محتويات الكتاب
المقدمة
صفحة
تصدير 21
منهج التحقيق 23
رموز الكتاب 27
النص
المقالة الأولى
(131) المعرفة والبرهان 4733
(1) كل تعليم وكل تعلم فكرى يكون بمعرفة متقدمة للمتعلم 33
(2) هذه المعرفة المتقدمة على ضربين 34
(3) ليس تقدم العلم المتقدم على العلم المتعلم بمنزلة تقدم الإحساس الأول للشيء على الإحساس الثاني له 35
(4) الشك السوفسطائى المستعمل فى الأشياء الجزئية وحل ابن رشد له 36
(5) لا ينبغى أن نحل هذا الشك بالجهة التي حله بها قوم 37
(6) العلم الحقيقى فى الغاية 38
(7) البرهان قياس يقينى يفيد علم الشىء على ما هو عليه فى الوجود 38(1/7)
(6) العلم الحقيقى فى الغاية 38
(7) البرهان قياس يقينى يفيد علم الشىء على ما هو عليه فى الوجود 38
(8) مقدمات البرهان صادقة وغير ذوات حد أوسط وعلل للشىء المبرهن ومتقدمة على النتيجة وأعرف منها 39
(9) الأعرف يقال على ضربين 39
(10) البرهان يكون من الأوائل ومبدأ البرهان مقدمة غير ذات وسط 40
(11) يجب أن تكون معرفتنا بمقدمات البرهان أكثر من معرفتنا بنتيجته 42
(12) رأيان كاذبان فى البرهان 43
(13) الرد على الرأيين السابقين 44
(4514) شروط مقدمات البرهان 8047
(14) يجب أن تكون مقدمات البرهان ضرورية 47
(15) معنى الحمل على جميع الشىء 48
(16) الحمل على جميع الشىء يحتاج أن يشترط فيه شرطان 49
(17) معنى الحمل بالذات 49
(18) الحمل على الكل الخاص بهذا الكتاب 51
(19) الحمل الذي على الكل هو المحمول على كل الموضوع وبذاته 52
(20) الأشياء التي يعرض لنا فيها أن نبين فيها المحمول على الكل ونظن أنا لم نبينه 53
(21) الأشياء التي يعرض لنا فيها أن نكون لم نبين المحمول الذي على الكل ونظن أنا قد بيناه 54(1/8)
(20) الأشياء التي يعرض لنا فيها أن نبين فيها المحمول على الكل ونظن أنا لم نبينه 53
(21) الأشياء التي يعرض لنا فيها أن نكون لم نبين المحمول الذي على الكل ونظن أنا قد بيناه 54
(22) متى يقع لنا العلم بالحمل على الكل ومتى لا يقع 56
(23) يجب أن يكون البرهان من المقدمات الذاتية المحمولة على الكل 57
(24) كل ذاتية ضرورية وكل ضرورية ذاتية 58
(25) بيان أوسع فى أنه يجب أن تكون مقدمات البرهان ضرورية 58
(26) لا تكون مقدمات البرهان مشهورة 59
(27) كيف يتأتى للجدلى أن ينتج عن المقدمات التي يتسلمها عن المجيب بالسؤال نتيجة ضرورية 62
(28) يجب أن تكون المطالب البرهانية ذاتية 62
(29) طعن قوم فيما وضعه أرسطو من أن كل ضرورية هى ذاتية 63
(30) لا يكتفى فى الحدود الوسط فى مقدمات البراهين المطلقة أن تكون ذاتية 64
(31) ليس يمكن أن ينقل البرهان من جنس من العلوم إلى جنس آخر 64
(32) ليس يكتفى فى البراهين أن تكون مقدماتها صادقة ومعلومة بنفسها 67
(33) بيان بروسن بيان سوفسطائى 67
(34) يجب أن يكون الحد الأوسط فى البراهين من طبيعة الجنس الموضوع لتلك الصناعة أو من طبيعة الجنس الأعلى المحيط بذلك الجنس 68
(35) ليس يمكن ان يبرهن صاحب صناعة مبادئ صناعته الخاصة بالجنس الموضوع لها 69(1/9)
(34) يجب أن يكون الحد الأوسط فى البراهين من طبيعة الجنس الموضوع لتلك الصناعة أو من طبيعة الجنس الأعلى المحيط بذلك الجنس 68
(35) ليس يمكن ان يبرهن صاحب صناعة مبادئ صناعته الخاصة بالجنس الموضوع لها 69
(36) علينا أن نعرف عسر معرفة طبيعة البرهان الذي هو برهان بالحقيقة 69
(37) كل برهان يلتئم ويقوم من ثلاثة أشياء 70
(38) المقدمات التي تستعمل فى الصنائع منها خاصية ومنها عامة 71
(39) أنواع المقدمات التي تنسب إلى الصناعة 72
(40) البرهان يقوم على الطبيعة الكلية السارية فى الأشياء الكثيرة المحكوم عليها بالحكم البرهانى 73
(41) لا نصرح بالقضية العامة المشتركة التي يقال فيها إن جزأي النقيض لا يمكن أن يصدقا معا إلا حيث نضطر إليها 73
(42) صناعة الجدل قد تتكلف نصرة هذه المقدمات وتثبيتها 75
(43) المطلوب والمقدمة والنتيجة هى أشياء واحدة بالموضوع وإنما تختلف بالجهة 75
(44) هل يمكن أن تطرأ فى علم علم من العلوم مسائل غير منسوبة إلى ذلك العلم 76
(45) قد يعرض الغلط فى الصنائع من قبل صورة القياس ومن قبل مادته وبخاصة من قبل اشتراك الاسم الواقع فى الحد الأوسط 78
(5146) فصل 9181(1/10)
(45) قد يعرض الغلط فى الصنائع من قبل صورة القياس ومن قبل مادته وبخاصة من قبل اشتراك الاسم الواقع فى الحد الأوسط 78
(5146) فصل 9181
(46) بماذا يخالف البرهان الذي يفيد وجود الشىء من البرهان الذي يفيد سبب وجوده 81
(47) مخالفة البراهين التي تكون فى صناعة واحدة ومقدماتها ذوات أوساط 81
(48) مخالفة البراهين التي تكون فى صناعة واحدة ومقدماتها غير ذوات أوساط 83
(49) الخلاف بين البراهين إذا كان أحدهما فى علم والآخر فى ثان 84
(50) الشكل الأول أحق الاشكال أن يفيد برهان وجود الشىء وسببه 87
(51) أصناف المقدمات التي تكون سوالب أول 88
(6352) كيف يقع الغلط بالقياس الصحيح الشكل ويفقد حس ما 10391
(52) الجهل إما على طريق السلب والعدم وإما على طريق الملكة والحال 91
(53) الغلط الموجب الكلى لا يكون إلا فى الشكل الأول 91
(54) الغلط السالب الكلى الذي يعرض فى الشكل الأول 93
(55) الغلط السالب الكلى الذي يعرض فى الشكل الثاني 95
(56) خاتمة 97(1/11)
(55) الغلط السالب الكلى الذي يعرض فى الشكل الثاني 95
(56) خاتمة 97
(57) الغلط العارض فى المقدمات ذوات الأوساط عن القياس الكاذب المقدمات 97
(58) الغلط السالب فى الشكل الأول بوسط مناسب للحق 97
(59) الغلط الذي يعرض فى الشكل الأول عند ما يكون الحد الأوسط غير مناسب للحق 98
(60) الغلط الذي يعرض فى الشكل الثاني عند ما يكون الحد الأوسط غير مناسب للحق 100
(61) الغلط الذي يعرض فى الإيجاب الكلى 101
(62) خاتمة 102
(63) من يفقد حسا من الحواس يفقد علما من العلوم 102
(7564) المقدمات والحدود التي تستعمل فى البراهين متناهية ومحصورة 115103
(64) لا يمكن فى البرهان أن يكون حمل الحدود بعضها على بعض بطريق العرض 103
(65) ما يستفاد من البحث عن الأشياء الموضوعة بالطبع والمحمولة بالطبع وعن أطراف الحدود فى البراهين 103
(66) منفعة الفحص عن المقدمات السالبة 105
(67) إن كانت المحمولات إما متناهية وإما غير متناهية فإن الموضوعات تكون بتلك الصفة 106
(68) إذا كانت الأطراف الموجبة متناهية يجب أن تكون الأوساط الموجبة متناهية 106(1/12)
(67) إن كانت المحمولات إما متناهية وإما غير متناهية فإن الموضوعات تكون بتلك الصفة 106
(68) إذا كانت الأطراف الموجبة متناهية يجب أن تكون الأوساط الموجبة متناهية 106
(69) إذا كانت الأطراف السالبة متناهية يجب أن تكون الأوساط السالبة متناهية 107
(70) تبيين أن الاطراف متناهية وأو لا فى القياسات العامة الصادقة التي تأتلف من المحمولات الغير ذاتية 108
(71) المحمولات فى القياسات العامة تكون أعراضا أو حدودا أو أجزاء حدود للموضوعات 109
(72) بيان آخر فى أنه لا يمكن أن يوجد قياس منطقى من مقدمات غير متناهية 111
(73) يجب فى القياس البرهانى المناسب أن ينتهى إلى مقدمات غير ذات وسط 111
(74) يجب أن تكون للبراهين مقدمات أوائل ليس لها برهان 113
(75) لماذا يجب أن تكون المقدمات المستعملة فى البراهين صنفين 113
(8776) النظر فى أى أفضل البرهان الكلى أو الجزئى والموجب أو السالب والمستقيم أو الخلف 123115
(76) أنواع البراهين 115
(77) النظر فى أمر البرهان الكلى والجزئى من جهة ظن قوم أن البرهان الجزئى أفضل 115
(78) الحجج فى أن البرهان الجزئى أفضل كلها واهية 116
(79) بيان أن البرهان على المعنى الكلى أفضل منه على المعنى الجزئى 117(1/13)
(78) الحجج فى أن البرهان الجزئى أفضل كلها واهية 116
(79) بيان أن البرهان على المعنى الكلى أفضل منه على المعنى الجزئى 117
(80) الذي عنده العلم بالأمر الكلى فعنده العلم بالأمر الجزئى بالقوة وليس كذلك من عنده العلم بالأمر الجزئى 118
(81) البرهان الموجب أفضل من السالب لأنه ينبنى على مقدمات أقل ويأتلف من موجبتين 118
(82) النتائج الموجبة تبين من مقدمتين موجبتين فقط 120
(83) المقدمة الموجبة ليست محتاجة فى أن تنتج إلى السالبة والسالبة محتاجة إلى الموجبة 120
(84) مبادئ البرهان الموجب أقدم وأفضل فهو أقدم وأفضل 121
(85) البرهان الموجب مؤتلف من مقدمات متقدمة بالطبع من مقدمات البرهان السالب 121
(86) البرهان المستقيم أفضل من الخلف 121
(87) البرهان المستقيم يكون بالطبع وبغير طريق صناعى 122
(10488) خواص العلوم والبرهان والفروق بين العلم والظن 134123
(88) العلوم يفضل بعضها بعضا فى باب استقصاء المعرفة واليقين 124
(89) العلوم المختلفة هى التي مبادئها الأول مختلفة وموضوعاتها مختلفة 124
(90) قد يمكن أن يبرهن المطلوب الواحد بعينه فى الصناعة الواحدة بعينها ببراهين كثيرة 124(1/14)
(89) العلوم المختلفة هى التي مبادئها الأول مختلفة وموضوعاتها مختلفة 124
(90) قد يمكن أن يبرهن المطلوب الواحد بعينه فى الصناعة الواحدة بعينها ببراهين كثيرة 124
(91) ليس يكون برهان على الأشياء التي تحدث بالاتفاق وعلى الأقل 125
(92) لا سبيل إلى حصول العلم بالبرهان عن الحس 125
(93) لا ينبغى أن يسمى العلم بالبرهان إحساسا 126
(94) ليس يمكن أن تكون مقدمات جميع أصناف المقاييس مقدمات واحدة بأعيانها 127
(95) تبيين أن مقدمات المقاييس المختلفة مختلفة وذلك على طريق المنطق 127
(96) المبادئ الموجودة لأجناس مختلفة بالطبع غير مطابق بعضها لبعض مختلفة فى نفسها 128
(97) المقدمات العامية المستعملة فى علم علم مختلفة 129
(98) يجب أن تكون المقدمات قريبة العدد من النتائج فلذلك تختلف المقدمات فى علم علم 129
(99) تبين أن العلم يخالف الظن الصادق 131
(100) بم يفترق العلم والظن عند ما يقعان لموضوع واحد 132
(101) ليس يلزم من كون الظن والعلم قد يكونان لشيء واحد أن يكونا شيئا واحدا 133
(102) خاتمة 134
(103) النظر فى باقى قوى النفس الناطقة لصاحب العلم الطبيعى وصاحب العلم الخلقى 134
(104) الذكاء وجودة الحدس الظنى هو الوقوع على الحد الأوسط فى زمان يسير 134(1/15)
(103) النظر فى باقى قوى النفس الناطقة لصاحب العلم الطبيعى وصاحب العلم الخلقى 134
(104) الذكاء وجودة الحدس الظنى هو الوقوع على الحد الأوسط فى زمان يسير 134
(105) انتهاء المقالة الأولى 134
المقالة الثانية
(124106) الحد ونسبته إلى البرهان 157137
(106) عدد الأشياء المطلوبة هو بعينه عدد الأشياء المعلومة والمطلوبات بالجملة أربع 137
(107) إذا طلبنا هل هذا المحمول موجود لهذا الموضوع فإنا نلتمس وجود الحد الأوسط 138
(108) متى ظهر للحس الحد الأوسط وعرف من أمره أن الشىء موجود وما هو فلسنا نلتمس معرفة أصلا 140
(109) مطلب ما هو ولم هو قوتهما قوة مطلب واحد 140
(110) السبيل التي بها يتهيأ لنا الوقوف على ماهية الشىء 141
(111) ليس كل ما عليه برهان فله حد ولا كل ماله حد فله برهان 141
(112) ليس يمكن أن يوجد شيء يعلم بالحد والبرهان معا من جهة واحدة 142
(113) الطريق التي منها يتهيأ لنا استنباط الحد 144
(114) طريق القسمة غير نافع فى أن يستنبط عنه شيء مجهول من شيء معلوم 145
(115) يمكن استنباط الحد بطريق القسمة ولا يمكن استنباطه بطريق البرهان المطلق 147(1/16)
(114) طريق القسمة غير نافع فى أن يستنبط عنه شيء مجهول من شيء معلوم 145
(115) يمكن استنباط الحد بطريق القسمة ولا يمكن استنباطه بطريق البرهان المطلق 147
(116) ليس يوقف على الحد بأن يؤخذ رسمه ويجعل مقدمة كبرى فى القياس 148
(117) ليس يمكن استنباط الحد بالمقاييس التي تكون على طريق القياس الشرطى 148
(118) لا يمكن أن يتبين الحد بالبرهان ولا بالاستقراء 150
(119) معنى حد الشىء ومعنى أنه موجود شيئان مختلفان 150
(120) إذا كانت الحدود لا تتضمن أنها موجودة لمحدوداتها فدلالتها دلالة الأسماء بعينهما وذلك شنيع من جهتين 151
(121) توجد براهين تعطى ماهية الشىء ووجوده معا أو ماهيته إن كان وجوده معلوما 152
(122) البراهين التي تعطى ماهية الشىء ووجوده معا ليس يمكن أن تكون فى الجواهر الأول ولا فى الأمور البسيطة ولا فى الأمور التي وجودها معلوم بنفسه 155
(123) الحد هو قول واحد مفهم ذات الشىء ومعناه وهو يقال على ضروب شتى 155 (124) خاتمة 157
(133125) الأسباب والعلل فى البراهين 163157
(125) الأسباب الأربعة 157
(126) أمثال أخذ كل واحد من الأسباب الأربعة حدا أوسط 157(1/17)
(125) الأسباب الأربعة 157
(126) أمثال أخذ كل واحد من الأسباب الأربعة حدا أوسط 157
(127) كثيرا ما توجد فى الأشياء الطبيعية مع الأمر الضرورى منفعة ما 159
(128) بعض الأمور التي تحدث بالروية والفكر والحادثة عن الطبيعة بالاتفاق والبخت وبعضها ليس بالاتفاق 159
(129) علل الأشياء الموجودة مع الأشياء التي تجعل حدودا وسطا فى البراهين 160
(130) حال العلل التي ليس توجد مع معلولاتها 161
(131) الكون متتال لا متصل 162
(132) الأشياء التي ينعكس بعضها على بعض يجب أن يكون البرهان فيها يجرى دورا 163
(133) بعض الأمور تكون موجودة على طريق الكل ودائما 163
(156134) التحديد وطريق القسمة والحصول على مبادئ البرهان 183164
(134) النظر فى الطريق التي منها تتصيد الحدود وتستنبط 164
(135) منفعة طريق القسمة 165
(136) تفسير خاص لابن رشد 167
(137) ينتفع باستخراج الحد بطريق القسمة مع الحدود الغير مجهولة الوجود للمحدود 167
(138) الشروط الثلاثة التي ينبغى أن نستعمل إذا رمنا استنباط الحد بالقسمة 169(1/18)
(137) ينتفع باستخراج الحد بطريق القسمة مع الحدود الغير مجهولة الوجود للمحدود 167
(138) الشروط الثلاثة التي ينبغى أن نستعمل إذا رمنا استنباط الحد بالقسمة 169
(139) ظن بعض القدماء أن يكون استنباط الحد بالقسمة ممتنعا غير صحيح 171
(140) ما يجب علينا عند ما نقصد تحديد أمر ما بتخير المحمولة الموجودة له من طريق ما هو 172
(141) ينبغى أن تكون المعانى التي يقصد تحديدها واضحة بينة ظاهرة فى الحدود 173
(142) كيف يسهل الجواب بلم فى الأعراض التي توجد للموجودات المحسوسة 174
(143) منفعة طريق التشريح لظهور الطبيعة الكلية 175
(144) تكون المسائل واحدة متى كان السبب المأخوذ فيها حدا أوسط واحدا 175
(145) قد تكون مسألة واحدة تبين بأوساط كثيرة 176
(146) قد يتشكك الإنسان فى العلة المأخوذة حدا أوسط وفى المعلول الذي هو الطرف الأكبر 176
(147) إن كان للشيء الواحد أكثر من علة واحدة فليس يلزم أن يبين وجود العلة من قبل وجود المعلول 177
(148) إن لم يكن الوسط علة ذاتية فقد يمكن أن يكون للشيء أكثر من علة واحدة 178
(149) ينبغى أن تؤخذ الحدود الثلاثة فى البرهان مساوية بعضها لبعض 179
(150) تفسير خاص لابن رشد 179
(151) العلم بالقياس متعلق بالعلم بالبرهان 179(1/19)
(150) تفسير خاص لابن رشد 179
(151) العلم بالقياس متعلق بالعلم بالبرهان 179
(152) من أين يقع لنا العلم بمبادئ البرهان وكيف يقع وبأي قوة ندركها 180
(153) مبدأ النظر فى هذه الأسئلة 180
(154) هذه المبادى تحصل لنا عن قوة واستعداد موجود فينا 181
(155) الملكات من المعقولات ليست حاصلة لنا من أول الأمر ولا نستفيدها من ملكات هى أشرف ولا من علوم أثبت منها 182
(156) مبادئ البرهان أكثر فى باب التصديق من العلم الحاصل بالبرهان 182
(157) انتهاء المقالة الثانية والكتاب 183
فهارس الكتاب
الأعلام
أرسطو 185
االمواضع التي ذكرها أرسطو
ب المواضع التي أشير فيها الى أرسطو
سائر الأعلام 185
الكتب الواردة بالنص 186
فهرس مقابلة فقرات تلخيص كتاب البرهان لابن رشد
بنصوص كتاب البرهان لأرسطو 187
قائمة مقابلة فقرات مقالات تلخيص كتاب البرهان لابن رشد
بفصول مقالات كتاب البرهان لأرسطو 191(1/20)
بفصول مقالات كتاب البرهان لأرسطو 191
تصدير
هذا هو الجزء الرابع من أجزاء ثمانية هى أقسام تلخيص ابن رشد لكتب أرسطو فى المنطق «الأورجانون». ورغم أن تخصيص كتاب البرهان فى هذه النشرة العربية المحققة هو رابع الكتب إلا أنه بعد الخامس حيث يسبق الأجزاء الأربعة تلخيص إيساغوجى لفرفريوس الذي لم يصل إلينا نصه العربى الذي الفه ابن رشد فى حين وصل إلينا فى ترجمة عبرية عن النص العربى نشرت هذه الترجمة كجزء أول من تلك السلسلة (انظر مقدمة تلخيص كتاب المقولات).
وتحقيقنا هذا شأنه شأن تحقيقنا لأجزاء تلخيص ابن رشد الأخرى التي نشرت قبل هذا يعتمد على مخطوطة فلورنزا رقم 54، ومخطوطة جامعة ليدن رقم 2073. وقد اتخذنا مخطوطة فلورنزا بوجه عام أصلا للتحقيق كما اتخذنا مخطوطة ليدن أصلا ثانيا. وقد قارنّاهما بخمس مخطوطات أخرى إضافية هى: مخطوطة دار الكتب رقم 9منطق، ومخطوطة مشكاة رقم 375 بطهران، ومخطوطة شستربيتى رقم 3769بدبلن، ومخطوطة چون ريلاند 379 [347] بما نشستر بالمملكة المتحدة، ومخطوطة شوراى ملى رقم 5496بطهران.
وباستثناء حالات نادرة فإن تلك المخطوطات الأخيرة لم تضف شيئا ذا قيمة للنص.
والغرض من هذه النشرة هو إنجاز العمل الطموح الذي بدأ الأستاذ المرحوم الدكتور محمود محمد قاسم عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ورئيس قسم
الفلسفة بها سابقا. وكان المرحوم الدكتور محمود محمد قاسم قد بدأ فى هذا العمل قبل سنوات قليلة من وفاته واستمر يعمل به إلى أن اختطفته منا يد المنون. وكان إكمالنا للعمل لمحة من الوفاء والتقدير لذكرى الفقيد الذي نكنه له شخصيا ويشاركنا فيه زملاؤه وطلابه العاملون فى حقل الدراسات الفلسفية الإسلامية.(1/21)
والغرض من هذه النشرة هو إنجاز العمل الطموح الذي بدأ الأستاذ المرحوم الدكتور محمود محمد قاسم عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ورئيس قسم
الفلسفة بها سابقا. وكان المرحوم الدكتور محمود محمد قاسم قد بدأ فى هذا العمل قبل سنوات قليلة من وفاته واستمر يعمل به إلى أن اختطفته منا يد المنون. وكان إكمالنا للعمل لمحة من الوفاء والتقدير لذكرى الفقيد الذي نكنه له شخصيا ويشاركنا فيه زملاؤه وطلابه العاملون فى حقل الدراسات الفلسفية الإسلامية.
وأود فى هذا التصدير أن أنوه بالتشجيع الأدبى والعون والتوجيه الذي قدمه لهذا المشروع الأستاذ الدكتور محسن مهدى وبدوره الرائد فى النهضة فى الدراسات الفلسفة الإسلامية. كما يجب أن أذكر المساعدات المادية والأدبية التي قدمها مركز البحوث الأمريكى بمصر لي ولزملائى بفضل رعاية وتوجيه مديره الأستاذ الدكتور بول ووكر. وعلى أن أضيف أيضا تقديرى وشكرى للمعاونة التي قدمتها مؤسسة فولبرايت للأبحاث بالولايات المتحدة الأمريكية والتي لولاها ما كان يمكن لهذا المشروع أن يبدأ، ثم مساعدات معهد سميثسونيان والجمعية الفلسفية الأمريكية فى إكمال هذا المشروع. وأخيرا أود أن أعبر عن شكرى وتقديرى الخاص لزميلى وصديقى الدكتور أحمد عبد المجيد هريدى المدرس بكلية الآداب بجامعة المنيا لكل ما يقدمه من عون ومساعدة لهذا المشروع منذ بدايته.
تشارلس بترورث القاهرة فى 14يناير 1982(1/22)
تشارلس بترورث القاهرة فى 14يناير 1982
منهج التحقيق
اعتمد هذا التحقيق الخاص بتلخيص كتاب البرهان مثله فى ذلك مثل تحقيقنا للكتاب السابق وهو تلخيص كتاب القياس على سبع مخطوطات، وبالرغم من معرفتنا بوجود تسع مخطوطات أخرى لم نتمكن حتى الآن من الحصول على مصورات لها، إلا أن هذه المخطوطات التسع تنتمى إلى أسرة من المخطوطات اعتمدنا خمسا منها فى تحقيقنا هذا. وهذه المخطوطات التسع فى رأينا لا تؤثر كثيرا على تحقيقنا الحالى، فهى من خلال الأوصاف المقدمة عنها فى الفهارس تنتمى إلى أسرة متأخرة، بالإضافة إلى حداثة تاريخ نسخها ومشابهتها لما اعتمدنا عليه من نسخ تلك الأسرة من ناحية الأخطاء ونقص بعض الفقرات. والأهم من ذلك أنها مثل المخطوطات الخمس الأخرى التي اعتمدنا عليها فى أنها جميعها لا تحوى تلخيصا لكتب الجدل والسفسطة والخطابة والشعر، وأنها كتبت بالمشرق الأسيوى. وعلى ذلك فإن الرغبة العلمية فى تقصى كل النسخ هى فقط التي تدعو إلى الأسف لعدم تمكننا من الحصول على مصورات هذه المخطوطات التسعة.
والنص المقدم هنا مبنى أساسا على استخدامنا لمخطوطتين قديمتين هما أقدم مخطوطات الكتاب فيما نعلم، ونعنى بهما مخطوطة مكتبة لورنزيانا رقم 54، بمدينة فلورنزا، ومخطوطة مكتبة جامعة ليدن رقم 2073بهولندا. وقد بلغت عدد حالات القراءة التي اختلفت فيها روايات المخطوطتين 686حالة، فضلنا
قراءة مخطوطة فلورنزا فى 545حالة منها. والدافع إلى ذلك هو الاقتناع بأن مخطوطة فلورنزا قد قدمت فى هذه الحالات رواية أفضل وضرورية لأن يستقيم النص. وهناك أسباب أخرى سبق بيانها فى مقدمة كتاب المقولات دفعت إلى اعتبار مخطوطة فلورنزا أصلا أول فى التحقيق وهى قدم مخطوطة فلورنزا الزمنى عن قرينتها مخطوطة ليدن، وأيضا ما ثبت من الفحص الداخلى للنص حيث استبان لنا أن الأصل الذي نقلت عنه نسخة فلورنزا يمثل فترة زمنية لفكر ابن رشد أحدث مما يمثله نص مخطوطة ليدن، يدعم ذلك أيضا دقة العبارة اللغوية المستخدمة فى نسخة فلورنزا عند ما يكون هناك اختلاف بين رواياتيهما.(1/23)
والنص المقدم هنا مبنى أساسا على استخدامنا لمخطوطتين قديمتين هما أقدم مخطوطات الكتاب فيما نعلم، ونعنى بهما مخطوطة مكتبة لورنزيانا رقم 54، بمدينة فلورنزا، ومخطوطة مكتبة جامعة ليدن رقم 2073بهولندا. وقد بلغت عدد حالات القراءة التي اختلفت فيها روايات المخطوطتين 686حالة، فضلنا
قراءة مخطوطة فلورنزا فى 545حالة منها. والدافع إلى ذلك هو الاقتناع بأن مخطوطة فلورنزا قد قدمت فى هذه الحالات رواية أفضل وضرورية لأن يستقيم النص. وهناك أسباب أخرى سبق بيانها فى مقدمة كتاب المقولات دفعت إلى اعتبار مخطوطة فلورنزا أصلا أول فى التحقيق وهى قدم مخطوطة فلورنزا الزمنى عن قرينتها مخطوطة ليدن، وأيضا ما ثبت من الفحص الداخلى للنص حيث استبان لنا أن الأصل الذي نقلت عنه نسخة فلورنزا يمثل فترة زمنية لفكر ابن رشد أحدث مما يمثله نص مخطوطة ليدن، يدعم ذلك أيضا دقة العبارة اللغوية المستخدمة فى نسخة فلورنزا عند ما يكون هناك اختلاف بين رواياتيهما.
وقد سبق لنا أن بينا فى مقدمة تلخيص كتاب المقولات وصفا دقيقا لكل المخطوطات عدا مخطوطة چون ريلاند التي سبق وصفها فى مقدمة تلخيص كتاب القياس لا داعى لإعادته هاهنا ولكن سنبين فقط أين يقع تلخيص كتاب البرهان فى كل من هذه المخطوطات. يقع هذا التلخيص فى مخطوطة فلورنزا فى 23ورقة، فيبدأ بالورقة 65وينتهى بالورقة 87ظ. ويقع فى مخطوطة ليدن فى 27ورقة، فيبدأ بالورقة 76وينتهى بالورقة 102و. وقد أشرنا بهامش النص المطبوع إلى أرقام أوراق مخطوطتى فلورنزا وليدن اللتين اتخذنا هما أصلا للتحقيق.
أما مجموعة المخطوطات الأخرى التي اتخذت أصولا مساعدة فأولاها مخطوطة دار الكتب المصرية بالقاهرة رقم 9منطق. ويقع تلخيص كتاب البرهان بها فى 61ورقة، تبدأ بالورقة 174وتنتهى بالورقة 234ظ. وقد قدمت مخطوطة القاهرة فى خمس حالات (انظر الفقرة 31ملاحظة 4، الفقرة 37ملاحظة 1، الفقرة 43ملاحظة 6، الفقرة 47ملاحظة 3، الفقرة 49ملاحظة 2) قراءة أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن.
وثانية هذه المخطوطات هى مخطوطة مشكاة رقم 375بطهران. ويقع تلخيص كتاب البرهان بها فى 44ورقة، تبدأ بالورقة 127وتنتهي
بالورقة 170ظ. ويوجد خرم بالمخطوطة يقابل بعض الفقرة 146والفقرات 153147وبعض الفقرة 154. وقد قدمت مخطوطة مشكاة قراءة أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن فى نفس المواضع الخمسة السابق الإشارة إليها فى مخطوطة القاهرة، كما قدمت فى موضع واحد (الفقرة 71ملاحظة 5) قراءة أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن ومخطوطة القاهرة.(1/24)
وثانية هذه المخطوطات هى مخطوطة مشكاة رقم 375بطهران. ويقع تلخيص كتاب البرهان بها فى 44ورقة، تبدأ بالورقة 127وتنتهي
بالورقة 170ظ. ويوجد خرم بالمخطوطة يقابل بعض الفقرة 146والفقرات 153147وبعض الفقرة 154. وقد قدمت مخطوطة مشكاة قراءة أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن فى نفس المواضع الخمسة السابق الإشارة إليها فى مخطوطة القاهرة، كما قدمت فى موضع واحد (الفقرة 71ملاحظة 5) قراءة أفضل مما فى مخطوطتى فلورنزا وليدن ومخطوطة القاهرة.
وثالثة هذه المخطوطات هى مخطوطة شستربيتي رقم 3769بدبلن بإيرلندا.
ويقع تلخيص كتاب البرهان بها فى 72ورقة، تبدأ بالورقة 203ظ وتنتهى بالورقة 275ظ. ويوجد خرم بالمخطوطة يقابل بعض الفقرة 92والفقرات 9593وبعض الفقرة 96. وقد وافقت قراءات هذه المخطوطة مخطوطة القاهرة فى أربعة مواضع من المواضع الخمس السابق الإشارة اليها. واختلفت معها فى موضع واحد (الفقرة 47ملاحظة 3). وقدمت قراءة موافقة لقراءة مخطوطة مشكاة فى الفقرة 71ملاحظة 5. وقدمت قراءة أفضل مما فى سائر المخطوطات عدا مخطوطة جون ريلاند فى موضع واحد (الفقرة 118ملاحظة 3).
ورابعة هذه المخطوطات هى مخطوطة مكتبة چون ريلاند رقم 379 [347] بما نشستر بالمملكة المتحدة. ويقع تلخيص كتاب البرهان بها فى 60ورقة، تبدأ بالورقة 36وتنتهى بالورقة 95و. وقد اتفقت قراءات هذه المخطوطة مع قراءات مخطوطتى القاهرة ومشكاة فى مواضع الاختلاف بينهما وبين مخطوطتى فلورنزا وليدن ومخطوطة دبلن السابق الإشارة إليها. ووافقت قراءة مخطوطة مشكاة فى الفقرة 71ملاحظة 5كما وافقت قراءة مخطوطة دبلن فى الفقرة 118 ملاحظة 3. ولم تقدم قراءة أفضل مما فى سائر المخطوطات فى أى موضع.
وخامسة هذه المخطوطات هى مخطوطة مكتبة شوراى ملى رقم 5496بطهران.
ويقع تلخيص كتاب البرهان بها فى 60ورقة، تبدأ بالورقة 166وتنتهى
بالورقة 225ووقد وافقت قراءات هذه المخطوطة قراءات مخطوطة القاهرة فى أربع من القراءات السابق الإشارة اليها، واختلفت معها فى موضع واحد (الفقرة 47ملاحظة 3). ووافقت قراءة مخطوطة مشكاة فى الفقرة 71 ملاحظة 5السابق الإشارة إليها. وقدمت مخطوطة شوراى ملى قراءة واحدة أفضل مما فى سائر المخطوطات فى الفقرة 114ملاحظة 6.(1/25)
ويقع تلخيص كتاب البرهان بها فى 60ورقة، تبدأ بالورقة 166وتنتهى
بالورقة 225ووقد وافقت قراءات هذه المخطوطة قراءات مخطوطة القاهرة فى أربع من القراءات السابق الإشارة اليها، واختلفت معها فى موضع واحد (الفقرة 47ملاحظة 3). ووافقت قراءة مخطوطة مشكاة فى الفقرة 71 ملاحظة 5السابق الإشارة إليها. وقدمت مخطوطة شوراى ملى قراءة واحدة أفضل مما فى سائر المخطوطات فى الفقرة 114ملاحظة 6.
ويوجد خرم بكل هذه المخطوطات الخمسة يقابل بعض الفقرة 119 والفقرات 123120وبعض الفقرة 124.
وقد قسمنا النص المقدم هنا كما فى كل تحقيقاتنا لتلاخيص كتب أرسطو فى المنطق إلى فقرات وحاولنا أن تكون كل فقرة دالة على قول أرسطو حين يذكر ابن رشد كلمة «قال»، أو أن تكون دالة على قول ابن رشد حين يذكر كلمة «نقول» أو كلمة «قلنا» أو كلمة «أقول». وحاولنا حين أغفل ابن رشد الإشارة إلى قول أرسطو أو إلى قوله هو أن تكون الفقرات مطابقة للترتيب العام الذي يسلكه أرسطو فى كتابه. وقد أشرنا فى الهامش إلى أرقام صفحات وسطور نص أرسطو كما ورد فى نشرة بيكر لكتب أرسطو (برلين 1831م) وكان هذا خير معين لمتابعة نص أرسطو وأيضا لإبراز إبداع ابن رشد حين يتحرر من نص أرسطو ليذكر شيئا مما أغفله أرسطو، أو ليقول ما يريد قوله مما يكون مفيدا لفهم نص أرسطو. وقد رتبنا الملاحظات فى الهامش تبعا لتسلسل أرقام الفقرات وسلسلت الملاحظات الخاصة بكل فقرة على حدة، وأشرنا أيضا فى الهوامش مقترنة بنجمة إلى المصادر التي رجع إليها ابن رشد وأشار إليها سواء كتب أرسطو أو ابن رشد نفسه أو غيرها.(1/26)
وقد قسمنا النص المقدم هنا كما فى كل تحقيقاتنا لتلاخيص كتب أرسطو فى المنطق إلى فقرات وحاولنا أن تكون كل فقرة دالة على قول أرسطو حين يذكر ابن رشد كلمة «قال»، أو أن تكون دالة على قول ابن رشد حين يذكر كلمة «نقول» أو كلمة «قلنا» أو كلمة «أقول». وحاولنا حين أغفل ابن رشد الإشارة إلى قول أرسطو أو إلى قوله هو أن تكون الفقرات مطابقة للترتيب العام الذي يسلكه أرسطو فى كتابه. وقد أشرنا فى الهامش إلى أرقام صفحات وسطور نص أرسطو كما ورد فى نشرة بيكر لكتب أرسطو (برلين 1831م) وكان هذا خير معين لمتابعة نص أرسطو وأيضا لإبراز إبداع ابن رشد حين يتحرر من نص أرسطو ليذكر شيئا مما أغفله أرسطو، أو ليقول ما يريد قوله مما يكون مفيدا لفهم نص أرسطو. وقد رتبنا الملاحظات فى الهامش تبعا لتسلسل أرقام الفقرات وسلسلت الملاحظات الخاصة بكل فقرة على حدة، وأشرنا أيضا فى الهوامش مقترنة بنجمة إلى المصادر التي رجع إليها ابن رشد وأشار إليها سواء كتب أرسطو أو ابن رشد نفسه أو غيرها.
رموز الكتاب
ف: مخطوطة رقم 54، فى مكتبة لورنزيانا بمدينة فلورنزا بإيطاليا.
ل: مخطوطة رقم 2073فى مكتبة جامعة ليدن بهولندا.
ق: مخطوطة رقم 9منطق فى دار الكتب والوثائق القومية بمصر.
م: مخطوطة رقم 375مشكاة فى المكتبة المركزية بجامعة طهران بإيران.
د: مخطوطة رقم 3769فى مكتبة شستربيتي بدبلن بإيرلندا.
ج: مخطوطة رقم 379 [347] فى مكتبة چون ريلاند بما نشستر بالمملكة المتحدة.
ش: مخطوطة رقم 5496فى مكتبة شوراى ملى بطهران بإيران.
هـ: إهمال فى النقط.
ح: فى الحاشية.
يد 2: ما كتبته يد غير يد ناسخ المخطوطة.
: زيادة.
: نقص.
(مرتين): تعنى التكرار.
تلخيص كتاب البرهان لابن رشد
المقالة الأولى
{بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} (1)(1/27)
(مرتين): تعنى التكرار.
تلخيص كتاب البرهان لابن رشد
المقالة الأولى
{بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} (1)(1/29)
(مرتين): تعنى التكرار.
تلخيص كتاب البرهان لابن رشد
المقالة الأولى
{بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} (1)(1/31)
(مرتين): تعنى التكرار.
تلخيص كتاب البرهان لابن رشد
المقالة الأولى
{بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} (1)
المقالة (2) الأولى من كتاب (3) البرهان
المعرفة والبرهان
(1) كل تعليم وكل تعلم فكرى يكون بمعرفة متقدمة للمتعلم
(1) قال: كل تعليم وكل تعلم فكرى فإنما يكون بمعرفة متقدمة للمتعلم وإلا لم يمكنه أن يتعلم شيئا. وهذه القضية يظهر صدقها بالاستقراء، وذلك أن العلوم التعاليمية وما أشبهها من الأمور النظرية إذا تصفح أمرها ظهر أن العلم الحاصل منها عن التعلم إنما يكون من معرفة متقدمة للمتعلم وكذلك يظهر الأمر فى سائر الأشياء التي شأنها أن تتعلم بقول. وقد يظهر صدق هذا مما تقدم، وذلك أن كل تصديق بقول فإنه إنما يكون إما من قبل القياس وإما من قبل الاستقراء أو التمثيل على ما تبين قبل هذا (4). فالذى يتعلم بالقياس فقد يجب قبل تعلمه نتيجة / القياس أن يكون قد سبق عنده العلم بمقدمات القياس. والذي يصحح عنوان
__________
(1) الرحيم ف، ل، ق، م، د، ج، ش: صلى الله على محمد وعلى آله ف صلى الله على سيدنا محمد نبيه الكريم وسلم تسليما ل وصلى الله على محمد وآله ق، د، ج صلى الله على محمد وآله وسلم ش.
(2) المقالة ف، ل، ق، م، ج، ش: المقدمة د.
(3) كتاب ل: ف، ق، م، د، ج، ش.
(4) انظر تلخيص كتاب القياس لابن رشد، تحقيق قاسم وبترورث وهريدى (القاهرة 1982) الفقرة 371.(1/33)
المقدمة الكلية بالاستقراء قد (1) يجب أيضا أن تكون عنده معرفة الجزئيات متقدمة على معرفة الكلية. وكذلك الذي يعلم الشيء بطريق التمثيل والإقناع قد (2) يجب أيضا أن يكون قد تقدم فعرف الشيء الذي يمثل (3) به قبل أن يعرف الشيء الذي عرفه من قبل المثال.
(2) هذه المعرفة المتقدمة على ضربين
(2) والعلم الذي يجب أن يتقدم على كل ما شأنه أن يدرك بفكر وقياس على ضربين، إما علم بأن الشيء موجود أو غير موجود وهو العلم الذي يسمى التصديق وإما علم بماذا يدل عليه اسم الشيء وهو الذي يسمى تصورا.
فبعض الأشياء يجب على المتعلم أن يتقدم فيعلم من أمره أنه موجود فقط مثل المقدمة التي يقال فيها إن على كل شيء يصدق إما الإيجاب أو (4) السلب فإن أمثال هذه المقدمات يحتاج أن يعلم من أمرها صدقها فقط وأنه لا يدفعها إلا السوفسطائيون. وبعضها يجب أن يتقدم فيعلم من أمرها على ماذا يدل اسمها فقط مثل أن يتقدم المهندس فيعلم (5) على ماذا يدل اسم الدائرة فى صناعته واسم المثلث. وبعضها يحتاج أن يتقدم المتعلم فيعلم الأمرين جميعا (6) مثل الوحدة (7)، فإنه يجب على المتعلم أن يعلم على ماذا يدل اسمها وأنها شيء موجود.
وذلك أن العلم بوجود الشيء غير العلم بماذا يدل عليه اسمه، فقد يعلم ما يدل
__________
(1) قد ف، د، ش: فقد ل، ق، م، ج.
(2) قد ف، ق، م، د، ج، ش: فقدل.
(3) يمثل ل، د، ش: تمثل ف، م، ج، يمتثل ق.
(4) او ف، ق، م، د، ج: واما ل وش.
(5) فيعلم ف، ق، م، د، ج، ش: فيتعلم ل.
(6) مثل الوحدة ل، ق، م، د، ج، ش، ف.
(7) مثل الوحدة ل، ق، م، د، ج، ش، ف.(1/34)
عليه الاسم ولا يعلم وجوده. ولا ينعكس هذا بل يجب على من علم الوجود أن يعلم دلالة الاسم.
ليس تقدم العلم المتقدم على العلم المتعلم بمنزلة تقدم الإحساس الأول للشيء على الإحساس الثاني له
(3) وليس تقدم العلم المتقدم على العلم المتعلم بمنزلة تقدم الإحساس الأول للشيء على الإحساس الثاني له فى وقت آخر، وذلك أنا قد نحس أشياء قد كنا تقدمنا قبل فأحسسناها فعند ما نحسها ثانيا نعرف أنها التي قد أحسسنا (1) قبل.
فإنه لو كانت حال العلم المستفاد بالتعلم مع العلم المتقدم هذه الحال، لوجب أن يكون التعلم تذكرا. ولا أيضا يشككنا فى هذه المقدمة أعنى القائلة إن كل تعليم وتعلم إنما يكون بمعرفة متقدمة أنا قد نحس أشياء من غير أن يتقدم لنا حس بها، فإن هذه المعرفة والمعرفة الحاصلة عن التعلم معرفة باشتراك الاسم.
وبعض الأشياء ((2) تحصل لنا معرفتها (3)) بالحس ابتداء وتعلمها معا، وتلك (4) هى الأشياء الجزئية التي لم نحسها وهى داخلة تحت الأشياء الكلية التي علمناها. مثال ذلك أنا عندنا علم بأن كل مثلث فزواياه مساوية لقائمتين وليس عندنا علم بأن المثلث الذي رسمته أنت فى اللوح وأخفيته عنا أنه بهذه الصفة. فإذا كشفت لنا عنه حصل لنا من قبل الحس أنه موجود مثلث ومن (5) قبل العلم بالأمر الكلى أن زواياه مساوية لقائمتين. فالمقدمة الصغرى فى هذا العلم حصلت عن الحس وهى أن هذا مثلث. والنتيجة وهى أن هذا المثلث زواياه مساوية لقائمتين حصلت لنا عن المقدمة الكبرى التي كانت عندنا معلومة من أول
__________
(1) احسنا ف: احسسناها ل، ق، م، د، ج، ش.
(2) تحصل معرفتها ف، ق، م، د، ج: يحصل لنا تعرفها ل يحصل لنا معرفتها ش.
(3) تحصل معرفتها ف، ق، م، د، ج: يحصل لنا تعرفها ل يحصل لنا معرفتها ش.
(4) تلك ل: ذلك ف، ق، م، د، ج، ش.
(5) ومن ف، ق، م، د، ج، ش: او من ل.(1/35)
الأمر لما انضافت إلى المقدمة الحاصلة / عن الحس وهى الصغرى. وهذه حال جميع الأشخاص مع كلياتها المعلومة قبل أن نعلمها بالحس أعنى أنها مجهولة من جهة ومعلومة من (5) أخرى. وبالجملة فهذه هى حال الشيء المستفاد بالتعلم أعنى أنه مجهول من جهة ما هو جزئى ومعلوم من جهة الأمر الكلى المحيط به. فإنه لو كان الشيء المجهول عندنا (6) مجهولا من جميع الجهات لما أمكننا أن نتعلمه وللزمنا شك مانن (7) المشهور وهو الذي يقول فيه إن الإنسان لا يخلو أن يتعلم ما قد علمه أو ما لم يعلمه وهو جاهل به، فإن كان يتعلم ما علمه فلم يتعلم بعد شيئا كان (8) مجهولا عنده، وإن كان تعلم ما جهله فمن أين علم أن ذلك الذي كان يجهله هو الذي علمه (9)، فإن من يطلب عبدا آبقا وهو يجهله إذا صادفه لم يعلم أن ذلك هو الذي كان يطلبه إلا أن يكون قبل ذلك يعلمه. فإذن لا تعلم هنا أصلا ولا تعليم.
الشك السوفسطائى المستعمل فى الأشياء الجزئية وحل ابن رشد له
(4) وأما نحن فلما كنا نقول إن الشيء المطلوب يعلم بأمر كلى ويجهل بجهة جزئية وهى الجهة التي تخصه لم يلزمنا هذا الشك المذكور. وكذلك بهذه الجهة بعينها نحل الشك السوفسطائى الذي جرت العادة باستعماله فى هذه الأشياء الجزئية. وذلك أنهم كانوا يقولون هل عندك علم بأن المثلث زواياه مساوية لقائمتين أو ليس عندك علم بذلك، فإذا أجابهم مجيب بأن عنده علما (10) من
__________
(5) من ف، ل، ق، م، ج، ش: جهة ل، م د.
(6) عندنا ف، ل، ق، م، د، ج، ش: (مرتين) ف.
(7) مانن: مانى ف، ل، ق، م، د، ج، ش.
(8) كان ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(9) انظر افلاطون، محاورة مينون ص 80د. هـ.
(10) علما ف، م، د، ج، ش: علم ل، ق.(1/36)
ذلك كشفوا له عن مثلث / مرسوم فى لوح وقالوا فهل كان عندك علم بهذا المثلث أن زواياه مساوية لقائمتين قبل أن نكشف (2) لك عنه أم لم يكن عندك علم بذلك، فإذا قال لم يكن عندى علم بأن زواياه مساوية لقائمتين قالوا فقد كان عندك علم بأن المثلث زواياه مساوية لقائمتين ولم يكن عندك علم بذلك لأن هذا مثلث لم تعلم حاله قبل. فنحن نحله بأن نقول كان عندنا علم به بجهة ولم يكن عندنا علم (3)
بأخرى، وليس مستحيلا أن نعلم الشيء بجهة ونجهله بأخرى. وإنما المستحيل أن نعلم الشيء بالجهة التي نجهله بها.
