المقدمة
الحمد لله رب العالمين، الذي {عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسََانَ * عَلَّمَهُ الْبَيََانَ} [الرحمن: 42] والصلاة والسلام على سيّد ولد عدنان الذي أوتي جوامع الكلم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وبعد:
فإن لغة اختارها الله تعالى، لتكون وعاء لكتابه الخالد، لا شك لغة تتربع على عرش الألسنة واللغات! وتلك مفخرة لنا نحن العرب، غبطنا عليها أهل الفكر والثقافات شرقيين وغربيين.
يقول المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون: «وباستطاعة العرب أن يفاخروا غيرهم من الأمم بما في أيديهم من جوامع الكلم التي تحمل من سموّ الفكر وأمارات الفتوة والمروءة ما لا مثيل له» (1).
واللغة العربية شأن غيرها من اللغات، تقترض من غيرها مثلما تقرض غيرها ما تحتاج إليه من ألفاظ تعبّر بها عن أمور غير مألوفة عندهم وفقا لقانون التأثير والتأثر بين اللغات المعروف.
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 248، ط. دار نهضة مصر، نقلا عن جريدة الأهرام، عدد 26/ 1/ 1949ميلادي، خلاصة بحث العلامة لويس ماسينيون، المعنون ب: «مقام الثقافة العربية بالنسبة إلى المدنية العالمية».(1/7)
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، الذي {عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسََانَ * عَلَّمَهُ الْبَيََانَ} [الرحمن: 42] والصلاة والسلام على سيّد ولد عدنان الذي أوتي جوامع الكلم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وبعد:
فإن لغة اختارها الله تعالى، لتكون وعاء لكتابه الخالد، لا شك لغة تتربع على عرش الألسنة واللغات! وتلك مفخرة لنا نحن العرب، غبطنا عليها أهل الفكر والثقافات شرقيين وغربيين.
يقول المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون: «وباستطاعة العرب أن يفاخروا غيرهم من الأمم بما في أيديهم من جوامع الكلم التي تحمل من سموّ الفكر وأمارات الفتوة والمروءة ما لا مثيل له» (1).
واللغة العربية شأن غيرها من اللغات، تقترض من غيرها مثلما تقرض غيرها ما تحتاج إليه من ألفاظ تعبّر بها عن أمور غير مألوفة عندهم وفقا لقانون التأثير والتأثر بين اللغات المعروف.
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 248، ط. دار نهضة مصر، نقلا عن جريدة الأهرام، عدد 26/ 1/ 1949ميلادي، خلاصة بحث العلامة لويس ماسينيون، المعنون ب: «مقام الثقافة العربية بالنسبة إلى المدنية العالمية».(1/7)
غير أن العربية تمتاز على غيرها من اللغات بظاهرة الإقراض أكثر من الاقتراض، لأسباب وعوامل تتعلق بجوّها الخاص ونسيجها الذاتي ومنشئها الأصيل (1).
ونظرا لأن القرآن الكريم قد أنزل بتلك اللغة الخالدة «اللّغة العربية». فلا بد أن يكون صورة حيّة من تلك اللغة ولذا فقد ورد فيه ألفاظ من لغات أخرى وتلك لمحة جليلة فيما نرى للدلالة على عالمية الإسلام، وأنّه لم ينزل للعرب خاصة، وإنما أنزل للعالمين!
ويؤكّد هذا ما نقله الثعلبي عن بعض العلماء أنه: «ليس لغة في الدنيا إلا وهي في القرآن» (2).
ولا تعارض في هذا بين كون القرآن منزلا {بِلِسََانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:
195] وبين وجود بعض الكلمات الأعجمية الأصل فيه لأن هذه الألفاظ نطق بها العرب واستعملوها على منهاجهم، فأصبحت عربية بنطق العرب لها، ثم نزل القرآن والعرب يستعملونها، فنزل وفيه هذه الألفاظ التي نطقت العرب بها (3).
ولعظم هذه القضية، فلقد لاكتها ألسنة أعداء الإسلام، واتخذوها مرتعا خصبا، ونافذة رحبة للنيل من اللغة العربية، والتقليل من شأن القرآن الكريم.
بل وزعم أحدهم أن ورود الكلمات الأعجمية في القرآن، من باب التعجيز لا الإعجاز؟!!
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 348، 349، الطبعة العاشرة دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(2) المهذب فيما وقع في القرآن من المعرّب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين (مقدمة المؤلف) ص 14، ط. مطبعة الأمانة سنة 1400هـ.
(3) فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 53، ط. مطبعة الأمانة سنة 1404هـ.(1/8)
غير أن العربية تمتاز على غيرها من اللغات بظاهرة الإقراض أكثر من الاقتراض، لأسباب وعوامل تتعلق بجوّها الخاص ونسيجها الذاتي ومنشئها الأصيل (1).
ونظرا لأن القرآن الكريم قد أنزل بتلك اللغة الخالدة «اللّغة العربية». فلا بد أن يكون صورة حيّة من تلك اللغة ولذا فقد ورد فيه ألفاظ من لغات أخرى وتلك لمحة جليلة فيما نرى للدلالة على عالمية الإسلام، وأنّه لم ينزل للعرب خاصة، وإنما أنزل للعالمين!
ويؤكّد هذا ما نقله الثعلبي عن بعض العلماء أنه: «ليس لغة في الدنيا إلا وهي في القرآن» (2).
ولا تعارض في هذا بين كون القرآن منزلا {بِلِسََانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:
195] وبين وجود بعض الكلمات الأعجمية الأصل فيه لأن هذه الألفاظ نطق بها العرب واستعملوها على منهاجهم، فأصبحت عربية بنطق العرب لها، ثم نزل القرآن والعرب يستعملونها، فنزل وفيه هذه الألفاظ التي نطقت العرب بها (3).
ولعظم هذه القضية، فلقد لاكتها ألسنة أعداء الإسلام، واتخذوها مرتعا خصبا، ونافذة رحبة للنيل من اللغة العربية، والتقليل من شأن القرآن الكريم.
بل وزعم أحدهم أن ورود الكلمات الأعجمية في القرآن، من باب التعجيز لا الإعجاز؟!!
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 348، 349، الطبعة العاشرة دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(2) المهذب فيما وقع في القرآن من المعرّب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين (مقدمة المؤلف) ص 14، ط. مطبعة الأمانة سنة 1400هـ.
(3) فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 53، ط. مطبعة الأمانة سنة 1404هـ.(1/8)
ولعل هذا هو أحد أسباب اختيار بحثي المعنون ب: (المعرّب في القرآن الكريم دراسة تأصيليّة دلاليّة) والذي أقدم له بهذه المقدمة، فضلا عن أسباب أخرى كثيرة أجملها فيما يلي:
1 - الوقوف على حقيقة وقوع المعرّب في القرآن، وحسم خلاف العلماء إزاء هذه القضيّة.
2 - الردّ على المغرضين الذين اتخذوا من ورود المعرّب في القرآن ذريعة لإذكاء الشبهات والأباطيل!
3 - نسبة الكلمات المعرّبة الواردة في القرآن إلى لغتها الأولى، والتوفيق بين العلماء العرب في كثير من الكلمات التي تباينت نسبتهم لها، وذلك عن طريق الرجوع إلى قواميس اللغات المتخصّصة.
4 - تطبيق مناهج علم اللغة الحديث كلما أمكن للوقوف على دلالة تلك الكلمات ومعرفة تطوّرها.
5 - حاجة المكتبة القرآنية والعربيّة إلى بحث شامل يتناول قضية «المعرّب في القرآن الكريم» من كلّ هذه الجوانب.
وهنا تكمن قيمة هذا البحث الذي أشرف بمعالجته.
تحليل عنوان البحث:
«المعرّب»: وهو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها (1).
«في القرآن الكريم»: المعجزة الباقية على مر العصور، ذلكم الكتاب الخالد الذي: {لََا يَأْتِيهِ الْبََاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلََا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (2).
وقد نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
__________
(1) المزهر: للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين 1/ 268ط 3دار التراث.
(2) سورة فصلت، الآية: 42.(1/9)
ولعل هذا هو أحد أسباب اختيار بحثي المعنون ب: (المعرّب في القرآن الكريم دراسة تأصيليّة دلاليّة) والذي أقدم له بهذه المقدمة، فضلا عن أسباب أخرى كثيرة أجملها فيما يلي:
1 - الوقوف على حقيقة وقوع المعرّب في القرآن، وحسم خلاف العلماء إزاء هذه القضيّة.
2 - الردّ على المغرضين الذين اتخذوا من ورود المعرّب في القرآن ذريعة لإذكاء الشبهات والأباطيل!
3 - نسبة الكلمات المعرّبة الواردة في القرآن إلى لغتها الأولى، والتوفيق بين العلماء العرب في كثير من الكلمات التي تباينت نسبتهم لها، وذلك عن طريق الرجوع إلى قواميس اللغات المتخصّصة.
4 - تطبيق مناهج علم اللغة الحديث كلما أمكن للوقوف على دلالة تلك الكلمات ومعرفة تطوّرها.
5 - حاجة المكتبة القرآنية والعربيّة إلى بحث شامل يتناول قضية «المعرّب في القرآن الكريم» من كلّ هذه الجوانب.
وهنا تكمن قيمة هذا البحث الذي أشرف بمعالجته.
تحليل عنوان البحث:
«المعرّب»: وهو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها (1).
«في القرآن الكريم»: المعجزة الباقية على مر العصور، ذلكم الكتاب الخالد الذي: {لََا يَأْتِيهِ الْبََاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلََا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (2).
وقد نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
__________
(1) المزهر: للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين 1/ 268ط 3دار التراث.
(2) سورة فصلت، الآية: 42.(1/9)
بلسان عربي مبين، ولا يمنع هذا من ورود بعض الكلمات الأعجمية الأصل فيه شأنه في هذا شأن وعائه «اللغة العربية» حيث استعملت كثيرا من الكلمات الأعجمية لحاجتها إليها، لكن تداولها لها قد أكسبها سمة عجيبة صيرتها في مستوى الألفاظ العربية العريقة في عروبتها (1)، فما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم على حد مفهوم ابن جني رحمه الله.
هذا، ولقد أحصيت في القرآن الكريم أكثر من مائة وستين كلمة أعجمية، بعد استقصاء شامل لها في كتب اللغة والتعريب والمعاجم العربية والقواميس الأجنبية.
«دراسة تأصيلية»: حيث الرجوع بالكلمة إلى أصلها والوقوف على لغتها.
ولو أن معجما تاريخيا كمعجم «فيشر» المنشود (2)، قد صنف لوضع منهج تاريخي لألفاظ العربية لكفانا كثيرا من المعضلات التي تقابلنا في التأصيل.
«دلاليّة»: نظرا لأن انتقال اللفظ من لغة إلى أخرى غالبا ما يلحقه ظواهر التطور الدلالي، سواء من حيث الشكل أو المعنى.
__________
(1) راجع: أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 91، الطبعة الأولى دار الطباعة المحمدية سنة 1401هـ.
(2) وهو معجم تاريخي للغة العربية فريد من نوعه أراد صاحبه المستعرب الألماني «فيشر» أن يخرجه إلى النور تحت كنف مجمع اللغة العربية، ولم يتردد المجمع في أن يجيبه إلى ذلك وأمدّه بوسائل العون المختلفة. وبعد عمل متصل في الجمع والتنسيق طوال أربع سنوات تمهيدا للطبع والنشر، جاءت الحرب العالمية الثانية فوقفت كل شيء، وباعدت بين «فيشر» ومصر، وحالت دونه والإشراف على معجمه. وما إن وضعت الحرب أوزارها، حتى قعد به المرض على أن يعود إلينا، وفقدناه عام 1949ميلادي قبل أن يخرج معجمه إلى النور. وعبثا حاول المجمع أن يلم شعث ما تفرق من أصوله بين ألمانيا ومصر، ولم يقف من جهود أربعين سنة كاملة إلا على جذاذات غير مستوفاة، حرص على أن يرتبها ويضعها تحت تصرف الباحثين والدارسين ولم يستطع أن ينشر من معجم «فيشر» إلا مقدمة ونموذجا صغيرا، سبق للمؤلف أن أعدهما.
انظر: المعجم الوسيط: الجزء الأول، الطبعة الثانية، مجمع اللغة العربية، تصدير الطبعة الأولى بقلم الدكتور إبراهيم مدكور، ص 7بتصرف يسير.(1/10)
بلسان عربي مبين، ولا يمنع هذا من ورود بعض الكلمات الأعجمية الأصل فيه شأنه في هذا شأن وعائه «اللغة العربية» حيث استعملت كثيرا من الكلمات الأعجمية لحاجتها إليها، لكن تداولها لها قد أكسبها سمة عجيبة صيرتها في مستوى الألفاظ العربية العريقة في عروبتها (1)، فما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم على حد مفهوم ابن جني رحمه الله.
هذا، ولقد أحصيت في القرآن الكريم أكثر من مائة وستين كلمة أعجمية، بعد استقصاء شامل لها في كتب اللغة والتعريب والمعاجم العربية والقواميس الأجنبية.
«دراسة تأصيلية»: حيث الرجوع بالكلمة إلى أصلها والوقوف على لغتها.
ولو أن معجما تاريخيا كمعجم «فيشر» المنشود (2)، قد صنف لوضع منهج تاريخي لألفاظ العربية لكفانا كثيرا من المعضلات التي تقابلنا في التأصيل.
«دلاليّة»: نظرا لأن انتقال اللفظ من لغة إلى أخرى غالبا ما يلحقه ظواهر التطور الدلالي، سواء من حيث الشكل أو المعنى.
__________
(1) راجع: أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 91، الطبعة الأولى دار الطباعة المحمدية سنة 1401هـ.
(2) وهو معجم تاريخي للغة العربية فريد من نوعه أراد صاحبه المستعرب الألماني «فيشر» أن يخرجه إلى النور تحت كنف مجمع اللغة العربية، ولم يتردد المجمع في أن يجيبه إلى ذلك وأمدّه بوسائل العون المختلفة. وبعد عمل متصل في الجمع والتنسيق طوال أربع سنوات تمهيدا للطبع والنشر، جاءت الحرب العالمية الثانية فوقفت كل شيء، وباعدت بين «فيشر» ومصر، وحالت دونه والإشراف على معجمه. وما إن وضعت الحرب أوزارها، حتى قعد به المرض على أن يعود إلينا، وفقدناه عام 1949ميلادي قبل أن يخرج معجمه إلى النور. وعبثا حاول المجمع أن يلم شعث ما تفرق من أصوله بين ألمانيا ومصر، ولم يقف من جهود أربعين سنة كاملة إلا على جذاذات غير مستوفاة، حرص على أن يرتبها ويضعها تحت تصرف الباحثين والدارسين ولم يستطع أن ينشر من معجم «فيشر» إلا مقدمة ونموذجا صغيرا، سبق للمؤلف أن أعدهما.
انظر: المعجم الوسيط: الجزء الأول، الطبعة الثانية، مجمع اللغة العربية، تصدير الطبعة الأولى بقلم الدكتور إبراهيم مدكور، ص 7بتصرف يسير.(1/10)
الدراسات السابقة لموضوع البحث:
أالمهذّب فيما وقع في القرآن المعرّب: (1) للعلامة جلال الدين السيوطي. ويعتبر من أوسع الكتب في موضوعه، وقد صرح لنا مؤلفه في نهايته إلى تفرده في بابه، إذ يقول: «فهذا ما وقفت عليه من الألفاظ المعرّبة في القرآن الكريم بعد الفحص الشديد سنين، وسعة النظر والمطالعة، ولم تجتمع قبل في كتاب قبل هذا» (2).
ونظرا لأن السيوطي جاء متأخرا فقد جمع مادة كتابه من كتب السابقين عليه من أمثال: «أبو حاتم الرّازي»، و «أبو عبيد القاسم بن سلام» وغيرهما وكان همّه مجرد الجمع دون التحقيق، ولم تظهر له شخصية الباحث في هذا الكتاب إلا لماما.
وقد جمع السيوطي في كتابه المذكور مائة وخمسة وعشرين لفظا أعجميا ورد في القرآن، رتبها حسب ترتيبها على حروف المعجم.
__________
(1) نظرا لأهمية هذا الكتاب ومكانته في بابه فلقد تعاقب على تحقيقه أكثر من باحث هم: الدكتور عبد الله الجبوري ونشره على صفحات مجلة المورد العراقية المجلد الأول العددان 1و 2 (1971)، ص 12697 (راجع: الجهود اللغوية خلال القرن الرابع عشر الهجري: د. عفيف عبد الرحمن ص 113، 114، ط. دار الحرّية بغداد سنة 1981ميلادي). وفي عام 1980قام الدكتور: إبراهيم محمد أبو سكين بتحقيق نفس الكتاب، وطبعه بمطبعة الأمانة بالقاهرة. وفي عام 1982ميلادي أعاد الدكتور عبد الله الجبوري، تحقيق الكتاب المذكور ضمن رسائل خمسة في الفقه واللغة، وقام بنشره لدى «دار الغرب الإسلامي» بيروت لبنان.
وأخيرا قام الدكتور التهامي الراجي الهاشمي بتحقيقه والتقديم له، وطبعه تحت إشراف اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة (راجع: أخبار التراث العربي: نشرة تصدر كل شهرين عن معهد المخطوطات العربية بالكويت، المجلد 4العددان 40و 41، ربيع الأول رجب 1409هـ، ص 14).
(2) المهذّب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 100، مطبعة الأمانة سنة 1980ميلادي.(1/11)
الدراسات السابقة لموضوع البحث:
أالمهذّب فيما وقع في القرآن المعرّب: (1) للعلامة جلال الدين السيوطي. ويعتبر من أوسع الكتب في موضوعه، وقد صرح لنا مؤلفه في نهايته إلى تفرده في بابه، إذ يقول: «فهذا ما وقفت عليه من الألفاظ المعرّبة في القرآن الكريم بعد الفحص الشديد سنين، وسعة النظر والمطالعة، ولم تجتمع قبل في كتاب قبل هذا» (2).
ونظرا لأن السيوطي جاء متأخرا فقد جمع مادة كتابه من كتب السابقين عليه من أمثال: «أبو حاتم الرّازي»، و «أبو عبيد القاسم بن سلام» وغيرهما وكان همّه مجرد الجمع دون التحقيق، ولم تظهر له شخصية الباحث في هذا الكتاب إلا لماما.
وقد جمع السيوطي في كتابه المذكور مائة وخمسة وعشرين لفظا أعجميا ورد في القرآن، رتبها حسب ترتيبها على حروف المعجم.
__________
(1) نظرا لأهمية هذا الكتاب ومكانته في بابه فلقد تعاقب على تحقيقه أكثر من باحث هم: الدكتور عبد الله الجبوري ونشره على صفحات مجلة المورد العراقية المجلد الأول العددان 1و 2 (1971)، ص 12697 (راجع: الجهود اللغوية خلال القرن الرابع عشر الهجري: د. عفيف عبد الرحمن ص 113، 114، ط. دار الحرّية بغداد سنة 1981ميلادي). وفي عام 1980قام الدكتور: إبراهيم محمد أبو سكين بتحقيق نفس الكتاب، وطبعه بمطبعة الأمانة بالقاهرة. وفي عام 1982ميلادي أعاد الدكتور عبد الله الجبوري، تحقيق الكتاب المذكور ضمن رسائل خمسة في الفقه واللغة، وقام بنشره لدى «دار الغرب الإسلامي» بيروت لبنان.
وأخيرا قام الدكتور التهامي الراجي الهاشمي بتحقيقه والتقديم له، وطبعه تحت إشراف اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة (راجع: أخبار التراث العربي: نشرة تصدر كل شهرين عن معهد المخطوطات العربية بالكويت، المجلد 4العددان 40و 41، ربيع الأول رجب 1409هـ، ص 14).
(2) المهذّب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 100، مطبعة الأمانة سنة 1980ميلادي.(1/11)
على أن السيوطي فى هذا الكتاب لم يؤصّل للكلمات الأعجمية في أغلب الأحيان وإنما كان يذكر لغة الكلمة ومعناها فقط وأحيانا يكتفي بذكر أن الكلمة أعجمية.
ب المتوكّلي (1): مخطوطة للعلامة جلال الدين السيوطي، ويعتبر ما فيها صورة طبق الأصل لما ورد في كتابه المهذّب السالف الذكر غير أنها تختلف عنه في الصورة الشكلية فقط، حيث رتب السيوطي الألفاظ الأعجمية فيها حسب نسبتها إلى لغتها.
ج الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله. ومؤلفه ردد ما ذكره السيوطي ولم يزد عليه شيئا، غير أن الأستاذ محمد إبراهيم سعد المعلق على الكتاب كان له بعض التعليقات المفيدة عليه.
د قضية التعريب ومتطلبات العصر: د. يحيى محمود علي الجندي (2):
لقد أفرد مبحثا في رسالته هذه للدكتوراه لقضية المعرّب في القرآن ولتدعيم هذا الموضوع. ساق نماذج من المعرّب في القرآن تعد بثلاثين مثالا فقط، وقد لخص لنا منهجه إزاء ما ذكره بقوله: «فإن ما قدمته إنما هي نماذج، وبعض أمثلة للمعرّب في القرآن الكريم قد سقتها على سبيل المثال لا الحصر استشهادا على وقوع المعرّب في القرآن. ولقد تناولتها بالتحليل والشرح والتفصيل والتحقيق الدقيق، وإن لم يكن من صلب عملي في هذا البحث، ولكنه من باب الإحسان والإتقان في العمل حتى تتضح الأمور وتزول الغشاوات وهناك العديد والعديد من الكلمات المعرّبة في القرآن
__________
(1) (مخطوطة محفوظة بمكتبة الجامع الأزهر تحت رقم 7297أباظة).
(2) (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر، تحت رقم 188).(1/12)
على أن السيوطي فى هذا الكتاب لم يؤصّل للكلمات الأعجمية في أغلب الأحيان وإنما كان يذكر لغة الكلمة ومعناها فقط وأحيانا يكتفي بذكر أن الكلمة أعجمية.
ب المتوكّلي (1): مخطوطة للعلامة جلال الدين السيوطي، ويعتبر ما فيها صورة طبق الأصل لما ورد في كتابه المهذّب السالف الذكر غير أنها تختلف عنه في الصورة الشكلية فقط، حيث رتب السيوطي الألفاظ الأعجمية فيها حسب نسبتها إلى لغتها.
ج الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله. ومؤلفه ردد ما ذكره السيوطي ولم يزد عليه شيئا، غير أن الأستاذ محمد إبراهيم سعد المعلق على الكتاب كان له بعض التعليقات المفيدة عليه.
د قضية التعريب ومتطلبات العصر: د. يحيى محمود علي الجندي (2):
لقد أفرد مبحثا في رسالته هذه للدكتوراه لقضية المعرّب في القرآن ولتدعيم هذا الموضوع. ساق نماذج من المعرّب في القرآن تعد بثلاثين مثالا فقط، وقد لخص لنا منهجه إزاء ما ذكره بقوله: «فإن ما قدمته إنما هي نماذج، وبعض أمثلة للمعرّب في القرآن الكريم قد سقتها على سبيل المثال لا الحصر استشهادا على وقوع المعرّب في القرآن. ولقد تناولتها بالتحليل والشرح والتفصيل والتحقيق الدقيق، وإن لم يكن من صلب عملي في هذا البحث، ولكنه من باب الإحسان والإتقان في العمل حتى تتضح الأمور وتزول الغشاوات وهناك العديد والعديد من الكلمات المعرّبة في القرآن
__________
(1) (مخطوطة محفوظة بمكتبة الجامع الأزهر تحت رقم 7297أباظة).
(2) (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر، تحت رقم 188).(1/12)
أرجو أن يغفروا لي عدم حصرها جميعا حيث إن موضوع:
(المعرّب في القرآن) قضية واسعة كان من الممكن أن يكون وحده رسالة قائمة بذاتها، ولم أعرف ذلك جيدا إلا بعد تتبعي له في بطون الكتب والمراجع.
كما أود أن أذكر هنا أن الكتب والمراجع التي استقيت منها المعرّب في القرآن هي جزء من كل، فهي كثيرة ومتعددة. ويطيب لي أن أبيّن أيضا في هذا المقام أن الكلمات المعرّبة التي سقتها شاهدا على وقوع المعرّب في القرآن قد تناولتها كتب أخرى مشيرة إلى أصلها ومعناها ولكنّي لم أتعرض لها هنا بالذكر لأن اعتمادي في هذه النقطة «وقوع المعرّب في القرآن» كان محصورا على الكتب التي تتحدث عن المعرّب في القرآن خاصة لا عن المعرّب عامة ا. هـ.» (1).
هـ كتاب المستشرق الأمريكي آرثر جفري: ويعتبر هذا الكتاب من أفضل ما ألف في تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن الكريم (2) حيث تناول مؤلفه الكلمات المعرّبة في القرآن بالدراسة المنهجية وفق قوانين علم اللغة الحديث، وإن كان قد استفاد من جهود علماء العربية السابقين إلا أنه قام بتحقيقها وتوثيقها وأضاف إليها الكثير. وعلى أية حال فحريّ بهذا الكتاب أن يجد من يفكّ أسره بترجمته عن اللغة الإنكليزية إلى العربية حتى يستفيد منه أكبر عدد ممكن من طلاب العلم والباحثين العرب.
__________
(1) انظر، قضية التعريب ومتطلبات العصر: د. يحيى الجندي، ص 313، 314.
(2) لأهمية هذا الكتاب نعى أحد الباحثين على من يكتب في موضوع المعرّب في القرآن ولا يرجع إلى هذا السفر العظيم! راجع: مقال الأستاذ رشاد الحمزاوي عند نقده لتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري لكتاب المهذّب فيما ورد في القرآن من المعرّب: للسيوطي، وذلك في حوليات الجامعة التونسية، العدد العاشر لسنة 1973ميلادي ص 211.(1/13)
أرجو أن يغفروا لي عدم حصرها جميعا حيث إن موضوع:
(المعرّب في القرآن) قضية واسعة كان من الممكن أن يكون وحده رسالة قائمة بذاتها، ولم أعرف ذلك جيدا إلا بعد تتبعي له في بطون الكتب والمراجع.
كما أود أن أذكر هنا أن الكتب والمراجع التي استقيت منها المعرّب في القرآن هي جزء من كل، فهي كثيرة ومتعددة. ويطيب لي أن أبيّن أيضا في هذا المقام أن الكلمات المعرّبة التي سقتها شاهدا على وقوع المعرّب في القرآن قد تناولتها كتب أخرى مشيرة إلى أصلها ومعناها ولكنّي لم أتعرض لها هنا بالذكر لأن اعتمادي في هذه النقطة «وقوع المعرّب في القرآن» كان محصورا على الكتب التي تتحدث عن المعرّب في القرآن خاصة لا عن المعرّب عامة ا. هـ.» (1).
هـ كتاب المستشرق الأمريكي آرثر جفري: ويعتبر هذا الكتاب من أفضل ما ألف في تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن الكريم (2) حيث تناول مؤلفه الكلمات المعرّبة في القرآن بالدراسة المنهجية وفق قوانين علم اللغة الحديث، وإن كان قد استفاد من جهود علماء العربية السابقين إلا أنه قام بتحقيقها وتوثيقها وأضاف إليها الكثير. وعلى أية حال فحريّ بهذا الكتاب أن يجد من يفكّ أسره بترجمته عن اللغة الإنكليزية إلى العربية حتى يستفيد منه أكبر عدد ممكن من طلاب العلم والباحثين العرب.
__________
(1) انظر، قضية التعريب ومتطلبات العصر: د. يحيى الجندي، ص 313، 314.
(2) لأهمية هذا الكتاب نعى أحد الباحثين على من يكتب في موضوع المعرّب في القرآن ولا يرجع إلى هذا السفر العظيم! راجع: مقال الأستاذ رشاد الحمزاوي عند نقده لتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري لكتاب المهذّب فيما ورد في القرآن من المعرّب: للسيوطي، وذلك في حوليات الجامعة التونسية، العدد العاشر لسنة 1973ميلادي ص 211.(1/13)
وبحوث متفرقة في بعض كتب علوم القرآن: كالبرهان: للزركشي والإتقان للسيوطي وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة، وغيرها كثير
وهذه الكتب في مجموعها لا تكاد تتجاوز ما ذكره السيوطي في مهذّبه حيث جاء السيوطي متأخرا فجمع ما ذكره السابقون.
سير البحث ومنهجه:
لقد تناولت في هذا البحث المعنون ب «المعرّب في القرآن الكريم
دراسة تأصيلية دلالية، قضية المعرّب في القرآن وتأصيل الكلمات المعرّبة الواردة فيه واحتوى هذا البحث على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: اللّغة العربية والدخيل. وكان هذا الفصل كمقدمة لموضوع البحث حيث تناولت فيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: اللغة العربية حتى نزول القرآن الكريم. وفيه تحدثت عن العربية بين أخواتها الساميات، ونشأة العربية وتطورها وأطوار اللغة العربية.
المبحث الثاني: الدخيل في اللغة العربية: وتناول الباحث فيه قضية التأثير والتأثر بين اللغات، وبين مدى تأثير اللغات في اللغة العربية. ثم تحدث عن التعريب بين النظرية والتطبيق، وفيه عرض لمفهوم التعريب، والذي دعا العرب إليه، وطريقتهم في تناوله، والمقاييس التي وضعوها لتمييزه عن غيره من كلمات اللغة، ثم تحدث الباحث عن الذي يجب أن نفعله إزاء المعرّب.
المبحث الثالث: ويتناول دلالة الألفاظ وتطورها، وفيه بيّن الباحث أن التعريب سبب من أسباب تطور دلالة الألفاظ.
المبحث الرابع: وتناول بعرض موجز التعريف باللغات التي أثّرت في العربية قبل نزول القرآن وهي: العبرية، والآرامية، والحبشية، والبربرية،
والقبطيّة، والفارسية، والهندية (السنسكريتية)، واللاتينية واليونانية ودعم الباحث ذلك بأمثلة عربت من هذه اللغات.(1/14)
وبحوث متفرقة في بعض كتب علوم القرآن: كالبرهان: للزركشي والإتقان للسيوطي وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة، وغيرها كثير
وهذه الكتب في مجموعها لا تكاد تتجاوز ما ذكره السيوطي في مهذّبه حيث جاء السيوطي متأخرا فجمع ما ذكره السابقون.
سير البحث ومنهجه:
لقد تناولت في هذا البحث المعنون ب «المعرّب في القرآن الكريم
دراسة تأصيلية دلالية، قضية المعرّب في القرآن وتأصيل الكلمات المعرّبة الواردة فيه واحتوى هذا البحث على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: اللّغة العربية والدخيل. وكان هذا الفصل كمقدمة لموضوع البحث حيث تناولت فيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: اللغة العربية حتى نزول القرآن الكريم. وفيه تحدثت عن العربية بين أخواتها الساميات، ونشأة العربية وتطورها وأطوار اللغة العربية.
المبحث الثاني: الدخيل في اللغة العربية: وتناول الباحث فيه قضية التأثير والتأثر بين اللغات، وبين مدى تأثير اللغات في اللغة العربية. ثم تحدث عن التعريب بين النظرية والتطبيق، وفيه عرض لمفهوم التعريب، والذي دعا العرب إليه، وطريقتهم في تناوله، والمقاييس التي وضعوها لتمييزه عن غيره من كلمات اللغة، ثم تحدث الباحث عن الذي يجب أن نفعله إزاء المعرّب.
المبحث الثالث: ويتناول دلالة الألفاظ وتطورها، وفيه بيّن الباحث أن التعريب سبب من أسباب تطور دلالة الألفاظ.
المبحث الرابع: وتناول بعرض موجز التعريف باللغات التي أثّرت في العربية قبل نزول القرآن وهي: العبرية، والآرامية، والحبشية، والبربرية،
والقبطيّة، والفارسية، والهندية (السنسكريتية)، واللاتينية واليونانية ودعم الباحث ذلك بأمثلة عربت من هذه اللغات.(1/14)
المبحث الرابع: وتناول بعرض موجز التعريف باللغات التي أثّرت في العربية قبل نزول القرآن وهي: العبرية، والآرامية، والحبشية، والبربرية،
والقبطيّة، والفارسية، والهندية (السنسكريتية)، واللاتينية واليونانية ودعم الباحث ذلك بأمثلة عربت من هذه اللغات.
على أن الباحث راعى إدراج بعض الأشكال في هذا الفصل من خرائط ونقوش وتوضيحات كوسيلة من وسائل الإيضاح.
الفصل الثاني: «وقوع المعرّب في القرآن الكريم». واحتوى على مباحث ثلاثة:
المبحث الأول: العلماء ووقوع المعرّب في القرآن الكريم. وفيه عرض لآراء العلماء في هذه القضية من مانعين ومثبتين ومن فريق وقف موقفا وسطا بينهما.
المبحث الثاني: هل في القرآن معرّب؟ وفيه كان للباحث كلمة حاسمة للخلاف في هذه القضية حيث أثبت من خلال ما قام به من بحث وقوع المعرّب في القرآن بدليل محسوس وملموس نظرا لأن هناك علاقة بين الرسم المصحفي وكذا القراءات وبين الكلمات المعرّبة في القرآن الكريم وقد توصل الباحث إلى ذلك من خلال بحثه، ودعّم هذا ببعض الأمثلة.
المبحث الثالث: شبهات وأباطيل حول: المعرّب في القرآن الكريم.
وتناول الباحث في هذا المبحث شبهات الخوري حداد وكذا دعاوى الدكتور لويس عوض في هذه القضية، وقد ردّ الباحث عليهما، وأبطل كيدهما ومزاعمهما، واستطاع بفضل الله أن يضع الحق في نصابه بالأدلة والبراهين.
الفصل الثالث: الألفاظ المعرّبة في القرآن الكريم. ويحتوي على مبحثين:
المبحث الأول: تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن مرتبة ترتيبا هجائيا اتبع الباحث منهجا في تأصيلها والوقوف على لغتها ومعرفة تطورها، ويمكن أن نوجز هذا المنهج في نقاط:(1/15)
المبحث الرابع: وتناول بعرض موجز التعريف باللغات التي أثّرت في العربية قبل نزول القرآن وهي: العبرية، والآرامية، والحبشية، والبربرية،
والقبطيّة، والفارسية، والهندية (السنسكريتية)، واللاتينية واليونانية ودعم الباحث ذلك بأمثلة عربت من هذه اللغات.
على أن الباحث راعى إدراج بعض الأشكال في هذا الفصل من خرائط ونقوش وتوضيحات كوسيلة من وسائل الإيضاح.
الفصل الثاني: «وقوع المعرّب في القرآن الكريم». واحتوى على مباحث ثلاثة:
المبحث الأول: العلماء ووقوع المعرّب في القرآن الكريم. وفيه عرض لآراء العلماء في هذه القضية من مانعين ومثبتين ومن فريق وقف موقفا وسطا بينهما.
المبحث الثاني: هل في القرآن معرّب؟ وفيه كان للباحث كلمة حاسمة للخلاف في هذه القضية حيث أثبت من خلال ما قام به من بحث وقوع المعرّب في القرآن بدليل محسوس وملموس نظرا لأن هناك علاقة بين الرسم المصحفي وكذا القراءات وبين الكلمات المعرّبة في القرآن الكريم وقد توصل الباحث إلى ذلك من خلال بحثه، ودعّم هذا ببعض الأمثلة.
المبحث الثالث: شبهات وأباطيل حول: المعرّب في القرآن الكريم.
وتناول الباحث في هذا المبحث شبهات الخوري حداد وكذا دعاوى الدكتور لويس عوض في هذه القضية، وقد ردّ الباحث عليهما، وأبطل كيدهما ومزاعمهما، واستطاع بفضل الله أن يضع الحق في نصابه بالأدلة والبراهين.
الفصل الثالث: الألفاظ المعرّبة في القرآن الكريم. ويحتوي على مبحثين:
المبحث الأول: تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن مرتبة ترتيبا هجائيا اتبع الباحث منهجا في تأصيلها والوقوف على لغتها ومعرفة تطورها، ويمكن أن نوجز هذا المنهج في نقاط:(1/15)
1 - تحديد مواقع الكلمة المعرّبة في القرآن الكريم.
2 - معرفة معنى الكلمة في اللسان العربي.
3 - توضيح مفهوم الكلمة في التفاسير وبخاصة المتقدمة وفي معاجم غريب القرآن.
4 - ذكر ما قاله علماء التعريب العرب حيال الكلمة ونسبتها إلى لغتنا، مراعيا كلما أمكن الترتيب الزمني عند عرضي لآرائهم.
5 - عرض ما قالوه على القواميس والمعاجم الأصلية كل لغة فيما يخصها، مع أخذ مشورة أساتذة اللغات المختصين في هذا الشأن، والاسترشاد بما تناوله بعض المستشرقين في جانب التأصيل.
6 - تطبيق مناهج علم اللغة الحديث على ما ذكرته من كلمات قدر الاستطاعة.
7 - ونظرا لكثرة الإحالات وبخاصة المراجع الأجنبية في الهوامش، فلقد اكتفيت باختصار اسم الكتاب والمؤلف بل ومع ترجمتهما إلى العربية. وأحيانا كنت أكتفي بذكر اسم المؤلف بحروفه الأصلية وبجانبه رقم الصحيفة. مثل: 42.:. مثلا على أنني اكتفيت بهذا ما دمت قد ذكرت المرجع المعنيّ بالتفصيل في الإحالات قبل هذا الموطن ناشدا بكلّ هذا الاختصار ما أمكن والسهولة مع عدم اللبس.
8 - راعى الباحث عند كتابة الكلمات الدخيلة في القرآن أن يكتبها بحروفها الأصلية كلما أمكن مع توضيح نطق هذه الحروف بالكتابة الصوتية في أغلب الأحيان تسهيلا على القارئ.
وإليك كشاف رموز الكتاب الصوتية:
(شكل: 1) كشاف رموز الكتابة الصوتية نقلا عن كتاب: لغة تميم: د. ضاحي عبد الباقي ص 11.(1/16)
1 - تحديد مواقع الكلمة المعرّبة في القرآن الكريم.
2 - معرفة معنى الكلمة في اللسان العربي.
3 - توضيح مفهوم الكلمة في التفاسير وبخاصة المتقدمة وفي معاجم غريب القرآن.
4 - ذكر ما قاله علماء التعريب العرب حيال الكلمة ونسبتها إلى لغتنا، مراعيا كلما أمكن الترتيب الزمني عند عرضي لآرائهم.
5 - عرض ما قالوه على القواميس والمعاجم الأصلية كل لغة فيما يخصها، مع أخذ مشورة أساتذة اللغات المختصين في هذا الشأن، والاسترشاد بما تناوله بعض المستشرقين في جانب التأصيل.
6 - تطبيق مناهج علم اللغة الحديث على ما ذكرته من كلمات قدر الاستطاعة.
7 - ونظرا لكثرة الإحالات وبخاصة المراجع الأجنبية في الهوامش، فلقد اكتفيت باختصار اسم الكتاب والمؤلف بل ومع ترجمتهما إلى العربية. وأحيانا كنت أكتفي بذكر اسم المؤلف بحروفه الأصلية وبجانبه رقم الصحيفة. مثل: 42.:. مثلا على أنني اكتفيت بهذا ما دمت قد ذكرت المرجع المعنيّ بالتفصيل في الإحالات قبل هذا الموطن ناشدا بكلّ هذا الاختصار ما أمكن والسهولة مع عدم اللبس.
8 - راعى الباحث عند كتابة الكلمات الدخيلة في القرآن أن يكتبها بحروفها الأصلية كلما أمكن مع توضيح نطق هذه الحروف بالكتابة الصوتية في أغلب الأحيان تسهيلا على القارئ.
وإليك كشاف رموز الكتاب الصوتية:
(شكل: 1) كشاف رموز الكتابة الصوتية نقلا عن كتاب: لغة تميم: د. ضاحي عبد الباقي ص 11.(1/16)
وإليك كشاف رموز الكتاب الصوتية:
(شكل: 1) كشاف رموز الكتابة الصوتية نقلا عن كتاب: لغة تميم: د. ضاحي عبد الباقي ص 11.
وتسهيلا لقراءة الكلمات الأعجمية بحروفها الأصلية إليك كشافا بأبجدية بعض اللغات الواردة في هذا البحث:
(شكل: 2) كشاف أبجدية اللّغات.(1/17)
وإليك كشاف رموز الكتاب الصوتية:
(شكل: 1) كشاف رموز الكتابة الصوتية نقلا عن كتاب: لغة تميم: د. ضاحي عبد الباقي ص 11.
وتسهيلا لقراءة الكلمات الأعجمية بحروفها الأصلية إليك كشافا بأبجدية بعض اللغات الواردة في هذا البحث:
(شكل: 2) كشاف أبجدية اللّغات.(1/17)
وتسهيلا لقراءة الكلمات الأعجمية بحروفها الأصلية إليك كشافا بأبجدية بعض اللغات الواردة في هذا البحث:
(شكل: 2) كشاف أبجدية اللّغات.(1/18)
وتسهيلا لقراءة الكلمات الأعجمية بحروفها الأصلية إليك كشافا بأبجدية بعض اللغات الواردة في هذا البحث:
(شكل: 2) كشاف أبجدية اللّغات.(1/18)
المبحث الثاني: نظرة حول الكلمات المعرّبة في القرآن الكريم.
خاتمة البحث: وتحتوي على أهم النتائج مع بعض التوصيات.
مناهل البحث: وفيه عرض الباحث لأهم المراجع والمصادر العربية والأجنبية التي رجع إليها بالإضافة إلى المخطوطات والدوريات وكذا ألحق ثبتا بأسماء أساتذة اللغات الذين رجع إليهم عند عملية توثيق الكلمات المعرّبة في القرآن.
محتويات البحث: وهو فهرست مفصل لموضوعات البحث.
الصعوبات التي واجهت الباحث: وقد واجه الباحث بعض الصعوبات أثناء بحثه، وهي كثيرة يمكن أن نجمل طرفا منها فيما يلي وبإيجاز:
1 - تباين علماء العربية حول نسبة الكلمات المعرّبة في القرآن إلى لغتها الأصلية.
2 - إيجاز علماء العربية في الحكم على لغة هذه الكلمات مع عدم تأصيلها وذكر تطورها، بل واكتفاؤهم في بعض الأحيان بالإشارة إلى أن الكلمة أعجمية وفقط. فضلا عن عدم كتابة الكلمات الأعجمية بحروفها الأصلية اللهم إلا الكلمات الفارسية في قليل من الأحيان
3 - عدم وجود معجم تاريخي يدلنا على تطور الكلمات المعرّبة، وفي أي وقت دخلت هذه الكلمات العربية.
4 - قلّة المراجع العربية المعوّل عليها في عملية تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن.
5 - الصعوبة البالغة عند تأصيل الكلمات المعربة ومعرفة تطورها، والحسم في نسبة هذه الكلمات في كثير من الأحيان إلى لغتها الأولى.
وختاما: لا يسعني بعد هذه الرحلة الطويلة مع هذا الموضوع الشيّق
والشائك في نفس الوقت إلا أن أشكر أستاذي المفضال الأستاذ الدكتور:(1/19)
المبحث الثاني: نظرة حول الكلمات المعرّبة في القرآن الكريم.
خاتمة البحث: وتحتوي على أهم النتائج مع بعض التوصيات.
مناهل البحث: وفيه عرض الباحث لأهم المراجع والمصادر العربية والأجنبية التي رجع إليها بالإضافة إلى المخطوطات والدوريات وكذا ألحق ثبتا بأسماء أساتذة اللغات الذين رجع إليهم عند عملية توثيق الكلمات المعرّبة في القرآن.
محتويات البحث: وهو فهرست مفصل لموضوعات البحث.
الصعوبات التي واجهت الباحث: وقد واجه الباحث بعض الصعوبات أثناء بحثه، وهي كثيرة يمكن أن نجمل طرفا منها فيما يلي وبإيجاز:
1 - تباين علماء العربية حول نسبة الكلمات المعرّبة في القرآن إلى لغتها الأصلية.
2 - إيجاز علماء العربية في الحكم على لغة هذه الكلمات مع عدم تأصيلها وذكر تطورها، بل واكتفاؤهم في بعض الأحيان بالإشارة إلى أن الكلمة أعجمية وفقط. فضلا عن عدم كتابة الكلمات الأعجمية بحروفها الأصلية اللهم إلا الكلمات الفارسية في قليل من الأحيان
3 - عدم وجود معجم تاريخي يدلنا على تطور الكلمات المعرّبة، وفي أي وقت دخلت هذه الكلمات العربية.
4 - قلّة المراجع العربية المعوّل عليها في عملية تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن.
5 - الصعوبة البالغة عند تأصيل الكلمات المعربة ومعرفة تطورها، والحسم في نسبة هذه الكلمات في كثير من الأحيان إلى لغتها الأولى.
وختاما: لا يسعني بعد هذه الرحلة الطويلة مع هذا الموضوع الشيّق
والشائك في نفس الوقت إلا أن أشكر أستاذي المفضال الأستاذ الدكتور:(1/19)
وختاما: لا يسعني بعد هذه الرحلة الطويلة مع هذا الموضوع الشيّق
والشائك في نفس الوقت إلا أن أشكر أستاذي المفضال الأستاذ الدكتور:
أمين محمد فاخر، المشرف على هذا البحث، الذي فتح صدره لي، وأعطاني الكثير من وقته، رغم انشغاله بمهام عمله كعميد لكلية اللغة العربية جامعة الأزهر.
كما أشكر كلّ أساتذة اللغات الذين رجعت إليهم عند توثيقي للكلمات المعرّبة في القرآن في الجامعات المصرية وبعض الجامعات العربية، وأخص بالذكر أستاذي الدكتور: محمود العزب، الذي فتح لي بيته ومكتبته واعتكف معي الساعات الطوال مع ترجمة كثير من مواد هذا البحث في مظانها الأصلية، بل وكان له الفضل في تعريفي بأصدقائه أساتذة اللغات في الجامعات المصرية.
فجزاهم الله عني وعن هذا البحث وعن العلم وأهله خير الجزاء وأوفر العطاء.
والله أسأل أن أكون قد وفّقت فيما قمت به من عمل، وما قدمته من جهد، وحسبي أنني طالب علم مجتهد، قدم ما في وسعه، فإن أصاب فله أجران، وإن كانت الأخرى فلن يحرم الأجر إن شاء الله. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
محمد السيد علي بلاسي الزقازيق في: غرّة رجب 1410هـ.(1/20)
وختاما: لا يسعني بعد هذه الرحلة الطويلة مع هذا الموضوع الشيّق
والشائك في نفس الوقت إلا أن أشكر أستاذي المفضال الأستاذ الدكتور:
أمين محمد فاخر، المشرف على هذا البحث، الذي فتح صدره لي، وأعطاني الكثير من وقته، رغم انشغاله بمهام عمله كعميد لكلية اللغة العربية جامعة الأزهر.
كما أشكر كلّ أساتذة اللغات الذين رجعت إليهم عند توثيقي للكلمات المعرّبة في القرآن في الجامعات المصرية وبعض الجامعات العربية، وأخص بالذكر أستاذي الدكتور: محمود العزب، الذي فتح لي بيته ومكتبته واعتكف معي الساعات الطوال مع ترجمة كثير من مواد هذا البحث في مظانها الأصلية، بل وكان له الفضل في تعريفي بأصدقائه أساتذة اللغات في الجامعات المصرية.
فجزاهم الله عني وعن هذا البحث وعن العلم وأهله خير الجزاء وأوفر العطاء.
والله أسأل أن أكون قد وفّقت فيما قمت به من عمل، وما قدمته من جهد، وحسبي أنني طالب علم مجتهد، قدم ما في وسعه، فإن أصاب فله أجران، وإن كانت الأخرى فلن يحرم الأجر إن شاء الله. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
محمد السيد علي بلاسي الزقازيق في: غرّة رجب 1410هـ.(1/20)
الفصل الأول اللّغة العربيّة والدّخيل
ويحتوي على أربعة مباحث:
المبحث الأول: اللّغة العربيّة حتى نزول القرآن الكريم.
المبحث الثاني: الدخيل في اللغة العربيّة.
المبحث الثالث: دلالة الألفاظ وتطورها.
المبحث الرابع: اللّغات التي أثّرت في العربية قبل نزول القرآن.(1/21)
الفصل الأول اللّغة العربيّة والدّخيل
ويحتوي على أربعة مباحث:
المبحث الأول: اللّغة العربيّة حتى نزول القرآن الكريم.
المبحث الثاني: الدخيل في اللغة العربيّة.
المبحث الثالث: دلالة الألفاظ وتطورها.
المبحث الرابع: اللّغات التي أثّرت في العربية قبل نزول القرآن.(1/21)
المبحث الأول اللّغة العربيّة حتى نزول القرآن الكريم
العربية بين أخواتها السامية:
يطلق الآن لقب الساميين على الشعوب الآرامية والفينيقية والعبرية والعربية واليمنية والبابلية الأشورية وما انحدر من هذه الشعوب.
وأول من استخدم هذا الوصف في إطلاقه على الشعوب السابقة العالم الألماني شلوتزر في أواخر القرن الثامن عشر، وقد اقتبسه مما ورد في سفر التكوين بصدد أولاد نوح الثلاثة (سام وحام ويافث) والشعوب التي انحدرت من كل ولد منهم (1).
وتعتبر العربية من أقدم اللغات السامية نشأة، وإن كان ما وصلنا منها من آثار لغوية يرجع إلى فترة متأخرة كثيرا عن غيرها من اللغات (2) حيث إن «أقدم
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 6، ط. دار نهضة مصر. د. ت. وانظر: الكتاب المقدس: سفر التكوين، الإصحاح العاشر، آية: 1، ص 16، ط. دار حلمي. ولمزيد من التفصيل راجع: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 47وما بعدها ط 10دار العلم للملايين ببيروت سنة 1983ميلادي.
(2) محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر، ص 90، بدون طباعة سنة 1978ميلادي. وقارن ب: الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين: عباس محمود العقاد، ص 9وما بعدها، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب (المكتبة الثقافية 1) واللغة العربية أم اللغات ولغة البشرية: إسماعيل العرفي، ص 12وما بعدها، الطبعة الأولى دار الفكر بدمشق سنة 1406هـ.(1/23)
المبحث الأول اللّغة العربيّة حتى نزول القرآن الكريم
العربية بين أخواتها السامية:
يطلق الآن لقب الساميين على الشعوب الآرامية والفينيقية والعبرية والعربية واليمنية والبابلية الأشورية وما انحدر من هذه الشعوب.
وأول من استخدم هذا الوصف في إطلاقه على الشعوب السابقة العالم الألماني شلوتزر في أواخر القرن الثامن عشر، وقد اقتبسه مما ورد في سفر التكوين بصدد أولاد نوح الثلاثة (سام وحام ويافث) والشعوب التي انحدرت من كل ولد منهم (1).
وتعتبر العربية من أقدم اللغات السامية نشأة، وإن كان ما وصلنا منها من آثار لغوية يرجع إلى فترة متأخرة كثيرا عن غيرها من اللغات (2) حيث إن «أقدم
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 6، ط. دار نهضة مصر. د. ت. وانظر: الكتاب المقدس: سفر التكوين، الإصحاح العاشر، آية: 1، ص 16، ط. دار حلمي. ولمزيد من التفصيل راجع: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 47وما بعدها ط 10دار العلم للملايين ببيروت سنة 1983ميلادي.
(2) محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر، ص 90، بدون طباعة سنة 1978ميلادي. وقارن ب: الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين: عباس محمود العقاد، ص 9وما بعدها، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب (المكتبة الثقافية 1) واللغة العربية أم اللغات ولغة البشرية: إسماعيل العرفي، ص 12وما بعدها، الطبعة الأولى دار الفكر بدمشق سنة 1406هـ.(1/23)
ما عثر عليه من نصوصها لا يكاد يجاوز القرن الثالث الميلادي، وليس معنى هذا أن اللغة العربية لم تكن موجودة قبل المسيحية، أو أنها أحدث من شقيقاتها السامية كالعبرية مثلا، بل يؤكد لنا المستشرقون أن اللغة العربية المألوفة لنا قد احتفظت بعناصر قديمة ترجع إلى السامية الأم أكثر مما احتفظت به الساميات الأخرى ولعل أوضح تفسير لندرة النصوص العربية التي يمكن أن ترجع إلى ما قبل ظهور المسيحية هو: شيوع الأمية في شبه الجزيرة، وأن العرب قبل الإسلام لم يكونوا أهل كتابة وقراءة (1).
ويرى كثير من علماء الساميات أن شبه الجزيرة العربية هو مهد الساميين الأول وبذلك تكون العربية أقدم الساميات على الإطلاق، ولكن المعروف عن ماضي هذه اللغة قليل جدا، وهناك حقب طويلة مجهولة في تاريخ العربية (2).
وإذا أردنا أن نصف شجرة اللغات السامية لنرى كيف تفرعت عنها لغتنا العربية، وجدنا تلك اللغات في أصل نشأتها تنقسم إلى:
أشرقية: وهي اللغات البابلية الآشورية.
ب غربية: وتنقسم إلى شعبتين:
1 - شمالية: وتحتوي على الكنعانية والآرامية.
2 - جنوبية: وتشمل شقي لغتنا الخالدة وهما:
أالعربية الجنوبية: ويطلق عليها العلماء اسم «اليمنية القديمة» أو «القحطانية»، ويلقبها بعضهم أحيانا «بالسبئية» تسمية لها بإحدى لهجاتها الشهيرة التي تغلبت عليها جميعا في صراعها معها.
وأهم اللهجات العربية الجنوبية أربع: المعينية، والسبئية، والحضرمية، والقتبانية.
__________
(1) في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس، ص 33، ط 6الأنجلو المصرية سنة 1984ميلادي.
(2) محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر ص 90بتصرف يسير.(1/24)
ما عثر عليه من نصوصها لا يكاد يجاوز القرن الثالث الميلادي، وليس معنى هذا أن اللغة العربية لم تكن موجودة قبل المسيحية، أو أنها أحدث من شقيقاتها السامية كالعبرية مثلا، بل يؤكد لنا المستشرقون أن اللغة العربية المألوفة لنا قد احتفظت بعناصر قديمة ترجع إلى السامية الأم أكثر مما احتفظت به الساميات الأخرى ولعل أوضح تفسير لندرة النصوص العربية التي يمكن أن ترجع إلى ما قبل ظهور المسيحية هو: شيوع الأمية في شبه الجزيرة، وأن العرب قبل الإسلام لم يكونوا أهل كتابة وقراءة (1).
ويرى كثير من علماء الساميات أن شبه الجزيرة العربية هو مهد الساميين الأول وبذلك تكون العربية أقدم الساميات على الإطلاق، ولكن المعروف عن ماضي هذه اللغة قليل جدا، وهناك حقب طويلة مجهولة في تاريخ العربية (2).
وإذا أردنا أن نصف شجرة اللغات السامية لنرى كيف تفرعت عنها لغتنا العربية، وجدنا تلك اللغات في أصل نشأتها تنقسم إلى:
أشرقية: وهي اللغات البابلية الآشورية.
ب غربية: وتنقسم إلى شعبتين:
1 - شمالية: وتحتوي على الكنعانية والآرامية.
2 - جنوبية: وتشمل شقي لغتنا الخالدة وهما:
أالعربية الجنوبية: ويطلق عليها العلماء اسم «اليمنية القديمة» أو «القحطانية»، ويلقبها بعضهم أحيانا «بالسبئية» تسمية لها بإحدى لهجاتها الشهيرة التي تغلبت عليها جميعا في صراعها معها.
وأهم اللهجات العربية الجنوبية أربع: المعينية، والسبئية، والحضرمية، والقتبانية.
__________
(1) في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس، ص 33، ط 6الأنجلو المصرية سنة 1984ميلادي.
(2) محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر ص 90بتصرف يسير.(1/24)
ب العربية الشمالية: ولا نكاد نعرف شيئا عن نشأتها والمراحل التي اجتازتها في عصورها الأولى، وهي قسمان:
1 - العربية البائدة: التي لا يتجاوز أقدم ما وصلنا من نقوشها القرن الأول ق. م. وأهم لهجاتها: الثمودية، والصفوية، واللحيانية.
2 - العربية الباقية: التي لا تجاوز آثارها القرن الخامس بعد الميلاد (1).
على أن هناك من علماء اللغات السامية (2) من يعترض على تقسيم اللغة العربية إلى شمالية وجنوبية، حيث إنه لا يقوم على أسس صحيحة فليس من اليسير فصل الشمال عن الجنوب، وقد كانت القبائل العربية تضرب في أرجاء الجزيرة لا حدود ولا قيود، فتختلط وتتمازج، وكذلك لهجاتها، وأن عربية الشمال قد سادت في العصور القريبة من ظهور الإسلام، وأن العربية الباقية مزيج من اللهجات الجنوبية والشمالية، وأن الأوفق التقسيم إلى: عربية بائدة، وعربية باقية (3).
والعربية الباقية: هي التي استخدمها العرب لغة كتابة وتدوين وتأليف حتى اليوم، وهي التي وصلتنا عن طريق الشعر الجاهلي والقرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تنصرف إليها كلمة «العربية» عند إطلاقها. وتتكون هذه من لهجات مختلفة معظمها من شمال الجزيرة وبعضها من جنوب الجزيرة امتزج بعضها ببعض وصارت لغة واحدة (4).
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 5849، باختصار، فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.
(2) وهو: أ. ولفنسون.
(3) محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر، ص 90. ولمزيد من التفصيل راجع:
تارخ اللغات السامية: أ. ولفنسون ص 163، 166، ط 1دار القلم سنة 1980ميلادي.
(4) فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 71بتصرف يسير، ط. الأمانة سنة 1404هـ.
وقارن ب: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 59وما بعدها.(1/25)
ب العربية الشمالية: ولا نكاد نعرف شيئا عن نشأتها والمراحل التي اجتازتها في عصورها الأولى، وهي قسمان:
1 - العربية البائدة: التي لا يتجاوز أقدم ما وصلنا من نقوشها القرن الأول ق. م. وأهم لهجاتها: الثمودية، والصفوية، واللحيانية.
2 - العربية الباقية: التي لا تجاوز آثارها القرن الخامس بعد الميلاد (1).
على أن هناك من علماء اللغات السامية (2) من يعترض على تقسيم اللغة العربية إلى شمالية وجنوبية، حيث إنه لا يقوم على أسس صحيحة فليس من اليسير فصل الشمال عن الجنوب، وقد كانت القبائل العربية تضرب في أرجاء الجزيرة لا حدود ولا قيود، فتختلط وتتمازج، وكذلك لهجاتها، وأن عربية الشمال قد سادت في العصور القريبة من ظهور الإسلام، وأن العربية الباقية مزيج من اللهجات الجنوبية والشمالية، وأن الأوفق التقسيم إلى: عربية بائدة، وعربية باقية (3).
والعربية الباقية: هي التي استخدمها العرب لغة كتابة وتدوين وتأليف حتى اليوم، وهي التي وصلتنا عن طريق الشعر الجاهلي والقرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تنصرف إليها كلمة «العربية» عند إطلاقها. وتتكون هذه من لهجات مختلفة معظمها من شمال الجزيرة وبعضها من جنوب الجزيرة امتزج بعضها ببعض وصارت لغة واحدة (4).
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 5849، باختصار، فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.
(2) وهو: أ. ولفنسون.
(3) محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر، ص 90. ولمزيد من التفصيل راجع:
تارخ اللغات السامية: أ. ولفنسون ص 163، 166، ط 1دار القلم سنة 1980ميلادي.
(4) فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 71بتصرف يسير، ط. الأمانة سنة 1404هـ.
وقارن ب: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 59وما بعدها.(1/25)
شجرة اللغات السامية (1)
(شكل: 3)
نشأة العربية وتطورها:
ليس في مقدور الباحث اليوم أن يكشف أطوار النشأة الأولى للغة العربية لأن التاريخ لم يسايرها إلا وهي في وفرة الشباب والنماء. فضلا عن أن النصوص الحجرية التي أخرجت من بطون الجزيرة لا تزال لندرتها قليلة الغناء (2).
وهكذا شأن جميع اللغات، فتاريخ اللغات يحيطه الغموض لتغلغله في أزمان سحيقة ولذلك لا نكاد على وجه التحديد نعرف عصر الطفولة للغة ما على نحو واضح ودقيق!
إلا أن التاريخ يشير إلى أن اللاغين باللغة العربية ينحدرون من ولد
__________
(1) نقلا عن كتاب: كتاب دراسات في فقه اللغة ص 71.
(2) تاريخ الأدب العربي: أحمد حسن الزيات، ص 13و 14، ط 25دار نهضة مصر، د. ت.(1/26)
شجرة اللغات السامية (1)
(شكل: 3)
نشأة العربية وتطورها:
ليس في مقدور الباحث اليوم أن يكشف أطوار النشأة الأولى للغة العربية لأن التاريخ لم يسايرها إلا وهي في وفرة الشباب والنماء. فضلا عن أن النصوص الحجرية التي أخرجت من بطون الجزيرة لا تزال لندرتها قليلة الغناء (2).
وهكذا شأن جميع اللغات، فتاريخ اللغات يحيطه الغموض لتغلغله في أزمان سحيقة ولذلك لا نكاد على وجه التحديد نعرف عصر الطفولة للغة ما على نحو واضح ودقيق!
إلا أن التاريخ يشير إلى أن اللاغين باللغة العربية ينحدرون من ولد
__________
(1) نقلا عن كتاب: كتاب دراسات في فقه اللغة ص 71.
(2) تاريخ الأدب العربي: أحمد حسن الزيات، ص 13و 14، ط 25دار نهضة مصر، د. ت.(1/26)
سام بن نوح عليه السلام وهم عاد وثمود وجرهم الأولى ووبار وغيرها، ثم انتقلت من بقاياها بعد أن انقرضت إلى بني قحطان، فنشأت منها الحميرية لغة أهل اليمن، ثم انتقلت من الجنوب إلى الشمال فتعلمها أولاد إسماعيل عليه السلام بالحجاز (1).
ويرى بعض الباحثين المحدثين: أن العربية نشأت على ما يبدو ضعيفة محدودة في ألفاظها وتصرفاتها لأن مظاهر الحياة آنذاك كانت محدودة. وفي غضون قرون عديدة تشعبت حاجات أهلها، وكثرت متطلباتهم تبعا لنموهم المطرد، وتنقلاتهم في موطنهم (شبه الجزيرة العربية) من مكان إلى آخر وهذا يدعو إلى ابتكار لغوي جديد يعبر عما يريدون من رغبات، فكثرت الألفاظ والتصرفات اللغوية وظهرت لهجات عربية في أماكن متفرقة، وبهذا تكون اللغة قد دخلت مرحلة أخرى هي مرحلة الصبا.
كما يرى الباحث أن التقاء القبائل العربية بعضها ببعض في الأسواق وغيرها كان عاملا مهما في ذيوع الألفاظ والتراكيب، والاستعمالات اللغوية بينها (2).
وقد أدى التقاء القبائل العربية وشيوع الأساليب إلى تهيئة الجو للاستقرار، والنضج اللغوي بعد أن وصل القوم إلى درجة من الحضارة فصارت اللغة أكثر استعدادا لظهور الضوابط والمقاييس، وبروزها كلغة كتابة وشعر، وتلك هي المرحلة التي يسميها الباحثون (3).
__________
(1) اللغة العربية خصائصها وسماتها: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 121، بتصرف، ط 3، مطبعة الحضارة العربية سنة 1406هـ، نقلا عن: دراسات في العربية وتاريخها: للإمام محمد الخضر حسين، ص 120و 121. ولمزيد من التفصيل راجع ص 112وما بعدها من كتاب اللغة العربية خصائصها وسماتها المذكور.
(2) اللغة العربية خصائصها وسماتها: د. عبد الغفار حامد هلال ص 121، 122.
(3) اللغة العربية خصائصها وسماتها ص 122نقلا عن المدخل إلى النحو العربي: عبد المجيد عابدين، ص 33.(1/27)
سام بن نوح عليه السلام وهم عاد وثمود وجرهم الأولى ووبار وغيرها، ثم انتقلت من بقاياها بعد أن انقرضت إلى بني قحطان، فنشأت منها الحميرية لغة أهل اليمن، ثم انتقلت من الجنوب إلى الشمال فتعلمها أولاد إسماعيل عليه السلام بالحجاز (1).
ويرى بعض الباحثين المحدثين: أن العربية نشأت على ما يبدو ضعيفة محدودة في ألفاظها وتصرفاتها لأن مظاهر الحياة آنذاك كانت محدودة. وفي غضون قرون عديدة تشعبت حاجات أهلها، وكثرت متطلباتهم تبعا لنموهم المطرد، وتنقلاتهم في موطنهم (شبه الجزيرة العربية) من مكان إلى آخر وهذا يدعو إلى ابتكار لغوي جديد يعبر عما يريدون من رغبات، فكثرت الألفاظ والتصرفات اللغوية وظهرت لهجات عربية في أماكن متفرقة، وبهذا تكون اللغة قد دخلت مرحلة أخرى هي مرحلة الصبا.
كما يرى الباحث أن التقاء القبائل العربية بعضها ببعض في الأسواق وغيرها كان عاملا مهما في ذيوع الألفاظ والتراكيب، والاستعمالات اللغوية بينها (2).
وقد أدى التقاء القبائل العربية وشيوع الأساليب إلى تهيئة الجو للاستقرار، والنضج اللغوي بعد أن وصل القوم إلى درجة من الحضارة فصارت اللغة أكثر استعدادا لظهور الضوابط والمقاييس، وبروزها كلغة كتابة وشعر، وتلك هي المرحلة التي يسميها الباحثون (3).
__________
(1) اللغة العربية خصائصها وسماتها: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 121، بتصرف، ط 3، مطبعة الحضارة العربية سنة 1406هـ، نقلا عن: دراسات في العربية وتاريخها: للإمام محمد الخضر حسين، ص 120و 121. ولمزيد من التفصيل راجع ص 112وما بعدها من كتاب اللغة العربية خصائصها وسماتها المذكور.
(2) اللغة العربية خصائصها وسماتها: د. عبد الغفار حامد هلال ص 121، 122.
(3) اللغة العربية خصائصها وسماتها ص 122نقلا عن المدخل إلى النحو العربي: عبد المجيد عابدين، ص 33.(1/27)
هذا وتمشيا مع سنّة الارتقاء، فلقد ارتقت العربية قبل ظهور الإسلام ارتقاء كبيرا، بلغت به القمة في التعبير عن المعاني المختلفة، المحسوسة أو المعقولة، في ألفاظ جزلة، وعبارات متآخية، وكلمات عذبة، ولعله فيما نرى كان تهيئة وإرهاصا لنزول القرآن الكريم بها ليتحدى من يملكون ناصية هذه اللغة في مجال فصاحة الكلمة، وبلاغة المعنى، وجمال الأسلوب (1).
وبهذا «دخلت العربية في أهم دور يحق علينا أن نسميه عصر شبابها» (2).
وبعد هذا، استطاعت اللغة العربية أن تستقي من المعجزة الخالدة (القرآن الكريم) ما أعانها على التطور العجيب في صيغها وتراكيبها ومفرداتها، وأساليبها فبلغت بالقرآن الكريم درجة من الرقي ليس بعدها درجة (3).
أطوار اللغة العربية:
لقد عرفنا مما سبق: أن اللغة العربية قد نشأت في أقدم مواطن الساميين بلاد الحجاز ونجد وما إليها، وأن طفولتها ونشأتها قد اكتنفتهما غيامة من غموض. كما علمنا: أن أقدم ما وصل إلينا من آثار العربية البائدة لا يتجاوز القرن الأول ق. م. وأقدم ما وصل إلينا من آثار العربية الباقية لا يكاد يتجاوز القرن الخامس بعد الميلاد.
وعلى ضوء ما وصل إلينا من آثارها يمكن تقسيمها إلى قسمين (4):
__________
(1) دفاع عن كتاب الله تعالى: «قضية الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم» د. عبد العال سالم مكرم، مقال منشور بمجلة الوعي الإسلامي: العدد 82، شوال 1391هـ، ص 12بتصرف.
(2) اللغة العربية خصائصها وسماتها: ص 123، نقلا عن دراسات في العربية وتاريخها ص 122.
(3) دفاع عن كتاب الله تعالى: مجلة الوعي الإسلامي: العدد 82، ص 12بتصرف.
(4) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 97بتصرف ولمزيد من التفصيل راجع: ص 97، وما بعدها من هذا الكتاب. ودراسات في فقه اللغة: ص 54وما بعدها، وفقه اللغة العربية: د.
إبراهيم محمد نجا، ط. أولى مطبعة السعادة سنة 1965ميلادي ص 39وما بعدها. وتاريخ اللغات السامية: ص 161وما بعدها، واللغة العربية عبر القرون: د. محمود فهمي(1/28)
هذا وتمشيا مع سنّة الارتقاء، فلقد ارتقت العربية قبل ظهور الإسلام ارتقاء كبيرا، بلغت به القمة في التعبير عن المعاني المختلفة، المحسوسة أو المعقولة، في ألفاظ جزلة، وعبارات متآخية، وكلمات عذبة، ولعله فيما نرى كان تهيئة وإرهاصا لنزول القرآن الكريم بها ليتحدى من يملكون ناصية هذه اللغة في مجال فصاحة الكلمة، وبلاغة المعنى، وجمال الأسلوب (1).
وبهذا «دخلت العربية في أهم دور يحق علينا أن نسميه عصر شبابها» (2).
وبعد هذا، استطاعت اللغة العربية أن تستقي من المعجزة الخالدة (القرآن الكريم) ما أعانها على التطور العجيب في صيغها وتراكيبها ومفرداتها، وأساليبها فبلغت بالقرآن الكريم درجة من الرقي ليس بعدها درجة (3).
أطوار اللغة العربية:
لقد عرفنا مما سبق: أن اللغة العربية قد نشأت في أقدم مواطن الساميين بلاد الحجاز ونجد وما إليها، وأن طفولتها ونشأتها قد اكتنفتهما غيامة من غموض. كما علمنا: أن أقدم ما وصل إلينا من آثار العربية البائدة لا يتجاوز القرن الأول ق. م. وأقدم ما وصل إلينا من آثار العربية الباقية لا يكاد يتجاوز القرن الخامس بعد الميلاد.
وعلى ضوء ما وصل إلينا من آثارها يمكن تقسيمها إلى قسمين (4):
__________
(1) دفاع عن كتاب الله تعالى: «قضية الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم» د. عبد العال سالم مكرم، مقال منشور بمجلة الوعي الإسلامي: العدد 82، شوال 1391هـ، ص 12بتصرف.
(2) اللغة العربية خصائصها وسماتها: ص 123، نقلا عن دراسات في العربية وتاريخها ص 122.
(3) دفاع عن كتاب الله تعالى: مجلة الوعي الإسلامي: العدد 82، ص 12بتصرف.
(4) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 97بتصرف ولمزيد من التفصيل راجع: ص 97، وما بعدها من هذا الكتاب. ودراسات في فقه اللغة: ص 54وما بعدها، وفقه اللغة العربية: د.
إبراهيم محمد نجا، ط. أولى مطبعة السعادة سنة 1965ميلادي ص 39وما بعدها. وتاريخ اللغات السامية: ص 161وما بعدها، واللغة العربية عبر القرون: د. محمود فهمي(1/28)
أالعربية البائدة:
أو «عربية النقوش» وهي التي لا نعرف تاريخها على وجه محقق، سوى ما قص علينا في الكتب السماوية، وما عثر عليه من النقوش والآثار في شمال الجزيرة العربية (1).
ومن أشهر هذه النقوش التي يقال إنها تمثل اللغة العربية قبل الأدب الجاهلي ثلاثة نقوش:
1 - نقش «النمارة»: وهو قصر صغير بالقرب من دمشق لامرئ القيس أحد ملوك الحيرة. ويبدأ النقش بالنص التالي: «تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج
نقش «النمارة» (شكل: 4)
ويرجع تاريخ هذا النقش كما يؤكد الدارسون إلى سنة 328م. ويلاحظ أن به كلمة «بر» بمعنى «ابن» وكلمة «بر» هذه هي الصورة الآرامية لكلمة «ابن» المألوفة في كثير من الساميات الأخرى.
2 - نقش «زيد»: وهي أطلال بالقرب من حلب، ويسجل هذا النقش تاريخ تشييد كنيسة في تلك المنطقة، ويرجع تاريخه إلى سنة 512ميلادي.
__________
حجازي، ص 37وما بعدها، ط. دار الثقافة سنة 1978ميلادي. ومحاضرات في اللهجات العربية: ص 90، وما بعدها، وبحوث في أسرار اللسان العربي: د. محمد عبد الحفيظ العريان، ص 33وما بعدها الطبعة الأولى سنة 1403هـ.
(1) فقه اللغة العربية: ص 39.(1/29)
أالعربية البائدة:
أو «عربية النقوش» وهي التي لا نعرف تاريخها على وجه محقق، سوى ما قص علينا في الكتب السماوية، وما عثر عليه من النقوش والآثار في شمال الجزيرة العربية (1).
ومن أشهر هذه النقوش التي يقال إنها تمثل اللغة العربية قبل الأدب الجاهلي ثلاثة نقوش:
1 - نقش «النمارة»: وهو قصر صغير بالقرب من دمشق لامرئ القيس أحد ملوك الحيرة. ويبدأ النقش بالنص التالي: «تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج
نقش «النمارة» (شكل: 4)
ويرجع تاريخ هذا النقش كما يؤكد الدارسون إلى سنة 328م. ويلاحظ أن به كلمة «بر» بمعنى «ابن» وكلمة «بر» هذه هي الصورة الآرامية لكلمة «ابن» المألوفة في كثير من الساميات الأخرى.
2 - نقش «زيد»: وهي أطلال بالقرب من حلب، ويسجل هذا النقش تاريخ تشييد كنيسة في تلك المنطقة، ويرجع تاريخه إلى سنة 512ميلادي.
__________
حجازي، ص 37وما بعدها، ط. دار الثقافة سنة 1978ميلادي. ومحاضرات في اللهجات العربية: ص 90، وما بعدها، وبحوث في أسرار اللسان العربي: د. محمد عبد الحفيظ العريان، ص 33وما بعدها الطبعة الأولى سنة 1403هـ.
(1) فقه اللغة العربية: ص 39.(1/29)
نقش «زيد» (شكل: 5)
3 - نقش «حران»: وقد كشف «بحران اللجافي» المنطقة الشمالية من جبل الدروز جنوب دمشق وكانت كتابة حران منقوشة على حجر فوق باب كنيسة، ونص هذا النقش كما يلي: «أنا شرحبيل بن ظلموا (ظالم) بنيت ذا المرطول سنت (سنة) 463بعد مفسد خيبر بعم (بعام)»
نقش «حران» (شكل: 6).
ويلاحظ أن به كلمات لا تعرفها العربية مثل كلمة «المرطول» بمعنى الكنيسة، كما نرى فيه كلمة «بر» الآرامية (1).
هذا ويظهر من هذه النقوش أن المتكلمين بتلك اللهجات كانوا في عزلة عن عرب نجد والحجاز، وأنهم فقدوا كثيرا من مقوماتها العربية، وصبغوا بالحضارة الآرامية والنبطية، حتى إنهم ليؤرخون نقوشهم بحرب النبط وتاريخ بصرى وحرب الفرس والروم (2).
__________
(1) راجع: تاريخ اللغات السامية: ص 192189. وفي اللهجات العربية ص 34، 35.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 99.(1/30)
نقش «زيد» (شكل: 5)
3 - نقش «حران»: وقد كشف «بحران اللجافي» المنطقة الشمالية من جبل الدروز جنوب دمشق وكانت كتابة حران منقوشة على حجر فوق باب كنيسة، ونص هذا النقش كما يلي: «أنا شرحبيل بن ظلموا (ظالم) بنيت ذا المرطول سنت (سنة) 463بعد مفسد خيبر بعم (بعام)»
نقش «حران» (شكل: 6).
ويلاحظ أن به كلمات لا تعرفها العربية مثل كلمة «المرطول» بمعنى الكنيسة، كما نرى فيه كلمة «بر» الآرامية (1).
هذا ويظهر من هذه النقوش أن المتكلمين بتلك اللهجات كانوا في عزلة عن عرب نجد والحجاز، وأنهم فقدوا كثيرا من مقوماتها العربية، وصبغوا بالحضارة الآرامية والنبطية، حتى إنهم ليؤرخون نقوشهم بحرب النبط وتاريخ بصرى وحرب الفرس والروم (2).
__________
(1) راجع: تاريخ اللغات السامية: ص 192189. وفي اللهجات العربية ص 34، 35.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 99.(1/30)
ب العربية الباقية:
وهي التي تنصرف إليها كلمة العربية عند إطلاقها، والتي لا تزال تستخدم عندنا وعند الأمم العربية الأخرى لغة أدب وكتابة وتأليف.
ولا نعلم شيئا عن طفولة هذه اللغة إذ لم يعثر العلماء في مواطنها الأولى بنجد والحجاز، على آثار منقوشة أو مكتوبة تلقي ضوءا على حالتها الأولى.
وأقدم ما وصل إلينا من آثارها هو ما يعرف بالأدب الجاهلي، وهو آثار أدبية تنسب إلى طائفة من شعراء العصر الجاهلي وحكمائه وخطبائه، ولكنها لم تجمع وتدون إلا في القرون الأولى للعصر الإسلامي. ويرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الخامس بعد الميلاد على أبعد تقدير. وهي تمثل هذه اللغة في عنفوان اكتمالها وعظمتها بعد أن اجتازت مراحل كثيرة في التطور والارتقاء، وبعد أن تغلبت لهجة من لهجاتها وهي لهجة قريش على أخواتها، واستأثرت بميادين الأدب شعرها وخطابتها ونثرها في مختلف القبائل العربية (1) ذلك لأن «لغة قريش هذه قد كفلت لها أسباب السيادة لما كان لأصحابها من مكانة ونفوذ في مختلف المجالات: دينية واقتصادية وسياسية ولغوية «ولغة قريش بهذه الصورة أمشاج ممتزجة من لغات القبائل التي كانت ترد إلى مكة للحج (2)»، فلقد كانت العرب تحضر الموسم من كل عام، وتحج البيت في الجاهلية، وقريش يسمعون لغات العرب، فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به، فصاروا أفصح العرب، وخلت لغتهم من مستبشع اللغات، ومستقبح الألفاظ» (3)، فهذا هو سر
__________
(1) المصدر السابق ص 107، 108بتصرف.
(2) محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر، ص 100. ولمزيد من التفصيل راجع: فقه اللغة ص 108، وما بعدها. وتاريخ الأدب العربي: أحمد حسن الزيات ص 15وما بعدها. وبحوث في أسرار اللسان العربي ص 35وما بعدها. وفي اللهجات العربية: ص 39وما بعدها. ومن قضايا فقه العربية: د. محمد السيد عطية بكر، وما بعدها ط. أولى مؤسسة الرياض 1407هـ.
(3) المزهر: للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين، 1/ 221، دار التراث.(1/31)
ب العربية الباقية:
وهي التي تنصرف إليها كلمة العربية عند إطلاقها، والتي لا تزال تستخدم عندنا وعند الأمم العربية الأخرى لغة أدب وكتابة وتأليف.
ولا نعلم شيئا عن طفولة هذه اللغة إذ لم يعثر العلماء في مواطنها الأولى بنجد والحجاز، على آثار منقوشة أو مكتوبة تلقي ضوءا على حالتها الأولى.
وأقدم ما وصل إلينا من آثارها هو ما يعرف بالأدب الجاهلي، وهو آثار أدبية تنسب إلى طائفة من شعراء العصر الجاهلي وحكمائه وخطبائه، ولكنها لم تجمع وتدون إلا في القرون الأولى للعصر الإسلامي. ويرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الخامس بعد الميلاد على أبعد تقدير. وهي تمثل هذه اللغة في عنفوان اكتمالها وعظمتها بعد أن اجتازت مراحل كثيرة في التطور والارتقاء، وبعد أن تغلبت لهجة من لهجاتها وهي لهجة قريش على أخواتها، واستأثرت بميادين الأدب شعرها وخطابتها ونثرها في مختلف القبائل العربية (1) ذلك لأن «لغة قريش هذه قد كفلت لها أسباب السيادة لما كان لأصحابها من مكانة ونفوذ في مختلف المجالات: دينية واقتصادية وسياسية ولغوية «ولغة قريش بهذه الصورة أمشاج ممتزجة من لغات القبائل التي كانت ترد إلى مكة للحج (2)»، فلقد كانت العرب تحضر الموسم من كل عام، وتحج البيت في الجاهلية، وقريش يسمعون لغات العرب، فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به، فصاروا أفصح العرب، وخلت لغتهم من مستبشع اللغات، ومستقبح الألفاظ» (3)، فهذا هو سر
__________
(1) المصدر السابق ص 107، 108بتصرف.
(2) محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر، ص 100. ولمزيد من التفصيل راجع: فقه اللغة ص 108، وما بعدها. وتاريخ الأدب العربي: أحمد حسن الزيات ص 15وما بعدها. وبحوث في أسرار اللسان العربي ص 35وما بعدها. وفي اللهجات العربية: ص 39وما بعدها. ومن قضايا فقه العربية: د. محمد السيد عطية بكر، وما بعدها ط. أولى مؤسسة الرياض 1407هـ.
(3) المزهر: للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين، 1/ 221، دار التراث.(1/31)
فصاحتها، فضلا عن أن قريشا باعتراف من جميع القبائل وبطواعية واختيار من مختلف لهجاتها كانت أغزرها مادة، وأرقها أسلوبا، وأغناها ثروة، وأقدرها على التعبير الجميل الدقيق الأنيق في أفانين القول المختلفة (1)، «فقد ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجع قيس، وعجرفية ضبة، وتلتلة بهراء» (2) وبذلك أصبحت القرشية في وقت من الأوقات وهي اللغة الموحدة بين لغات العرب جميعا ولا غرو إذن بعد هذا كله إذا نزل القرآن بلغة العرب المثالية، وبارك توحدها، وسما بها إلى الذروة العليا من الكمال بعد أن كانت لهجة محدودة لإحدى قبائل العرب، ثم لا غرابة إذا تعددت وجوه قراءاته، تخفيفا على القبائل، وحلّا لمعضلة تباين اللهجات (3)
__________
(1) راجع: دراسات في فقه اللغة ص 67.
(2) الخصائص: لابن جني، تحقيق محمد علي النجار 1/ 411، ط 3عالم الكتب سنة 1403هـ.
(3) دراسات في فقه اللغة: ص 70. ولمزيد من التفصيل راجع: العربية لغة القرآن الكريم. رابح لطفي جمعة، مقال منشور بمجلة «الدارة»: العدد 3، السنة 13، ربيع الآخر 1408هـ، ص 9.(1/32)
فصاحتها، فضلا عن أن قريشا باعتراف من جميع القبائل وبطواعية واختيار من مختلف لهجاتها كانت أغزرها مادة، وأرقها أسلوبا، وأغناها ثروة، وأقدرها على التعبير الجميل الدقيق الأنيق في أفانين القول المختلفة (1)، «فقد ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجع قيس، وعجرفية ضبة، وتلتلة بهراء» (2) وبذلك أصبحت القرشية في وقت من الأوقات وهي اللغة الموحدة بين لغات العرب جميعا ولا غرو إذن بعد هذا كله إذا نزل القرآن بلغة العرب المثالية، وبارك توحدها، وسما بها إلى الذروة العليا من الكمال بعد أن كانت لهجة محدودة لإحدى قبائل العرب، ثم لا غرابة إذا تعددت وجوه قراءاته، تخفيفا على القبائل، وحلّا لمعضلة تباين اللهجات (3)
__________
(1) راجع: دراسات في فقه اللغة ص 67.
(2) الخصائص: لابن جني، تحقيق محمد علي النجار 1/ 411، ط 3عالم الكتب سنة 1403هـ.
(3) دراسات في فقه اللغة: ص 70. ولمزيد من التفصيل راجع: العربية لغة القرآن الكريم. رابح لطفي جمعة، مقال منشور بمجلة «الدارة»: العدد 3، السنة 13، ربيع الآخر 1408هـ، ص 9.(1/32)
المبحث الثاني الدّخيل في اللّغة العربيّة
أالتأثير والتأثر بين اللغات:
إن تبادل التأثير والتأثر بين اللغات قانون اجتماعي إنساني، وإن اقتراض بعض اللغات من بعض ظاهرة إنسانية أقام عليها فقهاء اللغة المحدثون أدلة لا تحصى. والعربية في هذا المضمار ليست بدعا من اللغات الإنسانية، فهي جميعا تتبادل التأثر والتأثير، وهي جميعا تقرض غيرها وتقترض منه، متى تجاورت أو اتصل بعضها ببعض على أي وجه، وبأي سبب، ولأي غاية (1).
فإنه إذا احتكت لغة بأخرى أشرت كل منهما على صاحبتها حتى ذهب بعض علماء اللغة بناء على هذه الحقيقة: إلى أنه لا توجد لغة غير مختلطة (2).
فما من لغة قومية تستطيع الزعم أنها بريئة من كل دخيل عليها. حظ هذا الزعم صنو حظ العرقية. فلا وجود لعرقية صافية إذ لا وجود لدم صاف.
وهكذا اللغات فإنها تتداخل بعضها في بعض، بحكم تفاعل الحضارات وهكذا تعكس واقع الشعوب (3).
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 314، 315بتصرف، ط. العاشرة دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي. وراجع: من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109، وما بعدها، الطبعة الثالثة الأنجلو المصرية سنة 1966ميلادي.
(2) اللغة: فندريس، ص 349بتصرف، ترجمة الدواخلي والقصاص، ط. لجنة البيان العربي.
(3) دفاعا عن اللغة العربية: كمال الحاج، ص 143، منشورات عويدات، ط. الأولى سنة 1959ميلادي.(1/33)
المبحث الثاني الدّخيل في اللّغة العربيّة
أالتأثير والتأثر بين اللغات:
إن تبادل التأثير والتأثر بين اللغات قانون اجتماعي إنساني، وإن اقتراض بعض اللغات من بعض ظاهرة إنسانية أقام عليها فقهاء اللغة المحدثون أدلة لا تحصى. والعربية في هذا المضمار ليست بدعا من اللغات الإنسانية، فهي جميعا تتبادل التأثر والتأثير، وهي جميعا تقرض غيرها وتقترض منه، متى تجاورت أو اتصل بعضها ببعض على أي وجه، وبأي سبب، ولأي غاية (1).
فإنه إذا احتكت لغة بأخرى أشرت كل منهما على صاحبتها حتى ذهب بعض علماء اللغة بناء على هذه الحقيقة: إلى أنه لا توجد لغة غير مختلطة (2).
فما من لغة قومية تستطيع الزعم أنها بريئة من كل دخيل عليها. حظ هذا الزعم صنو حظ العرقية. فلا وجود لعرقية صافية إذ لا وجود لدم صاف.
وهكذا اللغات فإنها تتداخل بعضها في بعض، بحكم تفاعل الحضارات وهكذا تعكس واقع الشعوب (3).
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 314، 315بتصرف، ط. العاشرة دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي. وراجع: من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109، وما بعدها، الطبعة الثالثة الأنجلو المصرية سنة 1966ميلادي.
(2) اللغة: فندريس، ص 349بتصرف، ترجمة الدواخلي والقصاص، ط. لجنة البيان العربي.
(3) دفاعا عن اللغة العربية: كمال الحاج، ص 143، منشورات عويدات، ط. الأولى سنة 1959ميلادي.(1/33)
وقصارى القول: متى أتيح للغتين متجاورتين فرص للاحتكاك فلا مناص من تأثر كل منهما بالأخرى، سواء أتغلبت إحداهما أم كتب لكلتيهما البقاء.
غير أن هذا التأثر يختلف في الحالة الأولى عنه في الحالة الثانية. فإذا كان الفناء قد حق على إحداهما فإنها لا تقوى على مقاومة ما تقذفها به الثانية من مفردات وقواعد وأساليب، ولا تكاد تسيغ ما تتجرعه منها، فيتخمها ويضعف بنيتها فتخور قواها وتفنى أنسجتها الأصلية شيئا فشيئا حتى تزول على حين أن الغالبة تسيغ كل ما تأخذه من الأخرى مهما كبرت كميته وعظم شأنه، فيستحيل إلى عناصر من نوع عناصرها، فتزداد به قوة ونشاطا، وبدون أن تدع له مجالا للتأثير في بنيتها أو تغيير تكوينها الأصلي، كما كان شأن الإنكليزية والفرنسية الغالبتين من اللهجات السلتية المغلوبة بإيرلندا وويلز ومقاطعة البريتون وإذا كان البقاء قد كتب لكلتيهما، تعمد كل منهما إلى ما تأخذه من الأخرى فتسيغه وتقاوم آثاره الهدامة، فتبقى كل منهما متميزة الشخصية، موفورة القوى، سليمة البناء: كما كان شأن الفارسية مع التركية، والفرنسية مع الإيطالية والإسبانية والبرتغالية (1).
هذا، ومن المقرر أن المفردات التي تنتقل من لغة إلى غيرها من اللغات التي تلتقيها يتصل معظمها بأمور قد اختص بها أهل تلك اللغة أو امتازوا بإنتاجها وفي سبقهم الغير في ابتكارها.
لذا فقد انتقل إلى اليونانية ومنها إلى اللاتينية كثير من الكلمات الفينيقية المتصلة بشئون الملاحة البحرية لأن الفينيقيين هم الذين سبقوا غيرهم من الشعوب في هذا المضمار.
وقد أخذت اللغات الجرمانية عن اللاتينية كثيرا من المفردات المتصلة
__________
(1) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 246، 247، ط. التاسعة دار نهضة مصر بالفجالة، ولمزيد من التفصيل راجع ص 240وما بعدها. وراجع أيضا: الفصحى ولهجاتها: د.
عبد الفتاح البركاوي، ص 136، الطبعة الأولى.(1/34)
وقصارى القول: متى أتيح للغتين متجاورتين فرص للاحتكاك فلا مناص من تأثر كل منهما بالأخرى، سواء أتغلبت إحداهما أم كتب لكلتيهما البقاء.
غير أن هذا التأثر يختلف في الحالة الأولى عنه في الحالة الثانية. فإذا كان الفناء قد حق على إحداهما فإنها لا تقوى على مقاومة ما تقذفها به الثانية من مفردات وقواعد وأساليب، ولا تكاد تسيغ ما تتجرعه منها، فيتخمها ويضعف بنيتها فتخور قواها وتفنى أنسجتها الأصلية شيئا فشيئا حتى تزول على حين أن الغالبة تسيغ كل ما تأخذه من الأخرى مهما كبرت كميته وعظم شأنه، فيستحيل إلى عناصر من نوع عناصرها، فتزداد به قوة ونشاطا، وبدون أن تدع له مجالا للتأثير في بنيتها أو تغيير تكوينها الأصلي، كما كان شأن الإنكليزية والفرنسية الغالبتين من اللهجات السلتية المغلوبة بإيرلندا وويلز ومقاطعة البريتون وإذا كان البقاء قد كتب لكلتيهما، تعمد كل منهما إلى ما تأخذه من الأخرى فتسيغه وتقاوم آثاره الهدامة، فتبقى كل منهما متميزة الشخصية، موفورة القوى، سليمة البناء: كما كان شأن الفارسية مع التركية، والفرنسية مع الإيطالية والإسبانية والبرتغالية (1).
هذا، ومن المقرر أن المفردات التي تنتقل من لغة إلى غيرها من اللغات التي تلتقيها يتصل معظمها بأمور قد اختص بها أهل تلك اللغة أو امتازوا بإنتاجها وفي سبقهم الغير في ابتكارها.
لذا فقد انتقل إلى اليونانية ومنها إلى اللاتينية كثير من الكلمات الفينيقية المتصلة بشئون الملاحة البحرية لأن الفينيقيين هم الذين سبقوا غيرهم من الشعوب في هذا المضمار.
وقد أخذت اللغات الجرمانية عن اللاتينية كثيرا من المفردات المتصلة
__________
(1) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 246، 247، ط. التاسعة دار نهضة مصر بالفجالة، ولمزيد من التفصيل راجع ص 240وما بعدها. وراجع أيضا: الفصحى ولهجاتها: د.
عبد الفتاح البركاوي، ص 136، الطبعة الأولى.(1/34)
بالقضاء والتشريع ونظم الاجتماع وما إليها وذلك لأن الرومان كانوا مبرزين في جميع هذه النواحي.
ولهذا السبب انتقل إلى الفرنسية كثير من الكلمات الجرمانية المتصلة بشئون الحرب، وكثير من الكلمات الإيطالية المتصلة بالموسيقى والآثار والفنون الجميلة.
وكذلك انتقل إلى اللغات الأوروبية وغيرها، المفردات الإنكليزية المتصلة بالألعاب الرياضية، والمفردات الفرنسية المتعلقة بالأزياء وألوان الطعام.
ومن أجل هذا تنقل مع المنتجات الزراعية والصناعية أسماؤها في لغة المناطق التي ظهرت فيها لأول مرة اشتهرت بإنتاجها وذلك ككلمة «الشاي» مثلا فقد انتقلت إلى معظم لغات العالم من جزر ماليزيا التي كانت المصدر الأول لهذه المادة (1).
على أنه ينبغي أن يلاحظ أن الألفاظ الدخيلة التي تقتبسها لغة ما من أخرى، ينالها كثير من التحريف في أصواتها ودلالاتها وطريقة نطقها، فتبعد في جميع النواحي عن صورتها القديمة. وليست هذه الظاهرة مقصورة على الاقتباس الناشئ من الصراع بين لغتين كتب لإحداهما النصر، بل هو ظاهرة عامة تتحقق في جميع الحالات التي يحدث فيها انتقال مفرد من لغة إلى أخرى (2).
ب مدى تأثير اللغات في اللغة العربية:
سلكت اللغة العربية مسلك غيرها من اللغات، فاقترضت قبل الإسلام وبعده ألفاظا أجنبية كثيرة، ولم يجد العرب القدماء في هذا غضاضة أو ضيرا بلغتهم التي أحبوها واعتزوا بها (3). وليس هذا بعيب حقا يقول الأستاذ العقاد:
__________
(1) اللغة والمجتمع: د. علي عبد الواحد وافي، ص 2523بتصرف، ط. دار إحياء الكتب العربية.
(2) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 236بتصرف.
(3) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109.(1/35)
بالقضاء والتشريع ونظم الاجتماع وما إليها وذلك لأن الرومان كانوا مبرزين في جميع هذه النواحي.
ولهذا السبب انتقل إلى الفرنسية كثير من الكلمات الجرمانية المتصلة بشئون الحرب، وكثير من الكلمات الإيطالية المتصلة بالموسيقى والآثار والفنون الجميلة.
وكذلك انتقل إلى اللغات الأوروبية وغيرها، المفردات الإنكليزية المتصلة بالألعاب الرياضية، والمفردات الفرنسية المتعلقة بالأزياء وألوان الطعام.
ومن أجل هذا تنقل مع المنتجات الزراعية والصناعية أسماؤها في لغة المناطق التي ظهرت فيها لأول مرة اشتهرت بإنتاجها وذلك ككلمة «الشاي» مثلا فقد انتقلت إلى معظم لغات العالم من جزر ماليزيا التي كانت المصدر الأول لهذه المادة (1).
على أنه ينبغي أن يلاحظ أن الألفاظ الدخيلة التي تقتبسها لغة ما من أخرى، ينالها كثير من التحريف في أصواتها ودلالاتها وطريقة نطقها، فتبعد في جميع النواحي عن صورتها القديمة. وليست هذه الظاهرة مقصورة على الاقتباس الناشئ من الصراع بين لغتين كتب لإحداهما النصر، بل هو ظاهرة عامة تتحقق في جميع الحالات التي يحدث فيها انتقال مفرد من لغة إلى أخرى (2).
ب مدى تأثير اللغات في اللغة العربية:
سلكت اللغة العربية مسلك غيرها من اللغات، فاقترضت قبل الإسلام وبعده ألفاظا أجنبية كثيرة، ولم يجد العرب القدماء في هذا غضاضة أو ضيرا بلغتهم التي أحبوها واعتزوا بها (3). وليس هذا بعيب حقا يقول الأستاذ العقاد:
__________
(1) اللغة والمجتمع: د. علي عبد الواحد وافي، ص 2523بتصرف، ط. دار إحياء الكتب العربية.
(2) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 236بتصرف.
(3) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109.(1/35)
فإن اللغة من اللغات يعيبها على الأغلب الأعم نقصان: نقص في المفردات، ونقص في أصول التعبير. والنقص في المفردات مستدرك لأنها تزاد بالاقتباس والنقل والتجديد. وما من لغة إلا وهي فقيرة لو سقط منها ما لم يكن فيها قبل بضعة قرون. أما النقص المعيب حقا فهو نقص الأصول والقواعد الأساسية في تكوين اللغة. ومن قبيل ما نسب إلى لغتنا من نقص الدلالة على الزمن في صورة المختلفة. وإنه لنقص خطير لو صحت نسبته إليها. ولكنه بحمد الله غير صحيح، ويحق لنا أن نقول: إن هذه اللغة العربية لغة الزمن لأنها تحسن التعبير عنه، ولغة الزمن لأنها قادرة على مسايرة الزمن في عصرنا هذا وفيما يلي من عصور (1).
هذا، وإن العربية لتفترق عن غيرها من اللغات ببراعتها في تمثلها للكلام الأجنبي، عن طريق صوغه على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءا لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها (2) على أن العرب كانوا في اقتراضهم لتلك الألفاظ يعمدون في أغلب الحالات إلى تلك التي تعبر عن أمور غير مألوفة في شبه الجزيرة، من أزهار وطيور وخمور وأدوات منزلية، وغير ذلك من كلمات تتطلبها مظاهر الحضارة والمدنية لدى الأمم العريقة التي كانت تتاخم الحدود العربية كالفرس واليونان، أي أن استعارتهم في مثل هذه الحالات كانت استعارة ضرورة وحاجة ملحة على أنهم في القليل من الأحيان قد اقتبسوا أيضا بعض تلك الألفاظ الأجنبية التي لها نظائر في لغتهم في المعنى والدلالة، إما لإعجابهم بأصحاب هذه الألفاظ والشعور بأنهم أرقى ثقافة وحضارة أو للدعاية والتفكه (3).
ويحدثنا التاريخ عن صلة العرب بالأمم المتاخمة لهم لجلب البضائع،
__________
(1) اللغة الشاعرة: عباس محمود العقاد، ص 97، ط. مكتبة غريب.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 314، بتصرف.
(3) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109بتصرف يسير.(1/36)
فإن اللغة من اللغات يعيبها على الأغلب الأعم نقصان: نقص في المفردات، ونقص في أصول التعبير. والنقص في المفردات مستدرك لأنها تزاد بالاقتباس والنقل والتجديد. وما من لغة إلا وهي فقيرة لو سقط منها ما لم يكن فيها قبل بضعة قرون. أما النقص المعيب حقا فهو نقص الأصول والقواعد الأساسية في تكوين اللغة. ومن قبيل ما نسب إلى لغتنا من نقص الدلالة على الزمن في صورة المختلفة. وإنه لنقص خطير لو صحت نسبته إليها. ولكنه بحمد الله غير صحيح، ويحق لنا أن نقول: إن هذه اللغة العربية لغة الزمن لأنها تحسن التعبير عنه، ولغة الزمن لأنها قادرة على مسايرة الزمن في عصرنا هذا وفيما يلي من عصور (1).
هذا، وإن العربية لتفترق عن غيرها من اللغات ببراعتها في تمثلها للكلام الأجنبي، عن طريق صوغه على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءا لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها (2) على أن العرب كانوا في اقتراضهم لتلك الألفاظ يعمدون في أغلب الحالات إلى تلك التي تعبر عن أمور غير مألوفة في شبه الجزيرة، من أزهار وطيور وخمور وأدوات منزلية، وغير ذلك من كلمات تتطلبها مظاهر الحضارة والمدنية لدى الأمم العريقة التي كانت تتاخم الحدود العربية كالفرس واليونان، أي أن استعارتهم في مثل هذه الحالات كانت استعارة ضرورة وحاجة ملحة على أنهم في القليل من الأحيان قد اقتبسوا أيضا بعض تلك الألفاظ الأجنبية التي لها نظائر في لغتهم في المعنى والدلالة، إما لإعجابهم بأصحاب هذه الألفاظ والشعور بأنهم أرقى ثقافة وحضارة أو للدعاية والتفكه (3).
ويحدثنا التاريخ عن صلة العرب بالأمم المتاخمة لهم لجلب البضائع،
__________
(1) اللغة الشاعرة: عباس محمود العقاد، ص 97، ط. مكتبة غريب.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 314، بتصرف.
(3) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109بتصرف يسير.(1/36)
أو التزود بالثقافات التي تمتاز بها بلادهم. ويشير إلى أنه قد عظم ارتباطهم بالآراميين في الشمال، وكان من أثر ذلك أن انتقل إلى العربية كثير من المفردات الآرامية، وبخاصة الألفاظ المعبرة عن مظاهر الحضارة والرقي. كما عظم اتصالهم باليمنيين في الجنوب لأن الارتباطات الثقافية والاقتصادية والدينية كانت على جانب كبير بين الشعبين، وفضلا عن ذلك، فقد رحل كثير من القبائل اليمنية إلى الحجاز، وخاصة قبائل معين وخزاعة والأوس والخزرج.
كما أن صلة اليمنيين بالأحباش كانت على جانب كبير من القوة في النواحي الثقافية والتجارية فهيّأ اتصال الشعبين المجال لاحتكاك اللغتين.
ولما أقبل الإسلام، وعظمت الفتوح شرقا وغربا، أدى ذلك إلى الارتباط الوثيق بين العرب وبين الأمم الداخلة في حوزتهم فاتصلت العربية بالفارسية، والسريانية، واليونانية، والتركية، والكردية، والقبطية، والبربرية. وكان أثر ذلك الاتصال كبيرا بين العربية والفارسية. ويليها اتصالها بالسريانية ثم باليونانية (1).
ونتيجة لاتصال العرب بغيرهم في نواحي العلوم والثقافات اتسعت العربية للتعبير عن شتى الفنون والمعارف بحيث أصبح لها شأنها بما وضعته من مفردات جديدة، وما اقتبسته من اللغات الأخرى (2).
على أنه ينبغي أن نشير هنا: إلى أن غاية ما أخذته العربية من غيرها من اللغات بعض ألفاظ مفردة من باب الأسماء لا يتجاوز بعض المئين، وأكثرها من الأسماء الجامدة كخز وديباج وإستبرق وترياق وفالوذج، مما وجدوه عند غيرهم ولم يوجد عندهم.
أما علماء هذه الأمة الذين ظهروا فيها بعد الفتوحات العربية الأولى ونقلوا
__________
(1) فقه اللغة العربية: د. إبراهيم محمد نجا ص 77، 78، ط. أولى مطبعة السعادة سنة 1965ميلادي.
(2) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 25، مقال منشور بمجلة منبر الإسلام عدد ذي القعدة 1399هـ.(1/37)
أو التزود بالثقافات التي تمتاز بها بلادهم. ويشير إلى أنه قد عظم ارتباطهم بالآراميين في الشمال، وكان من أثر ذلك أن انتقل إلى العربية كثير من المفردات الآرامية، وبخاصة الألفاظ المعبرة عن مظاهر الحضارة والرقي. كما عظم اتصالهم باليمنيين في الجنوب لأن الارتباطات الثقافية والاقتصادية والدينية كانت على جانب كبير بين الشعبين، وفضلا عن ذلك، فقد رحل كثير من القبائل اليمنية إلى الحجاز، وخاصة قبائل معين وخزاعة والأوس والخزرج.
كما أن صلة اليمنيين بالأحباش كانت على جانب كبير من القوة في النواحي الثقافية والتجارية فهيّأ اتصال الشعبين المجال لاحتكاك اللغتين.
ولما أقبل الإسلام، وعظمت الفتوح شرقا وغربا، أدى ذلك إلى الارتباط الوثيق بين العرب وبين الأمم الداخلة في حوزتهم فاتصلت العربية بالفارسية، والسريانية، واليونانية، والتركية، والكردية، والقبطية، والبربرية. وكان أثر ذلك الاتصال كبيرا بين العربية والفارسية. ويليها اتصالها بالسريانية ثم باليونانية (1).
ونتيجة لاتصال العرب بغيرهم في نواحي العلوم والثقافات اتسعت العربية للتعبير عن شتى الفنون والمعارف بحيث أصبح لها شأنها بما وضعته من مفردات جديدة، وما اقتبسته من اللغات الأخرى (2).
على أنه ينبغي أن نشير هنا: إلى أن غاية ما أخذته العربية من غيرها من اللغات بعض ألفاظ مفردة من باب الأسماء لا يتجاوز بعض المئين، وأكثرها من الأسماء الجامدة كخز وديباج وإستبرق وترياق وفالوذج، مما وجدوه عند غيرهم ولم يوجد عندهم.
أما علماء هذه الأمة الذين ظهروا فيها بعد الفتوحات العربية الأولى ونقلوا
__________
(1) فقه اللغة العربية: د. إبراهيم محمد نجا ص 77، 78، ط. أولى مطبعة السعادة سنة 1965ميلادي.
(2) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 25، مقال منشور بمجلة منبر الإسلام عدد ذي القعدة 1399هـ.(1/37)
العلم إليها من الفارسية أو اليونانية أو السريانية، فلم يحتاجوا إلا إلى بعض أسماء حكمها حكم الألفاظ التي ألمعنا إليها سابقا (1).
كما ينبغي أن نشير إلى أن العربية ليست بدعا من اللغات فهي تقرضها مثلما تقترض منها، وتخضع في ذلك كله لقانون اجتماعي لغوي هو تبادل التأثير والتأثر بين اللغات، إلا أن العربية تمتاز عن غيرها بظاهرة الإقراض أكثر من الاقتراض لأسباب وعوامل تتعلق بجوها الخاص ونسيجها الذاتي ومنشئها الأصيل (2).
ووضوح هذه المقارنة بين العربية واللغات الأوروبية أشد جلاء، حيث تحفل لغات أوروبية كثيرة بكلمات وعبارات استعارتها من لغتنا العربية، تقدر بالمئات بل بالآلاف (3).
ويقرر هذا الواقع الأب رفائيل نخلة اليسوعي، حيث يقارن بين العربية واللغات الأخرى من حيث تأثيرها وامتداد سلطانها، فيذكر أن اليونانية واللاتينية
__________
(1) الفصحى لغة القرآن: أنور الجندي، ص 14بتصرف يسير، الناشر دار الكتاب اللبناني سنة 1402هـ. (الموسوعة الإسلامية العربية «10»).
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 348، 349بتصرف يسير.
(3) «انظر مثلا: بيروجيرو: الكلمات الأجنبية» «، الذي يتناول الكلمات العربية في اللغة الفرنسية ويقدرها بمائتين وثمانين كلمة. وانظر المستشرقة زيجريد هونكه:
شمس الله تسطع على الغرب، والذي تذكر فيه أكثر من مائتين وخمسين كلمة عربية في اللغة الألمانية. وانظر دوزي: قائمة بالكلمات الإسبانية والبرتغالية المشتقة من العربية، والذي يقدر فيه عدد الكلمات العربية بما يربي على ألف وخمسمائة كلمة». راجع: كلمات عربية إسلامية في اللغة الإنجليزية: د. أحمد شفيق الخطيب. مقال منشور بمجلة الفيصل، العدد (150) ذي الحجة 1409هـ، هامش (1) ص 29. ولمزيد من التفصيل راجع: أسماء عربية للنباتات في اللغة الأوروبية: محمد عبد القادر الفقي. مقال منشور بالمجلة العربية، العدد (103) شعبان 1406هـ، ص 106، 107. وإطلالة على معالم التأثير العربي في اللغة الأوروبية: عادل البطوسي المجلة العربية، العدد (120) المحرم 1408هـ، ص 90، 91، واللغة العربية والنهضة العملية المنشودة في عالمنا الإسلامي: د. كارم السيد غنيم. بحث منشور في مجلة عالم الفكر، المجلد التاسع عشر العدد الرابع، يناير مارس 1989ميلادي، ص 910وما بعدها، تجد المزيد من الإيضاح.(1/38)
العلم إليها من الفارسية أو اليونانية أو السريانية، فلم يحتاجوا إلا إلى بعض أسماء حكمها حكم الألفاظ التي ألمعنا إليها سابقا (1).
كما ينبغي أن نشير إلى أن العربية ليست بدعا من اللغات فهي تقرضها مثلما تقترض منها، وتخضع في ذلك كله لقانون اجتماعي لغوي هو تبادل التأثير والتأثر بين اللغات، إلا أن العربية تمتاز عن غيرها بظاهرة الإقراض أكثر من الاقتراض لأسباب وعوامل تتعلق بجوها الخاص ونسيجها الذاتي ومنشئها الأصيل (2).
ووضوح هذه المقارنة بين العربية واللغات الأوروبية أشد جلاء، حيث تحفل لغات أوروبية كثيرة بكلمات وعبارات استعارتها من لغتنا العربية، تقدر بالمئات بل بالآلاف (3).
ويقرر هذا الواقع الأب رفائيل نخلة اليسوعي، حيث يقارن بين العربية واللغات الأخرى من حيث تأثيرها وامتداد سلطانها، فيذكر أن اليونانية واللاتينية
__________
(1) الفصحى لغة القرآن: أنور الجندي، ص 14بتصرف يسير، الناشر دار الكتاب اللبناني سنة 1402هـ. (الموسوعة الإسلامية العربية «10»).
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 348، 349بتصرف يسير.
(3) «انظر مثلا: بيروجيرو: الكلمات الأجنبية» «، الذي يتناول الكلمات العربية في اللغة الفرنسية ويقدرها بمائتين وثمانين كلمة. وانظر المستشرقة زيجريد هونكه:
شمس الله تسطع على الغرب، والذي تذكر فيه أكثر من مائتين وخمسين كلمة عربية في اللغة الألمانية. وانظر دوزي: قائمة بالكلمات الإسبانية والبرتغالية المشتقة من العربية، والذي يقدر فيه عدد الكلمات العربية بما يربي على ألف وخمسمائة كلمة». راجع: كلمات عربية إسلامية في اللغة الإنجليزية: د. أحمد شفيق الخطيب. مقال منشور بمجلة الفيصل، العدد (150) ذي الحجة 1409هـ، هامش (1) ص 29. ولمزيد من التفصيل راجع: أسماء عربية للنباتات في اللغة الأوروبية: محمد عبد القادر الفقي. مقال منشور بالمجلة العربية، العدد (103) شعبان 1406هـ، ص 106، 107. وإطلالة على معالم التأثير العربي في اللغة الأوروبية: عادل البطوسي المجلة العربية، العدد (120) المحرم 1408هـ، ص 90، 91، واللغة العربية والنهضة العملية المنشودة في عالمنا الإسلامي: د. كارم السيد غنيم. بحث منشور في مجلة عالم الفكر، المجلد التاسع عشر العدد الرابع، يناير مارس 1989ميلادي، ص 910وما بعدها، تجد المزيد من الإيضاح.(1/38)
لم يكن لهما تأثير يذكر إلا من لغات أوروبا. وكذلك الفرنسية والإنجليزية لم يتجاوز نفوذهما العالم حدود تأثير اليونانية واللاتينية ويشير إلى أنه بعكس ذلك نرى للعربية مع تناقص سطوع شمس آدابها عدة عصور قبل القرن التاسع عشر تأثيرا واضحا غير يسير في نحو مائة من اللغات واللهجات الناطق بها أرقى الشعوب في أنحاء أوروبا وأمريكا وأستراليا ونحو خمسين من شعوب آسيا وإفريقيا، إن هذا المجد المختص بلغة الضاد لمن العجب العجاب حيث يثير قوى العقل لاكتشاف أسبابه؟!! (1).
ويرى المستشرق المسلم د. عبد الكريم جرمانوس على ما حكاه عنه بعض الباحثين أن من أسباب ذلك: «الإسلام» حيث يعتبر سندا هاما للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها، فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة والعصور المتباينة واللهجات المختلفة، على نقيض ما حدث للغات القديمة كاللاتينية، حيث انزوت تماما بين جدران المعابد وكادت تنقرض.
ويضيف قائلا: وقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثا، وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافا من الكلمات العربية وازدانت بها لغاتها الأصلية فازدادت قوة ونماء (2).
وثمة سبب هام لانتشار العربية هو: تفوقها اللغوي فالعربية لغة طيعة أعانها إيجازها ودقتها على أن تسد حاجات البسطاء المثقفين من الناس، ومطالب البيئات البدائية والمتحضرة (3).
__________
(1) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 119بتصرف.
(2) اللغة العربية والنهضة العلمية المنشودة: د. كارم السيد غنيم، مجلة عالم الفكر، عدد يناير مارس 1989ميلادي، ص 919.
(3) قبس من وحي اللغة: د. شعبان عبد العظيم، ص 187بتصرف، ط. أولى الأمانة بمصر سنة 1402هـ.(1/39)
لم يكن لهما تأثير يذكر إلا من لغات أوروبا. وكذلك الفرنسية والإنجليزية لم يتجاوز نفوذهما العالم حدود تأثير اليونانية واللاتينية ويشير إلى أنه بعكس ذلك نرى للعربية مع تناقص سطوع شمس آدابها عدة عصور قبل القرن التاسع عشر تأثيرا واضحا غير يسير في نحو مائة من اللغات واللهجات الناطق بها أرقى الشعوب في أنحاء أوروبا وأمريكا وأستراليا ونحو خمسين من شعوب آسيا وإفريقيا، إن هذا المجد المختص بلغة الضاد لمن العجب العجاب حيث يثير قوى العقل لاكتشاف أسبابه؟!! (1).
ويرى المستشرق المسلم د. عبد الكريم جرمانوس على ما حكاه عنه بعض الباحثين أن من أسباب ذلك: «الإسلام» حيث يعتبر سندا هاما للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها، فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة والعصور المتباينة واللهجات المختلفة، على نقيض ما حدث للغات القديمة كاللاتينية، حيث انزوت تماما بين جدران المعابد وكادت تنقرض.
ويضيف قائلا: وقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثا، وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافا من الكلمات العربية وازدانت بها لغاتها الأصلية فازدادت قوة ونماء (2).
وثمة سبب هام لانتشار العربية هو: تفوقها اللغوي فالعربية لغة طيعة أعانها إيجازها ودقتها على أن تسد حاجات البسطاء المثقفين من الناس، ومطالب البيئات البدائية والمتحضرة (3).
__________
(1) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 119بتصرف.
(2) اللغة العربية والنهضة العلمية المنشودة: د. كارم السيد غنيم، مجلة عالم الفكر، عدد يناير مارس 1989ميلادي، ص 919.
(3) قبس من وحي اللغة: د. شعبان عبد العظيم، ص 187بتصرف، ط. أولى الأمانة بمصر سنة 1402هـ.(1/39)
من ثم فإنني أقول: إن اللغة العربية لغة فاتحة تحل أينما حلّ أهلوها! (1).
ج التعريب بين النظرية والتطبيق:
من المقرر أن التعريب ظاهرة من ظواهر التقاء اللغات، وتأثير بعضها في بعض. ووجوده في اللغة العربية، صورة لظاهرة عامة في كل اللغات فهي جميعا تستورد الدخيل بحسب حاجتها، ويتسرب إليها على الرغم منها إذ لا يكاد يعقل أن تتم عملية تبادل حضاري غير مشفوعة بتبادل لغوي في الوقت ذاته ذلك لأن أية لغة متقدمة متطورة عاشت فترة من عمرها في حضارة زاهرة، وعلم راق، وفكر متقدم، وأدب رفيع، لا يمكن أن تكتفي بثروتها المحلية، كما أنه لا يمكن أن تنجو اللغات الأخرى من تأثيرها (2).
ولعل العامل الرئيسي في دخول الكلام الأعجمي في اللغة العربية يرجع إلى: «ما أتيح للشعوب الناطقة بالعربية من قبل الإسلام ومن بعده من فرص للاحتكاك المادي والثقافي والسياسي بالشعوب الأخرى، وما نجم عن هذا الاحتكاك وعن التطور الطبعيّ للحضارة العربية من ظهور مستحدثات لم يكن للعرب ولا للغتهم عهد بها من قبل في ميادين الاقتصاد والصناعة والزراعة والتجارة والعلوم والفلسفة والآداب والدين ومختلف مناحي السياسة والاجتماع» (3) فكان من الضروري نتيجة لهذا الاحتكاك: تبادل المصطلحات العلمية، واقتراض مسميات الأشياء التي توجد في أمة ولا توجد في الأخرى منهما مما اضطر العربي حتى يساير موكب الحضارة إلى أن يستخدم اللفظ الأجنبي، بعد ما يطوعه للغته، فيعربه، وبذلك يصير اللفظ عربيا، يضاف
__________
(1) راجع: المرجع السابق: ص 188186، وتاريخ اللغات السامية: ص 214وما بعدها.
(2) دراسات في الأدب واللغة: د. حسن أحمد الكبير، ص 132بتصرف يسير، الطبعة الأولى مطبعة الأمانة سنة 1404هـ.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 199، 200. ط. دار نهضة مصر.(1/40)
من ثم فإنني أقول: إن اللغة العربية لغة فاتحة تحل أينما حلّ أهلوها! (1).
ج التعريب بين النظرية والتطبيق:
من المقرر أن التعريب ظاهرة من ظواهر التقاء اللغات، وتأثير بعضها في بعض. ووجوده في اللغة العربية، صورة لظاهرة عامة في كل اللغات فهي جميعا تستورد الدخيل بحسب حاجتها، ويتسرب إليها على الرغم منها إذ لا يكاد يعقل أن تتم عملية تبادل حضاري غير مشفوعة بتبادل لغوي في الوقت ذاته ذلك لأن أية لغة متقدمة متطورة عاشت فترة من عمرها في حضارة زاهرة، وعلم راق، وفكر متقدم، وأدب رفيع، لا يمكن أن تكتفي بثروتها المحلية، كما أنه لا يمكن أن تنجو اللغات الأخرى من تأثيرها (2).
ولعل العامل الرئيسي في دخول الكلام الأعجمي في اللغة العربية يرجع إلى: «ما أتيح للشعوب الناطقة بالعربية من قبل الإسلام ومن بعده من فرص للاحتكاك المادي والثقافي والسياسي بالشعوب الأخرى، وما نجم عن هذا الاحتكاك وعن التطور الطبعيّ للحضارة العربية من ظهور مستحدثات لم يكن للعرب ولا للغتهم عهد بها من قبل في ميادين الاقتصاد والصناعة والزراعة والتجارة والعلوم والفلسفة والآداب والدين ومختلف مناحي السياسة والاجتماع» (3) فكان من الضروري نتيجة لهذا الاحتكاك: تبادل المصطلحات العلمية، واقتراض مسميات الأشياء التي توجد في أمة ولا توجد في الأخرى منهما مما اضطر العربي حتى يساير موكب الحضارة إلى أن يستخدم اللفظ الأجنبي، بعد ما يطوعه للغته، فيعربه، وبذلك يصير اللفظ عربيا، يضاف
__________
(1) راجع: المرجع السابق: ص 188186، وتاريخ اللغات السامية: ص 214وما بعدها.
(2) دراسات في الأدب واللغة: د. حسن أحمد الكبير، ص 132بتصرف يسير، الطبعة الأولى مطبعة الأمانة سنة 1404هـ.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 199، 200. ط. دار نهضة مصر.(1/40)
إلى لغته كما يضم إلى ألفاظه فيستعمله وهكذا دخلت كثير من المفردات الأجنبية في اللغة العربية (1).
على أنه لو استعرضنا ما ذكره المؤلفون وجمعه اللغويون من الألفاظ الدخيلة سواء قبل الإسلام أم بعده، لوصلنا إلى النتائج الآتية:
1 - إن عدد الألفاظ الأجنبية الدخيلة قليل جدا إذا نسب إلى عدد مفردات العربية، أو إذا قيس بالألفاظ العربية التي دخلت اللغات الأخرى كالفارسية.
2 - إن هذه الألفاظ التي دخلت العربية تتعلق بالحسيات لا بالمعنويات، والمصطلحات الإدارية وقليل منها من مصطلحات الفلسفة وما إليها.
وأما الألفاظ العربية التي دخلت في اللغات الأخرى فهي مما يتصل بالمعنويات كالمفاهيم الشرعية أو الخلقية والنفسية.
3 - إن ما دخل العربية من ألفاظ غريبة، لم يبق في أكثر الأحيان على حاله، بل صيغ في قالب عربي، فغيرت حروفه إذا كان فيه من الحروف ما ليس في العربية، وبدل شكل تركيبه وبناؤه حتى يوافق الأبنية العربية أو يكون قريبا منها (2).
مفهوم التعريب:
هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها (3).
ويعرفه المحدثون بأنه نقل الكلمة الأجنبية ومعناها إلى اللغة العربية كما هي دون تغيير فيها أو مع إجراء تغيير وتعديل عليها لينسجم نطقها مع النظامين
__________
(1) فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 42بتصرف ط. الأمانة سنة 1404هـ.
(2) دراسات في الأدب واللغة: د. حسن أحمد الكبير، ص 136، وراجع: ما بعدها من صفحات تجد مزيدا من الإيضاح.
(3) المزهر: للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين 1/ 268، ط 3دار التراث.(1/41)
إلى لغته كما يضم إلى ألفاظه فيستعمله وهكذا دخلت كثير من المفردات الأجنبية في اللغة العربية (1).
على أنه لو استعرضنا ما ذكره المؤلفون وجمعه اللغويون من الألفاظ الدخيلة سواء قبل الإسلام أم بعده، لوصلنا إلى النتائج الآتية:
1 - إن عدد الألفاظ الأجنبية الدخيلة قليل جدا إذا نسب إلى عدد مفردات العربية، أو إذا قيس بالألفاظ العربية التي دخلت اللغات الأخرى كالفارسية.
2 - إن هذه الألفاظ التي دخلت العربية تتعلق بالحسيات لا بالمعنويات، والمصطلحات الإدارية وقليل منها من مصطلحات الفلسفة وما إليها.
وأما الألفاظ العربية التي دخلت في اللغات الأخرى فهي مما يتصل بالمعنويات كالمفاهيم الشرعية أو الخلقية والنفسية.
3 - إن ما دخل العربية من ألفاظ غريبة، لم يبق في أكثر الأحيان على حاله، بل صيغ في قالب عربي، فغيرت حروفه إذا كان فيه من الحروف ما ليس في العربية، وبدل شكل تركيبه وبناؤه حتى يوافق الأبنية العربية أو يكون قريبا منها (2).
مفهوم التعريب:
هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها (3).
ويعرفه المحدثون بأنه نقل الكلمة الأجنبية ومعناها إلى اللغة العربية كما هي دون تغيير فيها أو مع إجراء تغيير وتعديل عليها لينسجم نطقها مع النظامين
__________
(1) فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 42بتصرف ط. الأمانة سنة 1404هـ.
(2) دراسات في الأدب واللغة: د. حسن أحمد الكبير، ص 136، وراجع: ما بعدها من صفحات تجد مزيدا من الإيضاح.
(3) المزهر: للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين 1/ 268، ط 3دار التراث.(1/41)
الصوتي والصرفي للغة العربية لتتفق مع الذوق العام للسامعين ولتيسير الاشتقاق منها (1).
الداعي إلى التعريب:
1 - الحاجة الملحة: حيث خلت العربية من بعض الأسماء التي رأى العرب أنهم في حاجة إليها، كأسماء الحيوانات والنباتات والملابس، وأثاث البيوت، وألفاظ الحضارة الجديدة وما يأتي به العلم من مخترعات حديثة ومكتشفات جديدة الخ. فالعرب لا يستطيعون أن يقفوا جامدين أمام هذا التطور العظيم من حولهم (2).
2 - خفة اللفظ الأجنبي في النطق من نظيره العربي، وكانت الخفة في اللفظ الأعجمي سببا لتغلبه ومدعاة لنسيان اللفظ العربي وذلك مثل:
(المسك) بدلا من (المشموم) و (التوت) بدلا من (الفرصاد) و (الياسمين) بدلا من (السّمسق والسّجلّاط) و (الخيار) بدلا من (القثد) (3).
3 - الرغبة في الافتخار وحب الظهور: فقد يتكلم الرجل بالكلمة الأجنبية ليظهر بأنه يجيد لغات أخرى غير لغته (4). ولذا نلاحظ المرء وهو يتكلم بلغة أهله وبيئته قد يقحم من كلامه بعض الألفاظ الأجنبية، في حين أنه
__________
(1) من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد بكر، ص 136، الطبعة الأولى مؤسسة الرياض سنة 1407هـ، نقلا عن مقدمة في علم المصطلح: د. علي القاسمي، ص 130 (سلسلة الموسوعة الصغيرة رقم 169، الصادرة عن دار الشئون الثقافية والنشر ببغداد سنة 1985ميلادي).
(2) من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد بكر، ص 140وقارن ب: من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109، ط 3الأنجلو سنة 1966ميلادي.
(3) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 43. وقارن ب: من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد بكر، ص 140. ولمزيد من الأمثلة راجع: المزهر: للسيوطي، فصل في المعرّب الذي له اسم في لغة العرب، 1/ 283وما بعدها.
(4) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 43.(1/42)
الصوتي والصرفي للغة العربية لتتفق مع الذوق العام للسامعين ولتيسير الاشتقاق منها (1).
الداعي إلى التعريب:
1 - الحاجة الملحة: حيث خلت العربية من بعض الأسماء التي رأى العرب أنهم في حاجة إليها، كأسماء الحيوانات والنباتات والملابس، وأثاث البيوت، وألفاظ الحضارة الجديدة وما يأتي به العلم من مخترعات حديثة ومكتشفات جديدة الخ. فالعرب لا يستطيعون أن يقفوا جامدين أمام هذا التطور العظيم من حولهم (2).
2 - خفة اللفظ الأجنبي في النطق من نظيره العربي، وكانت الخفة في اللفظ الأعجمي سببا لتغلبه ومدعاة لنسيان اللفظ العربي وذلك مثل:
(المسك) بدلا من (المشموم) و (التوت) بدلا من (الفرصاد) و (الياسمين) بدلا من (السّمسق والسّجلّاط) و (الخيار) بدلا من (القثد) (3).
3 - الرغبة في الافتخار وحب الظهور: فقد يتكلم الرجل بالكلمة الأجنبية ليظهر بأنه يجيد لغات أخرى غير لغته (4). ولذا نلاحظ المرء وهو يتكلم بلغة أهله وبيئته قد يقحم من كلامه بعض الألفاظ الأجنبية، في حين أنه
__________
(1) من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد بكر، ص 136، الطبعة الأولى مؤسسة الرياض سنة 1407هـ، نقلا عن مقدمة في علم المصطلح: د. علي القاسمي، ص 130 (سلسلة الموسوعة الصغيرة رقم 169، الصادرة عن دار الشئون الثقافية والنشر ببغداد سنة 1985ميلادي).
(2) من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد بكر، ص 140وقارن ب: من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109، ط 3الأنجلو سنة 1966ميلادي.
(3) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 43. وقارن ب: من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد بكر، ص 140. ولمزيد من الأمثلة راجع: المزهر: للسيوطي، فصل في المعرّب الذي له اسم في لغة العرب، 1/ 283وما بعدها.
(4) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 43.(1/42)
في أثناء كلامه بلغة أجنبية لا يسمح لنفسه أبدا باقتباس شيء من ألفاظ لغته، خشية أن يعد هذا مظهرا من مظاهر العجز. أما في الحالة الأولى فيشعر المرء عادة أن اقتباس اللفظ الأجنبي وإقحامه في كلامه مظهر من مظاهر الكمال والافتخار (1).
4 - إعجاب أمة بأخرى: فتقتبس منها بعض ألفاظ لغتها إحساسا منها بتفوقها على لغتها فقد اقتبس الأتراك والفرس ألفاظا كثيرة من العربية إعجابا بها وبأبنائها (2).
5 - من باب التلطف والتدليل: فمن مرونة العربي وصفاء قريحته أنه كان يأخذ من غير العربية اللفظ وفي لغته البديل تظرفا وتلطفا. كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد كان يزور أبا هريرة في مرضه فقال له: «شكم درد» فارسية، وبديلها في اللغة العربية (هل وجع بطنك؟) (3).
طريقة التعريب:
لقد سلك العرب في تعريبهم للكلمات الأعجمية التي استعملوها طريقتين:
الطريقة الأولى:
التغيير في أصوات الكلمة وصورتها بما يوافق ألسنتهم وأبنية كلامهم، حفظا لألسنتهم من لكنة العجم، فيتناولون اللفظ الأعجمي فيصقلونه ويهندمونه بحسب أوزان لغتهم ومنطق لسانهم، فيخرج من لسانهم كأنه عربي صميم (4).
__________
(1) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 103.
(2) من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد بكر، ص 141. وقارن ب: فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 43.
(3) محاضرات في فقه اللغة العربية: د. عبد الله العزازي ص 29.
(4) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 43.(1/43)
في أثناء كلامه بلغة أجنبية لا يسمح لنفسه أبدا باقتباس شيء من ألفاظ لغته، خشية أن يعد هذا مظهرا من مظاهر العجز. أما في الحالة الأولى فيشعر المرء عادة أن اقتباس اللفظ الأجنبي وإقحامه في كلامه مظهر من مظاهر الكمال والافتخار (1).
4 - إعجاب أمة بأخرى: فتقتبس منها بعض ألفاظ لغتها إحساسا منها بتفوقها على لغتها فقد اقتبس الأتراك والفرس ألفاظا كثيرة من العربية إعجابا بها وبأبنائها (2).
5 - من باب التلطف والتدليل: فمن مرونة العربي وصفاء قريحته أنه كان يأخذ من غير العربية اللفظ وفي لغته البديل تظرفا وتلطفا. كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد كان يزور أبا هريرة في مرضه فقال له: «شكم درد» فارسية، وبديلها في اللغة العربية (هل وجع بطنك؟) (3).
طريقة التعريب:
لقد سلك العرب في تعريبهم للكلمات الأعجمية التي استعملوها طريقتين:
الطريقة الأولى:
التغيير في أصوات الكلمة وصورتها بما يوافق ألسنتهم وأبنية كلامهم، حفظا لألسنتهم من لكنة العجم، فيتناولون اللفظ الأعجمي فيصقلونه ويهندمونه بحسب أوزان لغتهم ومنطق لسانهم، فيخرج من لسانهم كأنه عربي صميم (4).
__________
(1) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 103.
(2) من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد بكر، ص 141. وقارن ب: فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 43.
(3) محاضرات في فقه اللغة العربية: د. عبد الله العزازي ص 29.
(4) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 43.(1/43)
وهذا التغيير قد أخذ عندهم صورا أشهرها:
1 - تحريف في الأصوات: كأن يكون بإبدال حرف من حرف مثل:
جورب، وأصلها الفارسي: كورب، وتعني: لفافة الرجل، أو يكون بزيادة حرف مثل: ديباج، وأصلها الفارسي: ديبا. أو يكون بنقصان حرف مثل: نشا، وأصلها: نشاسته. أو يكون بتحريك ساكن مثل كازرون اسم مدينة وهي في الفارسية بسكون الزاي، فينطقونها:
كازرون.
أو يكون بإبدال حركة بحركة مثل: دستور، وهي في الفارسية بفتح الدال، غير أنها تعرب بضمها نظرا لأنه ليس في لغة العرب كلمة على وزن فعلول إلا نادرا (1).
2 - تحريف في الأوزان: ويحدث هذا نتيجة للتحريف في الأصوات، وذلك أن زيادة حرف على أحرف الكلمة الأعجمية أو نقصان حرف منها، أو إبدال حركة بحركة أو حرف من حرف، أو تحريك ساكن، كل ذلك يؤدي لا محالة إلى انحراف وزن الكلمة الأعجمية عن وضعه القديم، وقد أدى هذا الانحراف بكثير من الكلمات الأعجمية أن أصبحت أوزانها على غرار الأوزان العربية، وذلك مثل كلمات: درهم وبهرج ودينار وديباج وجورب، فقد أصبحت بفضل ما دخلها من التغيير، على أوزان كلمات عربية مثل: هجرع (وهو الأحمق)، وسهلب (الرجل الطويل)، وديماس (وهو الحمام)، وجهور (وهو الفرس الذي ليس بغليظ الصوت ولا أغنه) (2).
__________
(1) المرجع السابق: ص 4543وهامشها بتصرف. وراجع: المزهر: للسيوطي 1/ 269. وفقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 203وما بعدها. والمعرب: للجواليقي، ص 54وما بعدها، ص 2دار الكتب سنة 1389هـ.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 204، 205بتصرف.(1/44)
وهذا التغيير قد أخذ عندهم صورا أشهرها:
1 - تحريف في الأصوات: كأن يكون بإبدال حرف من حرف مثل:
جورب، وأصلها الفارسي: كورب، وتعني: لفافة الرجل، أو يكون بزيادة حرف مثل: ديباج، وأصلها الفارسي: ديبا. أو يكون بنقصان حرف مثل: نشا، وأصلها: نشاسته. أو يكون بتحريك ساكن مثل كازرون اسم مدينة وهي في الفارسية بسكون الزاي، فينطقونها:
كازرون.
أو يكون بإبدال حركة بحركة مثل: دستور، وهي في الفارسية بفتح الدال، غير أنها تعرب بضمها نظرا لأنه ليس في لغة العرب كلمة على وزن فعلول إلا نادرا (1).
2 - تحريف في الأوزان: ويحدث هذا نتيجة للتحريف في الأصوات، وذلك أن زيادة حرف على أحرف الكلمة الأعجمية أو نقصان حرف منها، أو إبدال حركة بحركة أو حرف من حرف، أو تحريك ساكن، كل ذلك يؤدي لا محالة إلى انحراف وزن الكلمة الأعجمية عن وضعه القديم، وقد أدى هذا الانحراف بكثير من الكلمات الأعجمية أن أصبحت أوزانها على غرار الأوزان العربية، وذلك مثل كلمات: درهم وبهرج ودينار وديباج وجورب، فقد أصبحت بفضل ما دخلها من التغيير، على أوزان كلمات عربية مثل: هجرع (وهو الأحمق)، وسهلب (الرجل الطويل)، وديماس (وهو الحمام)، وجهور (وهو الفرس الذي ليس بغليظ الصوت ولا أغنه) (2).
__________
(1) المرجع السابق: ص 4543وهامشها بتصرف. وراجع: المزهر: للسيوطي 1/ 269. وفقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 203وما بعدها. والمعرب: للجواليقي، ص 54وما بعدها، ص 2دار الكتب سنة 1389هـ.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 204، 205بتصرف.(1/44)
وهذا القسم الذي وقع فيه التغيير يعرف عند علماء اللغة باسم «المعرّب». فالمعرّب إذن هو: اللفظ الأجنبي الذي استعملته العرب بعد تطويعه للغتهم سواء بالزيادة أو النقص أو القلب أو الإلحاق (1).
الطريقة الثانية:
وهي إدخال الكلمة الأجنبية بصورتها في العربية دون تغيير، ويعرف هذا باسم «الدخيل»، وذلك مثل: خراسان، وإبريسم، وتليفون (2). غير أن هناك كثيرا من الكلمات الأجنبية قد تغير مدلوله في العربية عما كان عليه في لغته الأولى. فبعضها استعمل في غير ما وضع له لعلاقة ما بين المعنيين، وبعضها انحط إلى درجة وضيعة في الاستعمال فأصبح من فحش الكلام وهجره مع أنه ما كان يستعمل في لغته الأصلية على هذا الوجه، وبعضها سما إلى منزلة راقية فأصبح من نبيل القول ومصطفاه، وبعضها قد عمّم مدلوله الخاص فأصبح يطلق على أكثر مما كان يدل عليه، وبعضها قد خصص معناه العام وقصر في العربية على بعض ما كان عليه. من ذلك مثلا: الجون، فإن معناه في الفارسية: اللون على العموم، ولكنه قصر في العربية على الأبيض والأسود (3).
أطوار التعريب:
لو نظرنا إلى الكلمات الأجنبية التي دخلت العربية لوجدنا أن لها أطوارا ثلاثة:
1 - المعرّب: وهو ما استعمله العرب الفصحاء من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها (4). وقد اصطلح المحدثون من الباحثين على أن
__________
(1) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 45بتصرف يسير.
(2) المرجع السابق: ص 46بتصرف.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 205وهامشها بتصرف.
(4) المرجع السابق: ص 199بتصرف ويرى أحد الباحثين وإلى رأيه نميل أن المعرّب يمثل هو والمصنوع مفهوم الدخيل، وهو ما أدخل في كلام العرب وليس منه. انظر: فقه اللغة العربية: د. إبراهيم محمد نجا، ص 88.(1/45)
وهذا القسم الذي وقع فيه التغيير يعرف عند علماء اللغة باسم «المعرّب». فالمعرّب إذن هو: اللفظ الأجنبي الذي استعملته العرب بعد تطويعه للغتهم سواء بالزيادة أو النقص أو القلب أو الإلحاق (1).
الطريقة الثانية:
وهي إدخال الكلمة الأجنبية بصورتها في العربية دون تغيير، ويعرف هذا باسم «الدخيل»، وذلك مثل: خراسان، وإبريسم، وتليفون (2). غير أن هناك كثيرا من الكلمات الأجنبية قد تغير مدلوله في العربية عما كان عليه في لغته الأولى. فبعضها استعمل في غير ما وضع له لعلاقة ما بين المعنيين، وبعضها انحط إلى درجة وضيعة في الاستعمال فأصبح من فحش الكلام وهجره مع أنه ما كان يستعمل في لغته الأصلية على هذا الوجه، وبعضها سما إلى منزلة راقية فأصبح من نبيل القول ومصطفاه، وبعضها قد عمّم مدلوله الخاص فأصبح يطلق على أكثر مما كان يدل عليه، وبعضها قد خصص معناه العام وقصر في العربية على بعض ما كان عليه. من ذلك مثلا: الجون، فإن معناه في الفارسية: اللون على العموم، ولكنه قصر في العربية على الأبيض والأسود (3).
أطوار التعريب:
لو نظرنا إلى الكلمات الأجنبية التي دخلت العربية لوجدنا أن لها أطوارا ثلاثة:
1 - المعرّب: وهو ما استعمله العرب الفصحاء من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها (4). وقد اصطلح المحدثون من الباحثين على أن
__________
(1) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 45بتصرف يسير.
(2) المرجع السابق: ص 46بتصرف.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 205وهامشها بتصرف.
(4) المرجع السابق: ص 199بتصرف ويرى أحد الباحثين وإلى رأيه نميل أن المعرّب يمثل هو والمصنوع مفهوم الدخيل، وهو ما أدخل في كلام العرب وليس منه. انظر: فقه اللغة العربية: د. إبراهيم محمد نجا، ص 88.(1/45)
العرب الفصحاء هم عرب البدو من جزيرة العرب إلى أواسط القرن الرابع الهجري وعرب الأمصار إلى نهاية القرن الثاني الهجري، ويسمون هذه العصور بعصور الاحتجاج (1).
ويدخل في هذا الطور جميع الكلمات الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وشعر العرب الفصحاء.
2 - المولّد (2): وهو ما استعمله المولدون (وهم الذين ولدوا بعد عصور الاحتجاج) من ألفاظ أعجمية لم يعرّبها فصحاء العرب. مثل: ترجم الرسالة، وبيّض الكتابة (3).
3 - المحدث أو العامي: وهو ما عرّبه المحدثون في العصر الحديث وشاع في لغة الحياة العامة. (والمحدثون هم الذين عاشوا بعد المولدين إلى أيامنا هذه).
وتمييز المولد من المحدث صعب لعدم الاتفاق على سنة معينة ينتهي عندها عصر المولدين ويبدأ بها عصر المحدثين، فضلا عن عدم معرفة الوقت الذي ظهرت فيه اللفظة المولدة أو المحدثة (4).
مقاييس العجمة:
لقد وضع بعض علماء اللغة علامات عامة، بها تعرف الكلمات الأعجمية، من هذه العلامات:
1 - أن تكون الكلمة مخالفة للأوزان العربية، مثل: إبريسم، آمين، جبريل.
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 199.
(2) يطلق عليه الدكتور علي عبد الواحد وافي اسم «الأعجمي المولد». انظر: كتابه فقه اللغة:
ص 199.
(3) المرجع السابق: ص 199بتصرف. وراجع: فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين ص 46.
(4) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 46، 47بتصرف.(1/46)
العرب الفصحاء هم عرب البدو من جزيرة العرب إلى أواسط القرن الرابع الهجري وعرب الأمصار إلى نهاية القرن الثاني الهجري، ويسمون هذه العصور بعصور الاحتجاج (1).
ويدخل في هذا الطور جميع الكلمات الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وشعر العرب الفصحاء.
2 - المولّد (2): وهو ما استعمله المولدون (وهم الذين ولدوا بعد عصور الاحتجاج) من ألفاظ أعجمية لم يعرّبها فصحاء العرب. مثل: ترجم الرسالة، وبيّض الكتابة (3).
3 - المحدث أو العامي: وهو ما عرّبه المحدثون في العصر الحديث وشاع في لغة الحياة العامة. (والمحدثون هم الذين عاشوا بعد المولدين إلى أيامنا هذه).
وتمييز المولد من المحدث صعب لعدم الاتفاق على سنة معينة ينتهي عندها عصر المولدين ويبدأ بها عصر المحدثين، فضلا عن عدم معرفة الوقت الذي ظهرت فيه اللفظة المولدة أو المحدثة (4).
مقاييس العجمة:
لقد وضع بعض علماء اللغة علامات عامة، بها تعرف الكلمات الأعجمية، من هذه العلامات:
1 - أن تكون الكلمة مخالفة للأوزان العربية، مثل: إبريسم، آمين، جبريل.
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 199.
(2) يطلق عليه الدكتور علي عبد الواحد وافي اسم «الأعجمي المولد». انظر: كتابه فقه اللغة:
ص 199.
(3) المرجع السابق: ص 199بتصرف. وراجع: فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين ص 46.
(4) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 46، 47بتصرف.(1/46)
2 - أن تكون الكلمة فاؤها نونا وعينها راء، مثل: نرجس، نرد، نورج.
3 - أن تنتهي الكلمة بدال يعقبها زاي، مثل: مهندز، الهنداز.
4 - أن يجتمع في الكلمة الصاد والجيم، مثل: الصولجان، الجص، الصنج.
5 - أن تشتمل الكلمة على الجيم والقاف، مثل المنجنيق، الجوسق، الجوقة.
6 - أن تكون الكلمة رباعية أو خماسية مجردة من حروف الذلاقة (وهي الميم والراء والباء والنون والفاء واللام) مثل: جوسق، عقجش، جظائج.
7 - أن تجتمع في الكلمة الجيم والطاء، مثل: الطاجن، والطيجن.
8 - أن ينقل عن أحد من أئمة العربية أن الكلمة المعنيّة أعجمية (1).
9 - أن تكون الكلمة مبنية من باء وسين وتاء. فإذا جاء ذلك في كلمة فهي دخيل (2).
10 - كثرة اللغات: نجد لكثير من المعربات أكثر من لغة. فقالوا: فرند وبرند. وقالوا: ميكائيل وميكال وميكائل وميكئل وقالوا: بغداد وفيه ثلاث عشرة لغة.
ويرجع هذا الاختلاف إلى أن كل من قام بالتعريب سلك مسلكا معينا في
__________
(1) راجع: المعرّب: للجواليقي، ص 57، 58. والمزهر: للسيوطي، 1/ 270. وفقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 206. وفقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 47، 48. ولمزيد من التفصيل انظر: المعرّب والدخيل في اللغة العربية مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 1914. (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر، تحت رقم 538، سنة 1397هـ).
(2) المعرّب: للجواليقي، ص 60.(1/47)
2 - أن تكون الكلمة فاؤها نونا وعينها راء، مثل: نرجس، نرد، نورج.
3 - أن تنتهي الكلمة بدال يعقبها زاي، مثل: مهندز، الهنداز.
4 - أن يجتمع في الكلمة الصاد والجيم، مثل: الصولجان، الجص، الصنج.
5 - أن تشتمل الكلمة على الجيم والقاف، مثل المنجنيق، الجوسق، الجوقة.
6 - أن تكون الكلمة رباعية أو خماسية مجردة من حروف الذلاقة (وهي الميم والراء والباء والنون والفاء واللام) مثل: جوسق، عقجش، جظائج.
7 - أن تجتمع في الكلمة الجيم والطاء، مثل: الطاجن، والطيجن.
8 - أن ينقل عن أحد من أئمة العربية أن الكلمة المعنيّة أعجمية (1).
9 - أن تكون الكلمة مبنية من باء وسين وتاء. فإذا جاء ذلك في كلمة فهي دخيل (2).
10 - كثرة اللغات: نجد لكثير من المعربات أكثر من لغة. فقالوا: فرند وبرند. وقالوا: ميكائيل وميكال وميكائل وميكئل وقالوا: بغداد وفيه ثلاث عشرة لغة.
ويرجع هذا الاختلاف إلى أن كل من قام بالتعريب سلك مسلكا معينا في
__________
(1) راجع: المعرّب: للجواليقي، ص 57، 58. والمزهر: للسيوطي، 1/ 270. وفقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 206. وفقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 47، 48. ولمزيد من التفصيل انظر: المعرّب والدخيل في اللغة العربية مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 1914. (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر، تحت رقم 538، سنة 1397هـ).
(2) المعرّب: للجواليقي، ص 60.(1/47)
تغيير الحروف غير العربية التي تتكون منها الكلمة الأعجمية. وكذلك اختلفت أساليبهم في إخضاعها للأبنية العربية. فالذي قال فرند أبدل من الباء الأعجمية الفاء، والذي قال برند أبدل منها الباء.
ولقد أشار بعض اللغويين إلى هذه الظاهرة ظاهرة كثرة اللغات فقال الجواليقي في ترجمة إسرائيل بعد أن ذكر أن إسرائين لغة فيه: وكذلك نجد العرب إذا وقع إليهم ما لم يكن من كلامهم تكلموا فيه بألفاظ مختلفة، كما قالوا: بغداذ وبغداد وبغدان (1).
11 - فقدان الأصل في العربية: يقول الدكتور السبحان: المعرّب دخيل في العربية فليس له أصل يشتق منه. أما في لغته الأصلية فله أصل يشتق منه وكلمات أخرى اشتقت من الأصل نفسه.
فالأبيل بمعنى الراهب لا يمت بصلة إلى الإبل ولكن في لغته الأصلية وهي السريانية له أصل معروف فهو مشتق في (ابل) بمعنى:
بكى وناح. فالأبيل: الباكي الحزين وسمّي الراهب بذلك لكثرة بكائه. وله أخوات مشتقات من الأصل نفسه: ف (ابلا) معناه البكاء، و (أبيلوثا) بمعنى: الحزن والرهبانية، و (متابلتوثا) بمعنى: الحزن (2).
موقفنا من التعريب:
لا خلاف بين العلماء في جواز استعمال المعرّب، وهو ما استعمله فصحاء العرب من كلمات دخيلة. وقد ورد كثير من الألفاظ المعربة في القرآن
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 19، 20بتصرف وراجع: المعرب: للجواليقي، ص 62.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 20.(1/48)
تغيير الحروف غير العربية التي تتكون منها الكلمة الأعجمية. وكذلك اختلفت أساليبهم في إخضاعها للأبنية العربية. فالذي قال فرند أبدل من الباء الأعجمية الفاء، والذي قال برند أبدل منها الباء.
ولقد أشار بعض اللغويين إلى هذه الظاهرة ظاهرة كثرة اللغات فقال الجواليقي في ترجمة إسرائيل بعد أن ذكر أن إسرائين لغة فيه: وكذلك نجد العرب إذا وقع إليهم ما لم يكن من كلامهم تكلموا فيه بألفاظ مختلفة، كما قالوا: بغداذ وبغداد وبغدان (1).
11 - فقدان الأصل في العربية: يقول الدكتور السبحان: المعرّب دخيل في العربية فليس له أصل يشتق منه. أما في لغته الأصلية فله أصل يشتق منه وكلمات أخرى اشتقت من الأصل نفسه.
فالأبيل بمعنى الراهب لا يمت بصلة إلى الإبل ولكن في لغته الأصلية وهي السريانية له أصل معروف فهو مشتق في (ابل) بمعنى:
بكى وناح. فالأبيل: الباكي الحزين وسمّي الراهب بذلك لكثرة بكائه. وله أخوات مشتقات من الأصل نفسه: ف (ابلا) معناه البكاء، و (أبيلوثا) بمعنى: الحزن والرهبانية، و (متابلتوثا) بمعنى: الحزن (2).
موقفنا من التعريب:
لا خلاف بين العلماء في جواز استعمال المعرّب، وهو ما استعمله فصحاء العرب من كلمات دخيلة. وقد ورد كثير من الألفاظ المعربة في القرآن
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 19، 20بتصرف وراجع: المعرب: للجواليقي، ص 62.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 20.(1/48)
الكريم نفسه كما سنرى فيما بعد وفي أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي الشعر العربي.
أما ما استخدمه المولدون في مختلف العصور، وما أدخله بعض الباحثين في العصر الحاضر أو يرى إدخاله في اللغة العربية من كلمات أجنبية تتعلق بالمخترعات أو المصطلحات العلمية والفنية، فقد رأى مجمع اللغة العربية عدم جواز استعماله إلا عند الضرورة لأن اللغة العربية يمكن أن تخصص ألفاظا من مفرداتها للدلالة على مستحدثات العلوم والفنون، ولن يرهقها هذا من أمرها عسرا حيث إن في بطون معجماتها مئات الألوف من الكلمات المهجورة والمستعملة، مما يصلح أن يوضع لهذه المسميات الحديثة، ولنا بهذا الصدد أسوة حسنة فيما فعله العرب أنفسهم في صدر الإسلام والعصر العباسي، وهذه هي إحدى الغايات الجليلة التي يعمل على تحقيقها «مجمع اللغة العربية» (1).
ولله در حافظ إبراهيم إذ يقول على لسان اللغة العربية:
وسعت كتاب الله لفظا وغاية ... وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ... وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ... وفيكم وإن عز الدواء أساتي؟!
هذا، وقد ذكر الدكتور صبحي الصالح شروطا لا بد من مراعاتها عند القيام بالنقل والتعريب وهي (2):
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 207، 208، 250بتصرف. وراجع: الغرض من قرارات المجمع، والاحتجاج لها: للشيخ أحمد الإسكندري، مقال منشور بمجلة مجمع اللغة العربية الملكي، الجزء الأول، ص 199وما بعدها، عدد رجب سنة 1353هـ أكتوبر سنة 1943ميلادي.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 327321، بتصرف.(1/49)
الكريم نفسه كما سنرى فيما بعد وفي أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي الشعر العربي.
أما ما استخدمه المولدون في مختلف العصور، وما أدخله بعض الباحثين في العصر الحاضر أو يرى إدخاله في اللغة العربية من كلمات أجنبية تتعلق بالمخترعات أو المصطلحات العلمية والفنية، فقد رأى مجمع اللغة العربية عدم جواز استعماله إلا عند الضرورة لأن اللغة العربية يمكن أن تخصص ألفاظا من مفرداتها للدلالة على مستحدثات العلوم والفنون، ولن يرهقها هذا من أمرها عسرا حيث إن في بطون معجماتها مئات الألوف من الكلمات المهجورة والمستعملة، مما يصلح أن يوضع لهذه المسميات الحديثة، ولنا بهذا الصدد أسوة حسنة فيما فعله العرب أنفسهم في صدر الإسلام والعصر العباسي، وهذه هي إحدى الغايات الجليلة التي يعمل على تحقيقها «مجمع اللغة العربية» (1).
ولله در حافظ إبراهيم إذ يقول على لسان اللغة العربية:
وسعت كتاب الله لفظا وغاية ... وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ... وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ... وفيكم وإن عز الدواء أساتي؟!
هذا، وقد ذكر الدكتور صبحي الصالح شروطا لا بد من مراعاتها عند القيام بالنقل والتعريب وهي (2):
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 207، 208، 250بتصرف. وراجع: الغرض من قرارات المجمع، والاحتجاج لها: للشيخ أحمد الإسكندري، مقال منشور بمجلة مجمع اللغة العربية الملكي، الجزء الأول، ص 199وما بعدها، عدد رجب سنة 1353هـ أكتوبر سنة 1943ميلادي.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 327321، بتصرف.(1/49)
أألّا نلجأ إلى التعريب إلا عند الضرورة انسجاما مع القرار الحكيم الذي اتخذه مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ونصه: «يجيز المجمع أن يستعمل بعض الألفاظ الأعجمية عند الضرورة على طريقة العرب في تعريبهم». وقد علق الأمير الشهابي على قيد «الضرورة» بقوله: «أرى أن قيد «الضرورة» الذي وضعه المجمع للتعريب هو ضرورة أقول هذا لأنني عارف بسخافات بعض أساتيذ العلوم الحديثة، الذين عربوا ألفاظا علمية أعجمية، كان في استطاعتهم أن يجدوا لها ألفاظا عربية مقبولة بقليل من الجهد، ومن المعرفة بأصول تلك الألفاظ الأعجمية وبمعانيها» (1).
ب أما قبل تحقق هذه الضرورة، فالترجمة الدقيقة تقوم مقام التعريب، إذا تحرى الناقل العليم بأسرار العربية اللفظ الأنسب لأداء مدلول اللفظ الأعجمي.
فنحن نترجم مثلا: بالمجهار، وبالمكثف وبزراعة الأزهار، وهكذا.
ج الكف عن استعمال اللفظ المعرّب إذا كان له اسم في لغة العرب إحياء للفصيح وقتلا للدخيل.
د أن نحاول كلما اضطررنا إلى التعريب أن ننزل اللفظ المعرّب على أوزان العربية، حتى يكون عربيا أو بمنزلته.
هـ ولا مانع من النحت إذا اضطررنا إليه في تعريب المصطلحات العلمية والفنية، ولكن عند الضرورة القصوى.
فالطريقة المثلى إذن في نقل مدلولات المكتشفات الأجنبية
__________
(1) المرجع السابق: هامش ص 321، نقلا عن المصطلحات العملية: للأمير مصطفى الشهابي، ص 63.(1/50)
أألّا نلجأ إلى التعريب إلا عند الضرورة انسجاما مع القرار الحكيم الذي اتخذه مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ونصه: «يجيز المجمع أن يستعمل بعض الألفاظ الأعجمية عند الضرورة على طريقة العرب في تعريبهم». وقد علق الأمير الشهابي على قيد «الضرورة» بقوله: «أرى أن قيد «الضرورة» الذي وضعه المجمع للتعريب هو ضرورة أقول هذا لأنني عارف بسخافات بعض أساتيذ العلوم الحديثة، الذين عربوا ألفاظا علمية أعجمية، كان في استطاعتهم أن يجدوا لها ألفاظا عربية مقبولة بقليل من الجهد، ومن المعرفة بأصول تلك الألفاظ الأعجمية وبمعانيها» (1).
ب أما قبل تحقق هذه الضرورة، فالترجمة الدقيقة تقوم مقام التعريب، إذا تحرى الناقل العليم بأسرار العربية اللفظ الأنسب لأداء مدلول اللفظ الأعجمي.
فنحن نترجم مثلا: بالمجهار، وبالمكثف وبزراعة الأزهار، وهكذا.
ج الكف عن استعمال اللفظ المعرّب إذا كان له اسم في لغة العرب إحياء للفصيح وقتلا للدخيل.
د أن نحاول كلما اضطررنا إلى التعريب أن ننزل اللفظ المعرّب على أوزان العربية، حتى يكون عربيا أو بمنزلته.
هـ ولا مانع من النحت إذا اضطررنا إليه في تعريب المصطلحات العلمية والفنية، ولكن عند الضرورة القصوى.
فالطريقة المثلى إذن في نقل مدلولات المكتشفات الأجنبية
__________
(1) المرجع السابق: هامش ص 321، نقلا عن المصطلحات العملية: للأمير مصطفى الشهابي، ص 63.(1/50)
والاختراعات العلمية والاصطلاحات في شتى المجالات، هي: ألّا نلجأ إلى التعريب وهو أشدها خطرا على لغتنا الخالدة إلا بعد أن نكون قد بذلنا الجهد في كل وسيلة قبلها، فالترجمة أوّلا، فإذا لم يوجد للفظ الأجنبي مقابل عربي فاشتقاق ثانيا، فيشتق لفظ من كلمة عربية تؤدي معنى المسمّى، فإذا عجزنا فالمجاز ثالثا فيتجوز للفظ مجاز بعلاقة في المعنى بين المسمى والمجاز، فإذا عجزنا ننحت للكلمة لفظا مركبا من كلمتين يؤدي معناها مدلول الشيء المسمى، فإذا عجزنا نعرّب اللفظ الأجنبي تعريبا مطابقا لقواعد اللغة، ونصقله وفق أوزان لغتنا ومنطق لساننا، حتى يشبه اللفظ العربي الفصيح وبذلك نترك اللغة العربية للخلف من بعدنا كما تركها لنا آباؤنا الأولون (1).
وإننا على يقين من أن نقلة العلوم الحديثة في هذا العصر إذا وضعوا ما ذكرناه من الشروط نصب أعينهم خدموا لغتهم أخلص خدمة، وعبروا عن خصائصها أصدق تعبير، فما هي باللغة الجامدة الميتة، بل هي اللغة المرنة المطواع التي كتب الله لها النماء والبقاء والخلود (2).
__________
(1) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 50بتصرف يسير.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 327.(1/51)
والاختراعات العلمية والاصطلاحات في شتى المجالات، هي: ألّا نلجأ إلى التعريب وهو أشدها خطرا على لغتنا الخالدة إلا بعد أن نكون قد بذلنا الجهد في كل وسيلة قبلها، فالترجمة أوّلا، فإذا لم يوجد للفظ الأجنبي مقابل عربي فاشتقاق ثانيا، فيشتق لفظ من كلمة عربية تؤدي معنى المسمّى، فإذا عجزنا فالمجاز ثالثا فيتجوز للفظ مجاز بعلاقة في المعنى بين المسمى والمجاز، فإذا عجزنا ننحت للكلمة لفظا مركبا من كلمتين يؤدي معناها مدلول الشيء المسمى، فإذا عجزنا نعرّب اللفظ الأجنبي تعريبا مطابقا لقواعد اللغة، ونصقله وفق أوزان لغتنا ومنطق لساننا، حتى يشبه اللفظ العربي الفصيح وبذلك نترك اللغة العربية للخلف من بعدنا كما تركها لنا آباؤنا الأولون (1).
وإننا على يقين من أن نقلة العلوم الحديثة في هذا العصر إذا وضعوا ما ذكرناه من الشروط نصب أعينهم خدموا لغتهم أخلص خدمة، وعبروا عن خصائصها أصدق تعبير، فما هي باللغة الجامدة الميتة، بل هي اللغة المرنة المطواع التي كتب الله لها النماء والبقاء والخلود (2).
__________
(1) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 50بتصرف يسير.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 327.(1/51)
المبحث الثالث دلالة الألفاظ وتطوّرها
لا شك أن اللغة هي رمز التعبير ووسيلته، وهي الأداة التي تنقل الأفكار وتترجم عنها، ولا ريب أن تلك الأفكار تنتقل إلى طالبها في قوالب خاصة هي الألفاظ، وهذه الألفاظ يختارها كل مجتمع حسب حاجاته وأحواله الاجتماعية، فأرباب الصحراء يميلون إلى وعورة اللفظ وخشونته وأرباب المدينة تحمل ألفاظهم سمات مدنيتهم وحضارتهم، من رقة وعذوبة.
ولا ريب أن المعاني التي تحملها هذه الألفاظ تمر عليها منذ نشأتها مراحل تاريخية كما هو الحال الآن فاللغات البشرية قد قطعت مراحل طويلة الأمد، وتقلبت عليها أجيال متعاقبة منذ أقدم العصور، وكل جيل له سمات قد ورث بعضها عن أجداده أو أخذه ممن يخالطهم وابتكر بعضها الآخر، تبعا لمقتضيات حياته، وبيئته، والأحداث التي مر بها، اجتماعية، ونفسية
ولا ريب كذلك أن الألفاظ تمر في تلك المراحل، تتلقفها الأجيال، بما تحمله من معان قد تبقى، وقد تتغير، وقد تنحرف، حسب عادات وأسباب لا يمكن التنبؤ بها جميعها، ولكن يمكن من دراسة الألفاظ نفسها الوقوف على بعضها. كما أن المعنى نفسه قد يتغير مفهومه لدى الأجيال من الشرف إلى الضعة، وبالعكس، كذلك أصوات الألفاظ عرضة لهذا التغيير.
ولكل لغة قواعدها المنتظمة، وأساليبها المعنية التي تتبعها في سيرها عبر
التاريخ، غير أن الأيام تؤثر فيها، وتدخل بعض التغيرات عليها.(1/53)
المبحث الثالث دلالة الألفاظ وتطوّرها
لا شك أن اللغة هي رمز التعبير ووسيلته، وهي الأداة التي تنقل الأفكار وتترجم عنها، ولا ريب أن تلك الأفكار تنتقل إلى طالبها في قوالب خاصة هي الألفاظ، وهذه الألفاظ يختارها كل مجتمع حسب حاجاته وأحواله الاجتماعية، فأرباب الصحراء يميلون إلى وعورة اللفظ وخشونته وأرباب المدينة تحمل ألفاظهم سمات مدنيتهم وحضارتهم، من رقة وعذوبة.
ولا ريب أن المعاني التي تحملها هذه الألفاظ تمر عليها منذ نشأتها مراحل تاريخية كما هو الحال الآن فاللغات البشرية قد قطعت مراحل طويلة الأمد، وتقلبت عليها أجيال متعاقبة منذ أقدم العصور، وكل جيل له سمات قد ورث بعضها عن أجداده أو أخذه ممن يخالطهم وابتكر بعضها الآخر، تبعا لمقتضيات حياته، وبيئته، والأحداث التي مر بها، اجتماعية، ونفسية
ولا ريب كذلك أن الألفاظ تمر في تلك المراحل، تتلقفها الأجيال، بما تحمله من معان قد تبقى، وقد تتغير، وقد تنحرف، حسب عادات وأسباب لا يمكن التنبؤ بها جميعها، ولكن يمكن من دراسة الألفاظ نفسها الوقوف على بعضها. كما أن المعنى نفسه قد يتغير مفهومه لدى الأجيال من الشرف إلى الضعة، وبالعكس، كذلك أصوات الألفاظ عرضة لهذا التغيير.
