المقدّمة
الثعالبي
ان مؤلف كتاب تحفة الوزراء الذي نرجح نسبة الكتاب اليه هو ابو منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي المتوفي سنة 429هـ وكان قد ولد بنيسابور سنة 350هـ (1).
ولا نريد ان نفصّل في الحديث عن حياة الثعالبي فقد كتب عنه الكثير (2)
ويكفي ان نقول عنه بانه صاحب «يتيمة الدهر» والتي هي حقا يتيمة دهرها في اهميتها الادبية ولما تقدمه من تراجم لابناء عصر الثعالبي قد لا نجدها في مصادر اخرى غير اليتيمة.
وقد رأينا ان نثبت هنا قائمة باسماء مؤلفاته ما طبع منها وما يزال مخطوطا ينتظر التحقيق لنتم الفائدة، وليطلع القارىء على ما يهمه معرفته من مؤلفات الثعالبي وابحاثه:
1 - كتبه المطبوعة
1 - احاسن كلام النبي والصحابة والتابعين وملوك الجاهلية وملوك
__________
(1) انظر ترجمته في زهر الآداب 312، 502، دمية القصر 2: 226 وفيات الاعيان 3: 180، نزهة الالباء 249، شذرات الذهب 3:
146، العبر في خبر من غبر 3: 127.
(2) مثل دراسة الاستاذ عبد الفتاح الحلو في مقدمة التمثيل والمحاضرة التي كتبها عن الثعالبي والدراسة العلمية التي نال بها درجة الماجستير والتي لم تنشر بعد. وانظر اطروحة الماجستير التي نوقشت في جامعة بغداد / كلية الآداب والمقدمة من قبل السيد محمود الجادر وقد كانت بعنوان (الثعالبي ناقدا واديبا) 1975، دائرة المعارف الاسلامية مادة (الثعالبي).(1/3)
الاسلام. ليدن سنة 1844م (ولا ندري ما اذا كان هذا الكتاب هو نفس كتاب لطائف الصحابة والتابعين والذي ذكر كاتب (مادة الثعالبي) انه طبع ايضا سنة 1835.
2 - احسن ما سمعت (اللآلىء والدرر). مصر، مطبعة الجمهور، 1324هـ، وترجمة ريشر في ليبزج سنة 1916م.
3 - الاعجاز والايجاز. طبع ضمن خمس رسائل، المطبعة العمومية 1897.
4 - الاقتباس من القرآن الكريم، تحقيق د. ابتسام مرهون: مطبعة الحكومة بغداد 1975.
5 - برد الاكباد في الاعداد. مطبعة استانبول 1301.
6 - تتمة اليتيمة. طهران 1353.
7 - التمثيل والمحاضرة. تحقيق عبد الفتاح الحلو. مطبعة عيسى الحلبي القاهرة 1961.
8 - ثمار القلوب في المضاف والمنسوب. القاهرة 1320.
9 - خاص الخاص. نشر محمود السمكري. مطبعة السعادة 1809.
10 - سحر البلاغة وسر البراعة. القسطنطينية، مطبعة الجوائب 1301هـ. دمشق، المكتبة العربية 1350هـ.
11 - سر الادب في مجاري كلام العرب (ذكر كاتب مادة الثعالبي في دائرة المعارف الاسلامية ان هذا الكتاب هو جزء من كتاب الثعالبي المسمى «شمس الادب في استعمال كلام العرب). طبع سنة 1294، وطبع طبعة حجرية غير مؤرخة.
12 - الظرائف واللطائف مطبوع باسم لطائف الظرائف (انظر رقم 17)(1/4)
13 - غرر اخبار ملوك الفرس (طبع في باريس، وطبع في ايران سنة 1963).
14 - الفرائد والقلائد (العقد النفيس ونزهة الجليس). القاهرة 1397 على هامش نثر النظم. وقد نسب اليه خطأ كتاب باسم الفرائد وهو للاهوازي المتوفي سنة 544هـ (انظر دائرة المعارف الاسلامية).
15 - فقه اللغة. تحقيق مصطفى السقا، ابراهيم الابياري مطبعة البابي الحلبي بمصر 1938.
16 - الكناية والتعريض. طبع في مكة سنة 1301هـ. والقاهرة 1326هـ مع المنتخب من كنايات الادباء واشارات البلغاء للجرجاني.
17 - لطائف الصحابة والتابعين. ليدن 1835.
18 - لطائف الظرائف. مصر 1296، وطبع باسم اللطائف والظرائف وطبع مع كتاب يواقيت المواقيت جمعهما معا ابو نصر احمد بن عبد الرزاق المقدسي.
19 - لطائف المعارف. ليدن 1867، مصر 1960.
20 - ما جرى بين المتنبي وسيف الدولة. ليبزج 1847.
21 - المتشابه لفظا وخطا (طبع في مجلة كلية الآداب العدد العاشر بغداد 1967تحقيق د. ابراهيم السامرائي).
22 - مرآة المروءات. القاهرة 1318.
23 - مكارم الاخلاق. بيروت 1900.
24 - المنتحل. الاسكندرية 1903.
25 - من غاب عنه المطرب. بيروت 1309، وطبع ضمن مجموع التحفة البهية في استانبول 1302هـ.
26 - نثر النظم او حل العقد. دمشق 1300، ومصر 1317.(1/5)
27 - نسيم السحر (تحقيق ابتسام مرهون في مجلة المورد العراقية 1971، ونشرة الاستاذ محمد حسن آل ياسين).
28 - يتيمة الدهر، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، مصر، مطبعة حجازي.
29 - يواقيت المواقيت طبع ببولاق 1296باسم اليواقيت والمواقيت، وطبع على الحجر في بغداد 1282تحت اسم اللطائف والظرائف وطبع في القاهرة 1300هـ.
2 - كتبه المخطوطة
1 - اجناس التجنيس (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة (3)، ومنه نسخة في الاسكوريال. انظر زيدان 2: 331.
2 - احاسن المحاسن منه نسخ في مكتبة باريس، والمكتبة الخديوية انظر زيدان 5: 332.
3 - الاحاسن في بدائع البلغاء (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شبهة).
4 - الآداب مخطوط في المدينة المنورة برقم 7أدب.
5 - الادب مما للناس فيه ارب (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
6 - الاصول في الفصول (ولعله نفس كتاب الفصول الذي سيرد ذكره
ذكره ابن شاكر وابن قاضي شبهة).
7 - افراد المعاني (ذكره ابن شاكر، وابن قاضي شهبة).
8 - الامثال والتشبيهات ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
9 - انس الشعراء (انظر مقدمة لطائف المعارف).
__________
(3) كل اشارة الى ابن شاكر، وابن قاضي شهبة هي عن مقدمة الاستاذ عبد الفتاح الحلو لكتاب التمثيل والمحاضرة.(1/6)
10 - انس المسافر (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
11 - الانوار البهية في تعريف مقامات فصحاء البرية (ذكره البغدادي في هدية العارفين 1: 625).
12 - الانيس في غريب التجنيس (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
13 - التحسين والتقبيح ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة، وهناك نسخة منه باسم تقبيح التحسين وتحسين التقبيح في المدينة المنورة برقم 52 قديم 31جديد، ونشره شاكر العاشور في مجلة الكتاب البغدادية في العدد الثاني عشر من السنة التاسعة 1975م 1395هـ وما بعده بصورة متسلسلة.
14 - تحفة الارواح وفوائد السرور والافراح (ذكره البغدادي في هدية العارفين).
15 - تحفة الظرفاء وفاكهة اللطفاء. المدينة المنورة 154أدب.
16 - التدلي في التسلي (نسخة ضمن مجموع في المدينة المنورة برقم 52 قديم 31جديد مجاميع).
17 - تراجم الشعراء، معهد المخطوطات العربية رقم 2281.
18 - ترجمة الكاتب في آداب الصاحب (انظر مقدمة ابراهيم الابياري لكتاب لطائف المعارف).
19 - ترجمة المتنبي. المدينة المنورة 52قديم 31جديد مجاميع.
20 - التفاحة (ذكره ابن شاكر، وابن قاضي شهبة).
21 - تفضل المقتدرين، وتنصل المعتذرين (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
22 - التوفيق للتلفيق (ذكره البغدادي في هدية العارفين 1: 625) ومنه نسخة في برلين. انظر زيدان 2: 333).(1/7)
23 - الثلج والمطر (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
24 - جوامع الكلم (ذكره ابن شاكر، وابن قاضي شهبة).
25 - جواهر الحكم (ذكره البغدادي في هدية العارفين 1: 625، ولعله نفس الكتاب السابق).
26 - حجة العقل (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
27 - حشو اللوزينج (انظر مقدمة لطائف المعارف).
28 - حلية المحاضرة وعنوان المذاكرة (نسخة في باريس برقم 5914عن دائرة المعارف الاسلامية).
29 - خصائص البلدان (انظر ثمار القلوب: 545).
30 - خصائص الفضائل (ذكره ابن شاكر، وابن قاضي شهبة).
31 - الخوارزميات (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
32 - ديوان شعر الثعالبي (ذكره الباخرزي في دمية القصر 2: 226).
33 - سجع المنثور (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
34 - سر البيان (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
35 - سر الوزارة (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
36 - السياسة (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
37 - سيرة الملوك (ذكره البغدادي في هدية العارفين 1: 625وهو نفس كتاب الملوكي كما ذكر حاجي خليفة).
38 - الشكوى والعتاب دار الكتب المصرية. وانظر زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية 2: 333.
39 - الشمس منه نسخ خطية في كل من برلين وليدن. انظر زيدان 2:
331 - وجاء في دائرة المعارف الاسلامية ان اجزاء منه نشرت باسماء كتب منفصلة نسبت الى الثعالبي. انظر قائمة المطبوع).(1/8)
40 - صنعة الشعر والنثر (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
41 - طرائف الطرف. مخطوط في آيا صوفيا تحت رقم 3767، مكتبة كوبرلي رقم 1336وفي طوب قبو سراي ج 4: 696 (دائرة المعارف الاسلامية).
42 - الطرف في شعر البستي (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
43 - الطيب (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
44 - عيون المعارف (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
45 - عيون النوادر (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
46 - عرر البلاغة (انظر مقالة د. رزوق فرج رزوق في مجلة كلية الآداب العدد 14المجلد الثاني ص 622).
47 - غرر المضاحك (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
48 - الغلمان (ذكره حاجي خليفة 1445البغدادي في هدية العارفين 1:
625).
49 - الفصول الفارسية (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
50 - الفوائد والامثال مخطوط في المدينة المنورة برقم 52قديم 31 جديد.
51 - فضل من اسمه الفضل (انظر ثمار القلوب: 293، وفي يتيمة الدهر 4: 433ذكر الثعالبي هذا الكتاب وانه الفه لابي الفضل الميكالي، وعارضه ابو حفص عمر المطوعي بكتاب سماه حمد من اسمه احمد).
52 - كنز الكتاب مخطوط في دار الكتب المصرية.
53 - لباب الاحاسن (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
54 - اللطف واللطائف (ذكره البغدادي في هدية العارفين 1: 625).
55 - اللمع والفضة (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).(1/9)
56 - محاسن المحاسن (وقد نسبت اليه خطأ نسخة مخطوطة في مكتبة جوته برقم 873 (انظر دائرة المعارف الاسلامية).
57 - المديح (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
58 - مدح الشىء وذمه (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
59 - المشوق (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
60 - مفتاح الفصاحة (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
61 - المقصور والممدود (انظر جرجي زيدان، 10 (تاريخ آداب اللغة العربية 2: 333).
62 - الملح والطرف (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
63 - الملوكي (ذكره الثعالبي في مقدمة تحفة الوزراء، وذكره حاجي خليفة وسماه ايضا بسيرة الملوك).
64 - منادمة الملوك (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
65 - من غاب عنه المؤنس (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
66 - مؤنس الوحيد، ونزهة المستفيد (ذكره ابن خلكان في وفيات الاعيان 2: 352ومنه نسخة في كمبردج رقم 1287 (انظر دائرة المعارف الاسلامية الثعالبي).
67 - المهذب من اختيار ديوان ابي الطيب المتنبي واحواله وسيرته (مخطوط في دار الكتب المصرية).
68 - نتائج المذاكرة مخطوط في المدينة المنورة برقم 52قديم 31جديد.
69 - نفخة المجلوب من ثمار القلوب مخطوط في المدينة المنورة برقم 153أدب.
70 - النوادر والبوادر (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
71 - النهاية في الكناية (منه نسخة في المتحف البريطاني، والاسكوريال
والمكتبة الخديوية وقد طبعت منتخبات منه) (نظر زيدان 2: 232 ودائرة المعارف الاسلامية).(1/10)
71 - النهاية في الكناية (منه نسخة في المتحف البريطاني، والاسكوريال
والمكتبة الخديوية وقد طبعت منتخبات منه) (نظر زيدان 2: 232 ودائرة المعارف الاسلامية).
72 - الورد (ذكره ابن شاكر وابن قاضي شهبة).
من ألّف في الوزارة والوزراء:
ان الكتب التي الفت في موضوع الوزارة والوزراء من الكتب القيمة التي تفتقر اليها المكتبة العربية لانها تصور لنا جانبا مهما من جوانب الحضارة العربية الاسلامية، وحلقة كبيرة من حلقات التاريخ الاسلامي والنظام الاداري فيه، ومع ان عددا غير قليل من المؤلفين القدامى قد الفوا في هذا الموضوع الا ان ما وصل منها الينا قليل جدا اذا ما قورن بكتب التاريخ العامة او اذا ما قورن باهمية الموضوع وحيويته في اعطاء صورة واضحة عن النظام الوزاري في العهود العربية السابقة.
لقد اغنانا الاستاذ عبد الستار احمد فرّاج (4) بوضع قائمة لمن ألّف في هذا الموضوع في دراسته التي قدّم بها كتاب تحفة الامراء في تاريخ الوزراء لابي الحسن الهلال بن المحسن الصابي المتوفى سنة 448هـ. وقد رأينا اتماما للفائدة ان نعيد هذه القائمة وان نضيف اليها ما استطعنا اضافته من اسماء المؤلفات التي الفت في هذا الموضوع، محاولين بعد ذلك بيان اهمية كتاب تحفة الوزراء بين هذه المؤلفات:
داود بن الجراح كان في منتصف القرن الثالث الف كتابا سماه اخبار الكتاب (الفهرست 128) ولعل داود بن الجراح هو اول
__________
(4) راجع موضوع «المؤلفون في الموضوع» في مقدمة تحفة الامراء ص ف وقد اشرنا اليه بالحرف ف.(1/11)
مؤلف في هذا الموضوع (5).
احمد بن ابي طاهر، ابو الفضل بن طيفور الف كتاب الملك الصالح والوزير المعين.
محمد بن داود الجراح قتل سنة 296الف كتابا اسمه كتاب الوزراء (الفهرست 128، وابن خلكان في ترجمة ابن الفرات علي ابن محمد وكشف الظنون تحت عنوان «اخبار الوزراء» (ف) ومروج الذهب 1: 24.
ابن عمار الثقفي، ابو العباس احمد بن عبيد الله بن محمد المتوفى سنة 314هـ او 319 (ف).
نفطويه ابراهيم بن محمد المتوفى سنة 323الف كتاب الوزراء (انظر معجم الادباء 1: 315) نقلا عن ابن النديم ولم يرد ذكره في ما طبع ونشر من كتاب ابن النديم.
علي بن الفتح الكاتب المعروف بالمطوق ألف كتاب الوزراء ذكر فيه وزراء المقتدر وغيرهم ووصل به كتاب محمد بن داود بن الجراح وعمله الى ايام ابي القاسم الكلواذي (الفهرست 129، وكشف الظنون والتنبيه والاشراف عند ذكر خلافة الهادي) (ف) ومروج الذهب 1: 24.
ابراهيم بن موسى الواسطي له كتاب في اخبار الوزراء عارض فيه كتاب محمد بن داود الجراح في الوزراء (معجم الادباء 1/ 324
__________
(5) هذا هو نص قول الاستاذ عبد الستار احمد فراج ص ف من مقدمة تحفة الامراء ونقول: ربما لا يكون هذا الكتاب ضمن الكتب التي ألفت في الوزارة ولعله: يدرج ضمن كتب ادب الكاتب لابن قتيبة او الصولي ممن تحدثوا عن فن الكتابة ولوازمها.(1/12)
وكشف الظنون) (ف). وانظر ايضا مروج الذهب 1: 24.
الجهشياري ابو عبد الله محمد بن عبدوس الف كتاب الوزراء والكتاب طبع قسم منه والقسم الكبير مفقود (ف).
الصولي، أبو بكر محمد بن يحيى الف كتابا في الوزراء وتوجد في الكتب نقول عنه (ف).
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي المتوفى سنة 360هـ الف كتابا سماه مباسطة الوزراء. معجم الادباء 3: 140.
الصاحب بن اسماعيل بن عباد المتوفى سنة 385هـ الف كتابا باسم اخبار الوزراء (الفهرست 135، كشف الظنون).
ابو حيان التوحيدي علي بن محمد الف كتاب مثالب الوزيرين او ذمّ الوزيرين (وقد طبع الكتاب) (ف).
ابن ماكولا علي بن هبة الله بن جعفر ت 485الف كتاب الوزراء (ترجمته في معجم الادباء وفوات الوفيات) (ف).
ابن الماشطة ابو الحسن علي بن الحسن او علي بن محمد الماشطة كما في كشف الظنون الف كتابا عن الوزراء «التنبيه والاشراف عند ذكر خلافة الهادي» وكشف الظنون تحت عنوان اخبار الوزراء.
ولم يذكره ابن النديم (ف) وذكره المسعودي في مروج الذهب 1: 24.
الماوردي ابو الحسن علي بن محمد المتوفى سنة 450الف كتاب ادب الوزير ويعرف ايضا باسم قوانين الوزارة وسياسة الملك وقد نشر في مصر سنة 1929ضمن سلسلة الكتب النادرة.
ابو عبد الله محمد بن احمد الفارسي الف كتاب الوزراء (ابن خلكان في ترجمة ابن الفرات علي بن محمد) وكشف الظنون تحت عنوان كتاب
الوزراء هذا وفي ابن خلكان في ترجمة محمد بن علي بن خلف فخر الملك (وقال ابو عبد الله احمد بن القادسي في اخبار الوزراء» ويغلب على الظن ان القادسي هذا هو ابو عبد الله محمد بن احمد الفارسي وحدث فيه تقص وتحريف على اننا نجد في كشف الظنون تحت عنوان «تاريخ» ما يأتي «ثم ذيله ابن القادسي الى سنة 616» فهل القادسي غير الفارسي او ان الفارسي محرف.(1/13)
ابو عبد الله محمد بن احمد الفارسي الف كتاب الوزراء (ابن خلكان في ترجمة ابن الفرات علي بن محمد) وكشف الظنون تحت عنوان كتاب
الوزراء هذا وفي ابن خلكان في ترجمة محمد بن علي بن خلف فخر الملك (وقال ابو عبد الله احمد بن القادسي في اخبار الوزراء» ويغلب على الظن ان القادسي هذا هو ابو عبد الله محمد بن احمد الفارسي وحدث فيه تقص وتحريف على اننا نجد في كشف الظنون تحت عنوان «تاريخ» ما يأتي «ثم ذيله ابن القادسي الى سنة 616» فهل القادسي غير الفارسي او ان الفارسي محرف.
ابو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني المتوفى سنة 521هـ له كتاب في اخبار الوزراء (كشف الظنون) (ف).
عمارة اليمني المتوفى سنة 569الف كتاب النكت العصرية في اخبار الوزراء المصرية (كشف الظنون) (ف).
خليل بن الحسن ألف كتاب الوزراء (كشف الظنون ف) وقد ذيله الشيخ تاج الدين علي بن انجب بن الساعي البغدادي المتوفى سنة 674 (كشف الظنون ف).
خواند امير غياث الدين ألف كتاب تاريخ الوزراء (ف).
ان هذه القائمة من المؤلفات التي كتبت في الوزارة او تاريخ الوزراء لم يصل الينا منها الا اربعة كتب في ضمنها كتاب تحفة الوزراء المنسوب للثعالبي ولا بد ان نقارن بين هذه الكتب ليتبين لنا مكانة الكتاب الذى بين ايدينا، واهميته وفائدته.
فكتاب الوزراء والكتاب للجهشياري المتوفى سنة 331هـ هو اقدم كتاب سلم من يد الحدثان، وهو كتاب تاريخ فصّل فيه صاحبه تاريخ كتابة الانشاء منذ تأسيس الدولة الاسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتاريخ الوزراء والوزارة في الدولة الاسلامية الى نهاية القرن الثالث.
واما الكتابان الآخران اللذان وصلا الينا فهما متأخران عهدا عن
الثعالبي واولهما كتاب الوزراء او تحفة الامراء في تاريخ الوزراء لابي الحسن الهلال بن المحسن الصابي المتوفى سنة 448هـ وهو كتاب تاريخ ايضا لان مؤلفه ترجم لبعض الوزراء وقصّ اخبارهم وهم: ابن الفرات، وابو علي الخاقاني، وعلي بن عيسى، وفي اثناء ذلك يعرض اخبارا لوزراء آخرين تتصل بالمترجم. وقد اشار في مقدمته الى انه الف في اخبار بعض الوزراء او يشير الى انه سيذكر اخبارهم عند ذكرهم وترجمتهم.(1/14)
واما الكتابان الآخران اللذان وصلا الينا فهما متأخران عهدا عن
الثعالبي واولهما كتاب الوزراء او تحفة الامراء في تاريخ الوزراء لابي الحسن الهلال بن المحسن الصابي المتوفى سنة 448هـ وهو كتاب تاريخ ايضا لان مؤلفه ترجم لبعض الوزراء وقصّ اخبارهم وهم: ابن الفرات، وابو علي الخاقاني، وعلي بن عيسى، وفي اثناء ذلك يعرض اخبارا لوزراء آخرين تتصل بالمترجم. وقد اشار في مقدمته الى انه الف في اخبار بعض الوزراء او يشير الى انه سيذكر اخبارهم عند ذكرهم وترجمتهم.
فكتاب الصابي التالي تأليفه لعهد الثعالبي وكتاب الجهشياري السابق عليهما كتابان قيّمان يقدمان اخبارا مهمة تتعلق بالفترة التي تناولها كل منهما.
اما الكتاب الثالث الذي وصل الينا من كتب الوزراء فان مؤلفه قد عاش بعد عهد الثعالبي ايضا. وهو كتاب ادب الوزير للماوردي المتوفى سنة 450هـ والمعروف ب «قوانين الدواوين وسياسة الملك» وهذا الكتاب يختلف في منهجه عن الكتابين السابقين اذ انه ليس كتاب تاريخ لانه لا يؤرخ للوزراء ولا يفصل في اخبارهم وتواريخهم كما فعل الجهشياري والصابي بل هو كتاب سجّل مؤلفه بدقة ووضوح نظام الوزارة، وكيف تطورت مراسيمه، وانواع الوزارات، وما يشترط في الوزير، وبيان واجباته واعماله. وقد كتب هذا كله باسلوب فقهي على ما عرف به اسلوب الماوردي في كتاباته. وقد يضمن مادته اقوالا وحكما عن بعض الوزراء او الحكماء.
اما الكتاب الذى بين ايدينا «تحفة الوزراء» فهو كتاب قد جمع الفصل من جانبيه، لأن له فضل السبق على الماوردي في التعريف بالوزارة وأنواعها وشروطها، ومراسيمها. وهو في نفس الوقت لم يحرمنا من المتعة والفائدة الموجودة في كتاب الجهشياري او في كتاب الصابي الذي
تلاه، لانه ضمن فصوله وابوابه اخبارا طريفة عن الوزراء ونكت الفاظهم وفقر من اقوالهم وتواقيعهم. وبذلك يعرض لنا جانبا حيا من جوانب الحضارة الاسلامية ويعالج فيه قضايا مهمة لها مساس مباشر بالحياة السياسية والعامة للمجتمع العربي الاسلامي.(1/15)
اما الكتاب الذى بين ايدينا «تحفة الوزراء» فهو كتاب قد جمع الفصل من جانبيه، لأن له فضل السبق على الماوردي في التعريف بالوزارة وأنواعها وشروطها، ومراسيمها. وهو في نفس الوقت لم يحرمنا من المتعة والفائدة الموجودة في كتاب الجهشياري او في كتاب الصابي الذي
تلاه، لانه ضمن فصوله وابوابه اخبارا طريفة عن الوزراء ونكت الفاظهم وفقر من اقوالهم وتواقيعهم. وبذلك يعرض لنا جانبا حيا من جوانب الحضارة الاسلامية ويعالج فيه قضايا مهمة لها مساس مباشر بالحياة السياسية والعامة للمجتمع العربي الاسلامي.
وصف نسخ المخطوط
وصلت الينا من الكتاب اربع نسخ:
اولها: النسخة التي رمزنا اليها بالحرف (أ) وهي نسخة مكتبة فيض الله رقم 2133وعنها نسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية.
وتقع في اربعين ورقة. وقد فرغ ناسخها من نسخها في 14رمضان المكرم من سنة 1028كما هو مثبت على الورقة الاخيرة وهي النسخة التي اعتمدنا عليها لانها اقدم النسخ وقد صورت في معهد المخطوطات العربية.
وثانيها: نسخة (ب) وهي نسخة مكتبة راغب باشا بتركيا ايضا وقد كتبت سنة 1112بخط يوسف بن محمد بن الوكيل الملوي، وقد نسخ لنا هذه النسخة الاستاذ كمال بهاء الدين.
وثالثها نسخة (ج) وهي نسخة امانة خزينة وقد تم نسخها بتاريخ 18شهر رجب من سنة 1300هـ (صوّرت في معهد المخطوطات العربية).
ورابعها نسخة (د) وهي نسخة مكتبة غوطا برقم 1886وعليها تملك الفقير احمد الصديقي ثم ملكها ابنه من بعده وهذه النسخ تبدو منقولة عن نسخة واحدة اذ ان الفروق بينهما بصورة عامة هي فروق بسيطة بزيادة حرف او نقصان اخر الا في موضع واحد وهو مهم جدا وذلك ان هناك زيادة ليست من اصل الكتاب وجدت في نسخة أ، ب وقد تنبه ناسخ نسخة (أ) اليها فثبت ملاحظة في الهامش بعبارة «من هنا زيادة ليست من
رواية الاصل» وحين انتهت الرواية ثبت ملاحظة ثانية وهي «الى هنا زيادة ليست من رواية الاصل» اما نسخة (ب) فلم نطلع على اصلها بل نسخت لنا كما اشرنا في اعلاه ولا نعرف ما اذا كان الناسخ قد كتب ملاحظة في الهامش ام لا! وهذه الزيادة كتبها ناسخ نسخة د ثم شطب عليها بخطوط سارت على كل خط حتى نهاية الزيادة.(1/16)
ورابعها نسخة (د) وهي نسخة مكتبة غوطا برقم 1886وعليها تملك الفقير احمد الصديقي ثم ملكها ابنه من بعده وهذه النسخ تبدو منقولة عن نسخة واحدة اذ ان الفروق بينهما بصورة عامة هي فروق بسيطة بزيادة حرف او نقصان اخر الا في موضع واحد وهو مهم جدا وذلك ان هناك زيادة ليست من اصل الكتاب وجدت في نسخة أ، ب وقد تنبه ناسخ نسخة (أ) اليها فثبت ملاحظة في الهامش بعبارة «من هنا زيادة ليست من
رواية الاصل» وحين انتهت الرواية ثبت ملاحظة ثانية وهي «الى هنا زيادة ليست من رواية الاصل» اما نسخة (ب) فلم نطلع على اصلها بل نسخت لنا كما اشرنا في اعلاه ولا نعرف ما اذا كان الناسخ قد كتب ملاحظة في الهامش ام لا! وهذه الزيادة كتبها ناسخ نسخة د ثم شطب عليها بخطوط سارت على كل خط حتى نهاية الزيادة.
اما نسخة «ج» فقد خلت من هذه الزيادة وسنأتي على تفصيل ذلك في حديثنا عن الزيادة المتضمنة اخبارا عن نظام الملك وشعرا فيه.
مادة الكتاب:
رتب كتاب تحفة الوزراء بشكل ابواب خمسة، وكل باب مقسم على جملة فصول والابواب هي:
الباب الاول: في اصل الوزارة واشتقاقها
الباب الثاني: في فضائلها ومنافعها
الباب الثالث: في آدابها وحقوقها
الباب الرابع: في اقسامها ورسومها
الباب الخامس: في ذكر كفاتهم، ونكت الفاظهم وعفوهم ومدائحهم.
الباب الاول تحدث فيه المؤلف عن اشتقاق كلمة الوزارة وورودها في القرآن الكريم ويعتبر المؤلف هارون اخا النبي موسى اول وزير سمي بهذا الاسم لقوله تعالى عن لسان موسى (ع) «واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري، واشركه في امري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا، قال قد اوتيت سؤلك يا موسى». ثم يبحث في اشتقاق كلمة الوزر ثم يدأ بالحديث عن الوزارة عند اليونان والفرس حيث يذكر
بانه قلما كان من عظماء الفرس الا وكان له ثلاثة وزراء واكثر الى سبعة او عشرة ثم يتطرق الى رأي ملوك الهند في ذلك واخيرا يتحدث عن اهمية الوزراء وضرورة وجودهم لتدبير شؤون الممالك متمثلا باقوال البلغاء والمشهورين من الخلفاء والوزراء وبذلك ينتهي الفصل الاول من الباب الاول.(1/17)
الباب الاول تحدث فيه المؤلف عن اشتقاق كلمة الوزارة وورودها في القرآن الكريم ويعتبر المؤلف هارون اخا النبي موسى اول وزير سمي بهذا الاسم لقوله تعالى عن لسان موسى (ع) «واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري، واشركه في امري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا، قال قد اوتيت سؤلك يا موسى». ثم يبحث في اشتقاق كلمة الوزر ثم يدأ بالحديث عن الوزارة عند اليونان والفرس حيث يذكر
بانه قلما كان من عظماء الفرس الا وكان له ثلاثة وزراء واكثر الى سبعة او عشرة ثم يتطرق الى رأي ملوك الهند في ذلك واخيرا يتحدث عن اهمية الوزراء وضرورة وجودهم لتدبير شؤون الممالك متمثلا باقوال البلغاء والمشهورين من الخلفاء والوزراء وبذلك ينتهي الفصل الاول من الباب الاول.
وبعد ذلك يبدأ في فصل الوزير الصالح وما يشترط فيه من صفات وامور ليتولى الوزارة وحين يضع المؤلف هذه الشروط في اختيار الوزير الصالح لا يسجل لنا آراء شخصية او شروطا اعتباطية بل يسجل لنا خلاصة ما توصلت اليه خبرة العرب في سياسة المجتمع الاسلامي ونظامه في تلك الفرة.
ثم يتحدث في فصل آخر عن رأي آخر سائد ايضا وهو الرأي الذي يميل الى الاقتصار على وزير واحد مبينا فوائد ذلك ناقلا اخبارا عن الحكماء والبلغاء.
الباب الثاني في فضائلها ومنافعها. وقد ذكر فيه المؤلف آيات واحاديث واقوالا ابتدأها بوصايا ملوك الفرس ثم ذكر اقوال بعض وزراء بني العباس مبتدئا بالفضل بن سهل الا انه عاد فتمثل بقول قديم في الوزارة وهو القول المنسوب الى ارسطو عن الاسكندر حين اختار سبعة وزراء يصحبونه ويتكلفون مصالح دولته، ثم يذكر نصيحة الاسكندر لهم.
الباب الثالث: في آدابها وحقوقها وما ينبغي اجتماعه من خصال حميدة وافعال رشيدة عند الوزير وضرورة امتلاكه للرأي السديد وجودة التدبير واشتراط النزاهة والشجاعة والحلم فيه. ثم ينقل اقوالا عن بعضهم في
شروط الوزير الصالح فينقل خبرا عن ابي زيد البلخي، وعن آخر وعن بعض الحكماء، ثم يذكر ما كانت تشترطه الاكاسرة في اتخاذ الوزير الصالح. بعد ذلك يخصص المؤلف فصولا تندرج تحت هذا الباب فيبدأ بفصل لعمرو بن مسعدة في وصف الوزير، ومع ذلك فانه يدرج مع قول ابن مسعدة بيتين لابي الفتح البستي في الصاحب بن عباد. ثم يذكر فصلا في حق الملك على الوزير، وينتقل في توضيح هذا الحق بين اقوال الحكماء العرب واليونان واقوال بعض الخلفاء من بني امية وبني العباس ثم جزء لعبد الحميد الكاتب في الوزير، ويليه فصل في حقوق الوزراء على الملك.(1/18)
الباب الثالث: في آدابها وحقوقها وما ينبغي اجتماعه من خصال حميدة وافعال رشيدة عند الوزير وضرورة امتلاكه للرأي السديد وجودة التدبير واشتراط النزاهة والشجاعة والحلم فيه. ثم ينقل اقوالا عن بعضهم في
شروط الوزير الصالح فينقل خبرا عن ابي زيد البلخي، وعن آخر وعن بعض الحكماء، ثم يذكر ما كانت تشترطه الاكاسرة في اتخاذ الوزير الصالح. بعد ذلك يخصص المؤلف فصولا تندرج تحت هذا الباب فيبدأ بفصل لعمرو بن مسعدة في وصف الوزير، ومع ذلك فانه يدرج مع قول ابن مسعدة بيتين لابي الفتح البستي في الصاحب بن عباد. ثم يذكر فصلا في حق الملك على الوزير، وينتقل في توضيح هذا الحق بين اقوال الحكماء العرب واليونان واقوال بعض الخلفاء من بني امية وبني العباس ثم جزء لعبد الحميد الكاتب في الوزير، ويليه فصل في حقوق الوزراء على الملك.
ويضع المؤلف هذه الحقوق في اربعة شروط ينقل خلالها بعض الاخبار التاريخية. وبعد هذا الفصل يذكر فصلا يشتمل على نبذ جرت بين الملوك والوزراء وفيه خبران الاول عن المأمون، والثاني عن الوزير عون الدين ابن هبيره والخليفة المستنجد بالله (وهذا الخبر موضع شك سنتناوله بالمناقشة فيما بعد).
الباب الرابع: في اقسامها ورسومها: وهذا الباب مهم جدا يوضح اقسام الوزارة وميزاتها، فهي تنقسم الى وزارة مطلقة واخرى مقيدة. فاما المطلقة فهي وزارة التفويض وهي اكمل انواع الولايات لاشتمالها النظر في امور المملكة وهي لا تحتمل الشركة لانها وزارة تامة.
ويقسم المؤلف هذا الباب الى فصول ايضا. فيذكر فصلا في الخصال التي ينبغي ان تجتمع في هذا الوزير (وزير التفويض او الوزير المطلق) مع ما تقدم وصفه من الشرائط والآداب.
ويخصص فصلا آخر في وزير التفويض الصالح ايضا، وما يجب
عليه عند توليه الوزارة كضرورة انتدابه الولاة الصالحين ممن يتفقدون احوال الولايات، دقيقها وجليلها، وضرورة النظر في الاموال، وامر الاجناد متتبعا امورهم واحوالهم، معوضا ما تلف من خيلهم وقوتهم.(1/19)
ويخصص فصلا آخر في وزير التفويض الصالح ايضا، وما يجب
عليه عند توليه الوزارة كضرورة انتدابه الولاة الصالحين ممن يتفقدون احوال الولايات، دقيقها وجليلها، وضرورة النظر في الاموال، وامر الاجناد متتبعا امورهم واحوالهم، معوضا ما تلف من خيلهم وقوتهم.
ثم يتحدث عن النظر في اموال الدولة وكيف ان العناية يجب ان تكون بتثمير الاموال اكثر من العناية بجمعها وهي فكرة اقتصادية لطيفة وعلى وزير التفويض ايضا الا يهمل صغار الامور او لا يخور، ولا يرتاع اذا دهمه امر عظيم، وبغته خطب جليل. ويتمثل المؤلف بقول لابي زيد البلخي في الوزير الذي يتصف بالخلال الحميدة التي تؤهله لوزارة التفويض.
بعد هذا الحديث المفصل عن وزارة التفويض يختم المؤلف هذا الفصل باربعة اسطر فقط عن الوزير الثاني الذي يسميه بالوزير الخاص او المقيد والذي يعرف بوزير التنفيذ، وذلك لانه يتعين عليه الا يغيب عن موضع الملك لانه يحتاج الى مشورته ومراجعته في اكثر الامور والحوادث فلا يبعد عنه لا ليلا ولا نهارا.
ثم يبدأ فصل في الفرق بين الوزارتين المذكورتين ثم فصل في رسوم وزارة التفويض، بعد ذلك فصل في ذكر المشورة، ويذكر فيه اقوالا مختارة من القرآن الكريم والسنة النبوية، واقوالا لبعض العلماء والحكماء في فضل المشورة. وفصل في كتمان الاسرار، وكيفية المشورة. وفي هذا الفصل اخبار مهمة عن الوزراء والحكام العرب.
الباب الخامس: في ذكر كفاتهم (الوزراء) ونكت الفاظهم: يبتدئه بفصل في الكفاية، تحدث فيه عن الوزراء الذين جمعوا بين البلاغة والسياسة وتدبير الحروب، ومنهم زياد بن ابيه، والحجاج بن
يوسف الثقفي ثم يعدد بلغاء الخلفاء من بني العباس ووزرائهم وولاتهم ثم فصل في نبذ ونكت من لطائف الوزراء ومحاسن الفاظهم ويكاد هذا الفصل يشكل اطول الفصول لكثرة الاخبار والاقوال التي نقلها المؤلف عن الوزراء العرب المشهورين. وفيه يتضح ايضا منهج الثعالبي الذي عهدناه في كتبه الاخرى من كثرة ايراد النصوص الادبية والتوقيعات البلاغية الجيدة، وقد يعلق عليها تعليقات نقدية.(1/20)
الباب الخامس: في ذكر كفاتهم (الوزراء) ونكت الفاظهم: يبتدئه بفصل في الكفاية، تحدث فيه عن الوزراء الذين جمعوا بين البلاغة والسياسة وتدبير الحروب، ومنهم زياد بن ابيه، والحجاج بن
يوسف الثقفي ثم يعدد بلغاء الخلفاء من بني العباس ووزرائهم وولاتهم ثم فصل في نبذ ونكت من لطائف الوزراء ومحاسن الفاظهم ويكاد هذا الفصل يشكل اطول الفصول لكثرة الاخبار والاقوال التي نقلها المؤلف عن الوزراء العرب المشهورين. وفيه يتضح ايضا منهج الثعالبي الذي عهدناه في كتبه الاخرى من كثرة ايراد النصوص الادبية والتوقيعات البلاغية الجيدة، وقد يعلق عليها تعليقات نقدية.
وبعد ذلك فصل في محاسن ابي الفضل ابن العميد ورقعة استزارة الى بعض اخوانه ثم يذكر فصلا اخر في نفس معاني هذا الفصل ينقل فيه اقوالا عن مشهوري الوزراء العرب، ويستمر بذكر لطائفهم وتواقيعهم.
ثم يبدأ فصل في العفو وما يجري مجراه ثم فصل لابن ثوابة من كتاب الى وال وفيه يتحدث عن عقاب المجرمين، وايداعهم السجون، وعن ضرورة اشراف الوزير على حال السجناء، وتتبعه لاخبارهم ومعرفة من اظهر التوبة منهم، والعفو عنهم، ويتبعه بفصل لابن ثوابة وهو وان لم يكن مرسلا الى وزير وانما هو مرسل الى وال ولكنه يدخل ضمن السياق العام الذي يتحدث فيه المؤلف وهو حديث الجرائم والسجون وفيه يأمر أمير المؤمنين باحصاء من في الحبوس من ارباب الجرائم الذين لا يسوغ اخراجهم، ولا لهم مال ينفقونه فيثبت اسماءهم، ويبتاع لكل رجل منهم فميصا وسراويل وقلنسوة، وللمرأة رداء وخمارا وقميصا على ان يولي الوالي على هذه الامور امناء عارفين بذلك مباشرين له.
هذا الفصل مهم وطريف جدا اذ يبين لنا ان الدولة الاسلامية لم تكن تعني بشؤون الخاصة او العامة فحسب بل تجاوزت ذلك الى العناية الدقيقة بشئون السجناء واعتبروا امر رعايتهم مهما واناطوه بالوزير الذي كان من اهم واجباته اختيار الصالحين من القوّام الذين يعهد اليهم رعاية السجن
وتفقد احوال السجناء وسد حاجة من احتاج منهم، والعفو عمن اظهر التوبة، وكان ذنبه لا يوجب التخليد هذه الرعاية صورة مشرقة لحضارتنا العربية الاسلامية في وقت كانت فيه مجتمعات اخرى تهدر فيها كرامة الناس ويعامل فيها السجناء معاملة المجرمين الذين يخرجون من حظيرة البشر في حين نجد من النص السابق ان الوالي او الوزير يوصي بعدم التخليد في السجن اذا كان ذنب المذنب مما يمكن ان يعفى عنه.(1/21)
هذا الفصل مهم وطريف جدا اذ يبين لنا ان الدولة الاسلامية لم تكن تعني بشؤون الخاصة او العامة فحسب بل تجاوزت ذلك الى العناية الدقيقة بشئون السجناء واعتبروا امر رعايتهم مهما واناطوه بالوزير الذي كان من اهم واجباته اختيار الصالحين من القوّام الذين يعهد اليهم رعاية السجن
وتفقد احوال السجناء وسد حاجة من احتاج منهم، والعفو عمن اظهر التوبة، وكان ذنبه لا يوجب التخليد هذه الرعاية صورة مشرقة لحضارتنا العربية الاسلامية في وقت كانت فيه مجتمعات اخرى تهدر فيها كرامة الناس ويعامل فيها السجناء معاملة المجرمين الذين يخرجون من حظيرة البشر في حين نجد من النص السابق ان الوالي او الوزير يوصي بعدم التخليد في السجن اذا كان ذنب المذنب مما يمكن ان يعفى عنه.
