هريدى، وهو
على صلة حميمة ودراية طيبة بالمخطوطات وفهارسها. ورغم الجهود غير المحدودة للحصول على مصورات لهذه المخطوطات سالفة الذكر، فإننا لم نتمكن من الحصول إلا على مصورات مخطوطتين فقط الأولى مخطوطة مشكاة رقم 375 المحفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة طهران والثانية مخطوطة شوراى ملى رقم 5496، وهذه الأخيرة أمكن الحصول عليها بمعاونة الدكتور مهدى محقق.(1/36)
وفى ايران استطعنا تعرف تسع مخطوطات للنص العربى ثمان منها فى طهران والتاسعة فى مشهد، وذلك بفضل التنقيب ومتابعة البحث فى فهارس المخطوطات التي تنشر حديثا بواسطة صديقى وزميلى الدكتور أحمد عبد المجيد هريدى، وهو
على صلة حميمة ودراية طيبة بالمخطوطات وفهارسها. ورغم الجهود غير المحدودة للحصول على مصورات لهذه المخطوطات سالفة الذكر، فإننا لم نتمكن من الحصول إلا على مصورات مخطوطتين فقط الأولى مخطوطة مشكاة رقم 375 المحفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة طهران والثانية مخطوطة شوراى ملى رقم 5496، وهذه الأخيرة أمكن الحصول عليها بمعاونة الدكتور مهدى محقق.
وقد اتضح لنا بفحص بيانات المخطوطات السابقة وما أمكن الحصول عليه منها أنها تنتمى كلها وأيضا نسخة القاهرة ورقمها 9منطق بدار الكتب المصرية إلى فصيلة أو أسرة واحدة وأنها تشترك فى عدة خصائص هى حداثة نسخها واحتوائها على تلخيص ابن رشد للكتب الأربعة الأولى فى المنطق فقط التي هى تلخيص كتاب المقولات وتلخيص كتاب العبارة وتلخيص كتاب القياس وتلخيص كتاب البرهان. وكتابتها بخطوط نستعليق ونسخ مشرقيين. بالإضافة إلى أن مقارنة مخطوطات القاهرة ومشكاة وشستربيتي وشوراى ملى تبين أنه.
لا توجد اختلافات كبيرة بينها، اللهم إلا ما نتج عن أخطاء النساخ وعدم العناية فى الكتابة يضاف إلى ما سبق أن هذه المخطوطات لم تقدم قراءات أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن اللتان هما أقدم المخطوطات إلا فى حالات نادرة جدا. ويبدو أن هذه المخطوطات تنتمى فى أصولها إلى أصل مخطوط ينتمى بصلة ما إلى مخطوطة ليدن وقد لوحظ فى هذا الكتاب على سبيل المثال أن قراءات مخطوطات القاهرة ومشكاة وشستربيتي وشوراى ملى تتفق مع قراءات مخطوطة ليدن ضعف موافقتها لقراءة مخطوطة فلورنزا.
ومع أنا لم نتمكن من الحصول على صور كل المخطوطات الجديدة، إلا أنا رأينا من المناسب أن نقدم تحقيقا جديدا لكتاب المقولات للاعتبارات التالية.(1/37)
لا توجد اختلافات كبيرة بينها، اللهم إلا ما نتج عن أخطاء النساخ وعدم العناية فى الكتابة يضاف إلى ما سبق أن هذه المخطوطات لم تقدم قراءات أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن اللتان هما أقدم المخطوطات إلا فى حالات نادرة جدا. ويبدو أن هذه المخطوطات تنتمى فى أصولها إلى أصل مخطوط ينتمى بصلة ما إلى مخطوطة ليدن وقد لوحظ فى هذا الكتاب على سبيل المثال أن قراءات مخطوطات القاهرة ومشكاة وشستربيتي وشوراى ملى تتفق مع قراءات مخطوطة ليدن ضعف موافقتها لقراءة مخطوطة فلورنزا.
ومع أنا لم نتمكن من الحصول على صور كل المخطوطات الجديدة، إلا أنا رأينا من المناسب أن نقدم تحقيقا جديدا لكتاب المقولات للاعتبارات التالية.
فأول هذه الاعتبارات أنه رغم استحقاق نشرة الأب بويج للثناء فإنها لم تخل من أخطاء، وثانيها أن الأب بويج لم يضف إلى النص أكثر من علامات الترقيم مع تردده فى تحديد خطوات حوار ابن رشد المختلفة فى فقرات بصورة تجعل النص عسير الفهم بطريقة لافتة للنظر، يضاف إلى ذلك أن الأب بويج رغم اهتمامه الشديد بالتفاصيل الدقيقة لم يحاول كثيرا أن يعين القارئ على فهم إشارات ابن رشد المتشابكة. وأخيرا فإنه يبدو أن منهجا نقديا أكثر تبسيطا يتمثل فى جملة من الملاحظات تحدد أساس قراءة معينة للنص تفيد فى إبراز الأفكار الأساسية به سيكون أكثر فائدة لدارسى ابن رشد من المنهج النقدى المعقد الذي يسبب اختلاطا للقارئ الذي اتبعه الأب بويج. فليس هناك فائدة كبيرة فى الحقيقة لإثبات الأخطاء الهجائية فى كل مخطوطة أو الأمثلة الكثيرة التي أغفل فيها الكاتب أن ينقط بعض الحروف، وأيضا فلا داعى لإثبات العبارات الخاطئة التي صوبها ناسخ المخطوطة وأشار إلى ذلك بالعلامات الاصطلاحية المعروفة، أو ما كتبه بعض من قرأ المخطوطة ودون تعليقاته على هامشها.
وباختصار فإن هذا العمل يختلف عن عمل الأب بويج بأنه يحاول جاهدا أن يعرف القارئ بشكل ومضمون ما يقوله ابن رشد ويوفر الأدوات الجيدة للحكم على الاختلافات الجوهرية ذات المعنى بين المخطوطات. ولعل ذلك قد تحقق باستخدام منهج نقدى أكثر تبسيطا وأسهل استخداما. أما عمل ابن رشد
فى التلخيص فتظهره جليا تلك الفقرات المقسمة مع الإشارة إلى ما يناظرها فى نص أرسطو، وأيضا تقسيم النص إلى فقرات مرقمة لكى تتضح خطوات ابن رشد بصورة أوضح. وحتى يتحاشى الشعور بفرض النفس على النص فقد التزمنا تقسيم النص إلى فقرات. وكانت كل فقرة تبدأ عند ما يغير ابن رشد موضوع المناقشة، أو عند ما يستخدم ضمير المتكلم كما فى قوله «نقول»، أو حين يذكر فقرة من نص أرسطو بقوله «قال». وهناك اختلاف أكبر بين هذه النشرة ونشرة الأب بويج ألا وهو اعتمادها أساسا على مخطوطة فلورنزا وليس على مخطوطة ليدن، وهناك ثلاثة أسباب دعت إلى هذا التغيير.(1/38)
وباختصار فإن هذا العمل يختلف عن عمل الأب بويج بأنه يحاول جاهدا أن يعرف القارئ بشكل ومضمون ما يقوله ابن رشد ويوفر الأدوات الجيدة للحكم على الاختلافات الجوهرية ذات المعنى بين المخطوطات. ولعل ذلك قد تحقق باستخدام منهج نقدى أكثر تبسيطا وأسهل استخداما. أما عمل ابن رشد
فى التلخيص فتظهره جليا تلك الفقرات المقسمة مع الإشارة إلى ما يناظرها فى نص أرسطو، وأيضا تقسيم النص إلى فقرات مرقمة لكى تتضح خطوات ابن رشد بصورة أوضح. وحتى يتحاشى الشعور بفرض النفس على النص فقد التزمنا تقسيم النص إلى فقرات. وكانت كل فقرة تبدأ عند ما يغير ابن رشد موضوع المناقشة، أو عند ما يستخدم ضمير المتكلم كما فى قوله «نقول»، أو حين يذكر فقرة من نص أرسطو بقوله «قال». وهناك اختلاف أكبر بين هذه النشرة ونشرة الأب بويج ألا وهو اعتمادها أساسا على مخطوطة فلورنزا وليس على مخطوطة ليدن، وهناك ثلاثة أسباب دعت إلى هذا التغيير.
فأول هذه الأسباب هو أن مخطوطة فلورنزا تبدو أقدم من مخطوطة ليدن.
وبرغم أن الاثنتين فى حالة جيدة تماما ومكتوبتين بخط مغربى واضح، إلا أنهما تخلوان من تاريخ نسخهما. وبينما يمكن إرجاع تاريخ مخطوطة ليدن إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادى، إلا أنا اعتمادا على ما ورد فى الصفحة الأولى من مخطوطة فلورنزا من تملكات استطعنا بعد الرجوع إلى كتب التراجم أن نحدد تاريخ نسخها بما قبل القرن الثامن الهجرى أى الرابع عشر الميلادى وهى الفترة الزمنية التي كان يعيش فيها بعض من تملكوا المخطوطة وقد كانوا من المشتغلين بالفلسفة الإسلامية فى شمال افريقية حيث توفى ابن رشد.
وثانى هذه الأسباب هو أن تواريخ التأليف المثبتة فى داخل النص توحى بأن المخطوطة التي نقلت عنها مخطوطة فلورنزا كانت إصدارة منقحة للمخطوطة التي
نقلت عنها مخطوطة ليدن، فقد ورد فى خاتمة تلخيص الخطابة بمخطوطة فلورنزا «وكان الفراغ من تلخيص بقية هذه المقالة يوم الجمعة الخامس من المحرم عام أحد وسبعين وخمسمائة» أى فى شهر يوليو 1175ميلادية، ولكن الفقرة المقابلة لها فى مخطوطة ليدن هى «وكان الفراغ من تلخيص هذه المقالة يوم الجمعة الثالث من شعبان من عام سبعين وخمسمائة» أى فى شهر فبراير 1175ميلادية، مما يدل على أن أصل مخطوطة فلورنزا ألف بعد أصل مخطوطة ليدن بقرابة نصف العام. وفى أكثر من موضع فإن فهم العلاقة بين المخطوطتين يساعد على فهم الاختلافات بينهما، كما أن دارس النص يستطيع أن يرى ابن رشد يحاول أن يجعل حواره واستنتاجه المنطقى أكثر إحكاما، كما أن هذا الفهم يفسر أيضا لماذا توفرت عناصر أسلوبية أفضل فى التعبير لمخطوطة فلورنزا بطريقة عامة.(1/39)
وثانى هذه الأسباب هو أن تواريخ التأليف المثبتة فى داخل النص توحى بأن المخطوطة التي نقلت عنها مخطوطة فلورنزا كانت إصدارة منقحة للمخطوطة التي
نقلت عنها مخطوطة ليدن، فقد ورد فى خاتمة تلخيص الخطابة بمخطوطة فلورنزا «وكان الفراغ من تلخيص بقية هذه المقالة يوم الجمعة الخامس من المحرم عام أحد وسبعين وخمسمائة» أى فى شهر يوليو 1175ميلادية، ولكن الفقرة المقابلة لها فى مخطوطة ليدن هى «وكان الفراغ من تلخيص هذه المقالة يوم الجمعة الثالث من شعبان من عام سبعين وخمسمائة» أى فى شهر فبراير 1175ميلادية، مما يدل على أن أصل مخطوطة فلورنزا ألف بعد أصل مخطوطة ليدن بقرابة نصف العام. وفى أكثر من موضع فإن فهم العلاقة بين المخطوطتين يساعد على فهم الاختلافات بينهما، كما أن دارس النص يستطيع أن يرى ابن رشد يحاول أن يجعل حواره واستنتاجه المنطقى أكثر إحكاما، كما أن هذا الفهم يفسر أيضا لماذا توفرت عناصر أسلوبية أفضل فى التعبير لمخطوطة فلورنزا بطريقة عامة.
وعلى كل حال فإن السبب الرئيسى فى تفضيل مخطوطة فلورنزا على مخطوطة ليدن واعتمادها أصلا للتحقيق فى هذه النشرة هو الاقتناع بأنها توفر عناصر موضوعية أفضل، وإن كان هذا الحكم ينبغى أن يمحص من قبل القارئ. ورغم ذلك فلعله من المناسب أن يوضع فى الاعتبار أنه من بين 264ملاحظة فى النص هنا بعد إغفال الملاحظات الخاصة بالعناوين فإن أربعا وثمانين منها تتعلق بقضايا موضوعية فى النص، ومن بين هذه الاختلافات الأربع والثمانين بين المخطوطتين فقد تم تفضيل أربعا وخمسين من قراءة مخطوطة فلورنزا أو ما يقرب من الثلثين بينما لم يفضل الأب بويج إلا ما يقرب من الثلث فقد فضل 30قراءة من مخطوطة فلورنزا. ويمكن القول على وجه التحديد بأن ميل الأب بويج إلى
تفضيل مخطوطة ليدن فى الأربع والعشرين موضعا الباقية كفيل بأن يحرف حوار ابن رشد.(1/40)
وعلى كل حال فإن السبب الرئيسى فى تفضيل مخطوطة فلورنزا على مخطوطة ليدن واعتمادها أصلا للتحقيق فى هذه النشرة هو الاقتناع بأنها توفر عناصر موضوعية أفضل، وإن كان هذا الحكم ينبغى أن يمحص من قبل القارئ. ورغم ذلك فلعله من المناسب أن يوضع فى الاعتبار أنه من بين 264ملاحظة فى النص هنا بعد إغفال الملاحظات الخاصة بالعناوين فإن أربعا وثمانين منها تتعلق بقضايا موضوعية فى النص، ومن بين هذه الاختلافات الأربع والثمانين بين المخطوطتين فقد تم تفضيل أربعا وخمسين من قراءة مخطوطة فلورنزا أو ما يقرب من الثلثين بينما لم يفضل الأب بويج إلا ما يقرب من الثلث فقد فضل 30قراءة من مخطوطة فلورنزا. ويمكن القول على وجه التحديد بأن ميل الأب بويج إلى
تفضيل مخطوطة ليدن فى الأربع والعشرين موضعا الباقية كفيل بأن يحرف حوار ابن رشد.
كما أن مناقشة السمات البارزة لكل من المخطوطتين المستخدمتين أصلا للتحقيق فى هذه النشرة سوف تعين على توضيح المنهج المتبع فى التحقيق.
لقد صنفت مخطوطة فلورنزا تحت رقم 54، من فهرس مكتبة ميدتشى بفلورنزا بإيطاليا. وانتهى ترقيم أوراقها بالرقم 208أى أنها تقع فى 208ورقة، وعدد كراساتها 21كراسة كل كراسة فى عشر ورقات عدا الأخيرة ففى 8ورقات فقط. وقد بدأ القائم بترقيم المخطوطة بترقيمها على أساس الصفحات فرقم الورقتين الأوليين بالصفحات 1، 2، 3، 4ثم بدأ فى الورقة الثالثة بالرقم 5فالرقم 6فى الورقة الرابعة إلى آخر المخطوطة، إلا أنه قد تكرر منه ترقيم الورقة 11والورقة 127وهما تقابلان الخلل فى الترقيم الناتج عن الترقيم البدائى حسب الصفحات فالمحصلة النهائية هى أن عدد أوراق المخطوطة 208ورقة.
وقد أشرنا بهامش النص المطبوع إلى بدايات أوراق المخطوطة وأشرنا إلى الأرقام المكررة هكذا 11آ، 11ب. ومقاس ورقة المخطوط 5ر 528ر 20سم، وتشغل الكتابة 5ر 1421سم من الورقة، وعدد سطور صفحتها 35سطرا.
وتحتوى المخطوطة على تلخيص لكتب أرسطو فى المنطق وهى الكتب الثمان التالية: المقولات، العبارة، القياس، البرهان، الجدل، السفسطة، الخطابة، الشعر. ويشغل تلخيص المقولات الأوراق العشر الأولى من المخطوطة.
أما مخطوطة ليدن فقد صنفت بفهرس مكتبة جامعة ليدن تحت رقم 2073، وهى تقع فى 23كراسة كل كراسة من عشر ورقات. وأضيف إلى المخطوطة ورقة إضافية حديثا لتسجيل بعض بياناتها، وترقيم المخطوطة بالأرقام الأوربية يدل على أنها تقع فى 228ورقة وقد نتج ذلك عن تكرار الرقم 20والرقم 107 وعلى ذلك فالمخطوطة تقع فى 230ورقة، ويؤكد ذلك أن ناسخ المخطوطة دون العبارة التالية «أوراقه رل» الذي يساوى بحساب الجمل 230حيث أن الراء ترمز إلى المائتين واللام ترمز إلى الثلاثين. وقد حدث خطأ فى تجليد المخطوطة فى مرحلة سابقة فجلدت الكراسة الثالثة عشر وهى تحوى الأوراق من 118الى 127مقلوبة فجاء الترقيم فى رأس نهاية صفحة المخطوطة. وأيضا فقد أشرنا بهامش النص المطبوع إلى بدايات صفحات المخطوطة. ومقاس ورقة المخطوطة 5ر 1825سم، وتشغل الكتابة 5ر 321ر 13سم منها، وعدد سطور صفحتها 31سطرا. وعلى الصفحة الأولى من المخطوطة عدة كتابات تشير إلى وجودها ضمن أديرة الآباء اليسوعيين فى باريس وأيضا إلى تملك المستشرق جوليوم بوستل لها إلى جانب بعض الدارسين اليهود. وفى المخطوطة عناوين وتعليقات كثيرة باللغة اليونانية، كما يوجد فى الصفحتين الأوليين من تلخيص المقولات تعليقات هامشية كثيرة باللغة العربية بخط مغربى يختلف عن خط كاتب المخطوطة.(1/41)
وتحتوى المخطوطة على تلخيص لكتب أرسطو فى المنطق وهى الكتب الثمان التالية: المقولات، العبارة، القياس، البرهان، الجدل، السفسطة، الخطابة، الشعر. ويشغل تلخيص المقولات الأوراق العشر الأولى من المخطوطة.
أما مخطوطة ليدن فقد صنفت بفهرس مكتبة جامعة ليدن تحت رقم 2073، وهى تقع فى 23كراسة كل كراسة من عشر ورقات. وأضيف إلى المخطوطة ورقة إضافية حديثا لتسجيل بعض بياناتها، وترقيم المخطوطة بالأرقام الأوربية يدل على أنها تقع فى 228ورقة وقد نتج ذلك عن تكرار الرقم 20والرقم 107 وعلى ذلك فالمخطوطة تقع فى 230ورقة، ويؤكد ذلك أن ناسخ المخطوطة دون العبارة التالية «أوراقه رل» الذي يساوى بحساب الجمل 230حيث أن الراء ترمز إلى المائتين واللام ترمز إلى الثلاثين. وقد حدث خطأ فى تجليد المخطوطة فى مرحلة سابقة فجلدت الكراسة الثالثة عشر وهى تحوى الأوراق من 118الى 127مقلوبة فجاء الترقيم فى رأس نهاية صفحة المخطوطة. وأيضا فقد أشرنا بهامش النص المطبوع إلى بدايات صفحات المخطوطة. ومقاس ورقة المخطوطة 5ر 1825سم، وتشغل الكتابة 5ر 321ر 13سم منها، وعدد سطور صفحتها 31سطرا. وعلى الصفحة الأولى من المخطوطة عدة كتابات تشير إلى وجودها ضمن أديرة الآباء اليسوعيين فى باريس وأيضا إلى تملك المستشرق جوليوم بوستل لها إلى جانب بعض الدارسين اليهود. وفى المخطوطة عناوين وتعليقات كثيرة باللغة اليونانية، كما يوجد فى الصفحتين الأوليين من تلخيص المقولات تعليقات هامشية كثيرة باللغة العربية بخط مغربى يختلف عن خط كاتب المخطوطة.
ومخطوطة ليدن مثل مخطوطة فلورنزا تشتمل على تلخيص كتب أرسطو فى المنطق بأقسامه الثمانية. وتلخيص المقولات يشغل الإحدى عشرة ورقة الأولى.
أما مخطوطة القاهرة فقد صنفت بفهرس دار الكتب المصرية تحت رقم 9 منطق. وهى تحتوى على 234ورقة، وعدد كراساتها 23كراسة كل كراسة من
عشر ورقات بالإضافة إلى كراسة أخيرة فى 4ورقات ومقاس ورقة المخطوطة 7ر 518ر 11سم وتشغل الكتابة 1ر 514ر 6سم منها. وعدد سطور صفحتها 19سطرا. وهى مكتوبة بخط مشرقى. وفى حواشى بعض صفحاتها أبيات من الشعر الفارسى، وقد تعرضت المخطوطة لبتر حوافها عند التجليد يظهر ذلك من ضياع بعض أجزاء الأبيات الشعرية فى أعلى حواشى الصفحة. وعلى الصفحة الأولى من المخطوطة تملك لأحد سكان أصفهان لها بالشراء، بالإضافة إلى بعض المصطلحات المنطقية باللغة الفارسية. ومخطوطة القاهرة لا تحتوى إلا على تلخيص الكتب الأربعة الأولى من تلخيص كتب أرسطو الثمانية فى المنطق. وهذه الكتب الأربعة هى تلخيص كتاب المقولات والعبارة والقياس والبرهان. ويقع تلخيص المقولات فى السبع والعشرين ورقة الأولى. وفى آخر المخطوطة كتب ناسخها محمد مؤمن ابن محمد محمد حسين الزارى أنه انتهى من كتابتها فى شهر محرم الحرام سنة 1177هـ أى فى يوليو 1763ميلادية.(1/42)
أما مخطوطة القاهرة فقد صنفت بفهرس دار الكتب المصرية تحت رقم 9 منطق. وهى تحتوى على 234ورقة، وعدد كراساتها 23كراسة كل كراسة من
عشر ورقات بالإضافة إلى كراسة أخيرة فى 4ورقات ومقاس ورقة المخطوطة 7ر 518ر 11سم وتشغل الكتابة 1ر 514ر 6سم منها. وعدد سطور صفحتها 19سطرا. وهى مكتوبة بخط مشرقى. وفى حواشى بعض صفحاتها أبيات من الشعر الفارسى، وقد تعرضت المخطوطة لبتر حوافها عند التجليد يظهر ذلك من ضياع بعض أجزاء الأبيات الشعرية فى أعلى حواشى الصفحة. وعلى الصفحة الأولى من المخطوطة تملك لأحد سكان أصفهان لها بالشراء، بالإضافة إلى بعض المصطلحات المنطقية باللغة الفارسية. ومخطوطة القاهرة لا تحتوى إلا على تلخيص الكتب الأربعة الأولى من تلخيص كتب أرسطو الثمانية فى المنطق. وهذه الكتب الأربعة هى تلخيص كتاب المقولات والعبارة والقياس والبرهان. ويقع تلخيص المقولات فى السبع والعشرين ورقة الأولى. وفى آخر المخطوطة كتب ناسخها محمد مؤمن ابن محمد محمد حسين الزارى أنه انتهى من كتابتها فى شهر محرم الحرام سنة 1177هـ أى فى يوليو 1763ميلادية.