ولكل لغة قواعدها المنتظمة، وأساليبها المعنية التي تتبعها في سيرها عبر
التاريخ، غير أن الأيام تؤثر فيها، وتدخل بعض التغيرات عليها.(1/53)
ولكل لغة قواعدها المنتظمة، وأساليبها المعنية التي تتبعها في سيرها عبر
التاريخ، غير أن الأيام تؤثر فيها، وتدخل بعض التغيرات عليها.
وبناء على ذلك فلا نظن أن المعاجم وحدها في أية لغة مهما كانت متقدمة ومنظمة هي التي تعبر عن دلالة الألفاظ في اللغات بحيث لا تحتاج بعدها إلى دراسة، ذلك لأن الدلالة تخضع لمؤثرات كثيرة، وعوامل متعددة اجتماعية ونفسية، وتطورية، وتاريخية، والمعجم إنما يصف اللغة في مرحلة معينة، ودون تفسير للدلالات التي ينطوي عليها، من النواحي المذكورة، أمام علم الدلالة (السيمانتيك) فهو الذي يدخل العوامل التي أشرنا إليها في الاعتبار.
فيدرس النص اللغوي أو الكلمة ملاحظا المتكلم والسامع والظروف السياسية والاجتماعية والتاريخية التي مرت عليهما
ولأهمية هذا الفرع، وتشعب بحوثه، ولج بابه علماء كثيرون من الفلاسفة واللغويين، وعلماء النفس، والأنثربولوجيا، والأدباء، والفنانين، والاقتصاديين، وعلماء الدراسات الطبيعية.
وقد ظهر اسم هذا العلم في مقال كتبه ميشيل بريال سنة 1883ميلادي، ويعد هذا العالم الفرنسي من أوائل الواضعين لعلم الدلالة على أساس تاريخي لا وصفي.
وعلم الدلالة التاريخي يدرس تغير المعنى وما يتصل به من عصر إلى عصر أما الوصفي فيدرس ذلك في مرحلة معينة، من مراحل اللغة.
وعني بالبحث فيه كذلك من الغربيين كثيرون منهم الأساتذة: وتني الإنكليزي وكروس الإيطالي، وفونت الألماني (1).
هذا، وقد اهتم علماؤنا العرب قبل الغربيين بالدلالة، لأن لغتهم تمتاز بالثراء الواسع، والتصرف المعنوي العريض، فكل لفظ في اللغة العربية
__________
(1) د. عبد الغفار هلال: علم اللغة بين القديم والحديث، ص 10710بتصرف يسير ط 2 الجبلاوي سنة 1406هـ.(1/54)
ولكل لغة قواعدها المنتظمة، وأساليبها المعنية التي تتبعها في سيرها عبر
التاريخ، غير أن الأيام تؤثر فيها، وتدخل بعض التغيرات عليها.
وبناء على ذلك فلا نظن أن المعاجم وحدها في أية لغة مهما كانت متقدمة ومنظمة هي التي تعبر عن دلالة الألفاظ في اللغات بحيث لا تحتاج بعدها إلى دراسة، ذلك لأن الدلالة تخضع لمؤثرات كثيرة، وعوامل متعددة اجتماعية ونفسية، وتطورية، وتاريخية، والمعجم إنما يصف اللغة في مرحلة معينة، ودون تفسير للدلالات التي ينطوي عليها، من النواحي المذكورة، أمام علم الدلالة (السيمانتيك) فهو الذي يدخل العوامل التي أشرنا إليها في الاعتبار.
فيدرس النص اللغوي أو الكلمة ملاحظا المتكلم والسامع والظروف السياسية والاجتماعية والتاريخية التي مرت عليهما
ولأهمية هذا الفرع، وتشعب بحوثه، ولج بابه علماء كثيرون من الفلاسفة واللغويين، وعلماء النفس، والأنثربولوجيا، والأدباء، والفنانين، والاقتصاديين، وعلماء الدراسات الطبيعية.
وقد ظهر اسم هذا العلم في مقال كتبه ميشيل بريال سنة 1883ميلادي، ويعد هذا العالم الفرنسي من أوائل الواضعين لعلم الدلالة على أساس تاريخي لا وصفي.
وعلم الدلالة التاريخي يدرس تغير المعنى وما يتصل به من عصر إلى عصر أما الوصفي فيدرس ذلك في مرحلة معينة، من مراحل اللغة.
وعني بالبحث فيه كذلك من الغربيين كثيرون منهم الأساتذة: وتني الإنكليزي وكروس الإيطالي، وفونت الألماني (1).
هذا، وقد اهتم علماؤنا العرب قبل الغربيين بالدلالة، لأن لغتهم تمتاز بالثراء الواسع، والتصرف المعنوي العريض، فكل لفظ في اللغة العربية
__________
(1) د. عبد الغفار هلال: علم اللغة بين القديم والحديث، ص 10710بتصرف يسير ط 2 الجبلاوي سنة 1406هـ.(1/54)
له إيحاءات كثيرة، ويستعمل في التراكيب المختلفة بمعان تتفاوت بتفاوت العبارات، أضف إلى ذلك ما تحتويه من الكلمات التي تؤدي عدة معان، تبعا لتعدد القبائل الناطقة بها (1).
وظهر في هذا الميدان أقطاب، كابن جني عالم اللغة المشهور في سفره «الخصائص» وابن فارس في كتابه «الطبي» وأبي حاتم الرازي في كتابه المسمى «الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية».
مفهوم الدلالة:
لقد عرفها علماء اللغة بأنها: كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر. ويسمى الشيء الأول الدال والآخر المدلول (2).
أنواع الدلالة:
لقد قسم الباحثون الدلالة إلى أربعة أنواع:
أالدلالة المعجمية:
وهي الدلالة التي وضعها الأسلاف للألفاظ المختلفة، وتكفلت بيانها قواميس اللغة حسب ما ارتضته الجماعة واصطلحت عليه، وتستعمل في الحياة اليومية بعد تعلمها بالتلقين والسماع، والقراءة والاطلاع على آثار السابقين الأدبية شعرا ونثرا، ويتطلب هذا التعليم زمنا ليس بالقصير قبل أن يسيطر المرء على لغة أبويه (3).
وهذه الدلالة عرضة للتغيير، بل إنها تغيرت حقا بعد عصر تدوين اللغة نتيجة اختلاف حياة الأجيال المتعاقبة، وما جد من مستحدثات وأمور تقتضي
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع: المرجع السابق ص 235وما بعدها.
(2) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 14، ط. الأمانة سنة 1404هـ.
(3) علم اللغة بين القديم والحديث ص 196نقلا عن دلالة الألفاظ د. إبراهيم أنيس ص 49ط 30سنة 1972ميلادي.(1/55)
له إيحاءات كثيرة، ويستعمل في التراكيب المختلفة بمعان تتفاوت بتفاوت العبارات، أضف إلى ذلك ما تحتويه من الكلمات التي تؤدي عدة معان، تبعا لتعدد القبائل الناطقة بها (1).
وظهر في هذا الميدان أقطاب، كابن جني عالم اللغة المشهور في سفره «الخصائص» وابن فارس في كتابه «الطبي» وأبي حاتم الرازي في كتابه المسمى «الزينة في الكلمات الإسلامية والعربية».
مفهوم الدلالة:
لقد عرفها علماء اللغة بأنها: كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر. ويسمى الشيء الأول الدال والآخر المدلول (2).
أنواع الدلالة:
لقد قسم الباحثون الدلالة إلى أربعة أنواع:
أالدلالة المعجمية:
وهي الدلالة التي وضعها الأسلاف للألفاظ المختلفة، وتكفلت بيانها قواميس اللغة حسب ما ارتضته الجماعة واصطلحت عليه، وتستعمل في الحياة اليومية بعد تعلمها بالتلقين والسماع، والقراءة والاطلاع على آثار السابقين الأدبية شعرا ونثرا، ويتطلب هذا التعليم زمنا ليس بالقصير قبل أن يسيطر المرء على لغة أبويه (3).
وهذه الدلالة عرضة للتغيير، بل إنها تغيرت حقا بعد عصر تدوين اللغة نتيجة اختلاف حياة الأجيال المتعاقبة، وما جد من مستحدثات وأمور تقتضي
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع: المرجع السابق ص 235وما بعدها.
(2) فقه اللغة: د. إبراهيم أبو سكين، ص 14، ط. الأمانة سنة 1404هـ.
(3) علم اللغة بين القديم والحديث ص 196نقلا عن دلالة الألفاظ د. إبراهيم أنيس ص 49ط 30سنة 1972ميلادي.(1/55)
التغيير، وقد لاحظنا حدوث ذلك في العصرين الإسلامي والعباسي.
ومن أمثلته تغير مدلول ألفاظ الصلاة، والزكاة، والخليفة، والسلطان، والديوان وغيرها.
ولما زاد اختلاط العرب بغيرهم من الأمم الأجنبية امتد التغيير امتدادا كبيرا إلى المعاني القاموسية كما في كلمتي «طويل اليد» و «بطح» (1).
ولعل ذلك ناشئ عن نسيان المعاني الأصلية لبعض الكلمات، وتحريف معاني بعضها الآخر (2)، إلى غير ذلك من أسباب تطور الدلالة والتي سنتحدث عنها فيما بعد.
ب الدلالة الصوتية:
وهي ما يكون بين أصوات بعض الكلمات وطرائق نطقها وبين معانيها من ارتباط.
فقد اكتشف بعض العلماء في طائفة من الألفاظ العربية صلة بين ألفاظها ومعانيها، فبينوا أن العربي كان يربط بين الصوت والمعنى. فيجعلهما متشابهين فيدل على المعنى الضعيف بأصوات ضعيفة وعلى المعنى القوي بأصوات قوية ومن ذلك كلمتا (سدّ) و (صدّ) فكلاهما لمعنى الحاجز إلا أن الأول لباب ونحوه وهو ضعيف فاستخدام له السين الضعيفة والثاني لجانب الجبل وهو قوي فاستخدم الصاد القوية.
وهكذا جعل العربي الصوت في مقابل المعنى المناسب له، وتمتد المناسبة من الحرف الواحد إلى حرفين، وإلى جميع حروف الكلمة (3).
__________
(1) «وطويل اليد» في القاموس: من تمتد يده بالعطاء، وهي صفة كريمة، وتطور دلالته في العامية الآن وأصبح بمعنى اللص وطويل اليد بمعنى السرقة. أما «بطحة» ففي القاموس بمعنى: بسطة ممتدا على الأرض، ومعناه الآن: عوره. انظر هامش ص 197من كتاب علم اللغة بين القديم والحديث للدكتور هلال بتصرف.
(2) علم اللغة بين القديم والحديث د. / عبد الغفار حامد: ص 197، 198بتصرف يسير.
(3) نفس المرجع: ص 198، وما بعدها. ولمزيد من التفصيل راجع: اللغة العربية(1/56)
التغيير، وقد لاحظنا حدوث ذلك في العصرين الإسلامي والعباسي.
ومن أمثلته تغير مدلول ألفاظ الصلاة، والزكاة، والخليفة، والسلطان، والديوان وغيرها.
ولما زاد اختلاط العرب بغيرهم من الأمم الأجنبية امتد التغيير امتدادا كبيرا إلى المعاني القاموسية كما في كلمتي «طويل اليد» و «بطح» (1).
ولعل ذلك ناشئ عن نسيان المعاني الأصلية لبعض الكلمات، وتحريف معاني بعضها الآخر (2)، إلى غير ذلك من أسباب تطور الدلالة والتي سنتحدث عنها فيما بعد.
ب الدلالة الصوتية:
وهي ما يكون بين أصوات بعض الكلمات وطرائق نطقها وبين معانيها من ارتباط.
فقد اكتشف بعض العلماء في طائفة من الألفاظ العربية صلة بين ألفاظها ومعانيها، فبينوا أن العربي كان يربط بين الصوت والمعنى. فيجعلهما متشابهين فيدل على المعنى الضعيف بأصوات ضعيفة وعلى المعنى القوي بأصوات قوية ومن ذلك كلمتا (سدّ) و (صدّ) فكلاهما لمعنى الحاجز إلا أن الأول لباب ونحوه وهو ضعيف فاستخدام له السين الضعيفة والثاني لجانب الجبل وهو قوي فاستخدم الصاد القوية.
وهكذا جعل العربي الصوت في مقابل المعنى المناسب له، وتمتد المناسبة من الحرف الواحد إلى حرفين، وإلى جميع حروف الكلمة (3).
__________
(1) «وطويل اليد» في القاموس: من تمتد يده بالعطاء، وهي صفة كريمة، وتطور دلالته في العامية الآن وأصبح بمعنى اللص وطويل اليد بمعنى السرقة. أما «بطحة» ففي القاموس بمعنى: بسطة ممتدا على الأرض، ومعناه الآن: عوره. انظر هامش ص 197من كتاب علم اللغة بين القديم والحديث للدكتور هلال بتصرف.
(2) علم اللغة بين القديم والحديث د. / عبد الغفار حامد: ص 197، 198بتصرف يسير.
(3) نفس المرجع: ص 198، وما بعدها. ولمزيد من التفصيل راجع: اللغة العربية(1/56)
وللنبر والتنغيم أيضا علاقة بالمعنى وذلك وإن لم يتضح في العربية الفصحى لعدم اكتمال دراسته فيها فإنه يظهر كثيرا في العاميات.
ومن أمثلته (محمد جه) فهذه الجملة تستعمل استفهاما أو إخبارا حسب اختلاف موقع النبر والتنغيم، وقولك لشخص (رائع جدا) على سبيل التهكم بنغمة خاصة وعلى سبيل المدح بنغمة أخرى. وتعتمد بعض اللغات على النبر والتنغيم في بيان المعاني كالصينية والإنكليزية في بعض الأحيان فالكلمة الواحدة قد تكون اسما أو فعلا تبعا للمقطع المنبور.
فالصوت يرتبط بالمعنى، وطريقة الأداء لها دخل في التعبير عنه وهذا وإن كان خاصا ببعض الألفاظ وطرق أدائها فإن له أهمية في كشف جانب حيوي من جوانب دلالة الألفاظ (1).
ج الدلالة الصرفية:
وهي التي تستمد من الصيغ وبنيتها. فعند ما نسمع (قطع) و (قطّع). ندرك أن الصيغة الأخيرة تدل على التكثير، قال تعالى: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوََابَ} [يوسف: 23]. وعند ما نسمع (شاكر) (شكور) ندرك أن الصيغة الأخيرة تدل على ما يدل عليه اسم الفاعل (شاكر) من حيث الحدث وفاعله، وتزيد عليه في أنها تدل على كثرة الشكر والمبالغة فيه من فاعله (2).
د الدلالة النحوية:
وهي التي تستمد من ترتيب الجملة وفق ترتيب المعنى المراد، بحيث لو اختل هذا الترتيب دون قرينة تعين على فهم المعنى المراد لأصبح من العسير فهم المعنى المراد، ففي الجملة «زار عيسى
__________
خصائصها وسماتها: د. عبد الغفار هلال، ص 173ما بعدها، ط 3سنة 1403هـ. والمزهر:
للسيوطي: 1/ 53، ط 3عالم الفكر، والخصائص: لابن جني 2/ 57، وما بعدها، ط 3دار التراث. ودراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح: ص 142ط 1دار العلم للملايين.
(1) علم اللغة بين القديم والحديث: ص 199.
(2) فقه اللغة: د. أبو سكين، ص 16.(1/57)
وللنبر والتنغيم أيضا علاقة بالمعنى وذلك وإن لم يتضح في العربية الفصحى لعدم اكتمال دراسته فيها فإنه يظهر كثيرا في العاميات.
ومن أمثلته (محمد جه) فهذه الجملة تستعمل استفهاما أو إخبارا حسب اختلاف موقع النبر والتنغيم، وقولك لشخص (رائع جدا) على سبيل التهكم بنغمة خاصة وعلى سبيل المدح بنغمة أخرى. وتعتمد بعض اللغات على النبر والتنغيم في بيان المعاني كالصينية والإنكليزية في بعض الأحيان فالكلمة الواحدة قد تكون اسما أو فعلا تبعا للمقطع المنبور.
فالصوت يرتبط بالمعنى، وطريقة الأداء لها دخل في التعبير عنه وهذا وإن كان خاصا ببعض الألفاظ وطرق أدائها فإن له أهمية في كشف جانب حيوي من جوانب دلالة الألفاظ (1).
ج الدلالة الصرفية:
وهي التي تستمد من الصيغ وبنيتها. فعند ما نسمع (قطع) و (قطّع). ندرك أن الصيغة الأخيرة تدل على التكثير، قال تعالى: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوََابَ} [يوسف: 23]. وعند ما نسمع (شاكر) (شكور) ندرك أن الصيغة الأخيرة تدل على ما يدل عليه اسم الفاعل (شاكر) من حيث الحدث وفاعله، وتزيد عليه في أنها تدل على كثرة الشكر والمبالغة فيه من فاعله (2).
د الدلالة النحوية:
وهي التي تستمد من ترتيب الجملة وفق ترتيب المعنى المراد، بحيث لو اختل هذا الترتيب دون قرينة تعين على فهم المعنى المراد لأصبح من العسير فهم المعنى المراد، ففي الجملة «زار عيسى
__________
خصائصها وسماتها: د. عبد الغفار هلال، ص 173ما بعدها، ط 3سنة 1403هـ. والمزهر:
للسيوطي: 1/ 53، ط 3عالم الفكر، والخصائص: لابن جني 2/ 57، وما بعدها، ط 3دار التراث. ودراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح: ص 142ط 1دار العلم للملايين.
(1) علم اللغة بين القديم والحديث: ص 199.
(2) فقه اللغة: د. أبو سكين، ص 16.(1/57)
موسى» لو قلنا «زار موسى عيسى» دون قرينة، لاختلف المعنى وتعسر فهم المراد (1)!
ظواهر التطور الدلالي:
ترجع أهم ظواهر التطور الدلالي إلى ثلاثة أنواع (2).
أحدها: تطور يلحق القواعد المتصلة بوظائف الكلمات وتركيب الجمل وتكوين العبارة وما إلى ذلك كقواعد الاشتقاق والصرف والتنظيم
وهلم جرا، وذلك كما حدث في اللغات العامية المتشعبة من اللغة العربية، إذ تجردت من علامات الإعراب وتغيرت فيها قواعد الاشتقاق واختلفت مناهج تركيب العبارات.
ثانيها: تطور يلحق الأساليب، كما حدث في لغات المحادثة العامية المتشعبة عن العربية، إذ اختلفت أساليبها اختلافا كبيرا عن الأساليب العربية الأولى.
وثالثها: تطور يلحق معنى الكلمة نفسه، كأن يخصص معناها العام، فلا تطلق إلا على بعض ما كانت تطلق عليه من قبل، أو يعمم مدلولها الخاص فتطلق على معنى يشمل معناها الأصلي ومعاني أخرى تشترك معه في بعض الصفات، أو تخرج عن معناها القديم فتطلق على معنى آخر تربطه به علاوة ما، وتصبح حقيقة في هذا المعنى الجديد بعد أن كانت مجازا فيه، أو يستعمل في معنى غريب كل الغرابة عن معناها الأول.
أسباب تطور الدلالة (3):
الأسباب التي تؤدي إلى تغير الدلالة كثيرة، بعضها لغوي وبعضها
__________
(1) المرجع السابق: ص 16.
(2) د. علي عبد الواحد وافي: علم اللغة، ص 313، 314بتصرف ط 9دار نهضة مصر.
(3) علم اللغة بين القديم والحديث: ص 212، 226بتصرف، وقارن ب: علم اللغة: د. وافي ص 325319.(1/58)
موسى» لو قلنا «زار موسى عيسى» دون قرينة، لاختلف المعنى وتعسر فهم المراد (1)!
ظواهر التطور الدلالي:
ترجع أهم ظواهر التطور الدلالي إلى ثلاثة أنواع (2).
أحدها: تطور يلحق القواعد المتصلة بوظائف الكلمات وتركيب الجمل وتكوين العبارة وما إلى ذلك كقواعد الاشتقاق والصرف والتنظيم
وهلم جرا، وذلك كما حدث في اللغات العامية المتشعبة من اللغة العربية، إذ تجردت من علامات الإعراب وتغيرت فيها قواعد الاشتقاق واختلفت مناهج تركيب العبارات.
ثانيها: تطور يلحق الأساليب، كما حدث في لغات المحادثة العامية المتشعبة عن العربية، إذ اختلفت أساليبها اختلافا كبيرا عن الأساليب العربية الأولى.
وثالثها: تطور يلحق معنى الكلمة نفسه، كأن يخصص معناها العام، فلا تطلق إلا على بعض ما كانت تطلق عليه من قبل، أو يعمم مدلولها الخاص فتطلق على معنى يشمل معناها الأصلي ومعاني أخرى تشترك معه في بعض الصفات، أو تخرج عن معناها القديم فتطلق على معنى آخر تربطه به علاوة ما، وتصبح حقيقة في هذا المعنى الجديد بعد أن كانت مجازا فيه، أو يستعمل في معنى غريب كل الغرابة عن معناها الأول.
أسباب تطور الدلالة (3):
الأسباب التي تؤدي إلى تغير الدلالة كثيرة، بعضها لغوي وبعضها
__________
(1) المرجع السابق: ص 16.
(2) د. علي عبد الواحد وافي: علم اللغة، ص 313، 314بتصرف ط 9دار نهضة مصر.
(3) علم اللغة بين القديم والحديث: ص 212، 226بتصرف، وقارن ب: علم اللغة: د. وافي ص 325319.(1/58)
اجتماعي، ولكل منهما علاقة بالآخر، فاللغة ظاهرة اجتماعية
أولا الأسباب اللغوية:
وهذه الأسباب متعددة أهمها:
أكثرة استعمال اللفظ: فكثرة استخدام العام مثلا في بعض ما يدل عليه يزيل مع تقادم العهد عموم معناه، ويقصر مدلوله على الحالات التي شاع فيها استعماله. ولدينا في اللغة العربية وحدها آلاف من أمثلة هذا النوع، فمن ذلك جميع المفردات التي كانت عامة المدلول ثم شاع استعمالها في الإسلام في معان خاصة تتعلق بالعقائد أو الشعائر أو النظم الدينية، كالصلاة والحج والصوم والمؤمن والكافر والمنافق والركوع والسجود فالصلاة مثلا معناها في الأصل الدعاء، ثم شاع استعمالها في الإسلام في العبادة المعروفة لاشتمالها على مظهر من مظاهر الدعاء، حتى أصبحت لا تنصرف عند إطلاقها إلى غير هذا المعنى وقس على ذلك جميع أفراد هذه الطائفة (1).
ب خفاء معنى اللفظ أو نسيان مجال استعماله: إذا خفي معنى اللفظ على الناطقين باللغة في جيل معين، أو في انتقالها من جيل إلى آخر فلم يفهم معناه، أو لم يتضح لديهم، تعرض للتغيير فكلمة (منيحة) كان معناها: إعارة إنسان ناقة أو شاة ليشرب لبنها، فتطور مع مرور الأجيال في بعض عاميات (نجد) إلى معنى شراء ناقة لهذا الغرض.
فلعل المعنى مع طول الزمن لم يتضح لدى الأجيال أنه خاص بمعنى الإعارة فانتقل إلى معنى الشراء.
ج تطور أصوات اللفظ: فثبات أصوات الكلمة يساعد على ثبات معناها وتغيرها يذلل أحيانا السبيل إلى تغيره. وذلك أن صلتها بالأسرة التي تنتمي إليها وبالأصل المشتقة منه تظل وثيقة وواضحة في الذهن ما
__________
(1) ابن فارس: الصاحبي، ص 8683، ص عيسى الحلبي سنة 1977ميلادي، فراجعه تجد تفصيلا.(1/59)
اجتماعي، ولكل منهما علاقة بالآخر، فاللغة ظاهرة اجتماعية
أولا الأسباب اللغوية:
وهذه الأسباب متعددة أهمها:
أكثرة استعمال اللفظ: فكثرة استخدام العام مثلا في بعض ما يدل عليه يزيل مع تقادم العهد عموم معناه، ويقصر مدلوله على الحالات التي شاع فيها استعماله. ولدينا في اللغة العربية وحدها آلاف من أمثلة هذا النوع، فمن ذلك جميع المفردات التي كانت عامة المدلول ثم شاع استعمالها في الإسلام في معان خاصة تتعلق بالعقائد أو الشعائر أو النظم الدينية، كالصلاة والحج والصوم والمؤمن والكافر والمنافق والركوع والسجود فالصلاة مثلا معناها في الأصل الدعاء، ثم شاع استعمالها في الإسلام في العبادة المعروفة لاشتمالها على مظهر من مظاهر الدعاء، حتى أصبحت لا تنصرف عند إطلاقها إلى غير هذا المعنى وقس على ذلك جميع أفراد هذه الطائفة (1).
ب خفاء معنى اللفظ أو نسيان مجال استعماله: إذا خفي معنى اللفظ على الناطقين باللغة في جيل معين، أو في انتقالها من جيل إلى آخر فلم يفهم معناه، أو لم يتضح لديهم، تعرض للتغيير فكلمة (منيحة) كان معناها: إعارة إنسان ناقة أو شاة ليشرب لبنها، فتطور مع مرور الأجيال في بعض عاميات (نجد) إلى معنى شراء ناقة لهذا الغرض.
فلعل المعنى مع طول الزمن لم يتضح لدى الأجيال أنه خاص بمعنى الإعارة فانتقل إلى معنى الشراء.
ج تطور أصوات اللفظ: فثبات أصوات الكلمة يساعد على ثبات معناها وتغيرها يذلل أحيانا السبيل إلى تغيره. وذلك أن صلتها بالأسرة التي تنتمي إليها وبالأصل المشتقة منه تظل وثيقة وواضحة في الذهن ما
__________
(1) ابن فارس: الصاحبي، ص 8683، ص عيسى الحلبي سنة 1977ميلادي، فراجعه تجد تفصيلا.(1/59)
دامت محتفظة بصورتها الصوتية، وقوة هذه الصلة تساعد على ثبات مدلولها على حين أن تغير صورتها الصوتية يضعف صلتها في الأذهان بأصلها وأسرتها ويبعدها عنهما، وهذا يجعل معناها عرضة للتغيير والانحراف. فالوصف اللاتيني مثلا، ظل محتفظا بمعناه الأصلي (الحي، ضد الميت) طوال المدة التي احتفظ فيها بأصوات بنيته، وذلك لقوة ارتباطه عن طريق هذه البنية بأفراد أسرته.،
،. ولكنه لم يلبث بعد أن تغيرت صورته الصوتية الفرنسية إلى أن أخذ ينحرف شيئا فشيئا عن مدلوله القديم حتى بعد عنه وأصبح يدل الآن على الوصف بالقوة والحدة والنشاط وذلك لأن تغير صورته الصوتية باعد بينه وبين أفراد أسرته)،، (فعرض مدلوله لهذا الانحراف.
د أثر بعض القواعد اللغوية: تؤدي بعض نظم اللغة وقواعدها أصلا إلى تغير المعنى. فكلمة (سراويل) المعربة من الفارسية تدل على المفرد لكن على وزن (فعاليل) إحدى صيغ الجموع في اللغة العربية ولذلك توهمها بعض العرب جمعا مفرده (سروال).
وكذلك كلمة تدل على المفرد في اللغة الإغريقية، فلما انتقلت إلى العربية ووجدها العرب على وزن (فعاليل) توهموها جمعا فصاغوا لها مفردا هو «فردوس».
هـ انتقال اللفظ من لغة إلى أخرى: تنتقل بعض الألفاظ من إحدى اللغات إلى غيرها بسبب انتقال ما تدل عليه، أو للحاجة إليها في العلوم والفنون أو لغير ذلك وكثيرا ما يتغير مدلول الكلمة على أثر انتقالها من لغة إلى لغة: فقد يخصص مدلولها العام وتقصر على بعض ما كانت عليه في لغتها الأصلية، وقد يعمم مدلولها الخاص وقد تستعمل في غير ما وصفت له لعلاقة ما بين المعنيين، وقد تنحط إلى درجة وضيعة في
الاستعمال فتصبح من فحش الكلام وهجره، وقد تسمو إلى منزلة راقية فتعتبر من نبيل القول ومصطفاه(1/60)
دامت محتفظة بصورتها الصوتية، وقوة هذه الصلة تساعد على ثبات مدلولها على حين أن تغير صورتها الصوتية يضعف صلتها في الأذهان بأصلها وأسرتها ويبعدها عنهما، وهذا يجعل معناها عرضة للتغيير والانحراف. فالوصف اللاتيني مثلا، ظل محتفظا بمعناه الأصلي (الحي، ضد الميت) طوال المدة التي احتفظ فيها بأصوات بنيته، وذلك لقوة ارتباطه عن طريق هذه البنية بأفراد أسرته.،
،. ولكنه لم يلبث بعد أن تغيرت صورته الصوتية الفرنسية إلى أن أخذ ينحرف شيئا فشيئا عن مدلوله القديم حتى بعد عنه وأصبح يدل الآن على الوصف بالقوة والحدة والنشاط وذلك لأن تغير صورته الصوتية باعد بينه وبين أفراد أسرته)،، (فعرض مدلوله لهذا الانحراف.
د أثر بعض القواعد اللغوية: تؤدي بعض نظم اللغة وقواعدها أصلا إلى تغير المعنى. فكلمة (سراويل) المعربة من الفارسية تدل على المفرد لكن على وزن (فعاليل) إحدى صيغ الجموع في اللغة العربية ولذلك توهمها بعض العرب جمعا مفرده (سروال).
وكذلك كلمة تدل على المفرد في اللغة الإغريقية، فلما انتقلت إلى العربية ووجدها العرب على وزن (فعاليل) توهموها جمعا فصاغوا لها مفردا هو «فردوس».
هـ انتقال اللفظ من لغة إلى أخرى: تنتقل بعض الألفاظ من إحدى اللغات إلى غيرها بسبب انتقال ما تدل عليه، أو للحاجة إليها في العلوم والفنون أو لغير ذلك وكثيرا ما يتغير مدلول الكلمة على أثر انتقالها من لغة إلى لغة: فقد يخصص مدلولها العام وتقصر على بعض ما كانت عليه في لغتها الأصلية، وقد يعمم مدلولها الخاص وقد تستعمل في غير ما وصفت له لعلاقة ما بين المعنيين، وقد تنحط إلى درجة وضيعة في
الاستعمال فتصبح من فحش الكلام وهجره، وقد تسمو إلى منزلة راقية فتعتبر من نبيل القول ومصطفاه(1/60)
هـ انتقال اللفظ من لغة إلى أخرى: تنتقل بعض الألفاظ من إحدى اللغات إلى غيرها بسبب انتقال ما تدل عليه، أو للحاجة إليها في العلوم والفنون أو لغير ذلك وكثيرا ما يتغير مدلول الكلمة على أثر انتقالها من لغة إلى لغة: فقد يخصص مدلولها العام وتقصر على بعض ما كانت عليه في لغتها الأصلية، وقد يعمم مدلولها الخاص وقد تستعمل في غير ما وصفت له لعلاقة ما بين المعنيين، وقد تنحط إلى درجة وضيعة في
الاستعمال فتصبح من فحش الكلام وهجره، وقد تسمو إلى منزلة راقية فتعتبر من نبيل القول ومصطفاه
ومن ذلك كلمة: «زركون» الفارسية فهي في بيئتها الأصلية بمعنى:
«ذهبي اللون» فلما دخلت العربية حولت الكاف إلى جيم بالتعريب فنطقت (زرجون) واتسع معناها فأطلقت على (الخمر الكرم وأشجاره وأغصانه صبغ أحمر). ومع ذلك فبين المعاني الجديدة والمعنى الأصلي وشائج قربى.
وإذا استأثر اللفظ الأجنبي بالاحترام والتقدير ترك أثرا ظاهرا في تطور المعنى.
ثانيا الأسباب الاجتماعية:
ويمكن أن نجملها فيما يلي:
أاختلاف طبقات المجتمع: فكل مجتمع يضم طبقات مختلفة في البيئة التي يعيشون فيها من مدن وقرى، وجبال وسهول، ووسائل حياة متنوعة، وهذه الطبقات ذوات حرف ومهن كثيرة وبينها تباين في نظم الحياة والتفكير ودرجات التعليم والثقافة وغير ذلك، وينعكس أثر هذا الاختلاف على اللغة كما ينعكس على غيرها من مظاهر حياتهم، فلا ريب أن كل فريق يفهم بعض ألفاظ اللغة على نحو خاص، أو يدخل عليها بعض التغيير الذي يناسبه، وذلك قد يؤدي إلى اختلاف دلالتها.
فكلمة حقل مثلا لها مفاهيم خاصة لدى الطبقات الاجتماعية التي تستعملها فالحقل لدى طبقة الفلاحين خاص بالأراضي الزراعية مكان عملهم اليومي على حين أنها تطلق لدى العلماء والباحثين على ميادين إجراء بحوثهم فيقولون: أثبتت التجارب في هذا الحقل صحة ما نذهب إليه من النتائج العلمية التي تشمل كذا وكذا، ويقال حقل القوى البشرية الخ.(1/61)
هـ انتقال اللفظ من لغة إلى أخرى: تنتقل بعض الألفاظ من إحدى اللغات إلى غيرها بسبب انتقال ما تدل عليه، أو للحاجة إليها في العلوم والفنون أو لغير ذلك وكثيرا ما يتغير مدلول الكلمة على أثر انتقالها من لغة إلى لغة: فقد يخصص مدلولها العام وتقصر على بعض ما كانت عليه في لغتها الأصلية، وقد يعمم مدلولها الخاص وقد تستعمل في غير ما وصفت له لعلاقة ما بين المعنيين، وقد تنحط إلى درجة وضيعة في
الاستعمال فتصبح من فحش الكلام وهجره، وقد تسمو إلى منزلة راقية فتعتبر من نبيل القول ومصطفاه
ومن ذلك كلمة: «زركون» الفارسية فهي في بيئتها الأصلية بمعنى:
«ذهبي اللون» فلما دخلت العربية حولت الكاف إلى جيم بالتعريب فنطقت (زرجون) واتسع معناها فأطلقت على (الخمر الكرم وأشجاره وأغصانه صبغ أحمر). ومع ذلك فبين المعاني الجديدة والمعنى الأصلي وشائج قربى.
وإذا استأثر اللفظ الأجنبي بالاحترام والتقدير ترك أثرا ظاهرا في تطور المعنى.
ثانيا الأسباب الاجتماعية:
ويمكن أن نجملها فيما يلي:
أاختلاف طبقات المجتمع: فكل مجتمع يضم طبقات مختلفة في البيئة التي يعيشون فيها من مدن وقرى، وجبال وسهول، ووسائل حياة متنوعة، وهذه الطبقات ذوات حرف ومهن كثيرة وبينها تباين في نظم الحياة والتفكير ودرجات التعليم والثقافة وغير ذلك، وينعكس أثر هذا الاختلاف على اللغة كما ينعكس على غيرها من مظاهر حياتهم، فلا ريب أن كل فريق يفهم بعض ألفاظ اللغة على نحو خاص، أو يدخل عليها بعض التغيير الذي يناسبه، وذلك قد يؤدي إلى اختلاف دلالتها.
فكلمة حقل مثلا لها مفاهيم خاصة لدى الطبقات الاجتماعية التي تستعملها فالحقل لدى طبقة الفلاحين خاص بالأراضي الزراعية مكان عملهم اليومي على حين أنها تطلق لدى العلماء والباحثين على ميادين إجراء بحوثهم فيقولون: أثبتت التجارب في هذا الحقل صحة ما نذهب إليه من النتائج العلمية التي تشمل كذا وكذا، ويقال حقل القوى البشرية الخ.(1/61)
ب التغيير الاجتماعي: إذا شق المجتمع طريق التقدم في الصناعة أو العمران أو الثقافة أو غيرها من مظاهر حياته، تغيرت مدلولات بعض الألفاظ تبعا لذلك. فكلمة (الريشة) مثلا) (كانت تطلق على آلة الكتابة أيام أن كانت تتخذ من ريش الطيور ولكن تغير الآن مدلولها الأصلي تبعا لتغير المادة المتخذة منها آلة الكتابة فأصبحت تطلق على قطعة من المعدن مشكلة في صورة خاصة.
ج الحالة النفسية: للحالة النفسية أثر في استعمال بعض الألفاظ، فقد يلجأ المتكلم نتيجة لتفاؤله أو لتشاؤمه إلى استخدام اللفظ في ضد معناه، كما سميت الصحراء (مفازة) تفاؤلا بالنجاة من المخاطر التي تعترض سالكها، وكما سمي (الأعمى) (بصيرا) عزاء لحالته التي تؤلم النفس وأملا في إن يعوضه الله نورا في بصيرته.
اتجاهات التطور الدلالي:
يحدث التطور الدلالي تدريجيا في أغلب الأحوال، ولكنه قد ينتهي آخر الأمر بتغيير كبير في المعنى. وإن تغيرات المعنى غالبا ما تكون صدى لتغير الميول الاجتماعية، وإن هذه الميول الاجتماعية، أوضح في حالة «التغير الدلالي» منها في حالة «التغير الصوتي».
وقد استطاع اللغويون، بعد طول النظر فيما يطرأ على المعاني من تغيرات في لغات كثيرة أن يحصروا اتجاهات هذه التغيرات في أنواع رئيسية تصدق على جميع اللغات (1) ويمكن أن نلخص هذه الاتجاهات في أمور ثلاثة هي (2):
__________
(1) د. محمود السعران: علم اللغة، ص 234227، بتصرف ط. دار المعارف بمصر سنة 1962.
(2) علم اللغة بين القديم والحديث، ص 234227بتصرف وقارن ب: علم اللغة: د. السعران، ص 316305وراجع: لحن العامة في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة: د. عبد العزيز مطر ص 288280، ط دار الكاتب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة 1386هـ، تجد مزيدا من التفصيل.(1/62)
ب التغيير الاجتماعي: إذا شق المجتمع طريق التقدم في الصناعة أو العمران أو الثقافة أو غيرها من مظاهر حياته، تغيرت مدلولات بعض الألفاظ تبعا لذلك. فكلمة (الريشة) مثلا) (كانت تطلق على آلة الكتابة أيام أن كانت تتخذ من ريش الطيور ولكن تغير الآن مدلولها الأصلي تبعا لتغير المادة المتخذة منها آلة الكتابة فأصبحت تطلق على قطعة من المعدن مشكلة في صورة خاصة.
ج الحالة النفسية: للحالة النفسية أثر في استعمال بعض الألفاظ، فقد يلجأ المتكلم نتيجة لتفاؤله أو لتشاؤمه إلى استخدام اللفظ في ضد معناه، كما سميت الصحراء (مفازة) تفاؤلا بالنجاة من المخاطر التي تعترض سالكها، وكما سمي (الأعمى) (بصيرا) عزاء لحالته التي تؤلم النفس وأملا في إن يعوضه الله نورا في بصيرته.
اتجاهات التطور الدلالي:
يحدث التطور الدلالي تدريجيا في أغلب الأحوال، ولكنه قد ينتهي آخر الأمر بتغيير كبير في المعنى. وإن تغيرات المعنى غالبا ما تكون صدى لتغير الميول الاجتماعية، وإن هذه الميول الاجتماعية، أوضح في حالة «التغير الدلالي» منها في حالة «التغير الصوتي».
وقد استطاع اللغويون، بعد طول النظر فيما يطرأ على المعاني من تغيرات في لغات كثيرة أن يحصروا اتجاهات هذه التغيرات في أنواع رئيسية تصدق على جميع اللغات (1) ويمكن أن نلخص هذه الاتجاهات في أمور ثلاثة هي (2):
__________
(1) د. محمود السعران: علم اللغة، ص 234227، بتصرف ط. دار المعارف بمصر سنة 1962.
(2) علم اللغة بين القديم والحديث، ص 234227بتصرف وقارن ب: علم اللغة: د. السعران، ص 316305وراجع: لحن العامة في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة: د. عبد العزيز مطر ص 288280، ط دار الكاتب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة 1386هـ، تجد مزيدا من التفصيل.(1/62)
أالمقارنة بين المعنى القديم والجديد:
ويبدو ذلك في ثلاث صور:
1 - تعميم المعنى الخاص: ومن ذلك في الإنكليزية كلمة كانت تدل فيما مضى على «مخزن الشعير» ولكنها الآن تدل على مخزن أي نوع من أنواع الحبوب، وعلى مخزن ما سوى الحبوب أحيانا.
2 - تخصيص المعنى العام: وذلك كالألفاظ الإسلامية التي استعملت قبل ظهور الإسلام لمعان عامة ثم خصصها الإسلام بمجالات معينة.
كلفظ (الصيام) مثلا فقد كان معناه قبل الإسلام: الإمساك مطلقا، ثم خصّه الإسلام بالنيّة، وحظر الأكل والمباشرة وغير ذلك من شرائع الصوم.
3 - انتقال اللفظ من معنى إلى آخر أجنبي عنه: فالنافقاء أحد جحور اليربوع التي يستطيع بها هذا الحيوان أن يفلت من صائده، وقد اشتقت منها بعد الإسلام كلمة «المنافق» لمن يظهر خلاف ما يبطن. والعلاقة متحققة في التشابه بين المعنى القديم والمعنى الجديد.
ب ارتباط المعنى الجديد بالقديم:
يلاحظ في تطور المعنى وجود علاقة غالبا بين المعنى الأصلي والمعنى المنتقل إليه، وأهم هذه العلاقات:
أعلاقة الاستعارة وهي المشابهة: فقد يكون الارتباط بين المعنيين القديم والجديد قائما على أساس المشابهة بينهما. مثل كلمة (المجد) فقد كانت في الأصل تدل على امتلاء بطن الدابة بالعلف، ثم انتقلت إلى معنى السمو والرفعة الذي يعبر عن امتلاء الإنسان بالخصال الحميدة، فالعلاقة كما هو واضح المشابهة في الامتلاء وإن كان الأول حسيا والثاني معنويا.
ب علاقات المجاز المرسل: ونذكر منها السببية كما في قولك «رعينا الغيث»
والمراد النبات، والمسببة كما في قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمََاءِ رِزْقاً} [غافر: 13] والمراد المطر، والظرفية كما في قولك «شربت كأسا» والمراد ما فيها.(1/63)
أالمقارنة بين المعنى القديم والجديد:
ويبدو ذلك في ثلاث صور:
1 - تعميم المعنى الخاص: ومن ذلك في الإنكليزية كلمة كانت تدل فيما مضى على «مخزن الشعير» ولكنها الآن تدل على مخزن أي نوع من أنواع الحبوب، وعلى مخزن ما سوى الحبوب أحيانا.
2 - تخصيص المعنى العام: وذلك كالألفاظ الإسلامية التي استعملت قبل ظهور الإسلام لمعان عامة ثم خصصها الإسلام بمجالات معينة.
كلفظ (الصيام) مثلا فقد كان معناه قبل الإسلام: الإمساك مطلقا، ثم خصّه الإسلام بالنيّة، وحظر الأكل والمباشرة وغير ذلك من شرائع الصوم.
3 - انتقال اللفظ من معنى إلى آخر أجنبي عنه: فالنافقاء أحد جحور اليربوع التي يستطيع بها هذا الحيوان أن يفلت من صائده، وقد اشتقت منها بعد الإسلام كلمة «المنافق» لمن يظهر خلاف ما يبطن. والعلاقة متحققة في التشابه بين المعنى القديم والمعنى الجديد.
ب ارتباط المعنى الجديد بالقديم:
يلاحظ في تطور المعنى وجود علاقة غالبا بين المعنى الأصلي والمعنى المنتقل إليه، وأهم هذه العلاقات:
أعلاقة الاستعارة وهي المشابهة: فقد يكون الارتباط بين المعنيين القديم والجديد قائما على أساس المشابهة بينهما. مثل كلمة (المجد) فقد كانت في الأصل تدل على امتلاء بطن الدابة بالعلف، ثم انتقلت إلى معنى السمو والرفعة الذي يعبر عن امتلاء الإنسان بالخصال الحميدة، فالعلاقة كما هو واضح المشابهة في الامتلاء وإن كان الأول حسيا والثاني معنويا.
ب علاقات المجاز المرسل: ونذكر منها السببية كما في قولك «رعينا الغيث»
والمراد النبات، والمسببة كما في قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمََاءِ رِزْقاً} [غافر: 13] والمراد المطر، والظرفية كما في قولك «شربت كأسا» والمراد ما فيها.(1/63)
ب علاقات المجاز المرسل: ونذكر منها السببية كما في قولك «رعينا الغيث»
والمراد النبات، والمسببة كما في قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمََاءِ رِزْقاً} [غافر: 13] والمراد المطر، والظرفية كما في قولك «شربت كأسا» والمراد ما فيها.
وقد انتقلت بعلاقة المجاورة الزمانية كلمة (العقيقة) من الدلالة على الشعر الذي يخرج على الولد عند خروجه من بطن أمه إلى الدلالة على الذبيحة التي تنحر عند حلق ذلك الشعر.
ج العلاقة الاجتماعية بالمعاني واستعمالها:
فالمجتمع قد يرفع بعض المعاني ويضع غيرها، وقد يؤدي عصر ما إلى شيوع بعض المعاني وندرة بعضها الآخر، فالدلالة تسمو أحيانا وتنحط أحيانا أخرى باعتبار نظرة المجتمع إليها، ونوضح ذلك فيما يلي:
أسمو الدلالة: ومن ذلك انتقال كلمة (بيت) من الدلالة على المسكن المصنوع من الشعر إلى البيت الضخم الكبير المتعدد المساكن الذي نعهده في المدن.
وأيضا كلمة (مارشال) الإنكليزية كانت تعني في وقت من الأوقات الغلام الذي يتعهد الأفراس) (أي صبي الإصطبل!
ب انحطاط الدلالة: وهذا النوع من التغيير في المعنى يصدق على الكلمات التي كانت دلالتها تعد في نظر الجماعة «نبيلة» «رفيعة» «قوية» نسبيا، ثم تحولت هذه الدلالات فصارت دون ذلك مرتبة، أو أصبح لها ارتباطات تزدريها الجماعة: من ذلك كلمة (الاحتيال) كان معناها البحث وبذل الجهد للوصول إلى هدف ثم تحولت في عصرنا إلى معنى الخداع للوصول إلى مآرب شخصية، وهذا مستقبح في عرف الجماعة!(1/64)
ب علاقات المجاز المرسل: ونذكر منها السببية كما في قولك «رعينا الغيث»
والمراد النبات، والمسببة كما في قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمََاءِ رِزْقاً} [غافر: 13] والمراد المطر، والظرفية كما في قولك «شربت كأسا» والمراد ما فيها.
وقد انتقلت بعلاقة المجاورة الزمانية كلمة (العقيقة) من الدلالة على الشعر الذي يخرج على الولد عند خروجه من بطن أمه إلى الدلالة على الذبيحة التي تنحر عند حلق ذلك الشعر.
ج العلاقة الاجتماعية بالمعاني واستعمالها:
فالمجتمع قد يرفع بعض المعاني ويضع غيرها، وقد يؤدي عصر ما إلى شيوع بعض المعاني وندرة بعضها الآخر، فالدلالة تسمو أحيانا وتنحط أحيانا أخرى باعتبار نظرة المجتمع إليها، ونوضح ذلك فيما يلي:
أسمو الدلالة: ومن ذلك انتقال كلمة (بيت) من الدلالة على المسكن المصنوع من الشعر إلى البيت الضخم الكبير المتعدد المساكن الذي نعهده في المدن.
وأيضا كلمة (مارشال) الإنكليزية كانت تعني في وقت من الأوقات الغلام الذي يتعهد الأفراس) (أي صبي الإصطبل!
ب انحطاط الدلالة: وهذا النوع من التغيير في المعنى يصدق على الكلمات التي كانت دلالتها تعد في نظر الجماعة «نبيلة» «رفيعة» «قوية» نسبيا، ثم تحولت هذه الدلالات فصارت دون ذلك مرتبة، أو أصبح لها ارتباطات تزدريها الجماعة: من ذلك كلمة (الاحتيال) كان معناها البحث وبذل الجهد للوصول إلى هدف ثم تحولت في عصرنا إلى معنى الخداع للوصول إلى مآرب شخصية، وهذا مستقبح في عرف الجماعة!(1/64)
خواص التطور الدلالي (1):
1 - إنه يسير ببطء وتدرج: فتغير مدلول الكلمة مثلا لا يتم بشكل فجائي سريع، بل يستغرق وقتا طويلا، ويحدث عادة في صورة تدريجية، فينتقل إلى معنى آخر قريب منه، وهذا إلى ثالث متصل به وهكذا دواليك، حتى تصل الكلمة أحيانا إلى معنى بعيد كل البعد عن معناها الأول!
2 - إنه يحدث من تلقاء نفسه بطريق آلي لا دخل فيه للإرادة الإنسانية:
فسقوط علامات الإعراب في اللهجات العربية الحاضرة مثلا، حدث من تلقاء نفسه في صورة آلية لا دخل فيها للتواضع أو إرادة المتكلمين.
3 - إنه جبري الظواهر: لأنه يخضع في سيره لقوانين صارمة لا يد لأحد على وقفها أو تعويقها أو تغيير ما تؤدي إليه. وإليك مثلا حالة اللغة العربية: فعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلت في سبيل صيانتها ومحاربة ما يطرأ عليها من لحن وتحريف، ومع أن هذه الجهود كانت تعتمد على دعامة من الدين، فإن ذلك كله لم يحل دون تطورها في القواعد والأساليب ودلالة المفردات إلى الصورة التي تتفق مع قوانين التطور اللغوي، فأصبحت على الحالة التي هي عليها الآن في اللهجات العامية.
4 - إن التطور الدلالي في غالب أحواله مقيد بالزمان والمكان: فمعظم ظواهره يقتصر أثرها على بيئة معينة وعصر خاص، ولا نكاد نعثر على تطور دلالي لحق جميع اللغات الإنسانية في صورة واحدة ووقت واحد.
__________
(1) د. وافي: علم اللغة، ص 318314، 57بتصرف.(1/65)
خواص التطور الدلالي (1):
1 - إنه يسير ببطء وتدرج: فتغير مدلول الكلمة مثلا لا يتم بشكل فجائي سريع، بل يستغرق وقتا طويلا، ويحدث عادة في صورة تدريجية، فينتقل إلى معنى آخر قريب منه، وهذا إلى ثالث متصل به وهكذا دواليك، حتى تصل الكلمة أحيانا إلى معنى بعيد كل البعد عن معناها الأول!
2 - إنه يحدث من تلقاء نفسه بطريق آلي لا دخل فيه للإرادة الإنسانية:
فسقوط علامات الإعراب في اللهجات العربية الحاضرة مثلا، حدث من تلقاء نفسه في صورة آلية لا دخل فيها للتواضع أو إرادة المتكلمين.
3 - إنه جبري الظواهر: لأنه يخضع في سيره لقوانين صارمة لا يد لأحد على وقفها أو تعويقها أو تغيير ما تؤدي إليه. وإليك مثلا حالة اللغة العربية: فعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلت في سبيل صيانتها ومحاربة ما يطرأ عليها من لحن وتحريف، ومع أن هذه الجهود كانت تعتمد على دعامة من الدين، فإن ذلك كله لم يحل دون تطورها في القواعد والأساليب ودلالة المفردات إلى الصورة التي تتفق مع قوانين التطور اللغوي، فأصبحت على الحالة التي هي عليها الآن في اللهجات العامية.
4 - إن التطور الدلالي في غالب أحواله مقيد بالزمان والمكان: فمعظم ظواهره يقتصر أثرها على بيئة معينة وعصر خاص، ولا نكاد نعثر على تطور دلالي لحق جميع اللغات الإنسانية في صورة واحدة ووقت واحد.
__________
(1) د. وافي: علم اللغة، ص 318314، 57بتصرف.(1/65)
5 - إنه إذا حدث في بيئة ما ظهر أثره عند جميع الأفراد الذين تشملهم هذه البيئة، فسقوط علامات الإعراب في لغة المحادثة المصرية مثلا لم يفلت من أثره أي فرد من المصريين.
من هنا، ومن تلك الخواص، يتبين فساد كثير من النظريات القديمة بصدد هذا التطور، فليس بصحيح ما ذهب إليه بعض العلماء من أن هذا التطور يحدث نتيجة لأعمال فردية اختيارية يقوم بها بعض الأفراد وتنتشر عن طريق المحاكاة؟! وإنما يرجع هذا التطور فيما نرى إلى جبرية الظواهر اللغوية، وهذا ما نادت به قديما مدرسة ألمانية الأصل، أطلق على أفرادها «المحدثون من علماء القواعد» ورأوا أن قوانين التطور لا يستطيع أي فرد تعويقها أو تغييرها، وأن واجب الباحث في هذه الظواهر ينبغي أن ينحصر في تحليلها لكشف القوانين الخاضعة لها(1/66)
5 - إنه إذا حدث في بيئة ما ظهر أثره عند جميع الأفراد الذين تشملهم هذه البيئة، فسقوط علامات الإعراب في لغة المحادثة المصرية مثلا لم يفلت من أثره أي فرد من المصريين.
من هنا، ومن تلك الخواص، يتبين فساد كثير من النظريات القديمة بصدد هذا التطور، فليس بصحيح ما ذهب إليه بعض العلماء من أن هذا التطور يحدث نتيجة لأعمال فردية اختيارية يقوم بها بعض الأفراد وتنتشر عن طريق المحاكاة؟! وإنما يرجع هذا التطور فيما نرى إلى جبرية الظواهر اللغوية، وهذا ما نادت به قديما مدرسة ألمانية الأصل، أطلق على أفرادها «المحدثون من علماء القواعد» ورأوا أن قوانين التطور لا يستطيع أي فرد تعويقها أو تغييرها، وأن واجب الباحث في هذه الظواهر ينبغي أن ينحصر في تحليلها لكشف القوانين الخاضعة لها(1/66)
المبحث الرابع اللّغات التي أثّرت في العربيّة قبل نزول القرآن الكريم
أاللغة العبرية
أصل نشأتها
لو أمعنا النظر في شجرة اللغات السامية، لوجدنا أنها كانت في أصل نشأتها تنقسم إلى قسمين: شرقية، وغربية.
أفالشرقية:
هي اللغات البابلية الآشورية (أو الأكادية كما يسميها المحدثون من فقهاء اللغة نسبة إلى بلاد أكاد).
ب والغربية:
وتنقسم هي الأخرى إلى شعبتين: شمالية وجنوبية.
أولا الشعبة الشمالية:
وتتبع لها لغتان: الكنعانية، والآرامية.
1 - أما الكنعانية:
فهي لغة القبائل العربية التي نزحت على الأرجح من القسم الجنوبي الغربي من بلاد العرب، واستوطنت فلسطين وسورية وبعض جزر البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك حوالي الألف الثاني قبل الميلاد (2000ق. م) وهي تشمل اللهجات التالية:
أالأجريتية: وهي أقدم لغات المجموعة الكنعانية وأشهرها، اكتشفت نقوشها سنة 1926ميلادي في رأس شمراء على الساحل السوري للبحر المتوسط. ويرتد تاريخها إلى القرن 14ق. م.
ب الكنعانية القديمة: كانت مدونة باللغة الأكادية، وقد تبودلت بين ولاة
مصر على فلسطين وبين فراعنة ذلك العهد (أمنوفيس الثالث وأمنوفيس الرابع وأخناتون) في أواخر القرن الخامس عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر (13581411ق. م.).(1/67)
المبحث الرابع اللّغات التي أثّرت في العربيّة قبل نزول القرآن الكريم
أاللغة العبرية
أصل نشأتها
لو أمعنا النظر في شجرة اللغات السامية، لوجدنا أنها كانت في أصل نشأتها تنقسم إلى قسمين: شرقية، وغربية.
أفالشرقية:
هي اللغات البابلية الآشورية (أو الأكادية كما يسميها المحدثون من فقهاء اللغة نسبة إلى بلاد أكاد).
ب والغربية:
وتنقسم هي الأخرى إلى شعبتين: شمالية وجنوبية.
أولا الشعبة الشمالية:
وتتبع لها لغتان: الكنعانية، والآرامية.
1 - أما الكنعانية:
فهي لغة القبائل العربية التي نزحت على الأرجح من القسم الجنوبي الغربي من بلاد العرب، واستوطنت فلسطين وسورية وبعض جزر البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك حوالي الألف الثاني قبل الميلاد (2000ق. م) وهي تشمل اللهجات التالية:
أالأجريتية: وهي أقدم لغات المجموعة الكنعانية وأشهرها، اكتشفت نقوشها سنة 1926ميلادي في رأس شمراء على الساحل السوري للبحر المتوسط. ويرتد تاريخها إلى القرن 14ق. م.
ب الكنعانية القديمة: كانت مدونة باللغة الأكادية، وقد تبودلت بين ولاة
مصر على فلسطين وبين فراعنة ذلك العهد (أمنوفيس الثالث وأمنوفيس الرابع وأخناتون) في أواخر القرن الخامس عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر (13581411ق. م.).(1/67)
ب الكنعانية القديمة: كانت مدونة باللغة الأكادية، وقد تبودلت بين ولاة
مصر على فلسطين وبين فراعنة ذلك العهد (أمنوفيس الثالث وأمنوفيس الرابع وأخناتون) في أواخر القرن الخامس عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر (13581411ق. م.).
ج المؤابية: وهي لهجة المؤابيين الذين كانوا من نسل لوط ابن أخي إبراهيم الخليل، كما جاء في العهد القديم.
د الفينيقية: وقد وصلت إلينا عن طريق بعض النقوش، وقطع النقود التي عثر عليها في أقدم المواطن الفينيقية (صور، صيدا، جبيل). وأقدم النقوش الفينيقية إنما يرجع تاريخه إلى القرنين 9، 10ق. م.
هـ العبرية: وهي أهم اللهجات الكنعانية على الإطلاق، وقد وصلت إلينا عن طريق أسفار العهد القديم، وفي ثنايا بعض النقوش واللوحات الصخرية، وأحيانا عن طريق تلاوة اليهود لآيات التوراة وبعض الأوراد. ونحن نقصد بالعبرية طبعا عبرية العهد القديم، وهي تختلف اختلافا عظيما عن العبرية الحديثة التي أصبحت لغة الآداب اليهودية المستحدثة كما سنوضح فيما بعد.
2 - وأما الآرامية:
فيؤخذ من بعض الآثار الأشورية البابلية أن قبائلها قد هاجرت من الجزيرة أيضا إلى أرض بابل وآشور فيما بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد وقد كانت الآرامية من العنفوان والقوة بحيث استطاعت أن تفرض نفسها على جميع أخواتها الشرقية والشمالية، حتى أضحت لغة التخاطب السائدة في الشرق الأدنى. وفي المرحلة الزمنية المحصورة بين سنتي 300ق. م. و 650بعد الميلاد كانت هذه اللغة الآرامية قد بلغت ذروة مجدها في جميع بلاد العراق من
جهة، وفي سورية وفلسطين وما يجاورهما من جهة أخرى. ويقدر بعض فقهاء اللغة مساحة البلاد الناطقة بتلك اللغة في المرحلة المذكورة زهاء 600ألف كيلومتر مربع. ولم يكن بدّ من أن تتشعب هذه اللغة إلى مجموعة من اللهجات، فشملت المجموعة الشرقية منها اللهجات السائدة في بلاد العراق، وشملت المجموعة الغربية منها اللهجات الباقية في سورية وفلسطين وشبه جزيرة سيناء.(1/68)
ب الكنعانية القديمة: كانت مدونة باللغة الأكادية، وقد تبودلت بين ولاة
مصر على فلسطين وبين فراعنة ذلك العهد (أمنوفيس الثالث وأمنوفيس الرابع وأخناتون) في أواخر القرن الخامس عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر (13581411ق. م.).
ج المؤابية: وهي لهجة المؤابيين الذين كانوا من نسل لوط ابن أخي إبراهيم الخليل، كما جاء في العهد القديم.
د الفينيقية: وقد وصلت إلينا عن طريق بعض النقوش، وقطع النقود التي عثر عليها في أقدم المواطن الفينيقية (صور، صيدا، جبيل). وأقدم النقوش الفينيقية إنما يرجع تاريخه إلى القرنين 9، 10ق. م.
هـ العبرية: وهي أهم اللهجات الكنعانية على الإطلاق، وقد وصلت إلينا عن طريق أسفار العهد القديم، وفي ثنايا بعض النقوش واللوحات الصخرية، وأحيانا عن طريق تلاوة اليهود لآيات التوراة وبعض الأوراد. ونحن نقصد بالعبرية طبعا عبرية العهد القديم، وهي تختلف اختلافا عظيما عن العبرية الحديثة التي أصبحت لغة الآداب اليهودية المستحدثة كما سنوضح فيما بعد.
2 - وأما الآرامية:
فيؤخذ من بعض الآثار الأشورية البابلية أن قبائلها قد هاجرت من الجزيرة أيضا إلى أرض بابل وآشور فيما بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد وقد كانت الآرامية من العنفوان والقوة بحيث استطاعت أن تفرض نفسها على جميع أخواتها الشرقية والشمالية، حتى أضحت لغة التخاطب السائدة في الشرق الأدنى. وفي المرحلة الزمنية المحصورة بين سنتي 300ق. م. و 650بعد الميلاد كانت هذه اللغة الآرامية قد بلغت ذروة مجدها في جميع بلاد العراق من
جهة، وفي سورية وفلسطين وما يجاورهما من جهة أخرى. ويقدر بعض فقهاء اللغة مساحة البلاد الناطقة بتلك اللغة في المرحلة المذكورة زهاء 600ألف كيلومتر مربع. ولم يكن بدّ من أن تتشعب هذه اللغة إلى مجموعة من اللهجات، فشملت المجموعة الشرقية منها اللهجات السائدة في بلاد العراق، وشملت المجموعة الغربية منها اللهجات الباقية في سورية وفلسطين وشبه جزيرة سيناء.(1/68)
فيؤخذ من بعض الآثار الأشورية البابلية أن قبائلها قد هاجرت من الجزيرة أيضا إلى أرض بابل وآشور فيما بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد وقد كانت الآرامية من العنفوان والقوة بحيث استطاعت أن تفرض نفسها على جميع أخواتها الشرقية والشمالية، حتى أضحت لغة التخاطب السائدة في الشرق الأدنى. وفي المرحلة الزمنية المحصورة بين سنتي 300ق. م. و 650بعد الميلاد كانت هذه اللغة الآرامية قد بلغت ذروة مجدها في جميع بلاد العراق من
جهة، وفي سورية وفلسطين وما يجاورهما من جهة أخرى. ويقدر بعض فقهاء اللغة مساحة البلاد الناطقة بتلك اللغة في المرحلة المذكورة زهاء 600ألف كيلومتر مربع. ولم يكن بدّ من أن تتشعب هذه اللغة إلى مجموعة من اللهجات، فشملت المجموعة الشرقية منها اللهجات السائدة في بلاد العراق، وشملت المجموعة الغربية منها اللهجات الباقية في سورية وفلسطين وشبه جزيرة سيناء.
ثانيا الشعبة الجنوبية:
وتتشعب إلى فرعين:
1 - العربية الجنوبية:
وتتبعها عدة لغات: المعينية، والسبئية، والحضرمية، والقتبانية، والحبشية.
2 - العربية الشمالية:
وتنقسم إلى قسمين:
أالعربية البائدة: وتمثلها النقوش اللحيانية، والثمودية، والصفوية
ب العربية الباقية: وتتبعها لهجات: الحجازية والتميمية (1).
مما سبق يتضح: أن اللغة العبرية هي إحدى اللهجات الكنعانية بل أهمها على الإطلاق وأوسعها انتشارا، وأكثرها إنتاجا في مختلف فنون القول: في الدين والآداب والتاريخ والفلسفة والعلوم بل إنها لتعد من أغنى لغات العالم قاطبة في هذه الشئون، وحسبها ثروة وشرفا أنه قد دون بها جميع أسفار العهد القديم ما عدا بعض أجزاء من سفري عزرا ودانيال وآية من سفر أرميا كما دونت بها كتب المنشأة. وقد اكتسبت بفضل ذلك أهمية دينية كبيرة في البلاد المسيحية، فأصبحت مكانتها في هذه البلاد تشبه من بعض الوجوه مكانة
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 7149بتصرف، الطبعة العاشرة دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي. ولمزيد من التوسع والتفصيل راجع كتاب: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، الطبعة الأولى دار العلم بيروت. وفقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 6وما بعدها، ط. دار نهضة مصر. وكتاب: أسس النحو العبري. دراسة مقارنة: د.
عبد الخالق بكر عبد الخالق، ص 181، ط. مكتب عادل لطباعة الأوفست، د. ت.(1/69)
فيؤخذ من بعض الآثار الأشورية البابلية أن قبائلها قد هاجرت من الجزيرة أيضا إلى أرض بابل وآشور فيما بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد وقد كانت الآرامية من العنفوان والقوة بحيث استطاعت أن تفرض نفسها على جميع أخواتها الشرقية والشمالية، حتى أضحت لغة التخاطب السائدة في الشرق الأدنى. وفي المرحلة الزمنية المحصورة بين سنتي 300ق. م. و 650بعد الميلاد كانت هذه اللغة الآرامية قد بلغت ذروة مجدها في جميع بلاد العراق من
جهة، وفي سورية وفلسطين وما يجاورهما من جهة أخرى. ويقدر بعض فقهاء اللغة مساحة البلاد الناطقة بتلك اللغة في المرحلة المذكورة زهاء 600ألف كيلومتر مربع. ولم يكن بدّ من أن تتشعب هذه اللغة إلى مجموعة من اللهجات، فشملت المجموعة الشرقية منها اللهجات السائدة في بلاد العراق، وشملت المجموعة الغربية منها اللهجات الباقية في سورية وفلسطين وشبه جزيرة سيناء.
ثانيا الشعبة الجنوبية:
وتتشعب إلى فرعين:
1 - العربية الجنوبية:
وتتبعها عدة لغات: المعينية، والسبئية، والحضرمية، والقتبانية، والحبشية.
2 - العربية الشمالية:
وتنقسم إلى قسمين:
أالعربية البائدة: وتمثلها النقوش اللحيانية، والثمودية، والصفوية
ب العربية الباقية: وتتبعها لهجات: الحجازية والتميمية (1).
مما سبق يتضح: أن اللغة العبرية هي إحدى اللهجات الكنعانية بل أهمها على الإطلاق وأوسعها انتشارا، وأكثرها إنتاجا في مختلف فنون القول: في الدين والآداب والتاريخ والفلسفة والعلوم بل إنها لتعد من أغنى لغات العالم قاطبة في هذه الشئون، وحسبها ثروة وشرفا أنه قد دون بها جميع أسفار العهد القديم ما عدا بعض أجزاء من سفري عزرا ودانيال وآية من سفر أرميا كما دونت بها كتب المنشأة. وقد اكتسبت بفضل ذلك أهمية دينية كبيرة في البلاد المسيحية، فأصبحت مكانتها في هذه البلاد تشبه من بعض الوجوه مكانة
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 7149بتصرف، الطبعة العاشرة دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي. ولمزيد من التوسع والتفصيل راجع كتاب: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، الطبعة الأولى دار العلم بيروت. وفقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 6وما بعدها، ط. دار نهضة مصر. وكتاب: أسس النحو العبري. دراسة مقارنة: د.
عبد الخالق بكر عبد الخالق، ص 181، ط. مكتب عادل لطباعة الأوفست، د. ت.(1/69)
لغة القرآن في البلاد الإسلامية الناطقة بغير اللسان العربي.
وعلى الرغم من تسميتها اللغة العبرية، فهي ليست لغة جميع العبريين، بل لغة فرع واحد من فروعهم وهو فرع بني إسرائيل. وقد نزح بنو إسرائيل من شبه جزيرة سيناء وأغاروا على بلاد كنعان ففتحوا قسما كبيرا منها ودانت لسلطانهم واستقروا بفلسطين حوالي القرن 13ق. م. (1).
غير أن اللغة العبرية قد اجتازت مراحل عديدة حتى وصلت إلينا، تأثرت في كل مرحلة منها بعدة مؤثرات، من أهمها الشئون السياسية وما طرأ على وحدة بني إسرائيل واستقلالهم وعلاقتهم بالشعوب الأخرى. وترجع هذه المراحل إلى عصرين رئيسيين:
عصرين رئيسيين
العصر الأول:
ويبدأ من نشأة اللغة العبرية حوالي القرن الثالث عشر ق. م. إلى أواخر القرن الرابع ق. م، فتستغرق المدة التي كانت العبرية في أثنائها لغة حية في التخاطب. وينقسم هذا العصر نفسه إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى:
تنتهي بنفي بابل سنة 587ق. م، فتستغرق المدة التي تمتع في أثنائها بنو إسرائيل باستقلالهم السياسي الكامل، وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الذهبية للغة العبرية وذلك أنه في هذه المرحلة بلغت اللغة العبرية عنفوان مجدها ووصلت إلى أقصى ما أتيح لها أن تصل إليه من الرقي والتهذيب واتساع النفوذ وقوة السلطان، وكانت في أثنائها فصيحة خالصة من الشوائب. والقرون الثلاثة الأخيرة من هذه المرحلة (من النصف الأخير من القرن التاسع حتى أوائل القرن السادس ق. م) هي التي دون فيها معظم أسفار العهد القديم (أسفار التكوين والخروج والتثنية ويوشع والقضاء وصموئيل والملوك والأمثال ونشيد الأناشيد وقسم كبير من الأنبياء الخ).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 45بتصرف.
وقارن ب: الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق د. مراد كامل، ص 32، 33، ط 2دار الهلال سنة 1904ميلادي.(1/70)
لغة القرآن في البلاد الإسلامية الناطقة بغير اللسان العربي.
وعلى الرغم من تسميتها اللغة العبرية، فهي ليست لغة جميع العبريين، بل لغة فرع واحد من فروعهم وهو فرع بني إسرائيل. وقد نزح بنو إسرائيل من شبه جزيرة سيناء وأغاروا على بلاد كنعان ففتحوا قسما كبيرا منها ودانت لسلطانهم واستقروا بفلسطين حوالي القرن 13ق. م. (1).
غير أن اللغة العبرية قد اجتازت مراحل عديدة حتى وصلت إلينا، تأثرت في كل مرحلة منها بعدة مؤثرات، من أهمها الشئون السياسية وما طرأ على وحدة بني إسرائيل واستقلالهم وعلاقتهم بالشعوب الأخرى. وترجع هذه المراحل إلى عصرين رئيسيين:
عصرين رئيسيين
العصر الأول:
ويبدأ من نشأة اللغة العبرية حوالي القرن الثالث عشر ق. م. إلى أواخر القرن الرابع ق. م، فتستغرق المدة التي كانت العبرية في أثنائها لغة حية في التخاطب. وينقسم هذا العصر نفسه إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى:
تنتهي بنفي بابل سنة 587ق. م، فتستغرق المدة التي تمتع في أثنائها بنو إسرائيل باستقلالهم السياسي الكامل، وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الذهبية للغة العبرية وذلك أنه في هذه المرحلة بلغت اللغة العبرية عنفوان مجدها ووصلت إلى أقصى ما أتيح لها أن تصل إليه من الرقي والتهذيب واتساع النفوذ وقوة السلطان، وكانت في أثنائها فصيحة خالصة من الشوائب. والقرون الثلاثة الأخيرة من هذه المرحلة (من النصف الأخير من القرن التاسع حتى أوائل القرن السادس ق. م) هي التي دون فيها معظم أسفار العهد القديم (أسفار التكوين والخروج والتثنية ويوشع والقضاء وصموئيل والملوك والأمثال ونشيد الأناشيد وقسم كبير من الأنبياء الخ).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 45بتصرف.
وقارن ب: الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق د. مراد كامل، ص 32، 33، ط 2دار الهلال سنة 1904ميلادي.(1/70)
المرحلة الثانية:
وتبدأ من نفي بابل سنة 587ق. م، وتنتهي بانقراض اللغة العبرية من التخاطب في أواخر القرن الرابع ق. م وحلول الآرامية محلها، وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الفضية للغة العبرية. وقد أخذت عوامل الفناء منذ بداية هذه المرحلة تدب شيئا فشيئا إلى اللغة العبرية وأخذت الآرامية تقتحم عليها معاقلها وتنتقص من مناطقها قليلا قليلا حتى قضت عليها كما قضت على الأكادية من قبل، فلم يكد ينتهي القرن الرابع ق. م حتى كانت العبرية في عداد اللغات الميتة في التخاطب.
وأهم ما وصل إلينا من آثار هذه المرحلة: بعض أسفار العهد القديم، وبعض آثار أدبية تعد من أرقى ما وصل إلينا من هذه اللغة.
العصر الثاني:
ويبدأ من العهد الذي انقرضت فيه اللغة العبرية من التخاطب واقتصر استخدامها على الكتابة وبعض الشئون الدينية، أي من أواخر القرن الرابع ق. م إلى العصر الحاضر، وتسمى اللغة العبرية في هذا العصر بعبرية ما بعد العهد القديم. وينقسم هذا العصر كذلك إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى:
وتنتهي بفاتحة العصور الوسطى. وتسمى اللغة العبرية في هذه المرحلة بالعبرية الربانية أو التلمودية وذلك لأن أهم ما وصل إلينا من آثارها في هذه المرحلة هو بحوث الربانيين في التلمود. فقد تألف من بحوثهم في شئون الدين والقانون والتاريخ المقدس وما إلى ذلك ثلاثة وستون كتابا باللغة العبرية أطلق عليها اسم «المشناة»، ثم شرحت هذه المشناة فيما بعد اللغة الآرامية وأطلق على هذه الشروح اسم الجمارا، وتألف من المشناة والجمارا ما أطلق عليه اسم التلمود. ووصل إلينا كذلك من آثار هذه المرحلة غير كتب المشناة، مؤلفات كثيرة في مختلف فروع الآداب والعلوم والفلسفة والدين.
المرحلة الثانية:
وتبدأ من فاتحة العصور الوسطى حتى العصر الحاضر.(1/71)
المرحلة الثانية:
وتبدأ من نفي بابل سنة 587ق. م، وتنتهي بانقراض اللغة العبرية من التخاطب في أواخر القرن الرابع ق. م وحلول الآرامية محلها، وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الفضية للغة العبرية. وقد أخذت عوامل الفناء منذ بداية هذه المرحلة تدب شيئا فشيئا إلى اللغة العبرية وأخذت الآرامية تقتحم عليها معاقلها وتنتقص من مناطقها قليلا قليلا حتى قضت عليها كما قضت على الأكادية من قبل، فلم يكد ينتهي القرن الرابع ق. م حتى كانت العبرية في عداد اللغات الميتة في التخاطب.
وأهم ما وصل إلينا من آثار هذه المرحلة: بعض أسفار العهد القديم، وبعض آثار أدبية تعد من أرقى ما وصل إلينا من هذه اللغة.
العصر الثاني:
ويبدأ من العهد الذي انقرضت فيه اللغة العبرية من التخاطب واقتصر استخدامها على الكتابة وبعض الشئون الدينية، أي من أواخر القرن الرابع ق. م إلى العصر الحاضر، وتسمى اللغة العبرية في هذا العصر بعبرية ما بعد العهد القديم. وينقسم هذا العصر كذلك إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى:
وتنتهي بفاتحة العصور الوسطى. وتسمى اللغة العبرية في هذه المرحلة بالعبرية الربانية أو التلمودية وذلك لأن أهم ما وصل إلينا من آثارها في هذه المرحلة هو بحوث الربانيين في التلمود. فقد تألف من بحوثهم في شئون الدين والقانون والتاريخ المقدس وما إلى ذلك ثلاثة وستون كتابا باللغة العبرية أطلق عليها اسم «المشناة»، ثم شرحت هذه المشناة فيما بعد اللغة الآرامية وأطلق على هذه الشروح اسم الجمارا، وتألف من المشناة والجمارا ما أطلق عليه اسم التلمود. ووصل إلينا كذلك من آثار هذه المرحلة غير كتب المشناة، مؤلفات كثيرة في مختلف فروع الآداب والعلوم والفلسفة والدين.
المرحلة الثانية:
وتبدأ من فاتحة العصور الوسطى حتى العصر الحاضر.(1/71)
وتسمى اللغة العبرية في هذه المرحلة بالعبرية الحديثة. وقد كتب بها في هذه المرحلة عدد كبير من علماء اليهود المنتمين إلى مختلف الشعوب والناطقين بشتى اللغات، فمنهم الألمان ومنهم الإنجليز ومنهم الفرنسيون ومنهم العرب وهلم جرا. وتمتاز العبرية في هذه المرحلة بشدة تأثرها باللغة العربية وباللغات الأوروبية الحديثة (1).
هذا عن مراحل اللغة العبرية. أما عن الرسم العبري فقد اشتق من الفينيقي. وتتألف حروف هجائه من اثنين وعشرين حرفا ترمز إلى اثنين وعشرين صوتا ساكنا، ويكتب من اليمين إلى الشمال متفرق الحروف ما عدا الألف واللام فترسمان متصلتين، وترتيب الأبجدية العبرية هو: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت، ويعتمد هذا الترتيب إلى حد كبير على طريقة مخارج الحروف، حيث يبدأ بالحلق ثم الشفتين وبعدهما المخرجان القريبان منهما:
(الحنكية قريبة من الحلقية) (2) و (اللسانية قريبة من الشفوية)، ثم حروف الصفير التي تطورت في وقت متأخر عن الحروف اللسانية (3).
هذا، ومن منطلق قانون التأثير والتأثر بين اللغات أخذت العربية من العبرانية كثيرا من الألفاظ، وبخاصة المتعلقة بالأمور الدينية في الأغلب:
كالكاهن، وإسرائيل، والتوراة، والربانيون، والتلمود (4).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 5349، بتصرف. وقارن ب: تاريخ اللغات السامية:
أ. ولفنسون، ص 81وما بعدها، تجد مزيدا من التفصيل.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 5553، فراجعه تجد تفصيلا.
وقارن ب: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 10399، تجد مزيدا من التفصيل عن مراحل تطور الخط العبري.
(3) هناك آراء أخرى حول سر ترتيب الحروف في العبرية راجعها في كتاب: أسس النحو العبري
دراسة مقارنة: د. عبد الخالق بكر عبد الخالق ص 18، 19.
(4) اللغة العربية: كائن حي: جرجي زيدان، ص 37، ط. دار الهلال. وراجع: غرائب اللغة:
رفائيل نخلة، ص 211، 213، الطبعة الثانية المطبعة الكاثوليكية ببيروت سنة 1960ميلادي، تجد مزيدا من الأمثلة.(1/72)
وتسمى اللغة العبرية في هذه المرحلة بالعبرية الحديثة. وقد كتب بها في هذه المرحلة عدد كبير من علماء اليهود المنتمين إلى مختلف الشعوب والناطقين بشتى اللغات، فمنهم الألمان ومنهم الإنجليز ومنهم الفرنسيون ومنهم العرب وهلم جرا. وتمتاز العبرية في هذه المرحلة بشدة تأثرها باللغة العربية وباللغات الأوروبية الحديثة (1).
هذا عن مراحل اللغة العبرية. أما عن الرسم العبري فقد اشتق من الفينيقي. وتتألف حروف هجائه من اثنين وعشرين حرفا ترمز إلى اثنين وعشرين صوتا ساكنا، ويكتب من اليمين إلى الشمال متفرق الحروف ما عدا الألف واللام فترسمان متصلتين، وترتيب الأبجدية العبرية هو: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت، ويعتمد هذا الترتيب إلى حد كبير على طريقة مخارج الحروف، حيث يبدأ بالحلق ثم الشفتين وبعدهما المخرجان القريبان منهما:
(الحنكية قريبة من الحلقية) (2) و (اللسانية قريبة من الشفوية)، ثم حروف الصفير التي تطورت في وقت متأخر عن الحروف اللسانية (3).
هذا، ومن منطلق قانون التأثير والتأثر بين اللغات أخذت العربية من العبرانية كثيرا من الألفاظ، وبخاصة المتعلقة بالأمور الدينية في الأغلب:
كالكاهن، وإسرائيل، والتوراة، والربانيون، والتلمود (4).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 5349، بتصرف. وقارن ب: تاريخ اللغات السامية:
أ. ولفنسون، ص 81وما بعدها، تجد مزيدا من التفصيل.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 5553، فراجعه تجد تفصيلا.
وقارن ب: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 10399، تجد مزيدا من التفصيل عن مراحل تطور الخط العبري.
(3) هناك آراء أخرى حول سر ترتيب الحروف في العبرية راجعها في كتاب: أسس النحو العبري
دراسة مقارنة: د. عبد الخالق بكر عبد الخالق ص 18، 19.
(4) اللغة العربية: كائن حي: جرجي زيدان، ص 37، ط. دار الهلال. وراجع: غرائب اللغة:
رفائيل نخلة، ص 211، 213، الطبعة الثانية المطبعة الكاثوليكية ببيروت سنة 1960ميلادي، تجد مزيدا من الأمثلة.(1/72)
ب اللغة الآرامية
هي إحدى اللغات السامية التي لعبت دورا عظيما في تاريخ بلاد الهلال الخصيب فيؤخذ من بعض الآثار الآشورية البابلية أن القبائل الآرامية كانت تنتقل، منذ القرن الخامس عشر ق. م في الصحراء المتاخمة لمنطقة ميزوبوتاميا، وأنها كانت مصدر قلق وإزعاج لسكان هذه المنطقة وما إليها من البابليين والآشوريين، فكانت لا تفتأ تشن عليهم الغارات، وتقطع الطرق، وتنشر الرعب على حدود هذه البلاد.
وقد نزحت بعض قبائلهم من هذه الصحراء إلى بلاد سوريا وفلسطين وما إليها حوالي القرن الخامس عشر ق. م. واستقروا في منطقة مجاورة لمناطق الكنعانيين الذين سبقوهم في الهجرة إلى هذا القسم بنحو عشرة قرون. وكان يسكن المنطقة التي استقر بها الآراميون شعوب غير سامية كانت في درجة راقية من الحضارة.
وبذلك انقسمت مواطن الآراميين قسمين هما: قسم في الشمال الغربي على تخوم البلاد الكنعانية وقسم في الشرق في صحراء ميزوبوتاميا على حدود بابل وآشور.
أما في الشمال الغربي فقد أخضعوا لسلطانهم السكان الأصليين للمنطقة التي استقروا فيها وأنشئوا بها بضع دويلات آرامية مستقل بعضها عن بعض.
واشتبكت لغتهم في صراع مع لغات السكان الأصليين وكتب لهم النصر عليها وفقا لقوانين الصراع اللغوي، ولكنهم مع ذلك انتفعوا أيما انتفاع بحضارة هؤلاء السكان وثقافتهم وآدابهم وصناعاتهم وما كان لهم من نشاط في مختلف مظاهر الحياة، وانتفعوا كذلك انتفاعا كبيرا بحضارة جيرانهم الكنعانيين، وعنهم أخذوا حروف الهجاء الآرامية.
وأما في الشرق فلم يستقر سلطانهم في بلاد العراق إلا بعد استقراره في
الشمال الغربي بأمد طويل. ومع ذلك، فقد أخذ نفوذهم يتغلغل في هذه البلاد منذ عصر سحيق في القدم، وأخذت لغتهم تقتحم على الأكادية معاقلها وتنتزعها معقلا معقلا، فلم ينتصف القرن الرابع ق. م حتى كانت الآرامية قد طغت على جميع الألسنة في هذه المناطق، وكانت الأكادية من عداد اللغات الميتة في المحادثة.(1/73)
ب اللغة الآرامية
هي إحدى اللغات السامية التي لعبت دورا عظيما في تاريخ بلاد الهلال الخصيب فيؤخذ من بعض الآثار الآشورية البابلية أن القبائل الآرامية كانت تنتقل، منذ القرن الخامس عشر ق. م في الصحراء المتاخمة لمنطقة ميزوبوتاميا، وأنها كانت مصدر قلق وإزعاج لسكان هذه المنطقة وما إليها من البابليين والآشوريين، فكانت لا تفتأ تشن عليهم الغارات، وتقطع الطرق، وتنشر الرعب على حدود هذه البلاد.
وقد نزحت بعض قبائلهم من هذه الصحراء إلى بلاد سوريا وفلسطين وما إليها حوالي القرن الخامس عشر ق. م. واستقروا في منطقة مجاورة لمناطق الكنعانيين الذين سبقوهم في الهجرة إلى هذا القسم بنحو عشرة قرون. وكان يسكن المنطقة التي استقر بها الآراميون شعوب غير سامية كانت في درجة راقية من الحضارة.
وبذلك انقسمت مواطن الآراميين قسمين هما: قسم في الشمال الغربي على تخوم البلاد الكنعانية وقسم في الشرق في صحراء ميزوبوتاميا على حدود بابل وآشور.
أما في الشمال الغربي فقد أخضعوا لسلطانهم السكان الأصليين للمنطقة التي استقروا فيها وأنشئوا بها بضع دويلات آرامية مستقل بعضها عن بعض.
واشتبكت لغتهم في صراع مع لغات السكان الأصليين وكتب لهم النصر عليها وفقا لقوانين الصراع اللغوي، ولكنهم مع ذلك انتفعوا أيما انتفاع بحضارة هؤلاء السكان وثقافتهم وآدابهم وصناعاتهم وما كان لهم من نشاط في مختلف مظاهر الحياة، وانتفعوا كذلك انتفاعا كبيرا بحضارة جيرانهم الكنعانيين، وعنهم أخذوا حروف الهجاء الآرامية.
وأما في الشرق فلم يستقر سلطانهم في بلاد العراق إلا بعد استقراره في
الشمال الغربي بأمد طويل. ومع ذلك، فقد أخذ نفوذهم يتغلغل في هذه البلاد منذ عصر سحيق في القدم، وأخذت لغتهم تقتحم على الأكادية معاقلها وتنتزعها معقلا معقلا، فلم ينتصف القرن الرابع ق. م حتى كانت الآرامية قد طغت على جميع الألسنة في هذه المناطق، وكانت الأكادية من عداد اللغات الميتة في المحادثة.(1/73)
وأما في الشرق فلم يستقر سلطانهم في بلاد العراق إلا بعد استقراره في
الشمال الغربي بأمد طويل. ومع ذلك، فقد أخذ نفوذهم يتغلغل في هذه البلاد منذ عصر سحيق في القدم، وأخذت لغتهم تقتحم على الأكادية معاقلها وتنتزعها معقلا معقلا، فلم ينتصف القرن الرابع ق. م حتى كانت الآرامية قد طغت على جميع الألسنة في هذه المناطق، وكانت الأكادية من عداد اللغات الميتة في المحادثة.
ثم اشتبكت الآرامية في صراع مع لغات الكنعانيين جيران الآراميين في الشمال الغربي، وكتب لها النصر كذلك في هذا العصر، فقضت على العبرية في أواخر القرن الرابع ق. م وعلى الفينيقية في القرن الأول ق. م.
وبذلك ورثت الآرامية أخواتها الشرقية والشمالية جميعا، وأصبحت اللغة السائدة في التخاطب في جميع بلاد العراق من جهة وفي سوريا وفلسطين وما إليها من جهة أخرى. وقد بلغت عنفوان مجدها ووصلت منطقتها إلى أقصى درجات اتساعها في المرحلة المحصورة بين سنتي 300ق. م و 650بعد الميلاد.
وكان لها فوق ذلك منزلة اللغة الدولية في كثير من المناطق المجاورة لبلادها، وخاصة في عهد الحكم الفارسي لهذه المناطق. وامتد نفوذها إلى آسيا الصغرى نفسها. كما امتد نفوذ الآرامية إلى بلاد تدمر والنبط وشبه جزيرة سينا كما يظهر ذلك من الآثار التي عثر عليها في هذه المناطق. ولم يقف نفوذ الآرامية عند هذا الحد، بل جاوزه إلى مناطق اللغة العربية نفسها، فكانت الآرامية تستخدم لغة كتابة في بعض المناطق العربية اللغة، وخاصة في بلاد النبط (1).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 5856، بتصرف يسير، ط. دار نهضة مصر.
وراجع: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 117115، ط. الأولى دار القلم ببيروت 1980ميلادي.(1/74)
وأما في الشرق فلم يستقر سلطانهم في بلاد العراق إلا بعد استقراره في
الشمال الغربي بأمد طويل. ومع ذلك، فقد أخذ نفوذهم يتغلغل في هذه البلاد منذ عصر سحيق في القدم، وأخذت لغتهم تقتحم على الأكادية معاقلها وتنتزعها معقلا معقلا، فلم ينتصف القرن الرابع ق. م حتى كانت الآرامية قد طغت على جميع الألسنة في هذه المناطق، وكانت الأكادية من عداد اللغات الميتة في المحادثة.
ثم اشتبكت الآرامية في صراع مع لغات الكنعانيين جيران الآراميين في الشمال الغربي، وكتب لها النصر كذلك في هذا العصر، فقضت على العبرية في أواخر القرن الرابع ق. م وعلى الفينيقية في القرن الأول ق. م.
وبذلك ورثت الآرامية أخواتها الشرقية والشمالية جميعا، وأصبحت اللغة السائدة في التخاطب في جميع بلاد العراق من جهة وفي سوريا وفلسطين وما إليها من جهة أخرى. وقد بلغت عنفوان مجدها ووصلت منطقتها إلى أقصى درجات اتساعها في المرحلة المحصورة بين سنتي 300ق. م و 650بعد الميلاد.
وكان لها فوق ذلك منزلة اللغة الدولية في كثير من المناطق المجاورة لبلادها، وخاصة في عهد الحكم الفارسي لهذه المناطق. وامتد نفوذها إلى آسيا الصغرى نفسها. كما امتد نفوذ الآرامية إلى بلاد تدمر والنبط وشبه جزيرة سينا كما يظهر ذلك من الآثار التي عثر عليها في هذه المناطق. ولم يقف نفوذ الآرامية عند هذا الحد، بل جاوزه إلى مناطق اللغة العربية نفسها، فكانت الآرامية تستخدم لغة كتابة في بعض المناطق العربية اللغة، وخاصة في بلاد النبط (1).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 5856، بتصرف يسير، ط. دار نهضة مصر.
وراجع: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 117115، ط. الأولى دار القلم ببيروت 1980ميلادي.(1/74)
اللهجات الآرامية:
لقد ظلت الآرامية لمدة طويلة لغة متماسكة، لم تنشأ عنها لهجات تذكر، غير أنها في بداية العهد المسيحي انقسمت إلى كتلتين: تشمل أولاهما على لهجات بلاد العراق الجنوبية والشمالية وتعرف بالآرامية الشرقية. وتشمل ثانيتهما على اللهجات الآرامية في سورية وفلسطين وطور سينا وتعرف بالآرامية الغربية.
والفرق بين الكتلتين يرجع إلى كيفية النطق وإلى نوع الدخيل من الألفاظ الأعجمية، كما أن هناك فرقا بين الكتلتين من حيث العقلية واتجاه الأفكار والغرائز، وما إلى ذلك مما يرجع إلى تأثير البيئة والطبيعة التي تؤثر في الجماعات أكثر مما تؤثر في اللغات (1).
أولا الآرامية الشرقية:
وتنقسم إلى لهجات كثيرة أهمها: (2)
1 - اللهجة الجنوبية: التي شرح بها يهود مدرسة بابل كتاب المشناة ويسمى هذا الشرح الجمارا، ويتألف منه مع المشناة ما يعرف بتلمود بابل.
2 - اللهجة المندائية أو المندعية: التي كان يتكلم بها طائفة المندائيين أو المندعيين، وهي طائفة تقطن جنوب العراق. ولا يزال للمندعيين بقية باقية حتى اليوم ويعرفون باسم الصبا، ويسكنون بطائح البصرة، ويقيم بعضهم في بغداد، ويعمل أكثرهم في نقش الفضة بالصور والرسوم، وهم متمسكون بدينهم ويتكلمون العربية والفارسية (3).
__________
(1) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون ص 117، وراجع دائرة المعارف البريطانية حول ترجمة الآرامية.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 59وما بعدها.
ولمزيد من التفصيل راجع: تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر: للدكتور مراد كامل ود. محمد حمدي البكري ود. زاكية محمد رشدي، ص 21وما بعدها ط. دار الثقافة للطباعة والنشر سنة 1974ميلادي.
(3) تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر: ص 22.(1/75)
اللهجات الآرامية:
لقد ظلت الآرامية لمدة طويلة لغة متماسكة، لم تنشأ عنها لهجات تذكر، غير أنها في بداية العهد المسيحي انقسمت إلى كتلتين: تشمل أولاهما على لهجات بلاد العراق الجنوبية والشمالية وتعرف بالآرامية الشرقية. وتشمل ثانيتهما على اللهجات الآرامية في سورية وفلسطين وطور سينا وتعرف بالآرامية الغربية.
والفرق بين الكتلتين يرجع إلى كيفية النطق وإلى نوع الدخيل من الألفاظ الأعجمية، كما أن هناك فرقا بين الكتلتين من حيث العقلية واتجاه الأفكار والغرائز، وما إلى ذلك مما يرجع إلى تأثير البيئة والطبيعة التي تؤثر في الجماعات أكثر مما تؤثر في اللغات (1).
أولا الآرامية الشرقية:
وتنقسم إلى لهجات كثيرة أهمها: (2)
1 - اللهجة الجنوبية: التي شرح بها يهود مدرسة بابل كتاب المشناة ويسمى هذا الشرح الجمارا، ويتألف منه مع المشناة ما يعرف بتلمود بابل.
2 - اللهجة المندائية أو المندعية: التي كان يتكلم بها طائفة المندائيين أو المندعيين، وهي طائفة تقطن جنوب العراق. ولا يزال للمندعيين بقية باقية حتى اليوم ويعرفون باسم الصبا، ويسكنون بطائح البصرة، ويقيم بعضهم في بغداد، ويعمل أكثرهم في نقش الفضة بالصور والرسوم، وهم متمسكون بدينهم ويتكلمون العربية والفارسية (3).
__________
(1) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون ص 117، وراجع دائرة المعارف البريطانية حول ترجمة الآرامية.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 59وما بعدها.
ولمزيد من التفصيل راجع: تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر: للدكتور مراد كامل ود. محمد حمدي البكري ود. زاكية محمد رشدي، ص 21وما بعدها ط. دار الثقافة للطباعة والنشر سنة 1974ميلادي.
(3) تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر: ص 22.(1/75)
3 - اللهجة الحرانية (1): التي تنسب إلى مدينة حران في شمال العراق. وقد كانت هذه المدينة مركزا هاما من مراكز الثقافة الآرامية، وزاد من شأنها شدة احتكاكها بالفلسفة اليونانية. وقد انتفع العرب أيما انتفاع بالثقافة الحرانية، واستخدم الخلفاء العباسيون كثيرا من النابهين من علماء حران لترجمة بعض الكتب الفلسفية من الآرامية واليونانية إلى اللغة العربية.
4 - اللهجة السريانية: وهي لهجة مدينة الرها الواقعة في شمال حران.
وتعتبر من أهم اللهجات الآرامية على الإطلاق وأغناها في الإنتاج الأدبي والعلمي والفلسفي. فقد كانت الرها، منذ اعتنق أهلها المسيحية في القرن الثاني الميلادي، أهم مركز للثقافة في الشرق المسيحي وكانت لغتها أهم لغة للآداب المسيحية بوجه خاص. وظلت السريانية محتفظة بوحدتها طوال المدة التي كانت الكنيسة السريانية محتفظة بوحدتها في أثنائها، إلى أن حدث الخلاف المشهور بين علماء السريان بصدد ازدواج طبيعة المسيح ووحدتها، وانقسمت الكنيسة السريانية إلى فريقين: السريان الغربيون (اليعاقبة)، والسريان الشرقيون (النساطرة) وأدى هذا الانقسام الديني إلى انقسام أدبي ولغوي حيث انقسمت السريانية إلى لهجتين: اللهجة اليعقوبية، واللهجة النسطورية. وأخذت مسافة الخلف تتسع بينهما شيئا فشيئا حتى تميزت كل منهما عن الأخرى (2).
__________
(1) أحيانا يطلق اللغويون العرب كلمة الحورانية على اللغة الآرامية، كما في كلمة (هيت لك) (المهذب للسيوطي ص 95) ولعله من باب إطلاق البعض وإرادة الكل، أو قصدا لتلك اللهجة من بين هذه اللغة. وقد نبه المستشرق نولدكه إلى أنه يراد بالحورانية والنبطية اللغة الآرامية عند اللغويين العرب راجع:
. 1938،،، 27:،.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 60، 61بتصرف وقارن ب: الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق الدكتور مراد كامل ص 3227، ط 2دار الهلال سنة 1904ميلادي.(1/76)
3 - اللهجة الحرانية (1): التي تنسب إلى مدينة حران في شمال العراق. وقد كانت هذه المدينة مركزا هاما من مراكز الثقافة الآرامية، وزاد من شأنها شدة احتكاكها بالفلسفة اليونانية. وقد انتفع العرب أيما انتفاع بالثقافة الحرانية، واستخدم الخلفاء العباسيون كثيرا من النابهين من علماء حران لترجمة بعض الكتب الفلسفية من الآرامية واليونانية إلى اللغة العربية.
4 - اللهجة السريانية: وهي لهجة مدينة الرها الواقعة في شمال حران.
وتعتبر من أهم اللهجات الآرامية على الإطلاق وأغناها في الإنتاج الأدبي والعلمي والفلسفي. فقد كانت الرها، منذ اعتنق أهلها المسيحية في القرن الثاني الميلادي، أهم مركز للثقافة في الشرق المسيحي وكانت لغتها أهم لغة للآداب المسيحية بوجه خاص. وظلت السريانية محتفظة بوحدتها طوال المدة التي كانت الكنيسة السريانية محتفظة بوحدتها في أثنائها، إلى أن حدث الخلاف المشهور بين علماء السريان بصدد ازدواج طبيعة المسيح ووحدتها، وانقسمت الكنيسة السريانية إلى فريقين: السريان الغربيون (اليعاقبة)، والسريان الشرقيون (النساطرة) وأدى هذا الانقسام الديني إلى انقسام أدبي ولغوي حيث انقسمت السريانية إلى لهجتين: اللهجة اليعقوبية، واللهجة النسطورية. وأخذت مسافة الخلف تتسع بينهما شيئا فشيئا حتى تميزت كل منهما عن الأخرى (2).
__________
(1) أحيانا يطلق اللغويون العرب كلمة الحورانية على اللغة الآرامية، كما في كلمة (هيت لك) (المهذب للسيوطي ص 95) ولعله من باب إطلاق البعض وإرادة الكل، أو قصدا لتلك اللهجة من بين هذه اللغة. وقد نبه المستشرق نولدكه إلى أنه يراد بالحورانية والنبطية اللغة الآرامية عند اللغويين العرب راجع:
. 1938،،، 27:،.
(2) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 60، 61بتصرف وقارن ب: الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق الدكتور مراد كامل ص 3227، ط 2دار الهلال سنة 1904ميلادي.(1/76)
هذا، وهناك جوانب اتصال كثيرة بين السريانية والعربية في اللغة والحضارة وبخاصة في العصر العباسي وقد انتقلت كلمات كثيرة من السريانية إلى العربية، كما انتقلت المصطلحات الفلسفية والطبية إلى العربية عن طريق السريانية (1). غير أنه في هذا المقام ينبغي أن يشار إلى حقيقة هامة وهي:
أن اللغة السريانية تأثرت باللغة اليونانية تأثرا غير قليل، وقد تشبعت بالكلمات اليونانية خصوصا فيما يتعلق بالمصطلحات المسيحية ولذلك فإن كثيرا من الكلمات اليونانية دخلت في العربية عن طريق السريانية، وكذلك كثير من الكلمات العبرية دخلت من هذا الطريق (2).
هذا، وبنهاية القرن الثالث عشر انقرض استعمال اللغة السريانية تقريبا (3)، وحل محلها اللغة العربية، بعد ما فتح العرب بلاد السريان (4).
ثانيا الآرامية الغربية:
وتنقسم إلى لهجات عديدة أهمها:
1 - الآرامية الغربية في أقدم عهودها (حوالي القرن الثامن ق. م): ولم يصل إلينا عن هذه اللهجة إلا بعض نقوش
__________
(1) أسس النحو العبري دراسة مقارنة: د. عبد الخالق بكر عبد الخالق، ص 10، ط. مكتب عادل.
ولمزيد من التفصيل راجع فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 61. 129وهامشها.
(2) المعرّب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب الجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 50، 51بتصرف، (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر، تحت رقم 358، سنة 1396هـ). وراجع: فقه اللغة:
د. علي عبد الواحد وافي ص 129. وتاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر:
ص 2524. وتاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون ص 148، تجد مزيدا من التفصيل.
(3) لم يبق من السريانية اليوم إلا بعض بقايا في بعض نواحي العراق الشمالية حيث يقيم بعض النصارى من النساطرة ويسمونهم بالآشوريين. وفي طور عابدين وهي نواح جبلية في البلاد الفارسية حيث يقيم بعض اليعاقبة. وفي ثلاث من مدن سوريا منعزلة بعضها عن بعض وهي:
معلولة، وجبعدين، وبخعة راجع: تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر ص 26، 27.
(4) المرجع السابق: ص 25، 26بتصرف.(1/77)
هذا، وهناك جوانب اتصال كثيرة بين السريانية والعربية في اللغة والحضارة وبخاصة في العصر العباسي وقد انتقلت كلمات كثيرة من السريانية إلى العربية، كما انتقلت المصطلحات الفلسفية والطبية إلى العربية عن طريق السريانية (1). غير أنه في هذا المقام ينبغي أن يشار إلى حقيقة هامة وهي:
أن اللغة السريانية تأثرت باللغة اليونانية تأثرا غير قليل، وقد تشبعت بالكلمات اليونانية خصوصا فيما يتعلق بالمصطلحات المسيحية ولذلك فإن كثيرا من الكلمات اليونانية دخلت في العربية عن طريق السريانية، وكذلك كثير من الكلمات العبرية دخلت من هذا الطريق (2).
هذا، وبنهاية القرن الثالث عشر انقرض استعمال اللغة السريانية تقريبا (3)، وحل محلها اللغة العربية، بعد ما فتح العرب بلاد السريان (4).
ثانيا الآرامية الغربية:
وتنقسم إلى لهجات عديدة أهمها:
1 - الآرامية الغربية في أقدم عهودها (حوالي القرن الثامن ق. م): ولم يصل إلينا عن هذه اللهجة إلا بعض نقوش
__________
(1) أسس النحو العبري دراسة مقارنة: د. عبد الخالق بكر عبد الخالق، ص 10، ط. مكتب عادل.
ولمزيد من التفصيل راجع فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 61. 129وهامشها.
(2) المعرّب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب الجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 50، 51بتصرف، (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر، تحت رقم 358، سنة 1396هـ). وراجع: فقه اللغة:
د. علي عبد الواحد وافي ص 129. وتاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر:
ص 2524. وتاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون ص 148، تجد مزيدا من التفصيل.
(3) لم يبق من السريانية اليوم إلا بعض بقايا في بعض نواحي العراق الشمالية حيث يقيم بعض النصارى من النساطرة ويسمونهم بالآشوريين. وفي طور عابدين وهي نواح جبلية في البلاد الفارسية حيث يقيم بعض اليعاقبة. وفي ثلاث من مدن سوريا منعزلة بعضها عن بعض وهي:
معلولة، وجبعدين، وبخعة راجع: تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر ص 26، 27.
(4) المرجع السابق: ص 25، 26بتصرف.(1/77)
2 - اللهجة التي دون بها بطريق مباشر بعض أجزاء من سفري عزرا ودانيال وآية من سفر أرمياء.
3 - الآرامية الفلسطينية الحديثة: وهي التي استخدمها اليهود في الغرب في ترجمة العهد القديم عن العبرية وفي شرح كتاب المشناة (يسمى هذا الشرح «الجمارا» ويتألف منه مع المشناة ما يعرف بتلمود بيت المقدس)، واستخدمها المسيحيون بسوريا وفلسطين في ترجمة العهدين القديم والجديد عن اليونانية، بعد أن تحرروا من النفوذ السرياني في ناحيتي الثقافة والدين منذ القرن الثالث الميلادي. وذلك أن المسيحيين في هذه البلاد ظلوا تابعين للنفوذ السرياني في ناحيتي الثقافة والدين منذ القرن الثالث الميلادي ولذلك كان اعتمادهم على الترجمة السريانية للكتاب المقدس. ولكن انقسام الكنيسة السريانية إلى فرق متحاربة قد أضعف من نفوذها في الغرب وأتاح لنصارى سوريا وفلسطين فرصة للاستقلال عن السريان في آدابهم ومذاهبهم الدينية، فانفصلوا عن يعاقبة الشرق ونساطرته وأنشئوا لأنفسهم مذهبا دينيا خاصا بهم، وترجموا إلى لهجتهم أسفار العهد القديم والجديد، وانفصلوا عنهم كذلك في ثقافتهم وآدابهم وقد بدأت نهضتهم هذه منذ القرن الخامس الميلادي (1).
4 - اللهجة النبطية: لقد ظهرت الدولة النبطية في شبه جزيرة طور سينا على انقاض المملكة الأدومية وكانت عاصمتها سلع، ومعناها بالعبرية الصخرة وباليونانية پترا ومن هنا امتدت إلى صحراء سورية حتى شملت دمشق وأطراف نهر الفرات من ناحية، كما أنها توغلت في بلاد الحجاز من ناحية أخرى (2).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 61، 63بتصرف يسير.
(2) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 134.(1/78)
2 - اللهجة التي دون بها بطريق مباشر بعض أجزاء من سفري عزرا ودانيال وآية من سفر أرمياء.
3 - الآرامية الفلسطينية الحديثة: وهي التي استخدمها اليهود في الغرب في ترجمة العهد القديم عن العبرية وفي شرح كتاب المشناة (يسمى هذا الشرح «الجمارا» ويتألف منه مع المشناة ما يعرف بتلمود بيت المقدس)، واستخدمها المسيحيون بسوريا وفلسطين في ترجمة العهدين القديم والجديد عن اليونانية، بعد أن تحرروا من النفوذ السرياني في ناحيتي الثقافة والدين منذ القرن الثالث الميلادي. وذلك أن المسيحيين في هذه البلاد ظلوا تابعين للنفوذ السرياني في ناحيتي الثقافة والدين منذ القرن الثالث الميلادي ولذلك كان اعتمادهم على الترجمة السريانية للكتاب المقدس. ولكن انقسام الكنيسة السريانية إلى فرق متحاربة قد أضعف من نفوذها في الغرب وأتاح لنصارى سوريا وفلسطين فرصة للاستقلال عن السريان في آدابهم ومذاهبهم الدينية، فانفصلوا عن يعاقبة الشرق ونساطرته وأنشئوا لأنفسهم مذهبا دينيا خاصا بهم، وترجموا إلى لهجتهم أسفار العهد القديم والجديد، وانفصلوا عنهم كذلك في ثقافتهم وآدابهم وقد بدأت نهضتهم هذه منذ القرن الخامس الميلادي (1).
4 - اللهجة النبطية: لقد ظهرت الدولة النبطية في شبه جزيرة طور سينا على انقاض المملكة الأدومية وكانت عاصمتها سلع، ومعناها بالعبرية الصخرة وباليونانية پترا ومن هنا امتدت إلى صحراء سورية حتى شملت دمشق وأطراف نهر الفرات من ناحية، كما أنها توغلت في بلاد الحجاز من ناحية أخرى (2).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 61، 63بتصرف يسير.
(2) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 134.(1/78)
وقد عثر في كثير من بلاد النبط على آثار كثيرة مدونة باللغة الآرامية يتمثل معظمها في نقوش على القبور. ويتردد تاريخ هذه الوثائق بين أوائل القرن الأول ق. م وأوائل الرابع بعد الميلاد، واللغة التي دونت بها لا تختلف كثيرا عن الفلسطينية الحديثة.
وقد اختلف الباحثون في الأصل الذي انحدر منه النبطيون: فبعضهم يذهب إلى أن معظمهم ينحدر من أصول آرامية. وبعضهم يذهب إلى أنهم ينتمون إلى أصول عربية، ولكنهم كانوا يستخدمون الآرامية لغة كتابة. وإلى هذا الرأي الأخير يميل كثير من الباحثين (1).
أيا ما كان الأمر، فإن وجود اللغة الآرامية والكتابة الآرامية عند النبط الذين كانوا قد اتصلوا اتصالا مباشرا بالعرب، قد أثر تأثيرا لا يستهان به على الحضارة العربية الجاهلية وعلى تكوين المادة اللغوية العربية في شمال الجزيرة من ناحية التمدن والعمران كما يتضح لنا ذلك من الخط النبطي وتأثيره على الخط العربي الإسلامي (2).
هذا، وقد دخلت العربية كلمات كثيرة لا تكاد تحصى من اللغة الآرامية، وتختلف منابعها، نظرا لتعدد لهجات الآرامية. فاللهجات الآرامية غير السريانية، هي التي اقتبست منها اللغة العربية، في الدور الأول من تأثير الآرامية فيها، وهو زمان الجاهلية وأوائل الإسلام. والدور الثاني هو أول زمان الدولة العباسية إذ كان السريانيون معلمي المسلمين في العلوم الفلسفية والطبيعة والطب وغير ذلك.
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 64، 65بتصرف ولمزيد من التفصيل راجع:
تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 134، وما بعدها.
(2) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 137بتصرف يسير.(1/79)
وقد عثر في كثير من بلاد النبط على آثار كثيرة مدونة باللغة الآرامية يتمثل معظمها في نقوش على القبور. ويتردد تاريخ هذه الوثائق بين أوائل القرن الأول ق. م وأوائل الرابع بعد الميلاد، واللغة التي دونت بها لا تختلف كثيرا عن الفلسطينية الحديثة.
وقد اختلف الباحثون في الأصل الذي انحدر منه النبطيون: فبعضهم يذهب إلى أن معظمهم ينحدر من أصول آرامية. وبعضهم يذهب إلى أنهم ينتمون إلى أصول عربية، ولكنهم كانوا يستخدمون الآرامية لغة كتابة. وإلى هذا الرأي الأخير يميل كثير من الباحثين (1).
أيا ما كان الأمر، فإن وجود اللغة الآرامية والكتابة الآرامية عند النبط الذين كانوا قد اتصلوا اتصالا مباشرا بالعرب، قد أثر تأثيرا لا يستهان به على الحضارة العربية الجاهلية وعلى تكوين المادة اللغوية العربية في شمال الجزيرة من ناحية التمدن والعمران كما يتضح لنا ذلك من الخط النبطي وتأثيره على الخط العربي الإسلامي (2).
هذا، وقد دخلت العربية كلمات كثيرة لا تكاد تحصى من اللغة الآرامية، وتختلف منابعها، نظرا لتعدد لهجات الآرامية. فاللهجات الآرامية غير السريانية، هي التي اقتبست منها اللغة العربية، في الدور الأول من تأثير الآرامية فيها، وهو زمان الجاهلية وأوائل الإسلام. والدور الثاني هو أول زمان الدولة العباسية إذ كان السريانيون معلمي المسلمين في العلوم الفلسفية والطبيعة والطب وغير ذلك.
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 64، 65بتصرف ولمزيد من التفصيل راجع:
تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 134، وما بعدها.
(2) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 137بتصرف يسير.(1/79)
وإليك بعض أمثلة من الدور الأول، مثل: السيف، السم، الخاتم، الزجاج، دجال، المدينة، الصورة (1).
ج اللغة الحبشية
هي لغة من اللغات السامية الجنوبية، إحدى طائفتي اللغات السامية (2)، تلك التي تنتمي إلى الفصيلة الحامية السامية (3)
ويرجح الباحثون أن الفضل في نشر اللسان السامي في بلاد الحبشة يرجع إلى عشائر سامية هاجرت إليها من جنوب بلاد العرب (اليمن) وامتزجت بسكان الحبشة الأصليين الذين كان معظمهم يتألف من أجناس حامية. ولا يعلم على وجه اليقين تاريخ هذه الهجرة، ولكن من المقطوع به أنها حدثت قبل الميلاد المسيحي بعدة قرون. ويؤخذ من شواهد كثيرة أنها لم تحدث مرة واحدة، بل حدثت على دفعات متتالية.
وقد اشتبك لسان هؤلاء الساميين مع لغات السكان الأصليين في صراع انتهى بانتصاره عليها في بعض مناطق قليلة من مبدأ الأمر، ثم أخذ نطاقه يتسع شيئا فشيئا حتى بلغت الآن مساحة المناطق السامية اللسان نحو ربع مساحة الحبشة وأريتريا.
هذا، وتؤلف اللغة الحبشية مع اللغات اليمنية والعربية شعبة على حدة
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، إخراج وتعليق د. رمضان عبد التواب، ص 220وما بعدها بتصرف، ط. المجد سنة 1402هـ.
(2) تشمل مجموعة اللغات السامية طائفتين:
أاللغات السامية الشمالية: وتشمل اللغات الأكادية أو الآشورية البابلية، واللغات الكنعانية (العبرية والفينيقية) واللغات الآرامية.
ب اللغات السامية الجنوبية: وتشمل العربية واليمنية القديمة، واللغات الحبشية السامية. علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 201، 202، ط 9دار نهضة مصر. ولمزيد من التفصيل راجع: فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 25وما بعدها. ط. دار نهضة مصر وكتاب تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ط. أولى دار القلم سنة 1980ميلادي.
(3) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 201.(1/80)
وإليك بعض أمثلة من الدور الأول، مثل: السيف، السم، الخاتم، الزجاج، دجال، المدينة، الصورة (1).
ج اللغة الحبشية
هي لغة من اللغات السامية الجنوبية، إحدى طائفتي اللغات السامية (2)، تلك التي تنتمي إلى الفصيلة الحامية السامية (3)
ويرجح الباحثون أن الفضل في نشر اللسان السامي في بلاد الحبشة يرجع إلى عشائر سامية هاجرت إليها من جنوب بلاد العرب (اليمن) وامتزجت بسكان الحبشة الأصليين الذين كان معظمهم يتألف من أجناس حامية. ولا يعلم على وجه اليقين تاريخ هذه الهجرة، ولكن من المقطوع به أنها حدثت قبل الميلاد المسيحي بعدة قرون. ويؤخذ من شواهد كثيرة أنها لم تحدث مرة واحدة، بل حدثت على دفعات متتالية.
وقد اشتبك لسان هؤلاء الساميين مع لغات السكان الأصليين في صراع انتهى بانتصاره عليها في بعض مناطق قليلة من مبدأ الأمر، ثم أخذ نطاقه يتسع شيئا فشيئا حتى بلغت الآن مساحة المناطق السامية اللسان نحو ربع مساحة الحبشة وأريتريا.
هذا، وتؤلف اللغة الحبشية مع اللغات اليمنية والعربية شعبة على حدة
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، إخراج وتعليق د. رمضان عبد التواب، ص 220وما بعدها بتصرف، ط. المجد سنة 1402هـ.
(2) تشمل مجموعة اللغات السامية طائفتين:
أاللغات السامية الشمالية: وتشمل اللغات الأكادية أو الآشورية البابلية، واللغات الكنعانية (العبرية والفينيقية) واللغات الآرامية.
ب اللغات السامية الجنوبية: وتشمل العربية واليمنية القديمة، واللغات الحبشية السامية. علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 201، 202، ط 9دار نهضة مصر. ولمزيد من التفصيل راجع: فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 25وما بعدها. ط. دار نهضة مصر وكتاب تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ط. أولى دار القلم سنة 1980ميلادي.
(3) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 201.(1/80)
فوجوه الشبه بينها وبين هذين الفرعين في أصول المفردات والقواعد والأصوات أقوى كثيرا من وجوه الشبه بينها وبين بقية اللغات السامية، وهي إلى اليمنية القديمة أدنى منها إلى اللغة العربية (1).
وللغة الحبشية لهجات عديدة أهمها:
1 - اللهجة الجعزية: (، وهي مسماة باسم الشعب الجعزي الذي يعد من أقدم الشعوب السامية التي نزحت إلى الحبشة). ويطلق عليها أحيانا اسم اللغة الحبشية، القديمة.
وأحيانا اسم «اللغة الحبشية» مجردا من كل وصف. وهي من أقدم اللهجات الحبشية السامية إن لم تكن أقدمها على الإطلاق.
ولم يصل إلينا شيء عنها في أدوارها الأولى، وأقدم ما وصل إلينا من آثارها يرجع تاريخه إلى سنة 350بعد الميلاد (2).
وليس من شك في أن اللغة الجعزية لغة سامية الأصل لأن أصول اشتقاقاتها موجودة في اللغة العربية وغيرها من اللغات السامية وكل ما فيها من العنصر الخاص لا يعدو كلمات قليلة، فقد تسرب إلى اللغة الجعزية بعض كلمات يونانية قبل انتشار المسيحية في ربوع الحبشة، وكذلك اختلط بها أيضا بعض كلمات من السريانية والعبرية والعربية ولكن هذه العناصر لم تؤثر شيئا في أصل اللغة! (3).
هذا، ولم تعمر الجعزية طويلا في ميادين التخاطب. فمنذ انهيار مملكة أكسوم وقيام مملكة كوا على أنقاضها تحت حكم الأسرة الأمهرية التي سيأتي ذكرها أخذ نجم الجعزية في الأفول، وأخذت الأمهرية تطاردها
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 87، 88بتصرف يسير. وراجع: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 254وما بعدها، تجد مزيدا من التفصيل.
(2) المرجع السابق: ص 90.
(3) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 261بتصرف.(1/81)
فوجوه الشبه بينها وبين هذين الفرعين في أصول المفردات والقواعد والأصوات أقوى كثيرا من وجوه الشبه بينها وبين بقية اللغات السامية، وهي إلى اليمنية القديمة أدنى منها إلى اللغة العربية (1).
وللغة الحبشية لهجات عديدة أهمها:
1 - اللهجة الجعزية: (، وهي مسماة باسم الشعب الجعزي الذي يعد من أقدم الشعوب السامية التي نزحت إلى الحبشة). ويطلق عليها أحيانا اسم اللغة الحبشية، القديمة.
وأحيانا اسم «اللغة الحبشية» مجردا من كل وصف. وهي من أقدم اللهجات الحبشية السامية إن لم تكن أقدمها على الإطلاق.
ولم يصل إلينا شيء عنها في أدوارها الأولى، وأقدم ما وصل إلينا من آثارها يرجع تاريخه إلى سنة 350بعد الميلاد (2).
وليس من شك في أن اللغة الجعزية لغة سامية الأصل لأن أصول اشتقاقاتها موجودة في اللغة العربية وغيرها من اللغات السامية وكل ما فيها من العنصر الخاص لا يعدو كلمات قليلة، فقد تسرب إلى اللغة الجعزية بعض كلمات يونانية قبل انتشار المسيحية في ربوع الحبشة، وكذلك اختلط بها أيضا بعض كلمات من السريانية والعبرية والعربية ولكن هذه العناصر لم تؤثر شيئا في أصل اللغة! (3).
هذا، ولم تعمر الجعزية طويلا في ميادين التخاطب. فمنذ انهيار مملكة أكسوم وقيام مملكة كوا على أنقاضها تحت حكم الأسرة الأمهرية التي سيأتي ذكرها أخذ نجم الجعزية في الأفول، وأخذت الأمهرية تطاردها
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 87، 88بتصرف يسير. وراجع: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 254وما بعدها، تجد مزيدا من التفصيل.
(2) المرجع السابق: ص 90.
(3) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 261بتصرف.(1/81)
وتقتحم عليها معاقلها حتى انتزعتها منها جميعها أو معظمها، فانقرضت من لهجات الحديث كل الانقراض، أو لم يبق لها فيها إلا فلول ضئيلة. غير أن الجعزية بعد انقراضها من ميادين التخاطب، قد أوت إلى ركن شديد في ميادين الكتابة والأدب والدين، فاستأثرت بهذه الشئون في معظم المناطق الحبشية، وظلت مستأثرة بها حتى العصر الحاضر، وإن كانت الأمهرية قد أخذت تنازعها هذا السلطان نفسه منذ أواخر القرن التاسع عشر (1).
2 - اللهجة الأمهرية: وهي اللغة المستخدمة الآن في التخاطب في معظم المناطق الحبشية السامية اللسان. وكانت في الأصل لهجة القبائل الأمهرية (نسبة إلى منطقة أمهرا). ولكن منذ أن تقوضت مملكة أكسوم، وقبض على زمام الحكم سنة 1270ميلادي أسرة أمهرية من منطقة كوا (الجنوب الغربي من بلاد الحبشة)، أخذ نطاق هذه اللغة يتسع شيئا فشيئا حتى وصل إلى الحد الذي وصفناه. ولم يقتصر نفوذها على ميادين التخاطب بل امتد كذلك إلى شئون الكتابة والآداب. وأقدم ما وصل إلينا عن الأمهرية بعض قصائد حربية يرجع تاريخها إلى القرون الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بعد الميلاد. وفضلا عن صراعها السابق ذكره مع أختها الجعزية، فقد اشتبكت مع اللهجات الحامية الكوشية، وخاصة في المناطق الجنوبية، في صراع آخر انتهى بانتصارها في كثير من المواطن.
هذا، وإن كثرة احتكاكها باللهجات الحامية، وطول صراعها معها، وانتقالها إلى ألسنة كثير من أهلها، كل ذلك قد ترك بها آثارا كثيرة من هذه اللهجات. وتبدو هذه الآثار في مختلف مظاهر اللغة: فتبدو في الأصوات، كما تبدو في القواعد وأساليب التركيب. فقد حذف منها بعض أصواتها السامية القديمة، واستبدل ببعضها أصوات أخرى، ودخل فيها أصوات حامية جديدة
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 91، 92بتصرف يسير.(1/82)
وتقتحم عليها معاقلها حتى انتزعتها منها جميعها أو معظمها، فانقرضت من لهجات الحديث كل الانقراض، أو لم يبق لها فيها إلا فلول ضئيلة. غير أن الجعزية بعد انقراضها من ميادين التخاطب، قد أوت إلى ركن شديد في ميادين الكتابة والأدب والدين، فاستأثرت بهذه الشئون في معظم المناطق الحبشية، وظلت مستأثرة بها حتى العصر الحاضر، وإن كانت الأمهرية قد أخذت تنازعها هذا السلطان نفسه منذ أواخر القرن التاسع عشر (1).
2 - اللهجة الأمهرية: وهي اللغة المستخدمة الآن في التخاطب في معظم المناطق الحبشية السامية اللسان. وكانت في الأصل لهجة القبائل الأمهرية (نسبة إلى منطقة أمهرا). ولكن منذ أن تقوضت مملكة أكسوم، وقبض على زمام الحكم سنة 1270ميلادي أسرة أمهرية من منطقة كوا (الجنوب الغربي من بلاد الحبشة)، أخذ نطاق هذه اللغة يتسع شيئا فشيئا حتى وصل إلى الحد الذي وصفناه. ولم يقتصر نفوذها على ميادين التخاطب بل امتد كذلك إلى شئون الكتابة والآداب. وأقدم ما وصل إلينا عن الأمهرية بعض قصائد حربية يرجع تاريخها إلى القرون الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بعد الميلاد. وفضلا عن صراعها السابق ذكره مع أختها الجعزية، فقد اشتبكت مع اللهجات الحامية الكوشية، وخاصة في المناطق الجنوبية، في صراع آخر انتهى بانتصارها في كثير من المواطن.
هذا، وإن كثرة احتكاكها باللهجات الحامية، وطول صراعها معها، وانتقالها إلى ألسنة كثير من أهلها، كل ذلك قد ترك بها آثارا كثيرة من هذه اللهجات. وتبدو هذه الآثار في مختلف مظاهر اللغة: فتبدو في الأصوات، كما تبدو في القواعد وأساليب التركيب. فقد حذف منها بعض أصواتها السامية القديمة، واستبدل ببعضها أصوات أخرى، ودخل فيها أصوات حامية جديدة
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 91، 92بتصرف يسير.(1/82)
وانقلبت فيها جميع القواعد السامية القديمة رأسا على عقب، وتغيرت فيها أشكال الضمائر، وانقرضت منها معظم قواعد الجمع والتأنيث. أما مفرداتها فنصفها على الأقل قد انتقل إليها من اللهجات الحامية، والنصف الآخر السامي قد اجتاز مراحل كثيرة في التطور الصوتي حتى بعد بعدا كبيرا عن أصله ولهذا كله اتسعت مسافة الخلف التي تفصل الأمهرية عن بقية أخواتها السامية (1).
ولعل هذا كله هو ما دفع «ولفنسون» عالم اللغة المشهور إلى أن يقرر ويقول: «وليس من شك في أن اللغة الأمحارية من اللغات السامية ولكن الصبغة الحامية فيها قوية جدا، حتى ليمكننا أن نقول: إن اللغة الأمحارية هي الجسر الذي يصل بين العنصرين الحامي والسامي!» (2).
3 - لهجة تيجرينيا، أو اللهجة التيجرينية: وهي متفرعة من اللغة الجعزية، ويتكلم بها في منطقة تيجرينا التي تتوسطها مدينة أكسوم.
4 - اللهجة التيجرية: وتستخدم هذه اللهجة في المناطق الواقعة في الشمال من منطقة اللهجة السابقة (التجرينية)، وهي قوية الشبه بالجعزية.
5 - لهجة مدينة هرر: وهي متفرعة من اللغة الأمهرية، ولكنها بعدت عن أصلها بعدا كبيرا حتى أصبحت الآن لهجة متميزة غير مفهومة للأمهريين. ويرجع هذا إلى عاملين: أحدهما أنها تأثرت بلهجات حامية غير اللهجات الحامية التي احتكت بها الأمهرية، والآخر أن اعتناق أهلها للدين الإسلامي قد ترك فيها آثارا من اللغة العربية في صورة لا يوجد لها نظير في الأمهرية المسيحية (3).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 92، 93بتصرف. ولمزيد من التفصيل راجع:
تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 264وما بعدها.
(2) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 265.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 94، 95بتصرف. وراجع: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 266، 267، تجد مزيدا من التفصيل.(1/83)
وانقلبت فيها جميع القواعد السامية القديمة رأسا على عقب، وتغيرت فيها أشكال الضمائر، وانقرضت منها معظم قواعد الجمع والتأنيث. أما مفرداتها فنصفها على الأقل قد انتقل إليها من اللهجات الحامية، والنصف الآخر السامي قد اجتاز مراحل كثيرة في التطور الصوتي حتى بعد بعدا كبيرا عن أصله ولهذا كله اتسعت مسافة الخلف التي تفصل الأمهرية عن بقية أخواتها السامية (1).
ولعل هذا كله هو ما دفع «ولفنسون» عالم اللغة المشهور إلى أن يقرر ويقول: «وليس من شك في أن اللغة الأمحارية من اللغات السامية ولكن الصبغة الحامية فيها قوية جدا، حتى ليمكننا أن نقول: إن اللغة الأمحارية هي الجسر الذي يصل بين العنصرين الحامي والسامي!» (2).
3 - لهجة تيجرينيا، أو اللهجة التيجرينية: وهي متفرعة من اللغة الجعزية، ويتكلم بها في منطقة تيجرينا التي تتوسطها مدينة أكسوم.
4 - اللهجة التيجرية: وتستخدم هذه اللهجة في المناطق الواقعة في الشمال من منطقة اللهجة السابقة (التجرينية)، وهي قوية الشبه بالجعزية.
5 - لهجة مدينة هرر: وهي متفرعة من اللغة الأمهرية، ولكنها بعدت عن أصلها بعدا كبيرا حتى أصبحت الآن لهجة متميزة غير مفهومة للأمهريين. ويرجع هذا إلى عاملين: أحدهما أنها تأثرت بلهجات حامية غير اللهجات الحامية التي احتكت بها الأمهرية، والآخر أن اعتناق أهلها للدين الإسلامي قد ترك فيها آثارا من اللغة العربية في صورة لا يوجد لها نظير في الأمهرية المسيحية (3).
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 92، 93بتصرف. ولمزيد من التفصيل راجع:
تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 264وما بعدها.
(2) تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 265.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 94، 95بتصرف. وراجع: تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، ص 266، 267، تجد مزيدا من التفصيل.(1/83)
مما سبق يتضح: أن اللغة الحبشية التي كانت تعاصر العصر الجاهلي وصدر الإسلام هي «اللهجة الجعزية»، وقد كان رسم قلمها يكتب من اليمين إلى الشمال، كما كان يكتب الرسم السبئي الذي اشتق منه، ثم انحرف بعد ذلك عن طريقته هذه، فأصبح يكتب من الشمال إلى اليمين وظل على هذه الحال إلى الوقت الحاضر (1).
هذا، ويشير المستشرق الألماني «برجشتراسر» إلى أن: معظم الدخيل في العربية من الحبشية يعود إلى أشياء دينية (2)، ك «حواريون»، ومنبر، ومحراب، ومشكاة وهذه الألفاظ تدل على الصلة بين المسلمين وبلاد الحبشة قبل الهجرة (3).
د اللغة البربرية
هي لغة تنتسب إلى مجموعة اللغات الحامية، أحد شقي الفصيلة الحامية السامية، ويتحدث بها السكان الأصليون لشمال إفريقيا (ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، والصحراء، والجزر المتاخمة لها)، فتشمل اللغات القبيلية والشأوية (اللغات القديمة لسكان الجزائر)، والتماشكية (وهي اللغات القديمة لقبائل التوارج وهي قبائل رحالة بصحراء المغرب)، واللغات الشلحية أو لغات الشلحا، أو لغات أهل الشلوح (لغات السكان الأصليين لجنوب المغرب)، ولغات زناجة واللغات الجونشية (لغات السكان الأصليين لجزر
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 89، 90بتصرف.
(2) راجع: إحصاء الكلمات الحبشية الدخيلة في اللغة العربية في كتاب:
:،،. 4666.، 1910
تجد صحة ما أشار إليه برجشتراسر.
(3) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 217بتصرف. واللغة العربية كائن حي:
جرجي زيدان، مراجعة الدكتور مراد كامل، هامش ص 36.(1/84)
مما سبق يتضح: أن اللغة الحبشية التي كانت تعاصر العصر الجاهلي وصدر الإسلام هي «اللهجة الجعزية»، وقد كان رسم قلمها يكتب من اليمين إلى الشمال، كما كان يكتب الرسم السبئي الذي اشتق منه، ثم انحرف بعد ذلك عن طريقته هذه، فأصبح يكتب من الشمال إلى اليمين وظل على هذه الحال إلى الوقت الحاضر (1).
هذا، ويشير المستشرق الألماني «برجشتراسر» إلى أن: معظم الدخيل في العربية من الحبشية يعود إلى أشياء دينية (2)، ك «حواريون»، ومنبر، ومحراب، ومشكاة وهذه الألفاظ تدل على الصلة بين المسلمين وبلاد الحبشة قبل الهجرة (3).
د اللغة البربرية
هي لغة تنتسب إلى مجموعة اللغات الحامية، أحد شقي الفصيلة الحامية السامية، ويتحدث بها السكان الأصليون لشمال إفريقيا (ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، والصحراء، والجزر المتاخمة لها)، فتشمل اللغات القبيلية والشأوية (اللغات القديمة لسكان الجزائر)، والتماشكية (وهي اللغات القديمة لقبائل التوارج وهي قبائل رحالة بصحراء المغرب)، واللغات الشلحية أو لغات الشلحا، أو لغات أهل الشلوح (لغات السكان الأصليين لجنوب المغرب)، ولغات زناجة واللغات الجونشية (لغات السكان الأصليين لجزر
__________
(1) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 89، 90بتصرف.
(2) راجع: إحصاء الكلمات الحبشية الدخيلة في اللغة العربية في كتاب:
:،،. 4666.، 1910
تجد صحة ما أشار إليه برجشتراسر.
(3) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 217بتصرف. واللغة العربية كائن حي:
جرجي زيدان، مراجعة الدكتور مراد كامل، هامش ص 36.(1/84)
قناريا بالمحيط الأطلانطيقي، في الشمال الغربي من الصحراء الكبرى) وهلم جرا (1).
ولا تزال البربرية إلى الوقت الحاضر لغة حديث بين كثير من القبائل المغربية في المغرب والجزائر وتونس وفي بعض الواحات التابعة لليبيا وغيرها.
ومن هذه الواحات: واحة «أوجلة» الواقعة عند حدود برقة من الجنوب، فإن أهلها من البربر ولا يزالون يتكلمون البربرية إلى اليوم (2).
ولقد أخذت العربية من البربرية بعض الألفاظ من بينها: المهل، إناء، آنية، يصهر، أبّا، القنطار (3).
هذا، وكلمة «البربرة» تعني: كثرة الكلام، وبه سمي هذا الجيل البربر (4).
ويقال: إنهم من ولد برّ بن قيس بن عيلان (5). وذهب الجواليقي في كتابه «المعرب» إلى أن هذه الكلمة أعجمية معربة (6). ورجح محقق الألفاظ الواردة في هذا الكتاب إلى أن تلك الكلمة من اللغة البربرية (7)!
__________
(1) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 201، 202، ط 9دار نهضة مصر. وراجع:
دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح ص 43، 44، ط 10دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(2) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، هامش ص 204.
(3) لمزيد من التفصيل راجع: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: لجلال الدين السيوطي، ص 21، 32، 33، 80، 91، 99، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين، ط. الأمانة 1400هـ.
والمتوكلي: لجلال الدين السيوطي، ورقة 6، مخطوط بمكتبة الجامع الأزهر تحت رقم 7297 أباظة.
(4) الجمهرة: لابن دريد 1/ 126، مادة (بربر) ط. دار صادر.
(5) لسان العرب: لابن منظور، مادة (برر)، ص 254، تحقيق عبد الله علي الكبير وآخرين ط. دار المعارف.
(6) المعرّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي، ص 124، تحقيق وشرح الأستاذ أحمد محمد شاكر، ط. الثانية، دار الكتب سنة 1389هـ.
(7) المعرب والدخيل في اللغة العربية مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، هامش ص 94، (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 358، سنة 1397هـ).(1/85)
قناريا بالمحيط الأطلانطيقي، في الشمال الغربي من الصحراء الكبرى) وهلم جرا (1).
ولا تزال البربرية إلى الوقت الحاضر لغة حديث بين كثير من القبائل المغربية في المغرب والجزائر وتونس وفي بعض الواحات التابعة لليبيا وغيرها.
ومن هذه الواحات: واحة «أوجلة» الواقعة عند حدود برقة من الجنوب، فإن أهلها من البربر ولا يزالون يتكلمون البربرية إلى اليوم (2).
ولقد أخذت العربية من البربرية بعض الألفاظ من بينها: المهل، إناء، آنية، يصهر، أبّا، القنطار (3).
هذا، وكلمة «البربرة» تعني: كثرة الكلام، وبه سمي هذا الجيل البربر (4).
ويقال: إنهم من ولد برّ بن قيس بن عيلان (5). وذهب الجواليقي في كتابه «المعرب» إلى أن هذه الكلمة أعجمية معربة (6). ورجح محقق الألفاظ الواردة في هذا الكتاب إلى أن تلك الكلمة من اللغة البربرية (7)!
__________
(1) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 201، 202، ط 9دار نهضة مصر. وراجع:
دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح ص 43، 44، ط 10دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(2) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، هامش ص 204.
(3) لمزيد من التفصيل راجع: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: لجلال الدين السيوطي، ص 21، 32، 33، 80، 91، 99، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين، ط. الأمانة 1400هـ.
والمتوكلي: لجلال الدين السيوطي، ورقة 6، مخطوط بمكتبة الجامع الأزهر تحت رقم 7297 أباظة.
(4) الجمهرة: لابن دريد 1/ 126، مادة (بربر) ط. دار صادر.
(5) لسان العرب: لابن منظور، مادة (برر)، ص 254، تحقيق عبد الله علي الكبير وآخرين ط. دار المعارف.
(6) المعرّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي، ص 124، تحقيق وشرح الأستاذ أحمد محمد شاكر، ط. الثانية، دار الكتب سنة 1389هـ.
(7) المعرب والدخيل في اللغة العربية مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، هامش ص 94، (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 358، سنة 1397هـ).(1/85)
هذا، وأما البربرية التي بمعنى الهمجية، فلا صلة لها بالبربرة. هي كلمة حديثة وأصلها باليونانية، ومعناها اللغوي المتلعثم، ويطلق على الأجنبي، ودخلت هذه الكلمة في كثير من اللغات الأوروبية. ومنها أيضا (بربريا) بالسريانية (1).
هـ اللغة القبطية
هي لغة من اللغات المصرية (2)، تلك التي تنتمي إلى مجموعة اللغات
__________
(1) نفس المرجع والصفحة.
(2) اللغات المصرية عبارة عن:
أالمصرية القديمة: وهي لغة المصريين القدماء، ويرجع أقدم نص منها إلى 3000ق. م، وهي مكتوبة بالخط الهيروغليفي.
ب المصرية الحديثة: وهي لغة المصرية بداية من الأسرة الثامنة عشرة حتى عهد البطالمة. وكانت تكتب أحيانا بالهيروغليفي وأحيانا أخرى بالخط الهيراطيقي.
ج الديموقراطية: وهي تطور اللغة المصرية الحديثة، وتبع ذلك تطور في الخط الهيروغليفي إلى الخط الديموطيقي. وظل الحال على ذلك حتى انتشار المسيحية.
د القبطية: هي لغة المصريين منذ استقرار المسيحية في مصر في العهد الروماني. وقد رغب أنصارها في البعد عن الوثنية فكتبوا اللغة المصرية القديمة بحروف يونانية، وأطلق عليها اللغة القبطية وظلت كذلك حتى انتشرت اللغة العربية بعد الفتح الإسلامي، ولا يزال يستخدمها رجال الدين المسيحي في الكنائس حتى اليوم. راجع: دراسات في علم اللغة والمعاجم: د. محمد عزت قناوي (بالاشتراك) ص 107، 108ط. أولى سنة 1406هـ. وقارن ب: تاريخ مصر والشرق العربي القديم: للدكتور سمير عبد الباسط إبراهيم ومسعود أحمد جبر سلامة ومحمد حجازي(1/86)
هذا، وأما البربرية التي بمعنى الهمجية، فلا صلة لها بالبربرة. هي كلمة حديثة وأصلها باليونانية، ومعناها اللغوي المتلعثم، ويطلق على الأجنبي، ودخلت هذه الكلمة في كثير من اللغات الأوروبية. ومنها أيضا (بربريا) بالسريانية (1).
هـ اللغة القبطية
هي لغة من اللغات المصرية (2)، تلك التي تنتمي إلى مجموعة اللغات
__________
(1) نفس المرجع والصفحة.
(2) اللغات المصرية عبارة عن:
أالمصرية القديمة: وهي لغة المصريين القدماء، ويرجع أقدم نص منها إلى 3000ق. م، وهي مكتوبة بالخط الهيروغليفي.
ب المصرية الحديثة: وهي لغة المصرية بداية من الأسرة الثامنة عشرة حتى عهد البطالمة. وكانت تكتب أحيانا بالهيروغليفي وأحيانا أخرى بالخط الهيراطيقي.
ج الديموقراطية: وهي تطور اللغة المصرية الحديثة، وتبع ذلك تطور في الخط الهيروغليفي إلى الخط الديموطيقي. وظل الحال على ذلك حتى انتشار المسيحية.
د القبطية: هي لغة المصريين منذ استقرار المسيحية في مصر في العهد الروماني. وقد رغب أنصارها في البعد عن الوثنية فكتبوا اللغة المصرية القديمة بحروف يونانية، وأطلق عليها اللغة القبطية وظلت كذلك حتى انتشرت اللغة العربية بعد الفتح الإسلامي، ولا يزال يستخدمها رجال الدين المسيحي في الكنائس حتى اليوم. راجع: دراسات في علم اللغة والمعاجم: د. محمد عزت قناوي (بالاشتراك) ص 107، 108ط. أولى سنة 1406هـ. وقارن ب: تاريخ مصر والشرق العربي القديم: للدكتور سمير عبد الباسط إبراهيم ومسعود أحمد جبر سلامة ومحمد حجازي(1/86)
الحامية، أحد شقي الفصيلة الحامية السامية (1).
والقبطية: هي الطور الأخير من أطوار اللغات المصرية، يبدأ منذ استقرار المسيحية في مصر، وينتهي بانتشار اللغة العربية بعد الفتح الإسلامي فيها (2).
ويرى أحد الباحثين (3): أن الوقائع والروايات التاريخية والنقوش الأثرية على المعابد الفرعونية تدلل بوضوح بأن المصريين القدماء جاءوا من الجزيرة العربية أثناء موجات الهجرات العربية من اليمن الجنوبي، خلال مئات السنين، نظرا لأن الأساس اللغوي مشترك بين الطرفين.
ويؤكد هذه الحقيقة العديد من المؤرخين والعلماء المصريين والأجانب، ومن هؤلاء: أحمد كمال وأحمد زكي والدكتور أحمد عيسى وجبر ضومط وأحمد نجيب وعبد العزيز صالح ونقولا حداد وعلي عبد الواحد، والعالم الألماني ريتشارد لبسيوس والإيطالي سيميون ليفي والفرنسي إدوارد نافيل والإنكليزي روبنسون وكذلك جورج سارتون وهارفي بورتر والأستاذ إرمن.
__________
شحاتة وإبراهيم الدسوقي محمد حسين ورشدي مجلع الحكيم ص 110، 111ط. الأهرام التجارية سنة 1989ميلادي، تجد مزيدا من التفصيل.
(1) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 201، 202. ودراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح ص 43، ط 10دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(2) دراسات في علم اللغة والمعاجم: د. محمد عزت قناوي (بالاشتراك) ص 108. وراجع:
العربية دراسات في اللغة واللهجات والأساليب: تأليف يوهان فك، ترجمة: د. رمضان عبد التواب، ص 32ط. المطبعة العربية الحديثة 1400هـ. ولمزيد من التفصيل عن تاريخ القبط راجع: كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطوط والآثار المعروف بالخطط المقريزية: تأليف تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي (ت 845هـ) ص 261وما بعدها، ط. دار صادر بيروت.
(3) الأستاذ إحسان جعفر، في دراسته: «بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية» والمنشورة في مجلة الوحدة، المغرب، العدد 20، أيار سنة 1986ميلادي، ص 143138. ووافقه الرأي الأستاذ نزيه أبو نضال، في مقالة «اللغة القومية: الحقائق التاريخية والتشويهات الراهنة» والمنشور في مجلة الوحدة، والمغرب، العدد 33، 34حزيران (يونيو) تموز (يوليو) سنة 1987ميلادي ص 29، 30.(1/87)
الحامية، أحد شقي الفصيلة الحامية السامية (1).
والقبطية: هي الطور الأخير من أطوار اللغات المصرية، يبدأ منذ استقرار المسيحية في مصر، وينتهي بانتشار اللغة العربية بعد الفتح الإسلامي فيها (2).
ويرى أحد الباحثين (3): أن الوقائع والروايات التاريخية والنقوش الأثرية على المعابد الفرعونية تدلل بوضوح بأن المصريين القدماء جاءوا من الجزيرة العربية أثناء موجات الهجرات العربية من اليمن الجنوبي، خلال مئات السنين، نظرا لأن الأساس اللغوي مشترك بين الطرفين.
ويؤكد هذه الحقيقة العديد من المؤرخين والعلماء المصريين والأجانب، ومن هؤلاء: أحمد كمال وأحمد زكي والدكتور أحمد عيسى وجبر ضومط وأحمد نجيب وعبد العزيز صالح ونقولا حداد وعلي عبد الواحد، والعالم الألماني ريتشارد لبسيوس والإيطالي سيميون ليفي والفرنسي إدوارد نافيل والإنكليزي روبنسون وكذلك جورج سارتون وهارفي بورتر والأستاذ إرمن.
__________
شحاتة وإبراهيم الدسوقي محمد حسين ورشدي مجلع الحكيم ص 110، 111ط. الأهرام التجارية سنة 1989ميلادي، تجد مزيدا من التفصيل.
(1) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 201، 202. ودراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح ص 43، ط 10دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(2) دراسات في علم اللغة والمعاجم: د. محمد عزت قناوي (بالاشتراك) ص 108. وراجع:
العربية دراسات في اللغة واللهجات والأساليب: تأليف يوهان فك، ترجمة: د. رمضان عبد التواب، ص 32ط. المطبعة العربية الحديثة 1400هـ. ولمزيد من التفصيل عن تاريخ القبط راجع: كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطوط والآثار المعروف بالخطط المقريزية: تأليف تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي (ت 845هـ) ص 261وما بعدها، ط. دار صادر بيروت.
(3) الأستاذ إحسان جعفر، في دراسته: «بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية» والمنشورة في مجلة الوحدة، المغرب، العدد 20، أيار سنة 1986ميلادي، ص 143138. ووافقه الرأي الأستاذ نزيه أبو نضال، في مقالة «اللغة القومية: الحقائق التاريخية والتشويهات الراهنة» والمنشور في مجلة الوحدة، والمغرب، العدد 33، 34حزيران (يونيو) تموز (يوليو) سنة 1987ميلادي ص 29، 30.(1/87)
ونضرب مثالا لذلك بالمؤرخ المصري أحمد كمال حيث ألف قاموسا كبيرا أورد فيه ألوفا من الكلمات الهيروغليفية الموافقة للغة العربية الحضرية في الغالب، إما موافقة تامة أو موافقة بضرب من التحريف. وأيضا فقد نشر سيمون ليفي معجما مصريا عبريا قبطيا، شبيها بالقاموس السالف.
ولتأكيد وجهة نظره، يسوق قائمة من المفردات العربية بمقابلتها مع مثيلاتها من اللغة المصرية القديمة، وبالتالي القبطية الشبيهة بها لبيان حقيقة وحجم الأصل المشترك بينها. ومن بين المفردات التي ذكرها ما يلي:
هذه القائمة من المفردات المشتركة (1) تكشف حقيقتين هامتين:
1 - وجود قرابة وثيقة بين اللغتين العربية والمصرية القديمة، مما يدلل على الأصل المشترك بينهما.
2 - غياب عدد كبير من المفردات الأساسية المشتركة، مما يدلل على أن اللغة المصرية القديمة ذات الأصل «اللغوي السامي» قد نمت وتطورت بصورة مستقلة نسبيا، وشكلت بالتالي مفرداتها الخاصة ومن هنا ذهب
__________
(1) اللغة القومية: الحقائق التاريخية والتشويهات الراهنة: نزيه أبو نضال، مقال منشور بمجلة الوحدة، المغرب، العدد 33، 34، ص 29، 30بتصرف نقلا عن إحسان جعفر في دراسته الهامة: «بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية» والمنشورة في مجلة الوحدة، المغرب، عدد 20، ص 138وما بعدها.(1/88)
ونضرب مثالا لذلك بالمؤرخ المصري أحمد كمال حيث ألف قاموسا كبيرا أورد فيه ألوفا من الكلمات الهيروغليفية الموافقة للغة العربية الحضرية في الغالب، إما موافقة تامة أو موافقة بضرب من التحريف. وأيضا فقد نشر سيمون ليفي معجما مصريا عبريا قبطيا، شبيها بالقاموس السالف.
ولتأكيد وجهة نظره، يسوق قائمة من المفردات العربية بمقابلتها مع مثيلاتها من اللغة المصرية القديمة، وبالتالي القبطية الشبيهة بها لبيان حقيقة وحجم الأصل المشترك بينها. ومن بين المفردات التي ذكرها ما يلي:
هذه القائمة من المفردات المشتركة (1) تكشف حقيقتين هامتين:
1 - وجود قرابة وثيقة بين اللغتين العربية والمصرية القديمة، مما يدلل على الأصل المشترك بينهما.
2 - غياب عدد كبير من المفردات الأساسية المشتركة، مما يدلل على أن اللغة المصرية القديمة ذات الأصل «اللغوي السامي» قد نمت وتطورت بصورة مستقلة نسبيا، وشكلت بالتالي مفرداتها الخاصة ومن هنا ذهب
__________
(1) اللغة القومية: الحقائق التاريخية والتشويهات الراهنة: نزيه أبو نضال، مقال منشور بمجلة الوحدة، المغرب، العدد 33، 34، ص 29، 30بتصرف نقلا عن إحسان جعفر في دراسته الهامة: «بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية» والمنشورة في مجلة الوحدة، المغرب، عدد 20، ص 138وما بعدها.(1/88)
البعض إلى إدراجها في قائمة اللغات «غير السامية»، واعتبارها مع البربرية والكوشيتية لغة حامية (1).
هذا، ونظرا لما أتيح للعرب من فرص الاحتكاك بجيرانهم المصريين، فلقد علق في لغتهم بعض المفردات منها، تبعا لقانون التأثير والتأثر بين اللغات، ولذلك فلقد أشار علماء اللغة العرب إلى كلمات عديدة دخلت العربية وعدوها من القبطية من بينها: بطائنها بمعنى ظواهرها، ومزجاة، والأولى بمعنى الآخرة، والآخرة بمعنى الأولى (2).
واللغة الفارسية
هي لغة من شعبة اللغات الإيرانية (3)، إحدى شعبتي (اللغات الآرية) أو
__________
(1) يذهب علماء اللغة والتاريخ الآن إلى رفض مقولة لغة حامية ولغة سامية، ويتفقون على أن الحامية هي فرع لغوي سامي، وبأن وجه القرابة بين طوائفها الثلاث وهي المصرية والبربرية والكوشيتية، لا تزيد عن العلاقة بين أيّ منها وبين العربية السامية مراجع المرجع السابق ص 30وهامشها.
(2) المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 35، 87، ط. الأمانة سنة 1400هـ.
(3) اللغات الإيرانية: هي عبارة عن:
أالفارسية القديمة: وهي لغة الفرس في الجنوب الغربي من إيران.
ب الأوستية: وهي لغة النصوص الدينية القديمة التي كتب بها الكتاب الديني المعروف بالأوستا، وترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
ج البهلوية: وهي اللغة الإيرانية المتوسطة، وكانت سائدة في الغرب، وكانت اللغة الرسمية في العصر الساساني من القرن الثالث الميلادي إلى منتصف القرن السابع، وكتبت بالخط الآرامي.
د الفارسية: وهي اللغة الرسمية لدولة إيران الآن، وتكتب بالخط العربي.
هـ الكردية: وهي لغة الأكراد في إيران والعراق.
والبشتو (لغة الأفغان): وهي اللغة الرسمية لدولة أفغانستان.
راجع: دراسات في علم اللغة والمعاجم: د. محمد عزت قناوي ود. محمد السيد بكر، 102، 103بتصرف يسير الطبعة الأولى مؤسسة الرياض سنة 1406هـ. وقارن ب: علم اللغة: د.
علي عبد الواحد وافي، ص 197، ط 9دار نهضة مصر. واللغة بين القومية والعالمية: د.
إبراهيم أنيس، ص 157، وما بعدها، ط. دار المعارف بمصر سنة 1970ميلادي.(1/89)
البعض إلى إدراجها في قائمة اللغات «غير السامية»، واعتبارها مع البربرية والكوشيتية لغة حامية (1).
هذا، ونظرا لما أتيح للعرب من فرص الاحتكاك بجيرانهم المصريين، فلقد علق في لغتهم بعض المفردات منها، تبعا لقانون التأثير والتأثر بين اللغات، ولذلك فلقد أشار علماء اللغة العرب إلى كلمات عديدة دخلت العربية وعدوها من القبطية من بينها: بطائنها بمعنى ظواهرها، ومزجاة، والأولى بمعنى الآخرة، والآخرة بمعنى الأولى (2).
واللغة الفارسية
هي لغة من شعبة اللغات الإيرانية (3)، إحدى شعبتي (اللغات الآرية) أو
__________
(1) يذهب علماء اللغة والتاريخ الآن إلى رفض مقولة لغة حامية ولغة سامية، ويتفقون على أن الحامية هي فرع لغوي سامي، وبأن وجه القرابة بين طوائفها الثلاث وهي المصرية والبربرية والكوشيتية، لا تزيد عن العلاقة بين أيّ منها وبين العربية السامية مراجع المرجع السابق ص 30وهامشها.
(2) المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 35، 87، ط. الأمانة سنة 1400هـ.
(3) اللغات الإيرانية: هي عبارة عن:
أالفارسية القديمة: وهي لغة الفرس في الجنوب الغربي من إيران.
ب الأوستية: وهي لغة النصوص الدينية القديمة التي كتب بها الكتاب الديني المعروف بالأوستا، وترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
ج البهلوية: وهي اللغة الإيرانية المتوسطة، وكانت سائدة في الغرب، وكانت اللغة الرسمية في العصر الساساني من القرن الثالث الميلادي إلى منتصف القرن السابع، وكتبت بالخط الآرامي.
د الفارسية: وهي اللغة الرسمية لدولة إيران الآن، وتكتب بالخط العربي.
هـ الكردية: وهي لغة الأكراد في إيران والعراق.
والبشتو (لغة الأفغان): وهي اللغة الرسمية لدولة أفغانستان.
راجع: دراسات في علم اللغة والمعاجم: د. محمد عزت قناوي ود. محمد السيد بكر، 102، 103بتصرف يسير الطبعة الأولى مؤسسة الرياض سنة 1406هـ. وقارن ب: علم اللغة: د.
علي عبد الواحد وافي، ص 197، ط 9دار نهضة مصر. واللغة بين القومية والعالمية: د.
إبراهيم أنيس، ص 157، وما بعدها، ط. دار المعارف بمصر سنة 1970ميلادي.(1/89)
(اللغات الهندية الإيرانية)، تلك التي تنتمي إلى الفصيلة الهندية الأوروبية (1).
واللغة الفارسية لغة حية مستعملة في كثير من مناطق القارة الآسيوية من العراق غربا إلى حدود الصين شرقا وهي لذلك تسمى فرنسية الشرق، لانتشارها في الشرق انتشار الفرنسية في الغرب (2).
ونظرا للجوار بين العرب والفرس، فقد بدا مظهر التأثير والتأثر في اللغات واضحا بين العربية والفارسية منذ أقدم العصور حتى لنجد أن معظم الكلمات الدخيلة في اللغة العربية كانت من اللغة الفارسية! ولعله مما حمل الأزهري أن يقول: «ومن كلام الفرس ما لا يحصى مما قد أعربته العرب!» (3).
وقد كثرت هذه الكلمات حتى أصبحت كلمة «الفارسي» مرادفة «للأعجمي» عند علماء اللغة (4).
فها هو ذا الفراء يقول: «يبنى الاسم الفارسي أي بناء كان، إذا لم يخرج عن أبنية العرب» (5) وذاك الجواليقي يقول: «وربما غيروا البناء من الكلام الفارسي إلى أبنية العرب» (6).
غير أنه ينبغي أن يلاحظ أن اللغة الفارسية التي كانت تعاصر العصر
__________
(1) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 197، ودراسات في فقه اللغة، د. صبحي الصالح ص 42، ط 10دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين (المقدمة) ص 12، الطبعة الأولى دار نهضة مصر سنة 1402هـ.
(3) التهذيب: 10/ 585، تحقيق: علي حسن هلالي، ط. الدار المصرية للتأليف والترجمة.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 23بتصرف يسير.
(رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 358، سنة 1397هـ).
(5) المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي، ص 57، تحقيق وشرح الأستاذ أحمد محمد شاكر، الطبعة الثانية، دار الكتب سنة 1389هـ.
(6) المصدر السابق: ص 54وهامشه.(1/90)
(اللغات الهندية الإيرانية)، تلك التي تنتمي إلى الفصيلة الهندية الأوروبية (1).
واللغة الفارسية لغة حية مستعملة في كثير من مناطق القارة الآسيوية من العراق غربا إلى حدود الصين شرقا وهي لذلك تسمى فرنسية الشرق، لانتشارها في الشرق انتشار الفرنسية في الغرب (2).
ونظرا للجوار بين العرب والفرس، فقد بدا مظهر التأثير والتأثر في اللغات واضحا بين العربية والفارسية منذ أقدم العصور حتى لنجد أن معظم الكلمات الدخيلة في اللغة العربية كانت من اللغة الفارسية! ولعله مما حمل الأزهري أن يقول: «ومن كلام الفرس ما لا يحصى مما قد أعربته العرب!» (3).
وقد كثرت هذه الكلمات حتى أصبحت كلمة «الفارسي» مرادفة «للأعجمي» عند علماء اللغة (4).
فها هو ذا الفراء يقول: «يبنى الاسم الفارسي أي بناء كان، إذا لم يخرج عن أبنية العرب» (5) وذاك الجواليقي يقول: «وربما غيروا البناء من الكلام الفارسي إلى أبنية العرب» (6).
غير أنه ينبغي أن يلاحظ أن اللغة الفارسية التي كانت تعاصر العصر
__________
(1) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 197، ودراسات في فقه اللغة، د. صبحي الصالح ص 42، ط 10دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين (المقدمة) ص 12، الطبعة الأولى دار نهضة مصر سنة 1402هـ.
(3) التهذيب: 10/ 585، تحقيق: علي حسن هلالي، ط. الدار المصرية للتأليف والترجمة.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 23بتصرف يسير.
(رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 358، سنة 1397هـ).
(5) المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي، ص 57، تحقيق وشرح الأستاذ أحمد محمد شاكر، الطبعة الثانية، دار الكتب سنة 1389هـ.
(6) المصدر السابق: ص 54وهامشه.(1/90)
الجاهلي وصدر الإسلام هي اللغة الفهلوية وليست الفارسية الحديثة، وبينهما اختلاف غير يسير (1).
هذا، وفي المقابل ظهرت الفارسية في ثوب عربي بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، فأخذت الفارسية الإسلامية تكتب بحروف عربية (2)، ودخلتها عناصر عربية كثيرة فظهرت فيها الصبغة العربية، وما زالت ظاهرة فيها إلى وقتنا الحاضر، بعد أن فشلت المحاولات التي بذلت لأجلاء هذه الصبغة وإزالتها (3)؟!
أيّا ما كان الأمر، فإن تأثير الفرس على العرب ظهر في ثوب مادي موشّى بالترف والحضارة والدّعة والتنعم أما التأثير العربي فيظهر سابحا في بحار الروح متنسما عبير الفضيلة، فهو تأثير لغة الوحي وآداب السماء (4)!
هذا، ومن الكلمات التي دخلت العربية من الفارسية في زمن متأخر:
الديباج: أصلها في الفهلوية:، فصارت الكاف هنا جيما.
__________
(1) من أهم مظاهر الخلاف ما يلي:
أأن بعض الصيغ الفهلوية كانت تنتهي بكاف، بينما حذفت هذه الكاف في الفارسية الحديثة ك: «ديباك» فقد تحولت في الفارسية الحديثة إلى «ديبا» وعربت ديباج.
ب وجود هاء في صدر بعض الكلمات الفهلوية واختفاؤها من الفارسية الحديثة. مثل: هنذار:
أنذار، وهندام: أندام، وهنجمن: أنجمن. وعربت هذه الكلمات بالهاء.
ج أن الدال بالفارسية الحديثة كانت تناظرها التاء وأصبحت دالا في أواخر الدور الفهلوي وهناك كلمات عربت بالتاء، منها «مرتك» وهو بالفهلوية «مراتك» وبالفارسية الحديثة «مرده» بالدال. ولمزيد من التفصيل راجع: المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د. عبد الرحيم عبد السبحان ص 2623وهوامشها.
(2) ولكن هناك حروف أربعة زائدة في اللغة الفارسية على اللغة العربية، وهذه الحروف هي: (پ) مثل: پدر: أب، و (چ) مثل: چاي: شاي، و (ژ) مثل: ژاله: الندى، و (گ) مثل: گليم:
سجادة. انظر، اللغة الفارسية نحوها وأدبها وبلاغتها: د. عفاف السيد زيدان، د. محمد نور الدين عبد المنعم، ود. محمود محروس قشطة، ود. يوسف صلاح الدين، ص 5وما بعدها ط. الأنجلو المصرية سنة 1396هـ.
(3) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، (المقدمة) ص 12.
(4) اللغة الفارسية: نحوها وأدبها وبلاغتها: د. عفاف السيد زيدان (بالاشتراك) «المقدمة» ص «ر».(1/91)
الجاهلي وصدر الإسلام هي اللغة الفهلوية وليست الفارسية الحديثة، وبينهما اختلاف غير يسير (1).
هذا، وفي المقابل ظهرت الفارسية في ثوب عربي بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، فأخذت الفارسية الإسلامية تكتب بحروف عربية (2)، ودخلتها عناصر عربية كثيرة فظهرت فيها الصبغة العربية، وما زالت ظاهرة فيها إلى وقتنا الحاضر، بعد أن فشلت المحاولات التي بذلت لأجلاء هذه الصبغة وإزالتها (3)؟!
أيّا ما كان الأمر، فإن تأثير الفرس على العرب ظهر في ثوب مادي موشّى بالترف والحضارة والدّعة والتنعم أما التأثير العربي فيظهر سابحا في بحار الروح متنسما عبير الفضيلة، فهو تأثير لغة الوحي وآداب السماء (4)!
هذا، ومن الكلمات التي دخلت العربية من الفارسية في زمن متأخر:
الديباج: أصلها في الفهلوية:، فصارت الكاف هنا جيما.
__________
(1) من أهم مظاهر الخلاف ما يلي:
أأن بعض الصيغ الفهلوية كانت تنتهي بكاف، بينما حذفت هذه الكاف في الفارسية الحديثة ك: «ديباك» فقد تحولت في الفارسية الحديثة إلى «ديبا» وعربت ديباج.
ب وجود هاء في صدر بعض الكلمات الفهلوية واختفاؤها من الفارسية الحديثة. مثل: هنذار:
أنذار، وهندام: أندام، وهنجمن: أنجمن. وعربت هذه الكلمات بالهاء.
ج أن الدال بالفارسية الحديثة كانت تناظرها التاء وأصبحت دالا في أواخر الدور الفهلوي وهناك كلمات عربت بالتاء، منها «مرتك» وهو بالفهلوية «مراتك» وبالفارسية الحديثة «مرده» بالدال. ولمزيد من التفصيل راجع: المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د. عبد الرحيم عبد السبحان ص 2623وهوامشها.
(2) ولكن هناك حروف أربعة زائدة في اللغة الفارسية على اللغة العربية، وهذه الحروف هي: (پ) مثل: پدر: أب، و (چ) مثل: چاي: شاي، و (ژ) مثل: ژاله: الندى، و (گ) مثل: گليم:
سجادة. انظر، اللغة الفارسية نحوها وأدبها وبلاغتها: د. عفاف السيد زيدان، د. محمد نور الدين عبد المنعم، ود. محمود محروس قشطة، ود. يوسف صلاح الدين، ص 5وما بعدها ط. الأنجلو المصرية سنة 1396هـ.