وبعد فصل العفو يبدأ المؤلف بفصل في التهنئة بالخلاص من السجون والنكبات. ويبدو هذا الفصل غير منسجم مع الفصول الاخرى، اذ انه لا علاقة له بالوزارة والوزراء، وكل ما فيه بيتان للمهلبي من قصيدة، وآخران للبحتري حيث يختم الفصل فيليه فصل في استعطاف الملوك والوزراء والعفو والرضا، وما يحسن في ذلك ويحمد. ثم يختم الباب بفصل في بعض مدائح الوزراء فيذكر اشعارا لعمر الربيب في مدح آل برمك، ولابي الحجناء نصيب ولسلم الخاسر، ولابي الفرج الببغاء وغيرهم من الشعراء حيث يكون هذا الفصل خاتمة الكتاب.
توثيق نسخ الكتاب:
لا بد ان نتساءل عن صحة نسبة كتاب تحفة الوزراء للثعالبي ولنبدأ بالهيكل العام الذي عرضناه قبل قليل لنعرف ما اذا كان منسجما مع طريقة الثعالبي في التأليف ام لا؟ وهل كل ما ورد في الكتاب هو للثعالبي ام لا.
ان قراءة الكتاب والاطلاع على منهج المؤلف يعطينا صورة منسجمة مع منهج الثعالبي في تآليفه. فالثعالبي يضع خطة معينة يلتزم بها في كل كتاب وهو يقسم كتبه الى ابواب ثم الى فصول تاركا تسمية بعض الفصول او بسميها باسم من يذكر له خبرا او شعرا، وقد يسميها باسم الموضوع
الذي يتناوله. وهذا ما وجدناه في الكتاب الذي بين ايدينا.(1/22)
ان قراءة الكتاب والاطلاع على منهج المؤلف يعطينا صورة منسجمة مع منهج الثعالبي في تآليفه. فالثعالبي يضع خطة معينة يلتزم بها في كل كتاب وهو يقسم كتبه الى ابواب ثم الى فصول تاركا تسمية بعض الفصول او بسميها باسم من يذكر له خبرا او شعرا، وقد يسميها باسم الموضوع
الذي يتناوله. وهذا ما وجدناه في الكتاب الذي بين ايدينا.
اما فحص مادة الكتاب والاعلام والاخبار الواردة فيه، فانها تضعنا امام احتمالين لكل منهما مبرراته في رفض نسبة الكتاب الى الثعالبي او ترجيح نسبتها اليه.
حين تتصفح الكتاب تجابهك اسماء اعلام لشخصيات متأخرة عن عصر الثعالبي، واخبار عن حوادث وقعت بعد عصره بقرن او قرنين. ومعلوم ان الثعالبي توفى سنة 429هـ. لذا وجب علينا ان نتتبع هذه الاعلام والاخبار:
1 - ينقل المؤلف في الورقة (8) (الصفحة 59) وضمن الباب الثاني (في فضائلها ومنافعها) ينقل خبرا من كتاب اخبار الدولة السلجوقية يذكر فيه ان السلطان ملكشاه تغير على وزيره نظام الملك الحسن بن علي بن اسحاق، وارسل اليه خادمه صندل، ليبلغه رأيه فيه او يطلب منه ان يقصر عما هو عليه، ويهدده ان لم يستجب له.
ونظام الملك المذكور في النص هو الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي الوزير الاديب المشهور. استوزره السلطان الب ارسلان، وبقي في خدمته عشر سنين ومات الب ارسلان فاستخلفه ولده ملكشاه فصار الامر لنظام الملك واخيرا اغتيل نظام الملك على مقربة من نهاوند سنة 485هـ (6).
وفي الورقة (9) (الصفحة 60) ابيات لابن الموصلايا في مدح نظام الملك مطلعها:
ذراها في أزمتّها تهادى
وعاد بها الثنايا والوهادا
__________
(6) انظر وفيات الاعيان 2: 131128.(1/23)
ولما أن تفرّد بالمعالي
وادرك في مداها ما ارادا
وابن الموصلايا هذا شاعر من كبار الكتاب في العصر العباسي، وكان يقال له منشىء دار الخلافة. خدم الخلفاء خمسا وستين سنة ابتداء من امر القائم بامر الله سنة 432هـ حتى توفي سنة 497هـ (7). وابياته المذكورة في اعلاه تتمة للخبر السابق حيث ان الحديث مستمر عن نظام الملك، ووصف اخلاقه، ومزاياه فيقول: وكان نظام الملك من نوادر الزمان ثم يذكر الابيات.
2 - في الباب الثالث فصل يشتمل على نبذ جرت بين الملوك والوزراء ويصرح المؤلف بانه سمع الكمال بن جهير يحكي ان الوزير عون الدين ابن هبيرة كتب الى الخليفة المستنجد بالله يتودد اليه ويشكره بقوله:
أقسمت بالآيات والكلمات ... في نص الكتاب
وبباسط الارض القرار ... وسامك السبع الصلاب
اني احبك مخلصا ... من غير شك وارتياب
واحبّ ملكك للدنا ... ما بين بعد واقتراب
فلا نصحنك ما حييت ... واجعلن رضاك دابي
ولا نفقن منك الحياة ... واشركنك في التراب
وعون الدين بن هبيرة اسمه يحيى وكنيته ابو المظفر وزر للخليفة المقتفى.
ولما انقضت ايام المقتفى، وبويع بالخلافة للخليفة المستنجد اقرّ ابن هبيرة على وزارته وتوفي ابن هبيرة سنة 560هـ (8).
__________
(7) المنتظم 9: 141، وفيات الأعيان 3: 248.
(8) وفيات الاعيان 6: 244230، الفخري في الآداب السلطانية:
229 - وانظر النص في ص 74من التحفة.(1/24)
3 - في الورقة 17نص يقول فيه (9):
سمعت القاضي الفاضل ينشد مذاكرة:
اذا ما انجلى الرأي فاحكم به
ولا تحكمنّ بما يشتبه
ونبّه فؤادك عن غفلة
فانّ الموفق من ينتبه
وقال: يستشار في الحرب ذوو العقول السليمة من العلماء، ولا يستشار اهل الحرب كالزند يستنبط منه النار، فانه يصليها ولا يصطليها.
والقاضي الفاضل الذي ينص المؤلف على انه سمعه هو مجيد الدين ابو علي عبد الرحيم المتوفى سنة 596هـ وكان وزير السلطان صلاح الدين الايوبي وكاتبه (10).
وبعد هذا الخبر مباشرة، وفي نفس الورقة خبر آخر يقول فيه:
وقرأت في رسالة كتبها عبد الله بن حمزة العلوي باليمن تتضمن وصيته الى عاملين من عماله
وعبد الله بن حمزة العلوي هذا احد ائمة الزيدية بويع له سنة 593هـ وتوفى سنة 614هـ (11).
4 - في الورقة (25) وضمن الباب الخامس (12) في ذكر كفاة الوزراء ونكت الفاظهم يعدد المؤلف الوزراء الكفاة في الدولة الاموية والعباسية ويعدد من وزراء الدولة العباسية ابا سلمة الخلال، وابا ايوب المورياني ويعقوب بن داود والبرامكة ثم يعدد العوائل التي وليت
__________
(9) انظر ص 95.
(10) انظر الكنى والالباب 3: 47.
(11) انظر الاعلام 4: 213.
(12) انظر ص 112.(1/25)
الوزارة فيذكر بني الفرات، وبني مقلة، ثم يذكر اسمين لعائلتين تولتا الوزارة وتستوقف الانتباه، وتستدعي المناقشة وهما: بنو جهير وبنو رئيس الوزراء.
ثم يعدد الوزراء الذين وزروا للعجم فيذكر منهم الطغرائي، ونظام الملك، ويسميهم الذين وزروا للعجم تمييزا لهم عن الوزراء الذين وزروا للخلفاء، بينما تولى هؤلاء الوزارة للامراء السلاجقة.
وحين يعدد وزراء ملوك المغرب يذكر ضمنهم، ابن حزم وابن زيدون وابن عباد.
ونعود الآن الى استعراض هذه الاسماء فنجد ان المؤلف يتتبع اسماء الوزراء تاريخيا ويذكرهم من عهد الامويين ثم العباسيين منذ نشوء دعوتهم ودولتهم وان كان يقدم او يؤخر في بعض الاسماء. نقول ان ذكر بني جهير امر يثير التساؤل لان بني جهير عرفوا بعد وفاة الثعالبي وهم ينسبون الى ابيهم ابن جهير، وهو محمد بن محمد بن جهير الملقب بفخر الدولة مؤيد الدين ابو نصر. استوزره الامير نصير الدين احمد بن مروان صاحب ميافارقين وديار بكر، ثم استوزره القائم والمقتدي وتوفي سنة 483هـ.
ومن بني جهير ابو منصور عميد الدولة، ولي الوزارة ببغداد لثلاثة من الخلفاء، سجنه الخليفة المستظهر بالله الى ان امر بقتله سنة 493 (13).
وممن ولي الوزارة من بني جهير ايضا نظام الملك ابو نصر المظفري ابن علي بن محمد وزير المقتفي المتوفى سنة 555هـ ولم تطل ايامه (14).
اما بنو رئيس الرؤساء فهم من العوائل التي وليت الوزارة بعد وفاة
__________
(13) وفيات الاعيان 5: 134127، الفخري: 214.
(14) الفخري: 215.(1/26)
الثعالبي ايضا، وهم ينسبون الى رئيس الرؤساء علي بن الحسين بن احمد ابن محمد بن عمر وزير القائم قبل ابن جهير، ومن اجله وقعت فتنة حيث قتله البساسيري لما دخل بغداد ومثّل به سنة 450هـ (15).
اما الوزراء الذين وزروا للعجم والذين ذكر منهم اسم نظام الملك والطغرائي فقد مرت بنا ترجمة نظام الملك. اما الطغرائي فانه متأخر أيضا وهو اسماعيل بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد مؤيد الدين المتوفى سنة 513هـ من الوزراء الكتاب المشهورين، وصاحب القصيدة المشهورة بلامية العجم والتي مطلعها:
اصالة الرأي صانتني من الخطل
وحلية الفضل زانتني لدى العطل (16)
اما وزراء المغرب فقد ذكر منهم ابن حزم الوزير والعالم الاندلسي المشهور واسمه علي بن احمد بن سعيد كانت له ولاية الوزارة ثم زهد عنها، وانصرف الى العلم، وتوفي سنة 456هـ (17).
ومن وزراء المغرب الذين ذكرهم ابن زيدون احمد بن عبد الله بن احمد الشاعر الاندلسي المعروف. وكان من اهل قرطبة انقطع الى ابن جهور (من ملوك الطوائف بالاندلس) فكان سفيره الى ملوك الاندلس.
ثم اتصل بالمعتضد صاحب اشبيلية فولاه الوزارة الى ان توفي باشبيلية في ايام المعتمد على الله سنة 463هـ (18).
__________
(15) الفخري: 215وتاريخ الخلفاء: 418.
(16) انظر وفيات الاعيان 2: 190185.
(17) معجم الادباء 5: 9786، وفيات الاعيان 3: 330325.
(18) وفيات الاعيان 1: 141139وانظر دائرة المعارف الاسلامية 1: 186.(1/27)
5 - في الورقة (36) مقطوعة لابي اسماعيل الطغرائي من قصيدة أولها (19):
على أثلاث الواديين سلام
وبعض تحايا الزائرين غرام
هم شرعوا ان الجفاء محلل
وهم حكموا ان الوفاء حرام
وذكر منها في الاستعطاف:
أجلك ان القاك بالعذر صادقا
وبعض اعتذار المذنبين خصام
وقد مرّ بنا ان الطغرائي شاعر توفي بعد عصر الثعالبي بقرن حيث توفي سنة 513هـ.
هذه هي المآخذ التي تؤخذ على توثيق نسبة الكتاب للثعالبي وتشكك فيه، لان النصوص المذكورة متعلقة بفترات متأخرة عن عصر الثعالبي.
وبعد دراسة هذه النصوص، ومكان ورودها مع دراسة نصوص الكتاب الاخرى ونقدها يتوضح لنا انها زيادات ليست من اصل كتاب تحفة الوزراء، ذلك ان مقارنة نسخ الكتاب المختلفة تهدينا الى حقيقة كونها عدة نسخ لاصل واحد نسخه ناسخ متأخر، واضاف اليه الزيادات، ودليلنا على هذا القول مسنند على دراستين الاولى: دراسة النصوص المضافة، والثانية دراسة النصوص الاخرى الواردة في الكتاب.
ان تتبع هذه الزيادات يبين لنا انها اضيفت في نهايات وخواتيم بعض الفصول وكأنّ الناسخ كان يضيف بعض ما يخطر بباله من نصوص متعلقة بالفصل ناسيا لجهله انها نصوص متأخرة عن عصر الثعالبي الذي ينسخ كتابه.
__________
(19) انظر ص 157.(1/28)
فالنصان المدرجان تحت رقم (1) اضيفا في خاتمة الفصل الاول من الباب الثاني حيث يأتي بعده الباب الثالث.
اما النص رقم (2) فانه في خاتمة فصل سماه بفصل يشتمل على نبذ جرت بين الملوك والوزراء حيث لم يذكر المؤلف فيه الا خبرا عن المأمون ووزيره الحسن بن سهل، وكأن الناسخ وقد خطر بباله خبر عن المستنجد بالله أضافه ليزيد طول هذا الفصل بما ينسجم مع الفصول الاخرى، وان كانت مسألة طول الفصول وقصرها عند الثعالبي غير خاضعة لخطة معينة، حيث يزيد طول بعضها فيتجاوز الصفحات، ويقصر بعضها فلا يتجاوز الخبر الواحد او الشخص الواحد.
اما الخبران المدرجان تحت رقم (3) فانهما الوحيدان اللذان وجدناهما وسط فصل، وليسا في خاتمته كما افترضنا ان تكون الزيادات. الا ان اقحامها يبدو واضحا وسط اخبار واشعار متناثرة لفترات متقدمة حيث يبدو فيها ورود الخبرين المتأخرين غير منسجم ابدا.
اما مجموعة الاعلام، الواردة ضمن الفقرة (4) فانها تصدق عليها فرضية كونها زيادة من الناسخ لانها ايضا وقعت في خاتمة الباب الخامس، وكان الناسخ وهو يكتب ويستعرض مع المؤلف اسماء كفاة الوزراء ومشهوريهم والعوائل التي وليت الوزارة اراد لجهله ان يتم الفائدة فاضاف في نهاية الباب ما بلغ علمه من الوزراء الذين تلت فتراتهم فترة حياة الثعالبي المؤلف حيث يأتي بعده فصل جديد في نبذ ونكت لطائف الوزراء ومحاسن الفاظهم.
ورب معترض يعترض على نفي هذه الشكوك ومناقشتها قائلا: ومن ادراك ان هذه النصوص زيادات وليست اصلا لمؤلف متأخر سمّى كتابه بنفس اسم كتاب الثعالبي. ثم وهم بعض النسّاخ فابدلوا اسمه باسم
الثعالبي لشهرته.(1/29)
ورب معترض يعترض على نفي هذه الشكوك ومناقشتها قائلا: ومن ادراك ان هذه النصوص زيادات وليست اصلا لمؤلف متأخر سمّى كتابه بنفس اسم كتاب الثعالبي. ثم وهم بعض النسّاخ فابدلوا اسمه باسم
الثعالبي لشهرته.
نقول ان هذا الاعتراض مرفوض لادلة اخرى اعتمدنا فيها على دراسة المخطوط نفسه، ونقد نصوصه واخباره وهي:
اولا:
يذكر المؤلف في مقدمة كتابه انه الف هذا الكتاب، واهداه الى الوزير ابي عبد الله الحمدوني بعد ان خدم مولاه خوارزمشاه واهداه كتابه الملوكي يقول:
وبعد: فاني حين خدمت مولانا ملك الزمان وفريد العصر والاوان خوارزم شاه ثبت الله ملكه وجعل الدنيا كلها ملكه الكتاب المسمى بالملوكي خطر لي ان اخدم وزيره الاعظم، ومشيره الافخم ابي عبد الله الحمدوني بهذا الكتاب في سياسة الوزراء وان كان مقامه الشريف مستغنيا عن ذلك لسلوكه تلك المسالك، وانما قصدت به استجداء مواهبه الجسام ومكارمه العظام ووسمته بتحفة الوزراء.
وخوارزمشاه هذا امير اتصل به الثعالبي فأكرمه، وأثابه، وتوطدت العلاقة بينهما فذكره الثعالبي في اكثر من كتاب. قال الثعالبي في مقدمة كتابه نثر النظم وحل العقد (20):
(ايام مولانا الملك المؤيد العالم المسدد، ولي النعم ابي العباس خوارزمشاه ادام الله سلطانه، وحرس عزه ومكانه مواقيت الشرف) ثم صرح باسمه الكامل في مقدمة كتابه الكناية والتعريض حين قال:
(عونك اللهم على شكر نعمتك في ملك كملك، وبحر في قصر، وبدر في دست، وغيث يصدر عن ليث، وعالم في ثوب عالم، وسلطان بين
__________
(20) كذا ورد النص في الكتاب ويبدو ان كلمة او جملة سقطت من اول الكلام. انظر نثر النظم ص 2.(1/30)
حسن واحسان:
لولا عجائب صنع الله ما نبتت
تلك الفضائل في لحم ولا عصب
هذه صفة تغني عن التسمية، ولا تحوج الى التكنية اذ هي مختصة بمولانا الامير السيد الملك المؤيد ولي النعم ابي العباس مأمون بن مأمون خوارزم شاه مولى امير المؤمنين ادام الله سلطانه) (21).
وحين نبحث عن ترجمة خوارزم شاه مأمون بن مأمون نجد البيهقي يذكره مقترنا اسمه مع اسم الثعالبي ايضا فقد نقل البيهقي في تاريخه عن كتاب مسامرة خوارزم لابي الريحان البيروني ترجمة خوارزم شاه هذا حيث وصفه بانه كان اخر امراء اسرته حيث انتهت بوفاته دولة المأمونيين، وانه كان رجلا فاضلا، شهما، نشيطا. اديبا يرعى الادباء والعلماء، ثم ينقل خبرا (البيروني) عمن حدثه عن الثعالبي يحكي فيه حديثا جرى بينه وبين خوارزم شاه فيصف الثعالبي قبل ذكره لخبره بقوله: (وكان قد رحل الى خوارزم شاه فترة، والف باسمه كتبا كثيرة سمعته يقول: كنا ذات يوم في مجلس الشراب نتحدث في الادب فجرى الحديث عن نظر فقال خوارزمشاه) (22).
وقد اورد الثعالبي نفسه ان خوارزم شاه اقترح عليه ان يقول شعرا في خوارزم فقال:
لله برد خوارزم اذا كلبت ... انيابه وكست ابداننا الرعدا
الى آخر الابيات (23).
__________
(21) الكناية والتعريض: 1.
(22) تاريخ البيهقي: 734.
(23) خاص الخاص 242241 (4) يتيمة الدهر 4: 346303.(1/31)
ثانيا: ورد في الورقة الرابعة ص 45ما يأتي:
(وقال لي يوما ابو الفتح البستي الكاتب: لم اعلم الى البارحة ان ابا اسحاق الصابي اكتب الناس، وابلغهم، ولولا الديانة لقلت اعقلهم فاني عثرت)
وابو الفتح هذا اديب معاصر للثعالبي اسمه علي بن محمد بن الحسين توفي سنة 400هـ. خدم السلطان يمين الدولة محمود بن سبكتكين ثم اخرجه هذا الى ما وراء النهر فمات هناك (24). وقد ترجم له الثعالبي ترجمة طويلة، وذكر كثيرا من اشعاره وغرر اقواله واخباره (25).
ثالثا: في الورقة (5) ص 47يستمر حديث المؤلف عن ابي الفتح البستي فيقول وقال لي يوما بنيسابور، وقد اخذنا باطراف الاحاديث بيننا: ما احوج الامير سيف الدولة يعني السلطان المعظم يمين الدولة وامين الملة اعز الله تعالى انصاره لانه كان اذ ذاك صاحب الجيش للامير الرضي نوح بن منصور (الساماني) رضي الله تعالى عنه ويلقب بسيف الدولة الى وزير كما انشدتني لنفسك:
كتب الامير كتائب في المعركة
والرأي منه طبيب داء المملكة
واذا رمى بالظن خطبا مشكلا
اضحت ستور الغيب عنه مهتكة
ومنجم كما انشدتني لنفسك:
صديق لنا عالم بالنجوم
يحدثنا بلسان الملك
__________
(24) انظر وفيات الاعيان 3: 378376.
(25) خاص الخاص 242241.(1/32)
ويكتم اسرار سلطانه
ولكن ينم بسر الفلك
انتهى النص)
ومن المعلوم ان يمين الدولة وامين الملة صاحب الجيش هو ابو المظفر نصر بن ناصر الدين سبكتكين الذي اهدى له كتابه الاقتباس (26)، وهو اخو ابي القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي، وكان حاكما على نيسابور سنة 389هـ وقد ذكره الثعالبي في لطائف المعارف (27).
اما نوح بن منصور فهو امير ماوراء النهر، ولي الامارة بعد وفاة ابيه سنة 366هـ، وهو صبي وتوفي ببخاري سنة 387هـ (28). وقد اتصل به الثعالبي ايضا ويصرح النص بسماع المؤلف كلام البستي مباشرة وحديثه عن فترة عاشها الثعالبي ايضا.
والبيتان الاخيران هما للثعالبي نفسه كما ورد في كتبه الاخرى (29).
ثالثا:
في الورقة 29يقول:
وحدثني عون الهمذاني قال سمعت ابا عيسى المنجم يقول: سمعت الصاحب يقول: ما استأذنت على فخر الدولة وهو في مجلس الانس الا انتقل الى مجلس الحشمة)
وابو عيسى المنجم احد معاصري الثعالبي الذين ذكر لهم شعرا في
__________
(26) الاقتباس من القرآن الكريم 21.
(27) لطائف المعارف 205، معجم الاسرات الحاكمة 8.
(28) مختصر الدول: 171، 178، 187، البداية والنهاية 1: 323 طبقات سلاطين الاسلام: 128.
(29) انظر ثمار القلوب: 679، احسن ما سمعت: 162، من غاب عنه المطرب 222، خاص الخاص 249.(1/33)
يتيمته، وذكر له قصائد في مدح الصاحب بن عباد، ووصف داره التي بناها في اصبهان (30).
اما عون الهمداني فهو اديب معاصر للثعالبي ايضا حدّثنا عنه في كتاب الاقتباس من القرآن الكريم، وفي يتيمة الدهر، ونقل عنه اخبارا عن الصاحب بن عباد (31).
اما هذه الرسالة فقد رويت ايضا عن عون الهمداني في يتيمة الدهر (32).
رابعا:
في الورقة 27نفسها يستمر الحديث عن الصاحب بن عباد فيروي المؤلف رواية عن الهمداني ويبدو انه يقصد به البديع لان بديع الزمان من معاصري الثعالبي ايضا وقد لقيه، وصحبه وكتب عنه ترجمة في اليتيمة (32) وقال ياقوت عنه انه لم يستقص احد خبره احسن مما اقتصه الثعالبي، وكان قد لقيه وكتب منه (33) وكان البديع قد اتصل بالصاحب ابن عباد نفسه وعاش في كنفه وظلال كرمه (34).
خامسا: وفي فصل (فيما يوجبه حكم السياسة من الاقتصار على وزير واحد) ذكر المؤلف ما يلي:
(ولم يؤت بالامس ابو علي سيمجور الا من كثرة وزرائه، واختلافهم في مشاورته، وافساد هذا ما يصلحه ذاك من رأيه، وخرقه ما يرقعه الآخر من أمره)
__________
(30) يتيمة الدهر: 213، 230، 392.
(31) انظر مثلا يتيمة الدهر 3: 194، 206.
(32) ن. م 3: 203.
(33) يتيمة الدهر 4: 256، ارشاد الاريب 1: 96.
(34) يتيمة الدهر 4: 251، ارشاد الاريب 1: 96.(1/34)
وابو علي سيمجور امير من امراء دولة السامانيين، ولّاه نوح بن منصور امارة خراسان ثم عزله، وولى مكانه الامير سبكتكين فهرب الى خوارزمشاه حيث شفع له خوارزمشاه مأمون بن مأمون، فعاد الى نوح، فنقض عهده وقتله (35).
وواضح من هذه الاسماء انها معاصرة للثعالبي وانه ادرك الاحداث التي جرت في عهدهم فذكر (ولم يؤت بالامس)
ورد في الورقة 34وضمن فصل في العفو وما يجري مجراه) (36).
ولا ينبغي ان يعلن الوزير بعقوبة من لم يعلن بذنبه فتكثر اللائمة بل يضع لذنب السر عقوبة السر، ولعقوبة العلانية عقوبة العلانية الا في الحدود المأمور بها بافعالها، ولتكن عقوبته للادب لا للغضب وقد ذكرت بعض ما ينبغي من ذلك في كتابي الملوكي المؤلف للملك خوارزمشاه)
وقد مرّ بنا الحديث عن خوارزمشاه وصلة الثعالبي، واهدائه كتابه الملوكي له.
وهناك ملاحظة مهمة جدا تتعلق بالزيادة التي ذكرت في الفقرة (1) في بحثنا لتوثيق نسبة الكتاب وذلك ان الزيادة التي افترضناها والتي وجدت في نسخة أنجد ان الناسخ في النسخة نفسها قد انتبه اليها وسجل ملاحظة في اولها «الزيادة ليست في النص» وحين انتهت الزيادة سجل الملاحظة الى هنا زيادة ليست في النص.
اما نسخة (ب) فقد نسخت لنا ولا ندري ما اذا كانت قد سجل عليها مثل هذا التعليق ام لا.
__________
(35) انظر تاريخ بخارى: 144، 147، 148، 149، لطائف المعارف 90، تاريخ ابن خلدون 4: 762.
(36) انظر ص 150.(1/35)
اما نسخة ج فهي خالية منها.
ونسخة د كتبت فيها هذه الزيادة ثم شطبت ومرر القلم على كل سطر منها.
واخيرا نقول ان هذه الادلة كلها ترجح نسبة الكتاب الى الثعالبي ومع وجود كل هذه الزيادات فان تحفة الوزراء يبقى كتابا قيما وارثا مهما من تراث الثعالبي الضخم، وجانبا حيا من جوانب الفكر العربي الاسلامي والحضارة العربية الزاهرة، ولذا فان نشره واعلانه للقراء فيه فائدة كبيرة تضيف الى المكتبة العربية كتابا افتقدته مدة طويلة من الزمن.(1/36)
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مبدع (1) الاشياء بمتقن فطرته، ومودعها لطائف حكمته، ومصرّف الاقدار على مشيئته، ومدبرها بقدرته. خلق خلقه اغيارا، واخيافا، ورتّبهم منازل [واصنافا] (2)، وجعل بعضهم لبعض سخريا، وفضلهم في الرزق فكانوا فقيرا وغنيا، وأرضى كلا بما قسم، فسكنوا اليه متبوعا وتبعا، وشرّع لهم في دينه سياسة أمرهم باتباعها شرعا، حتى دانت الرعية لملوكها، ووزرائها، وقادتها، واعطت طوعا (3)، وكرها دليل (4)
مقادتها، فانتظم بذلك فيهم التدبير، وتمّ. وجرى عليهم حكم القضاء فحتم
أحمده على ما بطن من نعمه وظهر، واشكر له على ما اعلى من مواهبه وأسر، حمد راض بما منح من فضله ويسّر، شاكرا (5) لما عمّ من جوده ونشر، واستمدّ منه صدق البصيرة فيما أدّبنا به من الحكمة والامثال (6)، وحسن السريرة فيما ألزمنا به من طاعة الولاة، والائمة، وأسأله الصلاة على نبيّه خير البشر، وخاتم الانبياء، والنذر، أقامه في (7) امته سائسا، ومدبرا، وداحضا كيد (8) الكفر، ومدمرا، ومجاهدا (9).
في دينه مشمرا (10)، وأوجب عليهم استخلاف قائم من بعده احتياطا لهم
__________
(1) في د مبتدع.
(2) ما بين القوسين زيادة من ب ود.
(3) في الاصول وانحطت والتصويب من د.
(4) في الاصول ذليل.
(5) في أشاكر.
(6) في د من الامثال والحكمة.
(7) في الاصول اقام له من، وفي د أقام في امته.
(8) في ب كيد كيد.
(9) في ج ومجد بعدا.
(10) في د مستمرا.(1/37)
ونظرا، وجمع بذلك امرهم فلم يجعلهم هملا (11)، ولا نشرا، وعلى (12)
اصحابه الناطقين برشد الحكم، وصوابه.
وبعد، فاني حين خدمت مولانا ملك الزمان، وفريد العصر والاوان خوارزمشاه (13) ثبت الله تعالى (14) ملكه، وجعل الدنيا كلها ملكه بالكتاب المسمّى بالملوكي خطر لي (15) ان اخدم وزيره الاعظم، ومشيره الافخم (16)
ابا عبد الله الحمدوني (17) بهذا الكتاب في سياسة الوزراء، وان كان مقامه الشريف مستغنيا (18) عن ذلك لسلوكه تلك المسالك، وانما قصدت به استجداء مواهبه الجسام، ومكارمه العظام، ووسمته بتحفة الوزراء وقد رتبته على خمسة ابواب:
الباب الاول: في اصل الوزارة واشتقاقها
الباب الثاني: في فضائلها، ومنافعها
الباب الثالث: في آدابها وحقوقها، ولوازمها
الباب الرابع: في اقسامها ورسومها
الباب الخامس: في ذكر كفاتهم ونكت الفاظهم.
__________
(11) في أ، ب، د يجعله مهملا والتصويب من ج.
(12) في د وعلى آله واصحابه.
(13) خوارزمشاه هو مأمون بن مأمون احد امراء الدولة المأمونية ذكره الثعالبي في نثر النظم: 2، وفي الكناية والتعريض: 1، وكان الثعالبي قد اتصل به، وألف له كتبا. انظر تاريخ البيهقي: 734، وله معه مناظرات ومجالس. انظر لطائف المعارف: 86.
(14) الكلمة ساقطة من د.
(15) الكلمة ساقطة من أ، ولم نجد اشارة الى هذا الكتاب في المصادر المتوافرة لدينا غير هذا المصدر.
(16) في د أي.
(17) انظر ترجمته ابي عبد الله الحمدوني وعلاقة المؤلف به في المقدمة، في موضوع توثيق النص.
(18) في الاصول مستغن.(1/38)
الباب الاول في أصل الوزارة واشتقاقها
قال الله تعالى في محكم كتابه حاكيا عن نبيه، وكليمه موسى عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي، هََارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً، إِنَّكَ كُنْتَ بِنََا بَصِيراً، قََالَ: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يََا مُوسى ََ} (1).
وهو اول من تسمّى بهذا الاسم على ما قيل، وكان ينوب عن اخيه في كثير من امور ومهمات بني اسرائيل ولذلك استخلفه عليهم حين حرج الى الميقات (2).
ولم تزل ملوك الفرس واليونان (3) والهند تتخذ لدولها (4) الوزراء ولهم في ذلك اوضاع وقوانين، ولهم فيها سمات بلغاتهم.
وفي اصل اشتقاق اسم الوزارة اقوال (5):
احدها: انه من الوزر وهو الثقل لان الوزير يحمل الثقل عن الملك الموزور له. ومنه قوله: {وَلََكِنََّا حُمِّلْنََا أَوْزََاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} (6)
__________
(1) من سورة طه الآيات 3629.
(2) اشارة الى قوله تعالى في سورة الاعراف الآية 143 {وَوََاعَدْنََا مُوسى ََ ثَلََاثِينَ لَيْلَةً، وَأَتْمَمْنََاهََا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقََاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَقََالَ مُوسى ََ لِأَخِيهِ هََارُونَ، اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي، وَأَصْلِحْ، وَلََا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} والميقات هو الوقت الذي وعد الله سبحانه وتعالى موسى ان يكلمه فيه. انظر في هذا تفسير البيضاوي.
(3) في أ، ب، د واليونانيون.
(4) في الاصول لدولتها.
(5) انظر قوانين الوزارة (ادب الوزير): 9، الاحكام السلطانية: 22، الفخري: 131، لسان العرب (وزر)، نهاية الارب، 1: 93، مقدمة ابن خلدون: 236.
(6) الآية 87من سورة طه.(1/39)
أي اثقالا (7) من امتعتهم وجلبهم (8).
وقال تعالى (حتى تضع الحرب اوزارها) (9) اي سلاحها، وتقديره:
حتى يضع (10) اهل الحرب سلاحهم لان السلاح يحمله المحاربون فيثقلهم حمله، قال الاعشى:
واعددت للحرب اوزارها ... رماحا طوالا وخيلا ذكورا (11)
ومن نسج داود يحدى بها ... على اثر الحي عيرا فعيرا (12)
[ثانيهما] انه مشتق (13) من الاعانة، وقيل انه مشتق من الاعانة لان الوزير يعين الملك على ما هو بصدده من اعباء السياسة. ومنه قوله تعالى {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي، هََارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (14) اى اشتد (15)
بمعونته ومساعدته، وقال تعالى {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} (16)، وقوله [تعالى]: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [17] فَآزَرَهُ (18) يعنى (19) صغاره التي
__________
(7) في الكشاف 3: 82اي احمالا من حلي القبط التي استعرناها منهم، او ارادوا بالاوزار انها اثام وتبعات.
(8) في الاصول: حليهم، والجلب: ما جلب من خيل وابل ومتاع، لسان العرب (جلب).
(9) سورة محمد الآية: 4.
(10) في ب، د تضع.
(11) البيتان من قصيدة في ديوان الاعشى: 70مطلعها:
غشيت لليلى بليل خدورا ... وطالبتها ونذرت النذورا
(12) روايته في الديوان:
ومن نسج داود موضونة ... تساق مع الحيّ عيرا فعيرا
(13) في ب: ثم قيل.
(14) سورة طه الآيات 3129.
(15) في ب: استند.
(16) سورة القصص الآية 35.
(17) في ب: شطئه.
(18) سورة الفتح الآية 29.
(19) في ب، ج، د: ومعنى شطئه.(1/40)
تنبت (20) حول اصوله، وقوله: آزره (21) اى اعانه بصغاره وفراخه (22).
وقيل هو فارسي (23) معرّب واصله من الزّور وهو عندهم اسم للشدة والقوة وعرّب والمعنى فيه انه يشدّ من صاحب الدولة ويقويه ويعينه على ما هو بصدده. والاظهر انه من المساعدة والاعانة.
هذا وقد روت (24) عائشة عن النبي (صلعم) انه قال (25): اذا أراد الله بعبد خيرا أو قال: بالامير خيرا جعل له وزير صدق ان ذكر اعانه، ان نسى ذكّره، واذا اراد به غير ذلك، جعل له وزير سوء ان نسى لم يذكره، وان ذكر لم يعنه (26).
فاما اتخاذ الملوك الوزراء فلم تزل ملوك الفرس تنتخب الوزراء واهل المشورة والتدبير وقلما كان (27) ملك من عظماء ملوكهم الا وكان له ثلاثة (28) وزراء واكثر الى سبعة وعشرة.
واهل الهند يقولون: اقل ما ينبغي ان يكون للملك اربعة وزراء،
__________
(20) في د: تثبت.
(21) في ب، ج: وقوله فآزره، وفي د: أأزره.
(22) انظر تفسير الآية في الكشاف، وفي الباب الثامن والعشرين من كتاب فقه اللغة للثعالبي: 281.
(23) وهذا الرأي موجود ايضا في فقه اللغة: 284حيث ورد فيه: ان كلمة الوزارة من ضمن الكلمات التي فارسيتها منسية وعربيتها محكية مستعملة، ولم نجد فيما بين ايدينا من معاجم اللغة والكتب التي تبحث في الكلمات المعربة ما يشير الى هذا الرأي.
(24) في ب، د: وقد روى عن عائشة.
(25) ساقطة من د.
(26) في الترهيب والترغيب 4: 268: اذا اراد الله بالامير خيرا جعل له وزير صدق ان نسى ذكره وان ذكر اعانه.
(27) في الاصول: وقلّ ملك كان، والتصويب من ب.
(28) في الاصول: ثلاث.(1/41)
وكذلك (29) (30) اليونان (31) والنبط والكردانيون (32) والروم والفرنج لم يخل ملك من ملوكهم من (33) وزير ومشير.
وكان انو شروان (34) يقول: لا يستغنى اعلم الملوك عن الوزير، ولا اجود السيوف عن الصقال، ولا اكرم الدواب عن السوط، ولا أعقل النساء عن الزوج.
ولمكانة الوزراء من الامراء ومشاركتهم اياهم في الامور وتصريف أعنّة التدابير، جرى (35) المثل السائر على وجه الدهر: لا تغتر (36)
بكرامة الامير، اذا غشك (37) الوزير (38).
والى هذا المعنى اشار [ابو] (39) الفضل بن العميد (40) وزاد فيه حيث
__________
(29) في ب، ج، د: وكذلك الهند.
(30) في الاصل ولذلك والتصويب من ب، ج.
(31) في الاصول: ملوك والصواب من رواية ج لان كلمة الكرداينين وردت بالرفع في النسخ الثلاث، وسياق العبارة يقتضى ذلك.
(32) في د: النبط الكردانيون، ولعل المراد بها: الكلدانيون.
(33) في الاصول: عن.
(34) في نهاية الارب 6: 92: قالت الحكماء: اعرف الملوك يحتاج الى الوزير، واشجع الرجال يحتاج الى السلاح، واجود الخيل يحتاج الى السوط، وأحدّ الشفار يحتاج الى المسنّ. وانظر التمثيل والمحاضرة 144، المستطرف 1: 91.
(35) في الاصول: جرى في المثل، والتصويب من أ.
(36) في ب، د: لا تغترّن.
(37) في ب: اذا امسك.
(38) القول في البيان والتبيين 1: 287، والتمثيل والمحاضرة 144.
(39) في أ، د: الفضل والتصويب من ب، ج.
(40) هو محمد بن الحسين بن العميد، ابو الفضل، وزير من أئمة الكتاب لقب بالجاحظ الثاني، ولى الوزارة لركن الدولة البويهي، وقصده جماعة من الادباء والشعراء، توفي نحو سنة 360هـ، انظر يتيمة الدهر 3: 20، الكامل في التاريخ حوادث سنة 359هـ.(1/42)
قال لصديق له من العلوية، كان مختصا بركن الدولة (41):
وزعمت انك لست تفكر (42) بعد ما
علقت يداك بذمة الامراء
هيهات لم تصدقك فكرتك التي
قد اوهمتك غنى عن الوزراء
لم تغن عن احد سماء لم تجد
ارضا، ولا ارض (43) بغير سماء (44)
وفي المزدوجة المعروفة بذات الحلل (45):
اذا طلبت نائل الامير
فالطف له من جهة الوزير
وما أحسن قول ابي تمام لمحمد بن عبد الملك (46) وزير المعتصم والواثق:
__________
(41) ركن الدولة هو الحسن بن بويه بن فنا خسرو الديلمي، من كبار الملوك في الدولة البويهية، وهو والد عضد الدولة فنا خسرو ومؤيد الدولة وفخر الدولة، الذين قسّم عليهم مملكته في حياته، توفي بالري سنة 366هـ، انظر وفيات الاعيان 1: 141.
(42) في ج: تنكر.
(43) في أ، د: ارضا، والتصويب من ب، ج.
(44) البيتان الاخيران في التمثيل والمحاضرة 144، والابيات من قصيدة.
طويلة، مطلعها:
قد ذبت غير حشاشة وذماء
ما بين حرّ هوى، وحر هواء
انظر اليتيمة 3: 179.
(45) قصيدة المزدوجة ذات الحلل تنسب الى أبان اللاحقي، انظر الاوراق لملصولى: 1، مختار الاغاني 1: 503.
(46) محمد بن عبد الملك المعروف بالزيات، وزير المعتصم والواثق كان شاعرا بليغا نكبه المتوكل، حين تولى الخلافة، فمات في السجن سنة 233هـ، انظر تاريخ الطبري (حوادث السنة المذكورة)، تاريخ بغداد 2: 342، معجم الشعراء: 425.(1/43)
ابا جعفر ان الخليفة ان يكن
لورّادنا (47) بحرا فانك ساحل (48)
ومنه اخذ يحيى بن علي بن يحيى المنجم (49) قوله:
لأمير المؤمنين بحر زاخر
ثم جود (50) ليس يعدوه أحد (51)
وأبو النجم (52) لمن يقصده
مشرع (53) منه الى البحر يرد (54)
وليس للمعتضد (55) كلام احسن من قوله لاحمد بن الطيب السرخسي وقد سعى اليه بوزيره، القاسم بن عبيد الله (56): يا سرخسي، لا تلعب بوزيري
__________
(47) في ب: لو زادنا.
(48) البيت في ديوان ابى تمام 3: 127.
