تقديم
بسم الله الرّحمن الرّحيم وبعد فهذه أربعة كتب في علوم القرآن الكريم، هي:
1 - بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات: للمهدوي المتوفّى نحو 440هـ.
2 - مسائل منثورة في التفسير والعربية والمعاني: لابن بريّ المتوفّى سنة 582هـ.
3 - المجيد في إعراب القرآن المجيد: للسّفاقسيّ المتوفّى سنة 742هـ.
4 - شرح أبيات الداني الأربعة في أصول ظاءات القرآن: لمؤلف مجهول.
أرجو أن يفيد منها الباحثون في دراساتهم.
والله أسأل أن يكون عملي خالصا لوجهه، إنّه نعم المولى ونعم النصير.(1/5)
والله أسأل أن يكون عملي خالصا لوجهه، إنّه نعم المولى ونعم النصير.
كتاب بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات
لأبي العباس أحمد بن عمّار المهدويّ المتوفى نحو 440هـ تحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف خلقه النبي العربي الأمين.(1/7)
لأبي العباس أحمد بن عمّار المهدويّ المتوفى نحو 440هـ تحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف خلقه النبي العربي الأمين.
المقدمة
كانت اللغة العربية وما زالت موضع عناية العلماء على مرّ الأزمان وتتابع القرون لأنّها لغة القرآن الكريم.
وقد نصّت أكثر من آية على عربية القرآن، قال تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} (يوسف 2)، وقال عزّ وجلّ: {وَكَذََلِكَ أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} (طه 113)، وقال تعالى: {لِسََانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهََذََا لِسََانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} (النحل:
103)، وقال جلّ شأنه: {فَإِنَّمََا يَسَّرْنََاهُ بِلِسََانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)} (الدخان 58).
ولسان النبي صلّى الله عليه وسلّم هو العربية عامة ولهجة قريش خاصة. لذا فقد أنزل القرآن بلغة قريش، ويؤيد هذا الرأي قوله تعالى: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ} (إبراهيم 4).
ويؤيد ذلك ويؤكده ما ورد من آثار في هذا الأمر. فقد روي أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كتب إلى عبد الله بن مسعود، وهو في الكوفة: «أمّا بعد، فإنّ الله أنزل القرآن
بلغة قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فأقرىء الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل».(1/9)
ويؤيد ذلك ويؤكده ما ورد من آثار في هذا الأمر. فقد روي أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كتب إلى عبد الله بن مسعود، وهو في الكوفة: «أمّا بعد، فإنّ الله أنزل القرآن
بلغة قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فأقرىء الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل».
وعن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أنه أوصى الجماعة التي كلّفت بكتابة القرآن الكريم: «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم».
وكان للقبائل الأخرى لهجاتها كهذيل وتميم وقيس وطيّىء وأسد، فصعب على قسم منهم نطق القرآن نطقا مطابقا للهجة قريش لأن ألسنتهم اعتادت النطق بلهجات قبائلهم.
قال ابن قتيبة في كتابه تأويل مشكل القرآن 4039: (ولو أنّ كل فريق من هؤلاء، أمر أن يزول عن لغته، وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشئا وكهلا لاشتد ذلك عليه، وعظمت المحنة فيه، ولم يمكنه إلّا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان، وقطع للعادة. فأراد الله، برحمته ولطفه، أن يجعل لهم متسعا في اللغات، ومتصرّفا في الحركات).
وحديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا بما تيسر منه»
هو المتسع الذي أشار إليه العلماء، وهو موضوع كتابنا هذا الذي نقوم بنشره أول مرة.
مؤلف الكتاب
أبو العباس أحمد بن عمّار بن أبي العباس المهدويّ المقرىء والمهدوي نسبة إلى المهدية بالقيروان.
لم تذكر المصادر شيئا عن نشأته، ولكنها اتفقت على أنّه مفسر نحوي عالم بالقراءات والعربية، وأنّه اشتهر برحلاته لطلب العلم، فقد ذكروا دخوله الأندلس. قال ابن بشكوال في ترجمته: «ودخل الأندلس في حدود الثلاثين والأربعمائة أو نحوها، وكان عالما بالقراءات والآداب متقدما فيهما، وألّف كتبا كثيرة النفع».
أمّا شيوخه فقد ذكرت المصادر منهم:
أبا الحسن القابسي، وجده مهدي بن إبراهيم، ومحمد بن سفيان الفقيه المالكي، وأحمد بن محمد القنطري، وأبا بكر أحمد بن محمد البراثي، ومحمد بن سليمان الأبي الأندلسي.
ومن تلاميذه:
أبو الوليد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرىء، وموسى بن سليمان
اللخمي، ويحيى بن إبراهيم البياز، ومحمد بن إبراهيم بن إلياس، ومحمد بن عيسى بن فرج، وعلي بن أحمد بن أشج، وعبد الوهاب بن حكم.(1/10)
أبو الوليد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرىء، وموسى بن سليمان
اللخمي، ويحيى بن إبراهيم البياز، ومحمد بن إبراهيم بن إلياس، ومحمد بن عيسى بن فرج، وعلي بن أحمد بن أشج، وعبد الوهاب بن حكم.
أما سنة وفاته فقد ذكر الصفدي والسيوطي أنها في حدود سنة 440هـ وأشارت المصادر الأخرى إلى أنها بعد سنة 430هـ (1).
ومن المفيد أن نذكر هنا الأبيات التي نظمها المهدويّ في ظاءات القرآن والتي رواها الحميدي، وعنه ياقوت الحموي:
ظنّت عظيمة ظلمنا من حظّها ... فظللت أوقظها لتكظم غيظها
وظعنت أنظر في الظلام وظلّه ... ظمآن أنتظر الظّهور لوعظها
ظهري وظفري ثمّ عظمي في لظى ... لأظاهرنّ لحظّها ولحفظها
لفظي شواظّ أو كشمس ظهيرة ... ظفر لدى غلظ القلوب وفظّها
آثاره:
ترك المهدويّ مؤلفات نافعة تتعلق بعلوم القرآن الكريم، وكان للقراءات حظ وافر فيها، وكانت هذه المؤلفات منهلا ثرّا لكثير من المؤلفين الذين جاءوا بعده.
ومن اللافت للنظر أن المصادر التي ذكرت مؤلفاته اختلفت في تسمية قسم منها.
__________
(1) ينظر عن المهدوي:
جذوة المقتبس 107106.
فهرسة ابن خير 31، 43، 44.
الصلة 1/ 8786.
معجم الأدباء 5/ 39 إنباه الرواة 1/ 9291 معرفة القراء الكبار 320 الوافي بالوفيات 7/ 257 البلغة في تاريخ أئمة اللغة 27 غاية النهاية 1/ 92، منجد المقرئين 54، النشر 1/ 69 طبقات النحاة واللغويين 186 بغية الوعاة 1/ 351، طبقات المفسرين 5 طبقات المفسرين للداودي 1/ 56 مفتاح السعادة 2/ 8584 معجم المؤلفين 2/ 27.(1/11)
ومن هذه الآثار التي ذكرتها المصادر، مرتبة على حروف الهجاء:
أولا: التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل:
ذكره ابن خير في فهرسته 44والقفطي في الإنباه: 1/ 92وابن قاضي شهبة في طبقات النحاة واللغويين 186.
وما زال الكتاب مخطوطا، فمنه نسخة في الأسكوريال رقمها 1272، وأخرى ناقصة في جستربتي رقمها 5449، وثالثة ناقصة في تركيا نيكده رقمها 1304، ونسختان في دار الكتب الظاهرية رقمهما 504و 505.
(ينظر: فهرس المخطوطات والمصورات 2/ 48، نوادر المخطوطات العربية في تركيا 1/ 251، فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم القرآن) 169.
ثانيا: التفصيل الجامع لعلوم التنزيل:
ذكره القفطي في الإنباه: 1/ 91. وذكرته أكثر الكتب التي ترجمت له باسم «كتاب التفسير».