لا ينبغى أن نحل هذا الشك بالجهة التي حله بها قوم
(5) قال: ولا ينبغى أيضا أن نحل هذا الشك بالجهة التي حله بها قوم، وذلك أنهم قالوا فى جواب هذا إنا لم نعلم أن كل مثلث فزواياه مساوية لقائمتين بل إنما علمنا أن كل ما علمنا أنه موجود مثلثا فزواياه مساوية لقائمتين. فإن العلم الحاصل لنا بالمثلث عند ما كشف عنه لم يحصل بهذا الشرط أعنى أن النتيجة لم تكن مأخوذة بهذا الشرط، أعنى أنه لم ينتج لنا أن هذا لما كان معلوما أنه مثلث كانت زواياه مساوية لقائمتين بل إنما أنتج (4) لنا عن الحس وعن المقدمة الكلية التي كانت عندنا أن هذا لما كان مثلثا وجب أن يكون (5) زواياه مساوية لقائمتين. فإذن العلم الحاصل لنا عن هذا البرهان إنما حصل لنا عن طبيعة المثلث مطلقة لا من حيث هى مأخوذة بهذا الشرط.
__________
(2) نكشف ل: يكشف ف، د، ج، ش يكشفوا ق، م.
(3) علم ف، ل، ق، م، د، ج، ش: به ل، ق، م، د، ج.
(4) انتج ف: ينتج ل، ق، م، د، ج، ش.
(5) يكون ف، ق، م، ش: تكون ل، ج (هـ) د.(1/37)
العلم الحقيقى فى الغاية
(6) قال: وإنما نرى أنا قد علمنا الشيء علما حقيقيا فى الغاية متى علمنا الشيء لا بأمر عارض له على نحو ما يعلمه السوفسطائيون بل متى علمناه بالعلة الموجبة لوجوده وعلمنا أنها علته وأنه لا يمكن أن يوجد من دون تلك العلة. ومن الدليل على أن العلم الحقيقى هو هذا أن كل من يدعى أنه قد علم الشيء فإنه إنما يرى أنه قد علمه بهذه الجهة سواء علمه بالحقيقة أو لم يعلمه، فإن كليهما إنما يزعمان أنهما علما الشيء بهذه الجهة. لكن الفرق بينهما أن الذي لا يعلم الشيء على ما هو به يظن أنه علمه بعلته وهو لم يعلمه، والذي علمه على التحقيق علمه بعلته. وإذا كان هذا العلم الحقيقى المطلوب فالذى يفيد هذا العلم هو البرهان.
وقد يقال العلم الحقيقى على نحو آخر وهو العلم المكتسب بالحد إلا أن القول هاهنا أولا إنما هو العلم المكتسب بالبرهان، ثم من بعد ذلك نتكلم فى ذلك العلم الثاني (1).
البرهان قياس يقينى يفيد علم الشىء على ما هو عليه فى الوجود
(7) والبرهان بالجملة هو قياس يقينى يفيد علم الشيء على ما هو عليه فى الوجود بالعلة التي هو بها (2) موجود إذا كانت تلك / العلة من الأمور المعروفة لنا بالطبع. وإذا كان القياس البرهانى هو الذي من شأنه أن يفيد هذا العلم الذي هو العلم الحقيقى كما قلنا فبين أنه يجب أن تكون مقدمات القياس البرهانى صادقة وأوائل وغير (3) معروفة بحد أوسط وأن تكون أعرف من النتيجة وأن تكون علة للنتيجة بالوجهين جميعا أعنى علة لعلمنا بالنتيجة وعلة لوجود ذلك الشيء المنتج نفسه. وإذا كانت علة للشيء (4) المنتج نفسه فقد يجب
__________
(1) انظر الفقرات 123109.
(2) بها ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(3) وغير ف، ق، م، د، ج: غير ل، ش.
(4) للشيء ف، ق، م، ج، ش: الشيء ل د.(1/38)
فيها أن تكون مناسبة للأمر الذي يتبين (4) بها، فإن هذه هى حال العلة من المعلول.
وقد تبين فى الكتاب المتقدم أنه قد يكون قياس صحيح دون هذه الشروط على ما تقدم (5). فأما الذي يتبين (6) هاهنا فهو أنه لا يمكن أن يكون قياس برهانى دون اجتماع هذه الشروط.
مقدمات البرهان صادقة وغير ذوات حد أوسط وعلل للشىء المبرهن ومتقدمة على النتيجة وأعرف منها
(8) أما كون مقدمات البرهان صادقة فمن قبل أن المقدمات الكاذبة تفضى بمستعملها أن يعتقد فيما ليس بموجود أنه موجود مثل أن يعتقد أن قطر المربع مشارك لضلعه. وأما كونها غير ذوات حد أوسط فمن قبل أن التي تعلم بحدود وسط فهى محتاجة إلى البرهان كحاجة الأشياء التي يرام أن يبرهن بها.
وأما كونها عللا للشيء المبرهن فمن قبل ما قلناه من أن العلم الحقيقى الذي فى الغاية إنما يكون لنا فى الشيء متى علمناه بعلته. وأما كونها متقدمة على النتيجة فمن قبل أنها علة للنتيجة، فهى متقدمة عليها بالسببية. وأما كونها أعرف منها فإنه يجب أن تكون (7) أعرف فى الوجهين المتقدمين جميعا أعنى أن تكون أعرف من النتيجة في ماذا يدل عليه اسمها وفى أنها موجودة أى صادقة.
الأعرف يقال على ضربين
(9) والأعرف يقال على ضربين، أحدهما عندنا، والآخر عند الطبيعة.
فإنه ليس المتقدم فى المعرفة عندنا هو المتقدم عند الطبيعة فى جميع الأشياء.
وذلك أن الأمور المحسوسة المركبة هى أقدم فى المعرفة عندنا، والأعرف عند
__________
(4) يتبين ف، ق، م، ج، ش: يبين ل (هـ) د.
(5) انظر تلخيص كتاب القياس، النشرة المذكورة، الفقرة 240والفقرة 246.
(6) يتبين ف، ق، م، د، ج، ش: يبين ل.
(7) تكون ل: يكون ف، ق، م، ج، ش (هـ) د.(1/39)
الطبيعة هى الأمور البسيطة التي منها ائتلفت المركبات وهى البعيدة / من الحس أعنى التي يدركها الحس بآخرة (1) إن كانت مما شأنها أن يدركها الحس.
والأشياء البعيدة من الحس بالجملة هى الأشياء الكلية والقريبة منه أى الأعرف عنده هى الأشياء الجزئية أى الأشخاص الموجودة المركبة.
البرهان يكون من الأوائل ومبدأ البرهان مقدمة غير ذات وسط
(10) ومعنى قولنا فى البرهان أنه يكون من الأوائل أى من المبادئ المناسبة فإنه لا فرق بين قولنا أوائل وبين قولنا مبادئ من قبل أنهما اسمان مترادفان أى (2) يدلان على معنى واحد. ومبدأ البرهان هو مقدمة غير ذات وسط أى مقدمة غير معروفة بحد أوسط وهى التي ليس توجد (3) مقدمة أخرى أقدم منها فى المعرفة ولا فى الوجود. فأما المقدمة بالجملة فقد تقدم رسمها حيث قيل إنها أحد جزأي القول الجازم إما الموجب وإما السالب، وقد تحد بأنها قول حكم فيه بشيء على شيء وأخبر فيه بشيء عن شيء، وهذه منها موجبة ومنها سالبة (4). وأما المقدمة الجدلية فهى المقدمة التي تسلم (5) بالسؤال أى (6) جزء من (7) النقيض اتفق أن يسلمه المجيب، كان ذلك الذي سلمه (8) هو الصادق أو غير الصادق. وأما المقدمة البرهانية فهى الصادقة من أحد جزأي النقيض.
__________
(1) باخرة ف، ج: باخره ل، ق مؤخرة م، د ش.
(2) اى ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(3) توجد ف: يوجد ل، د، ج، ش يؤخذ ق.
(4) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 3والفقرة 4.
(5) تسلم: سلم (هـ) ف يتسلم ل، ق، م، د، ج، ش.
(6) جزء من ف، ق، م، د، ج، ش: جزأى ل.
(7) جزء من ف، ق، م، د، ج، ش: جزأى ل.
(8) سلمه ف، ق، م، د، ج، ش: يسلمه ل.(1/40)
وأما الحكم فهو بأي جزء اتفق من المتقابلين بالإيجاب والسلب. وأما النقيض فهو المقابل الذي ليس بينه وسط. وكل هذا قد سلف فى الكتب المتقدمة (6).
ومبدأ البرهان الذي هو كما قلنا مقدمة غير ذات وسط ينقسم أولا قسمين.
فأحدهما ما لم يكن سهيل إلى برهانه فى تلك الصناعة ولا كان معروفا عند المتعلم، وهذا يسمى أصلا موضوعا. والقسم الثاني ما كان معروفا بنفسه عند المتعلم، وهذا هو الذي يسمى العلوم المتعارفة. والوضع أيضا ينقسم قسمين. فمنه ما يوضع فيه وضعا أيهما اتفق من جزأي النقيض إما الموجب وإما السالب، وهذا هو الذي يخص باسم الوضع وهو معدود فى جنس المقدمات. ومنه ما هو / حد بمنزلة حد الوحدة التي (7) يضعها العددى إذ يقول إنها شيء غير منقسم بالكمية غير ذات وضع. والفرق بين المقدمة الموضوعة والحد الموضوع أن المقدمة تقتضى ولا بد أن الشيء موجود أو غير موجود، وهذا هو معنى المقدمة. وأما الحد فليس يتضمن بذاته أن الشيء موجود أو غير موجود أعنى من جهة ما هو حد.
فإنه ليس معنى (8) ما هى الوحدة ومعنى أنها شيء موجود معنى واحدا، بل ذلك علمان مختلفان وإن كان يلحق فى أشياء أن نعلمها (9) بالعلمين معا كما سيأتى بعد (10).
__________
(6) انظر تلخيص كتاب العبارة لابن رشد، تحقيق قاسم وبترورث وهريدى (القاهرة 1981) الفقرات 20، 21، 2523، 9189وانظر أيضا تلخيص كتاب القياس الفقرة 4.
(7) التي ف، ق، م، د، ج، ش: الذي ل.
(8) معنى ل، ق، م، د، ج، ش: معنا ف.
(9) نعلمها ل: يعلما ف يعلم ق، ش تعلم م، د، ج علمنا (ح) ج.
(10) انظر الفقرة 39وكذلك الفقرة 96.(1/41)
يجب أن تكون معرفتنا بمقدمات البرهان أكثر من معرفتنا بنتيجته
(11) ولما كان الشيء المعلوم بالبرهان إنما يقع (1) لنا التصديق اليقينى به من قبل القياس البرهانى وكان التصديق بالقياس البرهانى إنما يكون من قبل المقدمات التي منها ائتلف القياس، فقد يجب من ذلك أن لا تكون معرفتنا بالشيء المعلوم بالبرهان وهى النتيجة ومعرفتنا بالمقدمات التي بها عرفت النتيجة على حد سواء أعنى أن تكون معرفتنا بالمقدمات والنتيجة فى مرتبة واحدة من المعرفة وذلك إما فى جميع المقدمات وإما فى بعضها، بل يجب ضرورة أن تكون معرفتنا بالمقدمات أكثر. وذلك أن الشيء (2) الذي من أجله وجد شيء ما بصفة ما هو أحق بوجود تلك الصفة له من الشيء الذي وجدت له تلك الصفة من قبله. ومثال ذلك أنا لما كنا نحب المعلم من أجل حب الصبى فقد يجب أن يكون حبنا للصبى أكثر من حبنا للمعلم. وكذلك إن كنا إنما نصدق بالنتيجة من أجل تصديقنا بالمقدمات فقد يجب أن يكون تصديقنا بالمقدمات أكثر إذ كان تصديقنا بالنتيجة هو من أجل تصديقنا بالمقدمات. ومحال أن يكون تصديق الإنسان بالشيء الذي لا يعرفه أكثر من الشيء الذي يعرفه وأن يكون فى علمه أفضل من الشيء الذي يعرفه وإن اتفق له أن يعرفه بعد الجهل به، لأن الجهل قد يلزمه إن لم يتقدم الإنسان فيعرفه بالأشياء التي لم يجهلها قط. وإذا كان هذا هكذا فواجب أن تكون مبادئ البرهان إما كلها وإما بعضها أعرف من النتيجة.
ومن أراد أن يحصل له العلم البرهانى فليس يكتفى أن تكون المقدمات أعرف من النتيجة عنده وأن يكون تصديقه بها أكثر من تصديقه بالنتيجة، بل وقد يحتاج
__________
(1) يقع ف، ق، م، ذ، ج، ش: وقع ل.
(2) الشيء ف، ق، م، د، ج، ش: الامرل.(1/42)
مع ذلك أن لا يصدق بشيء من مقابلات المقدمات المعروفة بنفسها وتلك هى الأمور المغلطة التي هى مبادئ قياس السوفسطائيين (3) والسبب فى ذلك أن العلم البرهانى (4) خاصته أن لا (5) يقبل التغير (6) ولا الفساد ولا يخطر ببال المعتقد (7) له إمكان مقابله ما دام / المعتقد له صحيح العقل موجودا.
رأيان كاذبان فى البرهان
(12) قال: وقد ظن قوم أنه ليس هاهنا برهان أصلا ونقوا طبيعته جملة من قبل أنهم ظنوا أن كل شيء يجب أن يقام عليه برهان أعنى أنهم رأوا أن حال مقدمات البرهان فى حاجتها إلى البرهان هى مثل حال النتيجة بعينها.
وقوم آخرون أثبتوا طبيعة البرهان واعتقدوا أن البرهان يكون على جميع الأشياء.
وكلى الرأيين كاذب، فإنهما ليسا بمتقابلين. فأما الذين نفوا طبيعة البرهان فإنهم قالوا إنه لما كان كل شيء محتاجا إلى البرهان وكان غير ممكن أن تعلم (8) أشياء متأخرة فى العلم بأشياء متقدمة دون أن تكون تلك المتقدمة (9) معلومة أيضا بمتقدمة أخرى وتلك المتقدمة بمتقدمة (10) أخرى وكذلك إلى ما لا نهاية له وكان قطع ما لا نهاية له غير ممكن، فإذن ليس هاهنا مبادئ معلومة ينتهى إليها إلا على سبيل الوضع لا على سبيل الطبع. وإذا لم تكن (11) هنا مبادئ فلا برهان هنا (12) أصلا.
__________
(3) السوفسطائيين ف، م، ج، ش: السوفسطانين ل السوفسطائى ق السوفسطائين د.
(4) خاصته الال: خاصة لا ف، ق، م، د، ج، ش.
(5) خاصته الال: خاصة لا ف، ق، م، د، ج، ش.
(6) التغير ف، ق، م، د، ش: التغيير ل، ج.
(7) المعتقد ف، ق، م، د، ج، ش: المتعقد ل.
(8) تعلم ف، ق، م، ج: نعلم ل يعلم د، ش.
(9) المتقدمة ف: المقدمة ل، ق، م، د، ج، ش.
(10) بمتقدمة ف: بمقدمة ل، ق، م، د، ج، ش.
(11) تكن ف، ج: يكن ل، ق، م، د، ش.
(12) هنا ف، ج، ش: هاهنا ل ق، م، د.(1/43)
وما اعتقدوا من أن الأشياء المتأخرة لا تعلم إلا بمتقدمة وأن قطع ما لا نهاية له مستحيل صحيح وصواب. وأما ما اعتقدوا أن كل شيء يحتاج إلى البرهان وأنه ليس هاهنا مبادئ معلومة بأنفسها فباطل. وأما القوم الآخرون فإنهم سلموا أن كل شيء يحتاج إلى البرهان / ورأوا أن وجود البرهان لكل شيء ممكن على جهة الدور لا على جهة الاستقامة، وهى التي يلزم فيها قطع ما لا نهاية له المستحيل.
الرد على الرأيين السابقين
(13) وأما نحن فنقول إنه ليس كل شيء يعلم بالبرهان، بل هاهنا أشياء تعلم بغير وسط ولا برهان، ووجود ذلك بين بنفسه. ومن سلم وجود البرهان فيلزمه ضرورة أن يقر أن هاهنا مبادئ معلومة بنفسها. وذلك أنه إن كان واجبا أن تعرف مقدمات البرهان، فإما أن نعرفها (1) بوسط أو بغير وسط. فإن عرفت بوسط عاد السؤال أيضا فى ذلك الوسط هل عرف بنفسه أو بوسط، فإما أن يمر الأمر إلى غير نهاية على استقامة فلا يكون هاهنا برهان أصلا، وإما أن تكون (2)
هاهنا مبادئ معلومة بنفسها، وإما أن يكون البرهان دورا (3). ولنا أن لا نسلم للسوفسطائيين أن مبادئ البرهان غير معلومة بغيرها، بل نقول إنها معلومة بالعقل وهو الذي يدرك أجزاء القضية المعروفة بنفسها. أما (4) أنه غير ممكن أن يتبين (5)
شيء مجهول بمعلوم على طريق الدور فذلك يبين (6) مما أذكره. أما أولا فقد (7)
__________
(1) نعرفها ف، ج: يعرفها ل، م، د تعرفها ق يعرف ش.
(2) تكون ف، م، ج: يكون ل، ق، د، ش.
(3) دورا ف، ل، ق، م، د، ج، ش: قال ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) اما ف: فاما ل، ق، م، د، ج، ش.
(5) يتبين ف، ق، ج: يبين ل، م، د تبين ش.
(6) يبين ف: يتبين ل، ج تبين ق، م، ش (هـ) د.
(7) فقد ف، ق، م، د، ج: فانه ل قد ش.(1/44)
تبين أن البرهان الذي فى غاية اليقين إنما يكون من المبادئ التي هى أعرف عند الطبيعة (7). فإن بينت (8) المقدمات بالنتيجة على أن النتيجة أقدم منها عند الطبيعة وقد كانت النتيجة بينت (9) بالمقدمات قبل على أنها أقدم عند الطبيعة، فقد لزم أن يكون شيء واحد بعينه متقدما على شيء واحد بعينه ومتأخرا عنه بجهة واحدة، وذلك مستحيل. فإنه ليس يمكن ذلك إلا أن يكون التقدم بجهتين مختلفتين مثل أن يكون أحدهما أقدم عندنا فى المعرفة والثاني أقدم فى المعرفة عند الطبيعة إلا أنهم إن ادعوا ذلك لزمهم أما أولا فأن تكون طبيعة البرهان الذي فى الغاية من اليقين طبيعتين. وذلك أن يكون منه ما هو من الأشياء الأقدم فى المعرفة عندنا ومنه ما هو من الأشياء الأقدم عند الطبيعة، فتكون طبيعة البرهان المطلق هى طبيعة الاستقراء. وذلك أن الاستقراء إنما يبين فيه الأعرف عند الطبيعة وهو الكلى بالأعرف عندنا وهى (10) الجزئيات. وأيضا فإن سلمنا لهم أن هاهنا نوعا من البرهان يسمى برهانا بالإضافة إلينا وهو الذي يسمى الدليل (11) ونوعا آخر يسمى برهانا (12) بالإضافة إلى الأمر فى نفسه وهو الذي جرت العادة بأن يسمى برهانا مطلقا فقد يلحق من زعم أن كلى البرهانين محتاج إلى صاحبه على طريق الدور فى تبيين أن الشيء موجود أو غير موجود شناعة أخرى لا انفكاك لهم عنها، ومحال آخر وهو أن يؤخذ الشيء فى بيان نفسه.
وهذا يظهر بأن نفرض ثلاثة أشياء يلزم بعضها بعضا فى البيان على جهة الدور. فإنه
__________
(7) انظر الفقرة 8، 9، 10.
(8) بينت ف، م، ج، ش: تبينت ل ينسب ق ثبت د.
(9) بينت ف، م، ج، ش: تبينت ل ينسب ق ثبت د.
(10) هى ف: هول، ق، م، د، ج، ش.
(12) ونوعا برهانا ل، ق، م، د، ج، ش: لاف.
(11) ونوعا برهانا ل، ق، م، د، ج، ش: لاف.(1/45)
لا فرق بين أن نضع الدور فى أشياء كثيرة على طريق اللزوم أو فى أشياء قليلة ومن القليلة فى اثنين أو ثلاثة. فإن طبيعة الدور فيها كلها طبيعة واحدة إذ كان إنما يجب (11) أن تكون (12) فى عدد متناه فقط، وأقل العدد اثنان. فلفرض أن آإنما علمناها من قبل علمنا بب وأن ب إنما علمناها من قبل علمنا بج وأن ج إنما علمناها من قبل علمنا بآ، فأقول إنه يلزم عن هذا أن آإنما علمناها من قبل علمنا بآ. وذلك أنه إذا كانت آإنما علمناها من قبل علمنا بب / وب من قبل علمنا بج، فبين أن آإنما علمناها من قبل علمنا بج. وإذا كانت ج إنما عرفناها من قبل علمنا بآ، فبين أن آإنما علمناها من قبل علمنا بآ، وذلك مستحيل.
وأيضا فقد (13) تبين فى كتاب القياس أن البيان بالدور إنما يمكن فى المقدمات المنعكسة، وتلك هى المقدمات التي تأتلف من الحدود والخواص (14). وقد تبين هنا لك أنه ليس يمكن أن ينتج شيء عن مقدمة واحدة، بل أقل / ما يمكن أن ينتج عنه شيء هو مقدمتان (15). فالدور فى المقاييس لذلك إنما يكون بأن تبين (16)
أولا نتيجة ما بمقدمتين، ثم تبين (17) كل واحدة من المقدمتين بالنتيجة وبعكس المقدمة الثانية. ولذلك من شرط البيان الدائر أن تنعكس المقدمتان، فإذا لم
__________
(11) يجب ف، ل، م، د، ج، ش: فيه ل، م، د، ج تجب فيه ق.
(12) تكون ف، ج: يكون ل، ق، م، ش (هـ) د.
(13) فقد ف: فإنه قد ل، ق، م، د، ج، ش.
(14) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 277والفقرة 278.
(15) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 169.
(16) تبين ف، م، ج: يتبين ل، ق، د، ش.
(17) تبين ف، م، ج، ش: يتبين ل، ق، د.(1/46)
تنعكس المقدمتان لم يتفق البيان الدائر على التمام. و (16) قد تبين (17) أيضا أنه إذا كانت النتيجة موجبة والمقدمتان بهذه الصفة، أمكن أن يبين بها لا فى (18) جميع الأشكال كل واحدة من المقدمتين إذا أضيف إليها عكس قرينتها بل فى الشكل الأول فقط، وأما إذا كانت النتيجة سالبة فليس يمكن أن تبين (19) بها إلا المقدمة السالبة فقط لا المقدمة الموجبة. (20) وإذا كان هذا هكذا فالبيان الدائر يحتاج إلى أربعة شروط: أن تكون كل واحدة من المقدمتين منعكسة، وأن تكون النتيجة موجبة، وأن يكون التأليف فى الشكل الأول، وأن يكون ذلك بجهتين أعنى أن تكون المقدمات أعرف من النتيجة بجهة والنتيجة أعرف منها بجهة أخرى (21). فكيف يصح قول من قال إن جميع الأشياء يبين (22) بعضها ببعض على طريق الدور، وذلك أن هذه المقاييس التي يتفق فيها بيان الدور هى يسيرة بالإضافة إلى جميع المقاييس إذ كان الدور إنما يتأتى فيها بجميع هذه الشروط التي ذكرنا.
شروط مقدمات البرهان
يجب أن تكون مقدمات البرهان ضرورية
(14) وإذ قد تبين هذا فلنرجع إلى ما كنا فيه من ذكر شروط مقدمات البرهان فنقول: إنه لما كان من البين بنفسه أن المطالب التي تعلم علما محققا وهو العلم الذي حددناه قبل أنه يجب فى الشيء المعلوم مع أنه موجود على الصفة
__________
(16) قد تبين ل: يتبين ف، ق، د، ج تبين م، ش.
(17) قد تبين ل: يتبين ف، ق، د، ج تبين م، ش.
(18) فى ف، ل، ق، م، د، ج، ش: جميع الأشكال إذ لا تنتج فى (ح يد 2) ل.
(19) تبين ف، م: يبين ل يتبين ق، د نبين ج (هـ) د.
(20) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 292وانظر أيضا الفقرات 285279، 288286، 291289.
(21) أخرى ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(22) يبين ف: يتبين ل، ق، م، ش نبين ج (هـ) د(1/47)
التي علم أن يكون غير ممكن أن يوجد بخلاف ما هو عليه موجود ولا فى وقت من الأوقات وذلك هو أن يكون ضروريا ودائما (1) وكان هذا إنما يعلم من أمر المطلوب من قبل البرهان وكان البرهان إنما يعطى هذا من قبل مقدماته على ما تبين فى كتاب القياس فإنه تبين هنالك أن النتيجة الاضطرارية الدائمة لا تكون إلا عن مقدمات اضطرارية (2)، فبين أنه إذا كان من شرط العلم المحقق أن تكون النتيجة ضرورية أنه يجب أن تكون مقدمات البرهان ضرورية أى غير مستحيلة ولا متغيرة. وإذا تبين هذا من أمر مقدمات البرهان فقد يجب أن ننظر فى سائر الشروط والخواص التي تكون لمقدمات البرهان من قبل كونها ضرورية، ثم نتبع ذلك بالنظر فى المطالب البرهانية. وأول ذلك فينبغى أن نبين ما معنى الحمل على جميع الشيء وما معنى الحمل بالذات وما معنى الحمل المسمى فى هذا الكتاب الحمل على الكل.
معنى الحمل على جميع الشىء
(15) فأما معنى قولنا إن الشيء محمول على جميع الشيء فنعنى به فى هذا الكتاب متى لم يكن المحمول موجودا لبعض الموضوع ولبعضه ليس بموجود ومتى لم يكن له أيضا موجودا فى وقت ما وفى وقت آخر غير موجود بل أن يكون لجميع الموضوع وفى جميع الزمان مثل قولنا إن الإنسان حيوان، فإنه أى شيء وصف (3) به أنه (4) إنسان فهو يوصف بأنه حيوان، ومتى وصف بالإنسانية فهو يوصف بالحيوانية.
__________
(1) انظر الفقرة 6والفقرة 7.
(2) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرات 4، 6، 8482.
(3) به أنه ف: بأنه ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) به أنه ف: بأنه ل، ق، م، د، ج، ش.(1/48)
الحمل على جميع الشىء يحتاج أن يشترط فيه شرطان
(16) قال: وقد يظهر أن الحمل على جميع الشيء يحتاج أن يشترط فيه هذان الشرطان من أن العناد لأمثال هذه المقدمات إنما يكون (1) من هاتين الجهتين، وذلك بأن يبين المعاند أن بعض الموضوعات قد يخلو من ذلك المحمول أو يبين أنه قد يخلو من (2) الموضوع الذي يوجد فيه وقتا ما.
معنى الحمل بالذات
(17) وأما الذي بالذات فيقال على وجوه أربعة. أحدها على المحمولات التي تؤخذ فى حدود موضوعاتها إما على أنها حدود تامة لها أو أجزاء حدود مثل الخط المأخوذ فى حد المثلث وذلك أنا نقول إنه شكل تحيط به ثلاثة خطوط، ومثل أخذ النقطة فى حد الخط المستقيم لأنها أيضا جزء حده مثل من حده بأنه / أقصر خط وصل به بين نقطتين أو الموضوع على سمت النقط المتقابلة، فإن حمل الخط على المثلث أمر ذاتى له وكذلك حمل النقطة على الخط. والثاني من معنى ما بالذات هى المحمولات التي تؤخذ موضوعاتها فى حدودها على أنها أجزاء حد بمنزلة الخط المأخوذ فى حد الاستقامة والانحناء الموجودين فى الخط، وبمنزلة أخذ العدد فى حد الزوج والفرد وفى حد / الأول والمركب، وبمنزلة أخذ المثلث فى مساواة الزوايا لقائمتين. والمحمولات التي ليس تحمل بهاتين الجهتين فهى المحمولات العرضية بمنزلة حمل الأبيض والحيوانية على الموسيقى والطبيب، فإن قولنا الموسيقار (3) أبيض أو حيوان هو حمل بالعرض. وأما المعنى الثالث فهو المقول على أشخاص الجوهر، وذلك أنه قد جرت العادة أن يقال
__________
(1) يكون ل، ق، م، د، ج، ش: تكون ف.
(2) من ف، ق، م، د، ج، ش: منه ل.
(3) الموسيقار ف، ق، م، د، ج، ش: الموسيقى ل.(1/49)
فيما ليس هو موجود (2) فى شيء ولا هو مقول على شيء على ما قيل فى رسم شخص (3) الجوهر أنه موجود بذاته (4). وأما ما يقال فى موضوع فليس يقال فيه إنه موجود بذاته بل بغيره، وهذه هى حال (5) الأعراض. وأما المعنى الرابع فهو المعلولات اللازمة دائما لعللها الفاعلة لها أعنى التي تتبعها ولا بد. فإن هذه يقال إن معلولاتها لازمة عنها بالذات مثل الموت الذي يتبع الذبح. وأما المعلولات التي ليس نتبع عللها إلا بالاتفاق وفى الأقل فهى العلل العرضية مثل أن يمشى إنسان فيبرق (6) برق، فإن (7) ليس مشى الإنسان علة لوجود البرق وإنما اتفق ذلك اتفاقا. وليس هكذا حال الموت التابع للذبح، فإنه لم يعرض الموت عن (8)
الذبح بالاتفاق بل حدوثه عنه ضرورى وأمر لازم. والمستعمل من أصناف ما بالذات فى مقدمات البراهين هما صنفا المحمولات الذاتية أعنى الصنف الذي يؤخذ المحمول فى حد الموضوع والصنف الذي يؤخذ الموضوع فى حد المحمول، وذلك أن هذا الصنف أيضا يظهر من أمره أن المحمول فيه ضرورى وذاتى للموضوع. فإن نسبة أجزاء الحد إلى المحدود نسبة ضرورية. وهذه أما ما كان منها الموضوع نفسه يؤخذ فى حد المحمول فالأمر فيه بين أنه ضرورى إذ كان لا يفارقه مثل أخذ الإنسان فى حد الضحاك.
__________
(2) موجود ف، ق، م، د، ج، ش: موجودا ل.
(3) شخص ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(4) انظر تلخيص كتاب المقولات لابن رشد، تحقيق قاسم وبترورث وهريدى (القاهرة 1980) الفقرة 10.
(5) حال ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(6) برق فان ف: برق ما فانه ل برق فانه ق، م، د، ج فانه ش.
(7) برق فان ف: برق ما فانه ل برق فانه ق، م، د، ج فانه ش.
(8) عن ف، ق، م، ج، ش: عند ل على د.(1/50)
وأما ما كان يؤخذ فى حدها جنس الموضوع وهى الأعراض المتقابلة مثل الخط المأخوذ فى حد الاستقامة والانحناء والعدد المأخوذ فى حد الزوج والفرد فإن هذه لما كان الجنس ينقسم بها قسمة ذاتية وكان واجبا أن لا يخلو الجنس من أحدهما وذلك أن تقابلهما (7) يكون إما على جهة العدم والملكة وإما على جهة الإيجاب والسلب وجب أن تكون هذه المتقابلات محدودة ومنحصرة فى الطبيعة التي تنسب إليها حتى تكون نسبة الجنس إلى جميع تلك المتقابلات (8) نسبة الموضوع نفسه إلى خاصته أعنى مثل نسبة الإنسان إلى الضحاك، أى كما أن الإنسان لا يفارقه الضحك كذلك لا يفارق الجنس أحد المتقابلات. وإذا كان ذلك كذلك فمن جهة أنه يعلم أنه ليس يخلو الجنس من أحدهما يعلم أنهما من الاضطرار له، لكن لا على التعيين. فقد تبين من قولنا ما معنى بالذات والحمل الكلى المستعمل فى البراهين.
الحمل على الكل الخاص بهذا الكتاب
(18) وأما الحمل على الكل المخصوص بهذا الكتاب فهو المحمول الذي جمع ثلاثة شروط. أحدها المحمول الذي يقال على جميع الموضوع الذي رسمناه قبل (9)، والثاني أن يكون محمولا على الموضوع بالذات، والثالث أن يكون محمولا عليه حملا أولا أعنى أن لا يكون محمولا على الموضوع من قبل طبيعة أخرى، مثل حملنا مساواة الزوايا لقائمتين فإنها أولى (10) للمثلث وليس بأولى (11) للمختلف
__________
(7) تقابلهما ل، م، د، ج: تقابلها ف اتقابلها ق يقابلتهما ش.
(8) المتقابلات ف: المتقابلة ل، ق، م، د، ج المقابلة ش.
(9) انظر الفقرة 15والفقرة 16.
(10) اولى ف، م، ج: أول ل، ق، د، ش.
(11) باولى ف، م، ج: باول ل، ق، د، ش.(1/51)
الأضلاع لأنه ليس مساواة زواياه (3) لقائمتين (4) موجود له (5) بما هو مثلث مختلف الأضلاع بل بما هو مثلث.
الحمل الذي على الكل هو المحمول على كل الموضوع وبذاته
(19) قلت (6): وإنما شرط هذا فى محمولات البراهين لأن المحمول الذي ليس يحمل من طريق ما هو (7) داخل بوجه ما فى الحمل الذي بالعرض. ولذلك قد نرى أن الحمل الذي على الكل يكفى فيه أن يقال إنه المحمول على كل الموضوع وبذاته، من قبل أنه لا فرق بين قولنا إن هذا الشيء المحمول موجود لهذا الموضوع بذاته وموجود له أولا. وذلك أو الاستقامة والانحناء هما أمران موجودان للخط بذاته وبما (8) هو خط، وهما مأخوذان فى ماهيته إذ كانا فصلا الخط الذي به يتقوم، وكذلك الحال فى مساواة الزوايا لقائمتين فى المثلث، فإن هذا المحمول ليس يمكن أن يبرهن للشكل بما هو شكل إذ كان المربع شكلا وليس زواياه مساوية لقائمتين، ولا يمكن أيضا أن يبرهن للمثلث المختلف الأضلاع وإن كان أمرا موجودا له، فإن ذلك ليس له بما هو مختلف الأضلاع إذ كانت مساواة الزوايا لقائمتين توجد فى المتساوى الأضلاع والمتساوى الساقين، وإذا كان ذلك كذلك فهذا المحمول إنما هو ذاتى للمثلث بما هو / مثلث، والبرهان المحقق إنما هو الذي محمولاته أمثال هذه المحمولات. ولذلك كان برهان مساواة الزوايا لقائمتين للمثلث المختلف الأضلاع ليس ذاتيا له ولا بما هو.
__________
(3) زواياه ف، ق، م، ج، ش: الزوايا ل، زوايا د.
(4) موجود له ف، ق، م، د، ج، ش: موجودة ل.
(5) موجود له ف، ق، م، د، ج، ش: موجودة ل.
(6) قلت ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(7) هو ف: (مرتين) ل، ق، م، د، ج، ش.
(8) بما ل، ق، م، د، ج، ش: انما ف.(1/52)
الأشياء التي يعرض لنا فيها أن نبين فيها المحمول على الكل ونظن أنا لم نبينه
(20) قال: وقد ينبغى أن لا ننخدع (1) ونظن (2) أنا قد بينا الشيء على طريق الحمل الذي على الكل ونحن لم نبينه أو نكون قد بيناه ونحن نظن أنا لم نبينه. فأما الأشياء التي يعرض لنا فيها أن نبين فيها المحمول على الكل ونظن أنا لم نبينه فهى الأشياء التي ليس يوجد منها إلا شخص واحد فقط مثل السماء والأرض والشمس والقمر. فإنه متى أقمنا برهانا على شيء من هذه أنه بصفة ما مثل أن نقيم البرهان على أن السماء جسم لا ثقيل ولا خفيف وأن (3) الأرض فى الوسط فإنا قد نظن أنا إنما أقمنا البرهان على أمر شخصى لا على أمر كلى إذ كان ليس يوجد من هذه أكثر من شخص واحد. وليس الأمر كذلك. (4) فإنا لم (5) نقم ذلك على الأرض بما هى مشار إليها وشخص وإنما أقمناه على الطبيعة الكلية الموجودة للأرض بما هى أرض سواء وجد منها أشخاص كثيرة أو لم يوجد، بل إذا أقمنا البرهان عليها فقد علمنا أنه لو وجدت أرضون كثيرة لكانت حالها هذه الحال أعنى أنها كانت تكون (6) فى الوسط مثلا (7) كما أنه لو عدم أشخاص الناس حتى لا يبقى منها إلا شخص واحد لكان يقوم البرهان على ذلك الإنسان أنه ناطق لا بما هو شخص إنسان (8) بل بما هو إنسان ولم يكن ذلك ضارا لنا فى إقامة البرهان عليه من طريق ما هو.
__________
(1) ننخدع ل، ج: ينخدع ف، ق نخدع م، د (هـ) ش.
(2) نظن ل، م، د، ج، ش: يظن ف، ق.
(3) وان ف: او ان ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) فإنا لم ل، ق، م، د، ج، ش: فإلم ف.
(5) فإنا لم ل، ق، م، د، ج، ش: فإلم ف.
(6) فى مثلا ف: مثلا فى الوسط ل، ق، م، ج، ش مثل الوسط د.
(7) فى مثلا ف: مثلا فى الوسط ل، ق، م، ج، ش مثل الوسط د.
(8) انسان ف، ق، م، د، ج، ش: ل(1/53)
الأشياء التي يعرض لنا فيها أن نكون لم نبين المحمول الذي على الكل ونظن أنا قد بيناه
(21) وأما الأشياء التي يعرض لنا فيها أن (1) نكون لم نبين (2) الذي على الكل ونظن أنا قد بيناه فهى شيئان. أحدهما الأشياء (3) المختلفة الأنواع التي يعرض أن يبرهن (4) وجود محمول واحد بعينه لكل واحد منها على حدته من قبل خفاء الطبيعة المشتركة التي يوجد لها ذلك المحمول بما هى مثل ما يبرهن العددى أن الأعداد المتناسبة إذا بدلت تكون متناسبة، ويبين المهندس أن الأعظام المتناسبة إذا بدلت تكون متناسبة، ويبين هذا المعنى بعينه الرجل الطبيعى للأزمنة فإنه قد يظن كل واحد من هؤلاء أنه قد بين الأمر الذي على الكل وليس كذلك.
فإن تبديل النسبة ليس هو (5) للخطوط بما هى خطوط ولا للأعداد بما هى أعداد، وإنما هو شيء موجود بذاته للطبيعة العامة التي تشترك فيها هذه الثلاثة، ولذلك يصدق ان كل الأعداد والأعظام والأزمنة المتناسبة فإنها إذا بدلت تكون متناسبة.
وإنما كان يكون البرهان فى هذه على الكل لو كانت الطبيعة المشتركة لهذه معروفة فأقيم البرهان / عليها. وأما إذا أقيم البرهان فى تبديل النسبة على كل واحد من هذه على حدته، فإنه لم يقم البرهان على الكل ولا عرف ذلك معرفة تامة، كما أنه إذا بين مبين فى المثلث المختلف الأضلاع على حدة أن زواياه مساوية لقائمتين وبين ذلك بعينه فى المتساوى الساقين وفى المتساوى الأضلاع ولم يعرف من طبيعة وجود مساواة الزوايا لقائمتين للمثلث أكثر من هذا أعنى من وجودها لكل
__________
(1) نكون نبين ل: يكون لم يتبين ف، يكون لم نتبين ق، يكون لم يبين م، يكون لم نبين د، ج، يكون لم تبين ش.
(2) نكون نبين ل: يكون لم يتبين ف، يكون لم نتبين ق، يكون لم يبين م، يكون لم نبين د، ج، يكون لم تبين ش.
(3) الأشياء ف، ق، م، د، ج، ش: ل
(4) يبرهن ف، ق، م، د، ش: نبرهن ل.
(5) هو ل: هى ف، ق، م، د، ش ج.(1/54)
واحد (5) من أنواع المثلث فهو بعد لم يعرف ما يوجد لطبيعة المثلث بما هو مثلث إلا أن يكون يعرفه بضرب من العرض على نحو ما يكون العلم السوفسطائى.
وأيضا فمن لم يعرف من طبيعة وجود مساواة الزوايا لقائمتين للمثلث أكثر من أنها موجودة للمختلف الأضلاع والمتساوى الأضلاع والمتساوى الساقين فلم يعرف بعد أن هذا أمر موجود لكل مثلث بما هو مثلث وأنه لا مثلث من المثلثات إلا زواياه مساوية لقائمتين، إلا إن قلنا إنه يعرفه بنحو من المعرفة التي يفيدها الاستقراء وذلك شيء غير كاف فى البرهان. وأما الموضع الثاني الذي يعرض لنا فيه أن نظن أنا قد بينا الأمر الذي على الكل ونحن لم نبينه فهو الموضع الذي يعرض لنا فيه أن نبين شيئا لشيء ما بحد أوسط يؤخذ (6) محمولا على الكل ولا يكون الشيء المبين به محمولا على الكل فنظن به (7) أنه محمول على الكل من قبل كون الحد الأوسط بهذه الصفة. مثال ذلك أن يبين مهندس أنه إذا وقع خط مستقيم على خطين مستقيمين فصير كل واحدة من الزاويتين الداخلتين اللتين فى جهة واحدة مساوية لقائمتين فإن الخطين متوازيان. فإن التوازى موجود لكلى الخطين اللذين بهذه الصفة لكن لا على الكل، لأن التوازى إنما يوجد على الكل للخطين اللذين يقع عليهما خط ثالث فيكون مجموع الزاويتين الداخلتين اللتين فى جهة واحدة مساويا (8) لقائمتين سواء كان (9) كل واحدة / منهما قائمة أو كان ما نقص من الواحدة زاد فى الأخرى. وأما كون الحد الأوسط فى هذا فهو محمول على الكل.
__________
(5) واحد ف، ق، م، د، ج، ش: نوع ل.
(6) يؤخذ ف، م، د: يوجد ل، ق، ش توجد ج.
(7) به ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(8) مساويا ل، ش: مساوية ف، م، د، ج.
(9) كان ف، ق، م، د، ج، ش: كانت ل.(1/55)
متى يقع لنا العلم بالحمل على الكل ومتى لا يقع
(22) وإذا كان هذا هو أملك الشروط بالبراهين فقد ينبغى أن نعلم متى يقع لنا العلم بالحمل الذي على الكل ومتى لا يقع. فنقول إنه إذا بينا شيئا واحدا بعينه لأشياء كثيرة فإن وجدنا تلك الأشياء إنما تختلف بالأسماء فقط مثل اختلاف السيف والصمصام والمعنى فيهما واحد، فالبرهان عليها على الكل.
مثال ذلك أنه لو كان معنى المثلث المختلف الأضلاع ومعنى المثلث المتساوى الساقين معنى واحدا بعينه لقد كنا نرى أن مساواة الزوايا لقائمتين إنما بينت (1)
للمثلث المختلف الأضلاع والمتساوى الساقين (2) على طريق الكل. فإذا (3) لم يكن معنا هما واحدا بعينه لكن معنى كل واحد منهما غير معنى الآخر، فالبيان لم يكن محمولا على الكل ولا بحد أوسط محمول على الكل. وإذا لم يكن معروفا عندنا الوصف للشيء الذي له يكون البيان على الكل أمكننا أن نستنبطه بأن نتأمل الأشياء التي بها يتصف ذلك (4) الشيء الذي أوجبنا له ذلك المحمول. فإذا وجدنا الصفة التي إذا بقيت هى وارتفعت سائر الصفات بقى المحمول وإذا ارتفعت هى ارتفع المحمول أولا بارتفاعها، فتلك الصفة هى الصفة (5) التي من قبلها وجد البيان على الكل. مثال ذلك أنا إذا بينا فى المثلث المتساوى بالساقين المعمول من نحاس مثلا أو من خشب أن زواياه مساوية لقائمتين، فإنا إذا أردنا أن نستنبط الصفة التي من قبلها وجد له هذا المحمول فوجدنا أنه متى رفعنا عنه أنه من نحاس
__________
(1) بينت ف، ج: تثبت ل، م، د ينسب ق ش.
(2) الساقين ل، ق، م، د، ج: ف الساقيين ش.
(3) فاذا ف: فاما إذا ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) ذلك ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(5) الصفة ف، ق، م، د، ج: ل صفة ش.(1/56)
وأبقينا أنه مثلث لم يرتفع عنه المحمول الذي هو مساواة الزوايا لقائمتين وكذلك متى رفعنا عنه أنه متساوى الساقين أو غير ذلك من الصفات الموجودة له لم يرتفع عنه هذا المحمول، وأما متى رفعنا عنه أنه مثلث وأبقينا سائر الصفات فإن المحمول يرتفع عنه ارتفاعا أوليا. وليس مما يخل بهذا القانون أنا نجد / إذا رفعنا عنه أنه شكل أو ذو حدود ثلاثة (6) أنه ترتفع (7) عنه مساواة الزوايا لقائمتين، فإن ذلك ليس هو ارتفاعا أوليا وإنما عرض له ذلك من قبل ارتفاع المثلث بارتفاعها، ولو أمكن أن يبقى المثلث ويرتفع الشكل لما ارتفع المحمول الذي هو مساواة الزوايا لقائمتين. فإذا علمنا بهذه (8) الطريق أن المحمول إنما هو موجود على الكل للمثلث علمنا أنه الشيء (9) الذي وجد (10) له البيان على الكل وأنه الذي من قبله تبين على طريق البرهان لكل واحد من أصناف المثلثات أعنى المختلف الأضلاع (11) والمتساوى الساقين مساواة زواياه الثلاث لقائمتين.
يجب أن يكون البرهان من المقدمات الذاتية المحمولة على الكل
(23) وإذ قد تبين ما هو المحمول (12) على الكل وتبينت أصناف المحمولات الذاتية وأنها صنفان أحدهما المحمول الذي يؤخذ فى حد الموضوع والصنف
__________
(6) ثلاثة ف: ل، ق، م، د، ج، ش.
(7) ترتفع ف، ق، م: مرتفع ل يرتفع د، ج، ش.
(8) بهذه ف، ق، م، ج: بهذا ل، د، ش.
(9) الشى ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(10) وجد ف، ق، م، د، ج، ش: يوجد ل.
(11) الاضلاع ف، ق، م، د، ج، ش: والمتساوى الاضلاع ل.
(12) المحمول ف، ق، م، د، ج، ش: الحمل ل.(1/57)
الثاني المحمول الذي يؤخذ فى حده الموضوع وكان قد تبين أن البرهان يجب أن يكون من مقدمات ضرورية إذ كان المعلوم بالبرهان من شرطه أن لا يكون بخلاف ما علم ولا فى وقت ما (2) وذلك إنما وجب له من قبل المقدمات الضرورية وكانت المقدمات الضرورية هى الذاتية المحمولة على الكل، فبين أنه يجب أن يكون البرهان من المقدمات الضرورية (3) الذاتية المحمولة على الكل.
كل ذاتية ضرورية وكل ضرورية ذاتية
(24) (4) قلت: هذا إنما يصح (5) لأن (6) أرسطو يرى أن كل ذاتية ضرورية وكل ضرورية ذاتية. وأيضا فإن البرهان كما قال لا يخلو أن يكون من المقدمات الذاتية أو العرضية. فإن كان من العرضية لم يكن من الضرورية لأن العرضية ليست بضرورية. لكنه من الأمور الضرورية فليس من الأمور العرضية، وإذا لم يكن من العرضية فهو من الذاتية.
بيان أوسع فى أنه يجب أن تكون مقدمات البرهان ضرورية
(25) قال: فأما أن مقدمات البراهين ينبغى أن تكون ضرورية وهو الذي جعلناه مبدأ فى أنه يجب أن تكون ذاتية فقد يمكن أن يكتفى فى بيان ذلك بما سلف. وقد يمكن أن نبين ذلك بيانا أوسع بأن يبتدأ (7) القول فيه ابتداء آخر. فنقول إنه إذا وجب أن تكون النتيجة اضطرارية غير مستحيلة ولا متغيرة، فواجب أن يكون البرهان الذي من قبله حصل لنا العلم بهذه الصفة أيضا، بل هو أحرى بذلك. وإذا كان واجبا فى البرهان أن يكون
__________
(2) ما ف، ل، ق، م، د، ج، ش: من الاوقات ل.
(3) الضرورية ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(4) قلت يصح ف، ق، م، د، ج: ل قبل هذا إنما يصح ش.
(5) قلت يصح ف، ق، م، د، ج: ل قبل هذا إنما يصح ش.
