مقدمة
بقلم الأستاذ العلامة أحمد أمين الأستاذ بكلية الآداب بالجامعة المصرية أتيحت لي فرصة أن أقدم للقراء «تاريخ القرآن» للأستاذ أبي عبد الله الزنجاني، فاغتبطت لذلك لأسباب:
أولها: أن الأستاذ من أكبر علماء الشيعة ومجتهديهم، وكاتب هذه السطور سنّي، وطالما حزّ في نفسي أن أرى الخلاف بين السنيّين والشيعيّين يشتد ويحتد ويؤدي إلى جدل عنيف، وتدابر وتقاطع، ولم يقف الأمر عند الجدال الكلامي، والبغض النفساني، بل كثيرا ما تعداه إلى تجريد السيف واحتدام القتال. ولو أحصينا ما كان بينهم من عهد علي (رض) إلى الآن لبلغت حوادثه المجلدات الضخمة، كلها خلاف وكلها دماء، ولو كان أنفق هذا الجهد في سبيل الإصلاح لبلغ المسلمون ذروة المجد، ولكن أبت السياسة أحيانا، والمطامع الشخصية أحيانا، إلا أن تثير الفتن، وتدبر الدسائس، وتفرق بين الإخوة، ويعجب المؤرخ أن يرى النزاع يبلغ هذا المبلغ بين فئتين يجمعهم الاعتقاد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن المؤمنين إخوة، ولئن ساغ في العقل أن يقتتلوا أيام كان هناك نزاع على الخلافة من هو أحق بها ومن يتولاها، فليس يسوغ بحال من الأحوال أن يقتتلوا على خلاف أصبح في ذمة التاريخ لا يستطيع القتال والنزاع أن يعيده إلى الوجود، بل بعد أن
أصبحت الخلافة نفسها مسألة تاريخية بحتة، وليس للمسلمين خليفة فعلي يضم كلمتهم، ويجمع شتاتهم، وأصبح كل الخلاف خلافا في التاريخ، وخلافا في الاجتهاد، ولولا ألاعيب السياسة واستغفال الماكرين لعقول العامة، واحتفاظ أرباب الشهوات والمطامع بجاههم وسلطانهم، لانمحى الخلاف بين الشيعي والسنّي، ولأصبحوا بنعمة الله إخوانا، ولتعاونوا على جلب المصالح ودرء المفاسد لجميعهم، ولنظر بعضهم إلى بعض كما ينظر حنفي إلى مالكي، ومالكي إلى شافعي.(1/11)
أولها: أن الأستاذ من أكبر علماء الشيعة ومجتهديهم، وكاتب هذه السطور سنّي، وطالما حزّ في نفسي أن أرى الخلاف بين السنيّين والشيعيّين يشتد ويحتد ويؤدي إلى جدل عنيف، وتدابر وتقاطع، ولم يقف الأمر عند الجدال الكلامي، والبغض النفساني، بل كثيرا ما تعداه إلى تجريد السيف واحتدام القتال. ولو أحصينا ما كان بينهم من عهد علي (رض) إلى الآن لبلغت حوادثه المجلدات الضخمة، كلها خلاف وكلها دماء، ولو كان أنفق هذا الجهد في سبيل الإصلاح لبلغ المسلمون ذروة المجد، ولكن أبت السياسة أحيانا، والمطامع الشخصية أحيانا، إلا أن تثير الفتن، وتدبر الدسائس، وتفرق بين الإخوة، ويعجب المؤرخ أن يرى النزاع يبلغ هذا المبلغ بين فئتين يجمعهم الاعتقاد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن المؤمنين إخوة، ولئن ساغ في العقل أن يقتتلوا أيام كان هناك نزاع على الخلافة من هو أحق بها ومن يتولاها، فليس يسوغ بحال من الأحوال أن يقتتلوا على خلاف أصبح في ذمة التاريخ لا يستطيع القتال والنزاع أن يعيده إلى الوجود، بل بعد أن
أصبحت الخلافة نفسها مسألة تاريخية بحتة، وليس للمسلمين خليفة فعلي يضم كلمتهم، ويجمع شتاتهم، وأصبح كل الخلاف خلافا في التاريخ، وخلافا في الاجتهاد، ولولا ألاعيب السياسة واستغفال الماكرين لعقول العامة، واحتفاظ أرباب الشهوات والمطامع بجاههم وسلطانهم، لانمحى الخلاف بين الشيعي والسنّي، ولأصبحوا بنعمة الله إخوانا، ولتعاونوا على جلب المصالح ودرء المفاسد لجميعهم، ولنظر بعضهم إلى بعض كما ينظر حنفي إلى مالكي، ومالكي إلى شافعي.
وأظن أن الوقت قد حان لأن يفكر عقلاء الطائفتين في سبيل الوئام، ويعملوا على إحياء عوامل الألفة وإماتة الخصام، ويتركوا للعلماء البحث حرا في التاريخ، ويتلقوا النتائج بصدر رحب، كما يتلقون النتائج في أيّ بحث علمي وتاريخي، وتبعة هذا الخلاف تقع على رؤساء الطائفتين، ففي يدهم تقليله وفناؤه، كما في يدهم إشعاله وإنماؤه.
ففرصة سعيدة أراها أن يؤلف الكتاب شيعي، ويقدمه للقراء سنّي، ولعلها بادرة حسنة من بوادر السير للوئام، والدعوة إلى السلام، والعمل لخير المسلمين من غير نظر إلى فرقة أو مذهب، وهو ما يتطلبه ويوجبه موقف المسلمين الحاضر.
وثانيها: أنه كان من حسن التوفيق أن عرفت الأستاذ أبا عبد الله الزنجاني حين زيارته مصر سنة 1935، فتوثقت بيننا الصلة، وتأكدت الصداقة على قرب العهد بالتعارف، وقصر زمن اللقاء، ولكن قرب الأرواح يفعل ما لا يفعله تراخي الزمن وطول العهد، وصدق الحديث: «الأرواح جنود مجنّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» وقد رأيته واسع الاطلاع، عميق التفكير، غزير العلم بالفلسفة الإسلامية ومناحيها وأطوارها، على صفاء في نفسه، وسماحة في خلقه، مما حبّبه إليّ، وحبّب لي أن أقدّم كتابه لقرائه.
وثالثها: موضوع الكتاب أو الرسالة وهو تاريخ القرآن من حيث
الخط والجمع والترتيب والاعراب والاعجام، وهو موضوع شاق عسير تعرض له الأقدمون، ولا يزال مجال القول فيه ذا سعة.(1/12)
وثالثها: موضوع الكتاب أو الرسالة وهو تاريخ القرآن من حيث
الخط والجمع والترتيب والاعراب والاعجام، وهو موضوع شاق عسير تعرض له الأقدمون، ولا يزال مجال القول فيه ذا سعة.
وقد كان في نية الأستاذ الزنجاني أن يفيض فيه، ويخرج كتابا واسعا يجمع إلى سعة الرواية إعمال العقل، ولكن حالت ظروف دون ذلك فخرج الكتاب موجزا مختصرا، ومع هذا فقد جمع فيه كثيرا مما تشتت في ثنايا الكتب من مؤلفين سنّيين وشيعيّين.
ولعل الزمن والظروف تهيئ له أن يتبع خطوته هذه بخطوة أخرى، فيهدي للقراء في هذا الموضوع بحثا أوفى، وكتابا أوسع يكشف ما غمض من هذه المسائل العويصة، والدقائق العميقة، وهو بذلك جدير، وفقه الله.
أحمد أمين
بسم الله الرحمن الرحيم(1/13)
أحمد أمين
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدّمة المؤلف
الحمد لله الذي علم الانسان ما لم يعلم، والصلاة على نبيه الأكرم الذي نطق بالقرآن الذي يهدي للتي هى أقوم، والسلام على آله وأصحابه مصابيح الظلم.
منذ زمن نزول القرآن، وظهوره بلسان النبي العربي (ص) عني به المسلمون من الصحابة والتابعين والعلماء والقراء عناية كبيرة لا مثيل لها لأي كتاب من الكتب السماوية.
والكتب المؤلفة في علومه من أقدم القرون الإسلامية للمفسرين والقراء وسائر العلماء دليل ساطع على ذلك، ولا يزال العلماء يسيرون على البحث عنه بنواح شتى، ومن القرن الثاني عشر اتبعهم الافرنج فبدءوا يبحثون عن تاريخه، وعن الكتب المؤلفة فيه، وعن تفسيره وما أشبه ذلك، وفي هذا العصر قامت ألمانيا بعمل عظيم محمود، ذلك أن المجمع العلمى فى (مونيخ) بألمانيا يعنى اليوم عناية خاصة بالقرآن الكريم، فقد عزم على جمع كل ما يمكن الحصول عليه من المصادر الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه، وأدلى هذا الأمر إلى الأستاذ (برجشتراسر.) الذى كان قد بدأ بالعمل في حياته، فلما توفي
سنة 1933عهد المجمع بالسير في هذا المشروع إلى العالم (أوتو پريتزل) استاذ اللغة العربية في مونيخ، وهذا الأستاذ كتب إلى المجمع العلمي العربي () في دمشق كتابا يقول فيه:(1/15)
والكتب المؤلفة في علومه من أقدم القرون الإسلامية للمفسرين والقراء وسائر العلماء دليل ساطع على ذلك، ولا يزال العلماء يسيرون على البحث عنه بنواح شتى، ومن القرن الثاني عشر اتبعهم الافرنج فبدءوا يبحثون عن تاريخه، وعن الكتب المؤلفة فيه، وعن تفسيره وما أشبه ذلك، وفي هذا العصر قامت ألمانيا بعمل عظيم محمود، ذلك أن المجمع العلمى فى (مونيخ) بألمانيا يعنى اليوم عناية خاصة بالقرآن الكريم، فقد عزم على جمع كل ما يمكن الحصول عليه من المصادر الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه، وأدلى هذا الأمر إلى الأستاذ (برجشتراسر.) الذى كان قد بدأ بالعمل في حياته، فلما توفي
سنة 1933عهد المجمع بالسير في هذا المشروع إلى العالم (أوتو پريتزل) استاذ اللغة العربية في مونيخ، وهذا الأستاذ كتب إلى المجمع العلمي العربي () في دمشق كتابا يقول فيه:
«ولقد نوينا تسهيلا لمحبي الاطلاع أن ندون كل آية من القرآن الكريم في لوحة خاصة تحوي مختلف الرسم الذي وقفنا عليه في مختلف المصاحف مع بيان القراءات المختلفة التي عثرنا عليها في المتون المتنوعة، ومتبوعة بالتفاسير العديدة التي ظهرت على مدى العصور وتوالي القرون».
وأخذ في نشر أهم الكتب المؤلفة في القرآن، ككتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمر عثمان بن سعيد الداني، وهو أصح الكتب المؤلفة في علم القراءات، وكتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط للداني، وكتاب مختصر الشواذ لابن خالويه، وكتاب المحتسب لابن جني الذي طبع متنه بحروف لاتينية بين نشرات المجمع العلمي في مونيخ، وكتاب غاية النهاية في طبقات القراء لشمس الدين محمد الجزري المتوفى سنة 833هـ، وكتاب معاني القرآن للفراء، ورسالة في تاريخ علم القرآن باللغة الألمانية وهي تحتوي على أسماء المؤلفات في علم القرآن الموجودة في الآفاق ودور الكتب في العالم.
ولكن الموضوع الذي لم تهتم به العلماء هو البحث عن تاريخ القرآن، وعن أدواره التي مرت عليه من زمن النبي (ص) إلى القرون الأولى الإسلامية، وأن بحثهم فيه إنما كان بعرض الكلام في علومه، ولم يكن تأليف يكفل هذا البحث مع ما فيه من فائدة جزيلة.
منذ زمن بعيد شرعت في جمع المواد المتشتتة المتعلقة بهذا الموضوع في الكتب المتفرقة، وبحثت فيه وذكرت خلاصة البحث في هذا المختصر فهو بمنزلة جزء من مقدمة تفسير أنوي تحريره على النمط العقلي التحليلى، فبدأت أولا بذكر مختصر من سيرة النبي الأكرم (ص) نقلا عن المصادر الصحيحة.
وأرجو أن تكون في ذلك فائدة ونفع للقراء ومن الله التوفيق.(1/16)
وأرجو أن تكون في ذلك فائدة ونفع للقراء ومن الله التوفيق.
محمد النبى صلّى الله عليه وعلى آله وسلم والقرآن
جرت سنة الله في خلقه بأن يحيي عالم المادة بالشمس وهي تجري لمستقر لها وكذلك جرت سنته بأن يحيي عالم النفس الإنساني بالنبوة.
فرعشات الضوء من الشمس خير هاد للكون بكلام من النور، وأشعة الوحي من النبي خير هاد لإنسان الكون بنور من الكلام. فكلام الله الموحى إلى النبي (ص) هو القرآن الذي عبّر عن نفسه بالنور في قوله تعالى: {قَدْ جََاءَكُمْ مِنَ اللََّهِ نُورٌ وَكِتََابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللََّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوََانَهُ سُبُلَ السَّلََامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمََاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (1).
فإن شئت تفسير ذلك فانظر إلى التاريخ تر أن في أوائل القرن السابع للميلاد كان العالم شرقه وغربه قد استحال كونه إلى الفساد والفوضى، فحضارته تتحطم بالترف والرخاوة، وسياسته تتحكم بالغلول والأثرة، وأخلاقه تتفكك بالسرف والشهوة، وعقائده تتنزى بالجدل والتعصب، ودماؤه تهدر بيد الظالمين، لغير غرض سام ولا مبدأ مقدس، وكانت شعوبه منذر من طويل قد فقدت مثلها العليا، فهى تعيش عيش الهمل السوائم.
على هذه الحالة خرج محمد (ص) برسالته الدينية والخلقية إلى هذا العالم المنقض والهيكل البالي.
__________
(1) المائدة آية 14، 15.(1/17)
وبيده هذا القرآن أو إن شئت قل بيده هذا القبس، قبس التوحيد المنير فدعا إلى سنائه الشرق والغرب، فجدد أخلاقه على الفضيلة، وطبع عقيدته على التسامح، ورفع مجتمعه على المحبة، وصمد للجهاد والفتح فى سبيل هذا المثل الأعلى لا يطمح من دونه إلى سلطان، ولا يطمع من ورائه إلى غرض، حتى هذب العالم وحرر العقل. وقال: {وَلََا تَقْفُ مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤََادَ كُلُّ أُولََئِكَ كََانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا} (1) وإليك نبذة من سيرة هذا الرسول والمصلح العظيم (ص) عن أوثق المصادر.
ولادته (ص)
إن الباحث في تاريخ ولادة النبى الأكرم (ص) يصادف في بحثه إشكالين:
(الأول) عدم ضبط العرب تاريخهم بالكتابة، لأنها كانت حديثة العهد في عهده (ص).
(الثانى) الجهل بحساب السنين المستعمل عند عرب الجاهلية، وهل كانت سنتهم شمسية أم قمرية كي يتحقق حدوث ولادته (ص) في ربيع الأول بل كانت أسماء الشهور قبل الاسلام غير أسمائها بعد الإسلام.
رجح كوسين دي پرسفال (2) () كون حساب السنين عندهم قمرية واستند في ذلك على قول (البيروني) (3) وعلى
__________
(1) الاسراء: 36.
(2) () هذا المحقق كتب في هذا الموضوع مقالة أدرجها في المجلة الأسيوية سنة 1843 (انظر علم الفلك وتاريخه في القرون الوسطى عند العرب تأليف المحقق سينور كورلونلينو الايطالى ص 94).
(3) أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني ولد سنة 973م بمدينة خوارزم المسماة أيضا كاث، وتوفي بغزنة من أعمال أفغان سنة 1038م وهو من كبار الفلكيين الرياضيين المسلمين (انظر علم الفلك وتاريخه ص 38).(1/18)
أقوال بعض المؤرخين المسلمين أن العرب كانوا يكبسون شهرا بعد كل ثلاث سنين منعا لحدوث المخالفة بين أشهرهم وفصول السنة الشمسية، فصارت سنتهم قمرية وشمسية معا، ولا سند لنا في تاريخ ولادة النبى (ص) إلا قول الثقات من علماء المسلمين من السنة والشيعة اتفق أكثر علماء الإسلام المتقدمين من المحدثين والفقهاء والمؤرخين على أن ولادته حدثت في ربيع الأول، ولكن اختلفوا في اليوم الذي ولد فيه (ص)، ذهب أكثر علماء الشيعة أنه ولد في 17ربيع الأول عام الفيل.
قال الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان (1) في كتاب حدائق الرياض: في التواريخ الشرعية: إن ولادته كانت في السابع عشر من ربيع الأول. وفي كتاب الإقبال لابن طاوس العلوى: إن الذين أدركناهم من العلماء عملهم على أن ولادته (ص) كان يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الاول عام الفيل. ويقول صاحب كتاب بحار الأنوار (2): المشهور عند الشيعة الامامية إلا من شذ منهم أن ولادته في السابع عشر بعد مضى اثنتين وأربعين سنة من ملك كسرى أنوشروان، ويؤيده ما ورد من قوله (ص): ولدت في زمن الملك العادل أنوشروان، وخالفهم من الشيعة صاحب كتاب الكافي (3)
وقال: إنه (ص) ولد لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في عام الفيل.
ويقول الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ فى كتابه (تهذيب الأسماء واللغات): أن الصحيح المشهور أن النبي
__________
(1) وهو من كبار علماء الشيعة المتوفى سنة 413، يقول ابن النديم: فى عصرنا انتهت رئاسة متكلمي الشيعة إليه، مقدم فى صناعة الكلام على مذهب أصحابه، شاهدته فرأيته بارعا (فهرست ص 178طبعة)
(2) هو المحدث الكبير محمد باقر بن محمد تقى الاصفهاني، ولد سنة 1037وتوفى سنة 1110 هـ.
(3) هو الامام المحدث أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازى المتوفى سنة (328) أو (329) هـ.(1/19)
(ص) ولد عام الفيل. ونقل إبراهيم بن المنذر الخزامي شيخ البخاري، وخليفة بن الخياط، والآخرون الإجماع عليه، واتفقوا على أنه ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، واختلفوا هل هو في اليوم الثاني أم الثامن أم العاشر أم الثاني عشر؟ فهذه أربعة أقوال مشهورة.
واتخذ الأستاذ محمود باشا الفلكي المصري (1) سبيلا يوثق بصحته في تعيين تاريخ ولادته، وهو في بحثه عن كشف نوع التاريخ المستعمل عند العرب، وأنه هل كانت سنتهم شمسية أم قمرية جمع نصوصا وروايات قديمة، واستند إليها في تعيين ثلاثة تواريخ، وجعلها أساسا لرأيه، وهي:
1 - تاريخ وفاة إبراهيم بن النبى (ص).
2 - يوم دخول النبي (ص) المدينة المنورة حين هجرته.
3 - يوم ولادته. وذلك كله بالحساب اليوليوسي ()، وفي بحثه هذا استند على حسابات فلكية، مثل حساب كسوف الشمس الذي كان يوم وفاة إبراهيم في السنة العاشرة من الهجرة على ما رواه المحدثون.
ومثل حساب اقتران زحل والمريخ في برج العقرب الذي كان على قول بعض المنجمين عام ولادة النبي (ص) وقبلها بقليل، واستدلوا به على ظهور ملة الإسلام، ولتعيين يوم دخول النبى المدينة المنورة حسب يوم عاشوراء اليهود في تلك السنة بقول أكثر المحدثين وأهل السير: وهو أنّ دخول النبي (ص) إلى المدينة كان يوم ذلك العيد اليهودي. وبعد ما عين جميع ذلك بحساب السنين اليوليوسى (). قال: وحيث كانت الأشهر العربية التي وقعت فيها هذه الحوادث الثلاث معروفة أيضا فانتهى رأيه إلى أن ولادة النبي الأكرم (ص) كانت يوم الاثنين 9ربيع الأول الموافق 20
__________
(1) هو محمود بن حمدي الفلكي المصري من كبار علماء الفلك توفي سنة 1033هـ، وهذا العالم كتب تذكرة بالفرنسية عن التقاويم قبل الاسلام ومولد النبي (ص) على التحقيق طبعت في باريس سنة 1858وترجمت إلى العربية بعناية الأستاذ أحمد زكي باشا رحمه الله وطبعت في مطبعة بولاق سنة 1889.(1/20)
آبريل سنة 571م.
حالة العالم عند ظهور النبي (ص)
ظهر في قريش من فرع هاشم النبي محمد (ص) بن عبد الله بن عبد المطلب في أوائل القرن السابع للمسيح ونادى بالإسلام، فانتشرت دعوته في الجزيرة كلها، ثم في الشرق كافة بسرعة لا مثيل لها في تاريخ الأديان، نظرا لكثرة الأسباب الملائمة لانتشارها.
كانت بلاد الشام ومصر في ذلك العهد في يد المملكة البيزنطية () التى عرفت عند العرب (بمملكة الروم) وعليها ملك يدعى هرقل، وكان العراق واليمن في يد مملكة الفرس وعليها كسرى أنوشروان، وكانت المملكتان تتطاحنان في الحروب وتئنان من الثورات الداخلية وفراغ خزينتيهما من النقود، وقد افتتح جيش كسرى من بلاد الروم مدينة الرها (1) سنة 611م، واستولى على دمشق سنة 613م، وعلى أورشليم سنة 614م، وغنم منها نفائس لا تثمن وفي جملتها خشبة الصليب، ثم زحف على مصر سنة 617م فافتتح الاسكندرية، وكان جيش آخر للفرس يجتاح آسيا الصغرى حيث بلغ مقدونية فاحتلها، ولم يبق بينه وبين العاصمة سوى البوسفور، فهب هرقل إذ ذاك من رقاده واستعد للحرب وجرّر جيوشه، واسترد من الفرس هذه المدن كلها وخشبة الصليب، وقام الإسلام في جزيرة العرب والحرب دائرة بين المملكتين ولم تنته إلا سنة 638م.
وكانت المملكتان في ذلك الوقت تتنافسان في بسط نفوذهما على بلاد العرب لما كان لهذه البلاد من الشأن الخطير لحاصلاتها من الذهب وأنواع العطور، ولما لموقعها الجغرافي من الأهمية إذ كانت في ذلك العهد طريق الهند.
__________
(1) مدينة تبعد 190كيلومترا الى الشمال الشرقى من حلب (قاموس الأعلام التركي).(1/21)
وكان الروم بعد اخفاق حملتهم على بلاد العرب بقيادة (اليوس غالوس) سنة 18ق. م في عهد (أوغسطوس) قيصر قد عدلوا عن فتح البلاد عنوة، وعولوا على الفتح السلمي، واختاروا لمعاونتهم على ذلك ملوك غسان، فأناطوا بهم مراقبة حدود بلاد العرب من جهة سوريا وفلسطين والسعي في بسط نفوذهم في البلاد العربية.
واتبع الفرس من جانبهم مثل هذه السياسة، واعتمدوا على المناذرة ملوك الحيرة، وأناطوا بهم مقاومة نفوذ الروم، ورفع شأن الفرس في بلاد العرب، وكانت ديانة مملكة الروم النصرانية، وديانة مملكة الفرس المجوسية، أو تقديس مذهب زرادشت (1).
وكان المجوس يناوءون النصارى ويعضدهم اليهود. وقد انقسم النصارى طوائف شتى: يعاقبة، ونساطرة، واريوسيين، وارثوذكس وغيرهم.
وانقسم اليهود إلى ربانيين، وقراءين، وسامريين.
وكان العرب في جزيرتهم يتخبطون في عبادة الكواكب والأصنام، وقد دخل الجزيرة اليهودية والنصرانية من الشام، والمجوسية من العراق، وكان من العرب من اعترف بالخالق وأنكر البعث، ومنهم من أنكر الخالق والبعث وقال بالطبع المحيي والدهر المفني، وكلهم قالوا بالبخت والجن، واشتغلوا بالتنجيم والسحر وتفسير الأحلام، وكان من عاداتهم الذميمة: وأد البنات، وعدم الرفق بالرقيق، وشرب الخمر، ولعب الميسر. وبالإجمال فقد كانت الفوضى في السياسة والإدارة والدين والأخلاق سائدة في الشرق كله، وكان الشرق يتطلب الخروج من هذه الفوضى والراحة من شرها.
فلما ظهر النبى محمد (ص) نادى قومه بقوله: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فصرف وجوههم عن الكواكب إلى (القرآن الكريم) فجاء آية في الفصاحة والبلاغة وحسن التنسيق، وقد تضمن عقيدة التوحيد التى تقبلها الفطرة الإنسانية، وتضمن فوق ذلك آدابا وحكما وشرائع وعلما وتاريخا
__________
(1) متابعة مبدأ الخبر ومخالفة مبدأ الشر.(1/22)
وسياسة وخلقا كريما.
وكان ظهور النبى محمد (ص) في جوار الكعبة والأسواق الشهيرة التي كانت تحج إليها العرب من كل فج، وهو من قريش سادة دين العرب وتجارهم إلى اليمن والشام والعراق.
وقد حضّ قومه على نشر الإسلام والجهاد فى سبيله، ووعد المجاهدين منهم الجنة لذلك كله، ولما كانت العرب تعجب بالفصاحة والبلاغة، وتتحرك بالمعانى الروحية لما في طبعهم الحر من المروءة والنجدة والحماسة، وكانوا قد اعتادوا في باديتهم القتال وركوب الأخطار، واستفزهم وعد نبيّهم وبلاغته وسيرته فنصروه، ثم نصروا من بعده خلفاءه، فتمكنوا في جيل أو أقل من نشر سلطانهم ودينهم ولغتهم من السند والهند إلى المحيط الأتلانتيكى شرقا وغربا، ومن بحر الخزر وآسيا الصغرى وبحر الروم. وفرنسا، الى المحيط الهندي وأعالي السودان شمالا وجنوبا.
سيرته (ص)
وهاك بيان موجز من سيرة النبي محمد (ص) ودعوته وكيفية انتشارها نقلا عن أوثق المصادر وأحدث الكتب المؤلفة لأكابر علماء الإسلام.
ولد النبى محمد (ص) بمكة في 12ربيع الأول على المشهور بين أهل السنة و 9منه على الصحيح، و 17منه على المشهور بين الإمامية، 20آبريل سنة 571م وهي عام الفيل، وتوفى أبوه قبل أن يولد فكفله عمه أبو طالب، وكانت قريش في ذلك العهد قائمة بالتجارة بين اليمن والشام والعراق، وكان أبو طالب يحترف بما احترف به قومه، فخرج بالفتى محمد (ص) إلى الشام وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكان الفتى نجيبا زكيّ الفؤاد، ودلائل النجابة
والذكاء بادية على وجهه، قيل فلما نزل بصرى (1) مع عمه رآه راهب مشهور بالصلاح والتقوى يدعى (بحيرا) فقال: (سيكون من هذا الفتى أمر عظيم ينتشر ذكره في مشارق الأرض ومغاربها)، ولما بلغ الخامسة والعشرين خرج إلى الشام في تجارة للسيدة خديجة بنت خويلد مع غلامها ميسرة وعاد إليها بربح عظيم، وقد أعجبها جدا مهارته وصدقه وأمانته، فخطبته لنفسها، وكانت من أعظم نساء قريش فضلا، وأكثرهن مالا، وأوضحهن نسبا، فكان له من شرف بيتها وثروتها خير معين قبل البعثة وبعدها. وقد شب النبي محمد (ص) على كرم الخلق، وعزة النفس، وشدة الغيرة على قومه، حتى كان لا يطيق أن يراهم على ضلال، وكان متين الاعتقاد بوجود الله ووحدانيته، وبالبعث والخلود، وكان تقيا ورعا محبا للزهد والنسك، وكثيرا ما كان يذهب إلى غار حراء قرب مكة للصلاة والعبادة، وبقي حتى ناهز الأربعين من عمره، ففي ليلة القدر الموافقة 1فبراير سنة 610م بينما كان في غار حراء ظهر له الروح الأمين وأمره بالقيام بالدعوة (والرسالة)، وأخبر بذلك زوجته خديجة، فآمنت به وآمن به ابن عمه علي بن أبى طالب (ع)، ومولاه زيد بن حارثة، وصاحبه أبو بكر (ض)، وكان أبو بكر رجلا سهلا محببا لقومه، فجعل يدعو إلى الإسلام سرا من وثق به منهم، فأسلم على يده عثمان ابن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فكان هؤلاء المسلمين السابقين، وظل النبي (ص) يخفي الدعوة ثلاث سنين حتى بلغ أتباعه نحو الأربعين، وفيهم عمر بن الخطاب (ض) وعمه حمزة، ثم جهر بها وأنذر عشيرته الأقربين، فنبذوا دعوته وسعوا في إبطالها بكل قواهم لأنهم كانوا رؤساء دين العرب وأهل البيت الحرام، وخافوا إذا أتوا بدين جديد أن تنتقض عليهم العرب فتبور تجارتهم، وفوق ذلك فإنهم لم يطيقوا أن يستأثر النبى محمد (ص) بالسيادة عليهم على قلة ماله،(1/23)
ولد النبى محمد (ص) بمكة في 12ربيع الأول على المشهور بين أهل السنة و 9منه على الصحيح، و 17منه على المشهور بين الإمامية، 20آبريل سنة 571م وهي عام الفيل، وتوفى أبوه قبل أن يولد فكفله عمه أبو طالب، وكانت قريش في ذلك العهد قائمة بالتجارة بين اليمن والشام والعراق، وكان أبو طالب يحترف بما احترف به قومه، فخرج بالفتى محمد (ص) إلى الشام وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكان الفتى نجيبا زكيّ الفؤاد، ودلائل النجابة
والذكاء بادية على وجهه، قيل فلما نزل بصرى (1) مع عمه رآه راهب مشهور بالصلاح والتقوى يدعى (بحيرا) فقال: (سيكون من هذا الفتى أمر عظيم ينتشر ذكره في مشارق الأرض ومغاربها)، ولما بلغ الخامسة والعشرين خرج إلى الشام في تجارة للسيدة خديجة بنت خويلد مع غلامها ميسرة وعاد إليها بربح عظيم، وقد أعجبها جدا مهارته وصدقه وأمانته، فخطبته لنفسها، وكانت من أعظم نساء قريش فضلا، وأكثرهن مالا، وأوضحهن نسبا، فكان له من شرف بيتها وثروتها خير معين قبل البعثة وبعدها. وقد شب النبي محمد (ص) على كرم الخلق، وعزة النفس، وشدة الغيرة على قومه، حتى كان لا يطيق أن يراهم على ضلال، وكان متين الاعتقاد بوجود الله ووحدانيته، وبالبعث والخلود، وكان تقيا ورعا محبا للزهد والنسك، وكثيرا ما كان يذهب إلى غار حراء قرب مكة للصلاة والعبادة، وبقي حتى ناهز الأربعين من عمره، ففي ليلة القدر الموافقة 1فبراير سنة 610م بينما كان في غار حراء ظهر له الروح الأمين وأمره بالقيام بالدعوة (والرسالة)، وأخبر بذلك زوجته خديجة، فآمنت به وآمن به ابن عمه علي بن أبى طالب (ع)، ومولاه زيد بن حارثة، وصاحبه أبو بكر (ض)، وكان أبو بكر رجلا سهلا محببا لقومه، فجعل يدعو إلى الإسلام سرا من وثق به منهم، فأسلم على يده عثمان ابن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فكان هؤلاء المسلمين السابقين، وظل النبي (ص) يخفي الدعوة ثلاث سنين حتى بلغ أتباعه نحو الأربعين، وفيهم عمر بن الخطاب (ض) وعمه حمزة، ثم جهر بها وأنذر عشيرته الأقربين، فنبذوا دعوته وسعوا في إبطالها بكل قواهم لأنهم كانوا رؤساء دين العرب وأهل البيت الحرام، وخافوا إذا أتوا بدين جديد أن تنتقض عليهم العرب فتبور تجارتهم، وفوق ذلك فإنهم لم يطيقوا أن يستأثر النبى محمد (ص) بالسيادة عليهم على قلة ماله،
__________
(1) مدينة قديمة شهيرة كانت معمورة في عهد الرومانيّين واقعة على 90كيلومترا من دمشق، وفيها كانت صومعة الراهب المشهور (قاموس الأعلام التركي).(1/24)
وبذلك كان أشد الناس معارضة له أشراف قريش وأغنياؤهم، ولكنه كان محميا بعدة منهم وهم أقرباؤه، وقد اضطهد أصحابه، فمن كان بلا نصير أمره بالهجرة إلى الحبشة، فهاجر إليها جمع منهم، وفيهم عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، فأكرم النجاشى مثواهم وعاد بعضهم قبل الهجرة، وأكثرهم في السابعة للهجرة. وماتت زوج النبي خديجة بعد 25سنة من زواجها منه، ثم مات عمّه أبو طالب فقلّ بموتهما أنصاره. ولكنه لم ييأس ولا ضعفت عزيمته، بل كان يقصد الأسواق العامة ومواسم الحج، ويدعو القبائل جهارا إلى توحيد الله ودين الفطرة وترك عبادة الأصنام والكواكب، وقد حرّم الخمر والميسر ووأد البنات وكل ما كانت تدين به عرب الجاهلية من الباطل، فاستجاب له ستة نفر من أهل المدينة (يثرب) وكلهم من الخزرج، فأسلموا وعادوا إلى قومهم، فأسلم على أيديهم كثيرون.