(3) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، (المقدمة) ص 12.
(4) اللغة الفارسية: نحوها وأدبها وبلاغتها: د. عفاف السيد زيدان (بالاشتراك) «المقدمة» ص «ر».(1/91)
الإستبرق: مشتقة من «استبر» أي: الشديد الثخين، بإلحاق) (وهي كثيرة جدا في الأوصاف الفارسية فأصل المعنى: نسيجه ثخينة، ثم أطلقت على غليظ الديباج.
الفرسخ: في الفارسية: «فرسنگ»، فلأن صوت ال (گ) لا يوجد في العربية، استبدلوه بالخاء (1).
ز اللغة الهندية (السنسكريتية)
هي لغة من اللغات الهندية (2)، إحدى شعبتي «اللغات الآرية»، أو «اللغات الهندية الإيرانية»، تلك التي تنتمي إلى فصيلة اللغات الهندية الأوروبية.
وقد عرف العرب قبل الإسلام بلاد الهند، وأحبوها إلى حد أنهم اتخذوا من اسمها اسما لنسائهم، وعرفوا عطورها، وأحجارها، وسيوفها، وثمارها. وكانت تجارتهم مع الهند عن طريق البحر، فكان من الطبيعيّ أن يقتصر اتصالهم بها على الشواطئ والسواحل، ولا سيما الساحل الغربي والجنوبي. ويستدل على ذلك من أسماء المسميات في العربية، هي في الأصل أسماء لأماكن كانت تستورد منها تلك المسميات، وذلك مثل: «المندل» وهو العود المستورد من «كور ومندل» و «الهييل» وهو حب الهال المستورد من رأس
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، ص 216212، تعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ط. مطبعة المجد 1402هـ، فراجعه تجد مزيدا من التفصيل. ولمزيد من الأمثلة راجع: اللغة الفارسية: د. محمد نور الدين، ص 44، 45ط. دار المعارف سنة 1977ميلادي.
(2) تشمل اللغة الهندية العديد من اللغات القديمة والحديثة منها: اللغة السنسكريتية، والبراكريتية ومجموعة اللغات القومية الحديثة وهي: الهندستانية، والسنهالية، والبنغالية، والمهرانية، والبنجابية. ولمزيد من التفصيل راجع: علم اللغة د. علي عبد الواحد وافي ص 197وما بعدها. واللغة بين القومية والعالمية: د. إبراهيم أنيس، ص 156وما بعدها، ط.
دار المعارف بمصر 1970ميلادي.(1/92)
الإستبرق: مشتقة من «استبر» أي: الشديد الثخين، بإلحاق) (وهي كثيرة جدا في الأوصاف الفارسية فأصل المعنى: نسيجه ثخينة، ثم أطلقت على غليظ الديباج.
الفرسخ: في الفارسية: «فرسنگ»، فلأن صوت ال (گ) لا يوجد في العربية، استبدلوه بالخاء (1).
ز اللغة الهندية (السنسكريتية)
هي لغة من اللغات الهندية (2)، إحدى شعبتي «اللغات الآرية»، أو «اللغات الهندية الإيرانية»، تلك التي تنتمي إلى فصيلة اللغات الهندية الأوروبية.
وقد عرف العرب قبل الإسلام بلاد الهند، وأحبوها إلى حد أنهم اتخذوا من اسمها اسما لنسائهم، وعرفوا عطورها، وأحجارها، وسيوفها، وثمارها. وكانت تجارتهم مع الهند عن طريق البحر، فكان من الطبيعيّ أن يقتصر اتصالهم بها على الشواطئ والسواحل، ولا سيما الساحل الغربي والجنوبي. ويستدل على ذلك من أسماء المسميات في العربية، هي في الأصل أسماء لأماكن كانت تستورد منها تلك المسميات، وذلك مثل: «المندل» وهو العود المستورد من «كور ومندل» و «الهييل» وهو حب الهال المستورد من رأس
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، ص 216212، تعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ط. مطبعة المجد 1402هـ، فراجعه تجد مزيدا من التفصيل. ولمزيد من الأمثلة راجع: اللغة الفارسية: د. محمد نور الدين، ص 44، 45ط. دار المعارف سنة 1977ميلادي.
(2) تشمل اللغة الهندية العديد من اللغات القديمة والحديثة منها: اللغة السنسكريتية، والبراكريتية ومجموعة اللغات القومية الحديثة وهي: الهندستانية، والسنهالية، والبنغالية، والمهرانية، والبنجابية. ولمزيد من التفصيل راجع: علم اللغة د. علي عبد الواحد وافي ص 197وما بعدها. واللغة بين القومية والعالمية: د. إبراهيم أنيس، ص 156وما بعدها، ط.
دار المعارف بمصر 1970ميلادي.(1/92)
«هيلي» أو «إيلي» على الساحل الغربي بجنوب الهند (1).
ومن مظاهر قدم صلة الهند بالعرب: أنه كان هناك في الهند في عصر «مهابهارتا» أي خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر قبل الميلاد من يعرف اللغة العربية، وقد كشف عن هذه الحقيقة الكهنوت الهندي الشهير «سوامي ديانندجي» واستدل على ذلك بما ورد في ملحمة «مهابهارتا» من أن طائفة «كورو» عند ما أحرقوا أعداءهم من طائفة «باندو» تكلم «أرجن» أحد أبطال «المهابهارتا» مع «يدهشتر» باللغة العربية، فكان الجواب بدوره بالعربية. فما أقدم وأوطد هذه العلاقات، وإن كان الزمان قد أتى عليها (2).
ولما جاء الإسلام ازدادت صلة العرب التجارية بالهند، كما ازدادت معرفتهم لها. وقد كان لعرب عمان والبحرين والمناطق الساحلية أثر في شن الغارات البحرية، في عهد عمر بن الخطاب وذلك بغية في تأسيس دعائم حكمهم على مواقع من ساحل السند وكجرات، وفي نهاية (تالة) بالقرب من بومباي، وبهروج (برومي) بالقرب من كراتشي (3).
يقول جورجي زيدان في كتابه «اللغة العربية كائن حي»: «ولا ريب في أن العرب اقتبسوا كثيرا من الألفاظ السنسكريتية ممن كان يخالطهم من الهنود في أثناء الأسفار للتجارة أو الحج لأن جزيرة العرب كانت واسطة الاتصال بين الشرق والغرب فكل تجارات الهند المحمولة إلى مصر والشام أو المغرب
__________
(1) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، مراجعة د. مراد كامل، هامش ص 38، 39، ط. دار الهلال.
(2) اللغة العربية وأدبها في الهند منذ دخول الإسلام إلى نهاية الاحتلال الإنجليزي: د. حبيب الله خان، ص 9رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 525 (بدون تاريخ)، نقلا عن عرب هندكي تعلقات: تأليف السيد سليمان الندوي، ص 10، ط الهند سنة 1930ميلادي.
(3) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق الدكتور مراد كامل، هامش ص 39.
ولمزيد من التفصيل راجع: أطلس تاريخ الإسلام: د. حسين مؤنس، ص 334، وما بعدها، ط.
أولى الزهراء للإعلام العربي سنة 1987ميلادي.(1/93)
«هيلي» أو «إيلي» على الساحل الغربي بجنوب الهند (1).
ومن مظاهر قدم صلة الهند بالعرب: أنه كان هناك في الهند في عصر «مهابهارتا» أي خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر قبل الميلاد من يعرف اللغة العربية، وقد كشف عن هذه الحقيقة الكهنوت الهندي الشهير «سوامي ديانندجي» واستدل على ذلك بما ورد في ملحمة «مهابهارتا» من أن طائفة «كورو» عند ما أحرقوا أعداءهم من طائفة «باندو» تكلم «أرجن» أحد أبطال «المهابهارتا» مع «يدهشتر» باللغة العربية، فكان الجواب بدوره بالعربية. فما أقدم وأوطد هذه العلاقات، وإن كان الزمان قد أتى عليها (2).
ولما جاء الإسلام ازدادت صلة العرب التجارية بالهند، كما ازدادت معرفتهم لها. وقد كان لعرب عمان والبحرين والمناطق الساحلية أثر في شن الغارات البحرية، في عهد عمر بن الخطاب وذلك بغية في تأسيس دعائم حكمهم على مواقع من ساحل السند وكجرات، وفي نهاية (تالة) بالقرب من بومباي، وبهروج (برومي) بالقرب من كراتشي (3).
يقول جورجي زيدان في كتابه «اللغة العربية كائن حي»: «ولا ريب في أن العرب اقتبسوا كثيرا من الألفاظ السنسكريتية ممن كان يخالطهم من الهنود في أثناء الأسفار للتجارة أو الحج لأن جزيرة العرب كانت واسطة الاتصال بين الشرق والغرب فكل تجارات الهند المحمولة إلى مصر والشام أو المغرب
__________
(1) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، مراجعة د. مراد كامل، هامش ص 38، 39، ط. دار الهلال.
(2) اللغة العربية وأدبها في الهند منذ دخول الإسلام إلى نهاية الاحتلال الإنجليزي: د. حبيب الله خان، ص 9رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 525 (بدون تاريخ)، نقلا عن عرب هندكي تعلقات: تأليف السيد سليمان الندوي، ص 10، ط الهند سنة 1930ميلادي.
(3) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق الدكتور مراد كامل، هامش ص 39.
ولمزيد من التفصيل راجع: أطلس تاريخ الإسلام: د. حسين مؤنس، ص 334، وما بعدها، ط.
أولى الزهراء للإعلام العربي سنة 1987ميلادي.(1/93)
كانت تمر ببلاد العرب، وكان للعرب في حملها أو ترويجها شأن. وقد عثرنا في السنسكريتية على ألفاظ تشبه ألفاظا عربية تغلب أن تكون سنسكريتية الأصل لخلو أخوات العربية من أمثالها كقولهم «صبح» و «بهاء» فإنهما في السنسكريتية بهذا اللفظ تماما ويدلان على الإشراق أو الإضاءة. ولا يعقل أنهما مأخوذان عن العربية لأن السنسكريتية دونت قبل العربية بزمان مديد
على أننا نرجح أن العرب أخذوا عن الهنود كثيرا من المصطلحات التجارية وأسماء السفن وأدواتها وأسماء الحجارة الكريمة والعقاقير والأطياب مما يحمل من بلاد الهند. والعرب يعدونها عربية أو يلحقونها بالألفاظ الفارسية تساهلا» (1)، ويوضح الدكتور مراد كامل هذه الكثرة في تعليقه المذكور (2)، إذ يذكر ما يزيد على ثمانين كلمة كثير منها قد سبق ذكره منسوبا إلى لغات أخر غير اللغة الهندية!
ومن بين الكلمات التي ذكرها: الياقوت، الكافور، المسك، الزنجبيل، الفلفل، الفيل، الموز، الليمون، الأترج
غير أننا نرى أن معظم الكلمات التي دخلت العربية من الهندية لم تدخل مباشرة (3)، وإنما دخل أكثرها عن طريق لغات أخرى كان أهمها الفارسية (4).
__________
(1) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، ص 37، 38. وقد ردد زيدان نفس الكلام في كتابه:
تاريخ آداب اللغة العربية، الجزء الأول، ص 38، 39، ط. دار الهلال، مراجعة وتعليق الدكتور شوقي ضيف، د. ت.
(2) لمزيد من التفصيل راجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، بتعليق الدكتور مراد كامل، هامش ص 39.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان ص 52بتصرف، رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 358، سنة 1397هـ.
هذا، وقد استشرت أ. د أمجد حسن رئيس قسم الأردية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، في هذا الموضوع، فأجاب علي بما أثبت.
(4) لعل هذا هو ما دفع السيوطي وصاحب القاموس إلى أن يعدا كلمة «مسك» فارسية، وهي(1/94)
كانت تمر ببلاد العرب، وكان للعرب في حملها أو ترويجها شأن. وقد عثرنا في السنسكريتية على ألفاظ تشبه ألفاظا عربية تغلب أن تكون سنسكريتية الأصل لخلو أخوات العربية من أمثالها كقولهم «صبح» و «بهاء» فإنهما في السنسكريتية بهذا اللفظ تماما ويدلان على الإشراق أو الإضاءة. ولا يعقل أنهما مأخوذان عن العربية لأن السنسكريتية دونت قبل العربية بزمان مديد
على أننا نرجح أن العرب أخذوا عن الهنود كثيرا من المصطلحات التجارية وأسماء السفن وأدواتها وأسماء الحجارة الكريمة والعقاقير والأطياب مما يحمل من بلاد الهند. والعرب يعدونها عربية أو يلحقونها بالألفاظ الفارسية تساهلا» (1)، ويوضح الدكتور مراد كامل هذه الكثرة في تعليقه المذكور (2)، إذ يذكر ما يزيد على ثمانين كلمة كثير منها قد سبق ذكره منسوبا إلى لغات أخر غير اللغة الهندية!
ومن بين الكلمات التي ذكرها: الياقوت، الكافور، المسك، الزنجبيل، الفلفل، الفيل، الموز، الليمون، الأترج
غير أننا نرى أن معظم الكلمات التي دخلت العربية من الهندية لم تدخل مباشرة (3)، وإنما دخل أكثرها عن طريق لغات أخرى كان أهمها الفارسية (4).
__________
(1) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، ص 37، 38. وقد ردد زيدان نفس الكلام في كتابه:
تاريخ آداب اللغة العربية، الجزء الأول، ص 38، 39، ط. دار الهلال، مراجعة وتعليق الدكتور شوقي ضيف، د. ت.
(2) لمزيد من التفصيل راجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، بتعليق الدكتور مراد كامل، هامش ص 39.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان ص 52بتصرف، رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 358، سنة 1397هـ.
هذا، وقد استشرت أ. د أمجد حسن رئيس قسم الأردية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، في هذا الموضوع، فأجاب علي بما أثبت.
(4) لعل هذا هو ما دفع السيوطي وصاحب القاموس إلى أن يعدا كلمة «مسك» فارسية، وهي(1/94)
ومن الكلمات التي دخلت مباشرة إلى العربية من الهندية: «فوطة» من السندية.
و «ز ط» لجيل من الناس. و «بهطة» لضرب من الطعام (1).
ح اللغة اللاتينية
هي لغة من اللغات الإيطالية (2)، إحدى لغات الأسرة الهندية الأوروبية (3). وموطنها الأصلي إيطاليا. ولقد انقرضت اللغة اللاتينية الآن وحلت محلها خمس من لهجاتها، وقد تطورت وأصبحت لغات مستقلة هي:
الإيطالية، والفرنسية، والأسبانية، والبرتغالية، والرومانية.
كانت اللاتينية لغة الإدارة الرسمية في مستعمراتها المترامية الأطراف.
وظلت سوريا مستعمرة رومانية منذ عام 64ق. م إلى أن فتحها المسلمون.
وقد دخلت في اللغة العربية كلمات من اللاتينية عن طريق سوريا المجاورة (4).
__________
في الحقيقة سنسكريتية دخلت الفارسية «مشك» ومنها دخلت الآرامية «مشكا» ومن الآرامية دخلت العربية بعد إبدال الشين سينا. راجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، تعليق الدكتور مراد كامل، هامش ص 40، ط. دار الهلال. وقارن ب: تاريخ آداب اللغة العربية:
جرجي زيدان، 39/ 1، مراجعة وتعليق الدكتور شوقي ضيف، ط. دار الهلال.
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 52.
(2) اللغات الإيطالية تشمل: (الأسكية، والأمبرية السمنية واللاتينية، واللغات الرومانية وهي المتفرعة من اللاتينية كالفرنسية والبرتغالية والإيطالية والأسبانية ولغة رومانيا الخ).
راجع: علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 198، ط 9دار نهضة مصر.
(3) المرجع السابق: ص 197، 198، وقارن ب: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 42، ط 10دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم السبحان، ص 47رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر تحت رقم 358سنة 1397هـ. وراجع: اللغة بين القومية والعالمية: د. إبراهيم أنيس، ص 275269، تجد مزيدا من التفصيل، ط. دار المعارف بمصر سنة 1970ميلادي.(1/95)
ومن الكلمات التي دخلت مباشرة إلى العربية من الهندية: «فوطة» من السندية.
و «ز ط» لجيل من الناس. و «بهطة» لضرب من الطعام (1).
ح اللغة اللاتينية
هي لغة من اللغات الإيطالية (2)، إحدى لغات الأسرة الهندية الأوروبية (3). وموطنها الأصلي إيطاليا. ولقد انقرضت اللغة اللاتينية الآن وحلت محلها خمس من لهجاتها، وقد تطورت وأصبحت لغات مستقلة هي:
الإيطالية، والفرنسية، والأسبانية، والبرتغالية، والرومانية.
كانت اللاتينية لغة الإدارة الرسمية في مستعمراتها المترامية الأطراف.
وظلت سوريا مستعمرة رومانية منذ عام 64ق. م إلى أن فتحها المسلمون.
وقد دخلت في اللغة العربية كلمات من اللاتينية عن طريق سوريا المجاورة (4).
__________
في الحقيقة سنسكريتية دخلت الفارسية «مشك» ومنها دخلت الآرامية «مشكا» ومن الآرامية دخلت العربية بعد إبدال الشين سينا. راجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، تعليق الدكتور مراد كامل، هامش ص 40، ط. دار الهلال. وقارن ب: تاريخ آداب اللغة العربية:
جرجي زيدان، 39/ 1، مراجعة وتعليق الدكتور شوقي ضيف، ط. دار الهلال.
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 52.
(2) اللغات الإيطالية تشمل: (الأسكية، والأمبرية السمنية واللاتينية، واللغات الرومانية وهي المتفرعة من اللاتينية كالفرنسية والبرتغالية والإيطالية والأسبانية ولغة رومانيا الخ).
راجع: علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 198، ط 9دار نهضة مصر.
(3) المرجع السابق: ص 197، 198، وقارن ب: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 42، ط 10دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم السبحان، ص 47رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر تحت رقم 358سنة 1397هـ. وراجع: اللغة بين القومية والعالمية: د. إبراهيم أنيس، ص 275269، تجد مزيدا من التفصيل، ط. دار المعارف بمصر سنة 1970ميلادي.(1/95)
ومن أهم الكلمات التي دخلت من اللغة اللاتينية ولا يزال معظمها مستعملا إلى الآن: الصابون، والفرن، والقيصر، والقنطار (1)
غير أن كثيرا من الكلمات اللاتينية قد اندمج في العربية بواسطة اليونانية، من بين ذلك: الصراط، والقنطار، والقنطرة (2).
ط اللغة اليونانية
هي لغة من اللغات الإغريقية (3)، تلك التي تنتمي إلى الفصيلة الهندية الأوروبية (4). وموطنها الأصلي اليونان ثم انتشرت في الشرق الأوسط بعد فتوحات الإسكندر الكبير (324356ق. م) الواسعة التي أخضعت الشرق من مصر إلى جيحون للحكم اليوناني.
وبعد موت الإسكندر قسم مستعمراته أربعة من قواده أشهرهم:
بطليموس، وسلوقس، وكانت مصر من نصيب الأول وسوريا من نصيب الآخر.
ولقد أسس سلوقس الأول الملقب بالمنتصر المملكة السورية وبنى
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 47.
وراجع، تاريخ آداب اللغة العربية: جرجي زيدان، 1/ 37، مراجعة الدكتور شوقي ضيف، ط.
دار الهلال، د. ت.
(2) راجع، التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني: برجشتراسر، ص 228بتصرف.
وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة، ص 280277، الطبعة الثانية المطبعة الكاثوليكية سنة 1960ميلادي، تجد مزيدا من التفصيل.
(3) اللغات الإغريقية تشمل:
(اللغات اليونانية القديمة وأشهرها اليونية الأتيكية، والدورية. وتشمل كذلك اللغات اليونانية التي تكونت في القرون السابقة للميلاد وقامت على أنقاض اللغات اليونانية القديمة، واشتهرت عند علماء اللغة باسم «اليونانية الحديثة». وتشمل كذلك اللغات اليونانية في العصر الحاضر).
راجع: علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 198، ط دار نهضة مصر. وقارن ب:
دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 42، ط 10دار العلم للملايين.
(4) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 197، 198.(1/96)
ومن أهم الكلمات التي دخلت من اللغة اللاتينية ولا يزال معظمها مستعملا إلى الآن: الصابون، والفرن، والقيصر، والقنطار (1)
غير أن كثيرا من الكلمات اللاتينية قد اندمج في العربية بواسطة اليونانية، من بين ذلك: الصراط، والقنطار، والقنطرة (2).
ط اللغة اليونانية
هي لغة من اللغات الإغريقية (3)، تلك التي تنتمي إلى الفصيلة الهندية الأوروبية (4). وموطنها الأصلي اليونان ثم انتشرت في الشرق الأوسط بعد فتوحات الإسكندر الكبير (324356ق. م) الواسعة التي أخضعت الشرق من مصر إلى جيحون للحكم اليوناني.
وبعد موت الإسكندر قسم مستعمراته أربعة من قواده أشهرهم:
بطليموس، وسلوقس، وكانت مصر من نصيب الأول وسوريا من نصيب الآخر.
ولقد أسس سلوقس الأول الملقب بالمنتصر المملكة السورية وبنى
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 47.
وراجع، تاريخ آداب اللغة العربية: جرجي زيدان، 1/ 37، مراجعة الدكتور شوقي ضيف، ط.
دار الهلال، د. ت.
(2) راجع، التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني: برجشتراسر، ص 228بتصرف.
وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة، ص 280277، الطبعة الثانية المطبعة الكاثوليكية سنة 1960ميلادي، تجد مزيدا من التفصيل.
(3) اللغات الإغريقية تشمل:
(اللغات اليونانية القديمة وأشهرها اليونية الأتيكية، والدورية. وتشمل كذلك اللغات اليونانية التي تكونت في القرون السابقة للميلاد وقامت على أنقاض اللغات اليونانية القديمة، واشتهرت عند علماء اللغة باسم «اليونانية الحديثة». وتشمل كذلك اللغات اليونانية في العصر الحاضر).
راجع: علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 198، ط دار نهضة مصر. وقارن ب:
دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 42، ط 10دار العلم للملايين.
(4) علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 197، 198.(1/96)
مدينة جديدة لتكون مقر حكومته وسماها أنطاكية باسم أبيه أنطنوخس. وكانت الأولى من بين مراكز نشر الثقافة اليونانية، وازدهر فيها كما ازدهر في الإسكندرية بمصر عدد من الأدباء الفصحاء والفلاسفة في القرنين الأخيرين قبل الميلاد.
واستمر حكم السلوقيين بسوريا إلى عام 64ق. م فقد فتح سوريا في ذلك العام بومبي، وأصدر قرارا بأن تحكم سوريا مباشرة من قبل نائب قنصل روماني.
وخلال الثلاثمائة سنة هذه كانت اللغة اليونانية قد أصبحت لغة التفاعل في سوريا وغيرها من البلاد الخاضعة للحكم اليوناني.
وإبان الحكم الروماني أصبحت اللاتينية اللغة الرسمية، وبقيت اليونانية لغة التعامل، كما كانت من قبل. وفي عام 323ميلادي نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير عاصمته من «رومة» إلى «بيزنطة» وسميت «القسطنطينية».
وسماها اليونان: أي رومة الجديدة تمييزا لها من رومة الأصلية بإيطاليا والتي أطلقت عليها اسم أي رومة القديمة.
ومن هذه التسمية جاءت كلمة الروم بالعربية. أخذتها العرب من:
(رومي) بالسريانية واعتبروا الياء فيها للنسب، وبحذفها نتجت كلمة «الروم» التي أطلقتها العرب على الإمبراطورية البيزنطية وعلى سكانها من الأصلين اليوناني والروماني. أما الرومية اسما للغة فتطلق على اللغة اليونانية السائدة في بلاد الروم (1).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 43، 44رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر تحت رقم 358، سنة 1397هـ، نقلا عن كتاب: تاريخ سورية(1/97)
مدينة جديدة لتكون مقر حكومته وسماها أنطاكية باسم أبيه أنطنوخس. وكانت الأولى من بين مراكز نشر الثقافة اليونانية، وازدهر فيها كما ازدهر في الإسكندرية بمصر عدد من الأدباء الفصحاء والفلاسفة في القرنين الأخيرين قبل الميلاد.
واستمر حكم السلوقيين بسوريا إلى عام 64ق. م فقد فتح سوريا في ذلك العام بومبي، وأصدر قرارا بأن تحكم سوريا مباشرة من قبل نائب قنصل روماني.
وخلال الثلاثمائة سنة هذه كانت اللغة اليونانية قد أصبحت لغة التفاعل في سوريا وغيرها من البلاد الخاضعة للحكم اليوناني.
وإبان الحكم الروماني أصبحت اللاتينية اللغة الرسمية، وبقيت اليونانية لغة التعامل، كما كانت من قبل. وفي عام 323ميلادي نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير عاصمته من «رومة» إلى «بيزنطة» وسميت «القسطنطينية».
وسماها اليونان: أي رومة الجديدة تمييزا لها من رومة الأصلية بإيطاليا والتي أطلقت عليها اسم أي رومة القديمة.
ومن هذه التسمية جاءت كلمة الروم بالعربية. أخذتها العرب من:
(رومي) بالسريانية واعتبروا الياء فيها للنسب، وبحذفها نتجت كلمة «الروم» التي أطلقتها العرب على الإمبراطورية البيزنطية وعلى سكانها من الأصلين اليوناني والروماني. أما الرومية اسما للغة فتطلق على اللغة اليونانية السائدة في بلاد الروم (1).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 43، 44رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر تحت رقم 358، سنة 1397هـ، نقلا عن كتاب: تاريخ سورية(1/97)
هذا، وقد تعددت الكلمات اليونانية في العربية، في الزمان المتأخر.
ومن أقدمها: الفندق، والإزميل، والزوج، والجنس (1)
وعدد رفائيل نخلة اليسوعي (2) عشرات الكلمات التي دخلت العربية من اللغة اليونانية. غير أن معظم الدخيل من هذه اللغة إلى العربية لم يصلها مباشرة، وإنما جاء بواسطة الآرامية التي اختلطت بها بعد ما خضعت جميع أقطار الشرق لسيطرة الرومان، وكانت اليونانية لغة الدواوين فيها (3). في حين أن هناك بعض الكلمات اليونانية قد وصلت إلى العربية عن طريق اللغة الحبشية أو الفارسية. مثال ذلك: «الإنجيل» وقرأها الحسن البصري وغيره: «إنجيل»، وهي في الحبشية: وأصلها اليوناني:. و «القلم» وهو في الحبشية: وفي اليونانية:. و «الدرهم» مأخوذ من الفارسية وهو هناك كذلك، والأصل يوناني، أي: (4).
هذا، وقد دخلت في اللغة العربية في العصر العباسي عشرات من الكلمات اليونانية عن طريق ترجمة الكتب في الطب والفلك والفلسفة:
كالقولنج، والبلغم، والماليخوليا، والاسطرلاب، والفلسفة، والهيولى (5).
__________
ولبنان وفلسطين: للدكتور فيليب حتى، 1/ 260، 274، 313، ترجمة الدكتور جورج حداد وعبد الكريم رافق، ط. دار الثقافة ببيروت سنة 1958ميلادي. ولمزيد من التفصيل حول هذا الموضوع راجع: اللغة بين القومية والعالمية: د. إبراهيم أنيس، ص 269264، ط. دار المعارف بمصر سنة 1970ميلادي.
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر.، ص 228إخراج وتصحيح وتعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ط. المجد سنة 1402هـ.
(2) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة، ص 271250، الطبعة الثانية المطبعة الكاثوليكية ببيروت سنة 1960ميلادي، فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.
(3) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، ص 212بتصرف.
(4) المرجع السابق: ص 228.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 45. ولمزيد من التفصيل راجع: فقه اللغة العربية:
للدكتور إبراهيم محمد نجا، ص 84وما بعدها الطبعة الأولى مطبعة السعادة سنة 1965ميلادي.(1/98)
هذا، وقد تعددت الكلمات اليونانية في العربية، في الزمان المتأخر.
ومن أقدمها: الفندق، والإزميل، والزوج، والجنس (1)
وعدد رفائيل نخلة اليسوعي (2) عشرات الكلمات التي دخلت العربية من اللغة اليونانية. غير أن معظم الدخيل من هذه اللغة إلى العربية لم يصلها مباشرة، وإنما جاء بواسطة الآرامية التي اختلطت بها بعد ما خضعت جميع أقطار الشرق لسيطرة الرومان، وكانت اليونانية لغة الدواوين فيها (3). في حين أن هناك بعض الكلمات اليونانية قد وصلت إلى العربية عن طريق اللغة الحبشية أو الفارسية. مثال ذلك: «الإنجيل» وقرأها الحسن البصري وغيره: «إنجيل»، وهي في الحبشية: وأصلها اليوناني:. و «القلم» وهو في الحبشية: وفي اليونانية:. و «الدرهم» مأخوذ من الفارسية وهو هناك كذلك، والأصل يوناني، أي: (4).
هذا، وقد دخلت في اللغة العربية في العصر العباسي عشرات من الكلمات اليونانية عن طريق ترجمة الكتب في الطب والفلك والفلسفة:
كالقولنج، والبلغم، والماليخوليا، والاسطرلاب، والفلسفة، والهيولى (5).
__________
ولبنان وفلسطين: للدكتور فيليب حتى، 1/ 260، 274، 313، ترجمة الدكتور جورج حداد وعبد الكريم رافق، ط. دار الثقافة ببيروت سنة 1958ميلادي. ولمزيد من التفصيل حول هذا الموضوع راجع: اللغة بين القومية والعالمية: د. إبراهيم أنيس، ص 269264، ط. دار المعارف بمصر سنة 1970ميلادي.
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر.، ص 228إخراج وتصحيح وتعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ط. المجد سنة 1402هـ.
(2) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة، ص 271250، الطبعة الثانية المطبعة الكاثوليكية ببيروت سنة 1960ميلادي، فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.
(3) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، ص 212بتصرف.
(4) المرجع السابق: ص 228.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 45. ولمزيد من التفصيل راجع: فقه اللغة العربية:
للدكتور إبراهيم محمد نجا، ص 84وما بعدها الطبعة الأولى مطبعة السعادة سنة 1965ميلادي.(1/98)
(شكل: 8) نقلا عن: أطلس تاريخ الإسلام: للدكتور حسين مؤنس، ص 44، 45.(1/99)
(شكل: 8) نقلا عن: أطلس تاريخ الإسلام: للدكتور حسين مؤنس، ص 44، 45.(1/99)
الفصل الثاني وقوع المعرّب في القرآن الكريم
ويحتوي على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: العلماء ووقوع المعرّب في القرآن الكريم.
المبحث الثاني: هل في القرآن معرّب؟
المبحث الثالث: شبهات وأباطيل حول: المعرّب في القرآن الكريم.(1/101)
الفصل الثاني وقوع المعرّب في القرآن الكريم
ويحتوي على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: العلماء ووقوع المعرّب في القرآن الكريم.
المبحث الثاني: هل في القرآن معرّب؟
المبحث الثالث: شبهات وأباطيل حول: المعرّب في القرآن الكريم.(1/101)
المبحث الأول العلماء ووقوع المعرّب في القرآن الكريم
إن قضية كقضية وقوع المعرب في القرآن الكريم، لا شك أنها من القضايا الشائكة، التي استحوذت على فكر كثير من علمائنا الأجلاء، قديما وحديثا، وتباينت آراؤهم حولها، وتضاربت وجهة نظرهم إزاءها! ورغم هذا كله، فلقد كانت معالجتهم لتلك القضية، معالجة موضوعية تحفها سياجات من المنهجية ولذلك نراهم وقد انقسموا حيالها إلى أفرقاء ثلاثة:
الفريق الأول:
ويرى عدم وقوع المعرّب في القرآن الكريم.
وقال بهذا جمع غفير من العلماء العرب والصحابة منهم: الإمام الشافعي، وابن جرير الطبري، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وابن فارس، ومجاهد، وعكرمة، وغيرهم من جلة العلماء وكبار الباحثين القدماء. ومن المحدثين: الشيخ أحمد محمد شاكر، والدكتور عبد العال سالم مكرم.
ولقد تمسك هذا الفريق لتدعيم وجهة نظره ببعض الأمور منها: (1)
__________
(1) راجع: الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي، 1/ 178، ط 4مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ. والمهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي (المقدمة) ص 9وما بعدها، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين، ط. الأمانة 1400هـ. وقضية التعريب في القرآن الكريم:
د. عبد الغفار هلال، مقال منشور بمجلة منبر الإسلام، عدد ذي القعدة 1399هـ، ص 25وما بعدها.(1/103)
المبحث الأول العلماء ووقوع المعرّب في القرآن الكريم
إن قضية كقضية وقوع المعرب في القرآن الكريم، لا شك أنها من القضايا الشائكة، التي استحوذت على فكر كثير من علمائنا الأجلاء، قديما وحديثا، وتباينت آراؤهم حولها، وتضاربت وجهة نظرهم إزاءها! ورغم هذا كله، فلقد كانت معالجتهم لتلك القضية، معالجة موضوعية تحفها سياجات من المنهجية ولذلك نراهم وقد انقسموا حيالها إلى أفرقاء ثلاثة:
الفريق الأول:
ويرى عدم وقوع المعرّب في القرآن الكريم.
وقال بهذا جمع غفير من العلماء العرب والصحابة منهم: الإمام الشافعي، وابن جرير الطبري، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وابن فارس، ومجاهد، وعكرمة، وغيرهم من جلة العلماء وكبار الباحثين القدماء. ومن المحدثين: الشيخ أحمد محمد شاكر، والدكتور عبد العال سالم مكرم.
ولقد تمسك هذا الفريق لتدعيم وجهة نظره ببعض الأمور منها: (1)
__________
(1) راجع: الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي، 1/ 178، ط 4مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ. والمهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي (المقدمة) ص 9وما بعدها، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين، ط. الأمانة 1400هـ. وقضية التعريب في القرآن الكريم:
د. عبد الغفار هلال، مقال منشور بمجلة منبر الإسلام، عدد ذي القعدة 1399هـ، ص 25وما بعدها.(1/103)
1 - صراحة التعبير عن القرآن الكريم بأنه عربي في جميع الآيات التي تناولت ذلك. مثل قوله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (1). وقوله سبحانه وتعالى: {كِتََابٌ فُصِّلَتْ آيََاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (2). وقوله عز وجل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعََالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلى ََ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسََانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (3).
يقول الإمام الشافعي رحمه الله: فأقام حجته بأن كتابه عربي، في كل آية ذكرناها، ثم أكد ذلك بأن نفى عنه جل ثناؤه كل لسان غير لسان العرب في آيتين من كتابه. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمََا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسََانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهََذََا لِسََانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} (4). وقال: {وَلَوْ جَعَلْنََاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقََالُوا لَوْلََا فُصِّلَتْ آيََاتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} (5).
وشدد الإمام الشافعي النكير على من ادعى أن في القرآن من غير لغة العرب شيئا، فقال: وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه لكان الإمساك أولى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله.
فقال منهم قائل: إن في القرآن عربيا وأعجميا، والقرآن دل على أنه ليس من كلام الله شيء إلا بلسان العرب. ووجد قائل هذا القول من قبل ذلك منه تقليدا له وتركا للمسألة عن حجته ومسألة غيره ممن خالفه. وبالتقليد أغفل من أغفل منهم والله يغفر لنا ولهم (6).
__________
(1) سورة يوسف، الآية: 2.
(2) سورة فصلت، الآية: 3.
(3) سورة الشعراء، الآيات: 195193.
(4) سورة النحل، الآية: 103.
(5) سورة فصلت، الآية: 44.
(6) انظر: الرسالة: للإمام محمد بن إدريس الشافعي، بتحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 41، 42، 47، ط. مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الأولى 1358هـ.(1/104)
1 - صراحة التعبير عن القرآن الكريم بأنه عربي في جميع الآيات التي تناولت ذلك. مثل قوله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (1). وقوله سبحانه وتعالى: {كِتََابٌ فُصِّلَتْ آيََاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (2). وقوله عز وجل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعََالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلى ََ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسََانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (3).
يقول الإمام الشافعي رحمه الله: فأقام حجته بأن كتابه عربي، في كل آية ذكرناها، ثم أكد ذلك بأن نفى عنه جل ثناؤه كل لسان غير لسان العرب في آيتين من كتابه. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمََا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسََانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهََذََا لِسََانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} (4). وقال: {وَلَوْ جَعَلْنََاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقََالُوا لَوْلََا فُصِّلَتْ آيََاتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} (5).
وشدد الإمام الشافعي النكير على من ادعى أن في القرآن من غير لغة العرب شيئا، فقال: وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه لكان الإمساك أولى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله.
فقال منهم قائل: إن في القرآن عربيا وأعجميا، والقرآن دل على أنه ليس من كلام الله شيء إلا بلسان العرب. ووجد قائل هذا القول من قبل ذلك منه تقليدا له وتركا للمسألة عن حجته ومسألة غيره ممن خالفه. وبالتقليد أغفل من أغفل منهم والله يغفر لنا ولهم (6).
__________
(1) سورة يوسف، الآية: 2.
(2) سورة فصلت، الآية: 3.
(3) سورة الشعراء، الآيات: 195193.
(4) سورة النحل، الآية: 103.
(5) سورة فصلت، الآية: 44.
(6) انظر: الرسالة: للإمام محمد بن إدريس الشافعي، بتحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 41، 42، 47، ط. مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الأولى 1358هـ.(1/104)
ويقول أبو عبيدة معمر بن المثنى: إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول (1).
ويقول الشيخ أحمد محمد شاكر: لا يعقل أن تكون كلمة من كلمات القرآن حاشا الأعلام دخيلة على لغة العرب (2).
2 - لو كان في القرآن الكريم من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها (3).
3 - ما رواه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من تفسير ألفاظ القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك، إنما اتفق فيها توارد اللغات، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد.
يقول الإمام الشافعي: ولا ننكر إذا كان اللفظ قيل تعلما أو نطق به موضوعا، أن يوافق لسان العجم أو بعضها قليلا من لسان العرب كما يتفق القليل من ألسنة العجم المتباينة في أكثر كلامها، مع تنائي ديارها، واختلاف لسانها، وبعد الأواصر بينها وبين من وافقت بعض لسانه منها (4).
ويقول أبو عبيدة معمر بن المثنى: وقد يوافق اللفظ اللفظ ويفارقه ومعناهما واحد، وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية، أو غيرها. فمن ذلك:
الإستبرق بالعربية، وهو الغليظ من الديباج، وهو استبره بالفارسية (5).
__________
(1) راجع: الإتقان: للسيوطي، 1/ 178. والصاحبي: لابن فارس، ص 46، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. عيسى البابي الحلبي سنة 1977ميلادي.
(2) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، (مقدمة المحقق) ص 11، 12ط 2دار الكتب سنة 1389هـ.
(3) هذا الرأي لابن فارس. انظر: الصاحبي ص 46. هذا، وقد تحقق فعلا ما تكهنه العلامة ابن فارس، ورأينا في هذا العصر أحد المبشرين المدعو (الخوري حداد) يتخذ من ورود المعرب في القرآن سلما يرتقي به إلى الطعن في إعجازه. وقد خصصنا له في هذا البحث مبحثا للرد عليه بعد تفنيد مزاعمه. انظر ص 7873من هذا البحث.
(4) الرسالة: للإمام الشافعي، ص 44، 45.
(5) الصاحبي: لابن فارس، ص 43، 44.(1/105)
ويقول أبو عبيدة معمر بن المثنى: إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول (1).
ويقول الشيخ أحمد محمد شاكر: لا يعقل أن تكون كلمة من كلمات القرآن حاشا الأعلام دخيلة على لغة العرب (2).
2 - لو كان في القرآن الكريم من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها (3).
3 - ما رواه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من تفسير ألفاظ القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك، إنما اتفق فيها توارد اللغات، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد.
يقول الإمام الشافعي: ولا ننكر إذا كان اللفظ قيل تعلما أو نطق به موضوعا، أن يوافق لسان العجم أو بعضها قليلا من لسان العرب كما يتفق القليل من ألسنة العجم المتباينة في أكثر كلامها، مع تنائي ديارها، واختلاف لسانها، وبعد الأواصر بينها وبين من وافقت بعض لسانه منها (4).
ويقول أبو عبيدة معمر بن المثنى: وقد يوافق اللفظ اللفظ ويفارقه ومعناهما واحد، وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية، أو غيرها. فمن ذلك:
الإستبرق بالعربية، وهو الغليظ من الديباج، وهو استبره بالفارسية (5).
__________
(1) راجع: الإتقان: للسيوطي، 1/ 178. والصاحبي: لابن فارس، ص 46، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. عيسى البابي الحلبي سنة 1977ميلادي.
(2) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، (مقدمة المحقق) ص 11، 12ط 2دار الكتب سنة 1389هـ.
(3) هذا الرأي لابن فارس. انظر: الصاحبي ص 46. هذا، وقد تحقق فعلا ما تكهنه العلامة ابن فارس، ورأينا في هذا العصر أحد المبشرين المدعو (الخوري حداد) يتخذ من ورود المعرب في القرآن سلما يرتقي به إلى الطعن في إعجازه. وقد خصصنا له في هذا البحث مبحثا للرد عليه بعد تفنيد مزاعمه. انظر ص 7873من هذا البحث.
(4) الرسالة: للإمام الشافعي، ص 44، 45.
(5) الصاحبي: لابن فارس، ص 43، 44.(1/105)
4 - لا يكتفي الأستاذ أحمد شاكر بأن تلك الألفاظ عربية، ولعلها من توافق اللغات كما يقول الشافعي وأبو عبيدة: بل يرى أنه يحتمل أن تكون تلك الألفاظ عربية الأصل ونقلت إلى غير العرب (1).
يقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: والعرب أمة من أقدم الأمم، ولغتها من أقدم اللغات وجودا، كانت قبل إبراهيم وإسماعيل، وقبل الكلدانية والعبرية والسريانية، وغيرها، بله الفارسية. وقد ذهب منها الشيء الكثير بذهاب مدنيتهم الأولى قبل التاريخ فلعل الألفاظ القرآنية، التي يظن أن أصلها ليس من لسان العرب، ولا يعرف مصدر اشتقاقها، لعلها من بعض ما فقد أصله وبقي الحرف وحده (2).
5 - من خصائص اللغة العربية أنها متسعة جدا. ولا يبعد أن تكون مثل تلك الكلمات التي وردت في القرآن الكريم والتي يظن أنها أعجمية أن تكون عربية، ولكن نظرا لاتساع اللغة خفيت على العلماء. ولا أدل على هذا من أنه خفي على ابن عباس وهو من هو في اللغة معنى كلمة (فاطر) فيروي عن نفسه قوله: «كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما لصاحبه:
أنا فطرتها أي بدأتها» (3).
فلا يبعد إذن أن تكون مثل تلك الكلمات الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم من هذا القبيل.
ويؤكد هذا ما ورد عن الشافعي رحمه الله أنه قال: «ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي» (4).
__________
(1) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 27.
(2) المعرب: للجواليقي، مقدمة المحقق، ص 13.
(3) تفسير ابن كثير: 3/ 546، ط. مكتبة التراث الإسلامي بحلب سنة 1400هـ.
(4) الرسالة: للإمام الشافعي، ص 42.(1/106)
4 - لا يكتفي الأستاذ أحمد شاكر بأن تلك الألفاظ عربية، ولعلها من توافق اللغات كما يقول الشافعي وأبو عبيدة: بل يرى أنه يحتمل أن تكون تلك الألفاظ عربية الأصل ونقلت إلى غير العرب (1).
يقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: والعرب أمة من أقدم الأمم، ولغتها من أقدم اللغات وجودا، كانت قبل إبراهيم وإسماعيل، وقبل الكلدانية والعبرية والسريانية، وغيرها، بله الفارسية. وقد ذهب منها الشيء الكثير بذهاب مدنيتهم الأولى قبل التاريخ فلعل الألفاظ القرآنية، التي يظن أن أصلها ليس من لسان العرب، ولا يعرف مصدر اشتقاقها، لعلها من بعض ما فقد أصله وبقي الحرف وحده (2).
5 - من خصائص اللغة العربية أنها متسعة جدا. ولا يبعد أن تكون مثل تلك الكلمات التي وردت في القرآن الكريم والتي يظن أنها أعجمية أن تكون عربية، ولكن نظرا لاتساع اللغة خفيت على العلماء. ولا أدل على هذا من أنه خفي على ابن عباس وهو من هو في اللغة معنى كلمة (فاطر) فيروي عن نفسه قوله: «كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما لصاحبه:
أنا فطرتها أي بدأتها» (3).
فلا يبعد إذن أن تكون مثل تلك الكلمات الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم من هذا القبيل.
ويؤكد هذا ما ورد عن الشافعي رحمه الله أنه قال: «ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي» (4).
__________
(1) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 27.
(2) المعرب: للجواليقي، مقدمة المحقق، ص 13.
(3) تفسير ابن كثير: 3/ 546، ط. مكتبة التراث الإسلامي بحلب سنة 1400هـ.
(4) الرسالة: للإمام الشافعي، ص 42.(1/106)
6 - يرى البعض: أن تلك الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم إنما وجدت في لغة العرب لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا، ويجوز أن يكونوا سبقوا إلى هذه الألفاظ. وهذا الرأي لأبي المعالي شيدلة.
7 - يجزم الدكتور عبد العال سالم مكرم في بحث له على نفي أن يكون في القرآن كلمات من أصل أجنبي، فيقول: «فإني لا أستطيع أن أقبل ما يدعيه بعض العلماء والرواة من أن القرآن الكريم اشتمل على كلمات أعجمية» (1). ويذهب في بيان عربية هذه الكلمات المقول بأعجميتها إلى طريقة أخرى غير ما ذكر.
ويوضح وجهة نظره تجاه هذا الموضوع فيقول (2): إن لغة احتكت بغيرها من اللغات الأخرى فأثرت فيها، ووصلت إلى هذه الدرجة من التطور لا بدّ أن تكون موردا لغيرها من اللغات الأخرى، تمدها بما تحتاج إليه من مفرداتها الواسعة، وبمرور الزمن أصبحت هذه المفردات العربية لبنات في بناء هذه الأمم، ولا يصح في مجال التفكير السليم أن نقول: إن القرآن الكريم استعارها من هذه اللغات، إذا قلنا ذلك، فهذا تحكم لا تسنده إلا هذه الأخبار التي ذكرها الرواة، وهي أخبار واهية تتعارض مع صريح القرآن الكريم حينما يقول:
{إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا}.
ومن العجب حقا أن ندعي أن مفردات اللغة العربية التي عاشت هذا العمر الطويل وتطورت هذا التطور الكبير عبر التاريخ، وعبر الأجيال، تمثلها هذه المعاجم اللغوية، أو هذه الروايات التي جمعها لنا رواة العرب حينما بدءوا يدونون اللغة.
أجل، لقد أحس بهذه الحقيقة راوية من كبار الرواة، وعميد من عمداء
__________
(1) دفاع عن كتاب الله تعالى: قضية الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم: د. عبد العال سالم مكرم. مقال منشور بمجلة الوعي الإسلامي: العدد 82شوال سنة 1391هـ، ص 13.
(2) المرجع السابق: ص 20، 21.(1/107)
6 - يرى البعض: أن تلك الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم إنما وجدت في لغة العرب لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا، ويجوز أن يكونوا سبقوا إلى هذه الألفاظ. وهذا الرأي لأبي المعالي شيدلة.
7 - يجزم الدكتور عبد العال سالم مكرم في بحث له على نفي أن يكون في القرآن كلمات من أصل أجنبي، فيقول: «فإني لا أستطيع أن أقبل ما يدعيه بعض العلماء والرواة من أن القرآن الكريم اشتمل على كلمات أعجمية» (1). ويذهب في بيان عربية هذه الكلمات المقول بأعجميتها إلى طريقة أخرى غير ما ذكر.
ويوضح وجهة نظره تجاه هذا الموضوع فيقول (2): إن لغة احتكت بغيرها من اللغات الأخرى فأثرت فيها، ووصلت إلى هذه الدرجة من التطور لا بدّ أن تكون موردا لغيرها من اللغات الأخرى، تمدها بما تحتاج إليه من مفرداتها الواسعة، وبمرور الزمن أصبحت هذه المفردات العربية لبنات في بناء هذه الأمم، ولا يصح في مجال التفكير السليم أن نقول: إن القرآن الكريم استعارها من هذه اللغات، إذا قلنا ذلك، فهذا تحكم لا تسنده إلا هذه الأخبار التي ذكرها الرواة، وهي أخبار واهية تتعارض مع صريح القرآن الكريم حينما يقول:
{إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا}.
ومن العجب حقا أن ندعي أن مفردات اللغة العربية التي عاشت هذا العمر الطويل وتطورت هذا التطور الكبير عبر التاريخ، وعبر الأجيال، تمثلها هذه المعاجم اللغوية، أو هذه الروايات التي جمعها لنا رواة العرب حينما بدءوا يدونون اللغة.
أجل، لقد أحس بهذه الحقيقة راوية من كبار الرواة، وعميد من عمداء
__________
(1) دفاع عن كتاب الله تعالى: قضية الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم: د. عبد العال سالم مكرم. مقال منشور بمجلة الوعي الإسلامي: العدد 82شوال سنة 1391هـ، ص 13.
(2) المرجع السابق: ص 20، 21.(1/107)
اللغة، إنه أبو عمرو بن العلاء الذي يقول: «ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلا أقله ولو جاءكم علم وافر، وشعر كثير» (1).
على أن العقل لا يمكن أن يسلم بأعجمية هذه الكلمات من ناحية أخرى، فهذه الكلمات كما يقول السيوطي أكثر من مائة لفظة، وهو عدد قليل جدا بالنسبة إلى كلمات القرآن الكريم التي تبلغ في رواية الفضل بن شاذان عن عطاء بن يسار سبعا وسبعين ألف كلمة، وأربعمائة وسبعا وثلاثين كلمة (2).
فما السر إذن في أن يمد القرآن الكريم يده لأخذ هذه الكلمات المائة من لغات العجم. هل اللغة فقيرة إلى هذا الحد، فتطلب المعونة بهذه الكلمات، كيف ذلك؟! وهي اللغة التي لا تستطيع أن تجاريها لغة أخرى في مجال الاتساع، كيف ذلك؟! وهي اللغة التي تحفظ للمعنى الواحد المئين من الألفاظ.
8 - قضى الله تعالى أن ينذر العرب بلسانهم العربي وفقا لقوله تعالى: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ} (3). وهذا يتضح أيضا من آيات الذكر الحكيم قال تعالى: {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مََا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ} (4)، وقال:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيََاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتََابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كََانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلََالٍ مُبِينٍ} (5)، وقال: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} (6)، فخص قومه بالذكر معه، وقال: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ}
__________
(1) المرجع السابق ص 21، نقلا عن الاقتراح: ص 27.
(2) المرجع السابق: ص 21، نقلا عن البرهان للزركشي ج 1ص 249. وراجع: الإتقان: للسيوطي ص 93، 180وما بعدها.
(3) سورة إبراهيم، الآية: 4.
(4) سورة التوبة، الآية: 128.
(5) سورة الجمعة، الآية: 2.
(6) سورة الزخرف، الآية: 44.(1/108)
اللغة، إنه أبو عمرو بن العلاء الذي يقول: «ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلا أقله ولو جاءكم علم وافر، وشعر كثير» (1).
على أن العقل لا يمكن أن يسلم بأعجمية هذه الكلمات من ناحية أخرى، فهذه الكلمات كما يقول السيوطي أكثر من مائة لفظة، وهو عدد قليل جدا بالنسبة إلى كلمات القرآن الكريم التي تبلغ في رواية الفضل بن شاذان عن عطاء بن يسار سبعا وسبعين ألف كلمة، وأربعمائة وسبعا وثلاثين كلمة (2).
فما السر إذن في أن يمد القرآن الكريم يده لأخذ هذه الكلمات المائة من لغات العجم. هل اللغة فقيرة إلى هذا الحد، فتطلب المعونة بهذه الكلمات، كيف ذلك؟! وهي اللغة التي لا تستطيع أن تجاريها لغة أخرى في مجال الاتساع، كيف ذلك؟! وهي اللغة التي تحفظ للمعنى الواحد المئين من الألفاظ.
8 - قضى الله تعالى أن ينذر العرب بلسانهم العربي وفقا لقوله تعالى: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ} (3). وهذا يتضح أيضا من آيات الذكر الحكيم قال تعالى: {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مََا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ} (4)، وقال:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيََاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتََابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كََانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلََالٍ مُبِينٍ} (5)، وقال: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} (6)، فخص قومه بالذكر معه، وقال: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ}
__________
(1) المرجع السابق ص 21، نقلا عن الاقتراح: ص 27.
(2) المرجع السابق: ص 21، نقلا عن البرهان للزركشي ج 1ص 249. وراجع: الإتقان: للسيوطي ص 93، 180وما بعدها.
(3) سورة إبراهيم، الآية: 4.
(4) سورة التوبة، الآية: 128.
(5) سورة الجمعة، الآية: 2.
(6) سورة الزخرف، الآية: 44.(1/108)
{الْأَقْرَبِينَ} (1)، وقال: {وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى ََ وَمَنْ حَوْلَهََا} (2) وأم القرى (مكة) وهي بلده وبلد قومه، فجعلهم في كتابه خاصة، وأدخلهم مع المنذرين عامة (3).
الفريق الثاني:
ويرى وقوع المعرّب في القرآن الكريم.
وبهذا الرأي قال جمهرة كبيرة من العلماء والفقهاء منهم: العلامة السيوطي، والعلامة ابن جني، وحبر الأمة ابن عباس، والإمام الجويني، وابن النقيب، وأبو ميسرة، والضحاك، وبه قال سعيد بن جبير من القدماء. ومن المحدثين الدكتور رمضان عبد التواب وغيره كثير.
وحجة هؤلاء الذين قالوا بوقوع المعرب في القرآن الكريم ما يلي: (4)
1 - ما أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن أبي ميسرة التابعي الجليل قال:
في القرآن من كل لسان.
ونقل الثعلبي (5) عن بعض العلماء أنه: «ليس لغة في الدنيا إلا وهي في القرآن». فهذه إشارة إلى أن حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن أنه حوى علوم الأولين والآخرين، ونبأ كل شيء، فلا بد أن تقع فيه
__________
(1) سورة الشعراء، الآية: 214.
(2) سورة الأنعام، الآية: 92.
(3) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 26، نقلا عن الرسالة للإمام الشافعي، ص 47، 48بتصرف.
الصواب كما جاء في طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي ط: 23بشرح العلامة المرحوم محمود محمد شاكر. «ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقلّه، ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير».
(4) راجع: الإتقان: للسيوطي، 1/ 178، 179. والمهذب: للسيوطي، (المقدمة) ص 12، وما بعدها. وقضية التعريب: د. هلال، ص 27.
(5) هو أبو إسحاق أحمد بن محمد (427هـ). انظر: مقدمة المهذب للسيوطي، هامش ص 14.(1/109)
{الْأَقْرَبِينَ} (1)، وقال: {وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى ََ وَمَنْ حَوْلَهََا} (2) وأم القرى (مكة) وهي بلده وبلد قومه، فجعلهم في كتابه خاصة، وأدخلهم مع المنذرين عامة (3).
الفريق الثاني:
ويرى وقوع المعرّب في القرآن الكريم.
وبهذا الرأي قال جمهرة كبيرة من العلماء والفقهاء منهم: العلامة السيوطي، والعلامة ابن جني، وحبر الأمة ابن عباس، والإمام الجويني، وابن النقيب، وأبو ميسرة، والضحاك، وبه قال سعيد بن جبير من القدماء. ومن المحدثين الدكتور رمضان عبد التواب وغيره كثير.
وحجة هؤلاء الذين قالوا بوقوع المعرب في القرآن الكريم ما يلي: (4)
1 - ما أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن أبي ميسرة التابعي الجليل قال:
في القرآن من كل لسان.
ونقل الثعلبي (5) عن بعض العلماء أنه: «ليس لغة في الدنيا إلا وهي في القرآن». فهذه إشارة إلى أن حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن أنه حوى علوم الأولين والآخرين، ونبأ كل شيء، فلا بد أن تقع فيه
__________
(1) سورة الشعراء، الآية: 214.
(2) سورة الأنعام، الآية: 92.
(3) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 26، نقلا عن الرسالة للإمام الشافعي، ص 47، 48بتصرف.
الصواب كما جاء في طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي ط: 23بشرح العلامة المرحوم محمود محمد شاكر. «ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقلّه، ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير».
(4) راجع: الإتقان: للسيوطي، 1/ 178، 179. والمهذب: للسيوطي، (المقدمة) ص 12، وما بعدها. وقضية التعريب: د. هلال، ص 27.
(5) هو أبو إسحاق أحمد بن محمد (427هـ). انظر: مقدمة المهذب للسيوطي، هامش ص 14.(1/109)
الإشارة إلى أنواع اللغات والألسن، لتتم إحاطته بكل شيء فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها، وأكثرها استعمالا للعرب.
2 - من خصائص القرآن على سائر كتب الله المنزلة: أنها نزلت بلغة القوم الذين أنزلت عليهم، لم ينزل فيها شيء بلغة غيرهم عليهم، والقرآن احتوى على جميع لغات (لهجات) العرب وأنزل فيه بلغات غيرهم من الروم والفرس والحبشة شيء كثير.
3 - النبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى كل أمة، وقد قال تعالى:
{وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ} (1). فلا بد أن يكون في الكتاب المبعوث به من لسان كل قوم وإن كان أصله بلغة قومه هو.
4 - وقوع الأعلام الأعجمية في القرآن الكريم، واتفاق النحاة على أن منع صرف هذه الأعلام إنما هو للعلمية والعجمة. وإذا اتفق على وقوع الأعلام فلا مانع من وقوع الأجناس (2).
5 - ما أخرجه ابن جرير قال: حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: قالت قريش لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا، فأنزل الله تعالى: {لَقََالُوا لَوْلََا فُصِّلَتْ آيََاتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} الآية (3) فأنزل الله بعد هذه الآية القرآن بكل لسان فيه (حجارة من سجيل) فارسية (4).
6 - يشير ابن جني إلى أن: ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب.
وينقل عن أبي علي قوله: فإنك إذا قلت: «طاب الخشكنان» فهذا من
__________
(1) سورة إبراهيم، الآية: 4.
(2) الإتقان: للسيوطي، 1/ 178. وراجع: قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 27وهامشها.
(3) سورة فصلت، الآية: 44.
(4) انظر: تفسير الطبري، 1/ 6، ط. دار الفكر ببيروت سنة 1398هـ.(1/110)
الإشارة إلى أنواع اللغات والألسن، لتتم إحاطته بكل شيء فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها، وأكثرها استعمالا للعرب.
2 - من خصائص القرآن على سائر كتب الله المنزلة: أنها نزلت بلغة القوم الذين أنزلت عليهم، لم ينزل فيها شيء بلغة غيرهم عليهم، والقرآن احتوى على جميع لغات (لهجات) العرب وأنزل فيه بلغات غيرهم من الروم والفرس والحبشة شيء كثير.
3 - النبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى كل أمة، وقد قال تعالى:
{وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ} (1). فلا بد أن يكون في الكتاب المبعوث به من لسان كل قوم وإن كان أصله بلغة قومه هو.
4 - وقوع الأعلام الأعجمية في القرآن الكريم، واتفاق النحاة على أن منع صرف هذه الأعلام إنما هو للعلمية والعجمة. وإذا اتفق على وقوع الأعلام فلا مانع من وقوع الأجناس (2).
5 - ما أخرجه ابن جرير قال: حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: قالت قريش لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا، فأنزل الله تعالى: {لَقََالُوا لَوْلََا فُصِّلَتْ آيََاتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} الآية (3) فأنزل الله بعد هذه الآية القرآن بكل لسان فيه (حجارة من سجيل) فارسية (4).
6 - يشير ابن جني إلى أن: ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب.
وينقل عن أبي علي قوله: فإنك إذا قلت: «طاب الخشكنان» فهذا من
__________
(1) سورة إبراهيم، الآية: 4.
(2) الإتقان: للسيوطي، 1/ 178. وراجع: قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 27وهامشها.
(3) سورة فصلت، الآية: 44.
(4) انظر: تفسير الطبري، 1/ 6، ط. دار الفكر ببيروت سنة 1398هـ.(1/110)
كلام العرب لأنك بإعرابك إياه قد أدخلته كلام العرب (1).
ويستشف أحد الباحثين من قول ابن جني السابق، ومن اعترافه في بعض كتبه كالمحتسب بأعجمية بعض الكلمات الواردة في القرآن، مثل: درهم والسجل استنتج الباحث من كل هذا: بأن عالمنا ابن جني من القائلين بورود المعرب في القرآن الكريم وإن لم يصرح بذلك حيث إنه يؤمن بأن اللفظ الأجنبي بعد صقل العرب له وتهذيبه يصبح عربيا، فلا مانع من وقوعه في القرآن الكريم (2).
وقريب من مفهوم ابن جني يشير الدكتور رمضان عبد التواب إلى أن:
الكلمة المعربة تصبح عربية باستعمال العرب إياها على منهاجهم في لغتهم ولذلك يرى أنه من العبث إنكار وقوع المعرب في العربية الفصحى والقرآن الكريم (3).
هذا، ولقد رد هذا الفريق على الفريق الأول دعواه ببعض الأمور (4):
1 - أجابوا عن قوله تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيًّا} بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربيا، كما أن القصيدة الفارسية مثلا لا تخرج عن كونها فارسية بورود كلمة عربية فيها.
2 - وأجابوا عن قوله تعالى: {ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} بأن المعنى من السياق:
أكلام أعجمي ومخاطب عربي.
__________
(1) راجع: الخصائص: لابن جني، 1/ 357، بتحقيق محمد علي النجار، ط 3عالم الكتب سنة 1403هـ.
(2) راجع: ابن جني اللغوي: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 684. (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بمكتبة كلية اللغة العربية جامعة الأزهر تحت رقم 148).
(3) انظر: مجلة كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض: العددان الثالث عشر والرابع عشر، 14041403هـ، ص 109، من مقال للدكتور رمضان عبد التواب بعنوان: العربية الفصحى وتحديات العصر.
(4) راجع: الإتقان: للسيوطي، 1/ 178، والمهذب: للسيوطي (المقدمة) ص 12.(1/111)
كلام العرب لأنك بإعرابك إياه قد أدخلته كلام العرب (1).
ويستشف أحد الباحثين من قول ابن جني السابق، ومن اعترافه في بعض كتبه كالمحتسب بأعجمية بعض الكلمات الواردة في القرآن، مثل: درهم والسجل استنتج الباحث من كل هذا: بأن عالمنا ابن جني من القائلين بورود المعرب في القرآن الكريم وإن لم يصرح بذلك حيث إنه يؤمن بأن اللفظ الأجنبي بعد صقل العرب له وتهذيبه يصبح عربيا، فلا مانع من وقوعه في القرآن الكريم (2).
وقريب من مفهوم ابن جني يشير الدكتور رمضان عبد التواب إلى أن:
الكلمة المعربة تصبح عربية باستعمال العرب إياها على منهاجهم في لغتهم ولذلك يرى أنه من العبث إنكار وقوع المعرب في العربية الفصحى والقرآن الكريم (3).
هذا، ولقد رد هذا الفريق على الفريق الأول دعواه ببعض الأمور (4):
1 - أجابوا عن قوله تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيًّا} بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربيا، كما أن القصيدة الفارسية مثلا لا تخرج عن كونها فارسية بورود كلمة عربية فيها.
2 - وأجابوا عن قوله تعالى: {ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} بأن المعنى من السياق:
أكلام أعجمي ومخاطب عربي.
__________
(1) راجع: الخصائص: لابن جني، 1/ 357، بتحقيق محمد علي النجار، ط 3عالم الكتب سنة 1403هـ.
(2) راجع: ابن جني اللغوي: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 684. (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بمكتبة كلية اللغة العربية جامعة الأزهر تحت رقم 148).
(3) انظر: مجلة كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض: العددان الثالث عشر والرابع عشر، 14041403هـ، ص 109، من مقال للدكتور رمضان عبد التواب بعنوان: العربية الفصحى وتحديات العصر.
(4) راجع: الإتقان: للسيوطي، 1/ 178، والمهذب: للسيوطي (المقدمة) ص 12.(1/111)
الفريق الثالث:
ويتزعمه أبو عبيد القاسم بن سلام، ويرى تصديق الفريقين السابقين معا، حيث وازن بين رأي شيخه أبي عبيدة ورأي السلف الصالح، وانتهى إلى القول بعربية هذه الألفاظ بعد أن عربتها العرب.
يقول أبو عبيد: «فهؤلاء أعلم بالتأويل من أبي عبيدة، ولكنهم ذهبوا إلى مذهب، وذهب هذا إلى غيره. وكلاهما مصيب إن شاء الله، وذلك أن هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل، فقال أولئك على الأصل، ثم لفظت به العرب بألسنتها، فعربته فصار عربيا بتعريبها إياه، فهي عربية في هذه الحال، أعجمية الأصل» (1).
وهذا هو الذي جزم به ابن جرير، ومال إليه الجواليقي وابن الجوزي وآخرون من القدماء. ومن المحدثين الشيخ عبد القادر المغربي.
يقول الأستاذ عبد القادر المغربي: إن الكلمة الأعجمية إذا استعملتها العرب على مناهجها أصبحت عربية أو نقول: تحولت عربية بحيث يصح أن ينزل بها الوحي الإلهي، فمن قال: إنها عربية كان صادقا ومن قال: إنها أعجمية كان صادقا، فهي أعجمية في الابتداء، عربية في الانتهاء، وعلى هذا يكون قوله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} حقا وصدقا، وفي القرآن على هذا كثير من الكلمات المعرّبة (2).
ويشير الأستاذ المغربي إلى أن المعرب عربي لأدلة هي:
1 - قول الخليل: ليس في كلام العرب على وزن (فعلل) غير درهم ثم عدد كلمات أخر ثلاثا مع أن (درهم) معرب من الرومية.
__________
(1) انظر: المعرب: للجواليقي، ص 53. والعربية الفصحى وتحديات العصر: د. رمضان عبد التواب، ص 108، 109. وقارن ب: المهذب: للسيوطي، (المقدمة) ص 18.
(2) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 28، نقلا عن: الاشتقاق والتعريب:
للأستاذ المغربي، ص 83.(1/112)
الفريق الثالث:
ويتزعمه أبو عبيد القاسم بن سلام، ويرى تصديق الفريقين السابقين معا، حيث وازن بين رأي شيخه أبي عبيدة ورأي السلف الصالح، وانتهى إلى القول بعربية هذه الألفاظ بعد أن عربتها العرب.
يقول أبو عبيد: «فهؤلاء أعلم بالتأويل من أبي عبيدة، ولكنهم ذهبوا إلى مذهب، وذهب هذا إلى غيره. وكلاهما مصيب إن شاء الله، وذلك أن هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل، فقال أولئك على الأصل، ثم لفظت به العرب بألسنتها، فعربته فصار عربيا بتعريبها إياه، فهي عربية في هذه الحال، أعجمية الأصل» (1).
وهذا هو الذي جزم به ابن جرير، ومال إليه الجواليقي وابن الجوزي وآخرون من القدماء. ومن المحدثين الشيخ عبد القادر المغربي.
يقول الأستاذ عبد القادر المغربي: إن الكلمة الأعجمية إذا استعملتها العرب على مناهجها أصبحت عربية أو نقول: تحولت عربية بحيث يصح أن ينزل بها الوحي الإلهي، فمن قال: إنها عربية كان صادقا ومن قال: إنها أعجمية كان صادقا، فهي أعجمية في الابتداء، عربية في الانتهاء، وعلى هذا يكون قوله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} حقا وصدقا، وفي القرآن على هذا كثير من الكلمات المعرّبة (2).
ويشير الأستاذ المغربي إلى أن المعرب عربي لأدلة هي:
1 - قول الخليل: ليس في كلام العرب على وزن (فعلل) غير درهم ثم عدد كلمات أخر ثلاثا مع أن (درهم) معرب من الرومية.
__________
(1) انظر: المعرب: للجواليقي، ص 53. والعربية الفصحى وتحديات العصر: د. رمضان عبد التواب، ص 108، 109. وقارن ب: المهذب: للسيوطي، (المقدمة) ص 18.
(2) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 28، نقلا عن: الاشتقاق والتعريب:
للأستاذ المغربي، ص 83.(1/112)
2 - المعرب تجري عليه أحكام العربي من تصرف فيه، واشتقاق منه مثل كلمة (لجام) معرب (لغام) أو (لكام) الفارسية، وقد جمع على (لجم) ككتب، وصغر على (لجيم) وأتى الفعل منه بمصدر وهو (الإلجام) وقد ألجمه فهو ملجم وغير ذلك، واستعمل في المعاني المجازية مثل ألجمه الماء: إذا بلغ منه موضع اللجام من الفرس وهو الفم، وفي الحديث:
(التقيّ ملجم) أي أنه مقيد اللسان لا يطلقه فيما لا يحله له الشرع من الخوض في الباطل، وهكذا (1).
ومن ثم لا ينبغي أن تقطب ما بين عينيك في وجه الكلمات المعربة أو تسيء إليها بإهمالها والإعراض عنها (2).
__________
(1) المرجع السابق: ص 27، 28، نقلا عن: الاشتقاق والتعريب: للأستاذ المغربي ص 5148.
(2) نفس المرجع: ص 29، نقلا عن: الاشتقاق والتعريب للأستاذ المغربي ص 51.(1/113)
2 - المعرب تجري عليه أحكام العربي من تصرف فيه، واشتقاق منه مثل كلمة (لجام) معرب (لغام) أو (لكام) الفارسية، وقد جمع على (لجم) ككتب، وصغر على (لجيم) وأتى الفعل منه بمصدر وهو (الإلجام) وقد ألجمه فهو ملجم وغير ذلك، واستعمل في المعاني المجازية مثل ألجمه الماء: إذا بلغ منه موضع اللجام من الفرس وهو الفم، وفي الحديث:
(التقيّ ملجم) أي أنه مقيد اللسان لا يطلقه فيما لا يحله له الشرع من الخوض في الباطل، وهكذا (1).
ومن ثم لا ينبغي أن تقطب ما بين عينيك في وجه الكلمات المعربة أو تسيء إليها بإهمالها والإعراض عنها (2).
__________
(1) المرجع السابق: ص 27، 28، نقلا عن: الاشتقاق والتعريب: للأستاذ المغربي ص 5148.
(2) نفس المرجع: ص 29، نقلا عن: الاشتقاق والتعريب للأستاذ المغربي ص 51.(1/113)
المبحث الثاني هل في القرآن معرّب؟
قبل أن أتعرض لمناقشة آراء العلماء والتي سقتها سابقا في قضية وقوع المعرب في القرآن الكريم لا بد أن أسوق بعض الحقائق العلمية المسلم بها لدى جميع العلماء، وهي كما يلي:
1 - إن تبادل التأثير والتأثر بين اللغات قانون اجتماعي إنساني، أقام عليه فقهاء اللغة المحدثون أدلة لا تحصى. والعربية في هذا المضمار ليست بدعا من اللغات الإنسانية (1)، فلقد اقترضت قبل الإسلام وبعده ألفاظا أجنبية كثيرة، ولم يجد العرب القدماء في هذا غضاضة أو ضيرا بلغتهم التي أحبوها واعتزوا بها (2).
2 - إن العربية تمتاز عن غيرها من اللغات بظاهرة الإقراض أكثر من الاقتراض لأسباب وعوامل تتعلق بجوها الخاص ونسيجها الذاتي ومنشئها الأصيل (3).
3 - إن العربية لتفترق عن غيرها من اللغات ببراعتها في تمثلها للكلام
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح ص 314، 315بتصرف.
(2) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109.
(3) دراسات في فقه اللغة: ص 348، 349. وراجع ص 35وما بعدها من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/115)
المبحث الثاني هل في القرآن معرّب؟
قبل أن أتعرض لمناقشة آراء العلماء والتي سقتها سابقا في قضية وقوع المعرب في القرآن الكريم لا بد أن أسوق بعض الحقائق العلمية المسلم بها لدى جميع العلماء، وهي كما يلي:
1 - إن تبادل التأثير والتأثر بين اللغات قانون اجتماعي إنساني، أقام عليه فقهاء اللغة المحدثون أدلة لا تحصى. والعربية في هذا المضمار ليست بدعا من اللغات الإنسانية (1)، فلقد اقترضت قبل الإسلام وبعده ألفاظا أجنبية كثيرة، ولم يجد العرب القدماء في هذا غضاضة أو ضيرا بلغتهم التي أحبوها واعتزوا بها (2).
2 - إن العربية تمتاز عن غيرها من اللغات بظاهرة الإقراض أكثر من الاقتراض لأسباب وعوامل تتعلق بجوها الخاص ونسيجها الذاتي ومنشئها الأصيل (3).
3 - إن العربية لتفترق عن غيرها من اللغات ببراعتها في تمثلها للكلام
__________
(1) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح ص 314، 315بتصرف.
(2) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 109.
(3) دراسات في فقه اللغة: ص 348، 349. وراجع ص 35وما بعدها من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/115)
الأجنبي، عن طريق صوغه على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءا لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها (1).
4 - كان دأب العرب في جاهليتهم، أنه تجري على ألسنتهم بعض الألفاظ التي يحتاجون إليها، من لغات الأمم المجاورة لهم، بعد أن ينفخوا فيها من روحهم العربية ويتلقفها الشعراء منهم فيدخلوها في أشعارهم وأرجازهم. وبمرور الزمن، ألف الناس استعمالها وصارت جزءا من لغتهم، وربما نسوا أصلها في كثير من الأحيان (2).
5 - لا خلاف بين العلماء في جواز استعمال المعرب، وهو ما استعمله فصحاء العرب من كلمات دخيلة (3).
مما سبق يتضح لنا: أنه ما دام العرب في جاهليتهم قد اقتبسوا ألفاظا من لغات أجنبية وفق قانون التأثير والتأثر بين اللغات، وأن العلماء قد اتفقوا جميعا على جواز استعمال هذا اللون، والمسمى ب «المعرّب» من ثم فإنني أرى أنه لا ضير من وقوع المعرب في القرآن الكريم.
فإنه لا يحط من فصاحة الكلمة المعربة كونها معربة، كما لا يحط وجودها من شأن الكلام الذي هي فيه فتداول العرب لها قد أكسبها سمة عجيبة صيرتها في مستوى الألفاظ العربية العريقة في عروبتها فما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم على حد تعبير ابن جني رحمه الله.
كما لا يغض هذا من شأن القرآن ولا من اللغة العربية، بل يبين قدرة العرب ومرونة عقليتهم على تمثل الألفاظ الأجنبية، وطواعية لغتهم لهم في
__________
(1) المرجع السابق: ص 314بتصرف يسير.
(2) مجلة كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود: العددان 13، 14، ص 108. من مقال للدكتور رمضان عبد التواب بعنوان: العربية الفصحى وتحديات العصر.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 207.(1/116)
الأجنبي، عن طريق صوغه على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءا لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها (1).
4 - كان دأب العرب في جاهليتهم، أنه تجري على ألسنتهم بعض الألفاظ التي يحتاجون إليها، من لغات الأمم المجاورة لهم، بعد أن ينفخوا فيها من روحهم العربية ويتلقفها الشعراء منهم فيدخلوها في أشعارهم وأرجازهم. وبمرور الزمن، ألف الناس استعمالها وصارت جزءا من لغتهم، وربما نسوا أصلها في كثير من الأحيان (2).
5 - لا خلاف بين العلماء في جواز استعمال المعرب، وهو ما استعمله فصحاء العرب من كلمات دخيلة (3).
مما سبق يتضح لنا: أنه ما دام العرب في جاهليتهم قد اقتبسوا ألفاظا من لغات أجنبية وفق قانون التأثير والتأثر بين اللغات، وأن العلماء قد اتفقوا جميعا على جواز استعمال هذا اللون، والمسمى ب «المعرّب» من ثم فإنني أرى أنه لا ضير من وقوع المعرب في القرآن الكريم.
فإنه لا يحط من فصاحة الكلمة المعربة كونها معربة، كما لا يحط وجودها من شأن الكلام الذي هي فيه فتداول العرب لها قد أكسبها سمة عجيبة صيرتها في مستوى الألفاظ العربية العريقة في عروبتها فما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم على حد تعبير ابن جني رحمه الله.
كما لا يغض هذا من شأن القرآن ولا من اللغة العربية، بل يبين قدرة العرب ومرونة عقليتهم على تمثل الألفاظ الأجنبية، وطواعية لغتهم لهم في
__________
(1) المرجع السابق: ص 314بتصرف يسير.
(2) مجلة كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود: العددان 13، 14، ص 108. من مقال للدكتور رمضان عبد التواب بعنوان: العربية الفصحى وتحديات العصر.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 207.(1/116)
ذلك، حتى ليصبح اللفظ الأجنبي في موقعه أفصح من نظيره العربي فلو حاولنا أن نرفع لفظ (إستبرق) من قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلى ََ فُرُشٍ بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} (1)، لنضع مكانه كلمة (حرير) مثلا، لما وقع اللفظ الثاني موقع الأول من الفصاحة والبلاغة (2).
ولتوضيح هذا نسوق قول السيوطي: وقد رأيت الجويني ذكر لوقوع المعرّب في القرآن فائدة أخرى فقال: «إن قيل إن (إستبرق) ليس بعربي وغير العربي من الألفاظ دون العربي في الفصاحة والبلاغة، فنقول: لو اجتمع فصحاء العالم وأرادوا أن يتركوا هذه اللفظة ويأتوا بلفظة تقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا عن ذلك. فمثلا كلمة (إستبرق) إن أراد الفصيح أن يترك هذا اللفظ ويأتي بلفظ آخر لم يمكنه لأن ما يقوم مقامه إما لفظ واحد أو ألفاظ متعددة، ولا يجد العربي لفظا واحدا يدل عليه لأن الثياب من الحرير عرفها العرب من الفرس، ولم يكن لهم بها عهد ولا وضع في اللغة العربية للديباج الثخين اسم، وإنما عربوا ما سمعوا من العجم واستغنوا به عن الوضع لقلة وجوده عندهم وندرة تلفظهم به. وأما إن ذكره بلفظين فأكثر فإنه يكون قد أخل بالبلاغة، لأن ذكر لفظين لمعنى يمكن ذكره بلفظ تطويل فعلم بهذا أن لفظ (إستبرق) يجب على كل فصيح أن يتكلم به في موضعه ولا يجد ما يقوم مقامه. وأي فصاحة أبلغ من ألا يوجد غيره مثله؟!» ا. هـ. (3)
ويؤكد هذه الحقيقة الرافعي إذ يقول: «ولذا قال العلماء في تلك الألفاظ المعربة التي اختلطت بالقرآن. إن بلاغتها في نفسها أنه لا يوجد غيرها يغني
__________
(1) سورة الرحمن، الآية: 54.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار هلال، ص 91، ط. أولى دار الطباعة المحمدية سنة 1401هـ. وراجع: محاضرات في فقه اللغة العربية: د. عبد الله العزازي ص 29، بدون ذكر الطباعة والتاريخ.
(3) المهذب: للسيوطي، (المقدمة)، ص 1815، بتصرف.(1/117)
ذلك، حتى ليصبح اللفظ الأجنبي في موقعه أفصح من نظيره العربي فلو حاولنا أن نرفع لفظ (إستبرق) من قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلى ََ فُرُشٍ بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} (1)، لنضع مكانه كلمة (حرير) مثلا، لما وقع اللفظ الثاني موقع الأول من الفصاحة والبلاغة (2).
ولتوضيح هذا نسوق قول السيوطي: وقد رأيت الجويني ذكر لوقوع المعرّب في القرآن فائدة أخرى فقال: «إن قيل إن (إستبرق) ليس بعربي وغير العربي من الألفاظ دون العربي في الفصاحة والبلاغة، فنقول: لو اجتمع فصحاء العالم وأرادوا أن يتركوا هذه اللفظة ويأتوا بلفظة تقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا عن ذلك. فمثلا كلمة (إستبرق) إن أراد الفصيح أن يترك هذا اللفظ ويأتي بلفظ آخر لم يمكنه لأن ما يقوم مقامه إما لفظ واحد أو ألفاظ متعددة، ولا يجد العربي لفظا واحدا يدل عليه لأن الثياب من الحرير عرفها العرب من الفرس، ولم يكن لهم بها عهد ولا وضع في اللغة العربية للديباج الثخين اسم، وإنما عربوا ما سمعوا من العجم واستغنوا به عن الوضع لقلة وجوده عندهم وندرة تلفظهم به. وأما إن ذكره بلفظين فأكثر فإنه يكون قد أخل بالبلاغة، لأن ذكر لفظين لمعنى يمكن ذكره بلفظ تطويل فعلم بهذا أن لفظ (إستبرق) يجب على كل فصيح أن يتكلم به في موضعه ولا يجد ما يقوم مقامه. وأي فصاحة أبلغ من ألا يوجد غيره مثله؟!» ا. هـ. (3)
ويؤكد هذه الحقيقة الرافعي إذ يقول: «ولذا قال العلماء في تلك الألفاظ المعربة التي اختلطت بالقرآن. إن بلاغتها في نفسها أنه لا يوجد غيرها يغني
__________
(1) سورة الرحمن، الآية: 54.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار هلال، ص 91، ط. أولى دار الطباعة المحمدية سنة 1401هـ. وراجع: محاضرات في فقه اللغة العربية: د. عبد الله العزازي ص 29، بدون ذكر الطباعة والتاريخ.
(3) المهذب: للسيوطي، (المقدمة)، ص 1815، بتصرف.(1/117)
عنها في مواقعها من نظم الآيات، لا إفرادا ولا تركيبا وهو قول يحسن بعد الذي بيناه» (1).
وهكذا الشأن مع بقية الكلمات الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم، «ولا تعارض في هذا بين كون القرآن الكريم منزلا بلسان عربي مبين وبين وجود تلك الكلمات الأعجمية الأصل فيه لأن هذه الكلمات نطق بها العرب واستعملوها على منهاجهم فأصبحت عربية بنطق بها العرب لها ثم نزل القرآن والعرب يستعملونها فنزل وفيه هذه الألفاظ التي نطقت العرب بها» (2).
من هنا، ومن عرض ما سبق، يتضح لنا: أن المعرّب وارد في القرآن الكريم، وأنه لا سند قوي يمكن أن يتكئ عليه الفريق الأول والقائل بعدم وقوع المعرّب في القرآن الكريم ولتأكيد هذه الحقيقة نرد على حجج هذا الفريق بما يلي:
1 - الأدلة القوية التي استند إليها العلماء القائلون بوقوع المعرّب في القرآن.
2 - إن هذا الفريق يترأسه كوكبة من الفقهاء الفضلاء، ولا شك أن أهل الفقه لهم مجالهم الخاص بهم، وليسوا على درجة أهل اللغة في معرفة دقائقها وأسرارها. ويؤكد هذا ما نقله الجواليقي عن أبي عبيد أنه قال:
«فهؤلاء أعلم بالتأويل من أبي عبيدة» (3). ويوضح هذا المفهوم الدكتور إبراهيم أنيس بقوله: «إن ابن عباس وصاحبيه (مجاهد وعكرمة) أعلم بالتأويل من أبي عبيدة» (4).
فلعل مرد إنكار أبي عبيدة وصحبه لوقوع المعرّب في القرآن، يرجع إلى
__________
(1) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: مصطفى صادق الرافعي، ص 72، 73، الطبعة الثامنة دار الكتاب العربي، بيروت، د. ت.
(2) فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 53، ط 4، مطبعة الأمانة سنة 1400هـ.
(3) المعرب للجواليقي، ص 53.
(4) من أسرار اللغة: د. أنيس، ص 111.(1/118)
عنها في مواقعها من نظم الآيات، لا إفرادا ولا تركيبا وهو قول يحسن بعد الذي بيناه» (1).
وهكذا الشأن مع بقية الكلمات الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم، «ولا تعارض في هذا بين كون القرآن الكريم منزلا بلسان عربي مبين وبين وجود تلك الكلمات الأعجمية الأصل فيه لأن هذه الكلمات نطق بها العرب واستعملوها على منهاجهم فأصبحت عربية بنطق بها العرب لها ثم نزل القرآن والعرب يستعملونها فنزل وفيه هذه الألفاظ التي نطقت العرب بها» (2).
من هنا، ومن عرض ما سبق، يتضح لنا: أن المعرّب وارد في القرآن الكريم، وأنه لا سند قوي يمكن أن يتكئ عليه الفريق الأول والقائل بعدم وقوع المعرّب في القرآن الكريم ولتأكيد هذه الحقيقة نرد على حجج هذا الفريق بما يلي:
1 - الأدلة القوية التي استند إليها العلماء القائلون بوقوع المعرّب في القرآن.
2 - إن هذا الفريق يترأسه كوكبة من الفقهاء الفضلاء، ولا شك أن أهل الفقه لهم مجالهم الخاص بهم، وليسوا على درجة أهل اللغة في معرفة دقائقها وأسرارها. ويؤكد هذا ما نقله الجواليقي عن أبي عبيد أنه قال:
«فهؤلاء أعلم بالتأويل من أبي عبيدة» (3). ويوضح هذا المفهوم الدكتور إبراهيم أنيس بقوله: «إن ابن عباس وصاحبيه (مجاهد وعكرمة) أعلم بالتأويل من أبي عبيدة» (4).
فلعل مرد إنكار أبي عبيدة وصحبه لوقوع المعرّب في القرآن، يرجع إلى
__________
(1) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: مصطفى صادق الرافعي، ص 72، 73، الطبعة الثامنة دار الكتاب العربي، بيروت، د. ت.
(2) فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 53، ط 4، مطبعة الأمانة سنة 1400هـ.
(3) المعرب للجواليقي، ص 53.
(4) من أسرار اللغة: د. أنيس، ص 111.(1/118)
ذلك فيما نرى ولا أملك إلا أن أقول لهم كما قال أستاذنا الدكتور يحيى الجندي من قبل: عجب وأي عجب، كيف تستعملون الألفاظ المعرّبة في كلامكم ولغتكم وتتداولونها على ألسنتكم، وتتلفظون بها في خطبكم ومحافلكم، وبعد ذلك تأبون وجودها في القرآن، وترفضون بشدة وتعارضون بكل ما أوتيتم من قوة وجود ذلك فيه؟!! (1).
3 - التعصب الديني الذي غلب على المنكرين حرصا منهم على عدم الخوض في أمر ظنوه يمس الناحية الدينية، وأن الخوض فيه هو خوض في الدين، وأن الذين يقولون بالمعرّب في القرآن إنما يرتكبون إثما أو معصية، ما دام أن الأمر يمس القرآن الكريم» (2).
ولا أدل على هذا، من قول الشيخ أحمد شاكر من أنه: «لا يعقل أن تكون كلمة من كلمات القرآن حاشا الأعلام دخيلة على لغة العرب» (3). مع أن الشيخ شاكر رحمه الله معترف بالمعرّب عموما، حيث حقق كتاب المعرّب للجواليقي، ولكنه مع هذا كله كان عند تحقيقه للكلمات الأعجمية في القرآن من غير الأعلام والواردة في هذا الكتاب كان يتحين لها الاشتقاق العربي حتى يثبت عربيتها؟ أو «تعسفات الاشتقاقيين لا يشهد لها شبهة فضلا عن حجة» (4).
4 - ما ذكره أصحاب هذا الفريق من أن الكلمات المقولة بأعجميتها إنما هي من باب توارد اللغات.
__________
(1) قضية التعريب ومتطلبات العصر: د. يحيى محمود علي الجندي، ص 244، (رسالة دكتوراة مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر، تحت رقم 188).
(2) المرجع السابق: ص 255. وراجع: منار الإسلام: العدد الخامس، جمادى الأولى 1410هـ، مقال: كيف وقف الشافعي وابن حنبل والغزالي وابن قتيبة في وجه الفكر الغربي؟ للأستاذ أنور الجندي، ص 69.
(3) المعرب: للجواليقي، مقدمة المحقق، ص 11، 12.
(4) المزهر: للسيوطي، 1/ 403.(1/119)
ذلك فيما نرى ولا أملك إلا أن أقول لهم كما قال أستاذنا الدكتور يحيى الجندي من قبل: عجب وأي عجب، كيف تستعملون الألفاظ المعرّبة في كلامكم ولغتكم وتتداولونها على ألسنتكم، وتتلفظون بها في خطبكم ومحافلكم، وبعد ذلك تأبون وجودها في القرآن، وترفضون بشدة وتعارضون بكل ما أوتيتم من قوة وجود ذلك فيه؟!! (1).
3 - التعصب الديني الذي غلب على المنكرين حرصا منهم على عدم الخوض في أمر ظنوه يمس الناحية الدينية، وأن الخوض فيه هو خوض في الدين، وأن الذين يقولون بالمعرّب في القرآن إنما يرتكبون إثما أو معصية، ما دام أن الأمر يمس القرآن الكريم» (2).
ولا أدل على هذا، من قول الشيخ أحمد شاكر من أنه: «لا يعقل أن تكون كلمة من كلمات القرآن حاشا الأعلام دخيلة على لغة العرب» (3). مع أن الشيخ شاكر رحمه الله معترف بالمعرّب عموما، حيث حقق كتاب المعرّب للجواليقي، ولكنه مع هذا كله كان عند تحقيقه للكلمات الأعجمية في القرآن من غير الأعلام والواردة في هذا الكتاب كان يتحين لها الاشتقاق العربي حتى يثبت عربيتها؟ أو «تعسفات الاشتقاقيين لا يشهد لها شبهة فضلا عن حجة» (4).
4 - ما ذكره أصحاب هذا الفريق من أن الكلمات المقولة بأعجميتها إنما هي من باب توارد اللغات.
__________
(1) قضية التعريب ومتطلبات العصر: د. يحيى محمود علي الجندي، ص 244، (رسالة دكتوراة مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة الأزهر، تحت رقم 188).
(2) المرجع السابق: ص 255. وراجع: منار الإسلام: العدد الخامس، جمادى الأولى 1410هـ، مقال: كيف وقف الشافعي وابن حنبل والغزالي وابن قتيبة في وجه الفكر الغربي؟ للأستاذ أنور الجندي، ص 69.
(3) المعرب: للجواليقي، مقدمة المحقق، ص 11، 12.
(4) المزهر: للسيوطي، 1/ 403.(1/119)
أقول: إن الذي دعاهم إلى هذا هو «تعصبهم للغة العربية وابتغاؤهم الكمال لها» (1) مع أن اللغة العربية كغيرها من اللغات يجري عليها قانون التأثير والتأثر المعروف.
أما ما ذكره الشيخ أحمد شاكر رحمه الله من أن تلك الألفاظ عربية الأصل ونقلت إلى غير العرب. فهذا ضرب من الحدس والتخمين حيث «إن تحديد المستعار غير الأعلام في أية لغة أمر يحتاج إلى مشقة وعناء فالحكم بقدم لغة وحداثة أخرى جد عسير، كما أن الحكم بالأخذ يحتاج إلى الكثير من المقدمات العلمية الضرورية، مع تقديرنا أن مبدأ الأخذ أو الاستعارة أمر مسلم به بين اللغات» (2).
5 - إن ما أشار إليه الدكتور عبد العال سالم مكرم، في طيه رد عليه حيث أشاد بمكانة العربية بين رصيفاتها، وبناء على هذا لا بد أن تكون موردا لغيرها من اللغات الأخرى. أقول: هذا لا ينفي أن تكون العربية قد اقترضت من غيرها من اللغات، فهي تقترض مثلما تقرض، وفق قانون التأثير والتأثر المعروف، وإلا فكلام الدكتور مكرم السابق يفهم أنه يريد من حيث لا يقصد أن يلغي بابا عظيما في اللغة، ألا وهو «التعريب». وهذا مما لم يقل به أحد من قبل!
أما ما ذكره الدكتور مكرم من أن كلمات القرآن المقول بأعجميتها أكثر من مائة لفظة، وهو عدد قليل جدا بالنسبة إلى كلمات القرآن الكريم والبالغ عددها سبعا وسبعين ألف كلمة، وأربعمائة وسبعا وثلاثين كلمة. فما السر إذن في أن يمد القرآن الكريم يده لأخذ هذه الكلمات المائة من لغات العجم؟!
أقول: إن نسبة المعرّب في القرآن إلى جانب كلماته، تكاد تكون مقاربة
__________
(1) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 29، نقلا عن فقه اللغة: د. نجا، 4/ 63.
(2) المرجع السابق: ص 28، وراجع: من أسرار اللغة: د. أنيس، ص 108.(1/120)
أقول: إن الذي دعاهم إلى هذا هو «تعصبهم للغة العربية وابتغاؤهم الكمال لها» (1) مع أن اللغة العربية كغيرها من اللغات يجري عليها قانون التأثير والتأثر المعروف.
أما ما ذكره الشيخ أحمد شاكر رحمه الله من أن تلك الألفاظ عربية الأصل ونقلت إلى غير العرب. فهذا ضرب من الحدس والتخمين حيث «إن تحديد المستعار غير الأعلام في أية لغة أمر يحتاج إلى مشقة وعناء فالحكم بقدم لغة وحداثة أخرى جد عسير، كما أن الحكم بالأخذ يحتاج إلى الكثير من المقدمات العلمية الضرورية، مع تقديرنا أن مبدأ الأخذ أو الاستعارة أمر مسلم به بين اللغات» (2).
5 - إن ما أشار إليه الدكتور عبد العال سالم مكرم، في طيه رد عليه حيث أشاد بمكانة العربية بين رصيفاتها، وبناء على هذا لا بد أن تكون موردا لغيرها من اللغات الأخرى. أقول: هذا لا ينفي أن تكون العربية قد اقترضت من غيرها من اللغات، فهي تقترض مثلما تقرض، وفق قانون التأثير والتأثر المعروف، وإلا فكلام الدكتور مكرم السابق يفهم أنه يريد من حيث لا يقصد أن يلغي بابا عظيما في اللغة، ألا وهو «التعريب». وهذا مما لم يقل به أحد من قبل!
أما ما ذكره الدكتور مكرم من أن كلمات القرآن المقول بأعجميتها أكثر من مائة لفظة، وهو عدد قليل جدا بالنسبة إلى كلمات القرآن الكريم والبالغ عددها سبعا وسبعين ألف كلمة، وأربعمائة وسبعا وثلاثين كلمة. فما السر إذن في أن يمد القرآن الكريم يده لأخذ هذه الكلمات المائة من لغات العجم؟!
أقول: إن نسبة المعرّب في القرآن إلى جانب كلماته، تكاد تكون مقاربة
__________
(1) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، ص 29، نقلا عن فقه اللغة: د. نجا، 4/ 63.
(2) المرجع السابق: ص 28، وراجع: من أسرار اللغة: د. أنيس، ص 108.(1/120)
في نظرنا لكمية الألفاظ المعرّبة بالنسبة إلى الألفاظ العربية في اللغة العربية. والسر في أن القرآن أخذ هذه الحفنة من الألفاظ الأعجمية هو نفس السر الذي دعا العربية إلى اقتراض بعض ألفاظ من غيرها حيث الحاجة إليها، وأنه لا يوجد في العربية ما يقوم مقامها، على نحو ما وضحنا آنفا.
ولنا كلمة حاسمة للخلاف:
أقول: إن موضوعا شائكا كموضوع وقوع المعرّب في القرآن الكريم، لا بد من نظرة علمية سديدة بحيث يمكن الفصل فيه، ولن يتأتى هذا إلا من خلال علم اللغة المقارن، حيث الوقوف على حقيقة الألفاظ القرآنية التي نسبت إلى لغات مختلفة ومحاولة تأصيلها للوقوف على أصل لغة هذه الكلمات وبذلك يمكن أن تقال الكلمة الفاصلة ويقفل باب الصراع الفكري في هذه القضية على أسس علمية سليمة بعيدة عن منطق الهوى المتجرد.
هذا، ونظرا لأنني بتوفيق الله وعون منه أخذت على عاتقي محاولة تأصيل هذه الكلمات المقول بأعجميتها كما سيتضح فيما بعد. ورغم الصعوبة البالغة التي لاقيتها في تأصيل هذه الكلمات، فإنني توصلت بحمد الله إلى نتيجة أستطيع من خلالها أن أجزم بوقوع المعرّب في القرآن الكريم.
فأقول: وبعد خلاف بين العلماء طال أمده لمدة تزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمان، فإنني اليوم أجيء لأحسم هذا الخلاف، مؤكدا وقبل كل شيء: أن علماءنا الفضلاء لا شك أن عذرهم كان معهم طوال هذه الفترة حيث إن علم اللغة المقارن لم يظهر إلا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي (1)، ولو أن عالما مفضالا كالإمام الشافعي وأصحاب مذهبه في الإنكار عايشوا هذا الوقت لقالوا بوقوع المعرب في القرآن الكريم بل ونادوا بذلك؟!
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع: علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 53وما بعدها.(1/121)
في نظرنا لكمية الألفاظ المعرّبة بالنسبة إلى الألفاظ العربية في اللغة العربية. والسر في أن القرآن أخذ هذه الحفنة من الألفاظ الأعجمية هو نفس السر الذي دعا العربية إلى اقتراض بعض ألفاظ من غيرها حيث الحاجة إليها، وأنه لا يوجد في العربية ما يقوم مقامها، على نحو ما وضحنا آنفا.
ولنا كلمة حاسمة للخلاف:
أقول: إن موضوعا شائكا كموضوع وقوع المعرّب في القرآن الكريم، لا بد من نظرة علمية سديدة بحيث يمكن الفصل فيه، ولن يتأتى هذا إلا من خلال علم اللغة المقارن، حيث الوقوف على حقيقة الألفاظ القرآنية التي نسبت إلى لغات مختلفة ومحاولة تأصيلها للوقوف على أصل لغة هذه الكلمات وبذلك يمكن أن تقال الكلمة الفاصلة ويقفل باب الصراع الفكري في هذه القضية على أسس علمية سليمة بعيدة عن منطق الهوى المتجرد.
هذا، ونظرا لأنني بتوفيق الله وعون منه أخذت على عاتقي محاولة تأصيل هذه الكلمات المقول بأعجميتها كما سيتضح فيما بعد. ورغم الصعوبة البالغة التي لاقيتها في تأصيل هذه الكلمات، فإنني توصلت بحمد الله إلى نتيجة أستطيع من خلالها أن أجزم بوقوع المعرّب في القرآن الكريم.
فأقول: وبعد خلاف بين العلماء طال أمده لمدة تزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمان، فإنني اليوم أجيء لأحسم هذا الخلاف، مؤكدا وقبل كل شيء: أن علماءنا الفضلاء لا شك أن عذرهم كان معهم طوال هذه الفترة حيث إن علم اللغة المقارن لم يظهر إلا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي (1)، ولو أن عالما مفضالا كالإمام الشافعي وأصحاب مذهبه في الإنكار عايشوا هذا الوقت لقالوا بوقوع المعرب في القرآن الكريم بل ونادوا بذلك؟!
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع: علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي ص 53وما بعدها.(1/121)
بعد هذه المقدمة، فإنني أستسمح إمامنا الشافعي وأبا عبيدة (1) رضوان الله عليهما كي أشرح وجهة نظري لهما ولأصحاب مذهبهما من المعارضين لوقوع المعرب في القرآن الكريم، فأقول: إن من المسلم به لدى جمهور علماء الأمة وفقهائها أن الرسم العثماني توقيفي لا تجوز مخالفته (2). وإذا كان الأمر كذلك فما الحكمة من كتابة بعض الكلمات في المصحف الشريف بصورة تخالف ما عليه أصول الخط العربي؟!!
مثال ذلك: كلمة (حرام) لماذا كتبت في المصحف بدون ألف؟! وكلمة (مشكاة) لماذا كتبت بالواو بعد الكاف؟! وكلمة (صلاة) لماذا كتبت بالواو بعد اللام.
أقول: كل هذا لحكمة، وهي إثبات ورود المعرّب في القرآن الكريم!
فكلمة (حرام) مثلا كتبت بدون ألف نظرا لأنها مأخوذة من الكلمة الحبشية (حرم) بدون ألف والتي تعني في هذا اللسان: وجب، والمتمشي مع السياق القرآني، والله أعلم بمراده (3).
وكلمة (مشكاة) مثلا رسم المقطع الثاني بالواو، فكتبت هكذا (مشكوة) نظرا لأنها في العربية مأخوذة من الكلمة الحبشية:، والتي
__________
(1) أبو عبيدة: معمر بن المثنى (ت 228). راجع ترجمته في كتاب: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: للفيروزآبادي، ص 224، ط أولى جمعية إحياء التراث الإسلامي.
(2) لمزيد من التفصيل راجع: الصاحبي: لابن فارس (ت 395هـ) تحقيق السيد أحمد صقر ص 10 وما بعدها، ط عيسى البابي الحلبي 1977ميلادي. والبرهان في علوم القرآن: للإمام الزركشي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، 1/ 376، وما بعدها، ط. ثانية عيسى البابي الحلبي.
والرسم العثماني ولماذا ينفرد به المصحف؟ للأستاذ عبد الكريم الخطيب، مقال منشور بمجلة الوعي الإسلامي السنة السابعة، العدد 82غرة شوال 1391هـ، ص 3429.
ومناهل العرفان في علوم القرآن: للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني 1/ 379وما بعدها. كما راجع: مجلة المورد: المجلد الخامس عشر العدد الرابع 1407هـ، بحث بعنوان: موازنة بين المصحف والنقوش العربية القديمة: د. غانم قدوري حمد، ص 4427.
(3) راجع: ص 113من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/122)
بعد هذه المقدمة، فإنني أستسمح إمامنا الشافعي وأبا عبيدة (1) رضوان الله عليهما كي أشرح وجهة نظري لهما ولأصحاب مذهبهما من المعارضين لوقوع المعرب في القرآن الكريم، فأقول: إن من المسلم به لدى جمهور علماء الأمة وفقهائها أن الرسم العثماني توقيفي لا تجوز مخالفته (2). وإذا كان الأمر كذلك فما الحكمة من كتابة بعض الكلمات في المصحف الشريف بصورة تخالف ما عليه أصول الخط العربي؟!!
مثال ذلك: كلمة (حرام) لماذا كتبت في المصحف بدون ألف؟! وكلمة (مشكاة) لماذا كتبت بالواو بعد الكاف؟! وكلمة (صلاة) لماذا كتبت بالواو بعد اللام.
أقول: كل هذا لحكمة، وهي إثبات ورود المعرّب في القرآن الكريم!
فكلمة (حرام) مثلا كتبت بدون ألف نظرا لأنها مأخوذة من الكلمة الحبشية (حرم) بدون ألف والتي تعني في هذا اللسان: وجب، والمتمشي مع السياق القرآني، والله أعلم بمراده (3).
وكلمة (مشكاة) مثلا رسم المقطع الثاني بالواو، فكتبت هكذا (مشكوة) نظرا لأنها في العربية مأخوذة من الكلمة الحبشية:، والتي
__________
(1) أبو عبيدة: معمر بن المثنى (ت 228). راجع ترجمته في كتاب: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: للفيروزآبادي، ص 224، ط أولى جمعية إحياء التراث الإسلامي.
(2) لمزيد من التفصيل راجع: الصاحبي: لابن فارس (ت 395هـ) تحقيق السيد أحمد صقر ص 10 وما بعدها، ط عيسى البابي الحلبي 1977ميلادي. والبرهان في علوم القرآن: للإمام الزركشي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، 1/ 376، وما بعدها، ط. ثانية عيسى البابي الحلبي.
والرسم العثماني ولماذا ينفرد به المصحف؟ للأستاذ عبد الكريم الخطيب، مقال منشور بمجلة الوعي الإسلامي السنة السابعة، العدد 82غرة شوال 1391هـ، ص 3429.
ومناهل العرفان في علوم القرآن: للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني 1/ 379وما بعدها. كما راجع: مجلة المورد: المجلد الخامس عشر العدد الرابع 1407هـ، بحث بعنوان: موازنة بين المصحف والنقوش العربية القديمة: د. غانم قدوري حمد، ص 4427.
(3) راجع: ص 113من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/122)
أصلها: والمحركة بالضم الممدود فكتبت بالواو دلالة على أصلها الحبشي، والله أعلم بمراده (1).
أما كلمة (صلاة): كتبت بالواو بعد اللام نظرا لأنها من الكلمة السريانية: صلوتا:، بالواو (2)!
هذا، ولقد وجدت أن للقراءات القرآنية دخلا أيضا في تأكيد وقوع المعرب في القرآن الكريم بالإضافة إلى ما ذكرت حيث إن بعض القراءات توافق الصورة الأصلية للكلمة المعربة في لغتها فمثلا كلمة (قيّوم) قرأها ابن مسعود كما ورد في كتاب المصاحف للسجستاني ص 59: (القيّام)، وهذا يوافق الكلمة في أصل لغتها وهي الآرامية حيث إنها في هذه اللغة بالفتحة الممدودة، وتنطق: (3).
مما سبق يتضح: أن ورود مثل هذه الكلمات بهذه الصورة، لدليل قاطع على أنها معرّبة، وقد وردت في القرآن بنفس صورتها في لغتها الأصلية، وهذا سر يضاف إلى أسرار إعجازه ولعله كشف اليوم ليحسم الموقف في قضية طالما احتدم حولها النقاش والخلاف، وبالله التوفيق.
__________
(1) انظر: ص 231من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل. وقارن ب: البرهان: للزركشي 1/ 409، 410.
(2) راجع: ص 180من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل. وقارن ب: البرهان: للزركشي 1/ 409، 410.
(3) راجع: التطور النحوي للغة العربية: ص 224وهامشها. كما راجع ص 214من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/123)
أصلها: والمحركة بالضم الممدود فكتبت بالواو دلالة على أصلها الحبشي، والله أعلم بمراده (1).
أما كلمة (صلاة): كتبت بالواو بعد اللام نظرا لأنها من الكلمة السريانية: صلوتا:، بالواو (2)!
هذا، ولقد وجدت أن للقراءات القرآنية دخلا أيضا في تأكيد وقوع المعرب في القرآن الكريم بالإضافة إلى ما ذكرت حيث إن بعض القراءات توافق الصورة الأصلية للكلمة المعربة في لغتها فمثلا كلمة (قيّوم) قرأها ابن مسعود كما ورد في كتاب المصاحف للسجستاني ص 59: (القيّام)، وهذا يوافق الكلمة في أصل لغتها وهي الآرامية حيث إنها في هذه اللغة بالفتحة الممدودة، وتنطق: (3).
مما سبق يتضح: أن ورود مثل هذه الكلمات بهذه الصورة، لدليل قاطع على أنها معرّبة، وقد وردت في القرآن بنفس صورتها في لغتها الأصلية، وهذا سر يضاف إلى أسرار إعجازه ولعله كشف اليوم ليحسم الموقف في قضية طالما احتدم حولها النقاش والخلاف، وبالله التوفيق.
__________
(1) انظر: ص 231من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل. وقارن ب: البرهان: للزركشي 1/ 409، 410.
(2) راجع: ص 180من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل. وقارن ب: البرهان: للزركشي 1/ 409، 410.
(3) راجع: التطور النحوي للغة العربية: ص 224وهامشها. كما راجع ص 214من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/123)
المبحث الثالث شبهات وأباطيل حول: المعرّب في القرآن الكريم
لا شك أن أعداء الإسلام يصلون ليلهم بنهارهم جريا وراء التشكيك في الإسلام، وتشويه صورته طمسا للحقائق وإفسادا للعقائد، ونيلا من صاحب الرسالة العظمى محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
وقضية المعرب في القرآن الكريم، كانت نغمة كثيرا ما رددت على قيثارة أعداء الإسلام من الصليبيين الحاقدين، والغربيين المتعصبين.
فلقد قلبوا الحقائق، واتهموا فقهاء اللغة العربية القائلين بعدم ورود المعرب في القرآن، بالتعصب والعنصرية؟!! بل وادعى بعضهم زورا وبهتانا أن ورود المعرب في القرآن الكريم من باب التعجيز لا الإعجاز؟!!
وكان بطلا هذه المسرحية: الخوري حداد في كتابه الموسوم: «نظم القرآن والكتاب» (1). والدكتور لويس عوض في كتابه: «مقدمة في فقه اللغة العربية» (2).
__________
(1) وهذا الكتاب جزء من أربعة أجزاء كتبها الخوري حداد تحت عنوان «دروس قرآنية». ولم يذكر المؤلف اسم المطبعة التي طبع الكتاب فيها ولا التاريخ. والجزء الأول يحمل عنوان: «الإنجيل والقرآن». أما الثاني والثالث فتحت عنوان: «الكتاب في القرآن» ويعني بالكتاب هنا التوراة. وقد رد على هذا المغرض الأستاذ محمد عزة دروزة في كتابه «القرآن والمبشرون».
(2) وهو كتاب مليء بالأغلاط الدينية واللغوية وقلب الحقائق وقد خصص أ. د، عبد الغفار حامد هلال كتابه القيم «أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل» للرد عليه، وإبطال كيده ومزاعمه.(1/125)
المبحث الثالث شبهات وأباطيل حول: المعرّب في القرآن الكريم
لا شك أن أعداء الإسلام يصلون ليلهم بنهارهم جريا وراء التشكيك في الإسلام، وتشويه صورته طمسا للحقائق وإفسادا للعقائد، ونيلا من صاحب الرسالة العظمى محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
وقضية المعرب في القرآن الكريم، كانت نغمة كثيرا ما رددت على قيثارة أعداء الإسلام من الصليبيين الحاقدين، والغربيين المتعصبين.
فلقد قلبوا الحقائق، واتهموا فقهاء اللغة العربية القائلين بعدم ورود المعرب في القرآن، بالتعصب والعنصرية؟!! بل وادعى بعضهم زورا وبهتانا أن ورود المعرب في القرآن الكريم من باب التعجيز لا الإعجاز؟!!
وكان بطلا هذه المسرحية: الخوري حداد في كتابه الموسوم: «نظم القرآن والكتاب» (1). والدكتور لويس عوض في كتابه: «مقدمة في فقه اللغة العربية» (2).
__________
(1) وهذا الكتاب جزء من أربعة أجزاء كتبها الخوري حداد تحت عنوان «دروس قرآنية». ولم يذكر المؤلف اسم المطبعة التي طبع الكتاب فيها ولا التاريخ. والجزء الأول يحمل عنوان: «الإنجيل والقرآن». أما الثاني والثالث فتحت عنوان: «الكتاب في القرآن» ويعني بالكتاب هنا التوراة. وقد رد على هذا المغرض الأستاذ محمد عزة دروزة في كتابه «القرآن والمبشرون».
(2) وهو كتاب مليء بالأغلاط الدينية واللغوية وقلب الحقائق وقد خصص أ. د، عبد الغفار حامد هلال كتابه القيم «أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل» للرد عليه، وإبطال كيده ومزاعمه.(1/125)
وسوف نتناول هذه الشبهات والأباطيل بالرد عليها بعد تفنيدها وتعريتها وفضح أصحابها حتى ندفع الشبهة عن القرآن ولغته، ونعيد الحق إلى نصابه بالأدلة والبراهين وبذلك نلقم الحجر لكل مفتر أثيم.
أولا شبهات الخوري حداد:
لقد تعرض الرافعي رحمه الله في كتابه «إعجاز القرآن» لبيان معنى الغريب في القرآن فقال: «في القرآن ألفاظ اصطلح العلماء على تسميتها بالغرائب وليس المراد بغرابتها أنها منكرة أو نافرة أو شاذة، فإن القرآن الكريم منزه عن هذا جميعه، وإنما اللفظة الغريبة هاهنا هي التي تكون حسنة مستغربة في التأويل بحيث لا يتساوى في العلم بها أهلها وسائر الناس» (1).
غير أن الخوري حداد اتخذ من غريب القرآن وسيلة للطعن في إعجازه وخروجه عن الفصاحة وحسن البيان، بل ورأى في وجوده تناقضا مع نزول القرآن بلغة قريش؟!.
يقول الخوري حداد في كتابه «نظم القرآن والكتاب» بعد أن نقل عن الرافعي ما ذكره في معنى الغريب، وعن السيوطي ما أورده من الكلمات التي ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسيرا لها. قال: «غريب القرآن هذا مشكل في مصادره وفي مدى إعجازه».
ثم أخذ يصور هذا الإشكال بقوله: «قد نزل القرآن بلسان قومه لينذر أم القرى وما حولها، فمن أين جاءه؟ هل من مصادر في البيئة التي جاء فيها من اللغات الدينية: العبرية والسريانية والحبشية، التي كانت قائمة بين ظهرانيهم
__________
(1) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: مصطفى صادق الرافعي، ص 71، الطبعة الثامنة دار الكتاب العربي ببيروت. د. ت.(1/126)
وسوف نتناول هذه الشبهات والأباطيل بالرد عليها بعد تفنيدها وتعريتها وفضح أصحابها حتى ندفع الشبهة عن القرآن ولغته، ونعيد الحق إلى نصابه بالأدلة والبراهين وبذلك نلقم الحجر لكل مفتر أثيم.
أولا شبهات الخوري حداد:
لقد تعرض الرافعي رحمه الله في كتابه «إعجاز القرآن» لبيان معنى الغريب في القرآن فقال: «في القرآن ألفاظ اصطلح العلماء على تسميتها بالغرائب وليس المراد بغرابتها أنها منكرة أو نافرة أو شاذة، فإن القرآن الكريم منزه عن هذا جميعه، وإنما اللفظة الغريبة هاهنا هي التي تكون حسنة مستغربة في التأويل بحيث لا يتساوى في العلم بها أهلها وسائر الناس» (1).
غير أن الخوري حداد اتخذ من غريب القرآن وسيلة للطعن في إعجازه وخروجه عن الفصاحة وحسن البيان، بل ورأى في وجوده تناقضا مع نزول القرآن بلغة قريش؟!.
يقول الخوري حداد في كتابه «نظم القرآن والكتاب» بعد أن نقل عن الرافعي ما ذكره في معنى الغريب، وعن السيوطي ما أورده من الكلمات التي ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسيرا لها. قال: «غريب القرآن هذا مشكل في مصادره وفي مدى إعجازه».
ثم أخذ يصور هذا الإشكال بقوله: «قد نزل القرآن بلسان قومه لينذر أم القرى وما حولها، فمن أين جاءه؟ هل من مصادر في البيئة التي جاء فيها من اللغات الدينية: العبرية والسريانية والحبشية، التي كانت قائمة بين ظهرانيهم
__________
(1) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: مصطفى صادق الرافعي، ص 71، الطبعة الثامنة دار الكتاب العربي ببيروت. د. ت.(1/126)
للصلاة وقراءة الكتاب المقدس؟ أم هل من سائر اللغات العربية غير الحجازية التي انتشر فيها القرآن بسبعة أحرف؟.
قد يكون هذا وذاك، وقد يكون أسلوبا منه لتعجيزهم بغريب القرآن» (1).
ونقول مستعينين بالله في كشف هذا الزيف الذي لفقه والجهل الذي تمثل به: (2)
1 - إن هذا الإشكال الذي صوره عن مصدر الغريب، يتنافى أولا وقبل كل شيء مع بديهيات الأمور المسلمة التي لا تحتاج في إثباتها إلى دليل ذلك أنه من المعلوم عدم تساوي جميع أفراد أمة من الأمم بمعرفة ما في لغتها من المفردات، وما لها من الدلالات الأصلية حالة الإفراد، وما يتبعها من الدلالات الفرعية حالة التركيب، يتطلبها السياق، حتى يكون العامي ومن لا حظ له من العلم هو والمثقف والعالم النحرير، على درجة واحدة في العلم باللغة، دون أن يخفى عليه شيء من أدبها، فلا يكون بحاجة إلى الاستفسار عن كلمة واحدة إذا ما وضع تراثها أمامه أو ألقي على مسمع منه.
واللغة العربية شأن سائر اللغات، لا يتساوى جميع أهلها بمعرفة كل ما دون فيها من تراثها.
2 - من الواضح المسلم به أيضا أن كل لغة من اللغات تتألف من عدد من اللهجات تختلف فيما بينها في كيفية النطق باللغة الواحدة وفي بعض القواعد اللغوية وفي مدلولات بعض الألفاظ التي نلاحظ اختلافها من لهجة إلى أخرى (3) واختلافها عن اللغة الفصحى التي يشتهر أمرها بين
__________
(1) نظم القرآن والكتاب: الخوري حداد، ص 116 (بدون طباعة وتاريخ).
(2) انظر: لغة القرآن الكريم: د. عبد الجليل عبد الرحيم، ص 405399.
(3) حول مظاهر الخلاف في النطق، راجع: في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس ص 19، الطبعة السادسة الأنجلو المصرية.(1/127)
للصلاة وقراءة الكتاب المقدس؟ أم هل من سائر اللغات العربية غير الحجازية التي انتشر فيها القرآن بسبعة أحرف؟.
قد يكون هذا وذاك، وقد يكون أسلوبا منه لتعجيزهم بغريب القرآن» (1).
ونقول مستعينين بالله في كشف هذا الزيف الذي لفقه والجهل الذي تمثل به: (2)
1 - إن هذا الإشكال الذي صوره عن مصدر الغريب، يتنافى أولا وقبل كل شيء مع بديهيات الأمور المسلمة التي لا تحتاج في إثباتها إلى دليل ذلك أنه من المعلوم عدم تساوي جميع أفراد أمة من الأمم بمعرفة ما في لغتها من المفردات، وما لها من الدلالات الأصلية حالة الإفراد، وما يتبعها من الدلالات الفرعية حالة التركيب، يتطلبها السياق، حتى يكون العامي ومن لا حظ له من العلم هو والمثقف والعالم النحرير، على درجة واحدة في العلم باللغة، دون أن يخفى عليه شيء من أدبها، فلا يكون بحاجة إلى الاستفسار عن كلمة واحدة إذا ما وضع تراثها أمامه أو ألقي على مسمع منه.
واللغة العربية شأن سائر اللغات، لا يتساوى جميع أهلها بمعرفة كل ما دون فيها من تراثها.
2 - من الواضح المسلم به أيضا أن كل لغة من اللغات تتألف من عدد من اللهجات تختلف فيما بينها في كيفية النطق باللغة الواحدة وفي بعض القواعد اللغوية وفي مدلولات بعض الألفاظ التي نلاحظ اختلافها من لهجة إلى أخرى (3) واختلافها عن اللغة الفصحى التي يشتهر أمرها بين
__________
(1) نظم القرآن والكتاب: الخوري حداد، ص 116 (بدون طباعة وتاريخ).
(2) انظر: لغة القرآن الكريم: د. عبد الجليل عبد الرحيم، ص 405399.
(3) حول مظاهر الخلاف في النطق، راجع: في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس ص 19، الطبعة السادسة الأنجلو المصرية.(1/127)
الجميع فكثير من ألفاظ اللغة الرسمية ما هو قليل الاستعمال في بعض لهجاتها، بل إن منها ما هو مهجور الاستعمال إلا حينما يريد الواحد منهم أن يرتفع عن نطاق لهجته المحلية.
وهذا سبب مهم في خفاء بعض ألفاظ اللغة الرسمية على كثير من الدهماء. واللغة العربية كانت تتألف من عدة لهجات قبل نزول القرآن الكريم، تختلف كل منها عن الأخرى قليلا أو كثيرا حسب عوامل الاتصال فيما بينها.
ومن المسلم به لدى علماء اللغة أن هذه اللهجات قد أخذت تتقارب كثيرا بفضل نشاط عوامل الاتصال فيما بينها، حتى توحدت في تلك اللغة الأدبية التي أخذت محاسن ما في هذه اللهجات، ولفظت كل مستكره ومستبشع، وقد تمثلت هذه اللغة في لهجة قريش لما كان لها من الأثر الأكبر في توحيد هذه اللهجات ولذلك فإن القرآن قد نزل أول ما نزل بها، ثم أذن الله بقراءته على سبعة أحرف بعد دخول غيرها من القبائل في الإسلام (1).
3 - وإذا كانت هذه الألفاظ التي نسبها العلماء دون تحقيق إلى هذه اللهجات المختلفة وهي بلا شك أفصح ما فيها فكيف لا تكون معروفة في هذه اللغة التي جمعت محاسن هذه اللهجات، ثم إن الذي نص عليه العلماء، ووضحوه، كما أشرنا من أنه لا تنافي بين كون هذه الألفاظ من لهجات أخرى غير لهجة قريش وبين نزول القرآن بلغة قريش لأن هذه الألفاظ وإن كانت أصلا في لهجات غيرها، إلا أنها قد أدخلتها في لغتها واستعملتها في لسانها حتى غدت من صميم لغتها.
ولو كان عند هذا الخوري شيء من الاطلاع، وكان الحق قصده لما رأى هذا التناقض بين نزول القرآن بلغة قريش وبين ما ذكره العلماء من ألفاظ نسبوها
__________
(1) لمزيد من التفصيل: راجع: في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس، ص 43وما بعدها.
وراجع: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 66، 67، ط. العاشرة دار العلم للملايين سنة 1982ميلادي.(1/128)
الجميع فكثير من ألفاظ اللغة الرسمية ما هو قليل الاستعمال في بعض لهجاتها، بل إن منها ما هو مهجور الاستعمال إلا حينما يريد الواحد منهم أن يرتفع عن نطاق لهجته المحلية.
وهذا سبب مهم في خفاء بعض ألفاظ اللغة الرسمية على كثير من الدهماء. واللغة العربية كانت تتألف من عدة لهجات قبل نزول القرآن الكريم، تختلف كل منها عن الأخرى قليلا أو كثيرا حسب عوامل الاتصال فيما بينها.
ومن المسلم به لدى علماء اللغة أن هذه اللهجات قد أخذت تتقارب كثيرا بفضل نشاط عوامل الاتصال فيما بينها، حتى توحدت في تلك اللغة الأدبية التي أخذت محاسن ما في هذه اللهجات، ولفظت كل مستكره ومستبشع، وقد تمثلت هذه اللغة في لهجة قريش لما كان لها من الأثر الأكبر في توحيد هذه اللهجات ولذلك فإن القرآن قد نزل أول ما نزل بها، ثم أذن الله بقراءته على سبعة أحرف بعد دخول غيرها من القبائل في الإسلام (1).
3 - وإذا كانت هذه الألفاظ التي نسبها العلماء دون تحقيق إلى هذه اللهجات المختلفة وهي بلا شك أفصح ما فيها فكيف لا تكون معروفة في هذه اللغة التي جمعت محاسن هذه اللهجات، ثم إن الذي نص عليه العلماء، ووضحوه، كما أشرنا من أنه لا تنافي بين كون هذه الألفاظ من لهجات أخرى غير لهجة قريش وبين نزول القرآن بلغة قريش لأن هذه الألفاظ وإن كانت أصلا في لهجات غيرها، إلا أنها قد أدخلتها في لغتها واستعملتها في لسانها حتى غدت من صميم لغتها.
ولو كان عند هذا الخوري شيء من الاطلاع، وكان الحق قصده لما رأى هذا التناقض بين نزول القرآن بلغة قريش وبين ما ذكره العلماء من ألفاظ نسبوها
__________
(1) لمزيد من التفصيل: راجع: في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس، ص 43وما بعدها.
وراجع: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 66، 67، ط. العاشرة دار العلم للملايين سنة 1982ميلادي.(1/128)
إلى غير لغة قريش، ولكن الهوى يضل ويعمي ويحجب عن العين نور الحقيقة، وإن كان أظهر من الشمس في كبد السماء!
4 - ومع جلاء هذه الحقيقة التي جهلها الخوري أو تجاهلها، نراه يزعم أن وجود هذا الغريب في القرآن الكريم هو من قبيل التعجيز لا من قبيل الإعجاز. فيقول: هل في هذا التعجيز إعجاز؟ هل إعجازهم لغريب اللغة «المستغربة في التأويل» إعجاز في الفصاحة وفي البيان والتبيين؟
حتى كان ابن عباس ترجمان القرآن، ذلك المعجم اللغوي الحيّ الذي كانوا يرجعون إليه بعد النبي يقول: كل القرآن أعلمه إلا أربعا: غسلين، وحنانا، وأواه، والرقيم. وحتى يسأل أبو بكر الصديق عن معنى قوله:
«وفاكهة وأبّا» فيقول: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
ثم يقول: إذا كان في القرآن سبعمائة لفظة خرجت عن وضعها الأصلي في لغة العرب عند أئمة الصحابة «مستغربة في التأويل»، وإذا كان اللسان العربي لا يستبينه أهله والمقربون إلى النبي فكيف يكون فصيحا في لسانه بليغا في بيانه؟.
نقول مجيبين عليه: إن في هذا الذي ذكره خلطا كبيرا، وتحريفا للكلم عن مواضعه من أجل الوصول إلى غايته في التشكيك في إعجاز القرآن وروعة ما فيه من البيان الذي أقر به الأعداء.
فنراه يردد هذه الكلمة «المستغربة في التأويل» التي اقتطعها من كلام الرافعي مع أنها في سياق كلامه لا تفيد ما جاء بها لأجله، فهي من كلام الرافعي لا تفيد أكثر من أن هذه اللفظة فيها دقة في الدلالة على المعنى المراد فيها، هو خلاف المعنى المتبادر منها لأول وهلة وإن كان هذا المعنى من جملة ما تشتمله الكلمة وتدل عليه.(1/129)
إلى غير لغة قريش، ولكن الهوى يضل ويعمي ويحجب عن العين نور الحقيقة، وإن كان أظهر من الشمس في كبد السماء!
4 - ومع جلاء هذه الحقيقة التي جهلها الخوري أو تجاهلها، نراه يزعم أن وجود هذا الغريب في القرآن الكريم هو من قبيل التعجيز لا من قبيل الإعجاز. فيقول: هل في هذا التعجيز إعجاز؟ هل إعجازهم لغريب اللغة «المستغربة في التأويل» إعجاز في الفصاحة وفي البيان والتبيين؟
حتى كان ابن عباس ترجمان القرآن، ذلك المعجم اللغوي الحيّ الذي كانوا يرجعون إليه بعد النبي يقول: كل القرآن أعلمه إلا أربعا: غسلين، وحنانا، وأواه، والرقيم. وحتى يسأل أبو بكر الصديق عن معنى قوله:
«وفاكهة وأبّا» فيقول: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
ثم يقول: إذا كان في القرآن سبعمائة لفظة خرجت عن وضعها الأصلي في لغة العرب عند أئمة الصحابة «مستغربة في التأويل»، وإذا كان اللسان العربي لا يستبينه أهله والمقربون إلى النبي فكيف يكون فصيحا في لسانه بليغا في بيانه؟.
نقول مجيبين عليه: إن في هذا الذي ذكره خلطا كبيرا، وتحريفا للكلم عن مواضعه من أجل الوصول إلى غايته في التشكيك في إعجاز القرآن وروعة ما فيه من البيان الذي أقر به الأعداء.
فنراه يردد هذه الكلمة «المستغربة في التأويل» التي اقتطعها من كلام الرافعي مع أنها في سياق كلامه لا تفيد ما جاء بها لأجله، فهي من كلام الرافعي لا تفيد أكثر من أن هذه اللفظة فيها دقة في الدلالة على المعنى المراد فيها، هو خلاف المعنى المتبادر منها لأول وهلة وإن كان هذا المعنى من جملة ما تشتمله الكلمة وتدل عليه.(1/129)
ثم إن الروايات التي ذكرها نقلا عن الإتقان، وأتبعها بالتعقيب عليها بأن في القرآن سبعمائة لفظة مستغربة في التأويل عند أئمة الصحابة. نقول: هذا من جملة الخلط الذي وقع فيه والتحريف الذي ارتكبه، والذي ذكر هذا العدد هو الرافعي حيث قال: «وجملة ما عدوه من ذلك في القرآن كله: سبعمائة لفظة أو تزيد قليلا، جميعها روي تفسيره بالسند الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما» (1).
ولم يوجد ذكر في كلام الرافعي على أن هذا العدد قد خفي على الصحابة فضلا عن أئمتهم حتى ولا إشارة يفهم منها ذلك، بل الذي يفيده كلام الرافعي:
أن الحاجة قد دعت في زمن ابن عباس إلى توضيح هذه المفردات، وضروري أن تزداد الحاجة في زمنه إلى تفسير هذه المفردات فقد كثر الموالي في زمنه، ودخل في الإسلام من غير العرب أعداد كبيرة، وأدى اختلاطهم بالعرب إلى فساد الملكة اللغوية عند العرب أنفسهم، تلك التي كانت أكبر معين لهم على فهم آيات القرآن وتذوق جمال أسلوبه وسر إعجازه، فالحاجة إلى التفسير اللغوي قد زادت في زمانه الأمر الذي كان وراء اشتهاره من بين الصحابة بتفسير القرآن، وإن كان غيره من أئمتهم من هو أكبر منه علما وأوسع فهما خصوصا علي بن أبي طالب الذي أخذ عنه ابن عباس علمه في التفسير.
أما ابن عباس نفسه فلم تخف عليه هذه الألفاظ بدليل أنه فسرها، وأيضا فإن الرواية التي ذكرها تثبت ذلك لأن الذي خفي عليه أربعة ألفاظ فقط، على أنه قد روي عنه تفسيرها أيضا بالطرق الصحيحة، وفي هذا ما يدل على أنه قد عرف معناها بعد أن توقف فيها. أما غيره من أئمة الصحابة والمقربين من الرسول صلى الله عليه وسلم فكذلك لأن ابن عباس لم يفسر لهم هذه المفردات الغريبة، بل من المعلوم أن ابن عباس رضي الله عنه كان يرجع إليهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتلقى عنهم ويتتلمذ على
__________
(1) إعجاز القرآن: للرافعي، ص 71.(1/130)
ثم إن الروايات التي ذكرها نقلا عن الإتقان، وأتبعها بالتعقيب عليها بأن في القرآن سبعمائة لفظة مستغربة في التأويل عند أئمة الصحابة. نقول: هذا من جملة الخلط الذي وقع فيه والتحريف الذي ارتكبه، والذي ذكر هذا العدد هو الرافعي حيث قال: «وجملة ما عدوه من ذلك في القرآن كله: سبعمائة لفظة أو تزيد قليلا، جميعها روي تفسيره بالسند الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما» (1).
ولم يوجد ذكر في كلام الرافعي على أن هذا العدد قد خفي على الصحابة فضلا عن أئمتهم حتى ولا إشارة يفهم منها ذلك، بل الذي يفيده كلام الرافعي:
أن الحاجة قد دعت في زمن ابن عباس إلى توضيح هذه المفردات، وضروري أن تزداد الحاجة في زمنه إلى تفسير هذه المفردات فقد كثر الموالي في زمنه، ودخل في الإسلام من غير العرب أعداد كبيرة، وأدى اختلاطهم بالعرب إلى فساد الملكة اللغوية عند العرب أنفسهم، تلك التي كانت أكبر معين لهم على فهم آيات القرآن وتذوق جمال أسلوبه وسر إعجازه، فالحاجة إلى التفسير اللغوي قد زادت في زمانه الأمر الذي كان وراء اشتهاره من بين الصحابة بتفسير القرآن، وإن كان غيره من أئمتهم من هو أكبر منه علما وأوسع فهما خصوصا علي بن أبي طالب الذي أخذ عنه ابن عباس علمه في التفسير.
أما ابن عباس نفسه فلم تخف عليه هذه الألفاظ بدليل أنه فسرها، وأيضا فإن الرواية التي ذكرها تثبت ذلك لأن الذي خفي عليه أربعة ألفاظ فقط، على أنه قد روي عنه تفسيرها أيضا بالطرق الصحيحة، وفي هذا ما يدل على أنه قد عرف معناها بعد أن توقف فيها. أما غيره من أئمة الصحابة والمقربين من الرسول صلى الله عليه وسلم فكذلك لأن ابن عباس لم يفسر لهم هذه المفردات الغريبة، بل من المعلوم أن ابن عباس رضي الله عنه كان يرجع إليهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتلقى عنهم ويتتلمذ على
__________
(1) إعجاز القرآن: للرافعي، ص 71.(1/130)
أيديهم. وأما الذي تتلمذ على يد ابن عباس وبطريقهم وصل لنا هذا المروي فهم جماعة من التابعين (1).
بعد هذا كله، أليس من خطل الرأي والحماقة أن يزعم هذا الخوري: أن القرآن العربي المبين لم يكن متبينا عند أهله، وبالتالي لا يكون فصيحا في لسانه بليغا في بيانه؟! {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوََاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلََّا كَذِباً} (2).
هذا، وقد جعل الخوري حداد ما سبق بيانه كمقدمة يستطيع أن يدلف منها إلى قضية المعرب في القرآن الكريم، محاولا أن ينفث فيها سمومه، فهو يستهل الحديث عنها بقوله: «ومن أغرب ما في غريب القرآن ما وقع فيه بغير لغة العرب» (3).
وبعد أن يثبت الكلمات المعربة في القرآن التي ذكرها السيوطي في الإتقان، وينقل عنه اختلاف العلماء في وقوع المعرب في القرآن، نراه يعتمد قول من ذهب إلى وقوعه بعد أن دخل العربية، وعرف عند أهلها قبل نزول القرآن الكريم، وإن كان يستنتج منه ما لا يتحمله أو يقيده. استمع إليه وهو يقول: «فهي إذن دخيلة على العربية وليست أصيلة فيها، والبليغ لا يستعمل الدخيل إذا كان في لغته غنى عنه لذلك نقول: ألم يكن في العربية الفصحى مفردات تقوم مقام هذه الألفاظ الدخيلة على لغة القرآن والعربية؟ هل لغتها أفصح من مثيلاتها العربية؟ وهل هذا الكلم الدخيل أبلغ من مثيله العربي في البيان والتبيين؟ وهل اقتضى إعجاز القرآن استعمالها لأنه لا يمكن أن ينزل منزلتها في العربية لفظ؟ عد إلى الألفاظ وقابلها بأمثالها العربية تجد الجواب
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع: ظاهرة الغريب في اللغة العربية: د. حسن محمد تقي سعيد ج 1، ص 9895 (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بكلية الآداب جامعة عين شمس، تحت رقم 28238).
(2) سورة الكهف، الآية: 5.
(3) نظم القرآن والكتاب: الخوري حداد، ص 141.(1/131)
أيديهم. وأما الذي تتلمذ على يد ابن عباس وبطريقهم وصل لنا هذا المروي فهم جماعة من التابعين (1).
بعد هذا كله، أليس من خطل الرأي والحماقة أن يزعم هذا الخوري: أن القرآن العربي المبين لم يكن متبينا عند أهله، وبالتالي لا يكون فصيحا في لسانه بليغا في بيانه؟! {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوََاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلََّا كَذِباً} (2).
هذا، وقد جعل الخوري حداد ما سبق بيانه كمقدمة يستطيع أن يدلف منها إلى قضية المعرب في القرآن الكريم، محاولا أن ينفث فيها سمومه، فهو يستهل الحديث عنها بقوله: «ومن أغرب ما في غريب القرآن ما وقع فيه بغير لغة العرب» (3).
وبعد أن يثبت الكلمات المعربة في القرآن التي ذكرها السيوطي في الإتقان، وينقل عنه اختلاف العلماء في وقوع المعرب في القرآن، نراه يعتمد قول من ذهب إلى وقوعه بعد أن دخل العربية، وعرف عند أهلها قبل نزول القرآن الكريم، وإن كان يستنتج منه ما لا يتحمله أو يقيده. استمع إليه وهو يقول: «فهي إذن دخيلة على العربية وليست أصيلة فيها، والبليغ لا يستعمل الدخيل إذا كان في لغته غنى عنه لذلك نقول: ألم يكن في العربية الفصحى مفردات تقوم مقام هذه الألفاظ الدخيلة على لغة القرآن والعربية؟ هل لغتها أفصح من مثيلاتها العربية؟ وهل هذا الكلم الدخيل أبلغ من مثيله العربي في البيان والتبيين؟ وهل اقتضى إعجاز القرآن استعمالها لأنه لا يمكن أن ينزل منزلتها في العربية لفظ؟ عد إلى الألفاظ وقابلها بأمثالها العربية تجد الجواب
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع: ظاهرة الغريب في اللغة العربية: د. حسن محمد تقي سعيد ج 1، ص 9895 (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بكلية الآداب جامعة عين شمس، تحت رقم 28238).
(2) سورة الكهف، الآية: 5.
(3) نظم القرآن والكتاب: الخوري حداد، ص 141.(1/131)
الحق من سليقتك، فتجد أنها جاءت من باب التعجيز لا من باب الإعجاز» (1).
وإذ قد بينا فيما سبق مدى الجهل الذي وقع فيه الخوري حداد، وحاول دون جدوى أن يطمس نور الحقيقة بزيفه وتحريفه، فإن ما تمثل به من الجهل هنا لا يقل عما سبق، وإليك هذه الحقائق الصريحة التي جهلها لنقف على مدى الخلط والباطل الذي اشتمل عليه كلامه، ونسج وهمه وخياله.
نقول: إن تبادل التأثير والتأثر بين اللغات قانون اجتماعي إنساني، وإن اقتراض بعض اللغات من بعض ظاهرة إنسانية أقام عليها فقهاء اللغة المحدثون أدلة لا تحصى والعربية في هذا المضمار ليست بدعا من اللغات الإنسانية، غير أنها تفترق عنها: ببراعتها في تمثلها للكلام الأجنبي، عن طريق صوغه على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءا لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها (2).
ولعل العامل الرئيسي في دخول الكلام الأعجمي في اللغة العربية يرجع إلى: ما أتيح للشعوب الناطقة من قبل الإسلام ومن بعده من فرص الاحتكاك المادي والثقافي والسياسي بالشعوب الأخرى وكان من الضروري نتيجة لهذا الاحتكاك: تبادل المصطلحات العلمية، واقتراض مسميات الأشياء التي توجد في أمة ولا توجد في أخرى منها، مما اضطر العربي حتى يساير موكب الحضارة إلى أن يستخدم اللفظ الأجنبي، بعد ما يطوعه للغته فيعرّبه، وبذلك يصير اللفظ عربيا، يضاف إلى لغته، كما يضم إلى ألفاظ ال. (3)
ولم يزعم أحد أن الألفاظ التي تدخل لغة ما من غيرها ثم تحورها على
__________
(1) نظم القرآن والكتاب: الخوري حداد، ص 144.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 314، 315. وراجع: من أسرار اللغة: د.
إبراهيم أنيس ص 109وما بعدها.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 119، 200، ط. دار نهضة مصر. وفقه اللغة: د.
إبراهيم محمد أبو سكين، ص 43، ط. الأمانة سنة 1404هـ.(1/132)
الحق من سليقتك، فتجد أنها جاءت من باب التعجيز لا من باب الإعجاز» (1).
وإذ قد بينا فيما سبق مدى الجهل الذي وقع فيه الخوري حداد، وحاول دون جدوى أن يطمس نور الحقيقة بزيفه وتحريفه، فإن ما تمثل به من الجهل هنا لا يقل عما سبق، وإليك هذه الحقائق الصريحة التي جهلها لنقف على مدى الخلط والباطل الذي اشتمل عليه كلامه، ونسج وهمه وخياله.
نقول: إن تبادل التأثير والتأثر بين اللغات قانون اجتماعي إنساني، وإن اقتراض بعض اللغات من بعض ظاهرة إنسانية أقام عليها فقهاء اللغة المحدثون أدلة لا تحصى والعربية في هذا المضمار ليست بدعا من اللغات الإنسانية، غير أنها تفترق عنها: ببراعتها في تمثلها للكلام الأجنبي، عن طريق صوغه على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءا لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها (2).
ولعل العامل الرئيسي في دخول الكلام الأعجمي في اللغة العربية يرجع إلى: ما أتيح للشعوب الناطقة من قبل الإسلام ومن بعده من فرص الاحتكاك المادي والثقافي والسياسي بالشعوب الأخرى وكان من الضروري نتيجة لهذا الاحتكاك: تبادل المصطلحات العلمية، واقتراض مسميات الأشياء التي توجد في أمة ولا توجد في أخرى منها، مما اضطر العربي حتى يساير موكب الحضارة إلى أن يستخدم اللفظ الأجنبي، بعد ما يطوعه للغته فيعرّبه، وبذلك يصير اللفظ عربيا، يضاف إلى لغته، كما يضم إلى ألفاظ ال. (3)
ولم يزعم أحد أن الألفاظ التي تدخل لغة ما من غيرها ثم تحورها على
__________
(1) نظم القرآن والكتاب: الخوري حداد، ص 144.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 314، 315. وراجع: من أسرار اللغة: د.
إبراهيم أنيس ص 109وما بعدها.
(3) فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 119، 200، ط. دار نهضة مصر. وفقه اللغة: د.
إبراهيم محمد أبو سكين، ص 43، ط. الأمانة سنة 1404هـ.(1/132)
كيفية النطق عندها، وتجري عليها قوانين لغتها ويستعملها أبناؤها استعمال غيرها من المفردات. لم يزعم أحد أن البليغ إذا أوردها في كلامه تكون محل انتقاد من الآخرين أو تحط من فصاحة اللسان، وتنزل بالكلام عن مرتبة البيان!
بل المعروف الذي صرح به العلماء، أن هذه الألفاظ تختفي مع مرور الزمن في اللغة التي نقلت إليها، وتندرج فيها دون أن يعلم أكثر أهلها أنها دخيلة على لغتهم، ولا يستطيع تمييزها إلا متخصص في علم اللغات، بل ومع صعوبة بالغة!؟
وإذا كانت اللغة العربية من أقل اللغات تأثرا بغيرها إن لم تكن أقلها على الإطلاق، وأثرها في غيرها كثير لا ينكره إلا مكابر، فما بال هذا الخوري لم يتوجه بمثل هذا الاعتراض إلى هذه اللغات العالمية التي دخلتها مئات الألفاظ بل آلافها من لغات كثيرة؟! كم يكون رأيه سخيفا حينما يواجه أدباء أو علماء لغة من هذه اللغات!؟ على أنه لو طبق ما أراده على أية لغة من اللغات لتلاشت من الوجود، وأصبحت لغة أخرى مستقلة تماما على الأولى!
هذا، ولم يصرح أحد من علماء المسلمين بأن القرآن الكريم قد جاء بألفاظ أخرى لم تكن معروفة وقت نزوله بها عند الناطقين بلغة العرب، بل إن القائلين بوقوع المعرّب في القرآن، قد صرحوا بأن هذه الألفاظ قد دخلت اللغة العربية على مر الأزمان قبل نزول القرآن، وأصبحت من صميم لسانهم. ونزول القرآن بلسانهم يقتضي شمول هذه الألفاظ ما دامت فصيحة في لسانهم ليست غريبة عنهم.
فلا مجال إذن لمن عنده ذرة من عقل، أو قليل من فهم، أن يتخذ هذا سبيلا للطعن في فصاحة القرآن وبلاغته، أو يدعي أنه جاء بها تعجيزا لا إعجازا، وهل يا ترى يجد صاحب السليقة السليمة الذي احتكم إليه هذا المغرض أجلى وأوضح من هذه الحقائق التي عرضناها وأسهبنا في كشف اللثام عنها وبيانها؟ كلا(1/133)
كيفية النطق عندها، وتجري عليها قوانين لغتها ويستعملها أبناؤها استعمال غيرها من المفردات. لم يزعم أحد أن البليغ إذا أوردها في كلامه تكون محل انتقاد من الآخرين أو تحط من فصاحة اللسان، وتنزل بالكلام عن مرتبة البيان!
بل المعروف الذي صرح به العلماء، أن هذه الألفاظ تختفي مع مرور الزمن في اللغة التي نقلت إليها، وتندرج فيها دون أن يعلم أكثر أهلها أنها دخيلة على لغتهم، ولا يستطيع تمييزها إلا متخصص في علم اللغات، بل ومع صعوبة بالغة!؟
وإذا كانت اللغة العربية من أقل اللغات تأثرا بغيرها إن لم تكن أقلها على الإطلاق، وأثرها في غيرها كثير لا ينكره إلا مكابر، فما بال هذا الخوري لم يتوجه بمثل هذا الاعتراض إلى هذه اللغات العالمية التي دخلتها مئات الألفاظ بل آلافها من لغات كثيرة؟! كم يكون رأيه سخيفا حينما يواجه أدباء أو علماء لغة من هذه اللغات!؟ على أنه لو طبق ما أراده على أية لغة من اللغات لتلاشت من الوجود، وأصبحت لغة أخرى مستقلة تماما على الأولى!
هذا، ولم يصرح أحد من علماء المسلمين بأن القرآن الكريم قد جاء بألفاظ أخرى لم تكن معروفة وقت نزوله بها عند الناطقين بلغة العرب، بل إن القائلين بوقوع المعرّب في القرآن، قد صرحوا بأن هذه الألفاظ قد دخلت اللغة العربية على مر الأزمان قبل نزول القرآن، وأصبحت من صميم لسانهم. ونزول القرآن بلسانهم يقتضي شمول هذه الألفاظ ما دامت فصيحة في لسانهم ليست غريبة عنهم.
فلا مجال إذن لمن عنده ذرة من عقل، أو قليل من فهم، أن يتخذ هذا سبيلا للطعن في فصاحة القرآن وبلاغته، أو يدعي أنه جاء بها تعجيزا لا إعجازا، وهل يا ترى يجد صاحب السليقة السليمة الذي احتكم إليه هذا المغرض أجلى وأوضح من هذه الحقائق التي عرضناها وأسهبنا في كشف اللثام عنها وبيانها؟ كلا(1/133)
{فَإِنَّهََا لََا تَعْمَى الْأَبْصََارُ وَلََكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [سورة الحج، الآية: 46] (1).
ثانيا دعاوى الدكتور: لويس عوض:
لقد اتهم د. لويس عوض العرب وعلماء العربية، بالقول بعدم وقوع الأعجمي في العربية والقرآن تعصبا وعنصرية؟! وهي دعوى في غاية الخطورة والخبث حيث يجعل العصبية والعنصرية مدخلا للطعن على القرآن واللغة، ويكيل التهم من هذه الزاوية وهو يهدف من وراء هذا إلى وسم الإسلام بالعنصرية والعصبية والإسلام منهما براء (2)، إلى جانب أشياء أخرى سنجليها فيما بعد بمشيئة الله
ولقد انبرى أ. د عبد الغفار حامد هلال (3) لهذا المغرض بالرد عليه، وتوضيح زيفه وضلاله، وذلك بالأدلة الساطعة والبراهين القاطعة التي لا يطاولها الشك ولا الريب.
يقول أ. د. عبد الغفار هلال مفندا مزاعم هذا المغرض وأباطيله: وفي مجال زعمه التعصب للعربية بالقول بخلوها من الأعجمي ذكر أن «دعاة السيادة العربية كما يقول كانوا حريصين أشد الحرص على إثبات نقاء لغة القرآن من كل كلمة أعجمية، أما الشعوبيون فقد حرصوا على أن يثبتوا أن القرآن قد داخلته ألفاظ أعجمية عديدة ثم امتد البحث من لغة القرآن إلى فقه اللغة بصفة عامة» (4).
__________
(1) راجع: لغة القرآن الكريم: د. عبد الجليل عبد الرحيم، ص 407405.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 88، ط. أولى دار الطباعة المحمدية سنة 1401هـ. وراجع: عرض هذا الكتاب في مجلة الأزهر، الجزء السادس، السنة الستون، عدد جمادى الآخرة 1408هـ، ص 778، بقلم الدكتور عبد المنعم محمد عبد الغني النجار.
(3) فن كتابة: أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 9890.
(4) المرجع السابق: ص 88، نقلا عن كتاب: مقدمة في فقه اللغة العربية. للدكتور / لويس عوض ص 65.(1/134)
{فَإِنَّهََا لََا تَعْمَى الْأَبْصََارُ وَلََكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [سورة الحج، الآية: 46] (1).
ثانيا دعاوى الدكتور: لويس عوض:
لقد اتهم د. لويس عوض العرب وعلماء العربية، بالقول بعدم وقوع الأعجمي في العربية والقرآن تعصبا وعنصرية؟! وهي دعوى في غاية الخطورة والخبث حيث يجعل العصبية والعنصرية مدخلا للطعن على القرآن واللغة، ويكيل التهم من هذه الزاوية وهو يهدف من وراء هذا إلى وسم الإسلام بالعنصرية والعصبية والإسلام منهما براء (2)، إلى جانب أشياء أخرى سنجليها فيما بعد بمشيئة الله
ولقد انبرى أ. د عبد الغفار حامد هلال (3) لهذا المغرض بالرد عليه، وتوضيح زيفه وضلاله، وذلك بالأدلة الساطعة والبراهين القاطعة التي لا يطاولها الشك ولا الريب.
يقول أ. د. عبد الغفار هلال مفندا مزاعم هذا المغرض وأباطيله: وفي مجال زعمه التعصب للعربية بالقول بخلوها من الأعجمي ذكر أن «دعاة السيادة العربية كما يقول كانوا حريصين أشد الحرص على إثبات نقاء لغة القرآن من كل كلمة أعجمية، أما الشعوبيون فقد حرصوا على أن يثبتوا أن القرآن قد داخلته ألفاظ أعجمية عديدة ثم امتد البحث من لغة القرآن إلى فقه اللغة بصفة عامة» (4).
__________
(1) راجع: لغة القرآن الكريم: د. عبد الجليل عبد الرحيم، ص 407405.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 88، ط. أولى دار الطباعة المحمدية سنة 1401هـ. وراجع: عرض هذا الكتاب في مجلة الأزهر، الجزء السادس، السنة الستون، عدد جمادى الآخرة 1408هـ، ص 778، بقلم الدكتور عبد المنعم محمد عبد الغني النجار.
(3) فن كتابة: أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 9890.
(4) المرجع السابق: ص 88، نقلا عن كتاب: مقدمة في فقه اللغة العربية. للدكتور / لويس عوض ص 65.(1/134)
وفي زعمه أن الإحساس العربي قد تطرف عند العرب وبعض المستعربين بشرف اللغة العربية وعلوها عن غيرها من اللغات بعلة نزول القرآن الكريم بها إلى حد أنهم كانوا ينظرون إلى وجود الألفاظ الأجنبية في اللغة العربية نظرهم إلى شيء نجس ينبغي أن تتنزه عنه اللغة العربية أو عورة ينبغي الاعتذار عنها، وقد ظل فقهاء اللغة العربية قرونا لا يعترفون بدخيل الكلام في اللغة العربية إلا ما ورد منه في القرآن لاضطرارهم إلى ذلك» (1).
وقد عرض لآراء العلماء العرب القائلين بعدم وقوع الأعجمي في اللغة العربية والقائلين به، وذكر من الفريق الأول أبا عبيدة والإمام الشافعي وبين أن رأيهما بعدم وقوع الأعجمي في اللغة العربية ينقل في زعمه القداسة من القرآن إلى اللغة العربية، واتهم قول الشافعي بسعة العربية وإمكان اتفاق لغتين في بعض الألفاظ بأنه موقف دعاة العنصرية الذين غالوا في تصورهم لقدم الجنس العربي والحضارة العربية بما ينافي حقائق التاريخ، ونسوا أن العرب لم يظهروا كجنس من أجناس الشرق الأوسط ولم يبرز لهم ذكر في تاريخ المنطقة إلا في الألف الأولى قبل الميلاد. بل ونسوا أن العربية لم تدخل عصر التدوين إلا في القرن الرابع الميلادي، ونقد في هذا الصدد رأي الأستاذ المحقق أحمد شاكر بأن العرب أمة من أقدم الأمم ولغتها من أقدم اللغات وجودا، كانت قبل إبراهيم وإسماعيل وقبل الكلدانية والعبرية والسريانية وغيرها بل الفارسية وقد ذهب منها الشيء الكثير بذهاب مدنيتهم الأولى قبل التاريخ، وأن بعض الألفاظ التي يظن أنها دخيلة على العربية ربما كانت منها ثم فقد أصلها (2).
وبنى على ذلك أن نظرية التعصب للغة العربية يجعلها لا تقبل الألفاظ الدخيلة هو السبب في دخول العربية في مأزق شطرها إلى لغتين: لغة الكتابة
__________
(1) نفس المرجع: ص 88، نقلا عن كتاب: مقدمة في فقه اللغة العربية: د. لويس عوض ص 91، 92.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 88، 89. نقلا عن كتاب: مقدمة في فقه اللغة العربية: ص 65، 92، 94.(1/135)
وفي زعمه أن الإحساس العربي قد تطرف عند العرب وبعض المستعربين بشرف اللغة العربية وعلوها عن غيرها من اللغات بعلة نزول القرآن الكريم بها إلى حد أنهم كانوا ينظرون إلى وجود الألفاظ الأجنبية في اللغة العربية نظرهم إلى شيء نجس ينبغي أن تتنزه عنه اللغة العربية أو عورة ينبغي الاعتذار عنها، وقد ظل فقهاء اللغة العربية قرونا لا يعترفون بدخيل الكلام في اللغة العربية إلا ما ورد منه في القرآن لاضطرارهم إلى ذلك» (1).
وقد عرض لآراء العلماء العرب القائلين بعدم وقوع الأعجمي في اللغة العربية والقائلين به، وذكر من الفريق الأول أبا عبيدة والإمام الشافعي وبين أن رأيهما بعدم وقوع الأعجمي في اللغة العربية ينقل في زعمه القداسة من القرآن إلى اللغة العربية، واتهم قول الشافعي بسعة العربية وإمكان اتفاق لغتين في بعض الألفاظ بأنه موقف دعاة العنصرية الذين غالوا في تصورهم لقدم الجنس العربي والحضارة العربية بما ينافي حقائق التاريخ، ونسوا أن العرب لم يظهروا كجنس من أجناس الشرق الأوسط ولم يبرز لهم ذكر في تاريخ المنطقة إلا في الألف الأولى قبل الميلاد. بل ونسوا أن العربية لم تدخل عصر التدوين إلا في القرن الرابع الميلادي، ونقد في هذا الصدد رأي الأستاذ المحقق أحمد شاكر بأن العرب أمة من أقدم الأمم ولغتها من أقدم اللغات وجودا، كانت قبل إبراهيم وإسماعيل وقبل الكلدانية والعبرية والسريانية وغيرها بل الفارسية وقد ذهب منها الشيء الكثير بذهاب مدنيتهم الأولى قبل التاريخ، وأن بعض الألفاظ التي يظن أنها دخيلة على العربية ربما كانت منها ثم فقد أصلها (2).
وبنى على ذلك أن نظرية التعصب للغة العربية يجعلها لا تقبل الألفاظ الدخيلة هو السبب في دخول العربية في مأزق شطرها إلى لغتين: لغة الكتابة
__________
(1) نفس المرجع: ص 88، نقلا عن كتاب: مقدمة في فقه اللغة العربية: د. لويس عوض ص 91، 92.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 88، 89. نقلا عن كتاب: مقدمة في فقه اللغة العربية: ص 65، 92، 94.(1/135)
المقدسة ولغة الكلام الدارجة. ولو أننا أخذنا بمبدإ التعريب، والامتصاص والتمثيل اللغوي السائد في جميع اللغات لتغيرت حال معاجمنا بل ولجرت قوانين الصيرورة على النحو العربي والصرف العربي بما يقرب اللغة الفصحى من اللغة العامية أ. هـ. (1)
وهذه دعاوى زائفة، ويمكن أن ندحض هذه الافتراءات، ونرد على هذه الأغلاط بما يلي (2):
1 - فالقول بعدم وقوع الأعجمي في القرآن ليس ناشئا عن نظرية عنصرية، وليس القول بوقوع الأعجمي في القرآن خاصا بالشعوبيين من غير العرب، بل قال به جمع غفير من العلماء العرب والصحابة وصدر الأمة، منهم ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم من جلة العلماء وكبار الباحثين قديما وحديثا (3). وكان لكل من الفريقين أدلته ووجهة نظره، وضحناها آنفا عند الحديث عن آراء العلماء في وقوع المعرب في القرآن الكريم (4).
2 - أما الإمام الشافعي وأبو عبيدة فلهما وجهتهما التي قبلها علم اللغة الحديث. فمبدأ الأخذ والاستعارة معترف به بين اللغات وتحديد المستعار في أية لغة غير الأعلام أمر يحتاج إلى مشقة وعناء. فالحكم بقدم لغة وحداثة أخرى وبخاصة في مجال اللغات العريقة، جد عسير، كما أن الحكم بالأخذ يحتاج إلى كثير من المقدمات العلمية الضرورية (5).
__________
(1) المرجع السابق: ص 89، نقلا عن مقدمة في فقه اللغة العربية: ص 79.
(2) نفس المرجع: ص 9890، بتصرف.
(3) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 90.
(4) راجع: ص 6458من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(5) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 91، نقلا عن القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين ص 331، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.
وراجع ما بعدها من الصفحات تجد مزيدا من التفصيل.(1/136)
المقدسة ولغة الكلام الدارجة. ولو أننا أخذنا بمبدإ التعريب، والامتصاص والتمثيل اللغوي السائد في جميع اللغات لتغيرت حال معاجمنا بل ولجرت قوانين الصيرورة على النحو العربي والصرف العربي بما يقرب اللغة الفصحى من اللغة العامية أ. هـ. (1)
وهذه دعاوى زائفة، ويمكن أن ندحض هذه الافتراءات، ونرد على هذه الأغلاط بما يلي (2):
1 - فالقول بعدم وقوع الأعجمي في القرآن ليس ناشئا عن نظرية عنصرية، وليس القول بوقوع الأعجمي في القرآن خاصا بالشعوبيين من غير العرب، بل قال به جمع غفير من العلماء العرب والصحابة وصدر الأمة، منهم ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم من جلة العلماء وكبار الباحثين قديما وحديثا (3). وكان لكل من الفريقين أدلته ووجهة نظره، وضحناها آنفا عند الحديث عن آراء العلماء في وقوع المعرب في القرآن الكريم (4).
2 - أما الإمام الشافعي وأبو عبيدة فلهما وجهتهما التي قبلها علم اللغة الحديث. فمبدأ الأخذ والاستعارة معترف به بين اللغات وتحديد المستعار في أية لغة غير الأعلام أمر يحتاج إلى مشقة وعناء. فالحكم بقدم لغة وحداثة أخرى وبخاصة في مجال اللغات العريقة، جد عسير، كما أن الحكم بالأخذ يحتاج إلى كثير من المقدمات العلمية الضرورية (5).
__________
(1) المرجع السابق: ص 89، نقلا عن مقدمة في فقه اللغة العربية: ص 79.
(2) نفس المرجع: ص 9890، بتصرف.
(3) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 90.
(4) راجع: ص 6458من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(5) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 91، نقلا عن القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين ص 331، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.
وراجع ما بعدها من الصفحات تجد مزيدا من التفصيل.(1/136)
ولذلك فإن البحث في الألفاظ ومحاولة نسبتها إلى بيئة أصلية محل للزلل في كثير من الأحيان، فقد يتصور الباحث أن كلمة من الكلمات أصلها إنجليزي ثم يتضح فيما بعد أن لها أصلا آخر.
وخير مثال لهذا، ذلك الشاب الياباني الذي أراد القيام باستقصاء الألفاظ الإنجليزية التي دخلت اللغة اليابانية، ثم تبين له في آخر الأمر أن تلك الألفاظ التي ظنها إنجليزية لم تكن إلا يابانية في أصلها حملها البحارة الإنجليز إلى بلادهم، وأخذت النسج المألوف في الكلمات الإنجليزية، وكذلك النبر الخاص باللفظ الإنجليزي، ثم تنوسي هذا الأصل وعادت تلك الكلمات إلى بيئتها الأصلية أي اليابان وحسبوها أجنبية عنهم (1).
وعلى هذا، فحكم الشافعي وأبي عبيدة بنى على اعتبار احتمال اشتراك لغتين أو أكثر في لفظ واحد لا سيما مع سعة العربية ونشوء مشكلات عدم معرفة الأصول اللغوية.
وهذا ما دافع به الإمام الشافعي في «الرسالة»، حين أشار إلى:
أأن لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، فلعل اللفظ المقول بأعجميته كان عربيا ولكنه لا يعلم عربيته إلا بعض العرب ممن بلغهم علمه. والقرآن ذاته يدل على أنه خال من الأعجمي.
ب أن ما جاء من الأعجمي موافقا للعربي يعد من باب توافق اللغات (2).
ونحو من هذا، ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى، حين أشار إلى أن الألفاظ المقول بأعجميتها في القرآن من باب «توافق اللغات»، قائلا:
__________
(1) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 108، ط 3الأنجلو المصرية سنة 1966ميلادي.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 93بتصرف يسير.
وراجع: الرسالة: للإمام الشافعي، بتحقيق أحمد محمد شاكر، ص 5342. الطبعة الأولى مصطفى البابي الحلبي، سنة 1358هـ، تجد مزيدا من التفصيل.(1/137)
ولذلك فإن البحث في الألفاظ ومحاولة نسبتها إلى بيئة أصلية محل للزلل في كثير من الأحيان، فقد يتصور الباحث أن كلمة من الكلمات أصلها إنجليزي ثم يتضح فيما بعد أن لها أصلا آخر.
وخير مثال لهذا، ذلك الشاب الياباني الذي أراد القيام باستقصاء الألفاظ الإنجليزية التي دخلت اللغة اليابانية، ثم تبين له في آخر الأمر أن تلك الألفاظ التي ظنها إنجليزية لم تكن إلا يابانية في أصلها حملها البحارة الإنجليز إلى بلادهم، وأخذت النسج المألوف في الكلمات الإنجليزية، وكذلك النبر الخاص باللفظ الإنجليزي، ثم تنوسي هذا الأصل وعادت تلك الكلمات إلى بيئتها الأصلية أي اليابان وحسبوها أجنبية عنهم (1).
وعلى هذا، فحكم الشافعي وأبي عبيدة بنى على اعتبار احتمال اشتراك لغتين أو أكثر في لفظ واحد لا سيما مع سعة العربية ونشوء مشكلات عدم معرفة الأصول اللغوية.
وهذا ما دافع به الإمام الشافعي في «الرسالة»، حين أشار إلى:
أأن لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، فلعل اللفظ المقول بأعجميته كان عربيا ولكنه لا يعلم عربيته إلا بعض العرب ممن بلغهم علمه. والقرآن ذاته يدل على أنه خال من الأعجمي.