(6) لان ف، م: فان ل لوان ق، د، ج، ش.
(7) يبتدا ف: نبتدى ج يبتدى ل، ق، م، د نبين ش.(1/58)
بهذه الصفة أعنى ضروريا فالمقدمات واجب فيها أن تكون ضرورية.
إلا أنه ليس واجبا فى كل قياس أن يكون من مقدمات ضرورية. وذلك أنه قد يمكننا أن ننتج نتيجة ما صادقة / عن مقدمات صادقة غير ضرورية. فأما البرهان فمن شرطه أن تكون مقدماته مع أنها صادقة ضرورية. وقد يدل على ذلك أنا إنما نعاند من ظن أنه قد أتى ببرهان على مطلوب ما من المطالب من غير أن يكون أتى به بأن نعرفه أن البرهان الذي أتى به ليس من مقدمات ضرورية، أو بأن ذلك القياس الذي ظن أنه منتج ليس بمنتج، أو بأن تلك المقدمات مأخوذة من الشهرة والشهادة لا يقينية.
لا تكون مقدمات البرهان مشهورة
(26) قال: ومن هنا (1) تبين (2) أن من جعل سبار المقدمات البرهانية أن تكون مشهورة فهو فى غاية البله والجهل مثل ما ظن أفروطاغورش (3) بهذه المقدمات أنها برهان، وذلك أنه قال إن الذي يعلم عنده علم ومن عنده علم فهو يعلم ما هو العلم، وذلك كاذب وإن كان مشهورا (4). وذلك أنه إذ كنا نقول
__________
(1) هنا ف: هاهنا ل، ق، م، د، ج، ش.
(2) تبين ف، ق، م، د، ج، ش: يبين ل
(3) افروطاغورش ل: افوطاغورش ف اوفرطاعورس ق، م، د فرطاغورس ج اوفرطاغورس (ح) ج، ش.
(4) القول بأن الذي يعلم عنده علم الخ هو قول السوفسطائيين فيما يذكره عنهم سقراط فى المحاورات، انظر أفلاطون محاورة ثياتيتوس ص 197آب، ويوجد مثل هذا القول منسوبا إلى ديونيسو درس فى محاورة أيوئيديموس ص 277ب. ولا يوجد هذا القول فى محاورة أفروطاغورش فى محاورات أفلاطون ولعل اللبس قد حدث نتيجة ورود قول لأفروطاغورش عند مناقشة سقراط لرأية القائل بأن الإنسان معيار لكل موجود، وبعده ورد فى الحوار قول بعض السوفسطائيين وقد كان أفروطاغورش سوفسطائيا. ولا نستطيع الجزم بأن هذا اللبس قد حدث من أى من ابن رشد أو مترجمى النص ومفسرية.(1/59)
إنه لا يكتفى فى مقدمات البرهان أن تكون صادقة فقط بل (4) وأن تكون ضرورية ومناسبة (5) وأولية للجنس الذي يوجد فيه، فكم بالحرى أن لا يكتفى بكونها مشهورة فإنه ليس كل مشهور صادقا فضلا عن أن توجد فيه سائر الشرائط الأخر.
وقد يظهر أن البرهان يجب أن يكون من مقدمات ضرورية من قبل أن الذي ليس يعلم الشيء أنه ضرورى بأمر ضرورى فليس يعلم أنه / أمر ضرورى بعلته لأن علة الأمر الضرورى ضرورية، ومن ليس يعلم الشيء بعلته فليس عنده علم به إلا بطريق العرض. مثال ذلك أن من ظن أنه قد علم أن آموجودة لج بالضرورة بواسطة غير ضرورية وهو ب فبين أن هذا لم يعلم وجود آلج بالضرورة من قبل الحد الأوسط، وذلك أن الحد الأوسط (6) الذي هو ب قد يمكن أن يرتفع ويكون عنده أن آموجودة لج بالضرورة. وإذا كان ذلك كذلك فب إذن الذي هو الحد الأوسط لم يكن سبب علمنا أن آموجودة (7) لج بالضرورة إلا إن كان ذلك بالعرض. وأيضا فإن كان الإنسان قد يعلم بوسط غير ضرورى علما ضروريا فسيلزم على (8) هذا أن يكون فى وقت ما القياس موجودا والقائس موجودا والنتيجة موجودة والعلم بها غير موجود. وذلك أنه قد يمكن أن يرتفع الحد الأوسط فيكون المطلوب غير معلوم والقياس موجودا، فتكون (9) حالنا فى الجهل بذلك المطلوب ومعنا قياسه مثل
__________
(4) بل ل، ق، م، د، ج: بلى ف ش.
(5) ومناسبة ف، ق، م، د، ج، ش: مناسبة ل.
(6) الاوسط ل، ق، م، د، ج، ش: الوسط ف.
(7) موجودة ف، ق، م، د، ج، ش: موجود ل.
(8) على ف، ق، م، د، ج، ش: عن ل.
(9) فتكون ف، م: فيكون ل، ق، د، ج، ش.(1/60)
حالنا معه قبل أن يكون عندنا قياسه وذلك إذا ارتفع الحد الأوسط. وإن كان الأوسط غير مرتفع فيجب أن تكون (10) حالنا فى العلم بالنتيجة حال من يرى أن العلم بها أمر ممكن أن يتغير لا أمر ضرورى، وذلك أن الحد الأوسط هو ممكن. وليس يمتنع أن يقع علم بأن النتيجة ضرورية من قبل حد أوسط ليس بضرورى لكن بالعرض لا بالذات مثل من يقيس فيقول الإنسان ماش والماشى حيوان فالإنسان حيوان بالضرورة كما أنه ليس يمتنع أن تقع نتيجة صادقة عن مقدمات كاذبة، وذلك أن الحال فى استتباع ضرورة النتيجة لضرورة المقدمات كالحال فى استتباع صدقها لصدق (11) المقدمات على ما تبين فى كتاب القياس أعنى أنه متى كانت المقدمات ضرورية كانت النتيجة ضرورية لأنه إن لم تكن ضرورية وكانت ممكنة كانت المقدمات ممكنة وقد فرضت ضرورية، هذا خلف لا يمكن، كما أن المقدمات أيضا إذا كانت صادقة كانت النتيجة صادقة ضرورة (12).
وليس ينعكس هذا أعنى أنه متى كانت النتيجة ضرورية كانت المقدمات ضرورية، وكذلك الحال فى صدق النتيجة مع صدق المقدمات لأنه ليس يلزم عن وجود التالى وجود المقدم على ما تبين فى كتاب القياس (13). والذي يعلم الشيء بوسط غير ضرورى فهو لم يعلم أن الشيء المنتج عنه ضرورى ولا لم (14) كان ضروريا. لكن الذي يعلم الشيء بوسط بهذه الصفة أعنى بوسط غير ضرورى
__________
(10) تكون ف، م: يكون ل، ق، د، ج، ش.
(11) لصدق ف، ق، د، ج، ش: بصدق ل، م.
(12) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرات 8482و 245.
(13) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 246.
(14) لم ف، ق، م، د، ج، ش: لما ل يكن ش.(1/61)
فهو (13) بين أحد أمرين، إما أن يظن أنه يعلم وهو لا يعلم وذلك إذا ظن فى الوسط الذي ليس بضرورى أنه ضرورى، وإما أن يتحقق أنه (14) ليس يعلم وذلك إذا علم أن ذلك الوسط غير ضرورى. فإنه ليس يكون عنده من علم ذلك الشيء إلا أن ذلك موجود فى ذلك الوقت الذي علمه وأنه قد يمكن أن يتغير هو فى نفسه أو يتغير الحد الأوسط فى نفسه فيعلم بوسط آخر.
كيف يتأتى للجدلى أن ينتج عن المقدمات التي يتسلمها عن المجيب بالسؤال نتيجة ضرورية
(27) وقد يشك شاك فيقول إن كانت النتيجة إنما تكون ضرورية من مقدمات ضرورية فقد يجب أن لا يكون هاهنا قياس إلا من مقدمات ضرورية، فكيف يتأنى للجدلى أن ينتج عن المقدمات التي يتسلمها عن المجيب بالسؤال نتيجة ضرورية. وحل هذا قريب مما تقدم، وذلك أنه / إنما قيل فى حد القياس إنه قول يلزم عنه شيء آخر باضطرار ولم يقل شيء آخر اضطرارى (15).
فالاضطرار فى القياس هو فى (16) نفس لزوم النتيجة عن المقدمات لا فى كون النتيجة اضطرارية.
يجب أن تكون المطالب البرهانية ذاتية
(28) وإذ قد تبين أن مقدمات البراهين يجب أن تكون ضرورية وأن الضرورية يجب أن تكون ذاتية وعلى الكل، فبين أن المطالب البرهانية يجب أن تكون ذاتية فإن المطالب العرضية ليس يقع العلم بها من الاضطرار إذ كانت توجد ولا توجد. ولذلك / لم تكن المقدمات من الأمور العرضية. ومن البين أن نتيجة البرهان هى كلية، والسبب فى ذلك أن مقدمات البرهان هى كلية. وإذا كانت
__________
(13) فهو ف، د: هو ل، ق، م، ج، ش.
(14) انه ل، ق، م، د، ج، ش: (مرتين) ف.
(15) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 6.
(16) فى ل، م، ج، د: ف، ق، ش.(1/62)
نتيجة البرهان كلية وذاتية، فبين أنه لا يقوم على الأشياء الفاسدة برهان إلا على نحو من طريق العرض أى فى وقت ما. ولو كان البرهان يمكن على الأشياء الفاسدة أى الجزئية للزم أن تكون المقدمات الصغر أمورا جزئية فاسدة لأن الموضوع فيها هو الموضوع فى النتيجة، وتكون أيضا غير كلية. والذي يجب من ذلك فى البرهان يجب فى الحد بعينه أعنى أن الحدود أيضا غير كائنة ولا فاسدة إذ كانت الحدود إنما هى إما مبادئ برهان، أو نتيجة برهان، أو برهان متغير فى وضعه على ما سنبين بعد (1). والأشياء الجزئية التي تحدث مرة بعد أخرى بمنزلة الكسوفات، فإن البرهان ليس يقوم عليها من حيث هى جزئية وإنما يقوم على الطبيعة المشتركة الكلية لجميع (2) الكسوفات لا لهذا الكسوف الجزئى، كما ليس يقوم برهان على الشيء الجزئى الذي يفسد ولا يعود. وسنبين هذا بعد بيانا كافيا (3) (4).
طعن قوم فيما وضعه أرسطو من أن كل ضرورية هى ذاتية
(29) قلت (5)، وقد طعن (6) قوم فيما وضعه أرسطو هاهنا من أن كل ضرورية هى (7) ذاتية وقالوا إن هاهنا مقاييس تكون الحدود الوسط فيها ضرورية
__________
(1) انظر الفقرات 111، 112، 123.
(2) لجميع ف، م، د، ج، ش: لجميع ل، ق.
(3) كافيا ف، ل، ق، م، د، ج، ش: وينبغى أن يعلم أنه ليس يكتفى فى مقدمات البراهين التي هى براهين مطلقة لا بالاضافة إلينا أن تكون المتوسطة ضرورية فقط إن لم يسلم أن كل ضرورى ذاتى بل وأن تكون مع هذا ذاتية فانه قد يظن أن هذه مقاييس تكون الحدود الوسط فيها ضرورية لكنها ليست بذاتية (مع اختلاف فى نقط بعض الكلمات) ق، م، د، ج، ش.
(4) انظر الفقرات 8077.
(5) قلت ف، ق، م، د، ج، ش: ل
(6) طعن ل، ق، م، د، ج، ش: ظن ف
(7) هى ف: فهى ل، ق، م، د، ج، ش.(1/63)
لكنها ليست بذاتية. وذلك إذا اتفق أن كان شيئان كل واحد منهما موجود لشيء ما بالذات فاتفق أن أخذ أحدهما فى بيان صاحبه مثل أن يبين مبين أن هذا العليل به حرارة غريبة من قبل أن نبضه مختلف، فإن هذين يتبعان بالذات للعفونة (4) ويوجد أحدهما للآخر ضرورة. لكن إن قيل فى أمثال هذه ضرورية فهو مع الضرورية (5) فى جوهرها (6) مقول باشتراك الاسم. وهذه الضرورية بجوهرها هى التي يصح (7) فيها أن يقال (8) إن كل ضرورية ذاتية على ما يذهب إليه أرسطو.
لا يكتفى فى الحدود الوسط فى مقدمات البراهين المطلقة أن تكون ذاتية
(30) قال: لا ولا يكتفى فى الحدود الوسط فى مقدمات البراهين المطلقة أن تكون ذاتية فقط، بل وأن تكون مع هذا علة للنتيجة. فإن هاهنا (9) مقاييس أيضا (10) تنتج والحدود الوسط فيها ذاتية ولكنها متأخرة عن النتيجة، وهى التي تسمى براهين لا مطلقة بمنزلة من يقيس على أن هذه المرأة حامل لأنها ذات ابن، وذلك أن الحمل هو سبب اللبن واللبن أمر متأخر عنه. فأما أن مقدمات البراهين يجب أن تكون مناسبة فذلك يتبين من أنه يجب أن يكون الحد الأوسط موجودا بالذات للأصغر والأكبر موجودا للأوسط بالذات.
ليس يمكن أن ينقل البرهان من جنس من العلوم إلى جنس آخر
(31) وإذا كان الأمر كذلك فبين أن مقدمات البراهين هى من جنس واحد وأنه لذلك ليس يمكن أن ينقل البرهان من جنس من العلوم إلى جنس
__________
(4) للعفونة ف، ق، م، د، ج: العفونة ل اللغوية ش.
(5) فى جوهرها ف: بجوهرها ل، ق، ج، ش فجوهرها م، د.
(6) فى جوهرها ف: بجوهرها ل، ق، ج، ش فجوهرها م، د.
(7) فيها يقال ف، ق، م، د، ج، ش: أن يقال فيها ل.
(8) فيها يقال ف، ق، م، د، ج، ش: أن يقال فيها ل.
(9) مقاييس ايضا ف، ق، م، د، ج، ش: أيضا مقاييس ل.
(10) مقاييس ايضا ف، ق، م، د، ج، ش: أيضا مقاييس ل.(1/64)
آخر، فإن المقدمات الخاصة المناسبة هى محصورة فى الجنس ضرورة غير مشتركة لجنسين متباينين. ولذلك ليس يمكن المهندس أن يستعمل فى بيان أمر هندسى المقدمات التي يستعملها العددى. وإنما كان ذلك كذلك لأن الأشياء التي منها تنبنى طبيعة البرهان وتتقوم فى صناعة هى ثلاثة أشياء. أحدها المحمولات المطلوبة فى تلك الصناعة، وهى التي يبين أنها موجودة للموضوع بالذات. والثاني الأمور المعلومة بالطبع فى ذلك الجنس، وهذه هى المقدمات التي بها نبين وجود المحمول للموضوع إما بإيجاب وإما بسلب. والثالث الطبيعة الموضوعة التي تكون البراهين على الأعراض والتأثيرات الموجودة لها بذاتها منسوبة إليها، وهى التي تسمى موضوع الصناعة. فأما المقدمات التي منها يكون البرهان فى جنس جنس وطبيعة طبيعة من طبائع الصنائع البرهانية، فلما كانت من الأمور الذاتية للجنس فقد يجب أن تكون خاصة. وإن كانت هاهنا مقدمات عامة لأكثر من جنس واحد فسيبين (1) كيف استعمال الصنائع الخاصة بها (2) (3). وكذلك الأمر فى المطلوبات أيضا أعنى أنه يجب فيها أن تكون / خاصة بالطبيعة الموضوعة إذ كانت ذاتية لها. وإذا كانت / المقدمات يجب أن تكون خاصة بجنس جنس وكذلك المطلوبات، فبين أنه ليس يمكن أن ينقل البرهان من جنس إلى جنس. والسبب فى ذلك أن الطبائع الموضوعة للصنائع مختلفة مثل مخالفة طبيعة العدد التي هى موضوعة لصناعة الأرتماطيقى لطبيعة المقدار التي هى موضوعة لصناعة الهندسة. ولذلك كان البرهان على مطلوب عددى ليس يمكن أن ينقل
__________
(1) فسيبين ف: فستبين ل، ق، م، د، (ح) ج، ش فيبين ج.
(2) بها ف، م: لها ل، ق، د، ج، ش.
(3) انظر الفقرات 34، 38، 39، 48، 49.(1/65)
إلى غير العدد، والبرهان القائم على أمر هندسى ليس يمكن أن ينقل إلى أمر غير هندسى. وإنما يمكن أن ينقل البرهان من صناعة إلى صناعة متى كان المطلوب فى الصناعتين واحدا بعينه، إما على الإطلاق إن أمكن ذلك، وإما أن يكون واحدا بجهة ما، وذلك بأن تكون إحدى الصناعتين تحت الصناعة الأخرى بمنزلة علم المناظر الذي هو تحت علم الهندسة، وبمنزلة علم الموسيقى الذي هو تحت علم العدد، فإن علم المناظر يستعمل أمورا هندسية، وعلم الموسيقى أمورا عددية.
وأما إذا كان المطلوبان اثنين فليس يمكن أن يبرهن (3) واحد منهما فى غير الصناعة التي تخصه. مثال ذلك أنه ليس يمكن أن يبرهن صاحب علم الهندسة أن الضد إنما له ضد واحد وأن الضدين علمهما واحد وإنما ذلك للعلم الإلهى (4)، كما أنه ليس للعلم الإلهى (5) أن يبين أن المكعبين إذا ضوعف أحدهما بالآخر كان منهما عدد مكعب وإنما ذلك للعددى. وليس إنما يمتنع أن يبين صاحب صناعة الأمر الغير موجود (6) لموضوع صناعته، بل (7) والأمر الذي هو موجود لموضوع صناعته إلا أنه ليس من الأمور الذاتية له. ولذلك ليس للمهندس أن يبين أن الخط المستدير أو المستقيم هو أفضل الخطوط وإن كان الأفضل والأخس أمورا موجودة للعظم لكنها ليست موجودة له بالذات. وهذا مما يدل غاية الدلالة على أنه ليس يمكن أن ينقل البرهان من صناعة إلى صناعة لأن الأمور
__________
(3) يبرهن ف، ق، م، د، ج، ش: يتبرهن ل.
(4) الالهى ق، م، د، ج، ش: الإلهى ف، ل.
(5) الالهى ف، ق، م، د، ج، ش: الإلهى ل.
(6) موجود ف: الموجود ل، ق، م، د، ج، ش.
(7) بل ل، ق، م، ج، ش: بل ف، د.(1/66)
المشتركة لأكثر من موضوع صناعة واحدة هى من الأمور العرضية لا من الأمور الذاتية.
ليس يكتفى فى البراهين أن تكون مقدماتها صادقة ومعلومة بنفسها
(32) فقد تبين من هذا أنه لا سبيل إلى أن يقام البرهان على أمر من الأمور إلا من مبادئه المناسبة التي تخصه، وأنه ليس فى البراهين يكتفى أن تكون مقدماتها صادقة وغير ذوات (1) أوساط أى معلومة بنفسها فقط بل وأن تكون مع ذلك خاصة بالموضوع الذي ينظر (2) فيه. ولذلك برهان بروسن الذي استعمله فى استخراج المربع المساوى للدائرة ليس قولا برهانيا وإن كان استعمل فيه مقدمات صادقة لأنها عامة مشتركة. وذلك أنه لما عمل مربعا أعظم من كل شكل يقع فى الدائرة وأصغر من كل شكل يقع خارج الدائرة، قال إن المربع الذي هذه صفته يجب أن يكون مساويا للدائرة لأن الدائرة هى أعظم من كل شكل يقع فيها وأصغر من كل شكل يقع خارجا عنها، والأشياء التي هى أصغر وأعظم معا من أشياء واحدة بأعيانها هى متساوية. وهذه القضية العامة الكلية وإن كانت صادقة فليست خاصة بل مشتركة.
بيان بروسن بيان سوفسطائى
(33) قلت (3): ولذلك ما صرح أرسطوطاليس (4) فى كتاب السفسطة (5)
أن بيان بروسن هذا هو بيان سوفسطائى وإن لم يكن كاذبا، لكن سماه سوفسطائيا أى قياسا مرائيا إذ كان يظن به أنه برهان وليس ببرهان.
__________
(1) ذوات ف، ق، م، د، ج، ش: ذات ل.
(2) ينظر ف، ق، م، د، ش: ننظر ل، ج.
(3) قلت ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(4) ارسطوطاليس ف: ارسطو ل، ق، م، د، ج، ش.
(5) انظر كتاب السفسطة لأرسطو ص 171ب س 16إلى ص 172آس 3(1/67)
ولذلك يمكن أن ينقل هذا النحو من البيان من صناعة إلى صناعة ويستعمل فى بيان أشياء كثيرة.
يجب أن يكون الحد الأوسط فى البراهين من طبيعة الجنس الموضوع لتلك الصناعة أو من طبيعة الجنس الأعلى المحيط بذلك الجنس
(34) ولما كان البرهان كما تبين إنما يكون من الأشياء الذاتية الخاصة فيجب ضرورة أن يكون الحد الأوسط فى البراهين إما من طبيعة الجنس الموضوع لتلك الصناعة وإما من طبيعة الجنس الأعلى المحيط بذلك الجنس بمنزلة ما يكون البرهان كثيرا على الأمور الموسيقية من / المبادئ العددية وذلك أن النغم داخلة تحت العدد، وبمنزلة ما يبرهن على كثير من الأمور التي فى علم المناظر من المبادئ الهندسية. وإذا عرض لصناعتين مثل هذا من جهة ما أن إحداهما تحت الأخرى فإن الصناعة التي تنظر فى الجنس العالى تبين من ذلك الشيء سببه، والصناعة التي هى دونها تبين من ذلك الشيء وجوده. مثال ذلك أن صناعة الموسيقى تضع أن البعد الذي بالأربعة (1) متفق، ويوقف على سبب هذا الاتفاق من صناعة العدد وهى أن هذه النغمة هى على نسبة الزائد جزءا وأن (2) النغم التي على (3) / نسبة الضعف مثلا أو الزائد جزءا هى متفقة، ومثال ما يضع صاحب علم المناظر أن الأشياء إذا نظر إليها على بعد ظهرت أصغر، ويعطى سبب ذلك من قبل صناعة الهندسة وهو أن الزاوية الصغرى يوترها خط أصغر. وإنما كان ذلك لأن الوسط الذي من العلم الأعلى فى أمثال هذه الأشياء يكون (4) للمحمول والمطلوب سببه فى الصناعة السفلى علة قريبة.
__________
(1) بالاربعة ف، ق، م، د، ج، ش: بالاربع ل.
(2) ان ف: ل، ق، م، د، ج، ش.
(3) على ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(4) يكون ف، ق، م، د، ج، ش: تكون ل.(1/68)
ليس يمكن ان يبرهن صاحب صناعة مبادئ صناعته الخاصة بالجنس الموضوع لها
(35) وإذ قد تبين أن البراهين المحققة إنما تكون من المبادئ المتقدمة بالطبع التي هى أعرف عندنا وعند الطبيعة فمن البين أنه ليس يمكن أن يبرهن صاحب صناعة مبادئ صناعته الخاصة (1) بالجنس الموضوع لها من قبل أنه يحتاج فى بيان تلك المبادئ إلى أن تكون مبادئ أخر خاصية بذلك الجنس متقدمة عليها. والمبادئ الخاصية (2) ليس لها مبادئ خاصة، بل إن كانت فعامة. ولذلك ما وجب أن يكون برهان جميع المبادئ لصناعة الحكمة العامة أعنى الفلسفة الأولى التي موضوعها الوجود بما هو موجود. فقد تبين من هذا القول أن البرهان يكون من المبادئ المناسبة الخاصة، وهى الأسباب القريبة للشيء. ويتبين (3) مع هذا متى يمكن أن تنقل أمثال هذه البراهين من صناعة إلى صناعة ومتى لا يمكن.
علينا أن نعرف عسر معرفة طبيعة البرهان الذي هو برهان بالحقيقة
(36) ولكون البرهان المطلق الذي يعطى سبب الشيء القريب هو البرهان الذي مقدماته موجودة بهذه الشروط التي تقدمت كلها عسر علينا أن نعرف طبيعة البرهان الذي هو برهان بالحقيقة لعسر معرفة هذه الشروط علينا، ونظن كثيرا أنا علمنا الشيء علما محققا متى علمناه بمقدمات صادقة غير ذوات أوساط وليس الأمر كذلك دون أن تكون (4) فيها سائر الشروط التي ذكرنا من المناسبة والتقدم بالطبع.
__________
(1) الخاصة ف، ق، م، د، ج، ش: الخاصية ل.
(2) الخاصية ف، ق، م، د: الخاصة ل، ج، ش.
(3) يتبين ف، ق، م، ج: تبين ل، د، ش.
(4) تكون ف، ج: يكون ل، ق، م (هـ) د، ش.(1/69)
كل برهان يلتئم ويقوم من ثلاثة أشياء
(37) ولما كان كل برهان فإن التئامه وقوامه من ثلاثة أشياء أحدها الأمور الموضوعة فى تلك الصناعة والثاني المقدمات الواجب قبولها والثالث المحمولات المطلوب فى تلك الصناعة وجودها لتلك الموضوعات فبين أن الناظر فى الصناعة يجب أن يتقدم (1) عنده فى هذه الثلاثة الأجناس معارف أول (2)
إذ كان قد وضع أن كل علم وتعلم فيجب أن يكون عن معرفة متقدمة. أما الموضوع فيجب عليه أن يتقدم فيتسلم من أمره أنه موجود ولا يبحث عن وجوده أصلا لأنه ليس عنده مقدمات بما يبحث عنه. وأما المقدمات فيجب أن يتقدم فيعلم من أمرها أيضا على ماذا يدل اسمها وأنها موجودة. وأما المحمولات المطلوب وجودها للموضوعات فإنما يحتاج أن يعلم من أمرها على ماذا يدل اسمها فقط، ثم يطلب وجودها للموضوعات بالبراهين مثل ما يحتاج المهندس أن يعرف على ماذا يدل اسم المثلث والدائرة والمنطق والأصم، والعددى على ماذا يدل اسم الفرد والزوج والأول وغير الأول. وربما لم يحتج فى هذه الثلاثة إلى التقدم فى التعريف بهذه الأشياء لظهور الأمر فيها. وذلك أن كثيرا من الموضوعات لسنا نحتاج أن نتقدم فنخبر بأنه يجب على صاحب هذه الصناعة أن يتسلم وجودها إذ كان وجودها فى الغاية من الظهور عند الحس مثل وجود الحار والبارد الذي هو موضوع العلم الطبيعى. وكثير (3) منها يحتاج فيها إلى ذلك مثل الحال فى العدد / فإن الناظر فيه يجب أن يعرف أولا أنه إنما يتسلم وجوده تسلما فإن وجوده خفى عند الحس، وكذلك الحال فى المقدار والعظم. وكثير من
__________
(1) يتقدم ق، م، د، ج، ش: (هـ) ف، ل.
(2) أول ل، ق، م، د، ج، ش: الأول ف.
(3) كثير ف، ق، م، د، ج، ش: كثيرا ل.(1/70)
المقدمات ومن المحمولات المطلوبة ليس (4) يحتاج فيها (5) إلى أن يتقدم فيعرف على ماذا يدل الاسم منها مثل المقدمة التي يقال فيها إنه إذا نقص من المتساوية متساوية بقيت الباقية متساوية.
المقدمات التي تستعمل فى الصنائع منها خاصية ومنها عامة
(38) والمقدمات التي تستعمل فى الصنائع منها خاصية وهى المناسبة الذاتية التي ليس يمكن أن تستعمل فى أكثر من جنس واحد مثل أن الخط المستقيم هو الموضوع على سمت النقط المتقابلة ومنها عامة (6) لأكثر من جنس واحد إلا أن عمومها ليس كعموم طبيعة واحدة بل كعموم نسبة مثل قول القائل إذا نقص من الأشياء المتساوية (7) متساوية بقيت الباقية متساوية. فإن هذه القضية تصدق على الأعظام والأعداد والزمان، لكن ليس التساوى فيها معنى واحدا بتواطؤ مثل عموم الحيوان للإنسان / والفرس ولا بتناسب (8)
بل باشتراك. وهذه المقدمات إذا استعملها صاحب صناعة صناعة فقربها وأدناها من موضوعه الخاص به، كانت قوتها قوة المقدمات الخاصة المناسبة مثل أن يقول المهندس بدل قولنا الأشياء المتساوية الأعظام المتساوية، وأن يقول العددى بدل ذلك الأعداد المتساوية. ولذلك ليس توقع أمثال هذه المقدمات الشك فيما قيل قبل من أن مقدمات البراهين ينبغى أن تكون خاصية ومناسبة، وأنه يجب لذلك أن لا ينقل البرهان من صناعة إلى صناعة. فإن هذه المقدمات العامة هى مقدمات كثيرة، والمستعملة من ذلك فى الهندسة غير المستعملة فى العدد.
__________
(4) يحتاج فيها ف، ق، م، د، ج، ش: بمحتاج فيهما ل.
(5) يحتاج فيها ف، ق، م، د، ج، ش: بمحتاج فيهما ل.
(6) عامة ف، ش: عامية ل، ق، م، د، ج.
(7) المتساوية ف، ل، ق، م، د، ج، ش: اشياء ل.
(8) بتناسب ل، ق، م، ج: يتناسب ف، د، ش.(1/71)
أنواع المقدمات التي تنسب إلى الصناعة
(39) والمقدمات التي تنسب إلى الصناعة أنواع. منها مقدمات معروفة بالطبع واجب قبولها، ومنها مصادرات، ومنها أصول موضوعة، ومنها حدود.
فالمقدمات المعروفة بالطبع تخالف المصادرة والأصل الموضوع من قبل أن المقدمات المعروفة بالطبع يصدق بها بذاتها، وليس يمكن أحد أن يتصور فيها أنها على غير ما هى عليه ولا يمكن أن يعاندها بنطقه (1) الداخل بل إن كان فبنطقه الخارج وهو اللفظ فقط، والبرهان هو بحسب النطق الداخل لا بحسب النطق الخارج. وأما الأصل الموضوع فهى (2) المقدمة التي يتسلمها المتعلم من المعلم على أنها من قبل المعلم، لا على أنها أمر بين عند المتعلم ولا عنده أيضا (3) علم بخلافها. وأما المصادرة فهى التي يتسلمها المتعلم من المعلم لكن عنده علم بخلافها. وتخالف الحدود الأصول الموضوعة والمصادرات من قبل أن الحدود ليس فيها حكم بأن شيئا موجود أو غير موجود، وإنما الحد جزء مقدمة والحدود تفهم ذات الشيء ومعناه. فأما الأصول الموضوعة فليست هى جزء مقدمة، بل الأصول الموضوعة هى التي إذا تسلمت تبعها وجود النتيجة. وليس يستعمل المهندس فى الهندسة مقدمات كاذبة كما ظن ذلك قوم حيث قالوا إنه يضع أن هذا الخط هو مقدار كذا وليس هو عند الحس ذلك المقدار، وأن (4) هذا الخط مستقيم وليس الخط الذي يتمثل به مستقيما. فإن المهندس ليس يبرهن على الخط
__________
(1) بنطقه ل، ق، م، د، ج: نطقه ف بنقطه ش.
(2) فهى ف، ق، م، د، ج، ش: فهو ل.
(3) ايضا ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(4) وان ف، ق، م، د، ج: ويضع ان ل ان ش.(1/72)
الذي يتمثل به وإنما يبرهن على الخط (5) المعقول الذي فى ذهنه (6) والذي (7) أخذ ذلك الخط المحسوس مثالا له وبدلا منه. وفرق آخر بين الحدود والمصادرات والأصول الموضوعة وهو أن الحد لا يكون إلا كليا وتلك قد تكون كلية وجزئية.
البرهان يقوم على الطبيعة الكلية السارية فى الأشياء الكثيرة المحكوم عليها بالحكم البرهانى
(40) والبرهان فليس يقوم على الأشياء الكثيرة بما هى كثيرة، بل إنما يقوم على الطبيعة الكلية السارية فى تلك الأشياء الكثيرة المحكوم عليها بالحكم البرهانى. فإنه إذا لم تكن (8) فى الأشياء الكثيرة طبيعة / بهذه الصفة لم يكن هنا لك معنى كلى موجود، وإذا لم يكن هنا لك معنى كلى لم يكن هنا لك حد أوسط يحمل عليه من طريق ما هو، وإذا لم يكن هنا لك حد أوسط فليس هنا لك برهان أصلا. ولذلك ما يجب أن يكون فى الأشياء التي تقوم عليها البراهين طبيعة بهذه الصفه تحمل على الأشياء الكثيرة بتواطؤ لا باشتراك الاسم.
لا نصرح بالقضية العامة المشتركة التي يقال فيها إن جزأي النقيض لا يمكن أن يصدقا معا إلا حيث نضطر إليها
(41) قال: والقضية العامة المشتركة التي يقال فيها إن جزأي النقيض لا يمكن أن يصدقا معا لظهورها (9) قد نأبى كثيرا أن نصرح بها فى البراهين وأن نجعلها جزء قضية من البرهان إلا حيث نضطر (10) إليها، وذلك فى موضعين.
أحدهما إذا (11) أردنا أن نبرهن أن المحمول موجود للموضوع وأن نقيضه غير
__________
(5) المعقول ذهنه ف، ق، م، د، ج: الذي فى ذهنه اعنى المعقول ل المقول الذي فى ذهنه ش.
(6) المعقول ذهنه ف، ق، م، د، ج: الذي فى ذهنه اعنى المعقول ل المقول الذي فى ذهنه ش.
(7) والذي ف: الذي ل، ق، م، د، ج، ش.
(8) تكن ف، ج: يكن ل، ق م، (هـ) د، ش.
(9) لظهورها ل، م، د، ج: بظهورها ف بطهورها ق، لطهورها ش.
(10) نضطر ف، ج: نظطر ل، يضطر ق، م، د، ش.
(11) اذا ف، ق، م، د، ج، ش: ان ل.(1/73)
موجود له مثل أن نريد أن نبين أن العالم متناه وأنه ليس غير متناه وإذا أردنا ذلك فينبغى أن نشترط هذا الشرط فى الحد الأكبر. مثال ذلك إذا أردنا أن نبين هذا المعنى للعالم بوساطة أنه جسم فإنا نقول العالم جسم والجسم متناه وليس غير متناه، فينتج لنا أن العالم متناه وليس غير متناه. وليس هذا الاشتراط بمنتفع (4) به فى هذا المعنى فى الحد الاوسط أعنى فى (5) حمل الحد الأوسط على الأكبر وسلب نقيضه عنه، وكذلك فى حمل (6) الحد الأصغر على الأوسط وسلب نقيضه عنه، وذلك أن حمل (7) الأوسط على الأكبر وسلب نقيضه عنه إنما يصدق إذا كان الحد الأكبر مساويا للأوسط، وكذلك الحال فى الأوسط مع الأصغر. وأما إذا كان أعم منه فليس يصدق ذلك مثل إنتاجنا أن الإنسان جسم بوساطة أنه حيوان. فإنه لا يصح لنا (8) عكس المقدمة الكبرى من هذا الشكل وهى (9)
أن كل جسم حيوان وأنه ليس بغير حيوان كما صح لنا أن كل / حيوان جسم وأنه ليس بغير جسم. وأيضا فى (10) المادة التي يصح لنا فيها هذا الاشتراط هو اشتراط غير منتفع به فى إنتاج ما قصد له من أن الحد الأكبر موجود للأصغر ونقيضه غير موجود له. وأما الموضع الثاني أعنى (11) الذي يستعمل (12) فيه هذه
__________
(4) بمنتفع ف: ينتفع ل، ق، م، د، ج، ش.
(5) فى ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(6) حمل ل، ق، م، ج، ش: ف الحمل د.
(7) حمل ف، ل، ق، م، ج، ش: الحد ل الحمل د.
(8) لنا ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(9) هى ف، ق، م، د، ج، ش: هو ل.
(10) فى ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(11) اعنى ف، ل، ق، م، د، ج، ش: ان ف.
(12) يستعمل ف، ق، م، د، ج، ش: تسنعمل ل.(1/74)
القضية العامة مصرحا بها فهو إذا برهنا على شيء ببرهان الخلف حين يقول وإذا كان هذا كاذبا فنقيضه صادق لأن النقيضين لا يجتمعان معا على الكذب، لكن ليس استعمالها (13) فى العلوم الجزئية أعنى التي تختص بجنس جنس من الموجودات من جهة ما هى عامة لها لكن بأن ندنيها إلى الموضوع بقدر ما يمكننا لتكون مناسبة كما سلف ذلك من قولنا (14). وهذا الجنس من القضايا أعنى العامة تشترك (15) فى استعمالها جميع العلوم.
صناعة الجدل قد تتكلف نصرة هذه المقدمات وتثبيتها
(42) وصناعة الجدل قد تتكلف نصرة هذه المقدمات وتثبيتها وكذلك العلم المدعو بالحكمة، إلا أن الفرق بين العلمين أن صناعة الجدل ليس تقصد تبيين شيء مخصوص بعينه ولا لها موضوع مخصوص. ولذلك كانت المقدمات التي تستعملها صناعة الجدل مأخوذة من السؤال. والمبرهن فليس يأخذ مقدماته من السؤال إذ كان ليس قصده إثبات (16) أى النقيضين اتفق أو إبطاله (17) بل إنما قصده إثبات شيء واحد بعينه وإبطال نقيضه.
المطلوب والمقدمة والنتيجة هى أشياء واحدة بالموضوع وإنما تختلف بالجهة
(43) والمطلوب والمقدمة والنتيجة هى أشياء واحدة بالموضوع وإنما تختلف (18) بالجهة. ولذلك كان الشرط فى المطالب البرهانية هو الشرط بعينه فى
__________
(13) استعمالها ف: استعمالنا لها ل، ق، م، ج، ش استعمالنا د.
(14) انظر الفقرة 31والفقرة 37.
(15) تشترك ف، ج: يشترط ل يشترك ق، م، د، ش.
(16) اى ابطاله ف، ق، م، د، ج: او ابطال اى النقيضين اتفق ل اى النقيض اتفق أو ابطاله ش.
(17) تختلف: نختلف ف، ل، م يختلف ق، د، ج، ش.
(18) تختلف: نختلف ف، ل، م يختلف ق، د، ج، ش.(1/75)
المقدمات البرهانية. (2) ولذلك أمكن (3) أن تقلب (4) المقدمات الخاصة بعلم علم فتجعل (5) أسئلة (6) فى ذلك العلم. وإذا كانت شروط الأسئلة فى علم علم هى بعينها شروط المقدمات فظاهر أنه ليس يجب على المهندس أن يجيب عن أى مسألة اتفق ولا على الطبيب (7) أن يجيب (8) عن أى مسألة اتفق. وبالجملة فليس على صاحب صناعة أن يجيب إلا عن المسائل التي تخص / صناعته أو المسائل التي هى من الجنس الذي هو أعلى من صناعته. مثال ذلك أنه ليس يجب على صاحب علم المناظر أن يجيب إلا عن المسائل التي تخص علمه أو عن المسائل الهندسية التي يستعملها مبادئ فى صناعته، لكنه ليس يجيب (9) عن مبادئ تلك المسائل بما هو صاحب علم المناظر وإنما يجيب عنها المهندس بما هو مهندس.
والمهندس أيضا إن أجاب عن مسائل من علم المناظر فذلك عارض له من جهة أنها أمور لا حقة لموضوعه وداخلة تحته. وإذا كان ذلك كذلك فظاهر أنه ليس يمكن أن يتكلم صاحب صناعة مع من ليس هو من أهل تلك الصناعة. فإنه لو فعل الإنسان ذلك لوقع له حيرة فى الصناعة.
هل يمكن أن تطرأ فى علم علم من العلوم مسائل غير منسوبة إلى ذلك العلم
(44) وقد يسأل سائل فيقول هل يمكن أن تطرأ فى علم علم من العلوم مسائل غير منسوبة إلى ذلك العلم مثل أن يطرأ فى علم الهندسة مسائل غير
__________
(2) ولذلك امكن ف، ق، م، د، ج، ش: وامكن ل.
(3) ولذلك امكن ف، ق، م، د، ج، ش: وامكن ل.
(4) تقلب ل، د، ج: نقلب ف، ق، م يقلب ش.
(5) فتجعل ل: فنجعل ف، م، ج فيجعل ق، د، ش.
(6) اسئلة: أسوالة ف اسولة ل، م، ج، د، ش السولة ق.
(7) ان يجيب ق، م، د، ج، ش: ف، ل.
(8) ان يجيب ق، م، د، ج، ش: ف، ل.
(9) يجيب ف: م، ج: يجب ل، ق، (هـ) د، ش.(1/76)
هندسية وإن (1) طرأت فهل هى منسوبة إلى ذلك العلم أم إلى علم آخر، وهل فى كل صناعة تعرض مسائل هى خطأ، وإن عرضت فهل الخطأ فى ذلك عارض من قبل صورة القياس أو من قبل مادته. فنقول إن قولنا مسألة غير هندسية مثلا أو (2) غير طبيعية يفهم (3) على ضربين. أحدهما ما ليس له تعلق بالصناعة بوجه من الوجوه بمنزلة ما نقول فى (4) العادم الصوت إنه لا صوت له. والثاني على ماله تعلق بالصناعة لكن تعلق خطأ وردئ بمنزلة ما نقول فيمن له صوت قبيح إنه لا صوت له. وهذا العلم هو أحد قسمى الجهل أعنى الجهل المضاد للحق وهو الاعتقاد الكاذب لا الجهل الذي هو عدم الحق، وذلك أن لا يكون عنده اعتقاد فى الشيء اصلا لا كاذب ولا صادق.
فأما ما قيل فيه إنه غير هندسى من قبل أنه هندسة خطأ فتعلقه يكون بصناعة الهندسة بمنزلة ما يسأل المهندس أليس الخطوط المتوازية إذا أخرجت تلتقى، فإن هذه المسألة (5) من جهة أنها خطأ غير هندسية ومن جهة أنها من أمور ذاتية هندسية، وذلك أن التوازى من الأمور الذاتية للخطوط. وأما ما قيل فيه إنه غير هندسى بمعنى أنه قد عدم الأمور المنسوبة للهندسة، فهو من صناعة أخرى بمنزلة ما يسأل المهندس عن مسألة موسيقية.
__________
(1) وان ف، ق: فان ل، م، د، ج، ش.
(2) او ف: ول، ق، م، د، ج، ش.
(3) يفهم ف، ق، م، ش: تفهم ل، د، ج.
(4) فى ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(5) المسألة ف، ل، ق، م، د، ج، ش: هى ل، ق، ج، ش.
.
قد يعرض الغلط فى الصنائع من قبل صورة القياس ومن قبل مادته وبخاصة من قبل اشتراك الاسم الواقع فى الحد الأوسط(1/77)
قد يعرض الغلط فى الصنائع من قبل صورة القياس ومن قبل مادته وبخاصة من قبل اشتراك الاسم الواقع فى الحد الأوسط
(45) وأما الصنائع فقد يعرض فيها الغلط من قبل صورة القياس ومن قبل مادته وبخاصة من قبل اشتراك الاسم الواقع فى الحد الأوسط. لكن التعاليم قل ما يعرض فيها الغلط الذي يكون من قبل اشتراك الاسم من قبل أن الحد الأوسط فيها ليس يظن به أنه واحد وهو كثير، كما يعرض ذلك من قبل اشتراك الاسم فى / غيرها من الصنائع. والسبب فى ذلك أن الأمور التي ينظر (1)
فيها التعاليم هى عند الذهن كحال الأشياء المشار إليها عند الحس. وذلك أن المهندس إذا بين مثلا أن كل دائرة شكل وقد كان تقدم فرسم الدائرة ما هى، فإنه ليس يمكن أن يغلط ولا أن يغلط (2) بأن يعانده معاند بأن يقول له ليس كل دائرة شكلا إذ كان القول الموزون دائرة (3) وليس شكلا (4). فإن الدائرة الهندسية التي فهمها عند رسم الدائرة هى من الوضوح فى الذهن بحيث لا يلتبس (5) عليه الدائرة الهندسية مع الدائرة التي هى القول الموزون. وله إذا عوند بمثل هذه المعاندة أن يستثنى منها الدائرة التي هى القول الموزون. وليس ينبغى أن يكون العناد البرهانى جزئيا ومأخوذا من الاستقراء بل كليا لأن الشروط بعينها التي تشترط فى
__________
(1) ينظر ف، ق، م، ج: تنظر ل، د (هـ) ش.
(2) يغلط ف، م، د، ج، ش: يغالط ل الغلط ق.
(3) يطلق لفظ الدائرة فى اللغة اليونانية على مجموعة أشعار الملاحم التي تكمل تأريخ هو مير للحروب المشهورة بين اليونانيين والتروجبين المذكورة فى أشعاره بالإلياذة والأوديسة.
أما فى اللغة العربية فإن الدائرة التي تتعلق بالقول الموزون فهى دوائر عروض الشعر التي استنبطها الخليل بن أحمد الفراهيدى.
(4) شكلا ف: بشكل ل، م، د، ج، ش، بشكل فإن الدائرة وليس بشكل ق.
(5) يلتبس ف، د: تلتبس ل، م، ج، يتبين ق (هـ) ش.(1/78)
المقدمات البرهانية على الإطلاق هى التي تشترط (5) فى المقدمات العنادية البرهانية (6)
إذ كانت المعاندة البرهانية برهانا متوجها نحو الإبطال. والغلط الذي يعرض من قبل صورة القياس هو مثل (7) أن يبين مبين نتيجة ما موجبة فى الشكل الثاني بمقدمتين موجبتين، وذلك أن الموجبة ليس تنعكس كلية فى كل مادة مثل أن يبين (8) أن الكواكب نارية من قبل أنها تضيء والنار تضيء. وإنما يمكن أن ينتج من موجبتين فى الشكل الثاني فى الأمور المنعكسة، وهى / الحدود والخواص والرسوم. ولو كانت النتيجة إنما تنتج أبدا عن مقدمات صادقة لقد كان التحليل بالعكس عند استنباط الشيء المجهول من المعلوم سهلا جدا ولم يعرض فيه غلط، لأنه كان يكون الأمران متلازمين أعنى أنه لو كان، كما أنه إذا كانت المقدمات صادقة يلزم (9) ضرورة أن تكون النتيجة صادقة، كذلك إذا كانت النتيجة صادقة (10) تكون المقدمات صادقة، لكان (11) متى فرضنا النتيجة موجودة وجدنا اللازم عنها الذي ينتجها فكان يقل الغلط لذلك. والتحليل بالعكس فى التعاليم أسهل منه فى الجدل من قبل أن النتيجة (12) فى التعاليم (13) إنما تتبين (14)
__________
(5) تشترط ل: نشترط ف، يشترط ق، م، د، ج، ش.
(6) البرهانية ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(7) مثل ف، ق، م، د، ج، ش: مثلا ل.
(8) يبين ف، ل، ق، م، د، ج، ش: مبين ل.
(9) يلزم ف، ق، م، د، ج، ش: فلزم ل.
(10) صادقة ف، ل، ق، م، د، ج، ش: كان لازما ان ل.
(11) لكان ف: ولكان يلزم ل لكن ق، م، د، ج، ش.
(12) فى التعاليم ل، ق، م، د، ج: ف والتعاليم ش.
(13) فى التعاليم ل، ق، م، د، ج: ف والتعاليم ش.
(14) تتبين ف: تبين ل، ق، م، ج يتبين د (هـ) ش.(1/79)
من أمور محدودة محصورة وهى المقدمات الذاتية المناسبة والنتيجة فى الجدل تكون من أمور كثيرة متفننة إذ كانت تكون من الأمور العرضية وغير العرضية.
والأمور التعاليمية تخالف الجدلية من قبل أن (14) المقدمات التعاليمية ليست تبين بمقدمات تتبين (15) بمتوسط، بل المقدمات التي فى التعاليم إما مقدمات بينة بغير (16) متوسط وإما مقدمات هى نتيجة (17) عن مقدمات بينة بغير متوسط.
وأما المقدمات الجدلية فقد تكون مقدمات ليست بينة إلا بمتوسط واتفق لها أن أخذت بالسؤال على أنها معروفة دون متوسط فيعرض الغلط لأجل ذلك فى الجدل كثيرا.