وبالإضافة إلى ضآلة أهمية مخطوطة القاهرة بسبب حداثتها، فإن الأخطاء اللغوية الكثيرة بها تزيد من ضآلتها. فالمخطوطة مليئة بالأخطاء الكتابية مثل نقص بعض الكلمات والجمل وقلب تركيب بعض الكلمات والجمل، وأيضا تكرار كتابتها، وعدم تمييز وإعجام حروف الكلمات والخلط بين حالتى التذكير والتأنيث للأفعال وزيادة نقط بعض الحروف. ورغم ذلك فإنها فى ستة مواضع (فقرة 11/ 1، فقرة 18/ 3، 6، فقرة 38/ 1، فقرة 43/ 1، فقرة 88/ 4) تقدم قراءة أفضل من مخطوطتى فلورنزا وليدن. ولذلك فإنا قد أهملنا أخطاء مخطوطة
القاهرة ولم نشر إليها فى الهوامش. وأشرنا إلى الفروق بينها وبين المخطوطتين السابقتين فى حالة الاختلاف الموضوعى فى القراءات عند ما كان ذلك مفيدا.(1/43)
وبالإضافة إلى ضآلة أهمية مخطوطة القاهرة بسبب حداثتها، فإن الأخطاء اللغوية الكثيرة بها تزيد من ضآلتها. فالمخطوطة مليئة بالأخطاء الكتابية مثل نقص بعض الكلمات والجمل وقلب تركيب بعض الكلمات والجمل، وأيضا تكرار كتابتها، وعدم تمييز وإعجام حروف الكلمات والخلط بين حالتى التذكير والتأنيث للأفعال وزيادة نقط بعض الحروف. ورغم ذلك فإنها فى ستة مواضع (فقرة 11/ 1، فقرة 18/ 3، 6، فقرة 38/ 1، فقرة 43/ 1، فقرة 88/ 4) تقدم قراءة أفضل من مخطوطتى فلورنزا وليدن. ولذلك فإنا قد أهملنا أخطاء مخطوطة
القاهرة ولم نشر إليها فى الهوامش. وأشرنا إلى الفروق بينها وبين المخطوطتين السابقتين فى حالة الاختلاف الموضوعى فى القراءات عند ما كان ذلك مفيدا.
وقد أمكن حتى تقديم كتاب المقولات للطبع الحصول على صور ثلاث من المخطوطات الجديدة، وهى مخطوطتا مشكاة وشوراى ملى بطهران ومخطوطة شستربيتي بدبلن. وبعد فحصها ومراجعتها ومقابلة نصوصها وإثبات فروق رواياتها نستطيع أن نقرر أنها أفادت فى إيضاح النص فى مواضع قليلة منه.
أما مخطوطة مشكاة، فهى محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة طهران تحت رقم 375ضمن مجموعة مخطوطات السيد محمد مشكاة المهداة إلى المكتبة. وقد رقمت الأوراق الخاصة بالمخطوطة إلى الرقم 167وسقط ترقيم ورقة بعد كل من الأرقام 33، 72، 148، فيكون مجموع أوراق المخطوطة 17ورقة. ومقاس الورقة 5ر 1522سم، وتشغل الكتابة 2ر 518ر 10سم، وعدد سطور صفحتها 21سطرا. وخطها نستعليق واضح. ولم يذكر بها اسم الناسخ أو تاريخ النسخ، ويبدو من الفحص الظاهرى أنها حديثة الكتابة، ونرجح أنها كتبت فى القرن الثاني عشر الهجرى، أى القرن الثامن عشر الميلادى. وهى مثل مخطوطة القاهرة فى احتوائها على تلخيص الكتب الأربعة الأولى فقط. ويقع تلخيص كتاب المقولات فى السبع عشرة ورقة الأولى. وناسخ المخطوطة شأنه شأن الكتاب الإيرانيين لا يميز بين حالتى التذكير والتأنيث فى الفعل، وأيضا أهمل نقط بعض الحروف، والمخطوطة بها خرم فى
أوراقها فى أكثر من موضعين. ومخطوطة مشكاة تقدم فى مواضع ثلاثة من النص قراءة أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن فى نفس المواضع المشار إليها فى مخطوطة القاهرة. أما المواضع الأخرى وهى فقرة 11/ 1، 38/ 1، 43/ 1فإنا لا نستطيع الجزم بأنها توافق مخطوطة القاهرة نظرا لوجود خرم فى مخطوطة مشكاة فى هذا الموضع. ولتشابه المخطوطتين فقد عوملت مخطوطة مشكاة معاملة مخطوطة القاهرة من حيث فروق الروايات مع إهمال الأخطاء الكتابية والنقص وعدم إعجام الحروف.(1/44)
أما مخطوطة مشكاة، فهى محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة طهران تحت رقم 375ضمن مجموعة مخطوطات السيد محمد مشكاة المهداة إلى المكتبة. وقد رقمت الأوراق الخاصة بالمخطوطة إلى الرقم 167وسقط ترقيم ورقة بعد كل من الأرقام 33، 72، 148، فيكون مجموع أوراق المخطوطة 17ورقة. ومقاس الورقة 5ر 1522سم، وتشغل الكتابة 2ر 518ر 10سم، وعدد سطور صفحتها 21سطرا. وخطها نستعليق واضح. ولم يذكر بها اسم الناسخ أو تاريخ النسخ، ويبدو من الفحص الظاهرى أنها حديثة الكتابة، ونرجح أنها كتبت فى القرن الثاني عشر الهجرى، أى القرن الثامن عشر الميلادى. وهى مثل مخطوطة القاهرة فى احتوائها على تلخيص الكتب الأربعة الأولى فقط. ويقع تلخيص كتاب المقولات فى السبع عشرة ورقة الأولى. وناسخ المخطوطة شأنه شأن الكتاب الإيرانيين لا يميز بين حالتى التذكير والتأنيث فى الفعل، وأيضا أهمل نقط بعض الحروف، والمخطوطة بها خرم فى
أوراقها فى أكثر من موضعين. ومخطوطة مشكاة تقدم فى مواضع ثلاثة من النص قراءة أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن فى نفس المواضع المشار إليها فى مخطوطة القاهرة. أما المواضع الأخرى وهى فقرة 11/ 1، 38/ 1، 43/ 1فإنا لا نستطيع الجزم بأنها توافق مخطوطة القاهرة نظرا لوجود خرم فى مخطوطة مشكاة فى هذا الموضع. ولتشابه المخطوطتين فقد عوملت مخطوطة مشكاة معاملة مخطوطة القاهرة من حيث فروق الروايات مع إهمال الأخطاء الكتابية والنقص وعدم إعجام الحروف.
والمخطوطة الثانية هى مخطوطة شوراى ملى وهى محفوظة بمكتبة مجلس شوراى ملى بطهران تحت رقم 5496. وتقع فى 225ورقة، وعدد سطور صفحتها 21سطرا، وخطها نستعليق واضح. ولم يذكر بنهاية المخطوطة اسم ناسخها ولكنه كتب «قد فرغ من تسويد هذه النسخة الشريفة فى 14شهر رمضان سنة 1072هـ» أى مايو 1661ميلادية. وهى مثل مخطوطتى القاهرة ومشكاة فى احتوائهما على تلخيص الكتب الأربعة الأولى. ويقع تلخيص كتاب المقولات فى الخمس والعشرين ورقة الأولى. وناسخها يهمل فى أغلب الأحيان إعجام حروف الكلمات، ولذلك فقد عوملت مثل مخطوطة مشكاة فى فروق الروايات والملاحظات.
أما المخطوطة الثالثة وهى مخطوطة دبلن فهى محفوظة بمكتبة شستربيتي بمدينة دبلن بايرلندا تحت رقم 3769عربى. وعدد أوراقها 275ورقة، ومقاس الورقة 3ر 319ر 10سم، وتشغل الكتابة 2ر 714ر 6سم منها، وعدد سطور صفحتها يتراوح بين 22و 28سطرا فى كل صفحة، وذلك لأن
ثلاثة ناسخين قد تناوبوا كتابتها. ويبدو على الكتابة طابع العجلة مما ترتب عليه نقص بعض كلماتها وجملها، يضاف إلى ذلك وفرة الأخطاء الإملائية.(1/45)
أما المخطوطة الثالثة وهى مخطوطة دبلن فهى محفوظة بمكتبة شستربيتي بمدينة دبلن بايرلندا تحت رقم 3769عربى. وعدد أوراقها 275ورقة، ومقاس الورقة 3ر 319ر 10سم، وتشغل الكتابة 2ر 714ر 6سم منها، وعدد سطور صفحتها يتراوح بين 22و 28سطرا فى كل صفحة، وذلك لأن
ثلاثة ناسخين قد تناوبوا كتابتها. ويبدو على الكتابة طابع العجلة مما ترتب عليه نقص بعض كلماتها وجملها، يضاف إلى ذلك وفرة الأخطاء الإملائية.
وخط المخطوطة نستعليق فارسى. وهى مثل مخطوطات القاهرة ومشكاة وشوراى ملى تحتوى على تلخيص الكتب الأربعة الأولى فقط ولا يوجد بالمخطوطة تاريخ للنسخ أو اسم الناسخ، ولكن وجد على غلافها تملك مؤرخ 1263هجرية، أى 1847ميلادية. ولعل تاريخ نسخها يعود إلى القرن الثالث عشر الهجرى أى التاسع عشر الميلادى. ويقع تلخيص كتاب المقولات فى الأوراق الثمانية والعشرين الأولى. ولقد صححت بعض الأخطاء الإملائية بهامش المخطوطة بيد كاتب آخر غير ناسخها الأصلى. ورغم اتفاقها مع مخطوطات القاهرة ومشكاة وشوراى ملى من حيث وفرة الأخطاء والنقص وعدم الإعجام، إلا أنها فى مواضع ستة قدمت قراءات أفضل من مخطوطتى فلورنزا وليدن ووافقت مخطوطة القاهرة فى خمسة مواضع وانفردت عن المخطوطات الأخرى فى موضع واحد. ولذلك عوملت مثل مخطوطة مشكاة فى فروق الروايات والملاحظات.
وكما سبق أن قدمنا، فإن الأصل الأول المستخدم فى هذا التحقيق هو مخطوطة فلورنزا لأننا فضلنا النص الوارد بها لوضوح نصها وعبارتها اللغوية.
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/46)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/47)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/49)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/51)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/53)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/55)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/57)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/59)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/61)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/63)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/65)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.(1/67)
وقد قسمنا النص إلى فقرات مرقمة أشير إلى جانب كل فقرة بما يقابلها فى نص أرسطو فى طبعة بيكر للأورجانون فى برلين 1831م. وكذلك أشير بالهامش الخاص بكل فقرة إلى فروق الروايات بين المخطوطات وأيضا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن رشد فى تأليفه. وأعددنا للنص فهارس للأعلام والكتب
ومقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو. وقد قصدنا بذلك أن يتبين القارئ مدى جهد ابن رشد فى فهم نص أرسطو وإبداعه. أما الفهارس المتخصصة فستكون بإذن الله مجمعة فى مجلد خاص بها بعد اكتمال صدور كل تلاخيص ابن رشد.
النسخة الخطية رقم 54، فلورنزا
النسخة الخطية رقم 2073ليدن
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 9منطق دار الكتب بالقاهرة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 375مشكاة
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتى دبلن
النسخة الخطية رقم 3769شستربيتي دبلن
النسخة الخطية رقم 5416شوراى ملى
النسخة الخطية رقم 379 [347] چون ريلاند
المقدمة لما نريد (1) أن نقوله (2) فى ذلك، وهو أترى كل شىء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد، حتى يكون معلوما بهما معا (3) من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شىء بهذه الصفة، فهل يمكن أن يوجد شىء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شىء بهذه الصفة.
فأما أنه ليس يمكن أن يعلم كل شىء بالبرهان وبالحد من جهة واحدة فذلك (4)
بيّن (5) من أنه (6) ليس كل ما عليه برهان فله حد، ولا كل ما له حدّ فله برهان.
فأما أن ليس كل ما له برهان فله حد فذلك يظهر من أن البراهين قد تنتج (7)
موجبات وسوالب، والحدّ لا يعرف شيئا سالبا، وإنما يعرف الذوات، وأيضا البراهين / قد تفيد (8) العلم الجزئى، وذلك فيما يأتلف منها فى الشكل الثالث، والحدّ هو كلى. وأما أن كل ما له حد (9) فليس له برهان (10) فذلك يتبين (11) من أن مبادئ البراهين قد تبين (12) من قبل الحد، وليس تتبين من قبل البرهان، فإنه لو احتاجت مبادئ البرهان إلى برهان لما كان يوجد (13) البرهان أصلا، على ما تقدم. فقد تبين من هذا أنه ليس كل ما له برهان فله حدّ، [ولا كل ما له حد فله برهان. فإذن ليس كل شىء يمكن أن يصرف بالبرهان يمكن أن (14) يعرف بالحد من جهة واحدة.] (15)
__________
(1) يريد] نريد ل، ف
(2) بقوله] نقوله ل، ف
(3) معلوماتها] معلوما بهما ل، ف
(4) وذلك] فذلك ل، ف
(5) بين] تبين ف
(6) أن] أنه ل، ف
(7) ينتج] تنتج ل، ف
(8) يفيد] تفيد ل، ف
(9) [حد] ق
(10) ما له فليس له برهان] ما له حد له برهان ل، ما له حد فليس له برهان ف
(11) تبين] بين ل، يتبين ف
(12) تبين] تتبين ل، تبين ف
(13) توجد] يوجد ل، ف
(14) [يمكن أن] ل.
(15) [ولا واحدة] ق
نموذج من منهج تحقيق الدكتور محمود قاسم(1/69)
نموذج من منهج تحقيق الدكتور محمود قاسم
رموز الكتاب
ف: مخطوطة رقم 54، فى مكتبة لورنزيانا بمدينة فلورنزا بإيطاليا.
ل: مخطوطة رقم 2073فى مكتبة جامعة ليدن بهولندا.
ق: مخطوطة رقم 9منطق فى دار الكتب والوثائق القومية بمصر.
م: مخطوطة رقم 375مشكاة فى المكتبة المركزية بجامعة طهران بإيران.
د: مخطوطة رقم 3769فى مكتبة شستربيتي بدبلن بايرلندا.
ش: مخطوطة رقم 5496فى مكتبة شوراى ملى بطهران بايران.
بج: نشرة الأب موريس بويج المنشورة ببيروت 1932م.
هـ: إهمال فى النقط.
ح: فى الحاشية.
يد 2: ما كتبته يد غير يد ناسخ المخطوطة.
: زيادة.
: نقص.
تلخيص كتاب المقولات لابن رشد
بسم الله الرحمن الرحيم [صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما] (1)
(1) [قال الفقيه الأجل العالم المحصل أبو الوليد بن رشد رضى الله عنه] (2):(1/71)
: نقص.
تلخيص كتاب المقولات لابن رشد
بسم الله الرحمن الرحيم [صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما] (1)
(1) [قال الفقيه الأجل العالم المحصل أبو الوليد بن رشد رضى الله عنه] (2):(1/73)
: نقص.
تلخيص كتاب المقولات لابن رشد
بسم الله الرحمن الرحيم [صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما] (1)
(1) [قال الفقيه الأجل العالم المحصل أبو الوليد بن رشد رضى الله عنه] (2):
الغرض فى هذا القول تلخيص المعانى التي تضمنتها كتب أرسطو فى صناعة المنطق وتحصيلها بحسب طاقتنا، وذلك على عادتنا فى سائر كتبه. ولنبدأ بأول كتاب (3) من كتبه فى هذه الصناعة، وهو كتاب المقولات، فنقول إن هذا الكتاب بالجملة ينقسم إلى ثلاثة أجزاء (4).
الجزء الأول بمنزلة الصدر لما يريد أن يقوله فى هذا الكتاب، وذلك أنه يشتمل على الأمور التي تجرى مما يريد أن يقوله فى هذا الكتاب مجرى الأصول الموضوعة والحدود.
والجزء الثاني يذكر فيه المقولات العشر [مقولة مقولة] (5)، ويرسم كل واحدة منها برسمها الخاص بها، ويقسمها إلى أنواعها المشهورة، ويعطى خواصها المشهورة.
__________
(1) صلى تسليما ف: صلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم وعلى آله وسلم تسليما ل بج، ق، م، د، ش.
(2) قال عنه ف: ل، ق، م، د، ش.
(3) كتاب ل، ق، م، د، ش: كتب ف.
(4) اجزاء ف، ل، ق، م، د، ش: اول ف.
(5) مقولة مقولة ف، ق، م، د، ش: مقولات مقولة ل.(1/75)
والجزء الثالث يعرف فيه اللواحق العامة والأعراض المشتركة (1) التي تلحق جميع المقولات أو أكثرها بما هى مقولات.
__________
(1) المشتركة ف، ق، م، د، ش: المشركة ل.(1/76)
الجزء الأول
(2) هذا الجزء فيه فصول خمسة (1).
الأول يخبر فيه بأحوال ما للموجودات من جهة دلالات الألفاظ عليها.
الثاني يخبر فيه ما هو الجوهر والعرض بحسب نظر هذه الصناعة فيه أعنى كلى الجوهر وشخصه وكلى العرض وشخصه.
الثالث يعرف فيه أن المحمول متى حمل على الموضوع حملا يعرف جوهره وحمل على ذلك المحمول محمول آخر يعرف جوهره، فإن ذلك المحمول الآخر يعرف أيضا جوهر ذلك الموضوع الأول.
الرابع يخبر فيه أى الأجناس يمكن أن تشترك فى الفصول القاسمة وأيها لا يمكن ذلك فيها.
الخامس يأتى فيه بقسمة الموجودات المفردة إلى المقولات العشر على جهة المثال ويعرف فيه أن الإيجاب والسلب ليس يلحق الموجودات المفردة التي يدل عليها بألفاظ مفردة وإنما يلحق المركبة من جهة ما يدل عليها بألفاظ مركبة.
الفصل الأول
(2)
(3) قال: إن الأشياء التي أسماؤها متفقة أى مشتركة هى الأشياء التي ليس يوجد لها شىء واحد عام ومشترك إلا الاسم فقط، فأما حد كل واحد
__________
(1) فصول خمسة ف: خمسة فصول ل، ق، م خمس فصول د، ش.
(2) الفصل الأول ق، ش: الجزء الأول ف آل، د.(1/77)
منها المفهم جوهره بحسب ما يدل عليه ذلك الاسم المشترك، فمخالف لحد الآخر وخاص بمحدوده. ومثال (1) ذلك اسم الحيوان المقول على الإنسان المصور والإنسان الناطق، فإن حديهما مختلفان وليس يلفى لهما شىء عام ومشترك إلا الاسم فقط وهو قولنا فيهما جميعا حيوان.
(4) وأما الأشياء التي أسماؤها متواطئة، فهى التي الاسم لها أيضا واحد بعينه ومشترك والحد المعطى جوهرها بحسب دلالة ذلك الاسم واحد أيضا بعينه.
ومثال ذلك اسم الحيوان المقول على الإنسان وعلى الفرس، فإن اسم الحيوان عام لهما ويدل منهما على جوهر واحد، وهو قولنا جسم متغذ حساس الذي هو حد الحيوان.
(5) وأما المشتقة أسماؤها، فهى التي سميت باسم معنى (2) موجود فيها غير أن أسماءها مخالفة لاسم ذلك المعنى فى التصريف [لتضمنها لموضوع ذلك المعنى مع المعنى] (3)، مثل تسمية الشجاع من اسم الشجاعة والفصيح من اسم الفصاحة.
(6) والمعانى المدلول عليها بالألفاظ، منها مفردة يدل عليها بألفاظ مفردة مثل إنسان وفرس ومنها مركبة يدل عليها بألفاظ مركبة مثل قولنا الإنسان حيوان والفرس يجرى.
__________
(1) ومثال ف، د، ش: مثال ل، ق.
(2) موجود فيها ف: ل، ق، د، ش.
(3) لتضمنها مع المعنى ف، ق، د، ش: ل.(1/78)
الفصل الثاني
(1)
(7) قال: والموجودات منها ما يحمل على موضوع وليست فى موضوع أى منها ما يعرف من جميع ما يحمل عليه جوهره وماهيته ولا يعرف من موضوع أصلا شيئا خارجا عن جوهره وهذا هو الجوهر العام مثل الحيوان والإنسان، فإنهما إذا حملا على شىء عرفا منه جوهره وذاته لا شيئا خارجا عن ذاته.
(8) ومنها ما هو فى موضوع أى ليس جزءا منه ولا (2) يمكن أن يكون قوامه من غير الموضوع وليس يحمل على موضوع البتة أى من طريق ما هو. وهذا هو شخص العرض المشار إليه مثل هذا السواد المشار إليه وهذا البياض المشار إليه الموجود فى الجسم المشار إليه، إذ كل لون فى جسم.
(9) ومنها ما يحمل على موضوع وهو أيضا فى موضوع أى يحمل على شيئين يعرف من أحدهما ماهيته ولا يعرف من الآخر ماهيته، من جهة أنه جزء جوهر من الذي يعرف / ماهيته وليس بجزء جوهر من الذي لا يعرف ماهيته بل قوامه بالموضوع. وهذا هو العرض العام مثل حملنا العلم على النفس وعلى الكتابة فإنا نقول إن الكتابة علم، والعلم فى النفس. فإذا حملناه على الكتابة عرف جوهرها، إذ كان جنسا لها يليق أن يعطى فى جواب ما هى الكتابة.
وإذا حمل على النفس فقيل فى النفس / علم (3)، عرف (4) شيئا خارجا عن ذاتها.
__________
(1) الفصل الثاني ق، ش: الثاني ف ب ل، د.
(2) ولا ف، ق، ش: ل، د.
(3) فى النفس علم ف: النفس عالمة ل، ق، د، ش.
