عن حدثنى «عبيد الله بن عبد الله» أن «عبد الله بن عباس» رضى الله عنهما حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأنى جبريل على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف» اهـ أخرجه البخارى ومسلم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
«المقدمة»
الحمد لله الذى أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
وأشهد أن لا إله إلا الله القائل فى محكم كتابه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [1] وأشهد أن نبينا «محمدا» رسول الله المروى عنه بالسند الصحيح: «أقرأنى جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف (2)» اهـ وبعد: فمن نعم الله علىّ التى لا تعدّ ولا تحصى أنه جعلنى من حملة كتابه، ومن الذين تلقوا القرآن بجميع قراءاته، ورواياته التى صحت عن نبينا «محمد» عليه الصلاة والسلام. ولقد شرفنى الله تعالى، وألهمنى منذ أن حصلت على شهادة «التخصص فى القراءات» من الأزهر عام 1953م أن أكون من الذين أوقفوا حياتهم على خدمة كتابه، والعمل على نشر رواياته، وقراءاته.
وبتوفيق من الله تعالى وضعت العديد من المصنفات فى قراءات القرآن الكريم. واليوم يسعدنى أن أضيف إلى مكتبة القرآن الكريم كتابى هذا:
المغنى فى توجيه القراءات العشر المتواترة
__________
(1) سورة الحجر / 9
(2) رواه البخارى عن «ابن عباس» رضى الله عنهما، أنظر: فى رحاب القرآن ج 1ص 213(1/7)
أمّا عن المنهج الذى اتبعته فى تصنيف كتابى هذا فهو كما يلى:
أوّلا: جعلت بين يدى الكتاب عدة مباحث هامة لها صلة وثيقة بموضوع الكتاب.
ثانيا: القراءات التى سأقوم بتوجيهها هى «القراءات العشر» المتضمنة فى كتاب «النشر فى القراءات العشر» لحجة القراء: «محمد بن محمد بن محمد بن على بن يوسف بن الجزرى» ت 833هـ ثالثا: أكتب الكلمة القرآنية التى فيها أكثر من قراءة، والمطلوب توجيهها ثم أتبعها بجزء من الآية القرآنية التى وردت الكلمة فيها، وبعد ذلك أذكر سورتها ورقم آيتها.
رابعا: أسند كل قراءة إلى قارئها.
خامسا: مع أننى ولله الحمد حافظ للقراءات العشر، وقمت بتدريسها أكثر من ربع قرن، فقد رجعت فى كل قراءة إلى أهم المصادر وفى مقدمة ذلك:
(1) متن طيبة النشر فى القراءات العشر «لابن الجزرى» والذى أحفظه عن ظهر قلب ولله الحمد (2) كتاب النشر فى القراءات العشر «لابن الجزرى».
سادسا: راعيت فى تصنيف الكتاب ترتيب الكلمات القرآنية حسب ورودها فى سورها.
وختاما أسأل الله تعالى أن يوفقنى، ويعيننى دائما على خدمة كتابه فما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وصل اللهم على نبينا «محمد» وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين المدينة المنورة الجمعة 23رجب 1403هـ الموافق 6مايو 1983م المؤلف الدكتور / محمد سالم محيسن(1/8)
وصل اللهم على نبينا «محمد» وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين المدينة المنورة الجمعة 23رجب 1403هـ الموافق 6مايو 1983م المؤلف الدكتور / محمد سالم محيسن
(أهم المصادر التى اعتمد عليها «ابن الجزرى» ت 833هـ) فى نقل هذه القراءات
اعتمد «ابن الجزرى» على العديد من المصادر الأصلية أثناء نقله القراءات العشر المتواترة، وأشار إليها فى مقدمة كتابه «النشر فى القراءات العشر» بقوله: «ذكر إسناد هذه القراءات من هذه الطرق، والروايات، وها أنا أقدم أولا كيفية روايتى للكتب التى رويت منها هذه القراءات نصا، ثم أتبع ذلك بالأداء المتصل يشرطه (1)» اهـ والمصادر هى: (1) كتاب المستنير فى القراءات السبع:
للإمام «أبى عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الدانى» المتوفى سنة أربع وأربعين وأربعمائة، منتصف شوال.
(2) كتاب مفردة يعقوب:
للإمام أبى عمرو الدانى سالف الذكر.
(3) كتاب جامع البيان فى القراءات السبع:
للإمام «أبى عمرو الدانى» أيضا، وهذا الكتاب يشتمل على نيف وخمسمائة رواية، وطريق عن الأئمة السبعة، جمع فيه مؤلفه رحمه الله تعالى كل ما يعلمه من هذا العلم.
(4) كتاب الشاطبية فى القراءات السبع:
وهى القصيدة المسماة: «بحرز الامانى ووجه التهانى» من نظم الإمام «أبى القاسم، القاسم بن فيّره بن خلف بن أحمد الرعينى الأندلسى الشاطبى الضرير» المتوفى بالقاهرة فى الثامن والعشرين من جمادى الآخرة، سنة تسعين وخمسمائة هـ.
__________
(1) انظر: كتاب النشر ج 1ص 58فما بعدها طبع القاهرة.(1/9)
5 - كتاب شرح الشاطبية:
للإمام «أبى الحسن على بن محمد السخاوى» المتوفى بدمشق سنة ثلاث وأربعين وستمائة هـ 6كتاب شرح الشاطبية:
للإمام «أبى القاسم عبد الرحمن بن اسماعيل» الدمشقى المعروف بأبى شامة، المتوفى عام خمس وستين وستمائة هـ 7كتاب شرح الشاطبية:
للشيخ «ابن أبى العز بن رشيد الهمذانى» المتوفى بدمشق عام ثلاث وأربعين وستمائة هـ 8كتاب شرح الشاطبية:
للإمام «أبى عبد الله محمد بن الحسن الفاسى» المتوفى بحلب عام ست وخمسين وستمائة هـ 9كتاب شرح الشاطبية:
للإمام «أبى اسحاق إبراهيم بن عمر الجعبرى» المتوفى ببلدة الخليل بفلسطين عام اثنتين وسبعمائة هـ 10كتاب شرح الشاطبية:
للإمام «أبى العباس أحمد بن محمد بن عبد المولى بن جبارة المقدسى» المتوفى عام ثمان وعشرين وسبعمائة بالقدس.
11 - كتاب العنوان:
للإمام «أبى طاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران الأنصارى» الأندلسى الأصل، ثم المصرى، المتوفى بالقاهرة عام خمس خمسين وأربعمائة هـ
12 - كتاب الهادى:(1/10)
للإمام «أبى طاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران الأنصارى» الأندلسى الأصل، ثم المصرى، المتوفى بالقاهرة عام خمس خمسين وأربعمائة هـ
12 - كتاب الهادى:
للإمام الفقيه «أبى عبد الله محمد بن سفيان القيروانى» المالكى، المتوفى ليلة مستهل صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة هـ بالمدينة المنورة، ودفن بالبقيع، بعد حجه ومجاورته بمكة سنة.
13 - كتاب الكافى:
للإمام الأستاذ «أبى عبد الله محمد بن شريح بن أحمد بن محمد» الرعينى، الاشبيلى، المتوفى فى شوال سنة ست وسبعين وأربعمائة هـ بإشبيلية من الأندلس.
14 - كتاب الهداية:
للإمام المقرى المفسر الأستاذ «أبى العباس أحمد بن عمار بن أبى العباس المهدوى» توفى فيما قاله الحافظ الذهبى بعد الثلاثين وأربعمائة هـ.
15 - كتاب التبصرة:
للإمام «أبى محمد مكى بن أبى طالب بن محمد بن مختار» القيسى القيرواني، ثم الأندلسى، توفى ثانى المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة هـ بقرطبة.
16 - كتاب القاصد:
«لأبى القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجى القرطبى المتوفى بقرطبة سنة ست وأربعين وأربعمائة هـ.
17 - كتاب الروضة:
للإمام «أبى العمر أحمد بن عبد الله بن لب الطلمنكى» الأندلسى نزيل قرطبة، والمتوفى بها بذى الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة هـ.
18 - كتاب المجتبى: للامام أبى القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر الطرسوسى نزيل مصر والمتوفى بها سلخ ربيع الأول سنة عشرين وأربعمائة هـ 19كتاب تلخيص العبارات: للامام المقرى أبى على الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة الهوارى القيروانى نزيل الاسكندرية، والمتوفى بها ثالث عشر رجب سنة أربع عشر وخمسمائة هـ.(1/11)
للإمام «أبى العمر أحمد بن عبد الله بن لب الطلمنكى» الأندلسى نزيل قرطبة، والمتوفى بها بذى الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة هـ.
18 - كتاب المجتبى: للامام أبى القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر الطرسوسى نزيل مصر والمتوفى بها سلخ ربيع الأول سنة عشرين وأربعمائة هـ 19كتاب تلخيص العبارات: للامام المقرى أبى على الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة الهوارى القيروانى نزيل الاسكندرية، والمتوفى بها ثالث عشر رجب سنة أربع عشر وخمسمائة هـ.
20 - كتاب التذكرة فى القراءات الثمان: للامام ابى الحسن طاهر بن الامام الاستاذ أبى الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبى نزيل مصر، والمتوفى بها لعشر مضين من ذى القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة هـ.
21 - كتاب الروضة فى القراءات الاحدى عشر: وهى قراءات العشرة المشهورة، وقراءة الأعمش للامام أبى على الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادى المالكى نزيل مصر، والمتوفى بها فى شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة هـ.
22 - كتاب الجامع: تأليف الفارسى، وتوفى بمصر سنة إحدى وستين وأربعمائة هـ.
23 - كتاب التجريد: للامام الأستاذ أبى القاسم عبد الرحمن بن أبى بكر عتيق بن خلف الصقلى المعروف بابن الفحام شيخ الاسكندرية، وتوفى بها فى ذى القعدة سنة ست عشرة وخمسمائة هـ.
24 - مفردة يعقوب: للامام ابن الفحام سالف الذكر.(1/12)
23 - كتاب التجريد: للامام الأستاذ أبى القاسم عبد الرحمن بن أبى بكر عتيق بن خلف الصقلى المعروف بابن الفحام شيخ الاسكندرية، وتوفى بها فى ذى القعدة سنة ست عشرة وخمسمائة هـ.
24 - مفردة يعقوب: للامام ابن الفحام سالف الذكر.
25 - كتاب التلخيص فى القراءات الثمان: للإمام أبى معشر عبد الكريم ابن عبد الصمد بن محمد بن على بن محمد الطبرى الشافعى شيخ اهل مكة، والمتوفى بها سنة ثمان وسبعين وأربعمائة هـ.
26 - كتاب الروضة: للإمام أبى إسماعيل موسى بن الحسين بن إسماعيل بن موسى العدل 27كتاب الاعلان: للإمام عبد الرحمن بن إسماعيل بن عثمان بن يوسف الصفراوى الاسكندرى، والمتوفى بها فى ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وستمائة هـ.
28 - كتاب الارشاد: لأبى الطيب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون الحلبى نزيل مصر، والمتوفى بها فى جمادى الاولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة هـ.
29 - كتاب الوجيز: للأستاذ أبى على الحسن بن على بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز الأهوازى، نزيل دمشق والمتوفى بها رابع ذى الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة هـ.
30 - كتاب السبعة: للإمام أبى بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمى البغدادى، والمتوفى بها فى العشرين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة هـ.
31 - كتاب المستنير فى القراءات العشر: للإمام الأستاذ أبى طاهر أحمد بن على بن عبيد الله بن عمر بن سوار البغدادى، والمتوفى بها سنة ست وتسعين وأربعمائة هـ.(1/13)
30 - كتاب السبعة: للإمام أبى بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمى البغدادى، والمتوفى بها فى العشرين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة هـ.
31 - كتاب المستنير فى القراءات العشر: للإمام الأستاذ أبى طاهر أحمد بن على بن عبيد الله بن عمر بن سوار البغدادى، والمتوفى بها سنة ست وتسعين وأربعمائة هـ.
32 - كتاب المبهج فى القراءات الثمان: وقراءة «ابن محيض، والأعمش واختيار خلف، واليزيدى» للإمام أبى عبد الله بن على بن أحمد بن عبد الله المعروف بسبط الخياط البغدادى، والمتوفى بها فى ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة هـ.
33 - كتاب الايجاز: لسبط الخياط سالف الذكر.
34 - كتاب إرادة الطالب: فى القراءات العشر وفى فرش القصيدة المنجدة للإمام سبط الخياط المذكور من قبل.
35 - كتاب تبصرة المبتدى: للإمام سبط الخياط سالف الذكر.
36 - كتاب المهذب، فى القراءات العشر: للإمام الزاهد أبى منصور محمد بن أحمد بن على الخياط البغدادى، والمتوفى بها سادس عشر المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة هـ.
37 - كتاب الجامع «فى القراءات العشر» وقراءة الأعمش: للإمام أبى الحسن على بن محمد بن على بن فارس الخياط، البغدادى، والمتوفى بها فى حدود سنة خمسين وأربعمائة هـ.
38 - كتاب التذكار فى القراءات العشر: للإمام الأستاذ أبى الفتح عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عباس بن شيطا البغدادى، والمتوفى بها فى صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة هـ.
39 - كتاب المفيد فى القراءات العشر: للإمام أبى نصر أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب البغدادى، والمتوفى بها فى جمادى الأولى سنة اثنين وأربعين وأربعمائة هـ.(1/14)
38 - كتاب التذكار فى القراءات العشر: للإمام الأستاذ أبى الفتح عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عباس بن شيطا البغدادى، والمتوفى بها فى صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة هـ.
39 - كتاب المفيد فى القراءات العشر: للإمام أبى نصر أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب البغدادى، والمتوفى بها فى جمادى الأولى سنة اثنين وأربعين وأربعمائة هـ.
40 - كتاب الكفاية فى القراءات الست: للإمام سبط الخياط سالف الذكر.
41 - كتاب الموضح، والمفتاح فى القراءات العشر: كلاهما للإمام أبى منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون العطار البغدادى، والمتوفى بها سادس عشر رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة هـ.
42 - كتاب الارشاد فى القراءات العشر: للإمام أبى العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسى الواسطى، وتوفى بها فى شوال سنة إحدى وعشرين وخمسمائة هـ.
43 - كتاب الكفاية الكبرى: للإمام أبى العز سالف الذكر.
44 - كتاب كفاية الاختصار: للإمام أبى العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد العطار الهمدانى، والمتوفى بها فى تاسع عشر جمادى الاولى سنة تسع وستين وخمسمائة هـ.
45 - كتاب الاقناع «فى القراءات السبع»: للإمام أبى جعفر أحمد بن على بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصارى الغرناطى، والمتوفى بها فى جمادى الآخرة سنة أربعين وخمسمائة هـ.
46 - كتاب الغاية: للإمام أبى بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهانى، ثم النيسابورى، والمتوفى بها فى شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة هـ.(1/15)
45 - كتاب الاقناع «فى القراءات السبع»: للإمام أبى جعفر أحمد بن على بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصارى الغرناطى، والمتوفى بها فى جمادى الآخرة سنة أربعين وخمسمائة هـ.
46 - كتاب الغاية: للإمام أبى بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهانى، ثم النيسابورى، والمتوفى بها فى شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة هـ.
47 - كتاب المصباح «فى القراءات العشر»: للإمام أبى الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن على بن فتحان الشهرزورى البغدادى، والمتوفى بها ثانى عشر ذى الحجة سنة خمسين وخمسمائة هـ.
48 - كتاب الكامل «فى القراءات العشر»: للإمام أبى القاسم يوسف ابن على بن جبارة بن محمد بن عقيل الهذلي المغربى نزيل نيسابور، والمتوفى بها سنة خمس وستين وأربعمائة هـ.
49 - كتاب المنتهى «فى القراءات العشر»: للإمام أبى الفضل بن محمد ابن جعفر الخزاعى، والمتوفى بها سنة ثمان واربعين، وأربعمائة هـ.
50 - كتاب الاشارة «فى القراءات العشر»: للإمام أبى نصر منصور بن أحمد العراقى.
51 - كتاب المفيد «فى القراءات الثمان»: للإمام المقرى أبى عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمى، اليمنى، والمتوفى فى حدود سنة ستين وخمسمائة هـ.
52 - كتاب الكنز «فى القراءات العشر»: للإمام أبى محمد بن عبد الله ابن عبد المؤمن بن الوجيه الواسطى، توفى فى شوال سنة أربعين وسبعمائة هـ.
53 - كتاب الشفعة «فى القراءات السبع: من نظم الإمام العلامة أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الموصلى المعروف بشعلة، توفى فى صفر سنة ست وخمسين وستمائة هـ.(1/16)
52 - كتاب الكنز «فى القراءات العشر»: للإمام أبى محمد بن عبد الله ابن عبد المؤمن بن الوجيه الواسطى، توفى فى شوال سنة أربعين وسبعمائة هـ.
53 - كتاب الشفعة «فى القراءات السبع: من نظم الإمام العلامة أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الموصلى المعروف بشعلة، توفى فى صفر سنة ست وخمسين وستمائة هـ.
54 - كتاب جمع الاصول «فى مشهور المنقول»: نظم الإمام المقرى أبى الحسن على بن أبى محمد بن أبى سعد الديواني الواسطى، والمتوفى بها سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة هـ.
55 - كتاب عقد اللئالي «فى القراءات السبع العوالى»: من نظم الإمام الاستاذ أبى حيان محمد بن يوسف الأندلسى فى وزن الشاطبية ورويها.
56 - كتاب الشرعة «فى القراءات السبع»: للإمام شرف الدين هبة الله ابن عبد الرحيم بن إبراهيم بن البارزى قاضى حماه، والمتوفى بها سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة هـ.
57 - كتاب البستان «فى القراءات الثلاث عشر»: للإمام أبى بكر عبد الله بن أيدغدى الشمس الشهير بابن الجندى، توفى بالقاهرة آخر شوال سنة تسع وتسعين وسبعمائة هـ.
58 - كتاب مفردة يعقوب: لأبى محمد عبد البارى بن عبد الرحمن بن عبد الكريم الصعيدى، توفى بالإسكندرية سنة ست وخمسين وستمائة هـ والله أعلم.(1/17)
58 - كتاب مفردة يعقوب: لأبى محمد عبد البارى بن عبد الرحمن بن عبد الكريم الصعيدى، توفى بالإسكندرية سنة ست وخمسين وستمائة هـ والله أعلم.
تاريخ القراء العشرة، أو الأئمة العشرة
تراجمهم وسلسلة سندهم فى القراءات حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
الإمام الأول:
نافع المدنى ت 169هـ:
هو: أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم الليثى، أصله من أصفهان، وهو من علماء الطبقة الرابعة، وكان شديد سواد اللون.
قال الإمام مالك بن أنس ت 179هـ: «نافع إمام الناس فى القراءة (1)» اه وقال «أحمد بن هلال المصرى»: قال لى الشيبانى، قال لى رجل ممن قرأ على «نافع» إنّ «نافعا» كان اذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك، فقلت له: «يا أبا عبد الله، أو يا أبا رويم أتطيب كلما قعدت تقرئ؟
قال: «ما أمس طيبا، ولكنى رأيت النبى صلّى الله عليه وسلم وهو يقرأ فى «فىّ» فمن ذلك أشم من «فىّ» هذه الرائحة (2)» اهـ ولد الامام نافع سنة 70هـ سبعين هجرية.
وكان رحمه الله تعالى صاحب دعابة وطيب أخلاق.
قال عنه «ابن معين»: «وكان ثقة» اهـ وقال عنه «النسائى»: «ليس به بأس» اهـ وقال عنه «أبو حاتم»: «كان صدوقا (3)» اهـ
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار للذهبى ج 1ص 90ط القاهرة
(2) انظر: المصدر المتقدم.
(3) انظر: المصدر المتقدم ج 1ص 92.(1/18)
شيوخ نافع:
اتفقت جميع المصادر على أن الامام نافع قرأ على سبعين من التابعين، أذكر منهم:
1 - أبا جعفر يزيد بن القعقاع ت 128هـ 2عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ت 117هـ 3شيبة بن نصاح القاضى ت 130هـ 4يزيد بن رومان ت 120هـ 5مسلم بن جندب الهذلي ت 130هـ وقد تلقى هؤلاء الخمسة القراءات عن ثلاثة من الصحابة وهم:
1 - أبو هريرة ت 59هـ 2عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ت 68هـ 3عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة المخزومى ت 78هـ وقد تلقى هؤلاء الثلاثة عن:
1 - أبى بن كعب ت 30هـ وقرأ «أبي بن كعب» على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، عن الأمين «جبريل» عليه السلام (1)
من هذا يتبين أن قراءة الامام نافع صحيحة، ومتصلة السند بالرسول عليه الصلاة والسلام.
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 112(1/19)
تلاميذ الإمام نافع:
لقد تتلمذ على الإمام نافع خلق كثير لا يحصون من المدينة المنورة، والشام، ومصر، والبصرة، وغيرها من بلاد المسلمين، أذكر منهم:
1 - الإمام مالك بن أنس، إمام دار الهجرة ت 179هـ 2أبا عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ 3إسماعيل بن جعفر بن وردان ت 160هـ 4سليمان بن جماز ت 170هـ 5عيسى بن مينا قالون ت 220هـ 6أبو سعيد عثمان المصرى «ورش» ت 197هـ انتهت إلى الإمام نافع رئاسة الإقراء بالمدينة المنورة، وأقرأ بها أكثر من سبعين سنة.
قال «الذهبى» ت 748هـ: «حدثنا ابن مجاهد» ت 324هـ عن «محمد بن اسحاق» ت 290هـ عن أبيه قال: لما حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه: «أوصنا» قال: «اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين» توفى الإمام نافع بالمدينة المنورة سنة 169هـ تسع وستين ومائة (1)
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار للذهبى ج 1ص 92(1/20)
الإمام الثانى: ابن كثير ت 120هـ
هو: عبد الله بن كثير بن عبد الله بن زاذان بن فيروز بن هرمز المكى، من علماء الطبقة الثالثة (1).
قال «ابن الجزرى» ت 833هـ: «كان ابن كثير» إمام الناس فى القراءة بمكة المكرمة، لم ينازعه فيها منازع» اهـ وقال «ابن مجاهد» ت 324هـ: «لم يزل ابن كثير الإمام المجتمع عليه فى القراءة بمكة حتى مات» اهـ.
وقال «الأصمعى» ت 215هـ «قلت لأبى عمرو بن العلاء البصرى: قرأت على ابن كثير»؟ قال نعم ختمت على «ابن كثير» بعد ما ختمت على «مجاهد» وكان أعلم بالعربية من «مجاهد» وكان فصيحا، بليغا، مفوها، أبيض اللحية طويلا أحمر، جسيما، يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار» اهـ.
ولد «ابن كثير» سنة 45هـ خمس وأربعين، وتوفى سنة 120هـ عشرين ومائة (2).
شيوخ ابن كثير:
تلقى ابن كثير القراءة عن كل من:
1 - أبى السائب عبد الله بن السائب المخزومى ت 68هـ.
2 - أبى الحجاج مجاهد بن جبر المكى ت 104هـ.
3 - درباس مولى ابن عباس. لم أقف له على تاريخ وفاة.
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 71
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 121120(1/21)
وقرأ «عبد الله بن السائب» شيخ «ابن كثير» على:
1 - أبى بن كعب ت 30هـ 2وعمر بن الخطاب ت 23هـ وقرأ «مجاهد بن جبر» شيخ «ابن كثير» على:
1 - عبد الله بن عباس ت 68هـ 2عبد الله بن السائب ت 68هـ وقرأ «درباس» شيخ «ابن كثير» على:
1 - مولاه «عبد الله بن عباس».
وقرأ «عبد الله بن عباس» على:
1 - أبى بن كعب ت 30هـ 2زيد بن ثابت ت 45هـ وقرأ كل من «أبى بن كعب، وزيد بن ثابت» على رسول الله صلّى الله عليه وسلم (1) من هذا يتبين ان قراءة «ابن كثير» صحيحة، ومتصلة السند بالنبى صلّى الله عليه وسلم.(1/22)
1 - أبى بن كعب ت 30هـ 2زيد بن ثابت ت 45هـ وقرأ كل من «أبى بن كعب، وزيد بن ثابت» على رسول الله صلّى الله عليه وسلم (1) من هذا يتبين ان قراءة «ابن كثير» صحيحة، ومتصلة السند بالنبى صلّى الله عليه وسلم.
تلاميذ «ابن كثير»:
لقد تتلمذ على «ابن كثير» وأخذ عنه القراءة عدد كثير، أذكر منهم:
1 - البزّى: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبى بزّة ت 250هـ 2قنبل: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد المخزومى ت 291هـ.
3 - إسماعيل بن عبد الله القسطنطين ت 170هـ 4إسماعيل بن مسلم بن إسحاق المخزومى ت 159هـ 5الحارث بن قدامة، لم أقف له على تاريخ وفاة 6حماد بن سلمة ت 167هـ 7الخليل بن أحمد ت 170هـ 8سفيان بن عيينة ت 198هـ 9أبا عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ (1)
__________
(1) انظر: غاية النهاية فى طبقات القراء ج 1ص 443(1/23)
الإمام الثالث: «أبو عمرو بن العلاء البصرى» ت 154هـ:
هو: زبان بن العلاء بن عمار بن العريان المازنى التميمى، البصرى، وقيل اسمه «يحيى» وقيل: اسمه كنيته، كان إمام البصرة، ومقرئها (1).
قال «ابن الجزرى» ت 833هـ:
«كان أبو عمرو بن العلاء» أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق، والثقة، والامانة، والدين (2)» اهـ.
ولد «أبو عمرو» بمكة سنة 68هـ وقيل: سنة 65هـ.
توفى بالكوفة سنة 154هـ أربع وخمسين ومائة (3)
شيوخ أبى عمرو:
قرأ «أبو عمرو» على عدد كثير: بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والكوفة، والبصرة، ويعتبر «أبو عمرو» أكثر القراء شيوخا، أذكر منهم:
1 - أبا جعفر يزيد بن القعقاع ت 128هـ 2يزيد بن رومان ت 120هـ 3شيبة بن نصاح ت 130هـ 4نافع بن أبى نعيم ت 169هـ 5عبد الله بن كثير ت 120هـ 6مجاهد بن جبر ت 104هـ
__________
(1) انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 7، ومعرفة القراء الكبار ج 1ص 83
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 134
(3) انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 7(1/24)
7 - الحسن البصرى ت 110هـ 8حميد بن قيس الأعرج المكى ت 130هـ 9عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمى ت 117هـ 10عطاء بن أبى رباح ت 115هـ 11عاصم بن أبى النجود ت 127هـ 12يحيى بن يعمر ت 129هـ 13أبا العالية رفيع بن مهران الرياحي، لم أقف له على تاريخ وفاة وقرأ «أبو العالية» شيخ «أبى عمرو» على:
1 - عمر بن الخطاب ت 23هـ 2أبى بن كعب ت 30هـ 3زيد بن ثابت ت 45هـ 4عبد الله بن عباس ت 68هـ وقرأ كل من: «زيد بن ثابت، وأبى بن كعب» على رسول الله صلّى الله عليه وسلم (1)
من هذا يتبين أن قراءة «أبى عمرو بن العلاء» متواترة، ومتصلة السند بالنبي عليه الصلاة والسلام.
تلاميذ أبى عمرو بن العلاء:
لقد تلقى القراءة على «أبى عمرو ابن العلاء» خلق كثير أذكر منهم:
1 - الدورى: أبا عمر حفص بن عبد العزيز ت 246هـ 2السوسى: أبا شعيب صالح بن زياد ت 261هـ
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 123(1/25)
3 - سلام بن سليمان الطويل ت 171هـ 4شجاع بن أبى نصر ت 190هـ 5العباس بن الفضل بن عمرو بن حنظلة ت 186هـ 6عبد الله بن المبارك بن واضح ت 181هـ 7أبو زيد الأنصارى سعيد بن أوس ت 215هـ 8يونس بن حبيب البصرى ت 185هـ 9أبو عبيدة معمر بن المثنى ت 210هـ قال «وكيع»: «قدم أبو عمرو بن العلاء» «الكوفة» فاجتمعوا إليه كما اجتمعوا على «هشام بن عروة» اهـ.
وقال «أبو عبيدة معمر بن المثنى»: «كان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات، والعربية، وأيام العرب، والشعر وأيام الناس (1)، اهـ.
وقال «ابن معين»: «أبو عمرو بن العلاء ثقة (2)» اهـ.
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار للذهبى ج 1ص 85
(2) انظر: المصدر المتقدم ج 1ص 86(1/26)
الإمام الرابع: ابن عامر الشامى ت 118هـ:
هو: عبد الله بن عامر الشامى اليحصبى، ويكنى أبا عمرو، وهو من التابعين، ومن علماء الطبقة الثالثة (1).
قال «ابن عامر»: ولدت سنة ثمان من الهجرة، بضيعة يقال لها «رحاب» وقبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولى سنتان (2)».
ويعتبر «ابن عامر» إمام «اهل الشام» فى القراءة.
قال «ابن الجزرى» ت 833هـ:
«كان ابن عامر إماما كبيرا، وتابعيا جليلا، وعالما شهيرا، أمّ المسلمين بالجامع الأموى سنين كثيرة فى أيام «عمر بن عبد العزيز» رضى الله عنه فكان يأتم به وهو أمير المؤمنين، وجمع له بين الامامة، والقضاء، ومشيخة الإقراء «بدمشق» فأجمع الناس على قراءته، وعلى تلقيها بالقبول، وهم الصدر الأول الذين هم أفاضل المسلمين (3)» اهـ وقال «أحمد بن عبد الله العجلى»: «ابن عامر الشامى ثقة (4)» اهـ.
توفى «ابن عامر» بدمشق سنة 118هـ ثمان عشرة ومائة (5)
شيوخ ابن عامر:
قال «ابن الجزرى» قرأ «ابن عامر» على كل من:
1 - أبى هاشم المغيرة بن أبى شهاب ت 91هـ 2عبد الله بن عمرو بن المغيرة المخزومى 3أبى الدرداء عويمر بن زيد بن قيس ت 32هـ
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار للذهبى ج 1ص 67
(2) انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 7
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 144
(4) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 69
(5) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 144(1/27)
وقرأ «عبد الله بن المغيرة» شيخ «ابن عامر» على:
1 «عثمان بن عفان» رضى الله عنه ت 35هـ.
وقرأ «أبو الدرداء» شيخ «ابن عامر» «وعثمان بن عفان» على رسول الله صلّى الله عليه وسلم (1).
من هذا يتبين أن قراءة «ابن عامر» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبى عليه الصلاة والسلام.
تلاميذ ابن عامر:
لقد تلقى القراءات على «ابن عامر» عدد كثير أذكر منهم 1هشام بن عمار الدمشقى ت 245هـ؟
2 - ابن ذكوان عبد الله بن أحمد القرشى الدمشقى ت 242هـ؟
3 - يحيى بن الحارث الذمارى، الذى خلف «ابن عامر» فى الإقراء والتعليم.
4 - عبد الرحمن بن عامر، شقيق «ابن عامر» 5ربيعة بن يزيد 6جعفر بن ربيعة 7اسماعيل بن عبد الله بن أبى المهاجر 8سعيد بن عبد العزيز 9خلاد بن يزيد بن صبيح المرى 10يزيد بن أبى مالك (2).
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 144
(2) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 68(1/28)
الإمام الخامس:
عاصم الكوفى ت 127هـ:
هو: عاصم بن بهدلة أبى النجود الأسدي، ويكنى أبا بكر، وهو من التابعين، ومن علماء الطبقة الثالثة (1).
قال «ابن الجزرى» ت 833هـ:
«كان عاصم الإمام الذى انتهت اليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد «أبى عبد الرحمن السلمى» ت 73هـ ثم قال: «وقد جلس موضعه ورحل الناس اليه للقراءة، وكان قد جمع بين الفصاحة، والإتقان، والتحرير، والتجويد، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن (2).
«وقال أبو بكر بن عياش»: لا أحصى ما سمعت أبا اسحاق السبيعى يقول «ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم (3)» اهـ.
وقال «عبد الله بن أحمد بن حنبل»: «سألت أبى» عن «عاصم» فقال: «رجل صالح ثقة» (4) اهـ.
وقال «أبو بكر بن عياش»: دخلت على «عاصم» وقد احتضر فجعل يردد هذه الآية يحققها كأنه فى الصلاة: {ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق} [5] اهـ.
توفى الإمام «عاصم» بالكوفة سنة 127هـ سبع وعشرين ومائة.
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار للذهبى ج 1ص 73
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 155
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 155
(4) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 155
(5) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 155(1/29)
شيوخ الإمام عاصم
: قال «ابن الجزرى» قرأ «عاصم» على كل من:
1 - أبى عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمى ت 73هـ 2أبى مريم زر بن حبيش الأسدي ت 83هـ 3أبى عمرو سعد بن إلياس الشيبانى ت 96هـ وقرأ هؤلاء الثلاثة على:
1 - عبد الله بن مسعود ت 32هـ رضى الله عنه وقرأ كل من: «أبى عبد الرحمن السلمى، وزر بن حبيش» على:
1 - عثمان بن عفان ت 35هـ رضي الله عنه 2على بن أبى طالب ت 40هـ رضي الله عنه وقرأ «أبو عبد الرحمن السلمى» أيضا على:
1 - أبى بن كعب ت 30هـ رضي الله عنه.
2 - زيد بن ثابت ت 45هـ رضي الله عنه.
وقرأ كل من:
1 - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه 2عثمان بن عفان رضي الله عنه 3على بن أبى طالب رضي الله عنه 4أبى بن كعب رضي الله عنه 5زيد بن ثابت رضي الله عنه على رسول الله صلّى الله عليه وسلم (1).
من هذا يتبين أن قراءة «الإمام عاصم» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبى صلّى الله عليه وسلم.
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 155(1/30)
تلاميذ الإمام عاصم:
تلقى القراءات على «الإمام عاصم» عدد كثير أذكر منهم:
1 - شعبة: أبو بكر بن عياش ت 193هـ 2حفص: أبو عمرو حفص بن سليمان بن المغيرة ت 180هـ 3أبان بن تغلب ت 141هـ 4صماد بن سلمة ت 167هـ 5سليمان بن مهران الأعمش ت 147هـ 6سهل بن شعيب، لم أقف له على تاريخ وفاة 7شيبان بن معاوية ت 164هـ وروى عن «عاصم» حروفا من {القرآن كل من:
1 - أبى عمرو بن العلاء ت 154هـ 2حمزة بن حبيب الزيات ت 156هـ 3الحارث بن نبهان لم أقف له على تاريخ وفاة 4هارون بن موسى الأعور ت 146هـ} [1].
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار للذهبى ج 1ص 73فما بعدها(1/31)
الإمام السادس:
حمزة الكوفى ت 156هـ هو: حمزة بن حبيب بن عمارة، الزيات، ويكنى أبا عمارة، وهو من علماء الطبقة الرابعة (1).
قال «ابن الجزرى» ت 833هـ:
كان «حمزة» إمام الناس فى القراءة بالكوفة بعد «عاصم» و «الأعمش» وكان ثقة كبيرا، حجة، رضيا، قيما بكتاب الله، مجودا، عارفا بالفرائض، والعربية، حافظا للحديث، ورعا، عابدا، خاشعا، ناسكا زاهدا، قانتا لله تعالى، لم يكن له نظير.
ثم يقول «ابن الجزرى» وكان «حمزة» يجلب الزيت من العراق إلى «حلوان» ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة (2)» اهـ.
قال له ا «الإمام أبو حنيفة» «شيئان غلبتنا عليهما، لسنا ننازعك عليهما: القرآن، والفرائض (3)» اهـ.
وكان «الأعمش» اذا رآه يقول: «هذا حبر القرآن (4)» اهـ.
وقال «حمزة» عن نفسه: «ما قرأت حرفا من كتاب الله تعالى إلا بأثر (5)» اهـ وقال «عبد الله بن موسى»: ما رأيت أحدا أقرأ من «حمزة (6)» اهـ.
ولد «حمزة» سنة 80ثمانين هجرية، وتوفى فى خلافة «أبى جعفر المنصور» سنة 156هـ ست وخمسين ومائة (7).
__________
(1) انظر: معرفة القاء الكبار للذهبى ج 1ص 93
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 166
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 166
(4) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 166
(5) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 95
(6) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 95
(7) انظر: الوافى شرح الشاطبية ص 20(1/32)
شيوخ الإمام حمزة:
قال «ابن الجزرى» قرا «حمزة» على كل من:
1 - أبى حمزة حمران بن أعين ت 129هـ 2أبى إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعى ت 132هـ 3محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى ت 148هـ 4أبى محمد طلحة بن مصرف ت 112هـ 5أبى عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب.
وقرأ «أبو محمد طلحة بن مصرف» شيخ «حمزة» على:
1 - أبى محمد يحيى بن وثاب ت 103هـ وقرأ «يحيى بن وثاب» على:
1 - أبى شبل علقمة بن قيس ت 62هـ 2الأسود بن يزيد بن قيس ت 62هـ 3زر بن حبيش ت 82هـ 4زيد بن وهب الكوفى ت 82هـ 5عبيد بن نضلة ت 75هـ وقرأ «عبيد بن نضلة» على:
1 - علقمة بن قيس بن مالك الصحابى ت 62هـ وقرأ «أبو حمزة حمران بن أعين» شيخ «حمزة» على:
1 - محمد الباقر
وقرأ «أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعى» ت 132هـ شيخ «حمزة» على:(1/33)
1 - محمد الباقر
وقرأ «أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعى» ت 132هـ شيخ «حمزة» على:
1 - أبى عبد الرحمن السلمى ت 73هـ 2زر بن حبيش بن أبى مريم ت 82هـ 3عاصم بن ضمرة، لم أقف له عى تاريخ وفاة 4الحارث بن عبد الله الهمذانى، لم أقف له على تاريخ وفاة وقرأ «عاصم بن ضمرة، والحارث بن عبد الله الهمذانى» على:
1 - على بن أبى طالب ت 40هـ رضي الله عنه وقرأ علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد بن قيس، وعاصم بن ضمرة، والحارث بن عبد الله الهمذانى على:
1 - عبد الله بن مسعود ت 32هـ رضي الله عنه وقرأ «جعفر الصادق» على أبيه «محمد الباقر».
وقرأ «محمد الباقر» على أبيه «زين العابدين».
وقرأ «زين العابدين» على أبيه «الحسين بن على بن أبى طالب» رضي الله عنهما وقرأ «الحسين بن على» على أبيه «على بن أبى طالب» رضي الله عنهما.
وقرأ كل من:
1 - علىّ بن أبى طالب رضي الله عنه 2عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
من هذا يتبين أن قراءة «حمزة الكوفى» متواترة، ومتصلة السند بالنبىّ عليه الصلاة والسلام. (1)
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 165(1/34)
تلاميذ حمزة الكوفى:
لقد أخذ القراءة على «حمزة» عدد كثير، أذكر منهم:
1 - خلف بن هشام البزار ت 229هـ 2خلاد بن خالد الصيرفى ت 220هـ 3سليم بن عيسى، لم أقف له على تاريخ وفاة 4سفيان الثورى ت 161هـ 5على بن حمزة الكسائى ت 189هـ 6يحيى بن زياد الفراء ت 207هـ 7يحيى بن المبارك بن المغيرة ت 202هـ (1).
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 93(1/35)
الإمام السابع:
الكسائى الكوفى ت 189هـ هو: على بن حمزة النحوى، ويكنى أبا الحسن، وقيل له الكسائى من أجل أنه أحرم فى كساء (1) وهو من علماء الطبقة الرابعة (2).
قال «ابن الجزرى»: ت 833هـ: «كان الكسائى إمام الناس فى القراءة فى زمانه، وأعلمهم بالقرآن (3)» اهـ.
وقال «أبو بكر بن الأنبارى» ت 328هـ: «اجتمعت فى الكسائى عدة أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم فى الغريب، وكان أوحد الناس فى {القرآن فكانوا يكثرون عليه فيجمعهم ويجلس على كرسىّ ويتلو} {القرآن من أوله إلى آخره، وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ} [4]» اهـ.
وقال «ابن معين»: «ما رأيت بعينىّ هاتين أصدق لهجة من الكسائى (5)» اهـ وقال «الذهبى» ت 728هـ: انتهت إلى «الكسائى» الامامة فى القراءة بعد وفاة شيخه حمزة (6)
توفى «الكسائى» ببلدة يقال لها «رنبويه» بالرىّ سنة 189هـ تسع وثمانين ومائة، وفى يوم وفاته توفى «محمد بن الحسن» صاحب أبى حنيفة فقال «هارون الرشيد» دفنا النحو، والفقه معا بالرىّ (7).
__________
(1) انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 8.
(2) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 100.
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 172.
(4) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 102.
(5) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 172.
(6) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 101.
(7) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 107.(1/36)
شيوخ الإمام الكسائى:
لقد تلقى الامام الكسائى على خلق كثير، أذكر منهم:
1 - حمزة بن حبيب الزيات ت 156هـ وقد تقدم سند «حمزة» حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وبناء عليه فالإمام «الكسائى» يعتبر موصول السند حتى النبى عليه الصلاة والسلام، وقراءته تعتبر متواترة صحيحة.
2 - محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى ت 148هـ وهو أحد شيوخ «حمزة» الكوفى.
تلاميذ الإمام الكسائى:
لقد تتلمذ على «الكسائى» عدد كثير، أذكر منهم 1أبا الحارث: الليث بن خالد البغدادى ت 240هـ 2حفص الدورى ت 246هـ 3نصير بن يوسف الرازى، 4قتيبة بن مهران الأصبهانى ت 202هـ 5أحمد بن شريح النهشلى 6أبا حمدون الطيب بن إسماعيل 7عيسى بن سليمان الشيرازى 8أبو عبيد القاسم بن سلّام ت 224هـ 9محمد بن سفيان (1).
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 100(1/37)
الإمام الثامن:
ابو جعفر المدنى ت 128هـ:
هو: يزيد بن القعقاع المخزومى المدنى، أحد علماء الطبقة الثالثة (1)
قال «ابن أبى الزناد»: «كان الإمام أبو جعفر المدنى، يقدّم فى زمانه على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج» ت 117هـ.
وقال «ابن الجزرى» ت 833هـ: «كان أبو جعفر تابعيا كبير القدر، انتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة المنورة» اهـ وقال الإمام مالك بن أنس ت 179هـ «كان أبو جعفر رجلا صالحا».
وقال يحيى بن معين: «كان أبو جعفر إمام أهل المدينة، وكان ثقة (2)» اهـ.
شيوخ الإمام أبى جعفر:
لقد تلقى «أبو جعفر» القراءة على كل من:
1 - مولاه «عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة» ت 78هـ 2عبد الله بن عباس ت 68هـ 3أبى هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسى ت 57هـ وقرأ هؤلاء الثلاثة على:
1 - أبىّ بن كعب ت 30هـ وقرأ «أبىّ بن كعب» على رسول الله صلّى الله عليه وسلم (3).
من هذا يتبين أن قراءة «أبى جعفر» متواترة، ومتصلة السند بالنبى صلّى الله عليه وسلم.
__________
(1) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 59
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 178
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 178(1/38)
تلاميذ الإمام أبى جعفر:
لقد تتلمذ على «أبى جعفر» عدد كثير أذكر منهم:
1 - نافع المدنى ت 169هـ وهو الإمام الأول.
2 - أبا الحارث عيسى بن وردان ت 160هـ 3أبا الربيع سليمان بن سلمة بن جمّاز ت 170هـ 4أبا عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ وهو الإمام الثالث.(1/39)
2 - أبا الحارث عيسى بن وردان ت 160هـ 3أبا الربيع سليمان بن سلمة بن جمّاز ت 170هـ 4أبا عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ وهو الإمام الثالث.
الإمام التاسع:
يعقوب الحضرمى ت 205هـ هو: أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمى، وهو من علماء الطبقة الخامسة.
قال «ابن الجزرى» ت 833هـ:
كان «يعقوب» إماما كبيرا، ثقة، عالما، صالحا، ديّنا، انتهت إليه رئاسة القراءة بعد «أبى عمر بن العلاء» وكان إمام جامع البصرة سنين (1)» اهـ وقال «أبو حاتم السجستانى»: «هو أعلم من رأيت بالحروف، والاختلاف فى القراءات، وعللها، ومذاهب النحو، وأروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء.
وقال «أحمد بن حنبل» ت 204هـ: «هو صدوق (2)» اهـ.
وقال «على بن جعفر السعدى»: «كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن فى كلامه» اهـ.
وقال «أبو القاسم الهذلي»: «لم ير فى زمن يعقوب مثله (3)» اهـ.
توفى يعقوب فى ذى الحجة سنة 205هـ خمس ومائتين (4).
شيوخ الإمام يعقوب:
قرأ يعقوب على كل من:
1 - أبى المنذر سلام بن سليمان المزنى ت 171هـ 2شهاب بن شرنفة (5) ت 162هـ 3أبى يحيى مهدى بن ميمون ت 171هـ
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 186
(2) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 130
(3) انظر: معرفة القراء الكبار ج 1ص 131
(4) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 186
(5) شرنفة: بضم الشين المعجمة والنون، وبفتح الفاء(1/40)
4 - أبى الأشهب جعفر بن حبان العطاردى ت 165هـ وقرأ «أبو المنذر سلام بن سليمان المزنى» على كل من:
1 - عاصم الكوفى، وهو الإمام الخامس 2أبى عمرو بن العلاء، وهو الامام الثالث وقد تقدم سندهما.
وقرأ «شهاب بن شرنفة» شيخ «يعقوب» على كل من:
1 - أبى عبد الله هارون بن موسى العتكى الأعور ت 198هـ 2المعلى بن عيسى، لم أقف، له على تاريخ وفاة.
وقرأ «أبو عبد الله هارون بن موسى» على كل من:
1 - عاصم الجحدرى ت 127هـ 2أبى عمرو بن العلاء ت 154هـ وقرأ «أبو يحيى مهدى بن ميمون» شيخ «يعقوب» على كل من:
1 - شعيب بن الحبحاب البصرى ت 130هـ 2أبى العالية الرياحى، لم أقف له على تاريخ وفاة.
وقرأ «أبو الأشهب» شيخ يعقوب على:
1 - أبى رجاء عمران بن ملحان العطاردى» ت 105هـ وقرأ «أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردى» على:
1 - أبى موسى الأشعرى ت 44هـ.
وقرأ «أبو موسى الأشعرى» على رسول الله صلّى الله عليه وسلم (1).
من هذا يتبين ان قراءة «يعقوب الحضرمى» متواترة، ومتصلة السند بالنبى عليه الصلاة والسلام.
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 186(1/41)
تلاميذ الإمام يعقوب الحضرمى:
لقد تلقى القراءات على «يعقوب الحضرمى» عدد كثير أذكر منهم:
1 - رويس: عبد الله محمد بن المتوكل البصرى ت 238هـ 2روح: أبو الحسن بن عبد المؤمن البصرى ت 234هـ(1/42)
1 - رويس: عبد الله محمد بن المتوكل البصرى ت 238هـ 2روح: أبو الحسن بن عبد المؤمن البصرى ت 234هـ
الإمام العاشر:
خلف البزار ت 229هـ هو: أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب البزّار البغدادى.
ولد سنة 150هـ خمسين ومائة، وحفظ {القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ فى طلب العلم، وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
وكان إماما كبيرا، وعالما فاضلا، زاهدا عابدا، ثقة} [1].
قال «ابن الجزرى»: قال «أبو بكر بن أشتة»: إن «خلف البزار» خالف شيخه «حمزة» يعنى فى اختياره فى مائة وعشرين حرفا.
ثم يقول «ابن الجزرى»: لقد تتبعت اختيار «خلف» فلم أره يخرج عن قراءة الكوفيين فى حرف واحد، بل ولا عن «حمزة، والكسائى، وأبى بكر» الّا فى حرف واحد، وهو قوله تعالى {وحرام على قرية} [2].
قرأها كحفص، والجماعة بالألف (3) وروى عنه «أبو العز القلانسى» فى «إرشاده» السكت بين السورتين، فخالف الكوفيين (4)» اهـ.
وقد توفى «خلف» فى جمادى الآخرة سنة 229هـ تسع وعشرين ومائتين (5)
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 191
(2): سورة الانبياء / 95
(3): فى هذه الكلمة «وحرام» قراءتان صحيحتان:
الأولى: قراءة كل من: «شعبة، وحمزة، والكسائى» «وحرم» بكسر الحاء، وسكون الراء، وحذف الألف والثانية: قراءة باقى القراء العشرة «وحرام» بفتح الحاء، والراء، وإثبات الألف بعدها وهما لغتان فى وصف الفعل الذى وجب تركه، يقال: هذا حرم، وحرام.
(4) السكت بين السورتين قراءة كل من: ورش، وأبى عمرو، وابن عامر
(5) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 191(1/43)
شيوخ الإمام خلف البزّار:
لقد تلقى «خلف» القراءة عن كل من:
1 - سليم بن عيسى، عن «حمزة الكوفى» الإمام السادس 2يعقوب بن خليفة الأعشى، عن «أبى بكر شعبة بن عياش» ت 95هـ 3أبى زيد سعيد بن أوس الأنصارى ت 215هـ.
عن «المفضل الضبى» ت 168هـ.
وقد قرأ كل من: «أبى بكر بن عياش، وأبى زيد سعيد بن أوس الأنصارى على: «عاصم الكوفى» الإمام الخامس، وقد تقدم سند عاصم حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم (1)
من هذا يتبين أن قراءة «الإمام خلف» متواترة وصحيحة، ومتصلة السند بالنبى عليه الصلاة والسلام.
تلاميذ الإمام خلف البزّار:
لقد تتلمذ على «خلف» عدد كثير، أذكر منهم 1إسحاق بن إبراهيم بن عثمان الورّاق المروزى ت 286هـ 2أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم البغدادى ت 292هـ 3إبراهيم بن القصار، لم أقف له على تاريخ وفاة 4أحمد بن يزيد الحلوانى ت 252هـ 5إدريس بن عبد الكريم الحداد، لم أقف له على تاريخ وفاة 6محمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ ت 226هـ.
تعقيب: بعد أن قدمت صورة واضحة عن تراجم «الأئمة العشرة» وذكرت أسانيدهم فى القراءة حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بحيث أصبح جليّا أن قراءة هؤلاء الأئمة التى وصلت إلينا ونقرأ بها الآن، ودونها الكثيرون فى مصنفاتهم، وأصبحت تدرس فى دور التعليم هى قراءات صحيحة، ومتواترة، ولا ينبغى لأى شخص مهما كان أن يوجه إليها أىّ طعن. والله أعلم
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 191(1/44)
«نشأة القراءات (1)»
سأتحدث بإذن الله تعالى فى هذا الموضوع عن عدّة قضايا مهمة لها اتصال وثيق «بنشأة القراءات» مثل:
اتعريف القراءات ب هل هناك فرق بين القرآن والقراءات ج الدليل على نزول القراءات د بيان المراد من الأحرف السبعة هـ السبب فى تعدد القراءات وفوائد تعدد القراءات ز متى نشأت القراءات وسأتحدث بإذن الله تعالى عن هذه القضايا حسب ترتيبها فأقول وبالله التوفيق:
أولا: تعريف القراءات:
القراءات جمع قراءة، وهى فى اللغة مصدر قرأ، يقال: قرأ فلان، يقرأ، قراءة، وقرآنا، بمعنى تلا، فهو قارئ.
وفى الاصطلاح: علم بكيفيات أداء كلمات {القرآن الكريم
من تخفيف، وتشديد، واختلاف ألفاظ الوحى فى الحروف» وذلك أن} القرآن نقل إلينا لفظه، ونصه، كما أنزله الله تعالى على نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم، ونقلت إلينا كيفية أدائه كما نطق بها
__________
(1) انظر: لمحات فى علوم القرآن لمحمد الصباغ ص 107ط بيروت / 1974م(1/45)
الرسول، وفقا لما علمه «جبريل» عليه السلام، وقد اختلف الرواة الناقلون، فكل منهم يعزو ما يرويه بإسناد صحيح إلى النبى عليه الصلاة والسلام (1)
ثانيا: فان قيل هل هناك فرق بين القرآن والقراءات؟
أقول: لقد ورد عن «بدر الدين الزركشى» ت 794هـ (2) ما يفيد أنهما حقيقتان متغايرتان، واليك ما ورد عنه فى ذلك:
قال الزركشى: «القرآن، والقراءات، حقيقتان متغيرتان، فالقرآن هو الوحى المنزل على «محمد» صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز.
والقراءات: هى اختلاف ألفاظ الوحى المذكور فى الحروف وكيفيتها من تخفيف وتشديد، وغيرهما.
ولا بدّ فيها من التلقى والمشافهة، لأن القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة (3)» اهـ.
تعقيب: ولكنّى أرى أن «الزركشى» مع جلالة قدره، قد جانبه الصواب فى ذلك.
__________
(1) انظر: المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية د / محمد محيسن ص 66طالقاهرة 1398م
(2) هو: بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشى، أحد جهابذة العلماء الأثبات، ومن أهل النظر، وأرباب الاجتهاد، وأحد الأعلام فى الفقه، والحديث، والتفسير، وأصول الدين، له عدة مصنفات، ولد بالقاهرة سنة 745هـ وتوفى بها سنة 794هـ انظر: مقدمة البرهان ص 135.
(3) انظر: لمحات فى علوم القرآن ص 107ط بيروت(1/46)
وأرى أن كلا من {القرآن، والقراءات حقيقتان بمعنى واحد. يتضح ذلك بجلاء من تعريف كل منهما، ومن الأحاديث الصحيحة الواردة فى نزول القراءات. فسبق أن قلنا: إن القرآن مصدر مرادف للقراءة الخ كما قلنا: إن القراءات جمع قراءة الخ إذا فهما حقيقتان بمعنى واحد. وقال صلّى الله عليه وسلم فيما يرويه «عبد الرحمن بن أبى ليلى» ت 83هـ عن «أبىّ بن كعب» ت 20هـ:
أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان عند «أضاة بنى غفار} [1]» فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، فقال أسال الله معافاته ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك. ثم جاءه الثالثة فقال ان الله يامرك أن تقرئ امتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك. ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا (2)» اهـ إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة التى سيأتى ذكرها، وكلها تدل دلالة واضحة على أنه لا فرق بين كل من القرآن، والقراءات إذ كل منهما الوحى المنزل على نبينا «محمد» عليه الصلاة والسلام
__________
(1) قال ياقوت الحموى: الأضاة: الماء المستنقع من سيل أو غيره، وغفار: قبيلة من كنانة، وهو موضع قريب من مكة انظر: معجم البلدان لياقوت ج 1ص 280
(2) رواه مسلم ج 2ص 103(1/47)
ثالثا: الدليل على نزول القراءات:
لقد تواتر الخبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بأن {القرآن الكريم أنزل على سبعة أحرف.
روى ذلك من الصحابة رضوان الله عليهم اثنان وعشرون صحابيا} [1].
سواءً كان ذلك مباشرة عنه صلّى الله عليه وسلم، أم بواسطة وإليك طرفا من هذه الأحاديث الصحيحة التى تعتبر من أقوى الأدلة على أن «القراءات القرآنية» كلها كلام الله تعالى، لا مدخل لبشر فيها، وكلها منزلة من عند الله تعالى على رسوله «محمد» صلّى الله عليه وسلم، ونقلت عنه حتى وصلت إلينا دون تحريف أو تغيير. فالله تعالى خص هذه الأمة دون سائر الأمم السابقة بحفظ كتابها، وتكفل بذلك حيث قال: {إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون} [2].
أما الأمم المتقدمة فقد وكل الله تعالى إليها حفظ كتبها المنزلة على أنبيائهم
__________
(1) وهم: عمر بن خطاب، عثمان بن عفان، على بن أبى طالب، عبد الله بن مسعود، أبىّ بن كعب، أبو هريرة، معاذ بن جبل، هشام بن حكيم، عمرو بن العاص، عبد الله بن عباس، حذيفة ابن اليمان، عبادة ابن الصامت، سليمان بن صرد، أبو بكرة الأنصارى، أبو طلحة الأنصارى، أنس ابن مالك، سمرة بن جندب أبو جهيم الأنصارى، عبد الرحمن بن عوف، عبد الرحمن بن عبد القارى، المسور بن مخرمة، أم أيوب.
(2) سورة الحجر / 9(1/48)
قال تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء} [1].
فلما وكل حفظ «التوراة» إلى بنى إسرائيل دخلها التحريف والتبديل، قال تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} [2].
أما {القرآن الكريم فهو باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لا يندثر، ولا يتبدل، ولا يلتبس بالباطل، ولا يمسه أىّ تحريف، لما سبق فى علمه تعالى أن هذا الكتاب هو الدستور الدائم الذى فيه صلاح البشرية كلها} {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} [3].
لقد جاء على هذا القرآن زمان كثرت فيه الفرق، وعمت فيه الفتن، واضطربت فيه الأحداث. ولقد أدخلت هذه الفرق على حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث المكذوبة على النبى عليه الصلاة والسلام، مما جعل المسلمين المخلصين، وبخاصة العلماء الأتقياء يعملون فكرهم، وأقلامهم لتنقية سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم من كل دخيل عليها.
__________
(1) سورة المائدة / 44
(2) سورة البقرة / 79
(3) سورة البقرة / 2(1/49)
أما {القرآن الكريم فنحمد الله تعالى حيث لم يستطع أحد من أعداء هذا الدين أن يبدل أىّ نص من نصوصه، أو يدخل عليه أىّ تحريف أو تغيير، بالرغم من حرصهم على ذلك، ولكنهم ما استطاعوا لذلك سبيلا.
الحديث الأول
ابن شهاب ت 124هـ} [1] رضي الله عنه قال:
عن «حدثنى عبيد الله بن عبد الله» ت 98هـ (2) أن عبد الله بن عباس» ت 68هـ (3) رضي الله عنهما حدثه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال «أقرأنى» جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدنى، حتى انتهى إلى سبعة أحرف (4)» اهـ.
__________
(1) ابن شهاب هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، أبو بكر الزهرى، أول من دون فى الحديث، وأحد الفقهاء والأعلام بالمدينة المنورة ت 124هـ انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ج 1ص 571ط القاهرة، وتذكرة الحفاظ للذهبى ج 1ص 102وغاية النهاية لابن الجزرى ج 2ص 262وتهذيب التهذيب لابن حجر ج 9ص 445
(2) هو: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهلالى، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة، وأحد العلماء التابعين على خلاف ت 98هـ انظر: وفيات الأعيان ج 1ص 241، وتذكرة الحفاظ ج 1ص 74
(3) هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلم الصحابى الجليل، ت 68هـ انظر: الاصابة ج 2ص 330.
(4) رواه البخارى ج 6ص 100ومسلم ج 2ص 202 انظر فى هذا: المرشد الوجيز لأبى شامة ت 665هـ ص 77ط بيروت 1395هـ(1/50)
الحديث الثانى
«ابن شهاب» ت 124هـ (1) قال أخبرنى «عروة بن عن الزبير» ت 93هـ (2) أن «المسور بن مخرمة ت 64هـ (3)
وعبد الرحمن بن عبد القارئ ت 80هـ (4) حدثاه أنهما سمعا «عمر بن الخطاب» ت 23هـ (5) يقول يقول سمعت «هشام بن حكيم (6)» يقرأ سورة {الفرقان} [7] فى حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها
__________
(1) تقدمت ترجمته فى الحديث الأول.
(2) هو: عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة، وأحد العلماء التابعين ت 93هـ على خلاف.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2ص 178، ووفيات الأعيان ج 1ص 998
(3) هو: المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب القرشى الزهرى، صحابى جليل ت 64هـ.
انظر الاصابة ج 3ص 419، وتهذيب التهذيب ج 10ص 151
(4) هو: عبد الرحمن بن عبد القارئ، من خيرة علماء المدينة، ومن التابعين الأجلاء، ت 80هـ على خلاف.
انظر: الطبقات الكبرى ج 5ص 57، وتهذيب التهذيب ج 6ص 223
(5) هو: عمر بن الخطاب بن نفيل، أبو حفص، القرشى، ثانى الخلفاء الراشدين، قتل شهيدا عام 23هـ انظر: غاية النهاية ج 1ص 591، والاصابة ج 2ص 518
(6) هو هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد القرشى، أحد الصحابة الفضلاء.
انظر: الاصابة ج 3ص 60
(7) سورة الفرقان من السور المكية وعدد آياتها 77نزلت بعد يس(1/51)
رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فكدت أساوره فى الصلاة (1) فتصبّرت حتى سلم (2) فلببته بردائه (3) فقلت: من أقرأك هذه السورة التى سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقلت كذبت، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقلت: إنى سمعت هذا يقرأ {سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال صلّى الله عليه وسلم «لعمر» أرسله فأرسله «عمر» فقال} [4] لهشام: «اقرأ يا هشام» فقرأ عليه القراءة التى سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«هكذا أنزلت»، ثم قال «اقرأ يا عمر» فقرأت القراءة التى أقرأنى، فقال رسول الله «كذلك أنزلت» إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه (5)» اهـ.
__________
(1) أى أواثبه، وأقاتله، يقال: ساور فلان فلانا إذا وثب إليه وأخذ برأسه.
(2) أى تكلفت الصبر، وأمهلته حتى فرغ من صلاته
(3) أى جمعت ثيابه عند صدره، ونحره، مأخوذ من اللبة بفتح اللام وهى المنحر.
(4) أى النبى عليه الصلاة والسلام.
(5) رواه البخارى ج 6ص 100ومسلم ج 2ص 202، والترمذى ج 11ص 61وأبو داود ج 2ص 101.
انظر: المرشد الوجيز ص 77/ 78.(1/52)
الحديث الثالث
«أبى بن كعب» ت 30هـ (1) قال: كنت فى عن المسجد (2) فدخل رجل (3) فصلّى، فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقلت: «إن هذا قرأ قراءة» أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ. وفى رواية: ثم قرأ هذا، سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقرءا، فحسّن النبى صلّى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط فى نفسى من التكذيب ولا إذ كنت فى الجاهلية (4) فلما رأى النبى صلّى الله عليه وسلم ما قد غشينى، ضرب فى صدرى، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا (5) فقال (6) «يا أبىّ إن ربى أرسل إلىّ أن أقرأ {القرآن
على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتى فردّ إلىّ الثانية: اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردّة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتى، اللهم اغفر لأمتى، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلىّ الخلق كلهم حتى «إبراهيم» صلّى الله عليه وسلم} [7]».
__________
(1) هو: أبىّ بن كعب بن قيس بن عبيد، أبو المنذر، صحابى جليل من الأنصار، وأحد كتاب الوحى للنبى صلّى الله عليه وسلم ت 30هـ.
انظر: صفوة الصفوة لابن الجوزى ج 1ص 188، والاصابة ج 1ص 19.
(2) هو مسجد النبى صلّى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة.
(3) لم تذكر الرواية اسم ذلك الرجل.
(4) أى فوقع فى نفسى من التكذيب ما لم يحصل لى فى وقت من الأوقات ولا وقت أن كنت فى الجاهلية قبل الاسلام
(5) فرقا: بفتح الراء، أى خوفا.
(6) أى النبى صلّى الله عليه وسلم.
(7) رواه أحمد فى مسنده ج 5ص 127، ومسلم ج 3ص 203(1/53)
وفى رواية «أبى بن كعب» أيضا قال «فدخلت المسجد فصليت، عن فقرأت سورة {النحل} [1] ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتى، ثم دخل رجل آخر فقرأ خلاف قراءتنا، فدخل فى نفسى من الشك والتكذيب أشد مما كان فى الجاهلية، فأخذت بأيديهما فأتيت بهما النبى صلّى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله استقرئ هذين، فقرأ أحدهما فقال (2): «أصبت» ثم استقرأ الآخر فقال: «أحسنت» فدخل فى قلبى أشد مما كان فى الجاهلية من الشك والتكذيب، فضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم صدرى وقال: «أعاذك الله من الشك وخسأ عنك الشيطان» ففضت عرقا، فقال «أتانى جبريل» فقال: اقرأ {القرآن على حرف واحد، فقلت:
«إن أمتى لا تستطيع ذلك، حتى قال: سبع مرات، فقال لى: اقرأ على سبعة أحرف} [3]» اهـ
__________
(1) وسورة النحل من السور المكية وعدد آياتها 128نزلت بعد الكهف
(2) أى النبى عليه الصلاة والسلام
(3) رواه الطبرى ت 310هـ فى تفسيره ج 1ص 37(1/54)
الحديث الرابع
«عبد الرحمن بن أبى ليلى» ت 83هـ (1) عن «أبىّ بن عن كعب» أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان عند «أضاة بنى غفار (2)» فأتاه «جبريل» عليه السلام فقال: «إن الله يأمرك ان تقرئ أمتك {القرآن على حرف، فقال: «أسأل الله معافته ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك» ثم أتاه الثانية فقال: إن الله تعالى يأمرك أن تقرئ أمتك} {القرآن على حرفين، فقال: «أسأل الله معافته، ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك. ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك} {القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل الله معافته، ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك. ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك} {القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا} [3]» اهـ.
وفى رواية الترمذى: عن «أبى بن كعب» قال: «لقى رسول الله صلّى الله عليه وسلم جبريل» فقال يا جبريل إنى بعثت إلى أمة أميين، منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذى لم يقرأ كتابا قط، قال: «يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف (4)» اهـ
__________
(1) هو: عبد الرحمن بن أبى ليلى بن بلال الأنصارى، من أئمة التابعين. انظر وفيات الأعيان ج 1ص 345 وميزان الاعتدال ج 2ص 115
(2) قال ياقوت: الأضاة: الماء المستنقع من سيل أو غيره، وغفار: قبيلة من كنانة، وهو موضع قريب من مكة. انظر معجم البلدان لياقوت ج 1ص 280
(3) رواه مسلم ج 2ص 103، وأبو داود ج 2ص 102، والنسائى ج 2ص 152
(4) رواه الترمذى، وقال حديث حسن صحيح.
انظر فى هذا: المرشد الوجيز ص 82(1/55)
رابعا: بيان المراد من الأحرف السبعة
لقد اهتم العلماء قديما وحديثا ببيان المراد من الأحرف السبعة: فمن هؤلاء العلماء:
1 - أبو عبيد القاسم بن سلام ت 224هـ فى كتابه غريب الحديث.
2 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى ت 310هـ فى تفسيره المشهور.
3 - مكى بن أبى طالب ت 437هـ فى كتابه الابانة عن معانى القراءات.
4 - شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبى شامة ت 665هـ فى كتابه المرشد الوجيز 5بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشى ت 794هـ فى كتابه البرهان فى علوم القرآن 6جلال الدين السيوطى ت 911هـ فى كتابه الاتقان فى علوم القرآن إلى غير ذلك من المفسرين، والكتاب عن علوم القرآن الكريم (1)
ومن يطالع مصنفات هؤلاء العلماء يجد العجب العجاب، حيث إن الكثيرين من هؤلاء المصنفين يجعل كل همّه نقل العديد من الآراء حتى ولو كانت غير معزوة إلى أحد من العلماء والمفكرين وهذا إن جاز على السابقين فلا ينبغى أن يتأتى من علماء العصر الحديث، بعد أن أصبحت هناك مناهج علمية لأصول البحث والتصنيف، وهم يعلمون أن كل قول مجهول صاحبه لا يعتد به.
__________
(1) لقد بلغت الأقوال التى ذكرها السيوطى فى كتابه الاتقان نحو أربعين قولا.(1/56)
فإن قيل: ما السبب فى الاهتمام بهذه القضية؟ أقول: لعل ذلك يرجع إلى اتصالها بالقرآن الكريم، والعلماء قديما وحديثا يهتمون بكل ما له اتصال بكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن يقف على الأحاديث الواردة فى هذه القضية يجد هاتين الظاهرتين:
الظاهرة الأولى: لم تتعرض تلك الأحاديث إلى بيان ماهية الاختلاف فى القراءات القرآنية التى كانت تجعل الصحابة يتخاصمون، ويتحاكمون إلى النبى صلّى الله عليه وسلم.
الظاهرة الثانية: لم يثبت من قريب أو بعيد أن «النبى» عليه الصلاة والسلام بيّن المراد من الأحرف السبعة.
ولعل ذلك يرجع إلى عدة عوامل أهمها: أن ذلك كان معروفا لدى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فلم يحتاجوا إلى بيانه، لأنهم لو كانوا فى حاجة إلى معرفة ذلك لسألوا عنه الرسول صلّى الله عليه وسلم فعدم سؤالهم دليل على عدم خفائه عليهم.
ومنذ فترة طويلة وأنا مهتم بهذه القضية كما اهتم بها غيرى، فطوفت بين ثنايا الكتب والمصنفات ووقفت على العديد مما كتبه السابقون جزاهم الله خيرا، واقتبست من تلك الآراء أرجحها، وتركت ما تكرر منها، وما كان مجهول الأصل، ثم رتبتها ترتيبا زمنيا، وعلقت على ما يستوجب التعليق منها، وفى نهاية المطاف سأبين رأيى فى هذه القضية الهامة مع بيان سبب ذلك.
وقبل الدخول فى بيان تلك الآراء أقول:(1/57)
ومنذ فترة طويلة وأنا مهتم بهذه القضية كما اهتم بها غيرى، فطوفت بين ثنايا الكتب والمصنفات ووقفت على العديد مما كتبه السابقون جزاهم الله خيرا، واقتبست من تلك الآراء أرجحها، وتركت ما تكرر منها، وما كان مجهول الأصل، ثم رتبتها ترتيبا زمنيا، وعلقت على ما يستوجب التعليق منها، وفى نهاية المطاف سأبين رأيى فى هذه القضية الهامة مع بيان سبب ذلك.
وقبل الدخول فى بيان تلك الآراء أقول:
لقد اتفق العلماء قديما وحديثا على أنه لا يجوز أن يكون المراد بالأحرف السبعة قراءة هؤلاء القراء المشهورين (1) كما يظنه الكثيرون من الذين لا صلة لهم بعلوم {القرآن لأن هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد وجدوا أثناء نزول القرآن الكريم.
قال «مكى بن أبى طالب» ت 437هـ} [2].
«فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء مثل: «نافع، وعاصم وأبى عمرو بن العلاء» أحد الأحرف السبعة التى نص عليها النبى صلّى الله عليه وسلم، فذلك منه غلط عظيم إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا (3)» اهـ.
__________
(1) وهم:
1 - نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم ت 169هـ.
2 - عبد الله بن كثير بن عمر بن عبد الله ت 120هـ.
3 - أبو عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ.
4 - عبد الله بن عامر الشامى ت 118هـ.
5 - عاصم بن بهدلة أبى النجود ت 127هـ.
6 - حمزة بن حبيب الزيات ت 156هـ.
7 - على بن حمزة الكسائى ت 189هـ.
(2) هو: مكى بن أبى طالب حموشى القيسى الأندلسى، كان إماما فى القراءات متبحرا فى علوم القرآن، والعربية، والنحو، له عدة مؤلفات، توفى سنة 437هـ.
انظر: معجم الادباء ج 7ص 173، وبغية الوعاة ص 396.
(3) انظر: المرشد الوجيز ص 151.(1/58)
والآن إليك أيها القارئ الكريم أقوال العلماء فى بيان المراد من الأحرف السبعة حسب ترتيبهم الزمنى:
القول الأول:
ورد عن كل من:
1 - الإمام على بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه ت 40هـ (1)
2 «عبد الله بن عباس» رضي الله عنهما ت 68هـ (2)
فقد قالا: «نزل القرآن بلغة كل حىّ من أحياء العرب» اهـ ثم قال «ابن عباس»: «إن النبى صلّى الله عليه وسلم كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال يا محمد أقرئ كل قوم بلغتهم (3)» اهـ.
تعليق على هذا القول: قال «أبو شامة» ت 665هـ (4):
«هذا هو الحق» لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغى أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك فكيف يكلف غيره (5)؟ اهـ
__________
(1) هو: على بن أبى طالب بن عبد المطلب القرشى الهاشمى، ابن عم النبى صلّى الله عليه وسلم وصهره وأول الصبيان دخولا فى الاسلام، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرة بالجنة، ومناقبه لا تحصى قتل شهيدا على يد عبد الرحمن بن ملجم عام 40هـ انظر: الطبقات الكبرى ج 3ص 19، وتاريخ الخلفاء ص 64، وتذكرة الحفاظ ج 1ص 10
(2) تقدمت ترجمة عبد الله بن عباس
(3) انظر: المرشد الوجيز ص 96.
(4) هو: شهاب الدين عبد الرحمن بن اسماعيل المعروف بأبى شامة المقدسى، كان أستاد او حجة فى القراءات وعلوم القرآن، له عدة مصنفات توفى عام 665هـ.
(5) انظر: المرشد الوجيز ص 97.(1/59)
القول الثانى:
رواه كل من:
1 - محمد بن السائب الكلبى ت 136هـ (1)
2 - الأعمش ت 147هـ (2)
عن «عبد الله بن عباس» رضى الله عنهما ت 68هـ فقد قالا نقلا عن «أبى صالح» مولى «أم هانئ بنت أبى طالب» عن «ابن عباس»: «أنزل القرآن على سبعة أحرف، منها خمسة بلغة العجز من «هوازن (3)» اهـ.
فإن قيل: من هم عجز هوازن؟
أقول: قال عالم اللغة، والتفسير، والقراءات، والحديث «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224هـ (4): العجز من الهوازن هم:
1 - سعد بن بكر 2جشم بن بكر 3نصر بن معاوية 4ثقيف وهؤلاء هم الذين قال فيهم «أبو عمرو بن العلاء البصرى» ت 154هـ «أفصح العرب عليا هوازن، وسفلى تميم (5)
__________
(1) هو: محمد بن السائب بن بشر بن عمرو الكلبى، الكوفى، كان عالما بالتفسير وأنساب العرب، وأحاديثهم، ولم يعتبره العلماء ثقة فى الحديث ت 136هـ.
انظر: وفيات الأعيان ج 1ص 624، وتهذيب التهذيب ج 9ص 178.
(2) هو: سليمان بن مهران الأسدي بالولاء، كان من علماء القراءات والحديث ت 147هـ.
انظر: تاريخ بغداد ج 3ص 9، وتهذيب التهذيب ج 4ص 222
(3) انظر: المرشد الوجيز ص 92.
(4) هو: القاسم بن سلام أبو عبيد الهروى البغدادى، من كبار العلماء بالعربية، والقراءات، والحديث، والفقه، له عدة مصنفات توفى سنة 224هـ.
انظر: مراتب النحويين ص 93، وتذكرة الحفاظ ج 2ص 5.
(5) انظر: المرشد الوجيز ص 93.(1/60)
القول الثالث:
قال «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224هـ:
المراد سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون فى الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة فى القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها فى هذا كله واحدة.
ثم قال: ومما يبين ذلك قول «ابن مسعود» رضى الله عنه: «إنى سمعت «القراء» فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم (1)» أه وقد وافق «أبا عبيد» فى هذا القول كل من:
1 - أحمد بن يحيى ثعلب ت 291هـ 2عبد الحق بن غالب المشهور بابن عطية ت 546هـ.
وتعقب بعض العلماء هذا الرأى بأن لغات العرب أكثر من سبع لغات، وأجيب على ذلك بأن المراد أفصحها (2).
ومع هذا فإنى أقول:
مع اعتزازى بأبى عبيد، وثقتى فيه، حيث عشت معه زمنا طويلا أثناء تحضيرى للماجستير، أبحث عن تاريخه، وأنقب عن مصنفاته، وأحلّل أقواله الخ فإنى أرى أن رأى «أبى عبيد» هذا مع وجاهته يرد عليه أنه هناك العديد من لهجات القبائل العربية ورد بها القرآن الكريم.
__________
(1) انظر: المرشد الوجيز ص 91، الاتقان ج 1ص 135، البرهان للزركشى ج 1ص 217
(2) انظر: الاتقان ج 1ص 135(1/61)
القول الرابع:
قال «أبو العباس أحمد بن واصل» المتوفى فى أوائل المائة الثالثة هـ.
معنى ذلك سبعة معان فى القراءة: (1)
أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل: {تعلمون و} {يعلمون} [2]
الثانى: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظين مختلفين، مثل قوله تعالى {فاسعوا و} {فامضوا} [3]
الثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين فى اللفظ إلا أن المعنيين مفترقان فى الموصوف، مثل قوله تعالى {ملك و} {مالك} [4].
الرابع: أن يكون فى الحرف لغتان والمعنى واحد، وهجاؤهما واحد، مثل قوله تعالى: {الرشد و} {الرشد} [5]
الخامس: أن يكون الحرف مهموزا، وغير مهموز، مثل:
{النبىء و} {النبى} [6].
السادس: التثقيل والتخفيف مثل: {الأكل،} {الأكل} [7].
__________
(1) انظر: غاية النهاية فى طبقات القراء ج 1ص 133.
(2) نحو: وما لله بغافل عما تعملون البقرة / 74.
(3) سورة الجمعة / 9.
(4) سورة الفاتحة / 5.
(5) سورة الأعراف، والأولى بسكون الشين، والثانية بفتحها.
(6) الهمز قراءة نافع، وعدم الهمز قراءة باقى القراء.
(7) سورة الرعد / 4التثقيل ضم الكاف، والتخفيف اسكانها.(1/62)
السابع: الإثبات والحذف، مثل: {المنادى و} {المناد} [1].
واختار هذا الرأى «أبو على الأهوازى» ت 446هـ (2) وقال: «هذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى، ثم قال: وقد روى عن «الإمام مالك بن أنس» ت 179هـ أنه كان يذهب إلى هذا المعنى (3)» اهـ.
__________
(1) سورة ق / 41وإثبات الياء وحذفها قراءتان صحيحتان.
(2) هو: الحسن بن على بن إبراهيم بن يزداد، أبو على الاهوازى، مقرئ الشام فى عصره، له مصنفات توفى سنة 446هـ انظر: ميزان الاعتدال ج 1ص 237، ولسان الميزان ج 2ص 237.
(3) انظر: المرشد الوجيز ص 118117.(1/63)
القول الخامس:
قال «القاسم بن ثابت (1)» ت 302هـ:
«لو أن رجلا مثل مثالا يريد به الدلالة على معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم «أنزل القرآن على سبعة أحرف» وجعل الأحرف على مراتب سبعة فقال:
1 - منها لقريش 2ومنها لكنانة 3ومنها لأسد 4ومنها لهذيل 5ومنها لتميم 6ومنها لضبّة 7ومنها لقيس لكان قد أتى على قبائل مضر فى مراتب سبعة تستوعب اللغات التى نزل بها {القرآن} [2].
ثم قال: وإن فى مضر شواذ لانختارها، ولا نجيز أن يكون «{القرآن قد أتى بها، مثل:
1 - كشكشة قيس، يجعلون كاف المؤنث شيئا} [3].
2 - وعنعنة تميم، يقولون «عن» فى موضع «أن (4)».
3 - وكما ذكر عن بعضهم أنه يبدل السين تاء (5).
ثم يقول: وقد جاء فى كتاب الله عز وجل ماله وجوه سبعة من القراءات، من غير أن نقول: إن هذا مراد النبى صلى الله عليه وسلم بقوله «انزل القرآن على سبعة أحرف (6)» اهـ.
__________
(1) هو القاسم بن ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف السرقسطى، عالم بالحديث واللغة، والفقه ت 302هـ انظر: فهرست ابن خير ص 191، وبغية الوعاء ص 376، ونفح الطيب ج 1ص 255.
(2) انظر: المرشد الوجيز ص 131.
(3) فيقولون فى نحو «ربك» «ربش»، تحتك، تحتش.
(4) فيقولون فى نحو: «أن يأتى» «عن يأتى».
(5) فيقولون فى نحو «الناس» «النات».
(6) انظر: المرشد الوجيز ص 133131.(1/64)
القول السادس:
قال أبو محمد البغوى (1) ت 510هـ:
«أظهر الأقاويل، وأصحها، وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات: وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام، والاظهار، والإمالة، والتفخيم، والإشمام، والإتمام، والهمز، والتليين، وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها فى الكلمة الواحدة.
ثم قال: ولا يكون هذا الاختلاف داخلا تحت قوله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [2].
إذ ليس معنى هذه الحروف أن يقرأ كل فريق بما شاء مما يوافق لغته من غير توقيف، بل كل هذه الحروف منصوصة، وكلها كلام الله عز وجل نزل بها الروح الأمين على النبى صلى الله عليه وسلم، يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف» فجعل الأحرف كلها منزلة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعارض جبريل عليه السلام فى كل شهر رمضان بما يجتمع عنده من القرآن فيحدث الله فيه ما شاء، وينسخ ما يشاء، وكان يعرض عليه فى كل عرضة وجها من الوجوه التى أباح الله له أن يقرأ {القرآن به. وكان يجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى أن يقرأ ويقرئ بجميع ذلك، وهى كلها متفقة المعانى، وإن اختلف بعض حروفها} [3]» اهـ تعليق: أقول: إن هذا القول له وجاهته، وهو قول سديد، وأرى أنه لا اعتراض عليه، وسيأتى لذلك مزيد من الإيضاح اهـ
__________
(1) هو: أبو محمد الحسين بن مسعود البغوى، الملقب بمحيى السنة، عالم بالتفسير، والحديث، والفقه، وغير ذلك، وله عدة مصنفات توفى سنة 510هـ انظر: وفيات الأعيان ج 1ص 182، وطبقات السبكى ج 4ص 214.
(2) سورة النساء / 82.
(3) انظر: المرشد الوجيز ص 135.(1/65)
القول السابع:
قال «أبو الفضل الرازى (1)» ت 606هـ:
الكلام لا يخرج عن سبعة أحرف فى الاختلاف:
الأول: اختلاف الأسماء من إفراد، وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث.
الثانى: اختلاف تصريف الأفعال من ماض، ومضارع، وأمر.
الثالث: اختلاف وجوه الإعراب.
الرابع: الاختلاف بالنقص، والزيادة.
الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير.
السادس: الاختلاف بالإبدال.
السابع: اختلاف اللغات: كالفتح، والإمالة، والترقيق، والتفخيم، والإدغام والإظهار، ونحو ذلك (2)» اهـ.
تعليق: إن هذا الرأى لا جديد فيه، حيث هناك العديد من الآراء القريبة منه، مثل قول كل من:
1 - أبى العباس أحمد بن محمد بن واصل المتوفى أوائل المائة الثالثة (3).
2 - الحافظ أبى العلاء ت 569هـ (4).
3 - أبى على الأهوازى ت 446هـ (5).
4 - أبى غانم المظفر بن أحمد بن حمدان ت 333هـ.
ونقله عنه «أبو بكر محمد بن على بن أحمد الأذفوى ت 388هـ فى كتابه: الاستغناء فى علوم القرآن (6).
__________
(1) هو: فخر الدين محمد بن عمر الرازى، صاحب التفسير المشهور بمفاتيح الغيب ت 606هـ.
انظر: وفيات الأعيان ج 1ص 474.
(2) انظر: الاتقان ج 1ص 133، ومع القرآن ص 284.
(3) انظر: المرشد الوجيز ص 117.
(4) انظر: المرشد الوجيز ص 110109.
(5) انظر: المرشد الوجيز ص 94.
(6) انظر: المرشد الوجيز ص 179(1/66)
القول الثامن:
قال الشيخ أبو الحسن السخاوى ت 643هـ (1):
فإن قيل: أين السبعة الأحرف التى أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل عليها فى قراءتكم هذه المشهورة؟
أقول: هى متفرقة فى القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
الأول: كلمتان نقرأ بكل واحدة فى موضع الأخرى، نحو {يسيركم، وينشركم} [2].
الثانى: زيادة كلمة نحو: {هو الغنى} [3].
الثالث: زيادة حرف نحو: {من تحتها} [4].
الرابع: مجيء حرف مكان آخر نحو: {ويقول، ونقول} [5].
__________
(1) هو: على بن محمد بن عبد الصمد الهمدانى المصرى، أحد علماء القراءات، واللغة، والتفسير، والفقه، له عدة مصنفات توفى سنة 643هـ. انظر: انباه الرواة ج 2ص 311، وطبقات السبكى ج 5ص 126
(2) سورة يونس / 22فقد قرأ «ابن عامر وأبو جعفر» «ينشركم» بياء مفتوحة وبعدها نون ساكنة، وبعد النون شين معجمة، من النشر ضد الطى، أى يفرقكم. وقرأ الباقون «يسيركم» بياء مضمومة، وبعدها سين مهملة مفتوحة، وبعدها ياء مكسورة مشددة، من التسيير، أى يحملكم على السير، ويمكنكم منه.
انظر: المهذب ج 1ص 294.
(3) سورة الحديد / 24فقد قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» بحذف لفظ هو، على جعل خبر إن {الغنى وقرأ الباقون باثبات لفظ هو، على أنه ضمير فصل انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 2ص 276
(4) سورة التوبة / 100فقد قرأ «ابن كثير» بزيادة «من» قبل «تحتها» موافقة لرسم المصحف المكى، وقرأ الباقون بحذف «من» موافقة لرسم بقية المصاحف انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 284
(5) سورة آل عمران / 181فقد قرأ «حمزة»} {ويقول بياء الغيبة، وقرأ الباقون} ونقول بالنون انظر:
المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 145.(1/67)
الخامس: تغيير فى الحركات نحو: {فتلقى ادم من ربه كلمات} [1].
السادس: التشديد، والتخفيف، نحو: {تساقط} [2].
السابع: التقديم والتأخير، نحو: {وقاتلوا وقتلوا} [3].
__________
(1) سورة البقرة 37فقد قرأ «ابن كثير» بنصب ميم «آدم» ورفع تاء {لكمات على إسناد الفعل إلى كلمات وإيقاعه على آدم فكأنه قال: فجاءته كلمات. وقرأ الباقون برفع ميم} {آدم ونصب تاء} {كلمات على إسناد الفعل إلى آدم وإيقاعه على كلمات. انظر: المستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 1817
(2) سورة مريم / 25فقد قرأ «حفص»} {تساقط بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف، على أنه مضارع «ساقط» والفاعل ضمير يعود على النخلة، ورطبا مفعول، وقرأ الجمهور} {تساقط بفتح التاء وتشديد السين، وفتح القاف، على أنه مضارع «تساقط» أدغمت التاء فى السين، والفاعل ضمير يعود على النخلة، ورطبا تمييز. انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 2ص 76
(3) سورة آل عمران 195فقد قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف»} {وقاتلوا وقتلوا وقرأ الباقون} وقتلوا وقاتلوا انظر: المستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 124انظر: رأى السخاوى فى المرشد الوجيز ص 125123(1/68)
القول التاسع:
قال أبو شامة ت 665هـ (1):
بعد أن نقل فى كتابه (2) الآراء المتعددة التى وردت فى هذه القضية الهامة قال: «وهذه الطرق المذكورة فى بيان وجوه السبعة الأحرف فى هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة، إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم. ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا، ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل فى ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل فى ضابطهم. وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة مثل:
1 - صلة ميم الجمع، وهاء الضمير، وعدم ذلك.
2 - الإدغام، والإظهار.
3 - المد، والقصر.
4 - تحقيق الهمز، وتخفيفه.
5 - الإمالة، وتركها.
6 - الوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة.
7 - فتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها (3).
تعقيب: أقول: هذا الرأى من الآراء المبتكرة حيث لم يسبقه أحد إلى القول به فيما أعلم، إلا أنه لم يف بالغرض المطلوب.
__________
(1) هو: شهاب الدين عبد الرحمن بن اسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبى شامة المقدسى، أحد علماء اللغة، والقراءات، والتفسير، وصاحب المصنفات.
(2) الكتاب: المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، ولقد استفدت منه كثيرا، أسأل الله أن يثيب مؤلفه ويجزل أجره آمين.
(3) انظر: المرشد الوجيز ص 127.(1/69)
القول العاشر:
قال محمد بن الجزرى ت 833هـ (1):
بعد أن نقل فى كتابه النشر فى القراءات العشر العديد من الآراء التى وردت فى بيان المراد من الحديث الشريف قال: «ولا زلت أستشكل هذا الحديث، وأفكر فيه، وأمعن النظر من نيف وثلثين سنة، حتى فتح الله علىّ بما يمكن أن يكون صوابا إن شاء الله: وذلك أنى تتبعت القراءات صحيحها، وشاذها، وضعيفها، ومنكرها فإذا هو يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها:
الأول: أن يكون الاختلاف فى الحركات بلا تغيير فى المعنى والصورة، نحو: «يحسب بفتح السين وكسرها».
الثانى: أن يكون التغيير فى المعنى فقط دون التغيير فى الصورة نحو:
{فتلقى آدم من ربه كلمات} [2].
الثالث: أن يكون فى الحروف مع التغيير فى المعنى لا الصورة، نحو «تبلوا، تتلوا (3)».
الرابع: أن يكون فى الحروف مع التغيير فى الصورة لا المعنى، نحو:
«الصراط، السراط (4)».
__________
(1) هو: محمد بن محمد بن محمد بن على بن يوسف بن الجزرى، كان حجة فى القراءات، وله فيها عدة مصنفات فى مقدمتها «النشر فى القراءات العشر»، وغاية النهاية فى طبقات العشر.
(2) سورة البقرة / 37وسبق بيان القراءات التى فيها بالهامش.
(3) سورة يونس / 30فقد قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف» {تتلوا بتاءين من التلاوة، أى تقرأ كل نفس ما عملته، وقرأ الباقون} تبلوا بالتاء المثناة من فوق، والباء الموحدة، من الابتلاء أى تختبر.
انظر المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 296.
(4) سورة الفاتحة / 6فقد قرأ «قنبل»، ورويس» بالسين على الأصل، لأنه مشتق من السرط وهو البلع، وهو لغة عامة العرب. وقرأه «حمزة» بالصاد المشمة صوت الزاي، وهى لغة قيس. وقرأ الباقون بالصاد الخالصة، وهى لغة قريش انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 45.(1/70)
الخامس: أن يكون فى الحروف والصورة نحو: «يأتل، يتأل (1)».
السادس: أن يكون فى التقديم والتأخير نحو: «وقاتلوا وقتلوا (2)».
السابع: أن يكون فى الزيادة والنقصان نحو: «وأوصى، ووصى (3)».
فهذه الأوجه السبعة لا يخرج الخلاف عنها انتهى ببعض تصرف (4).
تعقيب: مما لا شك فيه أن قول «ابن الجزرى» هذا لا يعتبر قولا مبتكرا كما يفهم من كلامه، حيث سبقه بعض العلماء بما هو قريب منه (5)
القول الحادى عشر:
للدكتور / محمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محيسن:
لقد استخلصت الأقوال العشرة التى ذكرتها من بين الآراء الكثيرة التى وقفت عليها بعد أن صرفت النظر عما يلى:
أولا: الآراء ذات الدلالات الواحدة، أو المتقاربة.
ثانيا: الآراء مجهولة الأصل، أى التى لم يذكر المصنفون أصحابها.
__________
(1) سورة النور / 22قرأ «أبو جعفر» «يتأل» على وزن يتفعل، مضارع «تألى» بمعنى حلف، وقرأ الباقون «يأتل» على وزن «يفتعل» مضارع «ائتلى» من الأليّة وهى الحلف فالقراءتان بمعنى واحد.
انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 2ص 72.
(2) سورة آل عمران / 195سبق بيان ما فيهما من قراءات.
(3) سورة البقرة / 132فقد قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» {وأوصى بهمزة مفتوحة بين الواوين مع تخفيف الصاد، معدى بالهمزة، وهى موافقة لرسم المصحف المدنى والشامى، وقرأ الباقون} ووصى
بحذف الهمزة مع تشديد الصاد، معدى بالتضعيف، وهى موافقة لمصحف اهل العراق.
(4) انظر: المستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 39.
(5) انظر: القول الرابع لأبى العباس أحمد بن واصل والقول السابع لأبى الفضل الرازى والقول الثامن لأبى الحسن السخاوى.(1/71)
ثالثا: الآراء التى لا تتمشى ومنطق العلم والاستنباط الصحيح.
وإذا كان من حق الباحث أن يسلط الأضواء على أقوال السابقين بالنقد والتحليل، فإننى أرى أنه ينبغى أن يتم ذلك بأسلوب علمىّ مبنى على الحجة والدليل، وأن يكون بعيدا عن التجريح والتشهير، إذ المتقدم بلا شك له دائما فضل السبق على المتأخر.
وقبل أن أدلى بدلوى فى بيان هذه المسألة العلمية أريد أن أسلط الأضواء على بعض الآراء التى ذكرتها.
وكل هدفى من ذلك أن يوفقنى الله تعالى لما أرجو أن يكون صوابا، فأقول وبالله التوفيق:
نقد وتحليل: والآن جاء دور النقد والتحليل فأقول: إن هذا النقد، وهذا التحليل ينبغى أن يكون مبنيا على ما سبق تقريره، وهو أن السبب فى تعدد القراءات إرادة التخفيف والتيسير على الأمة، لاختلاف لغاتها، وتباين لهجاتها.
إذا فكل تفسير لبيان المراد من الأحرف السبعة يعتبر معقولا، ومقبولا.
إذا كان متمشيا مع ما سبق تقريره من بيان السبب فى تعدد القراءات.
وكل تفسير يخرج عن هذا الإطار العام ينبغى رده، وعدم قبوله، وإعادة النظر فيه، بناء على هذا يمكننى أن أقرر وأنا مطمئن ما يلي:
إن هذه الأقوال العشرة يمكننى أن أقسمها إلى مجموعتين حيث يوجد تقارب بين كل مجموعة منهما:
المجموعة الأولى: وهى المتضمنة للأقوال الستة الآتية:(1/72)
إن هذه الأقوال العشرة يمكننى أن أقسمها إلى مجموعتين حيث يوجد تقارب بين كل مجموعة منهما:
المجموعة الأولى: وهى المتضمنة للأقوال الستة الآتية:
1 - القول الأول المروى عن كل من:
«الإمام على بن أبى طالب» رضى الله عنه ت 40هـ.
«وعبد الله بن عباس» رضى الله عنهما ت 86هـ.
2 - القول الثانى الذى رواه كل من:
محمد بن السائب الكلبى ت 146هـ.
وسليمان بن مهران الأعمش ت 147هـ.
3 - القول الثالث المروى عن:
أبى عبيد القاسم بن سلام ت 224هـ.
4 - القول الرابع المروى عن:
القاسم بن ثابت ت 302هـ.
5 - القول الخامس المروى عن:
أبى محمد البغوى ت 510هـ.
6 - القول السادس المروى عن:
أبى شامة شهاب الدين بن عبد الرحمن ت 665هـ.
هذه الأقوال الستة تعتبر معقولة، ومقبولة، لأنها جاءت متمشية مع الإطار العام فى سبب نزول القراءات.
المجموعة الثانية: وهى المتضمنة للأقوال الأربعة الآتية:
1 - القول المروى عن: «أبى العباس أحمد بن واصل».
2 - القول المروى عن: «أبى الفضل الرازى» ت 606هـ.
3 - القول المروى عن: «أبى الحسن السخاوى» ت 643هـ.
4 - القول المروى عن: «محمد بن الجزرى ت 833هـ.
إن هذه الآراء الأربعة مع احترامى وتقديرى لأصحابها، لا أدرى لم ذهب كل منهم هذا المذهب؟(1/73)
4 - القول المروى عن: «محمد بن الجزرى ت 833هـ.
إن هذه الآراء الأربعة مع احترامى وتقديرى لأصحابها، لا أدرى لم ذهب كل منهم هذا المذهب؟
علما بأن الناظر فى هذه الأقوال المتقاربة فى مدلولها لا يجد فى معظمها شيئا من الأسباب التى من أجلها طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الله تعالى أن يخفف على أمته حتى نزلت القراءات.
وأنا عند ما أقول هذا إنما أبنى ذلك على أقوالهم.
ولعلك أيها القارئ الكريم تكون معى وتشاركنى الرأى عند ما أنقل لك نماذج من الأمثلة التى أوردوها أثناء التدليل على آرائهم:
فمن ذلك ما يلي:
1 - يعملون بالغيب، أو تعملون بالخطاب 2ملك بحذف الألف، أو مالك بإثباتها 3الرشد بإسكان الشين، والرشد بفتحها 4ينادى بإثبات الياء، ويناد بحذفها هذا لون من الأمثلة التى أوردها «أبو العباس بن واصل» أثناء التمثيل لأنواع التغييرات المرادة فى الحديث.
وهذه نماذج لما جاء فى قول «أبى الفضل الرازى»:
1 - لأمانتهم بالإفراد، لأمانتهم بالجمع 2ننشرها بالزاى، ننشرها بالراء 3وجاءت سكرة الموت بالحق، وجاءت سكرة الحق بالموت بتقديم كلمة «الحق» على كلمة «الموت».
وإليك نماذج مما أورده الشيخ «أبو الحسن السخاوى»:
1 - يسيركم، أو ينشركم 2فتبينوا، أو فتثبتوا
3 - تبلو، أو تتلو.(1/74)
1 - يسيركم، أو ينشركم 2فتبينوا، أو فتثبتوا
3 - تبلو، أو تتلو.
4 - بما كسبت أيديهم، أو فبما كسبت أيديهم.
وهذه نماذج لما أورده «محمد بن الجزرى»:
1 - يحسب بفتح السين أو كسرها.
2 - يأتل، أو «يتأل».
3 - وأوصى، أو «ووصى».
4 - وقاتلوا وقتلوا، أو «وقتلوا وقاتلوا» بالتقديم والتأخير.
أعتقد بعد هذا أنه أصبح جليا أن هذه الآراء الأربعة تعتبر مردودة، وغير مقبولة، لمخالفتها للإطار العام الذى من أجله أنزل الله القرآن على سبعة أحرف، حيث لا يجد أىّ إنسان صعوبة، ولا مشقة أثناء النطق بمثل هذه الأشياء اهـ.
«رأى» والذى أراه فى هذه القضية الهامة: أن المراد من الأحرف السبعة هو: أن القرآن الكريم نزل بلغة كل حىّ من أحياء العرب.
وهذا القول هو الوارد عن كل من:
1 - الإمام على بن أبى طالب ت 40هـ رضى الله عنه.
2 - عبد الله بن عباس ت 68هـ رضى الله عنه.
فإن قيل: لماذا رجحت هذا القول وأخذت به؟
أقول: من ينعم النظر فى هذا القول يجد أنه يندرج تحته العديد من اللهجات العربية المشهورة.
وهذه اللهجات تندرج كلها تحت قولهما:
«نزل بلغة كل حى من أحياء العرب».
فإن قيل: نريد تفصيل هذا الكلام، والإتيان بأمثلة توضح ذلك.(1/75)
«نزل بلغة كل حى من أحياء العرب».
فإن قيل: نريد تفصيل هذا الكلام، والإتيان بأمثلة توضح ذلك.
أقول: استجابة لذلك قد خصصت فصلا مستقلا للحديث بالتفصيل عن اللهجات العربية فى {القرآن الكريم. فمن أراد الوقوف على ذلك فعليه الرجوع إلى كتابنا «المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية» وإنى لأرجو أن أكون قد وفقت لتجلية هذا الموضع الذى طال حوله الخلاف، وما توفيقى الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
فإن قيل: نريد أن تبين حقيقة اختلاف السبعة الأحرف.
أقول: إن حقيقة اختلاف هذه السبعة الأحرف المنصوص عليها من النبى صلّى الله عليه وسلم، اختلاف تنوع، وتغاير، لا اختلاف تضاد وتناقض، لأن هذا محال أن يكون فى كلام الله تعالى، قال الله تعالى} {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [1].
__________
(1) سورة النساء / 82(1/76)
خامسا: السبب فى تعدد القراءات:
بعد أن قدمت لك أيها القارئ الكريم النصوص الصحيحة التى تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن {القرآن الكريم أنزل على سبعة أحرف، وهذه الأحرف ممثلة فى القراءات التى نقلت إلينا نقلا صحيحا، أجد سؤالا يفرض نفسه وهو:
ما السبب فى تعدد القراءات؟ أقول: إن هذا السؤال لا غرابة فيه، بل هو سؤال وجيه يميليه الفكر الذى يحب أن يقف دائما على علة الأشياء، ويحب أن يتعرف على حكمتها كلما تيسر له ذلك.
وإن من ينعم النظر فى الأحاديث المتقدمة، ويعرف طبيعة الأمة العربية، ذات القبائل المتعددة، واللهجات المتغايرة، يستطيع أن يتوصل من خلال ذلك إلى عدّة أشياء تعتبر بلا شك سببا موجبا إلى أن يسأل الرسول صلّى الله عليه وسلم الله عز وجل أن ينزل عليه} {القرآن
بأكثر من حرف حتى وصل إلى سبعة أحرف.
وإننى سأحاول هنا أن أقتبس من أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلم بعض الأسباب التى من أجلها أنزل} {القرآن على سبعة أحرف.
ولست أدعى أن ما أقوله هو كل هذه الأسباب، بل هو بعضها، والمجال لم يزل مفتوحا أمام كل مفكر، وكل ذى عقل سليم.
وأخالنى أستطيع أن أوجز هذه الأسباب «فى إرادة التخفيف والتيسير على الأمة» تمشيا مع قول الله تعالى} {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [1] يتجلى ذلك من قول الرسول صلّى الله عليه وسلم فى الحديث الثالث: «يا أبىّ إن ربى أرسل إلىّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هوّن على أمتى» الخ
__________
(1) سورة القمر / 17(1/77)
وقوله صلّى الله عليه وسلم فى الرواية الثانية عن «أبىّ بن كعب»: «أتانى جبريل» فقال: اقرأ {القرآن على حرف واحد، فقلت: «إن أمتى لا تستطيع ذلك» حتى قال: «اقرأ على سبعة أحرف».
وقوله صلّى الله عليه وسلم فى الحديث الرابع: «أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتى لا تطيق ذلك» حتى قال له «جبريل» «إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك} {القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا».
بعد هذا لعلك توافقنى أيها القارئ الكريم أن ما قدمته يعتبر سببا مقبولا، ومعقولا، فى نزول} القرآن على سبعة أحرف.
والله أعلم(1/78)
والله أعلم
سادسا: فوائد تعدد القراءات:
إن الوقوف على فوائد تعدد القراءات أمر اجتهادى، ولست أدعى أن ما سأذكره هو كل الفوائد، ولكن يكفى أننى فتحت الباب أمام كل باحث لعله يأتى بجديد.
من هذه الفوائد ما يلى: 1ما يكون لبيان حكم شرعى مجمع عليه، مثل قراءة «سعد بن أبى وقاص» رضى الله عنه: {وله أخ أو أخت من أم} [1] فإن هذه القراءة بينت أن المراد بالإخوة هنا الإخوة لأم، وهذا حكم مجمع عليه بين الفقهاء.
2 - ومنها: ما يكون مرجحا لحكم اختلف فيه كقراءة {أو تحرير رقبة مؤمنة} [2] بزيادة «مؤمنة (3)» فى كفارة اليمين قال تعالى {لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم} [4]
فكان زيادة لفظ «مؤمنة» فى بعض الروايات ترجيح لاشتراط الإيمان فى الرقبة المعتقة، كما ذهب إليه الشافعى، رحمه الله.
__________
(1) سورة النساء / 12، وهذه القراءة شاذة وغير متواترة
(2) سورة المائدة / 89
(3) وهى قراءة شاذة
(4) سورة المائدة / 89(1/79)
3 - ومنها: ما يكون للجمع بين حكمين مختلفين نحو «يطهرن» بالتخفيف والتشديد، من قوله تعالى: {ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فأعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} [1]
فقد قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يطهرن» بفتح الطاء والهاء، مع التشديد فيهما، مضارع «تطهّر» أى اغتسل، والأصل «يتطهرن» فأدغمت التاء فى الطاء.
وقرأ الباقون «يطهرن» بسكون الطاء وضم الهاء مخففة، مضارع «طهر» يقال طهرت المرأة إذا شفيت من الحيض (2).
فالأولى الجمع بين المعنيين، وهو أن الحائض لا يقربها زوجها حتى تطهر بانقطاع دم حيضها، وتطهر بالاغتسال 4ومنها: ما يكون لأجل اختلاف حكمين شرعيين، كقراءة «وأرجلكم» بالخفض، والنصب، فقد قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، والكسائى، ويعقوب» بنصب اللام، عطفا على «أيديكم» فيكون حكمها الغسل كالوجه.
وقرأ الباقون بخفض اللام، عطفا على «برءوسكم» لفظا ومعنا (3)
والخفض يقتضى فرض المسح، والنصب يقتضى فرض الغسل، وكيفية الجمع بينهما أن يجعل المسح للابس الخف، والغسل لغيره.
__________
(1) سورة البقرة / 222.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 430.
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 40.(1/80)
5 - ومنها: ما يكون لإيضاح حكم يقتضى الظاهر خلافه، كقراءة {فامضوا إلى ذكر الله} [1]
فإن قراءة {فاسعوا} [2] يقتضى ظاهرها المشى السريع، وليس كذلك، فكانت القراءة الأخرى موضحة لذلك، 6ومنها: ما فى ذلك من عظيم البرهان، وواضح الدلالة، إذ هو مع كثرة هذا الاختلاف، وتنوعه، لم يتطرق إليه تضاد، ولا تناقض، ولا تخالف، بل كله يصدق بعضه بعضا، ويبين بعضه بعضا، ويشهد بعضه لبعض على نمط واحد، وأسلوب واحد، وما ذاك إلّا آية بالغة، وبرهان قاطع على صدق ما جاء به النبى صلّى الله عليه وسلم 7ومنها: إعظام أجور هذه الأمة من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم فى تتبع معانى ذلك، واستنباط الحكم، والأحكام من دلالة كل لفظ، واستخراج كمين أسراره، وخفى إشاراته، وإنعامهم النظر فى الكشف عن التوجيه، والتعليل، والترجيح، والتفصيل بقدر ما يبلغ غاية علمهم، ويصل إليه نهاية فهمهم.
8 - ومنها: ما ادخره الله من المنقبة العظيمة، والنعمة الجليلة، لهذه الأمة، من إسنادها كتاب ربها، واتصال هذا السبب الالهى بسببها
__________
(1) سورة الجمعة / 9وهى قراءة شاذة
(2) هى القراءة الصحيحة المتواترة(1/81)
9 - ومنها: بيان فضل هذه الأمة وشرفها على سائر الأمم، من حيث تلقيهم كتاب ربهم هذا التلقى، وإقبالهم عليه هذا الإقبال، والبحث عنه لفظة لفظة، والكشف عنه صيغة صيغة، وبيان صوابه وبيان تصحيحه، وإتقان تجويده، حتى حموه من خلل التحريف، فلم يهملوا تحريكا ولا تسكينا، ولا تفخيما ولا ترقيقا، حتى ضبطوا مقادير المدّات، وتفاوت الإمالات، وميزوا بين الحروف بالصفات.
10 - ومنها: ظهور سرّ الله تعالى فى توليه حفظ كتابه العزيز، وصيانة كلامه المنزل بأوفى البيان والتمييز، فإن الله تعالى لم يخل عصرا من العصور ولو فى قطر من الأقطار، من إمام حجة قائم بنقل كتاب الله تعالى، وإتقان حروفه، ورواياته، وتصحيح وجوهه، وقراءاته (1).
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 28فما بعدها(1/82)
سابعا: متى نشأت القراءات؟
بعد أن وقفنا على الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، التى تثبت أن القراءات القرآنية كلها منزلة من عند الله تعالى على نبيه «محمد» صلّى الله عليه وسلم، ولا مجال للعقل ولا للرأى فيها، لأىّ شخص مهما كان حتى النبى عليه الصلاة والسلام.
يرشد إلى ذلك قوله تعالى:
{وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون} {ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون} {تنزيل من رب العالمين} {ولو تقول علينا بعض الأقاويل
} {لأخذنا منه باليمين} {ثم لقطعنا منه الوتين} {فما منكم من أحد عنه حاجزين} {وإنه لتذكرة للمتقين} {وإنا لنعلم أن منكم مكذبين
} {وإنه لحسرة على الكافرين} {وإنه لحق اليقين} [1].
وقوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلىّ إنى أخاف إن عصيت ربّى عذاب يوم عظيم} {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون} [2].
فإذا كان النبى صلّى الله عليه وسلم ليس فى مقدوره، ولا فى استطاعته أن يبدل، أو يغير شيئا من القرآن، فما ظنك بغيره، ومن هو دونه منزلة وفصاحة، وبلاغة.
{لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم} [3]
__________
(1) سورة الحاقة / 5141.
(2) سورة يونس / 1615.
(3) سورة يونس / 64.(1/83)
وبعد أن عرفنا الأسباب التى أدت إلى تعدد القراءات، ووقفنا على العديد من الفوائد التى استطعنا أن نقتبسها من اختلاف القراءات.
بعد كل هذا أطرح سؤالا طالما فكرت فيه منذ زمن طويل، وذلك السؤال هو: متى نشأت القراءات؟ أو بمعنى آخر: متى نزلت القراءات؟
أو بمعنى أخص: متى بدأ نزول القراءات؟
هل بدأ ذلك بمكة المكرمة؟ أى منذ بدأ البعثة النبوية وقبل هجرته صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة؟.
أو كان ذلك بعد الهجرة وبالمدينة المنورة؟
وبالبحث عن جواب لهذه التساؤلات وجدت قولين:
القول الأول:
أن القراءات نزلت بمكة المكرمة، ويشهد لذلك قول النبى صلّى الله عليه وسلم: «أقرأنى جبريل على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف (1)».
فهذا الحديث وغيره من الاحاديث الواردة فى نشأت القراءات كلها تفيد أن القراءات نزلت بمكة المكرمة منذ بدأ نزول القرآن الكريم على النبى عليه الصلاة والسلام.
__________
(1) رواه البخارى عن عبد الله بن عباس ج 6ص 100.(1/84)
القول الثانى:
يفيد أن القراءات إنما نزلت بعد الهجرة وفى المدينة المنورة.
واستدل أصحاب هذه الراى بالأحاديث الواردة فى اختلاف الصحابة فيما بينهم بسبب سماعهم قراءات بحروف لم يتلقوها من الرسول عليه الصلاة والسلام وكل ذلك كان بالمدينة لا بمكة.
تعقيب وترجيح:
بعد أن قدمت ما ورد فى هذه المسألة أرى أن القول الأول القائل بأن القراءات نزلت بمكة المكرمة هو القول الراجح الذى تطمئن اليه النفس حيث لا اعتراض عليه، وفيه الأخذ بالأحوط.
أما القول الثانى الذى يقول إن القراءات نزلت بالمدينة المنورة فأرى أنه مرجوح، حيث يعترض عليه بأن معظم سور القرآن الكريم وعددها:
ثلاث وثمانون سورة نزلت بمكة المكرمة، ومما لا شك فيه أنها نزلت بالأحرف السبعة، لأنه لم يثبت بسند قوى ولا ضعيف أنها نزلت مرة ثانية بالمدينة المنورة.
فعدم نزولها مرة ثانية دليل على أنها عند ما نزلت بمكة المكرمة إنما نزلت مشتملة على الأحرف السبعة.
وغير ذلك فالسبب الذى من أجله طلب الرسول صلّى الله عليه وسلم التخفيف على أمته حتى نزلت الأحرف السبعة كان موجودا بمكة المكرمة والله أعلم(1/85)
وغير ذلك فالسبب الذى من أجله طلب الرسول صلّى الله عليه وسلم التخفيف على أمته حتى نزلت الأحرف السبعة كان موجودا بمكة المكرمة والله أعلم
صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة:
بعد أن تدرجت فى الحديث عن «القراءات القرآنية» وفقا للمنهج العلمى:
فتحدثت أولا عن نشأة القراءات، وبينت بالأحاديث النبوية صحة ثبوتها، ونزولها على النبى عليه الصلاة والسلام. تم ذكرت بالتفصيل أقوال العلماء فى بيان المراد من إنزال القرآن على سبعة أحرف.
ثم ترجمت للأئمة العشرة، وأثبت بالطرق العلمية صحة اتصال سندهم بالرسول صلّى الله عليه وسلم، وأن «القراءات» التى وصلت إلينا عن طريقهم صحيحة متواترة.
بعد هذا أخالنى أجد سؤالا يفرض نفسه وهو:
ما صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة؟ وقبل أن أجيب على هذا السؤال مباشرة أذكر أقوال العلماء السابقين فى ذلك: وبالرجوع إلى ما كتب فى هذه القضية أمكننى تلخيصه فى قولين
القول الأول:
مؤداه أن «القراءات العشر» تعتبر حرفا واحدا من الأحرف السبعة التى نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وقد جنح إلى هذا القول كل من:
1 - أبى جعفر محمد بن جرير الطبرى ت 310هـ 2أبى طاهر عبد الواحد بن أبى هاشم، تلميذ «ابن جرير».
وإليك ما ذكره كل منهما فى هذا المقام:
قال «أبو جعفر الطبرى» ت 310هـ:(1/86)
وإليك ما ذكره كل منهما فى هذا المقام:
قال «أبو جعفر الطبرى» ت 310هـ:
«الأمة أمرت بحفظ {القرآن وخيرت فى قراءته وحفظه بأىّ تلك الأحرف السبعة شاءت، كما أمرت إذا هى حنثت فى يمين وهى موسرة أن تكفّر بأىّ الكفّارات الثلاث شاءت: إما بعتق، أو إطعام، أو كسوة.
فلو أجمع جميعها على التكفير بواحدة من الكفّارات الثلاث دون حظرها التكفير فيها بأىّ الثلاث شاء المكفر، كانت مصيبة حكم الله مؤيدة فى ذلك الواجب عليها من حق الله، فكذلك الأمة أمرت بحفظ} {القران
وخيّرت فى قراءته بأىّ الأحرف السبعة شاءت: فرأت لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن فى قراءته به:
ثم قال: «فحملهم «عثمان» رضى الله عنه على حرف واحد، وجمعهم على مصحف واحد، وحرّق ما عدا المصحف الذى جمعهم عليه، فاستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد، والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستّة التى عزم عليها إمامها العادل فى تركها طاعة منها له ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها.
وتتابع المسلمون على رفض القراءة بها من غير جحود منهم صحتها، فلا قراءة اليوم لأحد من المسلمين إلّا بالحرف الواحد الذى اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية.
ثم قال: «فان قال بعض من ضعفت معرفته: كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة} [1]» اهـ.(1/87)
وتتابع المسلمون على رفض القراءة بها من غير جحود منهم صحتها، فلا قراءة اليوم لأحد من المسلمين إلّا بالحرف الواحد الذى اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية.
ثم قال: «فان قال بعض من ضعفت معرفته: كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة (1)» اهـ.
وقال «أبو طاهر عبد الواحد بن أبى هاشم» تلميذ «الطبرى»:
إن الأمر بقراءة {القرآن على سبعة أحرف أمر تخيير إلى أن قال:
فثبتت الأمة على حرف واحد من السبعة التى خيروا فيها، وكان سبب ثباتها على ذلك ورفض الستة ما أجمع عليه صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم بعضا أن يستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء، وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة، فكان ذلك حجة قاطعة وفرضا لازما، وأما ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب، والرفع، والتحريك، والإسكان، والهمز، وتركه، والتشديد، والتخفيف، والمد، والقصر، وإبدال حرف بحرف يوافق صورته فليس ذلك بداخل فى معنى قول النبى صلّى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» وذلك من قبل أن كل حرف اختلفت فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرا لمن مارى به فى قول أحد من المسلمين} [2]» اهـ.
__________
(1) انظر: المرشد الوجيز ص 140129.
(2) انظر: المرشد الوجيز ص 149148.(1/88)
القول الثانى:
مفاده أن القراءات العشر تعتبر بعض الأحرف السبعة التى نزلت على النبى عليه الصلاة والسلام.
وقد جنح إلى هذا القول جمهور العلماء، أذكر منهم كلا من:
1 - مكى بن أبى طالب ت 437هـ 2أبى العباس أحمد بن عمار المقرئ ت 440هـ 3أبى على الأهوازى ت 406هـ وإليك ما ذكره كل منهم فى هذه المسألة:
قال مكى بن أبى طالب:
هذه القراءات كلها التى يقرأها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هى جزء من الأحرف السبعة التى نزل بها {القرآن ووافق اللفظ بها خط المصحف الذى أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطّراح ما سواه} [1]» اهـ.
وقال «أبو العباس أحمد بن عمّار المقرئ» ت 440هـ (2):
«أصح ما عليه الحزّاق من أهل النظر فى معنى ذلك أن ما نحن عليه فى وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التى نزل عليها {القرآن.
ثم قال: وتفسير ذلك: أن الحروف السبعة التى أخبر النبى صلّى الله عليه وسلم أن} القرآن نزل عليها تجرى على ضربين:
__________
(1) انظر: المرشد الوجيز ص 151، الابانة ص 32.
(2) هو: أحمد بن عمّار بن أبى العباس المهدوى، النحوى، المفسّر، المقرئ، صاحب التصانيف منها تفسيره المسمّى: «التفصيل الجامع لعلوم التنزيل» انظر غاية النهاية ج 1ص 92، وطبقات المفسرين ص 5.(1/89)
الضرب الأول: زيادة كلمة، أو نقص أخرى، وإبدال كلمة مكان أخرى، وتقديم كلمة على أخرى وذلك نحو ما روى عن بعضهم:
{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فى مواسم الحج} [1].
بزيادة «فى مواسم الحج» وهى قراءة مروية عن كل من:
1 - عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ت 32هـ 2عبد الله بن عباس رضى الله عنه ت 68هـ 3عبد الله بن الزبير رضى الله عنه ت 73هـ (2).
ونحو {إذا جاء فتح الله والنصر} [3]
وهى قراءة مروى عن:
1 - عبد الله بن عباس رضى الله عنه (4).
فهذا الضرب وما أشبهه متروك لا تجوز القراءة به.
ومن قرأ بشيء منه غير معاند، ولا مجادل عليه، وجب على الإمام أن يأخذه بالأدب: وبالضرب، والسجن، على ما يظهر له من اجتهاده، فإن جادل عليه ودعا الناس إليه وجب عليه القتل، لقول النبى صلّى الله عليه وسلم: «المراء فى القرآن كفر» ولإجماع الأمة على اتباع المصحف المرسوم.
الضرب الثانى: ما اختلف القراء فيه من إظهار، وإدغام، وروم، وإشمام، وقصر، ومد وتخفيف، وشد، وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء،
__________
(1) سورة البقرة / 198، وهى قراءة شاذة.
(2) انظر: كتاب المصاحف للسجستانى ص 54، 55، 74، 82.
(3) سورة النصر / 1، وهى قراءة شاذة.
(4) انظر: كتاب المصاحف / 81.(1/90)
وواو بفاء، ونحو ذلك من الاختلافات المتقاربة، فهذا الضرب هو المستعمل فى زماننا هذا، وهذا الذى عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف فى حروف يسيرة، ثم قال: فثبت بهذا:
أن هذه القراءات التى نقرؤها هى بعض من الحروف السبعة التى نزل عليها {القرآن وإذ قد أباح النبى عليه الصلاة والسلام لنا القراءة ببعضها دون بعض لقوله تعالى:} {فاقرءوا ما تيسر منه} [1] فصارت هذه القراءة المستعملة فى وقتنا هذا هى التى تيسرت لنا بسبب ما رواه سلف الأمة رضوان الله عليهم من جمع الناس على هذا المصحف لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض (2)» اهـ.
تعليق وترجيح:
أرى أن القول الثانى هو الذى تطمئن اليه النفس، وتميل إليه، لأنه يعتبر متمشيا مع الواقع، ومدعوما بالأدلة والبراهين.
الردّ على الطبرى، ومن قال بقوله: وقد ردّ «أبو العباس أحمد بن عمّار المقرئ» ت 440هـ على «الطبرى» ومن قال بقوله بما يلى:
__________
(1) سورة المزمل / 20.
(2) انظر: المرشد الوجيز ص 142141.(1/91)
«قد ذهب «الطبرى» وغيره من العلماء إلى أن جميع هذه «القراءات» المستعملة، أى الآن، ترجع إلى حرف واحد، وهو حرف «زيد بن ثابت» رضى الله عنه ت 45هـ.
قلت: لأن خط المصحف نفى ما كان يقرأ به من ألفاظ الزيادة، والنقصان، والمرادفة، والتقديم، والتأخير، وكانوا قد علموا أن تلك الرخصة قد انتهت بكثرة المسلمين واجتهاد القراء، وتمكنهم من الحفظ (1)» اهـ.
وقال «أبو على الأهوازى» ت 446هـ (2):
«ولسنا نقول: إن ما قرأه هؤلاء السبعة يشتمل على جميع ما أنزله الله عز وجل من الأحرف السبعة التى أباح رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يقرأ بها (3)» اهـ.
والله أعلم
__________
(1) انظر: المرشد الوجيز ص 142.
(2) هو الحسن بن على بن إبراهيم بن يزداد، أبو على الأهوازى، مقرئ الشام فى عصره، وله عدة مصنفات، توفى سنة 446هـ انظر: ميزان الاعتدال ج 1ص 137وغاية النهاية ج 1ص 220ولسان الميزان ج 2ص 237
(3) انظر: المرشد الوجيز ص 160(1/92)
«توجيه الإظهار والإدغام»
الإظهار، والإدغام، إحدى الظواهر اللغوية التى اهتم بها العلماء قديما وحديثا، ووضع لها الكثير من الضوابط، والقواعد.
واختلف العلماء فى تعليلها، وتفسيرها، وفى أىّ القبائل العربية التى كانت تميل إلى النطق بالإظهار، وأيها كانت تميل إلى الإدغام الخ.
وسيرى القارئ من خلال عرضى لهذه الظاهرة محاولة الإلمام بشتّى جوانبها المبعثرة هنا وهناك.
وفى البداية نتعرف على حقيقة كل من الإظهار والإدغام فنقول:
الإظهار: لغة البيان، واصطلاحا إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة فى الحرف المظهر (1).
والإدغام: لغة إدخال الشيء فى الشيء، يقال: أدغمت اللجام فى فم الدابة أى أدخلته فيه، واصطلاحا النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثانى مشددا (2)
فإن قيل: أيهما الأصل: الإظهار، أو الإدغام؟
أقول: لعل الإظهار هو الأصل، حيث لا يحتاج إلى سبب فى وجوده.
فإن قيل: يفهم من كلامك أن الإدغام له سبب فما هو؟
أقول: أسباب الإدغام ثلاثة: التماثل، أو التقارب، أو التجانس.
وحينئذ أجد سؤالا يفرض نفسه وهو: ما حقيقة كل نوع من هذه الأسباب؟
أقول: التماثل: هو أن يتفق الحرفان فى المخرج والصفات معا مثل الباءين فى نحو قوله تعالى: {اضرب بعصاك الحجر} [3].
__________
(1) انظر: الرائد فى تجويد القرآن ص 5.
(2) انظر: الرائد فى تجويد القرآن ص 7.
(3) سورة البقرة / 60.(1/93)
والتقارب:
هو أن يتقارب الحرفان فى المخرج، والصفات، مثل: اللام، والراء، فى نحو قوله تعالى {وقل رب أدخلنى مدخل صدق} [1] وذلك لأنه مخرج كل من اللام، والراء، قريب من مخرج الحرف الآخر:
فاللام تخرج من أدنى حافتى اللسان بعد مخرج الضاد إلى منتهى طرفه مع ما يليه من أصول الثنايا العليا.
والراء تخرج من طرف اللسان مما يلى ظهره مع ما فوقه من الحنك الأعلى (2).
وهما أيضا متقاربان فى الصفات وذلك لاشتراكهما فى الصفات الآتية:
الجهر، والتوسط، والاستفال، والانفتاح، والإذلاق، والانحراف (3).
أو يتقارب الحرفان فى المخرج، ويتباعد فى الصفات، مثل: «الدال، والسين» فى نحو قوله تعالى: {قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها} [4]
فالدّال، والسين، متقاربان فى المخرج: فالدال تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا.
والسين تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا السفلى (5).
وهما متباعدان فى الصفات، حيث إن الدال مجهورة، وشديدة، ومقلقلة والسين مهموسة، ورخوة، وصفيرية (6).
__________
(1) سورة الاسراء / 80.
(2) انظر: الرائد فى التجويد ص 38.
(3) انظر: الرائد فى التجويد ص 48.
(4) سورة قد سمع / 1.
(5) انظر: الرائد فى التجويد ص 39.
(6) انظر: الرائد فى التجويد ص 48.(1/94)
أو يتباعدا فى المخرج، ويتقاربا فى الصفة، مثل: «الذال، والجيم» فى نحو قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} [1]:
فالذال، والجيم، متباعدان فى المخرج، ومتقاربان فى الصفات:
أمّا التباعد فى المخرج، فلأن الذال تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.
والجيم تخرج من وسط اللسان مع ما يليه من الحنك الأعلى (2).
وأما التقارب فى الصفات، فلأن كلا منهما مشترك فى الصفات الآتية:
الرخاوة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات (3).
__________
(1) سورة البقرة / 125.
(2) انظر: الرائد فى التجويد ص 3938.
(3) انظر: الرائد فى التجويد ص 48.(1/95)
والتجانس:
هو أن يتفق الحرفان فى المخرج دون الصفات (1)
مثل: الدال والتاء فى نحو قوله تعالى: {قد تبين الرشد من الغى} [2].
فالدال، والتاء يخرجان من مخرج واحد وهو: طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا (3). كما نجدهما مشتركين فى الصفات التالية:
الهمس، والشدة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات (4).
هذا ما قرره علماء التجويد.
وقال علماء الأصوات: الدال صوت شديد مجهور يتكون بأن يندفع الهواء مارّا بالحنجرة فيحرك الوترين الصوتيين، ثم يأخذ مجراه فى الحلق والفم حتى يصل الى مخرج الصوت فينحبس هناك فترة قصيرة جدا لالتقاء طرف اللسان وأصول الثنايا العليا التقاء محكما، فإذا انفصل اللسان عن أصول الثنايا العليا سمع صوت انفجارى نسميه الدال (5).
وأما التاء فهى صوت شديد مهموس (6).
__________
(1) انظر: الرائد فى تجويد القرآن ص 51.
(2) سورة البقرة / 256.
(3) انظر: الرائد فى التجويد ص 41.
(4) انظر: الرائد فى التجويد ص 48.
(5) انظر: الأصوات اللغوية ص 48.
(6) انظر: الأصوات اللغوية ص 62.(1/96)
شروط الإدغام:
أن يلتقى الحرفان المدغم والمدغم فيه خطّا ولفظا، أو خطّا لا لفظا، ليدخل نحو: «إنه هو» لأن الهاءين وإن لم يلتقيا لفظا لوجود الواو المدية أثناء النطق، فإنها التقيا خطا، إذ الواو المديّة لا تكتب فى الخط.
إذا فالعبرة فى الإدغام هو التقاء الحرفين خطا نحو: «إنه هو».
وخرج نحو: {أنا نذير لأن النونين وإن التقيا لفظا إلا أن الألف تعتبر فاصلة بينهما، ولذا فإن النونين فى هذا المثال لا تدغمان، وكذا كل ما يماثلهما.
موانع الإدغام:
بالتتبع وجدت موانع الإدغام تتمثل فيما يلى:
أولا:
كون الحرف الذى يراد ادغامه تاء ضمير، سواء كان للمتكلم، أو المخاطب: فالأول نحو:} {كنت ترابا} [1] والثانى نحو: {أفأنت تسمع الصم} [2] ولعل السبب فى منع إدغام «تاء الضمير الحرص على عدم اللبس الذى يحدث من الإدغام، إذ الإدغام يجعل النطق بتاء المتكلم، والمخاطب واحدا، إذا فالعلامة الصوتية المميزة بين التاءين هى أن تاء المتكلم مضمومة، وتاء المخاطب مفتوحة، والإدغام يذهب هذا الفارق، من أجل ذلك امتنع الإدغام حرصا على عدم اللبس.
__________
(1) سورة النبأ / 40.
(2) سورة الزخرف / 40.(1/97)
ثانيا:
كون الحرف المدغم مشددا نحو: {مسّ سقر} [1].
وذلك لأن الحرف المشدد بحرفين: الأول ساكن، والثانى متحرك، إذا فالحرف الثانى لا يحتمل أن يدغم فيه حرفان فى وقت واحد، لهذا وجب الاظهار.
ثالثا:
كون الحرف الأول متحركا والثانى ساكنا وهما فى كلمة واحدة، نحو: {يمسسك من قوله تعالى:} {وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير} [2].
ولعل السبب فى منع الإدغام فى مثل هذا النوع هو الثقل الذى سيتأتى من الإدغام، وحينئذ يفوت الغرض الذى من أجله كان الإدغام وهو اليسر، والسهولة.
رابعا:
كذلك لا يدغم حرف فى حرف أدخل منه فى المخرج، مثل الواو، والقاف، فى نحو قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} [3].
إذا الواو تخرج من الشفتين، والقاف تخرج من أقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى.
والسبب فى منع الإدغام فى هذا النوع الثقل، لأنه يلزم من الإدغام انعكاس الصوت، فبعد أن يكون الصوت منبعثا إلى خارج الفم نحاول ردّه مرّة أخرى إلى الداخل، وفى هذا غاية الصعوبة، ويفوت وجه الإدغام وهو التخفيف.
__________
(1) سورة القمر / 48.
(2) سورة الأنعام / 17.
(3) سورة الأنعام / 18.(1/98)
أقسام الإدغام:
ينقسم الإدغام إلى كبير، وصغير:
فالكبير:
هو أن يتحرك الحرفان معا المدغم والمدغم فيه نحو الراءين فى قوله تعالى: {شهر رمضان} [1].
والصغير:
هو أن يكون المدغم ساكنا، والمدغم فيه متحركا، نحو التاءين فى قوله تعالى: {فما ربحت تجارتهم} [2].
وسمى الأول كبيرا لكثرة العمل فيه، وهو تسكين الحرف أولا ثم إدغامه ثانيا.
وسمى الثانى صغيرا لقلة العمل فيه، وهو الإدغام فقط.
كما أن الإدغام ينقسم إلى كامل، وناقص:
فالكامل:
هو أن يذهب الحرف، وصفته، مثل إدغام النون الساكنة فى الراء فى نحو قوله تعالى: {فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم} [3]
والناقص:
هو أن يذهب الحرف، وتبقى صفته، مثل إدغام النون الساكنة فى الياء، نحو قوله تعالى: {ومن الناس من يقول} [4] على قراءة الجمهور.
مما تقدم تبين أن وجه الإظهار الأصل، لأنه لا يحتاج إلى سبب، وهو الأكثر فى الحروف.
ووجه الإدغام إرادة التخفيف، ولا يكون إلّا بسبب.
والله أعلم
__________
(1) سورة البقرة / 185.
(2) سورة البقرة / 16.
(3) سورة البقرة / 26.
(4) سورة البقرة / 8.(1/99)
«حكم ميم الجمع»
ميم الجمع إما أن تقع قبل الساكن، أو قبل متحرك:
فإذا وقعت قبل ساكن نحو {منهم المؤمنون كان حكمها الضم من غير صلة لجميع القراء. لأن الأصل فى ميم الجمع الضم.
قال «الشاطبى» ت 590هـ:
ومن دون وصل ضمها قبل ساكن: لكل وإذا وقعت ميم الجمع قبل متحرك: فإما أن يكون المتحرك متصلا بها أو منفصلا عنها:
فإذا كان متصلا بها ولا يكون إلا ضميرا مثل «دخلتموه» من قوله تعالى:
} {فإذا دخلتموه فإنكم غالبون المائدة / 23. و «أنلزمكموها» من قوله تعالى:} {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون هود / 28. كان حكمها الضم مع الصلة لجميع القراء. وهى اللغة الفصيحة، وعليها جاء رسم المصحف وإن كان المتحرك منفصلا عن ميم الجمع: فإما أن يكون همزة قطع، أو لا: فإن كان همزة قطع مثل قوله تعالى} {عليهم ءأنذرتهم
البقرة / 6كان حكمها الضم مع الصلة وصلا «لورش» وابن كثير، وأبى جعفر، وقالون بخلف عنه».
وذلك اتباعا للأصل، ويصبح المدّ عندهم من قبيل المنفصل فكل يمد حسب مذهبه فى المد المنفصل.
وقرأ باقى القراء بإسكانها. وهما لغتان.
وإذا لم يكن المتحرك همزة قطع نحو قوله تعالى:} صراط الذين أنعمت عليهم غير الفاتحة / 7كان حكمها الضم مع الصلة وصلا «لابن الكثير، وأبى جعفر، وقالون بخلف عنه، والباقون بإسكانها.
قال «ابن الجزرى» ت 833هـ:
وضم ميم الجمع صل ثبت درا: قبل محرك وبالخلف برا وقبل همز القطع ورش والله أعلم(1/100)
وضم ميم الجمع صل ثبت درا: قبل محرك وبالخلف برا وقبل همز القطع ورش والله أعلم
«حكم هاء الكناية»
هاء الكناية فى عرف القراء: هى هاء الضمير التى يكنّى بها عن الواحد المذكر الغائب.
والأصل فيها الضم مثل «له» إلا إذا وقع قبلها كسرة، أو ياء ساكنة، فإنها حينئذ تكسر للمناسبة، كما يجوز ضمها مراعاة للأصل. وقد قرئ بالوجهين فى قوله تعالى {عليه الله الفتح / 10.
واعلم أن لهاء الكناية أربعة أحوال:
الأولى: أن تقع بين ساكنين نحو قوله تعالى:} {يعلمه الله بآل عمران / 29 الثانية: أن تقع قبل ساكن وقبلها متحرك مثل قوله تعالى:} {لعلمه الذين بالنساء / 83.
وحكمها فى هاتين الحالتين عدم الصلة لجميع القراء. وذلك لأن الصلة تؤدى إلى الجمع بين الساكنين. بل تبقى الهاء على حركتها ضمة كانت أو كسرة، كما قال «الشاطبى»:
«ولم يصلوا ها مضمر قبل ساكن» اهـ.
الثالثة: أن تقع بين متحركين نحو قوله تعالى:} {أماته فأقبره
سورة عبس / 21.
وحكمها فى هذه الحالة الصلة لجمع القراء. وذلك لأن الهاء حرف خفىّ فقوى بالصلة بحرف من جنس حركته، كما قال «الشاطبى»: وما قبله التحريك للكل وصلا.
الرابعة: أن تقع قبل متحرك وقبلها ساكن مثل:} فيه، منه، اجتباه
وحكمها فى هذه الحالة الصلة «لابن كثير» كما قال «ابن الجزرى»:
صل ها الضمير عن سكون قبل ما حرك دن وهناك كلمات خرجت عن هذه القاعدة ذكرتها فى سورها بالتفصيل فى كتابنا «المهذب فى القراءات العشر».
والله أعلم(1/101)
والله أعلم
«حكم المد المنفصل»
المد المنفصل:
هو الذى يكون حرف المد فى كلمة، والهمز فى كلمة أخرى مثل: يا أيها، وفى أنفسكم، قوا أنفسكم
والقراء فيه على ثمانية مراتب:
الأولى: «قالون، والأصبهانى، وأبو عمرو، ويعقوب» بالقصر، وفويق القصر، والتوسط.
الثانية: «الأزرق، وحمزة» بالإشباع فقط.
الثالثة: «ابن كثير، وأبو جعفر» بالقصر فقط.
الرابعة: «هشام» بالقصر، والتوسط.
الخامسة: «ابن ذكوان» بالتوسط، والإشباع.
السادسة: «شعبة» بالتوسط، وفويق التوسط.
السابعة: «حفص» بالقصر، والتوسط، وفويق التوسط.
الثامنة: «الكسائى، وخلف العاشر» بالتوسط فقط.
والقصر: مقداره: حركتان.
وفويق القصر: مقداره: ثلاث حركات.
والتوسط: مقداره: أربع حركات.
وفويق التوسط: مقداره: خمس حركات.
والإشباع: مقداره: ست حركات.
والحركة قدرها علماء القراءات بزمن قبض الإصبع، أو بسطه.
وجه القصر: أنه الأصل، أى بقاء حرف المد من غير زيادة عليه.
ووجه المد وإن تفاوتت مراتبه، التمكن من النطق بالهمز لصعوبته، وبعد مخرجه، لأنه يخرج من أقصى الحلق.
والله أعلم(1/102)
والله أعلم
«حكم المد المتصل»
المد المتصل:
هو الذى يكون حرف المد والهمز فى كلمة واحدة مثل: {والصائمين والقراء فيه على أربع مراتب:
الأولى: «قالون، والأصبهانى، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» لهم فويق القصر، والتوسط، والإشباع.
الثانية: «الأزرق، وحمزة» بالإشباع فقط.
الثالثة: «ابن عامر، والكسائى، وخلف العاشر» بالتوسط والإشباع الرابعة: «عاصم» بالتوسط، وفويق التوسط، والإشباع.
تنبيه: اتفق جميع القراء العشرة على عدم قصر المد المتصل.
قال «ابن الجزرى»: تتبعت قصر المتصل فلم أجده فى قراءة صحيحة ولا شاذة» اهـ.
«حكم مد البدل»
مد البدل:
هو أن يكون الهمز قبل حرف المد، مثل:} ءامن، إيمان، أوتوا والقراء فيه على مرتبتين:
الأولى: القصر لجميع القراء.
الثانية: القصر، والتوسط، والإشباع «للأزرق عن ورش».
وجه القصر أن علة المد فى كل من المد المنفصل، والمتصل التمكن من النطق بالهمز.
والهمز فى مد البدل متقدم على حرف المد فليس هناك ما يدعو للمد.
ووجه من مدّه نظر إلى وجود حرف المد والهمز فى كلمة بصرف النظر عن تقدمه، أو تأخره.
قال «ابن الجزرى»: وأزرق إن بعد همز حرف مد: مد له واقصر ووسط كنأى وقد استثنى القائلون بالتوسط، والإشباع «للأزرق» فى مد البدل أصلين مطردين، وكلمة اتفاقا.
وأصلا مطردا، وثلاث كلمات اختلافا
أما الأصلان المطردان اتفاقا:(1/103)
وأصلا مطردا، وثلاث كلمات اختلافا
أما الأصلان المطردان اتفاقا:
فأحدهما: أن تكون الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو: {دعاء، وهزؤا، وملجأ فحكمها القصر بإجماع القراء، لأنها غير لازمة.
والثانى: أن يكون قبل الهمزة ساكن صحيح متصل نحو:
} {القرآن، والظمآن، ومذؤما، ومسؤلا فحكمها القصر إجماعا لحذف صورة الهمزة رسما.
قال «ابن الجزرى»: لا عن منون ولا الساكن صح: بكلمة.
وأما الكلمة التى بالاتفاق أيضا، فهى:} {يؤاخذ، كيف وقعت، نحو لا تؤاخذنا، لا يؤاخذكم الله فحكمها القصر إجماعا.
وذلك لأنها عندهم من «واخذت» غير مهموز لما صرح بذلك «الإمام أبو عمرو الدانى» ت 444هـ.
قال «ابن الجزرى»: وامنع يؤاخذ.
والأصل المطرد المختلف فيه: حرف المد الواقع بعد همز الوصل فى الابتداء نحو:} إيت، إيذن لى، أوتمن.
قال «ابن الجزرى»: أو همز وصل فى الأصح.
والثلاث الكلمات المختلف فيها أيضا، هى ما يأتى:
1 - كلمة «إسرائيل» حيثما وقعت، وذلك لكثرة المدود، لأنها دائما مركبة مع كلمة «بنى».
ب «الآن» المستفهم بها موضعى سورة «يونس» وهما من المغير بالنقل، والمراد الألف الاخيرة، لأن الأولى من باب المدّ اللازم.
ج «عادا الاولى» بسورة «النجم» وهى من المغير بالنقل أيضا.
قال «ابن الجزرى»: وبعادا الاولى: خلف والآن وإسرائيل. والله أعلم(1/104)
قال «ابن الجزرى»: وبعادا الاولى: خلف والآن وإسرائيل. والله أعلم
«حكم حرفى اللين»
حرفا اللين:
هما الواو، والياء، الساكنتان المفتوح ما قبلهما.
فإذا وقع بعد أحدهما همز متصل مثل «شىء، السوء» كان القراءة فيهما على مذهبين:
الأول: القصر لجميع القراء عدا الأزرق
، وذلك لعدم إلحاقهما بحروف المدّ، والمراد بالقصر هنا عدم المدّ بالكلية، وذلك حالة الوصل.
الثانى: التوسط
، والإشباع «للأزرق» إلحاقا لهما بحروف المدّ، لما فيهما من خفاء، سوى كلمتين وهما: «موئلا» بالكهف رقم / 58و «موءودة» بالتكوير رقم / 8. فليس للأزرق فيهما سوى القصر كباقى القراء.
وذلك لعروض سكونهما، لأنهما من «وأل، ووأد».
قال «ابن الجزرى»: وحرفى اللين قبيل همزة.: عنه امددا ووسطن بكلمة لا موئلا موءودة.
واختلف أيضا عن «الأزرق» فى واو «سوآتهما، سوآتكم».
قال «ابن الجزرى»: لم أجد أحدا روى إشباع اللين إلا وهو يستثنى «سوآتهما» «سوآتكم» فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط، والقصر.
قال «ابن الجزرى» فى الطيبة: ومن يمدّ قصّر سوآت وذهب بعض أهل الأداء إلى قصر المدّ فى حرفى اللين عن «الأزرق» عدا لفظ «شىء» فقط كيف أتى: مرفوعا، أو منصوبا، أو مخفوضا، وقصر باقى الباب، والمراد بالمد له: التوسط، والإشباع. كما روى المدّ عن «حمزة» فى لفظ «شىء» فقط كيف حاء بخلف عنه. والمراد بالمد له:
التوسط فقط.
قال ابن الجزرى: وبعض خص مد.: شىء له مع حمزة.
والله أعلم(1/105)
والله أعلم
«توجيه تخفيف الهمز»
الهمز من أصعب الحروف فى النطق، وذلك لبعد مخرجها إذ تخرج من أقصى الحلق، كما اجتمع فيها صفتان من صفات القوّة:
وهما الجهر والشدّة.
والهمز صوت صامت حنجرى انفجارى، وهو يحدث بأن تسدّ الفتحة الموجودة بين الوترين الصوتيين وذلك بانطباق الوترين انطباقا تاما فلا يسمح للهواء بالنفاذ من الحنجرة، يضغط الهواء فيما دون الحنجرة ثم ينفرج الوتران فينفذ الهواء من بينهما فجأة محدثا صوتا انفجاريا (1).
لذلك فقد عمدت بعض القبائل العربية إلى تخفيف النطق بالهمز.
فمن الحقائق العامة أن الهمز كان خاصة من الخصائص البدوية التى اشتهرت بها قبائل وسط الجزيرة العربية وشرقيها: «تميم» وما جاورها.
وأن تخفيف الهمز كان خاصة حضرية امتازت بها لهجة القبائل فى شمال الجزيرة وغربيها.
وقد ورد النص فى كلام «أبى زيد الأنصارى» ت 215هـ.
أن «أهل الحجاز، وهذيل، وأهل مكة، والمدينة المنورة» لا ينبرون (2).
وقد نسب عدد من العلماء الأوائل ظاهرة تخفيف الهمز إلى «الحجازيين».
ولكن ينبغى أن لا نأخذ هذا الحكم مأخذ الصحة المطلقة لاعتبارين:
الأول: أن الأخبار تدل على أن بعض «الحجازيين» كانوا يحققون الهمز.
__________
(1) انظر: اللهجات العربية فى القراءات القرآنية ص 95.
(2) انظر: لسان العرب ج 1ص 22.(1/106)
الثانى: أن تخفيف الهمز لم يكن مقصورا على منطقة دون أخرى وإنما كان فاشيا فى كثير من المناطق العربية وإن تفاوتت صوره ودرجاته وإذا كانت القبائل البدوية التى تميل إلى السرعة فى النطق وتسلك أيسر تخفف من عيب هذه السرعة، أى أن الناطق البدوى تعود النبر فى موضع الهمز، وهى عادة أملتها ضرورة انتظام الإيقاع النطقى، كما حتمتها ضرورة الإبانة عما يريده من نطقه لمجموعة من المقاطع المتتابعة السريعة الانطلاق على لسانه، فموقع النبر فى نطقه كان دائما أبرز المقاطع وهو ما كان يمنحه كل اهتمامه وضغطه. (1)
أمّا القبائل الحضرية فعلى العكس من ذلك، إذ كانت متأنية فى النطق، متئدة فى أدائها، ولذا لم تكن بها حاجة إلى التماس المزيد من مظاهر الأناة فأهملت همز كلماتها، أعنى المبالغة فى عدم النبر واستعاضت عن ذلك بوسيلة أخرى كالتسهيل، والإبدال، والإسقاط (2).
وبالتتبع وجدت الوسائل التى سلكها العرب لتخفيف الهمز ما يلى:
النقل والإبدال والتسهيل والحذف.
وقد وردت القراءات القرآنية الصحيحة بكل ذلك:
فالنقل يجوز عند القراء إذا كانت الهمزة متحركة بعد ساكن صحيح، فإذا أريد تخفيفها فإنها تحذف بعد نقل حركتها إلى الساكن الذى قبلها سواء كانت حركتها فتحة نحو: {قرآن قد أفلح أو كسرة نحو:
} {من إستبرق أو ضمة نحو:} قل أوحى
__________
(1) انظر: من أصول اللهجات العربية فى السودان ص 34.
(2) انظر: مخطوطة الوقف والوصل فى اللغة العربية ص 120.(1/107)
وذلك لقصد التخفيف، ومظهر الصوتيات هنا أننا حذفنا من الكلمة مقطعا صوتيا مغلقا، كما أننا حذفنا صوت الهمزة.
أمّا الإبدال: فإن الهمزة الساكنة تقع بعد فتح نحو: {الهدى ائتنا
أو كسر نحو:} {الذى ائتمن أو ضم نحو:} {يقول ائذن لى ففي هذه الأحوال الثلاثة يجوز عند القراء إبدال الهمزة حرف مدّ من جنس حركة الحرف الذى قبلها: فإذا كان فتحا تبدل ألفا، وإذا كان كسرا تبدل ياء، وإذا كان ضما تبدل واوا، وذلك كى يكون الحرف المبدل مجانسا للحركة التى قبله.
ومظهر الصوتيات هنا هو أننا أحللنا صوت حرف محل الهمزة، فإذا كانت الهمزة مفتوحة فقد أحللنا صوت الألف، وإذا كانت مكسورة فقد أحللنا صوت الياء، وإذا كانت مضمومة فقد أحللنا صوت الواو.
امّا التسهيل والحذف: فإن الهمزتين من كلمتين تكونان متفقتين فى الحركة سواء كانتا مفتوحتين نحو:} {جاء أحدكم، أو مكسورتين نحو:
} {هؤلاء إن كنتم، أو مضمومتين نحو:} أولياء أولئك وقد اختلف القراء فى تخفيف إحدى الهمزتين على النحو التالى:
(ا) فبعضهم قال بحذف إحدى الهمزتين فى الأقسام الثلاثة، ومظهر الصوتيات هنا هو أننا حذفنا من الكلمة مقطعا صوتيا (ب) وبعضهم قال بتسهيل إحدى الهمزتين «بين بين» فى الأقسام الثلاثة، ومظهر الصوتيات هنا هو أن صوت الهمزة المسهلة يختلف عن صوت الهمزة المحققة، وبيان ذلك أن الهمزة المسهلة تعتبر حرفا فرعيا، فإذا كانت مفتوحة تسهل بين الهمزة والألف، وإذا كانت مكسورة تسهل بين الهمزة والياء، وإذا كانت مضمومة تسهل بين الهمزة والواو.
(ج) وبعضهم يبدل الهمزة الثانية حرف مدّ فى الأقسام الثلاثة، ومظهر الصوتيات هنا هو أننا أحللنا صوتا مغلقا محل صوت مفتوح.(1/108)
(ا) فبعضهم قال بحذف إحدى الهمزتين فى الأقسام الثلاثة، ومظهر الصوتيات هنا هو أننا حذفنا من الكلمة مقطعا صوتيا (ب) وبعضهم قال بتسهيل إحدى الهمزتين «بين بين» فى الأقسام الثلاثة، ومظهر الصوتيات هنا هو أن صوت الهمزة المسهلة يختلف عن صوت الهمزة المحققة، وبيان ذلك أن الهمزة المسهلة تعتبر حرفا فرعيا، فإذا كانت مفتوحة تسهل بين الهمزة والألف، وإذا كانت مكسورة تسهل بين الهمزة والياء، وإذا كانت مضمومة تسهل بين الهمزة والواو.
(ج) وبعضهم يبدل الهمزة الثانية حرف مدّ فى الأقسام الثلاثة، ومظهر الصوتيات هنا هو أننا أحللنا صوتا مغلقا محل صوت مفتوح.
والله أعلم(1/109)
والله أعلم
«حكم نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها»
اعلم أن «ورشا» ينقل حركة همزة القطع إلى الحرف الساكن قبلها الملاصق لها، فيتحرك الساكن بحركة الهمزة، وتسقط الهمزة بشرط أن يكون الساكن غير حرف مدّ سواء كان تنوينا مثل:
{وكل شئ أحصيناه كتابا سورة النبأ رقم / 29.
أو لام تعريف مثل:} {وفى الأرض أو غير ذلك سواء كان أصليا مثل:
} {قد أفلح المؤمنون أو زائدا مثل:} خلوا إلى.
وذلك لقصد التخفيف.
وباقى القراء يقرءون بعدم النقل على الأصل.
وهناك كلمات خرجت عن هذه القائدة ذكرتها فى مواضعها فى سورها فى كتابنا «المهذب فى القراءات العشر».
قال «ابن الجزرى»:
وانقل إلى الآخر غير حرف مد.: لورش إلا ها كتابيه أسد والله أعلم(1/110)
وانقل إلى الآخر غير حرف مد.: لورش إلا ها كتابيه أسد والله أعلم
«السكت على الساكن قبل الهمز وغيره»
الأشياء التى يجوز السكت عليها ثمانية:
الأول: «ال» مثل: {وفى الأرض آيات للموقنين.
الثانى: «شىء» مرفوعا، أو منصوبا، أو مجرورا.
الثالث: «الساكن المفصول، مثل:} {قد أفلح المؤمنون.
الرابع: الساكن الموصول، مثل:} {دفء.
الخامس: المد المنفصل، مثل:} {وفى أنفسكم أفلا تبصرون.
السادس: المد المتصل، مثل:} {قد جاءكم برهان من ربكم.
السابع: فواتح السور المبتدأة بحروف هجائية مثل:} {الم، طه، كهيعص، ق.
الثامن: «أربع كلمات»:} {عوجا قيما بالكهف رقم / 21.
} {من مرقدنا هذا سورة يس رقم / 52.
} {وقيل من راق سورة القيامة / 27.
} بل ران سورة المطففين / 14.
«فأل، وشىء، والساكن المفصول، والساكن الموصول» يسكت على كل هذه الأشياء كل من «ابن ذكوان، وحفص، وحمزة، وإدريس» نحلف عنهم.
والمد المنفصل، والمد المتصل، يسكت عليهما «حمزة» بخلف عنه.
وفواتح السور المبتدأة بحروف هجائية يسكت عليها «أبو جعفر» وحده بلا خلاف.
والكلمات الأربع، يسكت عليها «حفص» بخلف عنه.
وجه السكت على الساكن قبل الهمزة، التمكن من النطق بالهمزة (ج 1م 7)
لصعوبتها فى النطق، وبعد مخرجها حيث تخرج من أقصى الحلق.(1/111)
وجه السكت على الساكن قبل الهمزة، التمكن من النطق بالهمزة (ج 1م 7)
لصعوبتها فى النطق، وبعد مخرجها حيث تخرج من أقصى الحلق.
ووجه السكت على حروف فواتح السور، لبيان أن هذه الحروف مفصولة وإن اتصلت رسما.
ووجه السكت على الكلمات الأربعة أن السكت يوضح معانيها أكثر من وصلها، لأن وصلها قد يوهم معنى غير المراد.
ووجه عدم السكت فى كل ذلك أنه الأصل.
والسكت: هو قطع الصوت عن القراءة زمنا يسيرا بدون تنفس، ومقداره حركتان.
والله أعلم(1/112)
والله أعلم
«من أحكام النون الساكنة والتنوين»
إذا وقع بعد النون الساكنة، أو التنوين «الغين» مثل: {من غل، من ماء غير أو «الخاء» مثل:} {وإن خفتم، يومئذ خاشعة كان حكمهما الاظهار لجميع القراء، لبعد المخرجين. إلا «أبا جعفر» فإنه قرأ بإخفائهما مع الغنة، سوى ثلاث كلمات وهى:} {المنخنقة، فسينغضون، وإن يكن غنيا فقد قرأها بالإظهار، والإخفاء.
قال «ابن الجزرى».
أظهرهما عند حروف الحلق عن.: كل وفى غين وخا أخفى ثمن لا منخنق ينغض يكن بعض أبى.
وإذا وقع بعد النون الساكنة، أو التنوين «لام» مثل:} {فإن لم تفعلوا، هدى للمتقين. أو راء، مثل:} {من ربهم، ثمرة رزقا كان حكمهما الإدغام بغير غنة لجميع القراء، إشارة إلى أنه إدغام كامل.
وقد روى أيضا الإدغام بغنة لكل من:
«قالون، والأصبهانى، وابن كثير، وأبى عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبى جعفر، ويعقوب» وذلك إشارة إلى أنه إدغام ناقص، ولذا قيل:
وأدغم بلا غنة فى لام ورا: وهى لغير صحبة جودا ترا تنبيه: قال «ابن الجزرى»: «ينبغى تقييد ذلك فى اللام بالمنفصل رسما، نحو:} {أن لا أقول على الله إلا الحق، أن لا ملجأ من الله إلا إليه
أمّا المتصل رسما نحو:} {ألن نجعل لكم موعدا بالكهف فلا غنة فيه للرسم» اهـ.
وإذا وقع بعدهما واو مثل:} من وال، ورعد وبرق أو ياء، مثل:(1/113)
وأدغم بلا غنة فى لام ورا: وهى لغير صحبة جودا ترا تنبيه: قال «ابن الجزرى»: «ينبغى تقييد ذلك فى اللام بالمنفصل رسما، نحو: {أن لا أقول على الله إلا الحق، أن لا ملجأ من الله إلا إليه
أمّا المتصل رسما نحو:} {ألن نجعل لكم موعدا بالكهف فلا غنة فيه للرسم» اهـ.
وإذا وقع بعدهما واو مثل:} {من وال، ورعد وبرق أو ياء، مثل:
} {من يقول، فئة ينصرونه كان حكمهما الإدغام بغنة لكل القراء، إلا خلفا عن «حمزة» فإنه يقرأ بالإدغام بغير غنة فيهما بلا خلاف و «دورى» «الكسائى» من طريق «عثمان الضرير» فإنه يقرأ بالإدغام بغير غنة أيضا فى الياء فقط.
قال «ابن الجزرى: وضق حذف.: فى الواو واليا وترى فى اليا اختلف والله أعلم
«حكم الوقف على جمع المذكر السالم، والملحق به»
إذا وقف على جمع المذكر السالم، أو ما ألحق به، نحو:
} العالمين، المفلحون فكل القراء يقفون عليه بالسكون، لأنه الأصل فى الوقف.
ووقف «يعقوب» بخلف عنه بهاء السكت.
إما لبيان حركة الحرف الموقوف عليه، أو طلبا للراحة حالة الوقف.
قال «ابن الجزرى»: والأصل فى الوقف السكون.
وقال: والبعض نقل بنحو عالمين موفون وقل.
والله أعلم(1/114)
والله أعلم
«توجيه الفتح والإمالة»
قضية الفتح والإمالة إحدى الظواهر اللغوية التى كانت متفشية بين القبائل العربية منذ زمن بعيد قبل الإسلام.
والمراد بالفتح هنا: فتح المتكلم لفيه بلفظ الحرف.
والإمالة لغة: التعويج، يقال: أملت الرمح ونحوه إذا عوجته عن استقامته واصطلاحا: تنقسم إلى قسمين: كبرى، وصغرى:
فالكبرى:
أن تقرب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء من غير قلب خالص، ولا إشباع مبالغ فيه، وهى الإمالة المحضة، ويقال لها الإضجاع، والبطح.
والصغرى:
هى ما بين الفتح والإمالة الكبرى، ويقال لها: «بين بين» أى بين الفتح والإمالة الكبرى.
واعلم أنه لا يمكن للإنسان أن يحسن النطق بالإمالة سواء كانت صغرى أو كبرى، إلا بالتلقى والمشافهة.
وبالتتبع يمكننى بصفة عامة أن أنسب «الفتح» إلى القبائل العربية التى كانت مساكنها غربى الجزيرة العربية بما فى ذلك قبائل الحجاز أمثال:
«قريش وثقيف وهوازن وكنانة».
وأن ننسب «الإمالة» إلى القبائل التى كانت تعيش وسط الجزيرة، وشرقيها أمثال: «تميم وقيس وأسد وطىء وبكر بن وائل وعبد القيس (1)»
__________
(1) انظر: فى اللهجات العربية للدكتور إبراهيم أنيس ص 60.(1/115)
فإن قيل: أيهما الأصل الفتح أو الإمالة؟
أقول: هناك رأيان للعلماء: فبعضهم يرى أنّ كلا منهما أصل قائم بذاته والبعض الآخر يرى أن الفتح أصل والإمالة فرع عنه (1).
وإننى أرجح القول القائل بأن كلا منهما أصل قائم بذاته، إذ كل منهما كان ينطق به عدة قبائل عربية بعضها فى غرب الجزيرة العربية، والبعض الآخر فى شرقيها.
وأسباب الإمالة
تتلخص فيما يلى:
1 - كسرة موجودة فى اللفظ قبلية أو بعدية، نحو: الناس والنار، وكلاهما 2كسرة عارضة فى بعض الأحوال نحو: «جاء، وشاء، لأن فاء الكلمة تكسر إذا اتصل بالفعل الضمير المرفوع.
3 - أن تكون الألف منقلبة عن ياء، نحو: «رمى».
4 - أو تشبيه بالانقلاب عن الياء كألف التأنيث نحو: «كسالى».
5 - أو تشبيه بما أشبه المنقلبة عن الياء نحو: «موسى، وعيسى».
6 - مجاورة إمالة، وتسمى إمالة لأجل إمالة نحو «إمالة نون» «نأى».
7 - أن تكون الألف رسمت ياء وإن كان أصلها الواو نحو: والضحى.
بقى سؤال أخير فى هذه القضية وهو: ما فائدة الإمالة؟
أقول: سهولة اللفظ، وذلك لأن اللسان يرتفع بالفتح، وينحدر بالإمالة، والانحدار أخف على اللسان من الارتفاع.
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 174(1/116)
«توجيه الفتح والإسكان فى ياءات الاضافة»
ياء الاضافة فى اصطلاح القراء هى: الياء الزائدة الدالة على المتكلم فخرج بقولهم: «الزائدة» الياء الأصلية نحو: {وإن أدرى وخرج بقولهم: «الدالة على المتكلم» الياء فى جمع المذكر السالم نحو:} {حاضرى المسجد الحرام والياء فى نحو:} {فكلى واشربى لدلالتها على المؤنثة المخاطبة لا على المتكلم.
وتتصل ياء الإضافة بكل من: «الاسم والفعل والحرف» فتكون مع الاسم مجرورة المحل نحو:} {نفسى ومع الفعل منصوبة المحل نحو:
} {أوزعنى ومع الحرف مجرورة المحل، ومنصوبته نحو:} {لى، وإنى.
والخلاف فى ياءات الإضافة عند القراء دائر بين «الفتح، والإسكان» وهما لغتان فاشيتان عند العرب.
والإسكان فيها هو الأصل، لأنها حرف مبنى، والسكون هو الأصل فى البناء، وإنما حركت بالفتح لأنها اسم على حرف واحد فقوّى بالحركة:
وكانت فتحة لخفتها عن سائر الحركات.
وعلامة ياء الإضافة صحة إحلال الكاف، أو الهاء محلها فتقول فى نحو:
} {فطرنى فطرك، أو فطره.
وبالتتبع تبين أن ياءات الإضافة فى} {القرآن الكريم على ثلاثة أضرب:
الأول: ما أجمع القراء على إسكانه وهو الأكثر لمجيئه على الأصل وجملته 566 خمسمائة وست وستون ياء، نحو قوله تعالى:} {إنى جاعل فى الأرض خليفة} [1].
__________
(1) سورة البقرة / 20(1/117)
الثانى: ما أجمع القراء على فتحه وجملته 21إحدى وعشرين ياء نحو:
{وإياى فارهبون} [1].
الثالث: ما اختلف القراء فى إسكانه وفتحه، وجملته 212مائتان واثنتا عشرة ياء.
وينحصر الكلام على الياءات المختلف فيها فى ستة فصول:
الفصل الأول:
الياءات التى بعدها همزة قطع مفتوحة، وجملة الواقع من ذلك فى {القرآن الكريم 99تسع وتسعون ياء نحو:} {إنى أعلم مالا تعلمون} [2].
الفصل الثانى:
الياءات التى بعدها همزة قطع مكسورة، وجملة المختلف فيه من ذلك 52اثنتان وخمسون ياء، نحو: {من أنصارى إلى الله} [3].
الفصل الثالث:
الياءات التى بعدها همزة قطع مضمومة، وجملة المختلف فيه من ذلك 10عشر ياءات، نحو: {إنى أعيذها بك} [4].
__________
(1) سورة البقرة / 40.
(2) سورة البقرة / 30.
(3) سورة آل عمران / 52.
(4) سورة آل عمران / 36.(1/118)
الفصل الرابع:
الياءات التى بعدها همزة وصل مع لام التعريف، والمختلف فيه من ذلك 14أربع عشرة ياء نحو:
{لا ينال عهدى الظالمين} [1].
الفصل الخامس:
الياءات التى بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف، والمختلف فيه من ذلك 7سبع ياءات نحو:
{إنى اصطفيتك} [2].
الفصل السادس:
الياءات التى لم يقع بعدها همزة قطع، ولا وصل، بل حرف من باقى حروف الهجاء، وجملة المختلف فيه من ذلك 30ثلاثون ياء، نحو: {وجهت وجهى للذى فطر السموت والأرض} [3].
والفتح والإسكان فى ياءات الإضافة من التغييرات الصوتية، وذلك أن المقاطع الصوتية نوعان: متحرك، وساكن، فالمقطع المتحرك هو الذى ينتهى بصوت لين قصير وطويل، أما المقطع الساكن فهو الذى ينتهى بصوت مغلق (4).
__________
(1) سورة البقرة / 142.
(2) سورة الأعراف / 141.
(3) سورة الأنعام / 79.
(4) انظر: الأصوات اللغوية ص 60.(1/119)
«توجيه الإشمام وعدمه فى لفظى: الصراط وصراط»
قرأ بعض القراء «لفظى»: «الصراط وصراط» معرفا ومنكرا حيث وقعا فى القرآن الكريم بالسين، وهى لغة عامة العرب.
وقرأ البعض الآخر بالصاد المشمة صوت الزاى حيث وقعا كذلك، وهى لغة «قيس».
وقرأ معظم القراء بالصاد الخالصة، وهى لغة «قريش (1)».
وجه من قرأ بالسين أنه جاء على الأصل، لأنه مشتق من «السرط» وهو البلع. ومما يدل على أن السين هى الأصل أنه لو كانت الصاد هى الأصل لم ترد إلى السين، وذلك لضعف السين عن الصاد، وليس من أصول كلام العرب أن يردوا الأضعف إلى الأقوى.
وحجة من قرأ بالصاد أنه اتبع خط المصحف.
وحجة من قرأ بالإشمام أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء فى صفة «الجهر» أشم الصاد صوت الزاى، وذلك للجهر الذى فيها فصار قبل الطاء حرف يشبهها فى «الإطباق والجهر» وحسن ذلك لأن الزاى تخرج من مخرج السين، والصاد مؤاخية لها فى صفة: «الصفير والرخاوة (2)».
__________
(1) قال ابن الجزرى: الصراط مع.: صراط زن خلفا غلا كيف وقع والصاد كالزاى ضفا الأول قف.: وفيه والثانى وذى اللام اختلف انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 370.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 34.(1/120)
«توجيه الإسكان والتحريك فى لفظى: هو وهى»
قرأ بعض القراء بإسكان الهاء من لفظى: «هو وهى» إذا كان قبل الهاء «واو» نحو: «وهو وهى» أو فاء نحو: «فهو فهى» أو لام نحو: «لهى» أو ثم نحو: «ثم هو» والإسكان لغة «نجد».
وقرأ البعض الآخر بضم الهاء من «هو» وكسرها من «هى (1)».
وجه من أسكن الهاء أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل عنها، صارت كالكلمة الواحدة فخفّف الكلمة، وأسكن الوسط، وشبهها بتخفيف العرب للفظة «عضد وعجز» وهى لغة مشهورة مستعملة.
وأيضا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين، أو بين واو وياء، ثقل ذلك والعرب يكرهون توالى ثلاث حركات فيما هو كالكلمة الواحدة، فأسكن الهاء لذلك تخفيفا.