__________
(14) ان ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(15) تتبين ف، ج: تبين ل، ق، م يتبين د (هـ) ش،
(16) بغير ف، ق، م، د، ج، ش: من غير ل.
(17) نتيجة ف، ق، د، ج، ش: نتائج ل منتجة م.(1/80)
فصل
بماذا يخالف البرهان الذي يفيد وجود الشىء من البرهان الذي يفيد سبب وجوده
(46) ولما كان البرهان الذي يفيد وجود الشيء قد يكون غير الذي يفيد سبب وجوده وكان قد يوجد هذان الصنفان إما فى صناعة واحدة وإما فى صناعتين، فقد ينبغى أن ننظر بماذا يخالف (1) كل واحد منهما صاحبة إذا كانا فى علم واحد وإذا كانا فى علمين.
مخالفة البراهين التي تكون فى صناعة واحدة ومقدماتها ذوات أوساط
(47) فنقول: أما مخالفة أحدهما الآخر إذا كانا فى علم واحد فمن وجهين. أحد هما أن البرهان الذي يفيد وجود الشيء فقط يكون من مقدمات ذوات أوساط وهى المقدمات التي هى أسباب بعيدة والبرهان الذي يفيد لم ذلك الشيء يكون بالعلة القريبة له. والوجه الثاني هو أن البرهان الذي يفيد وجود الشيء فقط قد يكون من (2) مقدمات غير ذوات أوساط لكن الحدود الوسط فيه أمور معلولة ومسببة عن الطرف الأكبر. وإنما تكون أمثال هذه البراهين إذا كانت الأمور المتأخرة فى الوجود وهى المعلولات أعرف عندنا من الأمور المتقدمة. والأمور المتأخرة التي تؤخذ حدودا وسطا فى أمثال هذه البراهين صنفان، إما أمور مساوية للطرف الأكبر الذي هو العلة ومنعكسة عليه، وإما أمور الطرف الأكبر أعم منها. فمثال التي هى معلولة ومنعكسة قول من بين أن الكواكب المتحيرة أقرب إلينا من الكواكب الثابتة
__________
(1) يخالف ل، ق، م، د، ج، ش: تخالف ف.
(2) من ف، ق، م، د، ج: عن ل ش.(1/81)
من قبل أنها لا ترى كأن شعاعها يضطرب بأن قال الكواكب المتحيرة لا تضطرب وما لا يضطرب من الكواكب فهو قريب منا فالكواكب المتحيرة قريبة منا. وذلك أن القرب الذي هو محمول المطلوب هو سبب رؤية الكواكب لا تضطرب، والاضطراب الذي هو الحد الأوسط أمر (2) معلول عن القرب إلا أن القرب عندنا مجهول. والمقدمة القائلة أن ما لا يضطرب فهو قريب منا ظاهرة بالحس والاستقراء، وهى عندنا أعرف من أن الكواكب المتحيرة قريبة منا.
ومثال ذلك (3) من بين أن القمر كرى بأن ضوءه ينمو (4) قليلا قليلا بشكل هلالى بأن قال القمر ينمو (5) ضوؤه بشكل (6) هلالى وما هو بهذه الصفة فهو كرى الشكل فالقمر (7) كرى الشكل. وذلك أن الكرية التي فى القمر هى السبب / لنمو ضوئه قليلا قليلا على ذلك الشكل، لكن النمو الذي بهذه الصفة أعرف عندنا من الكرية. وقد يمكن فى مثل هذا الصنف من براهين الوجود أعنى التي الحدود الوسط فيها معلولة ومنعكسة على الحد الأكبر الذي هو السبب أن يجعل الحد الأوسط فيها (8) أكبر / والأكبر أوسط، فيكون عند ذلك برهان (9) على لم كان ذلك (10) الشيء موجودا، وذلك بعد أن يعلم وجود المتقدم بالمتأخر. مثال
__________
(2) امر ل، ق، م، د، ج، ش: ام ف.
(3) ذلك ق، م، ج: ف، ل، د، ش.
(4) ينمو ف، ق، م، د، ج، ش: ينمى ل.
(5) ينمو ف، ق، م، د، ج، ش: ينمى ل.
(6) بشكل ف، ق، م، د، ج، ش: على شكل ل.
(7) فالقمر ل، م، د، ج، ش: والقمر ف، ق.
(8) فيها ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(9) برهان ف، ق، م، د، ج، ش: برهانا ل.
(10) ذلك ف، ق، م، د، ج، ش: ل.(1/82)
ذلك أنه اذا عرفنا أن القمر كرى الشكل لكون ضوئه ينمو (1) بشكل هلالى أمكننا أن نعكس المقدمة الكبرى فنعطى السبب فى كون ضوئه بهذه الصفة من قبل أنه كرى، فيأتلف البرهان هكذا: القمر كرى الشكل وما هو كرى الشكل فضوؤه يجب أن ينمى بهذه الصفة، فالقمر إذن ينمى ضوؤه بهذه الصفة لأنه بهذا الشكل. فنكون قد أتينا فى مثل هذا القول بالسبب الذي من أجله كان القمر يرى بهذه الصفة، وهذا هو الذي يسمى برهان لم.
مخالفة البراهين التي تكون فى صناعة واحدة ومقدماتها غير ذوات أوساط
(48) وأما البراهين التي الحدود الوسط فيها متأخرة عن الأكبر وليس تنعكس (2)، فليس يتفق فيها إلا برهان وجود فقط. والبراهين التي تأتلف فى الشكل الثاني من الأسباب البعيدة هى براهين وجود وليست براهين لم كالحال فى البراهين الموجبة التي تكون من الأسباب البعيدة، فإن فى كليهما لم يؤت بالسبب القريب فيها (3). مثال ذلك من سأل فقال لم لا يتنفس الحائط فقيل لأنه ليس بحيوان، وذلك أنه ليس العلة القريبة فى أنه لا يتنفس أنه ليس بحيوان، لأنه لو كان الأمر كذلك لوجب أن تكون الحيوانية هى العلة القريبة للتنفس (4)
فكان يكون كل حيوان متنفسا (5)، وليس الأمر كذلك فإن كثيرا من الحيوان لا يتنفس. وإنما كان ذلك كذلك لأنه متى سلب شيء عن شيء من قبل سلب سبب ذلك الشيء القريب عنه، فواجب أن يكون ذلك الشيء هو
__________
(1) ينمو ف، م، د، ج، ش: ينمى ل ينو ق.
(2) تنعكس ف: ينعكس ل، ق، م، د، ج، ش.
(3) فيها ف، م، د، ج، ش: فيهما ل، ق.
(4) للتنفس ل، ش: للتنفس ف، ج للنفس ق، م فى انه لا يتنفس د.
(5) متنفسا ل، ق، م، د، ج، ش: متنفس ف.(1/83)
السبب القريب فى وجود ذلك الشيء. مثال ذلك من قال إن هذا الحيوان ليس بصحيح من قبل أنه غير معتدل الحرارة، فواجب أن يكون اعتدال الحرارة هو (5) السبب فى الصحة القريب (6). وكذلك متى كانت العلة هى السبب القريب فى وجود الشيء، فإن سلبها هو السبب القريب فى سلب ذلك الشيء. وكون أمثال هذه البراهين تأتلف فى الشكل الثاني ظاهر، فإن الحد الأوسط يكون فى أمثال هذه الأشياء محمولا (7) على الطرفين. فإن الحيوانية محمولة على المتنفس بإيجاب وعلى الحائط بسلب. وإنما يؤتى بأمثال هذه الأسباب البعيدة على جهة التعمق والاستغراق (8) فى تبيين (9) ذلك الشيء مثل ما قال أنا خرسس (10) إن بلدان الصقالبة ليس فيها موسيقى والسبب فى ذلك أنه ليس عندهم كروم، فإن وجود الكروم سبب بعيد للموسيقى (11). وإنما كانت أمثال هذه تعطى الاستغراق، لأنه إذا سلب شيء عن شيء من قبل سلب سببه البعيد عنه كان ذلك أخلق أن يسلب عنه بسلب سببه القريب عنه. فهذا هو قدر ما يخالف به (12) برهان لم برهان الوجود فى الصناعة الواحدة بعينها.
الخلاف بين البراهين إذا كان أحدهما فى علم والآخر فى ثان
(49) وأما الخلاف الذي بينهما إذا كان أحدهما فى علم والأخر فى ثان فهو غير هذا الخلاف. وهذا الخلاف هى الجهة التي بها يكون أحدهما إنما يعطى فى ذلك
__________
(5) السبب القريب ف: سبب الصحة القريب ل، ق، م، ج، ش السبب القريب للصحة د.
(6) السبب القريب ف: سبب الصحة القريب ل، ق، م، ج، ش السبب القريب للصحة د.
(7) محمولا ل، م، د، ج: محمول ف، ق، ش.
(8) فى تبيين ش: تبين ف، د تبيين ل، م، ج، (هـ) ق.
(9) فى تبيين ش: تبين ف، د تبيين ل، م، ج، (هـ) ق.
(10) أنا خرسس: خرومنيس ف خرومينس ل أبو حرشيس ق، ش أبو خرشيش م أبو حرشس ج انو خرشيش د.
(11) انظر 76.،،
(12) به ف، ق، م، د، ج، ش: فيه ل.(1/84)
العلم الواحد من الشيء أنه موجود فقط وليس يمكن فيه أن يعطى سببه فى ذلك العلم من جهة ما هو فى ذلك العلم، والاخر يعطى فى العلم الثاني سبب وجوده فقط وليس يمكن فيه أن يعطى فى هذا العلم وجوده. وإذا كانا فى علم واحد لم (1) يختلفا بهذه الجهة إذ كانت الجهة التي يعطى السبب منها أحدهما والجهة التي منها يعطى الوجود الاخر جهة واحدة كانك قلت إما من حيث كلاهما طبيعى أو إلهى (2)
وإنما يختلفان فى الأشياء (3) التي تقدمت. وإذا كانا فى علمين اختلفا بالجهة التي بها كان أحدهما يعطى السبب والآخر الوجود كأنك قلت من جهة ما أحدهما برهان هندسى والآخر مناظرى. ويعرض هذا لجميع العلوم التي تكون موضوعاتها بعضها داخلا (4) تحت بعض بمنزلة ما موضوع علم المناظر (5) داخل تحت موضوع علم الهندسة، وذلك أن الأبعاد الشعاعية داخلة تحت / الأبعاد الهندسية. وكذلك الحال فى علم الحيل مع مساحة المجسمات، وعلم تأليف اللحون مع علم العدد، وعلم أحكام النجوم الملاحية أعنى (6) التي تظهر وتغرب عند علم أحكام النجوم التعاليمية. وإنما عرض هذا لأمثال هذه لتقاربها (7) حتى
__________
(1) لم ف، ل، ق، م، د، ج، ش: يتفقا فى علم واحد من حيث هما فى ذلك العلم ويختلفا فى علمين من حيث أحدهما يعطى الوجود والاخر السبب (ح يد 2) ل.
(2) الهى ق، م، د، ج، ش: إلا هى ف، ل.
(3) فى الأشياء ف: بالأشياء ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) داخلا ف، ق، م، د، ج، ش: داخل ل.
(5) المناظر ل، م، د، ج، ش: المناظرى ف المناظره ق.
(6) أعنى ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(7) لتقاربها ف، ق، م، د، ج: لتعاونها ل بها ج، لتقاربهما (ح) ج ليفاد بها ش.(1/85)
يظن بها أن (8) موضوعها متفق (9) بالاسم والحد بمنزلة علم النجوم التعاليمى مع علم النجوم الملاحى، وبمنزلة علم اللحون التعاليمى مع العملى. فالعلوم التي هى أمثال هذه العلوم يكون (10) العلم بأن الشيء موجود فى العلم / الذي هو أقرب إلى الأمر المحسوس والأمر الجزئى، والعلم بلم هو موجود فى العلم الذي موضوعه مجرد من الهيولى أو أقرب إلى التجريد، وهذا هو العلم التعليمى فإن أصحاب التعاليم عند هم الأسباب بوجود هذه الأشياء التي يبين (11) وجودها فى العلم الذي هو أقرب إلى الهيولى والمادة. ولذلك كثيرا ما يعرض لأصحاب التعاليم أنهم لا يشعرون أن الشيء موجود وإنما يشعرون بسببه فقط لأنهم إنما يبحثون عن الأشياء من حيث هى مجردة من الهيولى والوجود للشيء إنما هو مع الهيولى. ولذلك قد نجد كثيرا من أصحاب علم تأليف اللحون لا يشعرون بكثير من النغم الموجودة فى الموسيقى العملية.
وقد نجد كثيرا مما ينظر فيه صاحب العلم الطبيعى حاله من علم المناظر حال ما فى علم المناظر مع علم الهندسة أعنى أن العلم الطبيعى يعطى فيه وجوده والعلم المناظرى سببه مثل الحال فى قوس قزح والهالة، فإن الطبيعى يعطى فيه وجوده و (12) العلم المناظرى (13) سببه. وقد يوجد علم حاله من علم آخر هذه الحال وليس هو داخلا تحته بمنزلة علم الطب عند علم الهندسة، فإن كون الجرح المستدير عسر (14)
البرء الطبيب يعطى وجوده والمهندس يعطى سبب ذلك.
__________
(8) موضوعها متفق ف، ق، م، د، ج، ش: موضوعاتها تنفق ل.
(9) موضوعها متفق ف، ق، م، د، ج، ش: موضوعاتها تنفق ل.
(10) يكون ف، ل، ق، م، د، ج، ش: اثنين (ح يد 2) ل.
(11) يبين ف: نبين ل تبين ق، تبين م، د، ج بين ش.
(12) العلم المناظرى ل، د: علم المناظر ف، م، ج، ش العلم المناطر ق.
(13) العلم المناظرى ل، د: علم المناظر ف، م، ج، ش العلم المناطر ق.
(14) عسر ف، ق، م، ش: عسير ل، د، ج.(1/86)
الشكل الأول أحق الاشكال أن يفيد برهان وجود الشىء وسببه
(50) قال: وأولى الأشكال وأحقها أن يكون شكل البرهان هو الشكل الأول، فإن العلوم التعاليمية إنما تستعمل هذا الشكل. ويكاد أن يكون (1) جميع العلوم التي تعطى سبب الشيء كما قلنا إنما تأتلف براهينها فى هذا الشكل، لأن العلم بسبب الشيء إنما هو العلم المحقق الذي يكون على طريق الإيجاب، وهذا يأتلف فى الشكل الأول. وأيضا فإن الحدود لا تنتج إلا فى هذا الشكل من قبل أن الحدود موجبة للمحدود، والشكل الثاني ليس ينتج موجبة، والشكل الثالث وإن كان قد ينتج موجبة فهو لا ينتج كلية. والحدود والنتائج البرهانية بالجملة فهى (2) كلية. وأيضا فإن الشكل الأول هو غير محتاج إلى الشكلين الآخرين فى أن تبين مقدماته بمقدمات غير ذوات (3) أوساط إذا كانت مقدماته ذوات أوساط، والشكلان الآخران يحتاجان (4) إليه فى هذا المعنى. وإنما كان ذلك كذلك لأن كل شكل ففيه مقدمة موجبة ومقدمة كلية. فإذا كانت هاتان المقدمتان فى شكل (5) أى شكل كان محتاجة إلى الوسط احتيج أن تبين بمقدمات غير ذوات أوساط فى شكل آخر، والموجبة ليس يمكن أن تنتج فى الشكل الثاني، والكلية ليس يمكن أن تنتج (6) فى (7) الثالث. فمتى كانت الكلية هى الموجبة وكانت ذات وسط، احتاجت فى أن تبين بوسط إلى الشكل الأول
__________
(1) يكون ف، م، ج، ش: تكون ل، ق (هـ) د.
(2) فهى ف، ق، م، د، ج، ش: هى ل.
(3) ذوات ف، ق، م، د، ج، ش: ذات ل.
(4) يحتاجان ف، ق، م، د، ج، ش: محتاجان ل.
(5) شكل ف، ق، م، ج، ش: ل، د.
(6) تنتج ف، ج: ينتج ل، ق، م، د (هـ) ش.
(7) فى ف، ل، ق، م، د، ج، ش: الشكل ل.(1/87)
ضرورة سواء كانت جزء قياس فى الشكل الثاني أو الثالث. وإذا كان الأمر هكذا فبين من جميع هذه الوجوه أن الشكل الأول أحق الأشكال أن يكون شكل البرهان المطلق أعنى الذي يفيد وجود الشيء وسببه معا أو السبب إذا كان الوجود معلوما.
أصناف المقدمات التي تكون سوالب أول
(51) وكما أنه قد توجد مقدمات موجبات أول أعنى أن توجد محمولاتها لموضوعاتها بغير وسط، مثل حملنا النطق على الإنسان كذلك قد توجد سوالب أول أعنى أن تسلب محمولاتها عن موضوعاتها سلبا أولا وبغير وسط، مثل سلبنا الإنسانية عن الحمار. وإنما يكون المحمول مسلوبا عن الموضوع سلبا غير أول متى اتفق أن كان المحمول أو الموضوع داخلا تحت طبيعة ما كلية والجزء الآخر مسلوبا عنها أو (1) كانا كلاهما داخلين (2) تحت طبيعة كلية إلا أن الطبيعتين متباينتان. فإنه إذا / كان ذلك كذلك عرض أن يكون المحمول مسلوبا عن الموضوع، إما من قبل سلب تلك الطبيعة الكلية عنه إن كان الموضوع هو الداخل تحتها، وإما من قبل سلب الطبيعة المحيطة به عن الموضوع إن كان هو الداخل تحتها، وإما من قبل سلب الطبيعتين إحداهما عن الأخرى إن كانا (3)
كلاهما داخلين تحت طبيعتين متباينتين أعنى مسلوبة بالكلية إحداهما عن الأخرى. فإذا كان سلب المحمول عن الموضوع من قبل سلب الطبيعة المحيطة به عن الموضوع ائتلف ذلك فى الشكل الثاني. وإذا كان من قبل سلب الطبيعة المحيطة بالموضوع عنه (4) ائتلف ذلك فى الشكل الأول والثاني مثل ان نبين
__________
(1) كانا داخلين ف، ق، م، د، ج: كان كل واحد منهما داخلا ل كان كلاهما داخلين ش.
(2) كانا داخلين ف، ق، م، د، ج: كان كل واحد منهما داخلا ل كان كلاهما داخلين ش.
(3) كانا ف، ق، م: كان ل، ج د، ش.
(4) عنه ل، ق، م، ج، ش: ف، د.(1/88)
أن شجرة التين ليست حيوانا بتوسط النبات، فيأتلف القياس فى الثاني شجرة التين نبات والحيوان ليس بنبات، وفى الأول شجرة التين نبات والنبات ليس بحيوان، فينتج من (4) ذلك أن شجرة التين ليست بحيوان، وبين أن هذا السلب ليس هو (5)
بأول لأن سلب الشجرة عن الحيوان إنما هو من قبل سلب جنسها الذي هو النبات عن الحيوان. ومثال ذلك مما ليس ينتج فى الشكل الأول وينتج فى الثاني أن نبين عكس هذا وهو أن الحيوان ليس بشجرة فيأتلف / القياس هكذا:
الحيوان ليس بنبات، فينتج من (6) ذلك فى الضرب الثاني (7) من الشكل الثاني (8)
أن الحيوان ليس بشجرة. وأما مثال سلب المحمول عن الموضوع من قبل (9) أن الطبيعة المحيطة بكل واحدة (10) منهما مسلوبة عن صاحبتها مثل (11) سلبنا الحمار عن شجرة التين فإنه يمكننا أن ننتج سلب أحد هذين عن الآخر بتوسط كل واحدة من الطبيعتين المحيطتين بهما أعنى بتوسط الحيوان أو بتوسط النبات.
أما بتوسط النبات فمثل قولنا شجرة التين نبات والنبات ليس بحمار (12)، وأما بيان ذلك بتوسط الحيوان فمثل قولنا شجرة التين ليست حيوانا والحمار حيوان، ينتج فى
__________
(4) من ف، ق، م، د، ج: عن ل ش
(5) هو ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(6) من ف: عن ل، ق، م، د، ج، ش.
(7) من الثاني ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(8) من الثاني ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(9) قبل ف، م، د، ج، ش: قبيل (هـ) ل قبيل ق.
(10) واحدة ف، ق، م، د، ج: واحد ل، ش.
(11) مثل ف: فمثل ل، ق، م، د، ج، ش
(12) بحمار ف، ل، ق، م، ج، ش: فشجرة التين ليس بحمار ل فشجرة التين ليست بحمار ق، م، ج، ش بجماد فشجرة التين ليست بجماد د.(1/89)
الشكل الثاني أن شجرة التين ليست (12) بحمار لكون الصغرى سالبة. وإذا كان هذا هكذا فإذن المقدمات التي المحمولات فيها مسلوبة عن الموضوع سلبا أوليا هى المقدمات التي ليس واحد من جزأيها منحصرا تحت طبيعة كلية ولا كلى الجزءين بهذه الصفة. فأما أنه يجب إذا (13) كان شيء مسلوبا عن شيء ما أن يسلب كل واحد منهما عما دخل تحت الآخر حتى يكون سلبه عما تحته بوساطة سلبه عنه نفسه مثل أنه إذا كانت آمسلوبة عن ب فإنه يجب أن تكون آمسلوبة عن كل ما هو داخل تحت ب وتكون ب مسلوبة عن كل ما هو داخل تحت آفذلك يبين (14) من أنه إذا وضعنا صنفا من الأصناف تحته طبائع متلازمة فى الوجود أى يلزم الأعم منها عن الأخص ووضعنا صنفا ثانيا تحته طبائع متلازمة أيضا فى الوجود ووضعنا أنه ولا واحد من الصنفين يوجد لصاحبه، فإنه من البين أن أى شيء (15) وجد لطبيعة (16) واحدة من الطبائع التي فى صنف واحد أنه (17) مسلوب عن كل واحد من الطبائع التي فى الصنف الثاني وإلا وجد ذانك الصنفان المتباينان أحدهما للآخر. مثال ذلك أن نضع أحد الصنفين المتباينين الحيوان والطبيعتين المتلازمتين (18) البرى والسيار والصنف الثاني النبات والطبيعتين المتلازمتين الشجر والتين، فهو بين أن أى شيء وصف بواحدة من هذه الطبائع التي فى صنف واحد من الصنفين المتباينين أنه غير موصوف بطبيعة من الطبائع التي فى الصنف الثاني.
__________
(12) ليست ف، ق، م، د، ج، ش: ليس ل.
(13) اذا ل، ق، م، د، ش: اذ ف، ج.
(14) يبين ف، م: يتبين ل، ق، ج، ش تبين د.
(15) وجد لطبيعة ف، ق، م، د، ج، ش: وجدت له طبيعة ل.
(16) انه ف، ق، م، د، ج، ش: فانه ل.
(17) انه ف، ق، م، د، ج، ش: فانه ل.
(18) المتلازمتين ل، ق، م، د، ج، ش: ف.(1/90)
مثال ذلك أنه إذا وصفنا (1) النخلة بأنها شجرة فبين أنها ليست بحيوان برى ولا سيار، وإلا كان بعض هذه موصوفا ببعض أعنى النبات والحيوان. وإذا تقرر هذا فقد توجد أشياء تسلب عن أشياء بذواتها أى بغير واسطة وأشياء تسلب عن أشياء من قبل سلبها عن الأشياء المحيطة بها.
كيف يقع الغلط بالقياس الصحيح الشكل ويفقد حس ما
الجهل إما على طريق السلب والعدم وإما على طريق الملكة والحال
(52) ولما كان الجهل صنفين، جهل على طريق السلب والعدم وهو الجهل الذي / ليس معه اعتقاد شيء من الأشياء، وجهل على طريق الملكة والحال وهو الاعتقاد الكاذب، فإن الجهل الذي على طريق الملكة قد يعرض بجهتين، إحداهما بقياس والجهة الثانية بغير قياس بل بتوهم مجرد فقط أعنى أن يعتقد فى الشيء الموجود أنه غير موجود أو (2) فى غير الموجود أنه موجود، وذلك فى الأشياء التي وجودها أو لا وجودها إما بغير وسط وإما بوسط. وأما (3) التوهم والغلط الذي يكون يغير قياس فليس تكون (4) له أسباب متفننة، وهو بسيط غير مركب كما أن سببه بسيط. وأما الغلط الذي يكون بقياس فإن له أسبابا كثيرة.
وذلك أن هذا الغلط يكون فيما ليس له وسط وفيما له وسط وفى كل واحد من هذين فى الإيجاب والسلب أعنى أن يعتقد فى السالب أنه موجب وفى الموجب أنه سالب.
الغلط الموجب الكلى لا يكون إلا فى الشكل الأول
(53) فأما الغلط الموجب الكلى فإنه لا يكون إلا فى الشكل الأول.
وذلك يعرض فى السالب الذي بغير وسط أعنى أن يعتقد فيه أنه موجب
__________
(1) وصفنا ل، د: وضعنا ف، ق، م، ج، ش.
(2) او ف، ق، م، د، ج، ش: ول.
(3) واما ف، ق، م، د، ج، ش: فاما ل.
(4) تكون ف: يكون ل، ق، م، ج، ش (هـ) د.(1/91)
إما من قبل أن مقدمتى القياس تكونان كاذبتين وإما من قبل أن الصغرى تكون كاذبة والكبرى صادقة. مثال ذلك أنه إذا كانت آمسلوبة (1) عن ب بغير وسط فاعتقد إنسان أن آموجودة لب بطريق القياس أعنى بوسط هو ج فإنه قد يعرض هذا بجهتين. إحداهما أن تكون المقدمتان كاذبتين. وذلك أنه قد يمكن أن تكون آوب كلاهما مسلوبتين (2) عن ج سلبا كليا فيعتقد هو (3) أن آموجودة لج (4) وأن ج موجودة لب وأن آلذلك موجودة لب فيكون قد اعتقد موجبا كليا كاذبا فى سالب صادق بغير وسط من قبل مقدمتين كل واحدة منهما كاذبة وذلك غير ممتنع، فإنه لما كان آمسلوبا عن ب بغير وسط لم يمتنع أن يكون كل واحد منهما مسلوبا عن ج. والجهة الثانية أن تكون الكبرى صادقة والصغرى كاذبة. فإنه (5) يمكن أن تكون آمحيطة بج ومسلوبة عن ب سلبا أولا، فإن ذلك ليس بممتنع وإنما الممتنع أن تكون ج محيطة بب (6) وتكون آ / مسلوبة (7) عن ب سلبا أوليا، فإن آتكون حينئذ ليست مسلوبة عن ب سلبا أولا بل تكون مسلوبة عن ب من قبل سلبها عن ج المحيطة (8) بها، وذلك
__________
(1) مسلوبة ف، ق، م، د، ج: المسلوبة ل مسلوبا ش.
(2) مسلوبتين ف، ق، م: مسلوبين ل، د، ج، ش.
(3) هو ف، ق، م، د، ج، ش: هذا ل.
(4) لج ل، ق، م، د، ج، ش: لجيم ف.
(5) فانه ف، ل، ق، م، د، ج، ش: قد ل.
(6) وتكون آمسلوبة ف، م، د، ج: ويكون آمسلوبا ل ويكون آسلوبة ق ش.
(7) وتكون آمسلوبة ف، م، د، ج: ويكون آمسلوبا ل ويكون آسلوبة ق ش.
(8) المحيطة ف، م، ج، ش: المحيط ل، ق د.(1/92)
خلاف ما وضع. فلذلك إذا كانت آمسلوبة عن ب سلبا بغير وسط فليس (1)
يمكن أن يكون الغلط العارض فى ذلك من قبل أن المقدمة الصغرى صادقة والكبرى كاذبة لأنه ليس يوجد شيء يحيط بب حتى تكون ب جزءا منه وهو مسلوب عن آوتكون ب مسلوبة عن آسلبا أوليا. فبهذين الوجهين فقط يكون الغلط الموجب الكلى فى السالب الذي بغير وسط. والغلط الموجب الكلى إنما يكون فى الشكل الأول كما قلنا.
الغلط السالب الكلى الذي يعرض فى الشكل الأول
(54) وأما الغلط الذي هو سالب كلى فيعرض فى الشكل الأول والشكل الثاني إذ كان كلاهما ينتج السالب (2) الكلى. فلنخبر على كم وجه يعرض الغلط السالب فى الموجب الذي بغير وسط فى الشكل الأول أعنى بأي حال تكون المقدمتان فيه من الصدق والكذب (3). فنقول إنه ممكن أن يعرض فى هذا الشكل قياس تكون مقدمتاه (4) كاذبتين كلتاهما، وقد يمكن أن تكون إحداهما صادقة والأخرى كاذبة وتكون الصادقة والكاذبة أيتهما اتفق إما الصغرى وإما الكبرى. فأما كيف يعرض أن تكونا كاذبتين معا فذلك إذا اتفق مثلا أن تكون آموجودة لج ولب بغير وسط وتكون ج مسلوبة عن ب، فإذا جعل جاعل ج وسطا واعتقد أن آغير موجودة لج وأن ج موجودة لب، فقد وضع مقدمتين كاذبتين ينتج عنهما (5) سالب كاذب (6) وهو أن آغير موجودة لشيء من ب.
__________
(1) فليس ف، ق، م، د، ج، ش: ليس ل.
(2) السالب ف، ق، م، د، ج، ش: السلب ل.
(3) والكذب ف، ق، م، د، ج، ش: او الكذب ل.
(4) مقدمتاه ل، ش: مقدماته ف، ق، م، د، ج.
(5) سالب كاذب ف، ق، م، د، ج، ش: سالبا كاذبا ل.
(6) سالب كاذب ف، ق، م، د، ج، ش: سالبا كاذبا ل.(1/93)
وإنما يمكن أن يكون ج على ب بإيجاب كاذبا، لأنه ليس إذا وجد شيء فى شيئين لزم أن يوجد أحدهما للآخر فإن الحيوان موجود للفرس والحمار وليس الحمار بموجود للفرس. ومثال هذا من المواد أن نقول كل إنسان فرس ولا فرس واحد حيوان، فينتج لنا من ذلك سالب كاذب / عن مقدمتين كاذبتين وهو أن كل إنسان ليس بحيوان ووجود الحيوان للإنسان بغير وسط. وأما كيف يعرض أن تكون إحدى المقدمتين كاذبة والأخرى صادقة فمثل أن تكون آمسلوبة عن ج وتكون ج مسلوبة عن ب وتكون آموجودة وجودا أولا لب، فإن ذلك غير ممتنع. فإذا أخذنا آمسلوبة عن ج وج موجودة لب، أنتج لنا أن آمسلوبة عن ب عن مقدمتين كبراهما صادقة وصغراهما كاذبة. ومثال ذلك من المواد كل إنسان حجر ولا حجر واحد حيوان، فلا إنسان واحد حيوان. وإذا فرضنا المقدمة الكبرى صادقة يكون كذب الصغرى واجبا ضرورة من قبل أنه غير ممكن أن تكون آغير موجودة لج وموجودة لب وأن تكون ج موجودة لب. وأيضا فلو كانتا صادقتين لوجب أن تصدق النتيجة على ما سلف. وكذلك يمكن أن تكون الصغرى هى الصادقة والكبرى هى الكاذبة، وذلك مثل أن تكون آموجودة فى كل ب، وج فى كل ب، وب فى كل ج أعنى أن تكون الصغرى منعكسة فتكون آضرورة فى ج (5) لأنها إذا كانت فى كل ب، وب فى كل ج، فواجب أن تكون آفى كل ج إلا أنها فى ب بغير وسط وفى ج بوسط. فإذا أخذ آخذ (6) أن آغير موجودة لج وأن ج موجودة لب فأنتج من ذلك أن
__________
(5) ج ل، ق، د، ج: ب ف، م، ش.
(6) اخذ ل: احد ف، ق، م، د، ج، ش.(1/94)
آغير موجودة لشيء من ب فقد أنتج (1) سالب كاذب كلى (2) عن مقدمتين صغراهما صادقة وكبراهما كاذبة. فقد تبين أن فى الشكل الأول يمكن أن ينتج سالب كاذب يكون نقيضه موجب (3) غير ذى وسط. وذلك إما بأن تكون المقدمتان كاذبتين معا وإما أن تكون إحداهما كاذبة أيتهما اتفق بخلاف الأمر فى الموجب الكاذب، فإن هنالك ليس يمكن أن تكون الصغرى صادقة.
الغلط السالب الكلى الذي يعرض فى الشكل الثاني
(55) وأما فى الشكل الثاني فليس يمكن أن ينتج فيه سالب كاذب عن مقدمتين كلتاهما كاذبة بالكل. فإنه إن كانت آمثلا موجودة لكل ب بغير وسط فإنه ليس يوجد شيء يكون محمولا على جميع ب بإيجاب ومسلوبا عن جميع آأو بعكس ذلك، على ما قد (4) يوجد عليه الأمر من ترتيب الحد الأوسط فى الشكل الثاني من الطرفين حتى يكون الغالط إذا أخذ مكان السالب موجبا أو مكان الموجب سالبا فقد استعمل قضيتين كاذبتين بالكلية فى الشكل الثاني.
فأما إذا كانت المقدمتان كاذبتين (5) فى البعض فقد يمكن أن تكونا كاذبتين، وذلك أنه ليس (6) مانع يمنع (7) من أن تكون ج موجودة لبعض آولبعض ب.
فإذا أخذت ج موجودة لكل ب ومسلوبة عن كل آأو بالعكس، فإن المقدمتين تكونان / كاذبتين بالجزء. مثال ذلك أن الحساس يوجد للحيوان وجودا أولا والمتخيل يوجد فى بعض الحيوان وفى بعض الحساس، فإذا أخذ آخذ أن
__________
(1) سالب كلى ف، م: سالبا كاذبا كليا ل سالب كلى كاذب ق، د، ج، ش.
(2) سالب كلى ف، م: سالبا كاذبا كليا ل سالب كلى كاذب ق، د، ج، ش.
(3) موجب ف، ق، م، د، ج، ش: موجبا ل.
(4) قد ف، ج: ل، ق، م، د، ش.
(5) كاذبتين ف، ق، م، د، ج: كاذبة ل ش.
(6) مانع يمنع ف، م، د، ج، ش: يمنع مانع ل مانع يمتنع ق.
(7) مانع يمنع ف، م، د، ج، ش: يمنع مانع ل مانع يمتنع ق.(1/95)
كل حيوان متخيل وأنه ولا حساس واحد متخيل أنتج سالبا كليا كاذبا وهو أنه ولا حيوان واحد حساس من مقدمتين كاذبتين بالجزء. وقد يمكن (4) فى هذا الشكل أن تكون (5) إحدى المقدمتين كاذبة أيتهما كانت والأخرى صادقة. فإن كل ما هو موجود لكل آهو موجود لكل ب من جهة وضعنا أن آموجودة لب وجودا أولا، فلنفرض ذلك الموجود لكليهما هو ج فإن (6) أخذ أن ج (7) موجودة لكل آوغير موجودة لشيء من ب، فإن مقدمة ج آالكبرى تكون صادقة والصغرى كاذبة والنتيجة سالبة كاذبة. وكذلك يعرض متى تغير مكان الموجبة، وذلك أن تكون ج موجودة لكل ب وغير موجودة لكل آفإن الصغرى تكون صادقة والكبرى كاذبة. وكذلك أيضا لما كان ما هو غير موجود لشيء من أحدهما، فإنه ليس موجودا لكل الآخر من قبل أنه إن كان موجودا له كان موجودا للشيء الذي وضع هو مسلوبا عنه، وذلك خلف لا يمكن.
فإذا كان مثلا ج غير موجود لب وغير موجود لكل آفأخذ آخذ (8) أن ج غير موجود لب وموجود لكل آ، أمكن أيضا بهذه الجهة أن تكون إحدى المقدمتين كاذبة والأخرى صادقة مثل أن تكون ج غير / موجودة لب فإن السالبة تكون صادقة وهى الصغرى والموجبة كاذبة، وكذلك أيضا يعرض إذا غير مكان السالبة أعنى أن تؤخذ (9) ج ولا فى شيء من آ، وج فى كل ب، فإن الكبرى تكون الصادقة والصغرى الكاذبة، وذلك أن الموجبة أبدا هي الكاذبة.
__________
(4) فى تكون ف: ان تكون فى هذا الشكل ل، ق، م، د، ج، ش.
(5) فى تكون ف: ان تكون فى هذا الشكل ل، ق، م، د، ج، ش.
(6) فان ف، ق، م، د، ج، ش: فاذا ل.
(7) ج ف، ق، م، د، ج، ش: ب ل.
(8) اخذ ل: احد ف، ق، م، د، ج، ش.
(9) توخذ ل، ق، م، ج: (هـ) ف توجد (هـ) د يوجد ش.(1/96)
خاتمة
(56) فقد تبين من هذا متى يمكن أن يقع الغلط والانخداع فى القياس فى المقدمات التي هى غير ذوات وسط عند كون المقدمتين معا كاذبتين، أو كون إحداهما فقط أيتهما اتفق أو كون الصادقة والكاذبة منهما محدودة.
الغلط العارض فى المقدمات ذوات الأوساط عن القياس الكاذب المقدمات
(57) فأما المقدمات ذوات الأوساط فإن الغلط فيها العارض عن القياس الكاذب المقدمات لا يخلو (1) أن يكون أيضا (2) إما سالبا كليا وإما موجبا كليا.
ثم القياس الذي ينتج الكاذب لا يخلو أيضا من أن ينتجه بحد أوسط مناسب للحق أو غير مناسب وأعنى بالمناسب للحق الحد الأوسط الذي يمكن به (3) أن ينتج به الحق الذي هو ضد النتيجة الكاذبة وبغير المناسب الذي ليس يمكن (4) به أن ينتج (5) الحق من جهة أنه ليس وضعه من الطرفين وضعا يأتلف منه شكل منتج أصلا.
الغلط السالب فى الشكل الأول بوسط مناسب للحق
(58) فأما الغلط السالب فقد يكون كما قيل فى الشكل الأول وقد يكون فى الثاني. فأما إذا كان فى الشكل الأول وكان بوسط مناسب، فإنه ليس يمكن أن تكون المقدمتان كلتاهما كاذبتين لكن الكبرى منهما فقط تكون هى الكاذبة والصغرى هى الصادقة. مثال ذلك أن تكون آموجودة لب بوسط ج أعنى بأن تكون آموجودة لكل ج، وج موجودة لكل ب فإنه يتبين (6)
أن مقدمة (7) ج ب (8) وهى الصغرى ليس يمكن أن يغلط فيها فتؤخذ على
__________
(1) ان ايضا ف، ق، م، د، ج، ش: ايضا ان يكون ل.
(2) ان ايضا ف، ق، م، د، ج، ش: ايضا ان يكون ل.
(3) به ف: ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) به ينتج ف، ق، ج، ش: أن ينتج به ل أن ينتج م، د.
(5) به ينتج ف، ق، ج، ش: أن ينتج به ل أن ينتج م، د.
(6) يتبين ف، م، د، ج، ش:؟؟؟ (هـ) ل تتبين ق.
(7) ج ب ل: ب ج ف، ق، م، د، ج ش.
(8) ج ب ل: ب ج ف، ق، م، د، ج ش.(1/97)
الضد أعنى أن تؤخذ سالبة كلية بعد ما كانت موجبة كلية لأنه إن غلط فيها وأخذت سالبة وأخذت الكبرى صادقة أى موجبة لم ينتج من ذلك شيء فى الشكل الأول لأنه لا ينتج فيه ما صغراه سالبة. وكذلك إن أخذت كلتاهما كاذبتين أعنى أن تؤخذا سالبتين معا إذ كان ما من سالبتين لا ينتج فى شيء (3) من الأشكال. وكذلك إن كان الحد الأوسط قريبا من المناسب أعنى قريبا من أن ينتج الحق، مثل الموجبتين فى الشكل الثاني وذلك بأن تكون ج مثلا محمولة على كل آومحمولة على كل ب، فإنه متى (4) رام أحد أن ينتج سالبا لجيم (5) فى هذا الموضع فى الشكل الأول فإن مقدمة ج ب تكون صادقة ولا بد إذ كان من شرطها أن تكون موجبة، والكبرى هى التي يمكن أن تؤخذ بالضد أعنى سالبة. فقد تبين أن الغلط إنما يعرض فى المقدمة الكبرى فى الشكل الأول على السالب متى كان الحد الأوسط مناسبا للحق أو قريبا من المناسب.
الغلط السالب فى الشكل الأول عند ما يكون الحد الأوسط غير مناسب للحق
(59) وأما إن كان الحد الأوسط الذي أخذ فى القياس الكاذب غير مناسب للحق، فإن الحد الأوسط الذي بهذه الصفة لا يخلو أن يكون موجودا للطرف الأعظم مسلوبا عن الأصغر أو يكون مسلوبا عن كليهما. وأما أن يكون مسلوبا عن الأعظم موجودا للأصغر، فإن ذلك لا يمكن لأنه إذا وجد محمول لموضوع أعنى لكله فليس يمكن أن يوجد شيء يسلب عن كله المحمول
__________
(3) شيء ف، ق، م، د، ج، ش: شكل ل.
(4) متى ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(5) لجيم ف: لج ل، ق، م، د، ج، ش.(1/98)
ويوجب هو لكل الموضوع. وأما أن يوجد شيء مسلوب (1) عن كليهما أو يسلب عن الموضوع ويوجد له المحمول، فقد يمكن. وبين أن الحد / الذي بهذه الصفة ليس يمكن أن يبين به أن شيئا موجود (2) فى كل شيء، فهو لذلك غير مناسب، فإذا (3) كان الحد الأكبر موجودا فى كل الأوسط كما قلنا والأوسط مسلوبا عن كل الأصغر، فإن ذلك ممكن مثل أن تكون آموجودة لكل ج وج غير موجودة لشيء من ب وآ موجودة لكل ب فمن الاضطرار أن تكون المقدمتان كلتاهما كاذبتين لأنه لا يمكن من مثل هاتين المقدمتين أن تنتج نتيجة كاذبة سالبة إلا بأن تقلب المقدمتان الصادقتان جميعا أعنى بأن ترد الموجبة سالبة والسالبة موجبة (4) لأنه دون هذا لا يكون القياس منتجا فى الشكل الأول مثل أن يأخذ آخذ آولا على شيء من ج، وج على كل ب، فينتج له أن آولا على شيء من ب، وهو سالب كلى / كاذب عن مقدمتين كلتاهما كاذبتان. وأما متى كان الحد الأوسط مسلوبا عنه الطرف الأعظم والأعظم فى الأصغر بمنزلة ما تكون آمسلوبة عن كل ج فإن مقدمة آج السالبة تكون صادقة، وأما مقدمة ج ب الموجبة فإنها تكون كاذبة من قبل أنها تؤخذ موجبة وهى سالبة لأنه لو كانت صادقة من حيث تؤخذ موجبة للزم أن تكون النتيجة سالبة صادقة، وقد فرضناها موجبة. فلذلك ما يجب إذا كان
__________
(1) مسلوب ف، ق، م، د، ج: مسلوبا ل مساوب ش.
(2) موجود ف، ق، م، د، ج، ش: موجودا ل.
(3) فاذا ف، ج: فاذن ان ل، ش فاذا ان ق فان م، د.
(4) موجبة ل، ق، م، د، (ح يد 2) ج: صادقة ف، ج ش(1/99)
الحد الأوسط الغير مناسب (1) مسلوبا عن الطرف الأعظم أن يكون مسلوبا عن الطرف الأصغر كما قلنا.
الغلط الذي يعرض فى الشكل الثاني عند ما يكون الحد الأوسط غير مناسب للحق
(60) فأما متى كان هذا الغلط فى الشكل الثاني، فإنه غير ممكن أن تكون كلتا المقدمتين كاذبتين بكلتيهما من أجل أنه إذا كانت آموجودة لكل ب فغير ممكن أن يوجد حد أوسط يكون موجبا لكل أحدهما ومسلوبا عن جميع الآخر لأنه لو كان ذلك كذلك لكان آمسلوبا عن كل ب كما قيل فيما تقدم. فأما أن تكون إحدى المقدمتين كاذبتين أيتهما كانت فقد يمكن بمنزلة ما تكون ج موجودة لكل آولكل ب فإذا أخذ آخذ (2) ج موجودة لكل آوغير موجودة لشيء من ب أنتج أن آغير موجودة لشيء من ب بمقدمتين، إحداهما كاذبة وهى السالبة والثانية صادقة وهى الموجبة. وكذلك يعرض إن أخذ الأمر بالعكس أعنى إن أخذت ج غير موجودة لشيء من آوموجودة لكل ب. وأما إن كان الكذب جزئيا فقد يمكن أن يكونا (3) كاذبتين معا مثل أن يكون (4) آموجودة فى بعض ج، وج فى بعض ب. فقد بان كيف يعرض الغلط فى السالب فى الشكل الأول والثاني وبأي أحوال من الصدق والكذب تكون عند ذلك المقدمات.
__________
(1) مناسب ف، ج: المناسب ل، ق، م، د، ش.
(2) اخذ ل، م، ج: احد ف، ق ان د ش.
(3) يكونا ف، ق، م، ش: تكونا ل، ج (هـ) د.
(4) يكون ف، ق، ش: تكون ل، م، ج (هـ) د.(1/100)
الغلط الذي يعرض فى الإيجاب الكلى
(61) وأما الغلط الذي يعرض فى الإيجاب الكلى فإنه يعرض أيضا إذا كان الوسط مناسبا وإذا كان أيضا غير مناسب. أما إذا كان مناسبا فإنه غير ممكن أن يكون (1) كلتا المقدمتين كاذبتين من قبل أنه يلزم من الاضطرار أن تكون مقدمة ب ج التي تنتج الحق موجبة ومقدمة آج سالبة. فإذا حولت إحداهما وتحفظ بأن يكون القياس منتجا، فإنما تحول السالبة فقط. وعلى هذا المثال يعرض الأمر (2) إذا كان الحد الأوسط قريبا من المناسب كما قيل فى الغلط الذي يكون فى السالب (3) الكلى وذلك إذا اتقق أن كانت آغير موجودة فى شيء من ج وموجودة فى كل ب. فأما متى لم يكن القياس بوسط مناسب، فإنه متى كانت آموجودة لكل ج، وج غير موجودة لشيء من ب، فإن مقدمة آج تكون صادقة ومقدمة ج ب كاذبة لأنها هى التي نقلت (4) موجبة. وأما متى كانت آغير موجودة لشيء من ج، وج غير موجودة لشيء من ب، فإن المقدمتين كلتيهما (5) تحول من السلب إلى الإيجاب فتكون كلتاهما كاذبتين تنتج موجبا كاذبا. وأما إن كانت آمسلوبة عن كل ج، وج موجودة لكل ب، فهو وسط مناسب والكاذبة فيه كما قلنا هى الكبرى إذ كانت هى التي تحول مثل أن يأخذ (6) آخذ أن كل موسيقى علم وأن كل علم حيوان فينتج له أن كل موسيقى حيوان. وأما مثال إذا كان الحد الأوسط مسلوبا عن الطرفين
__________
(1) يكون ف، ق، ج، ش: تكون ل، م (هـ) د.
(2) الامر ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(3) السالب ف، ق، م، د، ج، ش: السلب ل.
(4) نقلت ف، ق، م، د، ج: تقلب ل، فعلت ش.
(5) كلتيهما ف، ج، ش: كلتاهما ل، ق، م، د.
(6) يأخذ ل، م، ج: ناخذ ف ياحد ق، تاحد د ياخد ش.(1/101)
فأخذه أخذا (1) موجبا للطرفين من المواد فمثل قول القائل كل إنسان حجر وكل حجر ديك فكل إنسان ديك.
خاتمة
(62) فقد تبين من هذا القول كيف يقع الغلط بالقياس الصحيح الشكل فى المقدمات التي لا أوساط لها، وفى المقدمات ذوات الأوساط، وعلى كم ضرب يقع، وباى شروط (2) وخواص يقع.
من يفقد حسا من الحواس يفقد علما من العلوم
(63) قال: ويظهر أن (3) من يفقد حسا من الحواس أنه يفقد علما من العلوم من قبل أن جميع ما يعلمه الإنسان / ليس يخلو من أن يكون علمه إما بالاستقراء وإما بالبرهان. فأما البرهان فإنه يكون من المقدمات الكلية.