(49) يحيى بن علي المنجم، نديم اديب، نادم الموفق بالله العباسي، وعدة خلفاء آخرين، آخرهم المكتفى. له من المؤلفات: الزاهر في اخبار شعراء مخضرمي الدولتين: الاموية والعباسية. توفي نحو سنة 300هـ، انظر معجم الادباء 7: 287، معجم الشعراء: 494.
(50) في ج: جوده ليس يعدوه احد.
(51) روايته في المنتحل:
لامير المؤمنين المرتجى ... بحر جود ليس يعدوه احد
(52) في أ، ب: وابو المنجم.
(53) في ب: مسرع.
(54) البيتان في المنتحل 67.
(55) المعتضد هو احمد بن الموفق طلحة بن المتوكل بن المعتصم الخليفة العباسي المعروف. توفي نحو 289هـ انظر تاريخ الطبري حوادث سنة 289هـ، تاريخ الخلفاء: 368.
(56) هو القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد طوال حكمه. وقد توفي الاخير وهو وزيره، وخلع عليه المكتفي بالله لما تولى الخلافة انظر تاريخ الطبري 10: 49، 52، 88، الفخري:
190.(1/44)
وظهيري (57)، ومن قلمه ناسج وشي (58) مملكتي، وناظم عقد دولتي.
وقال لي يوما ابو الفتح البستي (59) الكاتب: لم اعلم الى البارحة ان ابا اسحاق الصابي (60)، اكتب الناس وابلغهم، ولولا الديانة لقلت اعقلهم، فاني عثرت على فصل من كلامه في حكمة الله تعالى في اختلاف طبقات الناس وافتقارهم الى الملوك، والوزراء وحاجة بعضهم الى (61) بعض، واطرّاد العالم بهذا التدبير فكدت أجّن عليه، وأحمّ من حسدي له. فقلت: وما ذاك؟ فقال (62) ما (63) اطلعك عليه الا بمصانعة (64). فقلت أمر الشيخ ممتثل. فأقرأني فصلا كنت قد مررت عليه، وغفلت عنه وهو:
حيث خولف بين الناس كل الخلاف (65) قد ائتلفوا كل الائتلاف. فصارت لكل طبقة من طبقاتهم منزلة يقف (66) عندها، وصناعة تنتحلها (67). فسدّوا
__________
(57) في ب وظهري.
(58) في ب وسني.
(59) هو علي بن محمد بن يوسف، ابو الفتح البستي شاعر عصره، وكاتبه. كان من كتاب الدولة السامانية في خراسان، ارتفعت مكانته عند الامير سبكتكين وخدم ابنه يمين الدولة السلطان محمود ابن سبكتكين. انظر يتيمة الدهر 4: 458، المنتظم 7: 72.
(60) ابو اسحاق، هو ابراهيم بن هلال بن زهرون الحراني الصابي اشهر كتاب عصره، وكان قد خدم الخلفاء والامراء من بني بويه والوزراء، وتقلد اعمالا جليلة وعرض عليه عز الدولة بختيار بن معز الدولة الوزارة ان اسلم فامتنع وكان حسن العشرة للمسلمين عفيفا في مذهبه توفي سنة 384هـ. معجم الادباء 1: 324.
(61) في د: من.
(62) في د: قال.
(63) في ب: قال لا.
(64) المصانعة: المداراة باعطاء شيء من المال.
(65) في ب: خلاف.
(66) في الاصول يعن والتصويب من ب.
(67) في أتخللها، وفي د ينتحلها والتصويب من ب، ج.(1/45)
الحلل وعدلوا الميل، وترافدت (68) ايديهم، وتعاونوا على معاشهم ومساعيهم (69)، وتساووا مع تباين تلك المنازل فيهم من منزلة القصور (70)، والفاقة، ولجأوا الى ظلّ المسالمة والموادعة، وذلّ الاخفض للاعلى طلبا لما في يده، وحنا (71) الاعلى على الاسفل ضرورة الى خدمته، واقتضى ذلك ان يكون فيهم ملوك تحمي الديار (72)، وسوقة يلتئم بهم الشمل، فاستقرت كلّ فرقة بمكانها، فالملوك في الامر والنهي، والحماية، والذبّ، والوزراء في التدبير وجمع الفيء، والكتاب في حفظ (73) الدواوين، وتسديد المكاتبات، والعمّال في عمارة البلاد، واستدرار الارتفاع (74)، والجند في سدّ الثغور، وجهاد العدو، والقضاة في اقامة ميزان القسط، وتنفيذ احكام
__________
(68) في ب وتوافدت، ج: ترافعت، والترافد: التعاون. الصحاح (رفد).
(69) في ب، ج، د، على مساعيهم ومعايشهم.
(70) في ب العصور، والقصور العجز وعدم البلوغ والمراد هنا العجز عن الحصول على الثروة.
(71) في ب وحبا.
(72) في د: الذمار.
(73) في أ: جمع.
(74) في ج الارتفاق. والارتفاع هو المبلغ المتحصل من جباية الزرع.
انظر نشوار المحاضرة: 1: 146و 2: 490وفيه يذكر خبرا عن سور هدمه بعض الناس، وزرعوا ارضه فكان لها ارتفاع كثير اي وارد كثير. اما جرجي زيدان فقد فسر الارتفاع على انه مقدار ما يجتمع من خراج البلاد في كل عام وقد يريدون به الخراج والجزية معا. انظر التمدن الاسلامي 1: 281224.(1/46)
الدين، والتجّار في التجهيز (75) والجلب (76)، والعوام في المهن والحرف.
ولم يزل كلّ منهم مستعينا (77) بغيره، فقيرا الى من سواه، صعودا من ادناهم الى اعلاهم وانحطاطا من اعلاهم الى ادناهم، حتى اطرد هذا العالم على ما هو عليه من ارتباط ابعاضه واجزائه، واحكام وضعه وبنائه. وهنالك بيان [بان] (78) رحمة الله في هذا التقدير الحكيم، والتدبير المستقيم، نزلت على سبيل (79) العموم، ووصلت الى الجمهور.
وقال لي (80) يوما بنيسابور وقد اخذنا باطراف الاحاديث بيننا: ما احوج الامير سيف الدولة يعني السلطان المعظم يمين الدولة، وامين الملة (81) اعزّ الله تعالى انصاره. لانه كان اذّاك صاحب الجيش للامير الرضيّ نوح بن منصور (82) رضي الله تعالى عنه، ويلقب بسيف الدولة الى وزير كما انشدتني لنفسك:
__________
(75) في ج: التجميز.
(76) الجلب ما يبيعه التجار مما يجلبونه وهو في الاصل للذين يجلبون الابل والغنم للبيع. انظر الصحاح (جلب).
(77) في د مستغنيا.
(78) زيادة من ب.
(79) سقطت من أ.
(80) يعني ابا الفتح البستي.
(81) هو ابو المظفر نصر بن ناصر الدين سبكتكين، كان صاحب الجيش للامير نوح بن منصور، وقد أهدى اليه الثعالبي كتابه الاقتباس.
انظر كتاب الاقتباس: 7.
(82) نوح بن منصور بن نوح بن مصر ولي الامارة سنة 366هـ وكانت ولادته سنة 353هـ ووفاته سنة 387هـ. انظر تاريخ بخارى:
134، طبقات سلاطين الاسلام: 129، وانظر لطائف المعارف: 90.(1/47)
كتب الامير كتائب (83) في المعركة ... والرأي منه طبيب داء المملكة
واذا رمى بالظنّ خطبا مشكلا ... اضحت ستور الغيب عنه مهتكة
ومنجم كما انشدتني لنفسك (84)
صديق لنا عالم بالنجوم ... يحدّثنا بلسان الملك (85)
ويكتم اسرار سلطانه ... ولكن ينمّ بسرّ الفلك (86)
وقرأت في كتاب الوزراء لابن عبدوس (87) عن موسى بن عبد الملك (88) قال:
فرّق الفضل بن سهل (89) عيونا له من نصحائه (90) في البلدان وامرهم ان يسألوا عن عيوبه، فعاد اليه واحد منهم (91)، واخبره (92) ان وفدا وفدوا
__________
(83) في ج: كتائبا وهو خطأ.
(84) البيتان في ثمار القلوب منسوبان الى احد العصريين: 679، وهما للثعالبي في احسن ما سمعت 162، من غاب عنه المطرب: 222، خاص الخاص: 249.
(85) روايته في ثمار القلوب: 679
صديق لنا عالم بالنجوم ... يحدثنا بلسان الفلك
(86) روايته في ثمار القلوب:
ويكتم اسرار اخوانه ... ولكن ينمّ بسر الملك
(87) ابن عبدوس: هو ابو عبد الله محمد بن عبدوس الكوفي المعروف بالجهشياري صاحب كتاب الوزراء والكتاب، مؤرخ قديم من طبقة ابن جرير الطبري والمسعودي انظر مقدمة الوزراء والكتاب.
(88) موسى بن عبد الملك ابو عمران من اصحاب ديوان الخراج في الدولة العباسية كان كاتبا مترسلا، وله ديوان رسائل. توفى سنة 246هـ. انظر وفيات الاعيان 2: 141، الوزراء والكتاب: 263، 264.
(89) الفضل بن سهل، ابو العباس، وزير المأمون لقب بذي الرياستين وقتل سنة 202هـ. انظر الطبري حوادث السنة المذكورة، تاريخ بغداد 1: 339، الوزراء والكتاب: 126، 229، 231ومواضع كثيرة.
(90) في ب: له من تصاحبه.
(91) في أ: احدهم.
(92) في ج: فاخبره.(1/48)
على المأمون فلما فصلوا (93) قالوا: ما رأينا مثل هذا الملك جلالة وعقلا، ولا مثل وزيره كفاية وفضلا، لولا انه شاب، ومن شأن الملوك ان يستوزروا المشايخ الذين اجتمعت لهم الى العلة تجربة، والى الرياسة حنكة.
فاحتجب الفضل ثلاثة ايام يعالج لحيته ثم ظهر للناس وهي بيضاء (94).
__________
(93) في ب وصلوا، ومعنى فصلوا. خرجوا، يقال فصل من الناحية اي خرج. الصحاح (فصل).
(94) النص غير موجود في نسخة الوزراء والكتاب المطبوعة.(1/49)
فصل في الوزير الصالح
قال النبي (صلعم): اذا اراد الله بملك خيرا، قيّض له وزيرا صالحا ان نسي ذكّره، وان نوى خيرا أعانه، وان اراد شرا كفّه (95).
واجتمعت الآراء على انه ينبغي ان يكون وزير الملك يجمع بين الأصل والفضل، والقول الفصل، والادب الجزل، والرأي الثاقب، والتدبير الصائب، ويرجع الى نفس أمّارة بالخير، بعيدة عن (96) الشر، مداومة (97)
على سبيل البرّ، ويجمع ادوات السيادة، وآلات الرياسة بمحبة يطبق بها قلوب العامة بعد الخاصة، ويزجي (98) ايامه بين نصح يؤثره، وجدّ في مصلحة المملكة يستعمله، وجهد في التقرب الى سلطانه يتحمله، ومخلص على النقد والتمييز، خلوص الذهب الابريز فاذا اجتمع الملك الفاضل والوزير الصالح الناصح فاعلم ان المملكة [تكون] (99) ساكنة هادئة، واحوالها واعمالها على النظام جارية، والرسوم جميلة دائبة (100)، وطرق التجارات آمنة، والاسعار منحطة، وثغور الخير مبتسمة، ونفوس الرعايا في ظلال السكون وادعة، وفي رياض الامن راتعة.
__________
(95) مرّ الحديث سابقا مع اختلاف في بعض الالفاظ ص 41.
(96) في الاصول من والتصويب من ب.
(97) في الاصول مداولة والصواب ما اثبتناه.
(98) في الاصول ويرجي والتصويب من ب ويزجي الايام اي يدافعها.
(99) زيادة من ب.
(100) في الاصول راتبة والتصويب من د.(1/50)
وعمدة الامر في الوزارة ان يستوزر (101) الشريف المذكور، ولا يؤهل لها الوضيع المجهول كما فعل غير واحد من الملوك، فجنوا على ملكهم، وأراقوا دماء دولتهم، وهدموا ركن سياستهم، ومنهم عز الدولة بختيار (102)، فانه استوزر صاحب مطبخه (103) ابا طاهر محمد بن بقية (104)، وكان الى اليوم الذي خلع عليه يقدم الطعام اليه، ويحمل الغضاير بيديه، ويتشح (105)
بمناديل الغمر (106) ويذوق الالوان عند تقديمه اياها (107)، كما يفعل من يتقلد المطبخ. ولما استوزر عاد يريد الخدمة في ذلك فنهاه بختيار، وتعجب الناس من وزارته، وقال قائلهم: من الغضارة (108) الى الوزارة. ولم تك عينه تقع الّا على من كان فوقه من اصاغر الناس فامّا اكابرهم واوساطهم
__________
(101) في الاصول يستوزروا والصواب ما اثبتناه لان السياق يقتضي ذلك.
(102) في أ: بختار والصواب بختيار وهو ابو منصور ابن معز الدولة احمد بن بويه احد السلاطين البويهيين. قتل سنة 367هـ انظر يتيمة الدهر 2: 4، وفيات الاعيان 1: 267 (ط احسان عباس).
(103) في أبطيخه، والتصويب من ب، ج.
(104) محمد بن بقية، وزير عن الدولة البويهي. خلع عليه عضد الدولة سنة 364هـ ثم قبض عليه وقتله بان القاه تحت ارجل الفيلة، فلما قتل صلبه سنة 367هـ ورثاه محمد بن عمران الانباري بقصيدته المشهورة:
علو في الحياة وفي الممات ... لحق انت احدى المعجزات
انظر: المنتظم 7: 75، رسوم دار الخلافة: 98، 100، 121، 124، نشوار المحاضرة 3: 19، 85، 169، 212، 245، 246، 247.
(105) في ب ويمسح.
(106) الغمر: السهك وريح اللحم، وما يعلق باليد من دسمه ومنه منديل الغمر لسان العرب (غمر).
(107) في ب عند تقديمها اليه.
(108) الغضارة: القصعة. والمثل في المنتظم 7: 75.(1/51)
فلم يكونوا ممن (109) [يكلمونه] (110) وزادت به دولة بختيار اخلاقا (111)، وعارا، وتضاحك الناس به (112) قربا وبعدا، وكان كل واحد منهما في عاقبة امرهما سببا لهلاكه (113).
__________
(109) في أ، د فلم يكن ممن يكملوه.
(110) في ب، ج يكلموه والصواب ما اثبتناه.
(111) في ب اختلافا.
(112) في ب: وتضاحك الناس منه.
(113) في أ: عافية امره، وسبب هلاكه والتصويب من ب، ج.(1/52)
فصل فيما يوجبه حكم السياسة من الاقتصار على وزير واحد
قد جرت عادة الملوك باستيزار الواحد والاثنين فصاعدا من الوزراء والجمع بينهم في زمان واحد، وذلك خطل من الرأي، وخطأ في (114)
التدبير، وفيه خطر (115) على المملكة، اذ لا يسع الغمد سيفين (116)، وكثرة الايدي في الصلاح فساد (117).
وفي أمثال العامة: من كثرة الملاحين غرقت السفينة (118).
وأجل الاقوال وأحسنها وأصدقها قول الله عز وجل (119) في محكم كتابه: {(لَوْ كََانَ فِيهِمََا آلِهَةٌ إِلَّا اللََّهُ لَفَسَدَتََا)} (120).
واذا كانت الوزارة تالية للملك فكما لا يصلح ملكان في مملكة لا يصلح (121) وزيران في دولة (122). وقد كان الخلفاء من بني العباس
__________
(114) في د: من.
(115) في ب: خطأ.
(116) في ب، ج، د: اذ لا يسع السيفين غمد والمثل في فصل المقال:
394، مجمع الامثال 2.
(117) في أ: ويفسد صلاح الامر الذي يشترك فيه امتنان، والتصويب من بقية النسخ.
(118) في أ: من كثرة ملاحين سفينتهم غرقت بهم. والقول في خاص الخاص: 17ومجمع الامثال 2: 289ومجمع الامثال 2: 131 يضرب في قلة الاتفاق. ومنه قول ابي ذؤيب:
تريديني كيما تجمعيني وخالدا ... وهل يجمع السيفان ويحك في غمد
ويقال لا يجمع السيفان في غمد، ولا فحلان في ذود.
(119) في ب: قوله تعالى، وفي ج: قول الله تعالى.
(120) من سورة الانبياء: 22.
(121) في أ: فلا يصلح.
(122) قال الماوردي: لا يجوز للخليفة ان يقلد وزيري تنفيذ، على(1/53)
على اتساع ملكهم، وانتظام الشرق والغرب في عقد سلطانهم لا يستوزرون احدا (123) على ما تنطق [به] (124) أخبارهم، وأخبار وزرائهم الى أن كانت آواخر أيام المقتدر فمرضت الدولة، وضعفت السياسة، وسعرت (125) المملكة، وصرف علي بن عيسى (126) عن وزارة السلطان (127) على فضله وعدله، وسداده وحزمه بحامد بن العباس (128) على تخلفه ونقصه ثم لم يستغن عن علي لتقدمه في الكفابة، واستقلاله بما يعجز عنه غيره من أعمال الوزارة فضم الى حامد، وجعلت اليه الدواوين، فكانا يتشار كان في الوزارة، وأغلب الاسم لحامد وأكثر العمل لعلي حتى قال فيهما الشاعر (129):
__________
اجتماع وانفراد، ولا يجوز ان يقلد وزيري تفويض على الاجتماع لعموم ولايتهما كما لا يجوز تقليد امامين لانهما ربما تعارضا في الحل والعقد، والتقليد والعزل. الاحكام السلطانية: 26.
(123) في د: واحدا واحدا.
(124) زيادة من ج.
(125) في ب، د، ج وشغرت. والتصويب من أ.
(126) علي بن عيسى بن داود الجراح احد العلماء الرؤساء. نشأ كاتبا كأبيه، ثم استوزره المقتدر سنة 301هـ، ثم عزله سنة 304هـ، ثم اعاده الى الوزارة سنة 314هـ ثم عزل، وهكذا حتى توفي سنة 334هـ. انظر تاريخ بغداد 12: 14، 6: 351تاريخ الخلفاء:
380.
(127) في ب: عن الوزارة وله سلطان.
(128) في ب حامد بن علي حامد بن العباس ابو محمد وزير من عمال العباسيين كان يلي نظر فارس، واضيفت اليه البصرة، ثم طلب الى بغداد، وولي الوزارة للمقتدر سنة 306هـ، وعزل سنة 311هـ، وقبض عليه وارسل الى واسط ومات فيها. انظر المنتظم 6: 156، 167، 173، وانظر ترجمته في ص 184180، تاريخ الخلفاء: 381.
(129) البيتان منسوبان لعلي بن محمد بن نصر بن بسام في خاص الخاص:
137.(1/54)
فقدتكم (130) يا بني الجاحده ... ففي كل يوم لكم آبده
متى كان يعرف فيما مضى ... وزيران في دولة واحده
وقال غيره:
أعجب من كل ما تراه ... كون وزيرين في بلاد
فذا سواد بلا وزير ... وذا وزير بلا سواد (131)
ولم يؤت بالامس أبو علي سيمجور (132) الا من كثرة وزارته، واختلافهم في مشاورته، وافساد هذا ما يصلحه ذاك من رأيه، وخرقه ما يرقعه الآخر من امره، حتى صارت تلك الحال الى أقبح المصاير، وانجلت عن أسوأ العواقب.
ولما توفي الصاحب أبو القاسم (133) سدّ فخر الدولة (134) مكانه في
__________
(130) في أفقدتكما.
(131) ذكر ابن الطقطقي ان حامدا كان يلبس السواد ويجلس في دست الوزارة وعلي بن عيسى يجلس بين يديه كالنائب وليس عليه سواد ولا شيء من زيّ الوزارة، الا أنه هو الوزير في الحقيقة، الفخري:
237 (طبعة الجارم) وذكر البيتين مع بعض الاختلاف.
(132) في أتيمور، وابو علي سيمجور، أمير من أمراء دولة السامانيين، ولاه نوح بن منصور امارة خراسان، ثم عزله، وولى مكانه الامير سبكتكين فهرب الى خوارزم حيث شفع خوارزمشاه مأمون بن مأمون فعاد الى نوح فنقض عهده وقتله، انظر تاريخ بخارى 144، 147، 148، 149، وانظر ايضا لطائف المعارف 90، تاريخ ابن خلدون 7624.
(133) يعنى به الصاحب بن عباد كما ذكر ياقوت في معجم الادباء 1: 66، وهو اسماعيل بن عباد بن العباس، وزير غلب عليه الادب، استوزره مؤيد الدولة بن بويه، ثم اخوه فخر الدولة، ولقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة من صباه فكان يدعوه بذلك. توفى سنة 385هـ، انظر ترجمته في معجم الادباء 2: 343273، المنتظم 7: 179، يتيمة الدهر 3: 291،.
(134) فخر الدولة هو ابن ركن الدولة البويهي، جعل له والده ولاية همدان(1/55)
الوزارة بأبي العباس أحمد بن ابراهيم الضبي (135)، وأبي على الحسن بن أحمد (136) وجعلهما شريكين في وزارته، فظهر العوار، واستمر العثار، وكان يخاطب أبو العباس، بالاستاذ الرئيس، وأبو علي بالاستاذ الجليل فقال فيهما هبة الله بن المنجم:
والله والله لا أفلحتم أبدا
بعد الوزير أبن عباد بن عباس
أن جاء منكم جليل فاجلبوا أجلي
أو جاء منكم رئيس فأقطعوا راسي (137)
__________
وأعمال الجبل، ولما مات اخوه عضد الدولة ولحق به اخوه الثالث مؤيد الدولة اختير فخر الدولة اميرا فاتخذ الصاحب بن عباد له وزيرا وخلع عليه الخليفة العباسي الطائع. توفى سنة 387، انظر الكامل في التاريخ (حوادث سنة 372هـ، سنة 387هـ).
(135) احمد بن ابراهيم الضبي يكنى ابا العباس، وزير فخر الدولة البويهي، كان من العقلاء الفضلاء توفى نحو سنة 399هـ، يتيمة الدهر 3: 291، معجم الادباء 1: 65، 74.
(136) ابو علي الحسن بن احمد من الكتاب المتقدمين الذين اختصهم الصاحب واقرّ لهم بالفضل، وقاد الجيوش الكثيرة لهم، فلما آل الامر الى فخر الدولة، رأى ان يشركه الوزارة مع احمد بن ابراهيم الضبي، ورتب امرهما على أن يجلسا في دست واحد ويكون التوقيع لهذا في يوم والعلامة للآخر ويجعل الكتب باسمهما وبقي على حالهما حتى بعد وفاة فخر الدولة ومجىء مجد الدولة ابو طالب رستم الى ان قاد الجيوش لمحاربة قابوس وفشل في ذلك فدبرت ام مجد الدولة من قتله. انظر معجم الادباء 1: 73.
(137) البيتان في اليتيمة 3: 290منسوبان لبعض بنى المنجم، لما استوزر ابو العباس الضبي ولقب بالرئيس وضم اليه ابو علي، ولقب بالجليل بعد موت الصاحب.(1/56)
الباب الثاني في فضائلها ومنافعها
قال الله تعالى: (لقد آتينا موسى الكتاب، وجعلنا معه اخاه هارون وزيرا) (1)، فخرج (2) هذا مخرج الامتنان في جواب سؤال موسى عليه السلام: (واجعل لي وزيرا من اهلي هارون أخي اشدد به ازري، واشركه في امري) (3). فالوزير معين الملك، ومدبر امره، ومديره (4).
وقد روى عن النبي (عليه الصلاة والسلام) (5): «اذا اراد الله بالامير خيرا جعل له وزيرا صالحا ويروى وزير صدق ان ذكر اعانه، وان ننسى ذكّره، وان اراد به سوءا أو قال غير ذلك جعل له وزير سوء، ان نسى لم يذكره، وان ذكر لم يعنه (6).
ومما قرأت في وصايا الفرس: عهد (7) بعض الملوك الى ولده فقال:
يا بسي! انك لن تصل الى احكام ما تريد من سياسة العباد وضبط البلاد الا بمعونة الوزراء فاعنهم (8) على طاعتك بحسن مباشرتك، وجميل مكافأتك وعلى معونتك بمساعدتك لهم بما يغنيهم عن غيرك (9).
__________
(1) سورة طه 29.
(2) في د خرج.
(3) سورة طه 31.
(4) انظر نهاية الارب 6: 122.
(5) في ب، ج عليه السلام.
(6) انظر ص 41، 50.
(7) في ب عن.
(8) في الاصول فانهم.
(9) انظر نهاية الارب 6: 122.(1/57)
وقال كسرى قباذ: الوزير من الملك بمنزلة بصره وسمعه وقلبه ولبّه، لانه مغلق الابواب، متوار عن الابصار، فيجب ان يكون محفوظا ملحوظا، وعليه ان يحفظ مصالح الدولة، وضوابط المملكة، لتبقى على حسن نظامها، وجمال رونقها، ويدفع عنها الآفات العارضة التي ربما ادّت الى فسادها، كالطبيب الحاذق، فانه يشتغل بحفظ الصحة، ثم بمداواة ما يعرض للجسد من خلل (10).
وقال الفضل بن سهل: مثل الملك العادل مع الوزير الفاضل كالنهر العظيم الذي مشاريعه متسهلة (11)، ومثل الملك الصالح مع الوزير الطالح، مثل النهر العذب الطيب الصافي فيه التماسيح لا ينتفع به المنتفع الا نادرا [وعلى] وجل، وكذلك الحديقة المونقة فيها الاسد (12).
وقال ارسطو طاليس: قد انتخب الاسكندر سبعة وزراء يصحبونه في سفره، ويتكلفون مصالح أمره، وقال لهم: ان الملك قد اشرككم في (13)
ملكه، فاديموا النعمة عليكم بنصحه، وارفعوا (14) دعائم الملك، وثبتوا قواعده، وحصنوه (15) بالعدل، وزينوه بالفضل، واصلحوا الخلل قبل ان يعجزكم اصلاحه، وانتهزوا (16) الفرص قبل فواتها، وكيفما كان فانتم
__________
(10) النص في نهاية الارب 6: 123مع بعض الاختلاف.
(11) في ب، د متنهلة، ومتسهلة من السهلة، يقال: نهر سهل» ذو سهلة، والسهل: كل شىء الى اللين، وقلة الخشونة.
(12) ورد في كليلة ودمنة: 236235: ان السلطان اذا كان صالحا ووزراؤه وزراء سوء، منعوه خيره، فلا يقدر احد ان يدنو منه ومثله في ذلك مثل الماء الطيب الذي فيه التماسيح، لا يقدر أحد ان يتناوله، وان كان الى الماء محتاجا».
(13) في ب من.
(14) في ب فارفعوا.
(15) في ب وحضوه.
(16) في ب فانتهزوا.(1/58)
شركاء الملك، فان ربحتموه ربحتم، وان خسرتموه خسرتم فاعملوا لكم ولغيركم والله موفقكم.
وهذا من الكلام الجامع للفوائد الجمة، والنصائح التامة (17).
__________
(17) في ب للفوائد والنصائح.
«وقرأت في كتاب اخبار السلجوقية ان السلطان ملكشاه تغير على وزيره نظام الملك علي بن اسحاق لتقريب الاعداء، وطول المدة، واغراض ردية كان يمنعه عنها، ويصده، فبعث اليه بخادم لبيب من خواصه يعرف بصندل وقال له: اختل معه، وقل له: انك قد استوليت على بلادي وتحكمت في المملكة اكثر من تحكمي، وقسمت البلاد والاعمال بين اولادك واصحابك، وعلمائك، ثم اتخذت من المدارس والربط والاوقاف، ما يزيد على ثلث المملكة ثم ما تخرجه في كل سنة في البر والصلات حتى كأنك شريكي، او قسيمي، لا، بل اليسير حظي. فاقصر عما انت عليه واحتفظ بالاموال، واعزل اصهارك، وأولادك عن البلاد، والّا اطبقت دواتك، وابطلت تصرفاتك، ولولا اني ارى حق شيخوختك، وقديم خدمتك لتجاوزت ذلك، الى غيره، وفعلته الآن. فلما مضى الخادم وادّى اليه الرسالة، لم يرتع، ولم ينزعج، وقال للخادم: كما بلّغتني ما قال، بلّغه ما اقول سلّم عليه وقل له: تعلم اني شيخ كبير، وقد قاربت شمس الغروب، ولم يبق لي غرض في الدنيا، لعلمي بقرب مفارقتها وقد فعلت في مملكة والده، ومملكته من الضبط وحسن السيرة ما يعلمه الله والناس. اما الاوقاف والصدقات فعلّي تعبها، وله ذكرها واجرها، هذا ان كنا منصفين، وان كنا ظالمين فعلينا التعب والوزر ولاربابها النعيم والاجر. واما اهلي وغلماني، فلم أولى منهم من وليت الّا للكفاية والغنى، لا للقرب مني، فمن قبحت سيرته عزلته، واستبدلت به، واما قوله: كان شريكي في ملكي فصدق. نعم شريكه، وجميع المسلمين شركاؤه، وخصوصا جميع جنده ورعيته فان المال مال الله، جعله تحت يده، ليصرفه في مصالح عباده، وأما رفع دواتي فهذا اليه، ولكنها مقترنة بعزة تاجه ودولة سريره، فلئن تغيرت حالها، ليتغيرن ذلك الحال. والله اعلم. فلما عاد الى السلطان بهذه الرسالة، وجم لذلك، ولم يتكلم بشىء، وتعلم الناس من صبره على ذلك، ثم سار الى العراق، ودخل(1/59)
__________
الى بغداد، وخرج نظام الملك في اثره، فخرج عليه باطني من الملحدة فقتله في العاشر من شهر رمضان. واما السلطان فانه مرض ببغداد ومات في السادس عشر من شوال فكأن نظام الملك انطقه الله بسرّ الغيب.
وكان نظام الملك من نوادر الزمان، وافراد اهل الفضل والاحسان ولقد ساس اهل الدنيا احسن سياسة، وخلّد الذكر الجميل، وادّخر الاجر، واحسن الدخيرة، فكان كما وصفه ابن الموصلايا في قصيدة مطلعها:
ذراها في ازمتها تهادى ... وغاد بها الثنايا والوهادا
ولما أن تفرّد بالمعالي ... وادرك في مداها ما ارادا
افاد معالم الحمد انتظاما ... وزاد غنائم المجد انتصادا
وقاوم صولة العدوان عدل ... اقام به من الحق العمادا
وخصّ مواقف التقوى بفعل ... امات الغيّ واستحيا الرشادا
الى هنا انتهت الزيادة، وراجع مناقشتنا لوضع هذا النص في المقدمة (توثيق النص) ونظام الملك هو الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي، وزير اديب، استوزره السلطان الب ارسلان، وبقي في خدمته عشر سنين، ومات الب ارسلان فاستخلفه ولده ملكشاه، فصار الامر كله لنظام الملك. اغتاله ديلمي على مقربة من نهاوند سنة 485هـ.
انظر وفيات الاعيان 2: 231128وابن الاثير 10: 70.
وابن الموصلايا هو العلاء بن الموصلايا من اكابر الكتاب في العهد العباسي كان يقال له: منشىء دار الخلافة. خدم الخلفاء خمسا وستين سنة ابتداء من القائم بامر الله سنة 432. توفي سنة 497هـ.
انظر وفيات الاعيان 3: 248، المنتظم 9: 141.(1/60)
الباب الثالث في آدابها وحقوقها ولوازمها
ينبغي ان يختار للوزارة من اجتمعت فيه الاخلاق الحميدة، والافعال الرشيدة وعرف بالآراء السديدة، وجودة التدبير، وصواب الآراء المفيدة فتكون فيه العدالة والنزاهة، والشجاعة، والسياسة. واذا كان زمان الصلح (1) والهدنة يصلح ان يكون الوزير حليما ساكنا، واذا كان زمان الفتن والحروب يصلح ان يكون شجاعا صارما.
قال بعض الفضلاء: شرايط (2) الوزارة خمسة:
اولها (3): العدل ليكون منصفا في حكمه، وتسلم الرعية من ظلم غيره وظلمه.
الثاني: الامانة ليفي بما عليه، ويستوفي ما له، ولا يختزل (4) لنفسه، قسير عماله بسيرته.
الثالث: الكفاية، وهي العلم بالاعمال الديوانية، والتصرفات، ووجوه تثمير الاموال والاستخراجات، فيضع الامور في مواضعها، ويرتب الاعمال على قواعدها.
الرابع: السياسة فيعرف مداراة الجند، وتأليفهم (5)، وجمعهم
__________
(1) في ب، ج، د السلم.
(2) في ب شروط.
(3) في ب الاول وسقطت الكلمة من ج، د.
(4) في ب يختزل، واختزل الوديعة خانها، وامتنع عن ردّها.
(5) في د تآليفهم.(1/61)
وتفريقهم، ويكون خبيرا بالمكائد الحربية (6)، والخدع، وحفظ البلاد، والنغور، والقلاع.
الخامس: ان تجتمع فيه الخشونة واللطف، فيخشن على القوي حتى يلين عريكته، ويلين للضعيف حتى ينال من الانصاف بغيته، ويكون بذلك مقداما على المخاوف، جسورا على الاهوال ان اضطر اليها. محجما عن التغريرات (7) ان منع الرأي السديد عنها.
وقال ابو زيد البلخي (8) في صفة الوزير الكامل: ينبغي ان يكون جامعا لخصال الخير ومحاسن الشيم، تجتمع فيه البشاشة، والوقار، والحلم، والهيبة، والاقدام والثبات، ليضع كل شيء في موضعه. هذا مع العفة والنزاهة، وعزة النفس. والعلم بضاعة الكتابة، وضوابطها، وحسن العبارة، والعلم بالسير والاخبار الماضية، فانها تفيد الاطلاع على التجارب، والعوائد، وليكن ذا هيبة (9) جميلة، وصورة مقبولة، وان كان قد بلغ اشده وبلغ الاربعين (10) سنة كان احمد واوفق، واكثر حكمة وتجربة.
وقال غيره: ينبغي أن يكون الوزير الفاضل ذا هيئة (11)، وهيبة، يسكته الحلم، وينطقه العلم. له خط وبلاغة في ايجاز، وفصاحة، وتوصل
__________
(6) زيادة من ب، ج.
(7) التغرير: التعرض للهلاك.
(8) هو احمد بن سهل، ولد في بلخ سنة 235هـ، وتوفي نحو سنة 322هـ، عرضت عليه الوزارة فرفضها، وكان معلما للصبيان، ثم رفعه العلم، فكان يجمع بين العلوم القديمة والحديثة، ويسلك في مؤلفاته طريق الفلاسفة، انظر (الفهرست 240).
(9) في د هيبة.
(10) في د أربعين.
(11) في د هيبة.(1/62)
الى الاغراض وتأت (12) في المخاطبات. والاصل في ذلك الديانة والامانة والنزاهة.
وقيل: اضرّ (13) ما على الملك ان يكون وزراؤه (14)، ونوابه يجيدون القول، ولا يجيدون العمل، فيركن الى اقوالهم، وتختل المملكة باهمالهم، او بقبح (15) اعمالهم. وقال بعض الحكماء: اذا رأيت الوزير يجمع المال لنفسه فابعده، فلا خير فيه لان حب المال يغطي على العقل، ويمنعه عن مشاهدة المصالح. واذا رأيت الوزير يحب الصيت، والذكر لنفسه مع اهمال جانب الملك، فلا خير فيه، فانه قد كفر نعمة الملك، وهو السبب فيما نال من ذلك.
وكانت الاكاسرة تشترط في اتخاذ الوزير سلامة الحواس، وسلامة الاعصاء، وجمال الصورة، مع ما سبق ذكره من العقل، والرأي، والهيبة والوقار، وغير ذلك. وان انضاف (16) الى ذلك ان يكون حسن الخط، واللفظ له (17) علم بالمساحة والهندسة والحساب، وتصرف في الامور السياسة، والتدابير الملوكية، واطلاع على تواريخ الامم، وتجارب الاوائل.
وكان صادق القول، عالي (18) الهمة، شريف النفس، غير حسود، ولا غضوب، ولا ملول، ولا شره، ولا خمير (19)، ولا [هزول] (20)، ولا
__________
(12) تأتى للامر تهيأ له واتاه من وجهه.
(13)، ب آخر.
(14) في ب وزير.
(15) في ب يقبح.
(16) في ب تضاف.
(17) سلقطة من د.
(18) في ب على الهمة.
(19) في أغمز والتصويب من ب، ج.
(20) الزيادة من د.(1/63)
غفول فقد كملت فيه آلات الوزارة، وصلح لتدبير الممالك.
ولقد اشار بعض الشعراء الى بعض من نال الوزارة وهو عري عن هذه الخلال فقال (21):
لا كمال لا جمال ... لا بيان لا عباره (22)
هكذا الرسم لديكم ... اين آلات الوزاره (23)
ولبعضهم في مدح الوزير ابي نصر العتبي (24)
جمع الله للوزير ابي نصر ... خصالا تعلو بها الاقدار (25)
خطه روضة والفاظه الازهار ... يضحكن والمعاني ثمار (26)
__________
(21) البيتان لابى محمد السلمي في اليتيمة 4: 91مع بيت ثالث هو:
لا يرى ردّ سلام الناس الا بالاشارة
(22) روايته في اليتيمة:
لا رواء لا بهاء ... لا بيان لا عبارة
(23) روايته في اليتيمة: أنا اهواك ولكن ... أين آلات الوزارة؟
(24) ابو نصر العتبي: ذكر الثعالبي ترجمتين الاولى لابى نصر العتبي الكبير احد وجوه العمال في خراسان وفضلائهم. والثاني وهو المشهور ابو نصر محمد بن عبد الجبار العتبي، قدم على خاله ابى نصر المذكور ورعاه اجمل رعاية، ثم تنقلت به الاحوال فصار كاتبا للامير ابى علي ثم للامير ابى منصور سبكتكين مع ابى الفتح البستى، ثم النيابة بخراسان لشمس المعالي واستوطن في نيسابور (اليتيمة 4: 397وما بعدها).
(25) بعده في اليتيمة 4: 319.
راحة ثرة وصدرا فضاء ... وذكاء تبدو له الاسرار
(26) ورد في اليتيمة 4: 319ان هذين البيتين مع البيت الآخر في الهامش السابق لابى الفتح البستي في مدح ابى نصر احمد بن علي الميكالى.(1/64)
فصل لعمرو بن مسعدة (27) في وصف وزير (28)
اني (29) التمست لاموري رجلا جامعا لخصال الخير، ذا لطف (30) في خلائقه، واستقامة في طرائقه، قد هذّبته الآداب، واحكمته (31) التجارب.
ان ائتمن على الاسرار كتمها، وان قلد مهمات الامور نهض بها. يسكته الحلم، وينطقه العلم، تكفيه اللحظة، وتغنيه اللمحة. له صولة الامراء، واناة الحكماء، وتواضع العلماء، وفهم الادباء. يسترق قلوب الرجال بحلاوة كلامه، ويعجز الفضلاء بفصاحة لسانه، وحسن بيانه ويودع محبته القلوب بلطائف احسانه. ان أحسن اليه شكر، وان ابتلى بالاساءة صبر وانتظر، فهذا الذي يصلح ان تعقد (32) به الامور وتفوض (33) اليه سياسة الجمهور (34).
__________
(27) عمرو بن مسعدة بن سعد بن صول، احد الكتاب البلغاء، وكان يوقع بين يدى جعفر بن يحيى البرمكي ايام الرشيد، واتصل بالمأمون، فرفع مكانه وجعله وزيره، انظر الجهشياري 258، 216، وفيات الاعيان 1: 161.
(28) في ب الوزير وفي ج أمير.
(29) وردت هذه الفقرة في الاحكام السلطانية للماوردي ص 20مع بعض الاختلاف، ونسب القول الى المأمون.
(30) في ب الطف.
(31) في ب حنكته.
(32) في د يحدق.
(33) في الاصول ويفوّض.
(34) هذه الجملة ابتداء من كلمة (وانتظر) ساقطة من رواية الاحكام السلطانية: 20وحلت محلها: لا يبيع نصيب يومه بحرمان غده، يسترق قلوب الرجال بخلابة لسانه، وحسن بيانه».(1/65)
وقال ابو الفتح البستي في الصاحب بن عباد:
فتى جمع العلياء علما وعفة ... وبأسا وجودا لا يفيق فواقا (35)
كما جمع التفاح حسنا ونضرة ... ورائحة محبوبة (36) ومذاقا (37)
__________
(35) اي لا ينقطع جوده وبأسه.
(36) في ب مختومة.
(37) البيتان في التمثيل والمحاضرة 270، يتيمة الدهر 4: 318.(1/66)
فصل في حق الملك على الوزير، وحق الوزير على الملك
جملة ما يلزم (38) الوزراء من الحقوق لملوكهم ثلاثة: الاخلاص في النصيحة، وبذل الجهد في اقامة صحة المملكة، ودفع الآفات عنها. واما تفصيل ذلك فهي حقوق متعددة منها مستحبة، ومنها متأكدة، ومنها (39)
الاخلاص في النصيحة، والود، فلا يضمر له غشا، ولا يدخر عنه مالا، ولا نفسا، ولا يداجي (40) عليه عدوا، ولا يطوي عنه نصيحة يحتاج الى اعلامه بها.
ومنها: اظهار محاسنه ان خفيت ونسبة افعال الخير اليه، وستر مساويه ان ذكرت وتتبع من يخالف ذلك، حتى يزيله عنه اما بقمع او باحسان.