ووجه من حرك الهاء أنه أبقاها على أصلها قبل دخول الحرف عليها، لأنه عارض، ولا يلزمها فى كل موضع.
وأيضا فإن الهاء فى تقدير الابتداء بها، لأن الحرف الذى قبلها زائد، والابتداء بها لا يجوز إلا مع حركتها، فحملها على حكم الابتداء بها، وحكم لها مع هذه الحروف على أصلها عند عدمهن.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وسكن هاء هو هى بعد فا واو ولام رد ثنا بل حز ورم.: ثم هو والخلف يملّ هو وثم.: ثبت بدا انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 395.(1/121)
وحجة من أسكن مع «ثم» أنه لما كانت كلها حروف عطف حملها كلها محملا واحدا (1).
ومظهر الصوتيات هنا واضح لأن الحرف الساكن صوت مغلق، والحرف المتحرك صوت مفتوح.
والله أعلم
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 234(1/122)
«توجيه الإشمام وعدمه فى لفظ «قيل» وأخواتها»
اختلف القراء فى إشمام الضم فى أوائل ستة أفعال وهى:
«قيل وغيض وحيل وسيق وسئ وجيء».
فقرأ بعض القراء بإشمام الضم فى أوائلها.
وكيفية ذلك أن نحرك الحرف الأول من كل كلمة بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر وقرأ البعض الآخر من القراء بكسر الحرف الأول فى كل ذلك كسرة خالصة (1) والإشمام لغة: «قيس وعقيل» وعدم الإشمام لغة عامة العرب.
وحجة من قرأ بالإشمام أن الأصل فى أوائل هذه الأفعال أن تكون مضمومة، لأنها أفعال لم يسم فاعلها، منها أربعة أصل الثانى منها واو، وهى:
«سئ وسيق وحيل وقيل» ومنها فعلان أصل الثانى منها «ياء» هما:
«غيض وجئ».
وأصلها: «سوئ وقول وحول وسوق وغيض وجيء» ثم ألقيت حركة الحرف الثانى منها على الأول فانكسر، وحذفت ضمته، وسكن الثانى منها، ورجعت الواو إلى الياء، لانكسار ما قبلها وسكونها فمن أشم أوائلها الضم أراد أن يبين أن أصل أوائلها الضم.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وقيل غيض جى أشم: فى كسرها الضم رجا غنى لزم وحيل سيق كم رسا غيث وسى: سيئت مدا رحب غلالة كسى انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 393.(1/123)
ومن شأن العرب فى كثير من كلامها المحافظة على بقاء ما يدل على الأصول، وأيضا فإنها أفعال بنيت للمفعول، فمن أشمّ أراد أن يبقى فى الفعل ما يدل على أنه مبنى للمفعول لا للفاعل.
وعلة من كسر أوائلها أنه أتى بها على ما وجب لها من الاعتدال (1).
ومظهر الصوتيات هنا واضح، لأن صوت الحرف المشم فيه نوع من القسمين، أما صوت الحرف المكسور فإن فيه نوعا من التخفيف.
والله أعلم
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 229.(1/124)
سورة الفاتحة
* «مالك» من قوله تعالى: {مالك يوم الدين الفاتحة / 4 قرأ «عاصم، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «مالك» بإثبات ألف بعد الميم، على أنه اسم فاعل} [1] من «ملك».
والمالك بالألف هو المتصرف فى الأعيان المملوكة كيف يشاء وقرأ الباقون «ملك» بحذف الألف وكسر اللام والكاف، على وزن «حذر» على أنه صيغة مبالغة.
والملك بحذف الألف: هو المتصرف بالأمر والنهى فى المأمورين (2)
تنبيه: «مالك» من قوله تعالى: قل اللهم مالك الملك
آل عمران / 26.
لا خلاف بين القراء العشرة فى قراءته «مالك» بإثبات ألف بعد الميم، وفتح الكاف.
__________
(1) اسم الفاعل: هو الوصف الدال على الفاعل الجارى على حركات المضارع، وسكناته.
(2) قال ابن الجزرى: مالك نل ظلا روى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 270.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 26.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 45.
واتحاف فضلاء البشر ص 122(1/125)
سورة الفاتحة قال «الراغب» فى مادة «ملك»: «الملك» بفتح الميم، وكسر اللام: هو المتصرف بالأمر، والنهى، فى الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين، ولهذا يقال: {ملك الناس ولا يقال: «ملك الأشياء».
وقوله تعالى:} {ملك يوم الدين فتقديره: الملك فى يوم الدين، وذلك لقوله تعالى:} {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} [1]
وقال بعضهم: «الملك» بفتح الميم، وكسر اللام: اسم لكل من بملك السياسة.
«والملك» بضم الميم، وسكون اللام: الحق الدائم لله، فلذلك قال تعالى: {له الملك وله الحمد} [2] اهـ.
وقال «الزبيدى» فى مادة «ملك» يقال: «ملكه يملكه ملكا» مثلثة (3)
«والملك» بفتح الميم، واللام: واحد الملائكة (4)» اهـ والله أعلم
__________
(1) سورة غافر / 16.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 472.
(3) انظر: تاج العروس ج 7ص 180.
(4) انظر: تاج العروس ج 7ص 182.(1/126)
سورة البقرة
* «وما يخدعون» من قوله تعالى:
{وما يخدعون إلّا أنفسهم سورة البقرة / 9 قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو» «وما يخادعون» بضم الياء وفتح الخاء وإثبات ألف بعدها وكسر الدال، وذلك لمناسبة اللفظ الأول وهو قوله تعالى:} {يخادعون الله والذين آمنوا
وعلى هذا يجوز أن تكون المفاعلة من الجانبين، إذ المنافقون يخادعون أنفسهم بما يمنونها من أباطيل، وهى تمنيهم كذلك.
أو تكون المخادعة من جانب واحد، فتكون المفاعلة ليست على بابها، وحينئذ تتحد هذه القراءة مع القراءة الآتية.
وقرأ الباقون «وما يخدعون» بفتح الياء، وإسكان الخاء، وحذف الألف، وفتح الدال، على أنه مضارع «خدع} [1]».
__________
(1) قال ابن الجزرى: وما يخادعون يخدعون كنز ثوى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 392.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 13.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 47.
واتحاف فضلاء البشر ص 128.(1/127)
سورة البقرة تنبيه: «يخادعون» من قوله تعالى: {يخادعون الله البقرة / 9 ومن قوله تعالى:} {إن المنافقين يخادعون الله النساء 142 اتفق القراء العشرة على قراءته «يخادعون» بضم الياء، وفتح الخاء، وإثبات ألف بعدها، وكسر الدال.
و «يخدعوك» من قوله تعالى:} {وإن يريدوا أن يخدعوك الأنفال / 62 اتفق القراء العشرة على قراءته «يخدعوك» بفتح الياء، وإسكان الخاء، وحذف الألف، وفتح الدال.
ولم يجر فى هذه الألفاظ الثلاثة الخلاف الذى فى} وما يخدعون إلا أنفسهم وذلك لأن القراءة سنة متبعة ومبنية على التوقيف.
* «يكذبون» من قوله تعالى:(1/128)
ولم يجر فى هذه الألفاظ الثلاثة الخلاف الذى فى {وما يخدعون إلا أنفسهم وذلك لأن القراءة سنة متبعة ومبنية على التوقيف.
* «يكذبون» من قوله تعالى:
} {ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون سورة البقرة / 10 قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» «يكذبون» بضم الياء، وفتح الكاف، وكسر الذال مشددة، على أنه مضارع «كذّب» المضعف من التكذيب لله، ولرسوله، وقد عدّى بالتضعيف، والمفعول محذوف تقديره «يكذبونه».
وقرأ الباقون «بفتح الياء، وسكون الكاف، وكسر الذال مخففة، على أنه مضارع «كذب» اللازم، وهو من الكذب الذى اتصفوا به كما أخبر الله عنهم} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: اضمم شد يكذبونا كما سما انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 392.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 15.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 48.
واتحاف فضلاء البشر ص 129(1/129)
سورة البقرة قال «الزبيدى (1)» فى مادة «كذب»: يقال: «كذب، يكذب» من باب «ضرب يضرب» «كذبا» ككتف.
ثم يقول «الزبيدى» قال شيخنا: وهو غريب فى المصادر، حتى قالوا:
إنه لم يأت مصدر على هذا الوزن إلا ألفاظا قليلة حصرها «القزاز» فى جامعه فى أحد عشر حرفا لا تزيد عليها، فذكر «اللعب، والضحك، والكذب» وأما الأسماء التى ليست بمصادر فتأتى على هذا الوزن كثيرة (2) اهـ.
ويقال: «كذب، كذابا» مثل «كتب، كتابا» قال «الكسائى»:
أهل اليمن يجعلون المصدر من «فعل» مخفف العين «فعالا» اهـ.
وفى «الصحاح»: وقوله تعالى: {وكذبوا بآياتنا كذابا} [3].
هو أحد مصادر المشدد، لأن مصدره قد يجئ على «تفعيل» كالتكليم، وعلى «فعّال» بتشديد العين مثل «كذّاب» وعلى «تفعلة» مثل «توصية» وعلى «مفعل» مثل {ومزقناهم كل ممزق} [4] اهـ.
__________
(1) هو: محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسينى، الزبيدى، لغوى، نحوى، محدث، أصولى، أديب، ناظم، ناشر، مؤرخ، نسابة، مشار له فى عدة علوم.
أصله من واسط فى العراق، ومولده فى بلجرام فى الشمال الغربى من الهند، ومنشؤه فى زبيد باليمن، رحل إلى الحجاز، وأقام بمصر، فاشتهر فضله وكاتبه ملوك الحجاز، والهند، واليمن، والشام، والعراق، والمغرب الأقصى، والترك، والسودان، والجزائر، وله عدة مصنفات.
توفى بمصر فى شعبان عام 1205هـ الموافق 1791م. انظر: معجم المؤلفين ج 11ص 282.
(2) انظر: تاج العروس ج 1ص 447.
(3) سورة النبأ / 28.
(4) انظر: تاج العروس ج 1ص 448.(1/130)
* «ترجعون» من قوله تعالى: {ثم إليه ترجعون سورة البقرة / 28 اختلف القراء فى لفظ «ترجعون» وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة نحو} {ثم إليه ترجعون سواء كان غيبا أو خطابا، وكذلك} {ترجع الأمور، ويرجع الأمر: فقرأ «يعقوب» بفتح حرف المضارعة، وكسر الجيم، فى جميع القرآن الكريم، وذلك على البناء للفاعل، وهو فعل مضارع من «رجع».
ووافقه «أبو عمرو» فى قوله تعالى:} {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} [1]
ووافقه «حمزة، والكسائى، وخلف» فى {وأنكم إلينا لا ترجعون} [2]
ووافقه «نافع، وحمزة، والكسائى، وخلف» فى أول القصص وهو:
{وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون} [3].
ووافقه فى «ترجع الأمور» حيث وقع فى القرآن «ابن عامر، وحمزة، والكسائى، وخلف».
ووافقه فى {إليه يرجع الأمر كله آخر هود} [4]
كل القراء إلا نافعا، وحفصا، فإنهما قرآ بضم حرف المضارعة، وفتح الجيم، وذلك على البناء للمفعول، وهو مضارع «رجع» وكذلك قرأ الباقون فى غير آخر هود (5).
__________
(1) سورة البقرة / 281
(2) سورة المؤمنون / 115.
(3) سورة القصص / 39
(4) سورة هود / 123.
(5) انظر النشر لابن الجزرى ج 2ص 394تحقيق د / محمد سالم محيسن.
قال ابن الجزرى: وترجع الضم افتحا والكسر ضما إن كان للأخرى.(1/131)
سورة البقرة قال «الراغب» ت 502هـ (1).
فى مادة «رجع»: «الرجوع» العود إلى ما كان منه البدء، مثل قوله تعالى {فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل} [2].
«والرجع» بسكون الجيم الإعادة، مثل قوله تعالى: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [3] اهـ (4).
__________
(1) هو: الحسين بن محمد المفضل المعروف بالراغب الأصفهانى، أديب، لغوى، مفسر، حكيم، له عدة مصنفات، توفى عام 502هـ انظر معجم المؤلفين ج 4ص 59
(2) سورة يوسف / 63.
(3) سورة الأنبياء / 95.
(4) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 188.(1/132)
* «للملئكة اسجدوا» حيث جاء فى القرآن نحو قوله تعالى:
{وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لآدم البقرة / 34 قرأ «أبو جعفر» بخلف عن «ابن وردان» بضم التاء حالة وصل «الملائكة» باسجدوا، وذلك اتباعا لضم الجيم، ولم يعتد بالساكن.
الوجه الثانى «لابن وردان» إشمام كسرة التاء الضم، والمراد بالإشمام هنا مزج حركة بحركة.
وقرأ الباقون بكسر التاء كسرة خالصة، على الأصل.
وكلها لغات صحيحة} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكسر تا الملائكة قبل اسجدوا اضمم ثق والاشمام خفت خلفا بكل انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 296.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 52.
واتحاف فضلاء البشر ص 134.(1/133)
* «فأزلهما» من قوله تعالى:
{فأزلهما الشيطان عنها سورة البقرة / 36 قرأ «حمزة» «فأزالهما» بألف بعد الزاى، ولام مخففة، أى نحاهما وأبعدهما عن نعيم الجنة الذى كانا عليه، من قول القائل: «أزال فلان فلانا عن موضعه» إذا نحاه عنه.
وقرأ الباقون «فأزلهما» بحذف الألف، ولام مشددة، من «الزلل» مثل قول القائل: «أزلنى فلان» أى أوقعهما فى الزلة بفتح الزاى، والمراد بها المعصية، وهى الأكل من الشجرة.
ونسب الفعل إلى الشيطان لأنهما زلّا بإغواء الشيطان فصار كأنه أزلهما.
ويحتمل أن يكون من «زلّ» عن المكان إذا تنحى عنه، فتتحد هذه القراءة مع قراءة «حمزة» فى المعنى} [1]
__________
(1) انظر: النشر ج 2ص 398.
وحجة القراءات لابن زنجلة ص 94.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 53.
قال ابن الجزرى: وأزال فى أزل فوز.(1/134)
* {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه سورة البقرة / 37 قرأ «ابن كثير» بنصب ميم «آدم» ورفع تاء «كلمات» على إسناد الفعل إلى «كلمات» وإيقاعه على «آدم» فكأنه قال: «فجاءت آدم كلمات» ولم يؤنث الفعل لكون الفاعل مؤنثا غير حقيقى.
وقرأ الباقون برفع ميم «آدم» ونصب تاء «كلمات» بالكسرة، وذلك على إسناد الفعل إلى «آدم» وإيقاعه على «كلمات» أى أخذ آدم كلمات من ربه بالقبول ودعا بها، وهى قوله تعالى:} {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [1]
__________
(1) انظر: النشر ج 2ص 398.
والمهذب ج 1ص 53.
واتحاف فضلاء البشر ص 134.
قال ابن الجزرى: وآدم انتصاب الرفع دل.: وكلمات رفع كسر درهم.(1/135)
* «يقبل» من قوله تعالى:
{ولا يقبل منها شفاعة البقرة / 48 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «ولا تقبل» بتاء التأنيث، وذلك لإسناده إلى شفاعة، وهى مؤنثة لفظا.
وقرأ الباقون «ولا يقبل» بالياء على التذكير، وذلك لأن تأنيث شفاعة غير حقيقى} [1]، وكذا للفصل بين الفعل ونائب الفاعل (2)
__________
(1) قال ابن مالك: والتاء مع جمع سوى السالم من.: مذكر كالتاء مع إحدى اللبن
(2) قال ابن مالك: وقد يبيح الفصل ترك التاء فى نحو أتى القاضى بنت الواقف.
انظر النشر ج 2ص 400.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 238.
والمهذب فى القراءات العشر وتوجيهها ج 1ص 55.
قال ابن الجزرى: يقبل أنت حق.(1/136)
* «واعدنا» من قوله تعالى:
{وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة سورة البقرة / 51.
} {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة سورة الأعراف / 142.
} {وواعدناكم جانب الطور الأيمن سورة طه / 80.
قرأ «أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «وعدنا» بغير ألف بعد الواو، على أن الوعد من الله تعالى، لأن الفعل مضاف إليه وحده، وأيضا فإن ظاهر اللفظ فيه وعد من الله لموسى عليه السلام، وليس فيه وعد من موسى فوجب حمله على الواحد بظاهر النص.
وقرأ الباقون «واعدنا» بألف بعد الواو، من المواعدة، فالله سبحانه وتعالى وعد «موسى» الوحى على الطور، وموسى وعد الله المسير لما أمره به} [1]
__________
(1) انظر: النشر ج 2ص 400.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 439.
وحجة القراءات لابن زنجلة ص 96.
واتحاف فضلاء البشر ص 135.
والمهذب فى القراءات العشر وتوجيهها ج 2ص 56.
قال ابن الجزرى: واعدنا اقصرا.: مع طه الاعراف حلا ظلم ثرا.(1/137)
سورة البقرة تنبيه: «وعدنا» من قوله تعالى {أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه القصص / 21 «ووعدناهم» من قوله تعالى:} {أو نرينك الذى وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون الزخرف / 42 اتفق القراء العشرة على قراءتهما «وعدناه، وعدناهم» بغير ألف بعد الواو.
ولم يجر فيهما الخلاف مثل الذى فى البقرة رقم / 51 والأعراف رقم / 142، وطه / 80، لأن القراءة مبنية على التوقيف.
قال «الراغب» ت 502هـ: فى مادة «وعد» يقال: وعدته بنفع، وضرّ، وعدا، وموعدا، وميعادا.
والوعد يكون فى الخير والشر. والوعيد يكون فى الشر خاصة، يقال منه «أوعدته»، ويقال: «واعدته» «وتواعدنا} [1]» اهـ.
وقال «الزبيدى» ت 1205هـ فى مادة «وعد»: يقال: وعده الأمر، متعديا بنفسه، «وعده به» متعديا بالباء، وهو رأى كثير، وقيل الباء زائدة.
ومنع جماعة دخولها مع الثلاثى، قالوا: وإنما تكون مع الرباعى، والمصدر «عدة»، «ووعدا (2)».
وفى الصحاح: «العدة، الوعد»، والهاء عوض من الواو اهـ.
وفى لسان العرب: ويكون «الموعد» مصدر وعدته، ويكون «الموعد» وقتا للعدة (3) اهـ.
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 526.
(2) انظر: تاج العروس ج 2ص 535.
(3) انظر: تاج العروس ج 2ص 536.(1/138)
* «بارئكم» من قوله تعالى: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم البقرة / 54 «يأمركم» حيثما وقع نحو قوله تعالى:} {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
البقرة / 67 «يأمرهم» من قوله تعالى:} {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر
الأعراف / 21 «تأمرهم» من قوله تعالى:} {أم تأمرهم أحلامهم بهذا الطور / 32 «ينصركم» حيثما وقع نحو قوله تعالى:} {أمن هذا الذى هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن الملك / 20 «يشعركم» من قوله تعالى:} {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
الأنعام / 109 قرأ «الدورى» عن أبى عمرو، بثلاثة أوجه:
الأول: إسكان الهمزة من «بارئكم» والراء من «يأمركم، يأمرهم، تأمرهم، ينصركم، يشعركم».
والثانى: اختلاس الحركة فى جميع الألفاظ المتقدمة.
والثالث: الحركة الخالصة فى جميع الألفاظ أيضا.
وقرأ «السوسى» بوجهين: بالإسكان، وبالاختلاس، فى جميع الألفاظ.
وقرأ الباقون بالحركة الخالصة فى جميع الألفاظ} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: بارئكم يأمركم ينصركم.: يأمرهم تأمرهم يشعركم سكن أو اختلس حلا والخلف طب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 400. واتحاف فضل البشر ص 136.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 240فما بعدها.(1/139)
سورة البقرة وجه من قرأ بالاسكان التخفيف، وهو لغة «بنى أسد، وتميم» وبعض «نجد». قال «العجاج»: «وبات منتصبا» بإسكان الصاد.
ووجه الاختلاس التخفيف، وهو لغة لبعض العرب، فى الضمات، والكسرات، وهو لا يغير الإعراب، ولا وزن الكلمة.
ووجه من قرأ بالحركة الخالصة، أنه أتى بالكلمة على أصلها، وأعطاها حقها من الحركات، كما يفعل بسائر الكلام، ولم يستثقل توالى الحركات، لأنها فى تقدير كلمتين، الضمير كلمة، وما قبله كلمة.(1/140)
ووجه من قرأ بالحركة الخالصة، أنه أتى بالكلمة على أصلها، وأعطاها حقها من الحركات، كما يفعل بسائر الكلام، ولم يستثقل توالى الحركات، لأنها فى تقدير كلمتين، الضمير كلمة، وما قبله كلمة.
* {نغفر لكم خطاياكم سورة البقرة / 58.
*} {نغفر لكم خطيئاتكم الأعراف / 161.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «يغفر» موضع البقرة بياء التذكير المضمومة، وفتح الفاء، وموضع الأعراف «تغفر» بتاء التأنيث المضمومة، وفتح الفاء، على أن الفعل مبنى للمجهول فى الموضعين، وخطاياكم، أو «خطيئاتكم» نائب فاعل، وجاز تذكير الفعل وتأنيثه لأن الفاعل مؤنث مجازى.
وقرأ «ابن عامر» «تغفر» فى الموضعين بتاء التأنيث المضمومة وفتح الفاء، على البناء للمجهول، وخطاياكم، أو «خطيئاتكم» نائب فاعل.
وقرأ «يعقوب» موضع البقرة «نغفر» بالنون المفتوحة، وكسر الفاء، على الإسناد للفاعل، وذلك لأن «نغفر» جاء بين خبرين من أخبار الله عن نفسه، وقد وردا بالنون:
الأول قوله تعالى:} {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية.
والثانى قوله تعالى:} {وسنزيد المحسنين.
فجاء «نغفر» بالنون ليناسب ما قبله وما بعده، «وخطاياكم» مفعول به.
وقرأ موضع الأعراف «تغفر» بتاء التأنيث المضمومة، وفتح الفاء، على البناء للمجهول مثل قراءة «نافع، وأبى جعفر، وابن عامر».
وقرأ «الباقون» «نغفر» فى السورتين بالنون المفتوحة وكسر الفاء على الإسناد للفاعل، وخطاياكم، أو خطيئاتكم مفعول به} [1]
__________
(1) انظر: النشر لابن الجزرى ج 2ص 404. وحجة القراءات ص 97. والمهذب ج 1ص 57 قال ابن الجزرى: يغفر مدا أنث هناكم وظرب.:.
عم بالاعراف ونون الغير لا.: تضم واكسر فاءهم(1/141)
* «هزوا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: {قالوا أتتخذنا هزوا البقرة / 67.
قرأ «حفص» «هزوا» حيثما وقع فى القرآن الكريم بإبدال الهمزة واوا للتخفيف، مع ضم الزاى وصلا ووقفا.
وقرأ «حمزة» «هزؤا» بالهمزة على الأصل، مع إسكان الزاى وصلا فقط، ويقف عليها بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وبابدال الهمزة واو على الرسم.
وقرأ «خلف العاشر» «هزؤا» بالهمزة مع إسكان الزاى وصلا ووقفا.
وقرأ الباقون «هزؤا» بالهمزة مع ضم الزاى وصلا ووقفا} [1].
وجه الضم فى الزاى أنه جاء على الأصل.
ووجه الإسكان التخفيف.
حكى «الأخفش الأوسط» عن «عيسى بن عمر الثقفى» أن كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم فيه لغتان: الضم، والاسكان نحو:
«العسر، والهزؤ».
ومثله من الجموع ما كان على وزن «فعل (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وأبدلا عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن: ضم فتى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 406.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 59.
واتحاف فضلاء البشر 138.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 248247.(1/142)
* «تعملون» من قوله تعالى:
{وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون
سورة البقرة / 74.
قرأ «ابن كثير» «يعملون» بياء الغيبة على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة أى وما الله بغافل عما يعمل هؤلاء الذين قصصنا عليكم قصصهم أيها المسلمون.
وقرأ الباقون «تعملون» بتاء الخطاب، جريا على نسق ما قبله من قوله تعالى} {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك} [1]
__________
(1) انظر النشر لابن الجزرى ج 2ص 408.
والتيسير لأبى عمرو الدانى ص 74.
وحجة القراءات لابن زنجلة ص 101.
والكشف عن وجوه القراءات لمكى بن أبى طالب ج 1ص 448.
والمهذب فى القراءات العشر وتوجيهها للدكتور محمد محيسن ج 1ص 60.
قال ابن الجزرى: ما يعملون دم.(1/143)
* «أمانى» من قوله تعالى:
{إلا أمانى وإن هم إلا يظنون سورة البقرة / 78.
قرأ «أبو جعفر» «أمانى» وبابه مثل: «وأمانيهم، ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب، فى أمنيته» بتخفيف الياء المفتوحة.
وقرأ الباقون بتشديد الياء.
وتوجيه القراءتين أن «أمانى» جمع «أمنية» وأصلها «أمنوية» على وزن «أفعولة» اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء فى الياء، وأفعولة تجمع على «أفاعيل» مثل «أنشودة» تجمع على «أناشيد» وعلى ذلك جاءت قراءة جمهور القراء.
ووجه قراءة «أبى جعفر» أن «أفعولة» جمعت على «أفاعيل» تخفيفا مع عدم الاعتداد بالواو التى كانت فى المفرد، كما جمع «مفتاح» على «مفتاح} [1]».
__________
(1) انظر: النشر ج 2ص 409.
واتحاف فضلاء البشر ص 139.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 61.
قال ابن الجزرى: باب الامانى خففا.:.
أمنيته والرفع والجر اسكنا.: ثبت.(1/144)
* «خطيئته» من قوله تعالى:
{وأحاطت به خطيئته سورة البقرة / 81.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «خطيئاته» بالجمع.
وتوجيه ذلك: لما كانت الذنوب كثيرة جاء اللفظ مطابقا للمعنى.
وقرأ الباقون «خطيئته» بالإفراد، والمراد اسم الجنس، واسم الجنس يشمل القليل والكثير} [1]
__________
(1) انظر: النشر ج 2ص 409.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 249.
وحجة القراءات ص 102.
واتحاف فضلاء البشر ص 140.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 62.
قال ابن الجزرى: خطيئاته جمع إذ شنا.(1/145)
سورة البقرة قال «الراغب» ت 502هـ فى مادة «خطأ»: «الخطأ» العدول عن الجهة وذلك على أضرب:
أحدها: أن يريد غير ما تحسن إرادته فيفعله، وهذا هو الخطأ التّامّ المأخوذ به الإنسان، يقال: «خطئ، يخطأ، خطأ» قال تعالى: {إن قتلهم كان خطأ كبيرا} [1].
والثانى: أن يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد، فيقال «أخطأ، إخطاء، فهو مخطئ» وهذا قد أصاب فى الإرادة، وأخطأ فى الفعل، وهذا المعنى بقوله عليه الصلاة والسلام: «رفع عن أمتى الخطأ والنسيان».
وبقوله تعالى: {ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة} [2] الخ.
والثالث: أن يريد ما لا يحسن فعله، ويتفق منه خلافه، فهذا مخطئ فى الإرادة، ومصيب فى الفعل، فهو مذموم بقصده، وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو المعنىّ بقول بعضهم:
«وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدرى» وجملة الأمر أن من أراد شيئا فاتفق منه غيره، يقال أخطأ. وإن وقع منه كما أراد يقال: أصاب.
وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن، أو أراد إرادة لا تجمل: إنه أخطأ والخطيئة، والسيئة، يتقاربان، لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودا إليه فى نفسه، بل يكون القصد سببا لتولد ذلك الفعل منه، كمن يرمى «صيدا» فأصاب إنسانا (3) اهـ.
__________
(1) سورة الاسراء / 31.
(2) سورة النساء / 92
(3) انظر المفردات فى غريب القرآن ص 151.(1/146)
سورة البقرة وجاء فى «تاج العروس» فى مادة «خطئ»: «الخطأ» بتحريك الطاء: ما لم يتعمد منه، وقال «الليث (1)»: «الخطيئة» «فعيلة» وجمعها كان ينبغى أن يكون «خطائئ» بهمزتين فاستثقلوا التقاء همزتين، فخففوا الآخرة منهما، كما يخفف «جائئ» على هذا القياس، وكرهوا أن يكون علته علة «جائئ» لأن تلك الهمزة زائدة، وهذه أصلية، ففروا «بخطايا» إلى «يتامى» ووجدوا له فى الأسماء الصحيحة نظيرا، مثل: «طاهر، وطاهرة، وطهارى» اهـ.
وفى «العباب»: جمع «خطيئة» «خطايا» وكان الأصل «خطائئ» على «فعائل» فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء، لأن قبلها كسرة، ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء ألفا، ثم قلبت الهمزة الأولى ياء لخفائها بين الألفين (2)» اهـ
__________
(1) هو الليث بن المظفر بن نصر.
وقال «الأزهرى»: هو الليث بن رافع، بن نصر، بن سيّار، الخرسانى.
انظر: المزهر للسيوطى ج 1ص 77.
(2) انظر تاج العروس ج 1ص 61.(1/147)
* {لا تعبدون إلا الله سورة البقرة / 83.
قرأ «ابن كثير، وحمزة، والكسائى» «لا يعبدون» بياء الغيب، جريا على السياق الذى قبله فى قوله تعالى:} {وإذا أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا يعبدون إلا الله.
وقرأ الباقون «لا تعبدون» بتاء الخطاب، مناسبة للخطاب الذى بعده فى قوله تعالى:} {ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون} [1].
__________
(1) انظر: النشر ج 2ص 409.
والتيسير ص 74.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 449.
وحجة القراءات ص 102.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 62.
قال ابن الجزرى: لا يعبدون دم رضا.(1/148)
سورة البقرة جاء فى «المفردات» فى مادة «عبد»: «العبودية»: إظهار التذلل، «والعبادة»: أبلغ منها، لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال وهو {الله تعالى، ولهذا قال تعالى:} {لا تعبدون إلا الله} [1] اهـ (2).
وجاء فى «فى تاج العروس» فى مادة «عبد»: «العبودية، والعبودة» بضمهما، «والعبادة» بالكسر: «الطاعة».
وقال بعض أئمة الاشتقاق: «أصل العبودية الذلّ، والخضوع».
وقال آخرون: «العبودة»: الرضا بما يفعل الرب، «والعبادة»: «فعل ما يرضى به الرب».
وقال «ابن القطاع» ت 515هـ (3):
«عبد العبد عبودة وعبودية» فأما عبد الله فمصدره: «عبادة، وعبودة وعبودية»: أى أطاعه اهـ.
وفى «اللسان»: «عبد الله يعبده عبادة ومعبدا ومعبدة: تأله له (4) اهـ
__________
(1) سورة البقرة / 83.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 319.
(3) هو: أبو القاسم على بن جعفر السعدى اللغوى المعروف بابن القطّاع، قال «ياقوت الحموى»:
«كان ابن القطّاع إمام وقته بمصر فى علم العربية، وفنون الأدب، قرأ على «أبى بكر الصقليّ» وروى عنه الصحاح للجوهرى، وأقام بالقاهرة يعلم «الأفضل» بن أمير الجيوش توفى سنة 515هـ:
انظر: المزهر للسيوطى: ج 2ص 4.
(4) انظر: تاج العروس ج 2ص 410.(1/149)
* {وقولوا للناس حسنا سورة البقرة / 83.
قرأ «حمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «حسنا» بفتح الحاء والسين، على أنه صفة لمصدر محذوف، تقديره، «وقولوا للناس قولا حسنا» وقرأ الباقون «حسنا» بضم الحاء وإسكان السين على أنها لغة فى «الحسن» مثل «البخل والبخل» «والرّشد، والرّشد» فهو كالأول، وتقديره:
«وقولوا للناس قولا حسنا».
ويجوز أن يكون «حسنا» مصدرا مثل: «الشكر والكفر» فيلزم تقدير حذف مضاف تقديره: «وقولوا للناس قولا ذا حسن» ويؤول فى المعنى إلى القراءة الأولى} [1].
__________
(1) انظر: النشر ج 1ص 410.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 250.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 35.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 62.
قال ابن الجزرى: حسنا فضم اسكن نهى حزعم دل.(1/150)
سورة البقرة «الحسن»: عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه، وذلك ثلاثة أضرب:
1 - مستحسن من جهة العقل.
2 - ومستحسن من جهة الهوى.
3 - ومستحسن من جهة الحسّ.
«والحسنة» يعبر بها عن كل ما يسرّ من نعمة تنال الانسان فى نفسه، وبدنه، وأحواله (1).
فإن قيل: ما الفرق بين «الحسن» بضم الحاء، «والحسنة، والحسنى»؟
أقول: «الحسن» بضم الحاء يقال فى الأعيان، والأحداث، وكذلك «الحسنة» إذا كانت وصفا، وإذا كانت اسما فمتعارف فى الأحداث.
«والحسنى» لا تقال إلا فى الأحداث دون الأعيان.
«والحسن» بضم الحاء، وسكون السين: أكثر ما يقال فى تعارف العامة فى المستحسن بالبصر، يقال: رجل حسن وحسّان بضم الحاء وتشديد السين، وامرأة حسناء، وحسّانة بضم الحاء وتشديد السين (2)
وقيل: «الحسن» بالضم: الجمال.
فإن قيل: هل الحسن، والجمال مترادفان؟
أقول: قال «الأصمعى» ت 216هـ (3): «الحسن فى العينين،
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «حسن» ص 118.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «حسن» ص 119.
(3) هو: عبد الملك بن قريب بن أصمع الباهلى، أديب، لغوى، نحوى، اخبارى، محدّث، فقيه، أصولى من أهل البصرة، وتوفى بها عام 216هـ له عدّة مصنفات: انظر: معجم المؤلفين ج 6ص 187.(1/151)
والجمال فى الأنف» اهـ.
وفى الصحاح: الحسن: نقيض «القبيح».
وقال «الأزهرى»: «الحسن نعت لما حسن (1)» اهـ.
«تظاهرون، تظاهرا» من قوله تعالى:
{تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان سورة البقرة / 85.
} {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه سورة التحريم / 4.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تظاهرون، تظاهرا» بتخفيف الظاء، على أن أصلها «تتظاهرون، تتظاهرا» فحذف إحدى التاءين تخفيفا.
وقرأ الباقون بتشديد الظاء فيهما، وذلك على إدغام التاء فى الظاء} [2].
__________
(1) انظر تاج العروس مادة حسن ج 9ص 175.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 410.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 250.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 26.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 63.
والتيسير فى القراءات السبع ص 74.
وحجة القراءات ص 103.
وتقريب النشر ص 92.
قال ابن الجزرى: وخففا تظاهرون مع تحريم كفا.(1/152)
سورة البقرة ومعنى «ظهر الشيء» أصله أن يحصل شىء على ظهر الأرض فلا يخفى، ثم صار مستعملا فى كل بارز مبصر بالبصر، والبصيرة (1) قال تعالى: {أو أن يظهر فى الأرض الفساد} [2]
ويقال: «ظهر عليه» أى غلبه، قال تعالى: {إنهم إن يظهروا عليهم يرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم} [3]
ويقال: «ظاهرته» أى عاونته، قال تعالى: {وظاهروا على إخراجكم} [4] وقال تعالى: {تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان} [5]
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «ظهر» ص 318.
(2) سورة غافر / 26.
(3) سورة الكهف / 220.
(4) سورة الممتحنة / 9.
(5) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «ظهر» ص 317.(1/153)
* «أسارى» من قوله تعالى:
{وإن يأتوكم أسارى تفادوهم سورة البقرة / 85.
رأ «حمزة» «أسرى» بفتح الهمزة، وإسكان السين، وحذف الألف بعدها، على وزن «فعلى» جمع «أسير» مثل: «جريح، وقتيل» بمعنى مأسور، ومجروح، ومقتول، فلما كان «جريح، وقتيل» يجمعان على «فعلى» ولا يجمعان على «فعالى» فعل بأسرى دلك فهو أصله} [1].
وقرأ الباقون «أسارى» بضم الهمزة، وفتح السين، وإثبات ألف بعدها جمع «أسرى» مثل «سكرى وسكارى» فيكون «أسارى» جمع الجمع، وقيل «أسارى» جمع «أسير» مثل «كسالى جمع كسيل (2)».
__________
(1) قال ابن مالك: فعلى لوصف كقتيل
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 410.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 251.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 27.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 60.
وتقريب النشر فى القراءات العشر ص 92.
واتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربع عشر ص 141.
وحجة القراءات ص 104. والتيسير فى القراءات السبع ص 70.
قال ابن الجزرى: أسرى فشا.(1/154)
سورة البقرة «الأسر» بفتح الهمزة: الشدّ بالقيد، وسمّى «الأسير» بذلك، ثم قيل لكل مأخوذ ومقيّد، وإن لم يكن مشدودا ذلك، وجمع «أسير»:
«أسارى» بفتح الهمزة، «وأسارى» بضم الهمزة، «وأسرى (1)».
«والأسر» بضم الهمزة: احتباس البول، ورجل مأسور: أصابه أسر، كأنه شدّ منفذ بوله (2).
ويقال: «أسرت الرجل أسرا، وأسارا» فهو «أسير، ومأسور».
قال «مجاهد» ت 104هـ (3): «الأسير» المسجون، والجمع «أسراء» «وأسارى» بضم الهمزة، «وأسارى» بفتح الهمزة، «وأسرى» بفتح الهمزة» اهـ وقال «أبو اسحاق» إبراهيم بن على الفهرى ت 651هـ (4): «يجمع «الأسير» على «أسرى» ثم قال: «وفعلى» جمع لكل ما أصيبوا به فى أبدانهم، أو عقولهم، مثل: «مريض ومرضى» «وأحمق وحمقى» «وسكران وسكرى» ثم قال: «ومن قرأ «أسارى» فهو جمع الجمع، يقال: «أسير وأسرى» ثم «أسارى» جمع الجمع (5)» اهـ.
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «أسر» ص 17.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «أسر» ص 18.
(3) هو: مجاهد بن جبير، المكى «أبو الحجاج» مفسر، من آثاره تفسير القرآن ت 104هـ.
انظر معجم المؤلفين ج 8ص 177.
(4) هو: إبراهيم بن على بن أحمد الفهرى، الشريشى، «أبو اسحاق» أديب، كاتب، له عدة مصنفات منها: كنز الكتاب، ومنتخب الأدب، والتبيين والتنقيح لما ورد من الغريب فى كتاب الفصيح ت 651هـ: انظر: معجم المؤلفين ج 1ص 63.
(5) انظر: تاج العروس مادة «أسر» ج 3ص 13(1/155)
* «تفادوهم» من قوله تعالى:
{وإن يأتوكم أسارى تفادوهم سورة البقرة / 85.
قرأ «نافع، وعاصم، والكسائى، وأبو جعفر، ويعقوب» «تفادوهم» بضم التاء وفتح الفاء، وألف بعدها، من «فادى» وهذه القراءة تحتمل أحد معنيين:
الأول: أن تكون المفاعلة على بابها، إذ الأصل فيها أن تكون بين فريقين يدفع كل فريق من عنده من الأسرى للفريق الآخر، سواء كان العدد مماثلا، أو غير مماثل حسب الاتفاق الذى يتم بين الفريقين.
والثانى: أن تكون المفاعلة ليست على بابها مثل قول «ابن عباس» رضى الله عنه: «فاديت نفسى» وحينئذ تتحد هذه القراءة فى المعنى مع القراءة الآتية.
وقرأ الباقون «تفدوهم» بفتح التاء، وإسكان الفاء، وحذف الألف بعدها، من «فدى» فالفعل من جانب واحد، إذ لا يكون كل واحد من الفريقين غالبا، وحينئذ فأحد الفريقين يفدى أصحابه من الفريق الآخر بمال أو غيره} [1]
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 411. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 63.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 27. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 252.
واتحاف فضلاء البشر ص 141. وحجة القراءات ص 105. والتيسير فى القراءات السبع ص 74.
قال ابن الجزرى: تفدوا تفادوا رد ظلل نال مدا(1/156)
سورة البقرة «الفدى، والفداء»: حفظ الإنسان عن النائبة بما يبذله عنه، قال تعالى: {فإما منا بعد وإما فداء} [1].
ويقال: «فديته بمال»، «وفديته بنفسى»، «فاديته بكذا»، قال تعالى:
{وإن يأتوكم أسارى تفادوهم} [2].
ويقال: «تفادى» فلان من فلان»: أى تحامى من شىء بذله.
ويقال: «افتدى» إذا بذل عن نفسه، قال تعالى: {فلا جناح عليهما فيما افتدت به} [3].
«والمفاداة»: هو أن يردّ «أسرى» العدوّ، ويسترجع منهم من فى أيديهم (4).
ويقال: «فداه بنفسه» «يفديه فداء» ككساء، «وفدى» بالكسر مقصور وبفتح وقال «الفراء» ت 207هـ (5): «إذا فتحوا الفاء قصروها فقالوا «فدى لك» وإذا كسروا الفاء مدوا.
قال «متمم بن نويرة»:
فداء لممساك ابن أمى وخالتى.: وأمى وما فوق الشراكين من نعلى وربما كسروا الفاء وقصروا فقالوا: «هم فدى لك (6)» اهـ
__________
(1) سورة «محمد» / 4.
(2) سورة البقرة / 85.
(3) سورة البقرة / 229.
(4) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «فدى» ص 374.
(5) هو: يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور، المعروف بالفراء الديلمى «أبو زكريا» أديب، نحوى، لغوى، ولد بالكوفة، وانتقل إلى بغداد، وصاحب «الكسائى» وأدّب ابني «المامون» له عدة مصنفات توفى فى طريق مكة عام 207هـ: انظر: معجم المؤلفين ج 13ص 198
(6) انظر: تاج العروس مادة «فدى» ج 10ص 277.(1/157)
سورة البقرة وقال «على بن سليمان الأخفش الصغير» ت 315هـ (1):
«لا يقصر» «الفداء» بكسر الفاء إلا للضرورة، وإنما المقصور هو المفتوح «الفاء» اهـ (2).
__________
(1) هو: على بن سليمان بن الفضل، الأخفش الصغير، البغدادى، «أبو الحسن» نحوى، اخبارى، لغوى سمع «المبرد، وثعلب» وغيرهما، له عدة مصنفات منها:
التثنية والجمع، وشرح كتاب سيبويه، وتفسير معانى القرآن، توفى ببغداد، وقد قارب الثمانين عام 315هـ:
انظر: معجم المؤلفين ج 7ص 104.
(2) انظر: تاج العروس مادة «فدى» ج 10ص 277.(1/158)
* «تعملون» من قوله تعالى: {وما الله بغافل عما تعملون أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة البقرة / 8685.
قرأ «نافع، وابن كثير، وشعبة، ويعقوب، وخلف العاشر» «يعملون» بياء الغيب، لمناسبة قوله تعالى:} {ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب.
وقرأ الباقون «تعملون» بتاء الخطاب لمناسبة قوله تعالى:} {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: ما يعملون دم وثان إذ صفا ظل دنا.
انظر: النشر لابن الجزرى ج 2ص 411.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 29.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 64.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 252.
وتقريب النشر ص 93.
وحجة القراءات ص 105.
واتحاف فضلاء البشر ص 141.(1/159)
* «القدس» حيث جاء فى القرآن نحو قوله تعالى: {وأيدناه بروح القدس البقرة / 87.
قرأ «ابن كثير» «القدس» حيث جاء فى القرآن الكريم بإسكان الدال للتخفيف كي لا تتوالى ضمتان نحو «الحلم والحلم» وهو لغة «تميم».
وقرأ الباقون بضم الدال على الأصل، وهو لغة «أهل الحجاز} [1]» وروح القدس: هو «جبريل عليه السلام».
قال حسان بن ثابت رضى الله عنه:
وجبريل رسول الله فينا:: وروح القدس ليس به خفاء وعن «ابن مسعود» أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إن روح القدس نفث فى روعى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجمعوا فى الطلب (2)»
__________
(1) قال ابن الجزرى: والقدس نكرا دم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 406.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 64.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 253.
واتحاف فضلاء البشر ص 141.
(2) رواه ابن حبان فى صحيحه.
انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 8786(1/160)
* «ينزل» من قوله تعالى:
{أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده البقرة / 90.
اختلف القراء فى «ينزل» وبابه، إذا كان فعلا مضارعا بغير همزة، مضموم الأول، مبنيا للفاعل، أو المفعول، أوله تاء، أو ياء، أو نون، حيث أتى فى القرآن الكريم:
«فابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» يسكنون النون، ويخففون الزاى، على أنه مضارع «أنزل» المعدى بالهمزة، إلا قوله تعالى فى الحجر:
} {وما ننزّله إلا بقدر معلوم} [1] فلا خلاف بين القراء فى تشديده، لأنه أريد به المرة بعد المرة.
وافقهم «حمزة، والكسائى، وخلف» على قول الله تعالى:
{وينزل الغيث فى لقمان} [2] وقول الله تعالى: {وهو الذى ينزل الغيث بالشورى} [3].
وخالف «أبو عمرو، ويعقوب» أصلهما فى قوله تعالى: {قل إن الله قادر على أن ينزل آية بالأنعام} [4] فشدداه، ولم يخففه سوى «ابن كثير».
وخاف «ابن كثير» أصله فى موضعى الإسراء وهما: {وننزل من القرآن} [5]، {حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه} [6] فشددهما، ولم يخفف الزاى فيهما سوى «أبى عمرو، ويعقوب».
__________
(1) سورة الحجر / 21.
(2) سورة لقمان / 34.
(3) سورة الشورى 28.
(4) سورة الأنعام / 37.
(5) سورة الاسراء / 82.
(6) سورة الاسراء / 93.(1/161)
سورة البقرة وخالف «يعقوب» أصله فى الموضع لأخير من النحل وهو قوله تعالى: {والله أعلم بما ينزل} [1] فشدده، ولم يخففه سوى «ابن كثير، وأبى عمرو».
وأما الموضع الأول من سورة النحل وهو قوله تعالى: {ينزل الملئكة} [2] فقد قرأه «ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس» بتخفيف الزاى المكسورة وإسكان النون، على أنه مضارع «أنزل» و «الملائكة» بالنصب مفعول به.
وقرأ «روح» «تنزل» بتاء مثناة من فوق مفتوحة، ونون مفتوحة، وزاى مفتوحة مشددة، مضارع «تنزل» حذفت منه التاء، و «الملائكة» بالرفع فاعل.
وقرأ الباقون «ينزل» بتشديد الزاى المكسورة، وفتح النون، مضارع «نزّل» و «الملائكة» بالنصب مفعول به (3).
وقرأ باقى القراء غير من ذكر «ينزل وبابه» بفتح النون، وتشديد الزاى، على أنه مضارع «نزّل» المعدى بالتضعيف (4).
__________
(1) سورة النحل / 101
(2) سورة النحل / 2.
(3) قال ابن الجزرى: ينزل مع ما بعد مثل القدر عن روح.
(4) قال ابن الجزرى: ينزل كلا خف حق.: لا الحجر والأنعام أن ينزل دق.
الاسرى حما والنحل الاخرى حزدفا.: والغيث مع منزلها حق شفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 411. واتحاف فضلاء البشر ص 143.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 30. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 64.(1/162)
سورة البقرة وخرج بقيد المضارع، الماضى نحو: {وما أنزل الله وبالمضموم الأول نحو:} {وما ينزل من السماء وبغير همزة نحو:} {ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله} [1].
تنبيه: قوله تعالى: {وما ننزله إلا بقدر معلوم الحجر / 21.
اتفق القراء العشرة على ضم النون الأولى وفتح الثانية، وتشديد الزاى، ولم يجر فيها الخلاف الذى فى نظائرها، لأنه أريد به الإنزال المرة بعد المرة، ولأن القراءة سنة متبعة.
والنزول فى الأصل: هو انحطاط من «علوّ} [2]» «ونزل» بتخفيف الزاى تتعدى بحرف الجرّ، يقال: «نزل عليهم، ونزل بهم، ونزل عن دابته، ونزل فى مكان كذا.
ومصدر «نزل» مخفف الزاى «نزولا».
وأما مصدر «نزّل» مضعف العين فهو «التنزيل» ومصدر «أنزل» الرباعى فهو «الإنزال (3)»
__________
(1) سورة الأنعام / 93.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 488.
(3) انظر: تاج العروس ج 8ص 133.(1/163)
* «يعملون» من قوله تعالى: {والله بصير بما يعملون قل من كان عدوا لجبريل القرة / 96 قرأ «يعقوب» «تعملون» بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
وقرأ الباقون «يعملون» بياء الغيب، جريا على نسق ما قبله من قوله تعالى} {ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم الخ} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويعملون قل خطاب ظهرا.
انظر: النشر لابن الجزرى ج 2ص 412.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 31.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 66.
واتحاف فضلاء البشر ص 144.
وتفسير البحر المحيط ج 1ص 316.
وتفسير القرطبى ج 2ص 35.
وتفسير الألوسي ج 1ص 331.(1/164)
* «جبريل» من قوله تعالى: {قل من كان عدوّا لجبريل البقرة / 97.
ومن قوله تعالى:} {من كان عدوّا لله وملئكته ورسله وجبريل البقرة / 98.
ومن قوله تعالى:} {فإن الله هو مولاه وجبريل التحريم / 4.
قرأ «ابن كثير» «جبريل» بفتح الجيم، وكسر الراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء.
وقرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر، وشعبة بخلف عنه» «جبرئيل» بفتح الجيم، والراء، وهمزة مكسورة، وياء ساكنة مدّية.
والوجه الثانى لشعبة مثل وجهه هذا إلا أنه يحذف الياء.
وقرأ الباقون وهم: «نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» «جبريل» بكسر الجيم، والراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء} [1] وجبريل اسم أعجمى، وكلها لغات، غير أن من قرأه «جبريل» بكسر الجيم، والراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء، فقد جاء على وزن أبنية العرب، فهو مثل: «قنديل ومنديل».
ومن قرأه بغير ذلك فقد جاء على غير أبنية العرب ليعلم أنه أعجمى خارج عن أبنية العرب.
__________
(1) قال ابن الجزرى: جبريل فتح الجيم دم وهى ورا فافتح وزد همزا بكسر صحبة كلا وحذف الياء خلف شعبة انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 412. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 67.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 254. واتحاف فضلاء البشر ص 144.(1/165)
* «ميكال» من قوله تعالى: {من كان عدوّا لله وملئكته ورسله وجبريل وميكال البقرة / 98.
قرأ «أبو عمرو، وحفص، ويعقوب» «ميكال» على وزن «مثقال» بحذف الهمزة من غير ياء بعدها، وهى لغة «الحجازيين».
وقرأ «نافع، وأبو جعفر، وقنبل، بخلف عنه» «ميكائل» بهمزة الألف من غير ياء، وهى لغة بعض العرب.
وقرأ الباقون «ميكائيل» بالهمزة، وإثبات ياء بعدها، وهو الوجه الثانى «لقنبل» وهى لغة أيضا} [1].
وميكال: اسم أعجمى، غير أنّ من قرأه «ميكال» على وزن «مفعال» فقد جاء على وزن أبنية العرب.
ومن قرأه بغير ذلك فقد جاء على غير أبنية العرب ليعلم أنه أعجمى، خارج عن أبنية العرب.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ميكال عن حما وميكائيل لا يا بعد همز زن بخلف ثق ألا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 413.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 255.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 67.
واتحاف فضلاء البشر ص 144.(1/166)
* {ولكن الشياطين كفروا البقرة / 102.
*} {ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى الأنفال / 17 قرأ «ابن عامر، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ولكن» بتخفيف النون، وإسكانها، ثم كسرها تخلصا من التقاء الساكنين، ورفع الاسم الذى بعدها، وذلك على أن «لكن» مخففة لا عمل لها، وهى حرف ابتداء.
ونقل عن «يونس بن حبيب» ت 182هـ. «وسعيد بن مسعدة» المعروف بالأخفش الأوسط ت 215هـ جواز إعمال «لكن» إذا خففت، والصحيح المنع} [1].
وقرأ الباقون «ولكن» بتشديد النون وفتحها، ونصب الاسم الذى بعدها وذلك على إعمالها عمل «إن» فتنصب الاسم وترفع الخبر (2).
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب لابن هشام ص 385.
(2) قال ابن الجزرى: ولكن الخف وبعد ارفعه مع: أولى الأنفال كم فتى رتع.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 413.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 32.
والكشف عن وجوه القراءات ص 256.
وتفسير البحر المحيط ج 1ص 327.(1/167)
سورة البقرة «لكنّ» مشددة النون، حرف ينصب الاسم، ويرفع الخبر (1) وفى معناها ثلاثة أقوال:
أحدها: وهو المشهور «الاستدراك» وفسّر بأن تنسب لما بعدها حكما مخالفا لحكم ما قبلها، ولذلك لا بدّ أن يتقدمها كلام مناقض لما بعدها، نحو: «ما هذا ساكن لكنه متحرك» أو ضدّ له نحو:
«ما هذا أبيض لكنه أسود».
والثانى: أنها ترد تارة للاستدراك، وتارة للتوكيد، قاله جماعة منهم «ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن على بن العلج الإشبيلي» صاحب البسيط.
وفسروا الاستدراك: برفع ما يتوهم ثبوته نحو قولك: «ما زيد شجاع لكنه كريم» لان الشجاعة، والكرم لا يكادان يفترقان، فنفى أحدهما يوهم انتفاء الآخر.
ومثلوا للتوكيد بنحو: «لو جاءنى زيد أكرمته لكنه لم يجئ» فأكدت ما أفادته «لو» من الامتناع.
والثالث: أنها للتوكيد دائما مثل «إنّ» مشددة النون، ويصحب التوكيد معنى الاستدراك، وهو قول «ابن عصفور» حيث قال فى «المقرب»: «إنّ، وأنّ، ولكنّ» ومعناها التوكيد، ثم قال فى الشرح:
__________
(1) قال ابن مالك: لانّ أنّ ليت لكنّ لعل.: كأنّ عكس مالكان من عمل.(1/168)
سورة البقرة معنى «لكنّ» التوكيد، وتعطى مع ذلك الاستدراك» اهـ.
وقال البصريون: إن «لكنّ» بسيطة.
وقال جمهور الكوفيين: هى مركبة من: «لا»، «وإنّ» «والكاف» الزائدة، لا التشبيهية، وحذفت الهمزة تخفيفا (1) اهـ.
وإذا خففت «لكنّ» كانت حرف ابتداء لا عمل لها، خلافا للأخفش الأوسط ت 215هـ (2)، ويونس بن حبيب ت 182هـ (3) اهـ (4).
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 384383.
(2) هو: سعيد بن مسعدة، البلخى، المعروف بالأخفش الأوسط «أبو الحسن» نحوى، لغوى، عروضى، أخذ عن «سيبويه، والخليل بن أحمد» له عدة مصنفات، منها: كتاب الأوسط فى النحو، ومعانى القرآن، والاشتقاق، والعروض، والمقاييس فى النحو، توفى عام 215هـ:
انظر: ترجمته فى: معجم المؤلفين ج 4ص 231.
(3) هو: يونس بن حبيب البصرى، المعروف بالنحوى «أبو عبد الرحمن» أديب، نحوى، عالم بالشعر، عارف بطبقات شعراء العرب، من قرية على «دجلة» بين بغداد، وواسط.
أخذ عنه «سيبويه، والكسائى، والفراء» وغيرهم وكان له فى العربية مذاهب، وأقيسة ينفرد بها، له عدة مصنفات، منها: معانى القرآن الكبير، واللغات، والنوادر، والأمثال، ومعانى الشعر، توفى عام 182هـ:
انظر: ترجمته فى: معجم المؤلفين ج 13ص 347.
(4) انظر: مغنى اللبيب ص 385.(1/169)
* «ننسخ» من قوله تعالى:
{ما ننسخ من آية أوننسها نأت بخير منها أو مثلها البقرة / 106.
قرأ «ابن عامر» بخلف عن هشام «ما ننسخ» بضم النون الأولى، وكسر السين، مضارع «أنسخ» قال «مكى بن أبى طالب» ت 437هـ:
على جعله رباعيا من «أنسخت الكتاب» على معنى: وجدته منسوخا، مثل: أحمدت الرجل، وجدته محمودا، وأبخلت الرجل، وجدته بخيلا.
ولا يجوز أن يكون «أنسخت» بمعنى «نسخت» إذ لم يسمع ذلك، ولا يحسن أن تكون الهمزة للتعدى، لأن المعنى يتغير، ويصير المعنى:
ما نسختك يا محمد من آية، وإنساخه إياها إنزالها عليه، فيصير المعنى:
ما ننزل عليك من آية أو ننسخها نأت بخير منها، ويؤول المعنى إلى أن كل آية أنزلت أتى بخير منها، فيصير القرآن كله منسوخا، وهذا لا يمكن، لأنه لم ينسخ إلا اليسير من القرآن، فلما امتنع أن يكون «أفعل» و «فعل» فيه بمعنى: إذ لم يسمع، وامتنع أن تكون الهمزة للتعدى، لفساد المعنى، لم يبق إلا أن يكون من باب «أحمدته وأبخلته» وجدته محمودا وبخيلا» اهـ} [1].
وقرأ «الباقون» «ما ننسخ» بفتح النون، والسين، على أنه مضارع «نسخ» على معنى ما نرفع من حكم آية ونبقى تلاوتها نأت بخير منها لكم أو مثلها.
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 257.(1/170)
سورة البقرة ويحتمل أن يكون المعنى: ما نرفع من حكم آية وتلاوتها، أو ننسكها يا «محمد» فلا تحفظ تلاوتها، نأت بخير منها، أو مثلها (1)
يطلق النسخ فى اللغة على عدة معان منها:
1 «النقل»: قال «الزمخشرى» ت 538هـ (2):
«يقال: نسخت كتابى من كتاب فلان: إذا نقلته منه (3)» 2 «الإزالة» «تقول العرب نسخت الشمس الظلّ، وانتسخته، أزالته، والمعنى أذهبت الظلّ، وحلّت محلّه (4).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ننسخ ضم واكسر من لن.: خلف.
انظر: النشر لابن الجزرى ج 2ص 414.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 33.
والمهذب فى القراءات العشر وتوجيهها ج 1ص 69.
وتفسير القرطبى ج 2ص 67. واتحاف فضلاء البشر ص 145.
(2) هو محمود بن عمر الخوارزمى، الزمخشرى «أبو القاسم، جار الله» مفسر، محدث، متكلم، نحوى، لغوى بيانى، أديب، مشارك فى عدة علوم، ولد بزمخشر من قرى «خوارزم» وقدم بغداد، ورحل إلى «مكة» فجاور بها فسمّى جار الله، له عدة مصنفات توفى 538هـ:
انظر: ترجمته فى معجم المؤلفين ج 2ص 186
(3) انظر: أساس البلاغة ج 2ص 438.
(4) انظر: تاج العروس ج 2ص 282.(1/171)
سورة البقرة وفى اصطلاح علماء الأصول يطلق النسخ على عدة معان أيضا أحدها:
1 - قال «أبو إسحاق الأسفراييني:
«هو بيان انتهاء حكم شرعىّ بطريق شرعىّ متراخ عنه (1)» شرح التعريف: قوله: «بيان» المراد به بيان الشارع، «والبيان»: جنس فى التعريف يشمل كل بيان، سواء كان بيان انتهاء، أو بيان ابتداء.
وقوله: «انتهاء حكم» أى انتهاء تعلقه بأفعال المكلفين، وهو قيد فى التعريف لإخراج «التخصيص» لأنه بيان، وذلك لعدم تعليق الحكم بالمخرج ابتداء.
وقوله: «شرعى» قيد ثان لإخراج انتهاء الحكم العقلى، أى البراءة الأصلية بابتداء شرع الأحكام، لأنه لا يسمى نسخا.
وقوله: «بطريق شرعى» قيد لبيان أن النسخ لا يكون إلا بدليل شرعى.
وقوله: «متراخ عنه» قيد أيضا لبيان أن الناسخ لا بدّ أن يكون متأخرا فى الورود عن المنسوخ (2)» اهـ
__________
(1) انظر: مختصر صفوة البيان ج 2ص 43
(2) انظر: فى رحاب القرآن ج 2ص 202(1/172)
* «ننسها» من قوله تعالى:
{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها البقرة / 106 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «ننسأها» بفتح النون الأولى، والسين، وهمزة ساكنة بين السين والهمزة، من «النسأ» وهو التأخير.
قال «عطاء بن يسار» ت 102هـ: «أى نؤخر نسخ لفظها، أى نتركه فى أم الكتاب فلا يكون» اهـ وقال غير عطاء: معنى «أو ننسأها»: نؤخرها عن النسخ إلى وقت معلوم، من قولهم: نسأت هذا الأمر إذا أخرته} [1]
وقرأ الباقون «ننسها» بضم النون، وكسر السين، من غير همز، من النسيان الذى بمعنى الترك أى نتركها فلا نبدّلها، ولا ننسخها، قاله «ابن عباس» ت 68هـ رضى الله عنه.
«والسّدى» اسماعيل بن عبد الرحمن ت 127هـ وقال «الزجاج» إبراهيم بن السّرى بن سهل» ت 311هـ:
«والذى عليه أكثر أهل اللغة والنظر أن معنى «أو ننسها» نبح لكم تركها، من نسى إذا ترك» اهـ وقيل: النسيان على بابه الذى هو عدم الذكر، على معنى أو ننسكها يا «محمد» فلا تذكرها، نقل بالهمز فتعدّى الفعل إلى مفعولين: وهما النبىّ والهاء، لكن اسم النبى محذوف (2)» اهـ
__________
(1) انظر: تفسير القرطبى ج 2ص 67.
(2) انظر: النشر لابن الجزرى ج 2ص 414.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 33والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 258 وتفسير القرطبى ج 2ص 68وتفسير البحر المحيط ج 1ص 334 قال ابن الجزرى: ننسخ ضم واكسر من لسن.: خلف كننسها بلا همز كفى عم ظبى(1/173)
سورة البقرة «النسأ»: تأخير فى الوقت، يقال: «نسأ الله فى أجلك، ونسأ الله أجلك».
والنسيئة: بيع الشيء بالتأخير، ومنها «النسيء» الذى كانت العرب تفعله، وهو تأخير بعض الأشهر الحرم إلى شهر آخر، قال تعالى: {إنما النسئ زيادة فى الكفر} [1]
«والنسيان»: ترك الإنسان ضبط ما استودع، إما لضعف قلبه، وإما عن غفلة، وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره، قال تعالى:
{ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما} [2]
وكل نسيان من الإنسان ذمّه الله تعالى به فهو ما كان أصله عن تعمّد، قال تعالى: {فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا} [3]
«والنسى» بكسر النون المشددة: أصله ما ينسى، ثم صار فى التعارف اسما لما يقلّ الاعتداد به، ومن هذا تقول العرب: «احفظوا أنساءكم» أى ما من شأنه أن ينسى (4)
قال «الجوهرى» ت 393هـ: يقال: نسيت الشيء نسيانا، بكسر النون، وتسكين السين، ولا تقل «نسيانا» بالتحريك، لأن «النسيان» إنما هو تثنية «نسا العرق (5)» اهـ
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 492.
(2) سورة طه / 115
(3) سورة السجدة / 14.
(4) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 491
(5) انظر: تاج العروس ج 10ص 366.(1/174)
* «وقالوا» من قوله تعالى: {إن الله واسع عليم وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه البقرة / 116115 قرأ «ابن عامر» «قالوا» بغير واو على استئناف، وهى مرسومة فى مصحف أهل الشام «قالوا» بدون واو كى تتفق القراءة مع رسم المصحف} [1]
وقرأ الباقون «قالوا» بالواو، على أنها لعطف جملة على مثلها (2) وهى مرسومة فى بقية المصاحف «وقالوا» بالواو.
تنبيه: قوله تعالى: قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه يونس / 68 اتفق القراء العشرة على قراءته «قالوا» بدون واو قبل القاف.
وذلك لأن جميع المصاحف اتفقت على كتابته بدون واو.
ولأنه ليس قبله ما يعطف عليه فهو ابتداء كلام واستئناف خرج مخرج التعجب من عظم جراءتهم، وقبيح افترائهم.
يضاف إلى ذلك أن القراءة سنة متبعة ومبنية على التوقيف
__________
(1) قال ابن عاشر: وقالوا اتخذ بحذف شام
(2) قال ابن الجزرى: بعد عليم احذفا واو اكسا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 414 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 70 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 260. وتفسير الطبرى ج 1ص 362.(1/175)
سورة البقرة «الواو» المفردة تنفرد عن سائر أحرف العطف بعدة أحكام أذكر منها ما يلى:
الأول: أن تكون لمطلق الجمع، فتعطف الشيء على مصاحبه، نحو قوله تعالى: {فأنجيناه وأصحاب السفينة} [1] وعلى سابقه نحو قوله تعالى: {ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم} [2] وعلى لاحقه نحو قوله تعالى:
{كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك} [3]
والثانى: اقترانها «بإمّا» نحو قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل إمّا شاكرا وإمّا كفورا} [4]
والثالث: اقترانها «بلا» إن سبقت بنفى، ولم تقصد المعية، نحو قوله تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى} [5]
والرابع: اقترانها «بلكن» نحو قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} [6]
والخامس: عطف العام على الخاص نحو قوله تعالى: {رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات} [7]
والسادس: عطف الخاص على العام نحو قوله تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} [8]
والسابع: عطف الشيء على مرادفه، نحو قوله تعالى: {إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله} [9] اهـ (10)
__________
(1) سورة العنكبوت / 15.
(2) سورة الحديد / 26.
(3) سورة الشورى / 3.
(4) سورة الانسان / 3.
(5) سورة سبأ / 37.
(6) سورة الأحزاب / 40.
(7) سورة نوح / 28.
(8) سورة الأحزاب / 7.
(9) سورة يوسف / 86.
(10) انظر: مغنى اللبيب ص 463فما بعدها(1/176)
سورة البقرة ومن أحكام «الواو» المفردة، واوان يرتفع ما بعدهما:
إحداهما: واو الاستئناف، نحو قوله تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله} [1]
والثانية: واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية، نحو قولك: «جاء زيد والشمس طالعة» وتسمى واو الابتداء.
ومن أحكام «الواو» المفردة أيضا، واوان ينتصب ما بعدهما وهما:
1 - واو المفعول معه، نحو قولك: «سرت والنيل».
2 - أن يتقدم الواو نفى، أو طلب، نحو قوله تعالى:
{ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [2]
ومن أحكام «الواو» المفردة، واوان ينجرّ ما بعدهما:
إحداهما: واو القسم ولا تدخل إلا على مظهر، ولا تتعلق إلا بمحذوف، نحو قوله تعالى: {والتين
والثانية: واو «رب» نحو قول «امرئ القيس».
وليل كموج البحر أرخى سدوله:: علىّ بأنواع الهموم ليبتلى} [3].
__________
(1) سورة البقرة / 186.
(2) سورة آل عمران / 142.
(3) انظر: مغنى اللبيب ص 470فما بعدها.(1/177)
* «فيكون» اختلف القراء فى لفظ «فيكون» الذى قبله «كن» المسبوقة «بإنما» حيث وقع فى القرآن الكريم، وهو فى ستة مواضع:
الأول: {وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون البقرة / 117.
والثانى:} {إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون آل عمران / 47.
والثالث:} {إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون
النحل / 40 والرابع:} {فإنما يقول له كن فيكون وإن الله ربى وربكم مريم / 3635 والخامس:} {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون يس / 82 والسادس:} {فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون غافر / 68.
قرأ «ابن عامر» بنصب نون «فيكون» فى المواضع الست.
ووافقه «الكسائى» على نصب النون فى موضعى: النحل، ويس.
ووجه النصب أنه على تقدير إضمار «أن» بعد الفاء الواقعة بعد حصر «بإنما».
قال «الأشمونى»: قد تضمر «أن» بعد الفاء الواقعة بعد حصر بإنما اختيارا نحو:} {إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون فى قراءة من نصب} [1]» اهـ فإن قيل: لماذا لا يكون وجه النصب على تقدير إضمار «أن» بعد الفاء المسبوقة بلفظ الأمر وهو «كن»؟
أقول: لأن «كن» ليس بأمر، إنما معناه الخبر، إذ ليس ثمّ مأمور يكون «كن» أمرا له.
والمعنى: فإنما يقول له: كن فيكون فهو يكون، ويدلّ على أن «فيكون»
__________
(1) انظر: شرح الأشمونى على الألفية ج 3ص 229(1/178)
سورة البقرة ليس بجواب «لكن» أن الجواب بالفاء مضارع به الشرط، وإلى معناه يؤول فى التقدير، فإذا قلت: اذهب فأكرمك، فمعناه: إن تذهب فأكرمك.
ولا يجوز أن تقول: اذهب فتذهب، لأن المعنى يصير: إن تذهب تذهب وهذا لا معنى له، وكذلك {كن فيكون يؤول معناه إذا جعلت «فيكون» جوابا أن تقول له: «أن يكون فيكون» ولا معنى لهذا، لأنه قد اتفق فيه الفاعلان، لأن الضمير الذى فى «كن» وفى «يكون» «الشيء» ولو اختلفا لجاز، كقولك:
«اخرج فأحسن إليك»، أى إن تخرج أحسنت إليك، ولو قلت: «قم فتقوم» لم يحسن، إذ لا فائدة فيه، لأن الفاعلين واحد، ويصير التقدير: «إن تقم تقم» فالنصب فى هذا على الجواب بعيد فى المعنى.
وقال «الصبّان»: «إنما لم يجعل منصوبا فى جواب «كن» لأنه ليس هناك قول «كن» حقيقة، بل هو كناية عن تعلق القدرة تنجيزا بوجود الشيء، ولما سيأتى عن «ابن هشام» من أنه لا يجوز توافق الجواب والمجاب فى الفعل والفاعل، بل لا بدّ من اختلافهما فيهما، أو فى أحدهما، فلا يقال: «قم تقم».
وبعضهم جعله منصوبا فى جوابه نظرا إلى وجود الصيغة فى هذه الصورة، ويردّه ما ذكرناه عن «ابن هشام} [1]» اهـ.
وقرأ الباقون بالرفع فى «فيكون» فى المواضع الست، وذلك على الاستئناف والتقدير: «فهو يكون (2)».
__________
(1) انظر: حاشية الصبان على الأشمونى ج 3ص 229
(2) قال ابن الجزرى: كن فيكون ناصبا:: رفعا سوى الحق وقوله كبا والنحل مع يس ردكم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 415، والحجة فى القراءات السبع ص 88 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 261وتفسير البحر المحيط ج 1ص 366.(1/179)
سورة البقرة تنبيه: «فيكون» من قوله تعالى: {ثم قال له كن فيكون الحق من ربك
آل عمران / 6059 ومن قوله تعالى:} {ويوم يقول كن فيكون قوله الحق الأنعام / 7473 اتفق القراء العشرة على رفع النون من «فيكون» فى هذين الموضعين.
وذلك لأنه لم يسبق «بإنما». واعلم أن الفعل المضارع ينصب «بأن» المضمرة وجوبا بعد «فاء» السببية إذا كانت مسبوقة بنفى، أو طلب محضين} [1] قال «ابن مالك» ت 672هـ (2):
وبعد فا جواب نفى أو طلب: محضين أن وسترها حتم نصب.
فمثال النفى المحض قوله تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} [3] ومعنى كون النفى محضا: أن يكون خالصا من معنى الإثبات، فإن لم يكن خالصا منه وجب رفع الفعل الذى بعد الفاء، نحو قولك: «ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا» وذلك لانتقاض النفى «بإلا».
واعلم أن الطلب المحض يشمل: الأمر، والنهى، والدعاء، والاستفهام، والعرض، والتحضيض، والتمنى:
فمثال الأمر، قول «أبى النجم الفضل بن قدامة العجلى» ت 130هـ يا ناق سيرى عنقا فسيحا:: إلى سليمان فنستريحا الشاهد فى قوله: «فنستريحا» حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية فى جواب الأمر.
__________
(1) انظر: أوضح المسالك ج 3ص 175
(2) هو: أبو عبد الله محمد جمال الدين بن عبد الله بن مالك الطائى، ولد سنة 600هـ بجيئان إحدى مدن الأندلس، ثم رحل إلى دمشق، وتوفى بها عام 672هـ: انظر: مقدمة متن الألفية ص 4
(3) سورة فاطر / 36(1/180)
سورة البقرة ومثال النهى قوله تعالى: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى} [1]
ومثال الاستفهام قوله تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} [2]
وبقية الأمثلة لا تخفى.
ومعنى أن يكون الطلب محضا: أن لا يكون مدلولا عليه باسم فعل، ولا بلفظ الخبر، فإن كان مدلولا عليه بأحد هذين المذكورين، وجب رفع ما بعد الفاء، نحو قولك: «صه فأحسن إليك» برفع النون من «فأحسن» ونحو قولك: «وحسبك الحديث فينام الناس» برفع الميم من «فينام (3)».
واعلم أن «الفاء» المفردة، حرف مهمل، خلافا لبعض الكوفيين فى قولهم: إنها تنصب المضارع فى نحو: «ما تأتينا فتحدثنا (4)» وترد على وجهين:
الوجه الأول: أن تكون عاطفة، وتفيد ثلاثة أمور:
أحدها: الترتيب، نحو قوله تعالى: {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة} [5]
والثانى: التعقيب، وهو فى كل شىء بحسبه، نحو قوله تعالى:
{ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة} [6]
وقيل: «الفاء» فى هذه الآية للسببية، وفاء السببية لا تستلزم التعقيب.
والثالث: السببية، وذلك غالب فى العاطفة جملة، أو صفة، فالأول: نحو قوله تعالى: {فوكزه موسى فقضى عليه} [7]
والثانى: نحو قوله تعالى: {لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منه البطون فشاربون عليه من الحميم} [8]
__________
(1) سورة طه / 81
(2) سورة الأعراف / 53
(3) انظر: شرح ابن عقيل على الألفية ج 14ص 14
(4) انظر: مغنى اللبيب ص 213
(5) سورة النساء / 153
(6) سورة الحج / 63
(7) سورة القصص / 15
(8) سورة الواقعة / 5452(1/181)
سورة البقرة والوجه الثانى من أوجه الفاء: أن تكون رابطة للجواب، وذلك حيث لا يصلح لأن يكون شرطا، وهو منحصر فى عدة مسائل:
إحداها: أن يكون الجواب جملة اسمية، نحو قوله تعالى: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [1]
والثانية: أن يكون الجواب جملة فعلية فعلها جامد، نحو قوله تعالى:
{إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربى أن يؤتين. خيرا من جنتك} [2]
والثالثة: أن يكون فعلها إنشائيا، نحو قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله} [3]
والرابعة: أن يكون فعلها ماضيا لفظا ومعنى، نحو قوله تعالى:
{قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} [4]
والخامسة: أن تقترن بحرف استقبال، نحو قوله تعالى: {من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه} [5]
__________
(1) سورة المائدة / 118
(2) سورة الكهف / 39
(3) سورة آل عمران / 31
(4) سورة يوسف / 77
(5) سورة المائدة / 55(1/182)
* «ولا تسأل» من قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم البقرة / 119.
قرأ «نافع، ويعقوب» «ولا تسأل» بفتح التاء، وجزم اللام، وذلك على النهى، وظاهره أنه نهى حقيقة، نهى صلّى الله عليه وسلم أن يسأل عن أحوال الكفار، لأن سياق الكلام يدل على أن ذلك عائد على اليهود، والنصارى، ومشركى العرب، الذين جحدوا نبوته صلّى الله عليه وسلم، وكفروا عنادا، وأصروا على كفرهم، وكذلك جاء بعده: قوله تعالى:} {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [1]
وقيل: يحتمل أن لا يكون نهيا حقيقة، بل جاء ذلك على سبيل تعظيم ما وقع فيه أهل الكفر من العذاب، كما تقول: «كيف حال فلان» إذا كان قد وقع فى بلية، فيقال لك: «لا تسأل عنه».
ووجه التعظيم أن المستخبر يجزع أن يجرى على لسانه ما ذلك الشخص فيه، لفظا عنه، فلا تسأله ولا تكلفه ما يضجره.
أو أنت يا مستخبر لا تقدر على استماع خبره، لإيحاشه السامع، وإضجاره، فلا تسأل.
فيكون معنى التعظيم إما بالنسبة إلى المجيب، وإما بالنسبة إلى المجاب، ولا يراد بذلك حقيقة النهى.
__________
(1) سورة البقرة / 120(1/183)
سورة البقرة وقرأ الباقون «ولا تسأل» بضم التاء، ورفع اللام، وذلك على الاستئناف، والمعنى على ذلك: أنك لا تسأل عن الكفار ما لهم لم يؤمنوا، لأن ذلك ليس إليك، إن عليك إلا البلاغ، إنك لا تهدى من أحببت، إنما أنت منذر، وفى ذلك تسلية له صلّى الله عليه وسلم، وتخفيف ما كان يجده من عنادهم، فكأنه قيل: لست مسئولا عنهم فلا يحزنك كفرهم، وفى ذلك دليل على أن أحدا لا يسأل عن ذنب أحد، ولا تزر وازرة وزر أخرى (1)
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 416.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 262.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 71.
وحجة القراءات لابن زنجلة ص 111.
والحجة فى القراءات لابن خالويه ص 87.
وتفسير البحر المحيط ج 1ص 367.
قال ابن الجزرى: تسأل للضم فافتح واجز من إذ ظللوا.(1/184)
سورة البقرة «السؤال»: استدعاء معرفة، أو ما يؤدى إلى معرفة، واستدعاء مال، أو ما يؤدى إلى المال: فاستدعاء المعرفة: جوابه على اللسان، واليد خليفة له بالكتابة، والإشارة.
واستدعاء المال: جوابه على اليد، واللسان خليفة لها، إما بوعد أو بردّ.
فإن قيل: كيف يصح أن يقال: السؤال يكون للمعرفة، ومعلوم أن الله تعالى يسأل عباده، نحو قوله تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى بن مريم ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمّى إلهين من دون الله} [1]
قيل: إن ذلك سؤال لتعريف القوم وتبكيتهم، لا لتعريف الله تعالى، فإنه علّام الغيوب.
والسؤال للمعرفة يكون تارة للاستعلام، وتارة للتبكيت نحو قوله تعالى: {وإذا المؤودة سئلت بأىّ ذنب قتلت} [2].
والسؤال إذا كان للتّعريف تعدّى إلى المفعول الثانى تارة بنفسه، نحو قوله تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخّر الشمس والقمر ليقولن الله} [3].
وتارة بالحرف، نحو قوله تعالى: {وإذا سألك عبادى عنّى فإنّى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} [4]
وإذا كان السؤال لاستدعاء مال فإنه يتعدّى بنفسه، نحو قوله تعالى: {واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} [5]
__________
(1) سورة المائدة / 116.
(2) سورة التكوير / 98.
(3) سورة العنكبوت / 29.
(4) سورة البقرة / 186.
(5) سورة الممتحنة / 10.(1/185)
سورة البقرة قال «ابن برّى» ت 582هـ (1):
«سألته الشيء، بمعنى استعطيته إياه، وسألته عن الشيء استخبرته (2)» اهـ.
__________
(1) هو: عبد الله بن برّى، بن عبد الجبار بن برّى، المقدسى الأصل، المصرىّ، الشافعىّ «أبو محمد» نحوى لغوى، ولد بمصر، فى رجب، وبها نشأ، وقرأ الأدب، وانتفع به خلق كثير، له عدة مصنفات منها:
التنبيه والإيضاح عما وقع فى كتاب الصحاح، وغلط الضعفاء من أهل الفقه، وحواشى على درة الغوّاص فى أوهام الخواص للحريرى، وحاشية على المعرب للجواليقى توفى بمصر عام 582هـ 1186م:
انظر: معجم المؤلفين ج 6ص 37.
(2) انظر: تاج العروس ج 7ص 365.(1/186)
سورة البقرة واعلم أنّ «لا» تأتى على عدة أوجه أذكر منها ما يلي:
الوجه الأول: تكون عاملة عمل «إنّ» مكسورة الهمزة مشددة النون، فتنصب الاسم وترفع الخبر، وذلك إذا أريد بها نفى الجنس، على سبيل التنصيص، وتسمّى حينئذ «لا» النافية للجنس.
وإنما يظهر نصب اسمها إذا كان خافضا لما بعده. نحو قول «أبى الطيب المتنبى» ت 354هـ (1):
فلا ثوب مجد غير ثوب ابن أحمد:: على أحد إلّا بلؤم مرقّع أو رافعا لما بعده، نحو قولك: «لا حسنا فعله مذموم»، أو ناصبا لما بعده، نحو قول «أبى الطيب»:
قفا قليلا بها علىّ فلا:: أقلّ من نظرة أزوّدها (2)
وذلك على رواية «أقلّ» بالنصب قال، «ابن مالك» ت 672هـ:
عمل إنّ اجعل للا فى نكره:: مفردة جاءتك أو مركبة فانصب بها مضافا أو مضارعه:: وبعد ذاك الخبر اذكر رافعه والوجه الثانى: تجزم فعلا واحدا، سواء كانت دالة على النهى نحو قوله تعالى: {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} [3] على قراءة جزم اللام
__________
(1) هو: أحمد بن الحسين بن الحسن، «الكوفى» المعروف بالمتنبى «أبو الطيب» شاعر، حكيم، ولد بالكوفة ونشأ بالشام، فأكثر المقام بالبادية، وطلب الأدب، وعلم العربية، وفاق أهل عصره فى الشعر، واتصل «بسيف الدولة» ثم مضى إلى مصر، فمدح بها «كافور الإخشيدى» له عدة آثار منها: ديوان شعره قتل بالقرب من النعمانية فى رمضان عام 354هـ انظر ترجمته فى: معجم المؤلفين ج 1ص 201.
(2) «أزودها» بالبناء للمجهول.
(3) سورة البقرة / 119.(1/187)
سورة البقرة أو دالة على الدعاء، نحو قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [1].
قال «ابن مالك»: بلا ولام طالبا ضع جزما:: فى الفعل هكذا بلم ولما الوجه الثالث: تكون عاملة عمل «ليس» فترفع الاسم وتنصب الخبر، وذلك عند «الحجازيين» دون «التميميين» ولكنها لا تعمل عند «الحجازيين» إلّا بشروط:
الشرط الأول: أن يكون الاسم والخبر نكرتين، نحو قول الشاعر:
تعزّ فلا شىء على الأرض باقيا:: ولا وزر مما قضى الله واقيا الشرط الثانى: ألا يتقدم معمول الخبر على الاسم، فإن تقدم نحو:
«لا عندك رجل مقيم ولا امرأة» أهملت الشرط الثلث: ألا يتقدم خبرها على اسمها، فلا يصح نحو «لا قائما رجل».
الشرط الرابع: ألا ينتقض النفى «بإلا» فلا يصح نحو: «لا رجل إلا أفضل من زيد» بنصب «أفضل» بل يجب رفعه.
قال «ابن المبارك»:
فى النكرات أعملت كليس لا::
__________
(1) سورة البقرة / 286(1/188)
الوجه الرابع من أوجه «لا»: تكون عاطفة، وذلك بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يتقدمها إثبات، نحو «جاء زيد لا عمرو».
الشرط الثانى: ألا تقترن بعاطف، فإذا قيل: «جاءنى زيد لا بل عمرو» فالعاطف «بل» و «لا» ردّ لما قبلها، وليست عاطفة.
وإذا قلت: «ما جاءنى زيد ولا عمرو» فالعاطف «الواو» و «لا» توكيد للنفى.
الشرط الثالث: أن يتعاند متعاطفاها، فلا يجوز «جاءنى رجل لا زيد» لأنه يصدق على «زيد» اسم الرجل، بخلاف «جاءنى رجل لا امرأة (1)» * «إبراهيم» فى ثلاثة وثلاثين موضعا: من ذلك خمسة عشر موضعا فى سورة البقرة نحو قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمّهنّ
البقرة / 124. والثلاثة الأخيرة فى سورة النساء وهن:
1 - قوله تعالى:} {واتبع ملة إبراهيم حنيفا النساء / 125 2قوله تعالى:} {واتخذ الله إبراهيم خليلا النساء / 125 3قوله تعالى:} {وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل النساء / 163.
والموضع الأخير من سورة الأنعام، وهو قوله تعالى:} دينا قيما ملّة إبراهيم حنيفا. الأنعام / 161.
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 313فما بعدها.(1/189)
سورة البقرة والموضعان الأخيران من سورة التوبة وهما:
1 - قوله تعالى: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه التوبة / 114 2قوله تعالى:} {إن إبراهيم لأواه حليم التوبة / 114.
وموضع فى سورة إبراهيم وهو قوله تعالى:} {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا إبراهيم / 35.
وموضعان فى سورة النحل وهما:
1 - قوله تعالى:} {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا النحل / 120 2} {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا. النحل / 123.
وثلاثة مواضع فى مريم وهن:
1} {واذكر فى الكتاب إبراهيم مريم / 41.
2} {قال أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم مريم / 58.
3} {ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل مريم / 58.
والموضع الأخير من سورة العنكبوت وهو قوله تعالى:
} {ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى العنكبوت / 31.
وموضع فى الشورى وهو قوله تعالى:
} {وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى الشورى / 13.
وموضع فى الذاريات وهو قوله تعالى:
} {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. الذاريات 14 وموضع فى النجم وهو قوله تعالى:
} وإبراهيم الذى وفّى. النجم / 17.(1/190)
{وإبراهيم الذى وفّى. النجم / 17.
وموضع فى الحديد وهو قوله تعالى:} {ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم
الحديد / 26.
والموضع الأول من سورة الممتحنة، وهو قوله تعالى:} {قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم. الممتحنة / 4.
قرأ «ابن عامر» بخلف عن «ابن ذكوان» جميع هذه الألفاظ المتقدمة فى الثلاثة وثلاثين موضعا «إبراهام» بفتح الهاء، وألف بعدها.
وقرأ الباقون «إبراهيم» بكسر الهاء، وياء بعدها، وهو الوجه الثانى «لابن ذكوان» وهما لغتان بمعنى واحد} [1].
ووجه خصوصية هذه المواضع دون غيرها أنها كتبت فى المصحف الشامى بحذف الياء.
تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة لفظ «إبراهيم» فى غير هذه المواضع السابقة بالياء، لاتفاق جميع المصاحف على رسمها بالياء.
* «واتخذوا» من قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى البقرة 125.
قرأ «نافع، وابن عامر» «واتخذوا» بفتح الخاء على أنه فعل ماضى، أريد به الإخبار، وهو معطوف على قوله تعالى:} وإذ جعلنا البيت مثابة للناس مع إضمار «إذ».
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويقرا إبراهيم ذى مع سورته:: مع مريم النحل أخيرا توبته أخر الانعام وعنكبوت مع: أواخر النسا ثلاثة تبع والذرو والشورى امتحان أولا:: والنجم والحديد ماز الخلف لا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 416، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 263، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 72، واتحاف فضلاء البشر ص 147.(1/191)
سورة البقرة والمعنى: واتخذ الناس من المكان الذى وقف عليه سيدنا «إبراهيم» عليه السلام عند بناء الكعبة «مصلّى» أى يصلون عنده بعد الطواف بالبيت، وهذا المكان لم يزل موجودا حتى الآن، وفيه أثر قدم سيدنا «إبراهيم» وهو من الحجر، وهذه تعتبر معجزة لسيدنا «إبراهيم» حيث غاصت قدمه فى الحجر على غير عادة.
وقرأ الباقون «واتخذوا» بكسر الخاء، على أنه فعل أمر، والمأمور بذلك قيل: سيدنا «إبراهيم» وذريته، وقيل: نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلم وأمته، والأمر بالصلاة عند مقام سيدنا «إبراهيم» للندب، وليس للوجوب، بحيث من ترك الصلاة عنده لا يفسد حجه (1).
«الأخذ»: حوز الشيء وتحصيله (2)، «والاتخاذ» افتعال من «الأخذ» ويعدى إلى مفعولين، ويجرى مجرى «الجعل» نحو قوله تعالى:
{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى} [3]، وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} [4]
وقيل: «الأخذ»: خلاف العطاء، وقيل: معناه أيضا «التناول (5)».
__________
(1) انظر: النشر لابن الجزرى ج 2ص 148. والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 36 واتحاف فضلاء البشر ص 147، وتفسير الطبرى ج 1ص 380.
قال ابن الجزرى: واتخذوا بالفتح كم أصل.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 12.
(3) سورة البقرة / 125.
(4) سورة المائدة / 51.
(5) انظر: تاج العروس ج 2ص 55.(1/192)
* «فأمتعه» من قوله تعالى:
{قال ومن كفر فأمتعه قليلا البقرة / 126 قرأ «ابن عامر» «فأمتعه» بإسكان الميم، وتخفيف التاء، على أنه مضارع «أمتع» المعدى بالهمز.
والمعنى: يخبر الله تعالى بأنه سيمتع الكفار بالرزق فى الدنيا، وهذا النعيم الذى يجدونه إذا ما قيس بنعيم الدار الآخرة الذى لا ينقطع أبدا يعتبر نعيما ومتاعا قليلا، ثم بعد ذلك يكون مأواهم النار وبئس المصير.
وقرأ الباقون «فأمتعه» بفتح الميم، وتشديد التاء، على أنه مضارع «متّع» المعدى بالتضعيف} [1]
__________
(1) انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 418.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 38.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 265.
والحجة فى القراءات السبع ص 87.
وحجة القراءات ص 114.
واتحاف فضلاء البشر ص 148.
وتفسير البحر المحيط ج 1ص 384.
قال ابن الجزرى: وخف أمتعه كم.(1/193)
سورة البقرة * «المتاع»: انتفاع ممتدّ الوقت (1).
يقال متّعه الله بالصحة، وأمتعه، ومنها قوله تعالى: {فأمتّعه قليلا
حيث قرئ لفظ «فأمتعه» بتشديد التاء، وبتخفيفها.
ويقال لما ينتفع به فى البيت «متاع» قال تعالى:} {ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله} [2].
«والمتاع» المنفعة، قال تعالى: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم} [3]
«والمتاع»: كل ما تمتعت به من الحوائج (4).
وقال «الأزهرى» ت 370هـ: (5)
«المتاع» فى الأصل «كل شىء ينتفع به، ويتبلغ به، ويتزود» اهـ وجمع «متاع» «أمتعة (6)».
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «متع» ص 461
(2) سورة الرعد 17.
(3) سورة النور / 29
(4) انظر تاج العروس مادة «متع» ج 5ص 507.
(5) هو: محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح بن الأزهر «الأزهرى» «الهروى» الشافعى، «أبو منصور» أديب لغوى، ولد فى «هراة» بخراسان، وعنى بالفقه أولا، ثم غلب عليه علم العربية، فرحل فى طلبه، وقصد القبائل، وتوسع فى أخبارهم، له عدة مصنفات منها:
تهذيب اللغة، والتقريب فى التفسير، والزاهر فى غرائب الألفاظ، وعلل القراءات، توفى «بهراة» فى ربيع الآخر عام 370هـ: انظر: ترجمته فى معجم المؤلفين ج 8ص 230.
(6) انظر: تاج العروس مادة «متع» ج 5ص 507.(1/194)
* «أرنا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: {وأرنا مناسكنا البقرة / 128.
* «أرنى» حيثما وقع نحو قوله تعالى:} {رب أرنى كيف تحيى الموتى
البقرة / 260 قرأ «ابن كثير، ويعقوب، وأبو عمرو بخلف عنه» بإسكان الراء فى «أرنا، وأرنى» حيثما وقعا فى القرآن الكريم.
والوجه الثانى لأبى عمرو: اختلاس كسرة الراء.
والإسكان، والاختلاس للتخفيف.
وقرأ الباقون «أرنا، وأرنى» بكسر الراء فيهما، على لأصل} [1]
والكسر، والإسكان، والاختلاس لغات.
ومعنى «أرنا» علمنا (2) والمراد بالمناسك «مناسك الحج» وقيل: شرائع الدين (3)
__________
(1) قال ابن الجزرى: أرنا أرنى اختلف:: مختلسا حز وسكون الكسر حق انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 418.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 10273.
واتحاف فضلاء البشر ص 148
(2) انظر: العمدة فى غريب القرآن ص 83.
(3) انظر: تفسير الجلالين ص 18.(1/195)
* «ووصى» من قوله تعالى: {ووصى بها إبراهيم بنيه البقرة / 132.
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «وأوصى» بهمزة مفتوحة بين الواوين مع تخفيف الصاد، معدى بالهمزة، وهى موافقة لرسم المصحف «المدنى، والشامى} [1]» المعنى: أوصى «إبراهيم» عليه السلام بنيه باتباع الملة الحنيفية، وهى الإخلاص لله تعالى فى العبودية.
وإنما خص البنين بالذكر لأن إشفاق الأب عليهم أكثر، وهم بقبول الوصية أجدر. وإلا فمن المعلوم أن سيدنا «إبراهيم» كان يدعو الجميع إلى عبادة الله وحده.
وقرأ الباقون «ووصى» بحذف الهمزة مع تشديد الصاد معدى بالتضعيف، وهى موافقة لبقية المصاحف (2)
__________
(1) قال ابن عاشر: أوصى خذا للمدنيين وشام بالألف.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 420.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 39.
والكشف عن وجوه القراءات ص 265.
واتحاف فضلاء البشر ص 148.
وتفسير البحر المحيط ج 1ص 398.
قال ابن الجزرى: أوصى بوصى عم.(1/196)
سورة البقرة «الوصية»: التقدم إلى غيرك بما يعمل به مقترنا بوعظ من قولهم: أرض واصية متصلة النبات ويقال: «أوصاه، ووصّاه (1)».
وقال «الزبيدى» ت 1205هـ «أوصاه» «إيصاء» «ووصّاه توصية»:
إذا عهد إليه اهـ.
وفى «الصحاح للجوهرى»: «أوصيت له بشيء، وأوصيت إليه»:
إذا جعلته وصيك، «وأوصيته، ووصيته» «توصية» بمعنى (2) اهـ.
وقال «الزبيدى»: «الاسم»: «الوصاة، والوصاية» بالكسر، والفتح، «والوصيّة». كغنية (3) اهـ.
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «وصى» ص 525.
(2) انظر: تاج العروس مادة «وصى» ج 10ص 392.
(3) انظر: تاج العروس مادة «وصى» ج 10ص 392.(1/197)
* «تقولون» من قوله تعالى: {أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى البقرة / 140.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، وروح» «يقولون» بياء الغيب، على أنه إخبار عن اليهود، والنصارى، وهم غيّب، فجرى الكلام على لفظ الغيبة. أو على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
المعنى: يستنكر الله تعالى على اليهود، والنصارى، ادعاءهم أن سيدنا «إبراهيم وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط» كانوا هودا أو نصارى، فردّ الله عليهم هذا الزعم بقوله:} {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين
آل عمران / 67.
وخص الله تعالى نبيه «إبراهيم» بالذكر لأنه أبو الأنبياء فغيره تبع له.
وقرأ الباقون «تقولون» بتاء الخطاب، لمناسبة قول الله تعالى قبله:
} {قل أتحاجوننا فى الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم
وبعده قوله تعالى:} {قل ءأنتم أعلم أم الله فأجرى الكلام على نسق واحد فى المخاطبة} [1].
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 420والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 39.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 266. واتحاف فضلاء البشر ص 148.
قال ابن الجزرى: أم يقول حف صف حرم شم.(1/198)
سورة البقرة «والقول»: عبارة عن «اللفظ الدال على المعنى (1)». فهو أعم من «الكلام، والكلم، والكلمة» عموما مطلقا (2) لا عموما من وجه (3) فكل «كلام، أو كلم، أو كلمة» «قول» ولا عكس. أما كونه أعمّ من «الكلام» فلانطلاقه على المفيد، وغيره، و «الكلام» مختص بالمفيد.
وأما كونه أعمّ من «الكلم» فلانطلاقه على المفرد، وعلى المركب من كلمتين، وعلى المركب من أكثر، «والكلم» مختص بهذا الثالث.
وأما كونه أعمّ من «الكلمة» فلانطلاقه على «المركب، والمفرد» وهى مختصة بالمفرد.
وقيل: «القول» عبارة عن اللفظ المركب المفيد، فيكون مرادفا للكلام.
وقيل: هو عبارة عن المركب خاصة، مفيدا كان، أو غير مفيد، فيكون أعمّ مطلقا من «الكلام، والكلم» ومباينا للكلمة (4).
وقيل: إن «القول» مرادف للكلمة.
وقيل: إنه مرادف للفظ، حكاه «السيوطى» فى جمع الجوامع (5)
__________
(1) انظر: أوضح المسالك ج 1ص 12.
(2) ضابط العموم المطلق: أن يجتمع اللفظان فى الصدق على شىء وينفرد واحد منهما وهو الأعمّ بالصدق على شىء لا يصدق عليه الآخر.
(3) ضابط العموم والخصوص الوجهى: أن يجتمع اللفظان فى الصدق على شىء، كاجتماع الكلام، والكلم فى الصدق على نحو: «زيد قام أبوه» وينفرد كل منهما بالصدق على شىء، كانفراد الكلام فى الصدق على «قام زيد» وانفراد «الكلم» بالصدق على «إن قام زيد».
(4) انظر: شرح الأشمونى على الألفية ج 1ص 30.
(5) انظر: حاشية الصبان على الأشمونى ج 1ص 30(1/199)
* «لرءوف» حيثما وقع نحو قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم البقرة / 143.
* «رءوف» حيثما وقع نحو قوله تعالى:} {ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد البقرة / 207.
قرأ «أبو عمرو، وشعبة، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «لرؤف، رؤف» حيثما وقعا فى القرآن الكريم بحذف الواو التى بعد الهمزة فيصير اللفظ على وزن «عضد».
وقرأ الباقون «لرءوف، رءوف» بإثبات الواو التى بعد الهمزة فيصير اللفظ على وزن «فعول». وهما لغتان} [1].
والرأفة أشد الرحمة (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وصحبة حما رؤف فاقصر جميعا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 420.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 266.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 75.
واتحاف فضلاء البشر ص 149.
(2) انظر: العمدة فى غريب القرآن ص 84.(1/200)
* «يعملون» من قوله تعالى: {وما الله بغافل عما يعملون ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب البقرة / 144.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، ورويس، وخلف العاشر» «يعملون» بياء الغيبة.
وهو عائد على أهل الكتاب: اليهود، والنصارى، فى قوله تعالى قبله فى نفس الآية:} {وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم.
المعنى: ليس الله بغافل عما يعمل هؤلاء اليهود، والنصارى، من كتمان صفة نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلم الموجودة عندهم فى التوراة، والإنجيل، بل هو عالم بعملهم، وسيجازيهم عليه بالخزى فى الدنيا، والعذاب المهين يوم القيامة.
وقرأ الباقون «تعملون» بتاء الخطاب، والمخاطب المؤمنون، وهو مناسب لقوله تعالى قبله فى نفس الآية:} {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره.
أو على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب} [1].
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 420.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 43.
واتحاف فضلاء البشر ص 150.
وحجة القراءات لابن زنجلة ص 116.
قال ابن الجزرى: يعملون إذ صفا:: حبر غدا عونا.(1/201)
سورة البقرة تنبيه: «تعملون» من قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون تلك أمة قد خلت البقرة / 141140.
اتفق القراء العشرة على قراءة «تعملون» بتاء الخطاب، وذلك لمناسبة الخطاب أول الآية فى قوله تعالى:} أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل
وأيضا فلأن القراءة مبنية على التلقى.(1/202)
اتفق القراء العشرة على قراءة «تعملون» بتاء الخطاب، وذلك لمناسبة الخطاب أول الآية فى قوله تعالى: {أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل
وأيضا فلأن القراءة مبنية على التلقى.
«موليها» من قوله تعالى:} {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات البقرة / 148 قرأ «ابن عامر» «مولاها» بفتح اللام، وألف بعدها، اسم مفعول.
وقرأ الباقون «موليها» بكسر اللام، وياء ساكنة بعدها اسم فاعل} [1].
قال «الزبيدى» ت 1205هـ: «التولية» قد تكون إقبالا، وتكون انصرافا:
فمن الأول قوله تعالى: {فول وجهك شطر المسجد الحرام} [2]
أى وجّه وجهك نحوه، وتلقاءه، وكذلك قوله تعالى: {ولكل وجهة هو موليها قال «الفراء»: هو «مستقبلها» اه والتولية فى هذا الموضع استقبال، وقد قرئ «هو مولاها» أى الله تعالى يولى أهل كل ملة القبلة التى تريد.
ومن الانصراف قوله تعالى:} {ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها} [3]
أى ما «عدلهم، وصرفهم» اه (4).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفى موليها مولاها كنا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 421.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 421.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 267. واتحاف فضلاء البشر ص 150 وتفسير البحر المحيط ج 1ص 437
(2) سورة البقرة / 144
(3) سورة البقرة / 142.
(4) انظر: تاج العروس مادة «ولى» ج 10ص 400.(1/203)
* «تعملون» من قوله تعالى: {وما الله بغافل عما تعملون ومن حيث خرجت البقرة / 149.
قرأ «أبو عمرو» «يعملون» بياء الغيبة، إخبارا عن اليهود الذين يخالفون النبى صلّى الله عليه وسلم فى القبلة، وهم غيّب، والتقدير: ولّ يا محمد وجهك نحو المسجد الحرام فى الصلاة، وما الله بغافل عما يعمل من يخالفك من اليهود فى القبلة.
وقرأ الباقون بتاء الخطاب، وهو موافق لنسق ما قبله من الخطاب للنبى عليه الصلاة والسلام، وأصحابه فى قوله تعالى:} {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره البقرة / 144.
والمعنى: فولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام فى الصلاة أيها المؤمنون وما الله بغافل عما تعملون} [1].
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 421.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 43.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 268.
واتحاف فضلاء البشر ص 150.
قال ابن الجزرى: يعملون إذ صفا:: حبر غدا عونا وثانية حفا(1/204)
* «تطوع» من قوله تعالى: {ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم البقرة / 158.
} {فمن تطوع خيرا فهو خير له البقرة / 184.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يطوع» فى الموضعين بالياء التحتية، وتشديد الطاء، وجزم العين، وهو فعل مضارع مجزوم بمن الشرطية، وأصله «يتطوع» فأدغمت التاء فى الطاء، وذلك لأنهما يخرجان من مخرج واحد وهو طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا} [1]
كما أنهما يتفقان فى الصفتين الآتيتين: الشدة، والإصمات (2)
المعنى: يخبر الله تعالى أن من يفعل خيرا تطوعا لله تعالى، فهو خير له لأن الله تعالى سيثيبه على ذلك يوم القيامة بالرضوان، والأجر العظيم.
وقرأ الباقون غير «يعقوب» «تطوع» فى الموضعين بالتاء الفوقية، وتخفيف الطاء، وفتح العين، وهو فعل ماض، فى محل جزم «بمن» على أنها شرطية، أو صلة «لمن» على أنها اسم موصول.
وقرأ «يعقوب» الموضع الأول «يطوع» مثل حمزة، ومن معه، والموضع الثانى «تطوع» مثل قراءة الباقين (3).
__________
(1) انظر: الرائد فى تجويد القرآن ص 41.
(2) انظر: الرائد فى تجويد القرآن ص 48.
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 422. والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 44.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 269. وتفسير البحر المحيط ج 1ص 458.
قال ابن الجزرى: تطوع التا يا وشدد مسكنا:: ظبا شفا الثانى شفا(1/205)
سورة البقرة «الطوع»: الانقياد، ويضاده «الكره» قال تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} [1]
«والتطوع»: فى الأصل: تكلف الطاعة، وهو فى التعارف: التبرع بما لا يلزم كالتنفل، قال تعالى: «{فمن تطوع خيرا فهو خير له} [2].
قال «الزبيدى» ت 1205هـ (3):
«وصلاة التطوع»: «النافلة» وكل متنفل خير تبرعا «متطوّع».
قال الله تعالى: {فمن تطوع خيرا فهو خير له.
قال «الأزهرى» ت 370هـ: «الأصل فيه يتطوع» فأدغمت التاء فى الطاء، وكل حرف أدغمته فى حرف نقلته إلى لفظ المدغم فيه، ومن قرأه على لفظ الماضى أى بتاء فوقية، وتخفيف الطاء، وفتح العين فمعناه: الاستقبال وهذا قول حذّاق النحويين.
ثم قال: «والتطوع»: ما تبرع به من ذات نفسه مما لا يلزم فرضه، كأنّهم جعلوا «التفعّل هنا اسما» اه} [4].
__________
(1) سورة فصلت / 11.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «طوع» ص 310.
(3) هو: محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسينى «الزبيدى» الملقب «بمرتضى» «أبو الفيض» لغوى، نحوى، محدث، أصولى، أديب، ناظم، ناثر، مؤرخ، نسابة، مشارك فى عدة علوم، مولده فى «بلجرام» فى الشمال الغربى من «الهند» ومنشؤه فى «زبيد» باليمن رحل إلى الحجاز، وأقام بمصر، فاشتهر فضله، وكاتبه الملوك له عدة مصنفات منها:
تاج العروس شرح القاموس، وشرح إحياء علوم الدين، وعقد الجواهر المنيفة فى أدلة مذهب أبى حنيفة، توفى بمصر بمرض الطاعون عام 1205هـ: انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 11ص 282
(4) انظر: تاج العروس ج 5ص 445.(1/206)
* «الرياح» من قوله تعالى: {وتصريف الرياح البقرة / 164.
اختلف القراء فى لفظ «الرياح» من حيث الجمع، والافراد، والمواضع المختلف فيها وقعت فى ستة عشر موضعا:
الأول:} {وتصريف الرياح البقرة / 164 والثانى:} {وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته الأعراف / 57 والثالث:} {أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فى يوم عاصف إبراهيم / 18 والرابع:} {وأرسلنا الرياح لواقح الحجر / 22 والخامس:} {فيرسل عليكم قاصفا من الريح الاسراء / 69 والسادس:} {فأصبح هشيما تذروه الرياح الكهف / 45 والسابع:} {ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره الأنبياء / 81 والثامن:} {أو تهوى به الريح فى مكان سحيق الحج / 31 والتاسع:} {وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته الفرقان / 48 والعاشر:} {ومن يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته النمل / 63 والحادى عشر:} {الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا الروم / 48 والثانى عشر:} {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر سبأ / 12 والثالث عشر:} {والله الذى أرسل الرياح فتثير سحابا فاطر / 9 والرابع عشر:} {فسخرنا له الريح تجرى بأمره ص / 36 والخامس عشر:} {إن يشأ يسكن الريح الشورى / 33 والسادس عشر:} وتصريف الرياح آيات لقوم يوقنون الجاثية / 5
سورة البقرة فقرأ «أبو جعفر» «الرياح» بالجمع قولا واحدا، فى خمسة عشر موضعا، واختلف عنه فى الموضع السادس عشر وهو الوارد فى سورة «الحج» فقرأه بالجمع، والإفراد.(1/207)
الأول: {وتصريف الرياح البقرة / 164 والثانى:} {وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته الأعراف / 57 والثالث:} {أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فى يوم عاصف إبراهيم / 18 والرابع:} {وأرسلنا الرياح لواقح الحجر / 22 والخامس:} {فيرسل عليكم قاصفا من الريح الاسراء / 69 والسادس:} {فأصبح هشيما تذروه الرياح الكهف / 45 والسابع:} {ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره الأنبياء / 81 والثامن:} {أو تهوى به الريح فى مكان سحيق الحج / 31 والتاسع:} {وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته الفرقان / 48 والعاشر:} {ومن يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته النمل / 63 والحادى عشر:} {الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا الروم / 48 والثانى عشر:} {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر سبأ / 12 والثالث عشر:} {والله الذى أرسل الرياح فتثير سحابا فاطر / 9 والرابع عشر:} {فسخرنا له الريح تجرى بأمره ص / 36 والخامس عشر:} {إن يشأ يسكن الريح الشورى / 33 والسادس عشر:} وتصريف الرياح آيات لقوم يوقنون الجاثية / 5
سورة البقرة فقرأ «أبو جعفر» «الرياح» بالجمع قولا واحدا، فى خمسة عشر موضعا، واختلف عنه فى الموضع السادس عشر وهو الوارد فى سورة «الحج» فقرأه بالجمع، والإفراد.
وقرأ «نافع» بالإفراد فى خمسة مواضع وهى الواردة فى السور الآتية:
الإسراء، والأنبياء، والحج، وسبأ، وص، وقرأ الباقى بالجمع.
وقرأ «ابن كثير» بالجمع فى أربعة مواضع وهى الواردة فى السور الآتية:
البقرة، والحجر، والكهف، والجاثية، وقرأ الباقى بالإفراد.
وقرأ «أبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب» بالجمع فى تسعة مواضع وهى الواردة فى السور الآتية:
البقرة، والأعراف، والحجر، والكهف، والفرقان، والنمل، وثانى الروم، وفاطر، والجاثية، وقرءوا الباقى بالإفراد وقرأ «حمزة، وخلف» بالإفراد فى موضعين وهما الواردان فى الحج، والفرقان، وقرآ الباقى بالجمع.
وقرأ «الكسائى» بالإفراد فى ثلاثة مواضع، وهى الواردة فى السور الآتية:
الحجر، والحج، والفرقان، وقرأ الباقى بالجمع.
وجه القراءة بالجمع نظرا لاختلاف أنواع الرياح فى هبوبها: جنوبا، وشمالا وصبا، ودبورا، وفى أوصافها: حارة، وباردة.
سورة البقرة ووجه القراءة بالإفراد أن «الريح» اسم جنس يصدق على القليل والكثير.(1/208)
وجه القراءة بالجمع نظرا لاختلاف أنواع الرياح فى هبوبها: جنوبا، وشمالا وصبا، ودبورا، وفى أوصافها: حارة، وباردة.
سورة البقرة ووجه القراءة بالإفراد أن «الريح» اسم جنس يصدق على القليل والكثير.
تنبيه: اتفق القراء على القراءة بالجمع فى اوّل الروم، وهو قوله تعالى: {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات الروم / 46.
وذلك من أجل الجمع فى «مبشرات».
كما اتفقوا على القراءة بالإفراد فى موضع الذاريات وهو قوله تعالى:
} {وفى عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم الذاريات / 41 وذلك من أجل الإفراد فى «العقيم} [1]».
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 422.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 270.
واتحاف فضلاء البشر ص 151.
قال ابن الجزرى: الثانى شفا والريح هم:: كالكهف مع جاثية توحيدهم حجر فتى الأعراف ثانى الروم مع:: فاطر نمل دم شفا الفرقان دع واجمع بإبراهيم شورى إذ ثنا:: وصاد الاسرى الأنبيا سبا ثنا والحج خلفه::(1/209)
* «يرى» من قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة / 165.
قرأ «نافع، وابن عامر و، يعقوب، وابن وردان، بخلف عنه» «ترى» بتاء الخطاب، والمخاطب السامع، والنبى عليه الصلاة والسلام، «والذين» مفعول به.
وقرأ الباقون «يرى» بياء الغيبة «والذين» فاعل وهو الوجه الثانى لابن وردان} [1].
المعنى ولو يرى الذين يتخذون شركاء مع الله تعالى العذاب الذى أعدّه الله لهم فى الدار الآخرة، لأيقنوا أن القوة لله وحده، وأنه شديد العذاب، وأن الأنداد والشركاء لا حول لهم ولا قوة، ولم يغنوا عنهم من عذاب الله شيئا.
__________
(1) انظر: النشر لابن الجزرى ج 2ص 423.
والمستنير فى تخريج القراءات المتواترة ج 1ص 45.
وتفسير البحر المحيط ج 1ص 471.
قال ابن الجزرى: ترى الخطاب ظل إذ كم خلا خلف.(1/210)
سورة البقرة قال «الراغب» فى مادة «رأى»: «رأى» عينه همزة، ولامه ياء لقولهم: رؤية، وتحذف الهمزة من مستقبله فيقال:
«ترى، ويرى، ونرى» اه (1).
وقال «الزبيدى» فى مادة «رأى»: «الرؤية»: بالضم إدراك المرئىّ، وذلك أضرب بحسب قوى النفس:
الأول: «النظر بالعين» التى هى الحاسة، وما يجرى مجراها، ومن الأخير قوله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم سورة التوبة رقم / 105.
فإنه مما أجرى مجرى الرؤية الحاسة، فإن الحاسة لا تصح على الله تعالى، وعلى ذلك قوله تعالى:} {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم الأعراف / 27 والثانى: بالوهم والتخيل، نحو أرى أن زيدا منطلق.
والثالث: بالتفكر، نحو: قوله تعالى:} {إنى أرى مالا ترون
سورة الأنفال رقم / 48.
والرابع: بالقلب، أى بالعقل، وعلى ذلك قوله تعالى:
} ما كذب الفؤاد ما رأى سورة النجم / 11.
وقال «الجوهرى»: «الرؤية بالعين يتعدى إلى مفعول واحد، وبمعنى العلم يتعدى إلى مفعولين، يقال: «رأى زيدا عالما» اهـ.
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 208(1/211)
وقال «الراغب»: «رأى إذا عدى إلى مفعولين اقتضى معنى العلم وإذا عدّى بإلى اقتضى معنى النظر المؤدى إلى الاعتبار (1)» اهـ.
* «يرون» من قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة / 165.
قرأ «ابن عامر» «يرون» بضم الياء، على البناء للمفعول، وواو الجماعة نائب فاعل.
وقرأ الباقون «يرون» بفتح الياء، على البناء للفاعل، وواو الجماعة فاعل} [2].
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 208.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 423.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 46.
قال ابن الجزرى: يرون الضم كل.(1/212)
* «أن القوة، وأن الله» من قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة / 165.
قرأ «أبو جعفر، ويعقوب» «إن القوة لله جميعا وإن الله شديد العذاب» بكسر الهمزة فيهما، على تقدير أنّ «إنّ» وما بعدها جواب «لو» أى لقلت: إن القوة لله جميعا الخ. على قراءة الخطاب فى «ولو ترى».
أو لقالوا: إن القوة لله جميعا الخ على قراءة الغيب فى «ولو يرى» ويحتمل أن يكون على الاستئناف، على أن جواب «لو» محذوف، والتقدير: لرأيت أو لرأوا أمرا عظيما.
وقرأ الباقون بفتح الهمزة فيهما، وتقدير الجواب: لعلمت أن القوة لله جميعا الخ على قراءة الخطاب، أو لعلموا أن القوة لله جميعا الخ، على قراءة الغيب} [1].
واعلم أنّ «إنّ» مشددة النون لها ثلاثة أحوال: وجوب فتح الهمزة، ووجوب كسرها، وجواز الأمرين: وإليك تفصيل كل حالة على حدة:
أولا: يجب فتح الهمزة إذا أمكن تقديرها مع ما بعدها بمصدر، وذلك إذا وقعت فى المواضع الآتية:
(1) أن تقع فى موضع مرفوع فعل، كأن تقع فى موضع الفاعل نحو قوله تعالى: أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب سورة العنكبوت / 51
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 423.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 46. وتفسير البحر المحيط ج 1ص 471.
قال ابن الجزرى: أن وأن اكسر ثوى.(1/213)
سورة البقرة والتقدير: أو لم يكفهم إنزالنا.
أو تقع فى موضع النائب عن القائل، نحو قوله تعالى: {قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن سورة الجن رقم / 1.
إذا التقدير: قل أوحى إلىّ استماع نفر من الجن.
(ب) أن تقع فى موضع منصوب فعل نحو قولك: «عرفت أنك قائم».
والتقدير: عرفت قيامك.
(ج) أن تقع فى موضع مجرور فعل نحو قولك: «سررت من أنك ناجح».
إذ التقدير: سررت من نجاحك.
(د) أن تقع فى موضع مبتدإ مؤخر، نحو قوله تعالى:} {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة سورة فصلت رقم / 39 إذ التقدير: ومن آياته رؤيتك الأرض خاشعة.
(هـ) أن تقع فى موضع خبر مبتدإ، بشرط أن يكون المبتدأ غير قول، وبشرط أن لا يكون خبر «أن» صادقا على ذلك المبتدإ، نحو قولك «ظنى أنك مقيم معنا اليوم» إذ التقدير: ظنى إقامتك معنا اليوم.
(و) أن تقع فى موضع المضاف إليه، نحو قوله تعالى:} {إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون سورة والذاريات رقم / 23.
إذ التقدير: إنه لحق مثل نطقكم.
(ز) أن تقع فى موضع المعطوف على شىء مما ذكر قبل، نحو قوله تعالى} يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين سورة البقرة رقم / 47.
إذ التقدير: اذكروا نعمتى وتفضيلى إياكم على العالمين.
سورة البقرة ح أن تقع فى موضع البدل من شىء مما ذكر قبل، نحو قوله تعالى:(1/214)
إذ التقدير: اذكروا نعمتى وتفضيلى إياكم على العالمين.
سورة البقرة ح أن تقع فى موضع البدل من شىء مما ذكر قبل، نحو قوله تعالى:
{وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم سورة الأنفال رقم / 7.
إذ التقدير: وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين كونها لكم، فهو بدل اشتمال من المفعول به.
وإلى هذه المواضع التى يجب فيها فتح همزة «إنّ» أشار ابن مالك بقوله:
وهمز إنّ افتح لسد مصدر:: مسدّها ثانيا: يجب كسر الهمزة فى المواضع الآتية:
1 - إذا وقعت «إنّ» فى أول الكلام نحو قوله تعالى:
} {إنا فتحنا لك فتحا مبينا سورة الفتح رقم / 1 ب أن تقع صدر صلة نحو قوله تعالى:} {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة سورة القصص / 76.
ج أن تقع جوابا للقسم وفى خبرها لام الابتداء نحو قولك: «والله إنّ زيدا لقائم» وقوله تعالى:} {ويحلفون بالله إنهم لمنكم سورة التوبة / 51.
د أن تقع فى جملة محكية بالقول نحو قوله تعالى:} {قال إنى عبد الله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا سورة مريم رقم / 30.
هـ أن تقع فى جملة فى موضع الحال، نحو قوله تعالى:} {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإنّ فريقا من المؤمنين لكارهون.
سورة الأنفال رقم 5.
وأن تقع بعد فعل من أفعال القلوب وقد علق عنها باللام نحو قولك:
«علمت إن زيدا لقائم».
ز إذا وقعت بعد «ألا» الاستفتاحية نحو قوله تعالى:} ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون سورة البقرة رقم / 13.
ح إن وقعت بعد «حيث» نحو قولك: «اجلس حيث إنّ زيدا جالس».
ط إذا وقعت فى جملة هى خبر عن اسم عين، نحو قولك: «زيد إنه قائم»
سورة البقرة وقد أشار «ابن مالك» إلى المواضع التى يجب فيها كسر همزة «إنّ» بقوله فاكسر فى الابتداء وفى بدء صله:: وحيث إن ليمين مكمله أو حكيت بالقول أو حلت محل:: حال كزرته وإنى ذو آمل وكسروا من بعد فعل علقا:: باللام كاعلم إنه لذو تقى ثالثا: يجوز كسر همزة «إنّ» وفتحها فى المواضع الآتية:(1/215)
ط إذا وقعت فى جملة هى خبر عن اسم عين، نحو قولك: «زيد إنه قائم»
سورة البقرة وقد أشار «ابن مالك» إلى المواضع التى يجب فيها كسر همزة «إنّ» بقوله فاكسر فى الابتداء وفى بدء صله:: وحيث إن ليمين مكمله أو حكيت بالقول أو حلت محل:: حال كزرته وإنى ذو آمل وكسروا من بعد فعل علقا:: باللام كاعلم إنه لذو تقى ثالثا: يجوز كسر همزة «إنّ» وفتحها فى المواضع الآتية:
1 - إذا وقعت بعد إذا الفجائية، نحو قولك: «خرجت فإذا إنّ زيدا قائم» فمن كسر الهمزة جعل «إنّ» واسمها وخبرها جملة مستقلة، والتقدير: خرجت فإذا زيد قائم، ومن فتح الهمزة جعل «أنّ» وما بعدها فى تأويل مصدر، مبتدأ خبره «إذا» الفجائية، والتقدير: «فإذا قيام زيد» أى خرجت فإذا فى الحضرة قيام زيد، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا.
والتقدير: «خرجت فإذا قيام زيد موجود».
تنبيه: اختلف النحويون فى «إذا» الفجائية:
فقال «الأخفش الأوسط» سعيد بن مسعدة: هى حرف، واختار هذا «ابن مالك» وبناء على هذا القول جاز فى همزة «إنّ» الفتح، والكسر، فالفتح على تقدير أن ما بعدها فى تأويل مصدر مبتدأ خبره محذوف، أو خبر لمبتدإ محذوف.
والكسر على تقدير أن ما بعدها جملة تامة مستقلة.
وقال «المبرد» هى ظرف مكان، واختار هذا «ابن عصفور».
وقال «الزجاج» هى ظرف زمان، واختار هذا «الزمخشرى (1)» وبناء على هذين القولين يجب فتح همزة «إنّ» على أنها مع ما بعدها فى تأويل مصدر مبتدأ خبره الظرف قبله.
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 120.(1/216)
سورة البقرة ب يجوز كسر همزة «إنّ» وفتحها إذا وقعت جواب قسم وليس فى خبرها اللام، سواء كانت الجملة المقسم بها فعلية، والفعل فيها ملفوظ به، نحو قولك: «حلفت إنّ زيدا قائم» أو غير ملفوظ به، نحو قولك: «والله إنّ زيدا قائم».
أو كانت الجملة المقسم بها اسمية نحو قولك: «لعمرك إنّ زيدا قائم».
ج وكذلك يجوز الفتح، والكسر فى همزة «إنّ» إذا وقعت «إنّ» بعد فاء الجزاء نحو قوله تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنّه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم
سورة الأنعام رقم / 54 فقد قرأ بفتح همزة «فإنّه» كل من «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب». وقرأ بكسرها باقى القراء العشرة} [1]
فالفتح على جعل «أنّ» وما بعدها مصدرا مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: «فالغفران جزاؤه» أو على جعلها خبر المبتدإ محذوف، والتقدير: «فجزاؤه الغفران».
والكسر على جعلها مع اسمها وخبرها جملة وقعت جوابا «لمن».
د وكذلك يجوز الفتح والكسر فى همزة «إنّ» إذا وقعت «إنّ» بعد مبتدإ هو فى المعنى قول، وخبر «إنّ» قول، والقائل واحد، نحو قولك:
«خير القول إنى أحمد الله» فمن فتح جعل «أنّ» وصلتها مصدرا
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 5251(1/217)
سورة البقرة خبرا عن «خير» والتقدير: «خير القول حمد الله» فخير مبتدإ، وحمد الله خبره.
ومن كسر جعلها جملة خبرا عن «خير» ولا تحتاج هذه الجملة إلى رابط، لأنها نفس المبتدإ فى المعنى.
وإلى هذه المواضع التى يجوز فيها كسر همزة «إنّ» وفتحها أشار ابن مالك بقوله:
بعد إذا فجاءة أو قسم:: لا لام بعده بوجهين نمى مع تلو فا الجزا وذا يطّرد:: فى نحو خير القول إنى أحمد قال «ابن هشام»: «إنّ» المكسورة، المشددة على وجهين:
أحدهما: أن تكون حرف توكيد تنصب الاسم، وترفع الخبر.
الثانى: أن تكون حرف جواب بمعنى نعم، والدليل على ذلك قول «عبد الله بن الزبير» ت 73هـ: رضى الله عنه لمن قال له: «لعن الله ناقة حملتنى إليك»: «إنّ وراكبها» أى نعم ولعن راكبها، إذ لا يجوز حذف الاسم والخبر جميعا (1).
وقال: «أن» المفتوحة المشددة النون على وجهين:
أحدهما: أن تكون حرف توكيد تنصب الاسم وترفع الخبر، والأصح أنها فرع عن «إن» المكسورة، ومن هنا صح للزمخشرى أن يدعى أن «أنما» بالفتح تفيد الحصر كإنما بالكسر، وقد اجتمعا فى قوله تعالى:
قل إنما يوحى إلىّ أنما إلهكم إله واحد الأنبياء / 108.
فالأولى لقصر الصفة على الموصوف، والثانية بالعكس.
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 5755.(1/218)
وقول «أبى حيان»: هذا شىء انفرد به، ولا يعرف القول بذلك إلا فى إنما بالكسر مردود بما ذكرت، وقوله: «إنّ دعوى الحصر هنا باطلة لاقتضائها أنه لم يوح إليه غير التوحيد» مردود أيضا بأنه حصر مفيد، إذ الخطاب مع المشركين، فالمعنى: «ما أوحى إلىّ فى أمر الربوبية إلا التوحيد، لا الإشراك» ويسمى ذلك قصر قلب، لقلب اعتقاد المخاطب، وإلا فما الذى يقوله هو فى نحو {وما محمد إلا رسول آل عمران 144 فإن «ما» للنفى، و «إلا» للحصر قطعا، وليست صفته عليه الصلاة والسلام منحصرة فى الرسالة، ولكن لما استعظموا موته جعلوا كأنهم أثبتوا له البقاء الدائم، فجاء الحصر باعتبار ذلك، ويسمى قصر إفراد.
الثانى: أن تكون لغة فى «لعلّ» كقولك: «ائت السوق أنك تشترى لنا شيئا» اه} [1].
* «خطوات» حيث وقع نحو قوله تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان البقرة / 168.
قرأ نافع، وأبو عمرو، وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر، والبزّى بخلف عنه» بإسكان الطاء فى «خطوات» حيثما وقعت فى القرآن الكريم.
وقرأ الباقون بضم الطاء، وهو الوجه الثانى للبزّي} [2].
والضم والاسكان لغتان: والضم هو الأصل، لأن الأسماء يلزمها الضم فى الجمع فى نحو «غرفة وغرفات» فضم الطاء من «خطوات» جاء
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 6059.
(2) قال ابن الجزرى: خطوات إذ هد خلف صف فتى حفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 406. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 27473.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 79. واتحاف فضلاء البشر ص 141.(1/219)
على الأصل، وهو لغة «أهل الحجاز».
وإسكان الطاء للتخفيف كى لا يجتمع ضمتان وواو.
فإن قيل: هل سكون الطاء الموجود فى الجمع هو السكون الموجود فى المفرد؟
أقول: السكون الموجود فى الجمع غير السكون الموجود فى المفرد، فالسكون الموجود فى المفرد أصلى، والسكون الموجود فى الجمع عارض جيء به للتخفيف وأصله الضم.
«خطوات» جمع «خطوة» ومعنى «خطوات الشيطان»: طرق الشيطان، والمراد بها «المعاصى (1)» * «الميتة» المعرفة سواء كانت غير صفة نحو قوله تعالى: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير البقرة / 173.
أو كانت صفة للأرض نحو قوله تعالى:
} {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها يس / 33.
«ميتة» المنكرة نحو قوله تعالى:} {وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء
الأنعام / 139.
أو كان صفة نحو قوله تعالى:} {لنحيى به بلدة ميتا الفرقان / 49 «ميت» المنكر الواقع صفة إلى «بلد» نحو قوله تعالى:} {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت الأعراف / 57.
«الميت» المعرف مطلقا سواء كان منصوبا نحو قوله تعالى:
} {وتخرج الميت من الحىّ آل عمران / 27 أو كان مجرورا نحو قوله تعالى:} وتخرج الحىّ من الميت آل عمران / 27 اختلف القراء العشرة فى تشديد هذه الألفاظ وتخفيفها:
__________
(1) انظر: العمدة فى غريب القرآن ص 86.(1/220)
سورة البقرة فقرأ «أبو جعفر» بالتشديد فى جميع الألفاظ المتقدمة حيثما وقعت فى القرآن الكريم.
وقرأ «نافع» بالتشديد فى «الميتة» الواقعة صفة للأرض وذلك فى قوله تعالى:
{وآية لهم الأرض الميتة أحييناها يس / 33 وكذا «ميتا» المنون المنصوب فى سورتى الأنعام رقم 122والحجرات وهو قوله تعالى:} {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا الحجرات 12.
وقرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» بالتشديد فى «ميت» الواقع صفة إلى «بلد» نحو:} {فسقناه إلى بلد ميت سورة فاطر / 9 وفى «الميت» مطلقا سواء كان منصوبا نحو قوله تعالى:
} {وتخرج الميت من الحىّ آل عمران / 27.
ومجرورا نحو قوله تعالى:} {وتخرج الحىّ من الميت آل عمران / 27 وقرأ «رويس» بالتشديد فى «ميت» الواقع صفة إلى «بلد»، وفى «الميت» مطلقا أى المنصوب والمجرور.
وقرأ «روح» بالتشديد فى «ميتا» بالأنعام رقم / 122، وفى «الميت» المنصوب والمجرور.
وقرأ الباقون بالتخفيف فى جميع الألفاظ المتقدمة حيثما وقعت فى القرآن الكريم} [1]
والتشديد، والتخفيف لغتان، وعلى القراءتين جاء قول الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت:: إنما الميت ميّت الأحياء «تنبيه»: اتفق القراء العشرة على تشديد ما لم يمت نحو قوله تعالى:
{إنك ميت وإنهم ميتون} [2] الزمر / 30.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وميته:: والميتة اشدد ثب والأرض الميتة مدا وميتا ثق والأنعام ثوى:: وإذ حجرات غث مدا وتب أوى صحب بميت بلد والميت هم:: والحضرمى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 224. واتحاف فضلاء البشر ص 152
(2) قال الشاطبى: وما لم يمت للكل جاء مثقلا(1/221)
سورة البقرة قال «الراغب» فى مادة «موت»: «أنواع الموت بحسب أنواع الحياة»:
فالأول: ما هو بإزاء القوة النامية الموجودة فى الانسان، والحيوان، والنباتات، نحو قوله تعالى: {كذلك يحيى الله الموتى} [1].
وقوله تعالى: {وهو الذى يحيى ويميت} [2].
والثانى: زوال القوة الحاسة، نحو قوله تعالى: {قالت يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا} [3]
والثالث: زوال القوة العاقلة، وهى الجهالة، نحو قوله تعالى: {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها} [4]
والرابع: الحزن المكدّر للحياة، نحو قوله تعالى فى وصف أهل النار:
{من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت} [5]
والميت: بسكون الياء مخفف عن «الميّت» بتشديد الياء» اه (6)
وقال «الزبيدى» فى مادة «موت»: «مات يموت موتا» و «مات يمات» فى لغة «طئ» قال الراجز:
بنيتى سيدة البنات:: عيشى ولا نأمن أن تماتى ويقال: «مات يميت». والظاهر أن التثليث فى مضارع «مات» مطلقا.
ولكن الواقع ليس كذلك، فالضم إنما هو فى الواوى مثل: «قال يقول قولا» والكسر إنما هو فى اليائى، نحو «باع يبيع» وهى لغة مرجوحة أنكرها جماعة، والفتح إنما هو فى المكسور الماضى نحو: «علم يعلم (7)».
__________
(1) سورة البقرة / 23
(2) سورة المؤمنون / 80.
(3) سورة مريم / 23.
(4) سورة الأنعام / 122
(5) سورة إبراهيم / 1716.
(6) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 477476.
(7) انظر: تاج العروس ج 1ص 585.(1/222)
سورة البقرة و «الميت» بتخفيف الياء الذى مات بالفعل، و «الميت» بالتشديد، و «المائت» على وزن فاعل: الذى لم يمت بعد، ولكنه بصدد أن يموت.
قال «الخليل»: أنشدنى «أبو عمرو»:
أيا سائلى تفسير ميت وميت:: فدونك قد فسرت إن كنت تعقل فمن كان ذا روح فذلك ميت:: وما الميت إلا من إلى القبر يحمل وقال «الزبيدى»: «ميت» بتشديد الياء، يصلح لما قد مات، ولما سيموت، قال الله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} [1].
وقال أهل التصريف: «ميت» كان تصحيحه «ميوت» على وزن «فيعل» ثم أدغموا الواو فى الياء (2).
وقال آخرون: «إنما كان فى الأصل «مويت» مثل: «سيد وسويد» فأدغمنا الياء فى الواو (3) ونقلناه فقلنا: «ميت».
يقول: «الزبيدى»: «قال شيخنا بعد أن نقل قول «الخليل» عن «أبى عمرو» ما نصه: «وعلى هذه التفرقة جماعة من الفقهاء، والأدباء، ثم يقول «الزبيدى»: وعندى فيه نظر فإنهم صرحوا بأن «الميت» مخفف الياء مأخوذ من «الميت» المشدد، وإذا كان مأخوذا منه فكيف يتصور الفرق فيهما فى الاطلاق، حتى قال العلامة «ابن دحية» فى كتاب «التنوير فى مولد البشير النذير»: بأنه خطأ فى القياس، ومخالف للسماع:
أما القياس فإن «ميت» المخفف، إنما أصله «ميت» المشدد، فخفف، وتخفيفه لم يحدث فيه معنى مخالفا لمعناه فى حال التشديد، كما يقال:
«هين وهيّن» فكما أن التخفيف فى «هين» لم يحل معناه، كذلك تخفيف «ميت (4)».
__________
(1) سورة الزمر / 30.
(2) لعل الصواب: ثم أدغموا الياء فى الواو بعد قلب الواو ياء.
(3) لعل الصواب: فأدغمنا الواو فى الياء بعد قلب الواو ياء
(4) انظر: تاج العروس ج 1ص 586(1/223)
سورة البقرة وأما السماع: فإنا وجدنا العرب لم تجعل بينهما فرقا فى الاستعمال، ومن أبين ما جاء فى ذلك قول الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت:: إنما الميت ميت الأحياء وقال آخر:
ألا يا ليتنى والمرء ميت:: وما يغنى عن الحدثان ليت ففي البيت الأولى سوّى بينهما، وفى الثانى جعل «الميت» المخفف «للحيّ» الذى لم يمت، ألا ترى أن معناه: والمرء سيموت، فجرى مجرى قوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} [1]
وقال شيخنا: «ثم رأيت فى «المصباح» فرقا آخر وهو أنه قال:
«الميتة» من «الحيوان» جمعها «ميتات» وأصلها «ميتة» بالتشديد.
وقيل التزم التشديد فى «ميتة» الأناسىّ، لأنه الأصل، والتزم التخفيف فى غير الأناسىّ، فرقا بينهما، ولأن استعمال هذه أكثر فى الآدميات، وكانت أولى بالتخفيف.
والجمع: «أموات، وموتى، وميتون، وميّتون» بتخفيف الياء وتشديدها.
قال «سيبويه»: كان بابه الجمع بالواو، والنون، لأن الهاء تدخل فى أنثاه كثيرا.
وفى «المصباح المنير»: «ميت، وأموات» كبيت، وأبيات، والأنثى «ميتة» بالتشديد، والتخفيف، «وميت» مشددا بغير هاء، ويخفف.
وقال «الزجاج»: «الميت» بالتشديد، إلّا أنه يخفف، والمعنى واحد، ويستوى فيه المذكر، والمؤنث» اه (2).
__________
(1) سورة الزمر / 30
(2) انظر تاج العروس ج 1ص 587.(1/224)
«الكسر والضم تخلصا من التقاء من التاء الساكنين»
* «فمن اضطر» من قوله تعالى: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه البقرة / 173 وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة، ويبدأ بالفعل الذى يلى الساكن الأول بالضم، ويكون أول الساكنين أحد حروف «لتنود» والتنوين:
1 - فاللام نحو قوله تعالى:} {قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون
سورة الأعراف / 195.
2 - والتاء نحو قوله تعالى:} {وقالت اخرج عليهن يوسف / 31.
3 - والنون نحو قوله تعالى:} {أن اغدوا على حرثكم القلم / 22.
4 - والواو نحو قوله تعالى:} {أوادعوا الرحمن الاسراء / 110.
5 - والدال نحو قوله تعالى:} {ولقد استهزئ برسل من قبلك.
سورة الأنعام / 10.
6 - والتنوين سواء كان مجرورا نحو قوله تعالى:} {كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض إبراهيم / 26.
أو غير مجرور نحو قوله تعالى:} وما كان عطاء ربك محظورا انظر
سورة الاسراء / 2120.
اختلف القراء العشرة فى كيفية التخلص من التقاء الساكنين:
سورة البقرة فقرأ «عاصم، وحمزة، بالكسر فى الحروف الست قولا واحدا، وذلك على الأصل فى التخلص من التقاء الساكنين.(1/225)
اختلف القراء العشرة فى كيفية التخلص من التقاء الساكنين:
سورة البقرة فقرأ «عاصم، وحمزة، بالكسر فى الحروف الست قولا واحدا، وذلك على الأصل فى التخلص من التقاء الساكنين.
وقرأ «أبو عمرو» بالكسر فى أربعة أحرف، وهنّ: «التاء، والنون، والدال والتنوين». وضم فى حرفين وهما: الواو، ولام «قل» وقرأ «يعقوب» بالكسر فى خمسة أحرف، وهنّ: «اللام، والتاء، والنون والدال، والتنوين. وضم فى حرف واحد وهو «الواو».
وقرأ «قنبل» بالضم فى الحروف الست، إلا أنه اختلف عنه فى التنوين المجرور، فروى عنه فيه الكسر، والضم.
وقرأ «ابن ذكوان» بالضم فى خمسة أحرف، وهنّ حروف «لتنود» واختلف عنه فى التنوين مطلقا، سواء كان مجرورا، أو غير مجرور.
وقرأ الباقون بالضم فى الحروف الست، وذلك اتباعا لضم ثالث الفعل (1).
__________
(1) قال ابن الجزرى: والساكن الأول ضم.:
لضم همز الوصل واكسره نما:: فز غير قل حلا وغير أو حما والخلف فى التنوين مز وإن يجر:: زن خلفه انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 425.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 274.
واتحاف فضلاء البشر ص 153.(1/226)
سورة البقرة * «اضطر» حيثما وقع فى القرآن الكريم نحو قوله تعالى:
{فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه البقرة / 173 قرأ «أبو جعفر» «اضطر» حيثما وقع فى القرآن الكريم بكسر الطاء، لأن الأصل «اضطرر» بكسر الراء الأولى، فلما أدغمت الراء الأولى فى الثانية نقلت كسرتها إلى الطاء بعد حذف حركة الطاء.
وقرأ الباقون «اضطر» بضم الطاء، على الأضل، من هذا يتبين أن كسر الطاء، وضمها لغتان} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: واضطر ثق ضما كسر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 426.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 80.
واتحاف فضلاء البشر ص 153.(1/227)
* «ليس البرّ» من قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب البقرة / 177 قرأ «حفص، وحمزة» «البرّ» بنصب الراء، على أنه خبر «ليس» مقدم، «وأن تولوا وجوهكم» الخ فى تأويل مصدر اسم «ليس» مؤخر، والتقدير:
ليس تولية وجوهكم قبل المشرق والمغرب البرّ.
واعلم أن تقديم خبر ليس على الاسم جائز، وذلك إذا لم يجب تقديمه على الاسم أو يجب تأخيره عنه، وقد أشار إلى ذلك «ابن مالك» بقوله:
وفى جميعها توسط الخبر:: أجز وكل سبقه دام حظر.
وقرأ الباقون «البرّ» بالرفع، على أنه اسم ليس جاء على الأصل فى أن يلى الفعل، «وأن تولوا وجوهكم» الخ فى تأويل مصدر خبر ليس، والتقدير:
ليس البرّ تولية وجوهكم قبل المشرق والمغرب} [1]
تنبيه: «البرّ» من قوله تعالى: وليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها البقرة / 189
__________
(1) قال ابن الجزرى: والبرّ أن:. بنصب رفع فى علا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 426.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 280.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 85.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 47.(1/228)
سورة البقرة اتفق القراء العشرة على قراءة «البرّ» هنا برفع الراء، وذلك لأن قوله تعالى: {بأن تأتوا البيوت من ظهورها بتعين أن يكون خبر «ليس» لدخول الباء عليه، ولأن القراءة سنة متبعة، ومن شروط القراءة الصحيحة أن تكون موافقة لقواعد اللغة العربية.
اعلم أن «ليس» كلمة دالة على نفى الحال، وتنفى غيره بالقرينة، نحو قول «الأعشى» ميمون بن قيس ت 7هـ} [1]: فى مدح الرسول صلّى الله عليه وسلم: له نافلات ما يغبّ نوالها:: وليس عطاء الله مانعه غدا وهى فعل جامد لا يتصرف، ووزنه «فعل» بفتح الفاء، وكسر العين، ثم التزم تخفيفه بتسكين العين.
وزعم «ابن السراج» أبو بكر بن محمد بن السرى ت 316هـ أن «ليس» حرف بمنزلة «ما» وتابعه «الفارسى» أبو على، فى «الحلبيات (2)» و «ابن شقير» أبو بكر أحمد بن الحسن ت 317هـ وجماعة.
والصواب القول الأول، بدليل أنها تلحقها الضمائر، مثل «لست، ولستما، ولستم، ولستنّ (3)»
__________
(1) هو: ميمون بن قيس بن جندل بن شراحبيل، المعروف «بأعشى قيس» «أبو بصير» من شعراء الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات، ولد فى «قرية» «منفوحة» باليمامة قرب مدينة «الرياض» ووفد على كثير من الملوك، ولا سيما ملوك فارس، وعاش عمرا طويلا، وأدرك الاسلام ولم يسلم، وكفّ بصره فى آخر عمره، له ديوان شعر، توفى فى بلدته «منفوحة» عام 7هـ: انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 13ص 65.
(2) «الحلبيات» مسائل نحوية، سئل عنها فى حلب، فدونها وذكر أجوبتها.
(3) انظر مغنى اللبيب ص 387386.(1/229)
سورة البقرة واعلم أن «ليس» من النواسخ (1) ترفع المبتدأ، وتنصب الخبر بدون قيد أو شرط.
والأصل فى خبرها أن يتأخر على الاسم نحو قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} [2] على قراءة من رفع الراء من «البر» ويجوز أن يتوسط خبرها بين الفعل، واسمه، نحو قوله تعالى:
{ليس البر» إلى آخر الآية على قراءة من نصب الراء من «البر» ومثل قول «السموأل بن عادياء» أحد شعراء الجاهلية:
سلى إن جهلت الناس عنا وعنهم:: فليس سواء عالم وجهول.
أمّا تقدم خبرها على الفعل واسمه، فقد اختلف فيه النحاة:
1 - فذهب «الكوفيون، والمبرد، وابن السراج» إلى امتناع ذلك، لأنها فعل جامد مثل «عسى» وخبرها لا يتقدم عليها باتفاق.
2 - وذهب «الفارسى، وابن جنى» إلى الجواز، مستدلين بقوله تعالى:
} {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} [3]
وذلك لأن «يوم» متعلق بمصروفا، وقد تقدم على «ليس» وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل.
__________
(1) النواسخ: جمع ناسخ، وهو فى اللغة من النسخ بمعنى الإزالة، يقال: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وفى الاصطلاح: ما يرفع حكم المبتدإ والخبر.
(2) سورة البقرة / 177
(3) سورة هود / 8.(1/230)
والجواب على ذلك أنه يتوسع فى الظروف ما لم يتوسع فى غيرها.
3 - ونقل عن «سيبويه» القول بالجواز، والقول بالمنع والمختار لدى الكثيرين من النحاة المنع (1).
* «ولكن البرّ» من قوله تعالى: {ولكن البرّ من آمن بالله واليوم الآخر البقرة / 177.
ومن قوله تعالى:} {ولكن البرّ من اتقى البقرة / 189.
قرأ «نافع، وابن عامر» «ولكن البرّ» فى الموضعين بتخفيف النون وإسكانها، وكسرها، تخلصا من التقاء الساكنين، ورفع الراء من «البرّ» وذلك على أن «ولكن» مخففة لا عمل لها.
وقرأ الباقون «ولكن» بتشديد النون، وفتحها، ونصب الراء من «البرّ» وذلك على إعمالها عمل «إنّ» فتنصب الاسم وترفع الخبر} [2].
«تنبيه» تقدم الكلام على «لكنّ» المشددة، والمخففة أثناء توجيه قوله تعالى: ولكن الشياطين كفروا البقرة / 102.
__________
(1) انظر: شرح قطر الندى ص 127فما بعدها، وأوضح المسالك ج 1ص 163فما بعدها
(2) قال ابن الجزرى: والبرّ من كم أمّ.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 413.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 82.
واتحاف فضلاء البشر ص 144. والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 7.(1/231)
«موص» من قوله تعالى: {فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه البقرة / 182.
قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «موصّ» بفتح الواو، وتشديد الصاد، على أنه اسم فاعل من «وصّى».
وقرأ الباقون «موص» بإسكان الواو، وتخفيف الصاد، على أنه اسم فاعل من «أوصى} [1]» «تنبيه» تقدم الكلام على «وصّى، وأوصى» أثناء توجيه قوله تعالى: ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب البقرة / 132.
__________
(1) قال ابن الجزرى: موص ظعن صحبة ثقل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 426.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 48.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 282.(1/232)
* «فدية طعام مسكين» من قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين البقرة / 184 قرأ «نافع، وابن ذكوان، وأبو جعفر» «فدية» بحذف التنوين، و «طعام» بجر الميم على الاضافة، و «مساكين» بالجمع وفتح النون بلا تنوين، لأنه اسم لا ينصرف.
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «فدية» بالتنوين مع الرفع، مبتدأ مؤخر، خبره متعلق الجار والمجرور قبله، و «طعام» بالرفع بدل من «فدية» و «مسكين» بالتوحيد وكسر النون منونة.
وقرأ «هشام» «فدية» بالتنوين» مع الرفع، و «طعام» بالرفع بدل من «فدية»، و «مساكين» بالجمع وفتح النون بلا تنوين} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: لا تنون فدية: طعام خفض الرفع مل إذ ثبتوا مسكين اجمع لا تنون وافتحا:: عم(1/233)
* «العسر» حيثما وقع نحو قوله تعالى: {ولا يريد بكم العسر
البقرة / 185 «عسر» من قوله تعالى:} {سيجعل الله بعد عسر يسرا الطلاق / 7 «عسرا» من قوله تعالى:} {ولا ترهقنى من أمرى عسرا الكهف / 73 «عسرة» من قوله تعالى:} {وإن كان ذو عسرة البقرة / 280 «العسرة» من قوله تعالى:} {الذين اتبعوه فى ساعة العسرة التوبة / 117 «للعسرى» من قوله تعالى:} {فسنيسره للعسرى الليل / 10 «اليسر» من قوله تعالى:} {يريد الله بكم اليسر البقرة / 185 «يسرا» حيثما وقع نحو قوله تعالى:} {وسنقول له من أمرنا يسرا سورة الكهف / 88.
«لليسرى» من قوله تعالى:} {ونيسرك لليسرى الأعلى / 8 ومن قوله تعالى:} {فسنيسره لليسرى الليل / 7.
قرأ «أبو جعفر» جميع الألفاظ المتقدمة حيثما وقعت بضم السين، واختلف عن «ابن وردان» فى «يسرا» من قوله تعالى:} {فالجاريات يسرا الذاريات / 3.
فروى عنه ضم السين، وإسكانها.
وقرأ الباقون بإسكان السين، فى جميع الألفاظ} [1].
والإسكان فى السين، وضمها لغتان: والإسكان هو الأصل، والضم لمناسبة ضم الحرف الذى قبل السين.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكيف عسر اليسر ثق وخلف خط بالذرو انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 406. واتحاف فضلاء البشر ص 141.(1/234)
* «ولتكملوا العدة» من قوله تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم البقرة / 185.
قرأ «شعبة، ويعقوب» «ولتكملوا» بفتح الكاف وتشديد الميم، على أنه مضارع «كمّل» مضعف العين.
وقرأ الباقون «ولتكملوا» بإسكان الكاف، وتخفيف الميم، على أنه مضارع «أكمل» المزيد بالهمزة} [1]
وكمال الشيء: حصول ما فيه الغرض منه (2)» قال «الزبيدى»: «كمل» فيه ثلاث لغات: فتح العين، وضمها، وكسرها وقال «الجوهرى»: «الكسر» أردؤها (3) اهـ.
__________
(1) قال ابن الجزرى: لتكملوا اشددن طنا صحا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 427 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 51 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 283
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «كمل» ص 441
(3) انظر: تاج العروس مادة «كمل» ج 8ص 104(1/235)
* «البيوت» حيث وقع فى القرآن الكريم، نحو قوله تعالى: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها البقرة / 189 «بيوت» حيث وقع فى القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:
} {فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه النور / 36 «بيوتا» حيث وقع فى القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:
} {وتنحتون الجبال بيوتا الأعراف / 74 «بيوتكم» حيث وقع فى القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:
} {وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم آل عمران / 49 «بيوتكن» حيث وقع فى القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:
} {وقرن فى بيوتكن الأحزاب / 33 «بيوتنا» وهو فى قوله تعالى:} {يقولون إن بيوتنا عورة الأحزاب / 13 «بيوتهم» حيث وقع فى القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:
} {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا النمل / 52 «بيوتهن» وهو فى قوله تعالى:} {لا تخرجوهن من بيوتهن الطلاق / 1 قرأ «ورش، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» كل هذه الألفاظ حيثما وقعت فى القرآن الكريم، بضم الباء، وذلك فى جمع «فعل» على «فعول».
وقرأ الباقون كل هذه الألفاظ أيضا، بكسر الباء، وذلك لمجانسة الياء من هذا يتبين أن الضم، والكسر لغتان} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: بيوت كيف جا بكسر الضم كم:: دن صحبة بلا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 427والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 284 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 85، واتحاف فضلاء البشر ص 155(1/236)
* {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين البقرة / 191.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ولا تقاتلوهم، يقاتلوكم، قاتلوكم» بفتح تاء الفعل الأول، وياء الثانى، وإسكان القاف فيهما، وضم التاء بعدها، وحذف الألف التى بعد القاف فى الكلمات الثلاث، من «القتل».
وقرأ الباقون بإثبات الألف فى الكلمات الثلاث مع ضم تاء الفعل الأول وياء الثانى، وفتح القاف فيهما مع كسر تاءيهما، من «القتال} [1]»
__________
(1) قال ابن الجزرى: لا تقتلوهم ومعا بعد شفا فاقصر انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 428 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 53 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 285(1/237)
اختلف القراء فى قوله تعالى: {لا خوف عليهم، وكذا لا خوف عليكم
حيث وقعا فى القرآن الكريم.
وكذا قوله تعالى:} {فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج البقرة / 197 وكذا قوله تعالى:} {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة البقرة / 254 وكذا قوله تعالى:} {لا بيع فيه ولا خلال إبراهيم / 31 وكذا قوله تعالى:} {لا لغو فيه ولا تأثيم الطور / 23 فقرأ «يعقوب» «لا خوف عليهم وكذا لا خوف عليكم» حيث وقعا فى القرآن بفتح الفاء، وحذف التنوين، على أن «لا» نافية للجنس تعمل عمل «إن» فتنصب الاسم وترفع الخبر} [1]
وقرأ باقى القراء العشرة بالرفع، والتنوين، على أن «لا» نافية للوحدة فهى ملغاة لا عمل لها.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «فلا رفث، ولا فسوق» بالرفع والتنوين، وكذلك قرأ «أبو جعفر» «ولا جدال».
وقرأ الباقون الثلاثة بالفتح من غير تنوين. وكذا قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو ويعقوب» «لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة» وكذا «لا بيع فيه ولا خلال» وكذا «لا لغو فيه ولا تأثيم».
وقرأ الباقون بالرفع والتنوين فى الكلمات السبع (2)
__________
(1) قال ابن مالك: عمل إن اجعل للا في نكرة:: مفردة جاءتك أو مكررة فانصب بها مضافا او مضارعه:: وبعد ذاك الخبر اذكر رافعه
(2) انظر: النشر ج 2ص 399، واتحاف فضلاء البشر ص 134 قال ابن الجزرى: لا خوف نون رافعا لا الحضرمى:: رفث لا فسوق ثق حق ولا.
جدال ثبت بيع خلة ولا. شفاعة لا بيع لا خلال لا:: تأثيم لا لغو مدا كنز(1/238)
* «السلم» من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة
البقرة / 208.
ومن قوله تعالى:} {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها الأنفال / 61.
ومن قوله تعالى:} {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم محمد / 35.
قرأ «نافع، وابن كثير، والكسائى، وأبو جعفر» «السلم» فى المواضع الثلاث بفتح السين.
وقرأ الباقون بكسرها} [1]. وهما لغتان فى مصدر «سلم».
قال «أبو عبيدة معمر بن المثنى، والأخفش الأوسط»: «السلم» بالكسر، الإسلام، وبالفتح: الصلح، والمراد به الاسلام، لأن من دخل فى الإسلام فقد دخل فى الصلح، فالمعنى: ادخلوا فى الصلح الذى هو الإسلام (2)» اهـ.
وقال «الراغب» «السلم» بفتح السين، وبكسرها «الصلح»: اه (3).
وقال «ابن عباس» رضى الله عنهما: «ادخلوا فى السلم» يعنى الاسلام (4)» اه
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفتح السلم حرم ر شفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 428 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 88، واتحاف فضلاء البشر ص 156.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 287.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 240.
(4) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 185.(1/239)
* «والملائكة» من قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر البقرة / 210.
قرأ: «أبو جعفر» «والملائكة» بخفض التاء، عطفا على «ظلل».
وقرأ الباقون برفع التاء، عطفا على لفظ الجلالة:} {الله} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخفض رفع والملائكة ثر انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 428.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 88.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 57.(1/240)
* «ليحكم» من قوله تعالى: {وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه البقرة / 213 ومن قوله تعالى:} {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم آل عمران / 23 ومن قوله تعالى:} {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم النور / 48 ومن قوله تعالى:} {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم النور / 51 قرأ «أبو جعفر» «ليحكم» فى المواضع الأربعة بضم الياء، وفتح الكاف، على البناء للمفعول، حذف فاعله لإرادة عموم الحكم من كل حاكم.
وقرأ الباقون «ليحكم» فى المواضع الأربعة أيضا بفتح الياء، وضم الكاف على البناء للفاعل، أى ليحكم كل نبىّ} [1]
والحكم بالشيء: أن تقضى بأنه كذا، أو ليس بكذا، سواء ألزمت ذلك غيرك، أو لم تلزمه (2)
وقال «الزبيدى» ت 1205هـ: الحاكم: منفذ الحكم بين الناس (3) اه
__________
(1) قال ابن الجزرى: ليحكم اضمم وافتح الضم ثنا كلا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 429 واتحاف فضلاء البشر ص 156
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «حكم» ص 126
(3) انظر: تاج العروس مادة «حكم» ج 8ص 252(1/241)
* «يقول» من قوله تعالى: {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله البقرة / 214.
قرأ «نافع» «يقول» برفع اللام، على أنه ماض بالنسبة إلى زمن الإخبار، أو حال باعتبار الحال الماضية التى كان عليها الرسول فلم تعمل فيه حتى} [1]
قال «ابن مالك»: «وتلو حتى حالا أو مؤوّلا:: به ارفعن» اه وقال «ابن هشام»: «وأما رفع الفعل بعد حتى فله ثلاثة شروط:
الأول: كونه مسببا عما قبلها، ولهذا امتنع الرفع فى نحو «سرت حتى تطلع الشمس» لأن السير لا يكون سببا لطلوعها.
والثانى: أن يكون زمن الفعل الحال لا الاستقبال، على العكس من شرط النصب، إلا أن الحال تارة يكون تحقيقا، وتارة يكون تقديرا:
فالأول: كقولك: «سرت حتى أدخلها» برفع اللام، إذا قلت ذلك وأنت فى حالة الدخول، والثانى: كالمثال المذكور إذا كان السير والدخول قد مضيا ولكنك أردت حكاية الحال، وعلى هذا جاء الرفع فى قوله تعالى: {حتى يقول الرسول لأن الزلزال والقول قد مضيا.
والثالث: أن يكون ما قبلها تاما، ولهذا امتنع الرفع فى نحو «كان سيرى حتى أدخلها» إذا حملت كان على النقصان دون التمام} [2]» اه
__________
(1) قال ابن الجزرى: يقول ارفع ألا
(2) انظر: شرح قطر الندى لابن هشام ص 68(1/242)
سورة البقرة وقرأ الباقون «يقول» بنصب اللام، والتقدير إلى أن يقول الرسول، فهو غاية، والفعل هنا مستقبل حكيت به حالهم (1)
قال «ابن مالك»:
وبعد حتى هكذا إضمار أن:: حتم كجد حتى تسرّ ذا حزن اه وقال «ابن هشام»: «فأما نصب الفعل بعد حتى فشرطه كون الفعل مستقبلا بالنسبة إلى ما قبلها، سواء كان مستقبلا بالنسبة إلى زمن التكلم أولا:
فالأول: كقوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} [2]
فإن رجوع «موسى» عليه السلام مستقبل بالنسبة إلى الأمرين جميعا.
والثانى: كقوله تعالى: {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه} [3]
لأن قول الرسول وإن كان ماضيا بالنسبة إلى زمن الإخبار، إلا أنه مستقبل بالنسبة إلى زلزالهم.
ثم قال: «ولحتّى التى ينتصب بها الفعل معنيان: فتارة تكون بمعنى «كى» وذلك إذا كان ما قبلها علة لما بعدها، نحو: «أسلم حتى تدخل الجنة» وتارة تكون بمعنى «إلى» وذلك إذا كان ما بعدها غاية لما قبلها، كقوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} [4]
ثم قال: والنصب فى هذه المواضع وما أشبهها بأن مضمرة بعد حتى حتما لا بحتّى نفسها، خلافا للكوفيين، لأنها قد عملت فى الأسماء الجرّ،
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 429
(2) سورة طه / 91
(3) سورة البقرة / 214
(4) سورة طه / 91.(1/243)
كقوله تعالى: {حتى مطلع الفجر} [1]
فلو عملت فى الأفعال النصب لزم أن يكون لنا عامل واحد يعمل تارة فى الأسماء وتارة فى الأفعال وهذا لا نظير له فى العربية (2)» اه «كبير» من قوله تعالى: {يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما البقرة / 219 قرأ «حمزة، والكسائى» «كثير» بالثاء المثلثة، والكثرة باعتبار الآثمين من الشاربين، والمقامرين.
وقرأ الباقون «كبير» بالباء الموحدة، أى إثم عظيم، لأنه يقال لعظائم الفواحش كبائر} [3]
المعنى: تضمنت هذه الآية الإجابة عن حكم شرب الخمر، ولعب الميسر، فبينت أن كلا منهما إذا كان فى ظاهره منفعة للناس، إلا أن إثمهما أكبر من نفعهما، وقد حرم الله تعالى شرب الخمر، ولعب الميسر تحريما قاطعا ونهائيا فى قوله تعالى فى سورة المائدة: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [4]
__________
(1) سورة القدر / 5.
(2) انظر شرح القطر لابن هشام ص 6867.
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 429 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 60 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 291والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 91 قال ابن الجزرى: إثم كبير ثلث البا في رفا
(4) مائدة 91(1/244)
* «العفو» من قوله تعالى: {ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون البقرة / 219 قرأ «أبو عمرو» «العفو» برفع الواو، على أن «ما» استفهامية، و «ذا» موصولة، فوقع جوابها مرفوعا، وهو خبر لمبتدإ محذوف، أى الذى ينفقونه «العفو».
وقرأ الباقون بنصب الواو، على أن «ماذا» مفعول مقدم، والتقدير: أى أىّ شىء ينفقونه، فوقع الجواب منصوبا بفعل مقدر أى أنفقوا العفو} [1]
المعنى: تضمن هذا الجزء من الآية الإجابة عن سؤال مضمونه ما الذى ينفقونه، أو أىّ شىء ينفقونه، فأجابهم الله بقوله «العفو» أى أنفقوا العفو وهو ما فضل عن حاجة الإنسان وحاجة من يعولهم.
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 429 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 91 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 292 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 61 وحجة القراءات ص 133واتحاف فضلاء البشر ص 157 قال ابن الجزرى: يقول ارفع ألا العفو حنا(1/245)
سورة البقرة اعلم أن «ذا» تستعمل موصولة، وتكون مثل «ما» فى أنها تستعمل بلفظ واحد: للمذكر، والمؤنث، مفردا كان، أو مثنى، أو مجموعا.
وشرط استعمالها موصولة أمران:
الأول: أن تكون مسبوقة ب «ما» أو «من» الاستفهاميتين، نحو: «من ذا جاءك، وماذا فعلت».
والثانى: إذا لم تلغ فى الكلام. بمعنى: إذا لم تجعل «ما» مع «ذا» أو «من» مع «ذا» كلمة واحدة للاستفهام (1).
وإلى ذلك أشار ابن مالك بقوله:
ومثل ماذا بعد ما استفهام:: أو من إذا لم تلغ فى الكلام
__________
(1) انظر: شرح ابن عقيل على الألفية ج 1ص 152(1/246)
* «يطهرن» من قوله تعالى: {ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله البقرة / 222 قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يطّهّرن» بفتح الطاء والهاء مع التشديد فيهما، على أنه مضارع «تطهر» أى اغتسل، والأصل يتطهرن، فأدغمت التاء فى الطاء، لوجود التجانس بينهما، لأنهما يخرجان من مخرج واحد وهو: طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
وقرأ الباقون «يطهرن» بسكون الطاء، وضم الهاء مخففة، على أنه مضارع «طهر» يقال: طهرت المرأة إذا شفيت من الحيض، واغتسلت} [1].
المعنى: نهى الله تعالى الأزواج عن مباشرة أزواجهم بالجماع أثناء الحيض لما فيه من الضرر الشديد والأذى، ويكون ذلك سببا لكثير من الأمراض التى أثبتها الطب الحديث، كما بين أنه ينبغى على الزوج أن لا يجامع امرأته إلا بعد انقطاع دم الحيض تماما واغتسالها، وهذا ما يستفاد من قوله تعالى: فإذا تطهرن أى اغتسلن بالماء بعد انقطاع الدم فأتوهن من حيث أمركم الله، أى من القبل فقط.
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 430 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 91 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 62 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 293 واتحاف فضلاء البشر ص 157 قال ابن الجزرى: يطهرن يطّهرن فى رخا صفا(1/247)
سورة البقرة يقال: «طهرت المرأة» بضم الهاء «طهرا، وطهارة» ويقال أيضا: «طهرت» بفتح الهاء.
ويقال: «طهّرته» بتشديد الهاء «فطهر» بضم الهاء «وتطهّر» «واطهّر» بتشديد الطاء، والهاء، فهو «طاهر، ومتطهر» والطهارة ضربان:
الأول: طهارة لجسم، قال تعالى: {وإن كنتم جنبا فاطهروا} [1]
والثانى: طهارة النفس، قال تعالى: {والله يحب المطهّرين} [2]
وقال «الزبيدى»: «الطهر» بضم الطاء: نقيض النجاسة «كالطّهارة» بالفتح. «والطهر» أيضا: نقيض الحيض، والمرأة طاهرة من الحيض، وطاهرة من النجاسة.
ويقال: «رجل طاهر، ورجال طاهرون، ونساء طاهرات».
وفى «المحكم»: «طهرت» بتثليث الهاء: انقطع دمها، ورأت الطهر، واغتسلت من الحيض وغيره.
وقال «ثعلب» ت 291هـ (3): «الفتح أرجح فى «طهرت (4)» اه
__________
(1) سورة المائدة / 6
(2) سورة التوبة / 108
(3) هو: أحمد بن يحيى، المعروف بثعلب «أبو العباس» نحوى، لغوى، له عدة مصنفات، منها: المصون فى النحو، واختلاف النحويين، ومعانى القرآن، ومعانى الشعر، وما ينصرف وما لا ينصرف، توفى ببغداد فى جمادى الأولى عام 291هـ: انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 2ص 203
(4) انظر: تاج العروس مادة «طهر» ج 3ص 362(1/248)
* «يخافا» من قوله تعالى: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله البقرة / 229 قرأ «حمزة، وأبو جعفر، ويعقوب» «يخافا» بضم الياء، على البناء للمفعول فحذف الفاعل وناب عنه ضمير الزوجين، و «أن لا يقيما حدود الله» بدل اشتمال من ضمير الزوجين، والتقدير: إلا أن يخافا عدم إقامتهما حدود الله.
وقرأ الباقون «يخافا» عدم إقامتهما حدود الله.
وقرأ الباقون «يخافا» بفتح الياء، على البناء للفاعل، وإسناد الفعل إلى ضمير الزوجين المفهوم من السياق، و «أن لا يقيما حدود الله مفعول به} [1]»
__________
(1) قال ابن الجزرى: ضم يخافا فز ثوى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 430 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 63 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 92 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 294 وحجة القراءات ص 135 واتحاف فضلاء البشر ص 158(1/249)
سورة البقرة «الخوف»: توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، ويضاد الخوف «الأمن».
ويستعمل «الخوف» فى الأمور الدنيوية، والأخروية (1) قال تعالى: {وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا} [2]
والخوف من الله تعالى لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب كاستشعار الخوف من الأسد، بل إنما يراد به: الكفّ عن المعاصى، واختيار الطاعات، ولذلك قيل: لا يعدّ خائفا من لم يكن للذنوب تاركا.