ومن الكتاب أجزاء مخطوطة في الكتبخانة الخديوية. (ينظر: فهرس الكتبخانة الخديوية 1/ 137136).
ثالثا: شرح الهداية إلى مذاهب القراء السبعة:
ذكره ابن خير في فهرسته 31، والفيروز آبادي في البلغة 27، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 92، وابن قاضي شهبة في طبقات النحاة واللغويين 186، واسمه في قسم من هذه المصادر: شرح الهداية في مذاهب القراء السبعة.
رابعا: الكفاية في شرح مقارىء الهداية:
انفرد بذكره ابن خير في فهرسته 43.
خامسا: الموضح في تعليل وجوه القراءات:
ومنه نسخة مخطوطة في الخزانة العامة بالرباط رقمها 139ق، ومنها صورة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. «فهرس المخطوطات والمصورات 1/ 168».
وقد ذكر الكتاب القفطي باسم «تعليل القراءات السبع»: الإنباه: 1/ 92. وربما كان كتابا آخر.
سادسا: الهداية إلى مذاهب القراء السبعة:(1/12)
وقد ذكر الكتاب القفطي باسم «تعليل القراءات السبع»: الإنباه: 1/ 92. وربما كان كتابا آخر.
سادسا: الهداية إلى مذاهب القراء السبعة:
ذكره ابن خير في فهرسته 31، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 12، والنشر 1/ 69، والداودي في طبقات المفسرين 1/ 56، وطاشكبري زاده في مفتاح السعادة 2/ 85، واسم الكتاب في المصادر الأربعة الأخيرة: الهداية في القراءات السبع.
وثمة كتابان آخران وصلا إلينا وأغفلت ذكرهما المصادر وهما:
1 - بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات: وهو هذا الكتاب الذي نقوم بنشره أول مرة، وسيأتي الحديث عنه.
2 - هجاء مصاحف الأمصار:
نشره محيي الدين عبد الرحمن رمضان في مجلة معهد المخطوطات العربية م 19 ج 1، القاهرة 1973، عن نسخة فريدة تحتفظ بها دار الكتب المصرية، ومنها صورة في معهد المخطوطات. (فهرس المخطوطات المصورة 16).
ولا بد من الإشارة إلى أن البغدادي نسب في كتابه هدية العارفين 1/ 75إلى المهدوي كتابين هما:
1 - التيسير في القراءات.
2 - ري العاطش.
وعزا البغدادي ذلك إلى كتاب الصلة.
أقول: وهم البغدادي إذ ليس في كتاب الصلة لابن بشكوال ما ذكر. (ينظر كتاب الصلة 1/ 86).
والكتاب الأوّل هو لأبي عمرو الداني، أما الكتاب الثاني فقد نسبه حاجي خليفة في كشف الظنون 940إلى وحيد الدين منصور بن سليمان الإسكندري الشافعي المتوفى سنة 673هـ.
الكتاب
خصّ المهدوي كتابه «بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات» بالحديث عن
الحديث الشريف الذي يروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا بما تيسّر منه»
، فذكر اختلاف الناس في معناه، ثم ذكر الروايات
المختلفة فيه، وتحدث عن جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عن القراءات المختلفة، وانتهى إلى القول: «فالراءة المستعملة التي لا يجوز ردّها ما اجتمع فيها ثلاثة أشياء: أحدها: موافقة خط المصحف، والآخر: كونها غير خارجة عن لسان العرب، والثالث: ثبوتها بالنقل الصحيح. فما ورد من القرآن على هذا الترتيب وجب قبوله، ولم يسع أحدا من المسلمين ردّه. وما عدم أحد الأشياء الثلاثة لم يجز استعماله».(1/13)
، فذكر اختلاف الناس في معناه، ثم ذكر الروايات
المختلفة فيه، وتحدث عن جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عن القراءات المختلفة، وانتهى إلى القول: «فالراءة المستعملة التي لا يجوز ردّها ما اجتمع فيها ثلاثة أشياء: أحدها: موافقة خط المصحف، والآخر: كونها غير خارجة عن لسان العرب، والثالث: ثبوتها بالنقل الصحيح. فما ورد من القرآن على هذا الترتيب وجب قبوله، ولم يسع أحدا من المسلمين ردّه. وما عدم أحد الأشياء الثلاثة لم يجز استعماله».
ولا بد من الإشارة إلى أنّ أصحاب التراجم والطبقات لم يذكروا هذا الكتاب ضمن كتب المهدويّ، ولم تشر إليه كتب القراءات.
وقد ثبت أن الكتاب للمهدوي إذ إن ابن الجزري نقل عنه في موضعين من كتابه:
النشر في القراءات العشر، فقد جاء في 1/ 36: «قال الإمام أبو العباس أحمد بن عمّار المهدويّ: فأما اقتصار أهل الامصار في الأغلب على نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، فذهب إليه بعض المتأخرين اختصارا واختيارا، فجعله عامة الناس كالفرض المحتوم حتى إذا سمع ما يخالفها خطّأ أو كفّر، وربما كانت أظهر وأشهر، ثم اقتصر من قلّت عنايته على روايين لكل إمام منهم، فصار إذا سمع قراءة راو عنه غيرهما أبطلها، وربما كانت أشهر. ولقد فعل مسبع هؤلاء السبعة ما لا ينبغي له أن يفعله، وأشكل على العامة حتى جهلوا ما لم يسعهم جهله، وأوهم كلّ من قلّ نظره أن هذه هي المذكورة في الخبر النبوي لا غير، وأكّد وهم اللاحق السابق، وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل هذه الشبهة». وهذا النص مذكور في كتاب المهدوي (ق 121ب)، وقد تصرف ابن الجزري في النص.
وجاء في النشر 1/ 37بعد النص السابق: وقال أيضا: «القراءة المستعملة التي لا يجوز ردّها ما اجتمع فيها ثلاثة شروط، فما جمع ذلك وجب قبوله ولم يسع أحدا من المسلمين ردّه سواء كانت عن أحد من الأئمة السبعة المقتصر عليهم في الأغلب أو غيرهم». وهذا النص مذكور أيضا في كتاب المهدويّ (ق 120ب) مع خلاف بسيط.
ونقل ابن الجزري نصا آخر عن المهدويّ في كتابه «منجد المقرئين ومرشد الطالبين» ص 5554. والنص مذكور في كتابنا هذا (ق 120ب) مع خلاف قليل.
كل هذا يدل على صحة نسبة الكتاب إلى المهدويّ.
ويبقى أمر مهم هو أن المهدويّ ذكر في مواضع من كتابه هذا ما يؤكد أن هذا الكتاب هو فصل من أحد كتبه.
قال المهدويّ: «وقد ذكرت جميعها عند ذكر خط المصحف».
وقال في موضع آخر: «وقد ذكرت عند ذكري حروف الاختلاف جميع ما وصل إلي من القراءات، وما روي عن هؤلاء السبعة من الطرق والروايات».(1/14)
قال المهدويّ: «وقد ذكرت جميعها عند ذكر خط المصحف».
وقال في موضع آخر: «وقد ذكرت عند ذكري حروف الاختلاف جميع ما وصل إلي من القراءات، وما روي عن هؤلاء السبعة من الطرق والروايات».
وقال أيضا: «ولست فيما قدمته في هذا الفصل».
من كل هذا نخلص إلى أن هذا الكتاب هو فصل من كتابه الكبير «الهداية»، الذي كان من مصادر ابن الجزري في النشر، وتقريب النشر، ومنجد المقرئين. وما النقول التي أوردها ابن الجزري للمهدويّ إلّا من كتاب الهداية، والله سبحانه أعلم بالصواب.
* * *مخطوطتا الكتاب:
اعمتمدت في تحقيق هذا الكتاب على نسختين هما:
أولا نسخة جستربتي: (3653):
وتقع هذه النسخة ضمن مجموع فيه الكتب والرسائل الآتية:
1 - منجد المقرئين: لابن الجزري.