وأما الاستقراء فإنما يكون من الأمور الجزئية. والمقدمات الكلية لا طريق لنا إلى العلم بها إلا بالاستقراء. وذلك أن المقدمة الكلية المأخوذة فى الذهن مجردة من المواد إذا رام الإنسان أن يبين صدقها، فإنما يبين صدقها بالاستقراء إما بأن يبينها بيانا / مطلقا إذا كانت مما شأنها أن تؤخذ (4) مجردة من المواد مثل المقدمات التعاليمية وإما بأن يقربها نحو مادة ما إذا كانت مما شأنها أن توجد (5) فى مادة ما، وكان متى فقدنا حسا ما فلا طريق إلى استقراء محسوسات تلك الحاسة. وإذا لم يكن لنا سبيل إلى الاستقراء لم يكن لنا سبيل إلى العلم بالمقدمات الكلية التي فى ذلك الجنس. وإذا لم يكن لنا سبيل إلى معرفة
__________
(1) اخذا ف: اخذ ل، ق، م، د، ج ح ش.
(2) شروط ف، م، ج، ش،: شرط ل، ق، د.
(3) ان ف: انه ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) تؤخذ ل: (هـ) ف، د توجد ق، م تو؟؟؟ ج، يؤخد ش.
(5) توجد ف، ق، م، ج: توخذ ل يوجد د (هـ) ش.(1/102)
المقدمات الكلية لم يكن لنا سبيل إلى البرهان على شيء فى ذلك الجنس. فإذن متى فقدنا حسا ما فقدنا علما ما.
المقدمات والحدود التي تستعمل فى البراهين متناهية ومحصورة
لا يمكن فى البرهان أن يكون حمل الحدود بعضها على بعض بطريق العرض
(64) وكل قياس فإنما تتقوم ذاته من ثلاثة حدود على ما تبين فى كتاب القياس (1). فإن كان القياس موجبا أى ينتج الموجب كانت الحدود الثلاثة محمولة بإيجاب بعضها لبعض أعنى الأول على الأوسط والأوسط على الأخير. وإن كان القياس سالبا أى منتجا للسالب كان أحد الحدين محمولا بإيجاب والآخر محمولا بسلب. وهذا كله قد تبين فى كتاب القياس. (2)
وإذا كان هذا هكذا فإن القياس الذي يكون من المقدمات المشهورة وهو القياس الجدلى ليس يشترط فى مقدماته إلا أن تكون مشهورة فقط سواء وجدت فيها شروط المقدمات اليقينية أو لم توجد. وأما القياس البرهانى فإنه ينبغى أن يشترط فى مقدماته مع سائر ما ذكرنا أن لا (3) يكون حمل الحدود بعضها على بعض بطريق العرض أى على غير المجرى الطبيعى، بمنزلة ما يحمل الإنسان على الأبيض، أعنى أن يجعل (4) الأبيض موضوعا فى القضية والإنسان محمولا فنقول كل أبيض فهو إنسان، وذلك أن الأبيض محمول بالطبع على الإنسان إذ كان موجودا فى الإنسان والإنسان موضوع له بالطبع.
ما يستفاد من البحث عن الأشياء الموضوعة بالطبع والمحمولة بالطبع وعن أطراف الحدود فى البراهين
(65) وإذا كان الأمر هكذا أعنى أن هاهنا أشياء موضوعة بالطبع ومحمولة (5) بالطبع فقد ينبغى أن ننظر إذا وجدنا شيئا هو موضوع فقط بالطبع
__________
(1) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 169.
(2) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 176.
(3) ان لا: الا ل، د، ش الا ان ف، ق الا الا ان ج.
(4) يجعل ف، ق، م، ج، ش: تجعل ل د.
(5) ومحمولة ف، ق، م، د، ج، ش: واشياء محمولة ل.(1/103)
لشيء وليس هو محمولا على شيء آخر مثل شخص الجوهر وكان الشيء المحمول عليه على المجرى الطبيعى وأولا موضوعا لشيء آخر وذلك المحمول الثالث أيضا موضوعا لمحمول رابع هل ينتهى هذا التزيد والإمعان (1) إلى فوق (2) فى مثل هذا الحمل الذي يكون بالطبع وبالذات حتى نصل فى الترقى إلى محمول أول ليس بموضوع لشيء آخر أم ذلك يمر إلى غير نهاية، وأن ننظر أيضا هل إذا وجدنا محمولا أولا أى ليس يحمل عليه بالطبع شيء البتة وكان موضوعه يحمل أيضا على موضوع ثان والثاني على ثالث هل يمكن أيضا فى مثل هذا الانحطاط والإمعان إلى أسفل أن نصل إلى موضوع أول أم يمر ذلك إلى غير نهاية. والفرق بين المطلبين أن الأول طلبنا فيه هل يحمل على الموضوع الأول محمولات لا نهاية لها بعضها على بعض مثل أن يحمل على ب ج، وعلى ج د، وعلى د هـ أم ذلك يقف، والثاني كان طلبنا فيه هل المحمول الأول توجد (3) له موضوعات لا نهاية لها بعضها موضوع لبعض أم ينتهى الأمر فيه إلى موضوع أول أعنى ليس يكون له موضوع آخر، مثل أن تكون (4) آمحمولا أولا ليس يحمل عليها (5) شيء و (6) تحمل هى (7)
على ب، وب على ج، وج على د. وأيضا فقد ينبغى أن نبحث أيضا إن تبين أن أطراف الحدود فى البراهين متناهية أعنى أنه يلزم أن يوجد فيها محمول أول وموضوع أول هل الأوساط (8) التي بينها (9) متناهية أم غير متناهية أعنى
__________
(1) الى فوق ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(2) الى فوق ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(3) توجد ف: يوجد ل، ق، م، ج، ش (هـ) د.
(4) تكون ف: يكون ل، ق، م، ج، ش (هـ) د.
(5) عليها ف، ق، م، د، ج، ش: عليه ل.
(6) تحمل هى ف، ق، م: يحمل هو ل يحمل هى د، ج، ش.
(7) تحمل هى ف، ق، م: يحمل هو ل يحمل هى د، ج، ش.
(8) التي بينها ف، ق، م، ج، ش: بينها ل د.
(9) التي بينها ف، ق، م، ج، ش: بينها ل د.(1/104)
أن يوجد بين كل حدين منهما (8) حد أوسط وبين ذلك الحد حد (9) ويمر ذلك إلى غير نهاية. والبحث عن المطلبين الأولين يستفاد (10) منه هل المطلوبات متناهية أم غير متناهية. وهذا البحث الثالث يستفاد منه هل هنا (11) مقدمات غير ذوات أوساط أوائل لا تبين (12) بغيرها أم كل شيء فله وسط ويقوم عليه البرهان على ما (13) كان يرى ذلك من حكى عنه ذلك من القدماء (14).
منفعة الفحص عن المقدمات السالبة
(66) والقول / فى المقدمات السالبة هو هذا القول بعينه أعنى أن الحدود التي (15) بهذه الصفة بعضها يحمل بإيجاب وبعضها بسلب هل ينتهى الحمل الذي يكون فى أمثال هذه الحدود من الطرفين أم ليس ينتهى (16)، وإن انتهى فهل يمكن أن يكون بين الطرفين أوساط لا نهاية لها أم ليس / يمكن ذلك والمنفعة فى الفحص عن أمثال هذه الأشياء وأمثال هذه المقدمات أعنى التي تكون مؤلفة من الإيجاب والسلب هى تلك المنفعة بعينها التي فى الموجبات فقط أعنى هل توجد سوالب بغير ذات وسط وهل تكون العلوم التي (17) على طريق السلب متناهية.
__________
(8) منهما ف، ق، ج، ش: ل منها م، د.
(9) حد ف، ل، م، د، ج، ش: اخر ل ق.
(10) يستفاد ف، ق، م، ج: (هـ) د، ش ليستفاد ل.
(11) هنا ف، ق، م، د، ج: هاهنا ل، ش.
(12) تبين ف، ق: تتبين ل، ج يتبين م يبين د، تسين ش.
(13) على ما ف، ق، م، د، ج، ش: كما ل.
(14) انظر الفقرة 12والفقرة 13.
(15) التي ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(16) ينتهى ل، ق، م، د، ج، ش: تنتهى ف.
(17) التي ل، ق، م، د، ج، ش: ف.(1/105)
إن كانت المحمولات إما متناهية وإما غير متناهية فإن الموضوعات تكون بتلك الصفة
(67) وينبغى أن تعلم (1) أن قوة هذين الطلبين فى الحدود المنعكسة بعضها على بعض قوة واحدة أعنى أنه إن كانت (2) المحمولات إما متناهية وإما غير متناهية فإن الموضوعات تكون بتلك الصفة، وذلك أن المحمولات فيها يمكن أن تكون (3) موضوعات. فمتى وجدنا لمحمول ما أول موضوعا أخيرا فقد وجدنا لموضوع ما أول محمولا أخيرا، وبالعكس إذ يمكن أن يصير ذلك المحمول الأول موضوعا أول فيترقى منه إلى محمول أخير (4) وهو الموضوع الأخير.
فمتى (5) لم نجد موضوعا أخيرا لم نجد محمولا أخيرا، وكذلك متى لم نجد محمولا أخيرا لم نجد موضوعا أخيرا، وسواء كان انعكاسهما وحملهما كلاهما على المجرى الطبيعى إن وجدت أشياء بهذه الصفة أو كان الانعكاس يكون على غير المجرى الطبيعى مثل الجوهر على العرض إلا أنه إن كان حملها وانعكاسها طبيعيا لم يلف هنالك موضوع أول ولا محمول أول بالطبع.
إذا كانت الأطراف الموجبة متناهية يجب أن تكون الأوساط الموجبة متناهية
(68) فلنبين أولا أن الأطراف إذا كانت متناهية أن الأوساط يجب ضرورة أن تكون متناهية. فنقول إنه لو كان يمكن إذا كانت الأطراف متناهية أى موجودة بالفعل (6) أن تكون (7) الأوساط بينهما بالفعل غير متناهية لكان لا يمكن السلوك من طرف إلى طرف، لأن السلوك بينهما إنما يكون على الأوساط. وإذا كانت الأوساط غير متناهية فالسلوك عليها سلوك غير
__________
(1) تعلم ف، م، ج: نعلم ل يعلم ق، د، ش.
(2) كانت ل، ق، م، د، ج، ش: كان ف.
(3) تكون ف، م: تعود ل يكون ق، ج، ش، (هـ) د.
(4) أخير ل: اخر ف، ق، م، د، ج، ش.
(5) فمتى ف: ومتى ل، ق، م، د، ج، ش.
(6) ان تكون ف، ق، م، د، ج: ول ان يكون ش.
(7) ان تكون ف، ق، م، د، ج: ول ان يكون ش.(1/106)
منقض. وإذا كان من أحد الطرفين غير منقض فالطرف الآخر غير موجود بالفعل وقد كان فرض موجودا بالفعل، هذا خلف لا يمكن. وسواء فرضنا الأوساط الغير متناهية (2) بين بعض الأوساط الموجودة بالفعل بين الطرفين الموجودين بالفعل أو بين جميع الأوساط الموجودة بالفعل بين الطرفين مثل أن يكون الطرفان آوب والأوساط التي بينها ج ود فسواء فرضنا هذه الأوساط الغير متناهية (3) بين آوج وبين ج ود وبين د (4) وب أو فرضناها بين حدين منها فقط وفرضنا الباقى ليس بينها وسط مثل أن نفرض الأوساط الغير متناهية (5)
بين آوج (6) فقط والباقى ليس بينها وسط اللازم فى ذلك واحد.
إذا كانت الأطراف السالبة متناهية يجب أن تكون الأوساط السالبة متناهية
(69) واللازم من هذا بعينه فى البراهين التي تنتج (7) الموجبات هو اللازم نفسه فى البراهين التي تنتج (8) السالب أعنى أنه إن كانت الأطراف فيها محدودة فإن الأوساط محدودة متناهية. وذلك أنه كما تبين (9) أنه إذا وضعنا الأوساط المحمولة بإيجاب غير متناهية بين طرفين موجودين بالفعل أحدهما محمول على الآخر بإيجاب من قبل حمله على تلك الأوساط الغير متناهية (10) لم يمكن أن يكون ذانك الطرفان أحدهما محمول على الآخر بإيجاب، كذلك يلزم الأمر فى الطرفين اللذين
__________
(2) متناهية ف، ش: المتناهية ل، ق، م، د، ج.
(3) متناهية ف، ج: المتناهية ل، ق، م، د، ش.
(4) د وبين د ل: هـ وبين هـ ف، ق، م، د، ج، ش.
(5) متناهية ف: المتناهية ل، ق، م، د، ج ش.
(6) ج ف، ق، م، ج: د ل ش.
(7) الموجبات تنتج ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(8) الموجبات تنتج ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(9) تبين ف، م، ج، ش: نبين ل، يتبين ق، د.
(10) متناهية ف: المتناهية ل، ق، م، د، ج، ش.(1/107)
أحدهما محمول على الآخر على طريق السلب من قبل حدود سالبة وسط لا نهاية لها. وذلك أن كل شيء يسلب عن شيء بوسط، فهنالك (4) مقدمتان إحداهما موجبة والأخرى سالبة. فإن كان يجب أن تكون مقدمات موجبة غير ذوات (5)
أوساط وأن لا يمر الأمر فى الموجبات إلى غير نهاية، فقد يجب أن يكون الأمر فى المقدمات السالبة كذلك. مثال ذلك أن نفرض آإنما سلبت / عن ب من قبل سلبها عن ج ووجود ج لب وإنما سلبت عن ج من قبل سلبها عن هـ ووجود هـ لج وكذلك إلى غير نهاية. فإنه إذا كان الأمر كذلك لم تلف آمسلوبة عن ب فى وقت من الأوقات إلا لو أمكن وجود مقدمات موجبة لا نهاية لها بين طرفين محدودين. وسواء كان البرهان السالب الذي بهذه الصفة مؤتلفا فى الشكل الأول أو (6) الشكل الثاني أو الثالث، اللازم فى ذلك واحد إذ (7) كل قياس قد تبين أنه لا بد فيه من مقدمة موجبة ومقدمة كلية. وكذلك إن كان البرهان الذي بهذه الصفة مؤلفا من أكثر من شكل واحد فإن المؤلف من المتناهى هو متناه (8)
ضرورة.
تبيين أن الاطراف متناهية وأو لا فى القياسات العامة الصادقة التي تأتلف من المحمولات الغير ذاتية
(70) وإذا تقرر أن الأطراف إذا كانت متناهية فإن الأوساط متناهية، فلنبين أولا (9) أن الأطراف متناهية وأولا فى القياسات العامة الصادقة التي تأتلف
__________
(4) فهنالك ف، ق، م، د، ج، ش: فهناك ل، د.
(5) ذوات ف، ق، م، د، ج، ش: ذات ل.
(6) او ف، ل، ق، م، ج: فى ل د وش.
(7) اذ ف، ل، م، ج، ش: كان ل اذا ق د.
(8) متناه ف، ل، ق، م، د، ج، ش: بعينه ل.
(9) اولا ف: ل، ق، م، د، ج، ش.(1/108)
من المحمولات الغير ذاتية (1)، ثم نبين ذلك فى القياسات الخاصة المناسبة وهى التي تأتلف من المحمولات الذاتية.
المحمولات فى القياسات العامة تكون أعراضا أو حدودا أو أجزاء حدود للموضوعات
(71) فنقول: إن المحمولات التي تكون فى القياسات العامة لا تخلو أن تكون أعراضا للموضوعات التي هى بالحقيقة موضوعات وهى الجواهر أو (2) حدودا أو (3) أجزاء حدود أعنى أجناسا أو (4) فصولا. فأما إن كانت حدودا فبين أنها متناهية من جهة الحمل. وكذلك إن كانت أجزاء حدود، لأنه إن كان لأجزاء الحدود / حدود ومر (5) الأمر إلى غير نهاية لم يمكن أن نقف على الأشياء التي تقومت منها تلك الأشياء، وذلك محال. فإن كنا نقف على الأشياء من قبل حدودها فقد يجب أن تكون أجزاء الحدود (6) متناهية، ولا أيضا الموضوع للحدود أو أجزاء الحدود يمكن أن يكون له موضوع أعنى المحدودات ويمر ذلك إلى غير نهاية، فإن الموضوع إما أن يكون جنسا أو نوعا، فإن كان جنسا فلا بدّ أن يكون له نوع أخير والنوع الأخير (7) ينتهى حمله (8) إلى الأشخاص. وإن كان نوعا فإنما يحمل على الشخص (9) فقط، والشخص ليس يحمل على شىء على المجرى الطبيعى.
فهذه هى حال المحمولات الجوهرية إذا كانت حدودا أو أجزاء حدود أعنى أجناسا أو فصولا. وأما إذا كانت المحمولات أعراضا للموضوعات فإنه إذا تجنب
__________
(1) ذاتية ف، م، ج: الذاتية ل، ق، د ش.
(2) حدودا او ف، ق: حدود ول، م، ج، ش حدودا (ح) ج حدود اوج.
(3) حدودا او ف، ق: حدود ول، م، ج، ش حدودا (ح) ج حدود اوج.
(4) او ل: وف، ق، م، د، ج، ش.
(5) ومر ف، م، ج، ش: مر ل، ق من د.
(6) الحدود ل، م، د: الحد ف، ق، ج، ش.
(7) ينتهى حمله م، د، ج، ش: ينتهى جملة ف، ق، منتهى حمله ل.
(8) ينتهى حمله م، د، ج، ش: ينتهى جملة ف، ق، منتهى حمله ل.
(9) الشخص ف، ق، م، د، ج، ش: الاشخاص ل.(1/109)
أيضا فى هذا النحو من الحمل الحمل الذي يكون بطريق العرض كما يتجنب الحمل على غير المجرى الطبيعى وهو بالجملة حمل العرض على العرض من جهة حمل كليهما بالطبع على الجوهر الذي هو موضوع العرض، مثل حملنا على هذا الأبيض أنه ذو ذراعين، أو على ذى الذراعين أنه مضاف، أو غير ذلك من سائر المقولات، فإن ذا الذراعين إنما حمل على الأبيض من جهة أنه عرض له أن كان محمولا على الشىء الذي يحمل عليه الأبيض، وهو الجوهر الموضوع لهما، كأنك قلت إنسان أو خشبة واستعمل فى ذلك الحمل الحقيقى، وإن لم يكن ذاتيا وهو حمل العرض على الجوهر، مثل حمل المشي على الإنسان فقد تبين أيضا أن مثل هذه المحمولات أيضا متناهية وموضوعاتها متناهية، وذلك أن كل عرض يحمل فهو ضرورة إما محمول على الجوهر من جهة أنه كيف أو كم وبالجملة واحد من المقولات التسع وما هو بهذه الصفة فهو متناه ضرورة من جهة تناهى المحمولات الجوهرية الموضوعة له. هذا إذا أخذ المحمول محمولا بالطبع والموضوع موضوعا بالطبع لا بالعرض مثل أن تحمل مقولة عرض على مقولة عرض آخر (7) من قبل حملهما جميعا على الجوهر. فالجواهر بالجملة إنما يحمل عليها أحد أمرين أعنى الحمل الحقيقى إما أشياء تعرف ماهياتها، وإما أشياء هى واحد من المقولات التسع.
وكل واحد من الأجناس والأنواع الموجودة فى مقولة مقولة متناهية بتناهى أجناس مقولة الجوهر وأنواعها الموضوعة لتلك. فإنه ليس توجد الأمور الكلية إلا فى الأمور المشار إليها. ولذلك لا غناء هاهنا لوضع الصور التي يقول بها أفلاطون لو كانت موجودة، لأن البراهين إنما هى لهذه الأشياء المشار إليها لا لتلك الصور المفارقة. / وإذا تقرر هذا فبين أن الإمعان إلى فوق فى الحمل ليس يمكن
__________
(7) آخر ف، ق، م، د، ج، ش: (مرتين) ل.(1/110)
أن يمر إلى غير نهاية فى مقولة من المقولات، وكذلك الانحطاط إلى أسفل.
واذا كان الأمر هكذا فبين أن كل حمل حقيقى فهو متناه من الجهتين جميعا أعنى المحمول والموضوع. فهذا الوجه هو أحد الوجوه التي يبين منه أن كل قياس منطقى فإن الحمل فيه ينتهى إلى مقدمات غير ذات (8) اوساط من قبل أن الطرفين فيه يجب أن يكونا محدودين.
بيان آخر فى أنه لا يمكن أن يوجد قياس منطقى من مقدمات غير متناهية
(72) وأما الوجه الآخر فهو أنه إن كان البرهان إنما يقوم من المقدمات الكلية المحيطة بالنتيجة أعنى التي هى أعلى منها وكانت الأشياء التي تعلم بالبرهان فغير ممكن أن تعلم بشيء آخر سوى البرهان ولا بشيء هو أفضل من البرهان، فقد يجب إن كانت كل مقدمة مأخوذة فى البرهان تحتاج إلى مقدمة أعلى منها أن لا نجد لشىء من الأشياء العلم بالبرهان من قبل أن وجود ما لا نهاية له غير ممكن أن يخرج إلى الفعل اللهم إلا أن يضع واضع أن البرهان قد يكون من المقدمات المصطلح عليها الموضوعة وضعا من غير أن تتبين فى علم من العلوم، وذلك شنيع.
فقد تبين أنه لا يمكن أن يوجد قياس منطقى من مقدمات غير متناهية وأعنى بالمنطقى القياس الذي مقدماته كلية وصادقة إلا أنها غير مناسبة.
يجب فى القياس البرهانى المناسب أن ينتهى إلى مقدمات غير ذات وسط
(73) فأما أمر القياس البرهانى المناسب وهو الذي قصد البحث عنه هاهنا فقد تبين أنه يجب أيضا فيه أن ينتهى إلى مقدمات غير ذات (9) وسط من قبل أنه محدود الطرفين من هذا القول، وذلك أن البرهان إنما يكون من المقدمات الذاتية كما سلف. والمقدمات الذاتية ضربان، أحدهما أن تكون المحمولات هى التي منها تتقوم طبيعة الموضوعات وهذه المحمولات هى إما
__________
(8) ذات ف: ذوات ل، ق، م، د، ج، ش.
(9) ذات ف، م: ذرات ل، ق، د، ج، ش.(1/111)
حدود للموضوعات وإما أجزاء حدود والضرب الثاني المحمولات المأخوذة موضوعاتها فى حدودها على أنها جزء من حدودها بمنزلة الفرد / المحمول على العدد الذي ليس بزوج، فإن العدد يؤخذ فى حد العدد الفرد والعدد الزوج.
وإذا كان الأمر هكذا فبين أنه ولا واحد من صنفى هذا الحمل يمكن الإمعان فيه إلى غير نهاية، وذلك أنه إن وجد للفرد شىء يتنزل منه منزلة الفرد من العدد فإن العدد أيضا يكون مأخوذا فى حد ذلك الشىء مع الفرد. فإن وجدت محمولات بهذه الصفة بغير نهاية أمكن أن يوجد فى الجنس الواحد بعينه أشياء غير متناهية بالفعل، وذلك مستحيل. والذي يوجد فى أمثال هذه المحمولات ليس هو أن تمر (1) إلى غير نهاية، بل إنما يوجد فيها أنها تنعكس أعنى أن يحمل الأعم على الأخص وذلك أن الثاني منها أخص من الأول. مثال ذلك أن الفرد هو أخص من العدد، فإن كان شىء آخر يتنزل منزلة الفرد من العدد فهذا (2) أخص أيضا من الفرد ولذلك (3) يظهر أيضا (4) من هذه الجهة أنه ليس يمكن الإمعان فيها إلى غير نهاية، بل ينتهى الأمر إلى محمول لا يوجد أخص منه. ولا أيضا لمحمولات التي تؤخذ فى حدود الموضوعات يمكن أن يمر الأمر فيها إلى غير نهاية. فإنه لو كان الأمر كذلك لما كان لنا سهيل إلى معرفة حدود الأشياء. فإذا كانت المحمولات فى البرهان هى هذان الصنفان من المحمولات وكان قد تبين فى هذه أنها تنقطع فى الإمعان إلى فوق أعنى فى الحمل ففى الإمعان أيضا إلى أسفل تنقطع أعنى فى وضع بعضها لبعض.
__________
(1) تمر ف: يمر ل، ق، م، د، ج، ش.
(2) فهذا ف: فهو ل، ق، م، د، ج، ش.
(3) يظهر أيضا ف، ق، م، د، ج، ش: ايضا يظهر ل.
(4) يظهر أيضا ف، ق، م، د، ج، ش: ايضا يظهر ل.(1/112)
يجب أن تكون للبراهين مقدمات أوائل ليس لها برهان
(74) وإذا كان الأمر (1) هكذا وكانت الحدود التي هى محصورة بين حدين قد تبين قبل أنها متناهية فبين أنه يجب عن ذلك أن تكون (2) للبراهين مقدمات أوائل ليس لها برهان إذ ليس لها حد أوسط ولا يكون البرهان واقعا على كل (3) شىء وهو الذي حكينا أن قوما يعتقدون ذلك (4). فقد تبين أن فى كلى القياسين المنطقى والبرهانى يجب أن تكون مقدمات غير ذوات أوساط معلومة بأنفسها لا بغيرها.
لماذا يجب أن تكون المقدمات المستعملة فى البراهين صنفين
(75) ويظهر أنه إذا كان شىء واحد بعينه يحمل على شيئين من قبل حمله على شىء عام لهما أن ذلك لا يمر إلى غير نهاية أعنى أن يحمل على ذلك العام من قبل عام آخر موجود له بل يقف ذلك مثل أنه إن حمل على المثلث المختلف الأضلاع والمستوى (5) الأضلاع أن زواياه (6) مساوية لقائمتين (7) من قبل أن كليهما مثلث فإنه ليس إن / حملت مساواة الزوايا (8) على المثلث من قبل أمر عام أيضا موجود له يمر ذلك إلى غير نهاية، أى يوجد حملها أيضا لذلك العام من قبل عام آخر ويمر ذلك إلى غير نهاية. فإنه لو كان ذلك كذلك لبعدت (9)
__________
(1) الامر ف، ق، م، د، ج، ش: هذا ل.
(2) تكون ف، ق، م، ج: يكون ل، ش (هـ) د.
(3) كل ف، ق، م، د، ج، ش: كلى ل.
(4) انظر الفقرة 12والفقرة 13.
(5) المستوى ف، ق، م، د، ج، ش: المتساوى ل.
(6) مساوية لقائمتين ف، م، ج، ش: مثل قائمتين ل متساوية لقائمتين ق، د.
(7) مساوية لقائمتين ف، م، ج، ش: مثل قائمتين ل متساوية لقائمتين ق، د.
(8) الزوايا ف، ل، ق، م، د، ج، ش: لقائمتين ل.
(9) لبعدت ف، ق، م، ج، ش: لتعدت ل لنفدت د.(1/113)
المقدمات الطبيعية الموضوعة فى تلك الصناعة من (1) طبيعة الجنس ووجدت أعم منها بأضعاف لا نهاية لها. وقد تبين أن المقدمات لا يجب أن تتعدى طبيعة الجنس الموضوع سواء كانت خاصة أو عامة على ما تبين فيما تقدم (2) ولذلك ليس يمكن أن ينقل البرهان من صناعة إلى صناعة. فلذلك ما يجب أن تكون المقدمات المستعملة فى البراهين صنفين، صنف ليس لها أوساط وهى التي ليس من شأنها أن تتبين (3) بغيرها وصنف لها أوساط وهى التي شأنها أن تتبين (4)
بغيرها. وهذان الصنفان من المقدمات موجودان فى الموجبات والسوالب كما تبين (5). والمقدمات الغير ذوات أوساط هى التي تتنزل من البرهان منزلة الاسطقسات، وذلك إما كلها وإما الكبر منها. والمقدمة الغير ذات وسط هى المقدمة الواحدة بإطلاق البسيطة. وأما المقدمة التي لها وسط فهى مركبة. وكما أن فى سائر الأشياء المركبة قد ينتهى الأمر فيها إلى مبادئ بسيطة فى غاية البساطة مثل انتهاء النغم إلى النغمة التي هى طنينى (6)، ومثل انتهاء الأشياء المكيلة والموزونة إلى مثاقيل وأكيال لا يوجد أصغر منها فى الحس كذلك الأمر فى مبادئ القياس. فاسطقسات القياس هى المقدمات الغير ذات (7) وسط. والوسط يقع فى المقدمات ذوات الأوساط، أما فى الموجبات فبين الطرفين وذلك (8) إذ كانت النتائج
__________
(1) من ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(2) انظر الفقرة 31.
(3) تتبين ف، ج: تبين ل، ق، م، ش د.
(4) تتبين ف، ج: تبين ل، ق، ش يبين م تبين (هـ) د.
(5) انظر الفقرات 5452، 57، 62.
(6) طنينى ف، ق، د، ج: طنين ل، م، (ح يد 2) ج، ش.
(7) ذات ف، د، ج، ش: ذوات ل، ق، م.
(8) وذلك ف، ل، ق، د، ج، ش: دائما ل فذلك م.(1/114)
الكلية الموجبة إنما تنتج فى الشكل الأول فقط، وأما الوسط فى المقدمات السالبة فقد يقع بين الطرفين وذلك إذا كان السالب الكلى المنتج فى الشكل الأول لأن المقدمة الصغرى تكون فيه موجبة فهى توجب ضرورة كون الحد الأوسط موجودا بين الطرفين. وأما الشكل الثاني فإن الحد الأوسط يقع فيه خارجا عن الطرف الأكبر. وأما الشكل الثالث فليس يقع الوسط فيه خارجا عن الطرف الأعظم.
النظر فى أى أفضل البرهان الكلى أو الجزئى والموجب أو السالب والمستقيم أو الخلف
أنواع البراهين
(76) قال: ولما كان البرهان منه كلى ومنه جزئى ومنه موجب ومنه سالب ومنه مستقيم ومنه خلف، فقد ينبغى أن ننظر أى أفضل البرهان الكلى (1)
أو الجزئى، والبرهان الموجب أو السالب، والمستقيم / أو الخلف.
النظر فى أمر البرهان الكلى والجزئى من جهة ظن قوم أن البرهان الجزئى أفضل
(77) ولنبدأ من ذلك بالنظر فى أمر البرهان الكلى والجزئى فنقول: إن قوما ظنوا أن البرهان الجزئى أفضل من الكلى. أما أولا فمن قبل أنهم اعتقدوا أن الذي يعلم أن هذا موسيقار يعلم ذلك بنفسه وبغير واسطة وهو العلم الجزئى والذي يعلم أنه موسيقار من قبل علمه أن الإنسان موسيقار فهو يعلمه من قبل غيره وهو العلم الكلى والعلم الذي يكون للشىء بذاته وبنفسه أفضل من (2) الذي يكون للشىء من قبل غيره، فالعلم الجزئى أفضل من العلم الكلى.
قالوا وكذلك الحال فيمن يعلم بالبرهان أن المثلث المتساوى الساقين مساوية زواياه لقائمتين بغير وساطة أنه مثلث هو أفضل ممن يعلم ذلك منه من قبل أنه مثلث. قالوا وأيضا لما كان الكلى ليس هو شيئا خارجا عن الأشخاص وكان البرهان على الأمر الكلى إذا كان هو الموضوع يوهمنا أنه شىء موجود بذاته منحاز عن الأشخاص والبرهان على الأمر الجزئى لا يوهمنا مثل هذا الوهم الكاذب،
__________
(1) الكلى ف، ل، ق، م، د، ج، ش: الموجب ف، ل، ق، د، ج، ش أو الموجب م.
(2) من ف، ل، ق، م، د، ج، ش: العلم ل، م.(1/115)
فالبرهان على الشىء الذي لا يكون سببا للغلط أفضل من الذي يكون على الشىء الذي هو سبب للغلط (2). قالوا وأيضا فإن الجزئى أحرى بالوجود خارج النفس من الكلى، والبرهان على الشىء الذي هو أحرى بالوجود هو أفضل من البرهان على الشىء الذي هو أقل فى باب الوجود. وقد يدل على أن الجزئى أحرى بالوجود من الكلى أن الذين يثبتون وجوده إنما يثبتونه بوجوده / فى الجزئى.
الحجج فى أن البرهان الجزئى أفضل كلها واهية
(78) قال: وهذه الحجج كلها واهية. أما الحجة الأولى فنحن أحق بها منهم. وذلك أنه يظهر أن الذي يعلم أن كذا هو كذا من قبل أنه مشار إليه فهو إنما يعلمه بطريق العرض لا من جهة ما هو. مثال ذلك أن الذي يعلم أن وجود الزوايا المساوية لقائمتين للمثلث المتساوى الساقين لا للمثلث المطلق فإنما علم ذلك لا بما هو، والذي علم ذلك للمثلث فهو الذي علم الشىء بما هو. وإذا كان هذا هكذا فالعلم بالأمر الكلى أفضل من العلم بالجزئى. وأيضا إذا كان الكلى معنى واحدا ولم يكن اسما مشتركا فليس معنى وجوده خارج الذهن أقل من وجود الأشخاص لكن يزيد عليها زيادة فى الوجود، وذلك أنه غير فاسد ولا كائن والأشخاص كائنة فاسدة. وليس يجب إذا كان اسم (3) الكلى يدل على معنى واحد مفرد أن يظن به لذلك أنه شىء موجود مفارق للأشخاص. وذلك أنه كما أنه ليس يظن ذلك فى كليات مقولات العرض مثل كلى البياض والسواد كذلك ليس ينبغى أن يظن ذلك (4) فى كليات (5) الجوهر. وأيضا الذي يظن ذلك بالكلى فالنقص إنما هو من قبله لا من قبل وجود الكلى فى نفسه.
__________
(2) للغلط ف، ق، م، د، ج، ش: الغلط ل.
(3) اسم ف، ق، م، د، ج، ش: الاسم ل.
(4) فى كليات ف، ق، م، د، ج، ش: بكليات ل.
(5) فى كليات ف، ق، م، د، ج، ش: بكليات ل.(1/116)
بيان أن البرهان على المعنى الكلى أفضل منه على المعنى الجزئى
(79) قال: فهذا هو بيان فساد ما احتجوا به. وقد تبين (1) أن البرهان على المعنى الكلى أفضل منه على المعنى الجزئى من حجج. إحداها أن الشىء الذي يعلم بالشيء الذي هو أحق بإعطاء السبب هو أفضل من الشىء الذي يعلم بالشيء الذي ليس هو أحق بإعطاء السبب، والكلى هو أحق بإعطاء السبب إذ كان هو الذي يحمل عليه الشىء بذاته وكان هو الذي عنده يقف السؤال بلم على أنه السبب الحقيقى. مثال ذلك أنا إذا سألنا (2) مثلا لم كان هذا المثلث زواياه الخارجة مساوية لأربع قوائم فقيل من قبل أنه متساوى الساقين كان المعطى فى ذلك سببا ناقصا إذ كان عرضيا، وكذلك إن قيل من قبل أنه مثلث. فإذا قيل من قبل أنه شكل مستقيم الخطوط وهو الشىء الذي من قبله وجدت زواياه الخارجة بهذه الصفة فقد أعطى السبب الحقيقى التام المفيد للعلم التام.
وأيضا فإن الأمور الجزئية هى غير متناهية والأمور الغير متناهية (3) غير محاط بها ولا محصورة، وأما الكليات فمحيطة بالجزئيات وحاصرة لها، فيكون البرهان على الأمور الكلية أفضل من البرهان على الأمور الجزئية من قبل أن البرهان على الأشياء التي معلومها أكثر هو أفضل من البرهان الذي يكون على الأشياء التي معلومها أقل أعنى الأمور الجزئية. وأيضا البرهان الذي يعلم به شيئان أفضل من البرهان الذي يعلم به شىء واحد. والذي يعلم الكلى فعنده علم الجزئى من قبل الكلى بالقوة القريبة، وأما الذي يعلم الجزئى فليس عنده من قبله علم الكلى لا بالقوة القريبة
__________
(1) تبين ف، ق، م، ج، ش: يبين ل بين بيان د.
(2) سالنا ف، ق، م، ش: سلنا ل، د، ج.
(3) متناهية ف: المتناهية ل، ق، م، د، ج، المتناسبة ش.(1/117)
ولا البعيدة. وأيضا فإن الحد الأوسط الذي يكون من السبب (4) الكلى الأعلى هو البرهان الذي عنده ينتهى الفحص عن أسباب ذلك الشىء ويكف التشوق (5)
الطبيعى. وإذ (6) كان البرهان الذي هو أكثر كلية أفضل مما هو أقل كلية فى باب معرفة العلة فإذن / البرهان الذي يكون على الكلى أفضل من الذي يكون على الجزئى، وذلك (7) إن كان البرهان الأفضل (8) المقدمة الكبرى فيه أتم كلية، فالنتيجة التي بهذه الصفة قد يجب أن تكون (9) أفضل.
الذي عنده العلم بالأمر الكلى فعنده العلم بالأمر الجزئى بالقوة وليس كذلك من عنده العلم بالأمر الجزئى
(80) قال: فهذه هى الأقاويل التي يمكن أن يبين بها أن العلم على الكلى أفضل منه على الجزئى. غير أن فى هذه الأقاويل التي احتججنا بها ما يجرى مجرى الأقاويل المنطقية يريد الجدلية، فإنه أحد ما يعنى بالمنطقية. وإنما ينبغى أن يعتمد / منها على أن الكلى أكثر فى باب العلم من الجزئى من قبل أن الذي عنده العلم بالأمر الكلى فعنده العلم بالأمر الجزئى بالقوة، والذي عنده العلم بالأمر الجزئى فليس عنده العلم بالكلى أصلا ولا بنحو من الأنحاء أعنى لا بالقوة ولا بالفعل.
فهذا جملة ما قاله من أن البرهان الكلى أفضل من الجزئى.
البرهان الموجب أفضل من السالب لأنه ينبنى على مقدمات أقل ويأتلف من موجبتين
(81) فأما أن البرهان الموجب أفضل من السالب فهو يبينه (10) أيضا من وجوه. أحدها أن البرهان الذي ينبنى على مقدمات أقل فى باب الكمية أو فى باب
__________
(4) السبب ف، ق، م، د، ج، ش: سبب ل.
(5) التشوق ف، ق، د: الشوق ل، م، ش تشوق ج.
(6) اذ ف: اذا ل، ق، م، د، ج، ش.
(7) ذلك ف، ل، ق، م، د، ج، ش: انه ل، ق، م، د، ج، ش.
(8) الأفضل ف، ل، ق، م، د، ج، ش: ما أن ل.
(9) تكون ل، م: يكون ف، ق، د، ج، ش.
(10) يبينه: بينه (هـ) ف، ل بينه ق، د، ج، ش بينة م.(1/118)
الكيفية أعنى الأبسط فهو أفضل من البرهان الذي ينهنى على مقدمات أكثر فى البابين جميعا أو فى أحدهما. والبرهان الموجب والسالب يتفقان جميعا فى أنهما يأتلفان من ثلاثة حدود، إلا أن الموجب يأتلف من مقدمتين هى من نوع واحد أعنى من (2) موجبتين والسالب يأتلف من مقدمتين من نوعين أعنى إحداهما موجبة والأخرى سالبة. فإذن البرهان الموجب أفضل من البرهان السالب. فأما أن البرهان الذي يأتلف من مقدمات أقل فى باب الكمية أو الكيفية (3) أفضل فذلك يتبين من أن البرهان الذي يأتلف من مقدمات أكثر فالمعرفة بنتيجته أبعد من المعارف الأول بالطبع. وكذلك يشبه أن يكون الأمر فى الذي يأتلف من مقدمات متنوعة فى المعرفة أعنى أن تكون إحداهما أعرف من الثانية مثل الموجبة والسالبة، فإن الموجبة أعرف من السالبة.
فلما كان البرهان السالب يأتلف من مقدمتين إحداهما أقل معرفة من الأخرى والموجب يأتلف من مقدمتين إحداهما مساوية للمقدمة الواحدة من البرهان السالب فى المعرفة والأخرى أعرف منها، لزم أن يكون البرهان الموجب أعرف من البرهان السالب. ويشبه أن يكون البرهان البسيط بالجملة أفضل من المركب. فإذا اجتمع فى البرهان البساطة من قبل الكيفية والكمية كان أفضل من البرهان الذي إنما هو بسيط من جانب الكمية فقط، وذلك أن البرهان البسيط من باب الكمية إنما هو من ثلاثة حدود فقط. فيشبه (4) أن يكون هذا هو الذي قصده أرسطو بهذا القول.
__________
(2) من ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(3) الكيفية ف، ل، ق، م، ج، ش: فهو ل، ق، م، ج، ش د.
(4) فيشبه ف، ق، م، د، ج، ش: ويشبه ل.(1/119)
النتائج الموجبة تبين من مقدمتين موجبتين فقط
(82) وأيضا فإن النتائج الموجبة (1) تبين من مقدمتين موجبتين فقط، وأما السالبة فإنها تبين من مقدمتين إحداهما سالبة والأخرى موجبة، والموجبات (2)
أفضل.
المقدمة الموجبة ليست محتاجة فى أن تنتج إلى السالبة والسالبة محتاجة إلى الموجبة
(83) وأيضا فإن القياس السالب إذا أنمى بأن يزاد فيه حد أوسط بين حدين حتى يصير ذا حدود كثيرة فقد يلزم فيه أن تتكثر الموجبات فيه. فأما السوالب فليس تكون (3) فيه منها إلا سالبة واحدة. مثال ذلك أن تكون آغير موجودة لشىء من ب، وب موجودة لكل ج. فإذا احتيج إلى تنمية المقدمتين كلتيهما فإنه يجب أن يجعل بين آوب حدا وسطا وبين ب وج كذلك.
فليكن الحد الأوسط الذي بين آوب هـ وبين ب وج ز. فمن البين أنه يكون فى هذا القياس ثلاث موجبات وسالبة واحدة. وذلك أنه يكون آولا على شىء من هـ، وهـ على كل ب، وب على كل ز، وز على كل ج. وكذلك ما تكررت الأوساط زادت الموجبات وبقيت السالبة واحدة فقط. وإذا كان هذا هكذا فالموجبات هى السبب فى أن كانت السالبة منتجة. فإذن الموجبة ليست هى محتاجة فى أن تنتج إلى السالبة والسالبة محتاجة إلى الموجبة، بل (4) إذا كان القياس مركبا فيحتاج إلى أكثر من موجبة واحدة. وكل ما يحتاج (5) فى أن يبين به شيء ما إلى غيره، فذلك الغير أعرف. فالموجبة بالجملة أعرف من السالبة والبرهان الذي نتيجته ومقدماته أعرف فهو أعرف والأعرف أفضل.
__________
(1) الموجبة ف، ل، ق، م، د، ج، ش: هى ل.
(2) الموجبات ف، ق، م، د، ج، ش: الموجبة ل.
(3) تكون ف: يكون ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) بل ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(5) يحتاج ف، م، د، ج، ش: هو محتاج ل يحنا ق.(1/120)
مبادئ البرهان الموجب أقدم وأفضل فهو أقدم وأفضل
(84) وقد يبين أن الموجبة أعرف من السالبة من أن السالبة إنما تفهم بالإضافة إلى الموجبة، والموجبة ليس تفهم بالإضافة إلى السالبة إذ كان هذا حال العدم مع الوجود. وأيضا فإن الموجبة تدل / على الوجود والسالبة (1) على العدم، والوجود أقدم من العدم وأفضل، فالبرهان الذي مبادئه أقدم وأفضل فهو أفضل وأقدم.
البرهان الموجب مؤتلف من مقدمات متقدمة بالطبع من مقدمات البرهان السالب
(85) وأيضا فإن البرهان الموجب كأنه متقدم بالطبع على السالب من قبل أن الموجبة متقدمة بالطبع على السالبة، لأنه حيث ترتفع المقدمة الموجبة فليس هنا لك نتيجة سالبة وإذا وجدت المقدمة الموجبة فليس يلزم أن توجد نتيجة سالبة. والبرهان المؤتلف من / المقدمات المتقدمة بالطبع أشرف من البرهان الذي يأتلف من مقدمات متأخرة بالطبع.
البرهان المستقيم أفضل من الخلف
(86) ولأنه قد تبين أن البرهان الموجب المستقيم أفضل من البرهان السالب المستقيم، فمن البين أنه إذا تبين أن البرهان (2) السالب المستقيم (3) أفضل من البرهان السائق (4) إلى الخلف الموجب أنه يتبين أن البرهان المستقيم (5) أفضل بالجملة (6) من السائق (7) إلى الخلف. فلنفرض أولا أن القياس المستقيم السالب صورته هذه الصورة وهو أن تكون آمثلا غير موجودة لشىء من ب، وب موجودة لكل ج، فيلزم من (8) ذلك أن تكون آغير موجودة
__________
(1) السالبة ف، ل، ق، م، د، ج، ش: تدل ل.
(2) السالب المستقيم ف، ق، م، ج، ش: المستقيم السالب ل د.
(3) السالب المستقيم ف، ق، م، ج، ش: المستقيم السالب ل د.
(4) السائق ف، ق، ج: السابق ل، م، د، ش.
(5) السائق ف، ق، ج: السابق ل، م، د، ش.
(6) افضل بالجملة ف: بالجملة أفضل ل، ق، م، ج، ش د.
(7) السائق ف، ق، ج: السابق ل، م د، ش.
(8) من ف، ق، م، ج، ش: عن ل د.(1/121)
لشىء من ج، فإذا أردنا أن نبين هذه النتيجة بقياس خلف فإنا نحتاج أن نأخذ نقيض النتيجة أو ضدها وهو أن آموجودة لكل ج ونضيف إليها مقدمة لا يشك في صدقها وهو مثلا أن ب موجودة لكل ج. فلنضع أنه أنتج لنا منهما (6) محال وهو أن آموجودة فى بعض ب فإذن غير ممكن أن يوجد آلكل ج فهى غير موجودة لها. فالحدود فى كلى البرهانين تكون واحدة كما سلف لكن الفرق بينهما أن السالبة الكبرى الكلية (7) إذا كانت عندنا أعرف من النتيجة ألفنا القياس مستقيما مثل أن يكون عندنا قولنا آولا فى شىء من ب أعرف من قولنا آولا على شىء من ج. وأما إذا كانت السالبة المنتجة هى عندنا أعرف من الكبرى السالبة، فإنا نؤلف القياس على طريق الخلف بأن نضع نقيضها ونضيف إليها (8) صادقا فيلزم عن ذلك كذب بين الكذب. فقياس الخلف ليس يمكن حتى تكون النتيجة أعرف عندنا من المقدمة الكبرى التي نتيجتها (9) بالطبع أعنى المقدمات المحيطة بالنتائج. وإذا كان هذا هكذا فالقياس المستقيم ينتج الأخفى بالطبع من الأعرف بالطبع، وقياس الخلف ينتج من الأعرف عندنا لا من الأعرف بالطبع، وما ينتج من الأعرف بالطبع فهو أفضل.
البرهان المستقيم يكون بالطبع وبغير طريق صناعى
(87) وأيضا فإن النتيجة إنما تكون بالطبع وأولا عن مقدمتين نسبة إحداهما إلى الأخرى كنسبة الكل إلى الجزء على ما تبين فى كتاب القياس
__________
(6) منهما ف، ق، م، ج، ش: منها ل د.
(7) الكلية ل، م، ج، ش: كلية ف، ق، د.
(8) اليها ف: إليه ل، ق، م، د، ج، ش.
(9) نتيجتها ف، م، ج: تنتجها ل ينتجها ق، د، ش.(1/122)
وذلك هو القياس المستقيم (1) وقياس الخلف ليست حال مقدماته هذه الحال إذ كان مركبا من حملى وشرطى على ما تبين (2). فإذن القياس المستقيم هو الذي يكون بالطبع وبغير طريق صناعى. وأما القياس السائق (3) إلى الخلف فقل ما تفعله الفكرة بالطبع وإنما تفعله بالصناعة. فإذن البرهان الذي يكون من تأليف طبيعى ومقدمات أعرف بالطبع من النتيجة هو أفضل. وإذا كان البرهان (4) السالب المستقيم (5) أفضل من برهان الخلف الموجب فهو أفضل من الخلف السالب. وإذا كان البرهان الموجب المستقيم أفضل من السالب المستقيم فهو أفضل من الخلف بإطلاق.