ثم جاء منهم في الموسم التالى اثنا عشر رجلا من الأوس والخزرج، بايعوه على الإسلام، وبعث فيهم مصعب بن عمير فعلّمهم القرآن وشعائر الاسلام، فانتشر بهم الإسلام في المدينة حتى قيل إنه لم تبق دار إلّا وفيها ذكر للنبي (ص). وفي الموسم الثالث جاءه ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان بايعوه على الإيمان والدفاع عن دعوته بالسيف متى قدم عليهم، ثم عادوا إلى المدينة، وعزم النبي (ص) على اللحاق بهم هو وأصحابه، ولما علم قريش بذلك خافوا أن يؤلّب عليهم أهل المدينة ويغزوهم في دارهم، فعزموا على قتله، فخرج مهاجرا إلى المدينة سرا، وذلك في 20سبتمبر سنة 622م. ثم لحق به أصحابه من مكة فسماهم المهاجرين، وسمى أهل المدينة الأنصار، وقد آخى بين أفراد الفريقين، لجعل لكل واحد من المهاجرين أخا من الأنصار، ولما كثر أتباعه شرع ينشر دينه بالدعوة إليه مع حماية هذه الدعوة بالسيف إذا اضطر لذلك، وما كان السيف إلا وسيله لبث الفضيلة في العالم التي كان ينشدها له، وقد بلغت غزواته التي خرج فيها بنفسه 27، وقع القتال منها في تسع، وبلغت سراياه وبعوثه 48، وأشهر غزواته سبع.(1/25)
ثم جاء منهم في الموسم التالى اثنا عشر رجلا من الأوس والخزرج، بايعوه على الإسلام، وبعث فيهم مصعب بن عمير فعلّمهم القرآن وشعائر الاسلام، فانتشر بهم الإسلام في المدينة حتى قيل إنه لم تبق دار إلّا وفيها ذكر للنبي (ص). وفي الموسم الثالث جاءه ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان بايعوه على الإيمان والدفاع عن دعوته بالسيف متى قدم عليهم، ثم عادوا إلى المدينة، وعزم النبي (ص) على اللحاق بهم هو وأصحابه، ولما علم قريش بذلك خافوا أن يؤلّب عليهم أهل المدينة ويغزوهم في دارهم، فعزموا على قتله، فخرج مهاجرا إلى المدينة سرا، وذلك في 20سبتمبر سنة 622م. ثم لحق به أصحابه من مكة فسماهم المهاجرين، وسمى أهل المدينة الأنصار، وقد آخى بين أفراد الفريقين، لجعل لكل واحد من المهاجرين أخا من الأنصار، ولما كثر أتباعه شرع ينشر دينه بالدعوة إليه مع حماية هذه الدعوة بالسيف إذا اضطر لذلك، وما كان السيف إلا وسيله لبث الفضيلة في العالم التي كان ينشدها له، وقد بلغت غزواته التي خرج فيها بنفسه 27، وقع القتال منها في تسع، وبلغت سراياه وبعوثه 48، وأشهر غزواته سبع.
الباب الاول
الفصل الاول حدوث الخط في الحجاز وانتشاره فيه والخط الذي كتب به القرآن(1/27)
حدوث الخط في الحجاز وانتشاره فيه والخط الذي كتب به القرآن أول حلقة من سلسلة الخط العربي هي الخط المصرى (ديموطيق) (1) وهو خط الشعب.
وثاني حلقة من سلسلته: الخط الفينيقي نسبة إلى فينيقيا بقرب أرض كنعان على ساحل البحر الأبيض، وتسمى اليوم جبل لبنان. والفينيقيون من الأمم السامية، كانوا أكثر الناس مخالطة للمصريين للتجارة ولدواع أخرى، فتعلموا حروف كتابتهم، ثم وضعوا لأنفسهم حروفا بسيطة خالية من التعقيد للكتابات التجارية، وقد أخذوا من حروف المصريين خمسة عشر حرفا مع تعديل قليل كما قال الأثري «ماسبرو» (2) في كتابه تاريخ المشرق وأضافوا إليها باقي الحروف، ثم اشتهرت حروفهم لسهولتها في آسيا وأوربا.
وثالث حلقة من سلسلته: الآرامي (3) أو المسند، على خلاف بين مؤرخي أوربا والعرب.
__________
(1) للمصريين ثلاثة خطوط، أولها: هروغليف، وهو الخط الخاص برجال الدين.
ثانيها: هراطيق، خط عمال الدواوين وكتاب الدولة. ثالثها: ديموطيق، خط الشعب وهو أبسط الاصناف.
(2) عالم أثرى ولد سنة 1846وتوفى سنة 1916.
(3) الآرام أمة سامية قديمة سكنت بلاد العرب في فلسطين والشام، نسبتهم إلى آرام بن سام المعروف عند العرب بأرم، وهو من أسلاف العرب.(1/29)
رأي مؤرخي اوربا
خلاصة رأي مؤرخي أوربا هي أن الخط الفينيقي تولد منه أربعة خطوط وهي:
(1) اليوناني القديم أصل خطوط أوربا كلها والخط القبطي.
(2) العبري القديم، ومنه الخط السامري نسبة إلى سامرة نابلس.
(3) المسند (1) الحميري، ومنه تولد الخط الحبشي.
(4) الخط الآرامي، وهو أصل ستة خطوط:
(أ) الهندي بأنواعه.
(ب) الفارسي القديم: الفهلوي.
(ج) العبري المربع.
(د) التدمري.
(هـ) السرياني.
(و) النبطي (2).
وعلى رأي الإفرنج، الخط العربي قسمان: أحدهما كوفي، وهو مأخوذ من نوع من السرياني يقال له اسطرنجيلي (3)، ونسخي، وهو مأخوذ من النبطي.
فعلى هذا الرأي لا يقع الخط المسند في سلسلة الخط العربي، ووضعوا السرياني مع النبطي في آخر حلقة منها.
__________
(1) للخط المسند أربعة أنواع: 1الصفوي: نسبة إلى جبل الصفا من جبال حوران. 2
الثمودي: نسبة إلى ثمود سكان مدائن صالح. 3اللحياني: نسبة الى بني لحيان من سكان شمالي جزيرة العرب. 4السبئي أو الحميري: نسبة إلى سكان جنوبي الجزيرة.
(2) مملكة الأنباط: امتدت من دمشق الشام إلى وادي القرى قرب المدينة شمالا وجنوبا ومن بادية الشام إلى خليج السويس شرقا وغربا فشملت شمال غرب جزيرة العرب وجزيرة سينا، ووجدت آثارهم في الحجر (مدائن صالح) للثموديين، وحوران ودمشق الشام وجزيرة سينا، وملكوا فلسطين ومدين وخليج العقبة والحجر وحوران.
(3) للسريانيين ثلاثة أقلام منها المفتوح ويسمى اسطرنجالا وهو أجلها (فهرست).(1/30)
رأي مؤرخي العرب
ملخص رأى مؤرخى العرب قبل الإسلام وبعده أن خطهم الحجازي مأخوذ من أهل الحيرة (1) وأهل الأنبار (2)، ووصل الخط إلى أهل هذين البلدين من عرب كندة (3)، ومن النبط الناقلين عن المسند. أجمع مؤرخو العرب أن الخط دخل إلى مكة بواسطة حرب بن أمية بن عبد شمس، وكان قد تعلمه في أسفاره من عدة أشخاص، منهم: بشر بن عبد الملك أخو أكيدر صاحب دومة الجندل، وقد حضر بشر إلى مكة مع حرب بن أمية وتزوج الصهباء ابنته، وعلّم جماعة من أهل مكة ثم ارتحل. وفيه يقول شاعر من كندة يمنّ على قريش:
ولا تجحدوا نعماء بشر عليكمو ... فقد كان ميمون النقيبة أزهرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتموا ... من المال ما قد كان شتى مبعثرا
وأغنيتموا عن مسند القوم حمير ... وما زبرت في الكتب أقيال حميرا
وفي رواية عن ابن عباس (ض) أن أهل الأنبار تعلموا الخط من أهل الحيرة (4). فالخط المسند على رأى مؤرخى العرب من حلقات سلسلة الخط
__________
(1) الحيرة: بالكسر ثم السكون والراء مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف، والخط الحيرى هو بعينه الخط الذي يسمى بالكوفي نسبة إلى الكوفة بعد بنائها.
(2) الانبار: مدينة على الفرات في غربي بغداد على بعد 30ميلا منها.
(3) كندة: بطن من كهلان في جنوبي جزيرة العرب.
(4) في رواية عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه، قال: قلت لابن عباس من أين أخذتم معاشر قريش هذا الكتاب العربي قبل أن يبعث محمد (ص)، تجمعون منه ما اجتمع وتفرقون منه ما افترق؟ قال: أخذناه عن حرب بن أمية، قال: فممن أخذه حرب؟ قال: عن عبد الله بن جدعان، قال: فممن أخذه ابن جدعان؟ قال: من أهل الانبار، قال: فممن أخذه أهل الانبار؟
قال: من أهل الحيرة، قال: فمن أخذه أهل الحيرة؟ قال: من طارئ طرأ عليهم من اليمن من كندة، قال: فممّن أخذه ذلك الطارئ؟ قال: من الخفلجان كاتب الوحى لهود عليه السّلام.
وقال المسعودي: إن بني المحصن بن جندل بن يعصب بن مدين هم الذين نشروا الكتابة، يعني النبط ملوك مدين وسينا وحوران وفلسطين.(1/31)
العربى، ومن أصوله وقد رجح بعض الباحثين من علماء العرب في كتابه «حياة اللغة العربية» رأي مؤرخي العرب لوجوه:
الأول: أن الخط المسند عرف له أربعة أنواع، وأقرب تلك الأنواع إلى الفينيقي هو الصفوي، فيدل ذلك على أن الخط المسند هو خط واحد في الأصل، قريب من أصله الفينيقى، وغير بعيد الشبه عن الآرامي، وقد وصل الخط من اليمن والآراميين إلى الحيرة والأنبار بواسطة كندة والنبط، ومن الحيرة والأنبار وصل لأهل الحجاز، وفيه أن هذا احتمال ضعيف، مؤداه أن قرب الصفوي من الخط الفينيقي يؤيد كون المسند مأخوذا من الفينيقي، وانتشر في اليمن ووصل إلى الحيرة والأنبار، مع أن الاعتراف بوصول الخط بواسطة الآراميين يقوّي كون الآرامي من أصول الخط الحجازي، لأن نشر هؤلاء الآراميين غير خطهم الخاص بعيد جدا.
الثاني: اختلاط النبط باليمانيين ومجاورتهم لهم، كاختلاطهم ببعض طوائف الآرام يقتضي أخذ النبط خطهم المسند منهم، وفيه أن المخالطة إن دلت على أخذ النبط خطهم من اليمانيين، كذلك تدل على أخذهم من الآراميين لنفس الدليل.
الثالث: إجماع مؤرخي العرب وتضافر رواياتهم، واتفاق كلمتهم، بأن الخط وصل الى الحجاز من اليمن، وفيه أن وصول الخط من طريق اليمن لا ينافي كون أصله آراميا، لإمكان أخذ اليمانيين عن الآراميين لمخالطتهم كما سبق.
الرابع: وجود حروف الروادف، وهي (ثخذ، ضظغ) في الخط المسند الحميري دون الآرامي، وفيه أن المسند لو كان من أصول الخط الحجازي، لكان لتلك الحروف صور خاصة فيه، متسلسلة عن أصلها كسائر الحروف، ففقد الخط الحجازي صورة خاصة لتلك الحروف، يدل على أن الخط الآرامي الفاقد لها من أصوله، ولكن أصوات حروف الروادف الموجودة في لسان العرب، دعاهم إلى وضع الحروف الرّوادف بالإعجام لتلك
الأصوات ويؤيده قول مؤلف كتاب حياة اللغة العربية ص 88، فلا بد أن يكون واضع الحروف العربية قد أخذ لها صور الباء والجيم والدّال والصاد والطاء والعين، ووضع لها النقط للتمييز، ويدل أيضا على أن الآرامي من أصول الخط العربي، أن الحافظ شمس الدين الذهبي (1) ذكر في تذكرة الحفاظ في ذيل رواية خارجة بن زيد (2) عن أبيه، أن زيد بن ثابت (ض) بأمر النبي (ص) تعلم كتابة اليهود وحذقها في نصف شهر، فتعلّمه في مدة نصف شهر يدل على أنه تعلم نفس الخط السطرنجيلي أصل الخط الكوفي وأحد نوعي الخط السريانى خط اليهود، ولذلك ذكر في ترجمة زيد بن ثابت (ض) أنه تعلم السرياني ومنه حدث الكوفي.(1/32)
الرابع: وجود حروف الروادف، وهي (ثخذ، ضظغ) في الخط المسند الحميري دون الآرامي، وفيه أن المسند لو كان من أصول الخط الحجازي، لكان لتلك الحروف صور خاصة فيه، متسلسلة عن أصلها كسائر الحروف، ففقد الخط الحجازي صورة خاصة لتلك الحروف، يدل على أن الخط الآرامي الفاقد لها من أصوله، ولكن أصوات حروف الروادف الموجودة في لسان العرب، دعاهم إلى وضع الحروف الرّوادف بالإعجام لتلك
الأصوات ويؤيده قول مؤلف كتاب حياة اللغة العربية ص 88، فلا بد أن يكون واضع الحروف العربية قد أخذ لها صور الباء والجيم والدّال والصاد والطاء والعين، ووضع لها النقط للتمييز، ويدل أيضا على أن الآرامي من أصول الخط العربي، أن الحافظ شمس الدين الذهبي (1) ذكر في تذكرة الحفاظ في ذيل رواية خارجة بن زيد (2) عن أبيه، أن زيد بن ثابت (ض) بأمر النبي (ص) تعلم كتابة اليهود وحذقها في نصف شهر، فتعلّمه في مدة نصف شهر يدل على أنه تعلم نفس الخط السطرنجيلي أصل الخط الكوفي وأحد نوعي الخط السريانى خط اليهود، ولذلك ذكر في ترجمة زيد بن ثابت (ض) أنه تعلم السرياني ومنه حدث الكوفي.
ثم إن الخط الكوفي أشبه الخطوط للخط الحيري، والحيري قريب الشبه من النبطي، وهو من الآرامي، وهو من الفينيقي، وهو من ديموطيق خط الشعب المصري فذلك يدل على تسلسل تلك الخطوط حسب الترتيب المذكور.
الخط في المدينة «يثرب»
أما الخط في المدينة (يثرب) فقد قرر أهل السير أن النبي (ص) دخلها، وكان فيها يهودي يعلم الصبيان الكتابة، وكان فيها بضعة عشر من الرجال يعرفون الكتابة، منهم سعيد بن زرارة، والمنذر بن عمرو، وأبيّ بن وهب، وزيد بن ثابت، ورافع بن مالك، وأوس بن خولي، والظاهر أنهم كانوا يعرفون الخط الحجازي المأخوذ من الحيري، فلا ينافي هذا تعلم زيد كتابة
__________
(1) هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز أبو عبد الله شمس الدين الذهبي التركماني الفارقي الامام الحافظ، ولد سنة 673في دمشق وطلب الحديث من صغره وكان امام وقته، وله مؤلفات منها تذكرة الحفاظ، وتوفي سنة 748هـ.
(2) خارجة بن زيد بن ثابت الأنصارى أحد الفقهاء من كبار العلماء إلّا أنه قليل الحديث، ولذلك لم يذكره الذهبي من الحفاظ، توفى سنة 99هـ في المدينة.(1/33)
اليهود بأمر النبي (ص) بعد دخوله (ص) المدينة.
وأوّل من نشر الكتابة بطريقة عامة، هو الرسول الأكرم محمد (ص)، بعد مهاجرته إلى المدينة، فقد أسر في غزوة بدر سبعين رجلا من قريش وغيرهم، وفيهم كثير من الكتاب فقبل من الأميين الافتداء بالمال، وجعل فدية الكاتبين منهم أن يعلم كل واحد منهم عشرة من صبيان المدينة، ففعلوا ذلك، وانتشر الخط بالتدريج من هذا الحين في المدينة، والأمصار التي دخلت في حوزة الإسلام، وبقيت الأمية الصرفة في البوادي.
للخط الحجازي نوعان: أحدهما النسخي المستعمل في المكاتبات، والثاني الكوفي نسبة إلى الكوفة بعد بنائها، لأن الخط الحجازي هذبت قواعده وصور حروفه فيها ولذلك نسب إليها.
فقد عثر الباحثون على نفس الكتابين المرسلين من النبي الأكرم إلى المقوقس والمنذر بن ساوى، وأخذوا صورتهما بالتصوير الشمسى (فتوغراف) وطبعوهما، والكتاب المرسل إلى المقوقس محفوظ في دار الآثار النبوية في الآستانة، وكان قد عثر عليه عالم فرنسى في دير بمصر قرب اخميم، وسمع بحديثه السلطان عبد المجيد، فاستقدم ذلك العالم وعرض النسخة على العلماء، فقرروا انها هي بعينها كتاب النبي (ص) إلى المقوقس فاشتراها بمال عظيم، والكتاب الثاني محفوظ في مكتبة قينا عاصمة النمسا(1/34)
فقد عثر الباحثون على نفس الكتابين المرسلين من النبي الأكرم إلى المقوقس والمنذر بن ساوى، وأخذوا صورتهما بالتصوير الشمسى (فتوغراف) وطبعوهما، والكتاب المرسل إلى المقوقس محفوظ في دار الآثار النبوية في الآستانة، وكان قد عثر عليه عالم فرنسى في دير بمصر قرب اخميم، وسمع بحديثه السلطان عبد المجيد، فاستقدم ذلك العالم وعرض النسخة على العلماء، فقرروا انها هي بعينها كتاب النبي (ص) إلى المقوقس فاشتراها بمال عظيم، والكتاب الثاني محفوظ في مكتبة قينا عاصمة النمسا
الفصل الثانى ابتداء نزول الوحى
ابتدأ نزول القرآن في ليلة القدر وهى بنص القرآن فى رمضان للسنة الحادية والأربعين من ميلاده الشريف {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (1)، {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبََارَكَةٍ إِنََّا كُنََّا مُنْذِرِينَ، فِيهََا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْراً مِنْ عِنْدِنََا إِنََّا كُنََّا مُرْسِلِينَ} (2)، {شَهْرُ رَمَضََانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنََّاسِ وَبَيِّنََاتٍ مِنَ الْهُدى ََ وَالْفُرْقََانِ} (3)، وهو الشهر الذي كان محمد (ص) يعتكف فيه بغار حراء (4) ويعتزل فيه الناس للصوم والعبادة.
أما نفس الليلة التى ابتدأ فيها الوحى ففيها خلاف كثير. وفى قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللََّهِ وَمََا أَنْزَلْنََا عَلى ََ عَبْدِنََا يَوْمَ الْفُرْقََانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعََانِ} (5) إشارة إلى أن ابتداء الوحى كان فى السابع عشر من رمضان. لأن التقاء الجمعين فى 17رمضان سنة 2للهجرة. والمراد بالجمعين هم المسلمون والمشركون ببدر.
فالآية تشير إلى يومين عظيمين رفيعين شرف الله تعالى فيهما محمدا (ص) بالرسالة، وأعز المسلمين بنصره، روى أبو جعفر بن جرير
__________
(1) سورة القدر: 1.
(2) سورة الدخان: 52.
(3) سورة البقرة: 185.
(4) حراء بالكسر والتخفيف والمد: غار فى جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال، وكان النبى (ص) قبل أن يأتيه الوحى يتعبد فيه.
(5) سورة الأنفال: 41.(1/35)
الطبرى (1) فى تفسير بسنده عن الامام الحسن بن على بن أبى طالب عليه السّلام، قال: كانت ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان لسبع عشرة من شهر رمضان.
__________
(1) هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى علّامة وقته في التاريخ والحديث، ولد في آمل بطبرستان سنة 224وتوفي في بغداد سنة 310هـ.(1/36)
الفصل الثالث أول ما نزل من القرآن
الصحيح أن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (1)، قال محمد بن إسحاق المعروف بابن أبى يعقوب النديم فى كتابه «فوز العلوم» المعروف بالفهرست:
حدثنى أبو الحسن محمد بن يوسف، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن غالب، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحجاج المدينى قدم من المدينة سنة 299، قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب المدينى، قال: حدثنى الواقدى محمد بن عمر (2)، قال: حدثنى معمر بن راشد عن الزهرى عن محمد بن نعمان بن بشير، قال: أول ما نزل من القرآن على النبى (ص) {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، إلى قوله: {عَلَّمَ الْإِنْسََانَ مََا لَمْ يَعْلَمْ}، روى الشيخان عن عائشة «كان النبى (ص) يأتى حراء، فيتحنث فيه الليالى ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجأه الحق وهو فى غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال رسول الله (ص) فقلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذنى فغطنى (3) الثالثة حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلنى
__________
(1) سورة العلق: 1.
(2) الواقدى هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد كاتب جليل القدر كان عالما بالحديث والمغازي، وقد قرّبه الرشيد وولاه قضاء بغداد وتوفى هناك سنة 207هـ.
(3) الغط: العصر الشديد.(1/37)
فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتى بلغ {مََا لَمْ يَعْلَمْ} فرجع بها رسول الله (ص)، ترجف بوادره» الحديث (1)
وقال أبو عبيدة فى فضائل القرآن: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن ابن أبى نجيح عن مجاهد (ض)، قال: «إن أول ما نزل من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} و {ن وَالْقَلَمِ} وأخرج ابن أشتة فى كتاب المصاحف عن عبيد بن عمير، قال: جاء جبرائيل إلى النبى (ص) بنمط فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ،} فيرون أنها أوّل سورة أنزلت من السماء.
وأخرج عن الزهرى، أن النبى (ص) كان بحراء، إذ أتى ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى {مََا لَمْ يَعْلَمْ}» ولم تنزل بعد نزول آية {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} إلى ثلاث سنوات آية من القرآن، وتسمى هذه المدّة زمن فترة الوحى، ثم أخذ القرآن ينزل على النبى (ص) منجما، وكان تنجيمه مثار اعتراض المشركين، وقد ذكر ذلك القرآن وأجاب عنه، وقال فى سورة الفرقان: {وَقََالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلََا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وََاحِدَةً، كَذََلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤََادَكَ وَرَتَّلْنََاهُ تَرْتِيلًا} لما فى تنجيمه وتكرار الوحى وإشراق نور العلم على قلبه، من التثبيت لفؤاده الشريف، ولا تنافى بين نزوله مفرقا ومنجما وبين قوله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (2) و {شَهْرُ رَمَضََانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (3) و {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبََارَكَةٍ} (4) لصحة إطلاق القرآن على بعضه كما فى قوله تعالى: {كِتََابٌ أُحْكِمَتْ آيََاتُهُ} (5)، مع العلم بأن أخر منها متشابهات. على أنه يمكن أن نقول بأن روح القرآن، وهى أغراضه الكلية التى يرمى إليها، تجلت لقلبه الشريف
__________
(1) صحيح البخارى ومسلم، باب بدء الوحى إلى رسول الله (ص).
(2) سورة القدر: 1.
(3) سورة البقرة: 185.
(4) سورة الدخان: 2.
(5) سورة هود: 1.(1/38)
فى تلك الليلة {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى ََ قَلْبِكَ} (1) ثم ظهرت بلسانه الأطهر مفرقة فى طول سنين {وَقُرْآناً فَرَقْنََاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النََّاسِ عَلى ََ مُكْثٍ وَنَزَّلْنََاهُ تَنْزِيلًا} (2).
ودلّ استقراء الأحاديث أن أكثر القرآن نزل مفرقا، ومن أمثلته فى السّور القصار: سورة اقرأ، أول ما نزل منها إلى قوله تعالى {مََا لَمْ يَعْلَمْ}، والضحى، أول ما نزل منها إلى قوله (فترضى) (3). ومنه ما نزل جميعا، ومن أمثلته فيها سورة الفاتحة، والإخلاص، والكوثر وتبّت، ولم يكن والنصر (4) ومن أمثلته فى السّور الطوال: (والمرسلات) (5).
وقد دلّ الاستقراء على نزول خمس آيات وعشر آيات، وصحّ نزول عشر آيات من أول المؤمنين جملة، وصح نزول غير أولى الضرر وحدها وهى بعض آية (لا يستوى المؤمنون) وكذا قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللََّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شََاءَ، إِنَّ اللََّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (6) فانها نزلت بعد نزول أول الآية وهى بعض الآية.
__________
(1) سورة الشعراء: 194193.
(2) سورة الاسراء: 106.
(3) فى حديث الطبرانى
(4) ذكر فى الاتقان للحافظ جلال الدين السيوطى.
(5) فى المستدرك عن ابن مسعود (ض) قال: كنا مع النبى (ص) فى غار فنزلت عليه والمرسلات عرفا، فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها، فلا أدرى بأيها ختم (فبأى حديث بعده يؤمنون) أو {وَإِذََا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لََا يَرْكَعُونَ}
(6) سورة التوبة: 28.(1/39)
الفصل الرابع عهد نزول القرآن
ينقسم إلى مدتين متمايزتين: قبل هجرة النبى (ص) وبعدها.
الأولى: مدة مقامه (ص) فى مكة وهى اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما، من يوم 17رمضان سنة 41يوم الفرقان إلى أول ربيع الأول سنة 54من ميلاده، وما نزل فى مكة ونواحيها قبل الهجرة فهو مكى.
الثانية: مدة نزوله بعد الهجرة إلى المدينة وإن نزل بغيرها فهو مدنى (1)، فالمدنى نحو 30/ 11قال أبو الحسن بن حصار فى كتابه «الناسخ والمنسوخ»:
«المدنى بالاتفاق عشرون سورة، والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة، وما عدا ذلك مكى بالاتفاق وهى: (1) البقرة (2) آل عمران (3) النساء (4) المائدة (5) الأنفال (6) التوبة (7) النور (8) الأحزاب (9) محمد (10) الفتح (11) الحجرات (12) الحديد (13) المجادلة (14) الحشر (15) الممتحنة (16) الجمعة (17) المنافقون (18) الطلاق (19) التحريم (20) إذا جاء نصر الله».