ومنها: التواضع له، والاجلال لقدره في الحضور والغيبة. وقد قيل:
كلما ذادك الملك اكراما فزده تواضعا، ويتقاصر فيما يضاهيه من تجمل، او تنعم، او مقاربة (41) في مسكن، او مركب، او ملبس او حشم. واذا فهم ان له غرضا في شىء مما عنده تركه له.
ومنها: تنفيذ اوامره، بعد ان يتأملها فان رأى (42) خللا سده، او
__________
(38) في ج يلتزم.
(39) في ج، د اولها.
(40) في د يداحى.
(41) في د متفاوئة ز
(42) الكلمة سقطت من ب.(1/67)
حاف مكروها سعى في ازالته. والادب في ذلك ان يجيب بالسمع والطاعة ويوقف الامضاء بنوع من التعاويق، ثم يراجع الملك على خلوة، فان نعذر فبمكاتبة، ويوضح ما ظهر له من الرأي، وما يخشاه من الخلل، ثم يعمل بما يوافقه عليه، ويقرره معه.
قال افلاطون: اول ادب الوزير، و [رياضته] (43): ان يتأمل اخلاق الملك، فان كانت شديدة عامل الناس باللطف ولين الجانب، وان كانت لينة عاملهم بقوة وصرامة غير مفرطة ليعتدل التدبير.
ويقال: ان معاوية كتب الى زياد: ليكن بيني وبينك في سياسة الرعية شعرة ممدودة، ان شددت طرفها فارخها، وان أرخيت طرفها فاشددها.
فانّا (44) ان شددنا جميعا انقطعت (45).
وسبب هذه الرسالة ان بعض امراء العرب نقم عليه معاوية فابعده فسار الى زياد فقبله، وانزله، ثم خاف (46) من انكار معاوية عليه، فبعث يستأذنه في امره، فاجابه بهذا (47) الجواب (48).
__________
(43) زيادة من ب، ج وهي في د رياصتها.
(44) في ب فأما.
(45) جاء في عيون الاخبار 1: 9: قال معاوية: لا اضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا اضع سوطي حيث يكفيني لساني ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل: وكيف ذاك؟ قال: كنت اذا مدّوها خليتها، واذا خلوها مددتها.
وانظر العقد الفريد 1: 10، ونهاية الارب 6: 44.
(46) في ب فخاف.
(47) في ب، د بذلك.
(48) جاء في لباب الآداب 52قال زياد بن ابيه: ما غلبني معاوية في شيء من أمر السياسة الا في شيء واحد وذاك أني أستعملت رجلا على دست ميسان فكسر الخراج ولحق بمعاوية فكتبت اليه أسأله أن يبعثه اليّ فكتب اليّ: بسم الله الرحمن الرحيم، اما بعد: فانه(1/68)
ومنها: تعجيل عطاياه، واوامره سيما اذا علم اعتناءه (49) به او تأكيده الوصية في حقه. وكذلك يجب تعجيله (50) ما يطلق لولاة الثغور (51)
والحروب والفيوج (52)، والرسل. فان هذه امور ان أخرت عن اوقاتها كثرت مضراتها، والملوك تغضب لردّ اوامرها، وتوقيف اعطياتها، وهباتها، الا اذا كان الوزير ممن قد فهم ان مراد الملك التوقف، فليمطل، ولا يشعر احدا (53)، بانه رأى الملك فانه لؤم لا ينسب اليه.
ومنها السعي في عمارة البلاد، واصلاح خللها، وتثمير الاموال، والمزروعات (54)، وتحصيل آلات العمارة، والترغيب في ذلك، فان بالعمارة تغزر الاموال، وبالاموال تشمخ (55) الممالك، وتكثر الاعوان.
ومنها حسن النظر في امر الجند، فلا يؤخر عنهم العطاء، ولا يلجئهم الى الشغب، والغوغاء، ويسوسهم (56) بما يديم طاعتهم، ويؤلف كلمتهم.
وقد بينت سياسات الجند في كتابي في الحروب.
__________
ليس ينبغي لمثلي ومثلك ان نسوس الناس جميعا بسياسة واحدة ان نشتد جميعا فنجرحهم، او نلين جميعا فنمزجهم ولكن تكون أنت على الفظاظة والغلظة واكون انا الى الرأفة والرحمة، فاذا هرب هارب من باب وجد بابا فدخل فيه والسلام» انظر العقد الفريد 5: 106وعيون الاخبار 1: 9والنويري 6: 44.
(49) في أ، د اعتناؤه.
(50) في ب بتحيله.
(51) في ب النفوذ.
(52) في أ، ب الفتوح، والفيوج: جمع فيج وهو رسول السلطان على رجله (فارسي معرّب) انظر لسان العرب (فيج).
(53) في ج، أاحده والتصويب من ب، د.
(54) في د المزروعات.
(55) في ب تسنخ.
(56) في أويسومهم (3ب) لم نعثر على اسم هذا الكتاب ضمن مؤلفات الثعالبي.(1/69)
واذا اعتدلت سياستهم استقامت مع الملك سيرتهم، وامنت مضرتهم.
ومنها: القيام بمصالح الملك الخاصة في ترتيب آلاته، ودوره، ومطابخه، ونفقات غلمانه، وحشمه، ودوابه، فلا يكون في ذلك توقف، ولا تقصير، وكذلك لا يغفل عن امر حراسة الملك، وحفظه، وان يندب لذلك من يوثق به، ولا يغفل عنه في ليل ولا نهار، ولا في اوقات نومه، ويقظته، وخلوته، سيما في وقت انسه، وسكره، فان ذلك مما يجب ان يمعن فيه النظر، ولا يتساهل فيه.
وبلغني ان المأمون خرج في عشية يوم من مقصورته (57) الى الدار المعروفة بدار العامة، فرأى الحسن بن سهل (58) جالسا فيها ينظر في الاعمال، وينفذ الاشغال، فسأل عنه، فقيل: انه من الصبح هنا، ولم يمض الى منزله، فلما رآه الحسن قام مبادرا الى بين يديه، فقال: تعبت اليوم يا ابا الفضل، فقال: لا اعد تعبا ما كان لراحة (59) امير المؤمنين وفي خدمته، فاستحسن منه الجواب.
وقال عبد الحميد الكاتب (60): اتعب قدمك فكم قدم قدّمك (61).
__________
(57) في ا، ب قصوره.
(58) الحسن بن سهل بن عبد الله السرخسي، وزير المأمون واحد كبار القادة والولاة في عصره، كان اديبا فصيحا، حسن التوقيعات، توفي سنة 236هـ، انظر الوزراء والكتاب 230، 231، 280، 281، 305، تاريخ بغداد 7، 319.
(59) في ب ما كان فيه راحة.
(60) عبد الحميد الكاتب، بن يحيى بن سعد من أئمة الكتاب، كان جده مولى للعلاء بن وهب العامري، اختصه مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، وعنه قيل: فتحت الرسائل بعبد الحميد وختمت بابن العميد. قتل مع مروان سنة 132هـ، انظر اخباره في الوزراء والكتاب 72فما بعدها.
(61) في نهاية الارب 6: 129: اتعب قدمك فكم قدم قدمك، وفي قوانين الوزارة 129: اتعب قدمك فكم تعب قدمك.(1/70)
ومنها: ان لا يعارضه في خواصه، وبطانته، ولا في حرمه، واصاغره، فانه اليهم اميل، وهم عليه اقدر، ولا يستكثر لهم العطاء، ولا يمطلهم في الصلات (62) والحباء، فان كان فيهم من يشين الملك تقريبه، او يخاف غائلته فيتلطف في ايصال ذلك اليه على لسان غيره (63)، او يعرض به في ضمن الحكايات، والاشارات دون التبكيت والتعيير (64)، حتى لا يتمقت اليه بابطال اغراضه (65)، وتنغيص مسراته فكم قد عادت هذه بمضرات (66)
على قائليها، حيث لم يتلطفوا فيها.
__________
(62) في الاصول الصلاة والتصويب من د.
(63) في ب الملك.
(64) في أالتعبير وفي ب، د التغيير.
(65) في أاعراضه.
(66) من كلمة (وتنغيص) الى (بمضرات) ساقطة من نسخة ب.(1/71)
فصل في حقوق الوزراء على الملوك (67)
واما ما ينبغي للملك ان يعتمده (68) في حقه وهي من الحقوق السياسية المصلحية على الملك منها:
ان يمكنه من التصرف، ويحكمه في التدبير ان كان وزيرا مطلقا حتى تنفذ تصرفانه، وتستقيم سياساته.
ومنها: ان يرفع من قدره، وينوه (69) باسمه بما يتميز عن ابناء جنسه بتشريفه (70) في ملبسه، ومركبه، وموكبه، ومجلسه، وفي تلقيبه، وتكنيته على (71) ما تجري به عادة اصطلاح ابناء الزمان.
ومنها: ان لا يسمع كلام الوشاة والمتعرضين فانه مقصود ومحسود، والحسود لا يبقي ولا يذر. بل يجب ان يعرض له بما بلغه عنه مما (72)
يكرهه او لا يستصوبه، فان كان صحيحا اعتذر، ولم يعد، وان كان كذبا، وتمويها برهن عن نفسه ليزول الشك فيه.
قال المتوكل لاحمد بن ابي دؤاد (73): قد رفعت اليّ سعايات في
__________
(67) في ب الملك.
(68) في ج يعتمد.
(69) في د يعرف.
(70) في أ، ب تشريف.
(71) في أ، بما.
(72) في أبما.
(73) احمد بن ابي دؤاد، يكنى ابا عبد الله القاضى، قال عنه ابن خلكان 1: 63، 64: انه كان معروفا بالمروءة والفضيلة وله مع المعتصم أخبار. أصيب بالفالج أول خلافة الواثق، وتوفى سنة 240هـ، وانظر الاقتباس 158.(1/72)
حقك. فقال: لا عجب ان أحسد على مكاني من امير المؤمنين.
وقال بعض حكماء الفرس: على الملك لوزيره اربعة حقوق (هي) (74):
ان لا يؤاخذه بغير حق ثابت، ولا يطمع في ماله بغير خيانة ولا يقدم عليه من هو دونه بالكفاية، ولا يمكن منه عدوا (75).
ومنها: المشورة في الامور، وهي وان كانت مشتركة بين العقلاء الا انها بالوزراء الزم، وسيأتي ذكر ذلك فيما بعد ان شاء الله تعالى.
__________
(74) ساقطة من ب، ج، د.
(75) النص في ادب الوزير للماوردى 26، وفي نهاية الارب 6: 122، مع بعض الاختلاف.(1/73)
فصل يشتمل على نبذ من [لطايف] (76) جرت بين الملوك والوزراء
لما استخلف المأمون على العراق الحسن بن سهل خرج ليودعه فلما اراد الرجوع من توديعه قال له: اذكر (77) يا ابا محمد حاجتك (78) ان كانت لك. قال: نعم يا امير المؤمنين: احفظ عليّ من قبلك ما لا استطيع حفظه الا بك (79).
__________
(76) زيادة من ج، د.
(77) سقطت الكلمة من ب.
(78) في د: حاجة وكذا في الوزراء والكتاب: 305.
(79) الخبر في الوزراء والكتاب: 305.
زيادة من النساخ:
وسمعت الكمال بن جهير يحكي: ان الوزير عون الدين بن هبيرة كتب الى الخليفة المستنجد بالله يتودد اليه، ويشكره:
اقسمت بالآيات ... والكلمات من نصّ الكتاب
وبباسط الارض القرار ... وسامك السبع الصلاب
اني احبك مخلصا ... من غير شك وارتياب
واحب ملكك للدنا ... ما بين بعد واقتراب
فلأنصحنك ما حييت ... واجعلن رضاك دابي
ولأنفقن فيك الحياة ... واشركنك في التراب(1/74)
الباب الرابع في اقسام الوزارة (1) ورسومها
الوزارة على قسمين (2): مطلقة، ومقيدة، خاصة وعامة كالوكالة.
فالمطلقة: تسمى وزارة التفويض، وهي اكمل الولايات، واتمها لاشتمالها على النظر في امور المملكة، وهي لا تحتمل الشركة لانها وزارة تامة عامة (3). فالشركة تنقصها، وتخصصها بخلاف وزارة التقييد، فانها تحتمل الاشتراك اذ لا تنقص، ولا يتغير نظامها بذلك. والاظهر انها تنعقد باللفظ بقول الخليفة الامام او الملك لمن يندبه لذلك: قلدتك وزارتي، والنيابة عني في جميع ما اليّ من ولاية الرعية، فيقول: قبلت وتقلدت. وان سكت وباشر فهو كالقبول، وهل يكفي في ذلك الخط والرسالة، والتوقيع مع العبيد والخدم ففيه خلاف بين العلماء. والاظهر عند اصحاب الشافعي انه يكفي مجرد الخط، ولا ينعقد به حكم شرعي.
وكانت الخلفاء من بني العباس يباشرون الوزراء بلفظ التقليد، والنيابة، وكذلك كانوا يباشرون الملوك، والامراء ايضا فكانوا اذا عزموا على تقليد الامراء احضروا الاعيان والقضاة، واركان الدولة ثم يقول الخليفة لمن يوليه الملك: قلدتك النيابة عني، وفوضت اليك ما وراء بابي.
فيخدم ويقبّل (4). ويقول: قبلت، وربما قلده بسيف، وعقد له اللواء
__________
(1) في ب، ج اقسامها.
(2) راجع الاحكام السلطانية 26.
(3) في ب تامه.
(4) الخدمة تختلف بين ان تكون بانحناء الرأس والتطامن والبلوغ الى حد الركوع» وذلك عند الدخول على الخليفة، انظر تاريخ التمدن الاسلامي 5: 67أما التقبيل فهو تقبيل الارض بين يدي الخليفة او السلطان.(1/75)
وان قال: قد استوزرتك، او فوضت اليك الوزارة اجزاه (5) ذلك. ولو قال: قلدتك وزارتي لم يكن ذلك تفويضا، لان المقيدة ببعض القيود تسمى وزارة [التقيد] (6).
وللامام ان يستدرك على الوزير بعض ما فوّض اليه فيكون حكمه حكم العام الذي دخله التخصيص. والله اعلم.
__________
(5) في ب أجرا.
(6) زيادة ليست في الاصل.(1/76)
فصل في الخصال التي ينبغي ان تجتمع في هذا الوزير مع ما تقدم وصفه من الشرائط والآداب
يحتاج ان يجتمع (7) فيه مع الاسلام، والبلوغ، والعقل شرائط (8):
العدالة، وقد اختلف في الحرية واشتراطها، والصحيح انها لا تشترط كالملك، وامامة الصلوات، ويحتاج مع ذلك ان يكون موصوفا برزانة العقل، وجودة الآراء (9)، والمعرفة بالسياسة. لا تبهره الامور وان عظمت، ولا تدهشه الآراء والاعمال اذا تكاثرت وليكن فيه الثبات والوقار، والنهضة والتنفيذ، والتقرير كما قال (10) الشاعر:
بديهته (11) وفكرته سواء ... اذا اشتبهت (12) على الناس الامور
واحزم (13) ما يكون الرأي منه ... اذا اعيا (14) المشاور والمشير
__________
(7) سقطت من ب، ج، د.
(8) في د شروط.
(9) في ب الادارة.
(10) في ب كما قيل والبيتان ينسبان الى سلم الخاسر من قصيدة طويلة قالها في يحيى بن خالد مطلعها:
بقاء الدين والدنيا جميعا ... اذا بقى الخليفة والوزير
انظر طبقات الشعراء لابن المعتز 101ومختار الاغاني 3: 264 ونسبت الى اشجع السلمي في الاغاني 18: 238، ونسبت الى ابى نواس والى عنان جارية الناطفي، انظر الوزراء والكتاب 204، 205 وشعراء عباسيون 201، وفي الاحكام السلطانية ص 21من غير عزو.
(11) في أ، د بداهته.
(12) في الوزراء والكتاب: اذا التبست.
(13) في ب وآخر.
(14) في الوزراء والكتاب: اذا عجز.(1/77)
ومن حق هذا الوزير ان يعتنى (15) بامره، ولا يعزل الا بحادثة تخل بالتصرف، وخيانة تثبت.
واذا ولّى الامام واليا على عمل وولى الوزير آخر على ذلك العمل ولم يعلم احدهما بما فعل الآخر، كان الثابت اسبقهما، وان كان الامام علم بذلك ثم ولى فهو عزل لذلك (16) الوالي، وتقليد لمن ولاه بعده وهو المستقر (17).
وقال بعض العلماء: لا ينعزل الاول الا بتصريح بالعزل.
وقال بعضهم: ان كان العمل مما يحتمل الاشتراك اشرك بينهما وان لم بحتمل بقي موقوفا على صريح العزل او التقرير.
__________
(15) في د يعتنا.
(16) في د لذاك.
(17) انظر الاحكام السلطانية 23.(1/78)
فصل
في دعوة الوالي في النظر في أمور الوزارة:
قد (18) تقدم القول في ان هذه الوزارة هي العامة التامة فلينظر واليها في جميع امورها، دقيقها، وجليلها، وليندب لجميع الولايات من يليق بها، ويتفقد احوالهم (19) في اثناء ذلك، فيقر الكافي (20) ويبصّر الغبي، ويعلّم الجاهل، ويعاقب المسيء الخائن، ويصرف العاجز.
ومن مهمات الامور النظر في امر الاموال، وامر الاجناد فيؤلف الاجناد، ويسوسها على ما يليق بها، ويولي عليهم العراض (21) فيكتبون حلاهم (22) وشيات (23) خيلهم، وصفات اسلحتهم، ويثبت اقطاعهم، وارزاقهم (24)، ويعجل ما استحق منها، ويعوض عما تلف بآفة سماوية (25)، ويظهر الاحسان اليهم والزيادة لاهل الغناء والنجدة. وسوف نذكر ذلك بتفصيله في مواضعه من هذا (26) الكتاب ان شاء الله تعالى.
واما الاموال فلتكن العناية بتثميرها اكثر من العناية بتحصيلها (27)،
__________
(18) في ب في.
(19) في ب احوالها.
(20) الكافي جمعه كفاة، وهو الذى يستغنى ويكتفى به عن غيره.
(21) العرّاض جمع عارض مشتقة من عرض الجند عرض العين اذا امررتهم عليك ونظرت حالهم، وقد عرض العارض الجند واعترضوا هم، اللسان (عرض).
(22) في ب جلائهم.
(23) في ب وشتات.
(24) من (وصفات) الى (ارزاقهم) ساقطة من ب.
(25) في د سماييه.
(26) في ب، ج من الكتاب.
(27) في ب بتجعيدها.(1/79)
والاقتصاد في الجمع والانفاق.
ويتعين على هذا الوزير ان يمعن النظر في دقائق مصالح المملكة، وتحسينها، وما يعود بقوتها، وتمكينها، ويذكي (28) العيون، ويستعلم الاخيار، ولا يغفل عن خلل يتوهم (29)، وفساد يظهر، فقدما (30) قال الحكيم: لا تتهاونن بصغير يحتمل الزيادة.
ولا يطوي عن الملك شيئا من هذه الحوادث رجاء ان تزول قبل اشغال سره بها، فكم اعقب تأخير ذلك من خلل لم يمكن تداركه. ولاءن (31) يشغل سر الملك بالحادث وهو سهل يمكن تداركه خير من ان يطوى عنه فيدهمه وقد عجز عنه، وفات استدراكه. وهذا المعنى مجموع في ابيات نصر بن سيار (32) والي خراسان التي كتبها الى مروان عند ظهور ابي مسلم وهي:
ارى خلل الرماد وميض جمر (33)
ويوشك ان يكون له ضرام (34)
__________
(28) يذكى: يبثّ.
(29) يتوهم في أيتوهمه.
(30) في أفبعدما.
(31) في ب ولا.
(32) نصر بن سيار بن رافع الكناني امير من الدهاة الشجعان، ولي خراسان سنة 120هـ، وغزا ما وراء النهر ففتح حصونا وغنم مغانم كثيرة، وأقام بمرو وقويت الدعوة العباسية في أيامه، فكتب الى بني مروان يحذرهم وينذرهم فلم يأبهوا للخطر، انظر المحبر 255، تاريخ الطبري حوادث سنة 129هـ فما بعدها.
(33) في الاصول جرّ.
(34) الابيات في ديوان نصر 4، وقد رويت باختلافات يسيرة في مصادر متعددة اشار اليها محقق الديوان، وانظر أيضا تاريخ الطبري 7:
369 (الطبعة الحسينية)، الكامل في التاريخ 5: 365، اساس البلاغة مادة (ضرم) الحماسة البصرية 1: 108، الفخري 123 (طبعة الجارم).(1/80)
فانّ النار بالزندين تورى (35)
وان الحرب اولها كلام
فالّا تخمدوها تجن (36) حربا
يكون وقودها قصر وهام
اقول من التعجب ليت شعري (37)
أأيقاظ أمية ام نيام
وكما انه (38) لا ينبغي ان يهمل صغار الامور، ومبادىء الفتن فكذلك لا ينبغي ان يخور، ولا يرتاع اذا دهمه امر عظيم، وبغته خطب جسيم بل يثبت ويرزن، ويتلقى ذلك بصدر فسيح، وجنان قوي (39)، ويشتغل بدفع ذلك، فكم من حادث كارث صعب، زال في اقرب وقت، وايسر امر.
ومن اطلع على تواريخ الدول، وحوادث الفتن علم كثيرا من ذلك.
ومن حق هذا الوزير (40) ان لا يبعد عن بلد الملك، ولا يغيب عنه الا عن ضرورة تدعو الى ذلك كسدّ ثغر، او ازالة خلل (وما في معنى ذلك) (41).
وقال ابو زيد البلخي: من كان بهذه المثابة من الوزراء الكفاة الثقات (42) جاز ان يسكن في الاطراف، ويتنقل في الاقاليم لانه يصلح البلاد، ويسوس العباد، والملك المعظم المسمى الامام يسكن سرّة البلاد،
__________
(35) في تاريخ الطبري: فان النار بالعودين تذكى.
(36) في ج تجىء.
(37) في تاريخ الطبري: فقلت من التعجب ليت شعري.
(38) من هنا الى فكذلك ساقط من ج.
(39) في د قوة.
(40) في ب وازالة.
(41) زيادة من أ.
(42) في ب، ج الثقاة.(1/81)
ووسطها، ولذلك اختار ملوك الفرس العراق، وكذلك خلفاء بني العباس (اختارت ذلك) (43).
واما الوزير الثاني الخاص الذي يعرف بوزير التنفيذ فانه يتعين عليه ان لا يغيب عن موضع الملك، لانه يحتاج الى مشورته، ومراجعته في اكثر الامور الحوادث، فلا يبعد عنه ليلا (44)، ولا نهارا.
__________
(43) زيادة من أ.
(44) في ب لا اليلا.(1/82)
فصل في الفروق بين هاتين الوزارتين
وهي فروق منها:
ان وزارة التفويض عامة، ووزارة التنفيذ (45) خاصة.
ومنها:
ان تلك تحتاج الى عقد ولاية، وهذه لا تحتاج لذلك.
ومنها:
ان ذلك المفوض اليه لا ينعزل الا بتصريح العزل، وهذا ينعزل بالمتاركة، لانه لا يتصرف (46) الا بالاوامر (47).
ومنها:
ان تلك تعتبر (48) فيها العدالة والسياسة، وهذه لا تعتبر (49) فيها ذلك.
ومنها:
ان ذلك يؤاخذ بما يطرأ من خلل لانه مستبدّ بالتدبير، وهذا لا يؤاخذ بذلك لانه عبد مأمور (50).
__________
(45) في أالتقليد.
(46) في د لا ينصرف.
(47) في ب بأوامر.
(48) في أيعتبر.
(49) في أيعتبر.
(50) عبارة لانه غير موجودة في ج.
هنالك فروق اخرى بين الوزارتين ذكرها الماوردي في الاحكام السلطانية 25، وانظر نهاية الارب 6: 128.(1/83)
فصل في ذكر رسوم وزارة التقليد وهي الخاصة
ومن وظائف هذا الوزير ان ينظر في جميع الدواوين يستعرض حسباناتهم (51) واعمالهم ويقوّم معوجّهم ويصلح فاسدهم، ويعرض على الملك الجمل من ذلك، ولا يعزل الولاة، ولا يصرف من كان على رؤوس الدواوين والاعمال الجليلة الا بأمر الملك، لانه كالواسطة (52) بين الملك ورعيته (53)، ولهذا قيل ان هذا الوزير لا يحتاج الى ولاية وتقليد، لانه مأمور في كل قضية ولا يعتبر فيه ما يعتبر في الاول من العدالة والحرية والعلوم، بل تعتبر فيه الامانة والصدق فانه سفير بين الملك واهل المملكة حتى يصان الملك عن الامتهان بمباشرة الاشتغال (54) فهو للملك كاللسان بل كالحواس، وينظر في امر الرعية ويسمع (55) شكاواهم (56)
ويرفع رقاعهم والذى يمكن من رفع الظلم عنهم فيرفعه، والذي لا يقدر عليه ينهيه (57) [الى الملك] (58) وينظر في حال العمال والكتاب مع المستوفي (59) فينصف بينهم، ولا يمكنه من الحيف عليهم ولا من الميل معهم
__________
(51) في ج، د، ب حساباتهم.
(52) في د كالرابطة.
(53) في ب، ج والرعية.
(54) في د الاشغال.
(55) في ب يستمع.
(56) في د شكاويهم.
(57) في ج لا ينهيه وهي خطأ، وينهيه أي يرفع خبره.
(58) زيادة يقتضيها السياق.
(59) المستوفى من القاب ارباب الوظائف عده مؤلف صبح الاعشى 6:
466 - في المرتبة الخامسة بعد الوزير من موظفي الدولة، وقال عنه(1/84)
حتى لا تضيع الاموال [ولا يتظالم الرعايا والعمال] (60) فهذا من خاص نظره الذى يلزمه البحث عن دقائقه وابوابه، اذ الملك لا يمكنه البحث عن ذلك، وينظر في احوال القضاة والولاة وارباب المناصب ويعلم المشكور والمتسكوّ، والصالح والطالح والناقص الحال والتام (61) المعيشة، ومن يستحق الزيادة والتقديم، ومن يستوجب الصرف والتأخير، وينظر في الحقوق السلطانية، والامور المصلحية، والوظائف القديمة فما (62) كان حسنا وعدلا اجراه وامضاه، وما كان جورا وحيفا اعلم به الملك وتلطف في ازالته (63) لتكون السياسة محمودة، والدولة مشكورة، والنعمة محروسة.
وهذه الوزارة هى التي تحتمل الشركة والانفراد كالوكالة.
__________
بأنه الذي يضبط الديوان.
امواله ونحو ذلك.
(60) الجملة ساقطة من أ.
(61) في ب التام ز
(62) في ب فمن.
(63) في ب بازالته.(1/85)
فصل في ذكر المشورة
قال الله تعالى معلما نبيه (صلى الله عليه وسلم): «وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله» (64).
وقال عليه الصلاة والسلام: ما خاب من استشار ولا ندم من استخار (65) وقال: المستشار مؤتمن ما لم يتكلم (66). يريد بذلك اداء النصيحة الى المستشير وحفظ الامانة للمشير.
والمشورة آله يستعان بها في تدبير السياسة والآراء واصنافها (67)
والسياسة نظام الدولة وصورة الملك، فاذا ضعفت الآلة أو فسدت ضعف الملك وفسد اذا استعملت تلك الآلة فيه.
قال بعض العلماء: الاراء هي قياس أمور (68) مستقبلة على أمور ماضية، ولها امثال واشباه، ومادة الرأي التجارب مباشرة أو سماعا، فلكثرة التجارب تدب الى استشارة المشايخ، ومن قال باستشارة الشبان، شرط أن تكون أمزجتهم صحيحة، وقرائحهم سليمة، وعلومهم ورواياتهم غزيرة.
__________
(64) الآية من سورة آل عمران 159.
(65) الحديث في الجامع الصغير 2/ 145وانظر العقد الفريد 1: 46، المستطرف 1: 73.
(66) الحديث في جمع الفوائد للامام محمد بن سليمان 2: 372وقد علق المحقق عليه بقوله: هو حديث غريب لا يحتج به لان في اسناده على بن زيد بن جدعان.
(67) كذا في الاصول.
(68) في ب من أمور.(1/86)
قال (69) المأمون لولده موصيا ومعلما: استشيروا ذوي الرأي والتجربة والحيلة فانهم أعلم بمصارف الامور، وتقلبات الدهور، واطيعوهم وتحملوا ما يغلطون (70) من قول أو يكشفونه (71) من عيب، لما ترجونه (72) من حالة تصلح، وفتق يرتق، فان من جرعكم المرارة لشفائكم اشفق ممن اطعمكم الحلاوة لاسقامكم (73).
وقد ورد في الاثر: استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه تندموا
__________
73 - أ
وقيل: من أكثر من المشورة لم يعدم على الصواب مادحا، وعلى الخطأ عاذرا.
وقال بعض العلماء: المشورة والاراء صناعة نفسانية صرفة فلهذا كانت أشرف، كما أن الحمل على الرأس وغيره صناعة جسدانية، فلهذا كانت أخسّ، والخطأ في ذلك شديد الضرر والخلل بخلاف هذا، فكم من دماء اريقت، وبلاد خربت ومحارم انتهكت وسبب ذلك سوء
(69) في ب وقال.
(70) في أيغلطون.
(71) في أ، ب، د يكشفوه.
(72) في أ، ب، د ترجوه.
(73) في أ، ج، د لسقامكم، بعدها زيادة هي [قال القاضي الجرجاني:
شاور سواك اذا نابتك نائبة
يوما وان كنت من اهل المشورات
فالعين تلقى كفاحا ما نأى ودنا
ولا ترى نفسها الا بمرآة]
والبيتان ليسا للقاضي الجرجاني، وانما للقاضي الأرّجاني، وهو ابو بكر احمد بن محمد بن الحسين، الملقب بناصح الدين، انظر (وفيات الاعيان 1: 134) وانظر ديوانه الارجاني ط. بيروت سنة 1307هـ ص 70).
(73أ) انظر الجامع الصغير ص 40.(1/87)
الاراء وخللها (74).
وفي منثور الحكم: شاور قبل أن تقدم، وتمكن قبل أن تندم، فينبعي للوزير اذا دهمه أمر يضطرب له حاله أن يتثبت في المشورة [ويخمّر] (75) الاراء ولا يعجل فانه لا يزيد الصعب التأني الا سهولة، والفكرة الا بصيرة، ثم يحدّد الاستشارة بعد الأناة (76) فقد تبدو من الشّرر (77) بوادر ليس لها ثبات، ولا هي على أصول، ولا خير في الرأي الفطير.
__________
(74) في ب واختلالها.
(75) ما بين القوسين ساقط من ب.
(76) في أبعد الاناءة.
(77) في د، ج الشرور.(1/88)
فصل في وصف من ينبغي ان يستشار ومن لا يستشار
يختار للمشورة اهل العقول (78) الغريزية، والتجارب الكثيرة، والحلوم الرزينة.
قال البلخي (79): شاور في امرك من جرب الامور، وخبرها، وتقلبت (80) عليه الحوادث، وباشرها ما لم يوهنه ضعف الهرم، ولم (81)
يغيره حادث السقم.
ويروى ان اكثم بن صيفي (82) حكيم العرب اجتمعت عليه بنو تميم في حرب يوم الكلاب (83) فقالوا: اشر علينا بالصواب، فانك شيخنا، وموضع الرأي منا. فقال لهم: ان الكبر قد شاع في جميع بدني وانما قلبي بضعة
__________
(78) في أ، ج العلوم والتصويب من ب، د.
(79) هو ابو زيد احمد بن سهيل البلخي، وقد مرت ترجمته.
(80) في ب تغلبت.
(81) في الاصل ولا.
(82) حكيم من حكام تميم كان فصيحا عالما بالانساب، وأحد المعمرين، وقد ادرك الاسلام ودعا قومه الى اعتناقه وقصد المدينة في رهط من قومه للدخول في الدين الجديد. انظر جمهرة انساب العرب: 200، الاصابة 1: 311.
(83) في ب الكلاع، وكذلك في أ، وقد صححها الناسخ بوضع حرف الباء فوق العين، والكلاب بضم الكاف وتخفيف اللام اسم ماء كانت عنده وقعة للعرب وقال ياقوت في كلاب انه واد يسلك بين ظهري جبل ثهلان الذي هو علم لموضعين احدهما ماء بين الكوفة والبصرة وقيل ما بين جبلة وشمام على بعد سبع ليال من اليمامة وفيه كان يوم الكلاب الاول والكلاب الثاني. انظر تفاصيل الوقعتين في العقد الفريد 6: 7567، ونهاية الارب 15: 412406والعمدة 2: 206205.(1/89)
مني، وليس معي من حدة الذهن ما ابتدي به بالرأي (84)، ولكنكم تقولون فاستمع (85)، لاني اعرف الصواب اذا مرّبي (86).
ولبعض المتقدمين (87):
اذا كنت في حاجة مرسلا ... فارسل حكيما ولا توصه
وان ناب أمر عليك التوى ... فشاور لبيبا ولا تعصه
__________
(84) في أالرأي.
(85) في د اسمع.
(86) بعدها زيادة هي [سمعت] القاضي الفاضل رحمه الله ينشد مذاكرة:
اذا ما انجلى الرأي فاحكم به ... ولا تحكمنّ بما يشتبه
ونبّه فؤادك عن غفلة ... فان الموفق من ينتبه
وقال: يستشار في الحرب ذوو العقول السليمة من العلماء، ولا يستشار اهل الحرب، كالزند تستنبط منه النار، فانه يصليها ولا يصطليها. وقرأت في رسالة كتبها عبد الله بن حمزة العلوي الناجم باليمن تتضمن وصية الى عاملين من عماله على بعض قلاعه يقول فيها: واعلما ان للمشورة آفة، ان سلمتما منها، نلتما نفعها ان شاء الله تعالى، وهو ان المشير لابد ان يجمع اربعة امور: الدين والعقل، والنصح والمودة، وكل من كان بغير هذه الصفة فمشورته الداء الدفين. وبعد هذه الخصال نصح المشورة الا انها لا تستمر، ما لم يعلم المستشير طبع المشير، فان الجهل بذلك يؤدي الى الغرر لان المشير، انما يشير بما يناسب طبعه فان كان نزقا، اشار بالتنمر والعجلة، وان كان جبانا اشار بالوهن والاستكانة، وان كان متهورا مقداما اشار بالاقتحام على غير بصيرة، وان كان يقظا حازما حارسا حوّلا قلّبا، اشار بما ينتظم به التدبير، وتصلح به الامور، وتسد به الثغور.
(87) الابيات في الحماسة البصرية منسوبة لعبد الله بن معاوية بن جعفر الطالبي 2: 59ضمن قصيدة، والاولان في الشعر والشعراء 1: 205 ورويت لصالح بن عبد القدوس في حماسة البحتري: 135(1/90)
وان ناصح منك يوما دنا ... فلا تنأ عنه ولا تقصه (88)
ولغيره [في المعنى] (89):
وانفع من شاورت من كان ناصحا
لبيبا فابصر بعده (90) من تشاور (91)
فليس بشافيك (92) الصديق ورأيه
عدو ولا ذو الرأي والصدر واعر (93)
واذا كان المشير (94) دون المستشير في اصالة الرأي، فلا يضر بل ينفع، ويزداد به كما تزيد النار ضوء بالزيت الممد لها (95).
وقال بعض الفضلاء: أعدل عن مشورة من قصد موافقتك متابعة لهواك (96) واعتمد مخالفتك انحرافا عنك، واعتمد على من توخي
__________
(88) ورواية البيتين في الحماسة البصرية:
وان ناصح منك يوما دنا ... فلا تنأ عنه ولا تقصه
وان ناب امر عليك التوى ... وشاور لبيبا ولا تعصه
(89) زيادة من ج.
(90) في د، ج بعد ذا.
(91) رواية الشطر الثاني في عيون الاخبار 1: 32.
شفيقا فابصر بعدها من تشاور
(92) في أ، ب، د شانيك والتصويب من ج.
(93) روايته في عيون الاخبار 1: 32
وليس بشافيك الشقيق ورأيه
غريب ولا ذو الرأي والصدر واغر
(94) جاء في كتاب الادب الصغير: 46ان المستشير وان كان افضل من المستشار رأيا فهو يزداد برأيه رأيا، كما تزداد النار بالودك ضوء وانظر الفخري: 46 (ط الجارم).
(95) الممدّ لها ساقطة من ج.
(96) في ب لنواك.(1/91)
الحق والصواب لك وعليك.
وقيل في منثور الحكم (97): من التمس (98) الرخص، والموافقة من الاحوان في الاراء، فقد غش وخان، كما أن من فعل ذلك في الفقه أخطأ في الاحكام، ومن فعله في الطب زاد في الاسقام.
ولا ينبغي ان يستشار النساء ولا الصبيان (99) لنقص عقولهم (100)، وضعف آرائهم، وقلّ من حكم النساء الا وانقاد الى الخطأ.
قرأت في التاريخ: ان مصعب بن الزبير لما قدم البصرة متجهزا الى الشام لحرب عبد الملك بن مروان بذل (101) العطاء، وندب الناس للخروج وكان فيمن عزم على مساعدته، الاحنف بن قيس (102) فأخرج مضربه حتى نصبه في عسكر ابن الزبير، فتسامعت بنو تميم فخرجت معه فوجا بعد فوج، وبادرت زبراء (103) جاريته، فبكت عنده، فسألها
__________
(97) ورد في كليلة ودمنة: 217من التمس الرخص من الاخوان عند المشاورة، ومن الاطباء عند المرض او من الفقهاء عند الشبهة، أخطأ منافع الرأي، وازداد فيما وقع فيه من ذلك تورطا، وحمل الوزر.
وانظر الادب الصغير: 33.
(98) في ب اعتمد التمس.
(99) في ب والصبيان.
(100) في د قولهم.
(101) في أ، ج فبذل.
(102) الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين المري، ابو بحر سيد تميم، واحد الدهاة الفصحاء، الفاتحين، يضرب المثل به في الحلم ادرك النبي ولم يره، واعتزل الفتنة يوم الجمل. انظر جمهرة انساب العرب: 211، 215، 217، تهذيب ابن عساكر 7: 10.
(103) في الاصول زيرا والتصويب من ج. وفي اللسان: زبراء جارية كانت للاحنف بن قيس التميمي المشهور، وكانت اذا غضبت قال الاحنف:
هاجت زبراء، فصارت مثلا. لسان العرب، تاج العروس (زبر).(1/92)
عن ذلك، فقالت: يقول الناس، ان الاحنف قد ارتكس في الفتنة وخرج للطمع.
فقال: اصبت، ولست أمضي، ثم وجه الى مضربه، فرده فلما بلع ذلك مصعبا، وعلم ان الناس يتقاعدون (104):
فقال: من أين دهيت من الاحنف؟ فقيل: من جاريته، فبعث اليها بتحف وثياب والف درهم، أو أكثر، فجاءت وبكت عنده، فقال:
ما يبكيك؟ فقالت: عيرني النساء فقلن (105) خرج رجالنا، وجبن سيدك، ففزع، وبعث مضربه، وخرج وعجب الناس من ذلك، فكانت هذه من سقطات الاحنف (106).
وهكذا كانت دولة المقتدر بالله كان في مباديها من الضعف والوهن، واختلال التدبير، وفساد قواعد الملك، ما لا خفاء فيه (107)، وسببه انه ولي الخلافة وهو صغير، وتصرفت والدته وخالته وقهرمانته (108)، في الملك فكان ما كان.
وقد يكون فيهن ذات العقل والرأي وكذلك في الاحداث والصبيان الا انه على الندرة.
وقال عليه الصلاة والسلام (109): لن يفلح قوم ولوا أمرهم
__________
(104) سقطت الكلمة من ج.
(105) في أ، د فقالوا وفي ب فقالت.
(106) ذكر خبر الاحنف في تاريخ الطبري 5: 519بشكل يختلف عما هو مذكور اعلاه، وفيه ان الاحنف لما هاج للحرب، صاح الناس هاجت زبراء، وزبراء أمة للاحنف، وانما كنوا بها عنه.
(107) في أ، د به.
(108) القهرمانة مديرة شئون البيت.
(109) ساقطة من د.(1/93)
امرأه (110).
ويروى (111) أن بعض وفود العرب دخل على عمر بن عبد العزيز فتقدم شاب ليتكلم عنهم، فقال عمر: ليتكلم شيوخكم، فقال الشاب:
يا أمير المؤمنين: ان قريشا ترى فيها من هو أسن منك وقدمتك.
فوجم لها عمر ولم يحر جوابا.
__________
(110) ويروى: لا لن يفلح قوم تملكهم امرأة، ولّوا امرهم امرأة، اسندوا امرهم الى امرأة. انظر فنسنك: المعجم المفهرس لالفاظ الحديث مادة فلح وفيه تخريج للحديث، وانظر الاحكام السلطانية 27 (ط الحلبي).
(111) الخبر في مروج الذهب 2: 169، زهر الآداب 1: 7.(1/94)
فصل في كتمان الاسرار وكيفية المشورة
ينبغي للملك اذا استشار في مهم ان ينفرد مع كل مشير على حدة، ويسمع ما يشير به، ولا يحدّث به الآخر (112)، فاذا اجتمعت الآراء محصها اختبارا ونقحها اختيارا، واستخار الله تعالى في أحدها، ثم جمع الجماعة، وفاوضهم في جميع ذلك، ولم يعيّن لهم أصحاب الآراء، ثم فاوضهم فيما ترجح عنده حتى يتفق معهم عليه، فان خالفوه، استشار عيرهم، فان خالفوه وافقهم، اذ الجمع من العقلاء، أبعد عن الخطأ من واحد، واذا عارضهم في رأيه معارض فلا يجيبه بالرد أو بمعارضته (113)، بل يستوضح منه، ويمعن النظر فان الفكرة (114) والتأني، محمود العواقب، قال القطامي (115).