خواص العلوم والبرهان والفروق بين العلم والظن
العلوم يفضل بعضها بعضا فى باب استقصاء المعرفة واليقين
(88) قال: والعلوم يفضل (6) بعضها بعضا في باب استقصاء المعرفة واليقين بالشيء حتى يكون علم أوثق من علم لأسباب. أحدها أن العلم الذي يبين وجود الشىء بعلته أوثق من العلم الذي يبين وجود الشىء بأمر متأخر عنه. والثاني أن العلم الذي يكون موضوعه أشد تبريا من المادة فهو أوثق علما إذ كانت المادة هى سبب ما بالعرض المغلط فى العلوم. ولذلك (7) كان علم العدد أوثق براهين من (8)
علم الألحان. والثالث أن العلم الذي مبادئ موضوعاته أبسط براهينه (9) أوثق
__________
(1) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 176.
(2) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرة 171.
(3) السائق ف، م، ج، ش: السابق ل، ق د.
(4) السالب المستقيم ف، ق، م، ج، ش: المستقيم السالب ل د.
(5) السالب المستقيم ف، ق، م، ج، ش: المستقيم السالب ل د.
(6) يفضل ف، ق، م، د، ج: تفضل ل يفصل ش.
(7) كان من ف، ق، م، د، ج، ش: كانت براهين علم العدد اوثق من براهين ل.
(8) كان من ف، ق، م، د، ج، ش: كانت براهين علم العدد اوثق من براهين ل.
(9) براهينه ف: فبراهينه ل، ق، م، د، ج ش.(1/123)
من العلم الذي مبادئ موضوعاته مركبة من ذلك المعنى الأبسط ومعنى زائد إليه.
مثال ذلك حال علم العدد مع علم الهندسة، فإن مبدأ العدد / هو الواحد ومبدأ الأعظام هى النقطة، والوحدة هى ذات غير منقسمة لا وضع لها والنقطة ذات غير منقسمة لها وضع. فإذن النقطة أقل فى البساطة من الوحدة.
العلوم المختلفة هى التي مبادئها الأول مختلفة وموضوعاتها مختلفة
(89) قال: والعلوم المختلفة هى التي مبادئها الأول مختلفة وموضوعاتها مختلفة. ويظهر أن العلوم المختلفة يجب أن تكون مبادئها مختلفة من أنه متى حللت (1)
المبادئ المستعملة فى علم علم إلى المبادئ الأول الغير مبرهنة (2) فى ذلك العلم وجدتها مختلفة إذ كانت المبادئ الأول فى كل برهان يجب أن تكون خاصة بالطبيعة الموضوعة لذلك العلم نفسه من قبل أن مقدمات البرهان يجب أن تكون ذاتية مناسبة على ما سلف (3).
قد يمكن أن يبرهن المطلوب الواحد بعينه فى الصناعة الواحدة بعينها ببراهين كثيرة
(90) قال: وقد يمكن أن يبرهن المطلوب الواحد بعينه فى الصناعة الواحدة بعينها ببراهين كثيرة أى بحدود وسط مختلفة. وليس يتفق ذلك بأن تكون الحدود الوسط بعضها داخلا تحت بعض، بل ومن غير أن يكون بعضها داخلا تحت بعض مثل من يبرهن أن كل قابل للذة فهو متغير بواسطة (4) المتحرك وبواسطة (5) القابل للسكون. فيأتلف البرهان الواحد هكذا: / كل قابل للذة فهو متحرك وكل متحرك فهو متغير فكل قابل للذة فهو متغير. ويأتلف البرهان الثاني هكذا: كل قابل للذة قابل للسكون وكل قابل للسكون قابل للتغيير فكل قابل للذة
__________
(1) حللت ف، ق، م، د، ج، ش: حالت ل.
(3) انظر الفقرات 25، 28، 31، 32.
(2) مبرهنة ف: المبرهنة ل، ق، م، ج، ش المتناهية د.
(4) بواسطة ف، ق، م، د، ج، ش: بوساطة ل.
(5) بواسطة ف، ق، م، د، ج، ش: بوساطة ل.(1/124)
قابل للتغيير. فيكون التغير الذي هو شىء واحد بعينه قد تبين لشىء واحد بعينه فى صناعة واحدة بحدين أوسطين ليس أحدهما داخلا تحت الآخر. فأما إذا كان أحد الحدين الأوسطين محمولا على الآخر فإنه بين أنه يكون منهما برهانان (2) على شىء واحد إذ كانا جميعا يوجدان لموضوع واحد مثل أن يبين (3) أن الإنسان متغذ بواسطة (4) أنه حيوان وبواسطة (5) أنه ناطق.
ليس يكون برهان على الأشياء التي تحدث بالاتفاق وعلى الأقل
(91) قال: والأشياء التي تحدث بالاتفاق وعلى الأقل فليس يكون عليها برهان، إذ كان (6) ما يحدث بالاتفاق ليس هو من الأشياء التي توجد بالضرورة ولا من الأشياء التي توجد على الأكثر. والبرهان إنما يكون فى هاتين الطبيعتين أعنى الضرورية أو الممكنة على الأكثر إذ كان كل برهان فإما أن تكون مقدماته ضرورية كما سلف (7) وإما جارية على الأكثر. والنتيجة اللازمة عن المقدمات الضرورية تكون ضرورية واللازمة عن المقدمات التي على الأكثر تكون على الأكثر.
لا سبيل إلى حصول العلم بالبرهان عن الحس
(92) قال: ولا سبيل أيضا إلى حصول العلم بالبرهان عن الحس. وذلك أن الحس إنما يدرك الأشخاص المحدودة الوجود بالزمان والمكان. وأما العلم بالبرهان فإنما يكون على الأمر الكلى وبالأمر الكلى، والأمر الكلى هو فى كل شخص وفى كل زمان. ولمكان هذا لو أحسسنا مثلا من هذا المثلث أن زواياه مساوية
__________
(2) برهانان ل: برهان ف، ق، ش برهان ما م، د، ج.
(3) يبين ف، م: نبين ل، ج، ش تبين ق، د.
(5) بواسطة ف، ق، م، د، ج، ش: بوساطة ل.
(4) بواسطة ف، ق، م، د، ج، ش: بوساطة ل.
(6) كان ف، ق، م، د، ج، ش: كل ل.
(7) انظر الفقرة 23والفقرة 24.(1/125)
لقائمتين لما كان هذا الإحساس هو الذي يفيدنا أن زوايا كل مثلث مساوية لقائمتين، إذ كان الإحساس إنما كان لهذا المثلث المشار إليه الجزئى والعلم يكون للمثلث الكلى. ولهذا السبب بعينه لو اتفق أن كنا فوق موضع القمر حتى نشاهد كسوفه بقيام الأرض بينه وبين الشمس، لما كان يحصل لنا من هذه المشاهدة العلم بالسبب فى كسوفه. وذلك أن العلم بالسبب إنما يحصل من جهة الأمر الكلى، والحس لا يدرك الكلى وهو أن كل كسوف قمرى فسببه قيام الأرض بينه وبين الشمس بل إنما يدرك الحس أن هذا الكسوف سببه قيام الأرض بينه وبين الشمس. لكن الحس وإن كان لا يدرك الأمر الكلى فإن الكلى إنما يدركه العقل من قبل تكرار الشخص على الحس دفعات كثيرة حتى يجتمع من ذلك التكرار فى النفس الأمر الكلى. ويتبين (1) من ذلك أن الكلى أشرف / من الجزئى (2) من أجل أنه هو السبب القريب فى وقوع العلم لنا. وهو أيضا أفضل من التصورات المفردة أعنى العرية عن أسبابها لكن ليس كل تصور عار عن السبب هو أنقص إلا فيما كان له سبب. فأما الأوائل التي لا أسباب لها فالأمر فيها بخلاف هذا.
لا ينبغى أن يسمى العلم بالبرهان إحساسا
(93) فقد تبين من هذا أنه ليس المعنى الذي ندركه بالحس والمعنى الذي ندركه بالبرهان معنى واحد اللهم إلا أن يحب إنسان أن يسمى العلم بالبرهان إحساسا. لكن لما كان الحس مبدأ للأمر الكلى عرض لنا أن نجهل أشياء كثيرة لفقدنا الإحساس بها ولو كنا أحسسناها لكانت معلومة لنا (3) بعلم أول ولم نحتج
__________
(1) يتبين ف: يبين ل تبين ق، م، د، ج، ش.
(2) يوجد هنا خرم بالمخطوط د ينتهى أثناء الفقرة 96.
(3) لنا ف، ق، م، ج، ش: عندنا ل.(1/126)
أن نقيم عليها برهانا ولا أن يختلف فيها. مثال ذلك أنه لو كنا نحس أن فى الزجاج مساما ينفذ منها (2) الشعاع لقد كنا نعتقد أن الاستنارة تكون بهذا الوجه على ما زعم قوم، ولو شاهدناه لكان ذلك عندنا معلوما بنفسه وكان العقل ينتزع من ذلك الإحساس السبب الكلى فى ذلك. ولذلك قلنا إن من فقد حاسة ما فقد فقد جنسا ما من العلم (3).
ليس يمكن أن تكون مقدمات جميع أصناف المقاييس مقدمات واحدة بأعيانها
(94) قال: وليس يمكن أن تكون مقدمات جميع أصناف المقاييس مقدمات واحدة بأعيانها، أما أولا فإذا جعلنا نظرنا فى ذلك على طريق المنطق والأمر العام، وأما ثانيا فإذا جعلنا نظرنا فى ذلك نظرا خاصا.
تبيين أن مقدمات المقاييس المختلفة مختلفة وذلك على طريق المنطق
(95) أما الذي على طريق المنطق فبين أن كل قياس فإما أن كل قياس فإما أن ينتج نتيجة صادقة وإما كاذبة، وأن النتيجة الصادقة إنما تكون بالذات عن مقدمات صادقة والكاذبة عن مقدمات كاذبة. وإذا كان كل قياس فإن مقدماته إما أن تكون صادقة وإما كاذبة، فبين أنه ليس يمكن أن تكون المقدمات الصادقة هى بأعيانها الكاذبة. فإذن ليس كل قياس مقدماته واحدة. وقد تبين أن المقاييس التي مقدماتها كاذبة أنه (4) ليس يمكن أن تكون مقدماتها واحدة إذ كانت النتائج الكاذبة قد تكون أضدادا والأضداد ليس يمكن أن تنتج إلا عن مقدمات هى أضداد، وإلا أمكن أن يوجد الضدان لشىء واحد. وغير ممكن أن يوجد / قياس واحد بعينه ينتج أن الإنسان فرس وأن الإنسان ثور، أو ينتج أن المساوى أكبر
__________
(2) منها ف: فيها ل، ق، م، ج، ش.
(3) انظر الفقرة 63.
(4) انه ف، ق، م، ج، ش: ل.(1/127)
وأصغر. فإنه يجب ضرورة أن تختلف المقاييس المنتجة لأمثال هذه المقدمات.
وإذا اختلفت المقاييس فمبادئها مختلفة.
المبادئ الموجودة لأجناس مختلفة بالطبع غير مطابق بعضها لبعض مختلفة فى نفسها
(96) وقد يبين أن مبادئ المقاييس الصادقة ليست واحدة بأعيانها من الأمور الذاتية لها، وهو البيان الخاص المقصود على هذا الوجه. وذلك أن المبادئ التي توجد (1) لأجناس مختلفة بالطبع غير مطابق بعضها لبعض قد يجب ضرورة أن تكون هى أيضا فى نفسها مختلفة. ومثال ذلك أن (2) الوحدات لما كانت مخالفة بالطبيعة للنقط إذ كانت الوحدات ليس لها وضع والنقط لها وضع، فقد يجب ضرورة أن تكون البراهين (3) على أحد هذين الجنسين مخالفة للبراهين التي تقام على الجنس الآخر. وذلك أنها إن اتفقت فلا يخلو أن تتفق بأن يكون ما منها فى العلم الواحد بعينه يوضع فى العلم الثاني إما حدا وسطا (4) بين طرفين، وإما موضوعا لشىء، وإما محمولا على شىء مما فى ذلك العلم (5) الآخر أعنى إما طرفا أكبر وإما أصغر وذلك إما (6) بأن يتفق وضعه فى العلمين جميعا، وإما بأن يختلف مثل أن يكون فى أحدهما حد أوسط وفى الآخر طرفا أكبر أو بالعكس. وهو بين أن النقطة لا تكون حدا أوسط فى قياس عددى
__________
(1) توجد ف، م، ج، ش: توجب ل يوجد ق.
(2) ان ف، ق، م، ج، ش: ل.
(3) انتهى هنا الخرم الموجود بالمخطوط د، الذي بدأ فى الفقرة 92.
(4) وسطا ف، ج، ش: اوسط ل اوسطا ق، م، د.
(5) العلم ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(6) اما ل، ق، م، د: ف، ج، ش.(1/128)
ولا طرفا أكبر ولا أصغر لا على جهة الاتفاق ولا على جهة الاختلاف مثل أن تكون حدا أوسط فى العلم العددى والهندسى معا، أو تكون حدا أصغر فى أحدهما وأوسط فى الآخر بل تختص بأحد القياسين فقط.
المقدمات العامية المستعملة فى علم علم مختلفة
(97) وهذا الذي يجب فى المقدمات الخاصية يجب بعينه فى المقدمات العامية (1) أعنى أن تكون بجهة ما مختلفة لأمرين. أحدهما أن المقدمات / العامية إنما تستعمل فى علم علم مقرونة بالمقدمات الخاصة بذلك العلم. مثال ذلك أن المقدمة القائلة إن الأشياء المساوية لشىء واحد فهى متساوية إنما يستعملها العددى مضافة إلى أن هذا العدد يساوى هذا العدد والمهندس إلى أن هذا الخط يساوى هذا الخط. والأمر الثاني أن كل واحد منهما يدنيها ويقربها من موضوعة. فصاحب علم العدد يقول والأعداد المساوية لشىء (2) واحد هى (3)
متساوية، وصاحب (4) الهندسة يقول والخطوط المساوية لخط واحد فهى متساوية. وكذلك الحال في سائر المقدمات العامة. فهذا أحد ما يظهر منه أن المقدمات التي فى العلوم المختلفة يجب أن تكون مختلفة.
يجب أن تكون المقدمات قريبة العدد من النتائج فلذلك تختلف المقدمات فى علم علم
(98) وقد يظهر ذلك (5) أيضا من أن المقدمات يجب أن تكون قريبة العدد من النتائج، وذلك أنها إنما تزيد عليها بحد واحد وهو الحد الأوسط وهو الموضوع إما بين الطرفين وإما خارجا عنهما. ولما كانت النتائج تكاد أن تكون غير متناهية
__________
(1) العامية ف، م، ج: العامة ل، ق، م، د، ش.
(2) لشىء ف: لعدد ل، ق، م، د، ج، ش.
(3) هى ف، ق، م، د، ج، ش: فهى ل.
(4) صاحب ف، ل، ق، م، د، ج، ش: علم ل.
(5) ذلك ل، د، ش: ف، ق، م، ج.(1/129)
فقد يجب أن تكون المقدمات غير متناهية، ولو كانت مقدمات العلوم واحدة بأعيانها لقد كان يجب أن تكون محصورة العدد متناهية. فإن الأشياء التي تشترك فيها أشياء كثيرة يجب أن تكون بهذه الصفة أعنى محصورة العدد، بمنزلة حروف المعجم من الخط المكتوب. وبالجملة من قال إن المبادئ واحدة بأعيانها لجميع العلوم وبخاصة غير العامة، وكانت العلوم للموجودات، فقد يجب أن تكون الموجودات واحدة بأعيانها وأن تكون الصناعة البرهانية صناعة واحدة وأن يتبين أى مطلوب اتفق فى أى صناعة اتفقت، وذلك شنيع ومستحيل.
وليس لقائل أن يقول هاهنا مبادئ عامة غير ذات (2) أوساط تشترك فى جنس واحد ومبادئ خاصة تختص بنوع نوع مما تحت ذلك الجنس هى تحت هذه المبادئ العامة، فإنه لو كان الأمر كذلك لكانت جميع الصنائع النظرية أجزاء لصناعة واحدة. وليس الأمر كذلك، بل الصنائع مختلفة بالأجناس الأول اختلافا ليس تترقى به إلى جنس عال يعمها حتى ينقسم بها ذلك الجنس انقسام الجنس العالى إلى أنواعه الداخلة تحته. فقد بان أن الأشياء التي أجناسها مختلفة فأجناس مبادئها يجب أن تكون مختلفة. وذلك أن المبادئ تقال على ضربين. أحدهما العامة، وهى التي نتبين بها مطالب كثيرة فى صنائع شتى لكن لا على أنها موجودة لجنس يعم تلك الصنائع لكن على أنها اسطقسات المبادئ بمنزلة المقدمة القائلة إن الإيجاب والسلب يقتسمان الصدق والكذب فى جميع الأشياء. والضرب الثاني المبادئ الخاصة، وهذه ليس يوجد فيها شركة بوجه من الوجوه لأكثر من صناعة واحدة. فالمبادئ العامة / يقول (3) أرسطو فيها (4) إن منها يكون البرهان
__________
(2) ذات ف، ق، د، ج، ش: ذرات ل، م.
(3) ارسطو فيها ف، ق، م، د، ج، ش: فيها ارسطو ل.
(4) ارسطو فيها ف، ق، م، د، ج، ش: فيها ارسطو ل.(1/130)
فى صناعة صناعة إذ كانت ليست (4) هى أنفسها تستعمل فى صناعة صناعة وإنما تستعمل قوتها. والمبادئ الخاصة يقول فيها إن فيها تكون (5) البرهان نفسه، إذ كانت هى أجزاء البراهين أنفسها (6).
تبين أن العلم يخالف الظن الصادق
(99) قال: والعلم يخالف الظن الصادق من قبل أن العلم يكون فى الأمر الكلى الضرورى وبحدود وسط ضرورية والضرورى هو الشىء الذي هو على حالة ما وغير ممكن أن يكون بخلاف تلك الحال، وأما الظن الصادق فإنه يكون أولا وبالذات للأمور الممكنة. وذلك أنه لما كانت هاهنا أشياء صادقة وموجودة غير أنه يمكن أن يكون على خلاف ما هى عليه، فبين أنه ليس يمكن أن يكون فى هذه علم لأن العلم هو أن يعتقد فى الشىء الموجود أنه لا يمكن أن يكون بخلاف ما هو عليه. فلو كان فى هذه علم لكان الشىء الذي هو ممكن أن يكون بخلاف ما هو عليه غير ممكن أن يكون بخلاف ما هو عليه. وإذا كان هذا هكذا وكانت الأشياء / التي يصدق بها العقل والعلم والظن والظن منه صادق ومنه كاذب وكان الصدق فى هذه الطبيعة ليس يمكن أن يحصل (7) لنا من قبل العقل أعنى بالعقل القوة التي تدرك بها المقدمات الأول الضرورية ولا من قبل العلم إذ كان موضوعهما (8) كلاهما هو الموجود الضرورى وكان أيضا ليس يمكن أن يحصل لنا الحكم الصادق من قبل الظن الكاذب، فقد بقى أن يكون الحكم
__________
(4) ليست ف، ق، م، د، ج: ليس ل، ش.
(5) تكون ف: يكون ل، ق، م، د، ج، ش.
(6) انظر الفقرة 31.
(7) يحصل ف، ق، م، د، ج، ش: تحصل ل.
(8) موضوعهما ف، ق، م، د، ج، ش: موضوعها ل.(1/131)
على هذه الموجودات هو للظن (3) الصادق أعنى التي هى موجودة بالفعل ويمكن أن توجد على خلاف ما هى عليه. وذلك هو اعتقاد حدود وسط بهذه الصفة ونتيجة لازمة عنها بهذه الصفة أعنى غير ضرورية. وحد الظن هو موافق لهذه الطبيعة، وذلك أن الظن إن كان هو أن يعتقد فى الشىء أنه كذا أو ليس كذا مع أنا نعتقد فيه أنه يمكن أن يكون بخلاف ذلك. وذلك أن الإنسان لا يمكن أن يعتقد فيما يعتقد فيه أنه لا يمكن أن يكون بخلاف ما هو عليه أن (4) هذا الاعتقاد ظن بل علم.
بم يفترق العلم والظن عند ما يقعان لموضوع واحد
(100) فقد يجب أن تكون الأشياء التي هى فى وجودها بهذه الصفة أعنى الأمور الممكنة هى موضوع الظن أولا وبالذات، إلا أنه قد يجب (5) أيضا أنه يقع لنا ظن صادق بأمور ضرورية. ولذلك لقائل أن يقول إن الظن والعلم شىء واحد إذ كانا لمدرك واحد. وذلك أن كل ما يقع به لإنسان ما علم فقد يمكن أن يقع به لآخر ظن وسواء كان ذلك العلم الواقع معروفا بنفسه أو بوسط وسواء كان الحاصل بوسط (6) من باب لم الشىء أو من باب إن الشىء. فنقول إن كان المعتقد اعتقاده فى الأمور الضرورية الوجود على هذه الصفة وهو أن يعتقد فيها أنها موجودة وأنها لا يمكن أن تكون بخلاف ما هى عليه فذلك الاعتقاد علم فى ذلك الشىء لا ظن وذلك يكون إذا علم مع أن تلك الأشياء الموجودة صادقة أنها ذاتية وجوهرية، وأما متى اعتقد فى تلك الأشياء الضرورية أنها صادقة فقط وذلك
__________
(3) للظن ف، م، ج، ش: الظن ل، ق، د.
(4) ان ل، م: وان ف، ق، د، ج، ش.
(5) يجب ف: بحد ل، ق، د، ج يجاب م يجد ش.
(6) بوسط ف، ق، د، ج، ش: بالوسط ل، م.(1/132)
يكون إذا لم يعلم من أمرها أنها ذاتية وضرورية فإنما عنده فيها ظن صادق فقط، (3)
وسواء كان المعنى المعروف بهذه الجهة معروفا بوسط أو بغير وسط إذا كان الموضوع للظن والعلم واحدا، فبهذه الجهة يفترقان.
ليس يلزم من كون الظن والعلم قد يكونان لشيء واحد أن يكونا شيئا واحدا
(101) وليس يلزم من كون (4) الظن والعلم (5) قد يكونان لشيء (6) واحد أن يكونا شيئا واحدا، فإن الظن الصادق والكاذب قد يكونان فى شيء واحد وأحدهما مخالف للآخر بالماهية. وكذلك الحال فى العلم والظن الصادق، فإن الواحد بعينه يقال على وجوه كثيرة. فالظن الصادق والعلم يكونان واحدا بمعنى واحد من المعانى التي يقال عليها اسم الواحد ولا يكونان واحدا بمعنى آخر. وذلك أنهما قد يكونان واحدا بالموضوع لا بالاعتقاد كما أن الظن الصادق والكاذب قد يكونان واحدا بالموضوع ولا يكونان واحدا من جهة الاعتقاد. ومثال ذلك أن من اعتقد أن القطر مشارك للضلع فقد ظن ظنا كاذبا، ومن اعتقد أنه غير مشارك للضلع من قبل أمور ممكنة فقد اعتقد ظنا صادقا، ومن اعتقد أنه غير مشارك من قبل أمور ضرورية فقد اعتقد علما يقينيا. وإذا كان العلم والظن إنما يمكن أن يكونا واحدا من جهة الموضوع لا الاعتقاد، فظاهر أنه لا يمكن أن يكون لإنسان واحد فى شيء واحد علم وظن / معا. وذلك أنه لا يمكن أن يكون لإنسان واحد فى شيء واحد اعتقاد أنه لا يمكن أن يكون بخلاف ما هو عليه واعتقاد أنه يمكن أن يكون بخلاف ما هو عليه فإن ذلك مستحيل، فأما أن
__________
(3) فقط ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(4) الظن والعلم ف، ج، ش: العلم والظن ل، م، د العلم ق.
(5) الظن والعلم ف، ج، ش: العلم والظن ل، م، د العلم ق.
(6) لشيء ف: فى شيء ل، ق، م، د، ج، ش.(1/133)
يكون (1) لإنسانين فى شيء واحد فإن ذلك ممكن أعنى أن يكون لأحدهما فيه ظن صادق وللآخر علم.
خاتمة
(102) فقد تبين من هذا الفرق بين العلم والظن.
النظر فى باقى قوى النفس الناطقة لصاحب العلم الطبيعى وصاحب العلم الخلقى
(103) وأما (2) النظر فى باقى قوى النفس الناطقة التي هى الذهن والعقل والعلم والصناعة والفهم والحكمة فإن بعضها ينظر فيها صاحب / العلم الطبيعى وبعضها صاحب العلم العملى وهو المعروف بالخلقى.
الذكاء وجودة الحدس الظنى هو الوقوع على الحد الأوسط فى زمان يسير
(104) وأما الذكاء وجودة الحدس الظنى فهو الوقوع على الحد الأوسط أى التنبه له فى زمان يسير. مثال ذلك أنه إن رأى الإنسان أن ما يلى الشمس من القمر هو المضيء دائما، فهم بسرعة للسبب فى إضاءته وهو أنه يستنير من الشمس. وكذلك إن رأى المرء إنسانا يخاطب إنسانا وأحدهما (3) غنى والآخر فقير، حدس أنه إنما يخاطبه ليستقرض منه شيئا. وإن كان كلاهما عدوا (4) لإنسان واحد، حدس أنهما أصدقاء.
انتهاء المقالة الأولى 134المقالة الثانية
(105) انقضت (5) المقالة الأولى (6) من تلخيص البرهان بحمد الله (7).
__________
(1) يكون ف، ل، ق، م، د، ج، ش: ذلك ل.
(2) واما ل، ق، م، د، ج: (مرتين) ف اما ش.
(3) واحدهما ف، ق، م، د، ج، ش: احدهما ل.
(4) عدوا ل، ق، م، د: عدو ف، ج، ش.
(5) انقضت ف، ل، م، ش: تمت ق، د، ج.
(6) من الله ف: ل بعون الله تعالى ق بحمد الله وعونه وهو حسبى ونعم الوكيل م بعون الله تعالى وحسن توفيقه ج بعون الله وتوفيقه د بحمد الله وعونه ش.
(7) من الله ف: ل بعون الله تعالى ق بحمد الله وعونه وهو حسبى ونعم الوكيل م بعون الله تعالى وحسن توفيقه ج بعون الله وتوفيقه د بحمد الله وعونه ش.(1/134)
المقالة الثانية
(1) {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}
صلى الله على محمد وآله (2)(1/135)
المقالة الثانية
(1) {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}
صلى الله على محمد وآله (2)
المقالة الثانية من تلخيص كتاب البرهان
الحد ونسبته إلى البرهان
عدد الأشياء المطلوبة هو بعينه عدد الأشياء المعلومة والمطلوبات بالجملة أربع
(106) قال: الأشياء المطلوبة عددها هو بعينه عدد الأشياء المعلومة.
وذلك أنا إنما نعلم بآخرة الأشياء المطلوبة. والمطلوبات عددها بالجملة أربع (3)، اثنان مركبان واثنان بسيطان. فالأول من المركبة هو أن نطلب (4) هل هذا موجود لهذا مثل أن نطلب هل الشمس منكسفة غدا أم لا وهو مطلب هل المركب. والمطلب الثاني مطلب لم كان هذا الشيء موجودا لهذا مثل أن نسأل (5) لم كانت الشمس منكسفة. وهذا المطلب (6) الثاني إنما يكون بعد الأول أعنى أنه إنما يطلب فى الموضوع لم وجد له هذا المحمول بعد أن تبين عندنا
__________
(1) بسم واله ف: ل بسم الله الرحمن الرحيم ق، م، د بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله ج (بياض) ش.
(2) بسم واله ف: ل بسم الله الرحمن الرحيم ق، م، د بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله ج (بياض) ش.
(3) اربع ف، ق، م، د، ج، ش: اربعة ل.
(4) نطلب ف: يطلب ل، ق، م، د، ج، ش.
(5) نسال ف، ج: يسال ل، م سبيل ق يسئل د تسأل ش.
(6) المطلب ل، ق، م، د، ج، ش: الطلب ف.(1/137)
وجود ذلك المحمول له. فهذان هما المطلبان المركبان. فأما المطلوبان المفردان فأحدهما هو طلب وجود الشيء على الإطلاق لا بحال ما، وهو المطلوب المفرد مثل أن نطلب هل الخلاء موجود أو غير موجود. والمطلب الثاني (5) هو الذي (6)
نلتمسه بعد (7) معرفة هذا المطلب فيه، وهو طلب ما هو هذا الشيء الذي تبين وجوده. فجميع المطالب التي هى بأعيانها النتائج اليقينية هى بالجنس أربعة. وقد يدل على أنها مطلوبة (8) لنا بالطبع (9) أنا إذا وقفنا عليها كففنا عن الطلب وأنا لا نطلبها إذا كانت عندنا معلومة بأنفسها.
إذا طلبنا هل هذا المحمول موجود لهذا الموضوع فإنا نلتمس وجود الحد الأوسط
(107) ويظهر أنه إذا طلبنا هل هذا المحمول موجود لهذا الموضوع وهو مطلب هل المركب أنا (10) إنما نلتمس وجود الحد الأوسط الذي (11) هو علة فى كون (12) ذلك المحمول موجودا لذلك الموضوع أو غير موجود، وكذلك متى طلبنا هل الشيء موجود بإطلاق فإنا (13) نلتمس وجود الحد الأوسط الذي (14) إنما هو علة (15) وجود ذلك الشيء على الإطلاق أو نفيه. وظاهر أنه إذا صح عندنا أن هذا الشيء موجود لهذا أو أنه موجود على الإطلاق بوجودنا (16) حدا أوسط يبين (17) لنا به (18) ذلك المعنى الذي طلبنا، أنه إن لم يكن ذلك الحد الأوسط سببا
__________
(5) هو الذي ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(6) هو الذي ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(7) بعد ف، ق، م، د، ج، ش: (مرتين) ل.
(8) لنا بالطبع ف: بالطبع لنا ل، ق، م، د، ج، ش.
(9) لنا بالطبع ف: بالطبع لنا ل، ق، م، د، ج، ش.
(10) انا ل، ق، م، د، ش: وانا ف، ج.
(11) هو كون ف، ق، م، د، ج، ش: يتبين لنا به ان ل.
(12) هو كون ف، ق، م، د، ج، ش: يتبين لنا به ان ل.
(13) فانا ف، ل، ق، م، د، ج، ش: انما ل، ق، م، ج، ش.
(14) انما علة ف: يصحح لنا ل هو عليه ق، هو علة م، د، ج، ش.
(15) انما علة ف: يصحح لنا ل هو عليه ق، هو علة م، د، ج، ش.
(16) بوجودنا ل، ق، م، ج، ش: فوجودنا ف لوجودنا د.
(17) لنا به ف، ج: لنا فيه ل لنا بها ق لنا م به لنا د، ش.
(18) لنا به ف، ج: لنا فيه ل لنا بها ق لنا م به لنا د، ش.(1/138)
من أسباب وجود المحمول فى الموضوع وذلك فى المطلوب المركب أو سببا من أسباب وجود الشيء مطلقا وذلك فى المطلوب المفرد أنا بعد ذلك نطلب فى (7) المطلوب المركب لم هو وفى المفرد ما هو (8) لأن بوقوفنا على وجوده وقفنا على أن له سببا (9). وبين أن هذا الطلب ليس هو شيئا غير طلب معرفة الحد الأوسط (10) الذي هو العلة (11) ما هو، وذلك فى الموضعين جميعا أعنى فى المطلوب المركب والمفرد. مثال ذلك أنا إذا طلبنا هل القمر ينكسف أم لا، فإنما نطلب حدا أوسط (12) هو علة (13) وجود الانكساف له. فإذا صح عندنا وجود الانكساف له بوجود الحد الأوسط وكان الحد الأوسط ليس بعلة للانكساف (14)
طلبنا بعد ذلك لم ينكسف، وذلك ليس هو شيئا أكثر من طلب معرفة ما هو الحد الأوسط بالطبع الذي هو سبب وجود الانكساف. وكذلك الحال فى المطلوب المفرد مثل أن نطلب هل الحيوان موجود فإن هذا الطلب يقتضى طلب وجود (15) حد أوسط (16) هو علة (17) وجود الحيوان. فإذا تبين وجوده (18) تبين أن له علة وسببا، وإذا تبين ذلك (19) طلبنا بعد ذلك فيه ما هو، وليس ذلك أكثر من
__________
(7) فى ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(8) لان سببا ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(9) لان سببا ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(10) الذي العلة ف، ق، م، د، ج ش: ل.
(11) الذي العلة ف، ق، م، د، ج ش: ل.
(12) هو علة ف، ق، د، ج، ش: يعلم به ل هو عليه م.
(13) هو علة ف، ق، د، ج، ش: يعلم به ل هو عليه م.
(14) للانكساف ف، ق، م، د، ج: الانكساف ل للانكشاف ش.
(15) وجود ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(16) هو علة ف، ق، د، ج، ش: تبين فيه ل هو عليه م.
(17) هو علة ف، ق، د، ج، ش: تبين فيه ل هو عليه م.
(18) تبين ذلك ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(19) تبين ذلك ف، ق، م، د، ج، ش: ل.(1/139)
طلب معرفة (15) الحد الأوسط الذي هو سبب فى وجوده / على الإطلاق. فإذن (16)
يجب فى جميع المطالب أن ننظر فى الحد الأوسط (17) الذي هو علة (18) هذين النظرين أعنى أنه موجود وما هو.
متى ظهر للحس الحد الأوسط وعرف من أمره أن الشىء موجود وما هو فلسنا نلتمس معرفة أصلا
(108) وقد تبين أن هذين المعنيين مطلوبان فى الحدود الوسط من (19)
/ أنه متى ظهر للحس الحد الأوسط وعرف من أمره هذان الشيئان أعنى وجوده وما هو، أى أنه علة أنا لسنا نلتمس فى ذلك الشيء معرفة أصلا. مثال ذلك أنا لو كنا نحس بالسبب فى كسوف القمر أعنى أنه يقع فى مخروط الظل لما كنا نطلب فيه هل هو منكسف ولا لم هو منكسف ولست اعنى أن بالحس كان يحصل لنا الكلى من هذا السبب، بل إنما أعنى أن من الحس كنا نتصيد الأمر الكلى لا من قياس.
مطلب ما هو ولم هو قوتهما قوة مطلب واحد
(109) ومطلب ما هو ولم هو يظهر من أمره أن قوتهما قوة مطلب واحد وأن العلم بهما هو علم بشيء واحد فى كثير من المواضع. وذلك أنا إذا طلبنا ما هو الكسوف الموجود للقمر فقيل إنه هو عدم الضوء الحاصل له من الشمس من قبل قيام الأرض بينه وبين الشمس، وإذا طلبنا لم ينكسف قيل لأن ضوءه ينقطع عند ما تقوم الأرض بينه وبين الشمس. وقوة (20) هذين الجوابين فى المعنى قوة (21) واحدة، وكلى الطلبين يحتاجان أن يتقدمهما معرفة الوجود كما قيل.
فقد تبين من هذا القول أن المطالب منها مفردة ومنها مركبة وتبين أيضا
__________
(15) معرفة ف، ل، ق، م، د، ج، ش: ماهية ل.
(16) فاذن ف، ق، م، د، ج: فاذا ل ش.
(17) الذي علة ف، ق، د، ج، ش: ل الذي علة م.
(18) الذي علة ف، ق، د، ج، ش: ل الذي علة م.
(19) من ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(20) وقوة ف، ق، م، د، ج، ش: فقوة ل.
(21) قوة ف، ق، م، د، ج، ش: ل.(1/140)
أنا نحتاج فى جميع المطالب إلى أن نلتمس فى الحد الأوسط (3) الذي هو العلة (4)
شيئين أعنى أنه موجود ومعرفة ما هو وظهر أيضا أن العلم بما هو وبلم هو قد يكونان لشيء واحد بعينه.
السبيل التي بها يتهيأ لنا الوقوف على ماهية الشىء
(110) وإذ قد قيل فى السبيل التي بها نصل إلى الوقوف على وجود الشيء ببرهان وعلى سبب وجوده، فلنقل فى السبيل التي بها يتهيأ لنا الوقوف على ماهية الشيء وهو الحد وفى تعريف ما هو الحد ولأى الأشياء تكون الحدود. وقبل ذلك فيجب أن نفحص عما يجرى مجرى المقدمة لما نريد أن نقوله فى ذلك، وهو أترى كل شيء يعلم بالبرهان فهو بعينه يعلم بالحد حتى يكون معلوما بهما معا من جهة واحدة، وإن لم يكن كل شيء بهذه الصفة فهل يمكن أن يوجد شيء يعلم بالبرهان والحد معا من جهة واحدة أم ليس يوجد شيء بهذه الصفة.
ليس كل ما عليه برهان فله حد ولا كل ماله حد فله برهان
(111) فأما أنه ليس يمكن أن يعلم كل شيء بالبرهان وبالحد من جهة واحدة فذلك تبين (5) من أنه ليس كل ما عليه برهان فله حد ولا كل ماله حد فله برهان. فأما أن ليس كل ما له برهان فله حد فذلك يظهر من أن البراهين قد تنتج موجبات وسوالب والحد لا يعرف شيئا سالبا وإنما يعرف الذوات. وأيضا البراهين قد تفيد العلم الجزئى وذلك فيما يأتلف منها فى الشكل الثالث والحد هو كلى. وأما أن (6) كل ما له حد فليس (7) له برهان فذلك يبين (8) من أن
__________
(3) الذي العلة ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(4) الذي العلة ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(5) تبين ف، ج، ش: بين ل، ق، م، د.
(6) كل فليس ف، م، د، ج، ش: ليس كل ماله حد ل كل ما له فليس ق.
(7) كل فليس ف، م، د، ج، ش: ليس كل ماله حد ل كل ما له فليس ق.
(8) يبين ف، م، ش: تتبين ل، د تبين ق بين ج.(1/141)
مبادئ البراهين قد تبين من قبل الحد وليس يبين (4) من قبل البرهان، فإنه لو احتاجت مبادئ البرهان إلى برهان لما كان يوجد البرهان أصلا على ما تقدم (5). فقد تبين من هذا أنه ليس كل ما له برهان فله حد ولا كل ما له حد فله برهان. فإذن ليس كل شيء يمكن أن يعرف بالبرهان (6) يمكن أن (7) يعرف بالحد من جهة واحدة.
ليس يمكن أن يوجد شيء يعلم بالحد والبرهان معا من جهة واحدة
(112) فأما أنه ليس يمكن أن يوجد ولا شيء بهذه الصفة أعنى أن يعلم بالحد والبرهان معا من جهة واحدة فذلك بين (8) من أوجه. أحدها أن من المعروف بنفسه أن ما شأنه أن يتبين (9) ببرهان فليس يمكن فيه أن يتبين (10)
بغير البرهان. فلو كان شيء ما يتبين (11) بالحد والبرهان، لقد كان يوجد شيء ما شأنه أن يتبين (12) بالبرهان يبين بغير البرهان، وذلك شنيع. وقد تبين ذلك بطريق الاستقراء، وذلك أنا إذا تصفحنا الأشياء التي علمناها بالبرهان لم نجد شيئا منها بان لنا بطريق الحد سواء كانت تلك الأشياء من الأمور الذاتية أو العرضية. وأيضا فإن الحد إنما يعرفنا جوهر الشيء والبراهين فقد تعرفنا أمورا
__________
(4) يبين ف، م، ش: تتبين ل، د تبين ق، ج.
(5) انظر الفقرات 12، 13و 74.
(6) يمكن ان ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(7) يمكن ان ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(8) بين ف، م، د: يبين (هـ) ل، ج تبين ق يبين ش.
(9) يتبين ف، د، ج، ش: يبين ل، م تبين ق.
(10) يتبين ل، د، ج، ش: يبين ف، م تبين ق.
(11) يتبين ف، د، ج، ش: يبين ل، م تبين ق.
(12) يتبين ف، د، ج، ش: يبين ل تبين ق، م.(1/142)
خارجة عن جوهر الشيء، وهى الأعراض الذاتية. وأيضا فإن الصنائع تضع الحدود وضعا وتتسلم وجودها للمحدود وليس تتعاطى (6) أن يبين (7) وجودها للمحدود بمنزلة ما يضع صاحب علم العدد حد الوحدة وحد الفرد. وأيضا فإن البراهين تركيبها على جهة الحمل والحدود تركيبها على جهة الاشتراط والتقييد. فإن قولنا فى الإنسان حيوان مشاء ذو رجلين منتصب القامة ليس يحمل واحد من أجزاء هذا القول على صاحبه، / وأما أجزاء البراهين فهى محمولة بعضها على بعض.
وليس الحد مغايرا للبرهان على جهة ما يغاير الكلى المعنى الداخل تحته أعنى الأخص منه. فإنه قد يغاير برهان برهانا لهذه الصفة. / مثال ذلك أن البرهان الذي يقوم (8) على أن المثلث المتساوى الساقين زواياه مساوية لقائمتين هو منحصر وداخل تحت البرهان الكلى الذي يبرهن هذا المعنى للمثلث المطلق. فإنه لو كان الحد يغاير البرهان بهذا النوع لكانت الأشياء الموضوعة لهما (9) بعضها داخلا (10)
تحت بعض فكان يصير الشيء الواحد بعينه بعضه أعم من بعض، وذلك محال.
فلذلك البرهان والحد ليس يغاير أحدهما الآخر بأن أحدهما منحصر تحت الآخر ولا العلم الحاصل عنهما هو علم واحد بشيء (11) واحد من جهة واحدة.
__________
(6) تتعاطى ف: نتعاطى ل، ج يتقاطى ق يتعاطى م، د (هـ) ش.
(7) يبين ف، ج: يبين (هـ) ل يتبن ق، م يتبين د، ش.
(8) يقوم ل، ق، د، ج، ش: تقدم ف.
(9) لهما ف، ق، م، د، ج: لها ل، ش.
(10) داخلا ف، م، د، ج، ش: داخل ل ذاحلا ق.
(11) بشيء ل، م: لشيء ف، ق، د، ج، ش.(1/143)
الطريق التي منها يتهيأ لنا استنباط الحد
(113) وإذ قد تبين أن البرهان غير الحد (1) وأن العلم الحاصل عن أحدهما غير العلم الحاصل عن الآخر، فلننظر فى الطريق (2) التي منها يتهيأ لنا استنباط الحد. فنقول إن حد الشيء يظهر أنه محال أن يبين بالبرهان من قبل أن البرهان هو قياس والقياس إنما يكون بوسط، وحد الشيء هو منعكس على الشيء ومحمول عليه من طريق ما هو، فيلزم فى الحد الأوسط (3) الذي يريد به الإنسان أن ينتج أن الطرف الأكبر حد للأصغر أن يكون الحد الأوسط منعكسا أيضا على المحدود، وأن يكون محمولا عليه من طريق ما هو حتى يكون الأوسط محمولا على الأصغر من طريق ما هو ومساويا والأكبر محمولا (4) على الوسط من طريق ما هو ومساويا (5) أيضا. فإنه متى لم يشترط هذان الشرطان فى حمل الأكبر على الأوسط والأوسط على الأصغر، لم يلزم عن ذلك أن يكون الحد الأكبر حدا للأصغر بل إنما يلزم عن ذلك إذا لم يشترط فى كلتى المقدمتين أو فى إحداهما (6) هذان الشرطان أن يكون الطرف الأكبر موجودا للأصغر فقط، إلا أن فاعل ذلك يلزمه أن يصادر على المطلوب الأول أعنى (7) إذا اشترط فى الحد الأوسط أن يكون محمولا على الطرف الأصغر من طريق ما هو ومساويا وكذلك الأكبر من طريق ما هو ومساويا أى حدا. مثال ذلك أن يبين إنسان أن حد النفس هو عدد محرك
__________
(1) الحد ل، ق، م، د (ح) ج: الحدود ف، ج، ش.
(2) الطريق ف، ق، م، د، ج، ش: الطرق ل.
(3) الاوسط ف، ق، م، د، ج، ش: الوسط ل.
(4) محمولا ف، ق، م، د، ج، ش: محمول ل.
(5) مساويا ف، ق، م، د، ج، ش: مساول.
(6) احداهما ف، م، د، ج، ش: احدهما ل، ق.
(7) اعنى ف، ل، ق، م، د، ج، ش: انه ل اولا ش.(1/144)
لذاته على ما كان يرى أفلاطون (1) من قبل أن النفس هى علة الحياة بذاتها. وذلك أن كلى الحدين اللذين بهذه الصفة إن كان يؤخذ (2) كل واحد منهما فى جواب ما هو بدل صاحبه وماهية الشيء واحدة، فهما حد واحد اختلفت عبارتهما. فإذن الذي يضع أحدهما فى بيان الآخر فقد صادر على المطلوب الأول.
طريق القسمة غير نافع فى أن يستنبط عنه شيء مجهول من شيء معلوم
(114) قال: ولا أيضا طريق القسمة نافع فى أن يقاس منه أعنى فى أن يستنبط عنه (3) شيء مجهول من شيء معلوم كما تبين فى كتاب القياس (4) من قبل أن النتيجة ليس ينبغى أن توضع فى القياس من طريق أنها متسلمة بل من طريق أنها (5) تلزم عن الأشياء التي تؤخذ فى القياس متسلمة.
وأما القسمة فإن لذى يجتمع منها هو والأشياء التي توضع فيها على وتيرة واحدة أعنى أنها إن لم تسلم وتوضع لم يقع الإقرار (6) بها. مثال ذلك أنه إذا رمنا أن نبين من القسمة أن كل إنسان حيوان مشاء ذو رجلين على طريق التسلم لأجزاء هذا القول فنسأل أليس كل إنسان حيوانا فإذا سلم لنا هذا وضعناه، ثم نسأل بعد
__________
(1) لم أعثر على الموضع الذي قال فيه أفلاطون هذا القول بعينه فى المحاورات، ولكن يوجد ما يشبه ذلك على لسان سقراط فى محاورة فيدروس حين يقول: إن النفس هو المحرك بذاته (ص 245ج د)، ويقول سقراط أيضا فى محاورة ثيوتيتوس: إن الحركة ذات النفس (ص 153ب ج). وفى محاورة ايبينوميس وهى تعقب محاورة النواميس يقول الأجنبى الأنينى: إن العدد هو المصدر لكل خير (ص 978آ)، ويقول أيضا: إن النفس هى الحركة والعلة لكل خير (988ج هـ). وانظر أيضا أرسطو كتاب النفس ص 408ب س 32إلى ص 409آس 9.
(2) يؤخذ ل: يوجد ف، ق، م، د، ج، ش.
(3) عنه ف: منه ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) انظر تلخيص كتاب القياس الفقرات 215213.
(5) انها ل، ق، م، د، ج، ش: (مرتين) ف.
(6) الاقرار ف، ق، م، د، ج، ش: الاقتران ل.(1/145)
ذلك أهو مشاء أو سابح فإذا سلم لنا أنه مشاء سألنا بعد هل هو ذو رجلين أو ذو أرجل كثيرة فإذا سلم لنا أنه ذو رجلين جمعنا جميع ما سلم لنا وقلنا إنه حيوان مشاء ذو رجلين، وذلك ليس شيئا غير الأشياء التي تسلم وجودها. وأما النتيجة فهى غير الأشياء التي تسلم وجودها. إلا أن طريق القسمة وإن كان ليس بقياس فهو نافع جدا فى القياس، وذلك أن بها يمكننا أن نقف على جميع الأشياء التي يمكن أن توجد للشيء بطريق القياس أو لا توجد. مثال ذلك أنا نقول إن الإنسان لا يخلو أن يكون حيوانا أو غير حيوان، ثم إن كان حيوانا لم يخل أن يكون مشاء أو غير مشاء، ثم إن كان مشاء لم يخل / أن يكون ذا رجلين أو ذا أرجل كثيرة. فإن بينا بحد أوسط أنه حيوان لا غير حيوان، بينا أيضا بحد أوسط آخر أنه مشاء لا غير مشاء، وإذا بينا ذلك بينا أيضا بحد أوسط أنه مشاء ذو رجلين فيجتمع لنا من نتائج هذه المقاييس حد الإنسان، وهو أن الإنسان حيوان مشاء ذو رجلين.