وافقه فى جميعها أبو بكر بن الانبارى (2) إلا فى الأنفال، وأبو عبيدة (3) فى
__________
(1) هذا هو القول المشهور، وهناك قولان آخران: أحدهما أن ما نزل بمكة فهو مكى، وما نزل بالمدينة فهو مدنى. الثانى أن المكى ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدنى ما وقع خطابا لأهل المدينة.
(2) هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الانبارى كان عالما بالقرآن وتفسيره والحديث، توفى سنة 328هـ.
(3) الراجح أن مؤلف كتاب فضائل القرآن هو أبو عبيدة القاسم بن سلام المتوفى سنة 334هـ بمكة لأن ابن النديم فى الفهرست نسب فى ضمن ذكر الكتب المؤلفة فى فضائل القرآن هذا الكتاب إليه.(1/40)
فضائل القرآن، إلا فى الحجرات والجمعة والمنافقون، وصاحب الفهرست محمد بن إسحاق برواية محمد بن نعمان بن البشير المذكورة فى أوّل ما نزل من القرآن، إلا فى الأحزاب فالمتفق عليه بين هؤلاء الأربعة الذين يعتمد على أقوالهم، خمس عشرة سورة مما ذكره أبو الحسن فى كتابه الناسخ والمنسوخ، والمختلف فيه خمس وهى: (الأنفال) خالف فيها أبو بكر بن الانبارى و (الحجرات والجمعة والمنافقون) خالف فيها أبو عبيدة في فضائل القرآن و (الأحزاب) خالف فيها صاحب الفهرست محمد بن إسحاق.(1/41)
فضائل القرآن، إلا فى الحجرات والجمعة والمنافقون، وصاحب الفهرست محمد بن إسحاق برواية محمد بن نعمان بن البشير المذكورة فى أوّل ما نزل من القرآن، إلا فى الأحزاب فالمتفق عليه بين هؤلاء الأربعة الذين يعتمد على أقوالهم، خمس عشرة سورة مما ذكره أبو الحسن فى كتابه الناسخ والمنسوخ، والمختلف فيه خمس وهى: (الأنفال) خالف فيها أبو بكر بن الانبارى و (الحجرات والجمعة والمنافقون) خالف فيها أبو عبيدة في فضائل القرآن و (الأحزاب) خالف فيها صاحب الفهرست محمد بن إسحاق.
الفصل الخامس فى إقراء النبى (ص) الصحابة الكرام القرآن
وكان النبي (ص) أميا لا يقرأ ولا يكتب، دل على ذلك نصّ القرآن {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرََاةِ وَالْإِنْجِيلِ} (1)، {وَمََا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتََابٍ، وَلََا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتََابَ الْمُبْطِلُونَ} (2). وكان (ص) بعد نزول الوحى إليه وحفظه الآية أو السورة يبلغها الناس، ويقرئ من الفائزين بشرف الصحبة من كان يصلح لذلك، ويستحفظهم إياها، دل على ذلك استقراء الأحاديث الواردة بطرق الثقات من رجال الحديث، الذين أصبحت كتبهم معوّلا عليها عند المسلمين. روى البخارى فى صحيحه بإسناده عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارى حدثاه أنهما سمعا الخليفة عمر بن الخطاب (ص) يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان فى حياة رسول الله (ص)، فاستمعت لقراءته فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله (ص)، فكدت أساوره (3) فى الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلبّبته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله (ص)، فقلت: كذبت فإن رسول الله (ص) قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده الى رسول الله (ص)، فقلت: إنى سمعت هذا يقرأ بسورة
__________
(1) سورة الأعراف: 157.
(2) سورة العنكبوت: 48.
(3) ساوره: وثب عليه أى كدت أثب عليه.(1/42)
الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال: «أرسله، اقرأ يا هشام! فقرأ عليه القراءة التى سمعتها يقرأ، فقال (ص): كذلك أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التى أقرأنى، فقال (ص): كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه»، وفى البخارى عن شقيق بن سلمة، قال:
خطبنا عبد الله بن مسعود (ض) فقال: والله لقد أخذت من فىّ رسول الله بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبى (ص) أنى من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم. قال شيخ الطائفة الامام محمد بن الحسن الطوسى الفقيه (1) فى أماليه: إن ابن مسعود أخذ سبعين سورة من النبى (ص) وأخذ الباقي عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السّلام. وفى المستدرك عن ابن مسعود قال: كنّا مع النبى (ص) فى غار، فنزلت عليه «والمرسلات عرفا» فأخذتها من فيه الخ الحديث.
روى أبو عبيده فى فضائله، وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمر بن عامر الأنصارى، أن عمر قرأ (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان) برفع الأنصار ولم يلحق الواو فى الذين، فقال له زيد بن ثابت: والذين اتبعوهم بإحسان فقال: أمير المؤمنين اعلم، فقال: ايتونى بأبىّ بن كعب، فسأله عن ذلك، فقال أبىّ: والذين اتبعوهم، فجعل كل واحد يشير إلى أنف صاحبه بإصبعه، فقال أبىّ: والله أقرأنيها رسول الله (ص) وأنت تبيع الحنطة، فقال عمر: نعم إذا فتابع أبيا. وفى صحيح البخارى أن النبى (ص) قال لأبيّ بن كعب: «إن الله أمرنى أن أقرأ عليك القرآن» قال: الله سمانى؟ قال: «نعم، وقد ذكرت عند رب العالمين»، قال فذرفت عيناه واشتهر بين القوم بعدة طرق، قوله (ص):
«أبيّ أقرأكم». دلت هذه الروايات على أن النبى (ص) كان يقرئ القرآن بعض علماء الصحابة، ويهتم بأن يحفظوه، حتى قال لأبيّ إن الله أمرنى أن أقرأ
__________
(1) هو محمد بن الحسن بن على الطوسى شيخ الامامية ومن جلة فقهائهم ومحدثيهم، ولد فى رمضان سنة 385، وقدم العراق وتلمذ لدى الشيخ المفيد محمد بن النعمان، وتوفى فى محرم سنة 460. هـ في النجف الاشرف.(1/43)
عليك، ودلت أيضا على أن الصحابة كانوا يهتمون بحفظ نصوص الآيات، بحيث كان زيادة حرف واو ونقيصتها أمرا مهتما به، مع أن ذلك لا يغير المعنى كثيرا.
تنبيه
المراد بالأحرف السبعة سبعة أوجه من المعانى المتفقة بالألفاظ المختلفة، نحو: اقبل وهلمّ وتعال وعجّل وأسرع وأخّر وأمهل وامض واسر، وهذا الوجه هو ما اختاره محمد بن جرير الطبرى فى مقدمة تفسيره (1)، وقال:
والدلالة على صحة ما قلناه ما تقدم ذكرنا له من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبىّ بن كعب (ض)، أنهم تماروا فى القرآن فخالف بعضهم بعضا فى نفس التلاوة دون ما فى ذلك من المعانى، وانهم احتكموا فيه إلى النبى (ص) فاستقرأ كلّ رجل منهم ثم صوب جميعهم فى قراءتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضهم لتصويبه إياهم، فقال النبى (ص) للذى ارتاب منهم عند تصويبه جميعهم: «إن الله أمرنى أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف»، فمفاد هذا الكلام أن قول النبى (ص) للمختلفين فى نفس التلاوة «إن الله أمرنى أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف» يكشف أن سبعة أحرف هى ألفاظ مختلفة لمعنى واحد. روى فى أول مقدمة تفسيره عن أبى كريب عن رجاله عن عبد الرحمن بن أبى بكر عن أبيه قال:
قال رسول الله (ص): «قال جبرائيل اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل استزده، فقال على حرفين، حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال كلها شاف كاف ما لم يختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب، كقولك: هلم وتعال».
وشاهد ذلك فهم الفقهاء هذا المعنى من الحديث، قال ابن عبد البر: وذكر ابن وهب فى كتاب الترغيب من جامعه: قيل لمالك: أترى نقرأ مثل ما قرأ عمر بن الخطاب: فامضوا إلى ذكر الله؟ قال جائز، قال رسول الله (ص):
__________
(1) ج 1.(1/44)
«أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه». وهذا الوجه هو الذى لا يراه العقل بعيدا، فإن الاختلاف لو كان فى المعنى بسبعة أوجه يفسر به المعنى، فقد يفضي إلى معنيين متضادين، فكيف يجيز النبى (ص) خلاف ما أراد الله بيانه من الآية؟ مع أن الروايات الكثيرة دلت ان النبي (ص) صوّب قراءتهم. وغير خفى أن الآية لا تفسر بمعنيين متضادين، قد يؤول إلى حلية ما حرّم وحرمة ما أحل، والله تعالى يقول: {وَلَوْ كََانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللََّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلََافاً كَثِيراً} (1). وروى الأعمش عن أنس أنه قرأ هذه الآية إن ناشئة الليل هى أشدّ وطأ وأصوب قيلا (2) فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة! إنما هى أقوم، فقال: أقوم وأصوب وأهدى واحد، ويمكن أن يحمل الحديث على ما ذكره محمد بن عبد الكريم الشهرستانى (3) في تفسيره وقال: وقد قيل معنى قول النبى (ص) أنزل القرآن على سبعة أحرف إنها هى الجهات التى تحتملها الكلمات وهى ما اختلف فيها القراء السبعة من الامالة والاشمام والادغام.
وكان الصحابة إذا نقلوا آية من النبى (ص) أو سورة يترددون عليه غير مرة، ويتلونها أمامه حتى يزداد تثبتهم من حفظها، ويسألونه: هل حفظت كما أنزلت؟ حتى يقرهم عليها. ذكر الحافظ الذهبى فى «تذكرة الحفاظ»: روى خارجة بن زيد عن أبيه قال: أتى النبى (ص) المدينة وقد قرأت سبع عشرة سورة، فقرأت على رسول الله (ص) فأعجبه ذلك وقال «يا زيد تعلّم لى كتابة يهود فإنى ما آمنهم على كتابى». قال: فحذقته فى نصف شهر.
وبعد الحفظ والإتقان كان كل حافظ ينشر ما حفظه، ويعلمه
__________
(1) سورة النساء: 82.
(2) سورة المزمل: 6.
(3) هو أبو الفتح محمد بن أبى القاسم عبد الكريم بن أحمد الشهرستانى متكلم فقيه. ولد سنة 467 هـ وتوفي سنة 548هـ، وله كتاب في التفسير اسمه «مفاتيح الاسرار ومصابيح الأبرار» وهو تفسير جليل مخطوط منه نسخة موجودة فى دار الكتب فى برلمان إيران.(1/45)
للأولاد والصبيان والذين لم يشهدوا النزول ساعة الوحى من أهل مكة والمدينة ومن حولهم من الناس، فلا يمضى يوم أو يومان إلا وما نزل محفوظ فى صدور كثيرين من الصحابة. وكان الحفظة والقراء يعرضون على النبى (ص) القرآن ويختمونه عنده وقد كانوا يقرءون بعض القرآن بأمره (ص).
عن ابن مسعود قال: قال لى رسول الله (ص): «اقرأ علىّ، ففتحت سورة النساء، فلما بلغت فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا رأيت عينيه تذرفان من الدمع، فقال: حسبك الآن».
قال الآمدى (1) فى كتابه «الأفكار الأبكار»: إن المصاحف المشهورة فى زمن الصحابة كانت مقروءة عليه (ص) ومعروضة، وكان مصحف عثمان بن عفان (ض) آخر ما عرض على النبى (ص)، وكان يصلى به إلى أن قبض. أخرج ابن أشتة فى المصاحف وابن أبى شيبة فى الفضائل من طريق ابن سيرين عن عبيدة السلمانى، قال: القراءة التى عرضت على النبى (ص) فى العام الذى قبض فيه هى القراءة التى يقرؤها الناس اليوم. قال البغوى (2)
فى شرح السنة: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التى بين فيها ما نسخ وما بقى، وكتبها له (ص) وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده عمر وأبو بكر (ض) وجمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف أرسل رسول الله (ص) جماعة من القرّاء إلى المدينة لتعليم القرآن.
روى البخارى باسناده عن أبى إسحاق عن البراء قال: أوّل من قدم علينا من أصحاب النبى (ص) مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرءاننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال، ولما فتح (ص) مكة ترك معاذ بن جبل للتعليم، وكان الرجل إذا هاجر إلى المدينة دفعه النبى (ص) إلى رجل من الحفظة ليعلمه القرآن. وكثر عدد الحفظة فى عهد رسول الله (ص)، وقتل فى عهده (ص) فى
__________
(1) هو أبو الحسن على بن أبى على محمد بن سالم التغلبي الفقيه الأصولى المتكلم المتوفى سنة 617هـ.
(2) هو أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء الشافعى صاحب معالم التنزيل وشرح السنة والمصابيح، كان ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير توفى بمرو سنة 516هـ.(1/46)
بئر معونة زهاء سبعين من القراء. قال الكرمانى كما فى الاتقان فى الصحيح: إن الذين قتلوا فى غزوة بئر معونة من الصحابة وكان يقال لهم القرّاء كانوا سبعين رجلا. وفى كثير من الأحاديث أن أبا بكر (ض) (1) حفظ القرآن فى حياة رسول الله (ص). وقد ذكر أبو عبيدة فى «كتاب القراءات» القرّاء من أصحاب النبى (ص)، فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، وطلحة، وسعد، وابن مسعود، وحذيفة، وسالما، وأبا هريرة، وعبد الله بن السائب، والعبادلة (2)، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة. ومن الأنصار: عبادة بن الصامت، ومعاذ الذى يكنى أبا حليمة، ومجمع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد. وصرّح أن بعض هؤلاء كمل القرآن بعد النبى (ص). وعدّ ابن أبى داود منهم تميما الدارى، وعقبة بن عامر. أخرج ابن سعد فى الطبقات: أنبأنا الفضل بن دكين، حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: حدثتنى جدّتى عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث، وكان رسول الله (ص) يزورها ويسميها الشهيدة، وكانت قد جمعت القرآن، وكان رسول الله (ص) قد أمرها أن تؤم أهل دارها.
__________
(1) نقل عن ابن حجر فى الاتقان حفظ أبى بكر القرآن.
(2) وهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب المتوفى سنة 74 (تذكرة الحفاظ)، وعبد الله بن عمر بن العاص النهمى المتوفى سنة 63 (كشف الظنون)، وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب هو الذى سمى ترجمان القرآن، ودعا له النبى أن يفقهه الله فى الدين، وأن يعلمه تأويل القرآن توفى فى الطائف سنة 68 (تذكرة الحفاظ للذهبى).
خرج النسائى بسند صحيح عن عبد الله بن عمر قال: قال سمعت القرآن فقرأت به كل ليلة فبلغ النبى (ص)، فقال اقرأه فى شهر (الحديث).(1/47)
الفصل السادس فى كتابة القرآن حين نزوله بأمره (ص) وكتّابه
وكان للنبى (ص) كتّاب يكتبون الوحى بالخط المقرر وهو النسخى، وهم ثلاثة وأربعون، أشهرهم: الخلفاء الأربعة، وأبو سفيان وابناه: معاوية ويزيد، وسعيد بن العاص (1) وابناه: أبان وخالد، وزيد بن ثابت، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبى وقاص، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن الأرقم، وعبد الله بن رواحة، وعبد الله بن سعد بن أبى السرح (2)، وأبىّ بن كعب (3)، وثابت ابن قيس، وحنظلة بن الربيع، وشرحبيل بن حسنة، والعلاء بن الحضرمى، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، ومعيقب بن أبى فاطمة الدوسى، وحذيفة بن اليمان، وحويطب بن عبد العزى العامرى. وكان ألزمهم للنبى (ص) وأكثرهم كتابة له زيد بن ثابت وعلى بن أبى طالب عليه السّلام. ويظهر من الروايات أنه (ص) كان يهتم بكتابة القرآن. روى البخارى عن البراء قال: لما نزلت {لََا يَسْتَوِي}
__________
(1) ذكر شمس الدين سامى أن سعيد بن العاص كان فصيح اللسان وجيد الخط، كتب المصحف فى عصر عثمان، وكان أحد الكتبة فى عصره، ولد فى سنة الهجرة ص 2575 «قاموس الأعلام» حرف السين.
(2) روى الطبرى فى تاريخه أنه كتب الوحى للنبى (ص)، ثم ارتد عن الاسلام، ثم راجع الاسلام يوم فتح مكة.
(3) وروى أنه قيل: ان أول من كتب له (ص) أبىّ بن كعب، وكان إذا غاب أبى كتب له زيد بن ثابت.(1/48)
{الْقََاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجََاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللََّهِ} (4) قال النبي (ص): ادع لى زيدا وليجيء باللوح والدّواة والكتف أو الكتف والدواة ثم قال: اكتب: {لََا يَسْتَوِي الْقََاعِدُونَ}.
وفى قصة إسلام عمر بن الخطاب (ض). أن رجلا من قريش قال له: أختك قد صبأت (أى خرجت عن دينك). فرجع ولطم أخته لطمة شج بها وجهها. فلمّا سكت عنه الغضب نظر فإذا صحيفة فى ناحية البيت فيها:
{بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ، سَبَّحَ لِلََّهِ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، إلى قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (1). واطلع على صحيفة أخرى فوجد فيها: {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ، طه مََا أَنْزَلْنََا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}، إلى قوله تعالى: {لَهُ الْأَسْمََاءُ الْحُسْنى ََ} (2) فأسلم بعد ما فهم بلاغة تلك الآيات. كلّ هذه الأحاديث والروايات تدل على أنه (ص) اهتم بكتابة القرآن، وأن القرآن كتب فى عهده وحضرته بكل إتقان وضبط.
__________
(4) سورة النساء: 95.
(1) سورة الحديد: 81.
(2) سورة طه: 81.(1/49)
الفصل السابع فيما كتب عليه القرآن في عهد النبى (ص)
كان الكتبة يكتبون الآيات فى العسب واللخاف والرقاع، وأحيانا فى الحرير وقطع الأديم، والأكتاف، على عادة العرب بالكتابة على تلك الأشياء وكان يطلق عليها الصحف، وكانت تلك الصحف تكتب لرسول الله (ص) وتوضع فى بيته. قال محمّد بن إسحاق فى الفهرست: وكان القرآن مكتوبا بين يدى رسول الله (ص) فى اللخاف والعسب وأكتاف الإبل. وروى البخارى عن زيد بن ثابت أنّه قال: تتبعت القرآن وأجمعه من اللخاف والعسب وصدور الرجال.
روى العياشي (1) فى تفسيره فى ذيل رواية له: قال عليّ عليه السّلام:
إن رسول الله (ص) أوصاني إذا واريته في حفرته أن لا أخرج من بيتى حتى أؤلف كتاب الله، فإنه فى جرائد النخل، وفى أكتاف الإبل. وفى رواية على بن إبراهيم (2) عن أبى بكر الحضرمى عن أبى عبد الله جعفر بن محمد عليه السّلام قال: إنّ رسول الله (ص) قال لعلىّ: يا علي إنّ القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس. فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة، وانطلق عليّ عليه السّلام فجمعه فى ثوب أصفر ثم ختم
__________
(1) محمد بن مسعود بن محمد بن عياش من كبار محدثى الامامية له تفسير القرآن المعروف بتفسير العياشي، والموجود منه مخطوط، لكن بعض أهل العلم للاختصار حذف الاسناد وبذلك شوهه.
(2) على بن إبراهيم بن هاشم القمي من ثقات محدثي الامامية له كتاب التفسير المعروف.(1/50)
عليه. قال الحارث المحاسبى فى كتاب: «فهم السنن» كتابة القرآن ليست بمحدثة، فانه (ص) كان يأمر بكتابته ولكنّه كان مفرقا فى الرقاع والأكتاف والعسب والقرطاس، ووردت روايات فى أن وضع الآيات فى مواضيعها فى القرآن بأمره، وإنها بتوقيفه (ص) وفيها ما يدل على أن آيات القرآن كتبت بين يديه بأمره (ص) (1).
__________
(1) قال الخطائى: إنما لم يجمع (ص) القرآن فى مكان واحد لما كان يترقبه من ورود الناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته.(1/51)
الفصل الثامن فى ذكر أسماء الذين جمعوا القرآن على عهد النبى (ص)
وجمع على عهد النبى (ص) بعض من الصحابة القرآن كله. وبعض منهم جمع القرآن ثم كمّله بعد النبى (ص) (1)، ذكر محمد بن إسحاق فى الفهرست أن الجمّاع للقرآن على عهد النبى (ص) هم: على بن أبى طالب عليه السّلام (2)، وسعد بن عبيد بن النعمان بن عمرو بن زيد (3)، وأبو الدرداء عويمر بن زيد (4)، ومعاذ بن جبل بن أوس (5)، وأبو زيد ثابت بن زيد بن النعمان (6)، وأبيّ بن كعب بن قيس ملك امرؤ القيس (7)، وعبيد بن
__________
(1) قال أبو عبيدة فى كتاب القراءات: إن بعضهم إنما كمله بعد النبي (ص).
(2) شهرة فضله ومقامه الرفيع وجلالته تغني عن ذكر سيرته.
(3) سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد الأنصارى الأوسى: أحد من جمعوا القرآن على عهد رسول الله (ص). قتل يوم القادسية سنة 15وهو ابن 64سنة.
(4) أبو الدرداء عويمر بن زيد: كان يقال له حكيم هذه الأمة. تلقى القرآن عن النبى (ص) وحفظه. توفى سنة 32هـ.
(5) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس. ورد فى الحديث عن رسول الله (ص) يأتى معاذ أمام العلماء بربوة إذا حضروا ربهم. استشهد فى الطاعون بالغور سنة 18، وله 35سنة تقريبا.
(6) أبو زيد ثابت بن زيد الانصارى. قال عز الدين أبو الحسن الجزرى فى أسد الغابة: قال عباس، هو الدورى: سمعت يحيى بن معين، وسئل عن أبي زيد الذي يقال إنه جمع القرآن على عهد رسول الله (ص) من هو؟ قال ثابت بن زيد. قال أبو عمر: ولا أعلم غيره. وقيل الجامع للقرآن هو أبو زيد سعد بن عبيد بن النعمان. والراجح هو الأول لموافقة قول صاحب الفهرست الثقة له.
(7) أبى بن كعب بن قيس أبو المنذر الأنصارى الخزرجى أقرأ الصحابة بعد على عليه السّلام وسيد القراء، قرأ القرآن على النبى (ص) وجمع بين العلم والعمل. توفى بالمدينة سنة 20هـ.(1/52)
معاوية (1)، وزيد بن ثابت (2).
ووافقه البخارى فى أربعة منهم فى إحدى رواياته روى عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك، من جمع القرآن على عهد النبى (ص)؟ فقال أربعة كلهم من الأنصار: أبىّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. وروى فى موضع آخر، مكان أبىّ بن كعب أبا الدرداء، وفى الاتقان خرّج ابن أبى داود بسند حسن، عن محمّد بن كعب القرظى، أن الجامعين خمسة: معاذ، وعبادة بن الصامت (3)، وأبى بن كعب، وأبو الدرداء، وأبو أيوب الأنصارى. وعن ابن سيرين أنهم أربعة: معاذ، وأبىّ وأبو زيد، وأبو الدرداء أو عثمان أو هو مع تميم الدارى، وخرّج البيهقي وابن أبى داود عن الشعبى أنهم ستة: أبىّ، وزيد بن ثابت، ومعاذ، وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد، وأبو زيد، ومجمع بن جارية. وروى الخوارزمى فى مناقبه عن علىّ بن رباح، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله (ص) علىّ بن أبى طالب عليه السّلام، وأبىّ بن كعب.
ويظهر من بعض الروايات أن عليا أمير المؤمنين (ع)، كتب القرآن
__________
(1) عبيد بن معاوية، وقيل عبيد بن معاذ، وقيل عتيك بن معاذ الجزرى كما فى أسد الغابة.
(2) زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوزان. كتب الوحى لرسول الله (ص)، وحفظ القرآن وأتقنه وأحكم الفرائض وتعلم بأمر النبى (ص) السريانية. توفى على رواية الواقدى عن رجاله ورواية يحيى بن بكير سنة خمس وأربعين، وقيل توفى سنة أربع وخمسين وقيل خمس وخمسين تذكرة الحفاظ للذهبى.
أخرج الطبرانى والبيهقي والحاكم، قال الشعبى: «صلى زيد بن ثابت على جنازة فقربت إليه بغلته ليركبها، فجاء ابن عباس فأخذ بركابه. فقال زيد: خل عنه يا ابن عم رسول الله (ص) فقال ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء. فقبل زيد بن ثابت يده. فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا. وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم. والمراد بالكبراء ذو والأسنان والشيوخ كتاب الابداع، ص 99».
(3) عبادة بن الصامت بن قيس أخزم الأنصارى الخزرجى، جمع القرآن، أرسله عمر بن الخطاب إلى الشام بعد فتحه لتعليم القرآن والفقه لأهله. توفى سنة 34بالرملة، وقيل توفى ببيت المقدس.(1/53)
على ترتيب النزول، وقدم المنسوخ على الناسخ. خرّج ابن أشتة فى المصاحف عن ابن سيرين أن عليا (ع) كتب فى مصحفه الناسخ والمنسوخ، وإن ابن سيرين قال: تطلبت ذلك وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه، وقال ابن حجر (1): قد ورد عن علىّ (ع) أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبى (ص) أخرجه ابن أبى داود. وفى شرح الكافى للمولى صالح القزوينى عن كتاب سليم ابن قيس الهلالى، أن عليا (ع) بعد وفاة النبى (ص) لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله، وكتب على تنزيله الناسخ والمنسوخ منه، والمحكم والمتشابه. ذكر الشيخ الإمام محمد بن محمد بن النعمان المفيد (2) فى كتاب (الإرشاد) و (الرسالة السروية)، «إن عليا (ع) قدم فى مصحفه المنسوخ على الناسخ، وكتب فيه تأويل بعض الآيات وتفسيرها بالتفصيل». يقول الشهرستانى فى مقدمة تفسيره: «كان الصحابة (ض) متفقين على أن علم القرآن مخصوص لأهل البيت (ع) إذ كانوا يسألون علىّ بن أبى طالب (ع) هل خصصتم أهل البيت (ع) دوننا بشيء سوى القرآن؟». فاستثناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بأن القرآن وعلمه وتنزيله وتأويله مخصوص بهم.
__________
(1) نقل السيوطى. قوله في الاتقان.