2 - المرشد الوجيز: لأبي شامة المقدسي.
3 - شرح حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف): لابن تيمية.
4 - الدر النضيد في معرفة التجويد: لنجم الدين المارديني.
5 - شرح الواضحة في تجويد الفاتحة: للمرادي.
6 - شرح درة القاري: لمجهول.
7 - المفيد في شرح عمدة المجيد: للمرادي.
8 - بيان السبب المجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات: للمهدوي.
9 - رسالة في أسباب حدوث الحروف: لابن سينا.
10 - شرح القصيدة الخاقانية: للداني.
11 - الموجز في تجويد القراءة وتحقيق ألفاظ التلاوة: لمكي بن أبي طالب.
13 - التمهيد في علم التجويد: لابن الجزري.
14 - طيبة النشر: لابن الجزرى.
وعدد أوراق المجموع 245ورقة، وكتاب المهدوي فيه في الأوراق 122119.
وفي كل صفحة 27سطرا. أما تاريخ النسخ فهو سنة 859هـ. وقد جعلت هذه النسخة أصلا لنفاستها.(1/15)
وعدد أوراق المجموع 245ورقة، وكتاب المهدوي فيه في الأوراق 122119.
وفي كل صفحة 27سطرا. أما تاريخ النسخ فهو سنة 859هـ. وقد جعلت هذه النسخة أصلا لنفاستها.
(تنظر مجلة المورد م 2ع 19732: ذخائر التراث العربي في مكتبة جستربتي ص 197).
ثانيا نسخة المدرسة الإسلامية في الموصل: (5/ 20)
وتقع أيضا ضمن مجموع فيه الكتب والرسائل الآتية:
1 - خبرة الفقهاء: لشرف الدين بن أسد الفرغاني.
2 - تمييز الطيب من الخبيث مما يدور على ألسنة الناس من الحديث: لابن الديبع الشيباني.
3 - مزيل اللبس عن حديث رد الشمس: لشمس الدين أبي عبد الله الدمشقي.
4 - رسالة في علم الحديث في معرفة من روى عن أبيه عن جده عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم):
لشمس الدين أبي عبد الله الدمشقي.
5 - الدر الموصوف (المرصوف) في وصف مخارج الحروف: لأبي المعالي محمد بن أبي الفرج الموصلي.
6 - بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات: لأبي العباس المهدوي.
7 - أسباب حدوث الحروف: لابن سينا.
8 - مقدمة في معرفة الوقف التام والكافي والقبيح: لتقي الدين يعقوب القاهري.
9 - طبقات الحنفية: لابن قطلوبغا.
وعدد أوراق المجموع 244ورقة، وكتاب المهدويّ فيه في الأوراق 190184.
وفي كل صفحة 17سطرا. ولم يذكر الناسخ وهو محمد بن موسى بن عمران سنة نسخ كتاب المهدوي. ولكن تاريخ نسخ الكتاب الذي سبقه في هذا المجموع، وهو (الدر الموصوف)، سنة 847هـ بقلم الناسخ نفسه.
ثمة أمر آخر هو أن مؤلف كتابنا هذا ذكر في فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في الموصل 2/ 83باسم (أبو العباس أحمد بن القاسم محمد المغربي الهروي المتوفى سنة 1013هـ).
وأحال مؤلف الكتاب على هدية العارفين 1/ 152. وهذا خطأ فاضح، لأن اسم
المهدوي مذكور في صفحة العنوان (ق 184أ) كما هو واضح في الصور المرفقة في نشرتنا هذه.(1/16)
وأحال مؤلف الكتاب على هدية العارفين 1/ 152. وهذا خطأ فاضح، لأن اسم
المهدوي مذكور في صفحة العنوان (ق 184أ) كما هو واضح في الصور المرفقة في نشرتنا هذه.
وقد رمزنا لها بالحرف (م).
ولا بد من الإشارة إلى أن الفضل في نشر هذا الكتاب يرجع إلى الأخ الكريم الأستاذ غانم قدوري حمد الذي قدّم صورة للنسختين هدية لي فجزاه الله تعالى عن العلم وأهله خير الجزاء.
والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي إلّا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.(1/17)
والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي إلّا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
(119ب) بسم الله الرحمن الرّحيم [رب يسر وأعن بفضلك]
القول في السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات
إن قال قائل: ما سبب هذا الاختلاف الذي كثر بين القرأة في ألفاظ القرآن؟ قيل له:
سببه تفضيل الله عزّ وجلّ القرآن على سائر الكتب المنزلة فيما سلف من الأزمان، كما فضل المرسل به بالخوض في الشفاعة والإرسال إلى الجماعة مما كان على عهده من العرب والعجم ومن بعدهم من الأمم، وإظهار دينه على الدين كلّه، والأعلام الدالة على شرفه على سائر الأنبياء وفضله وإضافته ذكره في الأذان وغيره، إلى ذكره وقسمه عزّ وجلّ بعمره (1)، وغير ذلك من الفضائل التي خصّه بها دون غيره.
فكان من فضائله عليه السّلام ما خصّه به من هذا الكتاب البديع النظام، الواسع اللغات، المنصرف بوجوه القراءات.
ولست فيما قدّمته في هذا الفصل بمعتقد تفضيل بعض كلام الله تعالى على بعض في الذات، إذ كان ذلك إنّما يجوز في المخلوقات، لكن لمّا كان الأجر يزيد بزيادة القراءات واتساع اللغات، أطلقنا التفضيل في الأجر لا في الذات.
وثبت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، من طرق كثيرة صحيحة: أنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف (2).
__________
(1) في سورة الحجر 72: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}.
(2) ينظر في هذا الحديث ورواياته: غريب الحديث لأبي عبيد 3/ 153، مسند أحمد 1/ 24، تأويل مشكل القرآن 33، تفسير الطبري 1/ 25، نكت الانتصار 120، الإبانة 78، مقدمة ابن عطية 264، جمال القراء ق 86، المرشد الوجيز 77، تفسير القرطبي 1/ 42، البرهان 1/ 212، فتح الباري 9/ 23، الإتقان 1/ 136، لطائف الإشارات 1/ 38.(1/25)
واختلف الناس في معنى هذا الحديث اختلافا كثيرا، فأكثرهم على أنّ معناه في الألفاظ المسموعة لا في المعاني المفهومة.
والدليل على صحة ذلك ما رويناه من طرق، منها:
ما أخبرنا به محمد بن السماك (3) بمكة عن أبي زيد محمد بن أحمد المروزيّ (4) عن محمد بن يوسف الفربريّ (5) عن محمد بن إسماعيل البخاري (6) عن سعيد [بن كثير] بن عفير (7) عن اللّيث (8) عن عقيل (9) عن ابن شهاب (10).
وأخبرني به جدي مهدي بن إبراهيم عن أحمد بن أبي الموت المكي عن عليّ بن عبد العزيز البغوي (11) عن القعنبيّ (12) عن مالك (13) عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير (14)
عن عبد الرحمن بن عبد القاريّ (15).
__________
(3) توفي سنة 383هـ. (ينظر: تاريخ بغداد 3/ 49، الأنساب 7/ 205).
(4) توفي سنة 371هـ (تاريخ بغداد 1/ 314، تذكرة الحفاظ 950، طبقات الشافعية 3/ 71).
(5) توفي سنة 320هـ (وفيات الأعيان 4/ 290، العبر 2/ 183، شذرات الذهب 2/ 286).
(6) توفي سنة 256هـ (تذكرة الحفاظ 555، تهذيب التهذيب 9/ 47، طبقات المحدثين 248).
(7) توفي سنة 226هـ (تذكرة الحفاظ 427، تهذيب التهذيب 4/ 74، طبقات المحدثين 184). و (ابن كثير) زيادة يقتضيها السياق وهي ليست في النسختين. وفي م: سعد بن عمير. وهو تحريف.