«والخيفة»: «الحالة التى عليها الإنسان من الخوف (3)» قال تعالى: {فأوجس فى نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى} [4].
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «خوف» ص 161
(2) سورة الأنعام / 81
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة / خوف» ص 162
(4) سورة طه / 6867(1/250)
* «لا تضار» من قوله تعالى: {لا تضار والدة بولدها البقرة / 233 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «لا تضارّ» برفع الراء مشددة، على أنه فعل مضارع من «ضارّ» مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، ولا نافية ومعناها النهى للمشاكلة.
وقرأ «أبو جعفر» بخلف عنه بسكون الراء مخففة، على أنه مضارع من «ضار يضير» ولا ناهية والفعل مجزوم بها.
وقرأ الباقون بفتح الراء مشددة، وهو الوجه الثانى لأبى جعفر، على أنه فعل مضارع من «ضارّ» ولا ناهية والفعل مجزوم بها ثم تحركت الراء الأخيرة تخلصا من التقاء الساكنين على غير قياس، لأن الأصل فى التخلص من الساكنين أن يكون للحرف الأول، وكانت فتحة لخفتها} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: تضار حق رفع وسكن خفف الخلف ثدق انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 431 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 94 واتحاف فضلاء البشر ص 158(1/251)
* «آتيتم» من قوله تعالى: {فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف البقرة / 233 ومن قوله تعالى:} {وما آتيتم من ربا ليربوا فى أموال الناس فلا يربوا عند الله الروم / 39 قرأ «ابن كثير» «أتيتم» فى الموضعين بقصر الهمزة، على معنى جئتم وفعلتم.
وقرأ الباقون «آتيتم» بالمد، على معنى أعطيتم} [1]
تنبيه: «آتيتم» من قوله تعالى: وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله
وهو الموضع الثانى فى الروم. الروم / 9 اتفق القراء العشرة على قراءته بالمد، لأن المراد به أعطيتم.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وآتيتم قصره كأول الروم دنا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 432 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 296 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 94 وانحاف فضلاء البشر ص 158(1/252)
* «قدره» معا، من قوله تعالى: {ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره البقرة / 236 قرأ «ابن ذكوان، وحفص، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «قدره» معا بفتح الدال.
وقرأ الباقون بإسكان الدال، والفتح والإسكان لغتان بمعنى واحد، وهو الطاقة، والقدرة} [1]
قال صاحب المفردات: «القدرة»: إذا وصف بها الإنسان، فاسم لهيئة له، بها يتمكن من فعل شىء ما، وإذا وصف الله بها فهى نفى العجز عنه. ومحال أن يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنى، وإن أطلق عليه لفظا، بل حقه أن يقال: قادر على كذا، ومتى قيل: هو قادر، فعلى سبيل معنى التقييد.
ولهذا لا أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه إلّا ويصحّ أن يوصف بالعجز من وجه.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وقدره حرك معا من صحب ثابت انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 432 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 298 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 95 واتحاف فضلاء البشر ص 159(1/253)
سورة البقرة والقدير: هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضى الحكمة لا زائدا عليه، ولا ناقصا عنه، ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا الله تعالى (1).
والقدر: بفتح القاف والدال: وقت الشيء المقدّر له، والمكان المقدّر له قال تعالى: {إلى قدر معلوم} [2]
وتستعار «القدرة، والمقدور» للحال، والسعة فى المال (3) اهـ.
وجاء فى «تاج العروس»: نقل «الأزهرى» محمد بن أحمد أبو منصور ت 370هـ (4) «القدر» بفتح الدال: «القضاء الموفق» اه وفى «المحكم» لابن سيده: «القدر» بفتح الدال: «القضاء، والحكم» وهو ما يقدره الله عز وجل من القضاء، ويحكم به من الأمور اه وقال «الليث»: «القدر» بفتح الدال، وسكونها: «مبلغ الشيء» وبه فسّر قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} [5]
قال: أى ما وصفوه حق صفته اه
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «قدر» ص 394
(2) سورة المرسلات / 22
(3) انظر: المفردات مادة «قدر» ص 396
(4) هو: الليث بن المظفر بن نصر بن سيّار الخراسانى، وقال «الأزهرى»: هو: الليث ابن رافع بن نصر، وقال «ابن المعتز»: كان «الخليل» منقطعا إلى «الليث» الخ أقول يفهم من هذه العبارة أن «الليث» كان من أساتذة «الخليل بن أحمد» انظر:
المزهر للسيوطى ج 1ص 77.
(5) انظر: تاج العروس مادة «قدر» ج 3ص 481(1/254)
سورة البقرة وقال «الأخفش الأوسط» سعيد بن مسعدة ت 215هـ:
«القدر» بفتح الدال، وسكونها: «الطاقة، ومبلغ الشيء (1)».
وبهما أى بفتح الدال، وسكونها قرئ قوله تعالى:
{ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره} [2].
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «قدر» ج 3ص 481
(2) سورة البقرة / 236(1/255)
* «تمسوهن» من قوله تعالى: {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين البقرة / 236.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تماسوهن» بضم التاء، وإثبات الألف بعد الميم مع المد المشبع، من المفاعلة التى تكون بين اثنين، لأن كل واحد من الزوجين يمسّ الآخر أثناء الجماع.
وقرأ الباقون «تمسوهن» بفتح التاء من غير ألف ولا مدّ، على أن «المسّ» من الرجال، ومعناه «الجماع» على القراءتين} [1]
تنبيه: ومثل «تمسوهن» فى حكم القراءات قوله تعالى:
{وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن بالبقرة رقم / 237 وقوله تعالى:} يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن بالأحزاب رقم / 49
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 432 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 47 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 297 وحجة القراءات ص 137 واتحاف فضلاء البشر ص 159 قال ابن الجزرى: كل تمسوهن ضم امدد شفا(1/256)
* «وصية» من قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم البقرة / 240.
قرأ «نافع، وابن كثير، وشعبة، والكسائى، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر» «وصية» برفع التاء، على أنها خبر مبتدأ محذوف، أى أمرهم وصية، أو مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: تلزمهم وصية.
وقرأ الباقون «وصية» بالنصب، على أنها مفعول مطلق، أى يوصون وصية} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: وصية حرم صفا ظلا رفه انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 433 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 68 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 299(1/257)
* «فيضاعفه» من قوله تعالى: {من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة البقرة / 245.
} {من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم
الحديد / 11.
قرأ «نافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «فيضاعفه» بتخفيف العين، وألف قبلها مع رفع الفاء، على الاستئناف، أى فهو يضاعفه.
وقرأ «ابن كثير، وأبو جعفر» «فيضعفه» بتشديد العين، وحذف الألف مع رفع الفاء، على الاستئناف أيضا.
وقرأ «ابن عامر، ويعقوب» «فيضعفه» بتشديد العين، وحذف الألف مع نصب الفاء.
وقرأ «عاصم» «فيضاعفه» بتخفيف العين، وألف قبلها مع نصب الفاء. وتوجيه قراءة النصب أن الفعل منصوب بأن مضمرة بعد الفاء لوقوعها بعد الاستفهام.
ووجه التشديد فى العين أنه مضارع «ضعّف» ووجه التخفيف أنه مضارع «ضاعف} [1]».
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 433.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 70. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 300.
وحجة القراءات ص 138. واتحاف فضلاء البشر ص 159 قال ابن الجزرى: ارفع شفا حرم حلا يضاعفه معا:: وثقله وبابه ثوى كسر دن(1/258)
سورة البقرة * «فيضاعفه» من قوله تعالى: {فيضاعفه له أضعافا كثيرة
البقرة / 245.
ومن قوله تعالى:} {فيضاعفه له وله أجر كريم الحديد / 11 «يضاعف» من قوله تعالى:} {والله يضاعف لمن يشاء البقرة / 261 «يضاعفه» من قوله تعالى:} {إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم» التغابن / 17 «يضاعفها» من قوله تعالى:} {وإن تك حسنة يضاعفها النساء / 40 «يضاعف» وهو فى أربعة مواضع نحو قوله تعالى:} {يضاعف لهم العذاب هود / 20 «مضاعفة» من قوله تعالى:} {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة آل عمران / 130 قرأ «ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» جميع الألفاظ المتقدمة حيثما وقعت فى القرآن الكريم بحذف الألف التى بعد الضاد، وتشديد العين، على أنه مشتق من «ضعّف» مشدد العين، للدلالة على التكثير.
وقرأ الباقون بإثبات الألف، وتخفيف العين، على أنه مشتق من «ضاعف»} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: وثقله وبابه ثوى كس دن انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 433(1/259)
* «ويبصط» من قوله تعالى:
{والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون البقرة / 245.
«بصطة» من قوله تعالى:} {وزادكم فى الخلق بصطة الأعراف / 69 قرأ «دورى أبى عمرو، وهشام، وخلف عن حمزة، ورويس، وخلف العاشر» «يبسط، بسطة» بالسين قولا واحدا وذلك على الأصل، والدليل على أن السين هى الأصل أنه لو كانت الصاد هى الأصل ما جاز أن تردّ إلى السين، لأن الصاد أقوى من السين لأن الصاد مستعلية، ومطبقة، والسين مستفلة، ومنفتحة، ولا يصح أن ينقل الحرف القوى إلى حرف أضعف منه، فإذا لم يجز أن تردّ الصاد إلى السين، وجاز أن تردّ السين إلى الصاد، علم أن السين هى الأصل.
وقرأ «نافع، والبزّى، وشعبة، والكسائى، وأبو جعفر، وروح» «يبصط، بصطة» بالصاد قولا واحدا.
وذلك لمجانسة الصاد للطاء التى بعدها، وذلك باشتراكهما فى صفات:
«الاستعلاء، والإطباق، والإصمات».
وقرأ الباقون وهم: «قنبل، والسوسى، وابن ذكوان، وحفص، وخلاد» بالسين، والصاد فيهما، وذلك جمعا بين اللغتين} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى:
ويبصط سينه فتى حوى لى غت:: وخلف عن قوى زن من يصر كبصطة الخلق انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 433. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 302 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 97، 244واتحاف فضلاء البشر ص 160.(1/260)
قال «الجوهرى» إسماعيل بن حماد الفارابى ت 393هـ:
«بسطه يبسطه بسطا» بالسين، والصاد: «نشره» اه (1).
* «عسيتم» من قوله تعالى: {قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا البقرة / 246 ومن قوله تعالى:} {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم محمد / 22 قرأ «نافع» «عسيتم» فى الموضعين بكسر السين.
وقرأ الباقون بفتح السين والكسر، والفتح لغتان فى «عسى» إذا اتصل بضمير، والفتح هو الأصل للإجماع عليه فى «عسى» إذا لم يتصل بالضمير} [2]
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 5ص 105.
(2) قال ابن الجزرى: عسيتم اكسر سينه معا ألا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 436 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 303 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 97 ة اتحاف فضلاء البشر ص 160(1/261)
سورة البقرة وقد اختلف النحاة فى «عسى» على ثلاثة أقوال:
الأول: ذهب جمهور نحاة البصرة إلى أن «عسى» فعل يدل على الرجاء، فى جميع الأحوال، سواء اتصل به ضمير رفع، أو ضمير نصب، أو لم يتصل به واحد منهما.
وهو يرفع المبتدأ وينصب الخبر (1).
والثانى: ذهب كل من «أبى العباس أحمد بن يحيى ثعلب الكوفى» ت 291هـ.
«وأبى بكر محمد بن السرى، المعروف بابن السراج البصرى» ت 316هـ إلى أن «عسى» حرف يدلّ على الرجاء، فى جميع الأحوال، مثل «لعل» يعمل عمل «إن» ينصب الاسم ويرفع الخبر (2)
والثالث: ذهب «سيبويه» ت 180هـ (3) إلى أنها حرف إن اتصل بها ضمير نصب، مثل قول «صخر بن العود الحضرمى»:
فقلت عساها نار كأس وعلّها:: تشكّى فآتى نحوها فأعودها وفعل فيما عدا ذلك، أى إذا لم يتصل بها ضمير نصب (4)
__________
(1) انظر: هامش شرح ابن عقيل على الألفية ج 1ص 323.
(2) انظر: مغنى اللبيب ص 201
(3) هو: عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه «ومعنى سيبويه بالفارسية رائحة التفاح» «أبو بشر» أديب، نحوى، أخذ النحو، والأدب عن «الخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب البصرى، وأبى الخطاب الأخفش، وعيسى بن عمر» كان حجة ومتوقد الذكاء، من آثاره «كتاب سيبويه فى النحو» توفى عام 180هـ 796م: انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 8ص 10
(4) انظر: مغنى اللبيب ص 201(1/262)
سورة البقرة وقرّر النحويون أن الراجح فى خبر «عسى» أن يكون فعلا مضارعا يكثر اقترانه «بأن» مثل قوله تعالى: {فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده} [1]
ويقل تجريد خبرها من «أن» مثل قول «هدبة بن خشرم العذرى»:
عسى الكرب الذى أمسيت فيه:: يكون وراءه فرج قريب (2).
كما أنه يندر مجيء خبرها اسما، مثل قول الشاعر (3):
أكثرت فى العذل ملحّا دائما:: لا تكثرن إنى عسيت صائما (4)
__________
(1) سورة المائدة / 52.
(2) انظر: شرح ابن عقيل على الألفية ج 1ص 327
(3) قال المرحوم فضيلة الشيخ «محمد محيى الدين»: قال «أبو حيان»: هذا البيت مجهول، لم ينسبه الشراح إلى أحد اهـ.
ثم يقول: وقيل: إنه «لرؤبة بن العجاج» وقد بحثت ديوان أراجيز «رؤبة» فلم أجده فى أصل الديوان، وهو مما وجدته فى أبيات جعلها ناشره ذيلا لهذا الديوان مما وجده فى بعض كتب الأدب منسوبا إليه، وذلك لا يدل على صحة نسبتها إليه.
(4) قال ابن مالك عن «عسى»:
ككان كاد وعسى لكن ندر:: غير مضارع لهذين خبر وكونه بدون أن بعد عسى:: نزر وكاد الأمر فيه عكسا(1/263)
«بسطة» من قوله تعالى: {قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم البقرة / 247 قرأ «قنبل» «بسطة» بالسين، وبالصاد، وهما لغتان.
وقرأ الباقون بالسين قولا واحدا، موافقة لرسم المصحف} [1]
جاء فى المفردات: «بسط الشيء نشره، وتوسعه، ويقال: بسط الثوب: نشره، ومنه البساط، وذلك اسم لكل مبسوط.
قال الله تعالى: {والله جعل لكم الأرض بساطا} [2]
واستعار قوم «البسط» لكل شىء لا يتصور فيه «تركيب وتأليف ونظم» (3)
قال الله تعالى: وزاده بسطة فى العلم والجسم
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويبصط سينه فتى حوى إلى قوله:: وخلف العلم زر انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 436 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 98 واتحاف فضلاء البشر ص 160
(2) سورة نوح / 19
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «بسط» ص 46(1/264)
«غرفة» من قوله تعالى: {إلا من اغترف غرفة بيده القرة / 249 قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «غرفة» بضم الغين، اسم للماء المغترف، والمعنى: إلا من اغترف ماء على قدر ملء اليد.
وقرأ الباقون «غرفة» بفتح الغين، على أنها اسم للمرة} [1].
جاء فى المفردات: «الغرف» بفتح الغين وسكون الراء: رفع الشيء وتناوله، يقال: غرفت الماء، والمرق.
«والغرفة» أيضا: علية من البناء بضم عين «علية» قال تعالى: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} [2]
وسمى منازل الجنة غرفا، قال تعالى: {لنبوئنهم من الجنة غرفا} [3]
«والغرفة» بفتح الغين وسكون الراء: للمرّة.
«والمغرفة»: لما يتناول به (4).
وجاء فى «تاج العروس»: غرف الماء بيده «يغرفه» بكسر الراء، «ويغرفه» بضم الراء «غرفا»: أخذه بيده، كاغترفه، واغترف منه.
«والغرفة» بفتح الغين: للمرة الواحدة منه
__________
(1) قال ابن الجزرى: غرفة اضمم ظل كنز.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 436.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 303وحجة القراءات ص 140.
(2) سورة الفرقان / 75.
(3) سورة العنكبوت / 58
(4) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «غرف» ص 360(1/265)
«والغرفة» بكسر الغين: هيئة الغرف (1).
* «دفع» (7) من قوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض البقرة / 251 ومن قوله تعالى:} {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع الحج / 40 قرأ «نافع، وأبو جعفر، ويعقوب» «دفاع» بكسر الدال، وفتح الفاء، وألف بعدها، على أنها مصدر «دافع» نحو: «قاتل قتالا»} [1]
وقرأ الباقون «دفع» بفتح الدال، وإسكان الفاء من غير ألف، على أنها مصدر «دفع يدفع» (2) نحو: «فتح يفتح» (3)
جاء فى «المفردات»: «الدفع» إذا عدّى بإلى اقتضى معنى «الإنالة» نحو قوله تعالى: {فادفعوا إليهم أموالهم} [4].
وإذا عدّى بعن اقتضى معنى «الحماية» نحو قوله تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [5] اه (6)
__________
(1) انظر تاج العروس مادة «غرف» ج 6ص 209.
(2) قال ابن مالك: لفاعل الفعال
(3) قال ابن مالك: فعل قياس مصدر المعدّى:: من ذى ثلاثة كردّ ردّا
(4) قال ابن الجزرى: وكلا دفع دفاع واكسر إذ ثوى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 436 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 304 وحجة القراءات ص 140. واتحاف فضلاء البشر ص 161
(5) سورة النساء / 6.
(6) سورة الحج / 38
(7) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «دفع» ص 170(1/266)
«حذف وإثبات ألف «أنا» الواقع بعدها همزة قطع حالة الوصل»
* «أنا» إما أن يقع قبل همزة قطع مضمومة نحو قوله تعالى:
{قال أنا أحيى وأميت البقرة / 258 أو همزة قطع مفتوحة نحو قوله تعالى:} {وأنا أول المؤمنين
الأعراف / 143 أو همزة قطع مكسورة نحو قوله تعالى:} {إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون الأعراف / 188 وقد اختلف القراء العشرة فى حذف، وإثبات ألف «أنا» التى بعدها همزة قطع حالة الوصل، أى وصل «أنا» بما بعدها:
فقرأ «نافع، وأبو جعفر» بإثبات ألف «أنا» وصلا إذا وقع بعدها همزة قطع مضمومة، أو مفتوحة، فى جميع القرآن الكريم، وحينئذ يصبح المدّ عندهما من قبيل المد المنفصل فكل يمد حسب مذهبه.
وقرأ «قالون» بخلف عنه بإثبات ألف «أنا» وصلا إذا وقع بعدها همزة قطع مكسورة فى جميع القرآن، وحينئذ يصبح المدّ عنده من قبيل المدّ المنفصل فيمدّ حسب مذهبه.
وقرأ الباقون بحذف ألف «أنا» وصلا سواء وقع بعدها همزة قطع مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة فى جميع القرآن الكريم.
تنبيه: اتفق القراء العشرة على إثبات ألف «أنا» حالة الوقف عليها
سورة البقرة وذلك موافقة لرسم المصحف} [1]
وإثبات الألف، وحذفها، لغتان صحيحتان:(1/267)
تنبيه: اتفق القراء العشرة على إثبات ألف «أنا» حالة الوقف عليها
سورة البقرة وذلك موافقة لرسم المصحف (1)
وإثبات الألف، وحذفها، لغتان صحيحتان:
فوجه الإثبات أن الاسم هو «أنا» بكماله، وهذا مذهب الكوفيين.
ووجه الحذف التخفيف، ولأن الفتحة تدل على الألف المحذوفة.
وقيل: وجه الحذف أن الاسم مكون من حرفين: «الهمزة، والنون» والألف جيء بها وقفا لبيان حركة النون، لأن الاسم لما قلت حروفه جيء بالألف وقفا لتبقى حركة النون على حالها، ولا حاجة إلى الألف وصلا لأن النون فيه متحركة، وهذا مذهب البصريين.
تنبيه: إذا لم يقع بعد لفظ «أنا» همزة قطع نحو قوله تعالى:
قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى يوسف / 108 فقد اتفق القراء العشرة على حذف الألف وصلا للتخفيف، وإثباتها وقفا، مراعاة لخط المصحف.
__________
(1) قال ابن الجزرى: امددا أنا بضم الهمز أو فتح مدا:: والكسر بن خلفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 437 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 307306.
واتحاف فضلاء البشر ص 162161.(1/268)
* «يتسنه» من قوله تعالى: {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه
البقرة / 259.
قرأ «حمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «يتسنّ» بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا، على أن الهاء للسكت، وهاء السكت من خواص الوقف.
ومعنى «لم يتسنه»: لم يتغير مع مرور الزمان.
وقرأ الباقون «يتسنه» بإثبات الهاء وصلا ووقفا وهى للسكت أيضا، وذلك إجراء للوصل مجرى الوقف} [1].
ومعنى «لم يتسنه»: لم يتغير مع مرور السنين عليه (2).
«ويتسنه» مأخوذ من «السنه» يقال: سانهت النخلة: إذا حملت عاما (3)
__________
(1) قال ابن الجزرى: اقتده شفا ظبا ويتسن عنهم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 428 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 307 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 101 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 77 واتحاف فضلاء البشر ص 162
(2) انظر: الهادى إلى تفسير غريب القرآن ص 43.
(3) انظر: العمدة فى غريب القرآن «الهامش» ص 93(1/269)
سورة البقرة جاء فى «المفردات»: «السنة» فى أصلها طريقان:
أحدهما: أنّ أصلها «سنهة» لقولهم: سانهت فلانا: أى عاملته سنة فسنة، وقولهم: «سنيهة» وقيل: أصله من الواو لقولهم: «سنوات» (1)
وجاء فى «تاج العروس»: «السنة» العام كما فى «المحكم».
وقال «السهيلى» ت 583هـ (2):
«السنة أطول من العام، والعام يطلق على الشهور العربية بخلاف السنة» اه (3)
«والسنة» تجمع على «سنون» بكسر السين.
وقال «الجوهرى» ت 393هـ:
«وبعضهم يقول: «سنون» بضم السين» اه (4)
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «سنه» ص 245
(2) هو: أحمد بن محمد السهيلى «الخوارزمى» أديب، من آثاره: الروضة السهيلة فى الأوصاف والتشبيهات، توفى بسرّ من رأى عام 418هـ الموافق 1027م:
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 2ص 109
(3) انظر: تاج العروس مادة «سنه» ج 9ص 392
(4) انظر: تاج العروس مادة «سنه» ج 9ص 392(1/270)
* «ننشزها» من قوله تعالى: {وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما البقرة / 259.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «ننشرها» بالراء المهملة، من النشور وهو: «الإحياء» والمعنى: وانظر إلى عظام حمارك التى قد ابيضت من مرور الزمان عليها كيف نحييها.
وقرأ الباقون «ننشزها» بالزاى المعجمة، من «النشز» وهو الارتفاع، يقال لما ارتفع من الأرض «نشز» ومنه المرأة النشوز، وهى المرتفعة عن موافقة زوجها.
والمعنى: وانظر إلى العظام كيف نرفع بعضها على بعض فى التركيب للإحياء} [1].
جاء فى «أساس البلاغة»: «نشر الثوب، والكتاب».
ومن المجاز: «نشر الله الموتى نشرا وأنشرهم (2)».
__________
(1) قال ابن الجزرى: ورا فى ننشز سما انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 438.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 310.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 101.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 77واتحاف فضلاء البشر ص 162.
(2) انظر: أساس البلاغة مادة «نشر» ج 2ص 242.(1/271)
سورة البقرة وجاء فى «المفردات»: «نشر الثوب، والصحيفة، والسحاب، والنعمة، والحديث»: «بسطها»، قال تعالى: {وإذا الصحف نشرت} [1]
وقيل: «نشر الله الميت وأنشره» (2) قال تعالى: {ثم إذا شاء أنشره} [3]
وجاء فى «تاج العروس»: «النشر»: «الريح الطيبة».
وقال «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224هـ (4):
«النشر»: «الريح مطلقا من غير أن يقيد بطيب، أو نتن» اهـ ومن المجاز: «النشر»: إحياء الميت، كالنشور، والانتشار.
وقد نشر الله الميت ينشره نشرا ونشورا، وأنشره: أحياه.
وفى الكتاب العزيز {وانظر إلى العظام كيف ننشرها} [5]
قرأها «ابن عباس» ت 68هـ رضى الله عنهما «ننشرها» بالراء، قال «الفراء» ت 207هـ: «من قرأ «كيف ننشرها» بالراء، فإنشارها: إحياؤها» اهـ.
«والنشر»: «الحياة»، وقال «الزجاج» ت 311هـ «نشرهم الله بعثهم» اهـ (6)
__________
(1) سورة التكوير / 10
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «نشر» ص 492.
(3) سورة عبس / 22
(4) هو: القاسم بن سلام «أبو عبيد» محدّث، حافظ، فقيه، مقرئ، عالم بعلوم القرآن، لغوى، ولد «بهراة» وأخذ عن «أبى زيد الأنصارى» و «أبى عبيدة معمر بن المثنى» و «الأصمعى، وأبى محمد اليزيدى، وغيرهم من البصريين» وروى الناس من كتبه المصنفة نيفا وعشرين كتابا: فى القرآن، والفقه، واللغة، والحديث، توفى بمكة عام 224هـ الموافق 839م انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 8ص 101
(5) سورة البقرة / 259
(6) انظر: تاج العروس مادة «نشر» ج 3ص 565(1/272)
سورة البقرة وجاء فى «المفردات»: «النشز»: المرتفع من الأرض، ويعبر عن الإحياء بالنشز، والإنشاز، لكونه ارتفاعا (1)
قال تعالى: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} [2]
وجاء فى «تاج العروس»: «ومن المجاز: «نشزت المرأة بزوجها، وعلى زوجها، تنشز نشوزا، وهى ناشز»: استعصت على زوجها وارتفعت عليه، وأبغضته، وخرجت عن طاعته.
واشتقاقه من النشز وهو ما ارتفع من الأرض.
«ونشز بعلها عليها، ينشز نشوزا»: «ضربها، وجفاها، وأضرّ بها» قال الله تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا} [3]
«وأنشز عظام الميت إنشازا»: رفعها إلى مواضعها، وركب بعضها على بعض» وبه فسّر قوله تعالى: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما} [4]
قال «الفراء» ت 227هـ (5): «قرأ «زيد بن ثابت» ت 45هـ رضى الله عنه «ننشزها» بالزاى، والكوفيون بالراء» اهـ (6)
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «نشز» ص 493
(2) سورة البقرة / 259
(3) سورة النساء / 128
(4) سورة البقرة / 259
(5) هو: يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور، المعروف بالفراء الديلمى «أبو زكريا»، أديب، نحوى، لغوى، مشارك فى الطب، والفقه، وأيام العرب وأشعارها، ولد بالكوفة، وانتقل إلى بغداد، وصاحب الكسائى، وأدّب ابني المأمون العباسى، وصنف للمأمون كتاب «الحدود فى النحو» له عدة مصنفات منها: المصادر فى القرآن، الوقف والابتداء، المقصور والممدود، توفى فى طريق مكة عام 207هـ الموافق 822م: انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 13ص 198
(6) انظر: تاج العروس مادة «نشز» ج 4ص 86.(1/273)
* «أعلم» من قوله تعالى: {فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير البقرة / 259 قرأ «حمزة، والكسائى» «اعلم» بوصل الهمزة مع سكون الميم حالة وصل «قال باعلم» وإذا ابتدءا باعلم كسرا همزة الوصل، وذلك على الأصل، وفاعل «قال» ضمير يعود على الله تعالى، واعلم فعل أمر.
وقرأ الباقون «أعلم» بهمزة قطع مفتوحة وصلا، وابتداء، مع رفع الميم، وهو فعل مضارع واقع مقول القول، وفاعل «قال» ضمير يعود على «عزير»} [1]
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 438 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 78 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 312 وحجة القراءات ص 144 واتحاف فضلاء البشر ص 162 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 101 قال ابن الجزرى: ووصل اعلم بجزم فى رزوا(1/274)
* «فصرهن» من قوله تعالى: {قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك البقرة / 260.
قرأ «حمزة، وأبو جعفر، ورويس، وخلف العاشر» «فصرهنّ» بكسر الصاد.
وقرأ الباقون بضم الصاد} [1].
وجه الكسر فى الصاد أنه من «صار يصير» يقال صرت الشيء أملته، وصرته قطعته.
ووجه الضم أنه من «صار يصور» على معنى أملهن، أو قطعهن، فإذا جعلته بمعنى أملهن: كان التقدير: أملهن إليك فقطعهن، وإذا جعلته بمعنى قطعهن، كان التقدير: فخذ أربعة من الطير إليك فقطعهن إذا فكل من الكسر والضم فى الصاد لغة بمعنى الميل والتقطيع.
وقيل: الكسر بمعنى: «قطعهن، والضم بمعنى: أملهن وضمهنّ» (2)
__________
(1) قال ابن الجزرى: فصرهن كسر الضم غث فتى ثما انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 438 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 80 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 102. وحجة القراءات ص 145 واتحاف فضلاء البشر ص 163.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 313.(1/275)
سورة البقرة جاء فى «المفردات»: «الصّير» بتشديد الصاد، وسكون الياء: «الشقّ» وهو المصدر، ومنه قرئ «فصرهنّ».
«وصار إلى كذا»: انتهى إليه، ومنه «صير الباب» لمصيره الذى ينتهى إليه فى تنقله وتحركه قال تعالى: {وإليه المصير} [1]
وصار عبارة عن التنقل من حال إلى حال اهـ (2)
__________
(1) سورة البقرة / 18
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «صير» ص 290(1/276)
* «جزءا» المنون المنصوب من قوله تعالى: {ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا البقرة / 260 ومن قوله تعالى:} {وجعلوا له من عباده جزءا الزخرف / 15 «جزء» المنون المرفوع من قوله تعالى:} {لكل باب منهم جزء مقسوم
الحجر / 44.
قرأ «شعبة» «جزءا» المنصوب، و «جزء» المرفوع بضم الزاى، وذلك لمجانسة ضم الجيم، وهو لغة «الحجازيين»} [1].
وقرأ «أبو جعفر» «جزءا» المنصوب بتشديد الزاى، وذلك بعد إبدال الهمزة زاء وإدغام الزاى فى الزاى (2)
وقرأ «جزء» المرفوع بإسكان الزاى، وذلك على الأصل، وهو لغة: «تميم وأسد».
وقرأ الباقون «جزءا» المنصوب، و «جزء» المرفوع بإسكان الزاى (3).
قال «الراغب»: «جزء الشيء ما يتقوم به جملته، كأجزاء السفينة، وأجزاء البيت، قال تعالى: {لكل باب منهم جزء مقسوم أى نصيب وذلك جزء من الشيء» اهـ} [4].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وجزءا صف
(2) قال ابن الجزرى: جزا ثنا
(3) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 406 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 102واتحاف فضلاء البشر ص 141
(4) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 93(1/277)
سورة البقرة وجاء فى «تاج العروس»: «الجزء» بالضم فى الجيم: «البعض» ويفتح، ويطلق على «القسم» لغة، واصطلاحا، والجمع «أجزاء».
«وجزأه» بتخفيف الزاى «كجعله»: قسمه أجزاء، «كجزّأه» بتشديد الزاى «تجزئة» وهو فى المال بالتشديد لا غير اهـ (1)
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «جزء» ج 1ص 51(1/278)
* «ربوة» من قوله تعالى: {كمثل جنة بربوة البقرة / 265 ومن قوله تعالى:} {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين المؤمنون / 50 قرأ «ابن عامر، وعاصم» «ربوة» فى الموضعين بفتح الراء.
وقرأ الباقون «ربوة» بضم الراء} [1].
وهما لغتان، والربوة: المكان المرتفع من الأرض.
جاء فى «المفردات» «ربوة» بفتح الراء، وكسرها، وضمها «ورباوة» بفتح الراء، وكسرها فقط، قال تعالى: {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين.
قال «أبو الحسن»} [2]: «الربوة» بفتح الراء أجود، لقولهم: «ربى» بضم الراء اهـ وسميت «الربوة» «رابية» كأنها ربت بنفسها فى مكان.
ومنه «ربا»: إذا زاد وعلا (3) قال تعالى: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} [4]
__________
(1) قال ابن الجزرى: ربوة الضم معا شفا سما انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 439 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 313 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 104. واتحاف فضلاء البشر ص 163
(2) لقد بحثت عن ترجمته فلم اهتد إليه ولعله: «أبو الحسن على بن محمد الاشبيلى» شارح الجمل للزجاج
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «ربو» ص 187186.
(4) سورة فصلت / 39.(1/279)
* «أكلها» حيثما وقع فى القرآن الكريم نحو قوله تعالى: {فآتت أكلها ضعفين البقرة / 265 «الأكل» من قوله تعالى:} {ونفضل بعضها على بعض فى الأكل
الرعد / 4 «أكل» من قوله تعالى:} {وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط
سبأ / 16.
«أكله» من قوله تعالى:} {والنخل والزرع مختلفا أكله الأنعام / 141 قرأ «نافع، وابن كثير» جميع الألفاظ المتقدمة «أكلها، الأكل، أكل، أكله» حيثما وقعت فى القرآن الكريم بإسكان الكاف.
وقرأ «أبو عمرو» بإسكان الكاف فى «أكلها» حيثما وقع فى القرآن، وبضم الكاف فى بقية الألفاظ وهى: «الأكل، أكل، أكله» وقرأ الباقون بضم الكاف فى جميع الألفاظ حيثما وقعت} [1]
والإسكان، والضم، لغتان فى كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم:
والإسكان هو الأصل، وهو لغة «تميم وأسد» والضم لمجانسة ضم الحرف الأول وهو لغة «الحجازيين».
ومن أسكن فى البعض، وضم فى البعض الآخر جمع بين اللغتين.
__________
(1) قال ابن الجزرى: والأكل أكل إذ دنا:: وأكلها شغل أتى حبر انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 406. واتحاف فضلاء البشر ص 141.(1/280)
سورة البقرة «الأكل»: كل ما اجتنى (1)
وجاء فى «المفردات»: «الأكل» بضم الهمزة، والكاف: اسم لما يؤكل، قال تعالى: {وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط} [2].
ويعبر به، أى «بالأكل» عن النصيب، فيقال: فلان ذو أكل من الدنيا، وفلان استوفى أكله: كناية عن انقضاء الأجل (3).
وجاء فى «تاج العروس»: قال «ابن الكمال» ت 702هـ (4):
«الأكل» بفتح الهمزة، وسكون الكاف: إيصال ما يمضغ إلى الجوف ممضوغا أولا، فليس اللبن، والسويق مأكولا قلت وقول الشاعر:
من الآكلين الماء ظلما فما أرى:: ينالون خيرا بعد أكلهم الماء فإنما يريد قوما كانوا يبيعون الماء فيشترون بثمنه ما يأكلونه فاكتفى بذكر الماء الذى هو سبب المأكول عن ذكر المأكول (5) اهـ
__________
(1) انظر: العمدة فى غريب القرآن ص 246
(2) سورة سبأ / 16
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «أكل» ص 20
(4) هو: أحمد بن داود بن موسى اللخمى، يعرف بابن الكمال «أبو عبد الله» مقرئ، محدث، فقيه، ذو حظ من اللغة، والعربية، والآداب، ولد سنة 640هـ ورحل إلى «العدو» وتجول فى بلاد الأندلس، من مصنفاته: الممتع فى تهذيب المقنع، توفى عام 702هـ الموافق 1312م:
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 8ص 359
(5) انظر تاج العروس مادة «أكل» ج 7ص 209(1/281)
سورة البقرة قال «المناوى»: وفى كلام «الرمّانى» ت 384هـ (1):
ما يخالف كلام «ابن الكمال» حيث قال: «الأكل حقيقة: بلع الطعام بعد مضغه، قال: فبلع «الحصاة» ليس بأكل حقيقة» اهـ.
«والأكلة» بفتح الهمزة: المرة الواحدة، وبضم الهمزة «اللقمة» تقول:
أكلت أكلة واحدة، أى لقمة (2).
__________
(1) هو: على بن عيسى بن على بن عبد الله الرمانى، ويعرف بالاخشيدى، وبالورّاق، واشتهر بالرمانى «أبو الحسن» أديب، نحوى، لغوى، متكلم، فقيه، أصولى، مفسر، فلكى، منطقى، أصله من «سرّ من رأى»، أخذ عن «ابن السراج، وابن دريد، والزجاج» له عدّة مصنفات بلغت نحو المائدة، منها: الجامع الكبير فى التفسير، المبتدأ فى النحو، ومعانى الحروف، والاشتقاق، وشرح الصفات، توفى عام 384هـ الموافق 994م: انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 7ص 162.
(2) انظر: تاج العروس مادة «أكله» ج 7ص 209.(1/282)
تشديد التاءات
قرأ «البزّى» وصلا بخلف عنه بتشديد التاء فيما أصله تاءان، وحذفت واحدة من الخط، وذلك فى إحدى وثلاثين تاء، وهنّ:
1 {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون البقرة / 267 2 «ولا تفرقوا» من قوله تعالى:} {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
آل عمران / 103 3} {إن الذين توفاهم الملئكة ظالمى أنفسهم النساء / 97 4} {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان المائدة / 2 5 «فتفرق» من قوله تعالى:} {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
الأنعام / 153.
6} {فإذا هى تلقف ما يأفكون الأعراف / 117 7} {ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون الأنفال / 20 8} {ولا تنازعوا فتفشلوا الأنفال / 46 9} {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين التوبة / 52 10} {وإن تولوا فإنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير هود / 3 11} {فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم هود / 57 12} {لا تكلم نفس إلا بإذنه هود / 105 13} {ما تنزل الملئكة إلا بالحق الحجر / 8 14} {وألق ما فى يمينك تلقف ما صنعوا طه / 69 15} {إذ تلقونه بألسنتكم النور / 15 16} {فإن تولوا فإنما عليه ما حمل النور / 54 17} {فإذا هى تلقف ما يأفكون الشعراء / 45 18} {على من هى تنزل الشياطين الشعراء / 221 19} {الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم الشعراء / 222 20} {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى الأحزاب / 33 21} {ولا أن تبدّل بهن من أزواج الأحزاب / 52 22} {ما لكم لا تناصرون الصافات / 25
سورة البقرة 23} {ولا تنابزوا بالألقاب الحجرات / 11 24} {ولا تجسسوا الحجرات / 12 25 «لتعارفوا» من قوله تعالى:} {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا الحجرات / 13 26} {أن تولوهم الممتحنة / 9 27} {تكاد تميز من الغيظ الملك / 8 28} لما تخيرون القلم / 38.(1/283)
6 {فإذا هى تلقف ما يأفكون الأعراف / 117 7} {ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون الأنفال / 20 8} {ولا تنازعوا فتفشلوا الأنفال / 46 9} {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين التوبة / 52 10} {وإن تولوا فإنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير هود / 3 11} {فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم هود / 57 12} {لا تكلم نفس إلا بإذنه هود / 105 13} {ما تنزل الملئكة إلا بالحق الحجر / 8 14} {وألق ما فى يمينك تلقف ما صنعوا طه / 69 15} {إذ تلقونه بألسنتكم النور / 15 16} {فإن تولوا فإنما عليه ما حمل النور / 54 17} {فإذا هى تلقف ما يأفكون الشعراء / 45 18} {على من هى تنزل الشياطين الشعراء / 221 19} {الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم الشعراء / 222 20} {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى الأحزاب / 33 21} {ولا أن تبدّل بهن من أزواج الأحزاب / 52 22} {ما لكم لا تناصرون الصافات / 25
سورة البقرة 23} {ولا تنابزوا بالألقاب الحجرات / 11 24} {ولا تجسسوا الحجرات / 12 25 «لتعارفوا» من قوله تعالى:} {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا الحجرات / 13 26} {أن تولوهم الممتحنة / 9 27} {تكاد تميز من الغيظ الملك / 8 28} {لما تخيرون القلم / 38.
29} {عنه تلهى عبس / 10 30} {نارا تلظى الليل / 14 31} {خير من ألف شهر تنزل الملئكة القدر / 4 قرأ «البزى» بخلف عنه بتشديد التاء فى هذه المواضع كلها حالة الوصل، أى وصل ما قبل التاء بها، وذلك على إدغام إحدى التاءين فى الأخرى.
واعلم أن هذا الإدغام على ثلاثة أحوال:
الأولى: يكون قبل التاء المدغمة متحرك من كلمة نحو:} {فتفرق بكم
الأنعام / 153.
ومن كلمتين نحو:} {إن الذين توفاهم الملئكة النساء / 97 فهذه لا كلام فيها.
والثانية: يكون قبل التاء المدغمة حرف مدّ، سواء كان ألفا نحو:
} {ولا تيمموا البقرة / 267.
أو كان حرف مدّ ناشئا عن الصلة نحو:} {عنه تلهى عبس / 10.
وفى هذه الحالة يكون لحرف المدّ الإثبات لفظا مع مدّه مدّا مشبعا للساكن الذى بعده.
والثالثة: يكون قبل التاء المدغمة ساكن غير حرف المدّ، سواء كان ساكنا صحيحا نحو:} {إذ تلقونه النور / 15 أو تنوينا نحو:} خير من ألف شهر تنزل الملئكة القدر / 4 وفى هذه الحالة يجمع بين الساكنين، إذ الجمع بينهما فى ذلك جائز لصحة الرواية، ولا يلتفت لمن قال بعدم جواز الجمع بين الساكنين. وإذا ابتدأ البزّى بالتاء المدغمة ابتدأ بتاء واحدة مخففة، وذلك موافقة للرسم، ولعدم جواز الابتداء بالساكن.
سورة البقرة والوجه الثانى للبزّي يكون بتاء واحدة مخففة، وذلك على حذف إحدى التاءين تخفيفا.(1/284)
والثالثة: يكون قبل التاء المدغمة ساكن غير حرف المدّ، سواء كان ساكنا صحيحا نحو: {إذ تلقونه النور / 15 أو تنوينا نحو:} {خير من ألف شهر تنزل الملئكة القدر / 4 وفى هذه الحالة يجمع بين الساكنين، إذ الجمع بينهما فى ذلك جائز لصحة الرواية، ولا يلتفت لمن قال بعدم جواز الجمع بين الساكنين. وإذا ابتدأ البزّى بالتاء المدغمة ابتدأ بتاء واحدة مخففة، وذلك موافقة للرسم، ولعدم جواز الابتداء بالساكن.
سورة البقرة والوجه الثانى للبزّي يكون بتاء واحدة مخففة، وذلك على حذف إحدى التاءين تخفيفا.
وقرأ «أبو جعفر» بتشديد التاء قولا واحدا وصلا فى} {لا تناصرون
الصافات / 25.
وقرأ ما عدا ذلك بتاء واحدة مخففة.
وقرأ «رويس» بتشديد التاء قولا واحدا وصلا فى} {نارا تلظى بالليل / 14 وقرأ ما عدا ذلك بتاء واحدة مخففة.
وقرأ الباقون الجميع بتاء واحدة مخففة} [1].
تنبيه: قال ابن الجزرى فى النشر: «وقد روى الحافظ «أبو عمرو الدانى» فى كتابه جامع البيان فقال: حدثنى «أبو الفرج» محمد بن عبد الله النجاد المقرئ، عن «أبى الفتح» أحمد بن عبد العزيز بن بدهن، عن «أبى بكر الزينبى» عن «أبى ربيعة» عن «البزّى» عن أصحابه عن «ابن كثير» أنه
__________
(1) قال ابن الجزرى: فى الوصل تا تيمموا اشدد تلقف:: تله لا تنازعوا تعارفوا تفرقوا تعاونوا تنابزوا:: وهل تربصون مع تميزوا تبرّج إذ تلقّوا التجسّسا:: وفتّفرّق توفّى فى النساء تنزل الأربع أن تبدلا:: تخيرون مع تولوا بعد لا مع هود والنور والامتحان لا:: تكلم البزى تلظى هب غلا تناصروا ثف هد وفى الكل اختلف:: عنه وبعد كنتم ظللتم وصف وللسكون الصلة امدد والألف انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 439فما بعدها(1/285)
شدد التاء فى قوله تعالى فى آل عمران: {ولقد كنتم تمنون الموت
رقم / 143وفى الواقعة:} {فظلتم تفكّهون رقم / 65 قال الدانى: وذلك قياس قول «أبى ربيعة» لأنه جعل التشديد فى الباب مطّردا، ولم يحصره بعدد، وكذلك فعل «البزّى» فى كتابه» اهـ (2).
* «يؤت» من قوله تعالى:} {ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا
البقرة / 268.
قرأ «يعقوب» «يؤت» بكسر التاء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير يعود على الله تعالى المتقدم فى قوله:} {والله واسع عليم / 267 و «من» مفعول أول، و «الحكمة» مفعول ثان، والتقدير: يؤت الله من يشاء الحكمة، وإذا وقف على «يؤت» أثبت الياء، كما قال «ابن الجزرى» بالياء قف.
وقرأ الباقون «يؤت» بفتح التاء على البناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على «من» و «الحكمة» مفعول، ويقفون عليها بالتاء الساكنة} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: من يؤت كسر التا ظبى بالياء قف انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 443 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 83، واتحاف فضلاء البشر ص 164(1/286)
* «نعمّا» من قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعمّا هى
البقرة / 271 ومن قوله تعالى:} {إن الله نعمّا يعظكم به النساء / 58 قرأ «ابن عامر، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «نعمّا» فى لموضعين بفتح النون وكسر العين على الأصل، لأن الأصل «نعم» مثل: «شهد».
وقرأ «ورش، وابن كثير، وحفص، ويعقوب» «نعمّا» بكسر النون، والعين، فكسر العين على الأصل، وكسر النون اتباعا لكسرة العين، لأن العين حرف حلقى يجوز أن يتبعه ما قبله فى الحركة مثل:
«شهد وشهد» «ولعب ولعب» بفتح الفاء وكسرها، وهى لغة «هذيل».
وقرأ «أبو جعفر» «نعمّا» بكسر النون، وإسكان العين، والأصل «نعم» بفتح النون، وكسر العين، فكسرة النون اتباعا لكسرة العين، ثم سكنت الميم تخفيفا، وجاز الجمع بين ساكنين لأن الساكن الثانى مدغم.
وقرأ «قالون، وأبو عمرو، وشعبة» بوجهين:
الأول: كسر النون، واختلاس كسرة العين للتخفيف، وفرارا من الجمع بين ساكنين.
سورة البقرة والثانى: كسر النون، وإسكان العين كقراءة «أبى جعفر»} [1]
ونعم فعل ماض جامد، وفاعل «نعم» مضمر، و «ما» بمعنى «شيئا» فى موضع نصب على التفسير وهى المخصوص بالمدح، أى نعم الشيء شيئا و «هى» خبر مبتدأ محذوف، كأن قائلا قال: «ما الشيء الممدوح» فقيل: هى، أى الممدوحة الصدقة.(1/287)
الأول: كسر النون، واختلاس كسرة العين للتخفيف، وفرارا من الجمع بين ساكنين.
سورة البقرة والثانى: كسر النون، وإسكان العين كقراءة «أبى جعفر» (1)
ونعم فعل ماض جامد، وفاعل «نعم» مضمر، و «ما» بمعنى «شيئا» فى موضع نصب على التفسير وهى المخصوص بالمدح، أى نعم الشيء شيئا و «هى» خبر مبتدأ محذوف، كأن قائلا قال: «ما الشيء الممدوح» فقيل: هى، أى الممدوحة الصدقة.
ويجوز أن يكون «هى» مبتدأ مؤخرا، ونعم وفاعلها الخبر، أى الصدقة نعم الشيء، واستغنى عن ضمير يعود على المبتدإ، لاشتمال الجنس على المبتدإ (2).
قال «ابن يعيش»: يعيش بن على بن يعيش ت 643هـ (3):
اعلم أن «نعم، وبئس» فعلان ماضيان، فنعم للمدح العام، وبئس للذّمّ العام، والذى على يدل أنهما فعلان أنك تضمر فيهما،
__________
(1) قال ابن الجزرى: معا نعما افتح كما شفا وفى:: إخفاء كسر العين حزبها صفى وعن أبى جعفر معهم سكنا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 443 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 316 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 106، 162
(2) انظر: إعراب القرآن للعكبرى ج 1ص 115.
ومشكل إعراب القرآن لمكى بن أبى طالب ج 1ص 114
(3) هو: يعيش بن على بن يعيش، من كبار النحاة، ولد ومات بحلب، من مصنفاته:
شرح المفصل «للزمخشرى» وشرح «التصريف لابن جنى» ت 643هـ انظر: هامش مغنى اللبيب ص 447.(1/288)
سورة البقرة وذلك إذا قلت: «نعم رجلا زيد»، «ونعم غلاما غلامك» لا تضمر إلا فى الفعل، وربما برز ذلك الضمير واتصل بالفعل على حدّ اتصاله بالأفعال قالوا: «نعما رجلين، ونعموا رجالا» كما تقول: «ضربا وضربوا» حكى ذلك «الكسائى» ت 180هـ (1) عن العرب.
ومن ذلك أنه تلحقها تاء التأنيث الساكنة وصلا، ووقفا، كما تلحق الأفعال نحو: «نعمت الجارية هند، وبئست الجارية جاريتك» كما تقول:
«قامت هند، وقعدت».
وأيضا فإن آخرهما مبنى على الفتح من غير عارض عرض لهما، كما تكون الأفعال الماضية كذلك. إلا أنهما لا يتصرفان فلا يكون منهما «مضارع، ولا اسم فاعل» والعلة فى ذلك أنهما تضمنا ما ليس لهما فى الأصل، وذلك أنهما نقلا من الخبر إلى نفس المدح والذمّ، والأصل فى إفادة المعانى إنما هى الحروف، فلما أفادت فائدة الحروف خرجت من بابها ومنعت التصرّف «كليس وعسى» هذا مذهب البصريين، والكسائى من الكوفيين (2)
__________
(1) هو: على بن حمزة بن عبد الله الأسدي، الكوفى، مقرئ، مجود، لغوى، نحوى، شاعر، نشأ بالكوفة، واستوطن بغداد، وتعلم على كبر، أخذ اللغة من أعراب الحطيمة الذين كانوا ينزلون بعض قرى بغداد وروى الحديث، وأخذ عن حمزة الزيات، والرؤاسى، وابن عياش، من تصانيفه: المختصر فى النحو، كتاب القراءات، معانى القرآن، مقطوع القرآن وموصوله، توفى برنبوية عام 180هـ 796م:
انظر: ترجمته فى معجم المؤلفين ج 7ص 84
(2) انظر: شرح المفصل لابن يعيش ج 7ص 127(1/289)
سورة البقرة وذهب سائر الكوفيين إلى أنهما اسمان مبتدآن، واحتجوا لذلك بمفارقتهما الأفعال بعدم التصرف، وإنه قد تدخل عليهما حروف الجرّ، وحكوا «ما زيد بنعم الرجل» وأنشدوا لحسّان بن ثابت ت 54هـ (1)
ألست بنعم الدار يؤلف بيته:: أخا قلّة أو معدم المال مصرما وحكى «الفراء» ت 207هـ أن أعرابيا بشر بمولودة فقيل له:
«نعم المولودة مولودتك» فقال: «والله ما هى بنعم فقيل له:
«نعم المولودة مولودتك» فقال: «والله ما هى بنعم المولودة».
وحكوا: «يا نعم المولى ويا نعم النصير»، فنداؤهم إياه دليل على أنه اسم (2)
والحق ما ذكرناه من أنها فعل وأما دخول حرف الجرّ فعلى معنى الحكاية، والمراد: «ألست بجار مقول فيه نعم الجار» وكذلك البواقى.
وأما النداء فعلى تقدير حذف المنادى، والمعنى: يا من هو نعم المولى ونعم النصير، كما قال سبحانه: {ألا يسجدوا لله} [3]
والمراد: «ألا يا قوم اسجدوا لله» أو «يا هؤلاء اسجدوا لله».
وفى «نعم» أربع لغات:
1 «نعم» على زنة «حمد» «وعلم» وهو الأصل.
2 «نعم» بكسر النون والعين.
3 «نعم» بفتح النون، وسكون العين.
4 «نعم» بكسر النون، وسكون العين. (4)
__________
(1) هو: حسان بن ثابت بن المنذر بن الخزرجى، الأنصارى الصحابى الجليل، شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وكان يقطن المدينة المنورة، وأسلم وكان من شعراء النبى عليه الصلاة والسلام له ديوان شعر، توفى بالمدينة المنورة عام 54هـ 674م انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 3ص 191
(2) انظر: شرح المفصل ج 7ص 127
(3) سورة النمل / 25
(4) انظر: شرح المفصل ج 7ص 128(1/290)
سورة البقرة وليس ذلك شيئا يختص بهذين الفعلين، إنما هو عمل فى كل ما كان على «فعل» بكسر العين مما عينه حرف حلق (1) اسما كان، أو فعلا، نحو: «فخذ، وشهد» فإنه يسوغ فيهما، وفى كل ما كان مثلهما أربعة أوجه.
والعلة فى ذلك أن حرف الحلق يستثقل إذا كان مستقلا، فلذلك آثروا التخفيف فيه، وكل ما كان أشد تسفلا، كان أكثر استثقالا:
فمن قال: «نعم» بفتح الفاء، وكسر العين، فقد أتى بها على الأصل.
ومن قال: «نعم» بكسر الفاء، والعين، أتبع الكسر، الكسر، لأن الخروج من الشيء إلى مثله أخفّ من الخروج إلى ما يخالفه.
ومن قال: «نعم» بفتح الفاء، وسكون العين، فإنه أسكن العين تخفيفا ومن قال: «نعم» بكسر الفا، وسكون العين، وهى اللغة الفاشية، فإنه أسكن بعد الإتباع (2)
ثم قال «ابن يعيش»: «قد ثبت بما ذكرناه كون «نعم، وبئس» فعلين، وإذا كانا فعلين فلا بد لكل واحد منهما من فاعل ضرورة انعقاد الكلام، واستقلال الفائدة وفاعلهما على ضربين:
أحدهما: أن يكون الفاعل اسما مظهرا فيه «الألف واللام» أو مضافا إلى ما فيه الألف واللام.
والضرب الآخر: أن يكون الفاعل مضمرا فيفسر بنكرة منصوبة:
مثال الأول: «نعم الرجل عبد الله» والمضاف إلى ما فيه الألف واللام نحو: «نعم غلام الرجل عمر» فالألف واللام هنا لتعريف الجنس، وليست للعهد، إنما هى على حدّ قولك: «أهلك الناس الدرهم والدينار» ولست تعنى واحدا من هذا الجنس بعينه، إنما تريد مطلق هذا الجنس
__________
(1) حروف الحلق ستة وهى: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء.
(2) انظر: شرح المفصل ج 7ص 129128(1/291)
سورة البقرة نحو قوله تعالى: {إن الإنسان لفى خسر} [1]
ألا ترى أنه لو أراد معينا لما جاز الاستثناء منه بقوله تعالى: {إلا الذين آمنوا ولو كان للعهد لم يجز وقوعه فاعلا «لنعم» لو قلت: «نعم الرجل الذى كان عندنا» أو «نعم الذى فى الدار» لم يجز.
فإن قيل: ولم لا يكون الفاعل إذا كان ظاهرا «إلّا جنسا»؟
قيل: لوجهين:
أحدهما: ما يحكى عن «الزجاج» إبراهيم بن السرى ت 311هـ:
أنهما لما وضعا للمدح العام، والذمّ العام، جعل فاعلهما عامّا، ليطابق معناهما، إذ لو جعل خاصا، لكان نقضا للغرض، لأن الفعل إذا أسند إلى عام عمّ، وإذا أسند إلى خاصّ خصّ.
والوجه الثانى: أنهم جعلوه جنسا، ليدلّ على أن الممدوح، والمذموم، مستحق للمدح، والذمّ فى ذلك الجنس، فإذا قلت: «نعم الرجل زيد» أعلمت أن «زيدا» الممدوح فى الرجال من أجل الرجوليّة، وكذلك حكم الذمّ، وإذا قلت: «نعم الظريف زيد» دللت بذكر الظريف أن «زيدا» ممدوح فى الظراف، من أجل الظّرف.
ولو قلت: «نعم زيد» لم يكن فى اللفظ ما يدل على المعنى الذى استحق به «زيد» المدح، لأن لفظ «نعم» لا يختص بنوع من المدح دون نوع، ولفظ «زيد» أيضا لا يدلّ، إذا كان اسما علما وضع للتفرقة بينه وبين غيره فأسند إلى اسم جنس ليدلّ على أنه ممدوح، أو مذموم فى نوع من الأنواع والمضاف إلى ما فيه الألف واللام بمنزلة ما فيه الألف واللام، يعمل «نعم وبئس» فيه كما يعمل فى الأول} [2].
__________
(1) سورة والعصر / 2.
(2) انظر: شرح المفصل ج 7ص 131130(1/292)
سورة البقرة والثانى: وهو ما كان فاعله مضمرا قبل الذكر فيفسّر بنكرة منصوبة، نحو قولك: «نعم رجلا زيد»، «وبئس غلاما عمرو» ففي كل واحد من «نعم وبئس» فاعل أضمر قبل أن يتقدمه ظاهر، فلزم تفسيره بالنكرة ليكون هذا التفسير فى تنبيه بمنزلة تقدم الذكر له، والأصل فى كل مضمر أن يكون بعد الذكر، والمضمر هاهنا «الرجل» فى «نعم رجلا»، «والغلام» فى «بئس غلاما» استغنى عنه بالنكرة المنصوبة التى فسرته، لأن كل مبهم من الأعداد إنما يفسر بالنكرة المنصوبة، ونصب النكرة هنا على التمييز (1) اه قال «ابن مالك» ت 286هـ:
فعلان غير متصرفين: نعم وبئس رافعان اسمين مقارنى أل أو مضافين لما:: قارنها كنعم عقبى الكرما ويرفعان مضمرا يفسره:: مميز كنعم قوما معشره ثم قال «ابن يعيش»: اعلم أن «ما» قد تستعمل نكرة تامة غير موصوفة ولا موصولة على حدّ دخولها فى التعجب نحو: «ما أحسن زيدا» والمراد:
شىء أحسنه، ولذلك من الاستعمال قد يفسّر بها المضمر فى باب «نعم» كما يفسر بالنكرة المحضة فيقال: «نعم ما زيد» أى نعم الشيء شيئا زيد.
وقوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعمّا هى} [2]
فما هنا بمعنى «شىء» وهى نكرة فى موضع نصب على التمييز مبيّنة للضمير المرتفع بنعم، والتقدير: «نعم شيئا هى» أى «نعم الشيء شيئا هى» فهى ضمير الصدقات، وهو المقصود بالمدح.
__________
(1) انظر: شرح المفصل ج 7ص 131
(2) سورة البقرة / 271(1/293)
ومثله قوله تعالى: {إن الله نعمّا يعظكم به} [1] فما فى موضع نصب تمييز للمضمر، «ويعظكم به» صفة للمخصوص بالمدح وهو محذوف، والتقدير: نعم الشيء شيئا يعظكم به، أى نعم الوعظ وعظا يعظكم به وحذف الموصوف (2) اهـ * «ويكفر» من قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم البقرة / 271 قرأ «نافع، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «ونكفر» بنون العظمة وجزم الراء، لأن الفعل معطوف على محل «فهو خير لكم».
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، ويعقوب» «ونكفر» بنون العظمة، ورفع الراء، على أنها جملة مستأنفة، والواو لعطف جملة على أخرى.
وقرأ «ابن عامر، وحفص» «ويكفر» بالياء، ورفع الراء، والفاعل ضمير يعود على الله تعالى المتقدم ذكره فى قوله تعالى:} {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه / 270 وهى جملة مستأنفة، والواو لعطف جملة على أخرى} [3]
__________
(1) سورة النساء / 58
(2) انظر شرح المفصل ج 7ص 134
(3) قال ابن الجزرى: ويا يكفر شامهم وحفصنا:: وجزمه مدا شفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 444 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 316(1/294)
سورة البقرة جاء فى «أساس البلاغة»: «كفر الشيء» بتخفيف الفاء، «وكفّره» بتشديد الفاء: «غطّاه».
يقال: «كفر السحاب السماء، وكفر الليل بظلامه، وكفر الفلاح الحبّ» ومنه قيل للزراع: الكفّار (1).
ويقال: «كفّر الله عنك خطاياك» كما يقال: «أكفره، وكفّره»: «نسبه إلى الكفر» (2) اهـ
__________
(1) انظر: أساس البلاغة ج 2ص 213
(2) انظر: أساس البلاغة ج 2ص 214(1/295)
* «يحسبهم» كيف وقع وكان فعلا مضارعا، نحو قوله تعالى:
{يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف البقرة / 273 قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر» بفتح السين، وهو لغة «تميم».
وقرأ الباقون بكسر السين، وهو لغة «أهل الحجاز»} [1]
والقراءتان ترجعان إلى أصل الاشتقاق:
فالأولى: من «حسب يحسب» نحو: «علم يعلم».
والثانية: من «حسب يحسب» نحو: «ورث يرث» قال «الزبيدى» فى التاج فى مادة «حسب»: «حسبه كنصره يحسبه حسبا على القياس، صرح به «ثعلب، والجوهرى، وابن سيدة» وحسبانا بالضم نقله «الجوهرى» وحكاه «أبو عبيد» عن «أبى زيد».
وفى التهذيب: حسبت الشيء أحسبه حسبانا بالكسر وحسابا، ذكره «الجوهرى» وغيره. (2)
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويحسب مستقبلا بفتح سين كتبوا:: فى نص ثبت
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 445 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 107 واتحاف فضلاء البشر ص 165(1/296)
سورة البقرة قال «الأزهرى»: «وإنما يسمى الحساب فى المعاملة حسابا لأنه يعلم به ما فيه كفاية ليس فيها زيادة على المقدار، ولا نقصان» اه (1)
وقال «الراغب» فى مادة «حسب»: «الحساب استعمال العدد، يقال:
حسبت: بفتح السين، أحسب بكسر السين حسابا، وحسبانا بضم الحاء قال تعالى: {لتعلموا عدد السنين والحساب
وقال تعالى:} {وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا إلى أن قال: قال الله تعالى:} {أم حسب الذين يعملون السيئات،} {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون،} {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله،} {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة فكل ذلك مصدره «الحسبان» بكسر الحاء، والحسبان: أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله فيحسبه ويعقد عليه الأصبع بضم الهمزة والباء، ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك، ويقارب ذلك الظنّ، لكن الظنّ أن يخطر بضم الياء وكسر الطاء النقيضين بباله فيغلّب أحدهما على الآخر» اه} [2]
__________
(1) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 1ص 210
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 118116(1/297)
* «فأذنوا» من قوله تعالى: {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله البقرة / 279 قرأ «شعبة، وحمزة» «فآذنوا» بفتح الهمزة، وألف بعدها، وكسر الذال، على أنه فعل أمر من «آذنه بكذا»: أعلمه به.
وقرأ الباقون «فأذنوا» بإسكان الهمزة، وفتح الذال، على أنه فعل أمر من «أذن»} [1]
قال «ابن عباس» رضى الله عنهما ت 68هـ:
«فأذنوا بحرب»: أى «استيقنوا بحرب من الله ورسوله» اه (2).
وجاء فى «تاج العروس»: «أذن بالشيء» «كسمع» «إذنا» بالكسر، «وأذانا، وأذانة» كسحاب وسحابة: «علم به» ومنه قوله تعالى:
{فأذنوا بحرب من الله ورسوله أى كونوا على علم.
ويقال: «آذنه الأمر، وآذنه به»: «أعلمه» وقد قرئ «فآذنوا بحرب»: بمد الهمزة: أى أعلموا كل من لم يترك الربا بأنه حرب من الله ورسوله» اه} [3]
__________
(1) قال ابن الجزرى: فأذنوا امدد واكسر:: فى صفوة انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 445 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 318 وحجة القراءات ص 148، والحجة فى القراءات السبع ص 103
(2) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 249
(3) انظر: تاج العروس مادة «أذن» ج 9ص 119(1/298)
* «ميسرة» من قوله تعالى: {فنظرة إلى ميسرة البقرة / 280 قرأ «نافع» «ميسرة» بضم السين، لغة «أهل الحجاز».
وقرأ الباقون «ميسرة» بفتح السين، لغة باقى العرب} [1]
ومعنى «إلى ميسرة»: إلى وقت يسر، وسعة فى المال (2)
وجاء فى «المفردات»: «اليسر»: ضدّ العسر (3)
قال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [4]
«والميسرة، واليسار»: عبارة عن الغنى (5)
قال تعالى: {فنظرة إلى ميسرة اه.
وجاء فى «تاج العروس»: «الميسرة» مثلثة السين: «السهولة والغنى، والسعة» اه} [6]
__________
(1) قال ابن الجزرى: ميسرة بالضم انصر انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 445 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 108. واتحاف فضلاء البشر ص 166
(2) انظر: الهادى إلى تفسير غريب القرآن ص 45
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «يسر» ص 551
(4) سورة البقرة / 185.
(5) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 552
(6) انظر: تاج العروس مادة «يسر» ج 3ص 626(1/299)
* «تصدقوا» من قوله تعالى: {وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون البقرة / 280 قرأ «عاصم» «تصدقوا» بتخفيف الصاد، وأصلها «تتصدقوا» فحذفت إحدى التاءين تخفيفا.
وقرأ الباقون «تصّدقوا» بتشديد الصاد، وأصلها «تتصدقوا» فأبدلت التاء صادا، ثم أدغمت الصاد فى الصاد} [1]
جاء فى «المفردات»: «الصدقة» ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربى كالزكاة، لكن الصدقة الأصل تقال للمتطوع به، والزكاة للواجب وقد يسمّى الواجب صدقة، إذا تحرّى صاحبها الصدق فى فعله، قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة} [2].
ويقال: لما تجافى عنه الإنسان من حقه: تصدّق به نحو قوله تعالى:
{وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم} [3]
فإنه أجرى ما يسامح به المعسر مجرى الصدقة اه (4)
__________
(1) قال ابن الجزرى: تصدقوا خفّ نما انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 445 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 319 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 108، وحجة القراءات ص 149
(2) سورة التوبة / 103
(3) سورة البقرة 280
(4) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «صدق» ص 278(1/300)
سورة البقرة وجاء فى «تاج العروس»: «المصدّق» كمحدّث: «آخذ الصدقات، أى الحقوق من الإبل، والغنم، يقبضها ويجمعها لأهل السهمين.
«والمتصدق»: معطيها، وهكذا هو فى القرآن، وهو قوله تعالى:
{وتصدّق علينا إن الله يجزى المتصدّقين} [1].
وقال «الخليل بن أحمد» ت 170هـ (2):
«المعطى متصدق، والسائل متصدق، وهما سواء» اه قال «الأزهرى» محمد بن أحمد بن الأزهر ت 370هـ:
«وحذاق النحويين ينكرون أن يقال للسائل متصدّق، ولا يجيزونه» اه (3)
__________
(1) سورة يوسف / 88
(2) هو: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدى، الأزدى، البصرى، «أبو عبد الرحمن» نحوى، لغوى، وأول من استخرج العروض وحصن به أشعار العرب من مصنفاته: العروض، النقط والشكل، الإيقاع، الجمل، كتاب العين، توفى بالبصرة عام 170هـ الموافق 786م:
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 4ص 112
(3) انظر: تاج العروس مادة «صدق» ج 6ص 406(1/301)
* «أن تضلّ» من قوله تعالى: {أن تضلّ إحداهما البقرة / 282 قرأ «حمزة» «إن تضل» بكسر الهمزة، على أنّ «إن» شرطية، و «تضل» مجزوم بها، وهى فعل الشرط، وفتحت اللام للإدغام تخفيفا.
وقرأ الباقون «أن تضل» بفتح الهمزة، على أنّ «أن» مصدرية، و «تضل» منصوب بها وفتحة اللام حينئذ فتحة إعراب} [1]
جاء فى «المفردات»: «الضلال»: «العدول عن الطريق المستقيم، ويضاده «الهداية» قال تعالى: {فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها} [2].
ويقال: الضلال لكل عدول عن المنهج عمدا كان، أو سهوا، يسيرا كان أو كثيرا (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكسر أن تضل فز انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 446 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 320 وحجة القراءات ص 150، والحجة فى القراءات السبع ص 104
(2) سورة يونس / 108.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «ضل» ص 297.(1/302)
سورة البقرة وإذا كان الضلال ترك الطريق المستقيم عمدا كان أو سهوا، قليلا كان أو كثيرا، صح أن يستعمل لفظ الضلال ممن يكون منه خطأ ما، وقوله تعالى: {أن تضل إحداهما} [1]:
أى تنسى، وذلك من النسيان الموضوع عن الإنسان» اه (2)
وجاء فى «تاج العروس»: قال «ابن الكمال» ت 702هـ:
«الضلال»: فقد ما يوصل إلى المطلوب، وقيل: سلوك طريق لا يوصل إلى المطلوب» اه (3).
ويقال: «ضللت» «كزللت» «تضل» «كتزل» أى بفتح العين فى الماضى، وكسرها فى المضارع، وهذه هى اللغة الفصيحة، لغة «نجد».
ويقال: «ضللت تضل» مثل «مللت تملّ» أى بكسر العين فى الماضى، وفتحها فى المضارع، وهى لغة «الحجاز، والعالية».
وروى «كراع» ت 307هـ (4) عن «بنى تميم» كسر الضاد فى الأخيرة أيضا» اه (5)
__________
(1) سورة البقرة / 282.
(2) انظر: المفردات مادة «ضلّ» ص 298
(3) انظر: تاج العروس مادة «ضلّ» ج 7ص 410
(4) هو: على بن الحسن، المعروف بكراع النمل، ويعرف بالدوسى «أبو الحسن» لغوى، من أهل مصر أخذ عن البصريين، وكان كوفيا، من تصانيفه: المنضد، وأمثلة الغريب على أوزان الأفعال، والمنجد فيما اتفق لفظه واختلف معناه، توفى عام 307هـ الموافق 919م: انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 7ص 71
(5) انظر: تاج العروس مادة «ضلّ» ج 7ص 411(1/303)
* «فتذكر» من قوله تعالى:
{أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى البقرة / 282 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «فتذكر» بإسكان الذال، وتخفيف الكاف مع نصب الراء، عطفا على «تضل» وهو مضارع «ذكر» مخففا، نحو: «نصر».
وقرأ «حمزة» «فتذكر» بفتح الذال، وتشديد الكاف، ورفع الراء، على أنه مضارع «ذكّر» مشدّدا نحو: «كرّم» لم يدخل عليه ناصب ولا جازم.
وقرأ الباقون «فتذكر» بفتح الذال، وتشديد الكاف، ونصب الراء، عطفا على «تضل» وهو مضارع «ذكّر» مشددا أيضا} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: تذكر حقا خففا:: والرفع فد انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 446 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 320 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 91 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 109 وحجة القراءات ص 150، واتحاف فضلاء البشر ص 166 والحجة فى القراءات السبع ص 104(1/304)
سورة البقرة جاء فى «المفردات»: «التذكرة»: ما يتذكر به الشيء، وهو أعمّ من الدلالة، والأمارة، قال تعالى: {كلا إنّه تذكرة} [1]
وقوله تعالى: {فتذكر إحداهما الأخرى} [2]
قيل معناه: تعيد ذكره، وقد قيل: تجعلها ذكرا فى الحكم» اه (3).
وجاء فى «تاج العروس»: يقال: «أذكره إياه، وذكّره تذكيرا» والاسم «الذكرى» بالكسر، تقول: «ذكرته تذكرة»، «والذكرى»: اسم للتذكير، أى أقيم مقامه.
قال «الفراء» ت 207هـ:
«يكون الذكرى بمعنى الذكر، ويكون بمعنى التذكر فى قوله تعالى:
{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [4] اه (5).
__________
(1) سورة المدثر / 54
(2) سورة البقرة / 282
(3) انظر: المفردات مادة «ذكر» ص 180
(4) سورة الذاريات / 55
(5) انظر: تاج العروس مادة «ذكر» ج 3ص 227(1/305)
* «تجارة حاضرة» من قوله تعالى: {إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم البقرة / 282 قرأ «عاصم» «تجارة حاضرة» بنصب التاء فيهما، على أن «تجارة» خبر «تكون» و «حاضرة» صفة «تجارة» واسم «تكون» مضمر، والتقدير: إلا أن تكون المعاملة، أو المبايعة تجارة حاضرة.
وقرأ الباقون «تجارة حاضرة» برفع التاء فيهما، على أنّ «تكون» تامة تكتفى بمرفوعها} [1]
و «تجارة» نائب فاعل، و «حاضرة» صفة لها، والتقدير: إلا أن توجد تجارة حاضرة (2)
__________
(1) قال ابن مالك: وذو تمام ما برفع يكتفى
(2) قال ابن الجزرى: تجارة حاضرة لنصب رفع نل انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 446 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 321 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 92 واتحاف فضلاء البشر ص 166(1/306)
* «ولا يضارّ» من قوله تعالى: {ولا يضارّ كاتب ولا شهيد
البقرة / 282 قرأ «أبو جعفر» بخلف عنه «ولا يضار» بسكون الراء مخففة، على أنه مضارع، من «ضار يضير» ولا ناهية، والفعل مجزوم بها.
وقرأ الباقون «ولا يضارّ» بفتح الراء مشددة، على أن «لا» ناهية، والفعل مجزوم بها، والأصل «ولا يضارر» برائين، فأدغمت الراء الأولى فى الثانية، ثم تحركت الراء الثانية بالفتح تخلصا من التقاء الساكنين على غير قياس، لأن الأصل فى التخلص من التقاء الساكنين أن يكون بالكسر، وكان فتحة لخفتها، وهى القراءة الثانية «لأبى جعفر»} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: وسكن خفف الخلف ثدق مع لا يضار انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 431 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 64 واتحاف فضلاء البشر ص 158(1/307)
سورة البقرة قال «الطبرى» ت 310هـ (1):
«اختلف أهل التأويل فى تأويل قوله تعالى: {ولا يضار كاتب ولا شهيد:
فقال بعضهم: «ذلك نهى من الله لكتّاب الكتاب بين أهل الحقوق، والشهيد أن يضار أهله، فيكتب هذا ما لم يمله المملى، ويشهد هذا بما لم يستشهده الشهيد» اه} [2]
وقال آخرون: «معنى ذلك: «ولا يضارّ كاتب ولا شهيد بالامتناع عمن دعاهما إلى أداء ما عندهما من العلم أو الشهادة» اه (3).
وأصل الكلمة على هذين المعنيين: «ولا يضارر» بكسر الراء الأولى، وسكون الثانية، ثم أدغمت الراء الأولى فى الثانية لتماثلهما، وحركت الراء الثانية إلى الفتح وموضعها الجزم، لأن الفتح أخف الحركات.
وقال آخرون: «بل معنى ذلك: «ولا يضارّ المستكتب والمستشهد الكاتب والشهيد، بمعنى أن يدعو الرجل الكاتب، أو الشاهد، وهما
__________
(1) هو: محمد بن جرير بن يزيد الطبرى «أبو جعفر» مفسر، مقرئ، محدث، مؤرخ، فقيه، أصولى، مجتهد ولد بآمل طبرستان سنة 224هـ واستوطن بغداد، واختار لنفسه مذهبا فى الفقه، من آثاره: تفسير القرآن، وتاريخ الأمم والملوك، وتهذيب الآثار، واختلاف الفقهاء، وآداب القضاة والمحاضرة، توفى عام 310هـ 923م انظر: ترجمته فى معجم المؤلفين ج 9ص 147
(2) انظر: تفسير الطبرى ج 3ص 134
(3) انظر: تفسير الطبرى ج 3ص 135(1/308)
سورة البقرة على حاجة مهمة، فيقولان: إنا على حاجة مهمة، فاطلب غيرنا، فيقول الرجل: الله أمركما أن تجيبا، فأمره الله أن يطلب غيرهما ولا يضارّهما، يعنى لا يشغلهما عن حاجتهما المهمة، وهو يجد غيرهما (1)» اهـ.
وأصل الكلمة على هذا المعنى: «ولا يضارر» بفتح الراء الأولى، وسكون الثانية، على وجه ما لم يسمّ فاعله، ثم أدغمت الراء الأولى فى الثانية.
ثم قال «الطبرى»:
والقول الأخير هو الأولى بالصواب، لأن الخطاب من الله عز وجل فى هذه الآية من مبتدئها إلى انقضائها على وجه «افعلوا أو لا تفعلوا» إنما هو خطاب لأهل الحقوق، والمكتوب بينهم الكتاب، والمشهود لهم، أو عليهم بالذى تداينوه بينهم من الديون، فأما ما كان من أمر أو نهى فيها لغيرهم، فإنما هو على وجه الأمر والنهى للغائب غير المخاطب، كقوله:
{وليكتب بينكم كاتب وكقوله:} {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا
وما أشبه ذلك، فالواجب إذا كان المأمورون فيها مخاطبين بقوله:
} وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم أشبه منه بأن يكون مردودا على الكاتب والشهيد، ومع ذلك إن الكاتب والشهيد لو كانا هما المنهيين عن «الضرار» لقيل: «وإن يفعلا فإنه فسوق بهما» لأنهما اثنان، وإنهما غير مخاطبين بقوله: «ولا يضار» بل النهى بقوله: «ولا يضار» نهى للغائب
__________
(1) انظر: تفسير الطبرى ج 3ص 136.(1/309)
غير المخاطبين، فتوجه الكلام إلى ما كان نظيرا لما فى سياق الآية، أولى من توجيه إلى ما كان منعدلا عنه» اه (1).
* «فرهان» من قوله تعالى: {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة البقرة / 283.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «فرهن» بضم الراء، والهاء، من غير ألف، جمع «رهن» نحو: «سقف، وسقف».
وقرأ الباقون «فرهان» بكسر الراء، وفتح الهاء، وألف بعدها، جمع «رهن» أيضا، نحو: «كعب، وكعاب»} [2]
__________
(1) انظر: تفسير القرطبى ج 3ص 137.
(2) قال ابن الجزرى: رهان كسرة:: وفتحة ضم وقصر حزدوى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 446 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 111 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 322 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 93(1/310)
سورة البقرة «الرهن»: هو توثيق دين بعين يمكن استيفاؤه منها، أو من ثمنها، وذلك كأن يستدين شخص من آخر دينا، فيطلب الدائن منه وضع شىء تحت يده من حيوان، أو عقار، أو غيرهما ليستوثق دينه، فمتى حلّ الأجل ولم يسدد له دينه استوفاه مما تحت يده.
فالدائن يسمّى مرتهنا، والمدين يسمّى راهنا، والعين المرهونة تسمّى رهنا اه (1).
وجاء فى «المفردات»: «الرهن»: ما يوضع وثيقة للدين، والرهان مثله، وأصلهما مصدر، يقال: رهنت الرهن، وراهنته رهانا، فهو رهين، ومرهون.
ويقال فى جمع «الرهن» «رهان، ورهن» بضم الراء والهاء، «ورهون».
ولما كان «الرهن» يتصور منه حبسه، استعير ذلك لحبس أىّ شىء كان» اه (2). قال تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} [3].
وجاء فى «تاج العروس»: «الرهن» لغة: الثبوت، والاستقرار، وشرعا: جعل عين مالية وثيقة بدين لازم، آيل إلى اللزوم» اهـ وجاء فى «المحكم والمحيط الأعظم» «لابن سيدة»: «الرهن:
ما وضع عندك لينوب مناب ما أخذ منك» اه (4).
__________
(1) انظر: منهاج المسلم ص 396395
(2) انظر: شرح المفردات مادة «رهن» ص 204
(3) سورة المدثر / 38
(4) انظر: تاج العروس مادة «رهن» ج 9ص 221(1/311)
* «فيغفر، ويعذب» من قوله تعالى: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء البقرة / 284.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب» «فيغفر، ويعذب» برفع الراء من «فيغفر» ورفع الباء من «ويعذب» وذلك على الاستئناف، والتقدير: فهو يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
وقرأ الباقون «فيغفر، ويعذب» بجزمهما، وذلك عطفا على قوله تعالى قبل} {يحاسبكم الواقع جوابا للشرط} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: يغفر يعذب رفع جزم كم ثوى نص انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 447 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 323 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 111 وحجة القراءات ص 152(1/312)
* «وكتبه» من قوله تعالى: {كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله البقرة / 285.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «وكتابه» بكسر الكاف، وفتح التاء، وألف بعدها، على التوحيد، والمراد به الجنس، أو القرآن.
وقرأ الباقون «وكتبه» بضم الكاف، والتاء، وحذف الألف، على الجمع، وذلك لتعدد الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء، والمرسلين} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: كتابه بتوحيد شفا انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 447 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 323 وحجة القراءات ص 152(1/313)
* «لا نفرق» من قوله تعالى: {لا نفرق بين أحد من رسله
البقرة / 285.
قرأ «يعقوب» «لا يفرق» بالياء التحتية، على أن الفاعل ضمير يعود على الرسول، من قوله تعالى:} {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه.
وقرأ الباقون «لا نفرق» بالنون، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم والتقدير: كل من الرسول والمؤمنون يقول: لا نفرق بين أحد من رسله} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: لا نفرق بياء ظرفا.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 2ص 447.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 95.
واتحاف فضلاء البشر ص 167.(1/314)
سورة البقرة جاء فى «المفردات»: «فرقت بين الشيئين: فصلت بينهما، سواء كان ذلك بفصل يدركه البصر، أو بفرق تدركه البصيرة» اه (1).
«والتفريق» أصله للتكثير، ويقال ذلك فى تشتيت الشمل، والكلمة نحو قوله تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} [2]
وقوله تعالى: {لا نفرق بين أحد من رسله} [3] اه (4)
وجاء فى «تاج العروس»: «فرق بينهما» أى الشيئين: رجلين كانا، أو كلامين.
وقيل: بل مطاوع الأول «التفرق» ومطاوع الثانى الافتراق، يقال:
«يفرق» «فرقا وفرقانا»: «فصل» اه (5).
تمّت سورة البقرة ولله الحمد
__________
(1) انظر: المفردات مادة «فرق» ص 377
(2) سورة البقرة / 102
(3) سورة البقرة / 285
(4) انظر: المفردات مادة «فرق» ص 378
(5) انظر: تاج العروس مادة «فرق» ج 7ص 43(1/315)
سورة آل عمران
* «ستغلبون وتحشرون» من قوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد آل عمران / 13 قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «سيغلبون ويحشرون» بياء الغيب فيهما، والضمير للذين كفروا، والجملة محكية بقول آخر لا بقل، أى قل لهم يا محمد قولى هذا إنهم «سيغلبون ويحشرون» الخ وقرأ الباقون «ستغلبون وتحشرون» بتاء الخطاب فيهما، على أن الجملة محكية بقل، أى خاطبهم يا «محمد» وقل لهم: «ستغلبون وتحشرون»} [1] الخ المعنى: أى قل يا محمد للذين كفروا من اليهود لا تغتروا بكثرتكم فإنكم ستغلبون فى الدنيا بالقتل، والأسر، وضرب الجزية عليكم، أمّا فى الآخرة فإنكم ستحشرون إلى جهنم، وبئس المهاد، وهذا فيه وعيد وتهديد لهم بعدم الإيمان.
قال «الراغب» فى مادة «غلب»: «الغلبة»: القهر، يقال: غلبته غلبا، بسكون اللام وغلبة، وغلبا بفتح اللام فأنا غالب» (2).
وقال «الزبيدى» فى مادة «غلب» «الغلب» بفتح فسكون، ويحرك
__________
(1) قال ابن الجزرى: سيغلبون يحشرون رد فتى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 3. والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 97.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 113. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 335 وحجة القراءات ص 153. واتحاف فضلاء البشر ص 170.(1/316)
سورة آل عمران وهى أفصح، «والغلبة» محركة، والمغلبة: بالفتح وهو قليل، والمغلب.
بغير هاء، وهما مصدران ميميان
إلى أن قال: «والغلبة: بضمتين عن «اللحيانى» قال الشاعر:
أخذت بنجد ما أخذت غلبة:: وبالغور لى عز أشمّ طويل والغلبّة: بفتح الغين، وضم اللام كذا هو فى نسختنا مضبوط بالقلم أى مع تشديد الموحدة فيهما، وهذه عن «أبى زيد» (1)
كل ذلك بمعنى «الغلبة والقهر» اه (2)
وقال «الراغب» فى مادة «حشر»: «الحشر: إخراج الجماعة من مقرهم، وإزعاجهم عنه إلى الحرب، ونحوها
إلى أن قال: وسمّى يوم القيامة يوم الحشر، كما سمّى يوم البعث، ويوم النشر» اه (3)
وقال «الزبيدى» فى مادة «حشر»: «والحشر: الجمع، والسوق، يقال:
حشر يحشر: بالضم، ويحشر: بالكسر، حشرا: إذا جمع وساق، ومنه يوم المحشر بكسر الشين، ويفتح، وهذه عن «الصاغانى» أى موضعه، أى الحشر ومجمعه الذى إليه يحشر القوم، وكذا إذا حشروا إلى بلد، أو معسكر، أو نحوه، وقالوا: الحشر: هو الجلاء عن الأوطان، وفى الكتاب العزيز: {هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر سورة الحشر رقم / 2اه} [4]
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 363
(2) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 1ص 414
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 120119
(4) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 3ص 141(1/317)
* «يرونهم» من قوله تعالى: {قد كان لكم آية فى فئتين التقتا فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين آل عمران / 14 قرأ «نافع، وأبو جعفر، ويعقوب» «ترونهم» بتاء الخطاب وذلك لمناسبة الخطاب فى قوله تعالى:} {قد كان لكم
فجرى «ترونهم» على الخطاب فى «لكم»، والمخاطب هم المسلمون، فإن قيل: كان يلزم على هذه القراءة أن يقرءوا «مثليكم».
أقول: ذلك لا يجوز لأن القراءة مبنية على التوقيف، وهذا لم يرد، والكلام جرى على الخروج من الخطاب إلى الغيبة، وهذا الأسلوب جائز وشائع فى لغة العرب، وفى القرآن الكريم، مثال ذلك قوله تعالى:} {حتى إذا كنتم فى الفلك ثم قال «وجرين بهم»} [1] فخاطب ثم عاد إلى الغيبة.
ومثله قوله تعالى: {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله ثم قال:
} {فأولئك هم المضعفون} [2] فخاطب ثم رجع إلى الغيبة.
والهاء والميم فى «مثليهم» يحتمل أن تكون للمشركين، أى ترون أيها المسلمون المشركين مثلى ما هم عليه من العدد، وهو بعيد فى المعنى، لأن الله لم يكثّر المشركين فى أعين المؤمنين، بل أخبرنا أنه قللهم فى أعين المؤمنين، يشير إلى ذلك قول الله تعالى:
{وإذ يريكموهم إذ التقيتم فى أعينكم قليلا} [3].
__________
(1) سورة يونس / 22
(2) سورة الروم / 39.
(3) سورة الأنفال / 44(1/318)
سورة آل عمران ويحتمل أن تكون الهاء والميم فى «مثليهم» للمسلمين، أى ترون أيها المسلمون المسلمين مثلى ما هم عليه من العدد، أى ترون أنفسكم مثلى عددكم. فعل الله ذلك بهم لتقوى أنفسهم على لقاء الكافرين، ويجرءوا على لقائهم.
وقرأ الباقون «يرونهم» بياء الغيب، وذلك لأن قبله لفظ الغيبة، وهو قوله تعالى: {فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة فحمل آخر الكلام على أوله.
والواو فى «يرونهم» للكافرين، والهاء والميم، للمسلمين، كما أن الهاء والميم فى «مثليهم» للمسلمين أيضا.
والمعنى: يرى الكفار المسلمين فى غزوة «بدر» الكبرى مثلى عددهم وذلك لتضعف عزيمتهم، ويدبّ فى نفوسهم الخوف والرعب.
وعلى ذلك يكون انتصاب «مثليهم» على الحال} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: يرونهم خاطب ثنا ظل أتى انظر: النشر فى القراءة العشر ج 3ص 3 والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 98 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 436، وحجة القراءات ص 154 والحجة فى القراءات السبع ص 106. واتحاف فضلاء البشر ص 171.(1/319)
* «رضوان» حيثما وقع فى القرآن الكريم نحو قوله تعالى:
{وأزواج مطهرة ورضوان من الله آل عمران / 15 قرأ «شعبة» بضم الراء فى جميع الألفاظ التى وقعت فى القرآن الكريم، إلا قوله تعالى:} {يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام المائدة / 16 فقد قرأه بالضم والكسر جمعا بين اللغتين.
وقرأ الباقون بكسر الراء حيثما وقع ذلك اللفظ} [1].
وهما مصدران بمعنى واحد، فالضم نحو: «الشكران» والكسر نحو: «الحرمان».
قال «الراغب»: «الرضوان»: الرضا الكثير، ولما كان أعظم الرضا رضا الله تعالى خصّ لفظ «الرضوان» فى القرآن بما كان من الله تعالى، قال عزّ وجل: {يبتغون فضلا من الله ورضوانا اه} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: رضوان ضم الكسر صف وذو السبل خلف انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 4 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 337 واتحاف فضلاء البشر ص 172 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 116
(2) انظر: المفردات فى عريب القرآن ص 197(1/320)
* «إنّ» من قوله تعالى: {إن الدين عند الله الاسلام آل عمران / 19 قرأ «الكسائى» «أنّ» بفتح الهمزة، على أنها مع اسمها وخبرها بدل «كل» من قوله تعالى قبل:} {شهد الله أنه لا إله إلا هو رقم / 18 فتكون «أنّ» وما بعدها فى محل نصب «بشهد».
وقرأ الباقون «إنّ» بكسر الهمزة، وذلك على الاستئناف، لأن الكلام قد تم عند قوله تعالى قبل:} {لا إله إلا هو العزيز الحكيم ثم استأنف بكلام جديد فكسرت همزة «إنّ»} [1].
«تنبيه» تقدم الكلام على فتح همزة «إنّ» وكسرها، أثناء توجيه قوله تعالى: أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة / 165
__________
(1) قال ابن الجزرى: إن الدين فافتحه رجل انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 4 والحجة فى القراءات السبع ص 107 وحجة القراءات ص 157(1/321)
* «ويقتلون» من قوله تعالى: {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس آل عمران / 21 قرأ «حمزة» «ويقتلون» الذى بعده: «الذين يأمرون بالقسط» الخ قرأه «ويقاتلون» بضم الياء، وفتح القاف، وألف بعدها، وكسر التاء، من «قاتل» والمفاعلة من الجانبين، لأنه وقع قتال بين الطرفين: الكفار، والذين يأمرون بالقسط من الناس.
وقرأ الباقون «ويقتلون» بفتح الياء، وإسكان القاف، وحذف الألف، على أنه مضارع من «قتل»} [1]
وذلك عطفا على قوله تعالى أوّل الآية: {ويقتلون النبيين بغير حق فقد أخبر الله عن الكفار بقتلهم الأنبياء بغير حق فقتل من دونهم أسهل عليهم، ومن تجرأ على قتل «نبىّ» فهو على قتل من هو دون النبى من المؤمنين أجرأ، فحمل آخر الكلام على أوله فى الإخبار عن الكفار بالقتل تنبيه: «ويقتلون» من قوله تعالى:} {ويقتلون النبيين بغير حق آل عمران / 21 اتفق القراء العشرة على قراءته «ويقتلون» بفتح الياء، وإسكان القاف، وحذف الألف على أنه مضارع من «قتل» ولم يرد فيه الخلاف الذى فى «ويقتلون الذين يأمرون بالقسط» لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التلقى والتوقيف.
قال «الزبيدى»: «قتله قتلا، وتقتالا، نقلهما عن الجوهرى، وقال «سيبويه»: «التقتال: القتل، وهو بناء وضع للتكثير» أماته بضرب، أو حجر، أو سمّ، فهو قاتل، وذاك مقتول» اه} [2]
__________
(1) قال ابن الجزرى: يقاتلون الثان فز فى يقتلوا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 5، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 338 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 117، وحجة القراءات ص 158 والحجة فى القراءات السبع ص 107
(2) انظر: تاج العروس شرح القاموس مادة «قتل» ج 8ص 75(1/322)
* «تقاة» من قوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة آل عمران / 28 قرأ «يعقوب» «تقيّة» بفتح التاء، وكسر القاف، وتشديد الياء المفتوحة، على وزن «مطيّة».
وقرأ الباقون «تقاة» بضم التاء، وفتح القاف، وألف بعدها، على وزن «رعاة».
وتقيّة، وتقاة، مصدران بمعنى الوقاية، يقال: اتقى، يتقى، اتقاء، وتقاة، وتقيّة.
وتقاة على وزن «فعلة» بضم الفاء، وفتح العين، وأصلها «وقية» ثم أبدلت الواو تاء فصارت «تقية» ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت «تقاة»} [1]
قال «الراغب» فى مادة «وقى»: «الوقاية: حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره، يقال: وقيت الشيء أقيه وقاية ووقاء، قال تعالى:
{فوقاهم الله شر ذلك اليوم سورة الإنسان رقم / 11.
والتقوى: جعل النفس فى وقاية مما يخاف، هذا تحقيقه، ثم يسمى الخوف تارة «تقوى» إلى أن قال: وصار التقوى فى تعارف الشرع: حفظ النفس عمّا يؤثم، وذلك بترك المحظور» قال تعالى:
} {إن الله مع الذين اتقوا} [2] سورة النحل / 128 وقال «الزبيدى» فى مادة «وقى»: «وقاه يقيه وقيا بالفتح ووقاية بالكسر وواقية على فاعلة: صانه، وستره عن الأذى، وحماه،
__________
(1) قال ابن الجزرى: تقية قل فى تقاة ظلل انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 5. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 117 واتحاف فضلاء البشر ص 172.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 531530(1/323)
سورة آل عمران وحفظه، فهو واق، ومنه قوله تعالى: {ما لهم من الله من واق} [1]
أى من دافع» إلى أن قال: «والوقاء: كسحاب، ويكسر، و «الوقاية» مثلثة، وكذلك «الواقية» كل ما وقيت به شيئا» وقال «اللحيانى»: «كل ذلك مصدر وقيته الشيء».
والتوقية: الكلاءة، والحفظ، والصيانة.
واتقيت الشيء، وتقيته، واتّقيه، واتقيته، تقى كهدى.
قال «الجوهرى»: «اتقى يتقى» أصله: «اوتقى يوتقى» على «افتعل» قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وأبدلت منها التاء، وأدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ «الافتعال» توهموا أن التاء من نفس الحرف فجعلوه:
«اتقى يتقى» بفتح التاء فيهما، ثم لم يجدوا له مثالا فى كلامهم يلحقونه به فقالوا «تقى يتقى» «مثل: «قضى يقضى»، قال «أوس»:
تقاك بكعب واحد وتلذه:: يداك إذا ما هز بالكف يعسل إلى أن قال: «قال «ابن برّى»: عند قوله أى قول الجوهرى مثل «قضى يقضى» أدخل همزة الوصل على «تقى» والتاء متحركة، لأن أصلها السكون، والمشهور «تقى يتقى» من غير همزة وصل لتحرك التاء» انتهى كلام «ابن برّى».
ثم قال «الجوهرى»: «وتقول فى الأمر «تق» بحذف الياء وللمرأة «تقى»
__________
(1) سورة الرعد / 34.(1/324)
بإثبات الياء، قال «عبد الله بن همام السلولى:
زيادتنا نعمان لا تنسينها:: تق الله فينا والكتاب الذى تتلو بنى الأمر على المخفف فاستغنى عن الألف فيه بحركة الحرف الثانى اه.
وأنشد القالى:
تقى الله فيه يا أم عمرو ونولى:: مودّته لا يطلبنك طالب (1)
* «وضعت» من قوله تعالى: {فلما وضعتها قالت ربّ إنى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت آل عمران / 36.
قرأ «ابن عامر، وشعبة، ويعقوب» «وضعت» بإسكان العين، وضم التاء، وهو من كلام «أم مريم» والتاء فاعل.
وقرأ الباقون «وضعت» بفتح العين، وإسكان التاء، وهو من كلام الله تعالى، أو الملك، والتاء للتأنيث} [2]
قال «الراغب» فى المفردات فى مادة «وضع»: «الوضع أعمّ من الحطّ، إلى أن قال: ويقال: وضعت المرأة الحمل وضعا، قال تعالى:
{فلما وضعتها قالت ربّ إنى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت اه} [3]
وقال «الزبيدى» فى مادة «وضع»: «وضعه، يضعه» بفتح ضادهما
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 10ص 396.
(2) قال ابن الجزرى: وأسكن وضم سكون تا وضعت صن ظهرا كرم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 5. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 119 واتحاف فضلاء البشر ص 173.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 525.(1/325)
«وضعا» بالفتح» إلى أن قال: «وضعت المرأة حملها وضعا، وتضعا» بضمهما الأخيرة على البدل، وتفتح الأولى: ولدته، وعلى الفتح فى معنى الولادة اقتصر «الجوهرى، والصاغانى» اه (1).
* «زكريا» حيثما جاءت فى القرآن الكريم، وقد وقعت فى سبعة مواضع نحو قوله تعالى: {وأنبتها نباتا حسنا وكفّلها زكريا آل عمران / 37 قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «زكريا» بالقصر من غير همز فى جميع القرآن وقرأ الباقون «زكريا» بالهمز والمدّ} [2].
والقصر، والمد لغتان مشهورتان.
تنبيه: اعلم أن «شعبة» نصب لفظ «زكرياء» هنا على أنه مفعول ثان «لكفلها» ورفعه الباقون ممن قرأ «وكفلها» بالتخفيف.
__________
(1) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 5ص 544.
(2) قال ابن الجزرى: كفلها الثقل كفى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 6 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 342 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 120(1/326)
* «وكفلها» من قوله تعالى: {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا آل عمران / 37 قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «وكفلها» بتشديد الفاء على أنه فعل ماض من «كفّل» مضعف الفاء، وفاعل «كفّل» ضمير يعود على «ربها» والهاء مفعول ثان مقدم، و «زكريا» مفعول أول مؤخر، والتقدير: جعل الله زكريا عليه السلام كافلا مريم أى ضامنا مصالحها.
وقرأ الباقون «وكفلها» بتخفيف الفاء، والفاعل «زكريا» عليه السلام، والهاء مفعول به، أى كفل زكريا مريم} [1].
قال «الراغب»: فى مادة «كفل» الكفالة الضمان، تقول تكفّلت بكذا وكفّلته فلانا، وقرئ «وكفّلها زكريا» بتشديد الفاء، أى كفّلها الله تعالى ومن خفف أى الفاء جعل الفعل لزكريا، والمعنى تضمنها» اه (2)
وقال «الزبيدى» فى مادة «كفل»: «والكافل»: العائل، يكفل إنسانا، أى يعوله، ومنه قوله تعالى: {وكفلها زكريا بتخفيف الفاء وهى قراءة غير الكوفيين، والمعنى: ضمن القيام بأمرها، «وكفّله» بتشديد الفاء غير الكوفيين، والمعنى: ضمن القيام بأمرها، «وكفّله» بتشديد الفاء تكفيلا، وبه قرأ «الكوفيّون» الآية، أى كفّل الله زكريا إيّاها، أى ضمنها إياه حتى تكفّل بحضانتها» اه} [3]
__________
(1) قال ابن الجزرى: كفلها الثقل كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 6. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 341 وحجة القراءات ص 161.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 436.
(3) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 8ص 99(1/327)
«فنادته» من قوله تعالى: {فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب آل عمران / 39 قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «فناداه» بألف بعد الدال، على تذكير الفعل.
وقرأ الباقون «فنادته» بتاء التأنيث الساكنة بعد الدال، وذلك على تأنيث الفعل} [1].
وجاز تذكير الفعل وتأنيثه لأن الفاعل جمع تكسير، فمن ذكر فعلى معنى الجمع، ومن أنت فعلى معنى الجماعة.
قال «الراغب» فى مادة «ندا»: «النداء»: رفع الصوت، وظهوره، وقد يقال ذلك للصوت المجرد، وإيّاه قصد بقوله تعالى:
{ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} [2]
أى لا يعرف إلا الصوت المجرّد دون المعنى الذى يقتضيه تركيب الكلام.
ويقال للمركب الذى يفهم منه المعنى ذلك، قال تعالى:
{وإذ نادى ربّك موسى أن ائت القوم الظالمين} [3]
__________
(1) قال ابن الجزرى: نادته ناداه شفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 6 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 342. وحجة القراءات ص 162.
واتحاف فضلاء البشر ص 173.
(2) سورة البقرة / 171.
(3) سورة الشعراء / 10.(1/328)
سورة آل عمران إلى أن قال: «وأصل النداء من «النّدى» بتشديد النون وفتح الدال مخففة: أى الرطوبة، يقال: صوت ندىّ: رفيع، واستعارة النداء للصوت من حيث أنّ من تكثر رطوبة فمه حسن كلامه، ولهذا وصف الفصيح بكثرة الريق.
ويقال: «ندى» منون الدال وأنداء، وأندية، ويسمّى الشجر «ندى» لكونه منه، وذلك لتسمية المسبب باسم سببه» اه (1)
وقال «الزبيدى» فى مادة «ندى»: «النداء»: بالضم، والكسر، وفى «الصحاح»: النداء: الصوت، وقد يضم مثل: الدعاء، والرغاء إلى أن قال: ناديته، وناديت به، مناداة، ونداء: صاح به، و «الندى» كفتى: «بعده» أى بعد مذهب الصوت، ومنه، «هو ندىّ الصوت» كغنى: أى بعيده، أو طريّه» اه (2)
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 487486
(2) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 10ص 263362(1/329)
* «أنّ الله» من قوله تعالى: {فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى آل عمران / 39 قرأ «ابن عامر، وحمزة» «إنّ» بكسر الهمزة، إجراء للنداء مجرى القول، أو على إضمار القول، أى قائلين:} {إن الله يبشرك بيحيى.
وقرأ الباقون «أنّ» بفتح الهمزة، على تقدير حرف الجر، أى «بأن الله يبشرك»} [1]
تنبيه: «إنّ الله» من قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم
آل عمران / 45.
اتفق القراء العشرة على كسر همزة «إنّ» وذلك لأنها مسبوقة بصريح القول وهو: «إذ قالت الملائكة» وأيضا فالقراءة مبنية على التوقيف.
* «يبشرك» من قول الله تعالى:} {فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله آل عمران / 39.
ومن قوله تعالى:} إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه آل عمران / 45.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكسر أن الله فى كم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 6. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 343.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 121. وحجة القراءات ص 162(1/330)
* «يبشر» من قول الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الإسراء / 9.
ومن قوله تعالى:} {ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا الكهف / 2.
ومن قوله تعالى:} {ذلك الذى يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات الشورى / 23.
* «نبشرك» من قول الله تعالى:} {قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم
الحجر / 53.
ومن قوله تعالى:} {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى مريم / 7.
* «يبشرهم» من قول الله تعالى:} يبشرهم ربهم برحمة منه التوبة / 21.
قرأ «حمزة» المواضع الثمانية بفتح الياء من «يبشر» والنون من «نبشر» وإسكان الياء، وضم الشين مخففة.
وقرأ «الكسائى» مثل قراءة «حمزة» فى المواضع الخمسة الآتية:
موضعى آل عمران، والإسراء، والكهف، والشورى.
وقرأ المواضع الثلاثة الباقية: بضم النون من «نبشرك» موضعى: الحجر، ومريم، وبضم الياء من «يبشرهم» بالتوبة، وفتح الباء، وكسر الشين مشددة فى المواضع الثلاثة.
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» مثل قراءة «حمزة» فى موضع الشورى فقط، وفى المواضع السبعة الباقية مثل قراءة الجمهور.(1/331)
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» مثل قراءة «حمزة» فى موضع الشورى فقط، وفى المواضع السبعة الباقية مثل قراءة الجمهور.
وقرأ الباقون بضم الياء من «يبشر» والنون من «نبشر» وفتح الباء، وكسر الشين مشددة (1).
والقراءتان لغتان بمعنى واحد وهو: الإخبار بأمر سارّ تتغير عنده بشرة الوجه وتنبسط عادة.
والتخفيف لغة «تهامة» وهو فعل مضارع من «بشر» بتخفيف العين، يقال: «بشره يبشره بشرا».
والتشديد لغة «أهل الحجاز» وهو فعل مضارع من «بشّر» مضعف العين، يقال: «بشّره يبشّره تبشيرا».
ونحن إذا ما نظرنا إلى هاتين القراءتين وجدناهما ترجعان إلى الأصل الاشتقاق: فالتخفيف من «بشر» مخفف العين والتشديد من «بشّر» مضعف العين.
تنبيه: «تشرون» من قوله تعالى: قال أبشرتمونى على أن مسّنى الكبر فبم تبشرون» الحجر / 54 اتفق القراء العشرة على قراءته بتشديد الشين، وذلك لمناسبة ما قبله وما بعده من الأفعال المجمع على قراءتها بالتشديد.
وغير ذلك فالقراءة سنة متبعة مبنية على التوقيف.
__________
(1) قال ابن لجزرى: يبشر اضمم شدّدن::
كسرا كالاسرى الكهف والعكس رضى.
وكاف أولى الحجر توبة قضا:: ودم رضا حلا الذى يبشر انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 7. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 343(1/332)
سورة آل عمران جاء فى «المفردات»: «أبشرت الرجل» وبشّرته (1) وبشرته (2): «أخبرته بسارّ بسط بشرة وجهه». وذلك أن النفس إذا سرّت انتشر الدم فيها انتشار الماء فى الشجر.
وبين هذه الألفاظ فروق، فإن «بشرته» بتخفيف الشين: «عامّ»، «وأبشرته» نحو: «أحمدته» «وبشّرته» بتشديد الشين: على التكثير.
«وأبشر» يكون لازما، ومتعديا، يقال: «بشرته» بتخفيف الشين «فأبشر» أى استبشر، «وأبشرته».
وقرئ «يبشّرك» بتشديد الشين، «ويبشرك» بضم الشين مخففة.
قال الله تعالى: {قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم قال أبشرتمونى على أن مسّنى الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق} [3]
«واستبشر»: إذا وجد ما يبشره من الفرح، قال تعالى:
{يستبشرون بنعمة من الله وفضل} [4] ويقال للخبر السارّ:
«البشارة، والبشرى» (5) قال تعالى: {لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة اه} [6]
__________
(1) بتشديد الشين.
(2) بتخفيف الشين.
(3) سورة الحجر / 5553.
(4) سورة آل عمران / 171.
(5) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «بشر» ص 48.
(6) سورة يونس / 64.(1/333)
سورة آل عمران * «ويعلمه» من قوله تعالى: {ويعلمه الكتاب والحكمة
آل عمران / 48.
قرأ «نافع، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب» «ويعلمه» بياء الغيبة، لمناسبة قوله تعالى قبل:} {إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون / 47.
وقرأ الباقون «ونعلمه» بنون العظمة، على أنه إخبار من الله تعالى عن نفسه بأنه سيعلم «عيسى بن مريم» عليهما السلام الكتاب والحكمة الخ.
وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم} [1]
قال «الراغب» فى مادة «علم»: «العلم»: إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان: أحدهما: إدراك ذات الشيء. والثانى: الحكم على الشيء بوجود شىء هو موجود له، أو نفى شىء هو منفىّ عنه.
فالأول: هو المتعدى إلى مفعول واحد نحو قوله تعالى:
{لا تعلمونهم الله يعلمهم} [2].
والثانى: هو المتعدى إلى مفعولين، نحو قوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} [3]، إلى أن قال: «والعلم من وجه ضربان: نظرى وعملى»:
فالنظرى: ما إذا علم فقد كمل، نحو: العلم بموجودات العالم.
والعملى: ما لا يتم إلا بأن يعمل كالعلم بالعبادات.
__________
(1) قال ابن الجزرى: نعلم اليا إذ ثوى نل انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 7. والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 105 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 344. وحجة القراءات ص 163.
(2) سورة الأنفال / 60.
(3) سورة الممتحنة / 10.(1/334)
سورة آل عمران ومن وجه آخر ضربان: عقلى، وسمعى.
وأعلمته وعلّمته، فى الأصل واحد، إلا أن «الإعلام» اختص بما كان بإخبار سريع، والتعليم اختص بما يكون بتكرير، وتكثير، حتى يحصل منه أثر فى نفس المتعلم.
قال بعضهم: التعليم تنبيه النفس لتصور المعانى. والتعلّم: تنبّه النفس لتصور ذلك، وربما استعمل فى معنى الإعلام إذا كان فيه تكرير، نحو قوله تعالى: {ويعلمه الكتاب والحكمة اه} [1]
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 383.(1/335)
* «أنّى» من قوله تعالى: {أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير آل عمران / 49.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «إنى» بكسر الهمزة، وذلك على الاستئناف، أو على إضمار القول، أى قائلا: إنى أخلق لكم الخ.
وقرأ الباقون «أنى» بفتح الهمزة، على أنها بدل من قوله تعالى قبل:
} {أنى قد جئتكم بآية من ربكم} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: واكسروا أنى أخلق اتل ثب انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 8 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 344 وحجة القراءات ص 174والحجة فى القراءات السبع ص 109(1/336)
* «الطير، طيرا» من قوله تعالى: {أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله آل عمران / 49.
ومن قوله:} {وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذنى فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذنى المائدة / 110.
قرأ «أبو جعفر» «الطائر» المعرّف، «وطائرا» المنكر فى السورتين بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة بعدها مكان الياء، وذلك على الإفراد، فقد ورد أنه ما خلق سوى الخفاش وطار فى الفضاء ثم سقط ميتا.
وقرأ «نافع، ويعقوب» «طائرا» المنكر فى السورتين مثل قراءة «أبى جعفر» بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة بعدها مكان الياء، على الإفراد.
وقرأ الباقون «الطير» المعرّف، «وطيرا» المنكر فى السورتين من غير ألف، وبياء ساكنة بعد الطاء، على أن المراد به اسم الجنس، أى جنس الطير} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى:
والطائر فى الطير كالعقود خير ذاكر:: وطائرا معا بطير إذ ثنا ظبى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 8والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 105.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 122. واتحاف فضلاء البشر ص 175.(1/337)
* «فيوفيهم» من قوله تعالى: {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم آل عمران / 57 قرأ «حفص، ورويس» «فيوفيهم» بياء الغيبة، على الالتفات من التكلم إلى الغيبة، والالتفات ضرب من ضروب البلاغة.
وقرأ الباقون «فنوفيهم» بنون العظمة الدالة على التكلم، وذلك إخبار عن الله تعالى ولمناسبة قوله تعالى قبل:} {فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا / 56.
والنون فى الإخبار، كالهمزة فى الإخبار. ولمناسبة قوله تعالى بعد:
} {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم / 58} [1].
قال «الراغب» فى مادة «وفى»: «الوافى»: الذى بلغ التمام، يقال:
درهم واف، وكيل واف، وأوفيت الكيل، والوزن.
إلى أن قال: «وتوفية الشيء: بذله وافيا، واستيفاؤه: تناوله وافيا، قال تعالى: {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم اه} [2].
وقال «الزبيدى» فى مادة «وفى»: «أوفى فلانا حقه: إذا أعطاه وافيا، كوفّاه بتشديد الفاء توفية، نقله الجوهرى.
وقال غيره: أى أكمله له» اه (3)
__________
(1) قال ابن الجزرى: نوفيهم بياء عن غنا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 8. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 345 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 125
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 528
(3) انظر: تاج العروس ج 10ص 394.(1/338)
* «تعلمون» من قوله تعالى:
{ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب آل عمران / 79 قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تعلّمون» بضم التاء، وفتح العين، وكسر اللام مشددة، على أنه مضارع «علّم» مضعف العين، فينصب مفعولين، أولهما محذوف تقديره: «الناس» وثانيهما «الكتاب».
وقرأ الباقون «تعلمون» بفتح التاء، وإسكان العين، وفتح اللام مخففة، على أنه مضارع «علم» نحو «فهم» مخفف العين، وهو ينصب مفعولا واحدا، وهو «الكتاب»} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: تعلمون ضم حرك واكسرا:: وشد كنز انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 9 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 351(1/339)
* «ولا يأمركم» من قوله تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا آل عمران / 80 قرأ «نافع، وابن كثير، والكسائى، وأبو جعفر» «ولا يأمركم» برفع الراء، وذلك على الاستئناف، والفعل مرفوع لتجرده من الناصب والجازم.
وقرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» «ولا يأمركم» بنصب الراء وذلك على أنه معطوف على قوله تعالى قبل:
} {ثم يقول للناس والتقدير: ليس للنبىّ أن يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولا أن يأمركم} {أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا من دون الله} [1]
وقرأ «السوسى» بإسكان الراء، وباختلاس ضمتها.
وقرأ «دورى أبى عمرو» بإسكان الراء، وباختلاس ضمتها، وبالضمة الخالصة (2)
قال «الراغب» فى مادة «أمر»: «الأمر» الشأن، وجمعه «أمور»
وهو لفظ عام للأفعال، والأقوال كلها، قال تعالى: {قل إن الأمر كله لله يخفون فى أنفسهم مالا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ههنا} [3]
__________
(1) قال ابن الجزرى: وارفعوا لا يأمرا:: حرم حلا رحبا
(2) قال ابن الجزرى: بارئكم يأمركم ينصركم سكن أو اختلس حلا والخلق طب انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 9والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 350 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 128
(3) سورة آل عمران / 154(1/340)
ويقال للابداع «أمر» قال تعالى: {ألا له الخلق والأمر} [1]
«ويختص ذلك بالله تعالى دون الخلائق» اه (2)
وقال «الزبيدى»: فى مادة «أمر»: «الأمر»: معروف، وهو ضد النهى
إلى أن قال: «والأمر»: مصدر «أمر» اه (3).
* «لما» من قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة آل عمران / 81 قرأ «حمزة» «لما» بكسر اللام، على أنها لام الجر متعلقة «بأخذ» وما مصدرية، والتقدير: اذكر يا محمد وقت أن أخذ الله الميثاق على الأنبياء السابقين، لإيتائه إياهم الكتاب والحكمة الخ.
وقرأ الباقون «لما» بفتح اللام، على أنها لام الابتداء، وما موصولة، والعائد محذوف، والتقدير: اذكر يا محمد وقت أن أخذ الله الميثاق على الأنبياء السابقين للذى آتاهم من كتاب وحكمة الخ} [4]
__________
(1) سورة الأعراف / 54،
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 24.
(3) انظر: تاج العروس ج 3ص 17
(4) قال ابن الجزرى: لما فاكسر فدا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 10 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 351 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 129وحجة القراءات ص 168(1/341)
سورة آل عمران اعلم أن «اللام المفردة» ثلاثة أقسام: عاملة للجرّ، وعاملة للجزم، وغير عاملة، وإليك تفصيل الكلام عن هذه الأقسام:
فالقسم الأول: العاملة للجرّ، وتكون مكسورة مع الاسم الظاهر نحو:
«لزيد»، ومع ياء المتكلم نحو: «لى». وتكون مفتوحة مع كل مضمر نحو: «لنا، ولهم». واللام الجارة تأتى لعدة معان:
أحدها: الاستحقاق، وهى الواقعة بين معنى وذات، نحو: {الحمد لله
الثانى: «الاختصاص» نحو: «الجنة للمؤمنين».
الثالث: «الملك» نحو:} {له ما فى السموات وما فى الأرض} [1]
الرابع: «التمليك» نحو: «وهبت لزيد دينارا».
الخامس: «التعليل» نحو: قراءة «حمزة» قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة} [2]
حيث قرأ بكسر اللام، والتقدير: لأجل إيتائى إياكم بعض الكتاب والحكمة ثم لمجيء محمد صلّى الله عليه وسلم مصدقا لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، فاللام للتعليل، وما مصدرية.
السادس: «توكيد النفى» وهى الداخلة فى اللفظ على الفعل، مسبوقة بما كان، أو بلم يكن، ناقصتين مسندتين لما أسند إليه الفعل المقرون باللام، نحو قوله تعالى: {وما كان الله ليطلعكم على الغيب} [3] وقوله تعالى: {لم يكن الله ليغفر لهم} [4]
وهذه اللام يسميها أكثر النحويين «لام الجحود» لملازمتها للجحد، أى النفى.
قال «ابن النحاس» أبو جعفر أحمد بن محمد ت 338هـ: والصواب تسميتها لام النفى، لأن الجحد فى اللغة إنكار ما تعرفه، لا مطلق الإنكار اه (5)
__________
(1) سورة البقرة / 255.
(2) سورة آل عمران / 81.
(3) سورة آل عمران / 179
(4) سورة النساء / 137.
(5) انظر: مغنى اللبيب ص 278.(1/342)
سورة آل عمران السابع: «الصيرورة» وتسمى لام العاقبة، ولام المآل، نحو قوله تعالى:
{فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّا وحزنا} [1]
الثامن: «التعجب» نحو: يا للماء، ويا للعشب، إذا تعجبوا من كثرتهما.
والقسم الثانى: «اللام العاملة الجزم» وهى اللام الموضوعة للطلب، وحركتها الكسر، وسليم تفتحها، وإسكانها بعد الفاء، والواو، أكثر من تحريكها، نحو قوله تعالى: {فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى} [2]
وقد تسكن بعد «ثم» نحو قوله تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم} [3]
فقد قرأ «قالون، والبزى، والكوفيون، وأبو جعفر، ويعقوب» بإسكان اللام وصلا للتخفيف، لأن لام الأمر الأصل فيها الكسر (4) ولا فرق فى اقتضاء اللام الطّلبية للجزم بين كون الطلب أمرا نحو قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} [5] أو دعاء نحو قوله تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} [6]
أو التماسا كقولك لمن يساويك: «ليقل فلان كذا» إذا لم ترد الاستعلاء عليه وإلا كان أمرا.
والقسم الثالث: «اللام غير العاملة» وتأتى لعدة معان:
الأول: «الابتداء» وفائدتها توكيد مضمون الجملة. وتدخل على المبتدإ نحو قوله تعالى: {لأنتم أشد رهبة فى صدورهم من الله} [7].
كما تدخل على خبر «إنّ» مكسورة الهمزة مشددة النون نحو قوله تعالى: {إن ربى لسميع الدعاء} [8]
__________
(1) سورة القصص / 8
(2) سورة البقرة / 186
(3) سورة الحج / 29
(4) انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 2ص 47
(5) سورة الطلاق / 7
(6) سورة الزخرف / 77
(7) سورة الحشر / 13
(8) سورة إبراهيم / 39(1/343)
سورة آل عمران والثانى «اللام الزائدة» وهى اللام الداخلة فى خبر المبتدإ نحو قوله:
أم الحليس لعجوز شهر به. وفى خبر «لكن» نحو قول الشاعر:
يلوموننى فى حب ليلى عواذلى:: ولكننى من حبها لعميد.
واعلم أنّ «ما» تكون اسمية، وحرفية:
فما الاسمية تأتى لعدة معان، أذكر منها ما يلي:
اتكون «موصولة» نحو قوله تعالى: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} [1].
ب وتكون «للتعجب» نحو قولك: ما أحسن زيدا.
ج وتكون «استفهامية» نحو قوله تعالى: {وما تلك بيمينك يا موسى} [2]
د وتكون «شرطية جازمة» نحو قوله تعالى: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} [3]
وما الحرفية تأتى لعدة معان أذكر منها ما يلى:
اتكون لمجرد النفى، إلا أنها إذا دخلت على الجملة الاسمية أعلمها «الحجازيون، والتهاميون، والنجديون» عمل «ليس» بشروط مخصوصة قال «ابن مالك»:
إعمال ليس أعملت ما دون إن:: مع بقا النفى وترتيب زكن وسبق حرف جرّ أو ظرف كما:: بى أنت معنيا أجاز العلما ومثال ذلك قول الله تعالى:: {ما هذا بشرا} [4]
ب وتكون «مصدرية فقط» نحو قوله تعالى: {عزيز عليه ما عنتم} [5]
__________
(1) سورة النحل / 96
(2) سورة طه / 17
(3) سورة البقرة / 197
(4) سورة يوسف / 31.
(5) سورة التوبة / 128(1/344)
سورة آل عمران ج وتكون «مصدرية ظرفية» نحو قوله تعالى: {وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا} [2]
د وتكون «زائدة» وهى نوعان: كافة، وغير كافة:
فالكافة: هى التى تكف «إنّ، وأخواتها» عن العمل، نحو قوله تعالى:
{إنما الله إله واحد} [3]
وقوله تعالى: {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} [4]
وغير الكافة: تأتى على نوعين:
الأول: تكون «للعوض» نحو قولهم: «أمّا أنت منطلقا انطلقت»، والأصل: انطلقت لأن كنت منطلقا، فقدم المفعول له للاختصاص، وحذف الجار و «كان» للاختصار، وجيء «بما» للتعويض، وأدغمت النون فى الميم للتقارب فى المخرج، والاشتراك فى بعض الصفات.
والثانى: تكون «لغير العوض» وتقع بعد «الرافع» نحو قولك:
«شتان ما زيد وعمرو».
وبعد الجازم، نحو قوله تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} [5]
وبعد الناصب الرافع، نحو قولك: «ليتما زيدا قائم».
وبعد الخافض، نحو قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} [6]
وتزاد بعد أداة الشرط نحو قوله تعالى: {أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة} [7]
__________
(2) سورة مريم / 31،
(3) سورة النساء / 170،
(4) سورة الأنفال / 6
(5) سورة الأعراف / 199،
(6) سورة آل عمران / 159
(7) سورة النساء / 78(1/345)
* «آتيتكم» من قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة آل عمران / 81 قرأ «نافع، وأبو جعفر» «آتيناكم» بنون العظمة، وألف بعدها وقرأ الباقون «آتيتكم» بتاء مضمومة مكان النون من غير ألف وهى تاء المتكلم، وذلك لمناسبة صدر الآية:} {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين} [1]
قال «الزبيدى» ت 1205هـ فى مادة «أتى»: «وآتى إليه الشيء بالمد» «إيتاء»: ساقه، وجعله يأتى إليه، «وآتى فلانا شيئا» «إيتاء»: أعطاه إياه، وفى «الصحاح»: «آتاه»: أتى به، ومنه قوله تعالى: {آتنا غداءنا} [2]
أى ائتنا به» اه قلت: فهو بالمد يستعمل فى الإعطاء، وفى الإتيان بالشيء» اه وفى «الكشاف»: اشتهر «الإيتاء» فى معنى «الإعطاء»، وأصله الإحضار.
وقال «شيخنا»: «ذكر «الراغب»: أن «الإيتاء» مخصوص بدفع الصدقة» قال: وليس كذلك، فقد ورد فى غيره نحو قوله تعالى:
{وآتيناه الحكم صبيا} [3]
__________
(1) قال ابن الجزرى: آتيتكم يقر آتينا مدا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 10 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 129 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 352 وحجة القراءات ص 169والحجة فى القراءات السبع ص 112
(2) سورة الكهف / 62
(3) سورة مريم / 12(1/346)
إلا أن يكون قصد «المصدر» فقط اه قلت: وهذا غير سديد ونص عبارته: «إلا أن الإيتاء خص بدفع الصدقة فى «القرآن» دون «الإعطاء، قال تعالى: {وآتوا الزكاة ووافقه «السمين» فى عمدة الحفاظ، وهو ظاهر لا غبار عليه فتأمل» اه} [1]
إلى أن قال: «وآتى فلانا جازاه، وقد قرئ قوله تعالى: {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها} [2] بالقصر، والمد (3)
فعلى القصر «جئنا» وعلى المد «أعطينا» وقيل: «جازينا» فإن كان «آتينا: أعطينا» فهو «أفعلنا» وإن كان «جازينا» فهو «فاعلنا» اه (4)
* «يبغون، يرجعون» من قوله تعالى: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون آل عمران / 83 قرأ «أبو عمرو، وحفص، ويعقوب» «يبغون» بياء الغيبة، لمناسبة قوله تعالى قبل:} فأولئك هم الفاسقون آل عمران / 82 فجرى الكلام على أوله فى الغيبة، ولأنه إخبار عن غيّب حيث لم يكونوا حاضرين وقت نزول هذه الآيات.
__________
(1) انظر: المفردات فى عريب القرآن، مادة «أتى» ص 9
(2) سورة الأنبياء / 47
(3) قراءة القصر هى الصحيحة، وقراءة المد شاذة
(4) انظر: تاج العروس ج 10ص 8(1/347)
سورة آل عمران وقرأ الباقون «تبغون» بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
أمر الله نبيه صلّى الله عليه وسلم أن يقول لهم: «أفغير دين الله تبغون أيها الكافرون» فخوطبوا بذلك على لسان النبى عليه الصلاة والسلام (1)
وقرأ «حفص» «يرجعون» بياء الغيبة مضمومة مع فتح الجيم لمناسبة قوله تعالى قبل: {يبغون.
وقرأ «يعقوب» «يرجعون» بياء الغيبة مع كسر الجيم، لمناسبة قوله تعالى «يبغون».
وقرأ الباقون «ترجعون» بتاء الخطاب المضمومة مع فتح الجيم لمناسبة الخطاب فى قوله تعالى: «تبغون»} [2]
قال «الراغب» ت 502هـ فى مادة «بغى»: «البغى»: طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرّى، تجاوزه أو لم يتجاوزه.
فتارة يعتبر فى القدر الذى هو «الكمّيّة»، وتارة يعتبر فى الوصف الذى هو «الكيفية» يقال: بغيت الشيء: إذا طلبت أكثر ما يجب، وابتغيت كذا، قال عز وجل: {لقد ابتغوا الفتنة من قبل} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يبغون عن حما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 10.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 129.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 353والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 109.
وحجة القراءات ص 170واتحاف فضلاء البشر ص 177.
(2) قال ابن الجزرى: ويرجعون عن ظبا، وقال: وترجع الضم فتحا واكسر ظما إن كان للأخرى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 10والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 129 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 353. وحجة القراءات ص 170.
واتحاف فضلاء البشر ص 177.
(3) سورة التوبة / 48.(1/348)
سورة آل عمران والبغى على ضربين: أحدهما: محمود، وهو تجاوز العدل إلى الإحسان، والفرض إلى التطوع.
والثانى: مذموم، وهو تجاوز الحق إلى الباطل، أو تجاوزه إلى الشبه.
ولأن «البغى» قد يكون محمودا، ومذموما، قال تعالى: {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق} [2] فخص العقوبة ببغيه بغير الحق.
وأبغيته: أعنته على طلبه، وبغى الجرح: تجاوز الحدّ فى فساده، وبغت المرأة بغاء: إذا فجرت، وذلك لتجاوزها إلى ما ليس لها قال تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} [3]
وبغت السماء: تجاوزت فى المطر حدّ المحتاج إليه.
وبغى: تكبّر، وذلك لتجاوزه منزلته إلى ما ليس له، ويستعمل ذلك فى أىّ أمر كان إلى أن قال: «والبغى فى أكثر المواضع مذموم، قال تعالى: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم} [4] اه (5)
قال «الزبيدي» ت 205هـ فى مادة «بغى»: «بغيتة» أى الشيء، سواء كان خيرا، أو شرّا «أبغيه، بغاء» بالضم ممدودا، و «بغى» مقصورا، و «بغية» بضمهن، و «بغية» بالكسر، الثانية عن «اللحيانى» والأولى أعرف، والأخيرتان عن «ثعلب» فإنه جعلهما مصدرين فقال: «بغى الخبر بغية بضم الباء و «بغية» بكسر الباء، وجعلهما غيره «اسمين».
__________
(2) سورة الشورى / 42.
(3) سورة النور / 33.
(4) سورة القصص / 76.
(5) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 5655(1/349)
سورة آل عمران وقال «اللحيانى»: «بغى الرجل الخير، والشرّ، وكل ما يطلبه، بغاء، وبغية، وبغى، مقصورا» اه إلى أن قال: «ويقال: ارتد فلان عن «بغيته» أى طلبته، وذلك إذا لم يجد ما يطلب.
وفى «الصحاح»: «البغية»: الحاجة، يقال لى فى بنى فلان «بغية، وبغية» أى حاجة، «فالبغية» بكسر الباء مثل الجلسة: الحاجة التى تبغيها، «والبغية» بضم الباء الحاجة نفسها» اه
إلى أن قال: «ومعنى قولهم: «أبغنى كذا» أى أعنى على بغائه.
وقال «الكسائى»: «أبغيتك الشيء» إذا أردت أنك أعنته على طلبه، فإذا أردت أنك فعلت ذلك له قلت له: «قد بغيتك» اه (1)
إلى أن قال: والجمع «بغاة» كقاض، وقضاة، و «بغيان» «كراع، ورعاة، ورعيان» اه (2) إلى أن قال: «بغى فى مشيته بغيا»: «اختال، وأسرع» و «بغت السماء بغيا»: «اشتد مطرها» حكاه «أبو عبيد». وحكى «اللحيانى»: «ما انبغى لك أن تفعل هذا، وما أبتغى»:
أى ما ينبغى، هذا فعله، ويقال: «ما ينبغى لك أن تفعل كذا بفتح الغين، وما ينبغى «بكسرها، أى لا نوء لك، كما فى اللسان» اه
إلى أن قال: «والبغايا» الطلائع التى تكون قبل ورود الجيش» اه (3).
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 1ص 38،
(2) انظر: تاج العروس ج 10ص 39
(3) انظر: تاج العروس ج 10ص 40.(1/350)
* «حج» من قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا آل عمران / 97.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «حج» بكسر الحاء، لغة «نجد».
وقرأ الباقون «حج» بفتح الحاء، لغة «أهل العالية، والحجاز، وأسد»} [1]
وهما مصدران «لحج يحج» والفتح هو المصدر القياسى: قال ابن مالك:
فعل قياس مصدر المعدّى:: من ذى ثلاثة كردّ ردّا والكسر حكاه «سيبويه» نحو: «ذكر ذكرا» (2)
قال «الراغب» فى مادة «حجّ»: «أصل الحجّ: القصد للزيارة، قال الشاعر:
:: يحجون بيت الزبرقان المعصفرا وخصّ فى تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك فقيل: «الحج» بفتح الحاء «والحج» بكسر الحاء فالحج مصدر، والحج اسم، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، وروى «العمرة» الحج الأصغر» اه (3)
قال «الزبيدى» فى مادة «حج»: «الحج»: القصد مطلقا، حجه يحجه حجا» قصده، وحججت فلانا، واعتمدته: قصدته، ورجل محجوج: أى مقصود.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكسر حج عن شفا ثمن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 11 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 131واتحاف فضلاء البشر ص 178
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 353
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 107(1/351)
سورة آل عمران وقال جماعة: «إنه القصد لمعظّم» وقيل: «هو كثرة القصد لمعظم» وهذا عند الخليل.
والحج: «الكف» كالحجحجة، يقال: «حجحج عن الشيء، وحج»:
كف عنه. والحج: القدوم، يقال: حج علينا فلان: أى قدم (1).
والحج: الغلبة بالحجة، يقال: حجه يحجه حجا: إذا غلبه على حجته.
والحج: كثرة الاختلاف، والتردد، وقد حج بنو فلان فلانا:
إذا أطالوا الاختلاف إليه.
وفى «التهذيب»: وتقول: أتيت فلانا إذا أتيته مرّة بعد مرّة، فقيل: حجّ البيت، لأنهم يأتونه كل سنة، قال «المخبل السعدى»:
وأشهد من عوف حلولا كثيرة:: يحجون سب الزبرقان المزعفرا (2)
أى يقصدونه، ويزورونه، وقال «ابن السكيت»: يقول: أى الشاعر يكثرون الاختلاف إليه، هذا الأصل، ثم تعورف استعماله فى «قصد مكة للنسك» اه.
وفى «اللسان»: الحج: التوجه إلى «البيت» بالأعمال المشروعة، فرضا، وسنّة، تقول: «حججت البيت، أحجه حجّا»: إذا قصدته.
وقال بعض الفقهاء: الحج: القصد، وأطلق على المناسك لأنها تبع لقصد مكة.
وتقول: حج البيت يحجه حجا وهو حاج والجمع «حجّاج» كعمّار، وزوّار ويجمع على «حجّ» بالضم كبازل، وبزل، وعائذ، وعوذ،
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 2ص 16.
(2) هذا البيت سبق أن استشهد بعجزه «الراغب» إلا أن بعض الألفاظ اختلفت فى الروايتين.(1/352)
سورة آل عمران وأنشد «أبو زيد» لجرير يهجو «الأخطل» ويذكر ما صنعه «الحجاف بن حكيم» السلمى من قتل «بنى تغلب» قوم «الأخطل» بالبشر: وهو «ماء» لبنى تميم:
قد كان فى جيف بدجلة حرّقت:: أو فى الذين على الرحوب شغول وكأن عافية النسور عليهم:: حجّ بأسفل ذى المجاز نزول يقول: لما كثرت قتلى «بنى تغلب» جافت الأرض، فحرقوا ليزول نتنهم، والرحوب: «ماء بنى تغلب» والمشهور رواية البيت «حج» بالكسر، وهو اسم الحاج، وعافية النسور: هى الغاشية التى تغشى لحومهم، «وذى المجاز»: من أسواق العرب.
ونقل شيخنا عن «ابن السكيت» «الحج» بالفتح: «القصد»، وبالكسر «القوم الحجاج» قلت: فيستدرك على المصنف ذلك.
وفى «اللسان» «الحج» بالكسر: «الحجاج» قال:
كأنما أصواتها بالبوادى:: أصوات حجّ من عمان عادى هكذا أنشده «ابن دريد» بكسر الحاء. «وهى حاجّة من حواجّ بيت الله» بالإضافة إذا كنّ قد حججن، وإن لم يكن قد حججن قلت: «حواجّ بيت الله» فتنصب «البيت» لأنك تريد التنوين فى «حواجّ» إلا أنه لا ينصرف، كما يقال: «هذا ضارب زيد أمس» و «ضارب زيد غدا» فتدلّ بحذف التنوين على أنه قد ضربه، وبإثبات التنوين على أنه لم يضربه، كذا حققه «الجوهرى» وغيره.
والحج: بالكسر «الاسم» قال «سيبويه»: «حجه يحجه حجا» كما قالوا:
«ذكره ذكرا» إلى أن قال: وقرئ {ولله على الناس حج البيت
والفتح أكثر، وقال «الزجاج» فى قوله تعالى:} {ولله على الناس حج البيت يقرأ بفتح الحاء، وكسرها، والفتح الأصل.
وروى عن «الأثرم» قال: «الحج بالفتح، والحج: بالكسر، ليس عند «الكسائى» بينهما فرقان والحجة بالكسر: المرة الواحدة من الحج، وهو شاذ، لوروده على خلاف القياس، لأن القياس فى المرّة الفتح فى كل فعل ثلاثى، كما أن القياس فيما يدل على الهيئة الكسر، كذا صرح به «ثعلب فى الفصيح» اه} [1]
* «يفعلوا، يكفروه» من قوله تعالى: وما يفعلوا من خير فلن يكفروه
آل عمران / 115 قرأ «دورى أبى عمرو» بخلف عنه، وحفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يفعلوا، يكفروه» بياء الغيبة فيهما، وذلك لمناسبة قوله تعالى قبل:(1/353)
«ذكره ذكرا» إلى أن قال: وقرئ {ولله على الناس حج البيت
والفتح أكثر، وقال «الزجاج» فى قوله تعالى:} {ولله على الناس حج البيت يقرأ بفتح الحاء، وكسرها، والفتح الأصل.
وروى عن «الأثرم» قال: «الحج بالفتح، والحج: بالكسر، ليس عند «الكسائى» بينهما فرقان والحجة بالكسر: المرة الواحدة من الحج، وهو شاذ، لوروده على خلاف القياس، لأن القياس فى المرّة الفتح فى كل فعل ثلاثى، كما أن القياس فيما يدل على الهيئة الكسر، كذا صرح به «ثعلب فى الفصيح» اه} [1]
* «يفعلوا، يكفروه» من قوله تعالى: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه
آل عمران / 115 قرأ «دورى أبى عمرو» بخلف عنه، وحفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يفعلوا، يكفروه» بياء الغيبة فيهما، وذلك لمناسبة قوله تعالى قبل:
} {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر الخ فذلك كله لفظ غيبة متصل بعضه ببعض.
وقرأ الباقون «تفعلوا، تكفروه» بتاء الخطاب فيهما، وهو الوجه الثانى «لدورى أبى عمرو». وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، أو لمناسبة الخطاب المتقدم فى قوله تعالى قبل:
} {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [1] رقم / 110 قال «الراغب»: فى مادة «فعل»: «الفعل: التأثير من جهة مؤثر، وهو عام لما كان بإجادة، أو بغير إجادة، ولما كان بعلم أو غير علم، وقصد أو بغير قصد، ولما كان من الإنسان، والحيوان، والجمادات. والعمل مثله» اه (2)
__________
(1) أنظر تاج العروس ج 2ص 17.
قال ابن الجزرى: ما يفعلوا لن يكفروا صحب طلا خلفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 11. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 133 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 354
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 382(1/354)
سورة آل عمران وقال «الزبيدى» فى مادة «فعل»: «الفعل» بالكسر: حركة الإنسان.
وقال «الصاغانى»: «هو إحداث كل شىء من عمل، أو غيره، فهو أخص من العمل اه، أو كناية عن كل عمل متعد، أو غير متعد، كما فى «المحكم»، وقال «ابن الكمال»: «هو الهيئة العارضة للمؤثر فى غيره بسبب التأثير، أولا، كالهيئة الحاصلة للقاطع بسبب كونه قاطعا» اه، وقال «الجوينى»: «الفعل» ما كان فى زمن يسير بلا تكرير، والعمل ما تكرر وطال زمنه، واستمرّ» اه، والفعل عند النحاة: ما دل على معنى فى نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة» اه. وقال «السعدى» فى شرح التصريف:
«الفعل بالكسر: اسم لكلمة مخصوصة، وبالفتح مصدر «فعل» كمنع، وفعل به يفعل فعلا، وفعلا فالاسم مكسور، والمصدر مفتوح» اه.
وقال قوم: «المكسور هو الاسم الحاصل بالمصدر، قال «ابن الكمال»:
«ولكن اشتهر بين الناس كسر الفاء فى المصدر» اه (1)
وأما عن «يكفروه» فقد قال «الراغب» فى مادة «كفر»: «الكفر» فى اللغة: ستر الشيء، ووصف «الليل» بالكافر، لستره «الأشخاص»، والزّارع بتشديد الزاى المفتوحة لستره «البذر» فى الأرض، وليس ذلك باسم لهما، والكافور: اسم أكمام الثمرة التى تكفرها، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكافور.
وكفر النعمة، وكفرانها: سترها بترك أداء شكرها. وأعظم الكفر جحود الوحدانية، أو الشريعة، أو النبوة. والكفران فى جحود النعمة أكثر استعمالا، والكفر فى الدين أكثر، والكفور بضم الكاف،
__________
(1) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 8ص 64.(1/355)
سورة آل عمران والفاء فيهما جميعا، قال تعالى: {فأبى الظالمون إلا كفورا} [1].
ولما كان «الكفران» يقتضى جحود النعمة صار يستعمل فى الجحود، قال تعالى: {ولا تكونوا أوّل كافر به} [2] أى جاحد له، وساتر.
والكافر على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية، أو النبوة، أو الشريعة، أو ثلاثتها.
وقد يقال: كفر لمن أخلّ بالشريعة، وترك ما لزمه من شكر الله عليه، قال تعالى: {من كفر فعليه كفره} [3] يدل على ذلك مقابلته بقوله تعالى:
{ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} [4]
إلى أن قال: «والكفّار» أبلغ من «الكفور» لقوله تعالى: {إن الله لا يهدى من هو كاذب كفار} [5]. والكفّار فى جمع «الكافر» المضاد للإيمان أكثر استعمالا، كقوله تعالى: {أشداء على الكفار} [6]
والكفرة فى جمع كافر النعمة أشدّ استعمالا، قال تعالى: {أولئك هم الكفرة الفجرة} [7] ألا ترى أنه وصف الكفرة بالفجرة؟
«والفجرة» قد يقال للفساق من المسلمين
إلى أن قال: «ويقال: كفر فلان إذا اعتقد الكفر، ويقال ذلك إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقده، ولذلك قال تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} [8]
إلى أن قال: ويقال: «أكفره إكفارا»: حكم بكفره
إلى أن قال: ويقال: كفرت الشمس النجوم: سترتها، ويقال:
الكافر للسحاب الذى يغطى الشمس، والليل» اه (9)
__________
(1) سورة الإسراء / 99.
(2) سورة البقرة / 41.
(3) سورة الروم / 44.
(4) سورة الروم / 44
(5) سورة الزمر / 3.
(6) سورة الفتح / 29.
(7) سورة عبس / 42
(8) سورة النحل / 106
(9) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 436433(1/356)
سورة آل عمران وقال «الزبيدى» فى مادة «كفر»: «الكفر» بالضم ضد الايمان، ويفتح، وأصل «الكفر» من «الكفر» بالفتح مصدر «كفر» بمعنى الستر، كالكفور، والكفران بضمهما.
ويقال: «كفر نعمة الله يكفرها» من باب «نصر».
وقول «الجوهرى» تبعا لخاله: «أبى نصر الفارابى»: «إنه من باب «ضرب» لا شبهة فى أنه غلط، قلت: «لا غلط، والصواب ما ذهب إليه «الجوهرى» والأئمة، وتبعهم المصنف، وهو الحق، ونص عبارته:
«وكفرت الشيء أكفره» بالكسر: أى سترته، فالكفر الذى هو بمعنى السّتر بالاتفاق من باب «ضرب»، وهو غير «الكفر» الذى هو ضد الإيمان فإنه من باب «نصر» والجوهرى إنما قال: فى «الكفر» الذى بمعنى «الستر» فظن شيخنا أنهما واحد حيث إن أحدهما مأخوذ من الآخر فتأمل.
وقال بعض أهل العلم: «الكفر» على أربعة أنحاء:
كفر إنكار بأن لا يعرف الله أصلا، ولا يعترف به، وكفر جحود، وكفر معاندة، وكفر نفاق، من لقى ربه بشيء من ذلك لم يغفر له، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء:
فأمّا كفر الإنكار: فهو أن يكفر بقلبه، ولسانه، ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد.
وأمّا كفر المعاندة: فهو أن يعرف الله بقلبه، ويقر بلسانه، ولا يدين به حسدا، وبغيا، ككفر «أبى جهل» وأضرابه، وفى التهذيب يعترف
سورة آل عمران بقلبه وبلسانه، ويأبى أن يقبل كأبى طالب حيث قال:(1/357)
وأمّا كفر المعاندة: فهو أن يعرف الله بقلبه، ويقر بلسانه، ولا يدين به حسدا، وبغيا، ككفر «أبى جهل» وأضرابه، وفى التهذيب يعترف
سورة آل عمران بقلبه وبلسانه، ويأبى أن يقبل كأبى طالب حيث قال:
ولقد علمت بأن دين محمد:: من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة:: لوجدتنى سمحا بذاك مبينا وأمّا كفر النفاق: فأن يقرّ بلسانه، ويكفر بقلبه، ولا يعتقد بقلبه.
وأمّا كفر الجحود: فأن يعترف بقلبه، ولا يقر بلسانه، فهذا كافر جاحد، ككفر «إبليس» وكفر «أمية بن أبى الصلت» (1).
قال «الأزهرى»: «وأصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه» اه.
وقيل: سمى الكافر كافرا، لأنه مغطى قلبه، قال «ابن دريد»:
كأنه فاعل فى معنى مفعول.
والجمع «كفار» بالضم، وكفرة: محركة، وكفار: ككتاب، مثل «جائع، وجياع، ونائم ونيام» اه (2).
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «أبى» ج 3ص 524
(2) انظر: تاج العروس ج 3ص 527(1/358)
* «لا يضركم» من قوله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا
آل عمران / 120.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «لا يضركم» بكسر الضاد، وجزم الراء، على أنها جواب الشرط.
وقرأ الباقون «لا يضركم» بضم الضاد، ورفع الراء مشددة، على أن الفعل مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، والجملة فى محل جزم جواب الشرط} [1].
قال «الراغب» فى مادة «ضرّ»: «الضر سوء الحال» إمّا فى نفسه لقلة العلم، والفضل، والعفّة.
وإمّا فى حالة ظاهرة من قلة مال، وجاه. يقال: «ضرّه ضرّا» أى جلب إليه ضرّا. والإضرار: حمل الإنسان على ما يضره اه (2)
وقال «الزبيدى»: فى مادة «ضرر»: «الضر» بفتح الضاد، ويضم لغتان: ضدّ النفع.
وقيل: «الضر» بالفتح: «مصدر» وبالضم «اسم».
وقيل: هما لغتان كالشهد والشهد، فإذا جمعت بين الضر والنفع،
__________
(1) قال ابن الجزرى: يضركم اكسر اجزم أوصلا حق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 12 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 355والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 112
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 294293(1/359)
فتحت الضاد، وإذا أفردت «الضر» ضممت إذا لم تستعمله مصدرا، كقولك «ضررت ضرّا» هكذا تستعمله العرب، كذا فى لحن العامة «للزبيدى» (1).
والضرر: الضيق، يقال مكان ذو ضرر، أى ذو ضيق (2)
* «منزلين» من قوله تعالى: {إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين آل عمران / 124 قرأ «ابن عامر» «منزلين» بفتح النون، وتشديد الزاى، على أنه اسم مفعول من «نزّل» الثلاثى مضعّف العين.
وقرأ الباقون «منزلين» بسكون النون، وتخفيف الزاى، على أنه اسم مفعول من «أنزل» الثلاثى المزيد بالهمزة} [3]
وهما لغتان بمعنى واحد، وقيل: التشديد للتكثير، أو للتدريج، قيل:
إن الله أمدهم أولا بألف، ثم صاروا ثلاثة آلاف.
والقراءتان ترجعان إلى أصل الاشتقاق:
فالأولى اسم مفعول من «نزّل» الثلاثى مضعف العين.
والثانية اسم مفعول من «أنزل» الثلاثى المزيد بالهمزة.
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 3ص 348.
(2) انظر: تاج العروس ج 3ص 348.
(3) قال ابن الجزرى: واشددوا منزلين منزلون كبدوا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 12 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 134. واتحاف فضلاء البشر ص 179(1/360)
* «مسومين» من قوله تعالى: {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يممددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين آل عمران / 125 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، ويعقوب» «مسومين» بكسر الواو، اسم فاعل من «سوّم» مضعف العين.
وقرأ الباقون «مسوّمين» بفتح الواو، اسم مفعول من «سوّم» مضعف العين أيضا} [1]. والسمة العلامة، فعن «على بن أبى طالب» رضى الله عنه قال: «كان سيما الملائكة يوم البدر الصوف الأبيض، وكان سيماهم أيضا فى نواصى خيولهم» اه.
وعن «ابن عباس» رضى الله عنهما قال: «كان سيما الملائكة يوم «بدر» عمائم بيض قد أرسلوها فى ظهورهم، ويوم «حنين» عمائم حمر» اهـ وقال «قتادة، وعكرمة»: «مسومين» أى بسيما القتال» اه (2).
ومن ينعم النظر فى هاتين القراءتين يجد مردّ الخلاف يرجع إلى الصيغة:
إذ القراءة الأولى اسم فاعل، والثانية اسم مفعول.
قال «الراغب» فى مادة «سام»: «السوم»: أصله الذهاب فى ابتغاء الشيء، فهو لفظ لمعنى مركّب من الذهاب، والابتغاء، وأجرى مجرى الذهاب فى قولهم: سامت الإبل فهى سائمة، ومجرى الابتغاء فى قولهم: سمعت كذا (3) اه.
__________
(1) قال ابن الجزرى: مسومين نم:: حق اكسر الواو انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 12.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 134. واتحاف فضلاء البشر ص 179.
(2) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 316.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 250.(1/361)
سورة آل عمران ويقال: قد سوّمته: أى علّمته، ومسوّمين بتشديد الواو المفتوحة أى معلمين، ومسوّمين بتشديد الواو المكسورة أى معلمين اه (1)
وقال «الزبيدى» فى مادة «سوم»: «السومة» بالضم، والسيمة، بالكسر والسيماء، والسيمياء ممدودين بكسرهن: العلامة يعرف بها الخبر، والشر اه.
وقال «الجوهرى»: «السومة»: العلامة تجعل على الشاة» اه.
وقال «ابن الأعرابى»: «السيمة»: العلامة على صوف الغنم، والجمع «السيم» اه.
وقال «ابو بكر بن دريد»: «قولهم عليه سيما حسنة معناه علامة، وهى مأخوذة من «وسمت اسم» والأصل فى «سيما» «وسمى» فحولت الواو من موضع الفاء فوضعت فى موضع العين، كما قالوا: ما أطيبه، وأيطبه، فصار «سومى» وجعلت الواو ياء لسكونها، وانكسار ما قبلها» اه.
وقال «الأصمعى»: «السيماء» ممدود، ومنه قول الشاعر:
غلام رماه الله بالحسن يافعا:: له سيماء لا تشق على البصر اه وقال «الجوهرى»: «السيماء» مقصور، من الواو، قال الله تعالى: {سيماهم فى وجوههم من أثر السجود} [2] وقد يجئ «السيماء، والسيمياء» ممدودين وأنشد لأسيد بن عنقاء الفزارى يمدح «عملية» حين قاسمه ماله:
غلام رماه الله بالحسن يافعا:: له سيماء لا تشق على البصر
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 251
(2) سورة الفتح / 29(1/362)
كأن الثريا علقت فوق نحره:: وفى جيده الشعرى وفى وجهه القمر (1) اه ويقال: «سوّم بتشديد الواو الفرس، تسويما: جعل عليه «سيمة» أى علامة، وقال «الليث»: أى أعلم عليه بحريرة، أو بشيء يعرف به.
وقال «أبو زيد الأنصارى»: «سوّم الخيل» بتشديد الواو أرسلها إلى المرعى ترعى حيث شاءت» اه (2)
* «وسارعوا» من قوله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم
آل عمران / 133.
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «سارعوا» بحذف الواو، وذلك على الاستئناف، وهى مرسومة بحذف الواو فى مصاحف أهل المدينة، وأهل الشام وقرأ الباقون «وسارعوا» بإثبات الواو، وذلك عطفا على قوله تعالى قبل:} {وأطيعوا الله والرسول} [3] رقم / 132 وهذه القراءة موافقة لرسم بقية المصاحف (4)
قال «الراغب» فى المفردات فى مادة «سرع»: «السرعة ضد البطء، ويستعمل فى الأجسام، والأفعال، يقال: سرع: بضم الراء، فهو سريع، وأسرع فهو مسرع، وأسرعوا صارت إبلهم سراعا، نحو: أبلدوا، وسارعوا، وتسارعوا، قال تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم اه} [5]
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 8ص 350
(2) انظر: تاج العروس ج 8ص 351
(3) قال ابن الجزرى: وحذف الواو عم من قبل سارعوا:
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 13 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 356والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 114
(4) قال ابن عاشر: والمك والعراق واو سارعوا.
(5) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 230(1/363)
سورة آل عمران وقال «الزبيدى» فى مادة «سرع»: «السرعة» بالضم: نقيض البطء.
و «سرع» ككرم «سرعة» بالضم، وسراعة، وسرعا بالكسر، «وسرعا» بكسر السين وفتح الراء كعنب، وسرعا بفتح السين وسكون الراء «وسرعا» بفتح السين والراء فهو «سريع، وسرع، وسراع» والأنثى بهاء، «وسرعان» والأنثى «سرعى» (1).
ويقال: «سرع» بفتح السين، وكسر الراء، «كعلم» قال «الأعشى» يخاطب ابنته:
واستخبرى قافل الركبان وانتظرى:: أوب المسافر إن ريثا وإن سرعا وقال تعالى: {والله سريع الحساب} [2] أى حسابه واقع لا محالة، وكل واقع فهو سريع، أو سرعة حساب الله أنه لا يشغله حساب واحد عن حساب آخر، ولا يشغله شىء عن شىء، أو معناه: تسرع أفعاله فلا يبطئ شىء منها عمّا أراد عز وجل، لأنه بغير مباشرة، ولا علاج، فهو سبحانه وتعالى يحاسب الخلق بعد بعثهم، وجمعهم، فى لحظة، بلا عد، ولا عقد، وهو أسرع الحاسبين (3).
ويقال: «أسرع فى السير كسرع» قال «ابن الأعرابى»: «سرع الرجل إذا أسرع فى كلامه، وفعاله» اه وفرق «سيبويه» بينهما فقال: «أسرع» طلب ذلك من نفسه وتكلفه كأنه أسرع المشى أى عجله، وأمّا «سرع» فكأنها غريزة» اه (4)
«والمسارعة»: المبادرة إلى الشيء كالتسارع، والإسراع، قال الله تعالى:
{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} [5]
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 5ص 376
(2) سورة البقرة / 202
(3) انظر: تاج العروس ج 5ص 377
(4) انظر: تاج العروس ج 5ص 378
(5) انظر: تاج العروس ج 5ص 379378(1/364)
* «قرح» من قوله تعالى: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله آل عمران / 140.
* «القرح» من قوله تعالى:} {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح آل عمران / 172 قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «قرح القرح» منكرا، ومعرفا، بضم القاف.
وقرأ الباقون بفتح القاف} [1]. وهما مصدران «لقرح».
والقرح بفتح القاف: الأثر من الجراحة من شىء يصيبه من خارج.
والقرح بضم القاف: أثرها من داخل كالبثرة ونحوها.
وقد يقال: القرح بفتح القاف: للجراحة، وبالضم للألم (2).
* «وكأين» من قوله تعالى: {وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير آل عمران / 146.
ومن قوله تعالى:} وكأين من قرية عتت عن أمر ربها الطلاق / 8 قرأ «ابن كثير، وأبو جعفر» «وكائن» بألف ممدودة بعد الكاف، وبعدها همزة مكسورة، وحينئذ يكون المدّ من قبيل المتصل فكل يمد حسب مذهبه، إلا أن «أبا جعفر» يسهل الهمزة مع التوسط والقصر.
وقرأ الباقون «وكأين» بهمزة مفتوحة بدلا من الألف، وبعدها
__________
(1) قال ابن الجزرى: وقرح القرح ضم صحبة، انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 13، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 136 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 356واتحاف فضلا البشر ص 179
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 400(1/365)
سورة آل عمران ياء مكسورة مشددة. وهما لغتان بمعنى كثير (1)
ومثلهما فى الحكم كل لفظ «كايّن» فى جميع القرآن.
واعلم أن «كأى» اسم مركب من «كاف» التشبيه، «وأىّ» المنونة، ولذلك جاز الوقف عليها بالنون (2) لأن التنوين لما دخل فى التركيب أشبه النون الأصلية، ولهذا رسم فى المصحف نونا هكذا: «كأيّن» ووقف عليها «أبو عمرو، ويعقوب» بحذف التنوين، أى على الياء هكذا «كأى»، وذلك للتنبيه على الأصل، وهو أن الكلمة مركبة من كاف التشبيه، «وأىّ» المنونة، ومعلوم أن التنوين يحذف وقفا (3).
«مهمة» اعلم أنّ «كأىّ» توافق «كم» فى خمسة أمور وهى: الإبهام، والافتقار إلى التمييز، والبناء، ولزوم التصدير، وإفادة التكثير فى الغالب نحو قوله تعالى: {وكأين من نبىّ قاتل معه ربيون كثير} [4].
وتخالفها فى خمسة خمسة أمور وهى:
الأول: أن «كأىّ» مركبة، وكم بسيطة على الصحيح.
والثانى: أن مميز «كأىّ» مجرور بمن غالبا، نحو قوله تعالى: {وكأين من نبى} [5] وقوله: {وكأين من آية فى السموات والأرض} [6] وقوله:
{وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم} [7].
__________
(1) قال ابن الجزرى: كائن فى كأين شل دم وقال وفى كائن وإسرائيل ثبت انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 14والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 116 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 137واتحاف فضلاء البشر ص 179
(2) وقف القراء العشرة عدا «أبى عمرو، ويعقوب» على النون تبعا للرسم.
(3) قال ابن الجزرى: كأين النون وبالياحما
(4) سورة آل عمران / 146
(5) سورة آل عمران / 146
(6) سورة يوسف / 105
(7) سورة العنكبوت / 60(1/366)
والثالث: أنّ «كأىّ» لا تقع استفهامية عند جمهور النحاة.
والرابع: أنها لا تقع مجرورة خلافا لابن قتيبة وابن عصفور حيث أجازا نحو: «بكأىّ تبيع هذا الثوب» والخامس: أن خبرها لا يقع مفردا (1).
* «قاتل» من قوله تعالى: {وكأين من نبىّ قاتل معه ربيون كثير
آل عمران / 146 قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «قتل» بضم القاف، وحذف الألف، وكسر التاء، وذلك على البناء للمفعول، وهو من «القتل» «وربيون» نائب فاعل.
وقرأ الباقون «قاتل» بفتح القاف، وإثبات الألف، وفتح التاء، وذلك على البناء للفاعل، وهو من «القتال» «وربيون» فاعل} [2].
* «الرعب» حيث جاء معرفا، ومنكرا، نحو قوله تعالى:
{سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب آل عمران / 151 ونحو قوله تعالى:} {لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا
الكهف / 18 ونحو قوله تعالى:} وقذف فى قلوبهم الرعب الحشر / 2 قرأ «ابن عامر، والكسائى، وأبو جعفر، ويعقوب» «الرعب، رعب» حيث وقع فى القرآن الكريم سواء كان معرفا، أو منكرا بضم العين.
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 247246
(2) قال ابن الجزرى: قاتل ضم اكسر بقصر أو جفا حقا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 13 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 137وحجة القراءات ص 175(1/367)
وقرأ الباقون بإسكان العين (1). وهما لغتان فاشيتان مثل: «السحت» بإسكان العين، وبضمها. وهما مصدران بمعنى واحد.
قال «الراغب»: «الرّعب: الانقطاع من امتلاء الخوف» اه (2)
وقيل: الأصل السكون، وضمت العين اتباعا لضمة الراء، مثل: «اليسر والعسر» بسكون السين وضمها.
وقيل: الأصل ضم العين وسكنت تخفيفا، مثل: «الرسل» بضم السين، وسكونها (3)
* «يغشى» من قوله تعالى: {ثم أنزلنا عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم آل عمران / 154 قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تغشى» بتاء التأنيث، على أن الفاعل ضمير يعود على «أمنه» وهى مؤنثة، فأنث الفعل تبعا لتأنيث الفاعل.
وقرأ الباقون «يغشى» بياء التذكير، على أن الفاعل ضمير يعود على «نعاسا» وهو مذكر، فذكر الفعل تبعا للفاعل} [4]
قال «الراغب» فى مادة «غشى»: «غشيه» غشاوة، وغشاء، أتاه إتيان
__________
(1) قال ابن الجزرى: رعب الرعب رم كم ثوى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 407.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 360 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 138، واتحاف فضلاء البشر ص 180
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 197.
(3) انظر: المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية ص 76
(4) قال ابن الجزرى: يغشى شفا أنت.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 14. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 360 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 139. وحجة القراءات ص 176.(1/368)
ما قد غشيه، أى ستره، والغشاوة ما يغطّى به الشيء، قال تعالى:
{وجعل على بصره غشاوة ويقال: غشيه، وتغشّاه، وغشّيته كذا، قال تعالى:} {وإذا غشيهم موج،} {فغشيهم من اليمّ ما غشيهم،} {وتغشى وجوههم النار،} {إذ يغشى السدرة ما يغشى،} {إذ يغشيكم النعاس اه} [1]
وقال «الزبيدى» فى مادة «غشى»: «غشى عليه» «كعنى» «غشية»، «وغشيا» بالفتح، وضمه لغة عن صاحب «المصباح»، وغشيانا محركة:
«أغمى عليه»، فهو مغشى عليه، نقله الجوهرى، ومنه قوله تعالى:
{ينظرون إليك نظر المغشىّ عليه من الموت} [2]. والاسم «الغشية» بالفتح، وجعله «الجوهرى» مصدرا، وجعله صاحب «المصباح» للمرّة.
ويقال: «إن الغشى» تعطل القوى المحركة، والإرادة الحساسة، لضعف القلب بسبب وجع شديد، أو برد، أو جوع مفرط (3)
* «كله» من قوله تعالى: {قل إن الأمر كله لله آل عمران / 154 قرأ «أبو عمرو، ويعقوب» «كله» برفع اللام، وذلك على أنها مبتدأ، ومتعلق «لله» خبر، والجملة من المبتدإ وخبره فى محل رفع خبر «إنّ».
وقرأ الباقون «كله» بالنصب، وذلك على أنها تأكيد لكلمة «الأمر» التى هى اسم «إنّ» ومتعلق «لله» خبر «إنّ»} [4]
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 361
(2) سورة «محمد» / 20.
(3) انظر: تاج العروس ج 10ص 266
(4) قال ابن الجزرى: وكله حما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 14.
والكشف عن وجوه القراءات العشر ج 1ص 361.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 119.
وحجة القراءات ص 177والحجة فى القراءات السبع ص 115(1/369)
سورة آل عمران اعلم أن لفظ «كلّ» موضوع لاستغراق أفراد المنكر نحو قوله تعالى:
{كل نفس ذائقة الموت} [1] ولاستغراق أفراد المعرّف، نحو قوله تعالى:
{وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} [2] ولاستغراق أجزاء المفرد المعرّف نحو قولك: «كل زيد حسن» (3)
واعلم أن «كلّ» ترد باعتبار ما قبلها على ثلاثة أوجه:
الأول: تكون نعتا لنكرة، أو معرفة، فتدل على كماله، وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى، نحو قولك: «أطعمنا شاة كلّ شاة».
ونحو قول «أشهب بن رميلة»:
وإن الذى حانت بفلج دماؤهم:: هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد والثانى: أن تكون توكيدا لمعرفة، نحو قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} [4] وقوله تعالى: {قل إن الأمر كله لله} [5]
والثالث: ألا تكون تابعة، بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إلي الظاهر، نحو قوله تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} [6] وتقع غير مضافة، نحو قوله تعالى: {وكلا ضربنا له الأمثال} [7]
وترد باعتبار ما بعدها على وجهين:
الأول: أن تضاف إلى ظاهر، وحكمها أن يعمل فيها جميع العوامل، نحو قولك: «أكرمت كل المجتهدين».
والثانى أن تضاف إلى ضمير ملفوظ به، وحكمها ألا يعمل فيها
__________
(1) سورة آل عمران / 185
(2) سورة مريم / 95
(3) انظر: مغنى اللبيب ص 255
(4) سورة الحجر / 30
(5) سورة آل عمران / 154
(6) سورة المدثر / 38.
(7) سورة الفرقان / 39.(1/370)
سورة آل عمران سوى الابتداء، نحو قوله تعالى: {وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} [1] وقوله تعالى: {قل إن الأمر كله لله} [2] على قراءة من رفع اللام (3)
واعلم أن لفظ «كل» حكمه الإفراد، والتذكير. وأن معناها بحسب ما تضاف إليه، فإن كانت مضافة إلى منكر وجب مراعاة معناها:
آفلذلك جاء الضمير مفردا فى نحو قوله تعالى: {وكل شئ فعلوه فى الزبر} [4] وقوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه} [5]
ب وجاء الضمير مفردا مؤنثا فى نحو قوله تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} [6] وقوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} [7].
ج وجاء الضمير مجموعا مذكرا فى نحو قوله تعالى: {كل حزب بما لديهم فرحون} [8] ومجموعا مؤنثا فى نحو قول «قيس بن ذريح»:
وكل مصيبات الزمان وجدتها:: سوى فرقة الأحباب هينة الخطب (9)
«مهمة» قال علماء البيان: «إذا وقعت «كلّ» فى حيز النفى كان النفى موجها إلى الشمول خاصة، وأفاد بمفهومه ثبوت الفعل لبعض الأفراد، نحو قولك: «ما جاء كل القوم» «ولم آخذ كل العلم».
وإن وقع النفى فى حيزها اقتضى السلب عن كل فرد نحو قوله عليه الصلاة والسلام لما قال له «ذو اليدين» (10): أنسيت أم قصرت الصلاة «كل ذلك لم يكن» (11)
__________
(1) سورة مريم / 95
(2) سورة آل عمران / 154
(3) انظر: مغنى اللبيب ص 258
(4) سورة القمر / 52
(5) سورة الاسراء / 13
(6) سورة المدثر / 38
(7) سورة آل عمران / 185
(8) سورة المؤمنون / 53
(9) انظر: مغنى اللبيب ص 261258
(10) ذو اليدين، هو: «الخرباق السلمى» صحابى جليل
(11) انظر: مغنى اللبيب ص 265(1/371)
* «تعملون» من قوله تعالى: {والله بما تعملون بصير آل عمران / 156 قرأ «ابن كثير، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يعملون» بياء الغيب، وذلك ردّا على الذين كفروا فى قوله تعالى أول الآية:} {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا والواو فى «يعملون» للكفار.
وقرأ الباقون «تعملون» بتاء الخطاب، وذلك ردّا على الخطاب الذى فى قوله تعالى قبل:} {لا تكونوا كالذين كفروا والواو فى «تعملون» للمؤمنين} [1]
* «متم» من قوله تعالى: {ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون آل عمران / 157 ومن قوله تعالى:} {ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون آل عمران / 158 ومن قوله تعالى:} {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما المؤمنون / 35 * «متنا» من قوله تعالى:} {قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون
المؤمنون / 82.