(4) عرف ف، ل، ق، د، ش: منها ل، ق، د، ش.(1/79)
(10) ومنها ما ليس يحمل على موضوع أصلا أى حملا يعرف جوهره ولا هو فى موضوع أى ليس (1) يحمل على موضوع يعرف منه شيئا خارجا عن جوهره. وهذا هو شخص الجوهر المشار إليه مثل زيد وعمرو فإنه ليس يحمل على شىء على المجرى الطبيعى لا حملا معرفا جوهر الموضوع ولا حملا غير معرف له.
(11) فالجوهر بالجملة سواء كان عاما أو شخصا هو الذي ليس فى موضوع أصلا. [والعرض بالجملة سواء كان عاما أو شخصا هو الذي فى موضوع. والعام بالجملة سواء كان جوهرا أو عرضا هو الذي يقال على موضوع] (2). والشخص بالجملة سواء كان عرضا أو جوهرا هو الذي لا (3) يقال على موضوع. ثم ينفصل كلى الجوهر من شخصه بأن كليه يقال على موضوع وشخصه لا يقال على موضوع.
وينفصل شخص العرض من كليه بأن الكلى يقال على موضوع والشخص لا يقال على موضوع.
الفصل الثالث (4)
(12) قال: ومتى حمل شيء على موضوع حملا يعرف جوهره ثم حمل على ذلك المحمول محمول آخر يعرف أيضا جوهره، فإنه أيضا يعرف جوهر ذلك الموضوع الذي عرفه المحمول الأول. مثال ذلك أن الإنسان إذا حمل على زيد أو عمرو عرف جوهرهما، وإذا حمل على الإنسان محمول ثان يعرف جوهره
__________
(1) ليس ف، ق، د، ش: وليس ل.
(2) والعرض موضوع ق، د، ش: ف، ل.
(3) لا ف، ق، د، ش: ليس ل.
(4) الفصل الثالث ق، ش: الثالث ف ج ل، د.(1/80)
مثل الحيوان لزم ضرورة أن يعرف هو جوهر زيد وعمرو الذي يعرفهما الإنسان.
الفصل الرابع (1)
(13) قال: والأجناس المختلفة التي ليس بعضها مرتبا تحت بعض أى ليس بعضها داخلا تحت بعض فإن فصولها مختلفة فى النوع. مثال ذلك أن الفصول التي بها ينقسم الحيوان مثل المشاء والطائر والسابح غير الفصول التي ينقسم بها العلم، إذ كان الحيوان داخلا تحت جنس الجوهر والعلم داخلا تحت جنس الكيفية، والكيفية والجوهر جنسان عاليان ليس بعضهما داخلا تحت بعض. وأما الأجناس التي بعضها داخل (2) تحت بعض، فليس يمتنع أن يظن أنه قد تكون (3) فصولها من نوع واحد. مثال ذلك أن الحيوان قد ينقسم بالمائى والبرى وينقسم بها المتغذى، والحيوان مرتب تحت المتغذى. [والسبب فى ذلك أن الفصول التي ينقسم بها الجنس الأعلى هى محمولة ولا بد على الأجناس التي تحت الجنس الأعلى، لأنه يحمل على كل واحد من تلك الأجناس التي تحته.
فإذا كانت تلك الفصول التي انقسم بها الجنس الأعلى غير مقومة للأجناس التي تحته، انقسمت بها تلك الأجناس كما ينقسم الجنس الأعلى لأنها إذا حملت ولم تكن مقومة كانت مقسمة] (4).
__________
(1) الفصل الرابع ق، ش: الرابع ف د ل د د.
(2) داخل ل، ق، د، ش: داخلا ف.
(3) تكون ل: يكون ف، ق، د، ش.
(4) والسبب. مقسمة ف، (خط صغير) بج، ق، د، ش: ل.(1/81)
الفصل الخامس (1)
(14) قال: [والألفاظ المفردة التي تدل على معان مفردة] (2) هى ضرورة دالة على واحد من عشرة أشياء إما على جوهر، وإما على كم، وإما على كيف، وإما على إضافة، وإما على أين، وإما على متى، وإما على وضع، وإما على له، وإما على أن يفعل، وإما على أن ينفعل.
(15) فالجوهر على طريق المثال هو مثل إنسان وفرس. والكم مثل قولك ذراعان وثلاثة أذرع. والكيف مثل قولك أبيض وكاتب. والإضافة مثل الضعف والنصف. وأين مثل قولك زيد فى البيت. ومتى مثل قولك عام أول وأمس. والوضع مثل متكئ وجالس. وله مثل قولك منتعل ومتسلح. ويفعل كقولك يحرق ويقطع. وينفعل كقولك ينحرق ويتقطع (3).
(16) وكل واحدة من هذه العشر (4) إذا أخذت مفردة لم (5) يدل عليها بإيجاب ولا سلب (6). فإذا ركبت بعضها إلى بعض، حينئذ تحدث الموجبة والسالبة [كقولنا هذا كم، هذا ليس بكم] (7). وإذا حدثت الموجبة والسالبة، دخلها الصدق والكذب. فإن المعانى المفردة ليس يدخلها الصدق والكذب مثل
__________
(1) الفصل الخامس ق، ش: الخامس ف هـ ل، د هـ م.
(2) والالفاظ مفردة ف: والمعانى المفردة التي يدل عليها باأفاظ مفردة ل، ق، د والمعانى المفردة التي تدل عليها باأفاظ مفردة م، ش.
(3) يتقطع ف: ينقطع ل، ق، م، د، ش.
(4) العشر ف: العشرة ل، ق، م، د، ش.
(5) لم ف: فليس ل، ق، م، د، ش.
(6) سلب ف، ق: بسلب ل، م، د، ش.
(7) كقولنا بكم ل، ق، م، د، ش: ف.(1/82)
قولنا إنسان على حدة وأبيض على حدة إلا إذا ركبت فقيل إنسان أبيض، فإنه قد يمكن أن يكون هذا القول صادقا وقد يمكن أن يكون كاذبا. فعند التركيب يحدث الأمران جميعا أعنى الإيجاب والسلب والصدق والكذب.(1/83)
قولنا إنسان على حدة وأبيض على حدة إلا إذا ركبت فقيل إنسان أبيض، فإنه قد يمكن أن يكون هذا القول صادقا وقد يمكن أن يكون كاذبا. فعند التركيب يحدث الأمران جميعا أعنى الإيجاب والسلب والصدق والكذب.
الجزء الثاني
(17) وهذا الجزء ينقسم إلى ستة أقسام.
القسم / الأول (1) يذكر فيه مقولة الجوهر.
الثاني: مقولة الكم.
الثالث: مقولة المضاف.
الرابع: مقولة الكيف.
الخامس: مقولة أن يفعل وأن ينفعل.
السادس: مقولة الوضع ومتى وأين وله.
القسم الأول
(18) وهذا القسم فيه أربعة عشر فصلا (2).
الأول يعرف فيه أن الجواهر (3) صنفان أول وثوان ويخبر عن كل واحد منهما.
الثاني يعرف فيه (4) ما هى الجواهر الثوانى.
__________
(1) الأول ف، ل، ق، م، ش: منه ل، ق، م، د، ش.
(2) فصلا ف، ل، ق، م، د، ش: الفصل ل.
(3) الجواهر ل، ق، م: الجوهر ف، د، ش.
(4) فيه ق، م، ش: ف، ل، د.(1/84)
الثالث يعرف فيه أن الجواهر الثوانى وهى التي تقال (1) على موضوع يخصها أنه يحمل اسمها وحدها على موضوعها وأنه ليس يوجد ذلك فى التي تقال (2)
فى موضوع وهى الاعراض.
الرابع يعرف فيه أن كل ما سوى الجواهر الأول فإنه / مضطر فى وجوده إلى الجواهر الأول.
الخامس يعرف فيه أن النوع من الجواهر الثوانى أولى بأن يكون جوهرا من الجنس، والجواهر الأول وهى أشخاص الجوهر أولى بذلك من النوع، وأن العلة فى ذلك متشابهة أعنى فى أن كان الشخص أحق باسم الجوهر من النوع والنوع من الجنس.
السادس يعرف فيه أن الجواهر الثوانى التي فى مرتبة واحدة ليس بعضها أولى بأن يكون جوهرا من بعض وكذلك الأول.
السابع يعرف فيه بالجهة التي بها استحقت الأنواع الموجودة فى هذه المقولة والأجناس أن تسمى جواهر ثوانى وهى المحمولة على موضوع دون المحمولة فى موضوع وهى الأعراض والجهة التي بها استحقت الأشخاص أن تسمى جواهر أول.
الثامن يرسم فيه الجوهر على الإطلاق سواء كان شخصا أو كليا، ويأتى فيه (3) بالخواص المفرقة بين الجواهر الثوانى وبين العرض بإطلاق.
التاسع يعرف فيه أن هذه الخواص التي تفارق بها الجواهر الثوانى الأعراض تشاركها فيها الفصول.
__________
(1) تقال ل: يقال ف، ق، م، د، ش.
(2) تقال ل: يقال ف، ق، م، د، ش.
(3) فيه ل، ق، م، د، ش: ف.(1/85)
العاشر: يعرف فيه أن جميع الجواهر الثوانى والفصول هى من المتواطئة أسماؤها.
الحادى عشر: يزيل فيه الشبهة التي توهم التباس الجواهر الثوانى بالأول وأنها من نوع واحد.
الثاني عشر يعرف فيه أن من خواص هذه المقولة أنه لا مضاد لها، وأنها خاصة قد (1) يشاركها فيها غيرها من المقولات.
الثالث عشر يعرف فيه أن من خواص هذه المقولة أنها لا تقبل الأقل والأكثر وأن سائر المقولات تقبلها.
الرابع عشر يعرف فيه أن أولى (2) الخواص بمقولة الجوهر أنها القابلة للمتضادات ويحتج لذلك، ويحل شبهة تعرض فى ذلك.
الفصل الأول (3)
القول فى الجوهر
(19) قال: والجواهر صنفان أول وثوان. فأما الجوهر الموصوف بأنه أول وهو المقول جوهرا بالتحقيق والتقديم فهو شخص الجوهر الذي تقدم (4) رسمه أعنى الذي لا يقال على موضوع ولا هو فى موضوع، مثل هذا الإنسان المشار إليه والفرس إليه (5).
__________
(1) قد ق، م، د، ش: ليس ف، ل.
(2) اولى ل، ق، م، د، ش: اول ف.
(3) الأول ف، ق، د، ش: آل.
(4) تقدم ل، ق، م، د: يقدم ف، ش.
(5) انظر الفقرة 13.(1/86)
الفصل الثاني (1)
(20) وأما التي يقال فيها إنها جواهر ثوان، فهى الأنواع التي توجد فيها الأشخاص على جهة شبيهة بوجود الجزء فى الكل وأجناس هذه الأنواع أيضا.
مثال ذلك أن زيدا المشار إليه هو فى نوعه أى فى الانسان والإنسان فى جنسه الذي هو الحيوان (2)، فزيد المشار إليه هو الجوهر الأول والإنسان المحمول عليه والحيوان هما الجواهر الثوانى.
الفصل الثالث (3)
(21) وبين مما قيل فى صدر هذا الكتاب أن التي تقال على موضوع وهى الجواهر الثوانى فقد يجب ضرورة أن يحمل اسمها وحدها على ذلك الموضوع (4). مثال ذلك أن اسم الإنسان يصدق على زيد المشار إليه وكذلك حده، فإنا نقول فى زيد إنه إنسان ونقول فيه إنه حيوان ناطق الذي هو حد الإنسان.
فأما التي تقال فى موضوع وهى الأعراض [ففى أكثرها لا يحمل على الموضوع المشار إليه لا اسمها ولا حدها مثل البياض، فإنه لا يحمل على الجسم فيقال الجسم بياض، ولا حده أيضا فيقال إن الجسم لون يفرق البصر. وقد يتفق فى بعض المواضع أن يحمل الاسم دون الحد مثل قولنا فى اللسان العربى درهم ضرب الأمير فإن حد الضرب لا يحمل على الدرهم. وأما إذا دل عليها
__________
(1) الفصل الثالث ق: الثاني ف، م، د، ش، ب ل.
(2) الحيوان ل، ق، م، د، ش: الحى ف.
(3) الفصل الثالث ق: الثالث ف، م، د، ش ج ل.
(4) انظر الفقرة 7وأيضا الفقرة 12.(1/87)
بالأسماء المشتقة فإنه قد يصدق على الموضوع اسمها وحدها، لكن الحد ليس يحمل على الموضوع حملا معرفا لجوهره كما تحمل حدود الجواهر على الجواهر.
مثال ذلك أن الأبيض هو فى موضوع أى فى الجسم، والجسم قد يوصف به ويحمل عليه فيقال إنه أبيض. فأما حد الأبيض فليس يحمل أصلا على الجسم من جهة ما هو معرف لجوهره] (1). [ففى (2) الأكثر لا يعطى (3) الموضوع لا اسمه ولا حده مثل قولنا زيد أبيض، إذا دللنا بقولنا أبيض على الكيفية التي فى زيد وهى الدلالة الغالبة فإن الأبيض ليس باسم لزيد (4) ولا حد له. فأما إذا دللنا بالاسم المشتق على موضوع الكيفية على جهة التعريف له فإنه قد يكون اسما له، وحينئذ نقول إن المحمول يعطى اسم الموضوع. فأما الحد فلا يمكن فى حال من الأحوال، فإنه لا يمكن أن يكون حد البياض حد (5) زيد] (6). [هذا هو حقيقة تفسير هذا الفصل وليس كما ظن أبو نصر مما أظنه حكاه عن المفسرين] (7).
الفصل الرابع (8)
(22) وكل ما سوى الجواهر الأول التي هى / الأشخاص (9)، فإما أن تكون مما يقال على موضوع وإما إن تكون مما يقال فى موضوع، وذلك ظاهر
__________
(1) ففى لجوهره ل، ق، م، (ح) ش: ف، د.
(2) ففى ف، م، د، ش: الى ففى ق ل.
(3) لا يعطى ف، ق، د، ش: لا يحمل (ح) ف لا تعطى م ل.
(4) لزيد ق: زيد ف، م، د، ش ل.
(5) حد ف: جزء ق، م، د، ش من حد بج ل.
(6) ففى زيد ف، ق، م. د، ش، (خط صغير) بج: ل.
(7) هذا المفسرين ف، (خط صغير) بج: ل، ق، م، د، ش.
(8) الفصل الرابع ق، م: الرابع ف، ش د ل، د.
(9) الاشخاص ف، ل، ق، م د، ش: الأول ف.(1/88)
بالتصفح والاستقراء أعنى حاجتهما إلى الموضوع. مثال ذلك أن الى إنما يصدق حمله على الإنسان من أجل صدقه على إنسان ما مشار إليه، فإنه لو لم يصدق على واحد (1) من أشخاص الناس لما صدق حمله على الإنسان الذي هو النوع. وكذلك اللون إنما يصدق حمله على الجسم من أجل وجوده فى جسم / ما مشار إليه. فيجب إذن أن يكون ما سوى الجواهر الأول إما أن يكون يقال عليها أو فيها أى على الجواهر الأول أو فيها. وإذا كان ذلك كذلك، فلو لم توجد الجواهر الأول لم يكن سبيل إلى وجود شىء من الجواهر الثوانى ولا من الأعراض.
الفصل الخامس (2)
(23) والأنواع من الجواهر الثوانى أولى بأن سمى جوهرا من الأجناس لأنها أقرب إلى الجواهر الأول من الأجناس. وذلك أنه متى أجيب بكل واحد منهما فى جواب ما هو الشخص الذي هو الجوهر الأول كان جوابا ملائما من جهة السؤال بما هو، إلا أن الجواب بالنوع عند السؤال بما هو أكمل تعريفا للشخص المشار إليه وأشد ملاءمة (3) من الجواب بجنسه. مثال ذلك إن أجاب مجيب عند السؤال ما هو سقراط بأنه إنسان كان أكمل تعريفا لسقراط من أن يجيب فيه بأنه حيوان، لأن الإنسانية بسقراط (4) أخص من الحيوانية وكذلك حال الأعم مع الأخص. فهذا أحد ما يظهر منه أن الأنواع (5) أحق
__________
(1) واحد ل، ق، م، د، ش: حد ف.
(2) الفصل الخامس ق: الخامس ف، ش هـ ل، د هـ م.
(3) ملاءمة ف: ملائمة له ل، م، ش ملائما ق ملائمة د.
(4) بسقراط ف، م، ش: لسقراط ل، ق، د.
(5) الانواع ل، ق، م، د، ش: النوع ف.(1/89)
باسم الجوهرية من الأجناس. ودليل آخر أيضا، وذلك أنه لما كانت الجواهر الأول إنما صارت باسم الجوهر وباسم الموجود أحق من الجواهر الثوانى والأعراض لكون سائر الأشياء إما محمولة عليها أو فيها، وكانت حال الأجناس عند الأنواع هى حال جميع الأشياء عند الجواهر الأول أعنى أن الجواهر الأول موضوعة لسائر الأمور كما الأنواع موضوعة للأجناس فإن الأجناس تحمل على الأنواع كما تحمل سائر الأمور على الجواهر. وليس ينعكس الأمر فتحمل الأنواع على الأجناس كما ليس ينعكس الأمر فى سائر الأشياء فى الحمل مع الجواهر الأول أعنى أنه لا يحمل الجوهر عليها. [فلما كان الأمر كذلك] (1)، وجب ضرورة أن تكون الأنواع أحق باسم الجوهر من الأجناس.
الفصل السادس (2)
(24) وأما أنواع الجواهر التي ليست أجناسا، فليس بعضها أحق باسم الجوهر من بعض إذ كان ليس جوابك فى زيد أنه إنسان أشد تعريفا من جوابك فى هذا الفرس المشار إليه أنه فرس. وكذلك الجواهر الأول ليس (3)
بعضها أحق باسم الجوهرية من بعض، فإنه ليس هذا الإنسان المشار إليه أحق باسم الجوهرية من هذا الفرس المشار إليه.
__________
(1) فلما كذلك ف، ق، م، د، ش: ل.
(2) الفصل السادس: السادس ف، ق، ش ول وم د.
(3) ليس ف، ل، ق، م، د، ش: ليست يج.(1/90)
الفصل السابع (1)
(25) وإنما صارت أنواع الجواهر الأول وأجناسها يقال لها جواهر ثوان من بين سائر الأشياء التي تحمل عليها من جهة أنه متى أجيب بواحد منها فى جواب ما هو الجوهر الأول كان معرفا له، وإن كان الجواب بالنوع أشد تعريفا. وأما متى أجيب فى ذلك بما عدا هذه كان جوابا غير لائق ولا مناسب للسؤال. مثال ذلك أنه إن أجاب إنسان فى جواب ما هو زيد أنه إنسان كان أشد تعريفا من أنه حي، وإن كان كلاهما معرفا لماهيته. فأما إن أجاب أنه أبيض أو أنه ذو ذراعين، فقد أجاب بشيء غريب عنه وشىء خارج عن طبيعته، فبالواجب قيل لهذه جواهر ثوان دون غيرها من سائر المقولات. فهذا أحد ما يظهر منه لم خصت أنواع الجواهر الأول وأجناسها باسم الجوهر دون سائر الأشياء (2) المحمولة عليها. وقد يظهر بهذه الجهة أيضا، وذلك أن قياس الجواهر إلى سائر الأمور هو قياس أنواع الجواهر وأجناسها إلى ما عداها من سائر كليات المقولات. وذلك أنه كما أن سائر الأمور كلها إما محمولة على الجواهر الأول أو موجودة فيها على ما قلنا، كذلك سائر كليات المقولات كلها هى موجودة فى الجواهر الثوانى أعنى أن كلياتها موجودة فى كلياتها كما أن أشخاصها موجودة فى أشخاص الجواهر الأول (3). مثال ذلك أن النحو موجود فى الإنسان وذا الذراعين فى المجسم.
__________
(1) الفصل السابع: السابع ف، ق، ش ز ل، د ز م.
(2) الأشياء ف، ق، م، د، ش: ل.
(3) انظر الفقرة 22والفقرة 23.(1/91)
الفصل الثامن (1)
(26) والذي يعم كل جوهر شخصا كان أو كليا أنه ليس يوجد فى موضوع. وذلك أن الجواهر صنفان أول وثوان. فأما الأول / كما قيل فليس فى موضوع ولا على موضوع (2). وأما الثوانى، فهى على موضوع وليس فى موضوع. فإذن الذي يعم الصنفين أنهما ليسا فى موضوع.
الفصل التاسع (3)
(27) وقد كنا قلنا إن الذي يخص الجواهر الثوانى أن تقال على موضوع ولا (4) فى موضوع ولذلك قد يحمل اسمها وحدها على الموضوع من جهة ما هى مقولة على موضوع، وأن التي فى موضوع قد يتفق فى بعضها أن يقال اسمها على الموضوع فأما حدها فلا (5). إلا أن هذا الذي يوجد من ذلك للجواهر الثوانى ليس / خاصا بها، فإن الفصل أيضا هو مما يقال على موضوع وليس فى موضوع. مثال ذلك الناطق، فإنه يقال على الإنسان لا فيه إذ كان ليس موجودا فيه على جهة ما يوجد البياض فى الجسم. ولذلك قد يوجد للفصل أيضا أن يصدق اسمه وحده على الموضوع كما يوجد ذلك للجواهر الثوانى، فإن الناطق (6) وحده الذي هو
__________
(1) الفصل الثامن: الثامن ف، ق، ش ح ل، د ح م.
(2) انظر الفقرة 19وأيضا الفقرة 7.
(3) الفصل التاسع: التاسع ف، ق، ش ط ل، د ط م.
(4) ولا ف: لا ل، ق، م، د، ش.
(5) انظر الفقرة 21.
(6) الناطق ل، ق، م، د، ش: النطق ف.(1/92)
مدرك بفكر وروية يحملان على الإنسان من طريق ما هو. وليس لقائل أن يغلطنا فيقول إن النطق وبالجملة الفصول موجودات فى موضوع وهى الأشياء التي هى فصول لها، مثل وجود النطق فى الإنسان كما أن الأعراض موجودات فى موضوع مثل وجود البياض فى الجسم. فإن النطق إنما يوجد فى موضوع أعنى فى الإنسان على أنه جزء منه وليس الأمر كذلك فى البياض مع الجسم. ولذلك ليس ينبغى أن يفهم من قولنا فى رسم الأعراض أنها التي تقال فى موضوع أنها فيه كجزء منه، بل على أن الموضوع موجود دونها (1).