(2) من كبار علماء الشيعة، أستاذ الشريفين المرتضى علم الهدى والرضي رحمهم الله.(1/54)
الفصل التاسع فى تاريخ نزول السور
واعتمدت فى ذلك على كتاب «نظم الدرر وتناسق الآيات والسور» لمؤلفه إبراهيم بن عمر البقاعى طبع مصر، وعلى كتاب «الفهرست» لابن النديم طبع مصر، وكتاب أبى القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافى كما ذكر، ونقل عنه الأستاذ نولد كه فى كتابه «تاريخ القرآن» وقال: إن كتاب أبى القاسم موجود فى مكتبة (674)
تاريخ نزول السور
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 1/ الحمد / / نزلت بعد المدثر / 2/ / البقرة إلا آية 281فنزلت بمنى فى حجة الوداع / أول سورة نزلت بالمدينة / 3/ / آل عمران / بعد الأنفال / 4/ / النساء / «الممتحنة / 5/ / المائدة، إلا آية 3فنزلت بعرفات فى حجة الوداع / «الفتح / 6/ الأنعام. إلّا الآيات: 20و 23و 91و 93و 114و 141و 151و 152و 153فمدنية / / بعد الحجر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 7/ الأعراف. إلا من آية: 163إلى غاية آية 170فمدنية / / بعد ص / 8/ / الأنفال. إلا من آية: 30إلى غاية آية 36فمكية / بعد البقرة / 9/ / التوبة. إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان / بعد المائدة / 10/ يونس. إلا الآيات: 40و 94و 95و 96فمدنية / بعد الاسراء / 11/ هود. إلا الآيات: 12و 17و 114فمدنية / بعد يونس / 12/ يوسف. إلا الآيات: 1و 2و 3و 7فمدنية / / بعد هود / 13/ / الرعد / بعد محمد / 14/ إبراهيم. إلا آيتى: 28و 29فمدنيتان / / «نوح / 15/ الحجر الا آية 87فمدنية / / بعد يوسف / 16/ النحل. إلا الآيات الثلاث الأخيرة / «الكهف / 17/ الاسراء. إلا الآيات: 26و 32و 33و 57. ومن آية 73إلى غاية آية 80فمدنية / / بعد القصص / 18/ الكهف. إلا آية 28ومن آية 83إلى غاية آية 101فمدنية / / بعد الغاشية / 19/ مريم. إلا آيتى 58و 71فمدنيتان / / بعد فاطر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 20/ طه. إلا آيتى 130و 131فمدنيتان / / بعد مريم / 21/ الأنبياء / / بعد إبراهيم / 22/ / الحج. إلا الآيات: 52و 53و 5554فبين مكة ومدينة / / «النور / 23/ المؤمنون / / بعد الأنبياء / 24/ / النور / «الحشر / 25/ الفرقان. إلا الآيات: 68و 69و 70فمدنية / / «يس / 26/ الشعراء إلا آية 197ومن 224إلى آخر السورة فمدنية / / بعد الواقعة / 27/ النمل / / بعد الشعراء / 28/ القصص. إلا من آية 52إلى غاية آية 55فمدنية. وآية 85فبالجحفة أثناء الهجرة / / بعد النمل / 29/ العنكبوت. إلا من آية 1إلى 11فمدنية / / بعد الروم / 30/ الروم. إلا آية 17فمدنية / / بعد الانشقاق / 31/ لقمان. إلا الآيات: 27و 28و 29فمدنية / / بعد الصافات / 32/ السجدة. إلا من آية 16إلى غاية آية 20فمدنية / / بعد المؤمنون / 33/ / الأحزاب / بعد آل عمران / 34/ سبأ. إلا آية 6فمدنية / / «لقمان / 35/ فاطر / / «الفرقان /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 36/ يس. إلا آية 45فمدنية / / «الجن / 37/ الصافات / / بعد الأنعام / 38/ ص / / «القمر / 39/ الزمر. إلا الآيات: 52و 53و 54فمدنية / / «سبأ / 40/ غافر. إلا آيتى: 56و 57فمدنيتان / / بعد الزمر / 41/ فصلت / / بعد غافر / 42/ الشورى إلّا الآيات: 23و 24و 25و 27فمدنية / / «فصلت / 43/ الزخرف. إلا آية 54فمدنية / / بعد الشورى / 44/ الدخان / / بعد الزخرف / 45/ الجاثية. إلا آية 14فمدنية / / «الدخان / 46/ الأحقاف. إلا الآيات: 10و 15و 35فمدنية / / بعد الجاثية / 47/ / محمد (ص). إلا آية 13فنزلت فى الطريق أثناء الهجرة / بعد الحديد / 48/ / الفتح. نزلت فى الطريق عند الانصراف من الحديبية / بعد الجمعة / 49/ / الحجرات / بعد المجادلة / 50/ ق. إلا آية 38فمدنية / / «المرسلات / 51/ الذاريات / / «الأحقاف / 52/ الطور / / بعد السجدة / 53/ النجم إلا آية 32فمدنية / / «الاخلاص /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 54/ القمر. إلا الآيات: 44و 45و 46فمدنية / / «الطارق / 55/ / الرحمن / بعد الرعد / 56/ الواقعة. إلا آيتى 81و 82فمدنيتان / / «طه / 57/ / الحديد / بعد الزلزلة / 58/ / المجادلة / «المنافقون / 59/ / الحشر / «البينة / 60/ / الممتحنة / «الأحزاب / 61/ / الصف / «التغابن / 62/ / الجمعة / «الصف / 63/ / المنافقون / «الحج / 64/ / التغابن / «التحريم / 65/ / الطلاق / «الانسان / 66/ / التحريم / «الحجرات / 67/ الملك / / «الطور / 68/ القلم. إلا من آية 17إلى غاية آية 33، ومن آية 48إلى غاية آية 50فمدنية / / «العلق / 69/ الحاقة / / بعد الملك / 70/ المعارج / / «الحاقة / 71/ نوح / / «النحل / 72/ الجن / / «الأعراف / 73/ المزمل. إلا الآيات: 10و 11و 20فمدنية / / «القلم / 74/ المدثر / / بعد المزمل / 75/ القيمة / / «القارعة / 76/ / الإنسان / «الرحمن / 77/ المرسلات. إلا آية 48فمدنية / / «الهمزة /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 78/ النبأ / / بعد المعارج / 79/ النازعات / / «النبأ / 80/ عبس / / «النجم / 81/ التكوير / / «المسد / 82/ الانفطار / / «النازعات / 83/ المطففين. وهى آخر سورة نزلت بمكة / / بعد العنكبوت / 84/ الانشقاق / / بعد الانفطار / 85/ البروج / / «الشمس / 86/ الطارق / / «البلد / 87/ الأعلى / / «التكوير / 88/ الغاشية / / بعد الذاريات / 89/ الفجر / / «الليل / 90/ البلد / / «ق / 91/ الشمس / / «القدر / 92/ الليل / / «الأعلى / 93/ الضحى / / «الفجر / 94/ ألم نشرح / / «الضحى / 95/ التين / / «البروج / 96/ العلق. وهى أول ما نزل من القرآن / / / 97/ القدر / / بعد عبس / 98/ / البيّنة / «الطلاق / 99/ / الزلزلة / «النساء / 100/ العاديات / / «بعد العصر / 101/ القارعة / / «قريش / 102/ التكاثر / / «الكوثر / 103/ العصر / / «ألم نشرح / 104/ الهمزة / / «القيمة /
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 105/ الفيل / / «الكافرون / 106/ قريش / / «التين / 107/ الماعون. الآيات الثلاث الأول والبقية مدنية / / «التكاثر / 108/ الكوثر / / بعد العاديات / 109/ الكافرون / / «الماعون / 110/ / النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية / وهى آخر ما نزل من السور / 111/ المسد / / بعد الفاتحة / 112/ الإخلاص / / «الناس / 113/ الفلق / / «الفيل / 114/ الناس / / «الفلق /(1/55)
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 1/ الحمد / / نزلت بعد المدثر / 2/ / البقرة إلا آية 281فنزلت بمنى فى حجة الوداع / أول سورة نزلت بالمدينة / 3/ / آل عمران / بعد الأنفال / 4/ / النساء / «الممتحنة / 5/ / المائدة، إلا آية 3فنزلت بعرفات فى حجة الوداع / «الفتح / 6/ الأنعام. إلّا الآيات: 20و 23و 91و 93و 114و 141و 151و 152و 153فمدنية / / بعد الحجر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 7/ الأعراف. إلا من آية: 163إلى غاية آية 170فمدنية / / بعد ص / 8/ / الأنفال. إلا من آية: 30إلى غاية آية 36فمكية / بعد البقرة / 9/ / التوبة. إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان / بعد المائدة / 10/ يونس. إلا الآيات: 40و 94و 95و 96فمدنية / بعد الاسراء / 11/ هود. إلا الآيات: 12و 17و 114فمدنية / بعد يونس / 12/ يوسف. إلا الآيات: 1و 2و 3و 7فمدنية / / بعد هود / 13/ / الرعد / بعد محمد / 14/ إبراهيم. إلا آيتى: 28و 29فمدنيتان / / «نوح / 15/ الحجر الا آية 87فمدنية / / بعد يوسف / 16/ النحل. إلا الآيات الثلاث الأخيرة / «الكهف / 17/ الاسراء. إلا الآيات: 26و 32و 33و 57. ومن آية 73إلى غاية آية 80فمدنية / / بعد القصص / 18/ الكهف. إلا آية 28ومن آية 83إلى غاية آية 101فمدنية / / بعد الغاشية / 19/ مريم. إلا آيتى 58و 71فمدنيتان / / بعد فاطر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 20/ طه. إلا آيتى 130و 131فمدنيتان / / بعد مريم / 21/ الأنبياء / / بعد إبراهيم / 22/ / الحج. إلا الآيات: 52و 53و 5554فبين مكة ومدينة / / «النور / 23/ المؤمنون / / بعد الأنبياء / 24/ / النور / «الحشر / 25/ الفرقان. إلا الآيات: 68و 69و 70فمدنية / / «يس / 26/ الشعراء إلا آية 197ومن 224إلى آخر السورة فمدنية / / بعد الواقعة / 27/ النمل / / بعد الشعراء / 28/ القصص. إلا من آية 52إلى غاية آية 55فمدنية. وآية 85فبالجحفة أثناء الهجرة / / بعد النمل / 29/ العنكبوت. إلا من آية 1إلى 11فمدنية / / بعد الروم / 30/ الروم. إلا آية 17فمدنية / / بعد الانشقاق / 31/ لقمان. إلا الآيات: 27و 28و 29فمدنية / / بعد الصافات / 32/ السجدة. إلا من آية 16إلى غاية آية 20فمدنية / / بعد المؤمنون / 33/ / الأحزاب / بعد آل عمران / 34/ سبأ. إلا آية 6فمدنية / / «لقمان / 35/ فاطر / / «الفرقان /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 36/ يس. إلا آية 45فمدنية / / «الجن / 37/ الصافات / / بعد الأنعام / 38/ ص / / «القمر / 39/ الزمر. إلا الآيات: 52و 53و 54فمدنية / / «سبأ / 40/ غافر. إلا آيتى: 56و 57فمدنيتان / / بعد الزمر / 41/ فصلت / / بعد غافر / 42/ الشورى إلّا الآيات: 23و 24و 25و 27فمدنية / / «فصلت / 43/ الزخرف. إلا آية 54فمدنية / / بعد الشورى / 44/ الدخان / / بعد الزخرف / 45/ الجاثية. إلا آية 14فمدنية / / «الدخان / 46/ الأحقاف. إلا الآيات: 10و 15و 35فمدنية / / بعد الجاثية / 47/ / محمد (ص). إلا آية 13فنزلت فى الطريق أثناء الهجرة / بعد الحديد / 48/ / الفتح. نزلت فى الطريق عند الانصراف من الحديبية / بعد الجمعة / 49/ / الحجرات / بعد المجادلة / 50/ ق. إلا آية 38فمدنية / / «المرسلات / 51/ الذاريات / / «الأحقاف / 52/ الطور / / بعد السجدة / 53/ النجم إلا آية 32فمدنية / / «الاخلاص /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 54/ القمر. إلا الآيات: 44و 45و 46فمدنية / / «الطارق / 55/ / الرحمن / بعد الرعد / 56/ الواقعة. إلا آيتى 81و 82فمدنيتان / / «طه / 57/ / الحديد / بعد الزلزلة / 58/ / المجادلة / «المنافقون / 59/ / الحشر / «البينة / 60/ / الممتحنة / «الأحزاب / 61/ / الصف / «التغابن / 62/ / الجمعة / «الصف / 63/ / المنافقون / «الحج / 64/ / التغابن / «التحريم / 65/ / الطلاق / «الانسان / 66/ / التحريم / «الحجرات / 67/ الملك / / «الطور / 68/ القلم. إلا من آية 17إلى غاية آية 33، ومن آية 48إلى غاية آية 50فمدنية / / «العلق / 69/ الحاقة / / بعد الملك / 70/ المعارج / / «الحاقة / 71/ نوح / / «النحل / 72/ الجن / / «الأعراف / 73/ المزمل. إلا الآيات: 10و 11و 20فمدنية / / «القلم / 74/ المدثر / / بعد المزمل / 75/ القيمة / / «القارعة / 76/ / الإنسان / «الرحمن / 77/ المرسلات. إلا آية 48فمدنية / / «الهمزة /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 78/ النبأ / / بعد المعارج / 79/ النازعات / / «النبأ / 80/ عبس / / «النجم / 81/ التكوير / / «المسد / 82/ الانفطار / / «النازعات / 83/ المطففين. وهى آخر سورة نزلت بمكة / / بعد العنكبوت / 84/ الانشقاق / / بعد الانفطار / 85/ البروج / / «الشمس / 86/ الطارق / / «البلد / 87/ الأعلى / / «التكوير / 88/ الغاشية / / بعد الذاريات / 89/ الفجر / / «الليل / 90/ البلد / / «ق / 91/ الشمس / / «القدر / 92/ الليل / / «الأعلى / 93/ الضحى / / «الفجر / 94/ ألم نشرح / / «الضحى / 95/ التين / / «البروج / 96/ العلق. وهى أول ما نزل من القرآن / / / 97/ القدر / / بعد عبس / 98/ / البيّنة / «الطلاق / 99/ / الزلزلة / «النساء / 100/ العاديات / / «بعد العصر / 101/ القارعة / / «قريش / 102/ التكاثر / / «الكوثر / 103/ العصر / / «ألم نشرح / 104/ الهمزة / / «القيمة /
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 105/ الفيل / / «الكافرون / 106/ قريش / / «التين / 107/ الماعون. الآيات الثلاث الأول والبقية مدنية / / «التكاثر / 108/ الكوثر / / بعد العاديات / 109/ الكافرون / / «الماعون / 110/ / النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية / وهى آخر ما نزل من السور / 111/ المسد / / بعد الفاتحة / 112/ الإخلاص / / «الناس / 113/ الفلق / / «الفيل / 114/ الناس / / «الفلق /(1/56)
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 1/ الحمد / / نزلت بعد المدثر / 2/ / البقرة إلا آية 281فنزلت بمنى فى حجة الوداع / أول سورة نزلت بالمدينة / 3/ / آل عمران / بعد الأنفال / 4/ / النساء / «الممتحنة / 5/ / المائدة، إلا آية 3فنزلت بعرفات فى حجة الوداع / «الفتح / 6/ الأنعام. إلّا الآيات: 20و 23و 91و 93و 114و 141و 151و 152و 153فمدنية / / بعد الحجر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 7/ الأعراف. إلا من آية: 163إلى غاية آية 170فمدنية / / بعد ص / 8/ / الأنفال. إلا من آية: 30إلى غاية آية 36فمكية / بعد البقرة / 9/ / التوبة. إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان / بعد المائدة / 10/ يونس. إلا الآيات: 40و 94و 95و 96فمدنية / بعد الاسراء / 11/ هود. إلا الآيات: 12و 17و 114فمدنية / بعد يونس / 12/ يوسف. إلا الآيات: 1و 2و 3و 7فمدنية / / بعد هود / 13/ / الرعد / بعد محمد / 14/ إبراهيم. إلا آيتى: 28و 29فمدنيتان / / «نوح / 15/ الحجر الا آية 87فمدنية / / بعد يوسف / 16/ النحل. إلا الآيات الثلاث الأخيرة / «الكهف / 17/ الاسراء. إلا الآيات: 26و 32و 33و 57. ومن آية 73إلى غاية آية 80فمدنية / / بعد القصص / 18/ الكهف. إلا آية 28ومن آية 83إلى غاية آية 101فمدنية / / بعد الغاشية / 19/ مريم. إلا آيتى 58و 71فمدنيتان / / بعد فاطر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 20/ طه. إلا آيتى 130و 131فمدنيتان / / بعد مريم / 21/ الأنبياء / / بعد إبراهيم / 22/ / الحج. إلا الآيات: 52و 53و 5554فبين مكة ومدينة / / «النور / 23/ المؤمنون / / بعد الأنبياء / 24/ / النور / «الحشر / 25/ الفرقان. إلا الآيات: 68و 69و 70فمدنية / / «يس / 26/ الشعراء إلا آية 197ومن 224إلى آخر السورة فمدنية / / بعد الواقعة / 27/ النمل / / بعد الشعراء / 28/ القصص. إلا من آية 52إلى غاية آية 55فمدنية. وآية 85فبالجحفة أثناء الهجرة / / بعد النمل / 29/ العنكبوت. إلا من آية 1إلى 11فمدنية / / بعد الروم / 30/ الروم. إلا آية 17فمدنية / / بعد الانشقاق / 31/ لقمان. إلا الآيات: 27و 28و 29فمدنية / / بعد الصافات / 32/ السجدة. إلا من آية 16إلى غاية آية 20فمدنية / / بعد المؤمنون / 33/ / الأحزاب / بعد آل عمران / 34/ سبأ. إلا آية 6فمدنية / / «لقمان / 35/ فاطر / / «الفرقان /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 36/ يس. إلا آية 45فمدنية / / «الجن / 37/ الصافات / / بعد الأنعام / 38/ ص / / «القمر / 39/ الزمر. إلا الآيات: 52و 53و 54فمدنية / / «سبأ / 40/ غافر. إلا آيتى: 56و 57فمدنيتان / / بعد الزمر / 41/ فصلت / / بعد غافر / 42/ الشورى إلّا الآيات: 23و 24و 25و 27فمدنية / / «فصلت / 43/ الزخرف. إلا آية 54فمدنية / / بعد الشورى / 44/ الدخان / / بعد الزخرف / 45/ الجاثية. إلا آية 14فمدنية / / «الدخان / 46/ الأحقاف. إلا الآيات: 10و 15و 35فمدنية / / بعد الجاثية / 47/ / محمد (ص). إلا آية 13فنزلت فى الطريق أثناء الهجرة / بعد الحديد / 48/ / الفتح. نزلت فى الطريق عند الانصراف من الحديبية / بعد الجمعة / 49/ / الحجرات / بعد المجادلة / 50/ ق. إلا آية 38فمدنية / / «المرسلات / 51/ الذاريات / / «الأحقاف / 52/ الطور / / بعد السجدة / 53/ النجم إلا آية 32فمدنية / / «الاخلاص /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 54/ القمر. إلا الآيات: 44و 45و 46فمدنية / / «الطارق / 55/ / الرحمن / بعد الرعد / 56/ الواقعة. إلا آيتى 81و 82فمدنيتان / / «طه / 57/ / الحديد / بعد الزلزلة / 58/ / المجادلة / «المنافقون / 59/ / الحشر / «البينة / 60/ / الممتحنة / «الأحزاب / 61/ / الصف / «التغابن / 62/ / الجمعة / «الصف / 63/ / المنافقون / «الحج / 64/ / التغابن / «التحريم / 65/ / الطلاق / «الانسان / 66/ / التحريم / «الحجرات / 67/ الملك / / «الطور / 68/ القلم. إلا من آية 17إلى غاية آية 33، ومن آية 48إلى غاية آية 50فمدنية / / «العلق / 69/ الحاقة / / بعد الملك / 70/ المعارج / / «الحاقة / 71/ نوح / / «النحل / 72/ الجن / / «الأعراف / 73/ المزمل. إلا الآيات: 10و 11و 20فمدنية / / «القلم / 74/ المدثر / / بعد المزمل / 75/ القيمة / / «القارعة / 76/ / الإنسان / «الرحمن / 77/ المرسلات. إلا آية 48فمدنية / / «الهمزة /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 78/ النبأ / / بعد المعارج / 79/ النازعات / / «النبأ / 80/ عبس / / «النجم / 81/ التكوير / / «المسد / 82/ الانفطار / / «النازعات / 83/ المطففين. وهى آخر سورة نزلت بمكة / / بعد العنكبوت / 84/ الانشقاق / / بعد الانفطار / 85/ البروج / / «الشمس / 86/ الطارق / / «البلد / 87/ الأعلى / / «التكوير / 88/ الغاشية / / بعد الذاريات / 89/ الفجر / / «الليل / 90/ البلد / / «ق / 91/ الشمس / / «القدر / 92/ الليل / / «الأعلى / 93/ الضحى / / «الفجر / 94/ ألم نشرح / / «الضحى / 95/ التين / / «البروج / 96/ العلق. وهى أول ما نزل من القرآن / / / 97/ القدر / / بعد عبس / 98/ / البيّنة / «الطلاق / 99/ / الزلزلة / «النساء / 100/ العاديات / / «بعد العصر / 101/ القارعة / / «قريش / 102/ التكاثر / / «الكوثر / 103/ العصر / / «ألم نشرح / 104/ الهمزة / / «القيمة /
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 105/ الفيل / / «الكافرون / 106/ قريش / / «التين / 107/ الماعون. الآيات الثلاث الأول والبقية مدنية / / «التكاثر / 108/ الكوثر / / بعد العاديات / 109/ الكافرون / / «الماعون / 110/ / النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية / وهى آخر ما نزل من السور / 111/ المسد / / بعد الفاتحة / 112/ الإخلاص / / «الناس / 113/ الفلق / / «الفيل / 114/ الناس / / «الفلق /(1/57)
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 1/ الحمد / / نزلت بعد المدثر / 2/ / البقرة إلا آية 281فنزلت بمنى فى حجة الوداع / أول سورة نزلت بالمدينة / 3/ / آل عمران / بعد الأنفال / 4/ / النساء / «الممتحنة / 5/ / المائدة، إلا آية 3فنزلت بعرفات فى حجة الوداع / «الفتح / 6/ الأنعام. إلّا الآيات: 20و 23و 91و 93و 114و 141و 151و 152و 153فمدنية / / بعد الحجر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 7/ الأعراف. إلا من آية: 163إلى غاية آية 170فمدنية / / بعد ص / 8/ / الأنفال. إلا من آية: 30إلى غاية آية 36فمكية / بعد البقرة / 9/ / التوبة. إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان / بعد المائدة / 10/ يونس. إلا الآيات: 40و 94و 95و 96فمدنية / بعد الاسراء / 11/ هود. إلا الآيات: 12و 17و 114فمدنية / بعد يونس / 12/ يوسف. إلا الآيات: 1و 2و 3و 7فمدنية / / بعد هود / 13/ / الرعد / بعد محمد / 14/ إبراهيم. إلا آيتى: 28و 29فمدنيتان / / «نوح / 15/ الحجر الا آية 87فمدنية / / بعد يوسف / 16/ النحل. إلا الآيات الثلاث الأخيرة / «الكهف / 17/ الاسراء. إلا الآيات: 26و 32و 33و 57. ومن آية 73إلى غاية آية 80فمدنية / / بعد القصص / 18/ الكهف. إلا آية 28ومن آية 83إلى غاية آية 101فمدنية / / بعد الغاشية / 19/ مريم. إلا آيتى 58و 71فمدنيتان / / بعد فاطر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 20/ طه. إلا آيتى 130و 131فمدنيتان / / بعد مريم / 21/ الأنبياء / / بعد إبراهيم / 22/ / الحج. إلا الآيات: 52و 53و 5554فبين مكة ومدينة / / «النور / 23/ المؤمنون / / بعد الأنبياء / 24/ / النور / «الحشر / 25/ الفرقان. إلا الآيات: 68و 69و 70فمدنية / / «يس / 26/ الشعراء إلا آية 197ومن 224إلى آخر السورة فمدنية / / بعد الواقعة / 27/ النمل / / بعد الشعراء / 28/ القصص. إلا من آية 52إلى غاية آية 55فمدنية. وآية 85فبالجحفة أثناء الهجرة / / بعد النمل / 29/ العنكبوت. إلا من آية 1إلى 11فمدنية / / بعد الروم / 30/ الروم. إلا آية 17فمدنية / / بعد الانشقاق / 31/ لقمان. إلا الآيات: 27و 28و 29فمدنية / / بعد الصافات / 32/ السجدة. إلا من آية 16إلى غاية آية 20فمدنية / / بعد المؤمنون / 33/ / الأحزاب / بعد آل عمران / 34/ سبأ. إلا آية 6فمدنية / / «لقمان / 35/ فاطر / / «الفرقان /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 36/ يس. إلا آية 45فمدنية / / «الجن / 37/ الصافات / / بعد الأنعام / 38/ ص / / «القمر / 39/ الزمر. إلا الآيات: 52و 53و 54فمدنية / / «سبأ / 40/ غافر. إلا آيتى: 56و 57فمدنيتان / / بعد الزمر / 41/ فصلت / / بعد غافر / 42/ الشورى إلّا الآيات: 23و 24و 25و 27فمدنية / / «فصلت / 43/ الزخرف. إلا آية 54فمدنية / / بعد الشورى / 44/ الدخان / / بعد الزخرف / 45/ الجاثية. إلا آية 14فمدنية / / «الدخان / 46/ الأحقاف. إلا الآيات: 10و 15و 35فمدنية / / بعد الجاثية / 47/ / محمد (ص). إلا آية 13فنزلت فى الطريق أثناء الهجرة / بعد الحديد / 48/ / الفتح. نزلت فى الطريق عند الانصراف من الحديبية / بعد الجمعة / 49/ / الحجرات / بعد المجادلة / 50/ ق. إلا آية 38فمدنية / / «المرسلات / 51/ الذاريات / / «الأحقاف / 52/ الطور / / بعد السجدة / 53/ النجم إلا آية 32فمدنية / / «الاخلاص /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 54/ القمر. إلا الآيات: 44و 45و 46فمدنية / / «الطارق / 55/ / الرحمن / بعد الرعد / 56/ الواقعة. إلا آيتى 81و 82فمدنيتان / / «طه / 57/ / الحديد / بعد الزلزلة / 58/ / المجادلة / «المنافقون / 59/ / الحشر / «البينة / 60/ / الممتحنة / «الأحزاب / 61/ / الصف / «التغابن / 62/ / الجمعة / «الصف / 63/ / المنافقون / «الحج / 64/ / التغابن / «التحريم / 65/ / الطلاق / «الانسان / 66/ / التحريم / «الحجرات / 67/ الملك / / «الطور / 68/ القلم. إلا من آية 17إلى غاية آية 33، ومن آية 48إلى غاية آية 50فمدنية / / «العلق / 69/ الحاقة / / بعد الملك / 70/ المعارج / / «الحاقة / 71/ نوح / / «النحل / 72/ الجن / / «الأعراف / 73/ المزمل. إلا الآيات: 10و 11و 20فمدنية / / «القلم / 74/ المدثر / / بعد المزمل / 75/ القيمة / / «القارعة / 76/ / الإنسان / «الرحمن / 77/ المرسلات. إلا آية 48فمدنية / / «الهمزة /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 78/ النبأ / / بعد المعارج / 79/ النازعات / / «النبأ / 80/ عبس / / «النجم / 81/ التكوير / / «المسد / 82/ الانفطار / / «النازعات / 83/ المطففين. وهى آخر سورة نزلت بمكة / / بعد العنكبوت / 84/ الانشقاق / / بعد الانفطار / 85/ البروج / / «الشمس / 86/ الطارق / / «البلد / 87/ الأعلى / / «التكوير / 88/ الغاشية / / بعد الذاريات / 89/ الفجر / / «الليل / 90/ البلد / / «ق / 91/ الشمس / / «القدر / 92/ الليل / / «الأعلى / 93/ الضحى / / «الفجر / 94/ ألم نشرح / / «الضحى / 95/ التين / / «البروج / 96/ العلق. وهى أول ما نزل من القرآن / / / 97/ القدر / / بعد عبس / 98/ / البيّنة / «الطلاق / 99/ / الزلزلة / «النساء / 100/ العاديات / / «بعد العصر / 101/ القارعة / / «قريش / 102/ التكاثر / / «الكوثر / 103/ العصر / / «ألم نشرح / 104/ الهمزة / / «القيمة /
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 105/ الفيل / / «الكافرون / 106/ قريش / / «التين / 107/ الماعون. الآيات الثلاث الأول والبقية مدنية / / «التكاثر / 108/ الكوثر / / بعد العاديات / 109/ الكافرون / / «الماعون / 110/ / النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية / وهى آخر ما نزل من السور / 111/ المسد / / بعد الفاتحة / 112/ الإخلاص / / «الناس / 113/ الفلق / / «الفيل / 114/ الناس / / «الفلق /(1/58)