ومن قوله تعالى:} {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون الصافات / 16 ومن قوله تعالى:} {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون الصافات / 53 ومن قوله تعالى:} {أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ق / 3 ومن قوله تعالى:} وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون
الواقعة / 47.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويعملون دم شفا. انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 14 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 361والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 140 وحجة القراءات ص 177والحجة فى القراءات السبع ص 115(1/372)
سورة آل عمران * «متّ» من قوله تعالى: {قالت ياليتى متّ قبل هذا مريم / 23.
ومن قوله تعالى:} {ويقول الإنسان أإذا مامتّ لسوف أخرج حيا مريم / 26.
ومن قوله تعالى:} {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون الأنبياء / 34.
قرأ «نافع، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» بكسر الميم فى ذلك كله وقرأ «حفص» بكسر الميم فى ذلك كله إلّا موضعى سورة آل عمران، فقد قرأهما بضم الميم. وقرأ الباقون بضم الميم فى الجميع} [1].
والقراءتان ترجعان إلى أصل الاشتقاق:
فالأولى وهى كسر الميم، من «مات يمات» نحو: «خاف يخاف» الأجوف. من باب «فهم يفهم» والأصل «موت» بفتح فاء الكلمة، وكسر عينها، فإذا أسند إلى ضمير الرفع المتحرك قيل «مت» بكسر فاء الكلمة، وذلك لأننا نقلنا حركة العين إلى الفاء، بعد حذف حركة الفاء، ثم حذفنا الواو للساكنين.
والثانية وهى بضم الميم، من «مات يموت» نحو: «قام يقوم» الأجوف من باب «نصر ينصر». وأصل «مات» «موت» تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا. وأصل «يموت «يموت» بضم عين الكلمة، فنقلت ضمتها إلى الساكن قبلها (3) (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: اكسر ضما هنا فى متم شفا أرى:: وحيث جا صحب أتى.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 15.
(3) واتحاف فضلاء البشر ص 181.(1/373)
* «يجمعون» من قوله تعالى: {لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون
آل عمران / 157 قرأ «حفص» «يجمعون» بياء الغيب، وهو راجع إلى الذين كفروا فى قوله تعالى قبل:} {يا أيه الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا رقم / 156 والضمير فى «يجمعون» للكفار.
وقرأ الباقون «تجمعون» بتاء الخطاب، لمناسبة قوله تعالى فى صدر الآية:
} {ولئن قتلتم فى سبيل الله} [1]
قال «الراغب» فى مادة «جمع» «الجمع»: ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال: جمعته فاجتمع، قال تعالى: {الذى جمع مالا وعدده} [2]
وقال تعالى: {لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون} [3]
ويقال «للمجموع»: «جمع، وجماعة» قال تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله} [4] وقال تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} [5].
و «جميع، وأجمع، وأجمعون» يستعمل لتأكيد الاجتماع على الأمر» اه (6)
وقال «الزبيدى» فى مادة «جمع»: «الجمع» كالمنع: تأليف المتفرق، و «الجمع»: جماعة الناس، والجمع: «جموع» مثل: «برق، وبروق».
وفى «الصحاح»: «الجمع» قد يكون مصدرا، وقد يكون اسما لجماعة الناس، ويجمع على «جموع».
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويجمعون عالم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 15. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 361.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 140. وحجة القراءات ص 178.
والحجة فى القراءات السبع ص 115واتحاف فضلاء البشر ص 181.
(2) سورة الهمزة / 2.
(3) سورة آل عمران / 157.
(4) سورة آل عمران / 166.
(5) سورة يس / 32
(6) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 9796.(1/374)
وفى «اللسان»: «الجماعة، والجميع، والمجمع، والمجمعة» كالجمع، وقد استعملوا ذلك فى غير الناس حتى قالوا: «جماعة الشجر» (1)
* «يغلّ» من قوله تعالى: {وما كان لنبىّ أن يغل آل عمران / 161 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم» «يغل» بفتح الياء، وضم الغين، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير يعود على «نبىّ» والمعنى: لا ينبغى أن يقع من نبىّ غلول، أى خيانة البتة.
وقرأ الباقون «يغل» بضم الياء، وفتح الغين، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على «نبىّ» أيضا، والفعل على هذه القراءة من «أغلّ» الرباعى، والمعنى: ما كان لنبىّ أن ينسب إليه غلول البتة، مثل:
«أكذبته» نسبته إلى الكذب} [2]
قال «الراغب» فى مادة «غلّ»: «غلّ يغلّ بكسر الغين إذا صار ذا غلّ، أى ضغن، وأغلّ أى صار ذا إغلال، أى خيانة، وغلّ يغلّ: بضم الغين: إذا خان، وأغللت فلانا نسبته إلى الغلول، قال تعالى:
{وما كان لنبىّ أن يغلّ وقرئ «أن يغلّ» بضم الياء وفتح الغين، أى ينسب إلى الخيانة، من أغللته» اه} [3]
وقال «الزبيدى» فى مادة «غلل»: «أغلّ، إغلالا»: خان، قال «النمر بن تواب»:
جزى الله عنا حمزة ابنة نوفل:: جزاء مغل بالأمانة كاذب أنشد ابن برّى:
حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن:: للغدر خائنة مغل الأصبع
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 5ص 304
(2) قال ابن الجزرى: وفتح ضم يغل والضم حلا نصر دعم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 16والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 362.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 122وحجة القراءات ص 179
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 363(1/375)
ويقال: «أغلّ فلانا»: نسبه إلى الغلول، والخيانة، ومنه قراءة من قرأ {وما كان لنبى أن يغلّ بضم الياء، وفتح الغين أى يخوّن، أى ينسب إلى الغلول.
ويقال: «غلّ غلولا» خان، ومنه قوله تعالى:} {وما كان لنبى أن يغل
على قراءة «يغل» بفتح الياء، وضم الغين.
قال «ابن السكيت»: «لم نسمع فى «المغنم» إلا «غلّ غلولا» اه.
وقال «أبو عبيد»: «الغلول» فى المغنم خاصة، ولا نراه فى الخيانة، ولا من الحقد، ومما يبين ذلك أنه يقال من الخيانة «أغلّ يغلّ» ومن الحقد «غلّ يغلّ» بالكسر، ومن «الغلول» «غلّ يغلّ» بالضم» اه وقال «ابن الأثير»: «الغلول»: الخيانة فى المغنم، والسرقة، وكل من خان فى شىء خفية فقد «غلّ» وسميت «غلولا» لأن الأيدى فيها تغلّ، أى يجعل فيها «الغلّ» اه} [1]
* «ما قتلوا» من قوله تعالى: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا آل عمران / 168 قرأ «هشام» بخلف عنه «ما قتلوا» بتشديد التاء، على أنه مضارع مبنى للمجهول من «قتّل» مضعف العين، والواو نائب فاعل، وذلك لإرادة التكثير فى القتل.
وقرأ الباقون «ما قتلوا» بتخفيف التاء، وهو الوجه الثانى لهشام، على أنه مضارع مبنى للمجهول من «قتل» الثلاثى مثل «نصر» والواو نائب فاعل} [2].
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 8ص 48.
(2) قال ابن الجزرى: ما قتلوا شدّ لدى خلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 16.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 142. واتحاف فضلاء البشر ص 181.(1/376)
تنبيه: «وما قتلوا» من قوله تعالى: {وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا فى الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا آل عمران / 156 اتفق القراء العشرة على قراءته بتخفيف التاء مع البناء للمجهول. وذلك إمّا لمناسبة «ما ماتوا» أو لأن القتل فى هذا الموضع ليس مختصا بسبيل الله بدليل} {إذا ضربوا فى الأرض لأن المقصود به السفر فى التجارة، وقد روى عن «ابن عامر» أنه قال: «ما كان من القتل فى سبيل الله فهو بالتشديد» أى يجوز فيه التشديد.
* «ولا تحسبن» من قوله تعالى:} {ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا آل عمران / 169 قرأ «هشام» بخلف عنه «ولا يحسبن» بياء الغيب، وفاعله} {الذين قتلوا فى سبيل الله وهم الشهداء، و «أمواتا» مفعول ثان، والمفعول الأول محذوف، والتقدير: ولا يحسبن الشهداء أنفسهم أمواتا.
وقرأ الباقون «ولا تحسبن» بتاء الخطاب، وهو الوجه الثانى لهشام، و} {الذين قتلوا فى سبيل الله مفعول أول، و «أمواتا» مفعول ثان، والتقدير: ولا تحسبن يا «محمد» أو يا مخاطب الشهداء أمواتا} [1].
وقرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر» «تحسبن» بفتح السين، والباقون بكسرها، وهما لغتان (2)
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخلف يحسبن لا موا
(2) قال ابن الجزرى: ويحسب مستقبلا بفتح سين كتبوا فى نص ثبت انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 17 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 142(1/377)
* «قتلوا» من قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا
آل عمران / 169 ومن قوله تعالى:} {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا آل عمران / 195 ومن قوله تعالى:} {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم الأنعام / 140 ومن قوله تعالى:} {والذين هاجروا فى سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا الحج / 58 قرأ «ابن عامر» «قتلوا» فى المواضع الأربع بتشديد التاء، على أنّ الفعل مضارع مبنى للمجهول من «قتّل» مضعف العين، والواو نائب فاعل، وذلك لإرادة التكثير فى القتل.
وقرأ «ابن كثير» بتشديد التاء فى الموضع الأخير من آل عمران رقم / 195وكذا موضع الأنعام رقم / 140 أما موضع آل عمران رقم / 169، وكذا موضع الحج رقم / 58فقد قرأهما بتخفيف التاء، على أنه مضارع مبنى للمجهول من «قتل» الثلاثى مثل «نصر» وذلك جمعا بين اللغتين.
وقرأ الباقون بتخفيف التاء فى المواضع الأربع} [1].
تنبيه: «قتلوا» من قوله تعالى: والذين قتلوا فى سبيل الله محمد / 4 اتفق القراء العشرة على قراءته بالبناء للمجهول مع تخفيف التاء.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ما قتلوا شدّ لدى خلف وبعد كفلوا:: كالحج والآخر والأنعام دم كم.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 16.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 142. واتحاف فضلاء البشر ص 181.(1/378)
«وقتّلوا» من قوله تعالى: {أخذوا وقتلوا تقتيلا الأحزاب / 61 اتفق القراء العشرة على قراءته بالبناء للمجهول مع تشديد التاء. وهذا إن دلّ على شىء فإنما يدل على أن القراءة سنة متبعة ومبنية على التوقيف.
* «وأنّ» من قوله تعالى:} {يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين آل عمران / 171 قرأ «الكسائى» «وإنّ» بكسر الهمزة، على الاستئناف.
وقرأ الباقون «وأنّ» بفتح الهمزة، عطفا على «بنعمة» مع تقدير حرف الجرّ.
والتقدير: يستبشرون بنعمة من الله وبأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} [1]
* «يحزنك» من قوله تعالى: {ولا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر
آل عمران / 176 ومن قوله تعالى:} {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر المائدة / 41 ومن قوله تعالى:} {قد نعلم إنه ليحزنك الذين يقولون فإنهم لا يكذبونك
الأنعام / 33 ومن قوله تعالى:} {ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا يونس / 65 ومن قوله تعالى:} {ومن كفر فلا يحزنك كفره لقمان / 23 ومن قوله تعالى:} {فلا يحزنك قولهم يس / 76 * «ليحزننى» من قوله تعالى:} {قال إنى ليحزننى أن تذهبوا به يوسف / 13 * «يحزنهم» من قوله تعالى:} {لا يحزنهم الفزع الأكبر الأنبياء / 103 «ليحزن» من قوله تعالى:} إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا
المجادلة / 10
__________
(1) قال ابن الجزرى: واكسر وأن الله رم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 18.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 364. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 143.(1/379)
قرأ «نافع» جميع هذه الأفعال حيثما وقعت فى القرآن الكريم، بضم الياء، وكسر الزاى، على أنه مضارع «أحزن» الثلاثى المزيد بالهمزة نحو: «أكرم يكرم». إلا موضع الأنبياء رقم / 103فقد قرأه بفتح الياء، وضم الزاى على أنه مضارع «حزن» الثلاثى نحو: «علم يعلم» ومنه قوله تعالى:
{ولا هم يحزنون البقرة / 38وذلك جمعا بين اللغتين.
وقرأ «أبو جعفر» جميع هذه الأفعال بفتح الياء، وضم الزاى، إلا موضع الأنبياء رقم / 103فقد قرأه بضم الياء، وكسر الزاى، جمعا بين اللغتين أيضا.
وقرأ الباقون جميع هذه الأفعال بفتح الياء، وضم الزاى} [1].
قال «الراغب» فى مادة «حزن» «الحزن» بضم الحاء، وسكون الزاى، والحزن بفتح الحاء والزاى، خشونة فى الأرض، وخشونة فى النفس لما يحصل فيها من الغمّ، ويضاده الفرح» اه (2)
* «ولا يحسبن» من قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خير لأنفسهم آل عمران / 178 قرأ «حمزة» «تحسبن» بتاء الخطاب، والمخاطب نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلم} {أو كل من يصلح للخطاب،} «والذين كفروا» مفعول أول، «وأنما نملى لهم خير لأنفسهم» بدل من الذين كفروا، سدّ مسد مفعولى «تحسب» لأن المبدل منه على نية الطرح، والرمى، وما موصولة، أو مصدرية، والتقدير:
ولا تحسبن يا محمد أن الذى نمليه للكفار خيرا أو إملاء نا لهم خيرا.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يحزن فى الكل اضمما:: مع كسر ضم أم الانبياء ثما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 18. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 365 واتحاف فضلاء البشر ص 182.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 115(1/380)
وقرأ الباقون «يحسبن» بياء الغيب، والفاعل «الذين كفروا» «وأنما نملى لهم خير لأنفسهم» سدت مسدّ المفعولين، والتقدير: ولا يحسبن الذين كفروا أن الذى نمليه لهم خير أو إملاءنا لهم خيرا (1).
وقرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر» بفتح السين، وقرأ الباقون بكسرها، وهما لغتان (2)
تنبيه: مثل «ولا يحسبن الذين كفروا» فى القراءات «ولا يحسبن الذين يبخلون» رقم / 180 * «يميز» من قول الله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب آل عمران / 179 ومن قوله تعالى:} {ليميز الله الخبيث من الطيب الأنفال / 37 قرأ «حمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «يميز» فى الموضعين، بضم الياء، وفتح الميم، وكسر الياء مشدّدة مضارع «ميّز يميّز» مثل:
«كرّم يكرّم» مضعف العين.
وقرأ الباقون بفتح الياء، وكسر الميم، وإسكان الياء، مضارع «ماز يميز» مثل: «كان يكيل» معتل العين} [3] وهما لغتان ترجعان إلى أصل الاشتقاق:
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخاطبن ذا الكفر والبخل فنن.
(2) وقال: ويحسب مستقبلا بفتح سين كتبوا فى نص ثبت.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 19، والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 126 واتحاف فضلاء البشر ص 182والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 367
(3) قال ابن الجزرى: يميز ضم افتح وشدده ظعن شفا معا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 19.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 369واتحاف فضلاء البشر ص 183(1/381)
فالقراءة الأولى من «التمييز» يقال: «ميز يميز تمييزا» بتضعيف العين.
والمعنى: يقال: ميّزت بين الأشياء بمعنى فرّقت بينها.
فالقراءة الثانية من «الميز» يقال: «ماز يميز ميزا» بتخفيف العين.
والمعنى: يقال: ماز الشيء إذا فرقه، وفصل بينه وبين غيره.
قال «الراغب» فى مادة «ميّز»: «الميز، والتمييز»: الفصل بين المتشابهات يقال: «مازه يميزه ميزا، وميّزه تمييزا» اه (1)
وقال «الزبيدى» فى مادة «ماز»: «مازه يميزه ميزا»: عزله، وفرزه، كأمازه وميّزه، والاسم «الميزة» بالكسر
إلى أن قال: «وفى التنزيل العزيز: {حتى يميز الخبيث من الطيب قرئ «يميز» أى بفتح الياء، وكسر الميم، وتخفيف الياء، من «ماز يميز» وقرئ «يميّز» أى بضم الياء، وفتح الميم، وتشديد الياء، من «ميّز يميّز» أى مضعف العين» إلى أن قال: «وماز الشى يميزه ميزا: فصل بعضه على بعض، هكذا فى سائر الأصول الموجودة.
والذى فى «المحكم»: «فصل بعضه من بعض» وهذا هو الصواب» اه} [2]
* «تعملون» من قوله تعالى: {ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير آل عمران / 180 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «يعملون» بياء الغيب، وذلك لمناسبة قوله تعالى أول الآية:} {ولا يحسبن الذين يبخلون الخ.
وقرأ الباقون «تعملون» بتاء الخطاب، لمناسبة قوله تعالى قبل:} وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم رقم / 179.
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 478.
(2) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 4ص 83.(1/382)
أو على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب (1).
قال «الراغب» فى مادة «عمل»: «العمل كل فعل يكون من الحيوان بقصد، فهو أخص من «الفعل» لأن الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التى يقع منها فعل بغير قصد، وقد ينسب إلى الجمادات، والعمل قلما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل العمل فى الحيوانات إلا فى قولهم: «البقر العوامل» والعمل يستعمل فى الأعمال الصالحة، والسيئة، قال تعالى:
{إن الذين آمنوا وعملوا الصلحات وقال:} {والذين يعملون السيئات لهم عذاب شديد اه} [2].
* «سنكتب، وقتلهم، ونقول» من قوله تعالى: {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق آل عمران / 181.
قرأ «حمزة» «سيكتب» بياء مضمومة، وفتح التاء، مبنيا للمفعول، و «ما» اسم موصول، أو مصدرية، نائب فاعل، والتقدير: سيكتب الذى قالوه، أو سيكتب قولهم.
وقرأ الباقون «وقتلهم» برفع اللام، عطفا على «ما».
وقرأ «ويقول» بياء الغيبة، وذلك لمناسبة قوله تعالى قبل:} لقد سمع الله الخ وهو معطوف على «سيكتب».
وقرأ الباقون «سنكتب» بنون العظمة، وضم التاء، مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره «نحن» وهو يعود على الله تعالى،
__________
(1) قال ابن الجزرى: يعملوا حق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 19والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 369.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 128. وحجة القراءات ص 184.
واتحاف فضلاء البشر ص 183.
(2) أنظر: المفردات فى غريب القرآن ص 348.(1/383)
سورة آل عمران وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، و «ما» مفعول به، «وقتلهم» بنصب اللام، عطفا على «ما» «ونقول» بنون العظمة، وهو معطوف على «سنكتب (1).
قال «الراغب» فى مادة «كتب»: «الكتب ضمّ أديم إلى أديم بالخياطة يقال: كتبت السقاء، وكتبت البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة:
بسكون اللام، وفى التعارف: ضم الحرف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، والأصل فى الكتابة:
النظم بالخط، لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمى «كلام الله» وإن لم يكتب «كتابا» كقوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه
وقوله تعالى:} {قال إنى عبد الله آتانى الكتاب إلى أن قال: ويعبّر عن «الإثبات، والتقدير، والإيجاب، والعرض، والعزم» بالكتابة، ووجه ذلك أن الشيء يراد، ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ، والكتابة منتهى} [2] اه.
وقال فى مادة «قتل»: «أصل القتل: إزالة الروح عن الجسد كالموت، لكن إذا اعتبر بفعل المتولّى لذلك يقال: «قتل» وإذا اعتبر بفوت الحياة، يقال: «موت» قال تعالى: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم آل عمران / 44اه} [3].
وقال فى مادة «قول»: «القول، والقيل» واحد، قال تعالى: ومن أصدق من الله قيلا سورة النساء رقم / 122.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يكتب يا وجهلن:: قتل ارفعوا يقول يا فز.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 20.
والكشف عن وجوه القراءات العشر ج 1ص 369. وحجة القراءات ص 184.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 423
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 293.(1/384)
والقول يستعمل على أوجه: أظهرها أن يكون للمركب من الحروف المبرز بالنطق مفردا كان أو جملة، كما قد تسمّى القصيدة، والخطبة ونحوهما قولا.
الثانى: يقال للمتصور فى النفس قبل الإبراز باللفظ قول، فيقال: فى نفسى قول لم أظهره، قال تعالى: {ويقولون فى أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول
سورة المجادلة رقم / 8فجعل ما فى اعتقادهم قولا.
الثالث: للاعتقاد نحو: فلان يقول بقول «أبى هريرة» رضى الله عنه الرابع: يقال للدلالة على الشيء، نحو قول الشاعر:
«امتلأ الحوض وقال قطنى» الخ.
* «والزبر والكتاب» من قوله تعالى:} {والزبر والكتاب المنير
آل عمران 184.
قرأ «ابن عامر» «وبالزبر» بزيادة باء موحدة بعد الواو، وذلك موافقة لرسم المصحف الشامى.
وقرأ «هشام» بخلف عنه، «وبالكتاب» بزيادة باء موحدة بعد الواو، وذلك موافقة لرسم المصحف الشامى أيضا} [1].
وقرأ الباقون «والزبر والكتاب» بحذف الباء فيهما، وذلك تبعا لرسم بقية المصاحف (2).
__________
(1) قال ابن عاشر: بالزبر الشامى بياء شائع:: كذا الكتاب بخلاف عنهمو.
(2) قال ابن الجزرى: وفى الزبر بالبا كملوا:: وبالكتاب الخلف لذ انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 20، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 370.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 146، وحجة القراءات 185.(1/385)
قال «الراغب» فى مادة «زبر»: «زبرت الكتاب»، كتبته كتابة عظيمة وكل كتاب غليظ الكتابة يقال له «زبور» وخص «الزبور» بالكتاب المنزل على «داود» عليه السلام قال تعالى: «وآتينا داود زبورا».
سورة النساء رقم / 163وقال تعالى: {ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون سورة الأنبياء رقم / 105اه} [1]
* «لتبيننه، ولا تكتمونه» من قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه آل عمران / 187.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة» ليبيننه، ولا يكتمونه» بياء الغيب فيهما، وذلك على إسناد الفعلين إلى} {الذين أوتوا الكتاب.
وقرأ الباقون «لتبيننه»، ولا تكتمونه» بتاء الخطاب فيهما، وذلك على الحكاية، أى قلنا لهم: «لتبيننه للناس ولا تكتمونه»} [2].
قال «الراغب» فى مادة «بان»: «والبيان الكشف عن الشيء، وهو أعم من النطق، مختص بالإنسان، ويسمّى ما بيّن به بيانا إلى أن قال: وسمّى ما يشرح به المجمل، والمبهم من الكلام بيانا، نحو قوله تعالى {ثم إن علينا بيانه سورة القيامة رقم / 19ويقال: بينته، وأبنته:
إذا جعلت له بيانا تكشفه، نحو قوله تعالى:} {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم النحل / 24اه} [3].
وقال فى مادة «كتم»: «الكتمان»: ستر الحديث، يقال: «كتمته
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 211.
(2) قال ابن الجزرى: يبينن ويكتمون حبر صفر، انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 22، وحجة القراءات ص 185واتحاف فضلاء البشر ص 283.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 68/ 69.(1/386)
كتما، وكتمانا» قال تعالى: «الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله» سورة النساء رقم / 37اه (1).
* «لا تحسبن، فلا تحسبنهم» من قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم آل عمران / 188.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «لا يحسبن، فلا يحسبنهم» بياء الغيب فيهما، وفتح الباء فى الأول، وضمها فى الثانى، والفعل الأول مسند إلى الرسول صلّى الله عليه وسلم، و «الذين» مفعول أول، والمفعول الثانى «بمفازة» أى ولا يحسبن الرسول الفرحين ناجين، والفعل الثانى وهو «فلا يحسبنهم» مسند إلى ضمير «الذين» ومن ثم ضمت الباء لتدل على واو الضمير المحذوفة لسكون النون بعدها، ومفعوله الأول والثانى محذوف، تقديرهما، كذلك أى فلا يحسبن الفرحون أنفسهم ناجية، والفاء عاطفة وقرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «لا تحسبن، فلا تحسبنهم» بتاء الخطاب وفتح الباء فيهما، والفعل فيهما مسند إلى المخاطب والفعل الثانى تأكيد للأول، والمعنى: لا تحسبن يا مخاطب الفرحين ناجين لا تحسبنهم كذلك.
وقرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» لا يحسبن، فلا تحسبنهم» بياء الغيب فى الأول، وتاء الخطاب فى الثانى، وفتح الباء فيهما، على إسناد الفعل الأول إلى «الذين» والثانى إلى المخاطب} [2].
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 425.
(2) قال ابن الجزرى: وخاطبن ذا الكفر والبخل فنن وفرح ظهر كفى ويحسبن غيب وضم الياء حبر.(1/387)
وقرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر» بفتح السين فيهما، وقرأ الباقون بكسر السين فيهما، وهما لغتان (1).
* {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم آل عمران / 195.
*} {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون التوبة / 111.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» بتقديم «قتلوا» وتقديم «يقتلون» الفعل المبنى للمجهول فيهما، وتوجيه ذلك أن الواو لا تفيد ترتيبا، أو على التوزيع لأن منهم من قتل ومنهم من قاتل.
وقرأ الباقون بتقديم الفعل المسمى للفاعل فيهما، وذلك لأن القتال يكون عادة قبل القتل} [2].
وقرأ «ابن كثير، وابن عامر» «وقتلوا» بتشديد التاء، لإرادة التكثير وقرأ الباقون بتخفيف التاء، على الأصل (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويحسب مستقبلا بفتح سين كتبوا فى نص ثبت.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 22، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 371.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 132، وحجة القراءات ص 186.
(2) قال ابن الجزرى: قتلوا قدم وفى التوبة أخر يقتلوا شفا، انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 23، والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 134 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 148، وحجة القراءات ص 187، واتحاف فضلاء البشر ص 184
(3) قال ابن الجزرى: ما قتلوا شد لدى خلف وبعد كفلوا:: كالحج والآخر والأنعام دم كم.(1/388)
* «لا يغرّنّك» من قوله تعالى {لا يغرّنك تقلب الذين كفروا فى البلاد
آل عمران / 96.
* «لا يحطمنكم» من قوله تعالى:} {لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون النمل / 18 * «ولا يستخفنّك» من قوله تعالى:} {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون الروم / 60.
* «نذهبن» من قوله تعالى:} {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون
الزخرف / 41 * «أو نرينك» من قوله تعالى:} {أو نرينك الذى وعدناهم الزخرف / 42 قرأ «رويس» «لا يغرنك، لا يحطمنكم، ولا يستخفنك، فإما نذهبن، أو نرينك» بتخفيف النون مع سكونها فى الكلمات الخمس، على أنها نون التوكيد الخفيفة، وإذا وقف على «نذهبن» وقف بالألف، وذلك على الأصل فى الوقف فى نون التوكيد الخفيفة.
وقرأ الباقون بتشديد النون فى الكلمات الخمس، على أنها نون التوكيد الثقيلة} [1].
قال «الراغب» فى مادة «غرر»: «الغرّة بكسر الغين: غفلة فى اليقظة، والغرار: غفلة مع غفوة، وأصل ذلك من «الغرّ» بضم الغين:
وهو الأثر الظاهر من الشيء ومنه غرة الفرس إلى أن قال:
__________
(1) قال ابن الجزرى: يغرنك الخفيف يحطمن:: أو نرين يستخفن نذهبن وقف بذا بألف غص.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 23، واتحاف فضلاء البشر ص 184.(1/389)
سورة آل عمران غرّه كذا غرورا كأنما طواه على غرّه بفتح الغين قال تعالى:
{لا يغرّنك تقلب الذين كفروا فى البلاد اه} [1].
وقال فى مادة «حطم»: «الحطم»: كسر الشيء مثل الهشم، ونحوه، ثم استعمل لكل كسر متناه، قال تعالى: {لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون وحطمته فانحطم حطما اه} [2].
وقال فى مادة «خفّ»: «الخفيف» بإزاء الثقيل، ويقال ذلك تارة باعتبار المضايفة بالوزن، وقياس شيئين أحدهما بالآخر، نحو: درهم خفيف، ودرهم ثقيل إلى أن قال: يقال خفّ يخف خفّا وخفّة، وخففته تخفيفا، تخفّف، تخففا واستخففته وقوله تعالى:
{ولا يستخفنك الذين لا يوقنون أى لا يزعجنك ويزيلنك عن اعتقادك بما يوقنون من الشبه» اه} [3].
وقال فى مادة «ذهب» «الذهاب»: المضىّ، يقال: ذهب بالشيء، وأذهبه، ويستعمل ذلك فى الأعيان، والمعانى، قال تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد سورة إبراهيم رقم / 19وقال تعالى:} إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
سورة الأحزاب رقم / 33اه (4).
وقال «الزبيدى» فى التاج مادة «ذهب»: ذهب به: أزاله، كأذهبه غيره وأذهبه به، قال «أبو إسحاق وهو قليل إلى أن قال: وقال بعض أئمة اللغة، والصرف: إن عدّى الذهاب بالباء فمعناه الإذهاب،
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 358.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 123
(3) انظر المفردات فى غريب القرآن ص 152.(1/390)
أو بعلى فمعناه النسيان، أو بعن فالترك، أو بإلى فالتوجه، وقد أورد «أبو العباس ثعلب» ذهب، وأذهب فى الفصيح وصحح التفرقة» اه (1)
* «لكن» من قوله تعالى: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار آل عمران / 197.
ومن قوله تعالى:} {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنيّة الزمر / 20.
قرأ «أبو جعفر» «لكن» فى الموضعين بنون مفتوحة مشددة، على أن «لكن» عاملة عمل «إنّ» «والذين» اسمها.
وقرأ الباقون «لكن» فى الموضعين أيضا بنون ساكنة مخففة مع تحريكها وصلا بالكسر تخلصها من التقاء الساكنين، على أن «لكن» مخففة مهملة لا عمل لها، والذين مبتدأ} [2].
تمت سورة آل عمران ولله الحمد
__________
(1) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 1ص 257.
(2) قال ابن الجزرى: وثم شدد لكن الذين كالزمر.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 24.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 149، واتحاف فضلاء البشر ص 184(1/391)
سورة النساء
* «تساءلون» من قوله تعالى: {واتقوا الله الذى تساءلون به النساء / 1.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى وخلف العاشر» «تساءلون» بتخفيف السين، وذلك على حذف إحدى التاءين، لأن أصلها «تتساءلون».
وقرأ الباقون «تسّاءلون» بتشديد السين} [1]، وذلك على إدغام التاء فى السين، وذلك لتقارب مخرج التاء والسين، إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، والسين تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا السفلى (2)، وكذلك لاشتراك التاء مع السين فى الصفات الآتية: الهمس، والاستفال، والانفتاح، والإصمات.
* «والأرحام» من قوله تعالى: واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام
النساء / 1.
قرأ «حمزة» «والأرحام» بخفض الميم، عطفا على الضمير المجرور فى «به».
قال «مكى بن أبى طالب»: «وهو قبيح عند البصريين، وقليل فى الاستعمال، بعيد فى القياس، لأن المضمر فى «به» عوض عن التنوين، ولأن المضمر المخفوض لا ينفصل عن الحرف، ولا يقع بعد حرف العطف، ولأن المعطوف والمعطوف عليه شريكان يحسن فى أحدهما ما يحسن فى الآخر، ويقبح فى أحدهما ما يقبح فى الآخر، فكما لا يجوز: واتقوا الله الذى تساءلون بالأرحام فكذلك لا يحسن: تساءلون به والأرحام،
__________
(1) قال ابن الجزرى: تساءلون الخف كوف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 24.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 150.
والكشف عن وجوه القراءات ج 3751.
(2) الرائد فى التجويد ص 41.(1/392)
سورة آل عمران فإن أعدت الخافض حسن» اه (1).
أقول: ولقد عجبت من كلام «مكى بن أبى طالب» وهو القارئ اللغوى أشد العجب، كيف لا يردّ على البصريين كلامهم، إذ الواجب أن يكون ما جاء به «القرآن الكريم» هو الصواب، لا القواعد التى قعدها علماء البصرة، كما يجب أن تكون القراءات القرآنية من المراجع الأصيلة التى تبنى عليها القواعد النحوية.
وقرأ الباقون «والأرحام» بنصب الميم، عطفا على لفظ الجلالة، على معنى: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
ويجوز أن يكون معطوفا على محل الجار والمجرور، لأنه فى موضع نصب، كما تقول: مررت بزيد وعمرا، لأن معنى «مررت بزيد» جاوزت زيدا، فهو فى موضع نصب فحمل «والأرحام» على المعنى فنصب (2).
وقضية العطف على الضمير المخفوض بدون إعادة الخافض، من القضايا النحوية التى اختلف فيها نحاة الكوفة، والبصرة قديما (3)، وهذه إشارة إلى مذهب كل منهما ودليله:
أولا: ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز العطف على الضمير المخفوض بدون إعادة الخافض، واحتجوا لرأيهم بأنه قد جاء ذلك فى القرآن الكريم وكلام العرب:
فمن القرآن الكريم قوله تعالى: {واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام} [4].
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 375.
(2) قال ابن الجزرى: واجررا الأرحام ف ق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 24، والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 136
(3) انظر: هذه القضية فى: الإنصاف فى مسائل الخلاف ج 2ص 463فما بعده.
(4) سورة النساء / 1(1/393)
سورة آل عمران فقد قرأ «حمزة بن حبيب الزيات» ت 156هـ أحد القراء السبعة بخفض ميم «والأرحام» عطفا على الضمير المجرور فى «به».
وقوله تعالى: {ويستفتونك فى النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم} [1]. فما اسم موصول فى موضع خفض عطفا على الضمير المجرور فى «فيهن».
ومن كلام العرب قول الشاعر (2).
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا:: فاذهب فما بك والأيام من عجب ومحل الشاهد قوله: «فما بك والأيام» حيث عطف «والأيام» على الكاف من «بك» من غير إعادة حرف الجر، والتقدير: فما بك وبالأيام وقال الآخر:
أكرّ على الكتيبة لا أبالى:: أفيها كان حتفى أم سواها ومحل الشاهد قوله «أم سواها» حيث عطف «سواها» على الضمير المجرور فى «فيها» دون إعادة الخافض، والتقدير: أفى هذه الكتيبة كان هلاكه أم فى كتيبة أخرى.
ثانيا: ذهب البصريون إلى أنه لا يجوز العطف على الضمير المخفوض بدون إعادة الخافض، واحتجوا لرأيهم بأن قالوا: «إنما قلنا: إنه لا يجوز، وذلك لأن الجار مع المجرور بمنزلة شيء واحد، فإذا عطفت على الضمير المجرور، والضمير إذا كان مجرورا اتصل بالجار، ولم ينفصل منه، ولهذا لا يكون إلا متصلا، بخلاف ضمير المرفوع والمنصوب، فكأنك
__________
(1) سورة النساء / 384.
(2) قال الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد رحمه الله تعالى:
«هذا البيت من شواهد سيبويه ج 1ص ص 92وشرحه البغدادى فى خزانة الأدب ج 2 ص 338، وابن عقيل رقم 298ولم ينسبه واحد هؤلاء إلى قائل معين، انظر: هامش الانصاف ج 4642.(1/394)
سورة آل عمران قد عطفت الاسم على الحرف الجار، وعطف الاسم على الحرف لا يجوز.
ومنهم من تمسك بأن قال: إنما قلنا ذلك لأن الضمير قد صار عوضا عن التنوين، فينبغى أن لا يجوز العطف عليه، كما لا يجوز العطف على التنوين.
والدليل على استوائهما أنهم يقولون: «يا غلام» فيحذفون الياء كما يحذفون التنوين وإنما اشتبها لأنهما على حرف واحد، وأنهما يكملان الاسم، وأنهما لا يفصل بينهما وبينه بالظرف، وليس كذلك الاسم المظهر، ومنهم من تمسك بأن قال: «أجمعنا على أن لا يجوز عطف المضمر المجرور على المظهر المجرور، إذ لا يجوز أن يقال: «مررت بزيدوك» فكذلك ينبغى أن لا يجوز عطف المظهر المجرور، على المضمر المجرور، فلا يقال: «مررت بك وزيد» لأن الاسماء مشتركة فى العطف، فكما لا يجوز أن يكون معطوفا، فلا يجوز أن يكون معطوفا عليه» اه (1).
رأى وترجيح: ونحن إذا ما أنعمنا النظر فى أدلة كل من:
الكوفيين، والبصريين حكمنا بدون تردد بأن رأى «الكوفيين» هو الصواب، والذى لا يجب العدول عنه، وذلك لمجيء «القرآن» به.
وعلى «البصريين» أن يعدّلوا قواعدهم بحيث تتمشى مع لغة «القرآن» الذى يعتبر فى قمة المصادر التى يعتمد عليها عند التقنين.
وقد رجح «ابن مالك» ت 672رأى «الكوفيين» حيث قال:
وعود خافض لدى عطف على:: ضمير خفض لازما قد جعلا وليس عندى لازما إذ قد أتى:: فى النظم والنثر الصحيح مثبتا
__________
(1) انظر: الإنصاف فى مسائل الخلاف ج 2ص 466/ 467.(1/395)
سورة آل عمران * «فواحدة» من قوله تعالى: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم النساء / 3.
قرأ «أبو جعفر» «فواحدة» برفع التاء، على أنها خبر لمبتدإ محذوف، أى فالمقنع واحدة، أو فاعل لفعل محذوف، والتقدير: فيكفى واحدة.
وقرأ الباقون «فواحدة» بنصب التاء، على أنها مفعول لفعل محذوف، والتقدير: فانكحوا واحدة} [1].
* «قياما» من قوله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما النساء / 5.
ومن قوله تعالى:} {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس المائدة / 97.
قرأ «ابن عامر» «قيما» فى الموضعين بغير ألف بعد الياء، على أنها مصدر «قام» بمعنى القيام لغة فيه.
وقرأ «نافع» موضع النساء «قياما» بإثبات الألف بعد الياء على أنه مصدر «قام يقيم قياما».
قال «الأخفش الأوسط» سعيد بن مسعدة ت 215هـ.
فى المصدر ثلاث لغات: القوام، والقيام، والقيم» اه} [2].
وقرأ الباقون «قياما» بإثبات الألف بعد الياء فى السورتين (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: واحدة رفع ثرا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 25. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 150.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 377.
(3) قال ابن الجزرى: واقصر قياما كن أبى وتحت كم.
انظر: النشر فى القراءات ج 3ص 25. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 151، 196.(1/396)
سورة آل عمران تنبيه: «قياما» من قوله تعالى: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم آل عمران / 191.
ومن قوله تعالى:} {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم النساء / 103.
ومن قوله تعالى:} {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما» الفرقان / 64.
اتفق القراء العشرة على قراءته فى هذه المواضع الثلاث «قياما» بإثبات الألف بعد الياء.
وهذا دليل على أن القراءة مبنية على التوقيف ولا مجال للرأى، أو القياس فيها، والله أعلم.
* «وسيصلون» من قوله تعالى:} {إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا» النساء / 10.
قرأ «ابن عامر، وشعبة» «وسيصلون» بضم الياء على أنه مضارع مبنى للمجهول من «اصلى» الثلاثى المزيد بالهمزة، والواو نائب فاعل، وهى المفعول الأول، وسعيرا مفعول ثان، ومنه قوله تعالى:} {سوف نصليهم نارا النساء / 56.
وقرأ الباقون «وسيصلون» بفتح الياء، على أنه مضارع مبنى للفاعل من «صلا» الثلاثى، والواو فاعل، وسعيرا مفعول به، ومنه قوله تعالى:
} {جهنم يصلونها وبئس القرار إبراهيم / 29} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يصلون ضم كم صبا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 25. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 151.(1/397)
قال «الراغب»: صلا: أصل أصل الصلى لإيقاد النار، ويقال: صلى بالنار وبكذا أى بلى بها» اه (1).
* «واحدة» من قوله تعالى: {وإن كانت واحدة فلها النصف النساء / 11.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «واحدة» برفع التاء، على أن كان تامة تكتفى بمرفوعها} [2].
وقرأ الباقون «واحدة» بنصب التاء على أن كان ناقصة، واحدة خبرها واسم كان مضمر والتقدير وإن كانت الوارثة واحدة (3)
* «فلأمه» من قوله تعالى: {فلأمه الثلث النساء / 11.
ومن قوله تعالى:} {فلأمه السدس النساء / 11.
* «فى أم» من قوله تعالى:} {وإنه فى أم الكتاب الزخرف / 4.
* «فى أمها» من قوله تعالى:} {حتى يبعث فى أمها رسولا القصص / 59.
قرأ «حمزة، والكسائى» هذه الألفاظ الثلاثة المتقدمة بكسر الهمزة وصلا، أى وصل ما قبل الهمزة بها، وذلك لمناسبة الكسرة التى قبل الهمزة، وإذا ابتدءا بالهمزة فإنهما يبدآن بهمزة مضمومة على الأصل.
وقرأ الباقون الألفاظ الثلاثة بضم الهمزة فى الحالين: أى وصلا وبدأ والكسر والضم لغتان صحيحتان} [4].
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 285.
(2) قال ابن مالك: وذو تمام ما برفع يكتفى وما سواه ناقص.
(3) قال ابن الجزرى: واحدة رفع ثرى:: الاخرى مدا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 25، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 151.
(4) قال ابن الجزرى: لأمه فى أم أمها كسر:: ضمّا لدى الوصل رضى.(1/398)
أما إذا أضيف لفظ «أم» إلى جمع وكان قبله كسر، وذلك فى أربعة مواضع وهن:
(1) «أمهاتكم» من قوله تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم
النحل / 8.
(2) ومن قوله تعالى:} {أو بيوت أمهاتكم النورة / 61.
(3) ومن قوله تعالى:} {يخلقكم فى بطون أمهاتكم الزمر / 6.
(4) ومن قوله تعالى:} {وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم» النجم / 32 فقد قرأ «حمزة» بكسر الهمزة والميم حالة وصل «أمهاتكم» بالكلمة التى قبلها، فالكسر الذى فى الهمزة لمناسبة الكسر الذى قبلها، والكسر فى الميم اتباعا لكسر الهمزة.
وقرأ «الكسائى» بكسر الهمزة فقط حالة وصل «أمهاتكم» بالكلمة التى قبلها، وذلك لمناسبة الكسر الذى قبلها. وإذا ابتدأ كل من:
«حمزة، والكسائى» «بأمهاتكم» فإنه يقرأ بهمزة مضمومة، وميم مفتوحة على الأصل.
وقرأ الباقون الألفاظ الأربعة بضم الهمزة، وفتح الميم فى الحالين، أى وصلا وبدأ، وذلك على الأصل، وكلها لغات} [1].
* «يوصى» من قوله تعالى: يوصى بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم النساء / 11.
__________
(1) قال ابن الجزرى: لأمه فى أم أمها كسر::
ضما لدى الوصل رضى كذا الزمر والنحل نور النجم والميم تبع فاش.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 2625. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 379.(1/399)
ومن قوله تعالى: {يوصى بها أو دين غير مضار النساء / 12.
قرأ «ابن كثير، وابن عامر، وشعبة» «يوصى» فى الموضعين بفتح الصاد، وألف بعدها لفظا لا خطا، وذلك على البناء للمفعول، وبها نائب فاعل.
وقرأ «حفص» الموضع الأول «يوصى» بكسر الصاد، وياء بعدها، وذلك على البناء للفاعل، والفاعل ضمير والمراد به الميت، وبها متعلق بيوصى، أى يوصى بها الميت.
أما الموضع الثانى فإنه قرأه بفتح الصاد وألف بعدها، مثل «ابن كثير وابن عامر، وشعبة».
وقرأ الباقون الموضعين بكسر الصاد، وياء بعدها} [1].
* «يدخله جنات» من قوله تعالى: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار النساء / 13.
* «يدخله نارا» من قوله تعالى:} {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها النساء / 14.
* «يدخله ويعذبه» من قوله تعالى:} {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما الفتح / 17.
* «يكفر ويدخله» من قوله تعالى:} ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار التغابن / 9.
__________
(1) قال ابن الجزرى:
يوصى بفتح الصاد صف كفلا درا:: ومعهم حفص فى الأخرى قد قرا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 26.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 152.(1/400)
* «يدخله جنات» من قوله تعالى: {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار الطلاق / 11.
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» الألفاظ السبعة المتقدمة من:
«يدخله، ويعذبه، ويكفر» بنون العظمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن.
وقرأ الباقون الألفاظ السبعة بالياء فيهن، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله تعالى} [1].
* «واللذان» من قوله تعالى: {والذان يأتيانها منكم فآذوهما النساء / 16 * «هاذان» من قوله تعالى:} {هذان خصمان اختصموا فى ربهم الحج / 19 * «هاتين» من قوله تعالى:} {إحدى ابنتى هتين القصص / 27.
* «فذانك» من قوله تعالى:} {فذانك برهانان من ربك القصص / 32.
* «الذين» من قوله تعالى:} ربنا أرنا الذين أضلانا فصلت / 29.
قرأ «ابن كثير» بتشديد النون فى المواضع الخمسة مع المد المشبع للساكنين، والتشديد على جعل إحدى النونين عوضا عن الياء المحذوفة، وذلك لأن «الذى» مثل «القاضى» تثبت ياؤه فى التثنية، فكان حق ياء «الذى» أن تبقى كذلك فى التثنية، إلا أنهم حذفوها من المثنى وعوضوا عنها النون المدغمة، وهذا التوجيه يتحقق فى لفظ «الذين».
أو نقول إن التشديد فى النون ليكون عوضا عن الحذف الذى دخل
__________
(1) قال ابن الجزرى: وندخله مع طلاق مع::
فوق يكفر ويعذب معه فى:: إنا فتحنا نونها عمّ انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 26والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 380.(1/401)
هذه الأسماء المبهمة فى التثنية، لأنه قد حذف ألف منها للالتقاء الساكنين، وهى الألف التى كانت فى آخر المفرد، وألف التثنية، فجعل التشديد فى نون المثنى عوضا عن الألف المحذوفة، وهذا التوجيه يتحقق فى الألفاظ الآتية:
«هاذان، اللذان، فذانك».
وأما «هاتين» فتشديد النون فيها على أصل التشديد فى «هاتان» حالة الرفع، وأجرى الجر مجرى الرفع طردا للباب على وتيرة واحدة.
وقرأ «أبو عمرو، ورويس» بتشديد النون مع المد المشبع مثل «ابن كثير» فى لفظ «فذانك» فقط، وبتخفيف النون مع القصر فى الألفاظ الأربعة الباقية.
أما التشديد فقد سبق توجيهه، وأما التخفيف فعلى الأصل فى التثنية.
وقرأ الباقون الألفاظ الخمسة بتخفيف النون مع القصر (1)
والتشديد والتخفيف لغتان.
* «كرها» من قوله تعالى: {«يا أيها الذين آمنوا لا يحلّ لكم أن ترثوا النساء كرها النساء / 19.
ومن قوله تعالى:} {قل أنفقوا طوعا وكرها التوبة / 53.
ومن قوله تعالى:} ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه كرها ووضعته كرها الأحقاف / 15.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفى لذان ذان ولذين تين شدّ مك.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 26.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 381. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 153.(1/402)
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «كرها» فى المواضع الثلاث بضم الكاف.
وقرأ «ابن ذكوان، وعاصم، ويعقوب، وهشام بخلف عنه» بضم الكاف فى موضع الأحقاف، وبفتحها فى موضعى النساء، والتوبة.
وقرأ الباقون بفتح الكاف فى المواضع الثلاث (1).
قال «الأخفش الأوسط»: هما لغتان بمعنى المشقة، والإجبار» اه وقال أبو عمرو بن العلاء»: «الكره بالضمّ كل شيئ يكره فعله، وبالفتح: ما استكره عليه» اه (2).
وقال «الراغب الأصفهانى»: قيل: الكره بالفتح، والضم واحد، نحو:
الضعف والضعف، وقيل: بالفتح المشقة التى تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بإكراه، وبالضم ما يناله من ذاته وهو يعافه» اه (3).
* «مبيّنة» من قوله تعالى: {إلا أن يأتين بفاحشة مبيّنة النساء / 19.
ومن قوله تعالى:} {من يأت منكن بفاحشة مبيّنة الأحزاب / 30.
ومن قوله تعالى:} ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة الطلاق / 1.
قرأ «ابن كثير، وشعبة» «مبينة» حيثما وقعت فى القرآن الكريم وقد وقعت فى هذه المواضع الثلاثة بفتح الياء مشددة، على أنها اسم مفعول
__________
(1) قال ابن الجزرى: كرها معا ضم شفا الأحقاف:: كفا ظهيرا من له خلاف انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 27.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 233. واتحاف فضلاء البشر ص 188.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 3821.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 429.(1/403)
من المتعدى، أى يبينها من يدعيها.
وقرأ الباقون «مبينة» حيثما وقعت بكسر الياء مشددة، على أنها اسم فاعل، بمعنى ظاهرة، أى بفاحشة ظاهرة وهى لازمة غير متعدية (1).
* «وأحلّ» من قوله تعالى: {وأحل لكم ماوراء ذلك النساء / 24 قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «وأحلّ» بضم الهمزة، وكسر الحاء على البناء للمفعول، و «ما» اسم موصول نائب فاعل، وهذه القراءة تتفق مع قوله تعالى قبل} {حرمت عليكم أمهاتكم الخ رقم / 23، فطابق بين أول كلام وآخره، فكأنه قال:
«حرم عليكم كذا، وأحلّ لكم كذا.
وقرأ الباقون «وأحل» بفتح الهمزة، والحاء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير والمراد به الله تعالى، و «ما» اسم موصول مفعول به} [2].
* «محصنات» نحو قوله تعالى: {محصنات غير مسافحات النساء / 25.
* «المحصنات» نحو قوله تعالى:} أن ينكح المحصنات المؤمنات
النساء / 25.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وصف دما بفتح يا مبينة انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 27. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 383. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 154.
(2) قال ابن الجزرى: أحلّ ثب صحبا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 28. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 385، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 155.(1/404)
قرأ «الكسائى» «محصنات» المنكر حيثما وقع فى القرآن الكريم وكذا «المحصنات» المعرف حيثما وقع فى القرآن الكريم أيضا إلا قوله تعالى:
{والمحصنات من النساء الموضع الأول رقم / 24من سورة النساء قرأ كل ذلك بكسر الصاد، على أنهن اسم فاعل لأنهن أحصن أنفسهن بالعفاف، وفروجهن بالحفظ عن الوقوع فى الزنا.
وإنما استثنى الكسائى الموضع الأول فقرأه بفتح الصاد، لأن المراد به ذوات الأزواج وذوات الأزواج حرم الله وطأهن.
وقرأ الباقون «محصنات، والمحصنات» المنكر، المعرف حيثما وقعا فى القرآن الكريم بفتح الصاد، على أنهن اسم مفعول، والإحصان مسند لغيرهن من زوج، أو ولى أمر} [1].
* «أحصن» من قوله تعالى: فإذا أحصن فإن أتين الفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب النساء / 25.
قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «أحصن» بفتح الهمزة، والصاد، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير يعود على الإماء والمعنى: فإذا أحصن الإماء أنفسهن بالتزويج فالحد لازم لهن إذا زنين وهو خمسون جلدة، نصف ما على الحرائر المسلمات غير المتزوجات أى الأبكار.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ومحصنة فى الجمع كسر الصاد لا الأولى رمى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 28، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 384. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 156.(1/405)
وقرأ «الباقون» «أحصن» بضم الهمزة، وكسر الصاد، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على الإماء أيضا، والمعنى: فإذا أحصنهن الأزواج بالتزويج فالحدّ لازم لهن إذا زنين وهو خمسون جلدة، نصف ما على الحرائر غير المتزوجات أى الأبكار (1).
* «تجارة» من قوله تعالى: «إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم» النساء / 29.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تجارة» بنصب التاء على أن كان ناقصة واسمها ضمير يعود على الأموال، وتجارة خبرها، فالتقدير: إلّا أن تكون الأموال تجارة.
وقرأ الباقون «تجارة» برفع التاء، على أن كان تامة تكتفى بمرفوعها، والتقدير: إلا أن تحدث تجارة، أو تقع تجارة (2).
* «مدخلا» من قوله تعالى: {وندخلكم مدخلا كريما النساء / 31 ومن قوله تعالى:} ليدخلنهم مدخلا يرضونه الحج 59 قرأ «نافع، وأبو جعفر» «مدخلا» فى السورتين بفتح الميم، على أنه مصدر أو اسم مكان من «دخل» الثلاثى، وعليه فيقدر له فعل ثلاثى مطاوع «لندخلكم» والتقدير: وندخلكم فتدخلون مدخلا أو مكان دخول.
__________
(1) قال ابن الجزرى: أحصن ضم اكسر على كهف سما انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 28والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 385.
(2) قال ابن الجزرى: تجارة عدا كوف انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 28. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 386.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 156.(1/406)
وقرأ الباقون «مدخلا» فى الموضعين بضم الميم، على أنه مصدر، أو اسم مكان من «أدخل» الرباعى (1).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على ضم الميم من «مدخل» من قوله تعالى {وقل رب أدخلنى مدخل صدق الاسراء / 80.
لان قبله «أدخلنى» وهو فعل رباعى فيكون «مدخل» مفعولا فيه.
* «عقدت» من قوله تعالى:} {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم
النساء / 33.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «عقدت» بغير ألف بعد العين، وذلك على إسناد الفعل إلى «الأيمان» والأيمان: جمع يمين التى هى اليد، والمفعول محذوف، والتقدير: والذين عقدت أيمانكم عهودهم فآتوهم نصيبهم.
وقرأ الباقون «عاقدت» بإثبات ألف بعد العين، على إسناد الفعل إلى «الأيمان» أيضا، وهو من باب المفاعلة، كان الحليف يضع يمينه فى يمين صاحبه ويقول: دمى دمك، وترثني وأرثك، وكان يرث السدس من مال حليفه، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى:} {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله الأحزاب / 6} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفتح ضم مدخلا مدا كالحج.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 28، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 386. المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 156.
(2) قال ابن الجزرى: عاقدت لكوف قصرا.
انظر: النشر فى قراءات العشر ج 3ص 39. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 88، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 157.(1/407)
جاء فى المفردات: «العقد»: الجمع بين أطراف الشيء ويستعمل ذلك فى الأجسام الصلبة، كعقد الحبل.
ثم يستعار ذلك للمعانى نحو: عقد البيع، والعهد، وغيرهما، فيقال: عاقدته، وعقدته، وتعاقدنا، وعقدت يمينه» اه (1).
* «الله» من قوله تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله النساء / 34.
قرأ «أبو جعفر» «الله» بفتح الهاء، و «ما» موصولة، أى بالذى حفظ حق الله، أو أوامر الله، أو دين الله، وتقدير المضاف هنا متعين، لأن الذات المقدسة لا ينسب حفظها إلى أحد، وفى الحديث: «احفظ الله يحفظك» والتقدير: احفظ حدود الله، أو أوامر الله.
وقرأ الباقون «الله» بالرفع، و «ما» مصدرية، أى بحفظ الله إياهن} [2]
وحينئذ يكون من إضافة المصدر إلى فاعله.
* «بالبخل» من قوله تعالى: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله النساء / 37.
ومن قوله تعالى:} الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد الحديد / 23.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «بالبخل» فى الموضعين بفتح الباء، والخاء.
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «عقد» ص 341.
(2) قال ابن الجزرى: ونصب رفع حفظه الله ثرا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 29. والمهذب فى القراءات العشر ج ص 157.(1/408)
وقرأ الباقون بضم الباء، وسكون الخاء.
وهما لغتان فى مصدر «بخل» مثل: «الحزن، والحزن» «والعرب والعرب» (1).
قال «الراغب»: البخل إمساك المقتنيات عما لا يحق حبسها عنه، ويقابله الجود، يقال: بخل فهو باخل، وأما البخيل فالذى يكثر منه البخل.
ثم قال: «والبخل ضربان: بخل بقنيّات نفسه، وبخل بقنيّات غيره، وهو أكثرهما ذمّا، دليلنا على ذلك قوله تعالى: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل اه} [2].
* «حسنة» من قوله تعالى: {وإن تك حسنة يضاعفها النساء / 40 قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر» «حسنة» برفع التاء على أن كان تامة تكتفى بمرفوعها، والتقدير: وإن حدث أو وقع حسنة يضاعفها، والعرب تقول: «كان أمر» أى حدث أمر.
قال «ابن مالك»: وذو تمام ما برفع يكتفى:: وما سواه ناقص.
وقرأ الباقون «حسنة» بالنصب خبر كان الناقصة، واسمها ضمير يعود على «مثقال ذرة» المتقدم فى قوله تعالى:} إن الله لا يظلم مثقال ذرة
والتقدير: وإن تك مثقال ذرة حسنة يضاعفها.
__________
(1) قال ابن الجزرى: والبخل ضم اسكن معا كم نل سما انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 30، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 389والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 158. واتحاف فضلاء البشر ص 190.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 38.(1/409)
فإن قيل لم أنث الفعل وهو «تك» مع أن «مثقال» مذكر أقول: أنث الفعل على أحد تقديرين:
الأول: حملا على المعنى الذى دل عليه «مثقال» وهو «زنة» وزنة مؤنث، والتقدير: وإن تك زنة ذرة حسنة يضاعفها.
والثانى: لإضافة «مثقال» إلى «ذرة» وذرة مؤنثة (1).
* «تسوى» من قوله تعالى: {لو تسوى بهم الأرض النساء / 42 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، ويعقوب» «تسوى» بضم التاء، وتخفيف السين، فالضم فى التاء على بناء الفعل للمجهول، «والأرض» نائب فاعل وتخفيف السين على حذف إحدى التاءين تخفيفا، لأن أصل الفعل تتسوّى.
وقرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «تسوّى» بفتح التاء وتشديد السين، فالفتح فى التاء على بناء الفعل للفاعل، و «الأرض» فاعل، وتشديد السين على إدغام التاء الثانية فى السين.
وقرأ باقى القراء وهم: «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تسوى» بفتح التاء، وتخفيف السين، على البناء للفاعل، وحذف إحدى التاءين تخفيفا} [2]
__________
(1) قال ابن الجزرى: حسنة حرم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 30. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 389والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 158.
(2) قال ابن الجزرى: تسوى اضمم نما حق:: وعمّ الثقل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 30. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 390والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 158.(1/410)
جاء فى المفردات: «تسوية الشيء»: جعله سواء، إما فى الرفعة، أو فى الضعة اه (1).
وجاء فى مختصر تفسير «ابن كثير»: ومعنى «لو تسوى بهم الأرض»:
أى لو انشقت بهم الأرض وبلعتهم مما يرون من أهوال الموقف، وما يحل بهم من الخزى، والفضيحة والتوبيخ» (2).
* «لامستم» من قوله تعالى: {أو لمستم النساء النساء 43.
ومن قوله تعالى:} {أو لمستم النساء المائدة / 6.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «لمستم» معا فى السورتين بحذف الألف التى بعد اللام، على إضافة الفعل، والخطاب للرجال دون النساء، على معنى: مس اليد الجسد، ومس بعض الجسد بعض الجسد فجرى الفعل من واحد، ودليله قوله تعالى:} ولم يمسسنى بشر»
آل عمران / 70ولم يقل: ولم يماسسنى بشر.
قال «ابن مسعود، وابن عمر» رضى الله عنهما: المراد باللمس هنا:
الإفضاء باليد إلى الجسد، وببعض جسده إلى جسدها، فحمل على غير الجماع، فهو من واحد.
وقرأ الباقون: «لامستم» بإثبات ألف بعد السين وذلك على المفاعلة التى لا تكون إلا من اثنين إذا فيكون معناه: الجماع.
ويجوز أن تكون المفاعلة على غير بابها نحو: «عاقبت اللص»
__________
(1) انظر: المفردات مادة «سوا» ص 251.
(2) انظر مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 392.(1/411)
فتتحد هذه القراءة مع القراءة الأولى فى المعنى (1).
جاء فى «المفردات»: «اللمس»: إدراك بظاهر البشرة كالمسّ، ويكنى به وبالملامسة عن الجماع.
وقرئ «لامستم ولمستم النساء» حملا على المسّ، وعلى الجماع» اه (2).
* «قليل» من قوله تعالى: «ما فعلوه إلا قليل منهم» النساء / 66.
قرأ «ابن عامر» «قليلا» بالنصب على الاستثناء، وهذه القراءة موافقة لرسم مصحف أهل الشام (3).
وقرأ الباقون «قليل» برفع اللام على أنه بدل من الواو فى فعلوه، وهذه القراءة موافقة لرسم بقية المصاحف (4).
تنبيه: إذا وقع المستثنى بعد إلّا وكان الكلام مسبوقا بنفى، أو نهى، أو استفهام، وكان المستثنى من جنس المستثنى منه جاز فى المستثنى النصب على الاستثناء، وجاز اتباعه لما قبله فى الاعراب (5).
* «تكن» من قوله تعالى: كأن لم تكن بينكم وبينه مودة النساء / 73.
__________
(1) قال ابن الجزرى: لامستم قصر معا شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 30. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 391والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 160.
(2) انظر: المفردات مادة «مسّ» ص 454.
(3) قال ابن عاشر: والشام ينصب قليلا منهم.
(4) قال ابن الجزرى: إلا قليلا نصب كر فى الرفع.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 30. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 392، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 163
(5) قال ابن مالك: وبعد نفى أو كنفى انتخب إتباع ما اتصل.(1/412)
قرأ «ابن كثير، وحفص، ورويس» «تكن» بالتاء الفوقية، وذلك لمناسبة لفظ «مودة».
وقرأ الباقون «يكن» بالياء التحتية على التذكير، وذلك لأن تأنيث «مودة» مجازى يجوز فى فعله التذكير والتأنيث (1).
* «ولا تظلمون» من قوله تعالى: {والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا النساء / 77.
قرأ «ابن كثير، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وخلف العاشر، وروح بخلف عنه» «ولا يظلمون» بياء الغيبة وذلك جريا على السياق، ولمناسبة صدر الآية وهو قوله تعالى:} {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية الخ.
وقرأ الباقون «ولا تظلمون» بتاء الخطاب، وهو الوجه الثانى «لروح» وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، وهو ضرب من ضروب البلاغة العربية، أو لمناسبة قوله تعالى قبل:} {قل متاع الدنيا قليل أى قل لهم يا محمد: «متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا»} [2]
__________
(1) قال ابن الجزرى: تأنيث يكن دن عن غفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 31. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 392، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 163.
(2) قال ابن الجزرى: لا يظلمون دم ثق شذا الخلف شفا.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 32. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 393، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 164.(1/413)
تنبيه: «ولا يظلمون» من قوله تعالى: {بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا النساء / 49.
اتفق القراء العشرة على قراءته بياء الغيبة، وذلك لمناسبة قوله تعالى قبل:} {من يشاء، ولأن القراءة سنة متبعة، والعبرة فيها بالتلقى.
* «حصرت» من قوله تعالى:} {أو جاءوكم حصرت صدورهم النساء / 90.
قرأ «يعقوب» «حصرت» بنصب التاء منوّنة، والنصب على الحال، ومعنى «حصرت» ضيقة، إذا فيكون المعنى: أو جاءوكم حالة كون صدورهم ضيقة من الجبن مبغضين قتالكم ولا يهون عليهم أيضا قتال قومهم معكم، إذا فهم لا لكم ولا عليكم.
وقرأ الباقون «حصرت» بسكون التاء، على أنها فعل ماض، والجملة فى موضع نصب على الحال} [1].
* «فتبيّنوا» من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبيّنوا» النساء / 94.
ومن قوله تعالى:} {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا
النساء / 94.
ومن قوله تعالى:} يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا
الحجرات / 6.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وحصرت حرك ونون ظلعا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 33.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 166(1/414)
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «فتبينوا» فى المواضع الثلاثة بتاء مثلثة بعدها باء موحدة، بعدها تاء مثناة فوقية، على أنها فعل مضارع من «التثبيت».
وقرأ الباقون «فتبينوا» فى المواضع الثلاثة بباء موحدة، وياء مثناة تحتية بعدها نون، على أنها فعل مضارع من «التبين».
والتثبت أفسح للمأمور من التبين لأن كل من أراد أن يتثبت قدر على ذلك، وليس كل من أراد أن يتبين قدر على ذلك، لأنه قد يبين ولا يتبين له ما أراد بيانه، من هذا يتضح أن التبين أعم من التثبت، لأن التبين فيه معنى التثبت وليس كل من تثبت فى أمر تبينه (1).
* «السلام» من قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا النساء / 94.
قرأ «نافع، وابن عامر، وحمزة، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «السلام» بفتح اللام من غير ألف بعدها، على معنى الاستسلام، والانقياد ومنه قوله تعالى:} وألقوا إلى الله يومئذ السلم
سورة النحل / 87.
فالمعنى: «يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله، وخرجتم للجهاد
__________
(1) قال ابن الجزرى: تثبتوا شفا من الثبت معا مع حجرات ومن البيان عن سواهم انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 33، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 394. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 167.(1/415)
فتبينوا ولا تقولوا لمن استسلم وانقاد إليكم لست مؤمنا فتقتلوه، بل يجب عليكم أن تتبينوا حقيقة أمره.
وقرأ الباقون «السلام» بفتح اللام وألف بعدها، على معنى التحية، فتحية الإسلام هى: «السلام عليكم» وعليه يكون المعنى: لا تقولوا لمن حياكم تحية الإسلام لست مؤمنا فتقتلوه، لتأخذوا سلبه (1).
* «مؤمنا» من قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا النساء / 94.
قرأ «أبو جعفر» بخلف عنه «مؤمنا» بفتح الميم الثانية، على أنها اسم مفعول، أى لن نؤمنك على نفسك.
وقرأ الباقون بكسر الميم الثانية، وهو الوجه الثانى «لأبى جعفر» على أنها اسم فاعل، والتقدير: إنما فعلت ذلك أى قلت: «السلام عليكم» متعوذا وليس عن إيمان صحيح} [2].
* «غير» من قوله تعالى: لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر النساء / 95.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، حمزة، ويعقوب» «غير»
__________
(1) قال ابن الجزرى: السلام لست فاقصرن عمّ فتى، انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 33. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 395، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 167.
(2) قال ابن الجزرى: السلام لست فاقصرن عمّ فتى وبعد مؤمنا فتح ثالثة بالخلف ثابتا وضح انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 34، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 167.(1/416)
برفع الراء، على أن «غير أولى الضرر» صفة «القاعدون» أو بدل من «القاعدون» بدل بعض من كل.
وقرأ الباقون «غير» بنصب الراء، على الاستثناء من «القاعدون» (1).
تنبيه: قال ابن مالك:
واستثن مجرورا بغير معربا:: بما لمستثنى بإلّا نصبا المعنى: هناك ألفاظ استعملت بمعنى «إلّا» فى الدلالة على الاستثناء، من هذه الألفاظ «غير» وحكم المستثنى بها الجرّ لإضافتها إليه، أما «غير» فإنها تعرب بما كان يعرب به المستثنى مع «إلّا» فتقول: «قام القوم غير زيد» بنصب «غير» كما تقول: «قام القوم إلا زيدا» بنصب «زيدا» وهذا إذا كان الكلام تاما موجبا.
وتقول: «ما قام أحد غير زيد» برفع «غير» على الإتباع، وبنصب «غير» على الاستثناء، كما تقول: «ما قام أحد إلا زيد وإلّا زيدا» وهذا إذا كان الكلام تامّا غير موجب، ومثل ذلك الآية التى نحن بصدد توجيه القراءات التى فيها، فالكلام تام غير موجب، لهذا جاز فى «غير» الرفع، والنصب.
* «نؤتيه» من قوله تعالى: {ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما النساء / 114.
قرأ «أبو عمرو، حمزة، وخلف العاشر» «يؤتيه» بالياء التحتية على الغيبة، وذلك جريا على سياق الآية وليناسب لفظ الغيبة الذى قبله وهو قوله تعالى:} ومن يفعل الخ.
__________
(1) قال ابن الجزرى: غير ارفعوا فى حق نل، انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 34والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 396، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 167.(1/417)
وقرأ الباقون «نؤتيه» بنون العظمة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، والالتفات ضرب من ضروب البلاغة (1).
تنبيه: «نؤتيه» من قوله تعالى: {ومن يقاتل فى سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما النساء / 74.
اتفق القراء العشرة على قراءته بنون العظمة، وذلك لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على السماع والتوقيف.
* «يدخلون» من قوله تعالى:} {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا النساء / 124.
ومن قوله تعالى:} {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا مريم / 60 ومن قوله تعالى:} {فأولئك يدخولن الجنة يرزقون فيها بغير حساب
غافر / 40.
ومن قوله تعالى:} {إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين غافر / 60.
* «يدخلونها» من قوله تعالى:} جنات عدن يدخلونها فاطر / 33.
قرأ «ابن كثير، وأبو جعفر» «يدخلون» فى سورة النساء، ومريم، وموضعى غافر بضم الياء وفتح الخاء على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل.
وقرأ «هؤلاء المذكورون قبل «يدخلونها» فى «فاطر» بفتح الياء وضم الخاء على البناء للفاعل، والواو هى الفاعل.
وقرأ «أبو عمرو» «يدخلون» فى سورة النساء، ومريم، وأول غافر
__________
(1) قال ابن الجزرى: نوتيه يا فتى حلا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص ص 35،.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 397. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 170(1/418)
وكذا «يدخلونها» فى «فاطر» بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول.
وقرأ «يدخلون» الموضع الثانى من غافر» بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل.
وقرأ «شعبة» «يدخلون» فى النساء، ومريم، وأول غافر، بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول.
أما الموضع الثانى من غافر فقد قرأه بوجهين:
بالبناء للفاعل، وبالبناء للمفعول.
وقرأ «يدخلونها» فى «فاطر» بالبناء للفاعل قولا واحدا.
وقرأ «روح» «يدخلون» فى النساء، ومريم، وأول غافر، بالبناء للمفعول.
أما الموضع الثانى من غافر، وكذا «يدخلونها» فى «فاطر» فقد قرأهما بالبناء للفاعل.
وقرأ «رويس» «يدخلون» فى مريم، وأول غافر، بالبناء للمفعول، واختلف عنه فى الموضع الثانى من «غافر» فقرأه بوجهين: بالبناء للمفعول، وبالبناء للفاعل، أما «يدخلونها» فى «فاطر» فقد قرأه بالبناء للفاعل قولا واحدا (1).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة «يدخلون، يدخلونها» فى غير المواضع التى سبق الحديث عنها بالبناء للفاعل، مثل قوله تعالى: {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط الأعراف / 40.
ومن قوله تعالى:} والملائكة يدخلون عليهم من كل باب الرعد 23.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويدخلونها ضم يا وفتح ضم صف ثنا حبر شفى:: وكاف أولى الطول تب حق صفى والثان دع ثطا صبا خلف غدا:: وفاطر حز انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 171. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 397(1/419)
سورة النساء ومن قوله تعالى: {ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا النصر / 2 ومن قوله تعالى:} {جنات عدن يدخلونها ومن صلح من أبائهم الرعد / 23 ومن قوله تعالى:} {جنات عدن يدخلونها تجرى من تحتها الأنهار النحل / 31 وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القراءة ستة متبعة لا مجال للرأى فيها.
* «يصلحا» من قوله تعالى:} {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا النساء / 128.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يصلحا» بضم الياء، وإسكان الصاد، وكسر اللام من غير ألف بعدها، على أنه مضارع «أصلح» الثلاثى المزيد بهمزة.
والإصلاح من الصلح بين المتنازعين جاء به «القرآن الكريم» قال تعالى:} {وأصلحوا ذات بينكم الأنفال / 1.
وقال تعالى:} {فأصلحوا بين أخويكم الحجرات / 10.
وقرأ الباقون «يصالحا» بفتح الياء، والصاد المشددة وألف بعدها، وفتح اللام، وأصلها «يتصالحا» فأدغمت التاء فى الصاد بعد قلبها صادا.
وذلك لأن الفعل لما كان من اثنين جاء على باب المفاعلة التى تثبت للاثنين مثل: تصالح الرجلان، يتصالحان ثم أدغمت التاء فى الصاد} [1].
* «تلووا» من قوله تعالى: وإن تلووا أو تعرضوا النساء / 135 قرأ «ابن عامر، وحمزة» «تلوا» بضم اللام، وواو ساكنة بعدها، على أنه فعل مضارع من «ولى يلى ولاية» وولاية الشيء هى الإقبال عليه،
__________
(1) قال ابن الجزرى: يصلحا كوف لدا يصالحا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 36والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 398. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 171.(1/420)
وأصله «توليوا» ثم حذفت الواو التى هى فاء الفعل على الأصل فى حذف فاء الكلمة من المضارع كما حذفت فى نحو: «يعد، يزن» من «وعد، وزن» ثم نقلت ضمة الياء إلى اللام ثم حذفت الياء للالتقاء الساكنين فأصبحت «تلووا» بحذف فاء الكلمة ولامها.
وقرأ الباقون «تلووا» بإسكان اللام، وبعدها واوان: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة، على أنه فعل مضارع من «لوى يلوى» يقال: لويت فلانا حقه إذا مطلته، وأصله «تلويوا» ثم نقلت ضمة الياء إلى الواو التى قبلها، ثم حذفت الياء التى هى لام الكلمة للالتقاء الساكنين، فأصبحت «تلووا» على وزن «تفعوا» بحذف اللام (1).
* «نزل، أنزل» من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل النساء / 136 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر» «نزل، وأنزل» بضم النون، والهمزة وكسر الزاى فيهما، وذلك على بنائهما للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على «الكتاب».
وقرأ الباقون «نزل، أنزل» بفتح النون، والهمزة، والزاى، وذلك على بنائهما للفاعل، والفاعل ضمير يعود على «الله» المتقدم فى قوله:} {آمنوا بالله} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: تلووا تلوا فضل كلا أنظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 36والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 399. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 173.
(2) قال ابن الجزرى: نزل أنزل اضمم اكسر كم حلا دم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 36.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 400. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 173(1/421)
* «نزّل» من قوله تعالى: {وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم النساء / 140 قرأ «عاصم، ويعقوب» «نزل» بفتح النون، والزاى، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير يعود على الله تعالى، وأن وما بعدها فى محل نصب بنزل.
وقرأ الباقون «نزل» بضم النون، وكسر الزاى، على البناء للمفعول، وأن وما بعدها فى محل رفع نائب فاعل.
والتقدير: وقد نزل عليكم المنع من مجالسة المنافقين، والكافرين، عند سماع الكفر بآيات الله والاستهزاء بها} [1].
* «الدرك» من قوله تعالى: {إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار
النساء / 145.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «الدرك» بإسكان الراء.
وقرأ الباقون «الدرك» بفتح الراء، والقراءتان لغتان بمعنى واحد مثل:
«القدر، والقدر» «السمع، والسمع» والدرك: هو المكان} [2].
قال «ابن عباس» رضى الله عنهما: «إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار» أى فى أسفل النار.
وقال «سفيان الثورى» رحمه الله تعالى: «فى توابيت ترتجّ عليهم (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: نزل أنزل اضمم اكسر كم حلا دم:: واعكس الأخرى ظبى نل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 37، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 400 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 173.
(2) قال ابن الجزرى: والدرك سكن كفى.
أنظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 37، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 401 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 174.
(3) انظر مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 451(1/422)
* «يؤتيهم» من قوله تعالى: {والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم النساء / 152.
قرأ «حفص» «يؤتيهم» بالياء التحتية، لمناسبة السياق، والفاعل ضمير يعود على «الله تعالى».
وقرأ الباقون «نؤتيهم» بنون العظمة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، والالتفات ضرب من ضروب البلاغة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: «نحن» يعود على «الله تعالى» أيضا} [1].
* «لا تعدوا» من قوله تعالى: {وقلنا لهم لا تعدوا فى السبت النساء 154 قرأ «ورش» «لا تعدوا» بفتح العين، وتشديد الدال، وذلك لأن أصلها «تعتدوا» مضارع «اعتدى يعتدى اعتداء» فنقلت حركة التاء إلى العين، ثم أدغمت التاء فى الدال، لوجود التجانس بينهما حيث إنهما متفقتان فى المخرج، وفى كثير من الصفات، وبيان ذلك أن كلّا من التاء والدال يخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، كما أنهما متفقتان فى الصفات الآتية: الشدة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات.
والاعتداء: مجاوزة الحق ومنه قوله تعالى:} {ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا البقرة 231.
وقوله تعالى:} تلك حدود الله فلا تعتدوها البقرة / 229.
وقرأ «أبو جعفر، وقالون» فى أحد وجهيه، «تعدوا» بإسكان العين، وتشديد الدال، وذلك لأن أصلها «تعتدوا» فأدغمت التاء فى الدال، لوجود التجانس بينهما.
__________
(1) قال ابن الجزرى: نؤتيهم الياء عرك انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 38، والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 401 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 175.(1/423)
والوجه الثانى «لقالون» هو اختلاس فتحة العين مع تشديد الدال.
وقرأ الباقون «تعدوا» بإسكان العين، وضم الدال مخففة، على أنه مضارع «عدا يعدو عدوانا» (1)، ومنه قوله تعالى: {إذ يعدون فى السبت الأعراف / 163.
قال «الراغب الأصفهانى» فى مادة «عدا»:
«العدو»: التجاوز، ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب فيقال له العداوة، والمعاداة، وتارة بالمشى فيقال له: العدو، وتارة فى الإخلال بالعدالة فى المعاملة فيقال له: العدوان، والعدو، قال تعالى:.
} {فيسبوا الله عدوا بغير علم الأنعام / 108اهـ} [2].
* «سنؤتيهم» من قوله تعالى: والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما النساء / 162.
قرأ «حمزة، وخلف العاشر» «سيؤتيهم» بالياء التحتية، وذلك جريا على السياق، والفاعل ضمير تقديره «هو» يعود على الله تعالى.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تعدوا فحرك جد وقالون اختلس بالخلف واشددن له ثم أنس انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 38.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 401.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 175.
(2) انظر المفردات فى غريب القرآن ص 326.(1/424)
وقرأ الباقون «سنؤتيهم» بنون العظمة وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم والفاعل ضمير مستتر وجوبا.
تقديره «نحن» يعود على الله تعالى أيضا (1).
* «زبورا» المنكر من قوله تعالى: {وآتينا داود زبورا النساء 163.
ومن قوله تعالى:} {وآتينا داود زبورا الإسراء / 55.
* «الزبور» المعرف من قوله تعالى:} {ولقد كتبنا فى الزبور» الأنبياء / 105.
قرأ «حمزة، وخلف العاشر» «زبورا» فى الموضعين، «الزبور» بضم الزاى.
وقرأ الباقون بفتح الزاى، والضم، والفتح لغتان فى اسم الكتاب المنزل على نبى الله «داود» عليه السلام} [2].
تمت سورة النساء ولله الحمد وبهذا ينتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثانى وأوله سورة المائدة
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويا سيؤتيهم فتى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 38والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 401 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 176.
(2) قال ابن الجزرى: ويا سيؤتيهم فتى وعنهما:: زاى زبورا كيف حاء فاضممها انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 29. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 402.(1/425)
فهرس تحليلى لموضوعات الجزء الأوّل من كتاب المغنى فى توجيه القراءات العشر المتواترة(1/426)
فهرس تحليلى لموضوعات الجزء الأوّل من كتاب المغنى فى توجيه القراءات العشر المتواترة
فهرس الجزء الأول من كتاب: المغنى فى توجيه القراءات العشر المتواترة
الموضوع الصفحة شكر وتقدير 5 المقدمة 7 المنهج الذى اتبعته فى تصنيف الكتاب 8 «أهم المصادر التى اعتمد عليها «ابن الجزرى» فى نقل القراءات 9 تاريخ القراء العشرة، أو الأئمة العشرة 18 الإمام الأول: نافع المدنى ت 169هـ 18 شيوخ نافع 19 تلاميذ نافع 20 الإمام الثانى: ابن كثير ت 120هـ 21 شيوخ ابن كثير 21 تلاميذ ابن كثير 23 الإمام الثالث: أبو عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ 24 شيوخ أبى عمرو 24 تلاميذ أبى عمرو 25 الإمام الرابع: ابن عامر الشامى ت 118هـ 27 شيوخ ابن عامر 27 تلاميذ ابن عامر 28 الإمام الخامس: عاصم الكوفى ت 127هـ 29 شيوخ الإمام عاصم 30 تلاميذ الإمام عاصم 31 الإمام السادس: حمزة الكوفى ت 156هـ 32 شيوخ الإمام حمزة 33 تلاميذ الإمام حمزة 35 الإمام السابع: الكسائى الكوفى ت 189هـ 36 شيوخ الإمام الكسائى 37 تلاميذ الإمام الكسائى 37 الإمام الثامن: أبو جعفر المدنى ت 128هـ 38 شيوخ الإمام أبى جعفر 38 تلاميذ الإمام أبى جعفر 39 الإمام التاسع: يعقوب الحضرمى ت 205هـ 40 شيوخ الإمام يعقوب 40 تلاميذ الإمام يعقوب 42 الإمام العاشر: خلف البزار ت 229هـ 43 شيوخ الإمام خلف البزار 44
الموضوع الصفحة تلاميذ الإمام خلف البزار 44 «نشأة القراءات» 45 تعريف القراءات 45 هل هناك فرق بين القرآن والقراءات 46ماذا قال «الزركشى فى ذلك»؟ 46 تعقيب ورد على قول الزركشى 46 الدليل على نزول القراءات 50 الحديث الأول 50 الحديث الثانى 51 الحديث الثالث 53 الحديث الرابع 55 بيان المراد من الأحرف السبعة 56 العلماء الذين اهتموا ببيان المراد من الأحرف السبعة 56 ما السبب فى الاهتمام بهذه القضية 57 الجواب على ذلك 57 أقوال العلماء فى بيان المراد من الأحرف السبعة حسب ترتيبهم الزمنى 59 القول الأول: 59 تعليق على هذا القول 59 القول الثانى 60 القول الثالث 61 القول الرابع 62 القول الخامس 64 القول السادس 65 القول السابع 66 القول الثامن 67 القول التاسع 69 القول العاشر 70 القول الحادى عشر 71 السبب فى تعدد القراءات 77 فوائد تعدد القراءات 79 الفائدة الأولى 79 الفائدة الثانية 79 الفائدة الثالثة 80 الفائدة الرابعة 80 الفائدة الخامسة 81 الفائدة السادسة 81 الفائدة السابعة 81 الفائدة الثامنة 81 الفائدة التاسعة 82 الفائدة العاشرة 82
الموضوع الصفحة متى نشأت القراءات 83 القول الأول 84 القول الثانى 85 تعقيب وترجيح على القولين 85 صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة 86 القول الأول 86 القول الثانى 89 تعليق وترجيح 91 الرد على الطبرى ومن قال بقوله 91 «توجيه الإظهار والإدغام» 93 تعريف الإظهار والإدغام 93 أيهما الأصل: الإظهار، أو الإدغام؟ 93 ما هى أسباب الإدغام؟ 93 ما التماثل؟ 93 ما التقارب؟ 94 ما التجانس؟ 96 شروط الإدغام 97 موانع الإدغام 97 المانع الأول 97 المانع الثانى 98 المانع الثالث 98 المانع الرابع 98 «أقسام الإدغام» 99 تعريف الإدغام الكبير 99 تعريف الإدغام الصغير 99 ما الإدغام الكامل؟ 99 ما الإدغام الناقص؟ 99 «حكم ميم الجمع» 100 أقسام ميم الجمع 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل ساكن؟ 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل متحرك؟ 100 وجه كل من الإسكان والصلة 100 «حكم هاء الكناية» 101 تعريف هاء الكناية 101 أحوال هاء الكناية 101 الحالة الأولى وحكمها 101 الحالة الثانية وحكمها 101 الحالة الثالثة وحكمها 101 الحالة الرابعة وحكمها 101 «حكم المد المنفصل وتعريفه» 102
الموضوع الصفحة مراتب القراء فى المد المنفصل 102 المرتبة الأولى 102 المرتبة الثانية 102 المرتبة الثالثة 102 المرتبة الرابعة 102 المرتبة الخامسة 102 المرتبة السادسة 102 المرتبة السابعة 102 المرتبة الثامنة 102 مقدار القصر 102 مقدار فويق القصر 102 مقدار التوسط 102 مقدار فويق التوسط 102 مقدار الإشباع 102 مقدار الحركة 102 وجه القصر 102 وجه المد 102 «حكم المد المتصل وتعريفه» 103 مراتبة القراء فى المد المتصل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 المرتبة الثالثة 103 المرتبة الرابعة 103 تنبيه خاص بالمد المتصل 103 «حكم مد البدل» 103 تعريف مد البدل 103 مراتب القراء فى مد البدل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 ما الأشياء التى استثنيت من مد البدل؟ 103 «حكم حرفى اللين» 105 تعريف حرف اللين 105 مذاهب القراء فى حرفى اللين 105 «توجيه تخفيف الهمز» 106 ما هى الوسائل التى سلكها العرب لتخفيف الهمز؟ 107 «حكم نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها» 110 «السكت على السكن قبل الهمز وغيره» 111 ما هى الأشياء التى يجوز السكت عليها 111 وجه كل من السكت وعدمه 112 «من أحكام النون الساكنة والتنوين» 113 حكم الوقف عن جمع المذكر السالم والملحق به 114
الموضوع الصفحة وجه الوقف على جمع المذكر السالم بهاء السكت 114 «توجيه الفتح والإمالة» 115 ما المراد بالفتح؟ 115 تعريف الإمالة 115 أقسام الإمالة 115 ما الإمالة الكبرى؟ 115 ما الإمالة الصغرى؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الفتح؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الإمالة؟ 115 أيهما الأصل: الفتح، أو الإمالة؟ 116 أسباب الإمالة 116 السبب الأول 116 السبب الثانى 116 السبب الثالث 116 السبب الرابع 116 السبب الخامس 116 السبب السادس 116 السبب السابع 116 ما فائدة الإمالة؟ 116 توجيه الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 117 تعريف ياء الإضافة 117 ياءات الإضافة فى القرآن على كم ضرب؟ 117 الأول: وكم عدده 117 الثانى: وكم عدده 118 الثالث: وكم عدده 118 كم عدد الفصول التى وقع فيها خلاف القراء فى ياءات الإضافة؟ 118 الفصل الأول وجملة ذلك 118 الفصل الثانى وجملة ذلك 118 الفصل الثالث وجملة ذلك 118 الفصل الرابع وجملة ذلك 119 الفصل الخامس وجملة ذلك 119 الفصل(1/427)
الموضوع الصفحة شكر وتقدير 5 المقدمة 7 المنهج الذى اتبعته فى تصنيف الكتاب 8 «أهم المصادر التى اعتمد عليها «ابن الجزرى» فى نقل القراءات 9 تاريخ القراء العشرة، أو الأئمة العشرة 18 الإمام الأول: نافع المدنى ت 169هـ 18 شيوخ نافع 19 تلاميذ نافع 20 الإمام الثانى: ابن كثير ت 120هـ 21 شيوخ ابن كثير 21 تلاميذ ابن كثير 23 الإمام الثالث: أبو عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ 24 شيوخ أبى عمرو 24 تلاميذ أبى عمرو 25 الإمام الرابع: ابن عامر الشامى ت 118هـ 27 شيوخ ابن عامر 27 تلاميذ ابن عامر 28 الإمام الخامس: عاصم الكوفى ت 127هـ 29 شيوخ الإمام عاصم 30 تلاميذ الإمام عاصم 31 الإمام السادس: حمزة الكوفى ت 156هـ 32 شيوخ الإمام حمزة 33 تلاميذ الإمام حمزة 35 الإمام السابع: الكسائى الكوفى ت 189هـ 36 شيوخ الإمام الكسائى 37 تلاميذ الإمام الكسائى 37 الإمام الثامن: أبو جعفر المدنى ت 128هـ 38 شيوخ الإمام أبى جعفر 38 تلاميذ الإمام أبى جعفر 39 الإمام التاسع: يعقوب الحضرمى ت 205هـ 40 شيوخ الإمام يعقوب 40 تلاميذ الإمام يعقوب 42 الإمام العاشر: خلف البزار ت 229هـ 43 شيوخ الإمام خلف البزار 44
الموضوع الصفحة تلاميذ الإمام خلف البزار 44 «نشأة القراءات» 45 تعريف القراءات 45 هل هناك فرق بين القرآن والقراءات 46ماذا قال «الزركشى فى ذلك»؟ 46 تعقيب ورد على قول الزركشى 46 الدليل على نزول القراءات 50 الحديث الأول 50 الحديث الثانى 51 الحديث الثالث 53 الحديث الرابع 55 بيان المراد من الأحرف السبعة 56 العلماء الذين اهتموا ببيان المراد من الأحرف السبعة 56 ما السبب فى الاهتمام بهذه القضية 57 الجواب على ذلك 57 أقوال العلماء فى بيان المراد من الأحرف السبعة حسب ترتيبهم الزمنى 59 القول الأول: 59 تعليق على هذا القول 59 القول الثانى 60 القول الثالث 61 القول الرابع 62 القول الخامس 64 القول السادس 65 القول السابع 66 القول الثامن 67 القول التاسع 69 القول العاشر 70 القول الحادى عشر 71 السبب فى تعدد القراءات 77 فوائد تعدد القراءات 79 الفائدة الأولى 79 الفائدة الثانية 79 الفائدة الثالثة 80 الفائدة الرابعة 80 الفائدة الخامسة 81 الفائدة السادسة 81 الفائدة السابعة 81 الفائدة الثامنة 81 الفائدة التاسعة 82 الفائدة العاشرة 82
الموضوع الصفحة متى نشأت القراءات 83 القول الأول 84 القول الثانى 85 تعقيب وترجيح على القولين 85 صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة 86 القول الأول 86 القول الثانى 89 تعليق وترجيح 91 الرد على الطبرى ومن قال بقوله 91 «توجيه الإظهار والإدغام» 93 تعريف الإظهار والإدغام 93 أيهما الأصل: الإظهار، أو الإدغام؟ 93 ما هى أسباب الإدغام؟ 93 ما التماثل؟ 93 ما التقارب؟ 94 ما التجانس؟ 96 شروط الإدغام 97 موانع الإدغام 97 المانع الأول 97 المانع الثانى 98 المانع الثالث 98 المانع الرابع 98 «أقسام الإدغام» 99 تعريف الإدغام الكبير 99 تعريف الإدغام الصغير 99 ما الإدغام الكامل؟ 99 ما الإدغام الناقص؟ 99 «حكم ميم الجمع» 100 أقسام ميم الجمع 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل ساكن؟ 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل متحرك؟ 100 وجه كل من الإسكان والصلة 100 «حكم هاء الكناية» 101 تعريف هاء الكناية 101 أحوال هاء الكناية 101 الحالة الأولى وحكمها 101 الحالة الثانية وحكمها 101 الحالة الثالثة وحكمها 101 الحالة الرابعة وحكمها 101 «حكم المد المنفصل وتعريفه» 102
الموضوع الصفحة مراتب القراء فى المد المنفصل 102 المرتبة الأولى 102 المرتبة الثانية 102 المرتبة الثالثة 102 المرتبة الرابعة 102 المرتبة الخامسة 102 المرتبة السادسة 102 المرتبة السابعة 102 المرتبة الثامنة 102 مقدار القصر 102 مقدار فويق القصر 102 مقدار التوسط 102 مقدار فويق التوسط 102 مقدار الإشباع 102 مقدار الحركة 102 وجه القصر 102 وجه المد 102 «حكم المد المتصل وتعريفه» 103 مراتبة القراء فى المد المتصل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 المرتبة الثالثة 103 المرتبة الرابعة 103 تنبيه خاص بالمد المتصل 103 «حكم مد البدل» 103 تعريف مد البدل 103 مراتب القراء فى مد البدل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 ما الأشياء التى استثنيت من مد البدل؟ 103 «حكم حرفى اللين» 105 تعريف حرف اللين 105 مذاهب القراء فى حرفى اللين 105 «توجيه تخفيف الهمز» 106 ما هى الوسائل التى سلكها العرب لتخفيف الهمز؟ 107 «حكم نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها» 110 «السكت على السكن قبل الهمز وغيره» 111 ما هى الأشياء التى يجوز السكت عليها 111 وجه كل من السكت وعدمه 112 «من أحكام النون الساكنة والتنوين» 113 حكم الوقف عن جمع المذكر السالم والملحق به 114
الموضوع الصفحة وجه الوقف على جمع المذكر السالم بهاء السكت 114 «توجيه الفتح والإمالة» 115 ما المراد بالفتح؟ 115 تعريف الإمالة 115 أقسام الإمالة 115 ما الإمالة الكبرى؟ 115 ما الإمالة الصغرى؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الفتح؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الإمالة؟ 115 أيهما الأصل: الفتح، أو الإمالة؟ 116 أسباب الإمالة 116 السبب الأول 116 السبب الثانى 116 السبب الثالث 116 السبب الرابع 116 السبب الخامس 116 السبب السادس 116 السبب السابع 116 ما فائدة الإمالة؟ 116 توجيه الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 117 تعريف ياء الإضافة 117 ياءات الإضافة فى القرآن على كم ضرب؟ 117 الأول: وكم عدده 117 الثانى: وكم عدده 118 الثالث: وكم عدده 118 كم عدد الفصول التى وقع فيها خلاف القراء فى ياءات الإضافة؟ 118 الفصل الأول وجملة ذلك 118 الفصل الثانى وجملة ذلك 118 الفصل الثالث وجملة ذلك 118 الفصل الرابع وجملة ذلك 119 الفصل الخامس وجملة ذلك 119 الفصل(1/428)
الموضوع الصفحة شكر وتقدير 5 المقدمة 7 المنهج الذى اتبعته فى تصنيف الكتاب 8 «أهم المصادر التى اعتمد عليها «ابن الجزرى» فى نقل القراءات 9 تاريخ القراء العشرة، أو الأئمة العشرة 18 الإمام الأول: نافع المدنى ت 169هـ 18 شيوخ نافع 19 تلاميذ نافع 20 الإمام الثانى: ابن كثير ت 120هـ 21 شيوخ ابن كثير 21 تلاميذ ابن كثير 23 الإمام الثالث: أبو عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ 24 شيوخ أبى عمرو 24 تلاميذ أبى عمرو 25 الإمام الرابع: ابن عامر الشامى ت 118هـ 27 شيوخ ابن عامر 27 تلاميذ ابن عامر 28 الإمام الخامس: عاصم الكوفى ت 127هـ 29 شيوخ الإمام عاصم 30 تلاميذ الإمام عاصم 31 الإمام السادس: حمزة الكوفى ت 156هـ 32 شيوخ الإمام حمزة 33 تلاميذ الإمام حمزة 35 الإمام السابع: الكسائى الكوفى ت 189هـ 36 شيوخ الإمام الكسائى 37 تلاميذ الإمام الكسائى 37 الإمام الثامن: أبو جعفر المدنى ت 128هـ 38 شيوخ الإمام أبى جعفر 38 تلاميذ الإمام أبى جعفر 39 الإمام التاسع: يعقوب الحضرمى ت 205هـ 40 شيوخ الإمام يعقوب 40 تلاميذ الإمام يعقوب 42 الإمام العاشر: خلف البزار ت 229هـ 43 شيوخ الإمام خلف البزار 44
الموضوع الصفحة تلاميذ الإمام خلف البزار 44 «نشأة القراءات» 45 تعريف القراءات 45 هل هناك فرق بين القرآن والقراءات 46ماذا قال «الزركشى فى ذلك»؟ 46 تعقيب ورد على قول الزركشى 46 الدليل على نزول القراءات 50 الحديث الأول 50 الحديث الثانى 51 الحديث الثالث 53 الحديث الرابع 55 بيان المراد من الأحرف السبعة 56 العلماء الذين اهتموا ببيان المراد من الأحرف السبعة 56 ما السبب فى الاهتمام بهذه القضية 57 الجواب على ذلك 57 أقوال العلماء فى بيان المراد من الأحرف السبعة حسب ترتيبهم الزمنى 59 القول الأول: 59 تعليق على هذا القول 59 القول الثانى 60 القول الثالث 61 القول الرابع 62 القول الخامس 64 القول السادس 65 القول السابع 66 القول الثامن 67 القول التاسع 69 القول العاشر 70 القول الحادى عشر 71 السبب فى تعدد القراءات 77 فوائد تعدد القراءات 79 الفائدة الأولى 79 الفائدة الثانية 79 الفائدة الثالثة 80 الفائدة الرابعة 80 الفائدة الخامسة 81 الفائدة السادسة 81 الفائدة السابعة 81 الفائدة الثامنة 81 الفائدة التاسعة 82 الفائدة العاشرة 82
الموضوع الصفحة متى نشأت القراءات 83 القول الأول 84 القول الثانى 85 تعقيب وترجيح على القولين 85 صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة 86 القول الأول 86 القول الثانى 89 تعليق وترجيح 91 الرد على الطبرى ومن قال بقوله 91 «توجيه الإظهار والإدغام» 93 تعريف الإظهار والإدغام 93 أيهما الأصل: الإظهار، أو الإدغام؟ 93 ما هى أسباب الإدغام؟ 93 ما التماثل؟ 93 ما التقارب؟ 94 ما التجانس؟ 96 شروط الإدغام 97 موانع الإدغام 97 المانع الأول 97 المانع الثانى 98 المانع الثالث 98 المانع الرابع 98 «أقسام الإدغام» 99 تعريف الإدغام الكبير 99 تعريف الإدغام الصغير 99 ما الإدغام الكامل؟ 99 ما الإدغام الناقص؟ 99 «حكم ميم الجمع» 100 أقسام ميم الجمع 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل ساكن؟ 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل متحرك؟ 100 وجه كل من الإسكان والصلة 100 «حكم هاء الكناية» 101 تعريف هاء الكناية 101 أحوال هاء الكناية 101 الحالة الأولى وحكمها 101 الحالة الثانية وحكمها 101 الحالة الثالثة وحكمها 101 الحالة الرابعة وحكمها 101 «حكم المد المنفصل وتعريفه» 102
الموضوع الصفحة مراتب القراء فى المد المنفصل 102 المرتبة الأولى 102 المرتبة الثانية 102 المرتبة الثالثة 102 المرتبة الرابعة 102 المرتبة الخامسة 102 المرتبة السادسة 102 المرتبة السابعة 102 المرتبة الثامنة 102 مقدار القصر 102 مقدار فويق القصر 102 مقدار التوسط 102 مقدار فويق التوسط 102 مقدار الإشباع 102 مقدار الحركة 102 وجه القصر 102 وجه المد 102 «حكم المد المتصل وتعريفه» 103 مراتبة القراء فى المد المتصل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 المرتبة الثالثة 103 المرتبة الرابعة 103 تنبيه خاص بالمد المتصل 103 «حكم مد البدل» 103 تعريف مد البدل 103 مراتب القراء فى مد البدل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 ما الأشياء التى استثنيت من مد البدل؟ 103 «حكم حرفى اللين» 105 تعريف حرف اللين 105 مذاهب القراء فى حرفى اللين 105 «توجيه تخفيف الهمز» 106 ما هى الوسائل التى سلكها العرب لتخفيف الهمز؟ 107 «حكم نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها» 110 «السكت على السكن قبل الهمز وغيره» 111 ما هى الأشياء التى يجوز السكت عليها 111 وجه كل من السكت وعدمه 112 «من أحكام النون الساكنة والتنوين» 113 حكم الوقف عن جمع المذكر السالم والملحق به 114
الموضوع الصفحة وجه الوقف على جمع المذكر السالم بهاء السكت 114 «توجيه الفتح والإمالة» 115 ما المراد بالفتح؟ 115 تعريف الإمالة 115 أقسام الإمالة 115 ما الإمالة الكبرى؟ 115 ما الإمالة الصغرى؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الفتح؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الإمالة؟ 115 أيهما الأصل: الفتح، أو الإمالة؟ 116 أسباب الإمالة 116 السبب الأول 116 السبب الثانى 116 السبب الثالث 116 السبب الرابع 116 السبب الخامس 116 السبب السادس 116 السبب السابع 116 ما فائدة الإمالة؟ 116 توجيه الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 117 تعريف ياء الإضافة 117 ياءات الإضافة فى القرآن على كم ضرب؟ 117 الأول: وكم عدده 117 الثانى: وكم عدده 118 الثالث: وكم عدده 118 كم عدد الفصول التى وقع فيها خلاف القراء فى ياءات الإضافة؟ 118 الفصل الأول وجملة ذلك 118 الفصل الثانى وجملة ذلك 118 الفصل الثالث وجملة ذلك 118 الفصل الرابع وجملة ذلك 119 الفصل الخامس وجملة ذلك 119 الفصل(1/429)
الموضوع الصفحة شكر وتقدير 5 المقدمة 7 المنهج الذى اتبعته فى تصنيف الكتاب 8 «أهم المصادر التى اعتمد عليها «ابن الجزرى» فى نقل القراءات 9 تاريخ القراء العشرة، أو الأئمة العشرة 18 الإمام الأول: نافع المدنى ت 169هـ 18 شيوخ نافع 19 تلاميذ نافع 20 الإمام الثانى: ابن كثير ت 120هـ 21 شيوخ ابن كثير 21 تلاميذ ابن كثير 23 الإمام الثالث: أبو عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ 24 شيوخ أبى عمرو 24 تلاميذ أبى عمرو 25 الإمام الرابع: ابن عامر الشامى ت 118هـ 27 شيوخ ابن عامر 27 تلاميذ ابن عامر 28 الإمام الخامس: عاصم الكوفى ت 127هـ 29 شيوخ الإمام عاصم 30 تلاميذ الإمام عاصم 31 الإمام السادس: حمزة الكوفى ت 156هـ 32 شيوخ الإمام حمزة 33 تلاميذ الإمام حمزة 35 الإمام السابع: الكسائى الكوفى ت 189هـ 36 شيوخ الإمام الكسائى 37 تلاميذ الإمام الكسائى 37 الإمام الثامن: أبو جعفر المدنى ت 128هـ 38 شيوخ الإمام أبى جعفر 38 تلاميذ الإمام أبى جعفر 39 الإمام التاسع: يعقوب الحضرمى ت 205هـ 40 شيوخ الإمام يعقوب 40 تلاميذ الإمام يعقوب 42 الإمام العاشر: خلف البزار ت 229هـ 43 شيوخ الإمام خلف البزار 44
الموضوع الصفحة تلاميذ الإمام خلف البزار 44 «نشأة القراءات» 45 تعريف القراءات 45 هل هناك فرق بين القرآن والقراءات 46ماذا قال «الزركشى فى ذلك»؟ 46 تعقيب ورد على قول الزركشى 46 الدليل على نزول القراءات 50 الحديث الأول 50 الحديث الثانى 51 الحديث الثالث 53 الحديث الرابع 55 بيان المراد من الأحرف السبعة 56 العلماء الذين اهتموا ببيان المراد من الأحرف السبعة 56 ما السبب فى الاهتمام بهذه القضية 57 الجواب على ذلك 57 أقوال العلماء فى بيان المراد من الأحرف السبعة حسب ترتيبهم الزمنى 59 القول الأول: 59 تعليق على هذا القول 59 القول الثانى 60 القول الثالث 61 القول الرابع 62 القول الخامس 64 القول السادس 65 القول السابع 66 القول الثامن 67 القول التاسع 69 القول العاشر 70 القول الحادى عشر 71 السبب فى تعدد القراءات 77 فوائد تعدد القراءات 79 الفائدة الأولى 79 الفائدة الثانية 79 الفائدة الثالثة 80 الفائدة الرابعة 80 الفائدة الخامسة 81 الفائدة السادسة 81 الفائدة السابعة 81 الفائدة الثامنة 81 الفائدة التاسعة 82 الفائدة العاشرة 82
الموضوع الصفحة متى نشأت القراءات 83 القول الأول 84 القول الثانى 85 تعقيب وترجيح على القولين 85 صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة 86 القول الأول 86 القول الثانى 89 تعليق وترجيح 91 الرد على الطبرى ومن قال بقوله 91 «توجيه الإظهار والإدغام» 93 تعريف الإظهار والإدغام 93 أيهما الأصل: الإظهار، أو الإدغام؟ 93 ما هى أسباب الإدغام؟ 93 ما التماثل؟ 93 ما التقارب؟ 94 ما التجانس؟ 96 شروط الإدغام 97 موانع الإدغام 97 المانع الأول 97 المانع الثانى 98 المانع الثالث 98 المانع الرابع 98 «أقسام الإدغام» 99 تعريف الإدغام الكبير 99 تعريف الإدغام الصغير 99 ما الإدغام الكامل؟ 99 ما الإدغام الناقص؟ 99 «حكم ميم الجمع» 100 أقسام ميم الجمع 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل ساكن؟ 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل متحرك؟ 100 وجه كل من الإسكان والصلة 100 «حكم هاء الكناية» 101 تعريف هاء الكناية 101 أحوال هاء الكناية 101 الحالة الأولى وحكمها 101 الحالة الثانية وحكمها 101 الحالة الثالثة وحكمها 101 الحالة الرابعة وحكمها 101 «حكم المد المنفصل وتعريفه» 102
الموضوع الصفحة مراتب القراء فى المد المنفصل 102 المرتبة الأولى 102 المرتبة الثانية 102 المرتبة الثالثة 102 المرتبة الرابعة 102 المرتبة الخامسة 102 المرتبة السادسة 102 المرتبة السابعة 102 المرتبة الثامنة 102 مقدار القصر 102 مقدار فويق القصر 102 مقدار التوسط 102 مقدار فويق التوسط 102 مقدار الإشباع 102 مقدار الحركة 102 وجه القصر 102 وجه المد 102 «حكم المد المتصل وتعريفه» 103 مراتبة القراء فى المد المتصل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 المرتبة الثالثة 103 المرتبة الرابعة 103 تنبيه خاص بالمد المتصل 103 «حكم مد البدل» 103 تعريف مد البدل 103 مراتب القراء فى مد البدل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 ما الأشياء التى استثنيت من مد البدل؟ 103 «حكم حرفى اللين» 105 تعريف حرف اللين 105 مذاهب القراء فى حرفى اللين 105 «توجيه تخفيف الهمز» 106 ما هى الوسائل التى سلكها العرب لتخفيف الهمز؟ 107 «حكم نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها» 110 «السكت على السكن قبل الهمز وغيره» 111 ما هى الأشياء التى يجوز السكت عليها 111 وجه كل من السكت وعدمه 112 «من أحكام النون الساكنة والتنوين» 113 حكم الوقف عن جمع المذكر السالم والملحق به 114
الموضوع الصفحة وجه الوقف على جمع المذكر السالم بهاء السكت 114 «توجيه الفتح والإمالة» 115 ما المراد بالفتح؟ 115 تعريف الإمالة 115 أقسام الإمالة 115 ما الإمالة الكبرى؟ 115 ما الإمالة الصغرى؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الفتح؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الإمالة؟ 115 أيهما الأصل: الفتح، أو الإمالة؟ 116 أسباب الإمالة 116 السبب الأول 116 السبب الثانى 116 السبب الثالث 116 السبب الرابع 116 السبب الخامس 116 السبب السادس 116 السبب السابع 116 ما فائدة الإمالة؟ 116 توجيه الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 117 تعريف ياء الإضافة 117 ياءات الإضافة فى القرآن على كم ضرب؟ 117 الأول: وكم عدده 117 الثانى: وكم عدده 118 الثالث: وكم عدده 118 كم عدد الفصول التى وقع فيها خلاف القراء فى ياءات الإضافة؟ 118 الفصل الأول وجملة ذلك 118 الفصل الثانى وجملة ذلك 118 الفصل الثالث وجملة ذلك 118 الفصل الرابع وجملة ذلك 119 الفصل الخامس وجملة ذلك 119 الفصل(1/430)
الموضوع الصفحة شكر وتقدير 5 المقدمة 7 المنهج الذى اتبعته فى تصنيف الكتاب 8 «أهم المصادر التى اعتمد عليها «ابن الجزرى» فى نقل القراءات 9 تاريخ القراء العشرة، أو الأئمة العشرة 18 الإمام الأول: نافع المدنى ت 169هـ 18 شيوخ نافع 19 تلاميذ نافع 20 الإمام الثانى: ابن كثير ت 120هـ 21 شيوخ ابن كثير 21 تلاميذ ابن كثير 23 الإمام الثالث: أبو عمرو بن العلاء البصرى ت 154هـ 24 شيوخ أبى عمرو 24 تلاميذ أبى عمرو 25 الإمام الرابع: ابن عامر الشامى ت 118هـ 27 شيوخ ابن عامر 27 تلاميذ ابن عامر 28 الإمام الخامس: عاصم الكوفى ت 127هـ 29 شيوخ الإمام عاصم 30 تلاميذ الإمام عاصم 31 الإمام السادس: حمزة الكوفى ت 156هـ 32 شيوخ الإمام حمزة 33 تلاميذ الإمام حمزة 35 الإمام السابع: الكسائى الكوفى ت 189هـ 36 شيوخ الإمام الكسائى 37 تلاميذ الإمام الكسائى 37 الإمام الثامن: أبو جعفر المدنى ت 128هـ 38 شيوخ الإمام أبى جعفر 38 تلاميذ الإمام أبى جعفر 39 الإمام التاسع: يعقوب الحضرمى ت 205هـ 40 شيوخ الإمام يعقوب 40 تلاميذ الإمام يعقوب 42 الإمام العاشر: خلف البزار ت 229هـ 43 شيوخ الإمام خلف البزار 44
الموضوع الصفحة تلاميذ الإمام خلف البزار 44 «نشأة القراءات» 45 تعريف القراءات 45 هل هناك فرق بين القرآن والقراءات 46ماذا قال «الزركشى فى ذلك»؟ 46 تعقيب ورد على قول الزركشى 46 الدليل على نزول القراءات 50 الحديث الأول 50 الحديث الثانى 51 الحديث الثالث 53 الحديث الرابع 55 بيان المراد من الأحرف السبعة 56 العلماء الذين اهتموا ببيان المراد من الأحرف السبعة 56 ما السبب فى الاهتمام بهذه القضية 57 الجواب على ذلك 57 أقوال العلماء فى بيان المراد من الأحرف السبعة حسب ترتيبهم الزمنى 59 القول الأول: 59 تعليق على هذا القول 59 القول الثانى 60 القول الثالث 61 القول الرابع 62 القول الخامس 64 القول السادس 65 القول السابع 66 القول الثامن 67 القول التاسع 69 القول العاشر 70 القول الحادى عشر 71 السبب فى تعدد القراءات 77 فوائد تعدد القراءات 79 الفائدة الأولى 79 الفائدة الثانية 79 الفائدة الثالثة 80 الفائدة الرابعة 80 الفائدة الخامسة 81 الفائدة السادسة 81 الفائدة السابعة 81 الفائدة الثامنة 81 الفائدة التاسعة 82 الفائدة العاشرة 82
الموضوع الصفحة متى نشأت القراءات 83 القول الأول 84 القول الثانى 85 تعقيب وترجيح على القولين 85 صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة 86 القول الأول 86 القول الثانى 89 تعليق وترجيح 91 الرد على الطبرى ومن قال بقوله 91 «توجيه الإظهار والإدغام» 93 تعريف الإظهار والإدغام 93 أيهما الأصل: الإظهار، أو الإدغام؟ 93 ما هى أسباب الإدغام؟ 93 ما التماثل؟ 93 ما التقارب؟ 94 ما التجانس؟ 96 شروط الإدغام 97 موانع الإدغام 97 المانع الأول 97 المانع الثانى 98 المانع الثالث 98 المانع الرابع 98 «أقسام الإدغام» 99 تعريف الإدغام الكبير 99 تعريف الإدغام الصغير 99 ما الإدغام الكامل؟ 99 ما الإدغام الناقص؟ 99 «حكم ميم الجمع» 100 أقسام ميم الجمع 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل ساكن؟ 100 ما الحكم إذا وقعت ميم الجمع قبل متحرك؟ 100 وجه كل من الإسكان والصلة 100 «حكم هاء الكناية» 101 تعريف هاء الكناية 101 أحوال هاء الكناية 101 الحالة الأولى وحكمها 101 الحالة الثانية وحكمها 101 الحالة الثالثة وحكمها 101 الحالة الرابعة وحكمها 101 «حكم المد المنفصل وتعريفه» 102
الموضوع الصفحة مراتب القراء فى المد المنفصل 102 المرتبة الأولى 102 المرتبة الثانية 102 المرتبة الثالثة 102 المرتبة الرابعة 102 المرتبة الخامسة 102 المرتبة السادسة 102 المرتبة السابعة 102 المرتبة الثامنة 102 مقدار القصر 102 مقدار فويق القصر 102 مقدار التوسط 102 مقدار فويق التوسط 102 مقدار الإشباع 102 مقدار الحركة 102 وجه القصر 102 وجه المد 102 «حكم المد المتصل وتعريفه» 103 مراتبة القراء فى المد المتصل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 المرتبة الثالثة 103 المرتبة الرابعة 103 تنبيه خاص بالمد المتصل 103 «حكم مد البدل» 103 تعريف مد البدل 103 مراتب القراء فى مد البدل 103 المرتبة الأولى 103 المرتبة الثانية 103 ما الأشياء التى استثنيت من مد البدل؟ 103 «حكم حرفى اللين» 105 تعريف حرف اللين 105 مذاهب القراء فى حرفى اللين 105 «توجيه تخفيف الهمز» 106 ما هى الوسائل التى سلكها العرب لتخفيف الهمز؟ 107 «حكم نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها» 110 «السكت على السكن قبل الهمز وغيره» 111 ما هى الأشياء التى يجوز السكت عليها 111 وجه كل من السكت وعدمه 112 «من أحكام النون الساكنة والتنوين» 113 حكم الوقف عن جمع المذكر السالم والملحق به 114
الموضوع الصفحة وجه الوقف على جمع المذكر السالم بهاء السكت 114 «توجيه الفتح والإمالة» 115 ما المراد بالفتح؟ 115 تعريف الإمالة 115 أقسام الإمالة 115 ما الإمالة الكبرى؟ 115 ما الإمالة الصغرى؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الفتح؟ 115 ما القبائل العربية التى كانت تميل إلى الإمالة؟ 115 أيهما الأصل: الفتح، أو الإمالة؟ 116 أسباب الإمالة 116 السبب الأول 116 السبب الثانى 116 السبب الثالث 116 السبب الرابع 116 السبب الخامس 116 السبب السادس 116 السبب السابع 116 ما فائدة الإمالة؟ 116 توجيه الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 117 تعريف ياء الإضافة 117 ياءات الإضافة فى القرآن على كم ضرب؟ 117 الأول: وكم عدده 117 الثانى: وكم عدده 118 الثالث: وكم عدده 118 كم عدد الفصول التى وقع فيها خلاف القراء فى ياءات الإضافة؟ 118 الفصل الأول وجملة ذلك 118 الفصل الثانى وجملة ذلك 118 الفصل الثالث وجملة ذلك 118 الفصل الرابع وجملة ذلك 119 الفصل الخامس وجملة ذلك 119 الفصل
السادس وجملة ذلك 119 وجه كل من الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 119 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظى: الصراط وصراط 120 وجه القراءة بالسين 120 وجه القراءة بالإشمام 120 وجه القراءة بالصاد الخالصة 120 توجيه الإسكان والتحريك فى لفظى: هو، وهى 121 وجه الإسكان 121 وجه التحريك 121 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظ «قيل» وأخواتها 123
الموضوع الصفحة كيفية الإشمام 123 وجه الإشمام 123 {سورة الفاتحة 125 مالك الفاتحة رقم / 1254} {سورة البقرة 127 وما يخدعون البقرة / 1279 يكذبون البقرة / 12910 ترجعون البقرة / 13128 للملائكة اسجدوا البقرة / 13334 فأزلهما البقرة / 13436 فأزلهما البقرة / 13436 فتلقى آدم من ربه كلمات البقرة رقم / 13537 يقبل البقرة رقم / 13648 واعدنا البقرة رقم / 13751 بارئكم البقرة رقم / 13954 نغفر لكم خطاياكم البقرة رقم / 14158 هزوا البقرة رقم / 14267 تعملون البقرة رقم / 14374 أمانى البقرة رقم / 14478 خطيئته البقرة رقم / 14581 لا تعبدون إلا الله البقرة رقم / 14883 حسنا البقرة رقم / 15083 تظاهرون البقرة رقم / 15285 أسارى البقرة رقم / 15485 تفادوهم البقرة رقم / 15685 تعملون البقرة رقم / 15985 القدس البقرة رقم / 16087 ينزل البقرة رقم / 16190 يعملون البقرة رقم / 16496 جبريل البقرة رقم / 16597 ميكائيل البقرة رقم / 16698 ولكن الشياطين كفروا البقرة رقم / 167102 ننسخ البقرة رقم / 170106 ننسها البقرة رقم / 173106 وقالوا البقرة رقم / 175115 فيكون البقرة رقم / 178117 ولا تسئل البقرة رقم / 183119 إبراهيم البقرة رقم / 189124 واتخذوا البقرة رقم / 191125 فأمتعه البقرة رقم / 193126 أرنا البقرة رقم / 195128 ووصى البقرة رقم / 196132
الموضوع الصفحة تقولون البقرة رقم / 198140 لرءوف البقرة رقم / 200143 يعملون البقرة رقم / 201144 موليها البقرة رقم / 203148 تعملون البقرة رقم / 204149 تطوع البقرة رقم / 205158 الرياح البقرة رقم / 207164 يرى البقرة رقم / 210165 يرون البقرة رقم / 210165 أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة رقم / 213165 خطوات البقرة رقم / 219168 الميتة البقرة رقم / 220173 الكسر والضم تخلصا من التقاء الساكنين نحو: فمن اضطر البقرة رقم 225173 ليس البر البقرة رقم / 228177 ولكن البر البقرة رقم / 231177 موص البقرة رقم / 232182 فدية طعام مسكين البقرة رقم / 233184 العسر البقرة رقم / 234185 ولتكملوا البقرة رقم / 235185 البيوت البقرة رقم / 236189 ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم البقرة 237191 فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج البقرة رقم / 238197 السلم البقرة رقم / 239208 والملائكة البقرة رقم / 240210 ليحكم البقرة رقم / 241213 يقول البقرة رقم / 242214 كبير البقرة رقم / 244219 العفو البقرة رقم / 245219 يطهرن البقرة رقم / 247222 يخافا البقرة رقم / 249229 لا تضارّ البقرة رقم / 251233 آتيتم البقرة رقم / 252233 قدره البقرة رقم / 253236 تمسوهن البقرة رقم / 256236 وصية البقرة رقم / 257240 فيضاعفه البقرة رقم / 258245 ويبسط البقرة رقم / 260245 عسيتم البقرة رقم / 261246 بسطة البقرة رقم / 264247 غرفة البقرة رقم / 265249 دفع البقرة رقم / 266251
الموضوع الصفحة حذف وإثبات ألف أنا الواقع بعدها همزة قطع حالة الوصل نحو قوله تعالى: 267} {أنا أحى وأميت البقرة رقم / 267258 يتسنه البقرة رقم / 269259 ننشزها البقرة رقم / 271259 أعلم البقرة رقم / 274259 فصرهنّ البقرة رقم / 275260 جزءا البقرة رقم / 277260 ربوة البقرة رقم / 279265 أكلها البقرة رقم / 280265 تشديد التاءات للبزى نحو: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون رقم 283267 يؤت البقرة رقم / 286268 نعمّا البقرة رقم / 287271 ويكفر البقرة رقم / 294271 يحسبهم البقرة رقم / 296273 فأذنوا البقرة رقم / 298279 ميسرة البقرة رقم / 299280 تصدقوا البقرة رقم / 300280 أن تضلّ البقرة رقم / 302282 فتذكر البقرة رقم / 304282 تجارة حاضرة البقرة رقم / 306282 ولا يضارّ البقرة رقم / 307282 فرهان البقرة رقم / 310283 فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء البقرة رقم / 312284 وكتبه البقرة رقم / 313285 لا نفرق البقرة رقم / 314285} سورة آل عمران 316 ستغلبون وتحشرون آل عمران رقم / 31613 يرونهم آل عمران رقم / 31814 رضوان آل عمران رقم / 32015 إن آل عمران رقم / 32119 ويقتلون آل عمران رقم / 32221 تقاة آل عمران رقم / 32328 وضعت آل عمران رقم / 32536 زكريا آل عمران رقم / 32637 وكفلها آل عمران رقم / 32737 فنادته آل عمران رقم / 32839 أن الله آل عمران رقم / 33039 يبشرك آل عمران رقم / 33039
الموضوع الصفحة يبشر الإسراء رقم / 331 نبشرك الحجر رقم / 33153 يبشرهم التوبة رقم / 33121 ويعلمه آل عمران رقم / 33248 أنّى آل عمران رقم / 33649 الطير، طيرا آل عمران رقم / 33749 فيوفيهم آل عمران رقم / 33857 تعلمون آل عمران رقم / 33979 ولا يأمركم آل عمران رقم / 34080 لما آل عمران رقم / 34181 آتيتكم آل عمران رقم / 34681 يبغون، يرجعون آل عمران رقم / 34783 حج آل عمران رقم / 35197 يفعلوا، يكفروه آل عمران رقم / 354115 لا يضركم آل عمران رقم / 359120 منزلين آل عمران رقم / 360124 مسوّمين آل عمران رقم / 361125 وسارعوا آل عمران رقم / 363133 قرح آل عمران رقم / 365140 القرح آل عمران رقم / 365172 وكأين آل عمران رقم / 365146 قاتل آل عمران رقم / 367146 الرعب آل عمران رقم / 367151 يغشى آل عمران رقم / 368154 كله آل عمران رقم / 369154 تعملون آل عمران رقم / 372156 متم آل عمران رقم / 372157 يجمعون آل عمران رقم / 374157 يغلّ آل عمران رقم / 375161 ما قتلوا آل عمران رقم / 376168 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 قتلوا آل عمران رقم / 378169 وأنّ آل عمران رقم / 379171 يحزنك آل عمران رقم / 379176 ليحزننى يوسف رقم 37913 يحزنهم الأنبياء رقم 379103 ليحزن المجادلة رقم 37910 ولا يحسبن آل عمران رقم / 380178 يميز(1/431)
السادس وجملة ذلك 119 وجه كل من الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 119 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظى: الصراط وصراط 120 وجه القراءة بالسين 120 وجه القراءة بالإشمام 120 وجه القراءة بالصاد الخالصة 120 توجيه الإسكان والتحريك فى لفظى: هو، وهى 121 وجه الإسكان 121 وجه التحريك 121 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظ «قيل» وأخواتها 123
الموضوع الصفحة كيفية الإشمام 123 وجه الإشمام 123 {سورة الفاتحة 125 مالك الفاتحة رقم / 1254} {سورة البقرة 127 وما يخدعون البقرة / 1279 يكذبون البقرة / 12910 ترجعون البقرة / 13128 للملائكة اسجدوا البقرة / 13334 فأزلهما البقرة / 13436 فأزلهما البقرة / 13436 فتلقى آدم من ربه كلمات البقرة رقم / 13537 يقبل البقرة رقم / 13648 واعدنا البقرة رقم / 13751 بارئكم البقرة رقم / 13954 نغفر لكم خطاياكم البقرة رقم / 14158 هزوا البقرة رقم / 14267 تعملون البقرة رقم / 14374 أمانى البقرة رقم / 14478 خطيئته البقرة رقم / 14581 لا تعبدون إلا الله البقرة رقم / 14883 حسنا البقرة رقم / 15083 تظاهرون البقرة رقم / 15285 أسارى البقرة رقم / 15485 تفادوهم البقرة رقم / 15685 تعملون البقرة رقم / 15985 القدس البقرة رقم / 16087 ينزل البقرة رقم / 16190 يعملون البقرة رقم / 16496 جبريل البقرة رقم / 16597 ميكائيل البقرة رقم / 16698 ولكن الشياطين كفروا البقرة رقم / 167102 ننسخ البقرة رقم / 170106 ننسها البقرة رقم / 173106 وقالوا البقرة رقم / 175115 فيكون البقرة رقم / 178117 ولا تسئل البقرة رقم / 183119 إبراهيم البقرة رقم / 189124 واتخذوا البقرة رقم / 191125 فأمتعه البقرة رقم / 193126 أرنا البقرة رقم / 195128 ووصى البقرة رقم / 196132
الموضوع الصفحة تقولون البقرة رقم / 198140 لرءوف البقرة رقم / 200143 يعملون البقرة رقم / 201144 موليها البقرة رقم / 203148 تعملون البقرة رقم / 204149 تطوع البقرة رقم / 205158 الرياح البقرة رقم / 207164 يرى البقرة رقم / 210165 يرون البقرة رقم / 210165 أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة رقم / 213165 خطوات البقرة رقم / 219168 الميتة البقرة رقم / 220173 الكسر والضم تخلصا من التقاء الساكنين نحو: فمن اضطر البقرة رقم 225173 ليس البر البقرة رقم / 228177 ولكن البر البقرة رقم / 231177 موص البقرة رقم / 232182 فدية طعام مسكين البقرة رقم / 233184 العسر البقرة رقم / 234185 ولتكملوا البقرة رقم / 235185 البيوت البقرة رقم / 236189 ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم البقرة 237191 فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج البقرة رقم / 238197 السلم البقرة رقم / 239208 والملائكة البقرة رقم / 240210 ليحكم البقرة رقم / 241213 يقول البقرة رقم / 242214 كبير البقرة رقم / 244219 العفو البقرة رقم / 245219 يطهرن البقرة رقم / 247222 يخافا البقرة رقم / 249229 لا تضارّ البقرة رقم / 251233 آتيتم البقرة رقم / 252233 قدره البقرة رقم / 253236 تمسوهن البقرة رقم / 256236 وصية البقرة رقم / 257240 فيضاعفه البقرة رقم / 258245 ويبسط البقرة رقم / 260245 عسيتم البقرة رقم / 261246 بسطة البقرة رقم / 264247 غرفة البقرة رقم / 265249 دفع البقرة رقم / 266251
الموضوع الصفحة حذف وإثبات ألف أنا الواقع بعدها همزة قطع حالة الوصل نحو قوله تعالى: 267} {أنا أحى وأميت البقرة رقم / 267258 يتسنه البقرة رقم / 269259 ننشزها البقرة رقم / 271259 أعلم البقرة رقم / 274259 فصرهنّ البقرة رقم / 275260 جزءا البقرة رقم / 277260 ربوة البقرة رقم / 279265 أكلها البقرة رقم / 280265 تشديد التاءات للبزى نحو: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون رقم 283267 يؤت البقرة رقم / 286268 نعمّا البقرة رقم / 287271 ويكفر البقرة رقم / 294271 يحسبهم البقرة رقم / 296273 فأذنوا البقرة رقم / 298279 ميسرة البقرة رقم / 299280 تصدقوا البقرة رقم / 300280 أن تضلّ البقرة رقم / 302282 فتذكر البقرة رقم / 304282 تجارة حاضرة البقرة رقم / 306282 ولا يضارّ البقرة رقم / 307282 فرهان البقرة رقم / 310283 فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء البقرة رقم / 312284 وكتبه البقرة رقم / 313285 لا نفرق البقرة رقم / 314285} سورة آل عمران 316 ستغلبون وتحشرون آل عمران رقم / 31613 يرونهم آل عمران رقم / 31814 رضوان آل عمران رقم / 32015 إن آل عمران رقم / 32119 ويقتلون آل عمران رقم / 32221 تقاة آل عمران رقم / 32328 وضعت آل عمران رقم / 32536 زكريا آل عمران رقم / 32637 وكفلها آل عمران رقم / 32737 فنادته آل عمران رقم / 32839 أن الله آل عمران رقم / 33039 يبشرك آل عمران رقم / 33039
الموضوع الصفحة يبشر الإسراء رقم / 331 نبشرك الحجر رقم / 33153 يبشرهم التوبة رقم / 33121 ويعلمه آل عمران رقم / 33248 أنّى آل عمران رقم / 33649 الطير، طيرا آل عمران رقم / 33749 فيوفيهم آل عمران رقم / 33857 تعلمون آل عمران رقم / 33979 ولا يأمركم آل عمران رقم / 34080 لما آل عمران رقم / 34181 آتيتكم آل عمران رقم / 34681 يبغون، يرجعون آل عمران رقم / 34783 حج آل عمران رقم / 35197 يفعلوا، يكفروه آل عمران رقم / 354115 لا يضركم آل عمران رقم / 359120 منزلين آل عمران رقم / 360124 مسوّمين آل عمران رقم / 361125 وسارعوا آل عمران رقم / 363133 قرح آل عمران رقم / 365140 القرح آل عمران رقم / 365172 وكأين آل عمران رقم / 365146 قاتل آل عمران رقم / 367146 الرعب آل عمران رقم / 367151 يغشى آل عمران رقم / 368154 كله آل عمران رقم / 369154 تعملون آل عمران رقم / 372156 متم آل عمران رقم / 372157 يجمعون آل عمران رقم / 374157 يغلّ آل عمران رقم / 375161 ما قتلوا آل عمران رقم / 376168 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 قتلوا آل عمران رقم / 378169 وأنّ آل عمران رقم / 379171 يحزنك آل عمران رقم / 379176 ليحزننى يوسف رقم 37913 يحزنهم الأنبياء رقم 379103 ليحزن المجادلة رقم 37910 ولا يحسبن آل عمران رقم / 380178 يميز(1/432)
السادس وجملة ذلك 119 وجه كل من الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 119 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظى: الصراط وصراط 120 وجه القراءة بالسين 120 وجه القراءة بالإشمام 120 وجه القراءة بالصاد الخالصة 120 توجيه الإسكان والتحريك فى لفظى: هو، وهى 121 وجه الإسكان 121 وجه التحريك 121 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظ «قيل» وأخواتها 123
الموضوع الصفحة كيفية الإشمام 123 وجه الإشمام 123 {سورة الفاتحة 125 مالك الفاتحة رقم / 1254} {سورة البقرة 127 وما يخدعون البقرة / 1279 يكذبون البقرة / 12910 ترجعون البقرة / 13128 للملائكة اسجدوا البقرة / 13334 فأزلهما البقرة / 13436 فأزلهما البقرة / 13436 فتلقى آدم من ربه كلمات البقرة رقم / 13537 يقبل البقرة رقم / 13648 واعدنا البقرة رقم / 13751 بارئكم البقرة رقم / 13954 نغفر لكم خطاياكم البقرة رقم / 14158 هزوا البقرة رقم / 14267 تعملون البقرة رقم / 14374 أمانى البقرة رقم / 14478 خطيئته البقرة رقم / 14581 لا تعبدون إلا الله البقرة رقم / 14883 حسنا البقرة رقم / 15083 تظاهرون البقرة رقم / 15285 أسارى البقرة رقم / 15485 تفادوهم البقرة رقم / 15685 تعملون البقرة رقم / 15985 القدس البقرة رقم / 16087 ينزل البقرة رقم / 16190 يعملون البقرة رقم / 16496 جبريل البقرة رقم / 16597 ميكائيل البقرة رقم / 16698 ولكن الشياطين كفروا البقرة رقم / 167102 ننسخ البقرة رقم / 170106 ننسها البقرة رقم / 173106 وقالوا البقرة رقم / 175115 فيكون البقرة رقم / 178117 ولا تسئل البقرة رقم / 183119 إبراهيم البقرة رقم / 189124 واتخذوا البقرة رقم / 191125 فأمتعه البقرة رقم / 193126 أرنا البقرة رقم / 195128 ووصى البقرة رقم / 196132
الموضوع الصفحة تقولون البقرة رقم / 198140 لرءوف البقرة رقم / 200143 يعملون البقرة رقم / 201144 موليها البقرة رقم / 203148 تعملون البقرة رقم / 204149 تطوع البقرة رقم / 205158 الرياح البقرة رقم / 207164 يرى البقرة رقم / 210165 يرون البقرة رقم / 210165 أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة رقم / 213165 خطوات البقرة رقم / 219168 الميتة البقرة رقم / 220173 الكسر والضم تخلصا من التقاء الساكنين نحو: فمن اضطر البقرة رقم 225173 ليس البر البقرة رقم / 228177 ولكن البر البقرة رقم / 231177 موص البقرة رقم / 232182 فدية طعام مسكين البقرة رقم / 233184 العسر البقرة رقم / 234185 ولتكملوا البقرة رقم / 235185 البيوت البقرة رقم / 236189 ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم البقرة 237191 فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج البقرة رقم / 238197 السلم البقرة رقم / 239208 والملائكة البقرة رقم / 240210 ليحكم البقرة رقم / 241213 يقول البقرة رقم / 242214 كبير البقرة رقم / 244219 العفو البقرة رقم / 245219 يطهرن البقرة رقم / 247222 يخافا البقرة رقم / 249229 لا تضارّ البقرة رقم / 251233 آتيتم البقرة رقم / 252233 قدره البقرة رقم / 253236 تمسوهن البقرة رقم / 256236 وصية البقرة رقم / 257240 فيضاعفه البقرة رقم / 258245 ويبسط البقرة رقم / 260245 عسيتم البقرة رقم / 261246 بسطة البقرة رقم / 264247 غرفة البقرة رقم / 265249 دفع البقرة رقم / 266251
الموضوع الصفحة حذف وإثبات ألف أنا الواقع بعدها همزة قطع حالة الوصل نحو قوله تعالى: 267} {أنا أحى وأميت البقرة رقم / 267258 يتسنه البقرة رقم / 269259 ننشزها البقرة رقم / 271259 أعلم البقرة رقم / 274259 فصرهنّ البقرة رقم / 275260 جزءا البقرة رقم / 277260 ربوة البقرة رقم / 279265 أكلها البقرة رقم / 280265 تشديد التاءات للبزى نحو: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون رقم 283267 يؤت البقرة رقم / 286268 نعمّا البقرة رقم / 287271 ويكفر البقرة رقم / 294271 يحسبهم البقرة رقم / 296273 فأذنوا البقرة رقم / 298279 ميسرة البقرة رقم / 299280 تصدقوا البقرة رقم / 300280 أن تضلّ البقرة رقم / 302282 فتذكر البقرة رقم / 304282 تجارة حاضرة البقرة رقم / 306282 ولا يضارّ البقرة رقم / 307282 فرهان البقرة رقم / 310283 فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء البقرة رقم / 312284 وكتبه البقرة رقم / 313285 لا نفرق البقرة رقم / 314285} سورة آل عمران 316 ستغلبون وتحشرون آل عمران رقم / 31613 يرونهم آل عمران رقم / 31814 رضوان آل عمران رقم / 32015 إن آل عمران رقم / 32119 ويقتلون آل عمران رقم / 32221 تقاة آل عمران رقم / 32328 وضعت آل عمران رقم / 32536 زكريا آل عمران رقم / 32637 وكفلها آل عمران رقم / 32737 فنادته آل عمران رقم / 32839 أن الله آل عمران رقم / 33039 يبشرك آل عمران رقم / 33039
الموضوع الصفحة يبشر الإسراء رقم / 331 نبشرك الحجر رقم / 33153 يبشرهم التوبة رقم / 33121 ويعلمه آل عمران رقم / 33248 أنّى آل عمران رقم / 33649 الطير، طيرا آل عمران رقم / 33749 فيوفيهم آل عمران رقم / 33857 تعلمون آل عمران رقم / 33979 ولا يأمركم آل عمران رقم / 34080 لما آل عمران رقم / 34181 آتيتكم آل عمران رقم / 34681 يبغون، يرجعون آل عمران رقم / 34783 حج آل عمران رقم / 35197 يفعلوا، يكفروه آل عمران رقم / 354115 لا يضركم آل عمران رقم / 359120 منزلين آل عمران رقم / 360124 مسوّمين آل عمران رقم / 361125 وسارعوا آل عمران رقم / 363133 قرح آل عمران رقم / 365140 القرح آل عمران رقم / 365172 وكأين آل عمران رقم / 365146 قاتل آل عمران رقم / 367146 الرعب آل عمران رقم / 367151 يغشى آل عمران رقم / 368154 كله آل عمران رقم / 369154 تعملون آل عمران رقم / 372156 متم آل عمران رقم / 372157 يجمعون آل عمران رقم / 374157 يغلّ آل عمران رقم / 375161 ما قتلوا آل عمران رقم / 376168 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 قتلوا آل عمران رقم / 378169 وأنّ آل عمران رقم / 379171 يحزنك آل عمران رقم / 379176 ليحزننى يوسف رقم 37913 يحزنهم الأنبياء رقم 379103 ليحزن المجادلة رقم 37910 ولا يحسبن آل عمران رقم / 380178 يميز(1/433)
السادس وجملة ذلك 119 وجه كل من الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 119 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظى: الصراط وصراط 120 وجه القراءة بالسين 120 وجه القراءة بالإشمام 120 وجه القراءة بالصاد الخالصة 120 توجيه الإسكان والتحريك فى لفظى: هو، وهى 121 وجه الإسكان 121 وجه التحريك 121 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظ «قيل» وأخواتها 123
الموضوع الصفحة كيفية الإشمام 123 وجه الإشمام 123 {سورة الفاتحة 125 مالك الفاتحة رقم / 1254} {سورة البقرة 127 وما يخدعون البقرة / 1279 يكذبون البقرة / 12910 ترجعون البقرة / 13128 للملائكة اسجدوا البقرة / 13334 فأزلهما البقرة / 13436 فأزلهما البقرة / 13436 فتلقى آدم من ربه كلمات البقرة رقم / 13537 يقبل البقرة رقم / 13648 واعدنا البقرة رقم / 13751 بارئكم البقرة رقم / 13954 نغفر لكم خطاياكم البقرة رقم / 14158 هزوا البقرة رقم / 14267 تعملون البقرة رقم / 14374 أمانى البقرة رقم / 14478 خطيئته البقرة رقم / 14581 لا تعبدون إلا الله البقرة رقم / 14883 حسنا البقرة رقم / 15083 تظاهرون البقرة رقم / 15285 أسارى البقرة رقم / 15485 تفادوهم البقرة رقم / 15685 تعملون البقرة رقم / 15985 القدس البقرة رقم / 16087 ينزل البقرة رقم / 16190 يعملون البقرة رقم / 16496 جبريل البقرة رقم / 16597 ميكائيل البقرة رقم / 16698 ولكن الشياطين كفروا البقرة رقم / 167102 ننسخ البقرة رقم / 170106 ننسها البقرة رقم / 173106 وقالوا البقرة رقم / 175115 فيكون البقرة رقم / 178117 ولا تسئل البقرة رقم / 183119 إبراهيم البقرة رقم / 189124 واتخذوا البقرة رقم / 191125 فأمتعه البقرة رقم / 193126 أرنا البقرة رقم / 195128 ووصى البقرة رقم / 196132
الموضوع الصفحة تقولون البقرة رقم / 198140 لرءوف البقرة رقم / 200143 يعملون البقرة رقم / 201144 موليها البقرة رقم / 203148 تعملون البقرة رقم / 204149 تطوع البقرة رقم / 205158 الرياح البقرة رقم / 207164 يرى البقرة رقم / 210165 يرون البقرة رقم / 210165 أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة رقم / 213165 خطوات البقرة رقم / 219168 الميتة البقرة رقم / 220173 الكسر والضم تخلصا من التقاء الساكنين نحو: فمن اضطر البقرة رقم 225173 ليس البر البقرة رقم / 228177 ولكن البر البقرة رقم / 231177 موص البقرة رقم / 232182 فدية طعام مسكين البقرة رقم / 233184 العسر البقرة رقم / 234185 ولتكملوا البقرة رقم / 235185 البيوت البقرة رقم / 236189 ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم البقرة 237191 فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج البقرة رقم / 238197 السلم البقرة رقم / 239208 والملائكة البقرة رقم / 240210 ليحكم البقرة رقم / 241213 يقول البقرة رقم / 242214 كبير البقرة رقم / 244219 العفو البقرة رقم / 245219 يطهرن البقرة رقم / 247222 يخافا البقرة رقم / 249229 لا تضارّ البقرة رقم / 251233 آتيتم البقرة رقم / 252233 قدره البقرة رقم / 253236 تمسوهن البقرة رقم / 256236 وصية البقرة رقم / 257240 فيضاعفه البقرة رقم / 258245 ويبسط البقرة رقم / 260245 عسيتم البقرة رقم / 261246 بسطة البقرة رقم / 264247 غرفة البقرة رقم / 265249 دفع البقرة رقم / 266251
الموضوع الصفحة حذف وإثبات ألف أنا الواقع بعدها همزة قطع حالة الوصل نحو قوله تعالى: 267} {أنا أحى وأميت البقرة رقم / 267258 يتسنه البقرة رقم / 269259 ننشزها البقرة رقم / 271259 أعلم البقرة رقم / 274259 فصرهنّ البقرة رقم / 275260 جزءا البقرة رقم / 277260 ربوة البقرة رقم / 279265 أكلها البقرة رقم / 280265 تشديد التاءات للبزى نحو: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون رقم 283267 يؤت البقرة رقم / 286268 نعمّا البقرة رقم / 287271 ويكفر البقرة رقم / 294271 يحسبهم البقرة رقم / 296273 فأذنوا البقرة رقم / 298279 ميسرة البقرة رقم / 299280 تصدقوا البقرة رقم / 300280 أن تضلّ البقرة رقم / 302282 فتذكر البقرة رقم / 304282 تجارة حاضرة البقرة رقم / 306282 ولا يضارّ البقرة رقم / 307282 فرهان البقرة رقم / 310283 فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء البقرة رقم / 312284 وكتبه البقرة رقم / 313285 لا نفرق البقرة رقم / 314285} سورة آل عمران 316 ستغلبون وتحشرون آل عمران رقم / 31613 يرونهم آل عمران رقم / 31814 رضوان آل عمران رقم / 32015 إن آل عمران رقم / 32119 ويقتلون آل عمران رقم / 32221 تقاة آل عمران رقم / 32328 وضعت آل عمران رقم / 32536 زكريا آل عمران رقم / 32637 وكفلها آل عمران رقم / 32737 فنادته آل عمران رقم / 32839 أن الله آل عمران رقم / 33039 يبشرك آل عمران رقم / 33039
الموضوع الصفحة يبشر الإسراء رقم / 331 نبشرك الحجر رقم / 33153 يبشرهم التوبة رقم / 33121 ويعلمه آل عمران رقم / 33248 أنّى آل عمران رقم / 33649 الطير، طيرا آل عمران رقم / 33749 فيوفيهم آل عمران رقم / 33857 تعلمون آل عمران رقم / 33979 ولا يأمركم آل عمران رقم / 34080 لما آل عمران رقم / 34181 آتيتكم آل عمران رقم / 34681 يبغون، يرجعون آل عمران رقم / 34783 حج آل عمران رقم / 35197 يفعلوا، يكفروه آل عمران رقم / 354115 لا يضركم آل عمران رقم / 359120 منزلين آل عمران رقم / 360124 مسوّمين آل عمران رقم / 361125 وسارعوا آل عمران رقم / 363133 قرح آل عمران رقم / 365140 القرح آل عمران رقم / 365172 وكأين آل عمران رقم / 365146 قاتل آل عمران رقم / 367146 الرعب آل عمران رقم / 367151 يغشى آل عمران رقم / 368154 كله آل عمران رقم / 369154 تعملون آل عمران رقم / 372156 متم آل عمران رقم / 372157 يجمعون آل عمران رقم / 374157 يغلّ آل عمران رقم / 375161 ما قتلوا آل عمران رقم / 376168 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 قتلوا آل عمران رقم / 378169 وأنّ آل عمران رقم / 379171 يحزنك آل عمران رقم / 379176 ليحزننى يوسف رقم 37913 يحزنهم الأنبياء رقم 379103 ليحزن المجادلة رقم 37910 ولا يحسبن آل عمران رقم / 380178 يميز(1/434)
السادس وجملة ذلك 119 وجه كل من الفتح والإسكان فى ياءات الإضافة 119 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظى: الصراط وصراط 120 وجه القراءة بالسين 120 وجه القراءة بالإشمام 120 وجه القراءة بالصاد الخالصة 120 توجيه الإسكان والتحريك فى لفظى: هو، وهى 121 وجه الإسكان 121 وجه التحريك 121 توجيه الإشمام وعدمه فى لفظ «قيل» وأخواتها 123
الموضوع الصفحة كيفية الإشمام 123 وجه الإشمام 123 {سورة الفاتحة 125 مالك الفاتحة رقم / 1254} {سورة البقرة 127 وما يخدعون البقرة / 1279 يكذبون البقرة / 12910 ترجعون البقرة / 13128 للملائكة اسجدوا البقرة / 13334 فأزلهما البقرة / 13436 فأزلهما البقرة / 13436 فتلقى آدم من ربه كلمات البقرة رقم / 13537 يقبل البقرة رقم / 13648 واعدنا البقرة رقم / 13751 بارئكم البقرة رقم / 13954 نغفر لكم خطاياكم البقرة رقم / 14158 هزوا البقرة رقم / 14267 تعملون البقرة رقم / 14374 أمانى البقرة رقم / 14478 خطيئته البقرة رقم / 14581 لا تعبدون إلا الله البقرة رقم / 14883 حسنا البقرة رقم / 15083 تظاهرون البقرة رقم / 15285 أسارى البقرة رقم / 15485 تفادوهم البقرة رقم / 15685 تعملون البقرة رقم / 15985 القدس البقرة رقم / 16087 ينزل البقرة رقم / 16190 يعملون البقرة رقم / 16496 جبريل البقرة رقم / 16597 ميكائيل البقرة رقم / 16698 ولكن الشياطين كفروا البقرة رقم / 167102 ننسخ البقرة رقم / 170106 ننسها البقرة رقم / 173106 وقالوا البقرة رقم / 175115 فيكون البقرة رقم / 178117 ولا تسئل البقرة رقم / 183119 إبراهيم البقرة رقم / 189124 واتخذوا البقرة رقم / 191125 فأمتعه البقرة رقم / 193126 أرنا البقرة رقم / 195128 ووصى البقرة رقم / 196132
الموضوع الصفحة تقولون البقرة رقم / 198140 لرءوف البقرة رقم / 200143 يعملون البقرة رقم / 201144 موليها البقرة رقم / 203148 تعملون البقرة رقم / 204149 تطوع البقرة رقم / 205158 الرياح البقرة رقم / 207164 يرى البقرة رقم / 210165 يرون البقرة رقم / 210165 أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب البقرة رقم / 213165 خطوات البقرة رقم / 219168 الميتة البقرة رقم / 220173 الكسر والضم تخلصا من التقاء الساكنين نحو: فمن اضطر البقرة رقم 225173 ليس البر البقرة رقم / 228177 ولكن البر البقرة رقم / 231177 موص البقرة رقم / 232182 فدية طعام مسكين البقرة رقم / 233184 العسر البقرة رقم / 234185 ولتكملوا البقرة رقم / 235185 البيوت البقرة رقم / 236189 ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم البقرة 237191 فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج البقرة رقم / 238197 السلم البقرة رقم / 239208 والملائكة البقرة رقم / 240210 ليحكم البقرة رقم / 241213 يقول البقرة رقم / 242214 كبير البقرة رقم / 244219 العفو البقرة رقم / 245219 يطهرن البقرة رقم / 247222 يخافا البقرة رقم / 249229 لا تضارّ البقرة رقم / 251233 آتيتم البقرة رقم / 252233 قدره البقرة رقم / 253236 تمسوهن البقرة رقم / 256236 وصية البقرة رقم / 257240 فيضاعفه البقرة رقم / 258245 ويبسط البقرة رقم / 260245 عسيتم البقرة رقم / 261246 بسطة البقرة رقم / 264247 غرفة البقرة رقم / 265249 دفع البقرة رقم / 266251
الموضوع الصفحة حذف وإثبات ألف أنا الواقع بعدها همزة قطع حالة الوصل نحو قوله تعالى: 267} {أنا أحى وأميت البقرة رقم / 267258 يتسنه البقرة رقم / 269259 ننشزها البقرة رقم / 271259 أعلم البقرة رقم / 274259 فصرهنّ البقرة رقم / 275260 جزءا البقرة رقم / 277260 ربوة البقرة رقم / 279265 أكلها البقرة رقم / 280265 تشديد التاءات للبزى نحو: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون رقم 283267 يؤت البقرة رقم / 286268 نعمّا البقرة رقم / 287271 ويكفر البقرة رقم / 294271 يحسبهم البقرة رقم / 296273 فأذنوا البقرة رقم / 298279 ميسرة البقرة رقم / 299280 تصدقوا البقرة رقم / 300280 أن تضلّ البقرة رقم / 302282 فتذكر البقرة رقم / 304282 تجارة حاضرة البقرة رقم / 306282 ولا يضارّ البقرة رقم / 307282 فرهان البقرة رقم / 310283 فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء البقرة رقم / 312284 وكتبه البقرة رقم / 313285 لا نفرق البقرة رقم / 314285} {سورة آل عمران 316 ستغلبون وتحشرون آل عمران رقم / 31613 يرونهم آل عمران رقم / 31814 رضوان آل عمران رقم / 32015 إن آل عمران رقم / 32119 ويقتلون آل عمران رقم / 32221 تقاة آل عمران رقم / 32328 وضعت آل عمران رقم / 32536 زكريا آل عمران رقم / 32637 وكفلها آل عمران رقم / 32737 فنادته آل عمران رقم / 32839 أن الله آل عمران رقم / 33039 يبشرك آل عمران رقم / 33039
الموضوع الصفحة يبشر الإسراء رقم / 331 نبشرك الحجر رقم / 33153 يبشرهم التوبة رقم / 33121 ويعلمه آل عمران رقم / 33248 أنّى آل عمران رقم / 33649 الطير، طيرا آل عمران رقم / 33749 فيوفيهم آل عمران رقم / 33857 تعلمون آل عمران رقم / 33979 ولا يأمركم آل عمران رقم / 34080 لما آل عمران رقم / 34181 آتيتكم آل عمران رقم / 34681 يبغون، يرجعون آل عمران رقم / 34783 حج آل عمران رقم / 35197 يفعلوا، يكفروه آل عمران رقم / 354115 لا يضركم آل عمران رقم / 359120 منزلين آل عمران رقم / 360124 مسوّمين آل عمران رقم / 361125 وسارعوا آل عمران رقم / 363133 قرح آل عمران رقم / 365140 القرح آل عمران رقم / 365172 وكأين آل عمران رقم / 365146 قاتل آل عمران رقم / 367146 الرعب آل عمران رقم / 367151 يغشى آل عمران رقم / 368154 كله آل عمران رقم / 369154 تعملون آل عمران رقم / 372156 متم آل عمران رقم / 372157 يجمعون آل عمران رقم / 374157 يغلّ آل عمران رقم / 375161 ما قتلوا آل عمران رقم / 376168 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 ولا تحسبن آل عمران رقم / 377169 قتلوا آل عمران رقم / 378169 وأنّ آل عمران رقم / 379171 يحزنك آل عمران رقم / 379176 ليحزننى يوسف رقم 37913 يحزنهم الأنبياء رقم 379103 ليحزن المجادلة رقم 37910 ولا يحسبن آل عمران رقم / 380178 يميز
آل عمران رقم / 381179 تعملون آل عمران رقم / 382180 سنكتب، وقتلهم، ونقول آل عمران رقم / 383181
الموضوع الصفحة والزبر والكتاب آل عمران رقم / 385184 لتبيّننّه، ولا تكتمونه آل عمران رقم / 386187 ولا تحسبن، فلا تحسبنهم آل عمران رقم / 387188 وقاتلوا، وقتلوا آل عمران رقم / 388195 لا يغرنك آل عمران رقم / 389196 لا يحطمنكم النمل رقم 38918 ولا يستخفنك الروم رقم 38960 نذهبن الزخرف رقم 38941 نذهبن الزخرف رقم 38941 أو نرينك الزخرف رقم 38942 لكن آل عمران رقم 391197} سورة النساء 392 تساءلون النساء رقم / 3921 والأرحام النساء رقم / 3921 فواحدة النساء رقم / 3963 قياما النساء رقم / 3965 فسيصلون النساء رقم / 39710 واحدة النساء رقم / 39811 فلأمه النساء رقم / 39811 فى أم الزخرف رقم 3984 فى أم الزخرف رقم 3984 فى أمها القصص رقم 39859 يوصى النساء رقم / 39911 يدخله جنات النساء رقم / 40013 يدخله نارا النساء رقم / 40014 يدخله ويعذبه الفتح رقم / 40017 يكفر ويدخله التغابن رقم 40189 يدخله جنات الطلاق رقم 40111 والذان النساء رقم / 40116 هاذان الحج رقم 40119 هاتين القصص رقم 40127 فذانك القصص رقم 40132 الذين فصلت رقم 40129 كرها النساء رقم 40219 مبيّنة النساء رقم / 40319 وأحل النساء رقم / 40424 محصنات النساء رقم / 40425 المحصنات النساء رقم / 40425 أحصن النساء رقم / 40525 تجارة النساء رقم / 40629 مدخلا النساء رقم / 40631 عقدتم النساء رقم / 40733
الموضوع الصفحة حفظ الله النساء رقم / 40834 بالبخل النساء رقم / 40837 حسنة النساء رقم / 40940 تسوى النساء رقم / 41042 لامستم النساء رقم / 41143 قليل النساء رقم / 41266 تكن النساء رقم / 41273 ولا تظلمون النساء رقم / 41377 حصرت النساء رقم / 41490 فتبينوا النساء رقم / 41494 السلام النساء رقم / 41594 مؤمنا النساء رقم / 41694 غير النساء رقم / 41695 نؤتيه النساء رقم / 417114 يدخلون النساء رقم / 418124 يدخلونها الفاطر رقم / 41933 يصلحا النساء رقم / 421128 تلووا النساء رقم / 421135 نزل، أنزل النساء رقم / 421135 تلووا النساء رقم / 421136 نزل، أنزل النساء رقم / 422136 نزل النساء رقم / 423140 الدرك النساء رقم / 424145 يؤتيهم النساء رقم / 424152 لا تعدوا النساء رقم / 425154 سنؤتيهم النساء رقم / 426162 زبورا النساء رقم / 427163 تم فهرس الجزء الأول ولله الحمد(1/435)
آل عمران رقم / 381179 تعملون آل عمران رقم / 382180 سنكتب، وقتلهم، ونقول آل عمران رقم / 383181
الموضوع الصفحة والزبر والكتاب آل عمران رقم / 385184 لتبيّننّه، ولا تكتمونه آل عمران رقم / 386187 ولا تحسبن، فلا تحسبنهم آل عمران رقم / 387188 وقاتلوا، وقتلوا آل عمران رقم / 388195 لا يغرنك آل عمران رقم / 389196 لا يحطمنكم النمل رقم 38918 ولا يستخفنك الروم رقم 38960 نذهبن الزخرف رقم 38941 نذهبن الزخرف رقم 38941 أو نرينك الزخرف رقم 38942 لكن آل عمران رقم 391197 سورة النساء 392 تساءلون النساء رقم / 3921 والأرحام النساء رقم / 3921 فواحدة النساء رقم / 3963 قياما النساء رقم / 3965 فسيصلون النساء رقم / 39710 واحدة النساء رقم / 39811 فلأمه النساء رقم / 39811 فى أم الزخرف رقم 3984 فى أم الزخرف رقم 3984 فى أمها القصص رقم 39859 يوصى النساء رقم / 39911 يدخله جنات النساء رقم / 40013 يدخله نارا النساء رقم / 40014 يدخله ويعذبه الفتح رقم / 40017 يكفر ويدخله التغابن رقم 40189 يدخله جنات الطلاق رقم 40111 والذان النساء رقم / 40116 هاذان الحج رقم 40119 هاتين القصص رقم 40127 فذانك القصص رقم 40132 الذين فصلت رقم 40129 كرها النساء رقم 40219 مبيّنة النساء رقم / 40319 وأحل النساء رقم / 40424 محصنات النساء رقم / 40425 المحصنات النساء رقم / 40425 أحصن النساء رقم / 40525 تجارة النساء رقم / 40629 مدخلا النساء رقم / 40631 عقدتم النساء رقم / 40733
الموضوع الصفحة حفظ الله النساء رقم / 40834 بالبخل النساء رقم / 40837 حسنة النساء رقم / 40940 تسوى النساء رقم / 41042 لامستم النساء رقم / 41143 قليل النساء رقم / 41266 تكن النساء رقم / 41273 ولا تظلمون النساء رقم / 41377 حصرت النساء رقم / 41490 فتبينوا النساء رقم / 41494 السلام النساء رقم / 41594 مؤمنا النساء رقم / 41694 غير النساء رقم / 41695 نؤتيه النساء رقم / 417114 يدخلون النساء رقم / 418124 يدخلونها الفاطر رقم / 41933 يصلحا النساء رقم / 421128 تلووا النساء رقم / 421135 نزل، أنزل النساء رقم / 421135 تلووا النساء رقم / 421136 نزل، أنزل النساء رقم / 422136 نزل النساء رقم / 423140 الدرك النساء رقم / 424145 يؤتيهم النساء رقم / 424152 لا تعدوا النساء رقم / 425154 سنؤتيهم النساء رقم / 426162 زبورا النساء رقم / 427163 تم فهرس الجزء الأول ولله الحمد(1/436)
آل عمران رقم / 381179 تعملون آل عمران رقم / 382180 سنكتب، وقتلهم، ونقول آل عمران رقم / 383181
الموضوع الصفحة والزبر والكتاب آل عمران رقم / 385184 لتبيّننّه، ولا تكتمونه آل عمران رقم / 386187 ولا تحسبن، فلا تحسبنهم آل عمران رقم / 387188 وقاتلوا، وقتلوا آل عمران رقم / 388195 لا يغرنك آل عمران رقم / 389196 لا يحطمنكم النمل رقم 38918 ولا يستخفنك الروم رقم 38960 نذهبن الزخرف رقم 38941 نذهبن الزخرف رقم 38941 أو نرينك الزخرف رقم 38942 لكن آل عمران رقم 391197 سورة النساء 392 تساءلون النساء رقم / 3921 والأرحام النساء رقم / 3921 فواحدة النساء رقم / 3963 قياما النساء رقم / 3965 فسيصلون النساء رقم / 39710 واحدة النساء رقم / 39811 فلأمه النساء رقم / 39811 فى أم الزخرف رقم 3984 فى أم الزخرف رقم 3984 فى أمها القصص رقم 39859 يوصى النساء رقم / 39911 يدخله جنات النساء رقم / 40013 يدخله نارا النساء رقم / 40014 يدخله ويعذبه الفتح رقم / 40017 يكفر ويدخله التغابن رقم 40189 يدخله جنات الطلاق رقم 40111 والذان النساء رقم / 40116 هاذان الحج رقم 40119 هاتين القصص رقم 40127 فذانك القصص رقم 40132 الذين فصلت رقم 40129 كرها النساء رقم 40219 مبيّنة النساء رقم / 40319 وأحل النساء رقم / 40424 محصنات النساء رقم / 40425 المحصنات النساء رقم / 40425 أحصن النساء رقم / 40525 تجارة النساء رقم / 40629 مدخلا النساء رقم / 40631 عقدتم النساء رقم / 40733
الموضوع الصفحة حفظ الله النساء رقم / 40834 بالبخل النساء رقم / 40837 حسنة النساء رقم / 40940 تسوى النساء رقم / 41042 لامستم النساء رقم / 41143 قليل النساء رقم / 41266 تكن النساء رقم / 41273 ولا تظلمون النساء رقم / 41377 حصرت النساء رقم / 41490 فتبينوا النساء رقم / 41494 السلام النساء رقم / 41594 مؤمنا النساء رقم / 41694 غير النساء رقم / 41695 نؤتيه النساء رقم / 417114 يدخلون النساء رقم / 418124 يدخلونها الفاطر رقم / 41933 يصلحا النساء رقم / 421128 تلووا النساء رقم / 421135 نزل، أنزل النساء رقم / 421135 تلووا النساء رقم / 421136 نزل، أنزل النساء رقم / 422136 نزل النساء رقم / 423140 الدرك النساء رقم / 424145 يؤتيهم النساء رقم / 424152 لا تعدوا النساء رقم / 425154 سنؤتيهم النساء رقم / 426162 زبورا النساء رقم / 427163 تم فهرس الجزء الأول ولله الحمد(1/437)
الجزء الثانى
بسم الله الرّحمن الرّحيم عن «أبىّ بن كعب» رضى الله عنه قال: «دخلت المسجد فصلّيت، فقرأت «النحل» ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتى، ثم دخل رجل آخر فقرأ بخلاف قراءتنا، فدخل فى نفسى من الشك والتكذيب أشدّ مما كان فى الجاهلية، فأخذت بأيديهما فأتيت بهما النبى صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله استقرئ هذين، فقرأ أحدهما فقال: «أصبت» ثم استقرأ الآخر فقال: «أحسنت» فدخل فى قلبى أشد مما كان فى الجاهلية من الشك والتكذيب، فضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صدرى وقال: «أعاذك الله من الشك، وخسأ عنك الشيطان، ففضت عرقا، فقال: «أتانى جبريل فقال: اقرأ «القرآن» على حرف واحد، فقلت: «إن أمّتى لا تستطيع ذلك، حتى قال سبع مرات، فقال لى: اقرأ على سبعة أحرف» اه.
أخرجه مسلم، ورواه أحمد بن حنبل فى مسنده.(2/3)
أخرجه مسلم، ورواه أحمد بن حنبل فى مسنده.
سورة المائدة
* «شنآن» من قوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا المائدة / 2.
ومن قوله تعالى:} {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا المائدة / 8 قرأ «ابن عامر، وشعبة، وابن وردان، وابن جماز بخلف عنه» «شنآن» فى الموضعين بإسكان النون، على أنه صفة، مثل: «عطشان، وسكران».
وقيل: إنه مصدر «شنأ» والتسكين للتخفيف نظرا الكثرة الحركات.
وقرأ الباقون «شنآن» بفتح النون، وهو الوجه الثانى «لابن جماز» وهو مصدر «شنأ»، مثل «الطيران» والشنآن، معناه: «البغض»} [1].
جاء فى «تاج العروس»: «شنأه» كمنعه، وسمعه، الأولى عن «ثعلب» ت 291 «يشنؤه» فيهما: «أبغضه»، وبه فسره «الجوهرى، والفيومى، وابن القوطية، وابن القطاع، وابن سيده، وابن فارس، وغيرهم، وقال بعضهم: اشتد بغضه إياه.
والمصدر: «شنأ» بتثليث فائه، فالفتح عن «أبى عبيدة»
__________
(1) قال ابن الجزرى: سكن معا شنآن كم صح خفا:: ذا الخلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 39والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 404 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 179، إملاء ما من به الرحمن ج 1ص 206.
مشكل إعراب القرآن ج 1ص 219.(2/5)
والضم، والكسر عن «أبى عمرو الشيبانى»، «وشنأة» كحمزة، «ومشنأة» بالفتح مقيس ومشنأة بكسر الميم كمقبرة مسموع، «وشنآن» بالتسكين، «وشنآن» بالتحريك، فهذه ثمانية مصادر ذكرها المصنف.
وزيد «شناءة» ككراهة، قال «الجوهرى»: وهو كثير فى المكسور.
وشنأ محركة، «ومشنأ» كمقعد، ذكرهما «أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد الصفاقسى» فى إعراب القرآن، ونقل عنه الشيخ «يس الحمصى» فى حاشية «التصريح» «ومشنئة» بكسر النون، «وشنان» بحذف الهمزة، حكاه «الجوهرى» عن «أبى عبيدة» وأنشد للأحوص:
وما العيش إلا ما تلذّ وتشتهى:: وإن لام فيه ذو الشنان وفندا فهذه خمسة صار المجموع ثلاثة عشر مصدرا.
وزاد «الجوهرى» «شناء» كسحاب، فصار أربعة عشر بذلك.
واستقصى ذلك «أبو القاسم بن القطاع» فى تصريفه فقال فى آخره:
وأكثر ما وقع من المصادر للفعل الواحد أربعة عشر مصدرا، نحو:
«شنئت شنأ».
ثم قال وقرئ قوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم بفتح النون، وبتسكينها، فمن سكن فقد يكون مصدرا، ويكون صفة، «كسكران» أى مبغض قوم، وهو شاذ فى اللفظ، لأنه لم يجئ من المصادر عليه، ومن فتح النون فإنما هو شاذ فى المعنى، لأن «فعلان» إنما هو من بناء ما كان معناه الحركة، والاضطراب، كالضربان، والخفقان» اه} [1].
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «شنأ» ج 1ص 81.(2/6)
وأقول ردّا على صاحب التاج:
قوله: وهو شاذ فى اللفظ لأنه لم يجئ من المصادر عليه الخ.
أقول: وإن لم يسمع عن العرب كما قال إلا أنه جاء به «القرآن الكريم» الذى هو تنزيل من ربّ العالمين، ونطق به نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم الذى يعتبر أفصح العرب على الإطلاق، وبعد مجىء «القرآن» به، لا ينبغى لأحد القول بالشذوذ، والله أعلم.