الفصل العاشر (2)
(28) ومما يخص الجواهر الثوانى والفصول أن جميع ما يحمل منها فإنما يحمل على نحو حمل الأشياء المتواطئة أسماؤها، وذلك أن كل شىء يحمل منها فإما أن يحمل على الأشخاص وإما على الأنواع، إذ كان ليس تحمل الجواهر الأول على شىء البتة. فأما النوع، فيحمل على الشخص مثل الإنسان على زيد.
وأما الأجناس، فتحمل على الأنواع والأشخاص. والجواهر الأول فقد يجب أن تحمل عليها حدود أنواعها وأجناسها كما تحمل عليها أسماؤها. أما أنواعها، فذلك ظاهر (3) فيها. وأما أجناسها، فمن ما تقدم، وذلك أن الجنس يقال على النوع والنوع على الجوهر الأول الذي هو الشخص. وقد قيل إن كل ما يقال على المحمول المقول على موضوع فهو مقول أيضا على ذلك الموضوع، وهذه حال
__________
(1) انظر الفقرة 11.
(2) الفصل العاشر: العاشر ف، ق، ش ى ل، د ى م.
(3) فذلك ظاهر ف، ق، م، د، ش: فظاهر ذلك ل.(1/93)
الجنس مع النوع والشخص (1). وكذلك تحمل حدود الفصول على الأشخاص والأنواع كما تحمل الأسماء. وإذا كان هذا هكذا وكان قد قيل إن الأشياء التي أسماؤها متواطئة هى التي الاسم لها والحد عام وواحد بعينه، فواجب أن يكون مما يخص الفصول والأشياء التي فى هذه المقولة أن حملها على جميع ما تحمل عليه هو على طريق حمل الأشياء المتواطئة أسماؤها (2) (3).
الفصل الحادى عشر (4)
(29) وقد يظن أن كل جوهر فإنه إنما يدل على الجوهر المشار إليه، وهو الشخص. فأما الجواهر الأول فالأمر فيها بين أنها إنما تدل على الأشخاص المشار إليها لأن ما يستدل من أسمائها عليها هو شىء واحد بالعدد. وأما الجواهر الثوانى، فقد توهم الأسماء الدالة عليها لاشتباهها بأسماء الأشخاص أو لاستعمالها مواضع أسماء الأشخاص أنها تدل على المشار إليه. وليس الأمر كذلك، بل إنما تدل (5) على أى مشار اتفق إذ كان الموضوع لذلك الاسم ليس واحدا بعينه كالاسم الدال بشكله على الجوهر الأول. وذلك أن زيدا وعمرا إنما يدل (6) على مشار إليه فقط. وأما الإنسان والحيوان وبالجملة النوع والجنس، فإنما يدل به على كثيرين. وهى مع هذا تميز أولئك الكثيرين من غيرهم لا تمييزا يكون علامة
__________
(1) انظر الفقرة 12.
(2) اسماوها ف، ل، ق، م، د، ش: لا على طريق المشتقة اسماوها ل لا على طريق المتفقة اسماوها ق، م، ش على طريق المتفقة اسماوها د.
(3) انظر الفقرة 4.
(4) الفصل الحادى عشر: الحادى عشر ف، ق، ش يا ل، د يا م.
(5) تدل ف، م، د، ش: يدل ل، ق.
(6) يدل ف، ل، ق، م، د، ش: به ل، ش به انما يدل به د.(1/94)
فقط بمنزلة ما يميز الأبيض الشىء المتصف به، بل تمييزا فى جوهر الشىء. والنوع والجنس إنما وضعا ليفرزا الشىء فى جوهره عن غيره إلا أن الجنس أكثر حصرا من النوع. وذلك أن اسم الحيوان يحصر ما يدل عليه اسم الإنسان، إذ كان الحيوان جنس الإنسان.
الفصل الثاني عشر (1)
(30) ومما يخص مقولة الجواهر (2) أنه لا مضاد لها، فإنه ليس يوجد للإنسان ولا للحيوان مضاد. لكن هذه الخاصة قد يشاركها (3) فيها غيرها من المقولات. مثال ذلك فى الكم، فإنه ليس / يوجد لذى الذراعين ولا للعشرة ولا لشىء مما يجرى هذا المجرى مضاد إلا أن تقول (4) إن القليل فى الكم ضد الكثير والكبير ضد الصغير. لكن أنواع الكم المنفصل بين من أمرها أنها غير متضادة مثل الخمسة والثلاثة والأربعة.
الفصل الثالث عشر (5)
(31) ومما يخص الجوهر أنه لا يقبل الأقل والأكثر. ولست أعنى أنه ليس يكون جوهر أحق باسم الجوهر من جوهر، فإن ذلك شىء قد وضعناه حين قلنا إن أشخاص الجواهر (6) أولى بالجوهرية من كلياتها، بل إنما أعنى أنه
__________
(1) الفصل الثاني عشر ق، د: الثاني عشر ف، ش يب ل يب م.
(2) الجواهر ف: الجواهر ل، ق، م، د، ش.
(3) يشاركها ف، ق، م، د، ش: شاركها ل.
(4) تقول ف: نقول ل يقول ق، م يقول قائل د، ش.
(5) الفصل الثالث عشر ق، د: الثالث عشر ف، ش يج ل يج م.
(6) الجواهر ف، ش: الجوهر ل، ق، م، د.(1/95)
لا يحمل النوع منها / ولا الجنس على شخص أكثر من حمله على شخص ولا يحمل عليه فى وقت أكثر منه فى وقت فإن زيدا ليس أكثر حيوانا من عمرو ولا زيد اليوم أكثر حيوانا من غد (1). وأما هذا الشىء الأبيض، فقد يكون أشد بياضا من هذا الشىء الأبيض وقد يكون اليوم أشد بياضا منه أمس.
الفصل الرابع عشر (2)
(32) وقد يظن أن أولى (3) الخواص بالجواهر هو أن الواحد منها بالعدد هو بعينه القابل للمتضادات. وذلك بين من قبل الاستقراء، فإنه ليس يمكن أن يوجد شىء مشار إليه بالعدد مما عدا الجوهر هو قابل للمتضادات فإنه لا اللون الواحد بالعدد يوجد قابلا للأبيض والأسود ولا الفعل الواحد بعينه يقبل الحمد والذم. وكذلك يجرى الأمر فى سائر المقولات مما ليس بجوهر. فأما فى الجواهر فإن الواحد بعينه يوجد قابلا للمتضادات. مثال ذلك أن زيدا المشار إليه يكون حينا صالحا وحينا طالحا، وحينا حارا وحينا باردا. وقد يلحق فى هذا الاستقراء شك ما من قبل القول والظن، وذلك أنه قد يظن أنهما يقبلان الأضداد.
وذلك أن القول أو الظن بأن زيدا قائم إذا كان زيد قائما هو صدق، وإذا كان قاعدا هو كذب. فقد يوجد القول الواحد بعينه يقبل الصدق والكذب وهما أضداد. وهذا، إن سلم أنه قبول (4) للأضداد، فبين القبولين (5) اختلاف.
__________
(1) انظر الفقرة 18وأيضا الفقرة 23.
(2) الفصل الرابع عشر ق، د: الرابع عشر ف، ش يد ل، يد م.
(3) أولى ل، ق، م، د، ش: أول ف.
(4) قبول ف، ق، م، د، ش: قابل ل.
(5) القولين ف: القبولين ل، م، د، ش المقبولين ق.(1/96)
وذلك أن القابل للأضداد فى الجواهر (1) إنما يقبلها بأن يتغير هو فى نفسه (2)
فيخلع أحد الضدين ويقبل الآخر. وأما القول والظن، فليس إنما يقبلان الصدق والكذب بأن يتغيرا فى أنفسهما لكن بأن يتغير الشىء الذي تعلق به الظن خارج الذهن فى نفسه. مثال ذلك أن الظن بأن زيدا جالس إنما يقبل الصدق إذا جلس زيد والكذب إذا قام زيد. فتكون خاصة الجوهر، إن سلمنا أن هذا قبول للمتضادات، أنه الذي يقبل المتضادات بأن يتغير فى نفسه. والأولى أن نقول إن هذا ليس هو قبولا للأضداد، وذلك أن القول والظن إذا اتصفا بالصدق حينا والكذب حينا فليس يتصفان بذلك على أن الصدق شىء حدث فيهما بذاته فى وقت والكذب فى وقت آخر كما يحدث البياض فى زيد فى وقت بذاته والسواد فى وقت، وإنما الصدق والكذب فى القول إضافة ما ونسبة تابعة لتغير الشىء الذي فيه الظن والقول لا حدوث شىء بذاته. وإذا كان ذلك كذلك، فقد وجب أن تكون (3) خاصة الجوهر أن الواحد بالعدد منه قابل للمتضادات.
(33) فهذا مبلغ ما قاله فى الجوهر.
__________
(1) الجواهر ف، د: الجوهر ل، ق، م، ش.
(2) فى نفسه ف: بنفسه ل، ق، م، د، ش.
(3) تكون ف، م: يكون ل، ق، ش (هـ) د.(1/97)
القسم الثاني (1)
القول فى الكم
(34) وما يقوله فى هذه المقولة منحصر فى فصول سبعة.
الأول يعرف فيه فصول الكم العظمى وأنها الانفصال والاتصال والوضع وعدم الوضع.
الثاني يعرف فيه أى أجناس الكم المشهورة هى داخلة تحت الانفصال وأيها داخلة تحت الاتصال.
الثالث يعرف فيه (2) أى هذه الأجناس هو أيضا داخل تحت الوضع وأيها ليس بداخل تحته.
الرابع يعرف فيه (3) أن السبعة التي عددت من أجناس الكم هى الأجناس المشهورة الموجودة كما بذاتها وأن سائر ما يظن به أنه كم فذلك أمر لا حق له من جهة وجوده فى (4) هذه الأجناس [مثل الحركة والخفة والثقل] (5).
__________
(1) القسم الثاني ف، ل، ق، م، د، ش: من الجزء الثاني ل، ق، م، ش.
(2) فيه ش: ف، ل، ق، م، د.
(3) فيه ل، ق، م، د، ش: ف.
(4) وجوده فى ف، ق، م، د، ش: وجود ل.
(5) مثل الثقل ف: له ل مثل الحركة والثقل والخفة ق، م، د، ش.(1/98)
الخامس يعرف فيه أن من خواص الكم أيضا أنه ليس له ضد، ويحل الشكوك التي يظن من أجلها أنه توجد فيه الأضداد.
السادس يعرف فيه أن من خواص الكم أيضا أن لا يقبل الأقل والأكثر كالحال فى الجوهر.
السابع يعرف فيه أن خاصة الكم الحقيقية التي لا يشركه فيها غيره هى التساوى ولا تساوى.
الفصل الأول (1)
(35) قال: وأما الكم، فمنه منفصل ومنه متصل (2) ومنه ما أجزاؤه لها وضع بعضها عند بعض ومنه ما ليس لها وضع.
الفصل الثاني (3)
(36) والمنفصل اثنان، العدد والقول. والمتصل خمسة، الخط والبسيط والجسم وما يشتمل على الأجسام ويطيف بها وهو الزمان والمكان.
(37) وإنما كان العدد من الكم المنفصل، / لأن الكم المنفصل هو الذي ليس يمكن فيه أن تأخذ (4) له حدا مشتركا [تتصل عنده أجزاؤه بعضها ببعض] (5).
مثال ذلك أن العشرة ليس يتصل جزؤها الذي هو الخمسة بالخمسة الثانية التي هى
__________
(1) الفصل الأول ف، ق، م، د، ش: الفصل آل
(2) ومنه متصل ش: ف، ل، ق، م، د.
(3) الفصل الثاني ق: الثاني ف، د، ش ب ل ب م.
(4) تاخذ ف: ناخذ ل، ق، م يوجد د، ش.
(5) تتصل ببعض ل: يتصل جزءاه احدهما بالاخر ف يتصل عنده اجزاء احدهما بالاخر بعضها ببعض ق، م، د، ش.(1/99)
جزؤها الآخر بحد (1) مشترك، ولا الثلاثة / التي فيها بالسبعة. لكن جميع أجزائها منفصلة بعضها عن بعض. وأما القول، فظاهر (2) من أمره أنه كم لأنه يقدر بجزء منه وهو أقل ما يمكن أن ينطق به، وذلك إما مقطع ممدود مثل لا وإما مقصور مثل ل. وهو أيضا من المنفصل، إذ ليس يوجد لأجزائه حد مشترك يصل بعضها ببعض. وذلك أن المقاطع منفصلة بعضها عن بعض.
(38) وأما الخط البسيط والجسم والزمان والمكان، فمن المتصل لأن كل واحد منها (3) يمكن أن يوجد له حد مشترك [أو حدود مشتركة] (4) يصل بعض أجزائه ببعض. وهذا الحد، أما فى الخط فهو النقطة وأما فى البسيط فالخط، وأما فى الجسم فالبسيط، وأما فى الزمان فالآن. وذلك أن بالنقط تتصل أجزاء الخط، وبالخط تتصل أجزاء البسيط (5)، وبالسطح تتصل أجزاء الجسم، وبالآن يتصل جزءا الزمان الذي هو الماضى والمستقبل. وأما المكان فلما كانت أجزاء الجسم تشغله وكانت تتصل بحد مشترك، فواجب أن تكون أجزاء المكان تتصل بحد مشترك أيضا، وإذا كان ذلك كذلك فهو من الكم المتصل.
الفصل الثالث (6)
(39) وأما الكم الذي هو متقوم من أجزاء لها وضع بعضها عند بعض، فهو الخط والسطح والجسم والمكان. ومعنى أن يكون للاجزاء بعضها وضع عند
__________
(1) بحد ل، م، د، ش: بجزء ف، بحلبه ق.
(2) فظاهر ف، ل، بج، ق، د، ش: ايضا ل، ق، د، ش.
(3) منها ق، د، ش: منهما ف، ل.
(4) او حدود مشتركة ف، ق، د، ش: ل.
(5) البسيط ف، (ح) ل: السطح ل، ق، د، ش.
(6) الفصل الثالث ق: الثالث ف، د، ش ج ل.(1/100)
بعض أن تكون جميع أجزائه موجودة معا لأنها إذا لم تكن معا لم يكن لجزء منها وضع بعضها عند بعض وأن يكون أى جزء منها أخذته وجدته فى جهة محدودة من ذلك الكم إما فوق وإما أسفل ويتصل (1) بجزء محدود منه. مثال ذلك أن أجزاء الخط موجودة معا وكل واحد منها فى جهة محدودة ويتصل بجزء محدود وهو الجزء الذي يليه، وكذلك الحال فى أجزاء السطح وأجزاء الجسم وأجزاء المكان، لأن أجزاء المكان موجودة على مثال ما هى عليه أجزاء الجسم الذي يشغل المكان سواء كان المكان هو الخلاء أو السطح المحيط بالجسم من خارج على ما يراه أرسطو. وأما العدد، فليس نجد فى أجزائه واحدا من هذه الأحوال الثلاثة [فضلا عن أن تجتمع فيه] (2) أعنى أن تكون (3) معا وأن يكون كل واحد منها فى جهة محدودة ويتصل (4) بجزء محدود. وكذلك الحال فى الزمان والقول أعنى أنه ليس يوجد (5) أجزاؤهما معا، إذ كانت أجزاء الزمان وأجزاء القول ليس لها ثبات (6) ولا يلحق المتأخر منها المتقدم بل إنما يوجد لأجزاء العدد وأجزاء الزمان ترتيب ما. فإن بعض الزمان متقدم وبعضه متأخر. وكذلك فى العدد، فإن الاثنين قبل الثلاثة. فأما أن فيه وضعا، فلا.
__________
(1) يتصل ف: متصل ل، ق، د، ش.
(2) فضلا فيه ف، ق، د، ش: ل.
(3) تكون بج: (هـ) ف، د يكون ل، ق، ش.
(4) يتصل ف: متصل ل، ق، د، ش.
(5) يوجد ف، د، ش: توجد ل، ق.
(6) ثبات ف: ثبوت ل، ق، د، ش.(1/101)
الفصل الرابع (1)
(40) وهذه الأجناس الأول من أجناس الكم هى التي هى بالحقيقة وأولاكم.
وما عداها مما تلحقه الكمية فإنما يقال فيه إنه كم بالعرض وثانيا أعنى بوساطة واحد من هذه التي قلنا إنها كم بالحقيقة. مثال ذلك أنا نقول فى هذا البياض المشار إليه إنه كبير من أجل أنه فى بسيط كبير. وكذلك إنما نقول فى العمل إنه طويل من أجل أنه يكون فى زمان طويل. وذلك يظهر من أنه لو سأل أحد كم هذا العمل، لكان الجواب فى ذلك أنه عمل سنة. ولو سأل كم هذا الأبيض، لقيل ثلاثة أذرع أو أربعة. فيكون العمل إنما حد وقدر بالزمان، والأبيض إنما قدر بمبلغ السطح الذي هو ثلاثة أذرع او أربعة. ولو كانت كما بذاتها لقدرت بأنفسها.
الفصل الخامس (2)
(41) ومن خواص الكم أنه لا مضاد له أصلا وسواء كان متصلا أو منفصلا، فإن الخمسة والثلاثة ليس لها ضد وكذلك الخط والسطح. وليس لقائل أن يقول إن الكثير والقليل من الكم المنفصل وهما ضدان، وكذلك الكبير والصغير من الكم المتصل وهما ضدان، لأمرين اثنين.
(42) أحدهما أنه ليس القليل والكثير ولا الكبير والصغير من الكم، بل هما من المضاف. وذلك أن الكم موجود بذاته، والكبير والصغير والقليل والكثير
__________
(1) الفصل الرابع ق: الرابع ف، د، ش د ل.
(2) الفصل الخامس ق: الخامس ف، د، ش هـ ل.(1/102)
إنما يقالان بالقياس. ولذلك أمكن فى الشىء الواحد بعينه أن يكون كبيرا وصغيرا وقليلا وكثيرا، كبيرا بالإضافة إلى شىء وصغيرا بالإضافة إلى شىء حتى أنا قد (1) نقول فى الجبل إنه صغير وفى السمكة إنها كبيرة مع صغر السمكة وعظم الجبل. فلو كان الشىء صغيرا أو كبيرا بنفسه وعلى أنها صفة قائمة فيه بذاتها مثل البياض الذي يقوم بالجسم لما وصف الجبل فى حال من الأحوال بالصغر والسمكة بالكبر. فهذا أحد ما يظهر منه أن الكم ليس له ضد أعنى من جهة أن هذين من مقولة غير مقولة الكم.
(43) وقد يظهر أن الكبير والصغير ليسا بضدين وسواء وضعناهما من مقولة الكم أو لم نضعهما (2). وذلك أن / الشىء الذي ليس يعقل بذاته وإنما يعقل بالقياس إلى غيره ليس يمكن أن يكون له مضاد. / وذلك أن المتضادين هما اللذان الوجود لكل واحد منهما من صاحبه فى غاية البعد. والذي يقال بالقياس إلى غيره ليس (3) يوجد له شىء هو منه فى غاية البعد إذ كان يقال بالقياس إلى أشياء غير متناهية.
(44) ودليل ثالث أيضا، وذلك أنه لو كان الكبير ضد الصغير لوجد الشيء الواحد بعينه قابلا للمتضادات معا. فإن الشىء الواحد بعينه قد يوصف بأنه كبير وصغير لكن بالإضافة إلى شيئين اثنين. فلو وصف بذلك على طريق التضاد أعنى بذاته وعلى جهة ما يوصف الجسم بأنه أبيض وأسود، لوجد
__________
(1) قد ف: ل، ق، د، ش.
(2) نضعهما ق، د: نضعها ف، ل، ش.
(3) ليس ف، م. فليس ل، ق، د، ش.(1/103)
الضدان معا فى موضوع واحد، فكان يمكن أن يكون الشىء أبيض وأسود معا وذلك محال. [ولذلك ليس يمكن فى الضدين أن يجتمعا معا فى موضوع واحد ولا من جهتين كما يمكن ذلك فى سائر المتقابلات] (1).
(45) وأيضا لو كان الكبير ضد الصغير لكان الشىء يضاد نفسه، لأن الشىء يوصف بأنه [كبير وصغير] (2) معا. وإذا (3) وضعنا أنها أضداد، لزم أن تكون هاتان الصفتان صفتين قائمتين بذات الشىء الواحد بعينه فيكون الشىء الواحد بعينه كبيرا وصغيرا معا فيجب أن يكون الشىء يضاد نفسه. وذلك فى غاية الاستحالة. فقد تبين من هذا أنه ليس الكبير ولا الصغير ولا القليل ولا الكثير من المضاد وسواء سلمنا أنها كم أو لم نسلم ذلك.
(46) قال: وأكثر ما يظن أن التضاد يلحق الكم فى الجنس منه الذي هو المكان، لأن المكان الأعلى الذي هو مقعر الفلك يظن به أنه مضاد للمكان الأسفل الذي هو وسط العالم أعنى مكان الأرض الذي هو مقعر الماء ومقعر بعض الهواء. وإنما ذهبوا إلى أن هذين المكانين متضادان لما كان كل واحد منهما فى غاية البعد عن صاحبه حتى لا يوجد بعد أبعد منه. ولظهور هذا المعنى فيهما اجتلبوا الحد لسائر المتضادات من هذا الاسم، فقالوا فى حدهما إنهما اللذان
__________
(1) ولذلك المتقابلات ل، ق، م، د، ش: ف.
(2) كبير وصغير ف، م: صغير وكبير ل، ق، د، ش.
(3) واذا ف، ق، م، د، ش: فاذا ل.(1/104)
البعد بينهما فى الوجود غاية البعد وهما فى جنس واحد [إلا أنهم يعنون هاهنا البعد فى الوجود، لا البعد فى المسافة. قلت: ويشبه أن يكون التضاد هاهنا إنما لحق الكم بما هو أين لا بما هو كم ولا أيضا بما هو مضاف أعنى فوق وأسفل بل ذلك (1) شىء عرض للمضاف كما عرض للكم (2) ولذلك ليس ينبغى من هذا أن يعتقد أنه يلحق المضاف تضاد] (3).
الفصل السادس (4)
(47) قال: ومن خواص الكم أنه ليس يقبل الأقل ولا الأكثر، فإنه ليس هذا الكم المشار إليه ذا ذراعين أكثر من هذا الآخر الذي هو أيضا ذو ذراعين ولا ثلاثة أكثر من ثلاثة. ولا يقال أيضا فى زمان ما إنه زمان أكثر (5) من زمان آخر. إلا أن هاتين الخاصتين (6) يشارك الكم فيهما الجوهر أعنى فى أنه ليس له ضد وفى أنه لا يقبل الأقل والأكثر.