(8) هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، توفي سنة 175هـ. (مشاهر علماء الأمصار 191، طبقات الفقهاء 78، ميزان الاعتدال 3/ 423).
(9) هو عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي، توفي سنة 141هـ (تذكرة الحفاظ 161، تهذيب التهذيب 7/ 225، طبقات الحفاظ 70).
(10) هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، توفي سنة 124هـ. (طبقات الفقهاء 63، تذكرة الحفاظ 108، تهذيب التهذيب 9/ 445).
(11) أحد الحفاظ المكثرين، توفي سنة 286هـ. (تذكرة الحفاظ 622، تهذيب التهذيب 7/ 362، طبقات الحفاظ 275). وفي الأصل وم: علي جد عبد العزيز البغدادي. وهو تحريف.
(12) هو عبد الله بن مسلمة، توفي سنة 221هـ. (تذكرة الحفاظ 383، تهذيب التهذيب 6/ 31، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 100).
(13) هو مالك بن أنس، الإمام الفقيه، توفي سنة 179هـ. (طبقات الفقهاء 67، تذكرة الحفاظ 207، طبقات المفسرين 2/ 293).
(14) توفي نحو سنة 93هـ. (الطبقات الكبرى 5/ 178، طبقات الفقهاء 58، تهذيب التهذيب 7/ 180).
(15) من التابعين، توفي نحو سنة 80هـ. (الطبقات الكبرى 5/ 57، تهذيب التهذيب 6/ 223، تقريب التهذيب 1/ 489). ورواية الأصل وم: عبد الهادي، وهو تحريف.(1/26)
وفي إسناد البخاريّ (16) عن مسور بن مخرمة (17) وعبد الرحمن بن عبد القاريّ أنّهما سمعا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يقول: سمعت هشام بن حكيم (18) يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاستمعت لقوله فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكدت أساوره (19) في الصّلاة، فتصبرت حتى سلّم، فلبّبته (20) بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ فقال: أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت:
كذبت فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: إنّ هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
أرسله، اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله، صلّى الله (120أ) عليه وسلّم: كذلك أنزلت. ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كذلك أنزلت، إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا بما تيسّر منه.
هذا لفظ رواية البخاري، فأمّا لفظ
رواية القعنبيّ عن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد القاريّ فإنّه قال:
«سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أقرأني إياها على حروف أخرى، فكدت أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه، فجئت به إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الّله إني سمعه هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هكذا أنزلت. ثم قال لي: اقرأ، فقرأت، فقال: هكذا أنزلت. إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسّر منه».
فهذا الحديث ينبىء (21) أنّ الحروف التي نزل عليها القرآن في المسموع لا في المفهوم كما روي من قول من تأوّله في المعاني، كالحلال والحرام وضرب الأمثال وغير ذلك من المعاني التي ذكروها، إذ لو كانت الحروف السبعة في المفهوم دون المسموع لم
__________
(16) صحيح البخاري 6/ 227، عمدة القارىء 20/ 2120. وينظر: صحيح مسلم 561560.
(17) صحابي، توفي سنة 64هـ. (مشاهير علماء الأمصار 21، الإصابة 6/ 119، تهذيب التهذيب 10/ 151.
(18) صحابي، (الاستيعاب 1538، الإصابة 6/ 538).
(19) أساوره: أثب عليه.
(20) أي أخذت بمجامع ردائه في عنقه وجررته به. مأخوذ من اللّبّة لأنه يقبض عليها.
(21) م: يبين.(1/27)
يذكر عمر قراءة هشام، ولم يأمرهما النبي صلّى الله عليه وسلّم بالقراءة، ويصوّب قراءة كلّ واحد منهما.
ثم اختلف الناس بعد في كيفية الحروف السبعة: هل يشتمل عليها المصحف التي اجتمعت عليه الأمّة أو على بعضها؟
فأشبه ما قيل في ذلك وأصحّه قولان:
أحدهما: أنّ المصحف قد اشتمل على جميع الحروف المنزل عليها القرآن، وأنّ خطّه محتمل لجميعها، وأنّ جميع ما روي من القراءات المخالفة للخطّ محمول على وجه التفسير، وحمله الرواة على أنّه من التلاوة.
وهذا (22) تأويل ما ثبت به النقل، وأسقطوا من ذلك ما ضعف النقل فيه، وقالوا: إنّ هذا (23) القرآن إنّما هو منقول نقل الكافّة عن الكافّة، فلا يجوز أن يعارض بأخبار الآحاد التي لا توجب العلم. وقالوا: لا يجوز أن يمنع الصحابة الذين جمعوا المصحف من (24)
قراءة شيء قبض النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو يقرأ، ويجمعوا مصحفا موافقا لبعض الحروف التي نزل القرآن عليها مخالفا لبعضها.
وقالوا: إنّما نسخ عثمان، رضي الله عنه، الصحف التي كانت عند حفصة، التي جمعها أبو بكر، رضي الله عنه، لم يزد فيها ولا نقص منها.
فهذا مذهب حسن يعضده النظر وتوافقه الأصول.
وذهب كثير من أهل العلم إلى أنّ المصحف غير مشتمل على جميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، وإنّما اشتمل على بعضها، وذلك البعض جزء من جملتها غير محدود بحرف أو حرفين أو ثلاثة أو أكثر منها. وأن هذا المصحف المجمع عليه قد منع من القراءة بكل ما لا يحتمله خطّه لما رأى الصحابة في جمعه، والاقتصار عليه من الصلاح للأمّة حين وقع على عهد عثمان، رضي الله عنه، ما وقع في الاختلاف (120 ب) في القرآن، وقدم عليه حذيفة بن اليمان (25) بالأخبار بذلك من أذربيجان.
وجمع عثمان الصحابة فاجتمع رأيهم على أن أخذوا الصحف التي كان أبو بكر، رضي الله عنه، جمعها، وكانت بعد وفاته عند عمر رضي الله عنه، ثم عند حفصة بنت
__________
(22) الواو ساقطة من م.
(23) (هذا) ساقطة من م.
(24) من م. وفي الأصل: في.
(25) صحابي، توفي سنة 36هـ. (الإصابة 3/ 44، تهذيب التهذيب 2/ 219).(1/28)
عمر زوج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأخذوا الصحف وأمروا زيد بن ثابت (26) وعبد الله بن الزبير (27)
وسعيد بن العاص (28) وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (29)، فكتبوا المصحف، وجعل نسخا خمسا، وقيل سبعا، أي خمس نسخ أو سبع نسخ، وبعث إلى كلّ مصر نسخة، وردّ الصحف إلى حفصة، وأمر بالمصاحف المخالفة لها، فيما روي، فألقيت في ماء حارّ.
وكان سبب جمع أبي بكر، رضي الله عنه، كثرة القتل في قرّاء القرآن في الغزوات، فخاف أن يذهب بعض القرآن، وكلّمه في ذلك عمر، رضي الله عنه، فأمر زيد بن ثابت فجمعه من صدور الرجال والرقاع والسعف واللخاف.
فكان في مصحف ابن مسعود (30) وغيره خلاف كثير لهذا المصحف المجمع عليه، وكلّ ذلك من جملة الحروف التي نزل عليها القرآن، فلمّا اجتمع رأي الصحابة على الاقتصار على هذا المصحف لما رأوا في ذلك من الصلاح، وأنفذوا النسخ منه إلى الأمصار، والناس حينئذ يقرأون كما أقرئوا، قرأ كلّ مصر من القراءات التي كانوا عليها ما وافق رسم مصحفهم، وتركوا القراءة بما خالفه.
فإن احتمل رسم كلمة أن تقرأ على وجوه، والخطّ محتمل لها، كالوجوه المروية في: أرجئه (31) و {بِعَذََابٍ بَئِيسٍ} (32) و {وَعَبَدَ الطََّاغُوتَ} (33)، وأما أشبه ذلك، قرأوا بجميعها، إذ هي غير خارجة عن الرسم.