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 1/ الحمد / / نزلت بعد المدثر / 2/ / البقرة إلا آية 281فنزلت بمنى فى حجة الوداع / أول سورة نزلت بالمدينة / 3/ / آل عمران / بعد الأنفال / 4/ / النساء / «الممتحنة / 5/ / المائدة، إلا آية 3فنزلت بعرفات فى حجة الوداع / «الفتح / 6/ الأنعام. إلّا الآيات: 20و 23و 91و 93و 114و 141و 151و 152و 153فمدنية / / بعد الحجر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 7/ الأعراف. إلا من آية: 163إلى غاية آية 170فمدنية / / بعد ص / 8/ / الأنفال. إلا من آية: 30إلى غاية آية 36فمكية / بعد البقرة / 9/ / التوبة. إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان / بعد المائدة / 10/ يونس. إلا الآيات: 40و 94و 95و 96فمدنية / بعد الاسراء / 11/ هود. إلا الآيات: 12و 17و 114فمدنية / بعد يونس / 12/ يوسف. إلا الآيات: 1و 2و 3و 7فمدنية / / بعد هود / 13/ / الرعد / بعد محمد / 14/ إبراهيم. إلا آيتى: 28و 29فمدنيتان / / «نوح / 15/ الحجر الا آية 87فمدنية / / بعد يوسف / 16/ النحل. إلا الآيات الثلاث الأخيرة / «الكهف / 17/ الاسراء. إلا الآيات: 26و 32و 33و 57. ومن آية 73إلى غاية آية 80فمدنية / / بعد القصص / 18/ الكهف. إلا آية 28ومن آية 83إلى غاية آية 101فمدنية / / بعد الغاشية / 19/ مريم. إلا آيتى 58و 71فمدنيتان / / بعد فاطر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 20/ طه. إلا آيتى 130و 131فمدنيتان / / بعد مريم / 21/ الأنبياء / / بعد إبراهيم / 22/ / الحج. إلا الآيات: 52و 53و 5554فبين مكة ومدينة / / «النور / 23/ المؤمنون / / بعد الأنبياء / 24/ / النور / «الحشر / 25/ الفرقان. إلا الآيات: 68و 69و 70فمدنية / / «يس / 26/ الشعراء إلا آية 197ومن 224إلى آخر السورة فمدنية / / بعد الواقعة / 27/ النمل / / بعد الشعراء / 28/ القصص. إلا من آية 52إلى غاية آية 55فمدنية. وآية 85فبالجحفة أثناء الهجرة / / بعد النمل / 29/ العنكبوت. إلا من آية 1إلى 11فمدنية / / بعد الروم / 30/ الروم. إلا آية 17فمدنية / / بعد الانشقاق / 31/ لقمان. إلا الآيات: 27و 28و 29فمدنية / / بعد الصافات / 32/ السجدة. إلا من آية 16إلى غاية آية 20فمدنية / / بعد المؤمنون / 33/ / الأحزاب / بعد آل عمران / 34/ سبأ. إلا آية 6فمدنية / / «لقمان / 35/ فاطر / / «الفرقان /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 36/ يس. إلا آية 45فمدنية / / «الجن / 37/ الصافات / / بعد الأنعام / 38/ ص / / «القمر / 39/ الزمر. إلا الآيات: 52و 53و 54فمدنية / / «سبأ / 40/ غافر. إلا آيتى: 56و 57فمدنيتان / / بعد الزمر / 41/ فصلت / / بعد غافر / 42/ الشورى إلّا الآيات: 23و 24و 25و 27فمدنية / / «فصلت / 43/ الزخرف. إلا آية 54فمدنية / / بعد الشورى / 44/ الدخان / / بعد الزخرف / 45/ الجاثية. إلا آية 14فمدنية / / «الدخان / 46/ الأحقاف. إلا الآيات: 10و 15و 35فمدنية / / بعد الجاثية / 47/ / محمد (ص). إلا آية 13فنزلت فى الطريق أثناء الهجرة / بعد الحديد / 48/ / الفتح. نزلت فى الطريق عند الانصراف من الحديبية / بعد الجمعة / 49/ / الحجرات / بعد المجادلة / 50/ ق. إلا آية 38فمدنية / / «المرسلات / 51/ الذاريات / / «الأحقاف / 52/ الطور / / بعد السجدة / 53/ النجم إلا آية 32فمدنية / / «الاخلاص /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 54/ القمر. إلا الآيات: 44و 45و 46فمدنية / / «الطارق / 55/ / الرحمن / بعد الرعد / 56/ الواقعة. إلا آيتى 81و 82فمدنيتان / / «طه / 57/ / الحديد / بعد الزلزلة / 58/ / المجادلة / «المنافقون / 59/ / الحشر / «البينة / 60/ / الممتحنة / «الأحزاب / 61/ / الصف / «التغابن / 62/ / الجمعة / «الصف / 63/ / المنافقون / «الحج / 64/ / التغابن / «التحريم / 65/ / الطلاق / «الانسان / 66/ / التحريم / «الحجرات / 67/ الملك / / «الطور / 68/ القلم. إلا من آية 17إلى غاية آية 33، ومن آية 48إلى غاية آية 50فمدنية / / «العلق / 69/ الحاقة / / بعد الملك / 70/ المعارج / / «الحاقة / 71/ نوح / / «النحل / 72/ الجن / / «الأعراف / 73/ المزمل. إلا الآيات: 10و 11و 20فمدنية / / «القلم / 74/ المدثر / / بعد المزمل / 75/ القيمة / / «القارعة / 76/ / الإنسان / «الرحمن / 77/ المرسلات. إلا آية 48فمدنية / / «الهمزة /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 78/ النبأ / / بعد المعارج / 79/ النازعات / / «النبأ / 80/ عبس / / «النجم / 81/ التكوير / / «المسد / 82/ الانفطار / / «النازعات / 83/ المطففين. وهى آخر سورة نزلت بمكة / / بعد العنكبوت / 84/ الانشقاق / / بعد الانفطار / 85/ البروج / / «الشمس / 86/ الطارق / / «البلد / 87/ الأعلى / / «التكوير / 88/ الغاشية / / بعد الذاريات / 89/ الفجر / / «الليل / 90/ البلد / / «ق / 91/ الشمس / / «القدر / 92/ الليل / / «الأعلى / 93/ الضحى / / «الفجر / 94/ ألم نشرح / / «الضحى / 95/ التين / / «البروج / 96/ العلق. وهى أول ما نزل من القرآن / / / 97/ القدر / / بعد عبس / 98/ / البيّنة / «الطلاق / 99/ / الزلزلة / «النساء / 100/ العاديات / / «بعد العصر / 101/ القارعة / / «قريش / 102/ التكاثر / / «الكوثر / 103/ العصر / / «ألم نشرح / 104/ الهمزة / / «القيمة /
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 105/ الفيل / / «الكافرون / 106/ قريش / / «التين / 107/ الماعون. الآيات الثلاث الأول والبقية مدنية / / «التكاثر / 108/ الكوثر / / بعد العاديات / 109/ الكافرون / / «الماعون / 110/ / النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية / وهى آخر ما نزل من السور / 111/ المسد / / بعد الفاتحة / 112/ الإخلاص / / «الناس / 113/ الفلق / / «الفيل / 114/ الناس / / «الفلق /(1/59)
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 1/ الحمد / / نزلت بعد المدثر / 2/ / البقرة إلا آية 281فنزلت بمنى فى حجة الوداع / أول سورة نزلت بالمدينة / 3/ / آل عمران / بعد الأنفال / 4/ / النساء / «الممتحنة / 5/ / المائدة، إلا آية 3فنزلت بعرفات فى حجة الوداع / «الفتح / 6/ الأنعام. إلّا الآيات: 20و 23و 91و 93و 114و 141و 151و 152و 153فمدنية / / بعد الحجر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 7/ الأعراف. إلا من آية: 163إلى غاية آية 170فمدنية / / بعد ص / 8/ / الأنفال. إلا من آية: 30إلى غاية آية 36فمكية / بعد البقرة / 9/ / التوبة. إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان / بعد المائدة / 10/ يونس. إلا الآيات: 40و 94و 95و 96فمدنية / بعد الاسراء / 11/ هود. إلا الآيات: 12و 17و 114فمدنية / بعد يونس / 12/ يوسف. إلا الآيات: 1و 2و 3و 7فمدنية / / بعد هود / 13/ / الرعد / بعد محمد / 14/ إبراهيم. إلا آيتى: 28و 29فمدنيتان / / «نوح / 15/ الحجر الا آية 87فمدنية / / بعد يوسف / 16/ النحل. إلا الآيات الثلاث الأخيرة / «الكهف / 17/ الاسراء. إلا الآيات: 26و 32و 33و 57. ومن آية 73إلى غاية آية 80فمدنية / / بعد القصص / 18/ الكهف. إلا آية 28ومن آية 83إلى غاية آية 101فمدنية / / بعد الغاشية / 19/ مريم. إلا آيتى 58و 71فمدنيتان / / بعد فاطر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 20/ طه. إلا آيتى 130و 131فمدنيتان / / بعد مريم / 21/ الأنبياء / / بعد إبراهيم / 22/ / الحج. إلا الآيات: 52و 53و 5554فبين مكة ومدينة / / «النور / 23/ المؤمنون / / بعد الأنبياء / 24/ / النور / «الحشر / 25/ الفرقان. إلا الآيات: 68و 69و 70فمدنية / / «يس / 26/ الشعراء إلا آية 197ومن 224إلى آخر السورة فمدنية / / بعد الواقعة / 27/ النمل / / بعد الشعراء / 28/ القصص. إلا من آية 52إلى غاية آية 55فمدنية. وآية 85فبالجحفة أثناء الهجرة / / بعد النمل / 29/ العنكبوت. إلا من آية 1إلى 11فمدنية / / بعد الروم / 30/ الروم. إلا آية 17فمدنية / / بعد الانشقاق / 31/ لقمان. إلا الآيات: 27و 28و 29فمدنية / / بعد الصافات / 32/ السجدة. إلا من آية 16إلى غاية آية 20فمدنية / / بعد المؤمنون / 33/ / الأحزاب / بعد آل عمران / 34/ سبأ. إلا آية 6فمدنية / / «لقمان / 35/ فاطر / / «الفرقان /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 36/ يس. إلا آية 45فمدنية / / «الجن / 37/ الصافات / / بعد الأنعام / 38/ ص / / «القمر / 39/ الزمر. إلا الآيات: 52و 53و 54فمدنية / / «سبأ / 40/ غافر. إلا آيتى: 56و 57فمدنيتان / / بعد الزمر / 41/ فصلت / / بعد غافر / 42/ الشورى إلّا الآيات: 23و 24و 25و 27فمدنية / / «فصلت / 43/ الزخرف. إلا آية 54فمدنية / / بعد الشورى / 44/ الدخان / / بعد الزخرف / 45/ الجاثية. إلا آية 14فمدنية / / «الدخان / 46/ الأحقاف. إلا الآيات: 10و 15و 35فمدنية / / بعد الجاثية / 47/ / محمد (ص). إلا آية 13فنزلت فى الطريق أثناء الهجرة / بعد الحديد / 48/ / الفتح. نزلت فى الطريق عند الانصراف من الحديبية / بعد الجمعة / 49/ / الحجرات / بعد المجادلة / 50/ ق. إلا آية 38فمدنية / / «المرسلات / 51/ الذاريات / / «الأحقاف / 52/ الطور / / بعد السجدة / 53/ النجم إلا آية 32فمدنية / / «الاخلاص /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 54/ القمر. إلا الآيات: 44و 45و 46فمدنية / / «الطارق / 55/ / الرحمن / بعد الرعد / 56/ الواقعة. إلا آيتى 81و 82فمدنيتان / / «طه / 57/ / الحديد / بعد الزلزلة / 58/ / المجادلة / «المنافقون / 59/ / الحشر / «البينة / 60/ / الممتحنة / «الأحزاب / 61/ / الصف / «التغابن / 62/ / الجمعة / «الصف / 63/ / المنافقون / «الحج / 64/ / التغابن / «التحريم / 65/ / الطلاق / «الانسان / 66/ / التحريم / «الحجرات / 67/ الملك / / «الطور / 68/ القلم. إلا من آية 17إلى غاية آية 33، ومن آية 48إلى غاية آية 50فمدنية / / «العلق / 69/ الحاقة / / بعد الملك / 70/ المعارج / / «الحاقة / 71/ نوح / / «النحل / 72/ الجن / / «الأعراف / 73/ المزمل. إلا الآيات: 10و 11و 20فمدنية / / «القلم / 74/ المدثر / / بعد المزمل / 75/ القيمة / / «القارعة / 76/ / الإنسان / «الرحمن / 77/ المرسلات. إلا آية 48فمدنية / / «الهمزة /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 78/ النبأ / / بعد المعارج / 79/ النازعات / / «النبأ / 80/ عبس / / «النجم / 81/ التكوير / / «المسد / 82/ الانفطار / / «النازعات / 83/ المطففين. وهى آخر سورة نزلت بمكة / / بعد العنكبوت / 84/ الانشقاق / / بعد الانفطار / 85/ البروج / / «الشمس / 86/ الطارق / / «البلد / 87/ الأعلى / / «التكوير / 88/ الغاشية / / بعد الذاريات / 89/ الفجر / / «الليل / 90/ البلد / / «ق / 91/ الشمس / / «القدر / 92/ الليل / / «الأعلى / 93/ الضحى / / «الفجر / 94/ ألم نشرح / / «الضحى / 95/ التين / / «البروج / 96/ العلق. وهى أول ما نزل من القرآن / / / 97/ القدر / / بعد عبس / 98/ / البيّنة / «الطلاق / 99/ / الزلزلة / «النساء / 100/ العاديات / / «بعد العصر / 101/ القارعة / / «قريش / 102/ التكاثر / / «الكوثر / 103/ العصر / / «ألم نشرح / 104/ الهمزة / / «القيمة /
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 105/ الفيل / / «الكافرون / 106/ قريش / / «التين / 107/ الماعون. الآيات الثلاث الأول والبقية مدنية / / «التكاثر / 108/ الكوثر / / بعد العاديات / 109/ الكافرون / / «الماعون / 110/ / النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية / وهى آخر ما نزل من السور / 111/ المسد / / بعد الفاتحة / 112/ الإخلاص / / «الناس / 113/ الفلق / / «الفيل / 114/ الناس / / «الفلق /(1/60)
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 1/ الحمد / / نزلت بعد المدثر / 2/ / البقرة إلا آية 281فنزلت بمنى فى حجة الوداع / أول سورة نزلت بالمدينة / 3/ / آل عمران / بعد الأنفال / 4/ / النساء / «الممتحنة / 5/ / المائدة، إلا آية 3فنزلت بعرفات فى حجة الوداع / «الفتح / 6/ الأنعام. إلّا الآيات: 20و 23و 91و 93و 114و 141و 151و 152و 153فمدنية / / بعد الحجر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 7/ الأعراف. إلا من آية: 163إلى غاية آية 170فمدنية / / بعد ص / 8/ / الأنفال. إلا من آية: 30إلى غاية آية 36فمكية / بعد البقرة / 9/ / التوبة. إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان / بعد المائدة / 10/ يونس. إلا الآيات: 40و 94و 95و 96فمدنية / بعد الاسراء / 11/ هود. إلا الآيات: 12و 17و 114فمدنية / بعد يونس / 12/ يوسف. إلا الآيات: 1و 2و 3و 7فمدنية / / بعد هود / 13/ / الرعد / بعد محمد / 14/ إبراهيم. إلا آيتى: 28و 29فمدنيتان / / «نوح / 15/ الحجر الا آية 87فمدنية / / بعد يوسف / 16/ النحل. إلا الآيات الثلاث الأخيرة / «الكهف / 17/ الاسراء. إلا الآيات: 26و 32و 33و 57. ومن آية 73إلى غاية آية 80فمدنية / / بعد القصص / 18/ الكهف. إلا آية 28ومن آية 83إلى غاية آية 101فمدنية / / بعد الغاشية / 19/ مريم. إلا آيتى 58و 71فمدنيتان / / بعد فاطر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 20/ طه. إلا آيتى 130و 131فمدنيتان / / بعد مريم / 21/ الأنبياء / / بعد إبراهيم / 22/ / الحج. إلا الآيات: 52و 53و 5554فبين مكة ومدينة / / «النور / 23/ المؤمنون / / بعد الأنبياء / 24/ / النور / «الحشر / 25/ الفرقان. إلا الآيات: 68و 69و 70فمدنية / / «يس / 26/ الشعراء إلا آية 197ومن 224إلى آخر السورة فمدنية / / بعد الواقعة / 27/ النمل / / بعد الشعراء / 28/ القصص. إلا من آية 52إلى غاية آية 55فمدنية. وآية 85فبالجحفة أثناء الهجرة / / بعد النمل / 29/ العنكبوت. إلا من آية 1إلى 11فمدنية / / بعد الروم / 30/ الروم. إلا آية 17فمدنية / / بعد الانشقاق / 31/ لقمان. إلا الآيات: 27و 28و 29فمدنية / / بعد الصافات / 32/ السجدة. إلا من آية 16إلى غاية آية 20فمدنية / / بعد المؤمنون / 33/ / الأحزاب / بعد آل عمران / 34/ سبأ. إلا آية 6فمدنية / / «لقمان / 35/ فاطر / / «الفرقان /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 36/ يس. إلا آية 45فمدنية / / «الجن / 37/ الصافات / / بعد الأنعام / 38/ ص / / «القمر / 39/ الزمر. إلا الآيات: 52و 53و 54فمدنية / / «سبأ / 40/ غافر. إلا آيتى: 56و 57فمدنيتان / / بعد الزمر / 41/ فصلت / / بعد غافر / 42/ الشورى إلّا الآيات: 23و 24و 25و 27فمدنية / / «فصلت / 43/ الزخرف. إلا آية 54فمدنية / / بعد الشورى / 44/ الدخان / / بعد الزخرف / 45/ الجاثية. إلا آية 14فمدنية / / «الدخان / 46/ الأحقاف. إلا الآيات: 10و 15و 35فمدنية / / بعد الجاثية / 47/ / محمد (ص). إلا آية 13فنزلت فى الطريق أثناء الهجرة / بعد الحديد / 48/ / الفتح. نزلت فى الطريق عند الانصراف من الحديبية / بعد الجمعة / 49/ / الحجرات / بعد المجادلة / 50/ ق. إلا آية 38فمدنية / / «المرسلات / 51/ الذاريات / / «الأحقاف / 52/ الطور / / بعد السجدة / 53/ النجم إلا آية 32فمدنية / / «الاخلاص /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 54/ القمر. إلا الآيات: 44و 45و 46فمدنية / / «الطارق / 55/ / الرحمن / بعد الرعد / 56/ الواقعة. إلا آيتى 81و 82فمدنيتان / / «طه / 57/ / الحديد / بعد الزلزلة / 58/ / المجادلة / «المنافقون / 59/ / الحشر / «البينة / 60/ / الممتحنة / «الأحزاب / 61/ / الصف / «التغابن / 62/ / الجمعة / «الصف / 63/ / المنافقون / «الحج / 64/ / التغابن / «التحريم / 65/ / الطلاق / «الانسان / 66/ / التحريم / «الحجرات / 67/ الملك / / «الطور / 68/ القلم. إلا من آية 17إلى غاية آية 33، ومن آية 48إلى غاية آية 50فمدنية / / «العلق / 69/ الحاقة / / بعد الملك / 70/ المعارج / / «الحاقة / 71/ نوح / / «النحل / 72/ الجن / / «الأعراف / 73/ المزمل. إلا الآيات: 10و 11و 20فمدنية / / «القلم / 74/ المدثر / / بعد المزمل / 75/ القيمة / / «القارعة / 76/ / الإنسان / «الرحمن / 77/ المرسلات. إلا آية 48فمدنية / / «الهمزة /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 78/ النبأ / / بعد المعارج / 79/ النازعات / / «النبأ / 80/ عبس / / «النجم / 81/ التكوير / / «المسد / 82/ الانفطار / / «النازعات / 83/ المطففين. وهى آخر سورة نزلت بمكة / / بعد العنكبوت / 84/ الانشقاق / / بعد الانفطار / 85/ البروج / / «الشمس / 86/ الطارق / / «البلد / 87/ الأعلى / / «التكوير / 88/ الغاشية / / بعد الذاريات / 89/ الفجر / / «الليل / 90/ البلد / / «ق / 91/ الشمس / / «القدر / 92/ الليل / / «الأعلى / 93/ الضحى / / «الفجر / 94/ ألم نشرح / / «الضحى / 95/ التين / / «البروج / 96/ العلق. وهى أول ما نزل من القرآن / / / 97/ القدر / / بعد عبس / 98/ / البيّنة / «الطلاق / 99/ / الزلزلة / «النساء / 100/ العاديات / / «بعد العصر / 101/ القارعة / / «قريش / 102/ التكاثر / / «الكوثر / 103/ العصر / / «ألم نشرح / 104/ الهمزة / / «القيمة /
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 105/ الفيل / / «الكافرون / 106/ قريش / / «التين / 107/ الماعون. الآيات الثلاث الأول والبقية مدنية / / «التكاثر / 108/ الكوثر / / بعد العاديات / 109/ الكافرون / / «الماعون / 110/ / النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية / وهى آخر ما نزل من السور / 111/ المسد / / بعد الفاتحة / 112/ الإخلاص / / «الناس / 113/ الفلق / / «الفيل / 114/ الناس / / «الفلق /(1/61)
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 1/ الحمد / / نزلت بعد المدثر / 2/ / البقرة إلا آية 281فنزلت بمنى فى حجة الوداع / أول سورة نزلت بالمدينة / 3/ / آل عمران / بعد الأنفال / 4/ / النساء / «الممتحنة / 5/ / المائدة، إلا آية 3فنزلت بعرفات فى حجة الوداع / «الفتح / 6/ الأنعام. إلّا الآيات: 20و 23و 91و 93و 114و 141و 151و 152و 153فمدنية / / بعد الحجر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 7/ الأعراف. إلا من آية: 163إلى غاية آية 170فمدنية / / بعد ص / 8/ / الأنفال. إلا من آية: 30إلى غاية آية 36فمكية / بعد البقرة / 9/ / التوبة. إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان / بعد المائدة / 10/ يونس. إلا الآيات: 40و 94و 95و 96فمدنية / بعد الاسراء / 11/ هود. إلا الآيات: 12و 17و 114فمدنية / بعد يونس / 12/ يوسف. إلا الآيات: 1و 2و 3و 7فمدنية / / بعد هود / 13/ / الرعد / بعد محمد / 14/ إبراهيم. إلا آيتى: 28و 29فمدنيتان / / «نوح / 15/ الحجر الا آية 87فمدنية / / بعد يوسف / 16/ النحل. إلا الآيات الثلاث الأخيرة / «الكهف / 17/ الاسراء. إلا الآيات: 26و 32و 33و 57. ومن آية 73إلى غاية آية 80فمدنية / / بعد القصص / 18/ الكهف. إلا آية 28ومن آية 83إلى غاية آية 101فمدنية / / بعد الغاشية / 19/ مريم. إلا آيتى 58و 71فمدنيتان / / بعد فاطر /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 20/ طه. إلا آيتى 130و 131فمدنيتان / / بعد مريم / 21/ الأنبياء / / بعد إبراهيم / 22/ / الحج. إلا الآيات: 52و 53و 5554فبين مكة ومدينة / / «النور / 23/ المؤمنون / / بعد الأنبياء / 24/ / النور / «الحشر / 25/ الفرقان. إلا الآيات: 68و 69و 70فمدنية / / «يس / 26/ الشعراء إلا آية 197ومن 224إلى آخر السورة فمدنية / / بعد الواقعة / 27/ النمل / / بعد الشعراء / 28/ القصص. إلا من آية 52إلى غاية آية 55فمدنية. وآية 85فبالجحفة أثناء الهجرة / / بعد النمل / 29/ العنكبوت. إلا من آية 1إلى 11فمدنية / / بعد الروم / 30/ الروم. إلا آية 17فمدنية / / بعد الانشقاق / 31/ لقمان. إلا الآيات: 27و 28و 29فمدنية / / بعد الصافات / 32/ السجدة. إلا من آية 16إلى غاية آية 20فمدنية / / بعد المؤمنون / 33/ / الأحزاب / بعد آل عمران / 34/ سبأ. إلا آية 6فمدنية / / «لقمان / 35/ فاطر / / «الفرقان /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 36/ يس. إلا آية 45فمدنية / / «الجن / 37/ الصافات / / بعد الأنعام / 38/ ص / / «القمر / 39/ الزمر. إلا الآيات: 52و 53و 54فمدنية / / «سبأ / 40/ غافر. إلا آيتى: 56و 57فمدنيتان / / بعد الزمر / 41/ فصلت / / بعد غافر / 42/ الشورى إلّا الآيات: 23و 24و 25و 27فمدنية / / «فصلت / 43/ الزخرف. إلا آية 54فمدنية / / بعد الشورى / 44/ الدخان / / بعد الزخرف / 45/ الجاثية. إلا آية 14فمدنية / / «الدخان / 46/ الأحقاف. إلا الآيات: 10و 15و 35فمدنية / / بعد الجاثية / 47/ / محمد (ص). إلا آية 13فنزلت فى الطريق أثناء الهجرة / بعد الحديد / 48/ / الفتح. نزلت فى الطريق عند الانصراف من الحديبية / بعد الجمعة / 49/ / الحجرات / بعد المجادلة / 50/ ق. إلا آية 38فمدنية / / «المرسلات / 51/ الذاريات / / «الأحقاف / 52/ الطور / / بعد السجدة / 53/ النجم إلا آية 32فمدنية / / «الاخلاص /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 54/ القمر. إلا الآيات: 44و 45و 46فمدنية / / «الطارق / 55/ / الرحمن / بعد الرعد / 56/ الواقعة. إلا آيتى 81و 82فمدنيتان / / «طه / 57/ / الحديد / بعد الزلزلة / 58/ / المجادلة / «المنافقون / 59/ / الحشر / «البينة / 60/ / الممتحنة / «الأحزاب / 61/ / الصف / «التغابن / 62/ / الجمعة / «الصف / 63/ / المنافقون / «الحج / 64/ / التغابن / «التحريم / 65/ / الطلاق / «الانسان / 66/ / التحريم / «الحجرات / 67/ الملك / / «الطور / 68/ القلم. إلا من آية 17إلى غاية آية 33، ومن آية 48إلى غاية آية 50فمدنية / / «العلق / 69/ الحاقة / / بعد الملك / 70/ المعارج / / «الحاقة / 71/ نوح / / «النحل / 72/ الجن / / «الأعراف / 73/ المزمل. إلا الآيات: 10و 11و 20فمدنية / / «القلم / 74/ المدثر / / بعد المزمل / 75/ القيمة / / «القارعة / 76/ / الإنسان / «الرحمن / 77/ المرسلات. إلا آية 48فمدنية / / «الهمزة /
العدد / السور المكية / السور المدينة / تاريخ النزول / 78/ النبأ / / بعد المعارج / 79/ النازعات / / «النبأ / 80/ عبس / / «النجم / 81/ التكوير / / «المسد / 82/ الانفطار / / «النازعات / 83/ المطففين. وهى آخر سورة نزلت بمكة / / بعد العنكبوت / 84/ الانشقاق / / بعد الانفطار / 85/ البروج / / «الشمس / 86/ الطارق / / «البلد / 87/ الأعلى / / «التكوير / 88/ الغاشية / / بعد الذاريات / 89/ الفجر / / «الليل / 90/ البلد / / «ق / 91/ الشمس / / «القدر / 92/ الليل / / «الأعلى / 93/ الضحى / / «الفجر / 94/ ألم نشرح / / «الضحى / 95/ التين / / «البروج / 96/ العلق. وهى أول ما نزل من القرآن / / / 97/ القدر / / بعد عبس / 98/ / البيّنة / «الطلاق / 99/ / الزلزلة / «النساء / 100/ العاديات / / «بعد العصر / 101/ القارعة / / «قريش / 102/ التكاثر / / «الكوثر / 103/ العصر / / «ألم نشرح / 104/ الهمزة / / «القيمة /
العدد / السور المكية / السور المدنية / تاريخ النزول / 105/ الفيل / / «الكافرون / 106/ قريش / / «التين / 107/ الماعون. الآيات الثلاث الأول والبقية مدنية / / «التكاثر / 108/ الكوثر / / بعد العاديات / 109/ الكافرون / / «الماعون / 110/ / النصر نزلت بمنى فى حجة الوداع فتعد مدنية / وهى آخر ما نزل من السور / 111/ المسد / / بعد الفاتحة / 112/ الإخلاص / / «الناس / 113/ الفلق / / «الفيل / 114/ الناس / / «الفلق /
الفصل العاشر ترتيب نزول القرآن فى مكة والمدينة
على النظم الذى ذكره ابن النديم (1) باسناده عن محمد بن نعمان بن بشير (2) نذكر قوله لأنه سند قديم يعتمد عليه ولأن بين ما ذكره من الترتيب والترتيب المذكور فى كتاب إبراهيم بن عمر البقاعى وكتاب أبى القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافى كما نقله الأستاذ «نولد كه) عنه اختلاف يسير قال: أول ما نزل من القرآن على النبى (ص) فى مكة هو:
1/ اقرأ باسم ربك الذى خلق الى قوله علّم الإنسان ما لم يعلم / 2/ ثم ن والقلم / 3/ ثم يا أيها المزمل وآخرها بطريق مكه / 4/ ثم المدثر / 5/ وروي عن مجاهد قال نزلت تبت يدا أبى لهب / 6/ ثم اذا الشمس كوّرت / 7/ ثم سبح اسم ربك الأعلى / 8/ ثم ألم نشرح لك صدرك / 9/ ثم والعصر / 10/ ثم والفجر / 11/ ثم والضحى / 12/ ثم والليل / 13/ ثم والعاديات ضبحا / 14/ ثم إنا أعطيناك الكوثر / 15/ ثم الهيكم / 16/ ثم أرأيت الذى / 17/ ثم قل يا أيها الكافرون / 18/ ثم ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل / 19/ ثم قل هو الله أحد /
__________
(1) الفهرست ص 37طبع مصر.
(2) ذكرنا إسناد الرواية في أول ما نزل من القرآن(1/62)
20/ ثم قل أعوذ برب الفلق / 21/ ثم قل أعوذ برب الناس ويقال انها مدنية / 22/ ثم والنجم / 23/ ثم عبس وتولى / 24/ ثم إنا أنزلناه / 25/ ثم والشمس وضحيها / 26/ ثم والسماء ذات البروج / 27/ ثم والتين والزيتون / 28/ ثم لإيلاف قريش / 29/ ثم القارعة / 30/ ثم لا أقسم بيوم القيامة / 31/ ثم ويل لكلّ همزة لمزة / 32/ ثم المرسلات / 33/ ثم ق والقرآن / 34/ ثم لا أقسم بهذا البلد / 35/ ثم الرحمن / 36/ ثم قل أوحى / 37/ ثم يس / 38/ ثم المص / 39/ ثم تبارك الذى نزل الفرقان / 40/ ثم الملائكة / 41/ ثم الحمد لله فاطر / 42/ ثم مريم / 43/ ثم طه / 44/ ثم إذا وقعت / 45/ ثم طسم الشعراء / 46/ ثم طس / 47/ ثم طسم الآخرة / 48/ ثم بنى اسرائيل / 49/ ثم هود / 50/ ثم يوسف / 51/ ثم يونس / 52/ ثم الحجر / 53/ ثم الصّافات / 54/ ثم لقمان: آخرها مدنى / 55/ ثم قد أفلح المؤمنون / 56/ ثم سبأ / 57/ ثم الأنبياء / 58/ ثم الزمر / 59/ ثم حم المؤمن / 60/ ثم حم السجدة / 61/ ثم حمعسق / 62/ ثم حم الزخرف / 63/ ثم حم الدخان / 64/ ثم حم الشريعة / 65/ ثم حم الأحقاف: فيها آى مدنية / 66/ ثم والذاريات / 67/ ثم هل أتاك حديث الغاشية / 68/ ثم الكهف: آخرها مدنى / 69/ ثم الأنعام: فيها آى مدنية / 70/ ثم النحل: آخرها مدنى / 71/ ثم نوح / 72/ ثم إبراهيم /
73/ ثم السجدة / 74/ ثم الطور / 75/ ثم تبارك الذى بيده الملك / 76/ ثم الحاقة / 77/ ثم سأل سائل / 78/ ثم عمّ يتساءلون / 79/ ثم النازعات / 80/ ثم إذا السماء انفطرت / 81/ ثم إذا السماء انشقت / 82/ ثم الرّوم / 83/ ثم العنكبوت / 84/ ثم ويل للمطففين: ويقال إنها مدنية / 85/ ثم اقتربت الساعة وانشق القمر / 86/ ثم والسماء والطارق / 87/ قال وحدثنى الثورى عن فراس / 88/ عن الشعبى قال: نزلت النحل / 89/ بمكة إلا هؤلاء الآيات: وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به / وقال (1) وحدث ابن جريح عن عطاء الخراسانى عن ابن عباس، قال: نزلت بمكة خمس وثمانون سورة ونزل بالمدينة ثمان وعشرون سورة، نزل بالمدينة.(1/63)
20/ ثم قل أعوذ برب الفلق / 21/ ثم قل أعوذ برب الناس ويقال انها مدنية / 22/ ثم والنجم / 23/ ثم عبس وتولى / 24/ ثم إنا أنزلناه / 25/ ثم والشمس وضحيها / 26/ ثم والسماء ذات البروج / 27/ ثم والتين والزيتون / 28/ ثم لإيلاف قريش / 29/ ثم القارعة / 30/ ثم لا أقسم بيوم القيامة / 31/ ثم ويل لكلّ همزة لمزة / 32/ ثم المرسلات / 33/ ثم ق والقرآن / 34/ ثم لا أقسم بهذا البلد / 35/ ثم الرحمن / 36/ ثم قل أوحى / 37/ ثم يس / 38/ ثم المص / 39/ ثم تبارك الذى نزل الفرقان / 40/ ثم الملائكة / 41/ ثم الحمد لله فاطر / 42/ ثم مريم / 43/ ثم طه / 44/ ثم إذا وقعت / 45/ ثم طسم الشعراء / 46/ ثم طس / 47/ ثم طسم الآخرة / 48/ ثم بنى اسرائيل / 49/ ثم هود / 50/ ثم يوسف / 51/ ثم يونس / 52/ ثم الحجر / 53/ ثم الصّافات / 54/ ثم لقمان: آخرها مدنى / 55/ ثم قد أفلح المؤمنون / 56/ ثم سبأ / 57/ ثم الأنبياء / 58/ ثم الزمر / 59/ ثم حم المؤمن / 60/ ثم حم السجدة / 61/ ثم حمعسق / 62/ ثم حم الزخرف / 63/ ثم حم الدخان / 64/ ثم حم الشريعة / 65/ ثم حم الأحقاف: فيها آى مدنية / 66/ ثم والذاريات / 67/ ثم هل أتاك حديث الغاشية / 68/ ثم الكهف: آخرها مدنى / 69/ ثم الأنعام: فيها آى مدنية / 70/ ثم النحل: آخرها مدنى / 71/ ثم نوح / 72/ ثم إبراهيم /
73/ ثم السجدة / 74/ ثم الطور / 75/ ثم تبارك الذى بيده الملك / 76/ ثم الحاقة / 77/ ثم سأل سائل / 78/ ثم عمّ يتساءلون / 79/ ثم النازعات / 80/ ثم إذا السماء انفطرت / 81/ ثم إذا السماء انشقت / 82/ ثم الرّوم / 83/ ثم العنكبوت / 84/ ثم ويل للمطففين: ويقال إنها مدنية / 85/ ثم اقتربت الساعة وانشق القمر / 86/ ثم والسماء والطارق / 87/ قال وحدثنى الثورى عن فراس / 88/ عن الشعبى قال: نزلت النحل / 89/ بمكة إلا هؤلاء الآيات: وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به / وقال (1) وحدث ابن جريح عن عطاء الخراسانى عن ابن عباس، قال: نزلت بمكة خمس وثمانون سورة ونزل بالمدينة ثمان وعشرون سورة، نزل بالمدينة.