* «أن صدوكم» من قوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا المائدة / 2 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «أن صدوكم» بكسر همزة «أن» على أنّ «إن» شرطية والصد منتظر فى المستقبل، وعليه يكون المعنى: إن وقع صدّ لكم عن المسجد الحرام مثل الذى فعل بكم أولا عام الحديبية سنة ست من الهجرة فلا يحملنكم بغض من صدكم على العدوان.
وقرأ الباقون بفتح همزة «أن» على أنها مصدرية وأن وما دخلت عليه مفعول لأجله. وعليه يكون المعنى: لا يحملنكم بغض قوم على العدوان لأجل صدهم إياكم عن المسجد الحرام فى الزمن الماضى، لأنه وقع عام الحديبية سنة ست من الهجرة، والآية نزلت سنة ثمان من الهجرة عام الفتح.} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: أن صدوكم اكسر حزدفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 39. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 179 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 405.(2/7)
جاء فى المفردات: «الصدود، والصدّ» قد يكون انصرافا عن الشيء وامتناعا، نحو قوله تعالى: {يصدون عنك صدودا} [1] وقد يكون صرفا ومنعا، نحو قوله تعالى: {الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله أضلّ أعمالهم} [2].
وقيل: «صدّ يصدّ صدودا»، «وصدّ يصدّ صدّا» والصدّ من الجبل:
ما يحول» اه (3).
وجاء فى تاج العروس: يقال: صدّ فلان فلانا عن كذا «صدّا»: إذا منعه وصرفه عنه، قال الله تعالى: {وصدّها ما كانت تعبد من دون الله} [4] أى صدّها كونها من قوم كافرين عن الإيمان.
ويقال: «صدّ يصدّ، يصدّ» بضم الصاد وكسرها فى المضارع، «صدّا، وصديدا»: «عج، وضج» وفى التنزيل: «ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون» (5) أى يضجون، ويعجون.
وقال «الأزهرى» محمد بن أحمد «أبو منصور» ت 370هـ:
يقال: صددت فلانا عن أمره، أصده، صدّا، فصدّ يصد، يستوى فيه لفظا الواقع، واللازم، فإذا كان المعنى: «يضج، ويعج»
__________
(1) سورة النساء / 61.
(2) سورة محمد (صلّى الله عليه وسلّم) / 1.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «صد» ص 275.
(4) سورة النمل / 43.
(5) الزخرف / 75.(2/8)
فالوجه الجيد «صدّ يصدّ» مثل: «ضجّ يضجّ» اهـ (1).
* «وأرجلكم» من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين المائدة / 6.
قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، والكسائى، ويعقوب «وأرجلكم» بنصب اللام، وذلك عطفا على الأيدى، والوجوه، وعليه يكون المعنى:
فاغسلوا وجوهكم، وأيديكم إلى المرافق، وأرجلكم إلى الكعبين، وامسحوا برءوسكم وحينئذ يكون هناك تقديم وتأخير فى الآية، وذلك جائز فى اللغة العربية، لأن الواو لمطلق الجمع فلا تقتضى الترتيب وقد جاء ذلك فى قوله تعالى:} {يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين آل عمران / 43والمعنى: واركعى، واسجدى، لأن الركوع قبل السجود.
والسنة المطهرة جاءت بغسل الرجلين، يؤيد ذلك الحديث التالى:
فعن «عبد الله الصنابحىّ» رضى الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنثر} [2] خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «صدد» ج 2ص 394.
(2) الاستنثار: إخراج الماء من الأنف.(2/9)
من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه (1) فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة» (2) اه.
وقرأ باقى القراء «أرجلكم» بخفض اللام، وذلك عطفا على «برءوسكم» لفظا ومعنى، ثم نسخ المسح بوجوب الغسل وفقا لما جاءت به السنة المطهرة: العملية والقولية، كما أجمع المسلمون على غسل الرجلين أو يحمل المسح على بعض الأحوال وهو لبس الخف (3).
* «قاسية» من قوله تعالى: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية المائدة / 13.
__________
(1) أشفار: جمع شفر، وشفر الجفن: حرفه الذى ينبت عليه الهدب: بضم الهاء، وسكون الدال، انظر: المعجم الوسيط ج 1ص 489.
(2) رواه مالك، والنسائى، وابن ماجة وقال: صحيح.
انظر: الترغيب والترهيب ج 1ص 89.
(3) قال ابن الجزرى: أرجلكم نصب ظبا عن كم أضارد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 40.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 406.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 180.(2/10)
قرأ «حمزة، والكسائى» «قسيّة» بحذف الألف التى بعد القاف، وتشديد الياء، على وزن «فعيلة» صفة مشبهة، إذ أصلها «قسيية» ثم أدغمت الياء فى الياء.
وذلك للمبالغة فى وصف قلوب الكفار بالشدة والقسوة، لأن فى صيغة «فعيل» معنى التكرير والمبالغة.
أو لأن قلوب الكفار وصفت بالطبع عليها مثل الدرهم القسىّ أى المغشوش، وهو الذى يخالط فضته نحاس، أو رصاص، أو نحو ذلك.
وقرأ الباقون «قاسية» بإثبات الألف، وتخفيف الياء، على أنها اسم فاعل من «قسى يقسو» ومنه قوله تعالى: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله الزمر / 22.
ومعنى قاسية: غليظة قد نزعت منها الرحمة والرأفة وأصبحت لا تؤثر فيها المواعظ، ولا تقبل ما يقال لها من نصح وإرشاد} [1].
جاء فى المفردات: «القسوة»: غلظ القلب، وأصله من حجر قاس والمقاساة: معالجة ذلك اه (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: واقصر اشدد يا قسية رضى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 40. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 407 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 182.
(2) انظر: المفردات مادة «قسو» ص 404ج(2/11)
وجاء فى تاج العروس: «قسا قلبه، يقسو، قسوا، وقسوة، وقساوة وقساء» بالمد: «صلب، وغلظ» فهو قاس، وقوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك} [1] أى غلظت، ويبست، فتأويل القسوة فى القلب: ذهاب اللين، والرحمة والخشوع منه.
وأصل القسوة: الصلابة من كل شىء اه (2).
* «أجل» من قوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا
المائدة / 32.
قرأ «أبو جعفر» «إجل» بكسر الهمزة، ونقل حركتها إلى النون التى قبلها، وإذا وقف على «من» وابتدأ «بإجل» ابتدأ بهمزة قطع مكسورة، ومعنى «من إجل ذلك»: أى من جناية ذلك، وجريرته.
وقرأ الباقون «أجل» بهمزة مفتوحة، ومعنى «من أجل ذلك» أى من جرّ ذلك.
من هذا يتبين أن الكسر والفتح فى همزة «أجل» لغتان، إلا أن الكسر، بمعنى: «جناية» والفتح بمعنى «جرّ وسبب» وهما متقاربان فى المعنى} [3].
__________
(1) سورة البقرة / 74.
(2) انظر: تاج العروس مادة (قسو) ج 10ص 293.
(3) قال ابن الجزرى: من أجل كسر الهمز والنقل ثنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 40.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 185.(2/12)
جاء فى المفردات: «الأجل» بسكون الجيم: الجناية التى يخاف منها آجلا، فكل «أجل» جناية، وليس كل جناية «أجلا».
يقال فعلت كذا من أجله، قال تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل: أى من جرّاء ذلك، وقرئ «من إجل» بكسر الهمزة، أى من جناية ذلك.
ويقال: «أجل» بفتح الجيم: فى تحقيق خبر سمعته، وبلوغ الأجل فى قوله تعالى:} {فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن} [1] إشارة إلى حين انقضاء العدة» اه (2).
وجاء فى «تاج العروس» «أجل» بكسر الهمزة وفتحها، لغتان، وقد يعدّى بغير «من» كقول «عدىّ بن زيد»: «أجل أن الله قد فضلكم» اه (3).
* «رسلنا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: {ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات
المائدة / 32.
* «رسلهم» حيثما وقع نحو قوله تعالى:} {ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات الأعراف / 101.
* «رسلكم» من قوله تعالى:} قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات غافر / 50.
قرأ «أبو عمرو» هذه الألفاظ: «رسلنا، رسلهم، رسلكم» حيثما وقعت فى القرآن الكريم بإسكان السين.
__________
(1) سورة البقرة / 231.
(2) انظر: المفردات مادة «أجل» ص 12.
(3) انظر: تاج العروس مادة «أجل» ج 7ص 204.(2/13)
وقرأ الباقون هذه الألفاظ بضم السين (1) والإسكان، والضم لغتان فى كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم، والإسكان هو الأصل، وهو لغة «تميم وأسد».
والضم لمجانسة ضم الحرف الأول، وهو لغة «الحجازيين».
جاء فى «المفردات»: «أصل الرّسل» بكسر الراء وسكون السين:
الانبعاث على التؤدة.
ويقال: ناقة رسلة: سهلة السير، وإبل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا. وتصور منه تارة «الرّفق» فقيل: على رسلك، إذا أمرته بالرفق وتارة «الانبعاث» فاشتق منه «الرسول».
والرسول يقال للواحد والجمع. وجمع الرسول «رسل»، ورسل الله تارة يراد بها الملائكة، وتارة يراد بها الأنبياء:
فمن الملائكة قوله تعالى: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} [2].
ومن الأنبياء قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} [3] اه (4).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ورسلنا مع هم وكم رسلنا حز.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 407.
واتحاف فضلاء البشر ص 142.
(2) سورة هود / 69.
(3) سورة آل عمران / 144.
(4) انظر: المفردات مادة «رسل» ص 195(2/14)
وجاء فى تاج العروس: «الرسول» معناه فى اللغة: الذى يتابع أخبار الذى بعثه، أخذا من قولهم: جاء رسلا، أى متتابعة، والجمع «أرسل» بضم السين، قال «الكسائى»: سمعت فصيحا من الأعراب يقول:
جاءتنا أرسل السلطان، و «رسل» بضمتين، ويخفف أى بتسكين السين كصبور، وصبر «ورسلاء» وهذه عن «ابن الأعرابى»، ونسبها الصاغانى «للفراء» اه (1).
* «للسحت» من قوله تعالى: {سماعون للكذب أكالون للسحت
المائدة / 42.
* «السحت» من قوله تعالى:} {وترى كثيرا منهم يسارعون فى الإثم والعدوان وأكلهم السحت المائدة 65.
ومن قوله تعالى:} {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار من قولهم الإثم وأكلهم السحت المائدة / 63.
قرأ «نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة» «للسحت»، السحت» بإسكان الحاء.
وقرأ الباقون بضم الحاء} [2] والإسكان، والضم لغتان فى كل اسم
__________
(1) تاج العروس مادة «رسل» ج 7ص 344.
(2) قال ابن الجزرى: والسحت ابل نل فتى كسا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 407. واتحاف فضلاء البشر ص 142.(2/15)
على ثلاثة أحرف أوله مضموم: والإسكان هو الأصل وهو لغة «تميم وأسد». والضم لمجانسة ضم الحرف الأول، وهو لغة «الحجازيين».
قال الراغب: السحت القشر الذى يستأصل، والسحت يقال للمحظور الذى يلزم صاحبه العار، كأنه يسحت دينه ومروءته، قال تعالى: {أكالون للسحت أى لما يسحت دينهم اه} [1].
جاء فى تاج العروس: «السحت» بضم السين وسكون الحاء وبضمهما معا وقرئ بهما قوله تعالى: {أكالون للسحت: وهو الحرام الذى لا يحل كسبه، لأنه يسحت البركة أى يذهبها.
«والسحت»: كل حرام قبيح الذكر، أو ما خبث من المكاسب وحرم فلزم عنه العار، وقبح الذكر، كثمن الكلب، والخمر، والخنزير، والجمع «أسحات» «كقفل، وأقفال» اه} [2].
* «والعين، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» من قوله تعالى:
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص المائدة / 45.
قرأ «الكسائى» «والعين»، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» هذه الأسماء الخمسة بالرفع، وذلك على الاستئناف، والواو لعطف
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 225.
(2) انظر: تاج العروس مادة «سحت» ج 1ص 551.(2/16)
جملة اسمية على أخرى، على تقدير أنّ «أنّ» وما فى حيزها من قوله تعالى:
{أن النفس بالنفس فى محل رفع باعتبار المعنى كأنه تعالى قال: وكتبنا على بنى إسرائيل فى التوراة: النفس تقتل بالنفس، والعين تفقأ بالعين، والأنف يجدع بالأنف، والأذن تقطع بالأذن، والسن تقلع بالسن، والجروح قصاص، أى يقتص فيها إذا أمكن كاليد، والرجل، ونحو ذلك وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر» بنصب الأربعة الأول، عطفا على اسم «أنّ» ورفع «والجروح» قطعا لها عما قبلها على أنها مبتدأ و «قصاص» خبر.
وقرأ الباقون بنصب الكلمات الخمس، عطفا على اسم «أنّ» لفظا والجار والمجرور بعده خبر، و «قصاص» خبر أيضا، وهو من عطف الجمل، والتقدير: وكتبنا على بنى إسرائيل فى التوراة أن النفس تقتل بالنفس، وأن العين تفقأ بالعين، وأن الأنف يجدع بالأنف، وأن الأذن تقطع بالأذن، وأن السن تقلع بالسن، وأن الجروح قصاص.} [1].
* «الأذن» من قوله تعالى: {والأذن بالأذن المائدة / 45.
* «أذن» حيثما وقع نحو قوله تعالى:} ومنهم الذين يؤذون النبى ويقولون هو أذن التوبة / 61.
__________
(1) قال ابن الجزرى: والعين والعطف ارفع الخمس رنا:: وفى الجروح تعب حبركم ركا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 41.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 409. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 187.(2/17)
* «أذنيه» من قوله تعالى: {كأن فى أذنيه وقرا لقمان / 7.
قرأ «نافع» هذه الألفاظ حيثما وقعت: «الأذن، أذن، أذنيه» بإسكان الذال.
وقرأ الباقون بضم الذال} [1] والإسكان، والضم لغتان: والإسكان هو الأصل، وهو لغة «تميم وأسد» والضم لمجانسة ضم الحروف الأول، وهو لغة «الحجازيين».
* «وليحكم» من قوله تعالى: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه
المائدة / 47.
قرأ «حمزة» «وليحكم» بكسر اللام، ونصب الميم، وذلك على أن «اللام» لام «كى» و «يحكم» فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام كى.
وقرأ الباقون «وليحكم» بسكون اللام، وجزم الميم على أن «اللام» لام الأمر وسكنت تخفيفا حيث أصلها الكسر} [2].
* «يبغون» من قوله تعالى: أفحكم الجاهلية يبغون المائدة / 50.
قرأ «ابن عامر» «تبغون» بتاء الخطاب، والمخاطب أهل الكتب السابقة مثل اليهود، والنصارى، وقد تقدم ذكرهم فى أكثر من آية
__________
(1) قال ابن الجزرى: والأذن أذن اتل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 407. واتحاف فضلاء البشر ص 142.
(2) قال ابن الجزرى: وليحكم اكسر وانصبا محركا ف ق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 41. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 410.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 188.(2/18)
مثل قوله تعالى: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه المائدة / 46.
والمعنى: قل لهم يا محمد أفحكم الجاهلية تبغون، أى تطلبون.
وقرأ الباقون «يبغون» بياء الغيبة، وذلك على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، أو جريا على سياق قوله تعالى قبل:} {وإن كثيرا من الناس لفاسقون المائدة / 49} [1].
قال الطبرى ت 310هـ: معنى قوله تعالى: {أفحكم الجاهلية يببغون: أيبغى هؤلاء اليهود الذين احتكموا إليك فلم يرضوا بحكمك، وقد حكمت فيهم بالقسط حكم الجاهلية، يعنى أحكام عبدة الأوثان من أهل الشرك، وعندهم كتاب الله فيه بيان حقيقة الحكم الذى حكمت به فيهم، وإنه الحق الذى لا يجوز خلافه» اه} [2].
* «ويقول» من قوله تعالى: ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهدا أيمانهم إنهم لمعكم المائدة / 53.
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر». «يقول» بحذف الواو، ورفع اللام، وجه حذف الواو أنه جواب على سؤال مقدر، تقديره: ماذا يقول المؤمنون حينئذ، أى حينئذ ترى الذين فى قلوبهم مرض
__________
(1) قال ابن الجزرى: خاطبوا يبغون كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 42. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 411.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 188.
(2) انظر تفسير الطبرى ج 5ص 274.(2/19)
يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة الخ.
ووجه رفع اللام أنّ «يقول» الخ كلام مستأنف.
وقرأ «أبو عمرو، ويعقوب» «ويقول» بإثبات الواو، ونصب اللام، وذلك عطفا على قوله تعالى قبل: {فيصبحوا على ما أسروا فى أنفسهم نادمين 52.
لأن «فيصبحوا» منصوب لأنه معطوف على «يأتى».
وقرأ الباقون «ويقول» بإثبات الواو، ورفع اللام، فالواو لعطف الجمل، ورفع اللام على الاستئناف} [1].
تنبيه: كلمة «ويقول» رسمت فى مصاحف الكوفة، والبصرة بإثبات الواو تمشيا مع قراءتهم، ورسمت فى مصاحف أهل المدينة، ومكة، والشام بحذف الواو تمشيا مع قراءتهم (2).
* «يرتد» من قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه المائدة / 54.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يقول واوه كفى حز ظلا:: وارفع سوى البصرى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 42.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 411.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 190.
(2) قال ابن عاشر: واو يقول للعراقيّ فزد.(2/20)
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «يرتدد» بدالين: الأولى مكسورة، والثانية ساكنة مع فك الإدغام، وذلك لأن حكم الفعل المضعف الثلاثى إذا دخل عليه الجازم جاز فيه الإدغام وفكه، نحو: لم يردّ بالإدغام، ولم يردد بفك الإدغام (1)، والإدغام لغة تميم، وفك الإدغام لغة أهل الحجاز.
وقرأ الباقون «يرتد» بدال واحدة مفتوحة مشددة وذلك على الإدغام (2).
تنبيه: كلمة «يرتد» رسمت فى مصاحف أهل المدينة، والشام هكذا «يرتد» بدالين تمشيا مع قراءتهم، ورسمت فى بقية المصاحف هكذا «يرتد» بدال واحدة تمشيا مع قراءتهم (3).
جاء فى المفردات: «الردّ» صرف الشيء بذاته، أو بحالة من أحواله يقال: «رددته، فارتدّ»: فمن الردّ بالذات قوله تعالى: {فرددناه إلى أمه كى تقر عينها ولا تحزن} [4].
__________
(1) قال ابن مالك: وفى جزم وشبه الجزم تخيير قفى.
(2) قال ابن الجزرى: وعمّ يرتدد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 42. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 412 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 190.
(3) قال ابن عاشر: والمدنيان وشام يرتدد.
(4) سورة القصص / 13.(2/21)
ومن الردّ إلى حالة كان عليها قوله تعالى: {وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله} [1] أى لا دافع ولا مانع له.
و «الارتداد، والردّة»: الرجوع فى الطريق الذى جاء منه، لكن الردّة تختص بالكفر، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه} [2] وهو الرجوع من الإسلام إلى الكفر.
«والارتداد» يستعمل فى الكفر، وفى غيره، قال تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر} [3].
وقال تعالى: {فارتدّا على آثارهما قصصا} [4].
ويقال: رددت الحكم فى كذا إلى فلان: فوضته إليه.
قال تعالى: {ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} [5] اه (6).
* «والكفار» من قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء
المائدة / 57.
__________
(1) سورة يونس / 107.
(2) سورة المائدة / 54.
(3) سورة البقرة / 217.
(4) سورة الكهف / 64.
(5) سورة النساء / 83.
(6) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «ردّ» ص 193192.(2/22)
قرأ «أبو عمرو، والكسائى، ويعقوب» «والكفار» بخفض الراء، وذلك عطفا على «الذين» المجرور بمن، وهو قوله تعالى: {من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم.
وقرأ الباقون «والكفار» بنصب الراء، وذلك عطفا على «الذين» الأول الواقع مفعول، وهو قوله تعالى:} {لا تتخذوا الذين الخ} [1].
* «وعبد الطاغوت» من قوله تعالى: {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت المائدة / 60.
قرأ «حمزة» «وعبد» بضم الباء، وفتح الدال، و «الطاغوت» بجر التاء على أن «عبد» مثل «كرم» فهو بناء للمبالغة والكثرة، والمراد به واحد، وليس بجمع «عبد» و «الطاغوت» مجرور بالإضافة، والمعنى: وجعل منهم عبد الطاغوت، والمراد بالطاغوت: الشيطان.
وقرأ الباقون «وعبد» بفتح الباء، والدال، على أنه فعل ماض، والمعنى: وجعل منهم عبد الطاغوت} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخفض والكافر رم حما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 43. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 413 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 191.
(2) قال ابن الجزرى: عبد بضم بائه وطاغوت اجرر فوزا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 43. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 414 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 191.(2/23)
* «رسالته» من قوله تعالى: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته
المائدة / 67.
قرأ «ناقع، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب» «رسالته» بإثبات ألف بعد اللام مع كسر التاء، على الجمع، وذلك أنه لما كان الرسل يأتى كل واحد منهم بضروب مختلفة من الشرائع المرسلة معهم، حسن الجمع ليدل على ذلك، إذ ليس ما جاءوا به رسالة واحدة، فحسن الجمع لما اختلفت الأجناس.
وقرأ الباقون «رسالته» بحذف الألف، ونصب التاء، على الإفراد، وذلك لأن الرسالة على انفراد لفظها تدل على ما يدل عليه لفظ الجمع مثل قوله تعالى:} {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إبراهيم / 34.
والنعم كثيرة، والمعدود لا يكون إلا كثيرا} [1].
* «تكون» من قوله تعالى: وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا
المائدة / 71.
قرأ «أبو عمرو، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «تكون» برفع النون على أنّ «أن» مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن
__________
(1) قال ابن الجزرى: رسالاته فاجمع واكسر:: عمّ صرا ظلم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 43. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 415 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 193.(2/24)
محذوف، أى أنه، و «لا» نافية و «تكون» تامة، و «فتنة» فاعلها، والجملة خبر «أن» وهى مفسرة لضمير الشأن، و «حسب» حينئذ لليقين لا للشك، لأنّ «أن» المخففة من الثقيلة لا تقع إلا بعد تيقن.
والمعنى: لقد بالغ بنو إسرائيل فى كفرهم وعنادهم بألوان شتى مختلفة، منها أنهم تيقنوا أن لا تحدث، ولا تقع فتنة فعموا عن رؤية الحقيقة، وصمت آذانهم عن قبول نصيحة أنبيائهم.
وقرأ الباقون «تكون» بنصب النون، على أنّ «أن» حرف مصدرى ونصب، دخلت على فعل منفى بلا، و «حسب» حينئذ على بابها للظن لأن «أنّ» الناصبة لا تقع إلا بعد الظنّ، و «تكون» تامة أيضا، و «فتنة» فاعلها، والمعنى: شك هؤلاء اليهود ألا تحدث فتنة فعموا وصموا (1).
* «عقدتم» من قوله تعالى: لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان المائدة / 89.
قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «عقدتم» بحذف الألف التى بعد العين، وتخفيف القاف، على وزن «قتلتم» وذلك على أصل الفعل.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تكون ارفع حما فتى رسا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 44. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 416 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 193.(2/25)
قال الراغب: فى مادة «عقد»: العقد: الجمع بين أطراف الشيء، ويستعمل ذلك فى الأجسام الصلبة كعقد الحبل، ثم يستعار ذلك للمعانى نحو عقد البيع، والعهد، وغيرهما، فيقال: عقدته، وعقدت يمينه، وعاقدته، وتعاقدنا» اه (1).
وقرأ «ابن ذكوان» «عاقدتم» بإثبات ألف بعد العين، وتخفيف القاف، على وزن «قاتلتم» على أن المراد به المرة الواحدة من العقد فيكون بمعنى «عقدتم» وحينئذ تكون المفاعلة ليست على بابها فتتحد هذه القراءة مع القراءة السابقة فى المعنى.
وقرأ الباقون «عقّدتم» بحذف الألف، وتشديد القاف، وذلك للتكثير على معنى: عقد بعد عقد، فالتشديد يدل على كثرة الأيمان (2).
* «فجزاء مثل» من قوله تعالى: ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم المائدة / 95.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» بتنوين همزة «جزاء» ورفع لام «مثل» على أن «مثل» صفة «لجزاء» و «جزاء» مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: فعلى القاتل جزاء مماثل للمقتول من الصيد
__________
(1) قال ابن الجزرى: عقد المد منى وخففا من صحبة.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 44. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 147 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 195.(2/26)
فى القيمة، أو فى الخلقة.
أو على أن «جزاء» خبر لمبتدإ محذوف، أى فالواجب جزاء، أو فاعل لفعل محذوف، أى فيلزمه جزاء، وبعدت الإضافة فى المعنى، لأنه فى الحقيقة ليس على قاتل الصيد جزاء مثل ما قتل، بل عليه جزاء المقتول بعينه، لا جزاء مثله، لأن مثل المقتول من الصيد لم يقتله.
وقرأ الباقون بحذف تنوين «جزاء» وخفض لام «مثل» وذلك على إضافة «جزاء» إلى «مثل» وذلك لأن العرب تستعمل فى إرادة الشيء مثله يقولون: «إنى أكرم مثلك» أى أكرمك، وقد قال الله تعالى: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا البقرة / 137.
أى بما آمنتم به لا بمثله، لأنهم إذا آمنوا بمثله لم يؤمنوا، فالمراد بالمثل الشيء بعينه، وحينئذ يكون المعنى على الإضافة: فجزاء المقتول من الصيد يحكم به ذوا عدل منكم} [1].
* «كفارة طعام» من قوله تعالى: أو كفارة طعام مساكين
المائدة / 95.
__________
(1) قال ابن الجزرى: جزاء تنوين كفى:: ظهرا ومثل رفع خفضهم وسم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 44.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 418.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 195.(2/27)
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «كفارة» بغير تنوين، و «طعام» بالخفض على الإضافة، وذلك على أن «كفارة» خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: أو عليه كفارة طعام مساكين.
وقرأ الباقون «كفارة» بالتنوين، و «طعام» بالرفع، وذلك على أن «كفارة» خبر لمبتدإ محذوف، «طعام» عطف بيان على «كفارة» لأن الكفارة هى الطعام، والتقدير: أو عليه كفارة هى طعام مساكين (1).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة «مساكين» هنا بالجمع، لأن قتل الصيد لا يجزئ فيه إطعام مسكين واحد، بل جماعة مساكين * «استحق، الأوليان» من قوله تعالى: فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان المائدة / 107.
قرأ «حفص» «استحق» بفتح التاء، والحاء، مبنيا للفاعل، وإذا ابتدأ كسر الهمزة.
وقرأ «الأوليان» بإسكان الواو، وفتح اللام، وكسر النون، مثنى «أولى» أى الأحقان بالشهادة لقرابتهما ومعرفتهما، وهو مرفوع على أنه فاعل «استحق».
__________
(1) قال ابن الجزرى: جزاء تنوين كفى::
ظهرا ومثل رفع خفضهم وسم:: والعكس فى كفارة طعام عمّ.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 45. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 418.(2/28)
وقرأ «شعبة، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» «استحق» بضم التاء وكسر الحاء، مبنيا للمفعول، وإذا ابتدءوا ضموا الهمزة، ونائب فاعل «استحق» «عليهم» أى الجار والمجرور.
وقرءوا «الأوّلين» بتشديد الواو وفتحها، وكسر اللام وبعدها ياء ساكنة وفتح النون، جمع «أول» المقابل لآخر، وهو مجرور صفة للذين، أو بدل منه، أو بدل من الضمير فى عليهم.
وقرأ الباقون «استحق» بضم التاء، وكسر الحاء، مبنيا للمفعول، وإذا ابتدءوا ضموا الهمزة.
وقرءوا «الأوليان» بإسكان الواو، وفتح اللام، وكسر النون، مثنى «أولى» وهو مرفوع على أنه نائب فاعل «استحق» (1).
* «الغيوب» حيثما وقع فى القرآن الكريم نحو قوله تعالى: إنك أنت علام الغيوب المائدة / 109.
قرأ «شعبة، وحمزة» «الغيوب» حيثما وقع فى القرآن الكريم بكسر «الغين» وذلك لمجانسة الياء.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ضم استحق افتح وكسره علا:: والأوليان الأولين ظللا صفوفتى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 45. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 419 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 197.(2/29)
وقرأ الباقون بضمها على الأصل (1).
من هذا يتبين أن الكسر، والضم لغتان.
جاء فى المفردات: «الغيب»: مصدر غابت الشمس، وغيرها،:
إذا استترت على العين.
واستعمل فى كل غائب عن الحاسة، وعما يغيب عن علم الإنسان، بمعنى الغائب، قال تعالى: {وما من غائبة فى السماء والأرض إلا فى كتاب مبين} [2].
ويقال للشيء: غيب، وغائب، باعتباره بالناس، لا بالله تعالى فإنه لا يغيب عنه شىء، كما لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض (3).
وقوله تعالى: {عالم الغيب والشهادة} [4] أى ما يغيب عنكم وما تشهدونه.
والغيب فى قوله تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب} [5]. ما لا يقع تحت الحواسّ، ولا تقتضيه بداية العقول، وإنما يعلم بخبر الأنبياء عليهم السلام» اه (6).
__________
(1) قال ابن الجزرى: بيوت كيف جا بكسر الضم إلى قوله: غيوب صون فم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 427.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 198. واتحاف فضلاء البشر ص 155.
(2) سورة النمل / 75.
(3) انظر: المفردات مادة «غيب» ص 366.
(4) سورة الزمر / 46.
(5) سورة البقرة / 3
(6) انظر: المفردات مادة «غيب» ص 367.(2/30)
وجاء فى تاج العروس: «الغيب»: كل ما غاب عنك، كأنه مصدر بمعنى الفاعل. «والغيب» أيضا: ما غاب عن العيون، وإن كان محصلا فى القلوب، ويقال: سمعت صوتا من وراء الغيب، أى من موضع لا أراه، «والغيب» جمعه «غيوب» اه (1).
* «سحر» من قوله تعالى: {فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين المائدة / 110.
ومن قوله تعالى:} {قال الكافرون إن هذا لساحر مبين يونس / 2.
ومن قوله تعالى:} {ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين
هود / 7.
ومن قوله تعالى:} فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين
الصف / 6.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ساحر» فى السور الأربع بفتح السين، وألف بعدها، وكسر الحاء على أنه اسم فاعل من «سحر» الثلاثى المجرد.
وقرأ «ابن كثير، وعاصم» موضع يونس «ساحر» بفتح السين، وألف بعد، وكسر الحاء على أنه اسم فاعل.
وقرءوا المواضع الثلاثة الباقية «سحر» بكسر السين، وحذف الألف،
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «غيب» ج 1ص 416.(2/31)
وإسكان الحاء على أنه مصدر «سحر»، والتقدير: ما هذا الخارق للعادة إلا سحر، أو جعلوه نفس السحر مبالغة، مثل قولهم: «زيد عدل».
وقرأ الباقون «سحر» فى السور الأربع، وقد سبق توجيهه (1).
جاء فى المفردات: «السحر» يقال على معنيين:
الأول: الخداع، وتخيلات لا حقيقة لها، نحو ما يفعله «المشعوذ» بصرف الأبصار عما يفعله لخفة يده، وعلى ذلك قوله تعالى: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم} [2].
والثانى: استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه، قال تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} [3]
وعلى ذلك قوله تعالى: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} [4] اه (5).
* «يستطيع ربك» من قوله تعالى: إذ قال الجواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء المائدة / 112.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وسحر ساحر شفا كالصف هود:: وبيونس دفا كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 46. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 421 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 312290199، ج 2ص 286.
(2) سورة الأعراف / 116.
(3) سورة الشعراء / 222221.
(4) سورة البقرة / 102.
(5) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 226.(2/32)
قرأ «الكسائى» «تستطيع» بتاء الخطاب مع إدغام لام «هل» فى تاء «تستطيع» والمخاطب سيدنا «عيسى» عليه السلام، «ربك» بالنصب على التعظيم، والمعنى: هل تستطيع سؤال ربك، وهو استفهام فيه معنى الطلب، أى: اسأل لنا ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء.
وقرأ الباقون «يستطيع» بياء الغيب، و «ربك» بالرفع، على أنه فاعل «يستطيع» والمعنى: هل يطيعك ربك ويجيبك على مسألتك، واستطاع حينئذ تكون بمعنى أطاع.
ويجوز أن يكونوا سألوه سؤال مختبر هل ينزل أولا، وذلك لأن الحواريين مؤمنون ولا يشكون فى قدرة الله تعالى (1).
وجاء فى المفردات «الاستطاعة» من الطوع، وذلك وجود ما يصير به الفعل متأتّيا، وهى عند المحققين اسم للمعانى التى بها يتمكن الإنسان مما يريده، من إحداث الفعل. اه (2).
وجاء فى التاج: «الاستطاعة»: القدرة على الشيء، وقيل: هى «استفعال» من «الطاعة»، وفى البصائر للمصنف: الاستطاعة، أصله «الاستطواع» فلما أسقطت الواو جعلت «الهاء» بدلا عنها اه (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويستطيع ربك سوى عليهم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 46. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 422 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 199.
(2) انظر: المفردات مادة «طوع» ص 310.
(3) انظر: تاج العروس مادة «طوع» ج 5ص 444.(2/33)
سورة المائدة * «منزلها» من قوله تعالى: {قال الله إنّى منزلها عليكم
المائدة / 115.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «منزلها» بسكون النون، وكسر الزاى مخففة، على أنها اسم فاعل من «أنزل» الرباعى، وهو فعل ثلاثى مزيد بالهمزة.
وقرأ الباقون «منزّلها» بفتح النون، وكسر الزاى مشددة، على أنها اسم فاعل من «نزل» مضعّف الثلاثى} [1].
* «يوم» من قوله تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم
المائدة / 119.
قرأ «نافع» «يوم» بالنصب على الظرفية، وهذا مبتدأ والخبر متعلق الظرف، والتقدير: هذا القول واقع يوم ينفع الصادقين صدقهم.
وقرأ الباقون «يوم» بالرفع، على أنه خبر، و «هذا» مبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل نصب مقول القول} [2].
تمت سورة المائدة ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: والغيث مع منزلها حق شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 47. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 423.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 199.
(2) قال ابن الجزرى: يوم انصب الرفع أوى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 47. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 423 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 200.(2/34)
سورة الأنعام
* «يصرف» من قوله تعالى: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه
الأنعام / 16.
قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، ويعقوب» «يصرف» بفتح الياء، وكسر الراء على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقدير هو يعود على «الرب» المتقدم فى قوله تعالى:} {قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم الأنعام / 15. ومفعول يصرف محذوف لدلالة الكلام عليه وهو ضمير العذاب، والتقدير: من يصرف الرب عنه العذاب يوم القيامة فقد رحمه.
وقرأ الباقون «يصرف» بضم الياء، وفتح الراء، على البناء للمفعول ونائب الفاعل ضمير يعود على «العذاب» المتقدم، والتقدير: من يصرف العذاب عنه يوم القيامة، وهذا لا يكون إلا بأمر الله تعالى فقد رحمه الله بذلك} [1].
الصرف: ردّ الشيء من حالة إلى حالة، أو إبداله بغيره،
__________
(1) قال ابن الجزرى: يصرف بفتح الضم واكسر صحبة ظعن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 47.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 425.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 203.(2/35)
يقال: صرفته فانصرف، قال تعالى: {ثم صرفكم عنهم ليبتليكم} [1].
وقال تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} [2].
والتصريف: كالصرف إلا فى التكثير، وأكثر ما يقال فى صرف الشيء من حالة إلى حالة، ومن أمر إلى أمر (3).
وتصريف الآيات: تبيينها. وتصريف الدراهم فى البياعات كلها:
إنفاقها. والتصريف فى الكلام: اشتقاق بعضه من بعض. وتصريف الرياح: صرفها من جهة إلى جهة، وكذا تصريف السيول والخيول، والأمور (4).
* «نحشرهم، نقول» من قوله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الأنعام / 22.
ومن قوله تعالى:} {ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون سبأ / 40.
قرأ «يعقوب» «يحشرهم، يقول» فى السورتين بالياء التحتية على الغيبة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله تعالى المتقدم فى قوله تعالى فى سورة الأنعام:} ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا رقم / 21.
__________
(1) سورة آل عمران / 152.
(2) سورة هود / 8.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «صرف» ص 279.
(4) انظر: تاج العروس مادة «صرف» ج 6ص 165.(2/36)
وفى قوله تعالى فى سورة سبأ: {قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له رقم / 39.
وقرأ «حفص» «نحشرهم، نقول» فى سورة الأنعام بنون العظمة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم. وفى سورة سبأ قرأ «يحشرهم، يقول» بياء الغيبة.
وقرأ الباقون «نحشرهم، نقول» فى السورتين بنون العظمة} [1].
* «تكن، فتنتهم» من قوله تعالى: ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين» الأنعام / 23.
قرأ «حمزة، والكسائى، ويعقوب، وشعبة فى أحد وجهيه» «يكن» بالياء التحتية على التذكير، «فتنتهم» بالنصب، وذلك على أن «فتنتهم» خبر يكن» مقدم، وإلا أن قالوا الخ اسم يكن مؤخر.
وقرأ «ابن كثير، وابن عامر، وحفص» «تكن» بالتاء الفوقية على التأنيث، «فتنتهم» بالرفع، وذلك أن «فتنتهم» اسم «تكن» وإلا أن قالوا الخ خبر «تكن».
وقرأ الباقون وهم: «نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وخلف العاشر
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويحشر يا يقول ظنة ومعه حفص فى سبا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 48.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 203، ج 2ص 155.(2/37)
وشعبة فى وجهه الثانى «تكن» بالتاء الفوقية على التأنيث، «فتنتهم» بالنصب، على أنها خبر «تكن» مقدم، وإلا أن قالوا الخ اسم «تكن» مؤخر، وأنث الفعل وهو «تكن» لتأنيث الخبر (1).
* «ربنا» من قوله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين الأنعام / 23.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ربنا» بنصب الباء، وذلك على النداء، أو على المدح، وفصل به بين القسم وجوابه، وذلك حسن لأن فيه معنى الخضوع والتضرع حين لا ينفع ذلك.
وقرأ الباقون «ربنا» بجر الباء، على أنها بدل من لفظ الجلالة «الله» أو نعت، أو عطف بيان} [2].
«الرّب» فى الأصل: «التربية» وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حدّ التمام، يقال: «ربّه، وربّاه، وربّبه» وقيل: لأن يربّبنى رجل من قريش
__________
(1) قال ابن الجزرى: يكن رضا صف خلف ظما:: فتنة ارفع كم عضا دم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 48. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 426 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 203.
(2) قال ابن الجزرى: ربنا النصب شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 48. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 427 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 204.(2/38)
أحبّ إلىّ من أن يرببنى رجل من «هوازن»، والرّب: مصدر مستعار للفاعل، ولا يقال «الربّ» مطلقا إلا لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات (1).
والربّ: جمعه «أربّة» بكسر الراء، وتشديد الباء، وأرباب، «وربوب» بضم الراء والباء.
قال الشاعر:
كانت أربّتهم حفرا وغرّهم:: عقد الجوار وكانوا معشرا غدرا (2).
وقال آخر:
وكنت امرا أفضت إليك ربابتى (3):: وقبلك ربّنى فضعت ربوب (4)
واختص «الرّابّ» بتشديد الباء، «والرّابّة» بتشديد الباء أيضا بأحد الزوجين إذا تولى تربية الولد من زوج كان قبله. والرّبيب، والربيبة بذلك الولد (5).
وجاء فى تاج العروس: «الربّ»: هو الله عز وجل، وهو ربّ كل شىء، أى مالكه وله الربوبيّة على جميع الخلق لا شريك له،
__________
(1) انظر: المفردات مادة «ربب» ص 184.
(2) غدرا: بضم الغين، والدال.
(3) ربابتى: بكسر الراء.
(4) ربوب: بضم الراء والباء.
(5) انظر المفردات مادة «ربب» ص 185.(2/39)
وهو رب الأرباب، ومالك الملوك، والأملاك.
قال أبو منصور الأزهرى ت 370هـ: الرّب يطلق فى اللغة على المالك، والسيد، والمدبّر، والمربى، والمتمم» اه (1).
* «ولا نكذب، ونكون» من قوله تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على على النار فقالوا يا ليتنا نردّ ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين الأنعام / 27.
قرأ «حفص، وحمزة، ويعقوب» بنصب الباء فى «ولا نكذب» ونصب النون فى «ونكون» على أن «ولا نكذب» منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية فى جواب التمنى، «ونكون» معطوف عليه.
وقرأ «ابن عامر» برفع الباء فى «ولا نكذب» وذلك عطفا على «نردّ» ونصب النون ى «ونكون» بأن مضمرة بعد واو المعية.
وقرأ الباقون برفع الفعلين، وذلك عطفا على «نردّ» والتقدير: يا ليتنا نردّ إلى الدنيا مرّة ثانية ونوفق للتصديق والإيمان} [2].
* «وللدار الآخرة» من قوله تعالى: «وللدار الآخرة خير للذين يتقون»
الأنعام / 32.
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «ربّب» ج 1ص 260.
(2) قال ابن الجزرى: نكذب بنصب رفع فوز ظلم عجب:: كذا نكون معهم شام.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 48. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 427 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 204.(2/40)
قرأ «ابن عامر» «ولدار» بلام واحدة، كما هى مرسومة فى المصحف الشامى (1) وهى لام الابتداء، وقرأ كذلك بتخفيف الدال، وخفض الدال، وخفض تاء «الآخرة» على الإضافة مع حذف الموصوف، والتقدير: ولدار الحياة الآخرة خير للذين يتقون.
وقرأ الباقون «وللدار» بلامين: لام الابتداء، ولام التعريف، مع تشديد الدال بسبب إدغام لام التعريف فى الدال، لوجود التقارب بينهما فى المخرج، إذا اللام تخرج من أدنى حافتى اللسان بعد مخرج الضاد إلى منتهى طرفه مع ما يليها من أصول الثنايا العليا، والدال تخرج من طرف اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى، كما أنهما متفقتان فى الصفات التالية: الجهر، والاستفال، والانفتاح (2).
كما قرءوا برفع تاء «الآخرة» على أنها صفة «للدار» و «خير» خبرها، وهذه القراءة موافقة لرسم باقى المصاحف (3).
__________
(1) قال ابن عاشر: للدار للشام بلام.
(2) انظر: الرائد فى تجويد القرآن ص 38، 48.
(3) قال ابن الجزرى: وخف للدار الآخرة خفض الرفع كف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 49. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 429 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 204.(2/41)
* «تعقلون» من قوله تعالى: {وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون الأنعام / 32.
ومن قوله تعالى:} {والدار الآخرة للذين خير للذين يتقون أفلا تعقلون الأعراف / 169.
ومن قوله تعالى:} {ولدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون
يوسف / 109.
ومن قوله تعالى} {وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون
القصص / 60.
ومن قوله تعالى:} ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا يعقلون
يس / 68.
قرأ «نافع، وأبو جعفر، ويعقوب «تعقلون» فى المواضع الخمسة بتاء الخطاب.
وقرأ «ابن عامر» بتاء الخطاب فى أربعة مواضع وهى: الأنعام، والأعراف، ويوسف، والقصص، واختلف عنه فى موضع يس فقرأه مرة بتاء الخطاب، وأخرى بياء الغيبة.
وقرأ «شعبة» بتاء الخطاب فى موضعين وهما: يوسف، والقصص، وبياء الغيبة فى ثلاثة مواضع وهى: الأنعام، والأعراف، ويس.
وقرأ «حفص» بتاء الخطاب فى أربعة مواضع وهى: الأنعام، والأعراف، ويوسف، والقصص، وبياء الغيبة فى موضع يس فقط.
وقرأ «الدورى عن أبى عمرو» بياء الغيبة فى أربعة مواضع، وبتاء الخطاب فى موضع القصص فقط.(2/42)
وقرأ «حفص» بتاء الخطاب فى أربعة مواضع وهى: الأنعام، والأعراف، ويوسف، والقصص، وبياء الغيبة فى موضع يس فقط.
وقرأ «الدورى عن أبى عمرو» بياء الغيبة فى أربعة مواضع، وبتاء الخطاب فى موضع القصص فقط.
وقرأ «السوسى» بياء الغيبة فى أربعة مواضع، واختلف عنه فى موضع القصص فقرأه مرة بتاء الخطاب، وأخرى بياء الغيبة.
وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» بياء الغيبة فى المواضع الخمسة (1).
التوجيه: من ينعم النظر فى سياق الكلام الذى قبل هذه الآيات يجد أن قراءة الغيبة جاءت متمشية مع سياق الكلام فى أربعة مواضع وهى: الأنعام، والأعراف، ويوسف، ويس، وأن قراءة الخطاب جاءت متمشية مع السياق فى موضع القصص فقط، بناء عليه تكون قراءة الغيبة فى السور الأربع جاءت جريا على السياق، وقراءة الخطاب فى هذه السور الأربع تكون على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
وتكون قراءة الخطاب فى موضع القصص جاءت جريا على السياق،
__________
(1) قال ابن الجزرى: لا يعقلون خاطبوا وتحت عم:: عن ظفر يوسف شعبة وهم يس كم خلف مدا ظل.
وقال: يعقلوا طب ياسرا خلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 49، 235. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 429. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 205، 257، 347، وج 2ص 117، 169(2/43)
وقراءة الغيبة فى القصص تكون على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
* «لا يكذبونك» من قوله تعالى: {قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لا يكذبونك الأنعام / 33.
قرأ «نافع، والكسائى «لا يكذبونك» بضم الياء وإسكان الكاف، وتخفيف الذال، على أنه مضارع «أكذب» على وزن «أفعل» على معنى:
لا يجدونك كاذبا لأنهم يعرفونك بالصدق، فهو من باب «أحمدت الرجل» وجدته محمودا.
حكى الكسائى عن العرب «أكذبت الرجل» إذا أخبرت أنه جاء بكذب.
وحكى «قطرب»: «أكذبت الرجل» دللت على كذبه.
وقيل معنى ذلك: أنهم لا يجعلونك كذابا إذ لم يجربوا عليك ذلك.
وقرأ الباقون «لا يكذبونك» بضم الياء، وفتح الكاف، وتشديد الذال، على أنه مضارع «كذب» مضعف الثلاثى، على معنى: أنهم لا ينسبونك إلى الكذب، كما يقال: «فسّقته»، وخطّأته» أى نسبته إلى الفسق وإلى الكذب.
إذا فيكون المعنى: أنهم لا يقدرون أن ينسبونك إلى الكذب فيما جئت به} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخفّ يكذب اتل رم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 50. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 430 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 205.(2/44)
* «فتحنا» من قوله تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ الأنعام / 44.
ومن قوله تعالى:} {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض الأعراف / 96.
ومن قوله تعالى:} {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر القمر / 11.
قرأ «ابن عامر، وابن وردان» «فتحنا» فى السور الثلاث بتشديد التاء، نحو «كرّم» مضعف الثلاثى.
وقرأ «ابن جماز» بالتشديد فى موضع «القمر» وبالتشديد والتخفيف فى موضعى «الأنعام، والأعراف».
وقرأ «روح» بالتشديد فى موضع «القمر» وبالتشديد والتخفيف فى موضعى «الأنعام، والأعراف».
وقرأ «رويس» بالتشديد، والتخفيف فى السور الثلاث.
وقرأ الباقون بالتخفيف فى السور الثلاث} [1]
والتخفيف والتشديد لغتان، إلا أن التشديد للدلالة على التكثير.
__________
(1) قال ابن الجزرى: فتحنا اشدد كلف::
خذه كالاعراف وخلفا ذق غدا:: واقتربت كم ثق غلا الخلف شدا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 50. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 432 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 207، 546، ج 2ص 265.(2/45)
تنبيه: اتفق القراء العشرة على القراءة بالتخفيف فى لفظ «فتحنا» فى غير المواضع المتقدمة، وقد وقع ذلك.
فى قوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون الحجر / 14.
وفى قوله تعالى:} {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون المؤمنون / 77.
وفى قوله تعالى:} {إنا فتحنا لك فتحا مبينا الفتح / 1.
وذلك لوقوع المفرد بعدها، والتشديد يقتضى التكثير، ولأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التوقيف.
«الفتح»: إزالة الإغلاق، والإشكال.
أحدهما: يدرك بالبصر، كفتح الباب، ونحوه، وكفتح القفل} [1]، قال تعالى: {ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم} [2].
والثانى: يدرك بالبصيرة، كفتح الهمّ، وهو إزالة الغمّ. وذلك ضربان:
الأول: فى الأمور الدنيوية كغمّ يفرج، وفقر يزال، بإعطاء المال ونحوه قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ} [3].
والثانى: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك: فلا فتح من العلم بابا مغلقا (4)
__________
(1) القفل: بضم القاف، وسكون الفاء.
(2) سورة يوسف / 65.
(3) سورة الأنعام / 44.
(4) انظر المفردات مادة «فتح» ص 370.(2/46)
* «بالغداة» من قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه الأنعام / 52.
ومن قوله تعالى:} {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشىّ يريدون وجهه الكهف / 28.
قرأ «ابن عامر» «بالغدوة» فى الموضعين، أى بضم الغين، وإسكان الدال، وبعدها واو مفتوحة.
وقرأ الباقون «بالغداة» أى بفتح الغين والدال، وألف بعدها} [1].
التوجيه: قال «الراغب» فى مادة «غدا»: الغدوة، والغداة من أول النهار، وقوبل «الغداة» بالعشى، قال تعالى: {بالغداة والعشى اه} [2].
من هذا يتبين أن «الغدوة»، والغداة» لغتان بمعنى واحد، وهو أنهما ظرف لأول النهار.
وقال صاحب الكشف: «وحجة من قرأ بألف أن «غداة» فى كلام العرب نكرة، فأدخل عليها الألف واللام للتعريف، و «غدوة» أكثر ما تستعمل معرفة بغير ألف ولام
ثم قال: «وحجة من قرأ بضم الغين أن بعض العرب ينكر «غدوة» فيصرفها فى النكرة، فلما وجدها تنكر أدخل عليها الألف واللام للتعريف اتباعا للخط» اه (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: غدوة فى غداة كالكهف كتم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 51. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 208 وص 397.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 358.
(3) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 432.(2/47)
* «أنه، فإنه» من قوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سواء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم
الأنعام / 54.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «أنه» بفتح الهمزة، و «فإنه» بكسر الهمزة.
وقرأ «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب» بفتح الهمزة فيهما.
وقرأ الباقون بكسر الهمزة فيهما} [1].
التوجيه: الفتح فى الأولى على أنها بدل من «الرحمة» بدل الشيء من الشيء أى بدل كل من كل، فهى فى موضع نصب بكتب، والتقدير: كتب ربكم على نفسه أنه من عمل منكم سوءا بجهالة الخ.
والفتح فى الثانية على أنّ محلها رفع بالابتداء، والخبر محذوف، والتقدير: فله غفران ربه ورحمته، أو فغفران ربه ورحمته حاصلان.
والكسر فى الأولى على أنها مستأنفة والكلام قبلها تام.
والكسر فى الثانية على أنها صدر جملة وقعت خبرا «لمن» على أنها موصولة، أو جوابا «لمن» إن جعلت شرطية.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وإنه افتح عمّ ظلا نل:: فإن نل كم ظبى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 51.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 433.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 208.(2/48)
* «ولتستبين سبيل» من قوله تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين الأنعام / 55.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «ولتستبين» بتاء الخطاب، ونصب لام «سبيل» على أن «تستبين» فعل مضارع، من «استبنت الشيء» المعدى و «سبيل» مفعول به، والمعنى: ولتستوضح يا «محمد» سبيل أى طريق المجرمين} [1].
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، ويعقوب» «ولتستبين» بتاء التأنيث، ورفع لام «سبيل» على أن «تستبين» فعل مضارع من «استبان» اللازم نحو «استبان الصبح» بمعنى: ظهر، وبناء عليه يكون «تستبين» فعل مضارع و «سبيل» فاعل، وجاز تأنيث الفعل لأن الفاعل مؤنث مجازيا، وعليه قول الله تعالى: {قل هذه سبيلى أدعو إلى الله سورة يوسف / 108.
وقرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» وليستبين» بياء التذكير، ورفع لام «سبيل» وتوجيهها كتوجيه قراءة «ابن كثير» ومن معه، لكن على تذكير الفعل، وعليه قوله تعالى:} وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا سورة الأعراف / 146.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويستبين صون فن روى:: سبيل لا المدينى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 52. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 433 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 209.(2/49)
* «يقص» من قوله تعالى: {إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين الأنعام / 57.
قرأ «نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر» «يقص» بضم القاف، وبعدها صاد مهملة مضمومة مشددة، على أنه فعل مضارع من القصص، كقوله تعالى:} {نحن نقص عليك أحسن القصص
يوسف / 3وقوله تعالى:} {إن هذا لهو القصص الحق آل عمران / 62 و «الحق» مفعول به ليقص.
وقرأ الباقون «يقض» بسكون القاف، وبعدها ضاد معجمة مكسورة مخففة، على أنه فعل مضارع من «القضاء» و «الحق» صفة لمصدر محذوف مفعول به، والتقدير: يقض القضاء الحق} [1].
تنبيه: رسم «يقض» بدون ياء تبعا للفظ القراءة، كما رسم {سندع الزبانية سورة العلق / 18بدون واو، وذلك اكتفاء بالكسرة التى قبل الضاد، وبالضمة التى قبل الواو} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويقصّ فى يقض أهملن وشدد حرم نص.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 52. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 434 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 209.
(2) قال صاحب المورد: وهاك واو اسقطت فى الرسم:: فى أحرف للاكتفا بالضم ويدع الإنسان ويوم يدع:: فى سورة القمر مع سندع ويمح فى حم مع وصالح:: الحذف فى الخمسة عنهم واضح(2/50)
* «توفته» من قوله تعالى: {حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون الأنعام / 61.
قرأ «حمزة» «توفاه» بألف ممالة بعد الفاء، وهو فعل ماض حذفت منه تاء التأنيث، على تذكير الجمع، كما فى قوله تعالى:} {وقال نسوة فى المدينة سورة يوسف / 30.
وقرأ الباقون «توفته» بتاء ساكنة مكان الألف، على أنه فعل ماض وأنث لكون فاعله جمع تكسير وهو «رسلنا» فالتأنيث على معنى الجماعة، كما فى قوله تعالى:} {قالت الأعراب سورة الحجرات / 14} [1].
«الوافى»: الذى بلغ التمام. يقال: درهم واف، وكيل واف، وأوفيت الكيل والوزن. ويقال: «وفى بعهده، يفى، وفاء وأوفى،: إذا تمم العهد ولم ينقض حفظه.
وتوفية الشيء: بذله وافيا، واستيفاؤه: تناوله وافيا (2) ومن المجاز: توفى فلان وتوفاه الله تعالى، وأدركته الوفاة (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وذكر استهوى توفى مضجعا فضل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 52. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 435 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 210.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «وفى» ص 528.
(3) انظر: أساس البلاغة مادة «وفى» ج 2ص 520.(2/51)
* «ينجيكم» من قوله تعالى: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر الأنعام / 63.
ومن قوله تعالى:} {قل الله ينجيكم منها الأنعام / 64.
* «ننجيك» من قوله تعالى:} {فاليوم ننجيك ببدنك يونس / 92.
* «ننجى» من قوله تعالى:} {ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا
يونس / 103.
ومن قوله تعالى:} {ثم ننجى الذين اتقوا مريم / 72.
* «ننج» من قوله تعالى:} {كذلك حقا علينا ننج المؤمنين
يونس / 103.
* «لمنجوهم» من قوله تعالى:} {إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين
الحجر / 59.
* «لننجينه» من قوله تعالى:} {لننجينه وأهله العنكبوت / 32.
* «منجوك» من قوله تعالى:} {إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك
العنكبوت / 33.
* «ينجى» من قوله تعالى:} {وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم الزمر / 61.
* «تنجيكم» من قوله تعالى:} هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم الصف / 10.
هذه إحدى عشرة كلمة وقع فيها خلاف القراء العشرة بين التخفيف والتشديد: فالتخفيف على أن الاشتقاق من «أنجى» الرباعى،
والتشديد على أنه من «نجّى» مضعف الثلاثى.(2/52)
هذه إحدى عشرة كلمة وقع فيها خلاف القراء العشرة بين التخفيف والتشديد: فالتخفيف على أن الاشتقاق من «أنجى» الرباعى،
والتشديد على أنه من «نجّى» مضعف الثلاثى.
وإليك قراءة القراء العشرة فى هذه الكلمات:
قرأ «يعقوب» بالتخفيف فى عشرة مواضع، وبالتشديد فى موضع الزمر فقط.
وقرأ «نافع، وأبو عمرو» بالتخفيف فى الموضع الثانى من الأنعام، وفى موضع الصف، وبالتشديد فى التسعة الباقية.
وقرأ «ابن كثير» بالتخفيف فى الموضع الثانى من الأنعام، وفى الموضع الثانى من العنكبوت، وفى موضع الصف، وبالتشديد فى الثمانية الباقية.
وقرأ «ابن ذكوان» بالتخفيف فى الموضع الثانى من الأنعام، وبالتشديد فى العشرة الباقية.
وقرأ «حمزة، وخلف العاشر» بالتخفيف فى الحجر، وموضعى العنكبوت، والزمر، والصف، وبالتشديد فى الستة الباقية.
وقرأ «الكسائى» بالتخفيف فى الموضع الأخير من يونس، وموضع الحجر، ومريم، وموضعى العنكبوت، والزمر، والصف، وبالتشديد فى الأربعة الباقية.
وقرأ «شعبة» بالتخفيف فى الموضع الثانى من العنكبوت، وبالتشديد فى العشرة الباقية.
وقرأ «حفص» بالتخفيف فى الموضع الأخير من يونس، وموضع الصف وبالتشديد فى التسعة الباقية.
وقرأ «هشام» بالتشديد فى الأحد عشر موضعا (1).(2/53)
وقرأ «حفص» بالتخفيف فى الموضع الأخير من يونس، وموضع الصف وبالتشديد فى التسعة الباقية.
وقرأ «هشام» بالتشديد فى الأحد عشر موضعا (1).
تنبيه: «ننجى» من قوله تعالى: {وكذلك ننجى المؤمنين
الأنبياء / 88. سيأتى الكلام على خلاف القراء فيه فى سورة الأنبياء.
* «أنجانا» من قوله تعالى:} {لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين الأنعام / 63.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «أنجانا» بألف بعد الجيم من غير ياء، ولا تاء بلفظ الغيب، وذلك جريا على سياق ما قبله وما بعده، لأن قبله قوله تعالى:} {تدعونه تضرعا وخفية والهاء للغائب، وبعده قوله تعالى:} {قل الله ينجيكم رقم 64.
وقرأ الباقون «أنجيتنا» بياء تحتية ساكنة بعد الجيم، وبعدها تاء فوقية مفتوحة، على الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب حكاية لدعائهم} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وننج الخف كيف وقعا::
ظل وفى الثان اتل من حق وفى:: كاف ظبى رض تحت صاد شرف والحجر أولى العنكبا ظلم شفا:: والثان صحبة ظهير دلفا ويونس الأخرى على ظبى رعا:: وثقل صف كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 53. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 435 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 309، 310، 311، 364ج 2ص 122، 123، 192، 286.
(2) قال ابن الجزرى: وأنجانا كفى أنجيتنا الغير.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 54. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 435 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 211.(2/54)
تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة «أنجيتنا» من قوله تعالى: {لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين يونس / 22بياء تحتية ساكنة بعد الجيم، وبعدها تاء فوقية مفتوحة على الخطاب، لأنه إخبار عن توجههم إلى الله تعالى بالدعاء، فقال:} {دعووا الله مخلصين له الدين وذلك إنما يكون بالخطاب.
جاء فى التاج: «نجا من كذا ينجو، نجوا، بفتح النون، وسكون الجيم، و «نجاء» ممدود، و «نجاة» بالقصر: خلص منه. وعن «الصاغانى» ت 650هـ} [1] «نجاية» كسحابة. وقال «الحرالّيّ» ت 627هـ (2):
«النجاة» الخلاص مما فيه المخالفة، ونظيرها السلامة» اه، وقيل: إن «نجا» من «النجوة» وهى الارتفاع من الهلاك.
__________
(1) هو: الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر، القرشى، اللاهورى، البغدادى، «رضى الدين أبو الفضل» محدث، فقيه، لغوى، مشارك فى بعض العلوم، ولد بلاهور، ودخل بغداد فسمع الكثير فى عدة بلاد، من مصنفاته: مجمع البحرين فى اللغة فى اثنى عشر مجلدا، والعباب الزاهر، واللباب الفاخر فى اللغة فى عشرين مجلدا در السحابة فى بيان مواضع وفيات الصحابة، مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية، وكتاب العروض، الذيل والصلة لكتاب التكملة، توفى ببغداد عام 650هـ 1252م.
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 3ص 279.
(2) هو على بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبى، الأندلسى، المعروف «بالحرالى» نسبة إلى «حرالة» من أعمال مرسية، عالم مشارك فى تفسير القرآن، والأصول، والفرائض والفلك، والمنطق، والطبيعيات، وأصله من الأندلس، وبمراكش، ونشأ بها، وأخذ النحو عن «ابن خروف» من تصانيفه: مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن، المنزل فى التفسير، الوافى فى علم الفرائض، توفى بحماه من بلاد الشام عام 627هـ 1239م.
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 7ص 13.(2/55)
وقال الراغب الأصفهانى: ت 520هـ: «أصل النجاء»:
الانفصال من الشيء، ومنه نجا فلان من فلان اه (1).
* «خفية» من قوله تعالى: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية الأنعام / 63.
ومن قوله تعالى:} {ادعوا ربكم تضرعا وخفية الأعراف / 55.
قرأ «شعبة» «خفية» فى الموضعين بكسر الخاء.
وقرأ الباقون بضمها} [2].
وهما لغتان فى مصدر «خفى».
قيل معناه: تذللا واستكانة وخفية» اه (3) اوفى تفسير: ابن كثير «تدعونه تضرعا وخفية» أى جهرا وسرّا» اه (4).
* «ينسينك» من قوله تعالى: وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين الأنعام / 68.
قرأ «ابن عامر» «ينسينّك» بفتح النون التى قبل السين، وتشديد السين، على أنه مضارع «نسّى» مضعف الثلاثى.
__________
(1) انظر تاج العروس مادة «نجو» ج 10ص 356.
(2) قال ابن الجزرى: وخفية معا بكسر ضم صف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 54. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 435 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 211. واتحاف فضلاء البشر ص 20.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 152.
(4) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 585.(2/56)
وقرأ الباقون بإسكان النون، وتخفيف السين، على أنه مضارع «أنسى» الرباعى.
والمفعول الثانى على القراءتين محذوف، والتقدير: ما أمرت به من ترك مجالسة الخائضين فى آيات الله فلا تقعد معهم بعد التذكر (1).
قال الطبرى ت 310هـ فى تفسير {وإما ينسينك الشيطان الخ وإن أنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهم، والإعراض عنهم فى حال خوضهم فى آياتنا، ثم ذكرت ذلك فقم عنهم، ولا تقعد بعد ذكرك ذلك مع القوم الظالمين، الذين خاضوا فى غير الذى لهم الخوض فيه بما خاضوا به فيه» اه} [2].
* «استهوته» من قوله تعالى: {كالذى استهوته الشياطين الأنعام / 71 قرأ «حمزة «استهواه» بألف ممالة بعد الواو، على تذكير الفعل لكون فاعله جمع تكسير وهو «الشياطين» فالتذكير على معنى الجمع أى جمع الشياطين، وعليه قوله تعالى:} وقال نسوة فى المدينة يوسف / 30.
وقرأ الباقون «استهوته» بالتاء الساكنة من غير ألف على تأنيث الفعل،
__________
(1) قال ابن الجزرى: وينسى كيفا ثقلا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 54.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 436. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 212.
(2) انظر تفسير الطبرى ج 7ص 228.(2/57)
على معنى الجماعة، أى جماعة الشياطين، وعليه قوله تعالى:
{قالت رسلهم سورة إبراهيم / 10} [1].
قال الطبرى: فى تفسير قوله تعالى: قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله الخ:
هذا تنبيه من الله تعالى ذكره لنبيه صلّى الله عليه وسلّم على حجته على مشركى قومه من عبدة الأوثان، يقول له تعالى ذكره: قل يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان، والأنداد، والآمرين لك باتباع دينهم، وعبادة الأصنام معهم، أندعوا من دون الله حجرا، أو خشبا لا يقدر على نفعنا، أو ضرّنا، فنخصه بالعبادة دون الله، وندع عبادة الذى بيده الضرّ، والنفع، والحياة، والموت، إن كنتم تعقلون فتميزون بين الخير والشرّ، فلا شك أنكم تعلمون أن خدمة ما يرتجى نفعه، ويرهب ضرّه أحقّ وأولى من خدمة من لا يرجى نفعه، ولا يخشى ضرّه أحقّ وأولى من خدمة من لا يرجى نفعه ولا يخشى ضرّه، ونردّ على أعقابنا، أى ونردّ من الإسلام إلى الكفر بعد إذ هدانا الله، فوفقنا له فيكون مثلنا فى ذلك مثل الرجل الذى استتبعه الشيطان يهوى فى الأرض حيران، بمعنى: ننزع إليهم ونريدهم.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وذكر استهوى توفى مضجعا فضل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 52. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 435 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 212.(2/58)
وأما حيران: فإنه «فعلان» من قول القائل: قد حار فلان فى الطريق، فهو يحار فيه حيرة، وحيرانا، وحيرورة، وذلك إذا ضلّ فلم يهتد للمحجة، له أصحاب يدعونه إلى الهدى، يقول: لهذا الحيران الذى قد استهوته الشياطين فى الأرض، أصحاب على المحجة، واستقامة السبيل، يدعونه إلى المحجة لطريق الهدى الذى هم عليه، يقولون له: ائتنا.
وهذا مثل ضربه الله تعالى لمن كفر بالله بعد إيمانه، فاتبع الشيطان من أهل الشرك بالله، وأصحابه الذين كانوا أصحابه فى حال إسلامه المقيمون على الدين الحق، يدعونه إلى الهدى الذى هم عليه مقيمون، والصواب الذى هم به مستمسكون، وهو له مقارف، وعنه زائل يقولون له: ائتنا فكن معنا على الهدى، وهو يأبى ذلك، ويتبع دواعى الشيطان ويعبد الآلهة والأوثان» اه (1).
* «آزر» من قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر الأنعام / 74.
قرأ «يعقوب» آزر» بضم الراء، على أنه منادى حذف منه حرف النداء.
وقرأ الباقون «آزر» بفتح الراء، على أنه بدل من «أبيه» وهو مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة} [2].
__________
(1) انظر تفسير الطبرى ج 7ص 235، 236.
(2) قال ابن الجزرى: وآزر ارفعوا ظلما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 54. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 214.(2/59)
* «أتحاجوني» من قوله تعالى: {وحاجه قومه قال أتحاجونى فى الله وقد هدان الأنعام / 80.
قرأ «نافع، وابن ذكوان، وأبو جعفر، وهشام بخلف عنه «أتحاجوني» بتخفيف النون، وذلك لأن أصل الفعل «أتحاجونني» بنونين: الأولى علامة رفع الفعل، والثانية نون الوقاية، وهى فاصلة بين الفعل والياء، فلما اجتمع مثلان حذفت النون الثانية التى هى للوقاية للتخفيف، ولا يحسن أن يكون المحذوف النون الأولى لأنها علامة الرفع فى الفعل، وحذفها علامة النصب والجزم.
كما قال ابن مالك:
واجعل لنحو يفعلان النونا:: رفعا وتدعين وتسألونا وحذفها للجزم والنصب سمه:: كلم تكونى لترومى مظلمة وبناء عليه لو قلنا بحذف النون الأولى التى هى علامة رفع الفعل لاشتبه الفعل المرفوع بالمنصوب، والمجزوم. يضاف إلى ذلك أن الثقل إنما حدث بوجود النون الثانية، فحذف ما يحدث به الثقل أولى من غيره.
وقرأ الباقون أتحاجوني» بتشديد النون، وذلك على إدغام نون الرفع فى نون الوقاية للتخفيف، وعلى قراءة التشديد يجب مدّ الواو مدّا مشبعا قدره ست حركات للتشديد كى لا يجتمع ساكنان: الواو، وأول المشدد فصارت المدة تفصل بين الساكنين كما تفصل الحركة بينهما،
وبذلك قرأ «هشام» فى وجه الثانى} [1].(2/60)
وقرأ الباقون أتحاجوني» بتشديد النون، وذلك على إدغام نون الرفع فى نون الوقاية للتخفيف، وعلى قراءة التشديد يجب مدّ الواو مدّا مشبعا قدره ست حركات للتشديد كى لا يجتمع ساكنان: الواو، وأول المشدد فصارت المدة تفصل بين الساكنين كما تفصل الحركة بينهما،
وبذلك قرأ «هشام» فى وجه الثانى (1).
والمحاجة: أن يطلب كل واحد أن يردّ الآخر عن حجته، ومحجته (2).
«والحجة» بالضم: الدليل، والبرهان، وقيل: ما دفع به الخصم.
وقال الأزهرى ت 370هـ: الحجة: الوجه الذى يكون به الظفر عند الخصومة اه.
وإنما سميت حجة لأنها تحج أى تقصد، لأن القصد لها وإليها، وجمع «الحجة» حجج، وحجاج (3).
* «درجات» من قوله تعالى: {نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم الأنعام / 83.
ومن قوله تعالى:} {نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذى علم عليم
يوسف / 76.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «درجات» فى السورتين بتنوين التاء، وذلك على أن الفعل مسلط على «من» لأن المرفوع فى الحقيقة هو صاحب الدرجات، لا الدرجات، كقوله تعالى:
} ورفع بعضهم درجات سورة البقرة / 253. وبناء عليه يكون «درجات» منصوب على الظرفية، و «من» مفعول «نرفع» والتقدير: نرفع من نشاء مراتب ومنازل.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخف تحاجونى مدا من لى اختلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 55. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 436 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 215.
(2) انظر المفردات مادة «حج» ص 108.
(3) انظر: تاج العروس مادة «حج» ج 2ص 17.(2/61)
وقرأ «يعقوب» بتنوين التاء فى موضع الأنعام فقط.
وقرأ الباقون «درجات» بغير تنوين، وذلك على أن الفعل مسلط على «درجات» فتكون مفعول «نرفع» ودرجات مضاف، و «من» مضاف إليه لأن الدرجات إذا رفعت فصاحبها مرفوع إليها، كما فى قوله تعالى:
{رفيع الدرجات سورة غافر / 15، فأضاف الرفع إلى «درجات».
فالقراءتان متقاربتان فى المعنى، لأن من رفعت درجاته فقد رفع، ومن رفع فقد رفعت درجاته.
وقرأ «يعقوب» بغير تنوين فى موضع يوسف فقط} [1].
«درجة» نحو المنزلة، لكن يقال للمنزلة درجة إذا اعتبرت بالصعود، دون الامتداد على البسيط، كدرجة السلّم، ويعبر بها عن المنزلة الرفيعة.
قال تعالى: {وللرجال عليهن درجة} [2] تنبيها لرفعة منزلة الرجال على النساء فى العقل، والسياسة، ونحو ذلك (3).
وجاء فى تاج العروس: ومن المجاز يقال: «درج الرجل» كسمع: إذا صعد فى المراتب، لأن الدرجة بمعنى المنزلة، والمرتبة (4).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ودرجات نونوا كفا معا يعقوب معهم هنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 55. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 437 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 215، 342.
(2) سورة البقرة / 228.
(3) انظر: المفردات مادة «درج» ص 167.
(4) انظر: تاج العروس مادة «درج» ج 2ص 40(2/62)
* «واليسع» من قوله تعالى: {وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا
الأنعام / 86.
ومن قوله تعالى:} {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل ص / 48 قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «واليسع» فى السورتين بلام مشددة مفتوحة، وبعدها ياء ساكنة، وذلك على أن أصله «ليسع» على وزن ضيغم، وهو اسم أعجمى علم على نبىّ من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهو معرفة بدون اللام، فقدر تنكيره ثم دخلت عليه «ال» أى الألف واللام للتعريف ثم أدغمت اللام فى اللام، وقلنا بتقدير تنكيره لأن الأعلام لا يصح دخول الألف واللام عليها، إذ لا يتعرف الاسم من وجهين وقيل: إن الألف واللام زائدتان وليستا للتعريف} [1].
وقرأ الباقون «واليسع» بلام ساكنة خفيفة، وبعدها ياء مفتوحة، على أن أصله «يسع» على وزن «يضع» ثم دخلت عليه الألف واللام كما دخلت على «يزيد» كما فى قول «ابن ميادة» وهو: «الرماح بن أبرد بن ثوبان» يمدح «الوليد بن يزيد»:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا: شديدا بأعباء الخلافة كاهله
__________
(1) قال ابن الجزرى: واليسعا شدد وحرك سكنن معا شفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 56. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 438 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 216، ج 2ص 182(2/63)
قال النحويون: دخول الألف واللام على «يزيد» يحتمل أمرين:
الأول: أن تكون للتعريف ويكون ذلك على تقدير أن الشاعر قبل أن يدخل «ال» قدر فى «يزيد» التنكير فصار شائعا شيوع «رجل» ونحوه من النكرات.
والثانى: أن تكون «ال» زيدت فيه للضرورة (1).
* «تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا» الأنعام / 91.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «يجعلونه، يبدونها، ويخفون» الأفعال الثلاثة بياء الغيب، وذلك لمناسبة الغيبة فى قوله تعالى فى صدر الآية {وما قدروا الله حق قدره الخ.
وقرأ الباقون الأفعال الثلاثة بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، أو ردّا على المخاطبة التى قبل فى قوله تعالى:} {قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى الخ أى قل لهم ذلك} [2].
__________
(1) انظر: شرح قطر الندى ص 53وما بعدها.
(2) قال ابن الجزرى: ويجعلوا يبدوا ويخفوا دع حفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 56.
والكشف عن وجوه القراءات العشر ج 1ص 440.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 216.(2/64)
قال الطبرى: القول فى تأويل قوله تعالى: {قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا:
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم: «قل» يا محمد لمشركى قومك القائلين لك: «ما أنزل الله على بشر من شىء» قل:} {من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا يعنى: جلاء وضياء من ظلمة الضلالة} {وهدى للناس أى بيانا للناس يبين لهم به الحق من الباطل، فيما أشكل عليهم من أمر دينهم يجعلونه قراطيس} [1] يبدونها، فمن قرأ ذلك «تجعلونه» (2). جعله خطابا لليهود.
ومن قرأه «يجعلونه» (3) فتأويله: يجعله أهله قراطيس، والمراد منه:
المكتوب فى القراطيس، يراد يبدون كثيرا مما يكتبون فى القراطيس، فيظهرونه للناس، ويخفون كثيرا مما يثبتونه فى القراطيس، فيسرّونه، ويكتمونه الناس، ومما كانوا يكتمونه إياهم ما فيها من أمر نبى الله محمد صلّى الله عليه وسلّم اه (4).
__________
(1) القراطيس: ما يكتب فيها.
(2) أى بتاء الخطاب.
(3) أى بياء الغيب.
(4) انظر: تفسير الطبرى ج 7ص 269.(2/65)
* «ولتنذر» من قوله تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مباركا مصدق الذى بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها الأنعام / 92.
قرأ «شعبة» «ولينذر» بياء الغيبة، على أن الفعل مسند إلى ضمير «الكتاب» والمراد به «القرآن الكريم» كما قال تعالى فى سورة إبراهيم عليه السلام:} {هذا بلاغ للناس ولينذروا به رقم / 52.
وكما قال تعالى فى سورة الأنبياء:} {قل إنما أنذركم بالوحى رقم / 45 وقرأ الباقون «ولتنذر» بتاء الخطاب، والمخاطب الرسول «محمد» صلّى الله عليه وسلّم فهو فاعل الإنذار، كما قال تعالى فى سورة النازعات:
} {إنما أنت منذر من يخشاها رقم / 45} [1].
«والإنذار»: إخبار فيه تخويف، قال تعالى:
{فأنذرتكم نارا تلظى} [2].
* «بينكم» من قوله تعالى: وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم الأنعام / 94.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ينذر صف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 56.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 440.
والمهذب فى القراءات السبع ج 1ص 216.
(2) سورة الليل / 14.(2/66)
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» «بينكم» برفع النون، على أن «بين» اسم غير ظرف معناه «الوصل» فأسند الفعل إليه، والمعنى: لقد تقطع وصلكم، وإذا تقطع وصلهم افترقوا، وهو المعنى المراد من الآية.
وإنما استعملت «بين» بمعنى «الوصل» لأنها تستعمل كثيرا مع السببين المتلابسين بمعنى الوصل، تقول: بينى وبينه رحم وصداقة، أى بينى وبينه صلة، فلما استعملت بمعنى الوصل جاز استعمالها فى الآية كذلك ويجوز أن تكون «بين» ظرف، وجاز إسناد الفعل إليه، لأنه يتوسع فى الظروف ما لا يتوسع فى غيرها، فأسند الفعل إليه مجازا كما أضيف إليه فى قوله تعالى: {شهادة بينكم المائدة / 106.
وقرأ الباقون «بينكم» بنصب النون، على أنها ظرف «لتقطع» والفاعل ضمير والمراد به «الوصل» لتقدم ما يدل عليه وهو لفظ «شركاء» والتقدير: لقد تقطع وصلكم بينكم، ودل على حذف «الوصل» قوله تعالى:} {وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء فدل هذا على التقاطع، والتهاجر بينهم وبين شركائهم إذ تبرءوا منهم، ولم يكونوا معهم، وتقاطعهم لهم هو ترك وصلهم لهم، فحسن إضمار «الوصل» بعد «تقطع» لدلالة الكلام عليه} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: بينكم ارفع فى كلا حق صفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 56. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 440 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 217.(2/67)
جاء فى المفردات: «بين» موضوع للخلالة (1) بين الشيئين ووسطهما قال تعالى: {وجعلنا بينهما زرعا} [2] و «بين» يستعمل تارة اسما، وتارة ظرفا: فمن قرأ «بينكم» برفع النون جعله اسما. ومن قرأ «بينكم» بنصب النون جعله ظرفا غير متمكن. فمن الظرف قوله تعالى: {يا أيها آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله} [3].
ولا يستعمل «بين» إلا فيما كان له مسافة، نحو: «بين البلدين» أوله عدد مّا: اثنان فصاعدا، نحو: «بين الرجلين وبين القوم».
ولا يضاف إلى ما يقتضى معنى الوحدة إلا إذا كرر، نحو قوله تعالى:
{فاجعل بيننا وبينك موعدا} [4] «وبين» يزاد فيه «ما» أو «الألف» فيجعل بمنزلة «حين» نحو: «بينما زيد يفعل كذا» «وبينا يفعل كذا» اه (5).
وجاء فى التاج: قال «ابن سيده» ت 458هـ: (6) ويكون «البين» اسما وظرفا متمكنا، وفى التنزيل العزيز: {«لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون} [7].
__________
(1) الخلالة بكسر الخاء: الفرجة بين الشيئين، قال تعالى: ولأوضعوا خلالكم
التوبة / 47.
(2) سورة الكهف / 32.
(3) سورة الحجرات / 1.
(4) سورة طه / 58.
(5) انظر: المفردات مادة «بين» ص 67، 68.
(6) هو: على بن إسماعيل الأندلسى «أبو الحسن» الضرير، عالم بالنحو، واللغة، والأشعار، وأيام العرب، ولد «بمرسية» من تصانيفه: المحكم والمحيط الأعظم فى لغة العرب رتبه على حروف المعجم اثنا عشر مجلدا، والمخصص فى اللغة، وشرح الحماسة لأبى تمام فى عشرة أسفار، والوافى فى علم القوافى ت عام 458هـ 66، 1م.
انظر ترجمته فى: معجم المؤلفين ج 7ص 36.
(7) انظر تاج العروس مادة «بين» ج 9ص 148(2/68)
قرئ «بينكم» بالرفع، والنصب: فالرفع على الفاعل، أى تقطع وصلكم، والنصب على الحذف، يريد ما بينكم.
وقال «ابن الأعرابى» ت 231هـ (1):: قراءة النصب معناها: لقد تقطع الذى كان بينكم اه.
وقال «الزجاج» إبراهيم بن السرى ت 311هـ: «قراءة النصب معناها لقد تقطع ما كنتم فيه من الشركة بينكم» اه (2).
* «وجعل الليل» من قوله تعالى: {فالق الإصباح وجعل الليل سكنا
الأنعام» 96.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «وجعل» بفتح العين واللام، من غير ألف بينهما، على أنه فعل ماض، و «الليل» بالنصب، على أنه مفعول به لجعل، وهذه القراءة جاءت مناسبة لقوله تعالى بعد:} وهو الذى جعل لكم النجوم رقم / 97.
وقرأ الباقون «وجاعل» بالألف بعد الجيم، وكسر العين، ورفع اللام و «الليل» بالخفض، على أن «جاعل» اسم فاعل أضيف إلى مفعوله،
__________
(1) هو: محمد بن زياد، المعروف بابن الأعرابى، الكوفى «أبو عبد الله» ولد بالكوفة، وسمع من «المفضل الضبّى» الدواوين، وصححها، وأخذ عن «الكسائى من آثاره:
النوادر، تاريخ القبائل، معانى الشعر، تفسير الأمثال، صفة الزرع، توفى «بسرّ من رأى» عام 231هـ 846م.
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 10ص 11.
(2) انظر تاج العروس مادة «بين» ج 9ص 148(2/69)
وهذه القراءة جاءت مناسبة لقوله تعالى قبل: {فالق الإصباح} [1].
* «فمستقر» من قوله تعالى: {وهو الذى أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع الأنعام / 98.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وروح» «فمستقر» بكسر القاف، على أنه اسم فاعل مبتدأ، والخبر محذوف، والتقدير: فمنكم مستقر فى الرحم، أى قد صار إليها واستقر فيها، ومنكم من هو مستودع فى صلب أبيه.
وقرأ الباقون «فمستقر» بفتح القاف، على أنه اسم مكان مبتدأ، والخبر محذوف أيضا، والتقدير: فمنكم من هو قارّ فى الأرحام، ومنكم من هو مستودع فى صلب أبيه} [2].
جاء فى التاج: قال «ابن القطاع» ت 515هـ (3): «قرّ فى المكان»
__________
(1) قال ابن الجزرى: قاف مستقر فاكسر شذا حبر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 57. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 442 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 219.
(2) هو: على بن جعفر بن على، السعدى، الصقلى، المعروف «بابن القطاع» «أبو القاسم» ولد بصقلية، وقرأ على «محمد بن البر» الصقلى اللغوى، وأقام بمصر، وهو: أديب، لغوى، نحوى، صرفى، كاتب، شاعر، عروضى، مؤرخ.
من تصانيفه: الدرة الخطيرة المختارة من شعر أهل الجزيرة، والمراد جزيرة «صقلية» وكتاب الأفعال فى ثلاث مجلدات، والشافى فى علم القوافى، وذكر تاريخ صقلية، وفرائد الشذوذ وقلائد النحور فى الأشعار، توفى بصر عام 515هـ 1121م.
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 7ص 52.
(3) انظر: تاج العروس مادة «قرر» ج 3ص 487.(2/70)
«يقرّ» بكسر القاف، وفتحها، أى من باب «ضرب، وعلم» اه وقال ابن سيده: على بن إسماعيل أبو الحسن ت 458هـ: الأولى «يقر» بكسر القاف: أعلى أى أكثر استعمالا اه والمصدر: «قرار» كسحاب «وقرور» كقعود «وقرا» بفتح القاف، والراء مع عدم المد، «وتقرارة» ومعنى «قرّ»: ثبت، وسكن، فهو «قارّ» كاستقر، وتقارّ» وهو مستقر. وأصل «تقارّ»: «تقارر» وأدغمت الراء فى الراء» اه (1).
* «ثمره» من قوله تعالى: {انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه الأنعام / 99 ومن قوله تعالى:} {كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده
الأنعام / 141.
ومن قوله تعالى:} ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم يس / 35.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ثمره» فى المواضع الثلاث بضم الثاء، والميم، على أنه جمع «ثمرة» مثل: «خشبة وخشب» أو على أنه جمع «ثمار» مثل: «حمار وحمر» و «ثمار» جمع «ثمرة» وحينئذ يكون جمع الجمع.
وقرأ الباقون «ثمره» فى المواضع الثلاث أيضا بفتح الثاء، والميم، على أنه جمع ثمرة مثل: «بقرة وبقر» وحينئذ يكون اسم جنس جمعى، واسم الجنس الجمعى: هو ما يدل على أكثر من اثنين، ويفرق بينه وبين
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «قرر» ج 3ص 487.(2/71)
مفرده بالتاء، نحو: «شجرة، وشجر، وبقرة، وبقر، وكلمة وكلم (1).
تنبيه: سيأتى حكم قوله تعالى: {وكان له ثمر.
وقوله تعالى:} {وأحيط بثمره فى سورة الكهف إن شاء الله تعالى.
«الثمر»: اسم لكل ما يتطعّم من أعمال الشجر، والواحدة «ثمرة»، والجمع: «ثمار»، وثمرات» قال تعالى:
} {وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم} [2].
وقال تعالى: {انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه} [3]. «والثمر» قيل: هو «الثمار» وقيل: هو جمعه. ويقال لكل نفع يصدر عن شىء ثمرته، كقولك: ثمرة العلم العمل الصالح (4).
وجاء فى التاج: «الثمر» محركة أى بفتح الميم حمل الشجر.
قال «ابن الأثير» ت 606هـ (5): «الثمر هو الرطب فى رأس النخلة،
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفى ضمى ثمر شفا كيس.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 57، 58. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 443. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 219، ج 2ص 166.
(2) سورة البقرة / 22.
(3) سورة الأنعام / 99.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «ثمر» ص 81.
(4) هو: المبارك بن محمد بن عبد الكريم الشيبانى، المعروف بابن الأثير الجزرى، «مجدد الدين أبو السعادات» ولد بجزيرة «ابن عمر» ونشأ بها، ثم انتقل إلى الموصل، وكتب لأمرائها، وكان عالما، أديبا، ناشرا، مشاركا فى تفسير القرآن، والنحو، واللغة، والحديث، والفقه، وغير ذلك، من تصانيفه: النهاية فى غريب الحديث، جامع الأصول فى أحاديث الرسول، والبديع فى شرح الفصول لابن الدهان فى النحو، توفى بالموصل أول ذى الحجة عام عام 606هـ 1210م.
(5) انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 8ص 174.(2/72)
فإذا كبر فهو «التمر» بالتاء المثناة، ويقع «الثمر» على كل الثمار، ويغلب على ثمر النخل اه يقول «الزبيدى» صاحب التاج: قال شيخنا: وأخذه «ملّا على» فى قاموسه بتصريف يسير، وقد انتقدوه فى قوله: ويغلب على ثمر النخل، فإنه لا قائل بهذه الغلبة، بل عرف اللغة أن ثمر النخل إنما يقال بالفوقية عند التجرد، كما يقال: العنب مثلا، والرمان، ونحو ذلك وإنما يطلق على النخل مضافا كثمر النخل مثلا» اه (1).
ومن المجاز «الثمر» أنواع المال المثمر. والواحدة «ثمرة» بفتح الثاء والميم، «وثمرة» بفتح الثاء، وسكون الميم «كسمرة».
وجمع «ثمر» «ثمار» مثل: «جبل، وجبال» وجمع الجمع «ثمر» بضم الثاء والميم، مثل «كتاب، وكتب» وجمع جمع الجمع «أثمار».
يقول صاحب التاج: قال شيخنا: «هذا اللفظ فى مراتب جمعه من غرائب الأشباه، والنظائر، قال «ابن هشام» فى شرح «الكعبية»: ولا نظير لهذا اللفظ فى هذا الترتيب فى الجموع غير «الأكم» فإنه مثله، لأن المفرد «أكمة» محركة، وجمعه «أكم» محركة، وجمع «الأكم» «إكام» «كثمرة» «وثمر» بفتح الثاء والميم، «وثمار» وجمع «الإكام» بالكسر «أكم» بضمتين، كما قيل: «ثمار» «وثمر» بضم الثاء والميم، «ككتاب وكتب» وجمع «الأكم» بضمتين «آكام» بهمزة ممدودة «كثمر» بضم الثاء، والميم،
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «ثمر» ج 3ص 77.(2/73)
«وأثمار» ونظيره «عنق، وأعناق» وجمع «أثمار» «أثامير» اه (1).
* «وخرقوا» من قوله تعالى: {وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم الأنعام / 100.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «وخرقوا» بتشديد الراء، وذلك للتكثير، لأن المشركين ادعوا الملائكة بنات الله، واليهود ادعت عزيرا ابن الله، والنصارى ادعت المسيح ابن الله، وهذا كله كذب وافتراء، فكثّر ذلك من كفرهم، فشدد الفعل لمطابقة المعنى، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وقرأ الباقون «وخرقوا» بتخفيف الراء، على الأصل، ولأن الفعل يدلّ على القليل والكثير} [2].
قال الراغب: فى مادة «خرق»: الخرق قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبر، ولا تفكر، قال تعالى: {أخرقتها لتغرق أهلها} [3].
وهو ضدّ الخلق، وإن الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق، والخرق بغير تقدير، قال تعالى: {وخرقوا له بنين وبنات بغير علم أى حكموا بذلك على سبيل الخرق» اه} [4].
__________
(1) انظر تاج العروس مادة «ثمر» ج 3ص 77.
(2) قال ابن الجزرى: وخرقوا اشدد مدا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 58. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 443 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 220.
(3) سورة الكهف / 71.
(4) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 146.(2/74)
جاء فى التاج: «خرق الثوب» «يخرقه، ويخرقه» بكسر الراء وضمها: «مزّقه» ومن المجاز: «خرق الرجل»: إذا كذب (1). ومن المجاز أيضا: «خرق الكذب، واختلفه»: إذا صنعه، واشتقه. «وخرق بالشيء» بضم الراء «ككرم» إذا جهله، ولم يحسن عمله.
قال «ابن الأعرابى» محمد بن زياد ت 231هـ: لا جمع للخرق اه وقال «ابن دريد» ت 321هـ (2): جمع «الخرق» «أخراق» «كسرب، وأسرب» اه.
وقال «ابن عباد» ت 385هـ (3): جمع «خرق» «خراق» «كغراب» اه.
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «خرق» ج 6ص 327.
(2) هو: محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدى البصرى «أبو بكر» ولد بالبصرة، وقرأ على علمائها، ثم صار إلى «عمان» بضم العين وفتح الميم مخففة، ثم رحل إلى فارس، ثم قدم بغداد فأقام بها إلى أن توفى، وهو: عالم، أديب، لغوى، شاعر، نحوى، نسّابة، من تصانيفه: الجمهرة فى اللغة، واشتقاق أسماء القبائل، وأدب الكاتب والمقصور والمحدود، توفى ببغداد عام 321هـ 933هـ.
انظر: ترجمته فى معجم المؤلفين ج 9ص 189.
(3) هو إسماعيل بن عباد المعروف بالصاحب «أبو القاسم» ولد «باصطخر» وقيل:
«بالطالقان» تولى الوزارة للملك مؤيد الدولة بن بويه، وهو أديب، كاتب، فصيح، سياسى، من تصانيفه: المحط فى اللغة فى سبع مجلدات على حروف المعجم وديوان رسائله فى عشر مجلدات، توفى بالرىّ فى 24صفر عام 385هـ 995م.
انظر: ترجمته فى معجم المؤلفين ج 2ص 274.(2/75)
وقال غيرهما: جمع «الخرق» «خروق».
وقال ابن الأعرابى ت 231هـ: «المخروق»: المحروم الذى لا يقع فى كفه غنى وهو مجاز اه (1).
* «درست» من قوله تعالى: {وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست الأنعام / 105.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «دارست» بألف بعد الدال، وسكون السين، وفتح التاء، على وزن «قابلت» على أن المفاعلة من الجانبين، أى وليقولوا دارست أهل الكتب السابقة كاليهود والنصارى ودارسوك، من المدارسة، أى ذاكرتهم وذاكروك، ودل على هذا المعنى قولهم فى سورة الفرقان:} {وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون الفرقان رقم / 4.
وقرأ «ابن عامر، ويعقوب» «درست» بحذف الألف التى بعد الدال وفتح السين، وسكون التاء، على وزن «فعلت» بفتح الفاء والعين واللام، وذلك على إسناد الفعل إلى الآيات، فأخبر الله عن الكفار أنهم يقولون:
هذه الآيات التى جئتنا بها يا محمد قد قدمت، وبليت، ومضت عليها دهور، وكانت من أساطير الأولين فجئتنا بها، ودل على هذا المعنى قوله تعالى فى سورة الفرقان رقم / 5:} وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا.
__________
(1) انظر تاج العروس مادة «خرق» ج 6ص 328.(2/76)
وقرأ الباقون «درست» بغير ألف، وإسكان السين، وفتح التاء، على «فعلت» بفتح الفاء والعين وسكون اللام، وذلك على إسناد الفعل إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم، فالتاء للخطاب، والمعنى: أن الله سبحانه وتعالى أخبر عن الكفار أنهم قالوا للنبى عليه الصلاة والسلام:
هذه الآيات التى جئتنا بها كانت نتيجة أنك درست وحفظت كتب الأمم السابقة، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى فى سورة النحل رقم / 24: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين} [1].
جاء فى التاج: «درس الشيء» بضم الهمزة «يدرس» «دروسا» بضم الدال: «عفا» «ودرسته الريح» «درسا»: «محته».
ومن المجاز: «درس» الكتاب بفتح الباء يدرسه» بضم الراء، وكسرها «درسا» بفتح الدال، «ودراسة» بكسر الدال، وفتحها، و «دراسا» «ككتاب»: «قرأه».
وقيل: «درس الكتاب، يدرسه، درسا»: ذلّله بكثرة القراءة حتى خفّ حفظه عليه «كأدرسه» عن «ابن جنى».
ومن المجاز أيضا: «درس الثوب» بفتح الباء «يدرسه، درسا»: «أخلقه»
__________
(1) قال ابن الجزرى: ودارست لحبر فامدد: وحرك اسكن كم ظبى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 58. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 443 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 220.(2/77)
«فدرس هو درسا» «خلق».
من هذا يتبين أن «درس» يستعمل متعديا، ولازما (1).
والمدارسة، والدراسة: «القراءة». ومنه قوله تعالى:
{وليقولوا دارست فى قراءة «ابن كثير، وأبى عمرو» وفسره «ابن عباس» ت 68هـ رضى الله عنهما، بقوله: «قرأت على اليهود، وقرءوا عليك.
وقرئ «درست» بسكون السين، أى قرأت كتب أهل الكتاب. وقرئ «درست» بفتح السين، وسكون التاء، أى هذه أخبار قد عفت، وانمحت، ودرست أشدّ مبالغة» اه} [2].
* «عدوا» من قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم الأنعام / 108.
قرأ «يعقوب» «عدوا» بضم العين، والدال، وتشديد الواو، مثل «علوّا» على وزن «فعول» فأدغمت الواو المدية فى الواو التى هى لام الكلمة.
وقرأ الباقون «عدوا» بفتح العين، وإسكان الدال، وتخفيف الواو، على وزن «فعل»} [3].
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «درس» ج 4ص 149.
(2) نفس المرجع ج 4ص 150.
(3) قال ابن الجزرى: والحضرمى عدوا عدوا كعلوا فاعلم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 58. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 220(2/78)
والقراءتان لغتان فى المصدر بمعنى واحد، وهو الاعتداء بغير علم.
قال الراغب: فى مادة «عدا»: العدو التجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب فيقال له العداوة، والمعاداة، وتارة بالمشى فيقال له العدو، وتارة فى الإخلال بالعدالة فى المعاملة فيقال له العدوان والعدو، قال تعالى: {فيسبوا الله عدوا بغير علم اه} [1].
وقال الزبيدى: «عدا عليه» «عدوا» بفتح العين، وسكون الدال، «وعدوا» بضم العين، والدال، «وعداء» بفتح العين، والدال، «كسحاب» «وعدوانا» بضم العين، وكسرها مع إسكان الدال: ظلمه ظلما جاوز فيه القدر» اه (2).
قال الطبرى ت 310هـ: حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد ابن المفضل، قال: ثنا أسباط عن السّدّى ت 127هـ (3) فى تفسير قوله تعالى ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن 326.
(2) انظر: تاج العروس مادة «عدو» ج 10ص 235.
(3) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن السّدّى بتشديد السين المضمومة، وتشديد الدال المكسورة، الكبير القرشى «أبو محمد» سكن الكوفة، من علماء التفسير، وله مصنف فى التفسير، توفى عام 127هـ 745م.
انظر: ترجمته فى معجم المؤلفين ج 2ص 276.(2/79)
قال: لما حضر «أبا طالب» الموت، قالت قريش: انطلقوا بنا، فلندخل على هذا الرجل فلنأمره أن ينهى عنا ابن أخيه، فإنا نستحى أن نقتله بعد موته، فتقول العرب: كان يمنعه، فلما مات قتلوه، فانطلق «أبو سفيان وأبو جهل، والنضر بن الحرث، وأميّة، وأبىّ ابنا خلف، وعقبة بن أبى معيط، وعمرو بن العاص، والأسود بن البخترىّ (1)، وبعثوا رجلا منهم يقال له «المطلب» قالوا: استأذن على «أبى طالب» فأتى أبا طالب فقال: هؤلاء مشيخة قومك، يريدون الدخول عليك، فأذن لهم، فدخلوا عليه، فقالوا: يا أبا طالب أنت كبيرنا، وسيدنا، وإن «محمدا» قد آذانا، وآذى آلهتنا، فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ولندعه وإلهه، فدعاه، فجاء النبى صلّى الله عليه وسلّم، فقال له «أبو طالب» هؤلاء قومك، وبنو عمك، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ما تريدون؟
قالوا نريد أن تدعنا وآلهتنا، وندعك وإلهك، قال له «أبو طالب»:
قد أنصفك قومك فاقبل منهم، فقال النبى صلّى الله عليه وسلّم: «أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطىّ كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب، ودانت لكم بها العجم بالخراج»؟
قال أبو جهل: نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها، فما هى؟ قال:
قولوا: لا إله إلا الله.
__________
(1) البخترىّ: بفتح الباء، وبالخاء المعجمة، وبالياء المشددة.(2/80)
فأبوا، واشمأزّوا، قال «أبو طالب»: يا ابن أخى قل غيرها، فإن قومك قد فزعوا منها.
قال: يا عمّ ما أنا بالذى أقول غيرها حتى يأتوا بالشمس فيضعوها فى يدى، ولو أتونى بالشمس فوضعوها فى يدى ما قلت غيرها» إرادة أن يؤيّسهم، فغضبوا وقالوا: لتكفنّ عن شتمك آلهتنا، أو لنشتمنك، ولنشتمن من يأمرك، فذلك قوله تعالى: {فيسبوا الله عدوا بغير علم اه} [1].
* «أنها من قوله تعالى: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
الأنعام / 109.
قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وشعبة بخلف عنه «أنها» بفتح الهمزة.
قال «مكى بن أبى طالب»: وحجة من فتح الهمزة أنه جعل «أن» بمنزلة «لعل» لغة فيها، على قول «الخليل بن أحمد» حكى عن العرب:
«ائت السوق أنك تشترى لنا شيئا» أى لعلك.
ويجوز أن يعمل فيها «يشعركم» فيفتح على المفعول به، لأن معنى «شعرت به»: «دريت» فهو فى اليقين كعلمت وتكون «لا» فى قوله «لا يؤمنون» زائدة، والتقدير: وما يدريكم أيها المؤمنون أن الآية إذا جاءتهم يؤمنون، أى أنهم لا يؤمنون إذا جاءتهم الآية التى اقترحوا بها.
__________
(1) انظر: تفسير الطبرى ج 7ص 310309.(2/81)
وهذا المعنى إنما يصح على قراءة من قرأ «يؤمنون» بياء الغيبة، ويكون «يشعركم» خطابا للمؤمنين، والضمير فى «يؤمنون» للكفار فى القراءة بالياء ومن قرأ «تؤمنون» بالثاء، فالخطاب فى «يشعركم» للكفار، ويقوى هذا المعنى قوله تعالى بعد ذلك: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله رقم / 111 و «ما» فى قوله تعالى:} {وما يشعركم للاستفهام، وفى «يشعركم» ضمير «ما» والمعنى: وأى شىء يدريكم أيها المؤمنون إيمانهم إذا جاءتهم الآية، أى: لا يؤمنون إذا جاءتهم الآية.
ولا يحسن أن تكون «ما» نافية، لأنه يصير التقدير: وليس يدريكم الله أنهم لا يؤمنون، وهذا متناقض، لأنه تعالى قد أدرانا أنهم لا يؤمنون بقوله بعد: «ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة إلى قوله: «يجهلون» اه} [1].
وقرأ الباقون «إنها» بكسر الهمزة، وهو الوجه الثانى «لشعبة» وذلك على الاستئناف إخبارا عنهم بعدم الإيمان لأنه طبع على قلوبهم (2).
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 445444.
(2) قال ابن الجزرى: وإنها افتح عن رضى عم صدا خلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 59.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 221.(2/82)
* «لا يؤمنون» من قوله تعالى: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
الأنعام / 109.
قرأ «ابن عامر، وحمزة» «لا تؤمنون» بتاء الخطاب، وذلك لمناسبة الخطاب فى قوله تعالى:} {وما يشعركم وهو للكفار، وعليه يكون المعنى وما يدريكم أيها الكفار المقترحون مجيء الآية الدالة على نبوة «محمد» صلّى الله عليه وسلّم أنها إذا جاءتكم تؤمنون، فالله سبحانه وتعالى طبع على قلوبكم، وبناء عليه تكون «لا» زائدة.
وقرأ الباقون «لا يؤمنون» بياء الغيبة، وذلك على أن الخطاب فى «يشعركم» للمؤمنين، والواو فى «يؤمنون» للكفار لمناسبة الغيبة فى قوله تعالى قبل:} {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها
وبناء عليه يكون المعنى: وما يدريكم أيها المؤمنون أن لو أنزل الله الآية التى طلبها الكفار أنهم يؤمنون، إذا فعدم إيمانهم مقطوع به لأن الله ختم على قلوبهم} [1].
* «قبلا من قوله تعالى: وحشرنا عليهم كل شئ قبلا
الأنعام / 111.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وإنها افتح عن رضى عم صدا خلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 60.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 446. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 221.(2/83)
ومن قوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قبلا الكهف / 55.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «قبلا» فى السورتين بضم القاف، والباء، على أنه جمع قبيل، مثل: «رغيف، رغف» ونصبه على الحال، فالمعنى: وحشرنا عليهم كل شىء فوجا فوجا ونوعا نوعا من سائر المخلوقات.
وقرأ «نافع، وابن عامر» «قبلا» فى السورتين بكسر القاف، وفتح الباء، بمعنى مقابلة، أى معاينة، ونصبه حينئذ على الحال، وقيل بمعنى ناحية ووجهة، ونصبه حينئذ على الظرف.
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» موضع الأنعام بضم القاف والباء، وموضع الكهف بكسر القاف، وفتح الباء.
وقرأ «أبو جعفر» موضع الأنعام بكسر القاف، وفتح الباء، وموضع الكهف بضم القاف، والباء} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وقبلا كسرا وفتحا ضم حق كفى:: وفى الكهف كفى ذكرا خفق انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 16360.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 446.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 403222.
ومشكل إعراب القرآن لمكى بن أبى طالب ج 1ص 284.
وإعراب القرآن لابن النحاس ج 1ص 574. وإعراب القرآن للعكبرى ج 1ص 258.(2/84)
قال الطبرى: ت 310هـ: اختلف القراء فى قراءة «قبلا» من قوله تعالى: {وحشرنا عليهم كل شئ قبلا} [1]:
فقرأته قراء أهل المدينة «قبلا» بكسر القاف، وفتح الباء، بمعنى «معاينة» من قول القائل: لقيته قبلا: أى معاينة، ومجاهرة.
وقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين، والبصريين «قبلا» بضم القاف، والباء وإذا قرئ كذلك كان له من التأويل ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون «القبل»: جمع «قبيل» «كالزغف» التى هى جمع «رغيف» «والقضب» التى هى جمع «قضيب» ويكون «القبل» معناه الضمناء، والكفلاء. وإذا كان ذلك معناه كان تأويل الكلام: وحشرنا عليهم كل شىء كفلاء يكفلون لهم بأن الذى نعدهم على إيمانهم بالله إن آمنوا، أو نوعدهم على كفرهم بالله إن هلكوا على كفرهم ما آمنوا إلا أن يشاء الله.
والوجه الثانى: أن يكون «القبل» بمعنى المقابلة، والمواجهة، من قول القائل: أتيتك قبلا لا دبرا: إذا أتاه من قبل وجهه.
والوجه الثالث: أن يكون معناه: وحشرنا عليهم كل شىء قبيلة قبيلة، وصنفا صنفا، وجماعة جماعة، فيكون القبل حينئذ جمع «قبيل» الذى هو جمع «قبيلة» فيكون «القبل» جمع الجمع، وبكل ذلك قد قالت جماعة من أهل التأويل:
__________
(1) سورة الأنعام / 1(2/85)
(1) فعن «ابن عباس» ت 68هـ رضى الله عنهما قال: معنى:
{وحشرنا عليهم كل شئ قبلا أى معاينة} [1].
(2) وعن «قتادة بن دعامة السدوسى» ت 118هـ: قال معنى:
{وحشرنا عليهم كل شئ قبلا: حتى يعاينوا ذلك معاينة.
(3) وعن «عبد الله بن يزيد» من قرأ «قبلا» بضم القاف، والباء، معناه: قبيلا قبيلا.
(4) وعن «مجاهد بن جبر» ت 104هـ معنى «قبلا» بضم القاف والباء أفواجا، وقبيلا قبيلا.
(5) وعن «ابن زيد» معنى «قبلا» بضم القاف، والباء: حشروا عليهم جميعا، فقابلوهم، وواجهوهم» اه} [2].
* «كلمت» من قوله تعالى: {وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا
الأنعام / 115.
ومن قوله تعالى:} {وكذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون يونس / 33.
ومن قوله تعالى:} إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون
يونس / 96.
__________
(1) انظر تفسير الطبرى ج 8ص
(2). نفس المرجع ج 8ص 2، 3.(2/86)
ومن قوله تعالى: {وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم لا يؤمنون غافر / 6.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «كلمت» فى المواضع الأربع بحذف الألف التى بعد الميم، وذلك على التوحيد، والمراد بها الجنس.
وقرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «كلمات» فى المواضع الأربع بإثبات الألف التى بعد الميم، وذلك على الجمع، لأن كلمات الله تعالى: متنوعة: أمرا، ونهيا، وغير ذلك.
وهى مرسومة بالتاء المفتوحة فى جميع المصاحف، فمن قرأها بالجمع وقف بالتاء، ومن قرأها بالإفراد فمنهم من وقف بالتاء وهم: عاصم، وحمزة، وخلف العاشر، ومنهم من وقف بالهاء وهما: الكسائى، ويعقوب.
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» بالجمع فى موضع الأنعام، وبالإفراد فى موضعى: يونس، وموضع غافر.
وعلى قراءة الجمع يقفان بالتاء، وعلى قراءة الإفراد يقفان بالهاء} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكلمات اقصر كفى ظلا وفى:: يونس والطول شفاحقا نفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 60. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 447 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 223، ج 1ص 309ج 2ص 194.(2/87)
تنبيه: اعلم أنه لم يرد خلاف بين القراءة العشرة فى لفظ «كلمت» بين الإفراد والجمع فى غير المواضع الأربع التى سبق ذكرها، وذلك لأن القراءة سنة متبعة ومبنية على التوقيف.
علما بأنه ورد لفظ «كلمة» فى القرآن غير المواضع صاحبة الخلاف فى أكثر من موضع، مثال ذلك:
(1) قوله تعالى: {وتمت كلمت ربك الحسنى على بنى إسرائيل مما صبروا الأعراف / 837.
(2) وقوله تعالى:} {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم فيما فيه يختلفون يونس / 19.
(3) وقوله تعالى:} {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم وإنهم لفى شك منه مريب هود / 110.
(4) وقوله تعالى:} {وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم هود / 119.
(5) وقوله تعالى:} {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى طه / 129.
(6) وقوله تعالى:} {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم وإنهم لفى شك منه مريب فصلت / 45.
(7) وقوله تعالى:} {ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم وإن الذين الشورى / 14.
والله أعلم
قال الطبرى ت: 310هـ: فى تفسير قوله تعالى:} وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدّل لكلماته وهو السميع العليم آل عمران / 115.(2/88)
والله أعلم
قال الطبرى ت: 310هـ: فى تفسير قوله تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدّل لكلماته وهو السميع العليم آل عمران / 115.
«يقول تعالى ذكره»} {وتمت كلمت ربك يعنى «القرآن»، سماه كلمة كما تقول العرب للقصيدة من الشعر يقولها الشاعر:
هذه كلمة فلان،} {صدقا وعدلا يقول: كملت كلمة ربك من الصدق، والعدل، والصدق، والعدل نصبا على التفسير للكلمة، كما يقال: عندى عشرون درهما،} {لا مبدل لكلماته يقول: لا مغير لما أخبر فى كتبه أنه كائن من وقوعه فى حينه، وأجله الذى أخبر الله أنه واقع فيه وذلك نظير قوله جلّ ثناؤه:} {يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فكانت إرادتهم تبديل كلام الله، بمسألتهم نبىّ الله أن يتركهم يحضرون الحرب معه، وقولهم له، ولمن معه من المؤمنين «ذرونا نتبعكم» بعد الخبر الذى كان الله أخبرهم تعالى ذكره فى كتابه بقوله:} {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا الآية فحاولوا تبديل كلام الله وخبره بأنهم لن يخرجوا مع نبىّ الله «غزاة» ولن يقاتلوا معه عدوّا بقولهم لهم:} {ذرونا نتبعكم فقال الله جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم:
يريدون أن يبدلوا بمسألتهم إياهم ذلك كلام الله وخبره «قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل» فكذلك معنى قوله:} {لا مبدل لكلماته
إنما هو: لا مغير لما أخبر عنه من خبر أنه كائن فيبطل مجيؤه وكونه،
ووقوعه، على ما أخبر جلّ ثناؤه لأنه لا يزيد المفترون فى كتب الله ولا ينقصون منها، وذلك أن اليهود، والنصارى لا شكّ أنهم أهل كتب الله التى أنزلها على أنبيائه، وقد أخبر جلّ ثناؤه أنهم يحرّفون غير الذى أخبر أنه لا مبدّل له» اه} [1].(2/89)
يريدون أن يبدلوا بمسألتهم إياهم ذلك كلام الله وخبره «قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل» فكذلك معنى قوله: {لا مبدل لكلماته
إنما هو: لا مغير لما أخبر عنه من خبر أنه كائن فيبطل مجيؤه وكونه،
ووقوعه، على ما أخبر جلّ ثناؤه لأنه لا يزيد المفترون فى كتب الله ولا ينقصون منها، وذلك أن اليهود، والنصارى لا شكّ أنهم أهل كتب الله التى أنزلها على أنبيائه، وقد أخبر جلّ ثناؤه أنهم يحرّفون غير الذى أخبر أنه لا مبدّل له» اه} [1].
* «فصل، حرم» من قوله تعالى {وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه
الأنعام / 119.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر» «فصل» بضم الفاء، وكسر الصاد، و «حرم» بضم الحاء، وكسر الراء، وذلك على بناء الفعلين للمفعول، ونائب فاعل «فصل» «ما» ونائب فاعل «حرم» ضمير مستتر جوازا تقديره: «هو» يعود على «ما».
وقرأ «نافع، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» «فصل» بفتح الفاء والصاد، و «حرم» بفتح الحاء، والراء، وذلك على بناء الفعلين للفاعل، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره «هو» يعود على «الله» المتقدم ذكره.
وقرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «فصل» بالبناء للفاعل، و «حرم» بالبناء للمفعول} [2].
__________
(1) انظر تفسير الطبرى ج 8ص 9.
(2) قال ابن الجزرى: فصل فتح الضم والكسر أوى:: ثوى كفى وحرم اتل عن ثوى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 61. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 448 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 223.(2/90)
* «اضطررتم» من قوله تعالى: {إلّا ما اضطررتم إليه الأنعام / 119 قرأ «ابن وردان» بخلف عنه «اضطررتم» بسكر الطاء وذلك لمجانسة الراء.
وقرأ الباقون بضم الطاء، وهو الوجه الثانى «لابن وردان» وذلك على الأصل} [1].
من هذا يتبين أن كسر الطاء، وضمها لغتان.
* «ليضلون» من قوله تعالى: {وإن كثيرا ليضلون عن أهوائهم بغير
الأنعام / 119.
* «ليضلوا» من قوله تعالى:} {ربنا ليضلوا عن سبيلك يونس / 88.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ليضلون»، «ليضلوا» بضم الياء، على أنه مضارع من «أضل» الرباعى، والواو فاعل، والمفعول محذوف، والتقدير: ليضلوا غيرهم.
وقرأ الباقون الفعلين بفتح الياء، على أنهما مضارع من «ضل» الثلاثى، وهو فعل لازم، والواو فاعل. يقال: ضل فلان، وأضل غيره} [2]
__________
(1) قال ابن الجزرى: واضطر ثق ضما كسر:: وما اضطرر خلف خلا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 426. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 223 واتحاف فضلاء البشر ص 153.
(2) قال ابن الجزرى: واضمم يضلوا مع يونس كفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 61. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 449 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 307223.(2/91)
* «رسالته» من قوله تعالى: {الله أعلم حيث يجعل رسالته
الأنعام / 104.
قرأ «ابن كثير، وحفص» «رسالته» بغير ألف بعد اللام، ونصب التاء، وذلك على الإفراد، والرسالة على انفراد لفظها تدل على الكثرة، بمعنى أنها تدل على ما يدل عليه لفظ الجمع، وبناء عليه فهذه القراءة تتحد فى المعنى مع القراءة التالية.
وقرأ الباقون «رسالاته» بإثبات ألف بعد اللام، وكسر التاء، على الجمع، وذلك أنه لما كان الرسل يأتى كل واحد بضروب من الشرائع المرسلة، حسن الجمع ليدل على ذلك} [1].
* «ضيقا» من قوله تعالى: {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا
الأنعام / 125.
ومن قوله تعالى} وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين الفرقان / 13.
قرأ «ابن كثير» «ضيقا» فى السورتين بسكون الياء مخففة.
وقرأ الباقون «ضيقا» فى الموضعين بكسر الياء مشددة.
__________
(1) قال ابن الجزرى: رسالاته فاجمع واكسر:: عم صرا ظلم والأنعام اعكسا دن عد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 61.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 449.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 224.(2/92)
والتخفيف، والتشديد لغتان بمعنى واحد مثل «ميت ميت» مخففا ومشددا، والضيق ضدّ السعة (1).
جاء فى التاج: «ضاق، يضيق» «ضيقا» بكسر الضاد، وفتحها، «والضيق» (2) ضدّ السعة.
وقال «أبو عمرو بن العلاء البصرى» ت 154هـ:
«الضيّق» بفتح الضاد المشدّدة، وسكون الياء غير المديّة،: الشك فى القلب، وبه فسر قوله تعالى: {ولا تك فى ضيق مما يمكرون} [3].
وقال «الفراء» ت 207هـ: الضيّق: بفتح الضاد المشدّدة، وسكون الياء غير المدّية: ما ضاق عنه صدرك اه.
ويقال: «إضافة، إضاقة وضيقة وتضييقا» فهو «ضيق» بفتح الياء، وسكون الياء «وضيّق» بفتح الضاء وتشديد الياء، «كميت وميّت» «وضائق» قال تعالى: {وضائق به صدرك اه} [4].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ضيقا معافى ضيقا مك وفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 62.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 450.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 224ج 2ص 81.
(2) الضيق: بتشديد الضاد وسكون الياء المدّية.
(3) سورة النحل / 127.
(4) سورة هود / 12.(2/93)
وقال الطبرى ت 310هـ: فى تفسير قوله تعالى: {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا.
قال يقول تعالى ذكره: ومن أراد الله إضلاله عن سبيل الهدى لشغله بكفره، وصده عن سبيله، يجعل صدره بخذلانه، وغلبة الكفر ضيقا حرجا، والحرج: أشد الضيق، وهو الذى لا ينفذ من شدّة ضيقه شىء، وهو هاهنا الصدر الذى لا تصل إليه الموعظة، ولا يدخله نور الإيمان لرين الشرك عليه، وأصله من «الحرج» جمع «حرجة» وهى الشجرة الملتف بها الأشجار، لا يدخل بينهما شىء لشدة التفافها» اه} [1].
* «حرجا» من قوله تعالى: {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا الأنعام / 125.
قرأ «نافع، وشعبة، وأبو جعفر» «حرجا» بكسر الراء، على وزن «دنق» وذلك على أنه صفة «ضيقا» نحو «حذر» ومعناه الضيق.
وقرأ الباقون «حرجا» بفتح الراء، على أنه مصدر وصف به} [2].
وقيل: الفتح على أنه جمع «حرجة» بفتح الحاء، وسكون الراء،
__________
(1) انظر: تفسير الطبرى ج 8ص 2827.
قال ابن الجزرى: را حرجا بالكسر صن مدا.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 63. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 224.(2/94)
وهو ما التفّ من الشجر، وقد اختلف فى فتح الراء وكسرها عند «عمر ابن الخطاب» رضى الله عنه، فسأل «ابن الخطاب» رجلا من «كنانة» راعيا، فقال: ما الحرجة عندكم؟ قال: الحرجة الشجرة تكون بين الأشجار، لا تصل إليها راعية، ولا وحشية، ولا شىء، فقال «عمر»:
كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شىء من الخير اه.
وبناء عليه يكون المعنى: أن الله جل ذكره وصف صدر الكافر بشدة الضيق عن وصول الموعظة إليه، ودخول الإيمان فيه، فشبه فى امتناع وصول المواعظ إليه بالحرجة، وهى الشجرة التى لا يوصل إليها لرعى، ولا لغيره (1).
قال الراغب فى مادة «حرج»: أصل الحرج والحراج مجتمع الشيء، وتصور منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيق حرج، وللإثم حرج اه (2).
جاء فى التاج: «الحرج» بفتح الراء: المكان الضيق. وقال «الزجاج» إبراهيم بن السرى» ت 311هـ:
الحرج بفتح الراء: أضيق الضيق اه وقيل: «الحرج» بفتح الراء:
الموضع الكثير الشجر، الذى لا تصل إليه الراعية، وبه فسر «ابن عباس» رضى الله عنهما قوله عز وجل: يجعل صدره ضيقا حرجا قال:
وكذلك الكافر الذى لا تصل إليه الحكمة.
__________
(1) انظر الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 450
(2) انظر المفردات فى غريب القرآن ص 112.(2/95)
ويقال: «حرج صدره» بفتح راء «حرج» «يحرج» «حرجا» بفتح الراء: ضاق فلم ينشرح لخير، فهو «حرج، حرج» بكسر الراء، وفتحها، فمن قال «حرج» بكسر الراء ثنى، وجمع، ومن قال «حرج» بفتح الراء أفرد، لأنه مصدر.
وقال الزجاج: من قال: رجل حرج الصدر بكسر راء «حرح» فمعناه ذو حرج فى صدره، ومن قال «حرج الصدر» بفتح الراء، جعله فاعلا. اه.
ومن المجاز «الحرج» بفتح الراء، وبكسرها: الإثم والحرام (1).
* «يصعد» من قوله تعالى: ومن يرد أن يضله يجعل له صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء الأنعام / 125.
قرأ «ابن كثير» «يصعد» بإسكان الصاد، وتخفيف العين بلا ألف، على أنه مضارع «صعد» بمعنى ارتفع، شبه الله عز وجل الكافر فى نفوره عن الإيمان، وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه، كما أن صعود السماء لا يطاق.
وقرأ «شعبة» «يصّاعد» بتشديد الصاد، وألف بعدها وتخفيف العين على أنه مضارع «تصاعد» وأصله «يتصاعد» أى يتعاطى الصعود،
__________
(1) انظر: تاج العروس مادة «حرج» ج 2ص 20.(2/96)
ويتكلفه، ثم أدغمت التاء فى الصاد تخفيفا، وذلك لوجود التقارب بينهما فى المخرج، واتفاقهما فى بعض الصفات، وذلك أن التاء تخرج من طرف اللسان، مع ما يليه من أصول الثنايا العليا، والصاد تخرج من طرف اللسان، مع أطراف الثنايا السفلى، كما أنهما مشتركان فى الصفات التالية: الهمس، والشدة، والإصمات. فهو على مثل المعنى الذى جاءت به القراءة السابقة غير أنه فيه معنى فعل شىء بعد شىء، وذلك أثقل على فاعله.
وقرأ الباقون «يصّعّد» بفتح الصاد مشددة، وحذف الألف وتشديد العين، على أنه مضارع «تصعد» وأصله «يتصعد» فأدغمت التاء فى الصاد، ومعنى «يتصعد»: يتكلف ما لا يطيق شيئا بعد شىء، مثل قولك: يتجرع (1).
قال الراغب فى المفردات فى مادة «صعد»: «الصعود الذهاب فى المكان العالى» اه (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخف ساكن يصعد دنا والمد صف:: والعين خفف ص دما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 63.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 451.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 224.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 280.(2/97)
جاء فى القاموس: «صعد فى السلّم بكسر العين كسمع صعودا» «وصعّد فى الجبل» بتشديد العين، وعليه، تصعيدا: رقى.
ولم يسمع «صعد فيه» بكسر العين كعلم. «وأصعد»: أتى مكة، وفى الأرض: مضى، وفى الوادى: انحدر، «كصعّد» بتشديد العين «تصعيدا».
وتصعّدنى الشيء» بتشديد العين «وتصاعدنى» شق على.
«والإصّاعد» بتشديد الصاد، وضم العين «والاصطعاد»:
«الصّعود» بضم الصاد.
«والصّعود» بفتح الصاد المشددة: ضد الهبوط. والجمع: «صعد» بضم الصاد، والعين، «وصعائد» اه (1).
وجاء فى التاج: قال «ابن السكيت» ت 244هـ (2):
__________
(1) انظر: القاموس المحيط مادة «صعد» ج 1ص 318.
(2) هو: يعقوب بن إسحاق، ابن السكيت «أبو يوسف» أديب، نحوى، لغوى، عالم بالقرآن والشعر، تعلّم ببغداد، وصحب الكسائى، واتصل «بالمتوكل العباسى» فعهد إليه بتأديب أولاده، وجعله فى عداد ندمائه، ثم قتله لخمس مضين من رجب عام 244هـ 858م. من تصانيفه: اصلاح المنطق، والقلب والإبدال، ومعانى الشعر، والمقصور والممدود، والمذكر والمؤنث.
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 13ص 243.(2/98)
«صعد فى الجبل» بكسر العين «وأصعد فى البلاد» اه.
وقال ابن الأعرابى محمد بن زياد ت 231هـ: «صعد فى الجبل» بكسر العين واستشهد بقوله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب} [1] اه (2).
* «يحشرهم» من قوله تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس الأنعام / 128.
ومن قوله تعالى:} {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم يونس / 45.
ومن قوله تعالى:} {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ءأنتم أضللتم عبادى هؤلاء الفرقان / 17.
قرأ «حفص» «يحشرهم» فى المواضع الثلاث بالياء التحتية، على أن الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره «هو» يعود على «ربهم» فى قوله تعالى فى سورة الأنعام رقم / 127:} {لهم دار السلام عند ربهم.
ويعود على «الله» فى قوله تعالى فى سورة يونس رقم / 44:} {إن الله لا يظلم الناس شيئا.
ويعود على «ربك» فى قوله تعالى فى سورة الفرقان رقم / 16:} كان على ربك وعدا مسئولا.
__________
(1) سورة فاطر / 10.
(2) انظر: تاج العروس مادة «صعد» ج 2ص 397.(2/99)
وقرأ «روح» «يحشرهم» بالياء فى موضع الأنعام، وفى موضع الفرقان، وقد سبق التوجيه.
أما موضع «يونس» فقد قرأه «نحشرهم» بالنون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره «نحن» وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم والالتفات ضرب من ضروب البلاغة.
وقرأ «ابن كثير، وأبو جعفر، ورويس» «يحشرهم» بالياء فى موضع الفرقان فقط، «ونحشرهم» بالنون فى موضع الأنعام، وموضع يونس، وقد سبق التوجيه.
وقرأ الباقون «نحشرهم» بالنون فى المواضع الثلاث وسبق توجيه قراءة النون (1).
تنبيه: «نحشرهم» من قوله تعالى: ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم يونس / 28وهو الموضع الأول من سورة «يونس» اتفق القراء العشرة على قراءته «نحشرهم» بالنون، وذلك كى يتفق مع قوله تعالى بعد: «ثم نقول»، «فزيلنا بينهم».
__________
(1) قال ابن الجزرى: يحشر يا حفص وروح ثان يونس عيا.
وقال يحشر دن عن ثوى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 62، 216.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 225، 298، ج 2ص 81.(2/100)
* «يعملون» من قوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون الأنعام / 132.
* «تعملون» من قوله تعالى:} {فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون هود / 123.
قرأ «ابن عامر» «تعملون» بتاء الخطاب فى المواضع الثلاث، وجه الخطاب فى موضع «الأنعام» لمناسبة الخطاب فى قوله تعالى قبل:
} {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا الأنعام رقم / 130.
ووجه الخطاب فى موضع «النمل» لمناسبة الخطاب فى قوله تعالى قبل فى نفس الآية:} {سيريكم آياته.
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يعملون» بياء الغيبة فى المواضع الثلاث، وجه الغيبة فى موضع «الأنعام» لمناسبة الغيبة فى قوله تعالى قبل فى نفس الآية:} {ولكل درجات مما عملوا.
ووجه الغيبة فى موضع «هود» على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة ووجه الغيبة فى موضع «النمل» على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
وقرأ «نافع، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» «يعملون» بالغيبة فى موضع الأنعام فقط، و «تعملون» بتاء الخطاب فى موضع هود،
وموضع النمل، وقد سبق توجيه ذلك} [1].(2/101)
وقرأ «نافع، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» «يعملون» بالغيبة فى موضع الأنعام فقط، و «تعملون» بتاء الخطاب فى موضع هود،
وموضع النمل، وقد سبق توجيه ذلك (1).
تنبيه: «تعملون» من قوله تعالى {قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون» سورة سبأ رقم / 25.
اتفق القراء العشرة على قراءته بتاء الخطاب، وذلك لمناسبة الخطاب فى قوله تعالى فى أول الآية:} {قل لا تسألون.
ومن ينعم النظر فى لفظ «يعملون» الذى وقع فيه خلاف القراء بين الغيبة والخطاب يجده مسبوقا دائما بلفظ «عمّا» والله أعلم.
* «مكانتكم» من قوله تعالى:} {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل الأنعام / 135.
ومن قوله تعالى:} {وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتم إنا عاملون هود / 121.
ومن قوله تعالى:} {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل فسوف تعلمون الزمر / 39.
* «مكانتهم» من قوله تعالى:} ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم
يس / 67.
__________
(1) قال ابن الجزرى: خطاب عما يعملوا كم هود مع نمل إذ ثوى عدكس.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 63.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 226، 330وج 2ص 109.(2/102)
قرأ «شعبة» «مكاناتكم» و «مكاناتهم» فى الألفاظ المذكورة قبل بألف بعد النون، على أنها جمع «مكانة» وهى الحالة التى هم عليها، ولما كانوا على أحوال مختلفة من أمر دنياهم جمع لاختلاف الأنواع.
وقرأ الباقون «مكانتكم» و «مكانتهم» بحذف الألف التى بعد النون، وذلك على الإفراد، وهو مصدر يدل على القليل والكثير من صنفه من غير جمع ولا تثنية، وأصل المصدر أن لا يثنى ولا يجمع، مثل الفعل، والفعل مأخوذ من المصدر، فكما أن الفعل لا يثنى ولا يجمع فكذلك المصدر، إلا إذا اختلفت أنواعه فحينئذ يشابه المفعول، فيجوز جمعه (1).
* «تكون» من قوله تعالى: {فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار الأنعام / 135.
ومن قوله تعالى:} وقال موسى ربى أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار القصص / 37.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يكون» فى الموضعين بياء التذكير، وذلك لأن «عاقبة» تأنيثها غير حقيقى ولأنها لا ذكر لها من لفظها.
__________
(1) قال ابن الجزرى: مكانات جمع فى الكل صف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 63.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 452.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 329135ج 2ص 169هـ 190.(2/103)
وقرأ الباقون «تكون» فى الموضعين بتاء التأنيث، وذلك على تأنيث لفظ «عاقبة».
والتأنيث والتذكير فى مثل هذه الحالة سواء فى اللغة العربية، وقد جاء «القرآن الكريم» بالأمرين معا فى غير موضع، فمن ذلك قوله تعالى فى سورة البقرة رقم / 275: {فمن جاءه موعظة من ربه.
وقوله تعالى فى سورة يونس رقم / 57:} {قد جاءتكم موعظة من ربكم.
وقال تعالى فى سورة هود رقم / 67:} {وأخذ الذين ظلموا الصيحة.
وقال تعالى فى سورة هود رقم / 94:} {وأخذت الذين ظلموا الصيحة} [1]
جاء فى القاموس: «الزّعم» مثلثة «القول الحق، والباطل، والكذب ضدّ، وأكثر ما يقال فيما يشك فيه.
«والزّعميّ» بضم الزاى المشددة، وسكون العين، وكسر الميم:
الكذاب والصادق، «والزعيم»: الكفيل.
ويقال: زعم به زعما، وزعامة، وسيد القوم، ورئيسهم، أو المتكلم عنهم «زعيم» والجمع «زعماء» «والزعامة»: الشرف، والرئاسة» (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ومن يكون كالقصص شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 63. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 453 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 226ج 2ص 115.
(2) انظر القاموس مادة زعم ج 4ص 126.(2/104)
* «بزعمهم» من قوله تعالى: {فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا
الأنعام / 136.
ومن قوله تعالى:} {وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم الأنعام / 138.
قرأ «الكسائى» «بزعمهم» فى الموضعين بضم الزاى، وهى لغة «بنى سعد».
وقرأ الباقون بفتح الزاى فى الموضعين أيضا، وهى لغة «أهل الحجاز».
وقيل: الضم على أنه اسم، والفتح على أنه مصدر} [1].
قال الراغب فى المفردات فى مادة «زعم»: الزعم حكاية قول يكون مظنة للكذب، ولهذا جاء فى القرآن فى كل موضع ذمّ القائلون به نحو:
{زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير سورة التغابن رقم / 7.
ونحو قوله تعالى:} {قل ادع الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا سورة الإسراء رقم» 56اه} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: بزعمهم معا ضم رمص.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 64. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 453 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 226.
(2) انظر المفردات فى غريب القرآن ص 213(2/105)
* {«وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم
الأنعام / 137.
قرأ «ابن عامر» «زين» بضم الزاى، وكسر الياء بالبناء للمفعول و «قتل» برفع اللام نائب فاعل «زين» و «أولادهم» بالنصب، مفعول للمصدر وهو «قتل» و «شركائهم» بالخفض، وذلك على إضافة قتل إليه وهى من إضافة المصدر إلى فاعله.
وقرأ الباقون «زين» بفتح الزاى والياء مبنيا للفاعل، و «قتل» بنصب اللام مفعول به، و «أولادهم» بالخفض على الإضافة إلى المصدر، و «شركاؤهم» بالرفع فاعل «زين» والمعنى: زين لكثير من المشركين شركاؤهم قتل أولادهم تقربا لآلهتهم، أو بالوأد خوف العار، أو الفقر} [1].
تنبيه: طعن بعض القاصرين فى قراءة «ابن عامر» بحجة أنه لا يجوز الفصل بين المتضايفين إلا بالظرف وفى الشعر خاصة، لأنهما كالكلمة الواحدة.
وأقول لهؤلاء الجاحدين هذا الكلام يعتبر لا قيمة له، واعتراض لا وجه له.
__________
(1) قال ابن الجزرى: زين ضم اكسر وقتل الرفع كر:: أولاد نصب شركائهم يجر رفع كدا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 64. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 453 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 226.(2/106)
لأنه ورد من لسان العرب ما يشهد لصحة قراءة «ابن عامر» نثرا ونظما، فقد نقل بعض الأئمة الفصل بالجملة فضلا عن المفرد فى قولهم:
«غلام إن شاء الله أخيك» وقال عليه الصلاة والسلام، وهو أفصح العرب على الإطلاق: «فهل أنتم تاركوا لى صاحبى» ففصل بالجار والمجرور.
ومن الشعر قول «الأخفش»: سعيد بن مسعدة:
«فزججتها بمزجة زجّ القلوص أبى مزادة» أى زجّ أبى مزادة القلوص، فالقلوص مفعول به للمصدر وفصل به بين المضافين وهو غير ظرف.
إذا فقراءة «ابن عامر» صحيحة وثابتة بطريق التواتر حتى وصلت إلينا وقد تلقيتها والحمد لله عن مشايخى بطريق صحيح. وهى أيضا موافقة لرسم المصحف الشامى، ولقواعد اللغة العربية نثرا ونظما: والله أعلم.
* «يكن ميتة» من قوله تعالى: {وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء
الأنعام / 139.
قرأ «نافع، وأبو عمرو، وحفص، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «يكن» بالياء على التذكير، و «ميتة» بالنصب.
ووجه هذا القراءة أن تذكير الفعل لتذكير «ما» فى قوله تعالى قبل:
} وقالوا ما فى بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا واسم «يكن» ضمير مستتر يعود على «ما» ونصب «ميتة» على أنها خبر «يكن» والتقدير: وإن يكن ما فى بطون الأنعام ميتة فهم فى أكله شركاء.
وقرأ «ابن ذكوان، وأبو جعفر، وهشام» بخلف عنه «تكن» بالتاء على تأنيث الفعل، و «ميتة» بالرفع، وأبو جعفر على قاعدته فى تشديد ياء «ميتة».(2/107)
{وقالوا ما فى بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا واسم «يكن» ضمير مستتر يعود على «ما» ونصب «ميتة» على أنها خبر «يكن» والتقدير: وإن يكن ما فى بطون الأنعام ميتة فهم فى أكله شركاء.
وقرأ «ابن ذكوان، وأبو جعفر، وهشام» بخلف عنه «تكن» بالتاء على تأنيث الفعل، و «ميتة» بالرفع، وأبو جعفر على قاعدته فى تشديد ياء «ميتة».
ووجه هذه القراءة أن تأنيث «تكن» لتأنيث لفظ «ميتة» و «يكن» تامة بمعنى حدث ووقع لا تحتاج إلى اسم وخبر بل تحتاج إلى فاعل فميتة فاعل «تكن».
وقرأ «ابن كثير، وهشام فى وجهه الثانى «يكن» بالياء على التذكير، و «ميتة» بالرفع.
ووجه هذه القراءة أن «يكن» تامة تحتاج إلى فاعل فقط، و «ميتة» هى الفاعل، وبناء عليه ذكر الفعل لأن تأنيث «ميتة» غير حقيقى لأنه يقع على المذكر والمؤنث من الحيوان.
وقرأ «شعبة» «تكن» بالتأنيث، و «ميتة» بالنصب.
ووجه هذه القراءة أن «تكن» ناقصة تحتاج إلى اسم وخبر، واسمها ضمير يعود على «ما» وأنث «تكن» لتأنيث معنى «ما» لأنها هى الميتة فى المعنى، ولذلك جاء الخبر عنها مؤنثا فى قوله تعالى:} {خالصة، و} {ميتة خبر «تكن»} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: أنت يكن لى الخلف ما صب ثق:: وميتة كسائنا دما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 67. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 227 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 454.(2/108)
* «حصاده» من قوله تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده
الأنعام / 141.
قرأ «أبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب» «حصاده» بفتح الحاء.
وقرأ الباقون بكسر الحاء} [1] وهما لغتان فى مصدر «حصد».
قال الراغب: «أصل الحصد قطع الزرع، وزمن الحصاد، بفتح الحاء وكسرها، كقولك: زمن الجذاذ بفتح الجيم وكسرها، وقال تعالى:
{وآتوا حقه يوم حصاده فهو الحصاد المحمود فى إبّانه» اه} [2].
وقال «ابن عباس» رضى الله عنهما: {وآتوا حقه يوم حصاده يعنى الزكاة المفروضة يوم يكال ويعلم كيله اه} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: حصاد افتح كلا حما نما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 67.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 456.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 229.
واتحاف فضلاء البشر ص 219.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 120.
(3) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 624.(2/109)
جاء فى القاموس «حصد الزرع، والنبات» يحصده بكسر الصاد، وبضمها، «حصدا» «وحصادا» بكسر الحاء، وبكسرها: قطعه بالمنجل بكسر الميم، وفتح الجيم كاحتصده، وهو «حاصد» من «حصدة، وحصّاد» اه (1).
* «المعز» من قوله تعالى: {ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين الأنعام / 143.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن ذكوان، ويعقوب، وهشام بخلف عنه «المعز» بفتح العين، على أنه جمع «ماعز» نحو: «حارس وحرس» و «خادم، وخدم».
وقرأ الباقون بإسكان العين، وهو الوجه الثانى لهشام، على أنه جمع «ماعز» أيضا نحو: «صاحب، وصحب». من هذا يتبين أنهما لغتان بمعنى واحد} [1].
قال الراغب فى مادة «معز»: قال تعالى: {ومن المعز اثنين والمعز بفتح الميم: جماعة المعز، كما يقال: ضئين لجماعة الضأن} [2].
__________
(1) انظر: القاموس مادة «حصد» ج 1ص 298.
(2) قال ابن الجزرى: والمعز حرك حق لا خلف منى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 68.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 456. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 229.(2/110)
وقال «الزبيدى» فى التاج: «المعز بالفتح، والمعيز كأمير، والأمعوز بالضم، والمعاز ككتاب، والمعزى بالكسر مقصورا، ويمد نقله الصاغانى خلاف الضأن من الغنم، فالمعز ذوات الشعور منها، والضأن ذوات الصوف، قال الله تعالى: {ومن المعز اثنين قرأ أهل المدينة والكوفة وابن فليح بتسكين العين، والباقون بتحريكها، قال «سيبويه»: معزى منون مصروف، لأن الألف للإلحاق لا للتأنيث، وهو ملحق بدرهم على «فعلل» لأن الألف الملحقة تجرى مجرى ما هو من نفس الكلم، يدل على ذلك قولهم: معيز، وأريط، فى تصغير «معزى» «وأرطى» فى قول من نون فكسر ما بعد ياء التصغير، كما قالوا: دريهم، ولو كانت للتأنيث لم يقلبوا الألف ياء كما لم يقلبوها فى تصغير «حبلى»، وأخرى».
وقال الفراء: «المعزى» مؤنثة، وبعضهم ذكرها» اه.
وقال الأصمعى: «قلت: لأبى عمرو بن العلاء معزى من المعز، قال نعم، قلت وذفرى من الذفر، قال: نعم» اه.
وقال ابن الأعرابى: معزى يصرف إذا شبهت بمفعل وهى فعلى، ولا تصرف إذا حملت على فعلى وهو الوجه عنده» اه.
والماعز واحد المعز، كصاحب وصحب، للذكر والأنثى، وقيل:
الماعز الذكر، والأنثى ماعزة، ومعزاة، والجمع مواعز، ويقال معاز بالكسر اسم للجمع مثل «البقر» وكذلك «الأمعوز» اه.} [1].
__________
(1) انظر تاج العروس شرح القاموس ج 4ص 82مادة «معز».(2/111)
سورة الأنعام * «يكون ميتة» من قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة الأنعام / 144.
قرأ «نافع، وأبو عمرو، وعاصم، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «يكون» بالياء، على تذكير الفعل، و «ميتة» بالنصب.
ووجه هذه القراءة أن اسم «يكون» ضمير تقديره «هو» والمراد به «الموجود» المفهوم من «لا أجد» والتقدير: قل يا محمد لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون الموجود ميتة أو دما مسفوحا فإنه رجس. والموجود مذكر، فذكر الفعل وهو «يكون» و «ميتة» خبر «يكون».
وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» «تكون» بالتاء، على تأنيث الفعل، و «ميتة» بالرفع.
ووجه هذه القراءة أن «تكون» تامة بمعنى حدث ووقع، فتحتاج إلى فاعل فقط، و «ميتة» فاعل، وأنث «تكون» لتأنيث لفظ «ميتة».
وقرأ «ابن كثير، وحمزة» «تكون» بالتاء على تأنيث الفعل، و «ميتة» بالنصب.
ووجه هذه القراءة أن اسم «تكون» يعود على معنى «محرما» والمحرم لا بدّ أن يكون عينا، أو نفسا، أو جثة،
وهذه كلها مؤنثة، فأنث الفعل لذلك، و «ميتة» خبر «تكون»} [1].(2/112)
ووجه هذه القراءة أن اسم «تكون» يعود على معنى «محرما» والمحرم لا بدّ أن يكون عينا، أو نفسا، أو جثة،
وهذه كلها مؤنثة، فأنث الفعل لذلك، و «ميتة» خبر «تكون» (1).
* «تذكرون» من قوله تعالى: ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون
الأنعام / 152.
اختلف القراء العشرة فى تخفيف الذال، وتشديدها من لفظ «تذكرون» إذا كان بالتاء، وكان أصله «تتذكرون» بتاءين، حيثما وقع فى القرآن الكريم، وبالتتبع وجدته وقع فى السور الآتية:
سورة الأنعام رقم / 152وسورة الأعراف رقم / 3، رقم / 57 وسورة يونس رقم / 3وسورة هود رقم / 24، رقم / 30.
وسورة النحل رقم / 17، ورقم / 90. وسورة المؤمنون رقم / 85.
وسورة النور رقم / 1، ورقم / 27وسورة النمل رقم 62.
وسورة الصافات رقم 55وسورة الجاثية رقم 23.
وسورة الذاريات رقم 49وسورة الواقعة رقم 62وسورة الحاقة رقم 42 وقد قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» جميع هذه الألفاظ بتخفيف الذال، وذلك على حذف إحدى التاءين تخفيفا، لأن الأصل «تتذكرون».
__________
(1) قال ابن الجزرى: يكون إذ حما نفا روى.
وقال: وميتة كسا ثنا دما:: والثان كم ثنى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 68.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 456. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 230(2/113)
وقرأ الباقون جميع هذه الألفاظ أيضا بتشديد الذال (1).
وذلك على إدغام التاء فى الذال، لأنهما متقاربان فى المخرج، إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا، والذال تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، والحرفان متفقان فى الصفات التالية: الاستفال، والانفتاح، والإصمات.
* «وأنّ» من قوله تعالى: وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه
الأنعام / 153.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «وإنّ» بكسر الهمزة، وتشديد النون، فكسر الهمزة على الاستئناف، و «هذا» اسم «إنّ»، و «صراطى» خبرها، و «مستقيما» صفة.
«وقرأ «ابن عامر، ويعقوب» «وأن» بفتح الهمزة، وتخفيف النون، وذلك على أنّ «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وقبل «أن لام مقدرة، و «هذا» مبتدأ، و «صراطى» خبر المبتدأ، والجملة من المبتدإ والخبر خبر «أن» المخففة.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تذكرون صحب خففا كلا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 68.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 457.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 231.(2/114)
وقرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وأبو جعفر» «وأنّ» بتشديد النون، وذلك على تقدير اللام، أى ولأن هذا الخ، و «هذا» اسم «أنّ» و «صراطى» خبرها، «مستقيما» صفة (1).
* «تأتيهم» من قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة
الأنعام / 158.
ومن قوله تعالى:} {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة النحل / 33.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يأتيهم» فى الموضعين بالياء على تذكير الفعل.
وقرأ الباقون «تأتيهم» فى الموضعين أيضا بالتاء، على تأنيث الفعل، وجاز تذكير الفعل، وتأنيثه، لأن الفاعل وهو «الملائكة» جمع تكسير، وإذا كان الفاعل جمع تكسير جاز فى فعله التذكير والتأنيث} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وأن كم ظن واكسرها شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 69.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 457.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 232.
(2) قال ابن الجزرى: وأن كم ظن واكسرها شفا:: ياتيهم كالنحل عنهم وصفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 69. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 458 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 232.(2/115)
* «فرقوا» من قوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ الأنعام 159.
ومن قوله تعالى:} {من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا الروم 32.
قرأ «حمزة، والكسائى» «فارقوا» بألف بعد الفاء، وتخفيف الراء على أنه فعل ماض من «المفارقة» وهى الترك، والمعنى: أنهم تركوا دينهم القيم وكفروا به بالكلية.
وقرأ الباقون «فرّقوا» بغير ألف، وتشديد الراء، على أنه فعل ماض، مضعف العين، من «التفريق» على معنى أنهم فرّقوا دينهم فآمنوا بالبعض، وكفروا بالبعض، ومن كان هذا شأنه فقد ترك الدين القيم.
من هذا يتضح أن القراءتين متقاربتان فى المعنى} [1].
* «عشر أمثالها» من قوله تعالى: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
الأنعام 160.
قرأ «يعقوب» «عشر» بدون تنوين، و «أمثالها» بخفض اللام، وذلك على أن «عشر» مبتدأ مؤخر، خبره الجار والمجرور قبله، وعشر مضاف
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفرقوا امدده وخففه معا رضى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 69. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 458 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 233.(2/116)
وأمثال مضاف إليه، وأمثال مضاف والهاء مضاف إليه (1).
* «دينا قيما» من قوله تعالى: {قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا الأنعام 161.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «قيّما» بفتح القاف، وكسر الياء مشددة، على أنها صفة «لدينا» وقيما على وزن «فيعل» وأصلها «قيوم» فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء فى الياء.
وقرأ الباقون «قيما» بكسر القاف، وفتح الياء مخففة، على وزن «شيع» على أنها صفة لدينا، «وقيما» مصدر قام مثل «شبع» وأصله «قوم» فقلب الواو ياء لمناسبة الكسرة التى قبلها فأصبحت «قيم»، وكان القياس ألا يعل، كما لم يعل «عوض، وحول» فعلّته خارجة عن القياس} [2]
تمت سورة الأنعام ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: وعشر نون بعد ارفعا:: خفضا ليعقوب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 70. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 233.
(2) قال ابن الجزرى: ودينا قيما:: فافتحه مع كسر بثقله سما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 70. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 458 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 233.(2/117)
سورة الاعراف
* «تذكرون» من قوله تعالى: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون الأعراف / 3.
قرأ «ابن عامر» «يتذكرون» بياء قبل التاء على الغيبة، مع تخفيف الذال.
وجه الغيبة: أنها على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، والالتفات ضرب من ضروب البلاغة.
وقراءة «ابن عامر» جاءت موافقة لرسم المصحف الشامى حيث كتبت فى المصحف هكذا «يتذكرون».
وفى هذا يقول: الخراز:
من سورة الأعراف حتى مريم:: تذكرون الشام ياء قدّما ووجه التخفيف أنه مضارع «تذكر» «يتذكر» فجاء على الأصل.
وقرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تذكرون» بحذف التاء، وتخفيف الذال.
وجه حذف التاء: التخفيف، ووجه تخفيف الذال، أنه جاء على الأصل.
وقرأ الباقون «تذّكّرون» بتشديد الذال، وذلك لأن أصل الفعل «تتذكرون» الأولى تاء الخطاب، والثانية تاء المضارعة، ثم أدغمت تاء المضارعة فى الذال، وذلك لوجود التقارب بينهما فى المخرج إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا، والذال تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.
كما أنهما مشتركان فى الصفات الآتية: الاستفال والانفتاح والإصمات.(2/118)
وقرأ الباقون «تذّكّرون» بتشديد الذال، وذلك لأن أصل الفعل «تتذكرون» الأولى تاء الخطاب، والثانية تاء المضارعة، ثم أدغمت تاء المضارعة فى الذال، وذلك لوجود التقارب بينهما فى المخرج إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا، والذال تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.
كما أنهما مشتركان فى الصفات الآتية: الاستفال والانفتاح والإصمات.
ووجه الخطاب أنه جاء على نسق السياق، إذ قبله قوله تعالى:
{اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء} [1].
* «تخرجون» من قوله تعالى: {قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون الأعراف / 25.
ومن قوله تعالى:} {ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون
الروم / 19.
ومن قوله تعالى:} {فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون
الزخرف / 11.
* «لا يخرجون» من قوله تعالى:} فاليوم لا يخرجون منها الجاثية / 35.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تخرجون» فى المواضع الثلاثة بفتح التاء، وضم الراء، وذلك على البناء للفاعل، ومثلهن فى الحكم «لا يخرجون».
وقرأ «ابن ذكوان» موضع الأعراف، وموضع الزخرف، بالبناء للفاعل، وموضع الجاثية بالبناء للمفعول.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تذكرون الغيب زد من قبل كم:: والخف كن صحبا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 71. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 460 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 235.(2/119)
واختلف عنه فى الموضع الأول من الروم فقرأه بوجهين: بالبناء للفاعل، وبالبناء للمفعول.
وقرأ الباقون المواضع الأربعة بالبناء للمفعول (1).
تنبيه: قوله تعالى: {ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون الروم / 25.
وقوله تعالى:} {خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث القمر / 7.
وقوله تعالى:} {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم الحشر / 12.
وقوله تعالى:} {يوم يخرجون من الأجداث سراعا المعارج / 43.
اتفق القراء العشرة على قراءة الأفعال الأربع بالبناء للفاعل، وذلك لأن القراءة سنة متبعة.
* «ولباس» من قوله تعالى:} ولباس التقوى ذلك خير
الأعراف / 26.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» «ولباس» يرفع السين، على أن «ولباس» مبتدأ.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وتخرجون ضم فافتح وضم الرا شفا ظل ملا وزخرف من شفا وأولا روم شفا مز خلفه الجاثية شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 71.(2/120)
والتقوى مضاف إليه، كما أضيف إلى الجوع فى قوله تعالى: {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون النحل / 112.
«وذلك» مبتدأ ثان، «وخير» خبر، والجملة من المبتدأ الثانى وخبره خير «ولباس»، والرابط اسم الإشارة.
والمعنى: لباس التقوى ذلك خير لصاحبه عند الله تعالى مما خلف له من لباس الثياب، والرياش، مما يتجمل به فى الدنيا.
وقرأ الباقون «ولباس» بنصب السين، عطفا على «لباسا» فى قوله تعالى:} {أنزلنا عليكم لباسا.
والمعنى: أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا، وأنزلنا لباس التقوى} [1].
تنبيه: اعلم أن خبر المبتدأ يأتى مفردا، ويأتى جملة: فإن كان مفردا فإما أن يكون جامدا، أو مشتقا، فإن كان جامدا فإنه يكون مجردا من الضمير نحو «زيد أخوك».
__________
(1) قال ابن الجزرى: لباس الرفع نل حقا فتى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 73.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 460.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 236.(2/121)
وذهب الكسائى ت 180هـ والرمانى «على بن عيسى» ت 384هـ وجماعة من النحاة إلى أنه يتحمل الضمير، والتقدير عندهم: «زيد أخوك هو».
أما البصريون فقالوا: إما أن يكون الجامد متضمنا معنى المشتق، أولا: فإن تضمن معنى المشتق نحو: «زيد أسد» أى شجاع تحمل الضمير وهذا الحكم إنما هو للمشتق الجارى مجرى الفعل كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، فأما ما ليس جاريا مجرى الفعل من المشتقات فلا يتحمل ضميرا، وذلك كأسماء «الآلة» نحو «مفتاح» فإنه مشتق من «الفتح» ولا يتحمل ضميرا، فإن قلت:
«هذا مفتاح» لم يكن فيه ضمير.
وإنما يتحمل المشتق الجارى مجرى الفعل الضمير إذا لم يرفع ظاهرا، فإن رفعه لم يتحمل ضميرا، وذلك نحو: «زيد قائم غلاماه» فغلاماه: مرفوع بقائم فلا يتحمل الضمير (1).
قال ابن مالك:
والمفرد الجامد فارغ وإن:: يشتقّ فهو ذو ضمير مستكن
__________
(1) انظر شرح ابن عقيل ج 1ص 205، 206.(2/122)
وإذا كان خبر المبتدإ جملة فإمّا أن تكون هى المبتدأ فى المعنى، أولا:
فإن كانت هى المبتدأ فى المعنى لم تحتج إلى رابط يربطها بالمبتدإ، كقولك: «نطقى الله حسبى» «فنطقى» مبتدأ أول، «والله» مبتدأ ثان، «وحسبى» خبر المبتدأ الثانى. والمبتدأ الثانى وخبره خبر المبتدإ الأول، واستغنى عن الرابط، لأن قولك «الله حسبى» هو معنى «نطقى».
وإن لم تكن هى المبتدأ فى المعنى فلا بدّ من رابط يربطها بالمبتدإ:
والرابط واحد من أربعة:
الأول: ضمير يرجع إلى المبتدأ، نحو: «زيد قائم أبوه».
والثانى: إشارة إلى المبتدأ، كقوله تعالى: {ولباس التقوى ذلك خير على قراءة من رفع سين «ولباس».
والثالث: تكرار المبتدأ بلفظه، كقوله تعالى:} {الحاقة ما الحاقة
والرابع: عموم يدخل تحته المبتدأ، نحو: «زيد نعم الرجل»} [1].
قال ابن مالك:
ومفردا يأتى ويأتى جملة:: حاوية معنى الذى سيقت له وإن تكن إياه معنى اكتفى:: بها كنطقى الله حسبى وكفى
__________
(1) انظر شرح ابن عقيل ج 1ص 202، 204.(2/123)
يقال: «لبست الثوب» بكسر الباء أى استترت به من باب «تعب» «لبسا» بضم اللام، «واللبس» بكسر اللام، «واللباس» ما يلبس. وجمع «اللباس» «لبس» بضم اللام والباء، مثل: «كتاب، وكتب».
ويعدى بالهمزة إلى مفعول ثان، فيقال: «ألبسته الثوب» (1).
وجعل اللباس لكل ما يغطى من الإنسان عن قبيح، فجعل الزوج لزوجه لباسا من حيث إنه يمنعها، ويصدها عن تعاطى القبيح، قال تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن سورة البقرة / 187وجعل التقوى لباسا على طريق التمثيل والتشبه، قال تعالى:} {ولباس التقوى ذلك خير الأعراف / 26} [2].
* «خالصة» من قوله تعالى: قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة الأعراف / 32.
قرأ «نافع» «خالصة» برفع التاء، على أنها خبر «هى» وللذين آمنوا متعلق «بخالصة».
ويجوز أن يكون «خالصة» خبرا ثانيا «لهى» «وللذين آمنوا» الخ الخبر الأول.
__________
(1) انظر القاموس المحيط ج 2ص 257. والمصباح المنير ج 2ص 548.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 447.(2/124)
والمعنى: قل هى للذين آمنوا فى الحيوة الدنيا مشتركة، وهى لهم فى الآخرة خالصة.
وقرأ الباقون «خالصة» بالنصب على الحال من المضمر فى «للذين» والعامل فى الحال «الاستقرار، والثبات» الذى قام «للذين آمنوا» مقامه.
فالظروف، وحروف الجرّ والمجرور، تعمل فى الأحوال إذا كانت أخبارا عن المبتدأ، لأنه فيها ضميرا يعود على المبتدأ، ولأنها قامت مقام محذوف جار على الفعل، هو العامل فى الحقيقة، وهو الذى فيه الضمير على الحقيقة.
قال ابن مالك:
وأخبروا بظرف أو بحرف جر:: ناوين معنى كائن أو استقر والمعنى على هذه القراءة: قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا مشتركة، حالة كونها خالصة لهم يوم القيامة (1).
يقال: «خلص الشيء من التلف بفتح الخاء، واللام «خلوصا» من باب «قعد قعودا». وخالصة وخلاصا ومخلصا: سلم، ونجا، وخلص الماء من الكدر: «صفا» (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: خالصة إذ.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 73. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 461 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 237.
(2) انظر: القاموس المحيط ج 2ص 312. والمصباح المنير: ج 1771.(2/125)
والخالص كالصافى، إلا أن «الخالص» هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه.
«والصافى» قد يقال لما لا شوب فيه (1).
* «لا تعلمون» من قوله تعالى: {قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون
الأعراف / 38.
قرأ «شعبة» «يعلمون» الموضع الرابع فى هذه السورة بياء الغيبة وذلك لمناسبة لفظ «كل» فلفظه لفظ غائب.
وقرأ الباقون «تعلمون» بتاء الخطاب، وذلك حملا على معنى ما قبله من الخطاب، لأن قبله: «قال لكل ضعف» أى لكلكم ضعف، فحمل «تعلمون» على معنى «كل» فى الخطاب.
المعنى: هذا إخبار من الله تعالى عن محاورة الملل الكافرة فى النار يوم القيامة المشار إليها بقوله تعالى قبل:} {كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا ادّاركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار فيجيبهم الله تعالى بقوله:} {لكل ضعف ولكن لا تعلمون} [2].
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 154.
(2) قال ابن الجزرى: يعلموا الرابع صف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 73. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 462 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 238.(2/126)
تنبيه: قوله تعالى: {أتقولون على الله ما لا تعلمون
الأعراف / 28.
وقوله تعالى:} {كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون
الأعراف / 32.
وقوله تعالى:} {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون الأعراف / 133 اتفق القراء العشرة على قراءة الموضع الأول، والثالث بتاء الخطاب، والموضع الثانى بياء الغيب، بمعنى أنه لا خلاف فى هذه المواضع الثلاث.
* «لا تفتح» من قوله تعالى:} {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء الأعراف / 40.
قرأ «أبو عمرو» «لا تفتح» بتاء التأنيث، وسكون الفاء، وفتح التاء مخففة، على أنه مضارع «فتح» الثلاثى مبنى للمجهول، «وأبواب» نائب فاعل. وأنث الفعل لتأنيث نائب الفاعل.
وقرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «لا يفتح» بياء التذكير، وسكون الفاء، وفتح التاء مخففة على أنه مضارع «فتح» الثلاثى مبنى للمجهول، «وأبواب» نائب فاعل، وذكر الفعل لأن تأنيث «أبواب» غير حقيقى، وللفصل بين الفعل ونائب الفاعل بالجار والمجرور.
وقرأ الباقون «لا تفتّح» بتاء التأنيث، وفتح الفاء وتشديد التاء، على أنه مضارع «فتّح» مضعف عين الكلمة على معنى التكرير، والتكثير
مرة بعد مرة} [1].(2/127)
وقرأ الباقون «لا تفتّح» بتاء التأنيث، وفتح الفاء وتشديد التاء، على أنه مضارع «فتّح» مضعف عين الكلمة على معنى التكرير، والتكثير
مرة بعد مرة (1).
* «وما كنّا» من قوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله الأعراف / 43.
قرأ «ابن عامر» «ما كنا» بحذف الواو، على أن قوله تعالى:} {ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله موضح ومبين لقوله تعالى قبل} {وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهذا.
وقراءة ابن عامر موافقة لرسم مصحف أهل الشام.
قال الخراز:
واو وما كنا له أبينا:: بعكس قال بعد مفسدينا وقرأ «باقى القراء «وما كنا» بإثبات الواو، على الاستئناف، أو الحال.
والمعنى: قال هؤلاء المؤمنون حين أدخلهم الله الجنة، ورأوا الذى ابتلى به أهل النار بسبب كفرهم بربهم، وتكذيبهم رسله:} {الحمد لله الذى هدانا لهذا والحال أننا كنا لن نهتدى لولا هداية الله لنا.
وهذه القراءة موافقة لرسم باقى المصاحف العثمانية} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يفتح فى روى وحز شفا يخف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 73. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 462 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 238.
(2) قال ابن الجزرى: واو وما احذف كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 74. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 238.(2/128)
* «نعم» من قوله تعالى: {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم
الأعراف / 44.
ومن قوله تعالى:} {قال نعم وإنكم لمن المقربين الأعراف / 114.
ومن قوله تعالى:} {قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين الشعراء / 42.
ومن قوله تعالى:} {قال نعم وأنتم داخرون الصافات / 18.
قرأ «الكسائى» «نعم» فى المواضع الأربع بكسر العين والكسر لغة «كنانة، وهذيل».
وقرأ باقى القراء العشرة بفتح النون، على الأصل، والفتح لغة باقى العرب} [1].
قال «ابن هشام» ت 761هـ:
«نعم» بفتح العين، وكنانة تكسرها، وبها قرأ الكسائى، وبعضهم يبدلها حاء، وبها قرأ «عبد الله بن مسعود» ت 32هـ (2).
وبعضهم يكسر النون اتباعا لكسرة العين تنزيلا لها منزلة الفعل
__________
(1) قال ابن الجزرى: نعم كلّا كسر عينا رجا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 74.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 239، 247، ج 2ص 90، 173.
وتفسير الطبرى ج 8ص 187. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 462.
(2) وهى قراءة شاذة.(2/129)
فى قولهم: «نعم، وشهد» بكسرتين. كما نزّلت «بلى» منزلة الفعل فى الإمالة (1).
وهى حرف تصديق، ووعد، وإعلام:
فالأول: بعد الخبر، كقام زيد، وما قام زيد.
والثانى: بعد «افعل، ولا تفعل» وما فى معناهما، نحو:
«هلّا تفعل، وهلّا لم تفعل» وبعد الاستفهام فى نحو:
«هل تعطينى» ويحتمل أن تفسر فى هذا بالمعنى الثالث.
والثالث: بعد الاستفهام فى نحو: «هل جاءك زيد» ونحو:
{هل وجدتم ما وعد ربكم حقا الأعراف / 44.
وقال صاحب المقرب»} [2]:
«إنها بعد الاستفهام للوعد» غير مطرد لما بيناه قبل (3).
__________
(1) قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» بإمالة «بلى» وشعبة بالفتح والإمالة، «والأرزق، ودورى أبى عمرو» بالفتح والتقليل.
انظر المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 103.
(2) هو: على بن مؤمن بن محمد بن على الحضرمى، الإشبيليّ، المعروف بابن عصفور، عالم، فقيه، نحوى، صرفى، لغوى، مؤرخ، شاعر، له عدة مصنفات منها:
الممتع فى التصريف، وشرح المقدمة الجزولية، فى النحو لم يكمل، وشرح ديوان المتنبى، وشرح المقرب فى النحو لم يتم، وشرح الجمل للزجاجى، توفى بتونس عام 663هـ الموافق 1265م. انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 7ص 251.(2/130)
ثم قال ابن هشام: وتأتى «نعم» للتوكيد إذا وقعت صدرا نحو: «نعم هذه أطلالهم» والحق أنها فى ذلك حرف إعلام، وأنها جواب لسؤال مقدّر. ولم يذكر «سيبويه» معنى الإعلام البتة، بل قال: «وأما نعم فعدة وتصديق، وأما «بلى» فيوجب بها بعد النفى، وكأنه رأى أنه إذا قيل:
«هل قام زيد» فقيل: «نعم» فهى لتصديق ما بعد الاستفهام» اه.
والأولى ما ذكرناه من أنها للإعلام، إذا لا يصح أن تقول لقائل ذلك:
صدقت، لأنه إنشاء، لا خبر.
ثم قال: واعلم أنه إذا قيل: «قام زيد» فتصديقه «نعم»، وتكذيبه «لا» ويمتنع دخول «بلى» لعدم النفى.
وإذا قيل: «ما قام زيد» فتصديقه «نعم» وتكذيبه «بلى» ومنه قوله تعالى {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسيرا سورة التغابن / 7. ويمتنع دخول «لا» لأنها لنفى الإثبات، لا لنفى النفى.
وإذا قيل: «أقام زيد» فهو مثل: «قام زيد» أعنى أنك تقول إن أثبت القيام: «نعم» وإن نفيته: «لا» ويمتنع دخول «بلى».
وإذا قيل «ألم يقم زيد» فهو مثل: «لم يقم زيد» فتقول إذا أثبت القيام «بلى» ويمتنع دخول «لا»، وإن نفيته قلت: «نعم» قال تعالى:
} {ألم يأتكم نذير قالوا بلى سورة الملك / 8.
ثم قال: والحاصل أن «بلى» لا تأتى إلا بعد نفى، وأن «لا» لا تأتى إلا بعد إيجاب، وأن «نعم» بعدهما اه} [1].(2/131)
{ألم يأتكم نذير قالوا بلى سورة الملك / 8.
ثم قال: والحاصل أن «بلى» لا تأتى إلا بعد نفى، وأن «لا» لا تأتى إلا بعد إيجاب، وأن «نعم» بعدهما اه} [1].
* «أن لعنة» من قوله تعالى: {أن لعنة الله على الظالمين
الأعراف / 44.
قرأ «نافع، وأبو عمرو، وعاصم، ويعقوب، وقنبل، فى أحد وجهيه «أن» بإسكان النون مخففة، ورفع «لعنة» على أنّ «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، «ولعنة» مبتدأ، ولفظ الجلالة مضاف إليه} {وعلى الظالمين متعلق بمحذوف خبر المبتدإ، والجملة من المبتدأ وخبره خبر «أن» المخففة.