__________
(112) في أ، ب، د الاخير ورد في عيون الاخبار 1: 27عن وزير احد ملوك العجم قوله (لا ينبغي للملك ان يستشير احدا منا الا خاليا به، فانه اموت للسرّ واحزم للرأي واجدر بالسلامة، واعفى لبعضنا من غائلة بعض، لان افشاء السر الى رجل واحد اوثق من افشائه الى اثنين)
(113) في أ، ب بمعارضه.
(114) في أ، ب، د الذكر، وهو تحريف.
(115) في أقال الشاعر، والقطامي هو عمير بن شييم من بني تغلب كان نصرانيا، اشتهر بالتشبيب والهجاء والحماسة والفخر، ويعد في الطبقة الاولى من الشعراء، كان معاصرا للاخطل. انظر اخباره في الشعر والشعراء 2: 723، وقد اشار المحقق الى مصادر دراسة الشاعر وترجمته.(1/95)
قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزلل (116)
ويحكى أن المنصور، لما بلغه خلع أهل افريقية لطاعته عزم على النهوض الى قنّسرين (117) والمقام بها، وتجهيز العساكر منها، والعدد في البر والبحر، وأمر أصحابه بالتأهب لذلك، ولم يذكر الجهة فأجتمع أبو أيوب المورياني (118) وعبد الملك (119) والربيع الحاجب (120) فتذاكروا ذلك، ورجموا الظنون، فلم يصيبوا شيئا، ولم يقدموا (121) على مسألته، فقال عبد الملك: أنا استكشف لكم خبره، فاذا دخلنا اليه وأردنا الانصراف، فتأخروا عني ساعة، حتى أكلمه، ففعلوا ذلك، فتقدّم (122) اليه وقال:
__________
(116) البيت في ديوانه 25وهو من قصيدة مطلعها:
انا محيوك فاسلّم ايها الطلل ... وان بليت، وان طالت بك الطيل
(117) قنسرين: مدينة قريبة من حلب، غادرها اهلها عام 351حين غلب الروم على البلاد ولم يبق منها الا خان تنزله القوافل. انظر مراصد الاطلاع معجم البلدان (مادة قنسرين).
(118) احد وزراء المنصور، وهو من قرية موريان بالاهواز، اشتراه المنصور صبيا قبل الخلافة وثقفه، واعجب به السفاح، واختصه مدة خلافته، ثم نمت حاله عند المنصور، حتى قلده الوزارة، ثم قتله واستصفى امواله. انظر الفخري 151، 152 (طبعة الجارم).
(119) هو عبد الملك بن حميد كاتب لابي جعفر، وكان يقوم مقام الوزير، ولم يتسمّ بالوزارة. انظر الوزراء والكتاب 44، 45، 96، 97، 133، 188.
(120) هو الربيع بن يونس، كان جده مولى لعثمان بن عفان، وكان جليلا نبيلا، منفذا للامور، مهيبا، فصيحا، خبيرا بالحساب والاعمال، حاذقا بامور الملك، وكان وزيرا للمنصور، حتى انتقل السلطان الى اخيه الهادى فقتله. الفخرى 154153.
(121) في ب يتقدموا.
(122) في أفتقدموا.(1/96)
يا امير المؤمنين قد تهيأنا للمسير وفرغنا من كل ما نحتاج اليه، وبقي علينا ما نتكاراه من الظهر (123)، ولا ندري الى أين نتكاراه؟ فقال له المنصور: يا أبن الخبيثة، جلست (124) انت وفلان وفلان وقلتم كذا وكذا، وقلت أنت أنا أكشف لكم خبر المقصد، فأخرج فاكتر مياومه (125) ولو كل يوم بألف، وأما ان أعلمك فلا ولا كرامة! وكان ذلك حدسا وفطنة (126).
والكتمان تدبير وسياسة وينبغي للملك ألّا يجعل بين الوزراء وبين أصحاب الاخبار تعلقا ولا التزاما (127) فان ذلك يطوى عنه كثيرا من الاخبار، ويوهن المملكة، وتتم الحوادث وهو لا يشعر بها.
ويحكى أن المأمون لما بايع لعلي بن موسى الرضا (128) وهو بمرو (129) بلغ ذلك بني العباس ببغداد فغضبوا لذلك وقالوا لا نطيعه على اخراج الامر من بيننا، فاجتمعوا وبايعوا ابراهيم بن المهدي (130)
وثارت العلوية بالحجاز واليمن والعراق وطبرستان وحاربوا الحسن بن
__________
(123) الظهر: الدواب.
(124) في ب جئت.
(125) اى اجرة يوم بيوم.
(126) الخبر في الوزراء والكتاب: 117.
(127) في الاصول تعلق ولا التزام.
(128) يكنى ابا الحسن ويلقب بالرضا، ثامن الائمة الاثنى عشر عند الامامية، عهد اليه المأمون بالخلافة، وزوّجه ابنته، وضرب اسمه على الدينار والدرهم، فثار اهل العراق وخلعوا المأمون، فقصدهم الخليفة واستسلم اهل بغداد، مات الرضا في طوس سنة 203هـ.
الطبري 7: 422، 436، 8: 544، 554، 558، 564، 566، 9: 145.
(129) في ج عمرو.
(130) عم المأمون بايعه اهل بغداد، حين بلغهم انه جعل ولاية العهد لعلى الرضا، وسار اليه المأمون ثم عفا عنه بعد دخوله بغداد، انظر تفصيل ذلك في (الخليفة المغني ابراهيم بن المهدي).(1/97)
سهل (131) حتى كسروه، والاخبار اذ ذاك مطوية عن المأمون بسبب تحكم الفضل بن سهل (132)، وتحكم أصحاب البريد والاخبار، فتحيلت جارية المأمون الى أن بعثت له خلعا من خزّ ووشي، وكتبت على بطانتها ما أرادت وجعلت عليها بطائن خلقة فوق ذلك، فلما عرضت على الفضل حملها الى المأمون، فلما أراد (133) المأمون لبسها تعجب (134) من رداءة بطانتها ووسخها فنزعها فوجد الكتابة عليها فغضب من انطواء الاخبار (135)، وتنكر للفصل بن سهل، فقال: أردت أن أكفيك هذا الامر ثم أعلمك به، فلم يقبل عذره، ورحل الى العراق من وقته وأمر أصحاب البريد أن يردوا عليه، ولا يحجبوا عنه من ذلك الوقت (136).
__________
(131) مرت ترجمته.
(132) الفضل بن سهل وزير المأمون، وصاحب تدبيره، اتصل به في صباه واسلم على يده، وكان قبل مجوسيا، وصحبه قبل ان يلي الخلافة، ثم لقبه المأمون بذي الرياستين (الحرب والسياسة) قتل سنة 202هـ انظر اخباره في الوزراء والكتاب: 126فما بعدها، تاريخ بغداد 12: 339.
(133) في أفاراد وفي.
(134) في أوتعجب.
(135) في ب، ج الخبر.
(136) اوردت كتب التاريخ وبعض كتب الادب قصة اخفاء الفضل بن سهل خبر بيعة اهل بغداد لابراهيم بن المهدي عن المأمون، وان علي بن موسى الرضا هو الذي اخبر الخليفة بالامر انظر تاريخ الطبري حوادث سنة 202هـ، الفخري 194193 (ط الجارم).(1/98)
فصل في احتياج الملك الى معونة (137) الوزراء
اعلم انه لن يصل الملك الى ما يريد من احكام التدبير (138)، وضبط الامور الا بحسن معونة (139) الوزراء، والاعوان الذين (140) تجري (141) على ايديهم الاعمال ولن (142) تستكمل المنفعة من الوزير حتى تتكامل فيه الخلال، وهي:
العلم بالاعمال التي يليها بحسن السياسة لها، والنظر بوجوهها وما فيه من أحكامها، والنفاذ في معرفة لطائفها، وغوامضها، واخلاص النصيحة حتى يؤثر الملك على نفسه، وعلى الناس كلهم، وشدة المحبة له، واذا كان ذلك لم يداهن أحدا في تضييع (143) حق، ولم يلتبسه (144) على الغش له، ولم يستخف بالخلل (145) يراه في شيء من أمر دولته ولم يلتمس الحظوة عنده بمتابعته (146) على هواه في الامر، الذي يتخوف (147)
__________
(137) في ب معاونة.
(138) في ب احكام وتدبير.
(139) في ب معاونة.
(140) في الاصول التي.
(141) في ب يجري.
(142) في أ، د وأن.
(143) في ب رضيع.
(144) في ب يلبسه أى لم يخلط عليه الامور غشا له.
(145) في ب الحلل.
(146) في ب بمتابعة.
(147) في ب يتجوز.(1/99)
اضراره به، والعفاف عن الاموال، واستشعار (148) الناس عن كل ما دعا الى تضبيع عمل، وانتقاص (149) حق ويظلف (150) الاهل والخاصة والاعوان والبطانة، مثلما يظلف نفسه.
وقالوا: الوزارة أبعد الامور عن أن تحتمل غير أهلها، ولا يسوغ لكل أحد الطمع فيها لان الوزير من الملك بمنزلة سمعه وبصره، ولسانه وقلبه الا ترى أن الملك مستور البدن عن الناس، مغلق الابواب دون العامة فمهما أمر من أمر احتاج الى أن ينفذه وزيره على أحسن الوجوه، وأوجهها ليحجبه عن رعيته، ومهما رفع اليه من شيء احتاج ان يعرفه صدقه من كذبه، وحقه من باطله، ومهما وصل (151) الى بيوت ماله، وخزائنه، احتاج الى أن يحفظه حتى لا يختزل (152) ولا يختان (153).
ومهما كان في أقاصي البلاد من خبر (154) أو حدث فيها من حدث (155) يطويه العمال ويكتمه الولاة، احتاج أن يبلّغه اياه، ويعرض عليه الرأي فيه، وأن يكون ذلك الامر من رجل صحيح الرأي، صائب التدبير، فأي أمر الملوك أعظم من صلاح الوزراء، وأي ملك أسوء لنفسه نظرا من أمرىء جعل بهذه (156) المنزلة، من لا يستحقها.
__________
(148) في ب واستشار.
(149) في ب واستنقاص.
(150) في أ، ب ويكلف والصواب يظلف. وظلف نفسه كفّها عما لا يجمل انظر اساس البلاغة (ظلف)
(151) في ج وصل اليه.
(152) في ج يتحرك، واختزل المال اقتطعه لنفسه.
(153) يختان أى يخون.
(154) في أ، ب خير.
(155) كررت الكلمة مرتين.
(156) في الاصول لهذه والتصويب من د.(1/100)
وليس من الصواب الشركة بين الرجلين في الوزارة فان الشركة (157)
يداخلها (158) التضاد، والتنافس، والتباغي والتحاسد والتنازع والتشاغب (159)
وذلك داعية الى فساد الاعمال، وضياع الامور (160).
فاما الصنف (161) الذي ينبغي لامثاله فهو ما احتيج فيه الى الحفظ والامانة واستغني فيه بالتدبير والحكومة.
وأما العمل الذي ينبغي أفراده به فهو من الاعمال التي ينبغي تعجيل امضائها وابرام الرأي فيها.
وقالت (162) الحكماء اذا رفع السلطان وزيره الى مرتبة من تكرمته فلا بتلفها (163) بالاكبار (164) لها، والتصاغر عنها (165) فانه وان حسن في ظاهر أمره قبح في باطنه، لانه يرى انه استشرف شيئا من فعله، ولكن يقبل منه طوله (166)، ويشكره (167) شكر من يجد في نفسه الاضطلاع بجميل المكافأة بالخدمة او النصيحة.
وقالوا لا يقبل الوزير تفويض سلطانه اليه (168)، ويتجنب (169)
__________
(157) فان الشركة، ساقطة من ج
(158) في د تحالفها.
(159) في أالتساني.
(160) انظر تفصيل ذلك في الاحكام السلطانية: الباب الثاني في تقليد الوزارة ص 75.
(161) في ب العنت.
(162) في الاصول وقال.
(163) في ب يبلغها وفي أ، ج، د يتفلها، والصواب ما اثبتناه.
(164) في ج بالاكثار.
(165) في ب منها.
(166) الطّول: الفضل انظر اساس البلاغة (طول).
(167) في د شكره.
(168) سلطانه ساقطة من أ.
(169) في ج غير واضحة.(1/101)
امضاء ما لم ينهه اليه (170)، فان عواقب التفويض ردية (171)، والتفويض مطة (172) الكبر، وأخطر طرق الاسترابة.
واذا يسلك الملك (173) طريق الاضرار بالناس فليجذبه برفق الى طريق مصلحتهم، لتكون (174) صورته عندهم (175) المحبة والاحسان اليهم، والكراهة للاضرار بهم، واذا دعاه (176) الى شرابه ولهوه، فليكن الاعظام (177) له فيه أكثر من الالتذاذ به، ليستعجل التحرز منه في وقت انبساطه اليه، فاذا شاوره الملك فلا يكلمه كلام المرشد لمن استهداه ما أشكل عليه، ولير فيه من الحاجة الى عرض (178) ما يشير عليه [به] (179)
أكثر من حظه في فائدة ما بدا منه اليه، واذا ذكر له خطأّ كان منه، فليجعل فكره في الاعتذار له منه، ويتجنب ان يوافقه على دينه.
وقالوا في وصاياهم (180): اذا نابذك عدو بين يدي الملك فلا تكلمه
__________
(170) في أينتهي.
(171) في ب ردّته.
(172) في أوالتفويض للتكبر اسوأ مطيه.
(173) في ب الوزير.
(174) في د ولتكون.
(175) في د عند.
(176) في ب مآه.
(177) في ب فليكن في الامر له.
(178) في ب، ج غرض.
(179) زيادة من ج.
(180) جاء في الادب الكبير 7574: واذا ذكرك ذاكر عند السلطان بسوء في وجهك او في غيبتك فلا يرينّ السلطان ولا غيره منك اختلاطا لذلك، ولا اغتياظا ولا ضجرا، ولا يقعنّ ذلك من نفسك موقع ما يكرثك (يغمك) فانه ان وقع منك ذلك الموقع، ادخل عليك أمورا مشتبهة بالريبة، مذكرة لما قال فيك العائب، وان اضطرك الى ذلك الجواب، فاياك وجواب الغضب والانتقام وعليك بجواب الحجة في حلم ووقار، ولا تشكن في ان الغلبة والقوة للحليم ابدا.(1/102)
الا باذنه، وأذكر له انك لا تطيق (181) النطق في مجلسه لجلالته عندك جميع ما حضرك فيه، وأظهر التهاون في قوله، والتبسم منه، فانه يستشيط (182) وانت وادع، وتقع به التهمة وانت آمن، ولا تتغيظ في مجلسه، فان الغيظ يحرك الانتصار (183)، وليس يكون الانتصار بحضرته الا به، ولكن حرّك غضب الملك بوجوب حجتك عليه، وخلّ بينه وبين الامر.
وقالوا: وسبيل الوزير اذا كانت بينه وبين الملك مقاربة وانبساط في حال من الاحوال، فليعاشره بها في الخلوة، ولا ينس في الصواب في الجماعة، واذا عتب عليه في شبهة لاحت له في أمره، فلا يقبل (184)
مسامحته اياه بالرضا عنه من غير تكشف، وليره انه لا يؤثر الحياة الا ببراءة الساحة من سوء الظنّة فان ذلك زائد (185) في محله، ومنبّه (186)
على خطره.
__________
(181) ساقطة من ب.
(182) في ب يستبسط.
(183) اى يحرّك من ينصرك على عدوك او ينصر عدوّك عليك.
(184) في د تقبل.
(185) في ب يريد.
(186) في أ، ب، د ومنته.(1/103)
فصل في وجوب النصح بالاستشارة
فاعلم حيث قدمت لحضرتك الشريفة احتياج الملك اليك فيجب عليك النصيحة له (187) كما ورد عن أبي (188) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ان الدين النصيحة (189). قالها ثلاثا، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال:
لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم.
وفي الحديث عن جرير بن عبد الله (190) قال: بايعت النبي (191) صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، والنصح لكل مسلم.
__________
(187) ساقطة من أ، ب، ج.
(188) هو ابي ابن كعب، صحابي مشهور، كان من كتاب الوحي، اختلف في سنة وفاته فقيل مات في خلافة عمر سنة 19هـ، وقيل سنة 22هـ، وقيل ايضا انه مات في خلافة عثمان سنة 32هـ، والاكثر كما يقول ابن عبد البر انه مات في خلافة عمر، الاستيعاب 1: 69.
(189) في النهاية لابن الاثير (نصح): ان الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم» وهو في مسند احمد بن حنبل 1: 351. 297، 4: 102، 103وانظر فنسنك مادة (نصح).
(190) هو جرير بن عبد الله بن جابر البجلي، يكنى ابا عمر، وقيل أبا عبد الله، كان سيد قومه، اسلم قبل وفاة الرسول (ص) باربعين يوما فبعثه الرسول (ص) الى ذى كلاع وذى رعين، وكان جرير رسول عليّ الى معاوية في الحروب التى دارت بينهما، توفى سنة 54هـ، انظر الاستيعاب: 238.
(191) في د رسول الله.(1/104)
وقد استشار زياد (192) عبد الله بن عمر (193) في تقليد رجل القضاء (194)، فاشار عليه به، فاستشاره ذلك الرجل في القبول فنهاه، ولم يشر عليه، فبلغ ذلك زيادا، فقال له: كيف يكون هذا؟ فقال: الدين النصيحة، وقد نصحتكما.
وفي جزالة الرأي وسداده عند صعوبة الامر تجب (195) المبادرة بالعمل بالرأي (196) السديد متى ظهر. والا اعقب تأخيره سوء العاقبة وحدوث الندم كما قال ابو مسلم الخراساني حين فارق معسكره وجاء الى العراق قادما على المنصور لما استدعاه، وكان كاتبه قد اشار عليه بأن لا يعود اليه
__________
(192) هو زياد بن ابيه الوالي المشهور. ولد في عام الهجرة وقيل قبل الهجرة وقيل بل ولد يوم بدر، يكنى ابا المغيرة، كان عامل علي، ثم الحقه معاوية بنسبه فلحق به، وصار عامله على العراق توفي سنة 52هـ. انظر الطبقات: 191، الاستيعاب 2: 523.
(193) عبد الله بن عمر بن الخطاب، كان تقيا ورعا واعتزل الحرب التي قامت بين علي ومعاوية، مات سنة 73هـ. انظر الاستيعاب 3: 95.
(194) روى ابن قتيبة في عيون الاخبار 1: 29ان زياد بن عبيد الله الحارثي استشار عبيد الله بن عمر في اخيه ابي بكر ان يوليه القضاء فاشار عليه به فبعث الى ابي بكر فامتنع عليه، فبعث زياد الى عبيد الله يستعين به على ابي بكر، فقال ابو بكر لعبيد الله: انشدك بالله اترى لي ان الي القضاء؟ قال: اللهم لا، قال زياد: سبحان الله، استشرتك فاشرت عليّ به، ثم اسمعك تنهاه! قال: ايها الامير استشرتني، فاجتهدت لك في رأيي ونصحتك، واستشارني فاجهدت له رأيي ونصحته» ويبدو ان التحريف قد اصاب هذا النص وذلك ان زياد بن عبيد الله الحارثي كان واليا لابي العباس السفاح على مكة، وعبيد الله بن عمر قتل في صفين، ولم يدرك خلافة معاوية.
وصواب النص يما ورد في رواية الثعالبي لان عبد الله بن عمر لقى زياد بن ابيه، وكان لزياد هذا اخ اسمه ابو بكرة. انظر الاستيعاب 2: 523، 3: 95.
(195) في أ، ب، ج تجب.
(196) في ب بالرأي.(1/105)
احتياطا لنفسه فلم يقبل. فلما ظهر له وجه الخطأ، قال: تركت الرأي بالري.
ومن ذلك قول العرب (197): لو ترك القطا ليلا لنام، وسبب ذلك ان بعض امراء العرب من اليمن يقال له عاطس بن حلاج سار الى الريان بن فلان (198) الحميري، وهو في جمع عظيم، واقتتلوا قتالا شديدا (199) ثم تحاجزوا (200) فلما أجنهم الليل، فرّ الريان (201) هاربا يومه وليلته ولما اصبح عاطس غدا الى القتال فلم يجد منهم احدا، فجرّد الخيل في طلبهم وسار (202) فانتهى الى قرب منزلهم ليلا فنزلوا ليصبحوهم، فاثاروا القطا، فخرجت حذام ابنة الريان من خبائها (203) فرأت اسراب القطا تمرّ بهم، فقالت:
الا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ... فلو ترك القطا ليلا لناما (204)
فلم يلتفتوا الى كلامها، لما نالهم من التعب، فقام ديسم بن طارق (205)
فانشد:
__________
(197) راجع المثل وقصته في العقد الفريد 3: 16، مجمع الامثال 2: 123 فصل المقال 41، 42، 384، 385، حياة الحيوان الكبرى 2: 222.
(198) كذا في الاصل.
(199) في ب عظيما.
(200) في ب انحازوا.
(201) في ب في الركان، وفي ج فمرّ الريان.
(202) في أوساروا.
(203) في أ، ب خباها.
(204) في أ، ج، د لنام.
(205) في فصل المقال 4241ان القائل هو ديسم بن ظالم الاعصري، وفي رواية اخرى انه للجيم بن صعب، وكانت حذام امرأته.(1/106)
اذا قالت حذام فصدّقوها
فان القول ما قالت حذام (206)
فثاروا معتصمين حتى التجأوا الى واد ضيق وجاء العدو صباحا فلم يجدهم وفاتوه فكان ذلك سبب نجاتهم (207).
ولما بلغ المنصور وفاة اخيه (208) السفاح وكان قافلا من الحج ومعه ابو مسلم، الا أنه يتقدمه في المنازل، وهو وان كان ولّى العهد، الا أنه خاف (209) لبعده عن الكوفة ان ينتقض عليه الامر وكثر خوفه من ابي مسلم، فاستشار اسحاق بن مسلم العقيلي (210)، فقال له: انت بين أمرين مخوفين، احدهما: ان يسبقك ابو مسلم الى الانبار (211)، مع التباعد بينكما، فيعقد (212) الامر لغيرك، فقال المنصور: فان سلمنا من ذلك؟ قال: يعارضك عبد الله بن علي (213) وهو في مثل النحل (214) من الرجال فيأخذك ويعقد
__________
(206) البيت من شواهد النحو واللغة في بناء اسم حذام على الكسر وهي هنا في موضع رفع.
(207) في ب، د سببا لنجاتهم.
(208) انظر استشارة المنصور لاسحق بن مسلم العقيلي في البيان والتبيين 3: 369367، وانظر تاريخ الطبري حوادث سنة 136وسنة 137هـ.
(209) في ب خائف.
(210) اسحاق بن مسلم العقيلي احد قادة مروان بن محمد آخر خلفاء بنى امية وكان على ميمنة جيشه في حربه لجيش الخيبري الخارجي، وحين ظهرت الدعوة العباسية، كان اسحاق على رأس جيش بسمياط، فصالحه ابو جعفر وصار من يومها من آثر اصحابه ومستشاريه، انظر اخباره في تاريخ الطبري 7: 139، 296، 301، 347، 447، 621، 8: 70.
(211) عاصمة العباسيين قبل بغداد.
(212) في ب فيقعد.
(213) عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس، عم الخليفة المنصور ابى
(214) في أالحفل.(1/107)
الامر لنفسه، قال: فان سلمت من ذلك؟ قال: فالسلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: فما الرأى عندك اذن؟ قال: تكتب كتابا كأنه (215) على لسان اخوتك أن عمومتك وسائر اهلك قد عقدوا لك الامر وبايعوا، وتبعثه مع رجل خبير عاقل حصيف (216) فيمر بعسكر ابي مسلم، فانه سيقبضه، ويعلم ما عنده، فاذا قرأ الكتاب فيعرج عن الطريق ولا يدخل الانبار، فاذا علمت ذلك ركبت على قعود (217)، وتسللت خفيا فبادرت الى الانبار في الطريق المختصرة فتسبق الامر، وتظفر به، ففعل ذلك، فكان كما قال، ووجد عمّه عيسى بن علي (218) قد امسك الامر عليه، حتى قدم فبويع.
ولما عزم المنصور (219) على قتل ابي مسلم وراسله مرة بعد مرة في القدوم استشار عيسى بن موسى (220) في ذلك، فأمره بالتثبت والتوقف حيث
__________
جعفر طالب بالخلافة لنفسه فدبّر المنصور قتله، انظر المحبر 485، الوزراء والكتاب 85، 86، 103، 130فما بعدها، تاريخ بغداد 10: 8.
(215) ساقطة من ب.
(216) في ج وصيف.
(217) في ب مقود، والقعود: الجمل يتخذ لكل حاجة.
(218) عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس شاوره المنصور لما اراد تولية المهدي على السواد، وهو الذي دفع ابن المقفع الى كتابة الامان المشهور لاخيه عبد الله بن علي. سكن ببغداد وتوفي فيها سنة 160 او 164هـ. انظر تهذيب التهذيب 8: 221، تاريخ بغداد 11:
147.
(219) انظر الخبر في تاريخ الطبري حوادث سنة 137هـ، زهر الآداب 1:
13 - المستطرف 1: 73، الفخري 145 (ط الجارم) والفاضل للوشاء: 154.
(220) عيسى بن موسى بن محمد العباسي، ابو موسى امير من الولاة القادة وهو ابن اخي السفاح، جعله السفاح ولي عهد المنصور، واستنزله المنصور عن ولاية عهده سنة 147هـ، وعزله عن الكوفة، وجعل له ولاية عهد ابنه المهدي، فلما ولي المهدي الخلافة سنة(1/108)
يقول (221):
اذا كنت ذا رأي فكن ذا تدبر (222)
فانّ فساد الرأي أن يتعجلا (223)
فقال له (224):
اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فان فساد الرأي ان يترددا (225)
وقال آخر:
ومما قيل في جزالة الرأي وسداده قول بعض الفضلاء البلغاء: فلان له فكر عميق، ورأي دقيق، يعرف من مبادىء الافعال خواتيم (226) الاعمال، ومن صدور الامور، اعجاز ما في الصدور، رأيه (227) طبيب المملكة وراقيها، وراقع (228) خرق الدولة ورافيها (229).
__________
160 - هـ خلعه. انظر الوزراء والكتاب: 85، 86، 126، 127، تاريخ الطبري حوادث سنة 120هـ، وسنة 147هـ وسنة 160هـ،
(221) البيت في زهر الآداب 1: 213.
(222) في د تديّن.
(223) في ب يذودا وفي البيان والتبيين ان المنصور لما همّ بقتل ابي مسلم تأرجح بين الاستبداد برأيه، والمشاورة فيه، فأرق في ذلك ليلته فلما اصبح دعا باسحاق العقيلي فقال له حدثني حديث الملك الذي اخبرتني عنه بحرّان، فحدثه العقيلي قصة ملك من ملوك الفرس فهم منها المنصور انه ينصحه بقتل ابي مسلم. فكان ما كان من قتله.
(224) البيت في زهر الآداب 1: 213.
(225) بعده في زهر الآداب 1: 213:
ولا تمهل الاعداء يوما بغدوة
وبادرهم ان يملكوا مثلها غدا
(226) في ب، ج خواتم.
(227) في أ، ب انه.
(228) في الاصول راقيها.
(229) في الاصول راقيها.(1/109)
ولبعضهم:
موفق الرأي ما زالت عزيمته
تكاد (230) منها الجبال الصمّ تنصدع
كأنما كانت الآراء منزلها
بواطن في قلوب الدهر تطلع
وقال آخر (231):
ويعرف وجه الحزم حتى كأنما
يخاطبه (232) من كل امر عواقبه (233)
ولقد أجاد القائل (234):
لا تأمنوا آراءه وظنونه
ان الغيوب لها من الامداد
وتعوذوا بالله من اقلامه
ان السيوف لها من الحسّاد
وقال آخر:
__________
(230) في ب تزال.
(231) البيت لمحمد بن وهيب في زهر الآداب 2: 974وروايته:
عليم باعقاب الامور كأنما ... يخاطبه من كل امر عواقبه
وهو في عيون الاخبار 1: 35غير منسوب وروايته:
بصير باعقاب الامور كأنما ... يخاطبه من كل امر عواقبه
(232) في د يخاطب.
(233) في أيخاطب من كل امر، وفي ب عواقب.
(234) في ب واجاد.(1/110)
الرأي ما أنت تبتديه ... والرشد ما انت ترتضيه
فكل ما اخترت من صنيع ... يكون صنع الاله فيه
آخر:
بصير باعقاب الامور (235) كأنما
يرى بصواب الرأي ما هو واقع (236)
آخر:
والرأي يصدا كالحسام العارض
يطرا عليه وصقله التذكير (237)
__________
(235) في أبصير في عقاب الامور.
(236) اورد ابن قتيبة بيتا بهذا المعنى غير منسوب ايضا:
عليم باعقاب الامور برأيه ... كأن له في اليوم عينا على الغد
(237) البيت لابي الفتح البستي اورده الثعالبي في اليتيمة 4: 322وقبله:
ذكّر اخاك اذا تناسى واجبا
أو عنّ في آرائه التقصير(1/111)
الباب الخامس في ذكر كفاتهم ونكت الفاظهم وعفوهم
فصل في الكفاه (1)
والكفاة هم (2) الذين يجمعون بين البلاغة والسياسة، فيحكمون بعدل، وينطقون بفضل، ويحملون الدولة، ويدبّرون المملكة، ويسوسون الرعية. فان انضاف الى ذلك ان يكون [واحدهم] (3) في بلاغته صاحب خط وفصاحة لفظ، وجمال منظر، وفي سياسته ذا تخيّل، وصحة فكرة وثبات عزيمة فقد لبس ثوب الفضل (4) بعلميه (5)، واخذ الحبل (6) بطرفيه، وصلح لتدبير الدول (7) والممالك.
ومن شأن العرب الفصاحة والاسجاع والافتخار بذلك، وتكلفه في المحافل (8).
وكان في دولة بني امية جماعة منهم، ومن ولاتهم من (9) يوصف بالبلاغة، والسياسة، وحسن التدبير. ونحن نذكر بعض البلغاء من غير اشتراط التقديم والتأخير.
__________
(1) في ب، ج الكفاءة.
(2) ساقطة من ب، د.
(3) زيادة ليست في الاصل.
(4) في الاصول العقل.
(5) في ب بعلمه.
(6) في ب الحساب.
(7) في ب الدولة.
(8) في الاصول المخافة والصواب ما اثبتناه.
(9) في ج ممن.(1/112)
فمنهم عمر وبن العاص كان مشهورا بالدهاء، والذكاء، والبلاغة، والسياسة، وتدبير الحروب، والدول. وكان لمعاوية كالوزير والمدبر لدولته، والمشير.
ومنهم زياد بن سمية (10) المنسوب الى ابي سفيان له خطب بليغة، ورسائل وجيزة، فصيحة، وسياسة مشهورة، وضوابطه للاعمال مذكورة.
والحجاج بن يوسف الثقفي كان من الفصاحة، والتمكن في البلاغة، والصرامة في السياسة، والحزم في التدبير غاية لا تكاد تدرك، لولا افراط ظلم، وعسف وتهور اخرجه عن رتبة السواس الفضلاء الى درجة الاشقياء.
ومنهم يوسف بن عمر (11)، والمهلب بن ابي صفرة (12)، وابنه يزيد، والمختار بن ابي عبيد الله (13)، وابن صوحان (14)، وخالد بن
__________
(10) هو زياد بن ابيه، وقد مرت ترجمته.
(11) يوسف بن عمر الثقفي، يكنى ابا يعقوب، امير من جبابرة الولاة في العهد الاموي، قتل خالدا القسري، لما ولى العراق، وعزله يزيد ابن الوليد سنة 126هـ، وارسل اليه يزيد بن خالد القسري فقتله ثأرا لأبيه، وذلك سنة 127هـ، انظر تاريخ الطبري حوادث سنة 126و 127هـ.
(12) المهلب بن أبي صفرة، واسم ابى صفرة ظالم بن سرّاق الأزدي العككي، امير اشتهر بقتاله الازارقة تسع عشرة سنة، ثم ولى خراسان سنة 78هـ، انظر الاصابة ترجمة رقم 8635، جمهرة انساب العرب 367، 388.
(13) المختار بن ابى عبيد بن مسعود الثقفي، ولد في المدينة وتوجه مع أبيه الى العراق في الفتوحات ثم ثار في العراق على دولة بني أمية بعد مقتل الحسين، وقاتله مصعب بن الزبير حتى قتله واصحابه سنة 67هـ، انظر تاريخ الطبري حوادث سنة 67هـ، الاصابة ترجمة رقم 8547.
(14) هو صعصعة بن حجر بن الحارث العبدي، من سادات بنى عبد(1/113)
صفوان (15)، واكثر خلفاء بني امية كانوا يعانون البلاغة في رسائلهم، والفصاحة في خطبهم، كمعاوية، ومروان، وعبد الملك وكان حازما بليغا، وسليمان ابنه وكان عفيفا ناسكا، سؤوسا وغيرهم (16).
ومن وزرائهم وكتابهم الكفاة قبيصة بن ذؤيب (17)، ورجاء بن حيوة الكندي (18)، وعمر بن هبيرة (19) وعبد الحميد [بن يحيى] (20)
الكاتب.
وأما الدولة العباسية، فالقائم (21) بدعوتها (22) أبو مسلم عبد الرحمن
__________
القيس، ومن اهل الكوفة كان بليغا عاقلا شهد صفين مع عليّ وله مع معاوية مواقف. ونفاه المغيرة من الكوفة الى البحرين بأمر معاوية، فمات فيها، وقيل مات بالكوفة نحو سنة 60هـ، انظر البيان والتبيين 1: 69، 97، 133، ومواضع أخرى، جمهرة انساب العرب 297، تهذيب ابن عساكر 6: 423، الاصابة ترجمة 4125
(15) خالد بن صفوان بن عبد الله بن الاهتم، خطيب منوّه، مشهور، وفد على هشام ثم كان من سمّار ابى العباس. انظر خطبه واخباره في البيان والتبيين 1: 24، 32، 47ومواضع كثيرة أخرى، المعارف:
177.
(16) انظر في هذا البيان والتبيين 1: 306وما بعدها (باب في ذكر اسماء الخطباء والبلغاء).
(17) كان احد قضاة الوليد بن عبد الملك الاموي، انظر ابن الكازروني، مختصر التاريخ 93.
(18) رجاء بن حيورة، كان معاصرا لعمر بن عبد العزيز، انظر بعض اخباره في عيون الاخبار 1: 102، 264.
(19) محمد بن هبيرة بن سعد بن عديّ بن فزارة، والي العراق في زمن يزيد بن عبد الملك، وليه سنة 60هـ، انظر المعارف 189واخباره في البيان والتبيين 1: 99، 355، 3: 41، 269، 271.
(20) الزيادة من د.
(21) في ب فالقابهم.
(22) في ب يدعونها.(1/114)
بن [مسلم] (23) الخراساني، وكان أحد رجال الدنيا سياسة وهمة وبلاغة.
ومن بلغاء الخلفاء وذوي السياسة والتدبير المنصور ثم المهدي وكان يباشر الامور بنفسه، ثم الهادي ثم الرشيد، والمأمون عالم بني العباس، والمعتصم سائسهم، وكذلك المعتضد، وغيره والى الآن الخلافة في ذويهم، والمعارف والفضائل تقتبس من جهتهم (24).
وأما من كان في دولتهم من البلغاء وكفاة الامور والوزراء [فأكثر من أن يحصى، فمن مشاهير الكفاة والوزراء] (25):
أبو سلمة الخلّال، وهو أول من تسمّى بالوزارة، وأبو أيوب المورياني (26) ويعقوب بن داود (27)، والفيض بن أبى صالح (28)، والبرامكة بأسرهم لا سيما جعفر بن يحيى، وأصلهم من ولد برمك، وكان مكرّما عند الفرس من أرباب (29) ديانتهم، وانتهت اليهم في العربية البلاغة
__________
(23) زيادة من ج.
(24) في ب حميهم.
(25) العبارة ساقطة من ب.
(26) في ب، ج المرزباني وفي د الموزياني وقد مرّت ترجمته.
(27) يعقوب بن داود وزير الخليفة المهدي بعد وزارة ابى عبيد الله، وشغل المهدي باللهو وفوّض ليعقوب امور دولته ثم نكبه المهدي فبقى مسجونا مدة أيام المهدي ومدة أيام الهادي، حتى اخرجه الرشيد، مات سنة 186هـ وهو الذي هجاه بشار بقوله:
بنى امية هبوا طال نومكم ... ان الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ... خلافة الله بين الناي والعود
(28) الفيض بن ابي صالح، من اهل نيسابور، وكان اهله نصارى ثم انتقلوا الى بنى العباس. استوزره المهدي، فعرف بجوده وفضله، قال فيه يحيى بن خالد بن برمك اذا استعظم أحد كرمه وجوده قال: لو رأيتم الفيض لصغر عندكم امري، بقى الفيض الى ايام الرشيد، ومات سنة 173هـ، انظر الفخري 139.
(29) في ب ارباب بلاغتهم وديانتهم.(1/115)
والفصاحة والاحاطة بعلوم الكتابة، وكان الناس ربما تكلفوا رفع القصص والحوائج الى جعفر لحصول تواقيعه على رقاعهم.
ثم الفضل بن سهل (30) المعروف بذي الرياستين وأخوه الحسن، وكانا من الفرس ايضا وكذلك الفتح بن خاقان (31) وولده وعمرو بن مسعدة ومحمد بن عبد الملك الزيات (32) على ظلم كان في سجيته وأبو محمد المهلبي (33) وسليمان بن وهب (34) وداود بن الجراح (35) وولده
__________
(30) مرت ترجمته.
(31) الفتح بن خاقان امير من امراء المتوكل، وقتل معه سنة 247هـ وقد وصف البحتري مصرعه، وهو الذي وجه اليه الجاحظ رسالة في مناقب الترك، انظر تاريخ الطبري 9: 184، 200، 218، 222، 224، 228ومواضع اخرى.
(32) محمد بن عبد الملك بن ابان بن حمزة يعرف بابن الزيات، وزير المعتصم، والواثق. كان عالما بالادب واللغة، ومن بلغاء الكتاب والشعراء، نكبه المتوكل وعذّبه، الى أن مات ببغداد سنة 233هـ، انظر تاريخ بغداد 2: 342، الفخري 1: 174.
(33) ابو محمد المهلبي اسمه الحسن بن محمد من ولد قبيصة بن المهلب بن ابي صفرة، أديب من كبار الوزراء، اتصل بمعزّ الدولة، فاستوزره وكانت الخلافة للمطيع العباسي، فقرّ به المطيع وخلع عليه بالوزارة فاجتمعت له وزارة الخليفة ووزارة السلطان، ولقب بذى الوزارتين، توفى سنة 351هـ، انظر المنتظم 7: 9، اليتيمة 2:
224 - فما بعدها.
(34) سليمان بن وهب بن سعيد بن عمرو الحارثي، من كبار الكتاب، كتب للمأمون، وهو ابن اربع عشرة سنة، وولى الوزارة للمهتدى بالله، ثم للمعتمد على الله، ونقم عليه الموفق بالله، فحبسه، فمات في حبسه. الفخري 184182، الاعلام 3: 201.
(35) انظر ص 11. كما اشارت المصادر الى ولده محمد ابن داود بن الجراح (269243هـ) الذي هو ابو عبد الله وكان اديبا من علماء الكتاب في بغداد، وهو عم الوزير علي بن عيسى المعروف بابن الجراح ايضا. انظر تاريخ بغداد 5: 255.(1/116)
وعلي بن عيسى (36). وبنو الفرات (37) وبنو مقلة (38) وبنو رئيس الرؤساء، ويحيى بن هبيرة
__________
39*
. (36) علي بن عيسى: كان من شيوخ الكتّاب، فاضلا دينا ورعا وهو، وزير المقتدر العباسي والقاهر توفى نحو سنة 334هـ الاعلام 5: 133.
(37) بنو الفرات عائلة تولت الوزارة في العصر العباسي واشتهر منها علي بن محمد بن الفرات كان من الفصحاء الاجواد، وقد تولى الوزارة ثلاث مرات نكل به وصودر خلالها، ثم قتل والقيت جثته بدجلة. الاعلام 5: 142.
(38) بنو مقلة: من ابنائها محمد بن علي بن الحسين بن مقلة وزير من الشعراء الادباء وبخطه يضرب المثل استوزره المقتدر العباسي ثم القاهر ثم الراضي ولقي على ايديهم من المصادرة والتنكيل الشىء الكثير، فقد سجن وقطعت يده اليمنى ثم قطع لسانه ومات في سجنة سنة 328هـ. الاعلام 7: 157.