وإن وجدوا قراءة مخالفة تركوها لإجماع الأمة على ذلك، والإجماع حجة وأصل من أصول الشرع، ولأنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم، لمّا ذكر الحروف التي نزل عليها القرآن قال: {فَاقْرَؤُا مََا تَيَسَّرَ مِنْهُ}، فأباح الاقتصار على بعضها، ولم يلزمنا القراءة بجميعها.
فصارت القراءة المستعملة بعد جمع الصحف إلى يومنا هذا، على هذا القول بعض
__________
(26) صحابي، توفي نحو سنة 45هـ. (تذكرة الحفاظ 30، الإصابة 2/ 592).
(27) قتله الحجاج سنة 73هـ. (فوات الوفيات 2/ 171، الإصابة 4/ 89، تهذيب التهذيب 5/ 213).
(28) صحابي، توفي نحو سنة 58هـ. (الإصابة 3/ 107، تهذيب التهذيب 4/ 48).
(29) ولد في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم، توفي سنة 43هـ. (الإصابة 4/ 295، تهذيب التهذيب 6/ 156).
(30) عبد الله بن مسعود، صحابي، توفي سنة 32هـ. (الطبقات الكبرى 3/ 150، المعارف 249، أسد الغابة 3/ 384).
(31) الأعراف 111، الشعراء 36. (ينظر في هذه الأوجه: التيسير 111، النشر 1/ 311، إتحاف فضلاء البشر 227).
(32) الأعراف 165. (ينظر: مختصر في شواذ القرآن 47، المحتسب 1/ 264، الكشف 1/ 481).
(33) المائدة 60. (ينظر: المحتسب 1/ 214، مشكل إعراب القرآن 231، التبيان في إعراب القرآن 448).(1/29)
الحروف التي نزل عليها القرآن دون كلّها.
واستدلوا على ذلك بالأخبار الصحيحة المروية في القراءات المخالفة لمرسوم المصحف، نحو: فطلقوهن لقبل عدتهن (34) وصراط من أنعمت عليهم (35)، وجاءت سكرة الحق بالموت (36)، وما أشبه ذلك، وهو كثير قد ثبتت به الرواية، إلّا أنّها أخبار آحاد، والقرآن منقول بنقل الكافة عن الكافة.
فالقراءة المستعملة التي لا يجوز ردّها ما اجتمع فيها ثلاثة أشياء:
أحدها: موافقة خطّ المصحف.
والآخر: كونها غير خارجة عن لسان العرب.
والثالث: ثبوتها بالنقل الصحيح.
فما ورد من القرآن على هذا الترتيب وجب قبوله، ولم يسع أحدا من المسلمين ردّه. وما عدم أحد الأشياء الثلاثة لم يجز استعماله.
ووجوه الاختلاف في الحروف التي نزل عليها القرآن على مذهب أصحاب هذا القول يقع على ضروب، فمنها:
ما تختلف (37) فيه الألفاظ ومعانيه متفقة، واختلاف الألفاظ يقع على ضروب:
(121أ) منها التقديم والتأخير، نحو ما روي ممّا تقدّم ذكره من قراءة من قرأ: (وجاءت سكرة الحق بالموت).
ومنها ما يكون بزيادة، نحو: (فطلقوهن لقبل عدتهن) و (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) (38).
ومنها ما يكون بنقصان، نحو قراءة من قرأ: (حم سق) (39)، بغير عين.
__________
(34) الطلاق 1وهي في المصحف الشريف: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}. ينظر: المحتسب 2/ 323، الكشاف 4/ 118، تفسير القرطبي 18/ 153، البحر المحيط 8/ 281.
(35) الفاتحة 7. وهي في المصحف الشريف: {صِرََاطَ الَّذِينَ} (ينظر: المصاحف 5150، المرشد الوجيز 111.
(36) ق 19. وهي في المصحف الشريف: {وَجََاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}. ينظر: تفسير الطبري 26/ 160، المحتسب 2/ 283، المرشد الوجيز 111.
(37) م: يختلف.
(38) البقرة 238. وهي في المصحف الشريف: {حََافِظُوا عَلَى الصَّلَوََاتِ وَالصَّلََاةِ الْوُسْطى ََ} ينظر:
المصاحف 77، تفسير الطبري 2/ 554، تفسير القرطبي 3/ 213.
(39) الشورى 21. ينظر: مختصر في شواذ القرآن 134، المحتسب 2/ 249، بصائر ذوي التمييز 1/ 418.(1/30)
ومنها ما يكون بإبدال كلمة مكان أخرى، نحو قراءة من قرأ.
(إن كان إلا زقية واحدة) (40)، وقراءة من قرأ: (كالصوف المنفوش) (41).
فهذا ونظيره مما هو بدل باتفاق المعنى.
وقد تبدل كلمة مكان أخرى، والمعنى مختلف، نحو قراءة من قرأ: الم (1) تنزيل الكتب (42): {الم * ذََلِكَ الْكِتََابُ}.
فجميع هذه الضروب المتقدم ذكرها لا يقرأ بشيء منها لمخالفتها رسم المصحف المجمع عليه.
وقد يكون الاختلاف عن وجوه تجوز القراءة بها إذا ثبتت ووافقت لغة قريش (43).
فمن ذلك أن يقع تبديل حروف الكلمة والخطّ واحد: (ننشرها) و {نُنْشِزُهََا} (44)، بالراء والزاي. و {يَقُصُّ الْحَقَّ} (45) و (يقض الحق)، بالصاد والضاد، على أن تكون الياء من (تقضي) حذفت من الخطّ كما حذفت من اللفظ، لالتقاء الساكنين. وله في القرآن نظائر، نحو: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللََّهُ الْمُؤْمِنِينَ} (46) و {سَنَدْعُ الزَّبََانِيَةَ (18)} (47). وقد ذكرت جميعها عند ذكر خط المصحف.
ومن الاختلاف ما يكون في إعراب الكلمة وحركات بنائها مع تغيير المعنى، نحو:
(وادكر بعد أمه) و {بَعْدَ أُمَّةٍ} (48).
__________
(40) يس 28. وهي في المصحف الشريف: {صَيْحَةً وََاحِدَةً} ينظر: غريب الحديث 3/ 160، الكشاف 3/ 320، المرشد الوجيز 91.
(41) القارعة 5. وهي في المصحف الشريف: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} ينظر: المرشد الوجيز 95، 114، 147.
(42) السجدة 1.
(43) م: لغة العرب.
(44) البقرة 259. قرأ الكوفيون وابن عامر بالزاي. وهي كذلك في المصحف الشريف. وقرأ الباقون بالراء. (السبعة في القراءات 189، حجة القراءات 144، التيسير 82).
(45) الأنعام 57. قرأ ابن كثير ونافع وعاصم بالصاد المهملة المشددة. وهي كذلك في المصحف الشريف. وقرأ الباقون بإسكان القاف وكسر الضاد المعجمة. (السبعة 259، الحجة في القراءات السبع 140، النشر في القراءات العشر 2/ 258).
(46) النساء 146.
(47) العلق 18.
(48) يوسف 45. (ينظر: المحتسب 1/ 344، الإبانة 55، تفسير القرطبي 9/ 201. والآية في المصحف الشريف: {أُمَّةٍ} بضم الأول وتشديد الميم. وينظر أيضا: معاني القرآن 2/ 47، إعراب القرآن 2/ 143، التبيان 734.(1/31)
ومنه ما لا يتغير فيه المعنى، نحو: (البخل) و {بِالْبُخْلِ} (49)، و {مَيْسَرَةٍ}
و (ميسرة) (50) وما أشبه ذلك.
ويدخل في هذا وجوه الاختلاف في أصول القراءات من الإظهار والإدغام والفتح والإمالة، وما أشبه ذلك.