ب أن ما جاء من الأعجمي موافقا للعربي يعد من باب توافق اللغات (2).
ونحو من هذا، ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى، حين أشار إلى أن الألفاظ المقول بأعجميتها في القرآن من باب «توافق اللغات»، قائلا:
__________
(1) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 108، ط 3الأنجلو المصرية سنة 1966ميلادي.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 93بتصرف يسير.
وراجع: الرسالة: للإمام الشافعي، بتحقيق أحمد محمد شاكر، ص 5342. الطبعة الأولى مصطفى البابي الحلبي، سنة 1358هـ، تجد مزيدا من التفصيل.(1/137)
وقد يوافق اللفظ اللفظ ويقاربه ومعناهما واحد، وأحدهما بالعربية، والآخر بالفارسية أو غيرها. فمن ذلك: الإستبرق، وهو الغليظ من الديباج، وهو استبره بالفارسية أو غيرها (1).
وعلى هذا، فاتهام الدكتور لويس للإمام الشافعي وأبي عبيدة بأنهما من دعاة العنصرية اتهام زائف لا أساس له من الصحة، أما وقد ثبت أن نظرية الإمامين العربيين المسلمين مبنية على أسس علمية وطيدة وليست لها علاقة بالتعصب أو الهوى أو صفة القداسة كما يزعم د. لويس عوض؟! (2)
3 - أما عن اتهام د. لويس عوض لفقهاء اللغة العربية بالتعصب حيث ظلوا قرونا لا يعترفون بالدخيل في اللغة العربية فهو اتهام غير موضوعي نظرا لأنهم قالوا بوقوع المعرّب في اللغة العربية، بل وعقدوا له أبوابا في كتبهم مثل ابن جني الذي عقد بابا في كتابه الخصائص عنوانه: (ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب): وذكر فيه بعض طرائق التعريب (3)، وهناك كتب المعربات كالمعرب للجواليقي وشفاء الغليل للشهاب الخفاجي وغيرهم كثير (4).
4 - وعن اتهام الدكتور لويس للعربية بأنها لغة حديثة لأن العرب أحدث من غيرهم فهو اتهام لا يجد الدليل فقد بنى رأيه على أن العرب موجة قادمة إلى الجزيرة من خارجها وأنهم قدموا من القوقاز وأرض الرافدين! (5) مع أن حقائق التاريخ تخالفه وتنفي ما يقول: فالجزيرة
__________
(1) المزهر: للسيوطي 1/ 266، ط 3دار التراث.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 94.
(3) الخصائص لابن جني، 1/ 357وما بعدها، ط 3عالم الكتب ببيروت سنة 1403هـ. وراجع:
ابن جني اللغوي: د. عبد الغفار حامد هلال ص 684، تجد مزيدا من التفصيل. (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بمكتبة كلية اللغة العربية جامعة الأزهر سنة 1390هـ).
(4) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 95.
(5) المرجع السابق: ص 95، نقلا عن مقدمة في فقه اللغة العربية: د. لويس عوض، ص 31وما بعدها.(1/138)
وقد يوافق اللفظ اللفظ ويقاربه ومعناهما واحد، وأحدهما بالعربية، والآخر بالفارسية أو غيرها. فمن ذلك: الإستبرق، وهو الغليظ من الديباج، وهو استبره بالفارسية أو غيرها (1).
وعلى هذا، فاتهام الدكتور لويس للإمام الشافعي وأبي عبيدة بأنهما من دعاة العنصرية اتهام زائف لا أساس له من الصحة، أما وقد ثبت أن نظرية الإمامين العربيين المسلمين مبنية على أسس علمية وطيدة وليست لها علاقة بالتعصب أو الهوى أو صفة القداسة كما يزعم د. لويس عوض؟! (2)
3 - أما عن اتهام د. لويس عوض لفقهاء اللغة العربية بالتعصب حيث ظلوا قرونا لا يعترفون بالدخيل في اللغة العربية فهو اتهام غير موضوعي نظرا لأنهم قالوا بوقوع المعرّب في اللغة العربية، بل وعقدوا له أبوابا في كتبهم مثل ابن جني الذي عقد بابا في كتابه الخصائص عنوانه: (ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب): وذكر فيه بعض طرائق التعريب (3)، وهناك كتب المعربات كالمعرب للجواليقي وشفاء الغليل للشهاب الخفاجي وغيرهم كثير (4).
4 - وعن اتهام الدكتور لويس للعربية بأنها لغة حديثة لأن العرب أحدث من غيرهم فهو اتهام لا يجد الدليل فقد بنى رأيه على أن العرب موجة قادمة إلى الجزيرة من خارجها وأنهم قدموا من القوقاز وأرض الرافدين! (5) مع أن حقائق التاريخ تخالفه وتنفي ما يقول: فالجزيرة
__________
(1) المزهر: للسيوطي 1/ 266، ط 3دار التراث.
(2) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 94.
(3) الخصائص لابن جني، 1/ 357وما بعدها، ط 3عالم الكتب ببيروت سنة 1403هـ. وراجع:
ابن جني اللغوي: د. عبد الغفار حامد هلال ص 684، تجد مزيدا من التفصيل. (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بمكتبة كلية اللغة العربية جامعة الأزهر سنة 1390هـ).
(4) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 95.
(5) المرجع السابق: ص 95، نقلا عن مقدمة في فقه اللغة العربية: د. لويس عوض، ص 31وما بعدها.(1/138)
العربية هي مهد الساميين باعتراف المحققين من الباحثين والمؤرخين، ومن المسلم به أن العرب هم الطائفة السامية الوحيدة التي لم تغادر الجزيرة منذ قرون سحيقة قبل الإسلام بل قبل الميلاد، بل ظلت ممثلة للساميين الأولين.
فقول العلامة الأستاذ أحمد شاكر: إن العربية من أقدم اللغات، والعرب من أقدم الأمم، قول سليم تدعمه المكتشفات العلمية والبحوث الجيولوجية والآثار (1).
ومع هذا، فالعربية كغيرها تتبادل ألفاظا من لغات أخرى تبعا لضرورة الاتصال الحضاري بين الأمم، ولا يعد ذلك عيبا ينال منها أو ينتقص من قدرها (2).
5 - أما عن ادعاء د. لويس عوض بأن العرب يعتبرون اللفظ المعرب نجاسة تلحق باللغة. فهو تهجم ممقوت، وتعبير لم يوفق فيه صاحبه لأن الكلمة الأجنبية التي تحتاج إليها اللغة، عن طريق نقل اسم معين لمخترع معين مثلا إذا لم يوجد في اللغة العربية ما يعبر به عنه هذه الكلمة الأعجمية تعد داخلة في نطاق لغة العرب، وجزءا منها ولا يعد ذلك عيبا، بل ربما كان اللفظ بعد تعريبه أحسن موقعا من نظيره العربي فلا يعد نجاسة كما زعم، ولذا فإنه بالتعريب يدخل في كلام العرب وما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم كما قال ابن جني (3).
والذي يمنعه علماء اللغة العربية المحققون: أن يفتح الباب على مصراعيه
__________
(1) نفس المرجع: ص 95، 96. وراجع الحديث الطيب الذي تحدث فيه الدكتور عبد الغفار هلال عن موطن العرب، في نفس هذا المرجع، تجد مزيدا من التفصيل.
(2) المرجع نفسه: ص 96.
(3) نفس المرجع: ص 96. ولمزيد من التفصيل راجع: الخصائص لابن جني، 1/ 357وما بعدها.
والمهذب فيما وقع في القرآن المعرب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين (المقدمة) ص 17، 18، ط. الأمانة سنة 1400هـ.(1/139)
العربية هي مهد الساميين باعتراف المحققين من الباحثين والمؤرخين، ومن المسلم به أن العرب هم الطائفة السامية الوحيدة التي لم تغادر الجزيرة منذ قرون سحيقة قبل الإسلام بل قبل الميلاد، بل ظلت ممثلة للساميين الأولين.
فقول العلامة الأستاذ أحمد شاكر: إن العربية من أقدم اللغات، والعرب من أقدم الأمم، قول سليم تدعمه المكتشفات العلمية والبحوث الجيولوجية والآثار (1).
ومع هذا، فالعربية كغيرها تتبادل ألفاظا من لغات أخرى تبعا لضرورة الاتصال الحضاري بين الأمم، ولا يعد ذلك عيبا ينال منها أو ينتقص من قدرها (2).
5 - أما عن ادعاء د. لويس عوض بأن العرب يعتبرون اللفظ المعرب نجاسة تلحق باللغة. فهو تهجم ممقوت، وتعبير لم يوفق فيه صاحبه لأن الكلمة الأجنبية التي تحتاج إليها اللغة، عن طريق نقل اسم معين لمخترع معين مثلا إذا لم يوجد في اللغة العربية ما يعبر به عنه هذه الكلمة الأعجمية تعد داخلة في نطاق لغة العرب، وجزءا منها ولا يعد ذلك عيبا، بل ربما كان اللفظ بعد تعريبه أحسن موقعا من نظيره العربي فلا يعد نجاسة كما زعم، ولذا فإنه بالتعريب يدخل في كلام العرب وما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم كما قال ابن جني (3).
والذي يمنعه علماء اللغة العربية المحققون: أن يفتح الباب على مصراعيه
__________
(1) نفس المرجع: ص 95، 96. وراجع الحديث الطيب الذي تحدث فيه الدكتور عبد الغفار هلال عن موطن العرب، في نفس هذا المرجع، تجد مزيدا من التفصيل.
(2) المرجع نفسه: ص 96.
(3) نفس المرجع: ص 96. ولمزيد من التفصيل راجع: الخصائص لابن جني، 1/ 357وما بعدها.
والمهذب فيما وقع في القرآن المعرب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق د. إبراهيم محمد أبو سكين (المقدمة) ص 17، 18، ط. الأمانة سنة 1400هـ.(1/139)
للدخيل كما يريد د. لويس عوض فإن ذلك من شأنه أن يفسد اللغة ويقضي على خصائصها وسماتها، وقد حاول علماء العربية أن ينبهوا على عدم الإكثار من الدخيل، أما استعماله عند الضرورة فهذا شيء لا عيب فيه.
ولعل هذا هو الذي جعل العربية تحتفظ بطابعها وستظل بإذن الله كما كانت منذ أكثر من ستة عشر قرنا.
ولو فتح الباب للدخيل كاللغات الأجنبية لانماعت وتلاشت. ونحن نلاحظ أن الإنجليزية التي يتحدث عنها الدكتور لويس تتغير كل مائة سنة تقريبا، ولذا فإن من يرجع إلى الإنجليزية التي كتب بها شكسبير لا يفهم منها إلا القليل، فإذا رجع إلى عهد تشوسر لم يستطع أن يفهم أو يعي ما يقوله هذا الشاعر الكبير.
أما تراث العربية فموصول الأواصر لبقاء معظم الألفاظ والتعبيرات مستعملا، وقد فتحت العربية طرقا كثيرة كالاشتقاق والمجاز والقياس وغيرها من وسائل لنمو العربية ومجاراتها للحضارة والعلوم (1).
6 - وعن دعوى الدكتور لويس بأن هذه المحافظة شطرت العربية إلى شطرين: فصيح ودارج. دعوى غير صحيحة، بل العكس فطبيعة الانضباط وعدم التهاون هي التي حفظت لنا لغة القرآن سليمة حتى الآن.
والتعليل العلمي والتاريخي لهذا الانشطار راجع إلى: اختلاط العرب بغيرهم من الأمم التي دخلت في حوزة الإسلام، واستعمال العربية في هذه
__________
(1) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار هلال، ص 96، بتصرف.
وراجع: ابن جني اللغوي: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 684، 685. ومجلة مجمع اللغة العربية الملكي: الجزء الأول، رجب سنة 1353هـ، ص 204199. وفقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 207، 208، 250. ودراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 321 327، ط 10دار العلم للملايين. وفقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 50، ط.
الأمانة.(1/140)
للدخيل كما يريد د. لويس عوض فإن ذلك من شأنه أن يفسد اللغة ويقضي على خصائصها وسماتها، وقد حاول علماء العربية أن ينبهوا على عدم الإكثار من الدخيل، أما استعماله عند الضرورة فهذا شيء لا عيب فيه.
ولعل هذا هو الذي جعل العربية تحتفظ بطابعها وستظل بإذن الله كما كانت منذ أكثر من ستة عشر قرنا.
ولو فتح الباب للدخيل كاللغات الأجنبية لانماعت وتلاشت. ونحن نلاحظ أن الإنجليزية التي يتحدث عنها الدكتور لويس تتغير كل مائة سنة تقريبا، ولذا فإن من يرجع إلى الإنجليزية التي كتب بها شكسبير لا يفهم منها إلا القليل، فإذا رجع إلى عهد تشوسر لم يستطع أن يفهم أو يعي ما يقوله هذا الشاعر الكبير.
أما تراث العربية فموصول الأواصر لبقاء معظم الألفاظ والتعبيرات مستعملا، وقد فتحت العربية طرقا كثيرة كالاشتقاق والمجاز والقياس وغيرها من وسائل لنمو العربية ومجاراتها للحضارة والعلوم (1).
6 - وعن دعوى الدكتور لويس بأن هذه المحافظة شطرت العربية إلى شطرين: فصيح ودارج. دعوى غير صحيحة، بل العكس فطبيعة الانضباط وعدم التهاون هي التي حفظت لنا لغة القرآن سليمة حتى الآن.
والتعليل العلمي والتاريخي لهذا الانشطار راجع إلى: اختلاط العرب بغيرهم من الأمم التي دخلت في حوزة الإسلام، واستعمال العربية في هذه
__________
(1) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار هلال، ص 96، بتصرف.
وراجع: ابن جني اللغوي: د. عبد الغفار حامد هلال، ص 684، 685. ومجلة مجمع اللغة العربية الملكي: الجزء الأول، رجب سنة 1353هـ، ص 204199. وفقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ص 207، 208، 250. ودراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 321 327، ط 10دار العلم للملايين. وفقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ص 50، ط.
الأمانة.(1/140)
المجتمعات فدخلت في صراع مع لغاتها الأصلية وخرجت على أثره منتصرة عليها، لكنها تأثرت بها ونالها الخلل على المستوى الشعبي مما أفقدها بعض جوانب صحة العبارة وبعض الجوانب الصوتية والمفردات وقضى على الإعراب الذي كان أصلا من أصولها.
ومع ذلك استمرت العربية الفصحى منذ بدأ الإسلام حتى الآن تنطق بطريقة تقرب إن لم نقل تماثل ما كان ينطق به أسلافنا، وتفهم في جميع الأوساط على المستوى الشعبي أو الرسمي وهذا جعل صلاتنا بتراثنا الإسلامي والحضاري مستمرا وسيظل كذلك إن شاء الله تعالى (1).
هذا، ولو نظرنا بعين فاحصة مدققة إلى الدعوى التي أثارها د. لويس عوض: «إلى الأخذ بمبدإ التعريب والامتصاص والتمثيل اللغوي السائد في جميع اللغات لتغيرت حال معاجمنا بل ولجرت قوانين الصيرورة على النحو العربي والصرف العربي بما يقرب اللغة الفصحى من اللغة العامية».
لو نظرنا إلى هذه الدعوى، لوجدنا أن هذه صورة من الصور الخبيثة الملتوية، التي يدعو بها إلى العامية، ولا عجب؟! أليس هو رائدا مرموقا من رواد مدرسة الدعوة إلى العامية، تلك المدرسة المشبوهة التي تزعم أن الأدب العربي هو أدب الخاصة وأدب الملوك وأدب اللذة الجنسية كما يقولون وأن اللغة العامية هي المنقذ من هذا؟!!» (2).
وهو يرمي من وراء دعواه المذكورة إلى أمور فيما نرى:
1 - إدخال كلمات عامية على حساب موت كلمات فصيحة.
2 - خلط الفصحى بالعامية، عن طريق المزج بينهما.
__________
(1) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 96، 97.
(2) الفصحى ونظرية الفكر العامي: د. مرزوق بن صنيتان بن تنباك، ص 80. ط. مطابع الفرزدق بالرياض سنة 1408، الطبعة الثانية.(1/141)
المجتمعات فدخلت في صراع مع لغاتها الأصلية وخرجت على أثره منتصرة عليها، لكنها تأثرت بها ونالها الخلل على المستوى الشعبي مما أفقدها بعض جوانب صحة العبارة وبعض الجوانب الصوتية والمفردات وقضى على الإعراب الذي كان أصلا من أصولها.
ومع ذلك استمرت العربية الفصحى منذ بدأ الإسلام حتى الآن تنطق بطريقة تقرب إن لم نقل تماثل ما كان ينطق به أسلافنا، وتفهم في جميع الأوساط على المستوى الشعبي أو الرسمي وهذا جعل صلاتنا بتراثنا الإسلامي والحضاري مستمرا وسيظل كذلك إن شاء الله تعالى (1).
هذا، ولو نظرنا بعين فاحصة مدققة إلى الدعوى التي أثارها د. لويس عوض: «إلى الأخذ بمبدإ التعريب والامتصاص والتمثيل اللغوي السائد في جميع اللغات لتغيرت حال معاجمنا بل ولجرت قوانين الصيرورة على النحو العربي والصرف العربي بما يقرب اللغة الفصحى من اللغة العامية».
لو نظرنا إلى هذه الدعوى، لوجدنا أن هذه صورة من الصور الخبيثة الملتوية، التي يدعو بها إلى العامية، ولا عجب؟! أليس هو رائدا مرموقا من رواد مدرسة الدعوة إلى العامية، تلك المدرسة المشبوهة التي تزعم أن الأدب العربي هو أدب الخاصة وأدب الملوك وأدب اللذة الجنسية كما يقولون وأن اللغة العامية هي المنقذ من هذا؟!!» (2).
وهو يرمي من وراء دعواه المذكورة إلى أمور فيما نرى:
1 - إدخال كلمات عامية على حساب موت كلمات فصيحة.
2 - خلط الفصحى بالعامية، عن طريق المزج بينهما.
__________
(1) أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: ص 96، 97.
(2) الفصحى ونظرية الفكر العامي: د. مرزوق بن صنيتان بن تنباك، ص 80. ط. مطابع الفرزدق بالرياض سنة 1408، الطبعة الثانية.(1/141)
3 - القضاء تدريجيا على الفصحى، بملئها بالألفاظ الدخيلة والعامية بدون حساب حتى تصبح كأي لغة من اللغات، يلحقها التطور السريع وبذلك تنفصل كل لهجة منها عن الأخرى، وتسير في طريق مغاير، لتصبح كل منها لغة، وتتوه الفصحى بين تلك اللغات ويستغلق بهذا فهم كتاب الله على الأذهان؟!!
وقد عبر الدكتور لويس عوض عن هذه النية الخبيثة بصراحة ووضوح حين قال على صفحات جريدة الشرق الأوسط في 28/ 11/ 1404هـ: «إن اللهجات العامية العربية تشبه اللهجات اللاتينية التي كانت منتشرة في أوروبا قبل خمسمائة سنة، وقد انتهت هذه اللهجات اللاتينية إلى قيام عدد من اللغات الأوروبية الحديثة (1).
وهكذا تبطل مزاعم المفترين، أمام الحجج الدامغة والبراهين الساطعة، ويبقى اتهام الدكتور لويس عوض لفقهاء اللغة العربية بالتعصب أمرا غير موضوعي، وكل النقاط التي أثارها مردودة في نحره، وكنا نربأ به ألا ينزلق في هذه المهاوي، ولكنه الحقد الأسود على الإسلام والعربية قاده إلى تلك المزالق، وأعماه عن رؤية ضياء الحق الساطع. وصدق الله إذ يقول: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبََاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذََا هُوَ زََاهِقٌ} [الأنبياء: 18] (2).
__________
(1) المرجع السابق: هامش ص 146.
(2) راجع مجلة الأزهر: الجزء التاسع، السنة الستون، رمضان 1408هـ، ص 1228بتصرف، من مقال عرض كتاب أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: للدكتور / عبد المنعم النجار.(1/142)
3 - القضاء تدريجيا على الفصحى، بملئها بالألفاظ الدخيلة والعامية بدون حساب حتى تصبح كأي لغة من اللغات، يلحقها التطور السريع وبذلك تنفصل كل لهجة منها عن الأخرى، وتسير في طريق مغاير، لتصبح كل منها لغة، وتتوه الفصحى بين تلك اللغات ويستغلق بهذا فهم كتاب الله على الأذهان؟!!
وقد عبر الدكتور لويس عوض عن هذه النية الخبيثة بصراحة ووضوح حين قال على صفحات جريدة الشرق الأوسط في 28/ 11/ 1404هـ: «إن اللهجات العامية العربية تشبه اللهجات اللاتينية التي كانت منتشرة في أوروبا قبل خمسمائة سنة، وقد انتهت هذه اللهجات اللاتينية إلى قيام عدد من اللغات الأوروبية الحديثة (1).
وهكذا تبطل مزاعم المفترين، أمام الحجج الدامغة والبراهين الساطعة، ويبقى اتهام الدكتور لويس عوض لفقهاء اللغة العربية بالتعصب أمرا غير موضوعي، وكل النقاط التي أثارها مردودة في نحره، وكنا نربأ به ألا ينزلق في هذه المهاوي، ولكنه الحقد الأسود على الإسلام والعربية قاده إلى تلك المزالق، وأعماه عن رؤية ضياء الحق الساطع. وصدق الله إذ يقول: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبََاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذََا هُوَ زََاهِقٌ} [الأنبياء: 18] (2).
__________
(1) المرجع السابق: هامش ص 146.
(2) راجع مجلة الأزهر: الجزء التاسع، السنة الستون، رمضان 1408هـ، ص 1228بتصرف، من مقال عرض كتاب أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: للدكتور / عبد المنعم النجار.(1/142)
الفصل الثالث الألفاظ المعرّبة في القرآن الكريم
ويحتوي على مبحثين:
المبحث الأوّل: تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن مرتبة على حروف المعجم.
المبحث الثاني: نظرة حول الكلمات المعرّبة في القرآن.(1/143)
الفصل الثالث الألفاظ المعرّبة في القرآن الكريم
ويحتوي على مبحثين:
المبحث الأوّل: تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن مرتبة على حروف المعجم.
المبحث الثاني: نظرة حول الكلمات المعرّبة في القرآن.(1/143)
المبحث الأول تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن مرتبة على حروف المعجم
(حرف الهمزة)
أبّا:
وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَفََاكِهَةً وَأَبًّا} (1). في اللسان: الأبّ:
الكلأ، وعبر بعضهم عنه بأنه المرعى. وقال الزجاج: الأبّ جميع الكلأ الذي تعتلفه الماشية. وفي التنزيل العزيز: {وَفََاكِهَةً وَأَبًّا}. قال أبو حنيفة: سمى الله تعالى المرعى كلّه أبّا. قال الفراء: الأبّ ما يأكله الأنعام. وقال مجاهد:
الفاكهة ما أكله الناس، والأبّ ما أكلت الأنعام، فالأبّ من المرعى للدواب كالفاكهة للإنسان. وقال الشاعر:
جذمنا قيس ونجد دارنا ... ولنا الأبّ به والمكرع
وقال عطاء: كل شيء ينبت على وجه الأرض فهو الأبّ. وأبّ للسير يئبّ ويؤبّ أبّا وأبيبا وأبابة: تهيّأ للذهاب وتجهز. قال الأعشى:
صرمت ولم أصرمكم وكصارم ... أخ قد طوى كشحا وأبّ ليذهبا
__________
(1) سورة عبس، الآية: 31.(1/145)
المبحث الأول تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن مرتبة على حروف المعجم
(حرف الهمزة)
أبّا:
وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَفََاكِهَةً وَأَبًّا} (1). في اللسان: الأبّ:
الكلأ، وعبر بعضهم عنه بأنه المرعى. وقال الزجاج: الأبّ جميع الكلأ الذي تعتلفه الماشية. وفي التنزيل العزيز: {وَفََاكِهَةً وَأَبًّا}. قال أبو حنيفة: سمى الله تعالى المرعى كلّه أبّا. قال الفراء: الأبّ ما يأكله الأنعام. وقال مجاهد:
الفاكهة ما أكله الناس، والأبّ ما أكلت الأنعام، فالأبّ من المرعى للدواب كالفاكهة للإنسان. وقال الشاعر:
جذمنا قيس ونجد دارنا ... ولنا الأبّ به والمكرع
وقال عطاء: كل شيء ينبت على وجه الأرض فهو الأبّ. وأبّ للسير يئبّ ويؤبّ أبّا وأبيبا وأبابة: تهيّأ للذهاب وتجهز. قال الأعشى:
صرمت ولم أصرمكم وكصارم ... أخ قد طوى كشحا وأبّ ليذهبا
__________
(1) سورة عبس، الآية: 31.(1/145)
أي صرمتكم في تهيّؤ لمفارقتكم، ومن تهيأ للمفارقة فهو كمن صرم.
وكذلك ائتبّ (1).
هذا، وعند ما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الأبّ قال: والأبّ ما يأكل الأنعام. وأنشد قول الشاعر:
ترى به الأبّ واليقطين مختلطا ... على الشريعة يجري تحته الغرب (2)
وفي المعجم الوسيط: الأبّ: العشب رطبه ويابسه. وتقول: فلان راع له الحبّ، وطاع له الأبّ: زكا زرعه، واتسع مرعاه. وفي لغة في (الأب) (3).
والأبّ: كلمة معرّبة وقد اختلف علماء اللغات حول أصلها: فيرى السيوطي (4): أنها: بربرية وتعني الحشيش. ووافقه في هذا الزركشي (5)، والشيخ حمزة فتح الله (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد حسب الله وهاشم محمد الشاذلي، مادة (أبب)، ص 3، ط. دار المعارف، د. ت.
(2) راجع: تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة: تأليف الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي ج 2، ص 967ط. العبيكان بالرياض (سلسلة من التراث الإسلامي جامعة أم القرى). والإتقان في علوم القرآن: للسيوطي، ج 1ص 173ط 4مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ. ومعجم غريب القرآن مستخرجا من صحيح البخاري: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 1، ط 2عيسى البابي الحلبي.
(3) المعجم الوسيط: د. إبراهيم أنيس والدكتور عبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي ومحمد خلف الله أحمد، ج 1، ص 17، (باب الهمزة)، الطبعة الثانية ط. دار المعارف سنة 1972ميلادي.
(4) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 6، مخطوط محفوظ بمكتبة الجامع الأزهر تحت رقم 7297 أباظة، وراجع: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرّب: للسيوطي، ص 21، تحقيق د.
إبراهيم محمد أبو سكين، ط. الأمانة سنة 1400هـ.
(5) البرهان في علوم القرآن: للزركشي، ج 1، ص 289، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2 عيسى البابي الحلبي.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 5، تعليق محمد إبراهيم سعد ط.
مطبعة مصر الحرة، د. ت.(1/146)
أي صرمتكم في تهيّؤ لمفارقتكم، ومن تهيأ للمفارقة فهو كمن صرم.
وكذلك ائتبّ (1).
هذا، وعند ما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الأبّ قال: والأبّ ما يأكل الأنعام. وأنشد قول الشاعر:
ترى به الأبّ واليقطين مختلطا ... على الشريعة يجري تحته الغرب (2)
وفي المعجم الوسيط: الأبّ: العشب رطبه ويابسه. وتقول: فلان راع له الحبّ، وطاع له الأبّ: زكا زرعه، واتسع مرعاه. وفي لغة في (الأب) (3).
والأبّ: كلمة معرّبة وقد اختلف علماء اللغات حول أصلها: فيرى السيوطي (4): أنها: بربرية وتعني الحشيش. ووافقه في هذا الزركشي (5)، والشيخ حمزة فتح الله (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد حسب الله وهاشم محمد الشاذلي، مادة (أبب)، ص 3، ط. دار المعارف، د. ت.
(2) راجع: تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة: تأليف الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي ج 2، ص 967ط. العبيكان بالرياض (سلسلة من التراث الإسلامي جامعة أم القرى). والإتقان في علوم القرآن: للسيوطي، ج 1ص 173ط 4مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ. ومعجم غريب القرآن مستخرجا من صحيح البخاري: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 1، ط 2عيسى البابي الحلبي.
(3) المعجم الوسيط: د. إبراهيم أنيس والدكتور عبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي ومحمد خلف الله أحمد، ج 1، ص 17، (باب الهمزة)، الطبعة الثانية ط. دار المعارف سنة 1972ميلادي.
(4) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 6، مخطوط محفوظ بمكتبة الجامع الأزهر تحت رقم 7297 أباظة، وراجع: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرّب: للسيوطي، ص 21، تحقيق د.
إبراهيم محمد أبو سكين، ط. الأمانة سنة 1400هـ.
(5) البرهان في علوم القرآن: للزركشي، ج 1، ص 289، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2 عيسى البابي الحلبي.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 5، تعليق محمد إبراهيم سعد ط.
مطبعة مصر الحرة، د. ت.(1/146)
ويرى رفائيل نخلة اليسوعي: أن الأبّ تعني الثمرة، وهي من أبا: كلمة مقتبسة من الآرامية (1).
وفي قاموس الفارسية: (2)
بي آب: بلا ماء، بلا رونق، بغير طراوة.
بي آب وعلف: القفر، الأرض التي لا نبات فيها ولا ماء.
بي آبي: الجفاف، انعدام الماء، عدم الطراوة.
إبراهيم (3):
يقول الرازي: إبراهيم اسم أعجمي، وفيه لغات: إبراهام وإبراهم بحذف الياء والبراهمة: قوم لا يجوزون على الله تعالى بعثة الرسل (4).
ويقول الجواليقي: فأما «إبراهيم» ففيه لغات. قرأت عن أبي زكرياء عن أبي العلاء قال: «إبراهيم» اسم قديم، ليس بعربي. وقد تكلمت به العرب على وجوه، فقالوا: «إبراهيم» وهو المشهور، و «إبراهام» وقد قرئ به، و «إبراهم» على حذف الياء، و «إبرهم». ويروى أن عبد المطلب قال:
عذت بما عاذ به إبراهم ... مستقبل القبلة وهو قائم (5)
يقول الدكتور عبد الرحيم عبد السبحان محقق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: و «إبراهام» قراءة هشام بن عمار عن ابن عامر
__________
(1) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 172، ط 2المطبعة الكاثوليكية ببيروت.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 110، ط. دار الكتاب اللبناني ببيروت.
(3) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلى ََ إِبْرََاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمََاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} الآية [سورة البقرة، الآية: 124]. كما وردت في مواطن متفرقة من القرآن «68» مرة غير هذه التي في الآية.
(4) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مادة (برهم)، ص 435، ط.
عيسى البابي الحلبي.
(5) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 61.(1/147)
ويرى رفائيل نخلة اليسوعي: أن الأبّ تعني الثمرة، وهي من أبا: كلمة مقتبسة من الآرامية (1).
وفي قاموس الفارسية: (2)
بي آب: بلا ماء، بلا رونق، بغير طراوة.
بي آب وعلف: القفر، الأرض التي لا نبات فيها ولا ماء.
بي آبي: الجفاف، انعدام الماء، عدم الطراوة.
إبراهيم (3):
يقول الرازي: إبراهيم اسم أعجمي، وفيه لغات: إبراهام وإبراهم بحذف الياء والبراهمة: قوم لا يجوزون على الله تعالى بعثة الرسل (4).
ويقول الجواليقي: فأما «إبراهيم» ففيه لغات. قرأت عن أبي زكرياء عن أبي العلاء قال: «إبراهيم» اسم قديم، ليس بعربي. وقد تكلمت به العرب على وجوه، فقالوا: «إبراهيم» وهو المشهور، و «إبراهام» وقد قرئ به، و «إبراهم» على حذف الياء، و «إبرهم». ويروى أن عبد المطلب قال:
عذت بما عاذ به إبراهم ... مستقبل القبلة وهو قائم (5)
يقول الدكتور عبد الرحيم عبد السبحان محقق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: و «إبراهام» قراءة هشام بن عمار عن ابن عامر
__________
(1) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 172، ط 2المطبعة الكاثوليكية ببيروت.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 110، ط. دار الكتاب اللبناني ببيروت.
(3) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلى ََ إِبْرََاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمََاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} الآية [سورة البقرة، الآية: 124]. كما وردت في مواطن متفرقة من القرآن «68» مرة غير هذه التي في الآية.
(4) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مادة (برهم)، ص 435، ط.
عيسى البابي الحلبي.
(5) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 61.(1/147)
الشامي أحد القراء السبعة، كما في التيسير للداني. وقال البيضاوي: قرأ ابن عامر «إبراهام» بالألف جميع ما في هذه السورة.
هذا، و «إبراهيم» معرّبة عن العبرية وأصله (إبراهام) وهو لغة في (أبرام) ومعناه: الأب، رفيع أو عال. (انظر: دائرة معارف الكتاب المقدس / إبراهام وأبرام).
والهمزة في الأصل مفتوحة إلا أنها كسرت عند التعريب، وقلبت الألف ياء احتذاء بإسماعيل وإسرائيل (1).
ابلعي:
وردت هذه اللفظة في قول الله عز وجل: {وَقِيلَ يََا أَرْضُ ابْلَعِي مََاءَكِ}
الآية (2).
في اللسان: بلع الشيء بلعا وابتلعه وتبلعه وسرطه سرطا: جرعه.
وسعد بلع: من منازل القمر، وهما كوكبان متقاربان معترضان خفيان، زعموا أنه طلع لما قال الله تعالى للأرض: {يََا أَرْضُ ابْلَعِي مََاءَكِ}. ويقال: إنه سمى بلع لأنه لقرب صاحبه منه يكاد يبلعه يعني الكوكب الذي معه (3).
هذا، وقد اختلف العلماء في أصل لغتها:
فيروي السيوطي في المهذب (4) والمتوكلي (5)، أن (ابلعي) بالحبشية:
«ازدرديه». وفي رواية أخرى في المهذب ينقلها السيوطي حول: {يََا أَرْضُ ابْلَعِي}
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 3بتصرف يسير.
(2) سورة هود، الآية: 44.
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (بلع)، ص 345.
(4) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 22.
(5) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 1.(1/148)
الشامي أحد القراء السبعة، كما في التيسير للداني. وقال البيضاوي: قرأ ابن عامر «إبراهام» بالألف جميع ما في هذه السورة.
هذا، و «إبراهيم» معرّبة عن العبرية وأصله (إبراهام) وهو لغة في (أبرام) ومعناه: الأب، رفيع أو عال. (انظر: دائرة معارف الكتاب المقدس / إبراهام وأبرام).
والهمزة في الأصل مفتوحة إلا أنها كسرت عند التعريب، وقلبت الألف ياء احتذاء بإسماعيل وإسرائيل (1).
ابلعي:
وردت هذه اللفظة في قول الله عز وجل: {وَقِيلَ يََا أَرْضُ ابْلَعِي مََاءَكِ}
الآية (2).
في اللسان: بلع الشيء بلعا وابتلعه وتبلعه وسرطه سرطا: جرعه.
وسعد بلع: من منازل القمر، وهما كوكبان متقاربان معترضان خفيان، زعموا أنه طلع لما قال الله تعالى للأرض: {يََا أَرْضُ ابْلَعِي مََاءَكِ}. ويقال: إنه سمى بلع لأنه لقرب صاحبه منه يكاد يبلعه يعني الكوكب الذي معه (3).
هذا، وقد اختلف العلماء في أصل لغتها:
فيروي السيوطي في المهذب (4) والمتوكلي (5)، أن (ابلعي) بالحبشية:
«ازدرديه». وفي رواية أخرى في المهذب ينقلها السيوطي حول: {يََا أَرْضُ ابْلَعِي}
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 3بتصرف يسير.
(2) سورة هود، الآية: 44.
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (بلع)، ص 345.
(4) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 22.
(5) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 1.(1/148)
{مََاءَكِ} أي اشربي بلغة الهند (1). ووافقه في هذا التفسير الشيخ حمزة فتح الله (2).
ويرى محقق المهذب للسيوطي (3): أن هذه الكلمة آرامية يجوز أن تكون تسربت إلى اللغة الحبشية، لأن اللغة الآرامية كانت أهم لغات النصرانية، ولقد دخلت النصرانية الحبشة في القرن الرابع ب. م.
ومما يؤكد آرامية هذه الكلمة وجود مادة (بلع) في الآرامية.
ويرى «ليسلاو» (4): أن هذا الجذر (بلع) جذر سامي مشترك موجود في العربية، والعبرية، والآرامية (5)، والسريانية (6)، والمندعية (7)، والحبشية (8).
ومن هنا نرى أن كلمة (ابلعي) صيغة عربية أصيلة من (بلع).
إبليس (9):
يقول ابن منظور: وأبلس من رحمة الله أي يئس وندم، ومنه سمى إبليس
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 23.
(2) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 5.
(3) د. إبراهيم أبو سكين: المهذب للسيوطي، هامش ص 23، وقارن ب: غرائب اللغة العربية:
رفائيل نخلة اليسوعي، ص 174، ط 2المطبعة الكاثوليكية ببيروت.
(4)، 1987:،. 95.
(5) ففي الآرامية: بالوعة:، ومنه ابلعي بالطبع. راجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 174.
(6) السريانية: أهم وأوسع لهجات الآرامية.
(7) المندعية: وهي لهجة من لهجات الآرامية، يتكلم بها طائفة المندعيين، وهي طائفة تقطن جنوب العراق، ولا زالت منهم بقية باقية حتى اليوم. راجع ص 38من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(8) «ابلعي» في الحبشة مأخوذة من «بلع»:، فعل ثلاثي بمعنى: أكل، استهلك أفنى، افترس، التهم. راجع: قاموس «ليسلاو»: ص 95، ط. سنة 1987ميلادي.
(9) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنََا لِلْمَلََائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلََّا إِبْلِيسَ أَبى ََ} [سورة البقرة، الآية: 34]. كما وردت في: الأعراف، آية: 11، والحجر: 31و 32، والإسراء: 61، والكهف: 50، وطه: 116، والشعراء: 95، وسبأ: 20، وص: 74و 75.(1/149)
{مََاءَكِ} أي اشربي بلغة الهند (1). ووافقه في هذا التفسير الشيخ حمزة فتح الله (2).
ويرى محقق المهذب للسيوطي (3): أن هذه الكلمة آرامية يجوز أن تكون تسربت إلى اللغة الحبشية، لأن اللغة الآرامية كانت أهم لغات النصرانية، ولقد دخلت النصرانية الحبشة في القرن الرابع ب. م.
ومما يؤكد آرامية هذه الكلمة وجود مادة (بلع) في الآرامية.
ويرى «ليسلاو» (4): أن هذا الجذر (بلع) جذر سامي مشترك موجود في العربية، والعبرية، والآرامية (5)، والسريانية (6)، والمندعية (7)، والحبشية (8).
ومن هنا نرى أن كلمة (ابلعي) صيغة عربية أصيلة من (بلع).
إبليس (9):
يقول ابن منظور: وأبلس من رحمة الله أي يئس وندم، ومنه سمى إبليس
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 23.
(2) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 5.
(3) د. إبراهيم أبو سكين: المهذب للسيوطي، هامش ص 23، وقارن ب: غرائب اللغة العربية:
رفائيل نخلة اليسوعي، ص 174، ط 2المطبعة الكاثوليكية ببيروت.
(4)، 1987:،. 95.
(5) ففي الآرامية: بالوعة:، ومنه ابلعي بالطبع. راجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 174.
(6) السريانية: أهم وأوسع لهجات الآرامية.
(7) المندعية: وهي لهجة من لهجات الآرامية، يتكلم بها طائفة المندعيين، وهي طائفة تقطن جنوب العراق، ولا زالت منهم بقية باقية حتى اليوم. راجع ص 38من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(8) «ابلعي» في الحبشة مأخوذة من «بلع»:، فعل ثلاثي بمعنى: أكل، استهلك أفنى، افترس، التهم. راجع: قاموس «ليسلاو»: ص 95، ط. سنة 1987ميلادي.
(9) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنََا لِلْمَلََائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلََّا إِبْلِيسَ أَبى ََ} [سورة البقرة، الآية: 34]. كما وردت في: الأعراف، آية: 11، والحجر: 31و 32، والإسراء: 61، والكهف: 50، وطه: 116، والشعراء: 95، وسبأ: 20، وص: 74و 75.(1/149)
وكان اسمه عزازيل وإبليس، لعنه الله: مشتق منه لأنه أبلس من رحمة الله أي أويس. وقال أبو إسحاق: لم يصرف لأنه أعجمي معرفة (1).
ويقول الجواليقي: و «إبليس»: ليس بعربي، وإن وافق «أبلس» الرجل:
إذا انقطعت حجته، إذ لو كان منه لصرف. ألا ترى أنك لو سميت رجلا:
ب «إحريط» و «إجفيل» لصرفته في المعرفة. ومنهم من يقول: هو عربي، ويجعل اشتقاقه من «أبلس يبلس» أي يئس. فكأنه أبلس من رحمة الله، أي يئس منها.
والقول هو الأول (2).
ويرى برجشتراسر أن «إبليس» من الكلمات اليونانية التي دخلت العربية في الزمان المتأخر (3).
ويوافقه الدكتور السبحان الرأي حيث يقول عن «إبليس»: هو يوناني وأصله (ديابلس) ومعناه: النمّام والعدو والشيطان
ويعتقد أن الدال في أول الكلمة اليونانية حذفت في السريانية ظنا أنها أداة الإضافة. (جفري).
والجدير بالذكر أن: بالإنكليزية، وبالفرنسية، وبالإيطالية وبالألمانية، كلها مأخوذة من الكلمة اليونانية نفسها (4).
__________
(1) اللسان: مادة (بلس)، ص 343.
(2) المعرب من الكلام الأعجمي: ص 71. وراجع رسالة الدكتور السبحان: المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: ص 20وما بعدها، تجد مزيدا من التفصيل.
(3) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، إخراج وتعليق: د. رمضان عبد التواب، ص 22، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان ص 20، 21.(1/150)
وكان اسمه عزازيل وإبليس، لعنه الله: مشتق منه لأنه أبلس من رحمة الله أي أويس. وقال أبو إسحاق: لم يصرف لأنه أعجمي معرفة (1).
ويقول الجواليقي: و «إبليس»: ليس بعربي، وإن وافق «أبلس» الرجل:
إذا انقطعت حجته، إذ لو كان منه لصرف. ألا ترى أنك لو سميت رجلا:
ب «إحريط» و «إجفيل» لصرفته في المعرفة. ومنهم من يقول: هو عربي، ويجعل اشتقاقه من «أبلس يبلس» أي يئس. فكأنه أبلس من رحمة الله، أي يئس منها.
والقول هو الأول (2).
ويرى برجشتراسر أن «إبليس» من الكلمات اليونانية التي دخلت العربية في الزمان المتأخر (3).
ويوافقه الدكتور السبحان الرأي حيث يقول عن «إبليس»: هو يوناني وأصله (ديابلس) ومعناه: النمّام والعدو والشيطان
ويعتقد أن الدال في أول الكلمة اليونانية حذفت في السريانية ظنا أنها أداة الإضافة. (جفري).
والجدير بالذكر أن: بالإنكليزية، وبالفرنسية، وبالإيطالية وبالألمانية، كلها مأخوذة من الكلمة اليونانية نفسها (4).
__________
(1) اللسان: مادة (بلس)، ص 343.
(2) المعرب من الكلام الأعجمي: ص 71. وراجع رسالة الدكتور السبحان: المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: ص 20وما بعدها، تجد مزيدا من التفصيل.
(3) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، إخراج وتعليق: د. رمضان عبد التواب، ص 22، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان ص 20، 21.(1/150)
أباريق:
وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدََانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوََابٍ وَأَبََارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} (1).
يقول ابن منظور: والإبريق: إناء، وجمعه أباريق، فارسي معرب. قال ابن برّي: شاهده قول عدي بن زيد:
ودعا بالصّبوح يوما فجاءت ... قينة في يمينها إبريق
وقال كراع: هو الكوز. وقال أبو حنيفة مرة: هو الكوز، وقال مرة هو مثل الكوز، وهي في كلّ ذلك فارسي.
والعرب تشبّه أباريق الخمر برقاب طير الماء، قال عدي بن زيد:
بأباريق شبه أعناق طير ال ... ماء قد جيب فوقهنّ حنيف
ويشبهون الإبريق أيضا بالظبي، قال الشاعر:
كأن أباريق المدام لديهم ... ظباء بأعلى الرّقمتين قيام
وشبّه بعض بني أسد أذن الكوز بياء حطّي، فقال أبو الهندي اليربوعي:
وصبّى في أبيرق مليح ... كأن الأذن منه رجع حطّي (2)
ويرد الإبريق، بمعنى: السيف الشديد البريق (عن كراع)، قال سمي به لفعله، وأنشد قول ابن أحمر:
تعلّق إبريقا وأظهر جعبة ... ليهلك حيّا ذا زهاء وجامل
وقال بعضهم: الإبريق السيف هاهنا سمي به لبريقه. وقال غيره:
الإبريق هاهنا قوس فيه تلاميع. وجارية إبريق: براقة الجسم (3).
__________
(1) سورة الواقعة، الآيتان: 17و 18.
(2) لسان العرب لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد حسب الله وهاشم محمد الشاذلي، مادة (برق) ص 263، ط. دار المعارف.
(3) المصدر السابق: مادة (برق) ص 261.(1/151)
أباريق:
وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدََانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوََابٍ وَأَبََارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} (1).
يقول ابن منظور: والإبريق: إناء، وجمعه أباريق، فارسي معرب. قال ابن برّي: شاهده قول عدي بن زيد:
ودعا بالصّبوح يوما فجاءت ... قينة في يمينها إبريق
وقال كراع: هو الكوز. وقال أبو حنيفة مرة: هو الكوز، وقال مرة هو مثل الكوز، وهي في كلّ ذلك فارسي.
والعرب تشبّه أباريق الخمر برقاب طير الماء، قال عدي بن زيد:
بأباريق شبه أعناق طير ال ... ماء قد جيب فوقهنّ حنيف
ويشبهون الإبريق أيضا بالظبي، قال الشاعر:
كأن أباريق المدام لديهم ... ظباء بأعلى الرّقمتين قيام
وشبّه بعض بني أسد أذن الكوز بياء حطّي، فقال أبو الهندي اليربوعي:
وصبّى في أبيرق مليح ... كأن الأذن منه رجع حطّي (2)
ويرد الإبريق، بمعنى: السيف الشديد البريق (عن كراع)، قال سمي به لفعله، وأنشد قول ابن أحمر:
تعلّق إبريقا وأظهر جعبة ... ليهلك حيّا ذا زهاء وجامل
وقال بعضهم: الإبريق السيف هاهنا سمي به لبريقه. وقال غيره:
الإبريق هاهنا قوس فيه تلاميع. وجارية إبريق: براقة الجسم (3).
__________
(1) سورة الواقعة، الآيتان: 17و 18.
(2) لسان العرب لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد حسب الله وهاشم محمد الشاذلي، مادة (برق) ص 263، ط. دار المعارف.
(3) المصدر السابق: مادة (برق) ص 261.(1/151)
هذا، ويقول الجواليقي: الإبريق: فارسي معرب. وترجمته من الفارسية أحد شيئين: إما أن يكون طريق الماء، أو صب الماء على هينة (1).
يقصد بالأول: «آب راه»، ف «آب» معناه: ماء، و «راه» معناه: طريق.
ويقصد بالثاني: «آب ريختن»، ف «ريختن» معناه: الصب (2).
يقول أدّى شير: والإبريق: إناء من خزف أو معدن له عروة وفم وبلبلة، معرب «آبريز»، ومعناه: يصب الماء. وهو يطلق بالفارسية على الدلو أيضا وكأس الحمام والسطل وغير ذلك مما يضارعها. ومنه السرياني، والفرنسي والإيطالي، والتركي والكردي إبريق، ويقربه الجرماني والفرنسي (3).
ويشير الدكتور السبحان: إلى أن «إبريق» بالفارسية الحديثة: «آبريز» ومعناه اللغوي: الذي يصب الماء، وهو مركب من «آب» أي: الماء، و «ريز» مشتق من «ريختن» بمعنى: صبّ. فالقاف في إبريق مبدلة من الخاء (4).
أخلد:
وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَلَوْ شِئْنََا لَرَفَعْنََاهُ بِهََا وَلََكِنَّهُ أَخْلَدَ}
__________
(1) المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي (540465هـ) تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر، ص 71، ط 2مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرّب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 18، (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 538، سنة 1397هـ).
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّى شير، ص 6، ط 2دار العرب للبستاني سنة 1987ميلادي. وقارن ب: تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه:
طوبيا العنيسي، ص 1، ط. دار العرب للبستاني سنة 1964ميلادي وكتاب الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 3، تعليق محمد إبراهيم سعد، ط. مطبعة مصر الحرة، د. ت.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 18.(1/152)
هذا، ويقول الجواليقي: الإبريق: فارسي معرب. وترجمته من الفارسية أحد شيئين: إما أن يكون طريق الماء، أو صب الماء على هينة (1).
يقصد بالأول: «آب راه»، ف «آب» معناه: ماء، و «راه» معناه: طريق.
ويقصد بالثاني: «آب ريختن»، ف «ريختن» معناه: الصب (2).
يقول أدّى شير: والإبريق: إناء من خزف أو معدن له عروة وفم وبلبلة، معرب «آبريز»، ومعناه: يصب الماء. وهو يطلق بالفارسية على الدلو أيضا وكأس الحمام والسطل وغير ذلك مما يضارعها. ومنه السرياني، والفرنسي والإيطالي، والتركي والكردي إبريق، ويقربه الجرماني والفرنسي (3).
ويشير الدكتور السبحان: إلى أن «إبريق» بالفارسية الحديثة: «آبريز» ومعناه اللغوي: الذي يصب الماء، وهو مركب من «آب» أي: الماء، و «ريز» مشتق من «ريختن» بمعنى: صبّ. فالقاف في إبريق مبدلة من الخاء (4).
أخلد:
وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَلَوْ شِئْنََا لَرَفَعْنََاهُ بِهََا وَلََكِنَّهُ أَخْلَدَ}
__________
(1) المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي (540465هـ) تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر، ص 71، ط 2مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرّب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 18، (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 538، سنة 1397هـ).
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّى شير، ص 6، ط 2دار العرب للبستاني سنة 1987ميلادي. وقارن ب: تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه:
طوبيا العنيسي، ص 1، ط. دار العرب للبستاني سنة 1964ميلادي وكتاب الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 3، تعليق محمد إبراهيم سعد، ط. مطبعة مصر الحرة، د. ت.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 18.(1/152)
{إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوََاهُ} الآية (1).
في اللسان: الخلد: دوام البقاء في دار لا يخرج منها. ودار الخلد:
الآخرة لبقاء أهلها فيها وخلد بالمكان يخلد خلودا. وأخلد: أقام، وهو من ذلك قال زهير:
لمن الديار غشيتها بالفرقد ... كالوحي في حجر المسيل المخلد؟
والمخلد من الرجال: الذي أسنّ ولم يشب كأنه مخلّد لذلك (2)!
ويذكر السيوطي (3) نقلا عن الواسطي: أن «أخلد» بمعنى ركن بالعبرية.
ويشير المعجم العبري (4) إلى أنه: يوجد في العبرية في وزن فعل المجرد، الفعل أي: استمر. ومنه، ويعني: استمرار بقاء ودوام. وأنها ترد في العربية (الخلد) في سياق الحديث عن البقاء في الجنة.
هذا، ويرى محقق المهذب للسيوطي: أن كلمة: (أخلد) مأخوذة من «خلد»، وهي كلمة آرامية، ومعناها حيوان يسكن تحت الأرض (5).
غير أن هذا التأويل بعيد، وأرى أن التأصيل العبري أقرب لتمشيه ومفهوم كلمة (أخلد) في السياق العربي.
الأرائك (6):
يقول ابن منظور: والأريكة: سرير في حجلة، والجمع أريك وأرائك.
__________
(1) سورة الأعراف، الآية: 176.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (خلد)، ص 1225بتصرف.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 33، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين. وانظر المتوكلي: للسيوطي، ورقة 4. والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ الحمزة فتح الله ص 4.
(4) راجع::، ..
. 317،. .،،.
(5) د. إبراهيم محمد أبو سكين: المهذب للسيوطي، هامش ص 24، نقلا عن غرائب اللغة العربية:
ص 102، ص 180.
(6) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهََا عَلَى الْأَرََائِكِ} [سورة الكهف، الآية: 31].
كما وردت في سورة يس: آية 56، وسورة الإنسان: 13، وسورة المطففين: 23، 35.(1/153)
{إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوََاهُ} الآية (1).
في اللسان: الخلد: دوام البقاء في دار لا يخرج منها. ودار الخلد:
الآخرة لبقاء أهلها فيها وخلد بالمكان يخلد خلودا. وأخلد: أقام، وهو من ذلك قال زهير:
لمن الديار غشيتها بالفرقد ... كالوحي في حجر المسيل المخلد؟
والمخلد من الرجال: الذي أسنّ ولم يشب كأنه مخلّد لذلك (2)!
ويذكر السيوطي (3) نقلا عن الواسطي: أن «أخلد» بمعنى ركن بالعبرية.
ويشير المعجم العبري (4) إلى أنه: يوجد في العبرية في وزن فعل المجرد، الفعل أي: استمر. ومنه، ويعني: استمرار بقاء ودوام. وأنها ترد في العربية (الخلد) في سياق الحديث عن البقاء في الجنة.
هذا، ويرى محقق المهذب للسيوطي: أن كلمة: (أخلد) مأخوذة من «خلد»، وهي كلمة آرامية، ومعناها حيوان يسكن تحت الأرض (5).
غير أن هذا التأويل بعيد، وأرى أن التأصيل العبري أقرب لتمشيه ومفهوم كلمة (أخلد) في السياق العربي.
الأرائك (6):
يقول ابن منظور: والأريكة: سرير في حجلة، والجمع أريك وأرائك.
__________
(1) سورة الأعراف، الآية: 176.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (خلد)، ص 1225بتصرف.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 33، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين. وانظر المتوكلي: للسيوطي، ورقة 4. والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ الحمزة فتح الله ص 4.
(4) راجع::، ..
. 317،. .،،.
(5) د. إبراهيم محمد أبو سكين: المهذب للسيوطي، هامش ص 24، نقلا عن غرائب اللغة العربية:
ص 102، ص 180.
(6) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهََا عَلَى الْأَرََائِكِ} [سورة الكهف، الآية: 31].
كما وردت في سورة يس: آية 56، وسورة الإنسان: 13، وسورة المطففين: 23، 35.(1/153)
وفي التنزيل: {عَلَى الْأَرََائِكِ مُتَّكِؤُنَ}. قال المفسرون: الأرائك السّرر في الحجال. وقيل: الأريكة سرير منجد مزين في قبة أو بيت، فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة. وقيل: هو كل ما اتكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة.
وأرك وأريك: موضع، قال النابغة:
عفا حسم من فرتنا فالفوارع ... فجنبا أريك فالتّلاع الدوافع (1)
ويرى السيوطي (2): أن «الأرائك» معناها: السرر بالحبشية. غير أننا نرى أن كلمة (الأرائك) ليست حبشية (3)، وإنما هي فارسية، جمع (أريكة) وهي:
السرير المنجد المزين. تعريب: «أورنك» وهو مركب من (آرايي): زينة، ومن (نيك): أي جميل (4).
ويؤكد ما نميل إليه قول المستشرق الأمريكي «جفري»، إذ يقول عن (الأرائك): وهذه الكلمة ليست حبشية، والأرجح أنها ذات أصل إيرانيّ، خاصة أنها وردت في شعر كبار الشعراء، مثل الأعشى الذي كان له صلة قوية بالثقافة الإيرانية (5).
هذا، ويرى العنيسي أن أريكة: يوناني ومعناه: فراش وثير ومرقد جيد (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أرك)، ص 65.
(2) انظر: المهذب: للسيوطي، ص 24، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين. والمتوكلي: للسيوطي ورقة رقم 3.
(3) لقد رجعت إلى البحث الطيب الذي أعده المستشرق الألماني ت. نولدكه حول الكلمات الحبشية التي دخلت اللغة العربية، فلم أعثر على الكلمة المذكورة في هذا البحث. راجع:. 4666.، 1910.:،،
(4) الألفاظ الفارسية المعربة: السيد أدّى شير، ص 9، ط 2دار العرب سنة 1987ميلادي.
(5) راجع:. 53.، 1938:،
(6) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 2، ط. دار العرب للبستاني سنة 1929ميلادي.(1/154)
وفي التنزيل: {عَلَى الْأَرََائِكِ مُتَّكِؤُنَ}. قال المفسرون: الأرائك السّرر في الحجال. وقيل: الأريكة سرير منجد مزين في قبة أو بيت، فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة. وقيل: هو كل ما اتكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة.
وأرك وأريك: موضع، قال النابغة:
عفا حسم من فرتنا فالفوارع ... فجنبا أريك فالتّلاع الدوافع (1)
ويرى السيوطي (2): أن «الأرائك» معناها: السرر بالحبشية. غير أننا نرى أن كلمة (الأرائك) ليست حبشية (3)، وإنما هي فارسية، جمع (أريكة) وهي:
السرير المنجد المزين. تعريب: «أورنك» وهو مركب من (آرايي): زينة، ومن (نيك): أي جميل (4).
ويؤكد ما نميل إليه قول المستشرق الأمريكي «جفري»، إذ يقول عن (الأرائك): وهذه الكلمة ليست حبشية، والأرجح أنها ذات أصل إيرانيّ، خاصة أنها وردت في شعر كبار الشعراء، مثل الأعشى الذي كان له صلة قوية بالثقافة الإيرانية (5).
هذا، ويرى العنيسي أن أريكة: يوناني ومعناه: فراش وثير ومرقد جيد (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أرك)، ص 65.
(2) انظر: المهذب: للسيوطي، ص 24، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين. والمتوكلي: للسيوطي ورقة رقم 3.
(3) لقد رجعت إلى البحث الطيب الذي أعده المستشرق الألماني ت. نولدكه حول الكلمات الحبشية التي دخلت اللغة العربية، فلم أعثر على الكلمة المذكورة في هذا البحث. راجع:. 4666.، 1910.:،،
(4) الألفاظ الفارسية المعربة: السيد أدّى شير، ص 9، ط 2دار العرب سنة 1987ميلادي.
(5) راجع:. 53.، 1938:،
(6) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 2، ط. دار العرب للبستاني سنة 1929ميلادي.(1/154)
آزر:
وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَإِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنََاماً آلِهَةً} الآية (1). يقول ابن منظور: وآزر: اسم أعجمي، وهو اسم أبي إبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وأما قوله عز وجل: {وَإِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ}، قال أبو إسحاق: يقرأ بالنصب آزر، فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أبيه، ومن قرأ آزر، بالضم، فهو على النداء، قال: وليس بين النسابين اختلاف أن اسم أبيه كان تارخ، والذي في القرآن يدل على أن اسمه آزر، وقيل: آزر عندهم ذمّ في لغتهم كأنه قال: وإذ قال إبراهيم لأبيه الخاطئ، وروى عن مجاهد في قوله: «آزر أتتخذ أصناما» قال: لم يكن بأبيه ولكن آزر اسم صنم، وإذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأنه قال: وإذ قال إبراهيم لأبيه أتتخذ آزر إلها، أتتخذ أصناما آلهة (2)؟
غير أن الشيخ أحمد محمد شاكر قد حسم هذا الخلاف بأدلة لا تقبل الرد، وأثبت في بحث مفصّل أن آزر اسم أبي إبراهيم كما سماه الله في كتابه، هو اسمه العلم وليس باللقب، واستند الشيخ شاكر رحمه الله في هذا إلى حديث صحيح وصريح رواه البخاري «عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر فترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك إلى آخر الحديث.
فهذا النص يدل على أن «آزر» هو اسمه العلم، ولا يحتمل هذا تأويلا ولا تحريضا (3).
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 74.
(2) لسان العرب: لابن منظور ص 72. وقارن ب: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب:
للسيوطي تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، 25وهامشها. والمعرّب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر ص 63، 76، 77. والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 5.
(3) راجع: المعرب: للجواليقي، هامش ص 77، 413407بقلم أحمد محمد شاكر.(1/155)
آزر:
وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَإِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنََاماً آلِهَةً} الآية (1). يقول ابن منظور: وآزر: اسم أعجمي، وهو اسم أبي إبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وأما قوله عز وجل: {وَإِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ}، قال أبو إسحاق: يقرأ بالنصب آزر، فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أبيه، ومن قرأ آزر، بالضم، فهو على النداء، قال: وليس بين النسابين اختلاف أن اسم أبيه كان تارخ، والذي في القرآن يدل على أن اسمه آزر، وقيل: آزر عندهم ذمّ في لغتهم كأنه قال: وإذ قال إبراهيم لأبيه الخاطئ، وروى عن مجاهد في قوله: «آزر أتتخذ أصناما» قال: لم يكن بأبيه ولكن آزر اسم صنم، وإذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأنه قال: وإذ قال إبراهيم لأبيه أتتخذ آزر إلها، أتتخذ أصناما آلهة (2)؟
غير أن الشيخ أحمد محمد شاكر قد حسم هذا الخلاف بأدلة لا تقبل الرد، وأثبت في بحث مفصّل أن آزر اسم أبي إبراهيم كما سماه الله في كتابه، هو اسمه العلم وليس باللقب، واستند الشيخ شاكر رحمه الله في هذا إلى حديث صحيح وصريح رواه البخاري «عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر فترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك إلى آخر الحديث.
فهذا النص يدل على أن «آزر» هو اسمه العلم، ولا يحتمل هذا تأويلا ولا تحريضا (3).
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 74.
(2) لسان العرب: لابن منظور ص 72. وقارن ب: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب:
للسيوطي تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، 25وهامشها. والمعرّب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر ص 63، 76، 77. والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 5.
(3) راجع: المعرب: للجواليقي، هامش ص 77، 413407بقلم أحمد محمد شاكر.(1/155)
أما الاختلاف بين اسمه المذكور في التوراة واسمه المذكور في القرآن فيجوز أن يكون له اسمان. حكى ابن جرير في التفسير عن سعيد بن عبد العزيز أنه قال: «وهو آزر وهو تارخ مثل إسرائيل ويعقوب».
وهناك احتمال آخر وهو: أن لفظ «آزر» هو «تارخ» طرأ عليه شيء من التغيير. قد يبدو هذا غريبا، ولكن الحقائق تؤيد هذا الاحتمال حيث إن اسمه المذكور في التوراة (التكوين 11/ 26 (تارح) (1). وفي ترجمة التوراة اليونانية المعروفة بالترجمة السبعينية كتب اسمه هكذا ونطقه: ثرا وقد حذفت منه الخاء. ويرى غيجر أن «ثرا» بالقلب المكاني أصبح: «آثر» ثم «آزر» (جفري).
ومثل هذا التغيير جائز الوقوع. ومثال آخر لذلك: «عيسى» وأصله بالعبرية «يشوع» فقد انتقلت فيه العين من آخر الكلمة إلى أولها وأصبحت الواو ياء (2).
هذا، ويرى السيوطي (3) أنّ «آزر» كلمة سريانية. غير أنني أميل إلى كونها عبرية لما سبق بيانه.
أسباط (4):
في اللسان: السّبط واحد الأسباط، وهو ولد الولد والسبط من
__________
(1) راجع: الكتاب المقدس (أي كتب العهد القديم والعهد الجديد) سفر التكوين، الإصحاح الحادي عشر، الآية 25، 26، ص 18ط. دار حلمي للطباعة سنة 1970ميلادي.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرّب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان. ص 32.
(3) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 4 (مخطوط محفوظ بمكتبة الجامع الأزهر تحت رقم 7297 أباظة).
(4) وردت في قوله تعالى: {قُولُوا آمَنََّا بِاللََّهِ وَمََا أُنْزِلَ إِلَيْنََا وَمََا أُنْزِلَ إِلى ََ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبََاطِ} الآية [سورة البقرة، الآية: 136] كما وردت في آية 140، ووردت في آل عمران، الآية: 84، والنساء: 163، والأعراف: 160.(1/156)
أما الاختلاف بين اسمه المذكور في التوراة واسمه المذكور في القرآن فيجوز أن يكون له اسمان. حكى ابن جرير في التفسير عن سعيد بن عبد العزيز أنه قال: «وهو آزر وهو تارخ مثل إسرائيل ويعقوب».
وهناك احتمال آخر وهو: أن لفظ «آزر» هو «تارخ» طرأ عليه شيء من التغيير. قد يبدو هذا غريبا، ولكن الحقائق تؤيد هذا الاحتمال حيث إن اسمه المذكور في التوراة (التكوين 11/ 26 (تارح) (1). وفي ترجمة التوراة اليونانية المعروفة بالترجمة السبعينية كتب اسمه هكذا ونطقه: ثرا وقد حذفت منه الخاء. ويرى غيجر أن «ثرا» بالقلب المكاني أصبح: «آثر» ثم «آزر» (جفري).
ومثل هذا التغيير جائز الوقوع. ومثال آخر لذلك: «عيسى» وأصله بالعبرية «يشوع» فقد انتقلت فيه العين من آخر الكلمة إلى أولها وأصبحت الواو ياء (2).
هذا، ويرى السيوطي (3) أنّ «آزر» كلمة سريانية. غير أنني أميل إلى كونها عبرية لما سبق بيانه.
أسباط (4):
في اللسان: السّبط واحد الأسباط، وهو ولد الولد والسبط من
__________
(1) راجع: الكتاب المقدس (أي كتب العهد القديم والعهد الجديد) سفر التكوين، الإصحاح الحادي عشر، الآية 25، 26، ص 18ط. دار حلمي للطباعة سنة 1970ميلادي.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرّب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان. ص 32.
(3) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 4 (مخطوط محفوظ بمكتبة الجامع الأزهر تحت رقم 7297 أباظة).
(4) وردت في قوله تعالى: {قُولُوا آمَنََّا بِاللََّهِ وَمََا أُنْزِلَ إِلَيْنََا وَمََا أُنْزِلَ إِلى ََ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبََاطِ} الآية [سورة البقرة، الآية: 136] كما وردت في آية 140، ووردت في آل عمران، الآية: 84، والنساء: 163، والأعراف: 160.(1/156)
اليهود كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إلى أب واحد، سمي سبطا ليفرق بين ولد إسماعيل وولده إسحاق وجمعه أسباط. وقوله عز وجل:
{وَقَطَّعْنََاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبََاطاً أُمَماً} [الأعراف: 160] ليس «أسباط» بتمييز، لأن التمييز إنما يكون واحدا، لكنه بدل من قوله: اثنتي عشرة كأنه قال: جعلناهم أسباطا. والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب (1).
وذكر ابن الأثير: أن السبط مفردا ولد الولد أو ولد البنت أو القطعة، أقوال. ثم استعمل في كل جماعة من بني إسرائيل كالقبيلة في العرب، وربما سموا به تسمية لهم باسم أصلهم كتميم وقد يطلق على كل قبيلة فهم أسباط كما غلب الأنصار على جمع مخصوص فهو حينئذ بمعنى الحي والقبيلة (2).
وهي كلمة عبرية، عدّها رفائيل نخلة اليسوعي ضمن الكلمات التي دخلت العربية من العبرية (3).
ويذكر السيوطي: أن الأسباط بلغة بني إسرائيل كالقبائل بلغة العرب (4).
ويشير المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم: إلى أن كلمة «أسباط» مأخوذة من: العبرية. وهي في الآشورية وفي الآرامية:
(5).
إستبرق: (6)
في اللسان: قال الزجاج في قوله تعالى: {عََالِيَهُمْ ثِيََابُ سُندُسٍ خُضْرٌ}
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور ص 1921، 1922مادة (سبط).
(2) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، التعليق لمحمد إبراهيم سعد، هامش ص 5.
(3) غرائب اللغة العربية: ص 212.
(4) المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين ص 26.
(5) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك) ص 986.
(6) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيََاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [سورة الكهف، الآية: 31] كما وردت في سورة الدخان، الآية: 53، والرحمن: 54، والإنسان: 21.(1/157)
اليهود كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إلى أب واحد، سمي سبطا ليفرق بين ولد إسماعيل وولده إسحاق وجمعه أسباط. وقوله عز وجل:
{وَقَطَّعْنََاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبََاطاً أُمَماً} [الأعراف: 160] ليس «أسباط» بتمييز، لأن التمييز إنما يكون واحدا، لكنه بدل من قوله: اثنتي عشرة كأنه قال: جعلناهم أسباطا. والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب (1).
وذكر ابن الأثير: أن السبط مفردا ولد الولد أو ولد البنت أو القطعة، أقوال. ثم استعمل في كل جماعة من بني إسرائيل كالقبيلة في العرب، وربما سموا به تسمية لهم باسم أصلهم كتميم وقد يطلق على كل قبيلة فهم أسباط كما غلب الأنصار على جمع مخصوص فهو حينئذ بمعنى الحي والقبيلة (2).
وهي كلمة عبرية، عدّها رفائيل نخلة اليسوعي ضمن الكلمات التي دخلت العربية من العبرية (3).
ويذكر السيوطي: أن الأسباط بلغة بني إسرائيل كالقبائل بلغة العرب (4).
ويشير المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم: إلى أن كلمة «أسباط» مأخوذة من: العبرية. وهي في الآشورية وفي الآرامية:
(5).
إستبرق: (6)
في اللسان: قال الزجاج في قوله تعالى: {عََالِيَهُمْ ثِيََابُ سُندُسٍ خُضْرٌ}
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور ص 1921، 1922مادة (سبط).
(2) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، التعليق لمحمد إبراهيم سعد، هامش ص 5.
(3) غرائب اللغة العربية: ص 212.
(4) المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين ص 26.
(5) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك) ص 986.
(6) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيََاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [سورة الكهف، الآية: 31] كما وردت في سورة الدخان، الآية: 53، والرحمن: 54، والإنسان: 21.(1/157)
{وَإِسْتَبْرَقٌ} [الإنسان: 21] قال: هو الديباج الصّفيق الغليظ الحسن (1).
يقول الزمخشري: وقرئ وإستبرق نصبا في موضع الجر على منع الصرف لأنه أعجميّ، وهو غلط لأنه نكرة يدخله حرف التعريف، تقول:
الإستبرق، إلا أن يزعم ابن محيصن أنه قد يجعل علما لهذا الضرب من الثياب. وقرئ واستبرق بوصل الهمزة والفتح على أنه مسمى باستفعل من البريق وليس بصحيح أيضا لأنه معرب مشهور تعريبه وأن أصله استبره (2).
ويعلق العلامة الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة عليه قائلا: «إن ابن محيصن قارئ جليل مشهور بمعرفة العربية، وقد أخذ عن أكابر العلماء، ويتطلب لقراءته وجه، وذلك أن يجعل (استفعل) من البريق، تقول: برق واستبرق، كعجب واستعجب: فاستبرق فعل ماض والضمير فيه عائد على السندس، أو على الاخضرار الدال عليه (خضر). وهذا التخريج أولى من تلحين من يعرف العربية، وتوهيم ضابط ثقة» (3).
يقول الزركشي: والإستبرق: الغليظ بالفارسية بحذف القاف (4).
ويرى ابن قتيبة: أن السندس رقيق الديباج والإستبرق ثخينه. وعن قوم أنه فارسي معرب أصله استبره وهو الشديد (5).
يقول برجشتراسر: والإستبرق: مشتقة من «استبر» أي: الشديد والثخين،
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (إستبرق)، ص 77.
(2) تفسير الكشاف: للزمخشري، ج 4، ص 199، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(3) دراسات لأسلوب القرآن الكريم. للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة، الجزء الأول، القسم الثاني، ص 657، ط. مطبعة السعادة، د. ت.
(4) البرهان في علوم القرآن: للزركشي، ج 1، ص 288، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2 عيسى البابي الحلبي.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 267، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1398هـ.(1/158)
{وَإِسْتَبْرَقٌ} [الإنسان: 21] قال: هو الديباج الصّفيق الغليظ الحسن (1).
يقول الزمخشري: وقرئ وإستبرق نصبا في موضع الجر على منع الصرف لأنه أعجميّ، وهو غلط لأنه نكرة يدخله حرف التعريف، تقول:
الإستبرق، إلا أن يزعم ابن محيصن أنه قد يجعل علما لهذا الضرب من الثياب. وقرئ واستبرق بوصل الهمزة والفتح على أنه مسمى باستفعل من البريق وليس بصحيح أيضا لأنه معرب مشهور تعريبه وأن أصله استبره (2).
ويعلق العلامة الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة عليه قائلا: «إن ابن محيصن قارئ جليل مشهور بمعرفة العربية، وقد أخذ عن أكابر العلماء، ويتطلب لقراءته وجه، وذلك أن يجعل (استفعل) من البريق، تقول: برق واستبرق، كعجب واستعجب: فاستبرق فعل ماض والضمير فيه عائد على السندس، أو على الاخضرار الدال عليه (خضر). وهذا التخريج أولى من تلحين من يعرف العربية، وتوهيم ضابط ثقة» (3).
يقول الزركشي: والإستبرق: الغليظ بالفارسية بحذف القاف (4).
ويرى ابن قتيبة: أن السندس رقيق الديباج والإستبرق ثخينه. وعن قوم أنه فارسي معرب أصله استبره وهو الشديد (5).
يقول برجشتراسر: والإستبرق: مشتقة من «استبر» أي: الشديد والثخين،
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (إستبرق)، ص 77.
(2) تفسير الكشاف: للزمخشري، ج 4، ص 199، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(3) دراسات لأسلوب القرآن الكريم. للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة، الجزء الأول، القسم الثاني، ص 657، ط. مطبعة السعادة، د. ت.
(4) البرهان في علوم القرآن: للزركشي، ج 1، ص 288، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2 عيسى البابي الحلبي.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 267، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1398هـ.(1/158)
بإلحاق:) (وهي كثيرة جدا في الأوصاف الفارسية، فأصل المعنى: نسيجة ثخينة، ثم أطلقت على غليظ الديباج (1).
ويشير الدكتور محمد التونجي إلى أن استبرك: حرير قماش منسوج من الحرير والذهب، معربها «استبرق» (2). والقاف في الكلمة المعرّبة تمثل الكاف الفهلوية (3).
وهذه الكلمة إستبرق أصلها بالفارسية الحديثة: ستبر أو استبر، ومعناها الغليظ ثم خص بغليظ الديباج (4).
إسحاق (5):
يقول الرازي: سحق الشيء فانسحق: أي سهكه، وبابه قطع. والسحق أيضا: الثوب البالي. والسحق بالضم: البعد، يقال: سحقا له. والسحق بضمتين، مثله. وقد سحق الشيء بالضم سحقا بوزن بعد فهو سحيق: أي
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، تعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ص 215، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.
(2) المعجم الذهبي (فارسي عربي): د. محمد التونجي، ص 66، ط. دار العلم للملايين ببيروت.
وراجع: الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّى شير، ص 10، ط 2دار العرب للبستاني سنة 1987ميلادي.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 7.
(4) المرجع السابق: ص 7. وقارن ب: تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه: طوبيا العنيسي، ص 4، ط. دار العرب للبستاني سنة 1964ميلادي.
والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 4.
وقاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 68، ط. دار الكتاب اللبناني ببيروت.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدََاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قََالَ لِبَنِيهِ مََا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قََالُوا نَعْبُدُ إِلََهَكَ وَإِلََهَ آبََائِكَ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ إِلََهاً وََاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [سورة البقرة، الآية: 133]، كما وردت في الآية 136، 140من نفس السورة.
ووردت أيضا في سورة آل عمران: 84، والنساء: 163، والأنعام: 84، وهود 71، ويوسف:
6، 38، وإبراهيم: 39، ومريم: 49، والأنبياء: 72، والعنكبوت: 27، والصافات: 112، 113، وسورة ص: 45.(1/159)
بإلحاق:) (وهي كثيرة جدا في الأوصاف الفارسية، فأصل المعنى: نسيجة ثخينة، ثم أطلقت على غليظ الديباج (1).
ويشير الدكتور محمد التونجي إلى أن استبرك: حرير قماش منسوج من الحرير والذهب، معربها «استبرق» (2). والقاف في الكلمة المعرّبة تمثل الكاف الفهلوية (3).
وهذه الكلمة إستبرق أصلها بالفارسية الحديثة: ستبر أو استبر، ومعناها الغليظ ثم خص بغليظ الديباج (4).
إسحاق (5):
يقول الرازي: سحق الشيء فانسحق: أي سهكه، وبابه قطع. والسحق أيضا: الثوب البالي. والسحق بالضم: البعد، يقال: سحقا له. والسحق بضمتين، مثله. وقد سحق الشيء بالضم سحقا بوزن بعد فهو سحيق: أي
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، تعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ص 215، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.
(2) المعجم الذهبي (فارسي عربي): د. محمد التونجي، ص 66، ط. دار العلم للملايين ببيروت.
وراجع: الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّى شير، ص 10، ط 2دار العرب للبستاني سنة 1987ميلادي.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 7.
(4) المرجع السابق: ص 7. وقارن ب: تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه: طوبيا العنيسي، ص 4، ط. دار العرب للبستاني سنة 1964ميلادي.
والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 4.
وقاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 68، ط. دار الكتاب اللبناني ببيروت.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدََاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قََالَ لِبَنِيهِ مََا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قََالُوا نَعْبُدُ إِلََهَكَ وَإِلََهَ آبََائِكَ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ إِلََهاً وََاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [سورة البقرة، الآية: 133]، كما وردت في الآية 136، 140من نفس السورة.
ووردت أيضا في سورة آل عمران: 84، والنساء: 163، والأنعام: 84، وهود 71، ويوسف:
6، 38، وإبراهيم: 39، ومريم: 49، والأنبياء: 72، والعنكبوت: 27، والصافات: 112، 113، وسورة ص: 45.(1/159)
بعيد وأسحقه الله: أبعده. وأسحق الثوب: أخلق وبلي. وإسحاق: اسم رجل، فإن أردت به الاسم الأعجمي لم تصرفه في المعرفة لأنه غير عن وجهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب، وإن أردت المصدر من قولك أسحقه السفر إسحاقا: أي أبعده، صرفته لأنه لم يتغير (1).
ويقول الجواليقي: و «إسحاق» أعجمي، وإن وافق لفظ العربي. يقال:
أسحقه الله يسحقه إسحاقا (2).
هو بالعبرية (يصحاق)، وورد في التوراة بالسين أيضا، ومعناه: يضحك.
والهمزة في أول الكلمة بدلا من الياء كما في العبرية تدل على أن الكلمة وإن كانت عبرية إلا أنها دخلت العربية عن طريق السريانية، فهي في السريانية (إسحاق) (3).
إسرائيل:
يقول الله تعالى: {يََا بَنِي إِسْرََائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} الآية (4).
قال ابن منظور: وفي التهذيب: جاء في التفسير أن يعقوب بن إسحاق على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، كان شديدا فجاءه ملك فقال: صارعني، فصارعه فصرعه يعقوب، فقال له الملك: إسرإلّ، وإلّ اسم من أسماء الله عز
__________
(1) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مادة (سحق) ص 350، ط.
عيسى البابي الحلبي.
(2) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 62.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 5بتصرف يسير.
وقارن ب: من عيون التراث اللغوي: د. محمد السيد عطية بكر، ص 170وهامشها، الطبعة الأولى 1407هـ، نقلا عن أزاهير البيهقي (فضل في أسامي الأنبياء عليهم السلام).
(4) سورة البقرة، الآية: 4كما وردت كلمة «إسرائيل» 42مرة في مواطن متفرقة من القرآن الكريم.(1/160)
بعيد وأسحقه الله: أبعده. وأسحق الثوب: أخلق وبلي. وإسحاق: اسم رجل، فإن أردت به الاسم الأعجمي لم تصرفه في المعرفة لأنه غير عن وجهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب، وإن أردت المصدر من قولك أسحقه السفر إسحاقا: أي أبعده، صرفته لأنه لم يتغير (1).
ويقول الجواليقي: و «إسحاق» أعجمي، وإن وافق لفظ العربي. يقال:
أسحقه الله يسحقه إسحاقا (2).
هو بالعبرية (يصحاق)، وورد في التوراة بالسين أيضا، ومعناه: يضحك.
والهمزة في أول الكلمة بدلا من الياء كما في العبرية تدل على أن الكلمة وإن كانت عبرية إلا أنها دخلت العربية عن طريق السريانية، فهي في السريانية (إسحاق) (3).
إسرائيل:
يقول الله تعالى: {يََا بَنِي إِسْرََائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} الآية (4).
قال ابن منظور: وفي التهذيب: جاء في التفسير أن يعقوب بن إسحاق على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، كان شديدا فجاءه ملك فقال: صارعني، فصارعه فصرعه يعقوب، فقال له الملك: إسرإلّ، وإلّ اسم من أسماء الله عز
__________
(1) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مادة (سحق) ص 350، ط.
عيسى البابي الحلبي.
(2) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 62.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 5بتصرف يسير.
وقارن ب: من عيون التراث اللغوي: د. محمد السيد عطية بكر، ص 170وهامشها، الطبعة الأولى 1407هـ، نقلا عن أزاهير البيهقي (فضل في أسامي الأنبياء عليهم السلام).
(4) سورة البقرة، الآية: 4كما وردت كلمة «إسرائيل» 42مرة في مواطن متفرقة من القرآن الكريم.(1/160)
وجل بلغتهم يقصد العبرية وإسر: شدّة، وسمّي «يعقوب» إشرإلّ بذلك، ولمّا عرّب قيل: إسرائيل (1).
يقول الجواليقي: وأمّا «إسرائيل» ففيه لغات، قالوا: «إسرال» كما قالوا «ميكال»، وقالوا: «إسرائيل» وقالوا أيضا «إسرائين» بالنون (2).
ويشير الزمخشري إلى أنه قرئ «إسرائل» (3)، غير أنني لم أعثر على هذه القراءة في كتب القراءات.
أيّا ما كان الأمر، فكلمة «إسرائيل» معرّبة عن العبرية، وأصلها في اللسان العبري (يسرائيل) قيل معناه يحارب الله.
ووجود الهمزة في أول الكلمة بدلا من الياء في العبرية يدل على كونه دخل في العربية عن طريق السريانية فهو فيها: (إسرائيل) (4).
أسفارا:
وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرََاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهََا كَمَثَلِ الْحِمََارِ يَحْمِلُ أَسْفََاراً} الآية (5).
يقول ابن منظور: والسّفر بالكسر: الكتاب، وقيل: هو الكتاب الكبير، وقيل: هو جزء من التوراة، والجمع أسفار (6).
وفي تفسير غريب القرآن: {كَمَثَلِ الْحِمََارِ يَحْمِلُ أَسْفََاراً} أي:
كتبا. واحدها: سفر. يريد: أن اليهود يحملون التوراة ولا يعملون بها،
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، ص 112، 113بتصرف.
(2) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 62.
(3) الكشاف: للزمخشري، ج 1، ص 275، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان ص 6.
(5) سورة الجمعة، الآية: 5.
(6) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سفر)، ص 2026.(1/161)
وجل بلغتهم يقصد العبرية وإسر: شدّة، وسمّي «يعقوب» إشرإلّ بذلك، ولمّا عرّب قيل: إسرائيل (1).
يقول الجواليقي: وأمّا «إسرائيل» ففيه لغات، قالوا: «إسرال» كما قالوا «ميكال»، وقالوا: «إسرائيل» وقالوا أيضا «إسرائين» بالنون (2).
ويشير الزمخشري إلى أنه قرئ «إسرائل» (3)، غير أنني لم أعثر على هذه القراءة في كتب القراءات.
أيّا ما كان الأمر، فكلمة «إسرائيل» معرّبة عن العبرية، وأصلها في اللسان العبري (يسرائيل) قيل معناه يحارب الله.
ووجود الهمزة في أول الكلمة بدلا من الياء في العبرية يدل على كونه دخل في العربية عن طريق السريانية فهو فيها: (إسرائيل) (4).
أسفارا:
وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرََاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهََا كَمَثَلِ الْحِمََارِ يَحْمِلُ أَسْفََاراً} الآية (5).
يقول ابن منظور: والسّفر بالكسر: الكتاب، وقيل: هو الكتاب الكبير، وقيل: هو جزء من التوراة، والجمع أسفار (6).
وفي تفسير غريب القرآن: {كَمَثَلِ الْحِمََارِ يَحْمِلُ أَسْفََاراً} أي:
كتبا. واحدها: سفر. يريد: أن اليهود يحملون التوراة ولا يعملون بها،
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، ص 112، 113بتصرف.
(2) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 62.
(3) الكشاف: للزمخشري، ج 1، ص 275، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان ص 6.
(5) سورة الجمعة، الآية: 5.
(6) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سفر)، ص 2026.(1/161)
فمثلهم كمثل الحمار يحمل كتبا من العلم، وهو لا يعقلها (1).
والأسفار: كلمة سريانية (2)، وقيل: نبطية (3). وهي تعني الكتب، وقد دخلت اللغة العربية من الآرامية (4).
ففي القاموس السرياني العربي: الأسفار مأخوذة من سفرا، أو سفر، وهي تعني: كتابة أو فن الكتابة أو كتب (5).
أما ما ورد في قاموس الفارسية من أن: «السّفر بمعنى الكتاب، أو الكتاب الكبير، أو جزء من التوراة» (6). فأغلب الظن أن هذه الكلمة دخلت الفارسية من اللغة الآرامية نظرا لوجود صلات وثيقة بين اللغتين في المرحلة المحصورة بين سنتي 300ق. م و 650بعد الميلاد (7).
إسماعيل (8):
يقول الجواليقي: و «إسماعيل» فيه لغتان: «إسماعيل» و «إسماعين» بالنون قال الراجز:
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 465، ط. دار الكتب العلمية سنة 1398هـ.
(2) من المعلوم أن السريانية هي أهم اللهجات الآرامية.
(3) النبطية: هي إحدى لهجات الآرامية. على خلاف بين العلماء. راجع ص 40من هذا البحث، تجد مزيدا من التفصيل.
وقارن ب: تاريخ آداب العرب: مصطفى صادق الرافعي، ج 1، ص 84، ط 4دار الكتاب العربي سنة 1394هـ.
(4) انظر: المهذب، للسيوطي، ص 28، 29. والمتوكلي: للسيوطي، ورقة 5. وغرائب اللغة العربية: لرفائيل نخلة اليسوعي، ص 187.
(5) راجع القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 235ط. المطبعة الكاثوليكية بيروت 1963ميلادي.
(6) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 374.
(7) راجع: ص 37، 38من هذا الحديث تجد مزيدا من التفصيل.
(8) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَعَهِدْنََا إِلى ََ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ أَنْ طَهِّرََا بَيْتِيَ لِلطََّائِفِينَ وَالْعََاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. [سورة البقرة، الآية: 125] كما وردت في الآية 127، 133،(1/162)
فمثلهم كمثل الحمار يحمل كتبا من العلم، وهو لا يعقلها (1).
والأسفار: كلمة سريانية (2)، وقيل: نبطية (3). وهي تعني الكتب، وقد دخلت اللغة العربية من الآرامية (4).
ففي القاموس السرياني العربي: الأسفار مأخوذة من سفرا، أو سفر، وهي تعني: كتابة أو فن الكتابة أو كتب (5).
أما ما ورد في قاموس الفارسية من أن: «السّفر بمعنى الكتاب، أو الكتاب الكبير، أو جزء من التوراة» (6). فأغلب الظن أن هذه الكلمة دخلت الفارسية من اللغة الآرامية نظرا لوجود صلات وثيقة بين اللغتين في المرحلة المحصورة بين سنتي 300ق. م و 650بعد الميلاد (7).
إسماعيل (8):
يقول الجواليقي: و «إسماعيل» فيه لغتان: «إسماعيل» و «إسماعين» بالنون قال الراجز:
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 465، ط. دار الكتب العلمية سنة 1398هـ.
(2) من المعلوم أن السريانية هي أهم اللهجات الآرامية.
(3) النبطية: هي إحدى لهجات الآرامية. على خلاف بين العلماء. راجع ص 40من هذا البحث، تجد مزيدا من التفصيل.
وقارن ب: تاريخ آداب العرب: مصطفى صادق الرافعي، ج 1، ص 84، ط 4دار الكتاب العربي سنة 1394هـ.
(4) انظر: المهذب، للسيوطي، ص 28، 29. والمتوكلي: للسيوطي، ورقة 5. وغرائب اللغة العربية: لرفائيل نخلة اليسوعي، ص 187.
(5) راجع القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 235ط. المطبعة الكاثوليكية بيروت 1963ميلادي.
(6) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 374.
(7) راجع: ص 37، 38من هذا الحديث تجد مزيدا من التفصيل.
(8) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَعَهِدْنََا إِلى ََ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ أَنْ طَهِّرََا بَيْتِيَ لِلطََّائِفِينَ وَالْعََاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. [سورة البقرة، الآية: 125] كما وردت في الآية 127، 133،(1/162)
قال جواري الحيّ لمّا جينا ... هذا وربّ البيت إسماعينا (1)
وكثيرا ما يستعمل في اللسان العربي أحد هذين الحرفين مكان صاحبه، غير أن اللام أكثر استعمالا من النون ك: بل وبن، وخامل الذكر وخامن الذكر (2).
ونقل السيوطي عن ابن السكيت في الإبدال، قولهم: إسماعيل وإسماعين، وإسرائيل وإسرائين، وجبريل وجبرين، وميكائيل وميكائين، وإسرافيل وإسرافين (3).
ومن المعروف أن إسماعين بالنون هي لهجة مصر الدارجة على ألسنة العوام.
هذا، وكلمة إسماعيل معرّبة عن العبرية وأصلها: (يشمع أيل)، وهي مكونة من يشمع: أي يسمع، وأيل: أي الله.
جاء في التوراة في تعليل تسميته بهذا الاسم: أن الملك قال لهاجر:
ستلدين ابنا فسميه إسماعيل لأن ربك قد سمع لمذلتك (4).
والكلمة المعرّبة تبدأ بالهمزة بدلا من الياء كما في الأصل العبري وهذا يدل على أنها دخلت في العربية عن طريق السريانية فهي فيها: (إشماعيل) (5).
__________
136، 140، من نفس السورة. ووردت أيضا في آل عمران: 84، والنساء 163، والأنعام: 86، وإبراهيم: 39، ومريم: 54والأنبياء: 85، وسورة ص: 48.
(1) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 62.
(2) الخصائص: لابن جني، تحقيق محمد علي النجار، ج 2، ص 82، وما بعدها، ط 2دار الهدى للطباعة والنشر ببيروت.
(3) المزهر: للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى ومحمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، ج 1ص 565، ط 3دار التراث.
(4) الكتاب المقدس: سفر التكوين، الإصحاح 16، آية 11، ص 23، ط. دار حلمى سنة 1970ميلادي.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 4.(1/163)
قال جواري الحيّ لمّا جينا ... هذا وربّ البيت إسماعينا (1)
وكثيرا ما يستعمل في اللسان العربي أحد هذين الحرفين مكان صاحبه، غير أن اللام أكثر استعمالا من النون ك: بل وبن، وخامل الذكر وخامن الذكر (2).
ونقل السيوطي عن ابن السكيت في الإبدال، قولهم: إسماعيل وإسماعين، وإسرائيل وإسرائين، وجبريل وجبرين، وميكائيل وميكائين، وإسرافيل وإسرافين (3).
ومن المعروف أن إسماعين بالنون هي لهجة مصر الدارجة على ألسنة العوام.
هذا، وكلمة إسماعيل معرّبة عن العبرية وأصلها: (يشمع أيل)، وهي مكونة من يشمع: أي يسمع، وأيل: أي الله.
جاء في التوراة في تعليل تسميته بهذا الاسم: أن الملك قال لهاجر:
ستلدين ابنا فسميه إسماعيل لأن ربك قد سمع لمذلتك (4).
والكلمة المعرّبة تبدأ بالهمزة بدلا من الياء كما في الأصل العبري وهذا يدل على أنها دخلت في العربية عن طريق السريانية فهي فيها: (إشماعيل) (5).
__________
136، 140، من نفس السورة. ووردت أيضا في آل عمران: 84، والنساء 163، والأنعام: 86، وإبراهيم: 39، ومريم: 54والأنبياء: 85، وسورة ص: 48.
(1) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 62.
(2) الخصائص: لابن جني، تحقيق محمد علي النجار، ج 2، ص 82، وما بعدها، ط 2دار الهدى للطباعة والنشر ببيروت.
(3) المزهر: للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى ومحمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، ج 1ص 565، ط 3دار التراث.
(4) الكتاب المقدس: سفر التكوين، الإصحاح 16، آية 11، ص 23، ط. دار حلمى سنة 1970ميلادي.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 4.(1/163)
إصري (1):
في اللسان: الإصر: العهد الثقيل، وفي التنزيل: {وَأَخَذْتُمْ عَلى ََ ذََلِكُمْ إِصْرِي}، وفيه: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ}، وجمعه: آصار. وأخذت عليه إصرا، وأخذت منه إصرا، أي موثقا من الله تعالى: قال الله عز وجل: {رَبَّنََا وَلََا تَحْمِلْ عَلَيْنََا إِصْراً كَمََا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنََا}. يقول الفراء: الإصر:
العهد، وكذلك قال في قوله عز وجل: {وَأَخَذْتُمْ عَلى ََ ذََلِكُمْ إِصْرِي}، قال:
الإصر هاهنا إثم العقد والعهد إذا ضيعوه كما شدد على بني إسرائيل (2).
يقول السيوطي في كتابه المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: قال أبو القاسم في كتاب لغات القرآن: إصري: معناه عهدي بالنبطية (3).
ومعروف أن النبطية لهجة من اللهجات الآرامية. فالكلمة إذن آرامية الأصل.
أكواب: (4)
يقول ابن منظور: والكوب: الكوز الذي لا عروة له. قال عدي بن زيد:
متكئا تصفق أبوابه ... يسعى عليه الصب بالكوب
والجمع أكواب. وفي التنزيل العزيز: {وَأَكْوََابٌ مَوْضُوعَةٌ} [الغاشية: 14].
والكوب: دقة العنق وعظم الرأس (5).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ََ ذََلِكُمْ إِصْرِي} [سورة آل عمران، الآية: 81].
كم وردت {إِصْراً} في سورة البقرة: آية 286. و {إِصْرَهُمْ} «في سورة الأعراف: آية 157.
(2) اللسان: لابن منظور: مادة (أصر)، ص 87. وقارن ب: الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق الأستاذ محمد إبراهيم سعد، هامش ص 5.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 29.
(4) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {يُطََافُ عَلَيْهِمْ بِصِحََافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوََابٍ} [سورة الزخرف، الآية: 71]. كما وردت في الواقعة: 18، والإنسان: 15، والغاشية: 14.
(5) اللسان: لابن منظور، ص 3950، 3951بتصرف.(1/164)
إصري (1):
في اللسان: الإصر: العهد الثقيل، وفي التنزيل: {وَأَخَذْتُمْ عَلى ََ ذََلِكُمْ إِصْرِي}، وفيه: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ}، وجمعه: آصار. وأخذت عليه إصرا، وأخذت منه إصرا، أي موثقا من الله تعالى: قال الله عز وجل: {رَبَّنََا وَلََا تَحْمِلْ عَلَيْنََا إِصْراً كَمََا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنََا}. يقول الفراء: الإصر:
العهد، وكذلك قال في قوله عز وجل: {وَأَخَذْتُمْ عَلى ََ ذََلِكُمْ إِصْرِي}، قال:
الإصر هاهنا إثم العقد والعهد إذا ضيعوه كما شدد على بني إسرائيل (2).
يقول السيوطي في كتابه المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: قال أبو القاسم في كتاب لغات القرآن: إصري: معناه عهدي بالنبطية (3).
ومعروف أن النبطية لهجة من اللهجات الآرامية. فالكلمة إذن آرامية الأصل.
أكواب: (4)
يقول ابن منظور: والكوب: الكوز الذي لا عروة له. قال عدي بن زيد:
متكئا تصفق أبوابه ... يسعى عليه الصب بالكوب
والجمع أكواب. وفي التنزيل العزيز: {وَأَكْوََابٌ مَوْضُوعَةٌ} [الغاشية: 14].
والكوب: دقة العنق وعظم الرأس (5).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ََ ذََلِكُمْ إِصْرِي} [سورة آل عمران، الآية: 81].
كم وردت {إِصْراً} في سورة البقرة: آية 286. و {إِصْرَهُمْ} «في سورة الأعراف: آية 157.
(2) اللسان: لابن منظور: مادة (أصر)، ص 87. وقارن ب: الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق الأستاذ محمد إبراهيم سعد، هامش ص 5.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 29.
(4) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {يُطََافُ عَلَيْهِمْ بِصِحََافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوََابٍ} [سورة الزخرف، الآية: 71]. كما وردت في الواقعة: 18، والإنسان: 15، والغاشية: 14.
(5) اللسان: لابن منظور، ص 3950، 3951بتصرف.(1/164)
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «الأكواب» فأجاب:
القلال التي لا عرى لها. وأنشد قول الهذلي:
فلم ينطق الدّيك حتّى ملأ ... ت كوب الدّنان له فاستدارا (1)
وفي تفسير غريب القرآن: الأكواب: الأباريق لا عرى لها، ويقال: ولا خراطيم. واحدها: كوب (2).
وينقل السيوطي عن ابن جرير: أن الأكواب جرار ليس لها عرى وهي بالنبطية كوبا (3).
ويشير رفائيل اليسوعي: إلى أن الكوب كلمة مقتبسة من اللاتينية، ومعناها: إبريق صغير بلا عروة (4).
غير أن أدّى شير يرى أن هذه الكلمة من موافقات اللغات:
فهي بالآرامية (الجرة الضيقة الفم) بالسريانية الدارجة وكوب بالتركية والكردية وو باليونانية وبالرومية وبالإيطالية وبالإنكليزية وبالجرمانية وبالفرنسية والفعل المأخوذ منه الكلمة موجود أيضا في كثير من اللغات المعروفة ومعناه تأود وتحدب وانحنى وهو بالآرامية وبالعبرانية وكفتن بالفارسية وباليونانية وبالرومية وبالجرمانية وكبّ بالعربية وبالحبشية (5).
وإلى هذا الرأي الأخير نميل.
__________
(1) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 278.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 400.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 30.
(4) غرائب اللغة العربية: ص 280.
(5) الألفاظ الفارسية المعربة: السيد أدّى شير، ص 139بتصرف يسير.(1/165)
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «الأكواب» فأجاب:
القلال التي لا عرى لها. وأنشد قول الهذلي:
فلم ينطق الدّيك حتّى ملأ ... ت كوب الدّنان له فاستدارا (1)
وفي تفسير غريب القرآن: الأكواب: الأباريق لا عرى لها، ويقال: ولا خراطيم. واحدها: كوب (2).
وينقل السيوطي عن ابن جرير: أن الأكواب جرار ليس لها عرى وهي بالنبطية كوبا (3).
ويشير رفائيل اليسوعي: إلى أن الكوب كلمة مقتبسة من اللاتينية، ومعناها: إبريق صغير بلا عروة (4).
غير أن أدّى شير يرى أن هذه الكلمة من موافقات اللغات:
فهي بالآرامية (الجرة الضيقة الفم) بالسريانية الدارجة وكوب بالتركية والكردية وو باليونانية وبالرومية وبالإيطالية وبالإنكليزية وبالجرمانية وبالفرنسية والفعل المأخوذ منه الكلمة موجود أيضا في كثير من اللغات المعروفة ومعناه تأود وتحدب وانحنى وهو بالآرامية وبالعبرانية وكفتن بالفارسية وباليونانية وبالرومية وبالجرمانية وكبّ بالعربية وبالحبشية (5).
وإلى هذا الرأي الأخير نميل.
__________
(1) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 278.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 400.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 30.
(4) غرائب اللغة العربية: ص 280.
(5) الألفاظ الفارسية المعربة: السيد أدّى شير، ص 139بتصرف يسير.(1/165)
إلّا (1):
يقول ابن منظور: والإلّ: الحلف والعهد. وبه فسر أبو عبيدة قوله تعالى: {لََا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلََا ذِمَّةً}. والإلّ: القرابة، وفي حديث علي كرم الله وجهه «يخون العهد ويقطع الإلّ». يقول ابن سيده: والإلّ: الله عز وجل.
وفي التهذيب: جاء في التفسير أن يعقوب بن إسحاق على نبينا وعليهما الصلاة والسلام كان شديدا فجاءه ملك فقال: صارعني، فصارعه فصرعه يعقوب، فقال له الملك: إسرإلّ، وإلّ اسم من أسماء الله عز وجل بلغتهم (2)
وإسر: شدة، وسمّي «يعقوب» إسرإلّ بذلك، ولما عربت قيل: إسرائيل (3).
وقد سئل ابن عباس عن معنى «الإلّ» فأجاب: الإلّ: القرابة. قال الشاعر:
جزى الله إلّا كان بيني وبينهم ... جزاء ظلوم لا يؤخر عاجلا (4)
وقال ابن قتيبة: و «الإلّ»: العهد، ويقال: القرابة، ويقال: الله جل ثناؤه.
و «الذمة»: العهد (5).
ويقول السيوطي نقلا عن مجاهد في تفسيره لقول الله تعالى: {إِلًّا وَلََا ذِمَّةً}. قال: «الإلّ» الله تعالى. وعن ابن جني في المحتسب: قالوا الإلّ بالنبطية: اسم الله تعالى (6).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {لََا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلََا ذِمَّةً} [سورة التوبة، الآية: 8] كما وردت في الآية: 10من نفس السورة.
(2) يقصد العبرية.
(3) لسان العرب: ص 112، 113بتصرف.
(4) معجم غرائب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 239.
(5) تفسير غريب القرآن: ص 183.
(6) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 31.(1/166)
إلّا (1):
يقول ابن منظور: والإلّ: الحلف والعهد. وبه فسر أبو عبيدة قوله تعالى: {لََا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلََا ذِمَّةً}. والإلّ: القرابة، وفي حديث علي كرم الله وجهه «يخون العهد ويقطع الإلّ». يقول ابن سيده: والإلّ: الله عز وجل.
وفي التهذيب: جاء في التفسير أن يعقوب بن إسحاق على نبينا وعليهما الصلاة والسلام كان شديدا فجاءه ملك فقال: صارعني، فصارعه فصرعه يعقوب، فقال له الملك: إسرإلّ، وإلّ اسم من أسماء الله عز وجل بلغتهم (2)
وإسر: شدة، وسمّي «يعقوب» إسرإلّ بذلك، ولما عربت قيل: إسرائيل (3).
وقد سئل ابن عباس عن معنى «الإلّ» فأجاب: الإلّ: القرابة. قال الشاعر:
جزى الله إلّا كان بيني وبينهم ... جزاء ظلوم لا يؤخر عاجلا (4)
وقال ابن قتيبة: و «الإلّ»: العهد، ويقال: القرابة، ويقال: الله جل ثناؤه.
و «الذمة»: العهد (5).
ويقول السيوطي نقلا عن مجاهد في تفسيره لقول الله تعالى: {إِلًّا وَلََا ذِمَّةً}. قال: «الإلّ» الله تعالى. وعن ابن جني في المحتسب: قالوا الإلّ بالنبطية: اسم الله تعالى (6).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {لََا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلََا ذِمَّةً} [سورة التوبة، الآية: 8] كما وردت في الآية: 10من نفس السورة.
(2) يقصد العبرية.
(3) لسان العرب: ص 112، 113بتصرف.
(4) معجم غرائب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 239.
(5) تفسير غريب القرآن: ص 183.
(6) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 31.(1/166)
هذا، ونرى أنّ كلمة «الإلّ» عبرية، دخلت إلى اللغة العربية عن طريق النبطية إحدى اللهجات الآرامية حيث كانوا المباشرين للعرب.
ففي المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم: «الإلّ» مأخوذة من و، والأولى مشتقة من بمعنى قوي وتعني ما يكون في المواجهة والمقدمة. أما الثانية فهي جمع ل: جاءت من أو من بمعنى خوف أو مصدر خوف وخشية، وتعني اسم الله الأعظم. ووردت بهذه المعاني هوشع 3/ 5والتكوين 31/ 42. كما وردت بلفظ في الفينيقية، وفي الآشورية، وفي السريانية تدل على الله ولكن بلواحق مختلفة تضاف إليها. وقد يستعمل العهد القديم صيغة الجمع ومعناها مفرد بالطبع.
وهي كثيرة الورود خلال النص مطلقة أو مضافة إلى ضمير متصل أو إلى اسم ظاهر (1).
أليم:
يقول الله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزََادَهُمُ اللََّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ بِمََا كََانُوا يَكْذِبُونَ} (2).
في اللسان: الألم: الوجع. والجمع آلام. وقد ألم الرجل يألم ألما، فهو ألم. والأليم: المؤلم الموجع مثل السميع بمعنى المسمع، وأنشد ابن بري لذي الرّمة:
يصكّ خدودها وهج أليم
والعذاب الأليم: الذي يبلغ إيجاعه غاية البلوغ، وإذا قلت: عذاب أليم
__________
(1) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرنسيس براون (بالاشتراك) ص 42، 43.
(2) سورة البقرة، الآية: 10.
كما وردت {أَلِيمٌ} في مواضع أخرى من القرآن أحصيت ب «57» مرة ووردت بلفظ «أليما» في القرآن «14» مرة.(1/167)
هذا، ونرى أنّ كلمة «الإلّ» عبرية، دخلت إلى اللغة العربية عن طريق النبطية إحدى اللهجات الآرامية حيث كانوا المباشرين للعرب.
ففي المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم: «الإلّ» مأخوذة من و، والأولى مشتقة من بمعنى قوي وتعني ما يكون في المواجهة والمقدمة. أما الثانية فهي جمع ل: جاءت من أو من بمعنى خوف أو مصدر خوف وخشية، وتعني اسم الله الأعظم. ووردت بهذه المعاني هوشع 3/ 5والتكوين 31/ 42. كما وردت بلفظ في الفينيقية، وفي الآشورية، وفي السريانية تدل على الله ولكن بلواحق مختلفة تضاف إليها. وقد يستعمل العهد القديم صيغة الجمع ومعناها مفرد بالطبع.
وهي كثيرة الورود خلال النص مطلقة أو مضافة إلى ضمير متصل أو إلى اسم ظاهر (1).
أليم:
يقول الله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزََادَهُمُ اللََّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ بِمََا كََانُوا يَكْذِبُونَ} (2).
في اللسان: الألم: الوجع. والجمع آلام. وقد ألم الرجل يألم ألما، فهو ألم. والأليم: المؤلم الموجع مثل السميع بمعنى المسمع، وأنشد ابن بري لذي الرّمة:
يصكّ خدودها وهج أليم
والعذاب الأليم: الذي يبلغ إيجاعه غاية البلوغ، وإذا قلت: عذاب أليم
__________
(1) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرنسيس براون (بالاشتراك) ص 42، 43.
(2) سورة البقرة، الآية: 10.
كما وردت {أَلِيمٌ} في مواضع أخرى من القرآن أحصيت ب «57» مرة ووردت بلفظ «أليما» في القرآن «14» مرة.(1/167)
فهو بمعنى مؤلم، قال: ومثله رجل وجع. وضرب وجع أي موجع (1).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «الأليم» فأجاب:
الوجيع. وأنشد قول الشاعر:
نام من كان خليا من ألم ... وبقيت الليل طولا لم أنم (2)
وذهب الزمخشري: إلى أنه من «ألم» الثلاثي كوجيع من وجع. وإسناده للعذاب مجاز على حد «جدّ جدّه» ولم يثبت عنده فعيل بمعنى مفعل، وجعل «بديع السماوات» من باب الصفة المشبهة أي بديعة سماواته (3). غير أن ابن قتيبة أشار إلى أن: أليم بمعنى مؤلم: أي موجع (4).
وذكر الزركشي: أن «الأليم»: المؤلم بالعبرانية (5).
وقال السيوطي: حكى ابن الجوزي: أنه الموجع بالزنجية، وقال شيدلة في البرهان أنه بالعبرانية (6).
غير أنني أرى أنها عبرية الأصل. ففي المعجم العبري للعهد القديم يوجد بمعنى آلم، كما يوجد جميع اشتقاقاتها (7).
الإنجيل (8):
يقول الجواليقي: و «الإنجيل»: أعجمي معرب. وقال بعضهم: إن كان
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، ص 113.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 239.
(3) الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق محمد إبراهيم سعد، هامش ص 6. وراجع: الكشاف للزمخشري، ج 1ص 178. وحاشية السيد الشريف على الكشاف ج 1 هامش ص 178ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ،
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 2.
(5) البرهان: للزركشي، ص 288.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 30، 31. وراجع: المتوكلي: للسيوطي، ورقة 4.
(7) انظر، المعجم العبري للعهد القديم، ص 47.
(8) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {وَأَنْزَلَ التَّوْرََاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنََّاسِ}(1/168)
فهو بمعنى مؤلم، قال: ومثله رجل وجع. وضرب وجع أي موجع (1).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «الأليم» فأجاب:
الوجيع. وأنشد قول الشاعر:
نام من كان خليا من ألم ... وبقيت الليل طولا لم أنم (2)
وذهب الزمخشري: إلى أنه من «ألم» الثلاثي كوجيع من وجع. وإسناده للعذاب مجاز على حد «جدّ جدّه» ولم يثبت عنده فعيل بمعنى مفعل، وجعل «بديع السماوات» من باب الصفة المشبهة أي بديعة سماواته (3). غير أن ابن قتيبة أشار إلى أن: أليم بمعنى مؤلم: أي موجع (4).
وذكر الزركشي: أن «الأليم»: المؤلم بالعبرانية (5).
وقال السيوطي: حكى ابن الجوزي: أنه الموجع بالزنجية، وقال شيدلة في البرهان أنه بالعبرانية (6).
غير أنني أرى أنها عبرية الأصل. ففي المعجم العبري للعهد القديم يوجد بمعنى آلم، كما يوجد جميع اشتقاقاتها (7).
الإنجيل (8):
يقول الجواليقي: و «الإنجيل»: أعجمي معرب. وقال بعضهم: إن كان
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، ص 113.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 239.
(3) الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق محمد إبراهيم سعد، هامش ص 6. وراجع: الكشاف للزمخشري، ج 1ص 178. وحاشية السيد الشريف على الكشاف ج 1 هامش ص 178ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ،
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 2.
(5) البرهان: للزركشي، ص 288.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 30، 31. وراجع: المتوكلي: للسيوطي، ورقة 4.
(7) انظر، المعجم العبري للعهد القديم، ص 47.
(8) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {وَأَنْزَلَ التَّوْرََاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنََّاسِ}(1/168)
عربيا فاشتقاقه من «النّجل»، وهو ظهور الماء على وجه الأرض واتساعه.
و «نجلت الشيء» إذا استخرجته وأظهرته. «فالإنجيل» مستخرج به علوم وحكم. وقيل: هو «إفعيل» من النّجل» وهو الأصل. «فالإنجيل» أصل لعلوم وحكم (1).
ويقول الزمخشري: و «التوراة والإنجيل»: اسمان أعجميان، وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل، وزنهما بتفعلة وإفعيل إنما يصح بعد كونهما عربيين، وقرأ الحسن «الإنجيل» بفتح الهمزة وهو دليل على العجمة لأن «أفعيل» بفتح الهمزة عديم في أوزان العرب (2).
وفي اللسان: وقرأ الحسن: «وليحكم أهل الإنجيل»، بفتح الهمزة، وليس هذا المثال من كلام العرب. قال الزجاج: وللقائل أن يقول: هو اسم أعجمي فلا ينكر أن يقع بفتح الهمزة لأن كثيرا من الأمثلة العجمية يخالف الأمثلة العربية، نحو آجر وإبراهيم وهابيل وقابيل (3).
وأشار العلامة أحمد محمد شاكر في تعليقه على مادة (الإنجيل) في دائرة المعارف الإسلامية قائلا: وهذه القراءة المنسوبة في الكشاف واللسان لم أجد
__________
[آل عمران، الآيتان: 3، 4]. كما وردت في سورة آل عمران: آية: 48، 65، والمائدة: 46، 47، 66، 68، 110، والأعراف: 157، والتوبة: 111، والفتح: 29، والحديد: 27.
(1) المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي، تحقيق وشرح:
أحمد محمد شاكر، ص 71، 72، ط 2مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ. ولمزيد من التفصيل راجع: المعرّب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 21.
(2) الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (538467هـ)، ج 1ص 410، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
وراجع: البرهان في علوم القرآن: للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق:
محمد أبو الفضل إبراهيم، ج 1، ص 289، ط. الثانية عيسى البابي الحلبي.
(3) لسان العرب: لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير وآخرين، مادة (نجل) ص 4356، ط.
دار المعارف.(1/169)
عربيا فاشتقاقه من «النّجل»، وهو ظهور الماء على وجه الأرض واتساعه.
و «نجلت الشيء» إذا استخرجته وأظهرته. «فالإنجيل» مستخرج به علوم وحكم. وقيل: هو «إفعيل» من النّجل» وهو الأصل. «فالإنجيل» أصل لعلوم وحكم (1).
ويقول الزمخشري: و «التوراة والإنجيل»: اسمان أعجميان، وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل، وزنهما بتفعلة وإفعيل إنما يصح بعد كونهما عربيين، وقرأ الحسن «الإنجيل» بفتح الهمزة وهو دليل على العجمة لأن «أفعيل» بفتح الهمزة عديم في أوزان العرب (2).
وفي اللسان: وقرأ الحسن: «وليحكم أهل الإنجيل»، بفتح الهمزة، وليس هذا المثال من كلام العرب. قال الزجاج: وللقائل أن يقول: هو اسم أعجمي فلا ينكر أن يقع بفتح الهمزة لأن كثيرا من الأمثلة العجمية يخالف الأمثلة العربية، نحو آجر وإبراهيم وهابيل وقابيل (3).
وأشار العلامة أحمد محمد شاكر في تعليقه على مادة (الإنجيل) في دائرة المعارف الإسلامية قائلا: وهذه القراءة المنسوبة في الكشاف واللسان لم أجد
__________
[آل عمران، الآيتان: 3، 4]. كما وردت في سورة آل عمران: آية: 48، 65، والمائدة: 46، 47، 66، 68، 110، والأعراف: 157، والتوبة: 111، والفتح: 29، والحديد: 27.
(1) المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي، تحقيق وشرح:
أحمد محمد شاكر، ص 71، 72، ط 2مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ. ولمزيد من التفصيل راجع: المعرّب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 21.
(2) الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (538467هـ)، ج 1ص 410، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
وراجع: البرهان في علوم القرآن: للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق:
محمد أبو الفضل إبراهيم، ج 1، ص 289، ط. الثانية عيسى البابي الحلبي.
(3) لسان العرب: لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير وآخرين، مادة (نجل) ص 4356، ط.
دار المعارف.(1/169)
لها إسنادا يؤيد صحة روايتها وليست فيما حكي من القراءات الشاذة التي اطلعنا عليها، فهي لغة ضعيفة، وقراءة غير جائزة (1).
وعلى أية حال، فكلمة (الإنجيل) معربة عن اليونانية وأصلها في هذا اللسان) (، ومعناها اللغوي: البشرى، وهي مركبة من: حسن و: أي الخير. وهي في الحبشية. ومنه بالسريانية، وبالفرنسية وو بالإيطالية، وبالألمانية (2).
إناه:
وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلََّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى ََ طَعََامٍ غَيْرَ نََاظِرِينَ إِنََاهُ} الآية (3).
يقول ابن منظور: وبلغ الشيء إناه أي غايته. وفي التنزيل: {غَيْرَ نََاظِرِينَ إِنََاهُ} أي غير منتظرين نضجه وإدراكه وبلوغه. تقول: أنى يأني إذا نضج.
وفي حديث الحجاب: غير ناظرين إناه، الإنى، بكسر الهمزة والقصر:
النضج (4).
ويقول ابن قتيبة: «غير ناظرين إناه» أي منتظرين وقت إدراكه (5).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، هامش 22.
(2) المرجع السابق: ص 22.
وراجع: التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، إخراج وتعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ص 228، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ. والمعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لابن منصور الجواليق، تحقيق وشرح: أحمد شاكر، هامش ص 72، ط 2 مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ.
(3) سورة الأحزاب، الآية: 53.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أنى)، ص 161.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 352، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1398هـ.(1/170)
لها إسنادا يؤيد صحة روايتها وليست فيما حكي من القراءات الشاذة التي اطلعنا عليها، فهي لغة ضعيفة، وقراءة غير جائزة (1).
وعلى أية حال، فكلمة (الإنجيل) معربة عن اليونانية وأصلها في هذا اللسان) (، ومعناها اللغوي: البشرى، وهي مركبة من: حسن و: أي الخير. وهي في الحبشية. ومنه بالسريانية، وبالفرنسية وو بالإيطالية، وبالألمانية (2).
إناه:
وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلََّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى ََ طَعََامٍ غَيْرَ نََاظِرِينَ إِنََاهُ} الآية (3).
يقول ابن منظور: وبلغ الشيء إناه أي غايته. وفي التنزيل: {غَيْرَ نََاظِرِينَ إِنََاهُ} أي غير منتظرين نضجه وإدراكه وبلوغه. تقول: أنى يأني إذا نضج.
وفي حديث الحجاب: غير ناظرين إناه، الإنى، بكسر الهمزة والقصر:
النضج (4).
ويقول ابن قتيبة: «غير ناظرين إناه» أي منتظرين وقت إدراكه (5).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، هامش 22.
(2) المرجع السابق: ص 22.
وراجع: التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، إخراج وتعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ص 228، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ. والمعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لابن منصور الجواليق، تحقيق وشرح: أحمد شاكر، هامش ص 72، ط 2 مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ.
(3) سورة الأحزاب، الآية: 53.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أنى)، ص 161.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 352، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1398هـ.(1/170)
وفي معجم غريب القرآن: إناه: إدراكه. أنى يأني أناة (1).
ويقول الزركشي: إناه: أي نضجه بلسان أهل المغرب (2). ويذكر السيوطي نقلا عن شيدلة في البرهان: أن «إناه» بمعنى نضجه بلسان أهل المغرب. وينقل عن أبي القاسم في لغات القرآن أنها: بلغة البربر (3).
ومن المقرر أن اللغة البربرية هي لغة أهل المغرب (4).
الأولى والآخرة (5):
في اللسان: وأما قولهم: ذهب العرب الألى، فهو مقلوب من الأول، لأنه جمع أولى مثل أخرى وأخر (6).
والأخرى والآخرة: دار البقاء، صفة غالبة. والآخر بعد الأول، وهو صفة (7).
وفي معجم غريب القرآن: الملة الآخرة: ملة قريش (8).
يقول الزركشي: الملة الآخرة: أي الأولى بالقبطية، والقبط يسمون الآخرة الأولى، والأولى الآخرة (9).
__________
(1) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 10.
(2) البرهان في علوم القرآن: للزركشي، ج 1، ص 288، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط 2 عيسى البابي الحلبي.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 32، والمتوكلي: للسيوطي ورقة 6.
(4) راجع ص 45من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(5) وردت لفظة «الأولى» في قوله تعالى: {قََالَ خُذْهََا وَلََا تَخَفْ سَنُعِيدُهََا سِيرَتَهَا الْأُولى ََ} [سورة طه، الآية: 21]. كما وردت 16مردة أخرى في القرآن الكريم. ووردت لفظة «الآخرة» في القرآن 115مرة.
(6) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أولى) ص 176.
(7) نفس المصدر، مادة (أخر)، ص 390.
(8) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 195.
(9) البرهان: للزركشي، ص 288.(1/171)
وفي معجم غريب القرآن: إناه: إدراكه. أنى يأني أناة (1).
ويقول الزركشي: إناه: أي نضجه بلسان أهل المغرب (2). ويذكر السيوطي نقلا عن شيدلة في البرهان: أن «إناه» بمعنى نضجه بلسان أهل المغرب. وينقل عن أبي القاسم في لغات القرآن أنها: بلغة البربر (3).
ومن المقرر أن اللغة البربرية هي لغة أهل المغرب (4).
الأولى والآخرة (5):
في اللسان: وأما قولهم: ذهب العرب الألى، فهو مقلوب من الأول، لأنه جمع أولى مثل أخرى وأخر (6).
والأخرى والآخرة: دار البقاء، صفة غالبة. والآخر بعد الأول، وهو صفة (7).
وفي معجم غريب القرآن: الملة الآخرة: ملة قريش (8).
يقول الزركشي: الملة الآخرة: أي الأولى بالقبطية، والقبط يسمون الآخرة الأولى، والأولى الآخرة (9).
__________
(1) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 10.
(2) البرهان في علوم القرآن: للزركشي، ج 1، ص 288، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط 2 عيسى البابي الحلبي.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 32، والمتوكلي: للسيوطي ورقة 6.
(4) راجع ص 45من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(5) وردت لفظة «الأولى» في قوله تعالى: {قََالَ خُذْهََا وَلََا تَخَفْ سَنُعِيدُهََا سِيرَتَهَا الْأُولى ََ} [سورة طه، الآية: 21]. كما وردت 16مردة أخرى في القرآن الكريم. ووردت لفظة «الآخرة» في القرآن 115مرة.
(6) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أولى) ص 176.
(7) نفس المصدر، مادة (أخر)، ص 390.
(8) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 195.
(9) البرهان: للزركشي، ص 288.(1/171)
ويقول السيوطي: قال شيدلة في قوله تعالى: {الْجََاهِلِيَّةِ الْأُولى ََ} أي الآخرة وفي قوله: {فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ}. أي الأولى بالقبطية (1).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: في القبطية بمعنى الآخرة وبالعكس (2).
أوّبي:
يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََا دََاوُدَ مِنََّا فَضْلًا يََا جِبََالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنََّا لَهُ الْحَدِيدَ} (3).
في اللسان: الأوب: الرجوع. آب إلى الشيء: رجع يئوب أوبا وإيابا وأوبه، أيبة، على المعاقبة، وإيبة، بالكسر (عن اللحياني): رجع.
وأوّب وتأوّب وأيّب كله: رجع. وآب الغائب يئوب مآبا إذا رجع، ويقال: ليهنئك أوبة الغائب أي إيابه.
وقوله عز وجل: {يََا جِبََالُ أَوِّبِي مَعَهُ}، ويقرأ أُوبي معه، فمن قرأ {«أَوِّبِي مَعَهُ»} فمعناه يا جبال سبّحي معه ورجّعي بالتسبيح، لأنه قال: {سَخَّرْنَا الْجِبََالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ}. ومن قرأ أوبي معه «فمعناه عودي معه في التسبيح كلّما عاد فيه.
والمآب: المرجع (4).
ويقول ابن قتيبة: {يََا جِبََالُ أَوِّبِي مَعَهُ}. أي سبّحي. وأصله: التأويب في السير، وهو: أن تسير النهار كله، وتنزل ليلا.
قال ابن مقبل:
لحقنا بحيّ أوّبوا السير بعد ما ... دفعنا شعاع الشمس، والطرف يجنح
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 35. وراجع: المتوكلي: للسيوطي، ورقة 5.
(2) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله بتعليق محمد إبراهيم سعد، ص 3وانظر هامشها، ط مطبعة مصر الحرة، د. ت.
(3) سورة سبأ، الآية: 1.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أوب)، ص 166، 167.(1/172)
ويقول السيوطي: قال شيدلة في قوله تعالى: {الْجََاهِلِيَّةِ الْأُولى ََ} أي الآخرة وفي قوله: {فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ}. أي الأولى بالقبطية (1).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: في القبطية بمعنى الآخرة وبالعكس (2).
أوّبي:
يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََا دََاوُدَ مِنََّا فَضْلًا يََا جِبََالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنََّا لَهُ الْحَدِيدَ} (3).
في اللسان: الأوب: الرجوع. آب إلى الشيء: رجع يئوب أوبا وإيابا وأوبه، أيبة، على المعاقبة، وإيبة، بالكسر (عن اللحياني): رجع.
وأوّب وتأوّب وأيّب كله: رجع. وآب الغائب يئوب مآبا إذا رجع، ويقال: ليهنئك أوبة الغائب أي إيابه.
وقوله عز وجل: {يََا جِبََالُ أَوِّبِي مَعَهُ}، ويقرأ أُوبي معه، فمن قرأ {«أَوِّبِي مَعَهُ»} فمعناه يا جبال سبّحي معه ورجّعي بالتسبيح، لأنه قال: {سَخَّرْنَا الْجِبََالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ}. ومن قرأ أوبي معه «فمعناه عودي معه في التسبيح كلّما عاد فيه.
والمآب: المرجع (4).
ويقول ابن قتيبة: {يََا جِبََالُ أَوِّبِي مَعَهُ}. أي سبّحي. وأصله: التأويب في السير، وهو: أن تسير النهار كله، وتنزل ليلا.
قال ابن مقبل:
لحقنا بحيّ أوّبوا السير بعد ما ... دفعنا شعاع الشمس، والطرف يجنح
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 35. وراجع: المتوكلي: للسيوطي، ورقة 5.
(2) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله بتعليق محمد إبراهيم سعد، ص 3وانظر هامشها، ط مطبعة مصر الحرة، د. ت.
(3) سورة سبأ، الآية: 1.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أوب)، ص 166، 167.(1/172)
كأنه أراد: أوّبي النهار كلّه بالتسبيح إلى الليل (1).
ويقول السيوطي: قال ابن جرير حدثنا حميد عن أبي ميسرة في قوله تعالى: {أَوِّبِي مَعَهُ} قال: سبّحي بلسان الحبشة (2).
أوّاب (3):
يقول ابن منظور: وأواب: كثير الرجوع إلى الله عز وجل من ذنبه.
والأوبة: الرجوع كالتوبة. وقال سعيد بن جبير: الأواب: المسبّح، وقال ابن قتادة: الأوّاب المطيع وقال أهل اللغة: الأوّاب الرجّاع الذي يرجع إلى التوبة والطاعة من آب يئوب إذا رجع وفي التنزيل العزيز: {دََاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوََّابٌ}. قال عبيد بن عمير: الأواب الحفيظ الذي لا يقوم من مجلسه.
وآبت الشمس تئوب إيابا وأيوبا (الأخيرة عن سيبويه): غابت في مآبها أي في مغيبها، كأنها رجعت إلى مبدئها (4).
يقول ابن قتيبة: إنه أواب: رجّاع توّاب (5).
وفي معجم غريب القرآن: «نعم العبد إنه أواب»: الراجع المغيب (6).
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 353، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1398هـ.
(2) المهذّب فيما وقع في القرآن من المعرب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 34، 35.
وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 10. والأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 6.
(3) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {اصْبِرْ عَلى ََ مََا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنََا دََاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوََّابٌ}
[سورة ص، الآية: 17].
كما وردت في الآية 19من نفس السورة، ووردت أيضا في الآية 30، 44. كما وردت في سورة ق، الآية: 32.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أوب)، ص 167.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 387.
(6) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 10.(1/173)
كأنه أراد: أوّبي النهار كلّه بالتسبيح إلى الليل (1).
ويقول السيوطي: قال ابن جرير حدثنا حميد عن أبي ميسرة في قوله تعالى: {أَوِّبِي مَعَهُ} قال: سبّحي بلسان الحبشة (2).
أوّاب (3):
يقول ابن منظور: وأواب: كثير الرجوع إلى الله عز وجل من ذنبه.
والأوبة: الرجوع كالتوبة. وقال سعيد بن جبير: الأواب: المسبّح، وقال ابن قتادة: الأوّاب المطيع وقال أهل اللغة: الأوّاب الرجّاع الذي يرجع إلى التوبة والطاعة من آب يئوب إذا رجع وفي التنزيل العزيز: {دََاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوََّابٌ}. قال عبيد بن عمير: الأواب الحفيظ الذي لا يقوم من مجلسه.
وآبت الشمس تئوب إيابا وأيوبا (الأخيرة عن سيبويه): غابت في مآبها أي في مغيبها، كأنها رجعت إلى مبدئها (4).
يقول ابن قتيبة: إنه أواب: رجّاع توّاب (5).
وفي معجم غريب القرآن: «نعم العبد إنه أواب»: الراجع المغيب (6).
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 353، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1398هـ.
(2) المهذّب فيما وقع في القرآن من المعرب: لجلال الدين السيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 34، 35.
وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 10. والأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 6.
(3) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {اصْبِرْ عَلى ََ مََا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنََا دََاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوََّابٌ}
[سورة ص، الآية: 17].
كما وردت في الآية 19من نفس السورة، ووردت أيضا في الآية 30، 44. كما وردت في سورة ق، الآية: 32.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أوب)، ص 167.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 387.
(6) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 10.(1/173)
يقول السيوطي: نقلا عن أبي حاتم عن عمرو بن شرحبيل قال:
«الأوّاب»: المسبّح بلسان الحبشة (1).
ويوافقه الشيخ حمزة فتح الله، إذ يقول: «الأوّاب» بالحبشية: أي المسبّح (2).
أوّاه (3):
في اللسان: ورجل أوّاه: كثير الحزن، وقيل: هو الدعاء إلى الخير، وقيل: الفقيه، وقيل: المؤمن، بلغة الحبشة، وقيل: الرحيم الرقيق. وفي التنزيل العزيز: {إِنَّ إِبْرََاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوََّاهٌ مُنِيبٌ}، وقيل: الأوّاه هنا المتأوه شفقا وفرقا، وقيل: المتضرع يقينا أي إيقانا بالإجابة ولزوما للطاعة، هذا قول الزجاج. وقيل: الأوّاه المسبّح، وقيل: هو الكثير الثناء. ويقال: الأوّاه الدّعّاء.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: الأوّاه الدّعّاء. وقيل:
الكثير البكاء. وفي الحديث: اللهم اجعلني مخبتا أوّاها منيبا. الأوّاه: المتأوه المتضرع (4).
وفي تفسير غريب القرآن: الأوّاه: المتأوه حزنا وخوفا. قال المثقّب العبدي، وذكر ناقته:
إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوّه آهة الرجل الحزين (5)
يقول السيوطي: قال ابن حاتم عن مجاهد وعكرمة قالا: «الأوّاه» الموقن بلسان الحبشة. وقال ابن جرير عن أبي ميسرة قال: «الأوّاه»: الرحيم
__________
(1) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 34.
(2) الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 6.
(3) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرََاهِيمَ لَأَوََّاهٌ حَلِيمٌ} [سورة التوبة، الآية: 114].
كما وردت في سورة هود، الآية: 75.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أوه)، ص 179.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 193.(1/174)
يقول السيوطي: نقلا عن أبي حاتم عن عمرو بن شرحبيل قال:
«الأوّاب»: المسبّح بلسان الحبشة (1).
ويوافقه الشيخ حمزة فتح الله، إذ يقول: «الأوّاب» بالحبشية: أي المسبّح (2).
أوّاه (3):
في اللسان: ورجل أوّاه: كثير الحزن، وقيل: هو الدعاء إلى الخير، وقيل: الفقيه، وقيل: المؤمن، بلغة الحبشة، وقيل: الرحيم الرقيق. وفي التنزيل العزيز: {إِنَّ إِبْرََاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوََّاهٌ مُنِيبٌ}، وقيل: الأوّاه هنا المتأوه شفقا وفرقا، وقيل: المتضرع يقينا أي إيقانا بالإجابة ولزوما للطاعة، هذا قول الزجاج. وقيل: الأوّاه المسبّح، وقيل: هو الكثير الثناء. ويقال: الأوّاه الدّعّاء.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: الأوّاه الدّعّاء. وقيل:
الكثير البكاء. وفي الحديث: اللهم اجعلني مخبتا أوّاها منيبا. الأوّاه: المتأوه المتضرع (4).
وفي تفسير غريب القرآن: الأوّاه: المتأوه حزنا وخوفا. قال المثقّب العبدي، وذكر ناقته:
إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوّه آهة الرجل الحزين (5)
يقول السيوطي: قال ابن حاتم عن مجاهد وعكرمة قالا: «الأوّاه» الموقن بلسان الحبشة. وقال ابن جرير عن أبي ميسرة قال: «الأوّاه»: الرحيم
__________
(1) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 34.
(2) الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 6.
(3) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرََاهِيمَ لَأَوََّاهٌ حَلِيمٌ} [سورة التوبة، الآية: 114].
كما وردت في سورة هود، الآية: 75.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أوه)، ص 179.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 193.(1/174)
بالحبشية. وقال الواسطي: «الأوّاه»: الدّعّاء بالعبرية (1).
ونرى أن هذه الكلمة حبشية حيث لم يرد لها أي ذكر في المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم.
غير أن الدكتور عبد الصبور شاهين يرى أن هذه الكلمة عربية، نظرا لأنها موجودة في العربية بمعان مختلفة، من بينها المدلول الحبشي، وهو دليل على أن الكلمة قد تطورت تطورا كبيرا في الاستعمال العربي، الذي خصها بمدلولات عديدة، على حين تجمدت في دلالة واحدة في لغة الأحباش (2).
ونجيبه قائلين: قد يكون هذا التطور في العربية قد حدث بعد دخول الكلمة فيها من الحبشية.
آن:
وردت هذه الكلمة في قوله عز وجل: {يَطُوفُونَ بَيْنَهََا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (3).
في اللسان: وأنى الماء: سخن وبلغ في الحرارة. وفي التنزيل العزيز:
{يَطُوفُونَ بَيْنَهََا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} قيل: هو الذي قد انتهى في الحرارة، ويقال: أنى الحميم أي انتهى حره، ومنه قوله عز وجل: {حَمِيمٍ آنٍ} (4).
يقول ابن قتيبة: وقوله: «حميم آن». و «الحميم»: الماء المغلي.
و «الآني» الذي قد انتهت شدة حره (5).
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «الآن» فقال: الآني:
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 33، 34، وراجع: المتوكلي: للسيوطي، ورقة 2، 4. ومعجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي ص 10.
(2) القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين، ص 532والناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.
(3) سورة الرحمن، الآية: 44.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أني)، ص 116.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 439.(1/175)
بالحبشية. وقال الواسطي: «الأوّاه»: الدّعّاء بالعبرية (1).
ونرى أن هذه الكلمة حبشية حيث لم يرد لها أي ذكر في المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم.
غير أن الدكتور عبد الصبور شاهين يرى أن هذه الكلمة عربية، نظرا لأنها موجودة في العربية بمعان مختلفة، من بينها المدلول الحبشي، وهو دليل على أن الكلمة قد تطورت تطورا كبيرا في الاستعمال العربي، الذي خصها بمدلولات عديدة، على حين تجمدت في دلالة واحدة في لغة الأحباش (2).
ونجيبه قائلين: قد يكون هذا التطور في العربية قد حدث بعد دخول الكلمة فيها من الحبشية.
آن:
وردت هذه الكلمة في قوله عز وجل: {يَطُوفُونَ بَيْنَهََا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (3).
في اللسان: وأنى الماء: سخن وبلغ في الحرارة. وفي التنزيل العزيز:
{يَطُوفُونَ بَيْنَهََا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} قيل: هو الذي قد انتهى في الحرارة، ويقال: أنى الحميم أي انتهى حره، ومنه قوله عز وجل: {حَمِيمٍ آنٍ} (4).
يقول ابن قتيبة: وقوله: «حميم آن». و «الحميم»: الماء المغلي.
و «الآني» الذي قد انتهت شدة حره (5).
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «الآن» فقال: الآني:
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 33، 34، وراجع: المتوكلي: للسيوطي، ورقة 2، 4. ومعجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي ص 10.
(2) القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين، ص 532والناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.
(3) سورة الرحمن، الآية: 44.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أني)، ص 116.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 439.(1/175)
الذي انتهى طبخه وحره. وأنشد قول النابغة الذبياني:
وتخضب لحية غدرت وخانت ... بأحمر من نجيع الجوف آن (1)
هذا، وكلمة «آن» كلمة بربرية دخلت اللغة العربية.
يقول السيوطي نقلا عن أبي القاسم في (لغات القرآن): وقال في قوله تعالى: {حَمِيمٍ آنٍ} هو الذي انتهى حره بلغة البربر (2). ووافقه في هذا الشيخ حمزة فتح الله في كتابه «الأصل والبيان في معرّب القرآن» (3).
هذا، ومن المصادفات العجيبة أن كلمة «آن» ترد في اللسان الفارسي أيضا ولكن بمعنى مختلف تماما، حيث تعني: ذلك، تلك، هو، هي (4).
وهذا المعنى بعيد كل البعد عن معناها في العربية، مما يجعلنا نميل إلى أنها بربرية الأصل.
آنية (5):
يقول ابن منظور: والإناء، ممدود: واحد الآنية معروف مثل رداء وأردية، وجمعه آنية، وجمع الآنية الأواني، على فواعل جمع فاعلة، مثل سقاء وأسقية وأساق. والإناء: الذي يرتفق به، وهو مشتق من ذلك لأنه قد بلغ أن يعتمل بما يعانى به من طبخ أو خرز أو نجارة، والجمع آنية وأوان، الأخيرة
__________
(1) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 24.
(2) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 32.
(3) الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 6.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 54.
(5) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {وَيُطََافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوََابٍ كََانَتْ قَوََارِيرَا} [سورة الإنسان، الآية: 15].
كما وردت في سورة الغاشية: الآية: 5.(1/176)
الذي انتهى طبخه وحره. وأنشد قول النابغة الذبياني:
وتخضب لحية غدرت وخانت ... بأحمر من نجيع الجوف آن (1)
هذا، وكلمة «آن» كلمة بربرية دخلت اللغة العربية.
يقول السيوطي نقلا عن أبي القاسم في (لغات القرآن): وقال في قوله تعالى: {حَمِيمٍ آنٍ} هو الذي انتهى حره بلغة البربر (2). ووافقه في هذا الشيخ حمزة فتح الله في كتابه «الأصل والبيان في معرّب القرآن» (3).
هذا، ومن المصادفات العجيبة أن كلمة «آن» ترد في اللسان الفارسي أيضا ولكن بمعنى مختلف تماما، حيث تعني: ذلك، تلك، هو، هي (4).
وهذا المعنى بعيد كل البعد عن معناها في العربية، مما يجعلنا نميل إلى أنها بربرية الأصل.
آنية (5):
يقول ابن منظور: والإناء، ممدود: واحد الآنية معروف مثل رداء وأردية، وجمعه آنية، وجمع الآنية الأواني، على فواعل جمع فاعلة، مثل سقاء وأسقية وأساق. والإناء: الذي يرتفق به، وهو مشتق من ذلك لأنه قد بلغ أن يعتمل بما يعانى به من طبخ أو خرز أو نجارة، والجمع آنية وأوان، الأخيرة
__________
(1) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 24.
(2) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 32.
(3) الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 6.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 54.
(5) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {وَيُطََافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوََابٍ كََانَتْ قَوََارِيرَا} [سورة الإنسان، الآية: 15].
كما وردت في سورة الغاشية: الآية: 5.(1/176)
جمع الجمع مثل أسقية وأساق، والألف في آنية مبدلة من الهمزة وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واوا، ولولا ذلك لحكم عليه دون البدل لأن القلب قياسي والبدل موقوف.
وفي التنزيل: {تُسْقى ََ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5] أي متناهية في شدة الحرّ (1).
قال مجاهد: عين آنية: أي بلغ إناها وحان شربها (2).
وقال السيوطي نقلا عن أبي القاسم في (لغات القرآن): وأما قوله تعالى:
{مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} أي حارة بلغة البربر (3).
وعلى هذا، فكلمة «آنية» معرّبة عن اللغة البربرية ومما يؤكد كونها بربرية في نظرنا ورود بعض مشتقات مادتها، حيث كلمتا «إناه» و «آن»، وقرب معانيها كما وضحنا آنفا.
أيّوب (4):
يقول الجواليقي: أسماء الأنبياء صلوات الله عليهم كلها أعجمية، نحو: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وإلياس وإدريس وإسرائيل وأيوب، إلا أربعة أسماء، وهي: آدم وصالح وشعيب ومحمد (5).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أني)، ص 161.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 9.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 33. والمتوكلي: للسيوطي ورقة 6.
والأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 6.
(4) يقول الله تعالى: {إِنََّا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ كَمََا أَوْحَيْنََا إِلى ََ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنََا إِلى ََ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبََاطِ وَعِيسى ََ وَأَيُّوبَ} [سورة النساء، الآية: 163]. كما وردت كلمة {وَأَيُّوبَ} في القرآن الكريم في سورة الأنعام، الآية: 84، والأنبياء: الآية: 83، وسورة ص، الآية: 41.
(5) المعرّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 61، ط 2دار الكتب، سنة 1389هـ.(1/177)
جمع الجمع مثل أسقية وأساق، والألف في آنية مبدلة من الهمزة وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واوا، ولولا ذلك لحكم عليه دون البدل لأن القلب قياسي والبدل موقوف.
وفي التنزيل: {تُسْقى ََ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5] أي متناهية في شدة الحرّ (1).
قال مجاهد: عين آنية: أي بلغ إناها وحان شربها (2).
وقال السيوطي نقلا عن أبي القاسم في (لغات القرآن): وأما قوله تعالى:
{مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} أي حارة بلغة البربر (3).
وعلى هذا، فكلمة «آنية» معرّبة عن اللغة البربرية ومما يؤكد كونها بربرية في نظرنا ورود بعض مشتقات مادتها، حيث كلمتا «إناه» و «آن»، وقرب معانيها كما وضحنا آنفا.
أيّوب (4):
يقول الجواليقي: أسماء الأنبياء صلوات الله عليهم كلها أعجمية، نحو: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وإلياس وإدريس وإسرائيل وأيوب، إلا أربعة أسماء، وهي: آدم وصالح وشعيب ومحمد (5).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أني)، ص 161.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 9.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 33. والمتوكلي: للسيوطي ورقة 6.
والأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 6.
(4) يقول الله تعالى: {إِنََّا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ كَمََا أَوْحَيْنََا إِلى ََ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنََا إِلى ََ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبََاطِ وَعِيسى ََ وَأَيُّوبَ} [سورة النساء، الآية: 163]. كما وردت كلمة {وَأَيُّوبَ} في القرآن الكريم في سورة الأنعام، الآية: 84، والأنبياء: الآية: 83، وسورة ص، الآية: 41.
(5) المعرّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 61، ط 2دار الكتب، سنة 1389هـ.(1/177)
قال أبو علي: وقياس همزة «أيوب» أن تكون أصلا غير زائدة لأنه لا يخلو أن يكون «فيعولا» أو «فعّولا» (1).
يقول الدكتور عبد الرحيم عبد السبحان محقّق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: ولفظ «أيوب» عبري وأصله: (أيوب).
في معجم روبنسون: أن معناه غير معروف.
وفي دائرة معارف الكتاب المقدس: معناه إما التقي وإما المضطهد (من قبل الله أو من قبل الشيطان).
وكلا المعنيين غير مقنع. ا. هـ. (2)
(حرف الباء)
بخس:
وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرََاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكََانُوا فِيهِ مِنَ الزََّاهِدِينَ} (3).
يقول الرازي: البخس: الناقص، يقال: شراه بثمن بخس. وقد بخسه حقه أي نقصه (4).
ويقول ابن منظور: والبخس: أرض تنبت بغير سقي، والجمع بخوس.
__________
(1) المصدر السابق: 62.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي، د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 6.
(3) سورة يوسف، الآية: 20. كما وردت بلفظ {تَبْخَسُوا} في سورة الأعراف، الآية: 85وهود:
85، والشعراء: 183. ووردت بلفظ {يُبْخَسُونَ} في سورة البقرة، الآية: 282وورد بلفظ {يُبْخَسُونَ} في سورة هود: 15. ووردت بلفظ {بَخْساً} في سورة الجن، الآية: 13.
(4) مختار الصحاح: للرازي، مادة (بخس)، ص 217.(1/178)
قال أبو علي: وقياس همزة «أيوب» أن تكون أصلا غير زائدة لأنه لا يخلو أن يكون «فيعولا» أو «فعّولا» (1).
يقول الدكتور عبد الرحيم عبد السبحان محقّق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: ولفظ «أيوب» عبري وأصله: (أيوب).
في معجم روبنسون: أن معناه غير معروف.
وفي دائرة معارف الكتاب المقدس: معناه إما التقي وإما المضطهد (من قبل الله أو من قبل الشيطان).
وكلا المعنيين غير مقنع. ا. هـ. (2)
(حرف الباء)
بخس:
وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرََاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكََانُوا فِيهِ مِنَ الزََّاهِدِينَ} (3).
يقول الرازي: البخس: الناقص، يقال: شراه بثمن بخس. وقد بخسه حقه أي نقصه (4).
ويقول ابن منظور: والبخس: أرض تنبت بغير سقي، والجمع بخوس.
__________
(1) المصدر السابق: 62.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي، د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 6.
(3) سورة يوسف، الآية: 20. كما وردت بلفظ {تَبْخَسُوا} في سورة الأعراف، الآية: 85وهود:
85، والشعراء: 183. ووردت بلفظ {يُبْخَسُونَ} في سورة البقرة، الآية: 282وورد بلفظ {يُبْخَسُونَ} في سورة هود: 15. ووردت بلفظ {بَخْساً} في سورة الجن، الآية: 13.
(4) مختار الصحاح: للرازي، مادة (بخس)، ص 217.(1/178)
والبخس من الزرع: ما لم يسق بماء عدّ إنما سقاه ماء السماء.
وقوله عز وجل: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}، أي ناقص دون ثمنه.
والبخس: الخسيس الذي بخس بها البائع (1).
وفي معجم غريب القرآن: «فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا».
بخسا: أي نقصا (2).
ويرى السيد أدّى شير أن «البخس» فارسي محض: ويعني في اللسان الفارسي: أرض تنبت من غير سقي.
وبخس: نقص وظلم مأخوذ من بخسيدن ومعناه أذاب وأفسد وذبل (3).
بطائنها (4):
في اللسان: وبطانة الثوب: خلاف ظهارته. وبطّن فلان ثوبه تبطينا.
جعل له بطانة. ولحاف مبطون ومبطن، وهي البطانة والظهارة. قال الله عز وجل: {بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} وقال الفراء في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلى ََ فُرُشٍ بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}، قال: قد تكون البطانة ظهارة والظهارة بطانة، وذلك أن كل واحد منها قد يكون وجها، قال: وقد تقول العرب هذا ظهر السماء وهذا بطن السماء لظهرها الذي تراه. وقال غير الفراء: البطانة ما بطن من الثوب وكان من شأن الناس إخفاؤه، والظهارة ما ظهر وكان من شأن الناس إبداؤه. قال: وإنما يجوز ما قال الفراء في ذي الوجهين المتساويين إذا ولى كل واحد منهما قوما، كحائط يلي أحد صفحيه قوما، والصفح الآخر قوما آخرين، فكل وجه من الحائط ظهر
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (بخس)، ص 221.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 11.
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّى شير، ص 11، ط. الثانية سنة 1987ميلادي، دار العرب للبستاني.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلى ََ فُرُشٍ بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دََانٍ}
[سورة الرحمن، الآية: 54].(1/179)
والبخس من الزرع: ما لم يسق بماء عدّ إنما سقاه ماء السماء.
وقوله عز وجل: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}، أي ناقص دون ثمنه.
والبخس: الخسيس الذي بخس بها البائع (1).
وفي معجم غريب القرآن: «فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا».
بخسا: أي نقصا (2).
ويرى السيد أدّى شير أن «البخس» فارسي محض: ويعني في اللسان الفارسي: أرض تنبت من غير سقي.
وبخس: نقص وظلم مأخوذ من بخسيدن ومعناه أذاب وأفسد وذبل (3).
بطائنها (4):
في اللسان: وبطانة الثوب: خلاف ظهارته. وبطّن فلان ثوبه تبطينا.
جعل له بطانة. ولحاف مبطون ومبطن، وهي البطانة والظهارة. قال الله عز وجل: {بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} وقال الفراء في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلى ََ فُرُشٍ بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}، قال: قد تكون البطانة ظهارة والظهارة بطانة، وذلك أن كل واحد منها قد يكون وجها، قال: وقد تقول العرب هذا ظهر السماء وهذا بطن السماء لظهرها الذي تراه. وقال غير الفراء: البطانة ما بطن من الثوب وكان من شأن الناس إخفاؤه، والظهارة ما ظهر وكان من شأن الناس إبداؤه. قال: وإنما يجوز ما قال الفراء في ذي الوجهين المتساويين إذا ولى كل واحد منهما قوما، كحائط يلي أحد صفحيه قوما، والصفح الآخر قوما آخرين، فكل وجه من الحائط ظهر
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (بخس)، ص 221.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 11.
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّى شير، ص 11، ط. الثانية سنة 1987ميلادي، دار العرب للبستاني.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلى ََ فُرُشٍ بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دََانٍ}
[سورة الرحمن، الآية: 54].(1/179)
لمن يليه وكل واحد من الوجهين ظهر وبطن، وكذلك وجها الجبل وما شاكله، فأما الثوب فلا يجوز أن تكون بطانته ظهارة ولا ظهارته بطانة، ويجوز أن يجعل ما يلينا من وجه السماء والكواكب ظهرا وبطنا، وكذلك ما يلينا من سقوف البيت (1).
يقول ابن قتيبة في تفسير قوله تعالى: {بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}: وإنما أراد الله عز وجل أن يعرفنا من حيث نفهم فضل هذه الفرش وأن ما ولي الأرض منها إستبرق، وهو الغليظ من الديباج وإذا كانت البطانة كذلك، فالظهارة أعلى وأشرف (2).
وفي البرهان للزركشي: بطائنها: ظواهرها، بالقبطية (3).
بعير (4):
يقول ابن منظور: البعير: الجمل البازل، وقيل: الجذع، وقد يكون للأنثى. والجمع أبعرة في الجمع الأقل، وأباعر وأباعير وبعران وبعران.
وبنو تميم يقولون بعير بكسر الباء، وشعير، وسائر العرب يقولون بعير، وهو أفصح اللغتين.
قال ابن بري: وفي البعير سؤال جرى في مجلس سيف الدولة بن حمدان، وكان السائل ابن خالويه والمسئول المتنبي، قال ابن خالويه: والبعير أيضا الحمار وهو حرف نادر ألقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة، وكانت
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (بطن) ص 305.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 441.
(3) البرهان: للزركشي، ص 289، وانظر المهذب: للسيوطي، ص 35والمتوكلي: للسيوطي ورقة 5. والأصل والبيان: ص 7.
(4) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَلَمََّا فَتَحُوا مَتََاعَهُمْ وَجَدُوا بِضََاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قََالُوا يََا أَبََانََا مََا نَبْغِي هََذِهِ بِضََاعَتُنََا رُدَّتْ إِلَيْنََا وَنَمِيرُ أَهْلَنََا وَنَحْفَظُ أَخََانََا وَنَزْدََادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذََلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ}
[سورة يوسف، الآية: 65]. كما وردت في الآية: 72من نفس السورة.(1/180)
لمن يليه وكل واحد من الوجهين ظهر وبطن، وكذلك وجها الجبل وما شاكله، فأما الثوب فلا يجوز أن تكون بطانته ظهارة ولا ظهارته بطانة، ويجوز أن يجعل ما يلينا من وجه السماء والكواكب ظهرا وبطنا، وكذلك ما يلينا من سقوف البيت (1).
يقول ابن قتيبة في تفسير قوله تعالى: {بَطََائِنُهََا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}: وإنما أراد الله عز وجل أن يعرفنا من حيث نفهم فضل هذه الفرش وأن ما ولي الأرض منها إستبرق، وهو الغليظ من الديباج وإذا كانت البطانة كذلك، فالظهارة أعلى وأشرف (2).
وفي البرهان للزركشي: بطائنها: ظواهرها، بالقبطية (3).
بعير (4):
يقول ابن منظور: البعير: الجمل البازل، وقيل: الجذع، وقد يكون للأنثى. والجمع أبعرة في الجمع الأقل، وأباعر وأباعير وبعران وبعران.
وبنو تميم يقولون بعير بكسر الباء، وشعير، وسائر العرب يقولون بعير، وهو أفصح اللغتين.
قال ابن بري: وفي البعير سؤال جرى في مجلس سيف الدولة بن حمدان، وكان السائل ابن خالويه والمسئول المتنبي، قال ابن خالويه: والبعير أيضا الحمار وهو حرف نادر ألقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة، وكانت
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (بطن) ص 305.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 441.
(3) البرهان: للزركشي، ص 289، وانظر المهذب: للسيوطي، ص 35والمتوكلي: للسيوطي ورقة 5. والأصل والبيان: ص 7.
(4) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَلَمََّا فَتَحُوا مَتََاعَهُمْ وَجَدُوا بِضََاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قََالُوا يََا أَبََانََا مََا نَبْغِي هََذِهِ بِضََاعَتُنََا رُدَّتْ إِلَيْنََا وَنَمِيرُ أَهْلَنََا وَنَحْفَظُ أَخََانََا وَنَزْدََادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذََلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ}
[سورة يوسف، الآية: 65]. كما وردت في الآية: 72من نفس السورة.(1/180)
فيه خنزوانة وعنجهيّة، فاضطرب فقلت: المراد بالبعير في قوله تعالى: {وَلِمَنْ جََاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ}، الحمار، فكسرت من عزته، وهو أن البعير في القرآن الحمار، وذلك أن يعقوب وإخوة يوسف، عليهم الصلاة والسلام، كانوا بأرض كنعان وليس هناك إبل، وإنما كانوا يمتارون على الحمير. قال الله تعالى:
{وَلِمَنْ جََاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ}، أي حمل حمار، وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره. وفي زبور داود: إن البعير كل ما يحمل، ويقال لكل ما يحمل بالعبرانية بعير (1).
هذا، ويرى الدكتور عبد الصبور شاهين أن تفسير «البعير» بمعنى الحمار متأثر بما روي في التاريخ عن بني إسرائيل، وبخاصة إذا وجدنا بعض النقاد يصف الرواية العبرية في الكتاب المقدس، التي تعبر في هذا الموضع ذاته بكلمة (الحمار) (2) بأنها موضوعة. يقول مالك بن نبي: «والرواية الكتابية لقصة يوسف تكشف عن أخطاء تاريخية تثبت صفة (الوضع التاريخي) للفقرة التي نناقشها، ثم قال: وفي رواية التوراة استخدم إخوة يوسف في سفرهم «حميرا» بدلا من «العير» في رواية القرآن، على حين أن استخدام الحمير لا يمكن أن يتسنى للعبرانيين إلا بعد استقرارهم في وادي النيل، بعد ما صاروا حضريين، إذ الحمار حيوان حضري عاجز في كل حالة عن أن يجتاز مسافات صحراوية شاسعة، لكي يجيء من فلسطين، وفضلا عن ذلك إنّ ذرية إبراهيم إلى يوسف، كانوا يعيشون في حالة الرعاة الرحل، رعاة المواشي والأغنام».
وقد أوردنا هذا النص هنا على طوله لنصل إلى أن من المحتمل أن يكون تفسير (البعير) بالجمل أرجح، على ما عليه أكثر آراء المفسرين (3).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور مادة (بعر)، ص 311، 312.
(2) راجع الكتاب المقدس: سفر التكوين، الإصحاح، 42، آية 26ص 72.
(3) القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين، ص 351.(1/181)
فيه خنزوانة وعنجهيّة، فاضطرب فقلت: المراد بالبعير في قوله تعالى: {وَلِمَنْ جََاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ}، الحمار، فكسرت من عزته، وهو أن البعير في القرآن الحمار، وذلك أن يعقوب وإخوة يوسف، عليهم الصلاة والسلام، كانوا بأرض كنعان وليس هناك إبل، وإنما كانوا يمتارون على الحمير. قال الله تعالى:
{وَلِمَنْ جََاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ}، أي حمل حمار، وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره. وفي زبور داود: إن البعير كل ما يحمل، ويقال لكل ما يحمل بالعبرانية بعير (1).
هذا، ويرى الدكتور عبد الصبور شاهين أن تفسير «البعير» بمعنى الحمار متأثر بما روي في التاريخ عن بني إسرائيل، وبخاصة إذا وجدنا بعض النقاد يصف الرواية العبرية في الكتاب المقدس، التي تعبر في هذا الموضع ذاته بكلمة (الحمار) (2) بأنها موضوعة. يقول مالك بن نبي: «والرواية الكتابية لقصة يوسف تكشف عن أخطاء تاريخية تثبت صفة (الوضع التاريخي) للفقرة التي نناقشها، ثم قال: وفي رواية التوراة استخدم إخوة يوسف في سفرهم «حميرا» بدلا من «العير» في رواية القرآن، على حين أن استخدام الحمير لا يمكن أن يتسنى للعبرانيين إلا بعد استقرارهم في وادي النيل، بعد ما صاروا حضريين، إذ الحمار حيوان حضري عاجز في كل حالة عن أن يجتاز مسافات صحراوية شاسعة، لكي يجيء من فلسطين، وفضلا عن ذلك إنّ ذرية إبراهيم إلى يوسف، كانوا يعيشون في حالة الرعاة الرحل، رعاة المواشي والأغنام».
وقد أوردنا هذا النص هنا على طوله لنصل إلى أن من المحتمل أن يكون تفسير (البعير) بالجمل أرجح، على ما عليه أكثر آراء المفسرين (3).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور مادة (بعر)، ص 311، 312.
(2) راجع الكتاب المقدس: سفر التكوين، الإصحاح، 42، آية 26ص 72.
(3) القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين، ص 351.(1/181)
وعلى أية حال، فكلمة «البعير» كلمة عبرية عامة تشمل الحمار، وكل ما يحمل عليه (1).
فهي في العبرية ز:: وهو اسم مذكر يعني: حيوان، آكلة عشب.
وقد ورد في سفر الخروج (2) بمعنى عام وهو: الماشية، سواء أكان جملا أم حمارا
وهي في الآرامية:: ومعناها جمل بازل أي طلع نابه، أو دابة تحمل أحمالا أو تجر مركبة (3).
كما وردت في الحبشية بنفس لفظ الآرامية (4).
غير أنني أرى أن كلمة «بعير» عربت عن العبرية مباشرة نظرا لأنها دخلت العربية برمتها دون أي تغيير، وإن كان معناها قد خصصت دلالته في العربية حتى أصبح «البعير» فيها يطلق على «الجمل»، وإن كان «البعير» بمعنى «الحمار» لغة لبعض العرب (5).
بيع (6):
يقول ابن منظور: والبيعة، بالكسر: كنيسة النصارى، وقيل: كنيسة اليهود، والجمع بيع، وهو قوله تعالى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوََاتٌ وَمَسََاجِدُ} (7).
__________
(1) المهذّب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، 36. وراجع: الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 7وهامشها.
(2) انظر: الكتاب المقدس: سفر الخروج، والإصحاح 22، آية: 4، ص 122.
(3) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 174بتصرف.
(4) راجع:::. 129 .. ،. .،،.
(5) البحر المحيط 5/ 326، ط 2دار الفكر سنة 1403هـ.
(6) وردت في قول الله تعالى: {وَلَوْلََا دَفْعُ اللََّهِ النََّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوََامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوََاتٌ وَمَسََاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللََّهِ كَثِيراً} [سورة الحج، الآية: 40].
(7) لسان العرب: لابن منظور، مادة (بيع) ص 402.(1/182)
وعلى أية حال، فكلمة «البعير» كلمة عبرية عامة تشمل الحمار، وكل ما يحمل عليه (1).
فهي في العبرية ز:: وهو اسم مذكر يعني: حيوان، آكلة عشب.
وقد ورد في سفر الخروج (2) بمعنى عام وهو: الماشية، سواء أكان جملا أم حمارا
وهي في الآرامية:: ومعناها جمل بازل أي طلع نابه، أو دابة تحمل أحمالا أو تجر مركبة (3).
كما وردت في الحبشية بنفس لفظ الآرامية (4).
غير أنني أرى أن كلمة «بعير» عربت عن العبرية مباشرة نظرا لأنها دخلت العربية برمتها دون أي تغيير، وإن كان معناها قد خصصت دلالته في العربية حتى أصبح «البعير» فيها يطلق على «الجمل»، وإن كان «البعير» بمعنى «الحمار» لغة لبعض العرب (5).
بيع (6):
يقول ابن منظور: والبيعة، بالكسر: كنيسة النصارى، وقيل: كنيسة اليهود، والجمع بيع، وهو قوله تعالى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوََاتٌ وَمَسََاجِدُ} (7).
__________
(1) المهذّب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، 36. وراجع: الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 7وهامشها.
(2) انظر: الكتاب المقدس: سفر الخروج، والإصحاح 22، آية: 4، ص 122.
(3) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 174بتصرف.
(4) راجع:::. 129 .. ،. .،،.
(5) البحر المحيط 5/ 326، ط 2دار الفكر سنة 1403هـ.
(6) وردت في قول الله تعالى: {وَلَوْلََا دَفْعُ اللََّهِ النََّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوََامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوََاتٌ وَمَسََاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللََّهِ كَثِيراً} [سورة الحج، الآية: 40].
(7) لسان العرب: لابن منظور، مادة (بيع) ص 402.(1/182)
ويقول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: {لَهُدِّمَتْ صَوََامِعُ} للصابئين.
و «بيع» للنصارى و «صلوات» يريد بيوت صلوات، يعني كنائس اليهود.
و «مساجد» للمسلمين. هذا قول قتادة. وقال: الأديان ستة: خمسة للشيطان وواحد للرحمن. فالصابئون: قوم يعبدون الملائكة، ويصلون للقبلة ويقرءون الزبور. والمجوس: يعبدون الشمس، والقمر. والذين أشركوا: يعبدون الأوثان. واليهود، والنصارى (1).
ويشير الجواليقي إلى أن «البيعة»: جعلها بعض العلماء فارسية معربة (2).
غير أن طوبيا العنيسي يرى أن كلمة «بيعة». آرامية، مأخوذة من «بعدتا» المركبة من «ب» بمعنى في زائدة و «عدتا» ومعناها مجمع ثمّ كنيسة. وليست من «بيعتا» التي بمعنى بيضة (3).
إلا أن جفري يرى أن «البيعة» من (بيعتا) السريانية ومعناه: البيضة. ويطلق على التشبيه على البناء المقبب المقوس (4).
وإلى الرأي الأخير نميل حيث إنه الأقرب إلى المعنى المراد، فضلا عن أنه من المعروف أن الضاد العربية تناظرها العين بالسريانية كأرض وأرعا والمرض ومرعا (5).