ولذلك ليس يمنع مانع من أن تحمل جملة ما يستنبط بالقسمة على الإنسان مثلا أو على غيره من طريق ما هو سوى أنه لا يمكن (5) ذلك فيها (6) دائما، وإنما يفعل ذلك حيث تكون الأجناس المقسومة معروفة للشيء الذي تحمل (7) عليه وتكون قسمتها إلى الفصول التي تنقسم إليها قسمة لا يقع فيها خطأ من أن يزاد فى المقسومات ما ليس فيها أو ينقص منها ما هو فيها أو يتخطى القاسم القسمة من الفصول الأول إلى غير الأول مثل أن يتخطى قسمة / الحيوان إلى المشاء والسابح بأن يقسمه إلى ذى الرجلين والأرجل (8) الكثيرة.
__________
(5) ذلك فيها ف: فيها ذلك ل، ق، م، د، ج، ش.
(6) ذلك فيها ف: فيها ذلك ل، ق، م، د، ج، ش.
(7) تحمل ش: يحمل ف، ق، م، د يحمل (هـ) ل يحمل ج.
(8) والأرجل ف، ق، م، د، ج، ش: وذى الأرجل ل.(1/146)
يمكن استنباط الحد بطريق القسمة ولا يمكن استنباطه بطريق البرهان المطلق
(115) وأما إذا تسلم أن الجنس المقسوم موجود للشيء الذي يطلب تحديده ولم يقع فيها شيء من الخطأ والتجاوز حتى ينتهى بذلك إلى النوع الذي يقصد تحديده، فقد يستخرج الحد بطريق القسمة من الاضطرار، سوى أن العلم الحاصل عنها بهذا الوجه ليس هو عن قياس ولا من نوع العلم الحاصل عن قياس.
لكن حصوله بطريق آخر غير طريق القياس، وهو فى نفسه علم غير العلم الحاصل عن القياس كما أن العلم الحاصل عن الاستقراء ليس هو علما حاصلا عن قياس ولا هو من نوع العلم الحاصل عن القياس. لكن وجه الشبه بينهما أن الإنسان كما أنه قد يحتج لوجود النتيجة التي يضعها وضعا من غير حد أوسط ولا سبب بوجود السبب والحد الأوسط لها إذا سئل عن ذلك، كذلك قد يحتج المستعمل للقسمة للقول المجتمع منها إذا وضعه من غير قسمة بأن يأتى فى ذلك بالقسمة إذا سئل أيضا عن سبب ذلك مثل أن يضع واضع أن الإنسان حيوان ناطق مائت فيقال له ولم كان حيوانا ناطقا مائتا فيقول (1) لأن كل حيوان لا يخلو أن يكون ناطقا أو غير ناطق والإنسان ليس هو غير ناطق فهو ناطق وكل ناطق فلا يخلو أن يكون إما مائتا أو (2) غير مائت والإنسان ليس بغير مائت فهو مائت. فهذا هو طريق الاحتجاج بالقسمة (3) والجواب عند السؤال والشبه الذي بينها وبين القياس. فقد بان من هذا القول أن الحد قد يمكن استنباطه بطريق القسمة وأنه لا يمكن استنباطه بطريق البرهان المطلق أصلا.
__________
(1) فيقول ل، ق، ج، ش: فنقول ف، م فنقول (هـ) د.
(2) او ف، ق، م، ج، ش: واما ل او اد.
(3) بالقسمة ل، ق، م، د، ج، ش: للقسمة ف.(1/147)
ليس يوقف على الحد بأن يؤخذ رسمه ويجعل مقدمة كبرى فى القياس
(116) قال: وليس يوقف على الحد بأن يؤخذ رسمه الذي هو مثلا قول وجيز منبئ عن ذات الشيء وماهيته ويجعل مقدمة كبرى فى القياس مثل أن يقال الإنسان حيوان ناطق مائت، وهذا (1) قول وجيز منبئ عن ذات الإنسان وماهيتة، فهذا القول هو حد للإنسان وذلك أن من يفعل هذا فقد صادر على حمل الحد على الإنسان. وذلك أن الحد الأوسط هو الحد والأصغر هو المحدود، فهو حد للمحدود. فإن لم يكن هذا الحد بينا بنفسه وجوده للإنسان لم ينفع بهذا القياس. وكما أن حد القياس لا يؤخذ فى تبيين أن هذا القول قياس بأن يقال فيه إن نسبة إحدى مقدمتيه إلى الثانية هى نسبة الكل إلى الجزء، كذلك لا يؤخذ حد الحد فى تبيين أن هذا القول حد وإنما يجب أن يكون حداهما (2) عندنا عتيدين لمعاندة من يدعى مثلا فى هذا القول الذي هو قياس أنه ليس بقياس وفى هذا القول الذي هو حد أنه ليس بحد فيعرف أنه قياس من قبل أن حد القياس منطبق عليه وكذلك يعرف أنه حد من قبل أن حد الحد منطبق عليه.
ليس يمكن استنباط الحد بالمقاييس التي تكون على طريق القياس الشرطى
(117) وليس يمكن أيضا استنباط الحد بالمقاييس (3) التي تكون على طريق القياس الشرطى وذلك فى الأمور المتضادة مثل أن يقال إن كانت ماهية الشر وحده أنه / أمر منقسم فى ذاته ومختلف فقد يجب أن يكون حد الخير أنه شيء غير منقسم فى ذاته ولا مختلف، وذلك أن الأضداد ينبغى أن
__________
(1) هذا ف، ل، ق، م، د، ج، ش: هو ل.
(2) حداهما ل: حدهما ف، ق، م، د، ج، ش.
(3) بالمقاييس ف، ق، م، د، ج، ش: بالمقاييس ل.(1/148)
تكون حدودها أضدادا (2). فإن من يسلك أيضا فى استنباط الحد هذا المسلك فهو أيضا مصادر على الحد، وذلك أنه قد نرى أن العلم بحدود الضدين والجهل بهما هو على وتيرة واحدة، فإن كان حد أحد الضدين مجهولا فالآخر مجهول وإن كان معلوما فمعلوم. وأيضا إن سلمنا أنه قد يكون حد أحد الضدين أعرف فليس يعرض هذا فى كل موضع، ولذلك (3) من يضع أن من قبل الحد يستنبط الحد دائما وفى كل موضع، فقد يلزمه أن يصادر على الحد. وليس يعرض من المصادرة على الحد فى البرهان ما يعرض من المصادرة على الحد فى استنباط الحد، فإن اللازم عن البرهان ليس هو حدا وإنما هو أن شيئا موجود لشيء، فلذلك لا شناعة فى أن يصادر فى القياس على الحدود أعنى أن توضع مقدماته حدودا إما بعضها وإما كلها. وقد يعرض شك فى الطريقين جميعا أعنى فى تبيين الحد بطريق القسمة وفى (4) تبيينه فى القياس (5) الشرطى. أما فى القياس الشرطى فما قيل.
وأما فى طريق القسمة فمن قبل أنه ليس يلزم إذا حمل على الإنسان أنه حيوان حملا مفردا وأنه مشاء (6) مفردا وأنه ذو رجلين مفردا أن تصدق هذه مجموعة على ما سلف فى كتاب باري أرميناس (7). وذلك أن الإنسان يصدق عليه أنه موسيقار ويصدق عليه أنه جيد وليس يصدق عليه أنه موسيقار جيد دائما.
__________
(2) اضدادا ف، م، د، ج، ش: اضداد ل، ق.
(3) ولذلك ف، ق، م، ج، ش: فلذلك ل وكذلك د.
(4) تبيينه فى القياس ف: تبينه بالقياس ل تبينه بطريق القياس ق تبينه بطريق القياس م، ج، ش تببينه بالقياس د.
(5) مشاء ف، ل، ق، م، د، ج، ش: حملا ل.
(6) مشاء ف، ل، ق، م، د، ج، ش: حملا ل.
(7) انظر تلخيص كتاب العبارة لابن رشد، النشرة المذكورة، الفقرة 61.(1/149)
لا يمكن أن يتبين الحد بالبرهان ولا بالاستقراء
(118) وإذا كان الأمر على هذا فعلى أى وجه (1) يمكن أن يبين الحد إن كان ليس يمكن أن يكون بيانه من جنس بيان الأشياء الخفية بالأشياء الظاهرة بأن تكون الأشياء الخفية تلزم من الاضطرار عن الأشياء الظاهرة، إذ كان البيان الذي بهذه الصفة هو البيان الذي يكون بالبرهان / وقد تبين أن الحد لا يتبين بالبرهان. ولا أيضا يمكن أن يتبين (2) الحد بالاستقراء من قبل أن الاستقراء إنما هو بيان الأمر الكلى من جميع جزئياته والحدود ليست للأمور الجزئية فضلا عن أن تتبين (3) بالأمور الجزئية. وأيضا فإن الاستقراء إنما يتبين به أن شيئا موجود لشيء أعنى قولا حمليا والحد هو قول منبئ عن ذات الشيء. وإذا لم يتبين (4) الحد لا بالقياس ولا بالاستقراء ولا بالقسمة فقد يظن أنه لم يبق هاهنا وجه يتبين (5) به الحد، إذ كان ليس هو من الأشياء المحسوسة فيبين بالإشارة إليه.
معنى حد الشىء ومعنى أنه موجود شيئان مختلفان
(119) قال (6): فهذا (7) أحد ما يشككنا فى (8) الطريق التي بها نقف على الحدود. وأيضا فإن فى ذلك شكا آخر ليس بدون هذا. وذلك أن الذي يروم أن يبين أمر من الأمور يلزمه أن يعلم قبل ذلك أن الأمر موجود لأنه ليس
__________
(1) وجه ف، ق، م، د، ج، ش: جهة ل.
(2) يتبين ف، ق، م، د، ج: يبين ل تبين ش.
(3) تتبين ل: يبين ف، م، ش يتبن ق يتبين ج، د.
(4) يتبين ل، د: يبن ف، ش تبين ق، ج يبين م.
(5) يتبين ف، م، د، ج: يبين ل تبين ق، ش.
(6) قال ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(7) فهذا ف، ل، ق، م، د، ج، ش: هو ل، د، ج، ش.
(8) فى ف، ل، ق، م، د، ج، ش: امر ل.(1/150)
يمكن أحد (4) أن يقول فى شيء لا يعلم وجوده ما هو إلا أن يقول ذلك على طريق (5) شرح دلالة الاسم مثل ما يقول فى عنز أيل إن هذا اللفظ يدل على حيوان مركب من عنز وأيل. فأمثال هذه الأقاويل فى الأشياء المجهولة الوجود هى أقاويل شارحة وليست بحدود. فإن كان من شرط الحد أن يكون موجودا للمحدود وذلك (6) بأن يكون المحدود موجودا، لزم أن يكون العلم بالحد الذي هو علم واحد يتضمن شيئين مختلفين أحدهما ماهية الشيء والثاني أنه موجود وذلك شنيع. وقد تبين أن معرفة ماهية الشيء ومعرفة وجوده شيئان مختلفان إذا تؤمل كيف حال استعمال هذين العلمين فى العلوم، وذلك (7) أنها تبين (8) بالبرهان أن الشيء موجود، فأما حد الشيء فهى تضعه وضعا ثم تتكلف بالبرهان بيانه. مثال ذلك أن صناعة الهندسة تضع حد المثلث أولا والدائرة، ثم تتكلف بالبرهان بيان وجودهما (9) فى صناعة أخرى (10). وقد يظهر هذا من معنى الحدود أنفسها، وذلك أن معنى حد الشيء ومعنى أنه موجود شيئان مختلفان.
إذا كانت الحدود لا تتضمن أنها موجودة لمحدوداتها فدلالتها دلالة الأسماء بعينهما وذلك شنيع من جهتين
(120) وإذا كان ذلك كذلك فليس يتضمن مفهوم بيان الحد أنه موجود للمحدود. مثال ذلك أنه / إذا بين الإنسان أن الدائرة هى شكل مسطح فى داخلة نقطة كل الخطوط الخارجة منها إلى المحيط متساوية فإنه لم يبين (11) قط
__________
(4) احد ل، ق، م، ج: احدا ف ش لأحد د.
(5) طريق ف، ق، م، د، ج، ش: جهة ل.
(6) ذلك ف، ل، ق، م، د، ج، ش: يكون ل.
(7) انها تبين ل: انه يبين ف.
(8) انها تبين ل: انه يبين ف.
(9) فى صناعة اخرى ف: ل.
(10) فى صناعة اخرى ف: ل.
(11) يبين ف: بين ل.(1/151)
بهذا الحد أن الدائرة موجودة إذ قد يمكن أن ينطبق (2) هذا الحد على النحاس والحجر (3). لكن إن فرضنا الأمر فى الحدود على هذا لزمنا أمر شنيع. وذلك أنه إذا كانت الحدود لا تتضمن أنها موجودة لمحدوداتها فدلالتها دلالة الأسماء بعينها، وذلك شنيع من جهتين. أما الجهة الواحدة فأن تكون الحدود لما ليس بموجود، فإن هذه حال الأسماء أعنى أنها قد تكون لأشياء غير موجودة.
والجهة الثانية من الشناعة أنه يلزم أن يكون جميع الكلام المركب كله حدودا، وذلك أن دلالة جميع الكلام المركب مساوية بالقوة لدلالة الأسماء، فتكون (4)
على هذا أقاويل (5) الشعراء والخطباء (6) كلها حدودا إذ كانت قوتها قوة الأسماء المفردة. وكما أن البراهين لا تقوم على أن الاسم دال أو غير دال، كذلك يلزم أن يكون الأمر فى الحدود.
توجد براهين تعطى ماهية الشىء ووجوده معا أو ماهيته إن كان وجوده معلوما
(121) ولموضع هذه الشكوك قد ينبغى أن نبتدئ ابتداء آخر ونتأمل الأقاويل فى ذلك وأيها جرى على الصواب أو على غير الصواب. إلا أن الذي تبين (7) فيما سلف مما ليس فيه شك هو أن الحد والقياس ليس هما معنى واحد بعينه وأنه لا يكون لشيء واحد قياس واحد وأن الحد ليس يبين أن الشيء موجود
__________
(2) ينطبق ف: يطبق ل.
(3) والحجر ف: وعلى الحجر ل.
(4) فتكون ف: فنكون ل.
(5) الشعراء والخطباء ف: الخطباء والشعراء ل.
(6) الشعراء والخطباء ف: الخطباء والشعراء ل.
(7) فيما سلف ليس يعطى ذلك ف: مما سلف مما ليس فيه شك هو أنه ليس العلم الحاصل عن الحدود وعن القياس شيئا واحدا بعينه من جهة واحدة ولا الحد والقياس شيئا واحدا بعينه، وأن الحد لا يمكن أن يتبين بالبرهان وأنه قول تركيبه تركيب اشتراط وتقييد لا تركيب حل إلا إن أضيف إلى المحدود(1/152)
ولا أنه حد لذلك الشيء الذي يطلب هل هو حد له. والذي بقى هو أن ننظر هل نجد برهانا يعطى ماهية الشيء وسبب ماهيته كما قد تبين أنه نجد برهانا يعطى وجود الشيء وسبب وجوده، فنقول: إنه إن كان الحد الأوسط هو ماهية الشيء، فقد قلنا إنه ليس يعطى ماهية الشيء وأن ذلك مصادرة. وأما إذا كان الحد الأوسط شيئا خارجا عن ماهية الشيء فقد يمكن أن يعطى ماهية الشيء ووجوده معا. فلننظر متى يكون ذلك، فنقول: إذا كان الحد الأوسط غير علة الطرف الأكبر، فليس يمكن أن يبين به وجود الأكبر وماهيته معا. وأما إذا كان الحد الأوسط هو علة الأكبر، فقد يمكن أن يبين به ماهية الطرف الأكبر ووجوده معا أو الماهية فقط إذا كان الوجود معلوما فإنه ليس يمكن أن يبين ماهية شيء هو مجهول. فمثال الأول هو أن يبين وجود الكسوف للقمر بأنه لا يوجد فى ذلك الوقت للمقايس ظل. فإن أمثال هذه الأوساط التي هى أعراض ليس يمكن أن يصار منها إلى معرفة ماهيات الأشياء التي هى لها أعراض إلا بالعرض. وأما إذا كان الأوسط سببا متقدما على
__________
فيكون مقدمة. والذي بقى هو أن نبحث عن الحد ما هو ونبحث هل العلم الحاصل بالحد يمكن أن يستنبط من البرهان نفسه إذ ليس يمكن أن يبرهن عليه على ما تقدم أم ليس يمكن أن يستنبط منه، وإن كان يمكن فمن أى إضافة يمكن. فنقول: أما البرهان الذي يعطى لم الشيء موجود وأنه موجود، فقد قيل فيما تقدم أنه بعينه يعطى ما هو الشيء.
لكن ذلك إنما يكون إذا كان المحدود مجهول الوجود وكان السبب الذي أعطى فى جواب لم هو من الأسباب التي تقومت منها ذات الشيء، فإن من هذه الأسباب تكون الحدود.
وأما البراهين التي تعطى وجود الشيء، فإنها إن كانت إنما أعطت وجوده من قبل أمر متأخر ليس هو بعلة لذلك الشيء فليس يمكن أن تعطى مع وجوده ماهيته. وذلك إذا كان الحد الأوسط أمرا ليس بجوهر بل عرضى. وأما البراهين التي تعطى وجود الشيء من قبل الأسباب التي تقومت منها ذات الشيء فقد يمكن أن تعطى مع العلم بوجود الشيء ماهية الشيء. مثال ذلك أن الذي يبرهن على وجود الكسوف للقمر بأنه ليس يوجد للقياس المنصوب له فى تلك الحال ظل، فغير ممكن أن يستنبط ماهية الكسوف من مثل(1/153)
الشيء وخارجا عنه، فقد يمكن أن يصار منه إلى معرفة ماهيته ووجوده معا أو إلى الماهية فقط إن كان / الوجود معلوما. مثال ذلك أن يبين مبين وجود الكسوف للقمر بقيام الأرض بينه وبين الشمس. فإنه إذا بينا وجود الكسوف للقمر بمثل هذا الحد فقد بينا وجود الكسوف وماهيته معا، وذلك أن علة ماهية الكسوف الذي هو ذهاب ضوء القمر هو قيام الأرض بينه وبين الشمس.
وكذلك أيضا إن بين مبين أن صوتا موجودا فى السحاب من قبل أن فيه ريحا تتموج مثل أن يقول السحاب فيه ريح تتموج وما فيه ريح تتموج ففيه صوت فقد بين ماهية الرعد بعلته. فقد تبين من هذا القول أى البراهين يعطى ماهية الشيء ووجوده معا أو ماهيته إن كان الوجود معلوما وأى البراهين ليس يعطى ذلك.
__________
هذا البرهان. وأما الذي يبرهن أن الكسوف موجود للقمر من قبل أن الأرض قد حجزت بينه وبين نور الشمس، فهذا قد أعطى مع وجود الكسوف ماهية الكسوف لأن حجب الأرض له عن نور الشمس هى أكبر ماهية الكسوف. وذلك أنه كما يتفق فى البرهان المطلق أن يعطى السبب والوجود معا، كذلك يتفق فيه أن يعطى الوجود والماهية معا إذا عرض له أن كان السبب من الأسباب التي تقومت منها ذات الشيء. ومثال هذا من يبين وجود الرعد فى السحاب من قبل انطفاء النار فيها، فإن الرعد ليس ماهيته شيئا أكثر من أنه صوت فى السحاب عن انطفاء النار التي فيها. ولا فرق بين البراهين والحدود التي بهذه الصفة إلا فى الوضع والترتيب فقط. وينبغى أن يعلم أن هذا النوع من البراهين الذي يعطى الحد بذاته وجوهره هو البرهان الذي بين فيه وجود الشيء بحده، وذلك إما على الإطلاق وإما فى شيء ما. وأما إذا كان المحدود بين الوجود بنفسه / وحده مجهول، فليس يمكن أن يستنبط بالذات من البرهان كما قال أرسطو قبل (انظر الفقرة 113.) بل إن كان فبالعرض. فقد تبين من هذا أنه غير ممكن أن يبرهن على الحد وأنه ممكن أن يستنبط من هذا النوع من البرهان وعلى هذا النحو من العمل، وتبين متى يكون ذلك ومتى لا يكون. وأما الأشياء التي منها يستخرج الحد المجهول على الإطلاق فى كل موضع فهى المواضع التي عددت فى كتاب الجدل [(انظر تلخيص كتاب الجدل لابن رشد، تحقيق بترورث وهريدى (القاهرة: 1979) الفقرات 291227وخصوصا الفقرات 257254.] أعنى البرهانية منها ل.(1/154)
البراهين التي تعطى ماهية الشىء ووجوده معا ليس يمكن أن تكون فى الجواهر الأول ولا فى الأمور البسيطة ولا فى الأمور التي وجودها معلوم بنفسه
(122) (1) وتبين مع ذلك أن البراهين التي تعطى ماهية الشيء ووجوده معا ليس يمكن أن تكون فى الجواهر الأول، لأن هذه ليس لها أسباب خارجة عنها تعطى وجودها وماهيتها ولذلك لا نعلم الأنواع المجهولة، ولا فى الأمور البسيطة لأن هذه ليس لها أسباب أصلا، ولا فى الأمور التي وجودها معلوم بنفسه مثل حد المثلث وحد الدائرة وحد الوحدة لأن هذه أيضا ليس لها أسباب خارجة عنها وأن هذه البراهين إنما تكون فى المطالب المركبة وهى مطالب الأعراض (2).
الحد هو قول واحد مفهم ذات الشىء ومعناه وهو يقال على ضروب شتى
(123) قال: وأما الحد فهو قول واحد مفهم ذات الشيء ومعناه وأعنى بالقول الواحد هاهنا الواحد بالذات لا القول الواحد بالعرض، بمنزلة البيت الواحد والقصيدة الواحدة على ما سلف فى باري أرميناس (3). والحد يقال على ضروب شتى. أحدها القول الشارح للاسم والنائب عنه دون أن يدل على أن ذلك الشيء موجود أو غير موجود. والثاني هو (4) الحد بالحقيقة وهو الذي يكون مفهما للذات الموجودة (5) بعلتها. و (6) يجب أن يتقدم العلم بهما العلم بوجود
__________
(1) وتبين الأعراض ف: قال: ولما كان بعض الأشياء أسباب وجودها غيرها وهى الأمور المركبة وبعضها أسباب وجودها ذواتها وهى الأمور البسيطة فبين أن الأمور البسيطة ليس يمكن أن يوقف على حدودها من البراهين المطلقة أعنى التي تعطى الوجود والأسباب إذ كانت ليس لها أسباب. وإنما يتبين وجود هذه ببرهان الوجود فقط إن لم تكن بينة الوجود بأنفسها. وليس لأمثال هذه حدود إلا باشتراك الاسم لأنها إنما تأتلف من الأمور المتأخرة التي منها يبرهن وجودها. وأما الأشياء المركبة فهى الأشياء التي لها الحدود الحقيقية وهى التي يمكن أن يوقف على ماهياتها من البرهان نفسه لا أن تبين ماهياتها بالبرهان ل.
(2) وتبين الأعراض ف: قال: ولما كان بعض الأشياء أسباب وجودها غيرها وهى الأمور المركبة وبعضها أسباب وجودها ذواتها وهى الأمور البسيطة فبين أن الأمور البسيطة ليس يمكن أن يوقف على حدودها من البراهين المطلقة أعنى التي تعطى الوجود والأسباب إذ كانت ليس لها أسباب. وإنما يتبين وجود هذه ببرهان الوجود فقط إن لم تكن بينة الوجود بأنفسها. وليس لأمثال هذه حدود إلا باشتراك الاسم لأنها إنما تأتلف من الأمور المتأخرة التي منها يبرهن وجودها. وأما الأشياء المركبة فهى الأشياء التي لها الحدود الحقيقية وهى التي يمكن أن يوقف على ماهياتها من البرهان نفسه لا أن تبين ماهياتها بالبرهان ل.
(3) انظر تلخيص كتاب العبارة الفقرة 18.
(4) هو ف: وهو ل.
(5) بعلتها وف: وذلك أن ما هو الشيء ولم هو ل.
(6) بعلتها وف: وذلك أن ما هو الشيء ولم هو ل.(1/155)
ذلك الشيء الذي يطلب (3) فيه ما هو ولم هو. (4) وذلك أن ما يجهل وجوده فهو أحرى أن يجهل من أمره ما هو ولم هو (5)، وهذا الحد الذي هو (6) بالحقيقة حد (7)
هو الذي يسمى برهانا متغيرا فى الوضع. ولا فرق بين هذا (8) الحد والبرهان الذي يعطى لم الشيء إلا فى الترتيب فقط (9) وتبديل اسم الشيء المحدود بقول شارح. (10)
وذلك أن الجواب عند ما يسأل الإنسان لم الرعد موجود يكون ترتيبه بأن يقال من قبل أن النار التي فى السحاب تنطفئ فيه (11)، ويكون ترتيبه إذا سئل ما هو الرعد بأن يقدم فى الجواب ما أخر هنا لك فى الجواب (12) ويؤتى بشرح اسم الرعد بدل اسمه (13)
فيقال هو (14) صوت فى السحاب لانطفاء النار فيه (15). ومن الحدود ما هى معروفة بنفسها، وهى مبادئ العلوم التي لا برهان عليها ولا تستنبط من البرهان. ومن الحدود قسم (16) ثالث وهو الحد الذي هو نتيجة برهان مثل النتيجة القائلة إن الرعد هو صوت فى السحاب، أعنى إذا برهن وجود الصوت فى السحاب من قبل وجود (17) تموج الريح فيه.
__________
(3) يطلب ف: نطلب ل.
(4) وذلك هو ل: ف.
(5) وذلك هو ل: ف.
(6) بالحقيقة حد ف: حد بالحقيقة منه ما يقع فى البراهين حد أوسط ول.
(7) بالحقيقة حد ف: حد بالحقيقة منه ما يقع فى البراهين حد أوسط ول.
(8) هذا ل: ف.
(9) وتبديل شارح ف: ل.
(10) وتبديل شارح ف: ل.
(11) فيه ف: ل.
(12) ويؤتى اسمه ف: ل.
(13) ويؤتى اسمه ف: ل.
(14) صوت فيه ف: انطفاء النار التي فى السحاب ل.
(15) صوت فيه ف: انطفاء النار التي فى السحاب ل.
(16) قسم ل: قسيم ف.
(17) وجود ف: ل.(1/156)
خاتمة
(124) فقد تبين مما قيل (1) متى يكون البرهان على الحدود ومتى لا يكون و (2)
متى تستنبط الحدود ومتى لا تستنبط، وأى الأشياء يكون عليها البرهان الذي يستنبط منه الحد وأى الأشياء ليس يكون عليها هذا النوع من البرهان وبالجملة فتبين من ذلك الأشياء التي يمكن أن يكون لها حدود تامة (3) والتي لا يمكن أن يكون لها حدود (4) تامة وهى التي لا نعلم من قبل أسبابها لأن كل ما لم يعلم من قبل سببه فلم يعلم وجوده بالحقيقة (5). وتبين على كم وجه تقال الحدود وما هى الحدود، وبالجملة فتبين كيف نسبة الحد إلى البرهان وكيف يمكن أن يكونا لشيء واحد وكيف لا يمكن.
الأسباب والعلل فى البراهين
الأسباب الأربعة
(125) قال: ولما كنا نرى أنا قد علمنا الشيء متى علمناه بالعلة والسبب وكانت الأسباب أربعة أحدها السبب الذي على طريق الصورة، والثاني السبب الذي على طريق الهيولى وهو الذي يوجد من أجل الصورة، والثالث السبب الذي على طريق المحرك القريب والفاعل، والرابع السبب الذي على طريق الغاية فجميع هذه الأسباب تؤخذ (6) حدودا وسطا فى البراهين. وذلك أن الحد الأوسط هو بمنزلة الهيولى للقياس وهو مشترك للطرفين. ولذلك كان القياس أقل ذلك من مقدمتين تشتركان فى حد أوسط.
أمثال أخذ كل واحد من الأسباب الأربعة حدا أوسط
(126) أما أخذ السبب الذي على طريق الصورة حدا أوسط فمثل ما يقال لم صارت زاوية المثلث المعمول على القطر / فى نصف الدائرة قائمة، فيقال لأنها
__________
(1) متى يكون وف: ل.
(2) متى يكون وف: ل.
(3) تامة ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(4) تامة بالحقيقة ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(5) تامة بالحقيقة ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(6) توخذ ف، م، ج: توجد ل، ق يؤخذ د يوحد ش.(1/157)
نصف الزاوية التي على المركز والزاوية التي على المركز إذا كان المثلث بهذه الصفة هى مساوية لقائمتين. ومثال أخذ السبب الذي على طريق الهيولى حدا أوسط أن يقال لم يفسد الحيوان، فيقال لأنه مركب من أضداد. ومثال أخذ السبب الذي على طريق المحرك حدا أوسط أن يقال لم حارب / أهل الجمل عليا، فيقال لمكان قتل عثمان. ومثال أخذ السبب الذي على طريق الغاية حدا أوسط أن يقال لم يختار الأطباء المشي قبل الغذاء فيقال لمكان الصحة، ولم يتخذ البيت فيقال لمكان الحفظ للأثاث، ولم يمشى الإنسان بعد العشاء فيقال لينزل الطعام عن فم المعدة. وحال العلل التي على طريق الغاية من معلولاتها بالعكس من حال العلل التي على طريق الفاعل، وذلك أن العلل التي على طريق الفاعل هى الأمور المتقدمة على المعلولات فى الوجود بالزمان، ولذلك تكون الأوساط فيها أمورا متقدمة الوجود بالزمان على النتائج. وأما السبب الذي على طريق الغاية فهو متأخر بالزمان فى الوجود عن النتيجة، وذلك أن الصحة إنما توجد بعد المشي.
وليس يمتنع أن يجتمع فى الشيء الواحد بعينه السبب الذي على طريق الغاية والذي من الاضطرار أعنى الذي من قبل الهيولى، مثل ما يقال لم صار الضوء ينفذ فى الأجسام المتخلخلة فيقال لسعة منافذها ولطافته (1) ولمكان سلامتها من التغير.
فإن قولنا لسعة منافذها ولطافته (2) هو أمر من ضرورة المادة، وقولنا لمكان سلامتها من التغير فهو (3) أمر على طريق الغاية. والطباع كثيرا ما تستعمل (4) الأمور الضرورية (5)
__________
(1) لطافته ف: لطافتها ل، ق، م، د، ج، ش.
(2) لطافته ف، ج (ح يد 2) ج: لطافتها ل، ق، م، د ش.
(3) فهو ف، ق، م، د، ج، ش: هو ل.
(4) الامور الضرورية ف، د، ج، ش: الأمر الضرورى ل الضرورية ق، م.
(5) الامور الضرورية ف، د، ج، ش: الأمر الضرورى ل الضرورية ق، م.(1/158)
فى منفعة ما إذا أمكنها (5) ذلك. مثال ذلك أن شعر الأشفار هو لمكان ضرورة الجزء الدخانى الذي يتولد هنا لك وصحب ذلك منفعة سترها للعين.
ومثل (6) أن الرعد شيء موجود بالضرورة لانطفاء النار فى السحاب وفيه منفعة ما إن كان كما قال فوثاغورس (7) ليخوف به أهل الجحيم.
كثيرا ما توجد فى الأشياء الطبيعية مع الأمر الضرورى منفعة ما
(127) وبالجملة فكثيرا ما توجد (8) فى الأشياء الطبيعية مع الأمر الضرورى منفعة ما. وذلك أن الطبيعة تقصد بفعلها غاية، وسبب تلك الغاية شىء لزم من الضرورة. والضرورة تقال على ضربين. أحدهما الضرورة الطبيعية التي هى من قبل صورة الموجود مثل حركة الحجر إلى أسفل وصعود النار إلى فوق.
والضرب الثاني الذي من قبل الهيولى مثل أن الكائن لزمه بالضرورة أن يكون (9) فاسدا. والهيولى أيضا هى نفسها بالضرورة من قبل الصورة أعنى أن الصورة الطبيعية لا يمكن أن تكون إلا فى هيولى. وهذا ملخص فى العلم الطبيعى (10).
بعض الأمور التي تحدث بالروية والفكر والحادثة عن الطبيعة بالاتفاق والبخت وبعضها ليس بالاتفاق
(128) والأمور التي تحدث (11) بالروية والفكر (12) وكذلك الحادثة عن الطبيعة بعضها بالاتفاق والبخت وبعضها ليس بالاتفاق. فأما التي لا تحدث
__________
(5) امكنها ل،: امكنه ف، ق، م، د، ج، ش.
(6) ومثل ل، ق، م، د، ج، ش: (مرتين) ف.
(7) فرثاغورس (انظر منطق أرسطو تحقيق بدوى، ص 433): أنكساغورش ف انكساغورس ل، ق، د، ج، ش انك عورس م.
(8) توجد ف، ج، ش: يوجد ل، ق، م يؤخذ د.
(9) يكون ل: كان ف، ق، م، د، ج، ش.
(10) انظر ارسطو كتاب السماع الطبيعى ص 193آس 28إلى ص 193ب س 7.
(11) بالروية والفكر ف، ق، م، د، ج، ش: عن الفكر والروية ل.
(12) بالروية والفكر ف، ق، م، د، ج، ش: عن الفكر والروية ل.(1/159)
بالاتفاق فهى الأنواع مثل البيت فى الأمور الصناعية والإنسان فى الأمور الطبيعية وهى التي تحدث لمكان شيء من الأشياء. وأما التي تحدث بالاتفاق فهى الأشياء التي سببها الصناعة أو الطبيعة إذا لم يكن حدوثها مقصودا عنها بل بالعرض بمنزلة الصحة التي تحدث بالاتفاق عن قطع عرق فى حرب أو ما أشبه ذلك، وبمنزلة الإصبع السادسة فى الأمور الطبيعية. ولذلك الشيء الذي يسمى اتفاقا وبختا متى حدث عن الصناعة أو عن الطبيعة فهو الشيء الذي لم تقصده الصناعة ولا الطبيعة، فإن الصناعة والطبيعة كليهما إنما يفعلان لمكان شىء من الأشياء وهو الخير الذي تؤمه الصناعة أو الطبيعة. فأما البخت والاتفاق فليس ما يحدثه هو لمكان غاية من الغايات ولا لشيء من الأشياء. ولذلك كان حدوثه أقليا ولم يكن هذا السبب معدودا فى الأسباب المطلوبة ولا استعمل حدا أوسط فى البراهين.
علل الأشياء الموجودة مع الأشياء التي تجعل حدودا وسطا فى البراهين
(129) قال: وعلل الأشياء الموجودة مع الأشياء هى فى الأشياء الكائنة فى الزمان الماضى والكائنة فى المستقبل واحدة بعينها أعنى أنها بعينها هى سبب للأمور الموجودة فى الزمان الماضى / والأمور الموجودة فى الزمان المستقبل وهى التي تجعل حدودا وسطا فى البراهين وهذه العلل هى موجودة مع الأمور الموجودة وكائنة مع الأشياء الكائنة، فإن كانت الكائنة كائنة فى الماضى فهى كائنة فى الماضى وإن كانت فى المستقبل فهى كائنة فى المستقبل. مثال ذلك أن علة الجمود فى الماء هو نقصان الحرارة التي تجعل حدا أوسط فى وجود الجمود للماء.
فإن كانت هذه العلة موجودة بالفعل فإن الجمود موجود بالفعل، وإن كانت موجود بالقوة وفى الزمان المستأنف فإن الجمود (1) موجود بالقوة وفى الزمان المستقبل.
__________
(1) الجمود ف، ل، ق، م، ج: للماء ل، ق بالقوة وفى الزمان المستقبل بالفعل وان كانت موجودة بالقوة وفى الزمان المستقبل فإن الجمود م د الحمود ش.(1/160)
وكذلك حال المعلول مع هذه العلة أعنى أنه أيضا متى وجد المعلول وجدت العلة، إن كان فى الزمان الماضى ففى الماضى وإن كان / فى المستقبل ففى المستقبل.
حال العلل التي ليس توجد مع معلولاتها
(130) فأما العلل التي ليس (1) توجد مع معلولاتها وهى الفاعل والهيولى فليست هذه حالها مع معلولاتها أعنى إن كانت موجودة فمعلولاتها موجودة وإن كانت مزمعة أن توجد فمعلولاتها مزمعة أن توجد. لكن إنما يوجد لها أن معلولاتها إن كانت موجودة فعللها موجودة، وذلك أنه إن كان بيت فقد كانت حيطان وأساس. وإن كانت المعلولات أيضا مزمعة أن توجد فإن العلل مزمعة أن توجد. فهنا إذا وجد الآخر وجد الأول وليس إذا وجد الأول يلزم أن يوجد الآخر. وقد يشك فى هذا فيقال كيف إذا كان الأخير لا يتبع الأول يكون الكون سرمدا ومتصلا، وذلك أنه (2) قد كان يجب أن لا يتبع للكائن (3)
أى الذي قد فرغ (4) من الكون الذي يتكون فلا يكون الكون متصلا، لكن أن كان يتبعه فقد يجب أن يكون الأول إذا وجد وجد الأخير. فنقول: إن الكائن ليس يتبعه المتكون بالذات، ولا الكون متصل بالذات، على ما عليه الحركة الواحدة متصلة بالذات. فإنه لو كان الأمر كذلك لأمكن أن تكون نهاية الكائن متصلة بمبدإ المتكون. والنهاية والمبدأ فليس يمكن أن يتصل أحدهما بالآخر من قبل أن كل واحد منهما غير منقسم إلا لو ائتلف الحط من نقط، وذلك مما تبين امتناعه فى العلم الطبيعى (5). ولا يمكن أيضا أن نقول إن
__________
(1) ليس ف، ق، م، د، ج، ش: ليست ل.
(2) انه ف، ل، ق، م، د، ج، ش: ان ل.
(3) للكائن ف، ج، ش: الكائن ل، ق، م، د.
(4) فرغ ف، ق، م، د، ج: فرع ل، ش.
(5) انظر أرسطو كتاب السماع الطبيعى ص 226ب س 23إلى ص 227آس 35 وأيضا ص 231ب ص 96.(1/161)
مبدأ المتكون تماس (5) نهاية الكائن، وذلك أن المتكون منقسم (6) وليس يمكن أن يشار إلى مبدئه ونهاية الكون غير منقسمة. وليس يقال فيما ينقسم إنه يماس ما لا ينقسم كما لا يقال إن الخط يتلو (7) النقطة. والكلام فى هذا فى غير هذا العلم. (8)
الكون متتال لا متصل
(131) فالكون إنما هو متتال لا متصل. ولو كان الكون متصلا للزم أن تؤخذ (9) بين العلل المتقدمة بالزمان والمعلولات المتأخرة عنها أوساط بلا نهاية أعنى العلة والمعلول القريب منها. وهو بين أنه ليس بين العلة المتقدمة بالزمان والمعلول المتأخر أعنى القريب وسط. فإنه إن كان بيت فقد كان حائط، وإن كان حائط فقد كان أساس، وإن كان أساس فقد كانت حجارة. ومعلوم أنه ليس بين البيت والحائط وسط هو علة ولا بين الحائط والأساس ولا بين الأساس والحجارة. ولو كان الكون متصلا لوجب أن يكون بين البيت والحائط متوسط هو متأخر عن الحائط ومتقدم على البيت. وذلك (10) كان يلزم أن يكون بين العلة القريبة ومعلولها وسط أعنى بين العلة المتقدمة بالزمان على معلولها الأخير فتتصل (11)
العلة القريبة بمعلولها فلا تكون مفترقة منها بالزمان. ولو كان ذلك (12) لكان يلزم أن يكون بين هذا الوسط وعلته وسط آخر (13) ويمر ذلك إلى غير نهاية، فتكون
__________
(5) تماس ف: يماس ل، ق، م، د، ج بما بين ش.
(6) منقسم ف، ق، م، د، ش: ينقسم ل غير منقسم ج.
(7) يتلو ف، ق، م، ش: يملول، يتلوا ج يتلو (هـ) د.
(8) أى فى العلم الطبيعى.
(9) توخذ ف، ج: يوحد ل يوجد ق، م، د يؤخذ ش.
(10) ذلك ف: لو ل، ق، م، د، ج، ش.
(11) فتتصل ف، ج: لتتصل ل ليتصل ق، م، ش ليصل د.
(12) ذلك ف، ل، ق، م، د، ج، ش: كذلك ل.
(13) اخر ف، م، د، ج، ش: ل اخرى ق.(1/162)
أسباب الأشياء المتكونة غير متناهية. ولزوم هذا فى الأشياء التي قد كانت مثل لزومه فى الأشياء التي هى مزمعة أن تكون.
الأشياء التي ينعكس بعضها على بعض يجب أن يكون البرهان فيها يجرى دورا
(132) ولما كان هاهنا أشياء ينعكس بعضها على بعض أعنى بأن تكون العلة معلولة والمعلول علة وجب أن يكون البرهان فى هذه الأشياء (1)
يجرى دورا وأن يكون الأول فيها وسطا والوسط أولا. مثال ذلك أنه إن كانت الأرض مبتلة فيكون عنها بخار وإن كان بخار فسيكون سحاب / وإن كان سحاب فسيكون مطر وإن كان مطر فقد تبتل الأرض، فقد يجب إن كانت الأرض مبتلة أن تكون الأرض مبتلة وإن كان بخار أن يكون بخار وكذلك فى كل واحد من هذه.
بعض الأمور تكون موجودة على طريق الكل ودائما
(133) وبعض الأمور تكون موجودة على طريق الكل ودائما. وهذه إما أن تكون موجودة دائما وإما أن تكون متكونة دائما ولا بد وفى هذه يكون الأمر دورا. وقد توجد أمور ليس وجودها سرمدا لكن على الأكثر مثل نبات اللحية لكل ذكر من الناس. والحدود الوسط فى هذه تكون على الأكثر وكذلك المقدمات وكذلك النتيجة. وذلك أنه إن كانت آمحمولة على كل ب فى أكثر الموضوع أو (2) أكثر الزمان وكانت ب محمولة على كل (3) ج فى أكثر الموضوع أو أكثر الزمان، فإنه يلزم أن تكون آمحمولة على ج فى أكثر الأمر وليس يوجد الأمر فى هذه (4) دورا.
__________
(1) الأشياء ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(2) او ف، ل، ق، م، د، ج، ش: فى ل.
(3) كل ف، ق، م، د، ج: ل، ش.
(4) هذه ف، ق، م، د، ج، ش: هذا ل.(1/163)
التحديد وطريق القسمة والحصول على مبادئ البرهان
النظر فى الطريق التي منها تتصيد الحدود وتستنبط
(134) قال: ولما كان قد تبين كيف يستنبط الحد من البرهان وعلى أى وجه يمكن وعلى أى وجه لا يمكن، فقد ينبغى أن ننظر فى الطريق التي منها تتصيد الحدود وتستنبط. فنقول: إن الأشياء المحمولة على الشيء دائما ومن طريق ما هو منها ما يحمل (1) عليه وهو (2) أعم من الشيء إما عموما يتجاوز به طبيعة الجنس الذي يوجد / فيه ذلك الشيء وإما عموما لا يتجاوز به طبيعة جنس ذلك الشيء. مثال ذلك أنا قد نحمل على الثلاثة من طريق ما هى أنها موجودة وأنها عدد فرد، إلا أن حملنا عليها أنها موجودة هو شيء يتعدى طبيعة الجنس الذي فيه الثلاثة وهو العدد إذ كان معنى الموجود أعم من العدد. وأما معنى الفرد فإنه وإن كان يفضل على الثلاثة إذ قد يوجد (3) للخمسة والسبعة وغيرها من الأعداد، فإنه (4) لا يتجاوز جنسها الذي هو العدد. وإذا كان ذلك كذلك فالوجه فى تصيد الحدود بهذه الطريق أن يتخير المحمولات على الشيء من طريق ما هو التي لا يتعدى جنس ذلك الشيء ولا يتجاوزه (5) إلى ما فوقه ونجمعها إلى أن نجد منها أول جملة يكون كل واحد منها أعم من الشيء ويكون جميعها مساويا (6) للشيء المقصود تحديده. فإنه إذا اجتمع لنا منها ما (7) صفته هذه (8)
__________
(1) يحمل ف، ق، م، د، ج، ش: تحمل ل.
(2) هو ف، ق، م، د، ج، ش: هى ل.
(3) يوجد ف، ل، ق، م، د، ج، ش: الفرد ل.
(4) فانه ف، ق، م، د، ج، ش: فهو ل.
(5) يتجاوزه ف، ق، م، د، ج، ش: تتجاوزه ل.
(6) مساويا ف، ق، م، د، ج، ش: مساو ل.
(7) صفته هذه ف، ق، م، ج، ش: هذه صفته ل صنعته هذه د.
(8) صفته هذه ف، ق، م، ج، ش: هذه صفته ل صنعته هذه د.(1/164)
كان ذلك هو حد تام للشيء. ومثال ذلك أنا نجد الثلاثة يحمل عليها من طريق ما هى أنها عدد فرد وأنها عدد أول بالمعنيين اللذين يقال بهما فى العدد إنه أول أعنى الذي لا يتركب من عدد والذي لا يعده إلا الواحد فقط إذ كان الأول فى العدد يقال على هذين المعنيين، فنجد (8) هذه المحمولات (9) كل واحد منها أعم من الثلاثة وجميعها مساو للثلاثة. وذلك أن الفردية توجد (10) لها ولغيرها، والأول الذي ليس هو مركبا من عدد يوجد لها وللإثنين، وكذلك الأول بالمعنى الثاني يوجد لها ولجميع الأفراد، وأما هذه المحمولات الثلاثة فليس توجد لغيرها.
فحد الثلاثة ضرورة التي (11) انبنت منها (12) ذاتها أنها (13) عدد فرد أول. وذلك أنه إذا حملت أشياء أكثر من واحد على الشيء من طريق ما هو فإما أن تكون قوتها قوة الجنس إن لم يكن لها اسم واحد أو تكون (14) جنسا إن كان لها اسم واحد.
لكن إن كانت جنسا أو قوتها قوة الجنس كانت أعم ولم تكن مساوية، فيلزم إذا كانت هذه المحمولات على الثلاثة ليست جنسا إذ كانت ليست أعم أن تكون حدا.
منفعة طريق القسمة
(135) فهذه (15) السبيل هى التي يسلكها (16) فى استنباط حدود الأنواع
__________
(8) هذه المحمولات ف، ق، م، د، ج، ش: هذا المحمولات ل.
(9) هذه المحمولات ف، ق، م، د، ج، ش: هذا المحمولات ل.
(10) توجد ل، ق، د، ش: يوجد ف، م، ج.
(11) التي ف، ق، م، د، ج: الذي ل انها ش.
(12) منها ف، ق، م، د، ج، ش: منه ل.
(13) انها ف: انه ل، ق، م، د، ج وانها ش.
(14) تكون ل: يكون ف، ق، م، د، ج، ش.
(15) فهذه ل، م: فهذا ف، ق، د، ج ش.
(16) يسلكها ف، ق، م، د، ج: تسلكها ل ش.(1/165)
الأخيرة. وأما إن كان المقصود تحديده جنسا (3) متوسطا بين الأنواع الأخيرة والجنس (4) المنظور فيه، والسبيل (5) فى ذلك أن نأخذ حد تلك الأنواع الأخيرة التي ينقسم بها ذلك الجنس بتلك السبيل التي وصفنا، فإذا وجدنا حد كل واحد من النوعين القسيمين أسقطنا من ذلك ما يخص واحدا واحدا منها وأخذنا المشترك وأضفنا إليه جنس ذلك الشيء إما كمية وإما كيفية وإما غير ذلك من الأجناس المحيطة بذلك الشيء العالية، فيكون المجتمع من ذلك هو حد الجنس المقصود تحديده.