90/ البقرة / 91/ ثم الأنفال / 92/ ثم الأعراف / 93/ ثم آل عمران / 94/ ثم الممتحنة / 95/ ثم النساء / 96/ ثم إذا زلزلت / 97/ ثم الحديد / 98/ ثم الذين كفروا / 99/ ثم الرعد / 100/ ثم هل أتى على الإنسان / 101/ ثم يا أيها النبى إذا طلقتم النساء / 102/ ثم لم يكن الذين كفروا / 103/ ثم الحشر / 104/ ثم إذا جاء نصر الله والفتح / 105/ ثم النور / 106/ ثم الحجّ / 107/ ثم المنافقون / 108/ ثم المجادلة / 109/ ثم الحجرات / 110/ ثم يا أيها النبى لم تحرم / 111/ ثم الجمعة / 112/ ثم التغابن / 113/ ثم الحواريين / 114/ ثم الفتح / 115/ ثم المائدة / 116/ ثم التوبة يقال نزلت المعوذتان بالمدينة /
__________
(1) الفهرست: ص 26 (طبع). «انتهى»(1/64)
قد علم ممّا سبق أنّ القرآن كتب فى عهد النبى (ص)، بين يديه فى جرائد النخل والأكتاف والحرير. أخرج الحاكم بسنده على شرط الشيخين عن زيد بن ثابت، قال: كنّا عند رسول الله (ص) نؤلف القرآن من الرقاع وكان هذا التأليف عبارة عن ترتيب الآيات حسب إرشاد النبى (ص) إلى مواضعها، ولكن الصحف المكتوبة كانت متفرقة، ولأجل ذلك أمر النبى (ص) عليا عليه السّلام بجمعه، وحذر من تضييعه، كما تدل عليه رواية على بن إبراهيم القمى، وكان القرآن محفوظا فى صدور الرجال، وحفظته جماعة من الصحابة كله حسب ما سمعوه من النبى (ص). وقتل فى وقعة بئر معونة فى (سنة 4هـ) جماعة تقرب عدتهم من سبعين رجلا يقال لهم القراء.(1/65)
قد علم ممّا سبق أنّ القرآن كتب فى عهد النبى (ص)، بين يديه فى جرائد النخل والأكتاف والحرير. أخرج الحاكم بسنده على شرط الشيخين عن زيد بن ثابت، قال: كنّا عند رسول الله (ص) نؤلف القرآن من الرقاع وكان هذا التأليف عبارة عن ترتيب الآيات حسب إرشاد النبى (ص) إلى مواضعها، ولكن الصحف المكتوبة كانت متفرقة، ولأجل ذلك أمر النبى (ص) عليا عليه السّلام بجمعه، وحذر من تضييعه، كما تدل عليه رواية على بن إبراهيم القمى، وكان القرآن محفوظا فى صدور الرجال، وحفظته جماعة من الصحابة كله حسب ما سمعوه من النبى (ص). وقتل فى وقعة بئر معونة فى (سنة 4هـ) جماعة تقرب عدتهم من سبعين رجلا يقال لهم القراء.
الباب الثانى القرآن في عهد ابى بكر وعمر (رض)(1/67)
الفصل الاول القرآن في عهد أبى بكر وعمر (رض)
ولما توفى رسول الله (ص) ورجعت نفسه الزكية إلى ربها راضية مرضية، وتولى الأمر أبو بكر بن أبى قحافة (ض) ظهر مسيلمة باليمامة فى السنة الأولى من خلافته، وجهز أبو بكر لقتاله جيشا يتألف من القرّاء وحفظة القرآن وغيرهم، وفى هذه الحرب التى كان النصر حليف المسلمين، وقتل مسيلمة واشتد القتل فى يومها لقرّاء القرآن أحس الخليفة عمر بن الخطاب (ض) بضرورة جمع القرآن. فى الاتقان عن ابن أبى داود بطريق الحسن أن عمر (ض) سأل عن آية من كتاب الله، فقيل كانت مع فلان، قتل يوم اليمامة، فقال: إنا لله، فأمر بجمع القرآن، فكان أوّل من جمعه فى مصحف (1).
روى البخارى بإسناده عن عبيد بن السباق أنّ زيد بن ثابت (ض) قال:
أرسل إليّ أبو بكر مقتل (أى عقيب مقتل) أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتانى فقال: إن القتل قد استحر (أى اشتد) يوم اليمامة بقرّاء القرآن، وإنى أخشى أن يستحر القتل بالقرّاء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإنى أرى ان تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر: كيف تفعل (برواية البخارى) وكيف أفعل (برواية محمد بن إسحاق) ما لم يفعله رسول الله (ص). قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل يراجعنى حتى شرح الله صدرى لذلك، ورأيت فى الذى رأى عمر. قال زيد قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لانتهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله (ص)، فتتبّع القرآن
__________
(1) فى قطع الجلد المدبوغ(1/69)
فاجمعه، فو الله لو كلفونى نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علىّ مما أمرنى به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله (ص) قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعنى حتى شرح الله صدرى للذى شرح له صدر أبى بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب (1) واللخاف (2) وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبى خزيمة الأنصارى لم أجدها مع غيره. {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مََا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ} حتى خاتمة براءة.
يظهر من الرواية أن أبا بكر (ض) خشى فأبى من فعل ما لم يفعله رسول الله (ص). لشدة اتباعهم للنبى (ص)، ثم اجتهد عمر (ض) وقال هذا والله خير، أى صلاح للأمة، لأن القرآن هو أساس معالم الدين الإسلامى، وكذلك زيد بن ثابت أبى أن يفعل ما لم يفعله (ص) خشية الابتداع فى الدين. كأن ظاهر الرواية أن إنكارهما يرجع إلى جمع القرآن، مع أن القرآن بحسب الروايات والأقوال السابقة كان مجموعا فى حضرة النبى (ص)، ولكن التأمل الصادق والشواهد يعطى أن اقتراح عمر جمع القرآن إنما كان لجمعه فى الورق، حتى أن الصحابة لشدة احتياطهم وخضوعهم لرسول الله (ص) خافوا أن يكون ذلك من البدع وأجاب الخليفة الثاني ان فيه رضى النبي (ص) وصلاح الأمة. في الاتقان عن مغازى موسى بن عقبة عن ابن شهاب، قال: لمّا أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جمع على عهد أبى بكر فى الورق، فكان أبو بكر أوّل من جمع القرآن فى المصحف. ثم أعلن عمر فى المدينة بأن يأتى كل من تلقى شيئا من القرآن من رسول الله (ص)، وقال أبو بكر لعمر ولزيد: اقعدا على باب المسجد فمن جاء كما بشاهدين على كتاب الله فاكتباه (3). والأقرب إلى الظن أن الشاهدين كانا
__________
(1) جمع عسيب وهو جريد من النخل (لسان العرب).
(2) جمع لخفة وهى حجارة بيض رقاق (صحاح).
(3) هذه الرواية أخرجها ابن أبى داود من طريق هشام بن عروة.(1/70)
يشهدان بأن ما أتوا به كان مما عرض على النبى (ص) عام وفاته فى العرضة الأخيرة، وكتب بين يديه (ص)، ولذلك قال زيد بن ثابت: وجدت آخر سورة براءة مع أبى خزيمة لم أجدها مع غيره. ولولا ذلك لما صحّ معنى لعدم وجدانهم لهذه الآية، لأن زيدا كان جمع القرآن وحفظه، وأخذه عن النبى (ص) وقبل قول أبى خزيمة لأن النبى (ص) جعل شهادته شهادة رجلين، وأتى عمر بآية الرجم فلم تكتب لأنه كان أتى بها وحده، وكانت حسب بعض الرّوايات نسخة من القرآن المكتوب فى العسب والحرير والأكتاف فى بيت رسول الله (ص).
وكان هذا الجمع عبارة عن جمع الآيات المكتوبة فى الأكتاف والعسب واللخاف، ونسخها فى الأديم وهو الجلد المدبوغ، قال ابن حجر فى رواية عمارة بن غزية: إن زيد بن ثابت قال: فأمرنى أبو بكر فكتبته فى قطع الأديم، فكانت الصحف عند أبى بكر حتى توفاه الله. ثم عند عمر فى حياته.
ثم عند حفصة بنت عمر.
وقال عمر (ض): لا يملين فى مصاحفنا إلا غلمان من قريش وثقيف، وقال عثمان (ض): اجعلوا المملي من هذيل والكتاب من ثقيف (1).
__________
(1) المزهر ج 1ص 137.(1/71)
الفصل الثانى القرآن فى عهد عثمان (ض)
قد سبق أن الصحابة قرءوا بعض كلمات القرآن بألفاظ مختلفة، كانت تدل على معنى واحد، كامض وأسر وعجل وأسرع وأخر وأمهل، وأن عمر قرأ فامضوا إلى ذكر الله. وأنس قرأ إن ناشئة الليل هى أشد وطأ وأصوب قيلا. ولم يكن هذا الاختلاف بنظرهم مغيرا لمعنى القرآن، ولذلك أقرّ النبى (ص) قراءاتهم على اختلاف ألفاظها، وبعد عهد النبي (ص) أخذ يزيد هذا الاختلاف فى عهد أبى بكر، واشتد فى عهد عثمان حتى اقتتل المعلمون والغلمان، وتفرق القراء والحفاظ فى الشام والعراق واليمن وأرمينية وأذربيجان، وزاد هذا الاختلاف بتأثير عوامل تحول اللغة بمجاورة أمم غير عربيّة أو عربية غير مضرية، وأصبح بحيث يخشى من تأثيره، فعند ذلك أحسّ حذيفة بن اليمان (1) الصحابى الجليل بسوء تأثيره إن استمر، وكان يغازى أهل الشام فى فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأعلم عثمان سوء عاقبة الاختلاف فى القرآن. وفى البخارى ووافقه صاحب الفهرست (2)، قال:
حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدّثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان (فى الفهرست: وكان بالعراق)، وكان يغازى أهل الشام فى فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم فى
__________
(1) وهو حذيفة بن حسل بن جابر صاحب رسول الله (ص)، وكان فتح همدان والرى والدينور بيده. توفى بعد قتل عثمان بأربعين ليلة فى سنة 36هـ.
(2) قال فى الفهرست فى نقل هذا الحديث وروى الثقة الخ ص 37 (طبع مصر).(1/72)
القراءة، فقال لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا فى الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن ارسلى إلينا بالصحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها فى المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فى شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فانما أنزل بلسانهم (1). ويظهر من بعض الأسانيد الموثقة أن عثمان لما أراد نسخ القرآن فى المصاحف، جمع له اثنى عشر رجلا من قريش والأنصار. أخرج ابن أبى داود من طريق محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح، قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثنى عشر رجلا من قريش والأنصار، فبعثوا إلى الربعة (2)
التى فى بيت عمر، فجيء بها، وكان عثمان يتعاهدهم إذا تداوروا (3) فى شيء أخروه، قال محمد: فظننت إنما كان يؤخرونه لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة، فيكتبونه على قوله. وقال ابن حجر: فاتفق رأي الصحابة على أن كتبوا ما تحقق أنه قرآن فى العرضة الأخيرة، وتركوا ما سوى ذلك (4). ويدلّ على قول ابن حجر ذيل حديث البخارى عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال:
فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف. قد كنت أسمع رسول الله (ص) يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع أبى خزيمة بن ثابت الأنصارى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجََالٌ صَدَقُوا مََا عََاهَدُوا اللََّهَ عَلَيْهِ} فألحقناها فى سورتها فى المصحف. يتراءى أن التحقيق أرشدهم إلى أن الآية مما عرضت
__________
(1) وهذا ايضا يدل على الراجح فى معنى الأحرف السبعة من أن الاختلاف كان فى قراءة الكلمات بألفاظ مختلفة تدل على معنى واحد.
(2) فتح العطار ربعته وهى جونة الطيب وبها سميت ربعة المصحف (أساس البلاغة للزمخشرى).
(3) داورت الأمور طلبت وجوه مأتاها (أساس البلاغة).
(4) ما كان بغير لغة قريش على الأظهر.(1/73)
على النبى (ص) فى العرضة الأخيرة فى المصحف، ولما نسخوا الصحف فى المصاحف ردها عثمان الى حفصة ونسخوا أربعة مصاحف وأبقى عنده واحدا منها، وأرسل عثمان الثلاثة للبصرة والكوفة والشام، وعين زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدنى، وبعث عامر بن قيس (1) مع البصرى، وأبا عبد الرحمن السلمى مع الكوفى (2) والمغيرة بن شهاب مع الشامى، وقرأ كل مصر بما فى مصحفه. فالجمع الأول كان جمع الآيات حين نزولها فى الكتب وأمثاله مما كانت العرب تكتب عليه وعرضها على النبى (ص)، والجمع الثانى فى عهد الخليفة أبى بكر كان جمع القرآن بين لوحين ونسخها فى قطع الأديم، والجمع الثالث فى عهد عثمان (ض) كان جمع المسلمين على قراءة واحدة.
ذكر على بن محمد الطاوس العلوى الفاطمى فى كتابه (سعد السعود) نقلا عن كتاب أبى جعفر محمد بن منصور ورواية محمد بن زيد بن مروان فى اختلاف المصاحف أن القرآن جمعه على عهد أبى بكر زيد بن ثابت، وخالفه فى ذلك (أبىّ) و (عبد الله بن مسعود) و (سالم) مولى أبى حذيفة، ثم عاد عثمان فجمع المصحف برأي مولانا على بن أبى طالب عليه السّلام، وأخذ عثمان.
مصاحف أبيّ وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبى حذيفة فغسلها (كذا) (3)
وكتب عثمان مصحفا لنفسه، ومصحفا لأهل المدينة، ومصحفا لأهل مكة، ومصحفا لأهل الكوفة، ومصحفا لأهل المدينة، ومصحفا لأهل الشام، (ومصحف الشام رآه ابن فضل الله العمرى فى أواسط القرن الثامن الهجرى) يقول فى وصف مسجد دمشق: «وإلى جانبه الأيسر المصحف العثمانى بخط أمير المؤمنين عثمان بن عفان (ض)» اه (4). ويظن قويا أن هذا المصحف هو الذى كان موجودا فى دار الكتب فى لنين غراد وانتقل الآن إلى انكلترا.
ورأيت فى شهر ذى الحجة سنة 1353هـ فى دار الكتب العلوية فى
__________
(1) هو أبو بردة عامر بن قيس الأشعرى أخو أبى موسى الأشعرى على ما دلنا الفحص.
(2) اسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة من القراء سمع عن عثمان (ض). (تهذيب التهذيب لابن حجر ج 5ص 185).
(3) فى بعض النصوص أنه أحرقها.
(4) فى كتابه مسالك الأبصار ج 1ص 195 (طبع مصر).(1/74)
النجف مصحفا بالخط الكوفى كتب على آخره: كتبه علىّ بن أبى طالب فى سنة أربعين من الهجرة، لتشابه أبي وأبو فى رسم الخط الكوفى قد يظن من لا خبرة له أنه: كتب على بن أبو طالب بالواو.
وفى كلام ابن طاوس رحمه الله فى كتاب سعد السعود أن عثمان عاد وجمع المصحف برأى على (ع) تأييد لما ذكره الشهرستانى فى مقدمة تفسيره برواية سويد بن علقمة قال: سمعت على بن أبى طالب عليه السّلام يقول: أيها الناس، الله الله إياكم والغلو فى أمر عثمان، وقولكم حرّاق المصاحف، فو الله ما حرقها إلا من ملإ من أصحاب رسول الله (ص). جمعنا وقال: ما تقولون فى هذه القراءة التى اختلف الناس فيها: يلقى الرجل الرجل فيقول قراءتى خير من قراءتك، وهذا يجر إلى الكفر، فقلنا بالرأى، قال: أريد أن أجمع الناس على مصحف واحد، فإنكم إن اختلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافا.
فقلنا نعم ما رأيت، فأرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص قال: يكتب أحدكما ويملى الآخر، فلم يختلفا فى شيء إلا فى حرف واحد فى سورة البقرة، فقال أحمدهما: (التابوت)، وقال الآخر: (التابوة) واختار قراءة زيد بن ثابت لأنه كتب الوحى(1/75)
فقلنا نعم ما رأيت، فأرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص قال: يكتب أحدكما ويملى الآخر، فلم يختلفا فى شيء إلا فى حرف واحد فى سورة البقرة، فقال أحمدهما: (التابوت)، وقال الآخر: (التابوة) واختار قراءة زيد بن ثابت لأنه كتب الوحى
الفصل الثالث فى ترتيب السور فى مصحف على (ع)
واخترنا ذكر ترتيب السور فى مصاحف بعض كبار الصحابة والتابعين عن المدارك المعتبرة القديمة لما له مساس بتاريخ القرآن وفهم ان ترتيبه كان باجتهاد منهم.
فقد قال ابن النديم فى الفهرست: قال ابن المنادى: حدثنى الحسن بن العبّاس قال: أخبرت عن عبد الرحمن بن أبى حماد عن الحكم بن ظهير السدوسى عن عبد خير عن علىّ عليه السّلام أنّه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبى (ص) فأقسم أن لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن، فجلس فى بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه، وكان المصحف عند أهل جعفر (ض)، ورأيت أنا فى زماننا عند أبى يعلى حمزة الحسنى رحمه الله مصحفا قد سقط منه أوراق بخط على بن أبى طالب عليه السلام، يتوارثه بنو حسن على مر الزمان، وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف، وسقط ذكر ترتيب السور من أصل النسخة المطبوعة فى (ليپسك) من سنة 1871إلى سنة 1872ولكن ذكره اليعقوبى (1) فى الجزء الثانى من تاريخه ص 154152طبع سنة 1883 وقال وروى بعضهم أن علىّ بن أبى طالب عليه السّلام كان جمعه (يعنى القرآن) لما قبض رسول الله (ص) وأتى به يحمله على جمل فقال: هذا القرآن جمعته وكان قد جزأه سبعة أجزاء:
__________
(1) وهو أحمد بن أبي يعقوب بن واضح المعروف باليعقوبي، يؤخذ من سياق كتابه أنه توفي سنة 287هـ. وله في التاريخ كتاب يعرف بتاريخ اليعقوبي، نشره المستشرق (هوسما) في ليدن.(1/76)
الجزء الأول / الجزء الثاني / الجزء الثالث / الجزء الرابع البقرة / آل عمران / النساء / المائدة / يوسف / هود / النحل / يونس / العنكبوت / الحج / المؤمنون / مريم / الروم / الحجر / يس / طسم / لقمان / الأحزاب / حمعسق / الشعراء / حم السجدة / الدّخان / الواقعة / الزخرف / الذاريات / الرحمن / تبارك الملك / الحجرات / هل أتى على / الحاقة / يا أيها المدثر / ق والقرآن المجيد / الإنسان / / / / الم تنزيل / سأل سائل / أرأيت / اقتربت الساعة / السجدة / عبس وتولى / تبت / الممتحنة / النازعات / والشمس وضحيها / قل هو الله أحد / والسماء والطارق / إذا الشمس كورت / إنا أنزلناه / والعصر / لا أقسم بهذا البلد / إذا السماء انفطرت / إذا زلزلت / القارعة / ألم نشرح لك / إذا السماء انشقت / ويل لكل همزة / والسماء ذات البروج / والعاديات / سبح اسم ربك / ألم تر كيف / والتين والزيتون / إنا أعطيناك الكوثر / الأعلى / / / / لم يكن / لإيلاف قريش / طس / قل يا أيها الكافرون / / / النمل / / فذلك جزء البقرة / فذلك جزء آل عمران / فذلك جزء النساء / فذلك جزء المائدة /
الجزء الخامس / الجزء السادس / الجزء السابع / الأنعام / الأعراف / الأنفال / سبحان / إبراهيم / براءة / اقترب / الكهف / طه / الفرقان / النور / الملائكة / موسى / ص / الصافات / فرعون / الزمر / الأحقاف / حم / الشريعة / الفتح / المؤمن / الّذين كفروا / الطور / المجادلة / الحديد / النّجم / الحشر / المزمل / الصّف / الجمعة / لا أقسم بيوم القيمة / التغابن / المنافقون / عمّ يتساءلون / الطلاق / ن والقلم / الغاشية / المطففين / إنا أرسلنا نوحا / والفجر / المعوذتين / قل أوحى إلىّ / والليل إذا يغشى / / المرسلات / إذا جاء نصر الله / / والضحى / / / الهيكم / / / فذلك جزء الأنعام / فذلك جزء الأعراف / فذلك جزء الأنفال /(1/77)
الجزء الأول / الجزء الثاني / الجزء الثالث / الجزء الرابع البقرة / آل عمران / النساء / المائدة / يوسف / هود / النحل / يونس / العنكبوت / الحج / المؤمنون / مريم / الروم / الحجر / يس / طسم / لقمان / الأحزاب / حمعسق / الشعراء / حم السجدة / الدّخان / الواقعة / الزخرف / الذاريات / الرحمن / تبارك الملك / الحجرات / هل أتى على / الحاقة / يا أيها المدثر / ق والقرآن المجيد / الإنسان / / / / الم تنزيل / سأل سائل / أرأيت / اقتربت الساعة / السجدة / عبس وتولى / تبت / الممتحنة / النازعات / والشمس وضحيها / قل هو الله أحد / والسماء والطارق / إذا الشمس كورت / إنا أنزلناه / والعصر / لا أقسم بهذا البلد / إذا السماء انفطرت / إذا زلزلت / القارعة / ألم نشرح لك / إذا السماء انشقت / ويل لكل همزة / والسماء ذات البروج / والعاديات / سبح اسم ربك / ألم تر كيف / والتين والزيتون / إنا أعطيناك الكوثر / الأعلى / / / / لم يكن / لإيلاف قريش / طس / قل يا أيها الكافرون / / / النمل / / فذلك جزء البقرة / فذلك جزء آل عمران / فذلك جزء النساء / فذلك جزء المائدة /
الجزء الخامس / الجزء السادس / الجزء السابع / الأنعام / الأعراف / الأنفال / سبحان / إبراهيم / براءة / اقترب / الكهف / طه / الفرقان / النور / الملائكة / موسى / ص / الصافات / فرعون / الزمر / الأحقاف / حم / الشريعة / الفتح / المؤمن / الّذين كفروا / الطور / المجادلة / الحديد / النّجم / الحشر / المزمل / الصّف / الجمعة / لا أقسم بيوم القيمة / التغابن / المنافقون / عمّ يتساءلون / الطلاق / ن والقلم / الغاشية / المطففين / إنا أرسلنا نوحا / والفجر / المعوذتين / قل أوحى إلىّ / والليل إذا يغشى / / المرسلات / إذا جاء نصر الله / / والضحى / / / الهيكم / / / فذلك جزء الأنعام / فذلك جزء الأعراف / فذلك جزء الأنفال /(1/78)
الجزء الأول / الجزء الثاني / الجزء الثالث / الجزء الرابع البقرة / آل عمران / النساء / المائدة / يوسف / هود / النحل / يونس / العنكبوت / الحج / المؤمنون / مريم / الروم / الحجر / يس / طسم / لقمان / الأحزاب / حمعسق / الشعراء / حم السجدة / الدّخان / الواقعة / الزخرف / الذاريات / الرحمن / تبارك الملك / الحجرات / هل أتى على / الحاقة / يا أيها المدثر / ق والقرآن المجيد / الإنسان / / / / الم تنزيل / سأل سائل / أرأيت / اقتربت الساعة / السجدة / عبس وتولى / تبت / الممتحنة / النازعات / والشمس وضحيها / قل هو الله أحد / والسماء والطارق / إذا الشمس كورت / إنا أنزلناه / والعصر / لا أقسم بهذا البلد / إذا السماء انفطرت / إذا زلزلت / القارعة / ألم نشرح لك / إذا السماء انشقت / ويل لكل همزة / والسماء ذات البروج / والعاديات / سبح اسم ربك / ألم تر كيف / والتين والزيتون / إنا أعطيناك الكوثر / الأعلى / / / / لم يكن / لإيلاف قريش / طس / قل يا أيها الكافرون / / / النمل / / فذلك جزء البقرة / فذلك جزء آل عمران / فذلك جزء النساء / فذلك جزء المائدة /
الجزء الخامس / الجزء السادس / الجزء السابع / الأنعام / الأعراف / الأنفال / سبحان / إبراهيم / براءة / اقترب / الكهف / طه / الفرقان / النور / الملائكة / موسى / ص / الصافات / فرعون / الزمر / الأحقاف / حم / الشريعة / الفتح / المؤمن / الّذين كفروا / الطور / المجادلة / الحديد / النّجم / الحشر / المزمل / الصّف / الجمعة / لا أقسم بيوم القيمة / التغابن / المنافقون / عمّ يتساءلون / الطلاق / ن والقلم / الغاشية / المطففين / إنا أرسلنا نوحا / والفجر / المعوذتين / قل أوحى إلىّ / والليل إذا يغشى / / المرسلات / إذا جاء نصر الله / / والضحى / / / الهيكم / / / فذلك جزء الأنعام / فذلك جزء الأعراف / فذلك جزء الأنفال /
الفصل الرابع ترتيب سور القرآن فى مصحف أبىّ بن كعب (ض)
الصحابى الجليل المتوفى سنة 20هـ (1)
قال ابن النديم (2): قال الفضل بن شاذان أخبرنا الثقة من أصحابنا.
قال: كان تأليف السور فى قراءة أبىّ بن كعب بالبصرة فى قرية يقال لها قرية الأنصار على رأس فرسخين عند محمّد بن عبد الملك الأنصارى أخرج إلينا مصحفا وقال: هو مصحف أبىّ رويناه عن آبائنا، فنظرت فيه واستخرجت أوائل السّور وخواتيم الرسل وعدد الآي. فأوله:
1/ فاتحة الكتاب / 2/ البقرة / 3/ النساء / 4/ آل عمران / 5/ الأنعام / 6/ الأعراف / 7/ المائدة الذى التبسته يونس (3). /
8/ الأنفال / 9/ التوبة / 10/ هود / 11/ مريم / 12/ الشعراء / 13/ الحجّ / 14/ يوسف / 15/ الكهف / 16/ النحل / 17/ الأحزاب / 18/ بنى إسرائيل / 19/ الزمر / 20/ حم تنزيل / 21/ طه / 22/ الأنبياء / 23/ النور / 24/ المؤمنون / 25/ حم المؤمن / 26/ الرعد / 27/ طسم / 28/ القصص / 29/ طس / 30/ سليمان / 31/ الصّافات / 32/ داود / 33/ ص / 34/ يس /
__________
(1) الاصابة ج 1ص 16.
(2) الفهرست ص 40 (طبع مصر).