فهذه الوجوه المذكورة وما أشبهها تجوز القراءة بها ما كانت موافقة للغة العرب ثابتة بالنقل الصحيح، لموافقتها المصحف المجمع عليه، وهي التي أذكرها في هذا الكتاب دون ما خالفه مرسوم المصحف إلّا ما ذكرته مما يخالف الخطّ على وجه الاستشهاد به على ما وافق الخطّ والتقوية له، لا على سبيل الرواية، وأنّه مما يستعمل في القرآن.
وربّما ذكرت قريبا كان من موافقة المرسوم إذ كان فيه تأويل يرجع به إلى موافقته الخطّ، وسواء كان المروي من القراءات من قراءات قرّاء الأمصار السبعة الذين اقتصر عليهم الناس في أغلب الأمر أم من غيرها إذا كان موافقا للمرسوم وغير خارج عن اللغة، فإني أذكر جميع ما وصل إليّ من ذلك مما أخذته قراءة ورواية، وربّما وقع في بعضه ما يضعف إسناده ويقلّ استعماله، فأذكره ليعرفه قارىء هذا الكتاب إذا سمعه أنّه مما قرأ به قارىء من المتقدمين، وإن لم يكن في القوّة كقراءة الجمهور، ليشتمل الكتاب على ما وصل إلينا من القراءات المشهورات وغير المشهورات سوى ما خالف المرسوم وما لا وجه له في لغة العرب.
وربّما ذكرت من ذلك ما ظاهره في لغة العرب أنّه غلط إذ كان له وجه من النظر والتحيل بردّه إلى اللغة إيثارا لنصرة الأئمة، وتحسينا للظن بسلف الأمّة.
فأمّا اقتصار (121ب) أهل الأمصار في أغلب أمورهم على القرّاء السبعة الذين هم: نافع (51) وابن كثير (52) وأبو عمرو (53) وعاصم (54)
__________
(49) النساء 37، الحديد 24. قرأ حمزة والكسائي بفتح الباء والخاء. وقرأ الباقون بضم الباء وإسكان الخاء، وهي كذلك في المصحف الشريف. (ينظر: الحجة في القراءات السبع 123، التيسير 96).
(50) البقرة 280. قرأ نافع بضم السين. وقرأ الباقون بفتحها، وهي كذلك في المصحف الشريف.
(ينظر: السبعة 192، الحجة في القراءات السبع 103، النشر 2/ 236).
(51) نافع بن عبد الرحمن، توفي سنة 169هـ. (معرفة القراء الكبار 89، غاية النهاية 2/ 330، تهذيب التهذيب 10/ 407.
(52) عبد الله بن كثير، توفي سنة 120هـ. (الجرح والتعديل 2/ 2/ 144، غاية النهاية 1/ 443، سراج القارىء 10).
(53) أبو عمرو بن العلاء، توفي سنة 154هـ. (أخبار النحويين البصريين 22، نور القبس 25، غاية النهاية 1/ 288).
(54) عاصم بن أبي النجود، توفي سنة 128هـ. (الطبقات الكبرى 6/ 320، غاية النهاية 1/ 346، تهذيب التهذيب 5/ 38).(1/32)
وحمزة (55) والكسائي (56) وابن عامر (57)، فإنّ ذلك [إنّما هو] على سبيل الاختصار عندما رواه من أكثر القراءة بسبب اتساع الاختيارات، فذهب إلى ذلك بعض المتأخرين على وجه الاختيار والاختصار، فجعله عامة الناس كالفرض المحتوم والشرع المعيّن المعلوم حتى صار بعضهم إذا سمع قراءة تخالف شيئا مما بلغه من الحروف السبعة خطّأ قارئها، وربّما كفّره، مع كون تلك القراءة التي أنكرها أشهر في القراءات، وأظهر في الروايات، وأقوى في اللغات.
وانضاف إلى ذلك أنّ من قلّت عنايته من المتأخرين اقتصر من طريق هذه القراءات السبع، التي اختارها لاقتصار عليها من سبقه من المتأخرين على أربع عشرة (58) رواية، فرأى حين اشتهروا عنده وعند أكثر الإقليم الذي هو فيه أنّ كلّ رواية جاءت من هؤلاء السبعة سواها باطل، ومع كون ذلك الذي عنده شاذّ أشهر وأجلّ من الذي اعتمد عليه.
فإنّ أحدا من العلماء بالرجال لا يشكّ أنّ إسماعيل بن جعفر (59) أجلّ قدرا من ورش عثمان بن سعيد (60)، ومن قالون عيسى بن مينا (61)، وأنّ أبان بن يزيد العطار (62) أوثق وأشهر من حفص بن سليمان البزاز (63)، وكذلك كثير منهم.
ولقد فعل مسبّع هؤلاء السبعة ما لم يكن ينبغي أن يفعله، وأشكل على العامة حتى
__________
(55) حمزة بن حبيب الزيات، توفي سنة 156هـ. (ميزان الاعتدال 1/ 605، غاية النهاية 1/ 261، تهذيب التهذيب 3/ 27).
(56) علي بن حمزة الكسائي، توفي سنة 189هـ. (مراتب النحويين 74، إنباه الرواة 2/ 256، غاية النهاية 1/ 535).
(57) عبد الله بن عامر، توفي سنة 118هـ. (الفهرست 49، غاية النهاية 1/ 423، تهذيب 5/ 274).
وما بين القوسين بعده من م.
(58) في الأصل وم: أربعة عشر.
(59) قرأ على نافع، وروى عنه القراءة الكسائي وأبو عبيد القاسم بن سلّام، توفي نحو سنة 180هـ.
(غاية النهاية 1/ 163، تهذيب التهذيب 1/ 287).
(60) من كبار القراء، لقب بورش لشدة بياضه، توفي سنة 197هـ. (معرفة القراء الكبار 126، غاية النهاية 1/ 502، النشر 1/ 113).
(61) من القراء المشهورين، قرأ على نافع، توفي نحو سنة 220هـ. (غاية النهاية 1/ 615، شذرات الذهب 2/ 48).
(62) قرأ على عاصم وروى الحروف عن قتادة، توفي بعد سنة 160هـ. (مشاهير علماء الأمصار 158، غاية النهاية 1/ 4، طبقات المحدثين 87).
(63) أعلم أصحاب عاصم بقراءته، توفي سنة 180هـ. (ميزان الاعتدال 1/ 558، غاية النهاية 1/ 254). وفي الأصل وم: البزار، بالراء، وهو تصحيف.(1/33)
جهلوا ما لم يسعهم جهله. وذلك أنّه قد اشتهر عند الكافّة
قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف»
، ثمّ عمد هذا المسبّع إلى قوم اختار كلّ رجل منهم لنفسه قراءة من جملة القراءات التي رواها، وكانوا لعمري أهلا للاختيار لثقتهم وأمانتهم وعلمهم وفصاحتهم، فأطلق عليهم التسمية بالقراءات فأوهم بذلك كلّ من قلّ نظره، وضعفت عنايته، أنّ هذه القراءات السبع هي التي
قال فيها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف»
، وأكّد وهمه ما يراه من اجتماع أهل الأمصار عليها وأطّراحهم ما سواها.
وذلك لعمري موضع إشكال على الجهّال، وليته إذ ذهب إلى الاقتصار على بعض قرّاء الأمصار، واجتهد في الاختيار، جعلهم أقلّ من سبعة أو أكثر، فكان يزيل بذلك بعض الشبهة الداخلة على الأغمار.
نرغب إلى الله، عزّ وجلّ، التجاوز عن فعله الذي اعتمده، وحسن المجازاة على ما قصده، فإنّه لم يرد إلّا الخير والفضل، لكن خفي عليه ما يدخل بذلك على أهل الضعف والجهل، والله المستعان.
وقد ذكرت عند ذكري حروف الاختلاف جميع ما وصل إليّ من القراءات، وما روي عن هؤلاء السبعة من الطرق والروايات.