__________
(1) ذلك ل، ق، م، د، ش: لذلك (ح) ف.
(2) للكم ل، ق، م، د، ش: الكم (ح) ف.
(3) الا انهم تضاد (ح) ف، ل، ق، م، د، ش: صح من اخر من خط اليهود (ح) ف.
(4) الفصل السادس ق، د: السادس ف ول وم الفصل الثالث ش.
(5) اكثر ف، ق، م، د، ش: اكبر ل.
(6) الخاصتين ل، ق، م، د، ش: الخاصيتين ف.(1/105)
الفصل السابع (1)
(48) والشىء الذي هو أخص الخواص بالكم هو المساوى وغير المساوى، فإن ما عدا الكم لا يوصف بهذا. مثال ذلك أن الكيف لا يقال فيه مساو ولا غير مساو، بل يقال شبيه وغير شبيه. وذلك أنا نقول إن هذا البياض شبيه بهذا البياض أو غير شبيه ولا نقول مساو أو غير مساو إلا بالعرض. فيكون على هذا أخص الخواص بالكم أنه مساو أو (2) غير مساو.
__________
(1) الفصل السابع ق، د، ش: السابع ف ز ل ز م.
(2) مساو او ف: اما مساو واما ل، ق، م، ش اما مساو او د.(1/106)
القسم الثالث فى مقولة الإضافة
(49) والذي يتكلم فيه فى هذه المقولة منحصر فى فصول ثمانية.
الأول فى رسم الأشياء المضافة وتعديدها على جهة التمثيل.
الثاني فى أنه قد توجد المضادة فى المضاف.
الثالث فى أن بعض المضاف يقبل الأقل والأكثر.
الرابع فى أن من خواص المضافين أن كل واحد منهما يرجع بالتكافؤ على الآخر (1) إذا أخذا باسميهما الدالين عليهما من حيث هما مضافان إن كان لهما اسم (2) أو اخترع لهما اسم متى لم يكن لهما اسم.
الخامس فى أن المضافين إذا أخذا باسميهما الدالين عليهما من حيث هما مضافان ومتكافئان، فإن الصفة التي بها صار كل واحد منهما مضافا لصاحبه تتميز من سائر الصفات الموجودة فى المضافين بأنه (3) متى ارتفعت سائر الصفات وبقيت تلك الصفة لم ترتفع تلك النسبة التي بين المضافين. ومتى ارتفعت تلك الصفة ارتفعت النسبة. وأما إذا أخذا لا من حيث هما متكافئان، لم يلزم إذا
__________
(1) على الاخر ل: ف، ق، م، د، ش.
(2) اسم ل، م: اسما ف، ق، هـ اسم لهما ش.
(3) بانه ف، م: فانه ل وانه ق، د، ش.(1/107)
ارتفعت سائر الأشياء التي فى المضافين وبقيت تلك الصفة التي ينسب بها إلى قرينه (1) أن تبقى النسبة.
السادس فى أن من خواص المضافين أنهما يوجدان معا بالطبع ومتى / ارتفع أحدهما أن يرتفع الآخر، ويحل ما يعرض فى ذلك من شك.
السابع فى تقرير ما يمكن أن يشك فيه من أمر الجواهر هل يوجد فيها شىء من المضاف، وحل ذلك الشك بتعقب الرسم المتقدم للمضاف وإصلاحه باشتراط الشىء الذي يتناول المضافين بالحقيقة، إذ كان إنما رسمه أولا بحسب بادئ الرأى والمشهور قصدا منه للأسهل فى التعليم. فإن نقل المتعلم من المشهور إلى الأمر (2)
اليقينى أسهل من أن يهجم به أولا على الأمر اليقينى [وقيل إنه رسم أفلاطون (3).
الثامن فى أنه متى اشترط فى رسم المضافين الشرط / الذي به يكون رسما خاصا بهما [ومعرفا لجوهريهما] (4)، وجد أن من خواصها أنه متى عرف أحدهما عرف الآخر ضرورة وأن بذلك يتبين (5) أنه ليس من الجوهر شىء يعد من المضاف. ويعرف مع هذا صعوبة حل هذه الشكوك فى هذا الموضع مع سهولة التشكك فيها فى هذا الموضع. والسبب فى ذلك أن نظره هاهنا فيها إنما هو بحسب المشهور.
__________
(1) قرينه ف، م: قرينة ل، ق قرينته د، ش.
(2) إلى الامر ل، ق، م، د، ش: للامر ف.
(3) وقيل افلاطون ف: ل، ق، م، د، ش.
(4) ومعرفا لجوهريهما ف: ومفهما لجوهرهما ل، م، د، ش وتيقنهما لجوهر ق.
(5) يتبين ف: يبين ل، م تبين ق (هـ) د، ش.(1/108)
الفصل الأول (1)
(50) قال: والأشياء (2) المضافة هى التي تقال ماهياتها وذواتها بالقياس إلى شىء آخر إما بذاتها [مثل القليل والكثير] (3) وإما بحرف من حروف النسبة مثل إلى وما أشبهه. مثال ذلك أن الأكبر ماهيته إنما تقال بالقياس إلى غيره، فإنه إنما هو أكبر من شىء. وكذلك الضعف هو ضعف لشىء.
والملكة والحال والحس والعلم من المضاف، فإن جميع هذه ماهياتها تقال بالقياس إلى شىء آخر [بحرف من حروف النسبة] (4). وذلك أن الملكة هى ملكة لشىء، والعلم لمعلوم، والحس لمحسوس. وكذلك الكبير والصغير فإنهما إنما يقالان (5)
بالإضافة. وكذلك الشبيه فإنه إنما هو شبيه لشىء، والاضطجاع والقيام والجلوس هى من الوضع، والوضع من المضاف بجهة ما. فأما يضطجع ويقوم ويجلس، فليست هى من الوضع، بل من الأشياء المشتق لها الاسم من الوضع يعنى التي (6) فى مقولة الوضع (7).
__________
(1) الفصل الأول ق: الأول ف، ش الفصل آل، الفصل ام د.
(2) الأشياء ف، ق، د، ش: الاسماء ل.
(3) مثل والكثير ف: ل، ق، م، د، ش.
(4) بحرف النسبة ف: ل، ق، م، د، ش،.
(5) يقالان ل، ق، م، د، ش: يقولان ف.
(6) التي ف، ق، م، د، ش: الذي ل.
(7) الوضع ف، ل، ق، م، د، ش: وهى بالحقيقة من مقولة يفعل وينفعل (ح) ل وهى فى الحقيقة من مقولة أن يفعل وأن ينفعل ق، م وهى من مقولة أن يفعل وأن ينفعل د وهى فى حقيقة من مقولة أن يفعل أن ينفعل ش.(1/109)
الفصل الثاني (1)
(51) وقد يلحق الأمور المضافة أن تكون متضادة. ومثال ذلك الفضيلة والرذيلة من المضاف، وكلاهما متضادان. وكذلك العلم والجهل كل واحد منهما من المضاف وهما متضادان، إلا أنه ليس يوجد هذا لكل الأشياء المضافة. فإن الضعف ليس له ضد ولا لثلاثة الأضعاف ضد.
الفصل الثالث (2)
(52) وكذلك قد تقبل (3) بعض المضافات (4) الأقل والأكثر. فإن الشبيه وغير الشبيه والمساوى وغير المساوى، كل واحد منهما من المضاف. وقد يكون شبيه أقل (5) من شبيه وأكثر (6) وكذلك غير المساوى. وبعضها ليس يقبل ذلك، فإنه ليس ضعف أقل ولا أكثر من ضعف [ولا مساو أكثر من مساو.] (7)
الفصل الرابع (8)
(53) ومن خواص المضافين أن كل واحد منهما يرجع على صاحبه فى النسبة بالتكافؤ. مثال ذلك العبد هو عبد للمولى والمولى مولى للعبد والضعف
__________
(1) الفصل الثاني ق: الثاني ف، د، ش ب ل ب م.
(2) الفصل الثالث ق: الثالث ف، د، ش ج ل ج م.
(3) تقبل ف: يقبل ل، ق، م، د، ش.
(4) المضافات ف، ق، د، ش: المضاف ل، م.
(5) اقل ف: اكثر ل، ق، م، د، ش.
(6) اكثر ف: اقل ل، ق، م، د، ش.
(7) ولا مساو ف، ق، م، د: ولا مساوى واكثر من مساوى ش ل.
(8) الفصل الرابع ق: الرابع ف، د، ش د ل د م.(1/110)
ضعف للنصف (1) والنصف نصف للضعف وكذلك فى سائرها. وسواء كان اسم المضافين متغايرين مثل الضعف والنصف أو كان أحدهما مشتقا من الثاني مثل العلم والمعلوم والحس والمحسوس فإن كل واحد من هذه يقال بالقياس إلى قرينه.
(54) وقد يظن أن هذه الخاصة غير موجودة لكثير من الأشياء المضافة متى لم يضف الشىء إلى قرينه إضافة معادلة أى لا يوجد (2) كل واحد منهما مضافا إلى صاحبه من طريق ما هو مضاف (3) بل تكون إضافة أحدهما إلى الآخر من طريق ما هو مضاف (4) والآخر بالعرض أو يكون كل واحد منهما قد أخذ (5) لا من طريق ما هو مضاف (6). مثال ذلك إن أضيف الجناح إلى ذى الريش فقيل [الجناح جناح لذى الريش] (7) لم يصدق رجوع هذا بالتكافؤ (8)، فإنه ليس
__________
(1) للنصف ف، ق، م، د: النصف ل ش.
(2) يوجد ف، د، ش: يؤخذ ل، ق، م.
(3) مضاف ف: ل، ق، م، د، ش.
(4) مضاف ف: ل، ق، م، د، ش.
(5) قد اخذ ف: ل، ق، م، د، ش.
(6) مضاف ف: ل، ق، م، د، ش.
(7) الجناح الريش ف: إن الجناح جناح لذى الريش ش ذى الريش له جناح ل، م ذى الريش له جناح والجناح جناح الجناح لذى الريش ق ذو الريش له الجناح والجناح جناح لذى الريش د.
(8) بالتكافؤ ف، ل، ق، م، د، ش: وهو ان الجناح جناح لذى الريش ل، ق، م، د، ش.(1/111)
نسبة الجناح إلى ذى الريش من طريق ما هو ذو ريش إذ كان قد يوجد ما له جناح وليس له ريش. فنسبة الجناح ليست له من جهة ما هو ذو ريش، ونسبة ذى (1) الريش إلى الجناح هى له من جهة ما هو ذو ريش، ولذلك لم تكن هذه الإضافة معادلة. فإذا غير هذا وأخذت النسبة معادلة فقيل ذو الجناح هو ذو جناح بالجناح، رجع (2) بالتكافؤ وهو أن الجناح جناح لذى الجناح أو نقول ذو الريش هو ذو جناح بريش والجناح بالريش هو جناح لذى الريش. ولذلك إذا لم تكن الإضافة المعادلة لها اسم يدل عليها من حيث هى معادلة وذلك إما لكلا المضافين أو لأحدهما فقد يضطر المضيف أن يضع / لكليهما اسما أو لأحدهما من حيث يستعملها مضافين. مثال ذلك أن السكان إن أضيف إلى الزورق، لم تكن إضافته معادلة لأنه ليس من جهة أن الزورق زورق أضيف إليه السكان إذ كان قد توجد زوارق لا سكان لها كما أن السكان إنما أضيف إلى الزورق من جهة ما هو سكان، ولذلك لا يرجع بالتكافؤ فيقال إن الزورق زورق للسكان كما يقال إن السكان سكان للزورق. ولكن إذا أريد فى مثل هذا أن تكون الإضافة معادلة من الطرفين ومأخوذة بحال واحدة منهما، فينبغى أن يقال السكان سكان للزورق ذى السكان. وحينئذ يصدق أن الزورق ذا السكان زورق بالسكان، فإنه كما أن السكان إنما هو سكان بالزورق، كذلك الزورق الذي من شأنه أن / يكون له سكان هو زورق بالسكان. ومثال ذلك أيضا أنه إذا أضيف الرأس إلى ذى الرأس، كانت إضافة معادلة. ومتى أضيف إلى الحى لم تكن
__________
(1) ونسبة ذى ف، ق، م، د، ش: ولا نسبة ذو ل.
(2) رجع ف، ل، ق، م، د، ش: هذا ل، ق، م، د، ش.(1/112)
معادلة، فإن الحى ليس له رأس من طريق ما هو حي إذ كان قد يوجد من الحيوان ما لا رأس له.
(55) فهذا هو الطريق الذي ينبغى للمضيف أن يسلكها فيما ليس له اسم من المضاف أعنى أن يضع لها اسما يدل على المضافين من حيث تكون إضافتهما معادلة، مثل ما قلنا فى الجناح والسكان. وإذا كان هذا هكذا، فكل المضافات إذا أخذت على التعادل أى من طريق ما هى مضافات لا من طريق ما هى تحت مقولة أخرى وجدت لها هذه الخاصة دائما، وهو أن كل واحد منهما يرجع على صاحبه بالتكافؤ. وأما إذا أضيف أحدهما إلى الآخر وأخذ كل واحد منهما جزافا وبأي (1) صفة اتفقت من الصفات الموجودة فى المضافين اللازمة للإضافة ولم يؤخذا بالصفة التي هما بها مضافان ومنسوب كل واحد منهما إلى الآخر، فليس يرجعان بالتكافؤ وإن كان لهما أسماء موضوعة من حيث هما مضافان فضلا عما ليس لهما أسماء تدل (2) عليهما من حيث هما مضافان. مثال ذلك أن العبد إن لم يضف إلى المولى الذي هو اسم الإضافة لكن أضيف إلى الإنسان أو إلى ذى الرجلين وما أشبه ذلك من الأشياء الموجودة فيه، لم يرجع بالتكافؤ.
لأن الإنسان ليس هو إنسان بما له عبد، وإنما هو مولى بما له عبد. فإن أخذ المولى بدل الإنسان رجعا بالتكافؤ.
__________
(1) وباى ف، ق، د: او باى ل، م باى ش.
(2) تدل ل، ق، م: يدل ف، ش د.(1/113)
الفصل الخامس (1)
(56) ويخص هذه الصفة التي من قبلها لحقت النسبة المضافين أنه إذا رفعنا سائر الصفات العارضة للمضافين التي بها تكون الإضافة غير معادلة لم ترتفع النسبة بين المضافين، وإن رفعنا تلك الصفة ارتفعت النسبة. مثال ذلك أن العبد إذا قيل بالإضافة إلى المولى ورفعنا من المولى سائر الصفات التي يمكن أن ينسب العبد إليها مثل أنه إنسان أو ذو رجلين أو غير ذلك ولم يرفع منه المولى فإن نسبة العبد إليه لا ترتفع، ومتى أضفنا العبد إلى الإنسان أو إلى ذى الرجلين ورفعنا أنه مولى ارتفعت هذه النسبة فإنه لا يكون عبد ليس له مولى. فإذن النسبة المعادلة هى الصفة التي ترتفع النسبة بارتفاعها ولا ترتفع بارتفاع غيرها. وهذا الذي ذكره هو كالقانون لتميز (2) الصفة التي تكون لها النسبة المعادلة.
(57) قال: ووجود هذه النسبة التي بها تكون الإضافة معادلة متى كان للمضافين اسم يدل عليهما من حيث لهما هذه النسبة هو سهل. وأما متى لم يكن لهما اسم فقد يصعب ذلك. لكن حينئذ ينبغى أن تستنبط تلك الصفة بهذا القانون ويخترع للمضافين اسم يدل عليهما من حيث توجد لهما تلك النسبة.
الفصل السادس (3)
(58) قال: وقد يظن أن من خواص المضافين أنهما يوجدان معا بالطبع. وذلك ظاهر فى أكثرها، فإن الضعف والنصف موجودان معا لأنه متى
__________
(1) الفصل الخامس ق: الخامس ف، د، ش هـ ل هـ م.
(2) لتميز ف، م، د، ش: لتمييز ل ليتميز ق.
(3) الفصل السادس ق: السادس ف، د، ش ول وم.(1/114)
وجد أحدهما وجد الآخر ومتى ارتفع أحدهما ارتفع الآخر. إلا أنه قد يلحق فى ذلك شك من قبل بعض الأشياء المضافة، فإنه قد يظن أن المعلوم أقدم من العلم لأن العلم إنما يقع بالشيء فى أكثر الأشياء بعد تقدم وجوده. وأما مع وجوده فأقل ذلك. وإن كان ذلك كذلك، فلا معلوم واحد البتة يكون وجوده والعلم به معا بالطبع. وأيضا فإن المعلوم يظهر أنه متقدم بالطبع على العلم، وذلك أنه إذا ارتفع المعلوم ارتفع العلم وليس إذا ارتفع العلم ارتفع المعلوم. وهذا هو / رسم المتقدم بالطبع على ما سيقال بعد (1). ومثال ذلك تربيع الدائرة الذي فحص عنه من تقدم من المهندسين فلم يلفوه بعد، فإنه إن كان معلوما لعلمه لم يوجد بعد وإن كان غير معلوم فليس يمكن أن يوجد علمه بعد. وأيضا فإن الإنسان إذا ارتفع ارتفع العلم، وقد يوجد المعلوم والإنسان غير موجود. وهذا الشك بعينه يلحق فى الحس والمحسوس، فإنه قد يظن أن المحسوس أقدم من الحس لأن المحسوس إذا فقد فقد معه الحس، فأما الحس فليس يفقد معه المحسوس. وإنما يلزم إذا فقد المحسوس أن يفقد الحس من جهة أن المحسوس والحس لا يوجدان إلا فى جسم، فإذا ارتفع المحسوس ارتفع الجسم وإذا ارتفع الجسم ارتفع الحاس والحس. فأما الحس، فليس بارتفاعه يرتفع المحسوس لأنه قد يمكن أن / يفقده (2) الحيوان ويكون الجسم المحسوس موجودا مثل الجسم الحار والبارد. وأيضا فإن الحس يوجد مع وجود الحى، فأما المحسوس فموجود قبل وجوده. فإن الماء والنار وسائر الاسطقسات منها قوام الحيوان وهى موجودة من قبل أن يوجد الحيوان. فلهذا كله قد يظن أن المحسوس أقدم من وجود الحس.
__________
(1) انظر الفقرة 104.
(2) يفقده ف: يفقد ل، ق، م يرتفع ش د.(1/115)
(59) والمفسرون يحلون (1) هذا الشك بأنه إذا أخذ الحس والمحسوس والعلم والمعلوم إما بالقوة وإما بالفعل وجدا معا وصدقت فيها تلك الخاصة، وإنما يلحق هذا الشك إذا أخذ أحدهما بالقوة والآخر بالفعل. لكن لما كان الوجود الذي بالقوة غير مشهور، أرجأ حل (2) هذا (3) الشك إلى موضع آخر لأنه إنما يتكلم هنا فى هذه الأشياء من جهة الشهرة. [والحق أن هذا الجنس من المضاف ليس هما معا بالطبع، فإن أحدهما من المضاف بذاته والآخر من المضاف بالعرض على ما يقول أرسطو فيما بعد الطبيعة] (4) (5).
الفصل السابع (6)
(60) قال: ومما فيه موضع شك هل فى الجواهر شىء مضاف من جهة ما هو جوهر. وهذا الشك إنما يعرض فى بعض الجواهر الثوانى. فأما فى الأول، فليس يعرض. وذلك أنه يظهر أنه ليس يقال فى شىء منها إنه من المضاف لا الكل ولا الجزء، فإنه ليس يقال فى هذا الإنسان المشار إليه إنه إنسان لشىء ما.
وكذلك الحال فى أجزاء المشار إليه. فإنه ليس يقال فى يد ما مشار إليها إنها يد إنسان ما أو فرس ما، لكن يقال يد إنسان أو فرس. وبالجملة إنما يضاف إلى النوع لا إلى الشخص. وكذلك يظهر الأمر فى أكثر الجواهر الثوانى، فإنه ليس يقال
__________
(1) يحلون ف، م، د، ش: يحملون ل يجلون ق.
(2) حل ف، ق، م، د: احل ش ل.
(3) هذا ل، د، ش: ف، ق، م.
(4) والحق الطبيعة (يد 2ح) ف: طرة (يد 2ح) ف ل، ق، م، د، ش.
(5) انظر ما بعد الطبيعة لأرسطو ص 1021آس 26إلى 33وانظر أيضا تفسير ما بعد الطبيعة لابن رشد الذي نشره الأب بويج فى بيروت الجزء الثاني ص 617وص 618.
(6) الفصل السابع ق: السابع ف، د، ش ز ل ز م.(1/116)
إن الإنسان إنسان لشىء ولا الثور ثور (1) لشىء بما هو ثور أعنى جوهرا بل إن كان فمن جهة ما هو ملك لمالك. وأما فى بعضها فقد يلحق فى ذلك هذا الشك. وذلك أن الرأس يقال فيه إنه رأس لشىء واليد يد لشىء وكذلك ما أشبه هذا. واليد والرأس (2) إنما تدل (3) على الجوهر، فيكون على هذا قد يظن أن كثيرا من الجواهر داخلة فى المضاف.
(61) قال: إلا أنه إن كان قد وفى تحديد الأشياء التي من المضاف حين قلنا إن المضافات هى الأشياء التي ماهياتها تقال بالقياس إلى غيرها، فقد يصعب حل هذا الشك أو يكون حله ممتنعا، وذلك أنه قد ظهر من أمر هذه الجواهر أن ماهياتها تقال بالقياس (4). وإن كان الرسم الحقيقى للأشياء التي من المضاف أنهما الشيئان اللذان ماهية كل واحد منهما تقال بالقياس إلى صاحبه من حيث الوجود لتلك الماهية أنها مضافة إلى قرينتها بأي نوع اتفق من أنواع الإضافة، فحل الشك مما يسهل. فإن التحديد الأول يلحق كل [ما عد (5) فى بادئ الرأى
__________
(1) ثور ف، م: ثورا ش ل، ق، د.
(2) واليد والرأس ف: والرأس واليد ل، ق، م، د، ش.
(3) تدل ف: يدل ل، ق، م، د، ش.
(4) انظر الفقرة 50.
(5) عد ف، ق، م، د، ش: حد ل.(1/117)
مضافا] (1)، [وأما هذا التحديد فإنه (2) يلحق ما هو مضاف بالحقيقة لا فى بادئ الرأى] (3).