ومما يؤكد ما نميل إليه، قول رفائيل اليسوعي (6) عن البيعة: بأنها كنيسة أو بيضة، أو القبة التي كانت في كثير من الكنائس القديمة. وهي كلمة آرامية، ومن المعلوم أن الآرامية تعتبر من أهم لغات النصرانية.
__________
(1) تفسير غريب القرآن: ص 293.
(2) المعرّب: للجواليقي، ص 129.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 16.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 101، 102.
(5) المرجع السابق: هامش ص 101.
(6) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 175.(1/183)
ويقول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: {لَهُدِّمَتْ صَوََامِعُ} للصابئين.
و «بيع» للنصارى و «صلوات» يريد بيوت صلوات، يعني كنائس اليهود.
و «مساجد» للمسلمين. هذا قول قتادة. وقال: الأديان ستة: خمسة للشيطان وواحد للرحمن. فالصابئون: قوم يعبدون الملائكة، ويصلون للقبلة ويقرءون الزبور. والمجوس: يعبدون الشمس، والقمر. والذين أشركوا: يعبدون الأوثان. واليهود، والنصارى (1).
ويشير الجواليقي إلى أن «البيعة»: جعلها بعض العلماء فارسية معربة (2).
غير أن طوبيا العنيسي يرى أن كلمة «بيعة». آرامية، مأخوذة من «بعدتا» المركبة من «ب» بمعنى في زائدة و «عدتا» ومعناها مجمع ثمّ كنيسة. وليست من «بيعتا» التي بمعنى بيضة (3).
إلا أن جفري يرى أن «البيعة» من (بيعتا) السريانية ومعناه: البيضة. ويطلق على التشبيه على البناء المقبب المقوس (4).
وإلى الرأي الأخير نميل حيث إنه الأقرب إلى المعنى المراد، فضلا عن أنه من المعروف أن الضاد العربية تناظرها العين بالسريانية كأرض وأرعا والمرض ومرعا (5).
ومما يؤكد ما نميل إليه، قول رفائيل اليسوعي (6) عن البيعة: بأنها كنيسة أو بيضة، أو القبة التي كانت في كثير من الكنائس القديمة. وهي كلمة آرامية، ومن المعلوم أن الآرامية تعتبر من أهم لغات النصرانية.
__________
(1) تفسير غريب القرآن: ص 293.
(2) المعرّب: للجواليقي، ص 129.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 16.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 101، 102.
(5) المرجع السابق: هامش ص 101.
(6) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 175.(1/183)
(حرف التاء)
تتبيرا (1):
في اللسان: التّبار: الهلاك. وتبّره تتبيرا: أي كسّره وأهلكه. وهؤلاء متبر ما هم فيه أي مكسّر مهلك. وفي حديث علي كرم الله وجهه: «عجز حاضر ورأي متبّر، أي مهلك». وتبّره هو: كسره وأذهبه. وفي التنزيل العزيز:
{وَلََا تَزِدِ الظََّالِمِينَ إِلََّا تَبََاراً}، قال الزجاج: معناه إلا هلاكا، ولذلك سمي كل مكسّر تبرا. وقال في قوله عز وجل: {وَكُلًّا تَبَّرْنََا تَتْبِيراً}، وقال: التتبير:
التدمير، وكل شيء كسرته وفتته، فقد تبرته، ويقال: تبّر الشيء يتبّر تبارا (2).
وفي تفسير غريب القرآن: وليتبّروا: ليدمروا ويخربوا (3).
يقول السيوطي نقلا عن ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله تعالى:
{وَلِيُتَبِّرُوا مََا عَلَوْا تَتْبِيراً} قال: تبّره بالنبطية (4).
وقال الشيخ حمزة فتح الله: التتبير بالنبطية: الإهلاك (5).
ويشير رفائيل نخلة اليسوعي إلى أن: تبّره بمعنى كسره، وهي كلمة آرامية (6). ومعلوم أن النبطية لهجة من لهجات الآرامية الغربية (7).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهََا فَإِذََا جََاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمََا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مََا عَلَوْا تَتْبِيراً} [سورة الإسراء، الآية: 7]. كما وردت في سورة الفرقان، آية: 39.
ووردت «تبّرنا» في الفرقان: 39. ووردت بلفظ «وليتبروا» في الإسراء: 7. و «متبّر» في الأعراف:
139. و «تبارا» في نوح: 28.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (تبر)، ص 406.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 251، وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 19.
(4) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 37.
(5) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 7.
(6) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 175.
(7) راجع: ص 40من هذا البحث، تجد تفصيلا.(1/184)
(حرف التاء)
تتبيرا (1):
في اللسان: التّبار: الهلاك. وتبّره تتبيرا: أي كسّره وأهلكه. وهؤلاء متبر ما هم فيه أي مكسّر مهلك. وفي حديث علي كرم الله وجهه: «عجز حاضر ورأي متبّر، أي مهلك». وتبّره هو: كسره وأذهبه. وفي التنزيل العزيز:
{وَلََا تَزِدِ الظََّالِمِينَ إِلََّا تَبََاراً}، قال الزجاج: معناه إلا هلاكا، ولذلك سمي كل مكسّر تبرا. وقال في قوله عز وجل: {وَكُلًّا تَبَّرْنََا تَتْبِيراً}، وقال: التتبير:
التدمير، وكل شيء كسرته وفتته، فقد تبرته، ويقال: تبّر الشيء يتبّر تبارا (2).
وفي تفسير غريب القرآن: وليتبّروا: ليدمروا ويخربوا (3).
يقول السيوطي نقلا عن ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله تعالى:
{وَلِيُتَبِّرُوا مََا عَلَوْا تَتْبِيراً} قال: تبّره بالنبطية (4).
وقال الشيخ حمزة فتح الله: التتبير بالنبطية: الإهلاك (5).
ويشير رفائيل نخلة اليسوعي إلى أن: تبّره بمعنى كسره، وهي كلمة آرامية (6). ومعلوم أن النبطية لهجة من لهجات الآرامية الغربية (7).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهََا فَإِذََا جََاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمََا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مََا عَلَوْا تَتْبِيراً} [سورة الإسراء، الآية: 7]. كما وردت في سورة الفرقان، آية: 39.
ووردت «تبّرنا» في الفرقان: 39. ووردت بلفظ «وليتبروا» في الإسراء: 7. و «متبّر» في الأعراف:
139. و «تبارا» في نوح: 28.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (تبر)، ص 406.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 251، وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 19.
(4) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 37.
(5) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 7.
(6) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 175.
(7) راجع: ص 40من هذا البحث، تجد تفصيلا.(1/184)
تحتها (1):
يقول ابن منظور: تحت: إحدى الجهات الست المحيطة بالحرم، تكون مرة ظرفا، ومرة اسما وتبنى في حال الاسمية على الضم، فيقال: من تحت.
وتحت: نقيض فوق (2).
وفي المهذب للسيوطي: قال أبو القاسم في «لغات القرآن» في قوله تعالى {فَنََادََاهََا مِنْ تَحْتِهََا} أي من بطنها بالنبطية (3). وحكى الكرماني في كتاب «العجائب» مثله عن مؤرج السدوسي رحمه الله تعالى (4).
يقول الشيخ حمزة فتح الله: تحتها بالنبطية: بطنها (5).
ويعلق الأستاذ محمد سعد قائلا: فسّرت في هذه الآية بجبريل عليه السلام، وكان يقبل الولد كالقابلة وقيل تحتها أي أسفل من مكانها والمراد منه ما تحت الأكمة فصاح بها لا تحزني وعن قتادة الضمير في تحتها للنخلة (6).
تنّور (7):
في اللسان: التنّور: نوع من الكوانين. الجوهري: التنّور الذي يخبز فيه.
وقال أحمد بن يحيى: التنّور تفعول من النار. قال ابن سيده: وهذا من الفساد
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَنََادََاهََا مِنْ تَحْتِهََا أَلََّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [سورة مريم، الآية: 24].
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (تحت)، ص 421.
(3) أرى أن كلمة «النبطية» هنا تصحيف عن القبطية بدليل ما بعدها، حيث نقل السيوطي عن الكرماني، نفسه في المتوكلي «القبطية». راجع: المتوكلي: ورقة 5.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 38.
(5) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، بتعليق محمد إبراهيم سعيد، ص 8.
(6) المرجع السابق، هامش ص 8.
(7) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {حَتََّى إِذََا جََاءَ أَمْرُنََا وَفََارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهََا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلََّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمََا آمَنَ مَعَهُ إِلََّا قَلِيلٌ} [سورة هود، الآية:
40]. كما وردت في سورة المؤمنون، الآية: 27.(1/185)
تحتها (1):
يقول ابن منظور: تحت: إحدى الجهات الست المحيطة بالحرم، تكون مرة ظرفا، ومرة اسما وتبنى في حال الاسمية على الضم، فيقال: من تحت.
وتحت: نقيض فوق (2).
وفي المهذب للسيوطي: قال أبو القاسم في «لغات القرآن» في قوله تعالى {فَنََادََاهََا مِنْ تَحْتِهََا} أي من بطنها بالنبطية (3). وحكى الكرماني في كتاب «العجائب» مثله عن مؤرج السدوسي رحمه الله تعالى (4).
يقول الشيخ حمزة فتح الله: تحتها بالنبطية: بطنها (5).
ويعلق الأستاذ محمد سعد قائلا: فسّرت في هذه الآية بجبريل عليه السلام، وكان يقبل الولد كالقابلة وقيل تحتها أي أسفل من مكانها والمراد منه ما تحت الأكمة فصاح بها لا تحزني وعن قتادة الضمير في تحتها للنخلة (6).
تنّور (7):
في اللسان: التنّور: نوع من الكوانين. الجوهري: التنّور الذي يخبز فيه.
وقال أحمد بن يحيى: التنّور تفعول من النار. قال ابن سيده: وهذا من الفساد
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَنََادََاهََا مِنْ تَحْتِهََا أَلََّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [سورة مريم، الآية: 24].
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (تحت)، ص 421.
(3) أرى أن كلمة «النبطية» هنا تصحيف عن القبطية بدليل ما بعدها، حيث نقل السيوطي عن الكرماني، نفسه في المتوكلي «القبطية». راجع: المتوكلي: ورقة 5.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 38.
(5) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، بتعليق محمد إبراهيم سعيد، ص 8.
(6) المرجع السابق، هامش ص 8.
(7) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {حَتََّى إِذََا جََاءَ أَمْرُنََا وَفََارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهََا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلََّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمََا آمَنَ مَعَهُ إِلََّا قَلِيلٌ} [سورة هود، الآية:
40]. كما وردت في سورة المؤمنون، الآية: 27.(1/185)
بحيث تراه وإنما هو أصل لم يستعمل إلا في هذا الحرف بالزيادة، وصاحبه تنّار. والتنّور: وجه الأرض، فارسي معرب، وقيل هو بكل لغة. وفي التنزيل العزيز: {حَتََّى إِذََا جََاءَ أَمْرُنََا وَفََارَ التَّنُّورُ}، قال علي كرم الله وجهه: «هو وجه الأرض، وكل مفجر نار تنّور» (1).
وقال مجاهد: وفار التنور: انبجس الماء منه، آية لنوح، أي يركب بأهله ومن آمن معه في السفينة (2).
قال الليث: التنور عمّت بكل لسان. قال أبو منصور: وقول من قال: إن التنور عمت بكل لسان يدل على أن الاسم في الأصل أعجمي فعرّبتها العرب، فصار عربيا على بناء فعّول والدليل على ذلك أن أصل بنائه تنر، قال: ولا نعرفه في كلام العرب لأنه مهمل، وهو نظير ما دخل في كلام العرب من كلام العجم مثل الديباج والدينار والسندس والإستبرق وما أشبهها، ولما تكلمت بها العرب صارت عربية (3).
وعدّ الثعالبي لفظ «التنّور» ضمن الأسماء القائمة في لغتي العرب والفرس على لفظ واحد (4).
وقال ابن قتيبة: روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
«التنّور» بكل لسان عربي وعجميّ (5).
ونقل السيوطي عن ابن جني في الخصائص أنه قال: إنّ «التنّور» لفظة
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، (مادة تنر)، ص 450.
(2) تفسير مجاهد: للإمام المحدث المقرئ المفسر اللغوي أبو الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي المخزومي رحمه الله، قدم له وحققه وعلق حواشيه عبد الرحمن الطاهر بن محمد السوري، المجلد الأول، ص 303، ط. المنشورات العلمية ببيروت.
(3) لسان العرب: مادة (تنر)، ص 450.
(4) فقه اللغة وسر العربية: لأبي منصور الثعالبي، ص 452، ط. الاستقامة.
(5) أدب الكاتب: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ص 384، ط. مطبعة السعادة بمصر سنة 1973ميلادي.(1/186)
بحيث تراه وإنما هو أصل لم يستعمل إلا في هذا الحرف بالزيادة، وصاحبه تنّار. والتنّور: وجه الأرض، فارسي معرب، وقيل هو بكل لغة. وفي التنزيل العزيز: {حَتََّى إِذََا جََاءَ أَمْرُنََا وَفََارَ التَّنُّورُ}، قال علي كرم الله وجهه: «هو وجه الأرض، وكل مفجر نار تنّور» (1).
وقال مجاهد: وفار التنور: انبجس الماء منه، آية لنوح، أي يركب بأهله ومن آمن معه في السفينة (2).
قال الليث: التنور عمّت بكل لسان. قال أبو منصور: وقول من قال: إن التنور عمت بكل لسان يدل على أن الاسم في الأصل أعجمي فعرّبتها العرب، فصار عربيا على بناء فعّول والدليل على ذلك أن أصل بنائه تنر، قال: ولا نعرفه في كلام العرب لأنه مهمل، وهو نظير ما دخل في كلام العرب من كلام العجم مثل الديباج والدينار والسندس والإستبرق وما أشبهها، ولما تكلمت بها العرب صارت عربية (3).
وعدّ الثعالبي لفظ «التنّور» ضمن الأسماء القائمة في لغتي العرب والفرس على لفظ واحد (4).
وقال ابن قتيبة: روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
«التنّور» بكل لسان عربي وعجميّ (5).
ونقل السيوطي عن ابن جني في الخصائص أنه قال: إنّ «التنّور» لفظة
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، (مادة تنر)، ص 450.
(2) تفسير مجاهد: للإمام المحدث المقرئ المفسر اللغوي أبو الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي المخزومي رحمه الله، قدم له وحققه وعلق حواشيه عبد الرحمن الطاهر بن محمد السوري، المجلد الأول، ص 303، ط. المنشورات العلمية ببيروت.
(3) لسان العرب: مادة (تنر)، ص 450.
(4) فقه اللغة وسر العربية: لأبي منصور الثعالبي، ص 452، ط. الاستقامة.
(5) أدب الكاتب: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ص 384، ط. مطبعة السعادة بمصر سنة 1973ميلادي.(1/186)
اشترك فيها جميع اللغات من العرب وغيرهم (1).
ويرى رفائيل اليسوعي أن: «التنور» كلمة آرامية، مأخوذة من:: مكان النار (2).
ويرى الشيخ حمزة فتح الله أن: «التنّور» كلمة فارسية (3). ويذكر العنيسي أن: «تنّور» في العبرانية «تنّور». وفي الآرامية «تنورا» وهو منحوت من «بيت نور» في الآرامية أي بيت النار (4).
ونرى أن هذه الكلمة (التنّور) من باب توافق اللغات: فهي في العبرية:
(تنور). وفي الآرامية: (تنورا) وفي السريانية (تنورا) (5). وفي الفهلوية (6): (7).
ويقول جفري: ذهب فرنكل إلى أن التنور بالعربية مأخوذ من الآرامية، ولكنه بالآرامية دخيل من الإيرانية. ويراه فقهاء اللغة الإيرانية من الأصل السامي. والحقيقة أن هذه اللفظة من لغة الشعب الذي عاش في تلك المنطقة قبل ظهور الساميين والآراميين وأخذها الشعبان بمعناها الأصلي ولا مانع أن تكون العرب قد أخذتها من ذاك الأصل المشترك ا. هـ. (8).
__________
(1) المزهر للسيوطي 1/ 267، ط 3دار التراث.
(2) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 175.
(3) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 7.
(4) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه: طوبيا العنيسي ص 18، 19، ط.
دار العرب سنة 1964ميلادي.
(5) في السريانية (بيت نورا) أي بيت النار ويطلق على هيكل النار وعلى الكانون.
ويتبادر إلى الذهن أن التنور من هذا بحذف الباء والياء وليس كذلك. انظر: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان هامش 109.
(6) الفهلوية هي اللغة الفارسية التي كانت تعاصر العصر الجاهلي وصدر الإسلام. لمزيد من التفصيل راجع ص 49من هذا البحث.
(7) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 109.
(8) المرجع السابق: ص 109.(1/187)
اشترك فيها جميع اللغات من العرب وغيرهم (1).
ويرى رفائيل اليسوعي أن: «التنور» كلمة آرامية، مأخوذة من:: مكان النار (2).
ويرى الشيخ حمزة فتح الله أن: «التنّور» كلمة فارسية (3). ويذكر العنيسي أن: «تنّور» في العبرانية «تنّور». وفي الآرامية «تنورا» وهو منحوت من «بيت نور» في الآرامية أي بيت النار (4).
ونرى أن هذه الكلمة (التنّور) من باب توافق اللغات: فهي في العبرية:
(تنور). وفي الآرامية: (تنورا) وفي السريانية (تنورا) (5). وفي الفهلوية (6): (7).
ويقول جفري: ذهب فرنكل إلى أن التنور بالعربية مأخوذ من الآرامية، ولكنه بالآرامية دخيل من الإيرانية. ويراه فقهاء اللغة الإيرانية من الأصل السامي. والحقيقة أن هذه اللفظة من لغة الشعب الذي عاش في تلك المنطقة قبل ظهور الساميين والآراميين وأخذها الشعبان بمعناها الأصلي ولا مانع أن تكون العرب قد أخذتها من ذاك الأصل المشترك ا. هـ. (8).
__________
(1) المزهر للسيوطي 1/ 267، ط 3دار التراث.
(2) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 175.
(3) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 7.
(4) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه: طوبيا العنيسي ص 18، 19، ط.
دار العرب سنة 1964ميلادي.
(5) في السريانية (بيت نورا) أي بيت النار ويطلق على هيكل النار وعلى الكانون.
ويتبادر إلى الذهن أن التنور من هذا بحذف الباء والياء وليس كذلك. انظر: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان هامش 109.
(6) الفهلوية هي اللغة الفارسية التي كانت تعاصر العصر الجاهلي وصدر الإسلام. لمزيد من التفصيل راجع ص 49من هذا البحث.
(7) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 109.
(8) المرجع السابق: ص 109.(1/187)
التوراة (1):
يقول الزمخشري: «والتوراة والإنجيل» اسمان أعجميان، وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل، وزنهما بتفعلة وإفعيل إنما يصح بعد كونهما عربيين (2).
وذكر طوبيا العنيسي أن «توراة» كلمة عبرية، مأخوذة من «تورة» ومعناه عندهم عادة فتعليم فشريعة. وتطلق على أسفار موسى الخمسة، وهو مشتق من «يره» أي ألقى ووضع. ويشير إلى أن «تورة» ترد في الفارسية بمعنى شريعة (3).
ونرى أن كلمة «التوراة» عبرية أصيلة، مأخوذة من العبرية، إلا أنها دخلت العربية عن طريق اللغة الآرامية، وهي فيها أي الآرامية ودليلي على هذا: أن رسمها في القرآن بالياء يوافق لفظها الآرامي (4).
(حرف الجيم)
الجبت (5):
في اللسان: الجبت: كل ما عبد من دون الله. وقيل: وهي كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر، ونحو ذلك. يقول الشعبي في قوله تعالى: {أَلَمْ}
__________
(1) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتََابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرََاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنََّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقََانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِ اللََّهِ لَهُمْ عَذََابٌ شَدِيدٌ وَاللََّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقََامٍ} [سورة آل عمران، الآيتان: 3و 4]. كما وردت في الآيات: 48، 50، 65، 93، 93من نفس السورة. ووردت أيضا في سورة المائدة، الآيات: 43، 44، 64، 66، 68، 110. كما وردت في سورة الأعراف، الآية: 157. والتوبة، الآية: 111. والفتح، الآية: 29. والصف، الآية: 6، والجمعة، الآية: 5.
(2) الكشاف: للزمخشري، ج 1، ص 410. وراجع: البرهان: للزركشي، ج 1ص 289.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 19.
(4) راجع: التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، ص 227.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتََابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هََؤُلََاءِ أَهْدى ََ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [سورة النساء، الآية:
51].(1/188)
التوراة (1):
يقول الزمخشري: «والتوراة والإنجيل» اسمان أعجميان، وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل، وزنهما بتفعلة وإفعيل إنما يصح بعد كونهما عربيين (2).
وذكر طوبيا العنيسي أن «توراة» كلمة عبرية، مأخوذة من «تورة» ومعناه عندهم عادة فتعليم فشريعة. وتطلق على أسفار موسى الخمسة، وهو مشتق من «يره» أي ألقى ووضع. ويشير إلى أن «تورة» ترد في الفارسية بمعنى شريعة (3).
ونرى أن كلمة «التوراة» عبرية أصيلة، مأخوذة من العبرية، إلا أنها دخلت العربية عن طريق اللغة الآرامية، وهي فيها أي الآرامية ودليلي على هذا: أن رسمها في القرآن بالياء يوافق لفظها الآرامي (4).
(حرف الجيم)
الجبت (5):
في اللسان: الجبت: كل ما عبد من دون الله. وقيل: وهي كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر، ونحو ذلك. يقول الشعبي في قوله تعالى: {أَلَمْ}
__________
(1) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتََابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرََاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنََّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقََانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِ اللََّهِ لَهُمْ عَذََابٌ شَدِيدٌ وَاللََّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقََامٍ} [سورة آل عمران، الآيتان: 3و 4]. كما وردت في الآيات: 48، 50، 65، 93، 93من نفس السورة. ووردت أيضا في سورة المائدة، الآيات: 43، 44، 64، 66، 68، 110. كما وردت في سورة الأعراف، الآية: 157. والتوبة، الآية: 111. والفتح، الآية: 29. والصف، الآية: 6، والجمعة، الآية: 5.
(2) الكشاف: للزمخشري، ج 1، ص 410. وراجع: البرهان: للزركشي، ج 1ص 289.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 19.
(4) راجع: التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، ص 227.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتََابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هََؤُلََاءِ أَهْدى ََ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [سورة النساء، الآية:
51].(1/188)
{تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتََابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ}، قال:
الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان. وعن ابن عباس: الطاغوت: كعب بن الأشرف والجبت: حييّ بن أخطب. قال الجوهري: وهذا ليس من محض العربية، لاجتماع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذولقى (1).
يقول ابن قتيبة: «بالجبت والطاغوت»: كل معبود من حجر أو صورة أو شيطان، فهو جبت وطاغوت.
ويقال: إنهما في هذه السورة رجلان من اليهود يقال لأحدهما: حيي بن أخطب، وللثاني كعب بن الأشرف. وإيمانهم بهما تصديقهم لهما وطاعتهم إياهما (2).
ويقول السيد نور الدين الجزائري: الجبت والطاغوت: قيل هما صنمان كانا لقريش. وقيل: الجبت: الأصنام، والطاغوت: تراجمة الأصنام الذين كانوا يتكلمون بالكذب عنهم. وقيل: الجبت: الساحر، والطاغوت: الشيطان.
وقيل: الجبت: الساحر، والطاغوت: الكاهن. وقيل: الجبت: إبليس، والطاغوت: أولياؤه. وقيل: هما كل ما عبد من دون الله من حجر أو صورة أو شيطان. وهو الأولى لشموله لكل ما ذكر (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: الجبت: بالحبشية الشيطان والساحر (4).
ويقول الأستاذ محمد سعد على هذا بقوله: الجبت بالكسر في الأصل اسم صنم ويطلق على الكاهن والساحر والذي لا خير فيه، وكل ما يعبد من دون الله.
والمراد به هنا كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، خرجا في جمع من اليهود
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (جبت)، ص 534.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 128.
(3) فروق اللغات: للسيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري، ورقة 68 (مخطوط محفوظ بدار الكتب العامة بالزقازيق تحت رقم 2578).
(4) الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 8.(1/189)
{تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتََابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ}، قال:
الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان. وعن ابن عباس: الطاغوت: كعب بن الأشرف والجبت: حييّ بن أخطب. قال الجوهري: وهذا ليس من محض العربية، لاجتماع الجيم والتاء في كلمة من غير حرف ذولقى (1).
يقول ابن قتيبة: «بالجبت والطاغوت»: كل معبود من حجر أو صورة أو شيطان، فهو جبت وطاغوت.
ويقال: إنهما في هذه السورة رجلان من اليهود يقال لأحدهما: حيي بن أخطب، وللثاني كعب بن الأشرف. وإيمانهم بهما تصديقهم لهما وطاعتهم إياهما (2).
ويقول السيد نور الدين الجزائري: الجبت والطاغوت: قيل هما صنمان كانا لقريش. وقيل: الجبت: الأصنام، والطاغوت: تراجمة الأصنام الذين كانوا يتكلمون بالكذب عنهم. وقيل: الجبت: الساحر، والطاغوت: الشيطان.
وقيل: الجبت: الساحر، والطاغوت: الكاهن. وقيل: الجبت: إبليس، والطاغوت: أولياؤه. وقيل: هما كل ما عبد من دون الله من حجر أو صورة أو شيطان. وهو الأولى لشموله لكل ما ذكر (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: الجبت: بالحبشية الشيطان والساحر (4).
ويقول الأستاذ محمد سعد على هذا بقوله: الجبت بالكسر في الأصل اسم صنم ويطلق على الكاهن والساحر والذي لا خير فيه، وكل ما يعبد من دون الله.
والمراد به هنا كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، خرجا في جمع من اليهود
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (جبت)، ص 534.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 128.
(3) فروق اللغات: للسيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري، ورقة 68 (مخطوط محفوظ بدار الكتب العامة بالزقازيق تحت رقم 2578).
(4) الأصل والبيان في معرّب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 8.(1/189)
بعد وقعة أحد ليحالفوا قريشا على الرسول عليه السلام وينقضوا ما بينهم وبينه من العهد، فنزل كعب على أبي سفيان فأحسن مثواه ونزلت اليهود في دور قريش. ثم قال أبو سفيان لكعب: إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ونحن أميون لا نعلم فأينا أهدى طريقا وأقرب إلى الحق نحن أم محمد؟ قال كعب: اعرضوا عليّ دينكم. فقال أبو سفيان: نحن ننحر للحجيج ونسقيهم اللبن ونقري الضيف ونعمر بيت ربنا ومحمد فارق دين آبائه وقطع الرحم فقال كعب: أنتم والله أهدى سبيلا مما عليه محمد فنزلت الآية: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هََؤُلََاءِ أَهْدى ََ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} فالمراد بالجبت:
كعب بن الأشرف وبالطاغوت حيي بن أخطب. وقيل العكس. وقيل: إنهما سميا باسم صنمين دعتهما قريش للسجود لهما فسجدا لهما وآمنا بهما (1).
يقول السيوطي: قال ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: الجبت: الساحر بلسان الحبشة، والطاغوت: الكاهن (2).
ويرى جفري: أن كلمة (الجبت) تعني: الصنم، وهي مأخوذة من التعبير الحبشي:، والذي يعني في هذا اللسان: آلهة جديدة، أو آلهة حديثة (3).
غير أن ليسلاو ينقد ما قاله جفري ومن لف لفيفه من الباحثين الغربيين، أمثال لودلف ونولدكه (4) ويتمسك بأن كلمة: جبت:، مفردة في الحبشة لا تعني صنما وإنما تعني في هذا اللسان: حدث مفاجئ، غير منتظر، غير متوقع، مناسبة وقد حدث عند هؤلاء الباحثين سوء فهم، بسبب ورود تعبير:
__________
(1) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق الأستاذ محمد إبراهيم سعد، هامش ص 8بتصرف يسير.
(2) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 40.
(3) راجع:. 100، 99،. 1938:
(4) انظر:. 48، 47.:،.
فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.(1/190)
بعد وقعة أحد ليحالفوا قريشا على الرسول عليه السلام وينقضوا ما بينهم وبينه من العهد، فنزل كعب على أبي سفيان فأحسن مثواه ونزلت اليهود في دور قريش. ثم قال أبو سفيان لكعب: إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ونحن أميون لا نعلم فأينا أهدى طريقا وأقرب إلى الحق نحن أم محمد؟ قال كعب: اعرضوا عليّ دينكم. فقال أبو سفيان: نحن ننحر للحجيج ونسقيهم اللبن ونقري الضيف ونعمر بيت ربنا ومحمد فارق دين آبائه وقطع الرحم فقال كعب: أنتم والله أهدى سبيلا مما عليه محمد فنزلت الآية: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هََؤُلََاءِ أَهْدى ََ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} فالمراد بالجبت:
كعب بن الأشرف وبالطاغوت حيي بن أخطب. وقيل العكس. وقيل: إنهما سميا باسم صنمين دعتهما قريش للسجود لهما فسجدا لهما وآمنا بهما (1).
يقول السيوطي: قال ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: الجبت: الساحر بلسان الحبشة، والطاغوت: الكاهن (2).
ويرى جفري: أن كلمة (الجبت) تعني: الصنم، وهي مأخوذة من التعبير الحبشي:، والذي يعني في هذا اللسان: آلهة جديدة، أو آلهة حديثة (3).
غير أن ليسلاو ينقد ما قاله جفري ومن لف لفيفه من الباحثين الغربيين، أمثال لودلف ونولدكه (4) ويتمسك بأن كلمة: جبت:، مفردة في الحبشة لا تعني صنما وإنما تعني في هذا اللسان: حدث مفاجئ، غير منتظر، غير متوقع، مناسبة وقد حدث عند هؤلاء الباحثين سوء فهم، بسبب ورود تعبير:
__________
(1) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق الأستاذ محمد إبراهيم سعد، هامش ص 8بتصرف يسير.
(2) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 40.
(3) راجع:. 100، 99،. 1938:
(4) انظر:. 48، 47.:،.
فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.(1/190)
، والذي يعني في اللسان الحبشي: أصنام، آلهة حديثة
ويميل ليسلاو إلى ما ذكره وهيب عطا الله من اشتقاق كلمة (جبت) من (قبط)، ذلك الاسم الذي أطلقه العرب على المصريين القدماء (1).
نقول: وهذا التأويل الذي مال إليه ليسلاو بعيد في نظرنا، والأقرب هو ما ذكره جفري، حيث إنه من المقرر أن هناك لغات إلصاقية تمتاز بالسوابق واللواحق التي تربط بالأصل فتغير معناه وعلاقته بما عداه من أجزاء التركيب» (2). فلعل اللغة الحبشية قد شابهت هذه اللغات في هذا التركيب، حتى أعطت هذا المعنى الذي يعني الصنم، فأخذت العربية إحدى الكلمتين وتركت الأخرى، فالكلمة إذن حبشية الأصل.
هذا، ويشير البستاني إلى أن كلمة (الجبت) سريانية الأصل، وأنها تعني في هذا اللسان: المجوّف، ثم استعير للفارغ والذي لا خير فيه (3).
أقول: لقد رجعت إلى القاموس السرياني (4)، فلم أعثر على مادة هذه الكلمة فيه، مما يؤكد في ظننا أنها حبشية لما ذكرنا.
جبريل (5):
في اللسان: والجبر: العبد (عن كراع). وروى عن ابن عباس في جبريل
__________
(1) راجع:. 608:،.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 46، الطبعة العاشرة، دار العلم للملايين 1983ميلادي.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، هامش ص 40، 41، نقلا عن محيط المحيط للمعلم بطرس البستاني، ص 90، مكتبة لبنان بيروت.
(4) راجع: القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، المطبعة الكاثوليكية، ببيروت سنة 1963ميلادي.
(5) ورد هذا الاسم في قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى ََ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللََّهِ مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى ََ لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة، الآية 97]. كما ورد في الآية 98من نفس السورة. وورد أيضا في سورة التحريم، الآية: 4.(1/191)
، والذي يعني في اللسان الحبشي: أصنام، آلهة حديثة
ويميل ليسلاو إلى ما ذكره وهيب عطا الله من اشتقاق كلمة (جبت) من (قبط)، ذلك الاسم الذي أطلقه العرب على المصريين القدماء (1).
نقول: وهذا التأويل الذي مال إليه ليسلاو بعيد في نظرنا، والأقرب هو ما ذكره جفري، حيث إنه من المقرر أن هناك لغات إلصاقية تمتاز بالسوابق واللواحق التي تربط بالأصل فتغير معناه وعلاقته بما عداه من أجزاء التركيب» (2). فلعل اللغة الحبشية قد شابهت هذه اللغات في هذا التركيب، حتى أعطت هذا المعنى الذي يعني الصنم، فأخذت العربية إحدى الكلمتين وتركت الأخرى، فالكلمة إذن حبشية الأصل.
هذا، ويشير البستاني إلى أن كلمة (الجبت) سريانية الأصل، وأنها تعني في هذا اللسان: المجوّف، ثم استعير للفارغ والذي لا خير فيه (3).
أقول: لقد رجعت إلى القاموس السرياني (4)، فلم أعثر على مادة هذه الكلمة فيه، مما يؤكد في ظننا أنها حبشية لما ذكرنا.
جبريل (5):
في اللسان: والجبر: العبد (عن كراع). وروى عن ابن عباس في جبريل
__________
(1) راجع:. 608:،.
(2) دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 46، الطبعة العاشرة، دار العلم للملايين 1983ميلادي.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، هامش ص 40، 41، نقلا عن محيط المحيط للمعلم بطرس البستاني، ص 90، مكتبة لبنان بيروت.
(4) راجع: القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، المطبعة الكاثوليكية، ببيروت سنة 1963ميلادي.
(5) ورد هذا الاسم في قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى ََ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللََّهِ مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى ََ لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة، الآية 97]. كما ورد في الآية 98من نفس السورة. وورد أيضا في سورة التحريم، الآية: 4.(1/191)
وميكائيل: كقولك عبد الله وعبد الرحمن. يقول الأصمعي: ومعنى إيل هو الربوبية فأضيف جبر وميكا إليه. قال أبو عبيد: فكأن معناه إيل، رجل إيل.
يقول الجوهري: جبرئيل اسم، يقال هو جبر أضيف إلى إيل، وفيه لغات:
جبرئيل مثال جبرعيل، يهمز ولا يهمز. وجبرئل، مقصور: مثال جبرعل، وجبرين، وجبرين بالنون (1).
قال أبو حيان: وقد تصرفت فيه العرب على عادتها في تغيير الأسماء الأعجمية، حتى بلغت فيه إلى ثلاث عشرة لغة (2).
وفي معجم غريب القرآن: قال عكرمة: جبر وميك وسراف: عبد، وإيل:
الله (3).
يقول الدكتور السبحان: وجبريل بالعبرية ومعناه: رجل الله. وورد هذا الاسم في سفر دانيال: 18/ 16و 9/ 21، وفي لوقا 1/ 19. وهو بالسريانية (جبري أيل) (4).
جهنم (5):
يقول ابن منظور: الجهنّام: القعر البعيد. وبئر جهنم وجهنام، بكسر الجيم والهاء: بعيدة القعر، وبه سميت جهنم لبعد قعرها يقول الجوهري:
جهنم من أسماء النار التي يعذب الله بها عباده، نعوذ بالله منها ويقال: هو
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (جبر)، ص 535.
(2) البحر المحيط: لأبي حيان، 1/ 317. وقارن ب: المعرب: للجواليقي 161وما بعدها. راجع توجيه القراءات على تلك اللغات في: طلائع البشر في توجيه القراءات العشر: لمحمد الصادق قمحاوي، ص 33، طبعة أولى مطبعة النصر سنة 1978ميلادي.
(3) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 25.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان. وراجع: الكتاب المقدس ص 1278، 1280 (العهد القديم)، وص 90 (العهد الجديد).
(5) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَإِذََا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللََّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهََادُ} [سورة البقرة، الآية: 6]. كما وردت هذه الكلمة (76) مرة أخرى في القرآن.(1/192)
وميكائيل: كقولك عبد الله وعبد الرحمن. يقول الأصمعي: ومعنى إيل هو الربوبية فأضيف جبر وميكا إليه. قال أبو عبيد: فكأن معناه إيل، رجل إيل.
يقول الجوهري: جبرئيل اسم، يقال هو جبر أضيف إلى إيل، وفيه لغات:
جبرئيل مثال جبرعيل، يهمز ولا يهمز. وجبرئل، مقصور: مثال جبرعل، وجبرين، وجبرين بالنون (1).
قال أبو حيان: وقد تصرفت فيه العرب على عادتها في تغيير الأسماء الأعجمية، حتى بلغت فيه إلى ثلاث عشرة لغة (2).
وفي معجم غريب القرآن: قال عكرمة: جبر وميك وسراف: عبد، وإيل:
الله (3).
يقول الدكتور السبحان: وجبريل بالعبرية ومعناه: رجل الله. وورد هذا الاسم في سفر دانيال: 18/ 16و 9/ 21، وفي لوقا 1/ 19. وهو بالسريانية (جبري أيل) (4).
جهنم (5):
يقول ابن منظور: الجهنّام: القعر البعيد. وبئر جهنم وجهنام، بكسر الجيم والهاء: بعيدة القعر، وبه سميت جهنم لبعد قعرها يقول الجوهري:
جهنم من أسماء النار التي يعذب الله بها عباده، نعوذ بالله منها ويقال: هو
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (جبر)، ص 535.
(2) البحر المحيط: لأبي حيان، 1/ 317. وقارن ب: المعرب: للجواليقي 161وما بعدها. راجع توجيه القراءات على تلك اللغات في: طلائع البشر في توجيه القراءات العشر: لمحمد الصادق قمحاوي، ص 33، طبعة أولى مطبعة النصر سنة 1978ميلادي.
(3) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 25.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان. وراجع: الكتاب المقدس ص 1278، 1280 (العهد القديم)، وص 90 (العهد الجديد).
(5) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَإِذََا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللََّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهََادُ} [سورة البقرة، الآية: 6]. كما وردت هذه الكلمة (76) مرة أخرى في القرآن.(1/192)
فارسي معرب. يقول الأزهري: في جهنم قولان: قال يونس بن حبيب: وأكثر النحويين: جهنم اسم النار التي يعذب الله بها عباده في الآخرة، وهي أعجمية لا تجرى للتعريف والعجمة، وقال آخرون: جهنم عربي سميت نار الآخرة بها لبعد قعرها، وإنما لم تجر لثقل التعريف وثقل التأنيث، وقيل: هو تعريب كهنّام، بالعبرانيّة (1).
ويقول السيوطي: «جهنم» ذهب جماعة إلى أنها أعجمية، وقال بعضهم فارسية معربة. وقال آخرون: هي تعريب كهنّام بالعبرانية (2).
غير أن المستشرق الألماني برجشتراسر يرى: أنها من الكلمة الآرامية:
جيهنام:، إلا أنها دخلت العربية بواسطة الحبشية (3).
نقول: والصحيح أن هذه الكلمة (جهنم) عبرية، وأصلها في هذا اللسان:
(گي هنّوم) و (كهنّام)، أي وادي هنّوم، وادي الهمس والأنين (4)، حيث إن هذا الوادي يقع في جنوب أورشليم، وقد كثر فيه قبل ميلاد السيد المسيح إحراق الأطفال تضحية بهم لملوخ إله العمونيين! (5)
غير أن هذه الكلمة دخلت السريانية من اللسان العبري، فهي في (گهنا) (6) و (جيهنام).
وقد دخلت الأخيرة اللسان الحبشي، فأصبحت فيه (جهنّم):
، ومن هنا اقتبستها العربية بلفظها تماما.
__________
(1) لسان العرب: مادة (جهم)، ص 715.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 41، 42.
(3) التطور النحوي للغة العربية ص 226. وراجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، هامش ص 36.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان، ص 144، نقلا عن جفري.
(5) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 211.
(6) المعرب والدخيل: د. السبحان ص 144.(1/193)
فارسي معرب. يقول الأزهري: في جهنم قولان: قال يونس بن حبيب: وأكثر النحويين: جهنم اسم النار التي يعذب الله بها عباده في الآخرة، وهي أعجمية لا تجرى للتعريف والعجمة، وقال آخرون: جهنم عربي سميت نار الآخرة بها لبعد قعرها، وإنما لم تجر لثقل التعريف وثقل التأنيث، وقيل: هو تعريب كهنّام، بالعبرانيّة (1).
ويقول السيوطي: «جهنم» ذهب جماعة إلى أنها أعجمية، وقال بعضهم فارسية معربة. وقال آخرون: هي تعريب كهنّام بالعبرانية (2).
غير أن المستشرق الألماني برجشتراسر يرى: أنها من الكلمة الآرامية:
جيهنام:، إلا أنها دخلت العربية بواسطة الحبشية (3).
نقول: والصحيح أن هذه الكلمة (جهنم) عبرية، وأصلها في هذا اللسان:
(گي هنّوم) و (كهنّام)، أي وادي هنّوم، وادي الهمس والأنين (4)، حيث إن هذا الوادي يقع في جنوب أورشليم، وقد كثر فيه قبل ميلاد السيد المسيح إحراق الأطفال تضحية بهم لملوخ إله العمونيين! (5)
غير أن هذه الكلمة دخلت السريانية من اللسان العبري، فهي في (گهنا) (6) و (جيهنام).
وقد دخلت الأخيرة اللسان الحبشي، فأصبحت فيه (جهنّم):
، ومن هنا اقتبستها العربية بلفظها تماما.
__________
(1) لسان العرب: مادة (جهم)، ص 715.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 41، 42.
(3) التطور النحوي للغة العربية ص 226. وراجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، هامش ص 36.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان، ص 144، نقلا عن جفري.
(5) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 211.
(6) المعرب والدخيل: د. السبحان ص 144.(1/193)
ويؤكد هذا ما قاله المستشرق ت. نولدكه عن هذه الكلمة: وهو وصف لمفهوم غاية في الأهمية عند محمد صلى الله عليه وسلم ويتطابق تماما مع الحبشية لدرجة تؤكّد استعارتها من هذا اللسان (1).
جالوت (2):
في اللسان: وجالوت: اسم رجل، أعجمي لا ينصرف. وفي التنزيل العزيز: {وَقَتَلَ دََاوُدُ جََالُوتَ} (3).
ويقول الجواليقي: و «جالوت»: أعجمي. وقد جاء في القرآن (4).
ونرى أن هذا اللفظ أعجمي، دخل العربية من العبرية.
يقول الدكتور السبحان: قال الراغب: ذلك أعجمي لا أصل له في العربية.
ويشير الدكتور السبحان إلى أن جالوت بالعبرية: (5).
(حرف الحاء)
حرام (6):
في اللسان: الحرم، بالكسر، والحرام، نقيض الحلال، وجمعه حرم.
__________
(1) انظر:. 47،. 1910:.،
(2) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {فَلَمََّا فَصَلَ طََالُوتُ بِالْجُنُودِ قََالَ إِنَّ اللََّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلََّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمََّا جََاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قََالُوا لََا طََاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجََالُوتَ وَجُنُودِهِ} [سورة البقرة، الآية: 249] كما وردت في الآية: 250، 251، من نفس السورة.
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (جلت)، ص 850.
(4) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 152.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 140 (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر، تحت رقم 358، سنة 1397هـ).
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَحَرََامٌ عَلى ََ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا أَنَّهُمْ لََا يَرْجِعُونَ} [سورة الأنبياء، الآية: 95].(1/194)
ويؤكد هذا ما قاله المستشرق ت. نولدكه عن هذه الكلمة: وهو وصف لمفهوم غاية في الأهمية عند محمد صلى الله عليه وسلم ويتطابق تماما مع الحبشية لدرجة تؤكّد استعارتها من هذا اللسان (1).
جالوت (2):
في اللسان: وجالوت: اسم رجل، أعجمي لا ينصرف. وفي التنزيل العزيز: {وَقَتَلَ دََاوُدُ جََالُوتَ} (3).
ويقول الجواليقي: و «جالوت»: أعجمي. وقد جاء في القرآن (4).
ونرى أن هذا اللفظ أعجمي، دخل العربية من العبرية.
يقول الدكتور السبحان: قال الراغب: ذلك أعجمي لا أصل له في العربية.
ويشير الدكتور السبحان إلى أن جالوت بالعبرية: (5).
(حرف الحاء)
حرام (6):
في اللسان: الحرم، بالكسر، والحرام، نقيض الحلال، وجمعه حرم.
__________
(1) انظر:. 47،. 1910:.،
(2) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {فَلَمََّا فَصَلَ طََالُوتُ بِالْجُنُودِ قََالَ إِنَّ اللََّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلََّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمََّا جََاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قََالُوا لََا طََاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجََالُوتَ وَجُنُودِهِ} [سورة البقرة، الآية: 249] كما وردت في الآية: 250، 251، من نفس السورة.
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (جلت)، ص 850.
(4) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 152.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي:
للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 140 (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر، تحت رقم 358، سنة 1397هـ).
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَحَرََامٌ عَلى ََ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا أَنَّهُمْ لََا يَرْجِعُونَ} [سورة الأنبياء، الآية: 95].(1/194)
والحرام: ما حرم الله والحريم: ما حرّم فلم يمس. وحرم مكة: معروف وهو حرم الله وحرم رسوله. والحرمان: مكة والمدينة، والجمع: أحرام. والمحرم:
الداخل في الشهر الحرام. والمحرّم: شهر الله، سمته العرب بهذا الاسم لأنهم لا يستحلون فيه القتال، وأضيف إلى الله تعالى إعظاما له، كما قيل للكعبة بيت الله. والإحرام: مصدر أحرم الرجل يحرم إحراما إذا أهل بالحج أو العمرة وباشر أسبابهما وشروطهما وقوله تعالى: {وَحَرََامٌ عَلى ََ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا أَنَّهُمْ لََا يَرْجِعُونَ}، روى قتادة عن ابن عباس: معناه واجب عليها إذا هلكت ألّا ترجع إلى دنياها (1).
يقول ابن قتيبة: «وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون» أي حرام عليهم أن يرجعوا ويقال: حرام: واجب. وقال الشاعر:
فإنّ حراما لا أرى الدهر باكيا ... على شجوه إلّا بكيت على عمرو
أي: واجب:
ومن قرأ: «حرم» فهو بمنزلة «حرام» يقال: حرم وحرام، كما يقال: حلّ وحلال (2).
ويقول السيوطي: «حرام» قال ابن أبي حاتم أن عكرمة قال: «وحرم:
وجب بالحبشية» (3).
نقول: ونرى أن حرم بمعنى وجب مأخوذة من الحبشية، أما حرم من الحرام وهو بمعنى: نقيض الحلال، فهو لفظ سامي مشترك: فهو في الحبشية:
حرم: بمعنى منع، وحظر وفي العربية: حرم، وحرم، وحرّم وفي العبرية:. وفي الآرامية: بمعنى حرم.
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (حرم)، ص 849844، بتصرف.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 288.
(3) المهذب للسيوطي: ص 42، 43. راجع: الأصل والبيان: ص 10.(1/195)
والحرام: ما حرم الله والحريم: ما حرّم فلم يمس. وحرم مكة: معروف وهو حرم الله وحرم رسوله. والحرمان: مكة والمدينة، والجمع: أحرام. والمحرم:
الداخل في الشهر الحرام. والمحرّم: شهر الله، سمته العرب بهذا الاسم لأنهم لا يستحلون فيه القتال، وأضيف إلى الله تعالى إعظاما له، كما قيل للكعبة بيت الله. والإحرام: مصدر أحرم الرجل يحرم إحراما إذا أهل بالحج أو العمرة وباشر أسبابهما وشروطهما وقوله تعالى: {وَحَرََامٌ عَلى ََ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا أَنَّهُمْ لََا يَرْجِعُونَ}، روى قتادة عن ابن عباس: معناه واجب عليها إذا هلكت ألّا ترجع إلى دنياها (1).
يقول ابن قتيبة: «وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون» أي حرام عليهم أن يرجعوا ويقال: حرام: واجب. وقال الشاعر:
فإنّ حراما لا أرى الدهر باكيا ... على شجوه إلّا بكيت على عمرو
أي: واجب:
ومن قرأ: «حرم» فهو بمنزلة «حرام» يقال: حرم وحرام، كما يقال: حلّ وحلال (2).
ويقول السيوطي: «حرام» قال ابن أبي حاتم أن عكرمة قال: «وحرم:
وجب بالحبشية» (3).
نقول: ونرى أن حرم بمعنى وجب مأخوذة من الحبشية، أما حرم من الحرام وهو بمعنى: نقيض الحلال، فهو لفظ سامي مشترك: فهو في الحبشية:
حرم: بمعنى منع، وحظر وفي العربية: حرم، وحرم، وحرّم وفي العبرية:. وفي الآرامية: بمعنى حرم.
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (حرم)، ص 849844، بتصرف.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 288.
(3) المهذب للسيوطي: ص 42، 43. راجع: الأصل والبيان: ص 10.(1/195)
غير أن ليسلاو يرى: أن صفتي:،، بمعنى ممنوع، وحرام في الحبشية، دخيلتان من العربية! (1).
حصب (2):
يقول ابن منظور: والحصب: كل ما ألقيته في النار من حطب وغيره.
وفي التنزيل: {إِنَّكُمْ وَمََا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللََّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}. قال الفراء ذكر أن الحصب في لغة أهل اليمن: الحطب. وقال الأزهري: الحصب:
الحطب الذي يلقى في تنور، أو في وقود، فأما ما دام غير مستعمل للسجور فلا يسمى حصبا. وقال عكرمة: حصب جهنم: هو حطب جهنم بالحبشية (3).
ويقول ابن قتيبة: حصب جهنم: ما ألقي فيها. وأصله من الحصباء وهي: الحصى. يقال: حصبت فلانا: إذا رميته حصبا بتسكين الصاد وما رميت به: حصب، بفتح الصاد. كما تقول: نفضت الشجرة نفضا. وما وقع من ثمرها: نفض، واسم حصى الحجارة: حصب (4).
ويقول السيوطي: قال ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى:
{حَصَبُ} قال: «حطب جهنم بالزنجية» (5).
هذا، ونرى أن اللغة الزنجية هي اللغة الحبشية، حيث إن «الزنج: جيل
__________
(1) انظر: قاموس ليسلاو، ص 242.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمََا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللََّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهََا وََارِدُونَ} [سورة الأنبياء، الآية: 98].
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (حصب)، ص 893، 894. وراجع: معجم غريب القرآن محمد فؤاد عبد الباقي، ص 37.
(4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، ص 288.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين ص 43.
وانظر: المتوكلي: للسيوطي، ورقة 6.
الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، بتعليق الأستاذ محمد سعد ص 9 وهامشها.(1/196)
غير أن ليسلاو يرى: أن صفتي:،، بمعنى ممنوع، وحرام في الحبشية، دخيلتان من العربية! (1).
حصب (2):
يقول ابن منظور: والحصب: كل ما ألقيته في النار من حطب وغيره.
وفي التنزيل: {إِنَّكُمْ وَمََا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللََّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}. قال الفراء ذكر أن الحصب في لغة أهل اليمن: الحطب. وقال الأزهري: الحصب:
الحطب الذي يلقى في تنور، أو في وقود، فأما ما دام غير مستعمل للسجور فلا يسمى حصبا. وقال عكرمة: حصب جهنم: هو حطب جهنم بالحبشية (3).
ويقول ابن قتيبة: حصب جهنم: ما ألقي فيها. وأصله من الحصباء وهي: الحصى. يقال: حصبت فلانا: إذا رميته حصبا بتسكين الصاد وما رميت به: حصب، بفتح الصاد. كما تقول: نفضت الشجرة نفضا. وما وقع من ثمرها: نفض، واسم حصى الحجارة: حصب (4).
ويقول السيوطي: قال ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى:
{حَصَبُ} قال: «حطب جهنم بالزنجية» (5).
هذا، ونرى أن اللغة الزنجية هي اللغة الحبشية، حيث إن «الزنج: جيل
__________
(1) انظر: قاموس ليسلاو، ص 242.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمََا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللََّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهََا وََارِدُونَ} [سورة الأنبياء، الآية: 98].
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (حصب)، ص 893، 894. وراجع: معجم غريب القرآن محمد فؤاد عبد الباقي، ص 37.
(4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، ص 288.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين ص 43.
وانظر: المتوكلي: للسيوطي، ورقة 6.
الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، بتعليق الأستاذ محمد سعد ص 9 وهامشها.(1/196)
من السودان وهم الزنوج» (1)، ومعروف أن الحبشة تقع في هذا النطاق لذا تنسب إليهم اللغة الحبشية نسبة إلى هذا المكان، أو اللغة الزنجية نسبة إلى هذا الجيل من الناس
حطّة (2):
يقول ابن منظور: الحطّ: الوضع. واستحطه وزره: سأله أن يحطه عنه، والاسم الحطّة. وحكي أن بني إسرائيل إنما قيل لهم: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} ليستحطوا بذلك أوزارهم فتحط عنهم وقال الفراء في قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} يقال، والله أعلم: قولوا ما أمرتم به حطّه أي هي حطّة، فخالفوا إلى كلام بالنبطية، فذلك قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}، وقال الليث: بلغنا أن بني إسرائيل حين قيل لهم قولوا حطّة إنما قيل لهم كي يستحطوا بها أوزارهم فتحط عنهم. وقال ابن الأعرابي: قيل لهم قولوا حطّة فقالوا حنطة شمقايا أي حنطة جيدة. قال: وقوله عز وجل:
{حِطَّةٌ} أي كلمة تحط عنكم خطاياكم وهي: لا إله إلا الله. ويقال: هي كلمة أمر بها بنو إسرائيل لو قالوها لحطت أوزارهم (3).
ويقول ابن قتيبة: وقوله: {«وَقُولُوا حِطَّةٌ»} رفع على الحكاية. وهي كلمة أمروا أن يقولوها في معنى الاستغفار، من حططت: أي حطّ عنا ذنوبنا (4).
وينقل السيوطي عن الراغب في معنى {«حِطَّةٌ»}: قال: قيل معناه قولوا
__________
(1) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، مادة (زنج)، ص 69، ط. عيسى البابي الحلبي.
(2) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبََابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطََايََاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}. [سورة البقرة، الآية: 58]. كما وردت في الأعراف، الآية: 161.
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (حطط)، ص 914.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة ص 50.(1/197)
من السودان وهم الزنوج» (1)، ومعروف أن الحبشة تقع في هذا النطاق لذا تنسب إليهم اللغة الحبشية نسبة إلى هذا المكان، أو اللغة الزنجية نسبة إلى هذا الجيل من الناس
حطّة (2):
يقول ابن منظور: الحطّ: الوضع. واستحطه وزره: سأله أن يحطه عنه، والاسم الحطّة. وحكي أن بني إسرائيل إنما قيل لهم: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} ليستحطوا بذلك أوزارهم فتحط عنهم وقال الفراء في قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} يقال، والله أعلم: قولوا ما أمرتم به حطّه أي هي حطّة، فخالفوا إلى كلام بالنبطية، فذلك قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}، وقال الليث: بلغنا أن بني إسرائيل حين قيل لهم قولوا حطّة إنما قيل لهم كي يستحطوا بها أوزارهم فتحط عنهم. وقال ابن الأعرابي: قيل لهم قولوا حطّة فقالوا حنطة شمقايا أي حنطة جيدة. قال: وقوله عز وجل:
{حِطَّةٌ} أي كلمة تحط عنكم خطاياكم وهي: لا إله إلا الله. ويقال: هي كلمة أمر بها بنو إسرائيل لو قالوها لحطت أوزارهم (3).
ويقول ابن قتيبة: وقوله: {«وَقُولُوا حِطَّةٌ»} رفع على الحكاية. وهي كلمة أمروا أن يقولوها في معنى الاستغفار، من حططت: أي حطّ عنا ذنوبنا (4).
وينقل السيوطي عن الراغب في معنى {«حِطَّةٌ»}: قال: قيل معناه قولوا
__________
(1) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، مادة (زنج)، ص 69، ط. عيسى البابي الحلبي.
(2) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبََابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطََايََاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}. [سورة البقرة، الآية: 58]. كما وردت في الأعراف، الآية: 161.
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (حطط)، ص 914.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة ص 50.(1/197)
صوابا. قلت: وينبغي أن يكون معرّبا مصرحا به، ففي تفسير الأصبهاني ما نصه: وقيل إن هذه اللفظة من ألفاظ أهل الكتاب لا يعرف معناها في العربية (1). إلا أن السيوطي في كتابه المتوكلي ينقل عن بعض العلماء أن كلمة «حطّة» عبرية (2).
غير أن المعجم العبري للعهد القديم لم ترد فيه «الحطة» إلا بمعنى القمح: إلا أنها في الآرامية (3) وبذلك يعتبر قول الفراء الذي ذكرناه آنفا هو الأقرب في رأينا لتفسير الآية المذكورة {وَقُولُوا حِطَّةٌ}.
حوبا (4):
في اللسان: الحوب والحوب والحاب: الإثم، فالحوب، بالفتح، لأهل الحجاز، والحوب، بالضم، لتميم، والحوبة: المرّة الواحدة منه.
قال الزجّاج: الحوب: الإثم وقال الفراء في قوله تعالى: {إِنَّهُ كََانَ حُوباً} الحوب: الإثم العظيم. وقرأ الحسن: إنه كان حوبا، وروى سعد عن قتادة أنه قال: إنه كان حوبا، أي ظلما (5).
يقول ابن قتيبة: و «الحوب»: الإثم. وفيه ثلاث لغات: حوب، وحوب، وحاب (6).
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى هذه المفردة، فأجاب: حوبا: إثما، بلغة الحبشة. وأنشد قول الأعشى:
وإنّي وما كلّفتموني، وربّكم ... لأعلم من أمسى أعقّ وأحوبا (7)
__________
(1) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 44.
(2) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 5.
(3) المعجم العبري للعهد القديم، ص 306، 307.
(4) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {إِنَّهُ كََانَ حُوباً كَبِيراً}. [سورة النساء، الآية: 2].
(5) اللسان: مادة (حوب) ص 1036.
(6) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 118.
(7) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 249.(1/198)
صوابا. قلت: وينبغي أن يكون معرّبا مصرحا به، ففي تفسير الأصبهاني ما نصه: وقيل إن هذه اللفظة من ألفاظ أهل الكتاب لا يعرف معناها في العربية (1). إلا أن السيوطي في كتابه المتوكلي ينقل عن بعض العلماء أن كلمة «حطّة» عبرية (2).
غير أن المعجم العبري للعهد القديم لم ترد فيه «الحطة» إلا بمعنى القمح: إلا أنها في الآرامية (3) وبذلك يعتبر قول الفراء الذي ذكرناه آنفا هو الأقرب في رأينا لتفسير الآية المذكورة {وَقُولُوا حِطَّةٌ}.
حوبا (4):
في اللسان: الحوب والحوب والحاب: الإثم، فالحوب، بالفتح، لأهل الحجاز، والحوب، بالضم، لتميم، والحوبة: المرّة الواحدة منه.
قال الزجّاج: الحوب: الإثم وقال الفراء في قوله تعالى: {إِنَّهُ كََانَ حُوباً} الحوب: الإثم العظيم. وقرأ الحسن: إنه كان حوبا، وروى سعد عن قتادة أنه قال: إنه كان حوبا، أي ظلما (5).
يقول ابن قتيبة: و «الحوب»: الإثم. وفيه ثلاث لغات: حوب، وحوب، وحاب (6).
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى هذه المفردة، فأجاب: حوبا: إثما، بلغة الحبشة. وأنشد قول الأعشى:
وإنّي وما كلّفتموني، وربّكم ... لأعلم من أمسى أعقّ وأحوبا (7)
__________
(1) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 44.
(2) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 5.
(3) المعجم العبري للعهد القديم، ص 306، 307.
(4) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {إِنَّهُ كََانَ حُوباً كَبِيراً}. [سورة النساء، الآية: 2].
(5) اللسان: مادة (حوب) ص 1036.
(6) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 118.
(7) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 249.(1/198)
ويقول السيوطي في المهذب: روينا في أسئلة نافع بن الأزرق أنه قال لابن عباس: أخبرني عن قوله الله تعالى: {إِنَّهُ كََانَ حُوباً كَبِيراً} قال: إثما كبيرا بلغة الحبشة (1).
ويعلق محقق الكتاب بقوله: وهذه المفردة آرامية الأصل، وقد دخلت العربية عن طريق الحبشية. وقد دخلت المسيحية بلاد الحبشة في القرن الرابع الميلادي والآرامية من أهم لغات النصارى، فلما اختلطت هذه المفردة وغيرها من المفردات الآرامية باللغة الحبشية ظنها العلماء حبشية (2).
غير أن جفري يرى أن الكلمة مأخوذة من الكلمة السريانية بمعنى انهزم، وأذنب. أكثر من كونها مأخوذة من كلمة الآرامية اليهودية (3).
وإلى هذا الرأي نميل لتمشيه والمفهوم من السياق القرآني، فضلا عن قربه من اللفظ المنقول إليه.
الحواريون (4):
في اللسان: وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحواريون، للبياض، لأنهم كانوا قصّارين. والحواريّ: البياض. وإنما سموا حواريين لأنهم كانوا يغسلون الثياب، أو يحورونها، وهو التبييض ومنه الخبز الحواريّ،
__________
(1) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 44. وراجع: الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 9وهامشها.
(2) المرجع السابق: هامش ص 44.
(3) راجع:. 117، 116،.
ويرى أنها من الجذر السامي المشترك حيث ترد في العبرية والعربية والآرامية والسريانية.
(4) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {* فَلَمََّا أَحَسَّ عِيسى ََ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قََالَ مَنْ أَنْصََارِي إِلَى اللََّهِ قََالَ الْحَوََارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصََارُ اللََّهِ آمَنََّا بِاللََّهِ وَاشْهَدْ بِأَنََّا مُسْلِمُونَ} [سورة آل عمران، الآية: 52].
كما وردت في المائدة: 112، والصف: 14. ووردت بلفظ (حواريين) في المائدة: 111.
والصف: 14.(1/199)
ويقول السيوطي في المهذب: روينا في أسئلة نافع بن الأزرق أنه قال لابن عباس: أخبرني عن قوله الله تعالى: {إِنَّهُ كََانَ حُوباً كَبِيراً} قال: إثما كبيرا بلغة الحبشة (1).
ويعلق محقق الكتاب بقوله: وهذه المفردة آرامية الأصل، وقد دخلت العربية عن طريق الحبشية. وقد دخلت المسيحية بلاد الحبشة في القرن الرابع الميلادي والآرامية من أهم لغات النصارى، فلما اختلطت هذه المفردة وغيرها من المفردات الآرامية باللغة الحبشية ظنها العلماء حبشية (2).
غير أن جفري يرى أن الكلمة مأخوذة من الكلمة السريانية بمعنى انهزم، وأذنب. أكثر من كونها مأخوذة من كلمة الآرامية اليهودية (3).
وإلى هذا الرأي نميل لتمشيه والمفهوم من السياق القرآني، فضلا عن قربه من اللفظ المنقول إليه.
الحواريون (4):
في اللسان: وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحواريون، للبياض، لأنهم كانوا قصّارين. والحواريّ: البياض. وإنما سموا حواريين لأنهم كانوا يغسلون الثياب، أو يحورونها، وهو التبييض ومنه الخبز الحواريّ،
__________
(1) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 44. وراجع: الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 9وهامشها.
(2) المرجع السابق: هامش ص 44.
(3) راجع:. 117، 116،.
ويرى أنها من الجذر السامي المشترك حيث ترد في العبرية والعربية والآرامية والسريانية.
(4) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {* فَلَمََّا أَحَسَّ عِيسى ََ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قََالَ مَنْ أَنْصََارِي إِلَى اللََّهِ قََالَ الْحَوََارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصََارُ اللََّهِ آمَنََّا بِاللََّهِ وَاشْهَدْ بِأَنََّا مُسْلِمُونَ} [سورة آل عمران، الآية: 52].
كما وردت في المائدة: 112، والصف: 14. ووردت بلفظ (حواريين) في المائدة: 111.
والصف: 14.(1/199)
ومنه قولهم: «امرأة حواريّة» إذا كانت بيضاء. قال: فلما كان عيسى ابن مريم، على نبينا وعليه السلام، نصره هؤلاء الحواريون، وكانوا أنصاره دون الناس قيل لناصر نبيه حواري، إذا بالغ في نصرته تشبيها بأولئك. والحواريون:
الأنصار وهم خاصة أصحابه.
وتأويل الحواريين في اللغة: الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب، وكذلك الحوارى من الدقيق سمي به ينقى من لباب البرّ، قال: وتأويله في الناس الذي قد روجع في اختياره مرة بعد مرة، فوجد نقيا من العيوب. قال: أصل التحوير في اللغة: من حار يحور وهو الرجوع. والتحوير: الترجيع، قال: فهذا تأويله، والله أعلم (1).
وفي معجم غريب القرآن: قال سفيان: الحواريّ: الناصر. وقال ابن عباس: هو (الزبير بن العوام) حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسموا بالحواريين لبياض ثيابهم (2).
يقول السيوطي: قال ابن حاتم عن الضحاك قال: الحواريون: الغسالون بالنبطية وأصله هواري وقال ابن المنذر عن ابن جريج: قال الحواريون:
الغسالون للثياب وهي بالنبطية (3).
نقول: وهذه الكلمة لا مجال للشك في أنها حبشية ودخلت العربية من هذا اللسان فهي في اللسان الحبشي: وتجمع على:، وتعني: رسول، مسافر، مبعوث، أحد الحواريين (4).
__________
(1) اللسان: مادة (حور) ص 1044.
(2) معجم غريب القرآن: ص 43.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 45.
(4) راجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، تعليق مراد كامل، ص 37وهامشها. وغرائب اللغة العربية: ص 116285، 115:. و 48 .. :. و 250، 249.:.(1/200)
ومنه قولهم: «امرأة حواريّة» إذا كانت بيضاء. قال: فلما كان عيسى ابن مريم، على نبينا وعليه السلام، نصره هؤلاء الحواريون، وكانوا أنصاره دون الناس قيل لناصر نبيه حواري، إذا بالغ في نصرته تشبيها بأولئك. والحواريون:
الأنصار وهم خاصة أصحابه.
وتأويل الحواريين في اللغة: الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب، وكذلك الحوارى من الدقيق سمي به ينقى من لباب البرّ، قال: وتأويله في الناس الذي قد روجع في اختياره مرة بعد مرة، فوجد نقيا من العيوب. قال: أصل التحوير في اللغة: من حار يحور وهو الرجوع. والتحوير: الترجيع، قال: فهذا تأويله، والله أعلم (1).
وفي معجم غريب القرآن: قال سفيان: الحواريّ: الناصر. وقال ابن عباس: هو (الزبير بن العوام) حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسموا بالحواريين لبياض ثيابهم (2).
يقول السيوطي: قال ابن حاتم عن الضحاك قال: الحواريون: الغسالون بالنبطية وأصله هواري وقال ابن المنذر عن ابن جريج: قال الحواريون:
الغسالون للثياب وهي بالنبطية (3).
نقول: وهذه الكلمة لا مجال للشك في أنها حبشية ودخلت العربية من هذا اللسان فهي في اللسان الحبشي: وتجمع على:، وتعني: رسول، مسافر، مبعوث، أحد الحواريين (4).
__________
(1) اللسان: مادة (حور) ص 1044.
(2) معجم غريب القرآن: ص 43.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 45.
(4) راجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، تعليق مراد كامل، ص 37وهامشها. وغرائب اللغة العربية: ص 116285، 115:. و 48 .. :. و 250، 249.:.(1/200)
(حرف الدال)
درّي (1):
يقول الرازي: ودرأ: طلع مفاجأة وبابه خضع، ومنه «كوكب دريء» كسكيت لشدة توقده وتلألؤه. ودرّي بالضم: منسوب إلى الدّر، وقرئ «درىء» بالضم والهمز، ودرىء بالفتح والهمز. وتدارأتم، وادارأتم: تدافعتم واختلفتم.
والدرء: الدفع (2).
ويقول ابن قتيبة: «كوكب درّي»: مضيء، منسوب إلى الدّر. ومن قرأ «درّيء»: بالهمز وكسر الدال، فإنه من الكواكب الدّرارئ وهن: اللائي يدرأن عليك، أي يطلعن. وتقديره: فعّيل، من «درأت» أي دفعت (3).
ويقول الزركشي: الدريّ: المضيء بالحبشية (4).
ويقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: الدرّي: المضيء بالحبشية.
وكذا قال أبو القاسم في لغات القرآن، والواسطي في الإرشاد (5).
وفي قاموس الفارسية: درّي: متلألئ، وضاء، منير (6).
درست (7):
في اللسان: ودرس الناقة يدرسها درسا: راضها. ودرس الكتاب يدرسه
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {* اللََّهُ نُورُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكََاةٍ فِيهََا مِصْبََاحٌ الْمِصْبََاحُ فِي زُجََاجَةٍ الزُّجََاجَةُ كَأَنَّهََا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبََارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لََا شَرْقِيَّةٍ وَلََا غَرْبِيَّةٍ يَكََادُ زَيْتُهََا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نََارٌ نُورٌ عَلى ََ نُورٍ يَهْدِي اللََّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشََاءُ وَيَضْرِبُ اللََّهُ الْأَمْثََالَ لِلنََّاسِ وَاللََّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [سورة النور، الآية: 35].
(2) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، مادة (درأ). ص 10، ط. عيسى البابي الحلبي.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 305.
(4) البرهان: للزركشي، ص 288.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 46.
(6) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسين، ص 245.
(7) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَكَذََلِكَ نُصَرِّفُ الْآيََاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [سورة الأنعام، الآية: 105].(1/201)
(حرف الدال)
درّي (1):
يقول الرازي: ودرأ: طلع مفاجأة وبابه خضع، ومنه «كوكب دريء» كسكيت لشدة توقده وتلألؤه. ودرّي بالضم: منسوب إلى الدّر، وقرئ «درىء» بالضم والهمز، ودرىء بالفتح والهمز. وتدارأتم، وادارأتم: تدافعتم واختلفتم.
والدرء: الدفع (2).
ويقول ابن قتيبة: «كوكب درّي»: مضيء، منسوب إلى الدّر. ومن قرأ «درّيء»: بالهمز وكسر الدال، فإنه من الكواكب الدّرارئ وهن: اللائي يدرأن عليك، أي يطلعن. وتقديره: فعّيل، من «درأت» أي دفعت (3).
ويقول الزركشي: الدريّ: المضيء بالحبشية (4).
ويقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: الدرّي: المضيء بالحبشية.
وكذا قال أبو القاسم في لغات القرآن، والواسطي في الإرشاد (5).
وفي قاموس الفارسية: درّي: متلألئ، وضاء، منير (6).
درست (7):
في اللسان: ودرس الناقة يدرسها درسا: راضها. ودرس الكتاب يدرسه
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {* اللََّهُ نُورُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكََاةٍ فِيهََا مِصْبََاحٌ الْمِصْبََاحُ فِي زُجََاجَةٍ الزُّجََاجَةُ كَأَنَّهََا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبََارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لََا شَرْقِيَّةٍ وَلََا غَرْبِيَّةٍ يَكََادُ زَيْتُهََا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نََارٌ نُورٌ عَلى ََ نُورٍ يَهْدِي اللََّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشََاءُ وَيَضْرِبُ اللََّهُ الْأَمْثََالَ لِلنََّاسِ وَاللََّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [سورة النور، الآية: 35].
(2) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، مادة (درأ). ص 10، ط. عيسى البابي الحلبي.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 305.
(4) البرهان: للزركشي، ص 288.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 46.
(6) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسين، ص 245.
(7) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَكَذََلِكَ نُصَرِّفُ الْآيََاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [سورة الأنعام، الآية: 105].(1/201)
درسا ودراسة ودارسة، من ذلك، كأنه عانده حتى انقاد لحفظه. وقد قرئ بهما في قوله تعالى: {وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ}، «وليقولوا دارست»، وقيل: درست قرأت كتب أهل الكتاب، ودارست ذاكرتهم. وقرئ: درست ودرست، أي هذه الأخبار قد عفت وامحت، ودرست أشد مبالغة. وروي عن ابن العباس في قوله تعالى: {«وَكَذََلِكَ نُصَرِّفُ الْآيََاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ»}. قال: معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا إنك درست، أي تعلمت، أي هذا الذي جئت به علمت. وقرأ ابن عباس ومجاهد: دارست، وفسرها قرأت على اليهود وقرءوا عليك، وقرئ: وليقولوا درست، أي قرئت وتليت، وقرئ درست، أي تقادمت أي هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرّ بنا (1).
يقول ابن قتيبة: «وليقولوا درست»: أي قرأت الكتب. و «دارست»: أي دارست أهل الكتاب. و «درست»: انمحت (2).
ويقول السيوطي: وذكر بعضهم أن الدراسة القراءة بالعبرانية (3).
وفي قاموس الفارسية: دارست: الدراسة، التعلم، العلم. ودرس:
الدرس الذي يتعلمه التلميذ بواسطة كتاب (4).
ونرى أن هذه الكلمة (درست): عبرية، إذ هي في هذا اللسان تنطق ويعني: لجوء إلى ارتياد، بحث، متابعة (5).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (درس)، ص 1360.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 157.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 46.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 239، 241.
(5) راجع: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، ص 205.
وراجع: أخبار اليوم الأول 10/ 14، والملوك الأول 22/ 5، وأشعياء 62/ 12، وعزرا 6/ 21.(1/202)
درسا ودراسة ودارسة، من ذلك، كأنه عانده حتى انقاد لحفظه. وقد قرئ بهما في قوله تعالى: {وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ}، «وليقولوا دارست»، وقيل: درست قرأت كتب أهل الكتاب، ودارست ذاكرتهم. وقرئ: درست ودرست، أي هذه الأخبار قد عفت وامحت، ودرست أشد مبالغة. وروي عن ابن العباس في قوله تعالى: {«وَكَذََلِكَ نُصَرِّفُ الْآيََاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ»}. قال: معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا إنك درست، أي تعلمت، أي هذا الذي جئت به علمت. وقرأ ابن عباس ومجاهد: دارست، وفسرها قرأت على اليهود وقرءوا عليك، وقرئ: وليقولوا درست، أي قرئت وتليت، وقرئ درست، أي تقادمت أي هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرّ بنا (1).
يقول ابن قتيبة: «وليقولوا درست»: أي قرأت الكتب. و «دارست»: أي دارست أهل الكتاب. و «درست»: انمحت (2).
ويقول السيوطي: وذكر بعضهم أن الدراسة القراءة بالعبرانية (3).
وفي قاموس الفارسية: دارست: الدراسة، التعلم، العلم. ودرس:
الدرس الذي يتعلمه التلميذ بواسطة كتاب (4).
ونرى أن هذه الكلمة (درست): عبرية، إذ هي في هذا اللسان تنطق ويعني: لجوء إلى ارتياد، بحث، متابعة (5).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (درس)، ص 1360.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 157.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 46.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 239، 241.
(5) راجع: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، ص 205.
وراجع: أخبار اليوم الأول 10/ 14، والملوك الأول 22/ 5، وأشعياء 62/ 12، وعزرا 6/ 21.(1/202)
دراهم (1):
في اللسان: والدّرهم والدّرهم: لغتان، فارسي معرب. ملحق ببناء كلامهم، فدرهم كهجرع، ودرهم بكسر الهاء، كمفرد، وقالوا في تصغيره دريهم، شاذة، كأنهم حقروا درهاما، وإن لم يتكلموا به، هذا قول سيبويه.
وجمع الدرهم: دراهم، ابن سيده: وجاء في تكسيره الدراهيم (2).
يقول الجواليقي: و «درهم»: معرب. وقد تكلمت به العرب قديما، إذ لم يعرفوا غيره، وألحقوه ب «هجرع». قال الشاعر:
وفي كلّ أسواق العراق إتاوة ... وفي كلّ ما باع امرؤ مكس درهم (3)
ويرى العنيسي أن «الدرهم» لفظ يوناني من، وهو نقد فضة ووزن أيضا. ومنه «درم» الفارسي، وهو نقد فضة (4).
وفي قاموس الفارسية: الدرهم: وهو عملة قديمة معروفة وترد أيضا درهام (5).
نقول: و «الدرهم» في الأصل كلمة يونانية من: (درامى). يقول الأب أنستاس الكرملي في النقود العربية ص 24: وكان في أصل وضعه وزنا ثقله خمسون دانقا وبه سميت القطعة من الفضة لأن وزنها كان درهما من الفضة. كما أن الدينار مثقال من الذهب. وقد اختلفت قيمة الدرهم باختلاف الأزمان والبلدان. أ. هـ.
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرََاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكََانُوا فِيهِ مِنَ الزََّاهِدِينَ} [سورة يوسف، الآية: 20].
(2) اللسان: مادة (درهم)، ص 1370.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 196.
(4) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: ص 27. وقارن ب: الألفاظ الفارسية المعربة: السيد أدّي شير، ص 62.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسين، ص 245.(1/203)
دراهم (1):
في اللسان: والدّرهم والدّرهم: لغتان، فارسي معرب. ملحق ببناء كلامهم، فدرهم كهجرع، ودرهم بكسر الهاء، كمفرد، وقالوا في تصغيره دريهم، شاذة، كأنهم حقروا درهاما، وإن لم يتكلموا به، هذا قول سيبويه.
وجمع الدرهم: دراهم، ابن سيده: وجاء في تكسيره الدراهيم (2).
يقول الجواليقي: و «درهم»: معرب. وقد تكلمت به العرب قديما، إذ لم يعرفوا غيره، وألحقوه ب «هجرع». قال الشاعر:
وفي كلّ أسواق العراق إتاوة ... وفي كلّ ما باع امرؤ مكس درهم (3)
ويرى العنيسي أن «الدرهم» لفظ يوناني من، وهو نقد فضة ووزن أيضا. ومنه «درم» الفارسي، وهو نقد فضة (4).
وفي قاموس الفارسية: الدرهم: وهو عملة قديمة معروفة وترد أيضا درهام (5).
نقول: و «الدرهم» في الأصل كلمة يونانية من: (درامى). يقول الأب أنستاس الكرملي في النقود العربية ص 24: وكان في أصل وضعه وزنا ثقله خمسون دانقا وبه سميت القطعة من الفضة لأن وزنها كان درهما من الفضة. كما أن الدينار مثقال من الذهب. وقد اختلفت قيمة الدرهم باختلاف الأزمان والبلدان. أ. هـ.
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرََاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكََانُوا فِيهِ مِنَ الزََّاهِدِينَ} [سورة يوسف، الآية: 20].
(2) اللسان: مادة (درهم)، ص 1370.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 196.
(4) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: ص 27. وقارن ب: الألفاظ الفارسية المعربة: السيد أدّي شير، ص 62.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسين، ص 245.(1/203)
وهو بالفارسية الحديثة (درم). وبالفهلوية (درم) و (درخم) و (درهم). ويبدو أنه دخل في العربية من الفهلوية، وعرّب من الصيغة الأخيرة (1).
داود (2):
يقول الرازي: وداود اسم أعجمي لا يهمز (3).
ويقول الجواليقي: وداود أعجمي (4).
ونقول: هو كلمة عبرية دخلت العربية من هذا اللسان.
وهو بالعبرية: داود، داويد. ومعناه في هذا اللسان: الحبيب.
وهو بالسريانية:: دويد، داويد.
وباليونانية:.
وقد ضمت الواو عند التعريب (5) فأصبحت: داود.
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 203بتصرف يسير.
وراجع: التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 228.
(2) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللََّهِ وَقَتَلَ دََاوُدُ جََالُوتَ وَآتََاهُ اللََّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمََّا يَشََاءُ وَلَوْلََا دَفْعُ اللََّهِ النََّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلََكِنَّ اللََّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعََالَمِينَ} [سورة البقرة، الآية 251]. كما ورد في سورة النساء، الآية: 163، والمائدة: 78، والأنعام: 84، والإسراء: 55، والأنبياء: 78، 79والنمل: 15، 16، وسبأ: 10، 13، وص: 17، 22، 24، 26، 30.
(3) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، مادة (دود)، ص 104، ط. عيسى البابي الحلبي.
(4) المعرب: للجواليقي، تحقق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 197، ط. الثانية مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 204، 205بتصرف يسير.(1/204)
وهو بالفارسية الحديثة (درم). وبالفهلوية (درم) و (درخم) و (درهم). ويبدو أنه دخل في العربية من الفهلوية، وعرّب من الصيغة الأخيرة (1).
داود (2):
يقول الرازي: وداود اسم أعجمي لا يهمز (3).
ويقول الجواليقي: وداود أعجمي (4).
ونقول: هو كلمة عبرية دخلت العربية من هذا اللسان.
وهو بالعبرية: داود، داويد. ومعناه في هذا اللسان: الحبيب.
وهو بالسريانية:: دويد، داويد.
وباليونانية:.
وقد ضمت الواو عند التعريب (5) فأصبحت: داود.
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 203بتصرف يسير.
وراجع: التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 228.
(2) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللََّهِ وَقَتَلَ دََاوُدُ جََالُوتَ وَآتََاهُ اللََّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمََّا يَشََاءُ وَلَوْلََا دَفْعُ اللََّهِ النََّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلََكِنَّ اللََّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعََالَمِينَ} [سورة البقرة، الآية 251]. كما ورد في سورة النساء، الآية: 163، والمائدة: 78، والأنعام: 84، والإسراء: 55، والأنبياء: 78، 79والنمل: 15، 16، وسبأ: 10، 13، وص: 17، 22، 24، 26، 30.
(3) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، مادة (دود)، ص 104، ط. عيسى البابي الحلبي.
(4) المعرب: للجواليقي، تحقق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 197، ط. الثانية مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 204، 205بتصرف يسير.(1/204)
دينار (1):
في اللسان: الدينار: فارسيّ معرب، وأصله دنّار، بالتشديد بدليل قولهم دنانير ودنينير فقلبت إحدى النونين ياء لئلا يلتبس بالمصادر التي تجيء على فعّال، كقوله تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآيََاتِنََا كِذََّاباً} [النبأ: 28]، إلا أن يكون بالهاء فيخرج على أصله، مثل: الصنارة لأنه أمن الآن من الالتباس، ولذلك جمع على دنانير، ومثله قيراط وديباج وأصله دبّاج ورجل مدنّر: كثير الدنانير.
ودنّر وجهه: أشرق وتلألأ كالدينار (2)
يقول الجواليقي: و «الدينار»: فارسي معرّب. وأصله «دنّار» وهو وإن كان معربا فليس تعرف له العرب اسما غير «الدينار» فقد صار كالعربي (3).
ويقول السيوطي: ذكر الجواليقي وغيره أن «الدينار»: فارسي (4). غير أن طوبيا العنيسي يرى أن دينار: لاتيني من ومعناه عشريّ، وهو نقد روماني قديم يشتمل على عشر وحدات، وكان الدينار عشرة دراهم عند العرب (5).
نقول: و «دينار» لاتيني حقا، وأصله في هذا اللسان ومعناه:
ذو عشرة (آسات) حيث إن الدينار في أصل وصفه يساوي عشرة آسات، والآس) (من النقود النحاسية عندهم. ومن اللسان اللاتيني دخل «الدينار اللغة اليونانية، فهو فيها. ومن اليوناني دخل السرياني، فهو فيه: وأيضا دخل اللسان الفهلوي، فهو فيه وفي الغالب
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطََارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينََارٍ لََا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلََّا مََا دُمْتَ عَلَيْهِ قََائِماً} [سورة آل عمران، الآية: 75].
(2) اللسان: (مادة دنر)، ص 1432.
(3) المعرب: للجواليقي: ص 187.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 47.
(5) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية، ص 30.(1/205)
دينار (1):
في اللسان: الدينار: فارسيّ معرب، وأصله دنّار، بالتشديد بدليل قولهم دنانير ودنينير فقلبت إحدى النونين ياء لئلا يلتبس بالمصادر التي تجيء على فعّال، كقوله تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآيََاتِنََا كِذََّاباً} [النبأ: 28]، إلا أن يكون بالهاء فيخرج على أصله، مثل: الصنارة لأنه أمن الآن من الالتباس، ولذلك جمع على دنانير، ومثله قيراط وديباج وأصله دبّاج ورجل مدنّر: كثير الدنانير.
ودنّر وجهه: أشرق وتلألأ كالدينار (2)
يقول الجواليقي: و «الدينار»: فارسي معرّب. وأصله «دنّار» وهو وإن كان معربا فليس تعرف له العرب اسما غير «الدينار» فقد صار كالعربي (3).
ويقول السيوطي: ذكر الجواليقي وغيره أن «الدينار»: فارسي (4). غير أن طوبيا العنيسي يرى أن دينار: لاتيني من ومعناه عشريّ، وهو نقد روماني قديم يشتمل على عشر وحدات، وكان الدينار عشرة دراهم عند العرب (5).
نقول: و «دينار» لاتيني حقا، وأصله في هذا اللسان ومعناه:
ذو عشرة (آسات) حيث إن الدينار في أصل وصفه يساوي عشرة آسات، والآس) (من النقود النحاسية عندهم. ومن اللسان اللاتيني دخل «الدينار اللغة اليونانية، فهو فيها. ومن اليوناني دخل السرياني، فهو فيه: وأيضا دخل اللسان الفهلوي، فهو فيه وفي الغالب
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطََارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينََارٍ لََا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلََّا مََا دُمْتَ عَلَيْهِ قََائِماً} [سورة آل عمران، الآية: 75].
(2) اللسان: (مادة دنر)، ص 1432.
(3) المعرب: للجواليقي: ص 187.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 47.
(5) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية، ص 30.(1/205)
دخل في اللغة العربية من الفهلوية (1) حيث موافقته للفظ العربي تماما.
والجدير بالذكر أن الإنكليز يرمزون إلى البنس بحرف» «وهو الحقيقة أول حرف من كلمة أي الدينار (2).
(حرف الراء)
ربّانيّون (3):
يقول ابن منظور: وربان كل شيء: معظمه وجماعته. وربان السفينة:
الذي يجريها، ويجمع: ربابين. قال أبو منصور: وأظنه دخيلا (4).
ويقول الجواليقي: قال أبو عبيد: أحسب الكلمة ليست بعربية، إنما هي عبرانية أو سريانية. وذلك: أن أبا عبيدة زعم أن العرب لا تعرف «الربانيين».
قال أبو عبيدة: وإنما عرفها الفقهاء وأهل العلم. قال: وسمعت رجلا عالما بالكتب يقول: «الربانيون» العلماء بالحلال والحرام والأمر والنهي (5).
ويقول ابن قتيبة: الربانيون: العلماء، وكذلك الأحبار واحدهم حبر وحبر (6).
ويقول ابن جرير الطبري في تفسيره: والربانيون جمع رباني، وهم
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 186. وراجع: التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 228. وغرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 278، وقارن ب: المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين هامش ص 47.
(2) المرجع السابق: ص 186.
(3) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنَا التَّوْرََاةَ فِيهََا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هََادُوا وَالرَّبََّانِيُّونَ وَالْأَحْبََارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتََابِ اللََّهِ وَكََانُوا عَلَيْهِ شُهَدََاءَ} [سورة المائدة، الآية: 44]. كما وردت في الآية: 63من نفس السورة. ووردت بلفظ «ربانيين» في سورة آل عمران: آية 79.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (ربن)، ص 1572.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 209.
(6) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 143.(1/206)
دخل في اللغة العربية من الفهلوية (1) حيث موافقته للفظ العربي تماما.
والجدير بالذكر أن الإنكليز يرمزون إلى البنس بحرف» «وهو الحقيقة أول حرف من كلمة أي الدينار (2).
(حرف الراء)
ربّانيّون (3):
يقول ابن منظور: وربان كل شيء: معظمه وجماعته. وربان السفينة:
الذي يجريها، ويجمع: ربابين. قال أبو منصور: وأظنه دخيلا (4).
ويقول الجواليقي: قال أبو عبيد: أحسب الكلمة ليست بعربية، إنما هي عبرانية أو سريانية. وذلك: أن أبا عبيدة زعم أن العرب لا تعرف «الربانيين».
قال أبو عبيدة: وإنما عرفها الفقهاء وأهل العلم. قال: وسمعت رجلا عالما بالكتب يقول: «الربانيون» العلماء بالحلال والحرام والأمر والنهي (5).
ويقول ابن قتيبة: الربانيون: العلماء، وكذلك الأحبار واحدهم حبر وحبر (6).
ويقول ابن جرير الطبري في تفسيره: والربانيون جمع رباني، وهم
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 186. وراجع: التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 228. وغرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 278، وقارن ب: المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين هامش ص 47.
(2) المرجع السابق: ص 186.
(3) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنَا التَّوْرََاةَ فِيهََا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هََادُوا وَالرَّبََّانِيُّونَ وَالْأَحْبََارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتََابِ اللََّهِ وَكََانُوا عَلَيْهِ شُهَدََاءَ} [سورة المائدة، الآية: 44]. كما وردت في الآية: 63من نفس السورة. ووردت بلفظ «ربانيين» في سورة آل عمران: آية 79.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (ربن)، ص 1572.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 209.
(6) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 143.(1/206)
العلماء الحكماء البصراء بسياسة الناس وتدبير أمورهم والقيام بمصالحهم.
والأحبار: هم العلماء (1).
وفي معجم غريب القرآن: قال ابن عباس: رضي الله عنهما: «كونوا ربانيين» أي حكماء فقهاء. ويقال: الرباني الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره (2).
وفي التهذيب: قال سيبويه: زادوا ألفا ونونا في «الرباني» إذا أرادوا تخصيصا بعلم الرب دون غيره كأن معناه: صاحب العلم بالرب دون غيره من العلوم، قال: وهذا كما قالوا: رجل شعراني ولحياني ورقباني إذا خص بكثرة الشعر وطول اللحية وغلظ الرقبة. وإذا نسبوا إلى الشعر. قالوا شعري، وإلى الرقبة قالوا: رقبي. والربي منسوب إلى الرب والرباني: الموصوف بعلم الرب (3).
يقول السيوطي: قال الجواليقي: وأحسب الكلمة ليست بعربية (ربانيون)، وأنها عبرانية أو سريانية. وجزم بأنها سريانية أبو القاسم صاحب لغات القرآن وأبو حاتم ثم في كتاب الزينة والواسطي في الإرشاد (4).
ونقول: إن (ربانيون) لفظ أعجمي: فهو في عبرية العهد القديم: بمعنى سيد أو زعيم، و: سيدي، معلمي (5).
وفي عبرية المشناة يوجد «الرباني»: (ربّان)، وكان يطلق هذا اللفظ على الفقهاء الممتازين.
__________
(1) تفسير الطبري: لابن جرير الطبري، ج 5، ص 161، المجلد الرابع، ط. دار الفكر بيروت 1398هـ.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، 64.
(3) التهذيب: 15/ 178.
(4) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 48، 49.
(5) راجع: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: ص 365، 334، وانظر: سفر التكوين 18/ 20، وسفر الخروج 23/ 18.(1/207)
العلماء الحكماء البصراء بسياسة الناس وتدبير أمورهم والقيام بمصالحهم.
والأحبار: هم العلماء (1).
وفي معجم غريب القرآن: قال ابن عباس: رضي الله عنهما: «كونوا ربانيين» أي حكماء فقهاء. ويقال: الرباني الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره (2).
وفي التهذيب: قال سيبويه: زادوا ألفا ونونا في «الرباني» إذا أرادوا تخصيصا بعلم الرب دون غيره كأن معناه: صاحب العلم بالرب دون غيره من العلوم، قال: وهذا كما قالوا: رجل شعراني ولحياني ورقباني إذا خص بكثرة الشعر وطول اللحية وغلظ الرقبة. وإذا نسبوا إلى الشعر. قالوا شعري، وإلى الرقبة قالوا: رقبي. والربي منسوب إلى الرب والرباني: الموصوف بعلم الرب (3).
يقول السيوطي: قال الجواليقي: وأحسب الكلمة ليست بعربية (ربانيون)، وأنها عبرانية أو سريانية. وجزم بأنها سريانية أبو القاسم صاحب لغات القرآن وأبو حاتم ثم في كتاب الزينة والواسطي في الإرشاد (4).
ونقول: إن (ربانيون) لفظ أعجمي: فهو في عبرية العهد القديم: بمعنى سيد أو زعيم، و: سيدي، معلمي (5).
وفي عبرية المشناة يوجد «الرباني»: (ربّان)، وكان يطلق هذا اللفظ على الفقهاء الممتازين.
__________
(1) تفسير الطبري: لابن جرير الطبري، ج 5، ص 161، المجلد الرابع، ط. دار الفكر بيروت 1398هـ.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، 64.
(3) التهذيب: 15/ 178.
(4) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 48، 49.
(5) راجع: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: ص 365، 334، وانظر: سفر التكوين 18/ 20، وسفر الخروج 23/ 18.(1/207)
كما يرد لفظ (ربّانيون) في السريانية أيضا: ومنه بالسريانية: (ربّوني). (جفري) (1). كما يرد بلفظ ربّاني: ومعناه: معلم، أستاذ، صاحب مذهب. كما يرد بلفظ ربّي: ذ بمعنى معلّم (2).
غير أنني أرى أن كلمة (الربانيون) آرامية، ودليلي على هذا: أنه نظرا لأن هذا اللفظ لقب ديني نشأ متأخرا في فترة التلمود، ولم تلحق النون بمشتقات هذا اللفظ كما ذكر آنفا إلا أنه تطور في عبرية المشناة (3)، ولحقته النون.
غير أنه في الآرامية لزمته النون منذ وجد مما يقرب في ظني أنه آرامي الأصل، ودخل بصورته هذه في العربية.
ربّيّون (4):
يقول الراغب الأصفهاني: والرّبّيّ كالرّبانيّ (5).
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معناها فأجاب: ربيون: أي جموع كثيرة. وأنشد قول الشاعر:
وإذا معشر تجافوا عن القص ... د حملنا عليهم ربيّا (6)
هذا، وقد فسر «الربيين» في قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قََاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران: 146] بمعنى الألوف والجماعة الكثيرة.
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 226، 227.
(2) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، مادة (ربن) المطبعة الكاثوليكية ببيروت سنة 1963ميلادي وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 182.
(3) حول مراحل تطور اللغة العبرية، راجع ص 35، 36من هذا البحث، تجد مزيدا من التفصيل.
(4) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قََاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمََا وَهَنُوا لِمََا أَصََابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللََّهِ وَمََا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكََانُوا وَاللََّهُ يُحِبُّ الصََّابِرِينَ} [سورة آل عمران، الآية: 146].
(5) المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني، ص 184، ت. محمد سيد كيلاني، ط.
الحلبي 1381هـ.
(6) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 254.(1/208)
كما يرد لفظ (ربّانيون) في السريانية أيضا: ومنه بالسريانية: (ربّوني). (جفري) (1). كما يرد بلفظ ربّاني: ومعناه: معلم، أستاذ، صاحب مذهب. كما يرد بلفظ ربّي: ذ بمعنى معلّم (2).
غير أنني أرى أن كلمة (الربانيون) آرامية، ودليلي على هذا: أنه نظرا لأن هذا اللفظ لقب ديني نشأ متأخرا في فترة التلمود، ولم تلحق النون بمشتقات هذا اللفظ كما ذكر آنفا إلا أنه تطور في عبرية المشناة (3)، ولحقته النون.
غير أنه في الآرامية لزمته النون منذ وجد مما يقرب في ظني أنه آرامي الأصل، ودخل بصورته هذه في العربية.
ربّيّون (4):
يقول الراغب الأصفهاني: والرّبّيّ كالرّبانيّ (5).
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معناها فأجاب: ربيون: أي جموع كثيرة. وأنشد قول الشاعر:
وإذا معشر تجافوا عن القص ... د حملنا عليهم ربيّا (6)
هذا، وقد فسر «الربيين» في قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قََاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران: 146] بمعنى الألوف والجماعة الكثيرة.
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 226، 227.
(2) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، مادة (ربن) المطبعة الكاثوليكية ببيروت سنة 1963ميلادي وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 182.
(3) حول مراحل تطور اللغة العبرية، راجع ص 35، 36من هذا البحث، تجد مزيدا من التفصيل.
(4) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قََاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمََا وَهَنُوا لِمََا أَصََابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللََّهِ وَمََا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكََانُوا وَاللََّهُ يُحِبُّ الصََّابِرِينَ} [سورة آل عمران، الآية: 146].
(5) المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني، ص 184، ت. محمد سيد كيلاني، ط.
الحلبي 1381هـ.
(6) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 254.(1/208)
وقيل: إن الربّة معناها: عشرة آلاف. وذكر بعضهم: أن الربانيين أيضا بمعنى الألوف (1).
يقول السيوطي: ذكر أبو حاتم اللغوي في كتابه الزينة أنها أي ربيون سريانية (2).
ويرى جفري أنها مأخوذة من: (ربوتا)، (ربو) السريانية. وهي تعني عشرة آلاف (3).
غير أن رفائيل نخلة اليسوعي يرى: أن «ربّة» آرامية ومعناها: جماعة كثير من الناس (4).
وفي القاموس السرياني العربي: أن «ربيون» مأخوذة من رب» والياء للنسب (5). وعلى أية حال: فالكلمة آرامية.
الرحمن (6):
في اللسان: الله الرحمن الرحيم: بنيت الصفة الأولى على فعلان لأن معناه الكثرة، وذلك لأن رحمته وسعت كل شيء، وهو أرحم الراحمين، فأما الرحيم فإنما ذكر بعد الرحمن لأن الرحمن مقصور على الله عز وجل، والرحيم قد يكون لغيره.
وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، فالرحمن الرقيق والرحيم العاطف على خلقه بالرزق.
__________
(1) التهذيب: 15/ 177، 178.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 49.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 227، بتصرف يسير.
(4) غرائب اللغة العربي: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 182.
(5) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 334.
(6) وردت هذه اللفظة في سورة الفاتحة، الآيات: 31. كما وردت 55مرة أخرى في مواطن متفرقة في القرآن الكريم،.(1/209)
وقيل: إن الربّة معناها: عشرة آلاف. وذكر بعضهم: أن الربانيين أيضا بمعنى الألوف (1).
يقول السيوطي: ذكر أبو حاتم اللغوي في كتابه الزينة أنها أي ربيون سريانية (2).
ويرى جفري أنها مأخوذة من: (ربوتا)، (ربو) السريانية. وهي تعني عشرة آلاف (3).
غير أن رفائيل نخلة اليسوعي يرى: أن «ربّة» آرامية ومعناها: جماعة كثير من الناس (4).
وفي القاموس السرياني العربي: أن «ربيون» مأخوذة من رب» والياء للنسب (5). وعلى أية حال: فالكلمة آرامية.
الرحمن (6):
في اللسان: الله الرحمن الرحيم: بنيت الصفة الأولى على فعلان لأن معناه الكثرة، وذلك لأن رحمته وسعت كل شيء، وهو أرحم الراحمين، فأما الرحيم فإنما ذكر بعد الرحمن لأن الرحمن مقصور على الله عز وجل، والرحيم قد يكون لغيره.
وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، فالرحمن الرقيق والرحيم العاطف على خلقه بالرزق.
__________
(1) التهذيب: 15/ 177، 178.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 49.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 227، بتصرف يسير.
(4) غرائب اللغة العربي: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 182.
(5) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 334.
(6) وردت هذه اللفظة في سورة الفاتحة، الآيات: 31. كما وردت 55مرة أخرى في مواطن متفرقة في القرآن الكريم،.(1/209)
وحكى الأزهري عن أبي العباس في قوله تعالى: {الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}:
[الفاتحة: 1] جمع بينهما لأن الرحمن عبراني والرحيم عربي (1)!
وفي معجم غريب القرآن: الرحمن والرحيم: اسمان من الرحمة (2).
يقول السيوطي: ذهب المبرد وثعلب إلى أن (الرحمن): عبراني وليس بعربي وأصله بالخاء المعجمة (3).
ويشير المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: إلى أن كلمة (الرحمن) وردت بالحاء أو الخاء في اللغات السامية، فهناك في العربية «رخم» أي أصبح ناعما أو رقيقا. وفي الآرامية، وفي العبرية: رحم، وهي تعني شفقة وعطف.
كما وردت اشتقاقاتها المختلفة في العبرية: منها و «راحوم» كصفة بمعنى «رحيم». وترد مع لفظ الجلالة في: (التثنية: 4/ 31). كما ترد «رحماني ذ»: كصفة (مراثي أرميا: 4/ 10) (4).
غير أن رفائيل نخلة اليسوعي: يرى أن «الرحمن» كلمة آرامية نعت مختص بالله تعالى (5).
الرسّ (6):
في اللسان: والرسّ: بئر لثمود، وفي الصحاح: بئر كانت لبقية من ثمود. وقوله عز وجل: «وأصحاب الرسّ»، قال الزجاج: يروى أن الرسّ قرية
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (رحم)، ص 1612.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 68.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 49، 50.
(4) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، ص 933.
(5) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 182.
(6) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَعََاداً وَثَمُودَ وَأَصْحََابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذََلِكَ كَثِيراً} [سورة الفرقان، الآية: 38؟ كما وردت في سورة ق، الآية: 12.(1/210)
وحكى الأزهري عن أبي العباس في قوله تعالى: {الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}:
[الفاتحة: 1] جمع بينهما لأن الرحمن عبراني والرحيم عربي (1)!
وفي معجم غريب القرآن: الرحمن والرحيم: اسمان من الرحمة (2).
يقول السيوطي: ذهب المبرد وثعلب إلى أن (الرحمن): عبراني وليس بعربي وأصله بالخاء المعجمة (3).
ويشير المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: إلى أن كلمة (الرحمن) وردت بالحاء أو الخاء في اللغات السامية، فهناك في العربية «رخم» أي أصبح ناعما أو رقيقا. وفي الآرامية، وفي العبرية: رحم، وهي تعني شفقة وعطف.
كما وردت اشتقاقاتها المختلفة في العبرية: منها و «راحوم» كصفة بمعنى «رحيم». وترد مع لفظ الجلالة في: (التثنية: 4/ 31). كما ترد «رحماني ذ»: كصفة (مراثي أرميا: 4/ 10) (4).
غير أن رفائيل نخلة اليسوعي: يرى أن «الرحمن» كلمة آرامية نعت مختص بالله تعالى (5).
الرسّ (6):
في اللسان: والرسّ: بئر لثمود، وفي الصحاح: بئر كانت لبقية من ثمود. وقوله عز وجل: «وأصحاب الرسّ»، قال الزجاج: يروى أن الرسّ قرية
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (رحم)، ص 1612.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 68.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 49، 50.
(4) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، ص 933.
(5) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 182.
(6) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَعََاداً وَثَمُودَ وَأَصْحََابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذََلِكَ كَثِيراً} [سورة الفرقان، الآية: 38؟ كما وردت في سورة ق، الآية: 12.(1/210)
باليمامة يقال لها فلج، ويروى أن الرسّ بئر، وكل بئر عند العرب رسّ. ورسّ الميت: أي قبر. والرسّ: البئر المطوية بالحجارة (1).
يقول ابن قتيبة في تفسيره: وأصحاب الرسّ. والرسّ: المعدن. قال الجعدي:
* تنابلة يحفرون الرّساسا *
أي آبار المعدن. وكل ركية تطوى فهي: رسّ (2).
غير أن الدكتور على فهمي خشيم يرى وإلى رأيه نميل أن: «الرّس» يفيد البداية، والمفتح والأولية، والثبات. ويسوق قول ابن منظور: فاتحونا، من قولهم: بلغني رسّ من خبر، أي: أوله. والرسّ ابتداء الشيء والرسيس:
المشي الثابت. (اللسان: مادة رسس).
كما يرى أن: «أصحاب الرسّ» قوم عاصروا عادا وثمودا وليسوا من عاد أو ثمود، بدليل ذكرهم معهم منفصلين وإن اقترنوا بهم، وبدليل قوله تعالى:
{وَقُرُوناً بَيْنَ ذََلِكَ كَثِيراً} [الفرقان: 38] أي أزمنة أو أجيالا وأمما ويميل إلى أنهم المصريون الأول، حيث كانوا يطلقون كلمة «رث» على أنفسهم، تلك الكلمة المأخوذة من «ر م ث» المصرية، والتي تعني في لسانهم: (البشر الحقيقيون، الخلق الأصلي، المصريون). ويجدر الإشارة إلى أن القراءة «ر م ث» بوجود الميم قراءة درج عليها بعض العلماء للرمز الهيروغليفي والذي يجب أن يقرأ «رث». ولا يمنع من أن تكون «رس» هي «رث» بتعاقب السين والثاء (3).
__________
(1) لسان العرب: مادة (رسس) ص 1641،
(2) تفسير غريب القرآن: ص 313.
(3) أقسام البشر الأربعة في قصة الخلق المصرية تحليل لغوي مقارن: د. علي فهمي خشيم، مقال منشور بمجلة الوحدة (مجلة فكرية ثقافية شهرية تصدر عن المجلس القومي للثقافة العربية بالمغرب)، العدد 33، 34، شوال، ذو القعدة سنة 1987ميلادي ص 102100بتصرف.(1/211)
باليمامة يقال لها فلج، ويروى أن الرسّ بئر، وكل بئر عند العرب رسّ. ورسّ الميت: أي قبر. والرسّ: البئر المطوية بالحجارة (1).
يقول ابن قتيبة في تفسيره: وأصحاب الرسّ. والرسّ: المعدن. قال الجعدي:
* تنابلة يحفرون الرّساسا *
أي آبار المعدن. وكل ركية تطوى فهي: رسّ (2).
غير أن الدكتور على فهمي خشيم يرى وإلى رأيه نميل أن: «الرّس» يفيد البداية، والمفتح والأولية، والثبات. ويسوق قول ابن منظور: فاتحونا، من قولهم: بلغني رسّ من خبر، أي: أوله. والرسّ ابتداء الشيء والرسيس:
المشي الثابت. (اللسان: مادة رسس).
كما يرى أن: «أصحاب الرسّ» قوم عاصروا عادا وثمودا وليسوا من عاد أو ثمود، بدليل ذكرهم معهم منفصلين وإن اقترنوا بهم، وبدليل قوله تعالى:
{وَقُرُوناً بَيْنَ ذََلِكَ كَثِيراً} [الفرقان: 38] أي أزمنة أو أجيالا وأمما ويميل إلى أنهم المصريون الأول، حيث كانوا يطلقون كلمة «رث» على أنفسهم، تلك الكلمة المأخوذة من «ر م ث» المصرية، والتي تعني في لسانهم: (البشر الحقيقيون، الخلق الأصلي، المصريون). ويجدر الإشارة إلى أن القراءة «ر م ث» بوجود الميم قراءة درج عليها بعض العلماء للرمز الهيروغليفي والذي يجب أن يقرأ «رث». ولا يمنع من أن تكون «رس» هي «رث» بتعاقب السين والثاء (3).
__________
(1) لسان العرب: مادة (رسس) ص 1641،
(2) تفسير غريب القرآن: ص 313.
(3) أقسام البشر الأربعة في قصة الخلق المصرية تحليل لغوي مقارن: د. علي فهمي خشيم، مقال منشور بمجلة الوحدة (مجلة فكرية ثقافية شهرية تصدر عن المجلس القومي للثقافة العربية بالمغرب)، العدد 33، 34، شوال، ذو القعدة سنة 1987ميلادي ص 102100بتصرف.(1/211)
يقول السيوطي: قال الكرماني في العجائب: الرسّ اسم أعجمي ومعناه البئر (1).
أقول: وكلمة «الرسّ» مصرية (قبطية)، وتعني في هذا اللسان: الأصل.
على أنه بين البئر والأصل قاسم مشترك وهو العمق فيما نرى.
الرقيم (2):
يقول الرازي: الرقم: الكتابة. قال الله تعالى: {كِتََابٌ مَرْقُومٌ} [المطففين: 9] وقولهم هو يرقم الماء: أي بلغ من حذقه بالأمور أن يرقم حيث لا يثبت الرقم.
والأرقم: الحيّة التي فيها سواد وبياض. والرقيم: الكتاب. وقوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحََابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} [الكهف: 9] قيل هو لوح فيه أسماؤهم وقصصهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «ما أدري ما الرقيم أكتاب أم بنيان» (3).
ويقول ابن قتيبة: والرقيم: لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف، ونصب على باب الكهف. والرقيم: الكتاب. وهو فعيل بمعنى مفعول. ومنه: «كتاب مرقوم» أي مكتوب (4).
وفي معجم غريب القرآن: الرقيم: الكتاب. مرقوم: مكتوب، من الرقم. وعن ابن عباس: الرقيم: اللوح من رصاص. كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته، فضرب الله على آذانهم فناموا (5).
__________
(1) المهذب للسيوطي، ص 50.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحََابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كََانُوا مِنْ آيََاتِنََا عَجَباً} [سورة الكهف، الآية: 9].
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (رقم)، ص 448. ولمزيد من التفصيل راجع: لسان العرب: لابن منظور، مادة (رقم)، ص 171.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 263.
(5) معجم غرائب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 72.(1/212)
يقول السيوطي: قال الكرماني في العجائب: الرسّ اسم أعجمي ومعناه البئر (1).
أقول: وكلمة «الرسّ» مصرية (قبطية)، وتعني في هذا اللسان: الأصل.
على أنه بين البئر والأصل قاسم مشترك وهو العمق فيما نرى.
الرقيم (2):
يقول الرازي: الرقم: الكتابة. قال الله تعالى: {كِتََابٌ مَرْقُومٌ} [المطففين: 9] وقولهم هو يرقم الماء: أي بلغ من حذقه بالأمور أن يرقم حيث لا يثبت الرقم.
والأرقم: الحيّة التي فيها سواد وبياض. والرقيم: الكتاب. وقوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحََابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} [الكهف: 9] قيل هو لوح فيه أسماؤهم وقصصهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «ما أدري ما الرقيم أكتاب أم بنيان» (3).
ويقول ابن قتيبة: والرقيم: لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف، ونصب على باب الكهف. والرقيم: الكتاب. وهو فعيل بمعنى مفعول. ومنه: «كتاب مرقوم» أي مكتوب (4).
وفي معجم غريب القرآن: الرقيم: الكتاب. مرقوم: مكتوب، من الرقم. وعن ابن عباس: الرقيم: اللوح من رصاص. كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته، فضرب الله على آذانهم فناموا (5).
__________
(1) المهذب للسيوطي، ص 50.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحََابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كََانُوا مِنْ آيََاتِنََا عَجَباً} [سورة الكهف، الآية: 9].
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (رقم)، ص 448. ولمزيد من التفصيل راجع: لسان العرب: لابن منظور، مادة (رقم)، ص 171.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 263.
(5) معجم غرائب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 72.(1/212)
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: الرقيم: اللوح بالرومية. وقال أبو القاسم في لغات القرآن هو: الكتاب بلغة الروم. وقال الواسطي: هي الدواة بها (1).
غير أنه في قاموس الفارسية: «الرقيم» يعني: خطاب، مكتوب، شيء مدون (2).
ونرى أن هذه الكلمة يونانية الأصل، وهي مأخوذة من الكلمة اليونانية:
والتي تعني: خرقة (3).
رمزا (4):
يقول ابن منظور: الرمز: تصويت خفي باللسان كالهمس، ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إبانة بصوت، إنما هو إشارة بالشفتين. وقيل: الرمز إشارة وإيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم.
والرمز في اللغة: كل ما أشرت إليه مما يبان بلفظ، أي شيء أشرت إليه، بيد أو بعين. ورمز يرمز ويرمز رمزا. وفي التنزيل العزيز: في قصة زكريا، عليه السلام: {أَلََّا تُكَلِّمَ النََّاسَ ثَلََاثَةَ أَيََّامٍ إِلََّا رَمْزاً} (5).
يقول ابن قتيبة مفسرا مفهوم الآية: أي وحيا وإيماء باللسان أو باليد أو بالحاجب. يقال: رمز فلان لفلانة، إذا أشار بواحدة من هذه. ومنه قيل
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 50، 51. وراجع: البرهان: للزركشي، ص 288.
والأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 11وهامشها.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 301.
(3) لقد رجعت في هذا إلى أ. د عبد الله المسلمي أستاذ ورئيس قسم اللّاتينية واليونانية بآداب عين شمس، فأجاب عليّ بما دونت.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {قََالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قََالَ آيَتُكَ أَلََّا تُكَلِّمَ النََّاسَ ثَلََاثَةَ أَيََّامٍ إِلََّا رَمْزاً} [سورة آل عمران، الآية: 41].
(5) اللسان: مادة (رمز)، ص 1727.(1/213)
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: الرقيم: اللوح بالرومية. وقال أبو القاسم في لغات القرآن هو: الكتاب بلغة الروم. وقال الواسطي: هي الدواة بها (1).
غير أنه في قاموس الفارسية: «الرقيم» يعني: خطاب، مكتوب، شيء مدون (2).
ونرى أن هذه الكلمة يونانية الأصل، وهي مأخوذة من الكلمة اليونانية:
والتي تعني: خرقة (3).
رمزا (4):
يقول ابن منظور: الرمز: تصويت خفي باللسان كالهمس، ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إبانة بصوت، إنما هو إشارة بالشفتين. وقيل: الرمز إشارة وإيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم.
والرمز في اللغة: كل ما أشرت إليه مما يبان بلفظ، أي شيء أشرت إليه، بيد أو بعين. ورمز يرمز ويرمز رمزا. وفي التنزيل العزيز: في قصة زكريا، عليه السلام: {أَلََّا تُكَلِّمَ النََّاسَ ثَلََاثَةَ أَيََّامٍ إِلََّا رَمْزاً} (5).
يقول ابن قتيبة مفسرا مفهوم الآية: أي وحيا وإيماء باللسان أو باليد أو بالحاجب. يقال: رمز فلان لفلانة، إذا أشار بواحدة من هذه. ومنه قيل
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 50، 51. وراجع: البرهان: للزركشي، ص 288.
والأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 11وهامشها.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 301.
(3) لقد رجعت في هذا إلى أ. د عبد الله المسلمي أستاذ ورئيس قسم اللّاتينية واليونانية بآداب عين شمس، فأجاب عليّ بما دونت.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {قََالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قََالَ آيَتُكَ أَلََّا تُكَلِّمَ النََّاسَ ثَلََاثَةَ أَيََّامٍ إِلََّا رَمْزاً} [سورة آل عمران، الآية: 41].
(5) اللسان: مادة (رمز)، ص 1727.(1/213)
للفاجرة: رامزة ورمّازة (لأنها ترمز وتومئ ولا تعلن) (1).
قال قتادة: إنما كان عقوبة عوقب بها إذ سأل الآية بعد مشافهة الملائكة إياه بما بشّر به.
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «إلا رمزا» فأجاب:
الإشارة باليد والوحي بالرأس. وأنشد قول الشاعر:
ما في السماء من الرحمن مرتمز ... إلا إليه، وما في الأرض من وزر (2)
يقول السيوطي عن «الرمز»: عده ابن الجوزي في فنون الأفنان من المعرّب (3). وقال الواسطي هو تحريك الشفتين بالعبرية (4).
نقول: وكلمة «رمزا» كلمة سريانية أصيلة. ففي القاموس السرياني:
: (رمزا) بمعنى: إيماء وإشارة،: (رمز) بمعنى: أومأ، ودلّ على، وعبّر عن (5)
رهوا (6):
في اللسان: ورها البحر، أي سكن. وفي التنزيل العزيز: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً}، يعني: تفرّق الماء منه. وقيل: أي ساكنا على هيئتك.
__________
(1) تفسير غريب القرآن: ص 105.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 255.
(3) فقال: «وبلغة النبط الرمز: الإيماء». المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين هامش، ص 51، نقلا عن فنون الأفنان: ص 22.
(4) المرجع السابق: ص 51، 52. علما بأنني رجعت إلى المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، فلم أعثر على مادة هذه الكلمة فيه.
(5) انظر: القاموس السرياني. ص 348.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} [سورة الدخان، الآية: 24].(1/214)
للفاجرة: رامزة ورمّازة (لأنها ترمز وتومئ ولا تعلن) (1).
قال قتادة: إنما كان عقوبة عوقب بها إذ سأل الآية بعد مشافهة الملائكة إياه بما بشّر به.
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «إلا رمزا» فأجاب:
الإشارة باليد والوحي بالرأس. وأنشد قول الشاعر:
ما في السماء من الرحمن مرتمز ... إلا إليه، وما في الأرض من وزر (2)
يقول السيوطي عن «الرمز»: عده ابن الجوزي في فنون الأفنان من المعرّب (3). وقال الواسطي هو تحريك الشفتين بالعبرية (4).
نقول: وكلمة «رمزا» كلمة سريانية أصيلة. ففي القاموس السرياني:
: (رمزا) بمعنى: إيماء وإشارة،: (رمز) بمعنى: أومأ، ودلّ على، وعبّر عن (5)
رهوا (6):
في اللسان: ورها البحر، أي سكن. وفي التنزيل العزيز: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً}، يعني: تفرّق الماء منه. وقيل: أي ساكنا على هيئتك.
__________
(1) تفسير غريب القرآن: ص 105.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 255.
(3) فقال: «وبلغة النبط الرمز: الإيماء». المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين هامش، ص 51، نقلا عن فنون الأفنان: ص 22.
(4) المرجع السابق: ص 51، 52. علما بأنني رجعت إلى المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، فلم أعثر على مادة هذه الكلمة فيه.
(5) انظر: القاموس السرياني. ص 348.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} [سورة الدخان، الآية: 24].(1/214)
والرهو أيضا: الكثير الحركة، ضدّ. وقيل: الرهو الحركة نفسها. والرهو أيضا: السريع (عن ابن الأعرابي)، وأنشد:
فإن أهلك عمير فربّ زحف ... يشبّه نقعه رهوا ضبابا
قال: وهذا قد يكون للساكن ويكون للسريع (1).
يقول زيد بن علي: رهوا: معناه ساكن. ويقال طريق بالنبطية (2).
ويقول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: «واترك البحر رهوا»: أي ساكنا (3).
وفي معجم غريب القرآن: رهوا: ساكنا. وقال مجاهد: رهوا: طريقا يابسا (4).
يقول السيوطي في كتابه «المهذب»: قال أبو القاسم في لغات القرآن قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} [الدخان: 24]: أي سهلا دمثا بلغة النبط. قال الواسطي: أي ساكنا بالسريانية (5).
ويقول: محقق هذا الكتاب: والنبطية لهجة آرامية كما أن السريانية آرامية أيضا، إذن لا تعارض بين قول أبي القاسم وقول الواسطي لأنها على كلا القولين آرامية (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (رها)، ص 1759.
(2) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 238. (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بكلية الآداب جامعة عين شمس تحت رقم 2824128238).
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 402.
(4) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 75.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 52.
(6) المصدر السابق: هامش ص 52.(1/215)
والرهو أيضا: الكثير الحركة، ضدّ. وقيل: الرهو الحركة نفسها. والرهو أيضا: السريع (عن ابن الأعرابي)، وأنشد:
فإن أهلك عمير فربّ زحف ... يشبّه نقعه رهوا ضبابا
قال: وهذا قد يكون للساكن ويكون للسريع (1).
يقول زيد بن علي: رهوا: معناه ساكن. ويقال طريق بالنبطية (2).
ويقول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: «واترك البحر رهوا»: أي ساكنا (3).
وفي معجم غريب القرآن: رهوا: ساكنا. وقال مجاهد: رهوا: طريقا يابسا (4).
يقول السيوطي في كتابه «المهذب»: قال أبو القاسم في لغات القرآن قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} [الدخان: 24]: أي سهلا دمثا بلغة النبط. قال الواسطي: أي ساكنا بالسريانية (5).
ويقول: محقق هذا الكتاب: والنبطية لهجة آرامية كما أن السريانية آرامية أيضا، إذن لا تعارض بين قول أبي القاسم وقول الواسطي لأنها على كلا القولين آرامية (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (رها)، ص 1759.
(2) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 238. (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بكلية الآداب جامعة عين شمس تحت رقم 2824128238).
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 402.
(4) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 75.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 52.
(6) المصدر السابق: هامش ص 52.(1/215)
الروم (1):
في اللسان: والرّوم: جيل معروف، واحدهم رومي، ينتمون إلى عيصو بن إسحاق النبي، عليه السلام. ورومان، بالضم: اسم رجل، قال الفارسي: روم وروميّ من باب زنجي وزنج.
قال ابن سيده: ومثله عندي فارسيّ وفرس، قال: وليس بين الواحد والجمع إلا الياء المشددة، كما قالوا: ثمرة وثمر، ولم يكن بين الواحد والجمع إلا الهاء (2).
يقول الجواليقي: و «الرّوم»: هذا الجيل من الناس، أعجمي. وقد تكلمت به العرب قديما. ونطق به القرآن (3).
يقول الدكتور السبحان: قال الجوهري: هم ولد الروم بن عيصو. وذكر ياقوت نسبا آخر هو باللاتينية:: اسم رومية، سمي باسم مؤسسها الأسطوري وأول ملوكها ويسميها اليونان:
ولما انقسمت الامبراطورية الرومانية عام 395ميلادي إلى شرقية وغربية وصارت قسطنطينية عاصمة الامبراطورية الرومانية الشرقية، سماها اليونان:
: أي رومية الجديدة. وهي بالسريانية: (روما) (رومي).
وأطلق العرب هذا الاسم على أهل الامبراطورية الشرقية، ويبدو أنهم اعتبروا الياء في كلمة «رومي» السريانية للنسبة، فحذفوها عند ما أرادوا الجيل، وقالوا: الروم (4).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [سورة الروم، الآيتان 2و 3].
(2) لسان العرب: مادة (روم)، ص 1782.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 211. وراجع: المهذب: للسيوطي، ص 52. والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 11وهامشها.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 230، 231.(1/216)
الروم (1):
في اللسان: والرّوم: جيل معروف، واحدهم رومي، ينتمون إلى عيصو بن إسحاق النبي، عليه السلام. ورومان، بالضم: اسم رجل، قال الفارسي: روم وروميّ من باب زنجي وزنج.
قال ابن سيده: ومثله عندي فارسيّ وفرس، قال: وليس بين الواحد والجمع إلا الياء المشددة، كما قالوا: ثمرة وثمر، ولم يكن بين الواحد والجمع إلا الهاء (2).
يقول الجواليقي: و «الرّوم»: هذا الجيل من الناس، أعجمي. وقد تكلمت به العرب قديما. ونطق به القرآن (3).
يقول الدكتور السبحان: قال الجوهري: هم ولد الروم بن عيصو. وذكر ياقوت نسبا آخر هو باللاتينية:: اسم رومية، سمي باسم مؤسسها الأسطوري وأول ملوكها ويسميها اليونان:
ولما انقسمت الامبراطورية الرومانية عام 395ميلادي إلى شرقية وغربية وصارت قسطنطينية عاصمة الامبراطورية الرومانية الشرقية، سماها اليونان:
: أي رومية الجديدة. وهي بالسريانية: (روما) (رومي).
وأطلق العرب هذا الاسم على أهل الامبراطورية الشرقية، ويبدو أنهم اعتبروا الياء في كلمة «رومي» السريانية للنسبة، فحذفوها عند ما أرادوا الجيل، وقالوا: الروم (4).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [سورة الروم، الآيتان 2و 3].
(2) لسان العرب: مادة (روم)، ص 1782.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 211. وراجع: المهذب: للسيوطي، ص 52. والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 11وهامشها.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 230، 231.(1/216)
من هنا: نرى أن كلمة «الروم» يونانية الأصل، غير أنها دخلت السريانية، ومن هذا اللسان أخذتها العربية.
راعنا (1):
في اللسان: الأرعن: الأهوج في منطقه المسترخي. والرعونة: الحمق والاسترخاء وقوله تعالى: {لََا تَقُولُوا رََاعِنََا وَقُولُوا انْظُرْنََا} [البقرة:
104]، وقيل: هي كلمة كانوا يذهبون بها إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، اشتقوه من الرعونة. قال ثعلب: إنما نهى الله تعالى عن ذلك لأن اليهود كانت تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا أو راعونا، وهو من كلامهم سب، فأنزل الله تعالى: {لََا تَقُولُوا رََاعِنََا} وقولوا مكانها {انْظُرْنََا}. قال ابن سيده: وعندي أن في لغة اليهود راعونا على هذه الصيغة، يريدون الرعونة أو الأرعن (2).
يقول ابن قتيبة: {لََا تَقُولُوا رََاعِنََا} من «رعيت الرجل». إذا تأملته، وتعرفت أحواله. يقال: أرعني سمعك. وكان المسلمون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: راعنا وأرعنا سمعك. وكان اليهود، يقولون: راعنا وهي بلغتهم سبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعونة وينوون بها السب، فأمر الله المؤمنين أن لا يقولوها لئلا يقولها اليهود، وأن يجعلوا مكانها «انظرنا» أي انتظرنا (3).
ويقول زيد بن علي عليهما السلام: «راعنا»: معناه خلاف. وهي لغة الأنصار. وبلغة اليهود، هو شتم (4).
__________
وقارن ب غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 258.
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَقُولُوا رََاعِنََا وَقُولُوا انْظُرْنََا وَاسْمَعُوا وَلِلْكََافِرِينَ عَذََابٌ أَلِيمٌ} [سورة البقرة، الآية: 104]. كما وردت في سورة النساء، الآية: 46.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (رعن)، ص 1675.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 760.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن(1/217)
من هنا: نرى أن كلمة «الروم» يونانية الأصل، غير أنها دخلت السريانية، ومن هذا اللسان أخذتها العربية.
راعنا (1):
في اللسان: الأرعن: الأهوج في منطقه المسترخي. والرعونة: الحمق والاسترخاء وقوله تعالى: {لََا تَقُولُوا رََاعِنََا وَقُولُوا انْظُرْنََا} [البقرة:
104]، وقيل: هي كلمة كانوا يذهبون بها إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، اشتقوه من الرعونة. قال ثعلب: إنما نهى الله تعالى عن ذلك لأن اليهود كانت تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا أو راعونا، وهو من كلامهم سب، فأنزل الله تعالى: {لََا تَقُولُوا رََاعِنََا} وقولوا مكانها {انْظُرْنََا}. قال ابن سيده: وعندي أن في لغة اليهود راعونا على هذه الصيغة، يريدون الرعونة أو الأرعن (2).
يقول ابن قتيبة: {لََا تَقُولُوا رََاعِنََا} من «رعيت الرجل». إذا تأملته، وتعرفت أحواله. يقال: أرعني سمعك. وكان المسلمون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: راعنا وأرعنا سمعك. وكان اليهود، يقولون: راعنا وهي بلغتهم سبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعونة وينوون بها السب، فأمر الله المؤمنين أن لا يقولوها لئلا يقولها اليهود، وأن يجعلوا مكانها «انظرنا» أي انتظرنا (3).
ويقول زيد بن علي عليهما السلام: «راعنا»: معناه خلاف. وهي لغة الأنصار. وبلغة اليهود، هو شتم (4).
__________
وقارن ب غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 258.
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَقُولُوا رََاعِنََا وَقُولُوا انْظُرْنََا وَاسْمَعُوا وَلِلْكََافِرِينَ عَذََابٌ أَلِيمٌ} [سورة البقرة، الآية: 104]. كما وردت في سورة النساء، الآية: 46.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (رعن)، ص 1675.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 760.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن(1/217)
ومن العجيب في هذا المقام، أن «راعنا» من الفعل «رعى» موجود أيضا في العبرية بنفس المفهوم العربي له، فهو ينطق:، ويعني: اعتنى ب حافظ على (1)! كما أن راعنا من الرعونة وهو سب موجود أيضا في العبرية. ففي المعجم العبري: بمعنى سوء، وبؤس (2). وهذا ما يقصده اليهود، لعنهم الله.
(حرف الزاي)
زكريا (3):
يقول الرازي: وزكريا: فيه ثلاث لغات: المد والقصر وحذف الألف، فإن مددت أو قصرت لم تصرف، وإن حذفت الألف صرفت (4).
ويقول الجواليقي: قال ابن دريد: «زكريا»: اسم أعجمي. يقال:
«زكريّ» و «زكريّا» مقصور، و «زكريّاء» ممدود (5).
وهذا اللفظ عبري، وأصله في هذا اللسان:
__________
محمد تقي سعيد، ج 2، ص 15 (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بكلية الآداب جامعة عين شمس تحت رقم 28240). وراجع المهذب: للسيوطي، ص 48، ومعجم غريب القرآن: ص 71.
والأصل والبيان: ص 10.
(1) انظر: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، ص 949. وراجع: سفر أرميا 23/ 4، وأيوب.
2/ 26، وحزقيال 34/ 13.
(2) راجع: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم ص 949.
(3) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {فَتَقَبَّلَهََا رَبُّهََا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهََا نَبََاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهََا زَكَرِيََّا كُلَّمََا دَخَلَ عَلَيْهََا زَكَرِيَّا الْمِحْرََابَ وَجَدَ عِنْدَهََا رِزْقاً قََالَ يََا مَرْيَمُ أَنََّى لَكِ هََذََا قََالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ إِنَّ اللََّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشََاءُ بِغَيْرِ حِسََابٍ} [سورة آل عمران، الآية: 37].
كما وردت في الآية 38من نفس السورة. ووردت هذه الكلمة أيضا في الأنعام: الآية: 85، ومريم: آية 2، 7، والأنبياء: آية 89.
(4) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، ص 158، مادة (زكر).
(5) المعرب: للجواليقي: تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 219، ط. الثانية مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ.(1/218)
ومن العجيب في هذا المقام، أن «راعنا» من الفعل «رعى» موجود أيضا في العبرية بنفس المفهوم العربي له، فهو ينطق:، ويعني: اعتنى ب حافظ على (1)! كما أن راعنا من الرعونة وهو سب موجود أيضا في العبرية. ففي المعجم العبري: بمعنى سوء، وبؤس (2). وهذا ما يقصده اليهود، لعنهم الله.
(حرف الزاي)
زكريا (3):
يقول الرازي: وزكريا: فيه ثلاث لغات: المد والقصر وحذف الألف، فإن مددت أو قصرت لم تصرف، وإن حذفت الألف صرفت (4).
ويقول الجواليقي: قال ابن دريد: «زكريا»: اسم أعجمي. يقال:
«زكريّ» و «زكريّا» مقصور، و «زكريّاء» ممدود (5).
وهذا اللفظ عبري، وأصله في هذا اللسان:
__________
محمد تقي سعيد، ج 2، ص 15 (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بكلية الآداب جامعة عين شمس تحت رقم 28240). وراجع المهذب: للسيوطي، ص 48، ومعجم غريب القرآن: ص 71.
والأصل والبيان: ص 10.
(1) انظر: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، ص 949. وراجع: سفر أرميا 23/ 4، وأيوب.
2/ 26، وحزقيال 34/ 13.
(2) راجع: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم ص 949.
(3) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {فَتَقَبَّلَهََا رَبُّهََا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهََا نَبََاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهََا زَكَرِيََّا كُلَّمََا دَخَلَ عَلَيْهََا زَكَرِيَّا الْمِحْرََابَ وَجَدَ عِنْدَهََا رِزْقاً قََالَ يََا مَرْيَمُ أَنََّى لَكِ هََذََا قََالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ إِنَّ اللََّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشََاءُ بِغَيْرِ حِسََابٍ} [سورة آل عمران، الآية: 37].
كما وردت في الآية 38من نفس السورة. ووردت هذه الكلمة أيضا في الأنعام: الآية: 85، ومريم: آية 2، 7، والأنبياء: آية 89.
(4) مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر الرازي، ص 158، مادة (زكر).
(5) المعرب: للجواليقي: تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 219، ط. الثانية مطبعة دار الكتب سنة 1389هـ.(1/218)
وهو بالسريانية: (1).
زمهريرا:
يقول الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهََا عَلَى الْأَرََائِكِ لََا يَرَوْنَ فِيهََا شَمْساً وَلََا زَمْهَرِيراً} (2).
يقول الرازي: الزمهرير: شدة البرد. وقال ثعلب: الزمهرير أيضا: القمر في لغة طيئ، وأنشد:
وليلة ظلامها قد اعتكر ... قطعتها والزمهرير ما ظهر
وبه فسر بعضهم قوله تعالى: {وَلََا زَمْهَرِيراً}: أي فيها من الضياء والنور ما لا يحتاجون معه إلى شمس ولا قمر (3).
نقول: وهذه الكلمة فارسية دخلت العربية من هذا اللسان.
يقول أدي شير: الزمهرير: شدة البرد، مركبة من «زم» أي: برد، ومن «هرير» أي: موجب. وقالوا فيها: ازمهرّ اليوم، أي: اشتد برده (4).
وفي قاموس الفارسية: زمهرير: البرد الشديد، الزمهرير، شدة البرد، المكان الشديد البرودة (5).
الزنجبيل (6):
في اللسان: الزنجبيل: مما ينبت في بلاد العرب بأرض عمان، وهو
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي، د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 245.
(2) سورة الإنسان، الآية: 13.
(3) مختار الصحاح: الإمام محمد بن أبي بكر الرازي، مادة (زمهر)، ص 159، ط. عيسى البابي الحلبي.
(4) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 79، ط 2دار العرب للبستاني سنة 1987ميلادي.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين ص 68، ط. دار الكتاب اللبناني ببيروت.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهََا كَأْساً كََانَ مِزََاجُهََا زَنْجَبِيلًا} [سورة الإنسان، الآية: 17].(1/219)
وهو بالسريانية: (1).
زمهريرا:
يقول الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهََا عَلَى الْأَرََائِكِ لََا يَرَوْنَ فِيهََا شَمْساً وَلََا زَمْهَرِيراً} (2).
يقول الرازي: الزمهرير: شدة البرد. وقال ثعلب: الزمهرير أيضا: القمر في لغة طيئ، وأنشد:
وليلة ظلامها قد اعتكر ... قطعتها والزمهرير ما ظهر
وبه فسر بعضهم قوله تعالى: {وَلََا زَمْهَرِيراً}: أي فيها من الضياء والنور ما لا يحتاجون معه إلى شمس ولا قمر (3).
نقول: وهذه الكلمة فارسية دخلت العربية من هذا اللسان.
يقول أدي شير: الزمهرير: شدة البرد، مركبة من «زم» أي: برد، ومن «هرير» أي: موجب. وقالوا فيها: ازمهرّ اليوم، أي: اشتد برده (4).
وفي قاموس الفارسية: زمهرير: البرد الشديد، الزمهرير، شدة البرد، المكان الشديد البرودة (5).
الزنجبيل (6):
في اللسان: الزنجبيل: مما ينبت في بلاد العرب بأرض عمان، وهو
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي، د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 245.
(2) سورة الإنسان، الآية: 13.
(3) مختار الصحاح: الإمام محمد بن أبي بكر الرازي، مادة (زمهر)، ص 159، ط. عيسى البابي الحلبي.
(4) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 79، ط 2دار العرب للبستاني سنة 1987ميلادي.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين ص 68، ط. دار الكتاب اللبناني ببيروت.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهََا كَأْساً كََانَ مِزََاجُهََا زَنْجَبِيلًا} [سورة الإنسان، الآية: 17].(1/219)
عروق تسري في الأرض، ونباته شبيه بنبات الراسن، وليس منه شيء بريّا، وليس بشجر، يؤكل رطبا كما يؤكل البقل، ويستعمل يابسا.
وقيل: الزنجبيل العود الحرّيف الذي يحذي اللسان. وفي التنزيل العزيز في خمر الجنة: {كََانَ مِزََاجُهََا زَنْجَبِيلًا}.
والعرب تصف الزنجبيل بالطّيب، وهو مستطاب عندهم جدّا، قال الأعشى يذكر طعم ريق جارية:
كأنّ القرنفل والزنجبي ... ل باتا بفيها وأريا مشورا
قال: فجائز أن يكون الزنجبيل في خمر الجنة، وجائز أن يكون مزاجها ولا غائلة له وجائز أن يكون اسما للعين التي يؤخذ منها هذا الخمر، واسمه السلسبيل أيضا (1).
يقول ابن قتيبة: «كان مزاجها زنجبيلا»: يقال: هو اسم العين. وكذلك السلسبيل اسم العين (2).
ويقول السيوطي: عن «الزنجبيل»: حكى الثعالبي في فقه اللغة أنه فارسي. وكذا الجواليقي (3).
ويعد السيد أدّي شير كلمة «الزنجبيل» من الكلمات الفارسية المعربة، فيقول عنها: وهي عروق تسري في الأرض ويتولد فيها عقد حرّيفة الطعم تعريب شنكبيل (4).
__________
(1) اللسان: مادة (زنجبيل) ص 1870.
(2) تفسير غريب القرآن: 503.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 53. وراجع: المعرب: للجواليقي، ص 222، تجد أنه لم يشر إلى أي لغة تنسب كلمة «الزنجبيل».
(4) الألفاظ الفارسية المعربة: أدي شير، ص 80.(1/220)
عروق تسري في الأرض، ونباته شبيه بنبات الراسن، وليس منه شيء بريّا، وليس بشجر، يؤكل رطبا كما يؤكل البقل، ويستعمل يابسا.
وقيل: الزنجبيل العود الحرّيف الذي يحذي اللسان. وفي التنزيل العزيز في خمر الجنة: {كََانَ مِزََاجُهََا زَنْجَبِيلًا}.
والعرب تصف الزنجبيل بالطّيب، وهو مستطاب عندهم جدّا، قال الأعشى يذكر طعم ريق جارية:
كأنّ القرنفل والزنجبي ... ل باتا بفيها وأريا مشورا
قال: فجائز أن يكون الزنجبيل في خمر الجنة، وجائز أن يكون مزاجها ولا غائلة له وجائز أن يكون اسما للعين التي يؤخذ منها هذا الخمر، واسمه السلسبيل أيضا (1).
يقول ابن قتيبة: «كان مزاجها زنجبيلا»: يقال: هو اسم العين. وكذلك السلسبيل اسم العين (2).
ويقول السيوطي: عن «الزنجبيل»: حكى الثعالبي في فقه اللغة أنه فارسي. وكذا الجواليقي (3).
ويعد السيد أدّي شير كلمة «الزنجبيل» من الكلمات الفارسية المعربة، فيقول عنها: وهي عروق تسري في الأرض ويتولد فيها عقد حرّيفة الطعم تعريب شنكبيل (4).
__________
(1) اللسان: مادة (زنجبيل) ص 1870.
(2) تفسير غريب القرآن: 503.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 53. وراجع: المعرب: للجواليقي، ص 222، تجد أنه لم يشر إلى أي لغة تنسب كلمة «الزنجبيل».
(4) الألفاظ الفارسية المعربة: أدي شير، ص 80.(1/220)
ويؤيد هذا الدكتور يحيى الجندي إذ يقول: ومما يؤيد أصلها الفارسي كذلك ما جاء في (معجم الكلمات الأثرية في القرآن والمعلقات) حيث قرر صاحب المعجم أنها فارسية (1).
نقول: ونرى أن كلمة «زنجبيل» هي أصلا من اللغة السنسكريتية (الهندية) وهي معربة من لفظ: «شرنگوير»:، أي العروق التي كالقرون (2)، أو من لفظ «زنجابيرا» «الهندية» (3).
غير أن كلمة (الزنجبيل) دخلت الفارسية وكثيرا من اللغات الأوروبية:
فهي بالفارسية: «شنگبيل»، وباليونانية: «زنجباريس» وباللاتينية: «زنجبار»، ومنها: بالإنجليزية وبالفرنسية وبالإيطالية وبالألمانية (4).
ومما يؤكد في ظننا هندية كلمة «زنجبيل»: أننا لو رجعنا إلى منبت هذا العقار، لرأيناه هنديا (5).
غير أننا نرى أن كلمة «زنجبيل» وإن كانت هندية الأصل إلا أنها دخلت العربية عن طريق الفارسية، نظرا للتشابه الوثيق بين منطوق اللفظين في كلا اللسانين.
__________
(1) راجع: قضية التعريب ومتطلبات العصر: للدكتور يحيى محمد علي الجندي، ص 279، (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة بجامعة الأزهر، تحت رقم 188سنة 1398هـ).
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 250، بتصرف يسير.
(3) العرب والهند في عهد الرسالة: تأليف القاضي أطهر مباركيوري الهندي، ترجمة عبد العزيز عزت عبد الجليل، ص 37، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1973ميلادي.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 250بتصرف. واللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، ص 41.
(5) اللغة العربية: كائن حي: جرجي زيدان، تعليق مراد كامل، ص 41.(1/221)
ويؤيد هذا الدكتور يحيى الجندي إذ يقول: ومما يؤيد أصلها الفارسي كذلك ما جاء في (معجم الكلمات الأثرية في القرآن والمعلقات) حيث قرر صاحب المعجم أنها فارسية (1).
نقول: ونرى أن كلمة «زنجبيل» هي أصلا من اللغة السنسكريتية (الهندية) وهي معربة من لفظ: «شرنگوير»:، أي العروق التي كالقرون (2)، أو من لفظ «زنجابيرا» «الهندية» (3).
غير أن كلمة (الزنجبيل) دخلت الفارسية وكثيرا من اللغات الأوروبية:
فهي بالفارسية: «شنگبيل»، وباليونانية: «زنجباريس» وباللاتينية: «زنجبار»، ومنها: بالإنجليزية وبالفرنسية وبالإيطالية وبالألمانية (4).
ومما يؤكد في ظننا هندية كلمة «زنجبيل»: أننا لو رجعنا إلى منبت هذا العقار، لرأيناه هنديا (5).
غير أننا نرى أن كلمة «زنجبيل» وإن كانت هندية الأصل إلا أنها دخلت العربية عن طريق الفارسية، نظرا للتشابه الوثيق بين منطوق اللفظين في كلا اللسانين.
__________
(1) راجع: قضية التعريب ومتطلبات العصر: للدكتور يحيى محمد علي الجندي، ص 279، (رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بالمكتبة بجامعة الأزهر، تحت رقم 188سنة 1398هـ).
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 250، بتصرف يسير.
(3) العرب والهند في عهد الرسالة: تأليف القاضي أطهر مباركيوري الهندي، ترجمة عبد العزيز عزت عبد الجليل، ص 37، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1973ميلادي.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 250بتصرف. واللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، ص 41.
(5) اللغة العربية: كائن حي: جرجي زيدان، تعليق مراد كامل، ص 41.(1/221)
(حرف السين)
سجّدا (1):
في اللسان: سجد يسجد سجودا: وضع جبهته بالأرض سجود إعظام لا سجود عبادة، لأنّ بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل. قال الزجاج: إنه كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أن يسجد للمعظّم، قال وقيل: خروا له سجدا: أي خروا لله سجدا (2).
يقول السيوطي: قال الواسطي في قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبََابَ سُجَّداً}
أي مقنعي الرءوس بالسريانية (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله في كتابه «الأصل والبيان في معرب القرآن»:
سجّدا: بالسريانية مقنعي الرءوس (4).
يقول الأستاذ محمد إبراهيم سعد معلقا على كلام الشيخ: أريد بها خشعا متواضعين، لأن اللائق بحال المذنب التائب: الخشوع والمسكنة. وقال بعض المفسرين: أمروا بالانحناء لضيق الباب بحيث يحتاج الداخل فيه إلى ذلك.
وفي الصحيح عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني إسرائيل «ادخلوا الباب سجدا»، فدخلوا على أستاههم؟! (5).
وعلى أية حال، فكلمة «سجّدا» سريانية. فهي في هذا اللسان: سجد:
، وتعنى: سجد، انحنى، خر، عبد، حيّ، سلم على فضلا عن أن
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبََابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ}، [سورة البقرة، الآية: 58].
كما وردت في النساء: 154، والأعراف: 161، ويوسف: 100، والنحل: 48، والإسراء:
107، ومريم: 58، وطه: 70، والفرقان: 64، والسجدة: 15، والفتح: 29.
(2) لسان العرب: لابن منظور مادة (سجد)، ص 1940.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 53، 54.
(4) الأصل والبيان، ص 12.
(5) المرجع السابق: هامش ص 12.(1/222)
(حرف السين)
سجّدا (1):
في اللسان: سجد يسجد سجودا: وضع جبهته بالأرض سجود إعظام لا سجود عبادة، لأنّ بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل. قال الزجاج: إنه كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أن يسجد للمعظّم، قال وقيل: خروا له سجدا: أي خروا لله سجدا (2).
يقول السيوطي: قال الواسطي في قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبََابَ سُجَّداً}
أي مقنعي الرءوس بالسريانية (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله في كتابه «الأصل والبيان في معرب القرآن»:
سجّدا: بالسريانية مقنعي الرءوس (4).
يقول الأستاذ محمد إبراهيم سعد معلقا على كلام الشيخ: أريد بها خشعا متواضعين، لأن اللائق بحال المذنب التائب: الخشوع والمسكنة. وقال بعض المفسرين: أمروا بالانحناء لضيق الباب بحيث يحتاج الداخل فيه إلى ذلك.
وفي الصحيح عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني إسرائيل «ادخلوا الباب سجدا»، فدخلوا على أستاههم؟! (5).
وعلى أية حال، فكلمة «سجّدا» سريانية. فهي في هذا اللسان: سجد:
، وتعنى: سجد، انحنى، خر، عبد، حيّ، سلم على فضلا عن أن
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبََابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ}، [سورة البقرة، الآية: 58].
كما وردت في النساء: 154، والأعراف: 161، ويوسف: 100، والنحل: 48، والإسراء:
107، ومريم: 58، وطه: 70، والفرقان: 64، والسجدة: 15، والفتح: 29.
(2) لسان العرب: لابن منظور مادة (سجد)، ص 1940.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 53، 54.
(4) الأصل والبيان، ص 12.
(5) المرجع السابق: هامش ص 12.(1/222)
تصريفاتها موجودة في السريانية، وتدور حول السجود والإجلال (1).
سجّيل (2):
في اللسان: والسجّيل: حجارة كالمدر، وفي التنزيل العزيز: {تَرْمِيهِمْ بِحِجََارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} وقيل: هو حجر من طين، معرّب دخيل، وهو «سنك وكل» أي حجارة وطين يقول الجوهري: وقوله عز وجل: {بِحِجََارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ}
قالوا: حجارة من طين طبخت بنار جهنم مكتوب فيها أسماء القوم، لقوله تعالى: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجََارَةً مِنْ طِينٍ}. وسجّله بالشيء رماه به من فوق.
والساجول والسوجل والسوجلة: غلاف القارورة (عن كراع) (3).
يقول ابن قتيبة: «حجارة من سجيل»: يذهب بعض المفسرين إلى أنها «سنك وكل» بالفارسية ويعتبره بقوله عز وجل: {حِجََارَةً مِنْ طِينٍ} يعني:
الآجرّ. كذلك قال ابن عباس (4).
ويقول زيد بن علي في تفسيره: «السجيل» معناه شديد صلب. ويقال إنها بالفارسية: «سك وكل»، وماء وطين (5).
ويقول الجواليقي: قال ابن قتيبة: «السجيل» بالفارسية: «سنك» و «كل»، أي حجارة وطين (6).
__________
(1) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 220.
وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 185.
(2) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {فَلَمََّا جََاءَ أَمْرُنََا جَعَلْنََا عََالِيَهََا سََافِلَهََا وَأَمْطَرْنََا عَلَيْهََا حِجََارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} [سورة هود، الآية: 82].
كما وردت في سورة الحجر، الآية: 74، والفيل: 4.
(3) اللسان: مادة (سجل)، ص 1946.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 207.
(5) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي حسن محمد تقي سعيد، 2/ 98.
(6) المعرّب: للجواليقي، ص 229.(1/223)
تصريفاتها موجودة في السريانية، وتدور حول السجود والإجلال (1).
سجّيل (2):
في اللسان: والسجّيل: حجارة كالمدر، وفي التنزيل العزيز: {تَرْمِيهِمْ بِحِجََارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} وقيل: هو حجر من طين، معرّب دخيل، وهو «سنك وكل» أي حجارة وطين يقول الجوهري: وقوله عز وجل: {بِحِجََارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ}
قالوا: حجارة من طين طبخت بنار جهنم مكتوب فيها أسماء القوم، لقوله تعالى: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجََارَةً مِنْ طِينٍ}. وسجّله بالشيء رماه به من فوق.
والساجول والسوجل والسوجلة: غلاف القارورة (عن كراع) (3).
يقول ابن قتيبة: «حجارة من سجيل»: يذهب بعض المفسرين إلى أنها «سنك وكل» بالفارسية ويعتبره بقوله عز وجل: {حِجََارَةً مِنْ طِينٍ} يعني:
الآجرّ. كذلك قال ابن عباس (4).
ويقول زيد بن علي في تفسيره: «السجيل» معناه شديد صلب. ويقال إنها بالفارسية: «سك وكل»، وماء وطين (5).
ويقول الجواليقي: قال ابن قتيبة: «السجيل» بالفارسية: «سنك» و «كل»، أي حجارة وطين (6).
__________
(1) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 220.
وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 185.
(2) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {فَلَمََّا جََاءَ أَمْرُنََا جَعَلْنََا عََالِيَهََا سََافِلَهََا وَأَمْطَرْنََا عَلَيْهََا حِجََارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} [سورة هود، الآية: 82].
كما وردت في سورة الحجر، الآية: 74، والفيل: 4.
(3) اللسان: مادة (سجل)، ص 1946.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 207.
(5) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي حسن محمد تقي سعيد، 2/ 98.
(6) المعرّب: للجواليقي، ص 229.(1/223)
ويقول السيوطي: قال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ابن عباس في قوله:
«سجيل» قال: هي بالفارسية «سنك وكل» حجر وطين (1).
نقول: وكلمة «سجيل» فارسية، وأصلها في هذا اللسان مأخوذة من «سنگ» أي حجر، و «گل» أي طين، وتعني مجتمعة: حجارة كالطين اليابس (2).
سجّين (3):
في اللسان: وسجّين: فعّيل من السجن. والسّجّين: السجن. وسجّين.
واد في جهنم، نعوذ بالله منها، مشتق من ذلك. والسّجّين: الصلب الشديد من كل شيء. وقوله تعالى: {كَلََّا إِنَّ كِتََابَ الفُجََّارِ لَفِي سِجِّينٍ} وقيل: المعنى أن كتابهم في حبس لخساسة منزلتهم عند الله، عز وجل. وقيل: في سجّين في حجر تحت الأرض السابعة قال الجوهري: سجّين موضع فيه كتاب الفجار، قال ابن عباس: ودواوينهم (4).
يقول ابن قتيبة: لفي سجّين: فعّيل، من «سجنت» (5).
ويقول السيوطي: ذكر أبو حاتم في كتاب «الزينة» أنه غير عربي (6).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله في كتابه «الأصل والبيان في معرب القرآن» و «سجّين» غير عربي وهو ديوان الشر (7).
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 55. وراجع: الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 13، وهامشها.
(2) غرائب اللغة العربية: رفائيل اليسوعي، ص 233، وقارن ب: المعرب والدخيل: د. السبحان ص 261.
(3) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {كَلََّا إِنَّ كِتََابَ الفُجََّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمََا أَدْرََاكَ مََا سِجِّينٌ} [سورة المطففين، الآيتان: 7و 8].
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سجن)، ص 1947.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 529.
(6) المهذب: السيوطي، ص 56.
(7) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق الأستاذ محمد سعد، ص 13.(1/224)
ويقول السيوطي: قال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ابن عباس في قوله:
«سجيل» قال: هي بالفارسية «سنك وكل» حجر وطين (1).
نقول: وكلمة «سجيل» فارسية، وأصلها في هذا اللسان مأخوذة من «سنگ» أي حجر، و «گل» أي طين، وتعني مجتمعة: حجارة كالطين اليابس (2).
سجّين (3):
في اللسان: وسجّين: فعّيل من السجن. والسّجّين: السجن. وسجّين.
واد في جهنم، نعوذ بالله منها، مشتق من ذلك. والسّجّين: الصلب الشديد من كل شيء. وقوله تعالى: {كَلََّا إِنَّ كِتََابَ الفُجََّارِ لَفِي سِجِّينٍ} وقيل: المعنى أن كتابهم في حبس لخساسة منزلتهم عند الله، عز وجل. وقيل: في سجّين في حجر تحت الأرض السابعة قال الجوهري: سجّين موضع فيه كتاب الفجار، قال ابن عباس: ودواوينهم (4).
يقول ابن قتيبة: لفي سجّين: فعّيل، من «سجنت» (5).
ويقول السيوطي: ذكر أبو حاتم في كتاب «الزينة» أنه غير عربي (6).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله في كتابه «الأصل والبيان في معرب القرآن» و «سجّين» غير عربي وهو ديوان الشر (7).
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 55. وراجع: الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 13، وهامشها.
(2) غرائب اللغة العربية: رفائيل اليسوعي، ص 233، وقارن ب: المعرب والدخيل: د. السبحان ص 261.
(3) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {كَلََّا إِنَّ كِتََابَ الفُجََّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمََا أَدْرََاكَ مََا سِجِّينٌ} [سورة المطففين، الآيتان: 7و 8].
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سجن)، ص 1947.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 529.
(6) المهذب: السيوطي، ص 56.
(7) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق الأستاذ محمد سعد، ص 13.(1/224)
ويقول الأستاذ محمد سعد المعلق على هذا الكتاب: اختار غير واحد أنه علم لكتاب جامع لأعمال الفجرة من الثقلين وسجل فيه أنهم يعذبون بحجارة مكتوب فيها أسماء القوم، لقوله تعالى: {وَمََا أَدْرََاكَ مََا سِجِّينٌ * كِتََابٌ مَرْقُومٌ} (1).
أيّا ما كان الأمر، فكلمة «سجّين» معرّبة من اللغة الفارسية، وهي في اللسان الأخير تعني دائم، ثابت، شديد، اسم مكان في جهنم (2).
السجلّ (3):
في اللسان: والسّجل: كتاب العهد ونحوه، والجمع سجلات، وهو أحد الأسماء المذكورة المجموعة بالتاء وفي التنزيل العزيز: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} وجاء في التفسير: أن «السجل»: الصحيفة التي فيها الكتاب.
وقيل: السجلّ: ملك، وقيل: السجل بلغة الحبش: الرجل، وعن أبي الجوزاء أن السجلّ: كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم، وتمام الكلام للكتاب أ. هـ (4).
على أننا نرجح أن المعنى المقارب هنا للتفسير، هو الصحيفة والله أعلم بمراده ويرجح ما نراه قول الزمخشري عن «السجلّ» قال: وهو الصحيفة: أي كما يطوى الطومار للكتابة: أي ليكتب فيه أو لما يكتب فيه، لأن الكتاب أصله المصدر كالبناء ثم يوقع على المكتوب (5).
يقول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: السجلّ: الصحيفة (6).
__________
(1) المرجع السابق: هامش ص 13.
(2) قاموس الفارسية: عبد النعيم محمد حسنين، ص 356.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمََاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} الآية [سورة الأنبياء، الآية: 104].
(4) اللسان: مادة (سجل)، ص 1946.
(5) الكشاف: للزمخشري، ص 585.
(6) تفسير غريب القرآن: ص 288. وراجع: البرهان: للزركشي ص 288، ومعجم غريب القرآن ص 86.(1/225)
ويقول الأستاذ محمد سعد المعلق على هذا الكتاب: اختار غير واحد أنه علم لكتاب جامع لأعمال الفجرة من الثقلين وسجل فيه أنهم يعذبون بحجارة مكتوب فيها أسماء القوم، لقوله تعالى: {وَمََا أَدْرََاكَ مََا سِجِّينٌ * كِتََابٌ مَرْقُومٌ} (1).
أيّا ما كان الأمر، فكلمة «سجّين» معرّبة من اللغة الفارسية، وهي في اللسان الأخير تعني دائم، ثابت، شديد، اسم مكان في جهنم (2).
السجلّ (3):
في اللسان: والسّجل: كتاب العهد ونحوه، والجمع سجلات، وهو أحد الأسماء المذكورة المجموعة بالتاء وفي التنزيل العزيز: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} وجاء في التفسير: أن «السجل»: الصحيفة التي فيها الكتاب.
وقيل: السجلّ: ملك، وقيل: السجل بلغة الحبش: الرجل، وعن أبي الجوزاء أن السجلّ: كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم، وتمام الكلام للكتاب أ. هـ (4).
على أننا نرجح أن المعنى المقارب هنا للتفسير، هو الصحيفة والله أعلم بمراده ويرجح ما نراه قول الزمخشري عن «السجلّ» قال: وهو الصحيفة: أي كما يطوى الطومار للكتابة: أي ليكتب فيه أو لما يكتب فيه، لأن الكتاب أصله المصدر كالبناء ثم يوقع على المكتوب (5).
يقول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: السجلّ: الصحيفة (6).
__________
(1) المرجع السابق: هامش ص 13.
(2) قاموس الفارسية: عبد النعيم محمد حسنين، ص 356.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمََاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} الآية [سورة الأنبياء، الآية: 104].
(4) اللسان: مادة (سجل)، ص 1946.
(5) الكشاف: للزمخشري، ص 585.
(6) تفسير غريب القرآن: ص 288. وراجع: البرهان: للزركشي ص 288، ومعجم غريب القرآن ص 86.(1/225)
ويقول الجواليقي: قال أبو بكر «سجلّ»: كتاب والله أعلم، ولا ألتفت إلى قولهم إنه فارسي معرب. والمعنى: كما يطوي السجل على ما فيه من الكتاب. واللام بمعنى «على» (1).
ويقول السيوطي: قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن زياد عن ابن عباس قال: «السجلّ» بلغة الحبشة: الرجل. وفي المحتسب لابن جني. السجل:
الكتاب. قال قوم هو فارسي معرّب (2).
ففي قاموس الفارسية: «سجلّ»: السجلّ الذي يكتب القاضي فيه صور الدعاوى والمستندات والأحكام. كما تستعمل بمعنى البطاقة الشخصية (3).
نقول: ونرى أن كلمة «السجل» لاتينية أصلا، وهي مأخوذة من:
أو، وتعنى في هذا اللسان: نقش على ختم، كتابه (4). غير أن هذه الكلمة دخلت اللغة اليونانية، وهي فيها: (سگلّن)، وتعني: المرسوم الملكي في هذا اللسان. ومنه دخلت اللغة العربية (5).
سربال (6):
في اللسان: السربال: القميص والدّرع، وقيل: كل ما لبس فهو سربال، وقد تسربل به، وسربله إياه. وسربلته فتسربل أي ألبسته السربال. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: لا أخلع سربالا سربلنيه الله تعالى، السّربال: القميص،
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 242.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 54.
(3) قاموس الفارسية: ص 356.
(4) رجعت إلى أ. د عبد الله المسلمي في معنى هذه الكلمة في اللسان اللاتيني فأجابني بما أثبت.
(5) المعرب والدخيل: د. السبحان، نقلا عن جفري، ص 279.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَاللََّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمََّا خَلَقَ ظِلََالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبََالِ أَكْنََاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرََابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذََلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} [سورة النحل، الآية: 81]. ووردت «سرابيلهم» في سورة إبراهيم:
50.(1/226)
ويقول الجواليقي: قال أبو بكر «سجلّ»: كتاب والله أعلم، ولا ألتفت إلى قولهم إنه فارسي معرب. والمعنى: كما يطوي السجل على ما فيه من الكتاب. واللام بمعنى «على» (1).
ويقول السيوطي: قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن زياد عن ابن عباس قال: «السجلّ» بلغة الحبشة: الرجل. وفي المحتسب لابن جني. السجل:
الكتاب. قال قوم هو فارسي معرّب (2).
ففي قاموس الفارسية: «سجلّ»: السجلّ الذي يكتب القاضي فيه صور الدعاوى والمستندات والأحكام. كما تستعمل بمعنى البطاقة الشخصية (3).
نقول: ونرى أن كلمة «السجل» لاتينية أصلا، وهي مأخوذة من:
أو، وتعنى في هذا اللسان: نقش على ختم، كتابه (4). غير أن هذه الكلمة دخلت اللغة اليونانية، وهي فيها: (سگلّن)، وتعني: المرسوم الملكي في هذا اللسان. ومنه دخلت اللغة العربية (5).
سربال (6):
في اللسان: السربال: القميص والدّرع، وقيل: كل ما لبس فهو سربال، وقد تسربل به، وسربله إياه. وسربلته فتسربل أي ألبسته السربال. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: لا أخلع سربالا سربلنيه الله تعالى، السّربال: القميص،
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 242.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 54.
(3) قاموس الفارسية: ص 356.
(4) رجعت إلى أ. د عبد الله المسلمي في معنى هذه الكلمة في اللسان اللاتيني فأجابني بما أثبت.
(5) المعرب والدخيل: د. السبحان، نقلا عن جفري، ص 279.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَاللََّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمََّا خَلَقَ ظِلََالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبََالِ أَكْنََاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرََابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذََلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} [سورة النحل، الآية: 81]. ووردت «سرابيلهم» في سورة إبراهيم:
50.(1/226)
وكنى به عن الخلافة، ويجمع على سرابيل وتطلق السرابيل على الدروع، ومنه قول كعب بن زهير:
شمّ العرانين أبطال لبوسهم ... من نسج داود في الهيجا سرابيل
وقيل في قوله تعالى: {سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}: إنها القمص تقي الحر والبرد، فاكتفى بذكر الحر، كأن ما وقى الحر وقى البرد. وأما قوله تعالى:
{وَسَرََابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}، فهي الدروع. والسربلة: الثريد الكثير الدسم (1).
وفي معجم غريب القرآن: سرابيل: قمص تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم: فإنها الدروع (2).
نقول: وكلمة «السربال» معربة من الفارسية، يقول أدّي شير: والسربال:
لباس وهو معروف معرب «شروال» وأصله «سربال» مركب من «سر» أي فوق ومن «تال» أي القامة (3).
وفي قاموس الفارسية: سربال: القميص، الرداء (4).
سراجا: (5)
يقول الرازي: والسراج معروف. والمسرجة بوزن المتربة: التي فيها الفتيلة والدهن (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سربل)، ص 1983ميلادي.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 87. وراجع: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، ص 248.