مثال ذلك أنا إذا أردنا أن نحد الخط فإنا نعمد إلى أنواعه / الأخيرة وهو الخط المستقيم والمستدير والمنحنى، ثم نأخذ حد كل واحد من هذه الأنواع الثلاثة بتلك (6)
الطريق. فلننزل أنا وجدنا حد الخط المستقيم أنه طول بلا عرض لا يستر وسطه أطرافه عند النظر إليه على استقامة، ووجدنا حد الخط المستدير أنه طول بلا عرض فى داخله نقطة كل الخطوط الخارجة (7) منها إليه (8) متساوية، ووجدنا حد الخط المنحنى أنه أيضا طول بلا عرض مضافا إليه خاصة أخرى. فنطلب المشترك لهذه الحدود الثلاثة فنجده فيها قولنا طول بلا عرض فنضيف إليه جنس الخطوط (9) وهو الحكم فيكون حد الخط المطلق أنه كم له طول بلا عرض.
ومسيرنا إلى حدود الأجناس من (10) حدود الأنواع هو شيء يجرى مجرى الطبع، وذلك أن الأجناس مركبة والأنواع بسيطة وما يوجد للمركب إنما يوجد له من
__________
(3) جنسا ف، ل، ق، م، د، ج، ش: وف، ق، ج، ش.
(4) الجنس ل، ق، م، د، ش: ف، ج.
(5) والسبيل ف، م، ج: فالسبيل ل، ق، د، ش.
(6) بتلك ف، ق، م، د، ج، ش: بذلك ل.
(7) منها اليه ف، ق، م، د، ج، ش: اليه منها ل.
(8) الخطوط ف: الخط ل، ق، م، د، ج، ش.
(9) الخطوط ف: الخط ل، ق، م، د، ج، ش.
(10) من ف، ق، م، د، ج، ش: ول.(1/166)
قبل وجوده للبسيط فقد ينبغى إن كان الحد يوجد للأنواع والأجناس أن يكون وجوده للأجناس من قبل وجوده للأنواع.
تفسير خاص لابن رشد
(136) قلت (1): وهذه الطريق إنما ذكرها أرسطو لأنه يرى (2) أنها هى (3) أسهل فى استنباط حدود الأنواع من طريق القسمة وهى التي تعرف بطريق التركيب، لا أنه يرى أن هذه الطريق كافية فى استنباط الحدود كما قد ظن ذلك قوم. فإنه لا بد فى استنباط الحدود من المواضع المذكورة فى كتاب طوبيقى أعنى مواضع الإثبات والإبطال ومواضع الجنس والفصل وسائر المواضع التي عددت هنا لك (4) فإنها إنما عددت من أجل الحد وعددت هنا لك مشهورة لتلتقط (5) منها البرهانية.
ينتفع باستخراج الحد بطريق القسمة مع الحدود الغير مجهولة الوجود للمحدود
(137) قال: فأما استخراج الحد بطريق / القسمة فإنه قد ينتفع بها فى التحديد هذا النوع من الانتفاع على النحو الذي تبين فيما سلف أعنى أن طريق القسمة إنما ينفع فى الحدود الغير مجهولة (6) الوجود للمحدود وأنه متى ريم بها (7) استنباط الحدود المجهولة فالسالك فى ذلك يستعمل طريق المصادرة.
وإنما ينتفع بها فى النوع من الحدود الذي لا يبلغ الخفاء فيها أن نبين (8) بحد أوسط
__________
(1) قلت ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(2) انها هى ل ق م د، ج: انه ف انها ش.
(3) انها هى ل ق م د، ج: انه ف انها ش.
(4) انظر تلخيص الجدل لابن رشد، النشرة المذكورة، الفقرات 291227.
(5) لتلتقط ف، م، ج، ش: لتلتقط ل ليلتقط ق ليلقط د.
(6) مجهولة ف: المجهولة ل، ق، م، د، ج المحمولة ش.
(7) بها ف، ق، م، د، ج، ش: فيها ل.
(8) نبين ف، ج: تبين ل، ق، م، ش يتبين د.(1/167)
إذا تحفظ بالقسمة فيها، فإنه فرق كبير (4) فى القسمة بين أن يجعل الفصل الأول فى مرتبته والفصل الأخير (5) فى مرتبته (6) وبين أن يجرى الأمر فيها بخلاف ذلك أعنى بأن (7) نجعل الأخير فى مرتبة الأول، بمنزلة من يقسم الحيوان إلى ماله رجلان وإلى ما ليس له رجلان. فإن هذا النوع من القسمة ليس يعطى حد نوع من الأنواع إذ كانت حدود الأنواع إنما تأتلف (8) من أمرين أحدهما الجنس القريب والآخر الفصل الذي بعده أعنى الذي يتلوه من غير وسط، بمنزلة الإنسان الذي معناه مؤتلف من الحيوان والناطق. وأمثال هذه الأقاويل التي يعطيها هذا النوع المختل من القسمة إنما هى مؤلفة من الأجناس البعيدة والفصول الأخيرة.
فإن ذا الرجلين هو فصل أخير للحيوان وبينهما فصول كثيرة. ولأجل (9) هذا ينبغى للمقسم إذا قصد إلى (10) تصيد الحد بالقسمة أن لا يتخطى الفصل الأعم الذاتى إلى الفصل الأخص أعنى أن لا يقسم الجنس الأعلى بفصول الجنس الذي تحته بل بالفصول الحاصرة للجنس الذي (11) ينقسم بها (12) قسمة لا يخرج شيء من الجنس (13) عنها، بمنزلة من يقسم الحيوان إلى المشاء والطائر والسابح ثم يقسم كل
__________
(4) كبير ف، ج: كثير ل، ق، م، د، ش.
(5) الاخير ل، م، د، ج، ش: الاخر ف، ق.
(6) مرتبته ل، م، د، ج: مرتبة ف، ق مرتبه ش.
(7) بان ف، ق، م، ج، ش: ان ل، د.
(8) تاتلف ل: يأتلف ف، ق، م، د، ج باتلف (هـ) ش.
(9) لاجل ف، ق، م، د، ج، ش: لمكان ل.
(10) الى ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(11) الذي ف، ق، د، ج: التي ل م ش.
(12) قسمة الجنس ف، ق، م، د، ج، ش: الجنس قسمة لا يخرج شيء منه ل.
(13) قسمة الجنس ف، ق، م، د، ج، ش: الجنس قسمة لا يخرج شيء منه ل.(1/168)
واحد من هذه إلى الفصول الحاصرة لها، مثل أن يقسم الطائر إلى ما هو مفترق الأجنحة أو متصلها. وأما إن قسم الحيوان أولا إلى ما هو مفترق الأجنحة أو متصلها، فقد تخطى الجنس الأول ولم يحصر جميع الحيوان فى قسمته.
الشروط الثلاثة التي ينبغى أن نستعمل إذا رمنا استنباط الحد بالقسمة
(138) وإذا كان هذا هكذا فينبغى عند ما نروم استنباط الحد بالقسمة أن نكون مستعملين لشروط ثلاثة. أحدها أن نأخذ الأشياء التي تحمل على الشيء من طريق ما هو. والثاني أن يكون ترتيبها على ما ذكرنا فنجعل الفصل الأول أولا والثاني ثانيا والثالث ثالثا وكذلك على الولاء. والشرط الثالث أن نقف بالتقسيم عند جملة تكون مساوية للمحدود. فأما الشرط الأول فإنما يكون حاصلا فى الأشياء / المجهولة الحمل على الشيء من طريق ما هو إذا بينا بقياس أنها موجودة له بهذه الصفة إذ كان القياس قد تبين به أن هذا جوهرى لهذا مثل أن (1) يبين أنه (2) جنس لهذا أو (3) أن هذا عرض (4) لهذا. فإن كل قياس فإنما (5) يبين به أحد هذين الأمرين على ما تبين فى كتاب طوبيقى أعنى أن المطلوب يكون إما جوهريا وإما عرضيا (6). وأما الشرط الثاني وهو (7) أن تكون أجزاء الحد مرتبة الترتيب الذي ينبغى فإن ذلك يكون متى رتبنا الفصل الأعم فالأعم حتى تنتهى (8) إلى الفصل الأخير من غير أن نخل بينها بفصل أو نردف الفصل منها
__________
(1) يبين انه ف، م: هذا ل تبين انه ق نبين انه ج، ش يتبين انه د.
(2) يبين انه ف، م: هذا ل تبين انه ق نبين انه ج، ش يتبين انه د.
(3) او ف، د: ول، ق، م، ج، ش.
(4) عرض ف، ق، م، د، ج: عرضى ل، ش.
(5) فانما ف، ق، م، د، ج، ش: انما ل.
(6) انظر تلخيص كتاب الجدل الفقرات 14، 15، 92.
(7) وهو ف، م، ق، د، ج، ش: فهو ل م.
(8) تنتهى ف: ينتهي ل، ق، م، د، ش ينبغى ج.(1/169)
بفصل مساو له. فإذا جرى القاسم على هذا فمن الاضطرار أن يكون كل فصل منها عاما لما تحته وموجودا للشيء الذي ينقسم به وجودا أولا. فإن كان بين الأول منها والأخير بون بعيد فالفصول المتوسطة التي بينها هى التي تصل الأول بالأخير وصلة ذاتية. وأما الشرط الثالث وهو أن تكون الجملة مساوية للمحدود فإنما يتأتى (7) ذلك لنا (8) ويظهر ظهورا بينا متى قسمنا الجنس العالى أولا إلى فصليه (9)
المتقابلين ثم ننظر ذلك الشيء المقصود تحديده تحت أى الفصلين المتقابلين هو داخل منهما. فإذا وجدناه تحت أحدهما نظرنا هل مجموع ذلك الفصل والجنس هو مساو لذلك المحدود أو هو (10) أعم منه. فإن كان أعم منه قسمنا ذلك الفصل أيضا إلى فصلين متقابلين، ثم ننظر تحت أيهما هو ذلك المحدود. فإذا وجدناه داخلا تحت أحدهما نظرنا إلى الجملة المجتمعة من الجنس الأول والفصول التي بعده. فإن كانت مساوية للنوع أو الجنس المقصود تحديده فقد وجدنا حده.
وإن كانت أعم فعلنا فى ذلك مثل ما (11) فعلنا قبل أعنى أن نقسم (12) الفصل الأخير منها إلى فصلين متقابلين ثم نعتبر تحت أيهما هو المحدود داخل وهل الجملة مساوية له أو غير مساوية. وإذا وجدناها مساوية فبين أن ذلك الحد ليس ينقصه فصل من الفصول / التي انبنت (13) منها ذات الشيء المحدود أى تقومت (14)
__________
(7) ذلك لنا ف، ق، م، د، ج، ش: لنا ذلك ل.
(8) ذلك لنا ف، ق، م، د، ج، ش: لنا ذلك ل.
(9) فصليه ل، م، د، ش: فضيلة ف، ج فصله ق.
(10) هو ف، ق، م، ج، ش: ل، د.
(11) ما ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(12) نقسم ل، ش: يقسم ف، ج تقسيم ق ننقسم م نقسم (هـ) د.
(13) انبتت ل: انبتت ف اثبت ق، م، د، ج (هـ) ش.
(14) تقومت ل، ق، م، د، ج: تقدمت ف، تقوتب ش.(1/170)
ولا يوجد فيها فصل من قبل أن الناقص إما أن يكون جنسا أو فصلا. والجنس الأول قد وضع فيه وقرنت إليه جميع الفصول الموجودة فى تلك الطبيعة. فإن فرض أنه قد نقصها فصل فإن ذلك الفصل يكون مخالفا فى الطبيعة لتلك الفصول.
والفصول التي تقرن بالجنس ليكون منها الحد هى من طبيعة واحدة.
ظن بعض القدماء أن يكون استنباط الحد بالقسمة ممتنعا غير صحيح
(139) قال: والمقسم فليس به حاجة عند تبينه الحد بالقسمة أن يقسم جميع فصول الموجودات حتى يكون استنباط الحد بالقسمة شيئا ممتنعا إذ كان لا يمكن أن تحصى جميع الفصول كما ظن ذلك بعض القدماء، فإن ما ظن من ذلك غير صحيح. أما أولا فإنه ليس يضطر القاسم إلى أن يقسم الجنس إلى جميع الفصول الموجودة فيه إذ كانت هذه منها جوهرية ومنها غير جوهرية، وإنما يضطر (1) فى قسمته إلى الفصول الجوهرية وهى التي تحدث أنواعا تحت ذلك الجنس. وأما ثانيا فإن الطبائع العامة تنقسم إلى فصول متقابلة محصورة والشيء المقصود تحديده إنما يكون داخلا تحت أحد المقابلات (2). وليس يحتاج من أمره إلى أكثر من أن يعلم المقابل الذي هو داخل تحته ذلك الشيء، فأما المقابل الآخر أو المتقابلات (3)
فليست به حاجة إلى أن يعلم الفصول التي تنقسم إليها إذ كانت غير الشيء المقصود تحديده. مثال ذلك أنا إذا قصدنا إلى تحديد الإنسان فقسمنا الحيوان إلى الناطق وغير الناطق فوجدنا الإنسان داخلا تحت الناطق فليست بنا حاجة إلى أن نقسم غير الناطق إلى جميع فصوله الأخيرة وسواء كانت تلك الفصول معلومة لنا أو غير
__________
(1) يضطر ل، ق، م، د، ج، ش: نضطر ف.
(2) المقابلات ف: تلك المتقابلات ل، ق، م، د، ج، ش.
(3) المتقابلات ف، ق، م، ج، ش: المقابلات ل، د.(1/171)
معلومة، فإذا سلكنا هذه السبيل صرنا ولا بد إلى جملة (4) مساوية للمحدود.
ويكون (5) الشيء المحدود داخلا ولا بد تحت أحد الأقسام المتقابلة التي قسم إليها جنسه فليس يجرى مجرى المصادرة، / إذ كانت الفصول التي ينقسم إليها الجنس على جهة الحصر ليس يمكن أن يدخل بينها متوسط. وإذا كان هذا أمرا بينا بنفسه فى القسمة فيلزم من ذلك أن يكون الذي يطلب تحديده إذا عرف أن ذلك جنسه داخلا تحت أحدهما ولا بد.
ما يجب علينا عند ما نقصد تحديد أمر ما بتخير المحمولة الموجودة له من طريق ما هو
(140) فقال (6): وواجب علينا عند ما نقصد تحديد أمر ما بتخير (7) المحمولة (8)
الموجودة له من طريق ما هو أن نتصفح (9) فى الأشخاص التي هى غير مختلفة ذلك المعنى الذي نقصد (10) تحديده. فإن وجدناه واحدا فى جميعها تبين لنا من ذلك أن تلك الطبيعة التي نروم تحديدها طبيعة واحدة وأن لها حدا واحدا. وإن وجدنا ذلك المعنى (11) فى جملة من تلك الأشخاص غيره فى جملة أخرى علمنا أن الذي نقصد تحديده ليس بمعنى واحد بل هو معنيان أو أكثر من ذلك. مثال ذلك أنا إذا أردنا أن نحد ما هو كبر النفس فنتأمل هذا المعنى فى الأشخاص الذين (12)
__________
(4) جملة ف، ق، م، د، ج: حملة ل جمله ش.
(5) يكون ل: كون ف، ق، م، د، ج، ش.
(6) فقال ف، ق، ج، ش: قال ل، م فق (اختصار من الناسخ لكلمة «فقال») د.
(7) بتخير ف: فنتخير ل يتخير ق نتخير م يتخير (هـ) د تخير (هـ) ش.
(8) المحمولة ف، ق، م، د، ج، ش: المحمولات ل.
(9) نتصفح ل، م، د، ج: يقصد ف، م يتصفح ش.
(10) نقصد ل، ق، هـ، ج: يقصد ف، م، ش.
(11) المعنى ل، ق، م، د، ج، ش: ف.
(12) الذين ف، ق، م، د، ج: الذي ل، ش.(1/172)
نصفهم بكبر النفس فنجد بعضهم قتل نفسه ونجد بعضهم انتقل من دين إلى دين وبعضهم حارب من لا تجب محاربته. فإذا تأملنا معنى كبر النفس فى هؤلاء وجدناه قلة احتمال الضيم. وإذا تأملنا كبر النفس الموجود (8) فى ديوجانس وسقراط وغيرهم ممن استخف بجودة البخت والاتفاق لمكان الواجب من الحق، قلنا إن كبر النفس فيهم هو الاستخفاف بجودة البخت. فإذا نظرنا الاستخفاف بجودة البخت وقلة احتمال الضيم لم نجد شيئا يجمعهما ولا طبيعة واحدة تعم فيهما كبر النفس، فقلنا إن كبر النفس ليس له حد واحد وإنه اسم مشترك. فإن الحد إنما يكون واحدا للطبيعة الواحدة الكلية لا للطبيعة الجزئية. ولذلك ليس يعطى الطبيب شفاء هذه العين المشار إليها وإنما يعطى شفاء العين بإطلاق، وذلك يكون بأن يفصل (9) المعانى التي يقال عليها اسم العين ويحدد النوع الذي يقصد تحديده من ذلك. وتحديد النوع لهذا المعنى أسهل من تحديد الجنس من قبل أن اشتراك الاسم يظهر فى الأنواع أكثر منه فى الأجناس. ولذلك ينبغى أن نتوصل (10) إلى تحديد الأعم من تحديد الأخص إذ كان الأخص أعرف عند الحس.
ينبغى أن تكون المعانى التي يقصد تحديدها واضحة بينة ظاهرة فى الحدود
(141) وكما أن البراهين ينبغى أن يكون معنى القياس فيها أمرا (11) واضحا صحيحا (12) أعنى أنها أقيسة صحيحة الشكل كذلك ينبغى أن تكون المعانى
__________
(8) الموجود ف، ق، م، د، ج، ش: الموجودة ل.
(9) يفصل ف، م، د، ج، ش: تفصل ل بفصل ق.
(10) نتوصل ف، د، ج: يتوصل ل، ق، م، ش.
(11) واضحا صحيحا ف، ق، م، د، ج، ش: صحيحا واضحا ل.
(12) واضحا صحيحا ف، ق، م، د، ج، ش: صحيحا واضحا ل.(1/173)
التي يقصد تحديدها واضحة بينة ظاهرة فى الحدود. وهذا إنما يكون إذا توصلنا إلى تحديد الأشياء العامة من الأشياء الخاصة التي وضوح المعنى الذي نقصد / تحديده لائح ظاهر فيها. مثال ذلك أنا إذا أردنا أن نحد (1) طبيعة اللون جعلنا مبدأ النظر فى ذلك من المعنى الموجود فى لون لون لا من اللون العام الذي هو جنس لجميع الألوان. وكذلك إذا أردنا أن نحد أمر الصوت جعلنا النظر من الأصوات النوعية لا من الصوت العام. فإن بهذا الفعل يقع الاحتراس من الاسم المشترك.
وذلك أنه وإن كنا قد نتحفظ فى الجدل من الاسم المشترك فكم بالحرى يجب أن نتحفظ منه فى الحدود، واستعمال الاسم المشترك يعرض اضطرارا فى الجدل.
كيف يسهل الجواب بلم فى الأعراض التي توجد للموجودات المحسوسة
(142) قال: وواجب على من أراد أن يسهل عليه الجواب بلم فى الأعراض التي توجد لصنف صنف من (2) الموجودات المحسوسة أن يكون قد وقف بطريق القسمة على أجناسها وأنواعها وبطريق التشريح على جميع أعضائها، فإنه إذا كان عالما بذلك أمكنه إذا سئل عن وجود عرض ما لنوع من الأنواع أو لجنس من الأجناس أن يجيب بالطبيعة العامة التي هى السبب فى وجود ذلك العرض لذلك النوع أو الجنس. مثال ذلك أن الإنسان إذا تقدم فعلم بطريق القسمة أن المغتذى (3) منه حساس ومنه غير حساس، ثم سئل لم كان الحيوان ينمى أجاب بالطبيعة الكلية التي هى السبب فى وجود النمو / للحيوان فقال لأنه متغذى (4) ولم يقل لأنه حيوان. وكذلك يعرض له إذا سئل عن لاحق ما
__________
(1) نحد ف، ق، م، ج: نحدد ل نجد د، ش.
(2) من ف، ل، ق، م، د، ج، ش: اصناف ل، ق، م، د، ج، ش.
(3) المغتذى ف، ج: المتغذى ل، م، د المتعدى ق المغتدى (هـ) ش.
(4) متغذى ف: متغذ ل، ق، م، ج متغد د، ش.(1/174)
لنوع من الأنواع وكان عارفا بالطبيعة الكلية التي هى السبب فى وجود ذلك اللاحق لذلك النوع من قبل التقسيم مثل أن يسأل (1) لم صار الديك متفرق الجناح فيقال لأنه طائر، أو لم صار الإنسان متنفسا فيقال لأنه حيوان سيار ذو دم.
منفعة طريق التشريح لظهور الطبيعة الكلية
(143) وربما لم تظهر لنا الطبيعة الكلية التي هى السبب فى ذلك العرض المسئول عنه بطريق التقسيم لكن يكون قد ظهر لنا من قبل التشريح عرض عام ينبئنا عن تلك الطبيعة فنقيمه (2) مقام تلك الطبيعة. مثال ذلك أنا قد وقفنا بالتشريح على أن ما كان من الحيوان له قرون فله كرش وليس له أسنان فى الفك الأعلى، فإذا سئلنا مثلا لم كان الأيل له قرون قلنا لأن له كرشا وليس له أسنان فى الفك الأعلى. وكذلك لما وقفنا بالتشريح على أن كل حيوان طويل العمر صغير المرارة بالإضافة إلى جنسه (3)، فإذا سئلنا مثلا لم صار الإنسان طويل العمر قلنا لأنه صغير المرارة. وربما كانت الطبيعة والجنس الذي وقفنا عليها (4) من التقسيم ليستا واحدا إلا بالتناسب مثل مناسبة العظام للشوك وللخزف فى الحيوان الخزفى.
تكون المسائل واحدة متى كان السبب المأخوذ فيها حدا أوسط واحدا
(144) قال: وتكون المسائل واحدة متى كان السبب المأخوذ فيها حدا أوسط واحدا. فربما كان واحدا بالنوع وربما كان واحدا بالجنس مثل أن يسأل سائل لم يحدث الصدى، ولم يحدث قوس قزح، ولم يرى الإنسان صورته فى الجسم الصقيل. فإن السبب فى هذه المسائل واحد بالجنس وهو
__________
(1) يسال ق، ق، م، (ح يد 2) ج: يسال ل يقال ج يسئل د، ش.
(2) فنقيمه ف، ج: فيقيمه ل، ق، د، ش قضية م.
(3) جنسه ف: جسمه ل، ق، م، ج د حسبه ش.
(4) عليها ل: عليه ف، ق، م، د، ج، ش.(1/175)
الانعكاس، لكن سبب الصدى هو انعكاس الهواء وسبب قوس قزح هو انعكاس الضوء وسبب الرؤية فى المرآة الصقيلة انعكاس البصر.
قد تكون مسألة واحدة تبين بأوساط كثيرة
(145) قال (1): وقد تكون مسألة واحدة تبين بأوساط كثيرة إذا كان بعضها سببا لبعض، وكان المتقدم منها يعطى أبدا فى جواب السؤال بلم عن المتأخر إلى أن يترقى السؤال إلى السبب الأول فيها الذي هو علة لجميعها. مثال ذلك أن يقال لم صار النيل يكثر جريه فى آخر الشهر فيقال فى جواب ذلك لأن هذا الوقت شبيه بوقت الشتاء، فيقال ولم صار هذا الوقت شبيها بوقت الشتاء فيقال لا محاق ضوء القمر فيه، فيقال ولم يمحق ضوؤه فيقال لاجتماعه مع الشمس.
فإن اجتماعه مع الشمس هى العلة الأولى لهذه العلل وجرية النيل فى آخر الشهر هو المعلول الأخير وما بينهما معلول وعلة.
قد يتشكك الإنسان فى العلة المأخوذة حدا أوسط وفى المعلول الذي هو الطرف الأكبر
(146) قال: وقد يتشكك الإنسان فى العلة المأخوذة حدا أوسط وفى (2) المعلول الذي هو (3) الطرف الأكبر (4) ويقول (5) هل كما يمكننا أن نبين الشيء من قبل علته كذلك يمكننا أن نبين وجود العلة من قبل المعلول، وذلك بأن يكون كل واحد منهما يلزم صاحبه ويوجد بوجوده. مثال ذلك هل كما أنه إذا وجدنا جمود اللبن للشجر وجدنا انتثار الورق له كذلك أيضا إذا وجدنا انتثار الورق وجدنا جمود اللبن، وكما أنه اذا وجدنا قيام الأرض بين الشمس والقمر / وجدنا الكسوف كذلك إذا وجدنا الكسوف وجدنا قيام الأرض بينه وبين الشمس. فنقول:
__________
(1) قال ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(2) وفى ف، ق، م، د، ج، ش: فى ل.
(3) الطرف الاكبر ف، م، د، ج، ش: طرف اكبر ل الطرف والأكبر ق.
(4) الطرف الاكبر ف، م، د، ج، ش: طرف اكبر ل الطرف والأكبر ق.
(5) يقول ف، ق، د، ج، ش: تقول ل، م.(1/176)
أما أنه إن لم يكن للشيء الواحد أكثر من علة واحدة وكان الشيء لا يمكن أن يوجد من دون علته، فقد يبين كل واحد منهما بصاحبه. لكن إذا بين المعلول بالعلة كان ذلك برهانا يعطى السبب والوجود، وإذا بين العلة بالمعلول كان ذلك برهانا يعطى الوجود فقط بمنزلة ما يبين انتثار الورق من قبل جمود اللبن وجمود اللبن من قبل انتثار الورق.
إن كان للشيء الواحد أكثر من علة واحدة فليس يلزم أن يبين وجود العلة من قبل وجود المعلول
(147) وأما إن كان للشيء الواحد أكثر من علة واحدة فليس يلزم أن يبين وجود العلة (1) من قبل وجود المعلول. مثال ذلك أنه إن بين مبين أن آموجودة لج بوسط أكثر من واحد أعنى د وهـ فهو بين أنه متى وجدت واحدة من د وهـ وجدت آوأنه (2) ليس يلزم متى وجدت آ / أن توجد د أو هـ، لأن ألف (3) أعم من كل واحد (4) منهما، وإذا وجد الأعم لم يلزم (5) أن يوجد (6)
الأخص. لكن يبين الأمر فى هذا مما تقدم، وذلك أنه قد قيل إن من شرط البراهين أن تكون المقدمات المأخوذة كلية ومحمولة من طريق ما هو (7). وإذا كان ذلك كذلك وجب أن يكون الحد الأوسط خاصا بالموضوع أو (8) مساويا له وكذلك الأعظم مع الأوسط، فتنعكس العلة والمعلول ضرورة فى أمثال هذه البراهين. والعلة التي بهذه الصفة فليس يمكن أن تكون إلا علة واحدة لأنها حد للشيء، والحد ليس
__________
(1) العلة ف، م، د، ج، ش: العلتين ل ق.
(2) انه ف، ق، م، د، ج، ش: ل.
(3) الف ف، ج: آل، م، د ق اش.
(4) واحد ف: واحدة ل، ق، م، د، ج، ش.
(5) ان يوجد ف، ق، م، د، ش: وجود ل ان توجد ج.
(6) ان يوجد ف، ق، م، د، ش: وجود ل ان توجد ج.
(7) انظر الفقرات 1917و 23.
(8) او ف: ول، ق، م، د، ج، ش.(1/177)
يمكن فيه أن يكون أكثر من (7) واحد إذ كان هو (8) المنبئ عن ذات واحدة، والمنبئ عن ذات الشيء الواحد يجب أن يكون واحدا مثل قيام الأرض فى الوسط بين الشمس والقمر الذي هو حد الكسوف، ومثل جمود اللبن للشجر الذي هو حد انتثار الورق.
إن لم يكن الوسط علة ذاتية فقد يمكن أن يكون للشيء أكثر من علة واحدة
(148) فإن لم يكن الوسط علة ذاتية فقد يمكن أن يكون للشيء أكثر من علة واحدة وأن يوجد المعلول ولا توجد العلة. مثال ذلك أن العلة الذاتية فيما هو طويل العمر إنما هو صغر المرارة. وأما الحرارة والرطوبة فلعلة (9) أخرى موجودة للحيوان وغير الحيوان. لكن ينبغى أن يتوقى أمثال هذه الأوساط فى البراهين فإنها ليست عللا محققة ولا البراهين المؤلفة من هذه الأشياء هى براهين محققة، بل مظنون أنها براهين من غير أن تكون كذلك إذ كان قد يوجد المعلول ولا توجد العلة. ولكون الحد الأوسط فى أمثال هذه البراهين المحققة من جهة أنه ذاتى هو من طبيعة الجنس الذي تنظر فيه تلك البراهين، لزم إن كان ذلك الجنس مقولا بتناسب أن يكون الحد الأوسط فيه مقولا بتناسب. وكذلك إن كان الجنس بتواطؤ كان الحد الأوسط بتواطؤ. فمثال الأشياء المقولة بتناسب أن يقال لم صارت الأشياء المتناسبة إذا بدلت تكون متناسبة، فيقال لأن أضعافها توجد بالشرط المفروض فى الأشياء المتناسبة. وليس الشبيه الذي يقال على الألوان وعلى الأشكال بواحد بالنسبة، بل إنما هو واحد باللفظ فقط. فإن التشابه فى الألوان هو أن يكون تحريكها البصر بقدر واحد، وفى الأشكال هو أن
__________
(7) من ف، ل، ق، د، ج، ش: حد ل.
(8) هو ف، ق، د، ج، ش: ل.
(9) فلعلة ف، ق، د، ج، ش: فعلة ل.(1/178)
تكون الأضلاع متناسبة والزوايا متساوية. وهذا هو الفرق بين الشيء المقول باشتراك والمقول بتناسب أعنى أن المقولة (1) باشتراك توجد حدودها مختلفة غير متحدة والمقولة بتناسب توجد حدودها واحدة بالتناسب.
ينبغى أن تؤخذ الحدود الثلاثة فى البرهان مساوية بعضها لبعض
(149) وبالجملة فينبغى أن تؤخذ الحدود الثلاثة فى البرهان مساوية بعضها لبعض أعنى العلة والمعلول والشيء الذي له العلة وهو الموضوع. فإن أخذ الموضوع أخص من الحد الأوسط والحد الأوسط أخص من الأكبر لم يكن الحمل على طريق الكل الذي اشترط فى أول هذا الكتاب (2). ومعلوم أن هذا البرهان هو البرهان الذي هو حد تام بالقوة. ومعلوم أن هذا البرهان إنما يكون بالسبب القريب. فإن كانت للشيء أسباب كثيرة وبعضها أقرب من بعض، فالسبب القريب منها هو القريب من (3) المحمول فى المطلوب لا من الموضوع إذ كان الحد الأوسط إنما هو حد للطرف الأعظم الذي هو المحمول فى المطلوب أو جزء حد.
تفسير خاص لابن رشد
(150) قلت (4): وتبين من هذا أن أرسطو يرى أن من شرط البرهان المطلق أن يكون الحد الأوسط فيه (5) علة للطرف الأكبر ولا بد وأنه ضرورى فيه. فاعلم ذلك وهو الذي لا يصح غيره.
العلم بالقياس متعلق بالعلم بالبرهان
(151) قال: فقد تكلمنا فى القياس والبرهان ما كل واحد منهما وبأي شروط / وخواص يتم كل واحد منهما. ومن (6) البين أن العلم بأحدهما متعلق بالعلم الآخر وأنهما يجريان مجرى شيء واحد.
__________
(1) المقولة ل: المقول ف، ق، د، ج، ش.
(2) انظر الفقرات 1918.
(3) من ف، ق، د، ج، ش: (مرتين) ل.
(4) قلت ف، ق، د، ج، ش: ل.
(5) فيه ف، ق، د، ج، ش: ل.
(6) ومن ف، ق، د، ج: وهو من ل.(1/179)
من أين يقع لنا العلم بمبادئ البرهان وكيف يقع وبأي قوة ندركها
(152) قال: فأما من أين يقع لنا العلم بمبادئ البرهان التي هى المقدمات الأول وكيف يقع وبأي قوة تدرك هذه المقدمات، فذلك يظهر إذا تقدمنا فوضعنا أن العلم بالبرهان لا يمكن أن يحصل إلا بأن تعلم مبادئه التي هى المقدمات الغير (1) ذوات أوساط (2) وذلك أيضا بعد أن نقدم فى ذلك ما يجب من (3) التشكيك.
مبدأ النظر فى هذه الأسئلة
(153) فنقول: أترى القوة التي بها يعلم (4) الشيء بالبرهان هى القوة بعينها التي بها تعلم مبادئ البرهان أم هى غيرها، وأ ترى مبادئ / البرهان والأشياء التي تعلم بالبرهان كلاهما يعلمان بالبرهان أم أحدهما يعلم بالبرهان والآخر له قوة أخرى يعلم بها. ومبدأ هذا (5) النظر أن نفحص أولا هل هذه المعقولات الأول التي هى لنا صور وملكات هى حاصلة لنا من أول وجودنا لكنا كأنا ناسون لها وغير ذاكرين أم هى حادثة فينا بعد أن لم تكن. لكن كونها حاصلة لنا من أول الأمر ونحن ناسون لها يلحقه أمر شنيع، وهو أن نكون مقتنين لعلوم أشد تحصيلا وأوثق من علوم البرهان ونحن ناسون لها. لكن إن وضعنا استفادتنا (6) إياها إنما يكون (7)
بآخرة فكيف يصح هذا الوضع مع وضعنا أن كل ما نعلمه ونتعلمه إنما يكون بمعرفة متقدمة، فيلزم على هذا أن تكون مبادئ البرهان تبين ببرهان، وذلك مستحيل.
__________
(1) ذرات اوساط ف، ق، د، ج: الذوات الأوساط ل ذوات الأوساط ش.
(2) ذرات اوساط ف، ق، د، ج: الذوات الأوساط ل ذوات الأوساط ش.
(3) من ف، ق، د، ج، ش: فى ل.
(4) يعلم ل، ق، د، ش: نعلم ف، ج.
(5) هذا ل، ق، د، ج، ش: ف.
(6) استفادتنا ل، ق، د، ج، ش: استفادتها ف.
(7) يكون ف، ق، د، ج، ش: تكون ل.(1/180)
هذه المبادى تحصل لنا عن قوة واستعداد موجود فينا
(154) فنقول: إن هذه المبادئ إنما تحصل لنا عن قوة واستعداد موجود فينا شأن تلك القوة وذلك الاستعداد أن تحصل عنه تلك المبادئ. وهذه القوة فى الشرف دون الشيء الحاصل لنا (1) بالفعل التي هى المبادئ. وهذه القوة هى (2) موجودة فى جميع الحيوان، وذلك أن فى كل حيوان قوة الحس. لكن الحيوان الذي فيه قوة الحس ينقسم قسمين، فمنه ما يثبت له الشيء الذي يحسه بعد انقضاء الحس وهذا هو الحيوان المتخيل، ومنه ما لا يثبت له وهو الغير متخيل (3). والذي يثبت له منه ما يثبت له ثباتا تاما ومنه ما ليس يثبت له ثباتا تاما. والذي يثبت له ثباتا تاما (4) يعرض له عند ما تتكرر الصور عليه أن ينتزع منها التشابه الذي يكون بينها، ومن هذا التشابه يحصل المعقول الكلى للنفس.
وهذا التشابه إنما تقتنيه القوة الذاكرة من المتخيلة، إذ كانت هذه القوة هى التي تقتنى معنى الشيء المحسوس مجردا من الشبح وذلك عند تكرار المعنى عليها دفعات كثيرة فى أشخاص كثيرة. ولما كانت قوة التخيل والذكر إنما تقتنى المعنى (5) من الحس كان استمداد هاتين القوتين فى الإنسان من قوة الحس. فإن كان الكلى الحاصل مأخوذا من الأمور الإرادية كانت المعقولات الحاصلة منه مبدأ للامور العملية. وإن كان مأخوذا من الأمور الموجودة كان مبدأ للعلوم النظرية.
__________
(1) لنا ل، ق، د، ج، ش: لها ف، م.
(2) هى ف، ق، م، د، ج: ل، ش.
(3) متخيل ف: المتخيل ل، ق، م، د، ج، ش.
(4) تاما ف، ل، م، ج، ش: ما ل ق، د.
(5) المعنى ف، ق، م، د، ج، ش: المعانى ل.(1/181)
الملكات من المعقولات ليست حاصلة لنا من أول الأمر ولا نستفيدها من ملكات هى أشرف ولا من علوم أثبت منها
(155) وإذا كان الأمر هكذا فليست هذه الملكات من المعقولات حاصلة لنا من أول الأمر ولا نحن مستفيدون لها من ملكات هى أشرف ولا من علوم أثبت منها. لكن إنما تحدث لنا عن تكرار الحس مرة بعد مرة فى أشخاص كثيرة مثل ما يعرض فى الجهاد عند ما ينخرم الصف بانهزام المجاهدين أن يعود واحد فيقف ثم ثان فيقف ثم ثالث حتى يكمل الصف. وهكذا حال حدوث الكلى عن الحس، فإنه إذا اقترن إلى هذا إحساس ثان وإلى الثاني ثالث حدث الأمر الكلى. ولذلك كان حدوثه على وجه الاستقراء للجزئيات، فعلى هذا الوجه هو حدوث الكلى عن الحواس.
مبادئ البرهان أكثر فى باب التصديق من العلم الحاصل بالبرهان
(156) قال: والقوى الذهنية التي بها نصدق تنقسم (1). فمنها ما (2) تصدق تارة وتكذب (3) تارة بمنزلة قوى الظن والفكر ومنها ما تصدق (4) دائما بمنزلة العلم الحاصل عن البرهان والعقل الذي هو المقدمات الأول وليس جنس آخر من المدركات أحق بالصدق من (5) العلم إلا العلم الحاصل عن المقدمات الحاصلة عن العقل. ولذلك كانت مبادئ البرهان أكثر فى باب التصديق من العلم الحاصل بالبرهان. فأما المبادئ فلا تعلم بالبرهان ولكنها تعلم بالعقل، إذ كان ليس هاهنا شيء يدرك به ما هو أكثر تحقيقا من البرهان إلا العقل. ولذلك كان
__________
(1) تنقسم ف، ل، ج: قسمين (ح يد 2) ل ينقسم ق، م، د، ش.
(2) تصدق تكذب ف، م، د، ج: يصدق تارة ويكذب ل، ق لصدق (هـ) تاره ش.
(3) تصدق تكذب ف، م، د، ج: يصدق تارة ويكذب ل، ق لصدق (هـ) تاره ش.
(4) تصدق ف، ج: يصدق ل، ق، م، د يصدق (هـ) ش.
(5) من ف، ل، ق، م، د، ج، ش: فى (فوق كلمة «من») ل.(1/182)
العقل هو (5) مبدأ المبادئ. وجميع هذه القوى عند ما تحصل الشيء الذي هى قوية عليه هى على مثال واحد أعنى قوة العلم للمعلوم وقوة العقل للمبادئ.
انتهاء المقالة الثانية والكتاب
(157) (6) وهنا انقضى تلخيص هذه المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطوطاليس وتم بتمامها البرهان والحمد لله على ذلك كثيرا كما هو أهله (7).
__________
(5) هو ف، م، د، ج، ش: ل من ق.
(6) وهنا أهله ف: وهنا انقضى تلخيص هذه المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطوطاليس والحمد لواهب العقل بلا نهاية كما هو اهله وصلى الله على سيدنا محمد نبيه الكريم وعلى آله وسلم تسليما وشرف وكرم ل تم تلخيص المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطاطاليس بعون الله وحسن توفيقه قد فرغ من تسويده أقل عباد الله محمد مومن بن محمد محمد حسين الزارى فى شهر محرم الحرام سنة 1177ق انقضى تم تلخيص المقالة الثانية من كتاب البرهان والله يهدى من يشاء الى صراط مستقيم قد تم الكتاب بعون الملك الوهاب فى كل 5م انقضى تم تلخيص المقالة الثانية من كتاب البرهان د انقضى وتم تلخيص المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطوطاليس بعون الله وحسن توفيقه وصلى الله على محمد وآله ج انقضى وتم تلخيص المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطاطاليس بحمد الله تعالى والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم وصلى الله على محمد وآله أجمعين قد فرغ من تسو يد هذه النسخة الشريفة فى 14شهر رمضان المكرم سنة 1072ش.
(7) وهنا أهله ف: وهنا انقضى تلخيص هذه المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطوطاليس والحمد لواهب العقل بلا نهاية كما هو اهله وصلى الله على سيدنا محمد نبيه الكريم وعلى آله وسلم تسليما وشرف وكرم ل تم تلخيص المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطاطاليس بعون الله وحسن توفيقه قد فرغ من تسويده أقل عباد الله محمد مومن بن محمد محمد حسين الزارى فى شهر محرم الحرام سنة 1177ق انقضى تم تلخيص المقالة الثانية من كتاب البرهان والله يهدى من يشاء الى صراط مستقيم قد تم الكتاب بعون الملك الوهاب فى كل 5م انقضى تم تلخيص المقالة الثانية من كتاب البرهان د انقضى وتم تلخيص المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطوطاليس بعون الله وحسن توفيقه وصلى الله على محمد وآله ج انقضى وتم تلخيص المقالة الثانية من معانى كتاب البرهان لأرسطاطاليس بحمد الله تعالى والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم وصلى الله على محمد وآله أجمعين قد فرغ من تسو يد هذه النسخة الشريفة فى 14شهر رمضان المكرم سنة 1072ش.(1/183)
فهارس الكتاب (1)
الأعلام
1 - أرسطو
أالمواضع التي ذكر فيها أرسطو:
24، 29 (2)، 33، 81،
98، 121 (ح)، 136،
150، 157.
ب المواضع التي أشير فيها إلى
أرسطو: قال يقول
قاله بينه قصده:
1، 5، 6، 12، 16، 20،
25، 26، 30، 41، 50،
63، 76، 78، 79، 80 (3)، 81 (2)، 88،
89، 90، 91، 92،
94، 99، 106، 114،
116، 119، 123، 125،
129، 134 (2)، 135، 136
(2)، 137، 139، 140،
142، 144، 145، 146
(2)، 151، 152، 154،
156.
2 - سائر الأعلام
أصحاب التعاليم: 49.
أصحاب علم تأليف اللحون: 49.
أفروطاغورش: 26. أفلاطون: 71، 113.
أنا خرسس: 48.
أهل الجحيم: 126.
__________
(1) الإحالات فى هذه الفهارس إلى أرقام فقرات كتاب البرهان، والرقم الذي بين القوسين يحدد عدد مرات التكرار فى الفقرة.(1/185)
أهل الجمل: 126.
بروسن: 32، 33.
الجدلى: 27.
الخطباء: 120.
ديوجانس: 140.
سقراط: 140.
السوفسطائيون: 2، 4 (4)، 6،
11، 13 (4).
الشعراء: 120.
الصقالبة: 48.
الطبيب الأطباء: 17، 43،
49، 126، 140.
الطبيعى: 21. عثمان: 126.
العددى: 10، 21، 31، 37،
38.
على: 126.
فوثاغورس: 126.
القدماء: 65.
قوم: 5، 12 (3) 39، 74، 77
(4)، 78، 79، 136.
مانن مانى: 3.
المهندس: 2، 21 (2)، 31 (2)،
37، 38، 39 (2)، 43، 44
(2)، 49.
الموسيقى: 17 (2).
الكتب الواردة بالنص
أأرسطو
العبارة (باري أرميناس): 17،
123.
البرهان: 157.
القياس: 114.
الجدل (طوبيقى): 121 (ح)،
136، 138.
السفسطة: 33.
السماع الطبيعى: 127، 130. ب ابن رشد
العبارة: 10، 117، 123.
القياس: 1، 7، 10 (2)، 13
(2)، 14، 26 (2)، 64 (2)،
87 (2)، 114.
البرهان: 10، 14، 15، 18، 28
(2)، 41، 75 (2)، 89، 91،
104، 111، 141، 157.
الجدل 121 (ح)، 136 (ح)،
138 (ح).(1/186)
138 (ح).
فهرس مقابلة فقرات تلخيص كتاب البرهان لابن رشد بنصوص كتاب البرهان لأرسطو
ابن رشد أرسطو
(1) 71111
(2) 711217
(3) 711830
(4) 713135
(5) 7118
(6) 71919
(7) 712025
(8) 712633
(9) 7134726
(10) 72725
(11) 7226724
(12) 72518
(13) 72197320
(14) 732127
(15) 732831
(16) 733234
(17) 73357324
(18) 732527
(19) 7328743
(20) 7449
(21) 741032
(22) 7433744
(23) 74511
(24) 27412ابن رشد أرسطو
(25) 741321
(26) 74227517
(27) 752325
(28) 752136، 752831
(29)
(30) 753237
(31) 75387521
(32) 7537763
(33)
(34) 76813
(35) 761725
(36) 762631
(37) 761321، 763237
(38) 76387612
(39) 7624774
(40) 7759
(41) 771029
(42) 773035
(43) 77367715
(44) 771627
(45) 77287813
(46) 7823
(47) 78247811
(48) 781234
ابن رشد أرسطو(1/187)
(48) 781234
ابن رشد أرسطو
(49) 78357917
(50) 791832
(51) 79337923
(52) 792428
(53) 7929808
(54) 80926
(55) 80278014
(56) 801517
(57) 801821
(58) 802232
(59) 8033814
(60) 81516
(61) 811734
(62) 813537
(63) 8138819
(64) 811023
(65) 8124828
(66) 82914
(67) 821521
(68) 822236
(69) 822935، 8237825
(70)
(71) 82378332
(72) 83338416
(73) 841728
(74) 842933
(75) 843858
ابن رشد أرسطو
(76) 851315
(77) 8520853
(78) 85422
(79) 85238621
(80) 862232
(81) 8633869
(82) 861012
(83) 861331
(84) 863237
(85) 863839
(86) 87117
(87) 872330
(88) 873137
(89) 8740874
(90) 87518
(91) 871928
(92) 8729888
(93) 88917
(94) 8818
(95) 881930
(96) 883136
(97) 8837883
(98) 88429
(99) 88308911
(100) 891223
(101) 8924896
(102)
(103) 8979
ابن رشد أرسطو(1/188)
(103) 8979
ابن رشد أرسطو
(104) 891015
(105)
(106) 892336
(107) 89379023
(108) 902431
(109) 903234
(110) 9035901
(111) 901928، 9028
(112) 9030917، 901018
(113) 9112912
(114) 911233
(115) 9134926
(116) 92719
(117) 922034
(118) 9235923
(119) 92418
(120) 921934
(121) 9319320
(122) 932128
(123) 93299410
(124) 941119
(125) 942024
(126) 94259434
(127) 9435953
(128) 9549
(129) 951024
(130) 95259512
(131) 951337ابن رشد أرسطو
(132) 9538968
(133) 96918
(134) 96229614
(135) 961525
(136)
(137) 9626976
(138) 9723977
(139) 97722
(140) 97830
(141) 973139
(142) 98113
(143) 981423
(144) 982429
(145) 983034
(146) 98359824
(147) 982539
(148) 99116
(149) 991823
(150)
(151) 991516
(152) 991719
(153) 992031
(154) 99341009
(155) 100101004
(156) 100517
(157)(1/189)
(157)
قائمة مقابلة فقرات مقالات تلخيص كتاب البرهان لابن رشد بفصول مقالات كتاب البرهان لأرسطو
ابن رشد أرسطو
المقالة الأولى
51
116
1312
1914
2220
2823، 30
31
(29)
32، 3634
3937
4240
4543
4946
50
51
5652 - ابن رشد أرسطو
6257
63
6764
68
69
7471
75
8076
8581
8786
88
89
90
91
9392
9894
10199، 103
ابن رشد أرسطو(1/190)
10199، 103
ابن رشد أرسطو
104 - المقالة الثانية
106
109107
112110
113
115114
117116
120118
12 - ابن رشد أرسطو
122
124123
128125
133129
135134، 141137
143142
145144
147146
149148
156151(1/191)
156151
تصويبات كتاب البرهان
صفحة سطر تصويبات
1836 - عندنا ل
2039 - الفقرة 245والفقرة
21155]
7433744156
1959 - ديونيسودورس
2167 - س 3.
2178 - استنبطها
80926793
10110 - التسع.
19116 - م، د
8143 - بهذه
22145 - خيبر (ص 988
19158 - لطافته ف، (ح يد 2) ح:
لطافتها ل، ق، م، د، ج ش.
17159 (7) فوثاغورس
19160 - وإن كانت موجودة
12170 - أعنى أن
48
208(1/192)