(62) [وإنما أراد (4) بهذا (5) فيما أحسب (6) أن الرأس إن (7) كان يدل على الجوهر (8)، فإنما (9) هو مضاف إلى الإنسان لا من قبل الإضافة الحقيقية بل من قبل الإضافة العرضية أعنى التي ليست (10) فى جوهر الشىء المضاف وهى التي تضمنها الرسم الأول أعنى العرضى (11) وأما الذي (12) الإضافة فى جوهر كل واحد منهما فهى مثل القليل والكثير، فإن كل واحد منهما فى جوهر صاحبه وهى التي (13) تضمنها الرسم الثاني أعنى الحقيقى] (14).
الفصل الثامن (15)
(63) قال: وبين من هذا الحد الحقيقى للمضافين أن من خاصتهما أنه متى عرف الإنسان أحدهما على التحصيل عرف الآخر ضرورة. فإن الإنسان
__________
(1) ما عد مضافا (يد 2ح) ف، ل: اضافة وشيء لا اضافة محضة فقط وهو الذي ربما عد فى بادى الراى مضافا وانما الاضافة احد ما تقومت به ذاته (متن) ف ما هو اضافة وشيء لا اضافة محضة وهو الذي ربما عد فى بادى الراى مضافا وانما الاضافة احد ما تقومت به ذاته ق، م، ش ماهية اضافة شىء لا اضافة محضة وهو الذي ربما عد فى بادى الرأى مضافا وانما الاضافة احد ما تقدمت بذواته د.
(2) فانه (يد 2ح) ف، ل، ق، م: فانما د، ش.
(3) واما الراى (يد 2ح) ف، ل، ق، م، د، ش: واما هذا التحديد فانما يتضمن المضاف بما هو مضاف فقط (متن) ف.
(4) اراد ل، ق، م، د، ش: اريد ف.
(5) بهذا ل، م: هذا ف، د بذاق بهذ ش.
(6) احسب ل، ق، م، د، ش: حسب ف.
(7) ان ل، ق، م، د، ش: ف.
(8) الجوهر ل، م، ش: جوهر ف، ق الجواهر د.
(9) فانما ل، ق، م، د، ش: وانما ف.
(10) ليست ل، ق، م، د، ش: ليس ف.
(11) العرضى ل، م، د، ش: اللاعرض ف العرض ق.
(12) الذي ل: لذى ف التي ق، م، د، ش.
(13) التي ل، ق، م، د، ش: الذي ف.
(14) وانما اعنى الحقيقى (يد 2ح) ف، ل، ق، م، د، ش: (متن) ف.
(15) الفصل الثامن: الثامن ف، د، ش ح ل ح م السامن ق.(1/118)
متى علم أن هذا الشىء من المضاف وكانت ماهية أحد المضافين إنما الوجود لها فى النسبة إلى المضاف الثاني، / فبين أنه إذا عرف ماهية أحد المضافين فقد عرف ماهية الآخر. وإلا كانت معرفته بماهية أحد المضافين لا على ما هى عليه بل ظنا أو غلطا. وذلك أيضا بين من قبل الاستقراء. مثال ذلك أن من علم أن هذا ضعف على التحصيل، فقد علم الشىء الذي هو له ضعف على التحصيل. وكذلك من عرف أن هذا أحسن فقد عرف الشىء الذي هو أحسن منه، إلا أن تكون المعرفة توهما لا يقينا. فإنه إن لم يعرف الشىء الذي به قيل فيه إنه أحسن، فقد (1) يمكن أن لا يكون شىء دونه فى الحسن فيكون قوله فيه إنه أحسن كذبا.
ومن هذا يظهر أن الرأس واليد ليست من المضاف الحقيقى، فإنه قد تعرف (2)
ماهية كل واحدة (3) منهما من حيث هما فى الجوهر على التحصيل من غير أن يعرف الشىء الذي هو له رأس ولا الشىء الذي هو له يد.
(64) قال: إلا أن بالجملة الحكم بالحقيقة على ما هو من المضاف من سائر المقولات وما ليس من المضاف هو مما يصعب ما لم يتدبر مرارا كثيرة.
فأما التشكك فيها، فليس فيه صعوبة.
__________
(1) فقد ف: قد ل، م، ش وق وقد د.
(2) تعرف ف، م: يعرف ل، ق، د، ش.
(3) واحدة ف: واحد ل، ق، م، د، ش.(1/119)
القسم الرابع القول فى الكيفية
(65) وما يقوله فى هذا الباب منحصر فى أحد عشر فصلا.
الأول يحدد فيه هذه المقولة ويعرف أنها تنقسم إلى أجناس أول.
الثاني يعرف فيه الجنس المسمى من هذه الأجناس باسم الملكة والحال.
ويعرف ما منها يختص باسم الملكة وهو الذي يقال عليه الكيف فى المشهور وما منها يختص باسم الحال وأنه إن قيل عليها (1) كيف فلكونها (2) من طبيعة واحدة.
الثالث يعرف فيه (3) الجنس الثاني من أجناس هذه / المقولة وهو الذي يقال بقوة طبيعية ولا قوة طبيعية.
الرابع يعرف فيه الجنس الثالث من أجناس هذه المقولة وهى الكيفية الانفعالية والانفعالات، ويعرف لم سميت كيفية انفعالية، ويعطى الفرق بين التي تسمى منها انفعالية والتي تسمى انفعالات، وأن اسم الكيف فى المشهور إنما ينطلق (4) على الانفعالية للمعنى الذي من قبله ينطلق على الملكة أكثر ذلك من انطلاقه على الحال.
__________
(1) عليها ل، د: عليهما ف، ق، م، ش.
(2) فلكونها ل: فلكونهما ف، ق، م، د، ش.
(3) فيه د: ف، ل، ق، م، ش.
(4) ينطلق ل، ق: يطلق ف، م، د، ش.(1/120)
الخامس يعرف فيه الجنس الرابع من أجناس هذه المقولة، وهى الكيفية الموجودة فى الكم بما هو كم.
السادس يتشكك فيه فى المتخلخل والمتكاثف والخشن والأملس، هل هما داخلان تحت هذه المقولة أم تحت مقولة الوضع؟
السابع يعرف فيه أن الأشياء المتصفة بالكيفية هى التي يدل عليها بأسماء مشتقة من المثل الأول الدالة على تلك الكيفية.
الثامن يعرف فيه أنه قد يوجد التضاد فى الكيف لكن فى بعضها، وأنه إذا كان أحد المتضادين فى الكيف لزم أن يكون الضد الآخر فى الكيف.
التاسع يعرف فيه أن الكيف قد يقبل الأقل والأكثر وأن ذلك ليس فى كله.
العاشر يعرف فيه أن الشبيه وغير الشبيه هى الخاصة التي تخص هذه المقولة.
الحادى عشر يتشكك فيه فى أشياء كثيرة ذكرت فى هذا الباب وذكرت أيضا فى الإضافة، ويعطى من أين يعرض ذلك لها وأن ذلك لها بجهتين.
الفصل الأول (1)
(66) قال: وأسمى الكيفية الهيئات التي بها يجاب (2) فى الأشخاص كيف هى. وهذه الكيفيات تقال على أجناس أول مختلفة.
__________
(1) الفصل الأول ف، م، د: الفصل آل الأول ق، ش.
(2) يجاب ف: يسل ل يسئل ق، م، د، ش.(1/121)
الفصل الثاني (1)
(67) فأحدها الجنس من الكيفية التي تسمى (2) ملكة وحالا، والملكة منها تخالف الحال فى أن الملكة تقال من هذا الجنس على ما هو أبقى وأطول زمانا، والحال على ما هو وشيك الزوال. ومثال ذلك العلوم والفضائل، فإن العلم بالشيء إذا حصل صناعة كان (3) من الأشياء الثابتة العسيرة الزوال، وذلك ما لم يطرأ على الإنسان تغيير (4) فادح من مرض أو غير ذلك من الاشتغال بالأمور الطارئة التي تكون سببا مع طول الزمان لذهول الإنسان عن العلم ونسيانه. فأما الحال، فإنها تقال من هذا الجنس على الأشياء السريعة الحركة السهلة التغير مثل الصحة والمرض، والحرارة والبرودة التي هى أسباب الصحة (5) والمرض، فإن الصحيح يعود بسرعة مريضا والمريض صحيحا ما لم تتمكن (6) هذه فيعسر زوالها.
فإنه إذا كان الأمر كذلك، كان للإنسان أن يسميها ملكة.
(68) قال: ومن البين أن اسم الملكة إنما يدل به فى اللسان اليونانى على الأشياء التي هى أطول زمانا فى الثبوت وأعسر حركة، / فإنهم لا يقولون فيمن كان غير متمسك بالعلم تمسكا يعتد به أن له ملكة. على أن من كان بهذه الصفة فله حال فى العلم إما شريفة وإما خسيسة. والملكات هى أيضا بجهة من الجهات
__________
(1) الفصل الثاني: الثاني ف، ق، د، ش ب ل ب م.
(2) تسمى ل، ق، م، ش: يسمى ف (هـ) د.
(3) كان ف: يظن به انه ل، ق، م، د، ش.
(4) تغيير ف: تغير ل، م تعبر ق تفز د ش.
(5) الصحة ف، ق، م، د، ش: للصحة ل.
(6) تتمكن ل، م: يتمكن ف، ق، ش (هـ) د.(1/122)
حالات، وليست الحالات ملكات. وأيضا فإن الملكات إنما هى أولا حالات ثم تصير بآخرة (1) ملكات. وهذا الجنس، كما قيل، هو الهيئات الموجودة فى النفس وفى المتنفس من جهة ما هو متنفس.
الفصل الثالث (2)
(69) قال: وجنس ثان من الكيفية، وهو الذي به تقول (3) فى الشىء إن له قوة طبيعية أو لا قوة له طبيعية (4) مثل قولنا مصحح وممراض. وذلك أنه ليس يقال فى الشىء إنه مصحح أو ممراض أو (5) ما أشبه ذلك من قبل أن له حالا ما فى النفس أو فى المتنفس بما هو متنفس، بل من قيل ما له قوة طبيعية أو لا قوة طبيعية أعنى بلا قوة طبيعية أن يفعل بعسر وينفعل بسهولة وبقوة طبيعية أن يفعل (6) بسهولة ولا ينفعل إلا بعسر. مثال ذلك أنه يقال مصحح من قبل أن له قوة على أن لا ينفعل عن الأمراض والآفات، ونقول محاضر (7)
ومصارع من جهة أن له قوة يفعل بها بسهولة وينفعل بعسر، ونقول ممراض من قبل أن لا قوة له طبيعية على أن لا ينفعل عن الأمراض. وكذلك الأمر فى الصلب واللين، فإنه يقال صلب من جهة أن له قوة على أن لا ينفعل بسهولة ويقال لين من قبل أنه لا قوة له على أن لا ينفعل بسهولة.
__________
(1) باخرة ف، د: باخر ل باخره ق بالاخرة م، ش.
(2) الفصل الثالث د: الثالث ف، ق، ش ج ل ج م.
(3) تقول ف، ق، م: نقول ل يقول د، ش.
(4) له طبيعية ف، ل، ق، د: طبيعية م، ش طبيعية له بج.
(5) او ف، م: ول، ق، د، ش.
(6) يفعل ف، ل، ق، م، د، ش: شيئا ف.
(7) محاضر ف، ق، م: مخاصر ل محاصر د، ش.(1/123)
الفصل الرابع (1)
(70) قال: وجنس ثالث من الكيفية، وهى التي يقال لها كيفيات انفعالية وانفعالات. وأنواع ذلك الطعوم مثل الحلاوة / والمرارة والألوان مثل السواد والبياض والملموسات مثل الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة. فإن هذه كلها ظاهر من أمرها أنها كيفيات، إذ كان كل ما اتصف بشيء من هذه يسأل عنه بحرف كيف. مثال ذلك أنا نقول كيف هذا العسل فى حلاوته وكيف هذا الثوب فى بياضه، فيجاب بأنه شديد الحلاوة والبياض أو غير شديدهما.
(71) وإنما قيل فى أمثال هذه كيفيات انفعاليات لا من قبل أنها حدثت فى الأشياء المتصفة بها عن انفعال، بل من قبل أنها تحدث فى حواسنا انفعالا. مثال ذلك أن الحلاوة فى العسل والمرارة فى الصبر إنما قيل فيها (2)
كيفيات انفعالية لا من قبل انفعال (3) حدث فى العسل عنه (4) الحلاوة ولا عن انفعال (5) فى الصبر حدث عنه (6) المرارة، بل من قبل أنهما يحدثان انفعالا فى اللسان. وكذلك الأمر فى الحرارة والبرودة مع حس اللمس.
__________
(1) الفصل الرابع د: الرابع ف، ق، ش د ل د م.
(2) فيها ف، ق، د، ش: فيهما ل، م.
(3) انفعال ف: ان انفعالا ل، م، د، ش ان لانفعالا ق.
(4) عنه ف، ق، م، د، ش: عن ل.
(5) عن انفعال ف، ق، م: ل من قبل انفعال د قبل انفعال ش.
(6) حدث عنه ف، م، د، ش: عن ل عنه حدث ق.(1/124)
(72) وأما النوع الثالث الذي هو الألوان فليس يقال فيها كيفيات انفعالية بهذه الجهة إذ كانت الألوان لا تحدث انفعالا فى البصر. وإنما يقال فى هذه كيفية انفعالية من قبل أن وجودها فى الشىء المتصف بها إنما حدث عن انفعال. وذلك أنه لما كان من البين أن حمرة الخجل وصفرة الفزع (1) إنما يحدثان عن انفعال نال الدم والروح، [وجب من ذلك أن نعتقد] (2) أن من فطر من أول أمره وبالطبع محمرا أو مصفرا أن السبب فى ذلك أن مزاجه فى أول الخلقة قد انفعل هذا النحو من الانفعال الذي نتبعه الحمرة فى الخجل والصفرة فى الفزع. وما كان من هذه العوارض ثابتا عسير الزوال، فهو الذي يسمى كيفية انفعالية وهو الذي يسأل عنه بحرف كيف فى المعتاد. وما كان سريع الحركة من هذه، فليس يسمى انفعاليا ولا جرت العادة أن يسأل عنه بحرف كيف.
ولذلك يجب أن يخص هذا الجنس (3) باسم الانفعال فقط لا باسم الكيفية الانفعالية. ومثال ذلك أن الصفرة والحمرة إذا كانت لنا بالطبع والجبلة، قيل فينا بها فى الشخص كيف هو. وإن كانت الحمرة عرضت من خجل والصفرة من فزع (4)، لم يقل فى الشخص بها كيف هو. وذلك أنه ليس يقال فيمن هذه حاله [محمر ولا مصفر] (5)، وإنما يقال أحمر وأصفر فقط وبالجملة انفعل فقط.
فيجب أن يسمى مثل هذا انفعالا فقط، وإن كانت إنما تختلف بطول البقاء وقصره.
__________
(1) الفزع ف، م، د: الوجل ل، ش (يد 2) م العرعن ق الفرع ش.
(2) وجب نعتقد ف: كذلك يجب أن يعتقد ل وجب أن يعتقد ق، م، د، ش.
(3) الجنس ف، ق، م، د، ش: ل.
(4) فزع ف، م، د: ل فرع ق، ش.
(5) محمر ولا مصفر ف، ق، م، د، ش: مصفر ولا محمر ل.(1/125)
(73) وعلى هذا المثال يقال فى عوارض النفس كيفيات انفعالية لما كان منها بالطبع / وثابتا، وانفعالات لما كان عارضا ولم يكن للإنسان بالطبع والمزاج.
مثال ذلك تيه العقل والغضب، فإنه من كان له هذان الأمران بالطبع قيل فيه إنه غضب وإنه تائه العقل. ولذلك تسمى أمثال هذه كيفيات انفعالية. ومن عرض له الغضب عن أمر محرج طرأ عليه لم يقل فيه غضب ولا تائه العقل، وإنما يقال فيه إنه غضب وتاه عقله. فيجب أن يقال فى أمثال هذه انفعالا لا انفعاليا، وذلك أن صيغة هذه اللفظة تليق أبدا بالشيء الثابت.
الفصل الخامس (1)
(74) قال: وجنس رابع، وهو الشكل والخلقة الموجودان فى واحد واحد من الأشياء والاستقامة والانحناء وما يشبه هذا. فإنه يقال فى الشىء إذا اتصف بواحد من هذه كيف هو. وذلك أنه قد يقال فى الشىء إنه مثلث أو مربع فى جواب كيف هو وإنه مستقيم ومنحن، وكذلك الخلقة.
الفصل السادس (2)
(75) فأما المتخلخل والمتكاثف والخشن والأملس، فقد يظن أن هذين داخلان تحت هذا الجنس. إلا أن الأشبه أن يعتقد فى هذين الجنسين أنهما خارجان عن هذا الجنس. وذلك أنه يظهر أن كل واحد منهما هو أحرى أن يكون داخلا فى مقولة الوضع منه فى هذه المقولة. وذلك أن المتخلخل والمتكاثف إنما يدلان على وضع ما للأجزاء، فإنه إنما يقال كثيف لما أجزاؤه متقاربة بعضها
__________
(1) الفصل الخامس د: الخامس ف، ق، ش هـ ل هـ م.
(2) الفصل السادس د، ش: السادس ف ول وم الفصل ق.(1/126)
من بعض، ومتخلخل لما أجزاؤه متباعدة بعضها عن بعض. وكذلك الأملس إنما يقال فيما أجزاؤه مستوية فى سطحه ليس يفضل بعضها على بعض. ويقال خشن فيما أجزاؤه غير مستوية، بل يفضل بعضها على بعض.
(76) قال: ولعله قد يظهر هاهنا كيفيات أخر، لكن هذه التي عددنا هاهنا من هذا الجنس مبلغ عددها هو هذا العدد.
(77) يريد أن تلك الكيفيات هى الكيفيات التي يسأل عنها بحرف كيف فى الأنواع / وهى الأشياء التي هى صور نوعية أو تابعة للصور النوعية. وهذه الكيفيات هى التي يسأل بها (1) فى الأشخاص، وهى الأحوال اللاحقة للصور من قبل الهيولى والأشياء الهيولانية. وذلك بين من الفرق بين هذين النوعين من الكيفية.
الفصل السابع (2)
(78) قال: وذوات الكيفيات هى المدلول عليها بالأسماء الدالة على الكيفيات أنفسها، وهى المثل الأول. وذلك على طريق الاشتقاق فى أكثرها يحسب اللسان اليونانى مثل الأبيض المشتق من اسم البياض والبليغ المشتق من اسم البلاغة والعادل المشتق من اسم العدالة. وأما الشاذ منها، فإنه ليس يوجد فى اللسان اليونانى للكيفيات المأخوذة مجردة من الموضوع أسماء فيشتق منها أسماء لتلك الكيفيات من حيث هى فى موضوع. مثال ذلك أن الأسماء الموضوعة
__________
(1) بها ف: عنها ل، ق، م، د، ش.
(2) الفصل السابع د، ش: السابع ف ز ل ز م الفصل ق.(1/127)
عندهم للأشياء الداخلة فيما يقال بقوة طبيعية ولا قوة طبيعية لم تكن مشتقة من شىء مثل المحاضر والملاكز، فإن الأسماء الدالة على هذه المعانى عندهم لم تكن مشتقة لا من الحضر ولا من اللكز كما هى فى كلام العرب. وليس يبعد أن يوجد فى اللسان العربى أفعال ليس لها مصادر. وربما اتفق فى اللسان اليونانى أن يكون للكيفية من حيث هى مجردة عن الموضوع اسم، ويكون اسم تلك الكيفية من حيث هى فى موضوع مشتقا من اسم آخر. مثال ذلك أنهم كانوا يقولون من الفضيلة مجتهد لا فاضل.
الفصل الثامن (1)
(79) قال: وقد يوجد فى الكيف تضاد مثال ذلك العدل ضد الجور والبياض ضد السواد. وكذلك يوجد أيضا فى الأشياء ذوات الكيفية مثال ذلك أن العادل ضد للجائر (2)، والأبيض ضد للأسود (3). ولكن (4) ليس يوجد التضاد فى جميع الكيفيات ولا فى جميع ذوات الكيفيات، فإنه ليس للأشقر ولا للأصفر ضد وبالجملة للكيفيات (5) المتوسطة. وأيضا فمتى كان أحد المتضادين كيفا فإن الضد الثاني يكون كيفا، وذلك ظاهر بالاستقراء. مثال ذلك أن العادل لما كان ضد الجائر وكان العادل فى الكيفية، كان الجائر فى الكيفية إذ لا يصح أن نقول إن الجائر فى الكم ولا فى المضاف ولا فى مقولة أخرى.
وكذلك يظهر الأمر فى سائر التضاد الموجود فى الكيف.
__________
(1) الفصل الثامن د، ش: الثامن ف ح ل ح م (مكانه بياض) ق.
(2) للجائر ف: الجائر ل، ق، م، د، ش.
(3) للاسود ف: الاسود ل، ق، م، د، ش.
(4) ولكن ف: لكن ل، ق، م، د، ش.
(5) للكيفيات ف: الكيفيات ل، ق، م، د، ش.(1/128)
الفصل التاسع (1)
(80) قال: وقد يقبل الكيف الأقل والأكثر، فإنه قد يكون عادل أكثر من عادل وأبيض أشد من أبيض إذ موضوعات هذه الأشياء تقبل الأقل والأكثر لكن / ليس هذا فى جميعها، بل فى بعضها. ومما يشك فيه إذا أخذت هذه الكيفيات مجردة عن (2) موضوعاتها هل تقبل [الأكثر والأقل] (3). فإن قوما يمارون فى هذا ويرون أنه (4) ليست تكون عدالة أكثر من عدالة ولا صحة أكثر من صحة، وإنما الذي يمكن أن يكون عادل أكثر من عادل وصحيح أكثر من صحيح، وكذلك فى سائر هذا الجنس الذي هو الحال. وأما المثلث والمربع وسائر الأشكال، فليس يقبلان [الأكثر والأقل] (5). فإنه ليس مثلث أكثر من مثلث، ولا مربع بأكثر (6) من مربع. فإن ما دخل تحت حد المثلث، فهو مثلث على حد سواء. وكذلك ما دخل تحت حد المربع وقبله، فهو مربع على شرع سواء.
وما لم يدخل تحت حد الشىء، فليس يقال بالمقايسة إليه. فإنه ليس لأحد أن يقول إن المربع أكثر دائرة من المستطيل. وبالجملة إنما تصح المقايسة فى الأشياء الداخلة تحت حد واحد. وإذا كان هذا هكذا، فليس كل الكيفية يقبل الأكثر والأقل ولا شىء من هذه التي ذكرنا بخاصة حقيقية للكيفية.