وقرأ الباقون «أنّ» بتشديد النون، ونصب «لعنة» وهو الوجه الثانى «لقنبل»، ووجه هذه القراءة أن «لعنة» اسم «أنّ» المشددة، ولفظ الجلالة مضاف إليه،} {وعلى الظالمين متعلق بمحذوف فى محل رفع خبر «أنّ» المشددة} [2].
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 452.
(2) قال ابن الجزرى: أن خفّ نل حما زهر:: خلف اتل لعنة لهم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 74.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 463. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 239.(2/132)
تنبيه: إذا خففت «أنّ» مفتوحة الهمزة بقيت على ما كان لها من العمل من نصب اسمها، ورفع خبرها، كما قال «ابن مالك»:
لإنّ أنّ ليت لكن لعل:: كأنّ عكس ما لكان من عمل كإنّ زيدا عالم بأنى:: كفء ولكن ابنه ذو ضغن وقد اختلف النحاة فى اسم «أن» المخففة:
فذهب جمهور النحاة إلى أن اسمها يجب أن يكون محذوفا.
وذهب بعضهم إلى أن اسمها يكون محذوفا بشرط أن يكون ضمير الشأن.
وقد يبرز اسمها وهو ضمير الشأن كقول الشاعر:
فلو أنك فى يوم الرخاء سألتنى طلاقك لم أبخل وأنت صديق (1)
المعنى: يقول رجل لزوجه:
لو أنك سألتنى إخلاء سبيلك قبل إحكام عقدة النكاح بيننا لم أمتنع من ذلك ولبادرت به مع ما أنت عليه من صدق المودّة لى، وخص يوم الرخاء لأن الإنسان قد لا يعزّ عليه أن يفارق أحبابه فى يوم الكرب، والشدة.
ومحل الشاهد فى هذا البيت قول الشاعر: «أنك» حيث خففت «أن» المفتوحة الهمزة، وبرز اسمها وهو «الكاف» وذلك قليل.
__________
(1) أنك: بكسر كاف الخطاب، لأن المخاطب أنثى بدليل ما بعده، والتاء فى «سألتنى» مكسورة أيضا.(2/133)
واعلم أن الاسم إذا كان محذوفا سواء أكان ضمير شأن أم كان غيره فإن الخبر يجب أن يكون جملة.
يشير إلى ذلك قول ابن مالك:
وإن تخفف أن فاسمها استكن:: والخبر اجعل جملة من بعد أن أما إذا كان الاسم مذكورا (1) كما في الشاهد المتقدم، فإنه لا يجب فى الخبر أن يكون جملة، بل قد يكون جملة كما فى البيت المتقدم، وقد يكون مفردا، وقد اجتمع مع ذكر الاسم كون الخبر مفردا، وكونه جملة، فى قول «جنوب بنت العجلان» ترثى أخاها «عمرو بن العجلان»:
لقد علم الضيف والمرملون:: إذا اغبرّ أفق وهبت شمالا بأنك ربيع وغيث مريع:: وأنك هناك تكون الثمالا حيث خففت «أن» وذكر اسمها مرّتين، وخبرها فى المرة الأولى مفردا وذلك قولها «بأنك ربيع» وخبرها فى المرة الثانية جملة، وذلك قولها «وأنك تكون الثمالا (2).
* «يغشى» من قوله تعالى: {يغشى اليل والنهار يطلبه حثيثا
الأعراف / 54.
ومن قوله تعالى:} يغشى اليل النهار إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون الرعد / 3.
__________
(1) يذكر اسم «أن» المخففة شذوذا.
(2) انظر: شرح ابن عقيل على الألفية ج 1ص 383فما بعدها.(2/134)
قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «يغشّى» بفتح الغين، وتشديد الشين، على أنه مضارع «غشّى» مضعف العين.
وقرأ الباقون «يغشى» بإسكان الغين، وتخفيف الشين، على أنه مضارع «أغشى» المزيد بالهمزة (1).
«والغشاء»: «الغطاء» وزنا ومعنى، وهو اسم من «غشّيت الشيء» بالتثقيل، إذا غطيته.
والغشاوة بالكسر: «الغطاء» أيضا «وغشى» الليل، من باب «تعب» و «أغشى» بالألف: أظلم (2).
* «والشمس والقمر والنجوم مسخرات» من قوله تعالى: إن ربكم الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى اليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره
الأعراف / 54.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يغشى معا: شدد ظما صحبة انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 75. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 464 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 240.
(2) انظر: المصباح المنير ج 1ص 448.(2/135)
قرأ «ابن عامر» برفع الأسماء الأربعة: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات على أن «والشمس» مبتدأ «والقمر والنجوم» معطوفان عليه، «ومسخرات» خبر المبتدإ.
وقرأ الباقون بنصب الأسماء الأربعة، على أن «والشمس، والقمر والنجوم» معطوفة على «السموات» الواقعة مفعولا إلى «خلق» «ومسخرات» حال من هذه المفاعيل منصوبة بالكسرة} [1].
* «بشرا» من قوله تعالى: {وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته الأعراف / 57.
ومن قوله تعالى:} {وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته
الفرقان / 48.
ومن قوله تعالى:} {ومن يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته
النمل / 63.
قرأ «عاصم» «بشرا» بالباء الموحدة المضمومة، وإسكان الشين، على أنه جمع «بشير» إذ الرياح تبشر بالمطر، كما قال تعالى:} ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات الروم / 46.
__________
(1) قال ابن الجزرى: والشمس ارفعا كالنحل مع عطف الثلاث كم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 75. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 465 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 241.(2/136)
وأصل الشين الضم، لكن أسكنت تخفيفا مثل: «رسول، ورسل» حيث الأصل فى «رسل» ضم السين، وإسكانها تخفيفا.
وقرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «نشرا» بالنون المفتوحة، وإسكان الشين، على أنه مصدر أعمل فيه معنى ما قبله، كأنه تعالى قال: «وهو الذى نشر الرياح نشرا» لأن قوله {وهو الذى يرسل الرياح
يدل على نشرها.
ويجوز أن يكون مصدرا فى موضع الحال من الرياح، كأنه قال:
«وهو الذى يرسل الرياح محيية للأرض» كما تقول: «أتانا ركضا» أى «راكضا».
ويجوز أن يكون المصدر يراد به المفعول، كقولهم: «هذا درهم ضرب الأمير» أى: «مضروبه» وكقوله تعالى:} هذا خلق الله لقمان / 130 أى مخلوقه، فيكون المعنى: يرسل الرياح منشرة، أى محياة.
وقرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «نشرا» بضم النون والشين، على أنه جمع «نشور» ونشور بمعنى «ناشر» «وناشر» معناه: محيى، كطهور بمعنى طاهر، فالله تعالى جعل الرياح ناشرة للأرض، أى محيية لها، إذ تأتى بالمطر الذى يكون النبات به.
ويجوز أن يكون «نشرا» جمع «نشور» ونشور بمعنى «منشور» مثل:
ركوب بمعنى مركوب، وحلوب بمعنى محلوب، كأن الله تعالى أحيا الريح
لتأتى بين يدى رحمته، فهى ريح منشورة، أى: محياة.(2/137)
ركوب بمعنى مركوب، وحلوب بمعنى محلوب، كأن الله تعالى أحيا الريح
لتأتى بين يدى رحمته، فهى ريح منشورة، أى: محياة.
ويجوز أن يكون «نشرا» جمع «ناشر» مثل «شاهد وشهد» وذلك لأن الريح ناشرة للأرض، أى محيية لها بما تسوق من المطر.
وقرأ «ابن عامر» «نشرا» بضم النون، وإسكان الشين، وتوجيه هذه القراءة كتوجيه قراءة ضم النون والشين، إلا أن إسكان الشين للتخفيف والضم هو الأصل (1).
* «نكدا» من قوله تعالى: {والذى خبث لا يخرج إلا نكدا
الأعراف / 58.
قرأ «أبو جعفر» «نكدا» بفتح الكاف، على أنه مصدر بمعنى ذا نكد وقرأ الباقون «نكدا» بكسر الكاف، على الحال} [2].
«والنكد» كل شىء خرج إلى طلبه بتعسر (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: نشرا لضم:: فافتح شفا كلا وساكنا سما ضم:: وبا نل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 1ص 76.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 465. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 241
(2) قال ابن الجزرى: نكدا فتح ثما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 76. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 242 وإعراب القرآن للعكبرى ج 1ص 277.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ج 1ص 505.(2/138)
ويقال: «نكد» عيشه «كفرح»: اشتدّ، وعسر (1).
ويقال أيضا: «نكد» «نكدا» من باب «تعب» فهو «نكد» «تعسّر» و «نكد» العيش «نكدا» اشتدّ (2).
* «من إله غيره» من قوله تعالى: {فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره الأعراف / 59.
ومن قوله تعالى:} {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
الأعراف / 65.
ومن قوله تعالى:} {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
الأعراف / 73.
ومن قوله تعالى:} {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
الأعراف / 85.
ومن قوله تعالى:} {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
هود / 50.
ومن قوله تعالى:} قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
هود / 61.
__________
(1) انظر: القاموس المحيط ج 1ص 355.
(2) انظر: المصباح المنير ج 2ص 625.(2/139)
ومن قوله تعالى: {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
هود / 84.
ومن قوله تعالى:} {فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
المؤمنون / 23.
ومن قوله تعالى:} {أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره المؤمنون / 32 قرأ «الكسائى، وأبو جعفر «غيره» فى المواضع المتقدمة بخفض الراء، وكسر الهاء بعدها، وذلك على النعت، أو البدل من «إله» لفظا.
وقرأ الباقون «غيره» برفع الراء، وضم الهاء، وذلك على النعت، أو البدل من «إله» محلا، لأن «من» زائدة، «وإله» مبتدأ} [1].
قال ابن هشام ت 761هـ:
«غير» اسم ملازم للإضافة فى المعنى، ويجوز أن يقطع عنها لفظا إن فهم المعنى، وتقدمت عليها كلمة «ليس» وقولهم: «لا غير» لحن، ويقال: «قبضت عشرة ليس غيرها» برفع «غير» على حذف الخبر، أى «مقبوضا»، وبنصبها على إضمار «الاسم» أى ليس المقبوض غيرها (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ورا إله غيره اخفض حيث جا:: رفعا ثنا رد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 76. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 467 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 242.
(2) انظر مغنى اللبيب ص 209.(2/140)
ثم قال: «ولا تتصرف» «غير» بالإضافة لشدة إبهامها.
وتستعمل «غير» المضافة لفظا على وجهين:
أحدهما: وهو الأصل: أن تكون صفة للنكرة، نحو قوله تعالى:
{وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل
فاطر / 37، أو صفة لمعرفة قريبة من النكرة، نحو قوله تعالى:
} {صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم الفاتحة / 7.
والثانى: أن تكون استثناء، فتعرب بإعراب الاسم التالى «إلّا» فى ذلك الكلام، فتقول: «جاء القوم غير زيد» بالنصب، و «ما جاءنى أحد غير زيد» بالنصب والرفع.
قال ابن مالك:
واستثن مجرورا بغير معربا:: بما لمستثنى بإلّا نسبا وقرئ «ما لكم من إله غيره» بالجرّ صفة على اللفظ. وبالرفع على الموضع» اه} [1].
* «أبلغكم» من قوله تعالى: {أبلغكم رسالات ربى وأنصح لكم
الأعراف / 62.
ومن قوله تعالى:} أبلغكم رسالات ربى وأنا لكم ناصح أمين
الأعراف / 68.
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 210.(2/141)
ومن قوله تعالى: {قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به
الأحقاف / 23.
قرأ «أبو عمرو» «أبلغكم» فى المواضع المتقدمة، بسكون الباء، وتخفيف اللام، على أنه مضارع «أبلغ» ومنه قوله تعالى:} {فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم هود / 57.
وقرأ الباقون «أبلغكم» بفتح الباء، وتشديد اللام، على أنه مضارع «بلّغ» المضعف، ومنه قوله تعالى:} {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك المائدة / 67} [1].
«البلوغ، والبلاغ» الانتهاء إلى أقصى المقصد، والمنتهى، مكانا كان، أو زمانا، أو أمرا من الأمور المقدّرة (2).
ويقال: «أبلغه» السلام، و «بلّغه» بالألف والتشديد: أوصله (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: أبلغ الخف حجا كلا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 77.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 467.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 242.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 60.
(3) المصباح المنير ج 1ص 61.(2/142)
* «قال الملأ» من قوله تعالى: فى قصة نبى الله صالح عليه السلام:
{ولا تعثوا فى الأرض مفسدين قال الملأ الأعراف / 7574.
قرأ «ابن عامر» «وقال الملأ» بزيادة واو قبل «قال» وذلك للعطف على ما قبله، وهذه القراءة موافقة لرسم المصحف الشامى} [1].
وقرأ الباقون «قال الملأ» بغير واو قبل «قال» اكتفاء بالربط المعنوى، وهذه القراءة موافقة لرسم باقى المصاحف (2).
«والملأ»: جماعة يجتمعون على رأى، فيملئون العيون رواء، ومنظرا، والنفوس بهاء وجلالا (3).
__________
(1) قال الخراز:
من سورة الأعراف حتى مريما:: تذكرون الشام ياء قدما واو وما كنا له أبينا:: بعكس قال بعد مفسدينا
(2) قال ابن الجزرى:
وبعد مفسدين الواو كم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 77.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 467.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 344.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن 473.(2/143)
* «أو أمن» من قوله تعالى: {أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون الأعراف / 98.
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر» «أو أمن» بسكون الواو من «أو» غير أن «ورشا» ينقل حركة الهمزة من «أمن» إلى الواو من «أو» على أصله.
ووجه من أسكن الواو أنه جعلها «أو» التى للعطف، على معنى الإباحة، مثل قوله تعالى:} {ولا تطع منهم آثما أو كفورا
الإنسان / 24.
أى لا تطع هذا الجنس.
فالمعنى: أفأمنوا هذه الضروب من العقوبات، أى: إن أمنتم ضربا منها لم تأمنوا الضرب الآخر.
ويجوز أن تكون «أو» لأحد الشيئين، كقولك: «ضربت زيدا أو عمرا» أى: ضربت أحدهما، ولم ترد أن تبين المضروب منهما، وأنت عالم به من هو منهما، وليست هى «أو» التى للشك فى هذا، إنما هى «أو» التى لأحد الشيئين غير معين، فيكون معنى الآية: أفأمنوا إحدى هذه العقوبات.
وقرأ الباقون «أو أمن» بفتح الواو من «أو» على أن «واو» العطف دخلت عليها همزة الاستفهام، كما تدخل على «ثم» فى نحو قوله تعالى:
} {أثم إذا ما وقع آمنتم به يونس / 51.
ومثله قوله تعالى:} أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم
البقرة / 100.(2/144)
{أثم إذا ما وقع آمنتم به يونس / 51.
ومثله قوله تعالى:} {أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم
البقرة / 100.
ويقوى ذلك أن الحرف الذى قبله، والذى بعده، وهو «الفاء» دخلت عليه همزة الاستفهام:
فما قبله قوله تعالى:} {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون الأعراف / 97.
وما بعده قوله تعالى:} {أفأمنوا مكر الله الأعراف / 99فحمل وسط الكلام على ما قبله، وما بعده، للمشاكلة، والمطابقة، فى اتفاق اللفظ فى دخول همزة الاستفهام} [1].
* «على أن لا أقول» من قوله تعالى: حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق الأعراف / 105.
قرأ «نافع» «علىّ» بالياء المشددة المفتوحة بعد اللام، وذلك لأن حرف الجرّ وهو «على» دخل على ياء المتكلم، ثم قلبت الألف ياء، وأدغمت فى ياء المتكلم، وفتح، لأن ياء المتكلم أصلها السكون، وفتحت تخفيفا.
__________
(1) قال ابن الجزرى: أو أمن الإسكان كم حرم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 77. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 468 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 246.(2/145)
«وحقيق، وحق» سواء بمعنى واجب، وأصله أن يتعدى «بعلى» كما يتعدى «واجب» «بعلى» قال تعالى: {فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون
الصافات / 31.
وقرأ الباقون «على» بألف بعد اللام، وذلك أنه عدى «حقيق» بعلى إلى «أن»، ويجوز أن تكون «على» فى هذا بمعنى «الباء» كما جاز وقوع «الباء» فى موضع «على» فى قوله تعالى:} {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون الأعراف / 86، أى على كل طريق} [1].
قال ابن هشام: «على» على وجهين:
أحدهما: أن تكون حرفا ولها تسعة معان:
الأول: الاستعلاء، نحو قوله تعالى: {وعليها وعلى الفلك تحملون
المؤمنون / 22.
والثانى: المصاحبة كمع نحو قوله تعالى:} وآتى المال على حبه
البقرة / 177.
__________
(1) قال ابن الجزرى: على علىّ اتل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 78.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 469.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 246.(2/146)
والثالث: المجاوزة كعن كقول «القحيف بن سليم العقيلى»:
إذا رضيت علىّ بنو قشير:: لعمر الله أعجبنى رضاها أى إذا رضيت عنّى.
والرابع: التعليل كاللام نحو قوله تعالى: {ولتكبروا الله على ما هداكم البقرة / 185، أى: ولتكبروا الله لهدايته إياكم.
والخامس: الظرفية كفى، نحو قوله تعالى:} {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها القصص / 15.
المعنى: ودخل المدينة فى حين غفلة من أهلها.
والسادس: موافقة «من» نحو قوله تعالى:} {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون المطففين / 21.
والسابع: موافقة «الباء» نحو قوله تعالى:} حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق الأعراف / 105.
والثامن: أن تكون زائدة للتعويض، كقول الشاعر:
إنّ الكريم وأبيك يعتمل:: إن لم يجد يوما على من يتّكل أى من يتكل عليه، فحذف «عليه» وزاد «على» قبل الموصول تعويضا له.
والتاسع: أن تكون للاستدراك، والإضراب، كقولك: «فلان لا يدخل الجنة لسوء صنيعه على أنه لا ييأس من رحمة الله تعالى
والثانى من وجهى على:(2/147)
والتاسع: أن تكون للاستدراك، والإضراب، كقولك: «فلان لا يدخل الجنة لسوء صنيعه على أنه لا ييأس من رحمة الله تعالى
والثانى من وجهى على:
أن تكون اسما بمعنى فوق، وذلك إذا دخلت عليها «من» كقول الشاعر: عدت من عليه بعد ما تم ظمؤها.
أى طارت من فوقه بعد أن كملت مدّة صبرها عن شرب الماء اه (1).
* «ساحر» من قوله تعالى: {يأتوك بكل ساحر عليم الأعراف / 112.
ومن قوله تعالى:} {وقال فرعون ائتونى بكل ساحر عليم يونس / 79.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «سحّار» فى الموضعين، بألف بعد السين، وبفتح الحاء وتشديدها، وألف بعدها، على وزن «فعّال» للمبالغة ويقوى ذلك أنه قد وصف به «عليم» فدلّ على التناهى فى علم السحر.
وقرأ الباقون «ساحر» بألف بعد السين، وكسر الحاء مخففة، على وزن «فاعل» «وساحر» تجمع على «سحرة» مثل: «فاجر وفجرة» وقد قال تعالى:
} {فألقى السحرة ساجدين طه / 70.
وقال تعالى:} {فلما ألقوا سحروا أعين الناس الأعراف / 116.
واسم الفاعل من «سحر» «ساحر»} [2].
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 189فما بعدها.
(2) قال ابن الجزرى: وسحّار شفا:: مع يونس فى ساحر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 78. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 471 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 247.(2/148)
تنبيه: «سحّار» من قوله تعالى: {يأتوك بكل سحّار عليم
الشعراء / 37.
اتفق القراء العشرة على قراءته على وزن «فعّال» للمبالغة.
لأنه جواب لقول «فرعون» فيما استشارهم فيه من أمر «موسى» عليه السلام بعد قوله:} {إن هذا لساحر عليم رقم / 34.
فأجابوه بما هو أبلغ من قوله رعاية لمراده، بخلاف التى فى الأعراف فإن ذلك جواب لقولهم فتناسب اللفظان، وأما التى فى يونس فهى أيضا جواب من فرعون لهم حيث قالوا:} إن هذا لسحر مبين رقم 76.
مهمة: قال صاحب دليل الحيران:
«بكل ساحر» فى سورتى الأعراف، ويونس، ذكره فى «المقنع» فى باب ما اختلفت فيه مصاحف أهل الأمصار فقال فى الأعراف: وفى بعضها يعنى بعض المصاحف «يأتوك بكل سحّار عليم» الألف بعد الحاء، وفى بعضها «ساحر» الألف قبل الحاء.
ثم قال فى «يونس»: وفى بعضها «وقال فرعون ائتونى بكل سحّار» الألف بعد الحاء، وفى بعضها «سحر» بغير ألف» اه.
ومثله «لأبى داود» وقد خالف الشيخان بين الموضعين كما ترى فى النقل، ولكن المتحصل فى كل منهما ثلاثة أوجه:
حذف الألف، وثبته، وهذان الوجهان هما اللذان ذكرهما صاحب المورد، وإليهما الإشارة بقول الناظم:
«بكل ساحر معا هل بالألف.
الوجه الثالث: ثبت الألف متأخرا عن الحاء.(2/149)
«بكل ساحر معا هل بالألف.
الوجه الثالث: ثبت الألف متأخرا عن الحاء.
وهذا ومقابله هما المشار إليهما بقول الناظم:
«وهل الحا أو قبيلها اختلف».
أى هل يلى الألف الحاء، أو هو قبلها،؟ ثم أجاب عنه بأن المصاحف اختلفت فى ذلك، وهذا الخلاف مفرع على أحد وجهى الخلاف المتقدم بالإثبات، ومقابله، وإنما أعاد الناظم فى الشطر الأول الخلاف الذى فى المورد، ولم يقتصر على الخلاف الذى ذكره فى الشطر الثانى مع أنه هو المقصود بالذات لئلا يتوهم من الاقتصار على الخلاف بتقدم الألف وتأخرها فى هذين الموضعين خروجهما من الخلاف المذكور فى المورد بالحذف والإثبات» اه (1).
* «تلقف» من قوله تعالى: {فإذا هى تلقف ما يأفكون
الأعراف / 117.
ومن قوله تعالى:} {وألق ما فى يمينك تلقف ما صنعوا طه / 69.
ومن قوله تعالى:} فألقى موسى عصاه فإذا هى تلقف ما يأفكون
الشعراء / 45.
قرأ «البزّى» بخلف عنه «تلقف» بتشديد التاء حالة وصل «تلقف» بما قبلها، وبفتح اللام، وتشديد القاف مطلقا.
__________
(1) انظر: دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص 562561.(2/150)
وعند الابتداء «بتلقف» يخفف التاء، ويفتح اللام، ويشدد القاف، على أنه مضارع «تلقّف» المضعف (1).
وقرأ «حفص» «تلقف» بسكون اللام، وتخفيف القاف، على أنه مضارع «لقف» نحو: «علم يعلم» يقال: لقفت الشيء: أخذته بسرعة.
وقرأ الباقون «تلقّف» بفتح اللام، وتشديد القاف، مضارع «تلقّف» المضعف وهو الوجه الثانى «للبزّي» (2).
* «سنقتل» من قوله تعالى {قال سنقتل أبناءهم الأعراف 127.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر» «سنقتل» بفتح النون، وإسكان القاف، وضم التاء مخففة، على أنه مضارع «قتل يقتل» نحو: «نصر ينصر» وذلك على أصل الفعل الذى يدلّ على القلة، والكثرة.
وقرأ الباقون «سنقتل» بضم النون، وفتح القاف، وكسر التاء مشددة، على أنه مضارع «قتّل» مضعف العين، الذى يدل على معنى التكثير مرّة بعد مرّة} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: فى الوصل تا تيمموا اشدد تلقف. إلى قوله: وفى الكل اختلف عنه
(2) قال ابن الجزرى: وخففا تلقف كلا عد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 78. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 473 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 248.
(3) قال ابن الجزرى: سنقتل اضمما:: واشدده واكسر ضمه كنز حما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 79. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 474 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 250.(2/151)
* «يعرشون» من قوله تعالى: {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون الأعراف / 137.
وقوله تعالى:} {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون النحل / 68.
قرأ «شعبة، وابن عامر» «يعرشون» بكسر الراء} [1]، نحو:
«ضرب يضرب» (2) وهما لغتان، يقال: «عرش يعرش» بكسر العين وضمها بمعنى «بنى».
ونحن إذا ما نظرنا إلى هاتين القراءتين وجدنا هما ترجعان إلى أصل الاشتقاق، حيث إن القراءة الأولى من «عرش يعرش» بفتح العين فى الماضى، وضمها فى المضارع نحو: «نصر ينصر» والقراءة الثانية من «عرش يعرش» بفتح العين فى الماضى وكسرها فى المضارع نحو:
«ضرب يضرب».
«العرش» فى الأصل: شىء مسقّف، وجمعه «عروش» قال تعالى:
وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهى خاوية على عروشها الكهف / 42.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يعرشوا معا بضم الكسر صاف كمشوا
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 79. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 250.(2/152)
ومنه قيل: عرشت الكرم، وعرّشته: إذا جعلت له كهيئة سقف ومنه قوله تعالى: {ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون الأعراف / 137.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى ت 210هـ: «يبنون» اه} [1].
وجاء فى المصباح «العرش» السرير، و «عرش» البيت: سقفه، و «العرش» أيضا: شبه بيت من جريد يجعل فوقه «الثّمام» (2) والجمع «عروش» مثل: «فلس، وفلوس» و «العريش» مثله، وجمعه «عرش» بضمتين نحو «بريد، وبرد».
وكان ابن عمر رضى الله عنه يقطع التلبية إذا رأى عروش مكة» يعنى «البيوت».
«وعريش» الكرم: ما يعمل مرتفعا يمتدّ عليه الكرم، والجمع «عرائش» و «عرّشته» بالتثقيل: «عملت له عريشا».
و «العريشة» بالهاء «الهودج» والجمع «عرائش» أيضا اه (3).
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 329.
(2) الثمام: كغراب: نبت، واحدته «ثمامة».
وبيت مثموم مغطى به اه انظر: القاموس ج 4ص 87.
(3) انظر: المصباح المنير ج 2ص 402.(2/153)
* «يعكفون» من قول الله تعالى: {فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم الأعراف / 138.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر بخلف عن «إدريس» «يعكفون» بكسر الكاف، وهى لغة «أسد» ونحن إذا ما علمنا أن كلا من «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» يمثل قراءة الكوفة، أدركنا السرّ فى قراءتهم، حيث إنها كانت متمشية مع لهجة «أسد» إذ نزح البعض من قبيلة «أسد» إلى الكوفة.
وقرأ باقى القراء العشرة «يعكفون» بضم الكاف، وهو الوجه الثانى عن «إدريس» وهذه القراءة لغة بقية العرب} [1].
ونحن إذا ما أنعمنا النظر فى هاتين القراءتين وجدناهما ترجعان إلى أصل الاشتقاق: حيث إن القراءة الأولى من «عكف يعكف» بفتح العين فى الماضى، وكسرها فى المضارع مثل: «ضرب يضرب».
والقراءة الثانية من «عكف يعكف» بفتح العين فى الماضى، وضمها فى المضارع، مثل: «نصر ينصر» يقال: عكف على الشيء، بمعنى أقام عليه.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يعكف اكسر ضمه شفا وعن إدريس خلفه.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 79. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 250.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 236.(2/154)
والعكوف: الإقبال على الشيء، وملازمته على سبيل التعظيم له.
والاعتكاف فى الشرع: هو الاحتباس فى المسجد على سبيل القربة.
ويقال: عكفته على كذا، أى حبسته عليه (1).
ويقال: «عكف» على الشيء «عكوفا» و «عكفا» من بابى: «قعد وضرب»: لازمه، وواظبه.
كما يقال: «عكفت» الشيء «أعكفه» و «أعكفه» بضم الكاف وكسرها حبسته، ومنه «الاعتكاف» وهو «افتعال» لأنه حبس النفس عن التصرفات العادية.
ويقال: «عكفته» عن حاجته: منعته (2).
* «أنجيناكم» من قوله تعالى: {وإذ أنجيناكم من آل فرعون»
الأعراف / 141.
قرأ «ابن عامر» «أنجاكم» بألف بعد الجيم من غير ياء، ولا نون، بلفظ الواحد، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره فى قوله تعالى قبل:} {قال أغير الله أبغيكم إلها رقم 140.
وقرأ «الباقون «أنجيناكم» بياء، ونون، وألف بعدها} [3]، على لفظ الجماعة، إخبارا عن الله، على طريق التعظيم لله، والإكبار له.
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 342.
(2) انظر المصباح المنير ج 2ص 424
(3) قال الخراز: بالألف الشام إذ أنجاكم.(2/155)
وهذه القراءة موافقة لرسم بقية المصاحف غير المصحف الشامى (1).
يقال: «نجا» من الهلاك «ينجو» «نجاة»: خلص.
والاسم «النّجاء» بالمد، وقد يقصر، فهو «ناج» والمرأة «ناجية».
ويتعدّى بالهمزة، والتضعيف فيقال: «أنجيته» و «ونجّيته» و «ناجيته»: ساررته.
والاسم «النجوى» و «تناجى» القوم: ناجى بعضهم بعضا (2).
* «يقتلون» من قوله تعالى: يقتلون أبناءكم الأعراف / 141.
قرأ «نافع» «يقتلون» بفتح الياء، وسكون القاف، وضم التاء على أنه مضارع «قتل يقتل» نحو: «نصر ينصر» على الأصل، فهو يدل على القلة، والكثرة.
وقرأ الباقون «يقتلون» بضم الياء، وفتح القاف، وكسر التاء مشددة
__________
(1) قال ابن الجزرى: وأنجانا احذفا ياء ونونا كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 79.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 475.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 250.
(2) انظر: المصباح المنير ج 2ص 595.(2/156)
على أنه مضارع «قتّل» مضعف العين للمبالغة، إذ فيه معنى التكثير، قتل بعد قتل (1).
يقال: «قتلته قتلا»: أذهقت روحه، فهو «قتيل» والمرأة «قتيل» أيضا، إذا كان وصفا، فإذا حذف الموصوف جعل اسما ودخلت الهاء، نحو: رأيت «قتيلة» بنى فلان، والجمع فيهما «قتلى».
والقتلة: بكسر القاف: الهيئة، يقال: قتله قتلة سوء.
والقتلة: بفتح القاف: المرّة.
ويقال قاتله مقاتلة وقتالا، فهو «مقاتل» بالكسر اسم فاعل، والجمع «مقاتلون» و «مقاتلة»، وبالفتح اسم مفعول.
و «المقاتلة» الذين يأخذون فى القتال بفتح التاء وكسرها، لأنه الفعل واقع من كل واحد وعليه، فهو فاعل، ومفعول فى حالة واحدة وعبارة «سيبويه» فى هذا الباب:
__________
(1) قال ابن الجزرى: سنقتل اضمما:: واشدده واكسر ضمه كنز حما ويقتلون عكسه انقل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 80.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 474.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 251.(2/157)
«باب الفاعلين والمفعولين اللذين يفعل كل واحد بصاحبه ما يفعله صاحبه به (1).
وأمّا الذين يصلحون للقتال ولم يشرعوا القتال فبالكسر لا غير، لأن الفعل لم يقع عليهم، فلم يكونوا مفعولين، فلم يجز الفتح.
والمقتل: بفتح الميم، والتاء: الموضع الذى إذا أصيب لا يكاد صاحبه يسلم «كالصّدغ» بضم الصاد، وسكون الدال (2).
* «دكّا» من قوله تعالى: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكّا
الأعراف 143.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «دكاء» بالهمزة المفتوحة بعد الألف، وحذف التنوين ممنوعا من الصرف، وحينئذ يكون المدّ متصلا فكل يمد حسب مذهبه، ووجه هذه القراءة أنها أخذت من قول العرب:
«هذه ناقة دكاء» للتى لا سنام لها، فهى مستوية الظهر، فكأنه فى التقدير: جعل الجبل مثل «ناقة دكاء» أى جعله إذ تجلى عليه مستويا لا ارتفاع فيه، تعظيما لله، وخضوعا له.
__________
(1) انظر: كتاب سيبويه ج 1ص 37.
تنبيه: من الصيغ التى يجوز فيها الوجهان: فتح عين الكلمة وكسرها:
«المكاتب، والمهادن» وهو كثير.
(2) انظر: المصباح المنير ج 2ص 490.(2/158)
وقرأ الباقون «دكّا» بحذف الهمزة، والمدّ، مع التنوين، على أنه مصدر «دككت الأرض دكّا» أى: جعلتها مستوية لا ارتفاع فيها، ولا انخفاض، ويقوى هذه القراءة قوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا الفجر / 21.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى ت 210هـ:
«جعله دكّا، أى مندكّا» اه} [1].
و «الدّكّة»: المكان المرتفع يجلس عليه، وهو «المسطبة» معرّب، والجمع «دكك» مثل: «قصعة وقصع» (2).
و «الدّكّ» الدق والهدم، وما استوى من الرمل «كالدّكّة» والجمع «دكاك».
والمستوى من المكان الجمع «دكوك» بضم الدال، والكاف.
و «الدكّاء»: الرابية من الطين ليست بالغليظة، والجمع «دكّاوات» بفتح الدال، وتشديد الكاف، أو لا واحد لها.
«والدكّاء» الناقة التى لا سنام لها، أو لم يشرف سنامها.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ودكاء شفا فى دكا المد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 80. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 475 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 252.
(2) انظر: المصباح المنير ج 1ص 198.(2/159)
ويقال: فرس مدكوك: أى لا إشراف لحجبته.
«والدكدك» بفتح الدال، وكسرها، و «والدكداك» من الرمل:
ما تكبس واستوى، أو ما التبد منه بالأرض، أو هى أرض فيها غلظ، والجمع «دكادك، ودكاديك» ويقال: أرض مدكدكة: مدعوكة ومدكوكة (1).
* «برسالاتى» من قوله تعالى: {قال يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى الأعراف / 144.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وروح» «برسالتى» بحذف الألف التى بعد اللام، على التوحيد، والمراد به المصدر أى: بإرسالى إياك.
وقرأ الباقون «برسالاتى» بإثبات الألف التى بعد اللام، على الجمع والمراد: «أسفار التوراة} [2].
__________
(1) انظر: القاموس المحيط ج 1ص 311، 312.
(2) قال ابن الجزرى: رسالتى اجمع غيث كنز حجفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 80.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 476.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 252.(2/160)
* «الرشد» من قوله تعالى: {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا
الأعراف / 146.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «الرشد» فى موضع الأعراف فقط بفتح الراء والشين.
وقرأ الباقون بضم الراء، وسكون الشين} [1].
وهما لغتان فى المصدر، نحو: «البخل، والبخل».
قال الراغب: الرشد: بفتح الراء والشين، وبضم الراء وسكون الشين: خلاف الغىّ، ويستعمل استعمال الهداية، يقال: رشد يرشد، نحو نصر ينصر، ورشد يرشد، نحو علم يعلم.
ثم قال: وقال بعضهم: «الرشد بفتح الراء والشين أخص من الرشد بضم الراء، وسكون الشين، فإن الرشد بضم الراء، وسكون الشين يقال فى الأمور الدنيوية، والأخروية، والرشد بفتح الراء والشين، يقال فى الأمور الأخروية لا غير» اه (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: والرشد حرك وفتح الضم شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 80. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 476 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 253. واتحاف فضلاء البشر ص 230.
(2) انظر المفردات فى غريب القرآن ص 196.(2/161)
وقال ابن كثير فى تفسير {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا:
أى وإن ظهر لهم سبيل الرشد أى طريق النجاة لا يسلكوها» اه} [1].
يقال: «رشد يرشد رشدا» من باب «تعب يتعب تعبا» و «رشد يرشد» من باب «قتل يقتل» فهو «راشد» والاسم «الرشاد» ويتعدّى بالهمزة.
ويقال: «رشّده» القاضى «ترشيدا» جعله «رشيدا» ويقال أيضا:
«استرشدته فأرشدنى إلى الشيء، وعليه، وله» (2).
* «حليهم» من قوله تعالى: واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار الأعراف / 148.
قرأ «يعقوب» «حليهم» بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء مخففة، وهو إما مفرد أريد به الجمع، وإما اسم جمع مفرده «حلية» مثل «قمح وقمحة».
وقرأ «حمزة، والكسائى» «حليهم» بكسر الحاء، وتشديد الياء مكسورة. على أنه جمع «حليا» على «حلوى» على وزن «فعول» مثل:
«كعب وكعوب» ولما أرادوا إدغام الواو فى الياء للتخفيف أبدلوا
__________
(1) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 2ص 51.
(2) انظر: المصباح المنير ج 1ص 227.(2/162)
من ضمة اللام كسرة ليصح انقلاب الواو إلى الياء، وليصح الإدغام، ثم كسرت الحاء اتباعا لكسرة اللام، ليعمل اللسان عملا واحدا فى الكسرتين.
وقرأ الباقون «حليهم» بضم الحاء، وكسر اللام، وكسر الياء مشددة وتوجيه هذه القراءة كتوجيه قراءة «حمزة» ومن معه، إلا أن ضمة الحاء بقيت على أصلها (1).
يقال «حليت حليا» بسكون اللام: لبست الحلىّ، وجمعه «حلىّ» بضم الحاء، والأصل على «فعول» مثل: «فلس وفلسوس»، و «الحلية» بكسر الحاء: الصفة، والجمع «حلى» مقصور، وتضم الحاء، وتكسر (2).
* «يرحمنا ربنا ويغفر لنا» من قوله تعالى: قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين الأعراف / 149.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ترحمنا، وتغفر لنا» بالتاء فى الفعلين، على الخطاب لله عز وجل، وفيه معنى الاستغاثة، والتضرع، والابتهال فى السؤال، والدعاء، وبنصب باء «ربنا» على النداء، وهو أيضا أبلغ فى الدعاء، والخضوع.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وحليهم مع الفتح ظهر:: واكسر رضى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 81. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 477 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 253.
(2) المصباح المنير ج 1ص 149.(2/163)
وقرأ الباقون «يرحمنا، ويغفر» بالياء فى الفعلين، على الخبر عن غائب، وفيه معنى الإفراد بالعبودية، وبرفع باء «ربنا» على أنه فاعل (1).
* «أمّ» من قوله تعالى: {قال ابن امّ إن القوم استضعفونى
الأعراف / 150.
ومن قوله تعالى:} {قال يبنؤمّ لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى طه / 94 قرأ «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «أم» فى الموضعين بكسر الميم.
والأصل: يا ابن أمّى، ثم حذفت الياء تخفيفا لدلالة الكسرة عليها، ولكثرة الاستعمال، وهو نداء مضاف، نحو قولك: يا غلام غلام.
وقرأ الباقون «أمّ» فى الموضعين بفتح الميم، ووجه ذلك أنه جعل الاسمين اسما واحدا لكثرة الاستعمال، بمنزلة «خمسة عشر» فهو مبنى على فتح الجزءين، مثل بناء «خمسة عشر»} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يرحم ويغفر ربنا الرفع انصبوا شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 81. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 477 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 253.
(2) قال ابن الجزرى: وأم ميمه كسر:: كم صحبة معا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 81. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 478 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 253.(2/164)
«الأمّ» الوالدة، وقيل أصلها «أمّهة» ولهذا تجمع على «أمهات» وأجيب بزيادة «الهاء» وأن الأصل «أمات».
قال «ابن جنى» أبو الفتح عثمان بن أبى بكر الكردى ت 392هـ:
«دعوى الزيادة أسهل من دعوى الحذف» وكثر فى الناس «أمهات» وفى غير الناس «أمات».
وفيها أربع لغات:
«أمّ» بضم الهمزة، وكسرها، و «أمّة» بضم الهمزة، و «أمّهة» بضم الهمزة.
«فالأمهات» و «الأمّات» لغتان ليست إحداهما أصلا للأخرى، ولا حاجة إلى دعوى حذف ولا زيادة (1).
* «إصرهم» من قوله تعالى: ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم الأعراف / 157.
قرأ «ابن عامر» «آصارهم» بفتح الهمزة، ومدّها، وفتح الصاد، وإثبات ألف بعدها، بالجمع، على وزن «أعمالهم».
وقرأ الباقون «إصرهم» بكسر الهمزة من غير مد، وإسكان الصاد، وحذف الألف التى بعدها، على الإفراد، مثل «إثمهم» فاكتفوا بالواحد
__________
(1) انظر: المصباح المنير ج 1ص 23.(2/165)
لأنه مصدر يدل على القليل والكثير من جنسه مع إفراد لفظه (1).
«الأصر» بفتح الهمزة: عقد الشيء، وحبسه لقهره.
يقال: «أصرته فهو مأصور» و «المأصر» بفتح الصاد، وكسرها:
محبس السفينة.
قال تعالى: {ويضع عنهم إصرهم أى الأمور التى تثبطهم، وتقيدهم عن الخيرات، وعن الوصول إلى الثوابات.
و «الإصر»: بكسر الهمزة العهد المؤكد الذى يثبط ناقضه عن الثواب والخيرات، قال تعالى:
} {وأخذتم على ذلكم إصرى آل عمران / 81} [2].
* «نغفر، خطيئاتكم» من قوله تعالى: نغفر لكم خطيئاتكم
الأعراف / 161.
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» «تغفر» بتاء التأنيث مبنيا للمفعول.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وآصار اجمع واعكس خطيئات كما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 82. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 479 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 255
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 1918.(2/166)
وقرأ الباقون «نغفر» بالنون مبنيا للفاعل (1).
وقرأ «نافع، وأبو جعفر، ويعقوب» «خطيئاتكم» بالجمع ورفع التاء على أنها نائب فاعل «لتغفر».
وقرأ «ابن عامر» «خطيئتكم» بالإفراد، ورفع التاء، على أنها نائب فاعل «لتغفر» أيضا.
وقرأ «أبو عمرو» «خطاياكم» جمع تكسير، على أنها مفعول به «لنغفر».
وقرأ الباقون «خطيئاتكم» بجمع السلامة، ونصب التاء بالكسرة، على أنها مفعول به، «لنغفر» (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: يغفر مدا أنث هناكم وظرب عمّ بالأعراف.
ونون الغير لا تضم واكسر فاءه
(2) قال ابن الجزرى: وآصار اجمع واعكس خطيئات كما الكسر ارفع عمّ ظبى وقل خطايا حصره انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 82.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 480.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 255.(2/167)
* «معذرة» من قوله تعالى: {قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون
الأعراف / 164.
قرأ «حفص» «معذرة» بنصب التاء، على المصدر، كأنه لما قيل لهم: «لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا» قالوا:
نعتذر من فعلهم اعتذارا إلى ربكم، فكأنه خبر مستأنف وقوعه منهم.
وقرأ الباقون «معذرة» برفع التاء، على أنه خبر لمبتدإ محذوف دل عليه الكلام، والتقدير: موعظتنا معذرة، كأنه لما قيل لهم: لم تعظون قوما الله مهلكهم الخ قالوا: موعظتنا معذرة لهم} [1].
واعلم أنه يجوز حذف كل من المبتدإ والخبر إذا دلّ عليه دليل.
قال ابن مالك:
وحذف ما يعلم جائز كما:: تقول زيد بعد من عندكما وفى جواب كيف زيد قل دنف:: فزيد استغنى عنه إذ عرف
__________
(1) قال ابن الجزرى: وارفع نصب حفص معذرة.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 82.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 481.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 256.(2/168)
يقال: «عذرته» فيما صنع «عذرا» بفتح العين من باب «ضرب»:
رفعت عنه الهوام، فهو «معذور» أى غير ملوم.
والاسم «العذر» بسكون الذال، ويجوز ضمها للإتباع والجمع «أعذار».
و «والمعذرة» و «العذرى» بمعنى «العذر». و «أعذرته» بالألف لغة.
و «اعتذر» إلىّ: طلب قبول «معذرته» و «اعتذر» عن فعله: أظهر «عذره» (1).
قال بعضهم: أصل «العذر» من «العذرة» بفتح العين، وكسر الذال وهو الشيء النجس، ومنه قيل: «عذرت فلانا»: أى أزلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه، كقولك: «غفرت له» أى سترت ذنبه (2).
وقيل: «العذر» تحرّى الإنسان ما يمحو به ذنوبه، وهو على ثلاثة أضرب:
(1) إما أن يقول لم أفعل.
(2) أو يقول فعلت لأجل كذا، فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا.
(3) أو يقول: فعلت ولا أعود، ونحو ذلك من المقال.
وهذا الثالث هو التوبة، فكل توبة عذر، وليس كل عذر توبة.
«والمعذر» بكسر الذال: من يرى أن له عذرا، ولا عذر له، قال تعالى: {وجاء المعذّرون من الأعراب ليؤذن لهم التوبة / 89} [3].
__________
(1) المصباح المنير ج 2ص 398.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 328.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 327.(2/169)
قرأ «يعقوب» «المعذرون» بسكون العين، وكسر الذال مخففة.
وقرأ الباقون بفتح العين، وكسر الذال مشددة (1).
* «بئيس» من قوله تعالى: {وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون الأعراف / 165.
قرأ «نافع، وأبو جعفر، وهشام بخلف عنه» «بيس» بكسر الباء الموحدة، وبعدها همزة ساكنة من غير همزة، على أن أصلها «بئس» على وزن «حذر» نقلت كسرة الهمزة إلى الباء ثم أبدلت الهمزة ياء.
وقرأ «ابن ذكوان، وهشام فى وجهه الثانى «بئس» بكسر الباء الموحدة، وبعدها همزة ساكنة من غير ياء، على وزن «حذر» أيضا، نقلت كسرة الهمزة إلى الباء ثم سكنت الهمزة.
وقرأ «شعبة» فى أحد وجهيه «بيئس» بياء مفتوحة، ثم ياء ساكنة، ثم همزة مفتوحة من غير ياء، على وزن «ضيغم».
وقرأ الباقون «بئيس» بفتح الباء وكسر الهمزة، وياء ساكنة، على وزن «رئيس» وهو الوجه الثانى لشعبة} [2].
__________
(1) انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 283.
(2) قال ابن الجزرى: بيس بياء لاح بالخلف مدا:: والهمز كم وبيئس خلف صدا.
بئيس الغير.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 82. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 481.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 256.(2/170)
* «يمسكون» من قوله تعالى: {والذين يمسكون بالكتاب
الأعراف / 170.
قرأ «شعبة» «يمسكون» بسكون الميم، وتخفيف السين، على أنه مضارع «أمسك» ومنه قوله تعالى:
} {أمسك عليك زوجك الأحزاب 37.
وقوله تعالى:} {لا تمسكوهن ضرارا البقرة / 231.
وقرأ الباقون «يمسكون» بفتح الميم، وتشديد السين، على أنه مضارع «مسّك» مضعف العين، بمعنى: «تمسك» فالتشديد على التكثير، والتكرير للتمسك بكتاب الله تعالى، وفيه معنى التأكيد، وهو من مسّك الأمر، أى لزمه، فالتمسك بكتاب الله والدين يحتاج إلى الملازمة والتكرير، فالتشديد يدل عليه} [1].
يقال: «مسكت بالشيء مسكا» من باب «ضرب يضرب ضربا» و «تمسّكت» و «امتسكت» و «استمسكت» بمعنى: أخذت به، وتعلقت واعتصمت. و «أمسكته» بيدى «إمساكا»: قبضته باليد (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وصف يمسك خف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 83.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 482. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 257
(2) قال تعالى: فإمساك بمعروف» البقرة 229.(2/171)
و «أمسكت» عن الأمر: كففت عنه. و «أمسكت» المتاع على نفسى: حبسته (1).
و «استمسك» البول: انحبس (2).
و «استمسك» الرجل على الراحلة: استطاع الركوب (3).
* «ذريتهم» من قوله تعالى: {وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم الأعراف / 172.
قرأ «ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ذريتهم» بالإفراد، وحجة ذلك أن «الذرية» تقع للواحد، والجمع، وقد أجمع على الإفراد فى قوله تعالى:} {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم مريم / 58، ولا شىء أكثر من ذرية آدم عليه السلام فلما صح وقوع «الذرية» للجمع، استغنى بذلك عن الجمع.
وقرأ الباقون «ذرياتهم» بالجمع، وحجة ذلك أنه لما كانت «الذرية» تقع للواحد أتى بلفظ لا يقع للواحد، فجمع لتخلص الكلمة إلى معناها المقصود إليه، لا يشركها فيه شىء، وهو الجمع، لأن ظهور بنى آدم
__________
(1) قال تعالى:} {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه الحج / 65.
(2) قال تعالى:} فاستمسك بالذى أوحى إليك الزخرف / 43.
(3) انظر المصباح المنير ج 2ص 573.(2/172)
استخرج منها ذريات كثيرة، لا يعلم عددهم إلا الله تعالى (1).
«الذّرّيّة» على وزن «فعليّة» بضم الفاء، وسكون العين، وكسر اللام مخففة، وتشديد الياء: من «الذرّ» وهم الصغار.
وتكون «الذريّة» واحدا، وجمعا.
وفيها ثلاث لغات: أفصحها ضم الذال، والثانية كسرها، والثالثة فتح الذال مع تخفيف الراء، وزان «كريمة».
وتجمع على «ذريّات» وقد تجمع على «الذرارى».
وقد أطلقت «الذريّة» على الآباء أيضا مجازا.
وبعضهم يجعل «الذريّة» من «ذرأ» الله تعالى الخلق، وترك همزها للتخفيف فوزنها فعّيلة (2).
* «أن تقولوا» من قوله تعالى: أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين الأعراف» 172.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ذرية اقصر وافتح التاء دنف كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 83.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 483.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 258.
(2) انظر: المصباح المنير ج 1ص 207.(2/173)
* «أو تقولوا» من قوله تعالى: {أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل
الأعراف / 173.
قرأ «أبو عمرو» «أن يقولوا، أو يقولوا» بياء الغيب فيهما، جريا على نسق ما قبله وهو قوله تعالى:} {من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم وبعده أيضا لفظ غيبة فى قوله تعالى:
} {وكنا ذرية من بعدهم فحمله على ما قبله، وما بعده من لفظ الغيبة، وفى «يقولوا» ضمير الذرية، على معنى: أشهدهم على أنفسهم لئلا يقولوا، أو يقولوا، قالوا: «بلى شهدنا» أى: شهد بعضنا على بعض.
وقرأ الباقون «أن تقولوا، أو تقولوا» بناء الخطاب فيهما، جريا على لفظ الخطاب المتقدم فى قوله تعالى:} {ألست بربكم، أو يكون على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، والالتفات ضرب من ضروب البلاغة} [1].
* «يلحدون» من قوله تعالى: وذروا الذين يلحدون فى أسمائه
الأعراف / 180.
__________
(1) قال ابن الجزرى: كلا يقول الغيب حم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 84.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 483. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 258.(2/174)
ومن قوله تعالى: {لسان الذى يلحدون إليه أعجمىّ النحل / 103 ومن قوله تعالى:} {إن الذين يلحدون فى آياتنا لا يخفون علينا
فصلت / 40.
قرأ «حمزة» «يلحدون» فى السور الثلاث، بفتح الياء، والحاء، على أنه مضارع «لحد» الثلاثى.
وقرأ «الكسائى، وخلف العاشر» موضع النحل بفتح الياء، والحاء وقد سبق توجيهه.
وقرأ موضعى: «الأعراف، وفصلت» بضم الياء، وكسر الحاء، على أنه مضارع «ألحد» الرباعى.
وقرأ الباقون فى السور الثلاث بضم الياء، وكسر الحاء.
ولحد، وألحد لغتان بمعنى واحد وهو: العدول عن الاستقامة، ومنه قيل: «اللحد»، لأنه إذا حفر يمال به إلى جانب القبر} [1].
يقال: «اللّحد» بفتح اللام: الشق فى جانب القبر، والجمع «لحود» مثل «فلس وفلوس».
__________
(1) قال ابن الجزرى: وضم يلحدون والكسر انفتح:: كفصلت فشا.
وفى النحل رجح فتى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 84.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 484.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 258.(2/175)
و «اللّحد» بضم اللام لغة، وجمعه «ألحاد» مثل: «قفل وأقفال».
و «لحدت» اللحد «لحدا» من باب «نفع ينفع نفعا».
و «ألحدته» «إلحادا»: حفرته.
و «لحدت» الميت و «ألحدته»: جعلته فى «اللحد».
و «لحد» الرجل فى الدين «لحدا» و «ألحد» «إلحادا»: طعن.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى ت 210هـ:
«ألحد» «إلحادا»: جادل، ومارى، و «لحد»: جار وظلم، و «ألحد» فى الحرم بالألف: استحلّ حرمته وانتهكها، و «الملتحد» بفتح الحاء:
اسم الموضع وهو الملجأ اه (1).
* «ويذرهم» من قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادى له ويذرهم فى طغيانهم يعمهون الأعراف / 186.
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر» «ونذرهم» بنون العظمة، ورفع الراء، وجه قراءة النون، أنه عدول عن لفظ الغيبة إلى الإخبار، ووجه الرفع أنه على الاستئناف.
وقرأ «أبو عمرو، وعاصم، ويعقوب» «يذرهم» بالياء على الغيب، ورفع الراء، وجه قراءة الياء جريا على لفظ الغيبة قبله فى قوله تعالى:
} من يضلل الله ووجه الرفع أنه على الاستئناف.
__________
(1) انظر: المصباح المنير ج 2ص 550.(2/176)
وقرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ويذرهم» بالياء على الغيب، وجزم الراء، وجه قراءة الغيبة أنه جريا على نسق ما قبله، ووجه الجزم، أنه عطفا على محل قول تعالى: {فلا هادى له لأنه فى محل جزم جواب الشرط} [1].
يقال فلان يذر الشيء: أى يقذفه لقلة اعتداده به (2).
ويقال: «وذرته، أذره، وذرا» تركته.
قالوا: وأماتت العرب ماضيه، ومصدره، فإذا أريد الماضى قيل:
«ترك»، وربما استعمل الماضى على قلة، ولا يستعمل منه اسم فاعل (3).
* «شركاء» من قوله تعالى: فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما الأعراف / 190.
قرأ «نافع، وشعبة، وأبو جعفر» «شركا» بكسر الشين، وإسكان الراء
__________
(1) قال ابن الجزرى: يذرهم اجزموا شفا ويا:: كفى حما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 84.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 259.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 485.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 518.
(3) انظر المصباح المنير ج 2ص 654.(2/177)
وتنوين الكاف من غير همز على وزن «فعلا» «وشركا» مصدر «شركته فى الأمر أشركه» من باب «تعب يتعب» ثم خفف المصدر بكسر الأول وسكون الثانى.
قال الأزهرى محمد بن أحمد بن الأزهر أبو منصور ت 370هـ:
«الشرك» يكون بمعنى: «الشريك» وبمعنى النصيب، وجمعه أشراك مثل: «شبر وأشبار» اه (1).
وقال أبو جعفر النحاس: ت 338هـ:
التأويل لمن قرأ «شركا» أى: جعلا له ذا شرك، مثل: «واسأل القرية» اه (2).
وقال العكبرى: ت 616هـ:
«وشركا» بكسر الشين، وسكون الراء، والتنوين، وفيه وجهان:
أحدهما تقديره: جعلا لغيره شركا، أى نصيبا، والثانى: جعلا له ذا شرك، فحذف فى الموضعين المضاف اه (3).
وقرأ الباقون «شركاء» بضم الشين، وفتح الراء، وبالمد والهمز، من غير تنوين، جمع شريك (4).
__________
(1) انظر: تاج العروس ج 7ص 148.
(2) اعراب القرآن لابن النحاس ج 1ص 656.
(3) اعراب القرآن للعكبرى ص 290.
(4) قال ابن الجزرى: شركا مداه صليا فى شركاء.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 85. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 485 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 260.(2/178)
يقال: «شركته فى الأمر أشركه» من باب «تعب يتعب» «شركا وشركة» وزان «كلم وكلمة» بفتح الأول، وكسر الثانى: إذا صرت له شريكا.
وجمع «الشريك» «شركاء» و «أشراك». و «شرّكت» بينهما فى المال «تشريكا». و «أشركته» فى الأمر، والبيع بالألف جعلته لك «شريكا» ثم خفف المصدر بكسر الأول، وسكون الثانى، واستعمال المخفف أغلب، فيقال: «شرك وشركة» كما يقال: «كلم وكلمة» على التخفيف (1).
* «لا يتبعوكم» من قوله تعالى: {وإن تدعهم إلى الهدى لا يتبعوكم
الأعراف / 193.
* «يتبعهم» من قوله تعالى:} {والشعراء يتبعهم الغاوون
الشعراء / 224.
قرأ «نافع» «لا يتبعوكم» فى الأعراف، «يتبعهم» فى الشعراء، بإسكان التاء، وفتح الباء، على أنه مضارع «تبع» الثلاثى.
وقرأ الباقون بفتح التاء المشددة، وكسر الباء فى الموضعين، على أنه مضارع «اتبع»} [2].
__________
(1) انظر: المصباح المنير ج 1ص 311.
(2) قال ابن الجزرى: يتبعوا كالظلّة بالخف والفتح اتل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 85.(2/179)
قال مكى بن أبى طالب: ت 437هـ:
والقراءتان لغتان بمعنى، حكى «أبو زيد الأنصارى ت 215هـ:
«رأيت القوم فاتبعتهم، إذا سبقوك فأسرعت نحوهم، وتبعتهم مثله» اه
ثم قال: وقال بعض أهل اللغة: «تبعه» مخففا: إذا مضى خلفه، ولم يدركه، «واتّبعه» مشددا: إذا مضى خلفه فأدركه» اه (1).
ويقال: «تبع» زيد عمرا «تبعا» من باب «تعب تعبا»: مشى خلفه أو مرّ به فمضى معه، والمصلّى «تبع» لإمامه، والناس «تبع» له، ويكون واحدا، وجمعا، ويجوز جمعه على «أتباع» مثل: «سبب وأسباب» و «تتابعت» الأخبار: جاء بعضها إثر بعض بلا فصل. و «تتبّعت» أحواله: تطلّبتها شيئا بعد شىء فى مهلة و «التبعة» وزان «كلمة» ما تطلبه من ظلامة ونحوها (2).
* «يبطشون» من قوله تعالى: {أم لهم أيد يبطشون بها
الأعراف / 195.
* «يبطش» من قوله تعالى:} فلما أن أراد أن يبطش بالذى هو عدو لهما القصص / 19.
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 486.
(2) انظر: المصباح المنير ج 1ص 72.(2/180)
* «نبطش» من قوله تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى
الدخان / 16.
قرأ «أبو جعفر» «يبطشون، يبطش، نبطش» بضم الطاء، على أنه مضارع «بطش يبطش» نحو: «خرج يخرج».
وقرأ الباقون الألفاظ الثلاثة بكسر الطاء، على أنه مضارع «بطش، يبطش» نحو: «ضرب يضرب»} [1].
يقال: «بطش به بطشا» من باب «ضرب يضرب ضربا» وفى لغة من باب «قتل يقتل قتلا»، «والبطش»: الأخذ بعنف (2).
* «طائف» من قوله تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون الأعراف / 201.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائى، ويعقوب» «طيف» بحذف الألف التى بعد الطاء، وإثبات ياء ساكنة بعدها مكان الهمزة، على وزن «ضعيف» على أنه مصدر «طاف الخيال يطيف طيفا» مثل: «كال يكيل كيلا». قال «أبو عبيدة معمر بن المثنى» ت 201هـ:
«طيف من الشيطان يلمّ به» اه} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يبطش كله بضم كسر ثق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 85. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 260وج 2ص 112، 225.
(2) المصباح المنير ج 1ص 51.
(3) انظر الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 487.(2/181)
وقرأ الباقون «طائف» بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة من غير ياء على أنه اسم فاعل من «طاف يطوف فهو طائف» نحو: «قال يقول فهو قائل» (1)
وقال «مكى بن أبى طالب»: حجة من قرأ على «فاعل» أنه جعله أيضا مصدرا كالعافية، والعاقبة، وحكى «أبو زيد الأنصارى»:
«طاف الرجل يطوف طوفا»: إذا أقبل، وأدبر، وأطاف يطيف: إذا جعل يستدير بالقوم، ويأتيهم من نواحيهم، وطاف الخيال يطوف: إذا ألمّ فى المنام» اه، وقيل: الطائف ما طاف به من وسوسة الشيطان، والطيف من اللمم، والمسّ الجنون اه (2).
وجاء فى المصباح: «طاف بالشيء يطوف طوفا وطوافا»: استدار به.
و «طاف يطيف» من باب «باع يبيع». و «أطافه» بالألف، و «استطاف» به كذلك، و «أطاف بالشيء: أحاط به اه (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وطائف طيف رعا حقا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 87.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 261.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 487.
(3) انظر: المصباح المنير ج 2ص 380.(2/182)
* «يمدونهم» من قوله تعالى: {وإخوانهم يمدونهم فى الغى
الأعراف / 202.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «يمدونهم» بضم الياء، وكسر الميم على أنه مضارع «أمدّ يمد» المزيد بهمزة.
وقرأ الباقون «يمدّونهم» بفتح الياء، وضم الميم، على أنه مضارع «مدّ يمد» مضعف الثلاثى. ومدّ، وأمدّ: لغتان، يقال: مددت فى الشر، ومنه قوله تعالى:
} {الله يستهزئ بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون البقرة / 15.
ويقال: أمددت فى الخير، ومنه قوله تعالى:
} {وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون الطور / 22} [1].
يقال: «مددت» الدواة «مدّا» من باب «قتل يقتل قتلا»: جعلت فيها «المداد». و «أمددتها» بالألف «لغة»، و «مددت» من الدواة، و «استمددت» منها: أخذت منها بالقلم للكتابة، و «مدّ» البحر «مدّا»:
زاد، و «مدّه» غيره «مدّا»: زاده، و «أمدّ» بالألف، و «أمدّه» غيره، يستعمل الثلاثى، والرباعى لازمين، ومتعدّيين (2).
تمت سورة الأعراف ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: وضم واكسر يمدون لضم ثدى أم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 87. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 262. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 487.
(2) انظر المصباح المنير ج 2ص 566.(2/183)
سورة الأنفال
* «مردفين» من قوله تعالى: {فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين الأنفال / 9.
قرأ «نافع، وأبو جعفر، ويعقوب» «مردفين» بفتح الدال، على أنه اسم مفعول.
قال «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224هـ: «تأويله أن الله تبارك وتعالى أردف المسلمين بالملائكة اه وكان «مجاهد بن جبر» ت 104هـ يفسرها: «ممدين».
وقرأ الباقون «مردفين» بكسر الدال، على أنه اسم فاعل.
قال «أبو عمرو بن العلاء البصرى» ت 154هـ: أى أردف بعضهم بعضا، فالإرداف أن يحمل الرجل صاحبه خلفه، تقول: «ردفت الرجل» أى ركبت خلفه، وأردفته: إذا أركبته خلفى اه.
وقال ابن مجاهد ت 324هـ: «مردفين»: أى متقدمين لمن وراءهم، كأن من يأتى بعدهم ردف لهم، أى أتوا فى ظهورهم اه} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ومردفى افتح داله مدا ظمى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 88.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 486.
وحجة القراءات لابن زنجلة ص 307. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 263.(2/184)
ويقال: «الرديف»: الذى تحمله خلفك على ظهر الدابة، تقول:
«أردفته إردافا» و «ارتدفته» فهو «رديف»، و «ردف» ومنه «ردف» المرأة:
وهو عجزها، والجمع «أرداف» و «استردفته» سألته أن يردفنى.
وجمع «الرديف» «ردافى» على غير قياس، نحو: «حبارى».
وقال «الزجاج» إبراهيم بن السرى ت 311هـ: «ردفت» الرجل بالكسر: إذا ركبت خلفه، و «أردفته»: إذا أركبته خلفك، و «ردفته» بالكسر: لحقته وتبعته. و «ترادف» القوم: تتابعوا، وكل شىء تبع شيئا فهو «ردفه» اه (1).
* «يغشيكم النعاس» من قوله تعالى: إذ يغشيكم النعاس أمنة منه الأنفال / 11.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «يغشاكم» بفتح الياء، وسكون الغين، وفتح الشين، وألف بعدها، على أنه مضارع «غشى يغشى» نحو: «رضى يرضى»، و «النعاس» بالرفع، فاعل «يغشاكم».
وقرأ «نافع، وأبو جعفر» «يغشيكم» بضم الياء، وسكون الغين، وكسر الشين، وياء بعدها، مضارع «أغشى يغشى» نحو: «أهدى يهدى» و «النعاس» بالنصب مفعول به، وفاعل «يغشيكم» ضمير مستتر
__________
(1) انظر: المصباح المنير ج 1ص 225224.(2/185)
يعود على الله تعالى المتقدم ذكره فى قوله تعالى: {وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم رقم / 10.
وقرأ الباقون «يغشيكم» بضم الياء، وفتح الغين، وكسر الشين مشددة، وياء بعدها، مضارع «غشّى يغشّى» بالتشديد، و «النعاس» بالنصب مفعول به، والفاعل ضمير يعود على الله تعالى.
واعلم أن التخفيف، والتشديد فى «يغشى» لغتان بمعنى، فمن التخفيف قوله تعالى:} {فأغشيناهم فهم لا يبصرون يس / 9.
وقوله تعالى:} {كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما
يونس / 27.
ومن التشديد قوله تعالى:} {فغشاها ما غشى النجم / 54} [1].
ويقال: «غشى» عليه بالبناء للمفعول «غشيا» بفتح الغين، وسكون الشين، وضم الغين لغة.
__________
(1) قال ابن الجزرى: رفع النعاس حبر يغشى فاضمم واكسر لباق.
واشددا مع موهن:: خفف ظبا كنز انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 88.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 489.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 263. وحجة القراءات لابن زنجلة ص 308.(2/186)
و «الغشية» بفتح الغين: المرّة، فهو «مغشىّ» عليه.
ويقال: إن «الغشى» يعطل القوى المحركة، والأوردة الحسّاسة، لضعف القلب بسبب وجع شديد، أو برد، أو جوع مفرط.
وقيل: «الغشى» هو الإغماء.
و «غشيته أغشاه» من باب «تعب»: «أتيته» والاسم «الغشيان» بالكسر، وكنى به عن الجماع فقيل: «غشيها وتغشاها» «والغشاء»:
«الغطاء» وزنا ومعنى، وهو اسم من «غشّيت» الشيء بالتثقيل: إذا غطيته و «الغشاوة» بالكسر: الغطاء أيضا اه (1).
ويقال: «نعس ينعس» من باب «قتل يقتل» والاسم «النعاس» فهو «ناعس» والجمع «نعّس» مثل «راكع وركع» والمرأة «ناعسة» والجمع «نواعس»، وربما قيل: «نعسان ونعسى» حملوه على «وسنان ووسنى» وأول النوم «النعاس» وهو أن يحتاج الإنسان إلى النوم، ثم «الوسن» وهو ثقل النعاس، ثم «الترنيق» وهو مخالطة النعاس للعين، ثم «الكرى» وهو «الغمض» وهو أن يكون الإنسان بين النائم واليقظان، ثم «العفق» وهو النوم وأنت تسمع كلام القوم، ثم «الهجود» و «الهجوع» اه (2).
__________
(1) انظر: المصباح المنير ج 2ص 447، 448.
(2) انظر: المصباح المنير ج 2ص 613.(2/187)
* «موهن كيد» من قوله تعالى: {ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين الأنفال / 18.
قرأ «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «موهن» بسكون الواو، وتخفيف الهاء، والتنوين، على أنه اسم فاعل من «أوهن يوهن فهو موهن» مثل: «أيقن يوقن فهو موقن» و «كيد» بالنصب، مفعول به، واعلم أن التنوين فى «موهن» على الأصل فى اسم الفاعل إذا أريد به الحال، أو الاستقبال.
وقرأ «حفص» «موهن» بسكون الواو، وتخفيف الهاء، من غير تنوين، على أنه اسم فاعل من «أوهن» الرباعى، وحذف التنوين، للإضافة والتخفيف، و «كيد» بالخفض على الإضافة، وقد جاء القرآن بحذف التنوين من اسم الفاعل مع الإضافة فى نحو قوله تعالى:
} {إن الله بالغ أمره الطلاق / 3.
وقرأ الباقون «موهن» بفتح الواو، وتشديد الهاء، والتنوين، على أنه اسم فاعل من «وهّن» مضعف العين نحو: «قتّل يقتّل فهو مقتّل» و «كيد» بالنصب مفعول به.
واعلم أن فى التشديد معنى التكرير، فهو توهين بعد توهين، وذلك أن التشديد إنما وقع لتكرار الفعل، وذلك ما ذكره الله من تثبيت أقدام المؤمنين بالغيث، وربطه على قلوبهم، وتقليله إياهم فى أعينهم عن القتال،
فذلك منه شىء بعد شىء، وحال بعد حال، وفى وقت بعد وقت، فكان الأولى بالفعل أن يشدّد لتردد هذه الأفعال، فكأنه أوقع «الوهن» بكيد الكافرين مرّة بعد مرّة} [1].(2/188)
واعلم أن فى التشديد معنى التكرير، فهو توهين بعد توهين، وذلك أن التشديد إنما وقع لتكرار الفعل، وذلك ما ذكره الله من تثبيت أقدام المؤمنين بالغيث، وربطه على قلوبهم، وتقليله إياهم فى أعينهم عن القتال،
فذلك منه شىء بعد شىء، وحال بعد حال، وفى وقت بعد وقت، فكان الأولى بالفعل أن يشدّد لتردد هذه الأفعال، فكأنه أوقع «الوهن» بكيد الكافرين مرّة بعد مرّة (1).
تنبيه: اعلم أن القراءات التى فى {ولكن الله قتلهم} {ولكن الله رمى تقدمت فى سورة البقرة أثناء الحديث عن القراءات التى فى} {ولكن الشياطين كفروا / 101.
* «وأن الله» من قوله تعالى:} {وإن تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين الأنفال / 19.
قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر» «وأنّ» بفتح الهمزة، على تقدير اللام، أى «ولأن» فلما حذفت اللام جعلت «أنّ» مفتوحة الهمزة، والتقدير: ولأن الله مع المؤمنين لن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت، أى: من كان الله فى نصره لن تغلبه فئة وإن كثرت، فارتباط الكلام بعضه ببعض حسن، وبالفتح يرتبط ذلك وينتظم، وهو أيضا متناسق مع قوله تعالى قبل:
} وأن الله موهن كيد الكافرين رقم / 18.
__________
(1) قال ابن الجزرى: موهن خفف ظبى كنز ولا ينون:: مع خفض كيد عد انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 89. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 490 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 264. وحجة القراءات لابن زنجلة ص 309.(2/189)
وقرأ الباقون «وإنّ» بكسر الهمزة، على الابتداء، والاستئناف، وفيه معنى التوكيد لنصرة الله للمؤمنين، لأن «إنّ» إنما تكسر فى الابتداء لتوكيد ما بعدها من الخبر (1).
تنبيه: تقدم الكلام على «يميز» فى آل عمران أثناء الكلام على قوله تعالى: {حتى يميز الخبيث من الطيب آل عمران / 179.
* «يعملون» من قوله تعالى:} {فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير
الأنفال / 39.
قرأ «رويس» «تعملون» بتاء الخطاب، ليتناسب مع قوله تعالى فى صدر الآية:} {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة.
ومع قوله تعالى بعد:} فاعلموا أن الله مولكم رقم / 40أو يكون الخطاب على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، والالتفات ضرب من ضروب البلاغة.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وبعد افتح وأن:: عمّ علا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 89.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 491.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 265.
وحجة القراءات لابن زنجلة ص 310.(2/190)
وقرأ الباقون «يعملون» بياء الغيب، لمناسبة قوله تعالى قبل:
{فإن انتهوا} [1].
* «بالعدوة» من قوله تعالى: {إذا أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى الأنفال / 42.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «بالعدوة» معا، بكسر العين.
وقرأ الباقون بضم العين فيهما. والكسر، والضم لغتان مثل: «إسوة»} [2].
فالكسرة لغة «فبس» والضم لغة «قريش» و «عدوة» الوادى: جانبه (3).
* «حىّ» من قوله تعالى: ويحيى من حىّ عن بينة الأنفال / 42.
قرأ «نافع، والبزى، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر، وقنبل بخلف عنه «حيى» بكسر الياء الأولى مع فك الإدغام، وفتح الياء الثانية، ووجه ذلك أنه أتى بالفعل على أصله، واستثقل الإدغام، والتشديد فى الياء.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويعملوا الخطاب غن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 89. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 267.
(2) قال ابن الجزرى: بالعدوة اكسر ضمه حقا معا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 89. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 491 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 268. وحجة القراءات ص 310.
(3) انظر: المصباح المنير ج 2ص 398.(2/191)
وأيضا فإنه تشبيه بياء «يحيى» من قوله تعالى: {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى سورة القيامة رقم / 40، وياء «يحيى» لا يحسن فيها الإدغام فى أىّ حال من الأحوال، وإنما أشبهتها لأنها قد تتغير بالسكون إذا اتصل بها المضمر المرفوع، كما تتغير ياء «يحيى» فى النصب، ولا يدغم فيها، لأن تغييرها عارض.
وقرأ الباقون «حىّ» بياء واحدة مشددة، وهو الوجه الثانى «لقنبل» نحو: «عىّ».
ووجه الإدغام أن الياء الأولى من «حيى» يلزمها الكسر، كما يلزم عين «عضضت وشممت» فصارت بلزوم الحركة لها كغيرها من حروف السلامة فصارت كالصحيح فى نحو: «عضّ وشمّ».
وأجرى هذا مجراه فأدغم إذ صارت الياء الأولى بالحركة فى حكم الصحيح، فإذا لزمت الحركة لام الفعل جاز الإدغام.
قال «الخليل بن أحمد الفراهيدى» ت 170هـ: «يجوز الإدغام، والإظهار، إذا كانت الحركة فى الثانى لازمة» اه} [1].
وقال «ابن مالك» ت 672هـ: «وحيى افكك وادغم دون حذر» اه.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وحيى اكسر مظهرا صفا زعا:: خلف ثوى اذهب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 89. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 492 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 268. وحجة القراءات ص 310.(2/192)
* «يتوفى» من قوله تعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة
الأنفال / 50.
قرأ «ابن عامر» «تتوفى» بالتاء، على تأنيث الفعل، وذلك لأن لفظ الملائكة مؤنث، والمراد به: جماعة الملائكة، ومنه قوله تعالى:} {فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب آل عمران / 39.
وقرأ الباقون «يتوفى» بالياء، على تذكير الفعل، وذلك لأن تأنيث الملائكة غير حقيقى، وللفصل بين الفعل والفاعل، ولأن المراد جمع الملائكة، كما تقول: «قال الرجال» أى جمع الرجال.
قال «الزجاج» إبراهيم بن السرى ت 311هـ: «الوجهان جميعا جائزان، لأن الجماعة يلحقها اسم التأنيث لأن معناها معنى جماعة، ويجوز أن يعبر عنها بلفظ التذكير كما يقال: «جمع الملائكة» اه} [1].
* «ولا يحسبن» من قوله تعالى: ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا
الأنفال / 59.
قرأ «ابن عامر، وحفص، وحمزة، وأبو جعفر، وإدريس بخلف عنه
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويتوفى أنث أنهم فتح كفل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 90. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 493 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 269. وحجة القراءات ص 162، 311.(2/193)
«يحسبن» بياء الغيب، و «الذين كفروا» فاعل، والمفعول الأول محذوف، والتقدير: «أنفسهم» و «سبقوا» فى محل نصب مفعول ثان مع تقدير «أن» قبل «سبقوا» وحينئذ يكون المعنى: لا يحسبن الكفار أنفسهم سابقين.
ويجوز أن يضمر «أن» مع «سبقوا» فتسدّ مسدّ المفعولين، مثل قوله تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا العنكبوت / 2.
وقرأ الباقون «تحسبن» بتاء الخطاب، والمخاطب نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى قبل:} {الذين عاهدت منهم الخ رقم / 56، و «الذين كفروا» مفعول أول، و «سبقوا» مفعول ثان، وهذه القراءة هى الوجه الثانى «لإدريس».
وحينئذ يكون المعنى: «ولا تحسبن يا محمد الكفار سابقين»} [1].
وقرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر» بفتح السين.
وقرأ الباقون بكسرها، وهما لغتان (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويحسبن فى عن كم ثنا وفيهما خلاف إدريس اتضح.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 90. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 493.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 269. وحجة القراءات ص 312
(2) قال ابن الجزرى: ويحسب مستقبلا يفتح سين كتبوا.
فى نص ثبت(2/194)
* «إنهم» من قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون الأنفال / 59.
قرأ «ابن عامر» «أنهم» بفتح الهمزة، على إسقاط لام العلة، والمعنى ولا يحسبن الكفار أنفسهم سبقوا لأنهم لا يعجزون.
وقرأ الباقون «إنهم» بكسر الهمزة، وذلك على الاستئناف، والقطع} [1].
تنبيه: تقدم الكلام على «السلم» أثناء الحديث على توجيه القراءات التى فى «السلم» فى سورة البقرة رقم الآية / 208.
* «يكن» من قوله تعالى: وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا الأنفال / 65.
قرأ «أبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «يكن» بالياء، على تذكير الفعل، وذلك للفصل بين «يكن» و «مائة» لأنها اسمها.
وأيضا فإن «مائة» وإن كان لفظها مؤنثا إلا أن معناها مذكر، لأن المراد به «العدد».
__________
(1) قال ابن الجزرى: أنهم فتح كفل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 91. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 494 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 270. وحجة القراءات ص 312.(2/195)
وقرأ الباقون «تكن» بالتاء، على تأنيث الفعل، وذلك لتأنيث لفظ «مائة» (1)
* «ضعفا» من قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا الأنفال / 66.
قرأ «أبو جعفر» «ضعفاء» بضم الضاد، وفتح العين والفاء، وبعدها ألف، وبعد الألف همزة مفتوحة بلا تنوين، جمع «ضعيف» مثل: «ظريف وظرفاء».
وقرأ «عاصم، وحمزة، وخلف العاشر» «ضعفا» بفتح الضاد.
وقرأ الباقون «ضعفا» بضم الضاد} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ثانى يكن حما كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 91.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 494.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 271. وحجة القراءات ص 312.
(2) قال ابن الجزرى: ضعفا فحرك لا تنوين مد ثب:: والضم فافتح نل فنى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 92.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 495.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 271. وحجة القراءات ص 313.(2/196)
و «والضعف» بفتح الضاد لغة «تميم» وبضمها لغة «قريش»: خلاف القوة، والصحة.
فالمضموم مصدر «ضعف» بضم العين، مثل: «قرب قربا».
والمفتوح مصدر «ضعف» بفتح العين، من باب «قتل».
والجمع «ضعفاء» و «ضعاف» أيضا، وجاء «ضعفة» بفتح الضاد والعين، و «ضعفى» بفتح الضاد، وسكون العين، لأن «فعيلا» إذا كان صفة وهو بمعنى «مفعول» جمع على «فعلى» مثل: «قتيل وقتلى» و «جريح وجرحى».
قال الخليل بن أحمد الفراهيدى ت 170هـ:
«هلكى، وموتى، ذهابا إلى أن المعنى معنى «مفعول» وقالوا: «أحمق وحمقى» لأنه عيب أصيبوا به فكان بمعنى مفعول.
وشذ من ذلك «سقيم» فجمع على «سقام» بالكسر لا على «سقمى» ذهابا إلى أن المعنى معنى «فاعل».
ولوحظ فى «ضعيف» معنى «فاعل» فجمع على «ضعاف» و «ضعفة» مثل: «كافر وكفرة».
ويقال: «أضعفه» الله «فضعف» فهو «ضعيف». و «ضعف عن الشيء» عجز عن احتماله، و «استضعفته»: رأيته «ضعيفا» أو جعلته كذلك (1).
__________
(1) انظر المصباح المنير ج 2ص 362.(2/197)
* «يكن» من قوله تعالى: {فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين الأنفال / 66.
قرأ «عاصم، حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يكن» بالياء على التذكير، لأن تأنيث «مائة» مجازى، وللفصل بشبه الجملة.
وقرأ الباقون «تكن» بتاء التأنيث، لتأنيث لفظ مائة، ولأنها وصفت بصابرة} [1].
* «يكون» من قوله تعالى: ما كان لنبى أن يكون له أسرى»
الأنفال / 67.
قرأ «أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «تكون» بتاء التأنيث، لتأنيث لفظ «الأسرى» بألف التأنيث المقصورة.
وقرأ الباقون «يكون» بياء التذكير، حملا على تذكير معنى «الأسرى» لأن المراد به «الرجال».
__________
(1) قال ابن الجزرى: ثانى يكن حما كفى بعد كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 92.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 494.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 272.
وحجة القراءات 313.(2/198)
وأيضا للفصل بين «يكون» و «أسرى» بالجار والمجرور (1).
* «أسرى» من قوله تعالى: {ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض الأنفال / 67.
قرأ «أبو جعفر» «أسارى» بضم الهمزة، وفتح السين، وألف بعدها على وزن «سكارى».
وقرأ الباقون «أسرى» بفتح الهمزة، وإسكان السين من غير ألف على وزن «سكرى».
«وأسارى، وأسرى» جمع «أسير»} [2].
* «الأسرى» من قوله تعالى: يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى الأنفال / 70.
قرأ «أبو عمرو، وأبو جعفر» «الأسارى» بضم الهمزة، وفتح السين وألف بعدها، على وزن «سكارى».
__________
(1) قال ابن الجزرى: أن يكون أنثا ثبت حما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 92. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 495 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 272. وحجة القراءات ص 313.
(2) قال ابن الجزرى: أسرى أسارى ثلثا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 92. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 272.(2/199)
وقرأ الباقون «الأسرى» بفتح الهمزة، وإسكان السين من غير ألف، على وزن «سكرى».
«وأسارى، وأسرى» جمع «أسير» (1).
* «ولايتهم» من قوله تعالى: {والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا الأنفال / 72.
قرأ «حمزة» «ولايتهم» بكسر الواو.
وقرأ الباقون «ولايتهم» بفتح الواو.
والولاية: بكسر الواو، وفتحها لغتان فى مصدر «وليت الأمر إليه ولاية» ومعناها: النصرة، والعرب تقول: «نحن لكم على بنى فلان ولاية» أى: أنصار} [2].
و «الولى مثل: «فلس»: القرب، وفى الفعل لغتان: أكثرهما «وليه يليه» بكسرتين. والثانية من باب «وعد» وهى قليلة الاستعمال.
وقيل: «الولى» حصول الثانى بعد الأول من غير فصل. و «وليت» الأمر «أليه» بكسرتين «ولاية» بالكسر توليته (3).
تمت سورة الأنفال ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: من الأسارى حز ثنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 92. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 272.
(2) قال ابن الجزرى: ولاية فاكسر فشا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 93. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 497 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 272. وحجة القراءات ص 314.
(3) انظر: المصباح المنير ج 2ص 672.(2/200)
سورة التوبة
* «لا أيمان لهم» من قوله تعالى: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم التوبة / 12.
قرأ «ابن عامر» «إيمان» بكسر الهمزة، على أنه مصدر «آمنته» من «الأمان» أى: لا يوفون لأحد بأمان يعقدونه، ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى عنهم:} {لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة» التوبة» 10.
ويبعد فى المعنى أن يكون من «الإيمان» الذى هو التصديق لأن الله وصفهم بالكفر قبله، فتبعد صفتهم بنفى الإيمان عنهم، لأنه معنى قد ذكر إذ أضاف الكفر إليهم، فاستعماله بمعنى آخر أولى ليفيد الكلام فائدتين.
وقرأ الباقون «أيمان» بفتح الهمزة، على أنه جمع «يمين» ودليل ذلك قوله تعالى قبل:} {إلا الذين عاهدتم من المشركين رقم / 4.
والمعاهدة تكون بالأيمان، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى بعد:
} {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم رقم / 13} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكسر لا أيمان كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 93.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 500.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 203. وحجة القراءات ص 315.(2/201)
* «مساجد» من قوله تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر التوبة / 17.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «مسجد» الموضع الأول من سورة التوبة بالتوحيد، لأن المراد به المسجد الحرام.
قال «أبو عمرو بن العلاء البصرى» ت 154هـ:
ويؤيد هذا قوله تعالى بعد:} {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله رقم / 19.
وقرأ الباقون «مساجد» بالجمع، لأن المراد جميع المساجد، ويدخل المسجد الحرام من باب أولى، ودل على ذلك قوله تعالى بعد:} {«إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر رقم / 18.
تنبيه: «مساجد» من قوله تعالى: «} {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر التوبة رقم / 18، اتفق القراء العشرة على قراءته بالجمع، لأن المراد جميع المساجد} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: مسجد حق الأول وحّد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 94.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 500.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 274، وحجة القراءات ص 316.(2/202)
* «وعشيرتكم» من قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم التوبة / 24.
قرأ «شعبة» «عشيراتكم» بألف بعد الراء على الجمع، لأن لكل واحد من المخاطبين عشيرة، فجمع لكثرة عشائرهم. والعشيرة:
«القبيلة» ولا واحد لها من لفظها. والجمع «عشيرات، وعشائر»} [1].
وقرأ الباقون «عشيرتكم» بغير ألف على الإفراد، لأن العشيرة واقعة على الجمع، أى عشيرة كل منكم، فاستغنى بذلك لخفته (2).
* «عزيز» من قوله تعالى: وقالت اليهود عزيز ابن الله التوبة / 30.
قرأ «عاصم، والكسائى، ويعقوب» «عزيز» بالتنوين، وكسره حال الوصل، على الأصل فى التخلص من التقاء الساكنين، ولا يجوز ضمه «للكسائى» على مذهبه حيث يقرأ بضم أول الساكنين، لأن ضمة نون «ابن» ضمة إعراب، فهى غير لازمة.
__________
(1) انظر: المصباح المنير ج 2ص 411.
(2) قال ابن الجزرى: عشيرات صدق جمعا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 95. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 500 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 575.
وحجة القراءات ص 316.(2/203)
و «عزيز» وإن كان اسما أعجما إلا أنه صرف لخفته «كنوح ولوط».
وقيل: صرف لأنه جاء على صورة الأسماء العربية المصغرة، مثل:
«نصيرا، وبكيرا»، فلما أشبهها نون وصرف وإن كان فى الأصل أعجميا وعلى هذا القراءة يعرب «عزير» مبتدأ، و «ابن» خبر ولفظ الجلالة مضاف إليه.
وقرأ الباقون «عزير» بضم الراء، وحذف التنوين، على أنه اسم أعجمى ممنوع من الصرف، «وعزير» مبتدأ و «ابن» صفة، ولفظ الجلالة مضاف إليه، وخبر المبتدإ محذوف، والتقدير: «معبودنا».
وقيل: حذف التنوين فى «عزير» لكثرة الاستعمال، ولأن الصفة والموصوف كاسم واحد، وإثبات التنوين مع كون «ابن» صفة لا يحسن، لأنه مرفوض غير مستعمل (1).
* «اثنا عشر» من قوله تعالى: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشرة شهرا التوبة / 36.
__________
(1) قال ابن الجزرى: عزير نونوا رم نل ظبى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 95. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 501 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 275. وحجة القراءات ص 316.(2/204)
* «أحد عشر» من قوله تعالى: {إنى رأيت أحد عشر كوكبا
يوسف / 4.
* «تسعة عشر» من قوله تعالى:} {عليها تسعة عشر المدثر / 30.
قرأ «أبو جعفر» «اثنا عشر» بإسكان العين، ومد الألف مدّا مشبعا لأجل الساكن، لأنه حينئذ أصبح من باب المد اللازم.
وقرأ «أيضا «أحد عشر، تسعة عشر» بإسكان العين أيضا كل هذا حالة وصل «اثنا، أحد، تسعة» «بعشر» أما إذا أراد الابتداء على وجه الاختبار «بعشر» فإنه حينئذ يبتدئ بفتح العين.
وقرأ «الباقون كل ذلك بفتح العين، وصلا، وبدءا.
والإسكان، والفتح لغتان صحيحتان، وقد سمع عن العرب التقاء الساكنين فى قولهم: «التقت حلقتا البطان» بإثبات ألف «حلقتا»} [1].
* «يضل به» من قوله تعالى: إنما النسئ زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا التوبة / 37.
__________
(1) قال ابن الجزرى: عين عشر فى الكل سكن ثغبا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 95.
وشرح الطيبة لابن الناظم ص 307.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 277.(2/205)
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يضل» بضم الياء، وفتح الضاد، وهو مضارع مبنى للمفعول من «أضل» الرباعى، على معنى أن كبراءهم يحملونهم على تأخير حرمة الشهر الحرام، فيضلونهم بذلك، و «الذين كفروا» نائب فاعل.
وقرأ «يعقوب» «يضل» بضم الياء، وكسر الضاد، وكسر الضاد، على البناء للفاعل، وهو مضارع «أضلّ» أيضا، والفاعل ضمير عائد على «الله تعالى» المتقدم ذكره فى قوله تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشرة شهرا رقم / 36و «الذين كفروا» مفعول.
وقرأ الباقون «يضل» بفتح الباء وكسر الضاد، على أنه مضارع «ضل» الثلاثى مبنى للفاعل، و «الذين كفروا» فاعل، وأضيف الفعل إلى الكفار، لأنهم هم الضالون فى أنفسهم بذلك التأخير، لأنهم يحلون ما حرم الله} [1].
* «وكلمة الله» من قوله تعالى: وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا التوبة / 40.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يضل فتح الضاد صحب:: ضم يا صحب ظبى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 96والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 277 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 502. وحجة القراءات ص 318.(2/206)
قرأ «يعقوب» «وكلمة الله» بنصب التاء، عطفا على «كلمة» الأولى الواقعة مفعولا «لجعل» وجملة «هى العليا» فى محلّ نصب مفعول ثان.
وقرأ الباقون «كلمة الله» برفع التاء، على الابتداء، وجملة «هى العليا» فى محل رفع خبر المبتدإ، أو «هى» ضمير فصل، و «العليا» مفعول ثان (1).
تنبيه: تقدم الكلام على القراءات التى فى «كرها» من قوله تعالى:
{قل أنفقوا طوعا أوكرها رقم / 53أثناء الحديث عن القراءات التى فى «كرها» من قوله تعالى:} {يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها سورة النساء / 19.
* «تقبل» من قوله تعالى:} وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم
التوبة / 54.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يقبل» بالياء، على تذكير الفعل لأن «نفقاتهم» تأنيثها غير حقيقى، ولأنه قد فرق بينه وبين الفعل بالجار والمجرور: «منهم» ولأن النفقات أموال، فكأنه تعالى قال: وما منعهم أن يقبل منهم أموالهم، فحمل على المعنى فذكّر.
__________
(1) قال ابن الجزرى: كلمة انصب ثانيا رفعا:: إلى قوله: ظلم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 96والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 277(2/207)
وقرأ الباقون «تقبل» بالتاء، على التأنيث، وذلك لتأنيث لفظ «نفقات» فأنث الفعل ليوافق اللفظ المعنى (1).
* «مدّخلا» من قوله تعالى: {لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا
التوبة / 57.
قرأ «يعقوب» «مدخلا» بفتح الميم، وإسكان الدال مخففة، على أنه اسم مكان من «دخل يدخل» الثلاثى.
وقرأ الباقون «مدّخلا» بضم الميم، وفتح الدال مشددة، على أنه اسم مكان من «ادّخل» على وزن «افتعل» والأصل «مدتخلا» فأدغمت الدال فى التاء، وذلك لوجود التجانس بينهما إذ يخرجان من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا.
كما أنهما مشتركان فى الصفات الآتية: الشدة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يقبل رد فتى.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 97والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 503 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 279وحجة القراءات ص 319.
(2) قال ابن الجزرى: ومدخلا مع الفتح لضم:: يلمز ضم الكسر فى الكل ظلم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 97والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 279 وشرح طيبة النشر ص 307.(2/208)
* «يلمزك» من قوله تعالى: {ومنهم من يلمزك فى الصدقات
التوبة / 58.
* «يلمزون» من قوله تعالى:} {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات التوبة / 79.
* «تلمزوا» من قوله تعالى:} {ولا تلمزوا أنفسكم الحجرات / 11.
قرأ «يعقوب» «يلمزك، يلمزون، تلمزوا» بضم الميم، على أنه مضارع «لمز يلمز» من باب «نصر ينصر».
واللمز: الاغتياب، وتتبع المعاب.
وقرأ الباقون الألفاظ الثلاث بكسر الميم، على أنه مضارع «لمز يلمز» من باب «ضرب يضرب»} [1].
* «ورحمة» من قوله تعالى: قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم التوبة / 61.
قرأ «حمزة» «ورحمة» بخفض التاء، على أنه معطوف على «خير» أى هو أذن خير، وأذن رحمة، لأن الخير هو الرحمة، والرحمة هى الخير.
وقرأ الباقون «ورحمة» برفع التاء، على أنه معطوف على «أذن».
__________
(1) قال ابن الجزرى: يلمز ضم الكسر فى الكل ظلم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 97والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 279 وشرح طيبة النشر ص 307.(2/209)
والمعنى: قل يا مخاطب: «محمد» صلّى الله عليه وسلّم أذن خير لكم ورحمة، أى هو رحمة، وجعل النبى عليه الصلاة والسلام رحمة، لكثرة وقوعها على يديه كما قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين الأنبياء / 107.
ويجوز أن يكون «ورحمة» خبر المبتدإ محذوف، أى هو رحمة} [1].
* «نعف، نعذب، طائفة» من قوله تعالى: {إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة التوبة / 66.
قرأ «عاصم» «نعف» بنون العظمة مفتوحة، وضم الفاء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «نحن» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره فى قوله تعالى:} إن الله مخرج ما تحذرون رقم / 64.
وقرأ «نعذب» بنون العظمة مضمومة، وكسر الذال مشددة، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر يعود على «الله تعالى» أيضا، و «طائفة» بالنصب مفعول به.
وقرأ الباقون «يعف» بياء تحتية مضمومة، وفتح الفاء، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل الجار والمجرور: «عن طائفة». و «تعذب»
__________
(1) قال ابن الجزرى: ورحمة رفع فاخفض فشا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 91. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 503 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 280. وشرح طيبة النشر ص 308.(2/210)
بتاء فوقية مضمومة، وفتح الذال مشددة، على البناء للمفعول، و «طائفة» بالرفع نائب فاعل (1).
* «المعذّرون» من قوله تعالى: وجاء المعذّرون من الأعراب ليؤذن لهم التوبة / 90.
قرأ «يعقوب» «المعذرون» بسكون العين، وكسر الذال مخففة، على أنه اسم فاعل من «أعذر» الرباعى.
وقرأ الباقون «المعذّرون» بفتح العين، وكسر الذال مشددة، وهذه القراءة توجيهها يحتمل أمرين:
الأول: أن يكون اسم فاعل من «عذّر» مضعف العين.
والثانى: أن يكون اسم فاعل من «اعتذر» فأدغمت التاء فى الذال، لوجود التقارب بينهما فى المخرج، إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا. والذال تخرج من طرف اللسان
__________
(1) قال ابن الجزرى: يعف بنون سم مع.
نون لدى أنثى تعذب مثله:: وبعد نصب الرفع نل انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 91.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 504.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 281. وحجة القراءات 320.(2/211)
مع أطراف الثنايا العليا. كما أنهما مشتركان فى الصفات الآتية: الشدة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات (1).
* «السوء» من قوله تعالى: {عليهم دائرة السوء والله سميع عليم
التوبة / 98.
ومن قوله تعالى:} {عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم الفتح» 6 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «السوء» فى الموضعين بضم السن.
وقرأ الباقون «السوء» فى الموضعين أيضا بفتح السين.
ووجه الضم أن المراد بالسوء: «الهزيمة والشر والبلاء» وحينئذ يكون المعنى: عليهم دائرة الهزيمة، والشر، والبلاء، يقال: رجل سوء بضم السين: أى رجل شر، ومنه قوله تعالى:
} إن الخزى اليوم والسوء على الكافرين النحل / 27.
ووجه الفتح أن المراد بالسوء: الرداءة، والفساد، وحينئذ يكون المعنى عليهم دائرة الفساد.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وظله المعذرون الخف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 91.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 283.
وشرح طيبة النشر ص 308.(2/212)
ومنه قوله تعالى: {وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا الفتح / 12.
وقيل: الضم، والفتح لغتان بمعنى مثل: «الضرّ، والضرّ»} [1].
* «قربة» من قوله تعالى: {ألا إنها قربة لهم التوبة / 99.
قرأ «ورش» «قربة» بضم الراء.
وقرأ الباقون بإسكان الراء} [2].
والإسكان، والضم لغتان فى كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم والإسكان هو الأصل، وهو لغة «تميم، وأسد» والضم لمجانسة ضم الحرف الأول، وهو لغة «الحجازيين».
قال الراغب: يقال للحظوة القربة، كقوله تعالى:
{ألا إنها قربة لهم اه} [3].
* «والأنصار» من قوله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار التوبة / 100.
__________
(1) قال ابن الجزرى: والسوء اضمما كثان فتح حبر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 99. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 505 وحجة القراءات ص 321.
(2) قال ابن الجزرى: قربة جد انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 407. واتحاف فضلاء البشر ص 142.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 399.(2/213)
قرأ «يعقوب» «والأنصار» بضم الراء، على أنه مبتدأ، خبره قوله تعالى: {رضى الله عنهم.
وقرأ الباقون «والأنصار» بخفض الراء، عطفا على «المهاجرين».} [1]
* «تحتها» من قوله تعالى: {وأعدلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار
التوبة / 100.
قرأ «ابن كثير» بزيادة «من» قبل «تحتها» مع جرّ التاء بالكسرة، وهذه القراءة موافقة لرسم المصحف المكى} [2].
وقرأ الباقون بحذف «من» وفتح تاء «تحتها» وهذه القراءة موافقة لرسم المصاحف غير المصحف المكى (3).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على اثبات «من» قبل «تحتها»
__________
(1) قال ابن الجزرى: الأنصار ظما برفع خفض.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 99. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 284.
وشرح طيبة النشر ص 308.
(2) قال ابن الخراز: ومن:: مع تحتها آخر توبة يعن:: للملك.
(3) قال ابن الجزرى: تحتها اخفض وزد من دم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 100. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 505.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 284. وحجة القراءات ص 322.(2/214)
فى سائر القرآن عدا الموضوع المتقدم الذى فيه الخلاف، وذلك لاتفاق جميع المصاحف على رسم «من» قبل «تحتها».
* «صلاتك» من قوله تعالى: {وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم
التوبة / 103.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «صلاتك» بالتوحيد، ونصب التاء، على أن المراد بها الجنس. وقيل: الصلاة معناها الدعاء، والدعاء صنف واحد، وهو مصدر، والمصدر يقع للتقليل، والكثير بلفظه، وقد أجمعوا على التوحيد فى قوله تعالى:
} {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية الأنفال / 35.
وقرأ الباقون «صلواتك» بالجمع، وكسر التاء، ووجه ذلك أن الدعاء تختلف أجناسه، وأنواعه فجمع لذلك.
وقد أجمعوا على الجمع فى قوله تعالى:} {ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول التوبة / 99.} [1]
__________
(1) قال ابن الجزرى: صلاتك لصحب وحد مع هود:: وافتح تاءه هنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 100.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 505.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 284. وحجة القراءات ص 322.(2/215)
* «مرجون» من قوله تعالى {وآخرون مرجون لأمر الله التوبة / 106.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، ويعقوب» «مرجئون» بهمزة مضمومة ممدودة بعد الجيم، وهى لغة: تميم، وسفلى قيس».
وقرأ الباقون «مرجون» بواو ساكنة بعد الجيم من غير همز، وهى لغة «قريش»} [1].
والقراءتان ترجعان إلى أصل الاشتقاق:
فالأولى: من «أرجأ» مثل «أنبأ».
والثانية: من «أرجى» مثل «أعطى».
وأصل «مرجون» «مرجيون» فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، وبقيت فتحة الجيم لتدلّ على الألف المحذوفة.
ومعنى القراءتين واحد وهو التأخير عن التوبة (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: مرجون ترجى حق صم كسا.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 33.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 506.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 284.(2/216)
* «والذين» من قوله تعالى: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا
التوبة / 107.
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «الذين» بحذف الواو التى قبلها، وهذه القراءة موافقة لرسم مصحف المدينة، والشام} [1] و «الذين» مبتدأ، وخبره جملة {لا تقم فيه أبدا رقم / 108.
وقيل: خبره جملة} {لا يزال بنيانهم الذى بنوا ريبة فى قلوبهم
رقم / 110.
وقرأ الباقون «والذين» بإثبات واو قبل «الذين» وهذه القراءة موافقة لرسم مصحف مكة، والبصرة، والكوفة. والواو حرف عطف، و «الذين» معطوف على:} {وآخرون مرجون لأمر الله رقم / 106.
وهما معطوفان على:} {ومنهم من عاهد الله الخ رقم / 75. أى ومنهم من عاهد الله، ومنهم من يلمزك فى الصدقات، ومنهم الذين يؤذون النبى، ومنهم آخرون مرجون لأمر الله، ومنهم الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا» لأن هذه كلها صفات للمنافقين} [2].
__________
(1) قال الخراز: والذين بعد المدنى:: والشام لا واو بها فاستبن.
(2) وقال ابن الجزرى: ودع واو الذين عمّ.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 100. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 507.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 284. وحجة القراءات ص 323.(2/217)
* «أسس بنيانه» من قوله تعالى: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم التوبة / 109.
قرأ «نافع، وابن عامر» «أسس» فى الموضعين، بضم الهمزة، وكسر السين، وذلك على البناء للمفعول. و «بنيانه» بالرفع نائب فاعل.
وقد أجمع القراء على القراءة بالبناء للمفعول فى قوله تعالى:} {لمسجد أسس على التقوى رقم / 108.
وقرأ الباقون «أسس» فى الموضعين بفتح الهمزة، والسين، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر يعود على «من» و «بنيانه» بالنصب مفعول به} [1].
* «جرف» من قوله تعالى: أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار التوبة / 109.
قرأ «ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر، وهشام بخلف عنه» «جرف» بإسكان الراء.
__________
(1) قال ابن الجزرى: بنيان ارتفع:: مع أسس اضمم واكسر اعلم كما معا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 101.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 507.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 285. وحجة القراءات ص 323.(2/218)
وقرأ الباقون بضم الراء، وهو الوجه الثانى لهشام (1).
والإسكان، والضم، لغتان فى كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم والإسكان هو الأصل، وهو لغة «تميم وأسد».
والضمة لمجانسة ضم الحرف الأول، وهو لغة «الحجازيين».
قال الراغب: قال عز وجل {على شفا جرف هار يقال للمكان الذى يأكله السيل فيجرفه أى يذهب به جرف» اه} [2].
* «إلّا أن» من قوله تعالى: {لا يزال بنيانهم الذى بنوا ريبة فى قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم التوبة / 110.
قرأ «يعقوب» «إلى» بتخفيف اللام، على أنها حرف جرّ.
وقرأ الباقون «إلّا «بتشديد اللام، على أنها حرف استثناء، والمستثنى منه محذوف، أى: لا يزال بنيانهم ريبة فى كل وقت من الأوقات إلّا وقت تقطيع قلوبهم بحيث لا يبقى لها قابلية الإدراك} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: جرف لى الخلف صف فتى منى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 407. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 285 واتحاف فضلاء البشر ص 142.
(2) انظر المفردات فى غريب القرآن ص 91.
(3) قال ابن الجزرى: إلا إلى أن ظفر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 101.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 285. وشرح طيبة النشر ص 309.(2/219)
* «تقطع قلوبهم» من قوله تعالى: {إلا أن تقطع قلوبهم
التوبة / 110.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، والكسائى، وخلف العاشر» «تقطع» بضم التاء، على البناء للمفعول، مضارع «قطع» مضعف العين، و «قلوبهم» نائب فاعل.
وقرأ الباقون «تقطع» بفتح التاء، على البناء للفاعل، مضارع «تقطع»، والأصل، «تقطع» فحذفت إحدى التاءين تخفيفا، و «قلوبهم» فاعل} [1].
تنبيه: «فيقتلون ويقتلون» من قوله تعالى: {يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون رقم / 111.
تقدم الكلام عليه فى سورة آل عمران أثناء الحديث على القراءات التى فى} وقاتلوا وقتلوا رقم / 195.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تقطعا ضمّ اتل صف حبرا روى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 101.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 508.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 286.
وحجة القراءات ص 324.(2/220)
* «يزيغ» من قوله تعالى: {من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم
التوبة / 117.
قرأ «حفص، وحمزة» «يزيغ» بالياء، على تذكير الفعل، واسم «كاد» ضمير الشأن، وجملة «يزيغ قلوب فريق منهم» خبر «كاد».
وجاز تذكير الفعل لأن الفاعل جمع تكسير، كما قال تعالى:
} {فناداه الملائكة آل عمران / 39. على قراءة «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر».
وقرأ الباقون «تزيغ» بالتاء، على تأنيث الفعل، وتوجيهه كتوجيه القراءة المتقدمة، أنث الفعل كما أنث فى قوله تعالى:} {قالت الأعراب
الحجرات / 14} [1].
يقال: زاغت الشمس «تزيغ زيغا»: مالت، وزاغ الشيء كذلك، و «يزوغ زوغا» لغة (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: يزيغ عن فوز.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 102.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 510.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 288. وحجة القراءات 325.
(2) انظر: المصباح المنير ج 1ص 261.(2/221)
* «يرون» من قوله تعالى: {أو لا يرون أنهم يفتنون فى كل عام مرة أو مرتين التوبة / 126.
قرأ «حمزة، ويعقوب» «ترون» بتاء الخطاب، والمخاطب المؤمنون على جهة التعجب، والتنبيه لهم على ما يعرض للمنافقين من الفتن، وهم لا يزدجرون بها عن نفاقهم.
و «ترى» بصرية، و} {أنهم يفتنون الخ سدّت مسدّ مفعول «ترى».
وقرأ الباقون «يرون» بياء الغيب، جريا على نسق ما قبله من الإخبار عن المنافقين فى قوله تعالى:} {وأما الذين فى قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم رقم / 125وفى الكلام معنى التوبيخ لهم، والتقريع على تماديهم على نفاقهم مع ما يرون من الفتن والمحن فى أنفسهم فلا يتوبون من نفاقهم.
و «يرى» بصرية أيضا، و} {أنهم يفتنون الخ سدّت مسدّ مفعول «يرى»} [1].
تمت سورة التوبة ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: يرون خاطبوا فيه ظعن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 102. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 509.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 288. وحجة القراءات ص 326.(2/222)
سورة يونس
* «إنه» من قوله تعالى: {إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده يونس / 4.
قرأ «أبو جعفر» «أنه» بفتح الهمزة، على حذف لام الجر، أى:
لأنه يبدأ، وقال «أبو جعفر النحاس» ت 338هـ: «أنّ» فى موضع نصب، أى وعدكم أنه يبدأ الخلق اه} [1].
وقرأ الباقون «إنه» بكسر الهمزة، على الاستئناف (2).
تنبيه: «لساحر» من قوله تعالى: {قال الكافرون إن هذا لساحر مبين رقم / 2. تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:} {فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين
سورة المائدة / 110.
وقوله تعالى:} {أفلا تذكرون رقم / 3تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:} ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون
سورة الأنعام / 152.
__________
(1) انظر: اعراب القرآن لابن النحاس ج 2ص 49.
(2) قال ابن الجزرى: وإنه افتح ثق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 102.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 290. وشرح طيبة النشر ص 310.(2/223)
* «يفصل» من قوله تعالى: {يفصل الآيات لقوم يعلمون يونس / 5.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، ويعقوب» «يفصل» بالياء التحتية على الغيب} [1]، وذلك جريا على السياق، لمناسبة قوله تعالى قبل:
{ما خلق الله ذلك إلا بالحق رقم / 5.
وقرأ الباقون «نفصل» بنون العظمة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، وليتناسب مع قوله تعالى أول السورة:
} {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم رقم / 2.
* «لقضى إليهم أجلهم» من قوله تعالى:} {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم يونس / 11.
قرأ «ابن عامر، ويعقوب» «لقضى» بفتح القاف، والضاد، وقلب الياء ألفا، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر يعود على} {الله تعالى و «أجلهم» بالنصب مفعول به.
وقرأ الباقون «لقضى» بضم القاف، وكسر الضاد، وفتح الياء، على البناء للمفعول، و «أجلهم» بالرفع نائب فاعل} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويا يفصل حق علا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 103. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 513.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 291. وحجة القراءات ص 328.
(2) قال ابن الجزرى: قضى سمى أجل فى رفعه انصب كم ظبى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 103. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 292 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 515. وحجة القراءات ص 328.(2/224)
* «ولا أدراكم به» من قوله تعالى: {قل لو شاء الله ماتلوته عليكم ولا أدراكم به يونس / 16.
قرأ «ابن كثير» بخلف عن «البزّى» «ولأدراكم» بحذف الألف التى بعد اللام، على أن اللام لام الابتداء، قصد بها التوكيد، أى لو شاء الله ما تلوته عليكم، ولو شاء لأعلمكم بالقرآن على لسان غيرى.
وقرأ الباقون «ولا أدراكم» بإثبات ألف بعد اللام، وهو الوجه الثانى «للبزى» على أنها «لا» النافية مؤكدة، أى لو شاء الله ما قرأته عليكم، ولا أعلمكم به على لسان غيرى} [1].
* «عما يشركون» من قوله تعالى: {سبحانه وتعالى عما يشركون وما كان الناس إلا أمة واحد فاختلفوا يونس / 1918.
ومن قوله تعالى:} {سبحانه وتعالى عما يشركون النحل / 1.
ومن قوله تعالى:} {خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون النحل / 3.
ومن قوله تعالى:} سبحانه وتعالى عما يشركون ظهر الفساد فى البر والبحر الروم / 4140.
__________
(1) قال ابن الجزرى: واقصر ولا أدرى ولا أقسم الاولى زن هلا خلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 103. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 514 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 293. وحجة القراءات ص 328.(2/225)
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تشركون» فى المواضع الأربعة بتاء الخطاب، وذلك جريا على نسق ما قبله:
أما فى يونس فلمناسبة الخطاب فى قوله تعالى: {قل أتنبئون الله بما لا يعلم فى السموات ولا فى الأرض.
وأما فى النحل فلمناسبة الخطاب فى قوله تعالى:} {أتى أمر الله فلا تستعجلوه.
وأما فى الروم فلمناسبة الخطاب فى قوله تعالى:} {الله الذى خلقكم ثم رزقكم الخ.
وقرأ الباقون «يشركون» فى المواضع الأربعة بياء الغيب، وذلك على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة} [1].
* «ما تمكرون» من قوله تعالى: {إن رسلنا يكتبون ما تمكرون
يونس / 21.
قرأ «روح» «يمكرون» بياء الغيب، جريا على ما قبله وهو قوله تعالى} وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر فى آياتنا.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وعما يشركوا كالنحل مع روم سما نل كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 104. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 515.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 294/ 266ج 2ص 131. وحجة القراءات ص 329.(2/226)
وقرأ الباقون «تمكرون» بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب (1).
* «يسيركم» من قوله تعالى: {هو الذى يسيركم فى البر والبحر
يونس / 22.
قرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» «ينشركم» بياء مفتوحة، وبعدها نون ساكنة، وبعد النون شين معجمة مضمومة، من «النشر» والمعنى: هو الذى يبثكم ويفرقكم فى البر والبحر، كما قال تعالى:} {فإذا قضيت الصلوات فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله الجمعة / 10.
وقال تعالى:} {«وبث فيها من كل دابة البقرة / 164.
وقرأ الباقون «يسيركم» بياء مضمومة، وبعدها سين مهملة مفتوحة، وبعدها ياء مكسورة مشددة، من «التسيير» أى يحملكم على السير، ويمكنكم منه، ومنه قوله تعالى:} قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين النمل 69 (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويمكروا شفع.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 104.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 294.
وشرح طيبة النشر ص 311.(2/227)
تنبيه: جاء فى المقنع: وفى يونس فى مصاحف أهل الشام «هو الذى ينشركم فى البر والبحر» رقم 22بالنون والشين، وفى سائر المصاحف «يسيركم» بالسين والياء اه (1).
وقال «الخراز»: وفى يسيركم ينشركم:: للشام * «متاع» من قوله تعالى: {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا يونس / 23.
قرأ «حفص» «متاع» بنصب العين، على أنه مصدر مؤكد لعامله، أى تتمتعون متاع الحياة الدنيا.
وقرأ الباقون «متاع» بالرفع، على أنه خبر مبتدأ محذوف، أى ذلك هو متاع الحياة الدنيا} [2].
* «قطعا» من قوله تعالى: كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما يونس / 27.
__________
(1) انظر: المقنع فى مرسوم مصاحف أهل الأمصار ص 104.
(2) قال ابن الجزرى: متاع لا حفص.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 105.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 516.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 294.(2/228)
قرأ «ابن كثير، والكسائى، ويعقوب» «قطعا» بسكون الطاء، وذلك على وجهين:
أحدهما: أن «قطعا» جمع «قطعة» نحو: «سدر» جمع «سدرة» و «بسر» جمع «بسرة».
والثانى: أن «قطع» مفرد، والمراد به ظلمة آخر الليل، وقيل: سواد الليل، و «مظلما» صفة «لقطع».
وقرأ الباقون «قطعا» بفتح الطاء جمع «قطعة» نحو: «خرق» جمع «خرقة» و «كسر» جمع «كسرة»، ومعنى الكلام: «كأنما أغشى وجه كل إنسان منهم قطعة من الليل، ثم جمع ذلك، لأن الوجوه جماعة، و «مظلما» حال من «الليل».
والمعنى: كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل فى حال ظلمته (1).
تنبيه: «نحشرهم» من قوله تعالى: ويوم نحشرهم جميعا رقم / 28.
اتفق القراء العشرة على قراءته بالنون، لأنه الموضع الأول، والخلاف إنما هو فى الموضع الثانى.
__________
(1) قال ابن الجزرى: قطعا ظفر رم دن سكونا.
انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 105. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 517 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 296. وحجة القراءات ص 330.(2/229)
* «تبلوا» من قوله تعالى: {هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت
يونس / 30.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تتلوا» بتاءين قال «الأخفش» سعيد بن مسعدة ت 215هـ: «تتلوا من التلاوة، أى: تقرأ كل نفس ما أسلفت ودليله قوله تعالى:} {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا الإسراء / 14} [1].
وقيل: معنى «تتلوا»: «تتبع» من «تبع يتبع» وحينئذ يكون المعنى:
هنالك تتبع كل نفس ما أسلفت من عمل.
وقرأ الباقون «تبلوا» بالتاء المثناة من فوق، والباء الموحدة، من الابتلاء، وهو الاختبار، أى: هنالك تختبر كل نفس ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه لتجزى به (2).
تنبيه: «كلمت» من قوله تعالى: وكذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا رقم / 33
__________
(1) انظر: حجة القراءات ص 331.
(2) قال ابن الجزرى: باء تبلو التا شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 105. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 517 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 296.(2/230)
ومن قوله تعالى: {إن الذين حقت عليهم ربك لا يؤمنون رقم / 96.
تقدم حكمها أثناء الكلام على قوله تعالى:} {وتميت كلمت ربك صدقا وعدلا الأنعام رقم / 115.
* «لا يهدى» من قوله تعالى:} أمن لا يهدى إلا أن يهدى
يونس / 35.
القراء فيها على سبع مراتب:
الأولى: لحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يهدى» بفتح الياء، وإسكان الهاء، وتخفيف الدال.
الثانية: «لشعبة» «يهدى» بكسر الياء، والهاء، وتشديد الدال.
الثالثة: «لحفص، ويعقوب» «يهدى» بفتح الياء، وكسر الهاء وتشديد الدال.
الرابعة: «لابن وردان» «يهدى» بفتح الياء، وإسكان الهاء، وتشديد الدال.
الخامسة: «لورش، وابن كثير، وابن عامر» «يهدى» بفتح الياء، والهاء، وتشديد الدال.
السادسة: «لقالون، وابن جماز» «يهدى» بفتح الياء، وتشديد الدال، ولهما فى الهاء: الإسكان، واختلاس فتحتها.
السابعة: «لأبى عمرو» «يهدى» بفتح الياء، وتشديد الدال، وله فى الهاء: الفتح والاختلاس.
وجه كسر الهاء التخلص من الساكنين، لأن أصلها «يهتدى» فلما سكنت التاء لأجل الإدغام، والهاء قبلها ساكنة، كسرت الهاء للتخلص من الساكنين. ومن فتح الهاء نقل فتحة التاء إليها.(2/231)
السابعة: «لأبى عمرو» «يهدى» بفتح الياء، وتشديد الدال، وله فى الهاء: الفتح والاختلاس.
وجه كسر الهاء التخلص من الساكنين، لأن أصلها «يهتدى» فلما سكنت التاء لأجل الإدغام، والهاء قبلها ساكنة، كسرت الهاء للتخلص من الساكنين. ومن فتح الهاء نقل فتحة التاء إليها.
ووجه من كسر الياء أنه أتبع حركة الياء للهاء (1).
* «ولكن الناس» من قوله تعالى: إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون يونس / 44.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ولكن» بتخفيف النون وإسكانها، ثم كسرها تخلصا من التقاء الساكنين، وذلك على أن «ولكن» مهملة لا عمل لها و «الناس» بالرفع مبتدأ، و «يظلمون» خبر، و «أنفسهم» مفعول «يظلمون».
وقرأ الباقون «ولكن» بتشديد النون، و «الناس»
__________
(1) قال ابن الجزرى: باء تبلو التا شفا:: لا يهدى خفهم وبا اكسر صرفا.
والهاء نل ظلما وأسكن ذا بدا:: خلفهما شفا خذ الإخفا حدا.
خلف به ذق انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 105.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 296.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 518.(2/232)
بالنصب اسم «ولكن» و «يظلمون» خبرها (1).
تنبيه: «يحشرهم» من قوله تعالى: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار رقم / 45.
تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:
} {ويوم يحشرهم جميعا بالأنعام رقم / 128.
* «فليفرحوا» من قوله تعالى:} {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا يونس / 58.
قرأ «رويس» «فلتفرحوا» بتاء الخطاب، جريا على السياق، ولمناسبة قوله تعالى قبل:} {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم رقم / 57 وقرأ الباقون «فليفرحوا» بياء الغيب، لمناسبة الغيبة فى قوله تعالى قبل:} {وهدى ورحمة للمؤمنين رقم / 57} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ولكن الخف وبعد ارفعه مع:: أولى الأنفال كم فتى رتع.
ولكن الناس شفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 413.
والمستنير فى تخريج القراءات ج 1ص 292. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 298.
(2) قال ابن الجزرى: تفرحوا غث خاطبوا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 107.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 303.
وشرح طيبة النشر ج 312.(2/233)
يقال: «فرح، فرحا» فهو «فرح» و «فرحان» و «الفرح»: لذة القلب بنيل ما يشتهى، ويتعدى بالهمزة، وبالهمزة وبالتضعيف (1)
* «يجمعون» من قوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون يونس / 58.
قرأ «ابن عامر، وأبو جعفر، ورويس» «تجمعون» بتاء الخطاب، لأن بعده خطابا فى قوله تعالى:} {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا رقم / 59، فحمل صدر الكلام على آخره ليتفق اللفظ، فيكون الضمير فى «تجمعون» للكفار، على معنى: ولو كنتم مؤمنين لوجب أن تفرحوا بفضل الله وبرحمته، فهو خير مما تجمعون فى دنياكم أيها الكفار.
وقرأ الباقون «يجمعون» بياء الغيب، وحينئذ يكون الضمير فى «يجمعون» للكفار، والمعنى: ليفرح المؤمنون بفضل الله، وبرحمته، خير مما يجمعه الكفار فى الدنيا} [2].
__________
(1) انظر: المصباح المنير ج 2ص 466.
(2) قال ابن الجزرى: تفرحوا غث خاطبوا:: وتجمعوا ثب كم غوى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 108. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 520.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 303. وحجة القراءات ص 334.(2/234)
يقال: جمعت الشيء «جمعا» وجمّعته بالتثقيل، مبالغة (1).
* «يعزب» من قوله تعالى: {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء يونس / 61.
ومن قوله تعالى:} {لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض سبأ / 3.
قرأ «الكسائى» «يعزب» فى الموضعين بكسر الزاى.
وقرأ الباقون بضم الزاى، والكسر، والضم لغتان فى مضارع «عزب» نحو: «يعرش» مضارع «عرش» و «يعكف» مضارع «عكف»} [2]
يقال: «عزب» الشيء «عزوبا» من باب «قعد يقعد» و «عزب» من بابى «فتل، وضرب»: «غاب، وخفى» فهو «عازب» (3).
* «ولا أصغر، ولا أكبر» من قوله تعالى: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين» يونس / 61.
__________
(1) انظر: المصباح المنير ج 1ص 108.
(2) قال ابن الجزرى: اكسر يعزب ضما معا رم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 108. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 520.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 304.، ج 2ص 150. وحجة القراءات ص 334.
(3) انظر: المصباح المنير ج 2ص 406.(2/235)
قرأ «حمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» ولا أصغر، ولا أكبر» برفع الراء فيهما، عطفا على محل «مثقال» من قوله تعالى: {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء لأن «مثقال» مرفوع محلا، لأنه فاعل «يعزب» و «من» مزيدة فيه مثل زيادة الباء فى قوله تعالى:
} {وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا النساء / 45. ومنع صرفهما للوصفية، ووزن الفعل.
وقرأ الباقون «ولا أصغر، ولا أكبر» بفتح الراء فيهما عطفا على لفظ «مثقال» أو «ذرّة» فهما مجروران بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعهما من الصرف} [1].
تنبيه: اتفق القراء العشرة على رفع الراء من: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين بسورة سبأ رقم / 3. وذلك لرفع «مثقال» وهما معطوفان عليه.
__________
(1) قال ابن الجزرى: أصغر ارفع أكبرا:: ظل فتى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 109.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 521.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 304.
وحجة القراءات ص 334.(2/236)
* «فأجمعوا» من قوله تعالى: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم يونس / 71.
قرأ «رويس» «بخلف عنه «فاجمعوا» بوصل الهمزة، وفتح الميم، على أنه فعل أمر من «جمع» الثلاثى ضدّ فرق، قال تعالى:} {فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى طه / 60.
وقيل: «جمع» و «أجمع» بمعنى واحد.
وقرأ الباقون «فأجمعوا» بقطع الهمزة المفتوحة، وكسر الميم، وهو الوجه الثانى «لرويس» على أنه فعل أمر من «أجمع» الرباعى، يقال:
«أجمع» فى المعانى نحو: أجمعت أمرى، «وجمع» فى الأعيان مثل: جمعت القوم، وقد يستعمل كل مكان الآخر} [1].
تنبيه: «ولا يحزنك» من قوله تعالى: {ولا يحزنك قولهم رقم / 65.
تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على ذكر القراءات التى فى قوله تعالى:
} ولا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر آل عمران / 176.
__________
(1) قال ابن الجزرى: صل فاجمعوا وافتح غرا خلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 109.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 305.
وشرح طيبة النشر ص 312.(2/237)
* «وشركاءكم» من قوله تعالى: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم يونس / 71 قرأ «يعقوب» «وشركاؤكم» برفع الهمزة، عطفا على الضمير المرفوع المتصل فى «فأجمعوا».
ويجوز أن يكون مبتدأ حذف خبره، والتقدير: وشركاؤكم كذلك.
وقرأ الباقون «وشركاؤكم» بنصب الهمزة، عطف نسق على «أمركم»} [1].
* «وتكون» من قوله تعالى: {قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء فى الأرض يونس / 78.
قرأ «شعبة» بخلف عنه «ويكون» بياء التذكير، لأن اسم «ويكون» جمع تكسير، وتأنيثه غير حقيقى.
وقرأ الباقون «وتكون» بتاء التأنيث، وهو الوجه الثانى «لشعبة» وذلك لتأنيث اسم «وتكون» نحو: «قالت الأعراب»} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وظن شركاؤكم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 110.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 305. وشرح طيبة النشر ص 313.
(2) قال ابن الجزرى: يكون صف خلفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 110.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 306. وشرح طيبة النشر ص 313.(2/238)
تنبيه: «ساحر» من قوله تعالى: {وقال فرعون ائتونى بكل ساحر عليم رقم 79. تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:} {يأتوك بكل ساحر عليم الأعراف / 112.
تنبيه آخر: «ليضلوا» من قوله تعالى:} {ربنا ليضلوا عن سبيلك رقم 88.
تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:
} {وإن كثيرا ليضلون عن أهوائهم بغير علم الأنعام / 119.
* «ولا تتبعان» من قوله تعالى:} {ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون
يونس / 89.
قرأ «ابن ذكوان، وهشام» بخلف عنه «ولا تتبعان» بتخفيف النون مكسورة، على أن «لا» نافية، ومعناها النهى كقوله تعالى:} {لا تضارّ والدة بولدها البقرة / 233على قراءة رفع الراء.
أو يجعل حالا من الضمير فى «فاستقيما» أى فاستقيما غير متبعين سبيل الذين لا يعلمون.
وقيل: هى نون التوكيد الخفيفة، وكسرت كما كسرت الثقيلة. ويحتمل أن تكون النون هى الثقيلة فخففت كما خففت «ربّ» وحذفت النون الأولى، ولم تحذف الثانية، لأنها لو حذفت لحذفت نون محركة، واحتيج إلى تحريك الساكنة، وحذف الساكنة أقلّ تغييرا.
وقرأ الباقون «ولا تتبعان» بتشديد النون مكسورة أيضا، وهو الوجه الثانى «لهشام» وذلك على الأصل فى نون التوكيد الثقيلة التى تدخل الأفعال للتأكيد} [1].(2/239)
وقيل: هى نون التوكيد الخفيفة، وكسرت كما كسرت الثقيلة. ويحتمل أن تكون النون هى الثقيلة فخففت كما خففت «ربّ» وحذفت النون الأولى، ولم تحذف الثانية، لأنها لو حذفت لحذفت نون محركة، واحتيج إلى تحريك الساكنة، وحذف الساكنة أقلّ تغييرا.
وقرأ الباقون «ولا تتبعان» بتشديد النون مكسورة أيضا، وهو الوجه الثانى «لهشام» وذلك على الأصل فى نون التوكيد الثقيلة التى تدخل الأفعال للتأكيد (1).
* «أنه» من قوله تعالى: {قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنوا إسرائيل يونس / 90.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «إنه» بكسر الهمزة، لأنها بعد القول، والقول يحكى ما بعده.
وقرأ الباقون «أنه» بفتح الهمزة، على تقدير حذف حرف الجر، وهو الباء، والتقدير: «قال آمنت بأنه» الخ و «آمن» يتعدى بحرف الجر كما قال تعالى:} {الذين يؤمنون بالغيب البقرة / 3. أو على «أنّ» وما بعدها فى محل نصب مفعولا به «لآمنت لأنه بمعنى صدّقت} [1].
تنبيه: «ننجيك» من قوله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك
رقم / 92. تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:} قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر الأنعام / 63.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وأنه شفا فاكسر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 112.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 522. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 309(2/240)
تنبيه آخر: «كلمت» من قوله تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمت ربك رقم / 96. تقدم حكمها أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:} {وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا الأنعام / 115.
* «ويجعل» من قوله تعالى:} {وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون يونس / 100.
قرأ «شعبة» «ونجعل» بنون العظمة، مناسبة لقوله تعالى قبل:} {إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم العذاب الخزى الخ رقم 98. أو على الالتفات من الغيبة إلى التكلم.
وقرأ الباقون «ويجعل» بياء الغيب، جريا على السياق، لمناسبة قوله تعالى:} {وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله} [1].
تنبيه: «ننجى» من قوله تعالى: {ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا
رقم / 103و «ننج» من قوله تعالى:
} {كذلك حقا علينا ننج المؤمنين رقم / 103.
تقدم حكمهما أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر الأنعام / 63.
تمت سورة يونس ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويجعل بنون صرفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 112. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 523 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 310. وشرح طيبة النشر ص 313.(2/241)
سورة هود
* «إنّى لكم» من قوله تعالى: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إنى لكم نذير مبين هود / 25.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائى، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر» «إنى لكم» فى قصة نوح عليه السلام، بفتح الهمزة، على تقدير حرف الجر، أى: «بأنى» وذلك لأن «أرسل» يتعدّى إلى مفعولين الثانى بحرف جر، «فأن» فى موضع جر.
وقرأ الباقون «إنى» بكسر الهمزة، على إضمار القول، والتقدير:
فقال:} {إنى لكم نذير مبين. وحذف القول جائز لغة، وورد به القرآن الكريم، فمن ذلك قوله تعالى:} {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم الرعد / 2423.
أى يقولون: «سلام عليكم»} [1].
تنبيه: «سحر» من قوله تعالى: {ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين رقم / 7. تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:} فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين
بالمائدة / 110.
__________
(1) قال ابن الجزرى: إنى لكم فتحا روى حق ثنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 113.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 525. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 314.(2/242)
و «يضاعف» من قوله تعالى: {يضاعف لهم العذاب» رقم / 20 تقدم الحديث عنه أثناء الكلام على القراءات التى فى قوله تعالى:
} {فيضاعف له أضعافا كثيرة بالبقرة / 245.
* «فعمّيت» من قوله تعالى:} {فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون هود / 28.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «فعمّيت» بضم العين، وتشديد الميم، على البناء للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هى» يعود على «رحمة» المتقدم فى قوله تعالى:} {وآتانى رحمة من عنده رقم / 28ومعنى «عمّيت»: أخفيت، كما يقال: عمّيت عليه الأمر حتى لا يبصره.
وقرأ الباقون «فعميت» بفتح العين، وتخفيف الميم، على البناء للفاعل والفاعل ضمير مستتر تقديره «هى» يعود على «رحمة»} [1].
تنبيه: «فعميت» من قوله تعالى: فعميت عليهم الأنباء يومئذ
بالقصص / 66.
اتفق القراء العشرة على قراءته بفتح العين، وتخفيف الميم على البناء للفاعل لأنها فى أمر الآخرة، ففرقوا بينها وبين أمر الدنيا، فإن الشبهات تزول فى الآخرة، والمعنى: ضلت عنهم حجتهم، وخفيت محجتهم.
__________
(1) قال ابن الجزرى: عمّيت اضمم شدّ صحب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 113. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 527 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 315. وحجة القراءات ص 338.(2/243)
* «من كل زوجين» من قوله تعالى: {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين هود / 40.
ومن قوله تعالى:} {فاسلك فيها من كل زوجين اثنين المؤمنون / 27 قرأ «حفص» «كل» فى الموضعين بالتنوين، والتنوين عوض عن المضاف إليه، أى من كل ذكر، وأنثى، و «زوجين» مفعول: «احمل» و «اسلك» و «اثنين» نعت «لزوجين» وفيه معنى التأكيد، كما قال تعالى:
} {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين النحل / 51.
والتقدير: احمل فيها زوجين اثنين من كل شىء، ثم حذف ما أضيف إليه «كل» فنون «كل».
وقرأ الباقون «كل» فى الموضعين أيضا بترك التنوين، وذلك على إضافة «كل» إلى «زوجين» والفعل عدّى إلى: «اثنين» وخفض «زوجين» لإضافة كل إليهما، والتقدير: احمل فيها اثنين من كل زوجين، أى من كل صنفين} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: نونا من كل فيهما علا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 114.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 528.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 316.(2/244)
* «مجريها» من قوله تعالى: {وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها هود / 41.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «مجريها» بفتح الميم على أنه مصدر «جرى» الثلاثى.
وقرأ الباقون «مجريها» بضم الميم، على أنه مصدر «أجرى» الرباعى} [1].
* «يا بنىّ» من قوله تعالى: {يا بنى اركب معنا هود / 42.
ومن قوله تعالى:} {قال يبنى لا تقصص رؤياك على إخوتك
يوسف / 5.
ومن قوله تعالى:} {يا بنى لا تشرك بالله لقمان / 13.
ومن قوله تعالى:} {يا بنى إنها إن تك مثقال حبة من خردل
لقمان / 16.
ومن قوله تعالى:} {يا بنى أقم الصلوة لقمان / 17.
ومن قوله تعالى:} قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذمحك
الصافات / 102.
__________
(1) قال ابن الجزرى: مجرى اضمما صف كم سما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 114.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 528. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 317.(2/245)
قرأ «حفص» «يا بنى» فى الستة مواضع بفتح الياء.
وقرأ «شعبة» بفتح الياء فى موضع هود فقط، وبكسر الياء فى المواضع الخمسة الباقية.
وقرأ «البزى» بفتح الياء فى الموضع الأخير من «لقمان» وبتسكين الياء فى الموضع الأول من «لقمان» وبكسر الياء فى المواضع الأربعة الباقية.
وقرأ «قنبل» بتسكين الياء فى الموضع الأول، والأخير من «لقمان» وبكسر الياء فى المواضع الأربعة الباقية.
وقرأ الباقون بكسر الياء فى المواضع الستة (1).
وجه من شدّد الياء، وكسرها، أن الأصل فيه ثلاث ياءات:
الأولى: ياء التصغير.
والثانية: لام الفعل فى «ابن» لأن أصله بنو» على وزن «فعل».
والتصغير يردّ الأشياء إلى أصولها.
والثالثة: ياء الإضافة التى يجب كسر ما قبلها، فأدغمت ياء التصغير
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويا بنى افتح نما.
وحيث جا حفص وفى لقمان:: الاخرى هدى علم وسكّن زانا وأولا دن انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 115.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 529. وشرح طيبة النشر ص 315314.(2/246)
فى الثانية التى هى لام الفعل، وكسرت لأجل ياء الإضافة، ثم حذفت ياء الإضافة لاجتماع ثلاث ياءات، وبقيت الكسرة تدل عليها. كما تقول:
يا غلام، ويا صاحب، فتحذف الياء، وتبقى الكسرة لتدل عليها.
ووجه من فتح الياء مشدّدة أنه لما أتى بالكلمة على أصلها بثلاث ياءات، استثقل اجتماع الياءات، والكسرات فأبدل الكسرة التى قبل ياء الإضافة فتحة، فانقلبت ياء الإضافة ألفا ثم حذفت.
قال «المازنى» ت 247هـ: وضع الألف مكان الياء فى النداء مطّرد وعلى هذا قرأ «ابن عامر» «يا أبت» بفتح التاء، أراد: يا أبتى ثم قلب وحذف الألف لدلالة الفتحة عليها» اه (1).
ووجه من أسكن الياء، أنه حذف ياء الإضافة، على أصل حذفها فى النداء، ثم استثقل ياء مشدّدة مكسورة فحذف لام الفعل فبقيت ياء التصغير ساكنة.
* «عمل غير» من قوله تعالى: إنه عمل غير صالح هود / 46.
قرأ «الكسائى، ويعقوب» «عمل» بكسر الميم، وفتح اللام، فعلا ماضيا، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ابن نوح» و «غير» بالنصب مفعولا به «لعمل» أو صفة لمصدر محذوف.
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 530.(2/247)
والتقدير: إن ابنك عمل عملا غير صالح، وجملة «عمل غير صالح» فى محل رفع خبر «إنّ».
وقرأ الباقون «عمل» بفتح، الميم ورفع اللام منوّنة، خبر «إنّ» و «غير» بالرفع صفة، على معنى: إنه ذو عمل غير صالح، أو جعل ذاته ذات العمل مبالغة فى الذم، على حدّ قولهم: «رجل شرّ» (1).
* «فلا تسألن» من قوله تعالى: فلا تسألن ما ليس لك به علم
هود / 46.
القراء فيها على سبع مراتب:
الأولى: لقالون، والأصبهانى، وابن ذكوان «تسألنّ» بكسر النون مشددة وحذف الياء فى الحالين، وفتح اللام.
الثانية: «للأزرق وأبى جعفر» «تسألنّ» بكسر النون مشددة، وإثبات الياء وصلا، لا وقفا، مع فتح اللام.
__________
(1) قال ابن الجزرى: عمل كعلما:: غير انصب الرفع ظهير رسما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 115.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 530.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 318.(2/248)
الثالثة: «لابن كثير» «تسألنّ» بفتح النون مشددة، وحذف الياء فى الحالين، مع فتح اللام.
الرابعة: «لأبى عمرو» تسألن» بكسر النون مخففة، وإثبات الياء وصلا، لا وقفا مع إسكان اللام.
الخامسة: «ليعقوب» تسألين» بكسر النون مخففة، وإثبات الياء فى الحالين، مع إسكان اللام.
السادسة: «لهشام» «تسألنّ، تسألنّ» بفتح اللام، وتشديد النون مع فتحها، وكسرها.
السابعة: للباقين «تسألن» بكسر النون مخففة، وحذف الياء فى الحالين مع إسكان اللام (1).
وجه من قرأ بتشديد النون، وفتحها، وفتح اللام، أن النون هى نون التوكيد الثقيلة التى تدخل فعل الأمر للتأكيد، وفتحت اللام التى قبلها، لئلا يلتقى ساكنان، ولأن الفعل المسند إلى الواحد مبنى على الفتح دائما مع النون الثقيلة والخفيفة. وعدّى الفعل إلى مفعول واحد وهو «ما».
__________
(1) قال ابن الجزرى: تسألن فتح النون دم لى الخلف:: واشدد كما حرم.
وقال: تسألن ثق حما جنا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 116.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 532. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 318.(2/249)
وكذلك العلة لمن قرأ بتشديد النون، وكسرها مع فتح اللام، غير أنه عدّى الفعل إلى مفعولين وهما: «الياء» و «ما» فحذفت الياء لدلالة الكسرة عليها.
وكان أصله ثلاث نونات: نون التوكيد المشددة بنونين، ونون الوقاية، ثم حذفت نون الوقاية لاجتماع الأمثال تخفيفا.
ووجه من أسكن اللام وخفف النون، أن الفعل لم تدخله نون التوكيد ووصل الفعل بضمير المتكلم، وهو المفعول الأول، و «ما» المفعول الثانى، وأسكن اللام للنهى، وحذفت الياء لدلالة الكسرة عليها، والفعل على هذه القراءة معرب، وجزم للنهى.
ووجه حذف الياء أنها لغة «هذيل».
ووجه إثباتها أنها لغة «الحجازيين».
تنبيه: «من إله غيره» من قوله تعالى: {ما لكم من إله غيره
رقم 50، 61، 84، تقديم الحديث عنه أثناء بيان القراءات التى فى قوله تعالى:} {ما لكم من إله غيره بالأعراف / 59.
* «يومئذ» من قوله تعالى:} {ومن خزى يومئذ إن ربك هو القوى العزيز هود / 66.
ومن قوله تعالى:} {وهم من فزع يومئذ آمنون النمل / 89.
ومن قوله تعالى:} يود المجرم لويفتدى من عذاب يومئذ ببنيه
المعارج / 11.
قرأ «نافع، والكسائى، وأبو جعفر» «يومئذ» فى المواضع الثلاثة، بفتح الميم، على أنها حركة بناء، لإضافتها إلى غير متمكن وهو «إذ»، وعامل اللفظ ولم يعامل تقدير الانفصال.(2/250)
ومن قوله تعالى: {يود المجرم لويفتدى من عذاب يومئذ ببنيه
المعارج / 11.
قرأ «نافع، والكسائى، وأبو جعفر» «يومئذ» فى المواضع الثلاثة، بفتح الميم، على أنها حركة بناء، لإضافتها إلى غير متمكن وهو «إذ»، وعامل اللفظ ولم يعامل تقدير الانفصال.
وقرأ «عاصم، وحمزة، وخلف العاشر» «يومئذ» الذى فى سورة النمل بفتح الميم، وسبق توجيه ذلك.
والذى فى سورتى: «هود، والمعارج» بكسر الميم، إجراء لليوم مجرى سائر الأسماء المعربة فخفضه لإضافة: «خزى، وفزع، وعذاب» إليه، ولم يبنوا «يوما» مع إضافته إلى «إذ» لجواز انفصاله عنها، والبناء إنما يلزم إذا لزمت العلة.
وقرأ الباقون «يومئذ» فى المواضع الثلاثة بكسر الميم} [1].
* «ثمود» من قوله تعالى: {ألا إن ثمود كفروا ربهم هود / 68.
ومن قوله تعالى:} {وعادا وثمود وأصحاب الرس الفرقان / 38.
ومن قوله تعالى:} وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم
العنكبوت / 38.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يومئذ مع سال فافتح إذ رفاثق:: نمل كوف مدن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 116. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 532.
وشرح طيبة النشر ص 316315. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 321.(2/251)
ومن قوله تعالى: {وثمود فما أبقى النجم / 51.
قرأ «حفص، وحمزة، ويعقوب» «ثمود» فى السور الأربعة بغير تنوين، على أنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، على إرادة القبيلة، ويقفون على الدال بلا ألف.
وقرأ «شعبة» «ثمود» فى سورة النجم فقط بدون تنوين، وسبق توجيهه. وقرأ فى السور الثلاثة الباقية بالتنوين، مصروفا على إرادة الحىّ، ويقف على «ثمود» بالألف.
وقرأ الباقون «ثمود» فى السور الأربعة بالتنوين مصروفا.
* «لثمود» من قوله تعالى:} {ألا بعدا لثمود هود / 68.
قرأ «الكسائى» «لثمود» بكسر الدال مع التنوين مصروفا.
وقرأ الباقون بفتح الدال من غير تنوين ممنوعا من الصرف} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: نون كفا فزع واعكسوا ثمود هاهنا.
والعنكبا الفرقان عج ظبا فنا والنجم نل فى ظنه اكسر نون:: رد لثمود.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 117 والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 533.
وشرح طيبة النشر ص 316.(2/252)
* «قال سلام» من قوله تعالى: {قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ هود / 69.
ومن قوله تعالى:} {قال سلام قوم منكرون الذاريات / 25.
قرأ «حمزة، والكسائى» «سلم» فى الموضعين بكسر السين، وسكون اللام من غير ألف.
وقرأ الباقون فى الموضعين أيضا «سلام» بفتح السين، واللام، وإثبات ألف بعد اللام.
وهما لغتان بمعنى «التحية» وهو ردّ السلام عليهم إذ سلّموا عليه.
ويجوز أن يكون «سلام» بمعنى «المسالمة» التى هى خلاف الحرب، و «سلام» مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: «سلام عليكم». ويكون «سلم» بمعنى الصلح، وهو خبر لمبتدإ محذوف، أى: «أمرى سلم» بمعنى: لست مريدا غير السلامة والصلح} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: قال سلم سكّن:: واكسره واقصر مع ذرو فى ربا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 118.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 534.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 222.
وشرح طيبة النشر ص 316.(2/253)
* «يعقوب» من قوله تعالى: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب هود / 71.
قرأ «ابن عامر، وحفص، وحمزة، ويعقوب» بالنصب، على أنه مفعول لفعل محذوف دلّ عليه الكلام، والتقدير: وهبنا لها يعقوب من وراء إسحاق.
فإن قيل: ألا يجوز أن يكون «يعقوب» معطوفا على محل «بإسحاق» لأن «إسحاق» فى موضع نصب لأنه مفعول به فى المعنى؟
أقول: يجوز ولكن فيه بعد، وذلك للفصل بين الناصب والمنصوب بالظرف وهو: «ومن وراء إسحاق».
ألا ترى أنك لو قلت: «رأيت زيدا وفى الدار عمرا» قبح للتفرقة بالظرف.
وقرأ الباقون «يعقوب» بالرفع، على أنه مبتدأ مؤخر، خبره الظرف الذى قبله وهو: «ومن وراء إسحاق».
ويجوز رفعه بالفعل الذى يعمل فى قوله «من وراء» كأنه قال: «ويثبت لها من وراء إسحاق يعقوب»} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يعقوب نصب الرفع عن فوز كبا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 118.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 534. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 223.
وشرح طيبة النشر ص 316. وحجة القراءات ص 347.(2/254)
* «فأسر» من قوله تعالى: {فأسر بأهلك بقطع من اليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك هود / 81.
ومن قوله تعالى:} {فأسر بأهلك بقطع من اليل واتبع أدبارهم
الحجر / 65.
من قوله تعالى:} {فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون
الدخان 23.
* «أن أسر» من قوله تعالى:} {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى طه / 77.
ومن قوله تعالى:} {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون
الشعراء / 52.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر» فاسر، أن اسر» فى المواضع المذكورة، بهمزة وصل تسقط فى الدرج، وحينئذ يصير النطق بسين ساكنة، وهو فعل أمر من «سرى» الثلاثى.
وقرأ الباقون بهمزة قطع مفتوحة ثبت فى الحالين، وهو فعل أمر من «أسرى» الثلاثى المزيد بهمزة. وهما لغتان فصيحتان نزل بهما «القرآن الكريم» قال تعالى:
} {سبحان الذى أسرى بعبده ليلا الإسراء / 1.
وقال تعالى:} واليل إذا يسر الفجر / 4.
يقال: «سريت وأسريت»: إذا سرت ليلا.(2/255)
وقال تعالى: {واليل إذا يسر الفجر / 4.
يقال: «سريت وأسريت»: إذا سرت ليلا.
وقيل: «سرى» لأول الليل، و «أسرى» لآخرة، أما «سار» فمختص بالنهار} [1].
* «إلا امرأتك» من قوله تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك
هود / 81.
قرأ «ابن كثير، أبو عمرو» «امرأتك» برفع التاء، على أنها بدل من «أحد» واستشكل ذلك بأنه يلزم منه أنهم نهوا عن الالتفات إلا «المرأة» فإنها لم تنه عنه، وهذا لا يجوز.
ولذا قيل: «امرأتك» مرفوع بالابتداء، والجملة بعده وهى قوله تعالى:} إنه مصيبها ما أصابهم خبر.
وقيل: النهى بمعنى النفى لأنه بمعنى: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنها ستلتفت، فقوله: «امرأتك» بدل من قوله «أحد» كقولك «ما قام أحد إلا زيد، وما رأيت أحدا إلا أخاك».
__________
(1) قال ابن الجزرى: أن اسر فاسر صل حرم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 118.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 535.
وشرح طيبة النشر ص 317. وحجة القراءات ص 347.(2/256)
وقال «ابن زنجلة»: كان «أبو عمرو» يتأول أن «لوطا» سار بها فى أهله وحجته ما روي عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال: «إنها سمعت الوجبة أى السقوط مع الهدّة فالتفتت فأصابها العذاب» اه (1).
وقرأ الباقون «امرأتك» بنصب التاء، على أنه مستثنى من «أهلك» فى قوله تعالى قبل: {فأسر بأهلك فهو استثناء من الإيجاب واجب النصب وحجتهم ما روي عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن قال:} {فأسر بأهلك بقطع من اليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك والمعنى على هذه القراءة: أنه لم يخرج امرأته مع أهله، وفى القراءة الأولى أنه خرج بها فالتفتت فأصابتها الحجارة} [2].
* «أصلاتك» من قوله تعالى: قالوا يا شعيب أصلوتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا هود / 87.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «أصلاتك» بالإفراد ورفع التاء، على أن المراد بها الجنس.
وقيل الصلاة معناها الدعاء، والدعاء صنف واحد، وهو مصدر، والمصدر يقع للقليل، والكثير بلفظه.
__________
(1) انظر: حجة القراءات لابن زنجلة ص 348.
(2) قال ابن الجزرى: وامرأتك حبر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 118.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 536. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 224.(2/257)
وقرأ الباقون «أصلواتك» بالجمع مع رفع التاء. ووجه ذلك أن الدعاء تختلف أجناسه، وأنواعه فجمع لذلك (1).
تنبيه: «مكانتكم» من قوله تعالى: {وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم رقم / 121.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:} {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل الأنعام / 135.
* «سعدوا» من قوله تعالى:} وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها هود / 108.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «سعدوا» بضم السين، على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل، و «سعد» فعل لازم فلا يتعدى، تقول: «سعد زيد»، وإذا لم يتعد إلى مفعول لم يردّ إلى ما لم يسمّ فاعله إذ لا مفعول فى الكلام يقوم مقام الفاعل.
ولذلك قيل: إنه حمل على لغة حكيت عن العرب خارجة عن القياس حكى: «سعده الله» بمعنى: «أسعده الله» وذلك قليل، وقولهم «مسعود» يدل على «سعده الله».
__________
(1) قال ابن الجزرى: صلاتك لصحب وحّد مع هود.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 119.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 326. وشرح طيبة النشر 209.(2/258)
وقال «الكسائى»: «سعد، وأسعد لغتان بمعنى» اه (1)
وقرأ الباقون «سعدوا» بفتح السين، على البناء للفاعل، والواو فاعل، وذلك لإجماعهم على فتح الشين فى قوله تعالى قبل:
{فأما الذين شقوا ففى النار رقم / 106.
فكان ردّ ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى ولو كانت بضم السين كان الأفصح أن يقال «أسعدوا»} [2].
* «وإنّ كلا لما» من قوله تعالى: وإنّ كلا لمّا ليوفينهم ربك أعمالهم هود / 111.
القراء فيها على أربع مراتب:
الأولى: «لنافع، وابن كثير» بتخفيف نون «وإن» وميم «لما» وذلك على إعمال «إن» المخففة من المثقلة، وأما «لما» فاللام هى المزحلقة دخلت على خبر «إن» المخففة، و «ما» موصولة، أو نكرة موصوفة، و «لام» «ليوفينهم» لام القسم، وجملة القسم وجوابه صلة الموصول، أو صفة «لما» والموصول، أو الموصوف خبر «إن» المخففة.
__________
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 536.
(2) قال ابن الجزرى: وضم سعدوا شفا عدل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 119.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 328. وحجة القراءات ص 349.(2/259)
الثانية: «لأبى عمرو، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» بتشديد نون «وإنّ» وتخفيف لام «لما» وذلك على أنّ «إنّ» المشددة عاملة على أصلها، ولام «لما» هى المزحلقة دخلت على خبر «إنّ» ولام «ليوفينهم» واقعة فى جواب قسم محذوف، والتقدير: وإنّ كلا للذين والله ليوفينهم ربك أعمالهم.
الثالثة: «لابن عامر، وحفص، وحمزة، وأبى جعفر» بتشديد نون «وإنّ» ولام «لما» فإن المشددة عاملة، وأما «لمّا» فقيل أصلها «لمن ما» على أن «من» الجارّة دخلت على «ما» الموصولة، أو الموصوفة، ثم أدغمت النون فى الميم.
الرابعة: «لشعبة» بتخفيف النون، وتشديد الميم، على أنّ «إنّ» نافية و «لما» بمعنى «إلّا» منصوبة بفعل يفسره «ليوفينهم» (1).
* «وزلفا» من قوله تعالى: وأقم الصلوة طرفى النهار وزلفا من اليل
هود / 114.
__________
(1) قال ابن الجزرى: إن كلّا الخفّ دنا اتل صن وشد:: لما كطارق نهى كن فى ثمد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 120119.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 537536.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 329328.(2/260)
قرأ «أبو جعفر» «زلفا» بضم اللام، جمع «زلفة» بضم اللام أيضا كبسر، وبسرة.
وقرأ الباقون «زلفا» بفتح اللام، جمع «زلفة» بسكون اللام.
و «الزلفة» الطائفة من أول الليل (1).
* «بقية» من قوله تعالى: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد فى الأرض هود / 116.
قرأ «ابن جماز» «بقية» بكسر الباء، وإسكان القاف، وتخفيف الياء قال العكبرى ت 616هـ:
«وقرئ» «بقية» بتخفيفها، وهو مصدر «بقى، يبقى، بقية» «كلقيته لقية» فيجوز أن يكون على بابه، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى «فعيل» وهو بمعنى «فاعل» اه} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: لام زلف ضم ثنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 121.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 329.
وشرح طيبة النشر ص 317. ولسان العرب مادة «زلف» ج 9ص 139138.
(2) انظر: التبيان فى إعراب القرآن للعكبرى ج 2ص 718.(2/261)
وقرأ الباقون «بقيّة» بفتح الباء، وكسر القاف، وتشديد الياء، على أنه مصدر «بقى» (1).
جاء فى «اللسان»: وقوله تعالى: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية معناه: أولوا تمييز، ويجوز أولوا بقية: أولوا طاعة.
قال ابن سيدة ت 458هـ: فسّر بأنه الإبقاء، وفسّر بأنه الفهم، ومعنى «البقيّة» إذا قلت: فلان بقيّة، فمعناه: فيه فضل فيما يمدح به، وجمع «البقيّة» «البقايا» اه.
وقال «أبو منصور الأزهرى» ت 370هـ: «البقية»: اسم من الإبقاء، كأنه أراد والله أعلم: فلولا كان من القرون قوم أولوا إبقاء على أنفسهم لتمسكهم بالدين المرضى، ونصب «إلا قليلا» لأن المعنى فى قوله: «فلولا كان»: فما كان، وانتصاب «قليلا» على الانقطاع من «الأول» اه} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: بقية ذق كسرا وخف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 121.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 329.
وشرح طيبة النشر ص 318.
(2) انظر: لسان العرب مادة «بقى» ج 14ص 81.(2/262)
تنبيهان:
الأول: «يرجع» من قوله تعالى: {وإليه يرجع الأمر كله
هود / 123.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} {ثم إليه ترجعون البقرة / 28.
والثانى: «تعملون» من قوله تعالى:} {وما ربك بغافل عما تعملون
هود / 123.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون الأنعام / 132.
تمت سورة هود ولله الحمد(2/263)
تمت سورة هود ولله الحمد
سورة يوسف
* «يا أبت» من قوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا يوسف / 4.
ومن قوله تعالى:} {وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل
يوسف / 100.
ومن قوله تعالى:} {إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر
مريم / 42.
ومن قوله تعالى:} {يا أبت إنى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك
مريم / 43.
ومن قوله تعالى:} {يا أبت لا تعبد الشيطان مريم / 44.
ومن قوله تعالى:} {يا أبت إنى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن
مريم / 45.
ومن قوله تعالى:} {قالت إحداهما يا أبت استأجره القصص / 26.
ومن قوله تعالى:} {قال يا أبت افعل ما تؤمر الصافات / 102.
قرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» «يا أبت» فى جميع المواضع بفتح التاء، وذلك على تقدير إثبات ياء الإضافة فى النداء، وذلك لغة صحيحة جاء بها القرآن الكريم كما فى قوله تعالى:} {قل يا عبادى الذين اسرفوا على أنفسهم الزمر / 53.
فلما أثبت الياء فى المنادى أبدل الكسرة التى قبل الياء فتحة، فانقلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف لدلالة الفتحة عليها.
وقرأ الباقون «يا أبت» حيثما وقعت. بكسر التاء، وذلك لأن أصله «يا أبتى» ثم حذفت الياء لدلالة الكسرة عليها} [1].(2/264)
فلما أثبت الياء فى المنادى أبدل الكسرة التى قبل الياء فتحة، فانقلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف لدلالة الفتحة عليها.
وقرأ الباقون «يا أبت» حيثما وقعت. بكسر التاء، وذلك لأن أصله «يا أبتى» ثم حذفت الياء لدلالة الكسرة عليها (1).
تنبيه: وقف على «يا أبت» بالهاء «ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر ويعقوب» ووقف الباقون عليها بالتاء (2).
* «ءايات» من قوله تعالى: {لقد كان فى يوسف وإخوته آيات للسائلين» يوسف / 7.
قرأ «ابن كثير» «آية» بالإفراد، كأن الله سبحانه وتعالى جعل شأن يوسف عليه السلام آية على الجملة، وإن كان فى التفصيل آيات، كما قال تعالى:} وجعلنا ابن مريم وأمه آية المؤمنون / 50.
فأفرد آية، وإن كان شأنهما على التفصيل آيات.
وقرأ الباقون «ءايات» بالجمع، وذلك لاختلاف أحوال يوسف،
__________
(1) قال ابن الجزرى: يا أبت افتح حيث جا كم ثطعا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 122.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 3 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 331.
(2) قال ابن الجزرى: يا أبه دم كم ثوى.(2/265)
ولانتقاله من حال إلى حال، ففي كل حال جرت عليه آية، فجمع لذلك المعنى (1).
(تنبيهان) الأول: «أحد عشر» من قوله تعالى: {يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا رقم / 4.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على قوله تعالى:} {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا التوبة / 36.
والثانى: «يا بنىّ» من قوله تعالى:} {قال يا بنىّ لا تقصص رؤياك على إخوتك يوسف / 5.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:
} {يا بنىّ اركب معنا هود / 42.
* «غيابت» من قوله تعالى:} {لا تقتلوا يوسف وألقوه فى غيابت الجب يوسف / 10.
ومن قوله تعالى:} فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابت الجب
يوسف / 15.
__________
(1) قال ابن الجزرى: آيات افرد دن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 123. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 5.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 332. وحجة القراءات ص 355.(2/266)
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «غيابات» فى الموضعين، بالجمع، لأنه كل ما غاب عن النظر من الجب غيابة، فالمعنى: ألقوه فيما غاب عن النظر من الجب، وذلك أشياء كثيرة تغيب عن النظر منه، فجمع على ذلك وقرأ الباقون «غيابت» فى الموضعين أيضا بالإفراد، لأن يوسف عليه السلام لم يلق إلا فى غيابة واحدة، لأن الإنسان لا تحويه أمكنة متعددة إنما يحويه مكان واحد، فأفرد لذلك (1).
* «يرتع ويلعب» من قوله تعالى: {أرسله معنا غدا يرتعب ويلعب
يوسف / 12.
«يرتع» القراء فيها على خمس مراتب:
الأولى: «لنافع، وأبى جعفر» «يرتع» بالياء من تحت، على إسناد الفعل إلى نبى الله يوسف عليه السلام، وكسر العين من غير ياء على أن الفعل مجزوم بحذف حرف العلة، وهو مضارع «ارتعى» على وزن «افتعل» من الرباعى بمعنى المراعاة وهى الحفظ للشيء} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: غيابات معا فاجمع مدا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 123. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 5.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 332. وحجة القراءات ص 355.
(2) انظر: تفسير بحر المحيط ج 5ص 276.(2/267)
الثانية: «لعاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «يرتع» بالياء التحتية مع سكون العين، على أنه مضارع «رتع» الثلاثى صحيح الآخر مجزوم بالسكون.
يقال: «رتع، يرتع، رتعا، ورتوعا»، والاسم «الرتعة» «والرتع»:
الأكل والشرب رغدا فى الريف (1).
الثالثة: «لأبى عمرو، وابن عامر» «نرتع» بالنون، وجزم العين، فالنون لمناسبة قوله تعالى قبل: {أرسله معنا وجزم العين، سبق توجيهه الرابعة: «للبزّي» «نرتع» بالنون، وكسر العين من غير ياء، وقد تقدم توجيه ذلك.
الخامسة: «لقنبل» «نرتع» بالنون، وكسر العين، وله فى الياء الحذف والإثبات، وصلا ووقفا.
«ويلعب» قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر» «نلعب» بالنون، مناسبة لقوله تعالى قبل:} {أرسله معنا.
وقرأ الباقون «يلعب» بالياء التحتية، على إسناد الفعل إلى نبىّ الله يوسف عليه السلام} [2].
__________
(1) لسان العرب مادة «رتع» ج 8ص 112.
(2) قال ابن الجزرى: يرتع ويلعب نون دا:: حز كيف يرتع كسر جزم دم مدا وقال: ويرتع يتق يوسف زن خلفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 123.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 333. وشرح طيبة النشر ص 318.(2/268)
تنبيه: «ليحزننى» من قوله تعالى: {قال إنى ليحزننى أن تذهبوا به
رقم / 13. تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:} {ولا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر آل عمران / 176.
* «يا بشرى» من قوله تعالى:} {قال يا بشرى هذا غلام
يوسف / 19.
قرأ ««عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر»} {يا بشرا» بغير باء إضافة بعد الألف الأخيرة. وذلك على وجهين:
أحدهما: أن يكون «بشرى» اسم إنسان فدعاه المستقى باسمه، كما يقال: زيد.
والثانى: أن يكون أضاف «البشرى» إلى نفسه ثم حذف الياء وهو يريدها، كما تقول: «يا غلام لا تفعل كذا».
وقرأ الباقون «يا بشراى» بياء بعد الألف مفتوحة وصلا وساكنة وقفا أضاف «البشرى» إلى نفسه} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: بشراى حذف اليا كفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 124.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 7.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 334.
وحجة القراءات ص 357.(2/269)
* «هيت» من قوله تعالى: {وغلقت الأبواب وقالت هيت لك
يوسف / 23.
القراء فيها على أربع مراتب:
الأولى: «لنافع، وابن ذكوان، وأبى جعفر» «هيت» بكسر الهاء، وياء ساكنة، وتاء مفتوحة، ففتح الهاء، وكسرها لغتان، والفتح فى التاء، على المخاطبة من المرأة ليوسف عليه السلام، على معنى الدعاء له، والاستجلاب له إلى نفسها، على معنى: «هلمّ» أى تعال يا يوسف إلىّ، و «هيت» على هذه القراءة مبنية على الفتح نحو: «كيف، واين».
الثانية: «لابن كثير» «هيت» بفتح الهاء، وياء ساكنة، وضم التاء، وذلك على الإخبار عن نفسها بالإتيان إلى يوسف عليه السلام، و «هيت» على هذه القراءة مبنية على الضم.
الثالثة: «لهشام» هئت» بكسر الهاء، وهمزة ساكنة، وفتح التاء، وضمها، بمعنى: تهيأ لى أمرك، وتهيأت لك.
الرابعة: للباقيين «هيت» بفتح الهاء، وسكون الياء، وفتح التاء.
وتوجيه هذه القراءات كتوجيه قراءة «نافع» ومن معه.
و «هيت» اسم فعل أمر بمعنى: «هلم»} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: هيت اكسرا:: عمّ وضم التا لدى الخلف درى:: واهمز لنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 124.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 8. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 334.(2/270)
* «المخلصين» من قوله تعالى: {إنه من عبادنا المخلصين
يوسف / 24.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب» «المخلصين» بكسر اللام، على أنه اسم فاعل، من «أخلص» لأنهم أخلصوا أنفسهم لعبادة الله تعالى.
وقرأ الباقون «المخلصين» بفتح اللام، اسم مفعول، من «أخلص» لأن الله سبحانه وتعالى أخلصهم، أى اختارهم لعبادته} [1].
* «حاش لله» من قوله تعالى: {وقلن حاش لله ما هذا بشرا
يوسف / 31.
ومن قوله تعالى:} {قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء
يوسف / 51.
قرأ «أبو عمرو» حاش فى الموضعين بألف بعد الشين وصلا، على أصل الكلمة، وحذفها وقفا اتباعا للرسم العثمانى} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: والمخلصين الكسر كم حقا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 125.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 109.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 335.
(2) قال الخراز: وعنه حذف حاش مع تبيانا.(2/271)
وقرأ الباقون «حاش» بحذف الألف التى بعد الشين وصلا ووقفا، وذلك اتباعا للرسم العثمانى (1).
قال ابن هشام ت 761هـ: «حاشا» على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون فعلا متعديا متصرفا، تقول: «حاشيته» بمعنى:
استثنيته.
الثانى: أن تكون تنزيهية نحو قوله تعالى: {وقلن حاش لله
يوسف / 31. وهى عند «المبرد، وابن جنّى، والكوفيين» فعل، قالوا:
لتصرفهم فيها بالحذف، ولإدخالهم إياها على الحرف، وهذان الدليلان ينافيان الحرفية، ولا يثبتان الفعلية.
قالوا: والمعنى فى الآية: جانب يوسف المعصية لأجل الله.
ولا يتأتى هذا التأويل فى مثل «حاش لله ما هذا بشرا».
والصحيح أنها اسم مرادف للبراءة من كذا، بدليل قراءة بعضهم «حاشا لله» بالتنوين} [2] كما يقال «براءة لله من كذا» وعلى هذا فقراءة ابن مسعود ت 32هـ رضى الله عنه «حاش الله» (3) كمعاذ الله ليس جارا ومجرورا، كما وهم «ابن عطية»: عبد الحق بن غالب الغرناطى ت 542هـ
__________
(1) قال ابن الجزرى: حاشا معا صل حز.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 126.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 10. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 337.
(2) وهى قراءة شاذة.
(3) وهى قراءة شاذة أيضا.(2/272)
لأنها إنما تجر فى الاستثناء، ولتنوينها فى القراءة الأخرى، ولدخولها على اللام فى قراءة السبعة، والجار لا يدخل على الجار، وإنما ترك التنوين فى قراءتهم لبناء «حاشا» لتشبهها بحاشا الحرفية.
وزعم بعضهم أنها اسم فعل معناها: «أتبرأ» أو «برئت» وحامله على ذلك بناؤها، ويرده إعرابها فى بعض اللغات (1).
الثالث: أن تكون للاستثناء: فذهب «سيبويه» ت 180هـ وأكثر البصريين إلى أنها حرف دائما بمنزلة «إلا» لكنها تجر المستثنى.