(39) * بعدها زيادة: وبنو جهير وبنو رئيس الرؤساء ويحيى بن هبيرة ومن وزراء ملوك العجم مثل ابى نصر العتبى وابو نصر الكندى والطغرائي ونظام الملك ابى الحسن. ومن وزراء ملوك المغرب ومصر مثل المنصور بن ابى عامر وابن حزم وابن زيدون وابن عمّار وابى بكر ابن القصيرة وابى عامر بن ارقم وخاتمتهم ابو القاسم بن عطية.(1/117)
فصل يشتمل على (نبذ من) (39) نكت لطائف الوزراء ومحاسن الفاظهم
أبو سلمة الخلال وزير السفاح كان يقول (40): خاطر من ركب البحر، وأشد (41) منه مخاطرة من داخل الملوك.
الربيع بن يونس وزير المنصور كان يقول: موائد الملوك للتشرف بها، لا للشبع منها (42).
أبو عبد الله (43) وزير المهدي من الطف كلامه قوله: خير الكلام ما قلّ ودلّ، ولم يمل.
ومن كلامه: عقول الرجال تحت اسنة أقلامها (44).
يحيى بن خالد وزير الرشيد، من أظرف كلامه قوله: ما رأيت باكيا أحسن تبسما من القلم (45).
وكان يقول: الصديق أما ينفع أو يشفع (46).
__________
(39) في ب فصل في نبذ نكت لطايف والزيادة من د.
(40) القول في الاعجاز والايجاز ص 98وفي نكت الوزراء الورقة 35واشد مخاطرة منه من داخل الملوك.
(41) في ب وأشام.
(42) القول في نكت الوزراء ق 35ب وفي الاعجاز والايجاز 98.
(43) وفي سائر النسخ ابو عبيد الله وهو معاوية بن عبيد الله الاشعري.
(44) القول في الاعجاز والايجاز 98.
(45) ن. م.
(46) ن. م.(1/118)
وقوله: المواعيد شباك الكرام (47)، ويصيدون بها محامد الأحرار (48)
وكان يقول: ما أحد رأى في ولده ما يحب الا رأى في نفسه ما يكره (49).
الفضل بن يحيى [وزير الرشيد] (50)، قيل انه جرى عنده مدح أبيه (51) لجوده، فقال: وما قدر الدنيا حتى يمدح من يجود بكلها فضلا عن بعضها (52).
وحكي انه لما عزل عن الخاتم بأخيه جعفر قال: ما انتقلت عني نعمة صارت الى أخي، ولا غربت عني رتبة (53) طلعت عليه (54).
جعفر بن يحيى وزيره ايضا، كان يقول: شر المال ما لزمك اثم مكسبه، وحرمت الاجر من انفاقه (55).
الفضل بن الربيع وزير الرشيد، والامين من حسن نظره في الامور
__________
(47) في ب الكرامة.
(48) القول في الاعجاز والايجاز 98وفي نكت الوزراء ق 36ب.
(49) القول في الاعجاز والايجاز 98.
(50) الزيادة من أ، د.
(51) في أمدح أباه لجودوه وفي ج، د جرى عندى مدح أباه لجوده، وفي ب الجوده، والسياق يقتضي ما اثبتناه.
(52) القول في الاعجاز والايجاز 99.
(53) في أنعمة.
(54) جاء في العقد الفريد 2: 114 (طبعة العريان): وامر الرشيد جعفرا البرمكي ان يعزل اخاه الفضل عن الخاتم، ويأخذه اليه، عزلا لطيفا، فكتب اليه: قد رأى أمير المؤمنين ان ينقل خاتم خلافته من يمينك الى شمالك، فكتب اليه الفضل: انظر ايضا الكناية والتعريض 51، وزهر الآداب 1: 385والفخري 181 (طبعة الجارم) مع بعض الاختلاف.
(55) القول في الاعجاز والايجاز 99.(1/119)
كان يقول: ما أظن النعمة الا مسخوطا (56) عليها، أما ترونها أبدا عند غير أهلها (57).
ومن كلامه: اياكم (58) ومخاطبة الملوك بكل ما يقتضي جوابا، لانهم ان أجابوكم أشتد عليهم، وان لم يجيبوكم اشتد عليكم (59).
الفضل بن سهل وزير المأمون، كان يقول: من نباهة العبد شدة هيبته لمولاه (60).
ومن توقيعاته: الامور بتمامها، والاعمال بخواتيمها، والصنايع باستدامتها (61).
الفضل بن مروان (62) وزير المعتصم كان يشبه الكاتب بالدولاب الذي
__________
(56) في د سخوطا.
(57) القول في الاعجاز والايجاز 100والتمثيل والمحاضرة 146، نكت الوزراء ق 38ب وفيه الا سخوطا عليها.
(58) في ب اياك مخاطبة.
(59) في نهاية الارب 6: 22، قال الفضل بن الربيع: مسألة الملوك عن احوالهم من تحيات النوكى، فاذا اردت ان تقول: كيف اصبح الامير، فقل صبح الله الامير بالكرامة فان المسألة توجب الجواب، فان لم يجبك اشتد عليك وان اجابك اشتد عليه.
(60) القول في الاعجاز والايجاز 100، وفي نكت الوزراء ق 39ب.
(61) في الاصل استداماتها، وفي د استدمامها، والقول في نكت الوزراء ق 39ب، وفيه والصنايع باستداماتها.
(62) في أ، ج، د هرون والصواب مروان، وهو أبو العباس الفضل، وزير المعتصم كان حسن المعرفة بخدمة الخلفاء وهو الذي اخذ البيعة للمعتصم ببغداد بعد وفاة المأمون سنة 218هـ، وكان المعتصم في بلاد الروم فاستوزره المعتصم ثلاث سنوات، واعتقله ثم اطلقه فخدم بعده عدة خلفاء، الى ان توفى سنة 250هـ انظر الوزراء والكتاب 107، 166، 231، 232، 265والاعلام 5: 385.(1/120)
اذا تعطل انكسر (63).
وكان يقول: المسألة عن الصديق مسألة (64).
ومما جربه من الامور فأخبر به قوله (65): ما رأيت أقرب رضا من سخط، ولا أسرع ما بين قرب وبعد من الملوك (66).
محمد بن الفضل وزير المتوكل (67)، عاتبه المتوكل يوما على اشتغاله بالملاهي عن الاعمال السلطانية فقال: يا أمير المؤمنين، ان مقاساة هموم الدنيا، لا تتأتى الا باستجلاب شيء من السرور (68).
أحمد بن الخصيب (69) وزير المنتصر (70)، لما خلع عليه بالوزارة
__________
(63) القول في التمثيل والمحاضرة 147، نكت الوزراء ق 142.
(64) في الاعجاز والايجاز 102لقاء.
(65) في د قوله.
(66) في نكت الوزراء ق 42أانه لما عزل قال: والله ما رأيت يوما اشبه بيوم القيامة من يومي هذا لاني أرى أقواما احسنت اليهم فاودّ لو كنت زدتهم احسانا، وأرى آخرين أسأت اليهم فاودانى لم افعل.
(67) محمد بن الفضل ويكنى ابا جعفر، الجرجاني كان شيخا ظريفا حسن الادب عالما بالغناء، استوزره المتوكل ثم كثرت عليه السعايات فعزله. الفخري: 176.
(68) القول في الاعجاز والايجاز 102، وفي نكت الوزراء ق 43أ: ان المتوكل عاتبه على اشتغاله بالملاهي والقيان عن اعمال السلطان، فقال: يا أمير المؤمنين: انى ربما استعين بالهزل على الجد، فان هموم اهل الدنيا لا تتأتى الا باستجلاب شىء من السرور.
(69) في الاصول الخطيب، والصواب ما اثبتناه، وهو كاتب استوزره المنتصر، ووصفه ابن طباطبا بأنه كان مقصرا في صناعته، مطعونا عليه في عقله وكانت فيه مروءة وحدة وطيش. ومات المنتصر واحمد ابن الخصيب وزيره سنة 248هـ. الفخري 177.
(70) المنتصر اسمه محمد بويع صبيحة الليلة التي قتل أبوه بها، ومات بعد ستة اشهر 248هـ، انظر الكامل في التاريخ حوادث السنة المذكورة، والفخري 177.(1/121)
قال: مثلي كمثل الناقة (71) التي نزين للنحر (72).
عبد الله بن محمد بن يزداد (73) وزير المستعين، من كلامه: قد أسرفت وما انصفت، وأوجعت حتى اجحفت.
عيسى بن فرخنشاه (74) وزير المعتز (75) كان يقول: القلم الرديء كالولد العاق (76).
سليمان بن وهب (77) وزير المهتدي (78)، من ألطف كلامه قوله:
عزل الولاية أدق من عزل العلاقة.
وكان يقول: النفس بالصديق آنس منها بالعشيق (79).
__________
(71) في ب البدنه.
(72) القول في الاعجاز والايجاز 108، وفي نكت الوزراء ق 43أانه قال: لما خلع عليه للوزارة: مثلى كمثل الناقة تزين للنحر ويطاف بها وينادي غدا ان شاء الله.
(73) في الاصول عبيد الله، وهو عبد الله بن محمد بن يزداد يكنى ابا صالح، استوزره المستعين بعد شهرين من توليه الخلافة، وكان عنده أدب وفضل وتوقيعات جميلة الفخري 179.
(74) عيسى بن فرخنشاه، ولاه الخليفة المستعين ديوان الخراج، بعد قتل أتامش، وعزل الفضل بن مروان واستوزره المعتز، وجرت بسبب فتنة بين الاتراك فعزله المعتز، مروج الذهب 4: 75.
(75) المعتز بالله هو ابو عبد الله محمد بن المتوكل بويع بالخلافة سنة 252هـ عقيب خلع المستعين، انظر الفخري 179.
(76) في الاعجاز والايجاز 104، وفي نكت الوزراء ان القول لابن عباد، وقد اضيفت اليه عبارة: كالاخ المشاق.
(77) تقدمت ترجمته.
(78) في الاصول المهدى والصواب المهتدى، وهو ابو عبد الله محمد بن الواثق بويع بالخلافة بعد المعتز، وخلع عنها سنة 256هـ، الفخري 178.
(79) في الاعجاز والايجاز 104عزل المودة ادق من عزل العلاقة، وفي زهر الآداب 2: 644: ان سليمان بن وهب اخذ هذا المعنى من(1/122)
ولله دره ما أحسن قوله: اني أغار على أصدقائي كما أغار على حرمي.
ونظر يوما في المرآة فرأى شيبا كثيرا فقال: عيب (80) لاعدمناه (81).
ولما وصفه عبيد الله قال في حقه: هو ولد سارّ كما انه أخ بارّ ولو ولد أحد والد لكنت ذاك (82).
صاعد بن مخلد (83) وزير المعتمد (84) والموفق (85) كان يقول:
النفس أصل لا عوض له، والمنع الجميل أحسن من الوعد الطويل (86).
القاسم بن عبيد الله (87) وزير المعتضد (88) والمكتفي (89) كان يقول:
__________
شعر للطائي هو قوله:
واجد بالصديق من برحاء الشوق وجدان غيره بالحبيب فقال في رسالة لبعض اخوانه: ظرف الصداقة ارق من ظرف العلاقة والنفس بالصديق آنس منها بالعشيق، فقال له ابو تمام: كلامك هذا ارقّ من شعري. وفي نكت الوزراء ق 43ب ظرف الصداقة املح من ظرف العلاقة، والنفس بالصديق آنس منها بالعشيق.
(80) في الاصول عيبا.
(81) القول في الاعجاز والايجاز 104.
(82) في نكت الوزراء ق 43ب وصف ابنه عبيد الله: هو لي ولد سار كما انه اخ بارّ، ولو ولد احد والدا لكنت ذاك.
(83) صاعد بن مخلد وزير من اهل بغداد، كان نصرانيا، واستكتبه الموفق سنة 265هـ ولقبه ذى الوزارتين ثم سجنه سنة 272هـ وقبض على امواله الى ان توفي سنة 275هـ، المنتظم 5: 66، 110، الاعلام 3: 272.
(84) المعتمد على الله هو ابو العباس احمد بن المتوكل بويع بالخلافة سنة 256هـ وكان اخوه الموفق هو المستولي على الخلافة فكان يعزل الوزراء ويوليهم توفي سنة 279هـ الفخري 188.
(85) الموفق هو اخو المعتمد، وكان هو الغالب على اموره انظر مختصر التاريخ لابن الكازروني 161، الفخري 220 (طبعة الجارم).
(86) القول في الاعجاز والايجاز 104.
(87) القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب استوزره المعتضد ومات
(88) المعتضد، هو ابو العباس احمد بن الموفق طلحة بن المتوكل بويع بالخلافة سنة تسع وسبعين ومائتين، وتوفي سنة 289هـ.
(89) المكتفى، هو ابو محمد علي بن المعتضد بويع في سنة 289هـ وتوفي سنة 295هـ.(1/123)
عقل الكاتب في قلمه والكلام الحسن مصائد القلوب.
أبو الحسن بن الفرات (90) وزير المقتدر كان يقول: ما أريد الوزارة الا لصديق انفعه، أو لعدو أقمعه (91).
[أبو] علي بن مقلة (92) وزير المقتدر (93)، والقاهر (94)، والراضي (95)
كان يقول: اذا أحببت تهالكت، واذا أبغضت أهلكت، واذا رضيت آثرت (96).
__________
الاخير وهو وزيره، ثم اقره الخليفة المكتفي على وزارته الى ان توفي
(90) ابو الحسن بن الفرات واسمه علي بن الفرات، استوزره المقتدر ثلاث مرات، وعرف بكرمه وجوده، وتمكنه في ضبط الدولة. قتل سنة 312هـ. الفخري 196.
(91) القول في الاعجاز والايجاز 105، ونسب هذا القول لصاعد بن مخلد في نكت الوزراء ق 44ب: والله ما اريد الدنيا الا لخير اقدّمه وصديق انفعه، وعدو اقمعه. ولولا حب المروءة والافضال لما رغبت في الوزارة.
(92) في الاصل علي بن مقلة، والصواب ابو علي وهو محمد بن علي بن الحسين ابن مقلة، وزير من الشعراء يضرب المثل بخطه استوزره المقتدر ثم عزله واستوزره القاهر، ثم استوزره الراضي، ثم اتهم وسجن حتى مات سنة 328هـ.
(93) المقتدر هو ابو الفضل جعفر بن المعتضد بويع بالخلافة سنة 295هـ وعمره ثلاث عشرة سنة، ثم خلع وبويع عبد الله بن المعتز مكانه فمكث يوما واحدا في الخلافة ثم استظهر المقتدر عليه فاخذه وقتله وبقي في الخلافة توفي سنة 320هـ.
(94) القاهر بالله تولى الخلافة سنة 320هـ وخلع بعد عام ونصف من توليها ثم حبس حتى ادركته الوفاة 339هـ.
(95) الراضي، هو ابو العباس احمد بن المقتدر بن المعتضد بويع سنة 322هـ توفي سنة 329هـ.
(96) القول في الاعجاز والايجاز 106وبعدها: واذا اغضبت أثرت.(1/124)
أبو نصر بن أبي زيد (97) وزير الراضي (98) كان يقول (99): الهدية ترد بلاء الدنيا، والصدقة ترد بلاء الآخرة.
أبو الفضل محمد بن العميد (100)، وزير ركن الدولة، من محاسن لفظه كتابته لبعض الاخوان: نحن يا سيدي في مجلس أنس (101)
غني الا عنك (102) شاكر الا منك، قد تفتحت فيه عيون النرجس، وتوردت خدود البنفسج، وفاحت مجامر الاترج، وفتقت فارات النارنج، وانطلقت (103) السن (104) العيدان، وقامت خطباء الاطيار، وهبت، رياح الاقداح، ونفقت سوق الانس، وقام منادي الطرب (105)، وطلعت كواكب الندمان، فبحياتي الا ما حضرت لنحصل بك (106) في جنة الخلد، وتتصل الواسطة بالعقد (107).
أبو القاسم بن عباد وزير فخر الدولة، من حلمه وسعة اخلاقه
__________
(97) ذكره الثعالبي في اليتيمة 4: 262.
(98) الراضي، هو ابو العباس احمد بن المقتدر بن المعتضد بويع سنة 322هـ توفي سنة 329هـ.
(99) ساقطة من د.
(100) ابن العميد هو ابو الفضل محمد بن الحسين من اشهر وزراء بني بويه سمي بالجاحظ الاخير وعنه قيل بدئت الكتابة بعبد الحميد، وختمت بابن العميد انظر ترجمته واخباره في يتيمة الدهر 3: 159 فما بعدها.
(101) ساقطة من ب.
(102) في ب منك.
(103) في أ، د وانطقت وكذلك في يتيمة الدهر 3: 248.
(104) في د السنة.
(105) في أ، ب الظرف وفي د الطرف.
(106) في أ، ج، د منك.
(107) الرسالة في يتيمة الدهر 3: 243، ومن غاب عنه المطرب 71، زهر الآداب 1: 451مع بعض الاختلاف.(1/125)
كان يقول: دارنا هذه خان يدخلها من وفى (108)، ومن خان (109).
ولما سأله ابن العميد عن بغداد وصفها بقوله: بغداد (110) في البلاد كالاستاذ في العباد (111).
ومن أفصح كلامه قوله: الضمائر الصحاح أبلغ من الالسن الفصاح (112).
ومن كلامه: وعد الكريم ألزم من دين الغريم.
وقال: لكل أمر أجل، ولكل وقت رجل (113).
وقال: قد يبلغ الكلام حيث تقصر (114) السهام.
وقوله في وصف الحر: وجدت حرا (115) يشبه قلب الصّب، ويذيب دماغ الضبّ (116).
وكان يقول: الآمال ممدودة، والانفاس (117) معدودة.
وقال: كتاب (118) المرء عنوان عقله، بل عيان (119) قدره، ولسان فضله بل ميزان عمله (120).
__________
(108) في ب وفا.
(109) القول في الاعجاز والايجاز 108.
(110) في د هى بغداد.
(111) القول في الاعجاز والايجاز 100.
(112) القول في سحر البلاغة 188.
(113) في أزجل، والقول في سحر البلاغة 189.
(114) في ب، د يعصر، والقول في سحر البلاغة 188.
(115) في ب وحدث حر.
(116) القول في الاعجاز والايجاز 108، وهو غير منسوب في سحر البلاغة 18.
(117) في ب والانفس، والقول في سحر البلاغة 188.
(118) ساقطة من د.
(119) في اليتيمة 3: 244بل عيار قدره.
(120) القول في سحر البلاغة: 188، يتيمة الدهر 3: 244.(1/126)
وكان يقول: خير البر ما صفا، وكفى (121)، وشرّه ما تكدر وتأخر (122).
أبو اسحاق ابراهيم بن حمزة (123) وزير أبي علي سيمجور (124)، من ألطف كلامه قوله: ينبغي للاصاغر أن يتقدموا على الاكابر، في ثلاثة (125) مواطن، ان ساروا ليلا، أو خاضوا سيلا، أو واجهوا خيلا (126).
أبو القاسم بن عباد وزير فخر الدولة، كتب (127) اليه بعض العلوية يخبره بانه رزق مولودا فاجابه بكتابته في رقعة الاخبار (128): أسعدك الله بالفارس الجديد، والطالع السعيد، فقد والله ملأ العين قرة، والنفس مسرة (129) والاسم عليّ ليعلي الله تعالى ذكره، والكنية أبو الحسن ليحسّن الله تعالى أمره، فأني أرجو له فضل جدّه، وسعادة جدّه، وقد بعثت لتعويذه دينارا من مائة مثقال قصدت به مقصد الفأل رجاء أن يعيش مائة عام، ويخلص خلوص (130) الذهب الابريز من نوب الايام (131).
وحدثني عون الهمداني (132) قال: سمعت أبا عيسى المنجم (133)
__________
(121) في ب، د كفا.
(122) في اليتيمة 3: 24خير البرّ ما صفا، وضفا، وشره ما تأخر وتكدر.
(123) لم نجد في اخبار الامير ابي علي سيمجور وزيرا بهذا الاسم.
(124) في الاصل السمجوري والصواب سيمجور. وقد مرّت ترجمته.
(125) في أ، ب، د ثلاث.
(126) القول في الاعجاز والايجاز: 110.
(127) في د وكتب.
(128) في د فاجابه على رقعته.
(129) في ب والقلب مسرة وفي اليتيمة 3: 198والنفس مسرة مستقرة.
(130) في الاصل خلاص وكذا رواية اليتيمة.
(131) الرسالة في يتيمة الدهر 3: 198.
(132) اديب معاصر للثعالبي حدث عنه في الاقتباس وفي اليتيمة ونقل عنه اخبارا عن الصاحب بن عباد. انظر مثلا يتيمة الدهر 3: 194، 206.
(133) اديب من آل المنجم، اتصل بالصاحب بن عباد وامتدحه، وذكره الثعالبي جملة شعراء وادباء آل المنجم واورد جملة من اشعاره.
يتيمة الدهر 3: 213، 230، 392.(1/127)
يقول: سمعت الصاحب يقول: ما استأذنت (134) على فخر الدولة وهو في مجلس الانس الا انتقل الى مجلس الحشمة، فاذن لي فيه، وما أذكر انه تبذل بين يدي أو مازحني قط الا مرة واحدة، فانه قال لي في شجون الحديث: بلغني انك تقول المذهب مذهب الاعتزال، والنيك نيك الرجال، فأظهرت الكراهة لانبساطه، وقلت (135). وقد قلدتنا من الجدّ ما لا نفرغ معه للهزل، ونهضت كالغاضب فما زال يعتذر اليّ مراسلة حتى عاودت مجلسه، ولم يعد بعدها لما يجري مجرى المزح والهزل (136).
وسمعت الهمداني الوصي (137) قال: لما توجهت تلقاء الري في سفارتي (138) من جهة السلطان فكرت في كلام القى به الصاحب، فلم يحضرني ما ارضاه، وحين استقبلني (139) من العسكر وافضى عناني الى عنانه جرى على لساني «ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم» (140).
فقال: «اني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون» (141)، ثم قال: مرحبا
__________
(134) في أ، ب، د استأذن.
(135) ساقطة من د.
(136) الخبر والرسالة مرويان عن عون الهمداني ايضا في يتيمة الدهر 3:
203.
(137) هو ابو الحسن العلوي الهمداني نقل عنه الثعالبي هذا الخبر ايضا في اليتيمة 3: 203.
(138) في أ، ب، د في سفاري.
(139) في ب استقبلته.
(140) سورة يوسف الآية 31.
(141) سورة يوسف الآية 94.(1/128)
بالرسول بن الرسول، والوصي بن الوصي.
وكتب (142) أبو بكر الخوارزمي الى بعض أخوانه جوابا عن كتاب، وهو: قرأت كتابك العذب الموارد، والمصادر، والحلو الاوائل والاواخر، الذي نثره غرر، ونظمه درر، ونشره مسك وعنبر، يقطر منه ماء الكتابة، وتنسم منه روائح البلاغة، وتهب من ألفاظه رياح الخطابة، وينطق عنه لسان الفصاحة، وقد شكرتني (143) أعزّك الله على قضاء حق (144) لم يسعني الا أن أمضيه، وعن (145) أداء دين لم يجز الا أن أوفيه، وزعمت اني عرّفتك من جهلك ونبهت لذكرك من لم يكن انتبه لك، لا وحق الحق، فانه الواجب على الخلق، ما رأيت أحدا لا يعرفك الا من لا يعرف القمر طالعا، والفجر ساطعا، والبرق لامعا، والبحر زاخرا، والفلك دائرا، وهل يخفى على الناس النهار، أو هل يستتر علم على رأسه نار؟ وقد شكرتك على هذا الشكر، فلا تعد لغيره آخر الدهر.
وله اعتذار من تخلف المكاتبة:
أتأني مع الركبان ظنّ ظننته
لففت له رأسي حياء من المجد (146)
__________
(142) في الاصل الوزير ولم يعرف عن الخوارزمي انه كان وزيرا بل هو كاتب واديب مشهور. وقد مرّت ترجمته.
(143) في ب سكرتني.
(144) في ج فصاحة حق.
(145) في ج على.
(146) في ب مع المجد والبيت لابي تمام في ديوانه 2/ 109من قصيدة قالها في مدح ابي المغيث الرافقي، ويعتذر اليه، مطلعها:
شهدت لقد اقوت مغانيكم بعدي
ومحّت كما محّت وشايع من برد(1/129)
كتابي الى مولاي أطال الله على الزمان بقاه، وحفظ على الزمان بهاه، وأدام عزّه وعلاه، واراه في اوليائه ما شاءه (147)، وجعل الايام الى مطالبه سفراءه (148)، والسعود بحاجاته كفلاءه (149)، والاقران غرماءه (150)، وانا من الحياء عليل، ومن الشربة التي سقانيها ثقيل، وخماري (151) منها عريض، طويل.
ذكر سيدي ان قطعت مكاتبته تناسيا له، وتهاونا به، واعراضا عنه، وجهلا بما كان في يدي منه. وقد صدّقته في الاولى، ولم اسلّم له في الاخرى.
اما المكاتبة (152) فقد انقطعت، والمودة ما ضيّعت (153)، والعهد بمائه على صفائه، لكن للايام (154) في قطع علائق الحبال واسباب الوصال اسباب بعضها من ذنوب الزمان، وبعضها من ذنوب الانسان. وقد اقررت بالتقصير، والتزمت تبعة الذنب بالمعاذير، فان كنت أسأت حين قصّرت، فقد احسنت حين اقررت، وان (155) عققت لما لم اقم لمودة سيدي بعنايتها (ولم ارعها حق رعايتها) (156) فقد اجملت لما وفرت عليها سهمة (157) الفضل، وخلّيت له في
__________
(147) في الاصول ما شاه.
(148) في أ، د سفراؤه.
(149) في د: كفلاؤه.
(150) في د: غرماؤه.
(151) الخمار: ما يخالط الانسان من السكر بالخمرة.
(152) في ج الكتابة.
(153) في ب فاضيعت.
(154) في الاصول الايام.
(155) في ب واذا.
(156) ما بين القوسين ساقط من أ.
(157) في أمهمة، وفي ج سهمه. والسهمة: النصيب.(1/130)
السبق الخطل (158)، وبسطت لسانه بالعذل فوضع قلمه حيث شاء من الملام، وركض على ما اراد من حلية الكلام. ولولا انه وجد بجنابي ترابا لما تمرغ، ولولا اني اجررته (159) لسان البلاغة لما ابلغ.
وله استبطاء (160):
يا اطيب الناس ريقا غير مختبر
الا شهادة اطراف المساويك
قد زرتني (161) مرة في الدهر واحدة
ثنّي ولا تجعليها (162) بيضة الديك
زرتني ايدك الله نصف زورة، ثم هجرتني مدة فترة. فليت شعري ما الذي انكرت من احوالى؟ وما الذي عظّمت من اقوالى وأفعالى (163) فاقلع عنه،
__________
(158) الخطل: السرعة.
(159) في أ، ب احرزته.
(160) البيت الثاني منسوب لبشار في فصل المقال: 437، ديوان المعاني:
241 - والاغاني 8: 192، ديوان بشار 4: 123والبيتان ضمن ابيات اربعة قالها بشار متغزلا بامرأة اسمها رحمة وأول الابيات:
يا قرة العين اني لا أسميك
أكني باخرى اسميها واعنيك
والبيت الرابع:
يا رحمة الله حلّي في منازلنا
حسبي برائحة الفردوس من فيك
واورد ابو علي القالي في اماليه 1: 228ثلاثة ابيات منها برواية مختلفة عن رواية الثعالبي. ورويت الابيات في الاغاني 13: 126 ط بولاق منسوبة لفرّوج الرفاء الطلحي (نقلا عن هامش كتاب التنبيه: 71) وهي لبشار في ثمار القلوب: 489.
(161) في الديوان زرتنا، وبيضة الديك يضرب بها المثل للشيء يقع نادرا انظر فصل المقال: 437.
(162) في الاصول تجعلنها.
(163) في ب، ج، د من اقوالي وافعالي.(1/131)
واتوب منه؟
ما احب لسيدي ان يكون خفيف ركاب الملال، قصير (164) خطوة الوصال، لا يدوم لاخوانه على حال. هذا وهو بالامس يعلم (165) اخوانه كيف يربّ (166) الودّ، وكيف يحفظ العهد، وكيف يرعى المغيب (167)، وكيف تراض على الوفاء القلوب. وما اتهم عليه غير عيني، فاني قد اصبته بها، فابعدته بسببها، فمن الوم؟ وانا المشكي الشاكي؟ وبم اتداوى وانا المرمي الرامي (168).
وسقى الله ليلة لقيت سيدي فيها (169)، فلقد كانت قليلة الا انها كانت جليلة، وقصيرة، لكنّ حسرات فقدها طويلة، وأظنني لم اشكر عليها الدهر فسلبنيها، ولم اعرف قدر النعمة، عليّ فآدني (170) فيها:
قلبت لها ظهر المجنّ وبطنه
فلم ألق من ايامه عوضا بعد (171)
واني لاخشى ان اتعلم من سيدي السلوة، وأن اقارضه الجفوة فيعديني (172)
بدائه ويغريني بقلة وفائه فيجمع عليّ اليم (173) الفراق، ويسلبني (174)
__________
(164) في ب قصر.
(165) في ب يصم.
(166) في ب يوب، وربّ الشيء تعهده، ونماه.
(167) في ج الغيب.
(168) في ب والرامي.
(169) فيها ساقطة من أ.
(170) وفي أ، ب فآدني منها، وفي دفئدتي في ج فائدتي منها، أود الشىء يأود فهو آود: أعوجّ.
(171) كتب هذا الشعر بهيأة النثر في اصول المخطوط.
(172) في أ، ج د برأيه وهو تصحيف.
(173) في ب اليهم.
(174) في الاصول يسليني.(1/132)
كريم التلاق. وانما القلوب عيون تتراءى، ووجوه تتلألأ (175)، وتجار تتبايع وتتشارى.
ومن شعر ابي بكر الخوارزمي (176):
ما أثقل الدهر على من ركبه
حدثني عنه لسان التجربة
لا تحمد الدهر لخير سلبه (177)
فانه لم يعتمدك بالهبة
وانما أخطأ فيك مذهبه
كالسيل اذ يسقي (178) مكانا خرّ به
والسمّ يستشفى به من يشربه
وذا فضيلة علا (179) في مرتبة
واخبرني من رآه بنيسابور، وقد كظّه (180) الشراب فطلب فقّاعا (181) فلم
__________
(175) في د تتلائى.
(176) الابيات في يتيمة الدهر 4: 240مع اختلاف في روايتها وترتيبها كالآتي:
لا تشكر الدهر لخير سلبه ... فانه لم يعتمدك بالهبة
وانما اخطأ فيك مذهبه ... كالسيل اذ يسقي مكانا خرّ به
والسمّ يستشفى به من شربه ... ما اثقل الدهر على من ركبه
حدثني عنه لسان التجربة ... ما اهون الشوكة قبل الرطبه
واسهل الكدّ على من اكسبه
(177) في ب وهبه.
(178) في ج يسعى.
(179) في أ، ج، د وذا فضل علا في حزبه.
(180) في الاصول كظمه.
(181) الفقاع: شراب يتخذ من الشعير سمي به لما يعلوه من الزبد لسان العرب (فقع).(1/133)
يجده فقال ولعن (182) بما قال:
اذا عوّق الفقّاع لما طلبته
هجوت عتيقا (183) والغلام (184) ونعثلا
فاذا كان يهتف بهذه الجملة لغير علة فكيف به (185)، مع تفريع العلل، وتوسيع الامل بمن يطابقه على كفره، ويوافقه على فساده (186)، وشره.
ومن محاسن (187) ابي الفضل بن العميد الوزير رقعة استزارة الى بعض اصدقائه (188) وهي:
مجلسنا (189) يا سيدي مفتقر اليك، معوّل في اعتابه عليك، قد أبت راحه (190) ان تصفو الا ان (191) تتناولها يمناك، واقسم غناؤه (192) أن لا طاب (193) او تعيه (194) أذناك. فاما خدود نارنجه فقد احمرّت خجلا
__________
(182) في ب لسعن.
(183) يقصد بالعتيق الخليفة أبا بكر الصديق، وبنعثل الخليفة عثمان بن عفان.
(184) في الاصول والذلام، ويقصد بالغلام ساقي الخمرة.
(185) في ب، د وكيف.
(186) ساقطة من د.
(187) في أومن محاسن الوزير ابي الفضل.
(188) في ب اخوانه.
(189) الرسالة في يتيمة الدهر 3: 244منسوبة الى الصاحب بن عباد، ومن غاب عنه المطرب: 72مع بعض الاختلاف، زهر الآداب 1:
451 - غير منسوبة.
(190) في أغناه.
(191) ساقطة من ب.
(192) في أغناه.
(193) في ب لا يطيب.
(194) في أ، د يعيه.(1/134)
لا بطائك، وعيون نرجسه فقد (195) حدّقت تأميلا للقائك فبحياتي عليك الا ما تعجلت الحضور (196) لئلا يخبث (197) من يومي ما طاب، ويعود من همّتي ما طار (198).
ومنها له ايضا (199).
وانما نحن وحياتك في مجلس، راحه ياقوت، ولون (200) نارنجه ذهب ونرجسه دينار ودرهم تحملها زبرجد. والسنة العيدان تخاطب الظرفاء بهلّم الى الاقداح، لكنا لغيبتك كعقد غيّبت واسطته وشباب أخذت جدّته. واحبّ ان تكون الينا اسرع من الماء الى انحداره، والقمر الى مداره.
صرنا ايد الله مولاي (201) الى بستان كأنه من خلقه خلق، ومن خلقه سرق، فرأينا اشجارا تميل (202)، فتذكرنا (203) بريح الاحباب، وقد (204) تداولته ايدي الشراب، وانهارا كأنها من يد مولاي تسيل او من راحته تفيض فحضرنا (205) فلان فعلا نجمنا، وحمدنا امرنا، وتسهلّ طريق الخير لنا. فلما دبّت الكؤوس فيهم دبيب البرء في السقم، والنار
__________
(195) في ج وزهر الآداب قد.
(196) ساقة من أ، ب، د. وفي زهر الآداب: الّا ما تعجلت وما تمهلت.
(197) في ب عسب.
(198) ساقطة من د.
(199) من هنا تبدأ الرسالة الثانية في يتيمة الدهر 3: 245.
(200) في ج وكوب وفي ب وكنور، وفي د وكون.
(201) في ب مولاي.
(202) في أتتمايل.
(203) في أ، ج، د فتذكره.
(204) ساقطة من ب.
(205) في ب وحضرنا.(1/135)
في الفحم، فان رأى مولانا ان يجعل انسنا غدا عنده؟ لقلت (206) سمعا، ولم استجز (207) لامره دفعا (208)، والتمس منه الحضور الى المجمع ليقرب علينا متناول البدر لمشاهدته ولمس الشمس بمطالعته (فان رأى ان يشفعني اسعفني) (209) ان شاء الله تعالى (210).
__________
(206) في الاصول فقلت.
(207) في الاصول تستجز والتصويب من اليتيمة.
(208) في ب دمعا.
(209) الجملة ساقطة من ب، ج.
(210) الرسالة في يتيمة الدهر 3: 245منسوبة الى الصاحب بن عباد.(1/136)
فصل من كتاب آخر (211)
علقت هذه الاحرف [وانا] (212) على حافة حوض ذي ماء ازرق كصفاء (213) ودّي لك، ورقّة قولي من عتابك (214)، ولو رأيته لأنسيت احواض مارب، ومشارب ام غالب (215)، وقد قابلتني شقائق كالزنوج تجارحت، فسالت (216) دماؤها وضعفت فبقي ذماؤها، وسامتتني (217) اشجار كأنّ الحور اعارتها اثوابها وألبستها (218) ابرادها، وحضرتني نارنجات كالكرات من تبر (219) ذهّبت، او ثدي أبكار حلقت (220) وقد تبرّم بي الحاضرون لطول الكتاب، فوقفت وكففت، وصدفت (221) عن كثير مما له تشوّفت.
وكان المأمون جالسا وبين يديه احمد بن يوسف الكاتب، وقد ورد
__________
(211) الرسالة في يتيمة الدهر 3: 245.
(212) ساقطة من الاصول وهي زيادة من اليتيمة.
(213) في ب لصف.
(214) في ب ورقة قوي في اعتابك.
(215) في الاصول ام غارب وفي يتيمة الدهر ام غالب.
(216) في الاصول فسال.
(217) في اليتيمة وسامتني.
(218) في اليتيمة وكستها.
(219) في أتبر، وفي ب عنبر، وفي د سير. وفي اليتيمة سفن.
(220) في أ، ب، ج خلقت وكذا في اليتيمة، والصواب ما اثبتناه لان الحالق معناها الممتلىء.
(221) في الاصول وصددت والتصويب من اليتيمة.(1/137)
عليه كتاب عمرو بن مسعدة (222)، فكرّر النظر فيه فوجد فيه (223):
كتابي الى امير المؤمنين ادام الله اقتداره في الانقياد، وجميل الطاعة على احسن ما تكون عليه [طاعة] (224) جند تأخرت ارزاقهم، وانقياد حماة وكفاة تراخت اعطياتهم، واختلت لذلك احوالهم (225).
فرأي أمير المؤمنين في العناية بامرهم، والتفضل عليهم. فقال المأمون:
استحساني اياه بعثني على ان آمر لهم بعطاء سبعة (226) اشهر، ثم وقّع لهم بذلك.
وكتب عمرو (227) شافعا الى والي (228) واسط:
__________
(222) في العقد الفريد 2: 272عن احمد بن يوسف انه قال: دخلت على المأمون وبيده كتاب لعمرو بن مسعدة، وهو يصعّد في ذراه، ويقوم مرة ويقعد اخرى، ففعل ذلك مرارا، ثم التفت اليّ، فقال: احسبك مفكرا فيما رأيت! قلت: نعم، وقى الله عز وجل امير المؤمنين المكاره، فقال: ليس بمكروه، ولكن قرأت كلاما نظير خبر خبّرني به الرشيد سمعته يقول: ان البلاغة لتقارب من المعنى البعيد، وتباعد من حشو الكلام، ودلالة القليل على الكثير، فلم اتوهم ان هذا الكلام يستتب على هذه الصفة حتى قرأت هذا الكتاب، فكان استعطافا على الجند وهو
(223) الكتاب في العقد الفريد 2: 272، ثمرات الاوراق 2: 50على هامش المستطرف، ادب الكتاب للصولي: 234، خاص الخاص:
8 - مع بعض الاختلاف، زهر الآداب 2: 837، نهاية الارب 7: 260
(224) زيادة ليست في الاصل اثبتناها من العقد الفريد.
(225) في ج اموالهم.
(226) في العقد الفريد انه امر له بعطاء ثمانية اشهر.
(227) في صبح الاعشى 9: 125، نهاية الارب 7: 36: حكي ان المأمون قال لعمرو بن مسعدة: اكتب الى فلان كتاب عناية بفلان في سطر واحد فكتب.
(228) ساقطة من أ، ب.(1/138)
كتابي اليك كتاب (229) واثق بمن كتب اليه، معتن (230) لمن كتب له، ولن يضيع من كان محله بين الثقة والعناية (231).
وقال عبد الحميد: العلم شجرة ثمرها (232) الالفاظ، والفكر (233)
بحر، جوهره الحكمة (234).
وقال جعفر البرمكي (235): البلاغة والبيان ان يكون الكلام محيطا بالمعتى مجليا عن المغزى (236)، مخرجا عن الشركة، غير مستعان عليه بالفكرة.
وكان الناس يشترون رسائل جعفر بن يحيى وتواقيعه بالاثمان الكثيرة، ويتنافسون فيها.
وقد قيل في اولاد يحيى البرمكي وهم بيت الفضل، والسياسة (237).
اولاد يحيى اربع ... كالاربع الطبائع (238)
فهم اذا اختبرتهم ... طبائع الصنائع
__________
(229) ساقطة من ج.
(230) في ج، 6معني.
(231) في أولن يضيع بين الثقة والعناية حامله.
(232) في ب، د وثمرتها وكذلك رواية الجهشياري.
(233) في الاصول الفكرة والتصويب من رواية الجهشياري.
(234) القول في الوزراء والكتاب: 82وفيه والفكر بحر لؤلؤه الحكمة.
(235) القول في البيان والتبيين 1: 106، عيون الاخبار 2: 173، الصناعتين: 42، زهر الآداب 1: 109، العمدة 1: 49.
(236) في أ، مخليا عن المعزى، وفي ب مخليا عن المعزى.
(237) البيتان في عيون الاخبار 2: 62، وفيات الاعيان 5: 266في ترجمة يحيى بن خالد، نهاية الارب 2: 8.
(238) جاء في عيون الاخبار 2: 62شرح وتفصيل لاشارة البيت الى طبائع الانسان وجسده كما قسّمها الاوائل وذلك ان جسد الانسان ركب من اربعة اشياء رطب ويابس، وساخن، وبارد، ولها مساكن في(1/139)
وكان كل واحد منهم قد تميّز بفضيلة (239)، فالبلاغة في جعفر، والسماحة في الفضل، والشجاعة في موسى، والجمال في ابراهيم، وكلّهم سمح جواد.
ويحكى ان المنصور لما بعث الى ابي مسلم يدعوه وقد احسّ كل واحد منهما بالتغير كتب اليه معتذرا، وقال في كتابه:
ان حكماء الفرس تقول: اخوف ما تكون الوزراء آمن ما تكون الملوك. وانني قد مهّدت لكم البلاد، والعباد، وان خراسان تحتاج الى نظر، وضبط.
فلم يزل يعاوده (240)، ويراسله، حتى جاءه فقتله. والقصة مشهورة في قتله.