__________
(1) الفصل التاسع د، ش: التاسع ف ط ل ط م (مكانه بياض) ق.
(2) عن ف، ق، م، د، ش: من ل.
(3) الأكثر والاقل ف: الاقل والأكثر ل، ق، م، د، ش.
(4) انه ف، ق، م، د، ش: انها ل.
(5) الأكثر والاقل ف، ق، م: الاقل والأكثر ل، د، ش.
(6) باكثر ف: اكثر ل، ق، م، د، ش.(1/129)
الفصل العاشر (1)
(81) وأما خاصتها (2) الحقيقة التي لا تقال على غيرها، فهى الشبيه وغير الشبيه.
الفصل الحادى عشر (3)
(82) قال: وليس ينبغى أن يتشكك على هذا القول فيقال إنه قد (4)
قصد هاهنا إلى تعديد الكيفيات فعددت أشياء كثيرة من المضاف مثل الملكة والحال الذي عدد فى الجنس الأول من هذه المقولة وهو (5) داخل فى المضاف، فإن الملكة إنما هى ملكة للشىء وكذلك الحال فإنه إنما يمكن أن تعد هذه من المضاف بأجناسها لا بأنواعها. فإن العلم وهو جنس للنحو (6) والفقه يقال بالإضافة إلى المعلوم، وأما النحو فليس يقال بالإضافة إلى شىء وكذلك الفقه إلا أن يقال بالإضافة من طريق جنسه أعنى أن النحو هو علم للمعلوم الذي هو علم أواخر الكلم. وإذا كانت هذه الأنواع ليست من المضاف وإنما هى من الكيفية وهى إنما / صارت أنواع (7) كيفية من قبل جنسها، فهو بين أن جنسها هو من الكيف. وذلك أن النحو والفقه إنما صار كل واحد منهما
__________
(1) الفصل العاشر ق، د، ش: العاشر ف ى ل ى م.
(2) خاصتها ف، ق، م، د، ش: خاصيتها ل.
(3) الفصل الحادى عشر ق، د، ش: الحادى عشر ف يا ل يا م.
(4) قد ف: ل، ق، م، د، ش.
(5) وهو ف، د، ش: هو ل، ق، م.
(6) للنحو ف: النحو ل، ق، م، د، ش.
(7) انواع ف: انواعا ل، ق، م، د، ش.(1/130)
موجودا من حيث العلم كيفية، لكن عرض لجنسها الذي هو العلم أن كان له اسم من حيث هو مضاف ولم يكن له اسم من حيث هو كيفية بضد ما عرض للأنواع التي تحته أعنى أن لها أسماء من حيث هى كيفيات مثل النحو والفقه، وليس لها أسماء من حيث هى مضافة. وليس يبعد أن يكون الشىء الواحد معدودا فى مقولتين وجنسين، لكن بجهتين لا بجهة واحدة، فإن ذلك هو المستحيل.
(83) [هذا هو معنى ما تأول هذا الموضع عليه أبو نصر (1). وظاهر كلام أرسطو أنها ليست من المضاف إلا بجنسها فقط، إذ ليس يفهم من النحو والموسيقى إضافة خاصة بها إلا من قبل جنسها. ولذلك ما يقول أرسطو فى هذه الأشياء إنها ليست من المضافة بذاتها وإنها إنما صارت من المضاف من قبل أنه أضيف إليها ما هو مضاف بذاته، فهى مضافة بالعرض. ولا يبعد أن يكون شىء واحد تحت جنسين، أحدهما بالذات والآخر بالعرض. وإنما الذي يبعد، كما يقول أرسطو، أن يكون شىء واحد (2) موجودا فى جنسين مختلفين بالذات] (3).
__________
(1) انظر: أبو نصر الفارابى «كتاب قاطاغورياس أى المقولات» فقرة 27، الذي حققه ونشره د. م دنلوب:
.. ،،،، =، (7591)،. 381861،
(9591)،. 7312،. 72.
(2) واحد ف، بج: هو بج.
(3) هذا هو بالذات ف، (خط صغير) بج: ل، ق، م، د، ش.(1/131)
القسم الخامس القول فى يفعل وينفعل
(84) قال: وقد يقبل يفعل وينفعل التضاد والأكثر والأقل. فأن (1)
يسخن مضاد لأن يبرد (2) ويبرد مضاد ليسخن ويلتذ مضاد لأن يتأذى.
فيكون هذا الجنس يقبل التضاد ويقبل الأقل والأكثر. فإن قولنا فى الشىء يسخن قد يكون أكثر وأقل، فإن الشىء قد يسخن أكثر وأقل، وكذلك قد يتأذى أكثر وأقل.
(85) قال: فهذا مبلغ ما نقوله فى هذه المقولة فى هذا الموضع.
__________
(1) فان ف: ل بان ق، م، د، ش.
(2) لان يبرد ف: ليبرد ل، ق، م، د، ش.(1/132)
القسم السادس فى مقولة الوضع (1)
(86) قال: وقد ذكرت الأشياء ذوات الوضع فى باب (2) المضاف وقيل إنها الأشياء التي أسماؤها مشتقة من مقولة الإضافة (3) مثل المضطجع والمتكئ، فإن الاضطجاع والاتكاء من مقولة المضاف والمضطجع والمتكئ هو من هذه المقولة.
(87) قال: وأما سائر المقولات التي عددنا وهى مقولة متى ومقولة أين ومقولة له فليس يقال فيها هاهنا شىء أكثر مما تمثلنا به فى هذا الكتاب فى أوله إذ كانت واضحة مثل قولنا إن له يدل على المتنعل والمتسلح، وأين (4)
مثل قولنا فلان فى السوق، وسائر ما تمثلنا (5) به فيها (6). فإن هذا القول فى هذه الأجناس كاف بحسب المقصود هاهنا.
__________
(1) الوضع ش: الموضوع ف، ل، ق، م، د.
(2) باب ف، ل، ق، م، د، ش: مقولة ل.
(3) الاضافة ف: المضاف ل، ق، م، د، ش.
(4) اين ف، ق، م، د: الاين ل.
(5) تمثلنا ف: تمثل ل، م، د يمثل ق، ش.
(6) انظر الفقرة 15.(1/133)
الجزء الثالث
[وهذا الجزء ينقسم إلى خمسة أقسام] (1)
القسم الأول (2)
القول فى المتقابلات
(88) / وما يتكلم فيه فى هذا الباب منحصر (3) فى أحد عشر فصلا.
الأول يعدد فيه أصناف المتقابلات ويعرف واحدا واحدا منها على طريق المثال.
الثاني يعطى فيه (4) الفرق بين المتقابلة على جهة المضاف والمتقابلة (5) على طريق المضادة.
الثالث يعرف فيه أن الأشياء المتضادة نوعان.
__________
(1) وهذا أقسام م: ف، ل وهذا الجزء ينقسم إلى أقسام خمسة ق، د، ش.
(2) القسم الأول ق، م، د، ش: ف، ل.
(3) منحصر ف: ينحصر ل، ق، م، د، ش.
(4) فيه ف: ل، ق، م، د، ش.
(5) المتقابلة ل، ق، م، د، ش: المقابلة ف.(1/134)
الرابع يعرف فيه طبيعة الأشياء التي تتقابل على جهة العدم والملكة، ويعرف فيه أن الأشياء ذوات العدم والملكة ليست هى العدم نفسه والملكة، وأن هذه تتقابل أيضا كما يتقابل العدم والملكة.
الخامس يعرف فيه أن الأشياء الموجبة والمسلوبة ليست هى القضية الموجبة والسالبة وأن هذه أيضا تتقابل كما تتقابل الموجبة والسالبة.
السادس يعرف فيه الفرق بين الملكة والعدم والمضافين.
السابع يعرف فيه الفرق بين العدم والملكة والضدين.
الثامن يعرف فيه الفرق بين الموجبة والسالبة والثلاثة الباقية أعنى العدم والملكة والمضافين والمتضادين (1) ويحل فى ذلك شكا يعرض فى المتضادات فى الفرق الذي أعطى فى ذلك.
التاسع يعرف فيه أنه قد يضاد واحد لواحد، وقد يضاد واحد لاثنين.
العاشر يعرف فيه أنه ليس يلزم فى المتضادين (2) متى وجد أحدهما أن يكون الآخر موجودا، وهى الخاصة (3) التي وجدت فى المضاف.
الحادى عشر يعرف فيه أن كل متضادين إما أن يكونا (4) فى جنس واحد، وإما أن يكونا فى جنسين متضادين، وإما أن يكونا أنفسهما جنسين متضادين لا داخلين تحت جنس.
__________
(1) المتضادين ق، م، د، ش: المضادين ف الضدين ل.
(2) المتضادين ل، ق، م، د، ش: المضادين ف.
(3) الخاصة ل، ق، م، د، ش: الخاصية ف.
(4) يكونا ف، ق، م، د، ش: يكون ل.(1/135)
الفصل الأول (1)
(89) قال: والمتقابلات أربعة أصناف المضافان، والمتضادان، والعدم والملكة، والموجبة والسالبة. فمثال المضاف الضعف والنصف، ومثال المتضادين الخير والشر، ومثال / العدم والملكة العمى والبصر، ومثال الموجبة والسالبة قولك زيد جالس زيد ليس بجالس.
الفصل الثاني (2)
(90) والفرق بين المضافين والمتضادين أن أحد المضافين، أى اتفق منهما، تقال ماهيته بالقياس إلى صاحبه إما بذاته وإما بأي حرف اتفق من حروف النسب مثل الضعف الذي يقال بالقياس إلى النصف. وأما المتضادان، فليس تقال ماهية أحدهما بالقياس إلى الثاني، بل إنما يقال إن ماهية أحدهما تضاد ماهية الثاني. فإنه ليس يقال إن الخير خير للشر بل مضاد له، ولا الأبيض أبيض للأسود بل مضاد له. فهذان الصنفان من المتقابلات مختلفان ضرورة.
الفصل الثالث (3)
(91) وما كان من المتضادات ليس يخلو الموضوع المتصف بهما من أحدهما، فهما المتضادان اللذان ليس بينهما متوسط مثل الصحة والمرض الذي لا يخلو جسم المتنفس من أحدهما، ومثل الزوج والفرد الذي لا يخلو عدد من أن يتصف بأحدهما، فإن أمثال هذه من المتضادات هى التي ليس بينهما
__________
(1) الفصل الأول د، ش: الأول ف، ق الفصل آل الفصل ام.
(2) الفصل الثاني ق، د، ش: الثاني ف ب ل ب م.
(3) الفصل الثالث ق، ش الثالث ف ج ل ج م (مكانه بياض) د.(1/136)
متوسط. وأما ما ليس واجبا أن يوجد أحد المتضادين فى الموضوع لهما، فهى المتضادات التي بينهما متوسط مثال ذلك السواد والبياض الموجودان فى الجسم. فإنه لما كان ليس واجبا أن يكون كل جسم ملون إما أبيض وإما أسود، بل قد يخلو الجسم من كليهما إذ كان بينهما متوسطات وهى الأصفر والأدكن وسائر الألوان التي بين الأبيض والأسود. وكذلك المحمود والمذموم لما كان ليس واجبا أن يكون كل شىء إما محمودا وإما مذموما، وجدت بينهما أيضا متوسطات وهو ما ليس بمحمود ولا مذموم. فإن المتوسطات فى بعض الأمور لها أسماء مثل الأدكن والأصفر وفى بعضها ليس لها أسماء فيعبر عن الأوساط بسلب الطرفين مثل قولنا لا جيد ولا ردىء ولا عدل ولا جور.
الفصل الرابع (1)
(92) فأما العدم والملكة، فإنما يوجدان فى شىء واحد بعينه مثال ذلك [البصر والعمى] (2) إنما يوجدان فى العين. وهذا الجنس من العدم بالجملة هو أن يفقد الموضوع الملكة التي شأنها أن تكون فيه فى الوقت الذي (3) شأنها أن تكون فيه من غير أن يمكن وجودها / له فى المستقبل. فإنه إنما يقال أدرد لمن لم تكن له أسنان فى الوقت الذي من شأنه أن تكون (4) له أسنان، وأعمى لمن لم يكن له بصر فى الوقت الذي من شأنه أن يكون له بصر. ولذلك لا يقال
__________
(1) الفصل الرابع ق، ش: الرابع ف د ل د م (مكانه بياض) د.
(2) البصر والعمى ف، م، د، ش: العمى والبصر ل البصر بعينه والعمى ق.
(3) الذي ل، ق، د، ش: التي ف، م.
(4) تكون ل، م: يكون ف، ق، ش توجد يكون د.(1/137)
فيما يولد من الحيوان لا بأسنان ولا ببصر (1) مثل أجراء الكلب إنه أدرد وأعمى.
(93) قال: وليس الذي يعدم الملكة وتوجد فيه الملكة هو العدم والملكة. مثال ذلك أن البصر ملكة والعمى عدمها، وليس ذو البصر هو البصر ولا ذو العمى هو العمى. ولو كان الموضوع للبصر والبصر شيئا واحدا والموضوع للعمى والعمى شيئا واحدا، لصدق أن يحمل البصر على المبصر (2) والعمى على الأعمى فيقال الأعمى عمى والمبصر (3) بصر. ولكن كما أن العدم والملكة متقابلان كذلك المتصف بهما أيضا متقابلان، فإنه إن كان العمى يقابل البصر فالأعمى يقابل المبصر (4). وذلك أن جهة التقابل فيهما واحدة.
الفصل الخامس (5)
(94) قال: وكذلك ليس الشىء الذي يسلب ويوجب هو (6) الموجبة والسالبة، فإن الموجبة قول موجب والسالبة (7) قول سالب. وليس الشىء الذي يوجب أو يسلب قولا (8)، بل هو معنى يدل عليه لفظ مفرد أو ما قوة دلالته قوة (9) المفرد. والشىء الذي يوجب ويسلب هو أيضا متقابل (10) كتقابل الموجبة
__________
(1) ببصر ف: بصر ل، ق، م، د بصير ش.
(2) المبصر ف، ق، م، ش: البصير ل البصر د.
(3) المبصر ف، ق، م، ش: البصير ل البصر د.
(4) المبصر ف، ق، م، ش: البصير ل البصر د.
(5) الفصل الخامس ق، ش: الخامس ف هـ ل هـ م (مكانه بياض) د.
(6) هو ل، ق، م، د، ش: هى ف.
(7) السالبة ف، ق، م، د، ش: السالب ل.
(8) قولا ل: قول ف، ق، م، د، ش.
(9) قوة ل: دلالة ف، ق، م، د، ش.
(10) متقابل ف، م: يتقابل ل مقابل ق، د، ش.(1/138)
والسالبة. مثال ذلك أنه كما يقابل (1) قولنا زيد جالس زيد ليس بجالس، كذلك يقابل الجلوس لغير الجلوس.
الفصل السادس (2)
(95) ويظهر أن تقابل العدم والملكة ليس على نحو تقابل المضاف من أن الأشياء التي تتقابل على طريق الملكة والعدم ليس تقال ماهية أحدهما بالقياس إلى الثاني، كما تقال ماهية الأشياء التي تتقابل على طريق الإضافة. فإنه ليس يقال إن البصر بصر للعمى ولا العمى عمى للبصر، فيقال عمى البصر (3). وفرق آخر أيضا وذلك أن كل مضافين كما قيل يرجع كل واحد منهما على صاحبه بالتكافؤ (4). والأشياء التي تتقابل على جهة العدم والملكة ليس يرجع كل (5) واحد منهما على صاحبه بالتكافؤ. وذلك أنه ليس البصر بصرا للعمى ولا العمى عمى للبصر الذي هو الملكة.
الفصل السابع (6)
(96) ويظهر أيضا أن المتقابلة على طريق العدم والملكة ليست هى المتقابلة على طريق التضاد من هذه الأشياء. وذلك أن كل متقابلين على طريق التضاد، فإما أن / يكونا من المتضادين اللذين ليس بينهما متوسط، وهذا الصنف من المتضادات يخصه أنه لا يخلو الموضوع المنعوت بهما من أحدهما كما قيل
__________
(1) يقابل ف، ق، م، ش: يتقابل ل، د.
(2) الفصل السادس ق، ش: السادس ف ول وم (مكانه بياض) د.
(3) عمى البصر ف، ل، ق، م، د، ش: عدم للبصر (الترجمة القديمة).
(4) انظر الفقرة 53والفقرة 54والفقرة 55.
(5) كل ف: ل، ق، م، د، ش.
(6) الفصل السابع ق، ش: السابع ف ز ل ز م (مكانه بياض) د.(1/139)
مثل الصحة والمرض الذي (1) لا يخلو من أحدهما بدن الحيوان وإما أن يكونا من المتضادات التي بينهما متوسط (2)، ويخص هذا الصنف من المتضادات أنه قد يخلو الموضوع من كليهما ما لم يكن أحدهما موجودا له بالطبع مثل الحرارة الموجودة فى النار والبرودة الموجودة (3) فى الثلج، فإن النار لا تخلو عن الحرارة ولا الثلج عن البرودة (4). وإذا كان ذلك كذلك فلا تخلو المتضادات التي بينهما (5)
وسط من أحد أمرين، إما أن يوجد أحدهما للموضوع محصلا أى لا يفارقه أصلا، وإما أنه قد يخلو الموضوع من كليهما. فأما العدم والملكة، فليس يوجد فيهما شىء من هذه الخواص التي وجدت لأصناف المتضادات. وذلك أن المتقابلة على طريق العدم والملكة ليس يجب دائما أن يوجد أحدهما فى القابل، وإنما يجب ذلك فى الوقت الذي من شأن القابل أن يقبل أحدهما. مثال ذلك أن الذي من شأنه أن يبصر قد يخلو من كليهما مثل الجرو، فإنه ليس يقال فيه إنه أعمى ولا بصير. والمتضادات التي ليس بينهما وسط، فليس يخلو الموضوع من أحدهما ولا فى وقت من الأوقات. فإذن ليس العدم والملكة من المتضادات التي ليس بينهما وسط ولا هما أيضا من المتضادات التي بينهما وسط. وذلك أنه يجب أن يكون أحد المتقابلين على طريق الملكة والعدم فى موضوعهما فى الوقت الذي من شأنه أن توجد له الملكة. وليس يوجد هذا فى الصنف من المتوسطات التي ليس أحد الضدين فيها موجودا للموضوع دائما، إذ كان قد يخلو الموضوع
__________
(1) الذي ف، د: التي ل، ق، م ش.
(2) متوسط ف: وسط ل، ق، م، ش د.
(3) الموجودة ل، م: ف، ق، د، ش.
(4) انظر الفقرة 91.
(5) بينهما ل، ق، م، د، ش: بينها ف.(1/140)
من كليهما. ولا أيضا يمكن أن يقول فى العدم والملكة إنهما من التي بينهما متوسط (1) وأحدهما موجود للموضوع دائما. فإنه ليس يوجد فى العدم / والملكة ما أحدهما دائما للموضوع. وإذا كان ذلك كذلك، فقد تبين أن المتقابلات على جهة العدم والملكة ليست واحدة من أصناف المتقابلات (2) على جهة المضادة.
(97) وقد يفارق أيضا هذا الصنف من العدم الذي رسمناه قبل المتقابلات على جهة التضاد. فإن المتضادين يمكن أن يقع من كل واحد منهما تغير إلى صاحبه ما لم يكن أحدهما للموضوع بالطبع ودائما مثل الحرارة للنار (3).
وذلك أن الأبيض قد يصير أسود والأسود قد يصير أبيض، والمرء الصالح قد يمكن أن يكون طالحا والطالح قد يمكن أن يكون (4) صالحا وذلك إذا نقل كما يقول أرسطو إلى معاشرة من هو على مذاهب فاضلة وسيرة جميلة، فإن معاشرة الفضلاء قد تأخذ بالمرء فى طريق الفضيلة ولو أخذا يسيرا. وإذا أخذ فى الحركة إلى الفضيلة، فكلما طال به الزمان سهلت عليه الحركة. فهو إما أن يصل من الفضيلة إلى حد كبير وإما أن يصل منها إلى التمام، إن لم يعقه الزمان. وأما هذا الصنف من العدم والملكة، فالملكة هى التي تتغير إلى العدم وليس يمكن أن يتغير العدم إلى الملكة، إذ قد قلنا فى تحديده من غير أن يمكن وجوده له فى المستقبل (5).
فإن الأعمى لا يمكن أن يعود بصيرا ولا الأصلع ذا جمة.
__________
(1) متوسط ف: وسط ل، ق، م، د، ش.
(2) المتقابلات ف، ق: المتقابلة ل، م، د، ش.
(3) انظر الفقرة 95وكذلك الفقرتين 92و 93.
(4) يكون ف، د: يعود ل، ق، م، ش (ح) د.
(5) انظر الفقرة 92.(1/141)
الفصل الثامن (1)
(98) قال: ومن البين أن التي تتقابل على جهة [السلب والإيجاب] (2)
ليست واحدة من أصناف المتقابلات الثلاث. فإن الموجبة والسالبة يخصهما من بين سائرها أنه يجب ضرورة أن يكون أحدهما صادقا والآخر كاذبا، وليس يلزم هذا فى واحد منها مثال ذلك فى المتضادات الصحة والمرض، وليس (3) يقال فى واحد منهما إنه صادق ولا كاذب. وكذلك الحال فى المتقابلات على طريق المضاف مثل الضعف والنصف والتي على طريق الملكة والعدم مثل العمى والبصر. وبالجملة لما كانت هذه الثلاث إنما يدل عليها بألفاظ مفردة أو ما قوة دلالتها قوة اللفظ المفرد، لم يتصف شىء منها بالصدق ولا بالكذب (4).
فإن قولنا حيوان ليس يصدق ولا يكذب حتى نركبه مع ثان فنقول الإنسان حيوان وليس (5) بحيوان.
(99) وقد يظن بالمتقابلات على جهة التضاد والعدم والملكة أنها تشارك الموجبة والسالبة إذا قيلت على غيرها أعنى إذا دل عليها بلفظ مركب تركيبا خبريا، مثل قولنا فى المتضادات سقراط / مريض سقراط صحيح فإن هذين قولان متضادان، ومثل قولنا زيد أعمى زيد بصير. لكن (6) الفرق بين هذين القولين وبين الموجبة والسالبة أن الأشياء التي تتقابل بهذه الجهة على طريق المتضادة (7) ليس
__________
(1) الفصل الثامن ق، ش: الثامن ف ح ل ح م (مكانه بياض) د.