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 88. وراجع: تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 35.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 361.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {تَبََارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمََاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهََا سِرََاجاً وَقَمَراً مُنِيراً} [سورة الفرقان، الآية: 61]. كما وردت في الأحزاب، الآية: 46، وسورة نوح، الآية:
16، وسورة النبأ، الآية: 13.
(6) مختار الصحاح: للرازي، مادة (سرج)، ص 69ط عيسى البابي الحلبي.(1/227)
وكنى به عن الخلافة، ويجمع على سرابيل وتطلق السرابيل على الدروع، ومنه قول كعب بن زهير:
شمّ العرانين أبطال لبوسهم ... من نسج داود في الهيجا سرابيل
وقيل في قوله تعالى: {سَرََابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}: إنها القمص تقي الحر والبرد، فاكتفى بذكر الحر، كأن ما وقى الحر وقى البرد. وأما قوله تعالى:
{وَسَرََابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}، فهي الدروع. والسربلة: الثريد الكثير الدسم (1).
وفي معجم غريب القرآن: سرابيل: قمص تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم: فإنها الدروع (2).
نقول: وكلمة «السربال» معربة من الفارسية، يقول أدّي شير: والسربال:
لباس وهو معروف معرب «شروال» وأصله «سربال» مركب من «سر» أي فوق ومن «تال» أي القامة (3).
وفي قاموس الفارسية: سربال: القميص، الرداء (4).
سراجا: (5)
يقول الرازي: والسراج معروف. والمسرجة بوزن المتربة: التي فيها الفتيلة والدهن (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سربل)، ص 1983ميلادي.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 87. وراجع: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، ص 248.
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 88. وراجع: تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 35.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 361.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {تَبََارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمََاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهََا سِرََاجاً وَقَمَراً مُنِيراً} [سورة الفرقان، الآية: 61]. كما وردت في الأحزاب، الآية: 46، وسورة نوح، الآية:
16، وسورة النبأ، الآية: 13.
(6) مختار الصحاح: للرازي، مادة (سرج)، ص 69ط عيسى البابي الحلبي.(1/227)
ويرى المستشرق الألماني برجشتراسر: أن كلمة «السراج» فارسية، وأصلها: «چراغ» بالغين بدل الگاف العتيقة، وهي في الآرامية فيدل ذلك على أن لفظ الجيم الفارسية، كان قريبا من الشين في هذه الكلمة. وربما كان سبب ذلك، تحركها بالكسرة، فصارت سينا في العربية، كسائر الشينات، في الكلمات المعربة قديما (1).
وفي قاموس الفارسية: سراج: مصباح، سراج (2).
غير أن السيد أدّي شير يرى: أن الفارسي «چراغ» مأخوذة من الآرامي وهو مشتق من أي أضاء (3).
من هنا، فإنني أرى أن كلمة (سراجا) آرامية الأصل، وعربت مباشرة من الآرامية، لقربها منها في اللفظ والمعنى.
سرادق (4):
يقول ابن منظور: السرادق: ما أحاط بالبناء، والجمع سرادقات. وفي التنزيل: {أَحََاطَ بِهِمْ سُرََادِقُهََا} في صفة النار التي أعاذنا الله منها، قال الزجاج:
صار عليهم سرادق من العذاب. والسرادق: كل ما أحاط بشيء
والسرادق: الغبار الساطع، قال لبيد يصف حمرا:
رفعن سرادقا في يوم ريح ... يصفّق بين ميل واعتدال
وهو أيضا الدخان الشاخص المحيط بالشيء (5).
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، إخراج وتصحيح وتعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ص 216، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 359.
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 89، ط. الثانية دار العرب للبستاني سنة 1987ميلادي.
(4) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {إِنََّا أَعْتَدْنََا لِلظََّالِمِينَ نََاراً أَحََاطَ بِهِمْ سُرََادِقُهََا} [سورة الكهف، الآية: 29].
(5) اللسان: مادة (سردق) ص 1988، 1989.(1/228)
ويرى المستشرق الألماني برجشتراسر: أن كلمة «السراج» فارسية، وأصلها: «چراغ» بالغين بدل الگاف العتيقة، وهي في الآرامية فيدل ذلك على أن لفظ الجيم الفارسية، كان قريبا من الشين في هذه الكلمة. وربما كان سبب ذلك، تحركها بالكسرة، فصارت سينا في العربية، كسائر الشينات، في الكلمات المعربة قديما (1).
وفي قاموس الفارسية: سراج: مصباح، سراج (2).
غير أن السيد أدّي شير يرى: أن الفارسي «چراغ» مأخوذة من الآرامي وهو مشتق من أي أضاء (3).
من هنا، فإنني أرى أن كلمة (سراجا) آرامية الأصل، وعربت مباشرة من الآرامية، لقربها منها في اللفظ والمعنى.
سرادق (4):
يقول ابن منظور: السرادق: ما أحاط بالبناء، والجمع سرادقات. وفي التنزيل: {أَحََاطَ بِهِمْ سُرََادِقُهََا} في صفة النار التي أعاذنا الله منها، قال الزجاج:
صار عليهم سرادق من العذاب. والسرادق: كل ما أحاط بشيء
والسرادق: الغبار الساطع، قال لبيد يصف حمرا:
رفعن سرادقا في يوم ريح ... يصفّق بين ميل واعتدال
وهو أيضا الدخان الشاخص المحيط بالشيء (5).
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، إخراج وتصحيح وتعليق الدكتور رمضان عبد التواب، ص 216، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 359.
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 89، ط. الثانية دار العرب للبستاني سنة 1987ميلادي.
(4) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {إِنََّا أَعْتَدْنََا لِلظََّالِمِينَ نََاراً أَحََاطَ بِهِمْ سُرََادِقُهََا} [سورة الكهف، الآية: 29].
(5) اللسان: مادة (سردق) ص 1988، 1989.(1/228)
وفي تفسير غريب القرآن والسرادق: الحجرة التي تكون حول الفسطاط.
وهو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة، وهو الظل ذو الثلاث شعب، الذي ذكره الله في سورة المرسلات عرفا حيث يقول في الآية الثلاثين: {انْطَلِقُوا إِلى ََ ظِلٍّ ذِي ثَلََاثِ شُعَبٍ} (1).
يقول الجواليقي: و «السرادق»: فارسي معرب. وأصله بالفارسية «سرادار». وهو الدهليز (2).
يقول السيوطي: وقال غيره أي غير الجواليقي: الصواب أنه بالفارسية «سرابرده» أي ستر الدار. وقال الراغب: السرادق: فارسي معرب، وليس في كلامهم اسم مفرد ثالثه ألف وبعدها حرفان (3).
نقول: وكلمة «سرادق» فارسية حقا، ففي قاموس الفارسية: سرادق:
السرادق، الخيمة الكبيرة، الستارة الكبيرة التي يجعلونها فوق صحن المنزل، الدخان أو الغبار الذي يثور حول أطراف شيء (4).
يقول د. السبحان: والسرادق معرب من بالفارسية القديمة، وهو بالفارسية «سرا وسراي» بمعنى البيت والقصر والبناء العالي (جفري) (5).
سريّا (6):
في اللسان: والسريّ: النهر (عن ثعلب)، وقيل الجدول، وقيل: النهر
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 267، وهامشها. وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 87.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 248.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 56، 57وهامشها.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسن، ص 359.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 292.
(6) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {فَنََادََاهََا مِنْ تَحْتِهََا أَلََّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [سورة مريم، الآية: 24].(1/229)
وفي تفسير غريب القرآن والسرادق: الحجرة التي تكون حول الفسطاط.
وهو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة، وهو الظل ذو الثلاث شعب، الذي ذكره الله في سورة المرسلات عرفا حيث يقول في الآية الثلاثين: {انْطَلِقُوا إِلى ََ ظِلٍّ ذِي ثَلََاثِ شُعَبٍ} (1).
يقول الجواليقي: و «السرادق»: فارسي معرب. وأصله بالفارسية «سرادار». وهو الدهليز (2).
يقول السيوطي: وقال غيره أي غير الجواليقي: الصواب أنه بالفارسية «سرابرده» أي ستر الدار. وقال الراغب: السرادق: فارسي معرب، وليس في كلامهم اسم مفرد ثالثه ألف وبعدها حرفان (3).
نقول: وكلمة «سرادق» فارسية حقا، ففي قاموس الفارسية: سرادق:
السرادق، الخيمة الكبيرة، الستارة الكبيرة التي يجعلونها فوق صحن المنزل، الدخان أو الغبار الذي يثور حول أطراف شيء (4).
يقول د. السبحان: والسرادق معرب من بالفارسية القديمة، وهو بالفارسية «سرا وسراي» بمعنى البيت والقصر والبناء العالي (جفري) (5).
سريّا (6):
في اللسان: والسريّ: النهر (عن ثعلب)، وقيل الجدول، وقيل: النهر
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 267، وهامشها. وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 87.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 248.
(3) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 56، 57وهامشها.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسن، ص 359.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 292.
(6) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {فَنََادََاهََا مِنْ تَحْتِهََا أَلََّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [سورة مريم، الآية: 24].(1/229)
الصغير كالجدول يجري إلى النخل، الجمع أسرية وسريان، حكاها سيبويه مثل أجرية وجريان، قال: ولم يسمع فيه بأسرياء.
وقوله عز وجل: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} روي عن الحسن أنه كان يقول: كان والله سريّا من الرجال، يعني عيسى، عليه السلام، فقيل له: إن من العرب من يسمي النهر سريّا، فرجع إلى هذا القول. وروي عن ابن عباس أنه قال: السريّ الجدول، وهو قول أهل اللغة (1).
وفي مسائل نافع بن الأزرق أنه سأل ابن عباس عن «سريّا» فأجابه: النهر الصغير. وأنشد قول الشاعر:
سهل الخليفة ماجد ذو نائل ... مثل السريّ تمدّه الأنهار (2)
ويقول ابن قتيبة في تفسيره: والسريّ: النهر (3).
وفي غريب القرآن: سريّا: يعني نهرا صغيرا. وسريّا بالنبطية (4).
ويشير الزركشي: إلى أن السريّ: النهر الصغير باليونانية (5). وينقل السيوطي عن ابن جرير عن مجاهد قال: سريّا «نهر بالسريانية» (6).
وفي معجم غريب القرآن: عن البراء: «سريّا»: نهر صغير بالسريانية (7).
هذا، ولقد رجعت إلى القاموس السرياني العربي (8)، فلم أعثر على مادة هذه الكلمة (سريّا)، ولكن وجدت (سرا) بمعنى العفن والعطن، مما لا يتمشى
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سرا)، ص 2002.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 259.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 274.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية: مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعد، ج 2، ص 141.
(5) البرهان: للزركشي، ص 288.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 57.
(7) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 288.
(8) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 236.(1/230)
الصغير كالجدول يجري إلى النخل، الجمع أسرية وسريان، حكاها سيبويه مثل أجرية وجريان، قال: ولم يسمع فيه بأسرياء.
وقوله عز وجل: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} روي عن الحسن أنه كان يقول: كان والله سريّا من الرجال، يعني عيسى، عليه السلام، فقيل له: إن من العرب من يسمي النهر سريّا، فرجع إلى هذا القول. وروي عن ابن عباس أنه قال: السريّ الجدول، وهو قول أهل اللغة (1).
وفي مسائل نافع بن الأزرق أنه سأل ابن عباس عن «سريّا» فأجابه: النهر الصغير. وأنشد قول الشاعر:
سهل الخليفة ماجد ذو نائل ... مثل السريّ تمدّه الأنهار (2)
ويقول ابن قتيبة في تفسيره: والسريّ: النهر (3).
وفي غريب القرآن: سريّا: يعني نهرا صغيرا. وسريّا بالنبطية (4).
ويشير الزركشي: إلى أن السريّ: النهر الصغير باليونانية (5). وينقل السيوطي عن ابن جرير عن مجاهد قال: سريّا «نهر بالسريانية» (6).
وفي معجم غريب القرآن: عن البراء: «سريّا»: نهر صغير بالسريانية (7).
هذا، ولقد رجعت إلى القاموس السرياني العربي (8)، فلم أعثر على مادة هذه الكلمة (سريّا)، ولكن وجدت (سرا) بمعنى العفن والعطن، مما لا يتمشى
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سرا)، ص 2002.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 259.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 274.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية: مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعد، ج 2، ص 141.
(5) البرهان: للزركشي، ص 288.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 57.
(7) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 288.
(8) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 236.(1/230)
والسياق القرآني. كما وجدت (سرب) بمعنى تمرد وتشاجر. ووجدت أيضا (ساروبا) وتعني: ثرثار. وأرى أنه من الجائز أن تكون كلمة (سريّا) مأخوذة من (ساروبا) على أساس أنها تحمل صفة من صفات النهر وهو الثرثرة.
يقال: نهر ثرّ وثرثار.
سفرة (1):
يقول ابن منظور: والسفرة: الكتبة، واحدهم سافر، وهو بالنبطية سافرا.
قال الله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ}. والسفرة: كتبة الملائكة الذين يحصون الأعمال.
قال ابن عرفة: سميت الملائكة سفرة لأنهم يسفرون بين الله وبين أنبيائه. قال أبو بكر: سموا سفرة لأنهم ينزلون بوحي الله وبإذنه وما يقع به الصلاح بين الناس، فشبهوا بالسفراء الذين يصلحون بين الرجلين فيصلح شأنهما قال الزجاج: قيل للكاتب سافر، وللكتاب سفر، لأن معناه أنه يبين الشيء ويوضحه. ويقال: أسفر الصبح إذا انكشف وأضاء إضاءة لا يشك فيه (2).
ويقول ابن قتيبة: «بأيدي سفرة»: أي كتبة، وهم الملائكة واحدهم:
«سافر» (3).
ويقول زيد بن عليّ: «سفرة» معناه: بأيدي كتبة والسفر بلغة النبط.
والكتبة: الملائكة (4).
وفي غرائب اللغة العربية: «سافر» كلمة آرامية أي: كاتب (5).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} [سورة عبس، الآية: 15].
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سفر)، ص 2026.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 514.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2: 322.
وقارن ب: المهذب: للسيوطي، ص 58.
والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 13.
(5) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 187.(1/231)
والسياق القرآني. كما وجدت (سرب) بمعنى تمرد وتشاجر. ووجدت أيضا (ساروبا) وتعني: ثرثار. وأرى أنه من الجائز أن تكون كلمة (سريّا) مأخوذة من (ساروبا) على أساس أنها تحمل صفة من صفات النهر وهو الثرثرة.
يقال: نهر ثرّ وثرثار.
سفرة (1):
يقول ابن منظور: والسفرة: الكتبة، واحدهم سافر، وهو بالنبطية سافرا.
قال الله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ}. والسفرة: كتبة الملائكة الذين يحصون الأعمال.
قال ابن عرفة: سميت الملائكة سفرة لأنهم يسفرون بين الله وبين أنبيائه. قال أبو بكر: سموا سفرة لأنهم ينزلون بوحي الله وبإذنه وما يقع به الصلاح بين الناس، فشبهوا بالسفراء الذين يصلحون بين الرجلين فيصلح شأنهما قال الزجاج: قيل للكاتب سافر، وللكتاب سفر، لأن معناه أنه يبين الشيء ويوضحه. ويقال: أسفر الصبح إذا انكشف وأضاء إضاءة لا يشك فيه (2).
ويقول ابن قتيبة: «بأيدي سفرة»: أي كتبة، وهم الملائكة واحدهم:
«سافر» (3).
ويقول زيد بن عليّ: «سفرة» معناه: بأيدي كتبة والسفر بلغة النبط.
والكتبة: الملائكة (4).
وفي غرائب اللغة العربية: «سافر» كلمة آرامية أي: كاتب (5).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} [سورة عبس، الآية: 15].
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سفر)، ص 2026.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 514.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2: 322.
وقارن ب: المهذب: للسيوطي، ص 58.
والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 13.
(5) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 187.(1/231)
يقول جفري: إن «سفرة» توجد في اللغات الآرامية والسريانية والحبشية (1).
نقول: لذا أرجح أنها من السامي المشترك.
سقر (2):
يقول ابن منظور: وسقر: اسم من أسماء جهنم، مشتق من ذلك، وقيل:
هي من البعد هو اسم أعجمي علم لنار جهنم، نعوذ بالله من سقر. وهكذا قرئ قوله تعالى: {مََا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر 42]، غير منصرف لأنه معرفة، وكذلك لظى وجهنم. قال أبو بكر: في السقر قولان: أحدهما أن نار الآخرة سميت سقر لا يعرف له اشتقاق ومنع الإجراء التعريف والعجمة. وقيل: سميت النار سقر لأنها تذيب الأجسام والأرواح، والاسم عربي من قولهم: سقرته الشمس، أي أذابته. وأصابه منها ساقور. والساقور أيضا: حديدة تحمى ويكوى بها الحمار. ومن قال: سقر اسم عربي قال: منعه الإجراء أنه معرفة مؤنث. قال الله تعالى: {«لََا تُبْقِي وَلََا تَذَرُ»} (3).
ويقول الجواليقي: و «سقر»: اسم لنار الآخرة، أعجمي. ويقال: بل هو عربي من قولهم «سقرته الشمس» إذا أذابته سميت بذلك لأنها تذيب الأجسام (4).
هذا، ونرى أن كلمة «سقر» آرامية الأصل، إلا أنها دخلت العربية من
__________
(1) راجع:. 171:،.
(2) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النََّارِ عَلى ََ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} [سورة القمر، الآية: 48].
كما وردت في سورة المدثر، الآيات 26، 27، 42.
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سقر)، ص 2037.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 246. وراجع: المهذب: للسيوطي، ص 58والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 13.(1/232)
يقول جفري: إن «سفرة» توجد في اللغات الآرامية والسريانية والحبشية (1).
نقول: لذا أرجح أنها من السامي المشترك.
سقر (2):
يقول ابن منظور: وسقر: اسم من أسماء جهنم، مشتق من ذلك، وقيل:
هي من البعد هو اسم أعجمي علم لنار جهنم، نعوذ بالله من سقر. وهكذا قرئ قوله تعالى: {مََا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر 42]، غير منصرف لأنه معرفة، وكذلك لظى وجهنم. قال أبو بكر: في السقر قولان: أحدهما أن نار الآخرة سميت سقر لا يعرف له اشتقاق ومنع الإجراء التعريف والعجمة. وقيل: سميت النار سقر لأنها تذيب الأجسام والأرواح، والاسم عربي من قولهم: سقرته الشمس، أي أذابته. وأصابه منها ساقور. والساقور أيضا: حديدة تحمى ويكوى بها الحمار. ومن قال: سقر اسم عربي قال: منعه الإجراء أنه معرفة مؤنث. قال الله تعالى: {«لََا تُبْقِي وَلََا تَذَرُ»} (3).
ويقول الجواليقي: و «سقر»: اسم لنار الآخرة، أعجمي. ويقال: بل هو عربي من قولهم «سقرته الشمس» إذا أذابته سميت بذلك لأنها تذيب الأجسام (4).
هذا، ونرى أن كلمة «سقر» آرامية الأصل، إلا أنها دخلت العربية من
__________
(1) راجع:. 171:،.
(2) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النََّارِ عَلى ََ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} [سورة القمر، الآية: 48].
كما وردت في سورة المدثر، الآيات 26، 27، 42.
(3) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سقر)، ص 2037.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 246. وراجع: المهذب: للسيوطي، ص 58والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 13.(1/232)
الكلمة الآرامية: والتي تعني: إحراق. وهي مأخوذة من:، والتي تعني في اللسان الآرامي: إحراق بالنار (1). وهذه سمة جهنم، نعوذ بالله منها.
سكرا (2):
في اللسان: والسّكر: الخمر نفسها. والسّكر: شراب يتخذ من التمر والكشوث والآس، وهو محرم كتحريم الخمر. وقال أبو حنيفة: السّكر يتخذ من التمر والكشوث، يطرحان سافا سافا، ويصبّ عليه الماء. قال: وزعم زاعم أنه ربما خلط به الآس فزاده شدة. وقال المفسرون في السكر الذي في التنزيل:
إنه الخل، وهذا شيء لا يعرفه أهل اللغة (3).
يقول ابن قتيبة: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً} أي خمرا. ونزل هذا قبل تحريم الخمر (4).
وفي معجم غريب القرآن: السكر: ما حرّم من ثمرتها (5).
يقول السيوطي: قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن كامل، عن ابن عباس: «السكر» بلسان الحبشة الخل (6).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: سكرا: بالحبشية خلّا (7).
__________
(1) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 187بتصرف. وقارن ب: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 289.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرََاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنََابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [سورة النحل، الآية: 67].
(3) اللسان: مادة (سكر)، ص 2047، 2048.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 245.
(5) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 91.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 59.
(7) الأصل والبيان في معرب القرآن: ص 14.(1/233)
الكلمة الآرامية: والتي تعني: إحراق. وهي مأخوذة من:، والتي تعني في اللسان الآرامي: إحراق بالنار (1). وهذه سمة جهنم، نعوذ بالله منها.
سكرا (2):
في اللسان: والسّكر: الخمر نفسها. والسّكر: شراب يتخذ من التمر والكشوث والآس، وهو محرم كتحريم الخمر. وقال أبو حنيفة: السّكر يتخذ من التمر والكشوث، يطرحان سافا سافا، ويصبّ عليه الماء. قال: وزعم زاعم أنه ربما خلط به الآس فزاده شدة. وقال المفسرون في السكر الذي في التنزيل:
إنه الخل، وهذا شيء لا يعرفه أهل اللغة (3).
يقول ابن قتيبة: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً} أي خمرا. ونزل هذا قبل تحريم الخمر (4).
وفي معجم غريب القرآن: السكر: ما حرّم من ثمرتها (5).
يقول السيوطي: قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن كامل، عن ابن عباس: «السكر» بلسان الحبشة الخل (6).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: سكرا: بالحبشية خلّا (7).
__________
(1) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 187بتصرف. وقارن ب: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 289.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرََاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنََابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [سورة النحل، الآية: 67].
(3) اللسان: مادة (سكر)، ص 2047، 2048.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 245.
(5) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 91.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 59.
(7) الأصل والبيان في معرب القرآن: ص 14.(1/233)
ويرى رفائيل نخلة اليسوعي: أن هذه المفردات آرامية ومعناها: الخمر، كل مسكر. وتنطق) (، تعني في هذا اللسان: كل مسكر غير الخمر (1).
غير أن المستشرق الألماني برجشتراسر يرى أن كلمة (سكرا) من المشترك السامي من المفردات.
يقول برجشتراسر: أما الكلمات التي تشترك فيها كل اللغات السامية، وبينها العربية والتي تستحق أن تعد بين أقدم عناصر اللغة العربية بناء على ذلك، فهي: وذكر منها (سكر) (2). وإلى هذا الرأي الأخير نميل.
سلسبيل (3):
يقول ابن منظور: والسلسبيل: السهل المدخل في الحلق. ويقال:
شراب سلسل وسلسال وسلسبيل. قال ابن الأعرابي: لم أسمع «سلسبيل» إلا في القرآن. وقال الزجاج: سلسبيل اسم العين وهو في اللغة لما كان في غاية السلاسة فكأن العين سميت لصفتها. وقال أبو بكر في قوله تعالى: {عَيْناً فِيهََا تُسَمََّى سَلْسَبِيلًا} [الإنسان: 18]، يجوز أن يكون السلسبيل اسما للعين فنون، وحقه ألّا يجرى لتعريفه وتأنيثه، ليكون موافقا رءوس الآيات المنونة، إذ كان التوفيق بينهما أخف على اللسان وأسهل على القارئ. ويجوز أن يكون السلسبيل صفة للعين ونعتا له، فإذا كان وصفا زال عنه ثقل التعريف واستحق الإجراء. وقال الأخفش: هي معرفة، ولكن لما كانت رأس آية، وكان مفتوحا، زيدت فيه الألف، كما قال تعالى: {كََانَتْ قَوََارِيرَا قَوََارِيرَا} [الإنسان: 15و 16]. وقال ابن عباس: سلسبيلا ينسل في حلوقهم انسلالا (4).
__________
(1) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 188، بتصرف.
(2) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 208، 209.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {عَيْناً فِيهََا تُسَمََّى سَلْسَبِيلًا} [سورة الإنسان، الآية: 18].
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سلسل)، ص 2064.(1/234)
ويرى رفائيل نخلة اليسوعي: أن هذه المفردات آرامية ومعناها: الخمر، كل مسكر. وتنطق) (، تعني في هذا اللسان: كل مسكر غير الخمر (1).
غير أن المستشرق الألماني برجشتراسر يرى أن كلمة (سكرا) من المشترك السامي من المفردات.
يقول برجشتراسر: أما الكلمات التي تشترك فيها كل اللغات السامية، وبينها العربية والتي تستحق أن تعد بين أقدم عناصر اللغة العربية بناء على ذلك، فهي: وذكر منها (سكر) (2). وإلى هذا الرأي الأخير نميل.
سلسبيل (3):
يقول ابن منظور: والسلسبيل: السهل المدخل في الحلق. ويقال:
شراب سلسل وسلسال وسلسبيل. قال ابن الأعرابي: لم أسمع «سلسبيل» إلا في القرآن. وقال الزجاج: سلسبيل اسم العين وهو في اللغة لما كان في غاية السلاسة فكأن العين سميت لصفتها. وقال أبو بكر في قوله تعالى: {عَيْناً فِيهََا تُسَمََّى سَلْسَبِيلًا} [الإنسان: 18]، يجوز أن يكون السلسبيل اسما للعين فنون، وحقه ألّا يجرى لتعريفه وتأنيثه، ليكون موافقا رءوس الآيات المنونة، إذ كان التوفيق بينهما أخف على اللسان وأسهل على القارئ. ويجوز أن يكون السلسبيل صفة للعين ونعتا له، فإذا كان وصفا زال عنه ثقل التعريف واستحق الإجراء. وقال الأخفش: هي معرفة، ولكن لما كانت رأس آية، وكان مفتوحا، زيدت فيه الألف، كما قال تعالى: {كََانَتْ قَوََارِيرَا قَوََارِيرَا} [الإنسان: 15و 16]. وقال ابن عباس: سلسبيلا ينسل في حلوقهم انسلالا (4).
__________
(1) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 188، بتصرف.
(2) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 208، 209.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {عَيْناً فِيهََا تُسَمََّى سَلْسَبِيلًا} [سورة الإنسان، الآية: 18].
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سلسل)، ص 2064.(1/234)
ويقول ابن قتيبة: والسلسبيل: اسم العين (1).
ويقول الجواليقي: و «سلسبيل» من قوله تعالى: {«عَيْناً فِيهََا تُسَمََّى سَلْسَبِيلًا»}. وهو اسم أعجمي نكرة، فلذلك انصرف. وقيل: هو اسم معرفة، إلا أنه أجري لأنه رأس آية (2).
نقول: وكلمة «سلسبيل» معربة من الفارسية. ففي قاموس الفارسية:
سلسبيل تعني: الماء العذب، الخمر الحسنة المذاق، اسم عين في الجنة (3)
سليمان (4):
يقول الجواليقي: و «سليمان» اسم النبي صلى الله عليه وسلم:
عبراني. وقد تكلمت به العرب في الجاهلية. قال المعري: ولا أعلم أنهم سمّوا به. قال النابغة:
إلّا سليمان إذ قال الإله له ... قم في البريّة فاحددها عن الفند
وإنما سمى الناس بهذا الاسم لما شاع الإسلام ونزل القرآن، فسموا به كما سموا بإبراهيم وداود وإسحاق وغيرهم من أسماء الأنبياء، على معنى التبرك.
وقد جعله النابغة أيضا «سليما» ضرورة، فقال:
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 503.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 237، وراجع: المهذب: للسيوطي، تحقيق: د. إبراهيم أبو سكين، ص 59. والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 13.
(3) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 308. وقارن ب: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 274، 275.
(4) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مََا تَتْلُوا الشَّيََاطِينُ عَلى ََ مُلْكِ سُلَيْمََانَ وَمََا كَفَرَ سُلَيْمََانُ وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا} [سورة البقرة، الآية: 102]. كما وردت في سورة النساء:
الآية: 163، والأنعام: 84، والأنبياء: 78، 79، 81، والنمل: 15، 16، 17، 18، 30، 36، 44، وسبأ: 12، وص: 30، 34.(1/235)
ويقول ابن قتيبة: والسلسبيل: اسم العين (1).
ويقول الجواليقي: و «سلسبيل» من قوله تعالى: {«عَيْناً فِيهََا تُسَمََّى سَلْسَبِيلًا»}. وهو اسم أعجمي نكرة، فلذلك انصرف. وقيل: هو اسم معرفة، إلا أنه أجري لأنه رأس آية (2).
نقول: وكلمة «سلسبيل» معربة من الفارسية. ففي قاموس الفارسية:
سلسبيل تعني: الماء العذب، الخمر الحسنة المذاق، اسم عين في الجنة (3)
سليمان (4):
يقول الجواليقي: و «سليمان» اسم النبي صلى الله عليه وسلم:
عبراني. وقد تكلمت به العرب في الجاهلية. قال المعري: ولا أعلم أنهم سمّوا به. قال النابغة:
إلّا سليمان إذ قال الإله له ... قم في البريّة فاحددها عن الفند
وإنما سمى الناس بهذا الاسم لما شاع الإسلام ونزل القرآن، فسموا به كما سموا بإبراهيم وداود وإسحاق وغيرهم من أسماء الأنبياء، على معنى التبرك.
وقد جعله النابغة أيضا «سليما» ضرورة، فقال:
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 503.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 237، وراجع: المهذب: للسيوطي، تحقيق: د. إبراهيم أبو سكين، ص 59. والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 13.
(3) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 308. وقارن ب: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 274، 275.
(4) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مََا تَتْلُوا الشَّيََاطِينُ عَلى ََ مُلْكِ سُلَيْمََانَ وَمََا كَفَرَ سُلَيْمََانُ وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا} [سورة البقرة، الآية: 102]. كما وردت في سورة النساء:
الآية: 163، والأنعام: 84، والأنبياء: 78، 79، 81، والنمل: 15، 16، 17، 18، 30، 36، 44، وسبأ: 12، وص: 30، 34.(1/235)
* ونسج سليم كلّ قضاء ذائل * (1)
وفي اللسان: قال أبو العباس: سليمان تصغير سلمان (2).
نقول: وهذه الكلمة معربة.
يقول جفري: وأصلها في العبرية: (شلومو)، وبالسريانية:
(شليمو، شليمون)، وباليونانية:
(سلومون). ويبدو أنها دخلت في العربية من اللغة السريانية (3).
سندس (4):
يقول ابن منظور: وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عمر رضي الله عنه بجبّة سندس، قال المفسرون في السندس: إنه رقيق الديباج ورفيعه، وفي تفسير الإستبرق: إنه غليظ الديباج ولم يختلفوا فيه. قال الليث: ولم يختلف أهل اللغة فيها أنهما معربان، وقيل: السندس ضرب من البرود (5).
ويقول ابن قتيبة: السندس: رقيق الديباج (6).
وفي شفاء الغليل: سندس: رقيق الديباج، معرب (7).
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 239، وهامشها.
(2) اللسان: مادة (سلم)، ص 2084.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 276، نقلا عن جفري.
(4) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيََاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [سورة الكهف، الآية: 31]. كما وردت في الدخان: 53، والإنسان: 21.
(5) اللسان: مادة (سندس)، ص 2116. وراجع: المعرب: للجواليقي، ص 225.
(6) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 267.
(7) شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل: للخفاجي، بتحقيق محمد عبد المنعم خفاجي ص 146، ط. المطبعة المنيرية سنة 1371هـ.(1/236)
* ونسج سليم كلّ قضاء ذائل * (1)
وفي اللسان: قال أبو العباس: سليمان تصغير سلمان (2).
نقول: وهذه الكلمة معربة.
يقول جفري: وأصلها في العبرية: (شلومو)، وبالسريانية:
(شليمو، شليمون)، وباليونانية:
(سلومون). ويبدو أنها دخلت في العربية من اللغة السريانية (3).
سندس (4):
يقول ابن منظور: وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عمر رضي الله عنه بجبّة سندس، قال المفسرون في السندس: إنه رقيق الديباج ورفيعه، وفي تفسير الإستبرق: إنه غليظ الديباج ولم يختلفوا فيه. قال الليث: ولم يختلف أهل اللغة فيها أنهما معربان، وقيل: السندس ضرب من البرود (5).
ويقول ابن قتيبة: السندس: رقيق الديباج (6).
وفي شفاء الغليل: سندس: رقيق الديباج، معرب (7).
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 239، وهامشها.
(2) اللسان: مادة (سلم)، ص 2084.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 276، نقلا عن جفري.
(4) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيََاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [سورة الكهف، الآية: 31]. كما وردت في الدخان: 53، والإنسان: 21.
(5) اللسان: مادة (سندس)، ص 2116. وراجع: المعرب: للجواليقي، ص 225.
(6) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 267.
(7) شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل: للخفاجي، بتحقيق محمد عبد المنعم خفاجي ص 146، ط. المطبعة المنيرية سنة 1371هـ.(1/236)
ويقول الزركشي: سندس: الرقيق من الستر، بالهندية (1).
ويقول السيوطي عن «السندس»: ذكر الثعالبي في فقه اللغة أنه فارسي.
وقال الليث رحمه الله: لم يختلف أهل اللغة والمفسرون في أنه معرب.
وقال شيدلة: هو بالهندية (2).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: سندس: معرب بالهندية أو الفارسية (3).
نقول: وهذه الكلمة يونانية، ومعناها: ديباج رقيق، نسيج من قطن أو كتاب رقيق جدا.
وعربت من هذا اللسان (4).
ويؤكد هذا جفري إذ يقول: يرى المستشرق أنه من:
(سندكس): باليونانية وهو حسب ما ذكر «سترايو» يطلق على ملابس نساء مفصلة من كتّان رقيق شفاف بلون اللحم (5).
يقول الدكتور السبحان معلقا: إن صح هذا القول فإنه عرّب بحذف الكاف، فأصبح (سندس) وحركة الدال في الأصل كسرة بتدوير الشفتين وهذه الحركة تبدل كسرة حينا وضمة حينا آخر. وهنا أبدلت ضمة وكذلك ضمت السين ليكون المعرب على وزن فعلل (6).
سنا (7):
يقول ابن منظور: سنت النار تسنو سناء: علا ضوؤها. والسنا، مقصور:
__________
(1) البرهان: للزركشي ص 228.
(2) المهذب: للسيوطي، تحقيق: د. أبو سكين. ص 60، 61وهامشها.
(3) الأصل والبيان: ص 13.
(4) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 260.
(5) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 256.
(6) المرجع السابق: ص 256.
(7) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يَكََادُ سَنََا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصََارِ} [سورة النور، الآية: 43].(1/237)
ويقول الزركشي: سندس: الرقيق من الستر، بالهندية (1).
ويقول السيوطي عن «السندس»: ذكر الثعالبي في فقه اللغة أنه فارسي.
وقال الليث رحمه الله: لم يختلف أهل اللغة والمفسرون في أنه معرب.
وقال شيدلة: هو بالهندية (2).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: سندس: معرب بالهندية أو الفارسية (3).
نقول: وهذه الكلمة يونانية، ومعناها: ديباج رقيق، نسيج من قطن أو كتاب رقيق جدا.
وعربت من هذا اللسان (4).
ويؤكد هذا جفري إذ يقول: يرى المستشرق أنه من:
(سندكس): باليونانية وهو حسب ما ذكر «سترايو» يطلق على ملابس نساء مفصلة من كتّان رقيق شفاف بلون اللحم (5).
يقول الدكتور السبحان معلقا: إن صح هذا القول فإنه عرّب بحذف الكاف، فأصبح (سندس) وحركة الدال في الأصل كسرة بتدوير الشفتين وهذه الحركة تبدل كسرة حينا وضمة حينا آخر. وهنا أبدلت ضمة وكذلك ضمت السين ليكون المعرب على وزن فعلل (6).
سنا (7):
يقول ابن منظور: سنت النار تسنو سناء: علا ضوؤها. والسنا، مقصور:
__________
(1) البرهان: للزركشي ص 228.
(2) المهذب: للسيوطي، تحقيق: د. أبو سكين. ص 60، 61وهامشها.
(3) الأصل والبيان: ص 13.
(4) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 260.
(5) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 256.
(6) المرجع السابق: ص 256.
(7) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يَكََادُ سَنََا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصََارِ} [سورة النور، الآية: 43].(1/237)
ضوء النار والبرق. وفي التهذيب: السنا، مقصور، حد منتهى ضوء البرق. وقد أسنى البرق إذا دخل سناه عليك بيتك، أو وقع على الأرض، أو طار في السحاب. قال أبو زيد: سنا البرق ضوؤه من غير أن ترى البرق، أو ترى مخرجه في موضعه، فإنما يكون السنا بالليل دون النهار، وربما كان في غير سحاب.
وفي الحديث: بشّر أمتي بالسناء، أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله.
وقد سنى يسني سناء أي ارتفع. وأما قراءة من قرأ: «يكاد سناء برقه»، ممدود، فليس السناء ممدودا لغة في السنا المقصور، ولكن إنما عنى به ارتفاع البرق وطلوعه صعودا كما قالوا: برق رافع (1).
يقول ابن قتيبة: سنا برقه: ضوؤه (2).
ويقول الجواليقي: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد بن العاص وكساها خميصة وجعل ينظر إلى عملها، ويقول: «سناه سناه يا أم خالد» (رواه البخاري) «وسناه» في كلام الحبشة: الحسن (3).
ويقول السيوطي: عن «سنا» عده الحافظ ابن حجر في نظمه ولم أقف عليه لغيره (4).
نقول: وهذه الكلمة حبشية الأصل، وأصلها في هذا اللسان:، وهي تعني: الحسن (5).
__________
(1) اللسان: مادة (سنا) ص 2129.
(2) تفسير غريب القرآن: ص 306. وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 95، ومسائل نافع بن الأزرق، ص 260، حيث سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن السنا، فأجاب: الضوء. وأنشد قول أبي سفيان بن الحارث:
يدعو إلى الحق لا يبغي به بدلا ... يجلو بضوء سناه داجي الظلم
(3) المعرب: للجواليقي، ص 250.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 61، 62.
(5) راجع:. 59.:.(1/238)
ضوء النار والبرق. وفي التهذيب: السنا، مقصور، حد منتهى ضوء البرق. وقد أسنى البرق إذا دخل سناه عليك بيتك، أو وقع على الأرض، أو طار في السحاب. قال أبو زيد: سنا البرق ضوؤه من غير أن ترى البرق، أو ترى مخرجه في موضعه، فإنما يكون السنا بالليل دون النهار، وربما كان في غير سحاب.
وفي الحديث: بشّر أمتي بالسناء، أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله.
وقد سنى يسني سناء أي ارتفع. وأما قراءة من قرأ: «يكاد سناء برقه»، ممدود، فليس السناء ممدودا لغة في السنا المقصور، ولكن إنما عنى به ارتفاع البرق وطلوعه صعودا كما قالوا: برق رافع (1).
يقول ابن قتيبة: سنا برقه: ضوؤه (2).
ويقول الجواليقي: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد بن العاص وكساها خميصة وجعل ينظر إلى عملها، ويقول: «سناه سناه يا أم خالد» (رواه البخاري) «وسناه» في كلام الحبشة: الحسن (3).
ويقول السيوطي: عن «سنا» عده الحافظ ابن حجر في نظمه ولم أقف عليه لغيره (4).
نقول: وهذه الكلمة حبشية الأصل، وأصلها في هذا اللسان:، وهي تعني: الحسن (5).
__________
(1) اللسان: مادة (سنا) ص 2129.
(2) تفسير غريب القرآن: ص 306. وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 95، ومسائل نافع بن الأزرق، ص 260، حيث سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن السنا، فأجاب: الضوء. وأنشد قول أبي سفيان بن الحارث:
يدعو إلى الحق لا يبغي به بدلا ... يجلو بضوء سناه داجي الظلم
(3) المعرب: للجواليقي، ص 250.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 61، 62.
(5) راجع:. 59.:.(1/238)
ويقرر ذلك المستشرق الألماني ت. نولدكه إذ يقول: وقال تعليقا على الجواليقي: إن بمعنى «جميل». على أن «سنا» أو «شنا» قد التقطها محمد صلى الله عليه وسلم. في مكان ما، غير أنها ليست بعربية (1).
سينين (2):
يقول ابن منظور وطور سنين، وسينا، وسيناء: جبل بالشام. قال الزجاج: إن سيناء وسيناء حجارة، وهو والله أعلم اسم المكان، فمن قرأ سيناء، على وزن صحراء، فإنها لا تنصرف ومن قرأ سيناء فهو على وزن علباء، إلا أنه اسم للبقعة فلا ينصرف. وليس في كلام العرب فعلاء بالكسر ممدود (3).
في الكشاف: «طور سيناء» و «طور سينين» لا يخلو إما أن يضاف فيه الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون، وإما أن يكون اسما للجبل مركبا من مضاف ومضاف إليه كامرئ القيس وكبعلبك فيمن أضاف، فمن كسر سين سيناء فقد منع الصرف للتعريف والعجمة أو للتأنيث لأنها بقعة وفعلاء لا يكون ألفه للتأنيث كعلباء وحرباء. ومن فتح فلم يصرف لأن الألف للتأنيث كصحراء (4).
يقول الجواليقي: و «سينين» الذي ذكره الله تعالى في قوله و «وطور سينين». قيل حسن. وقيل: مبارك. وقيل: هو الجبل الذي نادى الله منه موسى (5).
__________
(1) نفس المرجع والصفحة.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَطُورِ سِينِينَ} [سورة التين، الآية: 2]. كما وردت بلفظ «سيناء» في سورة المؤمنون، الآية: 20.
(3) اللسان: مادة (سين) ص 2173.
(4) الكشاف: للزمخشري، 3/ 29.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 246.(1/239)
ويقرر ذلك المستشرق الألماني ت. نولدكه إذ يقول: وقال تعليقا على الجواليقي: إن بمعنى «جميل». على أن «سنا» أو «شنا» قد التقطها محمد صلى الله عليه وسلم. في مكان ما، غير أنها ليست بعربية (1).
سينين (2):
يقول ابن منظور وطور سنين، وسينا، وسيناء: جبل بالشام. قال الزجاج: إن سيناء وسيناء حجارة، وهو والله أعلم اسم المكان، فمن قرأ سيناء، على وزن صحراء، فإنها لا تنصرف ومن قرأ سيناء فهو على وزن علباء، إلا أنه اسم للبقعة فلا ينصرف. وليس في كلام العرب فعلاء بالكسر ممدود (3).
في الكشاف: «طور سيناء» و «طور سينين» لا يخلو إما أن يضاف فيه الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون، وإما أن يكون اسما للجبل مركبا من مضاف ومضاف إليه كامرئ القيس وكبعلبك فيمن أضاف، فمن كسر سين سيناء فقد منع الصرف للتعريف والعجمة أو للتأنيث لأنها بقعة وفعلاء لا يكون ألفه للتأنيث كعلباء وحرباء. ومن فتح فلم يصرف لأن الألف للتأنيث كصحراء (4).
يقول الجواليقي: و «سينين» الذي ذكره الله تعالى في قوله و «وطور سينين». قيل حسن. وقيل: مبارك. وقيل: هو الجبل الذي نادى الله منه موسى (5).
__________
(1) نفس المرجع والصفحة.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَطُورِ سِينِينَ} [سورة التين، الآية: 2]. كما وردت بلفظ «سيناء» في سورة المؤمنون، الآية: 20.
(3) اللسان: مادة (سين) ص 2173.
(4) الكشاف: للزمخشري، 3/ 29.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 246.(1/239)
ويقول الزمخشري: وقرأ الأعمش «سينا» على القصر (1).
وفي البرهان: سينين: الحسن بالنبطية (2).
وفي الأصل والبيان: سينين: بالحبشية الحسن. وسينا: بالنبطية الحسن (3).
يقول السيوطي: قال ابن حاتم عن عكرمة قال: «سينين الحسن بلسان الحبشية. وقال ابن أبي حاتم: أنبأنا عبيد بن سليمان، قال سمعت الضحاك يقول في قوله: «من طور سينا» الطور الجبل بالنبطية وسينا حسنة بالنبطية (4).
نقول وكلمة «سينين» أعجمية، وهي بالعبرية (سيناي) ومنها باليونانية: (سينا)، ويبدو أن «سينا» من الصيغة اليونانية و «سيناء» بالمد من الصيغة العبرية بإبدال الياء همزة. و «سينين» أيضا من الصيغة العبرية بزيادة النون وكسر النون الأولى (5).
سيدها (6):
في اللسان: قال ابن عمر: والسيد يطلق على الربّ والمالك، والشريف والفاضل والكريم والحليم ومحتمل أذى قومه، والزوج والرئيس والمقدّم، وأصله من ساد يسود فهو سيود، فقلبت الواو ياء، لأجل الياء الساكنة قبلها ثم أدغمت (7).
يقول ابن قتيبة: وألفيا سيدها: وجداه (8)
__________
(1) الكشاف: للزمخشري، 3/ 29.
(2) البرهان: للزركشي، ص 288.
(3) الأصل والبيان: ص 14.
(4) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 61، 62، بتصرف.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 286، 287.
(6) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبََابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيََا سَيِّدَهََا لَدَى الْبََابِ} [سورة يوسف، الآية: 25].
(7) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سود) ص 2144.
(8) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 215.(1/240)
ويقول الزمخشري: وقرأ الأعمش «سينا» على القصر (1).
وفي البرهان: سينين: الحسن بالنبطية (2).
وفي الأصل والبيان: سينين: بالحبشية الحسن. وسينا: بالنبطية الحسن (3).
يقول السيوطي: قال ابن حاتم عن عكرمة قال: «سينين الحسن بلسان الحبشية. وقال ابن أبي حاتم: أنبأنا عبيد بن سليمان، قال سمعت الضحاك يقول في قوله: «من طور سينا» الطور الجبل بالنبطية وسينا حسنة بالنبطية (4).
نقول وكلمة «سينين» أعجمية، وهي بالعبرية (سيناي) ومنها باليونانية: (سينا)، ويبدو أن «سينا» من الصيغة اليونانية و «سيناء» بالمد من الصيغة العبرية بإبدال الياء همزة. و «سينين» أيضا من الصيغة العبرية بزيادة النون وكسر النون الأولى (5).
سيدها (6):
في اللسان: قال ابن عمر: والسيد يطلق على الربّ والمالك، والشريف والفاضل والكريم والحليم ومحتمل أذى قومه، والزوج والرئيس والمقدّم، وأصله من ساد يسود فهو سيود، فقلبت الواو ياء، لأجل الياء الساكنة قبلها ثم أدغمت (7).
يقول ابن قتيبة: وألفيا سيدها: وجداه (8)
__________
(1) الكشاف: للزمخشري، 3/ 29.
(2) البرهان: للزركشي، ص 288.
(3) الأصل والبيان: ص 14.
(4) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 61، 62، بتصرف.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 286، 287.
(6) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبََابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيََا سَيِّدَهََا لَدَى الْبََابِ} [سورة يوسف، الآية: 25].
(7) لسان العرب: لابن منظور، مادة (سود) ص 2144.
(8) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 215.(1/240)
وفي الكشاف: {«وَأَلْفَيََا سَيِّدَهََا»}. وصادفا بعلها، تقول المراة لبعلها:
سيدي (1).
وفي المهذب للسيوطي: قال الواسطي في قوله تعالى: {وَأَلْفَيََا سَيِّدَهََا لَدَى الْبََابِ} [يوسف: 25] أي زوجها (بلسان القبط). قال أبو عمرو: لا أعرفها في لغة العرب (2).
يقول الشيخ حمزة فتح الله: سيدها بالقبطية: زوجها (3).
ويقول الأستاذ محمد سعد معلقا على كلام الشيخ: كانت المرأة إذ ذاك تقول لزوجها سيدي، ولذا لم يقل سيدهما (4).
وهذا مما يقرب في ظني أن الكلمة قبطية، نظرا لأن الحادثة حدثت في مصر، موطن اللغة القبطية، فحكى القرآن الموقف كما حدث، بلسان قومه وسبحان من هذا كلامه!
(حرف الشين)
شطر (5):
في اللسان: وشطر الشيء: ناحيته، وشطر كل شيء: نحوه وقصده.
وقصدت شطره أي نحوه. وفي التنزيل العزيز: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} [البقرة: 144]، ولا فعل له. قال الفراء: يريد نحوه وتلقاءه. ومثله في
__________
(1) الكشاف: للزمخشري، 2/ 313بتصرف يسير.
(2) المهذب للسيوطي: تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 61وهامشها، وانظر: الإتقان للسيوطي، 1/ 182، ط 4مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ.
(3) الأصل والبيان، ص 12.
(4) المرجع السابق: هامش ص 12.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {قَدْ نَرى ََ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمََاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضََاهََا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} [سورة البقرة، الآية: 144]. كما وردت في الآية: 149، 150، من نفس السورة. ووردت بلفظ «شطره» في الآية: 144، 150من نفس السورة أيضا.(1/241)
وفي الكشاف: {«وَأَلْفَيََا سَيِّدَهََا»}. وصادفا بعلها، تقول المراة لبعلها:
سيدي (1).
وفي المهذب للسيوطي: قال الواسطي في قوله تعالى: {وَأَلْفَيََا سَيِّدَهََا لَدَى الْبََابِ} [يوسف: 25] أي زوجها (بلسان القبط). قال أبو عمرو: لا أعرفها في لغة العرب (2).
يقول الشيخ حمزة فتح الله: سيدها بالقبطية: زوجها (3).
ويقول الأستاذ محمد سعد معلقا على كلام الشيخ: كانت المرأة إذ ذاك تقول لزوجها سيدي، ولذا لم يقل سيدهما (4).
وهذا مما يقرب في ظني أن الكلمة قبطية، نظرا لأن الحادثة حدثت في مصر، موطن اللغة القبطية، فحكى القرآن الموقف كما حدث، بلسان قومه وسبحان من هذا كلامه!
(حرف الشين)
شطر (5):
في اللسان: وشطر الشيء: ناحيته، وشطر كل شيء: نحوه وقصده.
وقصدت شطره أي نحوه. وفي التنزيل العزيز: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} [البقرة: 144]، ولا فعل له. قال الفراء: يريد نحوه وتلقاءه. ومثله في
__________
(1) الكشاف: للزمخشري، 2/ 313بتصرف يسير.
(2) المهذب للسيوطي: تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 61وهامشها، وانظر: الإتقان للسيوطي، 1/ 182، ط 4مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ.
(3) الأصل والبيان، ص 12.
(4) المرجع السابق: هامش ص 12.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {قَدْ نَرى ََ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمََاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضََاهََا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} [سورة البقرة، الآية: 144]. كما وردت في الآية: 149، 150، من نفس السورة. ووردت بلفظ «شطره» في الآية: 144، 150من نفس السورة أيضا.(1/241)
الكلام: ولّ وجهك شطره وتجاهه. وقال أبو إسحاق: الشطر النحو، لا اختلاف بين أهل اللغة فيه. قال: ونصب قوله عز وجل: {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} على الظرف. وقال أبو إسحاق: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستقبل البيت حيث كان (1).
يقول الزمخشري: وقصد شطره: نحوه (2).
وفي تفسير غريب القرآن: «شطر المسجد الحرام»: نحوه وقصده (3).
وفي معجم غريب القرآن: شطره: تلقاءه (4).
يقول السيوطي: قال ابن أبي حاتم حدثنا وهب عن داود عن رفيع في قوله «شطر المسجد الحرام» قال: تلقاءه بلسان الحبشة (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: شطر: بالحبشية تلقاء (6). إلا أنه في قاموس الفارسية: شطر: جزء، قطعه، نصف الشيء (7).
غير أنني أميل إلى قول السيوطي ومن وافقه لتمشيه والمفهوم من السياق القرآني، والله أعلم بمراده.
شهر (8):
يقول ابن منظور: والشهر: القمر، سمي بذلك لشهرته وظهوره وقيل:
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (شطر)، ص 2263.
(2) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (شطر)، ص 235.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 65.
(4) معجم غريب القرآن: 104.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. أبو سكين، ص 62.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 14.
(7) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 414.
(8) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضََانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنََّاسِ وَبَيِّنََاتٍ مِنَ الْهُدى ََ وَالْفُرْقََانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كََانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى ََ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيََّامٍ أُخَرَ} [سورة البقرة، الآية: 185]. كما وردت في الآية 194، 217من نفس السورة.
كما وردت في المائدة: 2، و 97، وسبأ: 12، والقدر: 3.(1/242)
الكلام: ولّ وجهك شطره وتجاهه. وقال أبو إسحاق: الشطر النحو، لا اختلاف بين أهل اللغة فيه. قال: ونصب قوله عز وجل: {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} على الظرف. وقال أبو إسحاق: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستقبل البيت حيث كان (1).
يقول الزمخشري: وقصد شطره: نحوه (2).
وفي تفسير غريب القرآن: «شطر المسجد الحرام»: نحوه وقصده (3).
وفي معجم غريب القرآن: شطره: تلقاءه (4).
يقول السيوطي: قال ابن أبي حاتم حدثنا وهب عن داود عن رفيع في قوله «شطر المسجد الحرام» قال: تلقاءه بلسان الحبشة (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: شطر: بالحبشية تلقاء (6). إلا أنه في قاموس الفارسية: شطر: جزء، قطعه، نصف الشيء (7).
غير أنني أميل إلى قول السيوطي ومن وافقه لتمشيه والمفهوم من السياق القرآني، والله أعلم بمراده.
شهر (8):
يقول ابن منظور: والشهر: القمر، سمي بذلك لشهرته وظهوره وقيل:
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (شطر)، ص 2263.
(2) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (شطر)، ص 235.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 65.
(4) معجم غريب القرآن: 104.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. أبو سكين، ص 62.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 14.
(7) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 414.
(8) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضََانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنََّاسِ وَبَيِّنََاتٍ مِنَ الْهُدى ََ وَالْفُرْقََانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كََانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى ََ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيََّامٍ أُخَرَ} [سورة البقرة، الآية: 185]. كما وردت في الآية 194، 217من نفس السورة.
كما وردت في المائدة: 2، و 97، وسبأ: 12، والقدر: 3.(1/242)
إذا ظهر وقارب الكمال. الليث: الشهر والأشهر عدد، والشهور جماعة. ابن سيده: والشهر العدد المعروف من الأيام، سمّي بذلك لأنه يشهر بالقمر، وفيه علامة ابتدائه وانتهائه، وقال الزجاج: سمي الشهر شهرا لشهرته وبيانه. وقال أبو العباس: إنما سمي شهرا لشهرته، وذلك أن الناس يشهرون دخوله وخروجه (1).
ويقول الجواليقي: فأما «الشهر» فقال بعض أهل اللغة: أصله بالسريانية «سهر» فعرّب (2).
ويشير العنيسي: إلى أن «شهر»: آرامي: شهرا، ومعناه القمر وأيامه (3).
وفي القاموس الفارسي: «شهر»: وتعني شهر، هلال، قمر، شهر قمري (4).
ويرى رفائيل نخلة اليسوعي: أن «شهر» كلمة آرامية من، وتعني:
القمر، شهر قمري (5).
وفي القاموس السرياني: شهر مأخوذة من «سهرا»: بمعنى قمر، وترد «سهرايا» بمعنى: قمريّ، و «سهرانا» بمعنى: هلال وأهلة (6) على أنه ينبغي أن يعلم أن الشين العربية يقابلها السين السريانية ومن ثم، فالشهر كلمة سريانية.
شيطان (7):
يقول الرازي: الشطن بفتحتين: الحبل. وقال الخليل: هو الحبل
__________
(1) لسان العرب لابن منظور، مادة (شهر)، ص 2351.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 255.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 42.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 426.
(5) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 191.
(6) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 221.
(7) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مََا تَتْلُوا الشَّيََاطِينُ} الآية [سورة البقرة، الآية:
102]. كما وردت (67) مرة أخرى في مواطن متفرقة من القرآن.(1/243)
إذا ظهر وقارب الكمال. الليث: الشهر والأشهر عدد، والشهور جماعة. ابن سيده: والشهر العدد المعروف من الأيام، سمّي بذلك لأنه يشهر بالقمر، وفيه علامة ابتدائه وانتهائه، وقال الزجاج: سمي الشهر شهرا لشهرته وبيانه. وقال أبو العباس: إنما سمي شهرا لشهرته، وذلك أن الناس يشهرون دخوله وخروجه (1).
ويقول الجواليقي: فأما «الشهر» فقال بعض أهل اللغة: أصله بالسريانية «سهر» فعرّب (2).
ويشير العنيسي: إلى أن «شهر»: آرامي: شهرا، ومعناه القمر وأيامه (3).
وفي القاموس الفارسي: «شهر»: وتعني شهر، هلال، قمر، شهر قمري (4).
ويرى رفائيل نخلة اليسوعي: أن «شهر» كلمة آرامية من، وتعني:
القمر، شهر قمري (5).
وفي القاموس السرياني: شهر مأخوذة من «سهرا»: بمعنى قمر، وترد «سهرايا» بمعنى: قمريّ، و «سهرانا» بمعنى: هلال وأهلة (6) على أنه ينبغي أن يعلم أن الشين العربية يقابلها السين السريانية ومن ثم، فالشهر كلمة سريانية.
شيطان (7):
يقول الرازي: الشطن بفتحتين: الحبل. وقال الخليل: هو الحبل
__________
(1) لسان العرب لابن منظور، مادة (شهر)، ص 2351.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 255.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 42.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 426.
(5) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 191.
(6) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 221.
(7) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مََا تَتْلُوا الشَّيََاطِينُ} الآية [سورة البقرة، الآية:
102]. كما وردت (67) مرة أخرى في مواطن متفرقة من القرآن.(1/243)
الطويل، وجمعه أشطان. والشيطان معروف. وكل عات متمرد من الإنس والجن والدواب شيطان. والعرب تسمي الحية شيطانا. وقوله تعالى: {طَلْعُهََا كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّيََاطِينِ} «قال الفراء: فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه شبه طلعها في قبحه رءوس الشياطين لأنها موصوفة بالقبح، الثاني: أن العرب تسمي بعض الحيات شيطانا وهو ذو عرف قبيح الوجه، الثالث: قيل إنه نبت قبيح يسمى رءوس الشياطين. والشيطان نون أصلية. وقيل: إنها زائدة. فإن جعلته فيعالا من قولهم تشيطن الرجل صرفته، وإن جعلته تشيط لم تصرفه لأنه فعلان (1).
نقول: وهذه الكلمة أعجمية، ولكن اختلف علماء اللغة في أصلها:
ففي قاموس الفارسية: شيطان: شيطان، متمرد غير مطيع (2).
ويرى العنيسي أنها عبرية، وأصلها في هذا اللسان: «ساطان»:
، ومعناه: خصم وعدو (3).
غير أن المستشرق الألماني ت. نولدكه يرى أنها حبشية، فيقول: وكلمة () الحبشية تتفق تماما مع كلمة شيطان العربية، وقد أصبحت عربية قبل محمد (صلى الله عليه وسلم) بزمن طويل، إلا أن محمدا قد أعطى بدوره للكلمة معناها الخاص (4).
إلا أن برجشتراسر: يرى أن هذا النوع مهم من أنواع استعارة الكلمات، وهو استعارة المعنى دون اللفظ. فيقول: وقد يكون لهذا نظير بين الحبشية والعربية. ومثاله: (الشيطان)، فقد كان العرب يطلقونه على جنس من الجن، ثم خصوا الكلمة بإبليس، تابعين في ذلك اسمه الحبشي، وهو (5).
__________
(1) مختار الصحاح: للرازي، مادة (شطن)، ص 502. وراجع: أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (شطن)، ص 235.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 429.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 43.
(4) راجع:. 47.:.
(5) التطور النحوي للغة العربية: ص 226بتصرف.(1/244)
الطويل، وجمعه أشطان. والشيطان معروف. وكل عات متمرد من الإنس والجن والدواب شيطان. والعرب تسمي الحية شيطانا. وقوله تعالى: {طَلْعُهََا كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّيََاطِينِ} «قال الفراء: فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه شبه طلعها في قبحه رءوس الشياطين لأنها موصوفة بالقبح، الثاني: أن العرب تسمي بعض الحيات شيطانا وهو ذو عرف قبيح الوجه، الثالث: قيل إنه نبت قبيح يسمى رءوس الشياطين. والشيطان نون أصلية. وقيل: إنها زائدة. فإن جعلته فيعالا من قولهم تشيطن الرجل صرفته، وإن جعلته تشيط لم تصرفه لأنه فعلان (1).
نقول: وهذه الكلمة أعجمية، ولكن اختلف علماء اللغة في أصلها:
ففي قاموس الفارسية: شيطان: شيطان، متمرد غير مطيع (2).
ويرى العنيسي أنها عبرية، وأصلها في هذا اللسان: «ساطان»:
، ومعناه: خصم وعدو (3).
غير أن المستشرق الألماني ت. نولدكه يرى أنها حبشية، فيقول: وكلمة () الحبشية تتفق تماما مع كلمة شيطان العربية، وقد أصبحت عربية قبل محمد (صلى الله عليه وسلم) بزمن طويل، إلا أن محمدا قد أعطى بدوره للكلمة معناها الخاص (4).
إلا أن برجشتراسر: يرى أن هذا النوع مهم من أنواع استعارة الكلمات، وهو استعارة المعنى دون اللفظ. فيقول: وقد يكون لهذا نظير بين الحبشية والعربية. ومثاله: (الشيطان)، فقد كان العرب يطلقونه على جنس من الجن، ثم خصوا الكلمة بإبليس، تابعين في ذلك اسمه الحبشي، وهو (5).
__________
(1) مختار الصحاح: للرازي، مادة (شطن)، ص 502. وراجع: أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (شطن)، ص 235.
(2) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 429.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 43.
(4) راجع:. 47.:.
(5) التطور النحوي للغة العربية: ص 226بتصرف.(1/244)
ونحن نميل إلى الرأي الأخير وبذلك فإن كلمة «شيطان» أعجمية المعنى دون اللفظ حيث إنها في الأصل عربية، وكانت تطلق على الجن والعفاريت والحيات، غير أن معناها قد تطور في الإسلام وأصبح يطلق على إبليس، وقد وافق هذا التطور الدلالي مفهوم لفظ الكلمة في اللغة الحبشية!
(حرف الصاد)
صرهن (1):
يقول ابن منظور: والصّير: شق الباب. وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم: من نظر من صير باب ففقئت عينه فهي هدر. الصير الشق. قال أبو عبيد: لم يسمع هذا الحرف إلا في الحديث. وصير الباب: خرقه
والصير: السمكات المملوحة التي تعمل منها الصّحناة. قال ابن دريد: أحسبه سريانيا وصرت الشيء: قطعته. وصار وجهه يصيره: أقبل به وفي قراءة عبد الله بن مسعود وأبي جعفر المدني: «فصرهن إليك»، بالكسر، أي قطّعهن وشققهن، وقيل: وجّههن. قال الفراء: ضمت العامة الصاد، وكان أصحاب عبد الله يكسرونها وهما لغتان، فأما الضم فكثير، وأما الكسر ففي هذيل وسليم (2).
يقول ابن قتيبة: «فصرهن إليك»: أي فضمهن إليك: يقال: صرت الشيء فانصار، أي: أملته فمال. وفيه لغة أخرى: «صرته» بكسر الصاد (3).
ويقول السيوطي: قال ابن جرير: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
«فصرهن»، قال هي بالنبطية «فشققهن». وقال ابن المنذر: حدثني عبد الصمد
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَإِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ََ قََالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قََالَ بَلى ََ وَلََكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قََالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى ََ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ} [سورة البقرة، الآية: 26].
(2) اللسان: مادة (صير)، ص 2536بتصرف يسير.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 96.(1/245)
ونحن نميل إلى الرأي الأخير وبذلك فإن كلمة «شيطان» أعجمية المعنى دون اللفظ حيث إنها في الأصل عربية، وكانت تطلق على الجن والعفاريت والحيات، غير أن معناها قد تطور في الإسلام وأصبح يطلق على إبليس، وقد وافق هذا التطور الدلالي مفهوم لفظ الكلمة في اللغة الحبشية!
(حرف الصاد)
صرهن (1):
يقول ابن منظور: والصّير: شق الباب. وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم: من نظر من صير باب ففقئت عينه فهي هدر. الصير الشق. قال أبو عبيد: لم يسمع هذا الحرف إلا في الحديث. وصير الباب: خرقه
والصير: السمكات المملوحة التي تعمل منها الصّحناة. قال ابن دريد: أحسبه سريانيا وصرت الشيء: قطعته. وصار وجهه يصيره: أقبل به وفي قراءة عبد الله بن مسعود وأبي جعفر المدني: «فصرهن إليك»، بالكسر، أي قطّعهن وشققهن، وقيل: وجّههن. قال الفراء: ضمت العامة الصاد، وكان أصحاب عبد الله يكسرونها وهما لغتان، فأما الضم فكثير، وأما الكسر ففي هذيل وسليم (2).
يقول ابن قتيبة: «فصرهن إليك»: أي فضمهن إليك: يقال: صرت الشيء فانصار، أي: أملته فمال. وفيه لغة أخرى: «صرته» بكسر الصاد (3).
ويقول السيوطي: قال ابن جرير: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
«فصرهن»، قال هي بالنبطية «فشققهن». وقال ابن المنذر: حدثني عبد الصمد
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَإِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ََ قََالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قََالَ بَلى ََ وَلََكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قََالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى ََ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ} [سورة البقرة، الآية: 26].
(2) اللسان: مادة (صير)، ص 2536بتصرف يسير.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 96.(1/245)
سمعت وهبا يقول: «ما من اللغة شيء إلا منها في القرآن شيء، قيل وما فيه من الرومية. قال فصرهن يقول قطعهن» (1).
ويرى رفائيل نخلة اليسوعي: أن «صرهن» كلمة آرامية الأصل، حيث وجود الفعل (صرى): بمعنى: قطع. وصير بالكسر، وتعني شق الباب أ. هـ. (2).
غير أنني رجعت إلى أد. عبد الله المسلمي أستاذ ورئيس قسم اللاتينية واليونانية بكلية الآداب بجامعة عين شمس فقال لي: إنها يونانية، مأخوذة من، ومعناها في هذا اللسان: يمزق لحم الجسم، بعضّ الشفتين غيظا.
إلا أنني أميل إلى كون «صرهن» آرامية، لقربها في هذا اللسان من العربية في اللفظ والمعنى.
صراط (3):
في اللسان: قال الأزهري: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي {«اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ»}، بالصاد، وقرأ يعقوب بالسين، قال: وأصل صاده سين قلبت مع الطاء صادا، لقرب مخارجها. وقال الجوهري: الصراط والسراط والزراط: الطريق، قال الشاعر:
أكرّ على الحروريّين مهري ... وأحملهم على وضح الصّراط (4)
يقول الزمخشري: ومن المجاز: سيف سراط (5).
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 63، 64. وراجع: الأصل والبيان: ص 15.
(2) غرائب اللغة العربية. ص 192، 193.
(3) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [سورة الفاتحة، الآية: 6] كما وردت في القرآن الكريم (37) مرة أخرى.
(4) اللسان: مادة (صرط)، ص 2432.
(5) أساس البلاغة: للزمخشري مادة (سراط) ص 208.(1/246)
سمعت وهبا يقول: «ما من اللغة شيء إلا منها في القرآن شيء، قيل وما فيه من الرومية. قال فصرهن يقول قطعهن» (1).
ويرى رفائيل نخلة اليسوعي: أن «صرهن» كلمة آرامية الأصل، حيث وجود الفعل (صرى): بمعنى: قطع. وصير بالكسر، وتعني شق الباب أ. هـ. (2).
غير أنني رجعت إلى أد. عبد الله المسلمي أستاذ ورئيس قسم اللاتينية واليونانية بكلية الآداب بجامعة عين شمس فقال لي: إنها يونانية، مأخوذة من، ومعناها في هذا اللسان: يمزق لحم الجسم، بعضّ الشفتين غيظا.
إلا أنني أميل إلى كون «صرهن» آرامية، لقربها في هذا اللسان من العربية في اللفظ والمعنى.
صراط (3):
في اللسان: قال الأزهري: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي {«اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ»}، بالصاد، وقرأ يعقوب بالسين، قال: وأصل صاده سين قلبت مع الطاء صادا، لقرب مخارجها. وقال الجوهري: الصراط والسراط والزراط: الطريق، قال الشاعر:
أكرّ على الحروريّين مهري ... وأحملهم على وضح الصّراط (4)
يقول الزمخشري: ومن المجاز: سيف سراط (5).
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 63، 64. وراجع: الأصل والبيان: ص 15.
(2) غرائب اللغة العربية. ص 192، 193.
(3) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [سورة الفاتحة، الآية: 6] كما وردت في القرآن الكريم (37) مرة أخرى.
(4) اللسان: مادة (صرط)، ص 2432.
(5) أساس البلاغة: للزمخشري مادة (سراط) ص 208.(1/246)
وفي تفسير غريب القرآن: الصراط: الطريق، ومثله: و «أنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل» (1).
يقول السيوطي: عن «الصراط» حكى النقاش وابن الجوزي: أنه الطريق بلغة الروم (2).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: صراط بالرومية: الطريق (3).
غير أن طوبيا العنيسي يرى أن: سراط وصراط وزراط: لا تبنى، ومعناه طريق مبلطة (4). ويوافقه الرأي رفائيل نخلة اليسوعي (5).
نقول: وكلمة «صراط» لاتينية حقا كما قال العنيسي، ومن وافقه، وأصلها في هذا اللسان:،،، ومعناها يمد، يمتد، ينظم. ومنه: الطريق الواضح، والطريق الممتد (6).
غير أن برجشتراسر يرى: أن «صراط» اللاتينية دخلت في اللغة اليونانية، ثم الآرامية، ومنها عربت الكلمة (7). وإلى هذا الرأي نميل.
صلوات (8):
في اللسان: الصلاة: الركوع والسجود، والجمع صلوات. وصلوات
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 38.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 63.
(3) الأصل والبيان: ص 15.
(4) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 34.
(5) غرائب اللغة العربية: ص 278.
(6) لقد رجعت في هذا التأصيل إلى أد. عبد الله المسلمي أستاذ ورئيس قسم اللاتينية بآداب عين شمس فأجاب بما أثبت.
(7) التطور النحوي للغة العربية: ص 228.
وراجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، هامش ص 35.
(8) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَلَوْلََا دَفْعُ اللََّهِ النََّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوََامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوََاتٌ وَمَسََاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللََّهِ كَثِيراً} [سورة الحج: الآية: 40].(1/247)
وفي تفسير غريب القرآن: الصراط: الطريق، ومثله: و «أنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل» (1).
يقول السيوطي: عن «الصراط» حكى النقاش وابن الجوزي: أنه الطريق بلغة الروم (2).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: صراط بالرومية: الطريق (3).
غير أن طوبيا العنيسي يرى أن: سراط وصراط وزراط: لا تبنى، ومعناه طريق مبلطة (4). ويوافقه الرأي رفائيل نخلة اليسوعي (5).
نقول: وكلمة «صراط» لاتينية حقا كما قال العنيسي، ومن وافقه، وأصلها في هذا اللسان:،،، ومعناها يمد، يمتد، ينظم. ومنه: الطريق الواضح، والطريق الممتد (6).
غير أن برجشتراسر يرى: أن «صراط» اللاتينية دخلت في اللغة اليونانية، ثم الآرامية، ومنها عربت الكلمة (7). وإلى هذا الرأي نميل.
صلوات (8):
في اللسان: الصلاة: الركوع والسجود، والجمع صلوات. وصلوات
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 38.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 63.
(3) الأصل والبيان: ص 15.
(4) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 34.
(5) غرائب اللغة العربية: ص 278.
(6) لقد رجعت في هذا التأصيل إلى أد. عبد الله المسلمي أستاذ ورئيس قسم اللاتينية بآداب عين شمس فأجاب بما أثبت.
(7) التطور النحوي للغة العربية: ص 228.
وراجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، هامش ص 35.
(8) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَلَوْلََا دَفْعُ اللََّهِ النََّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوََامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوََاتٌ وَمَسََاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللََّهِ كَثِيراً} [سورة الحج: الآية: 40].(1/247)
اليهود: كنائسهم. وفي التنزيل: «لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد»، قال ابن عباس: هي كنائس اليهود أي مواضع الصلوات، وأصلها بالعبرانية:
صلوتا (1).
يقول ابن قتيبة: «لهدمت صوامع»: للصابئين. و «بيع» للنصارى «وصلوات»: يريد بيوت صلوات، يعني كنائس اليهود (2).
قال الزمخشري: وسميت الكنيسة صلاة لأنه يصلى فيها، وقيل هي كلمة معربة أصلها بالعبرانية صلوتا (3).
ويرى الخفاجي: أنها عبرية حيث يقول: «صلوات» كنائس اليهود وهي بالعبرانية (صلوتا) وهي لليهود (4).
غير أنني لم أعثر على هذه الكلمة في المعجم العبري للعهد القديم (5).
وعلى أنني أرى أنها كلمة سريانية، ففي القاموس السرياني العربي: توجد صلوتا: وصلوّاتا: بمعنى صلاة. ومنها بيت صلوتا: وتعني: المعبد، الكنيسة، الهيكل (6).
ويوافقني الرأي الدكتور عبد الرحيم السبحان حيث يقول عن هذه الكلمة: إن كانت معربة فهي من السريانية: (بيت صلوتا) أي بيت الصلاة، ويطلق على المعبد (7).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (صلا)، ص 24912489.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 293.
(3) الكشاف: للزمخشري، 3/ 16، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(4) شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل: للخفاجي، ص 169.
(5) راجع: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك).
(6) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 302.
(7) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 311.(1/248)
اليهود: كنائسهم. وفي التنزيل: «لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد»، قال ابن عباس: هي كنائس اليهود أي مواضع الصلوات، وأصلها بالعبرانية:
صلوتا (1).
يقول ابن قتيبة: «لهدمت صوامع»: للصابئين. و «بيع» للنصارى «وصلوات»: يريد بيوت صلوات، يعني كنائس اليهود (2).
قال الزمخشري: وسميت الكنيسة صلاة لأنه يصلى فيها، وقيل هي كلمة معربة أصلها بالعبرانية صلوتا (3).
ويرى الخفاجي: أنها عبرية حيث يقول: «صلوات» كنائس اليهود وهي بالعبرانية (صلوتا) وهي لليهود (4).
غير أنني لم أعثر على هذه الكلمة في المعجم العبري للعهد القديم (5).
وعلى أنني أرى أنها كلمة سريانية، ففي القاموس السرياني العربي: توجد صلوتا: وصلوّاتا: بمعنى صلاة. ومنها بيت صلوتا: وتعني: المعبد، الكنيسة، الهيكل (6).
ويوافقني الرأي الدكتور عبد الرحيم السبحان حيث يقول عن هذه الكلمة: إن كانت معربة فهي من السريانية: (بيت صلوتا) أي بيت الصلاة، ويطلق على المعبد (7).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (صلا)، ص 24912489.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 293.
(3) الكشاف: للزمخشري، 3/ 16، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(4) شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل: للخفاجي، ص 169.
(5) راجع: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك).
(6) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 302.
(7) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 311.(1/248)
(حرف الطاء)
طفقا (1):
يقول ابن منظور: طفق طفقا: لزم. وطفق يفعل كذا يطفق طفقا: جعل يفعل وأخذ. وفي التنزيل: «وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة». قال الليث: طفق بمعنى علق يفعل كذا، وهو يجمع ظل وبات، قال: ولغة رديئة طفق قال أبو سعيد: الأعراب يقولون: طفق فلان بما أراد، أي ظفر، وأطفقه الله به إطفاقا إذا أظفره الله به، ولئن أطفقني الله بفلان لأفعلن به (2).
ويقول ابن قتيبة في تفسيره: وطفقا: أي جعلا وأقبلا. يقال: طفقت أفعل كذا (3).
وفي البرهان: طفقا: أي قصدا بالرومية (4).
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: طفقا قصدا بالرومية (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: طفقا بالرومية قصدا (6).
أقول: وأرى أن هذه الكلمة عربية أصيلة حيث وجود مادتها في اللسان العربي مع كثير من تصاريفها. فضلا عن أنني رجعت إلى أ. د عبد الله المسلمي أستاذ ورئيس قسم اللاتينية واليونانية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، فأكّد لي عدم روميتها.
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {فَدَلََّاهُمََا بِغُرُورٍ فَلَمََّا ذََاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمََا سَوْآتُهُمََا وَطَفِقََا يَخْصِفََانِ عَلَيْهِمََا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [سورة الأعراف، الآية: 22].
كما وردت في سورة طه، الآية: 121. ووردت بلفظ «طفق» في سورة ص، الآية: 33.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (طفق)، ص 2681.
وراجع: أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ط ف ق)، ص 281.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 166.
(4) البرهان: للزركشي، ص 288.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 69.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق محمد سعد ص 15وهامشها.(1/249)
(حرف الطاء)
طفقا (1):
يقول ابن منظور: طفق طفقا: لزم. وطفق يفعل كذا يطفق طفقا: جعل يفعل وأخذ. وفي التنزيل: «وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة». قال الليث: طفق بمعنى علق يفعل كذا، وهو يجمع ظل وبات، قال: ولغة رديئة طفق قال أبو سعيد: الأعراب يقولون: طفق فلان بما أراد، أي ظفر، وأطفقه الله به إطفاقا إذا أظفره الله به، ولئن أطفقني الله بفلان لأفعلن به (2).
ويقول ابن قتيبة في تفسيره: وطفقا: أي جعلا وأقبلا. يقال: طفقت أفعل كذا (3).
وفي البرهان: طفقا: أي قصدا بالرومية (4).
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: طفقا قصدا بالرومية (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: طفقا بالرومية قصدا (6).
أقول: وأرى أن هذه الكلمة عربية أصيلة حيث وجود مادتها في اللسان العربي مع كثير من تصاريفها. فضلا عن أنني رجعت إلى أ. د عبد الله المسلمي أستاذ ورئيس قسم اللاتينية واليونانية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، فأكّد لي عدم روميتها.
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {فَدَلََّاهُمََا بِغُرُورٍ فَلَمََّا ذََاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمََا سَوْآتُهُمََا وَطَفِقََا يَخْصِفََانِ عَلَيْهِمََا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [سورة الأعراف، الآية: 22].
كما وردت في سورة طه، الآية: 121. ووردت بلفظ «طفق» في سورة ص، الآية: 33.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (طفق)، ص 2681.
وراجع: أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ط ف ق)، ص 281.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 166.
(4) البرهان: للزركشي، ص 288.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 69.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق محمد سعد ص 15وهامشها.(1/249)
طه (1):
في اللسان: فرس طهطاه: فتيّ مطهّم، وقيل: فتيّ رائع. قال الليث في تفسير طه مجزومة: إنها بالحبشية يا رجل، قال: ومن قرأ طه فحرفان، قال:
وبلغنا أن موسى لما سمع كلامه الرب عز وجل استفزه الخوف حتى قام على أصابع قدميه خوفا، فقال الله عز وجل طه أي اطمئن. قال الفراء: طه حرف هجاء. قال: وجاء في التفسير طه يا رجل يا إنسان قال: وحدّث قيس عن عاصم عن زر قال: قرأ رجل على ابن مسعود طه، فقال له عبد الله: طه فقال الرجل: أليس أمر أن يطأ قدمه؟ فقال له عبد الله: هكذا أقرأنيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال الفراء: وكان بعض القراء يقطعها ط هـ، وروى الأزهري عن أبي حاتم قال: طه افتتاح سورة، ثم استقبل الكلام فخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»، وقال قتادة:
طه بالسريانية: يا رجل. وقال سعيد بن جبير وعكرمة: هي بالنبطية يا رجل، وروي ذلك عن ابن عباس (2).
يقول الزركشي: طه: أي طأ يا رجل بالعبرانية (3).
ويقول السيوطي (4): قال الحاكم في المستدرك: أخبرني محمد بن إسحاق سمعت عكرمة يذكر عن ابن عباس في قوله تعالى: طه قال: هو كقولك يا محمد بلسان الحبشي. وقال ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا وكيع عن عكرمة قال طه بالحبشية: يا رجل وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى {طه} [سورة طه، الآية: 1].
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (طهطه)، ص 2713، 2714.
(3) البرهان: للزركشي، ص 288.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 67، 68بتصرف.
وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 123. والأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، بتعليق محمد سعد، ص 15وهامشها.(1/250)
طه (1):
في اللسان: فرس طهطاه: فتيّ مطهّم، وقيل: فتيّ رائع. قال الليث في تفسير طه مجزومة: إنها بالحبشية يا رجل، قال: ومن قرأ طه فحرفان، قال:
وبلغنا أن موسى لما سمع كلامه الرب عز وجل استفزه الخوف حتى قام على أصابع قدميه خوفا، فقال الله عز وجل طه أي اطمئن. قال الفراء: طه حرف هجاء. قال: وجاء في التفسير طه يا رجل يا إنسان قال: وحدّث قيس عن عاصم عن زر قال: قرأ رجل على ابن مسعود طه، فقال له عبد الله: طه فقال الرجل: أليس أمر أن يطأ قدمه؟ فقال له عبد الله: هكذا أقرأنيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال الفراء: وكان بعض القراء يقطعها ط هـ، وروى الأزهري عن أبي حاتم قال: طه افتتاح سورة، ثم استقبل الكلام فخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»، وقال قتادة:
طه بالسريانية: يا رجل. وقال سعيد بن جبير وعكرمة: هي بالنبطية يا رجل، وروي ذلك عن ابن عباس (2).
يقول الزركشي: طه: أي طأ يا رجل بالعبرانية (3).
ويقول السيوطي (4): قال الحاكم في المستدرك: أخبرني محمد بن إسحاق سمعت عكرمة يذكر عن ابن عباس في قوله تعالى: طه قال: هو كقولك يا محمد بلسان الحبشي. وقال ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا وكيع عن عكرمة قال طه بالحبشية: يا رجل وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى {طه} [سورة طه، الآية: 1].
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (طهطه)، ص 2713، 2714.
(3) البرهان: للزركشي، ص 288.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 67، 68بتصرف.
وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 123. والأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، بتعليق محمد سعد، ص 15وهامشها.(1/250)
عن عكرمة عن ابن عباس: قال طه بالنبطية: يا رجل. وقال شيدلة في تفسيره عن سعيد بن جبير قال: طه: يا رجل بالسريانية (1).
أقول: ونميل إلى أن «طه» كلمة حبشية. ففي غرائب اللغة العربية: «طه» معناه في الحبشية يا رجل.
طوبى (2):
في اللسان: وطوبى: شجرة في الجنة، وفي التنزيل العزيز: «طوبى لهم وحسن مآب» وذهب سيبويه بالآية مذهب الدعاء، وقال: هو في موضع رفع يدلك على رفعه رفع: «وحسن مآب». قال ثعلب: وقرئ «طوبى لهم وحسن مآب»، فجعل طوبى مصدرا كقولك: سقيا له. ونظيره من المصادر الرجعى، واستدل على أن موضعه نصب بقوله: «وحسن مآب». قال ابن جني: وحكى أبو حاتم قال: قرأ على أعرابي بالحرم: طيبى لهم، فأعدت فقلت: طوبى، فقال: طيبى فأعدت فقلت: طوبى، فقال: طيبى، فلما طال عليّ قلت:
طوطو، فقال: طي طي (3).
يقول الجواليقي: وأخبرنا جعفر بن أحمد عن ابن عزيز في قوله تعالى:
{طُوبى ََ لَهُمْ} قال: قيل: «طوبى» اسم الجنة بالهندية. وقيل «طوبى» شجرة في الجنة. وعند النحويين هي: «فعلى» من «الطيب». وهذا هو القول. وأصل «طوبى» «طيبى» فقلبت الياء للضمة قبلها واوا (4).
وفي غريب القرآن لزيد بن علي: طوبى لهم وحسن مآب: معناه: خير
__________
(1) لقد رجعت إلى القاموس السرياني العربي: للويس كوستاز، (حرف الطاء) فم أجد أي ذكر لهذه المفردة، سوى «تهي» بمعنى أجل، أخر، وهذا بعيد.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {طُوبى ََ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [سورة الرعد، الآية: 29].
(3) لسان العرب: مادة (طيب) ص 2732وراجع: الخصائص لابن جني، 1/ 75، 76.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 274.(1/251)
عن عكرمة عن ابن عباس: قال طه بالنبطية: يا رجل. وقال شيدلة في تفسيره عن سعيد بن جبير قال: طه: يا رجل بالسريانية (1).
أقول: ونميل إلى أن «طه» كلمة حبشية. ففي غرائب اللغة العربية: «طه» معناه في الحبشية يا رجل.
طوبى (2):
في اللسان: وطوبى: شجرة في الجنة، وفي التنزيل العزيز: «طوبى لهم وحسن مآب» وذهب سيبويه بالآية مذهب الدعاء، وقال: هو في موضع رفع يدلك على رفعه رفع: «وحسن مآب». قال ثعلب: وقرئ «طوبى لهم وحسن مآب»، فجعل طوبى مصدرا كقولك: سقيا له. ونظيره من المصادر الرجعى، واستدل على أن موضعه نصب بقوله: «وحسن مآب». قال ابن جني: وحكى أبو حاتم قال: قرأ على أعرابي بالحرم: طيبى لهم، فأعدت فقلت: طوبى، فقال: طيبى فأعدت فقلت: طوبى، فقال: طيبى، فلما طال عليّ قلت:
طوطو، فقال: طي طي (3).
يقول الجواليقي: وأخبرنا جعفر بن أحمد عن ابن عزيز في قوله تعالى:
{طُوبى ََ لَهُمْ} قال: قيل: «طوبى» اسم الجنة بالهندية. وقيل «طوبى» شجرة في الجنة. وعند النحويين هي: «فعلى» من «الطيب». وهذا هو القول. وأصل «طوبى» «طيبى» فقلبت الياء للضمة قبلها واوا (4).
وفي غريب القرآن لزيد بن علي: طوبى لهم وحسن مآب: معناه: خير
__________
(1) لقد رجعت إلى القاموس السرياني العربي: للويس كوستاز، (حرف الطاء) فم أجد أي ذكر لهذه المفردة، سوى «تهي» بمعنى أجل، أخر، وهذا بعيد.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {طُوبى ََ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [سورة الرعد، الآية: 29].
(3) لسان العرب: مادة (طيب) ص 2732وراجع: الخصائص لابن جني، 1/ 75، 76.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 274.(1/251)
لهم. ويقال: غبطة لهم. ويقال: الجنّة وهي بالهندية (1).
يقول السيوطي: وقال ابن جرير عن ابن عباس قال: طوبى اسم الجنة بلسان الحبشة. وقال عن سعيد بن سحوج قال: طوبى اسم الجنة بالهندية (2).
أقول: وأرى أن كلمة «طوبى» حبشية الأصل ولا علاقة لها باللغة الهندية (3).
ويرى الدكتور السبحان وإلى رأيه نميل: أنه يبدو أن الذين قالوا عن هذه الكلمة إنها هندية، كانوا يقصدون بها الحبشية بمدلولها السرياني.
يقول جفري: إن كلمة «الهند» تطلق بالسريانية على جنوب الجزيرة العربية وعلى الحبشة، ويذكر أن كلمة (هندويا) أي الهندي وردت في ترجمة العهد العتيق إلى السريانية (سفر يريميا 13/ 23) بمعنى الحبشي (4)!
هذا، وترد كلمة طوبى بالسريانية:، وتعني: سعادة وغبطة (5).
الطور (6):
يقول ابن منظور: والطور: الجبل. وطور سيناء: جبل بالشام، وهو بالسريانية طورى، والنسب إليه طوريّ، وطورانيّ. في التنزيل العزيز: «وشجرة
__________
(1) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 108.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 69، 70. وانظر الأصل والبيان: ص 16.
(3) راجع: فيروز اللغات (أردو جامع)، ص 881، وفيه يذكر أنها عربية ومعناها شجرة الجنة.
(4) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 51، 52بتصرف.
(5) المرجع السابق: ص 336. وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل اليسوعي، ص 194.
(6) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنََا مِيثََاقَكُمْ وَرَفَعْنََا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مََا آتَيْنََاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مََا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة، الآية: 63]، كما وردت في الآية: 93من نفس السورة. ووردت أيضا في سورة النساء: 154، وسورة مريم: 52، وسورة طه: 80، والمؤمنون: 20، والقصص: 29، 46، والطور: 1، والتين: 2.(1/252)
لهم. ويقال: غبطة لهم. ويقال: الجنّة وهي بالهندية (1).
يقول السيوطي: وقال ابن جرير عن ابن عباس قال: طوبى اسم الجنة بلسان الحبشة. وقال عن سعيد بن سحوج قال: طوبى اسم الجنة بالهندية (2).
أقول: وأرى أن كلمة «طوبى» حبشية الأصل ولا علاقة لها باللغة الهندية (3).
ويرى الدكتور السبحان وإلى رأيه نميل: أنه يبدو أن الذين قالوا عن هذه الكلمة إنها هندية، كانوا يقصدون بها الحبشية بمدلولها السرياني.
يقول جفري: إن كلمة «الهند» تطلق بالسريانية على جنوب الجزيرة العربية وعلى الحبشة، ويذكر أن كلمة (هندويا) أي الهندي وردت في ترجمة العهد العتيق إلى السريانية (سفر يريميا 13/ 23) بمعنى الحبشي (4)!
هذا، وترد كلمة طوبى بالسريانية:، وتعني: سعادة وغبطة (5).
الطور (6):
يقول ابن منظور: والطور: الجبل. وطور سيناء: جبل بالشام، وهو بالسريانية طورى، والنسب إليه طوريّ، وطورانيّ. في التنزيل العزيز: «وشجرة
__________
(1) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 108.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 69، 70. وانظر الأصل والبيان: ص 16.
(3) راجع: فيروز اللغات (أردو جامع)، ص 881، وفيه يذكر أنها عربية ومعناها شجرة الجنة.
(4) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 51، 52بتصرف.
(5) المرجع السابق: ص 336. وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل اليسوعي، ص 194.
(6) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنََا مِيثََاقَكُمْ وَرَفَعْنََا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مََا آتَيْنََاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مََا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة، الآية: 63]، كما وردت في الآية: 93من نفس السورة. ووردت أيضا في سورة النساء: 154، وسورة مريم: 52، وسورة طه: 80، والمؤمنون: 20، والقصص: 29، 46، والطور: 1، والتين: 2.(1/252)
تخرج من طور سيناء»، الطور في كلام العرب الجبل وقال الفراء في قوله تعالى: {وَالطُّورِ * وَكِتََابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 1و 2]، أقسم الله تعالى به، قال:
وهو الجبل الذي بمدين الذي كلم الله تعالى موسى، عليه السلام، عليه تكليما (1).
ويقول الجواليقي: قال ابن قتيبة: «الطور»: الجبل بالسريانية (2).
وينقل ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: النبط يسمون الجبل طورا (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: «الطور» بالسريانية أو النبطية: الجبل (4).
ونرى أن هذه الكلمة سريانية حقا، ففي القاموس السرياني العربي:
الطور: طورا: بمعنى جبل، وريف، وبريّة. وطورايا بمعنى جبليّ (5).
طوى (6):
في اللسان: قال ابن سيده: وطوى وطوى: جبل بالشام، وقيل: هو واد في أصل الطور. وفي التنزيل العزيز: «إنك بالواد المقدس طوى» (7).
وفي معجم غريب القرآن: طوى: اسم الوادي (8).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (طور)، ص 2718.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 269. وراجع: أدب الكاتب: ص 384.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 70وانظر: معجم غريب القرآن ص 124.
(4) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 17. وراجع: البرهان: للزركشي، ص 288.
(5) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 125. وقارن ب: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 326.
وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 194.
(6) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوََادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}
[سورة طه، الآية: 12]. كما وردت في سورة النازعات: 16.
(7) اللسان: مادة (طوى)، ص 2730.
(8) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 125.(1/253)
تخرج من طور سيناء»، الطور في كلام العرب الجبل وقال الفراء في قوله تعالى: {وَالطُّورِ * وَكِتََابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 1و 2]، أقسم الله تعالى به، قال:
وهو الجبل الذي بمدين الذي كلم الله تعالى موسى، عليه السلام، عليه تكليما (1).
ويقول الجواليقي: قال ابن قتيبة: «الطور»: الجبل بالسريانية (2).
وينقل ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: النبط يسمون الجبل طورا (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: «الطور» بالسريانية أو النبطية: الجبل (4).
ونرى أن هذه الكلمة سريانية حقا، ففي القاموس السرياني العربي:
الطور: طورا: بمعنى جبل، وريف، وبريّة. وطورايا بمعنى جبليّ (5).
طوى (6):
في اللسان: قال ابن سيده: وطوى وطوى: جبل بالشام، وقيل: هو واد في أصل الطور. وفي التنزيل العزيز: «إنك بالواد المقدس طوى» (7).
وفي معجم غريب القرآن: طوى: اسم الوادي (8).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (طور)، ص 2718.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 269. وراجع: أدب الكاتب: ص 384.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 70وانظر: معجم غريب القرآن ص 124.
(4) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 17. وراجع: البرهان: للزركشي، ص 288.
(5) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 125. وقارن ب: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 326.
وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 194.
(6) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوََادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}
[سورة طه، الآية: 12]. كما وردت في سورة النازعات: 16.
(7) اللسان: مادة (طوى)، ص 2730.
(8) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 125.(1/253)
يقول الرازي: وطوى بضم الطاء وكسرها: اسم موضع بالشام يصرف ولا يصرف، فمن صرفه جعله اسم واد ومكان وجعله نكرة، ومن لم يصرفه جعله بلدة وبقعة وجعله معرفة. وقال بعضهم: طوى هو الشيء المثنّى. وقال في قوله تعالى: {الْمُقَدَّسِ طُوىً} طوى مرتين: أي قدس مرتين. وقال الحسن:
ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين (1).
ويقول السيوطي عن «طوى»: قال الكرماني في العجائب: قيل هو معرب معناه ليلا، وقيل: هو رجل بالعبرانية، والمعنى: إنك بالوادي المقدس يا رجل. وحكى ابن جرير عن الربيع عن أنس أن معناه: طأ الأرض (2).
أقول: ولو أخذنا في الاعتبار مفهوم «طوى» بمعنى الشيء المثنى كما قال بعض اللغويين لكانت «طوى» كلمة معربة من الآرامية. فهي في الآرامية:
، بمعنى: دوران، لف غزل (انظر أيوب 8/ 14). وفي السريانية، بمعنى: الحركة المستمرة (3). وبذلك يكون مفهوم الآية والله أعلم بمراده «بالوادي المقدس طوى» أي المقدس مرتين ويرجح هذا قول الحسن: ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين (4).
الطاغوت (5):
في اللسان: والطاغوت: يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث:
وزن فعلوت، إنما هو طيغوت، قدمت الياء قبل الغين، وهي مفتوحة، وقبلها
__________
(1) مختار الصحاح: للرازي، مادة (طوى)، ص 574.
وراجع: أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ط وى)، ص 287.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 71. وانظر: الأصل والبيان: ص 17.
(3) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس بروان (بالاشتراك) مادة (ط وى).
(4) راجع: مختار الصحاح، مادة (طوى)، ص 574.
(5) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطََّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللََّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ََ لَا انْفِصََامَ لَهََا وَاللََّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة، الآية: 256]. كما وردت في الآية: 257من نفس السورة. كما وردت في النساء: 51، 60، 76، والمائدة: 60، والنحل: 36، والزمر: 17.(1/254)
يقول الرازي: وطوى بضم الطاء وكسرها: اسم موضع بالشام يصرف ولا يصرف، فمن صرفه جعله اسم واد ومكان وجعله نكرة، ومن لم يصرفه جعله بلدة وبقعة وجعله معرفة. وقال بعضهم: طوى هو الشيء المثنّى. وقال في قوله تعالى: {الْمُقَدَّسِ طُوىً} طوى مرتين: أي قدس مرتين. وقال الحسن:
ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين (1).
ويقول السيوطي عن «طوى»: قال الكرماني في العجائب: قيل هو معرب معناه ليلا، وقيل: هو رجل بالعبرانية، والمعنى: إنك بالوادي المقدس يا رجل. وحكى ابن جرير عن الربيع عن أنس أن معناه: طأ الأرض (2).
أقول: ولو أخذنا في الاعتبار مفهوم «طوى» بمعنى الشيء المثنى كما قال بعض اللغويين لكانت «طوى» كلمة معربة من الآرامية. فهي في الآرامية:
، بمعنى: دوران، لف غزل (انظر أيوب 8/ 14). وفي السريانية، بمعنى: الحركة المستمرة (3). وبذلك يكون مفهوم الآية والله أعلم بمراده «بالوادي المقدس طوى» أي المقدس مرتين ويرجح هذا قول الحسن: ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين (4).
الطاغوت (5):
في اللسان: والطاغوت: يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث:
وزن فعلوت، إنما هو طيغوت، قدمت الياء قبل الغين، وهي مفتوحة، وقبلها
__________
(1) مختار الصحاح: للرازي، مادة (طوى)، ص 574.
وراجع: أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ط وى)، ص 287.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 71. وانظر: الأصل والبيان: ص 17.
(3) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس بروان (بالاشتراك) مادة (ط وى).
(4) راجع: مختار الصحاح، مادة (طوى)، ص 574.
(5) وردت هذه اللفظة في قول الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطََّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللََّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ََ لَا انْفِصََامَ لَهََا وَاللََّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة، الآية: 256]. كما وردت في الآية: 257من نفس السورة. كما وردت في النساء: 51، 60، 76، والمائدة: 60، والنحل: 36، والزمر: 17.(1/254)
فتحة فقلبت ألفا. وقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ} [النساء: 51] قال الليث: الطاغوت تاؤها زائدة وهي مشتقة من طغى. وقال أبو إسحاق: كل معبود من دون الله عز وجل جبت وطاغوت. وقيل: الجبت والطاغوت الكهنة والشياطين وقيل في بعض التفاسير: الجبت والطاغوت. حييّ بن أخطب وكعب بن الأشرف اليهوديان (1).
يقول ابن قتيبة: بالجبت والطاغوت: كل معبود من حجر أو صورة أو شيطان، فهو جبت وطاغوت (2).
ويشير الطبري وهو بصدد تفسيره للفظة الطاغوت في آية 256من سورة البقرة إلى اختلاف أهل التأويل في معناها على النحو التالي: الشيطان، الكاهن، الساحر، الوثن، الصنم.
ويرى أن أصل الطاغوت «الطغووت» على تقدير فعلوت كالجبروت من طغى إذا جاوز الحد، ثم نقلت لامه أي الطغووت فجعلت له عينا وحولت عينه فجعلت مكان لامه (3).
يقول السيوطي: الطاغوت: هو الكاهن بالحبشية (4). غير أن بعض الباحثين قد حاول إرجاع أصل هذه اللفظة إلى العبرية في لفظة: والتي تعني: خطأ، ضلالة، والتي تستخدم أحيانا في التلمود الأورشليمي للدلالة على
__________
(1) لسان العرب: مادة (طغى)، ص 2678.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 128. وراجع حديثنا عن كلمة (الجبت) في هذا البحث ص 128، 129.
(3) تفسير الطبري: 3/ 13، المجلد الثالث، ط. دار الفكر بيروت 1398هـ.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 40، 68. وانظر: الجهود البلاغية لجلال الدين السيوطي: د.
عبد الرزاق محمد محمود فضل، ص 671 (رسالة دكتوراه محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 504، سنة 1406هـ) نقلا عن رسالة فتح الجليل للعبد الذليل للسيوطي (مخطوط بمكتبة الجامع الأزهر).(1/255)
فتحة فقلبت ألفا. وقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ} [النساء: 51] قال الليث: الطاغوت تاؤها زائدة وهي مشتقة من طغى. وقال أبو إسحاق: كل معبود من دون الله عز وجل جبت وطاغوت. وقيل: الجبت والطاغوت الكهنة والشياطين وقيل في بعض التفاسير: الجبت والطاغوت. حييّ بن أخطب وكعب بن الأشرف اليهوديان (1).
يقول ابن قتيبة: بالجبت والطاغوت: كل معبود من حجر أو صورة أو شيطان، فهو جبت وطاغوت (2).
ويشير الطبري وهو بصدد تفسيره للفظة الطاغوت في آية 256من سورة البقرة إلى اختلاف أهل التأويل في معناها على النحو التالي: الشيطان، الكاهن، الساحر، الوثن، الصنم.
ويرى أن أصل الطاغوت «الطغووت» على تقدير فعلوت كالجبروت من طغى إذا جاوز الحد، ثم نقلت لامه أي الطغووت فجعلت له عينا وحولت عينه فجعلت مكان لامه (3).
يقول السيوطي: الطاغوت: هو الكاهن بالحبشية (4). غير أن بعض الباحثين قد حاول إرجاع أصل هذه اللفظة إلى العبرية في لفظة: والتي تعني: خطأ، ضلالة، والتي تستخدم أحيانا في التلمود الأورشليمي للدلالة على
__________
(1) لسان العرب: مادة (طغى)، ص 2678.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 128. وراجع حديثنا عن كلمة (الجبت) في هذا البحث ص 128، 129.
(3) تفسير الطبري: 3/ 13، المجلد الثالث، ط. دار الفكر بيروت 1398هـ.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 40، 68. وانظر: الجهود البلاغية لجلال الدين السيوطي: د.
عبد الرزاق محمد محمود فضل، ص 671 (رسالة دكتوراه محفوظة بالمكتبة المركزية بجامعة الأزهر تحت رقم 504، سنة 1406هـ) نقلا عن رسالة فتح الجليل للعبد الذليل للسيوطي (مخطوط بمكتبة الجامع الأزهر).(1/255)
الأوثان، ويستخدم مرادفها: بكثرة في الترجوم للدلالة على عباده الأوثان.
ويذهب آخرون مثل «مار أغناطيوس» إلى الأصل المسيحي لهذه اللفظة، وهي الصيغة التي تعني: خطأ أو ضلالة في سريانية أوديسا، وتعني عبادة الأوثان في اللهجة الفلسطينية المسيحية. ويشير نولدكه إلى أن صيغة في الحبشية مأخوذة من الآرامية، وأن الفعل مشتق منها. غير أنه يميل إلى أن «الطاغوت» معربة من الكلمة الأثيوبية (الحبشية):، أكثر من كونها معربة من الأصل الآرامي حيث توافق معناها في القرآن، مع الكلمة الحبشية (1).
ويرى جفري أن الصيغة الحبشية:، التي تعني في الأصل مروقا عن الدين الحق، ثم استخدمت اسما لأي معتقد خرافي، وكذلك كلمة عامة للأصنام هي أقرب المرادفات للصيغة العربية ثم يؤيد ما ذكره السيوطي.
ويرجع الدكتور عمر صابر ما ذكرته مصادر السيوطي ومن وافقه من المستشرقين الغربيين من أن كلمة (الطاغوت) حبشية الأصل، حيث إن اللغة الحبشية هي اللغة الوحيدة التي يوجد بها فعل يحمل نفس دلالة الاسم، مما ينم عن أصالة الكلمة فيها (2).
وإلى هذا الرأي نميل.
__________
(1) راجع:. 48.:.
(2) راجع: الفعل الناقص في اللغات السامية دراسة مقارنة: د. عمر صابر عبد الجليل، هامش ص 374.
(رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بكلية الآداب جامعة القاهرة، سنة 1406هـ).(1/256)
الأوثان، ويستخدم مرادفها: بكثرة في الترجوم للدلالة على عباده الأوثان.
ويذهب آخرون مثل «مار أغناطيوس» إلى الأصل المسيحي لهذه اللفظة، وهي الصيغة التي تعني: خطأ أو ضلالة في سريانية أوديسا، وتعني عبادة الأوثان في اللهجة الفلسطينية المسيحية. ويشير نولدكه إلى أن صيغة في الحبشية مأخوذة من الآرامية، وأن الفعل مشتق منها. غير أنه يميل إلى أن «الطاغوت» معربة من الكلمة الأثيوبية (الحبشية):، أكثر من كونها معربة من الأصل الآرامي حيث توافق معناها في القرآن، مع الكلمة الحبشية (1).
ويرى جفري أن الصيغة الحبشية:، التي تعني في الأصل مروقا عن الدين الحق، ثم استخدمت اسما لأي معتقد خرافي، وكذلك كلمة عامة للأصنام هي أقرب المرادفات للصيغة العربية ثم يؤيد ما ذكره السيوطي.
ويرجع الدكتور عمر صابر ما ذكرته مصادر السيوطي ومن وافقه من المستشرقين الغربيين من أن كلمة (الطاغوت) حبشية الأصل، حيث إن اللغة الحبشية هي اللغة الوحيدة التي يوجد بها فعل يحمل نفس دلالة الاسم، مما ينم عن أصالة الكلمة فيها (2).
وإلى هذا الرأي نميل.
__________
(1) راجع:. 48.:.
(2) راجع: الفعل الناقص في اللغات السامية دراسة مقارنة: د. عمر صابر عبد الجليل، هامش ص 374.
(رسالة دكتوراه مخطوطة محفوظة بكلية الآداب جامعة القاهرة، سنة 1406هـ).(1/256)
طالوت (1):
يقول الجواليقي: و «طالوت»: اسم أعجمي قال الله تعالى: {فَلَمََّا فَصَلَ طََالُوتُ بِالْجُنُودِ}. فترك صرفه دليل على أنه أعجمي. إذ لو كان «فعلوتا» من الطول كالزغبوت والرهبوت والتربوت: لصرف. وإن كان قد روي في بعض الآثار أنه كان أطول من كان في ذلك الوقت (2).
ويقول الزمخشري: «طالوت» اسم أعجمي كجالوت وداود، وإنما امتنع من الصرف لتعريفه وعجمته، وزعموا أنه من الطول لما وصف به من البسطة في الجسم ووزنه إن كان من الطول «فعلوت» منه أصله «طولوت» إلا أن امتناع صرفه يدفع أن يكون منه، إلا أن يقال هو اسم عبراني وافق عربيا كما وافق حنطاء حنطة فهو من الطول كما لو كان عربيا وكان أحد سببيه العجمة لكونه عبرانيا (3).
ويشير الدكتور السبحان: إلى أن هذا الاسم مشكل، فهو بالعبرية:
(شاؤل)، كما في سفر صموئيل الأول (4). والمرجح أنه فعلوت من الطول لأنه كان من كتفه فما فوق أطول من الشعب. ولعله منع من الصرف لكونه بدلا من علم أعجمي، أو لكونه مرتبطا بجالوت (5).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَقََالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللََّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طََالُوتَ مَلِكاً}
الآية [سورة البقرة، الآية: 247].
كما ورد في الآية: 249من نفس السورة.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 275، 276.
(3) الكشاف: للزمخشري، 1/ 379، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(4) راجع: الكتاب المقدس (العهد القديم): سفر صموئيل الأول، الإصحاح التاسع الآية: 2، ص 438.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 337. 338.(1/257)
طالوت (1):
يقول الجواليقي: و «طالوت»: اسم أعجمي قال الله تعالى: {فَلَمََّا فَصَلَ طََالُوتُ بِالْجُنُودِ}. فترك صرفه دليل على أنه أعجمي. إذ لو كان «فعلوتا» من الطول كالزغبوت والرهبوت والتربوت: لصرف. وإن كان قد روي في بعض الآثار أنه كان أطول من كان في ذلك الوقت (2).
ويقول الزمخشري: «طالوت» اسم أعجمي كجالوت وداود، وإنما امتنع من الصرف لتعريفه وعجمته، وزعموا أنه من الطول لما وصف به من البسطة في الجسم ووزنه إن كان من الطول «فعلوت» منه أصله «طولوت» إلا أن امتناع صرفه يدفع أن يكون منه، إلا أن يقال هو اسم عبراني وافق عربيا كما وافق حنطاء حنطة فهو من الطول كما لو كان عربيا وكان أحد سببيه العجمة لكونه عبرانيا (3).
ويشير الدكتور السبحان: إلى أن هذا الاسم مشكل، فهو بالعبرية:
(شاؤل)، كما في سفر صموئيل الأول (4). والمرجح أنه فعلوت من الطول لأنه كان من كتفه فما فوق أطول من الشعب. ولعله منع من الصرف لكونه بدلا من علم أعجمي، أو لكونه مرتبطا بجالوت (5).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَقََالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللََّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طََالُوتَ مَلِكاً}
الآية [سورة البقرة، الآية: 247].
كما ورد في الآية: 249من نفس السورة.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 275، 276.
(3) الكشاف: للزمخشري، 1/ 379، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(4) راجع: الكتاب المقدس (العهد القديم): سفر صموئيل الأول، الإصحاح التاسع الآية: 2، ص 438.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 337. 338.(1/257)
(حرف العين)
عبّدت (1):
يقول الرازي: العبد ضد الحر، وجمعه عبيد (2).
يقول الزمخشري: وعبّده وأعبده: جعله عبدا وطريق وبعير معبّد:
مذلل (3).
ويقول السيوطي: قال أبو القاسم في «لغات القرآن» في قوله تعالى: {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرََائِيلَ} (4): معناه قتلت بلغة «النبط» (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: عبّدت بالنبطية: قتلت (6).
أقول: وهذه المفردة معربة من الآرامية، ومن المعلوم أن النبطية لهجة من لهجات الآرامية.
ففي غرائب اللغة العربية: عبد: مملوك، خادم) (مأخوذة من) (: أطاع، عمل (7).
عدن (8):
في اللسان: عدن فلان بالمكان يعدن ويعدن عدنا وعدونا: أقام.
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهََا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرََائِيلَ} [سورة الشعراء، الآية: 22].
(2) مختار الصحاح: للرازي، مادة (عبد)، ص 113.
وراجع لسان العرب: لابن منظور مادة (عبد)، ص 2777.
(3) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ع ب د). ص 291، 292.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 316.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. أبو سكين، ص 71.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 17.
(7) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 195.
(8) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللََّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنََاتِ جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ خََالِدِينَ فِيهََا وَمَسََاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنََّاتِ عَدْنٍ} [سورة التوبة، الآية: 72]. كما وردت عشر مرات أخرى في مواطن متفرقة من القرآن.(1/258)
(حرف العين)
عبّدت (1):
يقول الرازي: العبد ضد الحر، وجمعه عبيد (2).
يقول الزمخشري: وعبّده وأعبده: جعله عبدا وطريق وبعير معبّد:
مذلل (3).
ويقول السيوطي: قال أبو القاسم في «لغات القرآن» في قوله تعالى: {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرََائِيلَ} (4): معناه قتلت بلغة «النبط» (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: عبّدت بالنبطية: قتلت (6).
أقول: وهذه المفردة معربة من الآرامية، ومن المعلوم أن النبطية لهجة من لهجات الآرامية.
ففي غرائب اللغة العربية: عبد: مملوك، خادم) (مأخوذة من) (: أطاع، عمل (7).
عدن (8):
في اللسان: عدن فلان بالمكان يعدن ويعدن عدنا وعدونا: أقام.
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهََا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرََائِيلَ} [سورة الشعراء، الآية: 22].
(2) مختار الصحاح: للرازي، مادة (عبد)، ص 113.
وراجع لسان العرب: لابن منظور مادة (عبد)، ص 2777.
(3) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ع ب د). ص 291، 292.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 316.
(5) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. أبو سكين، ص 71.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 17.
(7) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 195.
(8) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللََّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنََاتِ جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ خََالِدِينَ فِيهََا وَمَسََاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنََّاتِ عَدْنٍ} [سورة التوبة، الآية: 72]. كما وردت عشر مرات أخرى في مواطن متفرقة من القرآن.(1/258)
وعدنت البلد: توطنته. ومركز كل شيء معدنه. وجنات عدن منه. أي جنات إقامة لمكان الخلد (1).
قال الزمخشري: عدنت الإبل بالمرعى، وعدن القوم بالبلد: أقاموا، وطال عدنهم فيه وعدونهم (2).
وفي معجم غريب القرآن: عدن: خلد. عدنت بأرض: أقمت. ومنه المعدن. في معدن صدق: في منبت صدق (3).
يقول السيوطي (4): قال ابن جرير: ذكر جماعة أن معنى جنات عدن:
جنات أعناب وكروم. ثم قال: حدثني أحمد بن أبي شريح الرازي: أن ابن عباس سأل كعبا عن جنات عدن، فقال: هي الكروم والأعناب بالسريانية. وفي تفسير جويبر في سورة غافر «عدن» بالرومية (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله «عدن» بالسريانية والرومية: الكروم والأعناب (6).
غير أنني أرى أن كلمة «عدن» سريانية، حيث يوجد كل اشتقاقات مادتها في هذا اللسان: ففيه «عدن»: بمعنى أسعد وزين. وفيه معدّن: بمعنى لذيذ.
و «عودانا»: بمعنى تنعم. و «عدن»: بمعنى عدن
__________
(1) اللسان: مادة (عدن)، ص 2843.
(2) أساس البلاغة: مادة (عدن) ص 295.
(3) معجم غريب القرآن: ص 132.
(4) المهذب للسيوطي، ص 72.
(5) لقد رجعت إلى أ. عبد الله المسلمي رئيس قسم اليونانية واللاتينية بآداب عين شمس، فذكر لي أن (عدن) وردت في اللسان اليوناني فعلا، ولكن بمعنى: بلا قلق، في بحبوحة، وتنطق:
. أقول: ولعلها من باب توافق اللغات.
(6) الأصل والبيان: ص 17.(1/259)
وعدنت البلد: توطنته. ومركز كل شيء معدنه. وجنات عدن منه. أي جنات إقامة لمكان الخلد (1).
قال الزمخشري: عدنت الإبل بالمرعى، وعدن القوم بالبلد: أقاموا، وطال عدنهم فيه وعدونهم (2).
وفي معجم غريب القرآن: عدن: خلد. عدنت بأرض: أقمت. ومنه المعدن. في معدن صدق: في منبت صدق (3).
يقول السيوطي (4): قال ابن جرير: ذكر جماعة أن معنى جنات عدن:
جنات أعناب وكروم. ثم قال: حدثني أحمد بن أبي شريح الرازي: أن ابن عباس سأل كعبا عن جنات عدن، فقال: هي الكروم والأعناب بالسريانية. وفي تفسير جويبر في سورة غافر «عدن» بالرومية (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله «عدن» بالسريانية والرومية: الكروم والأعناب (6).
غير أنني أرى أن كلمة «عدن» سريانية، حيث يوجد كل اشتقاقات مادتها في هذا اللسان: ففيه «عدن»: بمعنى أسعد وزين. وفيه معدّن: بمعنى لذيذ.
و «عودانا»: بمعنى تنعم. و «عدن»: بمعنى عدن
__________
(1) اللسان: مادة (عدن)، ص 2843.
(2) أساس البلاغة: مادة (عدن) ص 295.
(3) معجم غريب القرآن: ص 132.
(4) المهذب للسيوطي، ص 72.
(5) لقد رجعت إلى أ. عبد الله المسلمي رئيس قسم اليونانية واللاتينية بآداب عين شمس، فذكر لي أن (عدن) وردت في اللسان اليوناني فعلا، ولكن بمعنى: بلا قلق، في بحبوحة، وتنطق:
. أقول: ولعلها من باب توافق اللغات.
(6) الأصل والبيان: ص 17.(1/259)
وفردوس وجنة. وهناك أيضا «عدنايا» ويعني: فردوس أو متعلق بالجنة (1).
ويرى رفائيل اليسوعي أيضا: أن كلمة «عدن»: آرامية ومعناها الفردوس الأرضي (2).
العرم (3):
في اللسان: والعرم: السيل الذي لا يطاق، ومنه قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16] قيل: العرم اسم واد، وقيل: العرم المطر الشديد، وكان قوم سبأ في نعمة ونعمة وجنان كثيرة، وكانت المرأة منهم تخرج وعلى رأسها الزبيل، فتعمل بيديها وتسير بين ظهراني الشجر المثمر، فيسقط في زبيلها ما تحتاج إليه من ثمار الشجر، فلم يشكروا نعمة الله فبعث الله عليهم جرذا، وكان لهم سكر فيه أبواب يفتحون ما يحتاجون إليه من الماء، فثقبه ذلك الجرذ حتى بثق عليهم السّكر، فغرّق جنانهم (4).
يقول الزمخشري: وعرام الجيش: حدته وكثرته، وجيش عرمرم، وذهب بهم سيل العرم (5).
ويقول ابن قتيبة: العرم: المسنّاة. واحدها: عرمة. قال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب، إذ ... يبنون من دون سيله العرما (6)
وفي معجم غريب القرآن: العرم: الشديد. قال عمرو بن شرحبيل:
__________
(1) القاموس السرياني العربي، ص 245.
(2) غرائب اللغة العربية: ص 195.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سورة سبأ، الآية: 16].
(4) اللسان: مادة (عرم)، ص 2914.
(5) أساس البلاغة: ص 299.
(6) تفسير غريب القرآن: ص 355.(1/260)
وفردوس وجنة. وهناك أيضا «عدنايا» ويعني: فردوس أو متعلق بالجنة (1).
ويرى رفائيل اليسوعي أيضا: أن كلمة «عدن»: آرامية ومعناها الفردوس الأرضي (2).
العرم (3):
في اللسان: والعرم: السيل الذي لا يطاق، ومنه قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16] قيل: العرم اسم واد، وقيل: العرم المطر الشديد، وكان قوم سبأ في نعمة ونعمة وجنان كثيرة، وكانت المرأة منهم تخرج وعلى رأسها الزبيل، فتعمل بيديها وتسير بين ظهراني الشجر المثمر، فيسقط في زبيلها ما تحتاج إليه من ثمار الشجر، فلم يشكروا نعمة الله فبعث الله عليهم جرذا، وكان لهم سكر فيه أبواب يفتحون ما يحتاجون إليه من الماء، فثقبه ذلك الجرذ حتى بثق عليهم السّكر، فغرّق جنانهم (4).
يقول الزمخشري: وعرام الجيش: حدته وكثرته، وجيش عرمرم، وذهب بهم سيل العرم (5).
ويقول ابن قتيبة: العرم: المسنّاة. واحدها: عرمة. قال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب، إذ ... يبنون من دون سيله العرما (6)
وفي معجم غريب القرآن: العرم: الشديد. قال عمرو بن شرحبيل:
__________
(1) القاموس السرياني العربي، ص 245.
(2) غرائب اللغة العربية: ص 195.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سورة سبأ، الآية: 16].
(4) اللسان: مادة (عرم)، ص 2914.
(5) أساس البلاغة: ص 299.
(6) تفسير غريب القرآن: ص 355.(1/260)
العرم: المسنّاة، بلحن أهل اليمن. وقال غيره: والعرم: الوادي (1).
وينقل السيوطي: قول ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى: {سَيْلَ الْعَرِمِ} قال العرم بالحبشية وهي المسنّاة التي يجتمع فيها الماء ثم ينبثق (2).
غير أنه في قاموس الفارسية: «عرم» تعني: سد، مطر شديد، اسم سيل شديد حدث في القرن الثاني قبل الميلاد بالقرب من سبأ. وحطّم السد المعروف بسد مأرب، وأدى إلى انقراض دولة سبأ (3).
أقول: إلا أنني أميل إلى كون «عرم» معربة من الحبشية نظرا لأن مكان حادثة {سَيْلَ الْعَرِمِ} هي اليمن، ومن المقرر أن اللسان السامي نشر في بلاد الحبشة عن طريق عشائر يمنية (4) وإلا فالكلمة عربية أصيلة.
عزير (5):
يقول الرازي: التعزير: التوقير والتعظيم، وهو أيضا التأديب. ومنه التعزير الذي هو الضرب دون الحد. وعزير اسم ينصرف لخفته وإن كان أعجميا كنوح ولوط لأنه تصغير عزر (6).
يقول الزمخشري: و «عزير» اسم أعجمي كعازر وعيزرا وعزرائيل ولعجمته وتعريفه امتنع صرفه، ومن نون فقد جعله عربيا (7).
__________
(1) معجم غريب القرآن: ص 135.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 62.
(3) قاموس الفارسية: ص 462.
(4) راجع: ص 42من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(5) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَقََالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللََّهِ وَقََالَتِ النَّصََارى ََ الْمَسِيحُ ابْنُ اللََّهِ ذََلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوََاهِهِمْ يُضََاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قََاتَلَهُمُ اللََّهُ أَنََّى يُؤْفَكُونَ} [سورة التوبة، الآية: 30].
(6) مختار الصحاح: للرازي، مادة (عزر)، ص 177.
(7) الكشاف للزمخشري، ص 185، على أن قراءة التنوين هي قراءة عاصم والكسائي، وقرأ الباقون بغير تنوين. راجع: المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 343، نقلا عن وجوه القراءات السبع 1/ 501.(1/261)
العرم: المسنّاة، بلحن أهل اليمن. وقال غيره: والعرم: الوادي (1).
وينقل السيوطي: قول ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى: {سَيْلَ الْعَرِمِ} قال العرم بالحبشية وهي المسنّاة التي يجتمع فيها الماء ثم ينبثق (2).
غير أنه في قاموس الفارسية: «عرم» تعني: سد، مطر شديد، اسم سيل شديد حدث في القرن الثاني قبل الميلاد بالقرب من سبأ. وحطّم السد المعروف بسد مأرب، وأدى إلى انقراض دولة سبأ (3).
أقول: إلا أنني أميل إلى كون «عرم» معربة من الحبشية نظرا لأن مكان حادثة {سَيْلَ الْعَرِمِ} هي اليمن، ومن المقرر أن اللسان السامي نشر في بلاد الحبشة عن طريق عشائر يمنية (4) وإلا فالكلمة عربية أصيلة.
عزير (5):
يقول الرازي: التعزير: التوقير والتعظيم، وهو أيضا التأديب. ومنه التعزير الذي هو الضرب دون الحد. وعزير اسم ينصرف لخفته وإن كان أعجميا كنوح ولوط لأنه تصغير عزر (6).
يقول الزمخشري: و «عزير» اسم أعجمي كعازر وعيزرا وعزرائيل ولعجمته وتعريفه امتنع صرفه، ومن نون فقد جعله عربيا (7).
__________
(1) معجم غريب القرآن: ص 135.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 62.
(3) قاموس الفارسية: ص 462.
(4) راجع: ص 42من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(5) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَقََالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللََّهِ وَقََالَتِ النَّصََارى ََ الْمَسِيحُ ابْنُ اللََّهِ ذََلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوََاهِهِمْ يُضََاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قََاتَلَهُمُ اللََّهُ أَنََّى يُؤْفَكُونَ} [سورة التوبة، الآية: 30].
(6) مختار الصحاح: للرازي، مادة (عزر)، ص 177.
(7) الكشاف للزمخشري، ص 185، على أن قراءة التنوين هي قراءة عاصم والكسائي، وقرأ الباقون بغير تنوين. راجع: المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 343، نقلا عن وجوه القراءات السبع 1/ 501.(1/261)
ويقول الجواليقي: في كتاب المعرب: «عيسى» و «عزير» أعجميان معربان. وإن وافق لفظ «عزير» لفظ العربية فهو عبراني (1).
ويشير الدكتور السبحان: إلى أنه بالعبرية: (عزرا) وبالسريانية (عزرا)، وعزير: تصغيره بالعربية (2).
عيسى (3):
في اللسان: وعيسى: اسم المسيح، صلى الله عليه وسلم. قال سيبويه:
عيسى فعلى وليست ألفه للتأنيث، وإنما هو أعجمي، ولو كانت للتأنيث لم ينصرف في النكرة، وهو ينصرف فيها، قال: أخبرني بذلك من أثق به، يعني بصرفه في النكرة، والنسب إليه عيسيّ، هذا قول ابن سيده. وقال الجوهري:
عيسى اسم عبراني أو سرياني، والجمع العيسون، بفتح السين، وقال غيره:
العيسون، بضم السين قال الزجاج: عيسى اسم أعجميّ عدل عن لفظ الأعجميّة إلى هذا البناء، وهو غير مصروف في المعرفة لاجتماع العجمة والتعريف فيه (4).
يقول الجواليقي: «عيسى» و «عزير» أعجميان معربان. وإن وافق لفظ «عزير» لفظ العربية فهو عبراني (5).
ويقول الزمخشري: وقيل «عيسى بالسريانية» «يشوع» (6).
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 278.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 343.
(3) ورد هذا الاسم في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََا مُوسَى الْكِتََابَ وَقَفَّيْنََا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنََا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنََاتِ وَأَيَّدْنََاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [سورة البقرة، الآية: 87]. كما ورد في القرآن الكريم (24) مرة في مواطن متفرقة منه.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (عيسى)، ص 1389، 1390.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 278.
(6) الكشاف: للزمخشري، 1/ 294.(1/262)
ويقول الجواليقي: في كتاب المعرب: «عيسى» و «عزير» أعجميان معربان. وإن وافق لفظ «عزير» لفظ العربية فهو عبراني (1).
ويشير الدكتور السبحان: إلى أنه بالعبرية: (عزرا) وبالسريانية (عزرا)، وعزير: تصغيره بالعربية (2).
عيسى (3):
في اللسان: وعيسى: اسم المسيح، صلى الله عليه وسلم. قال سيبويه:
عيسى فعلى وليست ألفه للتأنيث، وإنما هو أعجمي، ولو كانت للتأنيث لم ينصرف في النكرة، وهو ينصرف فيها، قال: أخبرني بذلك من أثق به، يعني بصرفه في النكرة، والنسب إليه عيسيّ، هذا قول ابن سيده. وقال الجوهري:
عيسى اسم عبراني أو سرياني، والجمع العيسون، بفتح السين، وقال غيره:
العيسون، بضم السين قال الزجاج: عيسى اسم أعجميّ عدل عن لفظ الأعجميّة إلى هذا البناء، وهو غير مصروف في المعرفة لاجتماع العجمة والتعريف فيه (4).
يقول الجواليقي: «عيسى» و «عزير» أعجميان معربان. وإن وافق لفظ «عزير» لفظ العربية فهو عبراني (5).
ويقول الزمخشري: وقيل «عيسى بالسريانية» «يشوع» (6).
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 278.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 343.
(3) ورد هذا الاسم في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََا مُوسَى الْكِتََابَ وَقَفَّيْنََا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنََا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنََاتِ وَأَيَّدْنََاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [سورة البقرة، الآية: 87]. كما ورد في القرآن الكريم (24) مرة في مواطن متفرقة منه.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (عيسى)، ص 1389، 1390.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 278.
(6) الكشاف: للزمخشري، 1/ 294.(1/262)
غير أن طوبيا العنيسي يقول: في أصله العبراني «يشوع» ومعناه: الربّ المخلص (1).
يقول الدكتور السبحان: هو بالعبرية: وبالسريانية (يشوع) (2).
(حرف الغين)
غساقا (3):
في اللسان: غسقت عينه تغسق غسقا وغسقانا: دمعت، وقيل: انصبّت، وقيل: أظلمت وغسق الليل: ظلمته، وقيل أول ظلمته، وقيل: غسقه إذا غلب الشّفق. وقال الفراء في قوله تعالى: {إِلى ََ غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78]، وهو أول ظلمته. وقال الأخفش: غسق الليل ظلمته.
وقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غََاسِقٍ إِذََا وَقَبَ} [الفلق: 3]، قيل: الغاسق هذا الليل إذا دخل في كل شيء، وقيل: القمر إذا دخل في ساهوره، وقيل: إذا خسف. قال ابن قتيبة: الغاسق: القمر، سمي به لأنه يكسف فيغسق، أي يذهب ضوؤه ويسودّ ويظلم. غسق يغسق غسوقا إذا أظلم. والغسّاق كالغاسق.
والغسّاق: ما يغسق ويسيل من جلود أهل النار وصديدهم من قيح ونحوه. وفي التنزيل: «هذا فليذوقوه حميم وغسّاق»، وقد قرأ أبو عمرو بالتخفيف وقرأه، الكسائي بالتشديد، واختار أبو حاتم: غساق، بتخفيف السين، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: وغسّاق، مشددة، ومثله في «عم يتساءلون» وقرأ الباقون وغساقا، خفيفا في السورتين، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنهما قرءا:
__________
(1) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 48.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 343.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِلََّا حَمِيماً وَغَسََّاقاً} [سورة النبأ، الآية: 25]. كما وردت بلفظ «غساق» في سورة ص، الآية: 57.(1/263)
غير أن طوبيا العنيسي يقول: في أصله العبراني «يشوع» ومعناه: الربّ المخلص (1).
يقول الدكتور السبحان: هو بالعبرية: وبالسريانية (يشوع) (2).
(حرف الغين)
غساقا (3):
في اللسان: غسقت عينه تغسق غسقا وغسقانا: دمعت، وقيل: انصبّت، وقيل: أظلمت وغسق الليل: ظلمته، وقيل أول ظلمته، وقيل: غسقه إذا غلب الشّفق. وقال الفراء في قوله تعالى: {إِلى ََ غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78]، وهو أول ظلمته. وقال الأخفش: غسق الليل ظلمته.
وقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غََاسِقٍ إِذََا وَقَبَ} [الفلق: 3]، قيل: الغاسق هذا الليل إذا دخل في كل شيء، وقيل: القمر إذا دخل في ساهوره، وقيل: إذا خسف. قال ابن قتيبة: الغاسق: القمر، سمي به لأنه يكسف فيغسق، أي يذهب ضوؤه ويسودّ ويظلم. غسق يغسق غسوقا إذا أظلم. والغسّاق كالغاسق.
والغسّاق: ما يغسق ويسيل من جلود أهل النار وصديدهم من قيح ونحوه. وفي التنزيل: «هذا فليذوقوه حميم وغسّاق»، وقد قرأ أبو عمرو بالتخفيف وقرأه، الكسائي بالتشديد، واختار أبو حاتم: غساق، بتخفيف السين، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: وغسّاق، مشددة، ومثله في «عم يتساءلون» وقرأ الباقون وغساقا، خفيفا في السورتين، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنهما قرءا:
__________
(1) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 48.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 343.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِلََّا حَمِيماً وَغَسََّاقاً} [سورة النبأ، الآية: 25]. كما وردت بلفظ «غساق» في سورة ص، الآية: 57.(1/263)
غسّاق، بالتشديد، وفسراه الزمهرير. وفي الحديث عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لو أن دلوا من غسّاق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا». الغساق بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من دموعهم، وقيل: الغساق والغسّاق: المنتن البارد الشديد البرد الذي يحرق من برده كإحراق الحميم، وقيل: البارد فقط. قال الفراء: رفعت الحميم والغساق بهذا مقدما ومؤخرا والمعنى: هذا حميم وغساق فليذوقوه (1).
يقول زيد بن علي: والغسّاق: ما يسيل من صديدهم، ويتقطع من جلودهم (2).
ويقول ابن قتيبة: الغسّاق: ما يسيل من جلود أهل النار وهو الصديد.
يقال: غسقت عينه، إذا سالت. ويقال: هو البارد المنتن (3).
وفي أساس البلاغة: الغسّاق: وهو ما يسيل من جلودهم أسود (4).
يقول الخفاجي: غسّاق: بارد منتن، قيل: هو عربي، وقيل معرب (5).
وفي المعرب للجواليقي: قال ابن قتيبة: لم يكن أبو عبيدة يذهب إلى أن في القرآن شيئا من غير لغة العرب. وكان يقول: هو اتفاق يقع بين اللغتين.
وكان غيره يزعم أن «الغسّاق» البارد المنتن بلسان الترك (6). وقيل: «فعّال» من
__________
(1) لسان العرب: مادة (غسق)، ص 3255، 3256بتصرف.
(2) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 317.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 51، 381.
(4) أساس البلاغة: للزمخشري (ت 538هـ) بتحقيق الأستاذ عبد الرحيم محمود، ص 324، مادة (غ س ق)، الطبعة الأولى الجديدة 1372هـ (سلسلة إحياء المعاجم العربية).
(5) شفاء الغليل: للخفاجي، ص 191، تعليق محمد عبد المنعم خفاجي، ط. أولى المطبعة المنيرية 1371هـ.
(6) اللغة التركية: هي لغة من لغات الفصيلة الطورانية، وتنتمي إلى مجموعة لغات تتفق في البناء.
وقد أطلق عليها مجموعة (أورال آلتاي) أو الاتصافية، نظرا لأن أصل الكلمة فيها لا يتغير مع التصريف وإنما يضاف إلى الكلمة مقاطع معينة لتؤدي المعنى المطلوب.(1/264)
غسّاق، بالتشديد، وفسراه الزمهرير. وفي الحديث عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لو أن دلوا من غسّاق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا». الغساق بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من دموعهم، وقيل: الغساق والغسّاق: المنتن البارد الشديد البرد الذي يحرق من برده كإحراق الحميم، وقيل: البارد فقط. قال الفراء: رفعت الحميم والغساق بهذا مقدما ومؤخرا والمعنى: هذا حميم وغساق فليذوقوه (1).
يقول زيد بن علي: والغسّاق: ما يسيل من صديدهم، ويتقطع من جلودهم (2).
ويقول ابن قتيبة: الغسّاق: ما يسيل من جلود أهل النار وهو الصديد.
يقال: غسقت عينه، إذا سالت. ويقال: هو البارد المنتن (3).
وفي أساس البلاغة: الغسّاق: وهو ما يسيل من جلودهم أسود (4).
يقول الخفاجي: غسّاق: بارد منتن، قيل: هو عربي، وقيل معرب (5).
وفي المعرب للجواليقي: قال ابن قتيبة: لم يكن أبو عبيدة يذهب إلى أن في القرآن شيئا من غير لغة العرب. وكان يقول: هو اتفاق يقع بين اللغتين.
وكان غيره يزعم أن «الغسّاق» البارد المنتن بلسان الترك (6). وقيل: «فعّال» من
__________
(1) لسان العرب: مادة (غسق)، ص 3255، 3256بتصرف.
(2) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 317.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 51، 381.
(4) أساس البلاغة: للزمخشري (ت 538هـ) بتحقيق الأستاذ عبد الرحيم محمود، ص 324، مادة (غ س ق)، الطبعة الأولى الجديدة 1372هـ (سلسلة إحياء المعاجم العربية).
(5) شفاء الغليل: للخفاجي، ص 191، تعليق محمد عبد المنعم خفاجي، ط. أولى المطبعة المنيرية 1371هـ.
(6) اللغة التركية: هي لغة من لغات الفصيلة الطورانية، وتنتمي إلى مجموعة لغات تتفق في البناء.
وقد أطلق عليها مجموعة (أورال آلتاي) أو الاتصافية، نظرا لأن أصل الكلمة فيها لا يتغير مع التصريف وإنما يضاف إلى الكلمة مقاطع معينة لتؤدي المعنى المطلوب.(1/264)
«غسق يغسق» فعلى هذا يكون عربيا. وقيل في معناه: إنه الشديد البرد، يحرق من برده. وقيل: هو ما يسيل من جلود أهل النار من الصديد (1).
يقول السيوطي: ذكر الجواليقي وغيره في قوله تعالى: {«غَسََّاقاً»} قال: هو البارد المنتن بلسان الترك (2).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: غسّاق: تركية، معناها: بارد منتن (3).
ويرى رفائيل اليسوعي أن غساق تعني: بارد. ولم يجزم بأنها تركية، وقال: لعلها من: التركية (4).
أقول: وأجزم أن كلمة «غسّاقا» عربية أصيلة (5) وليست تركية كما ذكر العلماء وذلك لما يلي:
ألقد رجعت إلى أكبر وأشهر المعاجم التركية (6)، فلم أعثر على مادة هذه
__________
وتعود أقدم نقوش مكتوبة باللغة التركية إلى دولة الگوك تورك، وقد اكتشفت في مجرى قديم لنهر أورخون ولذلك أطلق عليها مكتشفها العالم الدانمركي طومسون (19271842) اسم كتابات أورخون. وفي عهد دولة الأويغور هجر الأتراك الأبجدية الكوك تركية ليستعملوا الأوريغورية أو الصفدية التي كانت أكثر ملاءمة للكتابة على الجلود والأوراق. وكانت اللغة التركية تكتب بحروف الأوريغورية جنبا إلى جنب مع الحروف العربية حتى القرن السادس الهجري عند ما تحول الأتراك تماما إلى الكتابة بالحروف العربية، وظلوا كذلك إلى أن تحولت الحروف العربية إلى اللاتينية في عهد مصطفى كامل أتاتورك عام (1347هـ 1928ميلادي).
انظر: الأدب التركي الإسلامي: د. محمد عبد اللطيف هريدي، ص 15، 16بتصرف، ط. إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة 1407هـ.
وراجع: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 4644.
(1) المعرب: للجواليقي، ص 283.
(2) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 5.
وراجع: المهذب: ص 73، والإتقان في علوم القرآن: ص 182.
(3) الأصل والبيان: ص 17.
(4) غرائب اللغة العربية: ص 273.
(5) قارن ب: قاموس الفارسية: ص 471.
(6) راجع: أختري كبير: تأليف مصطفى بن شمس الدين أحمد القره حصاري الشهير(1/265)
«غسق يغسق» فعلى هذا يكون عربيا. وقيل في معناه: إنه الشديد البرد، يحرق من برده. وقيل: هو ما يسيل من جلود أهل النار من الصديد (1).
يقول السيوطي: ذكر الجواليقي وغيره في قوله تعالى: {«غَسََّاقاً»} قال: هو البارد المنتن بلسان الترك (2).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: غسّاق: تركية، معناها: بارد منتن (3).
ويرى رفائيل اليسوعي أن غساق تعني: بارد. ولم يجزم بأنها تركية، وقال: لعلها من: التركية (4).
أقول: وأجزم أن كلمة «غسّاقا» عربية أصيلة (5) وليست تركية كما ذكر العلماء وذلك لما يلي:
ألقد رجعت إلى أكبر وأشهر المعاجم التركية (6)، فلم أعثر على مادة هذه
__________
وتعود أقدم نقوش مكتوبة باللغة التركية إلى دولة الگوك تورك، وقد اكتشفت في مجرى قديم لنهر أورخون ولذلك أطلق عليها مكتشفها العالم الدانمركي طومسون (19271842) اسم كتابات أورخون. وفي عهد دولة الأويغور هجر الأتراك الأبجدية الكوك تركية ليستعملوا الأوريغورية أو الصفدية التي كانت أكثر ملاءمة للكتابة على الجلود والأوراق. وكانت اللغة التركية تكتب بحروف الأوريغورية جنبا إلى جنب مع الحروف العربية حتى القرن السادس الهجري عند ما تحول الأتراك تماما إلى الكتابة بالحروف العربية، وظلوا كذلك إلى أن تحولت الحروف العربية إلى اللاتينية في عهد مصطفى كامل أتاتورك عام (1347هـ 1928ميلادي).
انظر: الأدب التركي الإسلامي: د. محمد عبد اللطيف هريدي، ص 15، 16بتصرف، ط. إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة 1407هـ.
وراجع: دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، ص 4644.
(1) المعرب: للجواليقي، ص 283.
(2) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 5.
وراجع: المهذب: ص 73، والإتقان في علوم القرآن: ص 182.
(3) الأصل والبيان: ص 17.
(4) غرائب اللغة العربية: ص 273.
(5) قارن ب: قاموس الفارسية: ص 471.
(6) راجع: أختري كبير: تأليف مصطفى بن شمس الدين أحمد القره حصاري الشهير(1/265)
الكلمة فيها، كما رجعت إلى أساتذة اللغة التركية في الجامعات المصرية (1)، فأكّدوا لي هذه الحقيقة.
ب لا علاقة بين» «وبين «غساقا» كما زعم اليسوعي سواء من حيث اللفظ أم المعنى. فمن حيث اللفظ: لا يوجد مشابهة إلا في بعض الحروف مع عدم الترتيب. ومن حيث المعنى: فكلمة: «غسّاقا» يرجح الطبري أن أقرب الأقوال في معناها للسياق القرآني هو: ما يسيل من صديدهم (2). غير أن «صوغوق» والتي أصلها في اللسان التركي «ساؤق» لا تعني في هذا اللسان سوى: الثلج، والبرودة. وفي المجاز يقال: رجل بارد القلب، وكلمة باردة، والحرب الباردة (3).
ج لم تكن هناك ثمّة علاقة وصلة بين العربية والتركية أثناء وقبل نزول القرآن، فكيف يتأتّى التأثير والتأثر بين اللغتين إذن؟!! ويقرر أ. د مجيب المصري هذه الحقيقة بقوله: فنحن لا نعرف من شعراء العثمانيين من حذا حذو شعراء العرب في عصر من عصور الأدب العثماني، ومرد ذلك إلى أنهم كانوا بالفرس أعلم منهم بالعرب، فقد جاوروهم وخالطوهم منذ الزمان الطويل، ولم تكن بين الترك عامة والعرب صلة تذكر إلا بعد دخول الإسلام عليهم في القرن الثالث الهجري (4).
__________
بالأختري، ط. دار الطباعة العامرة بالقسطنطينية سنة 1242هـ. وتبيان نافع در ترجمة برهان قاطع ومؤلفه بالفارسية هو حسين بن خليفة التبريزي: أحمد عاصم أفندي، ط. استانبول سنة 1268هـ.
(1) وهم الأساتذة الدكاترة: عمرو عبد الباقي، وفتحي النكلاوي وإدريس نصر محجوب. بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر. وأ. د. محمد هريدي بكلية الآداب، جامعة عين شمس.
(2) تفسير الطبري: 23/ 114، المجلد التاسع، ط. دار الفكر ببيروت سنة 1398هـ.
(3) راجع: القاموس التركي: ش. سامي: ايكنى جلد أقدام مطبعة سي ص 844. وانظر قاموس اللّغة التركية المصور: 514نشر المجمع اللغوي التركي، أنقرة 1977.
(4) تاريخ الأدب التركي: د. حسن مجيب المصري، ص 28، 29، مطبعة الفكرة سنة 1951.
وراجع: في الأدب العربي والتركي (دراسة في الأدب الإسلامي المقارن) د. حسين مجيب المصري، ص 108، ط. مكتبة النهضة المصرية سنة 1962ميلادي.(1/266)
الكلمة فيها، كما رجعت إلى أساتذة اللغة التركية في الجامعات المصرية (1)، فأكّدوا لي هذه الحقيقة.
ب لا علاقة بين» «وبين «غساقا» كما زعم اليسوعي سواء من حيث اللفظ أم المعنى. فمن حيث اللفظ: لا يوجد مشابهة إلا في بعض الحروف مع عدم الترتيب. ومن حيث المعنى: فكلمة: «غسّاقا» يرجح الطبري أن أقرب الأقوال في معناها للسياق القرآني هو: ما يسيل من صديدهم (2). غير أن «صوغوق» والتي أصلها في اللسان التركي «ساؤق» لا تعني في هذا اللسان سوى: الثلج، والبرودة. وفي المجاز يقال: رجل بارد القلب، وكلمة باردة، والحرب الباردة (3).
ج لم تكن هناك ثمّة علاقة وصلة بين العربية والتركية أثناء وقبل نزول القرآن، فكيف يتأتّى التأثير والتأثر بين اللغتين إذن؟!! ويقرر أ. د مجيب المصري هذه الحقيقة بقوله: فنحن لا نعرف من شعراء العثمانيين من حذا حذو شعراء العرب في عصر من عصور الأدب العثماني، ومرد ذلك إلى أنهم كانوا بالفرس أعلم منهم بالعرب، فقد جاوروهم وخالطوهم منذ الزمان الطويل، ولم تكن بين الترك عامة والعرب صلة تذكر إلا بعد دخول الإسلام عليهم في القرن الثالث الهجري (4).
__________
بالأختري، ط. دار الطباعة العامرة بالقسطنطينية سنة 1242هـ. وتبيان نافع در ترجمة برهان قاطع ومؤلفه بالفارسية هو حسين بن خليفة التبريزي: أحمد عاصم أفندي، ط. استانبول سنة 1268هـ.
(1) وهم الأساتذة الدكاترة: عمرو عبد الباقي، وفتحي النكلاوي وإدريس نصر محجوب. بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر. وأ. د. محمد هريدي بكلية الآداب، جامعة عين شمس.
(2) تفسير الطبري: 23/ 114، المجلد التاسع، ط. دار الفكر ببيروت سنة 1398هـ.
(3) راجع: القاموس التركي: ش. سامي: ايكنى جلد أقدام مطبعة سي ص 844. وانظر قاموس اللّغة التركية المصور: 514نشر المجمع اللغوي التركي، أنقرة 1977.
(4) تاريخ الأدب التركي: د. حسن مجيب المصري، ص 28، 29، مطبعة الفكرة سنة 1951.
وراجع: في الأدب العربي والتركي (دراسة في الأدب الإسلامي المقارن) د. حسين مجيب المصري، ص 108، ط. مكتبة النهضة المصرية سنة 1962ميلادي.(1/266)
د ورود مادة «غسق» بجميع تصريفاتها في اللسان العربي. كل هذا يؤكد عربية كلمة «غساقا».
غيض (1):
في لسان العرب: غاض الماء يغيض غيضا ومغيضا ومغاضا وانغاض:
نقص أو غار فذهب وقوله تعالى: {«وَمََا تَغِيضُ الْأَرْحََامُ وَمََا تَزْدََادُ»}، قال الزجاج: معناه ما نقص الحمل عن تسعة أشهر وما زاد على التسعة، وقيل: ما نقص عن أن يتم حتى يموت، وما زاد حتى يتم الحمل (2).
يقول الزمخشري: ومن المجاز: غاض الكرام غيضا، وأعطاه غيضا من فيض أي قليلا من كثير (3).
ويقول ابن قتيبة: «وغيض الماء»: أي نقص. يقال: غاض الماء وغضته أي نقص ونقصته (4).
وفي معجم غريب القرآن: غيض نقص (5).
يقول السيوطي: قال أبو القاسم في لغات القرآن: «غيض الماء: نقص بلغة الحبشة». وذكر مثله الواسطي (6).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَقِيلَ يََا أَرْضُ ابْلَعِي مََاءَكِ وَيََا سَمََاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمََاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظََّالِمِينَ} [سورة هود، الآية: 44]. كما وردت بلفظ {تَغِيضُ} في سورة الرعد، آية: 8.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (غيض)، ص 3326، 3327.
(3) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (غيض)، ص 331.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 204.
(5) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 15.
(6) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 74.
وانظر الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 17.(1/267)
د ورود مادة «غسق» بجميع تصريفاتها في اللسان العربي. كل هذا يؤكد عربية كلمة «غساقا».
غيض (1):
في لسان العرب: غاض الماء يغيض غيضا ومغيضا ومغاضا وانغاض:
نقص أو غار فذهب وقوله تعالى: {«وَمََا تَغِيضُ الْأَرْحََامُ وَمََا تَزْدََادُ»}، قال الزجاج: معناه ما نقص الحمل عن تسعة أشهر وما زاد على التسعة، وقيل: ما نقص عن أن يتم حتى يموت، وما زاد حتى يتم الحمل (2).
يقول الزمخشري: ومن المجاز: غاض الكرام غيضا، وأعطاه غيضا من فيض أي قليلا من كثير (3).
ويقول ابن قتيبة: «وغيض الماء»: أي نقص. يقال: غاض الماء وغضته أي نقص ونقصته (4).
وفي معجم غريب القرآن: غيض نقص (5).
يقول السيوطي: قال أبو القاسم في لغات القرآن: «غيض الماء: نقص بلغة الحبشة». وذكر مثله الواسطي (6).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَقِيلَ يََا أَرْضُ ابْلَعِي مََاءَكِ وَيََا سَمََاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمََاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظََّالِمِينَ} [سورة هود، الآية: 44]. كما وردت بلفظ {تَغِيضُ} في سورة الرعد، آية: 8.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (غيض)، ص 3326، 3327.
(3) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (غيض)، ص 331.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 204.
(5) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 15.
(6) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 74.
وانظر الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 17.(1/267)
(حرف الفاء)
الفردوس (1):
في اللسان: الفردوس: البستان. قال ابن سيده: الفردوس الوادي الخصب عند العرب كالبستان، وهو بلسان الروم البستان. والفردوس: الروضة (عن السيرافي). والفردوس: خضرة الأعناب. قال الزجاج: وحقيقة أنه البستان الذي يجمع ما يكون في البساتين، وكذلك هو عند أهل كل لغة.
والفردوس: حديقة في الجنة. وقوله تعالى وتقدس: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ}. قال الزجاج روي أن الله عز وجل جعل لكل امرئ في الجنة بيتا، وفي النار بيتا، فمن عمل عمل أهل الجنة ورث بيته. والفردوس أصله رومي عرّب، وهو البستان كذلك جاء في التفسير. وقال أهل اللغة: الفردوس مذكر، وإنما أنّث في قوله تعالى: {«هُمْ فِيهََا»} لأنه عنى به الجنة. وأهل الشام:
يقولون للبساتين والكروم: الفراديس (2).
يقول الجواليقي: قال الزجاج «الفردوس»: أصله رومي أعرب، وهو البستان وقد قيل: «الفردوس» تعرفه العرب، وتسمي الموضع الذي فيه كرم «فردوسا» قال الزجاج: وقيل: «الفردوس»: الأودية التي تنبت ضروبا من النبت. وقيل: هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية. قال: و «الفردوس» أيضا بالسريانية، كذا لفظة «فردوس» قال: ولم نجده في أشعار العرب إلا في شعر حسان. وحقيقته: أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين، لأنه عند أهل كل لغة كذلك. وبيت حسان:
وإن ثواب الله كلّ موحّد ... جنان من الفردوس فيها يخلّد (3).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ كََانَتْ لَهُمْ جَنََّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}
[سورة الكهف، الآية: 107] كما وردت في سورة المؤمنون: 11.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (فرد) ص 3375.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 288، 289.(1/268)
(حرف الفاء)
الفردوس (1):
في اللسان: الفردوس: البستان. قال ابن سيده: الفردوس الوادي الخصب عند العرب كالبستان، وهو بلسان الروم البستان. والفردوس: الروضة (عن السيرافي). والفردوس: خضرة الأعناب. قال الزجاج: وحقيقة أنه البستان الذي يجمع ما يكون في البساتين، وكذلك هو عند أهل كل لغة.
والفردوس: حديقة في الجنة. وقوله تعالى وتقدس: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ}. قال الزجاج روي أن الله عز وجل جعل لكل امرئ في الجنة بيتا، وفي النار بيتا، فمن عمل عمل أهل الجنة ورث بيته. والفردوس أصله رومي عرّب، وهو البستان كذلك جاء في التفسير. وقال أهل اللغة: الفردوس مذكر، وإنما أنّث في قوله تعالى: {«هُمْ فِيهََا»} لأنه عنى به الجنة. وأهل الشام:
يقولون للبساتين والكروم: الفراديس (2).
يقول الجواليقي: قال الزجاج «الفردوس»: أصله رومي أعرب، وهو البستان وقد قيل: «الفردوس» تعرفه العرب، وتسمي الموضع الذي فيه كرم «فردوسا» قال الزجاج: وقيل: «الفردوس»: الأودية التي تنبت ضروبا من النبت. وقيل: هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية. قال: و «الفردوس» أيضا بالسريانية، كذا لفظة «فردوس» قال: ولم نجده في أشعار العرب إلا في شعر حسان. وحقيقته: أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين، لأنه عند أهل كل لغة كذلك. وبيت حسان:
وإن ثواب الله كلّ موحّد ... جنان من الفردوس فيها يخلّد (3).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ كََانَتْ لَهُمْ جَنََّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}
[سورة الكهف، الآية: 107] كما وردت في سورة المؤمنون: 11.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (فرد) ص 3375.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 288، 289.(1/268)
هذا، ويرى العنيسي أن الفردوس لفظ فارسي قديم مأخوذ من: «فايريدازا» ومعناه: أحاط بالشيء وأحدث به، فيكون معنى «فردوس» لغويا: حديقة، وجنة، وبستان، وروضة. ومن «فايريدازا» مشتق «فرجين» أي: الحائط الشوك يدار حول الكرم، مرادفه «سياج». ومشتق منه أيضا «إفريز» ومرادفه طنف يحدق بأعلى الحائط (1).
نقول: وكلمة «فردوس» كلمة فارسية قديمة حقا كما قال العنيسي، وأصلها في هذا اللسان: (2).
«إلا أن اللغة اليونانية قد استعارتها منها قبل الهجرة، بما يقرب من ألف سنة» (3) عن طريق زنفون اليوناني، وأطلقها على حدائق ملوك فارس.
(جفري).
غير أن كلمة «فردوس» قد دخلت اللغة العربية من اللسان اليوناني، وأصلها في اللسان الأخير: (پراديسس) (4)، والسين في آخره أداة الرفع، وبحذفها تبقى «پراديس». فصادف بناؤه بناء الجمع فاعتبروه جمعا في العربية، وقالوا للمفرد «فردوس» (5).
هذا، ولقد أخذتها السريانية من اللسان اليوناني أيضا. ففي القاموس السرياني: فردايسا:، وبرديس: بمعنى: جنة وفردوس وبستان. كما أن لها اشتقاقات في هذا اللسان تعني: حارس البستان
__________
(1) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 50.
(2) وهي في الفارسية الحديثة: «فردوس» وتعني: الحديقة، البستان، الجنة، الفردوس.
راجع: قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 491.
(3) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، ص 215.
(4) لقد رجعت إلى أ. د عبد الله المسلمي، للتعرف على معنى هذه الكلمة في اللسان اليوناني، فأجابني بأنها تعني: حديقة، بستان.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 359بتصرف.(1/269)
هذا، ويرى العنيسي أن الفردوس لفظ فارسي قديم مأخوذ من: «فايريدازا» ومعناه: أحاط بالشيء وأحدث به، فيكون معنى «فردوس» لغويا: حديقة، وجنة، وبستان، وروضة. ومن «فايريدازا» مشتق «فرجين» أي: الحائط الشوك يدار حول الكرم، مرادفه «سياج». ومشتق منه أيضا «إفريز» ومرادفه طنف يحدق بأعلى الحائط (1).
نقول: وكلمة «فردوس» كلمة فارسية قديمة حقا كما قال العنيسي، وأصلها في هذا اللسان: (2).
«إلا أن اللغة اليونانية قد استعارتها منها قبل الهجرة، بما يقرب من ألف سنة» (3) عن طريق زنفون اليوناني، وأطلقها على حدائق ملوك فارس.
(جفري).
غير أن كلمة «فردوس» قد دخلت اللغة العربية من اللسان اليوناني، وأصلها في اللسان الأخير: (پراديسس) (4)، والسين في آخره أداة الرفع، وبحذفها تبقى «پراديس». فصادف بناؤه بناء الجمع فاعتبروه جمعا في العربية، وقالوا للمفرد «فردوس» (5).
هذا، ولقد أخذتها السريانية من اللسان اليوناني أيضا. ففي القاموس السرياني: فردايسا:، وبرديس: بمعنى: جنة وفردوس وبستان. كما أن لها اشتقاقات في هذا اللسان تعني: حارس البستان
__________
(1) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 50.
(2) وهي في الفارسية الحديثة: «فردوس» وتعني: الحديقة، البستان، الجنة، الفردوس.
راجع: قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 491.
(3) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، ص 215.
(4) لقد رجعت إلى أ. د عبد الله المسلمي، للتعرف على معنى هذه الكلمة في اللسان اليوناني، فأجابني بأنها تعني: حديقة، بستان.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 359بتصرف.(1/269)
والبستاني والبستنة أي ما يتعلق بالبستان (1).
ومن اللسان اليوناني دخلت أيضا كلمة «فردوس» كثيرا من اللغات الأوربية فهي: بالإنكليزية وبالفرنسية وبالإيطالية. وبالألمانية (2).
فرعون (3):
يقول الرازي: فرعون لقب الوليد بن مصعب ملك مصر. وكل عات فرعون. والعتاة: الفراعنة. وقد تفرعن، وهو ذو فرعنة: أي دهاء ونكر (4).
ويقول الزمخشري: وقد تفرعن علينا فلان، وما هو إلا فرعون من الفراعنة. وتقول: أعوذ بالله من تيه الفراعنة، ومن سفه الفراعنة (5).
وفي اللسان: الفرعنة. الكبر والتجبر. قال ابن سيدة: وعندي أن فرعون هذا العلم أعجمي، ولذلك لم يصرف (6).
وفي قاموس الفارسية: فرعون: ظالم، متمرد، متكبر، فرعون، لقب ملوك مصر القدماء (7).
غير أن العنيسي يرى أن «فرعون» كلمة آرامية مأخوذة من «بررعيا»، ومعناها من آل الرعاة أي من الملوك الرعاة (8).
__________
(1) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 286.
وقارن ب: المرجع السابق، ص 360.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: ص 360.
(3) ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قول الله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنََاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذََابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنََاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسََاءَكُمْ وَفِي ذََلِكُمْ بَلََاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [سورة البقرة، الآية:
49]. كما ورد (73) مرة أخرى في القرآن.
(4) مختار الصحاح: للرازي، مادة (فرعن) ص 509.
(5) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ف ر ع ن)، ص 340.
(6) لسان العرب: ابن منظور، ص 3396، مادة (فرعن).
(7) قاموس الفارسية: عبد النعيم محمد حسنين، ص 493.
(8) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 52.(1/270)
والبستاني والبستنة أي ما يتعلق بالبستان (1).
ومن اللسان اليوناني دخلت أيضا كلمة «فردوس» كثيرا من اللغات الأوربية فهي: بالإنكليزية وبالفرنسية وبالإيطالية. وبالألمانية (2).
فرعون (3):
يقول الرازي: فرعون لقب الوليد بن مصعب ملك مصر. وكل عات فرعون. والعتاة: الفراعنة. وقد تفرعن، وهو ذو فرعنة: أي دهاء ونكر (4).
ويقول الزمخشري: وقد تفرعن علينا فلان، وما هو إلا فرعون من الفراعنة. وتقول: أعوذ بالله من تيه الفراعنة، ومن سفه الفراعنة (5).
وفي اللسان: الفرعنة. الكبر والتجبر. قال ابن سيدة: وعندي أن فرعون هذا العلم أعجمي، ولذلك لم يصرف (6).
وفي قاموس الفارسية: فرعون: ظالم، متمرد، متكبر، فرعون، لقب ملوك مصر القدماء (7).
غير أن العنيسي يرى أن «فرعون» كلمة آرامية مأخوذة من «بررعيا»، ومعناها من آل الرعاة أي من الملوك الرعاة (8).
__________
(1) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 286.
وقارن ب: المرجع السابق، ص 360.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: ص 360.
(3) ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قول الله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنََاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذََابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنََاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسََاءَكُمْ وَفِي ذََلِكُمْ بَلََاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [سورة البقرة، الآية:
49]. كما ورد (73) مرة أخرى في القرآن.
(4) مختار الصحاح: للرازي، مادة (فرعن) ص 509.
(5) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ف ر ع ن)، ص 340.
(6) لسان العرب: ابن منظور، ص 3396، مادة (فرعن).
(7) قاموس الفارسية: عبد النعيم محمد حسنين، ص 493.
(8) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 52.(1/270)
فوم (1):
في اللسان: الفوم: الزرع أو الحنطة. قال ابن جني: ذهب بعض أهل التفسير في قوله عز وجل: {وَفُومِهََا وَعَدَسِهََا} [البقرة: 61]، إلى أنه أراد الثوم، فالفاء على هذا عنده بدل من الثاء. قال: والصواب عندنا أن الفوم الحنطة وما يختبز من الحبوب. يقال: فومت الخبز واختبزته، وليست الفاء على هذا بدلا من الثاء وقال الزجاج: الفوم الحنطة ويقال الحبوب، لا اختلاف بين أهل اللغة أن الفوم الحنطة، وسائر الحبوب التي تخبز يلحقها اسم الفوم. قال: ومن قال: الفوم هاهنا الثوم فإن هذا لا يعرف، ومحال أن يطلب القوم طعاما لا بر فيه، وهو أصل الغذاء، وهذا يقطع هذا القول (2).
هذا، وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «الفوم» فأجاب:
الحنطة. وأنشد قول أحيحة بن الجلاح:
قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا ... ورد المدينة عن زراعة فوم (3)
وفي معجم غريب القرآن: قال بعضهم: الحبوب التي تؤكل كلها فوم (4).
يقول الزمخشري: فوموا لنا أي اختبزوا من الفوم وهو البر، وقيل:
الخبز (5). هذا، ونرى أن كلمة «فوم» فارسية.
يقول أدي شير: الفوم: بمعنى الحنطة والحمص والخبز وسائر الحبوب التي تخبز فارسيتها فوم، وهي تطلق على الحنطة والشعير (6).
__________
(1) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يََا مُوسى ََ لَنْ نَصْبِرَ عَلى ََ طَعََامٍ وََاحِدٍ فَادْعُ لَنََا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنََا مِمََّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهََا وَقِثََّائِهََا وَفُومِهََا وَعَدَسِهََا وَبَصَلِهََا} [سورة البقرة، الآية: 61].
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (فوم)، ص 3491.
(3) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 274.
(4) معجم غريب القرآن: ص 159.
(5) أساس البلاغة: مادة (فوم)، ص 350.
(6) الألفاظ الفارسية المعربة ص 122.(1/271)
فوم (1):
في اللسان: الفوم: الزرع أو الحنطة. قال ابن جني: ذهب بعض أهل التفسير في قوله عز وجل: {وَفُومِهََا وَعَدَسِهََا} [البقرة: 61]، إلى أنه أراد الثوم، فالفاء على هذا عنده بدل من الثاء. قال: والصواب عندنا أن الفوم الحنطة وما يختبز من الحبوب. يقال: فومت الخبز واختبزته، وليست الفاء على هذا بدلا من الثاء وقال الزجاج: الفوم الحنطة ويقال الحبوب، لا اختلاف بين أهل اللغة أن الفوم الحنطة، وسائر الحبوب التي تخبز يلحقها اسم الفوم. قال: ومن قال: الفوم هاهنا الثوم فإن هذا لا يعرف، ومحال أن يطلب القوم طعاما لا بر فيه، وهو أصل الغذاء، وهذا يقطع هذا القول (2).
هذا، وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى «الفوم» فأجاب:
الحنطة. وأنشد قول أحيحة بن الجلاح:
قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا ... ورد المدينة عن زراعة فوم (3)
وفي معجم غريب القرآن: قال بعضهم: الحبوب التي تؤكل كلها فوم (4).
يقول الزمخشري: فوموا لنا أي اختبزوا من الفوم وهو البر، وقيل:
الخبز (5). هذا، ونرى أن كلمة «فوم» فارسية.