وقال بزرجمهر: اسوس الملوك (241) يحتاج الى وزير، واشجع الناس يحتاج الى سلاح (242)، ومثل الملك الصالح اذا كان وزيره فاسدا مثل الماء الصافي العذب، فيه التماسيح.
وقال ابرويز (243): لا تغترر بكرامة الامير اذا غشّك الوزير.
__________
جسم الانسان، فالمرة السوداء لليبوسة، والدم للرطوبة، والبلغم للبرودة، والصفراء للحرارة، فايما جسد اعتدلت فيه هذه الفطر الاربع، وكانت كل واحدة منها لا تزيد ولا تنقص كملت صورته، واعتدل بناؤه، وان اختل توازنها، دخل السقم على البدن.
(239) في ب بفضله.
(240) في ب يصادره.
(241) في التمثيل والمحاضرة: 143: اعلم الملوك يحتاج الى وزير.
(242) بعدها في التمثيل والمحاضرة «واجود الخيل يحتاج الى سوط، واجود الشفار يحتاج الى مسن» وينتهي النص بعدها. وانظر نهاية الارب 6: 92.
(243) في ب برزويه. وقد مرّ بنا هذا القول في «اصل الوزارة واشتقاقها» ولم ينسب هناك.(1/140)
اخذه ابن العميد فقال:
هيهات لم تصدقك فكرتك التي
قد اوهمتك غنى (244) عن الوزراء
لم تغن عن احد سماء لم تجد
أرضا ولا أرض بغير سماء
وكان جعفر البرمكي، لا يجلس الا في طرف ايوانه، فقيل لاخيه في ذلك، فقال: الاشراف في الاطراف، يتناولون ما يريدون بالقدرة، وينالهم من يريدهم بالحاجة (245).
وقال عبيد الله وزير المهدي: البلاغة ما فهمته العامة، [ورضيته] (246)
الخاصة.
وقال الصاحب: ابلغ الكلام ما سبق معناه لفظه ولقد احسن البحتري في قوله (247):
حزن مستعمل الكلام اختيارا
وتجنّبن عنفة التعقيد
__________
(244) في ب، د غنا، وسترد الابيات مع تخريجها واختلاف رواياتها.
(245) جاء في الاقتباس من القرآن الكريم: 199عن سفيان بن عيينه انه كان يستطيع ان يقابل بعض كلام الرسول (ص) وكلام الناس بآيات الذكر الحكيم وانه كان يجري في ذلك في طريق محمد بن كعب القرظي. وقد سئل يوما عن قولهم «الناس الاشراف في الاطراف» هل تجد معناه في كتاب الله؟ قال: نعم في سورة يس: (وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى، قال: يا قوم اتبعوا المرسلين) فلم يكن في المدينة خير، وكان ينزل في اقصاها.
(246) ساقطة من ب.
(247) البيتان في ديوانه 6371من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن الزيات مطلعها:
بعض هذا العتاب والتفنيد ... ليس ذم الوفاء بالمحمود(1/141)
وركبن المعنى القريب فادركن (م)
به غاية المرام البعيد
ومن محاسن لطائف الوزراء:
قال الفضل بن يحيى: ما قدر الدنيا حتى يمدح من يجود بكلّها فضلا عن بعضها (248).
وقيل: رأى المهدي في قصره حزمة خيزران فقال للفضل: ما تلك (249)؟ قال: عروق الرماح (250) يا امير المؤمنين.
ولم يرد ان يقول الخيزران لموافقته اسم ام الرشيد (251).
وقيل لجعفر بن يحيى: لا خير في السرف. فقال: لا سرف في الخير (252).
وكان القاضي احمد بن [ابي] (253) دؤاد يشتغل بامور الخلفاء، ويضاهي الوزراء وكان يقول:
ما كلّمت المعتصم، والواثق قط بحضرة محمد بن عبد الملك الزيات في حاجة، خوفا ان يتعلم مني لطائف التأني لطلب الحاجات من الملوك (254).
وقال (255) ابن الفرات: اربع من تعوّدهن لم يصبر عنهن (256):
__________
(248) مرّ بنا قوله في فصل لطائف الوزراء.
(249) في ب ما هذه.
(250) في ج الرمان.
(251) الخبر والقول في كتاب الاذكياء: 71.
(252) القول في الاذكياء: 71.
(253) ساقطة من ب.
(254) الخبر من غاب عنه المطرب: 110.
(255) في د قال.
(256) في أ، ب عليهن.(1/142)
الشمع، والند (257)، والخيش (258)، والثلج.
أهدى الصابي الى الوزير المهلبي دواة ابنوس، ومرفعا لها، وكتب اليه:
قد خدمت سيدنا بدواة تداوي مرض (259) عفاته (260)، وتدوي (261)
قلوب عداته، على مرفع يؤذن (262) بدوام رفعته، وارتفاع النوائب عن ساحته.
__________
(257) الندّ: الطيب، العود الذي يتبخر به او هو العنبر، لسان العرب (ندّ).
(258) الخيش: نسيج خشن من الكتان، كان يعلق في مجاري الهواء ويرش بالماء، فيبرد ماوراءه، ومروحة الخيش تشبه شراع السفينة، وتعلق في السقف وتبل بالماء، او ترش بماء الورد ويشد بها حبل فاذا جذبت بالحبل روّحت على ما تحتها روحة وجيئة، وهبّ منها نسيم طيب. انظر عبود الشالجي في تحقيقه لنشوار المحاضرة 1: 303.
(259) في د مرضا.
(260) العفاة: طلاب المعروف. الصحاح (عفا).
(261) تدوي اي تمرض. لسان العرب (دوا).
(262) في ب يودون.(1/143)
فصل في بعض توقيعات الوزراء وفصولهم (263)
كتب عامل متعطل الى الصاحب بن عباد رقعة تتضمن استطلاع رأيه في تصريفه (264) فوقّع عليها:
التصرّف لا يلتمس بالتكلف، ان احتجنا اليك صرّفناك، وان استغنينا عنك احسنا اليك وصرفناك (265) ووقع الميكالي في رقعة متعتب شاك:
النعمة عروس مهرها الشكر، وثوب صونه النشر.
وقيل: ان الصاحب وقّع في رقعة بنقطة، وفي رقعة بألف وذلك انه التمس منه بعض العفاة (266) شيئا، ثم كتب في آخر رقعته: فان رأى مولانا [ان] (267) يفعل ذلك فعل. فوقّع قبل فعل ألفا، فصار: أفعل.
فخرج التوقيع، ولم يشعر به، ثم رجع، فقال: قد وقّعت، [فتأمل] (268)
حتى فطن له.
واما النقطة فانه وضعها في رقعة على لفظة يفعل فنقّط الياء من فوقها فصارت (269) نونا.
ووقّع بعض الوزراء في مؤامرة (270) ببذل الامان، وكتبه لبعض
__________
(263) في د: في تواقيع الوزراء وفصولهم.
(264) التصريف من صرّف اي جعل له عملا يكتسب منه، وفي الاصول تعريفه.
(265) التوقيع في اليتيمة 3: 197.
(266) مرّ شرحها في ص 143.
(267) ساقطة من ج.
(268) في أفتأملت، وهي ساقطة من، ب، ج، د.
(269) في ب، ج فصادت.
(270) كذا في الاصول ولعل المقصود بها: المؤامرة بمعنى المشاورة.(1/144)
المعاندين:
يؤمّن ولا يؤمن.
وله في الاعتذار عن هارب: من خشن مقرّه، حسن مفرّه.
ورفع الى الصاحب ان رجلا غريب الوجه يدخل داره، ويسترق السمع، وينقل الاخبار، فوقّع عليها:
منزلنا (271) خان، يدخله من وفى ومن خان (272).
وكتب (273) بعضهم الى وكيل له (274) على عمارة بساتينه وضياعه:
استكثر من شجر الفرصاد (275)، فان شعبها حطب، وثمرها رطب، وورقها ذهب.
وكتب ابن الزيات الى ابن طاهر: قطعت عنك كتابي قطع اجلال لا قطع اخلال.
وكتب يحيى بن خالد في الاستبطاء، والاقتضاء ولم نسمع باوجز منه:
في شكر ما تقدم من احسانك شاغل عن استبطاء ما تأخر منه.
واشتكى اليه رجل من عامل واسط مرة بعد مرة، فوقّع الى العامل:
اكفني أمره والا كفيته امرك.
ووقّع فخر الملك ابو غالب وزير ابن بويه في رقعة ساع:
السعاية قبيحة، وان كانت صحيحة. ومعاذ الله ان نقبل من (276) مهتوك
__________
(271) في أ: دارنا.
(272) الخبر في اليتيمة 3: 197.
(273) في د وقّع.
(274) في ب وكيله.
(275) الفرصاد: التوت، وقيل حمله وهو الاحمر منه. لسان العرب (فرصد).
(276) ساقطة من ب.(1/145)
في مستور، ولولا انك في خفارة شيبك لقابلتك بما يقتضيه فعلك، ويرتدع به مثلك، فتوق ويحك العيب فان الله اعلم بالغيب. فطوبى لمن شغله ما يعينه، عما لا يعنيه (277). ثم دفعها الى الحاجب، وقال له: اخرج الى الباب (278) وناد باسم صاحبها، فاذا ظهر اقرأها على الناس، ثم انفذها اليه. ففعل ذلك، فضجّ الناس بالدعاء له، والثناء عليه.
رفعت الى يحيى بن خالد رسالة ركيكة العبارة، بخط مليح فوقّع:
الخط جسم روحه البلاغة، ولا خير في جسم لا روح فيه (279).
وكان بعض اولاد المتصرفين قد قصد عبيد الله بن سليمان الوزير وواصل رقاعه (280) اليه، يطلب منه الاعمال والاشغال، والاقطاع. وكان فيه تخلف وجهل، فلما ألحّ عليه، وابرمه، وقّع في ظهر بعض رقاعه:
يا هذا قد اكثرت فيما تلتمس، ولست اعرفك بالكفاية فاقلدك الاعمال، ورقاعك هذه تدل على قدر صناعتك (281)، وتمنع في الاستنامة (282)
الى كفايتك. فردّك (283) اسهل من تقليدك، وقد رسمنا لك بكذا وكذا، فاستعن به في بعض المصارف، واشغل نفسك بالتدرب على المعارف (284).
ورفعت الى جعفر بن يحيى رقعة سعاية تتضمن أن فلانا دعاني الى طعامه، فاحضر من آلات الخاصة، وطعامهم ما يدل على عظم الحال، وكثرة
__________
(277) نسب الى الرسول (ص): طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.
انظر صبح الاعشى: 213.
(278) في أ: الصاحب.
(279) في ادب الكتاب للصولي: 41الخط صورة روحها البيان، ويدها السرعة، وقدمها التسوية، وجوارحها معرفة الفصول.
(280) في ج وواصل قاعد اليه وهو تصحيف.
(281) في الاصل ضياعتك.
(282) الاستنامة من استنام اليه اي سكن سكون النائم، وتفيد هنا الاعتماد عليك.
(283)
(284) في ب المصارف.(1/146)
المال. فوقّع عليها:
لم نحمدك على نصيحتك، وذممناه على سوء اختيار الاخوان.
ووقّع يحيى بن خالد في تهديد من شكي اليه ظلمه:
بئس الزاد الى المعاد ظلم العباد (285).
ومن التواقيع المتقدمة في ذلك:
قد كثر شاكوك، وقلّ شاكروك، فاما عدلت، واما اعتزلت (286)
ووقّع الفضل بن سهل في رقعة خائف من عاقبة امر يتولاه:
ليس عليك باس ما لم يكن فيك بأس.
وكتب صاحب ارمينيا الى المأمون، ان الجند قد استطالوا عليه وشغبوا (287) في طلب ارزاقهم حتى كسروا اقفال بيت المال فانتهبوه، فوقّع اليه:
اعتزل عملنا، فلو عدلت لم يشغبوا، ولو قويت لم ينهبوا. ثم قلّد امرهم من احسن أدبهم، واوصلهم حقهم (288).
ووقّع ذو الكفايتين في رقعة من انحرف عن السلطان، وجاهر بالعصيان (289):
«ألم نربك فينا وليدا، ولبثت فينا من عمرك سنين، وفعلت فعلتك
__________
(285) التوقيع في الفخري: 119.
(286) التوقيع منسوب الى جعفر بن يحيى في العقد 4: 270ط العريان.
(287) في أسعنوا.
(288) ورد في العقد الفريد 4: 263وفي كتاب بعثه صاحب الهند الى ابي جعفر المنصور يخبره ان جندا شغبوا عليه، وكسروا اقفال بيت المال، واخذوا بدار ارزاقهم. فوقع ابو جعفر: لو عدلت لم يشغبوا، ولم وفيت لم ينهبوا.
(289) التوقيع في اليتيمة 3: 197.(1/147)
التي فعلت وانت من الكافرين» (290).
ووقّع الصاحب في كتاب استحسن بلاغته (291):
«أفسحر هذا ام انتم لا تبصرون» (292).
واما التواقيع بالفاظ القرآن، واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فكثير (293) جدا، استعمله العلماء الفضلاء، وهو حسن في الجد من الامور، محظور في المزح والمطايبة. وقد كانت الصحابة، والصدر الاول يصدّرون كتبهم بآيات (294) القرآن، ويذكرون منه ما يتعلق بالوعد والوعيد، والنهي، والامر الى غير ذلك من الاغراض. ولو تتبعنا ذلك لطال الكتاب.
__________
(290) من سورة الشعراء الآيتان 18و 19.
(291) التوقيع في اليتيمة 3: 197.
(292) من سورة الطور الآية 15.
(293) في ب، ج، د فكثيرة.
(294) في ب بألفاظ.(1/148)
فصل في العفو وما يجري مجراه
قال الله تعالى: «والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين» (295).
وقال: «ولمن صبر، وغفر، ان ذلك لمن عزم الامور» (296).
واحقّ الناس بالعفو من كان اقدر على العقوبة.
قال ابراهيم بن المهدي للمأمون عند ظفره به: ذنبي اعظم من ان يحيط به عذر، وعفو امير المؤمنين اعظم من ان يتعاظمه ذنب. فعفا عنه (297).
وقّع الفضل (298) بن صالح في رقعة تائب من جرم:
التوبة للذنب كالدواء للمريض، فان صحّت توبته كمّل الله شفاءه وان فسدت نيته اعاد الله عليه داءه (299).
ولا ينبغي للوزير ان يجسر على سفك الدماء، ولا حط الاقدار الا بعد تحقق (300) الاستحقاق. ومن استعجل العقوبات ندم، ومن اتبع احكام
__________
(295) من سورة آل عمران الآية 134.
(296) من سورة الشورى الآية 43.
(297) راجع عفو المأمون عن ابراهيم بن المهدي في كتاب الخليفة المغني:
82.
(298) في أ، ب الفيض. والفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس امير استخلفه المنصور على اقامة الحج سنة 138هـ، وولي مصر للمهدي اواخر سنة 168هـ، واقره الهادي بن المهدي، ثم عزل عن مصر، وولي امرة دمشق. وكان شاعرا اديبا فصيحا. انظر الاعلام 5: 355.
(299) في د داؤه.
(300) ساقطة من ب.(1/149)
الشريعة سلم، ومن ظلم ظلم.
ولا ينبغي للوزير ان يعاقب بالتخليد في السجن، فانه نوع من الاماتة (301).
وقيل: ليم بعض الوزراء في طول سجن بعض الجناة (302). فقال:
فيه (303) امراض نفسانية خبيثة، لم تنجع فيها ادوية العقوبات فكان السجن ردعها، وكفّها.
ولا ينبغي ان يعلن الوزير (304) بعقوبة من لم يعلن بذنبه، فتكثر اللائمة، بل يضع لذنب السر عقوبة السر، ولذنب العلانية عقوبة العلانية، الا في الحدود المأمور بافعالها.
ولتكن عقوبته للادب لا للغضب. وقد ذكرت بعض ما ينبغي من ذلك في كتابي الملوكي المؤلف للملك خوارزم شاه.
وينبغي للوزير او لمن ينوب عنه ان يتفقد حال (305) اهل السجن في كل شهر، فيخرج من قد حصل تأديبه وزجره، ويتلطف في اخراج من خفّ ذنبه، او كان له غريم يمكن رضاه. ومن كان فقيرا قام بمؤونته (306)
من بيت المال.
__________
(301) في أ، ب الامانة.
(302) في د: الجباة.
(303) في د به.
(304) في الاصول: الوزراء.
(305) في ب حل.
(306) في الاصول بموته.(1/150)
فصل لابن ثوابة من كتاب الى وال
اما بعد:
فان النعمة عند أمير المؤمنين توجب عليه الشكر، وتقضي عنه اعتماد ما اكسبته المتوبة والاجر. وقد علمت حال اهل (307) الجرائم المحتبسين (308) في السجون بامصار عملك، وقد أظلهم من الشتاء والبرد الى ما هم فيه من الضنك والجهد، وهم وان كانوا ذوي جرائم قدّموها، وجنايات اقترفوها، واحداث ارتكبوها، فان (309) لامير المؤمنين رأفة بهم، مع ما أقامه من الواجب عليهم وقد امرك باحصاء من في الحبوس من ارباب الجرائم الذين (310) لا يسوغ اخراجهم، ولا لهم مال ينفقونه فتثبت اسماءهم وتبتاع لكل رجل منهم فميصا، وسراويل، وقلنسوة وللمرأة رداء، وخمارا، وقميصا، واحضار امينين من جهة القاضي عارفين بذلك، مباشرين له، وابعث كتابك، وكتاب القاضي بتفصيل ذلك، وصحته ان شاء الله تعالى.
ووقّع بعض الوزراء في رقعة والي المظالم:
لا تطل سجن ذوي الجرائم، سوى من تكررت جنايته، وأيست توبته، واتصل شرّه، ولم توجب الشريعة قتله فيخلد في السجن، ويمان (311)، ويعال (312)، الى ان تقتضي المصلحة بأن يقال (313).
__________
(307) ساقطة من ب.
(308) في ب، ج، المحبسين وهي صواب ايضا.
(309) في ب امير.
(310) في أ، ب، ج الذي.
(311) يمان يجهز بالمؤونة.
(312) في أفي السجن ويمال، وفي ب، د ويمان ويقال، ومعنى يعان اي يكفى عياله.
(313) يقال: اقال عثرته اذا عفا عنه.(1/151)
فصل في التهنئة (314) بالخلاص من السجون والنكبات
قول محمد المهلبي من قصيدة:
وما كنت الا الشمس اخفى ضياءها (315)
كسوف عليها ثم زال كسوفها
وكانت كأغماد السيوف حبوسكم
فاطلقتم عنها وسلّت سيوفها
ولأبي عبادة (316) البحتري:
وما كان ذاك الحبس الا غمامة (317)
بدا طالعا من تحت ظلمتها البدر
فان تنس نعمى الله فيك فحظنا
اضعنا وان نشكر فقد وجب الشكر (318)
__________
(314) في أ، ج: ومما قيل في التهنئة.
(315) في د ضياؤها.
(316) في د لابى عباد.
(317) في د عماية.
(318) البيتان في ديوان البحتري 2: 847.(1/152)
فصل في استعطاف الملوك والوزراء وطلب (319)
العفو والرضا وما يحسن من ذلك ويحمد
أمر عبد الملك بن مروان بقتل رجل مذنب، فقال: يا أمير المؤمنين انك اعز ما تكون في نفسك، احوج ما تكون الى ربك، فاعف عني فانك به تعان واليه تعود، فعفا عنه.
ويقال: ان بعض الملوك قبض على قوم من اعدائه فحبسهم، وبالغ في تعذيبهم، فكتب اليه بعضهم بهذه الابيات:
رعاك الذى استرعاك أمر عباده
وكافاك عنا المنعم المتفضل
تعاقب تأديبا وتعفو تطوّلا
وتجزى على الحسنى وتعطى وتجزل (320)
فلما قرأها ادركته الخشية، فاطلقهم واحسن اليهم وكتب (321) عامل مقبوض عليه الى ابن مقلة:
__________
(319) الكلمة ساقطة من ب.
(320) في ب فتعطى قتجزل.
(321) العامل المقبوض عليه هو ابو اسحاق الصابي، وقد كتب هذه الرسالة الى صديق له من الحبس، انظر زهر الآداب 2: 834، والنسران كوكبان في السماء يطلق على احدهما النسر الطالع وعلى الآخر النسر الواقع وجاء في اليتيمة 2: 293: وكتب (ابو اسحاق الصابى) وهو في الحبس الى (ابى العلاء صاعد بن ثابت):
ايها السيد قد كنت الى الفضل تسارع
وتراعينا ببر متوال متتابع
فلماذا قد تسربلت لنا سربال قاطع؟
نحن في الصحبة كالنسرين لكنني واقع
وعلى الآخر ان يغشى اخاه ويراجع(1/153)
نحن في الصحبة كا ... لنّسرين لكنني واقع
وعلى الطائر ان يغ ... شى اخاه ويراجع
ويحكى (322) ان ابرويز الملك غضب على بعض اصحابه لجرم عظيم وحبسه وضيّق عليه، ثم سأل عنه، بعد مدة، هل يتعهده احد من اصحابه، فقال السجان، لم يتعهده سوى البلهبذ (323) المغنى فانه يوجه اليه كل يوم بسلّة فيها طعام فاحضره ابرويز، وقال له: ويلك غضبت على فلان لعظيم جرمه، وتجافاه الناس لذلك غيرك، فانك تصله وتتعهده! فقال: ايها الملك، ان البقية التي بقيت له عندك حتى اقرّت روحه في بدنه، بقيت له عند عبدك، ان يقوته (324) برغيفين، او سلّة من طعام فقال: احسنت وأصبت، وقد وهبت لك جرمه.
وتقدير الكلام: انك لما عدلت عن قتله الى حبسه دل على انك اردت بقاءه، ساعدتك في هذه الارادة.
وقرأت في كتاب «المجلسي» (325) للصابى:
__________
(322) من هنا اصاب الورقة بعض التلف فزالت معالم الكتابة من الجهة اليمنى من نسخة أفقط.
(323) في أ، ب الفهليد وفي ج، الفلهيد والصواب ما اثبتناه، وذلك ان البلهبذ اسم مغن كان عند كسرى أبرويز، وكان يعتز به، ويؤثره على غيره، وقد جاء في معجم البلدان، مادة «قصر شيرين»: والفرس يقولون: كان لكسرى ابرويز ثلاثة اشياء لم يكن لملك قبله ولا بعده مثلها: فرسه شبريز، وجاريته شيرين ومغنيه وعواده البلهبذ.
وقد وردت اللفظة في سينية البحتري المشهورة حيث يقول:
وتوهّمت ان كسرى ابرو ... يز معاطيّ والبلهبذّ أنسي
الديوان 2: 1158.
(324) في ب يقومه.
(325) في د، ج المجلس الصابي، ولم نعثر على اشارة الى هذا الكتاب فيما توافر لدينا من مصادر.(1/154)
لما قدم عبيد الله بن سليمان الوزير من الجبل في ايام المعتضد صار اليه ابو العباس وابو الحسن، ابنا الفرات فوجداه يميز اعمالا وكتبا وبين يديه كانون نار يحرق فيه ما لا يحتاج اليه، فدفع الى ابى العباس اضبارة ضخمة وقال: هذه وقائع (326) وسعايات بك وبأخيك من جهة اسبابك (327)
وثقاتك، وردت عليّ فخبأتها لك لتعرف من ينبغي ان يحترس منه وتعامل (328) كل واحد بما يستحقه.
فاكثر ابو العباس من شكره والدعاء له، وبدأ ابو الحسن في قراءة الاوراق، فانتهره ابو العباس، وقال: لا تقرأ شيئا منها (329) واخذ الاوراق من يده، فطرحها في النار، وقال: ما كنت لا قابل نعمة الله تعالى بما وهبه لي من تفضل الوزير واحسانه بالاساءة الى احد يكون هو سببه، ثم نهض، فقال الوزير عبيد الله:
ما اردت التفرّد بمكرمة، الا وسبقني اليها ابو العباس وزاد عليّ فيها (330).
وما احسن قول ابراهيم بن المهدي حين استعطف المأمون واعتذر اليه، فقال (331):
__________
(326) في ب وقايع وفي د رفايع.
(327) الاسباب جمع سبب وهو الوسيلة واعتلاق القرابة والمقصود هنا اقاربك ومؤتمنوك.
(328) في ب وتقابل.
(329) في د منهما.
(330) القصة في كتاب الاذكياء 72، والفخري (طبعة الجارم) 234مع بعض الاختلاف.
(331) الابيات من قصيدة طويلة ذكرها طيفور في تاريخ بغداد 104102، مطلعها:(1/155)
الله يعلم ما اقول وانها
جهد الالية من منيب راجع
ما ان عصيتك والغواة تمدّني
اسبابها الا بنية طائع
فعفوت عمن لم يكن عن مثله
عفو ولم يشفع اليك بشافع
الا العلّو عن العقوبة بعد ما
ظفرت يداك بمستكين خاضع
نفسي فداؤك أن (332) تظلّ معاذرى
فالوذ منك بفضل حلم واسع (333)
ورحمت اطفالا كافراخ القطا
وحنين والدة كقوس النازع (334)
__________
يا خير من ذملت يمانية به
بعد الرسول لآيس أو طامع
وهى في الطبرى 10: 271 (الطبعة الحسينية) والاغاني 10:
117، والبيت الخامس في اشعار اولاد الخلفاء 19، وفي اسرار البلاغة 332، والبيتان 3، 4في المستجاد 82، والبيت 3في مروج الذهب 7: 63 (الطبعة الاوربية) والابيات 2، 3، 4في الاعجاز والايجاز، وانظر القصيدة كاملة ومخرجة في الخليفة المغنى 199.
(332) في طيفور: اذ تظل والوذ.
(333) روايته في المستجاد:
تفديك نفسي ان تضيق بصالح
والعفو عنك بفضل خلق واسع
(334) روايته في اشعار اولاد الخلفاء: فرحمت اطفالا، وفي اسرار البلاغة ورحمت افراخا وبعد هذه الابيات زيادة في نسخة أ، ب وقد كتبت(1/156)
وللصابى في اشهار العفو (335):
ومن الظلم ان يكون الر
ضا سرّا ويبدو (336) الانكار (337) وسط النادي
__________
في نسخة د ثم شطبت من قبل الناسخ، وهي ساقطة من نسخة ج.
والزيادة هي:
وللشريف الزيدي:
اجرنى على الدهر فيما بقيت
بقيت فما قد مضى قد مضى
فلست ابالي بسخط الزمان
وانت تراني بعين الرضا
ولابي اسماعيل الطغرائي من قصيدة اولها:
على أثلات الواديين سلام
وبعض تحايا الزائرين غرام
هم شرعوا ان الجفاء محلل
وهم حكموا ان الوفاء حرام
ومنها في الاستعطاف:
أجلك ان القاك بالغدر صارفا
وبعض اعتذار المذنبين خصام
اتبعد حتى ليس في العطف مطمع
وتعرض حتى ما تكاد ترام
وتنسى حقوقي عند اول زلة
وانت لاهل المكرمات امام
هو الذنب بين العفو والسيف فاحتكم
بما شئت لا يعلق بفعلك ذام
ولا تنكرن فيما سخطتك ساعة
وقد مرّ عام في رضاك وعام
ولا تبلني بالبعد عنك فانما
حياتي الا في ذراك حمام
(335) الابيات في اليتيمة 2: 292.
(336) في الاصول ويندو والتصويب من اليتيمة.
(337) في ج الاظهار.(1/157)
ومن العدل ان يشاع بهذا
مثلما شاع ذاك في الاشهاد
كي يسرّ الصديق بالعفو عني
مثلما سرّ بالنكير الاعادي
وما ابدع قول السلامي في الاعتذار:
تبسّطنا على الآثام لما
رأينا العفو من ثمر الذنوب (338)
واحضر رجل عند المهدي، وهو مقيّد، فجعل يعدّد عليه ذنوبه، فقال:
يا أمير المؤمنين! اعتذاري مما نسبتني اليه يردّ عليك، حيث اقول: لا ذنب لي، واقراري بما يعدّد امير المؤمنين يلزمني ذنبا لم أجنه، ولكني اقول:
لئن كنت ترجو في العقوبة راحة
فلا تزهدن بعد المعافاة في الأجر
__________
(338) من قصيدة قالها السلامي في الصاحب بن عباد، مطلعها:
رقى العذّال ام خدع الرقيب
سقت ورد الخدود من القلوب
وقد علق الثعالبي على البيت المذكور بقوله: هذا البيت من احسانه المشهور، ولعلّه امير شعره.
انظر يتيمة الدهر 2: 397، زهر الآداب 1: 269، نهاية الارب 3: 109.(1/158)
فصل في بعض مدائح الوزراء
قال عمر الربيب في خالد البرمكي (339):
حذا خالد في جوده حذو برمك
فمجد (له) (340) مستطرف واثيل (341)
وكان بنو الاعدام يدعون قبله
باسم على الاعدام فيه دليل (342)
يسمّون بالسّؤّال في كل موطن
وان كان فيهم نابه (343) وجليل (344)
__________
(339) الابيات منسوبة الى بشار بن برد في ديوانه 4: 127والاغاني 3:
173، وذلك ان العباس بن خالد البرمكي قال: لم يزل السّؤال يسمّون بالسؤال الى ايام خالد بن برمك من قديم الزمان، فقال خالد: هذا اسم استقبحه لطلاب الخير، وارفع قدر الكريم عن ان يسمّى به، وفيهم الاشراف وابناء النعم ومن لعله، خير ممن يقصده، وافضل ادبا، ولكنا نسميهم الزوار، فقال بشار في المجلس عند ما تكلم خالد بذلك يمدحه. وهي في الوزراء والكتاب ص 150منسوبة الى بعض زوار خالد
وفي كتاب الاوائل لابى هلال العسكري ص 274نسبت هذه الابيات الى خالد بن يزيد الكوفي.
(340) ساقطة من أ.
(341) في الوزراء والكتاب: فجود مستطرف وثيل.
(342) في ديوان بشار والاغاني:
وكان ذوو الآمال يدعون قبله
بلفظ على الاعدام فيه دليل
(343) في الاصول تايه والصواب ما اثبتناه.
(344) روايته في الوزراء: وان كان فيهم تافه وجليل.(1/159)
فسمّاهم الزوّار، سترا عليهم
وذلك من فعل النبيل (345) نبيل (346)
وأصل ذاك (347) أن خالدا البرمكي حضر بمجلسه جماعة من الادباء فحضر سائل فقال بعضهم: انظروا لهذا السائل! فقال خالد: الأولى تسميتهم بالزوّار لا السّؤّال (348).
وقال محمد بن مناذر (349):
اتتنا (350) بنو الاملاك من آل برمك
فيا طيب أخبار، ويا حسن منظر (351)
لهم رحلة في كل عام الى العدا
وأخرى الى البيت العتيق المطهّر (352)
__________
(345) في د النبال، روايته في ديوان بشار والوزراء والكتاب والاغاني:
فاشعاره في المجتدين سدول.
(346) قال الجهشياري: كان خالد اول من سمّى المستمنحين ومن يقصد العمال لطلب الستر الزوار، وكان يسمون قبل ذلك السّؤّال، فقال خالد: انا استقبح لهم هذا الاسم وفيهم الاحرار والاشراف.
(347) من هنا الى آخر الخبر كتب في هامش نسخة د.
(348) في د السال.
(349) في أ، د منازل والصواب مناذر، وهو: محمد بن مناذر مولى صبير ابن يربوع بن حنظلة، شاعر فصيح اتصل بالبرامكة وامتدحهم وهجا المعتزلة، ونفى عن البصرة الى الحجاز، فمات هناك سنة 198هـ، انظر معجم الادباء 7: 107.
(350) في الاغاني اتانا.
(351) الابيات في الاغاني 18: 201عدا البيت الثاني، وانظر زهر الآداب 1: 390، المستطرف 1: 235، والبيتان الاخيران في معجم الادباء وقبلها:
فتظلم بغداد ويخلو لنا الدجى
بمكة ما عشنا ثلاثة أقمر
(352) في زهر الآداب المشهر.(1/160)
اذا نزلوا (353) بطحاء مكة اشرقت
بيحيى وبالفضل بن يحيى وجعفر (354)
فما خلقت (355) الا لجود اكفّهم
واقدامهم (356) الا لاعواد منبر (357)
وله:
سألت الندى: هل انت حر؟ فقال: لا
ولكننى عبد ليحيى بن خالد
فقلت: شراء؟ قال: لا! بل وراثة
تناقلني من والد بعد والد (358)
ولابى الحجناء نصيب (359):
عند الملوك مضرة ومنافع
وارى البرامك لا تضر وتنفع
__________
(353) في معجم الادباء اذا وردوا.
(354) بعده في زهر الآداب:
فتظلم بغداد ويجلو لنا الدجى
بمكة ما حجوا ثلاثة اقمر
(355) في الاغاني فما صلحت.
(356) في الاغاني وارحلهم.
(357) بعدها في زهر الآداب:
اذا راض يحيى الامر ذلت صعابه
وحسبك من راع له ومدبر
ترى الناس اجلالا له وكانهم غرانيق ماء تحت نار مصرصر.
(358) البيتان في العقد الفريد 1: 100، وانظر حضارة الاسلام للمدور 131.
(359) في د لابى الحجنا يصيب. وهو شاعر عباسي كان مولى للمهدي ثم اعتقه وتوفى نحو سنة 175هـ (الاغانى ط ساسي 20: 3425).(1/161)
ان العروق اذا استسرّ بها الثرى (360)
نضر (361) النبات بها وطاب المزرع
فاذا جهلت من امرىء (362) اعراقه
وقديمه فانظر الى ما يصنع (363)
وقال سلم الخاسر (364):
سأرسل بيتا قد وسمت جبينه
يقطّع اعناق البيوت الشوارد (365)
اقام الندى والجود في كل منزل
يقيم به الفضل بن يحيى بن خالد
وقال آخر:
للندى والجود حد وأرى
آل يحيى ما لهم في الجود حدّ
بفعل الناس اذا ما وعدوا
واذا ما فعل الفضل وعد (366)
ولابى الفتح البستى:
ظلّ الوزير مقيل كل سعادة
يجد المؤمل في ذراه منتشى
__________
(360) في أالثوى.
(361) في الجهشياري اشر.
(362) في الاصول من امرء.
(363) الابيات في الاغاني 10: 100، وانظر حضارة الاسلام 130 والجهشياري 203.
(364) انظر شعراء عباسيون 96، والجهشياري 204.
(365) البيتان في مدح الفضل بن يحيى.
(366) البيتان في العقد الفريد 1: 119، وبعد هذين البيتين زيادة هي:(1/162)
من شاء منشأ (367) غبطة وسعادة
بلقائه يدرك ويلحق من يشا
وله:
اذا دهى خطب فاراؤه
تغنى عن الجيش وتسريبه
وان دجا ليل بدا نوره
للركب نجما، فهي تسرى به
ولأبى بكر القهستاني (368):
دعيت نظام الملك فاتسع الملك
ودام على اعداء دولتك الهلك
واغرق بالطوفان كل معاند
ودان لك الجوديّ واستوت الفلك
ولابى سعيد الرستمي في الصاحب (369):
ورث الوزارة عن ابيه وجدّه
موصولة الاسناد بالاسناد
__________
وللغزي في العلاء بن المكرّم:
يثنى خطوب الدهر عن اقليمه
قلم جرى يوم الثبات فما انثنى
ومن العجائب ان صلب نواله
متحمل ثقل الرجاء وما انحنى
(367) في الاصول منشؤ.
(368) ابو بكر القسهتاني اسمه علي بن الحسن، كان معاصرا لمحمود بن سبكتكين، ومتصلا بولده محمد، يميل الى علوم الاوائل ويدمن النظر في الفلسفة، جاء الى بغداد سنة نيف وعشرين واربعمائة، انظر تتمة اليتيمة 74، معجم الادباء 5: 116.
(369) من قصيدة طويلة مطلعها:(1/163)
يروى عن العباد عباد وزا
رته واسماعيل عن عباد
ولابى الفتح البستى في ابى نصر العتبى (370):
شرف كعقد الدر واصل بعضه
بعضا كانبوب القنا المنآد
وعلا كأيام السنين ترادفت
ايامها بتكرّر الأعياد
ولغيره وتروى له:
ابلغ مقالي كلّ عاف (371) مجتد (372)
ومؤمّل في قصده ان يهتدى
عرّج على الموالى الكبير المرتجي
صدر الوزارة احمد بن محمد
__________
غيضن من عبراتهن يوم الوادي
فأرحن عازب انس ذاك النادي
يتيمة الدهر 3: 311، وعن ابن بابك قال:
سمعت الصاحب يقول: مدحت والعلم عند الله بمائة الف قصيدة شعرا عربية وفارسية، وقد انفقت اموالي على الشعراء والادباء والزوار والقصاد، ما سررت بشعر ولا سرّني شاعر كما سرّني ابو سعيد الرستمي بقوله: الابيات معجم الادباء 2:
314.
(370) البيتان ليسا لابي الفتح البستي وانما هما جزء من القصيدة السابقة المنسوبة الى ابى سعيد الرستمي انظر القصيدة كاملة في اليتيمة 3:
311 - ومعجم الادباء 2: 314.
(371) في أعلق وفي د عاق.
(372) في أمحتد.(1/164)
فرداؤه ملء (373) العيون وحبّه
ملء القلوب وسيبه ملء اليد
فائن الرجاء (374) الى علاه فانه
بدر الدجى، شمس الضحى، غيث الصدى
لا زال في يوم اغر مبشر
بسعادة غراء تطلع في غد
ليقيم (375) كلّ مؤود، وينيم كل (م)
مسهد، ويضم كل مبدّد
ولابى الفرج الببغاء في ابى نصر سابور، بهاء الدولة بن بويه (376)، وقد اغرق فيه وبالغ.
لمت الزمان على تأخير مطّلبي
فقال: ماوجه لومي، وهو مخطور (377)؟
__________
(373) في د ملأ.
(374) في د الرجا.
(375) في الاصول لينيم، والتصويب من ج.
(376) ابو نصر سابور بن اردشير، ولد بشيراز سنة 336هـ، ثم كان وزير عضد الدولة البويهي، من اكابر الوزراء وأوائل الرؤساء، جمعت فيه الكفاية والدراية، وكان بابه محط الشعراء. توفى في بغداد سنة 410هـ.
انظر وفيات الاعيان 2: 99، والى سابور اشار المعرّى بقوله من قصيدة طويلة:
وغنت لنا في دار سابور قينة ... من الورق مطراب الاصائل ميهال
انظر سقط الزند 3: 1239.
(377) الابيات في اليتيمة 3: 125، وفيات الاعيان 25: 99وبعدها في اليتيمة:
وما لطرف رجائي عنك منصرف
وهل يفارق جرم المشترى النور(1/165)
فقلت: لو شتت ما فات الغنى أملى
فقال: أخطأت، بل ان شاء سابور
عذ بالوزير ابى نصر وسل شططا
واسرف فانك في الاسراف معذور
فقد تقبلت هذا النصح من زمنى (378)
والنصح حتى من (379) الاعداء مشكور
ولابي محمد الخازن (380) يمدح الصاحب (381):
هذا فؤادك نهبا بين اهواء
وذاك رأيك شورى بين آراء
__________
(378) في ج من زمن.
(379) في أعلى.
(380) في أالجازمي وفي ب، ج الحازمي، وفي د الخارمي، والصواب ما اثبتناه.
وهو ابو محمد عبد الله بن احمد الخازن شاعر من اهل اصبهان، ومن الذين اختصهم الصاحب في بلاطه، وكان في اقتبال حياته، يتولى خزانة كتبه، وينخرط في سلك ندمائه، ترجم له الثعالبي في اليتيمة 3: 325وما بعدها.
(381) في اليتيمة 3: 195، وفي معجم الادباء 2: 321، عن ابى عبد الله محمد بن حامد الحامدي، قال: عهدى بأبى محمد (يريد الخازن) ماثلا بين يدى الصاحب ينشده:
هذا فؤادك نهبى بن أهواء
وذاك رأيك شورى بين آراء
قال: فرأيت الصاحب مقبلا عليه بمجامعه، حسن الاصغاء الى انشاده، مستعيدا لاكثر ابياته، فلما بلغه قوله:
ادعى باسماء نبزا في قبائلها
زحف عن دسته طربا له، فلما بلغ الى قوله:
لو أن سحبان باراه لأسحبه
جعل يحرّك رأسه ويقول: احسنت احسنت، فلما أنهى القصيدة امر له بجائزة وخلع.(1/166)
لو أن سحبان باراه لاسحبه
على خطابته اذيال فأفاء (382)
ارى الاقاليم قد ألقت مقالدها
اليه مستسلمات (383) اىّ القاء
افساس سبعتها (384) منه باربعة
امر ونهى وتثبيت وامضاء
نعم تجنب (لا) يوم العطاء كما
تجنب ابن عطاء لثغة الراء (385)
أطوي وأطرب بالاشعار أنشدها
أحسن ببهجة اطرابى واطرائي (386)
ومن منائح (387) مولانا مدائحه
لأن من زنده قدحى وايرائي
فخذ اليك ابن عباد محبرة
لا البحتريّ يدانيها ولا الطائي
__________
(382) في أفافآء.
(383) روايته في اليتيمة ومعجم الادباء: مستبقات.
(384) في الاصول سبقتها والتصويب من اليتيمة ومعجم الادباء.
(385) في اليتيمة: ان الصاحب حين بلغ الشاعر في انشاده هذا البيت، استعاده وصفق بيديه.
(386) في أاطرآى.