وذهب «الجرمىّ، والمازنىّ، والفرّاء، وأبو عمرو الشيبانى» إلى أنها تستعمل كثيرا حرفا جارّا، وقليلا فعلا متعدّيا جامدا، لتضمنه معنى «إلّا» وسمع: «اللهم اغفر لى ولمن يسمع حاشا الشيطان وأبا الأصبع» (2)
فإذا قيل: «قام القوم حاشا زيدا» فالمعنى: جانب هو أى قيامهم، أو القائم منهم، أو بعضهم زيدا اه (3).
* «السجن» من قوله تعالى: قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه يوسف / 33.
قرأ «يعقوب» «السجن» الموضع الأول خاصة بفتح السين، على أنه مصدر، أريد به «الحبس» و «إلىّ» متعلق «بأحب» وليس «أحبّ» هنا على بابه، لأن نبىّ الله يوسف عليه السلام لم يحبّ ما يدعونه إليه قط.
__________
(1) انظر: مغنى اللبيب ص 164.
(2) نفس المرجع ص 165.
(3) نفس المرجع ص 166.(2/273)
وقرأ الباقون «السجن» بكسر السين، على أن المراد به المكان (1).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على كسر السين من «السجن» غير الموضع الأول وهو فى قوله تعالى: {ودخل معه فى السن فتيان رقم 36 وقوله تعالى:} {يا صاحبى السجن رقم 39/ 41.
وقوله تعالى:} {فلبث فى السجن بضع سنين رقم / 42.
وذلك لأن المراد به «المحبس» وهو المكان الذى يسجن فيه، ولا يصح أن يراد به المصدر، بخلاف الموضع الأول فإن إرادة المصدر فيه ظاهرة.
* «دأبا» من قوله تعالى:} {قال تزرعون سبع سنين دأبا
يوسف / 47.
قرأ «حفص» «دأبا» بفتح الهمزة.
وقرأ الباقون بإسكان الهمزة.
والفتح والإسكان لغتان فى كل اسم كان ثانيه حرفا من حروف الحلق الستة وهى: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وسجن أولا افتح ظبى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 126.
والمهذب فى القراءات العشر ج 3ص 126.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 337. وشرح طيبة النشر ص 320.
(2) قال ابن الجزرى: ودأبا حرك علا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 127. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 11.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 338. وحجة القراءات ص 359.(2/274)
ومعنى «دأبا»: متوالية متتابعة (1).
* «يعصرون» من قوله تعالى: {ثم يأتى من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون يوسف / 49.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تعصرون» بتاء الخطاب، مناسبة للخطاب الذى فى قوله تعالى قبل:} {يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون رقم / 48.
وقرأ الباقون «يعصرون» بياء الغيب، مناسبة للغيبة التى فى قوله تعالى:} {فيه يغاث الناس} [2].
* «حيث يشاء» من قوله تعالى: {وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض يتبوأ منها حيث يشاء يوسف / 56.
قرأ «ابن كثير» «نشاء» بالنون، على أنها نون العظمة لله تعالى لمناسبة قوله تعالى قبل:} {وكذلك مكنا، وقوله تعالى بعد:} نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين فجرى الكلام كله على نسق واحد.
__________
(1) العمدة فى غريب القرآن الهامش ص 161.
(2) قال ابن الجزرى: ويعصروا خاطب شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 127. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 11.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 338. وحجة القراءات ص 359، 360.(2/275)
وقرأ الباقون «يشاء» بالياء التحتية، والفاعل ضمير مستتر تقديره:
«هو» يعود على نبى الله يوسف عليه اللام، فجرى الكلام على لفظ الغيبة، ودلّ على ذلك قوله تعالى: {يتبوأ منها} [1]
* «لفتيانه» من قوله تعالى: {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم فى رحالهم يوسف / 62.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «لفتيانه» بألف بعد الياء، ونون مكسورة بعد الألف، على وزن «فعلان» جمع «فتى» مثل «جار وجيران، وتاج وتيجان» و «الفتيان» للكثير من العدد، ويقوى ذلك قوله تعالى:} {اجعلوا بضاعتهم فى رحالهم فكما أن «الرحال» للعدد الكثير، فكذلك المتولون ذلك، لأن الجمع القليل «أرحل».
وقرأ الباقون «لفتيته» بحذف الألف، وتاء مكسورة بعد الياء على وزن «فعله» جمع «فتى» للقليل من العدد، مثل: «أخ وإخوة، وقاع وقيعة»، وذلك لأن الذين تولوا جعل البضاعة فى رحالهم قلة} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: حيث يشاء نون دنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 127.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 11، 12. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 340.
(2) قال ابن الجزرى: فتيان فى فتية حفظا حافظا صحب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 361. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 12.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 341. وحجة القراءات ص 361.(2/276)
* «نكتل» من قوله تعالى: {فأرسل معنا أخانا نكتل
يوسف / 63.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يكتل» بالياء التحتية، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على أخيهم «بنيامين» المتقدم ذكره فى قوله تعالى:} {أخانا.
وقرأ الباقون «نكتل» بالنون، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» يعود على إخوة يوسف المشار إليهم بقوله تعالى:} {معنا} [1].
* «حافظا» من قوله تعالى: {فالله خير حافظا يوسف / 64.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «حافظا» بفتح الحاء، وألف بعدها، وكسر الفاء، على وزن «فاعل» وذلك للمبالغة على تقدير: فالله خير الحافظين، فاكتفى بالواحد عن الجمع، ونصبه على التمييز، أو الحال.
وأيضا فإنهم لما قالوا:} {وإنا له لحافظون.
قيل لهم:} الله خير حافظا.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وياء نكتل شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 127. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 12.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 341. وحجة القراءات ص 361.(2/277)
وقرأ الباقون «حفظا» بكسر الحاء، وحذف الألف التى بعدها، وإسكان الفاء، على وزن «فعل»، على أنه تمييز. وذلك أن إخوة يوسف عليه السلام لما نسبوا الحفظ إلى أنفسهم فى قوله تعالى: {ونحفظ أخانا قال لهم أبوهم:} {فالله خير حافظا أى خير من حفظكم الذى نسبتموه إلى أنفسكم} [1].
* «نرفع، نشاء» من قوله تعالى: {نرفع درجات من نشاء
يوسف / 76.
قرأ «يعقوب» «يرفع، يشاء» بالياء التحتية فيهما، والفاعل فيهما ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره فى قوله تعالى} {ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك إلا أن يشاء الله.
وقرأ الباقون «نرفع، نشاء» بنون العظمة فيهما، والفاعل فيهما ضمير مستتر تقديره «نحن» تمشيا مع قوله تعالى قبل:} {كذلك كدنا ليوسف. أو على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، وهذا ضرب من ضروب البلاغة} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: حفظا حافظا صحب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 127. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 13.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 341. وحجة القراءات ص 362.
(2) قال ابن الجزرى: وياء يرفع من يشا ظل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 128.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 342. وشرح طيبة النشر ص 320.(2/278)
* «درجات» قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «درجات» بالتنوين، على أنه منصوب على الظرفية، و «من» مفعول، أى يرفع من يشاء مراتب، ومنازل.
وقرأ الباقون «درجات» بغير تنوين، على الإضافة، فدرجات مفعول به (1).
* «نوحى إليهم» من قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم من أهل القرى يوسف / 109.
ومن قوله تعالى:} {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون النحل / 43.
ومن قوله تعالى:} {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون الأنبياء / 7.
قرأ «حفص» «نوحى» فى المواضع الثلاثة بنون العظمة، وكسر الحاء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» تمشيا مع السياق فى قوله تعالى قبل:} وما أرسلنا.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ودرجات نونوا كفا معا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 55.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 342.(2/279)
وقرأ الباقون «يوحى» بالياء التحتية، وفتح الحاء، على البناء للمفعول، و «إليهم» نائب فاعل، والضمير فى «إليهم» عائد على «رجالا» * «نوحى إليه» من قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون الأنبياء / 25.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «نوحى» بنون العظمة، وكسر الحاء مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» تمشيا مع السياق فى قوله تعالى قبل:} {وما أرسلنا و «إليه» متعلق بنوحى، والمصدر المنسبك من «أنه لا إله إلا أنا فاعبدون» فى محل نصب مفعول، أى: إلا نوحى إليه كونه لا إله إلا أنا.
وقرأ الباقون «يوحى» بالياء التحتية، وفتح الحاء، مبنيا للمفعول، و «إليه» متعلق بيوحى، والمصدر المنسبك من «أن واسمها وخبرها، نائب فاعل، أى: إلا يوحى إليه كونه لا إله إلا أنا} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يوحى إليه النون والحاء اكسرا صحب::
ومع إليهم الكل عرا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 129128.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 1514.
وشرح طيبة النشر ص 321.(2/280)
تنبيه: «تعقلون» من قوله تعالى: {ولدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون يوسف / 109.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} {وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون بالأنعام / 32.
* «كذبوا» من قوله تعالى:} {حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا يوسف / 110.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «كذبوا» بتخفيف الذال، وقد وجهت هذه القراءة بعدة وجوه، منها:
ما روي عن «ابن عباس» رضى الله عنهما. وغيره، أن الضمائر كلها ترجع إلى المرسل إليهم، أى وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوا من النبوة، وفيما يوعدون به من لم يؤمن بالعقاب.
ويحكى أن سعيد بن جبير ت 95هـ لما أجاب بذلك، فقال «الضحاك بن مزاحم» ت 105هـ وكان حاضرا: لو رحلت فى هذه المسألة إلى «اليمن» كان قليلا» اه} [1].
وقرأ الباقون «كذّبوا» بتشديد الذال، على عود الضمائر كلها على الرسل عليهم السلام، أى: وظن الرسل أن أممهم قد كذّبتهم
__________
(1) انظر: اتحاف فضلاء البشر ص 368.(2/281)
فيما جاءوا به لشدّة البلاء، وطوله عليهم جاءهم نصر الله الخ (1).
* «فنجّى» من قوله تعالى: {جاءهم نصرنا فنجى من نشاء
يوسف / 110.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب» «فنجّى» بنون واحدة مضمومة وبعدها جيم مشددة، وبعد الجيم ياء مفتوحة، على أنه فعل ماض مبنى للمفعول من «نجّى» مضعف الثلاثى و «من» نائب فاعل.
وقرأ الباقون «فننجى» بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة، وبعد الثانية جيم مخففة، وبعد الجيم ياء ساكنة مدّية، على أنه فعل مضارع مبنى للمعلوم من «أنجى» الرباعى، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» يعود على الله تعالى، والكلام جاء على نسق ما قبله وهو قوله تعالى} {جاءهم نصرنا و «من» مفعول «ننجى»} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكذبوا الخف ثنا شفا نوى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 129.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 15. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 347.
(2) قال ابن الجزرى: ننجى فعل نجّى نل ظل كوى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 129.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 17. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 347.(2/282)
تنبيه: اتفق جميع شيوخ النقل عن كتاب المصاحف على حذف النون الثانية فى الرسم من «ننجى» فى سورة الأنبياء، وفى سورة يوسف عليه السلام، وإلى ذلك أشار صاحب المورد بقوله:
والنون من ننجى فى الأنبياء:: كل وفى الصدّيق للإخفاء (1).
تمت سورة يوسف ولله الحمد
__________
(1) انظر: دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص 149.(2/283)
سورة الرعد
* «وزرع ونخيل صنوان وغير» من قوله تعالى: {وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان
الرعد / 4.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، ويعقوب» برفع «وزرع، ونخيل» وذلك عطفا على «قطع» ورفع «صنوان» لكونه نعتا «لنخيل» ورفع «غير» لعطفه على «صنوان».
وقرأ الباقون بخفض الأربعة «وزرع ونخيل صنوان وغير» وذلك عطفا على «أعناب»} [1].
تنبيه: «يغشى» من قوله تعالى: {يغشى اليل النهار إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون الرعد / 3.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:} يغشى اليل النهار يطلبه حثيثا الأعراف / 54.
__________
(1) قال ابن الجزرى: زرع وبعده الثلاث الخفض عن:: حق ارفعوا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 131.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 19.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 349.(2/284)
* «يسقى» من قوله تعالى: {وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد الرعد / 4.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب» «يسقى» بالياء التحتية على التذكير، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على ما ذكر من قبل فى الآية.
وقرأ الباقون «تسقى» بتاء التأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هى» يعود على الأشياء التى سبق ذكرها فى الآية} [1].
* «ونفضل» من قوله تعالى: {يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل الرعد / 4.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ويفضل» بالياء التحتية، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الله تعالى» المتقدم ذكره فى قوله تعالى:} الله الذى رفع السموات بغير عمد ترونها رقم / 2.
وقرأ الباقون «ونفضل» بنون العظمة، وذلك على الالتفات من الغيبة
__________
(1) قال ابن الجزرى: يسقى كما نصر ظعن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 131.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 19.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 349.(2/285)
إلى التكلم، وهو ضرب من ضروب البلاغة، وبناء عليه يكون الفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» (1).
تنبيه: «الأكل» من قوله تعالى: {ونفضل بعضها على بعض فى الأكل رقم / 4.
و «أكلها» من قوله تعالى:} {أكلها دائم وظلها رقم / 45.
تقدم الكلام عليهما أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} {فآتت أكلها ضعفين البقرة / 265.
* «تستوى» من قوله تعالى:} {أم هل تستوى الظلمات والنور
الرعد / 16.
قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يستوى» بالياء التحتية على التذكير، لأن تأنيث «الظلمات» غير حقيقى فجاز تذكير الفعل، مثل قوله تعالى:} {فمن جاءه موعظة البقرة / 275.
وأيضا فإنه يجوز أن يذهب ب «الظلمات» إلى معنى المصدر فيكون بمعنى «الإظلام، أو الظلام» فيذكر الفعل حملا على ذلك.
وقيل أيضا: إن الجمع بالألف والتاء، يراد به «القلة» والعرب تذكر الجمع إذا قلّ عدده، فذكر الفعل حملا على ذلك المعنى.
وقرأ الباقون «تستوى» بالتاء الفوقية على التأنيث، لأن «الظلمات»
فاعل فأنث الفعل تبعا لتأنيث اللفظ} [1].(2/286)
وقرأ الباقون «تستوى» بالتاء الفوقية على التأنيث، لأن «الظلمات»
فاعل فأنث الفعل تبعا لتأنيث اللفظ (1).
تنبيه: «يستوى» من قوله تعالى: {قل هل يستوى الأعمى والبصير الرعد / 16.
اتفق القراء العشرة على قراءته بالتذكير، إذ لا وجه لتأنيث الفعل.
* «يوقدون» من قوله تعالى:} {ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زيد مثله الرعد / 17.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يوقدون» بياء الغيب، مناسبة لما قبله من لفظ الغيبة فى قوله تعالى:} {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه الرعد / 16. فجرى الكلام على نسق واحد.
وقرأ الباقون «توقدون» بتاء الخطاب، حملا على الخطاب الذى قبله فى قوله تعالى:} {قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا} [2] الرعد / 16.
__________
(1) قال ابن الجزرى: هل يستوى شفا صدوا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 132.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 19، 20. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 350.
(2) قال ابن الجزرى: ويوقدوا صحب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 132.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 22. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 350.(2/287)
* «وصدّوا» من قوله تعالى: {بل زيّن للذين كفروا مكرهم وصدّوا عن السبيل الرعد / 32.
* «وصدّ» من قوله تعالى:} {وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصدّ عن السبيل غافر / 37.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «وصدّوا» و «صدّ» بضم الصاد، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل فى موضع «الرعد» واو الجماعة العائد على الذين كفروا.
ونائب الفاعل فى موضع «غافر» ضمير مستتر تقديره «هو» عائد على «فرعون» عليه لعنة الله.
وقرأ الباقون الفعلين: «وصدوا، وصد» بفتح الصاد، على البناء للفاعل، والفاعل فى موضع «الرعد» واو الجماعة، وفى موضع «غافر» ضمير مستتر تقديره «هو» عائد على «فرعون»} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: واضمم:: صدوا وصدّ الطول كوفى الحضرمى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 132.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 22.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 252، ج 2ص 198.(2/288)
* «ويثبت» من قوله تعالى: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت الرعد / 39.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، ويعقوب» «ويثبت» بإسكان الثاء، وتخفيف الباء الموحدة، على أنه مضارع «أثبت» المزيد بهمزة.
وقرأ الباقون «ويثبت» بفتح الثاء، وتشديد الباء، على أنه مضارع «ثبّت» مضعف العين} [1].
* «الكفّار» من قوله تعالى: {وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار
الرعد / 42.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «الكفار» بضم الكاف، وفتح الفاء وتشديدها، وألف بعدها، جمع تكسير، ووجه ذلك أن الكلام أتى عقب قوله تعالى قبل:} قد مكر الذين من قبلهم ثم قال: «وسيعلم الكفار» بلفظ ما تقدمه ليأتلف الكلام على سياق واحد.
وقرأ الباقون «الكافر» بفتح الكاف، وألف بعدها، وكسر الفاء
__________
(1) قال ابن الجزرى: يثبت خفف نص حق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 132.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 23. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 354.(2/289)
على الإفراد، والمراد الجنس، والمعنى: سيعلم كل من كفر من الناس (1).
تمت سورة الرعد ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: والكافر والكفار شد كنز غذى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 133.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 23، 24.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 354.(2/290)
سورة إبراهيم
* «الله الذى» من قوله تعالى: {الله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض إبراهيم / 2.
قرأ «نافع، وابن عامر، أبو جعفر» «الله» برفع الهاء وصلا، وابتداء على أنه مبتدأ، خبره} {الذى له ما فى السموات وما فى الأرض أو خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: هو الله، وجملة «الذى له ما فى السموات» الخ صفة للفظ الجلالة.
وقرأ «رويس» «الله» يرفع الهاء فى حالة الابتداء بها، وقد سبق توجيه ذلك أما حالة وصل «الله» بما قبله وهو:} {إلى صراط العزيز الحميد
رقم / 1. فإن «رويسا» يقرأ «الله» بالخفض، على أنه بدل مما قبله.
وقرأ الباقون «الله» وصلا، وابتداء بالجر، على أنه بدل مما قبله} [1].
* «سبلنا» من قوله تعالى: {وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا إبراهيم / 12.
ومن قوله تعالى:} والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
العنكبوت / 69.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وعمّ رفع الخفض فى الله الذى:: والابتداء غر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 133.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 25. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 354.(2/291)
قرأ «أبو عمرو» «سبلنا» فى الموضعين بإسكان الباء.
وقرأ الباقون بضم الباء.
والإسكان، والضم لغتان فى كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم:
والإسكان هو الأصل، وهو لغة «تميم، وأسد».
والضم لمجانسة ضم الحرف الأول، وهو لغة «الحجازيين» (1).
قال الراغب: «السبيل»: الطريق الذى فيه سهولة، وجمعه سبل» اه (2).
تنبيه: «الريح» من قوله تعالى: {اشتدت به الريح فى يوم عاصف
إبراهيم / 18تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} {وتصريف الرياح بالبقرة / 164.
* «خلق» من قوله تعالى:} {ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق إبراهيم / 19.
ومن قوله تعالى:} والله خلق كل دابة من ماء النور / 45.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «خالق» بألف بعد الخاء، وكسر اللام، ورفع القاف، فى الموضعين على أنه اسم فاعل، و «السموات» بالخفض على الإضافة، من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، و «الأرض» بالخفض عطفا على «السموات» هذا فى إبراهيم.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وسبلنا حز.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 407.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 255. واتحاف فضلاء البشر ص 142.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 223.(2/292)
وفى النور «كل» بالخفض، من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله أيضا.
وقرأ الباقون «خلق» فى الموضعين، بحذف الألف التى بعد الخاء، وفتح اللام والقاف، على أنه فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الله» «والسموات» بالنصب بالكسرة، على أنه مفعول به و «الأرض» بالنصب عطفا على «السموات» هذا فى إبراهيم.
وفى «النور» «كل» بنصب اللام، على أنه مفعول به لخلق (1).
جاء فى المفردات: الخلق: أصله التقدير المستقيم.
ويستعمل فى إبداع الشيء من غير أصل، ولا احتذاء، وليس الخلق الذى هو الإبداع إلا الله تعالى، ولهذا قال تعالى فى الفصل بينه وبين غيره: {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون النحل / 17} [2].
* «بمصرخيّ» من قوله تعالى: ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخىّ
إبراهيم / 22.
__________
(1) قال ابن الجزرى: خالق امدد واكسر::
وارفع كنور كل والأرض اجرر:: شفا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 134.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 356، ج 762.
وشرح طيبة النشر ص 323.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «خلق» ص 157.(2/293)
قرأ «حمزة» «بمصرخيّ» بكسر الياء، وهى لغة «بنى يربوع» نص على ذلك «قطرب» ت 206هـ (1) والأصل «مصرخينى» فحذفت النون للإضافة، فالتقى ساكنان: ياء الإعراب، وياء الإضافة، وأصلها السكون، ثم كسرت ياء الإضافة على غير قياس ثم أدغمت ياء الإعراب فى ياء الإضافة كما تقول: «مررت بمسلمىّ».
قال ابن الجزرى ت 833هـ: واختلفوا فى «بمصرخيّ» فقرأ «حمزة» بكسر الياء، وهى لغة «بنى يربوع» نص على ذلك «قطرب» وأجازها هو والفراء ت 207هـ وإمام اللغة، والنحو، والقراءة «أبو عمرو بن العلاء» وقال «القاسم بن معن» النحوى: هى صواب، ولا عبرة بقول «الزمخشرى»، وغيره ممن ضعفها، أو لحنها فإنها قراءة صحيحة اجتمعت فيها الأركان الثلاثة (2).
__________
(1) هو محمد بن المستنير بن أحمد البصرى، المعروف بقطرب «أبو على» لغوى، نحوى، أخذ النحو عن «سيبويه» وغيره من علماء البصرة، من تصانيفه: «معانى القرآن، والعلل فى النحو، والاشتقاق، والرد على الملحدين فى متشابه القرآن، توفى ببغداد سنة 206هـ الموافق 821م.
انظر ترجمته فى معجم المؤلفين ج 12ص 15.
(2) الأركان الثلاثة هى: صحة السند، وموافقة الرسم العثمانى، وموافقة وجه من أوجه اللغة العربية.(2/294)
وقرأ بها أيضا «يحيى بن وثاب» ت 103هـ (1).
وسليمان بن مهران الأعمش ت 148هـ (2).
وحمران بن أعين ت 130هـ (3).
وجماعة من التابعين، وقياسها فى النحو صحيح، وذلك: الياء الأولى وهى ياء الجمع جرت مجرى الصحيح لأجل الإدغام، فدخلت ساكنة عليها ياء الإضافة، وحركت بالكسر على الأصل فى اجتماع الساكنين.
وهذه اللغة باقية، شائعة، ذائعة فى أفواه أكثر الناس إلى اليوم اه (4).
__________
(1) هو: يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم الكوفى، تابعى، ثقة، روى عن «ابن عمر، وابن عباس، وتعلم القرآن من «عبيد بن نضلة» ت 103هـ.
انظر ترجمته فى طبقات القراء ج 2ص 380.
(2) هو سليمان بن مهران الأعمش، أبو محمد الأسدي مولاهم الكوفى، ولد سنة 60هـ وأخذ القراءة عرضا عن «إبراهيم النخعى، وزرّ بن حبيش، وزيد بن وهب، وعاصم ابن أبى النجود، روى عنه أنه قال: «إن الله زيّن بالقرآن أقواما، وإنى ممن زينه الله بالقرآن» توفى فى ربيع الأول سنة 148هـ.
انظر ترجمته فى غاية النهاية فى طبقات القراء ج 1ص 315، 316.
(3) هو: حمران بن أعين، أبو حمزة الكوفى، مقرئ كبير، أخذ القراءة عرضا عن «عبيد بن نضلة»، وأبى حرب بن الأسود، وأبيه أبى الأسود، ويحيى بن وثاب، ومحمد بن على الباقر» وروى القراءة عنه عدد كثير، منهم: «حمزة بن خبيب الزيات» توفى فى حدود 130هـ أو قبلها.
انظر: ترجمته فى: غاية النهاية فى طبقات القراء ج 1ص 161.
(4) انظر: النشر لابن الجزرى ج 3ص 134، 135.(2/295)
وقرأ الباقون «مصرخىّ» بفتح الياء، لأن الياء المدغم فيها، وهى ياء الإضافة أصلها الفتح (1).
يقال: «صرخ، يصرخ» من باب «قتل، يقتل» «صراخا» بضم الصاد، فهو «صارخ» و «صريخ»: إذا صاح.
و «صرخ فهو صارخ»: إذا استغاث. و «استصرخته، فأصرخنى» استغثت به فأغاثنى. فهو «صريخ» أى: مغيث و «مصرخ» على القياس (2).
* «ليضلوا» من قوله تعالى: {وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله
إبراهيم / 30.
* «ليضل» من قوله تعالى:} {ثانى عطفه ليضل عن سبيل الله
الحج / 9.
ومن قوله تعالى:} ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم لقمان / 6.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ومصرخىّ كسر اليا فخر.
انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 356.
وشرح طيبة النشر ص 324.
(2) المصباح المنير مادة «صرخ» ج 1ص 337.(2/296)
ومن قوله تعالى: {وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله الزمر / 8.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «ليضلوا، ليضل» فى جميع المواضع المذكورة بفتح الياء، على أنه مضارع «ضلّ» الثلاثى، وهو فعل لازم، أى ليضلوا هم فى أنفسهم.
وقرأ «رويس» «ليضلوا، ليضل» فى جميع المواضع ما عدا موضع «لقمان» بفتح الياء وقد سبق توجيه ذلك.
أمّا موضع «لقمان» فقد قرأه بوجهين:
الأول: بفتح الياء، على أنه مضارع «ضلّ» الثلاثى.
والثانى: بضم الياء، على أنه مضارع «أضلّ» الرباعى، وهو متعد إلى مفعول محذوف، أى ليضلوا غيرهم.
وقرأ الباقون «ليضلوا، ليضل» فى جميع المواضع، بضم الياء وقد سبق توجيه ذلك} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يضل فتح الضم كالحج والزمر:: حبر غنا لقمان حبر وأتى عكس رويس انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 135.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 358، ج 2ص 45، 134، 187.
وشرح طيبة النشر ص 324.(2/297)
* «أفئدة» من قوله تعالى: {فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم
إبراهيم / 37.
قرأ «هشام» بخلف عنه «أفئيدة» بياء ساكنة بعد الهمزة.
قال ابن الجزرى ت 833هـ:
اختلف عن «هشام» فى «أفئيدة» من الناس» فروى «الحلوانى» عنه من جميع طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة، وهى رواية «العباس بن الوليد البيرونى» عن أصحابه، عن «ابن عامر» وإلّا فهو على لغة المشبعين من العرب الذين يقولون: «الدراهيم، والصياريف» وليست ضرورة، بل لغة مستعملة، وقد ذكر الإمام أبو عبد الله بن مالك من شواهد التوضيح أن الإشباع من الحركات الثلاث لغة معروفة، وجعل من ذلك قولهم: «بينا زيد قائم جاء عمرو» أى بين أوقات قيام زيد، فأشبعت فتحة النون فتولدت الألف.
وحكى «الفراء» يحيى بن زياد ت 207هـ:
أن من العرب من يقول: «أكلت لحما شاة» أى لحم شاة اه وقال بعضهم: بل هو ضرورة، وإن «هشاما» سهل الهمزة كالياء، فعبر الراوى عنها على ما فهم بياء بعد الهمزة، والمراد بياء عوض عنها.
وردّ ذلك «الحافظ الدانى» أبو عمرو بن عثمان بن سعيد ت 444هـ وقال: إن النقلة عن «هشام» كانوا أعلم الناس بالقراءة، ووجهها،
وليس يفضى بهم الجهل إلى أن يعتقد فيهم مثل ذلك اه} [1].(2/298)
وردّ ذلك «الحافظ الدانى» أبو عمرو بن عثمان بن سعيد ت 444هـ وقال: إن النقلة عن «هشام» كانوا أعلم الناس بالقراءة، ووجهها،
وليس يفضى بهم الجهل إلى أن يعتقد فيهم مثل ذلك اه (1).
ثم يقول «ابن الجزرى»: ومما يدلّ على فساد ذلك القول، أن تسهيل هذه الهمزة كالياء لا يجوز، بل تسهيلها إنما يكون بالنقل.
ولم يكن «الحلوانى» منفردا بها عن «هشام» بل رواها عنه كذلك أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر شيخ «ابن مجاهد» وكذلك لم ينفرد بها «هشام» عن «ابن عامر» بل رواها عن «ابن عامر» «العباس بن الوليد» وغيره ورواها الأستاذ «أبو محمد سبط الخياط» عن الأخفش، عن «هشام» وعن «الداجونى» عن أصحابه، عن «هشام» وقال: ما رأيته منصوصا فى التعليق لكن قرأت به على «الشريف» اه (2).
وقرأ الباقون «أفئدة بدون ياء بعد الهمزة، على الأصل، وهو الوجه الثانى «لهشام» (3).
__________
(1) انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 135، 136.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 136.
(3) قال ابن الجزرى: واشبعن أفئدتا لى الخلف.
انظر: المهذب فى القراءات العشر ج 1ص 359.
وشرح طيبة النشر ص 324.(2/299)
تنبيه: «وأفئدتهم» من قوله تعالى: {وأفئدتهم هواء
إبراهيم / 43.
اتفق القراء العشرة على قراءته بغير ياء بعد الهمزة، لأنه جمع «فؤاد» وهو القلب، أى قلوبهم فارغة من العقول، وكذلك سائر ما ورد فى «القرآن» ففرق بينهما.
* «لتزول» من قوله تعالى:} {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال
إبراهيم / 46.
قرأ «الكسائى» «لتزول» بفتح اللام الأولى، ورفع الثانية، على أنّ «إن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، أى «وإنه» واللام الأولى هى الفارقة بين «إن» المخففة، والنافية، والفعل مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، و «منه» متعلق ب «لتزول» و «الجبال» فاعل، وجملة «لتزول منه الجبال» فى محل نصب خبر «كان» والجملة من «كان» واسمها وخبرها فى محل رفع خبر «إن» المخففة من الثقيلة} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وافتح لتزول ارفع رما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 137.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 27، 28.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 359.(2/300)
وقرأ الباقون «لتزول» بكسر اللام الأولى، ونصب الثانية، على أنّ «إن» نافية بمعنى «ما» واللام لام الجحود، والفعل منصوب بعدها «بأن» مضمرة (1).
يقال: زال الشيء، يزول، زوالا: فارق طريقته جانحا عنه. والزوال، يقال فى شىء قد كان ثابتا قبل (2).
تمت سورة إبراهيم ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: وافتح لتزول ارفع رما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 137.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 27، 28.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 359.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «زال» ص 217.(2/301)
سورة الحجر
* «ربما» من قوله تعالى: {ربما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين
الحجر / 2.
قرأ «نافع، وعاصم، وأبو جعفر» «ربما» بتخفيف الباء الموحدة.
وقرأ الباقون «ربّما» بتشديد الباء، والتخفيف، والتشديد، لغتان} [1].
جاء فى «رصف المبانى فى شرح حروف المعانى» فى أثناء الحديث عن «ربّ» كلام طويل وهذا ملخص له:
«ربّ» حرف (2) يكون لتقليل الشيء فى نفسه، ويكون لتقليل النظير:
فالتى لتقليل الشيء فى نفسه نحو قول الشاعر:
ألا ربّ مولود وليس له أب:: وذى ولد لم يلده أبوان وذى شامة سوداء فى حرّ وجهه:: مجللة لا تنقضى لأوان فالمولود الذى ليس له أب «نبى الله عيسى» عليه السلام.
وذو الولد الذى لم يلده أبوان هو «نبى الله آدم» عليه السلام.
وذو الشامة السوداء فى حرّ وجهه هو «البدر».
فهذه الثلاثة ليس لها نظير فى الوجود.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وربما الخف مدا نل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 138.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 29. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 360.
(2) جاء فى الإنصاف: ذهب الكوفيون إلى أن ربّ اسم.
وذهب البصريون إلى أنه حرف جرّ. انظر: الإنصاف ج 2ص 832.(2/302)
واما التى لتقليل النظير فهى الكثيرة الاستعمال ومنها قول امرئ القيس:
فإن أمس مكروما فيا ربّ قينه:: منعّمة أعملتها بكران والمعنى أن كثيرا من هذه القينات كان لى، وقلّ مثلها لغيرى، فإطلاق النحويين على «ربّ» أنها للتقليل، إنما يعنون النظير الذى هو الغالب فيها (1).
ثم اعلم أن «ربّ» لها أحكام تختص بها أذكر منها ما يلي:
أولا: أنها إذا دخلت على ظاهر فلا يكون بعدها إلا نكرة أبدا، نحو:
«ربّ رجل لقيت» لأن التقليل والتكثير لا يكونان إلا فى النكرات.
فإن دخلت «ربّ» على مضمر فلا يكون إلا مفسرا بنكرة منصوبة نحو: «ربّ رجلا» وهذا الضمير نكرة أبدا بدليل تفسيره بالنكرة، ولا التفات فيه لكونه مضمرا، إذ من المضمرات ما يعود على نكرة، ومنها ما يعود على معرفة.
إلّا أنّ ما عاد على نكرة نحو: «رأيت رجلا فكلمته» فتعريفه إنما هو بالعودة خاصة لا بالعلم، فمن أطلق عليه معرفة فهذا المعنى أطلق.
وهذا الضمير لا يثنّى، ولا يؤنث، بل يبنى على صورة المذكر المفرد، وما كان من تذكير، أو تأنيث، أو تثنية، أو جمع، ففي التفسير بعده.
__________
(1) انظر: رصف المبانى فى شرح حروف المعانى ص 189188.(2/303)
ثانيا: أنّ «ربّ» لها أبدا صدر الكلام، نحو «ربّ رجل لقيته» وإنما ذلك لأنها نقيضة «كم» الخبرية فى التكثير.
وإنما لزمت «كم» الخبرية الصدر، لأنها تشبه الاستفهامية فى اللفظ، فتقول: «كم رجل ضربت» كما تقول فى «كم» الاستفهامية: «كم رجلا ضربت».
ولما ناقضت «كم» الخبرية «ربّ» فبنيت لأنها للتقليل، وهى للتكثير جعلت «ربّ» مثلها فى لزوم الصدر، والعرب تحمل الشيء على النقيض كما تحمله على النظير، كحملهم «لا» النافية للجنس فى نصبها ما بعدها، على «إنّ» التى للتوكيد فى نصب ما بعدها، وهى نقيضها كما ترى، فهذا فى النقض، وفى النظير حملهم «كم» الخبرية على الاستفهامية فى لزوم الصدر، و «عن» الاسمية، على «عن» الحرفية فى لزوم البناء (1).
ثالثا: يجوز حذفها لدلالة معمولها اللازم للخفض، والتنكير عليها كقول الشاعر:
رسم دار وقفت فى طلله:: كدت أقضى الحياة من جلله وأما ما ذكره بعضهم من أنها إذا حذفت عوّض عنها: «الواو» أو «الفاء» فليس كذلك، وإنما الواو، والفاء، قبلها حرفا ابتداء، بدليل حذفها دونهما.
__________
(1) رصف المبانى ص 191189.(2/304)
رابعا: أن تاء التأنيث تدخل عليها مفتوحة مثل «لات» تقول «ربتا يقوم زيد».
خامسا: أن فيها عدة لغات (1).
سادسا: أن الفعل الذى بعد معمولها إذا كان مضارعا فهو فى معنى الماضى، نحو: «ربّ رجل يقوم» بمعنى: قام.
سابعا: أنه يجوز أن يحذف هذا الفعل بعدها لدلالة السياق عليه، لأنها جواب لكلام قبلها، أو فى تقديره، فتقول: «ربّ رجل» تريد:
«قام» إذا دل عليه الدليل (2).
ثامنا: أن الأكثر فى معمولها أن يكون موصوفا عوضا من الفعل الذى يحذف، نحو: «ربّ رجل صالح» والمعنى: قام، إذا دلّ عليه الدليل.
__________
(1) قال ابن هشام: وفى «ربّ» ست عشرة لغة:
ضم الراء، وفتحها، وكلاهما مع التشديد، والتخفيف، والأوجه الأربعة مع تاء التأنيث ساكنة، أو محركة، ومع التجرد منها، فهذه اثنتا عشرة، والضم، والفتح مع إسكان الباء، وضم الحرفين مع التشديد، ومع التخفيف» اه.
انظر مغنى اللبيب ص 184.
(2) انظر: رصف المبانى ص 193191.(2/305)
تاسعا: أنها تدخل عليها «ما» على ثلاثة أوجه:
(1) إمّا أن تكفها عن العمل فى النكرة، فيرتفع ما بعدها بالابتداء، والخبر، والمبتدأ معرفة وهو قليل، كقول الشاعر:
ربّما الطاعن الموبّل فيهم:: وعناجيح بينهنّ المهار (2) وإمّا أن توطئها للدخول على الفعل، فتقول: «ربما يقوم زيد» ويكون الفعل المضارع إذ ذاك فى معنى الماضى، ولمعنى: ربما قام، فأما قوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين الحجر / 2وذلك يوم القيامة، فلأن المحقق وقوعه مثل الواقع.
(3) وإمّا زائدة دخولها كخروجها، فتبقى داخلة على النكرات كما كانت، كقول الشاعر:
ربّما ضربة بسيف صيقل:: بين بصرى وطعنة نجلاء} [1]
* «ما ننزل الملائكة» من قوله تعالى: ما ننزل الملائكة إلا بالحق
الحجر / 8.
قرأ «شعبة» «ما تنزل» بضم التاء، وفتح النون، والزاى مشدّدة على البناء للمفعول، و «الملائكة» بالرفع نائب فاعل.
وقرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ما ننزل» بنونين الأولى مضمومة، والأخرى مفتوحة، وكسر الزاى مشددة، مبنيا للفاعل
__________
(1) انظر رصف المبانى ص 194193.(2/306)
و «الملائكة» بالنصب مفعول به.
وقرأ الباقون «ما تنزل» بفتح التاء، والنون، والزاى مشددة، مبنيا للفاعل، والملائكة بالرفع فاعل.
وأصل «تنزل» تتنزل فحذفت إحدى التاءين تخفيفا (1).
وقرأ «البزّى» بخلف عنه «تنزّل» بتشديد التاء حالة وصلها بما قبلها (2).
* «سكرت» من قوله تعالى: لقالوا إنما سكرت أبصارنا
الحجر / 15.
قرأ «ابن كثير» «سكرت» بتخفيف الكاف، أى حبست أبصارنا، بحيث لا ينفذ نورها، ولا تدرك الأشياء على حقيقتها، والعرب تقول:
«سكرت الريح» إذا سكنت، فكأنها حبست، ويقال: سكرت النهر، أى: حبسته عن الجرى.
__________
(1) قال ابن الجزرى: واضمما:: تنزل الكوفى وفى التا النون مع::
زاها اكسر اصحب وبعد ما رفع انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 136.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 29. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 361.
(2) قال ابن الجزرى: فى الوصل تاتيمموا اشدد إلى قوله: وفى الكل اختلف عنه.(2/307)
وقرأ الباقون «سكّرت» بتشديد الكاف، أى غشّيت، وغطّيت.
وقال «قتادة بن دعامة السدوسى» ت 118هـ:
معنى «سكّرت»: «سدّت»، وحجتهم فى التشديد أن الفعل مسند إلى جماعة وهو قوله تعالى: {سكرت أبصارنا والتشديد مع الجمع أولى» اه} [1].
تنبيه: «الرياح» من قوله تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح الحجر 22 تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن «الرياح» فى قوله تعالى:} {وتصريف الرياح بالبقرة / 164.
و «المخلصين» من قوله تعالى:} {إلا عبادك منهم المخلصين
الحجر / 40تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن «المخلصين» من قوله تعالى: «} إنه من عبادنا المخلصين بيوسف / 24.
جاء فى المفردات: «السّكر» بضم السين، وسكون الكاف: حالة تعرض بين المرء، وعقله، وأكثر ما يستعمل ذلك فى الشراب، وقد يعترى من الغضب.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخف سكّرت دنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 138. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 30 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 361. وحجة القراءات ص 382.(2/308)
و «لسّكر» بفتح السين والكاف: اسم لما يكون منه «السّكر» قال تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا
النحل / 67.
و «لسّكر» بفتح السين، وسكون الكاف: حبس الماء، وذلك باعتبار ما يعرض من السدّ بين المرء، وعقله.
و «السّكر» بكسر السين، وسكون الكاف: الموضع المسدود.
وقوله تعالى:} {إنما سكرت أبصارنا الحجر / 15.
قيل: هو من «السّكر» بفتح السين، وسكون الكاف، وقيل: هو من السّكر» بضم السين، وسكون الكاف اه} [1].
وجاء فى اللسان: يقال: «سكر»، يسكر، سكرا (2) وسكرا (3)
وسكرا (4) وسكرا (5) وسكرانا (6) فهو «سكر» و «سكران» والأنثى:
«سكرة، وسكرى، وسكرانة» (7).
__________
(1) انظر المفردات فى غريب القرآن مادة «سكر» ص 236.
(2) بضم السين، وسكون الكاف.
(3) بضم السين والكاف.
(4) بفتح السين، وسكون الكاف.
(5) بفتح السين والكاف.
(6) بفتح السين والكاف.
(7) انظر: لسان العرب مادة «سكر» ج 4ص 372.(2/309)
* «علىّ» من قوله تعالى: {قال هذا صراط علىّ مستقيم
الحجر / 41.
قرأ «يعقوب» «علىّ» بكسر اللام، وضم الياء منونة، من علوّ الشرف، وهو نعت «لصراط» كقولك: «هذا صراط مرتفع مستقيم» والمراد بالصراط: «الدين».
وقرأ الباقون «علىّ» بفتح اللام، وبالياء المشددة المفتوحة من غير تنوين، قيل: «علىّ» بمعنى «إلىّ» فيتعلق بمستقيم، أو يكون نعتا إلى «صراط»، ويجوز أن يكون «علىّ» خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير:
«استقامته علىّ»} [1].
تنبيه: «جزء» من قوله تعالى: {لكل باب منهم جزء مقسوم
الحجر / 44، تقدم الكلام عليه اثناء الحديث على قوله تعالى:
} {ثم اجعل على كل جبل منهم جزءا بالبقرة / 260.
* «عيون» حيثما وقع نحو قوله تعالى:} {إن المتقين فى جنات وعيون
الحجر / 45.
* «العيون» من قوله تعالى:} وفجرنا فيها من العيون يس / 34.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ولاما على فاكسر نون ارفع ظاما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 139. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 362.
وشرح طيبة النشر ص 325. والتبيان فى إعراب القرآن ج 2ص 781.(2/310)
* «عيونا» من قوله تعالى: {وفجرنا الأرض عيونا القمر / 12.
قرأ «ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائى» هذه الألفاظ: «عيون» المنكر «العيون» المعرف،» عيونا» المنون المنصوب، بكسر العين لمناسبة الياء.
وقرأ الباقون بضم العين على الأصل} [1].
من هذا يتبين أن الضم، والكسر لغتان.
* «وعيون ادخلوها» من قوله تعالى: إن المتقين فى جنات وعيون ادخلوها الحجر / 4645.
قرأ «رويس» بخلف عنه بضم تنوين «عيون» حالة وصله بما بعده، وكسر خاء «أدخلوها» على ما لم يسمّ فاعله، والهمزة على هذه القراءة همزة قطع، نقلت حركتها إلى التنوين قبلها، ثم حذفت، فالفعل حينئذ من «أدخل» الرباعى.
وقرأ الباقون «بضم خاء «ادخلوها» على أنه فعل «أمر» من «دخل» الثلاثى، والهمزة على هذه القراءة همزة وصل، وهو الوجه الثانى «لرويس»
__________
(1) قال ابن الجزرى: بيوت كيف جا بكسر الضم إلى قوله:
عيون مع شيوخ مع جيوب صف من دم رضى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 427. واتحاف فضلاء البشر ص 155.(2/311)
واعلم أن جميع القراء العشرة حالة البدء ب «ادخلوها» يبتدئون بهمزة مضمومة (1).
تنبيه: اعلم أن القراء العشرة فى ضم وكسر عين «وعيون».
وكذا ضم وكسر التنوين وصلا حسب قواعدهم المتقدمة.
تنبيه آخر: «نبشرك» من قوله تعالى: {إنا نبشرك بغلام عليم
الحجر / 53.
تقدم الكلم عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} {أن الله يبشرك بيحيى بآل عمران / 39.
* «تبشرون» من قوله تعالى:} فبم تبشرون الحجر / 54.
قرأ «نافع» «تبشرون» بكسر النون مخففة، والأصل «تبشروننى» النون الأولى للرفع، والثانية للوقاية، ثم حذفت نون الوقاية بعد نقل كسرتها إلى الرفع، ثم حذفت الياء حملا على نظائرها فى رءوس الآى ولدلالة الكسرة التى قبلها عليها.
وقرأ «ابن كثير» «تبشرون» بكسر النون مشددة مع المدّ المشبع، والأصل «تبشروننى» أيضا، فأدغمت نون الرفع فى نون الوقاية، ثم حذفت ياء الإضافة لدلالة الكسرة عليها.
__________
(1) قال ابن الجزرى: همز ادخلوا انقل اكسر الضم اختلف غيث.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 139.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 362. وشرح طيبة النشر ص 325.(2/312)
وقرأ الباقون «تبشرون» بنون مفتوحة مخففة، على أن أصل الفعل «تبشرون» فالنون هى نون الرفع (1).
* «يقنط» من قوله تعالى: {قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون الحجر / 56.
، «يقنطون» من قول الله تعالى:} {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون الروم / 36.
* «تقنطوا» من قول الله تعالى:} {التقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنون جميعا الزمر» 53.
قرأ «أبو عمرو، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «يقنط، يقنطون، تقنطوا» بكسر النون، وهى لغة «أهل الحجاز، وأسد»} [2].
وقرأ الباقون بفتح النون، وهى لغة باقى العرب (3).
والقراءتان ترجعان إلى أصل الاشتقاق:
فالقراءة الأولى مضارع «قنط يقنط» بفتح فى الماضى، وكسرها فى المضارع مثل «ضرب يضرب».
__________
(1) قال ابن الجزرى: تبشرون ثقل النون دف وكسرها اعلم دم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 139. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 30. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 364363.
(2) قال ابن الجزرى: وكسرها اعلم دم كيقنط اجمعا:: روى حما.
(3) النشر فى القراءات العشر ج 3ص 140. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 364.(2/313)
والقراءة الثانية مضارع «قنط يقنط» بكسر العين فى الماضى، وفتحها فى المضارع، مثل: «تعب، يتعب» ومعنى «لا تقنطوا»: لا تيأسوا.
جاء فى المفردات: «القنوط» اليأس من الخير. يقال: «قنط (1)
يقنط (2) قنوطا، وقنط (3) يقنط (4) قنوطا (5).
وجاء فى اللسان: «القنوط» اليأس، وفى «التهذيب» اليأس من الخير، وقيل: أشدّ اليأس من الشيء.
و «القنوط» بضم القاف: المصدر، و «قنط، يقنط قنوطا» مثل:
«جلس، يجلس، جلوسا» و «قنط (6) قنطا» (7) وهو قانط»: «يئس».
وفيه لغة ثالثة: «قنط، يقنط، قنطا،» مثل: «تعب، يتعب، تعبا» وقناطة، فهو «قنط».
وأمّا «قنط، يقنط» بالفتح فيهما، و «قنط، يقنط» بالكسر فيهما، فإنما هو على الجمع بين اللغتين، قاله «الأخفش» اه (8).
* «قدّرنا» من قوله تعالى: {إلا امرأته قدّرنا إنها لمن الغابرين
الحجر / 60.
* و «قدّرناها» من قوله تعالى:} إلا امرأته قدّرناها من الغابرين
النمل / 57.
__________
(1) بفتح القاف والنون.
(2) بكسر النون.
(3) بكسر النون.
(4) بفتح النون.
(5) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «قنط» ص 413.
(6) بكسر النون.
(7) بفتح النون.
(8) انظر: لسان العرب مادة «قنط» ج 7ص 386.(2/314)
قرأ «شعبة» «قدرنا» و «قدرناها» بتخفيف الدال فيهما.
وقرأ الباقون بتشديد الدال فيهما.
والتخفيف، والتشديد لغتان بمعنى (1).
قال الزجاج ت 311هـ: علمنا أنها لمن الغابرين، وقيل: دبّرنا إنها لمن الباقين فى العذاب (2).
تنبيهات: الأول: «لمنجوهم» من قوله تعالى: {إنا لمنجوهم أجمعين الحجر / 59.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:
} {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر بالأنعام» 63.
الثانى: «فأسر» من قوله تعالى:} {فأسر بأهلك بقطع من اليل
الحجر / 65، تقدم الكلام عليه أثناء الكلام على:} {فأسر بأهلك بقطع من اليل هود / 81.
الثالث: «بيوتا» من قوله تعالى:} {وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين الحجر / 82.
تقدم الكلام عليه أثناء الكلام على} وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها بالبقرة / 189.
تمت سورة الحجر ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: خفّ قدرنا صف معا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 140. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 364 وج 2ص 105. وشرح طيبة النشر ص 326.
(2) انظر: لسان العرب مادة «قدر» ج 5ص 75(2/315)
سورة النحل
* «ينزل الملائكة» من قوله تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره
النحل / 2.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس» «ينزل» بإسكان النون، وتخفيف الزاى المكسورة، على أنها مضارع «أنزل» الرباعى، و «الملائكة» بالنصب مفعول به.
وقرأ «روح» «تنزل» بتاء مثناة من فوق مفتوحة، ونون مفتوحة، وزاى مفتوحة مشددة، مضارع «تنزل» والأصل «تتنزل» فحذفت إحدى التاءين تخفيفا، و «الملائكة» بالنصب مفعول به} [1].
* «بشق» من قوله تعالى: وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس النحل / 7.
قرأ «أبو جعفر» «بشق» بفتح الشين.
وقرأ الباقون بكسر الشين.
والفتح، والكسر مصدران بمعنى واحد، وهو المشقة.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ينزل كلا خف حق.
وقال: ينزل مع ما بعد مثل القدر عن روح انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 141.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 366. وشرح طيبة النشر ص 326.(2/316)
وقيل: الفتح مصدر، والكسر اسم مصدر، و «بشق» فى موضع الحال من الضمير المرفوع فى «بالغيه» أى مشقوقا عليكم (1).
جاء فى اللسان:
«الشّقّ، والمشقة»: الجهد، والعناء، ومنه قوله عز وجل: {إلّا بشق الأنفس وأكثر القراء على كسر الشين، معناه: إلا بجهد الأنفس، وكأنه اسم، وكأن «الشّق»} [2] فعل، وقرأ «أبو جعفر» وجماعة: «إلا بشق الأنفس» بالفتح.
قال «ابن جنى» ت 392هـ: وهما بمعنى» اه (3).
* «ينبت» من قوله تعالى: {ينبت لكم به الزرع النحل / 11.
قرأ «شعبة» «ننبت» بنون العظمة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» فالله سبحانه وتعالى أجراه على الإخبار عن نفسه لتقدم لفظ الإخبار قبله فى قوله تعالى:
} أنه لا إله إلا أنا فاتقون رقم / 2.
__________
(1) قال ابن الجزرى: بشق فتح شينه ثمن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 141. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 367.
والتبيان فى اعراب القرآن ج 2ص 790. وتفسير الطبرى ج 5ص 476.
(2) بفتح الشين.
(3) لسان العرب مادة «شقق» ج 10ص 183.(2/317)
وقرأ الباقون «ينبت» بالياء التحتية، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو»، وذلك إجراء للكلام على لفظ الغيبة، لتقدم لفظ الغيبة فى قوله تعالى: {هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب رقم / 10} [1].
جاء فى اللسان:
كل ما أنبت الله فى الأرض، فهو «نبت» والنبات فعله، ويجرى مجرى اسمه، يقال: «أنبت الله النبات إنباتا».
وقال الفراء ت 207هـ:
إن النبات اسم يقوم مقام المصدر، قال الله تعالى:
{وأنبتها نباتا حسنا اه} [2].
وقال ابن سيده ت 458هـ: «نبت الشيء ينبت، نبتا، ونباتا، وتنبّت» اه (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: ينبت نون صح.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 141.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 34.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 367.
(2) سورة آل عمران / 37.
(3) انظر: لسان العرب مادة «نبت» جح 2ص 95.(2/318)
* «والشمس والقمر والنجوم مسخرات» من قوله تعالى:
{وسخر لكم اليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره
النحل / 12.
قرأ «ابن عامر» برفع الأسماء الأربعة: «والشمس والقمر والنجوم مسخرات» على أن «والشمس» مبتدأ، «والقمر والنجوم» معطوفان على «والشمس» و «مسخرات» «خبر».
وقرأ «حفص» بنصب الاسمين الأولين: «والشمس، والقمر» ورفع الاسمين الأخيرين: «والنجوم، مسخرات» فنصب الاسمين على أنهما معطوفان على «الليل» لأنه فى محل نصب مفعول لسخر، ورفع «والنجوم» على الابتداء، و «مسخرات» خبر.
وقرأ الباقون بنصب الأسماء الأربعة، وذلك على أن الثلاثة الأول معطوفة على «الليل» و «مسخرات» حال مؤكدة لعاملها} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: والشمس ارفعا:: كالنحل مع عطف الثلاث كم وثم معه فى الأخيرين عد انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 142.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 35.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 367.(2/319)
* «يدعون» من قوله تعالى: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا النحل / 20.
قرأ «عاصم، ويعقوب» «يدعون» بياء الغيبة، وذلك على الالتفات من الخطاب الذى قبله فى قوله تعالى:} {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون
رقم / 19. إلى الغيبة، والالتفات ضرب من ضروب البلاغة.
وقرأ الباقون «تدعون» بتاء الخطاب، جريا على السياق، ومناسبة للخطاب المتقدم فى قوله تعالى:} {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون
فجرى الكلام على نسق واحد} [1].
جاء فى المصباح: «دعوت الله، أدعوه، دعاء»: ابتهلت إليه بالسؤال، ورغبت فيما عنده من الخير اه (2).
* «تشاقون» من قوله تعالى: ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائى الذين كنتم تشاقون فيهم النحل / 27.
قرأ «نافع» «تشاقون» بكسر النون، والأصل «تشاقوننى» فحذفت نون الوقاية بعد نقل كسرتها إلى نون الرفع، ثم حذفت ياء الإضافة لدلالة الكسرة عليها. ومعنى «تشاقوننى» تعادوننى، أو تحاربوننى.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يدعون ظبا نل.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 142. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 35.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 367.
(2) المصباح المنير مادة «دعا» ج 1ص 194.(2/320)
وقرأ الباقون «تشاقون» بفتح النون، على أنها نون الرفع، والمفعول محذوف، أى الله تعالى، وحينئذ تتحد القراءتان فى المعنى (1).
* «تتوفاهم» من قوله تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم النحل / 28.
ومن قوله تعالى:} {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين النحل / 32.
قرأ «حمزة، وخلف العاشر» «يتوفاهم» فى الموضعين بالياء التحتية، على تذكير الفعل، و «الملائكة» فاعل، وجاز تذكير الفعل على إرادة جمع الملائكة، ومنه قوله تعالى:} {فناداه الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب
آل عمران / 39. على قراءة «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر».
وقرأ الباقون «تتوفاهم» فى الموضعين أيضا، بالتاء الفوقية، على تأنيث الفعل، و «الملائكة» فاعل، وأنث الفعل لأن لفظ «الملائكة» مؤنث، والمراد جماعة الملائكة، ومنه قوله تعالى:
} {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة النحل / 33} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وتشاقون اكسر النون أبا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 143. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 36.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 367. وحجة القراءات ص 388.
(2) قال ابن الجزرى: ويتوفاهم معا فتى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 143.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 368. وحجة القراءات ص 388.(2/321)
تنبيه: «تأتيهم» من قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة النحل / 33، تقدم الكلام عليها أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:} {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة
بالأنعام / 158.
* «لا يهدى» من قوله تعالى:} {إن تحرص على هداهم فان الله لا يهدى من يضل النحل / 37.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» «لا يهدى» بضم الياء، وفتح الدال، وألف بعدها، وذلك على بناء الفعل للمفعول، و «من» نائب فاعل أى من يضله الله لا يهدى وهذه القراءة فى المعنى بمنزلة قوله تعالى:} {من يضلل الله فلا هادى له الأعراف / 86.
وعن عكرمة ت 115هـ} [1] عن عبد الله بن عباس ت 68هـ رضى الله عنهما قال: قيل له: «فإن الله لا يهدى (2) من يضل»
__________
(1) هو عكرمة بن خالد بن العاص، المخزومى، المكى، تابعى، ثقة حجة روى القراءة عن أصحاب ابن عباس، وروى عنه عدد كثير، منهم «أبو عمرو بن العلاء» توفى سنة 155هـ.
(2) أى بضم الياء، وفتح الدال.(2/322)
قال: «من أضله الله لا يهدى» اه (1).
وقرأ الباقون «لا يهدى» بفتح الياء، وكسر الدال، وياء بعدها، وذلك على بناء الفعل للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله تعالى و «من» مفعول به (2).
* «يروا» من قوله تعالى: {أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤا ظلاله النحل / 48.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تروا» بتاء الخطاب، لمناسبة الخطاب فى قوله تعالى قبل:} فإن ربكم لرءوف رحيم رقم 47 كى يكون الكلام على نسق واحد وهو الخطاب.
والمخاطب قيل: جميع بنى آدم المكلفين شرعا، وقيل: من يصلح للخطاب وهم المؤمنون لأنهم هم المنتفعون بما يلقى إليهم دون غيرهم.
__________
(1) انظر: حجة القراءات لابن زنجلة ص 389.
(2) قال ابن الجزرى: وضم وفتح يهدى كم سما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 144.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 37.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 369.(2/323)
وقرأ الباقون «يروا» بياء الغيب، لمناسبة الغيبة التى قبله فى قوله تعالى: {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض
الآيات رقم 474645} [1].
تنبيهان الأول: «فيكون» من قوله تعالى: {إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون النحل رقم / 40.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} {وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون بالبقرة / 117.
الثانى: «نوحى إليهم» من قوله تعالى:
} {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم النحل / 43.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم بيوسف / 109.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تروا فعم:: روى الخطاب انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 144.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 37.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 370.(2/324)
* «يتفيؤا» من قوله تعالى: {أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤا ظلاله النحل / 48.
قرأ «أبو عمرو، ويعقوب» «تتفيؤا» بتاء التأنيث، وذلك على تأنيث لفظ الجمع وهو «الظلال».
وقرأ الباقون «يتفيؤا» بياء التذكير، وذلك على تذكير معنى الجمع، ولأن تأنيث الفاعل وهو «ظلال» غير حقيقى} [1].
جاء فى تفسير الطبرى عن معنى هذه الآية:
«أولم ير هؤلاء الذين مكروا السيئات، إلى ما خلق الله من جسم قائم شجر، أو جبل، أو غير ذلك، يتفيأ ظلاله عن اليمين، والشمائل، يقول: يرجع من مضع إلى موضع، فهو فى أول النهار على حال، ثم يتقلّص، ثم يعود إلى حال أخرى فى آخر النهار» اه (2).
* «مفرطون» من قوله تعالى: لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون
النحل / 62.
قرأ «نافع» «مفرطون» بكسر الراء مخففة، على أنها اسم فاعل من «أفرط» إذا جاوز الحدّ، يقال: كانوا مفرطين على أنفسهم فى الذنوب.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويتفيؤا سوى البصرى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 144. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 37.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 370.
(2) انظر: تفسير الطبرى ج 14. ص 144.(2/325)
وقال «مكى بن أبى طالب» ت 437:
«مفرطون» بكسر الراء، اسم فاعل من «أفرط» إذا أعجل، فمعناه:
وأنهم معجلون إلى النار، أى سابقون إليها.
وقيل معناه: وأنهم ذوو إفراط إلى النار، أى: ذوو عجل إليها.
حكى «أبو زيد الأنصارى» ت 215هـ:
فرط الرجل أصحابه يفرطهم: إذا سبقهم، والفارط: المتقدم إلى الماء وغيره» اه (1).
وقرأ «أبو جعفر» «مفرّطون» بكسر الراء مشددة، على أنها اسم فاعل من «فرّط» مضعف العين، بمعنى: قصّرت، وضيّعت، ومنه قوله تعالى أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطت فى جنب الله الزمر / 56.
وقرأ الباقون «مفرّطون» بفتح الراء مخففة، اسم مفعول من «أفرط» الرباعى.
قال «الفراء» يحيى بن زياد أبو زكريا ت 207هـ:
معناه: منسيون فى النار.
__________
(1) انظر الكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 38.(2/326)
وقيل منسيّون، مضيّعون، متروكون، قال: والعرب تقول: أفرطت منهم ناسا، أى: خلّفتهم، ونسيتهم» اه (1).
* «نسقيكم» من قوله تعالى: {وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه النحل / 66.
ومن قوله تعالى:} {وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونها المؤمنون / 21.
قرأ «نافع، وابن عامر، وشعبة، ويعقوب» «نسقيكم» فى الموضعين بالنون المفتوحة، على أنه مضارع «سقى» الثلاثى، كما قال تعالى:} {وسقاهم ربهم شرابا طهورا الإنسان / 21.
وفاعل «نسقيكم» ضمير مستتر وجوبا تقديره «نحن» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره فى قوله تعالى:} {وما أنزلنا عليك الكتاب
__________
(1) انظر: لسان العرب مادة «فرط» ج 7ص 370. قال ابن الجزرى: ورا مفرطون اكسر مدا واشدد ثرا. انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 145. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 371. وشرح طيبة النشر ص 328.
} إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه رقم / 64وجرى الكلام على نسق واحد وهو إسناد الفعل إلى المعظم نفسه.(2/327)
__________
(1) انظر: لسان العرب مادة «فرط» ج 7ص 370. قال ابن الجزرى: ورا مفرطون اكسر مدا واشدد ثرا. انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 145. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 371. وشرح طيبة النشر ص 328.
{إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه رقم / 64وجرى الكلام على نسق واحد وهو إسناد الفعل إلى المعظم نفسه.
وقرأ «أبو جعفر» «تسقيكم» فى الموضعين، بالتاء الفوقية المفتوحة، على تأنيث الفعل، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير «هى» يعود على «الأنعام» وهى مؤنثة، ولذلك جاز تأنيث الفعل.
وقرأ الباقون «نسقيكم» فى الموضعين بالنون المضمومة، على أنه مضارع «أسقى» الرباعى، ومنه قوله تعالى:} {وأسقيناكم ماء فراتا
المرسلات / 27} [1].
فإن قيل: هل هناك فرق بين «سقى، وأسقى»؟.
أقول: قال «الخليل بن أحمد الفراهيدى» ت 170هـ وسيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر ت 180هـ:
يقال: سقيته: ناولته فشرب، وأسقيته: جعلت له سقيا» اه.
(1) قال ابن الجزرى: ونون نسقيكم معا انث ثنا:: وضمّ صحب حبر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 145.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 3938.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 372، ج 2ص 58.(2/328)
وقال «أبو عبيدة معمر بن المثنى» ت 210هـ: «هما لغتان» اه.
وقال «أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس» ت 338هـ:
«سقيته، يكون بمعنى عرضته لأن يشرب، وأسقيته: دعوت له بالسقيا، وأسقيته: جعلت له سقيا، وأسقيته: بمعنى «سقيته» عند «أبى عبيدة» اه (1).
فإن قيل: ما وجه عود الضمير مذكرا فى سورة «النحل» فى قوله تعالى {مما فى بطونه.
أقول: هناك عدة توجيهات:
أحدها: أن الأنعام تذكر، وتؤنث، فذكر الضمير على إحدى اللغتين.
والثانى: أن الأنعام جنس، فعاد الضمير إليها على المعنى.
والثالث: أن مفرد الأنعام «نعم» والضمير عائد على مفرده.
والرابع: أنه عائد على المذكور، فتقديره: مما فى بطون المذكور.
والخامس: أنه عائد على البعض الذى له لبن منها} [2].
__________
(1) انظر: اعراب القرآن لابن النحاس ج 2ص 216.
(2) انظر: اعراب القرآن للعكبري ج 2ص 800.(2/329)
* «يجحدون» من قوله تعالى: {أفبنعمة الله يجحدون النحل / 71.
قرأ «شعبة، ورويس» «تجحدون» بالتاء الفوقية، على الخطاب، لمناسبة الخطاب فى قوله تعالى قبل:} {فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء فجرى الكلام على نسق واحد وهو الغيبة} [1].
تنبيهان: الأول: «بيوتا» من قوله تعالى: {أن اتخذى من الجبال بيوتا
النحل / 68تقدم الكلام عليها أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:} {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها
بالبقرة / 189.
والثانى: «يعرشون» من قوله تعالى:} {ومن الشجر ومما يعرشون
النحل / 68تقدم الكلام عليها أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:} ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون بالأعراف / 137.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يجحدوا غنا صبا الخطاب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 145، والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 4039، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 372.(2/330)
* «يروا» من قوله تعالى: {ألم يروا إلى الطّير مسخرات فى جوّ السماء النحل / 79.
قرأ «ابن عامر، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» «تروا» بتاء الخطاب، مناسبة للخطاب فى قوله تعالى قبل:} {والله أخرجكم من بطن أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون رقم / 78فجرى الكلام على نسق واحد وهو الخطاب وقرأ الباقون «يروا» بياء الغيب، وفى ذلك توجيهان:
الأول: أن يكون ذلك على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، والالتفات ضرب من ضروب البلاغة.
والثانى: أن يكون لمناسبة الغيبة فى قوله تعالى قبل:
} {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون النحل رقم 73} [1].
تنبيه: «أمهاتكم» من قوله تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم النحل / 78تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:} فلأمه الثلث بالنساء / 11.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تروا فعم:: روى الخطاب والأخير كم ظرف:: فتى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 146، والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 40 والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 373.(2/331)
* «ظعنكم» من قوله تعالى: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم النحل / 80.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «ظعنكم» بفتح العين.
وقرأ الباقون بإسكانها.
وهما لغتان فى مصدر «ظعن» بمعنى «سافر» مثل: النهر والنهر} [1].
تنبيه: «تذكرون» من قوله تعالى: {يعظكم لعلكم تذكرون
النحل / 90تقدم الكلام عليها أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:} {ذلكم وصالكم به لعلكم تذكرون بالأعراف / 152.
* «ولنجزين» من قوله تعالى:} ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم النحل / 96.
قرأ «ابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، وابن عامر بخلف عنه» «ولنجزين» بنون العظمة، وذلك إخبار من الله عزّ وجلّ عن نفسه بالجزاء الذى اكده بالقسم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره «نحن» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره، وفى الكلام التفات من الغيبة إلى التكلم.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ظعنكم حرك سما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 146، والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 40، والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 374، واتحاف فضلاء البشر ص 279.(2/332)
وقرأ الباقون «وليجزين» بياء الغيب، وهو الوجه الثانى «لابن عامر» والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله تعالى، وقد جرى الكلام على نسق واحد وهو الغيبة (1).
تنبيه: «ينزل» من قوله تعالى: {والله أعلم بما ينزل النحل / 101 تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:} {أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده بالبقرة / 90.
و «القدس» من قوله تعالى:} {قل نزله روح القدس النحل / 102 تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:
} {وأيدناه بروح القدس بالبقرة / 87.
* «فتنوا» من قوله تعالى:} ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا
النحل / 110.
قرأ «ابن عامر» «فتنوا» بفتح الفاء، والتاء، على البناء للفاعل، أى فتنوا المؤمنين بإكراههم على الكفر، ثم آمنوا وهاجروا، فالله غفور لما فعلوه.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ليجزين النون كم خلف نما دم ثق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 146.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 40. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 375.(2/333)
وقرأ الباقون «فتنوا» بضم الفاء، وكسر التاء، على البناء للمفعول، أى فتنهم الكفار بالإكراه على التلفظ بالكفر، وقلوبهم مطمئنة بالإيمان «كعمار بن ياسر» فالله غفور لهم، ودليله قول الله تعالى:
{إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان النحل / 106} [1].
تنبيه: «يلحدون» من قوله تعالى: {لسان الذى يلحدون إليه أعجمىّ النحل / 103.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:
} {وذروا الذين يلحدون فى أسمائه بالأعراف / 180.
و «الميتة» من قوله تعالى:} {إنما حرم عليكم الميتة النحل / 115.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:
} {إنما حرم عليكم الميتة بالبقرة / 173.
* «ضيق» من قوله تعالى:} {ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون النحل / 127.
ومن قوله تعالى:} ولا تحزن عليهم ولا تكن فى ضيق مما يمكرون
النمل / 70.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وضم فتنوا واكسر سوى شام.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 147.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 41. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 376.(2/334)
قرأ «ابن كثير» «ضيق» فى الموضعين بكسر الضاد.
وقرأ الباقون بفتحها، وهما لغتان فى مصدر «ضاق» نحو «القول، والقيل» (1).
قال الراغب: «الضيّق ضد السعة، ويقال: الضيّق أيضا أى بفتح الضاد» اه (2).
وقال «ابن كثير»: «ولا تك فى ضيق» أى غمّ اه (3).
تمت سورة النحل ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: وضيق كسرها معا دوى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 148.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 41.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 377. واتحاف فضلاء البشر ص 281.
(2) المفردات فى غريب القرآن ص 300.
(3) انظر مختصر تفسير ابن كثير ص 2ج 353.(2/335)
سورة الإسراء
* «ألا تتخذوا» من قوله تعالى: {ألا تتخذوا من دونى وكيلا
الإسراء / 2.
قرأ «أبو عمرو» «ألا يتخذوا» بياء الغيب، وذلك حملا على لفظ الغيبة المتقدم ذكرها فى قوله تعالى أول الآية:
} {وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل. وأن مصدرية مجرورة بحرف جر محذوف، و «لا» نافية، أى لئلا يتخذوا وكيلا من دونى.} [1]
وقرأ الباقون «ألا تتخذوا» بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، و «أن» مفسّرة بمعنى «أى» و «لا» ناهية، والمعنى:
وقلنا لهم لا تتخذوا وكيلا من دونى.
* «ليسوءوا» من قوله تعالى: {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم الإسرا / 7.
قرأ «الكسائى» «لنسوء» بنون العظمة، وفتح الهمزة من غير مدّ بعدها، على أنه فعل مضارع مسند إلى ضمير المعظم نفسه تقديره «نحن» وذلك على الإخبار من الله تعالى عن نفسه، لمناسبة قوله تعالى قبل:} {فإذا جاء وعد أولهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد رقم / 5.
وقوله:} ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددنا كم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا رقم / 6.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يتخذوا حلا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 148.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 42. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 379.(2/336)
ليكون آخر الكلام محمولا على أوله، وحينئذ يكون الكلام على نسق واحد وقرأ «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر» «ليسوء» بالياء التحتية وفتح الهمزة، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الوعد» والمراد به «الموعود» وهو العذاب الذى أعده الله لهم، وحينئذ يكون الإسناد مجازيا.
أو يكون الفاعل ضميرا يعود على «الله تعالى» المتقدم ذكره، وحينئذ يكون فى الكلام التفات من التكلم إلى الغيبة.
وقرأ الباقون وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» «ليسوءوا» بالياء التحتية، وضم الهمزة، وبعدها واو ساكنة، والفعل مسند إلى واو الجماعة، وهى عائدة على «عبادا» فى قوله تعالى: {بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد رقم / 5.
وقد جرى الكلام على نسق واحد، وهو الغيبة، والجمع، لأن قبله:
} {فجاسوا خلال الديار رقم / 5. وبعده:} {وليدخلوا، وليتبروا رقم / 7} [1].
تنبيه: «ويبشر» من قوله تعالى: {ويبشر المؤمنين الإسراء / 9.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:
} أن الله يبشرك بيحيى بآل عمران / 39.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يسوء فاضمما:: همزا وأشبع عن سما النون رما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 148.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 42. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 379.(2/337)
* «ونخرج» من قوله تعالى: {ونخرج له يوم القيامة كتابا
الإسراء / 13.
قرأ «أبو جعفر» «ويخرج» بياء تحتية مضمومة، وراء مفتوحة، على أنه مضارع «أخرج» الرباعى، مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «طائره» المتقدم ذكره فى قوله تعالى:} {وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه و «كتابا» حال.
وقرأ «يعقوب» «ويخرج» بالياء التحتية المفتوحة، وراء مضمومة، على أنه مضارع «خرج» «الثلاثى، مبنى للمعلوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «طائره» أيضا، و «كتابا» حال.
وقرأ الباقون «ونخرج» بنون العظمة المضمومة، وراء مكسورة، على أنه مضارع «أخرج» الرباعى، مبنى للمعلوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» لأن قبله} {وجعلنا اليل والنهار آيتين فمحونا آية اليل وجعلنا آية النهار مبصرة} {وكل شئ فصلناه تفصيلا} {وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه و «كتابا» مفعول به} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ونخرج الياء ثوى وفتح ضم:: وضم راء ظن فتحها ثكم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 149.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 380. وشرح طيبة النشر ص 330.(2/338)
* «يلقاه» من قوله تعالى: {ونخرج له يوم القيامة كتاب يلقاه منشورا الإسراء / 13.
قرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» «يلقّاه» بضم الياء، وفتح اللام، وتشديد القاف، على أنه مضارع «لقّى» مضعف العين، مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الإنسان» المتقدم ذكره فى قوله تعالى: «وكل إنسان» وهو المفعول الأول، والهاء التى فى «يلقاه» مفعوله الثانى، وهى عائدة على «كتابا» و «منشورا» صفة إلى «كتابا».
وقد أجمع القراء على التشديد فى قوله تعالى:} {ولقّاهم نضرة وسرورا الإنسان / 11.
وقرأ الباقون «يلقاه» بفتح الياء، وتخفيف القاف، وسكون اللام، على أنه مضارع «لقى» الثلاثى، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على صاحب الكتاب وهو الإنسان المتقدم ذكره، والضمير فى «يلقاه» مفعول به، وهو عائد على «كتابا» و «منشورا» صفة إلى «كتابا»} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يلقى اضمم اشدد كم ثنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 149.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 34. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 380.(2/339)
* «أمرنا» من قوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها الإسراء / 16.
قرأ «يعقوب» «آمرنا» بمد الهمزة بمعنى «أكثرنا» والمعنى: أكثرنا مترفيها ففسقوا فيها بارتكاب المعاصى، ومخالفة أوامر الله تعالى.
وقرأ الباقون «أمرنا» بقصر الهمزة، من الأمر ضدّ النهى، والمعنى:
أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها بعدم امتثال الأمر} [1].
جاء فى «لسان العرب»: وروى «سلمة» عن «الفراء» من قرأ «أمرنا» خفيفة، فسّرها بعضهم: أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها، إن المترف إذا أمر بالطاعة خالف إلى الفسق.
قال «الفراء»: وقرأ «الحسن» «آمرنا» أى بمد الهمزة وروى عنه «أمرنا» أى بقصر الهمزة قال: وروى عنه أنه بمعنى: «أكثرنا» قال: ولا نرى أنها حفظت عنه، لأنا لا نعرف معناها هنا، ومعنى «آمرنا» أى بمد الهمزة: «أكثرنا» اه (2).
__________
(1) قال ابن الجزرى: مد أمر ظهر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 150.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 381.
وشرح طيبة النشر ص 330.
(2) انظر: لسان العرب مادة «أمر» ج 4ص 28.(2/340)
* «يبلغن» من قوله تعالى: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما الإسراء / 23.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يبلغان» بإثبات ألف بعد الغين مع المد، وكسر النون مشددة، على أن الفعل مسند إلى ألف الاثنين، وهى الفاعل، وكسرت نون التوكيد بعدها تشبيها لها بنون الرفع، بعد حذف النون للجازم، و «أحدهما» بدل من ألف المثنى بدل بعض من كل، و «كلاهما» معطوف عليه.
وقرأ الباقون «يبلغن» بحذف الألف، وفتح النون مشددة، على أنه فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و «أحدهما» فاعل، و «كلاهما» معطوف عليه} [1].
* «أفّ» من قوله تعالى: {فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما الإسراء / 23.
ومن قوله تعالى:} {أفّ لكم ولما تعبدون من دون الله
الأنبياء / 67.
ومن قوله تعالى:} والذى قال لوالديه أفّ لكما الأحقاف / 17.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ويبلغان مدّ وكسر شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 150.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 4443.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 382.(2/341)
قرأ «نافع، وحفص، وأبو جعفر» «أف» فى السور الثلاث بكسر الفاء منونة، فالكسر لغة «أهل الحجاز، واليمن» والتنوين للتنكير.
وقرأ «ابن كثير، وابن عامر، ويعقوب» «أف» فى السور الثلاث أيضا بفتح الفاء بلا تنوين.
فالفتح لغة «قيس» وترك التنوين، لقصد عدم التنكير.
وقرأ الباقون «أف» بكسر الفاء، بلا تنوين. وقد سبق توجيه كسر الفاء، وعدم التنوين (1).
* «خطأ» من قوله تعالى: إن قتلهم كان خطأ كبيرا
الإسراء / 31.
قرأ «ابن كثير» «خطاء» بكسر الخاء، وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها، على أنه مصدر «خاطأ، يخاطئ، خطاء» مثل: «قاتل، يقاتل قتالا» قال ابن مالك: لفاعل الفعال والمفاعلة.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وحيث أفّ نون عن مدا وفتح فائه دنا ظل كدا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 151.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 382، ج 2ص 23438 وشرح طيبة النشر ص 331.(2/342)
وقرأ «ابن ذكوان، وأبو جعفر، وهشام بخلف عنه» «خطأ» بفتح الخاء، والطاء، من غير ألف، على أنه مصدر «خطئ، خطأ فهو خاطئ»: إذا تعمّد، مثل: «تعب، يتعب، تعبا».
والمشهور فى مصدر «خطئ» «خطأ» كما قال ابن مالك:
وفعل اللازم بابه فعل:: كفرح وكجوى وكشلل وقرأ الباقون «خطأ» بكسر الخاء، وسكون الطاء، وهو الوجه الثانى «لهشام» على أنه مصدر «خطئ، خطأ» بمعنى: مجانبة الصواب، مثل:
«أثم، إثما» (1).
قال ابن مالك:
وما أتى مخالفا لما مضى:: فبابه النقل كسخط ورضى * «فلا يسرف» من قوله تعالى: فلا يسرف فى القتل
الإسراء / 33.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تسرف» بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، والمخاطب هو الولى، على معنى: لا تقتل أيها الولىّ غير قاتل وليك
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفتح خطأ من له الخلف ثرا:: حرك لهم والمك والمد درى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 151.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 45. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 382.(2/343)
وقيل المعنى: لا تقتل أيها الولىّ بعد أخذك الدية من القاتل.
وقرأ الباقون «يسرف» بياء الغيبة، جريا على الأسلوب السابق فى قوله تعالى: {فقد جعلنا لوليه سلطانا وضمير الغائب عائد على «الولى».
والإسراف النهى عنه هو التعدى فى القصاص، كأن يقتل غير القاتل، أو يقتل بالواحد جماعة} [1].
* «بالقسطاس» من قوله تعالى: {وزنوا بالقسطاس المستقيم
الإسراء / 35.
ومن قوله تعالى:} {وزنوا بالقسطاس المستقيم الشعراء / 182.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «بالقسطاس» فى الموضعين، بكسر القاف.
وقرأ الباقون «بضم القاف، وهما لغتان: فالضم لغة أهل الحجاز، والكسر لغة غيرهم} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يسرف شفا خاطب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 152.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 46. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 383.
(2) قال ابن الجزرى وقسطاس اكسر ضما معا صحب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 153. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 46.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 383ج 2ص 96. واتحاف فضلاء البشر ص 383.(2/344)
و «القسطاس»: الميزان، ويعبر به عن العدالة، كما يعبر عنها بالميزان، قال تعالى: {وزنوا بالقسطاس المستقيم} [1].
* «سيئه» من قوله تعالى: {كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها
الإسراء / 38.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «سيئه» بضم الهمزة، وبعدها هاء مضمومة موصولة، على أنها اسم «كان» و «مكروها» خبرها، والمغنى: كل ما ذكر مما أمرتم به، ونهيتم عنه من قوله تعالى:} وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه إلى هنا، كان سيئه وهو: ما نهيتم عنه خاصة مكروها، وذكر «مكروها» على لفظ «كل».
وقرأ الباقون «سيئة» بفتح الهمزة، وبعدها تاء تأنيث منصوبة منونة، على التوحيد، خبر «كان» وأنث حملا على معنى «كل» واسمها ضمير يعود على «كل» واسم الإشارة: «ذلك» عائد على ما ذكر من النواهى السابقة، و «عند ربك» متعلق «بمكروها» و «مكروها» خبر بعد خبر، وقال «مكروها» ولم يقل «مكروهة» لأنه عائد على لفظ «كل».
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن مادة «قسط» ص 403.(2/345)
والمعنى: كل ما سبق من النواهى المتقدمة كان سيئه مكروها عند ربك (1).
* «ليذكروا» من قوله تعالى: {ولقد صرفنا فى هذا القرآن ليذكروا
الإسراء / 41.
ومن قوله تعالى:} {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا الفرقان / 50.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ليذكروا» فى الموضعين بسكون الذال، وضم الكاف مخففة، على أنه مضارع «ذكر، يذكر» الثلاثى من الذكر ضدّ النسيان قال تعالى:} {فمن شاء ذكره
} وما يذكرون إلا أن يشاء الله المدثر / 5655.
وقرأ الباقون «ليذكّروا» بتشديد الذال، والكاف حالة كونهما مفتوحتين، على أنه مضارع «تذكّر، يتذكر» مضعف العين، وأصله «يتذكر» فأبدلت التاء «ذالا» وأدغمت فى الذال، وذلك لوجود التقارب بينهما فى المخرج:
إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا.
والذال تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وضمّ ذكّر:: سيئة ولا تنون كم كفى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 152.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 46.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 383.(2/346)
كما أنهما مشتركان فى الصفات الآتية: الاستفال، والانفتاح، والإصمات.
والتذكر معناه: التيقظ، والمبالغة فى الانتباه من الغفلة. ومنه قوله تعالى: {ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون القصص / 51} [1].
* «كما يقولون» من قوله تعالى: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون
الإسراء / 42.
قرأ «ابن كثير، وحفص» «يقولون» بياء الغيب، مناسبة للفظ الغيبة المتقدم فى قوله تعالى:} {وما يزيدهم إلا نفورا رقم / 41.
وقرأ الباقون «تقولون» بتاء الخطاب، حمله على الخطاب الذى سيقوله الرسول صلّى الله عليه وسلّم لهم.
على معنى: قل لهم يا محمد: «لو كان معه آلهة كما تقولون إذا لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا»} سبحانه وتعالى عما تقولون علوا كبيرا
رقم / 4342.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ليذكروا اضمم خففن معا شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 153.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 384.
وشرح طيبة النشر ص 332.(2/347)
فجرى الكلام فى الخطاب لهم على نسق واحد (1).
* «عما يقولون» من قوله تعالى: {سبحانه وتعالى عما يقولون
الإسراء / 43.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر، ورويس بخلف عنه» «تقولون» بتاء الخطاب، مراعاة لحكاية ما يقوله الرسول صلّى الله عليه وسلّم لهم على معنى: قل لهم يا محمد: «سبحانه وتعالى عما تقولون علوا كبيرا».
وقرأ الباقون «يقولون» بياء الغيب، وهو الوجه الثانى «لرويس» مناسبة للفظ الغيبة المتقدم فى قوله تعالى:
} {وما يزيديهم إلا نفورا رقم / 41. فحمل آخر الكلام على أوله، فجرى على نسق واحد وهو الغيبة} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يقول عن دعا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 153.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 48. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 384.
(2) قال ابن الجزرى: يقول عن دعا الثانى سما نل إلى أن قال:
وفيهما خلف رويس وقعا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 153.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 384. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 48.(2/348)
* «تسبح» من قوله تعالى: {تسبح له السموات السبع
الإسراء / 44.
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر، ورويس بخلف عنه» «يسبح» بياء التذكير.
وذلك للفصل بين الفعل، والفاعل، وهو «السموات» بالجار، والمجرور، ولأن تأنيث الفاعل غير حقيقى.
وقرأ الباقون «تسبح» بتاء التأنيث، وهو الوجه الثانى «لرويس» وذلك حملا على تأنيث لفظ الفاعل وهو «السموات»} [1].
تنبيه: «زبورا» من قوله تعالى: {وآتينا داود زبورا الإسراء / 55.
تقدم الكلام عليه أثناء التنبيه على القراءات التى فى قوله تعالى:} {وآتينا داود زبورا» بالنساء / 163.
* «ورجلك» من قوله تعالى:} وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
الإسراء / 64.
قرأ «حفص» «ورجلك» بكسر الجيم، على أنه صفة مشبهة بمعنى «راجل» ضد الراكب، نحوا «ندس، وحذر».
__________
(1) قال ابن الجزرى: يسبح صدا عمّ دعا:: وفيهما خلف رويس وقعا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 154.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 48. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 384.(2/349)
وقرأ الباقون «ورجلك» بإسكان الجيم، على أنه جمع «راجل» نحو:
«صاحب، وصحب، وراكب، وركب» (1).
تنبيه: «الريح» من قوله تعالى: {فيرسل عليكم قاصفا من الريح الإسراء / 69. تقدم الكلام عليها أثناء الحديث على القراءات التى فى قوله تعالى:} {وتصريف الرياح بالبقرة / 164.
* «أن يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم» من قوله تعالى:} {أفأنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا} {أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم الإسراء / 6968.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» بنون العظمة فى الأفعال الخمسة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، لأن سياق الآيات على الغيبة إذ قبلها قوله تعالى:} وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم رقم / 67.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ورجلك اكسر ساكنا عد انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 154.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 48.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 387.(2/350)
وقرأ «أبو جعفر، ورويس» «فتغرقكم» بتاء التأنيث، وبقية الأفعال بياء الغيبة.
وجه التأنيث فى «فتغرقكم» أن الفعل مسند إلى ضمير «الريح» وهى مؤنثة.
ووجه الغيبة فى بقية الأفعال، أنها مسندة إلى ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ربكم» المتقدم ذكره فى قوله تعالى: {ربكم الذى يزجى لكم الفلك فى البحر رقم / 66.
وقرأ الباقون بياء الغيبة فى الأفعال الخمسة، على أن الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ربكم»} [1].
* «خلافك» من قوله تعالى: وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا
الإسراء / 76.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، وأبو جعفر» «خلفك» بفتح الخاء، وإسكان اللام من غير ألف.
وقرأ الباقون «خلافك» بكسر الخاء، وفتح اللام، وألف بعدها.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يخسفا:: وبعده الأربع نون حز دفا.
يغرقكم منها فأنث ثق غنا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 154.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 49. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 388.(2/351)
وهما لغتان بمعنى: بعد خروجك.
حكى «الأخفش» سعيد بن مسعدة ت 215هـ: أن «خلافك» بمعنى «خلفك» اه (1).
تنبيه: «وننزل» من قوله تعالى: {وننزل من القرآن الإسراء / 82 تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:} {أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده بالبقرة / 90.
ومثلها فى الحكم «تنزل» من قوله تعالى:} {حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه الإسراء / 93.
* «ونا» من قوله تعالى:} {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونا بجانبه الإسراء / 83.
ومن قوله تعالى:} وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونا بجانبه
فصلت / 51.
__________
(1) قال ابن الجزرى: خلفك فى خلافك اتل صف ثنا حبر.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 155.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 50.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 389.(2/352)
قرأ «ابن ذكوان، وأبو جعفر» «وناء» بألف ممدودة بعد النون، وبعدها همزة مفتوحة مثل «شاء». وذلك على قلب الألف المنقلبة عن ياء، وهى لام الفعل فى موضع الهمزة، وهى عين الفعل، وقد كان وزنه قبل القلب «فعل» فصار وزنه بعد القلب «فلع» بتقديم لام الكلمة على عينها.
وقرأ الباقون «نأى» بهمزة مفتوحة ممدودة بعد النون مثل «رأى» وذلك على أنّ أصل الفعل، من «النأى وهو «البعد» (1).
* «تفجر» من قوله تعالى: وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا الإسراء / 90.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «تفجر» بفتح التاء، وسكون الفاء، وسكون الفاء، وضم الجيم مخففة، على أنه مضارع «فجر» الثلاثى.
وقرأ الباقون «تفجر» بضم التاء، وفتح الفاء، وكسر الجيم مشددة،
__________
(1) قال ابن الجزرى: نأى ناء معا منه ثبا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 156.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 50.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 389ج 2ص 208(2/353)
على أنه مضارع «فجّر» مضعف العين، وذلك أنهم سألوا النبى عليه الصلاة والسلام كثرة «التفجير» فشددت العين ليدل التشديد على طلب تكرير الفعل (1).
تنبيه: «فتفجّر» من قوله تعالى: {فتفجّر الأنهار خلالها تفجيرا رقم / 91.
اتفق القراء العشرة على قراءته بالتشديد، من أجل قوله تعالى:
} {تفجيرا.
* «كسفا» من قوله تعالى:} {أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا الإسراء / 92.
ومن قوله تعالى:} {فأسقط علينا كسفا من السماء الشعراء / 187.
ومن قوله تعالى:} {ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله»
الروم / 48.
ومن قوله تعالى:} أو نسقط عليهم كسفا من السماء سبأ / 9.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تفجر الأولى كتقتل ظبا كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 156.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 50.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 390.(2/354)
قرأ «حفص» «كسفا» بفتح السين، فى المواضع الأربعة.
وقرأ «نافع، وشعبة» بالفتح فى الإسراء، والروم، وبالإسكان فى الشعراء، وسبأ.
وقرأ «ابن ذكوان، وأبو جعفر» بالفتح فى الإسراء، وبالإسكان فى الباقى.
وقرأ «هشام» بالفتح فى الإسراء، وبالإسكان فى الشعراء، وسبأ، وبالفتح والإسكان فى الروم.
وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» بالإسكان، فى المواضع الأربعة.
وجه قراءة الفتح، أنه جمع «كسفة» مثل: «قطعة، وقطع».
ووجه قراءة الإسكان، أن «كسفه» مفرد (1).
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكسفا حركن عمّ نفس:: والشعرا سبا علا الروم عكس من لى بخلف ثق انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 156.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 51.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 390.
وشرح طيبة النشر ص 334.(2/355)
تنبيه: «كسفا» من قوله تعالى: {وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم الطور / 44.
اتفق القراء العشرة على قراءته بإسكان السين، وذلك لوصفه بالمفرد المذكر فى قوله تعالى «ساقطا» والله أعلم.
* «قل» من قوله تعالى:} {قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا الإسراء / 93.
قرأ «ابن كثير، وابن عامر» «قال» بفتح القاف، وإثبات ألف بعدها، بصيغة الماضى، وذلك إخبارا عما قاله نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم ردّا على ما طلبه الكفار.
وهذا القراءة موافقة لرسم مصحف أهل مكة، وأهل الشام} [1].
وقرأ الباقون «قل» بضم القاف، وحذف الألف، بصيغة الأمر، على أنه فعل أمر من الله تعالى إلى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام لينزه الله تعالى ردّا على ما طلبه الكفار المعاندون فى قولهم: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا الخ.
وهذه القراءة موافقة فى الرسم لبقية المصاحف} [2].
__________
(1) قال ابن عاشر: للشام قل سبحان قال قد رسم له وللمكى.
(2) قال ابن الجزرى: وقل قال دنا كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 157.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 52. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 390.(2/356)
* «لقد علمت» من قوله تعالى: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر الإسراء / 102.
قرأ «الكسائى» «علمت» بضم التاء، على أن الفعل مسند إلى ضمير المتكلم وهو نبىّ الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد أخبر عليه السلام بذلك عن نفسه، وأنه لا شك عنده فى أن الذى أنزل الآيات هو الله ربّ السموات والأرض.
وقرأ الباقون «علمت» بفتح التاء، على أن فاعل «قال» نبىّ الله موسى عليه السلام، وفاعل «علمت» ضمير المخاطب، وهو «فرعون» عليه لعنة الله، وذلك أن «فرعون» ومن سار فى ركبه، قد علموا صحة ما أتاهم به نبىّ الله موسى عليه السلام، ولكنهم جحدوا ذلك معاندة، وتجبّرا، يدل على ذلك قوله تعالى فى سورة النمل:
} {فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين} {وجحدوا بها واستقينتها أنفسهم ظلما وعلوا النمل / 1413.
فلذلك قال موسى إلى «فرعون» لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض» لعلمه أنه جحد ذلك تعمّدا} [1].
تمت سورة الإسراء ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: وعلمت ما بضم التا رنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 158.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 52. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 392.(2/357)
سورة الكهف
* «عوجا قيما» من قوله تعالى: {الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعله عوجا قيّما الكهف / 21.
قرأ «حفص» حال وصل «عوجا» ب «قيما» بخلف عنه بالسكت على الألف المبدلة من تنوين «عوجا» سكتة لطيفة من غير تنفس مقدار حركتين} [1]، وذلك دفعا لإيهام أن يكون «قيما» نعتا ل «عوجا» فيفسد المعنى، لأن «قيما» حال من «الكتاب» فهى من أوصافه.
ويجوز أن يكون «قيما» مفعولا لفعل محذوف تقديره: بل جعله قيما.
وقرأ الباقون بعدم السكت، وهو الوجه الثانى «لحفص» وذلك على الأصل، واعتمادا على أن التأمل فى معنى الآية قرينة على دفع الإيهام الذى عللنا به السكت (2).
* «من لدنه» من قوله تعالى: لينذر بأسا شديدا من لدنه»
الكهف / 2.
__________
(1) الحركة قدّرها علماء القراءات بزمن قبض إصبع اليد، أو بسطه.
(2) قال ابن الجزرى: وألفى مرقدنا وعوجا:: بل ران من راق لحفص الخلف جا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 56.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 393.
وشرح طيبة النشر ص 117.(2/358)
قرأ «شعبة» «لدنه» بإسكان الدال مع إشمامها (1)، وكسر النون، والهاء، ووصلها بياء فى اللفظ فتصير «لدنهى» وذلك للتخفيف.
وأصلها «لدن» على وزن «فعل» مثل «عضد» فخففت بإسكان الوسط، وأشير إلى الضم بالإشمام، تنبيها على أنه الأصل، وكسر النون، لأنه الأصل فى التخلص من التقاء الساكنين، كما فى «أمس» وكسرت الهاء اتباعا لكسر ما قبلها، ووصلت لوقوعها بين محركين، وكانت الصلة ياء مجانسة لحركة ما قبلها.
وقرأ الباقون «لدنه» بضم الدال، وسكون النون، وضم الهاء، وذلك على الأصل.
و «لدن» ظرف غير متمكن بمعنى «عند» وهو مبنى على السكون (2).
تنبيه: «ويبشر» من قوله تعالى: {ويبشر المؤمنين الكهف / 2.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} أن الله يبشرك بيحيى بآل عمران / 39.
__________
(1) والإشمام هنا عبارة عن إشمام الدال الضم، ليدل بذلك على أن أصلها الضم، وهو بغير صوت يسمع، إنما هو ضم الشفتين لا غير، والعبرة فى ذلك التلقى من أفواه القراء.
(2) قال ابن الجزرى: من لدنه للضم سكن وأشم:: واكسر سكون النون والضم صرم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 158.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 54. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 394.(2/359)
* «مرفقا» من قوله تعالى: {ويهئ لكم من أمركم مرفقا
الكهف / 16.
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «مرفقا» بفتح الميم وكسر الفاء، مع تفخيم الراء.
وقرأ الباقون «مرفقا» بكسر الميم، وفتح الفاء، مع ترقيق الراء، والفتح والكسر لغتان فيما يرتفق به} [1].
جاء فى «المصباح»: «المرفق»: ما ارتفقت به، بفتح الميم، وكسر الفاء، كمسجد، وبالعكس، لغتان، ومنه «مرفق» الإنسان، وأما «مرفق» الدار كالمطبخ ونحوه فبكسر الميم وفتح الفاء لا غير، على التشبيه باسم الآلة، وجمع «المرفق» «مرافق» اه (2).
وقال مكى بن أبى طالب ت 437هـ: «مرفقا» بفتح الميم، وكسر الفاء، «مرفقا» بكسر الميم وفتح الفاء، وهما لغتان.
حكى «أبو عبيد» ت 224هـ: «المرفق» بفتح الميم: ما ارتفقت به، قال: وبعضهم يقول: «المرفق» بكسر الميم، فأما فى اليدين فهو «مرفق» بكسر الميم وفتح الفاء» اه.
وقال «الأخفش الأوسط» ت 215هـ: «مرفقا» بالكسر: هو شىء يرتفقون به، و «مرفقا» بالفتح: اسم كالمسجد» اه (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: مرفقا افتح اكسرن عمّ.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 159. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 395.
(2) انظر: المصباح المنير مادة «رفق» ج 1ص 233.
(3) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 56.(2/360)
* «تزاور» من قوله تعالى: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين الكهف / 17.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تزاور» بفتح الزاى مخففة، وألف بعدها، وتخفيف الراء، على أنه مضارع «تزاور» وأصله «تتزاور» فحذفت منه إحدى التاءين تخفيفا.
ومعنى «تزاور»: تميل.
وقرأ «ابن عامر، ويعقوب» «تزور» بإسكان الزاى، وتشديد الراء بلا ألف، «كتحمرّ»، ومعنى «تزور»: تنقبض عنهم، و «تزوّر» مضارع «ازورّ» مضعف اللام.
وقرأ الباقون «تزّاور» بفتح الزاى مشددة، وألف بعدها، وتخفيف الراء، على أنه مضارع «تزاور» وأصله «تتزاور» فأدغمت التاء فى الزاى، وذلك لقربهما فى المخرج: إذ «التاء» تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا.
و «الزاى» تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا السفلى.
كما أنهما مشتركان فى الصفات التالية: الاستفال، والانفتاح، والإصمات} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وخفّ تزاور الكوفى وتزوّر ظرف كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 159.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 56. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 396.(2/361)
تنبيه: تحسبهم» من قوله تعالى: {وتحسبهم أيقاظا وهم رقود
الكهف / 18. تقدم حكمه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:} {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف بالبقرة / 273.
* «ولملئت» من قوله تعالى:} {لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا الكهف / 18.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر» «ولملّئت» بتشديد اللام الثانية.
وقرأ الباقون «ولملئت» بتخفيف اللام، والتشديد، والتخفيف لغتان} [1].
قال «الأخفش الأوسط» ت 125هـ: تقول: ملأتنى رعبا، بالتخفيف ولا يكادون يقولون ملّأتنى، بالتشديد.
وقوله تعالى: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت ق / 30يدل على التخفيف، لأن «امتلأت» مطاوع «ملأت» اه (2).
تنبيه: «رعبا» من قوله تعالى:} {ولملئت منهم رعبا» الكهف» 18 تقدم حكمه أثناء الكلام على توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:
} سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بآل عمران / 151.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وملئت الثقل حرم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 160.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 396. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 57.(2/362)
* «بورقكم» من قوله تعالى: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة الكهف / 19.
قرأ «أبو عمرو، وشعبة، وحمزة، وروح، وخلف العاشر» «بورقكم» بإسكان الراء، للتخفيف، كما قالوا فى «كبد كبد» وفى «كتف، كتف» بكسر عين الكلمة، وإسكانها.
وقرأ الباقون «بورقكم» بكسر الراء، على الأصل ومعنى «بورقكم» بدراهمكم المضروبة من فضة} [1].
* «ثلاث مائة» من قوله تعالى: ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا الكهف / 25.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «مائة» بترك التنوين على الإضافة إلى «سنين» على القياس فى تمييز المائة فى مجيئه مجرورا بالإضافة.
وإنما وقع جمعا، والقياس أن يكون مفردا رعاية للأصل، إذ الأصل أن يكون التمييز مطابقا للمميّز، لكنهم التزموا فى تمييز ما فوق العشرة أن يكون مفردا، ميلا للاختصار.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ورقكم ساكن كسر صف فتى شاف حكم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 160.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 57. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 396.(2/363)
ولا يرد أن تمييز الثلاثة يجب أن يكون جمعا وهنا وقع مفردا، لأن «المائة» وإن كان مفردا فى اللفظ فهو جمع فى المعنى مثل: «الرهط، والنفر».
وقرأ الباقون «مائة» بالتنوين، على أن ما بعده وهو «سنين» عطف بيان لثلاث المميز بمائة (1).
* «ولا يشرك» من قوله تعالى: ولا يشرك فى حكمه أحدا
الكهف / 26.
قرأ «ابن عامر» «ولا تشرك» بتاء الخطاب، وجزم الكاف، على أن «لا» ناهية، والنهى موجه إلى كل مكلف شرعا.
والمنهى عنه: الإشراك بالله تعالى.
والمعنى: قل يا محمد: الله أعلم بالمدة التى لبثها أهل الكهف فى نومهم، وقل: لا تشرك أيها الإنسان المكلف فى حكم ربك أحدا، لأن الشرك من أكبر الكبائر.
وفى الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب، لأن سياق الكلام للغيبة.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ولا تنون مائة شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 160.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 58. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 397.(2/364)
وقرأ الباقون «ولا يشرك» بياء الغيبة، ورفع الكاف، على أن «لا» نافية، وفاعل «يشرك» ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره فى قوله تعالى: {قل الله أعلم بما لبثوا.
وجاء الكلام على نسق الغيبة التى قبله فى قوله تعالى:} {ما لهم من دونه من ولى، وأفاد نفى الشريك عن الله تعالى} [1].
تنبيه: «بالغداة» من قوله تعالى: {بالغداة والعشى الكهف / 28 تقدم حكمه أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشى بالأنعام / 52.
و «أكلها» من قوله تعالى:} {كلتا الجنتين آتت أكلها
الكهف / 33. تقدم حكمها، عند قوله تعالى:} {فآتت أكلها ضعفين بالبقرة / 265.
* «ثمر» من قوله تعالى:} {وكان له ثمر الكهف / 34.
* «ثمره» من قوله تعالى:} وأحيط بثمره الكهف / 42.
قرأ «عاصم، وأبو جعفر، وروح» «ثمر، ثمره» معا، بفتح الثاء، والميم فيهما.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ولا يشرك خطاب مع جزم كملا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 160.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 58. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 397.(2/365)
وقرأ «رويس» «ثمر» بفتح الثاء، والميم، و «ثمره» بضم الثاء، والميم.
وقرأ «أبو عمرو» «ثمر، ثمره» معا، بضم الثاء، وإسكان الميم فيهما.
وقرأ الباقون اللفظين بضم الثاء، والميم فيهما.
وجه من فتح الثاء والميم، أنه جمع «ثمرة» مثل: «بقرة، وبقر».
ووجه من ضم الثاء، والميم، أنه جمع «ثمار» مثل: «كتاب، وكتب» ووجه من ضم الثاء وأسكن الميم، أنه جمع «ثمار» أيضا، وأسكن الميم للتخفيف. و «الثمر» ما يجتنى من ذوى الثمر (1).
* «منها» من قوله تعالى: {ولئن رددت إلى ربى لأجدن خيرا منها منقلبا الكهف / 36.
قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر» «منهما» أى بزيادة ميم بعد الهاء، على التثنية، وعود الضمير إلى الجنتين، المتقدم ذكرهما فى قوله تعالى:} واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب رقم 32.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وثمر ضماه بالفتح ثوى:: نصر بثمره ثنا شاد نوى.
سكنهما حلا انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 161. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 59.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 400399.(2/366)
وعلى هذه القراءة جاء رسم المصحف «المدنى، والمكى، والشامى» (1).
وقرأ الباقون «منها» أى: بحذف الميم، وفتح الهاء، على الإفراد، وعود الضمير على الجنة المدخولة، المتقدم ذكرها فى قوله تعالى:
{ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا رقم / 35.
وعلى هذه القراءة جاء رسم المصحف البصرى، والكوفى} [2].
* «لكنا» من قوله تعالى: لكنا هو الله ربى الكهف / 38.
قرأ «ابن عامر، وأبو جعفر، ورويس» «لكنا» بإثبات ألف بعد النون وصلا، ووقفا.
__________
(1) جاء فى دليل الحيران: قال فى المقنع: «وفى الكهف فى مصاحف أهل المدينة، ومكة، والشام «خيرا» منهما منقلبا» بزيادة ميم بعد الهاء على التنبيه.
وفى سائر مصاحف أهل العراق «خيرا منها» بغير ميم على التوحيد» اه.
انظر: دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص 463.
قال صاحب الإعلان: ثم منهما:: منقلبا منها العراقى رسما.
(2) قال ابن الجزرى: ومنها منهما دن عمّ.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 361.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 60. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 400.(2/367)
والأصل: «لكن أنا» فحذفت الهمزة للتخفيف، ثم أدغمت النون فى النون لوجود التماثل بينهما، فأصبحت «لكنا» والأصل فى ألف «أنا» الحذف حالة الوصل، والإثبات حالة الوقف، فمن أثبتها فى الحالتين فقد أجرى الوصل مجرى الوقف (1).
وقرأ الباقون بحذف الألف التى بعد النون وصلا، وإثباتها وقفا، وذلك على الأصل (2).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على إثبات الألف التى بعد النون فى «لكنا» حالة الوقف، اتباعا للرسم.
__________
(1) قال البصريون: إن «لكنّ» مشددة النون بسيطة.
وقال الفراء ت 207هـ وهو من الكوفيين: «أصلها» «لكن أنّ» فطرحت الهمزة للتخفيف، ونون «لكن» للساكنين» اه.
وقال باقى الكوفيين: هى مركبة من «لا» و «إنّ» مشددة النون، والكاف الزائدة لا التشبيهية، وحذفت الهمزة تخفيفا» اه.
انظر: مغنى اللبيب ص 384.
(2) قال ابن الجزرى: لكنا فصل ثب غص كما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 162.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 61، 62. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 400.(2/368)
* «تكن» من قوله تعالى: {ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله
الكهف / 43.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يكن» بالياء التحتية على تذكير الفعل، لأنه فصل بين الفعل وفاعله المؤنث وهو «فئة» الجار والمجرور، ولأن تأنيث «فئة» غير حقيقى.
وقرأ الباقون «تكن» بالتاء الفوقية على تأنيث الفعل، وذلك على تأنيث لفظ الفاعل} [1].
* «الولاية» من قوله تعالى: {هنالك الولاية لله الحق الكهف / 44.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «الولاية» بكسر الواو.
وقرأ الباقون بفتح الواو.
والولاية: بكسر الواو، وفتحها، لغتان فى مصدر «وليت الأمر أليه ولاية» ومعناها: النصرة، والعرب تقول: «نحن لكم على بنى فلان ولاية» أى: أنصار} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يكن شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 162. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 62.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 400، 401.
(2) قال ابن الجزرى: ولاية فاكسر فشا:: الكهف فتى رواية.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 93.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 62. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 401.(2/369)
* «الحق» من قوله تعالى: {هنالك الولاية لله الحق الكهف / 44.
قرأ «أبو عمرو، والكسائى» «الحق» برفع القاف، على أنه صفة ل «ولاية» لأن ولاية الله سبحانه وتعالى لا يشوبها نقص، ولا خلل.
ويجوز أن يكون «الحق» خبر لمبتدإ محذوف، أى: هو الحق.
أو مبتدأ، والخبر محذوف، والتقدير: «الحق ذلك» أى ما قلناه.
وقرأ الباقون «الحق» بخفض القاف، على أنه صفة للفظ الجلالة «لله» والحق مصدر وصف به كما وصف بالعدل، والسلام، وهما مصدران، والمعنى: ذو الحق، وذو العدل، وذو السلام.
ويقوى كونه صفة لله عز وجل، قوله تعالى:} {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق الأنعام / 62} [1].
تنبيه: «الرياح» من قوله تعالى: {فأصبح هشيما تذروه الرياح
الكهف / 45. تقدم حكمه أثناء الكلام على توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:} وتصريف الرياح بالبقرة / 164.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ورفع خفض الحق رم حط.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 162.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 63.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 401.(2/370)
* «عقبا» المنون المنصوب من قوله تعالى: {هو خير ثوابا وخير عقبا الكهف / 44.
قرأ «عاصم، وحمزة، وخلف العاشر «عقبا» المنون المنصوب، بسكون القاف.
وقرأ الباقون بضم القاف} [1].
والإسكان والضم لغتان: ولإسكان هو الأصل، وهو لغة: «تميم وأسد»، والضم لمجانسة ضم الحرف الأول، وهو لغة «الحجازيين».
قال الراغب: «عقبة» بفتحات ثلاث: إذا تلاه عقبا: بفتح العين وسكون القاف، والعقب، والعقبى، يختصان بالثواب، نحو: «خير ثوابا وخير عقبا» وقال تعالى: {أولئك لهم عقبى الدار والعاقبة إطلاقها يختص بالثواب، نحو: «والعاقبة للمتقين» وبالإضافة قد تستعمل فى العقوبة نحو قوله تعالى: «ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى» اه} [2].
تنبيه: اتفق القراء العشرة على إسكان القاف من «عقبى» غير المنون المنصوب نحو: {ولا يخاف عقباها الشمس / 15.
نحو:} أولئك لهم عقبى الدار الرعد / 22.
وذلك لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التوقيف.
__________
(1) قال ابن الجزرى: عقبى نهى فتى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 407. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 401.
واتحاف فضلاء البشر ص 142.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 340.(2/371)
* «نسير الجبال» من قوله تعالى: {ويوم نسير الجبال
الكهف / 47.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر» «تسير» بتاء مثناة فوقية مضمومة مع فتح الياء المشددة، على البناء للمفعول، «والجبال» بالرفع، نائب فاعل.
وقرأ الباقون «نسير» بنون العظمة مضمومة مع كسر الياء المشددة على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره «نحن» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره فى قوله تعالى:
} {وكان الله على كل شئ مقتدرا رقم / 45.
والجبال بالنصب مفعول به، وقوى ذلك أنه محمول على ما بعده من الإخبار فى قوله تعالى:} {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا فجرى صدر الكلام على آخره، لتطابق الكلام} [1].
* «للملائكة اسجدوا» من قوله تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم الكهف / 50.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يا نسير افتحوا حبر كرم:: والنون أنت والجبال ارفع.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 162.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 64. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 401.(2/372)
قرأ «أبو جعفر بخلف عن «ابن وردان» «للملائكة» بضم التاء إذا وصلت ب «اسجدوا» وذلك تبعا لضم الجيم.
وقرأ «ابن وردان» فى وجهه الثانى بإشمام كسرة التاء الضمّ.
والإشمام لغة لبعض القبائل العربية.
وقرأ الباقون «للملائكة» بالكسرة الخالصة، وذلك على الأصل (1).
* «ما أشهدتهم» من قوله تعالى: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض الكهف / 51.
وقرأ «أبو جعفر» «ما أشهدناهم» بنون، وألف، على الجمع للعظمة، وذلك جريا على نسق ما قبله فى قوله تعالى:} {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم رقم / 50.
وقرأ الباقون «ما أشهدتهم» بالتاء المضمومة من غير ألف، على إسناد الفعل إلى ضمير المتكلم وهو الله تعالى، وقد جاء ذلك مطابقا لقوله تعالى من قبل} {أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى رقم / 50.} [2]
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكسرتا الملائكة:: قبل اسجدوا اضمم ثق.
والاشمام خفت خلفا بكل انظر: شرح طيبة النشر ص 209. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 402.
(2) قال ابن الجزرى: وثمّ أشهدت أشهدنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 163. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 403.
وشرح طيبة النشر ص 337.(2/373)
* «وما كنت» من قوله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدا
الكهف / 51.
قرأ «أبو جعفر» «وما كنت» بفتح التاء، خطابا للنبى محمد صلّى الله عليه وسلّم، والمقصود إعلام أمته أنه عليه الصلاة والسلام لم يزل محفوظا من أول حياته لم يعتضد بمضل، ولم يتخذه عونا له على نجاح دعوته، وفى الكلام التفات من التكلم إلى الخطاب.
وقرأ الباقون «وما كنت» بضم التاء، إخبارا من الله تعالى عن ذاته المقدسة بأنه ليس فى حاجة للاستعانة بأحد من خلقه فضلا عن المضلين، لأنه هو الله القوى العزيز الذى أوجد العالم من العدم، وليس له شريك فى الملك، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
وقد جرى الكلام على نسق ما قبله فى قوله تعالى:
} {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وثمّ أشهدت أشهدنا وكنت التاء ضم سواه.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 163.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 403.
وشرح طيبة النشر ص 337.(2/374)
* «يقول» من قوله تعالى: {ويوم يقول نادوا شركاءى الذين زعمتم
الكهف / 52.
قرأ «حمزة» «نقول» بنون العظمة، مناسبة لقوله تعالى قبل:
} {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم رقم / 50.
وقد جاء الكلام إخبارا من الله تعالى عن نفسه، لمناسبة الإخبار فى قوله تعالى قبل:
} {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا رقم / 51فجرى الكلام على نسق واحد وهو الإخبار.
وقرأ الباقون «يقول» بياء الغيبة، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ربك» المتقدم فى قوله تعالى:} {وعرضوا على ربك صفا
رقم / 48. وفى الكلام التفات من التكلم إلى الغيبة} [1].
تنبيه: «قبلا» من قوله تعالى: {أويأتيهم العذاب قبلا
الكهف / 55. تقدم حكمها أثناء توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:
} وحشرنا عليهم كل شئ قبلا بالأنعام / 111.
__________
(1) قال ابن الجزرى: والنون يقول فردا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 163.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 65. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 403.(2/375)
* «لمهلكهم» من قوله تعالى: {وجعلنا لمهلكهم موعدا
الكهف / 59.
* «مهلك» من قوله تعالى:} {ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله
النمل / 49.
قرأ «شعبة» «لمهلكهم، مهلك» بفتح الميم واللام الثانية، على أنه مصدر ميمى قياسي من «هلك» الثلاثى.
قال «مكى بن أبى طالب» ت 437هـ: «وحجة من فتح الميم، واللام، أنه جعله مصدرا من «هلك» وعدّاه، حكى أن «بنى تميم» يقولون: «هلكنى الله» جعلوه من باب «رجع زيد، ورجعته». ويكون مضافا إلى المفعول كقوله تعالى:} {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير
فصلت / 49.
فأما من لم يجز تعدية «هلك» إلى مفعول فإنه يكون مضافا إلى الفاعل ومن جعله متعديا يكون تقديره: «وجعلنا لإهلاكنا إياهم موعدا» والمصدر فى الأصل من «فعل يفعل»} [1] يأتى على «مفعل» بكسر العين فلذلك كان «مهلك» مصدرا من «هلك» اه (2).
__________
(1) فعل يفعل: بفتح العين فى الماضى والمضارع.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 65.(2/376)
وقرأ «حفص» «لمهلكهم، مهلك» بفتح الميم، وكسر اللام، على أنه مصدر ميمى سماعى من «هلك» الثلاثى.
قال «مكى بن أبى طالب»: «وحجة من كسر اللام، وفتح الميم أنه جعله أيضا مصدرا من «هلك» والوجهان فى إضافته جائزان على ما تقدم لكنه خارج عن الأصول، أتى نادرا «مفعل» بكسر العين من «فعل يفعل» بفتح العين فيهما، كما قالوا: «المرجع» مصدر من «رجع يرجع» كالرجوع» اه (1).
وقرأ الباقون «لمهلكهم، مهلك» بضم الميم، وفتح اللام، على أنه مصدر ميمى قياسي من «أهلك» المزيد بهمزة، وهو متعد، فهو مضاف إلى مفعوله (2).
* «وما أنسانيه» من قوله تعالى: وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره
الكهف / 63.
__________
(1) انظر الكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 65.
(2) قال ابن الجزرى: مهلك مع نمل افتح الضم ندا:: واللام فاسكن؟؟؟
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 164.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 404وج 2ص 103.
وشرح طيبة النشر ص 338337.(2/377)
قرأ «حفص» «أنسانيه» بضم الهاء من غير صلة، وذلك لأن الأصل فى هاء الضمير البناء على الضم (1).
وقرأ «ابن كثير» بكسر الهاء مع الصلة حالة وصلها بما بعدها، وجه كسر الهاء مناسبة الياء، ووجه الصلة أن الهاء حرف خفى فقوى بالصلة بحرف من جنس حركته.
وقرأ الباقون بكسر الهاء من غير صلة، لمناسبة الياء (2).
* «رشدا» من قوله تعالى: قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا الكهف / 66.
قرأ «أبو عمرو، ويعقوب» «رشدا» فى هذا الموضع فقط بفتح الراء والشين.
وقرأ الباقون بضم الراء، وإسكان الشين، وهما لغتان فى مصدر «رشد» نحو: «البخل، والبخل» (3).
__________
(1) قال ابن الجزرى: عليه الله أنسانيه عف بضم كسر.
وقال: صل ها الضمير عن سكون قبل ما حرك دن.
انظر: شرح طيبة النشر ص 74، 78.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 66. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 405.
(2) قال ابن الجزرى: والرشد حرك وافتح الضم شفا:: وآخر الكهف حما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 164.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 66. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 405.(2/378)
تنبيه: «رشدا» من قوله تعالى: {فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا الكهف / 10.
ومن قوله تعالى:} {وقل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشدا
الكهف / 24.
اتفق القراء العشرة على قراءة «رشدا» فى هذين الموضعين بفتح الراء والشين.
قال ابن الجزرى ت 833هـ: «واختلفوا فى «مما علمت رشدا» فقرأ البصريون بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين.
واتفقوا على الموضعين المتقدمين من هذه السورة وهما:
} {وهئ لنا من أمرنا رشدا} {ولأقرب من هذا رشدا.
أنهما بفتح الراء، والشين، وقد سئل «الإمام أبو عمرو بن العلاء» ت 154هـ عن ذلك فقال: «الرشد» بالضم هو الصلاح، وبالفتح هو العلم، وموسى عليه السلام إنما طلب من «الخضر» عليه السلام العلم، وهذا فى غاية الحسن،، ألا ترى إلى قوله تعالى:} {فإن آنستم منهم رشدا كيف أجمع على ضمه، وقوله} {وهئ لنا من أمرنا رشدا
و} {لأقرب من هذا رشدا كيف أجمع على فتحه؟ ولكن جمهور أهل اللغة على أن الفتح، والضم فى «الرشد، والرشد» لغتان كالبخل، والبخل «والسقم، والسقم» «والحزن والحزن» فيحتمل عندى أن يكون
الاتفاق على فتح الحرفين الأولين لمناسبة رءوس الآى، وموازنتها لما قبل، ولما بعد نحو، «عجبا، وعددا، وأحد» بخلاف الثالث فإنه وقع قبله «علما» وبعده «صبرا» فنمن سكن فللمناسبة أيضا، ومن فتح فإلحاقا بالنظير، والله تعالى أن أعلم اه} [1].(2/379)
أنهما بفتح الراء، والشين، وقد سئل «الإمام أبو عمرو بن العلاء» ت 154هـ عن ذلك فقال: «الرشد» بالضم هو الصلاح، وبالفتح هو العلم، وموسى عليه السلام إنما طلب من «الخضر» عليه السلام العلم، وهذا فى غاية الحسن،، ألا ترى إلى قوله تعالى: {فإن آنستم منهم رشدا كيف أجمع على ضمه، وقوله} {وهئ لنا من أمرنا رشدا
و} {لأقرب من هذا رشدا كيف أجمع على فتحه؟ ولكن جمهور أهل اللغة على أن الفتح، والضم فى «الرشد، والرشد» لغتان كالبخل، والبخل «والسقم، والسقم» «والحزن والحزن» فيحتمل عندى أن يكون
الاتفاق على فتح الحرفين الأولين لمناسبة رءوس الآى، وموازنتها لما قبل، ولما بعد نحو، «عجبا، وعددا، وأحد» بخلاف الثالث فإنه وقع قبله «علما» وبعده «صبرا» فنمن سكن فللمناسبة أيضا، ومن فتح فإلحاقا بالنظير، والله تعالى أن أعلم اه} [1].
* «فلا تسألنى» من قوله تعالى: {قال فإن اتبعتنى فلا تسألنى عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا الكهف / 70.
قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «تسألنّى» بفتح اللام، وتشديد النون، على أن الفعل مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وكسرت ون التوكيد وحقها الفتح لمجانسة الياء، وحذفت نون الوقاية لاجتماع الأمثال.
وقرأ الباقون «تسألنى» بإسكان اللام، وتخفيف النون، على أن الفعل مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون، والنون للوقاية، والياء مفعول} [2]
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 164، 165
(2) قال ابن الجزرى: تسألن فتح النون دم لى الخلف:: واشدد كما حرم وعمّ الكهف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 165. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 67. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 405.(2/380)
واتفق القراء العشرة على إثبات الياء بعد النون فى الحالين، إلا ابن ذكوان فله الإثبات، والحذف فى الوصل، والوقف (1).
قال «ابن الجزرى»: «والحذف، والإثبات، كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصّا، وأداء، ووجه الحذف حمل الرسم على الزيادة تجاوزا فى حرف المدّ، كما قرئ «وثمودا» بغير تنوين، ووقف عليه بغير ألف، وكذلك «السبيلا، والظنونا» وغيرها مما كتب رسما وقرئ بحذفه، وليس ذلك معدودا من مخالفة الرسم» اه (2).
* «لتغرق أهلها» من قوله تعالى: قال أخرقتها لتغرق أهلها
الكهف / 71.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ليغرق» بفتح الياء المثناة من تحت، وفتح الراء، على الغيب، مضارع «غرق» الثلاثى و «أهلها» بالرفع، فاعل «يغرق».
وفى الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة.
وقرأ الباقون «لتغرق» بضم التاء المثناة من فوق، وكسر الراء على الخطاب، مضارع «أغرق» الثلاثى المزيد بهمزة، والفاعل ضمير مستتر
__________
(1) قال ابن الجزرى: وثبت تسألن فى الكهف وخلف الحذف مت.
(2) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 166.(2/381)
وجوبا تقديره «أنت» يعود على «الخضر» عليه السلام المفهوم من قوله تعالى: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما رقم / 65.
و «أهلها» بالنصب، مفعول به، والخطاب جاء موافقا للسياق، إذ قبله قوله تعالى:} {قال أخرقتها وبعده قوله تعالى:
} {لقد جئت شيئا إمرا رقم 71} [1].
* «عسرا» من قوله تعالى: {ولا ترهقنى من أمرى عسرا
الكهف / 73.
قرأ «أبو جعفر» «عسرا» بضم السين.
وقرأ الباقون بإسكانها، وهما لغتان} [2].
* «زكيّة» من قوله تعالى: قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس
الكهف / 74.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وغيب يغرقا:: والضم والكسر افتحا فتى رقا:: وعنهم ارفع أهلها.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 166.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 68. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 406.
(2) قال ابن الجزرى: وكيف عسر اليسر ثق.
انظر: شرح طيبة النشر ص 216. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 406.(2/382)
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس» «زاكية» بإثبات ألف بعد الزاى، وتخفيف الياء، اسم فاعل من «زكى» بمعنى:
ظاهرة من الذنوب، وصالحة، لأنها صغيرة، ولم تبلغ بعد حدّ التكليف وقرأ الباقون «زكيّة» بحذف الألف، وتشديد الياء، على وزن «عطيّة» صفة مشبهة من «الزكاء» بمعنى الطهارة أيضا (1).
* «نكرا» المنون المنصوب، وهو فى ثلاثة مواضع:
(1) قوله تعالى: {لقد جئت شيئا نكرا الكهف / 74.
(2) قوله تعالى:} {فيعذبه عذابا نكرا الكهف / 87.
(3) قوله تعالى:} {وعذبناها عذابا نكرا الطلاق / 8.
قرأ «نافع، وابن ذكوان، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب» «نكرا» المنون المنصوب فى المواضع الثلاث بضم الكاف.
وقرأ الباقون بإسكان الكاف.} [2]
__________
(1) قال ابن الجزرى: وامدد وخف:: زاكية حبر مدا غث.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 166.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 68. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 406.
(2) قال ابن الجزرى: نكرا ثوى صف إذ ملا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 407.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 406. واتحاف فضلاء البشر ص 293.(2/383)
والإسكان، والضم، لغتان فى كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم: والإسكان هو الأصل وهو لغة: «تميم وأسد» والضم لمجانسة ضم الحرف الأول، وهو لغة «الحجازيين».
* «من لدنّى» من قوله تعالى: قد بلغت من لدنى عذرا
الكهف / 76.
قرأ «نافع، وأبو جعفر» «لدنى» بضم الدال، وتخفيف النون، وذلك على الأصل فى ضم الدال، وحذفت نون الوقاية اكتفاء بكسر النون الأصلية لمناسبة الياء.
وقرأ «شعبة» بوجهين:
الأول: إسكان الدال مع الإيماء بالشفتين إلى جهة الضم للمح الأصل فيصير النطق بدال ساكنة مشمة، فيكون الإشمام مقارنا للإسكان.
والثانى: اختلاس ضمة الدال لقصد التخفيف.
وكلا الوجهين مع تخفيف النون.
قال ابن الجزرى ت 833هـ:
وروى «أبو بكر» شعبة: بتخفيف النون، واختلف عنه فى ضمة الدال، فأكثر أهل الأداء على إشمام الضم بعد إسكانها، وبه ورد النص عن «العليمى» وروى كثير منهم اختلاس ضمة الدال، وهو الذى نص عليه «الحافظ أبو العلاء الهمدانى» والأستاذ «أبو طاهر بن سوار» وأبو القاسم الهذلى، وغيرهم.
ونص عليهما جميعا الحافظ أبو عمرو الدانى فى مفرداته، وجامعه وقال فيه: والإشمام فى هذه الكلمة يكون إيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال، وقبل كسر النون، كما لخصه «موسى بن حزام» عن «يحيى بن آدم» ويكون أيضا إشارة بالضم إلى الدال فلا يخلص لها سكون، بل هى على ذلك فى زنة المتحرك، وإذا كان إيماء كانت النون المكسورة نون «لدن» الأصلية كسرت لسكونها، وسكون الدال قبلها وأعمل العضو بينهما، ولم تكن النون التى تصحب ياء المتكلم، بل هى المحذوفة تخفيفا لزيادتها.(2/384)
وروى «أبو بكر» شعبة: بتخفيف النون، واختلف عنه فى ضمة الدال، فأكثر أهل الأداء على إشمام الضم بعد إسكانها، وبه ورد النص عن «العليمى» وروى كثير منهم اختلاس ضمة الدال، وهو الذى نص عليه «الحافظ أبو العلاء الهمدانى» والأستاذ «أبو طاهر بن سوار» وأبو القاسم الهذلى، وغيرهم.
ونص عليهما جميعا الحافظ أبو عمرو الدانى فى مفرداته، وجامعه وقال فيه: والإشمام فى هذه الكلمة يكون إيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال، وقبل كسر النون، كما لخصه «موسى بن حزام» عن «يحيى بن آدم» ويكون أيضا إشارة بالضم إلى الدال فلا يخلص لها سكون، بل هى على ذلك فى زنة المتحرك، وإذا كان إيماء كانت النون المكسورة نون «لدن» الأصلية كسرت لسكونها، وسكون الدال قبلها وأعمل العضو بينهما، ولم تكن النون التى تصحب ياء المتكلم، بل هى المحذوفة تخفيفا لزيادتها.
وإذا كان إشارة بالحركة كانت النون المكسورة التى تصحب ياء المتكلم لملازمتها إياها كسرت كسر بناء، وحذفت الأصلية قبلها للتخفيف» اه (1).
وقرأ الباقون «لدنّى» بضم الدال، وتشديد النون، لأن الأصل فى «لدن» ضم الدال، والإدغام للتماثل، وألحقت نون الوقاية بهذه الكلمة لتقى السكون الأصلى من الكسر (2).
__________
(1) انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 167.
(2) قال ابن الجزرى: وصرف:: لدنى أشمّ أورم الضم وخف:: نون مدا صن.
انظر: شرح طيبة النشر ص 338. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 408.(2/385)
قال ابن مالك:
وقبل يا النفس مع الفعل التزم:: نون وقاية إلى أن قال:
واضطرارا خففا:: منى عنى بعض من قد سلفا وفى لدنّى لدنى قلّ.
جاء فى «المفردات»: «لدن» أخص من «عند» لأنه يدلّ على ابتداء نهاية نحو «أقمت عنده من طلوع الشمس إلى غروبها» فيوضع «لدن» موضع نهاية الفعل.
وقد يوضع موضع «عند» فيما حكى، يقال: «أصبت عنده مالا ولدنه مالا».
وقال بعضهم «لدن» أبلغ من «عند» وأخص» اه (1).
* «لاتخذت» من قوله تعالى: {قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا الكهف 77 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «لتخذت» بتخفيف التاء الأولى، وكسر الخاء من غير ألف وصل، على أنه فعل ماض من «تخذ يتخذ» على وزن «علم، يعلم».
وقرأ الباقون «لاتّخذت» بألف وصل وتشديد التاء الأولى وفتح الخاء على أنه فعل ماض من «اتخذ، يتخذ» على وزن «افتعل» فأدغمت فاء الكلمة فى «تاء» «افتعل»} [2].
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 449.
(2) قال ابن الجزرى: تخذ الخا اكسر وخف خقا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 168.(2/386)
وقرأ «ابن كثير، وحفص، ورويس» بخلف عنه، بإظهار الذال عند التاء.
وقرأ الباقون بإدغام الذال فى التاء، وهو الوجه الثانى «لرويس» (1).
* «أن يبدلهما» من قوله تعالى: {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه
الكهف / 81.
* «أن يبدله» من قوله تعالى:} {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا
التحريم / 5.
* «أن يبدلنا» من قوله تعالى:} {عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها
ن / 32.
قرأ «ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائى، ويعقوب وخلف العاشر» «يبدلهما، يبدله، يبدلنا» بإسكان الباء وتخفيف الدال، على أن الفعل مضارع «أبدل» الثلاثى المزيد بهمزة.
وقرأ الباقون الأفعال الثلاثة بفتح الباء وتشديد الدال، على أن الفعل مضارع «بدّل» الثلاثى مضعف العين} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفى أخذت واتخذت عن درى:: والخلف غث.
(2) قال ابن الجزرى: ومع تحريم نون يبدلا:: خفف ظبا كنز دنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 168. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 72.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 408، ج 2ص 299294.(2/387)
* «رحما» من قوله تعالى: {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما الكهف / 81.
قرأ «ابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» «رحما» بضم الحاء.
وقرأ الباقون بإسكان الحاء} [1].
والإسكان، والضم، لغتان فى كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم: والإسكان هو الأصل، وهو لغة: «تميم، وأسد».
والضم لمجانسة ضم الحرف الأول، وهو لغة: «الحجازيين».
قال الراغب: «الرحم رحم المرأة ومنه استعير الرحم للقرابة، لكونهم خارجين من رحم واحدة، يقال: رحم: بفتح الراء وكسر الحاء ورحم: بضم الراء، سكون الحاء، قال تعالى:
و {وأقرب رحما اه} [2].
وقال ابن كثير فى تفسير قوله تعالى: {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما أى ولدا أزكى من هذا، وهما أرحم به منه» اه وقال قتادة: «أبرّ بوالديه» اه} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: رحما كسا ثوى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 407. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 409.
واتحاف فضلاء البشر ص 294.
(2) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 191.
(3) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1ص 431.(2/388)
* «فأتبع» من قوله تعالى: {فأتبع سببا الكهف / 85.
* «أتبع» من قوله تعالى:} {ثم أتبع سببا الكهف / 89.
ومن قوله تعالى:} {ثم أتبع سببا الكهف / 92.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «فأتبع، أتبع» معا، بقطع الهمزة، وإسكان التاء، فى الألفاظ الثلاثة، على أنه فعل ماض على وزن «أفعل» يتعدى إلى مفعولين: فسببا هو المفعول الثانى، والمفعول الأول محذوف تقديره: فأتبع أمره.
وقرأ الباقون الأفعال الثلاثة، بوصل الهمزة، وتشديد التاء، على أنه فعل ماض على وزن «افتعل» من «تبع» الثلاثى، ثم أدغمت تاء الافتعال فى فاء الكلمة.
يقال: «اتّبعت القوم»: إذا أسرعت نحوهم وقد سبقوك، و «أتبعت القوم»: إذا ذهبت معهم ولم يسبقوك} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: أتبع الثلاث كم كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 169.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 72.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 409.(2/389)
* «حمئة» من قوله تعالى: {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حميئة ووجد عندها قوما الكهف / 86.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، ويعقوب» «حميئة» بالهمز من غير ألف، على أنها صفة مشبهة، مشتقة من «الحمأة» يقال:
حمئت البئر تحمأ حمأ فهى حمئة، إذا كان فيها الحمأ، وهو الطين الأسود قال «مكى بن أبى طالب» ت 437هـ:
سأل «معاوية بن أبى سفيان» «كعب الأحبار» فقال له: أين تجد الشمس تغرب فى التوراة؟ فقال: «تغرب فى ماء وطين» فهذا يدل على أنها من «الحمأة».
وقرأ الباقون «حامية» بألف بعد الحاء، وإبدال الهمزة ياء مفتوحة، على أنها اسم فاعل من «حمى يحمى» أى حارة.
ولا تنافى بين القراءتين إذ لا مانع من أن تكون العين ذات طين أسود وفيها الحرارة} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: حامية حمئة والهمز أفا:: عد حق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 169.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 73، 74.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 409.(2/390)
* «جزاء الحسنى» من قوله تعالى: {وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى الكهف / 88.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، ويعقوب، وخلف العاشر» «جزاء» بفتح الهمزة منونة منصوبة مع كسر التنوين وصلا للساكنين، على أنه مصدر فى موضع الحال نحو: «وفى الدار قائما زيد» وبناء عليه يكون «فله» خبر مقدم، و «الحسنى» مبتدأ مؤخر، و «جزاء» حال، والتقدير: فله الحسنى حالة كونها جزاء من الله تعالى.
وقرأ الباقون «جزاء» بالرفع من غير تنوين، على أنه مبتدأ مؤخر، خبره الجار والمجرور قبله، و «الحسنى» مضاف إليه، والتقدير: فله جزاء الحسنى من الله تعالى.
ويجوز أن تكون «الحسنى» بدلا من «جزاء» على أن «الحسنى» المراد بها «الجنة» ويكون التنوين حذف لالتقاء الساكنين، فيكون المعنى: فله الجنة} [1].
__________
(1) قال ابن الجزرى: والرفع انصبن نون جزا:: صحب ظبى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 169.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 74.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 409.(2/391)
* «يسرا» من قوله تعالى: {وسنقول له من أمرنا يسرا
الكهف / 88.
قرأ «أبو جعفر» «يسرا» بضم السين.
وقرأ الباقون بإسكانها، وهما لغتان} [1].
* «السّدّين» من قوله تعالى: {حتى إذا بلغ بين السدين
الكهف / 93.
* «سدّا» من قوله تعالى:} {على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا
الكهف / 94.
ومن قوله تعالى:} وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدّا
يس / 9.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص» «السّدّين» بفتح السين.
وقرأ الباقون بضمها.
وقرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «سدّا» فى الكهف وموضعى يس بفتح السين.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وكيف عسر اليسر ثق.
انظر: شرح طيبة النشر ص 216.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 410.(2/392)
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «سدّا» فى الكهف بفتح السين، وفى يس بضم السين.
وقرأ الباقون «سدّا» فى الكهف ويس بضم السين (1).
والسدّ بفتح السين وبضمها،: لغتان فى المصدر وهما بمعنى واحد، وهو الحاجز.
وقال «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224هـ: «كل شىء من فعل الله كالجبال والشعاب فهو سدّ بضم السين، وما بناه الآدميون فهو سدّ بفتح السين» اه (2).
وأصل السدّ مصدر «سدّ» مضعف الثلاثى، قال تعالى:
{على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا، وشبه به الموانع نحو ما جاء فى قوله تعالى:} {وجعلنا من بين أيديهم سدّا} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: افتح ضم سدّين عزا:: حبر وسدّا حكم صحب دبرا يس صحب انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 170169.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 411410، وج 2ص 163.
(2) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 75.
(3) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 227.(2/393)
* «يفقهون» من قوله تعالى: {وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا الكهف / 93.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «يفقهون» بضم الياء وكسر القاف على أن الفعل رباعيا من «أفقه» غيره، أى: أفهمه ما يقوله، وهو متعد لمفعولين:
المفعول الثانى: قولا، والمفعول الأول محذوف، تقديره «أحدا» والمعنى: لا يكادون يفهمون السامع كلامهم.
وقرأ الباقون «يفقهون» بفتح الياء، والقاف، على أن الفعل ثلاثيا من «فقه» وهو يتعدى لمفعول واحد، وهو «قولا» والمعنى: لا يكادون يفهمون كلام غيرهم لجهلهم بلسان من يخاطبهم، وقلة فطنتهم} [1].
* «خرجا» من قوله تعالى: {فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا الكهف / 94.
من قوله تعالى:} {أم تسئلهم خرجا فخراج ربك خير
المؤمنون / 72.
* «فخراج» من قوله تعالى:} فخراج ربك خير المؤمنون / 72.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يفقهوا ضم اكسرا شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 170.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 76. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 410.(2/394)
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «خراجا» فى الموضعين بفتح الراء، وإثبات ألف بعدها.
وقرأ الباقون «خرجا» فى الموضعين بإسكان الراء، وحذف الألف.
وقرأ «ابن عامر» «فخرج» بإسكان الراء، وحذف الألف.
وقرأ الباقون «فخراج» بفتح الراء، وإثبات ألف بعدها (1)
والخرج والخراج لغتان فى مصدر «خرج».
قال الراغب: و «قيل لما يخرج من الأرض، ومن الحيوان، ونحو ذلك خرج وخراج» ثم قال: «والخرج أعم من الخراج، وجعل الخرج بإزاء الدخل، والخراج مختص فى الغالب بالضريبة على الأرض» اه (2).
وقيل: الخراج بالألف الذى يضرب على الأرض فى كل عام، أو ما يؤدّى فى كل شهر، أو فى كل سنة، وعليه قوله تعالى: {فهل نجعل لك خراجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا أى فهل نجعل لك أجرة نؤديها إليك فى كل وقت نتفق عليه على أن تبنى بيننا وبينهم حاجزا.
والخرج بغير ألف هو الجعل الذى يدفع مرة واحدة} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: شفا وخرجا قل خراجا فيها لهم فخرج كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 170.
(2) انظر المفردات فى غريب القرآن ص 145.
(3) انظر الكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 77.(2/395)
* «ما مكنّى» من قوله تعالى: {قال ما مكنى فيه ربى خير
الكهف / 95.
قرأ «ابن كثير» «ما مكننى» بنونين خفيفتين:
الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، بدون إدغام، على الأصل.
وقرأ الباقون «ما مكنّى» بنون واحدة مشددة مكسورة، وذلك على إدغام النون التى هى لام الفعل فى نون الوقاية} [1].
* «ردما ائتونى» من قوله تعالى: فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما آتونى زبر الحديد الكهف / 9695.
قرأ «شعبة» بخلف عنه بكسر تنوين «ردما» وهمزة ساكنة بعده وصلا على أن «ائتونى» فعل أمر من الثلاثى، بمعنى المجيء، فإن وقف على «ردما» وابتدأ «بائتونى» فإنه يبتدئ بهمزة وصل مكسورة، وإبدال الهمزة الساكنة بعدها ياء.
وقرأ الباقون، بإسكان التنوين فى «ردما» وهمزة قطع مفتوحة، وبعدها ألف ثابتة وصلا ووقفا، على أن «آتونى» فعل أمر من الرباعى،
__________
(1) قال ابن الجزرى: مكنى غير المك.
انظر: شرح طيبة النشر ص 73.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 411.(2/396)
بمعنى أعطونى، وهو الوجه الثانى لشعبة (1).
* «الصدفين» من قوله تعالى: {حتى إذا ساوى بين الصدفين
الكهف / 96.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب» «الصدفين» بضم الصاد، والدال، وهى لغة «قريش».
وقرأ «شعبة» بضم الصاد، وإسكان الدال مخففا من القراءة التى قبلها.
وقرأ الباقون، بفتح الصاد، والدال، وهى لغة أهل الحجاز} [2].
* «فما اسطاعوا» من قوله تعالى: فما اسطاعوا أن يظهروه
الكهف / 97.
قرأ «حمزة» اسطّاعوا» بتشديد الطاء، لأن أصلها «استطاعوا» فأدغمت التاء فى الطاء، وذلك لوجود التجانس بينهما إذ يخرجان من مخرج واحد، وهو: طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا.
__________
(1) قال ابن الجزرى: آتون همز الوصل فيهما صدق:: خلف.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 171.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 411. وشرح طيبة النشر ص 341.
(2) قال ابن الجزرى: وصدفين اضمما:: وسكنن صف وبضمى كل حق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 171. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 79.
والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 411. واتحاف فضلاء البشر ص 295.(2/397)
كما أنهما مشتركان فى الصفتين التاليتين: الشدة، والإصمات.
وقرأ الباقون «اسطاعوا» بتخفيف الطاء، وذلك على حذف التاء تخفيفا (1).
تنبيه: «وما استطاعوا» أجمع القراء العشرة على قراءته بإثبات التاء مع الإظهار، ولذلك قيد «ابن الجزرى» كلمة الخلاف بقوله: «فما اسطاعوا اشددا».
* «دكاء» من قوله تعالى: فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء»
الكهف / 98.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «دكاء» بالهمزة المفتوحة بعد الألف، وحذف التنوين ممنوعا من الصرف، وحينئذ يكون المدّ متصلا فكل يمد حسب مذهبه.
ووجه هذه القراءة أنها أخذت من قول العرب «هذه ناقة دكاء» للتى لا سنام لها، فهى مستوية الظهر، فكأنه فى التقدير: فإذا جاء وعد ربى جعل «السدّ» أرضا مستوية لا ارتفاع فيها.
__________
(1) قال ابن الجزرى: فما اسطاعوا اشددا:: طاء فشا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 172.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 80. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 412.(2/398)
وقرأ الباقون «دكّا» بحذف الهمزة، والمدّ، مع التنوين، على أنه مصدر «دككت الأرض دكّا» أى جعلتها مستوية لا ارتفاع فيها، ولا انخفاض، فهو مصدر واقع موقع المفعول به أى مدكوكا (1).
* «أن تنفد» من قوله تعالى: {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى الكهف / 109.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «ينفد» بالياء التحتية، على تذكير الفعل.
وقرأ الباقون «تنفد» بالتاء الفوقية، على تأنيث الفعل.
وجاز تذكير الفعل، وتأنيثه، لأن تأنيث الفاعل، وهو «كلمات» غير حقيقى} [2].
تمت سورة الكهف ولله الحمد {وبهذا ينتهى الجزء الثانى ويليه الجزء الثالث
} وأوله سورة «مريم» عليها السلام
__________
(1) ودكاء شفا فى دكّا المد:: وفى الكهف كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 80.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 81. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 412.
(2) قال ابن الجزرى: ورد فتى أن ينفد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 172.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 81. والمهذب فى القراءات العشر ج 1ص 412.(2/399)
فهرس تحليلى لموضوعات الجزء الثانى من كتاب المغنى فى توجيه القراءات العشر المتواترة(2/400)
فهرس تحليلى لموضوعات الجزء الثانى من كتاب المغنى فى توجيه القراءات العشر المتواترة
فهرس الجزء الثانى من كتاب: «المغنى فى توجيه القراءات العشر المتواترة»
الموضوع الصفحة سورة المائدة / / 5 شنآن المائدة رقم 2/ 5 أن صدوكم المائدة رقم / 2/ 7 وأرجلكم المائدة رقم / 6/ 9 قاسية المائدة رقم 13/ 10 من أجل المائدة رقم / 32/ 12 رسلنا المائدة رقم 32/ 13.