فإن كان الحرف ممّا فيه رواية عن هؤلاء السبعة بدأت بذكرهم لشدّة حاجة الناس إلى استعمال قراءتهم وتعويلهم (64) عليهم. ثمّ ذكرت من وافقهم على ما قرأوا به من غيرهم ممن تقدّمهم أو (122أ) اشتهر بالاختيار من أهل وقتهم وما يليه، بعد أن أذكر الواردة عن القرّاء السبعة، على اختلاف طرقها.
وإن كان الحرف، مما لم يرو فيه هؤلاء السبعة، فيه شيء، ذكرته وذكرت ما به فيه إن شاء الله.
ولست أشترط تقصي كلّ قراءة رويت، شذّت أو اشتهرت، لكنني أذكر ما كان في روايتي، وهو الأكثر، بل لا يستدعيه إلّا اليسير، لأنّ أكثر معولي فيه على جامع ابن مجاهد (65) الكبير، فإنني رويته من طرق، وكثيرا ما أدخل حروفا من غيره، إذا كانت مما رويته، فأمّا ما وجدته في كتب المؤلفين ومسائل النحويين، مما لا رواية لي فيه، فإنّي لا أدخله في القراءات، إذ كان ذلك أمر لا ينبغي أن يقدم إلّا برواية.
__________
(64) من م. وفي الأصل: تقويلهم. وهو تحريف.
(65) أبو بكر أحمد بن موسى التميمي البغدادي، توفي سنة 324هـ. (تاريخ بغداد 5/ 56، معجم الأدباء 5/ 65، غاية النهاية 1/ 139).(1/34)
ولقد تأصّلت ما خرج عن روايتي في ذلك وتتبعته في الكتب، فوجدته يسيرا جدّا، إذ كان أبو بكر بن مجاهد رحمه الله قد احتفل في كتابه الجامع، فلم يشذّ عنه من القراءات إلّا اليسير، ثمّ أضفت أنا إليه ما رويته من سواه، وحذفت مما ذكره أيضا من القراءات وما رويته عن غيره، وكلّ ما خالف مرسوم المصحف، لإجماع الأمة على رفضه.
فهذا الذي قدمناه أحسن ما تأوّله العلماء في معنى
قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف»
، ووجوه الاختلاف والمرويّ في حروف القرآن.
على أنني تركت أقوالا لم تقو، ليذهب من ذهب إلى أن الاختلاف في [الحروف] (66) التي نزل عليها القرآن في المفهوم دون المسموع، كقولنا: حلال وحرام، وخبر ما كان، وخبر ما يكون، وما أشبه ذلك من المعاني.
وكقول من ذهب إلى أنّ جميع ما يقرأ به من القراءات (67) الموافقة لخط المصحف إنّما هي (68) حرف واحد، وذلك مذهب أبي جعفر الطبري (69) وغيره.
وأقوال غير ذلك تركتها وأوردت أقوى الأقاويل وأشبهها بالأصول، وبالله التوفيق.
تمّ بحمد الله وعونه وحسن توفيقه في يوم الجمعة ثالث عشر شهر جمادى الآخرة من سنة تسع وخمسين وثمانمائة على يد علي بن عبد الله بن محمد الغزي غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين أجمعين آمين (70).
__________
(66) يقتضيها السياق.
(67) من م. وفي الأصل: القرآن.
(68) م: هو.
(69) محمد بن جرير، مؤلف التاريخ والتفسير المشهورين، توفي سنة 310هـ. (معجم الأدباء 18/ 40، وفيات الأعيان 4/ 191، طبقات المفسرين 2/ 106).
(70) جاء في خاتمة النسخة م:
تمّ الجزء بحمد الله وعونه وحسن توفيقه في يوم الخميس سادس عشر جمادى الآخرة سنة (؟) على يد محمد بن موسى بن عمران غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين أجمعين آمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.(1/35)
فهرس المصادر والمراجع (1)
المصحف الشريف.
الإبانة عن معاني القراءات: مكي بن أبي طالب القيسي، ت 437خ. تح د. محيي الدين رمضان، دمشق، 1979.
إتحاف فضلاء البشر: الدمياطي، أحمد بن محمد، ت 1117هـ، مصر، 1359هـ.
الإتقان في علوم القرآن: السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، ت 911هـ، تح. أبي الفضل، مصر، 1967.
أخبار النحويين البصريين: السيرافي، أبو سعيد الحسن بن عبد الله، ت 368هـ، تح.
الزيني وخفاجي، البابي الحلبي بمصر، 1955.
الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ابن عبد البر القرطبي، يوسف بن عبد الله، ت 463 هـ، تح. البجاوي، مط. نهضة مصر.
أسد الغابة في معرفة الصحابة: ابن الأثير، عز الدين علي بن محمد، ت 630هـ، القاهرة، 19731970.
الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، ت 852هـ، تح.
البجاوي، مط. نهضة مصر، 1971.
إعراب القرآن: النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد، ت 338هـ، تح. د. زهير غازي زاهد، بغداد، 19801977.
__________
(1) المعلومات التامة عن اسم المؤلف وسنة وفاته تذكر عند ورود اسمه أول مرة فقط.(1/36)
إنباه الرواة على أنباه النحاة: القفطي، جمال الدين علي بن يوسف، ت 646هـ، تح.
أبي الفضل إبراهيم، مط. دار الكتب، القاهرة، 19731955.
الأنساب: السمعاني، عبد الكريم بن محمد، ت 562هـ، حيدر آباد، الهند، 1962.
البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي، أثير الدين محمد بن يوسف، ت 745، هـ، مط السعادة بمصر، 1328هـ.
البرهان في علوم القرآن: الزركشي، بدر الدين محمد بن عبد الله، ت 794هـ، تح.
أبو الفضل إبراهيم، البابي الحلبي بمصر، 581957.
بصائر ذوي التمييز: الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، ت 817هـ. تح.
محمد علي النجار، القاهرة 19691964.
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: السيوطي، تح. أبو الفضل، الحلبي بمصر، 1965.
البلغة في تاريخ أئمة اللغة: الفيروز آبادي، تح. محمد المصري، دمشق، 1972.
تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، ت 463هـ، مط. السعادة بمصر، 1931.
تاريخ القرآن: د. عبد الصبور شاهين، القاهرة، 1966.
تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، ت 276هـ، تح. سيد صقر، دار التراث، القاهرة، 1973.
التبيان في إعراب القرآن: العكبري، أبو البقاء عبد الله بن الحسين، ت 616هـ، تح.
البجاوي، البابي الحلبي بمصر، 1976.
تذكرة الحفاظ: الذهبي، شمس الدين، ت 748هـ، حيدر آباد الدكن، 1376هـ.
تفسير الطبري (جامع البيان): الطبري، أبو جعفر، محمد بن جرير، ت 310هـ، البابي الحلبي بمصر، 1954.
تفسير القرطبي «الجامع لأحكام القرآن»: القرطبي، محمد بن أحمد، ت 671هـ، القاهرة، 1967.
تفسير الكشاف: الزمخشري، محمود بن عمر، ت 538هـ، مط. الحلبي بمصر، 1954.
تقريب التهذيب: ابن حجر العسقلاني، تح. عبد الوهاب عبد اللطيف، بمصر.
تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلاني، حيدر آباد، 1325هـ.(1/37)
تقريب التهذيب: ابن حجر العسقلاني، تح. عبد الوهاب عبد اللطيف، بمصر.
تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلاني، حيدر آباد، 1325هـ.
التيسير في القراءات السبع: أبو عمرو الداني، عثمان بن سعيد، ت 444هـ، تح. أوتو برتزل، استانبول، 1930.
جذوة المقتبس: الحميدي، محمد بن فتوح، ت 488هـ، تح. محمد بن تاويت الطنجي، مط. السعادة بمصر، 1952.
الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد، ت 327هـ، حيدر آباد.