يقول أدي شير: الفوم: بمعنى الحنطة والحمص والخبز وسائر الحبوب التي تخبز فارسيتها فوم، وهي تطلق على الحنطة والشعير (6).
__________
(1) وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يََا مُوسى ََ لَنْ نَصْبِرَ عَلى ََ طَعََامٍ وََاحِدٍ فَادْعُ لَنََا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنََا مِمََّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهََا وَقِثََّائِهََا وَفُومِهََا وَعَدَسِهََا وَبَصَلِهََا} [سورة البقرة، الآية: 61].
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (فوم)، ص 3491.
(3) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 274.
(4) معجم غريب القرآن: ص 159.
(5) أساس البلاغة: مادة (فوم)، ص 350.
(6) الألفاظ الفارسية المعربة ص 122.(1/271)
وفي قاموس الفارسية: فوم: الثوم، وتستعمل أيضا بمعنى القمح والفاصولياء والباقلاء والخبز (1).
غير أن السيوطي ينقل عن الواسطي قوله عن «الفوم»: إنها الحنطة بالعبرية (2).
ولقد رجعت إلى المعجم العبري، فلم أعثر فيه على هذا المعنى وذلك اللفظ، إلا أنني وجدت «فول» وتنطق في العبرية» وتعني الفول (3). وهذا مما يقرب في ظني أنها مأخوذة من «فوم» الفارسية، لتمشيها والمفهوم من السياق القرآني.
الفيل (4):
في اللسان: الفيل: معروف، والجمع أفيال وفيول وفيلة. قال ابن السكيت: ولا تقل أفيلة، والأنثى فيلة، وصاحبها فيّال (5).
يقول طوبيا العنيسي: فيل: هندي الأصل، وفي اليونانية، وهو في جميع اللغات بهذا الاسم (6).
وعدها برجشتراسر من الكلمات الدخيلة من الفارسية، وهي في هذا اللسان: «بيل» وفي الآرامية (7).
يقول أدي شير: الفيل: فيل معرب عن الفارسي «پيل» وهو
__________
(1) قاموس الفارسية: ص 505.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 76.
(3) المعجم العبري القديم: ص 806.
(4) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحََابِ الْفِيلِ} [سورة الفيل، الآية: 1].
(5) لسان العرب: لابن منظور، مادة (فيل)، ص 3503.
(6) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 54.
(7) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، أخرجه وصححه وعلق عليه الدكتور رمضان عبد التواب، ص 215، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.(1/272)
وفي قاموس الفارسية: فوم: الثوم، وتستعمل أيضا بمعنى القمح والفاصولياء والباقلاء والخبز (1).
غير أن السيوطي ينقل عن الواسطي قوله عن «الفوم»: إنها الحنطة بالعبرية (2).
ولقد رجعت إلى المعجم العبري، فلم أعثر فيه على هذا المعنى وذلك اللفظ، إلا أنني وجدت «فول» وتنطق في العبرية» وتعني الفول (3). وهذا مما يقرب في ظني أنها مأخوذة من «فوم» الفارسية، لتمشيها والمفهوم من السياق القرآني.
الفيل (4):
في اللسان: الفيل: معروف، والجمع أفيال وفيول وفيلة. قال ابن السكيت: ولا تقل أفيلة، والأنثى فيلة، وصاحبها فيّال (5).
يقول طوبيا العنيسي: فيل: هندي الأصل، وفي اليونانية، وهو في جميع اللغات بهذا الاسم (6).
وعدها برجشتراسر من الكلمات الدخيلة من الفارسية، وهي في هذا اللسان: «بيل» وفي الآرامية (7).
يقول أدي شير: الفيل: فيل معرب عن الفارسي «پيل» وهو
__________
(1) قاموس الفارسية: ص 505.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 76.
(3) المعجم العبري القديم: ص 806.
(4) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحََابِ الْفِيلِ} [سورة الفيل، الآية: 1].
(5) لسان العرب: لابن منظور، مادة (فيل)، ص 3503.
(6) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 54.
(7) التطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر، أخرجه وصححه وعلق عليه الدكتور رمضان عبد التواب، ص 215، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.(1/272)
بالسريانية باليونانية وبالرومية وبالفرنسية والإنكليزية والجرمانية وبالإيطالية وعندي أن الكلمة آرامية الأصل وهي مشتقة من أي تلطخ ولوث فإنه من خواص الفيل المكث على شواطئ الأنهر وفي المستنقعات وقيل إن يشرب الماء يكدره وكثيرا ما يوعيه في خرطومه حتى يمتلئ فيرمي به من حوله (1).
ويقول الدكتور مراد كامل: دخل العربية قبيل الإسلام كثير من الألفاظ الفارسية، ومنها أسماء لأشياء خاصة بالفرس أو مستوردة من عندهم:
كالفيل ا. هـ. (2).
أقول: وأرى أن هذه الكلمة آرامية الأصل كما قال أدي شير إلا أنها دخلت الفارسية، وعربت عن الكلمة الفارسية «پيل».
(حرف القاف)
قراطيس (3):
يقول ابن منظور: القرطاس: معروف يتخذ من برديّ يكون بمصر
والقرطاس والقرطاس والقرطس والقرطاس، كله: الصحيفة الثابتة التي يكتب فيها (الأخيرتان عن اللحياني) وقوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنََا عَلَيْكَ كِتََاباً فِي قِرْطََاسٍ} [الأنعام: 7]، أي في صحيفة، وكذلك قوله تعالى: {تَجْعَلُونَهُ قَرََاطِيسَ}
[الأنعام: 91]، أي صحفا يقول ابن الأعرابي: يقال للناقة إذا كانت فتية شابة: هي القرطاس والديباج ويقول: يقال للجارية البيضاء المديدة القامة
__________
(1) الكلمات الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 123.
(2) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، مراجعة الدكتور مراد كامل، ص 35. وهامش 1 بتصرف ط. دار الهلال.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {تَجْعَلُونَهُ قَرََاطِيسَ تُبْدُونَهََا وَتُخْفُونَ كَثِيراً} [سورة الأنعام، الآية: 91]. كما وردت بلفظ «قرطاس» في سورة الأنعام أيضا، آية: 7.(1/273)
بالسريانية باليونانية وبالرومية وبالفرنسية والإنكليزية والجرمانية وبالإيطالية وعندي أن الكلمة آرامية الأصل وهي مشتقة من أي تلطخ ولوث فإنه من خواص الفيل المكث على شواطئ الأنهر وفي المستنقعات وقيل إن يشرب الماء يكدره وكثيرا ما يوعيه في خرطومه حتى يمتلئ فيرمي به من حوله (1).
ويقول الدكتور مراد كامل: دخل العربية قبيل الإسلام كثير من الألفاظ الفارسية، ومنها أسماء لأشياء خاصة بالفرس أو مستوردة من عندهم:
كالفيل ا. هـ. (2).
أقول: وأرى أن هذه الكلمة آرامية الأصل كما قال أدي شير إلا أنها دخلت الفارسية، وعربت عن الكلمة الفارسية «پيل».
(حرف القاف)
قراطيس (3):
يقول ابن منظور: القرطاس: معروف يتخذ من برديّ يكون بمصر
والقرطاس والقرطاس والقرطس والقرطاس، كله: الصحيفة الثابتة التي يكتب فيها (الأخيرتان عن اللحياني) وقوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنََا عَلَيْكَ كِتََاباً فِي قِرْطََاسٍ} [الأنعام: 7]، أي في صحيفة، وكذلك قوله تعالى: {تَجْعَلُونَهُ قَرََاطِيسَ}
[الأنعام: 91]، أي صحفا يقول ابن الأعرابي: يقال للناقة إذا كانت فتية شابة: هي القرطاس والديباج ويقول: يقال للجارية البيضاء المديدة القامة
__________
(1) الكلمات الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 123.
(2) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، مراجعة الدكتور مراد كامل، ص 35. وهامش 1 بتصرف ط. دار الهلال.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {تَجْعَلُونَهُ قَرََاطِيسَ تُبْدُونَهََا وَتُخْفُونَ كَثِيراً} [سورة الأنعام، الآية: 91]. كما وردت بلفظ «قرطاس» في سورة الأنعام أيضا، آية: 7.(1/273)
قرطاس. ودابة قرطاسي إذا كان أبيض لا يخالط لونه شيبة، فإذا ضرب بياضه إلى الصفرة فهو نرجسيّ (1).
في المعرّب للجواليقي: و «القرطاس» قد تكلموا به قديما. ويقال: إن أصله غير عربي (2).
يقول العنيسي: قرطاس: يوناني، معناه: ما يرسم عليه.
مرادفه: ورقة وصحيفة (3).
أقول: وهذه الكلمة يونانية حقا، وأصلها في هذا اللسان:
،) (، ومعناها: ورق يكتب عليه. وعند التعريب نقل (قرطيس) إلى وزن «فعاليل» بزيادة ألف بعد الراء فأصبح (قراطيس)، ثم اشتق منه «قرطاس» للمفرد (4).
قسّيس (5):
في اللسان: والقسّ: رئيس من رؤساء النصارى في الدين والعلم.
والقسيس: كالقس، والجمع قساقسة على غير قياس وقسيسون. وفي التنزيل العزيز: {ذََلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبََاناً} [المائدة: 82] قال الفراء:
نزلت هذه الآية فيمن أسلم من النصارى. ويقال: هو النجاشي وأصحابه (6).
__________
(1) اللسان: مادة (قرطس)، ص 3592.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 324. وراجع: المهذب: للسيوطي، ص 76.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في العربية: طوبيا العنيسي، ص 55.
(4) راجع: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 415، 416.
وغرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 264. واللغة العربية كائن حي جرجي زيدان، مراجعة د. مراد كامل، ص 35هامش (2).
والتطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر ص 288.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {* لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النََّاسِ عَدََاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قََالُوا إِنََّا نَصََارى ََ ذََلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبََاناً وَأَنَّهُمْ لََا يَسْتَكْبِرُونَ} [سورة المائدة، الآية: 82].
(6) لسان العرب: لابن منظور، مادة (قسس)، ص 3625.(1/274)
قرطاس. ودابة قرطاسي إذا كان أبيض لا يخالط لونه شيبة، فإذا ضرب بياضه إلى الصفرة فهو نرجسيّ (1).
في المعرّب للجواليقي: و «القرطاس» قد تكلموا به قديما. ويقال: إن أصله غير عربي (2).
يقول العنيسي: قرطاس: يوناني، معناه: ما يرسم عليه.
مرادفه: ورقة وصحيفة (3).
أقول: وهذه الكلمة يونانية حقا، وأصلها في هذا اللسان:
،) (، ومعناها: ورق يكتب عليه. وعند التعريب نقل (قرطيس) إلى وزن «فعاليل» بزيادة ألف بعد الراء فأصبح (قراطيس)، ثم اشتق منه «قرطاس» للمفرد (4).
قسّيس (5):
في اللسان: والقسّ: رئيس من رؤساء النصارى في الدين والعلم.
والقسيس: كالقس، والجمع قساقسة على غير قياس وقسيسون. وفي التنزيل العزيز: {ذََلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبََاناً} [المائدة: 82] قال الفراء:
نزلت هذه الآية فيمن أسلم من النصارى. ويقال: هو النجاشي وأصحابه (6).
__________
(1) اللسان: مادة (قرطس)، ص 3592.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 324. وراجع: المهذب: للسيوطي، ص 76.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في العربية: طوبيا العنيسي، ص 55.
(4) راجع: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 415، 416.
وغرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 264. واللغة العربية كائن حي جرجي زيدان، مراجعة د. مراد كامل، ص 35هامش (2).
والتطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر ص 288.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {* لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النََّاسِ عَدََاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قََالُوا إِنََّا نَصََارى ََ ذََلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبََاناً وَأَنَّهُمْ لََا يَسْتَكْبِرُونَ} [سورة المائدة، الآية: 82].
(6) لسان العرب: لابن منظور، مادة (قسس)، ص 3625.(1/274)
يقول السيوطي: وذكر بعضهم أن القسيس عبرانيّة (1).
وقال في المهذب: قيل هو أعجمي عرّب ونقل عن الحكيم الترمذي في نوادر الأصول قوله: القسيس والصديق بمعنى واحد، يقال في بني إسرائيل: قسيس وفي لغة العرب بني إسماعيل: صديق (2)
ويقول العنيسي: قسّ وقسيس: أرامي: «قشيشا» معناه: شيخ. وقد يلقب به الكاهن عندنا احتراما (3).
وفي قاموس الفارسية: قسّيس: رجل الدين في النصرانية (4).
ونقول: إن كلمة «قسيس» كلمة آرامية، حيث وردت حرفيا في هذا اللسان:، وتعني: قسّيس وكاهن ورجل دين مسيحي (5).
القسط (6):
في اللسان: القسط الميزان، سمي به من القسط العدل، أراد أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة لهم من عنده، كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن، وهو تمثيل لما يقدره الله وينزله.
وقيل: أراد بالقسط القسم من الرزق الذي هو نصيب كل مخلوق، وخفضه تقليله، ورفعه: تكثيره. والقسط: الحصة والنصيب والقسط: العدل، وهو من المصادر الموصوف بها كعدل، يقال: ميزان قسط، وميزانان قسط، وموازين قسط. وقوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوََازِينَ الْقِسْطَ} [الأنبياء: 47] أي ذوات
__________
(1) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 5.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 79.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروف: طوبيا العنيسي، ص 56.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 516.
(5) المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك)، ص 905.
وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 201.
(6) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {شَهِدَ اللََّهُ أَنَّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ وَالْمَلََائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قََائِماً بِالْقِسْطِ} [سورة آل عمران، الآية: 18]. كما وردت (14) مرة أخرى في القرآن الكريم.(1/275)
يقول السيوطي: وذكر بعضهم أن القسيس عبرانيّة (1).
وقال في المهذب: قيل هو أعجمي عرّب ونقل عن الحكيم الترمذي في نوادر الأصول قوله: القسيس والصديق بمعنى واحد، يقال في بني إسرائيل: قسيس وفي لغة العرب بني إسماعيل: صديق (2)
ويقول العنيسي: قسّ وقسيس: أرامي: «قشيشا» معناه: شيخ. وقد يلقب به الكاهن عندنا احتراما (3).
وفي قاموس الفارسية: قسّيس: رجل الدين في النصرانية (4).
ونقول: إن كلمة «قسيس» كلمة آرامية، حيث وردت حرفيا في هذا اللسان:، وتعني: قسّيس وكاهن ورجل دين مسيحي (5).
القسط (6):
في اللسان: القسط الميزان، سمي به من القسط العدل، أراد أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة لهم من عنده، كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن، وهو تمثيل لما يقدره الله وينزله.
وقيل: أراد بالقسط القسم من الرزق الذي هو نصيب كل مخلوق، وخفضه تقليله، ورفعه: تكثيره. والقسط: الحصة والنصيب والقسط: العدل، وهو من المصادر الموصوف بها كعدل، يقال: ميزان قسط، وميزانان قسط، وموازين قسط. وقوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوََازِينَ الْقِسْطَ} [الأنبياء: 47] أي ذوات
__________
(1) المتوكلي: للسيوطي، ورقة 5.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 79.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروف: طوبيا العنيسي، ص 56.
(4) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 516.
(5) المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك)، ص 905.
وراجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 201.
(6) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {شَهِدَ اللََّهُ أَنَّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ وَالْمَلََائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قََائِماً بِالْقِسْطِ} [سورة آل عمران، الآية: 18]. كما وردت (14) مرة أخرى في القرآن الكريم.(1/275)
القسط والإقساط والقسط: العدل. ويقال: أقسط وقسط إذا عدل
والقسط: الجور والقسوط: الجور والعدول عن الحق. قال: هو من قسط يقسط قسوطا. وقسط قسوطا: جار. وفي التنزيل: {وَأَمَّا الْقََاسِطُونَ فَكََانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً} [الجن: 15]. قال الفراء: هم الجائرون الكفار (1).
يقول ابن قتيبة: «قائما بالقسط»: أي العدل (2).
وفي البرهان: القسط: العدل بالرومية (3).
وينقل السيوطي عن ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: القسط: العدل بالرومية (4).
وفي قاموس الفارسية: قسط: عدل، إنصاف، مقدار، نصيب (5). غير أنّ برجشتراسر يرى أن (قسط) مأخوذة من:: (قشط)، والشين الآرامية كثيرا ما تنوب عنها السين العربية (6).
وفي غرائب اللغة: القسط، العدل، في الآرامية (7).
أقول: وأرى أن كلمة (قسط) معربة من اليونانية، وأصلها في هذا اللسان:، ومعناها: الإناء أو السلة التي كانت أصوات الانتخاب أو التصويت على شخص تلقى فيها (8). ويرى رفائيل اليسوعي أنها من، وتعني: كوز، مكيال يسع نصف صاع (9).
__________
(1) اللسان: مادة (قسط) ص 3626، 3627.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 103.
(3) البرهان: للزركشي: ص 288.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 77. وراجع: الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 18.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 516.
(6) التطور النحوي: برجشتراسر، ص 221، 222.
(7) غرائب اللغة العربية: ص 201.
(8) رجعت في هذا التأصيل إلى الأستاذ الدكتور عبد الله المسلمي فأجاب عليّ بما دونت.
(9) غرائب اللغة العربية: ص 265.(1/276)
القسط والإقساط والقسط: العدل. ويقال: أقسط وقسط إذا عدل
والقسط: الجور والقسوط: الجور والعدول عن الحق. قال: هو من قسط يقسط قسوطا. وقسط قسوطا: جار. وفي التنزيل: {وَأَمَّا الْقََاسِطُونَ فَكََانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً} [الجن: 15]. قال الفراء: هم الجائرون الكفار (1).
يقول ابن قتيبة: «قائما بالقسط»: أي العدل (2).
وفي البرهان: القسط: العدل بالرومية (3).
وينقل السيوطي عن ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: القسط: العدل بالرومية (4).
وفي قاموس الفارسية: قسط: عدل، إنصاف، مقدار، نصيب (5). غير أنّ برجشتراسر يرى أن (قسط) مأخوذة من:: (قشط)، والشين الآرامية كثيرا ما تنوب عنها السين العربية (6).
وفي غرائب اللغة: القسط، العدل، في الآرامية (7).
أقول: وأرى أن كلمة (قسط) معربة من اليونانية، وأصلها في هذا اللسان:، ومعناها: الإناء أو السلة التي كانت أصوات الانتخاب أو التصويت على شخص تلقى فيها (8). ويرى رفائيل اليسوعي أنها من، وتعني: كوز، مكيال يسع نصف صاع (9).
__________
(1) اللسان: مادة (قسط) ص 3626، 3627.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 103.
(3) البرهان: للزركشي: ص 288.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 77. وراجع: الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 18.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 516.
(6) التطور النحوي: برجشتراسر، ص 221، 222.
(7) غرائب اللغة العربية: ص 201.
(8) رجعت في هذا التأصيل إلى الأستاذ الدكتور عبد الله المسلمي فأجاب عليّ بما دونت.
(9) غرائب اللغة العربية: ص 265.(1/276)
القسطاس (1):
في اللسان: وقال تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطََاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [الإسراء: 35]. يقال:
هو أقوم الموازين، وقال بعضهم: هو الشاهين، ويقال: قسطاس وقسطاس (2).
يقول ابن قتيبة: «بالقسطاس»: الميزان. يقال: هو بلسان الروم. وفيه لغة أخرى «قسطاس» بضم القاف. وقد قرئ باللغتين جميعا (3).
ويقول زيد بن علي: القسطاس: معناه العدل. واسم القسطاس لفظة رومية ومعناه: العدل (4).
وفي معجم غريب القرآن: قال مجاهد: القسطاس العدل بالرومية (5).
يقول الجواليقي: أخبرنا ابن بندار عن ابن دريد: أن «القسطاس»:
الميزان. رومي معرب. ويقال: «قسطاس» و «قسطاس» (6).
ويقول السيوطي: قال الفريابي: حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد، قال: القسطاس: العدل بالرومية. وقال ابن حاتم، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن سعيد بن جبير، قال: القسطاس بلغة الروم: الميزان (7).
وفي قاموس الفارسية: قسطاس: ميزان (8).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذََا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطََاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [سورة الإسراء، الآية: 35]. كما وردت في الآية 182من سورة الشعراء.
(2) اللسان: مادة (قسط) ص 3626.
(3) تفسير غريب القرآن: ص 254.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 24.
(5) معجم غريب القرآن: ص 167.
(6) المعرب: للجواليقي، ص 299.
(7) المهذب: للسيوطي، ص 77، 78. وراجع: الأصل والبيان: ص 18.
(8) قاموس الفارسية: ص 516.(1/277)
القسطاس (1):
في اللسان: وقال تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطََاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [الإسراء: 35]. يقال:
هو أقوم الموازين، وقال بعضهم: هو الشاهين، ويقال: قسطاس وقسطاس (2).
يقول ابن قتيبة: «بالقسطاس»: الميزان. يقال: هو بلسان الروم. وفيه لغة أخرى «قسطاس» بضم القاف. وقد قرئ باللغتين جميعا (3).
ويقول زيد بن علي: القسطاس: معناه العدل. واسم القسطاس لفظة رومية ومعناه: العدل (4).
وفي معجم غريب القرآن: قال مجاهد: القسطاس العدل بالرومية (5).
يقول الجواليقي: أخبرنا ابن بندار عن ابن دريد: أن «القسطاس»:
الميزان. رومي معرب. ويقال: «قسطاس» و «قسطاس» (6).
ويقول السيوطي: قال الفريابي: حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد، قال: القسطاس: العدل بالرومية. وقال ابن حاتم، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن سعيد بن جبير، قال: القسطاس بلغة الروم: الميزان (7).
وفي قاموس الفارسية: قسطاس: ميزان (8).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذََا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطََاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [سورة الإسراء، الآية: 35]. كما وردت في الآية 182من سورة الشعراء.
(2) اللسان: مادة (قسط) ص 3626.
(3) تفسير غريب القرآن: ص 254.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 24.
(5) معجم غريب القرآن: ص 167.
(6) المعرب: للجواليقي، ص 299.
(7) المهذب: للسيوطي، ص 77، 78. وراجع: الأصل والبيان: ص 18.
(8) قاموس الفارسية: ص 516.(1/277)
يقول الدكتور السبحان: «القسطاس» معرب. ذهب فليشر إلى أن أصله باللاتينية، ومعناه: «مستقيم» وذلك بتقدير الميزان. قلت: عرب بحذف النونين فأصبح قسطاس بضم القاف. ومما يؤيد هذا الرأي قول الليث إن القسطاس أقوم الموازين، وقول الزجاج: هو ميزان العدل (التهذيب 9/ 389)، فهذا يشير إلى معنى «المستقيم» الذي هو المعنى اللغوي للكلمة اللاتينية (1).
غير أن جفري يرجح أن القسطاس مقترضة من السريانية وليس من اللاتينية (2).
وأرجح: أن الكلمة (القسطاس) معربة من اليونانية، وأصلها في هذا اللسان: ومعناها: ما يستخدم كميزان (3). ويؤكد هذا مشابهتها للكلمة العربية في اللفظ والمعنى.
قسورة (4):
في اللسان: و «القسورة: العزيز يقتسر غيره أي يقهره، والجمع قساور
والقسور الأسد والجمع قسورة. وفي التنزيل العزيز: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر:
51]. قال ابن سيده: هنا قول أهل اللغة، وتحريره أن القسور والقسورة اسمان للأسد، أنثوه كما قالوا أسامة، إلا أن أسامة معرفة. وقيل في قوله تعالى:
{فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قيل: هم الرماة من الصيادين (5).
وفي تفسير غريب القرآن: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}، قال أبو عبيدة: هو الأسد، وكأنه من «القسر» وهو: القهر. والأسد يقهر السّباع (6).
__________
(1) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 377، بتصرف.
(2) الألفاظ الأجنبية في القرآن: آرثر جيفري، ص 238، 239.
(3) رجعت إلى أد. عبد الله المسلمي، في هذا التأصيل.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [سورة المدثر، الآية: 51].
(5) اللسان مادة (قسر)، ص 3623.
(6) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 498.(1/278)
يقول الدكتور السبحان: «القسطاس» معرب. ذهب فليشر إلى أن أصله باللاتينية، ومعناه: «مستقيم» وذلك بتقدير الميزان. قلت: عرب بحذف النونين فأصبح قسطاس بضم القاف. ومما يؤيد هذا الرأي قول الليث إن القسطاس أقوم الموازين، وقول الزجاج: هو ميزان العدل (التهذيب 9/ 389)، فهذا يشير إلى معنى «المستقيم» الذي هو المعنى اللغوي للكلمة اللاتينية (1).
غير أن جفري يرجح أن القسطاس مقترضة من السريانية وليس من اللاتينية (2).
وأرجح: أن الكلمة (القسطاس) معربة من اليونانية، وأصلها في هذا اللسان: ومعناها: ما يستخدم كميزان (3). ويؤكد هذا مشابهتها للكلمة العربية في اللفظ والمعنى.
قسورة (4):
في اللسان: و «القسورة: العزيز يقتسر غيره أي يقهره، والجمع قساور
والقسور الأسد والجمع قسورة. وفي التنزيل العزيز: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر:
51]. قال ابن سيده: هنا قول أهل اللغة، وتحريره أن القسور والقسورة اسمان للأسد، أنثوه كما قالوا أسامة، إلا أن أسامة معرفة. وقيل في قوله تعالى:
{فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قيل: هم الرماة من الصيادين (5).
وفي تفسير غريب القرآن: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}، قال أبو عبيدة: هو الأسد، وكأنه من «القسر» وهو: القهر. والأسد يقهر السّباع (6).
__________
(1) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 377، بتصرف.
(2) الألفاظ الأجنبية في القرآن: آرثر جيفري، ص 238، 239.
(3) رجعت إلى أد. عبد الله المسلمي، في هذا التأصيل.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [سورة المدثر، الآية: 51].
(5) اللسان مادة (قسر)، ص 3623.
(6) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 498.(1/278)
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يقول:
الأسد (1).
يقول الزمخشري: وهم يخافون القسورة والقساور وهو الأسد من القسر (2).
وفي البرهان: القسورة: الأسد بلغة الحبشة (3).
يقول السيوطي: قال ابن جرير عن ابن عباس قال: الأسد يقال له بالحبشية: قسورة (4).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: القسورة بالحبشية الأسد (5).
غير أن أدي شير يرى أن «القسور» كلمة فارسية تعني: الأسد.
و «القسورة» العزيز والأسد والشجاع و «القيسريّ» الرجل القوي: كل ذلك معرب (كشور) الفارسية ومعناه: العظيم العزيز (6).
إلا أنني أميل إلى كونها حبشية.
قسيّة (7):
يقول الرازي: قسا قلبه: غلظ واشتد يقسو قساء بالفتح والمد، وقسوة وقساوة أيضا. وأقساه الذنب. ويقال الذنب مقساة للقلب. وحجر قاس: أي
__________
(1) راجع: تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة: د. عبد العزيز بن عبد الله الحميدي 2/ 945.
(2) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ق س ر)، ص 365.
(3) البرهان: للزركشي، ص 289.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 78. وراجع: تفسير ابن عباس المذكور، حيث ضعف هذه الرواية 2/ 946.
(5) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 19.
(6) الألفاظ الفارسية المعربة: أدي شير، ص 126.
(7) وردت هذه المفردة في سورة المائدة، آية: 13، في قراءة من قرأ {فَبِمََا نَقْضِهِمْ مِيثََاقَهُمْ لَعَنََّاهُمْ وَجَعَلْنََا قُلُوبَهُمْ قََاسِيَةً} الآية.(1/279)
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يقول:
الأسد (1).
يقول الزمخشري: وهم يخافون القسورة والقساور وهو الأسد من القسر (2).
وفي البرهان: القسورة: الأسد بلغة الحبشة (3).
يقول السيوطي: قال ابن جرير عن ابن عباس قال: الأسد يقال له بالحبشية: قسورة (4).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: القسورة بالحبشية الأسد (5).
غير أن أدي شير يرى أن «القسور» كلمة فارسية تعني: الأسد.
و «القسورة» العزيز والأسد والشجاع و «القيسريّ» الرجل القوي: كل ذلك معرب (كشور) الفارسية ومعناه: العظيم العزيز (6).
إلا أنني أميل إلى كونها حبشية.
قسيّة (7):
يقول الرازي: قسا قلبه: غلظ واشتد يقسو قساء بالفتح والمد، وقسوة وقساوة أيضا. وأقساه الذنب. ويقال الذنب مقساة للقلب. وحجر قاس: أي
__________
(1) راجع: تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة: د. عبد العزيز بن عبد الله الحميدي 2/ 945.
(2) أساس البلاغة: للزمخشري، مادة (ق س ر)، ص 365.
(3) البرهان: للزركشي، ص 289.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 78. وراجع: تفسير ابن عباس المذكور، حيث ضعف هذه الرواية 2/ 946.
(5) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 19.
(6) الألفاظ الفارسية المعربة: أدي شير، ص 126.
(7) وردت هذه المفردة في سورة المائدة، آية: 13، في قراءة من قرأ {فَبِمََا نَقْضِهِمْ مِيثََاقَهُمْ لَعَنََّاهُمْ وَجَعَلْنََا قُلُوبَهُمْ قََاسِيَةً} الآية.(1/279)
صلب. وقاسى الأمر: كابده. ودرهم قسيّ وهو ضرب من الزيوف: أي فضته صلبة رديئة. وجمعه قسيان كصبي وصبيان. ودراهم قسية وقسيات (1).
في الكشاف: {وَجَعَلْنََا قُلُوبَهُمْ قََاسِيَةً} [المائدة: 13] خذلناهم ومنعناهم الألطاف حتى قست قلوبهم أو أملينا لهم ولم نعاجلهم بالعقوبة حتى قست. وقرأ عبد الله قسيّة أي ردية مغشوشة من قولهم درهم قسيّ وهو من القسوة لأن الذهب والفضة الخالصين فيهما لين والمغشوش فيه يبس وصلابة (2).
يقول ابن قتيبة: القاسية والعاتية واحد، وهي اليابسة (3).
وفي المعرب للجواليقي: قال: «ودرهم قسيّ». وإنما هو تعريب «قاش» ويقال هو «فعيل» من «القسوة». أي: فضته رديئة صلبة ليست بلينة ويقال في جمعه: دراهيم «قسيان» و «قسيّات» (4).
يقول السيوطي: «قسيّة» في قراءة من قرأ: وجعلنا قلوبهم قسيّة أي رديئة غير خالصة من قولهم: درهم قسيّ أي مغشوش. قال أبو علي الفارسي: كلمة أعجمية لا دخل لها في كلام العرب (5).
وعدها رفائيل نخلة اليسوعي ضمن الكلمات الفارسية (6).
قطّنا (7):
في اللسان: والقطّ: النصيب. والقطّ: الصّكّ بالجائزة. والقطّ:
__________
(1) مختار الصحاح: للرازي، مادة (قسا)، ص 586.
(2) الكشاف: للزمخشري، 1/ 600. وراجع توجيه القراءة في كتاب: طلائع البشر في توجيه القراءات العشر: محمد الصادق قمحاوي، ص 75، تجد مزيدا من التفصيل.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 142.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 305.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 79.
(6) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 241.
(7) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَقََالُوا رَبَّنََا عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسََابِ} [سورة ص، الآية: 16].(1/280)
صلب. وقاسى الأمر: كابده. ودرهم قسيّ وهو ضرب من الزيوف: أي فضته صلبة رديئة. وجمعه قسيان كصبي وصبيان. ودراهم قسية وقسيات (1).
في الكشاف: {وَجَعَلْنََا قُلُوبَهُمْ قََاسِيَةً} [المائدة: 13] خذلناهم ومنعناهم الألطاف حتى قست قلوبهم أو أملينا لهم ولم نعاجلهم بالعقوبة حتى قست. وقرأ عبد الله قسيّة أي ردية مغشوشة من قولهم درهم قسيّ وهو من القسوة لأن الذهب والفضة الخالصين فيهما لين والمغشوش فيه يبس وصلابة (2).
يقول ابن قتيبة: القاسية والعاتية واحد، وهي اليابسة (3).
وفي المعرب للجواليقي: قال: «ودرهم قسيّ». وإنما هو تعريب «قاش» ويقال هو «فعيل» من «القسوة». أي: فضته رديئة صلبة ليست بلينة ويقال في جمعه: دراهيم «قسيان» و «قسيّات» (4).
يقول السيوطي: «قسيّة» في قراءة من قرأ: وجعلنا قلوبهم قسيّة أي رديئة غير خالصة من قولهم: درهم قسيّ أي مغشوش. قال أبو علي الفارسي: كلمة أعجمية لا دخل لها في كلام العرب (5).
وعدها رفائيل نخلة اليسوعي ضمن الكلمات الفارسية (6).
قطّنا (7):
في اللسان: والقطّ: النصيب. والقطّ: الصّكّ بالجائزة. والقطّ:
__________
(1) مختار الصحاح: للرازي، مادة (قسا)، ص 586.
(2) الكشاف: للزمخشري، 1/ 600. وراجع توجيه القراءة في كتاب: طلائع البشر في توجيه القراءات العشر: محمد الصادق قمحاوي، ص 75، تجد مزيدا من التفصيل.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 142.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 305.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 79.
(6) غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 241.
(7) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَقََالُوا رَبَّنََا عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسََابِ} [سورة ص، الآية: 16].(1/280)
الكتاب، وقيل: هو كتاب المحاسبة وفي التنزيل العزيز: {عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسََابِ} [ص: 16]، والجمع: قطوط قال أهل التفسير مجاهد وقتادة والحسن قالوا: {عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا}، أي نصيبنا من العذاب. وقال سعيد بن جبير: ذكرت الجنة فاشتهوا ما فيها فقالوا: {رَبَّنََا عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا}، أي نصيبنا:
وقال الفراء: القط الصحيفة المكتوبة، وإنما قالوا ذلك حين نزل قوله تعالى:
{فَأَمََّا مَنْ أُوتِيَ كِتََابَهُ بِيَمِينِهِ}، فاستهزءوا بذلك وقالوا: عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب. القط في كلام العرب: الصكّ وهو الحظ، والقطّ:
النصيب، وأصله الصحيفة للإنسان بصلة يوصل بها. قال: وأصل القط من قططت (1).
يقول ابن قتيبة: {«عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا»}، والقط: الصحيفة المكتوبة، وهي الصكّ (2).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معناها فقال: القط:
الجزاء. وأنشد قول الأعشى:
ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بأميّة يعطي القطوط ويأفق (3)
وفي معجم غريب القرآن: القطّ: الصحيفة. هو هاهنا صحيفة الحسنات (الحساب). قطنا: عذابنا (4).
يقول السيوطي: عن «قطّنا»: قال أبو القاسم في لغات القرآن: معناه كتابنا بالنبطية. وكذا قال الواسطي (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: قطّنا بالنبطية: كتابنا (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (قطط)، ص 36730.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 378.
(3) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 276.
(4) المرجع السابق: ص 170.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 80.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 18.(1/281)
الكتاب، وقيل: هو كتاب المحاسبة وفي التنزيل العزيز: {عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسََابِ} [ص: 16]، والجمع: قطوط قال أهل التفسير مجاهد وقتادة والحسن قالوا: {عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا}، أي نصيبنا من العذاب. وقال سعيد بن جبير: ذكرت الجنة فاشتهوا ما فيها فقالوا: {رَبَّنََا عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا}، أي نصيبنا:
وقال الفراء: القط الصحيفة المكتوبة، وإنما قالوا ذلك حين نزل قوله تعالى:
{فَأَمََّا مَنْ أُوتِيَ كِتََابَهُ بِيَمِينِهِ}، فاستهزءوا بذلك وقالوا: عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب. القط في كلام العرب: الصكّ وهو الحظ، والقطّ:
النصيب، وأصله الصحيفة للإنسان بصلة يوصل بها. قال: وأصل القط من قططت (1).
يقول ابن قتيبة: {«عَجِّلْ لَنََا قِطَّنََا»}، والقط: الصحيفة المكتوبة، وهي الصكّ (2).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معناها فقال: القط:
الجزاء. وأنشد قول الأعشى:
ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بأميّة يعطي القطوط ويأفق (3)
وفي معجم غريب القرآن: القطّ: الصحيفة. هو هاهنا صحيفة الحسنات (الحساب). قطنا: عذابنا (4).
يقول السيوطي: عن «قطّنا»: قال أبو القاسم في لغات القرآن: معناه كتابنا بالنبطية. وكذا قال الواسطي (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: قطّنا بالنبطية: كتابنا (6).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (قطط)، ص 36730.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 378.
(3) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 276.
(4) المرجع السابق: ص 170.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 80.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 18.(1/281)
والنبطية إحدى لهجات الآرامية، كما هو معروف.
قطمير (1):
يقول الرازي: القطمير: الفوقة التي في النواة وهي القشرة الرقيقة.
وقيل: هي النكتة البيضاء التي في ظهر النواة تنبت منها النخلة (2).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى القطمير فأجاب:
الجلدة البيضاء التي على النواة. وأنشد قول أمية بن أبي الصلت:
لم أنل منهم فسيطا ولا زب ... دا ولا فوقة ولا قطميرا (3)
وفي معجم غريب القرآن: قال مجاهد: القطمير: لفافة النواة (4).
أقول: وهذه الكلمة معربة من الفارسية.
ففي قاموس الفارسية: قطمير: الغلاف الذي يحيط ببذرة الثمرة، كناية عن ضآلة الشيء وقدره (5).
ويقول أدّي شير: القطمير: يستعمل للشيء الهين النزر الحقير تصحيف «كمتر» ومعناه الأحمق (6).
قفل (7):
في اللسان: والقفل والقفلّ: ما يغلق به الباب مما ليس بكثيف ونحوه،
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {ذََلِكُمُ اللََّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مََا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [سورة فاطر، الآية: 13].
(2) مختار الصحاح: للرازي، مادة (قطمر)، ص 191.
(3) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 276.
(4) المرجع السابق: ص 176.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 518.
(6) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّي شير، ص 126.
(7) وردت هذه المفردة بالجمع في قول الله تعالى: {أَفَلََا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى ََ قُلُوبٍ أَقْفََالُهََا}
[سورة محمد، الآية: 24].(1/282)
والنبطية إحدى لهجات الآرامية، كما هو معروف.
قطمير (1):
يقول الرازي: القطمير: الفوقة التي في النواة وهي القشرة الرقيقة.
وقيل: هي النكتة البيضاء التي في ظهر النواة تنبت منها النخلة (2).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى القطمير فأجاب:
الجلدة البيضاء التي على النواة. وأنشد قول أمية بن أبي الصلت:
لم أنل منهم فسيطا ولا زب ... دا ولا فوقة ولا قطميرا (3)
وفي معجم غريب القرآن: قال مجاهد: القطمير: لفافة النواة (4).
أقول: وهذه الكلمة معربة من الفارسية.
ففي قاموس الفارسية: قطمير: الغلاف الذي يحيط ببذرة الثمرة، كناية عن ضآلة الشيء وقدره (5).
ويقول أدّي شير: القطمير: يستعمل للشيء الهين النزر الحقير تصحيف «كمتر» ومعناه الأحمق (6).
قفل (7):
في اللسان: والقفل والقفلّ: ما يغلق به الباب مما ليس بكثيف ونحوه،
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {ذََلِكُمُ اللََّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مََا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [سورة فاطر، الآية: 13].
(2) مختار الصحاح: للرازي، مادة (قطمر)، ص 191.
(3) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 276.
(4) المرجع السابق: ص 176.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 518.
(6) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّي شير، ص 126.
(7) وردت هذه المفردة بالجمع في قول الله تعالى: {أَفَلََا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى ََ قُلُوبٍ أَقْفََالُهََا}
[سورة محمد، الآية: 24].(1/282)
والجمع أقفال وأقفل وقد أقفل الباب وأقفل عليه فانقفل واقتفل
والباب مقفل ولا يقال مقفول وفي حديث عمر أنه قال: أربع مقفلات:
النذر والطلاق والعتاق والنكاح، أي لا مخرج منهن لقائلهن، كأن عليهن أقفالا، فمتى جرى بهن اللسان وجب بهن الحكم (1).
وفي المعرب للجواليقي: و «القفل» قال أبو هلال: قيل إنه فارسي معرّب. وأصله «كوفل». وعندنا أنه عربي من قولك: «قفل الشيء» إذا يبس (2).
ويعلق محقق ألفاظ «المعرب» قائلا: وكونه من القفول بمعنى اليبوسة مشكل فما المناسبة بينهما؟ وقد ذهب الراغب الأصفهاني إلى عكس ما ذهب إليه المؤلف فقال: القفيل اليابس من الشيء إما لكون بعضه راجعا إلى بعض من اليبوسة وإما لكونه كالمقفل لصلابته.
والصواب ما قاله أبو هلال وهو فارسي معرب، وأصله «كوپلة»، ومنه بالسريانية (قوفلا) (3).
القمّل (4):
في اللسان: القمّل: صغار الذّرّ والدّبى، وقيل هو الدّبى. الذي لا أجنحة له، وقيل: هو شيء أصغر من الطير له جناح أحمر. وفي التهذيب: هو شيء أصغر من الطير له جناح أحمر أكدر، وفي التنزيل: «فأرسلنا عليهم
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (قفل)، ص 3707.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 324.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 415.
وانظر: المهذب للسيوطي ص 80.
والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 19.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمُ الطُّوفََانَ وَالْجَرََادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفََادِعَ وَالدَّمَ آيََاتٍ مُفَصَّلََاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكََانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ} [سورة الأعراف، الآية: 133].(1/283)
والجمع أقفال وأقفل وقد أقفل الباب وأقفل عليه فانقفل واقتفل
والباب مقفل ولا يقال مقفول وفي حديث عمر أنه قال: أربع مقفلات:
النذر والطلاق والعتاق والنكاح، أي لا مخرج منهن لقائلهن، كأن عليهن أقفالا، فمتى جرى بهن اللسان وجب بهن الحكم (1).
وفي المعرب للجواليقي: و «القفل» قال أبو هلال: قيل إنه فارسي معرّب. وأصله «كوفل». وعندنا أنه عربي من قولك: «قفل الشيء» إذا يبس (2).
ويعلق محقق ألفاظ «المعرب» قائلا: وكونه من القفول بمعنى اليبوسة مشكل فما المناسبة بينهما؟ وقد ذهب الراغب الأصفهاني إلى عكس ما ذهب إليه المؤلف فقال: القفيل اليابس من الشيء إما لكون بعضه راجعا إلى بعض من اليبوسة وإما لكونه كالمقفل لصلابته.
والصواب ما قاله أبو هلال وهو فارسي معرب، وأصله «كوپلة»، ومنه بالسريانية (قوفلا) (3).
القمّل (4):
في اللسان: القمّل: صغار الذّرّ والدّبى، وقيل هو الدّبى. الذي لا أجنحة له، وقيل: هو شيء أصغر من الطير له جناح أحمر. وفي التهذيب: هو شيء أصغر من الطير له جناح أحمر أكدر، وفي التنزيل: «فأرسلنا عليهم
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (قفل)، ص 3707.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 324.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: د.
عبد الرحيم عبد السبحان، ص 415.
وانظر: المهذب للسيوطي ص 80.
والأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 19.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمُ الطُّوفََانَ وَالْجَرََادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفََادِعَ وَالدَّمَ آيََاتٍ مُفَصَّلََاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكََانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ} [سورة الأعراف، الآية: 133].(1/283)
الطوفان والجراد والقمّل». وقال ابن الأنباري: قال عكرمة في هذه الآية:
القمّل: الجنادب وهي الصغار من الجراد، واحدتها قمّلة. وقال أبو حنيفة:
القمّل شيء يشبه الحلم وهو لا يأكل أكل الجراد، ولكن يمتص الحب إذا وقع فيه الدقيق وهو رطب، فتذهب قوته وخيره، وهو خبيث الرائحة وفيه مشابهة من الحلم. وقيل: القمّل دواب صغار من جنس القردان إلا أنها أصغر منها، واحدتها قمّلة، تركب البعير عند الهزال (1).
يقول الواسطي: القمّل: قال الواسطي هو الدبا بلسان العبرية والسريانية.
قال أبو عمرو لا أعرفه في لغة أحد من العرب (2).
وفي المعجم العبري للعهد القديم: «القمّل»: بمعنى يضمحل أو يتلاشى أو يضعف. وفي السريانية: بنفس المعنى (3).
قنطار (4):
في اللسان: والقنطار معيار. قيل: وزن أربعين أوقية من ذهب، ويقال:
ألف ومائة دينار، وقيل مائة وعشرون رطلا، وعن أبي عبيد: ألف ومائتا أوقية.
وقيل: سبعون ألف دينار. وهو بلغة بربر ألف مثقال من ذهب أو فضة. وقال ابن عباس: ثمانون ألف درهم. وقيل: هي جملة كثيرة مجهولة من المال، وقال السدي: مائة رطل من ذهب أو فضة، وهو بالسريانية ملء مسك ثور ذهبا أو فضة، ومنه قولهم: قناطير مقنطرة (5).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (قمل)، ص 3743.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 80.
(3) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك)، ص 888.
(4) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطََارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [سورة آل عمران، الآية: 75]. وكما وردت في سورة النساء: 20.
(5) اللسان: مادة (قنطر) ص 3752، 3753.(1/284)
الطوفان والجراد والقمّل». وقال ابن الأنباري: قال عكرمة في هذه الآية:
القمّل: الجنادب وهي الصغار من الجراد، واحدتها قمّلة. وقال أبو حنيفة:
القمّل شيء يشبه الحلم وهو لا يأكل أكل الجراد، ولكن يمتص الحب إذا وقع فيه الدقيق وهو رطب، فتذهب قوته وخيره، وهو خبيث الرائحة وفيه مشابهة من الحلم. وقيل: القمّل دواب صغار من جنس القردان إلا أنها أصغر منها، واحدتها قمّلة، تركب البعير عند الهزال (1).
يقول الواسطي: القمّل: قال الواسطي هو الدبا بلسان العبرية والسريانية.
قال أبو عمرو لا أعرفه في لغة أحد من العرب (2).
وفي المعجم العبري للعهد القديم: «القمّل»: بمعنى يضمحل أو يتلاشى أو يضعف. وفي السريانية: بنفس المعنى (3).
قنطار (4):
في اللسان: والقنطار معيار. قيل: وزن أربعين أوقية من ذهب، ويقال:
ألف ومائة دينار، وقيل مائة وعشرون رطلا، وعن أبي عبيد: ألف ومائتا أوقية.
وقيل: سبعون ألف دينار. وهو بلغة بربر ألف مثقال من ذهب أو فضة. وقال ابن عباس: ثمانون ألف درهم. وقيل: هي جملة كثيرة مجهولة من المال، وقال السدي: مائة رطل من ذهب أو فضة، وهو بالسريانية ملء مسك ثور ذهبا أو فضة، ومنه قولهم: قناطير مقنطرة (5).
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (قمل)، ص 3743.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 80.
(3) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك)، ص 888.
(4) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطََارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [سورة آل عمران، الآية: 75]. وكما وردت في سورة النساء: 20.
(5) اللسان: مادة (قنطر) ص 3752، 3753.(1/284)
يقول الجواليقي: قال أبو بكر: و «القنطار» معروف النون فيه ليست أصلية «وأحسب أنه معرّب (1).
ويقول السيوطي: ذكر الثعالبي في فقه اللغة أنه بالرومية اثنا عشر ألف أوقية. وقال الخليل: زعموا أنه بالسريانية ملء جلد ثور ذهبا أو فضة. وقال بعضهم: إنه بلغة بربر ألف مثقال من ذهب أو فضة. وقال ابن قتيبة: ذكر بعضهم أنه ثمانية آلاف مثقال ذهب بلسان أهل إفريقية (2).
ويرى طوبيا العنيسي أن «قنطار» كلمة لاتينية، وأصلها: ومعناه مئوية، وهي مأخوذة من: والتي تعني مائة (3).
ومنه: (قنطيرا) بالسريانية (4).
ففي القاموس السرياني العربي: قنطيرا:: وقنطينارا:
: وزن. ولها علاقة باليونانية قنطار (5).
أقول: وكلمة «قنطار» أصلها لاتينية، مقتضبة من: وتعني في هذا اللسان ما يقسم إلى مائة، مائة قسم، فصيلة من الجيش عددها مائة، والكلمة اللاتينية مشتقة من وتعني مائة (6).
غير أن الكلمة اللاتينية دخلت في اللغة اليونانية، ثم الآرامية، ومنها عرّبت (7).
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 317، 318.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 80، 81.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة: ص 59.
وانظر اللغة العربية: كائن حي: جرجي زيدان، ص 35. وغرائب اللغة العربية: ص 279.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 404.
(5) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 323.
(6) لقد رجعت في هذا المعنى إلى أ. د عبد الله المسلمي، فأجابني بما دونت.
(7) راجع: التطور النحوي للغة العربية، برجشتراسر ص 228.(1/285)
يقول الجواليقي: قال أبو بكر: و «القنطار» معروف النون فيه ليست أصلية «وأحسب أنه معرّب (1).
ويقول السيوطي: ذكر الثعالبي في فقه اللغة أنه بالرومية اثنا عشر ألف أوقية. وقال الخليل: زعموا أنه بالسريانية ملء جلد ثور ذهبا أو فضة. وقال بعضهم: إنه بلغة بربر ألف مثقال من ذهب أو فضة. وقال ابن قتيبة: ذكر بعضهم أنه ثمانية آلاف مثقال ذهب بلسان أهل إفريقية (2).
ويرى طوبيا العنيسي أن «قنطار» كلمة لاتينية، وأصلها: ومعناه مئوية، وهي مأخوذة من: والتي تعني مائة (3).
ومنه: (قنطيرا) بالسريانية (4).
ففي القاموس السرياني العربي: قنطيرا:: وقنطينارا:
: وزن. ولها علاقة باليونانية قنطار (5).
أقول: وكلمة «قنطار» أصلها لاتينية، مقتضبة من: وتعني في هذا اللسان ما يقسم إلى مائة، مائة قسم، فصيلة من الجيش عددها مائة، والكلمة اللاتينية مشتقة من وتعني مائة (6).
غير أن الكلمة اللاتينية دخلت في اللغة اليونانية، ثم الآرامية، ومنها عرّبت (7).
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 317، 318.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 80، 81.
(3) تفسير الألفاظ الدخيلة: ص 59.
وانظر اللغة العربية: كائن حي: جرجي زيدان، ص 35. وغرائب اللغة العربية: ص 279.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 404.
(5) القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز، ص 323.
(6) لقد رجعت في هذا المعنى إلى أ. د عبد الله المسلمي، فأجابني بما دونت.
(7) راجع: التطور النحوي للغة العربية، برجشتراسر ص 228.(1/285)
القيّوم (1):
يقول ابن منظور: والله تعالى: القيّوم والقيّام. قال ابن الأعرابي: القيّوم والقيّام والمدبر واحد وقال الزجاج: القيّوم والقيّام في صفة الله القائم بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بأمكنتهم. قال الله تعالى: {وَمََا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلََّا عَلَى اللََّهِ رِزْقُهََا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهََا وَمُسْتَوْدَعَهََا} (2).
ويقول السيوطي نقلا عن الواسطي في معنى «القيّوم»: هو الذي لا ينام بالسريانية (3).
غير أنه في قاموس الفارسية ورد «قيّوم» بمعنى: قائم بذاته، خالد، اسم من أسماء الله الحسنى (4).
أقول: وأميل إلى أن «قيّوم» كلمة آرامية.
ففي القاموس السرياني العربي: قيّوما: وتعني: حاكم، مجير، مراقب كما توجد كل اشتقاقات المادة قوم:، ومنها البقاء والديمومة، وتلك صفة الله تعالى (5).
ويؤكد برجشتراسر آرامية «القيّوم»، حيث يقول: و «قيّوم» آرامية البناء تماما، فهي في الآرامية:، غير أن الفتحة الممدودة تلفظ: (ة) في بعض اللهجات الآرامية. وتدل قراءة ابن مسعود: «القيّام» على اللفظ الأصلي بالفتحة (6).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [سورة البقرة، الآية: 255].
كما ورد في سورة آل عمران، الآية: 2، وسورة طه، الآية: 111.
(2) لسان العرب: مادة (قوم)، ص 3785.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 81.
(4) قاموس الفارسية، د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 520.
(5). 312:،،.
وراجع: غرائب اللغة العربية: ص 202.
(6) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، إخراج وتعليق د. رمضان عبد التواب، ص 224 وهامشها.(1/286)
القيّوم (1):
يقول ابن منظور: والله تعالى: القيّوم والقيّام. قال ابن الأعرابي: القيّوم والقيّام والمدبر واحد وقال الزجاج: القيّوم والقيّام في صفة الله القائم بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بأمكنتهم. قال الله تعالى: {وَمََا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلََّا عَلَى اللََّهِ رِزْقُهََا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهََا وَمُسْتَوْدَعَهََا} (2).
ويقول السيوطي نقلا عن الواسطي في معنى «القيّوم»: هو الذي لا ينام بالسريانية (3).
غير أنه في قاموس الفارسية ورد «قيّوم» بمعنى: قائم بذاته، خالد، اسم من أسماء الله الحسنى (4).
أقول: وأميل إلى أن «قيّوم» كلمة آرامية.
ففي القاموس السرياني العربي: قيّوما: وتعني: حاكم، مجير، مراقب كما توجد كل اشتقاقات المادة قوم:، ومنها البقاء والديمومة، وتلك صفة الله تعالى (5).
ويؤكد برجشتراسر آرامية «القيّوم»، حيث يقول: و «قيّوم» آرامية البناء تماما، فهي في الآرامية:، غير أن الفتحة الممدودة تلفظ: (ة) في بعض اللهجات الآرامية. وتدل قراءة ابن مسعود: «القيّام» على اللفظ الأصلي بالفتحة (6).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [سورة البقرة، الآية: 255].
كما ورد في سورة آل عمران، الآية: 2، وسورة طه، الآية: 111.
(2) لسان العرب: مادة (قوم)، ص 3785.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 81.
(4) قاموس الفارسية، د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 520.
(5). 312:،،.
وراجع: غرائب اللغة العربية: ص 202.
(6) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، إخراج وتعليق د. رمضان عبد التواب، ص 224 وهامشها.(1/286)
(حرف الكاف)
كفّر (1):
في اللسان: والكفر، بالفتح: التغطية. وكفرت الشيء أكفره، بالكسر، أي سترته. والكافر الليل، وفي الصحاح: الليل المظلم، لأنه يستر بظلمته كل شيء، وكفر الليل الشيء وكفر عليه: غطاه. وكفر الليل على أثر صاحبي:
غطاه بسواده وظلمته. وكفر الجهل على علم فلان غطاه. والكافر: البحر لستره ما فيه (2). والكافر: الزارع لأنه يغطي البذور بالتراب (3).
يقول ابن قتيبة: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئََاتِهِمْ} أي: سترها (4).
وينقل السيوطي عن ابن الجوزي أن معنى «كفر عنا» امح عنا بالنبطية (5).
وينقل عن ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله تعالى: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئََاتِهِمْ} قال بالعبرانية: محا عنهم سيئاتهم.
يقول الشيخ حمزة فتح الله: كفّر: محا بالعبرية (6).
أقول: وكلمة «كفر» وردت فعلا في اللسانين العبري والآرامي، وبمعنى واحد.
ففي المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم:، بمعنى:
كفر غطّى، وفي الآرامية: وبنفس المعنى (7).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئََاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بََالَهُمْ} [سورة محمد، الآية:
2].
(2) لسان العرب: مادة (كفر) ص 3899.
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (كفر)، ص 194.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 409.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 82.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 20.
(7) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس بروان (بالاشتراك)، ص 497وانظر: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 204.(1/287)
(حرف الكاف)
كفّر (1):
في اللسان: والكفر، بالفتح: التغطية. وكفرت الشيء أكفره، بالكسر، أي سترته. والكافر الليل، وفي الصحاح: الليل المظلم، لأنه يستر بظلمته كل شيء، وكفر الليل الشيء وكفر عليه: غطاه. وكفر الليل على أثر صاحبي:
غطاه بسواده وظلمته. وكفر الجهل على علم فلان غطاه. والكافر: البحر لستره ما فيه (2). والكافر: الزارع لأنه يغطي البذور بالتراب (3).
يقول ابن قتيبة: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئََاتِهِمْ} أي: سترها (4).
وينقل السيوطي عن ابن الجوزي أن معنى «كفر عنا» امح عنا بالنبطية (5).
وينقل عن ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله تعالى: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئََاتِهِمْ} قال بالعبرانية: محا عنهم سيئاتهم.
يقول الشيخ حمزة فتح الله: كفّر: محا بالعبرية (6).
أقول: وكلمة «كفر» وردت فعلا في اللسانين العبري والآرامي، وبمعنى واحد.
ففي المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم:، بمعنى:
كفر غطّى، وفي الآرامية: وبنفس المعنى (7).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئََاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بََالَهُمْ} [سورة محمد، الآية:
2].
(2) لسان العرب: مادة (كفر) ص 3899.
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (كفر)، ص 194.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 409.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 82.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 20.
(7) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس بروان (بالاشتراك)، ص 497وانظر: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 204.(1/287)
غير أنني أميل إلى أن كلمة «كفّر» معربة من الآرامية لقرب شبهها بالكلمة الآرامية في اللفظ والمعنى.
كفلين (1):
في اللسان: والكفل: المثل. وفي التنزيل: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}
قيل: معناه يؤتكم ضعفين، وقيل: مثلين قال الفراء: الكفل: الحظ، وقيل: يؤتكم كفلين، أي حظين، وقيل: ضعفين وقال الزجاج: الكفل في اللغة النصيب، أخذ من قولهم اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه أو على موضع من ظهره كساء وركبت عليه، وإنما قيل له كفل، وقيل: اكتفل البعير لأنه لم يستعمل الظهر كله إنما استعمل نصيبا من الظهر (2).
يقول زيد بن علي: كفلين معناه: «ضعفان» بلسان الحبشة (3).
ويقول ابن قتيبة: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}: نصيبين وحظين (4).
وفي البرهان: {كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه «ضعفين» بلغة الحبشة (5).
يقول السيوطي: قال وكيع في تفسيره: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي موسى الأشعري في قوله تعالى: {كِفْلَيْنِ} قال: ضعفين بالحبشية (6).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: كفلين بالحبشية: ضعفين (7).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللََّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [سورة الحديد، الآية: 28].
(2) لسان العرب: مادة (كفل)، ص 3906.
(3) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 275.
(4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، ص 455.
(5) البرهان: للزركشي، ص 289، وانظر: معجم غريب القرآن: ص 179.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 83.
(7) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 20.(1/288)
غير أنني أميل إلى أن كلمة «كفّر» معربة من الآرامية لقرب شبهها بالكلمة الآرامية في اللفظ والمعنى.
كفلين (1):
في اللسان: والكفل: المثل. وفي التنزيل: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}
قيل: معناه يؤتكم ضعفين، وقيل: مثلين قال الفراء: الكفل: الحظ، وقيل: يؤتكم كفلين، أي حظين، وقيل: ضعفين وقال الزجاج: الكفل في اللغة النصيب، أخذ من قولهم اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه أو على موضع من ظهره كساء وركبت عليه، وإنما قيل له كفل، وقيل: اكتفل البعير لأنه لم يستعمل الظهر كله إنما استعمل نصيبا من الظهر (2).
يقول زيد بن علي: كفلين معناه: «ضعفان» بلسان الحبشة (3).
ويقول ابن قتيبة: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}: نصيبين وحظين (4).
وفي البرهان: {كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه «ضعفين» بلغة الحبشة (5).
يقول السيوطي: قال وكيع في تفسيره: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي موسى الأشعري في قوله تعالى: {كِفْلَيْنِ} قال: ضعفين بالحبشية (6).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: كفلين بالحبشية: ضعفين (7).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللََّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [سورة الحديد، الآية: 28].
(2) لسان العرب: مادة (كفل)، ص 3906.
(3) ظاهرة الغريب في اللغة العربية، مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 275.
(4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، ص 455.
(5) البرهان: للزركشي، ص 289، وانظر: معجم غريب القرآن: ص 179.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 83.
(7) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 20.(1/288)
كنز (1):
في اللسان: الكنز: اسم للمال إذا أحرز في وعاء لما يحرز فيه. وقيل:
الكنز المال المدفون، وجمعه: كنوز، كنزه يكنزه كنزا واكتنزه وفي التنزيل العزيز: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} قال الليث: يقال كنز الإنسان مالا يكنزه. وكنزت السقاء إذا ملأته وروي عن علي، كرم الله تعالى وجهه أنه قال: أربعة آلاف وما دونها نفقة، وما فوقها كنز (2).
يقول الجواليقي: و «الكنز»: فارسي معرب. واسمه بالعربية «مفتح» (3).
ويقول السيوطي: قال الواسطي إنه أي الكنز فارسي معرب (4).
ويشير الشيخ حمزة فتح الله إلى أن «كنز» فارسي (5).
أقول: وهذه الكلمة فارسية الأصل.
ففي المعجم الذهبي گنج معرب كنز، وتعني: خزانة، ذخيرة، مخزن (6).
غير أن الدكتور السبحان يرى أن كلمة «كنز» وإن كانت فارسية الأصل إلا أنها دخلت في العربية من السريانية.
فيقول: هو فارسي أي كنز وأصله گنج، وقد دخل في لغات كثيرة مثل اليونانية والآرامية والسنسكريتية وهو بالسريانية: (كنزا) و (كزّا).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تََارِكٌ بَعْضَ مََا يُوحى ََ إِلَيْكَ وَضََائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلََا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جََاءَ مَعَهُ مَلَكٌ} [سورة هود، الآية: 12].
كما وردت في سورة الكهف، الآية: 82، والفرقان: 8.
(2) اللسان مادة (كنز) ص 3937.
(3) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 345. وقارن بالتحقيق هامش الصفحة.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 83.
(5) الأصل والبيان: ص 20.
(6) المعجم الذهبي: د. محمد التونجي، ص 511. وانظر: غرائب اللغة العربية ص 244.(1/289)
كنز (1):
في اللسان: الكنز: اسم للمال إذا أحرز في وعاء لما يحرز فيه. وقيل:
الكنز المال المدفون، وجمعه: كنوز، كنزه يكنزه كنزا واكتنزه وفي التنزيل العزيز: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} قال الليث: يقال كنز الإنسان مالا يكنزه. وكنزت السقاء إذا ملأته وروي عن علي، كرم الله تعالى وجهه أنه قال: أربعة آلاف وما دونها نفقة، وما فوقها كنز (2).
يقول الجواليقي: و «الكنز»: فارسي معرب. واسمه بالعربية «مفتح» (3).
ويقول السيوطي: قال الواسطي إنه أي الكنز فارسي معرب (4).
ويشير الشيخ حمزة فتح الله إلى أن «كنز» فارسي (5).
أقول: وهذه الكلمة فارسية الأصل.
ففي المعجم الذهبي گنج معرب كنز، وتعني: خزانة، ذخيرة، مخزن (6).
غير أن الدكتور السبحان يرى أن كلمة «كنز» وإن كانت فارسية الأصل إلا أنها دخلت في العربية من السريانية.
فيقول: هو فارسي أي كنز وأصله گنج، وقد دخل في لغات كثيرة مثل اليونانية والآرامية والسنسكريتية وهو بالسريانية: (كنزا) و (كزّا).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تََارِكٌ بَعْضَ مََا يُوحى ََ إِلَيْكَ وَضََائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلََا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جََاءَ مَعَهُ مَلَكٌ} [سورة هود، الآية: 12].
كما وردت في سورة الكهف، الآية: 82، والفرقان: 8.
(2) اللسان مادة (كنز) ص 3937.
(3) المعرب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ص 345. وقارن بالتحقيق هامش الصفحة.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 83.
(5) الأصل والبيان: ص 20.
(6) المعجم الذهبي: د. محمد التونجي، ص 511. وانظر: غرائب اللغة العربية ص 244.(1/289)
ويبدو أنه دخل في العربية من السريانية (1).
أقول: وإلى هذا الرأي الأخير أميل، نظرا للتشابه الكبير بين اللفظ السرياني والعربي.
كوّرت (2):
في اللسان: وكورت الشمس: جمع ضوؤها ولفّ كما تلفّ العمامة.
وقيل: معنى كوّرت غورت، وهو بالفارسية «كوريكر» وقال مجاهد: كورت اضمحلت وذهبت. ويقال كرت العمامة على رأسي أكورها وكوّرتها أكوّرها إذا لففتها (3).
يقول الرازي: كار العمامة على رأسه أي لاثها، وبابه قال والكور:
كور الحداد المبني من الطين. وكوارة النحل: عسلها في الشمع وقوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} قال ابن عباس غوّرت. وقال قتادة: ذهب ضوؤها.
وقال أبو عبيد كورت مثل تكوير العمامة تلف فتمحى (4).
ويقول ابن قتيبة: «كورت» قال أبو عبيدة: تكوّر، أي تلف، كما تكوّر العمامة (5).
ويقول السيوطي عن «كوّرت» قال الجواليقي: معناها غوّرت بالفارسية.
وينقل عن ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
قال: غورت وهي بالفارسية. كما ينقل عن ابن جرير عن سعيد في قوله تعالى:
{كُوِّرَتْ} قال: كوارا بالفارسية (6).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 446.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [سورة التكوير، الآية: 1].
(3) اللسان: مادة (كور)، ص 3953.
(4) مختار الصحاح: مادة (كور)، ص 194.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 156.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 84. وراجع: المعرب: للجواليقي، ص 335. وقارن ب: المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 431، 432.(1/290)
ويبدو أنه دخل في العربية من السريانية (1).
أقول: وإلى هذا الرأي الأخير أميل، نظرا للتشابه الكبير بين اللفظ السرياني والعربي.
كوّرت (2):
في اللسان: وكورت الشمس: جمع ضوؤها ولفّ كما تلفّ العمامة.
وقيل: معنى كوّرت غورت، وهو بالفارسية «كوريكر» وقال مجاهد: كورت اضمحلت وذهبت. ويقال كرت العمامة على رأسي أكورها وكوّرتها أكوّرها إذا لففتها (3).
يقول الرازي: كار العمامة على رأسه أي لاثها، وبابه قال والكور:
كور الحداد المبني من الطين. وكوارة النحل: عسلها في الشمع وقوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} قال ابن عباس غوّرت. وقال قتادة: ذهب ضوؤها.
وقال أبو عبيد كورت مثل تكوير العمامة تلف فتمحى (4).
ويقول ابن قتيبة: «كورت» قال أبو عبيدة: تكوّر، أي تلف، كما تكوّر العمامة (5).
ويقول السيوطي عن «كوّرت» قال الجواليقي: معناها غوّرت بالفارسية.
وينقل عن ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
قال: غورت وهي بالفارسية. كما ينقل عن ابن جرير عن سعيد في قوله تعالى:
{كُوِّرَتْ} قال: كوارا بالفارسية (6).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 446.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [سورة التكوير، الآية: 1].
(3) اللسان: مادة (كور)، ص 3953.
(4) مختار الصحاح: مادة (كور)، ص 194.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 156.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 84. وراجع: المعرب: للجواليقي، ص 335. وقارن ب: المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 431، 432.(1/290)
أقول: وكلمة «كوّرت» أصلها فارسية، وهي مأخوذة من كوار أو كارة.
ففي المعجم الذهبي: كوار: سحاب يظهر في ليالي الصيف، خلية نحل (1).
يقول أدي شير: كوارة النحل وتكسر وكوّارتها: شيء يتخذ للنحل من القضبان أو الطين ضيق الرأس. والكارة: وهو كل ما يحمل على الظهر من الثياب والحطب والكلأ وغير ذلك وهي مركبة من «كار» أي عمل، شغل، ومن هاء التخصيص. ومنها مأخوذ فعل كار تكور، وكوّر وتكوّر (2).
أقول: وغير خاف أنّ الخلية مكورة. كما أن الشيء يلف قبل أن يحمل على الظهر.
كافور (3):
في اللسان: والكافور: أخلاط تجمع من الطيب تركّب من كافور الطلع.
وفي التهذيب: كافور الطلعة وعاؤها الذي ينشق عنها، سمي كافورا لأنه قد كفرها، أي غطاها. قال ابن دريد: لا أحسب الكافور عربيا، لأنهم ربما قالوا القفور والقافور. وقوله عز وجل: {إِنَّ الْأَبْرََارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كََانَ مِزََاجُهََا كََافُوراً}. قيل: هي عين في الجنة. قال: وكان ينبغي ألا ينصرف، لأنه اسم مؤنث معرفة على أكثر من ثلاثة أحرف، لكن إنما صرفه لتعديل رءوس الآي.
وقال ثعلب: إنما أجراه لأنه جعله تشبيها ولو كان اسما للعين لم يصرفه. قال ابن سيده: قوله جعله تشبيها، أراد كان مزاجها مثل كافور (4).
يقول السيوطي: حكى الثعالبي أن «كافور» فارسي (5).
__________
(1) المعجم الذهبي: ص 481.
(2) الألفاظ الفارسية المعربة: ص 140.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرََارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كََانَ مِزََاجُهََا كََافُوراً} [سورة الإنسان، الآية: 5].
(4) لسان العرب: مادة (كفر) ص 3901. وراجع: المعرب للجواليقي ص 333، 334.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 81، 82. وانظر الأصل والبيان: ص 19.(1/291)
أقول: وكلمة «كوّرت» أصلها فارسية، وهي مأخوذة من كوار أو كارة.
ففي المعجم الذهبي: كوار: سحاب يظهر في ليالي الصيف، خلية نحل (1).
يقول أدي شير: كوارة النحل وتكسر وكوّارتها: شيء يتخذ للنحل من القضبان أو الطين ضيق الرأس. والكارة: وهو كل ما يحمل على الظهر من الثياب والحطب والكلأ وغير ذلك وهي مركبة من «كار» أي عمل، شغل، ومن هاء التخصيص. ومنها مأخوذ فعل كار تكور، وكوّر وتكوّر (2).
أقول: وغير خاف أنّ الخلية مكورة. كما أن الشيء يلف قبل أن يحمل على الظهر.
كافور (3):
في اللسان: والكافور: أخلاط تجمع من الطيب تركّب من كافور الطلع.
وفي التهذيب: كافور الطلعة وعاؤها الذي ينشق عنها، سمي كافورا لأنه قد كفرها، أي غطاها. قال ابن دريد: لا أحسب الكافور عربيا، لأنهم ربما قالوا القفور والقافور. وقوله عز وجل: {إِنَّ الْأَبْرََارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كََانَ مِزََاجُهََا كََافُوراً}. قيل: هي عين في الجنة. قال: وكان ينبغي ألا ينصرف، لأنه اسم مؤنث معرفة على أكثر من ثلاثة أحرف، لكن إنما صرفه لتعديل رءوس الآي.
وقال ثعلب: إنما أجراه لأنه جعله تشبيها ولو كان اسما للعين لم يصرفه. قال ابن سيده: قوله جعله تشبيها، أراد كان مزاجها مثل كافور (4).
يقول السيوطي: حكى الثعالبي أن «كافور» فارسي (5).
__________
(1) المعجم الذهبي: ص 481.
(2) الألفاظ الفارسية المعربة: ص 140.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرََارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كََانَ مِزََاجُهََا كََافُوراً} [سورة الإنسان، الآية: 5].
(4) لسان العرب: مادة (كفر) ص 3901. وراجع: المعرب للجواليقي ص 333، 334.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 81، 82. وانظر الأصل والبيان: ص 19.(1/291)
ويقول الدكتور السبحان: هو بالفارسية «كافور» وبالفهلوية.
وأصله من اللغات الهندية. فهو بالتاملية إحدى اللغات الدرافيدية: (كريّورم) ومنه (كريور) بالسنسكريتية. وهو بالسريانية: (قفورا). فالكافور من الفارسية والقفور من السريانية (1).
ويؤكد القاضي أطهر مباركيوري هندية «كافور» فيقول: وهو معرّب من كلمة «كبور» الهندية (2).
غير أن جرجي زيدان يرجح أنه ملقي الأصل، وأن اسمه باللغة الملقية «كابور» حيث إن «ملقا» (3) هي واليابان والصين، المصدر الرئيسي لهذا الطيب (4).
أقول: وأميل إلى أن «كافور» كلمة سنسكريتية الأصل (5). إلا أنها عربت من الفارسية للتشابه الوثيق بين اللفظتين في اللفظ والمعنى.
(حرف اللام)
لوط (6):
في اللسان: لاط الحوض بالطين لوطا: طيّنه واستلاطوه: أي ألزقوه
__________
(1) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 430. وراجع الألفاظ الفارسية المعربة، ص 136.
(2) العرب والهند في عهد الرسالة: القاضي أطهر مباركيوري، ترجمة: عبد العزيز عزت عبد الجليل: ص 36، 37. وقارن ب: قاموس «فيروز اللغات» أ. ورد وجامع: مرتبة: الحاج مولوي فيروز الدين ص 975وفيه يذكر أن كافور عربية. ولعله ينظر إلى صورتها الحالية.
(3) يقع مضيق ملقا غرب ماليزيا بجنوب آسيا. انظر: الأطلس العربي: ص 54ط. أولى وزارة التربية والتعليم سنة 1405هـ.
(4) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، ص 39. فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.
(5) قارن: غرائب اللغة العربية: ص 267، وفيه يشير إلى أنه يوناني عرب من السريانية. وراجع العنيسي ص 60.
(6) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {فَلَمََّا رَأى ََ أَيْدِيَهُمْ لََا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قََالُوا لََا تَخَفْ إِنََّا أُرْسِلْنََا إِلى ََ قَوْمِ لُوطٍ}. كما ورد هذا الاسم (26) مرة أخرى في مواطن متفرقة من القرآن.(1/292)
ويقول الدكتور السبحان: هو بالفارسية «كافور» وبالفهلوية.
وأصله من اللغات الهندية. فهو بالتاملية إحدى اللغات الدرافيدية: (كريّورم) ومنه (كريور) بالسنسكريتية. وهو بالسريانية: (قفورا). فالكافور من الفارسية والقفور من السريانية (1).
ويؤكد القاضي أطهر مباركيوري هندية «كافور» فيقول: وهو معرّب من كلمة «كبور» الهندية (2).
غير أن جرجي زيدان يرجح أنه ملقي الأصل، وأن اسمه باللغة الملقية «كابور» حيث إن «ملقا» (3) هي واليابان والصين، المصدر الرئيسي لهذا الطيب (4).
أقول: وأميل إلى أن «كافور» كلمة سنسكريتية الأصل (5). إلا أنها عربت من الفارسية للتشابه الوثيق بين اللفظتين في اللفظ والمعنى.
(حرف اللام)
لوط (6):
في اللسان: لاط الحوض بالطين لوطا: طيّنه واستلاطوه: أي ألزقوه
__________
(1) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 430. وراجع الألفاظ الفارسية المعربة، ص 136.
(2) العرب والهند في عهد الرسالة: القاضي أطهر مباركيوري، ترجمة: عبد العزيز عزت عبد الجليل: ص 36، 37. وقارن ب: قاموس «فيروز اللغات» أ. ورد وجامع: مرتبة: الحاج مولوي فيروز الدين ص 975وفيه يذكر أن كافور عربية. ولعله ينظر إلى صورتها الحالية.
(3) يقع مضيق ملقا غرب ماليزيا بجنوب آسيا. انظر: الأطلس العربي: ص 54ط. أولى وزارة التربية والتعليم سنة 1405هـ.
(4) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، ص 39. فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.
(5) قارن: غرائب اللغة العربية: ص 267، وفيه يشير إلى أنه يوناني عرب من السريانية. وراجع العنيسي ص 60.
(6) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {فَلَمََّا رَأى ََ أَيْدِيَهُمْ لََا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قََالُوا لََا تَخَفْ إِنََّا أُرْسِلْنََا إِلى ََ قَوْمِ لُوطٍ}. كما ورد هذا الاسم (26) مرة أخرى في مواطن متفرقة من القرآن.(1/292)
بأنفسهم ولاطه بسهم وعين: أصابه بها، والهمزة لغة. ولاط الشيء لوطا:
أخفاه وألصقه.
واللويطة من الطعام: ما اختلط بعضه ببعض. ولوط: اسم النبي، صلى الله على سيدنا محمد وعليه وسلم. ولاط الرجل لواطا ولاوط، أي عمل عمل قوم لوط. قال الليث: لوط كان نبيا بعثه الله إلى قومه فكذبوه، وأحدثوا ما أحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلا لمن فعل فعل قومه. ولوط اسم ينصرف مع العجمة والتعريف، وكذلك نوح. قال الجوهري: وإنما ألزموهما الصرف لأن الاسم على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن، وهو على غاية الخفة، فقاومت خفته أحد السببين، وكذلك القياس في هند ودعد، إلا أنهم لم يلزموا الصرف في المؤنث وخيروك فيه بين الصرف وتركه (1).
يقول الجواليقي: «اللّيسع» و «لوط» اسم النبي صلى الله عليه وسلم أعجميان معربان (2).
ويقول الدكتور السبحان معلقا: والصحيح أنه معرب. وهو بالعبرية وبالسريانية (3).
لينة (4):
في اللسان: اللين: ضدّ الخشونة وقوله في التنزيل العزيز: ما قطعتم من لينة قال: كل شيء من النخل سوى العجوة فهو من اللين، واحدته لينة (5).
__________
(1) لسان العرب: مادة (لوط)، ص 4098، 4099.
وراجع: مختار الصحاح: للرازي، مادة (لوط)، ص 274.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 347.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 449.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {مََا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهََا قََائِمَةً عَلى ََ أُصُولِهََا فَبِإِذْنِ اللََّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفََاسِقِينَ} [سورة الحشر، الآية: 5].
(5) لسان العرب: مادة (لين)، ص 4117.(1/293)
بأنفسهم ولاطه بسهم وعين: أصابه بها، والهمزة لغة. ولاط الشيء لوطا:
أخفاه وألصقه.
واللويطة من الطعام: ما اختلط بعضه ببعض. ولوط: اسم النبي، صلى الله على سيدنا محمد وعليه وسلم. ولاط الرجل لواطا ولاوط، أي عمل عمل قوم لوط. قال الليث: لوط كان نبيا بعثه الله إلى قومه فكذبوه، وأحدثوا ما أحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلا لمن فعل فعل قومه. ولوط اسم ينصرف مع العجمة والتعريف، وكذلك نوح. قال الجوهري: وإنما ألزموهما الصرف لأن الاسم على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن، وهو على غاية الخفة، فقاومت خفته أحد السببين، وكذلك القياس في هند ودعد، إلا أنهم لم يلزموا الصرف في المؤنث وخيروك فيه بين الصرف وتركه (1).
يقول الجواليقي: «اللّيسع» و «لوط» اسم النبي صلى الله عليه وسلم أعجميان معربان (2).
ويقول الدكتور السبحان معلقا: والصحيح أنه معرب. وهو بالعبرية وبالسريانية (3).
لينة (4):
في اللسان: اللين: ضدّ الخشونة وقوله في التنزيل العزيز: ما قطعتم من لينة قال: كل شيء من النخل سوى العجوة فهو من اللين، واحدته لينة (5).
__________
(1) لسان العرب: مادة (لوط)، ص 4098، 4099.
وراجع: مختار الصحاح: للرازي، مادة (لوط)، ص 274.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 347.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 449.
(4) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {مََا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهََا قََائِمَةً عَلى ََ أُصُولِهََا فَبِإِذْنِ اللََّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفََاسِقِينَ} [سورة الحشر، الآية: 5].
(5) لسان العرب: مادة (لين)، ص 4117.(1/293)
يقول ابن قتيبة: اللّينة: الدّقلة. ويقال للدّقل الألوان: ما لم يكن عجوة أو برنيّا، واحدتها «لونه». فقيل: لينة، بالياء. وذهبت الواو لكسرة اللام (1).
وفي معجم غريب القرآن: «ما قطعتم من لينة»: نخلة، ما لم تكن عجوة أو برنيّة (2).
يقول السيوطي عن «لينة»: قال الواسطي: هي النخلة. قال: وقال الكلبي: لا أعلمها إلا بلسان يهود يثرب (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: لينة: بلسان يهود يثرب نخلة (4).
أقول. ولقد بحثت في المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، عن هذه الكلمة (لينة) فلم أعثر عليها. وإنما وجدت و، بمعنى: قضى ليلة.
غير أنني وجدت (لون:)، بمعنى همس (5). وأظن أن (اللينة) مأخوذة من هذه الكلمة لعلاقة المشابهة، حيث إن في الهمس اللين. ومما يؤكد هذا لي:
أن «اللينة» واحدتها: «لونة» فقيل: «لينة»، بالياء، وذهبت لكسرة اللام كما قال ابن قتيبة.
(حرف الميم)
متكأ (6):
يقول ابن منظور: في التنزيل العزيز: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}. قرأ أبو رجاء
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 459.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 188.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 85.
(4) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 20.
(5) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس براون، (بالاشتراك)، ص 533. فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَلَمََّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [سورة يوسف، الآية: 31].(1/294)
يقول ابن قتيبة: اللّينة: الدّقلة. ويقال للدّقل الألوان: ما لم يكن عجوة أو برنيّا، واحدتها «لونه». فقيل: لينة، بالياء. وذهبت الواو لكسرة اللام (1).
وفي معجم غريب القرآن: «ما قطعتم من لينة»: نخلة، ما لم تكن عجوة أو برنيّة (2).
يقول السيوطي عن «لينة»: قال الواسطي: هي النخلة. قال: وقال الكلبي: لا أعلمها إلا بلسان يهود يثرب (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: لينة: بلسان يهود يثرب نخلة (4).
أقول. ولقد بحثت في المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم، عن هذه الكلمة (لينة) فلم أعثر عليها. وإنما وجدت و، بمعنى: قضى ليلة.
غير أنني وجدت (لون:)، بمعنى همس (5). وأظن أن (اللينة) مأخوذة من هذه الكلمة لعلاقة المشابهة، حيث إن في الهمس اللين. ومما يؤكد هذا لي:
أن «اللينة» واحدتها: «لونة» فقيل: «لينة»، بالياء، وذهبت لكسرة اللام كما قال ابن قتيبة.
(حرف الميم)
متكأ (6):
يقول ابن منظور: في التنزيل العزيز: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}. قرأ أبو رجاء
__________
(1) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 459.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 188.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 85.
(4) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 20.
(5) المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم: فرانسيس براون، (بالاشتراك)، ص 533. فراجعه تجد مزيدا من التفصيل.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَلَمََّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [سورة يوسف، الآية: 31].(1/294)
العطاردي: «وأعتدت لهنّ متكا» على فعل، رواه الأعمش عنه، وقال الفراء:
واحدة المتك متكة مثل بسر وبسرة وهو الأترج، وكذا روي عن ابن عباس (1).
ويقول ابن قتيبة في تفسيره: «متكأ» أي طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان:
إذا طعمنا.
ومن قرأ «متكا» فإنه يريد الأترجّ. ويقال: الزّماورد (2).
وأيا ما كان فإني لا أحسبه سمي متكأ إلا بالقطع، كأنه مأخوذ من البتك.
وأبدلت الميم فيه من الباء. كما يقال: سمّد رأسه وسبّده. وشرّ لازم ولازب.
والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما ومنه قيل للمرأة التي لم تخفض والتي لا تحبس بولها: متكاء: أي خرقاء، والأصل بتكاء.
ومما يدل على هذا قوله: {وَآتَتْ كُلَّ وََاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً}، لأنه طعام لا يؤكل حتى يقطع، وقال جويبر عن الضحاك: المتك: كلّ شيء يجز بالسكاكين (3).
وينقل السيوطي عن ابن أبي حاتم عن سلمة بن تمام الشقري قال: متكئا بكلام الحبش يسمون الترنج متكئا. وقال الواسطي: هو الأترنج بلغة النبط (4).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: «متكأ» بالحبشية: الترنج (5).
أقول: غير أنني أرى أن «متكأ» كلمة فارسية من «متك».
ففي المعجم الذهبي: متك: الناريج الذي تصنع قشوره مربّى (6).
__________
(1) اللسان: مادة (متك)، ص 4129.
(2) الزّماورد بالضم: طعام من البيض واللحم معرب، والعامة يقولون: بزماورد. المصدر السابق التحقيق هامش ص 4129نقلا عن القاموس.
(3) تفسير غريب القرآن: ص 216.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 85.
(5) الأصل والبيان: ص 21.
(6) المعجم الذهبي: د. محمد التونجي، ص 538.(1/295)
العطاردي: «وأعتدت لهنّ متكا» على فعل، رواه الأعمش عنه، وقال الفراء:
واحدة المتك متكة مثل بسر وبسرة وهو الأترج، وكذا روي عن ابن عباس (1).
ويقول ابن قتيبة في تفسيره: «متكأ» أي طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان:
إذا طعمنا.
ومن قرأ «متكا» فإنه يريد الأترجّ. ويقال: الزّماورد (2).
وأيا ما كان فإني لا أحسبه سمي متكأ إلا بالقطع، كأنه مأخوذ من البتك.
وأبدلت الميم فيه من الباء. كما يقال: سمّد رأسه وسبّده. وشرّ لازم ولازب.
والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما ومنه قيل للمرأة التي لم تخفض والتي لا تحبس بولها: متكاء: أي خرقاء، والأصل بتكاء.
ومما يدل على هذا قوله: {وَآتَتْ كُلَّ وََاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً}، لأنه طعام لا يؤكل حتى يقطع، وقال جويبر عن الضحاك: المتك: كلّ شيء يجز بالسكاكين (3).
وينقل السيوطي عن ابن أبي حاتم عن سلمة بن تمام الشقري قال: متكئا بكلام الحبش يسمون الترنج متكئا. وقال الواسطي: هو الأترنج بلغة النبط (4).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: «متكأ» بالحبشية: الترنج (5).
أقول: غير أنني أرى أن «متكأ» كلمة فارسية من «متك».
ففي المعجم الذهبي: متك: الناريج الذي تصنع قشوره مربّى (6).
__________
(1) اللسان: مادة (متك)، ص 4129.
(2) الزّماورد بالضم: طعام من البيض واللحم معرب، والعامة يقولون: بزماورد. المصدر السابق التحقيق هامش ص 4129نقلا عن القاموس.
(3) تفسير غريب القرآن: ص 216.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 85.
(5) الأصل والبيان: ص 21.
(6) المعجم الذهبي: د. محمد التونجي، ص 538.(1/295)
وفي الألفاظ الفارسية المعربة: المتك: الأترجّ فارسيّة متك (1).
مجوس (2):
في اللسان: المجوسية: نحلة والمجوس منسوب إليها، والجمع:
المجوس. يقول ابن سيده: المجوس: جيل معروف جمع، واحدهم مجوسي، وقال غيره: وهو معرب أصله منج كوش، وكان رجلا صغير الأذنين كان أول من دان بدين المجوس ودعا الناس إليه، فعربته العرب فقالت:
مجوس ونزل القرآن به، والعرب ربما تركت صرف مجوس إذا شبّه بقبيلة من القبائل، وذلك أنه اجتمع فيه العجمة والتأنيث، ومنه قوله:
كنار مجوس تستعر استعارا (3)
يقول الجواليقي: و «مجوس»: أعجمي. وقد تكلمت به العرب (4).
أقول: وكلمة «مجوس» أعجمية حقا، وهي مشتقة من الفارسية أي عابد النار. ويقابلها في الفارسية الحديثة: «مغ» (5).
ويوضح الدكتور السبحان تأصيل هذه الكلمة «مجوس» بقوله: إنما أصلها بالفارسية القديمة: (مگوش) وبالفهلوية (مگوشيا)، ومنه بالفارسية الحديثة «مغ»، وبالعبرية (مج)، وبالسريانية:
(مكوشا) وباليونانية: (مگوس). والصيغة
__________
(1) الألفاظ الفارسية المعربة: أدي شير، ص 143.
(2) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هََادُوا وَالصََّابِئِينَ وَالنَّصََارى ََ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللََّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيََامَةِ إِنَّ اللََّهَ عَلى ََ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [سورة الحج، الآية: 17].
(3) لسان العرب: مادة (مجس)، ص 4140، 4141.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 368. وانظر: المهذب: للسيوطي، ص 86.
(5) راجع: التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 214. والمعجم الذهبي: د. محمد التونجي ص 539وقاموس الفارسية: ص 628.(1/296)
وفي الألفاظ الفارسية المعربة: المتك: الأترجّ فارسيّة متك (1).
مجوس (2):
في اللسان: المجوسية: نحلة والمجوس منسوب إليها، والجمع:
المجوس. يقول ابن سيده: المجوس: جيل معروف جمع، واحدهم مجوسي، وقال غيره: وهو معرب أصله منج كوش، وكان رجلا صغير الأذنين كان أول من دان بدين المجوس ودعا الناس إليه، فعربته العرب فقالت:
مجوس ونزل القرآن به، والعرب ربما تركت صرف مجوس إذا شبّه بقبيلة من القبائل، وذلك أنه اجتمع فيه العجمة والتأنيث، ومنه قوله:
كنار مجوس تستعر استعارا (3)
يقول الجواليقي: و «مجوس»: أعجمي. وقد تكلمت به العرب (4).
أقول: وكلمة «مجوس» أعجمية حقا، وهي مشتقة من الفارسية أي عابد النار. ويقابلها في الفارسية الحديثة: «مغ» (5).
ويوضح الدكتور السبحان تأصيل هذه الكلمة «مجوس» بقوله: إنما أصلها بالفارسية القديمة: (مگوش) وبالفهلوية (مگوشيا)، ومنه بالفارسية الحديثة «مغ»، وبالعبرية (مج)، وبالسريانية:
(مكوشا) وباليونانية: (مگوس). والصيغة
__________
(1) الألفاظ الفارسية المعربة: أدي شير، ص 143.
(2) وردت هذه المفردة في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هََادُوا وَالصََّابِئِينَ وَالنَّصََارى ََ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللََّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيََامَةِ إِنَّ اللََّهَ عَلى ََ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [سورة الحج، الآية: 17].
(3) لسان العرب: مادة (مجس)، ص 4140، 4141.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 368. وانظر: المهذب: للسيوطي، ص 86.
(5) راجع: التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 214. والمعجم الذهبي: د. محمد التونجي ص 539وقاموس الفارسية: ص 628.(1/296)
العربية مأخوذة من اليونانية. (راجع جفري والبرهان / مغ) (1).
أقول: فالكلمة إذن في أصلها فارسية، غير أنها عربت من اليونانية.
مدين (2):
يقول الرازي: مدن بالمكان: أقام به، وبابه دخل. ومنه المدينة، وجمعها مدائن بالهمز، ومدن ومدن مخففا ومثقلا. وقيل هي من دينت أي ملكت. وفلان مدّن المدائن تمدينا كما يقال مصّر الأمصار. وسألت أبا علي الفسوي عن همز مدائن فقال: من جعله من الإقامة همزه، ومن جعله من الملك لم يهمزه كما لا يهمز معايش. والنسبة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم: مدني. وإلى مدينة منصور مديني. وإلى مدائن كسرى مدائني للفرق بينهما كيلا يختلط. ومدين قرية شعيب عليه السلام (3).
وفي المعرب للجواليقي: و «مدين» اسم أعجمي. فإن كان عربيا فالياء زائدة، من قولهم «مدن بالمكان»: إذا أقام به (4).
يقول الدكتور السبحان: وهو بالعبرية: وبالسريانية:
(5).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 473. وقارن غرائب اللغة العربية: ص 269.
(2) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَإِلى ََ مَدْيَنَ أَخََاهُمْ شُعَيْباً} الآية [سورة الأعراف، الآية: 85]. كما وردت 9مرات أخرى في مواطن متفرقة من القرآن.
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (مدل)، ص 516. و «مدين» تقع في جنوب فلسطين، ويظهر أنها في الأرض المسماة الآن (معان). انظر: النبوة والأنبياء: محمد على الصابوني، ص 261، الطبعة الثانية سنة 1400هـ.
(4) المعرب: للجواليقي، 374.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 482.(1/297)
العربية مأخوذة من اليونانية. (راجع جفري والبرهان / مغ) (1).
أقول: فالكلمة إذن في أصلها فارسية، غير أنها عربت من اليونانية.
مدين (2):
يقول الرازي: مدن بالمكان: أقام به، وبابه دخل. ومنه المدينة، وجمعها مدائن بالهمز، ومدن ومدن مخففا ومثقلا. وقيل هي من دينت أي ملكت. وفلان مدّن المدائن تمدينا كما يقال مصّر الأمصار. وسألت أبا علي الفسوي عن همز مدائن فقال: من جعله من الإقامة همزه، ومن جعله من الملك لم يهمزه كما لا يهمز معايش. والنسبة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم: مدني. وإلى مدينة منصور مديني. وإلى مدائن كسرى مدائني للفرق بينهما كيلا يختلط. ومدين قرية شعيب عليه السلام (3).
وفي المعرب للجواليقي: و «مدين» اسم أعجمي. فإن كان عربيا فالياء زائدة، من قولهم «مدن بالمكان»: إذا أقام به (4).
يقول الدكتور السبحان: وهو بالعبرية: وبالسريانية:
(5).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 473. وقارن غرائب اللغة العربية: ص 269.
(2) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَإِلى ََ مَدْيَنَ أَخََاهُمْ شُعَيْباً} الآية [سورة الأعراف، الآية: 85]. كما وردت 9مرات أخرى في مواطن متفرقة من القرآن.
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (مدل)، ص 516. و «مدين» تقع في جنوب فلسطين، ويظهر أنها في الأرض المسماة الآن (معان). انظر: النبوة والأنبياء: محمد على الصابوني، ص 261، الطبعة الثانية سنة 1400هـ.
(4) المعرب: للجواليقي، 374.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 482.(1/297)
المرجان (1):
في اللسان: والمرجان: اللؤلؤ الصغار أو نحوه، واحدته مرجانة، قال الأزهري: لا أدري أرباعيّ هو أم ثلاثي، وأورده في رباعيّ الجيم، وقال بعضهم: المرجان البسّذ، وهو جوهر أحمر، قال ابن بري: والذي عليه الجمهور أنه صغار اللؤلؤ، كما ذكره الجوهري، والدليل على صحة ذلك قول امرئ القيس بن حجر:
فأعزل مرجانها جانبا ... وآخذ من درّها المستجادا (2)
يقول ابن قتيبة في تفسيره: و «اللؤلؤ»: كبار الحب. و «المرجان»:
صغاره (3).
وفي المعرّب للجواليقي: و «المرجان» ذكر بعض أهل اللغة أنه أعجمي معرب. قال أبو بكر: ولم أسمع له بفعل متصرف، وأحرى به أن يكون كذلك (4).
أقول: وهو بالسريانية: (مركنا) وهو مقتطع من (مرگنيتا). وهو بالعبرية: (مرگل) من (مرگنيتا، مرگليتا). وكل هذا مأخوذ من الكلمة اليونانية مركريتيس) ومعناه: اللؤلؤ (جفري ودوزي) (5).
من ثم، فكلمة مرجان يونانية الأصل (6).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجََانُ} [سورة الرحمن، الآية:
22]. كما وردت في الآية: 58من نفس السورة.
(2) لسان العرب: مادة (مرج)، ص 4169.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 438.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 377. وراجع: المهذب للسيوطي، ص 86.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 484. وراجع: تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 68، 69. والألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّي شير، ص 144، تجد مزيدا من التفصيل.
(6) انظر، غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي ص 269.(1/298)
المرجان (1):
في اللسان: والمرجان: اللؤلؤ الصغار أو نحوه، واحدته مرجانة، قال الأزهري: لا أدري أرباعيّ هو أم ثلاثي، وأورده في رباعيّ الجيم، وقال بعضهم: المرجان البسّذ، وهو جوهر أحمر، قال ابن بري: والذي عليه الجمهور أنه صغار اللؤلؤ، كما ذكره الجوهري، والدليل على صحة ذلك قول امرئ القيس بن حجر:
فأعزل مرجانها جانبا ... وآخذ من درّها المستجادا (2)
يقول ابن قتيبة في تفسيره: و «اللؤلؤ»: كبار الحب. و «المرجان»:
صغاره (3).
وفي المعرّب للجواليقي: و «المرجان» ذكر بعض أهل اللغة أنه أعجمي معرب. قال أبو بكر: ولم أسمع له بفعل متصرف، وأحرى به أن يكون كذلك (4).
أقول: وهو بالسريانية: (مركنا) وهو مقتطع من (مرگنيتا). وهو بالعبرية: (مرگل) من (مرگنيتا، مرگليتا). وكل هذا مأخوذ من الكلمة اليونانية مركريتيس) ومعناه: اللؤلؤ (جفري ودوزي) (5).
من ثم، فكلمة مرجان يونانية الأصل (6).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجََانُ} [سورة الرحمن، الآية:
22]. كما وردت في الآية: 58من نفس السورة.
(2) لسان العرب: مادة (مرج)، ص 4169.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 438.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 377. وراجع: المهذب للسيوطي، ص 86.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 484. وراجع: تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية: طوبيا العنيسي، ص 68، 69. والألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّي شير، ص 144، تجد مزيدا من التفصيل.
(6) انظر، غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي ص 269.(1/298)
مرقوم (1):
في اللسان: الرّقم والترقيم: تعجيم الكتاب. ورقم الكتاب يرقمه رقما:
أعجمه وبينه. وكتاب مرقوم، أي قد بينت حروفه بعلاماتها من التنقيط. وقوله عز وجل: «كتاب مرقوم» كتاب مكتوب.
والمرقوم من الدواب: الذي في قوائمه خطوط كيّات. وثور مرقوم القوائم: مخططها بسواد، وكذلك الحمار الوحشي (2).
يقول ابن قتيبة: مرقوم: مكتوب. والرقم: الكتاب. قال أبو ذؤيب:
عرفت الدّيار كرقم الدّوا ... ة يزبرها الكاتب الحميريّ (3).
ويقول السيوطي: قال الواسطي في قوله تعالى: {كِتََابٌ مَرْقُومٌ} أي مكتوب بلسان العبرية (4).
وفي الأصل والبيان: «مرقوم» بالعبرية: مكتوب (5).
أقول: وأرى أن هذه الكلمة: «مرقوم» معربة (راقم) العبرية، ومعناها في اللسان العبري: ملوّن أو ذو ألوان متعددة، ويطلق على القطعة من القماش أو الجلد (6).
مريم (7):
في اللسان: الرّيم: البراح، والفعل رام يريم إذا برح. يقال: ما
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {كِتََابٌ مَرْقُومٌ} [سورة المطففين، الآية: 9]. كما وردت في الآية 20من نفس السورة.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (رقم)، ص 1709.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 519.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 87.
(5) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 22.
(6) راجع: المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك) ص 955.
(7) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََا مُوسَى الْكِتََابَ وَقَفَّيْنََا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنََا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنََاتِ وَأَيَّدْنََاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} الآية [سورة البقرة، الآية: 87]. كما ورد في القرآن (33) مرة أخرى.(1/299)
مرقوم (1):
في اللسان: الرّقم والترقيم: تعجيم الكتاب. ورقم الكتاب يرقمه رقما:
أعجمه وبينه. وكتاب مرقوم، أي قد بينت حروفه بعلاماتها من التنقيط. وقوله عز وجل: «كتاب مرقوم» كتاب مكتوب.
والمرقوم من الدواب: الذي في قوائمه خطوط كيّات. وثور مرقوم القوائم: مخططها بسواد، وكذلك الحمار الوحشي (2).
يقول ابن قتيبة: مرقوم: مكتوب. والرقم: الكتاب. قال أبو ذؤيب:
عرفت الدّيار كرقم الدّوا ... ة يزبرها الكاتب الحميريّ (3).
ويقول السيوطي: قال الواسطي في قوله تعالى: {كِتََابٌ مَرْقُومٌ} أي مكتوب بلسان العبرية (4).
وفي الأصل والبيان: «مرقوم» بالعبرية: مكتوب (5).
أقول: وأرى أن هذه الكلمة: «مرقوم» معربة (راقم) العبرية، ومعناها في اللسان العبري: ملوّن أو ذو ألوان متعددة، ويطلق على القطعة من القماش أو الجلد (6).
مريم (7):
في اللسان: الرّيم: البراح، والفعل رام يريم إذا برح. يقال: ما
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {كِتََابٌ مَرْقُومٌ} [سورة المطففين، الآية: 9]. كما وردت في الآية 20من نفس السورة.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة (رقم)، ص 1709.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 519.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 87.
(5) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، ص 22.
(6) راجع: المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم: فرانسيس براون (بالاشتراك) ص 955.
(7) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََا مُوسَى الْكِتََابَ وَقَفَّيْنََا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنََا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنََاتِ وَأَيَّدْنََاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} الآية [سورة البقرة، الآية: 87]. كما ورد في القرآن (33) مرة أخرى.(1/299)
يريم يفعل ذلك، أي ما يبرح (1).
يقول الرازي: قال أبو عمرو: مريم مفعل من رام يريم: أي برح. يقال لا رمت: أي لا برحت وهو دعاء بالإقامة أي لا زلت مقيما (2).
يقول الجواليقي: و «مريم»: اسم أعجمي (3).
ويعلق الدكتور السبحان قائلا: وهو بالعبرية مريم.
وبالسريانية مريم بفتح الياء وكذلك باليونانية: ويبدو أنه دخل في العربية من السريانية (4).
مزجاة (5):
يقول الرازي: والمزجى: الشيء القليل. وبضاعة مزجاة: قليلة. والريح تزجي السحاب، والبقرة تزجي، ولدها: أي تسوقه (6).
ويقول ابن قتيبة: ببضاعة مزجاة: أي قليلة، ويقال رديئة، لا تنفق في الطعام، وتنفق في غيره، لأن الطعام لا يؤخذ فيه إلا الجيد. (7).
وفي المهذب للسيوطي: قال الواسطي: «مزجاة»: قليلة بلسان العجم.
وقيل بلسان القبط (8).
وفي قاموس الفارسية: مزجاة: قليل، شيء قليل، حقير وشيء (9).
__________
(1) لسان العرب: مادة (ريم)، ص 1795.
(2) مختار الصحاح: للرازي، مادة (ريم)، ص 449.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 365.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 469.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَلَمََّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قََالُوا يََا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنََا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنََا بِبِضََاعَةٍ مُزْجََاةٍ} [سورة يوسف، الآية: 88].
(6) مختار الصحاح: للإمام الرازي، مادة (زجا) ص 561، ط. عيسى البابي الحلبي.
(7) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 222.
(8) المهذب: للسيوطي، ص 87. وراجع: المتوكلي للسيوطي: ورقة 5. والأصل البيان ص 25.
(9) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم حسنين، ص 646.(1/300)
يريم يفعل ذلك، أي ما يبرح (1).
يقول الرازي: قال أبو عمرو: مريم مفعل من رام يريم: أي برح. يقال لا رمت: أي لا برحت وهو دعاء بالإقامة أي لا زلت مقيما (2).
يقول الجواليقي: و «مريم»: اسم أعجمي (3).
ويعلق الدكتور السبحان قائلا: وهو بالعبرية مريم.
وبالسريانية مريم بفتح الياء وكذلك باليونانية: ويبدو أنه دخل في العربية من السريانية (4).
مزجاة (5):
يقول الرازي: والمزجى: الشيء القليل. وبضاعة مزجاة: قليلة. والريح تزجي السحاب، والبقرة تزجي، ولدها: أي تسوقه (6).
ويقول ابن قتيبة: ببضاعة مزجاة: أي قليلة، ويقال رديئة، لا تنفق في الطعام، وتنفق في غيره، لأن الطعام لا يؤخذ فيه إلا الجيد. (7).
وفي المهذب للسيوطي: قال الواسطي: «مزجاة»: قليلة بلسان العجم.
وقيل بلسان القبط (8).
وفي قاموس الفارسية: مزجاة: قليل، شيء قليل، حقير وشيء (9).
__________
(1) لسان العرب: مادة (ريم)، ص 1795.
(2) مختار الصحاح: للرازي، مادة (ريم)، ص 449.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 365.
(4) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 469.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَلَمََّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قََالُوا يََا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنََا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنََا بِبِضََاعَةٍ مُزْجََاةٍ} [سورة يوسف، الآية: 88].
(6) مختار الصحاح: للإمام الرازي، مادة (زجا) ص 561، ط. عيسى البابي الحلبي.
(7) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 222.
(8) المهذب: للسيوطي، ص 87. وراجع: المتوكلي للسيوطي: ورقة 5. والأصل البيان ص 25.
(9) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم حسنين، ص 646.(1/300)
مسك (1):
في اللسان: قال ابن سيدة: والمسك ضرب من الطيب مذكر وقد أنثه بعضهم على أنه جمع، واحدته مسكة. وقال الجوهري المسك من الطيب فارسي، قال: وكانت العرب تسميه: المشموم (2).
يقول أبو الطاهر التميمي في كتابه المسلسل في غريب لغة العرب:
والمسك: الصّوار، والصّوار والصّوار: قطيع بقر الوحش (3).
وفي معترك الأقران للسيوطي: ذكر الثعالبي أن «المسك» فارسي، وهو دم مجتمع في عنق الظبي الذي تبع آدم يبكي عليه، فأكرمه الله بالمسك (4).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطيب بالمسك ويستحسنه.
وفي رواية عن أنس رضي الله عنهما: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مسكة يتطيب منها (شمائل الترمذي) (5).
أما المسك الهندي الذي كان يصدر إلى البلاد العربية وكان ميناء «دارين» في البحرين من أهم أسواقه حتى صار ينسب إلى هذا المكان وعرف ب «المسك الداريني» فقد كتب الشاعر العربي امرؤ القيس في معلقته يقول:
إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
__________
(1) وردت هذه المفردة مرة واحدة في القرآن في قول الله تعالى: {خِتََامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذََلِكَ فَلْيَتَنََافَسِ الْمُتَنََافِسُونَ} [سورة المطففين، الآية: 26].
(2) لسان العرب: مادة (مسك) ص 4203. وانظر مختار الصحاح: للرازي، مادة (مسك) ص 374.
(3) المسلسل في غريب لغة العرب: لأبي الطاهر محمد بن يوسف بن عبد الله التميمي (ت 538هـ) تحقيق محمد عبد الجواد، مراجعة إبراهيم الدسوقي البساطي، ص 155وهامشها ص 307، ط.
وزارة الثقافة والإرشاد القومي (سلسلة تراثنا)، د. ت.
(4) معترك الأقران في إعجاز القرآن: للحافظ جلال الدين السيوطي، تحقيق علي محمد البجاوي القسم الثاني، ص 548، ط. دار الفكر العربي.
(5) انظر: كتاب العرب والهند في عهد الرسالة: تأليف القاضي أطهر مباركيوري الهندي، ترجمة:
عبد العزيز عزت عبد الجليل، ص 34، 116، 117ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1973ميلادي.(1/301)
مسك (1):
في اللسان: قال ابن سيدة: والمسك ضرب من الطيب مذكر وقد أنثه بعضهم على أنه جمع، واحدته مسكة. وقال الجوهري المسك من الطيب فارسي، قال: وكانت العرب تسميه: المشموم (2).
يقول أبو الطاهر التميمي في كتابه المسلسل في غريب لغة العرب:
والمسك: الصّوار، والصّوار والصّوار: قطيع بقر الوحش (3).
وفي معترك الأقران للسيوطي: ذكر الثعالبي أن «المسك» فارسي، وهو دم مجتمع في عنق الظبي الذي تبع آدم يبكي عليه، فأكرمه الله بالمسك (4).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطيب بالمسك ويستحسنه.
وفي رواية عن أنس رضي الله عنهما: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مسكة يتطيب منها (شمائل الترمذي) (5).
أما المسك الهندي الذي كان يصدر إلى البلاد العربية وكان ميناء «دارين» في البحرين من أهم أسواقه حتى صار ينسب إلى هذا المكان وعرف ب «المسك الداريني» فقد كتب الشاعر العربي امرؤ القيس في معلقته يقول:
إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
__________
(1) وردت هذه المفردة مرة واحدة في القرآن في قول الله تعالى: {خِتََامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذََلِكَ فَلْيَتَنََافَسِ الْمُتَنََافِسُونَ} [سورة المطففين، الآية: 26].
(2) لسان العرب: مادة (مسك) ص 4203. وانظر مختار الصحاح: للرازي، مادة (مسك) ص 374.
(3) المسلسل في غريب لغة العرب: لأبي الطاهر محمد بن يوسف بن عبد الله التميمي (ت 538هـ) تحقيق محمد عبد الجواد، مراجعة إبراهيم الدسوقي البساطي، ص 155وهامشها ص 307، ط.
وزارة الثقافة والإرشاد القومي (سلسلة تراثنا)، د. ت.
(4) معترك الأقران في إعجاز القرآن: للحافظ جلال الدين السيوطي، تحقيق علي محمد البجاوي القسم الثاني، ص 548، ط. دار الفكر العربي.
(5) انظر: كتاب العرب والهند في عهد الرسالة: تأليف القاضي أطهر مباركيوري الهندي، ترجمة:
عبد العزيز عزت عبد الجليل، ص 34، 116، 117ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1973ميلادي.(1/301)
وأنشد كثير:
أفيض عليها المسك حتى كأنها ... لطيمة داري تفتق فارها (1)
هذا، وقد ورد ذكر المسك في القرآن الكريم، قال تعالى: {خِتََامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذََلِكَ فَلْيَتَنََافَسِ الْمُتَنََافِسُونَ}.
يقول ابن قتيبة في تفسيره: {«خِتََامُهُ مِسْكٌ»}: أي آخر طعمه وعاقبته إذا شرب (2).
وفي المعرب للجواليقي: و «المسك»: الطيب. فارسي معرب (3).
يقول السيوطي: حكى الثعالبي في فقه اللغة أن «المسك» فارسي (4).
وفي قاموس الفارسية: مشگ (مسك): المسك: العطر، الرائحة الطيبة (5).
أقول: وأرى أن كلمة مسك سنسكريتية الأصل، دخلت الفارسية مشگ، ومنها دخلت الآرامية، ومن الآرامية عربت بعد إبدال الشين سينا كما دخلت هذه الكلمة في كثير من اللغات الأوروبية فهي باليونانية وباللاتينية، ومنها بالإنكليزية وبالفرنسية (6).
ويقرر هذه الحقيقة جرجي زيدان بقوله: ولفظ «السك» مثلا فإنه
__________
(1) المرجع السابق: ص 34.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 520.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 373.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 87. وراجع: الأصل والبيان: ص 21.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسن، ص 657.
(6) راجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، بتعليق الدكتور مراد كامل، هامش ص 41.
والتطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر ص 215. والمعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 480، وقارن ب: من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل: طه باقر، ص 142، ط. المجمع العلمي العراقي ببغداد سنة 1400هـ.(1/302)
وأنشد كثير:
أفيض عليها المسك حتى كأنها ... لطيمة داري تفتق فارها (1)
هذا، وقد ورد ذكر المسك في القرآن الكريم، قال تعالى: {خِتََامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذََلِكَ فَلْيَتَنََافَسِ الْمُتَنََافِسُونَ}.
يقول ابن قتيبة في تفسيره: {«خِتََامُهُ مِسْكٌ»}: أي آخر طعمه وعاقبته إذا شرب (2).
وفي المعرب للجواليقي: و «المسك»: الطيب. فارسي معرب (3).
يقول السيوطي: حكى الثعالبي في فقه اللغة أن «المسك» فارسي (4).
وفي قاموس الفارسية: مشگ (مسك): المسك: العطر، الرائحة الطيبة (5).
أقول: وأرى أن كلمة مسك سنسكريتية الأصل، دخلت الفارسية مشگ، ومنها دخلت الآرامية، ومن الآرامية عربت بعد إبدال الشين سينا كما دخلت هذه الكلمة في كثير من اللغات الأوروبية فهي باليونانية وباللاتينية، ومنها بالإنكليزية وبالفرنسية (6).
ويقرر هذه الحقيقة جرجي زيدان بقوله: ولفظ «السك» مثلا فإنه
__________
(1) المرجع السابق: ص 34.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 520.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 373.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 87. وراجع: الأصل والبيان: ص 21.
(5) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسن، ص 657.
(6) راجع: اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، بتعليق الدكتور مراد كامل، هامش ص 41.
والتطور النحوي للغة العربية: للمستشرق الألماني برجشتراسر ص 215. والمعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 480، وقارن ب: من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل: طه باقر، ص 142، ط. المجمع العلمي العراقي ببغداد سنة 1400هـ.(1/302)
موجود في العربية وفي الفارسية وفي السنسكريتية وفروعها فإذا عرفنا أن المسك يحمل إلى العالم من توكين وتبت ونيبال والصين، وأن الهنود القدماء كانوا يحملون الطيب إلى الأمم القديمة ويمرون بسفنهم ببلاد العرب، ترجّح عندنا أن العرب أخذوا هذه اللفظة عن الهنود، كما أخذها الفرس منهم أو هي في الفارسية باعتبار أنها فرع من السنسكريتية كما هي في الإنكليزية بطريق التفرع، وكما هي في اللاتينية لأنها أخت السنسكريتية، ومن اللاتينية انتقلت إلى الفرنسية لأنها فرع من اللاتينية (1).
مشكاة (2):
في اللسان: يقول ابن سيدة: كل كوّة ليست بنافذة مشكاة. ويقول ابن جني: ألف مشكاة منقلبة عن واو، بدليل أن العرب قد تنحو بها منحاة الواو كما يفعلون بالصلاة (3).
يقول ابن زيد بن علي: المشكاة: الكوة في الحائط التي لا منفذ لها بلسان الحبشة (4).
وفي البرهان للزركشي: المشكاة: الكوة بالحبشية، وقيل: الزجاجة تسرج (5).
يقول الجواليقي: قال ابن قتيبة: «المشكاة» الكوة بلسان الحبشة (6).
__________
(1) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، ص 40و 41. وراجع: تاريخ آداب العرب للرافعي، ج 1، ص 203، ط 4دار الكتاب العربي سنة 1394هـ.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {اللََّهُ نُورُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكََاةٍ فِيهََا مِصْبََاحٌ الْمِصْبََاحُ فِي زُجََاجَةٍ} الآية [سورة النور، الآية: 35].
(3) لسان العرب: مادة (شكا)، ص 2314، 2315.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية حتى نهاية القرن الثالث الهجري مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 169.
(5) البرهان: للزركشي، ص 288.
(6) المعرب: للجواليقي، ص 351.(1/303)
موجود في العربية وفي الفارسية وفي السنسكريتية وفروعها فإذا عرفنا أن المسك يحمل إلى العالم من توكين وتبت ونيبال والصين، وأن الهنود القدماء كانوا يحملون الطيب إلى الأمم القديمة ويمرون بسفنهم ببلاد العرب، ترجّح عندنا أن العرب أخذوا هذه اللفظة عن الهنود، كما أخذها الفرس منهم أو هي في الفارسية باعتبار أنها فرع من السنسكريتية كما هي في الإنكليزية بطريق التفرع، وكما هي في اللاتينية لأنها أخت السنسكريتية، ومن اللاتينية انتقلت إلى الفرنسية لأنها فرع من اللاتينية (1).
مشكاة (2):
في اللسان: يقول ابن سيدة: كل كوّة ليست بنافذة مشكاة. ويقول ابن جني: ألف مشكاة منقلبة عن واو، بدليل أن العرب قد تنحو بها منحاة الواو كما يفعلون بالصلاة (3).
يقول ابن زيد بن علي: المشكاة: الكوة في الحائط التي لا منفذ لها بلسان الحبشة (4).
وفي البرهان للزركشي: المشكاة: الكوة بالحبشية، وقيل: الزجاجة تسرج (5).
يقول الجواليقي: قال ابن قتيبة: «المشكاة» الكوة بلسان الحبشة (6).
__________
(1) اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، ص 40و 41. وراجع: تاريخ آداب العرب للرافعي، ج 1، ص 203، ط 4دار الكتاب العربي سنة 1394هـ.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {اللََّهُ نُورُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكََاةٍ فِيهََا مِصْبََاحٌ الْمِصْبََاحُ فِي زُجََاجَةٍ} الآية [سورة النور، الآية: 35].
(3) لسان العرب: مادة (شكا)، ص 2314، 2315.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية حتى نهاية القرن الثالث الهجري مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 169.
(5) البرهان: للزركشي، ص 288.
(6) المعرب: للجواليقي، ص 351.(1/303)
ويقول السيوطي: قال ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: «المشكاة» الكوة بلغة الحبشة (1).
وفي قاموس الفارسية: مشكاة: المكان الذي يوضع فيه المصباح (2).
أقول: وكلمة «مشكاة» معربة من الحبشية، وهي مأخوذة من الكلمة الحبشية::، والتي أصلها، ومعناها:
شباك، نافذة، كوة (3).
ورسم المقطع الثاني بالواو في القرآن الكريم، يدل على أن حركته لم تكن فتحة ممدودة في الأصل، بل كانت) ((4) وهذا مما يؤكد أصلها الحبشي فيما نرى.
مقاليد (5):
في اللسان: والمقلد والإقلاد، كالإقليد. والمقلاد: الخزانة. والمقاليد:
الخزائن وقلّد فلان فلانا عملا تقليدا. وقوله تعالى: {لَهُ مَقََالِيدُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ}. يجوز أن يكون المفاتيح ومعناه له مفاتيح السماوات والأرض، ويجوز أن تكون الخزائن. قال الزجاج: معناه أن كل شيء من السماوات والأرض فالله خالقه وفاتح بابه. قال الأصمعي: المقاليد لا واحد لها (6).
ويرى الدكتور السبحان: أن مفرد المقاليد مقلادة وهي كلمة صيغت من
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 88.
(2) قاموس الفارسية: ص 657.
(3) راجع: إسهامات حول علوم اللغة السامية: ت. نولدكه، ص 51. والتطور النحوي للغة العربية:
برجشتراسر، ص 218. والمعرب والدخيل: ص 453.
وكتاب:. 266:،.
(4) انظر: التطور النحوي للغة العربية، ص 218.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {لَهُ مَقََالِيدُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} الآية [سورة الزمر، الآية: 63]. كما وردت في سورة الشورى: 12.
(6) لسان العرب: مادة (قلد)، ص 3718.(1/304)
ويقول السيوطي: قال ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: «المشكاة» الكوة بلغة الحبشة (1).
وفي قاموس الفارسية: مشكاة: المكان الذي يوضع فيه المصباح (2).
أقول: وكلمة «مشكاة» معربة من الحبشية، وهي مأخوذة من الكلمة الحبشية::، والتي أصلها، ومعناها:
شباك، نافذة، كوة (3).
ورسم المقطع الثاني بالواو في القرآن الكريم، يدل على أن حركته لم تكن فتحة ممدودة في الأصل، بل كانت) ((4) وهذا مما يؤكد أصلها الحبشي فيما نرى.
مقاليد (5):
في اللسان: والمقلد والإقلاد، كالإقليد. والمقلاد: الخزانة. والمقاليد:
الخزائن وقلّد فلان فلانا عملا تقليدا. وقوله تعالى: {لَهُ مَقََالِيدُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ}. يجوز أن يكون المفاتيح ومعناه له مفاتيح السماوات والأرض، ويجوز أن تكون الخزائن. قال الزجاج: معناه أن كل شيء من السماوات والأرض فالله خالقه وفاتح بابه. قال الأصمعي: المقاليد لا واحد لها (6).
ويرى الدكتور السبحان: أن مفرد المقاليد مقلادة وهي كلمة صيغت من
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 88.
(2) قاموس الفارسية: ص 657.
(3) راجع: إسهامات حول علوم اللغة السامية: ت. نولدكه، ص 51. والتطور النحوي للغة العربية:
برجشتراسر، ص 218. والمعرب والدخيل: ص 453.
وكتاب:. 266:،.
(4) انظر: التطور النحوي للغة العربية، ص 218.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {لَهُ مَقََالِيدُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} الآية [سورة الزمر، الآية: 63]. كما وردت في سورة الشورى: 12.
(6) لسان العرب: مادة (قلد)، ص 3718.(1/304)
إقليد على وزن مفتاح وجمعت على مقاليد، واشتهرت الكلمة بصيغة الجمع بسبب ورودها في القرآن الكريم ونسي مفردها، ولذا قال الأصمعي: المقاليد لا واحد لها، ثم اشتقوا منه مفردا جديدا وهو مقليد على وزن إقليد (1).
يقول ابن قتيبة: «له مقاليد السماوات والأرض»: أي مفاتيحها وخزائنها، واحدها «إقليد». يقال: هو فارسي، معرب (إكليد) (2).
وفي المعرّب للجواليقي: قال ابن دريد: «الإقليد» والجمع «مقاليد» (3).
يقول السيوطي: حكى ابن الجوزي أن «المقاليد»: المفاتيح بالنبطية.
وقال الفريابي: عن مجاهد في قوله تعالى: {لَهُ مَقََالِيدُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} قال:
مفاتيح بالفارسية. وقال ابن دريد والجواليقي: الإقليد والمقليد المفتاح، فارسي معرب (4).
أقول: وهذه المفردة يونانية الأصل، وأصلها في هذا اللسان:
: (كليدا)، وتعني مفتاح. ومنها دخلت الفارسية (كلبد). وأرى أن اللفظ المعرب مأخوذ من اليونانية مباشرة والدليل على ذلك أن المعرب زادوا في أولها همزة، وإنما يزيدونها في كلمة تبدأ بالسكون.
واللفظ الفارسي متحرك الأول.
ومن اليونانية دخلت السريانية: (قليدا) و (اقليدا) بمعنى المفتاح والإبزيم (5).
__________
(1) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 463.
(2) تفسير غريب القرآن: ص 384.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 68، 362.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 88، 89، وانظر: الأصل والبيان: 22.
(5) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 15بتصرف. وراجع: غرائب اللغة العربية ص 253.(1/305)
إقليد على وزن مفتاح وجمعت على مقاليد، واشتهرت الكلمة بصيغة الجمع بسبب ورودها في القرآن الكريم ونسي مفردها، ولذا قال الأصمعي: المقاليد لا واحد لها، ثم اشتقوا منه مفردا جديدا وهو مقليد على وزن إقليد (1).
يقول ابن قتيبة: «له مقاليد السماوات والأرض»: أي مفاتيحها وخزائنها، واحدها «إقليد». يقال: هو فارسي، معرب (إكليد) (2).
وفي المعرّب للجواليقي: قال ابن دريد: «الإقليد» والجمع «مقاليد» (3).
يقول السيوطي: حكى ابن الجوزي أن «المقاليد»: المفاتيح بالنبطية.
وقال الفريابي: عن مجاهد في قوله تعالى: {لَهُ مَقََالِيدُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} قال:
مفاتيح بالفارسية. وقال ابن دريد والجواليقي: الإقليد والمقليد المفتاح، فارسي معرب (4).
أقول: وهذه المفردة يونانية الأصل، وأصلها في هذا اللسان:
: (كليدا)، وتعني مفتاح. ومنها دخلت الفارسية (كلبد). وأرى أن اللفظ المعرب مأخوذ من اليونانية مباشرة والدليل على ذلك أن المعرب زادوا في أولها همزة، وإنما يزيدونها في كلمة تبدأ بالسكون.
واللفظ الفارسي متحرك الأول.
ومن اليونانية دخلت السريانية: (قليدا) و (اقليدا) بمعنى المفتاح والإبزيم (5).
__________
(1) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 463.
(2) تفسير غريب القرآن: ص 384.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 68، 362.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 88، 89، وانظر: الأصل والبيان: 22.
(5) المعرب والدخيل: د. السبحان، ص 15بتصرف. وراجع: غرائب اللغة العربية ص 253.(1/305)
ملكوت (1):
في اللسان: قال الليث: الملك هو الله، تعالى وتقدس، ملك الملوك له الملك، وهو مالك يوم الدين وهو مليك الخلق أي ربهم ومالكهم (2).
يقول الرازي: والملكوت من الملك، كالرهبوت من الرهبة (3).
ويقول ابن قتيبة: «ملكوت السماوات والأرض»: ملكها. زيدت فيه الواو والتاء وبني بناء جبروت ورهبوت. و «ملكوته: ملكه. ويقال: دار ملكه.
وزيدت التاء فيهما كما زيدت في «رهبوت» و «رحموت». تقول العرب:
«رهبوت خير من رحموت»، أي أن ترهب خير من أن ترحم (4).
وفي المهذب للسيوطي: قال ابن أبي حاتم، حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عكرمة في قوله تعالى: {مَلَكُوتَ السَّمََاوََاتِ} قال هو: الملك، لكنه بكلام النبطية «ملكوتا» (5).
يقول الشيخ حمزة فتح الله: ملكوت بالنبطية: الملك (6).
أقول: وهذه الكلمة معرّبة من الآرامية، وهي في هذا اللسان:
(7).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَكَذََلِكَ نُرِي إِبْرََاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [سورة الأنعام، الآية: 75]. كما وردت في الأعراف: 185، والمؤمنون: 88، ويس: 83.
(2) لسان العرب: مادة (ملك) ص 4267.
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (ملك)، ص 375.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 156، 19. وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 195.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 89.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 22.
(7) انظر: غرائب اللغة العربية، رفائيل نخلة اليسوعي، ص 206، وقارن ب: قاموس الفارسية د.
عبد النعيم محمد حسنين، ص 685.(1/306)
ملكوت (1):
في اللسان: قال الليث: الملك هو الله، تعالى وتقدس، ملك الملوك له الملك، وهو مالك يوم الدين وهو مليك الخلق أي ربهم ومالكهم (2).
يقول الرازي: والملكوت من الملك، كالرهبوت من الرهبة (3).
ويقول ابن قتيبة: «ملكوت السماوات والأرض»: ملكها. زيدت فيه الواو والتاء وبني بناء جبروت ورهبوت. و «ملكوته: ملكه. ويقال: دار ملكه.
وزيدت التاء فيهما كما زيدت في «رهبوت» و «رحموت». تقول العرب:
«رهبوت خير من رحموت»، أي أن ترهب خير من أن ترحم (4).
وفي المهذب للسيوطي: قال ابن أبي حاتم، حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عكرمة في قوله تعالى: {مَلَكُوتَ السَّمََاوََاتِ} قال هو: الملك، لكنه بكلام النبطية «ملكوتا» (5).
يقول الشيخ حمزة فتح الله: ملكوت بالنبطية: الملك (6).
أقول: وهذه الكلمة معرّبة من الآرامية، وهي في هذا اللسان:
(7).
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {وَكَذََلِكَ نُرِي إِبْرََاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [سورة الأنعام، الآية: 75]. كما وردت في الأعراف: 185، والمؤمنون: 88، ويس: 83.
(2) لسان العرب: مادة (ملك) ص 4267.
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (ملك)، ص 375.
(4) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 156، 19. وراجع: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 195.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 89.
(6) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 22.
(7) انظر: غرائب اللغة العربية، رفائيل نخلة اليسوعي، ص 206، وقارن ب: قاموس الفارسية د.
عبد النعيم محمد حسنين، ص 685.(1/306)
منسأته (1):
في اللسان: ونسأ الشيء ينسؤه نس ءا وأنسأه: أخّره. والاسم النسيئة والنسيء. ونسأ الإبل نس ءا، زاد في وردها وأخرها عن وقته. ونسأها: دفعها في السير وساقها. والمنسأة: العصا يهمز ولا يهمز (2)، ينسأ بها. وأبدلوا إبدالا كليا فقالوا: منسأة، وأصلها الهمز، ولكنها بدل لازم (حكاه سيبويه) (3) وقد قرئ بهما جميعا (4). قال الفراء في قوله عز وجل: «تأكل منسأته» هي العصا العظيمة التي تكون مع الراعي، يقال لها المنسأة، أخذت من نسأت البعير أي زجرته ليزداد سيره (5).
يقول ابن قتيبة: «المنسأة»: العصا. وهي مفعلة من نسأت الدابة: إذا سقتها. قال الشاعر:
إذا دببت على المنساة من كبر ... فقد تباعد عنك اللهو واللّعب (6)
وفي معترك الأقران للسيوطي: منسأته: أي عصاته بلغة الحبشية، وقرئت بالهمز وبغير همز وقصتها في القرآن: أن سليمان عليه السلام دخل قبة من قوارير، وقام يصلي متكئا على عصاه، فقبض الله روحه، وهو متكئ عليها، فبقي كذلك سنة لم يعلم أحد بموته، حتى سلط الله عليها دابة الأرض وهي السوسة.
وحكمة ذلك: أن الجن كانت تدعي علم الغيب، فتخبر الناس فردّ الله
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَلَمََّا قَضَيْنََا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مََا دَلَّهُمْ عَلى ََ مَوْتِهِ إِلََّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} الآية، [سورة سبأ، الآية: 14].
(2) الهمز لغة تميم وفصحاء قيس وأهل الحجاز لا يهمزون. انظر: زاد المسير في علم التفسير:
لابن الجوزي، 6/ 441، ط. المكتب الإسلامي ببيروت، سنة 1404هـ.
(3) راجع: الكتاب لسيبويه 2/ 126، 169، ط. بولاق سنة 1316هـ.
(4) قرأ نافع وأبو عمرو (منساته) بغير همز، وكذلك أبو جعفر. راجع: السبعة في القراءات: لابن مجاهد، ص 527، تحقيق د. شوقي ضيف، ط. دار المعارف سنة 1972ميلادي.
(5) لسان العرب: مادة (نسأ)، ص 4403، 4404.
(6) تفسير غريب القرآن: ص 354.(1/307)
منسأته (1):
في اللسان: ونسأ الشيء ينسؤه نس ءا وأنسأه: أخّره. والاسم النسيئة والنسيء. ونسأ الإبل نس ءا، زاد في وردها وأخرها عن وقته. ونسأها: دفعها في السير وساقها. والمنسأة: العصا يهمز ولا يهمز (2)، ينسأ بها. وأبدلوا إبدالا كليا فقالوا: منسأة، وأصلها الهمز، ولكنها بدل لازم (حكاه سيبويه) (3) وقد قرئ بهما جميعا (4). قال الفراء في قوله عز وجل: «تأكل منسأته» هي العصا العظيمة التي تكون مع الراعي، يقال لها المنسأة، أخذت من نسأت البعير أي زجرته ليزداد سيره (5).
يقول ابن قتيبة: «المنسأة»: العصا. وهي مفعلة من نسأت الدابة: إذا سقتها. قال الشاعر:
إذا دببت على المنساة من كبر ... فقد تباعد عنك اللهو واللّعب (6)
وفي معترك الأقران للسيوطي: منسأته: أي عصاته بلغة الحبشية، وقرئت بالهمز وبغير همز وقصتها في القرآن: أن سليمان عليه السلام دخل قبة من قوارير، وقام يصلي متكئا على عصاه، فقبض الله روحه، وهو متكئ عليها، فبقي كذلك سنة لم يعلم أحد بموته، حتى سلط الله عليها دابة الأرض وهي السوسة.
وحكمة ذلك: أن الجن كانت تدعي علم الغيب، فتخبر الناس فردّ الله
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَلَمََّا قَضَيْنََا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مََا دَلَّهُمْ عَلى ََ مَوْتِهِ إِلََّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} الآية، [سورة سبأ، الآية: 14].
(2) الهمز لغة تميم وفصحاء قيس وأهل الحجاز لا يهمزون. انظر: زاد المسير في علم التفسير:
لابن الجوزي، 6/ 441، ط. المكتب الإسلامي ببيروت، سنة 1404هـ.
(3) راجع: الكتاب لسيبويه 2/ 126، 169، ط. بولاق سنة 1316هـ.
(4) قرأ نافع وأبو عمرو (منساته) بغير همز، وكذلك أبو جعفر. راجع: السبعة في القراءات: لابن مجاهد، ص 527، تحقيق د. شوقي ضيف، ط. دار المعارف سنة 1972ميلادي.
(5) لسان العرب: مادة (نسأ)، ص 4403، 4404.
(6) تفسير غريب القرآن: ص 354.(1/307)
ذلك القول بقوله تعالى: {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مََا لَبِثُوا فِي الْعَذََابِ الْمُهِينِ}. فعلم الغيب لا يطلع عليه إلا الله (1).
وينقل السيوطي عن ابن الجوزي: أن المنسأة: العصاة بالزنجية.
كما ينقل عن ابن جرير أنه قال: المنسأة: العصاة بلسان الحبشة (2).
منفطر (3):
في اللسان: فطر الشيء يفطره فطرا فانفطر، وفطره: شقه. وتفطر الشيء: تشقق. والفطر: الشق، وجمعه فطور. وفي التنزيل العزيز: «هل ترى من فطور» وأصل الفطر: الشق، ومنه قوله تعالى: {إِذَا السَّمََاءُ انْفَطَرَتْ}، أي انشقت يقال تفطرت وانفطرت بمعنى، ومنه أخذ فطر الصائم لأنه يفتح فاه. يقول ابن سيدة: تفطر الشيء وفطر وانفطر. وفي التنزيل العزيز: {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}.
وفطر الله الخلق يفطرهم: خلقهم وبدأهم. والفطرة: الابتداء والاختراع.
وفي التنزيل العزيز: {الْحَمْدُ لِلََّهِ فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} قال ابن عباس، رضي الله عنهما: ما كنت أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها أي أنا ابتدأت حفرها (4).
يقول ابن قتيبة: {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}: أي منشق فيه (5).
__________
(1) معترك الأقران في إعجاز القرآن: للسيوطي، القسم الثاني، ص 548، ت. علي محمد البجاوي.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 90، بتصرف يسير.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} الآية [سورة المزمل، الآية:
18].
(4) لسان العرب: مادة (فطر)، ص 3432، 3433.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 494.(1/308)
ذلك القول بقوله تعالى: {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مََا لَبِثُوا فِي الْعَذََابِ الْمُهِينِ}. فعلم الغيب لا يطلع عليه إلا الله (1).
وينقل السيوطي عن ابن الجوزي: أن المنسأة: العصاة بالزنجية.
كما ينقل عن ابن جرير أنه قال: المنسأة: العصاة بلسان الحبشة (2).
منفطر (3):
في اللسان: فطر الشيء يفطره فطرا فانفطر، وفطره: شقه. وتفطر الشيء: تشقق. والفطر: الشق، وجمعه فطور. وفي التنزيل العزيز: «هل ترى من فطور» وأصل الفطر: الشق، ومنه قوله تعالى: {إِذَا السَّمََاءُ انْفَطَرَتْ}، أي انشقت يقال تفطرت وانفطرت بمعنى، ومنه أخذ فطر الصائم لأنه يفتح فاه. يقول ابن سيدة: تفطر الشيء وفطر وانفطر. وفي التنزيل العزيز: {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}.
وفطر الله الخلق يفطرهم: خلقهم وبدأهم. والفطرة: الابتداء والاختراع.
وفي التنزيل العزيز: {الْحَمْدُ لِلََّهِ فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} قال ابن عباس، رضي الله عنهما: ما كنت أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها أي أنا ابتدأت حفرها (4).
يقول ابن قتيبة: {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}: أي منشق فيه (5).
__________
(1) معترك الأقران في إعجاز القرآن: للسيوطي، القسم الثاني، ص 548، ت. علي محمد البجاوي.
(2) المهذب: للسيوطي، ص 90، بتصرف يسير.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} الآية [سورة المزمل، الآية:
18].
(4) لسان العرب: مادة (فطر)، ص 3432، 3433.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 494.(1/308)
ويقول السيوطي: قال ابن جرير حدثنا أبو كريب عن ابن عباس: {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} ممتلئة بلسان الحبشة (1).
أقول: وكلمة «منفطر» بمعنى خلق وبدأ، كلمة حبشية أصيلة.
يقول برجشتراسر: وفطر: لم تؤد معنى الخلق في العربية، قبل مجيئها في القرآن الكريم. وأصل معناها في العربية هو: شق وهي في الحبشية مألوفة في معنى: الخلق (2).
ويوافقه ت. نولدكه في هذا المفهوم، إذ يقول: فطر بمعنى خلق وفاطر بمعنى خالق، أخذها محمد (3) صلى الله عليه وسلم من الكلمة الأثيوبية (الحبشية) المعتادة: فطر. ومما يؤكد أجنبية تلك الكلمة عن العربية، ما ورد عن ابن عباس من أنه لم يعرف معناها إلا من كلام أحد الأعراب عند ما قال عن البئر أنا فطرتها، والمعنى الأصلي لفطر في العربية: شقّ وفحت (4).
مناص (5):
يقول ابن منظور: وناص ينوص منيصا ومناصا: نجا. قال أبو سعيد:
انتاصت الشمس انتياصا إذا غابت. وفي التنزيل: {وَلََاتَ حِينَ مَنََاصٍ}، أي وقت مطلب ومغاث، وقيل: معناه أي استغاثوا وليس ساعة ملجأ ولا مهرب (6).
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 90، 91. وراجع: الأصل والبيان ص 23.
(2) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 219.
(3) إن النبيّ محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأخذ شيئا من هذه الألفاظ ولكنّها وردت في القرآن الكريم كلام الله الحكيم العزيز والمنزل على النبي بواسطة الروح الأمين جبريل عليه السلام.
(4) انظر:. 49.:.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {كَمْ أَهْلَكْنََا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنََادَوْا وَلََاتَ حِينَ مَنََاصٍ} [سورة ص، الآية: 3].
(6) لسان العرب: مادة (نوص)، ص 4576.(1/309)
ويقول السيوطي: قال ابن جرير حدثنا أبو كريب عن ابن عباس: {السَّمََاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} ممتلئة بلسان الحبشة (1).
أقول: وكلمة «منفطر» بمعنى خلق وبدأ، كلمة حبشية أصيلة.
يقول برجشتراسر: وفطر: لم تؤد معنى الخلق في العربية، قبل مجيئها في القرآن الكريم. وأصل معناها في العربية هو: شق وهي في الحبشية مألوفة في معنى: الخلق (2).
ويوافقه ت. نولدكه في هذا المفهوم، إذ يقول: فطر بمعنى خلق وفاطر بمعنى خالق، أخذها محمد (3) صلى الله عليه وسلم من الكلمة الأثيوبية (الحبشية) المعتادة: فطر. ومما يؤكد أجنبية تلك الكلمة عن العربية، ما ورد عن ابن عباس من أنه لم يعرف معناها إلا من كلام أحد الأعراب عند ما قال عن البئر أنا فطرتها، والمعنى الأصلي لفطر في العربية: شقّ وفحت (4).
مناص (5):
يقول ابن منظور: وناص ينوص منيصا ومناصا: نجا. قال أبو سعيد:
انتاصت الشمس انتياصا إذا غابت. وفي التنزيل: {وَلََاتَ حِينَ مَنََاصٍ}، أي وقت مطلب ومغاث، وقيل: معناه أي استغاثوا وليس ساعة ملجأ ولا مهرب (6).
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 90، 91. وراجع: الأصل والبيان ص 23.
(2) التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، ص 219.
(3) إن النبيّ محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأخذ شيئا من هذه الألفاظ ولكنّها وردت في القرآن الكريم كلام الله الحكيم العزيز والمنزل على النبي بواسطة الروح الأمين جبريل عليه السلام.
(4) انظر:. 49.:.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {كَمْ أَهْلَكْنََا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنََادَوْا وَلََاتَ حِينَ مَنََاصٍ} [سورة ص، الآية: 3].
(6) لسان العرب: مادة (نوص)، ص 4576.(1/309)
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى {وَلََاتَ حِينَ مَنََاصٍ}
أي: ليس بحين فرار. قال الأعشى:
تذكّرت ليلى حين لات تذكّر ... وقد نئت منها والمناص بعيد (1)
يقول ابن قتيبة في تفسيره: {وَلََاتَ حِينَ مَنََاصٍ}: أي لات حين مهرب.
و «البوص») التقدم في كلام العرب. و «النوص: التأخر. قال امرؤ القيس:
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص ... فتقصر عنها خطوة وتبوص؟!
قال ابن عباس: ليس حين نزو، ولا فرار (2).
ويقول السيوطي: عن «مناص»: فقال أبو القاسم في لغات القرآن، والواسطي في الإرشاد معناه قرار بالنبطية (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: «مناص» بالنبطية: فرار (4).
أقول: والنبطية لهجة من اللهجات الآرامية.
المهل (5):
في اللسان: والمهل: اسم يجمع معدنيّات الجواهر، والمهل: ما ذاب من صفر أو حديد وهكذا فسّر في التنزيل، والله أعلم. والمهل والمهلة: ضرب من القطران، ماهيّ رقيق يشبه الزيت، وهو يضرب إلى الصفرة من مهاوته، وهو دسم تدهن به الإبل في الشتاء. قال: والقطران الخاضر لا يهنأ به، وقيل:
__________
(1) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 286.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 376.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 90.
(4) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 22.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِنََّا أَعْتَدْنََا لِلظََّالِمِينَ نََاراً أَحََاطَ بِهِمْ سُرََادِقُهََا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغََاثُوا بِمََاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [سورة الكهف، الآية: 29].
كما وردت في سورة الدخان: 56، والمعارج: 8.(1/310)
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى {وَلََاتَ حِينَ مَنََاصٍ}
أي: ليس بحين فرار. قال الأعشى:
تذكّرت ليلى حين لات تذكّر ... وقد نئت منها والمناص بعيد (1)
يقول ابن قتيبة في تفسيره: {وَلََاتَ حِينَ مَنََاصٍ}: أي لات حين مهرب.
و «البوص») التقدم في كلام العرب. و «النوص: التأخر. قال امرؤ القيس:
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص ... فتقصر عنها خطوة وتبوص؟!
قال ابن عباس: ليس حين نزو، ولا فرار (2).
ويقول السيوطي: عن «مناص»: فقال أبو القاسم في لغات القرآن، والواسطي في الإرشاد معناه قرار بالنبطية (3).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: «مناص» بالنبطية: فرار (4).
أقول: والنبطية لهجة من اللهجات الآرامية.
المهل (5):
في اللسان: والمهل: اسم يجمع معدنيّات الجواهر، والمهل: ما ذاب من صفر أو حديد وهكذا فسّر في التنزيل، والله أعلم. والمهل والمهلة: ضرب من القطران، ماهيّ رقيق يشبه الزيت، وهو يضرب إلى الصفرة من مهاوته، وهو دسم تدهن به الإبل في الشتاء. قال: والقطران الخاضر لا يهنأ به، وقيل:
__________
(1) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 286.
(2) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 376.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 90.
(4) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، ص 22.
(5) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِنََّا أَعْتَدْنََا لِلظََّالِمِينَ نََاراً أَحََاطَ بِهِمْ سُرََادِقُهََا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغََاثُوا بِمََاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [سورة الكهف، الآية: 29].
كما وردت في سورة الدخان: 56، والمعارج: 8.(1/310)
هو درديّ الزيت، وقيل: هو العكر المغليّ، وقيل هو رقيق الزيت، وقيل: هو عامته. وقوله تعالى: {يُغََاثُوا بِمََاءٍ كَالْمُهْلِ} يقال: هو النحاس المذاب. وقال أبو عمرو: المهل: درديّ الزيت. قال: والمهل أيضا القيح والصديد (1).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى المهل «فأجاب:
درديّ الزيت. قال الشاعر:
تباري بها العيس السموم كأنها ... تبطنت الأقراب من عرق مهلا (2)
يقول ابن قتيبة: والمهل: درديّ الزيت. ويقال ما أذيب من النحاس والرصاص (3).
وفي البرهان للزركشي: المهل: عكر الزيت بلسان أهل المغرب (4).
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان المهل: عكر الزيت بلسان أهل المغرب. قال أبو القاسم في لغات القرآن: بلغة البربر (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: المهل بلغة البربر: الزيت (6).
هذا، ومن المقرر أن اللغة البربرية هي لسان أهل المغرب
موسى (7):
يقول ابن منظور: وموسى اسم النبي، صلوات الله على محمد نبينا وعليه وسلم، عربيّ معرّب هو «مو» أي «ما»، و «سا» أي شجر، لأن التابوت الذي
__________
(1) لسان العرب: مادة (مهل) ص 4288. وانظر: مختار الصحاح: للرازي، مادة (مهل) ص 423.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، (مسائل نافع بن الأزرق) ص 282.
(3) تفسير غريب القرآن: ص 267.
(4) البرهان: للزركشي، ص 288.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 91.
(6) الأصل والبيان: ص 23.
(7) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَإِذْ وََاعَدْنََا مُوسى ََ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظََالِمُونَ}. [سورة البقرة، الآية: 51]. كما ورد (135) مرة أخرى في القرآن الكريم.(1/311)
هو درديّ الزيت، وقيل: هو العكر المغليّ، وقيل هو رقيق الزيت، وقيل: هو عامته. وقوله تعالى: {يُغََاثُوا بِمََاءٍ كَالْمُهْلِ} يقال: هو النحاس المذاب. وقال أبو عمرو: المهل: درديّ الزيت. قال: والمهل أيضا القيح والصديد (1).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى المهل «فأجاب:
درديّ الزيت. قال الشاعر:
تباري بها العيس السموم كأنها ... تبطنت الأقراب من عرق مهلا (2)
يقول ابن قتيبة: والمهل: درديّ الزيت. ويقال ما أذيب من النحاس والرصاص (3).
وفي البرهان للزركشي: المهل: عكر الزيت بلسان أهل المغرب (4).
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان المهل: عكر الزيت بلسان أهل المغرب. قال أبو القاسم في لغات القرآن: بلغة البربر (5).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: المهل بلغة البربر: الزيت (6).
هذا، ومن المقرر أن اللغة البربرية هي لسان أهل المغرب
موسى (7):
يقول ابن منظور: وموسى اسم النبي، صلوات الله على محمد نبينا وعليه وسلم، عربيّ معرّب هو «مو» أي «ما»، و «سا» أي شجر، لأن التابوت الذي
__________
(1) لسان العرب: مادة (مهل) ص 4288. وانظر: مختار الصحاح: للرازي، مادة (مهل) ص 423.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، (مسائل نافع بن الأزرق) ص 282.
(3) تفسير غريب القرآن: ص 267.
(4) البرهان: للزركشي، ص 288.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 91.
(6) الأصل والبيان: ص 23.
(7) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَإِذْ وََاعَدْنََا مُوسى ََ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظََالِمُونَ}. [سورة البقرة، الآية: 51]. كما ورد (135) مرة أخرى في القرآن الكريم.(1/311)
كان فيه وجد بين الماء والشجر: فسمي به وقيل: هو بالعبرانية موسى، ومعناه:
الجذب، لأنه جذب من الماء، قال الليث: واشتقاقه من الماء والساج فالمو:
ماء، وسا: شجر، لحال التابوت في الماء. قال أبو عمرو: سأل مبرمان أبا العباس عن موسى وصرفه، فقال: إن جعلته فعلى لم تصرفه، وإن جعلته مفعلا من أوسيته صرفته (1).
ويقول الجواليقي: «موسى» اسم النبي صلى الله عليه وسلم: أعجمي معرب. وأصله بالعبرانية «موشا». ف «مو» هو الماء و «شا» هو الشجر، لأنه وجد عند الماء والشجر. قال أبو العلاء: ولم أعلم أنّ في العرب من سمّى «موسى» زمان الجاهلية. وإنما حدث هذا في الإسلام لما أنزل القرآن، وسمى المسلمون أبناءهم بأسماء الأنبياء، صلوات الله عليهم، على سبيل التبرك، فإذا سموا بموسى، فإنما يعنون الاسم الأعجمي، لا موسى الجديد، وهو عندهم كعيسى (2).
ويقول محقق ألفاظ المعرب للجواليقي: «موسى» أصله بالعبرية:
(موشه) وفي أصله ثلاثة أقوال:
أأنه مشتق من الفعل العبري بمعنى جذب: جاء في سفر الخروج (2/ 10) أن ابنة فرعون دعت اسمه «موسى» وقالت: إني انتشلته من الماء. وذكر هذا الاشتقاق اللسان (3).
ب أنه من اللغة القبطية: وهو مركب من بمعنى الماء وبمعنى النقد. وبهذا المعنى هو قبطي وليس عبريا كما قال الجواليقي: وهذا،
__________
(1) لسان العرب: مادة (موس) ص 4299.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 350.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 452، نقلا عن دائرة معارف الكتاب المقدس وجفري.(1/312)
كان فيه وجد بين الماء والشجر: فسمي به وقيل: هو بالعبرانية موسى، ومعناه:
الجذب، لأنه جذب من الماء، قال الليث: واشتقاقه من الماء والساج فالمو:
ماء، وسا: شجر، لحال التابوت في الماء. قال أبو عمرو: سأل مبرمان أبا العباس عن موسى وصرفه، فقال: إن جعلته فعلى لم تصرفه، وإن جعلته مفعلا من أوسيته صرفته (1).
ويقول الجواليقي: «موسى» اسم النبي صلى الله عليه وسلم: أعجمي معرب. وأصله بالعبرانية «موشا». ف «مو» هو الماء و «شا» هو الشجر، لأنه وجد عند الماء والشجر. قال أبو العلاء: ولم أعلم أنّ في العرب من سمّى «موسى» زمان الجاهلية. وإنما حدث هذا في الإسلام لما أنزل القرآن، وسمى المسلمون أبناءهم بأسماء الأنبياء، صلوات الله عليهم، على سبيل التبرك، فإذا سموا بموسى، فإنما يعنون الاسم الأعجمي، لا موسى الجديد، وهو عندهم كعيسى (2).
ويقول محقق ألفاظ المعرب للجواليقي: «موسى» أصله بالعبرية:
(موشه) وفي أصله ثلاثة أقوال:
أأنه مشتق من الفعل العبري بمعنى جذب: جاء في سفر الخروج (2/ 10) أن ابنة فرعون دعت اسمه «موسى» وقالت: إني انتشلته من الماء. وذكر هذا الاشتقاق اللسان (3).
ب أنه من اللغة القبطية: وهو مركب من بمعنى الماء وبمعنى النقد. وبهذا المعنى هو قبطي وليس عبريا كما قال الجواليقي: وهذا،
__________
(1) لسان العرب: مادة (موس) ص 4299.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 350.
(3) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 452، نقلا عن دائرة معارف الكتاب المقدس وجفري.(1/312)
وقول الجواليقي والليث وغيرهما أنّ «شا» أو «سا» معناه الشجر أو الساج ليس بصحيح.
ج أنه من الكلمة القبطية أو بمعنى الطفل. هذا، وأميل إلى الرأي الأخير.
مائدة (1):
في اللسان: ماد الشيء يميد: زاغ وزكا، ومدته وأمدته: أعطيته
وماد إذا تجر، وماد: أفضل. والمائدة: الطعام نفسه وإن لم يكن هناك خوان، مشتق من ذلك. وقيل: هي نفس الخوان: قال الفارسي: لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام وإلا فهي خوان. قال أبو عبيدة: وفي التنزيل العزيز: {أَنْزِلْ عَلَيْنََا مََائِدَةً مِنَ السَّمََاءِ} المائدة في المعنى مفعولة ولفظها فاعلة، وهي مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وقيل: إن المائدة من العطاء. والمائدة: الدائرة من الأرض (2).
ويرى السيد أدي شير أن مائدة «معربة من الفارسية، فيقول: أظنها معربة عن «ميدة» وهو خبز السميذ على الخوان، وأطلقت أيضا ميدة بالفارسية على الخوان والذي يخدم الجالسين على المائدة سموه ميدنه. والميدة لغة في المائدة بالعربية.
أما فرنكل فقال: إن المائدة تعريب الحبشي: (3).
أقول: وأميل إلى أن «مائدة» أصلها حبشية، مأخوذة من:.
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِذْ قََالَ الْحَوََارِيُّونَ يََا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنََا مََائِدَةً مِنَ السَّمََاءِ} الآية، [سورة المائدة، الآية: 112]. كما وردت في الآية 114 من نفس السورة.
(2) لسان العرب: مادة (ميد) ص 4305. وانظر: مختار الصحاح: للرازي، ص 122مادة (ميد).
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 148، 149.(1/313)
وقول الجواليقي والليث وغيرهما أنّ «شا» أو «سا» معناه الشجر أو الساج ليس بصحيح.
ج أنه من الكلمة القبطية أو بمعنى الطفل. هذا، وأميل إلى الرأي الأخير.
مائدة (1):
في اللسان: ماد الشيء يميد: زاغ وزكا، ومدته وأمدته: أعطيته
وماد إذا تجر، وماد: أفضل. والمائدة: الطعام نفسه وإن لم يكن هناك خوان، مشتق من ذلك. وقيل: هي نفس الخوان: قال الفارسي: لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام وإلا فهي خوان. قال أبو عبيدة: وفي التنزيل العزيز: {أَنْزِلْ عَلَيْنََا مََائِدَةً مِنَ السَّمََاءِ} المائدة في المعنى مفعولة ولفظها فاعلة، وهي مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وقيل: إن المائدة من العطاء. والمائدة: الدائرة من الأرض (2).
ويرى السيد أدي شير أن مائدة «معربة من الفارسية، فيقول: أظنها معربة عن «ميدة» وهو خبز السميذ على الخوان، وأطلقت أيضا ميدة بالفارسية على الخوان والذي يخدم الجالسين على المائدة سموه ميدنه. والميدة لغة في المائدة بالعربية.
أما فرنكل فقال: إن المائدة تعريب الحبشي: (3).
أقول: وأميل إلى أن «مائدة» أصلها حبشية، مأخوذة من:.
__________
(1) وردت هذه الكلمة في قول الله تعالى: {إِذْ قََالَ الْحَوََارِيُّونَ يََا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنََا مََائِدَةً مِنَ السَّمََاءِ} الآية، [سورة المائدة، الآية: 112]. كما وردت في الآية 114 من نفس السورة.
(2) لسان العرب: مادة (ميد) ص 4305. وانظر: مختار الصحاح: للرازي، ص 122مادة (ميد).
(3) الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير، ص 148، 149.(1/313)
يقول ت. نولدكه: وكلمة:، أدخلها محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى العربية بمعنى مائدة. ولا أوافق على الافتراض الذي ذهب إليه من أن أتت أولا من العربية إلى الأثيوبية (الحبشية) ولكنها كانت مشتقة من الفارسية «ميز»؟! (1).
أقول: ولبعد الكلمة الفارسية «ميز» عن الكلمة العربية «مائدة» في اللفظ يجعلني أرجح أنها حبشية الأصل من:.
ميكائيل (2):
في اللسان: ميكائيل وميكائين: من أسماء الملائكة (3).
يقول الجواليقي: و «ميكائيل»: قال ابن عباس: «جبرائيل» و «ميكائيل»:
«جبر»: عبد، كقوله: عبد الله وعبد الرحمن. ذهب إلى أن «إيل» اسم الله تعالى، واسم الملك «جبر» و «ميكا» فنسبا إلى الله تعالى. ولم يختلف المفسرون في هذا. واختلف القراء في قراءته: فبعضهم قرأ «ميكائيل»، وبعضهم قرأ «ميكال»، وبعضهم قرأ «ميكائل» وقرأ ابن محيصن «ميكئل»، مثل «ميكعل». قال الحربي: وأخبرني أبو عمرو عن الكسائي قال: جبريل وميكائيل أسماء لم تكن العرب تعرفها، فلما جاءت عربتها (4).
يقول الدكتور السبحان معلقا: وهو أي ميكائيل بالعبرية وهو مركب من (مي) أي: من؟، و (ك) أي ك أداة التشبيه،
و__________
(1) راجع:. 54.:.
(2) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِلََّهِ وَمَلََائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكََالَ فَإِنَّ اللََّهَ عَدُوٌّ لِلْكََافِرِينَ}. [سورة البقرة، الآية: 98].
(3) لسان العرب: مادة (ميكائيل)، ص 4309.
(4) المعرب: للجواليقي، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 375، وانظر هامشها وفيه: أن «ميكال» قراءة أبي عمرو وحفص وهي لغة الحجاز. و «ميكائيل» قراءة حمزة والكسائي وابن عامر وأبو بكر. نقلا عن أبي حيان في البحر.(1/314)
يقول ت. نولدكه: وكلمة:، أدخلها محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى العربية بمعنى مائدة. ولا أوافق على الافتراض الذي ذهب إليه من أن أتت أولا من العربية إلى الأثيوبية (الحبشية) ولكنها كانت مشتقة من الفارسية «ميز»؟! (1).
أقول: ولبعد الكلمة الفارسية «ميز» عن الكلمة العربية «مائدة» في اللفظ يجعلني أرجح أنها حبشية الأصل من:.
ميكائيل (2):
في اللسان: ميكائيل وميكائين: من أسماء الملائكة (3).
يقول الجواليقي: و «ميكائيل»: قال ابن عباس: «جبرائيل» و «ميكائيل»:
«جبر»: عبد، كقوله: عبد الله وعبد الرحمن. ذهب إلى أن «إيل» اسم الله تعالى، واسم الملك «جبر» و «ميكا» فنسبا إلى الله تعالى. ولم يختلف المفسرون في هذا. واختلف القراء في قراءته: فبعضهم قرأ «ميكائيل»، وبعضهم قرأ «ميكال»، وبعضهم قرأ «ميكائل» وقرأ ابن محيصن «ميكئل»، مثل «ميكعل». قال الحربي: وأخبرني أبو عمرو عن الكسائي قال: جبريل وميكائيل أسماء لم تكن العرب تعرفها، فلما جاءت عربتها (4).
يقول الدكتور السبحان معلقا: وهو أي ميكائيل بالعبرية وهو مركب من (مي) أي: من؟، و (ك) أي ك أداة التشبيه،
و__________
(1) راجع:. 54.:.
(2) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِلََّهِ وَمَلََائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكََالَ فَإِنَّ اللََّهَ عَدُوٌّ لِلْكََافِرِينَ}. [سورة البقرة، الآية: 98].
(3) لسان العرب: مادة (ميكائيل)، ص 4309.
(4) المعرب: للجواليقي، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 375، وانظر هامشها وفيه: أن «ميكال» قراءة أبي عمرو وحفص وهي لغة الحجاز. و «ميكائيل» قراءة حمزة والكسائي وابن عامر وأبو بكر. نقلا عن أبي حيان في البحر.(1/314)
(إيل) الله. فمعناه: من كالله؟ أو: من يشبه الله؟ وهو استفهام إنكاري.
وهو بالسريانية: (1).
(حرف النون)
ن (2):
في اللسان: النون: الحوت، والجمع أنوان ونينان، وأصله نونان فقلبت الواو ياء لكسرة النون. وفي حديث علي، عليه السلام: يعلم اختلاف النينان في البحار الغامرات. وفي التنزيل العزيز: {ن وَالْقَلَمِ}، قال الفراء: لك أن تدغم النون الأخيرة وتظهرها، وإظهارها أعجب إليّ لأنها هجاء، والهجاء كالموقوف عليه، وإن اتصل ومن أخفاها بناها على الاتصال، وقد قرأ الفراء بالوجهين جميعا، وكان الأعمش وحمزة يبينانها وبعضهم يترك البيان، وقال النحويون: جاء في التفسير أن «ن» الدواة، ولم يجيء في التفسير كما فسرت حروف الهجاء، فالإدغام كانت من حروف الهجاء أو لم تكن جائز والتبيين جائز، والإسكان لا يجوز أن يكون إلا وفيه حرف الهجاء (3).
يقول ابن قتيبة: «ن» قال قتادة والحسن: هي الدواة. ويقال: الحوت تحت الأرض (4).
ويقول السيوطي: «ن» حكى الكرماني في العجائب عن الضحاك أنه فارسي، وأصله «أنون» ومعناه: اصنع ما شئت (5).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 483، وقارن بقاموس الفارسية د. عبد النعيم محمد حسنين ص 710.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمََا يَسْطُرُونَ} [سورة القلم، الآية: 1].
(3) لسان العرب: مادة (نون)، ص 4586.
(4) تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة، ص 477.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 92. وانظر: الأصل والبيان، ص 23.(1/315)
(إيل) الله. فمعناه: من كالله؟ أو: من يشبه الله؟ وهو استفهام إنكاري.
وهو بالسريانية: (1).
(حرف النون)
ن (2):
في اللسان: النون: الحوت، والجمع أنوان ونينان، وأصله نونان فقلبت الواو ياء لكسرة النون. وفي حديث علي، عليه السلام: يعلم اختلاف النينان في البحار الغامرات. وفي التنزيل العزيز: {ن وَالْقَلَمِ}، قال الفراء: لك أن تدغم النون الأخيرة وتظهرها، وإظهارها أعجب إليّ لأنها هجاء، والهجاء كالموقوف عليه، وإن اتصل ومن أخفاها بناها على الاتصال، وقد قرأ الفراء بالوجهين جميعا، وكان الأعمش وحمزة يبينانها وبعضهم يترك البيان، وقال النحويون: جاء في التفسير أن «ن» الدواة، ولم يجيء في التفسير كما فسرت حروف الهجاء، فالإدغام كانت من حروف الهجاء أو لم تكن جائز والتبيين جائز، والإسكان لا يجوز أن يكون إلا وفيه حرف الهجاء (3).
يقول ابن قتيبة: «ن» قال قتادة والحسن: هي الدواة. ويقال: الحوت تحت الأرض (4).
ويقول السيوطي: «ن» حكى الكرماني في العجائب عن الضحاك أنه فارسي، وأصله «أنون» ومعناه: اصنع ما شئت (5).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية، مع تحقيق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي للدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ص 483، وقارن بقاموس الفارسية د. عبد النعيم محمد حسنين ص 710.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمََا يَسْطُرُونَ} [سورة القلم، الآية: 1].
(3) لسان العرب: مادة (نون)، ص 4586.
(4) تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة، ص 477.
(5) المهذب: للسيوطي، ص 92. وانظر: الأصل والبيان، ص 23.(1/315)
وفي قاموس الفارسية: نون: الدواة، السيف، ذيل السيف، السمك، وذو النون: لقب نبي الله يونس، ولقب صوفي مصري زاهد (1).
غير أن رفائيل نخلة اليسوعي يرى أن {ن} كلمة آرامية مأخوذة من، وتعني: سمكة كبيرة (2).
وإلى هذا الرأي نميل، حيث ورد في المفردات للراغب، أن النون:
الحوت العظيم. وسمي يونس ذا النون في قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ} لأن النون كان قد التقمه (3).
نوح (4):
يقول الرازي: التناوح: التقابل، ومنه سميت النوائح لتقابلهن ونوح ينصرف مع العجمة والتعريف. وكذا كل اسم على ثلاث أحرف أوسطه ساكن كلوط، لأن خفته عادلت أحد الثقلين (5).