(3) هكذا فى طبعة ()(1/79)
35/ أصحاب الحجر / 36/ حم عسق / 37/ الروم / 38/ الزخرف / 39/ حم السّجدة / 40/ إبراهيم / 41/ الملائكة / 42/ الفتح / 43/ محمّد (ص) / 44/ الحديد / 45/ الظهار (1) / 46/ تبارك / 47/ الفرقان / 48/ الم تنزيل / 49/ نوح / 50/ الأحقاف / 51/ ق / 52/ الرحمن / 53/ الواقعة / 54/ الجن / 55/ النّجم / 56/ ن / 57/ الحاقة / 58/ الحشر / 59/ الممتحنة / 60/ المرسلات / 61/ عمّ يتساءلون / 62/ الإنسان / 63/ لا أقسم / 64/ كوّرت / 65/ النّازعات / 66/ عبس / 67/ المطففين / 68/ إذا السماء انشقت / 69/ التين / 70/ اقرأ باسم ربك / 71/ الحجرات / 72/ المنافقون / 73/ الجمعة / 74/ النّبى (ص) / 75/ الفجر / 76/ الملك / 77/ والليل إذا يغشى / 78/ إذا السماء انفطرت / 79/ الشمس وضحيها / 80/ والسماء ذات البروج / 81/ الطارق / 82/ سبح اسم ربّك الأعلى / 83/ الغاشية / 84/ عبس (2) / 85/ الصف / 86/ الضحى / 87/ ألم نشرح / 88/ القارعة / 89/ التكاثر / 90/ الخلع / 91/ الجيد / 92/ اللهم إياك نعبد وآخرها بالكفار ملحق اللمز. /
93/ إذا زلزلت / 94/ العاديات / 95/ أصحاب الفيل / 96/ التين / 97/ الكوثر / 98/ القدر / 99/ الكافرون / 100/ النصر / 101/ أبى لهب / 102/ قريش / 103/ الصمد / 104/ الفلق / 105/ الناس /
__________
(1) فى طبعة الطهار بالطاء المهملة.
(2) (وهى أهل الكتاب لم يكن أول ما كان الذين كفروا (الفهرست طبعة) ص (37) هكذا وردت العبارة في اصل الكتاب المطبوع بمصر. والظاهر انه اشتباه مطبعي وان صحيحه هو «وهي اول لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب» المصحح.(1/80)
الفصل الخامس ترتيب سور القرآن فى مصحف عبد الله بن مسعود (ض)
الصحابى الجليل المتوفى سنة 32أو 33هـ (1)
روى ابن النديم (2) عن الفضل بن شاذان انه قال: وجدت فى مصحف عبد الله بن مسعود تأليف سور القرآن على هذا الترتيب:
1/ نبأ / 2/ النساء / 3/ آل عمران / 4/ المص / 5/ الأنعام / 6/ المائدة / 7/ يونس / 8/ براءة / 9/ النحل / 10/ هود / 11/ يوسف / 12/ بنى إسرائيل / 13/ الأنبياء / 14/ المؤمنون / 15/ الشعراء / 16/ الصافات / 17/ الأحزاب / 18/ القصص / 19/ النور / 20/ الأنفال / 21/ مريم / 22/ العنكبوت / 23/ الروم / 24/ يس / 25/ الفرقان / 26/ الحجّ / 27/ الرعد / 28/ سبأ / 29/ الملائكة / 30/ إبراهيم / 31/ ص / 32/ الذين كفروا / 33/ القمر / 34/ الزمر / 35/ الحواميم المسبحات (3) / 36/ حم المؤمن / 37/ حم الزخرف / 38/ السجدة / 39/ الأحقاف / 40/ الجاثية / 41/ الدخان / 42/ إنّا فتحنا / 43/ الحديد / 44/ سبّح / 45/ الحشر / 46/ تنزيل / 47/ السجدة / 48/ ق /
__________
(1) الاصابة ج 3ص 139.
(2) الفهرست ص 39طبع مصر.
(3) كذا.(1/81)
49/ الطلاق / 50/ الحجرات / 51/ تبارك الذى / / بيده الملك / 52/ التغابن / 53/ المنافقون / 54/ الجمعة / 55/ الحواريون / 56/ قل أوحى / 57/ إنا أرسلنا نوحا / 58/ المجادلة / 59/ الممتحنة / 60/ يا أيها النبى لم تحرم / 61/ الرّحمن / 62/ النجم / 63/ الذاريات / 64/ الطور / 65/ اقتربت الساعة / 66/ الحاقة / 67/ إذا وقعت / 68/ ن والقلم / 69/ النّازعات / 70/ سأل سائل / 71/ المدّثر / 72/ المزمل / 73/ المطففين / 74/ عبس / 75/ الدهر / 76/ القيامة / 77/ عمّ يتساءلون / 78/ التكوير / 79/ الانفطار / 80/ هل أتاك حديث / 81/ الغاشية / 82/ سبح اسم / / ربك الأعلى / 83/ والليل إذا يغشى / 84/ الفجر / 85/ البروج / 86/ انشقت / 87/ اقرأ باسم ربك / 88/ لا أقسم بهذا البلد / 89/ والضحى / 90/ ألم نشرح / 91/ والسماء والطارق / 92/ والعاديات / 93/ أرأيت / 94/ القارعة / 95/ لم يكن الذين كفروا من أهل كتاب / 96/ الشمس وضحيها / 97/ التين / 98/ ويل لكل همزة / 99/ الفيل / 100/ لايلاف قريش / 101/ التكاثر / 102/ إنا أنزلناه / 103/ والعصر / 104/ إذا جاء نصر الله / 105/ الكوثر / 106/ الكافرون / 107/ المسد / 108/ قل هو الله أحد /
فذلك مائة سورة وعشر سور (1)
وفى رواية أخرى الطور قبل الذاريات. قال الفضل بن شاذان: قال ابن سيرين، وكان عبد الله بن مسعود لا يكتب المعوذتين فى مصحفه، ولا فاتحة الكتاب. وروى الفضل أيضا بإسناده عن الأعمش، قال: فى قراءة عبد الله (حمسق) (2) قال محمد بن إسحاق: رأيت عدة مصاحف ذكر نساخها أنها مصحف ابن مسعود ليس فيها مصحفان متفقان وأكثرها فى رق كثير النسخ، وقد رأيت مصحفا قد كتب منذ نحو مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب، والفضل بن شاذان أحد الأئمة فى القرآن والروايات. فلذلك ذكرنا ما قاله دون ما شاهدناه انتهى (3).
__________
(1) مع الحواميم المسبحات.
(2) بلا حرف عين.
(3) الفهرست طبعة مصر ص 40.(1/82)
الفصل السادس ترتيب السور فى مصحف عبد الله بن عباس (ض)
الصحابى الجليل المتوفى سنة 68هـ (1)
نجد فى التاريخ والحديث للصحابى الجليل ابن عباس (ض) الذي تخصص فى تفسير القرآن صلة خاصة بعلى (ع) فما يذكر عنه فى القرآن له مزية كبيرة.
ذكر ابن طاوس (2) فى كتاب سعد السعود أنه اشتهر بين أهل الإسلام أن ابن عباس كان تلميذ على عليه السّلام. وذكر محمد بن عمر الرازى فى كتاب الأربعين أن ابن عباس رئيس المفسرين كان تلميذ على بن أبى طالب (ع) فآثرنا نقل ترتيب مصحفه كما ذكره الشهرستانى فى مقدمة تفسيره وهو سند أمين.
1/ اقرأ / 2/ ن / 3/ والضّحى / 4/ المزّمل / 5/ المدّثر / 6/ الفاتحة / 7/ تبّت يدا / 8/ كوّرت / 9/ الأعلى / 10/ واللّيل / 11/ والفجر / 12/ ألم نشرح لك / 13/ الرحمن / 14/ والعصر / 15/ الكوثر / 16/ التكاثر / 17/ الدين / 18/ الفيل / 19/ الكافرون / 20/ الإخلاص / 21/ النّجم / 22/ الأعمى / 23/ القدر / 24/ والشمس /
__________
(1) الاصابة ج 1ص: 9.
(2) هو على بن موسى بن جعفر الشهير بابن طاوس من أعاظم علماء الشيعة ورجالهم ولد سنة 589هـ وتوفى سنة 664هـ.(1/83)
25/ البروج / 26/ التين / 27/ قريش / 28/ القارعة / 29/ القيامة / 30/ الهمزة / 31/ والمرسلات / 32/ ق / 33/ البلد / 34/ الطارق / 35/ القمر / 36/ ص / 37/ الأعراف / 38/ الجنّ / 39/ يس / 40/ الفرقان / 41/ الملائكة / 42/ مريم / 43/ طه / 44/ الشعراء / 45/ النمل / 46/ القصص / 47/ بنى إسرائيل / 48/ يونس / 49/ هود / 50/ يوسف / 51/ الحجر / 52/ الأنعام / 53/ الصافات / 54/ لقمان / 55/ سبأ / 56/ الزّمر / 57/ المؤمن / 58/ حم السجدة / 59/ حم عسق / 60/ الزخرف / 61/ الدخان / 62/ الجاثية / 63/ الأحقاف / 64/ الذاريات / 65/ الغاشية / 66/ الكهف / 67/ النحل / 68/ نوح / 69/ إبراهيم / 70/ الأنبياء / 71/ المؤمنون / 72/ الرعد / 73/ الطور / 74/ الملك / 75/ الحاقة / 76/ المعارج / 77/ النساء / 78/ والنازعات / 79/ انفطرت / 80/ انشقت / 81/ الروم / 82/ العنكبوت / 83/ المطففون / 84/ البقرة / 85/ الأنفال / 86/ آل عمران / 87/ الحشر / 88/ الأحزاب / 89/ النور / 90/ الممتحنة / 91/ الفتح / 92/ النساء / 93/ اذا زلزلت / 94/ الحج / 95/ الحديد / 96/ محمد (ص) / 97/ الإنسان / 98/ الطلاق / 99/ لم يكن / 100/ الجمعة / 101/ الم السجدة / 102/ المنافقون / 103/ المجادلة / 104/ الحجرات / 105/ التحريم / 106/ التغابن / 107/ الصف / 108/ المائدة / 109/ التوبة / 110/ النصر / 111/ الواقعة / 112/ والعاديات / 113/ الفلق / 114/ الناس /(1/84)
25/ البروج / 26/ التين / 27/ قريش / 28/ القارعة / 29/ القيامة / 30/ الهمزة / 31/ والمرسلات / 32/ ق / 33/ البلد / 34/ الطارق / 35/ القمر / 36/ ص / 37/ الأعراف / 38/ الجنّ / 39/ يس / 40/ الفرقان / 41/ الملائكة / 42/ مريم / 43/ طه / 44/ الشعراء / 45/ النمل / 46/ القصص / 47/ بنى إسرائيل / 48/ يونس / 49/ هود / 50/ يوسف / 51/ الحجر / 52/ الأنعام / 53/ الصافات / 54/ لقمان / 55/ سبأ / 56/ الزّمر / 57/ المؤمن / 58/ حم السجدة / 59/ حم عسق / 60/ الزخرف / 61/ الدخان / 62/ الجاثية / 63/ الأحقاف / 64/ الذاريات / 65/ الغاشية / 66/ الكهف / 67/ النحل / 68/ نوح / 69/ إبراهيم / 70/ الأنبياء / 71/ المؤمنون / 72/ الرعد / 73/ الطور / 74/ الملك / 75/ الحاقة / 76/ المعارج / 77/ النساء / 78/ والنازعات / 79/ انفطرت / 80/ انشقت / 81/ الروم / 82/ العنكبوت / 83/ المطففون / 84/ البقرة / 85/ الأنفال / 86/ آل عمران / 87/ الحشر / 88/ الأحزاب / 89/ النور / 90/ الممتحنة / 91/ الفتح / 92/ النساء / 93/ اذا زلزلت / 94/ الحج / 95/ الحديد / 96/ محمد (ص) / 97/ الإنسان / 98/ الطلاق / 99/ لم يكن / 100/ الجمعة / 101/ الم السجدة / 102/ المنافقون / 103/ المجادلة / 104/ الحجرات / 105/ التحريم / 106/ التغابن / 107/ الصف / 108/ المائدة / 109/ التوبة / 110/ النصر / 111/ الواقعة / 112/ والعاديات / 113/ الفلق / 114/ الناس /
الفصل السابع ترتيب السور فى مصحف الامام أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام
كما ذكره الشهرستانى فى مقدمة تفسيره.
1/ اقرأ / 2/ ن / 3/ المزّمل / 4/ المدّثر / 5/ تبّت / 6/ كوّرت / 7/ الأعلى / 8/ واللّيل / 9/ والفجر / 10/ والضّحى / 11/ ألم نشرح / 12/ والعصر / 13/ والعاديات / 14/ الكوثر / 15/ التكاثر / 16/ الدّين / 17/ الكافرون / 18/ الفيل / 19/ الفلق / 20/ النّاس / 21/ الإخلاص / 22/ والنجم / 23/ الأعمى / 24/ القدر / 25/ والشمس / 26/ البروج / 27/ والتين / 28/ قريش / 29/ القارعة / 30/ القيمة / 31/ الهمزة / 32/ المرسلات / 33/ ق / 34/ البلد / 35/ الطارق / 36/ القمر / 37/ ص / 38/ الأعراف / 39/ الجنّ / 40/ يس / 41/ الفرقان / 42/ الملائكة / 43/ مريم / 44/ طه / 45/ الواقعة / 46/ الشعراء / 47/ النمل / 48/ القصص / 49/ بنى إسرائيل / 50/ يونس / 51/ هود / 52/ يوسف / 53/ الحجر / 54/ الأنعام / 55/ الصافات / 56/ لقمان / 57/ سبأ / 58/ الزمر / 59/ المؤمن / 60/ حم السجدة / 61/ حم عسق / 62/ الزخرف / 63/ الدخان / 64/ الجاثية /
65/ الأحقاف / 66/ الذاريات / 67/ الغاشية / 68/ الكهف / 69/ النحل / 70/ نوح / 71/ إبراهيم / 72/ الأنبياء / 73/ المؤمنون / 74/ الم السجدة / 75/ الطور / 76/ الملك / 77/ الحاقة / 78/ المعارج / 79/ النبأ / 80/ والنازعات / 81/ انفطرت / 82/ انشقت / 83/ الروم / 84/ العنكبوت / 85/ المطففون / 86/ البقرة / 87/ الأنفال / 88/ آل عمران / 89/ الأحزاب / 90/ الممتحنة / 91/ النساء / 92/ إذا زلزلت / 93/ الحديد / 94/ محمد (ص) / 95/ الرعد / 96/ الرحمن / 97/ الإنسان / 98/ الطلاق / 99/ لم يكن / 100/ الحشر / 101/ النصر / 102/ النور / 103/ الحج / 104/ المنافقون / 105/ المجادلة / 106/ الحجرات / 107/ التحريم / 108/ الصف / 109/ الجمعة / 110/ التغابن / 111/ الفتح / 112/ التوبة / 113/ المائدة / اختلاف ترتيب السّور فى مصاحف الصحابة يشير إلى أن ترتيبها كان باجتهاد الصحابة والجامعين بخلاف وضع الآيات وترتيبها، فانه كان باشارة النبى (ص). ثم قد ظهر من الروايات أن القرآن كتب بين يدى النبى (ص) بقطع من العسب واللخاف والأكتاف وجرائد النخل، وهذه الأشياء كانت متفرقة منفصلا بعضها عن بعض ولم تكن كالورق أو الأديم الذى كتب عليه المصحف فى الجمع الثانى والثالث فلا بدّ أن الجامعين وضعوا علامة تميز المقدّم من المؤخر كما نحن نجعل العلامة الفاصلة بالأعداد أو بالحروف الأبجدية فى هذا الزمان.(1/85)
1/ اقرأ / 2/ ن / 3/ المزّمل / 4/ المدّثر / 5/ تبّت / 6/ كوّرت / 7/ الأعلى / 8/ واللّيل / 9/ والفجر / 10/ والضّحى / 11/ ألم نشرح / 12/ والعصر / 13/ والعاديات / 14/ الكوثر / 15/ التكاثر / 16/ الدّين / 17/ الكافرون / 18/ الفيل / 19/ الفلق / 20/ النّاس / 21/ الإخلاص / 22/ والنجم / 23/ الأعمى / 24/ القدر / 25/ والشمس / 26/ البروج / 27/ والتين / 28/ قريش / 29/ القارعة / 30/ القيمة / 31/ الهمزة / 32/ المرسلات / 33/ ق / 34/ البلد / 35/ الطارق / 36/ القمر / 37/ ص / 38/ الأعراف / 39/ الجنّ / 40/ يس / 41/ الفرقان / 42/ الملائكة / 43/ مريم / 44/ طه / 45/ الواقعة / 46/ الشعراء / 47/ النمل / 48/ القصص / 49/ بنى إسرائيل / 50/ يونس / 51/ هود / 52/ يوسف / 53/ الحجر / 54/ الأنعام / 55/ الصافات / 56/ لقمان / 57/ سبأ / 58/ الزمر / 59/ المؤمن / 60/ حم السجدة / 61/ حم عسق / 62/ الزخرف / 63/ الدخان / 64/ الجاثية /
65/ الأحقاف / 66/ الذاريات / 67/ الغاشية / 68/ الكهف / 69/ النحل / 70/ نوح / 71/ إبراهيم / 72/ الأنبياء / 73/ المؤمنون / 74/ الم السجدة / 75/ الطور / 76/ الملك / 77/ الحاقة / 78/ المعارج / 79/ النبأ / 80/ والنازعات / 81/ انفطرت / 82/ انشقت / 83/ الروم / 84/ العنكبوت / 85/ المطففون / 86/ البقرة / 87/ الأنفال / 88/ آل عمران / 89/ الأحزاب / 90/ الممتحنة / 91/ النساء / 92/ إذا زلزلت / 93/ الحديد / 94/ محمد (ص) / 95/ الرعد / 96/ الرحمن / 97/ الإنسان / 98/ الطلاق / 99/ لم يكن / 100/ الحشر / 101/ النصر / 102/ النور / 103/ الحج / 104/ المنافقون / 105/ المجادلة / 106/ الحجرات / 107/ التحريم / 108/ الصف / 109/ الجمعة / 110/ التغابن / 111/ الفتح / 112/ التوبة / 113/ المائدة / اختلاف ترتيب السّور فى مصاحف الصحابة يشير إلى أن ترتيبها كان باجتهاد الصحابة والجامعين بخلاف وضع الآيات وترتيبها، فانه كان باشارة النبى (ص). ثم قد ظهر من الروايات أن القرآن كتب بين يدى النبى (ص) بقطع من العسب واللخاف والأكتاف وجرائد النخل، وهذه الأشياء كانت متفرقة منفصلا بعضها عن بعض ولم تكن كالورق أو الأديم الذى كتب عليه المصحف فى الجمع الثانى والثالث فلا بدّ أن الجامعين وضعوا علامة تميز المقدّم من المؤخر كما نحن نجعل العلامة الفاصلة بالأعداد أو بالحروف الأبجدية فى هذا الزمان.
فليعلم أنه ذكر محمد بن عبد الكريم الشهرستانى فى مقدمة تفسيره (مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار) نقلا عن كتاب «الاستغناء» عن سعيد بن جبير. وعن يحيى بن الحارث الذماري فى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي.} قال هى السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، ويسمى السابعة. وفي الآية بضم
الرواية إليها دلالة واضحة. إن هذه السور السبع كانت منظمة منسقة الآيات بارشاد النبى (ص) حتى أشير إليها فى الآية.(1/86)
فليعلم أنه ذكر محمد بن عبد الكريم الشهرستانى فى مقدمة تفسيره (مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار) نقلا عن كتاب «الاستغناء» عن سعيد بن جبير. وعن يحيى بن الحارث الذماري فى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي.} قال هى السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، ويسمى السابعة. وفي الآية بضم
الرواية إليها دلالة واضحة. إن هذه السور السبع كانت منظمة منسقة الآيات بارشاد النبى (ص) حتى أشير إليها فى الآية.(1/87)
فليعلم أنه ذكر محمد بن عبد الكريم الشهرستانى فى مقدمة تفسيره (مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار) نقلا عن كتاب «الاستغناء» عن سعيد بن جبير. وعن يحيى بن الحارث الذماري فى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي.} قال هى السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، ويسمى السابعة. وفي الآية بضم
الرواية إليها دلالة واضحة. إن هذه السور السبع كانت منظمة منسقة الآيات بارشاد النبى (ص) حتى أشير إليها فى الآية.
الفصل الثامن فى ذكر القراء السبعة ورواتهم المشهورين
وأسانيدهم وبلادهم ووفاتهم وميلادهم أولهم: نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم الليثي قرأ على سبعين من التابعين منهم: أبو جعفر وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ومسلم بن جندب، فقرأ الأعرج على عبد الله بن عباس وأبى هريرة، وقرأ ابن عباس وأبو هريرة على أبي بن كعب، وقرأ أبيّ (ض) على رسول الله (ص)، وتوفى نافع سنة 169 تسع وستين ومائة على الصحيح. ومولده فى حدود سنة 70سبعين من الهجرة وأصله من أصبهان، وكان أسود اللون حالكا، وكان إمام الناس فى القراءة بالمدينة، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين إقراء أكثر من سبعين سنة، قال سعيد بن منصور سمعت مالك بن أنس يقول:
قراءة أهل المدينة سنة، قيل له: قراءة نافع؟ قال نعم. قال عبد الله بن احمد بن حنبل: سألت أبى أيّ القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت: فإن لم يكن، قال: قراءة عاصم.
وراوياه: قالون وورش فقالون هو أبو موسى عيسى بن مينا، توفى سنة 220عشرين ومائتين على الصواب، ومولده سنة 120عشرين ومائة، وقرأ على نافع سنة 50خمسين، واختص به كثيرا فيقال إنه كان ابن زوجته، وهو الذى لقبه قالون لجودة قراءته فإن قالون بلغة الروم جيد وكان
قالون قارئ المدينة ونحويّها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه. وقال: قرأت على نافع قراءة غير مرة وكتبتها عنه. وقال: قال لى نافع: كم تقرأ علىّ، اجلس على أسطوانة أرسل إليك من يقرأ عليك.(1/88)
وراوياه: قالون وورش فقالون هو أبو موسى عيسى بن مينا، توفى سنة 220عشرين ومائتين على الصواب، ومولده سنة 120عشرين ومائة، وقرأ على نافع سنة 50خمسين، واختص به كثيرا فيقال إنه كان ابن زوجته، وهو الذى لقبه قالون لجودة قراءته فإن قالون بلغة الروم جيد وكان
قالون قارئ المدينة ونحويّها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه. وقال: قرأت على نافع قراءة غير مرة وكتبتها عنه. وقال: قال لى نافع: كم تقرأ علىّ، اجلس على أسطوانة أرسل إليك من يقرأ عليك.
وورش هو عثمان بن سعيد المصرى، وكنيته أبو سعيد، وقيل أبو عمرو، وقيل أبو القاسم، وورش لقب له، توفى بمصر سنة 197سبع وتسعين ومائة، ومولده سنة 110عشر ومائة، رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع فقرأ عليه ختمات فى سنة 155خمس وخمسين ومائة، ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها فلم ينازعه فيها منازع مع براعته فى العربية ومعرفته بالتجويد، وكان حسن الصوت، قال يونس بن عبد الأعلى: كان ورش جيد القراءة حسن الصوت يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه.
وابن كثير هو أبو معبد عبد الله بن كثير بن عمر بن زادان، قرأ على أبى السائب عبد الله بن السائب بن أبى السائب المخزومى، وقرأ عبد الله بن السائب على أبىّ بن كعب وعمر بن الخطاب، وقرأ أبىّ وعمر على رسول الله (ص)، وتوفى ابن كثير سنة 120عشرين ومائة بغير شك، ومولده سنة 45 خمس وأربعين، وكان إمام الناس فى القراءة بمكة لم ينازعه فيها منازع، وكان فصيحا بليغا أبيض اللحية طويلا أسمر جسيما أشهل عليه السكينة والوقار، لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الانصارى وأنس بن مالك رضى الله عنهم وراوياه عن أصحابه هما:
البزى وقنبل فالبزى هو احمد بن عبد الله بن القاسم مؤذن المسجد الحرام وإمامه ومقرئه وكنيته أبو الحسن، قرأ على عكرمة بن سليمان المكى، وقرأ عكرمة على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير، وتوفى البزى سنة 250خمسين ومائتين، ومولده سنة 170سبعين ومائة، وكان إماما فى القراءة محققا ضابطا متقنا لها، ثقة انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة.
وقنبل هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومى المكى وكنيته أبو عمرو، وقنبل لقب له، قرأ على أبي الحسن أحمد القواس، وقرأ القواس على
أبى الإخريط، وقرأ أبو الإخريط على القسط، وأخبره أنه قرأ على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير، وتوفى قنبل سنة 291إحدى وتسعين ومائتين ومولده سنة 195خمس وتسعين ومائة، وكان إماما فى القراءة متقنا ضابطا انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز ورحل إليه الناس من الأقطار.(1/89)
وقنبل هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزومى المكى وكنيته أبو عمرو، وقنبل لقب له، قرأ على أبي الحسن أحمد القواس، وقرأ القواس على
أبى الإخريط، وقرأ أبو الإخريط على القسط، وأخبره أنه قرأ على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير، وتوفى قنبل سنة 291إحدى وتسعين ومائتين ومولده سنة 195خمس وتسعين ومائة، وكان إماما فى القراءة متقنا ضابطا انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز ورحل إليه الناس من الأقطار.
وأبو عمرو وهو زبان بن العلاء بن عمار، قرأ على جماعة منهم أبو جعفر زيد بن القعقاع والحسن البصرى، وقرأ الحسن على حطان، وأبى العالية، وقرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب، وأبىّ بن كعب، وكان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءة والعربية مع الصدق والثقة والأمانة والدين، مر الحسن بن وحلقته متوافرة والناس عكوف عليه فقال لا إله إلّا الله، لقد كادت العلماء أن يكونوا أربابا، كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول. روي عن سفيان بن عيينة أنه قال: رأيت رسول الله (ص) فى المنام فقلت: يا رسول الله قد اختلفت عليّ القراءات، فبقراءة من تأمرنى أن أقرأ؟ فقال:
بقراءة أبى عمرو بن العلاء. توفى أبو عمرو فى قول الأكثرين سنة 154أربع وخمسين ومائة، وقيل غير ذلك ومولده سنة 68ثمان وستين وقيل سنة 70 سبعين وراوياه:
الدورى والسوسى عن اليزيدى عنه.
والدورى هو أبو عمرو حفص بن عمر المقرئ الضرير ونسبته إلى الدور موضع ببغداد بالجانب الشرقى، وكان إمام القراءة فى عصره وشيخ الإقراء فى وقته وكان ثقة ضابطا كبيرا، وهو أول من جمع القراءات، وتوفى فى شوال سنة 246ست وأربعين ومائتين على الصواب.
والسوسى هو أبو شعيب صالح بن زياد ونسبته إلى السوس (1)
موضع بالاهواز، وكان مقرئا ثقة ضابطا من أجلّ أصحاب اليزيدى، وتوفى أول سنة 261إحدى وستين ومائتين وقد قارب 90التسعين.
وابن عامر هو عبد الله بن عامر اليحصبى، ويحصب فخذ من حمير،
__________
(1) سوس هو الموضع المعروف الآن بشوش بالشين.(1/90)
وكنيته أبو نعيم، وقيل أبو عمران، وقيل غير ذلك، إمام مسجد دمشق وقاضيها، تابعى لقي وائلة بن الأسقع والنعمان بن بشير، وقال يحيى بن الحارث الذمارى: إنه قرأ على عثمان (ض)، وقرأ عثمان على رسول الله (ص)، وتوفى بدمشق يوم عاشوراء سنة 118ثماني عشرة ومائة، ومولده سنة 21 إحدى وعشرين، وقيل غير ذلك، وكان إمام المسلمين بالجامع الأموى فى أيام عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده، وكان يأتم به وهو أمير المؤمنين، وناهيك بذلك منقبة، وجمع له بين الإمامة والقضاء ومشيخة الإقراء بدمشق، ودمشق إذ ذاك دار الخلافة ومحط رحال العلماء والتابعين. وراوياه عن أصحابه هما:
هشام وابن ذكوان: فهشام هو أبو عمار بن نصير السلمى القاضى الدمشقى وكنيته أبو الوليد، أخذ قراءة ابن عامر عرضا عن عراك بن خالد المزى عن يحيى بن الحارث الذمارى عن ابن عامر، وكان عالم أهل دمشق وخطيبهم. قال عبدان: سمعته يقول: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة. وكان مفتيهم ومقرئهم ومحدثهم مع الثقة والضبط، وتوفى سنة 245 خمس واربعين ومائتين، ومولده سنة 153ثلاث وخمسين ومائة.
وابن ذكوان هو عبد الله احمد بن بشير بن ذكوان القرشى الدمشقى، وكنيته أبو عمر، وأخذ قراءة ابن عامر عن أيوب بن تميم التميمى عن يحيى بن الحارث الذمارى عن ابن عامر، انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم. قال أبو زرعة الحافظ الدمشقى لم يكن بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بمصر ولا بخراسان فى زمان ابن ذكوان أقرأ عندى منه، وتوفى فى شوال سنة 202اثنتين ومائتين على الصواب، ومولده يوم عاشوراء سنة 273 ثلاث وسبعين ومائتين.