(2) السلب والايجاب ف: الايجاب والسلب ل، ق، م، د، ش.
(3) وليس ف: ليس ل، ق، م، د ش.
(4) الكذب ف: بالكذب ل، ق، م، د ش.
(5) وليس ف: او ليس ل، ق، م، د ش.
(6) لكن ف، ق، م، د: ولكن ل ش.
(7) المتضادة ف، ق، م: المضادة ل، د ش.(1/142)
يكون أحدهما أبدا صادقا أو كاذبا إلا متى كان الموضوع المتصف بأحدهما موجودا. مثال ذلك أن قولنا سقراط مريض سقراط صحيح إنما يكون أحد هذين القولين صادقا والآخر كاذبا متى كان سقراط موجودا، وأما متى لم يكن موجودا كان القولان جميعا كاذبين. والأشياء التي تتقابل على طريق العدم والملكة مثل قولنا زيد بصير إنما يكون أحدهما صادقا أبدا والآخر كاذبا بشرطين.
أحدهما أن يكون زيد موجودا والثاني أن (1) يكون فى الوقت الذي من شأنه أن يوجد له البصر، فإن زيدا إن لم يكن موجودا كذب فيه أنه أعمى وأنه بصير.
وكذلك يكذب عليه الأمران فى الوقت الذي يوجد فى الرحم. فأما الموجبة والسالبة، فإن أحدهما يكون أبدا صادقا والآخر كاذبا كان الموضوع موجودا أو لم يكن. فإن قولنا سقراط مريض سقراط ليس بمريض أحدهما صادق ضرورة والآخر كاذب كان سقراط موجودا أو معدوما. فبهذه الخاصة تفارق المتقابلة على طريق الإيجاب والسلب سائر القضايا المركبة من المتقابلات الأخر.
الفصل التاسع (2)
(100) قال: والشر ضرورة مضاد للخير. وذلك بين (3) باستقراء جزئيات [الشر والخير] (4). فإن الصحة تضاد المرض والجور يضاد العدل والجبن يضاد الشجاعة وكذلك / فى سائرها. فأما المضاد للشر، فربما كان شيئين (5) أحدهما
__________
(1) الثاني ان: ف، ل، ق، م، د، ش.
(2) الفصل التاسع ق، د، ش: التاسع ف ط ل ط م.
(3) بين ف، د: يبين ل، م يبين ق (هـ) ش.
(4) الشر والخير ف: الخير والشر ل، ق، م، د، ش.
(5) شيئين ف: شيئان ل، ق، م، د، ش.(1/143)
الخير والآخر الشر. فإن الجبن وهو شر يضاد التهور وهو شر والشجاعة وهى خير تضاد الأمرين جميعا. وهذه هى حال الخيرات المتوسطة بين الأطراف التي هى شر. إلا أن هذا إنما يوجد فى هذا الجنس فى اليسير من الأمور. وأما فى الأكثر، فإن الخير هو المضاد للشر.
الفصل العاشر (1)
(101) قال: ومما يلزم (2) المتضادين أنه ليس واجبا ضرورة متى كان أحدهما موجودا أن يكون الآخر موجودا. وذلك أنه إن كان الحيوان كله صحيحا فإن المرض ليس يكون موجودا، وإن كانت الأشياء كلها بيضاء فإن السواد يكون غير موجود. وأيضا متى كان سقراط مريضا فليس يلزم أن يكون أفلاطون صحيحا، ولا يمكن أن يكون سقراط [صحيحا ومريضا] (3) معا.
(102) قال: وكل متضادين فمن شأنهما أن يكونا فى موضوع واحد مثل الصحة والمرض الموجودين فى جسم الحى، والبياض والسواد الموجودين فى الجسم على الإطلاق، والعدل والجور الموجودين فى نفس الإنسان.
الفصل الحادى عشر (4)
(103) وكل متضادين، فإما أن يكونا فى جنس واحد بعينه مثل الأبيض والأسود اللذين جنسهما القريب اللون وإما أن يكونا فى جنسين
__________
(1) الفصل العاشر ق، د، ش: العاشر ف ى ل ى م.
(2) يلزم ف، ق، م، د، ش: يخص ل.
(3) صحيحا ومريضا ف، د، ش: مريضا وصحيحا ل، ق، م.
(4) الفصل الحادى عشر ق، د، ش: عشر (ح) ف يا ل يا م.(1/144)
متضادين مثل العدل والجور، فإن جنس العدل الفضيلة وجنس الجور الرذيلة وهما متضادان وإما أن يكونا هما بأنفسهما [جنسين متضادين] (1) ليس فوقهما جنس مثل الخير والشر يريد (2) إذا كان أحدهما فى مقولة والآخر فى مقولة أخرى لأنهما متى كانا فى مقولة واحدة كانت المقولة جنسا لهما.
__________
(1) جنسين متضادين ف: جنسان متضادان ل، ق، م، د، ش.
(2) يريد (يد 2ح) ف، ل، م: انه (يد 2ح) ف ق، د، ش.(1/145)
القسم الثاني القول فى المتقدم والمتأخر
(104) قال: ويقال إن شيئا يتقدم شيئا على أربعة أنحاء. أولها وأشهرها المتقدم بالزمان بمنزلة ما نقول إن هذا أسن من غيره وأعتق من غيره. والثاني المتقدم بالطبع، وهو الذي إذا وجد المتأخر وجد هو وإذا ارتفع هو ارتفع المتأخر.
وليس بمكافئ له فى الوجود أعنى أنه إذا وجد المتقدم وجد المتأخر بل متى ارتفع المتقدم ارتفع المتأخر وليس متى ارتفع المتأخر يرتفع المتقدم مثل تقدم الواحد على الاثنين، فإنه متى وجد الاثنان وجد الواحد، وإذا كان الواحد موجودا فليس يجب وجود الاثنين. وكل ما كان يوجد بوجود شىء آخر ولا يوجد ذلك الشىء الآخر بوجوده، فمعروف أنه يقال فيه إنه متقدم عليه. والثالث المتقدم بالمرتبة كما يقال فى العلوم والصنائع، فإن الحدود والرسوم التي يضعها المهندسون للأشكال متقدمة فى مرتبة العلم (1) لما يريدون أن يبرهنوا عليه، وفى الكتابة معرفة حروف المعجم متقدمة لتعلم الكتابة، وكذلك صدور الأقاويل فى الخطب متقدمة للغرض المقصود فى الخطبة. والرابع المتقدم بالشرف والكمال، / فإن الأشرف بالطبع يعتقد فيه أنه متقدم على الأقل شرفا. ولذلك تجد (2) هذا
__________
(1) العلم ف: التعليم ل، ق، م، د، ش.
(2) تجد ف: نجد ل، ق، م، د حجة ش.(1/146)
الاعتقاد مشتركا للجميع مع أن هذا الوجه من التقدم شديد المباينة للوجوه التي تقدمت، وذلك أن هذا النحو من التقدم (1) أشرف من سائر أنحاء التقدم.
(105) قال: ويكاد أن يكون مبلغ الوجوه التي يقال عليها المتقدم بحسب بادئ الرأى هى هذه الأربعة. لكن هاهنا نحو آخر من أنحاء التقدم، وهو المتقدم بأنه سبب للشىء وهو الذي يكافئه فى لزوم الوجود أعنى أنه متى وجد المتقدم الذي هو سببه (2) وجد المتأخر ومتى وجد المتأخر وجد المتقدم. مثال ذلك أن وجود الإنسان متقدم للاعتقاد الصادق فيه أنه موجود، ومتى وجد الإنسان وجد / فيه هذا الاعتقاد ومتى وجد هذا الاعتقاد وجد الإنسان. والإنسان هو السبب فى وجود هذا الاعتقاد، لا الاعتقاد فى وجود الإنسان. وذلك أن سبب الصدق والكذب فى القول إنما هو وجود الشىء موصوفا بأحد المتقابلين خارج النفس.
وإذا كان هذا نحوا آخر من التقدم (3)، فالمتقدم يقال على خمسة أوجه.
__________
(1) التقدم ف، ل، ق، م، د، ش: هو ل، م، د، ش.
(2) سببه ف: سبب ل، م، ش سبب وجود د ق.
(3) التقدم ف، ق، م، د، ش: المتقدم ل.(1/147)
القسم الثالث (1)
القول فى معنى معا
(106) ومعا يقال (2) على وجهين (3). أعرفها والمقول فيها بإطلاق هما الشيئان اللذان يكون تكونهما فى زمان واحد، فإنهما لما لم يكن أحدهما متقدما للثانى بالزمان قيل إنهما معا بالزمان. والثاني ما يقال فيهما إنهما معا بالطبع، وهذا على ضربين. أحدهما الشيئان اللذان يتكافئان فى لزوم الوجود، أى متى وجد أحدهما وجد الثاني من غير أن يكون أحدهما سببا لوجود صاحبه مثل الضعف والنصف، فإنه متى وجد الضعف وجد النصف ومتى وجد النصف وجد الضعف وليس واحد منهما سببا للآخر. والضرب الثاني الأنواع القسيمة لجنس واحد أعنى التي ينقسم بها الجنس قسمة أولى (4)، مثل الطائر والسابح (5) والمشاء، فإن هذه هى (6) أنواع قسيمة للحيوان الذي هو جنسها وليس واحد منها (7) متقدما على
__________
(1) القسم الثالث م: ف، ل، ق، ش (مكانه بياض) د.
(2) يقال ف، ق، م، د، ش: تقال ل.
(3) وجهين ف: وجوه ل، ق، م، د، ش.
(4) اولى ل، ق، م: اولية ف، د الاولى ش.
(5) السابح ف، م، ش: السبلح ل السايخ ق، السايح د.
(6) هى ف: ل، ق، م، د، ش.
(7) منها ل، م، د: منهما ف، ق، ش.(1/148)
صاحبه ولا متأخرا. ولذلك قد يقال فى أمثال (1) هذه إنها معا بالطبع. وقد يمكن فى كل واحد من هذه الأنواع القسيمة أن تقسم أيضا إلى أنواع أخر فتكون أيضا تلك معا بالطبع مثل قسمتنا (2) المشاء إلى ما له رجلان وإلى ما له أربعة أرجل وإلى ما له أرجل كثيرة وإلى ما لا رجل له. فأما أجناس هذه الأنواع فهى متقدمة عليها التقدم الذي بالطبع، وذلك أنها لا تكافئها فى الوجود. فإنه متى وجد السابح وجد الحى، وإذا كان الحى موجودا فليس يلزم أن يكون السابح موجودا.
(107) فالتى يقال (3) إنها معا بالطبع هما كما قلنا صنفان. أحدهما الشيئان اللذان يتكافئان فى لزوم وجود أحدهما عن الثاني من غير أن يكون أحدهما (4) سببا للثانى. والثاني الأنواع التي هى قسيمة، أى كل واحد منها (5) قسيم لصاحبه.
والتي يقال إنها معا بإطلاق هى التي تكونها (6) فى زمان احد.
__________
(1) امثال ف، ل، ق، م، د، ش: مثال بج.
(2) قسمتنا ف: قسمة ل، ق، م، د، ش.
(3) يقال ف، ق، م، د: تقال ل (هـ) ش.
(4) احدهما ف: واحد منهما ل، ق، م، د، ش.
(5) منها ل، م، د، ش: منهما ف ق.
(6) تكونها ل، ق، م: تكونهما ف، د بكونهما ش.(1/149)
القسم الرابع (1)
القول فى الحركة
(108) وأنواع الحركة ستة الكون، ومقابله الفساد، والنمو، ومقابلة النقص، والاستحالة، والتغير فى المكان وهو المسمى فى لساننا (2)
نقلة. وجميع هذه الأنواع الستة ظاهر من أمرها مخالفة بعضها لبعض ما عدا الاستحالة. فإنه ليس يظن أحد أن التكون (3) فساد، ولا النمو نقص، ولا النقلة واحدة (4) من هذه. فأما الاستحالة، فقد يظن بها أنها وسائر الحركات التي عددنا (5) شىء واحد. وإنما الاستحالة موجودة فى جميع أجناس الكيفيات الأربع التي عددناها أو فى أكثرها وليس يشركها شىء من سائر الحركات ولا يلزمها.
فإن المتحرك بأحد الكيفيات ليس يجب فيه أن ينمى ولا أن ينقص، وكذلك فى سائرها. فيجب أن تكون حركة الاستحالة غير واحدة من سائر الحركات. فإنها لو كانت هى وإحدى الحركات شيئا واحدا أو كانت تلزمها إحدى الحركات، لقد كان يجب أن يكون ما استحال فقد نمى أو نقص أو تغير بضرب آخر من
__________
(1) القسم الرابع م: ف، ل، ق، د، ش.
(2) فى لساننا ل، م، ش: ف فى لسانها ق، د.
(3) التكون ف: الكون ل، ق، م، د، ش.
(4) واحدة ف، ق، م، د، ش: واحد ل.
(5) عددنا ف: عددناها ل، ق، م، د، ش.(1/150)
ضروب (1) التغير. وليس يوجد الأمر هكذا. وكان يلزم أيضا عكس هذا، وهو أن يكون (2) ما نمى أو تحرك حركة أخرى فقد استحال، وليس الأمر كذلك. فإن المربع إذا أضيف إليه فى صناعة الهندسة / الشىء الذي فيه (3) يحدث السطع المسمى علما، فقد تزيد إلا أنه لم يحدث فيه استحالة. وكذلك فى سائر ما يجرى هذا المجرى. فيجب من ذلك أن تكون هذه الحركات التي عددت هاهنا مخالفة بعضها لبعض.
(109) وهذه الحجة التي استعملها هاهنا مقنعة، فإن اسم النمو ليس يقال على هذا المعنى إلا باستعارة، وعلى الحقيقة فكل ما ينمى فقد استحال. وكذلك كل ما يتكون. وإنما الذي ليس يلزم أن يستحيل فهو المتحرك فى المكان. لكن هذا كله غير بين فى مثل (4) هذا الموضع، فلذلك عدل للإقناع فى ذلك إذ لم يكن قصده أن يبين شيئا إلا أن الاستحالة غير سائر الحركات.
(110) قال: والحركة على الإطلاق التي هى الجنس يضادها السكون على الإطلاق / الذي هو الجنس أيضا للأشياء الساكنة والحركات الجزئية يضادها السكون الجزئى والحركات الجزئية مثل التغير فى المكان يضاده السكون فى المكان، ومثل أن التكون يضاده الفساد، والنمو يضاده النقص. فكذلك (5) يشبه أن تكون الحركة فى المكان يضادها الحركة فى المكان من جهة تضاد الوضع (6) الذي إليه تكون الحركة. مثال ذلك أن الحركة إلى فوق
__________
(1) ضروب ف، ق، م، د، ش: ل.
(2) ان يكون ف، ق، م، د، ش: ل.
(3) فيه ف: به ل، ق، م، ش د.
(4) مثل ف: ل، ق، م، د، ش.
(5) فكذلك ل: وكذلك ف، ق، م، د، ش.
(6) الوضع ف: الموضع ل، ق، م، د، ش.(1/151)
مضادة للحركة إلى أسفل، إذ كان الفوق يضاد الأسفل. فأما الحركة الباقية من الحركات التي عددناها وهى الاستحالة فليس يسهل أن يوجد لها ضد لا من جهة السكون ولا من جهة الحركة. وقد يشبه أن يعتقد أنها (1) ليس لها ضد، إلا أن يجعل جاعل فى هذه أيضا السكون المقابل لها هو السكون فى الكيف والحركة المقابلة لها الحركة التي تكون فى الكيفية المضادة للكيفية التي فيها تلك الحركة، كما جعل المقابل للحركة فى المكان السكون فى المكان أو التحرك إلى ضد ذلك المكان الذي كانت إليه الحركة الأخرى. مثال ذلك أن التغير إلى السواد يضاده التغير إلى البياض والسكون أيضا فى البياض.
__________
(1) انها ف: انه ل، ق، م، د، ش.(1/152)
القسم الخامس (1)
القول (2) فى له
(111) وله يقال (3) على أنحاء شتى. أحدها (4) على طريق الملكة والحال، فإنا نقول إن لنا علما وإن لنا فضيلة. والثاني على طريق الكم، فإنه يقال إن له مقدارا طوله كذا وكذا. والثالث على ما يشتمل على البدن، إما على كله مثل الثوب والطيلسان وإما على جزء منه مثل الخاتم فى الإصبع والنعل فى الرجل. وهذا المعنى الثالث هو المخصوص بمقولة له عند المفسرين. والرابع على نسبة الجزء إلى الكل مثل قولنا له يد وله رجل. والخامس جرت عادة اليونانيين باستعماله، وهو نسبة الشىء إلى الوعاء الذي هو فيه مثل الحنطة فى الكيل والشراب فى الدن. فإنهم كانت جرت عادتهم أن يقولوا الدن له شراب والكيل له حنطة. والسادس على طريق الملك مثل قولنا له مال وله زوجة وله بيت.
(112) قال: إلا أن هذا المعنى من معانى له هو أبعد هذه الوجوه التي يقال عليها له، فإن قولنا له امرأة ليس يدل به على شىء أكثر من المقارنة.
__________
(1) القسم الخامس ق، م، د، ش: ف، ل.
(2) القول: ف، ل، ق، م، و، ش.
(3) يقال ف، ق، م، د، ش: تقال ل.
(4) احدها ف، ق، م، د، ش: احدهما ل.(1/153)
(113) قال: ولعله قد يظهر لقولنا له معنى آخر غير هذه التي عددناها.
إلا أن المعانى المشهورة من ذلك هى هذه التي عددناها، وهى بحسب هذه الجهة مستوفاة.
[انقضى تلخيص كتاب المقولات] (1)
__________
(1) انقضى المقولات ف، ل، ق، م، د، ش: بحمد الله يتلوه كتاب باري أرميناس اى العبارة ف ولواهب العقل الحمد بلا نهاية كما هو اهله وصلى الله على السيد النبي الكريم وآله وسلم تسليما ل والحمد الوهاب العقل وتتلوه إن شاء الله تلخيص كتاب بار ارميناس اى العبارة وصلى على محمد وآله محمد والحمد لله رب العالمين تمت ق، والحمد لواهب العقل ويتلوه إن شاء الله تعالى تلخيص كتاب بار ارميناس اى العبارة وكمل م والحمد لله الواهب العقل ويتلوه إنشاء الله تلخيص كتاب بار ارميناس اى العبارة وصلى الله على محمد وآله والحمد لله رب العالمين د والحمد لواهب العقل ونتلوه إنشاء الله تلخيص بار ارميناس أى العبارة وصلى الله على محمد وآله ش.(1/154)
فهارس الكتاب (1)
الأعلام
1 - أرسطو
1 - المواضع التي ذكر فيها أرسطو:
1، 39، 59، 83 (3)، 97.
ب المواضع التي أشير فيها إلى أرسطو:
قال يقول يريد: 3، 7، 12، 13، 14، 19، 33، 34، 35، 46، 47، 50، 54، 56، 57، 58، 59، 60، 61، 62، 63، 64، 65، 66، 68، 69، 70، 74، 76، 77، 78، 79، 80، 82، 83 (2)، 84، 85، 86، 87، 89، 93، 94، 97، 98، 100، 101، 102، 103، 104، 105، 109 (3)، 110، 112، 113.
__________
(1) الإحالات فى هذه الفهارس إلى أرقام فقرات كتاب المقولات، والرقم الذي بين القوسين يحدد عدد مرات الورود فى الفقرة.(1/155)
2 - سائر الأعلام
أبو نصر: 21، 83.
أفلاطون: 49، 101.
سقراط: 23 (3)، 99 (8)، 101 (2).
العرب: 78 كلام العرب: 78.
اللسان العربى: 21، 78. قوم 80.
المفسرون: 21، 59، 111.
المهندسون: 58، 104.
اليونانيون: 68، 78 (4)، 111 (4).
اللسان اليونانى: 68، 78 (3).(1/156)
اللسان اليونانى: 68، 78 (3).
الكتب الواردة بالنص
1 - أرسطو المقولات: 1، 87.
ما بعد الطبيعة: 59. ب ابن رشد المقولات: 21، 113.(1/157)
ما بعد الطبيعة: 59. ب ابن رشد المقولات: 21، 113.
فهرس مقابلة فقرات تلخيص كتاب المقولات لابن رشد بنصوص كتاب المقولات لأرسطو
ابن رشد أرسطو
(1)
(2)
(3) 115
(4) 1612
(5) 11315
(6) 11619
(7) 12022
(8) 12328
(9) 12912
(10) 125
(11) 169
(12) 11015
(13) 11624
(14) 12528
(15) 12923
(16) 2410
(17)
(18)
(19) 21113
(20) 21418
(21) 21933ابن رشد أرسطو
(22) 23426
(23) 2722
(24) 22329
(25) 23036
(26) 379
(27) 31532
(28) 33339
(29) 31024
(30) 32533
(31) 33449
(32) 410420
(33)
(34)
(35) 42022
(36) 42324
(37) 42538
(38) 5114
(39) 51537
(40) 538510
(41) 51115
(42) 51622
ابن رشد أرسطو(1/158)
(42) 51622
ابن رشد أرسطو
(43) 52733
(44) 53464
(45) 6510
(46) 61119
(47) 62026
(48) 62735
(49)
(50) 637614
(51) 61519
(52) 62027
(53) 62837
(54) 638718
(55) 71830
(56) 731710
(57) 71114
(58) 715812
(59)
(60) 81328
(61) 82936
(62)
(63) 837821
(64) 82224
(65)
(66) 82526
(67) 82793
(68) 9413
ابن رشد أرسطو
(69) 91427
(70) 92735
(71) 93698
(72) 9933
(73) 9341010
(74) 101116
(75) 101725
(76) 102527
(77)
(78) 10281012
(79) 101325
(80) 10261114
(81) 1115
(82) 112038
(83)
(84) 1118
(85) 118
(86) 11810
(87) 111015
(88)
(89) 111624
(90) 112538
(91) 11381225
(92) 122635
(93) 1236125
(94) 12616
(95) 121725
ابن رشد أرسطو(1/159)
(95) 121725
ابن رشد أرسطو
(96) 12261317
(97) 131837
(98) 13111
(99) 131235
(100) 1336146
(101) 14713
(102) 141418
(103) 141925
(104) 1426149
ابن رشد أرسطو
(105) 141023
(106) 1424158
(107) 15812
(108) 151333
(109)
(110) 15116
(111) 151729
(112) 152931
(113) 153133(1/160)