جمال القراء وكمال الإقراء: علم الدين السخاوي، علي بن محمد، ت 643هـ، مصورة غانم قدوري حمد عن نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق.
الحجة في القراءات السبع: ابن خالويه، الحسين بن أحمد، ت 370هـ، تح. د.
عبد العال سالم مكرم، بيروت، 1977.
حجة القراءات: أبو زرعة، عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، ق 4هـ، تح. سعيد الأفغاني، منشورات جامعة بنغازي، 1974.
السبعة في القراءات: ابن مجاهد، أبو بكر أحمد بن موسى، ت 324هـ، تح. د.
شوقي ضيف، دار المعارف بمصر، 1972.
سراج القارىء: ابن القاصح، علي بن عثمان، ت 801هـ، البابي الحلبي بمصر، 1954.
شذرات الذهب: ابن العماد الحنبلي، عبد الحي، ت 1089هـ، مكتبة القدسي بمصر، 1350هـ.
صحيح البخاري: البخاري، محمد بن إسماعيل، ت 256هـ، مط. محمد صبيح، القاهرة.
صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج، ت 261هـ، تح. محمد فؤاد عبد الباقي، البابي الحلبي بمصر، 1955.
الصلة: ابن بشكوال، خلف بن عبد الملك، ت 578هـ، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1966.
طبقات الشافعية: السبكي، تاج الدين، ت 771هـ، تح. الحلو والطناحي، البابي الحلبي بمصر، 19761964.
طبقات الفقهاء: الشيرازي، إبراهيم بن علي، ت 476هـ، تح. د. إحسان عباس، بيروت، 1970.(1/38)
طبقات الشافعية: السبكي، تاج الدين، ت 771هـ، تح. الحلو والطناحي، البابي الحلبي بمصر، 19761964.
طبقات الفقهاء: الشيرازي، إبراهيم بن علي، ت 476هـ، تح. د. إحسان عباس، بيروت، 1970.
الطبقات الكبرى: ابن سعد، محمد، 230هـ، بيروت، 1957.
طبقات المفسرين: السيوطي، ليدن، 1839.
طبقات المفسرين: الداودي، محمد بن علي، ت 945هـ، تح. علي محمد عمر، القاهرة 1972.
طبقات النحاة واللغويين: ابن قاضي شهبة، أبو بكر بن أحمد، ت 851هـ، مصورة عن نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق.
العبر في خبر من غبر: الذهبي، تح. فؤاد السيد، الكويت، 1961.
عمدة القارىء في صحيح البخاري: بدر الدين العيني، محمود بن أحمد، ت 855هـ، المطبعة المنيرية بمصر.
غاية النهاية في طبقات القراء: ابن الجزري، محمد بن محمد، ت 833هـ، تح.
برجستراسر وبرتزل، القاهرة، 19351932.
غريب الحديث: أبو عبيد، القاسم بن سلام، ت 224هـ، حيدر آباد، 19671965.
فتح الباري في شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني، مصر.
فهرس الكتابخانة الخديوية: مط. الشيخ عثمان عبد الرازق، مصر، 1983.
فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم القرآن): د. عزة حسن، دمشق، 1963.
فهرس المخطوطات المصورة: فؤاد السيد، القاهرة، 1954.
فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في الموصل (المدرسة الإسلامية): سالم عبد الرزاق، بغداد، 1975.
فهرس المخطوطات والمصورات (في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، السعودية، 1982.
الفهرست: ابن النديم، محمد بن إسحاق، ت 380هـ، مط. الاستقامة، القاهرة.
فهرسة ما رواه عن شيوخه: ابن خير الإشبيلي، محمد، ت 575هـ، بيروت، 1962.
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: حاجي خليفة، ت 1067هـ، استانبول، 1941.
الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها: مكي بن أبي طالب القيسي، تح.(1/39)
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: حاجي خليفة، ت 1067هـ، استانبول، 1941.
الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها: مكي بن أبي طالب القيسي، تح.
د. محيي الدين رمضان، دمشق، 1974.
لطائف الإشارات لفنون القراءات: القسطلاني، شهاب الدين، ت 923هـ، تح. عامر السيد عثمان، ود. عبد الصبور شاهين، القاهرة، 1972.
مباحث في علوم القرآن: د. صبحي الصالح، بيروت، 1968.
محاضرات في علوم القرآن: غانم قدوري حمد، بغداد، 1981.
المحتسب في تبيين وجوه القراءات والإيضاح عنها: ابن جنّي، أبو الفتح عثمان، ت 392هـ، تح. النجدي والنجار وشلبي، القاهرة، 691966.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: ابن عطية، عبد الحق، ت 541هـ، تح.
أحمد صادق الملاح، القاهرة، 1974.
مختصر في شواذ القرآن: ابن خالويه، تح. برجستراسر، مط. الرحمانية بمصر، 1934.
المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز: أبو شامة المقدسي، شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل، ت 665هـ، تح. طيار آلتي قولاج، دار صادر، بيروت، 1975.
مسند أحمد: أحمد بن حنبل، ت 241هـ، القاهرة، 1313هـ.
مشاهير علماء الأمصار: ابن حبان البستي، محمد، ت 354هـ، تح فلايشهمر، القاهرة، 1959.
مشكل إعراب القرآن: مكي بن أبي طالب، تح. حاتم صالح الضامن، بغداد، 1975.
المصاحف: السجستاني، أبو بكر عبد الله بن أبي داود، ت 316هـ، تح. د. آرثر جفري، مط الرحمانية بمصر، 1936.
المعارف: ابن قتيبة، تح. د. ثروة عكاشة، دار المعارف بمصر، 1969.
معاني القرآن: الفراء، يحيى بن زياد، ت 207هـ، تح. النجار، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة.
معجم الأدباء: ياقوت الحموي، ت 626هـ، مط. دار المأمون بمصر، 1936.
معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة، مط. الترقي بدمشق، 1961.
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: الذهبي، تح. محمد سيد جاد الحق، مط دار التأليف بمصر 1969.
مفتاح السعادة ومصباح السيادة: طاش كبري زادة، ت 968هـ، تح. كامل بكري، وعبد الوهاب أبو النور، مصر.(1/40)
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار: الذهبي، تح. محمد سيد جاد الحق، مط دار التأليف بمصر 1969.
مفتاح السعادة ومصباح السيادة: طاش كبري زادة، ت 968هـ، تح. كامل بكري، وعبد الوهاب أبو النور، مصر.
مفتاح الصحيحين (البخاري ومسلم): الحافظ محمد الشريف بن مصطفى التوقادي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1975.
مقدمتان في علوم القرآن (مقدمة كتاب المباني لمجهول، ومقدمة ابن عطية): تح. آرثر جفري، مصر، 1954.
منجد المقرئين ومرشد الطالبين: ابن الجزري، نشر مكتبة القدسي بمصر، 1350هـ.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال: الذهبي، تح. البجاوي، البابي الحلبي بمصر.
النشر في القراءات العشر: ابن الجزري، تصحيح علي محمد الضباع، مط. مصطفى محمد بمصر.
نكت الانتصار لنقل القرآن: الباقلاني، محمد بن الطيب، ت 403هـ، تح. د. محمد زغلول سلام، منشأة المعارف بالإسكندرية، 1971.
نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا: د. رمضان ششن، بيروت، 1975.
نور القبس من المقتبس: الحافظ اليغموري، يوسف بن أحمد، ت 673هـ، تح.
زلهايم، مط. الكاثوليكية، بيروت، 1964.
هدية العارفين: إسماعيل باشا، ت 1339هـ، استانبول، 1964.
الوافي بالوفيات: الصّفدي، خليل بن أيبك، ت 764هـ، تح. د. إحسان عباس، مطابع دار صادر، بيروت، 1969.
وفيات الأعيان: ابن خلكان، شمس الدين أحمد بن محمد، ت 681هـ، تح. د.
إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت.(1/41)