وعاصم هو أبو بكر عاصم بن أبى النجود بن بهدلة مولى بنى خزيمة بن مالك ابن النضر، والنجود بفتح النون وضم الجيم، وهو مأخوذ من نجدت الثياب أى سويت بعضها فوق بعض، أخذ القراءة عن أبى عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمى، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان ومنه تعلم القرآن،
وعلىّ بن أبى طالب (ع) وأبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت (ض)، وكان عاصم قد جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن، قال عبد الله بن احمد بن حنبل: سألت أبى عن عاصم، فقال: رجل صالح ثقة، وقال ابن عياش: دخلت على عاصم وقد احتضر فجعل يردد هذه الآية: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللََّهِ مَوْلََاهُمُ الْحَقِّ}، توفى آخر سنة 127سبع وعشرين ومائة، وقيل سنة 128ثمان وعشرين ومائة، ولا اعتبار بقول من قال غير ذلك. وراوياه:(1/91)
وعاصم هو أبو بكر عاصم بن أبى النجود بن بهدلة مولى بنى خزيمة بن مالك ابن النضر، والنجود بفتح النون وضم الجيم، وهو مأخوذ من نجدت الثياب أى سويت بعضها فوق بعض، أخذ القراءة عن أبى عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمى، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان ومنه تعلم القرآن،
وعلىّ بن أبى طالب (ع) وأبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت (ض)، وكان عاصم قد جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن، قال عبد الله بن احمد بن حنبل: سألت أبى عن عاصم، فقال: رجل صالح ثقة، وقال ابن عياش: دخلت على عاصم وقد احتضر فجعل يردد هذه الآية: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللََّهِ مَوْلََاهُمُ الْحَقِّ}، توفى آخر سنة 127سبع وعشرين ومائة، وقيل سنة 128ثمان وعشرين ومائة، ولا اعتبار بقول من قال غير ذلك. وراوياه:
أبو بكر شعبة وحفص فشعبة هو أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي، واسمه شعبة، وقيل محمد، وقيل مطرق، توفى فى جمادى الأولى سنة 193ثلاث وتسعين ومائة، ومولده سنة 95خمس وتسعين، وكان إماما عالما كبيرا، ولما حضرته الوفاة بكت أخته، فقال لها ما يبكيك؟ انظرى إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمانية عشر ألف ختمة.
وحفص هو أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز، وكان يعرف بحفص وتعلم القرآن من عاصم خمسا خمسا كما يتعلمه الصبى من المعلم، وكان عالما عاملا أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم وكان ربيب عاصم ابن زوجته قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التى رويت من قراءة عاصم رواية حفص، توفى سنة 180ثمانين ومائة على الصحيح، ومولده سنة 90تسعين.
وحمزة هو حبيب بن عمارة الزيات التيمى مولى عكرمة بن ربعى التيمى، وكنيته أبو عمارة، قرأ على أبى محمد سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ الأعمش على أبى محمد يحيى بن وثاب الأسدي، وقرأ يحيى على أبى شبل علقمة بن قيس، وقرأ علقمة على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله بن مسعود على رسول الله (ص)، توفى حمزة سنة 156ست وخمسين ومائة على الصواب، ومولده سنة 80ثمانين، وكان إمام الناس فى القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش، وكان ثقة كبيرا حجة قيما بكتاب الله، مجوّدا
له، عارفا بالفرائض والعربية حافظا للحديث، ورعا عابدا خاشعا ناسكا زاهدا، قانتا لله، لم يكن له نظير. كان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة، قال أبو حنيفة: شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك عليهما: القرآن والفرائض. وكان شيخه الأعمش إذا رآه يقول: هذا حبر القرآن، وقال حمزة: ما قرأت حرفا من كتاب الله إلا بأثر. وراوياه:(1/92)
وحمزة هو حبيب بن عمارة الزيات التيمى مولى عكرمة بن ربعى التيمى، وكنيته أبو عمارة، قرأ على أبى محمد سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ الأعمش على أبى محمد يحيى بن وثاب الأسدي، وقرأ يحيى على أبى شبل علقمة بن قيس، وقرأ علقمة على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله بن مسعود على رسول الله (ص)، توفى حمزة سنة 156ست وخمسين ومائة على الصواب، ومولده سنة 80ثمانين، وكان إمام الناس فى القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش، وكان ثقة كبيرا حجة قيما بكتاب الله، مجوّدا
له، عارفا بالفرائض والعربية حافظا للحديث، ورعا عابدا خاشعا ناسكا زاهدا، قانتا لله، لم يكن له نظير. كان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة، قال أبو حنيفة: شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك عليهما: القرآن والفرائض. وكان شيخه الأعمش إذا رآه يقول: هذا حبر القرآن، وقال حمزة: ما قرأت حرفا من كتاب الله إلا بأثر. وراوياه:
خلف وخلاد عن سليم عنه، فخلف هو أبو محمد بن خلف بن هشام بن طالب البزاز، توفى فى جمادى الآخرة سنة 229تسع وعشرين ومائتين ومولده سنة 150خمسين ومائة، وحفظ القرآن وهو ابن عشرين سنة، وابتدأ فى طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان إماما كبيرا عالما ثقة زاهدا عابدا.
وخلاد هو أبو عيسى خلاد بن خالد الصيرفى، توفى سنة 220 عشرين ومائتين، وكان إماما فى القراءة ثقة عارفا محققا مجوّدا، قال الدانى:
هو أضبط أصحاب سليم وأجلهم.
والكسائى هو أبو الحسن على بن حمزة الكسائى النحوى من أولاد الفرس من سواد العراق، روي عنه أنه قيل له: لم سميت الكسائى فقال:
لأنى احرمت فى كساء، قرأ على حمزة وعليه اعتماده، قرأ عليه القرآن العظيم أربع مرات، وأخذ أيضا عن محمد بن أبى ليلى وعيسى بن عمر، وقرأ عيسى بن عمر على عاصم. وتوفى الكسائى سنة 189تسع وثمانين ومائة على أشهر الأقوال عن 70سبعين سنة، وكان إمام الناس فى القراءة فى زمانه وأعلمهم بالقرآن. قال أبو بكر بن الأنبارى: اجتمعت فى الكسائى أمور: كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم بالغريب وكان أوحد الناس بالقرآن، فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم فى مجلس ويجلس على الكرسى ويتلو القرآن من أوله إلى آخره يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ. وقال ابن معين: ما رأيت بعينيّ هاتين أصدق لهجة من الكسائى. وراوياه:
أبو الحارث والدورى فأبو الحارث هو الليث بن خالد المروزي المقرئ، قرأ على الكسائى، توفى سنة 240أربعين ومائتين. وكان ثقة قيما فى القراءة ضابطا لها. قال الحافظ أبو عمر، وكان من أجلّة أصحاب الكسائى.(1/93)
لأنى احرمت فى كساء، قرأ على حمزة وعليه اعتماده، قرأ عليه القرآن العظيم أربع مرات، وأخذ أيضا عن محمد بن أبى ليلى وعيسى بن عمر، وقرأ عيسى بن عمر على عاصم. وتوفى الكسائى سنة 189تسع وثمانين ومائة على أشهر الأقوال عن 70سبعين سنة، وكان إمام الناس فى القراءة فى زمانه وأعلمهم بالقرآن. قال أبو بكر بن الأنبارى: اجتمعت فى الكسائى أمور: كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم بالغريب وكان أوحد الناس بالقرآن، فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم فى مجلس ويجلس على الكرسى ويتلو القرآن من أوله إلى آخره يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ. وقال ابن معين: ما رأيت بعينيّ هاتين أصدق لهجة من الكسائى. وراوياه:
أبو الحارث والدورى فأبو الحارث هو الليث بن خالد المروزي المقرئ، قرأ على الكسائى، توفى سنة 240أربعين ومائتين. وكان ثقة قيما فى القراءة ضابطا لها. قال الحافظ أبو عمر، وكان من أجلّة أصحاب الكسائى.
وتقدم سند الدورى ووفاته فى سند أبى عمرو بن العلاء.
اعتمدنا فى تراجم القراء على كتاب «المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر» لمصنفه سراج الدين أبى حفص عمر بن زين الدين قاسم بن شمس الدين محمد الأنصارى المصري الشهير بالنشار المقرئ بالجامع الأتابكى (1).
__________
(1) النسخة الخطية فى دار الكتب المصرية تحت رقم 493.(1/94)
الفصل التاسع وضع الاعراب فى القرآن
يقول التاريخ ان الصحابة (ض) جردوا المصحف من كل شيء حتى من النقط والشكل.
ولم يكن الخط الذى وصل إلى العرب مضبوطا بالحركات والسكنات كما هو اليوم، بل كان خلوا مما يدل على أشكال الحروف المكتوبة، ولكن ملكة الاعراب الموجودة فى نفوسهم قبل اختلاطهم بأمم أعجمية صانت لسانهم عن اللحن، وكان العربى فى البادية ينطق بكلام فصيح، وينشد أشعارا بليغة، وهو يفقه فصاحة القرآن وبلاغة الخطب، وتؤثر فى نفسه أى تاثير.
ولما انتشر الاسلام واختلط العرب بأمم أعجمية ظهرت عوامل الفساد فى اللغة العربية، فحدث اللحن فى لسان الفصحاء من العرب، وحدثت عدة حوادث نبهتهم إلى النهوض إلى صيانة القرآن الذى هو أساس الدين وحفاظ الإسلام من تطرق اللحن اليه. وكان أبو الأسود الدّؤلى قد تعلم أصول النحو من على أمير المؤمنين (ع) (1)، واشتهر هو بعد ذلك بعلم العربية، وتعلم منه النحو جماعة منهم يحيى بن يعمر العدوانى قاضى خراسان،
__________
(1) قيل له: من أين لك هذا العلم؟ يعنون النحو، فقال: لقنت حدوده من على (ع) انظر وفيات الأعيان ج 1ص 240طبع مصر.(1/95)
ونصر بن عاصم الليثي، وبرعوا فى النحو وقراءة القرآن وفنون الأدب، غير أنّ اشتغال جماعة بالنحو لم يسد ذلك التيار الجارف من فساد اللسان بالاختلاط.
فطلب زياد بن سمية وكان واليا على البصرة من أبى الأسود أن يضع طريقة لإصلاح الألسنة وقال له: إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسنة العرب، فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كلامهم ويعربون به كتاب الله، فأبى أبو الأسود أولا لبعض أسباب كان يراها، فأمر زياد رجلا أن يقعد فى طريق أبى الأسود، فلما قاربه رفع صوته بالقراءة كأنه لا يقصد إسماع أبى الأسود وقرأ: {أَنَّ اللََّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} بكسر اللام، فأعظم ذلك أبو الأسود وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله، ثم رجع من حينه إلى زياد وقال له: قد أجبتك إلى ما سألت، ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن فابعث لى كاتبا، فبعث زياد إليه ثلاثين كاتبا، فاختار منهم واحدا من عبد القيس وقال له: خذ المصحف وصبغا يخالف لون المداد، فإذا رأيتني فتحت شفتى بالحرف فانقط واحدة فوقه، وإذا كسرتهما فانقط واحدة أسفله، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة بين الحرف، فإن تبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين، وأخذ يقرأ القرآن بالتأنى والكاتب يضع النقط، وكلما أتم الكاتب صحيفة أعاد أبو الأسود نظره عليها، واستمرّ على ذلك حتى أعرب المصحف كله، وجرى الناس على طريقته، وكانوا إذا رأوا حرفا بعد التنوين من أحرف الحلق وضعوا إحدى النقطتين فوق الأخرى علامة على أن النون مظهرة وإلا وضعوها بجانب الأخرى علامة على أن النون مدغمة أو خفية، ثم اخترع أهل المدينة للحرف المشدد علامة على شكل قوس طرفاه للأعلى هكذا (ب)، ثم زاد أتباع أبى الأسود علامات أخرى فى الشكل فوضعوا للسكون جرة أفقية فوق الحرف منفصلة عنه سواء كان همزة أم غير همزة، ولألف الوصل جرة فى أعلاها متصلة به إن كان قبلها فتحة، وفى أسفلها إن كان قبلها كسرة، وفى وسطها إن كان قبلها ضمة هكذا: (؟؟؟)(1/96)
فطلب زياد بن سمية وكان واليا على البصرة من أبى الأسود أن يضع طريقة لإصلاح الألسنة وقال له: إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسنة العرب، فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كلامهم ويعربون به كتاب الله، فأبى أبو الأسود أولا لبعض أسباب كان يراها، فأمر زياد رجلا أن يقعد فى طريق أبى الأسود، فلما قاربه رفع صوته بالقراءة كأنه لا يقصد إسماع أبى الأسود وقرأ: {أَنَّ اللََّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} بكسر اللام، فأعظم ذلك أبو الأسود وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله، ثم رجع من حينه إلى زياد وقال له: قد أجبتك إلى ما سألت، ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن فابعث لى كاتبا، فبعث زياد إليه ثلاثين كاتبا، فاختار منهم واحدا من عبد القيس وقال له: خذ المصحف وصبغا يخالف لون المداد، فإذا رأيتني فتحت شفتى بالحرف فانقط واحدة فوقه، وإذا كسرتهما فانقط واحدة أسفله، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة بين الحرف، فإن تبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين، وأخذ يقرأ القرآن بالتأنى والكاتب يضع النقط، وكلما أتم الكاتب صحيفة أعاد أبو الأسود نظره عليها، واستمرّ على ذلك حتى أعرب المصحف كله، وجرى الناس على طريقته، وكانوا إذا رأوا حرفا بعد التنوين من أحرف الحلق وضعوا إحدى النقطتين فوق الأخرى علامة على أن النون مظهرة وإلا وضعوها بجانب الأخرى علامة على أن النون مدغمة أو خفية، ثم اخترع أهل المدينة للحرف المشدد علامة على شكل قوس طرفاه للأعلى هكذا (ب)، ثم زاد أتباع أبى الأسود علامات أخرى فى الشكل فوضعوا للسكون جرة أفقية فوق الحرف منفصلة عنه سواء كان همزة أم غير همزة، ولألف الوصل جرة فى أعلاها متصلة به إن كان قبلها فتحة، وفى أسفلها إن كان قبلها كسرة، وفى وسطها إن كان قبلها ضمة هكذا: (؟؟؟)
الفصل العاشر الاعجام فى القرآن
المراد بالإعجام تمييز الحروف المتشابهة بوضع نقط لمنع اللبس، فالهمزة فى الإعجام للسلب أى إزالة العجمة كما فى قولك: شكوت إليه فأشكانى، أى أزال شكواى، المشهور أن اختراع الإعجام كان فى عصر عبد الملك بن مروان، والتحقيق يفيد أنه كان قبل الإسلام لأنه عثر على كتابات قديمة محررة قبل خلافة عبد الملك بن مروان فيها إعجام بعض الحروف كالباء والياء وشبههما، على أنه مع تشابه صور حروف كثيرة كالباء والتاء والثاء بعيد جدا عدم الإعجام وعدم مميز يميزها، فالحق أن الإعجام موضوع قبل الإسلام، ولكن تساهلوا فى شأنه شيئا فشيئا حتى تنوسي ولم يبق منه إلا النادر، إلى أن جاء زمن عبد الملك فحتم على كتّاب دولته رعايته، وبيان ذلك أن الناس مكثوا يقرءون فى مصاحف عثمان نيفا وأربعين سنة، وقلنا إن مصاحف عثمان (ض) كانت مجردة من النقط والشكل (1).
__________
(1) النقط للشكل والاعجام لم يكن مستعملا فى زمن عثمان، والنقط كان فى زمنه عبارة عن علامات خاصة باللغات التى كان الصحابة يقرءون بها. وكانت الصحف التى عند حفصة مبينة اللغات الأخرى بنقط على الحروف اصطلحوا على وضعها للدلالة على الامالة وضم ميم الجمع والاشمام والهمز والتسهيل وغيرها من القراءات التى رواها أهل القبائل عن النبى (ص) فأمر عثمان (ض) الكتبة أن يجردوا القرآن من هذه النقط وآثر أن يكتب القرآن بلغة قريش لأنه نزل بلسانهم.(1/97)
ومكث القارئ يقرأ ولا يعلم هل القراءة الصحيحة والقرآن المنزل هو قوله: (ننشزها) بالراء المعجمة أو (ننشرها) بالراء المهملة، أو (لتكون آية لمن خلفك) بالفاء أو (لمن خلقك) بالقاف ولذلك كثر التصحيف فى العراق، ففزع الحجاج أمير العراق إلى كتّابه فى زمن عبد الملك، وسألهم أن يضعوا علامات لتمييز الحروف المتشابهة، ودعا نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن يعمر العدوانى تلميذي أبى الأسود الدؤلى لهذا الأمر، وكانت عامة المسلمين تكره أن يزيد أحد شيئا على ما فى مصحف عثمان ولو للإصلاح خشية الابتداع، وتردد كثير منهم فى قبول الإصلاح الذى أدخله أبو الأسود، فبعد البحث والتروى قرر نصر ويحيى وكانا من التقوى بحيث لا يتهمان فى دينهما إدخال الإصلاح الثانى وهو أن توضع النقط أفرادا وأزواجا لتمييز الأحرف المتشابهة بالأسلوب الموجود الآن بيدنا، ولكن سبق القول أن الحركات والسكنات كانت بطريق النقط، وكذلك الإعجام أيضا كان بطريق النقط، فمنعا للبس بعض الحركات والسكنات والإعجام كان رسم كتابة المصحف مثلا يكتب الحركة بلون أحمر، والإعجام بلون يخالف الأحمر.
قال أبو عمرو: ولا استجيز النقط بالسواد لما فيه من التغيير لصور الرسم، يعنى رسم مصاحف عثمان، وأرى أن يكتب الهمزات بالصفرة، وعلى ذلك مصاحف أهل المدينة.
وقال عثمان بن سعيد الدانى فى كتابه المقنع: «وإذا استعملت الخضرة لألفات الوصل على ما أحدثه أهل بلدنا قديما فلا أرى بذلك بأسا» وبلده (دانية) بالأندلس، وجرى أهل الأندلس على استعمال أربعة ألوان فى المصاحف: السواد للحروف، والحمرة للشكل بطريقة النقط، والصفرة للهمزات، والخضرة لألفات الوصل، ولم تشتهر طريقة أبى الأسود إلا فى المصاحف حفظا لقواعد القرآن.(1/98)
وقال عثمان بن سعيد الدانى فى كتابه المقنع: «وإذا استعملت الخضرة لألفات الوصل على ما أحدثه أهل بلدنا قديما فلا أرى بذلك بأسا» وبلده (دانية) بالأندلس، وجرى أهل الأندلس على استعمال أربعة ألوان فى المصاحف: السواد للحروف، والحمرة للشكل بطريقة النقط، والصفرة للهمزات، والخضرة لألفات الوصل، ولم تشتهر طريقة أبى الأسود إلا فى المصاحف حفظا لقواعد القرآن.
الباب الثالث الافرنج والقرآن(1/99)
الفصل الأول ترجمة القرآن الى اللغات الغربية
لم يقدم أحد على ترجمة القرآن إلا بعد أن توفرت كتب اللغة والمعجمات، وربما كانت أول ترجمة إلى اللغة اللاتينية لغة العلم فى أوربا، وذلك سنة 1143بقلم كنت () الذى استعان فى عمله ببطرس الطليطلي ()، وعالم ثان عربى، فيكون القرآن قد دخل أوربا عن طريق الأندلس، وكان الغرض من ترجمته عرضه على دى كلونى () وبقصد الرد عليه، ونجد فيما بعد أن القرآن ترجم ونشر باللاتينية (1509) ولكن لم يسمح للقراء أن يقتنوه ويتداولوه، لأن طبعته لم تكن مصحوبة بالردود ().
وفى عام (1594) أصدر هنكلمان () ترجمته، وجاءت على الأثر (1598) طبعة مراتشى () مصحوبة بالردود، ولقد عثر بعض الباحثين فى مكتبة المرسلين الأمريكان فى بيروت على نسخة من طبعة مراتشى، وبعد هذا أخذ القرآن فى الظهور مترجما إلى اللغات الأوربية الحديثة من انكليزية وفرنسية وألمانية وإيطالية وروسية حتى لا تخلو الآن لغة من ترجمة له أو ترجمات، ومن أقدم هذه الترجمات ترجمة سايل () إلى الانكليزية (1734)، ومع أن سايل توسع فى الترجمة ولم يتقيد بحرف الأصل، فقد تعد ترجمته من أنفس الترجمات وأنفعها فى حينها.(1/101)
وفى عام (1594) أصدر هنكلمان () ترجمته، وجاءت على الأثر (1598) طبعة مراتشى () مصحوبة بالردود، ولقد عثر بعض الباحثين فى مكتبة المرسلين الأمريكان فى بيروت على نسخة من طبعة مراتشى، وبعد هذا أخذ القرآن فى الظهور مترجما إلى اللغات الأوربية الحديثة من انكليزية وفرنسية وألمانية وإيطالية وروسية حتى لا تخلو الآن لغة من ترجمة له أو ترجمات، ومن أقدم هذه الترجمات ترجمة سايل () إلى الانكليزية (1734)، ومع أن سايل توسع فى الترجمة ولم يتقيد بحرف الأصل، فقد تعد ترجمته من أنفس الترجمات وأنفعها فى حينها.
الفصل الثانى رأي بعض علماء الافرنج فى تاريخ سور القرآن
أهم ما ألفه الإفرنج فى تاريخ القرآن هو الكتاب الذى ألفه الأستاذ (نولد كه) باللغة الألمانية.
فيه أبحاث تحليلية قيّمة، كما أن فيه ما يؤاخذ عليه عالم محقق كنولدكه (1) حيث لم يستوف البحث والفكر فيه حقه.
بحث فى كتابه عن تاريخ القرآن من نواح شتى بما يشهد بتضلعه واطلاعه الواسع، كما بحث عن حقيقة الوحى والنبوة، وشخصية النبى (ص)، ونزول القرآن، وتاريخ نزول السور، مكيها ومدنيها.
سلك فى كشف تاريخ السور مسلكا قويما يهدى إلى الحق أحيانا، فانه جعل الحروب والغزوات الحادثة فى زمن النبى (ص) وعلم تاريخها بالتحقيق كحرب (بدر) و (الخندق) وصلح (الحديبية) وأشباهها من المدارك لفهم تاريخ ما نزل من القرآن فيها، وجعل أيضا اختلاف لهجة القرآن وأسلوبه الخطابى دليلا آخر لتاريخ آياته.
فيقول إن الغالب فى الخطابات الواردة فى الآيات بلفظ: (يا أيها الناس) والشدة فى الانذار نزلت فى أول النبوة وقلة عدد المسلمين، والخطابات بلفظ: (يا أيها الذين آمنوا)، وآيات الرحمة نزلت بعد ازدياد عدد
__________
(1) انظر الطبعة الثانية من كتابه تاريخ القرآن ص 4وص 24ج 1.(1/102)
المسلمين والمؤمنين.
وهو يرتاب فى بحثه التحليلي فى الروايات والأحاديث وأقوال المفسرين فى تاريخ القرآن.
وفى عين الحال يأخذ من مجموعها ما يضيء فكره ويرشده إلى كشف تاريخ السور والآيات ونظمها أحيانا.
أخذ ترتيب السور عن كتاب (أبى القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافى) من رجال القرن الخامس الذى ذكرنا ترتيبه وكلامه، ولكنه قسمه إلى قسمين: القسم المكي والقسم المدني، وهو يضع سورة العلق مثلا وهى أول ما نزل على ما رواه المحدثون فى أول القرآن وسورة القلم وهى التى تليها فى النزول بعدها وهكذا.
ترتيب القسم المكي على رأي نولدكه
96/ 68/ 73/ 74/ 111/ 81/ 87/ 92/ 89/ 93/ 94/ 103 100/ 108/ 102/ 107/ 109/ 105/ 113/ 114/ 112/ 53/ 80/ 97 91/ 85/ 95/ 106/ 101/ 75/ 104/ 77/ 50/ 90/ 86/ 54/ 38/ 7 72/ 36/ 25/ 35/ 19/ 20/ 56/ 26/ 27/ 28/ 17/ 10/ 11/ 12/ 15 6/ 37/ 31/ 34/ 39/ 40/ 41/ 42/ 43/ 44/ 45/ 46/ 51/ 88/ 18 16/ 71/ 14/ 21/ 23/ 32/ 52/ 67/ 69/ 70/ 78/ 79/ 82/ 84/ 30 29/ 83.
ترتيب القسم المدني على رأي نولدكه
2/ 8/ 3/ 33/ 60/ 4/ 99/ 57/ 47/ 13/ 55/ 76/ 65/ 98 59/ 110/ 24/ 22/ 63/ 58/ 49/ 66/ 62/ 64/ 61/ 48/ 5/ 9 (1)
__________
(1) ص 58ج 1تاريخ القرآن لنولدكه ()(1/103)
الفصل الثالث البحث فى فواتح سور القرآن
من أعوص المسائل التى يصادفها الباحث فى القرآن من الناحية العلمية والتاريخية فهم معانى الحروف الواردة فى فواتح السور، مع ما لها من العلاقة الخاصة بتاريخ القرآن.
ذهب المفسرون من الصحابة ومن بعدهم إلى اليوم مذاهب مختلفة فى تفسيرها وهى لا تزال مجهولة غامضة، وكثرة الأقوال وتشتت المذاهب فيها دليل على الغموض والإبهام. ونحن نذكر أهم الآراء والتفاسير المذكورة فى عامة تلك الحروف أو فى بعضها، ثم نقول بالراجح منها:
(1) عن مجاهد أن (ق، ص، حم، طسم) هى فواتح السور.
(2) عن ابن عباس (ض) (الم، حم، ن اسم مقطع (1) «الم، أى انا الله اعلم»).
(3) عن عكرمة: الم، حم (2)، إشارة إلى أن السورة السابقة انتهت (3)
ويذكر النووى (4) فى كتابه «تهذيب الأسماء واللغات» فى (مادة حمم) فى حم خمسة تأويلات:
__________
(1) الطبري ص 68ج 1.
(2) الطبري ص 67ج 1.
(3) الطبري ص 69ج 1.
(4) هو العلامة محيى الدين بن شرف النووى المتوفى سنة 678هـ يذكر فى ص 72ج 1 (طبع مصر).(1/104)
(1) إنه اسم من أسماء الله تعالى أقسم به كما عن (ابن عباس).
(2) إنه اسم من أسماء القرآن كما عن (قتادة).
(3) حروف مقطعة من أسماء الله تعالى الذى هو الرحمن الرحيم.
(4) هو محمد، قاله جعفر بن محمد (ع).
(5) هو من فواتح السور (كما عن مجاهد).
وفى الحديث: «شعاركم حم لا ينصرون» قال الأزهرى: سئل أبو العباس عن قوله (ص) حم لا ينصرون. فقال: معناه والله لا ينصرون الكلام خبر.
وفى لسان العرب (1) فى حديث الجهاد: «إذا بيّتم فقولوا حاميم لا ينصرون» قال ابن الأثير: معناه اللهم لا ينصرون.
ويقول الطبرى (2): قال جماعة: بل ابتدئت بذلك السور ليفتح لاستماعه أسماع المشركين، إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن، حتى إذا استمعوا له تلا عليهم المؤلف.
ويذكر النووى أيضا عن قتادة قال: (ق) اسم من أسماء القرآن.
وقال: قال أبو عبيدة والزّجّاج: افتتحت السور به كما افتتح غيرها بحروف الهجاء نحو: (ن، الم، المر) وحكى الفرّاء والزّجاج أن قوما من أهل المدينة قالوا معنى قاف قضى الله ما هو كائن، واحتجوا بقول الشاعر:
«قلت لها قفى فقالت قاف» معناه «قالت قف» هذا كلام الواحدى. ويقول ابن طاوس فى كتاب «سعد السعود» نقلا عن الجزء الأول من شرح تأويل القرآن وتفسير معانيه (3)، تصنيف أبى مسلم محمد بن بحر الأصفهانى من تفسير الحروف المقطعة (الم وباقى الحروف المقطعة) قال: قال أبو مسلم: إن الذى عندنا أنه
__________
(1) ص 40ج 15.
(2) ص 63ج 1.
(3) وكان هذا التفسير موجودا عنده سنة 664هـ.(1/105)
لما كانت حروف المعجم أصل كلام العرب وتحداهم بالقرآن وبسورة من مثله، أراد أن هذا القرآن من جنس هذه الحروف المقطعة تعرفونها وتقتدرون على أمثالها، فكان عجزكم عن الإتيان بمثل القرآن وسورة من مثله دليلا على أن المنع والتعجيز لكم من الله وأنه حجة رسول الله (ص). قال: ومما يدل على تأويله أن كل سورة افتتحت بالحروف التى أنتم تعرفونها بعدها إشارة إلى القرآن، يعنى أنه مؤلف من هذه الحروف التى أنتم تعرفونها وتقدرون عليها، ثم سأل نفسه وقال: إن قيل لو كان المراد هذا لكان قد اقتصر الله تعالى على ذكر الحروف فى سورة واحدة. فقال: عادة العرب التكرار عند إيثار إفهام الذى يخاطبونه.
فأهم الآراء فى نظر العقل هما الرأيان الأخيران اللذان روى أولهما الطبرى عن جماعة، وهو أن السور ابتدئت بهذه الحروف للفت نظر المشركين إلى استماع القرآن المؤلف منها. وروى ثانيهما ابن طاوس العلوى عن أبى مسلم محمد بن بحر الاصفهانى، وهو لفت النظر إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف التى تعجزون عن الإتيان بمثل قرآن مؤلف منها وأنتم تنطقون بهذه الحروف.
وطرق الافرنج هذا الباب وبحثوا فى فواتح السور، وأنا اطلعت على أبحاثهم فرأيتهم لم ياتوا برأي يكون له قيمة فى نظر العلم والتاريخ.
فى دائرة المعارف الاسلامية () بقلم (.) فى فقرة (15) من مادة قرآن وردت آراء (باور) و (نولدكه) الشخصية بعد سرد آراء علماء المسلمين التى ذكرنا خلاصتها عن أوثق المصادر؟ وقد تركنا ذكر آراء هؤلاء الافرنج الشخصية لضعفها وعدم ركونها إلى الدليل العلمي والله يهدي إلى الحق.(1/106)