رسلهم الأعراف رقم / 101/ 13 رسلكم غافر رقم / 50/ 13 للسحت المائدة رقم / 42/ 15 السحت المائدة رقم / 62/ 15 «والعين، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» المائدة رقم / 45/ 16 الأذن المائدة رقم / 45/ 17 أذن التوبة رقم / 61/ 17 أذنيه لقمان رقم / 7/ 18 وليحكم المائدة رقم / 47/ 18 يبغون المائدة رقم / 50/ 18 ويقول المائدة رقم / 53/ 19 يرتد المائدة رقم / 54/ 20 والكفار المائدة رقم / 57/ 22 وعبد الطاغوت المائدة رقم / 60/ 23 رسالته المائدة رقم / 67/ 24 تكون المائدة رقم / 71/ 24 عقدتم المائدة رقم / 89/ 25 فجزاء مثل المائدة رقم / 95/ 26 كفارة طعام المائدة رقم / 95/ 27 أستحق، الأوليان المائدة رقم / 107/ 28 الغيوب المائدة رقم / 109/ 29 سحر المائدة رقم / 110/ 31
يستطيع ربك المائدة رقم / 112/ 32 منزلها المائدة رقم / 115/ 34 يوم المائدة رقم / 119/ 34 سورة الأنعام / 35 يصرف الأنعام رقم / 16/ 35 نحشرهم، نقول الأنعام رقم / 22/ 36 تكن، فتنتهم الأنعام رقم / 23/ 37 ربنا الأنعام رقم / 23/ 38 ولا نكذب، ونكون الأنعام رقم / 27/ 40 وللدّار الآخرة الأنعام رقم / 32/ 40 تعقلون الأنعام رقم / 32/ 40 لا يكذبونك الأنعام رقم / 33/ 42 فتحا الأنعام رقم / 44/ 45 بالغداة الأنعام رقم / 52/ 47 أنه، فإنه الأنعام رقم / 54/ 48 ولتستبين سبيل الأنعام رقم / 55/ 49 يقص الأنعام رقم / 57/ 50 توفته الأنعام رقم / 61/ 51 ينجيكم الأنعام رقم / 63/ 52 ننجيك يونس رقم / 92/ 52 ننج يونس 103/ 52 لمنجوهم الحجر رقم / 59/ 52 لننجينه العنكبوت رقم / 32/ 52 منجوك العنكبوت رقم / 33/ 52 ينجى الزمر رقم / 61/ 52 تنجيكم الصف رقم / 10/ 52 أنجانا الأنعام رقم / 63/ 54 خفية الأنعام رقم / 63/ 56 ينسينك الأنعام رقم / 68/ 56 استهوته الأنعام رقم / 71/ 57 آزر الأنعام رقم / 74/ 59 أتحاجوني الأنعام رقم / 80/ 60 درجات الأنعام رقم / 83/ 61 واليسع الأنعام رقم / 86/ 63
تجعلونه قراطيس تبلونها وتخفون كثيرا الأنعام رقم / 91/ 64 ولتنذر الأنعام رقم / 92/ 66 بينكم الأنعام رقم / 94/ 66 وجعل الليل الأنعام رقم / 96/ 69 فمستقر الأنعام رقم / 98/ 70 ثمره الأنعام رقم / 99/ 71 وخرقوا الأنعام رقم / 100/ 74 درست الأنعام رقم / 105/ 76 عدوا الأنعام رقم / 108/ 78 أنها الأنعام رقم / 109/ 81 لا يؤمنون الأنعام رقم / 109/ 83 قبلا الأنعام رقم / 111/ 83 كلمت الأنعام رقم / 115/ 86 فصل، حرّم الأنعام رقم / 119/ 90 اضطررتم الأنعام رقم / 119/ 91 ليضلوا الأنعام رقم / 119/ 91 رسالته الأنعام رقم / 124/ 92 ضيقا الأنعام رقم / 125/ 92 حرجا الأنعام رقم 125/ 94 يصعد الأنعام رقم 125/ 96 يحشرهم الأنعام رقم / 128/ 99 يعملون الأنعام رقم / 132/ 101 مكانتكم الأنعام رقم / 135/ 102 مكانتهم يس رقم / 67/ 102 تكون الأنعام رقم / 135/ 103 بزعمهم الأنعام رقم / 136/ 105 وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم، الأنعام رقم / 137/ 106 يكن ميتة الأنعام رقم / 139/ 107 حصاده الأنعام رقم / 141/ 109 المعز الأنعام رقم / 143/ 110 يكون ميتة الأنعام رقم / 144/ 112 تذكرون الأنعام رقم / 152/ 113 وأنّ الأنعام رقم / 153/ 114 تأتيهم الأنعام رقم / 158/ 115
فرقوا الأنعام رقم / 159/ 116 عشر أمثالها الأنعام رقم / 160/ 116 دينا قيما الأنعام رقم / 161/ 117 سورة الأعراف / 118 تذكرون الأعراف رقم / 3/ 118 تخرجون الأعراف رقم / 25/ 119 تخرجون الروم رقم / 19/ 119 تخرجون الزخرف رقم / 11/ 119 لا يخرجون الجاثية رقم / 35/ 119 ولباس الأعراف رقم / 26/ 120 خالصة الأعراف رقم / 32/ 124 لا تعلمون الأعراف رقم / 38/ 126 لا تفتح الأنعام رقم / 40/ 127 وما كنّا الأعراف رقم / 43/ 128 نعم الأعراف رقم / 44/ 129 نعم الأعراف رقم 144/ 129 نعم الشعراء رقم 42/ 129 كعم الصافات رقم / 18/ 129 أن لعنة الأنعام رقم / 44/ 132 يغشى الأعراف / 54/ 134 يغشى الرعد رقم / 3/ 134 والشمس والقمر والنجوم مسخرات الأعراف رقم / 54/ 135 بشرا الأعراف رقم / 57/ 136 بشرا الفرقان رقم / 48/ 136 بشرا النمل رقم / 63/ 136 نكدا الأعراف رقم / 58/ 138 من إله غيره الأعراف رقم / 59/ 139 أبلغكم الأعراف رقم / 62/ 141 أبلغكم الأعراف رقم / 68/ 141 أبلغكم الأحقاف رقم 23/ 141 قال الملأ الأعراف رقم / 74/ 143 أو أمن الأعراف رقم / 98/ 144 على أن لا أقول الأعراف رقم / 105/ 145 ساحر الأعراف رقم 112/ 148
ساحر الأعراف رقم / 112/ 148 تلقف الأعراف رقم / 117/ 150 تلقف طه رقم / 69/ 150 تلقف الشعراء رقم / 45/ 151 سنقتل الأعراف رقم / 127/ 151 يعرشون الأعراف رقم / 137/ 152 يعرشون النحل رقم / 68/ 152 يعكفون الأعراف رقم / 138/ 154 أنجيناكم الأعراف رقم 141/ 155 يقتلون الأعراف رقم / 141/ 156 دكا الأعراف رقم / 143/ 158 برسالاتى الأعراف رقم / 144/ 160 الرشد الأعراف رقم / 146/ 161 حليهم الأعراف رقم / 148/ 162 يرحمنا ربنا ويغفر لنا الأعراف رقم / 149/ 163 أمّ الأعراف رقم / 150/ 164 أم طه رقم / 94/ 164 إصرهم الأعراف رقم / 157/ 165 نغفر. خطيئاتكم الأعراف رقم / 161/ 166 معذرة الأعراف رقم 164/ 168 بئيس الأعراف رقم / 165/ 170 يمسكون الأعراف رقم / 170/ 170 ذريتهم الأعراف رقم / 172/ 172 أن تقولوا الأعراف رقم / 172/ 173 أو تقولوا الأعراف رقم / 173/ 174 يلحدون الأعراف رقم / 180/ 174 يلحدون النحل رقم / 103/ 175 يلحدون فصلت رقم / 40/ 175 ويذرهم الأعراف رقم / 186/ 176 شركاء الأعراف رقم / 190/ 177 لا يتبعوكم الأعراف رقم / 193/ 179 يتبعهم الشعراء رقم / 224/ 179 يبطشون الأعراف رقم / 195/ 180 يبطش القصص رقم / 19/ 180
نبطش الدخان رقم 16/ 181 طائف الأعراف رقم / 201/ 181 يمدونهم الأعراف رقم / 202/ 183 سورة الأنفال / 184 مردفين الأنفال رقم / 9/ 184 يغشيكم النعاس الأنفال رقم / 11/ 185 موهن كيد الأنفال رقم / 18/ 188 وأن الله الأنفال رقم / 19/ 189 يعملون الأنفال رقم / 39/ 190 بالعدوة الأنفال رقم / 42/ 191 حيّ الأنفال رقم / 42/ 191 يتوفى الأنفال رقم / 50/ 193 ولا يحسبن الأنفال رقم / 59/ 193 إنهم الأنفال رقم / 59/ 195 يكن الأنفال رقم / 65/ 195 ضعفا الأنفال رقم / 66/ 196 يكن الأنفال رقم / 66/ 198 يكون الأنفال رقم / 67/ 198 أسرى الأنفال رقم / 67/ 199 الأسرى الأنفال رقم / 70/ 199 ولا يتهم الأنفال رقم / 72/ 200 سورة التوبة / 201 لا أيمان لهم التوبة رقم / 12/ 201 مساجد التوبة رقم / 17/ 202 وعشيرتكم التوبة رقم / 24/ 203 عزير التوبة رقم / 30/ 203 اثنا عشر التوبة رقم / 36/ 204 أحد عشر يوسف رقم / 4/ 205 تسعة عشر المدثر رقم / 30/ 205 يضل به التوبة رقم / 37/ 205 وكلمة الله التوبة رقم / 40/ 206 تقبل التوبة رقم / 54/ 207 مدّخلا التوبة رقم / 57/ 208 يلمزك التوبة رقم / 58/ 209
يلمزون التوبة رقم / 79/ 209 تلمزوا الحجرات رقم / 11/ 209 ورحمة التوبة رقم / 61/ 209 نعف، نعذب، طائفة التوبة رقم / 66/ 210 المعذّرون التوبة رقم / 90/ 211 السوء التوبة رقم / 98/ 212 السوء الفتح رقم / 6/ 212 قربة التوبة رقم / 99/ 213
و(2/401)
رسلهم الأعراف رقم / 101/ 13 رسلكم غافر رقم / 50/ 13 للسحت المائدة رقم / 42/ 15 السحت المائدة رقم / 62/ 15 «والعين، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» المائدة رقم / 45/ 16 الأذن المائدة رقم / 45/ 17 أذن التوبة رقم / 61/ 17 أذنيه لقمان رقم / 7/ 18 وليحكم المائدة رقم / 47/ 18 يبغون المائدة رقم / 50/ 18 ويقول المائدة رقم / 53/ 19 يرتد المائدة رقم / 54/ 20 والكفار المائدة رقم / 57/ 22 وعبد الطاغوت المائدة رقم / 60/ 23 رسالته المائدة رقم / 67/ 24 تكون المائدة رقم / 71/ 24 عقدتم المائدة رقم / 89/ 25 فجزاء مثل المائدة رقم / 95/ 26 كفارة طعام المائدة رقم / 95/ 27 أستحق، الأوليان المائدة رقم / 107/ 28 الغيوب المائدة رقم / 109/ 29 سحر المائدة رقم / 110/ 31
يستطيع ربك المائدة رقم / 112/ 32 منزلها المائدة رقم / 115/ 34 يوم المائدة رقم / 119/ 34 سورة الأنعام / 35 يصرف الأنعام رقم / 16/ 35 نحشرهم، نقول الأنعام رقم / 22/ 36 تكن، فتنتهم الأنعام رقم / 23/ 37 ربنا الأنعام رقم / 23/ 38 ولا نكذب، ونكون الأنعام رقم / 27/ 40 وللدّار الآخرة الأنعام رقم / 32/ 40 تعقلون الأنعام رقم / 32/ 40 لا يكذبونك الأنعام رقم / 33/ 42 فتحا الأنعام رقم / 44/ 45 بالغداة الأنعام رقم / 52/ 47 أنه، فإنه الأنعام رقم / 54/ 48 ولتستبين سبيل الأنعام رقم / 55/ 49 يقص الأنعام رقم / 57/ 50 توفته الأنعام رقم / 61/ 51 ينجيكم الأنعام رقم / 63/ 52 ننجيك يونس رقم / 92/ 52 ننج يونس 103/ 52 لمنجوهم الحجر رقم / 59/ 52 لننجينه العنكبوت رقم / 32/ 52 منجوك العنكبوت رقم / 33/ 52 ينجى الزمر رقم / 61/ 52 تنجيكم الصف رقم / 10/ 52 أنجانا الأنعام رقم / 63/ 54 خفية الأنعام رقم / 63/ 56 ينسينك الأنعام رقم / 68/ 56 استهوته الأنعام رقم / 71/ 57 آزر الأنعام رقم / 74/ 59 أتحاجوني الأنعام رقم / 80/ 60 درجات الأنعام رقم / 83/ 61 واليسع الأنعام رقم / 86/ 63
تجعلونه قراطيس تبلونها وتخفون كثيرا الأنعام رقم / 91/ 64 ولتنذر الأنعام رقم / 92/ 66 بينكم الأنعام رقم / 94/ 66 وجعل الليل الأنعام رقم / 96/ 69 فمستقر الأنعام رقم / 98/ 70 ثمره الأنعام رقم / 99/ 71 وخرقوا الأنعام رقم / 100/ 74 درست الأنعام رقم / 105/ 76 عدوا الأنعام رقم / 108/ 78 أنها الأنعام رقم / 109/ 81 لا يؤمنون الأنعام رقم / 109/ 83 قبلا الأنعام رقم / 111/ 83 كلمت الأنعام رقم / 115/ 86 فصل، حرّم الأنعام رقم / 119/ 90 اضطررتم الأنعام رقم / 119/ 91 ليضلوا الأنعام رقم / 119/ 91 رسالته الأنعام رقم / 124/ 92 ضيقا الأنعام رقم / 125/ 92 حرجا الأنعام رقم 125/ 94 يصعد الأنعام رقم 125/ 96 يحشرهم الأنعام رقم / 128/ 99 يعملون الأنعام رقم / 132/ 101 مكانتكم الأنعام رقم / 135/ 102 مكانتهم يس رقم / 67/ 102 تكون الأنعام رقم / 135/ 103 بزعمهم الأنعام رقم / 136/ 105 وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم، الأنعام رقم / 137/ 106 يكن ميتة الأنعام رقم / 139/ 107 حصاده الأنعام رقم / 141/ 109 المعز الأنعام رقم / 143/ 110 يكون ميتة الأنعام رقم / 144/ 112 تذكرون الأنعام رقم / 152/ 113 وأنّ الأنعام رقم / 153/ 114 تأتيهم الأنعام رقم / 158/ 115
فرقوا الأنعام رقم / 159/ 116 عشر أمثالها الأنعام رقم / 160/ 116 دينا قيما الأنعام رقم / 161/ 117 سورة الأعراف / 118 تذكرون الأعراف رقم / 3/ 118 تخرجون الأعراف رقم / 25/ 119 تخرجون الروم رقم / 19/ 119 تخرجون الزخرف رقم / 11/ 119 لا يخرجون الجاثية رقم / 35/ 119 ولباس الأعراف رقم / 26/ 120 خالصة الأعراف رقم / 32/ 124 لا تعلمون الأعراف رقم / 38/ 126 لا تفتح الأنعام رقم / 40/ 127 وما كنّا الأعراف رقم / 43/ 128 نعم الأعراف رقم / 44/ 129 نعم الأعراف رقم 144/ 129 نعم الشعراء رقم 42/ 129 كعم الصافات رقم / 18/ 129 أن لعنة الأنعام رقم / 44/ 132 يغشى الأعراف / 54/ 134 يغشى الرعد رقم / 3/ 134 والشمس والقمر والنجوم مسخرات الأعراف رقم / 54/ 135 بشرا الأعراف رقم / 57/ 136 بشرا الفرقان رقم / 48/ 136 بشرا النمل رقم / 63/ 136 نكدا الأعراف رقم / 58/ 138 من إله غيره الأعراف رقم / 59/ 139 أبلغكم الأعراف رقم / 62/ 141 أبلغكم الأعراف رقم / 68/ 141 أبلغكم الأحقاف رقم 23/ 141 قال الملأ الأعراف رقم / 74/ 143 أو أمن الأعراف رقم / 98/ 144 على أن لا أقول الأعراف رقم / 105/ 145 ساحر الأعراف رقم 112/ 148
ساحر الأعراف رقم / 112/ 148 تلقف الأعراف رقم / 117/ 150 تلقف طه رقم / 69/ 150 تلقف الشعراء رقم / 45/ 151 سنقتل الأعراف رقم / 127/ 151 يعرشون الأعراف رقم / 137/ 152 يعرشون النحل رقم / 68/ 152 يعكفون الأعراف رقم / 138/ 154 أنجيناكم الأعراف رقم 141/ 155 يقتلون الأعراف رقم / 141/ 156 دكا الأعراف رقم / 143/ 158 برسالاتى الأعراف رقم / 144/ 160 الرشد الأعراف رقم / 146/ 161 حليهم الأعراف رقم / 148/ 162 يرحمنا ربنا ويغفر لنا الأعراف رقم / 149/ 163 أمّ الأعراف رقم / 150/ 164 أم طه رقم / 94/ 164 إصرهم الأعراف رقم / 157/ 165 نغفر. خطيئاتكم الأعراف رقم / 161/ 166 معذرة الأعراف رقم 164/ 168 بئيس الأعراف رقم / 165/ 170 يمسكون الأعراف رقم / 170/ 170 ذريتهم الأعراف رقم / 172/ 172 أن تقولوا الأعراف رقم / 172/ 173 أو تقولوا الأعراف رقم / 173/ 174 يلحدون الأعراف رقم / 180/ 174 يلحدون النحل رقم / 103/ 175 يلحدون فصلت رقم / 40/ 175 ويذرهم الأعراف رقم / 186/ 176 شركاء الأعراف رقم / 190/ 177 لا يتبعوكم الأعراف رقم / 193/ 179 يتبعهم الشعراء رقم / 224/ 179 يبطشون الأعراف رقم / 195/ 180 يبطش القصص رقم / 19/ 180
نبطش الدخان رقم 16/ 181 طائف الأعراف رقم / 201/ 181 يمدونهم الأعراف رقم / 202/ 183 سورة الأنفال / 184 مردفين الأنفال رقم / 9/ 184 يغشيكم النعاس الأنفال رقم / 11/ 185 موهن كيد الأنفال رقم / 18/ 188 وأن الله الأنفال رقم / 19/ 189 يعملون الأنفال رقم / 39/ 190 بالعدوة الأنفال رقم / 42/ 191 حيّ الأنفال رقم / 42/ 191 يتوفى الأنفال رقم / 50/ 193 ولا يحسبن الأنفال رقم / 59/ 193 إنهم الأنفال رقم / 59/ 195 يكن الأنفال رقم / 65/ 195 ضعفا الأنفال رقم / 66/ 196 يكن الأنفال رقم / 66/ 198 يكون الأنفال رقم / 67/ 198 أسرى الأنفال رقم / 67/ 199 الأسرى الأنفال رقم / 70/ 199 ولا يتهم الأنفال رقم / 72/ 200 سورة التوبة / 201 لا أيمان لهم التوبة رقم / 12/ 201 مساجد التوبة رقم / 17/ 202 وعشيرتكم التوبة رقم / 24/ 203 عزير التوبة رقم / 30/ 203 اثنا عشر التوبة رقم / 36/ 204 أحد عشر يوسف رقم / 4/ 205 تسعة عشر المدثر رقم / 30/ 205 يضل به التوبة رقم / 37/ 205 وكلمة الله التوبة رقم / 40/ 206 تقبل التوبة رقم / 54/ 207 مدّخلا التوبة رقم / 57/ 208 يلمزك التوبة رقم / 58/ 209
يلمزون التوبة رقم / 79/ 209 تلمزوا الحجرات رقم / 11/ 209 ورحمة التوبة رقم / 61/ 209 نعف، نعذب، طائفة التوبة رقم / 66/ 210 المعذّرون التوبة رقم / 90/ 211 السوء التوبة رقم / 98/ 212 السوء الفتح رقم / 6/ 212 قربة التوبة رقم / 99/ 213
و(2/402)
رسلهم الأعراف رقم / 101/ 13 رسلكم غافر رقم / 50/ 13 للسحت المائدة رقم / 42/ 15 السحت المائدة رقم / 62/ 15 «والعين، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» المائدة رقم / 45/ 16 الأذن المائدة رقم / 45/ 17 أذن التوبة رقم / 61/ 17 أذنيه لقمان رقم / 7/ 18 وليحكم المائدة رقم / 47/ 18 يبغون المائدة رقم / 50/ 18 ويقول المائدة رقم / 53/ 19 يرتد المائدة رقم / 54/ 20 والكفار المائدة رقم / 57/ 22 وعبد الطاغوت المائدة رقم / 60/ 23 رسالته المائدة رقم / 67/ 24 تكون المائدة رقم / 71/ 24 عقدتم المائدة رقم / 89/ 25 فجزاء مثل المائدة رقم / 95/ 26 كفارة طعام المائدة رقم / 95/ 27 أستحق، الأوليان المائدة رقم / 107/ 28 الغيوب المائدة رقم / 109/ 29 سحر المائدة رقم / 110/ 31
يستطيع ربك المائدة رقم / 112/ 32 منزلها المائدة رقم / 115/ 34 يوم المائدة رقم / 119/ 34 سورة الأنعام / 35 يصرف الأنعام رقم / 16/ 35 نحشرهم، نقول الأنعام رقم / 22/ 36 تكن، فتنتهم الأنعام رقم / 23/ 37 ربنا الأنعام رقم / 23/ 38 ولا نكذب، ونكون الأنعام رقم / 27/ 40 وللدّار الآخرة الأنعام رقم / 32/ 40 تعقلون الأنعام رقم / 32/ 40 لا يكذبونك الأنعام رقم / 33/ 42 فتحا الأنعام رقم / 44/ 45 بالغداة الأنعام رقم / 52/ 47 أنه، فإنه الأنعام رقم / 54/ 48 ولتستبين سبيل الأنعام رقم / 55/ 49 يقص الأنعام رقم / 57/ 50 توفته الأنعام رقم / 61/ 51 ينجيكم الأنعام رقم / 63/ 52 ننجيك يونس رقم / 92/ 52 ننج يونس 103/ 52 لمنجوهم الحجر رقم / 59/ 52 لننجينه العنكبوت رقم / 32/ 52 منجوك العنكبوت رقم / 33/ 52 ينجى الزمر رقم / 61/ 52 تنجيكم الصف رقم / 10/ 52 أنجانا الأنعام رقم / 63/ 54 خفية الأنعام رقم / 63/ 56 ينسينك الأنعام رقم / 68/ 56 استهوته الأنعام رقم / 71/ 57 آزر الأنعام رقم / 74/ 59 أتحاجوني الأنعام رقم / 80/ 60 درجات الأنعام رقم / 83/ 61 واليسع الأنعام رقم / 86/ 63
تجعلونه قراطيس تبلونها وتخفون كثيرا الأنعام رقم / 91/ 64 ولتنذر الأنعام رقم / 92/ 66 بينكم الأنعام رقم / 94/ 66 وجعل الليل الأنعام رقم / 96/ 69 فمستقر الأنعام رقم / 98/ 70 ثمره الأنعام رقم / 99/ 71 وخرقوا الأنعام رقم / 100/ 74 درست الأنعام رقم / 105/ 76 عدوا الأنعام رقم / 108/ 78 أنها الأنعام رقم / 109/ 81 لا يؤمنون الأنعام رقم / 109/ 83 قبلا الأنعام رقم / 111/ 83 كلمت الأنعام رقم / 115/ 86 فصل، حرّم الأنعام رقم / 119/ 90 اضطررتم الأنعام رقم / 119/ 91 ليضلوا الأنعام رقم / 119/ 91 رسالته الأنعام رقم / 124/ 92 ضيقا الأنعام رقم / 125/ 92 حرجا الأنعام رقم 125/ 94 يصعد الأنعام رقم 125/ 96 يحشرهم الأنعام رقم / 128/ 99 يعملون الأنعام رقم / 132/ 101 مكانتكم الأنعام رقم / 135/ 102 مكانتهم يس رقم / 67/ 102 تكون الأنعام رقم / 135/ 103 بزعمهم الأنعام رقم / 136/ 105 وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم، الأنعام رقم / 137/ 106 يكن ميتة الأنعام رقم / 139/ 107 حصاده الأنعام رقم / 141/ 109 المعز الأنعام رقم / 143/ 110 يكون ميتة الأنعام رقم / 144/ 112 تذكرون الأنعام رقم / 152/ 113 وأنّ الأنعام رقم / 153/ 114 تأتيهم الأنعام رقم / 158/ 115
فرقوا الأنعام رقم / 159/ 116 عشر أمثالها الأنعام رقم / 160/ 116 دينا قيما الأنعام رقم / 161/ 117 سورة الأعراف / 118 تذكرون الأعراف رقم / 3/ 118 تخرجون الأعراف رقم / 25/ 119 تخرجون الروم رقم / 19/ 119 تخرجون الزخرف رقم / 11/ 119 لا يخرجون الجاثية رقم / 35/ 119 ولباس الأعراف رقم / 26/ 120 خالصة الأعراف رقم / 32/ 124 لا تعلمون الأعراف رقم / 38/ 126 لا تفتح الأنعام رقم / 40/ 127 وما كنّا الأعراف رقم / 43/ 128 نعم الأعراف رقم / 44/ 129 نعم الأعراف رقم 144/ 129 نعم الشعراء رقم 42/ 129 كعم الصافات رقم / 18/ 129 أن لعنة الأنعام رقم / 44/ 132 يغشى الأعراف / 54/ 134 يغشى الرعد رقم / 3/ 134 والشمس والقمر والنجوم مسخرات الأعراف رقم / 54/ 135 بشرا الأعراف رقم / 57/ 136 بشرا الفرقان رقم / 48/ 136 بشرا النمل رقم / 63/ 136 نكدا الأعراف رقم / 58/ 138 من إله غيره الأعراف رقم / 59/ 139 أبلغكم الأعراف رقم / 62/ 141 أبلغكم الأعراف رقم / 68/ 141 أبلغكم الأحقاف رقم 23/ 141 قال الملأ الأعراف رقم / 74/ 143 أو أمن الأعراف رقم / 98/ 144 على أن لا أقول الأعراف رقم / 105/ 145 ساحر الأعراف رقم 112/ 148
ساحر الأعراف رقم / 112/ 148 تلقف الأعراف رقم / 117/ 150 تلقف طه رقم / 69/ 150 تلقف الشعراء رقم / 45/ 151 سنقتل الأعراف رقم / 127/ 151 يعرشون الأعراف رقم / 137/ 152 يعرشون النحل رقم / 68/ 152 يعكفون الأعراف رقم / 138/ 154 أنجيناكم الأعراف رقم 141/ 155 يقتلون الأعراف رقم / 141/ 156 دكا الأعراف رقم / 143/ 158 برسالاتى الأعراف رقم / 144/ 160 الرشد الأعراف رقم / 146/ 161 حليهم الأعراف رقم / 148/ 162 يرحمنا ربنا ويغفر لنا الأعراف رقم / 149/ 163 أمّ الأعراف رقم / 150/ 164 أم طه رقم / 94/ 164 إصرهم الأعراف رقم / 157/ 165 نغفر. خطيئاتكم الأعراف رقم / 161/ 166 معذرة الأعراف رقم 164/ 168 بئيس الأعراف رقم / 165/ 170 يمسكون الأعراف رقم / 170/ 170 ذريتهم الأعراف رقم / 172/ 172 أن تقولوا الأعراف رقم / 172/ 173 أو تقولوا الأعراف رقم / 173/ 174 يلحدون الأعراف رقم / 180/ 174 يلحدون النحل رقم / 103/ 175 يلحدون فصلت رقم / 40/ 175 ويذرهم الأعراف رقم / 186/ 176 شركاء الأعراف رقم / 190/ 177 لا يتبعوكم الأعراف رقم / 193/ 179 يتبعهم الشعراء رقم / 224/ 179 يبطشون الأعراف رقم / 195/ 180 يبطش القصص رقم / 19/ 180
نبطش الدخان رقم 16/ 181 طائف الأعراف رقم / 201/ 181 يمدونهم الأعراف رقم / 202/ 183 سورة الأنفال / 184 مردفين الأنفال رقم / 9/ 184 يغشيكم النعاس الأنفال رقم / 11/ 185 موهن كيد الأنفال رقم / 18/ 188 وأن الله الأنفال رقم / 19/ 189 يعملون الأنفال رقم / 39/ 190 بالعدوة الأنفال رقم / 42/ 191 حيّ الأنفال رقم / 42/ 191 يتوفى الأنفال رقم / 50/ 193 ولا يحسبن الأنفال رقم / 59/ 193 إنهم الأنفال رقم / 59/ 195 يكن الأنفال رقم / 65/ 195 ضعفا الأنفال رقم / 66/ 196 يكن الأنفال رقم / 66/ 198 يكون الأنفال رقم / 67/ 198 أسرى الأنفال رقم / 67/ 199 الأسرى الأنفال رقم / 70/ 199 ولا يتهم الأنفال رقم / 72/ 200 سورة التوبة / 201 لا أيمان لهم التوبة رقم / 12/ 201 مساجد التوبة رقم / 17/ 202 وعشيرتكم التوبة رقم / 24/ 203 عزير التوبة رقم / 30/ 203 اثنا عشر التوبة رقم / 36/ 204 أحد عشر يوسف رقم / 4/ 205 تسعة عشر المدثر رقم / 30/ 205 يضل به التوبة رقم / 37/ 205 وكلمة الله التوبة رقم / 40/ 206 تقبل التوبة رقم / 54/ 207 مدّخلا التوبة رقم / 57/ 208 يلمزك التوبة رقم / 58/ 209
يلمزون التوبة رقم / 79/ 209 تلمزوا الحجرات رقم / 11/ 209 ورحمة التوبة رقم / 61/ 209 نعف، نعذب، طائفة التوبة رقم / 66/ 210 المعذّرون التوبة رقم / 90/ 211 السوء التوبة رقم / 98/ 212 السوء الفتح رقم / 6/ 212 قربة التوبة رقم / 99/ 213
و(2/403)
رسلهم الأعراف رقم / 101/ 13 رسلكم غافر رقم / 50/ 13 للسحت المائدة رقم / 42/ 15 السحت المائدة رقم / 62/ 15 «والعين، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» المائدة رقم / 45/ 16 الأذن المائدة رقم / 45/ 17 أذن التوبة رقم / 61/ 17 أذنيه لقمان رقم / 7/ 18 وليحكم المائدة رقم / 47/ 18 يبغون المائدة رقم / 50/ 18 ويقول المائدة رقم / 53/ 19 يرتد المائدة رقم / 54/ 20 والكفار المائدة رقم / 57/ 22 وعبد الطاغوت المائدة رقم / 60/ 23 رسالته المائدة رقم / 67/ 24 تكون المائدة رقم / 71/ 24 عقدتم المائدة رقم / 89/ 25 فجزاء مثل المائدة رقم / 95/ 26 كفارة طعام المائدة رقم / 95/ 27 أستحق، الأوليان المائدة رقم / 107/ 28 الغيوب المائدة رقم / 109/ 29 سحر المائدة رقم / 110/ 31
يستطيع ربك المائدة رقم / 112/ 32 منزلها المائدة رقم / 115/ 34 يوم المائدة رقم / 119/ 34 سورة الأنعام / 35 يصرف الأنعام رقم / 16/ 35 نحشرهم، نقول الأنعام رقم / 22/ 36 تكن، فتنتهم الأنعام رقم / 23/ 37 ربنا الأنعام رقم / 23/ 38 ولا نكذب، ونكون الأنعام رقم / 27/ 40 وللدّار الآخرة الأنعام رقم / 32/ 40 تعقلون الأنعام رقم / 32/ 40 لا يكذبونك الأنعام رقم / 33/ 42 فتحا الأنعام رقم / 44/ 45 بالغداة الأنعام رقم / 52/ 47 أنه، فإنه الأنعام رقم / 54/ 48 ولتستبين سبيل الأنعام رقم / 55/ 49 يقص الأنعام رقم / 57/ 50 توفته الأنعام رقم / 61/ 51 ينجيكم الأنعام رقم / 63/ 52 ننجيك يونس رقم / 92/ 52 ننج يونس 103/ 52 لمنجوهم الحجر رقم / 59/ 52 لننجينه العنكبوت رقم / 32/ 52 منجوك العنكبوت رقم / 33/ 52 ينجى الزمر رقم / 61/ 52 تنجيكم الصف رقم / 10/ 52 أنجانا الأنعام رقم / 63/ 54 خفية الأنعام رقم / 63/ 56 ينسينك الأنعام رقم / 68/ 56 استهوته الأنعام رقم / 71/ 57 آزر الأنعام رقم / 74/ 59 أتحاجوني الأنعام رقم / 80/ 60 درجات الأنعام رقم / 83/ 61 واليسع الأنعام رقم / 86/ 63
تجعلونه قراطيس تبلونها وتخفون كثيرا الأنعام رقم / 91/ 64 ولتنذر الأنعام رقم / 92/ 66 بينكم الأنعام رقم / 94/ 66 وجعل الليل الأنعام رقم / 96/ 69 فمستقر الأنعام رقم / 98/ 70 ثمره الأنعام رقم / 99/ 71 وخرقوا الأنعام رقم / 100/ 74 درست الأنعام رقم / 105/ 76 عدوا الأنعام رقم / 108/ 78 أنها الأنعام رقم / 109/ 81 لا يؤمنون الأنعام رقم / 109/ 83 قبلا الأنعام رقم / 111/ 83 كلمت الأنعام رقم / 115/ 86 فصل، حرّم الأنعام رقم / 119/ 90 اضطررتم الأنعام رقم / 119/ 91 ليضلوا الأنعام رقم / 119/ 91 رسالته الأنعام رقم / 124/ 92 ضيقا الأنعام رقم / 125/ 92 حرجا الأنعام رقم 125/ 94 يصعد الأنعام رقم 125/ 96 يحشرهم الأنعام رقم / 128/ 99 يعملون الأنعام رقم / 132/ 101 مكانتكم الأنعام رقم / 135/ 102 مكانتهم يس رقم / 67/ 102 تكون الأنعام رقم / 135/ 103 بزعمهم الأنعام رقم / 136/ 105 وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم، الأنعام رقم / 137/ 106 يكن ميتة الأنعام رقم / 139/ 107 حصاده الأنعام رقم / 141/ 109 المعز الأنعام رقم / 143/ 110 يكون ميتة الأنعام رقم / 144/ 112 تذكرون الأنعام رقم / 152/ 113 وأنّ الأنعام رقم / 153/ 114 تأتيهم الأنعام رقم / 158/ 115
فرقوا الأنعام رقم / 159/ 116 عشر أمثالها الأنعام رقم / 160/ 116 دينا قيما الأنعام رقم / 161/ 117 سورة الأعراف / 118 تذكرون الأعراف رقم / 3/ 118 تخرجون الأعراف رقم / 25/ 119 تخرجون الروم رقم / 19/ 119 تخرجون الزخرف رقم / 11/ 119 لا يخرجون الجاثية رقم / 35/ 119 ولباس الأعراف رقم / 26/ 120 خالصة الأعراف رقم / 32/ 124 لا تعلمون الأعراف رقم / 38/ 126 لا تفتح الأنعام رقم / 40/ 127 وما كنّا الأعراف رقم / 43/ 128 نعم الأعراف رقم / 44/ 129 نعم الأعراف رقم 144/ 129 نعم الشعراء رقم 42/ 129 كعم الصافات رقم / 18/ 129 أن لعنة الأنعام رقم / 44/ 132 يغشى الأعراف / 54/ 134 يغشى الرعد رقم / 3/ 134 والشمس والقمر والنجوم مسخرات الأعراف رقم / 54/ 135 بشرا الأعراف رقم / 57/ 136 بشرا الفرقان رقم / 48/ 136 بشرا النمل رقم / 63/ 136 نكدا الأعراف رقم / 58/ 138 من إله غيره الأعراف رقم / 59/ 139 أبلغكم الأعراف رقم / 62/ 141 أبلغكم الأعراف رقم / 68/ 141 أبلغكم الأحقاف رقم 23/ 141 قال الملأ الأعراف رقم / 74/ 143 أو أمن الأعراف رقم / 98/ 144 على أن لا أقول الأعراف رقم / 105/ 145 ساحر الأعراف رقم 112/ 148
ساحر الأعراف رقم / 112/ 148 تلقف الأعراف رقم / 117/ 150 تلقف طه رقم / 69/ 150 تلقف الشعراء رقم / 45/ 151 سنقتل الأعراف رقم / 127/ 151 يعرشون الأعراف رقم / 137/ 152 يعرشون النحل رقم / 68/ 152 يعكفون الأعراف رقم / 138/ 154 أنجيناكم الأعراف رقم 141/ 155 يقتلون الأعراف رقم / 141/ 156 دكا الأعراف رقم / 143/ 158 برسالاتى الأعراف رقم / 144/ 160 الرشد الأعراف رقم / 146/ 161 حليهم الأعراف رقم / 148/ 162 يرحمنا ربنا ويغفر لنا الأعراف رقم / 149/ 163 أمّ الأعراف رقم / 150/ 164 أم طه رقم / 94/ 164 إصرهم الأعراف رقم / 157/ 165 نغفر. خطيئاتكم الأعراف رقم / 161/ 166 معذرة الأعراف رقم 164/ 168 بئيس الأعراف رقم / 165/ 170 يمسكون الأعراف رقم / 170/ 170 ذريتهم الأعراف رقم / 172/ 172 أن تقولوا الأعراف رقم / 172/ 173 أو تقولوا الأعراف رقم / 173/ 174 يلحدون الأعراف رقم / 180/ 174 يلحدون النحل رقم / 103/ 175 يلحدون فصلت رقم / 40/ 175 ويذرهم الأعراف رقم / 186/ 176 شركاء الأعراف رقم / 190/ 177 لا يتبعوكم الأعراف رقم / 193/ 179 يتبعهم الشعراء رقم / 224/ 179 يبطشون الأعراف رقم / 195/ 180 يبطش القصص رقم / 19/ 180
نبطش الدخان رقم 16/ 181 طائف الأعراف رقم / 201/ 181 يمدونهم الأعراف رقم / 202/ 183 سورة الأنفال / 184 مردفين الأنفال رقم / 9/ 184 يغشيكم النعاس الأنفال رقم / 11/ 185 موهن كيد الأنفال رقم / 18/ 188 وأن الله الأنفال رقم / 19/ 189 يعملون الأنفال رقم / 39/ 190 بالعدوة الأنفال رقم / 42/ 191 حيّ الأنفال رقم / 42/ 191 يتوفى الأنفال رقم / 50/ 193 ولا يحسبن الأنفال رقم / 59/ 193 إنهم الأنفال رقم / 59/ 195 يكن الأنفال رقم / 65/ 195 ضعفا الأنفال رقم / 66/ 196 يكن الأنفال رقم / 66/ 198 يكون الأنفال رقم / 67/ 198 أسرى الأنفال رقم / 67/ 199 الأسرى الأنفال رقم / 70/ 199 ولا يتهم الأنفال رقم / 72/ 200 سورة التوبة / 201 لا أيمان لهم التوبة رقم / 12/ 201 مساجد التوبة رقم / 17/ 202 وعشيرتكم التوبة رقم / 24/ 203 عزير التوبة رقم / 30/ 203 اثنا عشر التوبة رقم / 36/ 204 أحد عشر يوسف رقم / 4/ 205 تسعة عشر المدثر رقم / 30/ 205 يضل به التوبة رقم / 37/ 205 وكلمة الله التوبة رقم / 40/ 206 تقبل التوبة رقم / 54/ 207 مدّخلا التوبة رقم / 57/ 208 يلمزك التوبة رقم / 58/ 209
يلمزون التوبة رقم / 79/ 209 تلمزوا الحجرات رقم / 11/ 209 ورحمة التوبة رقم / 61/ 209 نعف، نعذب، طائفة التوبة رقم / 66/ 210 المعذّرون التوبة رقم / 90/ 211 السوء التوبة رقم / 98/ 212 السوء الفتح رقم / 6/ 212 قربة التوبة رقم / 99/ 213
و(2/404)
رسلهم الأعراف رقم / 101/ 13 رسلكم غافر رقم / 50/ 13 للسحت المائدة رقم / 42/ 15 السحت المائدة رقم / 62/ 15 «والعين، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» المائدة رقم / 45/ 16 الأذن المائدة رقم / 45/ 17 أذن التوبة رقم / 61/ 17 أذنيه لقمان رقم / 7/ 18 وليحكم المائدة رقم / 47/ 18 يبغون المائدة رقم / 50/ 18 ويقول المائدة رقم / 53/ 19 يرتد المائدة رقم / 54/ 20 والكفار المائدة رقم / 57/ 22 وعبد الطاغوت المائدة رقم / 60/ 23 رسالته المائدة رقم / 67/ 24 تكون المائدة رقم / 71/ 24 عقدتم المائدة رقم / 89/ 25 فجزاء مثل المائدة رقم / 95/ 26 كفارة طعام المائدة رقم / 95/ 27 أستحق، الأوليان المائدة رقم / 107/ 28 الغيوب المائدة رقم / 109/ 29 سحر المائدة رقم / 110/ 31
يستطيع ربك المائدة رقم / 112/ 32 منزلها المائدة رقم / 115/ 34 يوم المائدة رقم / 119/ 34 سورة الأنعام / 35 يصرف الأنعام رقم / 16/ 35 نحشرهم، نقول الأنعام رقم / 22/ 36 تكن، فتنتهم الأنعام رقم / 23/ 37 ربنا الأنعام رقم / 23/ 38 ولا نكذب، ونكون الأنعام رقم / 27/ 40 وللدّار الآخرة الأنعام رقم / 32/ 40 تعقلون الأنعام رقم / 32/ 40 لا يكذبونك الأنعام رقم / 33/ 42 فتحا الأنعام رقم / 44/ 45 بالغداة الأنعام رقم / 52/ 47 أنه، فإنه الأنعام رقم / 54/ 48 ولتستبين سبيل الأنعام رقم / 55/ 49 يقص الأنعام رقم / 57/ 50 توفته الأنعام رقم / 61/ 51 ينجيكم الأنعام رقم / 63/ 52 ننجيك يونس رقم / 92/ 52 ننج يونس 103/ 52 لمنجوهم الحجر رقم / 59/ 52 لننجينه العنكبوت رقم / 32/ 52 منجوك العنكبوت رقم / 33/ 52 ينجى الزمر رقم / 61/ 52 تنجيكم الصف رقم / 10/ 52 أنجانا الأنعام رقم / 63/ 54 خفية الأنعام رقم / 63/ 56 ينسينك الأنعام رقم / 68/ 56 استهوته الأنعام رقم / 71/ 57 آزر الأنعام رقم / 74/ 59 أتحاجوني الأنعام رقم / 80/ 60 درجات الأنعام رقم / 83/ 61 واليسع الأنعام رقم / 86/ 63
تجعلونه قراطيس تبلونها وتخفون كثيرا الأنعام رقم / 91/ 64 ولتنذر الأنعام رقم / 92/ 66 بينكم الأنعام رقم / 94/ 66 وجعل الليل الأنعام رقم / 96/ 69 فمستقر الأنعام رقم / 98/ 70 ثمره الأنعام رقم / 99/ 71 وخرقوا الأنعام رقم / 100/ 74 درست الأنعام رقم / 105/ 76 عدوا الأنعام رقم / 108/ 78 أنها الأنعام رقم / 109/ 81 لا يؤمنون الأنعام رقم / 109/ 83 قبلا الأنعام رقم / 111/ 83 كلمت الأنعام رقم / 115/ 86 فصل، حرّم الأنعام رقم / 119/ 90 اضطررتم الأنعام رقم / 119/ 91 ليضلوا الأنعام رقم / 119/ 91 رسالته الأنعام رقم / 124/ 92 ضيقا الأنعام رقم / 125/ 92 حرجا الأنعام رقم 125/ 94 يصعد الأنعام رقم 125/ 96 يحشرهم الأنعام رقم / 128/ 99 يعملون الأنعام رقم / 132/ 101 مكانتكم الأنعام رقم / 135/ 102 مكانتهم يس رقم / 67/ 102 تكون الأنعام رقم / 135/ 103 بزعمهم الأنعام رقم / 136/ 105 وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم، الأنعام رقم / 137/ 106 يكن ميتة الأنعام رقم / 139/ 107 حصاده الأنعام رقم / 141/ 109 المعز الأنعام رقم / 143/ 110 يكون ميتة الأنعام رقم / 144/ 112 تذكرون الأنعام رقم / 152/ 113 وأنّ الأنعام رقم / 153/ 114 تأتيهم الأنعام رقم / 158/ 115
فرقوا الأنعام رقم / 159/ 116 عشر أمثالها الأنعام رقم / 160/ 116 دينا قيما الأنعام رقم / 161/ 117 سورة الأعراف / 118 تذكرون الأعراف رقم / 3/ 118 تخرجون الأعراف رقم / 25/ 119 تخرجون الروم رقم / 19/ 119 تخرجون الزخرف رقم / 11/ 119 لا يخرجون الجاثية رقم / 35/ 119 ولباس الأعراف رقم / 26/ 120 خالصة الأعراف رقم / 32/ 124 لا تعلمون الأعراف رقم / 38/ 126 لا تفتح الأنعام رقم / 40/ 127 وما كنّا الأعراف رقم / 43/ 128 نعم الأعراف رقم / 44/ 129 نعم الأعراف رقم 144/ 129 نعم الشعراء رقم 42/ 129 كعم الصافات رقم / 18/ 129 أن لعنة الأنعام رقم / 44/ 132 يغشى الأعراف / 54/ 134 يغشى الرعد رقم / 3/ 134 والشمس والقمر والنجوم مسخرات الأعراف رقم / 54/ 135 بشرا الأعراف رقم / 57/ 136 بشرا الفرقان رقم / 48/ 136 بشرا النمل رقم / 63/ 136 نكدا الأعراف رقم / 58/ 138 من إله غيره الأعراف رقم / 59/ 139 أبلغكم الأعراف رقم / 62/ 141 أبلغكم الأعراف رقم / 68/ 141 أبلغكم الأحقاف رقم 23/ 141 قال الملأ الأعراف رقم / 74/ 143 أو أمن الأعراف رقم / 98/ 144 على أن لا أقول الأعراف رقم / 105/ 145 ساحر الأعراف رقم 112/ 148
ساحر الأعراف رقم / 112/ 148 تلقف الأعراف رقم / 117/ 150 تلقف طه رقم / 69/ 150 تلقف الشعراء رقم / 45/ 151 سنقتل الأعراف رقم / 127/ 151 يعرشون الأعراف رقم / 137/ 152 يعرشون النحل رقم / 68/ 152 يعكفون الأعراف رقم / 138/ 154 أنجيناكم الأعراف رقم 141/ 155 يقتلون الأعراف رقم / 141/ 156 دكا الأعراف رقم / 143/ 158 برسالاتى الأعراف رقم / 144/ 160 الرشد الأعراف رقم / 146/ 161 حليهم الأعراف رقم / 148/ 162 يرحمنا ربنا ويغفر لنا الأعراف رقم / 149/ 163 أمّ الأعراف رقم / 150/ 164 أم طه رقم / 94/ 164 إصرهم الأعراف رقم / 157/ 165 نغفر. خطيئاتكم الأعراف رقم / 161/ 166 معذرة الأعراف رقم 164/ 168 بئيس الأعراف رقم / 165/ 170 يمسكون الأعراف رقم / 170/ 170 ذريتهم الأعراف رقم / 172/ 172 أن تقولوا الأعراف رقم / 172/ 173 أو تقولوا الأعراف رقم / 173/ 174 يلحدون الأعراف رقم / 180/ 174 يلحدون النحل رقم / 103/ 175 يلحدون فصلت رقم / 40/ 175 ويذرهم الأعراف رقم / 186/ 176 شركاء الأعراف رقم / 190/ 177 لا يتبعوكم الأعراف رقم / 193/ 179 يتبعهم الشعراء رقم / 224/ 179 يبطشون الأعراف رقم / 195/ 180 يبطش القصص رقم / 19/ 180
نبطش الدخان رقم 16/ 181 طائف الأعراف رقم / 201/ 181 يمدونهم الأعراف رقم / 202/ 183 سورة الأنفال / 184 مردفين الأنفال رقم / 9/ 184 يغشيكم النعاس الأنفال رقم / 11/ 185 موهن كيد الأنفال رقم / 18/ 188 وأن الله الأنفال رقم / 19/ 189 يعملون الأنفال رقم / 39/ 190 بالعدوة الأنفال رقم / 42/ 191 حيّ الأنفال رقم / 42/ 191 يتوفى الأنفال رقم / 50/ 193 ولا يحسبن الأنفال رقم / 59/ 193 إنهم الأنفال رقم / 59/ 195 يكن الأنفال رقم / 65/ 195 ضعفا الأنفال رقم / 66/ 196 يكن الأنفال رقم / 66/ 198 يكون الأنفال رقم / 67/ 198 أسرى الأنفال رقم / 67/ 199 الأسرى الأنفال رقم / 70/ 199 ولا يتهم الأنفال رقم / 72/ 200 سورة التوبة / 201 لا أيمان لهم التوبة رقم / 12/ 201 مساجد التوبة رقم / 17/ 202 وعشيرتكم التوبة رقم / 24/ 203 عزير التوبة رقم / 30/ 203 اثنا عشر التوبة رقم / 36/ 204 أحد عشر يوسف رقم / 4/ 205 تسعة عشر المدثر رقم / 30/ 205 يضل به التوبة رقم / 37/ 205 وكلمة الله التوبة رقم / 40/ 206 تقبل التوبة رقم / 54/ 207 مدّخلا التوبة رقم / 57/ 208 يلمزك التوبة رقم / 58/ 209
يلمزون التوبة رقم / 79/ 209 تلمزوا الحجرات رقم / 11/ 209 ورحمة التوبة رقم / 61/ 209 نعف، نعذب، طائفة التوبة رقم / 66/ 210 المعذّرون التوبة رقم / 90/ 211 السوء التوبة رقم / 98/ 212 السوء الفتح رقم / 6/ 212 قربة التوبة رقم / 99/ 213
و(2/405)
رسلهم الأعراف رقم / 101/ 13 رسلكم غافر رقم / 50/ 13 للسحت المائدة رقم / 42/ 15 السحت المائدة رقم / 62/ 15 «والعين، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» المائدة رقم / 45/ 16 الأذن المائدة رقم / 45/ 17 أذن التوبة رقم / 61/ 17 أذنيه لقمان رقم / 7/ 18 وليحكم المائدة رقم / 47/ 18 يبغون المائدة رقم / 50/ 18 ويقول المائدة رقم / 53/ 19 يرتد المائدة رقم / 54/ 20 والكفار المائدة رقم / 57/ 22 وعبد الطاغوت المائدة رقم / 60/ 23 رسالته المائدة رقم / 67/ 24 تكون المائدة رقم / 71/ 24 عقدتم المائدة رقم / 89/ 25 فجزاء مثل المائدة رقم / 95/ 26 كفارة طعام المائدة رقم / 95/ 27 أستحق، الأوليان المائدة رقم / 107/ 28 الغيوب المائدة رقم / 109/ 29 سحر المائدة رقم / 110/ 31
يستطيع ربك المائدة رقم / 112/ 32 منزلها المائدة رقم / 115/ 34 يوم المائدة رقم / 119/ 34 سورة الأنعام / 35 يصرف الأنعام رقم / 16/ 35 نحشرهم، نقول الأنعام رقم / 22/ 36 تكن، فتنتهم الأنعام رقم / 23/ 37 ربنا الأنعام رقم / 23/ 38 ولا نكذب، ونكون الأنعام رقم / 27/ 40 وللدّار الآخرة الأنعام رقم / 32/ 40 تعقلون الأنعام رقم / 32/ 40 لا يكذبونك الأنعام رقم / 33/ 42 فتحا الأنعام رقم / 44/ 45 بالغداة الأنعام رقم / 52/ 47 أنه، فإنه الأنعام رقم / 54/ 48 ولتستبين سبيل الأنعام رقم / 55/ 49 يقص الأنعام رقم / 57/ 50 توفته الأنعام رقم / 61/ 51 ينجيكم الأنعام رقم / 63/ 52 ننجيك يونس رقم / 92/ 52 ننج يونس 103/ 52 لمنجوهم الحجر رقم / 59/ 52 لننجينه العنكبوت رقم / 32/ 52 منجوك العنكبوت رقم / 33/ 52 ينجى الزمر رقم / 61/ 52 تنجيكم الصف رقم / 10/ 52 أنجانا الأنعام رقم / 63/ 54 خفية الأنعام رقم / 63/ 56 ينسينك الأنعام رقم / 68/ 56 استهوته الأنعام رقم / 71/ 57 آزر الأنعام رقم / 74/ 59 أتحاجوني الأنعام رقم / 80/ 60 درجات الأنعام رقم / 83/ 61 واليسع الأنعام رقم / 86/ 63
تجعلونه قراطيس تبلونها وتخفون كثيرا الأنعام رقم / 91/ 64 ولتنذر الأنعام رقم / 92/ 66 بينكم الأنعام رقم / 94/ 66 وجعل الليل الأنعام رقم / 96/ 69 فمستقر الأنعام رقم / 98/ 70 ثمره الأنعام رقم / 99/ 71 وخرقوا الأنعام رقم / 100/ 74 درست الأنعام رقم / 105/ 76 عدوا الأنعام رقم / 108/ 78 أنها الأنعام رقم / 109/ 81 لا يؤمنون الأنعام رقم / 109/ 83 قبلا الأنعام رقم / 111/ 83 كلمت الأنعام رقم / 115/ 86 فصل، حرّم الأنعام رقم / 119/ 90 اضطررتم الأنعام رقم / 119/ 91 ليضلوا الأنعام رقم / 119/ 91 رسالته الأنعام رقم / 124/ 92 ضيقا الأنعام رقم / 125/ 92 حرجا الأنعام رقم 125/ 94 يصعد الأنعام رقم 125/ 96 يحشرهم الأنعام رقم / 128/ 99 يعملون الأنعام رقم / 132/ 101 مكانتكم الأنعام رقم / 135/ 102 مكانتهم يس رقم / 67/ 102 تكون الأنعام رقم / 135/ 103 بزعمهم الأنعام رقم / 136/ 105 وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم، الأنعام رقم / 137/ 106 يكن ميتة الأنعام رقم / 139/ 107 حصاده الأنعام رقم / 141/ 109 المعز الأنعام رقم / 143/ 110 يكون ميتة الأنعام رقم / 144/ 112 تذكرون الأنعام رقم / 152/ 113 وأنّ الأنعام رقم / 153/ 114 تأتيهم الأنعام رقم / 158/ 115
فرقوا الأنعام رقم / 159/ 116 عشر أمثالها الأنعام رقم / 160/ 116 دينا قيما الأنعام رقم / 161/ 117 سورة الأعراف / 118 تذكرون الأعراف رقم / 3/ 118 تخرجون الأعراف رقم / 25/ 119 تخرجون الروم رقم / 19/ 119 تخرجون الزخرف رقم / 11/ 119 لا يخرجون الجاثية رقم / 35/ 119 ولباس الأعراف رقم / 26/ 120 خالصة الأعراف رقم / 32/ 124 لا تعلمون الأعراف رقم / 38/ 126 لا تفتح الأنعام رقم / 40/ 127 وما كنّا الأعراف رقم / 43/ 128 نعم الأعراف رقم / 44/ 129 نعم الأعراف رقم 144/ 129 نعم الشعراء رقم 42/ 129 كعم الصافات رقم / 18/ 129 أن لعنة الأنعام رقم / 44/ 132 يغشى الأعراف / 54/ 134 يغشى الرعد رقم / 3/ 134 والشمس والقمر والنجوم مسخرات الأعراف رقم / 54/ 135 بشرا الأعراف رقم / 57/ 136 بشرا الفرقان رقم / 48/ 136 بشرا النمل رقم / 63/ 136 نكدا الأعراف رقم / 58/ 138 من إله غيره الأعراف رقم / 59/ 139 أبلغكم الأعراف رقم / 62/ 141 أبلغكم الأعراف رقم / 68/ 141 أبلغكم الأحقاف رقم 23/ 141 قال الملأ الأعراف رقم / 74/ 143 أو أمن الأعراف رقم / 98/ 144 على أن لا أقول الأعراف رقم / 105/ 145 ساحر الأعراف رقم 112/ 148
ساحر الأعراف رقم / 112/ 148 تلقف الأعراف رقم / 117/ 150 تلقف طه رقم / 69/ 150 تلقف الشعراء رقم / 45/ 151 سنقتل الأعراف رقم / 127/ 151 يعرشون الأعراف رقم / 137/ 152 يعرشون النحل رقم / 68/ 152 يعكفون الأعراف رقم / 138/ 154 أنجيناكم الأعراف رقم 141/ 155 يقتلون الأعراف رقم / 141/ 156 دكا الأعراف رقم / 143/ 158 برسالاتى الأعراف رقم / 144/ 160 الرشد الأعراف رقم / 146/ 161 حليهم الأعراف رقم / 148/ 162 يرحمنا ربنا ويغفر لنا الأعراف رقم / 149/ 163 أمّ الأعراف رقم / 150/ 164 أم طه رقم / 94/ 164 إصرهم الأعراف رقم / 157/ 165 نغفر. خطيئاتكم الأعراف رقم / 161/ 166 معذرة الأعراف رقم 164/ 168 بئيس الأعراف رقم / 165/ 170 يمسكون الأعراف رقم / 170/ 170 ذريتهم الأعراف رقم / 172/ 172 أن تقولوا الأعراف رقم / 172/ 173 أو تقولوا الأعراف رقم / 173/ 174 يلحدون الأعراف رقم / 180/ 174 يلحدون النحل رقم / 103/ 175 يلحدون فصلت رقم / 40/ 175 ويذرهم الأعراف رقم / 186/ 176 شركاء الأعراف رقم / 190/ 177 لا يتبعوكم الأعراف رقم / 193/ 179 يتبعهم الشعراء رقم / 224/ 179 يبطشون الأعراف رقم / 195/ 180 يبطش القصص رقم / 19/ 180
نبطش الدخان رقم 16/ 181 طائف الأعراف رقم / 201/ 181 يمدونهم الأعراف رقم / 202/ 183 سورة الأنفال / 184 مردفين الأنفال رقم / 9/ 184 يغشيكم النعاس الأنفال رقم / 11/ 185 موهن كيد الأنفال رقم / 18/ 188 وأن الله الأنفال رقم / 19/ 189 يعملون الأنفال رقم / 39/ 190 بالعدوة الأنفال رقم / 42/ 191 حيّ الأنفال رقم / 42/ 191 يتوفى الأنفال رقم / 50/ 193 ولا يحسبن الأنفال رقم / 59/ 193 إنهم الأنفال رقم / 59/ 195 يكن الأنفال رقم / 65/ 195 ضعفا الأنفال رقم / 66/ 196 يكن الأنفال رقم / 66/ 198 يكون الأنفال رقم / 67/ 198 أسرى الأنفال رقم / 67/ 199 الأسرى الأنفال رقم / 70/ 199 ولا يتهم الأنفال رقم / 72/ 200 سورة التوبة / 201 لا أيمان لهم التوبة رقم / 12/ 201 مساجد التوبة رقم / 17/ 202 وعشيرتكم التوبة رقم / 24/ 203 عزير التوبة رقم / 30/ 203 اثنا عشر التوبة رقم / 36/ 204 أحد عشر يوسف رقم / 4/ 205 تسعة عشر المدثر رقم / 30/ 205 يضل به التوبة رقم / 37/ 205 وكلمة الله التوبة رقم / 40/ 206 تقبل التوبة رقم / 54/ 207 مدّخلا التوبة رقم / 57/ 208 يلمزك التوبة رقم / 58/ 209
يلمزون التوبة رقم / 79/ 209 تلمزوا الحجرات رقم / 11/ 209 ورحمة التوبة رقم / 61/ 209 نعف، نعذب، طائفة التوبة رقم / 66/ 210 المعذّرون التوبة رقم / 90/ 211 السوء التوبة رقم / 98/ 212 السوء الفتح رقم / 6/ 212 قربة التوبة رقم / 99/ 213
و(2/406)
رسلهم الأعراف رقم / 101/ 13 رسلكم غافر رقم / 50/ 13 للسحت المائدة رقم / 42/ 15 السحت المائدة رقم / 62/ 15 «والعين، والأنف، والأذن، والسنّ، والجروح» المائدة رقم / 45/ 16 الأذن المائدة رقم / 45/ 17 أذن التوبة رقم / 61/ 17 أذنيه لقمان رقم / 7/ 18 وليحكم المائدة رقم / 47/ 18 يبغون المائدة رقم / 50/ 18 ويقول المائدة رقم / 53/ 19 يرتد المائدة رقم / 54/ 20 والكفار المائدة رقم / 57/ 22 وعبد الطاغوت المائدة رقم / 60/ 23 رسالته المائدة رقم / 67/ 24 تكون المائدة رقم / 71/ 24 عقدتم المائدة رقم / 89/ 25 فجزاء مثل المائدة رقم / 95/ 26 كفارة طعام المائدة رقم / 95/ 27 أستحق، الأوليان المائدة رقم / 107/ 28 الغيوب المائدة رقم / 109/ 29 سحر المائدة رقم / 110/ 31
يستطيع ربك المائدة رقم / 112/ 32 منزلها المائدة رقم / 115/ 34 يوم المائدة رقم / 119/ 34 سورة الأنعام / 35 يصرف الأنعام رقم / 16/ 35 نحشرهم، نقول الأنعام رقم / 22/ 36 تكن، فتنتهم الأنعام رقم / 23/ 37 ربنا الأنعام رقم / 23/ 38 ولا نكذب، ونكون الأنعام رقم / 27/ 40 وللدّار الآخرة الأنعام رقم / 32/ 40 تعقلون الأنعام رقم / 32/ 40 لا يكذبونك الأنعام رقم / 33/ 42 فتحا الأنعام رقم / 44/ 45 بالغداة الأنعام رقم / 52/ 47 أنه، فإنه الأنعام رقم / 54/ 48 ولتستبين سبيل الأنعام رقم / 55/ 49 يقص الأنعام رقم / 57/ 50 توفته الأنعام رقم / 61/ 51 ينجيكم الأنعام رقم / 63/ 52 ننجيك يونس رقم / 92/ 52 ننج يونس 103/ 52 لمنجوهم الحجر رقم / 59/ 52 لننجينه العنكبوت رقم / 32/ 52 منجوك العنكبوت رقم / 33/ 52 ينجى الزمر رقم / 61/ 52 تنجيكم الصف رقم / 10/ 52 أنجانا الأنعام رقم / 63/ 54 خفية الأنعام رقم / 63/ 56 ينسينك الأنعام رقم / 68/ 56 استهوته الأنعام رقم / 71/ 57 آزر الأنعام رقم / 74/ 59 أتحاجوني الأنعام رقم / 80/ 60 درجات الأنعام رقم / 83/ 61 واليسع الأنعام رقم / 86/ 63
تجعلونه قراطيس تبلونها وتخفون كثيرا الأنعام رقم / 91/ 64 ولتنذر الأنعام رقم / 92/ 66 بينكم الأنعام رقم / 94/ 66 وجعل الليل الأنعام رقم / 96/ 69 فمستقر الأنعام رقم / 98/ 70 ثمره الأنعام رقم / 99/ 71 وخرقوا الأنعام رقم / 100/ 74 درست الأنعام رقم / 105/ 76 عدوا الأنعام رقم / 108/ 78 أنها الأنعام رقم / 109/ 81 لا يؤمنون الأنعام رقم / 109/ 83 قبلا الأنعام رقم / 111/ 83 كلمت الأنعام رقم / 115/ 86 فصل، حرّم الأنعام رقم / 119/ 90 اضطررتم الأنعام رقم / 119/ 91 ليضلوا الأنعام رقم / 119/ 91 رسالته الأنعام رقم / 124/ 92 ضيقا الأنعام رقم / 125/ 92 حرجا الأنعام رقم 125/ 94 يصعد الأنعام رقم 125/ 96 يحشرهم الأنعام رقم / 128/ 99 يعملون الأنعام رقم / 132/ 101 مكانتكم الأنعام رقم / 135/ 102 مكانتهم يس رقم / 67/ 102 تكون الأنعام رقم / 135/ 103 بزعمهم الأنعام رقم / 136/ 105 وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم، الأنعام رقم / 137/ 106 يكن ميتة الأنعام رقم / 139/ 107 حصاده الأنعام رقم / 141/ 109 المعز الأنعام رقم / 143/ 110 يكون ميتة الأنعام رقم / 144/ 112 تذكرون الأنعام رقم / 152/ 113 وأنّ الأنعام رقم / 153/ 114 تأتيهم الأنعام رقم / 158/ 115
فرقوا الأنعام رقم / 159/ 116 عشر أمثالها الأنعام رقم / 160/ 116 دينا قيما الأنعام رقم / 161/ 117 سورة الأعراف / 118 تذكرون الأعراف رقم / 3/ 118 تخرجون الأعراف رقم / 25/ 119 تخرجون الروم رقم / 19/ 119 تخرجون الزخرف رقم / 11/ 119 لا يخرجون الجاثية رقم / 35/ 119 ولباس الأعراف رقم / 26/ 120 خالصة الأعراف رقم / 32/ 124 لا تعلمون الأعراف رقم / 38/ 126 لا تفتح الأنعام رقم / 40/ 127 وما كنّا الأعراف رقم / 43/ 128 نعم الأعراف رقم / 44/ 129 نعم الأعراف رقم 144/ 129 نعم الشعراء رقم 42/ 129 كعم الصافات رقم / 18/ 129 أن لعنة الأنعام رقم / 44/ 132 يغشى الأعراف / 54/ 134 يغشى الرعد رقم / 3/ 134 والشمس والقمر والنجوم مسخرات الأعراف رقم / 54/ 135 بشرا الأعراف رقم / 57/ 136 بشرا الفرقان رقم / 48/ 136 بشرا النمل رقم / 63/ 136 نكدا الأعراف رقم / 58/ 138 من إله غيره الأعراف رقم / 59/ 139 أبلغكم الأعراف رقم / 62/ 141 أبلغكم الأعراف رقم / 68/ 141 أبلغكم الأحقاف رقم 23/ 141 قال الملأ الأعراف رقم / 74/ 143 أو أمن الأعراف رقم / 98/ 144 على أن لا أقول الأعراف رقم / 105/ 145 ساحر الأعراف رقم 112/ 148
ساحر الأعراف رقم / 112/ 148 تلقف الأعراف رقم / 117/ 150 تلقف طه رقم / 69/ 150 تلقف الشعراء رقم / 45/ 151 سنقتل الأعراف رقم / 127/ 151 يعرشون الأعراف رقم / 137/ 152 يعرشون النحل رقم / 68/ 152 يعكفون الأعراف رقم / 138/ 154 أنجيناكم الأعراف رقم 141/ 155 يقتلون الأعراف رقم / 141/ 156 دكا الأعراف رقم / 143/ 158 برسالاتى الأعراف رقم / 144/ 160 الرشد الأعراف رقم / 146/ 161 حليهم الأعراف رقم / 148/ 162 يرحمنا ربنا ويغفر لنا الأعراف رقم / 149/ 163 أمّ الأعراف رقم / 150/ 164 أم طه رقم / 94/ 164 إصرهم الأعراف رقم / 157/ 165 نغفر. خطيئاتكم الأعراف رقم / 161/ 166 معذرة الأعراف رقم 164/ 168 بئيس الأعراف رقم / 165/ 170 يمسكون الأعراف رقم / 170/ 170 ذريتهم الأعراف رقم / 172/ 172 أن تقولوا الأعراف رقم / 172/ 173 أو تقولوا الأعراف رقم / 173/ 174 يلحدون الأعراف رقم / 180/ 174 يلحدون النحل رقم / 103/ 175 يلحدون فصلت رقم / 40/ 175 ويذرهم الأعراف رقم / 186/ 176 شركاء الأعراف رقم / 190/ 177 لا يتبعوكم الأعراف رقم / 193/ 179 يتبعهم الشعراء رقم / 224/ 179 يبطشون الأعراف رقم / 195/ 180 يبطش القصص رقم / 19/ 180
نبطش الدخان رقم 16/ 181 طائف الأعراف رقم / 201/ 181 يمدونهم الأعراف رقم / 202/ 183 سورة الأنفال / 184 مردفين الأنفال رقم / 9/ 184 يغشيكم النعاس الأنفال رقم / 11/ 185 موهن كيد الأنفال رقم / 18/ 188 وأن الله الأنفال رقم / 19/ 189 يعملون الأنفال رقم / 39/ 190 بالعدوة الأنفال رقم / 42/ 191 حيّ الأنفال رقم / 42/ 191 يتوفى الأنفال رقم / 50/ 193 ولا يحسبن الأنفال رقم / 59/ 193 إنهم الأنفال رقم / 59/ 195 يكن الأنفال رقم / 65/ 195 ضعفا الأنفال رقم / 66/ 196 يكن الأنفال رقم / 66/ 198 يكون الأنفال رقم / 67/ 198 أسرى الأنفال رقم / 67/ 199 الأسرى الأنفال رقم / 70/ 199 ولا يتهم الأنفال رقم / 72/ 200 سورة التوبة / 201 لا أيمان لهم التوبة رقم / 12/ 201 مساجد التوبة رقم / 17/ 202 وعشيرتكم التوبة رقم / 24/ 203 عزير التوبة رقم / 30/ 203 اثنا عشر التوبة رقم / 36/ 204 أحد عشر يوسف رقم / 4/ 205 تسعة عشر المدثر رقم / 30/ 205 يضل به التوبة رقم / 37/ 205 وكلمة الله التوبة رقم / 40/ 206 تقبل التوبة رقم / 54/ 207 مدّخلا التوبة رقم / 57/ 208 يلمزك التوبة رقم / 58/ 209
يلمزون التوبة رقم / 79/ 209 تلمزوا الحجرات رقم / 11/ 209 ورحمة التوبة رقم / 61/ 209 نعف، نعذب، طائفة التوبة رقم / 66/ 210 المعذّرون التوبة رقم / 90/ 211 السوء التوبة رقم / 98/ 212 السوء الفتح رقم / 6/ 212 قربة التوبة رقم / 99/ 213
والأنصار التوبة رقم / 100/ 213 تحتها التوبة رقم / 100/ 214 صلاتك التوبة رقم / 103/ 215 مرجون التوبة رقم / 106/ 216 والذين التوبة رقم / 107/ 217 أسس بنيانه التوبة رقم / 109/ 218 جرف التوبة رقم / 109/ 218 إلا أن التوبة رقم / 110/ 219 تقطع التوبة رقم / 110/ 220 يزيغ التوبة رقم / 117/ 221 يرون التوبة رقم / 126/ 222 سورة يونس عليه الصلاة والسلام / 223 إنه يونس رقم / 4/ 223 يفصل يونس رقم / 5/ 224 لقضى إليهم أجلهم يونس رقم / 11/ 224 ولا أدراكم به يونس رقم / 16/ 225 عما يشركون يونس رقم / 1918/ 225 عما يشركون النحل رقم / 1/ 225 عما يشركون النحل رقم / 3/ 225 عما يشركون الروم رقم / 40/ 225 ما تمكرون يونس رقم / 21/ 226 يسيركم يونس رقم / 22/ 227 متاع يونس رقم / 23/ 228 قطعا يونس رقم / 27/ 228 تبلوا يونس رقم / 30/ 230 لا يهدّى يونس رقم / 35/ 231
ولكن الناس يونس رقم / 44/ 232 فليفرحوا يونس رقم / 58/ 233 يجمعون يونس رقم / 58/ 234 يعزب يونس رقم / 61/ 235 ولا أصغر، ولا أكبر يونس رقم / 61/ 235 فأجمعوا يونس رقم / 71/ 237 وشركاءكم يونس رقم / 71/ 238 وتكون يونس رقم / 78/ 238 ولا تتبعان يونس رقم / 89/ 239 أنه يونس رقم / 90/ 240 ويجعل يونس رقم / 100/ 241 سورة هود 242 إنى لكم هود رقم / 25/ 242 فعمّيت هود رقم / 28/ 243 من كل زوجين اثنين هود رقم / 40/ 244 من كل زوجين اثنين المؤمنون رقم / 27/ 244 مجريها هود رقم / 41/ 245 يا بنىّ هود رقم 42/ 245 عمل غير هود رقم / 46/ 247 فلا تسألن هود رقم / 46/ 248 يومئذ هود رقم / 66/ 250 ثمود هود رقم / 68/ 251 قال سلام هود رقم / 69/ 253 قال سلام الذاريات رقم 25/ 253 يعقوب هود رقم / 71/ 254 فأسر هود رقم / 81/ 255 أن أسر طه رقم / 77/ 255 إلا امرأتك هود رقم / 81/ 256 أصلاتك هود رقم / 87/ 257 سعدوا هود رقم / 108/ 258 وإنّ كلا لما هود رقم / 111/ 259 وزلفا هود رقم / 114/ 260 بقية هود رقم / 116/ 261
سورة يوسف عليه الصلاة والسلام / 264 يا أبت يوسف رقم / 4/ 264 آيات يوسف رقم / 7/ 265 غيابات يوسف رقم / 10/ 266 يرتع ويلعب يوسف رقم / 12/ 267 يا بشرى يوسف رقم / 19/ 269 هيت يوسف رقم / 23/ 270 المخلصين يوسف رقم / 24/ 271 حاش لله يوسف رقم / 31/ 271 السجن يوسف رقم / 33/ 273 دأبا يوسف رقم / 47/ 274 يعصرون يوسف رقم / 49/ 275 حيث يشاء يوسف رقم / 56/ 275 لفتيانه يوسف رقم / 62/ 276 نكتل يوسف رقم / 63/ 277 حافظا يوسف رقم / 64/ 277 نرفع درجات من نشاء يوسف رقم / 76/ 278 نوحى إليهم يوسف رقم / 109/ 279 كذبوا يوسف رقم / 110/ 281 فنجّى يوسف رقم / 110/ 282 سورة الرعد / 284 وزرع ونخيل صنوان وغير الرعد رقم / 4/ 284 يسقى الرعد رقم / 4/ 285 ونفضل الرعد رقم / 4/ 285 تستوى الرعد رقم / 16/ 286 يوقدون الرعد رقم / 17/ 287 وصدّوا الرعد رقم / 32/ 288 وصدّ غافر رقم / 37/ 288 ويثبت الرعد رقم / 39/ 289 الكفار الرعد رقم / 42/ 289 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام / 291 الله الذى إبراهيم رقم / 2/ 291 سبلنا إبراهيم رقم / 12/ 291 خلق إبراهيم رقم / 19/ 292
بمصرخي إبراهيم رقم / 22/ 293 ليضلوا إبراهيم رقم / 30/ 296 ليضل الحج رقم / 9/ 296 أفئدة إبراهيم رقم / 37/ 298 لتزول إبراهيم رقم / 46/ 300 سورة الحجر / 302 ربما الحجر رقم / 2/ 302 ما ننزل الملائكة الحجر رقم / 8/ 306 سكرت الحجر رقم / 15/ 307 علىّ الحجر رقم / 41/ 310 عيون الحجر رقم / 45/ 310 العيون يس رقم / 34/ 310 عيونا القمر رقم / 12/ 311 وعيون ادخلوها الحجر رقم / 45/ 311 تبشرون الحجر رقم / 54/ 312 يقنط الحجر رقم / 56/ 313 يقنطون الروم رقم / 36/ 313 تقنطوا الزمر رقم / 53/ 313 قدّرنا الحجر رقم / 60/ 314 قدّرناها النمل رقم / 57/ 314 سورة النحل / 316 ينزل الملائكة النحل رقم / 2/ 316 بشق النحل رقم / 7/ 316 ينبت النحل رقم / 11/ 317 والشمس والقمر والنجوم مسخرات النحل رقم / 12/ 319 يدعون النحل رقم / 20/ 320 تشاقون النحل رقم / 27/ 320 تتوفاهم النحل رقم / 28/ 321 لا يهدى النحل رقم / 37/ 322 يروا النحل رقم / 48/ 323 يتفيؤا النحل رقم / 48/ 325 مفرطون النحل رقم / 62/ 325 نسقيكم النحل رقم / 66/ 327 يجحدون النحل رقم / 71/ 330
يروا النحل رقم / 79/ 331 ظعنكم النحل رقم / 80/ 332 ولنجزين النحل رقم / 96/ 332 فتنوا النحل رقم / 110/ 333 ضيق النحل رقم / 127/ 334 سورة الإسراء / 336 ألا تتخذوا الإسراء رقم / 2/ 336 ليسوءا الإسراء رقم / 7/ 336 ونخرج الإسراء رقم / 13/ 338 يلقاه الإسراء رقم 13/ 339 أمرنا الإسراء رقم / 16/ 340 يبلغن الإسراء رقم / 23/ 341 أفّ الإسراء رقم / 23/ 341 خطأ الإسراء رقم / 31/ 342 فلا يسرف الإسراء رقم / 33/ 343 بالقسطاس الإسراء رقم / 35/ 344 سيئه الإسراء رقم / 38/ 345 ليذكروا الإسراء رقم / 41/ 346 كما يقولون الإسراء رقم / 42/ 347 عما يقولون الإسراء رقم / 43/ 348 تسبح الإسراء رقم / 44/ 349 ورجلك الإسراء رقم / 64/ 349 أن يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم الإسراء رقم / 68/ 350 خلافك الإسراء رقم 76/ 351 ونأى الإسراء رقم / 83/ 352 تفجر الإسراء رقم / 90/ 353 كسفا الإسراء رقم / 92/ 354 قل الإسراء رقم / 93/ 356 لقد علمت الإسراء رقم / 102/ 357 سورة الكهف / 358 «عوجا قيما» / الكهف / رقم / 21/ 358 من لدنه الكهف رقم / 2/ 358 مرفقا الكهف رقم / 16/ 360 تزاور الكهف رقم / 17/ 361
ولملئت الكهف رقم / 18/ 362 بورقكم الكهف رقم / 19/ 363 ثلاث مائة الكهف رقم / 25/ 363 ولا يشرك الكهف رقم / 26/ 364 ثمر الكهف رقم / 34/ 365 ثمره الكهف رقم 42/ 365 منها الكهف رقم / 36/ 366 لكنّا الكهف رقم / 38/ 367 تكن الكهف رقم / 43/ 369 الولاية الكهف رقم / 44/ 369 الحق الكهف رقم / 44/ 370 عقبا الكهف رقم / 44/ 371 نسير الجبال / الكهف / رقم / 47/ 372 للملائكة اسجدوا الكهف رقم / 50/ 372 ما أشهدتهم الكهف رقم 51/ 373 وما كنت الكهف رقم / 51/ 374 يقول الكهف رقم / 52/ 375 لمهلكهم الكهف رقم / 59/ 376 مهلك النمل رقم / 49/ 376 وما أنسانيه الكهف رقم / 63/ 377 رشدا الكهف رقم 66/ 378 فلا تسألنى الكهف رقم / 70/ 380 لتفرق أهلها الكهف رقم / 71/ 381 زكيّة الكهف رقم / 74/ 382 نكرا الكهف رقم / 74/ 383 من لدنّى الكهف رقم / 76/ 384 لاتخذت الكهف رقم / 77/ 386 أن يبدلهما الكهف رقم / 81/ 387 أن يبدله التحريم رقم / 5/ 387 أن يبدلنا ن رقم 32/ 387 رحما الكهف رقم / 81/ 388 فأتبع الكهف رقم / 85/ 389 أتبع الكهف رقم / 89/ 389 أتبع الكهف(2/407)
الأنصار التوبة رقم / 100/ 213 تحتها التوبة رقم / 100/ 214 صلاتك التوبة رقم / 103/ 215 مرجون التوبة رقم / 106/ 216 والذين التوبة رقم / 107/ 217 أسس بنيانه التوبة رقم / 109/ 218 جرف التوبة رقم / 109/ 218 إلا أن التوبة رقم / 110/ 219 تقطع التوبة رقم / 110/ 220 يزيغ التوبة رقم / 117/ 221 يرون التوبة رقم / 126/ 222 سورة يونس عليه الصلاة والسلام / 223 إنه يونس رقم / 4/ 223 يفصل يونس رقم / 5/ 224 لقضى إليهم أجلهم يونس رقم / 11/ 224 ولا أدراكم به يونس رقم / 16/ 225 عما يشركون يونس رقم / 1918/ 225 عما يشركون النحل رقم / 1/ 225 عما يشركون النحل رقم / 3/ 225 عما يشركون الروم رقم / 40/ 225 ما تمكرون يونس رقم / 21/ 226 يسيركم يونس رقم / 22/ 227 متاع يونس رقم / 23/ 228 قطعا يونس رقم / 27/ 228 تبلوا يونس رقم / 30/ 230 لا يهدّى يونس رقم / 35/ 231
ولكن الناس يونس رقم / 44/ 232 فليفرحوا يونس رقم / 58/ 233 يجمعون يونس رقم / 58/ 234 يعزب يونس رقم / 61/ 235 ولا أصغر، ولا أكبر يونس رقم / 61/ 235 فأجمعوا يونس رقم / 71/ 237 وشركاءكم يونس رقم / 71/ 238 وتكون يونس رقم / 78/ 238 ولا تتبعان يونس رقم / 89/ 239 أنه يونس رقم / 90/ 240 ويجعل يونس رقم / 100/ 241 سورة هود 242 إنى لكم هود رقم / 25/ 242 فعمّيت هود رقم / 28/ 243 من كل زوجين اثنين هود رقم / 40/ 244 من كل زوجين اثنين المؤمنون رقم / 27/ 244 مجريها هود رقم / 41/ 245 يا بنىّ هود رقم 42/ 245 عمل غير هود رقم / 46/ 247 فلا تسألن هود رقم / 46/ 248 يومئذ هود رقم / 66/ 250 ثمود هود رقم / 68/ 251 قال سلام هود رقم / 69/ 253 قال سلام الذاريات رقم 25/ 253 يعقوب هود رقم / 71/ 254 فأسر هود رقم / 81/ 255 أن أسر طه رقم / 77/ 255 إلا امرأتك هود رقم / 81/ 256 أصلاتك هود رقم / 87/ 257 سعدوا هود رقم / 108/ 258 وإنّ كلا لما هود رقم / 111/ 259 وزلفا هود رقم / 114/ 260 بقية هود رقم / 116/ 261
سورة يوسف عليه الصلاة والسلام / 264 يا أبت يوسف رقم / 4/ 264 آيات يوسف رقم / 7/ 265 غيابات يوسف رقم / 10/ 266 يرتع ويلعب يوسف رقم / 12/ 267 يا بشرى يوسف رقم / 19/ 269 هيت يوسف رقم / 23/ 270 المخلصين يوسف رقم / 24/ 271 حاش لله يوسف رقم / 31/ 271 السجن يوسف رقم / 33/ 273 دأبا يوسف رقم / 47/ 274 يعصرون يوسف رقم / 49/ 275 حيث يشاء يوسف رقم / 56/ 275 لفتيانه يوسف رقم / 62/ 276 نكتل يوسف رقم / 63/ 277 حافظا يوسف رقم / 64/ 277 نرفع درجات من نشاء يوسف رقم / 76/ 278 نوحى إليهم يوسف رقم / 109/ 279 كذبوا يوسف رقم / 110/ 281 فنجّى يوسف رقم / 110/ 282 سورة الرعد / 284 وزرع ونخيل صنوان وغير الرعد رقم / 4/ 284 يسقى الرعد رقم / 4/ 285 ونفضل الرعد رقم / 4/ 285 تستوى الرعد رقم / 16/ 286 يوقدون الرعد رقم / 17/ 287 وصدّوا الرعد رقم / 32/ 288 وصدّ غافر رقم / 37/ 288 ويثبت الرعد رقم / 39/ 289 الكفار الرعد رقم / 42/ 289 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام / 291 الله الذى إبراهيم رقم / 2/ 291 سبلنا إبراهيم رقم / 12/ 291 خلق إبراهيم رقم / 19/ 292
بمصرخي إبراهيم رقم / 22/ 293 ليضلوا إبراهيم رقم / 30/ 296 ليضل الحج رقم / 9/ 296 أفئدة إبراهيم رقم / 37/ 298 لتزول إبراهيم رقم / 46/ 300 سورة الحجر / 302 ربما الحجر رقم / 2/ 302 ما ننزل الملائكة الحجر رقم / 8/ 306 سكرت الحجر رقم / 15/ 307 علىّ الحجر رقم / 41/ 310 عيون الحجر رقم / 45/ 310 العيون يس رقم / 34/ 310 عيونا القمر رقم / 12/ 311 وعيون ادخلوها الحجر رقم / 45/ 311 تبشرون الحجر رقم / 54/ 312 يقنط الحجر رقم / 56/ 313 يقنطون الروم رقم / 36/ 313 تقنطوا الزمر رقم / 53/ 313 قدّرنا الحجر رقم / 60/ 314 قدّرناها النمل رقم / 57/ 314 سورة النحل / 316 ينزل الملائكة النحل رقم / 2/ 316 بشق النحل رقم / 7/ 316 ينبت النحل رقم / 11/ 317 والشمس والقمر والنجوم مسخرات النحل رقم / 12/ 319 يدعون النحل رقم / 20/ 320 تشاقون النحل رقم / 27/ 320 تتوفاهم النحل رقم / 28/ 321 لا يهدى النحل رقم / 37/ 322 يروا النحل رقم / 48/ 323 يتفيؤا النحل رقم / 48/ 325 مفرطون النحل رقم / 62/ 325 نسقيكم النحل رقم / 66/ 327 يجحدون النحل رقم / 71/ 330
يروا النحل رقم / 79/ 331 ظعنكم النحل رقم / 80/ 332 ولنجزين النحل رقم / 96/ 332 فتنوا النحل رقم / 110/ 333 ضيق النحل رقم / 127/ 334 سورة الإسراء / 336 ألا تتخذوا الإسراء رقم / 2/ 336 ليسوءا الإسراء رقم / 7/ 336 ونخرج الإسراء رقم / 13/ 338 يلقاه الإسراء رقم 13/ 339 أمرنا الإسراء رقم / 16/ 340 يبلغن الإسراء رقم / 23/ 341 أفّ الإسراء رقم / 23/ 341 خطأ الإسراء رقم / 31/ 342 فلا يسرف الإسراء رقم / 33/ 343 بالقسطاس الإسراء رقم / 35/ 344 سيئه الإسراء رقم / 38/ 345 ليذكروا الإسراء رقم / 41/ 346 كما يقولون الإسراء رقم / 42/ 347 عما يقولون الإسراء رقم / 43/ 348 تسبح الإسراء رقم / 44/ 349 ورجلك الإسراء رقم / 64/ 349 أن يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم الإسراء رقم / 68/ 350 خلافك الإسراء رقم 76/ 351 ونأى الإسراء رقم / 83/ 352 تفجر الإسراء رقم / 90/ 353 كسفا الإسراء رقم / 92/ 354 قل الإسراء رقم / 93/ 356 لقد علمت الإسراء رقم / 102/ 357 سورة الكهف / 358 «عوجا قيما» / الكهف / رقم / 21/ 358 من لدنه الكهف رقم / 2/ 358 مرفقا الكهف رقم / 16/ 360 تزاور الكهف رقم / 17/ 361
ولملئت الكهف رقم / 18/ 362 بورقكم الكهف رقم / 19/ 363 ثلاث مائة الكهف رقم / 25/ 363 ولا يشرك الكهف رقم / 26/ 364 ثمر الكهف رقم / 34/ 365 ثمره الكهف رقم 42/ 365 منها الكهف رقم / 36/ 366 لكنّا الكهف رقم / 38/ 367 تكن الكهف رقم / 43/ 369 الولاية الكهف رقم / 44/ 369 الحق الكهف رقم / 44/ 370 عقبا الكهف رقم / 44/ 371 نسير الجبال / الكهف / رقم / 47/ 372 للملائكة اسجدوا الكهف رقم / 50/ 372 ما أشهدتهم الكهف رقم 51/ 373 وما كنت الكهف رقم / 51/ 374 يقول الكهف رقم / 52/ 375 لمهلكهم الكهف رقم / 59/ 376 مهلك النمل رقم / 49/ 376 وما أنسانيه الكهف رقم / 63/ 377 رشدا الكهف رقم 66/ 378 فلا تسألنى الكهف رقم / 70/ 380 لتفرق أهلها الكهف رقم / 71/ 381 زكيّة الكهف رقم / 74/ 382 نكرا الكهف رقم / 74/ 383 من لدنّى الكهف رقم / 76/ 384 لاتخذت الكهف رقم / 77/ 386 أن يبدلهما الكهف رقم / 81/ 387 أن يبدله التحريم رقم / 5/ 387 أن يبدلنا ن رقم 32/ 387 رحما الكهف رقم / 81/ 388 فأتبع الكهف رقم / 85/ 389 أتبع الكهف رقم / 89/ 389 أتبع الكهف(2/408)
الأنصار التوبة رقم / 100/ 213 تحتها التوبة رقم / 100/ 214 صلاتك التوبة رقم / 103/ 215 مرجون التوبة رقم / 106/ 216 والذين التوبة رقم / 107/ 217 أسس بنيانه التوبة رقم / 109/ 218 جرف التوبة رقم / 109/ 218 إلا أن التوبة رقم / 110/ 219 تقطع التوبة رقم / 110/ 220 يزيغ التوبة رقم / 117/ 221 يرون التوبة رقم / 126/ 222 سورة يونس عليه الصلاة والسلام / 223 إنه يونس رقم / 4/ 223 يفصل يونس رقم / 5/ 224 لقضى إليهم أجلهم يونس رقم / 11/ 224 ولا أدراكم به يونس رقم / 16/ 225 عما يشركون يونس رقم / 1918/ 225 عما يشركون النحل رقم / 1/ 225 عما يشركون النحل رقم / 3/ 225 عما يشركون الروم رقم / 40/ 225 ما تمكرون يونس رقم / 21/ 226 يسيركم يونس رقم / 22/ 227 متاع يونس رقم / 23/ 228 قطعا يونس رقم / 27/ 228 تبلوا يونس رقم / 30/ 230 لا يهدّى يونس رقم / 35/ 231
ولكن الناس يونس رقم / 44/ 232 فليفرحوا يونس رقم / 58/ 233 يجمعون يونس رقم / 58/ 234 يعزب يونس رقم / 61/ 235 ولا أصغر، ولا أكبر يونس رقم / 61/ 235 فأجمعوا يونس رقم / 71/ 237 وشركاءكم يونس رقم / 71/ 238 وتكون يونس رقم / 78/ 238 ولا تتبعان يونس رقم / 89/ 239 أنه يونس رقم / 90/ 240 ويجعل يونس رقم / 100/ 241 سورة هود 242 إنى لكم هود رقم / 25/ 242 فعمّيت هود رقم / 28/ 243 من كل زوجين اثنين هود رقم / 40/ 244 من كل زوجين اثنين المؤمنون رقم / 27/ 244 مجريها هود رقم / 41/ 245 يا بنىّ هود رقم 42/ 245 عمل غير هود رقم / 46/ 247 فلا تسألن هود رقم / 46/ 248 يومئذ هود رقم / 66/ 250 ثمود هود رقم / 68/ 251 قال سلام هود رقم / 69/ 253 قال سلام الذاريات رقم 25/ 253 يعقوب هود رقم / 71/ 254 فأسر هود رقم / 81/ 255 أن أسر طه رقم / 77/ 255 إلا امرأتك هود رقم / 81/ 256 أصلاتك هود رقم / 87/ 257 سعدوا هود رقم / 108/ 258 وإنّ كلا لما هود رقم / 111/ 259 وزلفا هود رقم / 114/ 260 بقية هود رقم / 116/ 261
سورة يوسف عليه الصلاة والسلام / 264 يا أبت يوسف رقم / 4/ 264 آيات يوسف رقم / 7/ 265 غيابات يوسف رقم / 10/ 266 يرتع ويلعب يوسف رقم / 12/ 267 يا بشرى يوسف رقم / 19/ 269 هيت يوسف رقم / 23/ 270 المخلصين يوسف رقم / 24/ 271 حاش لله يوسف رقم / 31/ 271 السجن يوسف رقم / 33/ 273 دأبا يوسف رقم / 47/ 274 يعصرون يوسف رقم / 49/ 275 حيث يشاء يوسف رقم / 56/ 275 لفتيانه يوسف رقم / 62/ 276 نكتل يوسف رقم / 63/ 277 حافظا يوسف رقم / 64/ 277 نرفع درجات من نشاء يوسف رقم / 76/ 278 نوحى إليهم يوسف رقم / 109/ 279 كذبوا يوسف رقم / 110/ 281 فنجّى يوسف رقم / 110/ 282 سورة الرعد / 284 وزرع ونخيل صنوان وغير الرعد رقم / 4/ 284 يسقى الرعد رقم / 4/ 285 ونفضل الرعد رقم / 4/ 285 تستوى الرعد رقم / 16/ 286 يوقدون الرعد رقم / 17/ 287 وصدّوا الرعد رقم / 32/ 288 وصدّ غافر رقم / 37/ 288 ويثبت الرعد رقم / 39/ 289 الكفار الرعد رقم / 42/ 289 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام / 291 الله الذى إبراهيم رقم / 2/ 291 سبلنا إبراهيم رقم / 12/ 291 خلق إبراهيم رقم / 19/ 292
بمصرخي إبراهيم رقم / 22/ 293 ليضلوا إبراهيم رقم / 30/ 296 ليضل الحج رقم / 9/ 296 أفئدة إبراهيم رقم / 37/ 298 لتزول إبراهيم رقم / 46/ 300 سورة الحجر / 302 ربما الحجر رقم / 2/ 302 ما ننزل الملائكة الحجر رقم / 8/ 306 سكرت الحجر رقم / 15/ 307 علىّ الحجر رقم / 41/ 310 عيون الحجر رقم / 45/ 310 العيون يس رقم / 34/ 310 عيونا القمر رقم / 12/ 311 وعيون ادخلوها الحجر رقم / 45/ 311 تبشرون الحجر رقم / 54/ 312 يقنط الحجر رقم / 56/ 313 يقنطون الروم رقم / 36/ 313 تقنطوا الزمر رقم / 53/ 313 قدّرنا الحجر رقم / 60/ 314 قدّرناها النمل رقم / 57/ 314 سورة النحل / 316 ينزل الملائكة النحل رقم / 2/ 316 بشق النحل رقم / 7/ 316 ينبت النحل رقم / 11/ 317 والشمس والقمر والنجوم مسخرات النحل رقم / 12/ 319 يدعون النحل رقم / 20/ 320 تشاقون النحل رقم / 27/ 320 تتوفاهم النحل رقم / 28/ 321 لا يهدى النحل رقم / 37/ 322 يروا النحل رقم / 48/ 323 يتفيؤا النحل رقم / 48/ 325 مفرطون النحل رقم / 62/ 325 نسقيكم النحل رقم / 66/ 327 يجحدون النحل رقم / 71/ 330
يروا النحل رقم / 79/ 331 ظعنكم النحل رقم / 80/ 332 ولنجزين النحل رقم / 96/ 332 فتنوا النحل رقم / 110/ 333 ضيق النحل رقم / 127/ 334 سورة الإسراء / 336 ألا تتخذوا الإسراء رقم / 2/ 336 ليسوءا الإسراء رقم / 7/ 336 ونخرج الإسراء رقم / 13/ 338 يلقاه الإسراء رقم 13/ 339 أمرنا الإسراء رقم / 16/ 340 يبلغن الإسراء رقم / 23/ 341 أفّ الإسراء رقم / 23/ 341 خطأ الإسراء رقم / 31/ 342 فلا يسرف الإسراء رقم / 33/ 343 بالقسطاس الإسراء رقم / 35/ 344 سيئه الإسراء رقم / 38/ 345 ليذكروا الإسراء رقم / 41/ 346 كما يقولون الإسراء رقم / 42/ 347 عما يقولون الإسراء رقم / 43/ 348 تسبح الإسراء رقم / 44/ 349 ورجلك الإسراء رقم / 64/ 349 أن يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم الإسراء رقم / 68/ 350 خلافك الإسراء رقم 76/ 351 ونأى الإسراء رقم / 83/ 352 تفجر الإسراء رقم / 90/ 353 كسفا الإسراء رقم / 92/ 354 قل الإسراء رقم / 93/ 356 لقد علمت الإسراء رقم / 102/ 357 سورة الكهف / 358 «عوجا قيما» / الكهف / رقم / 21/ 358 من لدنه الكهف رقم / 2/ 358 مرفقا الكهف رقم / 16/ 360 تزاور الكهف رقم / 17/ 361
ولملئت الكهف رقم / 18/ 362 بورقكم الكهف رقم / 19/ 363 ثلاث مائة الكهف رقم / 25/ 363 ولا يشرك الكهف رقم / 26/ 364 ثمر الكهف رقم / 34/ 365 ثمره الكهف رقم 42/ 365 منها الكهف رقم / 36/ 366 لكنّا الكهف رقم / 38/ 367 تكن الكهف رقم / 43/ 369 الولاية الكهف رقم / 44/ 369 الحق الكهف رقم / 44/ 370 عقبا الكهف رقم / 44/ 371 نسير الجبال / الكهف / رقم / 47/ 372 للملائكة اسجدوا الكهف رقم / 50/ 372 ما أشهدتهم الكهف رقم 51/ 373 وما كنت الكهف رقم / 51/ 374 يقول الكهف رقم / 52/ 375 لمهلكهم الكهف رقم / 59/ 376 مهلك النمل رقم / 49/ 376 وما أنسانيه الكهف رقم / 63/ 377 رشدا الكهف رقم 66/ 378 فلا تسألنى الكهف رقم / 70/ 380 لتفرق أهلها الكهف رقم / 71/ 381 زكيّة الكهف رقم / 74/ 382 نكرا الكهف رقم / 74/ 383 من لدنّى الكهف رقم / 76/ 384 لاتخذت الكهف رقم / 77/ 386 أن يبدلهما الكهف رقم / 81/ 387 أن يبدله التحريم رقم / 5/ 387 أن يبدلنا ن رقم 32/ 387 رحما الكهف رقم / 81/ 388 فأتبع الكهف رقم / 85/ 389 أتبع الكهف رقم / 89/ 389 أتبع الكهف(2/409)
الأنصار التوبة رقم / 100/ 213 تحتها التوبة رقم / 100/ 214 صلاتك التوبة رقم / 103/ 215 مرجون التوبة رقم / 106/ 216 والذين التوبة رقم / 107/ 217 أسس بنيانه التوبة رقم / 109/ 218 جرف التوبة رقم / 109/ 218 إلا أن التوبة رقم / 110/ 219 تقطع التوبة رقم / 110/ 220 يزيغ التوبة رقم / 117/ 221 يرون التوبة رقم / 126/ 222 سورة يونس عليه الصلاة والسلام / 223 إنه يونس رقم / 4/ 223 يفصل يونس رقم / 5/ 224 لقضى إليهم أجلهم يونس رقم / 11/ 224 ولا أدراكم به يونس رقم / 16/ 225 عما يشركون يونس رقم / 1918/ 225 عما يشركون النحل رقم / 1/ 225 عما يشركون النحل رقم / 3/ 225 عما يشركون الروم رقم / 40/ 225 ما تمكرون يونس رقم / 21/ 226 يسيركم يونس رقم / 22/ 227 متاع يونس رقم / 23/ 228 قطعا يونس رقم / 27/ 228 تبلوا يونس رقم / 30/ 230 لا يهدّى يونس رقم / 35/ 231
ولكن الناس يونس رقم / 44/ 232 فليفرحوا يونس رقم / 58/ 233 يجمعون يونس رقم / 58/ 234 يعزب يونس رقم / 61/ 235 ولا أصغر، ولا أكبر يونس رقم / 61/ 235 فأجمعوا يونس رقم / 71/ 237 وشركاءكم يونس رقم / 71/ 238 وتكون يونس رقم / 78/ 238 ولا تتبعان يونس رقم / 89/ 239 أنه يونس رقم / 90/ 240 ويجعل يونس رقم / 100/ 241 سورة هود 242 إنى لكم هود رقم / 25/ 242 فعمّيت هود رقم / 28/ 243 من كل زوجين اثنين هود رقم / 40/ 244 من كل زوجين اثنين المؤمنون رقم / 27/ 244 مجريها هود رقم / 41/ 245 يا بنىّ هود رقم 42/ 245 عمل غير هود رقم / 46/ 247 فلا تسألن هود رقم / 46/ 248 يومئذ هود رقم / 66/ 250 ثمود هود رقم / 68/ 251 قال سلام هود رقم / 69/ 253 قال سلام الذاريات رقم 25/ 253 يعقوب هود رقم / 71/ 254 فأسر هود رقم / 81/ 255 أن أسر طه رقم / 77/ 255 إلا امرأتك هود رقم / 81/ 256 أصلاتك هود رقم / 87/ 257 سعدوا هود رقم / 108/ 258 وإنّ كلا لما هود رقم / 111/ 259 وزلفا هود رقم / 114/ 260 بقية هود رقم / 116/ 261
سورة يوسف عليه الصلاة والسلام / 264 يا أبت يوسف رقم / 4/ 264 آيات يوسف رقم / 7/ 265 غيابات يوسف رقم / 10/ 266 يرتع ويلعب يوسف رقم / 12/ 267 يا بشرى يوسف رقم / 19/ 269 هيت يوسف رقم / 23/ 270 المخلصين يوسف رقم / 24/ 271 حاش لله يوسف رقم / 31/ 271 السجن يوسف رقم / 33/ 273 دأبا يوسف رقم / 47/ 274 يعصرون يوسف رقم / 49/ 275 حيث يشاء يوسف رقم / 56/ 275 لفتيانه يوسف رقم / 62/ 276 نكتل يوسف رقم / 63/ 277 حافظا يوسف رقم / 64/ 277 نرفع درجات من نشاء يوسف رقم / 76/ 278 نوحى إليهم يوسف رقم / 109/ 279 كذبوا يوسف رقم / 110/ 281 فنجّى يوسف رقم / 110/ 282 سورة الرعد / 284 وزرع ونخيل صنوان وغير الرعد رقم / 4/ 284 يسقى الرعد رقم / 4/ 285 ونفضل الرعد رقم / 4/ 285 تستوى الرعد رقم / 16/ 286 يوقدون الرعد رقم / 17/ 287 وصدّوا الرعد رقم / 32/ 288 وصدّ غافر رقم / 37/ 288 ويثبت الرعد رقم / 39/ 289 الكفار الرعد رقم / 42/ 289 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام / 291 الله الذى إبراهيم رقم / 2/ 291 سبلنا إبراهيم رقم / 12/ 291 خلق إبراهيم رقم / 19/ 292
بمصرخي إبراهيم رقم / 22/ 293 ليضلوا إبراهيم رقم / 30/ 296 ليضل الحج رقم / 9/ 296 أفئدة إبراهيم رقم / 37/ 298 لتزول إبراهيم رقم / 46/ 300 سورة الحجر / 302 ربما الحجر رقم / 2/ 302 ما ننزل الملائكة الحجر رقم / 8/ 306 سكرت الحجر رقم / 15/ 307 علىّ الحجر رقم / 41/ 310 عيون الحجر رقم / 45/ 310 العيون يس رقم / 34/ 310 عيونا القمر رقم / 12/ 311 وعيون ادخلوها الحجر رقم / 45/ 311 تبشرون الحجر رقم / 54/ 312 يقنط الحجر رقم / 56/ 313 يقنطون الروم رقم / 36/ 313 تقنطوا الزمر رقم / 53/ 313 قدّرنا الحجر رقم / 60/ 314 قدّرناها النمل رقم / 57/ 314 سورة النحل / 316 ينزل الملائكة النحل رقم / 2/ 316 بشق النحل رقم / 7/ 316 ينبت النحل رقم / 11/ 317 والشمس والقمر والنجوم مسخرات النحل رقم / 12/ 319 يدعون النحل رقم / 20/ 320 تشاقون النحل رقم / 27/ 320 تتوفاهم النحل رقم / 28/ 321 لا يهدى النحل رقم / 37/ 322 يروا النحل رقم / 48/ 323 يتفيؤا النحل رقم / 48/ 325 مفرطون النحل رقم / 62/ 325 نسقيكم النحل رقم / 66/ 327 يجحدون النحل رقم / 71/ 330
يروا النحل رقم / 79/ 331 ظعنكم النحل رقم / 80/ 332 ولنجزين النحل رقم / 96/ 332 فتنوا النحل رقم / 110/ 333 ضيق النحل رقم / 127/ 334 سورة الإسراء / 336 ألا تتخذوا الإسراء رقم / 2/ 336 ليسوءا الإسراء رقم / 7/ 336 ونخرج الإسراء رقم / 13/ 338 يلقاه الإسراء رقم 13/ 339 أمرنا الإسراء رقم / 16/ 340 يبلغن الإسراء رقم / 23/ 341 أفّ الإسراء رقم / 23/ 341 خطأ الإسراء رقم / 31/ 342 فلا يسرف الإسراء رقم / 33/ 343 بالقسطاس الإسراء رقم / 35/ 344 سيئه الإسراء رقم / 38/ 345 ليذكروا الإسراء رقم / 41/ 346 كما يقولون الإسراء رقم / 42/ 347 عما يقولون الإسراء رقم / 43/ 348 تسبح الإسراء رقم / 44/ 349 ورجلك الإسراء رقم / 64/ 349 أن يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم الإسراء رقم / 68/ 350 خلافك الإسراء رقم 76/ 351 ونأى الإسراء رقم / 83/ 352 تفجر الإسراء رقم / 90/ 353 كسفا الإسراء رقم / 92/ 354 قل الإسراء رقم / 93/ 356 لقد علمت الإسراء رقم / 102/ 357 سورة الكهف / 358 «عوجا قيما» / الكهف / رقم / 21/ 358 من لدنه الكهف رقم / 2/ 358 مرفقا الكهف رقم / 16/ 360 تزاور الكهف رقم / 17/ 361
ولملئت الكهف رقم / 18/ 362 بورقكم الكهف رقم / 19/ 363 ثلاث مائة الكهف رقم / 25/ 363 ولا يشرك الكهف رقم / 26/ 364 ثمر الكهف رقم / 34/ 365 ثمره الكهف رقم 42/ 365 منها الكهف رقم / 36/ 366 لكنّا الكهف رقم / 38/ 367 تكن الكهف رقم / 43/ 369 الولاية الكهف رقم / 44/ 369 الحق الكهف رقم / 44/ 370 عقبا الكهف رقم / 44/ 371 نسير الجبال / الكهف / رقم / 47/ 372 للملائكة اسجدوا الكهف رقم / 50/ 372 ما أشهدتهم الكهف رقم 51/ 373 وما كنت الكهف رقم / 51/ 374 يقول الكهف رقم / 52/ 375 لمهلكهم الكهف رقم / 59/ 376 مهلك النمل رقم / 49/ 376 وما أنسانيه الكهف رقم / 63/ 377 رشدا الكهف رقم 66/ 378 فلا تسألنى الكهف رقم / 70/ 380 لتفرق أهلها الكهف رقم / 71/ 381 زكيّة الكهف رقم / 74/ 382 نكرا الكهف رقم / 74/ 383 من لدنّى الكهف رقم / 76/ 384 لاتخذت الكهف رقم / 77/ 386 أن يبدلهما الكهف رقم / 81/ 387 أن يبدله التحريم رقم / 5/ 387 أن يبدلنا ن رقم 32/ 387 رحما الكهف رقم / 81/ 388 فأتبع الكهف رقم / 85/ 389 أتبع الكهف رقم / 89/ 389 أتبع الكهف(2/410)
الأنصار التوبة رقم / 100/ 213 تحتها التوبة رقم / 100/ 214 صلاتك التوبة رقم / 103/ 215 مرجون التوبة رقم / 106/ 216 والذين التوبة رقم / 107/ 217 أسس بنيانه التوبة رقم / 109/ 218 جرف التوبة رقم / 109/ 218 إلا أن التوبة رقم / 110/ 219 تقطع التوبة رقم / 110/ 220 يزيغ التوبة رقم / 117/ 221 يرون التوبة رقم / 126/ 222 سورة يونس عليه الصلاة والسلام / 223 إنه يونس رقم / 4/ 223 يفصل يونس رقم / 5/ 224 لقضى إليهم أجلهم يونس رقم / 11/ 224 ولا أدراكم به يونس رقم / 16/ 225 عما يشركون يونس رقم / 1918/ 225 عما يشركون النحل رقم / 1/ 225 عما يشركون النحل رقم / 3/ 225 عما يشركون الروم رقم / 40/ 225 ما تمكرون يونس رقم / 21/ 226 يسيركم يونس رقم / 22/ 227 متاع يونس رقم / 23/ 228 قطعا يونس رقم / 27/ 228 تبلوا يونس رقم / 30/ 230 لا يهدّى يونس رقم / 35/ 231
ولكن الناس يونس رقم / 44/ 232 فليفرحوا يونس رقم / 58/ 233 يجمعون يونس رقم / 58/ 234 يعزب يونس رقم / 61/ 235 ولا أصغر، ولا أكبر يونس رقم / 61/ 235 فأجمعوا يونس رقم / 71/ 237 وشركاءكم يونس رقم / 71/ 238 وتكون يونس رقم / 78/ 238 ولا تتبعان يونس رقم / 89/ 239 أنه يونس رقم / 90/ 240 ويجعل يونس رقم / 100/ 241 سورة هود 242 إنى لكم هود رقم / 25/ 242 فعمّيت هود رقم / 28/ 243 من كل زوجين اثنين هود رقم / 40/ 244 من كل زوجين اثنين المؤمنون رقم / 27/ 244 مجريها هود رقم / 41/ 245 يا بنىّ هود رقم 42/ 245 عمل غير هود رقم / 46/ 247 فلا تسألن هود رقم / 46/ 248 يومئذ هود رقم / 66/ 250 ثمود هود رقم / 68/ 251 قال سلام هود رقم / 69/ 253 قال سلام الذاريات رقم 25/ 253 يعقوب هود رقم / 71/ 254 فأسر هود رقم / 81/ 255 أن أسر طه رقم / 77/ 255 إلا امرأتك هود رقم / 81/ 256 أصلاتك هود رقم / 87/ 257 سعدوا هود رقم / 108/ 258 وإنّ كلا لما هود رقم / 111/ 259 وزلفا هود رقم / 114/ 260 بقية هود رقم / 116/ 261
سورة يوسف عليه الصلاة والسلام / 264 يا أبت يوسف رقم / 4/ 264 آيات يوسف رقم / 7/ 265 غيابات يوسف رقم / 10/ 266 يرتع ويلعب يوسف رقم / 12/ 267 يا بشرى يوسف رقم / 19/ 269 هيت يوسف رقم / 23/ 270 المخلصين يوسف رقم / 24/ 271 حاش لله يوسف رقم / 31/ 271 السجن يوسف رقم / 33/ 273 دأبا يوسف رقم / 47/ 274 يعصرون يوسف رقم / 49/ 275 حيث يشاء يوسف رقم / 56/ 275 لفتيانه يوسف رقم / 62/ 276 نكتل يوسف رقم / 63/ 277 حافظا يوسف رقم / 64/ 277 نرفع درجات من نشاء يوسف رقم / 76/ 278 نوحى إليهم يوسف رقم / 109/ 279 كذبوا يوسف رقم / 110/ 281 فنجّى يوسف رقم / 110/ 282 سورة الرعد / 284 وزرع ونخيل صنوان وغير الرعد رقم / 4/ 284 يسقى الرعد رقم / 4/ 285 ونفضل الرعد رقم / 4/ 285 تستوى الرعد رقم / 16/ 286 يوقدون الرعد رقم / 17/ 287 وصدّوا الرعد رقم / 32/ 288 وصدّ غافر رقم / 37/ 288 ويثبت الرعد رقم / 39/ 289 الكفار الرعد رقم / 42/ 289 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام / 291 الله الذى إبراهيم رقم / 2/ 291 سبلنا إبراهيم رقم / 12/ 291 خلق إبراهيم رقم / 19/ 292
بمصرخي إبراهيم رقم / 22/ 293 ليضلوا إبراهيم رقم / 30/ 296 ليضل الحج رقم / 9/ 296 أفئدة إبراهيم رقم / 37/ 298 لتزول إبراهيم رقم / 46/ 300 سورة الحجر / 302 ربما الحجر رقم / 2/ 302 ما ننزل الملائكة الحجر رقم / 8/ 306 سكرت الحجر رقم / 15/ 307 علىّ الحجر رقم / 41/ 310 عيون الحجر رقم / 45/ 310 العيون يس رقم / 34/ 310 عيونا القمر رقم / 12/ 311 وعيون ادخلوها الحجر رقم / 45/ 311 تبشرون الحجر رقم / 54/ 312 يقنط الحجر رقم / 56/ 313 يقنطون الروم رقم / 36/ 313 تقنطوا الزمر رقم / 53/ 313 قدّرنا الحجر رقم / 60/ 314 قدّرناها النمل رقم / 57/ 314 سورة النحل / 316 ينزل الملائكة النحل رقم / 2/ 316 بشق النحل رقم / 7/ 316 ينبت النحل رقم / 11/ 317 والشمس والقمر والنجوم مسخرات النحل رقم / 12/ 319 يدعون النحل رقم / 20/ 320 تشاقون النحل رقم / 27/ 320 تتوفاهم النحل رقم / 28/ 321 لا يهدى النحل رقم / 37/ 322 يروا النحل رقم / 48/ 323 يتفيؤا النحل رقم / 48/ 325 مفرطون النحل رقم / 62/ 325 نسقيكم النحل رقم / 66/ 327 يجحدون النحل رقم / 71/ 330
يروا النحل رقم / 79/ 331 ظعنكم النحل رقم / 80/ 332 ولنجزين النحل رقم / 96/ 332 فتنوا النحل رقم / 110/ 333 ضيق النحل رقم / 127/ 334 سورة الإسراء / 336 ألا تتخذوا الإسراء رقم / 2/ 336 ليسوءا الإسراء رقم / 7/ 336 ونخرج الإسراء رقم / 13/ 338 يلقاه الإسراء رقم 13/ 339 أمرنا الإسراء رقم / 16/ 340 يبلغن الإسراء رقم / 23/ 341 أفّ الإسراء رقم / 23/ 341 خطأ الإسراء رقم / 31/ 342 فلا يسرف الإسراء رقم / 33/ 343 بالقسطاس الإسراء رقم / 35/ 344 سيئه الإسراء رقم / 38/ 345 ليذكروا الإسراء رقم / 41/ 346 كما يقولون الإسراء رقم / 42/ 347 عما يقولون الإسراء رقم / 43/ 348 تسبح الإسراء رقم / 44/ 349 ورجلك الإسراء رقم / 64/ 349 أن يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم الإسراء رقم / 68/ 350 خلافك الإسراء رقم 76/ 351 ونأى الإسراء رقم / 83/ 352 تفجر الإسراء رقم / 90/ 353 كسفا الإسراء رقم / 92/ 354 قل الإسراء رقم / 93/ 356 لقد علمت الإسراء رقم / 102/ 357 سورة الكهف / 358 «عوجا قيما» / الكهف / رقم / 21/ 358 من لدنه الكهف رقم / 2/ 358 مرفقا الكهف رقم / 16/ 360 تزاور الكهف رقم / 17/ 361
ولملئت الكهف رقم / 18/ 362 بورقكم الكهف رقم / 19/ 363 ثلاث مائة الكهف رقم / 25/ 363 ولا يشرك الكهف رقم / 26/ 364 ثمر الكهف رقم / 34/ 365 ثمره الكهف رقم 42/ 365 منها الكهف رقم / 36/ 366 لكنّا الكهف رقم / 38/ 367 تكن الكهف رقم / 43/ 369 الولاية الكهف رقم / 44/ 369 الحق الكهف رقم / 44/ 370 عقبا الكهف رقم / 44/ 371 نسير الجبال / الكهف / رقم / 47/ 372 للملائكة اسجدوا الكهف رقم / 50/ 372 ما أشهدتهم الكهف رقم 51/ 373 وما كنت الكهف رقم / 51/ 374 يقول الكهف رقم / 52/ 375 لمهلكهم الكهف رقم / 59/ 376 مهلك النمل رقم / 49/ 376 وما أنسانيه الكهف رقم / 63/ 377 رشدا الكهف رقم 66/ 378 فلا تسألنى الكهف رقم / 70/ 380 لتفرق أهلها الكهف رقم / 71/ 381 زكيّة الكهف رقم / 74/ 382 نكرا الكهف رقم / 74/ 383 من لدنّى الكهف رقم / 76/ 384 لاتخذت الكهف رقم / 77/ 386 أن يبدلهما الكهف رقم / 81/ 387 أن يبدله التحريم رقم / 5/ 387 أن يبدلنا ن رقم 32/ 387 رحما الكهف رقم / 81/ 388 فأتبع الكهف رقم / 85/ 389 أتبع الكهف رقم / 89/ 389 أتبع الكهف(2/411)
الأنصار التوبة رقم / 100/ 213 تحتها التوبة رقم / 100/ 214 صلاتك التوبة رقم / 103/ 215 مرجون التوبة رقم / 106/ 216 والذين التوبة رقم / 107/ 217 أسس بنيانه التوبة رقم / 109/ 218 جرف التوبة رقم / 109/ 218 إلا أن التوبة رقم / 110/ 219 تقطع التوبة رقم / 110/ 220 يزيغ التوبة رقم / 117/ 221 يرون التوبة رقم / 126/ 222 سورة يونس عليه الصلاة والسلام / 223 إنه يونس رقم / 4/ 223 يفصل يونس رقم / 5/ 224 لقضى إليهم أجلهم يونس رقم / 11/ 224 ولا أدراكم به يونس رقم / 16/ 225 عما يشركون يونس رقم / 1918/ 225 عما يشركون النحل رقم / 1/ 225 عما يشركون النحل رقم / 3/ 225 عما يشركون الروم رقم / 40/ 225 ما تمكرون يونس رقم / 21/ 226 يسيركم يونس رقم / 22/ 227 متاع يونس رقم / 23/ 228 قطعا يونس رقم / 27/ 228 تبلوا يونس رقم / 30/ 230 لا يهدّى يونس رقم / 35/ 231
ولكن الناس يونس رقم / 44/ 232 فليفرحوا يونس رقم / 58/ 233 يجمعون يونس رقم / 58/ 234 يعزب يونس رقم / 61/ 235 ولا أصغر، ولا أكبر يونس رقم / 61/ 235 فأجمعوا يونس رقم / 71/ 237 وشركاءكم يونس رقم / 71/ 238 وتكون يونس رقم / 78/ 238 ولا تتبعان يونس رقم / 89/ 239 أنه يونس رقم / 90/ 240 ويجعل يونس رقم / 100/ 241 سورة هود 242 إنى لكم هود رقم / 25/ 242 فعمّيت هود رقم / 28/ 243 من كل زوجين اثنين هود رقم / 40/ 244 من كل زوجين اثنين المؤمنون رقم / 27/ 244 مجريها هود رقم / 41/ 245 يا بنىّ هود رقم 42/ 245 عمل غير هود رقم / 46/ 247 فلا تسألن هود رقم / 46/ 248 يومئذ هود رقم / 66/ 250 ثمود هود رقم / 68/ 251 قال سلام هود رقم / 69/ 253 قال سلام الذاريات رقم 25/ 253 يعقوب هود رقم / 71/ 254 فأسر هود رقم / 81/ 255 أن أسر طه رقم / 77/ 255 إلا امرأتك هود رقم / 81/ 256 أصلاتك هود رقم / 87/ 257 سعدوا هود رقم / 108/ 258 وإنّ كلا لما هود رقم / 111/ 259 وزلفا هود رقم / 114/ 260 بقية هود رقم / 116/ 261
سورة يوسف عليه الصلاة والسلام / 264 يا أبت يوسف رقم / 4/ 264 آيات يوسف رقم / 7/ 265 غيابات يوسف رقم / 10/ 266 يرتع ويلعب يوسف رقم / 12/ 267 يا بشرى يوسف رقم / 19/ 269 هيت يوسف رقم / 23/ 270 المخلصين يوسف رقم / 24/ 271 حاش لله يوسف رقم / 31/ 271 السجن يوسف رقم / 33/ 273 دأبا يوسف رقم / 47/ 274 يعصرون يوسف رقم / 49/ 275 حيث يشاء يوسف رقم / 56/ 275 لفتيانه يوسف رقم / 62/ 276 نكتل يوسف رقم / 63/ 277 حافظا يوسف رقم / 64/ 277 نرفع درجات من نشاء يوسف رقم / 76/ 278 نوحى إليهم يوسف رقم / 109/ 279 كذبوا يوسف رقم / 110/ 281 فنجّى يوسف رقم / 110/ 282 سورة الرعد / 284 وزرع ونخيل صنوان وغير الرعد رقم / 4/ 284 يسقى الرعد رقم / 4/ 285 ونفضل الرعد رقم / 4/ 285 تستوى الرعد رقم / 16/ 286 يوقدون الرعد رقم / 17/ 287 وصدّوا الرعد رقم / 32/ 288 وصدّ غافر رقم / 37/ 288 ويثبت الرعد رقم / 39/ 289 الكفار الرعد رقم / 42/ 289 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام / 291 الله الذى إبراهيم رقم / 2/ 291 سبلنا إبراهيم رقم / 12/ 291 خلق إبراهيم رقم / 19/ 292
بمصرخي إبراهيم رقم / 22/ 293 ليضلوا إبراهيم رقم / 30/ 296 ليضل الحج رقم / 9/ 296 أفئدة إبراهيم رقم / 37/ 298 لتزول إبراهيم رقم / 46/ 300 سورة الحجر / 302 ربما الحجر رقم / 2/ 302 ما ننزل الملائكة الحجر رقم / 8/ 306 سكرت الحجر رقم / 15/ 307 علىّ الحجر رقم / 41/ 310 عيون الحجر رقم / 45/ 310 العيون يس رقم / 34/ 310 عيونا القمر رقم / 12/ 311 وعيون ادخلوها الحجر رقم / 45/ 311 تبشرون الحجر رقم / 54/ 312 يقنط الحجر رقم / 56/ 313 يقنطون الروم رقم / 36/ 313 تقنطوا الزمر رقم / 53/ 313 قدّرنا الحجر رقم / 60/ 314 قدّرناها النمل رقم / 57/ 314 سورة النحل / 316 ينزل الملائكة النحل رقم / 2/ 316 بشق النحل رقم / 7/ 316 ينبت النحل رقم / 11/ 317 والشمس والقمر والنجوم مسخرات النحل رقم / 12/ 319 يدعون النحل رقم / 20/ 320 تشاقون النحل رقم / 27/ 320 تتوفاهم النحل رقم / 28/ 321 لا يهدى النحل رقم / 37/ 322 يروا النحل رقم / 48/ 323 يتفيؤا النحل رقم / 48/ 325 مفرطون النحل رقم / 62/ 325 نسقيكم النحل رقم / 66/ 327 يجحدون النحل رقم / 71/ 330
يروا النحل رقم / 79/ 331 ظعنكم النحل رقم / 80/ 332 ولنجزين النحل رقم / 96/ 332 فتنوا النحل رقم / 110/ 333 ضيق النحل رقم / 127/ 334 سورة الإسراء / 336 ألا تتخذوا الإسراء رقم / 2/ 336 ليسوءا الإسراء رقم / 7/ 336 ونخرج الإسراء رقم / 13/ 338 يلقاه الإسراء رقم 13/ 339 أمرنا الإسراء رقم / 16/ 340 يبلغن الإسراء رقم / 23/ 341 أفّ الإسراء رقم / 23/ 341 خطأ الإسراء رقم / 31/ 342 فلا يسرف الإسراء رقم / 33/ 343 بالقسطاس الإسراء رقم / 35/ 344 سيئه الإسراء رقم / 38/ 345 ليذكروا الإسراء رقم / 41/ 346 كما يقولون الإسراء رقم / 42/ 347 عما يقولون الإسراء رقم / 43/ 348 تسبح الإسراء رقم / 44/ 349 ورجلك الإسراء رقم / 64/ 349 أن يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم الإسراء رقم / 68/ 350 خلافك الإسراء رقم 76/ 351 ونأى الإسراء رقم / 83/ 352 تفجر الإسراء رقم / 90/ 353 كسفا الإسراء رقم / 92/ 354 قل الإسراء رقم / 93/ 356 لقد علمت الإسراء رقم / 102/ 357 سورة الكهف / 358 «عوجا قيما» / الكهف / رقم / 21/ 358 من لدنه الكهف رقم / 2/ 358 مرفقا الكهف رقم / 16/ 360 تزاور الكهف رقم / 17/ 361
ولملئت الكهف رقم / 18/ 362 بورقكم الكهف رقم / 19/ 363 ثلاث مائة الكهف رقم / 25/ 363 ولا يشرك الكهف رقم / 26/ 364 ثمر الكهف رقم / 34/ 365 ثمره الكهف رقم 42/ 365 منها الكهف رقم / 36/ 366 لكنّا الكهف رقم / 38/ 367 تكن الكهف رقم / 43/ 369 الولاية الكهف رقم / 44/ 369 الحق الكهف رقم / 44/ 370 عقبا الكهف رقم / 44/ 371 نسير الجبال / الكهف / رقم / 47/ 372 للملائكة اسجدوا الكهف رقم / 50/ 372 ما أشهدتهم الكهف رقم 51/ 373 وما كنت الكهف رقم / 51/ 374 يقول الكهف رقم / 52/ 375 لمهلكهم الكهف رقم / 59/ 376 مهلك النمل رقم / 49/ 376 وما أنسانيه الكهف رقم / 63/ 377 رشدا الكهف رقم 66/ 378 فلا تسألنى الكهف رقم / 70/ 380 لتفرق أهلها الكهف رقم / 71/ 381 زكيّة الكهف رقم / 74/ 382 نكرا الكهف رقم / 74/ 383 من لدنّى الكهف رقم / 76/ 384 لاتخذت الكهف رقم / 77/ 386 أن يبدلهما الكهف رقم / 81/ 387 أن يبدله التحريم رقم / 5/ 387 أن يبدلنا ن رقم 32/ 387 رحما الكهف رقم / 81/ 388 فأتبع الكهف رقم / 85/ 389 أتبع الكهف رقم / 89/ 389 أتبع الكهف
رقم / 92/ 389
حمئة الكهف رقم / 86/ 390 جزاء الحسنى الكهف رقم / 88/ 391 السدّين الكهف رقم / 92/ 392 سدّا الكهف رقم / 94/ 392 سدّا يس رقم / 9/ 392 يفقهون الكهف رقم / 93/ 394 خرجا الكهف رقم / 94/ 394 فخراج المؤمنون رقم / 72/ 394 ما مكنّى الكهف رقم 95/ 396 ردما ائتونى الكهف رقم / 95/ 396 الصدقين الكهف رقم / 96/ 397 فما اسطاعوا الكهف رقم / 97/ 397 دكاء الكهف رقم / 98/ 398 أن تنفد الكهف رقم / 109/ 399 تمّ ولله الحمد الجزء الثانى من كتاب المغنى ويليه الجزء الثالث وأوله سورة مريم عليها السلام(2/412)
رقم / 92/ 389
حمئة الكهف رقم / 86/ 390 جزاء الحسنى الكهف رقم / 88/ 391 السدّين الكهف رقم / 92/ 392 سدّا الكهف رقم / 94/ 392 سدّا يس رقم / 9/ 392 يفقهون الكهف رقم / 93/ 394 خرجا الكهف رقم / 94/ 394 فخراج المؤمنون رقم / 72/ 394 ما مكنّى الكهف رقم 95/ 396 ردما ائتونى الكهف رقم / 95/ 396 الصدقين الكهف رقم / 96/ 397 فما اسطاعوا الكهف رقم / 97/ 397 دكاء الكهف رقم / 98/ 398 أن تنفد الكهف رقم / 109/ 399 تمّ ولله الحمد الجزء الثانى من كتاب المغنى ويليه الجزء الثالث وأوله سورة مريم عليها السلام(2/413)
الجزء الثالث
بسم الله الرّحمن الرّحيم عن «أبى هريرة» رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف، فالمراء فى «القرآن» كفر ثلاث مرات فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم فردّوه إلى عالمه اه.(3/3)
بسم الله الرّحمن الرّحيم عن «أبى هريرة» رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف، فالمراء فى «القرآن» كفر ثلاث مرات فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم فردّوه إلى عالمه اه.
سورة مريم عليها السلام
* «يرثنى ويرث» من قوله تعالى: {يرثنى ويرث من آل يعقوب مريم / 6.
قرأ «أبو عمرو، والكسائى» «يرثنى ويرث» بجزم الفعلين، على أن الأول مجزوم فى جواب الدعاء، وهو قوله تعالى قبل:} {فهب لى من لدنك لقصد الجزاء، وجعل الكلام متصلا بعضه ببعض، وقدّر أن «الولى» بمعنى «الوارث» فتقديره: فهب لى من لدنك وليّا وارثا يرثنى، ويقوى الجزم أن «وليا» رأس آية مستغن عن أن يكون ما بعده صفة له، فحمله على الجواب دون الصفة.
والثانى وهو «ويرث» معطوف على «يرثنى».
وقرأ الباقون «يرثنى ويرث» بالرفع فيهما، على أن الأول صفة «لولى» لأن «زكريا» عليه السلام سأل الله تعالى وليّا وارثا علمه، ونبوته، فليس المعنى على الجواب، والثانى معطوف عليه، والمعنى: فهب لى من لدنك وليا وارثا لى ووارثا من آل يعقوب} [1].
تنبيه: «نبشرك» من قوله تعالى: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام رقم / 7 تقدم الكلام عليه فى أثناء الحديث على توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:} {فنادته الملائكة وهو قائم يصلّى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى
آل عمران / 39.
* «عتيّا» من قوله تعالى:} وقد بلغت من الكبر عتيا مريم / 8.
__________
(1) قال ابن الجزرى: واجزم يرث حزرد معا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 173.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 84.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 43.(3/5)
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، «عتيا» بكسر العين، على أن مفرده «عات» فجمع على «عتوى» على وزن «فعول» فأصل الحرف الثانى الضم، ثم كسر لمناسبة الياء التى بعده، والتى أصلها الواو لأن الياء الساكنة يناسبها كسر ما قبلها، فلما كسر الحرف الثانى كسر الحرف الأول تبعا له، ليعمل اللسان فيهما عملا واحدا.
وقرأ الباقون «عتيا» بضم العين، وحجة ذلك أن الحرف الثانى كسر لتصح الياء كما سبق بيانه، وترك الحرف الأول مضموما على أصله (1).
* «وقد خلقتك» من قوله تعالى: {قال ربك هو علىّ هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا مريم / 9.
قرأ «حمزة، والكسائى» «خلقناك» بنون مفتوحة، وألف بعدها على إسناد الفعل إلى ضمير العظمة، لمناسبة قوله تعالى قبل:} يا زكريا إنا نبشرك.
أو لأن العرب تخبر عن العظيم القدر بلفظ الجمع على إرادة التعظيم له ولا عظيم أعظم من الله تعالى.
__________
(1) قال ابن الجزرى: معا بكيا: بكسر ضمه رضى عتيا.
معه صليا وجثيا عن رضى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 173.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 8584.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 4.(3/6)
وقرأ الباقون «خلقتك» بالتاء المضمومة، على إسناد الفعل إلى ضمير المتكلم، لمناسبة قوله تعالى: {قال ربك هو على هين} [1].
* «لأهب» من قوله تعالى: {قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا مريم / 19.
قرأ «ورش، وأبو عمرو، ويعقوب، وقالون بخلف عنه» «ليهب» بالياء بعد اللام، على إسناد الفعل إلى ضمير «ربك» فى قوله تعالى:} {إنما أنا رسول ربك والإسناد على هذا حقيقى، لأن الواهب فى الحقيقة هو «الرب» عز وجل.
وقرأ الباقون «لأهب» بالهمزة، وهو الوجه الثانى «لقالون» وذلك على إسناد الفعل إلى ضمير المتكلم وهو «الملك» القائل:} {إنما أنا رسول ربك
والإسناد على هذا مجازى من إسناد الفعل إلى سببه المباشر لأنه هو الذى باشر النفخ.
والمعنى: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما بأمر ربك، فالهبة من الله تعالى على يد «جبريل» عليه السلام.
وقد حسن إسناد الهبة إلى الرسول، إذ قد علم أن المرسل هو الواهب، فالهبة لما جرت على يد الرسول أضيفت إليه لالتباسها به} [2].
تنبيه: «متّ» من قوله تعالى: قالت يا ليتنى متّ قبل هذا مريم / 23.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وقل خلقنا فى خلقت رح فضا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 174.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 85. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 4.
(2) قال ابن الجزرى: همز أهب باليا به خلف جلا حما.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 174.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 86. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 5.(3/7)
ومن قوله تعالى: {ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا مريم / 26.
تقدم الكلام على حكمهما فى أثناء الحديث عن القراءات وتوجيهها التى فى قوله تعالى:} {ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون آل عمران / 157.
* «نسيا» من قوله تعالى:} {قالت يا ليتنى متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا مريم / 23.
قرأ «حفص، وحمزة» «نسيا» بفتح النون.
وقرأ الباقون بكسر النون، والفتح، والكسر لغتان كالوتر، ومعنى:
«النسى»: الشيء الحقير الذى لا قيمة له، ولا يحتاج إليه} [1].
المعنى: لما حملت السيدة مريم بنبى الله «عيسى» عليهما السلام بقدرة الله تعالى وإرادته، وأحست بألم الوضع واشتد بها الوجع، ألجأها المخاض إلى جذع نخلة بالقرب من جدول ماء، ولما زاد عليها وجع الطلق، وتذكرت ما سيقوله الناس عنها، وما سيرمونها به، قالت: يا ليتنى مت قبل هذا الكرب الذى أعانيه، والفضيحة التى أتوقعها بولادتى مولودا من غير زوج، وعلى غير عادة، وكنت شيئا تافها منسيا لا يعبأ به أحد ولا يخطر ببال إنسان.
* «من تحتها» من قوله تعالى: فناداها من تحتها ألا تحزنى مريم / 24.
قرأ «نافع، وحفص، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وروح، وخلف العاشر» بكسر ميم «من» وجرّ تاء «تحتها» على أنّ «من» حرف جر،
__________
(1) قال ابن الجزرى: ونسيا فافتحن فوز علا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 175.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 86. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 6.(3/8)
وما بعدها مجرور، وفاعل ناداها ضمير يعود على «عيسى» عليه السلام المعلوم من المقام، أو الملك، والمراد به «جبريل» عليه السلام، والجار والمجرور متعلق بناداها، ومعنى كون «جبريل» تحتها أى فى مكان أسفل من مكانها، أى دونها، كما تقول: دارى تحت دارك، وبلدى تحت بلدك، أى: دونها، وعلى هذا معنى قوله تعالى: {قد جعل ربك تحتك سريا أى: دونك نهرا تستمتعين به، فليس المعنى إذا جعلنا الفاعل «جبريل» أنه تحت ثيابها، وكون الضمير «لعيسى» عليه السلام، أبين، وأعظم فى زوال وحشتها لتسكين نفسها.
فالمعنى: فكلمها «جبريل» من الجهة المحاذية لها، أو فكلمها «عيسى» من موضع ولادتها، وذلك تحت ثيابها.
وقرأ الباقون بفتح ميم «من» ونصب تاء «تحتها» على أن «من» اسم موصول فاعل «نادى» وتحت ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة.
والمراد بمن «عيسى» عليه السلام، أو الملك وهو «جبريل» عليه السلام فإذا كان «لعيسى» كان معنى «تحتها» تحت ثيابها، ومن موضع ولادته، وإذا كان «لجبريل» كان معنى «تحتها» دونها وأسفل منها} [1].
* «تساقط» من قوله تعالى: وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا مريم / 25.
قرأ «حفص» «تساقط» بضم التاء وتخفيف السين، وكسر القاف، على أنه مضارع «ساقط» والفاعل ضمير مستتر تقديره «هى» يعود على «النخلة» و «رطبا» مفعول به، و «جنيا» صفة.
__________
(1) قال ابن الجزرى: من تحتها اكسر جرّ صحب شذ مدا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 175.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 86. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 6.(3/9)
وقرأ «حمزة» «تساقط» بضم التاء وتخفيف السين، وفتح القاف، على أنه مضارع «تساقط» والأصل «تتساقط» فحذف منه إحدى التاءين تخفيفا، والفاعل ضمير مستتر يعود على النخلة، والمفعول مضمر تقديره: تساقط النخلة عليك ثمرها، ورطبا حال، و «جنيا» صفة.
وقرأ «يعقوب» «يسّاقط» بالياء التحتية مفتوحة، على التذكير، وتشديد السين، وفتح القاف، على أنه مضارع «تساقط» والأصل «يتساقط» فأدغمت التاء فى السين تخفيفا، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الجذع» والمفعول محذوف، والتقدير: يساقط الجذع عليك تمرا، و «رطبا» حال و «جنيا» صفة.
و «شعبة» له قراءتان: الأولى مثل قراءة «يعقوب».
والثانية: «تسّاقط» بفتح التاء، وتشديد السين، وفتح القاف، على أنه مضارع «تساقط» والأصل «تتساقط» فأدغمت التاء فى السين، والفاعل ضمير يعود على النخلة، و «رطبا» حال، وبهذه القراءة قرأ باقى القراء (1).
* «قول الحق» من قوله تعالى: ذلك عيسى ابن مريم قول الحق مريم / 34.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب» «قول» بنصب اللام، على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله، وعامله محذوف تقديره: أقول قول الحق، هذا إن أريد بالحق معنى الصدق، وإن أريد به اسم من أسماء الله تعالى فنصبه على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره: أمدح قول الحق، أى قول الله وكلمته الذى هو عيسى عليه السلام.
__________
(1) قال ابن الجزرى: خف تساقط فى علا ذكر صدا:: خلف ظبى وضم واكسر عد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 175.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 87.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 76.(3/10)
وقرأ الباقون «قول» برفع اللام، على أنه خبر بعد خبر، والحق يحتمل أن يكون معناه الصدق، أو اسم من أسمائه تعالى (1).
تنبيه: «فيكون» من قوله تعالى: {فإنما يقول له كن فيكون مريم / 35.
تقدم الكلام عليه فى أثناء الحديث على قوله تعالى:
} {فإنما يقول له كن فيكون البقرة / 117.
* «وإن الله ربى» من قوله تعالى:} {وإن الله ربى وربكم فاعبدوه مريم / 36.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائى، وروح، وخلف العاشر» «وإن» بكسر الهمزة، على الاستئناف، ويدل على الاستئناف أن الذى قبل «وإن» رأس آية وقد تم الكلام على ذلك، ثم وقع الاستئناف بعد تمام الكلام على رأس الآية.
ويجوز أن يكون كسر الهمزة عطفا على قوله تعالى قبل:} {قال إنى عبد الله والمعنى: قال إنى عبد الله الخ وإن الله ربى وربكم فاعبدوه.
وقرأ الباقون «وأن» بفتح الهمزة، على أنه مجرور بلام محذوفة، والجار والمجرور متعلق بالفعل بعده: «فاعبدوه» والمعنى: ولوحدانيته تعالى فى الربوبية اعبدوه وأطيعوه.
وقيل: إنه معطوف على «بالصلاة» والمعنى: وأوصانى بالصلاة، والزكاة، وبأن الله ربى وربكم، أى باعتقاد ذلك} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وفى قول انصب الرفع نهى ظل كفى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 176.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 88. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 7.
(2) قال ابن الجزرى: واكسر وأن الله شم كنزا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 177.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 89. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 8.(3/11)
تنبيهات: الأول: «يرجعون» من قوله تعالى: {إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون مريم / 40.
تقدم الكلام عليه أثناء الحديث على قوله تعالى:} {ثم إليه ترجعون البقرة رقم 28.
والثانى: «إبراهيم» رقم 41، 46، 58، تقدم الكلام عليه فى أثناء الحديث على قوله تعالى:} {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن البقرة / 124.
والثالث: «يا أبت» رقم 42، 43، 44، 45، تقدم الكلام عليه فى أثناء الحديث على قوله تعالى:} {يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا يوسف / 4.
* «مخلصا» من قوله تعالى:} {إنه كان مخلصا مريم / 51.
قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «مخلصا» بفتح اللام، على أنه اسم مفعول.
وقرأ الباقون «مخلصا» بكسر اللام، على أنه اسم فاعل} [1].
المعنى: اذكر يا محمد لأمتك قصة «موسى» عليه السلام، إذ أن الله تعالى قد أخلصه للعبادة، والنبوة، وكان رسول الله إلى فرعون وقومه بلغهم شريعته، وأمرهم بعبادة الله وحده.
* «بكيا» من قوله تعالى: خروا سجدا وبكيا مريم / 58.
قرأ «حمزة، والكسائى» «بكيا» بكسر الباء، على أن مفرده «باك» فجمع على «بكوى» على وزن «فعول» فأصل الحرف الثانى الضم، ثم كسر لمناسبة الياء التى بعده، والتى أصلها الواو، لأن الياء الساكنة يناسبها كسر ما قبلها،
__________
(1) قال ابن الجزرى: والمخلصين الكسر كم:: حق ومخلصا بكاف حق عم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 177.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 89. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 9.(3/12)
فلما كسر الحرف الثانى كسر الحرف الأول تبعا له ليعمل اللسان فيهما عملا واحدا.
وقرأ الباقون «بكيا» بضم الباء، وحجة ذلك أن الحرف الثانى كسر لمناسبة الياء كما سبق بيانه، وترك الحرف الأول مضموما على أصله (1).
* «يدخلون» من قوله تعالى: {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا مريم / 60 قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب» «يدخلون» بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل.
وقرأ الباقون «يدخلون» بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل، والواو فاعل} [2].
* «نورث» من قوله تعالى: {تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا مريم / 63.
قرأ «رويس» «نورّث» بفتح الواو، وتشديد الراء، مضارع «ورّث» مضعف العين.
وقرأ الباقون «نورث» بسكون الواو، وكسر الراء مخففة، مضارع «أورث» معدّا بالهمزة} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: بكيا بكسر ضمه رضى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 173.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 8584. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 9.
(2) قال ابن الجزرى: ويدخلون ضم يا::
وفتح ضم صف ثنا جبر شفى:: وكاف أولى الطول ثب حق صفى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 35. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 10.
(3) قال ابن الجزرى: وشد نورث غث.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 177. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 10.(3/13)
المعنى: تلك الجنة التى جمعت كل ألوان النعيم، وفيها ما تشتهى الأنفس تلذ الأعين، يبقيها الله متاعا طيبا، ورزقا حسنا، وميراثا مستحقا لمن اتصفوا التقوى من عباده المؤمنين (1).
* «يذكر» من قوله تعالى: {أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا مريم / 67.
قرأ «نافع، وابن عامر، وعاصم» «يذكر» بإسكان الذال، وضم الكاف على أنه مضارع «ذكر» من الذكر الذى يكون عقيب النسيان والغفلة.
وقرأ الباقون «يذّكّر» بتشديد الذال، والكاف، على أنه مضارع «تذكّر» صله «يتذكّر» فأبدلت التاء ذالا، وأدغمت فى الذال، والتذكر معناه:
تيقظ والمبالغة فى الانتباه من الغفلة} [2].
* «جثيا» من قوله تعالى: {ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا مريم / 68.
* «عتيا» من قوله تعالى:} {أيهم أشد على الرحمن عتيا مريم 69.
* «صليا» من قوله تعالى:} ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا مريم / 70.
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى» بكسر الجيم فى «جثيا» والعين فى «عتيا» الصاد فى «صليا»، وذلك أن هذه الأسماء جمع «جاث»، وعات، وصال» جمع على «فعول» فأصل الثانى منها الضم، لكن كسر لمناسبة الياء التى بعده التى أصلها واو فى «جثى، وعتى» لأن الياء الساكنة لا يكون قبلها ضمة،
__________
(1) قال ابن الجزرى: وشد نورث غث.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 177. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 10.
(2) قال ابن الجزرى: ليذكروا اضمم خففن معا شفا:: وبعد أن فتى ومريم نما إذ كم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 177.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 90. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 10.(3/14)
فلما كسر الثانى أتبع كسرته كسر الأول، فكسر للإتباع ليعمل اللسان فيه عملا واحدا.
وقرأ الباقون بضم الحروف الثلاثة، وذلك على ترك الحرف الأول مضموما على أصله (1).
تنبيه: «ننجّى» من قوله تعالى: {ثم ننجى الذين اتقوا مريم / 72.
تقدم حكمه فى أثناء الحديث عن «ينجيكم» من قوله تعالى:
} {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر الأنعام / 63.
* «مقاما» من قوله تعالى:} {أىّ الفريقين خير مقاما مريم / 73.
قرأ «ابن كثير» «مقاما» بضم الميم الأولى، على أنه مصدر ميمى، أو اسم مكان من «أقام» الرباعى، أى خير إقامة، أو مكان إقامة.
وقرأ الباقون «مقاما» بفتح الميم، على أنه مصدر ميمى، أو اسم مكان من «قام» الثلاثى، أى خير قياما، أو مكان قيام} [2].
المعنى: كان فقراء الصحابة فى خشونة عيش، ورثاثة ملبس، وكان الكفار فى سعة عيش، وفاخر ملبس، فقال كبيرهم وهو «النضر بن الحارث»: أى الفريقين له المنزل البهيج، والمسكن الأنيق، والمجلس الحسن؟ أنحن أم أنتم يا أتباع «محمد»؟ إن الله لا شك يحبنا أكثر منكم، لأنه أكرمنا، وأنعم علينا بطيبات الحياة الدنيا، وزينتها، إذا فنحن عند الله خير منكم،
__________
(1) قال ابن الجزرى: بكيا بكسر ضمه رضى عتيا:: معه صليا وجثيا عن رضى انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 173.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 8584. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 11.
(2) قال ابن الجزرى: مقاما اضمم هام زد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 178.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 91. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 11.(3/15)
فنزلت هذه الآية: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أى الفريقين خير مقاما وأحسن نديا.
* «ولدا» من قوله تعالى:} {وقال لأوتين مالا وولدا مريم / 77.
ومن قوله تعالى:} {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا مريم / 88.
ومن قوله تعالى:} {أن دعوا للرحمن ولدا مريم / 91.
ومن قوله تعالى:} {وما ينبغى للرحمان أن يتخذ ولدا مريم / 92.
* «ولد» من قوله تعالى:} {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين
الزخرف / 81.
قرأ «حمزة، والكسائى» المواضع الخمسة بضم الواو، وسكون اللام، جمع «ولد» نحو: «أسد، وأسد».
وقال الأخفش الأوسط: «الولد» بالفتح الابن، والابنة، و «الولد» بالضم الأهل وقرأ الباقون بفتح الواو واللام فى الألفاظ الخمسة، اسم مفرد قائم مقام الجمع. وقيل: هما لغتان بمعنى واحد، كالبخل، والبخل، والعرب، والعرب} [1].
* «تكاد» من قوله تعالى: {تكاد السموات يتفطرن منه مريم / 90.
ومن قوله تعالى:} تكاد السموات يتفطرن من فوقهن الشورى / 5.
قرأ «نافع، والكسائى» «يكاد» فى الموضعين بالياء على التذكير.
وقرأ الباقون «تكاد» فى الموضعين بالتاء على التأنيث، وجاز تذكير الفعل وتأنيثه
__________
(1) قال ابن الجزرى: ولدا مع الزخرف فاضمم أسكنا رضى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 178.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 93. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 12.(3/16)
لأن الفاعل مؤنث غير حقيقى (1).
المعنى: لقد بلغ الكفار حدّ البشاعة والفظاعة، فنسبوا الولد لله تعالى حيث قال اليهود: عزير بن الله، وقال النصارى: المسيح بن الله، وكل ذلك قول باطل، وكذب مفترى، ما كان لله من ولد، وما كان معه من إله، إن هذا الكلام فى غاية الهول والشناعة بحيث لو صورت شناعته، فى صورة محسوسة لم تحتمله السماوات والأرض فتنشق السماء، ويختل سير الأجرام، وتسقط الأرض مفتتة مهدمة، لأنهم نسبوا لله ما هو منزه عنه، وادعوا أن له ولدا، وما يليق بالرحمن أن يكون له ولد، لأن التوالد مستحيل على الله تعالى، لأنه {لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
* «يتفطرن» من قوله تعالى:} {تكاد السموت يتفطرن منه مريم / 90.
ومن قوله تعالى:} تكاد السموت يتفطرن من فوقهن الشورى / 5.
قرأ «نافع، وابن كثير، وحفص، والكسائى، أبو جعفر» «يتفطرن» فى الموضعين، بتاء فوقية مفتوحة بعد الياء مع فتح الطاء وتشديدها، على أنه مضارع «تفطّر» بمعنى تشقق، مطاوع «فطّره» بالتشديد: إذا شقه مرة بعد أخرى.
وقرأ «أبو عمرو، وشعبة، ويعقوب» «ينفطرن» فى الموضعين، بنون ساكنة بعد الياء مع كسر الطاء مخففة، على أنه مضارع «انفطر» بمعنى انشق مطاوع «فطره» بالتخفيف إذا شقه.
وقرأ «ابن عامر، وحمزة، وخلف العاشر» موضع «مريم» «ينفطرن» مثل قراءة
__________
(1) قال ابن الجزرى: يكاد فيهما أب رنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 178. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 93.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 12.(3/17)
«أبى عمرو»، ومن معه، وموضع «الشورى» «يتفطرن» مثل قراءة «نافع»، ومن معه (1).
* «لتبشر» من قوله تعالى: {لتبشر به المتقين مريم / 97.
قرأ «حمزة» «لتبشر» بفتح التاء، وإسكان الباء الموحدة، وضم الشين مع تخفيفها، من «البشر» وهو البشارة.
وقرأ الباقون «لتبشّر» بضم التاء، وفتح الباء وكسر الشين مع تشديدها، مضارع «بشّر» مضعف العين، والقراءتان لغتان بمعنى واحد وهو: الإخبار بأمر سارّ تتغير عنده بشرة الوجه، وتنبسط عادة.
والتخفيف لغة «تهامة» والتشديد لغة «أهل الحجاز»} [2].
تمت سورة مريم عليها السلام ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: وينفطرن يتفطرن علم حرم رقا.
الشورى شفا عن دون عم انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 178. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 93 والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 12.
(2) قال ابن الجزرى: يبشر اضمم شددن كسرا كالاسرى الكهف والعكس رضى.
وكاف أولى الحجر توبة فضا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 7. والكشف عن وجوه القراءات ج 1ص 343.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 12.(3/18)
سورة طه عليه السلام
* «إنى أنا» من قوله تعالى: {إنى أنا ربك فاخلع نعليك طه / 12.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر» بفتح همزة «أنّى» وذلك على إضمار حرف الجر، والتقدير: نودى بأنى أنا ربك.
وقرأ الباقون «بكسر الهمزة، على إضمار القول، أى فقيل إنى أنا ربك، أو على إجراء النداء مجرى القول، على مذهب الكوفيين} [1].
* «طوى» من قوله تعالى: {إنك بالواد المقدس طوى طه / 12.
ومن قوله تعالى:} {إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى النازعات / 16.
قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «طوى» فى الموضعين بتنوين الواو مصروفا، على أنه اسم للوادى، فأبدل منه فصرف.
وقرأ الباقون بعدم التنوين فى الموضعين، ممنوعا من الصرف، للعلمية والتأنيث، لأنه جعل اسما للبقعة وهى الوادى} [2].
* «وأنا اخترتك» من قوله تعالى: وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى طه / 13.
قرأ «حمزة» «وأنّا» بفتح الهمزة، وتشديد النون، على أنها «أنّ» المشددة وهى المؤكدة، و «نا» اسمها، و «اخترناك» بنون بعد الراء مفتوحة، وبعدها ضمير المتكلم المعظم نفسه، والجملة خبر «أنا».
وقرأ الباقون «وأنا» بفتح الهمزة، وتخفيف النون، على أنها ضمير منفصل مبتدأ
__________
(1) قال ابن الجزرى: إنى أنا افتح حبر ثبت.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 179. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 96.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 14.
(2) قال ابن الجزرى: طوى معا نونه كنزا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 180. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 96.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 14.(3/19)
و «اخترتك» بتاء مضمومة على أن الفعل مسند إلى ضمير المتكلم، والجملة خبر المبتدإ (1).
* «اشدد، وأشركه» من قوله تعالى: {اشدد به أزرى وأشركه فى أمرى
طه / 3231.
قرأ «ابن عامر، وابن وردان بخلف عنه» «أشدد» بهمزة قطع مفتوحة وصلا وبدءا، على أنه مضارع «شدّ» الثلاثى، والمضارع من غير الرباعى يفتح أوله، وهو مجزوم فى جواب الدعاء وهو قوله تعالى:} {واجعل لى وزيرا من أهلى وقرآ أيضا «وأشركه» بضم الهمزة، على أنه فعل مضارع من «أشرك» الرباعى، ومضارع الرباعى يضم أوله، وهو مجزوم لأنه معطوف على «اشدد».
وقرأ الباقون «اشدد» بهمزة وصل تحذف فى الدرج وتثبت فى الابتداء مضمومة على أنه فعل أمر بمعنى الدعاء من «شدّ» الثلاثى، والأمر من الثلاثى مضموم العين، تضم همزته وصلا تبعا لضم ثالث الفعل، وهو الوجه الثانى «لابن وردان».
وقرءوا «وأشركه» بفتح الهمزة على أنه فعل أمر بمعنى الدعاء من «أشرك» الرباعى، والأمر من الرباعى يفتح أوله، وهو معطوف على «أشدد» وهو الوجه الثانى «لابن وردان» والمعنى: سأل نبى الله موسى عليه السلام ربه أن يشد أزره بأخيه «هارون» وأن يشركه معه فى النبوة وتبليغ الرسالة} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: وأنا شدد وفى اخترت قل اخترنا فنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 180. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 97.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 14.
(2) قال ابن الجزرى: فتح ضم اشدد مع القطع وأشركه يضم:: كم خاف خلفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 180. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 97.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 15.(3/20)
* «ولتصنع» من قوله تعالى: {ولتصنع على عينى طه 39.
قرأ «أبو جعفر» «ولتصنع» بسكون اللام، وجزم العين، على أن اللام للأمر والفعل مجزوم بها، وحينئذ يجب إدغام عين «ولتصنع» فى عين «على» لأن أول المثلين ساكن والثانى متحرك.
وقرأ الباقون «ولتصنع» بكسر اللام، ونصب العين، على أن اللام لام كى، والفعل منصوب بأن مضمرة. ومعنى «ولتصنع» على عينى» أى لتربى يا موسى على رعايتى وحفظى لك»} [1].
* «مهدا» من قوله تعالى: {الذى جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا طه / 53.
ومن قوله تعالى:} {الذى جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا
الزخرف / 10.
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» «مهادا» فى السورتين بكسر الميم، وفتح الهاء، وإثبات ألف بعدها.
وقرأ الباقون «مهدا» بفتح الميم، وإسكان الهاء، وحذف الألف} [2].
وهما مصدران، يقال: «مهدته مهدا ومهادا» وقيل: «المهاد جمع مهد» مثل: «كعاب، جمع كعب» والمهد، والمهاد اسم لما يمهد، كالفرش، والفراش اسم لما يفرش.
قال الراغب: «المهد ما يهيأ للصبى، قال تعالى: {كيف نكلم من كان فى المهد صبيا} [3].
__________
(1) قال ابن الجزرى: ولتصنع سكنا:: كسرا ونصبا ثق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 181. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 16.
(2) قال ابن الجزرى: مهادا كونا:: سما كز خرف بمهدا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 2ص 181. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 16، 216 والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 97.
(3) سورة مريم / 29.(3/21)
والمهد والمهاد: المكان الممهد الموطأ، قال تعالى {الذى جعل لكم الأرض مهدا ومهادا اه} [1].
وقال ابن كثير: {الذى جعل لكم الأرض مهدا أى قرارا تستقرون عليها وتقومون وتنامون عليها، وتسافرون على ظهرها» اه} [2].
تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة «مهادا» من قوله تعالى: {ألم نجعل الأرض مهادا النبأ / 6. بكسر الميم، وفتح الهاء، وإثبات ألف بعدها.
فإن قيل: لماذا لم يرد فيها «مهدا» بفتح الميم، وإسكان الهاء، وحذف الألف، كما ورد فى موضعى: طه، والزخرف؟
أقول: لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التلقى ولا مجال للرأى فيها.
* «لا نخلفه» من قوله تعالى:} {لا نخلفه نحن ولا أنت طه / 58.
قرأ «أبو جعفر» «لا نخلفه» بإسكان الفاء، ويلزم منه حذف صلة الهاء، وذلك على أنه مضارع مجزوم فى جواب الأمر قبله وهو قوله تعالى:} {فاجعل بيننا وبينك موعدا.
وقرأ الباقون «لا نخلفه» برفع الفاء مع صلة هاء الضمير، على أنه مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم. والجملة فى محل نصب صفة «لموعدا»} [3].
* «سوى» من قوله تعالى: لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى طه / 58
__________
(1) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 476
(2) انظر: تفسير ابن كثير ج 2ص 483.
(3) قال ابن الجزرى: واجزم نخلفه ثب.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 182. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 19.(3/22)
قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» «سوى» بضم السين.
وقرأ الباقون «سوى» بكسر السين، والضم، والكسر لغتان مثل «طوى» بضم الطاء، وكسرها، و «سوى» نعت «لمكانا» ومعناه: مكانا نصفا فيما بين الفريقين، أى وسطا تستوى إليه مسافة الجائى من الطرفين، و «فعل» بكسر الفاء، وفتح العين: قليل فى الصفات، نحو: «عدى» و «فعل» بضم الفاء، وفتح العين، كثير فى الصفات نحو: «لبد، وحطم» (1).
المعنى: لما أفحم نبى الله موسى عليه السلام «فرعون» بالحجة والبرهان، خشى «فرعون» أن يتبع الناس سيدنا موسى ويؤمنوا به، فقال له «فرعون»:
أجئتنا يا موسى لتخرجنا من أرضنا، وتستولى عليها بسحرك، فلنأتينك بسحر مثله، وحينئذ سيظهر كذبك، وأنك لست برسول كما تدّعى، فاجعل بيننا موعدا يحضره القوم، وليشهدوا المباراة التى ستقوم بينك وبين السحرة، لواثقون من قوة سحرتنا، ولذلك فلن نخلف هذا الموعد كما ينبغى عليك ألا نخلفه لأنك أنت الذى ستضربه وتختار مكانه وزمانه.
«فيسحتكم» من قوله تعالى: قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله فيسحتكم بعذاب طه / 61.
__________
(1) قال ابن الجزرى: سوى بكسره اضمم:: نل كم فتى ظن.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 182. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 98.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 19.(3/23)
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، ورويس، وخلف العاشر» «فسيسحتكم» بضم الياء، وكسر الحاء، وهى لغة كل من «نجد، وتميم» (1).
وقرأ الباقون «فيسحتكم» بفتح الياء، والحاء، وهى لغة «الحجازيين» (2).
ونحن إذا ما نظرنا إلى هاتين القراءتين وجدناهما ترجعان إلى أصل الاشتقاق، حيث إن القراءة الأولى مضارع «أسحته» من الثلاثى المزيد بالهمزة.
والقراءة الثانية مضارع «سحته» من الثلاثى المجرد، يقال: سحته، وأسحته بمعنى سحقته، أهلكته.
* «إن هذان» من قوله تعالى: قالوا إن هذان لساحران طه / 63.
قرأ «حفص» «إن» بتخفيف النون، و «هذان» بالألف بعدها نون خفيفة، على أنّ «إن» مخففة من الثقيلة مهملة، و «هذان» مبتدأ و «لساحران» الخبر، واللام هى الفارقة بين «إن» المخففة والنافية.
وقرأ «ابن كثير» مثل قراءة «حفص» إلا أنه شدد النون من «هذان» وذلك للتعويض عن ألف المفرد التى حذفت فى التثنية.
وقرأ «أبو عمرو» «إنّ» بتشديد النون، و «هذين» بالياء، على أنّ «إنّ» هى المؤكدة العاملة، و «هذين» اسمها، واللام للتأكيد، و «ساحران» خبرها وقرأ الباقون وهم: «نافع، وابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر» «إنّ» بتشديد النون، و «هذان» بالألف على أنّ «إن» هى الناصبة أيضا، و «هذان» اسمها، جاء على لغة
__________
(1) قال ابن الجزرى: وضم واكسرا:: يسحت صحب غاب.
(2) انظر النشر فى القراءات العشر ج 3ص 182.
(2) والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 20.(3/24)
لبنى الحارث بن كعب، يلزمون المثنى الألف فى كل حال.
قال الشاعر هوير الحارثى:
تزوّد منّا بين أذناه طعنة:: دعته إلى هابى التراب عقيم فأتى بالألف فى موضع الخفض، وحكى الكسائى عن بعض العرب: من يشترى منى خفان (1).
* «فأجمعوا» من قوله تعالى: {فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا طه / 64.
قرأ «أبو عمرو» «فاجمعوا» بهمزة وصل بعد الفاء، وفتح الميم على أنه فعل أمر من «جمع» الثلاثى ضدّ «فرق» بمعنى الضم، ويلزم منه الإحكام.
وقرأ الباقون «فأجمعوا» بهمزة قطع مفتوحة مع كسر الميم، على أنه فعل أمر من «أجمع» الرباعى.
واعلم أن «جمع» الثلاثى يتعدى للحسى والمعنوى، تقول: جمعت القوم، وجمعت أمرى. وأن «أجمع» الرباعى لا يتعدى إلا للمعنوى، تقول:
أجمعت أمرى، ولا تقول أجمعت القوم} [2].
* «يخيل» من قوله تعالى: يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى طه / 66.
قرأ «ابن ذكوان، وروح» «تخيل» بتاء التأنيث، على أن الفعل
__________
(1) قال ابن الجزرى: إن خفف درا علما وهذين بهذان حلا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 182. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 99.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 20.
(2) قال ابن الجزرى: فاجمعوا صل وافتح الميم حلا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 183. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 100.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 20.(3/25)
مبنى للمجهول مسند إلى ضمير يعود على «العصى والحبال» وهى مؤنثة، والمصدر المنسبك من «أنها تسعى» بدل اشتمال من ذلك الضمير.
وقرأ الباقون «يخيل» بياء التذكير، لأن التأنيث فى العصى والحبال غير حقيقى، والمصدر المنسبك من «أنها تسعى» بدل اشتمال من ذلك الضمير.
ويجوز أن يكون الفعل مسندا إلى المصدر المنسبك من «أنها تسعى» وهو مذكر، والتقدير: يخيل إليه سعيها (1).
* «تلقف» من قوله تعالى: {وألق ما فى يمينك تلقف ما صنعوا طه / 69.
قرأ «ابن ذكوان» «تلقف» بفتح اللام، وتشديد القاف، ورفع الفاء على أنه مضارع من «تلقف يتلقف» والرفع على الاستئناف أى فإنها تلقف، أى تبتلع.
وقرأ «حفص» «تلقف» بإسكان اللام، وتخفيف القاف، وجزم الفاء فى جواب الأمر وهو قوله تعالى:} {وألق ما فى يمينك.
وقرأ الباقون «تلقف» بفتح اللام، وتشديد القاف، وجزم الفاء، على أنه مضارع وجزم فى جواب الأمر} [2].
* «ساحر» من قوله تعالى: إنما صنعوا كيد ساحر طه / 69.
__________
(1) قال ابن الجزرى: يخيل التأنيث من شم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 183. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 21.
ومشكل إعراب القرآن ج 2ص 71. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 101.
(2) قال ابن الجزرى: وارفع جزم تلقف لابن ذكوان وعى.
وقال: وخففا تلقف كلا عد.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 183. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 101.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 21.(3/26)
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «سحر» بكسر السين، وإسكان الحاء، وحذف الألف، على أنه مصدر بمعنى اسم الفاعل، أو على تقدير مضاف، أى كيد ذى سحر، أضيف الكيد إلى فاعل السحر، ولا يضاف إلى «السحر».
وقرأ الباقون «ساحر» بفتح السين، وإثبات الألف، وكسر الحاء، على أنه اسم فاعل، أضيف إليه «كيد» وهو من إضافة المصدر لفاعله (1).
* «لا تخاف» من قوله تعالى: {لا تخاف دركا ولا تخشى طه / 77.
قرأ «حمزة» «لا تخف» بحذف الألف، وجزم الفاء، على أنه مجزوم فى جواب الأمر وهو قوله تعالى قبل:} {أن أسر بعبادى أو} {فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا.
ويجوز أن تكون «لا» ناهية، والفعل مجزوم بها، والجملة حينئذ مستأنفة.
وقرأ الباقون «لا تخاف» بإثبات الألف، ورفع الفاء على أن الجملة مستأنفة، أو حال من فاعل «اضرب» أى: فاضرب لهم طريقا فى البحر حالة كونك غير خائف} [2].
* «أنجيناكم وواعدناكم ما رزقناكم» من قوله تعالى: يا بنى إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم طه / 8180.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وساحر سحر شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 184. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 102.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 21.
(2) قال ابن الجزرى: ولا تخف جزما فشا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 184. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 102.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 23.(3/27)
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «أنجيتكم وواعدتكم ما رزقتكم» بتاء المتكلم من غير ألف فى الأفعال الثلاثة، وذلك على لفظ الواحد المخبر عن نفسه، ولمناسبة قوله تعالى بعد: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى فلما أتى ذلك على الإخبار عن الواحد، جرى ما قبله على ذلك ليتسق الكلام على نظام واحد.
وقرأ الباقون «أنجيناكم وواعدناكم ما رزقناكم» بنون العظمة فى الثلاثة، لمناسبة قوله تعالى قبل:} {ولقد أوحينا إلى موسى وفيه معنى التعظيم للمخبر عن نفسه} [1].
وقرأ «أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» ووعدناكم» بحذف الألف التى بعد الواو، والباقون بإثباتها (2).
* «فيحل، ومن يحلل» من قوله تعالى: {فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى طه / 81.
قرأ «الكسائى» بضم الحاء من «فيحل» واللام من «يحلل» على أنهما مضارعان من «حل يحل» بالضم: إذا نزل بالمكان، ومنه قوله تعالى:} {أو تحل قريبا من دارهم} [3].
والمعنى: فينزل عليكم غضبى ومن ينزل عليه غضبى فقد هوى، وهو خطاب لبنى إسرائيل.
__________
(1) قال ابن الجزرى: وساحر سحر شفا:: أنجيتكم واعدتكم لهم كذا رزقتكم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 184. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 103.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 23.
(2) قال ابن الجزرى: واعدنا اقصرا:: مع طه الاعراف حلا ظلم ثرا.
(3) سورة الرعد / 31.(3/28)
وقرأ الباقون بكسر الحاء من «فيحل» واللام من «يحلل» على أنهما مضارعان من حل عليه الدين يحل بكسر الحاء أى وجب قضاؤه، ومنه قوله تعالى: {ويحل عليه عذاب مقيم} [1].
والمعنى: فيجب عليكم غضبى ومن يجب عليه غضبى فقد هوى (2).
* «أثرى» من قوله تعالى: {قال هم أولاء على أثرى طه / 84.
قرأ «رويس» «إثرى» بكسر الهمزة، وسكون الثاء وقرأ الباقون «أثرى» بفتح الهمزة، والثاء} [3].
وهما لغتان بمعنى بعدى، يقال: جاء على أثره بمعنى جاء بعده ولم يتخلف عنه طويلا.
قال الراغب: «أثر الشيء حصول ما يدلّ على وجوده، يقال: «أثر، وأثّر» والجمع «آثار»، ومن هذا يقال للطريق المستدلّ به على من تقدم آثار، نحو قوله تعالى: {فهم على آثارهم يهرعون وقوله:} {هم أولاء على أثرى اه} [4].
* «بملكنا» من قوله تعالى: قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا طه / 87.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «بملكنا» بضم الميم.
وقرأ «نافع، وعاصم، وأبو جعفر» بفتح الجيم.
__________
(1) سورة هود / 39.
(2) قال ابن الجزرى: وضم كسر يحل مع يحلل رنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 185. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 103.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 24.
(3) قال ابن الجزرى: وأثرى فاكسر وسكن غث.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 186. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 25.
واتحاف فضلاء البشر ص 306.
(4) انظر: المفردات فى غريب القرآن ص 9.(3/29)
وقرأ الباقون بكسر الميم (1).
وكلها لغات فى مصدر «ملك يملك» والمعنى: ما أخلفنا العهد الذى بيننا بطاقتنا، وإرادتنا، واختيارنا، بل كنا مكرهين (2).
* «حملنا» من قوله تعالى: {ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم طه / 87 قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ورويس» «حمّلنا» بضم الحاء، وكسر الميم مشددة، على أنه فعل ماض مبنيا للمجهول من «حمّل» مضعف العين، متعد لاثنين: الأول «نا» وهى نائب الفاعل، والثانى: «أوزارا».
وقرأ الباقون «حملنا» بفتح الحاء، والميم مخففة، على أنه فعل ماض ثلاثى مجرد مبنى للمعلوم متعد لواحد، وهو «أوزارا» و «نا» فاعل} [3].
* «يبصروا به» من قوله تعالى: قال بصرت بما لم يبصروا به طه / 96.
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تبصروا» بتاء الخطاب، والمخاطب نبى الله موسى عليه السلام، وقومه.
__________
(1) قال ابن الجزرى: بملكنا ضم شفا وافتح إلى نص ثنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 186. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 25.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 104. واتحاف فضلاء البشر ص 306.
(2) صفوة التفاسير للصابونى ج 2ص 244.
(3) قال ابن الجزرى: وضم واكسر ثقل حملنا عفا:: كم غن حرم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 116. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 104.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 25.(3/30)
وقرأ الباقون «يبصروا» بباء الغيب، على أن الفعل مسند إلى ضمير الغائبين وهم «بنو إسرائيل» (1).
* «لن تخلفه» من قوله تعالى: {وإن لك موعدا لن تخلفه طه / 97.
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «تخلفه» بكسر اللام، على أنه مضارع مبنى للمعلوم من «أخلف زيد الوعد» وهو يتعدى إلى مفعولين:
الأول: الهاء العائدة على «موعدا» والثانى: محذوف تقديره: لن تخلف الوعد الله.
وقرأ الباقون «تخلفه» بفتح اللام، على أنه مضارع مبنى للمجهول من «أخلفه الوعد» وهو يتعدى إلى مفعولين أيضا:
الأول: نائب الفاعل، وهو ضمير المخاطب المستتر.
والثانى: الهاء العائدة على «موعدا».
والمعنى: لن يخلفك الله موعدا} [2].
* «لنحرقنه» من قوله تعالى: لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا طه / 97.
قرأ «ابن وردان» «لنحرقنه» بفتح النون، وإسكان الحاء، وضم الراء مخففة على أنه مضارع «حرق» الثلاثى، يقال: حرق الحديد بفتح الراء يحرقه بضمها إذا برده بالمبرد.
__________
(1) قال ابن الجزرى: تبصروا خاطب شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 166. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 105.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 26.
(2) قال ابن الجزرى: تخلفه اكسر لام حق.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 187. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 105.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 26.(3/31)
وقرأ «ابن جماز» «لنحرقنه» بضم النون، وإسكان الحاء، وكسر الراء مخففة، على أنه مضارع «أحرق» يقال: أحرقه بالنار إحراقا، وأحرقه تحريقا.
وقرأ الباقون «لنحرقنه» بضم النون، وفتح الحاء، وكسر الراء مشددة، على أنه مضارع «حرّق» مضعف الراء للمبالغة فى الحرق (1).
* «ينفخ» من قوله تعالى: {يوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين طه 102 قرأ «أبو عمرو» «ننفخ» بفتح النون الأولى، وضم الفاء، على أنه مضارع مبنى للمعلوم مسند إلى ضمير العظمة، لمناسبة قوله تعالى قبل:} {كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا رقم / 99.
وقرأ الباقون «ينفخ» بضم الياء، وفتح الفاء، على أنه مضارع مبنى للمجهول، نائب فاعله الجار والمجرور بعده: «فى الصور»} [2].
* «فلا يخاف» من قوله تعالى: {فلا يخاف ظلما ولا هضما طه / 112.
قرأ «ابن كثير» «فلا يخف» بحذف الألف التى بعد الخاء، وجزم الفاء، على أنّ «لا» ناهية، والفعل بعدها مجزوم بها، والجملة فى محل جزم جواب الشرط وهو «من» فى قوله تعالى:} ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن.
وقرأ الباقون «فلا يخاف» بإثبات الألف، ورفع الفاء على أنّ «لا» نافية، والفعل بعدها مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، والجملة فى محل رفع
__________
(1) قال ابن الجزرى: نحرقن:: خفف ثنا وافتح لضم واضممن:: كسرا خلا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 187. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 26.
(2) قال ابن الجزرى: ننفخ باليا واضمم:: وفتح ضم لا أبو عمرهم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 187. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 106.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 27.(3/32)
خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: فهو لا يخاف ظلما، وجملة المبتدأ والخبر فى محل جزم جواب الشرط (1).
* «أن يقضى إليك وحيه» من قوله تعالى: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه طه / 114.
قرأ «يعقوب» «نقضى» بنون مفتوحة، وضاد مكسورة، وياء مفتوحة، و «وحيه» بالنصب، على أنّ «نقضى» مضارع مبنى للمعلوم مسند لضمير العظمة مناسبة لقوله تعالى قبل:} {وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد طه / 113.
والفعل منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة و «وحيه» مفعول به وقرأ الباقون «يقضى» بياء مضمومة، وضاد مفتوحة بعدها ألف، و «وحيه» بالرفع، على أن «يقضى» فعل مضارع مبنى للمجهول، و «وحيه» نائب فاعل} [2].
المعنى: لما ذكر الله عظمة القرآن فى قوله تعالى: وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا طه / 113.
كان النبى صلّى الله عليه وسلم إذا ألقى إليه «جبريل» عليه السلام «الوحى» يتبعه عند تلفظ كل حرف، وكل كلمة لعظيم تشوقه، وشدّة حرصه على التلقى والحفظ،
__________
(1) قال ابن الجزرى: يخاف فاجزم دم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 188. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 107.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 28.
(2) قال ابن الجزرى: ويقضى نقضيا:: مع نونه انصب رفع وحى ظميا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 188. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 29.(3/33)
فنهاه الله عن ذلك، ورغّب إليه التأنى، وهذا نمط عال فى التربية، والتأديب الذى قال عنه صلّى الله عليه وسلم: «أدّبنى ربى فأحسن تأديبى».
* «وأنك لا تظمؤا» من قوله تعالى {وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى طه / 119.
قرأ «نافع، وشعبة» «وإنك» بكسر الهمزة، عطفا على قوله تعالى:} {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى طه / 188. وهو من عطف الجمل.
وقرأ الباقون «وأنك» بفتح الهمزة، عطفا على المصدر المنسبك من «أن» وما بعدها فى قوله تعالى} {أن لا تجوع فيها ولا تعرى وهو من عطف المفردات وتقدير الكلام: إن لك عدم الجوع، وعدم العرى، وعدم الظمأ} [1].
* «ترضى» من قوله تعالى: ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى طه / 130.
قرأ «شعبة، والكسائى» «ترضى» بضم التاء، على أنه مضارع مبنى للمجهول من «أرضى» الرباعى، ونائب الفاعل ضمير المخاطب، وهو النبى «محمد» صلّى الله عليه وسلم والفاعل هو الله جل ذكره، والمعنى: لعل الله يرضيك يا محمد بما يعطيك من الفضائل والدرجات، والشفاعة العظمى يوم القيامة، و «لعل» من الله تعالى واجبة.
وقرأ الباقون «ترضى» بفتح التاء، على أنه مضارع مبنى للمعلوم من «رضى» الثلاثى، والفاعل ضمير المخاطب وهو النبى عليه الصلاة والسلام،
__________
(1) قال ابن الجزرى: إنك لا بالكسر آهل صبا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 189. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 107.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 29.(3/34)
والمعنى: لعلك يا محمد ترضى بما يعطيك الله يوم القيامة، ودليله قوله تعالى:
{ولسوف يعطيك ربك فترضى سورة الضحى / 5} [1].
* «زهرة» من قوله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا طه / 131.
قرأ «يعقوب» «زهرة» بفتح الهاء.
وقرأ الباقون «زهرة» بسكون الهاء.
والفتح، والإسكان لغتان بمعنى «الزينة»} [2].
المعنى: بما أن الحياة الدنيا عرض زائل، ونعيم غير دائم، فقد تضمنت هذه الآية لفت نظر الرسول صلّى الله عليه وسلم بأن لا يتطلع إلى ذلك النعيم الذى أنعم الله به عزّ وجلّ على بعض الكفار، واليهود، والمشركين، لأن هذا النعيم ما هو إلا ابتلاء واختبار لهم، أما النعيم الذى أعده الله لنبيه، ولسائر المسلمين فهو نعيم دائم وأفضل بكثير من نعيم الدنيا.
* «تأتهم» من قوله تعالى: أو لم تأتهم بينة ما فى الصحف الأولى طه / 133.
قرأ «ابن كثير، وابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر وابن وردان بخلف عنه» «يأتهم» بياء التذكير.
__________
(1) قال ابن الجزرى: ترضى بضم التاء صدر رحبا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 189. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 107.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 30.
(2) قال ابن الجزرى: زهرة حرك ظاهرا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 189. والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 30.(3/35)
وقرأ الباقون «تأتهم» بتاء التأنيث، وهو الوجه الثانى «لابن وردان»، وجاز تذكير الفعل، وتأنيثه، لأن الفاعل مؤنث غير حقيقى (1).
تمت سورة طه عليه الصلاة والسلام ولله الحمد
__________
(1) قال ابن الجزرى: يأتهم صحبة كهف خوف خلف دهم.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 189.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 31.(3/36)
سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
* «قال ربى» من قوله تعالى: {قال ربى يعلم القول فى السماء والأرض الأنبياء / 4 قرأ «حفص، وحمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «قال» بفتح القاف، وإثبات ألف بعدها، وفتح اللام، على أنه فعل ماض مسند إلى ضمير الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم وهو إخبار من الله تعالى حكاية عما أجاب به النبى عليه الصلاة والسلام الطاعنين فى رسالته، وفيما جاء به.
وقرأ الباقون «قل» بضم القاف، وحذف الألف، وإسكان اللام، على أنه فعل أمر من الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وسلم ليجيب به الطاعنين فى رسالته} [1].
تنبيه: لفظ «قل» الأول من سورة الأنبياء وهو قوله تعالى: {قال ربى يعلم القول قال فى المقنع: وفى الأنبياء فى مصاحف أهل الكوفة «قال» بالألف، وفى سائر المصاحف «قل» بغير ألف} [2].
تنبيه آخر: «نوحى إليهم» من قوله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم
الأنبياء / 7. تقدم حكمه فى أثناء الحديث عن توجيه القراءات التى فى قوله تعالى} {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم بيوسف / 109.
«نوحى إليه» من قوله تعالى} {وما أرسلنا من رسول إلا نوحى إليه الأنبياء / 25.
تقدم حكمه فى أثناء توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:} {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم يوسف / 109.
* «أولم ير» من قوله تعالى:} أو لم ير الذين كفروا أن السموت والأرض كانتا رتقا ففتقناهما الأنبياء / 30.
__________
(1) قال ابن الجزرى: قل قال عن شفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 191. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 110.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 32.
(2) انظر المقنع لأبى عمرو الدانى ص 104ودليل الحيران ص 465.(3/37)
قرأ «ابن كثير» «ألم» بحذف الواو التى بعد الهمزة، على أنه كلام مستأنف والهمزة للاستفهام التوبيخى على تقصيرهم فى عدم عبادة الله وحده بعد قيام الأدلة الواضحة على وحدانيته تعالى، وهذه القراءة موافقة لرسم المصحف المكى (1).
قال صاحب المقنع: وفى مصاحف أهل مكة «ألم ير الذين كفروا» بغير واو بين الهمزة واللام، وفى سائر المصاحف «أو لم ير الذين» بالواو (2).
وقرأ الباقون «أو لم» بإثبات الواو، على أنها عاطفة، والمعطوف عليه مقدر بعد همزة الاستفهام الإنكارى، يدل عليه الكلام السابق وهو قوله تعالى:
{أم اتخذوا من دونه آلهة من الأرض هم ينشرون رقم 21.
وتقدير الكلام: أأشركوا بالله ولم يتدبروا فى خلق السموات والأرض ليستدلوا بهما على وحدانيته تعالى} [3].
تنبيه: «متّ» من قوله تعالى: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون الأنبياء / 34. تقدم حكمه فى أثناء الحديث على توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:} {ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون آل عمران / 157.
«ترجعون» من قوله تعالى:} {وإلينا ترجعون الأنبياء / 35.
تقدم حكمه فى أثناء الحديث على توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:
} ثم إلينا ترجعون البقرة / 28.
__________
(1) قال ابن الخراز: لا واو للمكّى فى ألم ير.
(2) انظر: المقنع لأبى عمرو الدانى ص 104. ودليل الحيران ص 466.
(3) قال ابن الجزرى: وأو لم ألم دفا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 191. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 110 والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 34.(3/38)
* «ولا يسمع الصم» من قوله تعالى {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون
الأنبياء / 45.
قرأ «ابن عامر» «تسمع» بتاء فوقية مضمومة، وكسر الميم، «والصم» بنصب الميم، على أنه فعل مضارع من «أسمع» الرباعى، مسند إلى ضمير المخاطب وهو النبى محمد صلّى الله عليه وسلم، لتقدم لفظ الخطاب له فى قوله تعالى:
} {قل إنما أنذركم بالوحى والفعل يتعدى إلى مفعولين: فالصم مفعول أول، والدعاء مفعول ثان.
وقرأ الباقون «يسمع» بياء تحتية مفتوحة، وفتح الميم، و «الصم» برفع الميم، على أنه مضارع من «سمع» الثلاثى، «والصم» فاعل، و «الدعاء» مفعول به} [1].
* «مثقال» من قوله تعالى: {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينابها
الأنبياء / 47.
ومن قوله تعالى:} {يا بنىّ إنها إن تك مثقال حبة من خردل لقمان / 16 قرأ «نافع، وأبو جعفر» «مثقال» برفع اللام، على أن «كان» تامة بمعنى وقع وحدث لا تحتاج إلى خبر، فرفع مثقال بها على أنه فاعل لكان.
وقرأ الباقون «مثقال» بنصب اللام، على أن «كان» ناقصة تحتاج إلى اسم وخبر، واسمها ضمير العمل المفهوم من قوله تعالى:} {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و «مثقال» خبر «كان» والتقدير: وإن كان العمل مثقال حبة من خردل الخ} [2].
__________
(1) قال ابن الجزرى: يسمع ضم:: خطابه واكسر وللصم انصبا:: رفعا كسا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 191. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 110.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 36.
(2) قال ابن الجزرى: مثقال كلقمان ارفع مدا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 192. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 111.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 36.(3/39)
* «جذاذا» من قوله تعالى: {فجعلهم جذاذا الأنبياء / 58.
قرأ «الكسائى» «جذاذا» بكسر الجيم.
وقرأ الباقون بضم الجيم، وهما لغتان فى مصدر «جذّ» بمعنى قطع، يقال:
جذذت الشيء: قطعته} [1].
تنبيه: «أفّ» من قوله تعالى: {أف لكم ولما تعبدون من دون الله
الأنبياء / 67. تقدم حكمه فى أثناء الحديث على توجيه القراءات التى فى قوله تعالى:} {فلا تقل لهما أف الإسراء / 23.
* «لتحصنكم» من قوله تعالى:} {لتحصنكم من بأسكم الأنبياء / 80.
قرأ «ابن عامر، وحفص، وأبو جعفر» «لتحصنكم» بالتاء على التأنيث، على أنه مضارع مسند إلى ضمير الصنعة المفهوم من قوله تعالى:
} وعلمناه صنعة لبوس لكم وهى مؤنثة.
أو إلى ضمير «اللبوس» وأنث الفعل لتأويل اللبوس بالدروع، وهى مؤنثة تأنيثا مجازيا، وإسناد الفعل إلى الصنعة، أو اللبوس إسناد مجازى من إسناد الفعل إلى سببه.
وقرأ «شعبة، ورويس» «لنحصنكم» بالنون، على أن الفعل مسند إلى ضمير العظمة، مناسبة لقوله تعالى: «وعلمناه» وهو إسناد حقيقى، لأن الفاعل الله تعالى.
__________
(1) قال ابن الجزرى: جذاذا كسر ضمه رعى.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 192. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 112.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 37.(3/40)
وقرأ الباقون «ليحصنكم» بالياء من تحت، على أن الفعل مسند إلى ضمير «اللبوس» وهو إسناد مجازى، من إسناد الفعل إلى سببه (1).
تنبيه: «الريح» من قوله تعالى: {ولسليمان الريح عاصفا الأنبياء 81.
تقدم حكمه فى أثناء الحديث عن القراءات التى فى قوله تعالى:
} {وتصريف الرياح البقرة / 164.
* «نقدر عليه» من قوله تعالى:} {فظن أن لن نقدر عليه الأنبياء / 87.
قرأ «يعقوب» «يقدر» بياء تحتية مضمومة، ودال مفتوحة، على أن الفعل مضارع مبنى للمجهول، والجار والمجرور: «عليه» نائب فاعل.
وقرأ الباقون «نقدر» بنون مفتوحة، ودال مكسورة، على أن الفعل مبنى للمعلوم مسند إلى ضمير العظمة، مناسبة لقوله تعالى قبل:} وأدخلناهم فى رحمتنا رقم / 86.
المعنى: تضمنت هذه الآية والتى بعدها الإشارة إلى قصة نبىّ الله يونس ابن متّى» صاحب الحوت. وذلك أن الله أرسله إلى قوم «بنينوى» من بلاد الموصل بالعراق، فلم يستجيبوا لدعوته، وناصبوه العداء، فلما أعيته الحيل معهم، وأصروا على تكذيبه فارقهم غاضبا لكثرة ما قاسى منهم، وظل سائرا حتى أتى إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، فركب سفينة اكتظت بركابها، وناءت بهم، وكادت تهوى بهم إلى قرار اليمّ.
وأحسّ ركابها بما يتهددهم من الأخطار، فرأوا أن يخففوا عنها بإلقاء
__________
(1) قال ابن الجزرى: يحصن نون صف غنا أنث علن: كفؤا ثنا.
انظر: النشر فى القراءات العشر ج 3ص 192. والكشف عن وجوه القراءات ج 2ص 112.
والمهذب فى القراءات العشر ج 2ص 38.(3/41)