(387) في الاصول نتائج، والتصويب من اليتيمة.(1/167)
المراجع والفهارس(1/168)
قائمة المصادر والمراجع
احسن ما سمعت (اللالي والدرر) الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ مصر، مطبعة الجمهور 1324هـ
الاحكام السلطانية الماوردي ابو الحسن علي بن محمد 450هـ القاهرة 1360هـ
اخبار الشعراء (الاوراق) الصولي، ابو بكر محمد بن بكر 335هـ تحقيق ج. هيوارث
الادب الصغير عبد الله بن المقفع مصر، 1354هـ
الادب الصغير والادب الكبير عبد الله بن المقفع بيروت، دار صادر 1960
ادب الكتاب الصولي، ابو بكر محمد بن يحيى تحقيق محمد بهجت الاثري. القاهرة، المطبعة السلفية 1341هـ
ادب الوزير الماوردي ابو الحسن علي بن محمد القاهرة 1939(1/169)
الاذكياء ابن الجوزي، ابو الفرج عبد الرحمن تحقيق اسامة عبد الكريم الرفاعي. دمشق 1971
اساس البلاغة الزمخشري، ابو القاسم جار الله بن عمر 538هـ.
دار ومطابع الشعب
الاستيعاب في معرفة الاصحاب ابن عبد البر، ابو عمر يوسف بن عبد الله تحقيق محمد البجاوي. مصر مطبعة الفجالة
اسرار البلاغة الجرجاني ابو العباس احمد بن محمد 482هـ تحقيق احمد مصطفى المراغي
اشعار اولاد الخلفاء الصولي، ابو بكر محمد بن بكر 335هـ نشر ج هيوارث. القاهرة 1936
الاصابة في تمييز الصحابة ابن حجر العسقلاني مصر 19391936
الاعجاز والايجاز الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ المطبعة العمومية 1897
الاعلام الزركلي خير الدين الطبعة الثالثة بيروت 1969(1/170)
الاقتباس من القرآن الكريم الثعالبي ابو منصور عبد الملك 429هـ تحقيق، د. ابتسام مرهون الصفار بغداد، مطبعة الحكومة 1975
الاوائل العسكري، ابو هلال تحقيق احمد الوكيل. طنجة 1966
بغداد ابن طيفور ابو الفضل احمد بن طاهر 280هـ نشر عزت العطار 1949
البيان والتبيين الجاحظ، ابو عثمان عمرو بن بحر 255هـ تحقيق عبد السلام محمد هارون مطبعة لجنة التأليف والترجمة مصر 1960
تاريخ الامم والملوك الطبري ابو جعفر محمد بن جرير 310هـ مصر، المطبعة الحسينية ومطبعة دار المعارف بمصر ايضا
تاريخ بخارى النوشنجي ابو بكر محمد بن جعفر 348هـ تعريب امين عن المجيد بدوي ونصر الله مبشر الطرازي. دار المعارف مصر
تاريخ البيهقي ابو الفضل البيهقي ترجمة يحيى الخشاب وصادق نشأت. القاهرة مكتبة الانجلو مصرية
تاريخ التمدن الاسلامي جرجي زيدان. بيروت 1967(1/171)
تاريخ الخلفاء السيوطي، جلال الدين ابو الفضل عبد الرحمن 911هـ تحقيق محيى الدين عبد الحميد. مطبعة السعادة 1959
تتمة اليتيمة الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ نشر عباس اقبال. طهران، مطبعة فردين 1353هـ
الترهيب والترغيب المنذري ابو محمد عبد العظيم بن عبد القوي ت 656هـ مصر مطبعة السعادة 1961
التمثيل والمحاضرة الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ تحقيق عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى الحلبي القاهرة. 1961
تهذيب التهذيب ابن حجر العسقلاني 853هـ مطبعة دائرة المعارف العثمانية. حيدر آباد 13271325هـ
ثمار القلوب الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ مصر 19651384
جامع الاصول من احاديث الرسول ابن الاثير مجد الدين ابو السعادات، تحقيق محمد حامد الفقى القاهرة 19551949
الجامع الصغير في احاديث البشير والنذير السيوطي عبد الرحمن جلال الدين 911هـ
جمع الفوائد محمد بن سليمان الامام المدينة المنورة 1961(1/172)
جمهرة انساب العرب ابن حزم، ابو محمد علي بن احمد 456هـ تحقيق عبد السلام محمد هارون. مصر دار المعارف 1962
حضارة الاسلام في دار السلام جميل نخلة المدور بولاق، مصر 1936
حياة الحيوان الكبرى الدميري كمال الدين بيروت دار القاموس الحديث (بالاوفسيت) عن طبعة مصر 1309
خاص الخاص الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ تصحيح محمود السمكري، مطبعة السعادة 1809
الخليفة المغني ابراهيم بن المهدي بدري محمد فهد بغداد، مطبعة الارشاد
ديوان ابي تمام شرح الخطيب التبريزي تحقيق محمد عبدة عزام. دار المعارف، مصر 1964
ديوان الارجاني ابو بكر احمد بن محمد بن الحسين بيروت 1307هـ
ديوان الاعشى ميمون بن قيس تحقيق محمد محمد حسين. مصر 1950
ديوان البحتري تحقيق حسن كامل الصيرفي. مصر، دار المعارف 1963(1/173)
ديوان بشار بن برد تصحيح محمد بدر الدين العلوي. دار الثقافة. بيروت 1963
ديوان المعاني العسكري، ابو هلال تحقيق الدكتور كرنكو. مصر 1352هـ
ديوان نصر بن سيار تحقيق وجمع عبد الله الخطيب بغداد 1972
زهر الآداب وثمر الالباب الحصري، ابو اسحاق ابراهيم بن علي 453هـ تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، زكي مبارك، مصر، مطبعة السعادة 1372هـ
سحر البلاغة الثعالبي ابو منصور، عبد الملك بن منصور 429هـ القسطنطينية، مطبعة الجوائب 1301هـ، دمشق، المكتبة العربية 1350هـ
شعراء عباسيون غوستاف فون غرنباوم ترجمة محمد يوسف نجم. بيروت 1959
الشعر والشعراء ابن قتيبة عبد الله بن مسلم 276هـ تحقيق احمد محمد شاكر مصر 1966
صبح الاعشى في صناعة الانشا القلقشندي ابو العباس احمد القاهرة 19171913(1/174)
الصحاح الجوهري اسماعيل بن حماد 393هـ تحقيق احمد عبد الغفور عطار مصر دار الكتاب العربي 1376هـ 1377هـ
كتاب الطبقات ابن خياط ابو عمرو خليفة، شباب العصفري تحقيق اكرم ضياء العمري. بغداد 1386هـ 1967م
طبقات سلاطين الاسلام استانلي لين بول ترجمة عباس اقبال دار منشورات البصري 1968
طبقات الشعراء ابن المعتز عبد الله بن المعتز بن المتوكل 296هـ تحقيق عبد الستار احمد فرّاج. مصر دار المعارف 19561376
العقد الفريد ابن عبد ربه، ابو عمر شهاب الدين احمد بن محمد 328هـ تحقيق احمد امين وجماعته. مصر، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1956، وطبعة العريان
العمدة ابن رشيق القيرواني، ابو علي الحسن 463هـ تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، مطبعة حجازي 1934
عيون الاخبار ابن قتيبة، ابو محمد عبد الله بن مسلم 276هـ القاهرة، دار الكتب المصرية 1343هـ / 1349هـ
الفاضل في صفة الادب الكامل الوشاء، محمد بن احمد بن اسحاق تحقيق يوسف يعقوب مسكوني بغداد وزارة الاعلام 1972(1/175)
الفخري في الآداب السلطانية ابن الطقطقي طبعة علي الجارم 1938هـ (القاهرة)
فصل المقال في شرح كتاب الامثال ابو عبيد البكري الاوييني تحقيق احسان عباس، وعبد المجيد عابدين بيروت 1971
فقه اللغة الثعالبي، ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ تحقيق مصطفى السقا، ابراهيم الابياري، مطبعة البابي الحلبي بمصر 1938
الفهرست ابن النديم محمد بن اسحاق 378هـ القاهرة، مطبعة الاستقلال
الكامل في التاريخ ابن الاثير علي بن ابي الكرم محمد بن محمد 630هـ القاهرة، دار الطباعة 1290هـ
الكشاف (تفسير الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل) الزمخشري، جار الله محمود 538هـ بيروت، دار الكتاب العربي 1947
كليلة ودمنة ابن المقفع، عبد الله تصحيح محمد حسن المرصفي. القاهرة 1914
الكناية والتعريض الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ تصحيح محمد بدر النعسان. بغداد (بالاوفسيت) 1972(1/176)
لسان العرب ابن منظور ابو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم 711هـ بولاق، المطبعة الاميرية 1300هـ
لطائف المعارف الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ تحقيق ابراهيم الابياري وحسن كامل الصيرفي. مصر دار احياء الكتب العربية 1960
مجمع الامثال الميداني، ابو الفضل محمد 518هـ القاهرة 1352هـ 1353هـ المحبر ابن حبيب، ابو جعفر محمد بن حبيب 245هـ مطبعة دائرة المعارف العثمانية. حيدر آباد الدكن 1942
مختار الاغاني ابن منظور محمد بن مكرم 711هـ مصر، الدار المصرية للتأليف والترجمة 19661965
مروج الذهب المسعودي ابو الحسن علي بن الحسين 346هـ الطبعة الاوربية، باريس 1877
المستجاد من فعلات الاجواد التنوخي ابو علي المحسن 384هـ تحقيق محمد كرد علي. مطبعة الترقي. دمشق 1916
المستطرف من كل فن مستظرف الابشيهي، شهاب الدين محمد بن احمد مصر 1379هـ(1/177)
مسند احمد بن حنبل الامام احمد بن حنبل 241هـ طبعة سنة 1094هـ
المعارف ابن قتيبة ابو محمد عبد الله بن مسلم 276هـ تحقيق الدكتور عكاشة دار الكتب المصرية 1960
معجم الادباء ياقوت الحموي، شهاب الدين ابو عبد الله 626هـ نشر. د. س.
مرجليوث مصر 1918
معجم البلدان ياقوت الحموي، شهاب الدين ابو عبد الله 626هـ ليبزج 1924
معجم الشعراء المرزباني، ابو عبد الله بن عمران بن موسى 384هـ تحقيق عبد الستار احمد فرّاج. دار احياء الكتب العربية 1960
المعجم المفهرس لالفاظ القرآن الكريم محمد فؤاد عبد الباقي مطابع الشعب. بيروت
المعجم المفهرس لالفاظ الحديث النبوي فنسنك ليدن 1936فما بعدها
مقدمة ابن خلدون بيروت، دار احياء التراث العربي. الطبعة الثالثة(1/178)
المنتحل الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ الاسكندرية 1903
المنتظم ابن الجوزي، ابو الفرج عبد الرحمن بن علي 597هـ مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن 13591357هـ
من غاب عنه المطرب الثعالبي ابو منصور عبد الملك بن محمد 429هـ نشر وتصحيح محمد اللبابيدي. المطبعة الادبية بيروت 1908
نشوار المحاضرة التنوخي ابو علي المحسن 384هـ تحقيق عبود الشالجي. بيروت، دار صادر
نهاية الارب في فنون الادب النويري، شهاب الدين احمد بن عبد الوهاب 732هـ القاهرة، دار الكتب المصرية 1349هـ / 1369هـ
نكت الوزراء ضمن مجموع باسم رسالة المعاش ص 8233رقم 1929 (6) مؤلفه ابو المعالي مؤيد الدين الجاجري (مخطوط) اسطنبول مكتبة احمد الثالث
النهاية في غريب الحديث ابن الاثير بن محمد بن الجزري تصحيح عبد العزيز بن اسماعيل. مصر المطبعة العثمانية 1311هـ(1/179)
الوزراء والكتاب الجهشياري ابو عبد الله محمد بن عبدوس 331هـ تحقيق مصطفى السقا، وابراهيم الابياري. مصر مطبعة البابي الحلبي 1938
وفيات الاعيان ابن خلكان، ابو العباس احمد بن محمد 681هـ تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد. القاهرة، مطبعة السعادة 1948، وطبعة الدكتور احسان عباس
يتيمة الدهر في محاسن اهل العصر.
الثعالبي ابو منصور عبد الملك تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد. مصر مطبعة حجازي 1947 1366هـ(1/180)
فهرس الاعلام
(ا) ابان اللاحقي 43
ابتسام مرهون (د.) 4، 5
ابراهيم الابياري 5، 7
ابراهيم البرمكي 140
ابراهيم بن المهدي 97، 149، 155
ابراهيم بن موسى الواسطي 12
ابراهيم السامرائي (د.) 5
ابرويز 140، 154
ابن الاثير 101
ابن بابك 164
ابن بويه (عضد الدولة) 145
ابن ثوابه (ابو العباس احمد) 21، 151
ابن جهور (الاندلسي) 27
ابن جهير (محمد بن محمد بن جهير الملقب بفخر الدولة مؤيد الدين ابو النصر) 26، 27
ابن حزم 26، 27، 117
ابن خلكان 10، 12، 14، 72
ابن الزيات 145
ابن زيدون 26، 27، 117
ابن شاكر 6، 7، 8، 9، 10، 11
ابن صوحان (صعصعة) 113
ابن طاهر 145
ابن طباطبا 121(1/181)
ابن الطقطقي 55
ابن طيفور 11
ابن عباد 26، 122
ابن عباد بن عباس 56
ابن عبد البر 101
ابن عبدوس (الجهشياري) 48
ابن عطاء 167
ابن عساكر 92
ابن عمار 117
ابن عمار الثقفي ابو العباس احمد بن عبيد الله بن محمد 12
ابن العميد (ذو الكفايتين) 21، 42، 126، 134، 141
ابن الفرات علي بن محمد 12، 15، 124، 142، 155
ابن قتيبة 105، 111
ابن قاضي شهبة 6، 7، 8، 9، 10، 11
ابن الكازروني (المؤرخ) 114، 123
ابن الماشطة ابو الحسن علي بن الحسن (او علي بن محمد الماشطة) 13
ابن المعتز 77
ابن المقفع 108
ابن مقلة 153
ابن ماكولا علي بن هبة الله بن جعفر 13
ابن الموصلايا 23، 24، 60
ابن النديم 12، 13
ابو اسحاق ابراهيم بن حمزة 127(1/182)
ابو اسحاق الصابي 32، 43، 45، 143، 153، 154، 157
ابو اسماعيل الطغرائي 157
ابو ايوب المورياني 25، 96، 115
ابو بكر (بن عمر بن الخطاب) 105
ابو بكر بن القصيرة 117
ابو بكر الخوارزمي 129، 133
ابو بكر الصديق 134
ابو بكر القهستاني 163
ابو تمام 123، 129
ابو ذؤيب 53
ابو الريحان البيروني 31
ابو زيد البلخي 19، 20، 62، 81
ابو سفيان 113
ابو سلمة الخلال 25، 115، 118
ابو جعفر المنصور 44
ابو الحجناء (نصيب) 22، 161
ابو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني 14
ابو الحسن الهلال بن الحسن الصابي 11، 15
ابو حيان التوحيدي علي بن محمد 13
ابو سعيد الرستمي 163، 164
ابو طاهر محمد بن بقيه 51
ابو عامر بن ارقم 117
ابو عبادة البحتري 152
ابو العباس (بن الفرات) 155(1/183)
ابو العباس احمد بن ابراهيم الضبي 56
ابو العباس السفاح 105، 107، 108، 114
ابو عبد الله (وزير المهدي) 118
ابو عبد الله احمد بن القادسي 14
ابو عبد الله الحمدوني 30، 38
ابو عبد الله محمد بن احمد الفارسي 13
ابو عبد الله محمد بن حامد الحامدي 166
ابو العلاء صاعد بن ثابت 153
ابو علي (الامير) 64
ابو علي بن مقلة 124
ابو علي الحسن بن احمد 56
ابو علي الخاقاني 15
ابو علي سيمجور 34، 35، 55، 127
ابو علي القالي 131
ابو عيسى المنجم 33، 127
ابو الفتح البستي 19، 32، 45، 47، 64، 66، 111، 163، 164
ابو الفرج الببغاء 22، 165
ابو الفضل الميكالي 9، 144
ابو القاسم بن عبادة 125، 127
ابو القاسم بن عطية 117
ابو القاسم الكلواذي 12
ابو القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي 33(1/184)
ابو مسلم الخراساني 22، 105، 107، 108، 109، 114، 140
ابو المظفر نصر بن ناصر الدين سبكتكين 33
ابو المغيث الرافقي 129
ابو محمد بن الخازن 166
ابو محمد السلمي 64
ابو محمد المهلبي 116
ابو منصور سبكتكين 64
ابو منصور (عميد الدولة) 26
ابو نصر احمد بن علي الميكالي 64
ابو نصر بن ابي زيد 125
ابو نصر سابور (بهاء الدولة بن بويه) 165، 166
ابو نصر العتبي 64، 117، 164
ابو نصر الكندي 117
ابو نصر احمد بن عبد الرزاق المقدسي 5
ابو نواس 77
ابو هلال العسكري 159
أبيّ (ابن كعب) 104
اتامش 22
احسان عباس 51
احمد بن ابي دؤاد 72، 142
احمد بن ابي طاهر، 11
احمد بن حنبل 101
احمد بن الخصيب 121(1/185)
احمد بن الطيب السرخسي 44
احمد بن محمد 164
احمد بن يوسف الكاتب 137، 138
احمد الصديقي 16
الاحنف بن قيس 92، 93
الاخطل 95
الارجاني (القاضي) 87
ارسطو 18
ارسطو طاليس 58
ارمينيا 147
استانبول 4، 5
اسحاق بن مسلم العقيلي 107، 109
الاسكندر 18، 58
الاسكندرية 5
اصبهان 34، 166
الاعشى 40
عبد الملك (بن حميد كاتب لجعفر) 96
افلاطون 68
اكثم بن صيفي 89
الب ارسلان 23، 60
أم غالب 137
أم مجد الدولة 56
الامين 119
انو شروان 42(1/186)
الاهواز 96
الاهوازي 5
آيا صوفيا 9
ايران 5
(ب) الباخرزي 8
باريس 5، 6، 8
البحتري 22، 90، 116، 141، 152، 154، 167
البحرين 114
بخارى 33، 35، 47
بديع الزمان 34
برلين 7، 8
بزرجمهر 140
البستي 9، 33
البساسيري 27
بشار بن برد 115، 140، 159، 160
البصرة 54، 160
بغداد 4، 6، 27، 54، 97، 108، 116، 126، 160، 161، 163، 165
البغدادي 7، 8، 9
البلخي 89(1/187)
البلهبذ 154
بولاق 6
البيضاوي 39
البيهقي 31، 38
بيروت 5
(ت) تاج الدين علي بن انجب بن الساعي البغدادي 14
الثعالبي (ابو منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل) 3، 4، 8، 9، 10، 14، 15، 21، 22، 23، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 33، 34، 35، 36، 38، 41، 47، 48، 64، 69، 111، 125، 127، 128، 131، 158، 166
(ج) الجاحظ 116
الجاحظ (الثاني) 42، 125
جامعة بغداد 3
جرير بن عبد الله 101
الجرجاني 25، 87
جعفر بن يحيى البرمكي 65، 115، 116، 119، 139، 140، 141، 142، 146، 147، 161
الجهشياري ابو عبد الله بن محمد بن عبدوس 13، 14، 15، 65، 139، 160، 163(1/188)
(ح) حاجي خليفة 8، 9، 10
حامد بن العباس 54
الحجاج بن يوسف الثقفي 20، 113
الحجاز 160
حذام (ابنة الريان) 106
الحسن بن سهل 29، 70، 74، 97، 116
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي 13
الحسين بن علي 113
(خ) خالد بن صفوان البرمكي 113، 159
خالد بن يزيد الكوفي 159
خالد القسري 113
خراسان 35، 64، 66، 80، 113، 140
خليل بن الحسن 14
خواند امير غياث الدين 14
الخيبري الخارجي 107
الخيزران 142،
(د) داود (النبي) 40
داود بن الجراح 11، 116، 117(1/189)
دمشق 4، 5، 149
الدولة السلجوقية 23
ديار بكر 26
ديسم بن طارق 106
ديسم بن ظالم الاعصري 106
(ذ) ذو الكفايتين ابن العميد
(ر) الراضي (الخليفة العباسي) 117، 124، 125
راغب باشا (مكتبة) 16
الربيع بن يونس (الحاجب) 96، 118
رحمة (علم لامرأة) 131
رجاء بن حيوة الكندي 114
د. رزوق فرج رزوق 9
الرضي نوح بن منصور (الساماني) 32
الرضي الهمذاني 128
ركن الدولة البويهي 42، 43
الروم 42
الري 43
الريان بن فلان الحميري 106
ريشر 4(1/190)
(ز) زبراء (الجارية) 92، 93
زياد بن ابيه 20، 68، 105، 113
زياد بن عبيد الله الحارثي 105
(س) الساعي البغدادي علي 14
سحبان (وائل) 166، 167
السفاح 96، 118
سفيان بن عيينه 141
السلامي 158
سلم الخاسر 22، 77، 163
سليمان (ابن عبد الملك بن مروان) 114
سليمان بن وهب 116، 122
سمياط 107
سيف الدولة (ابو المظفر سبكتكين) 5، 47
(ط) الطائي 123، 167
الطبري 43، 48، 80، 81، 93، 97، 107، 108، 109، 113، 116
الطغرائي 26، 27، 28، 117
طهران 4
طوب قبو سراي 9(1/191)
طوس 97
طيفور 155، 156
(ظ) ظالم بن سراق الازدي العككي 113
(ع) عائشة (أم المؤمنين) 41
عاطس بن حلاج 106
العباس بن خالد البرمكي 159
عبد الحميد الكاتب 19، 70، 114، 139
عبد الستار احمد فراج 11
عبد الفتاح الحلو 3، 4، 6
عبد الله بن حمزة العلوي 25، 90
عبد الله بن علي 107، 108
عبد الله بن عمر 105
عبد الله بن محمد بن يزداد 122
عبد الله بن معاوية بن جعفر الطالبي 90
عبد الملك بن الزيات 141
عبد الملك بن مروان 92، 114، 153
عبود الشالجي 143
عبيد الله (وزير المهدي) 141
عبيد الله بن سليمان 146، 155
عثمان بن عفان 96، 101، 143(1/192)
عز الدولة بختيار بن معز الدولة 45، 51، 52
عضد الدولة 43، 51، 56، 165
العلاء بن المكرم 163
العلاء بن وهب العامري 70
علي (بن ابي طالب) 101، 114
علي بن الحسين بن احمد بن محمد بن عمر 27
علي بن زيد بن جدعان 86
علي بن عيسى 15، 54، 55، 116، 117
علي بن الفتح (المعروف بالمطوق) 12
علي بن محمد بن الفرات 117
علي بن محمد بن نصر بن بسام 54
علي بن موسى الرضا 97
عمارة اليمني 14
عمر (بن الخطاب) 101
عمر بن عبد العزيز 94، 114
عمر بن هبيرة 114
عمر الربيب 22، 159
عمرو بن العاص 113
عمرو بن مسعدة 19، 65، 116، 138
عنان (جارية الناطفي) 77
عون الدين بن هبيرة 19، 24، 74
عون الهمذاني 33، 34، 127، 128
عيسى بن علي 108
عيسى بن فرخنشاه 122(1/193)
عيسى بن موسى 108
(غ) الغزي (الشاعر) 163
غوطا (مكتبة) 16
(ف) الفتح بن خاقان 116
فخر الدولة 33، 43، 55، 56، 128
فخر الملك ابو غالب 145
فروج الرفاء الطلحي 131
الفضل بن الربيع 119، 120
الفضل بن سهل 18، 48، 49، 58، 98، 116، 120، 147
الفضل بن صالح 149
الفضل بن مروان 120، 122
الفضل بن يحيى 119، 140، 142، 161، 163
الفرنج 42
فنسنك 94
الفيض بن ابي صالح 115
فيض الله (مكتبة) 16
(ق) القائم 26، 27
القائم بأمر الله 24، 60
قابوس 56
القاسم بن عبيد الله 44، 123(1/194)
القطامي 95
القاهر (الخليفة) 117، 124
القاهرة 4، 5، 6
قبيصة بن ذؤيب 114
قرطبة 27
القسطنطينية 4
قنسرين 96
(ك) الكردانيون 42
كسرى قباذ 58
كلية الآداب 3، 5، 9
الكمال بن جهير 24، 74
كمال بهاء الدين 16
كمبردج 10
كوبرلي (مكتبة) 90
الكوفة 107، 108، 114
(ل) لجيم بن صعب 106
ليبزج 4، 5
ليدن 4، 5، 8
(م) مأرب 137(1/195)
المأمون 19، 29، 48، 49، 65، 70، 74، 87، 97، 98، 115، 116، 120، 137، 138، 147، 149، 155
الماوردي ابو الحسن علي بن محمد 13، 15، 65، 73، 83
المتحف البريطاني 10
المتنبي 5، 7، 10
المتوكل 43، 72، 116، 121
مجد الدولة ابو طالب رستم 56
مجيد الدين ابو علي عبد الرحيم 25
محمد بن داود الجراح 11، 116
محمد بن سليمان 86
محمد بن عبد الملك (الزيات) 43، 116، 142
محمد بن علي بن الحسين بن مقلة 117
محمد بن علي بن خلف فخر الملك 14
محمد بن عمران الانباري 51
محمد بن الفضل 121
محمد بن كعب القرضي 141
محمد بن محمود بن سبكتكين 163
محمد بن مناذر 160
محمد بن وهيب 110
محمد حسن آل ياسين 6
محمد محي الدين عبد الحميد 6
محمود بن سبكتكين 163
محمود الجادر 3
محمود السمكري 4(1/196)
المختار بن ابي عبد الله 113
المدينة المنورة 6، 7، 9، 10، 113
مرو 80، 97
مروان 80، 114
مروان بن محمد 70، 107
المستظهر بالله 26
المستعين 122
المستنجد بالله 19، 24، 29، 74
المسعودي 13، 48
مصر 5، 6، 13، 149
مصطفى السقا 5
مصعب بن الزبير 92، 113
المطيع (العباسي) 116
معاوية 68، 101، 105، 113، 114
المعتز 122
المعتصم 43، 72، 115، 116، 120، 142
المعتضد 27، 44، 115، 123، 155
المعتمد 27
المعتمد على الله 116، 123
معز الدولة 116
المعري (ابو العلاء) 165
المغيرة 114
المقتدر 2، 54، 93، 117، 124
المقتدي 26(1/197)
المقتفي 24، 26
المكتفي 44، 123، 124
مكة 5، 105، 160، 161
ملكشاه (السلطان) 23، 59، 60
المنتصر 121
المنصور 96، 97، 101، 107، 108، 109، 115، 118، 140، 147، 149
المنصور بن ابي عامر 117
المهتدي بالله 116، 122
المهدي 108، 115، 118، 142، 158، 161
المهلب بن ابي صفرة 113
المهلبي 22، 143، 152
موريان 96
موسى (النبي) 17، 39، 57
موسى (البرمكي) 140
موسى بن عبد الملك 48
الموفق بالله 44، 116، 123
مؤيد الدولة 43، 55، 56
ميافارقين 26
ميسان 68(1/198)
(ن) نبط 42
النبي (محمد) 14، 41، 50، 57، 86، 101، 141، 146، 148
نصر بن سيار 80
نظام الملك ابو نصر المظفري ابن علي بن محمد 26
نظام الملك الحسن بن علي بن اسحاق 23، 24
نظام الملك علي بن اسحاق 59، 60، 117
نفطويه ابراهيم بن محمد 12
نهاوند 23، 60
نوح بن منصور 33، 35، 47
نيسابور 3، 32، 33، 47، 66، 115
(هـ) الهادي (بن المهدي) 12، 13، 96، 115، 149
هارون (الرشيد) 17، 39، 40، 57، 65، 115، 118، 119، 138، 142
هبة الله بن المنجم 56
هشام (بن عبد الملك) 114
همذان 55
الهند 18، 39، 41، 147(1/199)
(و) الواثق 43، 72، 116، 142
واسط 145
الوشاء 108
الوليد بن عبد الملك 114
(ي) ياقوت 34، 55
يحيى بن خالد (البرمكي) 77، 115، 118، 139، 145، 146، 147، 161
يحيى بن علي بن يحيى المنجم 44
يحيى بن هبيرة 117
يحيى بن خالد القسري 113
يزيد بن عبد الملك 114
يزيد (بن المهلب بن ابي صفرة) 113
يزيد بن الوليد 113
يوسف بن عمر 113
يوسف بن محمد بن الوكيل الملوي 16
يعقوب بن داود 25، 115
اليونان 17، 39، 42(1/200)
استدراك
بعد انتهائنا من تحقيق كتاب تحفة الوزراء المنسوب الى الثعالبي، عثرنا على نصه منشورا في العدد الموحد 41من مجلة (الابحاث) الصادرة في الجامعة الامريكية في بيروت لسنة 1972، بقلم «ريجينا هاينكه» من جامعة فرنكفورت وقد جاء التحقيق خاليا من الحواشي والتعليقات.
ونامل الا يتعارض عملنا مع ما قامت به المحققة الفاضلة، فلكل منا منهجه وطريقته في التحقيق، بل نأمل ان يكون لكل من العملين من المزايا ما يجعله مكملا للآخر، والله نسأل ان يهدينا سواء السبيل.
المحققان(1/201)
فهرس موضوعات الكتاب
الصفحة
2 - المقدمة
37 - مقدمة المؤلف وتشتمل على محتوى الكتاب
39 - الباب الاول في اصل الوزارة واشتقاقها
اول من تسمّى بالوزارة هارون اخو موسى
39 - اتخاذ الوزراء
39 - اصل اشتقاق الوزارة
40 - قول الاعشى في اوزار الحرب
41 - قول الرسول (ص) اذا اراد الله بعبد خيرا
41 - اتخاذ ملوك الفرس ثلاثة وزراء الى سبعة
41 - قول اهل الهند بوجوب اتخاذ اربعة وزراء
42 - قول انوشروان: لا يستغني اعلم الملوك عن الوزير
42 - قولهم في الامثال: لا تغترر بكرامة الامير اذا غشك الوزير
43 - شعر لابي الفضل بن العميد
43 - شعر من المزدوجة المعروفة بذات الحلى
44 - شعر لابي تمام في محمد بن عبد الملك
44 - شعر ليحيى بن علي المنجم في المعنى السابت
44 - قول المعتضد لاحمد بن الطيب السرخسي وقد سعى بوزيره
45 - بين المؤلف وابي الفتح البستي في ابي اسحاق الصابي
45 - فصل للصابي
47 - ابو الفتح البستي ينشد شعرا للثعالبي
48 - نص من كتاب الوزراء والكتاب للجهشياري(1/202)
الصفحة
50 - فصل في الوزير الصالح
53 - فصل فيما يوجه حكم السياسة من الاقتصار على وزير واحد
53 - قول العامة: من كثرة الملاحين غرقت السفينة
53 - قول الله تعالى «لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا»
54 - استيزار المقتدر وزيرين في دولته، ودلالة ذلك على ضعفه
55 - شعر لعلي بن محمد بن نصر بن بسام
55 - شعر لغيره
55 - سوء عاقبة ابي علي سيمجور لكثرة وزرائه
56 - تولي فخر الدولة الوزارة مكان الصاحب ابي القاسم
56 - شعر هبة الله بن المنجم
57 - الباب الثاني في فضائلها ومنافعها
57 - آية من القرآن الكريم
57 - قول النبي (ص) اذا أراد الله بالامير خيرا
57 - من وصايا الفرس
58 - قول لكسرى قباذ
58 - قول للفضل بن سهل
58 - قول لارسطو طاليس عن انتخاب الاسكندر لسبعة وزراء
61 - الباب الثالث: في آدابها وحقوقها ولوازمها
61 - شروط الوزارة خمسة
62 - قول ابي زيد البلخي في صفة الوزير الكامل
63 - قول لبعضهم
63 - شروط الوزارة عند الفرس
64 - شعر لبعضهم(1/203)
الصفحة
64 - لبعضهم في مدح الوزير ابي نصر العتبي
65 - فصل لعمرو بن مسعدة في وصف وزير
66 - شعر لابي الفتح البستي في الصاحب بن عباد
67 - فصل في حق الملك على الوزير وحق الوزير على الملك
68 - قول لافلاطون
68 - كتاب معاوية الى زياد في سياسة الرعية
68 - سبب كتابة الرسالة
69 - من حقوق الملك على الوزير
70 - بين المأمون والحسن بن سهل
70 - قول لعبد الحميد الكاتب
71 - من حقوق الملك على الوزير
72 - فصل في حقوق الوزراء على الملوك
72 - قول المتوكل لاحمد بن ابي دؤاد
73 - قول بعض حكماء الفرس
74 - فصل يشتمل على نبذ من لطائف جرت بين الملوك والوزراء
74 - قول الحسن بن سهل للمأمون لما استخلفه على العراق
75 - الباب الرابع في اقسام الوزارة ورسومها
75 - الوزارة المطلقة والوزارة المقيدة
77 - في الخصال التي ينبغي ان تجتمع في هذا الوزير مع ما تقدم
77 - وصفه من الشروئط والآداب
77 - شعر لسلم الخاسر
78 - قول لبعض العلماء
78 - قول لبعضهم(1/204)
الصفحة
79 - فصل
79 - في واجبات الوزير العام
80 - عدم طيّ الاسرار عن الملوك
80 - شعر لنصر بن يسار والي خراسان
82 - قول لابي زيد البلخي
82 - واجبات الوزير الخاص
83 - فصل في الفروق بين هاتين الوزارتين (التفويض والتنفيذ)
84 - فصل في ذكر رسوم وزارة التقليد وهي الخاصة
86 - فصل في ذكر المشورة
86 - آية من الذكر الحكيم
86 - قول الرسول (ص): ما خاب من استشار
86 - قول بعض الحكماء
87 - وصية المأمون لولده
87 - قولهم في المشورة
87 - قول لبعض العلماء
88 - من منثور الحكم
89 - فصل في من ينبغي ان يستشار ومن لا يستشار
89 - قول للبلخي
90 - شعر لبعض المتقدمين
91 - شعر لغيره
91 - قول بعض الفضلاء في المشورة
92 - من منثور الحكم
92 - بين مصعب بن الزبير وجارية له استشارها(1/205)
الصفحة
93 - تصرف والدة المقتدر وقهرمانته في شؤون الدولة
93 - قول الرسول (ص): لن يفلح قوم ولوّا أمرهم امرأة.
94 - دخول بعض وفود العرب على عمر بن عبد العزيز
95 - فصل في كتمان الاسرار وكيفية المشورة
96 - شعر للقطامي
96 - بين المنصور واصحابه وقد عزم على النهوض الى قنسرين بعد ان بلغه خلع اهل افريقيا له.
97 - تحكم الفضل بن سهل في اخفاء الاخبار عن المأمون بعد ان خلعه اهل بغداد
99 - فصل في احتياج الملك الى معونة الوزراء
101 - اقوال للحكماء
104 - فصل في وجوب النصح بالاستشارة
104 - مبايعة جرير بن عبد الله الرسول (ص) على النصح والطاعة
105 - استشارة زياد عبد الله بن عمر في تولية رجل القضاء
106 - قول العرب لو ترك القطا ليلا لناما
106 - قصة ذلك
107 - ما فعله المنصور حين بلغه وفاة اخيه السفاح
108 - استشارة المنصور لعلي بن عيسى في قتل ابي مسلم الخراساني
108 - شعر بعضهم
108 - شعر لآخر
109 - شعر لآخرين في النصح بالمشورة
112 - الباب الخامس في ذكر كفاتهم ونكت الفاظهم وعفوهم
112 - فصل في الكفاة(1/206)
الصفحة
112 - من شأن العرب الفصاحة والاسجاع
112 - من كفاة بني امية
114 - من كفاة بني العباس
116 - من وزراء ملوك العجم
117 - من وزراء ملوك المغرب
118 - فصل يشتمل على نبذ من نكت لطائف الوزراء ومحاسن الفاظهم.
118 - ابو سلمة الخلال
118 - الربيع بن يونس
118 - ابو عبد الله وزير المهدي
119 - جعفر بن يحيى
119 - الفضل بن الربيع
120 - الفضل بن سهل
120 - الفضل بن مروان
121 - محمد بن الفضل
121 - احمد بن الخصيب
122 - عبد الله بن محمد بن يزداد
122 - عيسى بن فرخنشاه
122 - سليمان بن وهب
121 - قوله وقد رأى شيئا كثيرا
123 - صاعد بن مخلد
123 - القاسم بن مخلد
124 - ابو الحسن بن الفرات(1/207)
الصفحة
124 - ابو علي بن مقلة
125 - ابو نصر بن ابي زيد
125 - ابو الفضل محمد بن العميد
125 - ابو القاسم بن عباد
127 - ابو اسحاق ابراهيم بن حمزة وزير ابي علي سيمجور
127 - ابو القاسم بن عباد
128 - بين المؤلف وعون الهمداني بشأن الصاحب
129 - كتاب ابي بكر الخوارزمي الى بعض اخوانه
130 - رسالة لابي بكر الخوارزمي
131 - رسالة أخرى له
134 - قول الخوارزمي وقد طلب فقاعا
134 - من محاسن ابي الفضل بن العميد
134 - من رقعة استزارة الى بعض اخوانه
137 - فصل من كتاب آخر
138 - كتاب عمرو بن مسعدة الى المأمون
139 - كتاب عمرو الى والي واسط
139 - قول لعبد العميد الكاتب
139 - قول لجعفر البرمكي
139 - شعر في اولاد يحيى البرمكي
140 - كتاب ابي مسلم الى المنصور معتذرا
140 - قول لبزرجمهر
140 - قول لابرويز
141 - شعر لابن العميد في معنى قول ابرويز(1/208)
الصفحة
141 - جلوس جعفر البرمكي في طرف الايوان وقول اخيه في ذلك
141 - شعر للبحتري
142 - من محاسن لطائف الوزراء
142 - قول الفضل وقد سئل عن حزمة خيزران امام المهدي
142 - قول لجعفر بن يحيى
142 - قول لاحمد بن ابي دؤاد في محمد بن عبد الملك الزيات
142 - قول لابن الفرات
143 - كتاب الصابي الى المهلبي وقد اهدى اليه دواة ابنوس
144 - فصل في بعض توقيعات الوزراء وفصولهم
144 - كتاب عامل متعطل الى الصاحب بن عباد
144 - توقيع للميكالي في رقعة مستعتب
144 - توقيع الصاحب بنقطة في رقعة وبألف في رقعة اخرى
144 - توقيع لبعض الوزراء في بذل الامان
145 - اعتذار عن هارب
145 - توقيع للصاحب
145 - كتاب ابن الزيات الى ابن طاهر
145 - كتاب يحيى بن خالد في الاستبطاء والاقتضاء
145 - كتابه الى عامل واسط وقد اشتكي منه
145 - كتاب بعضهم الى وكيل له على عمارة بساتينه
145 - توقيع لفخر الملك ابي اغلب في رقعة ساع
146 - توقيع ليحيى بن خالد في رسالة ركيكة العبارة بخط مليح
146 - توقيع لعبيد الله بن سليمان في رقعة طالب عمل
146 - توقيع لجعفر بن يحيى في رقعة سعاية(1/209)
الصفحة
147 - توقيع ليحيى بن جعفر في تهديد من شكي اليه ظلمه
147 - توقيع للفضل بن سهل في رقعة خائف من عاقبة امر
147 - كتاب صاحب ارمينيا الى المأمون
147 - جواب المأمون في ذلك
147 - توقيع لذي الكفايتين في رقعة من انحراف عن السلطان
148 - توقيع للصاحب
148 - التواقيع بالفاظ القرآن
149 - فصل في العفو وما يجري مجراه
149 - آيات من الذكر الحكيم
149 - قول ابراهيم بن المهدي للمأمون عند ظفره به
149 - توقيع للفضل بن صالح في رقعة تائب
150 - قول بعض الوزراء وقد اطال سجن بعض الجناة
150 - في اعلان الوزير عقوبة الجناة
150 - وجوب تفقد الوزير احوال اهل السجن
151 - فصل لابن ثوابة من كتاب الى وال
151 - توقيع لبعض الوزراء في رقعة والي المظالم
152 - فصل في التهنئة بالخلاص من السجون والنكبات
152 - قول لمحمد المهلبي من قصيدة
153 - فصل في استعطاف الملوك والوزراء وطلب العفو
153 - قول مذنب لعبد الملك بن مروان وقد امر بقتله
153 - شعر لبعضهم وقد بولغ في تعذيبه
154 - كتاب عامل مقبوض عليه الى ابن مقلة
154 - بين ابرويز ومغن له بشأن احد اصحابه المسجونين(1/210)
الصفحة
155 - من كتاب للصابي
156 - قول ابراهيم بن المهدي في استعطاف المأمون
157 - شعر للصابي في اشهار العفو
158 - شعر للسلامي في الاعتذار
158 - اعتذار رجل مقيد امام المهدي
159 - فصل في بعض مدائح الوزراء
159 - شعر لعمر الربيب في خالد البرمكي
160 - شعر لمحمد بن مناذر
160 - شعر له ايضا
160 - شعر لابي الحجناء نصيب
162 - شعر لسلم الخاسر
162 - شعر لغيره
162 - شعر لابي الفتح البستي
165 - لابي الفرج الببغاء في ابي نصر سابور
166 - شعر لابي محمد الخازن في مدح الصاحب(1/211)