وفي المعرب للجواليقي: «نوح» اسم النبي عليه الصلاة والسلام:
أعجمي معرب (6).
يقول العلامة الألوسي: «نوح» اسم أعجمي زاد الجواليقي معرب والكرماني معناه بالسريانية الساكن وصرف لعدم زيادته على الثلاثة مع سكون وسطه وليس بعربي أصلا وقول الحاكم في المستدرك إنما سمي نوحا لكثرة نوحه وبكائه على نفسه واسمه عبد الغفار لا أظنه يصح (7).
__________
(1) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 760.
(2) انظر: غرائب اللغة العربية: ص 209.
(3) راجع: المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني، ص 510.
(4) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {إِنََّا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ كَمََا أَوْحَيْنََا إِلى ََ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}
الآية [سورة النساء، الآية: 163]. كما ورد (32) مرة أخرى في القرآن الكريم.
(5) مختار الصحاح: للرازي، مادة (نوح)، ص 90.
(6) المعرب: للجواليقي، ص 378.
(7) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للعلامة الألوسي البغدادي (ت 1270هـ).
29/ 67، ط 2الناشر مكتبة دار التراث.(1/316)
وفي قاموس الفارسية: نون: الدواة، السيف، ذيل السيف، السمك، وذو النون: لقب نبي الله يونس، ولقب صوفي مصري زاهد (1).
غير أن رفائيل نخلة اليسوعي يرى أن {ن} كلمة آرامية مأخوذة من، وتعني: سمكة كبيرة (2).
وإلى هذا الرأي نميل، حيث ورد في المفردات للراغب، أن النون:
الحوت العظيم. وسمي يونس ذا النون في قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ} لأن النون كان قد التقمه (3).
نوح (4):
يقول الرازي: التناوح: التقابل، ومنه سميت النوائح لتقابلهن ونوح ينصرف مع العجمة والتعريف. وكذا كل اسم على ثلاث أحرف أوسطه ساكن كلوط، لأن خفته عادلت أحد الثقلين (5).
وفي المعرب للجواليقي: «نوح» اسم النبي عليه الصلاة والسلام:
أعجمي معرب (6).
يقول العلامة الألوسي: «نوح» اسم أعجمي زاد الجواليقي معرب والكرماني معناه بالسريانية الساكن وصرف لعدم زيادته على الثلاثة مع سكون وسطه وليس بعربي أصلا وقول الحاكم في المستدرك إنما سمي نوحا لكثرة نوحه وبكائه على نفسه واسمه عبد الغفار لا أظنه يصح (7).
__________
(1) قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 760.
(2) انظر: غرائب اللغة العربية: ص 209.
(3) راجع: المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني، ص 510.
(4) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {إِنََّا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ كَمََا أَوْحَيْنََا إِلى ََ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}
الآية [سورة النساء، الآية: 163]. كما ورد (32) مرة أخرى في القرآن الكريم.
(5) مختار الصحاح: للرازي، مادة (نوح)، ص 90.
(6) المعرب: للجواليقي، ص 378.
(7) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للعلامة الألوسي البغدادي (ت 1270هـ).
29/ 67، ط 2الناشر مكتبة دار التراث.(1/316)
أقول: و «نوح» اسم أعجمي، وهو بالعبرية، وبالسريانية (1).
ناشئة (2):
في اللسان: ونشأ الليل: ارتفع. وفي التنزيل العزيز: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا}. قيل: هي أول ساعة، وقيل: الناشئة والنشيئة إذا نمت من أول الليل نومة ثم قمت، ومنه ناشئة الليل. وقيل: ما ينشأ في الليل من الطاعات. والناشئة: أول النهار والليل قال أبو عبيدة: ناشئة الليل ساعاته.
وهي آناء الليل ناشئة بعد ناشئة (3).
يقول زيد بن علي: «ناشئة الليل» معناه قيامه: وهي بلسان الحبشة، يقال: نشأ: أي قام والناشئة: قيام الليل كله. ويقال ما بين المغرب والعشاء.
ويقال: من بعد العشاء إلى الصبح (4).
ويقول ابن قتيبة: إن ناشئة الليل: ساعاته الناشئة. من «نشأت»: إذا ابتدأت (5).
وفي البرهان الزركشي: {نََاشِئَةَ اللَّيْلِ}: قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة:
قام من الليل (6).
وفي معجم غريب القرآن: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ}، قال ابن عباس: نشأ: قام، بالحبشية (7).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 485.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا} [سورة المزمل، الآية: 6].
(3) لسان العرب: مادة (نشأ)، ص 4419.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: الدكتور حسن محمد تقي سعيد 2/ 302.
(5) تفسير غريب القرآن: 493.
(6) البرهان: للزركشي ص 289.
(7) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 204.(1/317)
أقول: و «نوح» اسم أعجمي، وهو بالعبرية، وبالسريانية (1).
ناشئة (2):
في اللسان: ونشأ الليل: ارتفع. وفي التنزيل العزيز: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا}. قيل: هي أول ساعة، وقيل: الناشئة والنشيئة إذا نمت من أول الليل نومة ثم قمت، ومنه ناشئة الليل. وقيل: ما ينشأ في الليل من الطاعات. والناشئة: أول النهار والليل قال أبو عبيدة: ناشئة الليل ساعاته.
وهي آناء الليل ناشئة بعد ناشئة (3).
يقول زيد بن علي: «ناشئة الليل» معناه قيامه: وهي بلسان الحبشة، يقال: نشأ: أي قام والناشئة: قيام الليل كله. ويقال ما بين المغرب والعشاء.
ويقال: من بعد العشاء إلى الصبح (4).
ويقول ابن قتيبة: إن ناشئة الليل: ساعاته الناشئة. من «نشأت»: إذا ابتدأت (5).
وفي البرهان الزركشي: {نََاشِئَةَ اللَّيْلِ}: قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة:
قام من الليل (6).
وفي معجم غريب القرآن: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ}، قال ابن عباس: نشأ: قام، بالحبشية (7).
__________
(1) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 485.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا} [سورة المزمل، الآية: 6].
(3) لسان العرب: مادة (نشأ)، ص 4419.
(4) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق تفسير غريب القرآن لزيد بن علي: الدكتور حسن محمد تقي سعيد 2/ 302.
(5) تفسير غريب القرآن: 493.
(6) البرهان: للزركشي ص 289.
(7) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 204.(1/317)
يقول السيوطي: قال وكيع حدثنا إسرائيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} قال: بلسان الحبشة إذا نشأ قام. وقال ابن أبي شيبة في المصنّف حدثنا إسحاق عن عبد الله: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} قال:
هي بالحبشية قيام الليل. وقال الفريابي حدثنا قيس عن سعيد بن جبير في قوله:
{إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} قال: إذا قام من الليل فهي بلسان الحبشة نشأ فلان: قام في الليل (1).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: {نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} بالحبشية: قيامه (2).
(حرف الهاء)
هدنا (3):
في اللسان: الهود: التوبة، هاد يهود هودا وتهوّد: تاب ورجع إلى الحق، فهو هائد. وفي التنزيل العزيز: {إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ} أي تبنا إليك، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإبراهيم. قال ابن سيدة: عداه بإلى لأن فيه معنى رجعنا، وقيل: معناه تبنا إليك ورجعنا وقربنا من المغفرة (4).
يقول ابن قتيبة: {إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ}: أي: تبنا إليك ومنه: {وَمِنَ الَّذِينَ هََادُوا} كأنهم رجعوا عن شيء إلى شيء (5).
وفي البرهان: للزركشي: هدنا: تبنا بالعبرانية (6).
يقول السيوطي: قال شيدلة والواسطي وغيرهما: هدنا: تبنا بالعبرانية.
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 91، 92.
(2) الأصل والبيان: ص 23. وقارن ب: قاموس الفارسية: ص 720.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنََا فِي هََذِهِ الدُّنْيََا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ} الآية [سورة الأعراف، الآية: 156].
(4) لسان العرب: مادة (هود)، ص 4718.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 145.
(6) البرهان: للزركشي، ص 288.(1/318)
يقول السيوطي: قال وكيع حدثنا إسرائيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} قال: بلسان الحبشة إذا نشأ قام. وقال ابن أبي شيبة في المصنّف حدثنا إسحاق عن عبد الله: {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} قال:
هي بالحبشية قيام الليل. وقال الفريابي حدثنا قيس عن سعيد بن جبير في قوله:
{إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} قال: إذا قام من الليل فهي بلسان الحبشة نشأ فلان: قام في الليل (1).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: {نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} بالحبشية: قيامه (2).
(حرف الهاء)
هدنا (3):
في اللسان: الهود: التوبة، هاد يهود هودا وتهوّد: تاب ورجع إلى الحق، فهو هائد. وفي التنزيل العزيز: {إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ} أي تبنا إليك، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإبراهيم. قال ابن سيدة: عداه بإلى لأن فيه معنى رجعنا، وقيل: معناه تبنا إليك ورجعنا وقربنا من المغفرة (4).
يقول ابن قتيبة: {إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ}: أي: تبنا إليك ومنه: {وَمِنَ الَّذِينَ هََادُوا} كأنهم رجعوا عن شيء إلى شيء (5).
وفي البرهان: للزركشي: هدنا: تبنا بالعبرانية (6).
يقول السيوطي: قال شيدلة والواسطي وغيرهما: هدنا: تبنا بالعبرانية.
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 91، 92.
(2) الأصل والبيان: ص 23. وقارن ب: قاموس الفارسية: ص 720.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنََا فِي هََذِهِ الدُّنْيََا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ} الآية [سورة الأعراف، الآية: 156].
(4) لسان العرب: مادة (هود)، ص 4718.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 145.
(6) البرهان: للزركشي، ص 288.(1/318)
وقال ابن المنذر: حدثنا موسى حدثنا محمد بن إسحاق سمعت أبا رجزة السعدي وكان من أعلم الناس بالعربية قال: لا والله لا أعلمها في كلام أحد من العرب هدنا (1).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: هدنا بالعبرية: تبنا (2).
أقول: ولم أجد «هدنا» في المعجم العبري بمعنى تبنا، إلا أنني وجدت:
هادا:، بمعنى: أرشد أو قاد (3). وعلى أية حال: ففي الإرشاد رجوع إلى الصواب، وفي التوبة رجوع إلى الحق!
غير أنني أرى أن كلمة «هدنا» عربت مباشرة من الفارسية، حيث ورد في اللسان الأخير هاد يهود هودا: رجع إلى الحق، مأخوذ من «هودة» وهو الحق (4).
هون (5):
في اللسان: والهون والهوينا: التّؤدة والرّفق والسكينة والوقار وفلان يمشي على الأرض هونا، والهون: مصدر الهين في معنى السكينة والوقار. قال الله عز وجل: {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} قال عكرمة ومجاهد: بالسكينة والوقار (6).
يقول زيد بن علي: هونا معناه بالسكينة والوقار. وقال: علماء لا يجهلون
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 92، 93.
(2) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 24.
(3) راجع: المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم، فرانسيس براون (بالاشتراك) ص 213.
(4) انظر: الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير ص 158.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَعِبََادُ الرَّحْمََنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً}
[سورة الفرقان، الآية: 63].
(6) لسان العرب: مادة (هون)، ص 4725.(1/319)
وقال ابن المنذر: حدثنا موسى حدثنا محمد بن إسحاق سمعت أبا رجزة السعدي وكان من أعلم الناس بالعربية قال: لا والله لا أعلمها في كلام أحد من العرب هدنا (1).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: هدنا بالعبرية: تبنا (2).
أقول: ولم أجد «هدنا» في المعجم العبري بمعنى تبنا، إلا أنني وجدت:
هادا:، بمعنى: أرشد أو قاد (3). وعلى أية حال: ففي الإرشاد رجوع إلى الصواب، وفي التوبة رجوع إلى الحق!
غير أنني أرى أن كلمة «هدنا» عربت مباشرة من الفارسية، حيث ورد في اللسان الأخير هاد يهود هودا: رجع إلى الحق، مأخوذ من «هودة» وهو الحق (4).
هون (5):
في اللسان: والهون والهوينا: التّؤدة والرّفق والسكينة والوقار وفلان يمشي على الأرض هونا، والهون: مصدر الهين في معنى السكينة والوقار. قال الله عز وجل: {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} قال عكرمة ومجاهد: بالسكينة والوقار (6).
يقول زيد بن علي: هونا معناه بالسكينة والوقار. وقال: علماء لا يجهلون
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 92، 93.
(2) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 24.
(3) راجع: المعجم العبري الإنجليزي للعهد القديم، فرانسيس براون (بالاشتراك) ص 213.
(4) انظر: الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدي شير ص 158.
(5) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَعِبََادُ الرَّحْمََنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً}
[سورة الفرقان، الآية: 63].
(6) لسان العرب: مادة (هون)، ص 4725.(1/319)
وإن جهل عليهم حلموا. وقال: أعفّاء أتقياء. وقال: هونا هو بالسريانية (1).
ويقول ابن قتيبة في تفسيره: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} أي مشيا رويدا (2).
ويقول السيوطي: قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي عن ميمون بن مهران في قوله تعالى: {وَعِبََادُ الرَّحْمََنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً}، قال: حلما بالسريانية.
وقال: حدثنا علي بن الحسن عن أبي عمران الجويني: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} قال: بالعبرانية حلما.
وقال: حدثنا علي بن الحسن عن الضحاك قوله: {هَوْناً} سريانية وقال هو هونا (3).
وفي الأصل والبيان: هون: سريانية أو عبرانية بمعنى حكماء (4).
أقول: لقد وردت هون: في اللسان العبري بمعنى سهل ولان (5).
كما وردت في الآرامية هون: بمعنى لطف أو لطافة وخفة، وتنطق في هذا اللسان: هون:، وهونا: (6).
غير أنني أميل إلى أن كلمة «هون» معربة من الآرامية، حيث مشابهتها للكلمة العربية في اللفظ والمعنى.
ويؤيد هذا، ما ذكره رفائيل نخلة اليسوعي من أن {هَوْناً} اقترضتها العربية من الآرامية (7).
__________
(1) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق غريب القرآن لزيد بن علي د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 176.
(2) تفسير غريب القرآن: ص 315.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 93، 94.
(4) ص 23.
(5) المعجم العبري الإنجليزي / ص 223.
(6) انظر المرجع السابق، ص 223والقاموس السرياني العربي / ص 75.
(7) راجع: غرائب اللغة العربية: ص 209.(1/320)
وإن جهل عليهم حلموا. وقال: أعفّاء أتقياء. وقال: هونا هو بالسريانية (1).
ويقول ابن قتيبة في تفسيره: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} أي مشيا رويدا (2).
ويقول السيوطي: قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي عن ميمون بن مهران في قوله تعالى: {وَعِبََادُ الرَّحْمََنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً}، قال: حلما بالسريانية.
وقال: حدثنا علي بن الحسن عن أبي عمران الجويني: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} قال: بالعبرانية حلما.
وقال: حدثنا علي بن الحسن عن الضحاك قوله: {هَوْناً} سريانية وقال هو هونا (3).
وفي الأصل والبيان: هون: سريانية أو عبرانية بمعنى حكماء (4).
أقول: لقد وردت هون: في اللسان العبري بمعنى سهل ولان (5).
كما وردت في الآرامية هون: بمعنى لطف أو لطافة وخفة، وتنطق في هذا اللسان: هون:، وهونا: (6).
غير أنني أميل إلى أن كلمة «هون» معربة من الآرامية، حيث مشابهتها للكلمة العربية في اللفظ والمعنى.
ويؤيد هذا، ما ذكره رفائيل نخلة اليسوعي من أن {هَوْناً} اقترضتها العربية من الآرامية (7).
__________
(1) ظاهرة الغريب في اللغة العربية مع تحقيق غريب القرآن لزيد بن علي د. حسن محمد تقي سعيد، 2/ 176.
(2) تفسير غريب القرآن: ص 315.
(3) المهذب: للسيوطي، ص 93، 94.
(4) ص 23.
(5) المعجم العبري الإنجليزي / ص 223.
(6) انظر المرجع السابق، ص 223والقاموس السرياني العربي / ص 75.
(7) راجع: غرائب اللغة العربية: ص 209.(1/320)
هاروت وماروت (1):
في اللسان: قال ابن سيده: هرت عرضه وثوبه يهرته ويهرته هرتا، فهو هريت: مزقه وطعن فيه، لغات كلها (2).
والمرت: مفازة لا نبات فيها. أرض مرت، ومكان مرت: قفر لا نبات فيه (3).
وهاروت وماروت: علمان لملكين كانا يعلمان الناس السحر، والذي أنزل عليهما هو علم السحر ابتلاء من الله للناس. قال تعالى: {وَمََا كَفَرَ سُلَيْمََانُ وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النََّاسَ السِّحْرَ وَمََا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبََابِلَ هََارُوتَ وَمََارُوتَ} (4).
وفي المعرب للجواليقي: أن {هََارُوتَ} {وَمََارُوتَ}: أعجميان (5).
قال الصغاني: وهاروت: اسم أعجمي بدليل منع الصرف. ولو كان من «الهرت» كما زعم بعض الناس لانصرف. (هرت).
وقال: وماروت: اسم أعجمي بدليل منع الصرف. ولو كان من المرت كما زعم بعض الناس لانصرف (مرت) (6).
يقول الدكتور السبحان: ذهب بعض المستشرقين إلى أن ماروت من:
(مروثا) بالسريانية، ويعني: السيادة والسلطة (جفري).
__________
(1) ورد هذان الاسمان في قول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مََا تَتْلُوا الشَّيََاطِينُ عَلى ََ مُلْكِ سُلَيْمََانَ وَمََا كَفَرَ سُلَيْمََانُ وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النََّاسَ السِّحْرَ وَمََا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبََابِلَ هََارُوتَ وَمََارُوتَ} الآية [سورة البقرة، الآية: 102].
(2) لسان العرب: مادة (هرت)، ص 4647.
(3) المصدر السابق: مادة (مرت)، ص 1467.
(4) الكشاف: للزمخشري: 1/ 301، بتصرف.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 365، 394.
(6) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان ص 509، نقلا عن الصغاني.(1/321)
هاروت وماروت (1):
في اللسان: قال ابن سيده: هرت عرضه وثوبه يهرته ويهرته هرتا، فهو هريت: مزقه وطعن فيه، لغات كلها (2).
والمرت: مفازة لا نبات فيها. أرض مرت، ومكان مرت: قفر لا نبات فيه (3).
وهاروت وماروت: علمان لملكين كانا يعلمان الناس السحر، والذي أنزل عليهما هو علم السحر ابتلاء من الله للناس. قال تعالى: {وَمََا كَفَرَ سُلَيْمََانُ وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النََّاسَ السِّحْرَ وَمََا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبََابِلَ هََارُوتَ وَمََارُوتَ} (4).
وفي المعرب للجواليقي: أن {هََارُوتَ} {وَمََارُوتَ}: أعجميان (5).
قال الصغاني: وهاروت: اسم أعجمي بدليل منع الصرف. ولو كان من «الهرت» كما زعم بعض الناس لانصرف. (هرت).
وقال: وماروت: اسم أعجمي بدليل منع الصرف. ولو كان من المرت كما زعم بعض الناس لانصرف (مرت) (6).
يقول الدكتور السبحان: ذهب بعض المستشرقين إلى أن ماروت من:
(مروثا) بالسريانية، ويعني: السيادة والسلطة (جفري).
__________
(1) ورد هذان الاسمان في قول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مََا تَتْلُوا الشَّيََاطِينُ عَلى ََ مُلْكِ سُلَيْمََانَ وَمََا كَفَرَ سُلَيْمََانُ وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النََّاسَ السِّحْرَ وَمََا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبََابِلَ هََارُوتَ وَمََارُوتَ} الآية [سورة البقرة، الآية: 102].
(2) لسان العرب: مادة (هرت)، ص 4647.
(3) المصدر السابق: مادة (مرت)، ص 1467.
(4) الكشاف: للزمخشري: 1/ 301، بتصرف.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 365، 394.
(6) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان ص 509، نقلا عن الصغاني.(1/321)
قلت: وأما هاروت فقد يكون من: (هرتا) بمعنى الخصام.
فهذان المعنيان يناسب حالهما، فللسحر سلطة وكان الناس يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجته (1).
هارون (2):
في اللسان: قال الأزهري: أما هرن فإني لا أحفظ فيه شيئا، واسم هارون معرّب لا اشتقاق له في العربية. وقال القتيبيّ: الهيرون ضرب من التمر جيد لعمل السّلّ (3).
يقول الجواليقي: هارون: اسم أعجمي (4).
أقول: وهذا الاسم أعجمي حقا، وهو معرب من العبرية، وأصله في هذا اللسان الأخير: (أهارون) (5).
هيت لك (6):
في اللسان: هيت: تعجب، فتقول العرب: هيت للحلم! وهيت لك! وهيت لك أي أقبل. وقال الله عز وجل حكاية عن زليخا أنها قالت، لما راودت يوسف عليه السلام عن نفسه: {وَقََالَتْ هَيْتَ لَكَ} أي هلم! وقد قيل: هيت لك، وهيت، بضم التاء وكسرها، قال الزجاج: وأكثرها هيت لك، بفتح الهاء والتاء. وقال: رويت عن علي، عليه السلام: هيت لك، قال: ورويت عن ابن
__________
(1) المرجع السابق: ص 509، 510.
(2) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَقََالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التََّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمََّا تَرَكَ آلُ مُوسى ََ وَآلُ هََارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلََائِكَةُ} [سورة البقرة، الآية: 248]. كما ورد (19) مرة أخرى في مواطن متفرقة من القرآن الكريم.
(3) لسان العرب: مادة (هرن)، ص 4658.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 394.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم السبحان، ص 509.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَرََاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهََا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوََابَ وَقََالَتْ هَيْتَ لَكَ قََالَ مَعََاذَ اللََّهِ} الآية [سورة يوسف، الآية: 23].(1/322)
قلت: وأما هاروت فقد يكون من: (هرتا) بمعنى الخصام.
فهذان المعنيان يناسب حالهما، فللسحر سلطة وكان الناس يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجته (1).
هارون (2):
في اللسان: قال الأزهري: أما هرن فإني لا أحفظ فيه شيئا، واسم هارون معرّب لا اشتقاق له في العربية. وقال القتيبيّ: الهيرون ضرب من التمر جيد لعمل السّلّ (3).
يقول الجواليقي: هارون: اسم أعجمي (4).
أقول: وهذا الاسم أعجمي حقا، وهو معرب من العبرية، وأصله في هذا اللسان الأخير: (أهارون) (5).
هيت لك (6):
في اللسان: هيت: تعجب، فتقول العرب: هيت للحلم! وهيت لك! وهيت لك أي أقبل. وقال الله عز وجل حكاية عن زليخا أنها قالت، لما راودت يوسف عليه السلام عن نفسه: {وَقََالَتْ هَيْتَ لَكَ} أي هلم! وقد قيل: هيت لك، وهيت، بضم التاء وكسرها، قال الزجاج: وأكثرها هيت لك، بفتح الهاء والتاء. وقال: رويت عن علي، عليه السلام: هيت لك، قال: ورويت عن ابن
__________
(1) المرجع السابق: ص 509، 510.
(2) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَقََالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التََّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمََّا تَرَكَ آلُ مُوسى ََ وَآلُ هََارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلََائِكَةُ} [سورة البقرة، الآية: 248]. كما ورد (19) مرة أخرى في مواطن متفرقة من القرآن الكريم.
(3) لسان العرب: مادة (هرن)، ص 4658.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 394.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم السبحان، ص 509.
(6) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَرََاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهََا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوََابَ وَقََالَتْ هَيْتَ لَكَ قََالَ مَعََاذَ اللََّهِ} الآية [سورة يوسف، الآية: 23].(1/322)
عباس رضي الله عنهما: هئت لك، بالهمز وكسر الهاء، من الهيئة، كأنها قالت: تهيأت لك! قال: فأما الفتح من هيت فلأنها بمنزلة الأصوات، ليس لها فعل يتصرف منها، وفتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واختير الفتح لأن قبلها ياء، كما فعلوا في أين، ومن كسر التاء، فلأن أصل التقاء الساكنين حركة الكسر، ومن قال هيت، ضمها لأنها في معنى الغايات، كأنها قالت: دعاني لك، فلما حذفت الإضافة، وتضمنت هيت معناها، بنيت على الضمّ، كما بنيت حيث، وقراءة علي، عليه السلام، هيت لك، بمنزلة: هيت لك، والحجة فيهما واحدة (1).
هذا، ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى {هَيْتَ لَكَ}:
تهيأت لك. قال أحيحة بن الجلاح.
به أحمي المضاف إذا دعاني ... إذا ما قيل للأبطال هيتا (2)
يقول ابن قتيبة: وقالت هيت لك: أي هلم. يقال: هيّت فلان لفلان: إذا دعا وصاح به (3).
ونقل السيوطي عن ابن أبي شيبة عن ابن عباس: {هَيْتَ لَكَ} هلم لك بالنبطية. كما نقل عن ابن جرير عن الحسن: {هَيْتَ لَكَ}: قال كلمة بالسريانية أي عليك (4).
أقول: لقد رجعت إلى القاموس السرياني (5) فلم أعثر على مادة (هيت) البتة، ولعل هذا مما يقرب في ظني أنها عبرية كما روى الأزهري عن أبي
__________
(1) لسان العرب: مادة (هيت)، ص 4731.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 288. وراجع:
ص 218.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 215.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 94، 95، بتصرف، وراجع: الأصل والبيان: ص 24.
(5) راجع: القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز.(1/323)
عباس رضي الله عنهما: هئت لك، بالهمز وكسر الهاء، من الهيئة، كأنها قالت: تهيأت لك! قال: فأما الفتح من هيت فلأنها بمنزلة الأصوات، ليس لها فعل يتصرف منها، وفتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واختير الفتح لأن قبلها ياء، كما فعلوا في أين، ومن كسر التاء، فلأن أصل التقاء الساكنين حركة الكسر، ومن قال هيت، ضمها لأنها في معنى الغايات، كأنها قالت: دعاني لك، فلما حذفت الإضافة، وتضمنت هيت معناها، بنيت على الضمّ، كما بنيت حيث، وقراءة علي، عليه السلام، هيت لك، بمنزلة: هيت لك، والحجة فيهما واحدة (1).
هذا، ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى {هَيْتَ لَكَ}:
تهيأت لك. قال أحيحة بن الجلاح.
به أحمي المضاف إذا دعاني ... إذا ما قيل للأبطال هيتا (2)
يقول ابن قتيبة: وقالت هيت لك: أي هلم. يقال: هيّت فلان لفلان: إذا دعا وصاح به (3).
ونقل السيوطي عن ابن أبي شيبة عن ابن عباس: {هَيْتَ لَكَ} هلم لك بالنبطية. كما نقل عن ابن جرير عن الحسن: {هَيْتَ لَكَ}: قال كلمة بالسريانية أي عليك (4).
أقول: لقد رجعت إلى القاموس السرياني (5) فلم أعثر على مادة (هيت) البتة، ولعل هذا مما يقرب في ظني أنها عبرية كما روى الأزهري عن أبي
__________
(1) لسان العرب: مادة (هيت)، ص 4731.
(2) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق) ص 288. وراجع:
ص 218.
(3) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 215.
(4) المهذب: للسيوطي، ص 94، 95، بتصرف، وراجع: الأصل والبيان: ص 24.
(5) راجع: القاموس السرياني العربي: لويس كوستاز.(1/323)
زيد وأصلها في هذا اللسان «هيتالج» أي تعال (1).
(حرف الواو)
وردة (2):
في اللسان: قال أبو حنيفة: الورد نور كلّ شجرة وزهر كلّ نبتة، واحدته وردة قال: والورد ببلاد العرب كثير، ريفية وبرية وجبلية. قال الجوهري:
الورد، بالفتح، الذي يشم الواحدة وردة، وبلونه قيل للأسد ورد، وللفرس ورد، وهو بين الكميت والأشقر. وقال الزجاج: في قوله: تعالى: {فَكََانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهََانِ} أي صارت كلون الورد، وقيل: فكانت وردة كلون فرس وردة، والورد يتلون فيكون في الشتاء: خلاف لونه في الصيف، وأراد أنها تتلون من الفزع الأكبر كما تتلون الدهان المختلفة (3).
يقول ابن قتيبة: {فَكََانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهََانِ}: أي حمراء في لون الفرس الوردة. والدهان: جمع دهن. ويقال: الدهان: الأديم الأحمر (4).
ويقول الجواليقي: و «الورد» المشموم في الربيع قال: إنه ليس بعربي في الأصل، إلا أن العرب تسمي الشّعر وردا (5).
وفي المهذب للسيوطي: أخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله تعالى: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمََاءُ فَكََانَتْ وَرْدَةً} قال: تصير كلون دهن الورد في الصفرة. وأخرج ابن عباس قال تصير حمراء (6).
__________
(1) انظر: لسان العرب، مادة (هيت)، ص 4732.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمََاءُ فَكََانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهََانِ} [سورة الرحمن، الآية: 37].
(3) لسان العرب: مادة (ورد)، ص 4810.
(4) تفسير غريب القرآن، ص 439.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 392.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 95.(1/324)
زيد وأصلها في هذا اللسان «هيتالج» أي تعال (1).
(حرف الواو)
وردة (2):
في اللسان: قال أبو حنيفة: الورد نور كلّ شجرة وزهر كلّ نبتة، واحدته وردة قال: والورد ببلاد العرب كثير، ريفية وبرية وجبلية. قال الجوهري:
الورد، بالفتح، الذي يشم الواحدة وردة، وبلونه قيل للأسد ورد، وللفرس ورد، وهو بين الكميت والأشقر. وقال الزجاج: في قوله: تعالى: {فَكََانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهََانِ} أي صارت كلون الورد، وقيل: فكانت وردة كلون فرس وردة، والورد يتلون فيكون في الشتاء: خلاف لونه في الصيف، وأراد أنها تتلون من الفزع الأكبر كما تتلون الدهان المختلفة (3).
يقول ابن قتيبة: {فَكََانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهََانِ}: أي حمراء في لون الفرس الوردة. والدهان: جمع دهن. ويقال: الدهان: الأديم الأحمر (4).
ويقول الجواليقي: و «الورد» المشموم في الربيع قال: إنه ليس بعربي في الأصل، إلا أن العرب تسمي الشّعر وردا (5).
وفي المهذب للسيوطي: أخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله تعالى: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمََاءُ فَكََانَتْ وَرْدَةً} قال: تصير كلون دهن الورد في الصفرة. وأخرج ابن عباس قال تصير حمراء (6).
__________
(1) انظر: لسان العرب، مادة (هيت)، ص 4732.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمََاءُ فَكََانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهََانِ} [سورة الرحمن، الآية: 37].
(3) لسان العرب: مادة (ورد)، ص 4810.
(4) تفسير غريب القرآن، ص 439.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 392.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 95.(1/324)
يقول الدكتور السبحان: كلمة «وردة» أصلها فارسية، وهي الفهلوية:
، ومنها: (رودون) باليونانية. ومنها أيضا (وردا) بالسريانية (1).
أقول: وأرى وإن كانت كلمة «وردة» فارسية الأصل، إلا أنها دخلت العربية عن طريق السريانية، لقرب الشبه بين اللفظين، ولعل هذا هو ما حمل رفائيل اليسوعي لعدها من اللغة الآرامية (2).
وراء (3):
في اللسان: وراء والوراء، جميعا، يكون خلف وقدّام، وتصغيرها، عند سيبويه وريّئة، والهمزة عنده أصلية غير منقلبة عن ياء. وقال الزجاج: وراء يكون لخلف ولقدّام، ومعناها ما توارى عنك، أي ما استتر عنك. قال: وليس من الأضداد كما زعم بعض أهل اللغة، وأما أمام، فلا يكون إلّا قدّام أبدا.
وقوله تعالى: {وَكََانَ وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} قال ابن عباس، رضي الله عنهما: كان أمامهم (4).
يقول ابن قتيبة: وكان وراءهم ملك: أي أمامهم (5).
وفي البرهان: للزركشي: {وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ}: أي أمامهم بالنبطية (6).
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: وكان وراءهم ملك، أي أمامهم بالنبطية وكذا قاله أبو القاسم في لغات القرآن (7).
__________
(1) المعرب والدخيل: ص 507. بتصرف.
(2) راجع: غرائب اللغة العربية: ص 209.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَكََانَ وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} [سورة الكهف، الآية: 79].
(4) لسان العرب: مادة (ورأ)، ص 4807.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 270. وانظر: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 223.
(6) البرهان: للزركشي، ص 288.
(7) المهذب: للسيوطي، ص 95.(1/325)
يقول الدكتور السبحان: كلمة «وردة» أصلها فارسية، وهي الفهلوية:
، ومنها: (رودون) باليونانية. ومنها أيضا (وردا) بالسريانية (1).
أقول: وأرى وإن كانت كلمة «وردة» فارسية الأصل، إلا أنها دخلت العربية عن طريق السريانية، لقرب الشبه بين اللفظين، ولعل هذا هو ما حمل رفائيل اليسوعي لعدها من اللغة الآرامية (2).
وراء (3):
في اللسان: وراء والوراء، جميعا، يكون خلف وقدّام، وتصغيرها، عند سيبويه وريّئة، والهمزة عنده أصلية غير منقلبة عن ياء. وقال الزجاج: وراء يكون لخلف ولقدّام، ومعناها ما توارى عنك، أي ما استتر عنك. قال: وليس من الأضداد كما زعم بعض أهل اللغة، وأما أمام، فلا يكون إلّا قدّام أبدا.
وقوله تعالى: {وَكََانَ وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} قال ابن عباس، رضي الله عنهما: كان أمامهم (4).
يقول ابن قتيبة: وكان وراءهم ملك: أي أمامهم (5).
وفي البرهان: للزركشي: {وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ}: أي أمامهم بالنبطية (6).
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: وكان وراءهم ملك، أي أمامهم بالنبطية وكذا قاله أبو القاسم في لغات القرآن (7).
__________
(1) المعرب والدخيل: ص 507. بتصرف.
(2) راجع: غرائب اللغة العربية: ص 209.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {وَكََانَ وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} [سورة الكهف، الآية: 79].
(4) لسان العرب: مادة (ورأ)، ص 4807.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 270. وانظر: معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 223.
(6) البرهان: للزركشي، ص 288.
(7) المهذب: للسيوطي، ص 95.(1/325)
يقول الشيخ حمزة فتح الله: وراءهم بالنبطية: أمامهم (1).
وزر (2):
في اللسان: الوزر: الملجأ، وأصل الوزر الجبل المنيع، وكل معقل وزر. وفي التنزيل العزيز: {كَلََّا لََا وَزَرَ}. قال أبو إسحاق: الوزر في كلام العرب الجبل الذي يلجأ إليه، هذا أصله. وكلّ ما التجأت إليه وتحصّنت به فهو وزر. ومعنى الآية: لا شيء يعتصم فيه من أمر الله (3).
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى: الوزر فأجاب:
الملجأ قال عمرو بن كلثوم:
لعمرك ما للفتى من وزر ... من الموت يدركه والكبر (4)
وفي معجم غريب القرآن: قال ابن عباس: لا وزر: لا حصن (5).
يقول السيوطي: قال أبو القاسم في لغات القرآن: وزر: هو الجبل والملجأ بالنبطية (6).
وفي الإتقان: وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله تعالى: {«لََا وَزَرَ»} قال: لا حيل وهي بلغة أهل اليمن (7).
وأخرج أبو بكر بن الأنباري، في كتاب الوقف عن ابن عباس قال:
الوزر: ولد الولد بلغة هذيل (8).
__________
(1) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 24.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {كَلََّا لََا وَزَرَ} [سورة القيامة، الآية: 11].
(3) لسان العرب: مادة (وزر)، ص 4823، 4824.
(4) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 223.
(5) المرجع السابق: (مسائل نافع بن الأزرق) ص 289.
(6) المهذب للسيوطي، ص 96.
(7) الإتقان في علوم القرآن: للعلامة جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، 1/ 175ط 4. مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ.
(8) نفس المصدر والصفحة.(1/326)
يقول الشيخ حمزة فتح الله: وراءهم بالنبطية: أمامهم (1).
وزر (2):
في اللسان: الوزر: الملجأ، وأصل الوزر الجبل المنيع، وكل معقل وزر. وفي التنزيل العزيز: {كَلََّا لََا وَزَرَ}. قال أبو إسحاق: الوزر في كلام العرب الجبل الذي يلجأ إليه، هذا أصله. وكلّ ما التجأت إليه وتحصّنت به فهو وزر. ومعنى الآية: لا شيء يعتصم فيه من أمر الله (3).
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى: الوزر فأجاب:
الملجأ قال عمرو بن كلثوم:
لعمرك ما للفتى من وزر ... من الموت يدركه والكبر (4)
وفي معجم غريب القرآن: قال ابن عباس: لا وزر: لا حصن (5).
يقول السيوطي: قال أبو القاسم في لغات القرآن: وزر: هو الجبل والملجأ بالنبطية (6).
وفي الإتقان: وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله تعالى: {«لََا وَزَرَ»} قال: لا حيل وهي بلغة أهل اليمن (7).
وأخرج أبو بكر بن الأنباري، في كتاب الوقف عن ابن عباس قال:
الوزر: ولد الولد بلغة هذيل (8).
__________
(1) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 24.
(2) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {كَلََّا لََا وَزَرَ} [سورة القيامة، الآية: 11].
(3) لسان العرب: مادة (وزر)، ص 4823، 4824.
(4) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، ص 223.
(5) المرجع السابق: (مسائل نافع بن الأزرق) ص 289.
(6) المهذب للسيوطي، ص 96.
(7) الإتقان في علوم القرآن: للعلامة جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، 1/ 175ط 4. مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ.
(8) نفس المصدر والصفحة.(1/326)
أقول: وأميل إلى أن الكلمة عربية أصيلة.
(حرف الياء)
يحور (1):
في اللسان: الحور: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، حار إلى الشيء وعنه حورا ومحارا ومحارة وحؤورا: رجع عنه وإليه (2).
يقول الرازي: حار: رجع، وبابه قال ودخل (3).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى: {أَنْ لَنْ يَحُورَ}:
أن لن يرجع، بلغة الحبشة. قال لبيد:
وما المرء إلا كالشّهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع (4)
يقول ابن قتيبة في تفسيره: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}: أي لن يرجع ويبعث (5).
يقول السيوطي: قال ابن الجوزي: «الحور»: الرجوع بلغة الحبشة. وقال ابن أبي حاتم أنبأنا أبو جعفر بن عمرو المدني عن عكرمة في قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} أي لن يرجع، ألا تسمع الحبشي إذا قيل له حر إلى أهلك أي ارجع إلى أهلك (6).
وفي الأصل والبيان للشيخ حمزة فتح الله: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}، بلى، يحور بالحبشية: يرجع (7).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [سورة الانشقاق، الآية: 14].
(2) لسان العرب: مادة (حور)، ص 1042.
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (حور)، ص 149.
(4) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 249.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 251.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 97، 98.
(7) ص 25.(1/327)
أقول: وأميل إلى أن الكلمة عربية أصيلة.
(حرف الياء)
يحور (1):
في اللسان: الحور: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، حار إلى الشيء وعنه حورا ومحارا ومحارة وحؤورا: رجع عنه وإليه (2).
يقول الرازي: حار: رجع، وبابه قال ودخل (3).
ولقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى: {أَنْ لَنْ يَحُورَ}:
أن لن يرجع، بلغة الحبشة. قال لبيد:
وما المرء إلا كالشّهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع (4)
يقول ابن قتيبة في تفسيره: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}: أي لن يرجع ويبعث (5).
يقول السيوطي: قال ابن الجوزي: «الحور»: الرجوع بلغة الحبشة. وقال ابن أبي حاتم أنبأنا أبو جعفر بن عمرو المدني عن عكرمة في قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} أي لن يرجع، ألا تسمع الحبشي إذا قيل له حر إلى أهلك أي ارجع إلى أهلك (6).
وفي الأصل والبيان للشيخ حمزة فتح الله: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}، بلى، يحور بالحبشية: يرجع (7).
__________
(1) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [سورة الانشقاق، الآية: 14].
(2) لسان العرب: مادة (حور)، ص 1042.
(3) مختار الصحاح: للرازي، مادة (حور)، ص 149.
(4) معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي (مسائل نافع بن الأزرق)، ص 249.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 251.
(6) المهذب: للسيوطي، ص 97، 98.
(7) ص 25.(1/327)
ويعلق الأستاذ محمد سعد قائلا: يحور بمعنى يرجع. قال لبيد: يحور رمادا بعد إذ هو ساطع.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ما كنت أدري معنى يحور حتى سمعت أعرابية تقول لبنت لها: حوري: أي ارجعي. أ. هـ (1).
يس (2):
في اللسان: وقوله تعالى: {يس} كقوله عز وجل: {الم} و {حم}، وأوائل السور. وقال عكرمة: معناه يا إنسان، لأنه قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (3).
وفي الجلالين: {يس}: الله أعلم بمراده (4).
وعقب الجمل قائلا: وفي البيضاوي يس ك: الم في المعنى والإعراب.
وقيل معناه: با إنسان بلغة طيئ على أن أصله يا أنيسين فاقتصر على شطره لكثرة النداء به (5).
يقول السيوطي: قال ابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {يس} قال: يا إنسان بالحبشية. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة عن سعيد بن جبير قال: {يس}: يا رجل بلغة الحبشة (6).
أقول: وأرى ما ذكره الجمل رحمه الله فيه تكلف، وأميل إلى أن هذه
__________
(1) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، بتعليق محمد سعد، هامش 25.
(2) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {يس} [سورة يس، الآية: 1].
(3) لسان العرب: مادة (سين)، ص 2173. وانظر: مختار الصحاح: للرازي مادة (سين)، ص 501.
(4) تفسير الجلالين: لجلال الدين السيوطي، وجلال الدين المحلي، 3/ 502. مطبوع بهامش الفتوحات الإلهية للجمل، ط. عيسى البابي الحلبي.
(5) الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية: تأليف سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل، المتوفى سنة 1204هـ، 3/ 502، ط. عيسى البابي الحلبي.
(6) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 98.(1/328)
ويعلق الأستاذ محمد سعد قائلا: يحور بمعنى يرجع. قال لبيد: يحور رمادا بعد إذ هو ساطع.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ما كنت أدري معنى يحور حتى سمعت أعرابية تقول لبنت لها: حوري: أي ارجعي. أ. هـ (1).
يس (2):
في اللسان: وقوله تعالى: {يس} كقوله عز وجل: {الم} و {حم}، وأوائل السور. وقال عكرمة: معناه يا إنسان، لأنه قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (3).
وفي الجلالين: {يس}: الله أعلم بمراده (4).
وعقب الجمل قائلا: وفي البيضاوي يس ك: الم في المعنى والإعراب.
وقيل معناه: با إنسان بلغة طيئ على أن أصله يا أنيسين فاقتصر على شطره لكثرة النداء به (5).
يقول السيوطي: قال ابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {يس} قال: يا إنسان بالحبشية. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة عن سعيد بن جبير قال: {يس}: يا رجل بلغة الحبشة (6).
أقول: وأرى ما ذكره الجمل رحمه الله فيه تكلف، وأميل إلى أن هذه
__________
(1) الأصل والبيان: للشيخ حمزة فتح الله، بتعليق محمد سعد، هامش 25.
(2) وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: {يس} [سورة يس، الآية: 1].
(3) لسان العرب: مادة (سين)، ص 2173. وانظر: مختار الصحاح: للرازي مادة (سين)، ص 501.
(4) تفسير الجلالين: لجلال الدين السيوطي، وجلال الدين المحلي، 3/ 502. مطبوع بهامش الفتوحات الإلهية للجمل، ط. عيسى البابي الحلبي.
(5) الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية: تأليف سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل، المتوفى سنة 1204هـ، 3/ 502، ط. عيسى البابي الحلبي.
(6) المهذب: للسيوطي، تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 98.(1/328)
الكلمة حبشية، ومعناها: يا رجل: والله أعلم بمراده.
اليسع (1):
يقول الرازي: ويسع اسم من أسماء العجم. وقد أدخل عليه الألف واللام، وهما لا يدخلان على نظائره نحو يعمر ويزيد ويشكر إلا في ضرورة الشعر. وقرئ واليسع والليسع بلامين (2).
ويقول الداني: قرأ حمزة والكسائي «الليسع» بلام مفتوحة مشددة وإسكان الياء. وقرأ الباقون بلام واحدة ساكنة وفتح الياء (3).
نقول: ولعل ورود الاسم بقراءتين هو ما حمل الجواليقي على أن يذكر هذا الاسم في كتابه «المعرب» مرتين: مرة في باب اللام، وأخرى في باب الياء.
فيقول الجواليقي في باب اللام: «اللّيسع» و «لوط» اسم النبي صلى الله عليه وسلم أعجميان معربان.
ويعلل ابن البناء في كتابه القراءات الأربع عشرة ص 112هذه القراءة فيقول: واختلف في «اليسع» هنا وفي ص: فحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء في الموضعين، على أن أصله «ليسع» كضيغم، وقدر تنكيره فدخلت «ال» للتعريف ثم أدغمت اللام في اللام: وافقهم الأعمش. والباقون بتخفيفها وفتح الياء فيهما، على أنه منقول من مضارع والأصل «يوسع» كيوعد، وقعت الواو بين ياء مفتوحة وكسرة تقديرية، لأن الفتح إنما جيء به لأجل حرف الحلق، فحذفت، كحذفها في يدع ويضع ويهب. وبابه (4).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قوله تعالى: {وَإِسْمََاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنََا عَلَى الْعََالَمِينَ}
[سورة الأنعام، الآية: 86]. كما ورد في سورة ص، آية: 48.
(2) مختار الصحاح: للرازي، مادة (وسع)، ص 307.
(3) التيسير في القراءات السبع: لأبي عمر الداني، ص 78، ط. حيدرآباد، الهند.
(4) المعرب: للجواليقي، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 347وهامشها.(1/329)
الكلمة حبشية، ومعناها: يا رجل: والله أعلم بمراده.
اليسع (1):
يقول الرازي: ويسع اسم من أسماء العجم. وقد أدخل عليه الألف واللام، وهما لا يدخلان على نظائره نحو يعمر ويزيد ويشكر إلا في ضرورة الشعر. وقرئ واليسع والليسع بلامين (2).
ويقول الداني: قرأ حمزة والكسائي «الليسع» بلام مفتوحة مشددة وإسكان الياء. وقرأ الباقون بلام واحدة ساكنة وفتح الياء (3).
نقول: ولعل ورود الاسم بقراءتين هو ما حمل الجواليقي على أن يذكر هذا الاسم في كتابه «المعرب» مرتين: مرة في باب اللام، وأخرى في باب الياء.
فيقول الجواليقي في باب اللام: «اللّيسع» و «لوط» اسم النبي صلى الله عليه وسلم أعجميان معربان.
ويعلل ابن البناء في كتابه القراءات الأربع عشرة ص 112هذه القراءة فيقول: واختلف في «اليسع» هنا وفي ص: فحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء في الموضعين، على أن أصله «ليسع» كضيغم، وقدر تنكيره فدخلت «ال» للتعريف ثم أدغمت اللام في اللام: وافقهم الأعمش. والباقون بتخفيفها وفتح الياء فيهما، على أنه منقول من مضارع والأصل «يوسع» كيوعد، وقعت الواو بين ياء مفتوحة وكسرة تقديرية، لأن الفتح إنما جيء به لأجل حرف الحلق، فحذفت، كحذفها في يدع ويضع ويهب. وبابه (4).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قوله تعالى: {وَإِسْمََاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنََا عَلَى الْعََالَمِينَ}
[سورة الأنعام، الآية: 86]. كما ورد في سورة ص، آية: 48.
(2) مختار الصحاح: للرازي، مادة (وسع)، ص 307.
(3) التيسير في القراءات السبع: لأبي عمر الداني، ص 78، ط. حيدرآباد، الهند.
(4) المعرب: للجواليقي، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، ص 347وهامشها.(1/329)
ويقول الجواليقي في باب الياء: «يعقوب»: اسم النبي صلى الله عليه وسلم. و «يوسف» و «يونس» و «يوشع» و «اليسع»: كلها أعجمية (1).
هذا، وعلى أية حال، فاسم «اليسع» أعجمي، معرب من العبرية، ولعل أصله في هذا اللسان:: (اليشوع). ومعناه الله هو النصير (2).
يصدّون (3):
في اللسان: وصدّ يصدّ صدّا: استغرب ضحكا. وصدّ يصدّ صدّا: ضج وعج. وفي التنزيل: {* وَلَمََّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذََا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}.
وقرئ يصدّون، فيصدون يضجون ويعجون كما قدمنا، ويصدون يعرضون، الله أعلم.
يقول الأزهري: تقول صد يصد ويصد مثل شديد يشد، والاختيار يصدون بالكسر، وهي قراءة ابن عباس، وفسره يضجون ويعجون. وقال الليث في قوله تعالى: {إِذََا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} أي يضحكون (4).
يقول ابن قتيبة في تفسيره: {إِذََا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}: يضجون يقال:
صددت أصد صدا، إذا ضججت.
«والتصدية» منه، وهو: التصفيق. والياء فيه مبدلة من دال، كأن الأصل فيه «صددت» بثلاث دالات، فقلبت الأخرى ياء، فقالوا: «صديت» كما قالوا:
قصّيت أظفاري، والأصل قصصت.
ومن قرأ: «يصدون» أراد: يعدلون ويعرضون (5).
__________
(1) المصدر السابق: ص 403.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان ص 525.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {* وَلَمََّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذََا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}
[سورة الزخرف، الآية: 57].
(4) لسان العرب: مادة (صدد)، ص 2410.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 400.(1/330)
ويقول الجواليقي في باب الياء: «يعقوب»: اسم النبي صلى الله عليه وسلم. و «يوسف» و «يونس» و «يوشع» و «اليسع»: كلها أعجمية (1).
هذا، وعلى أية حال، فاسم «اليسع» أعجمي، معرب من العبرية، ولعل أصله في هذا اللسان:: (اليشوع). ومعناه الله هو النصير (2).
يصدّون (3):
في اللسان: وصدّ يصدّ صدّا: استغرب ضحكا. وصدّ يصدّ صدّا: ضج وعج. وفي التنزيل: {* وَلَمََّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذََا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}.
وقرئ يصدّون، فيصدون يضجون ويعجون كما قدمنا، ويصدون يعرضون، الله أعلم.
يقول الأزهري: تقول صد يصد ويصد مثل شديد يشد، والاختيار يصدون بالكسر، وهي قراءة ابن عباس، وفسره يضجون ويعجون. وقال الليث في قوله تعالى: {إِذََا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} أي يضحكون (4).
يقول ابن قتيبة في تفسيره: {إِذََا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}: يضجون يقال:
صددت أصد صدا، إذا ضججت.
«والتصدية» منه، وهو: التصفيق. والياء فيه مبدلة من دال، كأن الأصل فيه «صددت» بثلاث دالات، فقلبت الأخرى ياء، فقالوا: «صديت» كما قالوا:
قصّيت أظفاري، والأصل قصصت.
ومن قرأ: «يصدون» أراد: يعدلون ويعرضون (5).
__________
(1) المصدر السابق: ص 403.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان ص 525.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {* وَلَمََّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذََا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}
[سورة الزخرف، الآية: 57].
(4) لسان العرب: مادة (صدد)، ص 2410.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 400.(1/330)
ويقول السيوطي: عن «يصدون»: قال ابن الجوزي: معناه يضجون بالحبشية (1).
وفي الأصل والبيان: يصدون بالحبشية يضجون (2).
يصهر (3):
في اللسان: والصّهر: إذابة الشحم. وصهر الشحم ونحوه يصهره صهرا:
أذابه فانصهر. وفي التنزيل: {يُصْهَرُ بِهِ مََا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ}، أي يذاب (4).
يقول ابن قتيبة في تفسيره: «يصهر به ما في بطونهم» أي يذاب. صهرت النار الشّحمة. والصّهارة: ما أذيب من الألية (5).
وفي البرهان للزركشي: يصهر: أي نضج بلسان أهل المغرب (6).
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: يصهر ينضج بلسان أهل المغرب (7).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: يصهر بلسان أهل المغرب ينضج (8).
أقول: ومن المعلوم أن لسان أهل المغرب هو اللغة البربرية (9).
يعقوب (10):
في اللسان: واليعقوب: الذكر من الحجل والقطا، وهو مصروف لأنه
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 99.
(2) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 25.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يُصْهَرُ بِهِ مََا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [سورة الحج، الآية: 20].
(4) لسان العرب: مادة (صهر)، ص 2516.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 291.
(6) البرهان: للزركشي، ص 288.
(7) المهذب: للسيوطي، ص 99. وقارن ب: الإتقان: للسيوطي، 1/ 184.
(8) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 25.
(9) راجع: ص 45من هذا البحث.
(10) ورد هذا اللفظ في قوله تعالى: {وَوَصََّى بِهََا إِبْرََاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} الآية [سورة البقرة، الآية:
132]. كما ورد (15) مرة في مواطن متفرقة في القرآن الكريم.(1/331)
ويقول السيوطي: عن «يصدون»: قال ابن الجوزي: معناه يضجون بالحبشية (1).
وفي الأصل والبيان: يصدون بالحبشية يضجون (2).
يصهر (3):
في اللسان: والصّهر: إذابة الشحم. وصهر الشحم ونحوه يصهره صهرا:
أذابه فانصهر. وفي التنزيل: {يُصْهَرُ بِهِ مََا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ}، أي يذاب (4).
يقول ابن قتيبة في تفسيره: «يصهر به ما في بطونهم» أي يذاب. صهرت النار الشّحمة. والصّهارة: ما أذيب من الألية (5).
وفي البرهان للزركشي: يصهر: أي نضج بلسان أهل المغرب (6).
يقول السيوطي: قال شيدلة في البرهان: يصهر ينضج بلسان أهل المغرب (7).
ويقول الشيخ حمزة فتح الله: يصهر بلسان أهل المغرب ينضج (8).
أقول: ومن المعلوم أن لسان أهل المغرب هو اللغة البربرية (9).
يعقوب (10):
في اللسان: واليعقوب: الذكر من الحجل والقطا، وهو مصروف لأنه
__________
(1) المهذب: للسيوطي، ص 99.
(2) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 25.
(3) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {يُصْهَرُ بِهِ مََا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [سورة الحج، الآية: 20].
(4) لسان العرب: مادة (صهر)، ص 2516.
(5) تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، ص 291.
(6) البرهان: للزركشي، ص 288.
(7) المهذب: للسيوطي، ص 99. وقارن ب: الإتقان: للسيوطي، 1/ 184.
(8) الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله ص 25.
(9) راجع: ص 45من هذا البحث.
(10) ورد هذا اللفظ في قوله تعالى: {وَوَصََّى بِهََا إِبْرََاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} الآية [سورة البقرة، الآية:
132]. كما ورد (15) مرة في مواطن متفرقة في القرآن الكريم.(1/331)
عربي لم يتغير، وإن كان مزيدا في أوله، فليس على وزن الفعل، والجمع:
اليعاقيب. وقال اللحياني: اليعقوب ذكر القبج. قال ابن سيدة: فلا أدري ما عنى بالقبج: الحجل، أم القطا، أم الكروان، والأعرف أن القبج الحجل.
وقيل: اليعاقيب من الخيل، سميت بذلك تشبيها بيعاقيب الحجل لسرعتها ويعقوب: اسم إسرائيل أبي يوسف، عليهما السلام، لا ينصرف في المعرفة، للعجمة والتعريف، لأنه غير عن جهته، فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب. وسمي يعقوب بهذا الاسم، لأنه ولد مع عيصو في بطن واحد. ولد عيصو قبله، ويعقوب متعلق بعقبه، خرجا معا، فعيصو أبو الروم. قال الله تعالى في قصة إبراهيم وامرأته، عليهما السلام: {فَبَشَّرْنََاهََا بِإِسْحََاقَ وَمِنْ وَرََاءِ إِسْحََاقَ يَعْقُوبَ}. قرئ يعقوب، بالرفع. وقرئ يعقوب، بفتح الباء، فمن رفع، فالمعنى ومن وراء إسحاق يعقوب مبشر به، ومن فتح يعقوب، فإن أبا زيد والأخفش زعما أنه منصوب، وهو في موضع الخفض عطفا على قوله بإسحاق والمعنى: بشرناها بإسحاق، ومن وراء إسحاق بيعقوب.
قال الأزهري: هذا غير جائز عند حذاق النحويين من البصريين والكوفيين. وأما أبو العباس أحمد بن يحيى فإنه قال: نصب يعقوب بإضمار فعل آخر، كأنه قال: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب، ويعقوب عنده في موضع النصب، لا في موضع الخفض، بالفعل المضمر.
وقال الزجاج: عطف يعقوب على المعنى الذي في قوله فبشرناها، كأنه قال:
وهبنا لها إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، أي وهبنا لها أيضا. قال الأزهري: وهكذا قال ابن الأنباري، وقول الفراء قريب منه، وقول الأخفش وأبي زيد عندهم خطأ (1).
يقول الجواليقي: «يعقوب» اسم النبي صلى الله عليه وسلم،
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (عقب)، ص 3029، 3030.(1/332)
عربي لم يتغير، وإن كان مزيدا في أوله، فليس على وزن الفعل، والجمع:
اليعاقيب. وقال اللحياني: اليعقوب ذكر القبج. قال ابن سيدة: فلا أدري ما عنى بالقبج: الحجل، أم القطا، أم الكروان، والأعرف أن القبج الحجل.
وقيل: اليعاقيب من الخيل، سميت بذلك تشبيها بيعاقيب الحجل لسرعتها ويعقوب: اسم إسرائيل أبي يوسف، عليهما السلام، لا ينصرف في المعرفة، للعجمة والتعريف، لأنه غير عن جهته، فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب. وسمي يعقوب بهذا الاسم، لأنه ولد مع عيصو في بطن واحد. ولد عيصو قبله، ويعقوب متعلق بعقبه، خرجا معا، فعيصو أبو الروم. قال الله تعالى في قصة إبراهيم وامرأته، عليهما السلام: {فَبَشَّرْنََاهََا بِإِسْحََاقَ وَمِنْ وَرََاءِ إِسْحََاقَ يَعْقُوبَ}. قرئ يعقوب، بالرفع. وقرئ يعقوب، بفتح الباء، فمن رفع، فالمعنى ومن وراء إسحاق يعقوب مبشر به، ومن فتح يعقوب، فإن أبا زيد والأخفش زعما أنه منصوب، وهو في موضع الخفض عطفا على قوله بإسحاق والمعنى: بشرناها بإسحاق، ومن وراء إسحاق بيعقوب.
قال الأزهري: هذا غير جائز عند حذاق النحويين من البصريين والكوفيين. وأما أبو العباس أحمد بن يحيى فإنه قال: نصب يعقوب بإضمار فعل آخر، كأنه قال: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب، ويعقوب عنده في موضع النصب، لا في موضع الخفض، بالفعل المضمر.
وقال الزجاج: عطف يعقوب على المعنى الذي في قوله فبشرناها، كأنه قال:
وهبنا لها إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، أي وهبنا لها أيضا. قال الأزهري: وهكذا قال ابن الأنباري، وقول الفراء قريب منه، وقول الأخفش وأبي زيد عندهم خطأ (1).
يقول الجواليقي: «يعقوب» اسم النبي صلى الله عليه وسلم،
__________
(1) لسان العرب: لابن منظور، مادة (عقب)، ص 3029، 3030.(1/332)
و «يوسف»، و «يونس» و «يوشع»، و «اليسع»: كلها أعجمية (1).
نقول: و «يعقوب»: اسم عبري، وأصله في هذا اللسان:
(2).
يونس (3):
في الكشاف: ونحو يوسف يونس، رويت فيه هذه اللغات الثلاث، ولا يقال هو عربي لأنه في لغتين منها بوزن المضارع من آنس وأونس (4).
يقول الجواليقي: «يعقوب» اسم النبي صلى الله عليه وسلم.
و «يوسف» و «يونس» و «يوشع»، و «اليسع»: كلها أعجمية (5).
وقول الدكتور السبحان محقق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: وأصله بالعبرية: (يونا) ومعناه: الحمام. ومنه:
(يونس) باليونانية. فدخل اللفظ في العربية عن طريق اليونانية.
والنون في الكلمة اليونانية مفتوحة وضمت عند التعريب انسجاما مع ضمة الياء (6).
ياقوت (7):
في اللسان: قال الجوهري: الياقوت، يقال فارسي معرب، وهي
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 403.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 524.
(3) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {* إِنََّا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ كَمََا أَوْحَيْنََا إِلى ََ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنََا إِلى ََ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبََاطِ وَعِيسى ََ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهََارُونَ وَسُلَيْمََانَ وَآتَيْنََا دََاوُدَ زَبُوراً} [سورة النساء، الآية: 163]. كما ورد في سورة الأنعام، الآية: 86، ويونس: 98، والصافات: 139.
(4) الكشاف: للزمخشري، 2/ 301، وراجع ص 263من هذا البحث.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 403.
(6) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 524، 525.
(7) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيََاقُوتُ وَالْمَرْجََانُ} [سورة الرحمن، الآية: 58].(1/333)
و «يوسف»، و «يونس» و «يوشع»، و «اليسع»: كلها أعجمية (1).
نقول: و «يعقوب»: اسم عبري، وأصله في هذا اللسان:
(2).
يونس (3):
في الكشاف: ونحو يوسف يونس، رويت فيه هذه اللغات الثلاث، ولا يقال هو عربي لأنه في لغتين منها بوزن المضارع من آنس وأونس (4).
يقول الجواليقي: «يعقوب» اسم النبي صلى الله عليه وسلم.
و «يوسف» و «يونس» و «يوشع»، و «اليسع»: كلها أعجمية (5).
وقول الدكتور السبحان محقق الألفاظ الواردة في كتاب المعرب للجواليقي: وأصله بالعبرية: (يونا) ومعناه: الحمام. ومنه:
(يونس) باليونانية. فدخل اللفظ في العربية عن طريق اليونانية.
والنون في الكلمة اليونانية مفتوحة وضمت عند التعريب انسجاما مع ضمة الياء (6).
ياقوت (7):
في اللسان: قال الجوهري: الياقوت، يقال فارسي معرب، وهي
__________
(1) المعرب: للجواليقي، ص 403.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 524.
(3) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {* إِنََّا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ كَمََا أَوْحَيْنََا إِلى ََ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنََا إِلى ََ إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبََاطِ وَعِيسى ََ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهََارُونَ وَسُلَيْمََانَ وَآتَيْنََا دََاوُدَ زَبُوراً} [سورة النساء، الآية: 163]. كما ورد في سورة الأنعام، الآية: 86، ويونس: 98، والصافات: 139.
(4) الكشاف: للزمخشري، 2/ 301، وراجع ص 263من هذا البحث.
(5) المعرب: للجواليقي، ص 403.
(6) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 524، 525.
(7) وردت هذه المفردة في قول الله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيََاقُوتُ وَالْمَرْجََانُ} [سورة الرحمن، الآية: 58].(1/333)
فاعول، الواحدة: ياقوتة، والجمع: اليواقيت (1).
يقول الجواليقي: و «الياقوت»: أعجمي. والجمع «اليواقيت». وقد تكلمت به العرب قال مالك بن نويرة اليربوعيّ:
لن يذهب اللؤم تاج قد حبيت به ... من الزبرجد والياقوت والذهب
يقوله النعمان بن المنذر لما عرض عليه الرّدافة فأبى، فطلبه فهرب منه (2).
وفي المهذب: للسيوطي ذكر الثعالبي في فقه اللغة أن الياقوت فارسي، وكذا الجواليقي (3) والمغربي وآخرون (4).
أقول: وكلمة «ياقوت» يونانية أصلا، وأصلها في هذا اللسان:
(هياكنثوس): وهو نوع من الأحجار الكريمة أزرق اللون، ويطلق أيضا على ضرب من الزهر. ومنه: «ياكند» بالفارسية بمعنى الياقوت. كما أن منه أيضا: (يقوندا)، (يوقنثا)، (ياقونتوس) بالسريانية بمعنى الياقوت.
والظاهر أن اللفظ المعرب مأخوذ من السريانية بحذف النون (5).
اليمّ (6):
في اللسان: قال الليث: اليمّ البحر الذي لا يدرك قعره ولا شطاه. وقال
__________
(1) لسان العرب: مادة (يقت)، ص 4964.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 404.
(3) راجع: عبارة الجواليقي أعلاه، تجد أنه لم ينص على فارسية الكلمة.
(4) المهذب: للسيوطي، ص، 9.
(5) راجع: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 529، 530 بتصرف. وانظر: قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 826.
(6) ورد هذا الاسم في قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنََا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنََاهُمْ فِي الْيَمِّ} الآية [سورة الأعراف، الآية: 136]. كما ورد في سورة طه: 39، 78، 97، والقصص: 7، 40، والذاريات: 40.(1/334)
فاعول، الواحدة: ياقوتة، والجمع: اليواقيت (1).
يقول الجواليقي: و «الياقوت»: أعجمي. والجمع «اليواقيت». وقد تكلمت به العرب قال مالك بن نويرة اليربوعيّ:
لن يذهب اللؤم تاج قد حبيت به ... من الزبرجد والياقوت والذهب
يقوله النعمان بن المنذر لما عرض عليه الرّدافة فأبى، فطلبه فهرب منه (2).
وفي المهذب: للسيوطي ذكر الثعالبي في فقه اللغة أن الياقوت فارسي، وكذا الجواليقي (3) والمغربي وآخرون (4).
أقول: وكلمة «ياقوت» يونانية أصلا، وأصلها في هذا اللسان:
(هياكنثوس): وهو نوع من الأحجار الكريمة أزرق اللون، ويطلق أيضا على ضرب من الزهر. ومنه: «ياكند» بالفارسية بمعنى الياقوت. كما أن منه أيضا: (يقوندا)، (يوقنثا)، (ياقونتوس) بالسريانية بمعنى الياقوت.
والظاهر أن اللفظ المعرب مأخوذ من السريانية بحذف النون (5).
اليمّ (6):
في اللسان: قال الليث: اليمّ البحر الذي لا يدرك قعره ولا شطاه. وقال
__________
(1) لسان العرب: مادة (يقت)، ص 4964.
(2) المعرب: للجواليقي، ص 404.
(3) راجع: عبارة الجواليقي أعلاه، تجد أنه لم ينص على فارسية الكلمة.
(4) المهذب: للسيوطي، ص، 9.
(5) راجع: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، ص 529، 530 بتصرف. وانظر: قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، ص 826.
(6) ورد هذا الاسم في قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنََا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنََاهُمْ فِي الْيَمِّ} الآية [سورة الأعراف، الآية: 136]. كما ورد في سورة طه: 39، 78، 97، والقصص: 7، 40، والذاريات: 40.(1/334)
الزجاج: اليمّ البحر وزعم بعضهم أنها لغة سريانية فعربته العرب، وأصله يما، ويقع اسم اليم على ما كان ماؤه ملحا زعاقا، وعلى النهر الكبير العذب الماء، وأمرت أم موسى حين ولدته وخافت عليه فرعون أن تجعله في تابوت ثم تقذفه في اليمّ، وهو نهر النيل بمصر، وماؤه عذب. قال الله عز وجل: {فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسََّاحِلِ} فجعل له ساحلا، وهذا كله دليل على بطلان قول الليث إنه البحر الذي لا يدرك قعره ولا شطاه (1).
يقول ابن قتيبة: اليمّ: البحر (2).
وفي البرهان: للزركشي: اليمّ: البحر بالقبطية (3).
ويقول الجواليقي: قال ابن قتيبة: اليمّ: البحر بالسريانية (4).
ويقول السيوطي: عن «اليم»: نقل ابن الجوزي أنه البحر بلغة العبرانية، وقال غيره: بالنبطية (5).
أقول: هذا الاسم معرب حقا، فهو في العبرية: يام:) (بمعنى بحر (6).
وفي السريانية: يمّا وتعني في هذا اللسان بحر بحيرة، بركة، هدير. كما ترد: يمنا، ويمت بنفس المعنى أيضا (7).
غير أنني أرجح أنها معربة من الآرامية (8) حيث مشابهتها في اللفظ والمعنى الكلمة العربية.
__________
(1) لسان العرب: مادة (يمم)، ص 4966.
(2) تفسير غريب القرآن: ص 171. وانظر: معجم غريب القرآن: ص 233.
(3) البرهان: للزركشي، ص 289. وقارن ب: قاموس الفارسية، ص 836.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 403.
(5) المهذب للسيوطي، ص 99. وراجع الأصل والبيان، ص 25.
(6) المعجم العبري الإنجليزي: ص 410.
(7) القاموس السرياني العربي: مادة (يما).
(8) المعرب والدخيل د. السبحان. وراجع: غرائب اللغة: 210. والألفاظ الفارسية المعربة ص 73.(1/335)
الزجاج: اليمّ البحر وزعم بعضهم أنها لغة سريانية فعربته العرب، وأصله يما، ويقع اسم اليم على ما كان ماؤه ملحا زعاقا، وعلى النهر الكبير العذب الماء، وأمرت أم موسى حين ولدته وخافت عليه فرعون أن تجعله في تابوت ثم تقذفه في اليمّ، وهو نهر النيل بمصر، وماؤه عذب. قال الله عز وجل: {فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسََّاحِلِ} فجعل له ساحلا، وهذا كله دليل على بطلان قول الليث إنه البحر الذي لا يدرك قعره ولا شطاه (1).
يقول ابن قتيبة: اليمّ: البحر (2).
وفي البرهان: للزركشي: اليمّ: البحر بالقبطية (3).
ويقول الجواليقي: قال ابن قتيبة: اليمّ: البحر بالسريانية (4).
ويقول السيوطي: عن «اليم»: نقل ابن الجوزي أنه البحر بلغة العبرانية، وقال غيره: بالنبطية (5).
أقول: هذا الاسم معرب حقا، فهو في العبرية: يام:) (بمعنى بحر (6).
وفي السريانية: يمّا وتعني في هذا اللسان بحر بحيرة، بركة، هدير. كما ترد: يمنا، ويمت بنفس المعنى أيضا (7).
غير أنني أرجح أنها معربة من الآرامية (8) حيث مشابهتها في اللفظ والمعنى الكلمة العربية.
__________
(1) لسان العرب: مادة (يمم)، ص 4966.
(2) تفسير غريب القرآن: ص 171. وانظر: معجم غريب القرآن: ص 233.
(3) البرهان: للزركشي، ص 289. وقارن ب: قاموس الفارسية، ص 836.
(4) المعرب: للجواليقي، ص 403.
(5) المهذب للسيوطي، ص 99. وراجع الأصل والبيان، ص 25.
(6) المعجم العبري الإنجليزي: ص 410.
(7) القاموس السرياني العربي: مادة (يما).
(8) المعرب والدخيل د. السبحان. وراجع: غرائب اللغة: 210. والألفاظ الفارسية المعربة ص 73.(1/335)
اليهود (1):
في اللسان: والهود: اليهود، هادوا يهودون هودا. وسميت اليهود اشتقاقا من هادوا أي تابوا، وأرادوا باليهود اليهوديين ولكنهم حذفوا ياء الإضافة كما قالوا: زنجي وزنج، وإنما حذف على هذا الحد فجمع على قياس شعيرة وشعير، ثم عرف الجمع بالألف واللام، ولولا ذلك لم يجز دخول الألف واللام عليه، لأنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة ولم يجعل كالحي، وأنشد علي بن سليمان النحويّ (2):
فرّت يهود وأسلمت جيرانها ... صمّي لما فعلت يهود صمام
يقول الجواليقي: و «يهود»: أعجمي معرّب. وهم منسوبون إلى يهود بن يعقوب فسموا اليهود وعربت بالدال.
وقيل هو عربي، وسمي «يهوديا» لتوبته في وقت من الأوقات، فلزمه من أجلها هذا الاسم، وإن كان غير التوبة ونقضها بعد ذلك (3).
أقول: وكلمة يهودي:، أعجمية، وهي معربة من العبرية (4). غير أنه اختلف في أصلها ومعناها، ونحدد هذا في نقاط (5):
1 - أصلها: يهودا:، أو يهوديت: وتعني أرض يهودا (6).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَقََالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصََارى ََ عَلى ََ شَيْءٍ وَقََالَتِ النَّصََارى ََ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى ََ شَيْءٍ} الآية [سورة البقرة، الآية: 113].
كما ورد في الآية 120من نفس السورة. وورد أيضا في سورة المائدة آية 18، 51، 64، 82، والتوبة: 30. وورد بلفظ {يَهُودِيًّا} في آل عمران: 67.
(2) لسان العرب: مادة (هودا) ص 4718.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 405، وراجع: المهذب للسيوطي، ص 100.
(4) راجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 213. وقارن ب: قاموس الفارسية: د.
عبد النعيم حسنين، ص 738.
(5) لمزيد من التفصيل راجع المعجم الإنجليزي العبري للعهد القديم، ص 397.
(6) راجع: سفر التكوين 29/ 35، ونحميا 1/ 7.(1/336)
اليهود (1):
في اللسان: والهود: اليهود، هادوا يهودون هودا. وسميت اليهود اشتقاقا من هادوا أي تابوا، وأرادوا باليهود اليهوديين ولكنهم حذفوا ياء الإضافة كما قالوا: زنجي وزنج، وإنما حذف على هذا الحد فجمع على قياس شعيرة وشعير، ثم عرف الجمع بالألف واللام، ولولا ذلك لم يجز دخول الألف واللام عليه، لأنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة ولم يجعل كالحي، وأنشد علي بن سليمان النحويّ (2):
فرّت يهود وأسلمت جيرانها ... صمّي لما فعلت يهود صمام
يقول الجواليقي: و «يهود»: أعجمي معرّب. وهم منسوبون إلى يهود بن يعقوب فسموا اليهود وعربت بالدال.
وقيل هو عربي، وسمي «يهوديا» لتوبته في وقت من الأوقات، فلزمه من أجلها هذا الاسم، وإن كان غير التوبة ونقضها بعد ذلك (3).
أقول: وكلمة يهودي:، أعجمية، وهي معربة من العبرية (4). غير أنه اختلف في أصلها ومعناها، ونحدد هذا في نقاط (5):
1 - أصلها: يهودا:، أو يهوديت: وتعني أرض يهودا (6).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قول الله تعالى: {وَقََالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصََارى ََ عَلى ََ شَيْءٍ وَقََالَتِ النَّصََارى ََ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى ََ شَيْءٍ} الآية [سورة البقرة، الآية: 113].
كما ورد في الآية 120من نفس السورة. وورد أيضا في سورة المائدة آية 18، 51، 64، 82، والتوبة: 30. وورد بلفظ {يَهُودِيًّا} في آل عمران: 67.
(2) لسان العرب: مادة (هودا) ص 4718.
(3) المعرب: للجواليقي، ص 405، وراجع: المهذب للسيوطي، ص 100.
(4) راجع: غرائب اللغة العربية: رفائيل نخلة اليسوعي، ص 213. وقارن ب: قاموس الفارسية: د.
عبد النعيم حسنين، ص 738.
(5) لمزيد من التفصيل راجع المعجم الإنجليزي العبري للعهد القديم، ص 397.
(6) راجع: سفر التكوين 29/ 35، ونحميا 1/ 7.(1/336)
2 - ترد بمعنى نسل سبط يهودا (1).
يقول فيليب حتى: إن كلمة يهودي تعني بالأصل أحد أفراد قبيلة أو مملكة يهودا (التي منها تشتق). أطلقت بعد ذلك على أي فرد من الشعب اليهودي الذي رجع من السبي. وشملت أخيرا كل أفراد هذا الشعب في العالم (2).
3 - تعني أمة كانت تسكن في جنوب مملكة داود عليه السلام، تتميز عن سكان شمال المملكة، وهم سبط إفرائيم أو إسرائيل (3).
4 - يطلق على اللاويين: وهم أبناء لاوي بن يعقوب. وكان ذلك في وقت عزرا الكاتب النبي (4).
5 - تطلق على نوع من الرقابة القضائية (5).
6 - يقصد بها نوع من عازفي الموسيقا من سبط لاوي (6).
7 - تطلق على طبقة من رجال الدين (7).
8 - ترد يهودي: كصفة بمعنى يهودي (8).
9 - تجد يهوديت:، صفة للمرأة اليهودية (9).
10 - و «يهوديت» اسم امرأة «عيسو» أخى إسحاق عليه السلام (10).
__________
(1) انظر: سفر التثنية 33/ 7، والعدد 1/ 7.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، نقلا عن: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين: فليب حتى، 1/ 244 (الهامش).
(3) انظر: سفر هوشع 4/ 15، أشعياء 2/ 28.
(4) راجع: سفر عزرا 10/ 23.
(5) انظر: سفر نحميا 11/ 9.
(6) راجع: سفر نحميا 11/ 8.
(7) انظر: سفر نحميا 12/ 36.
(8) راجع: سفر زكريا 8/ 23، وأرمياء 43/ 9.
(9) انظر: سفر الملوك الثاني 18/ 26.
(10) راجع: سفر التكوين 26/ 34.(1/337)
2 - ترد بمعنى نسل سبط يهودا (1).
يقول فيليب حتى: إن كلمة يهودي تعني بالأصل أحد أفراد قبيلة أو مملكة يهودا (التي منها تشتق). أطلقت بعد ذلك على أي فرد من الشعب اليهودي الذي رجع من السبي. وشملت أخيرا كل أفراد هذا الشعب في العالم (2).
3 - تعني أمة كانت تسكن في جنوب مملكة داود عليه السلام، تتميز عن سكان شمال المملكة، وهم سبط إفرائيم أو إسرائيل (3).
4 - يطلق على اللاويين: وهم أبناء لاوي بن يعقوب. وكان ذلك في وقت عزرا الكاتب النبي (4).
5 - تطلق على نوع من الرقابة القضائية (5).
6 - يقصد بها نوع من عازفي الموسيقا من سبط لاوي (6).
7 - تطلق على طبقة من رجال الدين (7).
8 - ترد يهودي: كصفة بمعنى يهودي (8).
9 - تجد يهوديت:، صفة للمرأة اليهودية (9).
10 - و «يهوديت» اسم امرأة «عيسو» أخى إسحاق عليه السلام (10).
__________
(1) انظر: سفر التثنية 33/ 7، والعدد 1/ 7.
(2) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. عبد الرحيم عبد السبحان، نقلا عن: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين: فليب حتى، 1/ 244 (الهامش).
(3) انظر: سفر هوشع 4/ 15، أشعياء 2/ 28.
(4) راجع: سفر عزرا 10/ 23.
(5) انظر: سفر نحميا 11/ 9.
(6) راجع: سفر نحميا 11/ 8.
(7) انظر: سفر نحميا 12/ 36.
(8) راجع: سفر زكريا 8/ 23، وأرمياء 43/ 9.
(9) انظر: سفر الملوك الثاني 18/ 26.
(10) راجع: سفر التكوين 26/ 34.(1/337)
يوسف (1):
يقول الجواليقي: «يعقوب» اسم النبي صلى الله عليه وسلم و «يوسف» و «يونس» و «يوشع» و «اليسع»: كلها أعجمية (2).
ويقول الزمخشري: ويوسف اسم عبراني، وقيل: عربي وليس بصحيح، لأنه لو كان عربيا لانصرف لخلوه عن سبب آخر سوى التعريف. فإن قلت: فما تقول فيمن قرأ يوسف بكسر السين أو يوسف بفتحها، هل يجوز على قراءته أن يقال هو عربي لأنه على وزن المضارع المبني للفاعل، أو المفعول من آسف، وإنما مع الصرف للتعريف ووزن الفعل؟ قلت: لا، لأن القراءة المشهورة قامت بالشهادة على أن الكلمة أعجمية فلا تكون عربية تارة وأعجمية أخرى، ونحو يوسف يونس، رويت فيه هذه اللغات الثلاث ولا يقال هو عربي لأنه في لغتين منها بوزن المضارع من آنس وأونس (3).
وفي اللسان: قال الفراء: يوسف ويوسف ويوسف، ثلاث لغات، وحكى فيها الهمز أيضا (4).
نقول: ونميل إلى أن «يوسف» اسم عبري كما قال الزمخشري، وأصله في هذا اللسان (5).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قوله الله تعالى: {وَوَهَبْنََا لَهُ إِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنََا وَنُوحاً هَدَيْنََا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دََاوُدَ وَسُلَيْمََانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى ََ وَهََارُونَ وَكَذََلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [سورة الأنعام، الآية: 84]. كما وردت (26) مرة في مواطن متفرقة من القرآن الكريم.
(2) المعرّب: للجواليقي، ص 403.
(3) الكشاف: للزمخشري، 2/ 301.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أسف)، ص 80.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان، ص 524.(1/338)
يوسف (1):
يقول الجواليقي: «يعقوب» اسم النبي صلى الله عليه وسلم و «يوسف» و «يونس» و «يوشع» و «اليسع»: كلها أعجمية (2).
ويقول الزمخشري: ويوسف اسم عبراني، وقيل: عربي وليس بصحيح، لأنه لو كان عربيا لانصرف لخلوه عن سبب آخر سوى التعريف. فإن قلت: فما تقول فيمن قرأ يوسف بكسر السين أو يوسف بفتحها، هل يجوز على قراءته أن يقال هو عربي لأنه على وزن المضارع المبني للفاعل، أو المفعول من آسف، وإنما مع الصرف للتعريف ووزن الفعل؟ قلت: لا، لأن القراءة المشهورة قامت بالشهادة على أن الكلمة أعجمية فلا تكون عربية تارة وأعجمية أخرى، ونحو يوسف يونس، رويت فيه هذه اللغات الثلاث ولا يقال هو عربي لأنه في لغتين منها بوزن المضارع من آنس وأونس (3).
وفي اللسان: قال الفراء: يوسف ويوسف ويوسف، ثلاث لغات، وحكى فيها الهمز أيضا (4).
نقول: ونميل إلى أن «يوسف» اسم عبري كما قال الزمخشري، وأصله في هذا اللسان (5).
__________
(1) ورد هذا الاسم في قوله الله تعالى: {وَوَهَبْنََا لَهُ إِسْحََاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنََا وَنُوحاً هَدَيْنََا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دََاوُدَ وَسُلَيْمََانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى ََ وَهََارُونَ وَكَذََلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [سورة الأنعام، الآية: 84]. كما وردت (26) مرة في مواطن متفرقة من القرآن الكريم.
(2) المعرّب: للجواليقي، ص 403.
(3) الكشاف: للزمخشري، 2/ 301.
(4) لسان العرب: لابن منظور، مادة (أسف)، ص 80.
(5) المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان، ص 524.(1/338)
المبحث الثاني نظرة حول الكلمات المعرّبة في القرآن
إن من ينظر فيما ذكره علماء العربية من نسبة الألفاظ المعربة في القرآن إلى لغتها الأصلية ليجد كثيرا من التخبط! «وأوضح ما يؤخذ على مؤلفاتهم في هذا الشأن: أن أصحابها فيما يبدو قد شغفوا بالألفاظ الأجنبية، ولذا كانوا يسارعون إلى نسبة العجمة لبعض الألفاظ لمجرد شبهة، في الصورة والشكل العام ويبدو أن قرب الفارسية من حدود العربية، وصلة العرب بالفرس في عصور ما قبل الإسلام، جعلت هؤلاء المؤلفين ينسبون كثيرا من الكلمات الأجنبية إلى الفارسية وليست منها في حقيقة الأمر؟! (1).
أقول: إن علماءنا الفضلاء لهم عذرهم في هذا، حيث إن الدراسات الاستشراقية الحديثة، حيث الكشف عن أصول اللغات والتنقيب عن آثارها، وكذا علم اللغة والأصوات المقارن كل هذا لم يظهر إلا منذ قرن أو قرنين.
ويوضح هذه الحقيقة الدكتور عبد الصبور شاهين، إذ يقول: ويلاحظ أن الفرق بين أحكام القدماء في نسبة الدخيل، وأحكام المحدثين يكمن فيما أتيح لهؤلاء المحدثين من بحوث مقارنة بين مختلف اللغات والفصائل، فهم يتتبعون
__________
(1) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 116114، بتصرف يسير.(1/339)
المبحث الثاني نظرة حول الكلمات المعرّبة في القرآن
إن من ينظر فيما ذكره علماء العربية من نسبة الألفاظ المعربة في القرآن إلى لغتها الأصلية ليجد كثيرا من التخبط! «وأوضح ما يؤخذ على مؤلفاتهم في هذا الشأن: أن أصحابها فيما يبدو قد شغفوا بالألفاظ الأجنبية، ولذا كانوا يسارعون إلى نسبة العجمة لبعض الألفاظ لمجرد شبهة، في الصورة والشكل العام ويبدو أن قرب الفارسية من حدود العربية، وصلة العرب بالفرس في عصور ما قبل الإسلام، جعلت هؤلاء المؤلفين ينسبون كثيرا من الكلمات الأجنبية إلى الفارسية وليست منها في حقيقة الأمر؟! (1).
أقول: إن علماءنا الفضلاء لهم عذرهم في هذا، حيث إن الدراسات الاستشراقية الحديثة، حيث الكشف عن أصول اللغات والتنقيب عن آثارها، وكذا علم اللغة والأصوات المقارن كل هذا لم يظهر إلا منذ قرن أو قرنين.
ويوضح هذه الحقيقة الدكتور عبد الصبور شاهين، إذ يقول: ويلاحظ أن الفرق بين أحكام القدماء في نسبة الدخيل، وأحكام المحدثين يكمن فيما أتيح لهؤلاء المحدثين من بحوث مقارنة بين مختلف اللغات والفصائل، فهم يتتبعون
__________
(1) من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، ص 116114، بتصرف يسير.(1/339)
الأصول اللغوية، في نموها، وفي انتقالها مع الفتوح والهجرات، وتسلسل هذه الحركات التاريخية واللغوية، وهو ما لم يرعه القدماء في إصدار أحكامهم الصادقة أحيانا، ولكنها الموجزة أيضا. فتتبع انتقال كلمة (الصراط) مثلا من اليونانية إلى العربية، غير الآرامية ثم السريانية. وغيرها من الكلمات كثير، لم يتح لنا معرفته إلا بفضل علماء المقارنات السامية المحدثين، وهو ما لم تتبين خطوطه ومعالمه قبل النهضة العلمية الحديثة (1). «رغم أن محاولة البحث في الألفاظ ومحاولة نسبتها إلى بيئة أصلية محل للزلل في كثير من الأحيان» (2)، «فالحكم بقدم لغة وحداثة أخرى جد عسير» (3).
هذا، وعلى نسج علماء اللغة المحدثين، وفي ضوء ما ذكره أسلافنا علماء العربية الفضلاء، قمت فيما سبق في المبحث السالف، بتأصيل الكلمات المعربة الواردة في القرآن الكريم رغم صعوبة ذلك، متوخيا فيما تناولت بعض تجارب العلماء المحدثين في مثل هذا الشأن، من أمثال: الدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ومن المستشرقين آرثر جفري، وبرجشتراسر، وتيودور نولدكه على أنني في هذا التأصيل، التزمت قدر استطاعتي في نسبة الكلمات إلى لغتها الأصلية أمورا هي:
1 - وجود المادة بتفريعاتها وتصريفاتها في لغة ما يقرب في ظني كون المادة أصلية في تلك اللغة. وإليك كلمة (غساقا) مثلا، والتي أثبت بالأدلة اللغوية والتاريخية أنها عربية أصيلة (4).
2 - التعرف على نسبة الكلمة إلى لغتها، من خلال أسبقية مفهومها
__________
(1) القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين، ص 323، 324، بتصرف يسير.
(2) من أسرار اللغة: ص 108.
(3) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، مقال بمجلة منبر الإسلام، عدد ذي القعدة سنة 1399هـ ص 28.
(4) راجع: ص 196194من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/340)
الأصول اللغوية، في نموها، وفي انتقالها مع الفتوح والهجرات، وتسلسل هذه الحركات التاريخية واللغوية، وهو ما لم يرعه القدماء في إصدار أحكامهم الصادقة أحيانا، ولكنها الموجزة أيضا. فتتبع انتقال كلمة (الصراط) مثلا من اليونانية إلى العربية، غير الآرامية ثم السريانية. وغيرها من الكلمات كثير، لم يتح لنا معرفته إلا بفضل علماء المقارنات السامية المحدثين، وهو ما لم تتبين خطوطه ومعالمه قبل النهضة العلمية الحديثة (1). «رغم أن محاولة البحث في الألفاظ ومحاولة نسبتها إلى بيئة أصلية محل للزلل في كثير من الأحيان» (2)، «فالحكم بقدم لغة وحداثة أخرى جد عسير» (3).
هذا، وعلى نسج علماء اللغة المحدثين، وفي ضوء ما ذكره أسلافنا علماء العربية الفضلاء، قمت فيما سبق في المبحث السالف، بتأصيل الكلمات المعربة الواردة في القرآن الكريم رغم صعوبة ذلك، متوخيا فيما تناولت بعض تجارب العلماء المحدثين في مثل هذا الشأن، من أمثال: الدكتور عبد الرحيم عبد السبحان، ومن المستشرقين آرثر جفري، وبرجشتراسر، وتيودور نولدكه على أنني في هذا التأصيل، التزمت قدر استطاعتي في نسبة الكلمات إلى لغتها الأصلية أمورا هي:
1 - وجود المادة بتفريعاتها وتصريفاتها في لغة ما يقرب في ظني كون المادة أصلية في تلك اللغة. وإليك كلمة (غساقا) مثلا، والتي أثبت بالأدلة اللغوية والتاريخية أنها عربية أصيلة (4).
2 - التعرف على نسبة الكلمة إلى لغتها، من خلال أسبقية مفهومها
__________
(1) القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين، ص 323، 324، بتصرف يسير.
(2) من أسرار اللغة: ص 108.
(3) قضية التعريب في القرآن الكريم: د. عبد الغفار هلال، مقال بمجلة منبر الإسلام، عدد ذي القعدة سنة 1399هـ ص 28.
(4) راجع: ص 196194من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/340)
الحضاري عند أهل اللغة المعنيّة. كما في كلمة كافور ومسك، السنسكريتيتين، حيث إن مصدرهما الهند (1).
3 - تطبيق قوانين علم اللغة المقارن على الكلمات، وفي بعض الأحيان يتضح أصل لغة بعض الكلمات ببرهان، كما في كلمة (الطاغوت) والتي أثبت أنها حبشية، حيث وجودها فعلا في هذا اللسان، وأثبت أنها اللغة الوحيدة التي يوجد بها فعل يحمل نفس دلالة الاسم (2).
4 - السير في ضوء علم الأصوات المقارن لمعرفة أصل اللغة وكذا تطورها، ومن أي اللغات دخلت العربية، كما في كلمة: إسحاق وإسرائيل وإسماعيل مثلا. فهذه الأسماء على الرغم من أنها عبرية الأصل، إلا أن ابتداءها بالهمزة بدلا من الياء كما في الأصل العبري دلنا علم الأصوات المقارن على أنها عربت عن طريق السريانية (3).
5 - تطبيق مقاييس العجمة التي وضعها علماؤنا الأفذاذ على الكلمات المقول بأعجميتها.
6 - عرض ما ذكرت أولا وأخيرا على قواميس اللغات الأجنبية وأساتذتها المختصين.
على أنني وجدت بعد تجربتي لهذه الرحلة الشاقة والشيقة في نفس الوقت، بعض الأمور التي لاحظتها من خلال تأصيلي للكلمات المعربة في القرآن والتي أود أن أنوه إليها فيما يلي:
1 - هناك مفردات قال عنها علماء العربية إنها أعجمية، مثل كلمة (غساقا)
__________
(1) راجع: ص 219، 229، 230من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(2) راجع: ص 187186من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(3) انظر: ص 103101100من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/341)
الحضاري عند أهل اللغة المعنيّة. كما في كلمة كافور ومسك، السنسكريتيتين، حيث إن مصدرهما الهند (1).
3 - تطبيق قوانين علم اللغة المقارن على الكلمات، وفي بعض الأحيان يتضح أصل لغة بعض الكلمات ببرهان، كما في كلمة (الطاغوت) والتي أثبت أنها حبشية، حيث وجودها فعلا في هذا اللسان، وأثبت أنها اللغة الوحيدة التي يوجد بها فعل يحمل نفس دلالة الاسم (2).
4 - السير في ضوء علم الأصوات المقارن لمعرفة أصل اللغة وكذا تطورها، ومن أي اللغات دخلت العربية، كما في كلمة: إسحاق وإسرائيل وإسماعيل مثلا. فهذه الأسماء على الرغم من أنها عبرية الأصل، إلا أن ابتداءها بالهمزة بدلا من الياء كما في الأصل العبري دلنا علم الأصوات المقارن على أنها عربت عن طريق السريانية (3).
5 - تطبيق مقاييس العجمة التي وضعها علماؤنا الأفذاذ على الكلمات المقول بأعجميتها.
6 - عرض ما ذكرت أولا وأخيرا على قواميس اللغات الأجنبية وأساتذتها المختصين.
على أنني وجدت بعد تجربتي لهذه الرحلة الشاقة والشيقة في نفس الوقت، بعض الأمور التي لاحظتها من خلال تأصيلي للكلمات المعربة في القرآن والتي أود أن أنوه إليها فيما يلي:
1 - هناك مفردات قال عنها علماء العربية إنها أعجمية، مثل كلمة (غساقا)
__________
(1) راجع: ص 219، 229، 230من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(2) راجع: ص 187186من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(3) انظر: ص 103101100من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/341)
والتي قالوا عنها إنها تركية، وبمراجعة القواميس التركية وأساتذة هذه اللغة المختصين، فضلا عن الحقائق التاريخية الثابتة تبين لنا خلاف ذلك!
2 - تباين علماء العربية في نسبة الكلمات الدخيلة إلى لغتها الأصلية (1)، فضلا عن إخفاقهم في نسبة كثير من الكلمات إلى مصدرها الأول (2)، بل وتركهم لبعض الكلمات دون نسبة إلى لغتها الأولى، واكتفاؤهم بأن الكلمة أعجمية فقط (3). وقد عالجنا تلك الملحوظات قدر الاستطاعة عند تأصيلنا لتلك الكلمات، وفق قواعد علم اللغة الحديث.
3 - بعض الكلمات الأعجمية لم تدخل العربية مباشرة من لغتها الأصلية ولكن كانت هناك قنطرة للعبور هي إحدى اللغات الأخرى. كما في كلمتي (الصراط) و (الدينار) مثلا فأصلهما لاتيني كما ذكرت (4).
إلا أنهما دخلتا في اللغة اليونانية ثم الآرامية ومن الأخيرة دخلتا العربية!
4 - لاحظت أن الرسم العثماني المصحفي وافق في بعض الكلمات صورة الكلمة في لغتها الأصلية وهذا مما أكد لنا وقوع المعرب في القرآن بدليل محسوس (5). وإليك مثلا كلمة (صلاة): كتبت بالواو بعد اللام نظرا لأنها من الكلمة السريانية: صلوتا:، بالواو (6)!
__________
(1) مثل كلمة: قنطار مثلا والتي اختلفوا في نسبتها بين الرومية والسريانية والبربرية وغير هذه الكلمة كثير.
(2) كلمة: دينار مثلا لمزيد من التفصيل راجع ص 142من هذا البحث.
(3) مثل كلمة: الرس مثلا. انظر المهذب: للسيوطي تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 50 وهامشها.
(4) راجع: ص 142، 179من هذا البحث.
(5) انظر ص 70، 71من هذا البحث.
(6) راجع ص 180من هذا البحث.(1/342)
والتي قالوا عنها إنها تركية، وبمراجعة القواميس التركية وأساتذة هذه اللغة المختصين، فضلا عن الحقائق التاريخية الثابتة تبين لنا خلاف ذلك!
2 - تباين علماء العربية في نسبة الكلمات الدخيلة إلى لغتها الأصلية (1)، فضلا عن إخفاقهم في نسبة كثير من الكلمات إلى مصدرها الأول (2)، بل وتركهم لبعض الكلمات دون نسبة إلى لغتها الأولى، واكتفاؤهم بأن الكلمة أعجمية فقط (3). وقد عالجنا تلك الملحوظات قدر الاستطاعة عند تأصيلنا لتلك الكلمات، وفق قواعد علم اللغة الحديث.
3 - بعض الكلمات الأعجمية لم تدخل العربية مباشرة من لغتها الأصلية ولكن كانت هناك قنطرة للعبور هي إحدى اللغات الأخرى. كما في كلمتي (الصراط) و (الدينار) مثلا فأصلهما لاتيني كما ذكرت (4).
إلا أنهما دخلتا في اللغة اليونانية ثم الآرامية ومن الأخيرة دخلتا العربية!
4 - لاحظت أن الرسم العثماني المصحفي وافق في بعض الكلمات صورة الكلمة في لغتها الأصلية وهذا مما أكد لنا وقوع المعرب في القرآن بدليل محسوس (5). وإليك مثلا كلمة (صلاة): كتبت بالواو بعد اللام نظرا لأنها من الكلمة السريانية: صلوتا:، بالواو (6)!
__________
(1) مثل كلمة: قنطار مثلا والتي اختلفوا في نسبتها بين الرومية والسريانية والبربرية وغير هذه الكلمة كثير.
(2) كلمة: دينار مثلا لمزيد من التفصيل راجع ص 142من هذا البحث.
(3) مثل كلمة: الرس مثلا. انظر المهذب: للسيوطي تحقيق د. إبراهيم أبو سكين، ص 50 وهامشها.
(4) راجع: ص 142، 179من هذا البحث.
(5) انظر ص 70، 71من هذا البحث.
(6) راجع ص 180من هذا البحث.(1/342)
5 - لمست أن للقراءات القرآنية دخلا في تأكيد وقوع المعرب في القرآن بالإضافة إلى ما ذكرت، حيث إن بعض القراءات توافق الصورة الأصلية للكلمة المعربة في لغتها. فمثلا كلمة (قيوم) قرأها ابن مسعود كما ورد في كتاب المصاحف للسجستاني ص 59. (القيّام) حيث إن الكلمة آرامية الأصل بالفتحة الممدودة، وتنطق:. إلا أنها في بعض اللهجات الآرامية تلفظ بالفتحة الممدودة) (، وتدل على ذلك قراءة حفص (قيّوم) (1).
6 - وجدت بعض الكلمات ذات الأصل السامي المشترك، مثل كلمة (ابلعي) مثلا فهي كما يقول ليسلاو موجودة في العربية، والعبرية، والآرامية، والحبشية (2).
ولنا وقفة مع هذا النوع فأقول: «لقد اختلف علماء اللغة في المراد بالدخيل فقد اعتبر بعضهم الدخيل ما ليس عربيا سواء كان منقولا عن لغة سامية أخرى أم غير سامية. ويخصه البعض باللغات غير السامية (3)، وإلى الرأي الأخير نميل حيث إن اللغات السامية انحدرت كلها من أصل واحد، وربما أخذت الكلمة الواحدة السامية الأصل صورا متعددة في هذه اللغات الأخوات، ولا يصح لهذا أن تعد أمثال هذه الكلمات أجنبية عن اللغة العربية» (4) وبناء على هذا فإنني مع يقيني بوقوع المعرّب في القرآن واللغة العربية، إلا أنني أميل إلى إخراج السامي المشترك من هذه الدائرة.
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: ص 224وهامشها بتصرف.
(2) راجع: ص 149من هذا البحث.
(3) قضية التعريب: د. هلال، ص 29.
(4) من أسرار اللغة: ص 114.(1/343)
5 - لمست أن للقراءات القرآنية دخلا في تأكيد وقوع المعرب في القرآن بالإضافة إلى ما ذكرت، حيث إن بعض القراءات توافق الصورة الأصلية للكلمة المعربة في لغتها. فمثلا كلمة (قيوم) قرأها ابن مسعود كما ورد في كتاب المصاحف للسجستاني ص 59. (القيّام) حيث إن الكلمة آرامية الأصل بالفتحة الممدودة، وتنطق:. إلا أنها في بعض اللهجات الآرامية تلفظ بالفتحة الممدودة) (، وتدل على ذلك قراءة حفص (قيّوم) (1).
6 - وجدت بعض الكلمات ذات الأصل السامي المشترك، مثل كلمة (ابلعي) مثلا فهي كما يقول ليسلاو موجودة في العربية، والعبرية، والآرامية، والحبشية (2).
ولنا وقفة مع هذا النوع فأقول: «لقد اختلف علماء اللغة في المراد بالدخيل فقد اعتبر بعضهم الدخيل ما ليس عربيا سواء كان منقولا عن لغة سامية أخرى أم غير سامية. ويخصه البعض باللغات غير السامية (3)، وإلى الرأي الأخير نميل حيث إن اللغات السامية انحدرت كلها من أصل واحد، وربما أخذت الكلمة الواحدة السامية الأصل صورا متعددة في هذه اللغات الأخوات، ولا يصح لهذا أن تعد أمثال هذه الكلمات أجنبية عن اللغة العربية» (4) وبناء على هذا فإنني مع يقيني بوقوع المعرّب في القرآن واللغة العربية، إلا أنني أميل إلى إخراج السامي المشترك من هذه الدائرة.
__________
(1) التطور النحوي للغة العربية: ص 224وهامشها بتصرف.
(2) راجع: ص 149من هذا البحث.
(3) قضية التعريب: د. هلال، ص 29.
(4) من أسرار اللغة: ص 114.(1/343)
خاتمة البحث
حمدا لله تعالى، وصلاة وسلاما على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد:
فهذا بحث قدمت فيه قصارى جهدي، وخضت غماره رغم ما يحفّه من أشواك بارزة طوال اقتحامه! إلا أنني بفضل الله وتوفيق منه بعد الاستعانة عليه، ذللت كل هذه العقبات.
وموضوعي الذي أنجزته بعون الله وتوفيقه تناولت فيه «المعرّب في القرآن الكريم دراسة تأصيلية دلالية». قدمت له بمقدمة تناولت فيها: سبب اختيار البحث، والدراسات السابقة لموضوع البحث، ومنهج البحث ومناهله، والصعوبات التي واجهت الباحث. ثم أتبعتها بفصول ثلاثة، تناولت في الأول:
«اللغة العربية والدخيل»، كتمهيد لموضوع البحث. وفي الفصل الثاني تحدثت عن «وقوع المعرّب في القرآن الكريم»، وآراء العلماء في ذلك، وبيان الرأي الراجح بعد تدعيمه بالأدلة التي توصلت إليها من خلال البحث. كما رددت على شبهات المغرضين حول وقوع المعرب في القرآن الكريم. وفي الفصل الثالث: تناولت تأصيل الألفاظ المعربة في القرآن الكريم.
وتوصل هذا البحث بفضل الله إلى نتائج كثيرة أهمها ما يلي:(1/345)
خاتمة البحث
حمدا لله تعالى، وصلاة وسلاما على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد:
فهذا بحث قدمت فيه قصارى جهدي، وخضت غماره رغم ما يحفّه من أشواك بارزة طوال اقتحامه! إلا أنني بفضل الله وتوفيق منه بعد الاستعانة عليه، ذللت كل هذه العقبات.
وموضوعي الذي أنجزته بعون الله وتوفيقه تناولت فيه «المعرّب في القرآن الكريم دراسة تأصيلية دلالية». قدمت له بمقدمة تناولت فيها: سبب اختيار البحث، والدراسات السابقة لموضوع البحث، ومنهج البحث ومناهله، والصعوبات التي واجهت الباحث. ثم أتبعتها بفصول ثلاثة، تناولت في الأول:
«اللغة العربية والدخيل»، كتمهيد لموضوع البحث. وفي الفصل الثاني تحدثت عن «وقوع المعرّب في القرآن الكريم»، وآراء العلماء في ذلك، وبيان الرأي الراجح بعد تدعيمه بالأدلة التي توصلت إليها من خلال البحث. كما رددت على شبهات المغرضين حول وقوع المعرب في القرآن الكريم. وفي الفصل الثالث: تناولت تأصيل الألفاظ المعربة في القرآن الكريم.
وتوصل هذا البحث بفضل الله إلى نتائج كثيرة أهمها ما يلي:(1/345)
1 - إن الأوفق في تقسيم اللغة العربية أن تقسم إلى: عربية بائدة، وعربية باقية. بدلا من تقسيمها إلى: شمالية وجنوبية نظرا لأنه ليس من اليسير وضع حد جغرافي فاصل بين اللغات (1).
2 - لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب المثالية، لغة قريش، تلك اللغة التي امتازت باحتواء محاسن اللهجات الأخرى، ولها من الفصاحة ما ليس في غيرها من اللهجات (2).
3 - إن تبادل التأثير والتأثر بين اللغات قانون اجتماعي إنساني عام، وليست العربية بدعا من اللغات في هذا المضمار (3).
4 - إن العربية تمتاز عن غيرها من اللغات بظاهرة الإقراض أكثر من الاقتراض لأسباب وعوامل تتعلق بجوها الخاص ونسيجها الذاتي ومنشئها الأصيل (4).
5 - إن العربية تفترق عن غيرها من اللغات ببراعتها في تمثلها للكلام الأجنبي، عن طريق صوغه على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءا لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها (5).
6 - إن أغلب الألفاظ التي دخلت العربية تتعلق بالحسيات لا بالمعنويات، أما الألفاظ العربية التي دخلت في اللغات الأخرى، فهي مما يتصل بالمعنويات (6).
__________
(1) راجع: ص 25من هذا البحث.
(2) انظر: ص 3231من هذا البحث تجد تفصيلا.
(3) انظر: دراسات في فقه اللغة: ص 314، 315. وراجع: ص 33وما بعدها من هذا البحث، تجد مزيدا من التفصيل.
(4) انظر: المرجع السابق: ص 348، 349. وراجع ص 37وما بعدها من هذا البحث، تجد مزيدا من التفصيل.
(5) راجع: نفس المرجع: ص 314. ولمزيد من التفصيل انظر ص 40وما بعدها من هذا البحث.
(6) راجع: دراسات في الأدب واللغة. وانظر ص 40من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/346)
1 - إن الأوفق في تقسيم اللغة العربية أن تقسم إلى: عربية بائدة، وعربية باقية. بدلا من تقسيمها إلى: شمالية وجنوبية نظرا لأنه ليس من اليسير وضع حد جغرافي فاصل بين اللغات (1).
2 - لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب المثالية، لغة قريش، تلك اللغة التي امتازت باحتواء محاسن اللهجات الأخرى، ولها من الفصاحة ما ليس في غيرها من اللهجات (2).
3 - إن تبادل التأثير والتأثر بين اللغات قانون اجتماعي إنساني عام، وليست العربية بدعا من اللغات في هذا المضمار (3).
4 - إن العربية تمتاز عن غيرها من اللغات بظاهرة الإقراض أكثر من الاقتراض لأسباب وعوامل تتعلق بجوها الخاص ونسيجها الذاتي ومنشئها الأصيل (4).
5 - إن العربية تفترق عن غيرها من اللغات ببراعتها في تمثلها للكلام الأجنبي، عن طريق صوغه على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءا لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها (5).
6 - إن أغلب الألفاظ التي دخلت العربية تتعلق بالحسيات لا بالمعنويات، أما الألفاظ العربية التي دخلت في اللغات الأخرى، فهي مما يتصل بالمعنويات (6).
__________
(1) راجع: ص 25من هذا البحث.
(2) انظر: ص 3231من هذا البحث تجد تفصيلا.
(3) انظر: دراسات في فقه اللغة: ص 314، 315. وراجع: ص 33وما بعدها من هذا البحث، تجد مزيدا من التفصيل.
(4) انظر: المرجع السابق: ص 348، 349. وراجع ص 37وما بعدها من هذا البحث، تجد مزيدا من التفصيل.
(5) راجع: نفس المرجع: ص 314. ولمزيد من التفصيل انظر ص 40وما بعدها من هذا البحث.
(6) راجع: دراسات في الأدب واللغة. وانظر ص 40من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/346)
7 - ألا نلجأ إلى التعريب إلا عند الضرورة، بعد ما نبذل الجهد في كل وسيلة قبله من: ترجمة، فاشتقاق، فمجاز، فنحت، فإذا عجزنا فلنعرب اللفظ تعريبا مطابقا لقواعد لغتنا الخالدة (1).
8 - إن التعريب سبب من أسباب تطور دلالة الألفاظ، كما في كلمة (زركون) الفارسية (2).
9 - لقد تأثرت العربية قبل الإسلام وبعده بعديد من اللغات التي التقت بها، ووقع في القرآن الكريم بعض ألفاظها، مثل: اللغة العبرية، والآرامية، والحبشية، والبربرية، والقبطية، والفارسية، والهندية (السنسكريتية)، واللاتينية، واليونانية. كما أثرت العربية في كل هذه اللغات (3).
10 - اللغة الحبشية التي كانت تعاصر العصر الجاهلي، وصدر الإسلام، هي اللهجة الجعزية (4).
11 - معظم الدخيل في العربية من الحبشية يعود إلى أشياء دينية (5).
12 - لقد تأثرت اللغة السريانية باليونانية تأثرا غير قليل، ونظرا للتأثر المباشر بين العرب والسريان، فلقد كان معظم الكلمات اليونانية التي دخلت العربية كانت عن طريق السريان (6). كذلك نلاحظ أن بعضا من الكلمات الأعجمية من مختلف اللغات لم تدخل العربية مباشرة من لغتها الأصلية، ولكن كانت هناك قنطرة للعبور هي إحدى اللغات الأخرى (7).
__________
(1) انظر: فقه اللغة: د. أبو سكين ص 50. ولمزيد من التفصيل والإيضاح راجع 5150من هذا البحث.
(2) لمزيد من الإيضاح راجع ص 60من هذا البحث.
(3) راجع ص 9967من هذا البحث تتجدد تفصيلا.
(4) لمزيد من التفصيل راجع ص 84من هذا البحث.
(5) راجع ص 84. وهامشها من هذا البحث.
(6) انظر: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان ص 51. وراجع ص 76وهامشها من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(7) راجع ص 342من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/347)
7 - ألا نلجأ إلى التعريب إلا عند الضرورة، بعد ما نبذل الجهد في كل وسيلة قبله من: ترجمة، فاشتقاق، فمجاز، فنحت، فإذا عجزنا فلنعرب اللفظ تعريبا مطابقا لقواعد لغتنا الخالدة (1).
8 - إن التعريب سبب من أسباب تطور دلالة الألفاظ، كما في كلمة (زركون) الفارسية (2).
9 - لقد تأثرت العربية قبل الإسلام وبعده بعديد من اللغات التي التقت بها، ووقع في القرآن الكريم بعض ألفاظها، مثل: اللغة العبرية، والآرامية، والحبشية، والبربرية، والقبطية، والفارسية، والهندية (السنسكريتية)، واللاتينية، واليونانية. كما أثرت العربية في كل هذه اللغات (3).
10 - اللغة الحبشية التي كانت تعاصر العصر الجاهلي، وصدر الإسلام، هي اللهجة الجعزية (4).
11 - معظم الدخيل في العربية من الحبشية يعود إلى أشياء دينية (5).
12 - لقد تأثرت اللغة السريانية باليونانية تأثرا غير قليل، ونظرا للتأثر المباشر بين العرب والسريان، فلقد كان معظم الكلمات اليونانية التي دخلت العربية كانت عن طريق السريان (6). كذلك نلاحظ أن بعضا من الكلمات الأعجمية من مختلف اللغات لم تدخل العربية مباشرة من لغتها الأصلية، ولكن كانت هناك قنطرة للعبور هي إحدى اللغات الأخرى (7).
__________
(1) انظر: فقه اللغة: د. أبو سكين ص 50. ولمزيد من التفصيل والإيضاح راجع 5150من هذا البحث.
(2) لمزيد من الإيضاح راجع ص 60من هذا البحث.
(3) راجع ص 9967من هذا البحث تتجدد تفصيلا.
(4) لمزيد من التفصيل راجع ص 84من هذا البحث.
(5) راجع ص 84. وهامشها من هذا البحث.
(6) انظر: المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان ص 51. وراجع ص 76وهامشها من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.
(7) راجع ص 342من هذا البحث تجد مزيدا من التفصيل.(1/347)
13 - إن معظم الكلمات الدخيلة في اللغة العربية عموما كانت من اللغة الفارسية، نظرا للجوار والاتصال بينهما منذ أقدم العصور، حتى أصبحت كلمة الفارسي مرادفة للأعجمي عند بعض علماء العربية (1).
14 - اللغة الفارسية التي كانت تعاصر العصر الجاهلي وصدر الإسلام، هي اللغة الفهلوية وليست الفارسية الحديثة، وبينهما اختلاف غير يسير (2).
15 - قدم صلة العرب بالهنود لمدة تصل إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد أو يزيد (3).
16 - معظم الكلمات التي دخلت العربية من الهندية لم تدخل مباشرة وإنما دخل أكثرها عن طريق اللغة الفارسية (4).
17 - إن ورود المعرب في القرآن الكريم أمر بات واضحا، بعد مناقشة الموضوع على مائدة علم اللغة الحديث، وفق قوانين علم اللغة التاريخي والمقارن وعلم الأصوات المقارن، وفي ضوء القراءات القرآنية والرسم المصحفي، وتبين لنا من كل هذا ببرهان ويقين، وبعيدا عن منطق الهوى المتجرد: وقوع المعرّب في القرآن الكريم وبذلك حسم الخلاف في هذه القضية الشائكة (5).
18 - لا ضير من وقوع المعرب في القرآن الكريم ولا ينقص هذا من فصاحته فإنه لا يحط من فصاحة الكلمة المعربة كونها معربة، كما لا يحطّ وجودها من شأن الكلام التي هي فيه، فتداول العرب لها قد أكسبها
__________
(1) انظر المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان ص 23. ولمزيد من التفصيل راجع ص 90، 91من هذا البحث.
(2) راجع: المرجع السابق: ص 5651وهوامشها.
(3) لمزيد من التفصيل راجع ص 92من هذا البحث.
(4) راجع ص 94من هذا البحث تجد تفصيلا.
(5) لمزيد من التفصيل راجع ص 123120من هذا البحث.(1/348)
13 - إن معظم الكلمات الدخيلة في اللغة العربية عموما كانت من اللغة الفارسية، نظرا للجوار والاتصال بينهما منذ أقدم العصور، حتى أصبحت كلمة الفارسي مرادفة للأعجمي عند بعض علماء العربية (1).
14 - اللغة الفارسية التي كانت تعاصر العصر الجاهلي وصدر الإسلام، هي اللغة الفهلوية وليست الفارسية الحديثة، وبينهما اختلاف غير يسير (2).
15 - قدم صلة العرب بالهنود لمدة تصل إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد أو يزيد (3).
16 - معظم الكلمات التي دخلت العربية من الهندية لم تدخل مباشرة وإنما دخل أكثرها عن طريق اللغة الفارسية (4).
17 - إن ورود المعرب في القرآن الكريم أمر بات واضحا، بعد مناقشة الموضوع على مائدة علم اللغة الحديث، وفق قوانين علم اللغة التاريخي والمقارن وعلم الأصوات المقارن، وفي ضوء القراءات القرآنية والرسم المصحفي، وتبين لنا من كل هذا ببرهان ويقين، وبعيدا عن منطق الهوى المتجرد: وقوع المعرّب في القرآن الكريم وبذلك حسم الخلاف في هذه القضية الشائكة (5).
18 - لا ضير من وقوع المعرب في القرآن الكريم ولا ينقص هذا من فصاحته فإنه لا يحط من فصاحة الكلمة المعربة كونها معربة، كما لا يحطّ وجودها من شأن الكلام التي هي فيه، فتداول العرب لها قد أكسبها
__________
(1) انظر المعرب والدخيل في اللغة العربية: د. السبحان ص 23. ولمزيد من التفصيل راجع ص 90، 91من هذا البحث.
(2) راجع: المرجع السابق: ص 5651وهوامشها.
(3) لمزيد من التفصيل راجع ص 92من هذا البحث.
(4) راجع ص 94من هذا البحث تجد تفصيلا.
(5) لمزيد من التفصيل راجع ص 123120من هذا البحث.(1/348)
سمة عجيبة صيرتها في مستوى الألفاظ العربية العريقة في عروبتها، فما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم (1).
19 - إن ما استعمله القرآن من كلمات أعجمية مع وجود المرادف العربي ليدلل بوضوح على أن في اللفظ الأجنبي ميزة ليست في العربي، كما في لفظ (إستبرق) مثلا. فضلا عن أن هذا اللفظ باستعمال العرب له أصبح عربيا (2).
20 - إن وقوع بعض ألفاظ من لغات أجنبية في القرآن، ليدلل بإشارة خفيفة فيما نرى على عالمية القرآن وبالتالي عالمية الإسلام، حيث ورد فيه لمحة من كل لسان للدلالة على أنه منزل لجميع الأمم، بخلاف الكتب السابقة عليه، حيث اختصت بلسان القوم الذين أنزلت عليهم!
21 - إن علامة اللغة ابن جني كان من المؤيدين لوقوع المعرب في القرآن الكريم (3).
22 - إن معظم فريق المعارضين لوقوع المعرب في القرآن الكريم، كانوا من الفقهاء، ونظروا إلى الموضوع نظرة دينية، فضلا عن عدم تعمقهم في اللغة وأسرارها كأرباب اللغة المختصين (4).
23 - إن علماءنا الفضلاء المنكرين لوقوع المعرّب في القرآن كان عذرهم معهم، نظرا لأن موضوعا كقضية وقوع المعرب في القرآن لن تتأتى الكلمة الفاصلة فيه إلا من خلال علم اللغة المقارن، ولم
__________
(1) انظر: أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار هلال، ص 91، ولمزيد من التفصيل راجع ص 115وما بعدها من هذا البحث.
(2) لمزيد من التفصيل راجع ص 117من هذا البحث.
(3) راجع ص 111من هذا البحث تجد تفصيلا.
(4) لمزيد من التفصيل راجع ص 108103من هذا البحث.(1/349)
سمة عجيبة صيرتها في مستوى الألفاظ العربية العريقة في عروبتها، فما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم (1).
19 - إن ما استعمله القرآن من كلمات أعجمية مع وجود المرادف العربي ليدلل بوضوح على أن في اللفظ الأجنبي ميزة ليست في العربي، كما في لفظ (إستبرق) مثلا. فضلا عن أن هذا اللفظ باستعمال العرب له أصبح عربيا (2).
20 - إن وقوع بعض ألفاظ من لغات أجنبية في القرآن، ليدلل بإشارة خفيفة فيما نرى على عالمية القرآن وبالتالي عالمية الإسلام، حيث ورد فيه لمحة من كل لسان للدلالة على أنه منزل لجميع الأمم، بخلاف الكتب السابقة عليه، حيث اختصت بلسان القوم الذين أنزلت عليهم!
21 - إن علامة اللغة ابن جني كان من المؤيدين لوقوع المعرب في القرآن الكريم (3).
22 - إن معظم فريق المعارضين لوقوع المعرب في القرآن الكريم، كانوا من الفقهاء، ونظروا إلى الموضوع نظرة دينية، فضلا عن عدم تعمقهم في اللغة وأسرارها كأرباب اللغة المختصين (4).
23 - إن علماءنا الفضلاء المنكرين لوقوع المعرّب في القرآن كان عذرهم معهم، نظرا لأن موضوعا كقضية وقوع المعرب في القرآن لن تتأتى الكلمة الفاصلة فيه إلا من خلال علم اللغة المقارن، ولم
__________
(1) انظر: أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار هلال، ص 91، ولمزيد من التفصيل راجع ص 115وما بعدها من هذا البحث.
(2) لمزيد من التفصيل راجع ص 117من هذا البحث.
(3) راجع ص 111من هذا البحث تجد تفصيلا.
(4) لمزيد من التفصيل راجع ص 108103من هذا البحث.(1/349)
يظهر هذا العلم إلا في القرن الثامن عشر الميلادي» (1).
24 - لعظم قضية المعرب في القرآن الكريم وحساسيتها، فلقد لاكتها ألسنة أعداء الإسلام من الصليبيين الحاقدين، وقد رددنا كيدهم في نحرهم بالأدلة والبراهين (2).
25 - إن عدد الكلمات المعربة في القرآن الكريم ليربو على المائة والستين كلمة، بعد استقصاء شامل لها في كتب اللغة والتعريب والمعاجم العربية والقواميس الأجنبية.
26 - من تأصيلنا للكلمات الأعجمية في القرآن، تبين لنا أن أكثر الدخيل في القرآن كان من اللغة العبرية، يليها الآرامية، ثم الحبشية، ثم الفارسية، ثم اليونانية، ثم القبطية، ثم البربرية، ثم اللاتينية، ثم السنسكريتية، ثم المشترك السامي، فالمشترك بين اللغات.
27 - إن دراسة المعرب في القرآن الكريم وتأصيل كلماته من الأهمية بمكان نظرا لما يلي:
أالوقوف على أقرب التفاسير لبعض الكلمات التي احتدم حولها الخلاف، وذلك من خلال المعنى الأصلي للكلمة في لغتها الأولى كما في كلمة: «متكأ» (3).
ب يفيد تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن ومعرفة تطورها في توضيح بعض خفايا الكلمات الغريبة، والتوصل إلى معان جديدة لمفهوم السياق القرآني.
ج إن دراسة الألفاظ المعرّبة في القرآن، لأكبر معين على تفسير الرسم
__________
(1) راجع: ص 122من هذا البحث تجد تفصيلا.
(2) لمزيد من تفصيل راجع ص 145125من هذا البحث.
(3) راجع: ص 295من هذا البحث تجد تفصيلا.(1/350)
يظهر هذا العلم إلا في القرن الثامن عشر الميلادي» (1).
24 - لعظم قضية المعرب في القرآن الكريم وحساسيتها، فلقد لاكتها ألسنة أعداء الإسلام من الصليبيين الحاقدين، وقد رددنا كيدهم في نحرهم بالأدلة والبراهين (2).
25 - إن عدد الكلمات المعربة في القرآن الكريم ليربو على المائة والستين كلمة، بعد استقصاء شامل لها في كتب اللغة والتعريب والمعاجم العربية والقواميس الأجنبية.
26 - من تأصيلنا للكلمات الأعجمية في القرآن، تبين لنا أن أكثر الدخيل في القرآن كان من اللغة العبرية، يليها الآرامية، ثم الحبشية، ثم الفارسية، ثم اليونانية، ثم القبطية، ثم البربرية، ثم اللاتينية، ثم السنسكريتية، ثم المشترك السامي، فالمشترك بين اللغات.
27 - إن دراسة المعرب في القرآن الكريم وتأصيل كلماته من الأهمية بمكان نظرا لما يلي:
أالوقوف على أقرب التفاسير لبعض الكلمات التي احتدم حولها الخلاف، وذلك من خلال المعنى الأصلي للكلمة في لغتها الأولى كما في كلمة: «متكأ» (3).
ب يفيد تأصيل الكلمات المعرّبة في القرآن ومعرفة تطورها في توضيح بعض خفايا الكلمات الغريبة، والتوصل إلى معان جديدة لمفهوم السياق القرآني.
ج إن دراسة الألفاظ المعرّبة في القرآن، لأكبر معين على تفسير الرسم
__________
(1) راجع: ص 122من هذا البحث تجد تفصيلا.
(2) لمزيد من تفصيل راجع ص 145125من هذا البحث.
(3) راجع: ص 295من هذا البحث تجد تفصيلا.(1/350)
العثماني حيالها والذي نقف أمامه عاجزين، نظرا لأنه توقيفي، كما في كلمة: «مشكاة» و «صلاة» و «حرام» (1).
د إن تأصيل الكلمات المعربة في القرآن، يعيننا على توجيه بعض القراءات القرآنية، والتي نقف أمامها عاجزين نظرا لأنها توقيفية أيضا. كما في قراءة «القيّام» (2).
ودراسة المعرّب في القرآن تدلنا على مدى علاقة العرب بغيرهم قبل الإسلام.
ز تأصيل الكلمات المعربة في القرآن، يحسم لنا الخلاف في قضية وقوع المعرّب في القرآن الكريم (3).
28 - لقد تخبط علماء العربية كثيرا في نسبة الكلمات المعربة إلى لغتها الأصلية بل وتباينوا كثيرا في تلك النسبة، ومرد ذلك: إلى أن علم اللغة المقارن لم يظهر إلا مؤخرا، فضلا عن استحالة إحاطة إنسان ما بعشر لغات أو يزيد في آن.
29 - هناك مفردات قال عنها علماء العربية إنها أعجمية، وبإجراء مقاييس علم اللغة الحديث عليها أثبتّ عربيتها، مثل: «غساقا»، «طفقا» (4).
30 - موافقة الرسم العثماني في بعض الكلمات صورة الكلمة المعربة في لغتها مما يؤكد لنا وقوع المعرّب في القرآن بدليل محسوس (5).
31 - للقراءات القرآنية دخل في تأكيد وقوع المعرب في القرآن بالإضافة إلى
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع ص 286، 248، 195من هذا البحث.
(2) لمزيد من التفصيل راجع ص 286، 248.
(3) راجع ص 123120من هذا البحث تجد تفصيلا.
(4) لمزيد من التفصيل راجع 249، 263من هذا البحث.
(5) راجع ص 122، 123من هذا البحث تجد تفصيلا.(1/351)
العثماني حيالها والذي نقف أمامه عاجزين، نظرا لأنه توقيفي، كما في كلمة: «مشكاة» و «صلاة» و «حرام» (1).
د إن تأصيل الكلمات المعربة في القرآن، يعيننا على توجيه بعض القراءات القرآنية، والتي نقف أمامها عاجزين نظرا لأنها توقيفية أيضا. كما في قراءة «القيّام» (2).
ودراسة المعرّب في القرآن تدلنا على مدى علاقة العرب بغيرهم قبل الإسلام.
ز تأصيل الكلمات المعربة في القرآن، يحسم لنا الخلاف في قضية وقوع المعرّب في القرآن الكريم (3).
28 - لقد تخبط علماء العربية كثيرا في نسبة الكلمات المعربة إلى لغتها الأصلية بل وتباينوا كثيرا في تلك النسبة، ومرد ذلك: إلى أن علم اللغة المقارن لم يظهر إلا مؤخرا، فضلا عن استحالة إحاطة إنسان ما بعشر لغات أو يزيد في آن.
29 - هناك مفردات قال عنها علماء العربية إنها أعجمية، وبإجراء مقاييس علم اللغة الحديث عليها أثبتّ عربيتها، مثل: «غساقا»، «طفقا» (4).
30 - موافقة الرسم العثماني في بعض الكلمات صورة الكلمة المعربة في لغتها مما يؤكد لنا وقوع المعرّب في القرآن بدليل محسوس (5).
31 - للقراءات القرآنية دخل في تأكيد وقوع المعرب في القرآن بالإضافة إلى
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع ص 286، 248، 195من هذا البحث.
(2) لمزيد من التفصيل راجع ص 286، 248.
(3) راجع ص 123120من هذا البحث تجد تفصيلا.
(4) لمزيد من التفصيل راجع 249، 263من هذا البحث.
(5) راجع ص 122، 123من هذا البحث تجد تفصيلا.(1/351)
ما ذكرت حيث إن بعض القراءات توافق الصورة الأصلية للكلمة المعربة في لغتها (1).
32 - وجدت بعض الكلمات المعرّبة ذات الأصل السامي المشترك، ومن المقرر أن العربية من أقدم الساميات لذا فإنني أميل إلى إخراج هذا النوع من دائرة المعرّب (2).
33 - هناك نوع مهم في التعريب، وهو استعارة المعنى دون اللفظ، نظرا لأن اللفظ موجود في اللغتين، مثل: كلمة «شيطان» بمعنى إبليس (3).
هذا، وبعد هذا كله ينبغي أن أشير إلى بعض التوصيات علها تجد آذانا صاغية، وقلوبا واعية:
1 - نظرا لأن هناك علاقة بين الرسم المصحفي والمعرّب في القرآن الكريم، فإنني أناشد الباحثين للقيام ببحث مستقل حول هذا الموضوع الهام، ولا شك أنه سيأتي بنتائج باهرة تكشف عن أسرار عظيمة.
2 - لا شك أننا نقف حيال توجيه بعض القراءات القرآنية مكتوفي الأيدي نظرا لأنها توقيفية، وقد أثبت في بحثي هذا جوانب اتصال بين المعرّب في القرآن الكريم وتوجيه بعض هذه القراءات، لذا فإنني أدعو إلى دراسة مستقلة للوقوف على هذه الأسرار وكشف خفاياها.
3 - مناشدة مجامع اللغة العربية واتحاد اللغويين العرب والهيئات اللغوية المتخصصة لتنسيق الجهود فيما بينهم لعمل معجم لغوي تاريخي، على غرار معجم «فيشر» المنشود، يتتبع فيه تاريخ ألفاظ اللغة وتغيير مدلولها عبر العصور وبذلك تحل كثير من المشكلات اللغوية.
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع 123من هذا البحث.
(2) راجع ص 342من هذا البحث تجد تفصيلا.
(3) لمزيد من التفصيل راجع 244من هذا البحث.(1/352)
ما ذكرت حيث إن بعض القراءات توافق الصورة الأصلية للكلمة المعربة في لغتها (1).
32 - وجدت بعض الكلمات المعرّبة ذات الأصل السامي المشترك، ومن المقرر أن العربية من أقدم الساميات لذا فإنني أميل إلى إخراج هذا النوع من دائرة المعرّب (2).
33 - هناك نوع مهم في التعريب، وهو استعارة المعنى دون اللفظ، نظرا لأن اللفظ موجود في اللغتين، مثل: كلمة «شيطان» بمعنى إبليس (3).
هذا، وبعد هذا كله ينبغي أن أشير إلى بعض التوصيات علها تجد آذانا صاغية، وقلوبا واعية:
1 - نظرا لأن هناك علاقة بين الرسم المصحفي والمعرّب في القرآن الكريم، فإنني أناشد الباحثين للقيام ببحث مستقل حول هذا الموضوع الهام، ولا شك أنه سيأتي بنتائج باهرة تكشف عن أسرار عظيمة.
2 - لا شك أننا نقف حيال توجيه بعض القراءات القرآنية مكتوفي الأيدي نظرا لأنها توقيفية، وقد أثبت في بحثي هذا جوانب اتصال بين المعرّب في القرآن الكريم وتوجيه بعض هذه القراءات، لذا فإنني أدعو إلى دراسة مستقلة للوقوف على هذه الأسرار وكشف خفاياها.
3 - مناشدة مجامع اللغة العربية واتحاد اللغويين العرب والهيئات اللغوية المتخصصة لتنسيق الجهود فيما بينهم لعمل معجم لغوي تاريخي، على غرار معجم «فيشر» المنشود، يتتبع فيه تاريخ ألفاظ اللغة وتغيير مدلولها عبر العصور وبذلك تحل كثير من المشكلات اللغوية.
__________
(1) لمزيد من التفصيل راجع 123من هذا البحث.
(2) راجع ص 342من هذا البحث تجد تفصيلا.
(3) لمزيد من التفصيل راجع 244من هذا البحث.(1/352)
4 - العمل على ترجمة كتب المستشرقين في علم اللغة التاريخي والمقارن حتى لا تظل حبيسة لغتها، ويكون الانتفاع بها مقصورا على من يجيد تلك اللغات؟! وأهيب في هذا الشأن بترجمة كتابي:
أالألفاظ الأجنبية في القرآن للمستشرق الأمريكي جفري.
ب مدخل إلى علم اللغة السامية للمستشرق الألماني نولدكه، لما لهما من أهمية في النهوض بعملية تأصيل الكلمات المعربة، ومعرفة أصلها وتطورها.
5 - لا يستطيع أي باحث مهما أوتي من علم أن يقول الكلمة الأخيرة في تأصيل الكلمات المعربة في القرآن الكريم وبيان دلالتها نظرا لأنه لا يوجد لسان أتقن عشر لغات وأجادها بأطوارها ولهجاتها لذا فإنني أقترح توزيع الكلمات المعرّبة في القرآن على باحثي أقسام اللغات، كل فيما يخصه، على أن يقوم كل منهم بتأصيل للكلمات الواردة في لغته، ولا شك أنهم سيجدون في بحثي هذا خير معين لهم، وحسبي أنني اجتهدت قدر استطاعتي، وتوصلت إلى ما ذكرته من نتائج، وما كشفت عنه من أسرار، رغم تخصصي في لغة واحدة، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب(1/353)
4 - العمل على ترجمة كتب المستشرقين في علم اللغة التاريخي والمقارن حتى لا تظل حبيسة لغتها، ويكون الانتفاع بها مقصورا على من يجيد تلك اللغات؟! وأهيب في هذا الشأن بترجمة كتابي:
أالألفاظ الأجنبية في القرآن للمستشرق الأمريكي جفري.
ب مدخل إلى علم اللغة السامية للمستشرق الألماني نولدكه، لما لهما من أهمية في النهوض بعملية تأصيل الكلمات المعربة، ومعرفة أصلها وتطورها.
5 - لا يستطيع أي باحث مهما أوتي من علم أن يقول الكلمة الأخيرة في تأصيل الكلمات المعربة في القرآن الكريم وبيان دلالتها نظرا لأنه لا يوجد لسان أتقن عشر لغات وأجادها بأطوارها ولهجاتها لذا فإنني أقترح توزيع الكلمات المعرّبة في القرآن على باحثي أقسام اللغات، كل فيما يخصه، على أن يقوم كل منهم بتأصيل للكلمات الواردة في لغته، ولا شك أنهم سيجدون في بحثي هذا خير معين لهم، وحسبي أنني اجتهدت قدر استطاعتي، وتوصلت إلى ما ذكرته من نتائج، وما كشفت عنه من أسرار، رغم تخصصي في لغة واحدة، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب(1/353)
مناهل البحث
أولا المصادر والمراجع بعد القرآن الكريم
أالمراجع العربية:
(أ)
1 - الإتقان في علوم القرآن: لجلال الدين السيوطي، الطبعة الرابعة مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ.
2 - الأدب التركي الإسلامي: د. محمد عبد اللطيف هريدي، ط. إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة 1407هـ.
3 - أدب الكاتب: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ط. مطبعة السعادة بمصر سنة 1973ميلادي.
4 - أسس النحو العبري دراسة مقارنة: د. عبد الخالق بكر عبد الخالق ط. مكتبة عادل لطباعة الأوفست، د. ت.
5 - أساس البلاغة: للزمخشري، تحقيق الأستاذ عبد الرحيم محمود، الطبعة الأولى (إحياء المعاجم العربية) سنة 1371هـ.(1/354)
مناهل البحث
أولا المصادر والمراجع بعد القرآن الكريم
أالمراجع العربية:
(أ)
1 - الإتقان في علوم القرآن: لجلال الدين السيوطي، الطبعة الرابعة مصطفى البابي الحلبي سنة 1398هـ.
2 - الأدب التركي الإسلامي: د. محمد عبد اللطيف هريدي، ط. إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة 1407هـ.
3 - أدب الكاتب: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ط. مطبعة السعادة بمصر سنة 1973ميلادي.
4 - أسس النحو العبري دراسة مقارنة: د. عبد الخالق بكر عبد الخالق ط. مكتبة عادل لطباعة الأوفست، د. ت.
5 - أساس البلاغة: للزمخشري، تحقيق الأستاذ عبد الرحيم محمود، الطبعة الأولى (إحياء المعاجم العربية) سنة 1371هـ.(1/354)
6 - أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار حامد هلال، الطبعة الأولى دار الطباعة المحمدية سنة 1401هـ.
7 - الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق محمد إبراهيم سعد، ط. مطبعة مصر الحرة، د. ت.
8 - أطلس تاريخ الإسلام: د. حسين مؤنس، الطبعة الأولى الزهراء للإعلام العربي سنة 1987ميلادي.
9 - الأطلس العربي: الطبعة الأولى وزارة التربية والتعليم سنة 1405هـ.
10 - إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: مصطفى صادق الرافعي، الطبعة الثامنة دار الكتاب العربي ببيروت، د. ت.
11 - الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّي شير، ط 2دار العرب للبستاني، سنة 1987ميلادي.
(ب)
12 - البحر المحيط: لأبي حيان، ط. السعادة 1328هـ.
13 - بحوث في أسرار اللسان العربي: د. محمد عبد الحفيظ العريان، الطبعة الأولى سنة 1403هـ.
14 - البرهان في علوم القرآن: للزركشي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2عيسى البابي الحلبي.
15 - البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: للفيروزآبادي، تحقيق محمد المصري، الطبعة الأولى جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت سنة 1407هـ.
(ت)
16 - التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، إخراج وتعليق د. رمضان عبد التواب، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.(1/355)
6 - أصل العرب ولغتهم بين الحقائق والأباطيل: د. عبد الغفار حامد هلال، الطبعة الأولى دار الطباعة المحمدية سنة 1401هـ.
7 - الأصل والبيان في معرب القرآن: للشيخ حمزة فتح الله، تعليق محمد إبراهيم سعد، ط. مطبعة مصر الحرة، د. ت.
8 - أطلس تاريخ الإسلام: د. حسين مؤنس، الطبعة الأولى الزهراء للإعلام العربي سنة 1987ميلادي.
9 - الأطلس العربي: الطبعة الأولى وزارة التربية والتعليم سنة 1405هـ.
10 - إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: مصطفى صادق الرافعي، الطبعة الثامنة دار الكتاب العربي ببيروت، د. ت.
11 - الألفاظ الفارسية المعربة: للسيد أدّي شير، ط 2دار العرب للبستاني، سنة 1987ميلادي.
(ب)
12 - البحر المحيط: لأبي حيان، ط. السعادة 1328هـ.
13 - بحوث في أسرار اللسان العربي: د. محمد عبد الحفيظ العريان، الطبعة الأولى سنة 1403هـ.
14 - البرهان في علوم القرآن: للزركشي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2عيسى البابي الحلبي.
15 - البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: للفيروزآبادي، تحقيق محمد المصري، الطبعة الأولى جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت سنة 1407هـ.
(ت)
16 - التطور النحوي للغة العربية: برجشتراسر، إخراج وتعليق د. رمضان عبد التواب، ط. مطبعة المجد سنة 1402هـ.(1/355)
17 - تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة: تأليف الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي، ط. العبيكان بالرياض (سلسلة من التراث الإسلامي جامعة أم القرى).
18 - تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه: طوبيا العنيسي، ط. دار العرب للبستاني سنة 1964ميلادي.
19 - تفسير الجلالين: لجلال الدين السيوطي، وجلال الدين المحلي، مطبوع بهامش الفتوحات الإلهية للجمل، ط. عيسى البابي الحلبي.
20 - تفسير الطبري: ط. دار الفكر ببيروت سنة 1398هـ.
21 - تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1398هـ.
22 - تفسير القرآن العظيم: لابن كثير، ط. مكتبة التراث الإسلامي بحلب 1400هـ.
23 - تفسير مجاهد: تحقيق عبد الرحمن الطاهر بن محمد السوري، ط.
المنشورات العلمية ببيروت، نشر مجمع البحوث الإسلامية (إسلام آباد)، باكستان.
24 - التهذيب: للأزهري، تحقيق علي حسن هلالي، ط. الدار المصرية للتأليف والترجمة.
25 - تاريخ الأدب التركي: د. حسين مجيب المصري، ط. مطبعة الفكرة 1951ميلادي.
26 - تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر: د. مراد كامل ود. محمد حمدي البكري ود. زاكية محمد رشدي، ط. دار الثقافة للطباعة سنة 1974ميلادي.
27 - تاريخ الأدب العربي: أحمد حسن الزيات، ط 25دار نهضة مصر.(1/356)
17 - تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة: تأليف الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي، ط. العبيكان بالرياض (سلسلة من التراث الإسلامي جامعة أم القرى).
18 - تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه: طوبيا العنيسي، ط. دار العرب للبستاني سنة 1964ميلادي.
19 - تفسير الجلالين: لجلال الدين السيوطي، وجلال الدين المحلي، مطبوع بهامش الفتوحات الإلهية للجمل، ط. عيسى البابي الحلبي.
20 - تفسير الطبري: ط. دار الفكر ببيروت سنة 1398هـ.
21 - تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1398هـ.
22 - تفسير القرآن العظيم: لابن كثير، ط. مكتبة التراث الإسلامي بحلب 1400هـ.
23 - تفسير مجاهد: تحقيق عبد الرحمن الطاهر بن محمد السوري، ط.
المنشورات العلمية ببيروت، نشر مجمع البحوث الإسلامية (إسلام آباد)، باكستان.
24 - التهذيب: للأزهري، تحقيق علي حسن هلالي، ط. الدار المصرية للتأليف والترجمة.
25 - تاريخ الأدب التركي: د. حسين مجيب المصري، ط. مطبعة الفكرة 1951ميلادي.
26 - تاريخ الأدب السرياني من نشأته إلى العصر الحاضر: د. مراد كامل ود. محمد حمدي البكري ود. زاكية محمد رشدي، ط. دار الثقافة للطباعة سنة 1974ميلادي.
27 - تاريخ الأدب العربي: أحمد حسن الزيات، ط 25دار نهضة مصر.(1/356)
28 - تاريخ آداب العرب: مصطفى صادق الرافعي، ط 4دار الكتاب العربي سنة 1394هـ.
29 - تاريخ آداب اللغة العربية: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق د. شوقي ضيف، ط. دار الهلال.
30 - تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، الطبعة الأولى دار العلم ببيروت.
31 - تاريخ مصر والشرق العربي القديم: للدكتور سمير عبد الباسط إبراهيم ومسعود أحمد جبر سلامة ومحمد حجازي شحاتة وإبراهيم الدسوقي محمد حسين ورشدي مجلع الحكيم. ط. الأهرام التجارية سنة 1989ميلادي.
32 - التيسير في القراءات السبع: لأبي عمرو الداني، ط. جمعية المستشرقين الألمانية باستانبول سنة 1930. وط. حيدرآباد الهند.
(ث)
33 - الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين: عباس محمود العقاد، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب (المكتبة الثقافية 1).
(ج)
34 - الجمهرة: لابن دريد، ط. دار صادر.
35 - الجهود اللغوية خلال القرن الرابع عشر الهجري: د. عفيف عبد الرحمن، ط. دار الحرية بغداد سنة 1981ميلادي.
(ح)
36 - حاشية السيد الشريف على الكشاف: ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1981هـ.(1/357)
28 - تاريخ آداب العرب: مصطفى صادق الرافعي، ط 4دار الكتاب العربي سنة 1394هـ.
29 - تاريخ آداب اللغة العربية: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق د. شوقي ضيف، ط. دار الهلال.
30 - تاريخ اللغات السامية: أ. ولفنسون، الطبعة الأولى دار العلم ببيروت.
31 - تاريخ مصر والشرق العربي القديم: للدكتور سمير عبد الباسط إبراهيم ومسعود أحمد جبر سلامة ومحمد حجازي شحاتة وإبراهيم الدسوقي محمد حسين ورشدي مجلع الحكيم. ط. الأهرام التجارية سنة 1989ميلادي.
32 - التيسير في القراءات السبع: لأبي عمرو الداني، ط. جمعية المستشرقين الألمانية باستانبول سنة 1930. وط. حيدرآباد الهند.
(ث)
33 - الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين: عباس محمود العقاد، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب (المكتبة الثقافية 1).
(ج)
34 - الجمهرة: لابن دريد، ط. دار صادر.
35 - الجهود اللغوية خلال القرن الرابع عشر الهجري: د. عفيف عبد الرحمن، ط. دار الحرية بغداد سنة 1981ميلادي.
(ح)
36 - حاشية السيد الشريف على الكشاف: ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1981هـ.(1/357)
(خ)
37 - الخصائص: لابن جني، تحقيق محمد علي النجار، ط 3عالم الكتب سنة 1403هـ.
(د)
38 - دراسات في الأدب واللغة: د. حسن أحمد الكبير، الطبعة الأولى، مطبعة الأمانة سنة 1404هـ.
39 - دراسات في علم اللغة والمعاجم: د. محمد عزت قناوي ود. محمد السيد بكر، الطبعة الأولى، مؤسسة الرياض سنة 1406هـ.
40 - دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، الطبعة العاشرة دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
41 - دراسات لأسلوب القرآن الكريم: للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة ط. مطبعة السعادة، د. ت.
42 - دفاعا عن اللغة العربية: كمال الحاج، الطبعة الأولى، منشورات عويدات سنة 1959ميلادي.
43 - دلالة الألفاظ: د. إبراهيم أنيس، ط 4الأنجلو المصرية سنة 1980ميلادي.
(ر)
44 - الرسالة: للإمام محمد بن إدريس الشافعي، بتحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، الطبعة الأولى، مصطفى البابي الحلبي سنة 1358هـ.
45 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: للعلامة الألوسي البغدادي، ط 2الناشر مكتبة دار التراث.(1/358)
(خ)
37 - الخصائص: لابن جني، تحقيق محمد علي النجار، ط 3عالم الكتب سنة 1403هـ.
(د)
38 - دراسات في الأدب واللغة: د. حسن أحمد الكبير، الطبعة الأولى، مطبعة الأمانة سنة 1404هـ.
39 - دراسات في علم اللغة والمعاجم: د. محمد عزت قناوي ود. محمد السيد بكر، الطبعة الأولى، مؤسسة الرياض سنة 1406هـ.
40 - دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، الطبعة العاشرة دار العلم للملايين سنة 1983ميلادي.
41 - دراسات لأسلوب القرآن الكريم: للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة ط. مطبعة السعادة، د. ت.
42 - دفاعا عن اللغة العربية: كمال الحاج، الطبعة الأولى، منشورات عويدات سنة 1959ميلادي.
43 - دلالة الألفاظ: د. إبراهيم أنيس، ط 4الأنجلو المصرية سنة 1980ميلادي.
(ر)
44 - الرسالة: للإمام محمد بن إدريس الشافعي، بتحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، الطبعة الأولى، مصطفى البابي الحلبي سنة 1358هـ.
45 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: للعلامة الألوسي البغدادي، ط 2الناشر مكتبة دار التراث.(1/358)
(ز)
46 - زاد المسير في علم التفسير: لابن الجوزي، ط. المكتب الإسلامي ببيروت سنة 1404هـ.
(س)
47 - السبعة في القراءات: لابن مجاهد، تحقيق د. شوقي ضيف، ط. دار المعارف سنة 1972ميلادي.
(ش)
48 - شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل: للعلامة شهاب الدين الخفاجي، بتعليق د. محمد عبد المنعم خفاجي، الطبعة الأولى المطبعة المنيرية سنة 1371هـ.
(ص)
49 - الصاحبي: لابن فارس، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. عيسى البابي الحلبي سنة 1977ميلادي.
(ط)
50 - طلائع البشر في توجيه القراءات العشر: محمد الصادق قمحاوي، ص 1مطبعة النصر.
(ع)
51 - العرب والهند في عهد الرسالة: للقاضي أطهر مباركيوري الهندي، ترجمة عبد العزيز عزت عبد الجليل، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1973ميلادي.
52 - العربية دراسات في اللغة واللهجات والأساليب: يوهان فك، ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب، ط. المطبعة العربية الحديثة 1400هـ.(1/359)
(ز)
46 - زاد المسير في علم التفسير: لابن الجوزي، ط. المكتب الإسلامي ببيروت سنة 1404هـ.
(س)
47 - السبعة في القراءات: لابن مجاهد، تحقيق د. شوقي ضيف، ط. دار المعارف سنة 1972ميلادي.
(ش)
48 - شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل: للعلامة شهاب الدين الخفاجي، بتعليق د. محمد عبد المنعم خفاجي، الطبعة الأولى المطبعة المنيرية سنة 1371هـ.
(ص)
49 - الصاحبي: لابن فارس، تحقيق السيد أحمد صقر، ط. عيسى البابي الحلبي سنة 1977ميلادي.
(ط)
50 - طلائع البشر في توجيه القراءات العشر: محمد الصادق قمحاوي، ص 1مطبعة النصر.
(ع)
51 - العرب والهند في عهد الرسالة: للقاضي أطهر مباركيوري الهندي، ترجمة عبد العزيز عزت عبد الجليل، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1973ميلادي.
52 - العربية دراسات في اللغة واللهجات والأساليب: يوهان فك، ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب، ط. المطبعة العربية الحديثة 1400هـ.(1/359)
53 - علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ط 9دار نهضة مصر بالفجالة.
54 - علم اللغة: د. محمود السعران، ط. دار المعارف بمصر سنة 1962ميلادي.
55 - علم اللغة بين القديم والحديث: د. عبد الغفار هلال، ط 2الجبلاوي 1406هـ.
(غ)
56 - غرائب اللغة العربية: للأب رفائيل نخلة اليسوعي، ط 2المطبعة الكاثوليكية، ببيروت سنة 1960ميلادي.
(ف)
57 - الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية: تأليف سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل، ط. عيسى البابي الحلبي.
58 - الفصحى لغة القرآن: أنور الجندي، ط. دار الكتاب اللبناني سنة 1402هـ.
59 - الفصحى ولهجاتها: د. عبد الفتاح البركاوي، الطبعة الأولى د. ت.
60 - الفصحى ونظرية الفكر العامي: د. مرزوق بن صنتيان بن تنباك، ط.
مطابع الفرزدق بالرياض 1408هـ، الطبعة الثانية.
61 - فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ط. مطبعة الأمانة سنة 1404هـ.
62 - فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ط. دار نهضة مصر.
63 - فقه اللغة العربية: د. إبراهيم محمد نجا، الطبعة الأولى مطبعة السعادة سنة 1965.
64 - فقه اللغة وسر العربية: لأبي منصور الثعالبي، ط. مطبعة الاستقامة.(1/360)
53 - علم اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ط 9دار نهضة مصر بالفجالة.
54 - علم اللغة: د. محمود السعران، ط. دار المعارف بمصر سنة 1962ميلادي.
55 - علم اللغة بين القديم والحديث: د. عبد الغفار هلال، ط 2الجبلاوي 1406هـ.
(غ)
56 - غرائب اللغة العربية: للأب رفائيل نخلة اليسوعي، ط 2المطبعة الكاثوليكية، ببيروت سنة 1960ميلادي.
(ف)
57 - الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية: تأليف سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل، ط. عيسى البابي الحلبي.
58 - الفصحى لغة القرآن: أنور الجندي، ط. دار الكتاب اللبناني سنة 1402هـ.
59 - الفصحى ولهجاتها: د. عبد الفتاح البركاوي، الطبعة الأولى د. ت.
60 - الفصحى ونظرية الفكر العامي: د. مرزوق بن صنتيان بن تنباك، ط.
مطابع الفرزدق بالرياض 1408هـ، الطبعة الثانية.
61 - فقه اللغة: د. إبراهيم محمد أبو سكين، ط. مطبعة الأمانة سنة 1404هـ.
62 - فقه اللغة: د. علي عبد الواحد وافي، ط. دار نهضة مصر.
63 - فقه اللغة العربية: د. إبراهيم محمد نجا، الطبعة الأولى مطبعة السعادة سنة 1965.
64 - فقه اللغة وسر العربية: لأبي منصور الثعالبي، ط. مطبعة الاستقامة.(1/360)
65 - الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق د.
مراد كامل، ط 2دار الهلال 1904.
66 - في الأدب العربي التركي (دراسة في الأدب الإسلامي المقارن): د.
حسين مجيب المصري، ط. مكتبة النهضة المصرية سنة 1962ميلادي.
67 - في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس، ط. أولى الأنجلو المصرية سنة 1984ميلادي.
(ق)
68 - قبس من وحي اللغة: د شعبان عبد العظيم، ط. أولى الأمانة بمصر سنة 1402هـ.
69 - القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين، الناشر: مكتبة الخانجي بالقاهرة.
70 - قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، الطبعة الأولى، الناشر دار الكتاب اللبناني ببيروت.
(ك)
71 - الكتاب: لسيبويه، ط. بولاق سنة 1316هـ.
72 - الكتاب المقدس (ويحتوي على كتب العهدين القديم والحديث): ط.
دار حلمي للطباعة سنة 1970ميلادي.
73 - الكشاف: للزمخشري، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(ل)
74 - لحن العامة في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة: د. عبد العزيز مطر، ط. دار الكتاب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة سنة 1986ميلادي.
75 - لسان العرب: لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد
حسب الله وهاشم محمد الشاذلي ط. دار المعارف، د. ت.(1/361)
65 - الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية: جرجي زيدان، مراجعة وتعليق د.
مراد كامل، ط 2دار الهلال 1904.
66 - في الأدب العربي التركي (دراسة في الأدب الإسلامي المقارن): د.
حسين مجيب المصري، ط. مكتبة النهضة المصرية سنة 1962ميلادي.
67 - في اللهجات العربية: د. إبراهيم أنيس، ط. أولى الأنجلو المصرية سنة 1984ميلادي.
(ق)
68 - قبس من وحي اللغة: د شعبان عبد العظيم، ط. أولى الأمانة بمصر سنة 1402هـ.
69 - القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين، الناشر: مكتبة الخانجي بالقاهرة.
70 - قاموس الفارسية: د. عبد النعيم محمد حسنين، الطبعة الأولى، الناشر دار الكتاب اللبناني ببيروت.
(ك)
71 - الكتاب: لسيبويه، ط. بولاق سنة 1316هـ.
72 - الكتاب المقدس (ويحتوي على كتب العهدين القديم والحديث): ط.
دار حلمي للطباعة سنة 1970ميلادي.
73 - الكشاف: للزمخشري، ط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1392هـ.
(ل)
74 - لحن العامة في ضوء الدراسات اللغوية الحديثة: د. عبد العزيز مطر، ط. دار الكتاب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة سنة 1986ميلادي.
75 - لسان العرب: لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد
حسب الله وهاشم محمد الشاذلي ط. دار المعارف، د. ت.(1/361)
75 - لسان العرب: لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد
حسب الله وهاشم محمد الشاذلي ط. دار المعارف، د. ت.
76 - اللغة: فندريس، ترجمة الدواخلي والقصاص ط. لجنة البيان العربي.
77 - اللغة بين القومية والعالمية: د. إبراهيم أنيس، ط. دار المعارف بمصر سنة 1970ميلادي.
78 - لغة تميم دراسة تاريخية وصفية: د. ضاحي عبد الباقي، ط. الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية سنة 1405هـ.
79 - اللغة الشاعرة مزايا الفن والتعبير في اللغة العربية: عباس محمود العقاد، ط. مكتبة غريب.
80 - اللغة العربية أم اللغات ولغة البشرية: إسماعيل العرفي ط (دار الفكر بدمشق 1406هـ.
81 - اللغة العربية خصائصها وسماتها: د. عبد الغفار هلال، ط 3 مطبعة الحضارة العربية سنة 1406هـ.
82 - اللغة العربية عبر القرون: د. محمود فهمي حجازي، ط. دار الثقافة 1978ميلادي.
83 - اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، مراجعة د. مراد كامل ط.
دار الهلال.
84 - اللغة الفارسية: د. محمد نور الدين بن عبد المنعم، ط. دار المعارف سنة 1977ميلادي.
85 - اللغة الفارسية نحوها وأدبها وبلاغتها: د. عفاف السيد زيدان ود.
محمد نور الدين عبد المنعم ود. محمود محروس قشطة ود. يوسف صلاح الدين، ط. الأنجلو سنة 1396هـ.
86 - اللغة والمجتمع: د. علي عبد الواحد وافي، ط. دار إحياء الكتب العربية.(1/362)
75 - لسان العرب: لابن منظور، تحقيق عبد الله علي الكبير ومحمد أحمد
حسب الله وهاشم محمد الشاذلي ط. دار المعارف، د. ت.
76 - اللغة: فندريس، ترجمة الدواخلي والقصاص ط. لجنة البيان العربي.
77 - اللغة بين القومية والعالمية: د. إبراهيم أنيس، ط. دار المعارف بمصر سنة 1970ميلادي.
78 - لغة تميم دراسة تاريخية وصفية: د. ضاحي عبد الباقي، ط. الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية سنة 1405هـ.
79 - اللغة الشاعرة مزايا الفن والتعبير في اللغة العربية: عباس محمود العقاد، ط. مكتبة غريب.
80 - اللغة العربية أم اللغات ولغة البشرية: إسماعيل العرفي ط (دار الفكر بدمشق 1406هـ.
81 - اللغة العربية خصائصها وسماتها: د. عبد الغفار هلال، ط 3 مطبعة الحضارة العربية سنة 1406هـ.
82 - اللغة العربية عبر القرون: د. محمود فهمي حجازي، ط. دار الثقافة 1978ميلادي.
83 - اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان، مراجعة د. مراد كامل ط.
دار الهلال.
84 - اللغة الفارسية: د. محمد نور الدين بن عبد المنعم، ط. دار المعارف سنة 1977ميلادي.
85 - اللغة الفارسية نحوها وأدبها وبلاغتها: د. عفاف السيد زيدان ود.
محمد نور الدين عبد المنعم ود. محمود محروس قشطة ود. يوسف صلاح الدين، ط. الأنجلو سنة 1396هـ.
86 - اللغة والمجتمع: د. علي عبد الواحد وافي، ط. دار إحياء الكتب العربية.(1/362)
(م)
87 - محاضرات في فقه اللغة العربية: د. عبد الله العزازي (كتاب دراسي)، بدون ذكر الطباعة والتاريخ.
88 - محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر، سنة 1978ميلادي، بدون ذكر الطباعة.
89 - مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي، ط.
عيسى البابي الحلبي.
90 - المزهر: للعلامة السيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين، ط. دار التراث.
91 - المسلسل في غريب لغة العرب: لأبي الطاهر محمد بن يوسف بن عبد الله التميمي، تحقيق محمد عبد الجواد، ط. وزارة الثقافة والإرشاد القومي (سلسلة تراثنا) د. ت.
92 - معترك الأقران في إعجاز القرآن: للسيوطي، تحقيق على محمد البجاوي، ط. دار الفكر العربي.
93 - المعجم الذهبي: د. محمد التونجي، ط. دار العلم للملايين ببيروت.
94 - معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثانية، عيسى البابي الحلبي.
95 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: محمد فؤاد عبد الباقي، ط.
دار الحديث سنة 1407هـ.
96 - المعجم الوسيط: د. إبراهيم أنيس ود. عبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي ومحمد خلف الله أحمد، الطبعة الثانية مجمع اللغة العربية.(1/363)
(م)
87 - محاضرات في فقه اللغة العربية: د. عبد الله العزازي (كتاب دراسي)، بدون ذكر الطباعة والتاريخ.
88 - محاضرات في اللهجات العربية: د. محمد أحمد خاطر، سنة 1978ميلادي، بدون ذكر الطباعة.
89 - مختار الصحاح: للإمام محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي، ط.
عيسى البابي الحلبي.
90 - المزهر: للعلامة السيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين، ط. دار التراث.
91 - المسلسل في غريب لغة العرب: لأبي الطاهر محمد بن يوسف بن عبد الله التميمي، تحقيق محمد عبد الجواد، ط. وزارة الثقافة والإرشاد القومي (سلسلة تراثنا) د. ت.
92 - معترك الأقران في إعجاز القرآن: للسيوطي، تحقيق على محمد البجاوي، ط. دار الفكر العربي.
93 - المعجم الذهبي: د. محمد التونجي، ط. دار العلم للملايين ببيروت.
94 - معجم غريب القرآن: محمد فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثانية، عيسى البابي الحلبي.
95 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: محمد فؤاد عبد الباقي، ط.
دار الحديث سنة 1407هـ.
96 - المعجم الوسيط: د. إبراهيم أنيس ود. عبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي ومحمد خلف الله أحمد، الطبعة الثانية مجمع اللغة العربية.(1/363)
97 - المعرّب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، الطبعة الثانية دار الكتب سنة 1389هـ.
98 - المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني، تحقيق محمد سيد الكيلاني، ط. دار المعرفة ببيروت. وط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1381هـ.
99 - من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، الطبعة الثالثة، الأنجلو المصرية، سنة 1966ميلادي.
100 - من تراثنا اللغوي القديم. ما يسمى في العربية بالدخيل: ط. باقرط.
المجمع العلمي العراقي سنة 1400هـ.
101 - من عيون التراث اللغوي: د. محمد السيد عطية، الطبعة الأولى 1407هـ.
102 - من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد عطية، ط. أولى مؤسسة الرياض سنة 1407هـ.
103 - مناهل العرفان في علوم القرآن: الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، ط. عيسى البابي الحلبي.
104 - المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي، تحقيق د.
إبراهيم أبو سكين، ط. الأمانة سنة 1400هـ.
105 - المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية: تأليف تقي الدين أبي القاسم أحمد بن علي المقريزي (ت 845هـ)، ط. دار صادر بيروت.
(ن)
106 - النبوة والأنبياء: محمد علي الصابوني، الطبعة الثانية 1400هـ.
107 - نظم القرآن والكتاب: الخوري حداد، بدون ذكر الطباعة والتاريخ.(1/364)
97 - المعرّب: للجواليقي، تحقيق أحمد محمد شاكر، الطبعة الثانية دار الكتب سنة 1389هـ.
98 - المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني، تحقيق محمد سيد الكيلاني، ط. دار المعرفة ببيروت. وط. مصطفى البابي الحلبي سنة 1381هـ.
99 - من أسرار اللغة: د. إبراهيم أنيس، الطبعة الثالثة، الأنجلو المصرية، سنة 1966ميلادي.
100 - من تراثنا اللغوي القديم. ما يسمى في العربية بالدخيل: ط. باقرط.
المجمع العلمي العراقي سنة 1400هـ.
101 - من عيون التراث اللغوي: د. محمد السيد عطية، الطبعة الأولى 1407هـ.
102 - من قضايا فقه العربية: د. محمد السيد عطية، ط. أولى مؤسسة الرياض سنة 1407هـ.
103 - مناهل العرفان في علوم القرآن: الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، ط. عيسى البابي الحلبي.
104 - المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي، تحقيق د.
إبراهيم أبو سكين، ط. الأمانة سنة 1400هـ.
105 - المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية: تأليف تقي الدين أبي القاسم أحمد بن علي المقريزي (ت 845هـ)، ط. دار صادر بيروت.
(ن)
106 - النبوة والأنبياء: محمد علي الصابوني، الطبعة الثانية 1400هـ.
107 - نظم القرآن والكتاب: الخوري حداد، بدون ذكر الطباعة والتاريخ.(1/364)